الموضوعات لابن الجوزي

ابن الجوزي

تقديم [المحقق]

تَقْدِيم [الْمُحَقق] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله. وَبعد ... مَعْلُوم أَن الْإِسْلَام عقيدة وَعَملا قَامَ على دعامتين أساسيتين، هما كتاب الله تَعَالَى وَسنة نبيه الْكَرِيم، وَالسّنة فِي ذَاتهَا تبيان للْكتاب وتطبيق لَهُ. وَكَانَ الرَّسُول الْكَرِيم عَلَيْهِ صلوَات الله تَعَالَى بِمَا أُوتى من جَوَامِع الْكَلم وبليغ القَوْل يُؤدى عَن ربه، تَفْصِيلًا لما أجمل من قُرْآن، أَو تَصْرِيحًا عَن أَمر ألمح إِلَيْهِ الْوَحْي، أَو إِجَابَة عَن تساؤل تحيرت فِيهِ أفكار النَّاس، أَو تَعْبِير عَن إحساس عميق بحقائق هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا، وَمَا هُوَ كَائِن بعْدهَا من أَحْدَاث..وَكَانَ لتعبيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نمط فريد، جمع بَين ملاحة الْعبارَة وتآلف كلماتها، وتجاذب أصواتها، وشمول مَعْنَاهَا، وعمقه ودقته..بِحَيْثُ تتْرك من آثارها فِي نفس السَّامع، حقائق مُسْتَقِرَّة، مريحة. توقظ المشاعر، وتتمزج بالفطرة، وتتغلغل فِي أعماقها. كَانَ لحديثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نمط فريد، اخْتصَّ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَام. جمع بَين الإيجاز فِي اللَّفْظ، والوضوح المفعم بالإحساس، وَالْجمال فِي التَّعْبِير، والحلاوة فِي الْإِيقَاع. وَلم يكن لأحد من فحول الشُّعَرَاء، ومصاقع الخطباء، ومشاهير البلغاء، من الْقُدْرَة، أَو الموهبة، مَا يُعينهُ على أَن ينسج على منواله فِي أَحَادِيثه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وأكثرها على البديهة. فَكيف بِالَّذِي قَالَه عَلَيْهِ السَّلَام على الروية. ! وهيهات. للذى تقدم من الشَّرْح يرغم عدم التدوين (1) إبان حَيَاته الْمُبَارَكَة - حفظ

_ (1) الْمَقْصُود بالتدوين لَيْسَ مُجَرّد الْكِتَابَة، بل التَّأْلِيف المبوب المنظم. (*)

النَّاس كل مَا قَالَ. وَهَذِه - فِيمَا نعلم - ظَاهِرَة لم تحدث فِي تَارِيخ البشرية، على امتداد أحقابها..لم يحدث أبدا أَن حفظ جيل كَامِل معاصر لرجل..كل كلمة نطقت بهَا شفتاه..سَمِعت مِنْهُ. أَو نقلت عَنهُ. ثمَّ كَانَ الْحفاظ عَلَيْهَا صنو الْحفاظ على الْحَيَاة. إيثارا وحبا وتأثرا وحنينا. على أَن من حفظ. إِنَّمَا كَانَ يشْبع حَاجَة النَّفس العطشى. وينشد راحتها، غير قَاصد بِمَا يسمع، أَنه يسمع لينقل لغيره أَو للأجيال عبر التَّارِيخ. وَلَا هُوَ عَامِد إِلَى ذَلِك. إِنَّمَا كَانَ يسمع ليروي غلَّة صادية، وفطرة مشتاقة. وَهُوَ فِي أعماقه عَاجز عَن التَّقْلِيد، عَاجز عَن الْإِعْرَاض، حَتَّى لَو أَرَادَ. فَكيف بِحَالهِ وَهُوَ الْمقبل المتلهف على الْحِكْمَة الْبَالِغَة. والعبارة الآسرة. وَالْمعْنَى الْجَلِيل. كَذَلِك كَانَ أَصْحَابه عَلَيْهِ السَّلَام. يحفظون عَنهُ فِيمَا يحفظون كَلَامه العادي. على حِين أَنه مُجَرّد أَدَاء لمتطلبات حَيَاته الْمُبَارَكَة فِي حلّه وترحاله، فِي حربه وَسلمهُ، فِي مأكله ومشربه، فِي غَضَبه وَرضَاهُ، فِي سروره وحزنه. وأفضى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ربه الْكَرِيم. رَاضِيا مرضيا. وَكَلَامه مَحْفُوظ غير مَكْتُوب. وَكَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام أبي أَن يتْرك بعد مَوته مَعَ كتاب الله كتابا. اللَّهُمَّ إِلَّا شَيْئا لَا يدْخل فِي حكم التدوين. وَهُوَ اتجاه صرح بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب - رَضِي الله عَنهُ - أَيَّام خِلَافَته حِين اقترح بَعضهم كِتَابَة حَدِيثه رَسُول الله. فأبي ذَلِك وَلم يرتضه. وَمضى خير الْقُرُون - وَلم يدون الحَدِيث وَلَا وضع فِيهِ كتاب. لَكِن كَانَت - خلال ذَلِك - أطلت الْفِتَن برؤوسها. فطوت فِي أعاصيرها الهوجاء - حيوات غاليات، قتل عمر الْفَارُوق الملهم، وَعُثْمَان الْحَيِي الْكَرِيم، وعَلى الْقوي الْحَكِيم. وَطَلْحَة الصَّالح المبشر، وَالزُّبَيْر الحوارى الشَّهِيد. وسواهم وسواهم كثير. ثمَّ قتل مِمَّن بعدهمْ الْحُسَيْن بن عَليّ وَمَعَهُ أمة من الصَّالِحين. ووراء كل

نصراء وَأَصْحَاب وشيعة وأحزاب. وعَلى امتداد عصر الرَّاشِدين. وخاصة عَليّ رَضِي الله عَنهُ. وعَلى امتداد حكم الأمويين. وخاصة أَيَّام مُعَاوِيَة إِلَى عبد الملك. وفى مطلع أَيَّام العباسيين وخاصة أَيَّام أَبى عبد الله السفاح وَأبي مُسلم الْخُرَاسَانِي. فِي إبان تِلْكَ الْأَيَّام، طورا طورا. وفى مُخْتَلف الأنحاء من معمور الأَرْض والبلاد. بِلَاد الْمُسلمين. على تبَاين الْأَجْنَاس، وتفرق الْأَهْوَاء والقوميات والعصبيات. والسياسة فِي خدمَة المعركة. والإثارة فِي خدمَة السياسة. والهوى مستحكم. وَالشَّر مستطار. والفتن يقظى بعد هجوع. وَالْحكم للسيف. والغلب لمن كثر أعوانه..فِي هَذَا المضطرب عبر الْأَيَّام سعى الْخُصُوم وَرَاء الْخُصُوم، كل يعزز رَأْيه وَحزبه. الْعَرَب فِي الْأَغْلَب بالشعر والنثر والمأثور والخطابة. والعجم فِي الْأَغْلَب بالكيد والوقيعة والسعاية والدعاية. وَكَانَ من أفعل الكيد، وأخبث الدعاية، أَن يصنع حَدِيث على نمط مقارب لآخر صَحِيح، فِي لَفظه وجرسه، وشكله وسمته. وينسب إِلَى الرَّسُول الْكَرِيم عَلَيْهِ السَّلَام. تمييزا لشخص على آخر، أَو إنباء بحادث لَهُ دلَالَة لم يكن وَقع آنذاك، ثمت وَقع مُؤَخرا. أَو نصْرَة لرأي أَو مَذْهَب اخْتصم فِيهِ الأخصام، أَو إشادة بمنقبة، أَو افتعال لمثلبة. وَجرى ذَلِك وشاع فِي ندرة وَقلة أَيَّام عمر وَعُثْمَان خَاصَّة من يهود. وفى غَلَبَة وَكَثْرَة أَيَّام عَليّ وَمُعَاوِيَة - خَاصَّة من فرس. وهاجت حمى وضع الْأَحَادِيث ونسبتها إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا تَلا ذَلِك من أَيَّام، وَجَاءَت تترى من كل صوب، تزاحم الصَّحِيح لتزيله وتستقر فِي الأذهان مَكَانَهُ.

وَمن وَرَائِهَا الْغَرَض الْخَبيث، والكيد للاسلام، وإحلال القثور فِي مَوَاضِع اللّبَاب، والتفاهات فِي ثوب الْمُهِمَّات، والشرك فِي مَوَاضِع التَّوْحِيد، والخرافات والترهات بَدَلا من الْحَقَائِق والبديهيات (1) . وتطور (فن وضع الحَدِيث) مَعَ الزَّمن وتدهور من أغراض الْحَرْب والسياسة تبعا لخور النُّفُوس وانحطاط الْأَغْرَاض إِلَى أغراض أخر دون مَا تحرج وَلَا تأثم، حَتَّى تجَاوز الْوَضع حُدُود الْخُصُومَات والخلافات السياسية والمذهبية إِلَى التكسب بِهِ، كاسترضاء الْخُلَفَاء والأمراء (2) رَغْبَة فِيمَا فِي أَيْديهم من المَال والضياع، أَو طلبا للرياسة والجاه وَبعد الصيت، والمباهاة عِنْد الْعَامَّة. وانحطت الْأَغْرَاض فِي الْوَضع وَالْكذب، عَليّ رَسُول الله، أَكثر فَأكْثر حَتَّى وصلت إِلَى حد الخبل والبلاهة وَمَا يشبه كَلَام الصّبيان. إِلَى حد أَنه لَا يستعظم على كَذَّاب أَن يضع حَدِيثا وَيُقِيم لَهُ سندا (3) يصل بِهِ إِلَى الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يمدح بِهِ قبيلته أَو بلدته أَو نوع ثَوْبه أَو طَعَاما يُحِبهُ أَو شرابًا يسيغه أَو فَاكِهَة يؤثرها على غَيرهَا..إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ من الْخَلْط والتهريج، بالعمد وَالنِّيَّة السَّيئَة وَالْقَصْد فِي الْأَغْلَب، وبالبلاهة والغباء والتعالم فِي الاقل. وبشئ من الإيجاز يُمكن تصور الْموقف بِالنِّسْبَةِ لتناقل الحَدِيث وتفشى الْوَضع فِيهِ. مَعَ تَلْخِيص الْأَسْبَاب الْمُبَاشرَة لنجاح الْكَذَّابين فِي وضع مَا وضعوه

_ (1) من قبيل ذَلِك مَا نقل عَن ابْن أَبى العوجاء أَنه قَالَ حِين أَخذ لتضرب عَنهُ: لقد وضعت فِيكُم أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث أحرم فِيهَا وأحلل. (2) روى أَن غياث بن إِبْرَاهِيم دخل على المهدى - وَكَانَ يلهو بالرهان على الْحمام. فروى لَهُ حَدِيث " لاسبق إِلا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ أَو جنَاح " فسكافأه بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم. فَلَمَّا قَامَ غياث ليخرج قَالَ الْمَهْدِي: أشهد أَن قفاك قفا كَذَّاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم " جنَاح " وَلَكِن أَرَادَ ليتقرب إِلَيْنَا. (3) ذكر سُفْيَان الثَّوْريّ أَنه سمع فِيمَا أسْند إِلَى جَابر بن عبد الله وَحده ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث مَا يسْتَحل جَابر نَفسه أَن يذكر شَيْئا مِنْهَا. (*)

من الْأَحَادِيث وإشاعتها بَين الْمُسلمين بالصورة الوبائية الْمَعْلُومَة لَدَى أهل الحَدِيث على النَّحْو التَّالِي: أَولا: انحراف المزاج الفكري والعاطفي للشعوب الأعجمية الَّتِي دخلت الْإِسْلَام فِي أعقاب الْفتُوح أَو الَّتِي عاشت تَحت حكمه على دينهَا، والأفراد الَّذين تظاهروا بِالْإِسْلَامِ تقية كبعض الْيَهُود وَالْمَجُوس. ثَانِيًا: مَاتَ الرَّسُول الْكَرِيم، وَكَانَ عدد من بَقِي بعد مَوته من أَصْحَابه الَّذين رَأَوْهُ وسمعوا مِنْهُ زهاء مائَة ألف أَو يزِيدُونَ سمع مِنْهُم من التَّابِعين وتابعي التَّابِعين من لَا يُحْصى كَثْرَة. من مُخْتَلف الْأَجْنَاس وفى مُخْتَلف الْبِقَاع. فِي غمرة هَذِه الْكَثْرَة، وافتقاد ضَابِط الصِّحَّة للرواية، فِي الزَّمَان وَالْمَكَان. غافل الكذابون النَّاس وَوَضَعُوا مَا شَاءُوا. وَتعذر، بل اسْتَحَالَ حصر مَا وضعوه (1) . ثَالِثا: انتهز الكذابون فرْصَة كَثْرَة مَا رَوَاهُ أَمْثَال أبي هُرَيْرَة من الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهى كَثِيرَة جدا - فوضعوا من الْأَحَادِيث المكذوبة شَيْئا كثيرا نسبوه للنَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام زورا عَن طَرِيق أبي هُرَيْرَة، ليتوه كثيرهم المكذوب فِي كَثِيره الصَّحِيح، وليشق تَمْيِيز صَحِيحه من سقيمهم. وَقد كَانَ. وعاش إِلَى جوَار الوضاعين الشانئين، وضاعون آخَرُونَ من طراز مُخْتَلف، شَأْنهمْ أعجب، وسلو كهم أغرب. وضاعون صَالِحُونَ غيورون على الْإِسْلَام. يضعون الحَدِيث، ويزورون على الرَّسُول مَا لم يقل. تقربا لله سُبْحَانَهُ وتزلفا إِلَيْهِ. وَمَا كَأَنَّهُمْ أثموا. وَلَا جَاءُوا ظلما من القَوْل وزورا.

_ (1) أدْرك ابْن عَبَّاس أَوَائِل ذَلِك الزَّمن فَقَالَ متحسرا: كُنَّا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا ركب النَّاس الصعب والذلول تركنَا الحَدِيث. (*)

فَهَذَا أَبُو عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم يتعقب سور الْقُرْآن وَاحِدَة وَاحِدَة، فليصق بِكُل سُورَة فَضِيلَة، ويرتب لَهَا فَائِدَة، وَيَضَع فِيهَا حَدِيثا ينْسبهُ إِلَى الرَّسُول زورا بعد أَن يصنع لَهُ سندا يَنْتَهِي فِي غَالب مَا وضع إِلَى ابْن عَبَّاس، ثمَّ إِلَى النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَن طَرِيق عِكْرِمَة بن أبي جهل. كَمَا كَانَ أَحْيَانًا يرفع إِلَى أبي بن كَعْب أَو سواهُ. وَالْعجب مِنْهُ وَمن أَمْثَاله. لَا يرى أَنه وَقع فِي إِثْم بِمَا فعل! اسْمَع إِلَيْهِ يدْفع عَن نَفسه اللوم حِين عوتب فَيَقُول: لما رَأَيْت اشْتِغَال النَّاس النَّاس بِفقه أبي حنيفَة، وَمَغَازِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وَأَنَّهُمْ أَعرضُوا عَن الْقُرْآن، وضعت هَذِه الْأَحَادِيث حسبَة لله تَعَالَى. كَذَلِك وهب بن مُنَبّه. أسلم يعد يَهُودِيَّة، وَكَانَ يضع الحَدِيث فِي فَضَائِل الْأَعْمَال. وَفعل مثل فعله عبد الملك بن عبد الْعَزِيز الَّذِي أسلم بعد نَصْرَانِيَّة..ونشط وضاعون آخَرُونَ. يضعون وينسبون مَا وضعُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زورا. فِي فَضَائِل من أَحبُّوا، ومثالب من أبغضوا، ثمَّ زبفوا لَهَا الْأَسَانِيد أَيْضا، كَيْلا يتَطَرَّق إِلَيْهَا الشَّك، أَو ينْكَشف الزيف. وأسرف فِي ذَلِك جماعات، كأمثال النقاش والقطيعي والثعلبي والأهوازي وَأبي نعيم والخطيب. وسواهم فِيمَا وضعُوا من مَنَاقِب وفضائل أبي بكر الصّديق وَعمر وَعُثْمَان وَمُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُم. وعَلى الضِّدّ من هَؤُلَاءِ قَامَت جماعات أخر تكيل الْكَيْل كيلين، فَوضعت فِي مَنَاقِب على رَضِي الله عَنهُ من الْأَحَادِيث المستغربة مَا لَا يدْخل تَحت حصر، من أَمْثَال: أَحْمد بن نصر الذِّرَاع، وحبة بن جُوَيْن، وَبشر بن إِبْرَاهِيم، وَعباد بن يَعْقُوب، وَعبد الله بن داهر. وَمَا كَانَ أَبُو بكر وَلَا عمر وَلَا عُثْمَان وَلَا على فِي حَاجَة إِلَى مديح أَو إشادة من أَمْثَال هَؤُلَاءِ. علم الله.

ونشط غير هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء آخَرُونَ من الزَّنَادِقَة الَّذين لم يَكُونُوا برئوا بعد من أثر الْمَجُوسِيَّة والمانوية والزردشية والمزدكية. كَانَ هَمهمْ وضع الحَدِيث لبلبلة الأفكار وإفساد عقائد الْمُسلمين. لقد أحصى المحدثون لبَعض فرق الزَّنَادِقَة وحدهم زهاء أَرْبَعَة عشر ألف حَدِيث مَكْذُوب على الرَّسُول الْكَرِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. وأفظع من ذَلِك وأشنع مَا صنعه ثَلَاثَة نفر فَحسب هم: أَحْمد بن عبد الله الجويباري، وَمُحَمّد بن عكاشة الْكرْمَانِي، وَمُحَمّد بن تَمِيم الْفرْيَابِيّ، الَّذين وضعُوا عشرَة آلَاف حَدِيث وحدهم ونسبوها زورا إِلَى النَّبِي الْكَرِيم، ليضلوا بهَا عَن سَبِيل الله. وَلم يكن هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة، فرسَان حلبة خلت من أَقْرَان، بل كَانَ هُنَاكَ مِمَّن ساواهم، بل بزهم وضاعون آخَرُونَ من أَمْثَال: ابْن أبي يحيى بِالْمَدِينَةِ، والواقدي بِبَغْدَاد، وَمُحَمّد بن سعيد المصلوب بِالشَّام، وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان بخراسان. لم تكن حَرَكَة الْوَضع وضع الْأَحَادِيث المكذوبة على الرَّسُول الْكَرِيم حَرَكَة ارتجالية عفوية فِي كل الأحيان، إِنَّمَا تطورت إِلَى حَرَكَة مدروسة هادفة، وخطة شَامِلَة لَهَا خطرها وآثارها. كَانَ من نتائجها الْمُبَاشرَة على العديد من أجيال الْمُسلمين فِي العديد من أقطارهم، شيوع مَا لَا يُحْصى من الآراء الغريبة، وَالْقَوَاعِد الْفِقْهِيَّة الشاذة، والعقائد الزائفة، والافتراضات النظرية المضحكة الَّتِي أيدتها، وتعاملت بهَا، وروجت لَهَا، فرق وَطَوَائِف مُعينَة، لبست مسوح الدروشة والتصوف حينا، والفلسفة حينا، والعباد والزهاد أَحْيَانًا. وجافت فِي غَالب أحوالها السلوك السوي والفكر وَالْعقل السَّلِيم، فضلا عَن مجافاتها الصارخة لكتاب الله سُبْحَانَهُ، وَهدى نبيه الْكَرِيم عَلَيْهِ والصلاه السَّلَام. إزاء ذَلِك. وفى بَوَادِر هَذَا الطوفان وَقد أوشك الْقرن الثَّانِي أَن ينتصف

قَامَت أول محاولة جدية لتخليص الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة من مئات الألوف المزيفة. تشوفت نفس أبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَكَانَ امْرَءًا تواقا إِلَى الْعلم، حفيا بالعلماء إِلَى كتاب ينفض الزيف ويبقي على الصَّحِيح. تخير لهَذِهِ المهمة مَالك ابْن أنس الأصبحي، خيرة أهل الأَرْض فِي زَمَانه علما وتقى، وَإِمَام دَار الْهِجْرَة، وفقيه الْمُسلمين، وصفوة صلحاء أهل الْيمن، وَبَقِيَّة مُلُوك حمير. شمر لَهَا الإِمَام الْجَلِيل، وواصل اللَّيْل بِالنَّهَارِ. يجمع ويمحص، ويحقق ويدقق. حَتَّى اجْتمعت لَدَيْهِ مائَة ألف حَدِيث. انتخب مِنْهَا عشرَة آلَاف ونبذ التسعين ألفا. حَيْثُ وضح لَدَيْهِ زيفها، وَقَامَ عِنْده الدَّلِيل على وَضعهَا. ثمَّ لم يزل خلال أَرْبَعِينَ سنة دأبا يعرض مَا انتخب على الْكتاب وَالسّنة، ويقيسها بالآثار وَالْأَخْبَار، حَتَّى رجعت إِلَى خَمْسمِائَة حَدِيث فَقَط، هِيَ كل مَا صَحَّ لَدَيْهِ من الْعشْرَة الآلاف المنتخبة، بل الْمِائَة ألف الأولى. قَالَ الهراس فِي تَعْلِيقه على الاصول: إِن موطأه مَالك كَانَ اشْتَمَل على تِسْعَة آلَاف حَدِيث، ثمَّ لم يزل ينتقى حَتَّى رَجَعَ إِلَى سَبْعمِائة. وَقَالَ عَتيق بن يَعْقُوب: وضع مَالك موطأه على نَحْو عشرَة آلَاف حَدِيث، فَلم يزل ينظر فِيهِ كل سنة، وَيسْقط مِنْهُ، حَتَّى بَقِي هَذَا. فَهَذَا الَّذِي صنعه مَالك وَجمعه خلال قرَابَة نصف قرن، يعد من خير الْقُرُون، بلغ زهاء خَمْسمِائَة فَحسب، من مائَة ألف. وَيَا لَهَا من نِسْبَة. وَمَالك بن أنس هُوَ الْعلم ناهيك بِهِ فضل علم. وَفضل تقى. وَقرب عهد بعصر الرسَالَة، وزمن الصَّحَابَة، وموطن الدَّين، ومسرح الْإِسْلَام كَانَت هَذِه المحاولة. أول محاولة ناضجة، مستكملة لعناصر الْبَقَاء، لتصنيف الحَدِيث النَّبَوِيّ وَجمعه، وتمييز صَحِيحه من سقيمه. أما محاولات ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ على رَأس الْمِائَة الأولى، ثمَّ ابْن الْمَاجشون

عبد الْعَزِيز بن عبد الله، وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة، أَو الرّبيع بن صبيح. فقد كَانَت مُجَرّد إرهاصات لهَذَا الْحَدث الْهَام الَّذِي يعد بِحَق نقطة التَّحَوُّل بَين عصر الرِّوَايَة وَالسَّمَاع ومطلع عصر التدوين. فَهَذَا الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ الْجعْفِيّ وَلَاء، جمع سِتّمائَة ألف حَدِيث أثْنَاء اشْتِغَاله بِجمع كِتَابه. صَحَّ لَدَيْهِ مِنْهَا أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث يُضَاف إِلَيْهَا ثَلَاثَة آلَاف أُخْرَى مكررة. وَجمع الإِمَام مُسلم بن الْحجَّاج القشيرى ثَلَاثمِائَة ألف حَدِيث أثْنَاء اشْتِغَاله بِجمع كِتَابه. صَحَّ لَدَيْهِ مِنْهَا قرَابَة السّنة آلَاف أَيْضا وَمثلهَا مكررا. وَبلغ مَا اتّفق عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ أَلفَانِ وثلاثمائة وَسِتَّة وَعِشْرُونَ حَدِيثا. أما جملَة مَا جمعه إِمَام أهل السّنة أَحْمد بن حَنْبَل فَبلغ أَكثر من جملَة مَا جمعه الشَّيْخَانِ أثْنَاء حياتهما كِلَاهُمَا (1) . أثبت مِنْهَا فِي مُسْنده ثَلَاثِينَ ألفا تزيد عشرَة آلَاف مكررة. وَهَذَا أَبُو دَاوُد الْأَزْدِيّ السجسْتانِي يروي عَنهُ مُحَمَّد بن بكر بن داسة أَنه سَمعه يَقُول: كتبت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم خَمْسمِائَة ألف حَدِيث انتخبت مِنْهَا مَا ضمنته هَذَا الْكتاب يعْنى كتاب السّنَن جمعت فِيهِ أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث وَثَمَانمِائَة، ذكرت الصَّحِيح وَمَا يُشبههُ ويقاربه، ويكفى الْإِنْسَان لدينِهِ من ذَلِك أَرْبَعَة أَحَادِيث: أَحدهَا: إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ..الخ. وَالثَّانِي: من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه. وَالثَّالِث: لَا يكون الْمُؤمن مُؤمنا حَتَّى يرضى لِأَخِيهِ مَا يرضى لنَفسِهِ. وَالرَّابِع: الْحَلَال بَين وَالْحرَام بَين وببن ذَلِك مُشْتَبهَات. إِلَخ.

_ (1) فَقل أَكثر المشتغلين بِهَذَا الْفَنّ أَن مَا جمعه الامام أَحْمد بلغ ألف ألف حَدِيث. (*)

وَلَو ذَهَبْنَا نستقصي الصَّحِيح إِلَى الْمَوْضُوع لهالتا الْأَمر، فَهَذَا هُوَ الإِمَام مَالك يثبت فِي موطإه مَا يبلغ قرَابَة النّصْف فِي الْمِائَة من جملَة مَا جمعه. وَعند البُخَارِيّ لَا تكَاد تبلغ نِسْبَة مَا أثْبته فِي كِتَابه من الصَّحِيح إِلَى جملَة مَا جمعه، وَلم يَصح لَدَيْهِ فَلم يُثبتهُ وَاحِدًا فِي الْمِائَة. فَكيف بالكثيرين سواهُمَا مِمَّن جمع وصنف..مَعَ قرب الإِمَام مَالك زَمَانا ومكانا لمهبط الْوَحْي، ودقة الْإِمَامَيْنِ البُخَارِيّ وَمُسلم وَصدق تحريهما للحق وَالصَّوَاب. إزاء هَذَا الطوفان من الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة، هبت كتائب الْحق من أهل الحَدِيث ونقاده، تتحرى حَال الروَاة من نقلة الحَدِيث، فتعدل وتجرح، وتوثق وتضعف، وتسلط الضَّوْء على الْأَسَانِيد، فتكشف من شَأْن رجال السَّنَد مَا كَانَ خافيا، وتسبر من غوره مَا كَانَ مَسْتُورا. حَتَّى لم تعد هُنَاكَ صفة لراو إِلَّا عرفت، وَلَا خبيئة فِيهِ إِلَّا كشفت، وَلَا نادرة عَنهُ إِلَّا رويت، وَلَا حَادِثَة إِلَّا دونت. مَا تعلق من ذَلِك بمذهبه وآرائه، وَمَا مس عقائده دَرَجَات حفظه، وأقرانه وشيوخه. كَذَلِك مَا اعتوره فِي مُخْتَلف أطوار حَيَاته ومراحل عمره وشيخوخته من اجْتِمَاع الذاكرة أَو الْخَلْط وَالوهم. وَمن الامانة فِي النَّقْل أَو التديس، حَتَّى يخلص من كل ذَلِك إِمَّا إِلَى الِاحْتِجَاج بِهِ، أَو إِلَى تَركه. بعد تفنيد حَاله من رقة دينه أَو تقواه وخشيته. وعَلى عاتق هَؤُلَاءِ عبر الْمِائَة الثَّانِيَة وَبَعض الثَّالِثَة، وضعت المسئولية كَامِلَة، فحملوا مَا حملُوا من هَذِه الْأَمَانَة، وَلم يهنوا، وَلم يضعفوا، وتجردوا للذود عَن الصَّحِيح من حَدِيث النَّبِي الْكَرِيم وتمييزه من السقيم الْمَصْنُوع. وَكَانَ مِنْهُم قلَّة من الْفُقَهَاء، وَكَثْرَة من الْمُحدثين، مِنْهُم سوى من ذكرنَا: الشَّافِعِي وَاللَّيْث بن سعد وَالشعْبِيّ وَالزهْرِيّ وَالْأَوْزَاعِيّ وَعمر بن عبد الْعَزِيز. وَمن أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَعلله وَنقد رِجَاله: ابْن عدى، وَأَبُو حَاتِم ابْن

حبَان، والسفيانان الثَّوْريّ وَابْن عُيَيْنَة، والحمادان ابْن سَلمَة وَابْن زيد، وَأَبُو زرْعَة، وَعبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة ومسدد وهناد، وَالْفضل بن دُكَيْن، وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، وَيحيى بن سعيد الْقطَّان، وَأَبُو عَاصِم النَّبِيل وَابْن الْمُبَارك وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ، وَشعْبَة بن الْحجَّاج والدارمي، والإمامان الجليلان يحيى بن معِين، وَعلي بن الْمَدِينِيّ. وسواهم كثير من أولي الْفضل والسابقة فِي كشف مَسْتُور الوضاعين، غيرَة لله ولنبيه وَدينه. وَكَانَ مِنْهُم الْحفاظ الَّذين كَانُوا أعجوبة الدَّهْر وفخر الزَّمَان. وَمِنْهُم من غاص فِي الْعِلَل علل الحَدِيث ومستور أَحْوَال الرِّجَال، وَلم يكن مِنْهُم إِلَّا ذُو فطنة وذكاء وَمَعْرِفَة وإصابة وَأَمَانَة، وَمِنْهُم من برع فِي الْفِقْه، وأوتي الْحِكْمَة، وَمِنْهُم من امتحن فَثَبت للمحنة، حسبَة لله وإيثارا لما عِنْده..كنتيجة مُبَاشرَة لهَذِهِ النهضة وضعت للأحاديث والأسانيد قَوَاعِد وَأسسَ وموازين، وَأصْبح لكل سَنَد بِمَجْمُوع رِجَاله دَرَجَة من الصِّحَّة أَو قابلية لِلطَّعْنِ وَالتَّجْرِيح، وَأصْبح الشَّخْص الْوَاحِد فِي رجال السَّنَد، يُضعفهُ أَو يقويه، ويخل بِهِ أَو يقيمه. وطبق ذَلِك على أَسَانِيد المكثرين والمقلين من الرِّوَايَة، من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم إِلَى عَاشر طبقَة وَمَا جاوزها. فمثلا أصح مَا أسْند لَدَى نقاد الحَدِيث وَأهل الْجرْح وَالتَّعْدِيل إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ لغاية أَوَائِل الْمِائَة الثَّانِيَة مَا جَاءَ من الْأَحَادِيث عَن طَرِيق إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بكر الصّديق عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَصَح مَا أسْند إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ من أَحَادِيث، مَا كَانَت عَن طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عَن جده عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.

وَأَصَح مَا أسْند إِلَى عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا من أَحَادِيث، مَا كَانَ من طَرِيق عبد الله بن عمر عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَصَح مَا أسْند إِلَى أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ من أَحَادِيث، مَا كَانَ جَاءَ من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. من أَمْثَال مَا وضعوه فِي مَنَاقِب على رضى الله عَن من الْأَحَادِيث المكذوبة، الَّتِي هِيَ فِي مرتبَة، دون مَرَاتِب الغلو والإطراء الشركي، الَّتِي غلوا بهَا فِيهِ رَضِي الله عَنهُ، قَول بَعضهم: * عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لما أسرى بِي مَرَرْت على ملك جَالس على سَرِير من نور، وَإِحْدَى رجلَيْهِ فِي الْمشرق، وَالْأُخْرَى فِي الْمغرب، وَبَين يَدَيْهِ لوح ينظر فِيهِ، وَالدُّنْيَا كلهَا بَين عَيْنَيْهِ، والخلق بَين رُكْبَتَيْهِ، وَيَده تبلغ الْمشرق وَالْمغْرب، فَقلت: يَا جِبْرِيل من هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عزرئيل تقدم فَسلم عَلَيْهِ، فتقدمت وسلمت عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْك السَّلَام يَا أَحْمد، مَا فعل ابْن عمك عَليّ؟ فَقلت: وَهل تعرف ابْن عمي عَليّ؟ فَقَالَ: وَكَيف لَا أعرفهُ وَقد وكلني الله بِقَبض أَرْوَاح الْخَلَائق مَا خلا روحك وروح ابْن عمك عَليّ بن أَبى طَالب، فَإِن الله يتوفا كَمَا بمشيئته. خرجه الملاء فِي سيرته. * عَن سلمَان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: كنت أَنا وعَلى نورا بَين يَدي الله قبل أَن يخلق آدم بأَرْبعَة عشر ألف عَام، فَلَمَّا خلق الله آدم قسم ذَلِك النُّور جز أَيْن، جُزْء أَنا وجزء على. رُوِيَ فِي المناقب. * وَخرج الملاء أَيْضا فِي سيرته عَن أبي الْحَمْرَاء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْلَة أسرى بِي إِلَى السَّمَاء نظرت إِلَى سَاق الْعَرْش الْأَيْمن فَرَأَيْت كتابا فهمته، مُحَمَّد رَسُول الله أيدته بعلى ونصرته بِهِ.

* وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذا طَائِر فِي فِيهِ لوزة خضراء، فألقاها فِي حجر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخذهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبلها ثمَّ كسرهَا فَإِذا فِي جوفها دودة خضراء مَكْتُوب فِيهَا بالأصفر: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله نصرته بعلي. خرجه أَبُو الْخَيْر الْقزْوِينِي الحاكمي. * عَن الْحسن بن عَليّ قَالَ: كَانَ رَأس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجر عَليّ وَهُوَ يوصى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سري عَنهُ قَالَ: يَا على صليت الْعَصْر؟ قَالَ: لَا. قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَن كَانَ فِي حَاجَتك وحاجة نبيك. فَرد عَلَيْهِ الشَّمْس فَردهَا عَلَيْهِ، وَغَابَتْ الشَّمْس. خرجه الدولابي. * وَقد خرج الحاكمي عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس مثله وَلَفظه قَالَت: كَانَ رَأس النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجر عَليّ، فكره أَن يَتَحَرَّك حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس، فَلم يصل الْعَصْر، فَفَزعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذكر لَهُ عَليّ أَنه لم يصل الْعَصْر، فَدَعَا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم الله عزوجل أَن يرد الشَّمْس عَلَيْهِ، فَأَقْبَلت الشَّمْس لَهَا خوار حَتَّى ارْتَفَعت قدر مَا كَانَت فِي وَقت الْعَصْر فصلى ثمَّ رجعت. * وَخرج أَيْضا عَنْهَا أَن عَليّ بن أبي طَالب دفع إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد أوصى الله إِلَيْهِ أَن يجلله بِثَوْب فَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن أَدْبَرت الشَّمْس يَقُول: غَابَتْ أَو كَادَت تغيب، ثمَّ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سري عَنهُ، فَقَالَ: أصليت يَا عَليّ؟ قَالَ: لَا. قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ رد الشَّمْس على عَليّ. فَرَجَعت الشَّمْس حَتَّى بلغت نصف الْمَسْجِد. * وَعَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد إِذْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى: هَذَا جِبْرِيل يُخْبِرنِي أَن الله عزوجل زَوجك فَاطِمَة، وَأشْهد على تَزْوِيجهَا أَرْبَعِينَ ألف ملك وَأوحى إِلَى شَجَرَة طُوبَى أَن انثري عَلَيْهِم الدّرّ والياقوت، فَنثرَتْ عَلَيْهِم الدّرّ والياقوت، فابتدرت إِلَيْهِ

الْحور الْعين يلتقطن من أطباق الدّرّ والياقوت فهم يتهادونه بَينهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. أخرجه الملاء فِي سيرته. * عَن مخدوج بن زيد الذهلي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعلى: أما علمت يَا على أَنه أول من يدعى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة بِي فأقوم عَن يَمِين الْعَرْش فِي ظله فأكسى حلَّة خضراء من حلل الْجنَّة، ثمَّ يدعى بالنبيين بَعضهم على إِثْر بعض فَيقومُونَ سماطين عَن يَمِين الْعَرْش ويكسون حللا خضراء من حلل الْجنَّة أَلا وَإِنِّي أخْبرك يَا على أَن أمتِي أول الْأُمَم يحاسبون يَوْم الْقِيَامَة، ثمَّ أبشر، أول من يدعى بك لقرابتك مني فَيدْفَع إِلَيْك لِوَائِي وَهُوَ لِوَاء الْحَمد تسير بِهِ بَين السماطين، آدم وَجَمِيع خلق الله تَعَالَى يَسْتَظِلُّونَ بِظِل لِوَائِي يَوْم الْقِيَامَة وَطوله مسيرَة ألف سنة، سنانه ياقوتة حَمْرَاء، قَبضته فضَّة بَيْضَاء، زجه درة خضراء، لَهُ ثَلَاث ذوائب من نور ذؤابة فِي الْمشرق وذؤابة فِي الْمغرب، وَالثَّالِثَة فِي وسط الدُّنْيَا، مَكْتُوب عَلَيْهِ ثَلَاثَة، أسطر: الأول بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. الثَّانِي الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الثَّالِث لَا إِلَه الله مُحَمَّد رَسُول الله، طول كل سطر ألف سنة وَعرضه مسيره ألف سنة. فتسير باللواء، وَالْحسن عَن يَمِينك وَالْحُسَيْن عَن يسارك حَتَّى تقف بيني وَبَين إِبْرَاهِيم فِي ظلّ الْعَرْش، ثمَّ تُكْسَى حلَّة من الْجنَّة، ثمَّ يُنَادي الْمُنَادِي من تَحت الْعَرْش: نعم الْأَب أَبوك إِبْرَاهِيم وَنعم الْأَخ أَخُوك على. أبشر يَا على. إِنَّك تُكْسَى إِذا كُسِيت وتدعى إِذا دعيت، وتحيى إِذا حييت. أخرجه أَحْمد فِي المناقب. وفى رِوَايَة أخرجهَا الملاء فِي سيرته قيل: يَا رَسُول الله وَكَيف يَسْتَطِيع على أَن يحمل لِوَاء الْحَمد، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَكَيف لَا يَسْتَطِيع ذَلِك وَقد أعْطى خِصَالًا شَتَّى صبرا كصبري، وحسنا كحسن يُوسُف، وَقُوَّة كقوة جِبْرِيل؟. وَعَن جَابر بن سَمُرَة أَنهم قَالُوا: يَا رَسُول الله من يحمل رَايَتك يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: من عَسى أَن يحملهَا يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا من كَانَ يحملهَا فِي الدُّنْيَا؟ عَليّ بن أبي طَالب. أخرجه نظام الْملك فِي أَمَالِيهِ. وَأخرج المخلص الذَّهَبِيّ عَن أبي سعيد إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسلم كسانفرا من أَصْحَابه، وَلم يكس عليا، فَكَأَنَّهُ رأى فِي وَجه على، فَقَالَ: يَا على مَا ترْضى أَنَّك تُكْسَى إِذا كُسِيت وتعطى إِذا أَعْطَيْت؟. * عَن أبي الْحَمْرَاء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى آدم فِي علمه، وَإِلَى نوح فِي فهمه، وَإِلَى إِبْرَاهِيم فِي حلمه، وَإِلَى يحيى بن زَكَرِيَّا فِي زهده، وَإِلَى مُوسَى بن عمرَان فِي بطشه، فَلْينْظر إِلَى عَليّ بن أبي طَالب. أخرجه الْقزْوِينِي الحاكمي. وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى إِبْرَاهِيم فِي حلمه، وَإِلَى نوح فِي حكمه، وَإِلَى يُوسُف فِي جماله، فَلْينْظر إِلَى عَليّ بن أبي طَالب. أخرجه الملاء فِي سيرته. * * * لَئِن كُنَّا أسهبنا بعض الشئ فِي إِيرَاد نمط من مزاج الوضاعين وإسرافهم المقبوح فِي الإطراء والمديح، فإننا لم نعرج على مَا وضعوه من أَحَادِيث هِيَ الشّرك الصراح، وَالْكفْر البواح، والفتنة العمياء، بتأليه أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ وأرضاه. فِيمَا أوردنا عينة مِمَّا رموا بِهِ إِلَى إشرك عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي النُّبُوَّة فَحسب، بِحَيْثُ لَا يقل نصِيبه مِنْهَا عَن الشّطْر كَامِلا. بل لقد وشت بهم شياطينهم فوضعوا أَحَادِيث جعلُوا لعلى رَضِي الله عَنهُ فِيهَا الشّطْر الْأَفْضَل. وَالنَّبِيّ تَابع لَهُ. وحاشاه قَالُوا: عَن الْبَراء، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَليّ مني بِمَنْزِلَة رَأْسِي من جَسَدِي. خرجه الملاء. فَمَاذَا أَبقوا للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْفضل مَعَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ؟ لقد جعلُوا النّظر إِلَى وَجه على عبَادَة. قَالُوا: عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: رَأَيْت أَبَا بكر يكثر النّظر إِلَى وَجه عَليّ، فَقلت: يَا أَبَت تكْثر النّظر إِلَى وَجه على، فَقَالَ: يَا بنية سَمِعت رَسُول الله (2 - الموضوعات 1)

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: النّظر إِلَى وَجه على عبَادَة. أخرجه ابْن السمان فِي الْمُوَافقَة. وَأخرج مثله الخجندي أَيْضا من طَرِيق أُخْرَى مطولا عَن أنس. وَأخرج ابْن أبي الْفُرَات مثله أَيْضا مطولا عَن جَابر. وَأخرج أَبُو الْخَيْر الحاكمي مثله عَن ابْن لعلى. والملاحظ كثيرا أَنهم يضعون مَا وضعُوا وينسبون أَكْثَره إِلَى عَائِشَة وَأبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا، أَو أَسمَاء بنت عُمَيْس، وَكَانَت تَحت أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا. يعنون بزعمهم - وكذبوا - أَن الْفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء. ثمَّ قعدت الْقَوَاعِد فِي مسَائِل النَّقْد وَعلل الحَدِيث، وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل، والتوثيق والتضعيف، وتقييم أَحْوَال الروَاة فِي الْأَسَانِيد، ضبطا وعدالة، واتصالا وانقطاعا، وقبولا أَو ردا. حَتَّى انْكَشَفَ الصُّبْح لذِي عينين، وتميز صَحِيح الحَدِيث من سقيمه، وأصيله من منحوله، بِفضل الله سُبْحَانَهُ الَّذِي آلى على نَفسه حفظ دينه، ثمَّ بِفضل همة المخلصين من عُلَمَاء الْأمة وصلحاء الْبَريَّة. إِذْ تصدى فريق من حفاظهم للتأليف والإبانة عَنِ " الثِّقَاتِ " من الروَاة، وَاقْتصر المؤلفون فِي كتبهمْ على الْعُدُول من أهل الثِّقَة وَالْأَمَانَة والتثبت وَالْحِفْظ والإتقان. وَمن مُتَقَدِّمي هَذَا الْفَرِيق: الإِمَام أَبُو حَاتِم بن حبَان البستي. وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ. والخليل بن شاهين. وسواهم. وتصدى فريق ثَان للتأليف والإبانة عَن " الضُّعَفَاء " من الروَاة، تحذيرا للْأمة مِنْهُم، وتنبيها للباحثين من التعويل على نقلهم، وَاقْتصر المؤلفون فِي كتبهمْ على ذكر أَسمَاء وأحوال الْمَجْرُوحين من أهل الْغَفْلَة وَالوهم وَالْكذب وَوضع الْأَحَادِيث زورا على رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.

وَمن هَذَا الْفَرِيق الْأَئِمَّة الْحفاظ من أَمْثَال: البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن عَمْرو الْعقيلِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو عبد الله الضَّبِّيّ والذهبي فِي الْمُتَأَخِّرين فِي كِتَابه " ميزَان الِاعْتِدَال " الَّذِي عقب عَلَيْهِ الْحَافِظ ابْن حجر بكتابه " لِسَان الْمِيزَان " و " تَهْذِيب التَّهْذِيب ". وتصدى فريق ثَالِث لوضع المعاجم فِي رُوَاة الحَدِيث عَامَّة، الثِّقَات مِنْهُم والضعفاء. فأبان الْوَاحِد مِنْهُم عَن منزلَة كل، وتتبع حَال أَفْرَاد السَّنَد، طبقًا لقواعد أحكمها أهل الدِّرَايَة فِي أنفسهم. حَتَّى وضحت مَرَاتِب الروَاة فِي الْعَدَالَة بعد تتبع الْقَرَائِن وتقصي الْأَخْبَار. ووضحت أَحْوَال الْكَذَّابين والوضاعين. وَمن هَذَا الْفَرِيق الْأَئِمَّة الْحفاظ من أَمْثَال: الشَّيْخ محب الدَّين بن النجار الْبَغْدَادِيّ، والمزي الَّذِي هذب كِتَابه " الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال "، والذهبي الَّذِي جَاءَ فِي الْمُتَأَخِّرين فاختصر تَهْذِيب الْمزي، وَكَذَلِكَ فعل ابْن أبي الْمجد الْحَنْبَلِيّ، وَابْن الملقن الَّذِي ألف عَلَيْهِ " إِكْمَال التَّهْذِيب "، والحافظ ابْن حجر الَّذِي اخْتَصَرَهُ فِي " مُخْتَصر تَهْذِيب الْكَمَال ". وفى الْمُتَقَدِّمين من عُلَمَاء هَذَا الْفَنّ وأئمته كَثْرَة لَا يَتَّسِع الْمقَام بنالذكرهم جَمِيعهم فِي هَذِه العجالة، وَلَا إِلَى الْإِشَارَة إِلَى مؤلفاتهم. وَمن الْمُتَأَخِّرين أهل الْفضل وَالْعلم والدراية كَثِيرُونَ. لنا إِلَيْهِم رَجْعَة إِن شَاءَ الله بعد حِين. بعد كل تِلْكَ المراحل الطَّوِيلَة، من كفاح الْعلمَاء فِي سَبِيل كشف الأكاذيب، وفضح وَسَائِل الوضاعين، وتسليط الضَّوْء على مَا وضعُوا. كَانَ لابد من الْوُصُول إِلَى نتائج محددة تَمامًا، تتوج كل هَذِه الجهود وَتحقّق جدواها وتحدد غايتها. كَانَت ثَمَرَة هَذِه الجهود كلهَا أَن تحدد بِالْفِعْلِ كَافَّة الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة مقرونة بِدَلِيل الْوَضع شَاهدا عَلَيْهَا وقرينة الْكَذِب صارخة بهَا. حَتَّى لَا يكون لمعتقد فِيهَا حجَّة بعد بَيَان، وَلَا عذر قبل إِنْسَان. وَكَانَ قطافها على يَد فريق رَابِع أَمِين، ناقد بَصِير، تَابع نتائج الْبَحْث فِي

الْأَسَانِيد وَنقد الرِّجَال عبر السنين، وَبنى عَلَيْهَا الحكم لَا بِالنِّسْبَةِ للسند، فقد كَفاهُ كل فريق من الثَّلَاثَة مؤنتها وَلَكِن بِالنِّسْبَةِ للمتن فِي هَذِه الْمرة، إِذْ هُوَ بَيت القصيد، وَغَايَة الْمَقْصُود، الَّذِي بقبوله صَحِيحا وَالْعَمَل بِهِ تتمّ الْفَائِدَة وتنزل الْبركَة ويتحقق الْخَيْر. وبقبوله مكذوبا وَالْعَمَل بِهِ. يجنى الخسار وَيحل الْبَوَار. تجرد لهَذِهِ المهمة أَئِمَّة أفذاد كبار، واصلوا اللَّيْل بِالنَّهَارِ، فَجمعُوا الْكثير مِمَّا لَا يَقع تَحت حصر، وفندوا عِلّة كل حَدِيث مِنْهَا ثَبت عِنْدهم وَضعه فَرَوَوْه بِسَنَدِهِ، وأبانوا عَن عواره وزيف نسبته إِلَى الرَّسُول الْكَرِيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَذِه خُصُوصِيَّة أُخْرَى. لم تحدث فِي دين من أَدْيَان السَّابِقين. لم يحدث أَن تجردت طَائِفَة من عُلَمَاء أمة، تعقبت على امتداد العصور وَصَايَا نَبِي من أنبيائها، تنفض عَنْهَا الزيف، وتنفي عَنْهَا الْخبث. وَتكشف انتحال المبطلين، وتزوير المزورين. بل لم يحدث أَن هبت طَائِفَة من عُلَمَاء أمة تنفض التحريف والتبديل عَن كتابها السماوي. بِصُورَة أَو بِأُخْرَى، مِثْلَمَا حدث فِي أمتنَا من هبوب عُلَمَاء الاسلام فِي حماص وَغَضب وغيرة، إزاء أَحَادِيث غير سَمَاوِيَّة نسبت بَاطِلا للرسول عَلَيْهِ السَّلَام، وهى خُصُوصِيَّة أُخْرَى لخير أمة أخرجت للنَّاس. وَلَئِن كَانَ فِي الْكثير من بِلَاد الْمُسلمين بعض خرافة..وَبَعض انحراف وصنمية. فلعمري. لَيْسَ يرجع السَّبَب إِلَى تَقْصِير من عُلَمَاء الْأمة، عبر العصور وحاشاهم. بل إِلَى قُصُور فِي مدارك الْعَوام والمتعالمين. وانصراف عَن اللّبَاب إِلَى القشور، وحفول بالمظاهر دون الْحَقَائِق. وَالله الْمُسْتَعَان. من هَذَا الْفَرِيق الرَّابِع الإِمَام الشَّوْكَانِيّ رَحمَه الله فِي كِتَابه " الْفَوَائِد الْمَجْمُوعَة للأحاديث الْمَوْضُوعَة "، والجوزجاني، والقزويني، فِي كتبهمْ " الموضوعات " وَالربيع فِي " تَمْيِيز الطّيب من الْخَبيث "، وزين العابدين الْعِرَاقِيّ فِي كِتَابه " المغنى من حمل الْأَسْفَار " فِي تَخْرِيج الاحياء.

كَذَلِك مِنْهُم: الْعَلامَة مُحَمَّد طَاهِر بن الفتني فِي كِتَابه " تذكرة الموضوعات " والعلامة شمس الدَّين السخاوي فِي كِتَابه " الْمَقَاصِد الْحَسَنَة " والحافظ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر بن القيسراني فِي كِتَابه " تذكرة فِي الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة ". وَمِنْهُم: الإِمَام أَبُو الْفرج عبد الرحمن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْجَوْزِيّ الْقرشِي فِي كِتَابه " الموضوعات " الَّذِي هُوَ بَين أَيْدِينَا الْآن. ابْن الْجَوْزِيّ. ولد الإِمَام الْجَلِيل أَبُو الْفرج عبد الرحمن بن عَليّ الْجَوْزِيّ الْقرشِي عَام 510 وَتوفى عَام 597، وَكَانَ رَحمَه الله أعجوبة دهره وَحجَّة زَمَانه علما وورعا وتقى، وَكَانَ عديم النظير حفظا وجلالة: وَكَانَ أَكثر أهل عصره تصنيفا. يُؤدى مَا يُرِيد بالعبارة الرائعة، والكلمة الرشيقة، وَأَحْيَانا بالشعر الرَّقِيق، وَكَانَت لَهُ مجَالِس للوعظ الَّذِي كَانَ غلب عَلَيْهِ تُؤثر وتروى، وَكَانَ أقرب فنونه قرَابَة إِلَى نَفسه، وأحبها إِلَيْهِ يتوسل بهَا عِنْد ربه للمثوبة وادخار الْأجر، وفيهَا أجوبة بارعة محيرة تدل على ذكاء نَادِر. من أحسن مَا روى عَنهُ أَنه وَقع نزاع بَين أهل السّنة والشيعة بِبَغْدَاد فِي المفاضلة بَين أبي بكر وَعلي رَضِي الله عَنْهُمَا وَرَضي المتنازعون بِمَا يُجيب بِهِ أَبُو الْفرج فأقاموا شخصا سَأَلَهُ عَن ذَلِك، وَهُوَ فِي مجْلِس الْوَعْظ على كرسيه. فَقَالَ: أفضلهما من كَانَت ابْنَته تَحْتَهُ. وَنزل فِي الْحَال حَتَّى لَا يُرَاجع فِي ذَلِك. فَقَالَ أهل السّنة: هُوَ أَبُو بكر لِأَن ابْنَته عَائِشَة تَحت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَت الشِّيعَة: هُوَ عَليّ بن أبي طَالب لِأَن فَاطِمَة بنت رَسُول الله عَلَيْهِ وَسلم تَحْتَهُ. وَلَيْسَ بعد هَذَا الْجَواب غَايَة، فِي التلطف وَحُضُور البديهة ورقة الخلوص

من الْحَرج، وَلَو عمد إِلَيْهِ امْرُؤ بعد الروية والفكر الطَّوِيل، وإمعان النّظر لما حصل مثله. أما صفاء نَفسه ونقاء قلبه وَنِيَّته وسلاسة فطرته. فاسمع إِلَيْهِ يَقُول لِابْنِهِ من رِسَالَة طَوِيلَة (1) لَهُ يسْتَأْنف وعظه ونصحه: " وَإِيَّاك أَن تتشاغل بالتعبد من غير علم فَإِن خلقا كثيرا من المتزهدين والمتصوفة ضلوا طَرِيق الْهدى إِذْ عمِلُوا بِغَيْر علم. واستر نَفسك بثوبين جميلين لَا يشهر انك بَين أهل الدُّنْيَا برفعتهما، وَلَا بَين المتزهدين بضعتهما. وحاسب نَفسك عِنْد كل نظرة وَكلمَة وخطرة، فَإنَّك مسئول عَن ذَلِك. وعَلى قدر انتفاعك بِالْعلمِ ينْتَفع السامعون، وَمَتى لم يعْمل الْوَاعِظ بِعِلْمِهِ زلت موعظته عَن الْقُلُوب كَمَا يزل المَاء عَن الْحجر. فَلَا تعظن إِلَّا بَيِّنَة، وَلَا تمشين إِلَّا بنية، وَلَا تأكلن لقْمَة إِلَّا بنية، وَمَعَ مطالعة أَخْلَاق السّلف تنكشف لَك الْأُمُور..ثمَّ يَقُول: وَعَلَيْك بِكِتَاب (منهاج المريدين) ، فَإِنَّهُ يعلمك السلوك فاجعله جليسك ومعلمك، وتلمح كتاب (صيد الخاطر) فَإنَّك تقع مواقعات تصلح لَك أَمر دينك ودنياك، وَتحفظ كتاب (جنَّة النّظر) فَإِنَّهُ يكفى فِي تلقيح فهمك للفقه. وَمَتى تشاغلت بِكِتَاب (الحدائق) أطلعك على جُمْهُور الحَدِيث، وَإِذا الْتفت إِلَى كتاب (الْكَشْف) أبان لَك مَسْتُور مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من الحَدِيث، وَلَا تتشاغلن بكتب التفاسير الَّتِي صنفتها الْأَعَاجِم، وَمَا ترك (المغنى) و (زَاد الْمسير) لَك حَاجَة فِي شئ من التَّفْسِير. وَأما مَا جمعته لَك من كتاب الْوَعْظ، فَلَا حَاجَة لَك بعْدهَا إِلَى زِيَادَة أصلا. ".

_ (1) نقلا عَن مُقَدّمَة كتاب " صيد الخاطر " تَحْقِيق الْعَلامَة. الْمُوفق بِاللَّه الشَّيْخ مُحَمَّد الْغَزالِيّ (*)

وفيهَا يَقُول بعد مطْلعهَا: وَقد علمت يَا بنى أَنى قد صنفت مائَة كتاب. فَمِنْهَا التَّفْسِير الْكَبِير فِي 20 مجلدا، والتاريخ 20 مجلدا، وتهذيب الْمسند 20 مجلدا، وباقى الْكتب بَين كبار وصغار..يكون خمس مجلدات، ومحلدين وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة، وَأَقل وَأكْثر. كفيتك بِهَذِهِ التصانيف عَن اسْتِعَارَة الْكتب وَجمع الْهم فِي التَّأْلِيف، فَعَلَيْك بِالْحِفْظِ، وَإِنَّمَا الْحِفْظ رَأس المَال، وَالتَّصَرُّف ربح، وأصدق فِي الْحَالين فِي الالتجاء إِلَى الْحق سُبْحَانَهُ، فراع حُدُوده. إِلَخ. وَقد صنف رَحمَه الله كتاب " الموضوعات " فَأفَاد بِهِ وأطاب وأوفى. وَإنَّهُ إِن كَانَ عَابَ عَلَيْهِ بعض أهل الحَدِيث كَابْن الصّلاح تساهله فِي وصم بعض الْأَحَادِيث بِالْوَضْعِ، على حِين أَنَّهَا لَيست إِلَّا ضَعِيفَة، فَإِن لأبي الْفرج رأى فِي ذَلِك مُعْتَبر، وَدَلِيل حَاضر فِي وصمها بِالْوَضْعِ، ومبررات تَقْتَضِي صِحَة الِاعْتِقَاد بصواب رَأْيه. برغم ذَلِك فَإِن كتاب " الموضوعات " يعد الْمرجع الأوفى فِي جملَة مراجع الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة. لذَلِك أثار الْكتاب دويا كَبِيرا وجدلا كثيرا خلال مئات السنين الَّتِي تلت عصر تأليفه. من ذَلِك أَن الْحَافِظ جلال الدَّين السُّيُوطِيّ عقب عَلَيْهِ بِكِتَاب أسماه " النكت البديعات فِي الرَّد على الموضوعات ". ثمَّ لخصه هُوَ نَفسه فِي كتاب آخر سَمَّاهُ " اللآلئ المصنوعة فِي الْأَخْبَار الْمَوْضُوعَة " أضَاف إِلَيْهِ بعض زيادات. وعَلى الْكتاب الْأَخير عقب الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عراق بِكِتَاب " تَنْزِيه الشَّرِيعَة المرفوعة عَن الْأَخْبَار الشنيعة الْمَوْضُوعَة ".

وَقد اشْتَمَل كتاب " الموضوعات " على أَبْوَاب أَرْبَعَة أساسية، عداما تضمنه من شرح مُخْتَلف القضايا الهامة، والإيماءات الذكية الْمُتَعَلّقَة بفنون الحَدِيث. وَفِيمَا يَلِي مشتملات الْأَبْوَاب الْمَذْكُورَة: الأول: فِي ذمّ الْكَذِب والكذابين. الثَّانِي: فِي حَدِيث " من كذب عَليّ..إِلَخ ". الثَّالِث: فِي الْوَصِيَّة بالعناية بانتقاد الرِّجَال. الرَّابِع: فِيمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ كتاب " الموضوعات " من الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة. وَهَذَا الْبَاب يحتوي على نَحْو خمسين كتابا، مرتبَة على نسق تَرْتِيب كتب الْفِقْه. وَهُوَ من الْكتب الهامة فِي مَجْمُوعَة مؤلفات الإِمَام أبي الْفرج، كَمَا يعد من أهم المراجع الإسلامية الَّتِي تنشر للمرة الأولى فِي تَارِيخ المكتبة الْعَرَبيَّة الإسلامية. شَأْنه فِي ذَلِك شَأْن أَكثر كتب هَذَا الإِمَام الْجَلِيل الَّتِي لم تَرَ النُّور بعد وَمَا أَكْثَرهَا وَالَّتِي لم يعرف النَّاس عَنْهَا سوى الْأَقَل مِنْهَا، والقليل من أسمائها. ويجهلون أَكْثَرهَا. أما مؤلفاته رَحمَه الله فنزيد عَن 100 كتاب مِنْهَا: التَّفْسِير الْكَبِير 20 مجلدا المنتظم فِي تَارِيخ الْأُمَم 20 مجلدا تَهْذِيب السّنَن 20 مجلدا تلقيح فهوم الْآثَار (على المعارف لِابْنِ قُتَيْبَة) الوفا فِي فَضَائِل الْمُصْطَفى عجائب الْبَدَائِع الذَّهَب المسبوك فِي سير الْمُلُوك مُخْتَصر المنتظم فِي التَّارِيخ

فنون الأفنان فِي عجائب عُلُوم الْقُرْآن لقط الْمَنَافِع فِي الطِّبّ وفراسة الْعَرَب المغنى فِي الْفِقْه زَاد الْمسير صولة الْعقل على الْهوى أَخْبَار أهل الرسوخ فِي النَّاسِخ والمنسوخ المدهش فِي التَّارِيخ وغرائب الْأَخْبَار شذور الْعُقُود فِي تَارِيخ العهود روح الْأَرْوَاح الْمُقِيم والمقعد صيد الخاطر الأذكياء وأخبارهم الْمُخْتَار من أَخْبَار الْمُخْتَار مثير عزم السَّاكِن إِلَى أشرف الْأَمَاكِن فَضَائِل الْقُدس تبصرة الْأَخْبَار تَقْوِيم اللِّسَان مَنَاقِب عمر بن الْخطاب مَنَاقِب عمر بن عبد الْعَزِيز مَنَاقِب أَحْمد بن حَنْبَل جَامع المسانيد والألقاب نتيجة الْإِحْيَاء (مُخْتَصر الاحياء)

التَّحْقِيق فِي أَحَادِيث الْخلاف الحدائق شرح مُشكل الصَّحِيحَيْنِ دفع شُبْهَة التَّشْبِيه وَالرَّدّ على المجسمة تلبيس إِبْلِيس الحمقى والمغفلين منهاج المريدين جنَّة النّظر الْكَشْف وَسوى ذَلِك كثير. رحم الله الإِمَام الْجَلِيل وأجزل لَهُ المثوبة وَالْأَجْر، وأسبغ عَلَيْهِ فواضل بره وَرَحمته، بِمَا جَاهد فِي سَبِيل ربه الْكَرِيم، وَمَا لقى وعانى من مشقات..وجزى الله الْأَخ الْكَرِيم، الناشر الْهمام، الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد المحسن. خير الْجَزَاء بِمَا بذل وَأنْفق فِي التنقيب عَن نفائس كتب السّلف وكنوز المخطوطات، إعلاء لكلمة الله، وَإِظْهَار للدّين الصَّحِيح. وَصلى الله على رَسُوله الْكَرِيم وعَلى آله وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ. وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين. غرَّة رَمَضَان 1386 نوفمبر 1966 عبد الرحمن مُحَمَّد عُثْمَان

الموضوعات يجرى نشر هَذِه الطبعة وهى الأولى نقلا عَن النُّسْخَة الخطية الوحيدة بالجمهورية، المحفوظة بالمكتبة الأزهريه. بعد تصويرها بقسم التَّصْوِير بدار الْكتب المصرية. كَذَلِك بعد تَحْقِيق غامض ألفاظها وعباراتها، واستقراء سقط النساخ. فالخطأ والغامض من الْكَلِمَات والعبارات، بِالْأَصْلِ المخطوط، وضعناه بَين شرطتين ووضعنا صَوَابه بعده بَين أفواس معقوفة. أما السقط فقد استدركناه استقراءا من مظانه فِي مراجعه الْمُخْتَلفَة، ووضعناه أَيْضا بَين أقواس معقوفة، دون الشرطتين بداهة وَذَلِكَ تلافيا لِكَثْرَة التعليقات والافتراضات فِي الهوامش مَا أمكن. حَتَّى تتمّ الْفَائِدَة ويتضح الْمَعْنى فِي ذهن الْقَارئ حَال الْقِرَاءَة. وَقد جرينا على هَذِه الطَّرِيقَة لمزاياها اعْتِبَارا من الملزمة الرَّابِعَة. أما مَا اهتدينا إِلَيْهِ من صَوَاب. فَالله وفْق إِلَيْهِ، وتفضل بِهِ، وأثاب عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله. وَأما مَا كَانَ من خطإ فَمن أَنْفُسنَا. والعذر فِيهِ أَنا من بنى آدم. الْمُحَقق

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أَنبأَنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ جمال الدَّين أَبُو الْفرج عبد الرحمن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْجَوْزِيّ الْقرشِي فِيمَا كتب إِلَيّ من بَغْدَاد سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة أَنه قَالَ: الْحَمد لله على التَّعْلِيم حمدا يُوجب الْمَزِيد من التَّقْوِيم، وَالصَّلَاة الْكَامِلَة وَالتَّسْلِيم على مُحَمَّد النَّبِي الْكَرِيم، الْمَبْعُوث بِالْهدى إِلَى الصِّرَاط القويم، الْمُقدم على الْخَلِيل وعَلى الكليم (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيم) صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعه إِلَى يَوْم ظُهُور الهول الْعَظِيم: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى الله بقلب سليم) أيقظنا الله وَإِيَّاكُم قبل ذَلِك الْحِين، لأخذ الْعدة، وَثَبت أقدامنا إِذا زعزعت الْأَقْدَام الشدَّة، ورزقنا قولا وفعلا قبل انْقِضَاء الْمدَّة، وَختم صحائفنا بِالْعَفو قبل جفوف قلم الْأَجَل وانتهاء الْمدَّة، وبيض وُجُوهنَا بِالصّدقِ يَوْم نرى الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة. أما بعد: فَإِن بعض طلاب الحَدِيث ألح عَليّ أَن أجمع لَهُ الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وأعرفه من أَي طَرِيق تعلم أَنَّهَا مَوْضُوعَة، فَرَأَيْت أَن إسعاف الطَّالِب للْعلم بمطلوبه يتَعَيَّن خُصُوصا عِنْد قلَّة الطلاب، لَا سِيمَا لعلم النَّقْل فَإِنَّهُ قد أعرض عَنهُ بِالْكُلِّيَّةِ حَتَّى أَن جمَاعَة من الْفُقَهَاء يبنون على الْعُلُوم الْمَوْضُوعَة. وَكَثِيرًا من الْقصاص يُرِيدُونَ الموضوعات، وخلقا من الزهاد يتعبدون بهَا. وَهَا أَنا أقدم قبل الشُّرُوع فِي الْمَطْلُوب فصولا تكون لذَلِك أصولا وَالله الْمُوفق. فصل اعْلَم زَاد الله إرشادك وَتَوَلَّى إسعادك أَن الله عزوجل شرف هَذِه الْأمة وفضلها على غَيرهَا من الامم، فَقَالَ عزوجل: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ] وأنبأنا

أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ. أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ " قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرو بن مَيْمُون عَن عبد الله قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْنَا: نعم، قَالَ: فو الذى نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " هَذَانِ حديثان مُتَّفق على صحتهما. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر، قَالَ: حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَلا إِنَّكُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ". فصل ولتكريم هَذِه الْأمة أَسبَاب هيأها الله عزوجل لَهَا وَأَكْرمهَا بهَا، مِنْهَا وفور الْعقل وَقُوَّة الْفَهم وجودة الذِّهْن، وبهذه الْأَشْيَاء تعرف وجود الصَّانِع، وَيظْهر دَلِيل التَّوْحِيد وَنفى الْمثل والشبه، وَبِذَلِك ينَال الْعلم ويخلص الْعَمَل. وَلما عدمت هَذِه الْأُصُول عِنْد عَامَّة بنى إِسْرَائِيل قَالُوا: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَة) ولقوة أذهان أمتنَا قدرت على حفظ الْقُرْآن، وَقد كَانَ من قبلهم يقْرَأ كِتَابه من الصُّحُف. وبقوة الْفَهم تلمحوا العواقب فصبروا على الْجِهَاد وذلوا النُّفُوس، وَقد عرضت لمن قبلنَا غزَاة فَقَالُوا: (اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا) وفضائل أمتنَا،

وَمَا ميزت بِهِ كثير إِلَّا أَن من أعجب ذَلِك حفظ الله عزوجل لكتابنا عَن تَبْدِيل قَالَ الله عزوجل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لحافظون) فَمَا يُمكن تَبْدِيل كلمة مِنْهُ وَقد بدلت الْكتب قبله. وَمن ذَلِك أَن سنة نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مأثورة بنقلها خلف عَن سلف، وَلم يكن هَذَا لأحد من الْأمة (1) قبلهَا، وَلما لم يُمكن أحد أَن يدْخل فِي الْقُرْآن شَيْئا لَيْسَ مِنْهُ أَخذ أَقوام يزِيدُونَ فِي حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينقصون ويبدلون ويضعون عَلَيْهِ مَا لم يقل، فَأَنْشَأَ الله عزوجل عُلَمَاء يَذبُّونَ عَن النَّقْل، ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح، وَمَا يخلى الله عزوجل مِنْهُم عصرا من العصور، غير أَن هَذَا النَّسْل قد قل فِي هَذَا الزَّمَان فَصَارَ أعز من عنقاء مغرب. أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْكَرُوخِيُّ قَالَ: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا لاحِقُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْص الْقَزاز قَالَ: حَدثنَا عبد الملك بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ". فصل وَقد كَانَ قدماء الْعلمَاء يعْرفُونَ صَحِيح الْمَنْقُول من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ثمَّ يستخرجون حكمه ويستنبطون علمه، ثمَّ طَالَتْ طَرِيق الْبَحْث من بعدهمْ فقلدوهم فِيمَا نقلوا، وَأخذُوا عَنْهُم مَا هذبوا، فَكَانَ الْأَمر متحاملا إِلَى أَن آلت الْحَال إِلَى خلف لَا يفرقون بَين صَحِيح وَسَقِيم، وَلَا يعْرفُونَ نسرا من ظليم، وَلَا

_ (1) هَكَذَا بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة الامم وهى أقرب للسياق. (*)

يَأْخُذُونَ الشئ من معدنه، فالفقيه مِنْهُم يقلل التَّعْلِيق فِي خبر حَدثنَا خبر خَبره، والمتعبد ينصب لأجل حَدِيث لَا يدرى من سطره، والقاص يروي للعوام الْأَحَادِيث الْمُنكرَة وَيذكر لَهُم مَا لَو شم ربح الْعلم مَا ذكره، فَيخرج الْعَوام من عِنْده يتدارسون الْبَاطِل فَإِذا أنكر عَلَيْهِم عَالم قَالُوا. قد سمعنَا هَذَا بأخبرنا وَحدثنَا فكم قد أفسد الْقصاص من الْخلق بالأحاديث الْمَوْضُوعَة، كم لون قد أصفر بِالْجُوعِ وَكم هائم على وَجهه بالسياحة، وَكم مَانع لنَفسِهِ مَا قد أُبِيح، وَكم تَارِك رِوَايَة الْعلم زعما مِنْهُ مُخَالفَة النَّفس فِي هَواهَا فِي ذَلِك، وَكم موتم أَوْلَاده بالتزهد وَهُوَ حَيّ، وَكم معرض عَن زَوجته لَا يوفيها حَقّهَا فَهِيَ لَا أيم وَلَا ذَات بعل. فصل وَاعْلَم وفقك الله أَن الْأَحَادِيث على سِتَّة أَقسَام، الْقسم الأول مَا اتّفق على صِحَّته وَكَانَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ أول من (1) الصِّحَاح، ثمَّ تبعه مُسلم، وَكَانَ مرادهما الحَدِيث الَّذِي يرويهِ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلذَلِك الصَّحَابِيّ راويان ثقتان عَنهُ لذَلِك الحَدِيث، ثمَّ يرويهِ عَنهُ التَّابِعِيّ الْمَشْهُور بالرواية عَن الصَّحَابَة، وَله راويان ثقتان عَنهُ، ثمَّ يرويهِ عَنهُ من أَتبَاع التَّابِعين الْحَافِظ المتقن الْمَشْهُور وَله رُوَاة ثقاة، ثمَّ يكون شيخ البُخَارِيّ حَافِظًا متقنا فَهَذِهِ الدرجَة الْعليا. وَقد كَانَ مُسلم بن الْحجَّاج أَرَادَ أَن يخرج الصَّحِيح على ثَلَاثَة أَقسَام فِي الروَاة، فَلَمَّا فرغ من الْقسم الأول توفى. قَالَ الْحَاكِم رَحمَه الله: وَقد تركا أَحَادِيث جَيِّدَة الطَّرِيق لنَوْع احْتِيَاط نظرا فِيهِ، مِنْهَا أَحَادِيث رَوَاهَا الثقاة إِلَى الصَّحَابِيّ غير أَن هَذَا الصَّحَابِيّ لم يكن لَهُ غير راو وَاحِد مثل حَدِيث مرداس الْأَسْلَمِيّ والمستورد وذكين لما لم يكن لَهُم راو غير قيس بن أبي حَازِم، وَكَذَلِكَ حَدِيث

_ (1) هُنَا بَيَاض فِي الاصل وَلَعَلَّ موضعهَا كلمة خرج بِالتَّشْدِيدِ. (*)

عُرْوَة بن ضرس فَإِنَّهُ لَا رَاوِي لَهُ إِلَّا الشّعبِيّ، فَلم يخرجَا ذَلِك، وَكَذَلِكَ حَدِيث عُمَيْر بن قَتَادَة الكتبي (1) لما لم يكن لَهُ راو غير ابْنه عُمَيْر لم يخرجَا حَدِيثه، وَكَذَلِكَ حَدِيث ابْن أبي ليلى الْأنْصَارِيّ لما لم يكن لَهُ راو غير ابْنه عبد الرحمن، وَكَذَلِكَ حَدِيث قيس بن أبي غرزة لما لم يكن لَهُ غير أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة، وَحَدِيث أُسَامَة بن شريك وَقُطْبَة بن مَالك لما لم يكن لَهما راو غير زِيَاد بن علاقَة، قَالَ: وَكَذَلِكَ تركا أَحَادِيث عَن التَّابِعين إِذْ لم يكن لأَحَدهم راو غير عَمْرو بن دِينَار، وَكَذَلِكَ عَمْرو بن أبان بن عُثْمَان وَمُحَمّد بن عُرْوَة بن الزبير وَسنَان بن أبي سِنَان لَيْسَ لَهُم راو غير الزُّهْرِيّ، وَكَذَلِكَ يُوسُف بن مَسْعُود الزرقي وَعبد الله بن أنيس الْأنْصَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن الْمُغيرَة تفرد بالرواية عَنْهُم يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، فَلم يخرجَا عَنْهُم، وَكَذَلِكَ فعلا فِي أَحَادِيث غرائب يَرْوِيهَا الثقاة الْعُدُول لما انْفَرد بهَا وَاحِد من الثقاة تركاها مثل حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرحمن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا انتصف شعْبَان فَلَا تَصُومُوا حَتَّى يجِئ رَمَضَان " وَقد خرج مُسلم كثيرا من حَدِيث الْعَلَاء فِي الصَّحِيح وَترك هَذَا وأشباهه مِمَّا انْفَرد بِهِ الْعَلَاء عَن أَبِيه. وَقد ترك أَحَادِيث جمَاعَة عَن آبَائِهِم عَن أجدادهم لكَون ذَلِك لم يتواتر إِلَّا من حَدِيثهمْ كَحَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده وبهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده. وَإيَاس بن مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن أَبِيه عَن جده وأجدادهم من الصَّحَابَة. وَقد يروي الحَدِيث ثِقَة فيسنده، ثمَّ يرويهِ جمَاعَة فَلَا يَرْفَعُونَهُ فيتركان إِخْرَاجه. قَالَ المُصَنّف: وَاعْلَم أَن الَّذِي ذكره الْحَاكِم من اشْتِرَاط عَدْلَيْنِ عَن عَدْلَيْنِ لَيْسَ بِصَحِيح فَإِنَّهُمَا مَا اشْترطَا هَذَا، وَإِنَّمَا ظَنّه الْحَاكِم وَقدره فِي نَفسه وظنه غلط، وَإِنَّمَا قد يتَّفق مثل هَذَا، وَقَوله تركا رِوَايَة من لَيْسَ لَهُ غير راو وَاحِد غلط أَيْضا "،

_ (1) هَكَذَا هِيَ بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة الليثى. (3 الموضوعات 1) (*)

فَإِن البُخَارِيّ وَمُسلمًا قد أخرجَا حَدِيث الْمسيب بن حزن فِي وَفَاة أبي طَالب وَلم يرو عَن الْمسيب غير ابْنه سعيد. وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن مرداس الْأَسْلَمِيّ: " يذهب الصالحون أَولا أَولا "، وَلَيْسَ لمرداس راو غير قيس وَأخرج حَدِيث الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عَمْرو بن تغلب: " إِنِّي لأعطى الرجل وَالَّذِي أدع أحب إِلَى " وَلم يروه عَن عَمْرو غير الْحسن فِي أَشْيَاء كَثِيرَة عِنْد البُخَارِيّ. وَأخرج مُسلم حَدِيث الْأَغَر الْمُزنِيّ " إِنَّه ليغان على قلبِي " وَلم يرو عَنهُ غير أبي بردة وَأخرج حَدِيث أبي رِفَاعَة الْعَدْوى، وَلم يرو عَنهُ غير عبد الله بن الصَّامِت، وَأخرج حَدِيث ربيعَة بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ، وَلم يرو عَنهُ غير أبي سَلمَة بن عبد الرحمن فقد كَانَ الْحَاكِم مجزفا فِي قَوْله، وَإِنَّمَا اشْترط البُخَارِيّ وَمُسلم الثِّقَة والاشتهار وَقد تركا أَشْيَاء كَثِيرَة تَركهَا قريب وَأَشْيَاء لاوجه لتركها، فمما ترك البُخَارِيّ الرِّوَايَة عَن حَمَّاد بن سَلمَة مَعَ علمه بِثِقَتِهِ لِأَنَّهُ قيل لَهُ إِنَّه كَانَ لَهُ ربيب يدْخل فِي حَدِيثه مَا لَيْسَ مِنْهُ، وَترك الرِّوَايَة عَن سهل بن أبي صَالح لِأَنَّهُ قد تكلم فِي سَمَاعه من أَبِيه وَقيل صحيفه، وَاعْتمد عَلَيْهِ مُسلم لما وجده تَارَة يحدث عَن أَخِيه عَن أَبِيه وَتارَة عَن عبد الله بن دِينَار مرّة عَن الْأَعْمَش عَن أَبِيه فَلَو كَانَ سَمَاعه صحيفه كَانَ يروي الْكل عَن أَبِيه، وَمن الْأَشْيَاء الَّتِى لاوجه لتركها أَن يرفع الحَدِيث ثِقَة فيقفه آخر فَترك هَذَا لاوجه لَهُ، لِأَن الرّفْع زِيَادَة وَالزِّيَادَة من الثِّقَة مَقْبُولَة إِلَّا أَن يفقه الْأَكْثَرُونَ وَيَرْفَعهُ وَاحِد فَالظَّاهِر غلطه، وَإِن كَانَ من الْجَائِز أَن يكون قد حفظ دونهم، وَأما ترك حَدِيث ثِقَة لكَونه لم يرو عَنهُ غير وَاحِد فقبيح لِأَنَّهُ إِذا صَحَّ النَّقْل وَجب أَن يخرج. وَأما حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب فَإِن شعيبا هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَإِذا قَالَ: عَن أَبِيه عَن جده فَإِن أَرَادَ بجده مُحَمَّدًا فَلَيْسَ بصحابى، وَإِن أَرَادَ بجده عبد الله فقد لقِيه شُعَيْب وَسمع مِنْهُ، وَإِذا لم يقل عَن جده عبد الله احْتمل، فَهَذَا عذر لمن ترك إِخْرَاج هَذَا، فَهَذَا الْكَلَام مشعب من ذكر كَمَا اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم على إِخْرَاجه وَهُوَ الْقسم الأول وَهُوَ الْغَايَة.

الْقسم الثَّانِي: مَا انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ أَو مُسلم فَهَذَا مَحْكُوم لَهُ بِالصِّحَّةِ عِنْد جُمْهُور أهل النَّقْل. الْقسم الثَّالِث: مَا صَحَّ سَنَده على رَأْي أحد الشَّيْخَيْنِ فَيلْحق بِمَا أَخْرجَاهُ إِذا لم يعرف لَهُ عِلّة مَانِعَة، وَهَذَا يعز وجوده ويقل، وَقد صنف أَبُو عبد الله الْحَاكِم كتابا كَبِيرا سَمَّاهُ الْمُسْتَدْرك على الشَّيْخَيْنِ وَلَو نُوقِشَ فِيهِ بَان غلطه. الْقسم الرَّابِع: مَا فِيهِ ضعف قريب مُحْتَمل وَهَذَا هُوَ الْحسن وَيصْلح الْبناء عَلَيْهِ وَالْعَمَل بِهِ، وَقد كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يقدم الحَدِيث الضَّعِيف على الْقيَاس. الْقسم الْخَامِس: الشَّديد الضعْف الْكثير التزلزل، فَهَذَا تَتَفَاوَت مراتبه عِنْد الْعلمَاء فبعضهم يُدْنِيه من الحسان وَيَزْعُم أَنه لَيْسَ بِقَوي التزلزل، وَبَعْضهمْ يرى شدَّة تزلزله فيلحقه بالموضوعات. وَالْقسم السَّادِس: الموضوعات الْمَقْطُوع بِأَنَّهَا محَال وَكذب، فَتَارَة تكون مَوْضُوعَة فِي نَفسهَا وَتارَة تُوضَع على الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهى كَلَام غَيره. فصل وَأما الْأَقْسَام الْأَرْبَعَة الأول فالقلب عِنْدهَا سَاكن، وَأما الْقَاسِم الْخَامِس: فقد جمعت لكم جمهوره فِي كتابي الْمُسَمّى " بالعلل المتناهية فِي الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة " وَقد جردت لَك فِي ذَلِك الْكتاب " الموضوعات " إِلَّا أَنِّي لما رَأَيْتهَا كَثِيرَة وَرَأَيْت أَقْوَامًا قد وضعُوا نسخا وَجعلُوا الحَدِيث الْوَاحِد أوراقا كَثِيرَة تركت ذكر مَا لَا يخفى أَنه مَوْضُوع، وَرُبمَا كتبت بعض الحَدِيث المطول ورفضت بعضه لتطويله وركاكة أَلْفَاظه شحا على الزَّمَان أَن يذهب فِيمَا لَيْسَ فِيهِ كَبِير فَائِدَة. فصل وَاعْلَم أَن الروَاة الَّذين وَقع فِي حَدِيثهمْ الْمَوْضُوع وَالْكذب والمقلوب انقسموا خَمْسَة أَقسَام:

الْقسم الأول: قوم غلب عَلَيْهِم الزّهْد والتقشف فتغفلوا عَن الْحِفْظ والتمييز وَمِنْهُم من ضَاعَت كتبه أَو احترقت أَو دَفنهَا ثمَّ حدث من حفظه فغلط، فَهَؤُلَاءِ تَارَة يرفعون الْمُرْسل وَتارَة يسندون الْمَوْقُوف، وَتارَة يقلبون الْإِسْنَاد وَتارَة يدْخلُونَ حَدِيثا فِي حَدِيث. وَالْقسم الثَّانِي: قوم لم يعانوا على النَّقْل فَكثر خطأهم وفحش على نَحْو مَا جرى للقسم الأول. وَالْقسم الثَّالِث: قوم ثقاة لكِنهمْ اخْتلطت عُقُولهمْ فِي آخر أعمارهم فخلطوا فِي الرِّوَايَة. وَالْقسم الرَّابِع: قوم غلب عَلَيْهِم السَّلامَة والغفلة، ثمَّ انقسم هَؤُلَاءِ فَمنهمْ من كَانَ يلقن فيتلقن، وَيُقَال لَهُ: قل فَيَقُول. وَقد كَانَ بعض أَوْلَاد هَؤُلَاءِ أَو.. (1) يضع لَهُ الحَدِيث فيدون وَلَا يعلم، وَمِنْهُم من كَانَ يروي الْأَحَادِيث، وَإِن لم تكن سَمَاعا لَهُ ظنا مِنْهُ أَن ذَلِك جَائِز. وَقد قيل لبَعض متغفليهم: هَذِه الصَّحِيفَة سماعك؟ فَقَالَ: لَا وَلَكِن مَاتَ الَّذِي رَوَاهَا فرويتها مَكَانَهُ. وَالْقسم الْخَامِس: قوم تعمدوا الْكَذِب، ثمَّ انقسم هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة أَقسَام: الْقسم الأول: قوم رووا الْخَطَأ من غير أَن يعلمُوا أَنه خطأ، فَلَمَّا عرفُوا وَجه الصَّوَاب وأتقنوا بِهِ أصروا على الْخَطَأ أَنَفَة من أَن ينسبوا إِلَى غلط. وَالْقسم الثَّانِي: قوم رووا عَن كَذَّابين وضعفاؤهم يعلمُونَ ودلسوا أَسْمَاءَهُم فالكذب من أُولَئِكَ الْمَجْرُوحين وَالْخَطَأ الْقَبِيح من هَؤُلَاءِ المدلسين وهم فِي مرتبَة الْكَذَّابين لما قد صَحَّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " من روى عَنى حَدِيثا يرى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَذَّابين " وَمن هَذَا الْقسم قوم رووا عَن أَقوام

_ (1) هُنَا بَيَاض فِي الاصل لَعَلَّ مَكَانَهُ روانه. (*)

مَا رَأَوْهُمْ مثل إِبْرَاهِيم بن هدبة عَن أنس، وَكَانَ بواسط شيخ يحدث عَن أنس وَيحدث عَن شريك، فَقيل لَهُ حِين حدث عَن أنس لَعَلَّك سمعته من شريك؟ فَقَالَ لَهُم: أَقُول لكم الصدْق سَمِعت هَذَا من أنس عَن شريك. وَقد حدث عبد الله بن إِسْحَاق الْكرْمَانِي عَن مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب، فَقيل لَهُ: مَاتَ مُحَمَّد قبل أَن تولد بتسع سِنِين. وَحدث مُحَمَّد بن حَاتِم الكتبي عَن عبد بن حميد، فَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم: هَذَا الشَّيْخ سمع من عبد بن حميد بعد مَوته بِثَلَاث عشرَة سنة. الْقسم الثَّلَاث: قوم تعمدوا الْكَذِب الصَّرِيح لَا لأَنهم أخطأوا وَلَا لأَنهم رووا عَن كَذَّاب فَهَؤُلَاءِ تَارَة يكذبُون فِي الْأَسَانِيد فيروون عَمَّن لم بسمعوا مِنْهُ وَتارَة يسرقون الْأَحَادِيث الَّتِي يَرْوِيهَا غَيرهم، وَتارَة يضعون أَحَادِيث وَهَؤُلَاء الوضاعون انقسموا سَبْعَة أَقسَام: الْقسم الأول: الزَّنَادِقَة الَّذين قصدُوا إِفْسَاد الشَّرِيعَة وإيقاع الشَّك فِيهَا فِي قُلُوب الْعَوام والتلاعب بِالدّينِ، كَعبد الْكَرِيم بن أبي العرجاء، وَكَانَ خَال معن ابْن زَائِدَة وربيب حَمَّاد بن سَلمَة، وَكَانَ يدس الْأَحَادِيث فِي كتب حَمَّاد كَذَلِك قَالَ أَبُو أَحْمد ابْن عدي الْحَافِظ، فَلَمَّا أَخذ بن أبي العرجاء أَتَى بِهِ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن عَليّ فَأمر بِضَرْب عُنُقه، فَلَمَّا أَيقَن بِالْقَتْلِ، قَالَ: وَالله لقد وضعت فِيكُم أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث أحرم فِيهَا الْحَلَال وَأحل فِيهَا الْحَرَام، وَلَقَد فطرتكم فِي يَوْم صومكم وصومتكم فِي يَوْم فطركم. أَنبأَنَا يحيى بن عَليّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت، قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو سعيد أَحْمد بن الْمَالِينِي، قَالَ: أَنبأَنَا عبد الله بن عدي الْحَافِظ، قَالَ: حَدثنَا أَحْمد بن عَليّ الْمَدِينِيّ قَالَ: حَدثنَا أَبُو أُميَّة قَالَ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب قَالَ حَدثنَا حَمَّاد ابْن زيد. أَو قَالَ: حَدثنِي صَاحب لي عَن حَمَّاد بن زيد عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان

قَالَ: سَمِعت المهدى يَقُول: أقرّ عِنْدِي رجل من الزَّنَادِقَة أَنه وضع أَربع مائَة حَدِيث فَهِيَ تحول فِي أَيدي النَّاس. قَالَ المُصَنّف: وَكَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث مُغيرَة بن سعيد وَبَيَان. قَالَ ابْن نمير: كَانَ مُغيرَة ساحرا، وَكَانَ بَيَان زنديقا فَقَتَلَهُمَا خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي وأحرقهما بالنَّار. وَقد كَانَ فِي هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَة من مُغفل فيدس فِي كِتَابه مَا لَيْسَ من حَدِيثه فيرويه ذَلِك الشَّيْخ ظنا مِنْهُ أَن ذَلِك من حَدِيثه. أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا قاضى الْقُضَاة أَبُو بكر الشَّامي قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو الْحسن العسقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر العقيل قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار قَالَ حَدثنَا عبد الرحيم بن حَازِم الْبَلْخِي قَالَ حَدثنَا الحكم ابْن الْمُبَارك قَالَ: سَمِعت حَمَّاد بن زيد يَقُول: وضعت الزَّنَادِقَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَة عشر ألف حَدِيث. الْقسم الثَّانِي: قوم كَانُوا يقصدون وضع الحَدِيث نصْرَة لمذهبهم، وسول لَهُم الشَّيْطَان أَن ذَلِك جَائِز وَهَذَا مَذْكُور عَن قوم من المسالمية. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن جبرون عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حبَان الْحَافِظ قَالَ: سَمِعت عبد الله بن عَليّ يَقُول: سَمِعت مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجُنَيْد يَقُول: سَمِعت عبد الله بن يزِيد المعري يَقُول عَن رجل من أهل الْبدع رَجَعَ عَن بدعته فَجعل يَقُول: انْظُرُوا هَذَا الحَدِيث مِمَّن تأخذونه فَإنَّا كُنَّا إِذا رَأينَا رَأيا جعلنَا لَهُ حَدِيثا. أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّار قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ: أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْحرفِي قَالَ: حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الفيريابي قَالَ حَدثنِي يُوسُف بن الْفرج أَبُو نعيم الْحلَبِي وَإِسْحَاق بن البهلول الْأَنْبَارِي قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن يزِيد الْمقري قَالَ حَدثنَا ابْن لَهِيعَة قَالَ سَمِعت شَيخا مِمَّن الْخَوَارِج تَابَ وَرجع

وَهُوَ يَقُول: إِن هَذِه الْأَحَادِيث دين فانظروا عَمَّن تأخذون دينكُمْ فَإنَّا كُنَّا إِذا هوينا أمرا صيرناه حَدِيثا. أَنبأَنَا أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر ابْن ثَابت الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْبَزَّاز قَالَ حَدثنَا يزِيد بن إِسْمَاعِيل الْخلال قَالَ حَدثنَا أَبُو عَوْف الْبزورِي قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن أبي أُميَّة قَالَ حَدثنِي حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ حَدثنِي شيخ لَهُم يعْنى الرافضة قَالَ: كُنَّا إِذا اجْتَمَعنَا استحسنا شَيْئا جَعَلْنَاهُ حَدِيثا. أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ عَن أبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ قَالَ سَمِعت الْحَاكِم أَبَا عبد الله النَّيْسَابُورِي يَقُول: مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطالكاني وَكَانَ من رُؤَسَاء المرجئة مِمَّن يضع الحَدِيث على مَذْهَبهم أَنبأَنَا أَبُو المعمر قَالَ أَنا عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنا أَبُو بكر بن عَليّ بن ثَابت قَالَ: أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْحسن على ابْن مُحَمَّد بن حبيب قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى الْأَزْدِيّ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن حمدَان قَالَ حَدثنَا أَبُو العيناء عَن أبي أنس الْحَرَّانِي قَالَ: قَالَ الْمُخْتَار لرجل من أَصْحَاب الحَدِيث ضع لي حَدِيثا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي كَائِن بعده خَليفَة وطالب لَهُ بترة وَلَده وَهَذِه عشرَة آلَاف دِرْهَم وخلعة ومركوب وخادم، فَقَالَ الرجل: أما عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا، وَلَكِن اختر من شِئْت من الصَّحَابَة وأحطك من الثّمن مَا شِئْت قَالَ عَنى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوكد، قَالَ والعذات أَشد. وَالْقسم الثَّالِث: قوم وضعُوا الاحاديث فِي التَّرْغِيب والترهيب ليحئوا النَّاس بزعمهم على الْخَيْر ويزجروهم عَن الشرو هَذَا تعاط (1) على الشَّرِيعَة ومضمون فعلهم أَن الشَّرِيعَة نَاقِصَة تحْتَاج إِلَى تَتِمَّة فقد أتممناها.

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة افتئات. (*)

أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله النهاوندي قَالَ: قلت لغلام خَلِيل هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي تحدث بهَا من الرَّقَائِق، فَقَالَ: وضعناها لنرقق بهَا قُلُوب الْعَامَّة. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ ابْن ثَابت قَالَ: حَدثنِي الْحسن بن عَليّ التَّمِيمِي قَالَ: قَرَأت على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن المقرى قَالَ: قالى أَبُو جَعْفَر بن الشعيري لما حدث غُلَام خَلِيل عَن بكر ابْن عِيسَى عَن أبي عوان قلت لَهُ: يَا أَبَا عبد الله إِن هَذَا الرجل قديم الْوَفَاة، وَلم تلْحقهُ أَنْت وَلَا من فِي سنك ففكر فِي هَذَا ثمَّ خفته (1) فَقلت لَهُ أحسبك سَمِعت من رجل يُقَال لَهُ بكر بن عِيسَى حَدثَك عَن بكر بن عِيسَى هَذَا فَسكت وافترقنا فَلَمَّا كَانَ من الْغَد قَالَ: يَا أَبَا جَعْفَر علمت أَنى نظرت البارحة فِيمَن سَمِعت مِنْهُ بِالْبَصْرَةِ يُقَال لَهُ بكر بن عِيسَى فوجدتهم سِتِّينَ رجلا. قَالَ المُصَنّف: كَانَ غُلَام خَلِيل يتزهد ويهجن شهوات الدُّنْيَا وبتقوت الباقلا تصوفا، وغلقت أسواق بَغْدَاد يَوْم مَوته فَحسن لَهُ السُّلْطَان هَذَا الْفِعْل نسْأَل الله السَّلامَة. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حبَان الْحَافِظ قَالَ سَمِعت عبد الله بن جَابر يَقُول: سَمِعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الا دين يَقُول: سَمِعت مُحَمَّد بن عِيسَى الطباع، يَقُول: سَمِعت بن مهدى يَقُول لِميسرَة بن عبد ربه من أَيْن جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث: من قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا قَالَ وَضَعتهَا أَرغب النَّاس فِيهَا. قَالَ ابْن حبَان وَحدثنَا مَكْحُول قَالَ حَدثنَا أَبُو الْحُسَيْن الرهاوي قَالَ سَأَلت عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن أبي دَاوُد النَّخعِيّ، فَقَالَ: كَانَ أطول

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل ولعلها مصحفة من خنقه أَي الْبكاء. (*)

النَّاس قيَاما بلَيْل وَأَكْثَرهم صياما بنهار وَكَانَ يضع الحَدِيث وضعا. قَالَ ابْن حبَان: وَكَانَ أَبُو بشر أَحْمد بن مُحَمَّد الْفَقِيه الْمروزِي من أَصْلَب أهل زمانة فِي السّنة وأذپهم عَنْهَا وأقمعهم لمن خالفها، وَكَانَ مَعَ هَذَا يضع الحَدِيث. قد وضع فِي فَضَائِل قزوين نَحْو أَرْبَعِينَ حَدِيثا كَانَ يَقُول إِنِّي أحتسب فِي ذَلِك. أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ عَن أَبى عبد الله الْحَاكِم قَالَ سَمِعت أَبَا عَليّ الْحَافِظ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يُونُس الْمقري يَقُول سَمِعت جَعْفَر بن أَحْمد بن نصر يَقُول سَمِعت أَبَا عمار الْمروزِي يَقُول: قيل لأبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم الْمروزِي من أَيْن لَك عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَلَيْسَ عِنْد أَصْحَاب عِكْرِمَة هَذَا! فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْت النَّاس أَعرضُوا عَن الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي ابْن إِسْحَاق فَوضعت هَذَا الحَدِيث حسبَة. وَقد حكى مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل أَن رجلا وضع فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدِيثا طَويلا. وَسَيَأْتِي فِي كتاب الْعلم إِن شَاءَ الله. أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنبأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي سَمِعت أَبَا بدر أَحْمد بن خَالِد يَقُول: كَانَ وهب بن حَفْص من الصَّالِحين مكث عشْرين سنة لَا يكلم أحدا. قَالَ أَبُو عرُوبَة، وَكَانَ يكذب كذبا فَاحِشا. أَنبأَنَا أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ حَدثنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد حَدثنَا عبيد الله بن عمر النواريزي قَالَ: سَمِعت يحيى بن سعيد الْقطَّان يَقُول. مَا رَأَيْت الْكَذِب فِي أحد أَكثر مِنْهُ فِي من ينْسب إِلَى الْخَيْر والزهد. الْقسم الرَّابِع: قوم استجازوا وضع الْأَسَانِيد لكل كَلَام حسن، فأنبأنا

عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا ابْن بكران القَاضِي قَالَ أَنبأَنَا العتيقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة قَالَ حَدثنَا أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن سعيد يَقُول: لَا بَأْس إِذا كَانَ كَلَام حسن أَن تضع لَهُ إِسْنَادًا. الْقسم الْخَامِس: قوم كَانَ يعرض لَهُم غَرَض فيضعون الحَدِيث. فَمنهمْ من قصد بذلك التَّقَرُّب إِلَى السُّلْطَان بنصرة غَرَض كَانَ لَهُ كغياث بن إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ حِين أَدخل على المهدى وَكَانَ المهدى يحب الْحمام إِذا قدامه حمام فَقيل لَهُ حدث أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ حَدثنَا فلَان عَن فلَان أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لاسبق إِلَّا فِي نصل أَو خف أَو حافر أَو جنَاح " فَأمر لَهُ المهدى ببدرة، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: اشْهَدْ على فَقَالَ أَنه فتأ (1) كَذَّاب على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ المهدى أَنا حَملته على ذَلِك. ثمَّ أَمر بِذبح الْحمام ورفض مَا كَانَ فِيهِ. وَمِنْهُم من كَانَ يضع الحَدِيث جَوَابا لسائليه كَمَا روى المعيطي عَن إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى أَنه سُئِلَ عَن رجل أعْطى الْغَزل الحائك فنسج لَهُ وَفضل مِنْهُ خيوط، فَقَالَ صَاحب الثَّوْب هِيَ لي وَقَالَ النساج هِيَ لي فالخيوط لمن؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيم: حَدثنِي ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ: إِن كَانَ صَاحب الثَّوْب أعطَاهُ إِلَّا ردهالح (2) فالخيوط لَهُ، وَإِلَّا فَهِيَ للحائك. وَمِنْهُم من كَانَ يَضَعهُ فِي ذمّ من يُرِيد أَن يذمه كَمَا روينه عَن سعد بن طريف أَنه رأى ابْنه يبكى، فَقَالَ: مَالك، فَقَالَ: ضَرَبَنِي الْمعلم، فَقَالَ: أَنا وَالله لأخزينهم، حَدثنِي عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " معلمو صِبْيَانكُمْ شِرَاركُمْ " وَقِيلَ لِمَأْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ الأَثَرِيِّ (3) إِلَى الشَّافِعِيِّ وَإِلَى مَنْ تَبِعَ لَهُ بِخُرَاسَانَ، فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبيد الله حَدثنَا عبد الله بن معدان عَن

_ (1) هَكَذَا وَردت الْعبارَة بالاصل وَالْمَحْفُوظ بدلهَا: أشهد على قفاك أَنه قفا كَذَّاب. (2) هِيَ كَذَلِك بالاصل أَيْضا ولعلها مصحفة من كلة أجرهَا. (3) هِيَ كَذَلِك بالاصل أَيْضا ولعلها مصحفة من كلة أَلا ترى. (*)

أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ " وَسَنَذْكُرُ هَذَا فِيمَا بعد. وَقيل لِمُحَمَّدِ بْنِ عُكَاشَةَ الْكَرْمَانِيِّ إِنَّ قَوْمًا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الرُّكُوعِ وَبَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلا صَلاةَ لَهُ ". الْقسم السَّادِس: قوم وضعُوا أَحَادِيث فِي ضد الأغراب ليطلبوا وَيسمع مِنْهُم. قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن إليسع وَهُوَ ابْن أبي حَبَّة كَانَ يحدث عَن جَعْفَر الصَّادِق وَهِشَام بن عُرْوَة فيركب حَدِيث هَذَا على حَدِيث ذَاك لتستغرب تِلْكَ الْأَحَادِيث بِتِلْكَ الْأَسَانِيد. قَالَ وَمِنْهُم حَمَّاد بن عَمْرو النصيبنى وبهلول بن عبيد وأصرم بن حَوْشَب، وَمِنْهُم من كَانَ يدعى سَماع من لم يسمع مِنْهُ ليكْثر حَدِيثه. قَالَ عَمْرو بن عون: قدم علينا شيخ مخضوب بِالْحِنَّاءِ يحدث عَن أنس فَاجْتمع عَلَيْهِ خلق أَكثر من عشْرين ألفا وَحمل حَدِيثه إِلَى هشيم وَيزِيد بن هَارُون، فَقَالُوا: أَحَادِيث صِحَاح سمعناها من حميد والتيمي فَدخل السُّوق فَاشْترى مغازي ابْن إِسْحَاق وَقعد يحدث عَنهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْن رَأَيْته فَبكى وَقَالَ الصدْق يزين كل شئ لم أره لكني أَخْبرنِي أنس عَنهُ فمزقوا الْكتب. وروى مُسلم بن الْحجَّاج أَن يحيى بن أَكْثَم دخل مَعَ أَمِير الْمُؤمنِينَ حمص فَرَأى كل من بهَا شَبيه التيران فَدخل شيخ على رَأسه ديبة وَله جُبَّة فأدناه وَقَالَ يَا شيخ من أتيت، قَالَ: اسْتَغْنَيْت عَن جَمِيع النَّاس بشيخي، قَالَ: وَمن لقى شيخك؟ قَالَ الْأَوْزَاعِيّ. قَالَ الْأَوْزَاعِيّ عَمَّن؟ قَالَ: عَن مَكْحُول. قَالَ وَمَكْحُول

عَمَّن؟ قَالَ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة. قَالَ وسُفْيَان عَمَّن! قَالَ عَن عَائِشَة. فَقَالَ لَهُ يحيى: يَا شيخ أَرَاك تعلو إِلَى أَسْفَل. الْقسم السَّابِع: قوم شقّ عَلَيْهِم الْحِفْظ فَضربُوا نقد الْوَقْت وَرُبمَا رَأَوْا أَن الْحِفْظ مَعْرُوف فَأتوا بِمَا يغرب مِمَّا يحصل مَقْصُود هم فَهَؤُلَاءِ قِسْمَانِ أَحدهمَا الْقصاص ومعظم الْبلَاء مِنْهُم يجرى، لأَنهم يزِيدُونَ أَحَادِيث تثقف وترقق والصحاح يقل فِيهَا هَذَا. ثمَّ إِن الْحِفْظ يشق عَلَيْهِم ويتفق عدم الدَّين وَمن يحضرهم جهال فَيَقُولُونَ وَلَقَد حكى لي فقيهان ثقتان عَن بعض قصاص زَمَاننَا وكلن يظْهر النّسك والتخشع أَنه حكى لَهما قَالَ: قلت يَوْم عَاشُورَاء قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من فعل الْيَوْم كَذَا فَلهُ كَذَا، وَمن فعل كَذَا فَلهُ كَذَا إِلَى آخر الْمجْلس فَقَالَا لَهُ: وَمن أَيْن حفظت هَذِه الْأَحَادِيث، فَقَالَ: وَالله مَا حَفظتهَا، وَلَا أعرفهَا بل فِي وقتي قلتهَا. قَالَ المُصَنّف: وَلَا جرم، ذَلِك الْقصاص شَدِيد النعير سَاقِط الجاه لَا يلْتَفت النَّاس إِلَيْهِ وَلَا لَهُ دنيا وَلَا آخِرَة. وَقد صنف بعض قصاص زَمَاننَا كتابا فَذكر فِيهِ أَن الْحسن وَالْحُسَيْن دخلا على عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُم وَهُوَ مَشْغُول فَلَمَّا فرغ من شغله رفع رَأسه فرآهما، فَقَامَ فقبلهما ووهب لكل وَاحِد مِنْهُمَا ألفا وَقَالَ اجعلاني فِي حل فَمَا عرفت دخولكما فَرَجَعَا وشكراه بَين يدى أَبِيهِمَا عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، فَقَالَ عَليّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: عمر بن الْخطاب نور فِي الْإِسْلَام وسراج لأهل الْجنَّة. فَرَجَعَا فحدثاه، فَدَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حَدثنِي سيدا شباب أهل الْجنَّة عَن أَبِيهِمَا المرتضى عَن جدهما الْمُصْطَفى أَنه قَالَ عمر نور الْإِسْلَام فِي الدُّنْيَا وسراج أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة وَأوصى أَن تجْعَل فِي كَفنه على صَدره فَوضع، فَلَمَّا أَصْبحُوا وجدوه على قَبره وَفِيه صدق الْحسن وَالْحُسَيْن وَصدق أَبوهُمَا وَصدق رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر نور الْإِسْلَام وسراج أهل الْجنَّة. قَالَ المُصَنّف: وَالْعجب بِهَذَا الَّذِي بلغت بِهِ الوقاحة إِلَى أَن يضيف مثل هَذَا وَمَا كَفاهُ حثى عرضه على كبار الْفُقَهَاء فَكَتَبُوا على تصويب ذَلِك التصنيف، فَلَا هُوَ عرف أَن مثل هَذَا محَال ولاهم عرفُوا. وَهَذَا جهل متوفر، علم بِهِ أَنه من أَجْهَل الْجُهَّال الَّذين مَا شموا ريح النَّقْل وَلَعَلَّه قد سَمعه من بعض الطرقيين. قَالَ المُصَنّف: وَقد ذكرت فِي كتاب الْقصاص عَنْهُم طرفا من هَذِه الْأَشْيَاء وَمَا أَكثر مَا يعرض على أَحَادِيث فِي مجْلِس الْوَعْظ فد ذكرهَا قصاص الزَّمَان فأردها عَلَيْهِم وَأبين أَنَّهَا محَال فيحقدون عَليّ حِين أبين عُيُوب شغلهمْ حَتَّى قلت يَوْمًا، قُولُوا لمن يُورد هَذِه الْأَحَادِيث مَا يتهيأ لكم مَعَ وجود هَذَا النَّاقِد إِنْفَاق زايف، وَذكرت حَدِيثا حَدثنَا بِهِ أَبُو الْفَتْح الكروخي قَالَ حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَ سَمِعت أَبَا بكر الجوزقي يَقُول: سَمِعت غير وَاحِد من مَشَايِخنَا يذكرُونَ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة أَنه قَالَ مادام أَبُو حَامِد الشَّرْقِي فِي الْأَحْيَاء لَا يتهيأ لأحد أَن يكذب على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد الْحُسَيْن بن عَليّ التَّمِيمِي أَنه سمع مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة وَنظر إِلَى أبي حَامِد الشَّرْقِي، فَقَالَ: حَيَاة أبي حَامِد تحجز بَين النَّاس وَالْكذب عَليّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ المُصَنّف: أَبُو حَامِد اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن النَّيْسَابُورِي يعرف بِابْن الشَّرْقِي سمع من مُسلم بن الْحجَّاج وَغَيره وَكَانَ حَافِظًا متقنا. أَنبأَنَا أَبُو الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله بن كادش قَالَ سَمِعت القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الغريق يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن الدَّارقطني يَقُول: يَا أهل بَغْدَاد

لَا تظنون أَن أحدا يقدر يكذب عَليّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنا حَيّ. وَقد روينَا عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قيل لَهُ هَذِه الْأَحَادِيث المصنوعة، فَقَالَ: تعيش لَهَا الجهابذة. الْقسم الثَّانِي: الشحاذون، فَمنهمْ قصاص وَمِنْهُم غير قصاص، وَمن هَؤُلَاءِ من يضع وَأَكْثَرهم يحفظ الْمَوْضُوع. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي قَالَ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِد قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن عَبْدِ الْوَاحِدِ الطَّبَرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيُّ يَقُولُ صَلَّى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَةَ فَقَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَصَّاصٌ فَقَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ كَلِمَةٍ مِنْهَا طَيْرًا مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ وَرِيشُهُ مِنْ مُرْجَانٍ " وَأَخَذَ فِي قِصَّةِ نَحْوِ عِشْرِينَ وَرَقَةً فَجَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَنْظُرُ إِلَى يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَيَحْيَى يَنْظُرُ إِلَى أَحْمَدَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ حَدَّثْتَهُ بِهَذَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِهَذَا إِلا السَّاعَةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِصَصِهِ وَأَخَذَ الْقُطَيْعَاتِ، ثُمَّ قَعَدَ يَنْتَظِرُ بَقِيَّتَهَا قَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِيَدِهِ تَعَالَ فَجَاءَ مُتَوَهِّمًا النَّوَالَ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَقَالَ أَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ كَانَ لابُدَّ وَالْكَذِبَ فَعَلَى غَيْرِنَا فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ أَحْمَقَ مَا تَحَقَّقْتُهُ إِلا السَّاعَةَ، قَالَ لَهُ يَحْيَى كَيْفَ عَلِمْتَ أَنِّي أَحْمَقَ؟ قَالَ كَأَنَّ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ غَيْرُكُمَا، قَدْ كَتَبْتُ عَنْ سَبْعَةَ عَشْرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَوَضَعَ أَحْمَدُ كُمَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: دَعْهُ يَقُومُ فَقَامَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بهما.

أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ بِأَجْرِوَانَ مَدِينَةٍ بَيْنَ الرَّقَّةِ وَحَرَّانَ فَحَضَرْتُ الْجَامِعَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلاةِ قَامَ بَيْنَ أَيْدِينَا شَابٌّ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَضَى لِمُسْلِمٍ حَاجَةً فَعَلَ اللَّهُ بِهِ كَذَا وَكَذَا " فَلَمَّا فَرَغَ دَعْوَتَهُ، فَقُلْتُ رَأَيْتَ أَبَا خَلِيفَةَ قَالَ لَا، قُلْتُ: كَيْفَ تَرْوِي عَنْهُ وَلَمْ تَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُنَاقَشَةَ مَعَنَا مِنْ قِلَّةِ الْمُرُوءَةِ أَنَا أَحْفَظُ هَذَا الإِسْنَادِ الْوَاحِدِ وَكُلَّمَا سَمِعْتُ حَدِيثًا ضَمَمْتُهُ إِلَى هَذا الإِسْنَادِ. فصل والكذابون والوضاعون خلق كثير قد جمعت أَسْمَاءَهُم فِي كتاب الضُّعَفَاء والمتروكين، وستري فِي كل حَدِيث نذكرهُ من هَذَا الْكتاب اسْم وَاضعه وَالْمُتَّهَم بِهِ، وَكَانَ من كبار الْكَذَّابين وهب بن وهب القَاضِي، وَمُحَمّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ، وَمُحَمّد بن سعيد الشَّامي المصلوب، وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَإِسْحَاق ابْن نجيع الْمَلْطِي وغياث بن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، والمغيرة بن سعيد الْكُوفِي، وَأحمد بن عبد الله الجويباري، ومأمون بن أَحْمد الْهَرَوِيّ، وَمُحَمّد بن عكاشة الْكرْمَانِي، وَمُحَمّد بن الْقَاسِم الكانكاني. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزق قَالَ أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بن حنين الْفراء قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن أبي شيبَة قَالَ سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول: كَانَ بِبَغْدَاد قوم يضعون الحَدِيث مِنْهُم إِسْحَاق بن نجيع الْمَلْطِي وَمُحَمّد بن زِيَاد الْيَشْكُرِي. أَنبأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق الْمعدل قَالَ أَنبأَنَا الْحسن بن رَشِيق قَالَ:

حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن شُعَيْب النَّسَائِيّ قَالَ: الكذابون المعروفون بِوَضْع الحَدِيث على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَة: ابْن أبي يحيى بِالْمَدِينَةِ، والواقدي بِبَغْدَاد، وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان بخراسان، وَمُحَمّد بن سعيد وَيعرف بالمصلوب بِالشَّام. أَنبأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي. وَأَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله مُحَمَّد ابْن الْعَبَّاس الضَّبِّيّ يَقُول سَمِعت سهل بن السّري الْحَافِظ يَقُول: قد وضع أَحْمد ابْن عبد الله الجويباري وَمُحَمّد بن عكاشة الْكرْمَانِي وَمُحَمّد بن تَمِيم الفارابي على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكثر من عشرَة آلَاف حَدِيث. أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن سلم قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد قَالَ حَدثنَا جَعْفَر بن اليسع قَالَ: رؤى شُعْبَة متقنعا فِي شدَّة الْحر فَقيل لَهُ إِلَى أَيْن يَا أَبَا بسطَام؟ قَالَ: استعدي على رجل يكذب عَليّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فصل وَلَقَد رد الله كيد هَؤُلَاءِ الوضاعين والكذابين بأخبار أخيار فضحوهم وكشفوا قبايحهم وَمَا كذب أحد قطّ إِلَّا وَافْتَضَحَ، ويكفى الْكَاذِب أَن الْقُلُوب تأبي قبُول قَوْله، فَإِن الْبَاطِل مظلم وعَلى الْحق نور وَهَذَا فِي العاجل، وَأما فِي الْآخِرَة فخسرانهم فِيهَا مُتَحَقق. أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ أَنبأَنَا بن بكران الشَّامي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن العتيقي قَالَ أَنبأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ قَالَ حَدثنَا جُمْهُور بن مَنْصُور قَالَ حَدثنَا أَبُو الْحَارِث الزبيدِيّ قَالَ سَمِعت سُفْيَان يَقُول: مَا ستر الله عزوجل أحدا يكذب فِي الحَدِيث. وَقد روينَا

عَن ابْن الْمُبَارك أَنه قَالَ: لوهم رجل فِي السحر أَن يكذب فِي الحَدِيث لأصبح النَّاس يَقُولُونَ فلَان كَذَّاب. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ: حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد سُلَيْمَان بن دَاوُد الطوسي قَالَ: سَمِعت أَبَا حسان الزيَادي يَقُول: سَمِعت حسان بن زيد يَقُول: لم يستعن على الْكَذَّابين بِمثل التَّارِيخ يَقُول الشَّيْخ [يُقَال للشَّيْخ] سنة كم ولدت؟ فَإِذا أقرّ بمولده عرفنَا صدقه من كذبه. فصل وَقد نَدم جمَاعَة من الْكَذَّابين على كذبهمْ وتنصلوا من ذَلِك، فأنبأنا مُحَمَّد ابْن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو سهل بن سعد سَعْدَوَيْه قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن الْفضل الْقرشِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن الدقاق قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة قَالَ حَدثنَا أبي قَالَ حَدثنَا أَبُو شيبَة قَالَ: كنت أَطُوف بِالْبَيْتِ وَرجل من قدامى يَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لي، وَمَا أَرَاك تفعل، فَقلت يَا هَذَا قنوطك أَكثر من ذَنْبك، فَقَالَ لي دَعْنِي، فَقلت لَهُ: أَخْبرنِي، فَقَالَ: إِنِّي كذبت على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسين حَدِيثا وطارت فِي النَّاس مَا أقدر أَن أرد مِنْهَا شَيْئا. وَقَالَ ابْن لَهِيعَة: دخلت على شيخ وَهُوَ يبكى، فَقلت مَا يبكيك، فَقَالَ: وضعت أَربع مائَة حَدِيث أدرملها مارمامح (1) النَّاس فَلَا أدرى كَيفَ أصنع؟ وَقد روى مثل هَذَا سُلَيْمَان بن حَرْب وَأَنه دخل على رجل فَقَالَ: مِثَال ذَلِك. وَمرض نصر بن طريف فَقَالَ لعوداه قد حضر من أَمْرِي مَا ترَوْنَ، وإنى

_ (1) فِي الْعبارَة تَصْحِيف ولعلها " أدخلتها فِي تَارِيخ ". (4 الموضوعات 1) (*)

كذبت فِي أَحَادِيث وَأَسْتَغْفِر الله، فَقَالُوا: مَا أحسن مَا صنعت تبت إِلَى الله عزوجل ثمَّ صَحَّ من مَرضه فَمر فِي تِلْكَ الْأَحَادِيث بِعَينهَا. أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن أبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ عَن أَبى عبد الله الْحَاكِم قَالَ سَمِعت عبد الْعَزِيز بن عبد الملك الأموى قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ يَقُول سَمِعت الْمحَامِلِي يَقُول سَمِعت أَبَا العيناء يَقُول: أَنا والحافظ وَضعنَا حَدِيث فدك وَأَدْخَلْنَاهُ على الشُّيُوخ بِبَغْدَاد فقبلوه إِلَّا ابْن شيبَة الْعلوِي فَإِنَّهُ قَالَ: لَا يشبه آخر هَذَا أَوله. فأبي أَن يقبله قَالَ إِسْمَاعِيل: وَكَانَ أَبُو العيناء يحدث بِهَذَا بعد مَا تَابَ. فصل وَمن التغفيل قَول المتزهد عِنْد سَماع الْقدح فِي الْكَذَّابين هَذَا غيبَة، وَإِنَّمَا هُوَ نصيحة لِلْإِسْلَامِ. فَإِن الْخَبَر يحْتَمل الصدْق وَالْكذب ولابد من النّظر فِي حَال الرَّاوِي، قَالَ يحيى بن سعيد سَأَلت مَالك بن أنس وسُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة وسُفْيَان ابْن عُيَيْنَة عَن الرجل يكذب فِي الحَدِيث أَو يهم أبين أمره؟ قَالُوا: نعم بَين أمره للنَّاس. وَكَانَ شُعْبَة يَقُول: تَعَالَوْا حَتَّى نغتاب فِي الله عزوجل، وَسُئِلَ أَن يكف عَن بَيَان. فَقَالَ: لَا يحل الْكَفّ عَنهُ لِأَن الْأَمر دين. قَالَ بن مهْدي: مَرَرْت مَعَ سُفْيَان الثَّوْريّ بِرَجُل فَقَالَ كَذَّاب وَالله لَوْلَا أَنه لَا يحل لي أَن أسكت لسكت. وَقَالَ الشَّافِعِي: إِذا علم رجل من مُحدث الْكَذِب مَا يَسعهُ السُّكُوت عَنهُ، وَلَا يكون ذَلِك غيبَة لِأَن الْعلمَاء كالنقاد، وَلَا يسع النَّاقِد فِي دينه أَن لَا يبين الزُّيُوف وَغَيرهَا. أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا عمر بن عبيد الله الْبَقَّال قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان قَالَ أَنبأَنَا عُثْمَان بن أَحْمد الدقاق قَالَ حَدثنَا حَنْبَل قَالَ

سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول: مَا أَشك فِي أبي البخترى أَنه يضع الحَدِيث. قَالَ حَنْبَل حَدثنَا يحيى بن معِين قَالَ حَدثنَا يحيى بن يعلى عَن زَائِدَة قَالَ: كَانَ وَالله جَابر الْجعْفِيّ كذابا. أَنبأَنَا الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن عُثْمَان الدقاق قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن محلد قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن بنْدَار الْجِرْجَانِيّ يَقُول: قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل يَا أَبَا عبد الله ليَشُد [إِنَّه ليشق] عَليّ أَن أَقُول فلَان كَذَّاب، وَفُلَان ضَعِيف، فَقَالَ لي: إِذا سكت أَنْت وَسكت أَنا فَمَتَى يعرف الْجَاهِل الصَّحِيح من السقيم. قَالَ المُصَنّف: وَهَذَا الْكَلَام من الْعلمَاء ظَاهر الْمَعْنى فَإِن الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عَلَيْكُم بِسنتي، والمحال لَيْسَ من سنته، فقد نبه بِهَذَا على معرفَة الثقاة من غَيرهم وتلخيص الصَّحِيح من السقيم، وَقد كَانَ ينصب مِنْبَر الحسان ليرد عَنهُ مَا يتقوله الْأَعْدَاء عَلَيْهِ مِمَّا لَا يضر لِأَنَّهُ قَول مُشْرك لَا يدْخل بقوله فِي الدَّين شَيْئا، فَكيف لَا تندب من ندب عَنهُ دخل من يدْخل فِي شَرعه مَا لَيْسَ فِيهِ. قَالَ أبوالوفا عَليّ بن عقيل الْفَقِيه: قَالَ شَيخنَا أَبُو الْفضل الْهَمدَانِي: مبتدعة الْإِسْلَام والواضعون للأحاديث أَشد من الْمُلْحِدِينَ لِأَن الْمُلْحِدِينَ قصدُوا إِفْسَاد الدَّين من خَارج، وَهَؤُلَاء قصدُوا إفساده من دَاخل، فهم كَأَهل بلد سعوا فِي إِفْسَاد أَحْوَاله، والملحدون كالحاضرين من خَارج، فالدخلاء يفتحون الْحصن فَهُوَ شَرّ على الاسلام من غير الملابسين لاه. فصل وَإِذ قد أنهيت هَذِه الْفُصُول الَّتِي هِيَ كالأصول فَأَنا أرتب هَذَا الْكتاب كتبا يشْتَمل كل كتاب على أَبْوَاب فأذكره على تَرْتِيب الْكتب المصنفة فِي الْفِقْه

ليسهل الطّلب على طَالب الحَدِيث، وأذكر كل حَدِيث بِإِسْنَادِهِ وَأبين علته وَالْمُتَّهَم بِهِ تَنْزِيها لشريعتنا عَن الْمحَال، وتحذيرا من الْعَمَل بِمَا لَيْسَ بمشروع، وَأَنا أحرج على من يروي من كتَابنَا هَذَا حَدِيثا مُنْفَصِلا عَن الْقدح فِيهِ فَإِنَّهُ يكون خائنا على الشَّرْع، كَيفَ لَا وَقد أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد ابْن حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عَن خَبِيث بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ ابْن أَبِي شَبِيبٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ "، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَنبأَنَا الكروخي قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ، وَأَبُو بكر الغورجي قَالَا: أَنبأَنَا الجراحي قَالَ حَدثنَا المحبوبي قَالَ حَدثنَا التِّرْمِذِيّ قَالَ سَأَلت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرحمن عَن هَذَا الحَدِيث، فَقلت من روى حَدِيثا يعلم أَن إِسْنَاده خطأ أَو روى النَّاس حَدِيثا مُرْسلا فأسنده بَعضهم أَو قلب إِسْنَاده يحلف أَن يكون رَاوِيه دَاخِلا فِي هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا معنى الحَدِيث أَن يروي الرجل الحَدِيث، وَلَا يعرف لذَلِك الحَدِيث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَاف أَن يكون الْمُحدث بِهِ دَاخِلا فِي هَذَا الحَدِيث. قَالَ المُصَنّف: وَلَقَد عجبت من كثير من الْمُحدثين طلبُوا لتكثير أَحَادِيثهم فرووا الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَلم يبينوها للنَّاس وَهَذَا من الْخَطَأ الْقَبِيح وَالْجِنَايَة على الْإِسْلَام، وأقبح من هَذَا حَال المدلسين الَّذين يروون عَن كَذَّاب وَضَعِيف لَا يحْتَج بِهِ فيغيرون اسْمه، أَو كنيته، أَو نسبه أَو يسقطون اسْمه من الْإِسْنَاد أَو يسمونه وَلَا ينسبونه مثل أَن يكون فِي الْإِسْنَاد عمر بن صبح، وَهُوَ مِمَّن يضع الحَدِيث فيرويه الرَّاوِي وَيَقُول: عَن عمر وَلَا ينْسبهُ وَلَا يدرى من عمر، وَقد دلسوا مُحَمَّد بن سعيد الْكذَّاب، وَكَانَ قتل على الزندقة على وُجُوه كَثِيرَة ليخفى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: وَكَانَ النَّاس [النقاش] يروي عَن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الرَّازِيّ،

الباب الأول في ذم الكذب

وَهُوَ كَذَّاب فَيَقُول تَارَة حَدثنَا مُحَمَّد بن طريف بن عَاصِم وَتارَة مُحَمَّد بن نَبهَان وَتارَة مُحَمَّد بن يُوسُف وَتارَة مُحَمَّد بن عَاصِم الْحَنَفِيّ. وَمِنْهُم من ينْسب الرجل إِلَى جده لِئَلَّا يعرف مثل أَن يَقُول حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى وَهُوَ الْكُدَيْمِي، وَإِنَّمَا مُحَمَّد بن يُونُس بن مُوسَى، وَكَانَ فيهم من يسوى الحَدِيث، وَهُوَ أَن يكون بَين الرجلَيْن الثقتين ضَعِيف وَيحْتَمل أَن يكون الثقتان قد رأى أَحدهمَا الآخر فَيسْقط الرَّاوِي ذَلِك الضَّعِيف ليتصل الْخَبَر عَن الثقاة وَهَذِه جنايات قبيحة على الْإِسْلَام. فصل وَقبل الشُّرُوع فِي ذكر الْأَحَادِيث نذْكر أَرْبَعَة أَبْوَاب ذكرهَا مِنْهُم، الْبَاب الأول فِي ذمّ الْكَذِب، وَالْبَاب الثَّانِي فِي قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " من كذب عَليّ مُتَعَمدا " فيذكر طرق الحَدِيث وَعدد من رَوَاهُ من الصَّحَابَة وَالْكَلَام فِي مَعْنَاهُ وتأويله، وَالْبَاب الثَّالِث يَأْمر فِيهِ بانتقاد الرِّجَال ويحذر من الرِّوَايَة عَن الْكَذَّابين والمجهولين. وَالرَّابِع نذْكر فِيهِ مَا يشْتَمل عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب من الْكتب. الْبَاب الأول فِي ذمّ الْكَذِب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد ابْن صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُم بِالصّدقِ،

فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ. وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورُ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَلا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صَدُوقًا، وَلا يَزَالُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَليِدِ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ الأَعْرَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ وَمَنْصُورٌ عَنْ أَبى وَائِل عَن عبد الله عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ". أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدِّقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ". قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَمَرَّا بِي عَلَى رَجُلٍ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ فَيَشُقُّهُ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يُخْرِجُهُ فَيُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ الآخَرِ وَيَلْتَئِمُ هَذَا الشِّدْقُ فَهُوَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِ، فَقُلْتُ: أَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ. فَقَالا: أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ يَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَتَحْمِلُ عَنْهُ فِي الآفَاقِ فَهُوَ يُصْنَعُ بِهِ مَا رَأَيْتَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَصْنَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ مَا شَاءَ ".

الباب الثاني في قوله عليه السلام " من كذب على متعمدا "

الْبَاب الثَّانِي فِي قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام " من كذب عَليّ مُتَعَمدا " لهَذَا الحَدِيث سَبَب نذكرهُ قبل ذكر طرقه أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَخْضَرِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبد الحميد قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَوْمٍ فِي جَانِبِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أَحْكُمَ فِيكُمْ بِرَأْيِي وَفِي أَمْوَالِكُمْ، وَفِي كَذَا، وَفِي كَذَا، وَكَانَ خَطَبَ امْرَأَةً مِنْهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَوْا أَنْ يُزَوِّجُوهُ، ثُمَّ ذَهَبَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى الْمَرْأَةِ، فَبَعَثَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، ثُمَّ أَرْسَلَ رَجُلا فَقَالَ إِنْ وَجَدْتَهُ حَيًّا فَاقْتُلْهُ، وَإِنْ أَنْتَ وَجَدْتَهُ مَيِّتًا فَحَرِّقْهُ بِالنَّارِ، فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ لُدِغَ فَمَاتَ فَحَرَقَهُ بِالنَّارِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ حَيٌّ مِنْ بَنِي لَيْثٍ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى مِيلَيْنِ، وَكَانَ رَجُلٌ قَدْ خَطَبَ مِنْهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمْ يُزَوِّجُوهُ فَأَتَاهُمْ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَانِي هَذِهِ الْحُلَّةَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَحْكُمَ فِي أَمْوَالِكُمْ وَدِمَائِكُمْ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَنَزَلَ عَلَى تِلْكَ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَ يُحِبُّهَا فَأَرْسَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ ثمَّ أرسل

رَجُلا، فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتَهُ حَيًّا، وَمَا أَرَاكَ تَجِدْهُ حَيًّا فَاضْرِبْ عُنُقه، وَإِن وجدنه مَيِّتًا فَأَحْرِقْهُ بِالنَّارِ. قَالَ فَجَاءَ فَوَجَدَهُ قَدْ لَدَغَتْهُ أَفْعَى فَمَاتَ فَحَرَقَهُ بِالنَّارِ قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْجَازِرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابِهِ أَتَدْرُونَ مَا تَأْوِيلُ هَذَا الْحَدِيثِ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ "؟ قَالَ عَشِقَ رَجُلٌ امْرَأَةً فَأَتَى أَهْلَهَا مسَاء، فَقَالَ إنى رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ أَنْ أَتَضَيَّفَ فِي أَيِّ بِيُوتِكُمْ شِئْتُ، قَالَ: وَكَانَ يَنْتَظِرُ بَيْتُوتَتَهُ الْمَسَاءَ، قَالَ: فَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا أَتَانَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَبِيتَ فِي أَيِّ بِيُوتِنَا مَا شَاءَ، فَقَالَ: كَذَبَ يَا فُلانُ انْطَلِقْ مَعَهُ فَإِنْ أمكنك الله عزوجل مِنْهُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَاحْرِقْهُ بِالنَّارِ، وَلا أَرَاكَ إِلا قَدْ كَفَيْتُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ الرَّسُولُ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوهُ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكَ أَنْ تَضْرِبَ عُنُقَهُ وَأَنْ تَحْرِقْهُ بِالنَّارِ، فَإِنْ أَمْكَنَكَ اللَّهُ مِنْهُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَلا تَحْرِقْهُ بِالنَّارِ فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلا رَبِّ النَّارِ وَلا أَرَاكَ إِلا قَدْ كَفَيْتُهُ فَجَاءَتِ السَّمَاءُ فَصَبَّتْ فَخَرَجَ لِيَتَوَضَّأَ فلسعه أَفْعَى، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هِوَ فِي النَّارِ ". قَالَ الْمُصَنِّفُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَعْنِي قَوْلَهُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا " قَدْ رَوَاهُ مِنَ الصَّحَابَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ وَسِتُّونَ نَفْسًا، وَأَنَا أَذْكُرُهُ عَنْهُمُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ الشَّيْخُ شَاهَدْتُهُ فَذَكَرَهُ فِي غَيْرِ هَذِهِ النُّسْخَة عَن

ثَمَانِيَة وَتِسْعين مِنْهُم عبد الرحمن بْنُ عَوْفٍ، وَمُنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الصّديق رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ. أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُعَدَّلُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَارِثَةُ بن هرم قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ بِشْرٍ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا أَوْ قَصَّرَ شَيْئًا مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا على ابْن عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَارِثَةُ بْنُ هَرَمٍ أَبُو شَيْخٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بِشْرٍ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا أَوْ رَدَّ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُهُ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُوِ يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ قَالَ أنَبْأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ حَكِيمٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنهُ. أَنبأَنَا بْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا بْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا

عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا دُحَيْنُ أَبُو الْغُصْنِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ أَسْلَمَ مَوْلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُ فَقُلْتُ حَدِّثْنِي عَنْ عُمَرَ. فَقَالَ لَا أَسْتَطِيعُ أَخَافُ أَنْ أَزِيدُ أَوْ أَنْقُصَ، كُنَّا إِذَا قُلْنَا لِعُمَرَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَهُوَ فِي النَّارِ ". أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السواق قل أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا الدُّحَيْنُ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لأَسْلَمَ حَدِّثْنَا فَيَقُولُ: كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ حَدِّثْنَا فَيَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بن عبد الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُوِ يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَزَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَّا أَحْمَدُ بْنُ يحيى الاحول قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ عَنِ الشَّعْبِيُّ عَنْ قُرْظَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْنَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَقِلُّوا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا شَرِيكُكُمْ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كذب على مُتَعَمدا فليبتوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنبأَنَا بن الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُِ وَأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِي، وأنبأنا

إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِعْدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقوُلُ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَكُونَ أَوْعَى صَحَابَتِهِ عَنْهُ، وَلَكِنْ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ الْحَرْبِيّ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدْثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عبد المجيد الْحَنَفِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّاقِدُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ

الداوودى قَالَ حَدثنَا بن أَعْيَنَ السَّرَخْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَرْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْن الْجَعْدِ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ رَبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبُ عَلَيَّ يَلِجُ النَّار " أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبٍ هُوَ ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ عبد الله: وَحدثنَا عبد الاعلى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بن عوَانَة عَن عبد الاعلى عَن أَبى عبد الرحمن عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفُرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ الْحِمَّانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار ". قَالَ الحربى: وَحدثنَا عبد الله بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ حَبْلَةَ بِنْتِ الْمُصْلِحِ بِنْتِ أَخِي مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

" مَنْ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّمَا يُدَمِّثُ مَجْلِسَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ ابْنِ عَلِيٍّ الأَسْوَدُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنِ الْحَكَمِ بن عتيبة عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَلُوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ نَجِيْحٍ الْحِمَّانِيُّ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنُ عبيد الله رضى الله عَنهُ. أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُعَاوِيَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُعَاوِيَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنى طَلْحَة بن عبيد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الزِّيَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيه

طَلْحَة بن عبيد الله عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بن عبيد الله الزَّاغُونِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّا وَعبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّدٍ القَزَّازُ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّرْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ صَالح قَالَ سَمِعت عبد الله بن عُرْوَة يحدث عَن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النَّارِ ". وأنبأنا بِهِ عليا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْكَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ قَالَ أَنْبَأَنَا حالد بن عبد الله عَنْ بَيَانِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ عبد الرحمن عَن عَامر بن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: مَالَكَ لَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَحَدَّثَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: لَقَدْ كَانَتْ لِي مَنْزِلَةٌ وَوَجْهٌ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا

شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَن عَامر بن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ مَالِيَ لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وفُلانًا وَفُلانًا؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَفَّانُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ مَالِيَ لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلانٌ وَفُلانٌ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنُّي سَمِعْتُهُ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ: وَاللَّهِ مَا قَالَ مُتَعَمدا، وَأَنْتُم تَقولُونَ مُتَعَمدا. أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الله بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ عُمَرَ بن عبد الله بن عُرْوَة عَن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَدَّثَ عَليَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقاص رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَن عَامر

ابْن سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ. أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وِشَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن شاهين قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله ابْن مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي رَبَاحُ بْنُ الْحَرْثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُم أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح رَضِي الله عَنهُ. أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا القاضى أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبُجَلِيُّ قَالَ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الخلدى قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ قُرَيْشِ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سهل الجويبانى قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بن عبد الله بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن دِينَار الْفَقِيه قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْعَلَاء صاعد بن سيار قَالَ سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن يُوسُف الْحَافِظ يَقُول: سَمِعت أَبَا مَسْعُود أَحْمد بن أبي بكر الْحَافِظ يَقُول: سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب الاسفراييني يَقُول: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا حَدِيث اجْتمع عَلَيْهِ الْعشْرَة من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّن شهد لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير حَدِيث: " من كذب على مُتَعَمدا ".

قَالَ المُصَنّف: قلت مَا وَقعت لى رِوَايَة عبد الرحمن بن عَوْف إِلَى الْآن، وَلَا عرفت حَدِيثا رَوَاهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ سلم أحد وَسِتُّونَ نفسا، وعَلى قَول هَذَا الْحَافِظ اثْنَان وَسِتُّونَ نفسا إِلَّا هَذَا الحَدِيث. وَمِنْهُم ابْن مَسْعُود أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِلَّةَ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمد بن عبد الرحيم قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابْن مُحَمَّدُ بْنُ أَشْكَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ مَسْعُودٍ كِلَاهُمَا عَن سماك عَن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا يُحَدِّثُ عَنْ ذَرٍّ عَنْ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَأْمُون قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن حيابة قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكُوفِيَّانِ قَالا حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَمْرِو بن شُرَحْبِيل عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: وَحَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِم (5 الموضوعات 1)

ابْن بَهْدَلَةَ عَنْ ذَرٍّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ أَبُو نَصْرٍ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ صُهَيْبٌ. أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ يَسِيرٍ، وَأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ ابْن أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إبِرْاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو ظَفَرٍ قَالا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ صُهَيْبٍ عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَةً وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ " فَذَلِكَ الَّذِي يَمْنَعُنِي مِنَ الحَدِيث. أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَنْبَسَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: قُلْنَا لأَبِينَا صُهَيْبٍ يَا أَبَانَا مَالَكَ لَا تُحَدِّثُ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ أَصْحَابُكَ وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ مَا سَمِعُوا وَلَكِنِّي يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْهُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَكُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِرَتَيْنِ، وَلَنْ يَقْدِرَ عَلَى ذَلِكَ ". وَمِنْهُم عمار بْنُ يَاسِرٍ. أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمد بن بَيَان

قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ السَّوَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفُرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُوِ يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكَيرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَنِي فَاطِمَةَ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ لأَبِي مُوسَى: أَنْشُدُكَ اللَّهُ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز، قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الْكَاتِبُ، قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، قَالَ حَدثنَا على ابْن هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ وَيُونُسُ بْنُ بَكَيرٍ، قَالا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: أَمَا عَلِمْتَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؟ ". وَمِنْهُمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الصَّمد ابْن الْمَأْمُونِ، قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عبد الله التِّرْمِذِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحسن عَن خصيب جَحْدَرٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ نُعَيْمٍ عَن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزاز، قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت، قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطِيبِ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا جُبَيْرٌ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو الذَّر أَحْمد

ابْن مُحَمَّدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ جَرِيرِ بْنِ صِلَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مرّة عَن عبد الله قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ اعْلَمُوا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ. أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا عُشَانَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ " اسْمُ أَبِي عُشَانَةَ حَيُّ بْنُ يُومِنَ الْمِصْرِيُّ المعافرى. أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ [عَامِرٍ] قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ هِشَامَ بْنِ أَبِي رَقَبَةَ اللَّخْمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُم سلمَان الفارسى: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن على ابْن ثَابِتٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ، قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ حَدثنَا

مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا حَازِم أَبُو مُحَمَّد الْجهد [الجهبيد] قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّايِبِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النَّار ". وَمِنْهُم عبد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز، قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت، قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّد بن على السرحبى [الزَّبِينِيُّ] وَأَنْبَأَنَاهُ عَالِيًا يَحْيَى بْنُ على الْمُدبر [الْمُدبر] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدِي [الْمَهْدِيِّ] قَالَ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ، قَالَ حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ حَدثنَا سعيد ابْن سَلام الْبَصْرِيّ، قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد ابْن جَعْفَر، قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا أُسَامَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على الْحَافِظ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْمُعَدَّلِ، قَالَ حَدثنَا عبد الملك بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَرْمِيسِينِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحسن بن مُحَمَّد ابْن سَعْدَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ، قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ عَنْ عَوْنٍ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي العزاز [الْقَزَّازُ] قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن، قَالَ أَنبأَنَا على مَعْرُوفٍ، قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، قَالَ حَدثنَا عبد الله

ابْن حَكِيمٍ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن بهْرَام الحزاز [الخراز] قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سلن [شَقِيقٍ] قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْل قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن النَّوَّارِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَاةَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْسَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار ". وَمِنْهُم أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بن ميله [مِلَّةَ] قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرحيم قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ [حَدَّثَنَا] زَكَرِيَّا أبويحيى المنقرى قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بن عَمْرو بن فضلَة العسرى [الْقِسْرِيُّ] قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ أَبُو قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد ابْن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ قَالَ حَدثنَا، يعْنى بن إِسْحَاقَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْن النَّقُورِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَاللَّفْظُ لأَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول على الْمِنْبَر: " يَا أَيهَا النَّاسُ،، إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي فَمن قَالَ عَنى

فَلا يَقُولَنَّ إِلا حَقًّا وَصِدْقًا، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد عبد الله بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ دَاوُدُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا غَيَّاثُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا كَعْب بن عبد الرحمن بن كَعْب ابْن مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لابي قَتَادَة: حَدَّثَنى بشئ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أخْشَى أَن يزل لساني بشئ لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ هُوَ الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُوِ يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ [حَدَّثَنَا] شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رَبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ حُذَيْفَةُ بن أسيد أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صاعد قَالَ حَدثنَا الْهَيْثَم ابْن خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن قَالَ حَدثنَا المى [الْمثنى] ابْن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي شِرَيْحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّار ". وَمِنْهُم جَابر بن عبد الله أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي وأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ النَّقُورِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن

عمرَان قَالَ حَدثنَا أبوروق البراني [الْهَمدَانِي] قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ح وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُوِ يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شُعَيْبٍ السَّمَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ الْغَفِيرِ [الْفَقِيهِ] كِلاهُمَا عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عبد الله بن عَمْرو بن العاصى [الْعَاصِ] أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبرنِي أَبى [ابْنُ] لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيد عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بن الْوَلَد [الْوَلِيد] عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ جَهَنَّمَ ". أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ الطَّبَرِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ

ابْن الْفضل قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ أَنبأَنَا سَلمَة بن عبد الرحمن قَالَ أَنبأَنَا سَعْدَان عَن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيد عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الدَّالِيِّ [الْوَالِبِيُّ] عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ. مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحسن بن سَمَاعه [سَمَّاعَةَ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْصَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور العزاز [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّد الْمُؤَدب وَالْحسن ابْن الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَار ابْن مَنْصُورِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، عَمِدًا وَرُبَّمَا قَالَ: بِالتَّعَمُّدِ ".

أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاك قَالَ حَدثنَا عبد المؤمن بْنُ سَالِمِ بْنِ مَيْمُونٍ السَّمَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْن الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عمر ابْن مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَعَمْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الباقلاوى قَالَ أَنبأَنَا القاضى أبوالعلا الْوَاسِطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّارِكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار ".

وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ إِسْمَاعِيل بن سعده [مَسْعَدَةَ] قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن مُهَاجِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن عبد الرحيم قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاثَةٌ لَا يُرَاحُونَ رِيحَ الْجَنَّةِ: رَجُلٌ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، وَرَجُلٌ كَذَبَ، وَمن كذب على " عُيَيْنَة هَذَا الْحَدِيثِ لَا تُرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلا بَهَذَا الإِسْنَادِ، وَصَدَقَةُ هُوَ ابْن عبد الله السَّمِينُ. أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بن أَيُّوب قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عِصْمَةَ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعَنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَعَلَى مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا " مُقَاتِلٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ. وَمِنْهُمُ الْبَراء بن عَازِب أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سَلمَة عَن الفرارى [الْفَزَارِيِّ] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة

عَنِ الْبَرَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمُنْهُمْ زَيْدُ بْنُ أَرقم أَنبأَنَا هِبَةُ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنى إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَبَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُثْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ سَلَمَةُ بن الاكوع أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عبد الله بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " من حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا لَمْ أَقُلْهُ فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".

أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَوَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ السَّوَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدثنَا هَارُون بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدثنَا رِفَاعَة بن هرير قَالَ حَدثنَا جدى عبد الرحمن بْنُ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ عَنْكَ بِكَذَا، قَالَ: " مَا أَقُولُ إِلا مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَيْحَكُمُ. لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَذِبٌ عَلَيَّ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بن إِسْحَاق ابْن زِيَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا رِفَاعَةُ بن الهرير قَالَ حَدَّثَنى عبد الرحمن بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تكذبوا على فَلَيْسَ كذبا عَلَيَّ كَكَذِبٍ عَلَي أَحَدٍ ". وَمِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وِشَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن شاهين قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر التواريرى [الْقَوَارِيرِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عمر البرمكى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ وَأَنْبَأَنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدثنَا عُثْمَان ابْن أَحْمد الدواق [الدقاق] قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ مُتَعَمِّدًا ". أَنبأَنَا على بن عبد الله وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لَا يَرْوِي عَلَيَّ أَحَدٌ مَا لَمْ أَقُلْهُ إِلا تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ حُبَابَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبدا لباقي بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ وأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ [عَنْ أَنَسِ] بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَده

[حَمْزَةُ] بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ مَهِيبٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا إِلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ يَتَعَمَّدْ عَلَيَّ الْكَذِبَ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ غِيَاثٍ قَالَ جَاءَ أَنَسٌ إِلَى الْحَجَّاجِ قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَوْلا أَنْ أَخْشَى أَنْ أُخْطِئَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِأَشْيَاءَ قَالَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بن يحير [يَحْيَى] قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَان ابْن نُفَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ العصان (الْقَصَّارُ) قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّرْصَرَيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن إِسْمَاعِيل المحامل قَالَ حَدَّثَنَا هَرُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمدَانِي [الْهَمْدَانِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أنَسٍ قَالَ: إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَاقِلاوِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد ابْن عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الانصاري

قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ الشَّافِعِيُّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بن طهْمَان الحسمى [الْحَبَشِيُّ] قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ ابْنِ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ الْنَهْرَوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي لأُمِّي أَبِي [أَبُو] بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُثَنَّى الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَهْ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَابِدُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَأَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الضَّحَّاك ابْن عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عبد الله وَعمْرَان بن عبد الرحيم وَإِبْرَاهِيم بن ميحل [مَنْحَلٍ] قَالُوا حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَابِدُ بْنُ شُرَيْحٍ وَأَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ فِي رِوَايَةِ حَدِيثٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ مَهْدِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن أَحْمد الدقاق قَالَ حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " وَمِنْهُمْ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بن يسَار عَن

أبي سعيد أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَدِّثُوا عَنِّي فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو هَرُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ العرار [الْقَزَّازُ] أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَافِعٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بن أَحْمد بن بنان [بَيَانٍ] قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن إِسْحَاق الحربى قَالَ حَدثنَا الحوصى قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النَّار ". وَمِنْهُم عبد الله بْنُ عَبَّاسٍ أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عبد الله الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُس قَالَ عمر بن عبيد الله الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَو اتخذنا لَك عريثا [عَرِيشًا] تُكَلِّمُ النَّاسَ مِنْ فَوْقِهِ وَيَسْمَعُونَ؟ فَقَالَ: " لَا أَزَالُ هَكَذَا يصيببى غُبَارُهُمْ وَيَطَئُونَ عَقِبِي حَتَّى يُرِيحَنِي (6 الموضوعات 1)

اللَّهُ مِنْهُمْ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَمَوْعِدُهُ النَّارَ ". أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مخلد فالوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحسن ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ حَمَّادٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدثنَا أَبُو عوَانَة عَن عبد الاعلى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ إِلا مَا عَلِمْتُمْ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا الْحُصَيْنُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا يَعْلَي بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ عَنْ عبد الاعلى التَّغْلَبِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلا مَا عَلِمْتُمْ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَان. أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَامِدٍ الْبَزَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا القاضى أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَغْدَادِيُّ ح. وأنبأنا عبد الرحمن قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الترمانى [الْبُرْقَانِيُّ] قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو الْخَيْرِ أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ قَالُوا حَدَّثَنَا رَوْحٌ ح، وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُوِ يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنبأَنَا على

ابْن مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ أَبِي طَالب قَالَ حَدثنَا عمر ابْن حَكَّامٍ قَالا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبى العض [الْفَيْضِ] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ السَّايبُ بْنُ يَزِيدَ. أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك ح، وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّار قَالَ أَنبأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبرنِي يحيى ابْن صاعدة [صَاعِدٍ] قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ قَالا حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف عَن السايب بْنِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ. أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ [السَّمَرْقَنْدِيِّ] قَالَ قَالَ أَبُو نَصِيرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّحْبِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن السرى بن عُثْمَان الثِّمَار قَالَ أَنبأَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ رَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْخُدْرِيُّ الْحَرَزِيُّ عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " وَذَلِكَ أَنَّهُ بَعَثَ رَجُلا فِي حَاجَةٍ فَكَذَبَ عَلَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ مَيِّتًا لَمْ تَقْبَلْهُ الارض. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ سَعْدَوَيْهِ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن الْفضل الْقرشِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بْنُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّفَطِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَن الْوَازِع

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " وَذَلِكَ أَنَّهُ بَعَثَ رَجُلا فَكَذَبَ عَلَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ مَيِّتًا قَدِ انْشَقَّ بَطْنُهُ وَلَمْ تَقْبَلْهُ الأَرْضُ. وَمِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّدِ بْنِ مِلَّةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الرحيم وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَنْبُود [شَبُورٍ] حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَاصِحٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَليِدِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَمْلٍ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ السَّكْسَكِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ بُرْيَدَةُ بْنُ الْحُصَيبِ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ح، وَأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفُرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ ". قَالَ الْمُصَنِّفُ: وَقَدْ ذَكَرْنَا طُرُقًا أُخَرَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ فِي أَوَّلِ هَذَا الْبَابِ. وَمِنْهُم وَاثِلَة بن الاسقع أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عبد الله بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم ابْن دِينَارٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بَحْتٍ عَن عبد الْوَاحِد

الْبَصْرِيِّ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ أَقُولَ مَا لَمْ أَقُلْ، وَأَنْ يُرِيَ الإِنْسَانُ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، وَأَنْ يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ". أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الانصاري قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدثنَا أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي عبد الْوَاحِد بن عبد الله الْبَصْرِيِّ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تَرَ، يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أقل ". وَمِنْهُم عبد الله بْنُ الزُّبَيْرِ. أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدثنَا يَعْقُوب ابْن مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنٌ بُن مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ حِمْيَرَ يُحَدِّثُ أَبَا تَمَّامٍ الْجَيْشَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كَذِبَةً مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مُضْجَعًا مِنَ النَّارِ وَبَيْتًا فِي جَهَنَّمَ ". أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ

الطَّبَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بن الْفضل قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ ليعة عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ أَبَا تَمِيمٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كَذِبَةً مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مُضْجَعًا مِنْ جَهَنَّمَ أَوْ بَيْتًا، أَلا وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ أُتِيَ عَطْشَانًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ " ابْنُ هُبَيْرَةَ اسْمُهُ عبد الله. وَمِنْهُم عبد الله بْنُ أَبِي أَوْفَى. أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي حَامِدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَامِدِ بْنِ أَبِي الْعَوام عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ [أُوَيْسٌ] أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدثنَا بَيَان ابْن أَحْمد بن عُلْوِيَّهُ [عَلَوَيْهِ] قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش قَالَ حَدَّثَنى عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَوْسِ بْنِ أُوَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ نَبِيِّهِ أَوْ عَلَى عَيْنَيْهِ أَوْ عَلَى وَالِدَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يُرِيحُ رَائِحَةَ الْجنَّة ". وَمِنْهُم أَبُو أُمَامَة الباهلى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن على ابْن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله أَحْمد بن عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، يَعْنِي ابْنَ بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار ".

أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا عبيد الله الْحَنَفِيّ عَن سلم بن ررير [زَرِيرٍ] عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا بريد ابْن أَبِي مَرْيَمَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: دَعَا أَمِيرٌ مِنْ أُمُرَاءِ الشَّامِ أَبَا أُمَامَةَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ، فَغَضِبَ الشَّيْخُ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا كَاذِبًا يَتَبَوَّأْ بِهِ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ أَبُو مُوسَى الْغَافِقِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْن بيامة [بَيَانٍ] قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيُّ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَى النَّاسِ قَالَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، يَعْنِي مُطَيِّنًا، قَالَ حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صرد قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ عَن أَبى مُوسَى الفافقى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَأْتِي قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يَسْأَلُونَكُمْ حَدِيثِي فَلا تُحَدِّثُوهُمْ إِلا بِمَا تَحْفَظُونَ، فَمَنْ كذب على مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ

مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " أَبُو مُوسَى اسْمه ملك [مَالِكُ] بْنُ عُبَادَةَ. وَمِنْهُمْ [أَبُو] قرصافة حنذرة بن خيشنة أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَيْصَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ حَدَّثَتْنَا عَزَّةُ بِنْتُ أَبِي قِرْصَافَةَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدِّثُوا عَنِّي بِمَا تَسْمَعُونَ وَلا يَحِلَّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ أَوْ قَالَ عَلَيَّ غَيْرَ مَا قُلْتُ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي جَهَنَّمَ يَرْتَعُ فِيهِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْبَزَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الصَّيْفُ الطَّائِفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي عَزَّةُ بِنْتُ عِيَاضٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ جَدَّهَا أَبَا قُرْصَافَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدِّثُوا عَنِّي وَلا تَقُولُوا إِلا حَقًّا وَمَنْ قَالَ عَنِّي مَا لَمْ أَقُلْ يُبْنَى لَهُ فِي جَهَنَّم بَيت يرقع [يَرْتَعُ] فِيهِ ". وَمنهم رمثة واسْمه رِفَاعَة السَّهْمِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ ابْن عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ الضَّرَّابُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ وَاسْمُهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الشَّوْدَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي رَمْثَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُم أَبُو رَافع مولى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدِيَسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمِ بن عبيد الله عَن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَن أَبى رَافع

قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار ". وَمِنْهُم خَالِد بن عرفطة أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَايدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ أَنَّ خَالِدَ بْنِ عَرْفَطَةَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلِ قَالَ أَنْبَأَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ ح وأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ السَّوَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفٍر قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَايدَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أُبَيٍّ عَنْ مُسْلِمٍ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ عَنْ خَالِدٍ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمُنِهُمْ طَارِقُ بْنُ الأَشْيَمِ وَالِدُ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ حَامِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بُن النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ نُبَيْطُ بْنُ شُرَيْطٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَيُّوبَ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُبَيْطِ بْنِ شُرَيْطٍ قَالَ حَدَّثَني

أَبِي عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمُ عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شُرَيْطٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ [أَبُو] يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجلَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ شَيْئًا مُتَعَمِّدًا [تَعَمَّدَهُ] فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُم الْعرس بن عميرَة أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن إِبْرَاهِيم ابْن الْهَيْثَمِ ح وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عبد الْجَبَّار قَالَ أَنبأَنَا أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ قَالا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَهْدَمٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ الْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كَذِبَةً مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". هَذَا الْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ لَهُ صُحْبَةٌ وَثَمَّ آخَرٌ يُقَالُ لَهُ الْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ يَرْوِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَمُنْهُمْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب الغشاوى [الْعُشَارِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن صَالح الملكى [الْمَكِّيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقِسْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده خَالِد ابْن عبد الله الْقِسْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ يَزِيدِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ عَفَّانُ بْنُ حَبِيبٍ أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْن

الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم قَالَ حَدَّثَنى عبد الله بْنُ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَفَّانَ بْنِ حَبِيبٍ وَذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمُنْهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنَ الصَّحَابَةِ. أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَة ثَابت ابْن أَبِي صَفِيَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنِي عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إِلَى صَهِرٍ لَنَا مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الصَّحَابَةِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ مُرَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَمِنْهُمْ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الصَّحَابَةِ. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمملى قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَاحِبِ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ كثير عَن - خلد بن دوريك -[خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ] عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " من يَقُول على

مَا لَمْ أَقُلْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا مِنَ النَّارِ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَهَا مِنْ عَيْنَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَلَمْ تسمع قَول الله عزوجل: [إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سمعُوا لَهَا تغيظا وزفيرا] . وَمن الصحابيات عَائِشَة أم المؤمنينن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّوَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ وَأَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَرَوِيُّ قَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". وَأُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدثنَا أَبُو طَاهِر أَحْمد ابْن عِيسَى قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ النَّسَفِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". فَهَؤُلاءِ أَحَدٌ وَسِتُّونَ نَفْسًا مِنَ الصَّحَابَةِ رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ كَانُوا لأَجْلِهِ يَتَوَرَّعُونَ عَنِ الرِّوَايَةِ كَمَا ذَكَرْنَا عَنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ، فقد أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الحرقى قَالَ حَدثنَا جَعْفَر الْفرْيَابِيّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن الفران [الْفُرَات] قَالَ أَنْبَأَنَا يزِيد هَارُون قَالَ أَنْبَأَنَا يزِيد بن هَارُون قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَة عَن أبي السّفر عَن الشّعبِيّ

قَالَ: صَحِبت ابْن عمر غارايته [فَمَا رَأَيْته] يحدث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا. قَالَ العراب [الْفُرَات] وَحدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى قَالَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ عَامِرٍ الشعبى عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَأَخَذَتْهُ رَعْدَةٌ وَرُعِدَتْ بَنَانُهُ، فَقَالَ نَحْوَ هَذَا أَوْ كَمَا قَالَ. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله يَوْمًا فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَرُعِدَ حَتَّى رُعِدَتْ بَنَانُهُ ثُمَّ قَالَ نَحْوَ هَذَا أَوْ شِبْهُهُ. بِذَا أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْنُ يُوسُفَ قَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَسْبَاطٍ قَالَ حَدَّثَنى مُحَمَّد ابْن عبد الرحمن بْنِ سَهْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ عبد الله بْنُ مَسْعُودٍ يَأْتِي عَلَيْهِ الْحَوْلُ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَنَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّا قَدْ كَبُرْنَا ونسينا. وَالْحَدِيد [الْحَدِيثَ] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدٌ. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَارُون القنوى [الغنوى] قَالَ حَدثنَا مطروق [مُطَرِّفٌ] قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ ابْن حُصَيْن: يَا مطروق [مُطَرِّفُ] إِنْ كُنْتُ لأَرَى لَوْ شِئْتَ [حَدَّثْتُ] عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ لَا أَعِيدُ حَدِيثًا. ثُمَّ لقد زادني بطأ عَن

ذَلِك وكراهية لَهُ أَن رجلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدْتُ كَمَا شَهِدُوا وَسَمِعْتُ كَمَا سَمِعُوا وَيُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ مَا هِيَ كَمَا يَقُولُونَ، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ لَا يَأْلُونَ عَنِ الْخَيْرِ: فَأَخَافُ أَنْ يُشَبَّهَ لِي كَمَا شُبِّهَ لَهُمْ. فَقَدْ كَانَ عُمَرُ يُنْكِرُ كَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ لَا يشك فِي صدقه لتختر [لِيَحْتَرِزَ] غَيْرُهُ. أَنْبَأَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن شُعَيْب السائى -[النَّسَائِيُّ] قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عبد الله بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، وَإِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِلَى أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُكْثِرُونَ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَبَسَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى اسْتَشْهَدَ. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامر اليحصى قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالأَحَادِيثَ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا كَانَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ أَخَاف النَّاس فِي الله عزوجل. فصل وَقد تَأَول هَذَا الحَدِيث الَّذِي طرقناه وَهُوَ قَوْله: (من كذب عَليّ) قوم من الْكَذَّابين القاصدين بِأَرْبَع تأويلات، وضعُوا فِي ذَلِك أَحَادِيث: التَّأْوِيل الأول: أَنهم قَالُوا الْكَذِب عَلَيْهِ أَن يُقَال (سَاحر أَو مَجْنُون)

وَرووا فِي ذَلِك حَدِيثا، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن أَبى عبد الله بِن مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ أَنْبَأَنَا خَيْثَمَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ ابْن أدهم قَالَ حَدَّثَنى أعين [أَيمن [مولى مُسلم بن عبد الرحمن يَرْفَعُهُ قَالَ [لَمَا] قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، قَالُوا قَالَ [يَا] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يسمع [نسْمع] مِنْك الحَدِيث فيزيد فِيهِ وَينْقص [فَنَزِيدُ فِيهِ وَنُنْقِصُ] فَهَذَا كَذِبٌ عَلَيْكَ؟ أَلا [قَالَ: لَا] وَلَكِنْ مَن حَدَّثَ عَلَيَّ يَقُولُ أَنَا كَذَّاب أَو سَاحر " ار [وَهَذَا] حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ، وَأَعْيَنُ [أَيْمَنُ] مَجْهُول ثمَّ لاحجة فِيهِ لِمَنْ يُزِيدُ الْوَضْعَ لأَنَّهُ لَوْ صَحَّ كَانَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ [نَزِيدُ وَنَنْقُصُ] فِي الأَلْفَاظِ الَّتِي لَا تَخِلُّ بِالْمَعْنَى. وَهَذَا جَائِزٌ فَلَيْسَ فِيهِ رَاحَةٌ لِمَنْ يَقْصِدُ الْكَذِبَ عَلَيْهِ. التَّأْوِيلِ الثَّانِي: قَالُوا الْمُرَادُ بِهِ مَنْ كذب على بِقصد سيى [سئ] وعيب دينى، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيث أَنبأَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ عَنْ أَبِي عَنِ الْحَدَّادِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّلالُ قَالَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ زَيْدٍ الْجَمَّالُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الأَخْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ " من كذب على مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مقلده بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نُحَدِّثُ عَنْكَ بِالْحَدِيثِ فَنَزِيدُ وَنُنْقِصُ فَقَالَ لَيْسَ ذَاكُمْ، إِنَّمَا أَعْنِي الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُرِيدُ عَيْبِي وَشَيْنَ الإِسْلامِ ". وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يَصِحُّ لأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ قَدْ كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالْفَلاسُ وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بشئ وَإِنَّمَا وَضَعَ هَذَا مَنْ فِي نِيَّتِهِ الْكَذِبَ. والتأويل الثَّالِث: أَنهم قَالُوا: إِذا كَانَ الْكَذِب لَا يُوجب ضلالا جَازَ.

قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور السَّمْعَانِيّ: ذهب بعض الكرامية إِلَى جَوَاز وضع الْأَحَادِيث على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا لَا يتَعَلَّق بِهِ حكم من الثَّوَاب وَالْعِقَاب ترغيبا للنَّاس فِي الطَّاعَة وزجرا لَهُم عَن الْمعْصِيَة واغتروا بِأَحَادِيث. قَالَ المُصَنّف: قلت أَنبأَنَا بِهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقرى قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي الْحَافِظ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي عِصْمَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبى الزعيرعه [الزُّعَيْزَعَةَ] قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَالَ عَلَيَّ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَإِنَّهُ بَيْنَ عَيْنيْ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا قَالَ مِنْ حَسَنَةٍ فَاللَّهُ وَرَسُولُهُ يأمران بهَا قَالَ الله عزوجل: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ] ح. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَن العرارى الْفَزَارِيِّ] عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ عَنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ مَنْ كَذَبَ مِنْ كَذَبٍ (1) عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَحَدَّثَنَا بَهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو بن حبَان قَالَ أَنبأَنَا بقينه [بَقِيَّةُ] قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ الْكُوفِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ كَذَبٍ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله ابْن فُضَيْلٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مصعى [مصيفي] قَالَ حَدثنَا بِعَمِّهِ

_ (1) التّكْرَار بالاصل، وَلَعَلَّه من سَهْو النَّاسِخ. (*)

[بَقِيَّةُ] عَنْ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُحِلَّ حَرَامًا وَيُحَرِّمَ حَلالا أَوْ يُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحِسْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيْرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ هُوَ ابْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ عَمْرِو بن شُرَحْبِيل عَن عبد الله إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعْدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بن زنجله [دنجلة] قَالَ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ عَن عَمْرو بن عبد الله بْنِ يَعْلَي بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ كُلُّهَا لَا تَصِحُّ. أما الأول فَإِن ابْن أبي الزعيزعة لَيْسَ بشئ قَالَ البُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حَيَّان الْحَافِظ: هُوَ دجال من الدجالين يروي الموضوعات. وَأما الحَدِيث الثَّانِي فيرويه عَن طَلْحَة غير الْفَزارِيّ وَإِنَّمَا كنى بِهِ مُحَمَّد بن سَلمَة لضَعْفه: قَالَ يحيى بل يكْتب [حَدِيث] الْعَرْزَمِي، وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك. وَأما الحَدِيث الثَّالِث وَالرَّابِع ففيهما مُحَمَّد الْكُوفِي، قَالَ ابْن عدي كَانَ بَقِيَّة يروي عَن الضُّعَفَاء ويداسهم والكوفي مَجْهُول. قَالَ المُصَنّف: قلت أَنا وَلَا أرَاهُ إِلَّا الْعَرْزَمِي أَيْضا. وَأما الحَدِيث الْخَامِس فقد روى من طَرِيق آخر وَلَيْسَ فِيهِ يضل بِهِ. قَول أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَهُوَ [وهم] يُونُس بن بكير فِي هَذَا الحَدِيث [فِي] موضِعين: أَحدهمَا أَنه أسقط بَين طَلْحَة وَعَمْرو بن شُرَحْبِيل أَبَا عمار، والثانى أَنه (7 - الموضوعات 1)

أسْندهُ وَالْمَحْفُوظ أَنه مُرْسل عَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير ذكر ابْن مَسْعُود. وَأما الحَدِيث السَّادِس: فَلَيْسَ يرويهِ غير الصَّباح. قَالَ الْعقيلِيّ: الصَّباح يُخَالف فِي حَدِيثه. التَّأْوِيل الرَّابِع: أَن بعض المخذولين من الواضعين أَحَادِيث التَّرْغِيب قَالَ: إِنَّمَا هَذَا الْوَعيد لمن كذب عَلَيْهِ، وَنحن نكذب لَهُ ونقوى شَرعه، وَلَا نقُول مَا يُخَالف الْحق، فَإِذا جِئْنَا بِمَا يُوَافق الْحق فَكَأَن الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام قَالَه. وَاحْتَجُّوا بِمَا أَنبأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابْنُ حَمَّادٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنَا الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدثنَا أبي قَالَ حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا هُوَ لِلَّهِ رِضًا فَأَنَا قُلْتُهُ وَبِهِ أُرْسَلْتُ " وَهَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ. قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِالْبَخْتَرِيِّ إِذَا انْفَرَدَ. وَهَؤُلاءِ قَدْ تعاطوا [افْتَأَتُوا] عَلَى الشَّرِيعَةِ وَادَّعَوْا أَنَّ فِيهَا نَقْصًا يَحْتَاجُ إِلَى تَمَامٍ فَأَتَمُّوهَا بِآرَائِهِمْ، وَإِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ وَضْعِ أَقْوَامٍ وَضَعُوا: أَنَّ مَنْ صلى كَذَا فَلهُ سَبْعُونَ دَار فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ سَرِيرٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِيَةٍ. وَإِنْ كَانَتِ الْقُدْرَةُ لَا تَعْجَزُ وَلَكِنْ هَذَا تَخْلِيطٌ قَبِيحٌ. وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: مَنْ صَامَ يَوْمًا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ حَاجٍّ وَأَلْفِ مُعْتَمِرٍ وَكَانَ لَهُ ثَوَابُ أَيُّوبَ. وَهَذَا يُفْسِدُ مَوَازِين مقادير الاعمال.

الباب الثالث في الامر ابعاد [بانتقاد] الرجال والتحذير من الرواية عن الكذابين والبحث عن الحديث المباين للاصول

الْبَاب الثَّالِث فِي الْأَمر أبعاد [بانتقاد] الرِّجَال والتحذير من الرِّوَايَة عَن الْكَذَّابين والبحث عَن الحَدِيث المباين للاصول مان [كَانَ] السرب الأولى صافيا، فَكَانَ بعض الصَّحَابَة يسمع من بعض وَيَقُول: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير ذكر رُوَاة لَهُ، لِأَنَّهُ لَا يشك فِي صدق الرَّاوِي. وَدَلِيل ذَلِك رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس قصَّة " وَأَنْذِرْ عشيرتك الاقربين " وَهَذِه قصَّة كَانَت بِمَكَّة فِي بَدو [بَدْء] الْإِسْلَام وَمَا كَانَ أَبُو هُرَيْرَة قد أسلم، وَكَانَ ابْن عَبَّاس يصغر عَن ذَلِك. وَكَذَلِكَ روى ابْن عمر وقُوف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قليب بدر وَابْن عمر لم يحضر. وروى الْمسور بن محرمه [مخرمَة] ومروان بن الحكم قصَّة الْحُدَيْبِيَة وسنهما لَا يحْتَمل ذَلِك لِأَنَّهُمَا ولدا بعد الْهِجْرَة بسنين. وروى أنس بن مَالك حَدِيث انْشِقَاق الْقَمَر بِمَكَّة، وَقَالَ الْبَراء بن عَازِب: لَيْسَ كلما يحدثكموه سعمناه [سمعناه] من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِن حَدثنَا أَصْحَابنَا ثمَّ لم تزل الْآفَات تدب حَتَّى وَقعت التهم فاحتيج إِلَى اعْتِبَار الْعَدَالَة. فَمَتَى رَأَيْت حَدِيثا خَارِجا عَن دواوين الْإِسْلَام، كالموطأ ومسند أَحْمد والصحيحين وَسنَن أبي دَاوُد وَنَحْوهَا، فَانْظُر فِيهِ، فَإِن كَانَ كَانَ (1) لَهُ نَظِير من الصِّحَاح والحسان قرب أمره، وَإِن ارتبت فِيهِ ورأيته يباين الْأُصُول فَتَأمل رجال إِسْنَاده وام تبر أَحْوَالهم من كتَابنَا الْمُسَمّى بالضعفاء والمتروكين، فَإنَّك تعرف وَجه الْقدح فِيهِ. وَقد يكون الْإِسْنَاد كُله ثِقَات وَيكون الحَدِيث مَوْضُوعا أَو مقلوبا أَو قد

_ (1) التّكْرَار بالاصل، وَلَعَلَّه من سَهْو النَّاسِخ. (*)

جرى فِيهِ تَدْلِيس ى وَهَذَا أصعب الْأَحْوَال وَلَا يعرف ذَلِك إِلَّا النقاد، وَذَلِكَ يَنْقَسِم إِلَى قسمَيْنِ: (أَحدهمَا) أَن يكون بعض الزَّنَادِقَة أَو بعض الْكَذَّابين قد دس ذَلِك الحَدِيث فِي حَدِيث بعض الثِّقَات، فَحدث بِهِ بسلامة صَدره ظنا مِنْهُ أَنه من حَدِيثه وَقد ابتلى جمَاعَة من السّلف بِمثل هَذَا. قَالَ ابْن عدي: كَانَ ابْن أبي العوجا ربيب حَمَّاد بن سَلمَة فَكَانَ يدس فِي كتبه أَحَادِيث. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان الْحَافِظ: امتحن جمَاعَة من أهل الْمَدِينَة بحبيب بن أبي حبيب الْوراق، كَانَ يدْخل عَلَيْهِم. وَكَانَ لعبد الله بن ربيعَة القدالي [الغدانى] ابْن سوء يدْخل عَلَيْهِ الحَدِيث. وَكَانَ لِسُفْيَان بن وَكِيع بن الْجراح وراق يُقَال لَهُ فرطيه [قرطبة] يدْخل عَلَيْهِ الحَدِيث. وَكَانَ عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث صَدُوقًا، لَكِن وَقعت الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه من قبل جَار لَهُ، سَمِعت ابْن خُزَيْمَة يَقُول: كَانَ لَهُ جَار بَينه وَبَينه عَدَاوَة وَكَانَ يضع الحَدِيث على شيخ عبد الله ابْن صَالح ويكتبه فِي قرطاس بِخَط يشبه خطّ عبد الله ويطرحه فِي دَاره فِي وسط كتبه فيجده عبد الله فيتوهم أَنه خطه فيتحدث بِهِ، وَهَذَا نوع من التغفل، وَقد يزِيد تغفيل الْمُحدث فيلقن فيتلقن، ويرتفع التغفيل إِلَى مقَام هُوَ الْغَايَة وَهُوَ أَن يلقن المستحيل فيتلقنه. أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدبر أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد الغرضى [الْقُرْطُبِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّرْسُوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ قِيلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: حَدَّثَكَ أَبُوكَ عَنْ جَدِّكَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ سَفِينَةَ نُوحٍ طَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّتْ خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

(الْقسم الثَّانِي) أَن يكون الرَّاوِي شَرها فَيسمع الحَدِيث من بعض الضُّعَفَاء والكذابين عَن شيخ قد عاصره أَو سمع مِنْهُ فَيسْقط اسْم الَّذِي سَمعه مِنْهُ وَيُدَلس بِذكر الشَّيْخ. وَقد كَانَ جمَاعَة يَفْعَلُونَ هَذَا مِنْهُم بَقِيَّة بن الْوَلِيد. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: وَكَانَت تلامذة بَقِيَّة يسوون حَدِيثه ويسقطون الضُّعَفَاء مِنْهُ وَرُبمَا أوهم المدلس السماع من شخص وَقَالَ عَن فَلِأَن وَيكون بَينهمَا كَذَّاب أَو ضَعِيف مثل حَدِيث رَوَاهُ عبد الله بن م صاء [عَطاء] عَن عقبَة بن عَامر م ن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء دخل من أَي أَبْوَاب الْجنَّة شَاءَ " فَقَالَ رجل لعبد الله حَدثنَا بِهِ من حَدثنَا بِهِ؟] فَقَالَ عقبَة ابْن عَامر، فَقيل سمعته مِنْهُ، فَقَالَ: لَا حَدثنِي سعد بن إِبْرَاهِيم، فَقيل لسعد، فَقَالَ حَدثنِي زِيَاد بن محراق، فَقيل لزياد بن محراق، فَقيل لزياد، فَقَالَ حَدثنِي شهر بن حَوْشَب عَن أبي رَيْحَانَة. وَمثل هَذَا إِنَّمَا يَقع فِي الغمضة، وَهُوَ من بهرجة المدلسين، وَهُوَ من أعظم الْجِنَايَات على الشَّرِيعَة. وَمن هَذَا الْجِنْس أَنه يَأْتِي فِي الحَدِيث معمر عَن مُحَمَّد بن وَاسع عَن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَكلهمْ ثِقَات، وَلَكِن الآفة من أَن معمرا لم يسمع من ابْن وَاسع وَابْن وَاسع لم يسمع من أبي صَالح، وَقد يهم الثِّقَة وَلَا يعرف ذَلِك إِلَّا كبار الْحفاظ، مثل حَدِيث ابْن سِيرِين عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَاة اللَّيْل وَالنَّهَار مثنى مثنى وَالْوتر رَكْعَة من آخر اللَّيْل ". قَالَ أَبُو عبد الله: الْحَاكِم إِسْنَاده ثِقَات وَذكر النَّهَار وهم. وَمِثْلُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ النَّمَارُ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عَائِشَة قَالَ: " مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لمعانا

قَطُّ ". قَالَ الْحَاكِم بَدَأَ أَوله الثِّقَات وَهُوَ بَاطِل من حَدِيث مَالك وَإِنَّمَا أُرِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد " مَا ضرب بِيَدِهِ امْرَأَة قطّ ". قَالَ: وَلَقَد جهدت أَن أَقف على الواهم، فَلم أَقف، إِلَّا أَن أَكثر ظَنِّي إِلَّا (1) أَنه ابْن حبَان. وَمثل حَدِيث عَائِشَة: " كَانَ إِذا رأى الْمَطَر قَالَ صيبا نَافِعًا " قَالَ الْحَاكِم: هُوَ مَعْلُول واه. قَالَ المُصَنّف: قلت فَإِن قوى نظرك ورسخت فِي هَذَا الْعلم فهمت مثل هَذَا، وَإِن ضعفت فسل عَنهُ، وَإِن كَانَ قد قل من يفهم هَذَا بل قد عدم. وَإِيَّاك أَن تسمع الحَدِيث من كَذَّاب أَو مُتَّهم أَو مِمَّن لَا يعرف مَا يروي فَإِنَّهُ يخلط وَلَا يدرى. أَنْبَأَنَا عَليّ بن عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَليّ بن عمر العروبي [الْقزْوِينِي] قَالَ حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق المرودي [الْمروزِي] قَالَ حَدثنَا يحيى بن مُحَمَّد بن أَيمن قَالَ حَدثنَا زَاهِر عَن ابْن عون عَن ابْن سِيرِين قَالَ: الْعلم دين فانظروا عَمَّن تأخذونه. أَنْبَأَنَا الْمَحْمُول بن نَاصِر وَابْن عبد الملك قَالَا أَنْبَأَنَا أَحْمد بن الْحسن بن خيرون قَالَ حَدثنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد العسعي [الْقطيعِي] قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب الشَّيْبَانِيّ قَالَ حَدثنَا الباغندي قَالَ حَدثنَا لوين قَالَ سَمِعت مَالك بن أنس يَقُول: إِن هَذَا الحَدِيث دين فانظروا عَمَّن تأخذون دينكُمْ، وَالله لقد أدْركْت هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعين رجلا كلهم يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم آخذ عَن أحد مِنْهُم حرفا، لأَنهم لم يَكُونُوا من أهل هَذَا الشَّأْن، وَلَقَد قدم علينا الزُّهْرِيّ وَهُوَ شَاب فازدحمنا على بَابه لِأَنَّهُ كَانَ من أهل هَذَا الشَّأْن.

_ (1) زِيَادَة حرف الِاسْتِثْنَاء وهم من النَّاسِخ. (*)

فصل وَاعْلَم أَن حَدِيث الْمُنكر يقشعر لَهُ جلد طَالب الْعلم مِنْهُ [و] قلبه فِي الْغَالِب. أَنبأَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ قَالَ أَخْبرنِي عبيد الله ابْن أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ نَصْرِ (1) بْنِ مُكْرِمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ حَدثنَا الْمسيب ابْن وَاضِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا حدثتم عَنى بِمَا تنكرو نه فَلَا تأخذونه [تَأْخُذُوهُ] فَإِنِّي لَا أَقُولُ الْمُنْكَرَ وَلَسْتُ مِنْ أَهْلِهِ ". قَالَ الْأَوْزَاعِيّ: كُنَّا نسْمع الحَدِيث فنعرضه على أَصْحَابه كَمَا يعرض الدِّرْهَم الزائف. فَمَا عرفُوا مِنْهُ أَخذنَا، وَمَا أَنْكَرُوا مِنْهُ تركنَا. أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ ربيعَة بن أَبى عبد الرحمن عَن عبد الملك بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ وَأَنْبَأَنَا أَسِيدٌ يَقُولانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ، وَتَرَوْنَ أَنه مِنْكُم قريب، فَأَنَّهُ أَوْلاكُمْ بِهِ. وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ وَتَنْفَرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ ". أَنْبَأَنَا عَليّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان قَالَ أَنبأَنَا - التصوى -[الْبَغَوِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن عَن سُفْيَان عَن أَبِيه عَن أبي يعلى أَو عَن بكر بن مَاعِز [مَالك] عَن الرّبيع بن خَيْثَم قَالَ: إِن للْحَدِيث ضوءا كضوء النَّهَار يعرفهُ، وظلمة كظلمة النَّهَار [اللَّيْل] تنكره.

_ (1) التّكْرَار بالاصل، وَلَعَلَّه من سَهْو النَّاسِخ. (* h

الباب الرابع (في ذكر الكتب التى يشتمل عليها هذا الكتاب [الباب] )

الْبَاب الرَّابِع (فِي ذكر الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا هَذَا الْكتاب [الْبَاب] ) ذكرتها لَك، لتعلم ترتيبها، وتعرف موَاضعهَا، وليسهل عَلَيْك مِنْهَا، وهى خَمْسُونَ كتابا: كتاب التَّوْحِيد، كتاب الْإِيمَان، كتاب الْمُبْتَدَأ، كتاب الْأَنْبِيَاء، كتاب الْعلم، وَفِيه فَضَائِل الْقُرْآن، كتاب السّنة وذم أهل الْبدع، كتاب الْفَضَائِل والمثالب، وَهُوَ يَنْقَسِم إِلَى فَضَائِل الْأَشْخَاص والأماكن وَالْأَيَّام ومثالبهم، كتاب الطَّهَارَة، كتاب الصَّلَاة، كتاب الزَّكَاة، كتاب الصَّدَقَة، كتاب فصل [فعل] الْمَعْرُوف، كتاب مدح السخاء وَالْكَرم، كتاب الصَّوْم، كتاب الْحَج، كتاب السّفر، كتاب الْجِهَاد، كتاب الْبيُوع والمعاملات، كتاب النِّكَاح، كتاب النَّفَقَات، كتاب الْأَطْعِمَة، كتاب الْأَشْرِبَة، كتاب اللبَاس، كتاب الزِّينَة، كتاب الطّيب، كتاب النّوم، كتاب الْأَدَب، كتاب معاشرة النَّاس، كتاب الْبر، كتاب الْهَدَايَا، كتاب الْأَحْكَام والقضايا، كتاب الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة، كتاب الْإِيمَان وَالنُّذُور، كتاب ذمّ الْمعاصِي، كتاب الْحُدُود والعقوبات، كتاب الزّهْد، وَفِيه الْإِبْدَال والصالحون، كتاب الذّكر، كتاب الدُّعَاء، كتاب المواعظ، كتاب الْوَصَايَا، كتاب الْمَلَاحِم والفتن، كتاب الْمَرَض، كتاب الطِّبّ، كتاب ذكر الْمَوْت، كتاب الْمِيزَان، كتاب الْقُبُور، كتاب الْبَعْث وأهوال الْقِيَامَة، كتاب صفة الْجنَّة، كتاب صفة النَّار، كتاب المستبشع من الْموضع [الْمَوْضُوع] على الصَّحَابَة، فَذَلِك خَمْسُونَ كتابا، كل كتاب يشْتَمل على أَبْوَاب، فَمن أَرَادَ حَدِيثا، طلبه فِي مظانه من هَذِه الْكتب. وَالله الْمُوفق.

كتاب التوحيد

كتاب التَّوْحِيد بَاب فِي أَن الله عزوجل قديم أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَخَبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّد [بن] السعرانى [الشَّعَرَانِيِّ] قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بن سجاع التلخى [شُجَاعٍ الْبَلْخِيِّ] قَالَ أَخْبَرَنِي حَبَّانُ ابْن هِلالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّ رَبُّنَا مِنْ مَا مَرُورٍ (1) [قَالَ] لَا مِنَ الأَرْضِ وَلا مِنْ سَمَاءٍ، خَلَقَ خَيْلا فَأَجْرَاهَا فَعَرَقَتْ فَخَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعَرَقِ " وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَنْدَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سجاع [شُجَاعٍ] فَقَالَ فِيهِ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْفَرَسَ فَأَجْرَاهَا فبرقت [فَعَرَقَتْ] ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْهَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يُشَكُّ فِي وَضْعِهِ، وَمَا وَضَعَ مِثْلَ هَذَا مُسْلِمٌ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَرَكِّ الْمَوْضُوعَاتِ وَأَدْبَرَهَا، إِذْ هُوَ مُسْتحِيلٌ لأَنَّ الْخَالِقَ لَا يَخْلِقُ نَفْسَهُ. وَقَدِ اتَّهَمَ عُلَمَاءُ الْحَدِيثِ بِوَضْعِ هَذَا الحَدِيث مُحَمَّد بن سجاع [شُجَاعٍ] فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ حَدثنَا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ حَدثنَا أَبُو أَحْمد عبد الله بن عدي الْحَافِظ قَالَ: مُحَمَّد بن سجاع التلخى [شُجَاع الْبَلْخِي] متعصب كَانَ يضع أَحَادِيث فِي السبيه [التَّشْبِيه] ينسبها إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث يثلبهم بهَا، مِنْهَا حَدِيث الْفرس.

_ (1) فِي الْعبارَة تَصْحِيف، وهى هَكَذَا بالاصل، وَالظَّاهِر أَن الْوَاضِع الْكذَّاب أَرَادَ والركاكة ظَاهِرَة " مَاء مُهُور "، ثمَّ مضى يشرحها بِمَا يَظُنّهُ فصاحة. وَمَا هُوَ إِلَّا السماجة عينهَا. (*)

وَسُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ: مُبْتَدع صَاحب هوى. وَقَالَ القواري [الْفَزارِيّ] مُحَمَّد بن سجاع [شُجَاع] كَافِر. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْحَافِظ: مُحَمَّد بن سجاع (شُجَاع) كَذَّاب لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ لسوء مذْهبه وزيفه [زيغه] فِي الدَّين. ثمَّ فِي مثل هَذَا الحَدِيث أَبُو المهزم واسْمه يزِيد بن سُفْيَان الْبَصْرِيّ. قَالَ سعيد: رَأَيْته، وَلَو أعْطى درهما لوضع خمسين حَدِيثا. وَقَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك. وَاعْلَم أننا حرصا [خرجنَا] رُوَاة هَذَا الحَدِيث على عَادَة الْمُحدثين لبين [ليتبين] أَنهم وضعُوا هَذَا، وَإِلَّا فَمثل هَذَا الحَدِيث لَا يحْتَاج إِلَى اعْتِبَار رُوَاته، لِأَن المستحيل لَو صدر عَنِ الثِّقَاتِ رد وَنسب إِلَيْهِم الْخط. أَلا ترى أَنه لَو اجْتمع خلق من الثِّقَات فَأخْبرُوا أَن الْجمل قد دخل فِي سم الْخياط لما نفعننا ثقتهم وَلَا أثرت فِي خبرهم، لأَنهم أخبروا بمستحيل، فَكل حَدِيث رَأَيْته يُخَالف الْمَعْقُول، أَو يُنَاقض الْأُصُول، فَاعْلَم أَنه مَوْضُوع فَلَا تتكلف اعْتِبَاره. وَاعْلَم أَنه قد يجِئ فِي كتَابنَا هَذَا من الْأَحَادِيث مَا لَا يشك فِي وَضعه، غير أَنه لَا يتَعَيَّن لنا الْوَاضِع من الروَاة، وَقد يتَّفق رجال الحَدِيث كلهم ثقاة والْحَدِيث مَوْضُوع أَو مقلوب أَو مُدَلّس، وَهَذَا أشكل الْأُمُور، وَقد تكلمنا فِي هَذَا فِي الْبَاب الْمُتَقَدّم. الْقُرْآن كَلَام الله عزوجل، وَكَلَامه من صِفَاته، وَصِفَاته قديمَة، وَهَذَا يكفى فِي دَلِيل قدمه. وَقد تحذلق أَقوام فوضعوا أَحَادِيث تدل على قدم الْقُرْآن:

الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد العرار (الْقَزاز) قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ النَّهَروَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُحَمَّدُ بن عبيد يكذب وَيَضَع الحَدِيث. الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمسيب الارعبانى [الارحباني] قَالَ حَدثنَا أبي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رُزَيْنٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كلما [كُلُّ] مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَهُوَ مَخْلُوقٌ غَيْرَ اللَّهِ وَالْقُرْآنِ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَلامُهُ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود، وسيجئ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُولُونَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَمَنْ قَالَهُ مِنْهُمْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَطُلِّقَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ سَاعَتِهِ، لأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِمُؤْمَنَةٍ أَنْ تَكُونَ تَحْتَ كَافِرٍ إِلا أَنْ تَكوُنَ سَبَقَتْهُ بِالْقَوْلِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رَزِينٍ. قَالَ أَبُو حَاتِم السبتي: كَانَ دَجَّالا يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يحل ذكره إِلَّا بالقدح فِيهِ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمُاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السمرقندى قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ عَن جرير بن الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " الْقُرْآن كَلَام الله

لَا خَالِقَ وَلا مَخْلُوقَ، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ مَشْهُورٌ بِالْكَذِبِ وَوَضْعِ الْحَدِيثِ. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ كَذَّابًا يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا ابْنُ حُمَيْدٍ فَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بن حميد بن حَيَّان [حبَان] ، وَقَدْ كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ رارة [وَارَةَ] . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَيْتُ أَحْذَقَ بِالْكَذِبِ مِنْهُ وَمن السادكونى [الشاذكونى] . الحَدِيث الرَّابِع: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور العزاز [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر ابْن ثَابت الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكِنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابْن الْمَهْدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَافِعٍ أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الأَعْمَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْمُرَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله الدَّغْشِيُّ قُبَيْلٌ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ سَمِعت محلد [مَخْلَدَ] بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مسروقا، يَقُول سَمِعت عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَقُولُ) " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ (لَيْسَ) بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ فَمَنْ زَعَم غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ". قل الْخَطِيبُ: هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ جِدًّا وَفِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَأَبُو عُمَارَةَ ضَعِيف جدا. الحَدِيث الْخَامِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عمر

الْقَوَّاسُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى صَدَقَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُعَدَّلُ قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن الْعَلَاء الاسكندرانى عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاء عَن أَبى الدرادء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ لَقِيَ اللَّهَ يَوْم الْقِيَامَة وَوجه إِلَى قَفَاهُ ". قَالَ الْخَطِيبُ: وَمَنْ بَيْنَ ابْنِ هُبَيْرَةَ وَبَقِيَّةَ لَا يُعْرَفُ وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ لَمْ يدرن (يُدْرِكْ) أُمَّ الدَّرْدَاءِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ بَقِيَّةَ كَانَ يَرْوِي عَنِ الْمَجْهُولِينَ وَالضُّعَفَاءِ وَرُبَّمَا أَسْقَطَ ذِكْرَهُمْ وَذَكَرَ مَنْ رَوَوْا لَهُ عَنْهُ. وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثَ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ فِيهَا شئ يثبت عَنهُ. بَاب مَا ذُكِرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ خَلْقِ آدم أَنبأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَلِيُّ الْبَزَّارُ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن على الطرثيثى قَالَ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن غفيان، وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف السَّهْمِي قَالَ حَدثنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُوسَى ابْن زَنْجَوَيْهِ ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الشَّامِيُّ قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد العسعى (الْعَتِيقِيُّ) قَالَ أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الدضيل (الدَّخِيلِ) قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التعيلى (العقيلى) قَالَ حَدثنَا

مُحَمَّدُ بُن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مُسْمَارٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذكْوَان عَن إِبْرَاهِيم مولى الْخرق (الْحَرِقَةِ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفِ عَامٍ فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالُوا طُوبَى لأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهِمْ، وَطُوبَى لأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوبَى لأَلْسُنٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لإِبْرَاهِيمَ حَدِيثًا أَنْكَرَ مِنْ هَذَا لأَنَّهُ لَا يَرْوِيهِ غَيْرُهُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَأَمَّا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ فَقَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل خرقنا [حَرَقْنَا] حَدِيثَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان الْحَافِظ: هَذَا من مَوْضُوع. بَاب وحى الله عزوجل بلغات مُخْتَلفَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْغَمَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الْغفار بن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ كَلامَ اللَّهِ [الَّذِينَ] حَوْلَ الْعَرْش بِالْفَارِسِيَّةِ الدربه [الذربة] ، وَإِن الله عزوجل إِذَا أَوْحَى أَمْرًا فِيهِ كَوْنٌ [لين] أوحاه بِالْفَارِسِيَّةِ الدربه [الذَّرِبَةِ] . وَإِذَا أَوْحَى أَمْرًا فِيهِ شدَّة أوحاه بِالْعَرَبِيَّةِ ". طَرِيق آخر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن مسْعدَة

قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ الْفَارِسِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ السِّنْدِيِّ قَالَ حَدثنَا عُثْمَان بن م بُد الرَّحْمَنِ الطَّرَايِقيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى بْنِ وَجِيهٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ [قَالَ] رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله عزوجل إِذَا غَضِبَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَإِذا رضى أنغ ل الوحى بِالْفَارِسِيَّةِ " هَذَا حَدِيث موضول فَفِي طَرِيقِهِ الأَوَّلِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَفِي طَرِيقِهِ الثَّانِي عُمَرُ بْنُ مُوسَى. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كِلاهُمَا لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني. كِلاهُمَا مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بن حسان الْحَافِظُ كَانَ عُمَرُ فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ وَهَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ. بَاب أبْغض اللُّغَات إِلَى الله تَعَالَى رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَاصِمٍ الْقَطَّانُ عَنِ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبى هُرَيْرَة: " إِن أبْغض كَلَام إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْفَارِسِيَّةُ وَكَلامُ الشَّيْطَان [الشَّيَاطِين] - الحوريه [الْخَزَرِيَّةُ] وَكَلامُ أَهْلِ النَّارِ الحارية [السَّجَارِيَّةُ] وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ " وَضعه إِسْمَاعِيل. قَالَ ابْن حبَان هُوَ دجال لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على الْقدح فِيهِ. وَقَالَ الدَّارقطني كَذَّاب مَتْرُوك. بَاب ذكر أَن جَمِيع الوحى بِالْعَرَبِيَّةِ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن مسْعدَة قَالَ أَنبأَنَا

حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم عبد الْغفار بن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ وَحْيٍ قَطُّ عَلَى [نَبِيٍّ] بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ إِلا بِالْعَرَبِيَّةِ. ثُمَّ يَكُونُ هُوَ بَعْدُ يُبَلِّغُهُ قَوْمَهُ بِلِسَانِهِمْ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصح وَسليمَان هُوَ ابْن أقِم [أَرقم] قَالَ أَحْمد لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ. وَقَالَ يحيى لَيْسَ بشئ لَا يُسَاوِي فِلْسًا وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ وَأَمَّا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. بَاب تَشْبِيه كَلَام الله عزوجل بالصواعق أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْبَرِّيِّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ يَحْيَى الْبَكْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْهِنْدِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاهِينَ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى ح. قَالَ ابْنُ شَاهِينَ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَكْدِرِ قَالَ حَدَّثَنَا جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لما كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى يَوْمَ الطُّورِ كَلَّمَهُ بِغَيْرِ الْكَلامِ يَوْمَ نَادَاهُ فَقَالَ لَهُ [يَا] مُوسَى فَقَالَ (1) إِنَّمَا كَلَّمْتُكَ بِقُوَّةِ عَشَرَةِ آلافِ لِسَانٍ وَلِي قُوَّةُ الأَلْسُنِ كُلِّهَا وَإِن [وَأَنَا] أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائيلَ قَالُوا يَا مُوسَى صِفْ لَنَا كَلامَ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِذْ لَا أستطيعه. قَالَ يَا مُوسَى فَشَبِّهْ لَنَا. قَالَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى أَصْوَاتِ الصَّوَاعِقِ الَّتِى تصل باجلا [بِأَجْلَى] كَلامٍ سَمُعْتُمُوهُ قَطُّ، وَإِنَّهُ قَرِيبٌ مِنْهُ وَلَيْسَ هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِصَحِيح. قَالَ أبوالسختيانى: لَوْ وُلِدَ الْفَضْلُ أَخْرَسَ كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: الْفضل بن عِيسَى لَا شئ، وَقَالَ هُوَ رَحل [رَجُلُ] سُوْءٍ قَدَرِيٌّ. قَالَ: وَعَلِيُّ ابْن عَاصِم لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ يزِيد بن هَارُون: مازلنا نعرفه بِالْكَذِبِ. بَاب مَا روى أَن الله تعال عرج إِلَى السَّمَاء تَعَالَى عَن ذَلِك أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ أَبى الْحسن عَن أَبى عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عُرْوَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَرَّ بِي جِبْرِيلُ بِقَبْرِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ انْزِلْ فَصَلِّ هُنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ مَرَّ بِي بِبَيْتِ لَحْمٍ فَقَالَ انْزِلْ فَصَلِّ هُنَا رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ هَاهُنَا وُلِدَ أَخُوكَ عِيسَى، ثُمَّ أَتَى بِي إِلَى الصَّخْرَةِ فَقَالَ يَا مُحَمَّد من هَا هُنَا عَرَجَ رَبُّكَ إِلَى السَّمَاءِ، وَذَكَرَ كلَاما طَويلا أكره ذكره ".

_ (1) أَي الله عزوجل فِيمَا قَصده الوضاع. (8 الموضوعات 1) (*)

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ هَذَا حَدِيثٌ لَا يَشُكُّ عَوَامُّ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ، فَكَيْفَ بِالْبَزَّارِ فِي هَذَا الشَّأْنِ. وَكَانَ بَكْرُ بْنُ زِيَادٍ دَجَّالا يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَقَدْ سَمِعَ بعض المشبن [الْمُشَبِّهَةُ] هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ قَوْلِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آخر وطيه وطيها [وطأه وَطأهَا] اللَّهُ بِوَجٍّ فَتُوُهِّمَ لِمَا فِي نَفْسِهِ مِنَ التَّشْبِيهِ أَنَّهَا وَطْيَةُ قَدَمٍ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بِهَا الْوَقْعَةُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَقَدْ أَتْمَمْتُ شَرْحَ هَذَا فِي كِتَابٍ الْمُسَمَّى " بمنهاج الْوُصُول إِلَى علم الاصول ". بَاب عَظمَة الله عزوجل أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بُن بِشْرٍ الْكُوفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: " لَا تُدْرِكُهُ الابصار) قَالُوا إِنَّ الْجِنَّ وَالإِنْسَ وَالشَّيَاطِينَ وَالْمَلائِكَةَ مُنْذُ يَوْمَ خُلِقُوا إِلَى يَوْم يقامهم [قِيَامِهِمْ] صَفًّا وَاحِدًا مَا أَحَاطُوا بِاللَّه عزوجل " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوْهِمُ عَظَمَةَ الذَّاتِ عَلَى وَجه الشبيه [التَّشْبِيهِ] وَالتَّجْسِيمِ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَبِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ لَا يُتَابَعُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يُحْتَجُّ بِبِشْرٍ إِذَا انْفَرَدَ، وَأَمَّا عَطِيَّةُ فَقَدْ ضَعَّفَهُ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَحَادِيثَ فَلَمَّا مَاتَ حل يُجَالس الكعبي [جَعَلَ يُجَالِسُ الْكَلْبِيَّ] فَإِذَا قَالَ الْكَلْبِيُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفِظَ ذَلِكَ وَرَوَاهُ عَنْهُ وَكَنَّاهُ أَبَا سَعِيدٍ فيطن أَنَّهُ أَرَادَ الْخُدْرِيَّ، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكَلْبِيَّ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قلت وَهَذَا الحَدِيث مِمَّا أفلنه عمل الكلبى. بَاب ذكر التَّاج أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد العرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعُلَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَسَعَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم بن ديل [قَيْلٍ] الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ لُوَيْنُ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لما] أسرى بى إِلَى السَّمَاء [و] انْتَهَيْت رَأَيْت ربى عزوجل بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِجَابٌ بَارِزٌ فَرَأَيْتُ كل شئ مِنْهُ حَتَّى رَأَيْت تاجا بحوصوصا [مُخْرَصًا] مِنْ لُؤْلُؤٍ " قَالَ أَبُو الْعَلِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَسَعَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي جُمْلَةِ أَحَادِيثَ كَبِيرَةٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْ جَمِيعِ النُّسْخَةِ وَقَالَ وَهِمْتُ إِذْ رَوَيْتُهَا عَنِ ابْنِ قَيْلٍ وَإِنَّمَا حَدَّثَنِي بِجَمِيعِهَا قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ المطى [المطلى] عَن لوين. أَنبأَنَا عبد الرحمن قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ سَأَلت الزُّهْرِيّ عَن ابْن اليسع فَقَالَ لَيْسَ بِحجَّة كنت نقلد [تقعد] مَعَه سَاعَة فَيَقُول إِنَّك ختمت ختمة مُنْذُ قعدت. قَالَ المُصَنّف: قلت أما ابْن اليسع فَلَيْسَ بِثِقَة وقاسم بن إِبْرَاهِيم الْمدنِي الَّذِي أحَال عَلَيْهِ لَيْسَ بشى أصلا. قَالَ الدَّارقطني: هُوَ كَذَّاب، وَمثل هَذَا الحَدِيث لَا يخفى أَنه مَوْضُوع وَأَنه يثبت البغيضة (1) وَيُشِير إِلَى التَّشْبِيه فكافأ الله من عمل.

_ (1) معنى البغض هُنَا غير مُنَاسِب للسياق وَيظْهر أَنه تَحْرِيف عَن البعضية إِشَارَة إِلَى التَّاج فِي الحَدِيث الْمَوْضُوع. (*)

بَاب ذكر الْحجب أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ الله عزوجل وَبَيْنَ الْخَلْقِ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ وَأقرب الْخلق إِلَى الله عزوجل جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَإِنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَرْبَعَةَ حُجُبٍ: حِجَابٌ مِنْ نَارٍ وَحِجَابٌ مِنْ ظُلْمَةٍ وَحِجَابٌ مِنْ غَمَامٍ وَحِجَابٌ مِنَ الْمَاءِ " حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ كَانَ يَكْذِبُ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بن ثَوْبَان عَن عبد الله بن عَمْرو بن العاصى [الْعَاصِ] وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالا: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دُونَ اللَّهِ تَعَالَى سَبْعُون أَلْفَ حِجَابٍ مِن نُورٍ وَظُلْمَةٍ وَمَاء [لَا] تسمع من نعس [نَفْسٍ] شَيْئًا مِنْ حُسْنِ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلا زَهَقَتْ نَفْسُهَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ. فَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا يَحِلُّ عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ: وَأَمَّا عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ البُخَارِيّ: هُوَ ذَاهِب الحَدِيث.

حَدِيث آخر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو نعيم الاقفهانى قَالَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدثنَا يُوسُف ابْن زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَجُلا مِنَ الْيَهُودِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله هَل أحجب [احتجب] الله من خلقه بشئ غير السَّمَاوَات؟ قَالَ نَعَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ نَارٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ظُلْمَةٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ رِفْارَفِ الإِسْتَبْرَقِ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ رِفْارَفِ السُّنْدُسِ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ دُرٍّ أَحْمَرَ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ دُرٍّ أَصْفَرَ، وَسَبْعُونَ حِجَابا من صا (1) ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ثَلْجٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ مَاءٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ غَمَامٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ بَرْدٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ عَظَمَةِ [اللَّهِ] الَّتِي لَا تُوصَفُ، قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ مُلْكِ اللَّهِ الَّذِي يَلِيهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: صدقت فِيمَا [بِمَا] أَخْبَرْتُكَ يَا يَهُودِيُّ؟ قَالَ فَإِنَّ الْمَلِكَ الَّذِي يَلِيهِ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ، وَقَدْ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ وَأَبُوهُ مَتْرُوكَانِ. بَاب ذكر اللَّوْح أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن مُحَمَّد بن ثوان [ثَوَابٍ] قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحُدَّانِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم:

_ (1) كَذَا هِيَ بالاصل وَلم يَتَّضِح توجيهها. (*)

" إِنَّ لِلَّهِ لَلَوْحًا أَحَدُ وَجْهَيْهِ دُرَّةٌ وَالآخَرُ يَاقُوتَةٌ قَلَمُهُ النُّورُ، فَبِهِ يَخْلُقُ وَبِهِ يَرْزُقُ وَبِهِ نحيى وَبِه نموت [وَبِه يحيى وَيَمِين] . ويعز وبذل وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ مَتْرُوكُ الحَدِيث. بَاب من روى من تَسْبِيح الله عزوجل نَفسه أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد القزار قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ [عَبْدِ] الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أحمدان [أَحْمَدَ] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ ابْن حَاتِمٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى الْقَنْطَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبْيِ الْحَوَارِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: قَالَ لى عبد الرحمن الأَعْرَجُ حَدَّثَنِي أَبِي [أَبُو] هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَغَمَسَنِي فِي النُّورِ غَمْسَةً ثُمَّ تَنَحَّى عَنِّي. فَقُلْتُ حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَحْوَجُ مَا كُنْتُ إِلَيْكَ تَدَعُنِي وَتَتَنَحَّى؟ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ مَوْقُفٌ لَا يَكُونُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ هَاهُنَا. أَنْتَ أَنْتَ مِنَ اللَّهِ أَدْنَى مِنَ الْقَابِ إِلَى الْقَوْسِ. فَأَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ إِن الرَّحْمَن عزوجل يسبح نَفسه، فَسمِعت الرَّحْمَن عزوجل يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْظَمَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ قُلْتُ يَا رَسُول الله مالمن (1) قَالَ هَكَذَا؟ قَالَ لِي يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَا تَخْرُجُ رُوُحُهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى يَرَانِي أَوْ يَرَى مَوْضِعَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ صُفُوفًا مَا بَيْنَ السَّمَاء والارض، وَلَا يكون شئ إِلا اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَامَ عُمْرِهِ، فَإِذا مَاتَ وكل الله عزوجل بقبره سِتِّينَ ألف

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل وَالصَّحِيح حذف " مَا ". (*)

ملك يسبحون الله تعال وَيُعَظِّمُونَ اللَّهَ تَعَالَى، وَيُهَلِّلُونَ اللَّهَ تَعَالَى، وَيُكَبِّرُونَ الله عزوجل، كُلَّمَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ لَهُ فِي صَحِيفَتِه. فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ خَرَجَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا لَا يُحْزِنْهُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَيَتَلَقَّاهُ الْمَلائِكَةُ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ مَعْرُوفُونَ بِالثِّقَةِ إِلا إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الْقَنْطَرِيَّ فَإِنَّهُ مَجْهُولٌ، وَقَدْ رُوِيَ لنا عَن عَطاء شئ من هَذَا فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَرُّ [الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ] قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السَّقَطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يحيى الحعار [الحَّفَّارُ] قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يحيى الاموى [الازموى] قَالَ حَدَّثَنى أَبى م ن ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ رُوَيْدًا فَإِنَّ رَبَّكَ يُصَلِّي. قَالَ وَهُوَ يُصَلِّي ة قَالَ نَعَمْ. قَالَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي " وَهَذَا إِسْنَادٌ كُلُّ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ إِلا أَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى عَطَاءٍ فَلَعَلَّهُ سَمِعَهُ مِمَّنْ لَا يُوثَقُ بِهِ وَلا يَثْبُتُ مَثَّلَ هَذَا بِهَذَا. حَدِيثٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو منقور بن العران [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر ابْن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي الطنابيرى [الطَّنَاخِرِيُّ] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّالْقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ: أَنَا الْعَزِيزُ مَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ الْعَزِيزَ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دَاوُدُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ لَمَّا وَضَعَ

هَذَا سرق مِنْهُ. فأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا هِلَال بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بن الْحسن الملكى [المالكى] وعبيد الله ابْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوراق قَالَ حَدثنَا حَامِد ابْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ شَيْبَةَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْعَامِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ يَقُولُ كُلَّ يَوْمٍ: أَنَا الْعَزِيزُ مَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ الْعَزِيزَ "، وَهَذَا مِنْ تَلْصِيصِ سَعِيدِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْعَامِرِيِّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَوْضُوعَاتِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. بَاب فِي تجلى الله عزوجل للطور أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُعَاوِيَة بن عبد الله عَنِ الْجَلَدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا تَجَلَّى اللَّهُ لِلْجَبَلِ طَارَتْ لِعَظَمَتِهِ سِتَّةُ أَجْبُلٍ فَوَقَعَتْ ثَلاثٌ بِمَكَّةَ وَثَلاثٌ بِالْمَدِينَةِ فَوَقَعَ بِالْمَدِينَةِ أُحُدٌ وَوَرْقَانُ وَرَضْوَى وَوَقَعَ بِمَّكَةَ ثَبِيرٌ وَحِرَاءُ، وَثَوْرٌ ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ الْحَافِظُ: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَلا أَصْلَ لَهُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ

بِثِقَةٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. حَدِيث آخر أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينٍ قَالَ حَدثنَا الْحسن ابْن حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرْسُوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنى خَالِد أبن يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُزِّيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. " إِن من الْجبَال الذى [الَّتِي] تَطَايَرَتْ يَوْمَ مُوسَى سَبْعَةَ أَجْبُلٍ لَحَقَتْ بِالْحِجَازِ وَبِالْيَمَنِ مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ أُحُدٌ وَوَرْقَانُ، وَبِمَّكَة ثَوْرٌ وَثَبِيرٌ وَحِرَاءُ وَبِالْيَمَنِ حَبِيرٌ وَحَصُورٌ " قَالَهُ أَبُو مُسْهِرٍ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: طَلْحَةُ بن عَمْرو لَا شئ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلا عَلَى وَجْهِ التَّعَجُّبِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن الْحُسَيْن بن عزوان [غَزْوَانَ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خُوطٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ فَمَنْ نَوَّرَهُمَا جَعَلَهُ دَكًّا " وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَا يُكْتَبُ حَدِيث أَيُّوب، لَيْسَ شئ وَقَالَ الفلاس،

وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالسَّعْدِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا رَوَى الْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ فَكَانَ مِمَّا عَمِلَتْ يَدَاهُ. طَرِيق آخر أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامَ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دكاء) ، قَالَ أَخْرَجَ خِنْصَرَهُ عَلَى إِبْهَامِهِ فَسَاخَ الْجَبَل فَقَالَ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا؟ قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ: يَقُولُهُ أَنَسٌ وَيَقُولُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْتُمُهُ أَنَا؟ ". وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ: كَانَ ابْنُ أَبِي الْعَرْجَاءِ رَبِيبَ حَمَّادِ بْنِ سَلمَة فَكَانَ يدس فِي كتبه هَذِه الاحاديث. بَاب ذكر النُّزُول حَدِيث عَن أبي السعادات أَحْمد بن مَنْصُور بنن الْحسن بن عَليّ بن الْقَاسِم قَالَ أَنْبَأَنَا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرُوخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بن عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمَقْبُرِيِّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَى دَار الدُّنْيَا فِي سِتّمائَة أَلْفِ مَلَكٍ فَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ نُورٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِيهِ أَسْمَاءُ مَنْ يَثْبِتِ الرُّؤْيَةَ وَالْكَيْفِيَّةَ وَالصُّورَةَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ. فَيَقُول تبَارك وَتَعَالَى: ولاى [هَؤُلاءِ] عَبِيدِي الَّذِينَ لَمْ يَجْحَدُونِي وَأَقَامُوا سُنَّةَ نَبِيِّي وَلَمْ يَخَافُوا فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. أُشْهِدُكُمْ يَا مَلائِكَتِي وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُدْخِلَنَّهُمُ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَعَنَ اللَّهُ وَاضِعَهُ وَلا رَحِمَ صَانِعَهُ فَإِنَّهُ كَانَ من أحسن [أَخَسِّ] الْمُشَبِّهَةِ وَأَسْوَئِهِمِ اعْتِقَادًا، وَمَا أَظُنُّهُ كَانَ يُظْهِرُ هَذَا إِلا للطفات [الطغاة] مِنَ الْمُشَبِّهَةِ الَّذِينَ لَمْ يُجَالِسُوا عَالِمًا وَهُوَ عَمَلُ أَبِي السَّعَادَاتِ لَا أَسْعَدَهُ اللَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُرْمَى بِسُوءِ الْمَذْهَبِ وَصُحْبَةِ الْمُبْهَمِينَ فِي الدِّينِ وَقِلَّةِ الْمُبَالاةِ بِأَمْرِ الاسلام فأحلق [فأختلق] الكرجى [الْكَرْخِي] وَسَمَّاهُ وَلا يُعْرَفُ أَصْلا وَقَدْ كره [كَرَّمَ] اللَّهُ تَعَالَى الطَّبَرَانِيَّ وَمَنْ فَوْقَهُ عَنْ رِوَايَةِ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن أبي زَكَرِيَّا يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه قَالَ أَبُو السعادات كَذَّاب زنديق ملحد. حَدِيث آخر: حَدثنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التنوحى [التَّنُّوخِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الشَّيْبَةِ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْحَاقَ بن جَعْفَر العال الرمدى [النَّقَّالُ الزَّيْدِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدثنَا عبد الْكَرِيم ابْن رَوْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده أَن رغول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ نُزُولَ اللَّهِ إِلَى الشئ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ "، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الزُّجَاجِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، فَقَالَ: فِيهِ إِقْبَالُهُ عَلَيْهِ من غير أَن (1) نُزُولٍ. هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ، فَأَمَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن إِسْحَاق فَقَالَ:

_ (1) هِيَ هَكَذَا بالاصل وهى من سبق الْقَلَم كَمَا هُوَ ظَاهر. (*)

أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ كَانَ لَهُ مَذْهَب خَبِيث وَمَا [وَأما] بَحر فَهُوَ بن كَبِير السَّقَّا. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، كُلُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ رَوْحٍ فَذَكَر أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الزجاجي فمجهول لَا يعرف. حَدِيث آخر فِي ذكر النُّزُول يَوْم عَرَفَة: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي لأَبِي سَعِيدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّقِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ حَمَّادُ بْنُ دَلِيلٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ قيس بن مُسلم عَن عبد الرحمن بْنِ سَابِطٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتْ عَشِيَّةُ عَرَفَةَ هَبَطَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَتَطَلَّعَ إِلَى أَهْلِ الْمَوْقِفِ فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِزُوَّرِي وَالْوَافِدِينَ إِلَى بَيْتِي، وَعِزَّتِي لأَنْزِلَنَّ إِلَيْكُمْ وَلأُسَاوِيَنَّ مَجْلِسَكُمْ بِنَفْسِي، فَيَنْزِلُ إِلَى عَرَفَةَ فَيَجْمَعُهُمْ بِمَغْفِرَتِهِ وَيُعْطِيهِمْ مَا يَسْأَلُونَ إِلا الْمَظَالِمَ وَيَقُولُ: يَا مَلائِكَتِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ وَيكون إمَامهمْ إِلَى الزلفه [الْمُزْدَلِفَةِ] وَلا يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَإِذَا أَسْفَرَ الصُّبْحُ وَقَفُوا عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَغَفَرَ لَهُمْ حَتَّى الْمَظَالِمِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْصَرِفُ النَّاسُ إِلَى مِنًى ". قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ، وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سَلْمُونَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الرِّفَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدثنَا حُسَيْن ابْن غَالب عَن عبد الله بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ ربى

عزوجل عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ إِزَارٌ وَهُوَ يَقُولُ: قَدْ سَمَحْتُ، قَدْ غَفَرْتُ، إِلا الْمَظَالِمَ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَة الْمزْدَلِفَة لم يصلد إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَتَنْصَرِفُ النَّاسُ إِلَى مِنًى ". وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: " يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يفتح أَبْوَاب السَّمَاء والارض وَقعد [يُقْعِدُ] مَعَهُ الْمَلائِكَةَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَشُكُّ أَحَدٌ فِي أَنَّهُ مَوْضُوعٌ مُحَالٌ، وَلا يَحْتَاجُ لاسْتِحَالَتِهِ أَنْ يُنْظَرَ فِي رِجَالِهِ، إِذْ لَوْ رَوَاهُ الثِّقَاتُ كَانَ مَرْدُودًا، وَالرَّسُولُ مُنَزَّهٌ أَنْ يَحْكِيَ عَنِ الله عزوجل مَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ، وَأَكْثَرُ رِجَالِهِ مَجَاهِيلُ وَفِيهِمْ ضُعَفَاءُ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن يحيى عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه قَالَ: حَدِيث الْجمال بَاطِل مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بَاب حَدِيث أم الطُّفَيْل أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد العرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَرْثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ امْرَأَة أُبَيٍّ " أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ شَابًّا مَوْفُورًا، رِجْلاهُ فِي محصر [مَخْصِرٍ] ، عَلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ ذَهَبٍ، فِي وَجهه مراس [فِرَاشٌ] مِنْ ذَهَبٍ ". أَمَّا نُعَيْمٌ فَقَدْ وَثَّقَهُ قَوْمٌ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَكَانَ يحيى ابْن مَعِينٍ يُهَجِّنُهُ فِي رِوَايَتِهِ حَدِيثَ أُمِّ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ يَقُولُ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِمثل هَذَا، وَلَيْسَ نعيم بشئ فِي الحَدِيث.

وَأَمَّا مَرْوَانُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: وَمَنْ مَرْوَانُ حَتَّى يصدق على [عَن] الله عزوجل؟ قَالَ مُهَنَّى: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنِّي وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، هَذَا رَجُلٌ مَجْهُولٌ، عَنَى مَرْوَانَ. قَالَ: وَلَا يعرف أَيْضا عمَارَة. بَاب تَأْثِير غَضَبه وَرضَاهُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد المك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَدِيٍّ الْحَافِظ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالب قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِلاجٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِن الله عزوجل لَا يَغْضَبُ [فَإِذَا غَضِبَ] تَسَلَّحَتِ الْمَلائِكَةُ لِغَضَبِهِ، فَإِذَا اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَنَظَرَ إِلَى الْوِلْدَانِ يقرأون الْقُرْآن علا [امْتَلأ] رَبُّنَا رِضًى ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ وَأَلْفَاظُهُ مُنْكَرَةٌ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ غَيْرُ ابْنُ أَبِي عِلاجٍ وَأَحَادِيثُهُ مُنَكَرَةٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، فَلا يَشُكُّ السَّامِعَ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُهَا. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَيَجِبُ أَنْ يعْتَمد [يُعْتَقَدَ] أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يتأثر بشئ وَلا تُحْدَثُ لَهُ صِفَةٌ وَلا يَتَجَدَّدُ لَهُ حَالٌ، فَلا وَجْهَ لِتَسَلُّحِ الْمَلائِكَةِ كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْخُصُومَةَ، وَلَقَدْ أَدْخَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ فِي أَحَادِيث الصِّفَات أَشْيَاء يتصدون [يَقْصِدُونَ] بِهَا عَيْبَ الإِسْلامِ وَإِدْخَالَ الشَّكِّ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ أَيُّوب بن عبد السَّلَام شَيخا فَإِنَّهُ كَانَ زنديقا يروي عَن أبي بكرَة عَن ابْن مَسْعُود أَن الله إِذا غضب انتفخ على الْعَرْش حَتَّى يثقل على حَملته، وَكَانَ هَذَا الرجل كذابا، وَلَا يحل ذكر مثل هَذَا الحَدِيث وَلَا كِتَابَته إِلَّا فِي مثل هَذَا الْمَكَان لبَيَان الطعْن فِي رُوَاته، وَمَا أرَاهُ إِلَّا دهريا

يُوقع الشَّك فِي قُلُوب الْمُسلمين بِمثل هَذَا الموضوعات. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إِنَّمَا اسْم هَذَا الرجل الزبير أَبُو السَّلَام فَإِنَّهُ تحدث عَن أَيُّوب ابْن عبد الله بن مُكَرر [مكرز] عَن ابْن مَسْعُود الْمُنْكَرَات. بَاب روى أَن الله تَعَالَى يجلس بَين الْجنَّة وَالنَّار يَوْم الْقِيَامَة أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب ابْن الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَان ابْن أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى القنطرة الْوُسْطَى ابين الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةَ لَيْسَ بشئ.

كتاب الايمان

كتاب الايمان بَاب ذكر مَاهِيَّة الايمان أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد العرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيّ قَالَ حَدثنَا معاد بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالا حَدَّثَنَا الصَّلْتُ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا أَبى [أَبُو] جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ " وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ العرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك الْقُرَشِيُّ الْوَاعِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا عيد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبى قَالَ حَدثنَا على ابْن مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبى وأنبأنا العرار [الْقَزاز] قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّد الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عُرْوَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ ح. وأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاتِبُ قَالَ أَنْبَأَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن أَحْمد رمرك [زَبْرَكٌ] قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ ح. وأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْن مُحَمَّد بن مهرون [مَهْرَوَيْهِ] قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَان بن وهب الضوى،

قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ مُوسَى الرِّضَا عَن أَبِيه فَذكر مثله سؤالا أَنَّهُ قَالَ: " وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الْمُتَّهم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ، وَابْن عبد السَّلَام بن صَالح. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لم يكن عِنْدِي بصدوق، وَضرب أَبُو زرْعَة على حَدِيثه، وَقَالَ ابْن عدي: مُتَّهم، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. فَأَما عبد الله بن أَحْمَدَ بن عَامر فَإِنَّهُ روى عَن أهل الْبَيْت نُسْخَة بَاطِلَة، وَأما عَليّ بن غراب فَقَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ سَاقِط، وَقَالَ ابْن حبَان: حدث بالأشياء الْمَوْضُوعَة فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ، وَأما مُحَمَّد بن سهل وَدَاوُد فمجهولان. وَقد أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن الْغِفَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْعَطَّارُ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَالك سعيد بن هتيرة [هُبَيْرَةَ] قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ الإِقْرَارُ بِاللَّهِ وَالتَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ وَالْعَمَلُ بِالأَرْكَانِ. وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَفِيهِ مَجَاهِيلُ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ لَا من سَرقه من أَبى الصَّلْت. بَاب فِي أَن الْإِيمَان يزِيد وَينْقص فِيهِ عَن معَاذ وَأبي هُرَيْرَة وواثلة. فَأَما حَدِيث معَاذ. فأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابْن الْفَتْحِ قَالَ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّاد عَن (9 الموضوعات 1)

خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَمْرِو بْنِ كردى عَن عبد الله بْنِ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبى الاسود الدؤلى عَن مهاذ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ " قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمَّارٌ يَكْذِبُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ إِنَّ دِينَهُ بَوَاطِيلُ. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد ابْن حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيرِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ آفَّتَانِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ حِبَّانَ كَانَ كَذَّابًا يَضَعُ الْحَدِيثَ وَابْنُ حُمَيْدٍ كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ وَارَةَ وَغَيْرُهُمَا. وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَرَوَاهُ مَعْرُوف بن عبد الله الْخَيَّاطُ مَوْلَى وَاثِلَةَ عَنْ وَاثِلَةَ ابْن الأَسْقَعِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مُنْكَرٌ، وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مَعْرُوفٌ لَا يُتَابع عَلَيْهِ. بَاب فِي أَن الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص وَفِيه خَمْسَة أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا طَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ عَنْ أبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ ذَكْوَيْهِ الْمُذَكَّرُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيع الثلى [الْبَلْخِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ

سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الإِيمَانِ هَلْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ فَقَالَ: لَا. زِيَادَتُهُ كُفْرٌ وَنَقْصُهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوع بِلَا شكّ وهومن وَضْعِ أَبِي مُطِيعٍ وَاسْمُهُ الْحَكَمُ بن عبد الله قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا ينبغى أَن يرْوى عَنهُ شئ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ أَبُو مُطِيعٍ مُرْجِئًا كَذَّابًا. قَالَ المقنف: وَقُلْتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَبُو الْمُهَزَّمِ وَقَدْ سَبَقَ أَنَّهُ كَذَّابٌ وَقَدَ سَرَقَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي مُطِيعٍ. أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَغَيَّرَ لَفْظَهُ فَرَوَاهُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنِ الإِيْمَانِ أَيَزِيدُ أَوْ يَنْقُصُ؟ فَقَالَ: الإِيْمَانُ مُثَبَّتٌ فِي الْقُلُوبِ كَالْجِبَالِ الرَّوَاسِيَ وَزِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ " عُثْمَانُ هَذَا كَذَّابٌ وَقَدْ تلصص. قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ الْحَافِظ: عُثْمَان بن عبد الله يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ سَرَقَ حَدِيثَ أَبى مُطِيع البنحى [الْبَلْخِيِّ] فِي الإِيْمَانِ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَرَوَاهُ لنا با [أَنبأَنَا] زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنْبَأَنَا الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ وَفِي إِسْنَادِهِ ظُلُمَاتٌ مِنْهَا أَبُو الْمُهَزَّمِ إِلا أَنَّ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ أَبُو مُطِيعٍ ثمَّ سَرقه مِنْهُ عُثْمَان. الحَدِيث الثَّانِي: عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُوصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو وَمُحَمّد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ الرَّزَجَاهِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد عبد الله بن عدي الْحَافِظ قَالَ حَدثنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَرَّامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْن عبد الله الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَن (1)

_ (1) هُنَا بَيَاض فِي الاصل وباقى السَّنَد المألوف هُوَ " أَبِيه " عبد الله بن عمر رضى الله عَنْهُمَا والْحَدِيث مَوْضُوع طبعا (*) .

إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ من مَوْضُوعَات أَحْمد بن عبد الله الْجَوَيْبَارِيِّ وَهُوَ الشَّيْبَانِيِّ وَهُوَ الْهَرَوِيِّ قَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ لابْنِ كَرَّامٍ عَلَى مَا يُرِيدُهُ، وَكَانَ ابْنُ كَرَّامٍ يَضَعُهَا فِي كُتُبِهِ عَنْهُ، ويسميه أَحْمد بن عبد الله الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَ عَنْ جَرِيرٍ وَالْفَضْلِ بْنِ مُوسَى أَحَادِيثَ وَضَعَهَا عَلَيْهِمْ هُوَ. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ الْجَوَيْبَارِيُّ كَذَّابٌ دَجَّالٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الَّذِينَ يَرْوِي عَنْهُمْ مَا لَمْ يُحَدِّثُوا بِهِ، رَوَى عَنْهُ أُلُوفَ أَحَادِيثَ كَانَ يَضَعُهَا عَلَيْهِمْ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْجَرْحِ فِيهِ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن أَحْمد بن عَليّ بن خلف قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ قَالَ سَمِعت أَبَا سهل مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن إِسْحَاق السراج يَقُول شهِدت مُحَمَّد بن إسمام يل البُخَارِيّ وَرفع إِلَيْهِ كتاب من مُحَمَّد كرام يسْأَله عَن أَحَادِيث مِنْهَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن أَبِيه قَالَ الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص، فَكتب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ على ظهر كِتَابه: من حدث بِهَذَا اسْتوْجبَ الضَّرْب الشَّديد وَالْحَبْس الطَّوِيل. الحَدِيث الثَّالِث: بَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَرَكَاتٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَوَارِزْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الْجُوَيْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة عَن ابْن طَاوُوس عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الإِيمَانُ لَا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ "، وَهَذَا مِنْ مَوْضُوعَاتِ الْجَوَيْبَارِيِّ أَيْضًا، وَالَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ وَهُوَ مَأْمُون فثد [فُقِدَ] اسْمُهُ وَأَنَّهُ أَحَدُ الْوَضَّاعِينَ ذُكِرَ أَنَّهُ وَضَعَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ الَحاِفُظ: كَانَ مَأْمُونُ بْنُ أَحْمد دجالًا من الدجالين. الحَدِيث الرَّابِع: رَوَاهُ مَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الله بْنِ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ

سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الإِيمَانُ قَوْلٌ وَالْعَمَلُ شَرَائِعُهُ " وَهَذَا مِنْ مَوْضُوعَاتِ مَأْمُونٍ بِلا شَكٍّ، وَقَدْ ذكرنَا أَنه من الْكَذَّابين. الحَدِيث الْخَامِس: " أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حِبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِم الطانكانى [الطَّالْكَانِيُّ] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْن خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من زَعَمَ أَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَزِيَادَتُهُ نِفَاقٌ وَنُقْصَانُهُ كُفْرٌ فَإِنْ تَابُوا وَإِلا فَاضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ بِالسَّيْفِ أُولَئِكَ أَعْدَاءُ الرَّحْمَنِ فَارَقُوا دِينَ اللَّهِ وَانْتَحَلُوا الْكُفْرَ وَخَاصَمُوا فِي اللَّهِ، طَهَّرَ اللَّهُ الأَرْضَ مِنْهُمْ، أَلا فَلا صَلاةَ لَهُمْ، أَلا فَلا صَوْمَ لَهُمْ، أَلا فَلا زَكَاةَ لَهُمْ، أَلا وَلا حَجَّ لَهُمْ، أَلا وَلا دِينَ لَهُمْ، هُمْ بَرَآءٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِئٌ مِنْهُمْ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَهُوَ مِنْ مَوْضُوعَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الطَّالْكَانِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: رَوَى أَهْلُ خُرَاسَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَشْيَاءَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهَا فِي الْكُتُبِ، وَهُوَ يَأْتِي فِي الأَخْبَارِ بِمَا يَشْهَدُ الْخَلْقُ عَلَى بُطْلانِهِ. أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عبد الله يَقُول: مُحَمَّد بن الْقَاسِم الطانكانى من رُؤَسَاء المرجئة مِمَّن يضع الحَدِيث على مَذْهَبهم. بَاب فِي تَمْيِيز الايمان من الْعَمَل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن خلف عَن أَبى عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيِّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بْنِ عَلِيٍّ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الله الجويبارى قَالَ حَدثنَا

سَلَمَةُ بْنُ سَلامٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُمَيِّزْ ثَلاثَةً فَلَيْسَ لَهُ فِي الْجَمَاعَةِ نَصِيبٌ، مَنْ لَمْ يُمَيِّزِ الْعَمَلَ مِنَ الإِيمَانِ، وَالرِّزْقَ مِنَ الْعَمَلِ، وَالْمَوْتَ مِنَ الْمَرَضِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَفِيهِ أَرْبَعَةٌ مُتْرَوكُونَ: الْجَوَيْبَارِيُّ وَسَلَمَةُ وَبَكْرٌ وَأَبَانٌ غَيْرَ أَنِّي لَا أَتَّهِمُ بِهِ إِلا الْجَوَيْبَارِيَّ، وَلَقَدْ وَضَعَ كَلامًا رَكِيكًا لَا مَعْنَى لَهُ، والكاذب لَا يوفق للصَّوَاب. بَاب الِاسْتِثْنَاء فِي الْإِيمَان فِيهِ أَرْبَعَة أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: عَنْ أَبِي الْعَلاءِ بْنِ نَصْرٍ الْكَاتِبِ قَالَ أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن غَزْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تَرْكَانَ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مَأْمُونُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّعْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الْقَدَرِيَّةِ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَقُولُونَ لَا قَدَرَ، قِيلَ: فَمَنِ الْمُرْجِئَةِ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا سُئِلُوا عَنِ الإِيمَانِ يَقُولُونَ نَحْنُ مُؤْمِنُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ فِي إِسْنَادِهِ مَأْمُونٌ الَّذِي لَيْسَ بِمَأْمُونٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا آنِفًا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْوَضَّاعِينَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَا حَدَّثَ بِهَذَا إِلا سَلَمَةُ وَلا يُعْرَفُ عَنْهُ إِلا مِنْ رِوَايَة عبد الله بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ وَأَبُوهُ مِنْ خُبَثَاءِ الْمُرْجِئَةِ. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: مَالك يرْوى عَن الثقاة مَا لَا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات. الحَدِيث الثَّانِي: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُذَكَّرِ اللقاباذى قَالَ أَنبأَنَا

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَالَوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَبَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّكْسَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَمْعَانُ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أُمَّتِي عَلَى الْخَيْرِ مَا لَمْ يَتَحَوَّلُوا عَنِ الْقِبْلَةِ وَلَمْ يَسْتَثْنُوا فِي إِيمَانِهِمْ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَضَعَتْهُ الْمُرْجِئَةُ وَفِي إِسْنَادِهِ ضُعَفَاءُ وَأَكْثَرُهُمْ مَجَاهِيلُ. وَقد روى مُحَمَّد بن تَمِيم من حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من قَالَ الْإِيمَان يزِيد وَينْقص فقد خرج من أَمر الله، وَمن قَالَ أَنا مُؤمن إِن شَاءَ الله فَلَيْسَ لَهُ فِي الْإِسْلَام نصيب " وَضعه ابْن تَمِيم. الحَدِيث الثَّالِث: على ضد مَا تقدم أخْبرت عَنْ حَمَدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ الْحَسَنَ بْنِ سُفْيَانَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَارِكٌ عَنْ عَبَّادٍ عَنْ عبد الله بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ تَمَامِ إِيمَانِ الْعَبْدِ الاسْتِثْنَاءَ أَنْ يَسْتَثْنِي فِيهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: مَعَارِكٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل وَكَذَلِكَ عبد الله بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: لَيْسَ بشئ وَلا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ عَمْرُو بن على: مُنكر الحَدِيث متروكة. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حَبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن عبد الله الأُمَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا غُنَيْمُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَكَّ فِي إِيمَانِهِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَة من الخاسر " ين

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانٍ: غُنَيْمٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ رَوَى الْعَجَائِبَ قَالَ: وَعُثْمَانُ يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا. بَاب عَلامَة كَمَال الايمان أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بشر عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ الْمُعْتَزِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُكْمِلُ عَبْدٌ الإِيمَانَ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللَّهِ، وَالتَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَالصَّبْرُ عَلَى بَلاءِ اللَّهِ، إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَابْنُ الْمُعْتَزِّ لَمْ يَكُنْ قَدْ وُلِدَ فِي وَقْتِ عَفَّانَ، فَضْلا عَنْ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْهُ، وَأَرَاهُ مِنْ صَنْعَةِ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَة، فَإِنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب لَا يضر مَعَ الايمان عمل أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن عَلِيٍّ الطَّبِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ الْبُصْلانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " كَمَا لَا يَنْفُعُ مَعَ الشِّرْكِ شئ كَذَلِكَ لَا يَضُرُّ مَعَ الإِيمَانِ شئ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ: كَانَ الْمُنْذر ابْن زِيَادٍ كَذَّابًا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ لَهُ مَنَاكِير.

بَاب كَيْفيَّة مجئ الاسلام يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ ابْن خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ الإِسْلامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى صُورَةِ الرَّجُلِ عَلَيْهِ رِدَاؤُهُ، فَيَأْتِي الرَّبُّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مِنْكَ خَرَجْتُ وَإِلَيْكَ أَعُودُ فَشَفِّعْنِي الْيَوْمَ فِي مَنْ شِئْتُ. فَيَقُولُ: قَدْ شَفَّعْتُكَ قَالَ: فَيَبْسُطُ رِدَاءَهُ. قَالَ: فَتَسِيبُ إِلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ: فَمَنْ تسيب إِلَيْهِ تسيب أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا أَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا مِنْ حَدِيثِ رِشْدِينَ عَنْ مُعَاوِيَةَ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: رِشْدِينَ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. بَاب ثَوَاب من أسلم على يَده رجل أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ شَهْرَيَارَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عبد الله عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجْلٌ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ". قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْفَعْهُ عَنِ اللَّيْثِ إِلا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ هَذَا الحَدِيث بشئ، وَمُحَمّد بن مُعَاوِيَة حدث

بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ، مِنْهَا هَذَا الحَدِيث وَلَيْسَ بشئ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَكَانَ يَحْيَى يَرْمِيهِ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ اللَّيْثِ. وَخَالِدٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ رَوَى أَحَادِيثَ بَوَاطِيلَ، وَقَالَ فِي رِوَايَةٍ: رَأَيْتُ أَحَادِيثَهُ مَوْضُوعَةً. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: وَيُقَالُ إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا أَصْلَ لَهُ من رِوَايَة يزِيد ابْن أَبِي حَبِيبٍ، وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانِ مِنْ قَوْله.

كتاب المبتدأ

كتاب الْمُبْتَدَأ بَاب فِي خلق الشَّمْس وَالْقَمَر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن سَوَّارٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَوِيَّةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي قَالَ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الْعَزِيز ابْن مرداس قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَازِمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْعَنَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وَحَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَحُذَيْفَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ الْعَجَبَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ سَمِعْتُ رِجَالا يَتَحَدَّثُونَ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فَقَالَ: وَمَا كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ؟ فَقَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَر يُجَاءُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي جَهَنَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَحُذَيْفَةُ: كَذَبُوا اللَّهُ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعَذِّبَ عَلَى طَاعَتِهِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سُئِلَ عَنْ ذَلِك فَقَالَ إِن الله عزوجل لَمَّا أَبْرَمَ خَلْقَهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرَ آدَمَ خَلَقَ شَمْسَيْنِ مِنْ نُورِ عَرْشِهِ. فَأَمَّا الَّتِي كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ يَطْمِسَهَا وَيُحَوِّلَهَا قَمَرًا فَإِنَّهُ خَلَقَهَا دُونَ الشَّمْسِ فِي الضَّوْءِ. وَذَكَر حَدِيثًا طَوِيلا نَحْوًا مِنْ جُزْءٍ فِيهِ: " أَنَّ الَّتِي تَطْلُعُ الشَّمْسُ فِي صَبَحَتِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ تَكُونُ قَدْرَ ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلا يَعْرِفُ طُولَهَا سِوَى الْمُتَعَبِّدِينَ فَيَسْتَغِيثُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، وَأَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنَ الْمَغْرِبِ وَمَعَهَا الْقَمَرُ إِلَى نِصْفِ السَّمَاءِ ثُمَّ يُعَادَانِ ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ وَفِي إِسْنَادِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْهُولِينَ، وَعُمَرُ بْنُ صُبْحٍ لَيْسَ بشئ قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى وَجْهِ التَّعَجُّبِ. وَالْمِحْنَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِلَ إِلَى عُمَرَ حَدِيثٌ فِيهِ أَنَّ الشَمْسَ وَالْقَمَرَ يُلْقَيَانِ فِي النَّار. أَنبأَنَا ابْن الْمَلِكِ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن أبي حَاتِم بن حبَان قَالَ حَدَّثَنَا الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ يَزِيدَ السَّيَّارِيِّ قَالَ حَدثنَا درست ابْن زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ " هَذَا لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِرِوَايَةِ دُرُسْتَ بْنِ زِيَادٍ وَقَالَ يَحْيَى: لَا شئ. بَاب كسوف الْقَمَر أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيعٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحسن بن أَبى الْحسن ابْن مُوسَى الْعَقِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رُزَيْنٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا انْكَسَفَ فِي الْمُحَرَّمِ كَانَتْ تِلْكَ السَّنَةَ الْبَلاءُ وَالْقِتَالُ وَشُغْلُ السُّلْطَانِ وَفِتْنَةُ الْكُبَرَاءِ وَانْتِشَارٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي صَفَرٍ كَانَ نَقْصٌ مِنَ الأَمْطَارِ حَتَّى يَظْهَرَ النُّقْصَانَ فِي الْبَحْرِ وَهُوَ الْغَايَةُ مِنَ نَقْصِ الأَمْطَارِ وَالْقُحُوطِ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلَ كَانَ مَجَاعَةٌ وَمَوْتٌ مَعَ أَمْطَارٍ وَحَرْبٍ وَتَحَرُّكِ مُلْكٍ بِمَوْتِ كَثِيرٍ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي جُمَادَى الأُولَى كَانَ بَرْدٌ وَثُلُوجٌ وَأَمْطَارٌ مَعَ مَوْتِ ذُرَيْعٍ وَهُوَ الطَّاعُونُ، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ فُهَو زَرْعٌ كَثِيرٌ وَخَصْبٌ وَسِعَةٌ مَعَ قِتَالٍ بَيْنَ النَّاسِ وَيَكُونُ حراذا

[جَرَادٌ] وَالأَسْعَارُ تَزْدَادُ رُخْصًا وَكَسَادًا، وَإِذَا انْكَسَفَ فِي رَجَبٍ فَهُوَ أَمْطَارٌ وَسَمَكٌ كَثِيرٌ "، وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا مِنْ هَذَا الْجِنْسِ عَلَى الْمَشْهُورِ لَا فَائِدَةَ فِي الإِطَالَةِ بِهِ لأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا يُشَكُّ فِي وَضْعِهِ، وَمَنْ قَدْ خبر أَمر أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيَّ وَهُوَ الْجَوَيْبَارِيُّ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ عَمَلِهِ وَإِنْ كَانَ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ فَكَافَأَ اللَّهُ مَنْ يَضَعُ مِثْلَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الْمُنَافِيَةِ لِلشَّرِيعَةِ وَلا شَكَّ أَنَّهُ يَقْصِدُ شَيْنَهَا. وَإِنَّمَا نَنْسُبُ مِثْلَ هَذَا الْكَلامِ إِلَى كِتَابٍ يُسَمَّى الآثَارُ الْعُلْوِيَّةُ نَسَبُوهُ إِلَى دَانِيَالَ وَذِي الْقَرْنَيْنِ وَلا يَصح ذَلِك. بَاب فِي نُقْصَان الشُّهُور أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لايتم شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ بِهَذَا الإِسْنَادِ. قَالَ يَحْيَى: كَانَ إِسْحَاقُ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَمَا أَظُنُّ مَنْ وَضَعَ هَذَا يُرِيدُ إِلا شَيْنَ الشَّرْعِ فَإِنَّهُ قد يتم شَهْرَان وَثَلَاثَة، وحوشى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَ بِمَا لَا يكون. بَاب ذكر المجرة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَخْبرنِي على بن مُحَمَّد ابْن الْحسن المالكى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عمرَان ابْن مُوسَى الصفار قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: إِنَّ الشَّاذَكُونِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ فَذَهَبَ عَنِّي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ " لما أَرَادَ

النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي أَرَاهُ قَالَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ فَإِذَا سَأَلُوكَ فَقُلْ إِنَّهَا مِنْ عِرْقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ " فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ وَقَالَ لَمْ يَسْمَعْ هِشَامٌ مِن أَبِي بكر بن مَرْيَم. أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الصَّيْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن عبيد الله بْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْوَلِيدِ عَن عبد الاعلى بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِنْ سَأَلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهَا مِنْ عِرْقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ ". قَالَ العقيلى: وَحدثنَا أبوالزنباع رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ وَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُخْتَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مُعَاذُ إِنِّي مُرْسِلُكَ إِلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَإِذَا سُئِلْتَ عَنِ الْمَجَرَّةِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ فَقُلْ هِيَ لُعَابُ حَيَّةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ هُوَ الشَّاذَكُونِيُّ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَأَمَّا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ فَقَالَ أَحْمَدُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَيَكْذِبُ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالْعُقَيْلِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَلَطًا مِنَ الرُّوَاةِ أَوْ تَخْلِيطًا مِنَ الشَّاذَكُونِيِّ. وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بشئ، قَالَ وَعَمْرو ابْن أَبِي عَمْرٍو لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ مَا أَضْعَفَ حَدِيثه وَقَالَ العقيلى: عبد الاعلى لَا يُتَابَعُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَالْفَضْلُ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، قَالَ وَقَدْ رَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَا يثبت أَيْضا. بَاب ذكر الْقوس أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ حَبِيبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ السَّقَّائِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَسَّاسُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْغُرَّانِيُّ قَالَ حَدثنَا بشار بن عبيد الله عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْقَوْسُ كَذَا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ فَهُوَ عَامٌ خِصْبٌ، وَإِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ السَّنَةِ فَهُوَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَجَاهِيلُ وَضِعَافٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: بَشَّارُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ جِدًّا مُنْكَرُ الأَمْرِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يعلى مُحَمَّد بن عبد الله الْمَلَطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ الْقَوْسُ قُزَحَ وَأَمَانٌ لأَهْلِ الأَرّْضِ مِنَ الاخْتِلافِ الْمُوالاةُ لِقُرَيْشٍ، وَإِذَا خَالَفَ قُرَيْشٌ قَبِيلَةً صَارَتْ مِن حِزْبِ إِبْلِيسَ ". وَهَذَا مَوْضُوعٌ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مُنكر

الْحَدِيثِ، وَفِيهِ وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ. قَالَ أَبُو عَرُوبَةَ كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ يَكْذِبُ كَذِبًا فَاحِشًا. قَالَ الْمنصف: قلت وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. بَاب لَا يُقَال قَوس قزَح أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْفَضْلِ الآدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدثنَا زَكَرِيَّا ابْن حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُنَّ قَوْسَ قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا قَوْسُ اللَّهِ وَهُوَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن أَحْمد قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ السِّنْدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ الْحَبَطِيُّ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُولُوا قَوْسَ قُزَحَ فَإِنَّ قُزَحَ شَيْطَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا قَوس الله عزوجل فَهُوَ أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ " هَذَا حَدِيث لم يرعفه غَيْرُ زَكَرِيَّا. قَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى لَيْسَ بشئ، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً لَيْسَ بِثِقَةٍ وَكَذَلِكَ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ هَالك. بَاب ذكر مقاليد السَّمَوَات والارض أَنْبَأَنَا عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدِّينَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُثْمَانَ سَأَلَ النَّبُيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم عَن تَفْسِير

[لَهُ مقاليد السَّمَوَات والارض] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ. تَفْسِيرُهَا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، لَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ. أَمَّا أَوَّلُ خَصْلَةٍ يَعْنِي لِمَنْ قَالَهَا فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيُعْطَى قِنْطَارًا فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَيُزَوِّجُهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فَلَهُ فِيهَا مِنَ الأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ أَوِ اعْتَمر فَيقبل حجه وتقبلت [تقبل] عمرته، فَإِن مَاتَ من يومنه خُتِمَ لَهُ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ ". وَقَدْ رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَفِيهِ نَوْعُ اخْتِلافٍ فِي الْكَلِمَاتِ. وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ قَالَ أَمَّا الأَغْلَبُ فَقَالَ يحيى لَيْسَ بشئ، وَأَمَّا مَخْلَدٌ فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا يَنْفَرِدُ بِمَنَاكِيرَ لَا تشبه أَحَادِيث الثقاة، وَأما عبد الرحيم فَكَذَا فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ الْقَاضِي وفى رِوَايَة العقيلى عبد الرحمن الْمَدَنِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ النَّادِرَةِ الَّتِي لَا تَلِيقُ بِمَنْصِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَن الْكَلَام الركيك وَالْمعْنَى الْبعيد. بَاب أَسمَاء النُّجُوم الَّتِي رَآهَا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّايغُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ عَنِ السعدى عَن عبد الرحمن بْنِ سُلَيْطٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ: " جَاءَ بُسْتَانِيُّ الْيَهُودِيِّ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بشئ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَقَالَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بأسمائها تسلم؟ قَالَ: (10 الموضوعات 1)

أَخْبَرْنِي قَالَ: حَدْثَانُ وَطَارِقُ الذُّبَالُ وَذُو الْكَنَفَاتِ وَذُو الْفَرَعِ وَوَثَّابٌ وَعَمُودَانِ وَقَابِسُ وَالصَّرُوحِ وَالْمُصْبِحُ وَالْفَيْلَقُ وَالضَّيَا وَالنُّورُ. قَالَ يَعْنِي إِيَّاهُ وَأَنَّهُ رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ سَاجِدَةً لَهُ، فَلَمَّا قَصَّ رُؤْيَاهُ عَلَى أَبِيهِ قَالَ أَرَى أَمْرًا مُتَشَتِّتًا يَجْمَعُهُ اللَّهُ. فَقَالَ الْيَهُودِيُّ هَذِهِ وَاللَّهِ أَسْمَاؤُهَا " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ وَاضِعُهُ قَصَدَ شَيْنَ الإِسْلامِ بِمِثْلِ هَذَا، وَفِيه جمَاعَة لَيْسُوا بشئ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الْحَكَمُ بن طهير لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ يَرْوِي عَن الثقاة الْمَوْضُوعَاتِ، وأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ عَنْ مُحَمَّد ابْن طَاهِرٍ الْحَافِظِ قَالَ: الْحَكَمُ كَذَّابٌ. وَأَمَّا السُّدِّيُّ فَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ الْبَتَّةَ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْمَتْنِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم شئ من وَجه يثبت. بَاب فِي خلق الْمَلَائِكَة أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الصَّيْفِيُّ قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ التومسى قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بَيْتٌ يُقَالُ لَهُ العمور بِحِيَالِ الْكَعْبَةِ، وَفِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الْحَيَوَانُ يَدْخُلُ فِيهِ جِبْرِيلُ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْغَمِسُ فِيهِ انغماسة ثمَّ يخرج فيلتفض انْتِفَاضَةً فَيَخْرُجُ عَنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَطْرَةٍ فَيَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكًا ثُمَّ يُؤْمَرُونَ أَنْ يَأْتُوا الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فَيُصَلُّونَ فِيهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ فَلا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا فَيُوَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدُهُمْ ثُمَّ يُؤْمَرُ أَنْ يَقَفَ بِهِمْ فِي السَّمَاءِ مَوْقِفًا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَى أَن تقوم السَّاعَة ".

طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بن عِيسَى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ إِمْلاءً أَنَّ عَلِيَّ بْنِ عِيسَى أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْمَرُ جِبْرِيلُ فِي كُلِّ غَدَاةٍ فَيَدْخُلُ بَحْرَ النُّورِ فَيَنْغَمِسُ فِيهِ انْغِمَاسَةً ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَنْتَفِضُ انْتِفَاضَةً فَتَسْقُطُ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَطْرَةٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فَيُصَلُّونَ فِيهِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى حَيْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ يُسَبِّحُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " هَذَا حَدِيث لايتهم بِهِ إِلا رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ فَإِنَّهُ يُعْرَفُ بِهِ وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَةِ مَا إِذَا سَمِعَهُ مَنْ لَيْسَ بِمُتَبَحِّرٍ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ شَهِدَ بِالْوَضْعِ. وَقَالَ عبد الغنى الْحَافِظُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلا عَنْ سَعِيدٍ وَلا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا يَصِحُّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ وَلَا من غَيرهَا. بَاب ذكر الْمَلَائِكَة الموكلين بالمساجد الثَّلَاثَة أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَنبأَنَا القاضى أبوالعلا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ رجا بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَة قَالَ: قَالَ عبد الله قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِلَّهِ تَعَالَى ثَلاثَةُ أَمْلاكٍ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْكَعْبَةِ، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَسْجِدِي هَذَا، وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، فَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالْكَعْبَةِ فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ: مَنْ تَرَكَ فَرَائِضَ اللَّهِ خَرَجَ مِنْ أَمَانِ اللَّهِ، وَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوكل بمسجدى هَذَا فينادى

فِي كُلِّ يَوْمٍ: مَنْ تَرَكَ سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرِدِ الْحَوْضَ وَلَمْ تُدْرِكْهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصَى فَيُنَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مَنْ كَانَتْ طَعْمَتُهُ حَرَامًا كَانَ عَمَلُهُ مَضْرُوبًا بِهِ فِي وَجْهِهِ ". وَقَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنكر وَرِجَال إِسْنَاده كلهم ثقاة مَعْرُوفُونَ سِوَى الْبَصْرِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ رَجَاء فَإِنَّهُمَا مَجْهُولَانِ. بَاب فِي ذكر الْجبَال والانهار أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيل قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُحُدٌ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْجَنَّةِ " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ لَا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ عَنْ أَبى حَازِم إِلَّا عبد الله. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا بَهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعَة أَجْبُلٍ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ مَلاحِمَ مِنْ مَلاحِمِ الْجَنَّةِ. قِيلَ فَمَا الا جبل يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَحَدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَطُورٌ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَلِبْنَانٌ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّابِعَ. وَالأَنْهَارُ: النَّيِلُ وَالْفُرَاتُ وَسَيْحَانُ وَجَيْحَانُ. وَالْمَلاحِمُ بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدُقُ وَخَيْبَرُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

كثير بن عبد الله مُنكر الحَدِيث لَيْسَ بشئ. وَقَالَ يَحْيَى: لَا نَكْتُبُ حَدِيثَهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً لَا يَحِلُّ ذِكْرُهَا فِي الْكُتُبِ وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلَّا على جِهَة التَّعَجُّب. بَاب ذكر الشَّيَاطِين حَدثنَا عَن أَبى عبد الله مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلْوَانَ الْمَازِنِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيم بن دِينَار بن دوزبة قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ لِلَّهِ تَعَالَى شَيَاطِينَ فِي الْبَرِّ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْبَرِّ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي النَّهَارِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي اللَّيْلِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ بِاللَّيْلِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي النَّهَارِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الظُّلْمَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي النُّورِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي النُّورِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الظُّلْمَةِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْمَنَامِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْيَقَظَةِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْيَقَظَةِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْمَنَامِ سُلْطَانٌ، وَشَيَاطِينَ فِي الْجُمُوعِ لَيْسَ لَهُمْ عَلَى مَا فِي الْوَحْدَةِ سُلْطَانٌ وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالنَّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ، وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالْمُلُوكِ دُونَ الْمَمْلُوكِ، وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالضُّعَفَاءِ دُونَ الْكِبَارِ وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالْكِبَارِ دُونَ الصِّغَارِ، وَشَيَاطِينُ مُوَكَّلُونَ بِالْمَسَاجِدِ يَطْرُدُونَ النَّاسَ عَنْهَا طَرْدًا عَنِيفًا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ يَطْرُدُونَهُمْ إِلَى الشَّهَوَاتِ، وَإِلَى اللَّذَّاتِ وَإِلَى الأَسْوَاقِ وَالْمَجَالِسِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَيُشَهُّونَ إِلَيْهِمْ وَيُحَبِّبُونَ إِلَيْهِمُ الْجُلُوسَ عَلَى الْمَعَاصِي الَّتِي لَا يَعْصِمُهُمْ مِنْهَا إِلا اللَّهُ. فَمَنْ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى وَذَكَّرَ بِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى أْرَبَعَ رَكَعَاتٍ لم يضرّهُ شئ

مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سَاعَتِهِ تِلْكَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْغَدِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يُشَكُّ فِي وَضْعِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا عَبْدُ الْمُنْعِمِ فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يَكْذِبُ عَلَى وَهْبٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو دَاوُدَ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ هُوَ وَأَبُوهُ مَتْرُوكَانِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. قَالَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كَانَ يكذب. بَاب خلق الآدمى وفوائد أَجْزَائِهِ أَنبأَنَا إسماعى بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فَضْلٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدَانِ جَنَاحَانِ وَالرِّجْلانِ بَرِيدَانِ، وَالأُذُنَانِ قِمْعٌ، وَالْعَيْنَانِ دَلِيلٌ، وَاللِّسَانِ تُرْجُمَانٌ، وَالضَّحِكُ طُحَالٌ، وَالرِّئَةُ نَفَسٌ، وَالْكِلْيَتَانِ مَكْرٌ، وَالْكَبِدُ رَحْمَةٌ، وَالْقَلْبُ مَلِكٌ، فَإِذَا فَسَدَ الْمَلِكُ فَسَدَ جُنُودُهُ، وَإِذَا صَلُحَ الْمَلِكُ صَلُحَ جُنُودُهُ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ طَلْحَة ابْن نَافِعٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتِ مِنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْتَ الإِنْسَانِ، فَانْظُرِي هَلْ يُوافِقُ نَعْتِي نَعْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: انْعَتْ، فَقَالَ: عَيَنَاهُ هَادٍ، وَأُذُنَاهُ قِمْعٌ، وَلِسَانُهُ تُرْجُمَانٌ، وَيَدَاهُ جَنَاحَانِ، وَرِجْلاهُ بَرِيدٌ، وَكَبِدُهُ رَحْمَةٌ، وَرِئَتُهُ نَفَسٌ، وطحاله ضحك،

وَكِلْيَتَاهُ مَكْرٌ، وَالْقَلْبُ مَلِكٌ، فَإِذَا طَابَ طَابَ جُنُودُهُ، وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَ جُنُودُهُ. فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْعِتُ الإِنْسَانَ هَكَذَا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: فَفِيهِ عَطِيَّةُ ضَعَّفَهُ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَسْمَعُ الطبى [الْكَلْبِيَّ] يَقُولُ: قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُكَنِّيهِ أَبَا سَعِيدٍ. وَيَرْوِي عَنْهُ ذَلِكَ، فَيُظَنُّ أَنَّهُ الْخُدْرِيُّ، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ. وَأَمَّا الْحَكَمُ فَقَالَ ابْن عدى لَا يُتَابِعه الثقاة عَلَى مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ. وَأَمَّا سُوَيْدٌ فَكَانَ يَحْيَى يَحْمِلُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ لَوْ قَدَرْتُهُ لَعَذَّرْتُهُ. وَأَمَّا الطَّرِيقُ الأُخْرَى: فَقَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: طَلْحَة لَيْسَ بشئ، وَعُتْبَةُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يحْتَج بِبَقِيَّة. بَاب حلق [خلق] الارواح أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حبيب قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مَجِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد العجلى عَن صَالح بن جبان [حَيَّانَ] عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الأَرْوَاحُ فِي خَمْسَةِ أَجْنَاسٍ، فِي الإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ وَالْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، وَسَائِرِ الْخَلْقِ لَهَا أَنْفَاسٌ وَلَيْسَتْ لَهَا أَرْوَاحٌ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، حَتَّى إِذَا سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ شَهِدَ لَهَا بِالْوَضْعِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الصَّحِيحِ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرّوح غَرضا ".

بَاب لين الْقلب فِي الشتَاء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلُوبُ بَنِي آدَمَ تَلِينُ فِي الشِّتَاءِ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ وَالطِّينُ يَلِينُ فِي الشِّتَاءِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ كَلامِ خَالِدِ بْنِ مِعْدَانَ، وَالْمُتَّهَمُ بِرَفْعِهِ عُمَرُ بْنُ يَحْيَى. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الأَصْفَهَانِيُّ. هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا يضع الحَدِيث. بَاب مَا يكْتب فِي رَأس الْمَوْلُود قبل أَن يُولد أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ عَن عَطاء عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي تَشْبِيكِ رَأْسِهِ خَمْسُ آيَاتٍ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ التَّغَابُنِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل الِاحْتِجَاج بالوليد. بَاب ضرب الاطفال أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيم بن

الْهَيْثَمِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " لَا تَضْرِبُوا أَوْلادَكُمْ عَلَى بُكَائِهِمْ، فَبُكَاءُ الصَّبِيِّ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ الصَّلاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ دُعَاءٌ لِوَالِدَيْهِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ جِدًّا، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ مَشْهُورُونَ بِالثِّقَةِ سِوَى أَبِي الْحَسَنِ البلدى. بَاب فهم الاطفال بَعضهم عَن بعض أَنبأَنَا أَبُو الْمُعْتَمِرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد ابْن مَرْزُوقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي قَالَ حَدثنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْوَرَّاقُ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن عبد الملك وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقَطَّانُ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ أَبُو الْيُسْرِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ إِنَّ ابْنًا لِي دَبَّ مِنْ سَطْحٍ إِلَى مِيزَابٍ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهِبَهُ لأَبَوَيْهِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا. قَالَ جَابِرٌ: فَنَظَرَتُ إِلَى أَمْرٍ هَائِلٍ. فَقَالَ النِّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعُوا لَهُ صَبِيًّا عَلَى السَّطْحِ، فَوَضَعُوا لَهُ صَبِيًّا، فَدَعَاهُ ثُمَّ نَاغَاهُ، ثُمَّ إِنَّ الصَّبِيَّ دَبَّ حَتَّى أَخَذَهُ أَبَوَاهُ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَهُ لَهُ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: لِمَ تُلْقِي نَفْسَكَ فَتَقْتُلْهَا. قَالَ: إِنِّي أَخَافُ الذُّنُوبَ قَالَ. فَلَعَلَّ الْعِصْمَةَ أَنْ تَلْحَقَكَ. قَالَ وَعَسَى فَدَبَّ إِلَى السَّطْحِ ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا نَشُكُّ فِي وَضْعِهِ وَمَا أَظُنُّ وَاضِعَهُ قَصَدَ إِلا شَيْنَ الإِسْلامِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ، فَلا أَدْرِي الْبَلاءُ مِنْهُ أَو من غَيره. بَاب اخْتِيَار الاسماء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْكُوفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الدَّارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأَصْبَغِ عَنْ عَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ فِيهِمُ اسْمُ نَبِيٍّ إِلا بُعِثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا يقد سهم بِالغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ وَفِي إِسْنَادِهِ مَتْرُوكُونَ. أَمَّا أَصْبَغُ فَقَالَ يَحْيَى لَا يُسَاوِي شَيْئًا. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ فَقَدْ كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَيْتُ أَحْذَقَ بِالْكَذِبِ مِنْهُ وَمن الشاذكونى. بَاب التَّسْمِيَة بِمُحَمد أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ قَالَ مُصْعَبٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَقَدْ جَهِلَ " لَا يُعْرَفُ إِلا مِنْ حَدِيثِ مُوسَى. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْثٌ مُضْطَرِبٌ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَا يُشْتَغَلُ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَكَانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ وَيَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ، تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَأحمد.

حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قَطَنٌ قَالَ حَدثنَا خَالِد ابْن يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذَيْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةٌ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَهُوَ مِنَ الْجُفَاةِ، وَإِذَا سَمَّيْتُمُوهُ مُحَمَّدًا فَلا تَسُبُّوهُ، وَلَا بحبهوه وَلا تُعَنِّفُوهُ وَلا تَضْرِبُوهُ وَشَرِّفُوهُ وَعَظِّمُوهُ وَكَرِّمُوا وَبِرُّوا قَسَمَهُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ: قَالَ يَحْيَى وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ كَذَّابٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِر قَالَ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الرحمن بن وهب قَالَ حَدثنَا عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ الْوَقَّاصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَلِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِكُمْ حَامِلٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَظُنُّ امْرَأَتِي حَامِلا، فَقَالَ: إِذَا رَجَعْتَ إِلَى مَنْزِلَكَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى بَطْنِهَا وسمه مُحَمَّدًا فَإِن الله عزوجل يَأْتِي بِهِ رَجُلا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا عُثْمَانُ بْنُ عبد الرحمن فَقَالَ يحيى لَيْسَ بشئ. وَقَالَ مَرَّةً كَانَ يَكْذِبُ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ جِدًّا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ. وَأَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن حدث بمالا أَصْلَ لَهُ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ مُصْطَفَى قَالَ

حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن عَن مُحَمَّد بن عبد الملك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَدْخُلُ الْفَقْرَ بَيْتًا فِيهِ اسْمِي ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِيهِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُحَمَّد بن عبد الملك كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى قَالَ حَدثنَا يحيى ابْن عبد الرحمن بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الرحمن بْنِ مُفَضَّلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الطَّرَايِفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الشَّامِيُّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيِّ بن طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ قَطُّ فِي مَشُورَةٍ فِيهِمْ رَجُلٌ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي مَشُورَتِهِمْ إِلا لَمْ يُبَارِكْ لَهُمْ فِيهِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَأحمد الشَّامي هُوَ عِنْدِي بن كِنَانَةَ وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو عَرُوبَةَ: وَعُثْمَانُ الطَّرَائِفِيُّ عَنْهُ عَجَائِبُ يَرْوِي عَنْ مَجْهُولِينَ. قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن أَبى عبد الله بْنُ مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَعْدَانِيُّ قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَدًا ذَكَرًا فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَعَلَّمَهُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ إِلا حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةِ الْجَنْبَيْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطَبِ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ، وَإِكْلِيلٌ مِنْ نُورٍ، تَتَبَخْتَرُ بِهِ فِي الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ وَكُلُّ رِجَالِهِ ثقاة وَلا أَتَّهِمُ بِهِ إِلا الْمَعْدَانِيَّ.

حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَه قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ تَمِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوقَفُ عَبْدَانُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى فَيُأْمَرُ بِهِمَا إِلَى الْجَنَّةِ. فَيَقُولانِ رَبَّنَا بِمَا نَسْتَأْهِلُ الْجَنَّةَ وَلَمْ نَعْمَلْ عَمَلا تُجَازِينَا؟ فَيَقُولُ لَهُمَا: عَبْدِيَّ ادْخُلا الْجَنَّةَ فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا يَدْخُلَ النَّارَ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ وَلا مُحَمَّدٌ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى لَا يُحْتَجُّ بِهِ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ مِنْ صِنَاعَتِهِ كَانَ إِذَا رَوَى قَلَبَ الأَخْبَارَ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّازُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ على الْمُدبر قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ قَالَ حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن أَحْمد بن عبد الله بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ أبَوُ يَعْقُوبَ النَّصِيبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَبَرُّكًا بِهِ كَانَ هُوَ وَمَوْلُودُهُ فِي الْجَنَّةِ " فِي إِسْنَادِهِ هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ قَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْن نَاصِر قَالَ أَنبأَنَا عبد الرحمن بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَسْتَمْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَتَّابٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْن دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ الْمُسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَنَا مِنْ زَوْجَتِهِ وَهُوَ يَنْوِي إِنْ حَمَلَتْ مِنْهُ يُسَمِّيهِ مُحَمَّدًا إِلا

رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى ذَكَرًا، وَمَا كَانَ اسْمُ مُحَمَّدٍ فِي بَيْتٍ إِلا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ بَرَكَةً " وَهَذَا لَا يَصِحُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ وَسُلَيْمَانُ مَجْرُوحٌ وَعَبْثَرٌ مَجْهُولٌ. وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. بَاب النهى عَن تَصْغِير الاسماء أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عبد الملك بْنِ مَسْرَحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا مُسَيْجِدٌ، وَلا مُصَيْحِفٌ. وَنَهَى عَنْ تَصْغِيرِ الأَسْمَاءِ وَأَنْ يُسَمَّى الصَّبِيُّ عُلْوَانُ أَوْ حَمْدُونٌ أَوْ تَعْمُوسُ. وَقَالَ: هَذِهِ أَسْمَاءُ الشَّيَاطِينِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يُشَكُّ فِي وَضْعِهِ وَلا نَتَّهِمُ بِهِ غَيْرَ إِسْحَاقَ بْنِ نَجِيحٍ فَإِنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب النهى عَن التسميه بالوليد أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَلِيٌّ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ " وُلِدُ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النِّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامٌ فَسَمَّوْهُ بِالْوَلِيدِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّيْتُمُوهُ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَال لَهُ الْوَلِيد لَهُم [لَهُوَ] شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا خَبَرٌ بَاطِلٌ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

هَذَا وَلا رَوَاهُ عُمَرُ وَلا حَدَّثَ بِهِ سَعِيدٌ وَلا الزُّهْرِيُّ وَلا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ لَمَّا كَبَرَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ فَكَثُرَ الْخَطَأُ فِي حَدِيثِهِ، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَلَعَلَّ هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ فِي كِبَرِهِ أَوْ قَدْ رَوَاهُ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ يَرْوِي عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَقَدْ رَأَيْتُ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَإِلَّا فَهُوَ الْوَلِيد بن عبد الملك. وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ بَعِيدَةٌ عَنِ الصِّحَّةِ وَلَوْ صَحَّتْ دَلَّتْ عَلَى ثُبُوتِ الْحَدِيثِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَوْلَى بهَا من الْوَلِيد بن عبد الملك لانه كَانَ مَشْهُورا بالالحاد صادندا [مُبَارِزًا] بِالْعِنَادِ وَقَدْ كَانَ اسْمَ فِرْعَوْن الْوَلِيد. بَاب الكنى أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم الْبُسْتِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ الْخَلِيلِ الْيَحْمَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الدَّارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُبَيْشُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَادِرُوا بِأَعْمَالِكُمْ الْكُنَى لَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمُ الأَلْقَابُ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حُبَيْشُ بْنُ دِينَارٍ يَرْوِي عَنْ زَيْدٍ الْعَجَائِبَ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب الِاسْم الْحسن وَالْوَجْه الْحسن أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ أَبُو عُقَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا

خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آتَاهُ الله عزوجل وَجْهًا حَسَنًا وَاسْمًا حَسَنًا وَجَعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ شَائِنٍ لَهُ فَهُوَ من صفوة الله عزوجل فِي خَلْقِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، فَأَمَّا سَلِيمٌ فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حَيَّان [حبَان] : يرْوى عَن الثقاة الْمَوْضُوعَاتِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الْحِمْلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى خَلَفٍ لَا عَلَى سَلِيمٍ. حَدِيث آخر فِي ذَلِك رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلمَة عَن أَبى هُرَيْرَة كَانَ [أَن] رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَى بريدا فَمَا بعثوه حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الاسْمِ " وَهَذَا لَا يَصِحُّ. قَالَ أَحْمَدُ: عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ لَا يُسَاوِي حَدِيثُهُ شَيْئا. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلَّا بالقدح فِيهِ. بَاب الْوُجُوه الملاح والحدق السود أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ وَأحمد بن عبد الله الوكيع قَالا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ قَالَ أَنبأَنَا مَسْعُود ابْن نَاصِرٍ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ وَجِيهُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الطِّرَازِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَالِمِ بْنِ فاخر الهجيمى قَالَ حَدثنَا

شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالْوُجُوهِ الْمِلاحِ وَالْحِدَقِ السُّودِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ وَجْهًا مَلِيحًا بِالنَّارِ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بن عبد الله أَبُو بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالْوُجُوهِ الْمِلاحِ وَالْحِدَقِ السُّودِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ وَجْهًا مَلِيحًا بِالنَّارِ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بن عبد الله أَبُو بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالْحِدَقِ السُّودِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْحَسَنَ بِالنَّارِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صَالح ابْن عَاصِمِ بْنِ زُفَرَ الْعَدَوِيُّ، وَإِنَّمَا يُدَلِّسُهُ الرُّوَاةُ لِئَلا يُعْرَفَ، وَهَذِهِ جِنَايَةٌ قَبِيحَةٌ مِنْهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، فَفِي الإِسْنَادِ الأَوَّلِ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَفِي الثَّانِي أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَفِي الثَّالِثِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُفَرٍ، وَلَقَد كَانَ جريثا على الله عزوجل، ثُمَّ كَيْفَ يَسْتَقِيمُ لَهُ هَذَا الْوَضْعُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ أَكْثَرَ التَّرْكِ الْمُسْتَحْسِنَةُ وُجُوهُهُمْ يَمُوتُونَ كُفَّارًا وَيَدْخُلُونَ النَّارَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ يَضَعُ الْحَدِيثَ، كُنَّا نَتَّهِمُهُ بَلْ فَتَيَقَّنَهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يَرَهُمْ وَيَضَعُ عَلَى مَنْ يرى وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك. (11 الموضوعات 1)

بَاب الزرفة فِي الْعين فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة. فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على قَالَ أَنبأَنَا عبد الرحمن بن عبيد الله الْخِرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنَ الزُّرْقَةِ يُمْنٌ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَرْعُرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ عُبَادَةَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الزُّرْقَةُ فِي الْعين يَمِين " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ أَحْمَدُ لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى لَا يُسَاوِي فِلْسًا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ الْمُؤَدِّبُ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَفِيهِ آفَّتَانِ عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ هُوَ مَتْرُوكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى وَهُوَ الْكُدَيْمِيُّ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ لانه مُحَمَّد ابْن يُونُسَ بْنِ مُوسَى. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَالْبَلاءُ فِي هَذَا الحَدِيث مِنْهُ. بَاب النّظر إِلَى الْوَجْه الْحسن أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ أَنْبَأَنَا خِرَاشُ بْنُ عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسٌ ح. وَأَنْبَأَنَا

الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْعَابِدُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ ابْن مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " النَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْقَبِيحِ يُورِثُ الْكَلَحَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا نَشُكُّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ هُوَ الَّذِي وَضَعَهُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الطَّعْنَ فِيهِ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدٍ الزَّنْجَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ وَهْبَ بْنَ وَهْبٍ الْقُدْسِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى الرَّشِيدِ وَابْنُهُ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكُنْتُ أُدْمِنُ النَّظَرَ إِلَيْهِ عِنْدَ دُخُولِي وخُرُوجِي، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ مَا أَرَى أَبَا الْبَخْتَرِيِّ إِلا وَهُوَ يُحِبُّ رَأْسَ الْجُمْلانِ، فَفَطِنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ أَرَاكَ تُدْمِنُ النَّظَرَ إِلَى الْقَاسِمِ تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ انْقِطَاعَهُ إِلَيْكَ لِيَكْتُبَ عَنْكَ الْحَدِيثَ. قُلْتُ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَرْمِيَنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَإِنَّمَا إِدْمَانِي النَّظَرَ إِلَيْهِ لأَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثَلاثٌ يُزِدْنَ فِي قُوَّةِ الْبَصَرِ، النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ، وَإِلَى الْمَاءِ الْجَارِي وَإِلَى الْوَجِه الْحَسَنِ ". هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَوَهْبُ بْنُ وَهْبٍ لَا يُخْتَلَفُ فِي أَنَّهُ كَذَّابٌ، وَقَدْ كَذَبَ فِي الأَخْبَارِ بِمُوَاجَهَةِ الرَّشِيدِ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلامِ فِي حَقِّ ابْنِهِ. هَذَا إِنْ ثَبَتَ الْحَدِيثُ عَنْ وَهْبٍ وَإِنَّمَا فِيهِ مِحْنَةٌ أُخْرَى وَهُوَ أَبُو بكر الشَّافِعِي فَإِنَّهُ لَيْسَ بشئ ويغلب على ظَنّه [ظَنِّي] أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ هَذَا. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله: حدث

عَنْ قَوْمٍ لَا يُعْرَفُونَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ عُمَرَ مَا خُلِقَ بَعْدُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أحد المجهولين. بَاب اجْتِمَاع حسن الْخلق والخلق فِيهِ عَن ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَأنس. فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُهْتَدِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْمُسْلِمَةِ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَر ابْن سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ فَيْرُوزٍ الثَّوْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بن على قَالَ حَدثنَا لَيْسَ [لَيْثُ] بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ أَحَدٍ وَخُلُقَهُ فَأَطْعَمَ لَحْمَهُ النَّارَ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدثنَا لُؤْلُؤ ابْن عبد الله وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالا حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَحْسَنَ اللَّهُ خَلْقَ رَجُلٍ وَخُلُقَهُ فَأَطْعَمَهُ النَّارَ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله بْنِ كَادِشَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَاغِنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ يَزِيدَ الْبَكْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمَدِينِيُّ قَالَ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ فَرَاهِيجَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " لَا وَاللَّهِ مَا أَحَسْنَ الله عزوجل خَلْقَ رَجُلٍ وَخُلُقَهِ فَيُطْعِمُهُ النَّارَ ". وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن على

ابْن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطرارى [الطَّبَرَانِيُّ] قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ امْرِئٍ وَلا خُلُقَهُ فَأَطْعَمَ لَحْمَهُ النَّارَ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ. أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ عَاصِمُ بْنُ على وَقَالَ يحيى لَيْسَ بشئ، وَالثَّانِي مِنْ عَمَلِ الْعَدَوِيِّ وَقَدْ ذَكَرْنَا آنِفًا أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّ دَاوُدَ بْنَ فَرَاهِيجٍ قَدْ ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَيَحْيَى. وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَقَدْ تَقَدَّمَ الْجَرْحُ فِي الْعَدَوِيِّ وَخِرَاشٍ عَنْ أَنَسٍ لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ هُوَ مَجْهُولٌ وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب عَلَى ضِدِّ ذَلِكَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ قَالَ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم ابْن عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّغْلَبِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ حَدثنَا هَارُون بن مُحَمَّد ابْن بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُعْدَمَ الْمَرْءُ مِنْ أَحَدِ خِلَّتَيْنِ دَمَامَةٌ فِي وَجْهِهِ أَوْ قِلَّةٌ فِي مَالِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هَارُون بن مُحَمَّد كَانَ كذابا. بَاب خفَّة اللِّحْيَة فِيهِ عَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَلهُ ثَلَاث طرق: الطَّرِيق الأول أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيبُ ح. وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الأَبَنُوسِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَشْكَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرق قَالَ حَدثنَا سكين ابْن أَبِي سِرَاجٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْكرسِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمَرْزُبَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُنْدَارُ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بن عبيد الله الْحَلَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ حِطَّانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن ابْن الْمُبَارَكِ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من سَعَادَةِ الْمَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ: هُوَ مَجْهُولٌ وَفِيهِ سُكَيْنُ بْنُ أَبِي سِرَاجٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ قَالَ أَبُو الْفَتحِ الأَزْدِيُّ هَوُ كَذَّاب. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ سُوَيْد بن سعيد وَكَانَ يحيى يحمل عَلَيْهِ فَوق الْحَد، وَفِيه بَقِيَّة،

وَكَانَ من المدلسين يروي عَن الضُّعَفَاء ويدلسهم، وَقد قَالَ فِي هَذَا الحَدِيث عَن أبي الْفضل وَهُوَ بَحر بن كثير السقاء، فكناه وَلم يسمه تدليسا وَمن يفعل مثل هَذَا لَا يَنْبَغِي أَن يروي عَنهُ. قَالَ يحيى: بَحر لَيْسَ بشئ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ كُلُّ النَّاسِ أحب إِلَيّ مِنْهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَكَانَ يضع الحَدِيث. وفى حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْحُسَيْن بن الْمُبَارك. قَالَ ابْن عدي حدث بأسانيد ومتون مُنكرَة وَفِيه وَرْقَاء. قَالَ يحيى بن سعيد لَا يساوى شَيْئا، وَقد تَأَول الحَدِيث تَأْوِيل ظريف، فأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ: قَرَأت فِي كتاب أبي الْحسن بن الْفُرَات بِخَطِّهِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الضَّبِّيّ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيه قَالَ: قَالَ أَبُو على صَالح بن مُحَمَّد قَالَ بعض النَّاس: إِنَّمَا هَذَا الحَدِيث تَصْحِيف إِنَّمَا هُوَ: من سَعَادَة الْمَرْء خفَّة لحييْهِ وَلَا يَصح لحيته وَلَا لحييْهِ. بَاب مدح الصلع فِي الرَّأْس أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بن عبد الرحيم، يَقُولُ حَدَّثَنَا رُزَيْقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ طَهَّرَ قَوْمًا من الذُّنُوب بالصلعة فِي رؤوسهم وَإِنَّ عَلِيًّا لأَوَّلُهُمْ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَكَانَ أَحْمد بن عبد الرحيم قَلِيلُ الْحَيَاءِ يُحَدِّثُ عَنْ قَوْمٍ قَدْ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ بدهر. بَاب نَبَات الشّعْر فِي الْأنف فِيهِ عَن جَابر وَأنس وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن

مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن أَبِي السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْخُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَبْتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". الطَّرِيقُ الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَلَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَيَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا دِينَارٌ مَوْلَى أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ وَالأُذُنِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ. فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا دِينَارٌ مَوْلَى أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الشَّعْرُ فِي الانف والاذن أَمَان من الْفقر ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي رِشْدِينُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَلَهُ سَبْعَة طرق.

الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّاكُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". الطَّرِيقُ الثَّالِث (1) : أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزيات قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ نَاجِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بْنِ يَسَارٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ الْمُوَدِّعِ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَنَةٌ مِنَ الْجُذَامِ ". الطَّرِيقُ الرَّابِعُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّسْتِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِم ابْن عبد الرحمن الأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هِشَامٍ السِّمْسَارُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ ابْن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". الطَّرِيقُ الْخَامِسُ: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالا أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ سَمِعْتُ النَّضْرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الْوَاعِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسَيِّبُ بْنُ زُهَيْرٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هِشَامٍ السِّمْسَارُ قَالَ حَدثنَا هِشَام ابْن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". الطَّرِيقُ السَّادِسُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر قَالَ

_ (1) كَذَلِك هُوَ بالاصل وَالصَّحِيح أَنه الطَّرِيق الثَّانِي. (*)

أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عِيسَى بْنِ فَايِدٍ الآدَمِيُّ قَالَ حَدثنَا نعيم بن الْمُوَرِّع أَنه تَوْبَة الْمُوَدِّعَ أَنَّ تَوْبَةَ] الْعَنْبَرِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الشَّعْرُ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". وَالطَّرِيقُ السَّابِعُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد المك عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبى حَاتِم قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ السِّمْسَارُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَهُ صِحَّةٌ. أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَفِي طَرِيقِهِ الأَوَّلِ شَيْخُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ بَوَاطِلَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يرْوى عَن الثقاة الْمُعْضَلاتِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِحَالٍ، وَفِي طَرِيقِهِ الثَّانِي حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأول دِينَار. قَالَ ابْن حبَان: يروي عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا بالقدح فِيهِ. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: فَفِيهِ رشدين وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث وَقد رَوَاهُ عمر الْوَجِيه من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمره [عمر] مَتْرُوك. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي طَرِيقه الأول كَامِل بن طَلْحَة. قَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ وَبعد أَبُو الدبيح [أبي الرّبيع] السمان واسْمه أَشْعَث بن سعيد قَالَ هشيم: كَانَ يكذب وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك رئي شُعْبَة يَوْمًا رَاكِبًا فَقيل لَهُ إِلَى أَيْن؟ فَقَالَ أذهب إِلَى أَن الرّبيع [أبي الرّبيع] السمان

أَقُول لَهُ لَا يكذب على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالطَّرِيق الثَّانِي يرويهِ أَبُو الرّبيع أَيْضا. وَالطَّرِيق الثَّالِث وَالسَّادِس فِيهِ نعيم بن المدرع [الْمُودع] . قَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ وَالطَّرِيق الرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّابِع فِيهِ يحيى بن هِشَام السمسار. قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث وَيسْرق وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَقد سُئِلَ عَن حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجذام " فَقَالَ لَيْسَ من ذَا شئ. وَقَالَ يحيى بن معِين: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل. وَقَالَ الْبَغَوِيّ: هَذَا الحَدِيث عِنْدِي بَاطِل. وَقد رَوَاهُ عَن هِشَام بن عُرْوَة غير أبي الرّبيع من الضُّعَفَاء. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا الْمَتْن لَا أصل لَهُ حدث بِهِ أَبُو الرّبيع وظفر عَلَيْهِ [بِهِ] يحيى بن هِشَام فَحدث بِهِ وَكَانَ يضع الحَدِيث على الثِّقَات. وَقَالَ ابْن عدي: سَرقه من أبي الرّبيع جمَاعَة ضعفاء مِنْهُم نعيم بن الْمُوَرِّع [الْمُودع] وَيَعْقُوب بن الْوَلِيد وَيحيى بن هِشَام وَغَيرهم. بَاب فِي ذكر الْعقل فِيهِ عَن عمر وَابْن عَمْرو، وَأبي سعيد، وأبى الدَّرْدَاء، وأبى هُرَيْرَة وَجَابِر وأبى أُمَامَة وَأنس وَعَائِشَة. فَأَما حَدِيث عمر أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن أَحْمد الدقاق قَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ قَالَ حَدَّثَنَا وسمه [وَسِيمَةُ] بْنُ مُوسَى بْنِ الْفُرَاتِ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عمر ابْن الْخَطَّابِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ لِكُلِّ شئ معدنا ومعدن

التَّقْوَى قُلُوبُ الْعَاقِلِينَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. وَابْنُ سَمْعَانَ قَدْ كَذَّبَهُ مَالِكٌ وَيَحْيَى. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك. وَأما دثمه [وسيمة] فَقَالَ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَ عَنْ سَلمَة أَحَادِيث مَوْضُوعَة. وَأما حَدِيث ابْن عمر أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُور بن صعن [صَفَرٍ] قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أعين [أَيمن] عَن عبد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ وَمِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَمِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَمَا جَرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْرُهُ إِلا عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَنْصُورٌ يَرْوِي الْمَقْلُوبَاتِ لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا رَوَاهُ مُوسَى بن أعين [أَيمن] عَن عبيد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي عُمَرَ وَرُفِعَ إِسْحَاقُ من الْوسط وَإِسْحَاق لَيْسَ بشئ. قَالَ أَحْمَدُ: لَا يَحِلُّ عِنْدِي الرِّوَايَة عَن إِسْحَاق. وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن عِمْرَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَكَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى عَنِ ابْنِ جريح عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَسَّمَ اللَّهُ الْعَقْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَلا عَقْلَ لَهُ: حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ، وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لِلَّهِ، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِ الله ".

هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: سُلَيْمَان بن عَسى كَذَّابٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَضَعُ الحَدِيث. وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدثنَا دَاوُد بن المحبر [الْحسن] قَالَ حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بن حامان [هَامَانَ] عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ [قَالَ] قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْجَاهِلَ لَا تكشفه إِلَّا عَن سوه [سُوءٍ] وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَالْعَاقِلُ لَا تَكْشِفْهُ إِلا عَنْ فَضْلٍ وَإِنْ كَانَ عينا [عَيِيًّا] مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو دَاوُد السجسْتانِي امْر مسره [أَقَرَّ مَيْسَرَةُ] بِوَضْعِ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حَمَّادٍ: كَانَ كَذَّابًا. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله بْنِ كَادِشَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا سريح [شُرَيْحُ] بْنُ يُونُسَ وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّباح قَالَ حَدثنَا عبد المجيد بْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عمر عَن سريح [شُرَيْحِ] بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ شِدَّةُ عِبَادَةٍ قَالَ كَيْفَ عَقْلُهُ؟ فَإِنْ قَالُوا كَامِلٌ، قَالَ مَا أَخْلَقَ صَاحِبَكُمْ أَنْ يَبْلُغَ، وَسُئِلَ عَن رجل آخر فَقَالَ لَيْسَ بِعَاقِلٍ، فَقَالَ مَا أَخْلَقَهُ أَلا يَبْلُغَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَرْوَانُ لَيْسَ بشئ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.

وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَا أَنبأَنَا أَبُو حفض [حَفْصِ] بْنُ شَاهِينَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ أخبرنَا عبد الرحمن ابْن الْقَاسِم قَالَ حَدثنَا يحى بن صَالح الوحاطى [الوحاظى] قَالَ حَدثنَا حَفْص ابْن عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرِّفَاعِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْهِنْدِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَاجِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَومُونَ قَالَ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ حَدثنَا الْحسن ابْن عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ قل [قُمْ] فَقَامَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْعُدْ فَقَعَدَ، فَقَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَلا أَكْرَمُ مِنْكَ وَلا أَفْضَلُ مِنْكَ وَلا أَحْسَنُ مِنْكَ، بِكَ آخُذُ، وَبِكَ أُعْطِي، وَبِكَ أَعْرِفُ، وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ، لَكَ الثَّوَابُ وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الْفَضْلُ رَجُلُ سُوءٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَأَمَّا سَيْف فكذاب بإجماعهم. وَأما حَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ سَلْمُ بْنُ جُبَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنِ بشر قَالَ حَدثنَا الاعشى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَطاء عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَبَّدَ رَجُلٌ فِي صَوْمَعَةٍ فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ وَأَعْشَبَتِ الأَرْضُ فَرَأَى حِمَارًا لَهُ يَرْعَى فَقَالَ يَا رَبِّ لَوْ كَانَ

لَهُ [لَكَ] حِمَارٌ رَعَيْتَهُ مَعَ حِمَارِي، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ إِنَّمَا أُجَازِي الْعِبَادَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لَا يَرْوِيهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَحْمَدُ بن بشير مَتْرُوك. وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنبأَنَا العتيقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بْنُ دَاوُدَ القُومِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبى صَالح العثكى [الْعَتَكِيُّ] عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، فَقَالَ: وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُ خَلْقًا هُوَ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْكَ، بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي، وَلَكَ الثَّوَابُ وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَسَعْدٌ وَعُمَرُ وَأَبُو غَالِبٍ مَجْهُولُونَ مُنْكَرُو الْحَدِيثِ وَلا يُتَابَعُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ على وأبى هُرَيْرَة وَلَيْسَ فِيهَا [فِيهِ] شَيْئًا يَثْبُتُ. قَالَ أَحْمَدُ بن حنبلي: هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَلا يَثْبُتُ فِي هَذَا الْمَتْن شئ. وَأما حَدِيث أنس أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَشْعَثِ عَنْ دَاوُدَ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ سَخِيمَةٌ مِنْ عَقْلٍ وَغَرِيرَةُ يَقِينٍ لَمْ تَضُرُّهُ ذُنُوبُهُ شَيْئًا، قِيلَ وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ لانه كلما أَخطَأ

لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتُوبَ تَوْبَةً تَمْحُو ذُنُوبَهُ، وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَلِلْعَقْلِ نَجَاةٌ لِلْعَاقِلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَحُجَّةٌ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوع وَضعه ميسرَة. قَالَ عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ: قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَ بِهِ فِي فَضْلِ الْعَقْلِ إِيشْ هُوَ؟ فَقَالَ هَذَا أَنَا وَضَعْتُهُ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَوَضَعَ مَيْسَرَةُ فِي فَضْلِ الْعَقْلِ جزا [أَجْزَاءً] كُلَّهَا بَوَاطِيلَ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارًا. وَقَالَ ابْنُ حَمَّادٍ: كَانَ مَيْسَرَةُ كَذَّابًا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ القزار قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بْنِ رِزْقٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ الرَّجُلُ يَقِلُّ قِيَامُهُ وَيَكْثُرُ رُقَادُهُ وَآخَرُ يَكْثُرُ قِيَامُهُ وَيَقِلُّ رُقَادُهُ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ: " أَحْسَنُهُمَا عَقْلا، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُكَ عَنْ عِبَادَتِهِمَا؟ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ إِنَّمَا يُسْأَلانِ عَنْ عُقُولِهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَعْقَلُ كَانَ أَفْضَلُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: دَاوُدُ شِبْهُ لَا شئ، وَعَبَّادٌ تَرَكُوهُ. أَنْبَأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن على المصرى قَالَ سَمِعت عبد الغنى بن سعيد الْحَافِظ يَقُول أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر يعْنى الدَّارقطني كتاب الْعقل وَضعه أَرْبَعَة أَو لَهُم ميسرَة بن عبد ربه ثمَّ سَرقه مِنْهُ دَاوُد بن المحبر فَرَكبهُ بأسانيد غير أَسَانِيد ميسرَة، مسرقه عبد الْعَزِيز ابْن أبي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي، فَأتى بأسانيد أخر أَو كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ.

قَالَ المُصَنّف: قلت وَقد رويت فِي الْعُقُول أَحَادِيث كَثِيرَة لَيْسَ فِيهَا شئ يثبت. مِنْهَا شئ يرويهِ مَرْوَان بن سَالم وَإِسْحَاق بن أبي فَرْوَة وَأحمد بن بشير وَنصر بن طريف، وَابْن سمْعَان وَسليمَان بن عِيسَى وَكلهمْ متروكون، وَقد كَانَ بَعضهم يضع الحَدِيث فيسرقه الآخر ويغير إِسْنَاده فَلم نر التَّطْوِيل بذكرها. بَاب الاعلام بأحوال الْأَوْلَاد أَنبأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْح أَحْمد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَنْجَوَيْهِ أَنَّ الْحَاكِمَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَافِيُّ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جُبَيْرَةَ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ جُبَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِينَ، وَوَزِيرٌ سَبْعَ سِنِينَ فَإِن رضيت مكا نفته لاثْنَتَيْ وَعِشْرِينَ وَإِلا فَاضْرِبْ عَلَى كَنِفِهِ فَقَدْ أَعْذَرْتَ اللَّهَ فِيهِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفى إِسْنَاده مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ. بَاب كبر السن فِي الاسلام أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْد ابْن سَعِيدٍ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي عَنِ اللَّهِ عزوجل " إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبُ رَأْسُ أَمَتِي وَعَبْدِي فِي الإِسْلامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا فِي النَّارِ بَعْدَ ذَلِكَ وَلأَنَا أَعْظَمُ عَفْوًا أَنْ أَسْتُرَ عَلَى عَبْدِي، ثُمَّ أَفْضَحَهُ. لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لِعَبْدِي مَا استغفرني ". (12 الموضوعات 1)

قَالَ ابْن حبَان: وَحَّدَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خُذَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَنِ الله عزوجل أَنَّهُ قَالَ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَوِحْدَانِيَّتِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي وَفَاقَةِ خَلْقِي إِلَيَّ وَاسْتِوَائِي عَلَى عَرْشِي إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانِ فِي الإِسْلامِ ثُمَّ أُعَذِّبُهُمَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي عِنْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: بَكَيْتُ إِلَى مَنْ يَسْتَحِي اللَّهُ مِنْهُ وَلا يَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ عزوجل ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ فِي الإِسْنَادِ الأَوَّلِ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ وَقَدْ كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَحْمِلُ عَلَيْهِ جِدًّا. وَنُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا يَجِبُ التَّنَكُّبُ عَنْ حَدِيثِهِ، وَحَدِيثِ أَخِيهِ أَيُّوبَ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَيُّوبُ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِي أَيُّوب لَا ينابع عَلَيْهِ. وَأَمَّا الإِسْنَادُ الثَّانِي: قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ يُقَالُ لَهُ ابْنُ زِيَادٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب تحذير من بلغ أَرْبَعِينَ وَلم يغلب خَيره أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَر بن عَلان قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بَشرَان بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا رَبَاحُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مَالِكٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَتَى عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ سَنَةً فَلَمْ يَغْلِبْ خَيْرُهُ شَرَّهُ فليتجهز إِلَى النَّار ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الضَّحَّاكُ فَكَانَ شُعْبَةُ لَا يُحَدِّثُ عَنْهُ وَيُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ هُوَ عِنْدَنَا ضَعِيفٌ. وَأَمَّا جَرِيرٌ فَأَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِهِ. قَالَ أَحْمَدُ لَا يُشْتَغَلُ بِحَدِيثِهِ. وَأَمَّا رَبَاحٌ فَقَالَ الأَزْدِيُّ ضَعِيف جدا. بَاب صرف أَنْوَاع الْبلَاء عَن المعمرين أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدثنَا أنس ابْن عِيَاضٍ قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمَرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنَ الْبَلاءِ: الْجُنُونُ وَالْجُذَامُ وَالْبَرَصُ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُرَيْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخِرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بُن عَلِيٍّ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْمُهَلَّبِيِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَمَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْبَلايَا الثَّلاثِ: الْجُنُونُ وَالْجُذَامُ وَالْبَرَصُ، فَإِذا بلغ خمسين سنة خَفِيف عَنْهُ الْحِسَابَ، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سنة

رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ لِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً أَثْبَتَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَمَحَا سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً غَفَرَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: هَذَا أَسِيرُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ". وَقد روى عَن أنس مَوْقُوفا أَنْبَأَنَا بِهِ ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرْخُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله عَنْ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ " فَذَكَرَ بِمَعْنَاهُ مَوْقُوفًا عَلَى أَنَسٍ. طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا أَبُو على الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عُمَرَ النَّوْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ حَدثنَا الْبَغَوِيّ قَالَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ الأَوْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ الأَرْبَعِينَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ حِسَابَهُ فَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ إِلَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً ثَبَّتَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَكُتِبَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ أَسِيرُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ". هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَمَّا الطَّرِيقُ الأَوَّلُ فَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ الَّتِي لَا أَصْلَ لَهَا مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ، رَوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو وَعَنْ أَنَسٍ هَذَا الْحَدِيثَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: يُوسُف لَيْسَ بشئ.

وَأَمَّا الطَّرِيقُ الثَّانِي فَفِيهِ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ فَيَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتُحِقَّ التَّرْكُ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ الْمَوْقُوفُ فَفِيهِ الْفرج وَهُوَ ابْن فضلَة. قَالَ يَحْيَى وَالنَّسَائِيُّ: هُوَ ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيدِ وَيَلْزَقُ الْمُتُونَ الْوَاهِيَةَ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَقْلِبُ الأَخْبَارَ وَيَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ. وَأَمَّا مُحَمَّد بن عبيد الله فَهُوَ العرزى [الْعَرْزَمِيُّ] قَالَ أَحْمَدُ تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ، وَقَدْ رَوَى عَائِذُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " من بَلَغَ الثَّمَانِينَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ وَقِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ " تَفَرَّدَ بِهِ عَايِذٌ قَالَ يَحْيَى هُوَ ضَعِيفٌ رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ كَثِيرَ الْخَطَإِ لَا يُحْتَجُّ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ. وَأَمَّا الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: فَفِيهِ عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ وَقد وَضَعفه يحيى. وَأَبُو الْحسن الكوفى مَجْهُول. بَاب سُؤال سَعَة الرزق عِنْد علو السن أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مَيْمُونٍ النَّصِيبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُتَيْرٍ مَوْلَى عَمْرِو بن حُرَيْث عَن عِيسَى ابْن مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ هَذَا الدُّعَاءَ " اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وَانْقِطَاعِ عُمْرِي ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَحْمد بن شُتَيْر مَتْرُوك.

قَالَ الْفَلاسُ وَالنَّسَائِيُّ: وَكَذَلِكَ عِيسَى بن مَيْمُون. بَاب إكرام الاشياخ أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بن محمى [مُحْيِي] الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْن تخيةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَكْرَمَ ذَا سِنٍّ فِي الإِسْلامِ كَأَنَّهُ قَدْ أَكْرَمَ نُوحًا، وَمَنْ أَكْرَمَ نُوحًا فِي قَوْمِهِ فَقَدْ أَكْرَمَ الله عزوجل ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبَكْرٌ وَيَعْقُوبُ مَجْهُولانِ. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاجِيُّ عَنِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يجلوا الْمَشَايِخَ فَإِنَّ تَبْجِيلَ الْمَشَايِخِ مِنْ تَبْجِيلِ اللَّهِ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْ صَخْرٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يرويهِ مُنْكرا وَمِنْ مَوْضُوعَاتِهِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِيلِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَطِيَّةَ الْفَقِيمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ مِنْ حَقِّ جَلالِ الله عزوجل عَلَى الْعَبْدِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَرِعَايَةَ الْقُرْآنِ لِمَنِ اسْتَرْعَاهُ ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: مُسْلِمُ بْنُ عَطِيَّةَ يَتَفَرَّدُ عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، إِذَا نَظَرَ الْمُتَبَحِّرُ فِي رِوَايَتِهِ عَن الثقاة عَلِمَ أَنَّهَا مَعْمُولَةً. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الرَّجُلُ هُوَ سَلْمٌ لَا مُسْلِمٌ. حَدِيث آخر: روى عَن عبد الرحيم بْنِ حَبِيبٍ الْفَارَيَابِيِّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من جلال الله عزوجل إِكْرَامُ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ". هَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا حَدَّثَ بِهِ جَابِرٌ وَلا أَبُو الزُّبَيْرِ وَلا ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة فَلَعَلَّهُ قَدْ وَضَعَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسمِائَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ يحيى: عبد الرحيم لَيْسَ بشئ حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَيْرَوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ غَنَايمَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الشَّيْخُ فِي بَيْتِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ ". قَالَ ابْن حَيَّان: ابْنُ غَنَايم يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ. لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار. بَاب خلق النَّخْلَة من طين آدم فِيهِ عَن عَليّ وَابْن عمر. فَأَما حَدِيث على رضى اله عَنهُ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَجُرِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَّا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحلْوانِي قَالَ حَدثنَا شَيبَان ابْن فَرُّوخَ قَالَ حَدَّثَنَا مَسْرُورُ بْنُ سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عُرْوَة بن رُوَيْم

اللَّخْمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ فَضْلَةِ طِينَةِ آدَمَ وَلَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ وَلِدَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَأَطْعِمُوا نِسَاءَكُمُ الْوُلَّدَ الرُّطَبَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبًا فَتَمْرًا ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ (1) قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَحْسِنُوا إِلَى عَمَّتِكُمُ النَّخْلَةِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ فَفَضَّلَ مِنْ طِينَتِهِ فَخَلَقَ مِنْهَا النَّخْلَةَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ فَتَفَرَّدَ بِهِ مَسْرُورٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَسْرُورٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ الْمَنَاكِيرَ الَّتِي لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِمَنْ يَرْوِيهَا وَمِنْهَا هَذَا الْحَدِيثُ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ كِنَانَتُهُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بِوَضْعِ الأَحَادِيثِ بَلْ نَتَيَقَّنُ ذَلِكَ وَلا أَشُكُّ أَنَّ جَعْفَرًا وَضَعَ هَذَا الحَدِيث. بَاب مَا ركب فِي الطباع أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّالِحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّهَاوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَسَدُ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ فِي الْعَرَب وَوَاحِد

_ (1) التّكْرَار بالاصل، وَهُوَ من سبق الْقَلَم. (*)

فِي النَّاسِ، وَالْحَيَاءُ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَةٌ فِي النِّسَاءِ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ. وَلَوْلا ذَلِكَ مَا قَوِيَ الرِّجَالُ عَلَى النِّسَاءِ، وَالْجِدَّةُ وَالْعُلُوُّ وَقِلَّةُ الْوَفَا عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَةٌ فِي بَرْبَرٍ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ، وَالْبُخْلُ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ فَتِسْعَةٌ فِي فَارِسَ وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ: وَأَمَّا أَبُو فَرْوَةَ فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَأَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب ذكر المسوخ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بن سُلَيْمَان ابْن الأَشْعَثِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُغَيِّثٍ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْمُسُوخِ، فَقَالَ هُمُ اثْنَا عَشْرَ الْفِيلُ وَالدُّبُّ وَالْخِنْزِيرُ وَالْقِرْدُ وَالأَرْنَبُ والضب والوطواط وَالْعَقْرَب وَالْعَنْكَبُوت وَالِد عموص وَسُهَيْلٌ وَالزُّهْرَةُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ سَبَبُ مَسْخِهِمْ؟ فَقَالَ أَمَّا الْفِيلُ فَكَانَ جَبَّارًا لَوَّطِيًّا لَا يَدَعُ رَطِبًا وَلا يَابِسًا، وَأَمَّا الدُّبُّ فَكَانَ رَجُلا مؤنثا يدع [يَدْعُو] الرِّجَالَ إِلَى نَفْسِهِ، وَأَمَّا الْخِنْزِيرُ فَكَانَ مِنْ قَوْمٍ نَصَارَى فَسَأَلُوا رَبَّهُمْ نُزُولَ الْمَائِدَةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مَا كَانُوا كُفْرًا وَأَشَدَّهُ تَكْذِيبًا، وَأَمَّا الْقِرْدُ فَيَهُودُ اعْتَدُوا فِي السَّبْتِ، وَأَمَّا الأَرْنَبُ فَكَانِتِ امْرَأَةً لَا تَطْهُرُ مِنْ حَيْضٍ وَلا مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَأَمَّا الضَّبُّ فَكَانَ أَعْرَابِيًّا يَسْرِقُ الْحَاجَّ مِحْجَنَهُ، وَأَمَّا الْوُطْوَاطُ فَكَانَ يَسْرِقُ الثِّمَارَ مِنْ رُؤْس النَّخْلِ، وَأَمَّا الْعَقْرَبُ فَكَانَ رَجُلا لَدَّاغًا لَا يَسْلَمُ عَلَى لِسَانِهِ

أَحَدٌ، وَأَمَّا الْعَنْكَبُوتُ فَكَانَتِ امْرَأَةً سَحَرَتْ زَوْجِهَا، وَأَمَّا الدَّعْمُوصُ فَكَانَ رَجُلا نَمَّامًا يُفَرِّقُ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، وَأَمَّا سُهَيْلٌ فَكَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ، وَأَمَّا الزُّهْرَةُ فَكَانَتِ امْرَأَةً نَصْرَانِيَّةً ابْنَةَ بَعْضِ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهِيَ الَّتِي فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ وَكَانَ اسْمُهَا أَنَاهِيدَ ". قَالَ عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ: الْوَطْوَاطُ الَّذِي يَطِيرُ والدُّعْمُوصُ الطِّيطَوَى هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا وَضَعَهُ إِلا مُلْحِدٌ يَقْصِدُ وَهْنَ الشَّرِيعَةِ بِنِسْبَةِ هَذَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مُسْتَهِينٌ بِالدِّينِ لَا يُبَالِي مَا فَعَلَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مُغِيثٌ. قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: خَبِيثٌ كَذَّابٌ لَا يُسَاوِي شَيْئًا رَوَى حَدِيثَ الْمُسُوخِ وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَحَدِيثُ ابْنِ حَبِيبَةَ الصَّحِيحُ فَإِنَّهُ " مَا مسخ الله عزوجل شَيْئًا فَجَعَلَ لَهُ نَسْلا " يَرُدُّ هَذَا. حَدِيث آخر أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد ابْن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدثنَا أَبُو سهل أَحْمد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ قَالَ يَا نَافِعُ طَلَعَتِ الْحَمْرَاءُ؟ قُلْتُ لَا. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ثُمَّ قُلْتُ قَدْ طَلَعَتْ. قَالَ لَا مَرْحَبًا بِهَا وَلا أَهْلا. قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ، نَجْمٌ سَامِعٌ مُطِيعٌ. قَالَ مَا قُلْتُ إِلا مَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمَلائِكَةَ قَالَتْ يَا رَبِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَي بَنِي آدَمَ فِي الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ؟ قَالَ إِنِّي ابْتَلَيْتُهُمْ وَعَافَيْتُكُمْ. قَالُوا لَوْ كُنَّا مَكَانَهُمْ مَا عَصَيْنَاكَ. قَالَ: فَاخْتَارُوا مَلَكَيْنِ مِنْكُمْ فَلَمْ يَأْلُوا أَنْ يَخْتَارُوا فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ فَنَزَلا فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمُ الشَّبَقَ. قُلْتُ: وَمَا الشَّبَقُ؟ قَالَ الشَّهْوَةُ. قَالَ: فَنزلَا فَجَاءَت امْرَأَة

يُقَالُ لَهَا الزُّهْرَةُ فَوَقَعَتْ فِي قُلُوبِهِمَا فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُخْفِي عَنْ صَاحِبِه مَا فِي نَفْسِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهَا أَحَدُهُمَا ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ، فَقَالَ هَلْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَطَلَبَاهَا، فَقَالَتْ: لَا أُمَكِّنُكُمَا حَتَّى تُعْلِمَانِي الاسْمَ الَّذِي تَعْرُجَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَتَهْبِطَانِ فَأَبَيَا، ثُمَّ سَأَلاهَا أَيْضًا فَأَبَتْ فَفَعَلا، فَلَمَّا اسْتَطْيَرَتْ طَمَسَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا وَقَطَعَ أَجْنِحَتَهَا ثُمَّ سَأَلا التَّوْبَةَ مِنْ رَبِّهِمَا فَخَيَّرَهُمَا. فَقَالَ إِنْ شِئْتُمَا رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَذَّبْتُكُمَا، وَإِنْ شِئْتُمَا عَذَّبْتُكُمَا فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَدَدْتُكُمَا إِلَى مَا كُنْتُمَا عَلَيْهِ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا يَنْقَطِعُ وَيَزُولُ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا عَلَى عَذَابِ الآخِرَةِ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَنِ ائْتِيَا بَابِلَ فَانْطَلَقَا إِلَى بَابِلٍ فَخُسِفَ بِهِمَا وَهُمَا مَنْكُوسَانِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ مُعَذَّبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَالْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ قَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَقْلِبُ الأَسَانِيدِ وَيَلْزَقُ الْمُتُونَ الْوَاهِيَةَ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأَمَّا سُنَيْدٌ فَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأسود عبيد الله الشِّيرَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَار عَن عبد الرحمن بْنِ السَّايبِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ. " لَمَّا طَلَع سُهَيْلٌ قَالَ هَذَا سُهَيْلٌ كَانَ عَشَّارًا مِنْ عَشَّارِي الْيَمَنِ يَظْلِمُهُمْ وَيَغُشُّهُمْ فمسخه الله عزوجل فَجَعَلَهُ حَيْثُ تَرَوْنَ ". وَقَدْ رَوَاهُ عُثْمَان بن عبد الرحمن عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ صَحِبَ ابْنَ عُمَرَ فَلَمَّا طَلَعَ سُهَيْلٌ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ يَظْلِمُهُمْ وَيَغْصِبُهُمْ أَمْوَالَهُمْ فَمَسَخَهُ اللَّهُ عزوجل شهابا ".

وَقَدْ رَوَى مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ سُهَيْلا كَانَ عَشَّارًا ظَلُومًا فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا ". هَذَا الحَدِيث لَا يَصح مَوْقُوفا وَلَا مَرْفُوعا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: تفرد بِهِ إِبْرَاهِيم بن يزِيد الخوزي عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ يحيى بن معِين: إِبْرَاهِيم لَيْسَ بشئ. وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَأما بكر بن بكار فَقَالَ يحيى لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بعثمان بن عبد الرحمن. وَأما مُبشر فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: كَانَ يضع الحَدِيث. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ وَلا أَرَاهُ إِلا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ عَشَّارًا يَبْخَسُ النَّاسَ فِي الأَرْضِ بِالظُّلْمِ فَمَسَخَهُ اللَّهُ شِهَابًا ". وَقَدْ رَوَاهُ وَكِيعٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ مَوْقُوفًا وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَهَذَا لَا يَصِحُّ لأَنَّ مَدَارَهُ عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ. قَالَ جَرِيرٌ لَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَا رَأَيْتُ أَكْذَبَ مِنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَا نَكْتُبُ حَدِيثه. بَاب خلق الزنابير من رُؤُوس الْخَيل أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِتَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّاب بن جَعْفَر ابْن عَلِيٍّ الْمَيْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ الرَّبَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عِيسَى الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدثنَا بَشرَان بن عبد الملك الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خلقت الزنابير من رُؤُوس الْخَيل، وخلقت النَّحْل من رُؤُوس الْبَقَرِ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَأكْثر رِجَاله مَجْهُولُونَ. بَاب الامر بقتل العنكبوت أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلان قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح الأَزْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ أَبُو الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جريج عَن عطاه بْنِ أَبِي رِيَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْخَطَاطِيفِ، وَكَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْعَنْكَبُوتِ، وَكَانَ يُقَالُ إِنَّهَا مَسْخٌ ". قَالَ الأَزْدِيُّ: وَهَذَا مَوْضُوعٌ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ بِهَذَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَطُّ وَلا عَطَاءٌ وَعَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ غَيْرُ ثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَمْرٌو كَانَ كَذَّابًا خَبِيثًا. وَقَدْ رَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " العنكبوت شيطا [شَيْطَانٌ] مَسَخَهُ اللَّهُ فَاقْتُلُوهُ " وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَلا يَجُوزُ قَتْلَ الْعَنْكُبُوتِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو سعيد لَيْسَ بشئ وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك.

كتاب ذكر جماعة من الانبياء والقدماء

كتاب ذكر جمَاعَة من الانبياء والقدماء حَدِيث فِي ذكر آدم عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ حَدثنَا أَبُو أَحْمد بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بن عبد الله الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عمار قَالَ حَدثنَا الْوَلِيد ابْن مُسْلِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنِ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابِ الْجَابِيَةِ وَعَجَنَهُ بِمَاءِ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ قَدْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى. وَقَالَ يَحْيَى فِي رِوَايَة: لَيْسَ بشئ، وَالْوَلِيدُ كَانَ مُدَلِّسًا لَا يُوثَقُ بِهِ. وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ ". حَدِيث فِي ذكر نوح عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَّ نُوحٌ بِأَسَدٍ رَابِضٍ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ فَرَفَعَ الأَسَدُ رَأْسَهُ فَخَمَشَ سَاقَهُ فَلَمْ يَبِتْ لَيْلَتَهُ جَعَلَتْ تَضْرِبُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ يَا رَبِّ كَلْبُكَ عَقَرَنِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى بِالظُّلْمِ، أَنْتَ بَدَأْتَهُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِلٌ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ أَمَّا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بشئ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. وَأَمَّا ابْنُ لَهِيعَةَ فَذَاهِبُ الْحَدِيثِ. وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَقَدْ نَسَبَهُ ابْنُ عَدِيٍّ إِلَى جَدِّهِ لأَنَّهُ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ. قَالَ

ابْنُ عَدِيٍّ: كَتَبْنَا عَنْهُ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِوَضْعِهَا بَلْ كُنَّا نَتَبَيَّنُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ مَحْفُوظ عَن مُجَاهِد من قَوْله. حَدِيث عَن قوم لوط: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حَبَّانَ قَالَ رَوَى رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ قَال الصِّرَاطُ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِ رَوْحٍ وَهُوَ الذى روى هَذَا الحَدِيث. حَدِيث عَن يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر عَن أبي طَاهِر أَحْمد ابْن الْحَسَنِ الْبَاقَلاوِيِّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الأَصْفَهَانِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَالِدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّقَّاشُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَالب بْنِ بْنِتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ يَعْقُوبُ إِنَّمَا أَشْكُو مِنْ وَجْدِي إِلَى اللَّهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُونِي إِلَى خَلْقِي؟ فَجَعَلَ يَعْقُوبُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَذْكُرَ يُوسُفَ، فَبَيْنَمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي صَلاتِهِ سَمِعَ صَايِحًا يَصِيحُ يَا يُوسُفُ فَأَنَّ فِي سُجُودِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا يَعْقُوبُ قَدْ عَلِمْتَ مَا تَحْتَ أَنِينِكَ، فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَجْمَعَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حَبِيبِكَ، وَلأَجْمَعَنَّ بَيْنَ كُلِّ حَبِيبٍ وَحَبِيبِهِ، إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا فِي الآخِرَةِ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا نحفطه بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن أَخِي مِيمِي عَنْ جَعْفَرٍ الْخَالِدِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ بِالإِسْنَادِ الَّذِي ذُكِرَ مَتْنًا غَيْرَ هَذَا ثُمَّ اتَّبَعَهُ عَنْ جَعْفَرٍ نَفْسِهِ هَذَا الْكَلامُ بِطُولِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ إِسْنَادًا. قَالَ الْخَطِيبُ: وَأَحَادِيثُ النِّقَّاشِ مَنَاكِيرُ بِأَسَانِيدٍ مَشْهُودَةٍ. وَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: كَانَ النقاش يكذب.

حَدِيث عَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بْنِ عَلانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْح الازدي قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ زِيَادِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قرئَ على الْمُعَلَّى ابْن مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنْ كَانَتِ الْحُبْلَى لَتَرَى يُوسُفَ فَتَضَعُ حَمْلَهَا " (1) . وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَقَدِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ آفَاتٌ مِنْهَا الْقَاسِمُ وَهُوَ ابْنُ عبد الرحمن قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ حدث عَنهُ على بن زايد وَمَا أَرَاهَا إِلا مِنَ الْقَاسِمِ. وَقَالَ ابْن حَيَّان كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُعْضَلاتِ. وَمِنْهَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ يَكْذِبُ. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَأَجْمَعُوا أَنَّهُ مَتْرُوكٌ. وَمِنْهَا أَبُو الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ وَاسْمُهُ عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يحْتَج بأخباره. حَدِيث عَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا على بن عبيد الله الزَّاغُونِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيَّةَ عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ عَنْ عبد الله بن الْحَرْث عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: قَالَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى يَوْمَ كَلَّمَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَكِسَاءُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعَبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَة؟ قَالَ أَنا الله ".

_ (1) الزِّيَادَة من سَهْو النَّاسِخ. (*)

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، فَإِنَّ كَلامَ اللَّهِ لَا يُشْبِهُ كَلامَ الْمَخْلُوقِينَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ حُمَيْدٌ وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِيهِ فَقِيلَ عَلِيٌّ وَقِيلَ عَطَاءٌ وَقِيلَ عَمَّارٌ، وَلَيْسَ بِحُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الأَعْرَجِ صَاحِبِ الزُّهْرِيِّ فَإِنَّهُ مُخْرَجٌ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حُمَيْدٌ هَذَا مَتْرُوكٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حبَان يرْوى عَن عبد الله بن الْحَرْث عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ نُسْخَةً كَأَنَّهَا مَوْضُوعَةً لَا يُحْتَجُّ بِخَبَرِهِ إِذَا تَفَرَّدَ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُهْتَدِي قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ قَالَ حَدَّثَنَا عُلْوَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ سُلَيْمَان ابْن سَلَمَةَ الْجَنَايِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى فِي الأَرْضِ كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهِ بِحُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَبِكُرْسِيٍّ مُرَصَّعٍ بِالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فَيَرْفَعُهُ الْكُرْسِيّ إِلَى حيت شَاءَ وَيُكَلِّمُهُ حَيْثُ شَاءَ ". هَذَا حَدِيث لاصحة لَهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِسُلَيْمَانَ بْنِ سَلَمَةَ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ: كَانَ يَكْذِبُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ مَتْرُوك الحَدِيث. أَحَادِيث عَن الْخضر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ القرشى قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ نَافِعٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عبد الله عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ " أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَ كَلامًا مِنْ وَرَائِهِ فَإِذَا هُوَ بِقَائِلٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مَا يُنَجِّينِي مِمَّا خَوَّفْتَنِي، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ: أَلا تَضُمَّ إِلَيْهَا أُخْتَهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَوْقَ الصَّالِحِينَ إِلَى مَا شَوَّقْتَهُمْ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لانس بن مَالك: إذهب (12 الموضوعات 1)

يَا أَنَسُ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَغْفِرُ لِي، فَجَاءَهُ أَنَسٌ فَبَلَّغَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَنَسُ ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وَارْجَعْ] إِلَيَّ كَمَا أَنْتَ فَرَجَعَ فَأَسْتَثْبِتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ لَهُ نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَكَ عَلَى الأَنْبِيَاءِ مِثْلَ مَا فَضَّلَ بِهِ رَمَضَانَ عَلَى الشُّهُورِ، وَفَضَّلَ أُمَّتَكَ عَلَى الأُمَمِ مِثْلَ مَا فَضَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ فَإِذَا هُوَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ ". وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ بِأَلْفَاظٍ أُخَرَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي ونقلته من خطه قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ الْعَسْكَرِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَلامٍ الْمَنِيحِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ حَدَّثَنَا وَضَّاحُ بْنُ عَبَّادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ " خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي " أَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّهُورَ حَتَّى سَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي فَقَالَ لِي: يَا أَنَسُ صَهْ. قَالَ فَسَكَتُّ فَاسْتَمَعَ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مَا يُنَجِّينِي مِمَّا خَوَّفْتَنِي مِنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قَالَ أُخْتَهَا مَعَهَا؟ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ لُقِّنَ مَا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَارْزُقْنِي شَوْقَ الصَّادِقِينَ إِلَى مَا شَوَّقْتَهُمْ إِلَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: يَا أَنَسُ ضَعْ لِيَ الطَّهُورَ وَائْتِ هَذَا الْمُنَادِي فَقَالَ لَهُ ادّعى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا ابْتَعَثَهُ بِهِ وَادْعُ لأُمَّتِهِ أَنْ يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ بِالْحَقِّ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ ادْعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى مَا ابْتَعَثَهُ بِهِ وَادْعُ لأُمَّتِهِ أَنْ يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ بِالْحَقِّ. فَقَالَ لِي: وَمَنْ أَرْسَلَكَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ وَلَمْ أَسْتَأْمِرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ رَحِمَك اللَّهُ وَمَا يَضُرُّكُ مَنْ أَرْسَلَنِي ادْعُ بِمَا قُلْتُ لَكَ، فَقَالَ لَا أَوْ تُخْبِرُنِي بِمَنْ أَرْسَلَكَ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَبَى أَنْ يَدُعُوَ بِمَا قُلْتُ حَتَّى أُخْبِرَهُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي. فَقَالَ: ارْجَعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ،

فَقَالَ لِي مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِرَسُولِهِ أَنَا كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ آتِيَهُ. اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْخَضِرُ يُقْرِأُ عَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَيَقُولُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَكَ عَلَى النَّبِيِّينَ كَمَا فَضَلَّ شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ، وَفَضَّلَ أُمَّتَكَ عَلَى الأُمَمِ كَمَا فَضَّلَ يَوْمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ. قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْمُرْشِدَةِ الْمَرْحُومَةِ الْمَتْوبِ عَلَيْهَا ". ذكر مَا نقل من أَنه يلتقي الْخضر وإلياس كل موسم أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْمُزَكِّي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَبْدَا قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رُزَيْنٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَلا أَعْلَمُهُ إِلا مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَلْتَقِي الْخَضِرُ وَإِلْيَاسُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ كُلَّ عَامٍ فَيَحْلِقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا رَأْسَ صَاحِبِهِ وَيَتَفَرَّقَانِ عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلا اللَّهُ، مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلا اللَّهُ، مَا شَاءَ اللَّهُ مَا يَكُونُ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوَل وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ عُوفِيَ مِنَ الْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالسَّرَقِ وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَمِنَ الشَّيْطَانِ وَالسُّلْطَانِ وَمِنَ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ حَتَّى يُصْبِحَ وَيُمْسِي. طَرِيق آخر لهَذَا الحَدِيث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَالْخَضِرُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

أَحْمَدَ بْنِ زَبْدَا قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رُزَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَلْتَقِي الْخَضِرُ وَإِلْيَاسُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ فَإِذَا أَرَادَا أَنْ يَفْتَرِقَا تَفَرَّقَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: بِسْمِ اللَّهِ، مَا شَاءَ اللَّهُ لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلا اللَّهُ، وَلا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلا اللَّهُ، مَا شَاءَ اللَّهُ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوَل وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ فَمَنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى أَمِنَ مِنَ الْحَرَقِ وَالْغَرَقِ [السَّرَقَ] وَالشَّرَقَ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَمِنَ الْحَرَقَ وَالْغَرَقَ وَالشَّرَقَ [السَّرَقَ] حَتَّى يُمْسِي ". ذكر مَا روى من اجْتِمَاع الْخضر وَجِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الْحَارِثِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عبد الله بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عَن على ابْن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَجْتَمِعُ فِي كُلِّ يَوْمِ عَرَفَةَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَالْخَضِرُ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ مِيكَائِيلُ: مَا شَاءَ اللَّهُ كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ إِسْرَافِيلُ: مَا شَاءَ اللَّهُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِ اللَّهِ، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ الْخَضِرُ: مَا شَاءَ اللَهُ لَا يَصْرُفُ السُّوءَ إِلا اللَّهُ. ثُمَّ يَتَفَرَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَلا يَجْتَمِعُونَ إِلَى قَابِلٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَقُولُ هَذِهِ الأَرْبَعَ مَقَالاتٍ حِينَ يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ إِلا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ يَحْفَظُونَهُ، صَاحِبُ مَقَالَةَ جِبْرِيلَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَصَاحِبُ مَقَالَةِ مِيكَائِيلَ عَنْ يَمِينِهِ، وَصَاحِبُ مَقَالَةِ إِسْرَافِيلَ عَنْ يَسَارِهِ، وَصَاحِبُ مَقَالَةَ الْخَضِرِ مِنْ خَلْفِهِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعَاهَةٍ وَعَدُوٍّ وَظَالِمٍ وَحَاسِدٍ. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَقُولُهَا فِي يَوْم

عَرَفَةَ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلا نَادَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ: أَيْ عَبْدِي قَدْ أَرْضَيْتَنِي وَقَدْ رَضِيتُ عَنْكَ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ فَبِعِزَّتِي حَلَفْتُ لأُعْطِيَنَّكَ ". هَذِهِ الأَحَادِيثُ بَاطِلَةٌ. أما الأول فَفِيهِ عبد الله بْنُ نَافِعٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين لَيْسَ بشئ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: يَرْوِي أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَفِيهِ كَثِيرُ بْنُ عبد الله وَهُوَ كثير وَهُوَ كثير بن عبد الله بن عَمْرو ابْن عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا يُحَدَّثُ عَنْهُ، وَقَالَ مَرَّةً: لَا يُسَاوِي شَيْئًا، وَقَالَ يحيى ابْن معِين: حَدِيثه لَيْسَ بشئ لَا يُكْتَبُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً لَا يَحِلُّ ذِكْرُهَا فِي الْكُتُبِ، وَلا الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ. وَأَمَّا طَرِيقُ ابْنُ الْمُنَادِي هُوَ حَدِيثٌ وَاهٍ بِالْوَضَّاحِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُنْكَرُ الإِسْنَادِ سَقِيمُ الْمَتْنِ وَلَمْ يُرَاسِلِ الْخَضِرُ بَيْنَنَا وَلَمْ يَقُلْهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ الْتِقَاءِ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ فَفِي طَرِيقِهِ الْحَسَنُ بْنُ رَزِينٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ غَيْرُهُ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَيْهِ مُسْنَدًا وَلا مَوْقُوفًا وَهُوَ مَجْهُولٌ فِي النَّقْلِ وَحَدِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمُنَادِي: هَذَا حَدِيثٌ وَاهٍ بِالْحَسَنِ بْنِ رَزِينٍ وَالْخَضِرُ وَإِلْيَاسَ مَضَيَا لِسَبِيلِهِمَا. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَأَمَّا حَدِيثُ اجْتِمَاعِهِ مَعَ جِبْرِيلَ فَفِيهِ عِدَّةٌ مَجَاهِيلُ لَا يُعْرَفُونَ وَقَدْ أَغْرَى خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَهْوُسِينَ بِأَنَّ الْخَضِرَ حَيٌّ إِلَى الْيَوْمِ وَرَوَوْا أَنَّهُ الْتَقَى بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَبِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَّ خَلْقًا كَثِيرًا مِنَ الصَّالِحِينَ رَأَوْهُ، وَصَنَّفَ بَعْضُ مَنْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَعْرِفْ عِلَلَهُ كِتَابًا جَمَعَ فِيهِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْ أَسَانِيدَ مَا نَقَلَ، وَانْتَشَرَ الأَمْرُ إِلَى أَنَّ جَمَاعَةً من المتصنعين بالزهد يَقُولُونَ:

رَأَيْنَاهُ وَكَلَّمْنَاهُ، فَوَاعَجَبًا أَلَهُمْ فِيهِ عَلامَةٌ يَعْرِفُونَهُ بِهَا؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِعَاقَلٍ أَنْ يَلْقَى شَخْصًا فَيَقُولُ لَهُ الشَّخْص أَنا الْخضر فيصدقه. ذكر مَا نقل أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام لقِيه أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَاد قَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن حَرْب النَّيْسَابُورِي قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَرَوِيِّ عَنْ سُفْيَانِ الثَّوْرِيِّ عَن عبد الله بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ " بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذَا بِرَجُلٍ مُتَعَلِّقٍ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ سَمَعٌ عَنْ سَمَعٍ، يَا مَنْ لَا تُغْلِطُهُ الْمَسَائِلُ، يَا مَنْ لَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وحلاوة رحمتك. قلت: يَا عبد الله أَعِدِ الْكَلامَ قَالَ: أَوَ سَمِعْتُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ الْخَضِرِ بِيَدِهِ وَكَانَ الْخَضِرَ هَؤُلاءِ لَا يَقُولُهُنَّ عِنْدَ دَبِرِ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ [أَحَدٌ] إِلا غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ وَعَدَدِ الْمَطَرِ وَوَرَقِ الشَّجَرِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْهَرَوِيّ مَجْهُول، وَابْن مُحَرر [مُحْرِزٍ] مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: تَرَكَ النَّاس حَدِيث عبد الله بن مُحَرر [مُحْرِزٍ] . وَقَالَ ابْنُ الْمُنَادِي: لَقِيتُهُ وَكَانَت بَعرَة أحب إِلَى مِنْهُ. ذكر مَا روى أَن عمر بن عبد الْعَزِيز لقِيه أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الله بن جَعْفَر قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمرَة عَن السّري بن يحيى بن ريَاح بن عُبَيْدَة قَالَ: " رَأَيْت رجلا يماشي عمر بن عبد الْعَزِيز مُعْتَمدًا على يَده،

فَقلت فِي نَفسِي إِن هَذَا الرجل خَافَ، فَلَمَّا صلى قلت من الرجل الَّذِي كَانَ مَعَك مُعْتَمدًا على يدك آنِفا؟ قَالَ: وَقد رَأَيْته يَا ريَاح؟ قلت: نعم. قَالَ: إِنِّي لأرَاك رجلا صَالحا ذَاك أخي الْخضر بشرني أَنِّي سألي وَأَعْدل ". وَقد روى مسلمة عَن عمر أَنه لَقِي الْخضر، قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن المنادى: حَدِيث مسلمة كلا شئ، وَحَدِيث ريَاح كَالرِّيحِ. قَالَ وَقد روى عَن الْحسن بَقَاء الْخضر وَهُوَ مَأْخُوذ عَن غير [غَيره] ملقنا. قَالَ المُصَنّف: قلت وَقد روى عَن الْحسن أَنه مَاتَ. قَالَ ابْن المنادى: وَقد روى عَن أهل الْكتاب أَنه شرب من مَاء الْحَيَاة وَلَا يوثق بقَوْلهمْ. قَالَ وَجَمِيع الْأَخْبَار فِي ذكر الْخضر واهية الصُّدُور والأعجاز لَا تَخْلُو من أَمريْن إِمَّا أَن تكون أدخلت بَين حَدِيث بعض الروَاة الْمُتَأَخِّرين استغفالا، وَإِمَّا أَن يكون الْقَوْم عرفُوا حَالهَا فرووها على جِهَة التَّعَجُّب فنسبت إِلَيْهِم على وَجه التَّحْقِيق. قَالَ وَأكْثر المغفلين مغرور بِأَن الْخضر بَاقٍ وَالتَّخْلِيد لَا يكون لبشر. قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا جَعَلْنَا لبشر من قبلك الْخلد) . قَالَ ابْن المنادى: وَأَخْبرنِي بعض أَصْحَابنَا عَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَنه سُئِلَ عَن تعمير الْخضر فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ هُوَ متقادم الْمَوْت. قَالَ وَسُئِلَ غَيره من تعميره، وَأَن طَائِفَة من أهل زَمَاننَا يرونه ويروون عَنهُ فَقَالَ: من أحَال على غَائِب لم ينتصف مِنْهُ وَمَا ألْقى ذكر هَذَا بَين النَّاس إِلَّا الشَّيْطَان. حَدِيث عَن إلْيَاس عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْنُ أَخِي مِيمِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ

حَدثنَا بن يَزِيدَ الْمَوْصِلِيِّ التَّيْمِيِّ مَوَلًى لَهُمْ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْجُرَشِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِفَجِّ النَّاقَةِ عِنْدَ الْحَجَرِ إِذَا نَحْنُ بِصَوْتٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْمَرْحُومَةِ الْمَغْفُورِ لَهَا المتاب عَلَيْهَا المسنجاب لِهَا. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ انْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ، فَدَخَلْتُ الْجَبَلَ فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ طوله أَكثر من ثَلَاثمِائَة ذِرَاعٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ قَالَ أَنْتَ رَسُولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلامُ وَقُلْ لَهُ هَذَا أَخُوكَ إِلْيَاسُ يُرِيد يَلْقَاكَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا قَرِيبًا مِنْهُ تَقَدَّمَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَأَخَّرْتُ، فَتَحَدَّثَا طَوِيلا فَنَزَلَ عَلَيْهِمَا مِنَ السَّمَاءِ شِبْهُ السَّفَرَةِ فَدَعَوَانِي فَأَكَلْتُ مَعَهُمَا فَإِذَا فِيهِ كَمَأَةٌ وَرُمَّانٌ وَكَرَفْسٌ، فَلَمَّا أَكَلْتُ قُمْتُ فَتَنَحَّيْتُ وَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَاحْتَمَلَتْهُ أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ ثِيَابِهِ فِيهَا تَهْوَى بِهِ قَبْلَ الشَّامِ، فَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَكَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ نَزَلَ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَتَانِي بِهِ جِبْرِيلُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَكْلَةٌ، وَفِي كُلِّ حَوْلٍ شَرْبَةٌ مِنْ مَاءِ زَمْزَمٍ، وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ عَلَى الْجُبِّ يَمُدُّ بِالدَّلْوِ فَيَشْرَبُ وَرُبَّمَا سَقَانِي ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ. وَيَزِيدُ الْمَوْصِلِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْجَرَشِيُّ لَا يُعْرَفَانِ. وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ سُئِلَ عَنِ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ هَلْ هُمَا فِي الأَحْيَاءِ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَقَدْ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْقَى عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ". حَدِيث عَن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبى حَاتِم

الْبُسْتِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عُلَيَّةَ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ رَافِعِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِدَاوُدَ: يَا دَاوُدُ ابْنِ لِي فِي الأَرْضِ بَيْتًا، فَبَنَى دَاوُدُ بَيْتًا لِنَفْسِهِ قَبْلَ الْبَيْتِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ، فَأَوْحَى إِلَيْهِ يَا دَاوُدُ بَنَيْتَ بَيْتَكَ قَبْلَ بَيْتِي؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ هَكَذَا قُلْتُ فِيمَا قَضَيْتُ: مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا تما سُورُ الْحَائِطِ سَقَطَ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى الله عزوجل، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا تَصْلُحُ أَنْ تَبْنِي لِي بَيْتًا. قَالَ: أَيْ رَبِّ وَلِمَ؟ قَالَ: لِمَا جَرَى عَلَى يَدَيْكَ مِنَ الدِّمَاءِ. قَالَ: رَبِّ أَوَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي هَوَاكَ وَمَحَبَّتَكَ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنَّهُمْ عِبَادِي وَإِمَائِي أَرْحَمُهُمْ، فشق ذَلِك عيه فَقَالَ: لَا تَحْزَنْ فَإِنِّي سَأَقْضِي بِنَاءَهُ عَلَى يَدَيِ ابْنِكَ سُلَيْمَانَ " فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مُحَالٌ تَتَنَزَّهُ الأَنْبِيَاءُ عَنْ مِثْلِهِ وَيَقْبُحُ أَنْ يُقَالَ أُبِيحَ لَهُ قَتْلُ قَوْمٍ أَوْ أُمِرَ بِذَلِكَ ثُمَّ أُبْعِدَ بِذَلِكَ عَنِ الرِّضَاءِ كَيْفَ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ الْعُصَاةِ [وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ] قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ. حَدِيث عَن سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ شَيْخُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: شَيْخُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَرْوِي أَحَادِيثَ بَوَاطِيلَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِحَال.

حَدِيث آخر عَن سُلَيْمَان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن إِسْمَاعِيل الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبد الرحمن ابْن قَيْسٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَبَلَةَ الصَّنَعَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ صَلاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ حَدَّثْتَنَا حَدِيثًا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ الرِّيحِ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدٌ إِذْ دَعَا بِالرِّيحِ، فَقَالَ لَهَا الْزَقِي بِالأَرْضِ ثُمَّ دَعَا بِزِمَامٍ فَزَمَّ بِهِ الرِّيحَ ثُمَّ دَعَا بِبُسَاطٍ فَبَسَطَهُ عَلَى وَجْهِ الرِّيحِ، ثَمَ دَعَا بِأَرْبَعَةِ آلافِ كُرْسِيٍّ فَوَضَعَهَا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعَةِ آلافِ كُرْسِيٍّ فَوَضَعَهَا عَنْ يَسَارِهِ. ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْهَا يَعْنِي قَبِيلَةً مِنْ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلرِّيحِ أَقِلِّي، فَلَمْ تَزَلْ تَسِيرُ فِي الْهَوَاءِ. فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ فِي الْهَوَاءِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ لَا يَرَى تَحْتَ قَدَمَيْهِ شَيْئًا، وَلا هُوَ مستمسك بشئ، وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: يَا هَذَا، مِنَ الْمَلائِكَةِ أَنْتَ؟ قَالَ اللَّهُمَّ لَا. قَالَ فَمِنَ الْجِنِّ؟ قَالَ اللَّهُمَّ لَا. قَالَ أَفَمِنَ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ فِي الْهَوَاءِ؟ قَالَ اللَّهُمَّ لَا. قَالَ أَفَمِنْ وَلَدِ آدَمَ؟ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ لَهُ سُلَيْمَان: يَا هَذَا، فبمَاذَا نُلْتَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ مِنْ رَبِّكَ تَعَالَى، لَا أَرَى تَحْتَ قَدَمَيْكَ شَيْئا وَلَا أَنْت تسْتَمْسك بشئ هَذَا التَّسْبِيحُ وَالتَّهْلِيلُ فِي فِيكَ؟ قَالَ: يَا سُلَيْمَانُ إِنِّي كُنْتُ فِي مَدِينَةٍ يَأْكُلُونَ رِزْقَ اللَّهِ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، فَدَعَوْتُهُمْ إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَأَرَادُوا قَتْلِي، فَدَعَوْتُ الله بدعوة فصيرتى فِي هَذَا الْمَكَانِ الَّذِي تَرَى، كَمَا دَعَوْتَ رَبَّكَ أَنْ يُعْطِيَكَ مُلْكًا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا قَبْلَكَ، وَلا يُعْطِيهِ أَحَدًا بَعْدَكَ. قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: فَمُذْ كَمْ أَنْتَ فِي هَذَا الْمَكَانِ الَّذِي أَرَى؟

قَالَ: مُنْذُ ثَلاثِ حِجَجٍ. قَالَ لَهُ: وَأَنْتَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مُنْذُ ثَلاثِ حِجَجٍ، وَطَعَامُكَ مِنْ أَيْنَ وَشَرَابُكَ مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: إِذَا عَلِمَ اللَّهُ جَهْدَ مَا بِي مِنْ جُوعٍ أَوْحَى إِلَى طَيْرٍ مِنْ هَذَا الْهَوَاءِ وَفِي فِيهِ شئ مِنْ طَعَامٍ فَيُطْعِمُنِي، فَإِذَا شَبِعْتُ أَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِيَدِي فَيَذْهَبُ، فَإِذَا عَلِمَ [اللَّهُ] جَهْدَ مَا بِي مِنْ عَطَشٍ أَوْحَى إِلَى سَحَابٍ فَتُظِلُّنِي فَتَنْسَكِبُ الْمَاءَ فِي يَدَيَّ سَكْبًا، فَإِذا رُوِّيْتُ أَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِيَدِي فَيَذْهَبُ. فَبَكَى سُلَيْمَانُ حَتَّى بَكَتْ لَهُ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ. ثُمَّ قَالَ فيِ بُكَائِهِ: سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مَا أَكْرَمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ إِذْ جَعَلْتَ الْمَلائِكَةَ وَالطَّيْرَ وَالسَّحَابَ خُدَّامًا لِوَلَدِ آدَمَ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا سُلَيْمَانُ مَا خَلَقْتُ فِي السَّمَوَاتِ خَلْقًا وَلا فِي الأَرْضِ خَلْقًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِ آدَمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنْ أَطَاعَنِي أَسْكَنْتُهُ جَنَّتِي وَمَنْ عَصَانِي أَسْكَنْتُه نَارِي ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَأَكْثَرَ رُوَاتِهِ مَجْهُولُونَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. حَدِيث عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن يَحْيَى وَزِيرٌ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَمَسْعُودُ بْنُ كَرَّامٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُرَدُّ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح. وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ: أَنبأَنَا أَحْمد بن أَحْمد الْحَدَّادِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ قَالَ حَدثنَا

سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رُزَيْنٍ الْعَطَّارُ قَالا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ قَالَ مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ لَمَّا أَسْلَمَتْهُ أُمُّهُ مَرْيَمُ إِلَى الْكُتَّابِ لِيُعَلِّمُهُ الْمُعَلِّمُ قَالَ لَهُ الْمُعَلِّمُ اكْتُبْ بِسْمِ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: مَا بِسْمِ؟ قَالَ الْمُعَلِّمُ لَا أَدْرِي. فَقَالَ لَهُ عِيسَى: بَاءٌ بَهَاءُ اللَّهِ وَسِينٌ سَنَاءُ [اللَّهِ] وَمِيمٌ مُلْكُهُ، وَاللَّهُ إِلَهُ الآلِهَةِ، وَالرَّحْمَنُ رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالرَّحِيمِ رَحِيمُ الآخِرَةِ. أَبْجَدْ: الأَلِفُ اللَّهُ، الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ، ج جَلالُ اللَّهِ، د اللَّهُ الدَّائِمُ. هَوَّزْ: الْهَاءُ الْهَاوِيَةُ، وَالْوَاوُ وَيْلٌ لأَهْلِ النَّارِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، زَايٌ زِيِّ أَهْلِ الدُّنْيَا. حُطِّي: الْحَاءُ اللَّهُ الْحَكِيمُ، وَالطَّاءُ اللَّهُ الطَّالِبُ لِكُلِّ حَقٍّ حَتَّى يُؤَدِّيه، وَالْيَاء آى هَل النَّارِ وَهُو الْوَجَعُ. كَلَمُنْ: كَافٌ اللَّهُ الْكَافِي، لامٌ اللَّهُ الْعَلِيمُ، مِيمٌ اللَّهُ الْمَلِكُ، نُونٌ نُونُ الْبَحْرِ. سَعْفَصْ: صَادٌ اللَّهُ الصَّادِقُ، وَالْعَيْنُ اللَّهُ الْعَالِمُ، وَالْفَاءُ اللَّهُ الْفَرْدُ وَصَادٌ اللَّهُ الصَّمَدُ. قَرَشَتْ: قَافٌ الْجَبَلُ الْمُحِيطُ بِالدُّنْيَا الَّذِي اخْضَرَّتْ مِنْهُ السَّمَوَاتُ، وَالرَّاءُ رُؤْيَا النَّاسُ لَهَا، وَسِينٌ سَتْرُ (1) اللَّهِ يَا [تا] تَمَّتْ أَبَدًا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مُحَالٌ. وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَدْ ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَكَثُرَ الْخَطَأُ فِي حَدِيثِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى فَإِنِّي أَرَى الْبَلاءَ مِنْهُ. قَالَ ابْن عدى: يحدث عَن الثقاة لَا يَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ بِحَالٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ مَا يَصْنَعُ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ إِلا مُلْحِدٌ يُرِيدُ شين الاسلام

_ (1) السِّيَاق أَنَّهَا شبن قرشت وَلَيْسَت سين لَكِن الْخَطَأ من الْوَاضِع الْكذَّاب. (*)

أَوْ جَاْهِلٌ فِي غَايَةِ الْجَهْلِ وَقِلَّةِ الْمُبَالاةِ بِالدِّينِ. وَلا يَجُوزُ أَنْ يُفَرِّقَ حُرُوفَ الْكَلِمَةِ الْمُجْتَمِعَةِ فَيُقَالُ الأَلِفُ مِنْ كَذَا وَاللامُ مِنْ كَذَا، وَإِنَّمَا هَذَا يَكُونُ فِي الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ فَيُقَالُ اقْتَنَعَ بِحَرْفٍ مِنْ كَلِمَتِهِ مِثْلُ قَوْلِهِمْ فِي كهيعص: الْكَافُ مِنَ الْكَافِي وَالْهَاءُ مِنَ الْهَادِي، فَقَدْ جَمَعَ وَاضِعُ هَذَا الْحَدِيثِ جَهْلا وَافِرًا وَإِقْدَامًا عَظِيمًا وأتى بشئ لَا تَخْفَى بُرُودَتُهُ وَالْكَذِبُ فِيهِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الْوَهَّاب ابْن بَجْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عِقَالٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ " بَيْنَمَا نَحْنُ نَطُوفُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ رَأينَا بردا وندا، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْبَرْدُ وَالنَّدَا؟ قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُمْ ذَلِكَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: ذَاكَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ سَلَّمَ عَلَيَّ ". هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَبُو عِقَالٍ يروي عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة مَا تَحَدَّثَ بِهَا أَنَسٌ قَطُّ لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. حَدِيث عَن إِبْلِيس أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عبد المؤمن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَرِيرٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مِنْقَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا لَهِيعَة بن عبد الله بْنِ لَهِيعَةَ الْمِصْرِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَتْ " كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْجِنِّ تَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسَاءٍ مِنْ قَوْمِهَا فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ، فَقَالَ لَهَا: مَا بَطَأَ بِكِ؟ قَالَتْ: مَاتَ لَنَا مَيِّتٌ بِأَرْضِ الْهِنْدِ فَذَهَبْتُ فِي تعزيتهم وإنى أخْبرك بعجب [بِأَعْجَب مَا]

رَأَيْتُ فِي طَرِيقِي. قَالَ: وَمَا رَأَيْتِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ إِبْلِيسَ قَائِمًا يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ إِبْلِيسُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَضْلَلْتَ بَنِي آدَمَ وَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ؟ قَالَ: دَعِي هَذَا عَنْكِ. قَالَتْ: تُصَلِّي وَأَنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا فَارِغَةُ بِنْتُ الْعَبْدِ الصَّالِحِ إِنِّي لارجو من ربى إِذا أبرفى قَسَمِهِ أَنْ يَغْفِرَ لِي. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ كَذَلِكَ الْيَوْمِ ". هَذَا حَدِيثٌ مُحَالٌ. وَابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُوثَقُ بِهِ كَانَ يُدَلس عَن كَذَا بَين وضعفاء. حَدِيث فِي ذكر يَأْجُوج وَمَأْجُوج أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي قَالَ حَدثنَا أَبُو أَحْمد بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ مُصَفَّى وَوَهْبُ بْنُ يَمَانٍ قَالا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَقَالَ إِنَّهُ كل أمة أَرْبَعمِائَة أَلْفِ أُمَّةٍ لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْظُرُ إِلَى أَلْفِ ذَكَرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ صُلْبِهِ كُلٌّ قَدْ حَمَلَ السِّلاحَ. قُلْتُ يَا رَسُولَ اللِّه صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ لَهُمْ ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ صِنْفٌ مِنْهُمْ أَمْثَالُ الأرْزِ. قُلْتُ: وَمَا الأرْزُ؟ قَالَ: الصُّنُوبَرُ مِثَالُ شَجَرَةِ الشَّام طول الشَّجَرَة عشْرين وَمِائَةُ ذِرَاعٍ فِي السَّمَاءِ، وَصِنْفٌ مِنْهُم عرضه وَطوله سَوَاء عشْرين وَمِائَةُ ذِرَاعٍ فِي السَّمَاءِ وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَقُومُ لَهُمْ جَبَلٌ وَلا حَدِيدٌ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ يَفْتَرِشُ أَحَدُهُمْ أُذُنَهُ وَيَلْتَحِفُ بِالأُخْرَى لَا يَمُرُّونَ بِقَلِيلٍ وَلا كَثِيرٍ وَلا جَمَلٍ وَلا خِنْزِيرٍ إِلا أَكَلُوهُ، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ أَكَلُوهُ، مُقَدِّمَتُهُمْ بِالشَّامِ وَسَاقَتُهُمْ بِخُرَاسَانَ، يَشْرَبُونَ أَنْهَارَ الْمَشْرِقِ وَبُحَيْرَةَ طَبَرِيَّةَ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث مُنكر مَوْضُوع وَمُحَمّد بن إِسْحَاق هُوَ الْعُكَّاشِي

قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّاب. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث. حَدِيث هَامة بن الهيم أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فِي يَدِهِ عَصًا فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَالَ نِعْمَةُ الْجِنِّ وَعَمُّهُمْ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هَامَّةُ بْنُ الْهَيْمِ بْنِ لَا قيس بْنِ إِبْلِيسَ. قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ إِلا أَبَوَيْنِ قَالَ: لَا. قَالَ: فَكَمْ أَتَى لَكَ مِنَ الدَّهْرِ؟ قَالَ: قَدْ أَفْنَيْتُ الدُّنْيَا عُمْرَهَا إِلا قَلِيلا. قُلْتُ: عَلَى ذَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ ابْنُ أَعْوَامٍ أَفْهَمُ الْكَلامَ وَأمر بالآ كام وَآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقِطيعَةِ الأَرْحَامِ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ عَمَلُ الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ أَوِ الشَّابِّ الْمُلْتَزِمِ. قَالَ: ذَرْنِي مِنَ التِّعْدَادِ إِنِّي تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ، إِنِي كُنْتُ مَعَ نُوحٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ عَلَى قَوْمِهِ حَتَّى بَكَى عَلَيْهِم وأبكانى وَقَالَ لاجرم إِنِّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِينَ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ. قَالَ قُلْتُ يَا نُوحُ إِنِّي كُنْتُ مِمَّنْ شَرَكَ فِي دَمِ الشَّهِيدِ هَابِيلَ بْنِ آدَمَ فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ يَا هَامُّ هُمَّ بِالْخَيْرِ وَافْعَلْهُ. قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عبد نَاب إِلَى اللَّهِ بَالِغًا ذَنْبَهُ مَا بَلَغَ إِلا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقُمْ فَتَوَضَّأْ وَاسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ. قَالَ فَفَعَلْتُ مِنْ سَاعِتي مَا أَمَرَنِي بِهِ. قَالَ فَنَادَانِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَدْ نَزَلَتْ تَوْبَتُكَ مِنَ السَّمَاءِ. قَالَ: فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِدًا. وَكُنْتُ مَعَ هُودٍ فِي مَسْجِدِهِ مَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُعَاتِبُهُ عَلَى دَعْوَتِهِ على قومه

حَتَّى بَكَى عَلَيْهِمْ وَأَبْكَانِي. وَكُنْتُ مَعَ يُوسُفَ بِالْمَكَانِ الْمَكِينِ. وَكُنْتُ أَلْقَى إِلْيَاسَ فِي الأَوْدِيَةِ، وَأَنَا أَلْقَاهُ الآنَ. وَإِنِّي لَقَيْتُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَعَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ وَقَالَ [إِنْ] أَنْتَ لَقِيتَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلامَ. وَإِنُيِّ لَقِيتُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَأْقَرَأْتَهُ مِنْ مُوسَى، وَإِنَّ عِيسَى قَالَ لِي إِنْ لَقِيتَ مُحَمَّدًا فاقره منى السَّلَام مادامت الدُّنْيَا [فَقَالَ] يَا هَامَّةُ يَا ذَا الأَمَانَةِ. قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ افْعَلْ بِي مَا فَعَلَ بِي مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُ عَلَّمَنِي مِنَ التَّوْرَاةِ، فَعَلَّمَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم سُورَة المرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت والمعوذتين وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقَالَ ارْفَعْ إِلَيْنَا حَاجَتَكَ يَا هَامَّةُ وَلا تَدَعْ زِيَارَتَنَا. قَالَ فَقُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْعِهِ إِلَيْنَا، فَلَسْتُ أَدْرِي أَحَيٌّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ ". قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ الْبَرْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن صَالح ابْن النَّطَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُحَمَّد بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجًا مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مُتَوَكِّئًا عَلَى عُكَّازَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِشْيَةُ جِنِّيٌّ وَنَغَمَتُهُ، فَقَالَ أَجَلْ، فَقَالَ مِنْ أَيِّ الْجِنِّ أَنْتَ؟ قَالَ أَنا هَامة ابْن الهيم بن لَا قيس بْنِ إِبْلِيسَ " وَذَكَرَ نَحْوًا مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ أَخِي مِيمِي قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ وَذَكَرَ نَحْوًا مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا يشك فِيهِ. فَأَما طَرِيق ابْن عمر فالحمل فِيهِ عَلَيْهِ إِسْحَاق بن بشر كَذَلِك قَالَ الْعقيلِيّ، وَقد اتَّفقُوا على أَنه كَانَ كذابا يضع الحَدِيث. وَأما طَرِيق أنس فالحمل فِيهِ على مُحَمَّد بن عبد الله الانصاري. قَالَ

ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ، لَا يحوز الِاحْتِجَاج. بِهِ قَالَ الْعقيلِيّ: مُحَمَّد بن عبد الله عَن مَالك بن دِينَار مُنكر الحَدِيث. قَالَ: وكلاهذين الإسنادين غير ثَابت وَلَا يرجع مِنْهُمَا إِلَى صِحَة وَلَيْسَ للْحَدِيث أصل. حَدِيث زريب بن برثملى أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بْنِ رِزْقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بن أَحْمد الدفاف [الدَّقَّاقُ] قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبى طَالب قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ بِالْقَادِسِيَّةِ أَنَّ سَرِّحْ فَضْلَةَ [نَضْلَةَ] بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى حُلْوَانَ فَلْيَغْزُ عَلَى ضَوَاحِيهَا، فَوَجَّهَ سَعْدٌ فَضْلَةَ فِي ثلثمِائة فَارِسٍ، فَخَرَجُوا حَتَّى أَتَوْا حُلْوَانَ الْعِرَاقِ، فَأَغَارُوا عَلَى ضَوَاحِيهَا، فَأَصَابُوا غَنِيمَةً وَسَبْيًا. فَأَقْبَلُوا يَسُوقُونَ الْغَنِيمَةَ وَالسَّبْيَ إِلَى سَفْحِ جَبَلٍ، ثُمَّ قَالَ فادن [فَأَذَّنَ] فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا مُجِيبٌ مِنَ الْجَبَلِ يحيبه: كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا فَضْلَةُ [يَا نَضْلَةُ] قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَ: كَلِمَةُ الإِخْلاصِ يَا فَضْلَةُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَن مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: هُوَ النَّذِيرُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَعَلَى رَأْسِ أُمَّتِهِ تَقُومُ السَّاعَةُ. قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ. قَالَ: طُوبَى لِمَنْ مَشَى إِلَيْهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا. قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ. قَالَ: أَفْلَحَ مَنْ أَجَابَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الْبَقَاءُ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ أَخْلَصْتَ الإِخْلاصَ كُلَّهُ يَا نَضْلَةَ، فَحَرَّمَ اللَّهُ بِهَا جَسَدَكَ عَلَى النَّارِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَذَانِهِ [أَذَانِهِ] قُمْنَا فَقُلْنَا مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ أَمَلَكٌ أَنْتَ أَمْ سَاكِنٌ مِنَ الْجِنِّ أَمْ طَائِفٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ؟ أَسْمَعْتَنَا صَوْتَكَ فَأَرِنَا صُورَتَكَ فَإِنَّنَا وَفْدُ اللَّهِ وَوَفْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفْدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْفَلَقَ الْجَبَلُ عَنْ هَامَّةٍ كَالرَّحَى أَبْيَضَ الرَّأْس (14 - الموضوعات 1)

وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ طِمْرَانُ مِنْ صُوفٍ. قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. قُلْنَا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ أَنَا زُرَيْبُ بْنُ بَرْثَمَلِي وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ أَسْكَنَنِي هَذَا الْجَبَلَ، وَدَعَا لِي بِطُولِ الْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَكْسَرُ الصَّلِيبَ وَيَتَبَرَّأُ مِمَّا نَحَلَتْهُ النَّصَارَى، فَأَمَّا إِذْ فَاتَنِي لِقَاءُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئُوا عَنِّي عُمَرَ السَّلامَ وَقُولُوا يَا عُمَرُ سَدِّدْ وَقَارِبْ فَقَدْ دَنَا الأَمْرُ، وَأَخْبِرْهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِي أُخْبِرُكُمْ بِهَا: يَا عُمَرُ إِذَا ظَهَرَ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَانْتَسَبُوا فِي غَيْرِ مَنَاسِبِهِمْ، وَانْتَمُوا إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِمْ، وَلَمْ يَرْحَمْ كَبِيرُهُمْ صَغِيرَهُمْ، وَلَمْ يُوَقِّرْ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ، وَتُرِكَ الْمَعْرُوفُ فَلَمْ يُؤْمَرْ، وَتُرِكَ الْمُنْكَرُ فَلَمْ يُنْهَ عَنْهُ، وَتَعَلَّمَ عَالِمُهُمُ الْعِلْمَ لَا يَجْلِبُ بِهِ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ، وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا وَالْوَلَدُ غيظا، وطولو الْمَنَارَاتِ وَفَضَّضُوا الْمَصَاحِفَ وَزَخْرَفُوا الْمَسَاجِدَ، وَأَظْهَرُوا الرَّشَا وَشَيَّدُوا الْبِنَا، وَاتَّبَعُوا الْهَوَى وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا وَاسْتَخَفُّوا بِالدِّمَاءِ، وَقُطِعَتِ الأَرْحَامِ، وَبِيعَ الْحُكْمُ وَأُكِلَ الرِّبَا وَكَانَ الْغَنِيُّ عِزًا، وَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَرَكِبَ النِّسَاءُ السُّرُوجَ ثُمَّ غَابَ عَنَّا قَالَ: وَكَتَبَ نَضْلَةُ إِلَى سَعْدٍ وَكَتَبَ سَعْدُ إِلَى عُمَرَ فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ: لِلَّهِ أَبُوكَ فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَنْ بَعْضَ أَوْصِيَاءِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ نَزَلَ ذَلِكَ الْجَبَلَ نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ حَتَّى نَزَلُوا ذَلِكَ الْجَبَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُنَادِي بِالأَذَانِ فِي كُلِّ وَقْتِ صَلاةٍ فَلا جَوَابَ ". أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن أَخِي مِيمِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ الرَّمْلِيُّ عَنْ أَبِي لَهِيعَةَ عَن مَالك

ابْنِ الأَزْهَرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى الْعِرَاقِ فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِحُلْوَانَ أَدْرَكَتْهُ صَلاةُ الْعَصْرِ وَهُوَ فِي سَفْحِ جَبَلِهَا، فَأَمَرَ مُؤَذِّنُهُ نَضْلَةَ، فَنَادَى بِالأَذَانِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ. فَأَجَابَهُ مُجيِبٌ مِنَ الْجَبَلِ كَبرت يَا نَضْلَة [نَضْلَةُ] كَبِيرًا. قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَ: كَلِمَةُ الإِخْلاصِ. قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: بُعِثَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ. قَالَ الْبَقَاءُ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ. قَالَ: كَلِمَةٌ مَقْبُولَةٌ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ: كَبَّرْتَ كَبِيرًا. قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ حُرِّمْتَ بِهَا عَلَى النَّارِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ نَضْلَةُ: يَا هَذَا قَدْ سَمِعْنَا كَلامَكَ فَأَرِنَا وَجْهَكَ، فَانْفَلَقَ الْجَبَلُ، فَإِذَا شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ هَامَّتُهُ مِثْلُ الرَّحَى، فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ أَنا زريب ابْن بَرْثَمَلِي وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِي رَبَّهُ بِطُولِ الْبَقَاءِ وَأَسْكَنَنِي هَذَا الْجَبَلَ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَتَبَرَّأْ مِمَّا عَلَيْهِ النَّصَارَى. مَا فَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْنَا قُبِضَ، فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى خَضَبَ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَامَ فِيكُمْ بَعْدَهُ؟ قُلْنَا: أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: مَا فَعَلَ؟ قُلْنَا قُبِضَ. قَالَ: فَمَنْ قَامَ فِيكُمْ بَعْدَهُ؟ قُلْنَا عُمَرُ قَالَ: فَأَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلامَ وَقُولُوا لَهُ يَا عُمَرُ سَدِّدْ وَقَارِبْ فَإِنَّ الأَمْرَ قَدْ تَقَارَبَ، خِصَالٌ إِذَا رَأَيْتَهَا فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ: إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْظًا وَالْمَطَرُ قَيْظًا، وَزُخْرِفَتِ الْمَسَاجِدُ وَزُوِّقَتِ الْمَصَاحِفُ، وَتَعَلَّمَ عَالِمُهُمْ لِيَأْكُلَ دِينَارَهُمْ وَدِرْهَمَهُمْ، وَخَرَج الْغَنِيُّ فَقَامَ لَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَكَانَ أَكْلُ الرِّبَا فِيهِمْ شَرَفًا، وَالْقَتْلُ فِيهِمْ عِزًّا، فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ. قَالَ فَكَتَبَ بِهَا سَعْدُ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ صَدَقْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ وَصِيُّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَأَقْرِه مِنِّي السَّلامَ، فَأَقَامَ سَعْدٌ بِذَلِكَ الْمَكَانِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يُنَادى بالاذان وَلَا يُجَاب ".

قَالَ أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا وَحدثنَا الصَّلْت بن مَسْعُود الجحدري قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن يحيى عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ: " لما ظهر سعد على حلوان الْعرَاق بعث جَعونَة بن نَضْلَة فِي الطّلب قَالَ فأتينا على غَار أَو ثقب فخضرت الصَّلَاة قَالَ: فَأَذنت فَقلت الله أكبر فَأَجَابَنِي مُجيب من الْجَبَل كَبرت كَبِيرا. قَالَ فأجبت فرقا. قَالَ قلت أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: خلصت فَالْتَفت يَمِينا وَشمَالًا فَلم أر أحدا. قَالَ قَالَت أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ قَالَ نَبِي بعث. قلت حَيّ على الصَّلَاة. قَالَ فَرِيضَة وضعت. قلت حَيّ على الْفَلاح. قَالَ قد أَفْلح من أجابها واستجاب لَهَا. كَذَلِك يَقُول فألتفت فَلَا أرى أحدا قَالَ: قلت جنى أَنْت أم إنى؟ فَأَشْرَف عَليّ شيخ أَبيض الرَّأْس واللحية قَالَ: أَنا زريب بن برثملي من حوارِي عِيسَى ابْن مَرْيَم، وَأَنا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، وَأَنه جَاءَ بِالْحَقِّ من عِنْد الْحق قد علمت مَكَانَهُ فأردته فحالت بيني وَبَينه كفار فَارس، فَأقر صَاحبك السَّلَام. فَكتب سعد إِلَى عمر. فَكتب عمر لَا يفوتنك الرجل فَطلب فَلم يُوجد ". وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن الانباري من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن عبد الرحمن وَهُوَ مَجْهُول وَحَدِيث زريب بن برثملي حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ. أما رِوَايَة الرَّاسِبِي عَن مَالك فَلَيْسَ من حَدِيث مَالك قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب روى الرَّاسِبِي عَن مَالك هَذَا الحَدِيث الْمُنكر، وَأما رِوَايَة ابْن لَهِيعَة فَكَانَ يحيى ابْن سعيد لَا يرى ابْن لَهِيعَة شَيْئا، وَضَعفه يحيى بن معِين وَالْفَلَّاس وَالنَّسَائِيّ. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَيْسَ مِمَّن يحْتَج بِهِ. وَقَالَ ابْن حبَان: رَأَيْته يُدَلس عَن أَقوام ضعفاء على أَقوام ثقاة قد رَآهُمْ، وَكَانَ لَا يبالى مَا دفع إِلَيْهِ قَرَأَهُ سَوَاء كَانَ من حَدِيثه أَو لم يكن. وَفِيه سُلَيْمَان بن أَحْمَدَ قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ أَحْمد

وَيحيى ثمَّ تغير وَأخذ فِي الشّرْب وَالْمَعَازِف فَترك. وَأما عبد الْعَزِيز بن أبي رواد فَقَالَ عَليّ بن الْجُنَيْد: كَانَ ضَعِيفا وَأَحَادِيثه مُنكرَات. وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يحدث على التَّوَهُّم والحسبان، فَسقط الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ على ابْن الْمَدِينِيّ لم يرو إِلَّا من وَجه مَجْهُول. حَدِيث قس بن سَاعِدَة أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ قَالَ أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " قَدِمَ وَفْدُ عبد القيس على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّكُمْ يَعْرِفُ الْقِسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الإِيَادِيَّ؟ فَقَالُوا: كُلُّنُا يَعْرِفُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ؟ قَالُوا: هَلَكَ. قَالَ: مَا أَنْسَاهُ بِعُكَاظٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْتَمِعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَاتَ وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لعبرا، مهاد مَوْضُوع وَضعف [سقف] مَرْفُوعٌ وَنُجُومٌ تَمُورُ وَبِحَارٌ لَا تَغُورُ، أَقْسَمَ قِسُّ قَسَمًا حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَرْضِ رِضًى لَيَكُونَنَّ سَخَطٌ. إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى لَدِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَالِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونَ أَرَضُوا فَأَقَامُوا أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا، ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يَرْوِي شِعْرَهُ فَأَنْشَدُوهُ: فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرُ لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرُ وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا يَسْعَى الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرُ لَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرُ أَيْقَنْتُ أَنِّيَ لَا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ الْقَوْم صائر

طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سعيد قَالَ [قَالَ] ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ قِسُّ بْنُ سَاعِدَةَ لايادى؟ قَالَ: مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَحِمَ اللَّهُ قِسًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ ". فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَقَدْ رَوَاهُ الْكَلْبِيُّ بِإِسْنَادٍ آخَرَ فَقَالَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وروى مطولا من حَدِيث ابْن إِسْحَاق عَن بعض أهل الْعلم وَلم يسمه. وَهَذَا الحَدِيث من جَمِيع جهاته بَاطِل قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ المُصَنّف: قلت أما الطَّرِيق الأول فَقَالَ يَحْيَى بن معِين: مُحَمَّد بن الْحجَّاج كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيّ: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يكذب. وَأما الْكَلْبِيّ فَقَالَ زَائِدَة وَلَيْث وَالسَّعْدِي: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ وضوح الْكَذِب فِيهِ أظهر من أَن يحْتَاج إِلَى الإغراق فِي وَصفه. وَأما أَبُو صَالح فَقَالَ ابْن عدي لَا أعلم أحدا من الْمُتَقَدِّمين رضيه وَلَعَلَّ أَبُو إِسْحَاق دلسه بِبَعْض أهل الْعلم.

كتاب العلم

كتاب الْعلم بَاب طلب الْعلم وَلَو بالصين أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدّ الْمَرْهَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي عَاتِكَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَسْطَامِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مَنْصُورُ بْنُ نَصْرِ بن عبد الرحيم السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ قَالا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاتِكَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِي تفرد بِهِ الْحسن بن عَطِيَّة. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَهَذَا تَحْرِيف من الْحَاكِم لِأَنَّهُ قد رَوَاهُ غير الْحسن أَنبأَنَا بِهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ العتيقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ قَالَ حَدَّثَنَا طَرِيفُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عَاتِكَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما الْحسن بن عَطِيَّة فضعفه أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَأما أَبُو عَاتِكَة فَقَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ. بَاب قلَّة انْتِفَاع أهل الْعرَاق بِالْعلمِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ قَالَ أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ تَغْلِبَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ لَبِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ النَّاسِ عِلْمًا أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَقَلُّهُمُ انْتِفَاعًا بِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: الْمسيب لَيْسَ بشئ. وَقَالَ السَّعْدِيّ: ينكب النَّاس عَن حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيّ: وجعفر مَجْهُول. بَاب الْمَشْي حافيا فِي طلب الْعلم فِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَعْفَرِ بْنِ نَسْطُورٍ. فَأَمَّا حَدِيث أَبى بكر فأنبأنا أَحْمد بن عبيد الله بْنِ كَادِشَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِصْطَخْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدٍ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَمَرَّتْ جَنَازَةٌ فَخَلَعَ أَبُو بَكْرٍ نَعْلَيْهِ فَقَامَ مَعَهَا، فَقُلْنَا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ خَلَعْتَ نَعْلَيْكَ حَيْثُ يَلْبِسُ النَّاسَ؟ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْمَاشِي الْحَافِي فِي طَاعَة الله عزوجل يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ يُطَالِبُهُ اللَّهُ بِهَا " وَأَمَّا حَدِيثُ ابْن عَبَّاس فَلهُ طَرِيقَانِ:

الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُف بن عبد الله البجلى قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَارَعْتُمْ إِلَى الْخَيْرِ فَامْشُوا حُفَاةً فَإِنَّ الْمُحْتَفِي يُضَاعَفُ أَجْرُهُ عَلَى الْمُنْتَعِلِ ". الطَّرِيقُ الثَّانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُذَكَّرُ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِلَّا أُنَبِّئُكُمْ بِأَحَقِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ؟ الْمُتَسَارِعُ إِلَى الْخيرَات مَا شيا عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا. قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاظَرٌ إِلَى عَبْدٍ يَمْشِي حَافِيًا فِي طَلَبِ الْخَيْرِ " وَأَمَّا حَدِيثُ ابْن نسطور فأنبأنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ قَالَ أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْفَرَجِ التِّنِّيسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَاشِغْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ نُوحٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ مَنْصُورُ ابْن حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ نُسْطُورٍ الرُّومِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ مَشَى إِلَى خَيْرٍ حَافِيًا فَكَأَنَّمَا مَشَى عَلَى أَرْضِ الْجَنَّةِ تَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلائِكَةُ وَتُسَبِّحُ أَعْضَاؤُهُ " هَذِه أَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما حَدِيث أبي بكر فَفِي طَرِيقه مُوسَى بن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوك وَفِيهِ سيف. قَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ كَانَ يضع الحَدِيث.

وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كذابا خبيثا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَالطَّرِيقَانِ من عمل سُلَيْمَان بن عِيسَى وَقد ذكر فِي طَرِيق مُجَاهدًا وفى الْأُخْرَى طاوسا. قَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ كَذَّاب مُصَرح. وَقَالَ ابْن عدي: يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن نسطور فَبَاطِل وَرِجَاله مَجْهُولُونَ، وَلَا يعرف جَعْفَر بن نسطور، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه جَعْفَر إِلَّا جَعْفَر بن أبي طَالب. وَقد ذكرُوا لأبي سُفْيَان بن الْحَرْث ولدا يُقَال لَهُ جَعْفَر لَهُ صُحْبَة وَلَا يثبت ذَلِك. وَأعلم أَن هَذِه الْأَحَادِيث من الموضوعات الَّتِي تتنزه الشَّرِيعَة عَن مثلهَا، فَإِن الْمَشْي حافيا يُؤْذى الْعين والقدم وَلَا يُمكن مَعَه توقي النَّجَاسَات. وَقد رَأينَا فِي طلاب الْعلم من يمشي حافيا عملا بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة، وَلَو علم أَن هَذَا لَا يَصح وَأَنه يحتوي على شهرة زهد لم يفعل فَالله در الْعلم. بَاب تعلم الْعلم فِي الصِّبَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبى [أَبُو] بَقِيَّةَ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مَعْمَرٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَهُو شَابٌّ كَانَ بِمَنْزِلَةِ وَسْمٍ فِي حجر، وَمن تعلمه بعد مَا كَبُرَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ كِتَابٍ عَلَى ظَهْرِ الْمَاءِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهناد لَا يوثق بِهِ، و [أَبُو] بَقِيَّة مُدَلّس يروي عَن الضُّعَفَاء وَأَصْحَابه يسوون حَدِيثه ويحذفون الضُّعَفَاء مِنْهُ.

بَاب الملق فِي طلب الْعلم فِيهِ عَن معَاذ وَأبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة. فَأَما حَدِيث معَاذ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سُوَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ عَنِ الْخُصَيْبِ بْنِ جَحْدَرٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ". وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُتْبَةَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ الْوَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ بَشَيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَلَقُ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنَ حُصَيْنٍ الْكِلابِيُّ قَالَ حَدثنَا أبوعلاثة عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم " لاحسد وَلا مَلَقَ إِلا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ". لَيْسَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث شئ يَصح. أما الأول فَإِن الْحسن بن وَاصل هُوَ ابْن دِينَار وَقَدْ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى. وَقَالَ ابْن عدي: مَدَاره على الخصيب وَقد كذبه شُعْبَة وَيحيى الْقطَّان. وَقَالَ أَحْمد: لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة الموضوعات.

وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة قَالَ عمر بن مُوسَى لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّ ابْن علاثة اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن علاثة. قَالَ الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ. وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل ذكره إِلَّا على جِهَة الْقدح فِيهِ. بَاب ثَوَاب المعلمين أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل ابْن خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادِ بْنِ السَّكَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَان المخرومى [الْمَخْزُومِيُّ] عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُعَلِّمُونَ خَيْرُ النَّاسِ كُلَّمَا خَلَقَ الذِّكْرُ جَدَّدُوهُ، عَظِّمُوهُمْ وَلا تَسْتَأْجِرُوهُمْ فَتُخْرِجُوهُمْ، فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ إِذَا قَالَ لِلصَّبِيِّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم، فَقَالَ الصَّبِيُّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، كَتَبَ اللَّهُ بَرَاءَةً لِلصَّبِيِّ وَبَرَاءَةً لِوَالِدَيْهِ وَبَرَاءَةً لِلْمُعَلِّمِ مِنَ النَّارِ ". هَذَا الحَدِيث من عمل الْهَرَوِيّ وَهُوَ الجويباري، وَقد سبق الْقدح فِيهِ وَأَنه كَذَّاب وَضاع. حَدِيث فِي الدُّعَاء للمعلمين أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُومِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِبْلٍ عَنْ أَصْرَمَ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ نهشل بن سعيد

عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُعَلِّمِينَ ثَلاثًا وَأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي كَسْبِهِمْ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه: كَانَ نهشل كذابا. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب. وَأما أَصْرَم فَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ البُخَارِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: وَأما مُحَمَّد بن عَليّ فَشَيْخ مَجْهُول أَحَادِيثه مُنكرَة. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ الْفَرْخَانِ قَالَ حَدثنَا أَبى [أَبُو] الفرخان بن دوزبة مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُعَلِّمِينَ وَأَطِلْ أَعْمَارَهُمْ وَأَظِلَّهُمْ تَحْتَ ظِلِّكَ فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كِتَابَكَ الْمُنَزَّلَ ". قَالَ الْخَطِيبُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْخَانِ غير ثِقَة. حَدِيث ذكر عُقُوبَة الْمعلم إِذا لم يعدل بَين الصّبيان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بُنْدَارٍ الإِسْتَرَابَاذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يُوسُف عَن عبد الرحمن بْنِ الْقَطَامِيِّ عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُعَلِّمُ الصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ كُتِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الظلمَة ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما أَبُو المهزم فَكَانَ كذابا وَقد سبق الْقدح فِيهِ فِي أول كتاب التَّوْحِيد. وَأما عبد الرحمن ابْن الْقطَامِي فَقَالَ عَمْرو بن عَليّ الفلاس كَانَ كذابا. وَهَذَا الْكَلَام إِنَّمَا نعرفه من كَلَام مَكْحُول. حَدِيث آخر فِي الدُّعَاء بفقر المعلمين أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دِينَارٍ الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ عَبدة القراحى قَالَ حَدثنَا عبد الله الْعَتَكِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْتَمِعُوا وَارْفَعُوا أَيْدِيكُمْ. فَاجْتَمَعْنَا وَرَفَعْنَا أَيْدِينَا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَفْقِرِ الْمُعَلِّمِينَ كَيْ لَا يَذْهَبَ الْقُرْآنُ، وَاغْنِ الْعُلَمَاءَ كَيْ لَا يَذْهَبَ الدِّينُ ". حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: هَذَا حَدِيث مُنكر. وسعدان غير مَعْرُوف. وَأحمد بن إِسْحَاق لَا يعرف أَيْضا. وَشَيخنَا مُحَمَّد بن دَاوُد كَانَ يكذب. حَدِيث آخر فِي ذمّ المعلمين: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْفضل الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ أَنْبَأَنَا مُصْبِحُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُصْبِحٍ الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الأَصْبَغِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ الإِسْكَافِ إِذْ جَاءَ ابْنٌ لَهُ يَبْكِي فَقَالَ يَا بُنَيَّ مَالَكَ؟ فَقَال ضَرَبَنِي الْمُعَلِّمُ، فَقَالَ وَاللَّهِ لأُخْزِيَنَّهُمُ الْيَوْمَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شِرَاركُمْ معلموكم أَقَله [أقلهم] رَحْمَة على الْيَتِيم

وَأَغْلَظُهُمْ عَلَى الْمِسْكِينِ " وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله بْنِ الْجُنَيْدِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ فِيهِ " مُعَلِّمُو صِبْيَانِكُمْ شِرَارُكُمْ " وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ عَنْ عُبَيْدٍ فَقَالَ فِيهِ " شِرَارُ أُمَّتِي مُعَلِّمُوهَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ، وَفِيهِ جمَاعَة مجروحون، وأشدهم فِي ذَلِك سيف وَسعد فكلا [فكلاهما] مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. وَسعد هُوَ فِي هَذَا الحَدِيث أقوى تُهْمَة. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الْفَوْر. بَاب تَقْدِيم حُضُور مجْلِس الْعَالم على غَيره من الطَّاعَات روى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْمُذَكَّرُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحَمْدُ بْنُ عبد الله الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَحْبَحَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ عَنْ عُمَرَ بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَاهِدٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا حَضَرْتُ جِنَازَةً وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ عَالِمٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَشْهَدَ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ لِلْجِنَازَةِ مَنْ يَتْبَعُهَا وَيَدْفِنُهَا فَإِنَّ حُضُورَ مَجْلِسِ عَالِمٍ خَيْرٌ مِنْ حُضُورِ أَلْفِ جِنَازَةٍ تُشَيِّعُهَا، وَمِنْ حُضُورِ أَلْفِ مَرِيضٍ تَعُودُهُ، وَمِنْ قِيَامِ أَلْفِ لَيْلَةٍ للصَّلَاة، وَمن ألف يَوْم تصومها، وَمِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ تَتَصَدَّقُ بِهَا، وَمِنْ أَلْفِ حَجَّةٍ سِوَى الْفَرْضِ، وَمِنْ أَلْفِ غَزْوَةٍ سِوَى الْوَاجِبِ تَغْزُوهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ، وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ الْمَشَاهِدُ مِنْ مَشْهَدِ عَالِمٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ يُطَاعُ بِالْعِلْمِ وَيُعْبَدُ بِالْعِلْمِ، وَخَيْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنَ مِنَ الْعِلْمِ، وَمِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مِنَ الْجَهْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ وَمَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ؟ وَمَا الْحَجُّ بِغَيْرِ عِلْمٍ؟ وَمَا الْجُمُعَةُ بِغَيْرِ عِلْمٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْقُرْآنِ، وَأَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَقْضِي عَلَى السُّنَّةِ؟ ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. أما الْمُذكر فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هُوَ مَتْرُوك، وَأما الْهَرَوِيّ فَهُوَ الجويباري وَهُوَ الَّذِي وَضعه. قَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل: إِسْحَاق ابْن بحبح أكذب النَّاس. بَاب فِي مُشَاورَة الحاكة والمعلمين أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على قَالَ أَنبأَنَا الْحسن ابْن عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيز بن جَعْفَر الْخرق قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبِ غُلامُ خَلِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَسْتَشِيرُوا الْحَاكَةَ وَلا الْمُعَلِّمِينَ ". وَقَدْ رَوَاهُ يحيى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بْنِ زُحَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ فَزَادَ فِيهِ " فَإِنَّ اللَّهَ عزوجل سَلَبَهُمْ عُقُولَهُمْ وَنَزَعَ الْبَرَكَةَ مِنْ أكسلبهم ". وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما الطَّرِيق الأول فَفِيهِ غُلَام خَلِيل قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوك، وَحكى عَنْهُ ابْن عدي أَنه قَالَ وَضعنَا أَحَادِيث نرقق بهَا قُلُوب الْعَامَّة. وَأما عَليّ بن يُوسُف فَإِنَّهُ لَا يعرف. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ عبيد الله بن زحر. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: لَيْسَ بشئ وَقَالَ أَبُو مسْهر: هُوَ صَاحب كل معضلة. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات، وَإِذا روى عَن عَليّ بن يزِيد أَتَى بالطامات اجْتمع فِي إِسْنَاد خبر عبيد الله بن زحر وعَلى ابْن يزِيد وَالقَاسِم أَبُو عبد الرَّحْمَن لم يكن متن ذَلِك الْخَبَر إِلَّا مِمَّا عملت أَيْديهم. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: عَليّ بن يزِيد مَتْرُوك وأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن ضو فَهُوَ مُحَمَّد بن الضو بن الصلصال بن الدلهمس كَانَ

كذابا مجاهرا بِالْفِسْقِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن أَبِيه الْمَنَاكِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَأما أَبُو عمَارَة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ضَعِيف جدا. بَاب ذمّ الحاكة أَنبأَنَا أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُّوخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابْن أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِذَا أَنَا بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَسْعَى حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْبَابِ الآخَرِ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيَّ بِالرَّجُلِ فَجِئَ بِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ أُرِيدُ الْبَصْرَةَ. قَالَ وَتَعْمَلُ مَاذَا؟ قَالَ لَهُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ. قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عَلِيٌّ بِالْحَضْرَةِ وَأَنْتَ تَذْهَبُ إِلَى الْبَصْرَةِ تَطْلُبُ الْعِلْمَ؟ أَيُّهَا الرَّجُلُ مَا حِرْفَتُكَ؟ قَالَ أَنَا رَجُلٌ نَسَّاجٌ قَالَ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ يَقُولُهُا ثَلاثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ زَمَانًا تَطْلُبُ فِيهِ الْحَاكَةُ الْعِلْمَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يُحَدِّثُ فَقَالَ: مَنِ اطَّلَعَ فِي طِرَازِ حَائِكٍ خَفَّ دِمَاغُهُ، وَمَنْ كَلَّمَ حَائِكًا بَخُرَ فَمُهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَ حَائِكٍ ارْتَفَعَ رِزْقُهُ. قَالَ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَيْسُوا إِخْوَانَنَا فِي الإِسْلامِ وَشُرَكَانَا فِي الدِّينِ؟ قَالَ هُمُ الَّذِينَ بَالُوا فِي الْكَعْبَةِ وَسَرَقُوا غَزْلَ مَرْيَمَ وَعِمَامَةَ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَسَمَكَةَ عَائِشَةَ مِنَ التَّنُّورِ وَاسْتَدَلَّتْهُمْ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ عَلَى الطَّرِيقِ فَدَلُّوهَا عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ ". هَذَا حَدِيث لَا يخفى على الصّبيان الجهلة أَنه مَوْضُوع فَلَا بَارك الله فِي من (15 الموضوعات 1)

وَضعه فَمَا أقبح مَا فعل، وَكَيف اجترأ على الْكَذِب عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَلى عَليّ رَضِي الله عَنْهُ وَرُوَاته مَجْهُولُونَ وَكَونه على ظهر كتاب لَا على وَاو يكفى فِي أَنه لَيْسَ بشئ. بَاب خُرُوج الحاكة مَعَ الدَّجَّال أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ يَعْقُوبَ الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي تَمِيمٍ الفريابى قَالَ حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن يحيى بن عبيد الله قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حَائِكٍ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ آفَات. أما إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى فَقَالَ ابْن عدي: يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة وَمَا لَا أَصْلَ لَهُ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال. قَالَ: وَعبد الرَّحِيم بن حبيب يضع الحَدِيث على الثقاة وَلَعَلَّه قد وضع أَكثر من خَمْسمِائَة حَدِيث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَمُحَمّد بن تَمِيم كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ أَيْضا. بَاب تَحْسِين كِتَابَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس. فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُفْيَان قَالَ حَدثنَا عَبَّاس

ابْن الضَّحَّاك البلخى عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلَمْ يُعَوِّرِ الْهَاءَ الَّتِي فِي اللَّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَى عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور ابْن حَاتِمٍ النُّوشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَالِمٍ الرَّوَّاسُ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَحَسَّنَهَا غُفِرَ لَهُ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَر بن عَلان قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ حَدثنَا أَبُو سَالم الْعَلَاء ابْن مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَتَبَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فجوده [فَجَوَّدَهَا] تَعْظِيمًا لِلَّهِ غُفِرَ لَهُ وَخَفَّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما الأول فَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: عَبَّاس بن الضَّحَّاك دجال يضع الحَدِيث. قَالَ: وَهَذَا شئ مَوْضُوع لَا شكّ فِيهِ. وَأما الثَّانِي فأبان ضَعِيف جدا، وَأَبُو حَفْص فأشد مِنْهُ ضعفا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَرَقْنَا حَدِيثَهُ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأَبُو سَالم اسْمه الْعَلَاء بن مسلمة. قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: كَانَ رجل سوء لَا يحل لمن عرفه أَن يروي عَنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر: هُوَ كَذَّاب.

بَاب الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله وَسلم فِي الْكتاب فِيهِ عَن أبي بكر وَأبي هُرَيْرَة. فَأَما حَدِيث أبي بكر فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَتَبَ عَنِّي عِلْمًا فَكَتَبَ مَعَهُ صَلاةٌ عَلَيَّ لَمْ يَزَلْ فِي أَجْرٍ مَا قُرِئَ ذَلِكَ الْكِتَابُ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أبي هُرَيْرَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطِّينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْعَلافُ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي فِي الْكِتَابِ ". هَذَانِ حديثان موضوعان عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الأول فَقَالَ ابْن عدي: وَضعه أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ وَكَانَ وضاعا بِإِجْمَاع الْعلمَاء. وَأما الثَّانِي فَفِيهِ يزِيد بن عِيَاض. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. سُئِلَ مَالك عَن ابْن سمْعَان فَقَالَ كَذَّاب، فَقيل فيزيد بن عِيَاض قَالَ أكذب وأكذب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث وَفِيهِ إِسْحَاق بن وهب قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب مَتْرُوك يحدث بالأباطيل. وَقَالَ ابْنُ حبَان يضع الحَدِيث. بَاب أَخذ الْأُجْرَة على التَّعْلِيم رَوَى نَهْشَلٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ بِمِرْكَاسٍ الْمُعَلِّمِ فَقَالَ إِيَّاكَ وَحَطَبَ الصُّبْيَانِ وَخُبْزَ الرُّقَاقِ، وَإِيَّاكَ وَالشَّرْطَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَقد ذكرنَا آنِفا عَن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أَن نَهْشَلَا كَانَ كذابا، وَعَن النَّسَائِيّ أَنه مَتْرُوك الحَدِيث. حَدِيث آخر: رَوَى حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْتَفْلِيسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ عبد الاعلى عَنْ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَجْرِ ثَلاثَةٍ، فَقِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَجْرِ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُؤَذِّنِينَ وَالأَئِمَّةِ حَرَامٌ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. والحضرمي وَمُحَمّد وَحسان مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ. وَزِيَاد يُقَال لَهُ ابْن أبي زِيَاد. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك. حَدِيث آخر: رَوَى صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّعْلِيمِ وَالأَذَانِ بِالأُجْرَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". هَذَا لَا يَصح أَيْضا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالح بن بَيَان والفرات بن السَّائِب مَتْرُوكَانِ. حَدِيث على ضد هَذِه الْأَحَادِيث قَالَ ابْن عدي: رَوَى عُمَرُ بْنُ الْمُحْرِمِ الْبَصْرِيُّ عَنْ ثَابِتٍ الْحَفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْمُعَلِّمِينَ، فَقَالَ: إِنَّ أَحَقَّ مَا أُخِذَ عَلَيْهِ الأَجْرُ كِتَابُ اللَّهِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لعَمْرو أَحَادِيث مَنَاكِير وثابت لَا يعرف والْحَدِيث مُنكر.

بَاب نشر الْعلم أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ قَالَ أَنْبَأَنَا مَكْحُولٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَجْوَدِ الأَجْوَدِينَ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَجْوَدُ الأَجْوَدِينَ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ، فَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ كَمَا يُبْعَثُ النَّبِيُّ أُمَّةً وَحْدَهُ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا حَدِيثٌ مُنكر بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ. ونوح بن ذكْوَان يجب التنكب عَن حَدِيثه للمناكير ومخالفته الْأَثْبَات. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: وَأَيوب مُنكر الحَدِيث. بَاب الاخلاص فِي نشر الْعلم أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَبَّالُ قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل ابْن يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ فِضَّةٍ مُفَصَّصَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ مُكَلَّلَةٌ بِالدِّيبَاجِ وَالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ، ثُمَّ يُنَادِي منادى الرَّحْمَن عزوجل أَنَّ مَنْ حَمَلَ إِلَى أُمَّتِي علما يحملهُ إِلَيْهِم يرد بِهِ الله عزوجل أُجْلِسُوا عَلَيْهَا، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل عَن مسعر وَهُوَ كَذَّاب مَتْرُوك.

بَاب صفة من ينْتَفع بِالْعلمِ وَمن لَا ينْتَفع بِهِ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بن عبد الرحمن النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الذُّهْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى عَنْ عُمَرَ عَنْ صُبْحٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلَّهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَابًا إِلا ازْدَادَ بِهِ فِي نَفْسِهِ ذُلا وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا وَلِلَّهِ خَوْفًا وَفِي الدُّنْيَا اجْتِهَادًا، فَذَلِكَ الَّذِي يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَيَتَعَلَّمُهُ، وَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلدُّنْيَا وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ وَالْحُظْوَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَابًا إِلا ازْدَادَ بِهِ فِي نَفْسِهِ عَظَمَةً وَبِاللَّهِ اغْتِرَارًا وَفِي الدِّينِ جَفَاءً، فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَكُفَّ عَنِ الْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ وَالنَّدَامَةِ وَالْخِزْيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عمر بن صبح. قَالَ ابْنُ حبَان: يضع الحَدِيث على الثقاة. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: كَذَّاب كامر (1) . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب بذل الْعلم لطالبيه أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاق ابْن دَنْمَهر قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ وَلا يَكْتُمُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ ".

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل وَقد تعذر توجيهها، ولعلها مصحفة من " أشر ". (*)

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ عبد القدوس. قَالَ ابْن الْمُبَارك: لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَى من [أَن] أروي عَن عبد القدوس. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. بَاب لَا يعلم إِلَّا من يسْتَحق أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعْدَوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزيات قَالَ حَدثنَا عبد الله يَعْنِي ابْنَ نَاجِيَةَ قَالا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ تَغْلِبَ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْعِجْلِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ قَالا أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ قَالا حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعِيزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَطْرَحُوا الدُّرَّ فِي أَفْوَاهِ الْكِلابِ ". قَالَ ابْن بكار أَظُنهُ يعْنى الْعلم. وَقَالَ الْأنْصَارِيّ يعْنى الْفِقْه. أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ قَالَ حَدَّثَنَا بُشْرَى بْنُ عبد الله الرُّومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَذَّاءُ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَنَسِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فِي أَعْنَاقِ الْخَنَازِيرِ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ يَحْيَى بن عقبَة. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ

النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ ابْن عدي: عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب إِيثَار الشبَّان على الاشياخ بِالْعلمِ أَنبأَنَا أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن نن مَرْزُوقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ الْمُوَقَّرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اسْتَوْدِعُوا الْعِلْمَ الأَحْدَاثَ إِذْ رَضِيتُمُوهُمْ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: الْوَلِيد كَذَّاب. وَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ بشئ. بَاب الاستزادة من الْعلم أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطَّنَاجِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا فَلا بُورِكَ لِي فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنبأَنَا ابْن نَاصِر عَن أبي الْفضل بن خيرون قَالَ: قَالَ لنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أصل لَهُ عَن الزُّهْرِيّ وَلَا يَصح عَنْ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أعلم حدث بِهِ غير الحكم تَركه ابْن الْمُبَارك وَنهى أَحْمد عَن حَدِيثه. وَقَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مَأْمُون. قَالَ المُصَنّف: قلت وفى رِوَايَة قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الْحَكَمُ لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى الموضوعات عَن الاثبات بَاب شين الطمع لاهل الْعلم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الصَّفَا الزُّلالَ لأَهْلِ الْعِلْمِ الطَّمَعُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمُحَمّد بن مسلمة قد ضعفه الالكائى وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال جدا، وخارجة بن مُصعب أَشد ضعفا مِنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى: خَارِجَة لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. بَاب أَن الْعلم لَا يشْبع مِنْهُ فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة. فَأَما حَدِيث أبي هريره فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ قَالَ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدثنَا عمر بن عبد الله بْنِ رُزَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ عَنِ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَرْبَعٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعٍ: أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ، وَأُنْثَى مِنْ ذَكَرٍ، وَعَالِمٍ مِنْ عِلْمٍ، وَعَيْنٍ مِنْ نَظَرٍ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ الْمُقْرِيِّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَاقَرَحِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مُتَيِّمٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ ح وَأَنْبَأَنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن زبالة قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَرْبَعٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعٍ: أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ، وَلا أُنْثَى مِنْ ذَكَرٍ، وَلا الْعَيْنُ مِنَ النَّظَرِ، وَلا الْعَالِمُ مِنَ الْعِلْمِ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " أَرْبَعٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعٍ: أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ، وَعَيْنٌ مِنْ نَظَرٍ، وَأِنْثَى مِنْ ذَكَرٍ، وَطَالِبُ عِلْمٍ مِنْ عِلْمٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الطَّرِيقُ الأول فَانْفَرد بِهِ مُحَمَّد بن الْفضل بن عَطِيَّة. قَالَ أَحْمَدُ بن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ حَدِيثه حَدِيث أهل الْكَذِب. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ كَانَ كذابا وَكَذَلِكَ قَالَ السَّعْدِيّ وَالْفَلَّاس. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن

حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على سَبِيل الِاعْتِبَار. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي: فَفِيهِ ابْن زبالة قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ مرّة كَانَ كذابا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عَبَّاس بن الْوَلِيد قَالَ ابْنُ حِبَّانَ يروي الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال وَلَا كتب حَدِيثه إِلَّا للاعتبار. قَالَ وَعبد السَّلَام يروي الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ: والْحَدِيث مَوْضُوع. وَقَالَ ابْن عدي: لَا يروي عَن هِشَام هَذَا إِلَّا عبد السَّلَام. وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يروي هَذَا الْكَلَام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جِهَة تثبت. بَاب الرَّحْمَة للْعَالم إِذا تلاعب بِهِ الصّبيان فِيهِ عَن ابْن عَبَّاس وَأنس. فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ارْحَمُوا ثَلاثَةً: عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ، وَغَنِيَّ قَوْمٍ افْتَقَرَ، وَعَالِمًا تَتَلاعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدَّبُ قَالَ حَدثنَا عمار بن عبد المجيد قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الرَّازِيُّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سَمْعَانَ بْنِ المهدى عَن أنس

ابْن مَالك قَالَ قَالَ رسو الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ارْحَمُوا ثَلاثَةً: غَنِيَّ قَوْمٍ افْتَقَرَ وَعَزِيزَ قَوْمٍ قَدْ ذَلَّ، وَفَقِيهًا تَتَلاعَبُ بِهِ الْجُهَّالُ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْحَمُوا مِنَ النَّاسِ ثَلاثَةً: عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ، وَغَنِيَّ قَوْمٍ افْتَقَرَ، وَعَالِمًا بَيْنَ الجُهَّالِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ وهب بن وهب وَكَانَ أكذب النَّاس. أما حَدِيث أنس فَفِي الطَّرِيق الأول سمْعَان وَهُوَ مَجْهُول لَا يعرف. وفى الثَّانِي عِيسَى بن طهْمَان. قَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ المُصَنّف: قلت وَإِنَّمَا يعرف هَذَا من كَلَام الفضيل بن عِيَاض أَنْبَأَنَا بِهِ ابْن نَاصِر قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن خلف قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَاكِم أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِي قَالَ: سَمِعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل، يَقُول: سَمِعت جدي يَقُول سَمِعت سعيد بن مَنْصُور يَقُول: قَالَ الفضيل بن عِيَاض " ارحموا عَزِيز قوم ذل، وغنيا افْتقر، وعالما بَين الجال ". بَاب أزهد النَّاس فِي الْعَالم جِيرَانه أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْحَوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ النَّضْرِ الْمُجَاشَعِيُّ عَنِ الْمُنْذِرِ بن زِيَاد

قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ فِي الْعَالَمِ؟ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلُ بَيْتِهِ. قَالَ لَا. جِيرَانُهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يروي عَن بعض الْعلمَاء وَالْمُتَّهَم بِهِ الْمُنْذر. قَالَ الفلاس: كَانَ كذابا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.

أَبْوَاب تتَعَلَّق بِالْقُرْآنِ بَاب فِي فَضَائِل السُّور أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد ابْن عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَدِيعُ بْنُ حَبَّانَ أَبُو الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زيد بن جدعَان وَعَطَاء ابْن أَبِي مَيْمُونَةَ كِلاهُمَا عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أُبَيُّ مَنْ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ فَذَكَرَ سُورَةً سُورَةً وَثَوَابَ تَالِيهَا إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ ". أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ خيرون بن عبد الملك قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلافِ قَالَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الآدَمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ إِذْنًا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَبَّابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بن جدعَان وَعَطَاء ابْن أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حبيس [حُبَيْشٍ] عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَضَ عَلَيَّ الْقُرْآن فِي النسة الَّتِى يات [مَاتَ] فِيهَا مَرَّتَيْنِ وَقَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلامُ. فَقَالَ أُبَيٌّ فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا [أ] كَانَت لى خَاصَّة فحصنى بِثَوَابِ الْقُرْآنِ مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَطْلَعَكَ عَلَيْهِ؟ قَالَ نَعَمْ يَا أُبَيُّ أَيُّمَا مُسْلِمٍ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ وَأُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ أُعْطِيَ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ النِّسَاءِ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَى كُلِّ مَنْ وَرِثَهُ مِيرَاثًا، وَمَنْ قَرَأَ الْمَائِدَةَ أُعْطِيَ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ

عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ تَنَفَّسْ فِي الدُّنْيَا، وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الأَنْعَامِ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَمَنْ قَرَأَ الأَعْرَافَ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ (1) ، وَمَنْ قَرَأَ الأَنْفَالَ أَكُونُ لَهُ شَفِيعًا وَشَاهِدًا وَبَرِئٌ مِنَ النِّفَاقِ، وَمَنْ قَرَأَ يُونُسَ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ كَذَّبَ بِيُونُسَ وَصَدَّقَ بِهِ وَبِعَدَدِ مَنْ غَرَقَ مَعَ فِرْعَونَ، وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ هُودٍ أُعْطِيَ مِنَ الأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ من صدق نوح وَكَذَّبَ بِهِ، وَذَكَرَ فِي كُلِّ سُورَةٍ ثَوَابَ تَالِيهَا إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ ". وَقد فرق هَذَا الحَدِيث أَبُو إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره فَذكر عِنْد كل سُورَة مِنْهُ مَا يَخُصهَا وَتَبعهُ أَبُو الْحسن الواحدي فِي ذَلِك وَلَا أعجب مِنْهُمَا لانهما ليسامن أَصْحَاب الحَدِيث، وَإِنَّمَا عجبت من أبي بكر بن أبي دَاوُد كَيفَ فرقه على كِتَابه الَّذِي صنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَهُوَ يعلم أَنه حَدِيث محَال، وَلَكِن شَره جُمْهُور الْمُحدثين فَإِن من عَادَتهم تَنْفِيقِ حَدِيثهمْ وَلَو بِالْبَوَاطِيل، وَهَذَا قَبِيح مِنْهُم لِأَنَّهُ قد صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " من حدث عَنى حَدِيثا يرى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين ". وَهَذَا حَدِيث فَضَائِل السُّور مَصْنُوع بِلَا شكّ، وفى إِسْنَاد الطَّرِيق الأول بديع. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَهُوَ مَتْرُوك، وفى الطَّرِيق الثَّانِي مخلد (2) بن عبد الْوَاحِد قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا يَنْفَرِدُ بمناكير لَا تشبه أَحَادِيث الثقاة، وَقد اتّفق بديع ومخلد عَليّ رِوَايَة هَذَا الحَدِيث عَن عَليّ بن زيد، وَقد قَالَ أَحْمَدُ وَيحيى: عَليّ بن زيد لَيْسَ بشئ. وَبعد هَذَا فَنَفْس الحَدِيث يدل على أَنه مَصْنُوع فَإِنَّهُ قد استفز [استنفد] السُّور وَذكر فِي كل وَاحِدَة مَا يُنَاسِبهَا من الثَّوَاب بِكَلَام رَكِيك فِي نِهَايَة الْبُرُودَة لَا يُنَاسب كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل وَيقْضى السِّيَاق بقوله بعد إِبْلِيس حِجَابا. (2) لَيْسَ فِي سَنَد الحَدِيث الْمَذْكُور مخلد بن عبد الْوَاحِد وَإِنَّمَا فِيهِ مُحَمَّد وَالصَّحِيح مخلد. (*)

روى فِي فَضَائِل السُّور أَيْضا ميسرَة بن عبد ربه. قَالَ عبد الرحمن بن مهدى: قلت لِميسرَة من أَيْن جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث من قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا، قَالَ وَضعته أَرغب النَّاس فِيهِ. أَنْبَأَنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ الشَّامِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن العتيقي قَالَ أَنبأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدثنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَتْنُوَيْهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ كَذَا فَلَهُ كَذَا " قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَظُنُّ الزَّنَادِقَةَ وَضَعَتْهُ. أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بن دِينَار الْفَقِيه وَالْمبَارك بن عَليّ الصَّيْرَفِي قَالَا أَنْبَأَنَا عَليّ بن مُحَمَّد ابْن العلاف قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ بن عمر الحماهي قَالَ أَنْبَأَنَا الْحسن بن مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَليّ بن يحيى بن سَلام الدَّامغَانِي قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن النَّضر النَّيْسَابُورِي يَقُول سَمِعت مَحْمُود بن غيلَان يَقُول سَمِعت مؤملا يَقُول حَدَّثَنِي شيخ بفضائل سور الْقُرْآن الَّذِي يروي عَن أبي بن كَعْب، فَقلت للشَّيْخ من حَدثَك؟ فَقَالَ حَدَّثَنِي رجل بالمداين وَهُوَ حَيّ فصرت إِلَيْهِ فَقلت من حَدثَك؟ فَقَالَ حَدَّثَنِي شيخ بواسط وَهُوَ حَيّ فصرت إِلَيْهِ، فَقَالَ حَدَّثَنِي شيخ بِالْبَصْرَةِ فصرت إِلَيْهِ فَقَالَ حَدَّثَنِي شيخ بعبادان فصرت إِلَيْهِ، فَأخذ بيَدي فَأَدْخلنِي بَيْتا فَإِذا فِيهِ قوم من المتصوفة وَمَعَهُمْ شيخ، فَقَالَ: هَذَا الشَّيْخ حَدَّثَنِي، فَقلت يَا شيخ من حَدثَك؟ فَقَالَ لم يحدثني أحد وَلَكنَّا رَأينَا النَّاس قد رَغِبُوا من الْقُرْآن فَوَضَعْنَا لَهُم هَذَا الحَدِيث ليصرفوا وُجُوههم إِلَى الْقُرْآن. أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر الْمُفِيد قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَم بن خلف الدوري (16 الموضوعات 1)

قَالَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالَ سَمِعت المؤمل ذكر عِنْده الحَدِيث الَّذِي يروي عَن أبي عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فضل الْقُرْآن، فَقَالَ حَدَّثَنِي رجل ثِقَة سَمَّاهُ، قَالَ حَدَّثَنِي رجل ثِقَة سَمَّاهُ (1) قَالَ أتيت الْمَدَائِن فَلَقِيت الرجل الَّذِي يروي هَذَا الحَدِيث، فَقلت لَهُ حَدَّثَنِي فَإِنِّي أُرِيد أَن آتى الْبَصْرَة، فَقَالَ هَذَا الرجل الَّذِي سمعته مِنْهُ بواسط، فَأتيت وَاسِط فَلَقِيت الشَّيْخ، فَقلت إِنِّي كنت بِالْمَدَائِنِ فدلني عَلَيْك الشَّيْخ، إِنِّي أُرِيد أَن آتى الْبَصْرَة، فَقَالَ إِن هَذَا الشَّيْخ الَّذِي سمعته مِنْهُ هُوَ بالكلا، فَأتيت الْبَصْرَة فَلَقِيت الشَّيْخ بالكلا، فَقلت لَهُ حَدَّثَنِي فَإِنِّي أُرِيد عبادان، فَقَالَ إِن الشَّيْخ الَّذِي سمعناه مِنْهُ بعبادان، فَأتيت عبادان فَلَقِيت الشَّيْخ فَقلت اتَّقِ الله مَا حَال هَذَا الحَدِيث الَّذِي أتيت الْمَدَائِن وقصصت عَلَيْهِ ثمَّ واسطا ثمَّ الْبَصْرَة فدللت عَلَيْك فَأَخْبرنِي بِقصَّة هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: إِنَّا اجْتَمَعنَا فَرَأَيْنَا النَّاس قد رَغِبُوا عَن الْقُرْآن وزهدوا فِيهِ وَأخذُوا فِي هَذِه الْأَحَادِيث، فَقَعَدْنَا فَوَضَعْنَا لَهُم هَذِه الْفَضَائِل حَتَّى يَرْغَبُوا فِيهِ. بَاب فِي ذكر سُورَة الْبَقَرَة أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم قَالَ رَوَى يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ تَمَّتِ الْبَقَرَة ثَلَاثمِائَة آيَةٍ لَتَكَلَّمَتِ الْبَقَرَةُ مَعَ النَّاسِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا عَفا الله عَمَّن وَضعه لِأَنَّهُ قصد عيب الْإِسْلَام بِهَذَا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَعْقُوب من الْكَذَّابين على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب.

_ (1) التّكْرَار بالاصل، وَلَعَلَّه من أصل السِّيَاق (*) .

بَاب فِي قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ بعد الصَّلَاة فِيهِ عَن عَليّ وَجَابِر وَأبي أُمَامَة: فَأَما حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَأَنْبَأَنَا زَاهِرُ بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا أُبَيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عبد العزى قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا الْمَوْتُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. عبد العزى لَا يعرف، ونهشل قد كذبه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَابْن رَاهَوَيْه. وَقَالَ الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ. هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ. وَأما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى ابْن خَلَفٍ الْمَرْسَغِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن يحيى بن عبيد الله التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ خَرَقَتْ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فَلَمْ يَلْتَئِمْ خَرْقُهَا حَتَّى ينظر الله عزوجل إِلَى قَائِلِهَا فَيَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ يبْعَث الله عزوجل مَلَكًا فَيَكْتُبُ حَسَنَاتِهِ وَيَمْحُو سَيِّئَاتِهِ إِلَى الْغَدِ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِل لَا يرويهِ عَن ابْن جريج إِلَّا إِسْمَاعِيل، وَكَانَ يحدث عَن الثقاة الأباطيل. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة

وَمَا لَا أَصْلَ لَهُ عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَالٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ ركن من أَرْكَان الْكَذِب. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حُلْوَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَوَانِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي يَزِيدَ عَنْ مَوْلَى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ أُعْطِيَ قُلُوبَ الشَّاكِرِينَ وَثَوَابَ النَّبِيِّينَ وَأَعْمَالَ الصَّادِقِينَ، وَبَسَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَمِينَهُ وَرَحِمَهُ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا قَبْضُ مَلَكِ الْمَوْتِ رُوُحَهُ ". وَهَذَا طَرِيق فِيهِ مَجَاهِيل وأحدهم قد سَرقه من الطَّرِيق الأول. وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ حَدثنَا هَارُون ابْن زِيَادٍ النَّجَّارُ وَعَلِيُّ بْنُ صَدَقَةَ الأَنْصَارِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأُلْهَانِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوتَ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: غَرِيب من حَدِيث الْأَلْهَانِي عَن أبي أُمَامَة تفرد بِهِ مُحَمَّد بن حمير عَنْهُ. قَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان: لَيْسَ بالقوى. بَاب فِي قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَآيَة الْكُرْسِيّ عقيب الصَّلَاة أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلاوِيُّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا دَعْلَجٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خِضْرِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ

زَنْبُورٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ وَآيَتَيْنِ مِنْ آلِ عمرَان شهد الله إِلَى آخِرِ الآيَةِ، و [قُلِ اللَّهُمَّ مَالك الْملك إِلَى قَوْله ويرزق من يَشَاء بِغَيْر حِسَاب] مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ يَقُلْنَ يَا رَبِّ تُهْبِطُنَا إِلَى أَرْضِكَ إِلَى مَنْ يعصيك؟ قَالَ الله عزوجل: إنى حَلَفت لَا يقْرَأ كن أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ إِلا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَإِلا أَسْكَنْتُهُ حَظِيرَةَ الْقُدْسِ وَإِلا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنَيِ الْمَكْنُونِ فِي كُلِّ يَوْمٍ تِسْعِينَ نَظْرَةً، وَإِلا قَضَيْتُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ حَاجَةً أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَةُ، وَإِلا نَصَرْتُهُ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَإِلا نَصَرْتُهُ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ (1) وَأَعَذْتُهُ مِنْهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع تفرد بِهِ الْحَارِث بن عُمَيْر. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ الْحَارِث مِمَّن يروي عَن الْأَثْبَات الموضوعات. روى هَذَا الحَدِيث وَلَا أصل لَهُ وَقَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة: الْحَارِث كَذَّاب وَلَا أصل لهَذَا الحَدِيث. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ كنت قد سَمِعت هَذَا الحَدِيث فِي زمن الصِّبَا فاستعملته نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة لحسن ظَنِّي بالرواة فَلَمَّا علمت أَنه مَوْضُوع تركته فَقَالَ لي قَائِل: أَلَيْسَ هُوَ اسْتِعْمَال خير؟ قلت اسْتِعْمَال الْخَيْر يَنْبَغِي أَن يكون مَشْرُوعا، فَإِذا علمنَا أَنه كذب خرج عَن المشروعية.

_ (1) التّكْرَار بالاصل كَذَلِك وَهُوَ من سبق الاقلام. (*)

بَاب فِي فضل يس فِيهِ عَن على وَأنس وَأبي بكر الصّديق وَأبي هُرَيْرَة. فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام فأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبُوشَنْجِيُّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن جَعْفَر بْنِ نَصْرٍ الْحَمَّالُ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْبُغْدَادِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ سَمِعَ سُورَةَ يس عَدَلَتْ عِشْرِينَ دِينَارًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا عَدَلَتْ لَهُ عِشْرِينَ حِجَّةً، وَمَنْ كَتَبَهَا وَشَرِبَهَا أَدْخَلَتْ جَوْفَهُ أَلْفَ يَقِينٍ وَأَلْفَ نُوٍر وَأَلْفَ بَرَكَةٍ وَأَلْفَ رَحْمَةٍ وَأَلْفَ رِزْقٍ، وَنَزَعَتْ مِنْهُ كُلَّ غِلٍّ وَدَاءٍ ". وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِيه عَن الثَّوْريّ نَحوه. وَأما حَدِيث أنس فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الفزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الله بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُحْتَسِبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هَاشِمٍ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سُورَةُ يس تُدْعَى فِي التَّوْرَاةِ الْمُعِمَّةُ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُعِمَّةُ؟ قَالَ: نعم صَاحِبَهَا بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَتُكَابِدُ عَنْهُ بَلْوَى الدُّنْيَا وَتَدْفَعُ عَنْ صَاحِبِهَا كُلَّ سُوءٍ وَتَقْضِي لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا عَدَلَتْ لَهُ عِشْرِينَ حِجَّةً، وَمَنْ سَمِعَهَا عَدَلَتْ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ كَتَبَهَا وَشَرِبَهَا أَدْخَلَتْ جَوْفَهُ أَلْفَ نُورٍ وَأَلْفَ يَقِينٍ وَأَلْفَ بَرَكَةٍ وَأَلْفَ رَحْمَةٍ وَنَزَعَتْ مِنْهُ كُلَّ غِلٍّ وَدَاءٍ ".

وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ فأَنْبَأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَلُوِّ الْكَاتِبُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عبد الرحمن الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن نصر بِهِ مَنْصُورٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْجُدْعَانِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِرْقَاعٍ عَنْ هِلالٍ عَنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الَّذِي قبله. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن الْحسن ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ الْعَلافِ قَالَ أَمَّا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ ". هَذَا الحَدِيث من جَمِيع طرقه بَاطِل لَهُ أَصْلَ لَهُ. أما حَدِيث عَليّ فَإِن الْمُتَّهم بِهِ إِسْمَاعِيل بن يَحْيَى. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب مَتْرُوك، وَأما أَحْمد بن هَارُون فاتهمه ابْن عدي بِوَضْع الحَدِيث. وَأما حَدِيث أنس فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مُحَمَّد بن عبد يكذب وَيَضَع. وَأما حَدِيث أبي بكر فَقَالَ النَّسَائِيّ: مُحَمَّد بن عبد الرحمن الجدعاني مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا يضع الحَدِيث. قَالَ: هَذَا الحَدِيث قد روى مَرْفُوعا وموقوفا وَلَيْسَ فِيهَا شئ يثبت.

بَاب فضل سُورَة الدُّخان قد ذَكرنَاهَا فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم، وَقَدْ أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الدُّخَانِ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ " تفرد بِهِ عمر قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عمر بن رَاشد لَا يُسَاوِي شَيْئًا. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا بالقدح فِيهِ. بَاب فِي نزُول اقْرَأ بِسم رَبك أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ ابْن مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَجُرِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنِي محمدين إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكُ بن أنس عَن ربيعَة ابْن أَبى عبد الرحمن عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لمعاذا كتبهَا يَا مُعَاذُ؟ فَلَمَّا بَلَغَ (كَلَّا لَا تطعه واسجد واقترب) سَجَدَ اللَّوْحُ وَسَجَدَ الْقَلَمُ وَسَجَدَتِ النُّونُ. قَالَ مُعَاذٌ سَمِعْتُ اللَّوْحَ وَالْقَلَمَ وَالنُّونَ وَهُمْ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ارْفَعْ بِهِ ذِكْرًا اللَّهُمَّ احْطُطْ بِهِ وِزْرًا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ بِهِ ذَنْبًا. قَالَ مُعَاذُ: وَسَجَدْتُ وَأَخْبَرْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَجَدَ، وَأَخَذَ مُعَاذٌ اللَّوْحَ وَالْقَلَمَ وَالنُّونَ وَهِيَ الدَّوَاةُ فَكَتَبَهَا مُعَاذٌ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا شكّ وَأَنا أتهم بِهِ إِسْمَاعِيل الآجرى وَمَا أبرد هَذَا

الْوَضع، وَمَا أبعد وَاضعه عَن الْعلم، فَإِن هَذِه السُّورَة نزلت بِمَكَّة. ومعاذ إِنَّمَا أسلم بِالْمَدِينَةِ. بَاب فضل سُورَة التِّين أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد ابْن بَيَانِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ التِّينِ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِحَ لَهَا فَرَحًَا شَدِيدًا حَتَّى بَانَ لَنَا شِدَّةُ فَرَحِهِ فَسَأَلْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ تَفْسِيرِهَا فَقَالَ أَمَّا قَوْله تَعَالَى والتين) فبلاد الشَّام (وَالزَّيْتُون) فبلاد فلسطين (وطور سينين) طورسينا الذى كلم الله عزوجل عَلَيْهِ مُوسَى (وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) فَبَلَدُ مَكَّةَ (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أحسن تَقْوِيم) مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين) عُبَّادُ اللاتِ وَالْعُزَّى (إِلا الَّذِينَ آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات) أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ (فَلَهُمْ أَجْرٌ غير ممنون) عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ (فَمَا يُكَذِّبُكَ بعد بِالدّينِ) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين) أَنْ بَعَثَكَ فِيهِمْ نَبِيًّا وَجَمَعَكَ عَلَى التَّقْوَى يَا مُحَمَّدُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بَارِد الْوَضع بعيد عَن الصَّوَاب فالحمل فِيهِ على ابْن بَيَان الثَّقَفِيّ، فَكَأَنَّهُ قد تلاعب بِالْقُرْآنِ. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: كل رِوَايَة أنمه (1) غير ابْن بَيَان ونرى الْعلَّة من جِهَته. بَاب فضل قو هُوَ الله أحد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل وَقد تعذر توجيهها. (*)

قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلانُ ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْن مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن الذَّكْوَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى ابْن مَرْدُوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُتَيْبَة قَالَا حَدثنَا عِيسَى ابْن حَمَّاد قَالَ حَدثنَا لَيْسَ [لَيْثُ] بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ السَّدُوسِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَلَى طَهَارَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَطُهْرِهِ لِلصَّلاةِ يَبْدَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَبَنَى لَهُ مِائَةَ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَرُفِعَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي يَوْمِهِ ذَلِكَ مِثْلَ عَمَلِ نَبِيٌّ، وَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً، وَهِيَ بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ وَمُحْضِرَةٌ لِلْمَلائِكَةِ وَمُنَفِّرَةٌ لِلشَّيَاطِينِ، وَلَهَا دَوِيٍّ حَوْلَ الْعَرْشِ تَذْكُرُ صَاحِبَهَا حَتَّى يَنْظُرَ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ [لَمْ] يُعَذِّبْهُ أَبَدًا " زَادَ ابْنُ مَنْدَهْ قَالَ: " وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتِيْ مَرَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ خَطِيئَةَ خَمْسِينَ سَنَةٍ إِذَا اجْتَنَبَ خِصَالا أَرْبَعًا: الدِّمَاءُ وَالأَمْوَالُ وَالْفُرُوجُ وَالأَشْرِبَةُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَحْيَى بن معِين وَالنَّسَائِيّ: الْخَلِيل ضَعِيف. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَن الْمَشَاهِير كثير الرِّوَايَة عَن المجاهيل. بَاب لَا يُقَال سُورَة كَذَا أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُلْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ مُطَيِّنٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا تَقُولُوا سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ وَلا سُورَةَ النِّسَاءِ وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ. وَلَكِنْ قُولُوا السُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ كَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُله ".

أَحْمد قَالَ بْنُ حَنْبَلٍ: هَذَا حَدِيث مُنكر وَأَحَادِيث عتيس (1) أَحَادِيث مَنَاكِير وَقَالَ يحيى: عتيس لَيْسَ بشئ وَقَالَ الفلاس مَتْرُوك. بَاب ثَوَاب تالى الْقُرْآن أَنبأَنَا على بن عبد الله بْنِ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَسْلَمَةِ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ حَدثنَا يُونُس بن عبيد الله الْعُمَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ بَحْرٍ الْكَرْمَانِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِقِرَاءَتِهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ وَيَسْمَعُونَ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ أَوْصَتِ اللَّيْلَةَ الْمُسْتَأْنَفَةَ فَقَالَتْ تَحَفَّظِي لِسَاعَاتِهِ وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَ الْقُرْآنُ فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ جَاءَ الْقُرْآنُ فَدَخَل حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا دُفِنَ وَجَاءَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ خَرَجَ حَتَّى صَارَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا فَيَقُولانِ إِلَيْكَ عَنَّا فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ أَبَدًا حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، فَإِنْ كُنْتُمَا أمرتما فِيهِ بشئ فَشَأْنُكُمَا. قَالَ: ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كنت أسهر ليلك وأظمى نَهَارَكَ وَأَمْنَعُكَ شَهْوَتَكَ وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ فأبشر فَمَا عَلَيْك بعد مَسْأَلَة مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلا حَزَنٍ. قَالَ ثُمَّ يَعْرُجُ الْقُرْآنُ إِلَى الله عزوجل فَيَسْأَلُهُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا وَقِنْدِيلا. فَيُأْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَقِنْدِيلٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينِ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرِّبِي مَلائِكَةِ سَمَاءِ الدُّنْيَا، *

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل، وَلَيْسَ هُوَ من رجال السَّنَد فِي الحَدِيث الْمَذْكُور. وَلَعَلَّ باسمه تَصْحِيف من " عَبَّاس " الْمَذْكُور بالسند. (*)

فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ فَيَقُولُ: هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ حَتَّى أَمَرَ اللَّهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَقَنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُونَهُ ثُمَّ يَفْرِشُونَهُ ذَلِكَ الْفِرَاشَ وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ ثُمَّ يُضْجِعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ عَنْهُ فَلا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَيْهِم حَتَّى يَلِجُوا فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ لَهُ الْقُرْآنُ فِي قِبْلَةِ الْقَبْرِ فَيُوَسَّعُ لَهُ مَسِيرَةَ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَحْمِلُ الْيَاسَمِينَ فَيَضَعَهُ عِنْدَ مِنْخَرَيْهِ ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالثَّوَابِ، فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ أَتَاهُمْ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَبَكَى عَلَيْهِمْ حَتَّى يُنْفَخُ فِي الصَّورِ ". وَقَدْ رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ دَاوُدَ أَبْسَطَ مِنْ هَذَا. هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ دَاوُد. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: دَاوُد الطفاري [الطفَاوِي] الَّذِي روى عَنهُ حَدِيث الْقُرْآن لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْعقيلِيّ: حَدِيث دَاوُد بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، ثمَّ فِيهِ الكديمى، وَكَانَ وضاعا للْحَدِيث. بَاب ثَوَاب حَافظ الْقُرْآن أَنْبَأَنَا عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدِّينَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفُرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآَن أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةَ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيْهِ أُعْطِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، وَمن قَرَأَ الْقُرْآن فَكَأَنَّمَا

أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ كُلَّهَا، وَيُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقْرَأْ وَارْقِهِ لِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يُنْجِزَ مَا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَيُقَالُ لَهُ اقْبِضْ فَيَقْبِضُ بِيَدِهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْبِضْ فَيَقْبِضُ بِيَدِهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ أَتَدْرِي مَا فِي يَدَيْكَ، فَإِذَا فِي يَدِهِ الْيُمْنَى الْخُلْدُ، وَفِي الأُخْرَى النَّعِيمُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَدُ: ترك النَّاس حَدِيث بشر، وَقَالَ مرّة: يَحْيَى بن الْعَلَاء كَذَّاب يضع الحَدِيث وَبشر ابْن نمير أَسْوَأ حَالا مِنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى بن سعيد: كَانَ ركنا مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالقَاسِم يروي عَن أَصْحَاب روسل الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المعضلات. بَاب حفاظ الْقُرْآن عرفاء أهل الْجنَّة فِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَنَسٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ الْحُسَيْنِ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ ابْن خُرَّزَادَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا الْخُزَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى جُمَيْعِ بْنِ جَارِيَةَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مَاهَانَ قَالَ حَدَّثَنَا فَايِدٌ المدنى قَالَ حَدَّثَنى سُكَيْنَةُ ابْنَةُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وفايد لَيْسَ بشئ. قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما حَدِيث أنس فَأَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ ابْن عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الأَنْبِيَاءُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالْعُلَمَاءُ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ بْنُ حِبَّانَ: مجاشع يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ كَذَّاب. بَاب ثَوَاب من حفظ الْقُرْآن نظرا أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبى مُعَاوِيَة عَن عبيد الله بن عمر بن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ حَفَظَ الْقُرْآنَ نَظَرًا خَفَّفَ عَنْ أَبَوَيْهِ الْعَذَابَ وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا مَوْضُوع بِلَا شكّ فِيهِ. وَمُحَمّد بن المُهَاجر يضع الحَدِيث على الثقاة، وَيزِيد فِي الْأَخْبَار الصِّحَاح ألفاظا يسويها على مَذْهَب نَفسه، وَكَانَ ينتحل مَذْهَب الْكُوفِيّين. بَاب عُقُوبَة من شكى الْفقر وَهُوَ يحفظ الْقُرْآن أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن العتيقي قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدثنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بُن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ يَزِيدَ الْقَارِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ ثُمَّ شَكَى الْفَقْرَ كَتَبَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَدَاوُد بن سَلام وجويبر وَالضَّحَّاك كلهم مجروحون. قَالَ الْعقيلِيّ: لَا يحفظ إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث وَلَا مَتنه وَلَا أصل لَهُ.

بَاب حق القارى فِي بَيت المَال أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَن الضَّحَّاك عَن النزال ابْن سَبْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَهُ مِائَتَا دِينَارٍ فَإِنْ لَمْ يُعْطَهَا فِي الدُّنْيَا أُعْطِيَهَا فِي الآخِرَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ يحيى: عَمْرو ابْن جَمِيع كَذَّاب خَبِيث. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ وجويبر مَتْرُوكَانِ. قَالَ المُصَنّف قلت: إِنَّمَا هَذَا يروي من كَلَام عَليّ رَضِي الله عَنْهُ وَإِن كَانَ لَا تثبت الرِّوَايَة بِهِ. أَنْبَأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدثنَا عبد الملك بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ ذَلِك. قَالَ يحيى: عبد الملك بن هَارُون كَذَّاب. وَقَالَ ابْنُ حبَان: يضع الحَدِيث. بَاب إفاقة الْمَجْنُون بِقِرَاءَة الْقُرْآن عَلَيْهِ أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ أَنبأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدثنَا العقيلى وَحدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي بِحَدِيثٍ حَدَّثَنَاهُ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا سَلام بن رزين وَحدثنَا

الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ " بَيْنَا أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ إِذَا بِرَجُلٍ قَدْ صُرِعَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَقَرَأْتُ فِي أُذُنِهِ فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ؟ فَقُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَرَأْتُ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ قَرَأَهَا مُوقِنٌ عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ " فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع، هَذَا حَدِيث الْكَذَّابين.

أَبْوَاب تتَعَلَّق بعلوم الحَدِيث بَاب فِي من يُؤْخَذ عَنهُ الْعلم أَنْبَأَنَا عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن الْفَضْلِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ على بن الحغين الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَشْرَفَ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَقِيقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ ح. وَأَنْبَأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ عْلِيِّ بْنِ أَبِي بِلالٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ وأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بن الْفضل الْقرشِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ الْوَازَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى ابْن مُحَمَّدٍ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُجْرٍ أَبُو سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَجْلِسُوا مَعَ كُلِّ عَالِمٍ، إِلا عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ مِنْ خَمْسٍ إِلَى خَمْسٍ: مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ، وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ، وَمِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ، وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الإِخْلاصِ، وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الرَّهْبَةِ " وَقَالَ مُحَمَّد بن شَقِيق: من الرَّغْبَة إِلَى الزّهْد. هَذَا لَيْسَ من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو نعيم الْحَافِظ كَانَ شَقِيق يعظ أَصْحَابه فَقَالَ هَذَا فَوَهم فِيهِ الروَاة فَرَفَعُوهُ. بَاب قبُول مَا يُوَافق الْحق من الحَدِيث أَنبأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْحَافِظُ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ الشَامِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن (17 الموضوعات 1)

أَيُّوب قَالَ حَدثنَا جد عون الرَّمَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ نزار عَن قَتَادَة عَن عبيد الله بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُوَافِقُ الْحَقَّ فَخُذُوا بِهِ حَدَّثْتُ أَوْ لَمْ أُحَدِّثُ ". قَالَ الْعقيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا اللَّفْظ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِسْنَاد يَصح. والأشعث [للأشعث] هَذَا غير حَدِيث مُنكر. قَالَ يَحْيَى: أَشْعَث لَيْسَ بشئ. وَذكر أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ عَن السَّاجِي عَن يَحْيَى بن معِين قَالَ: هَذَا الحَدِيث وَضعته الزَّنَادِقَة. قَالَ الْخطابِيّ: هُوَ بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، قَالَ: وَقد روى من حَدِيث يزِيد ابْن ربيعَة عَن أبي الْأَشْعَث عَن ثَوْبَان. وَيزِيد مَجْهُول وَأَبُو الْأَشْعَث لَا يروي عَن ثَوْبَان إِنَّمَا يروي عَن أبي أَسمَاء الرحبى عَن ثَوْبَان. بَاب ثَوَاب من بلغه حَدِيث فَعمل بِهِ أَنبأَنَا عمر بن هدپة الصَّوَّافُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَسَّانٍ الرَّقِّيُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعِيسَى بْنِ كَثِيرٍ كِلاهُمَا عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ بَلَغَهُ عَن الله عزوجل شئ فِيهِ فَضِيلَةٌ فَأَخَذَ بِهِ إِيمَانًا بِهِ ورجاء ثَوَابه أعطَاهُ لله ذَلِكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَو لم يكن فِي إِسْنَاده سوى أبي جَابر البياضي. قَالَ يَحْيَى: وَهُوَ كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَكَانَ الشَّافِعِي يَقُول: من حدث عَن أبي جَابر البياضى بيض الله عَيْنَيْهِ.

بَاب النَّهْي أَن يكْتب النَّاسِخ عِنْد الْفَرَاغ بلغ أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم ابْن حَبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَمْدَانَ الدِّينَوَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُسلم بن عبد الله عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ فَلا يَكْتُبُ عَلَيْهِ بَلَغ، فَإِنَّ بَلَغَ اسْمُ شَيْطَانَ وَلَكِنْ يَكْتُبُ عَلَيْهِ اللَّهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أبرده من وضع. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ. لَا أصل لهَذَا فِي حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَمُسلم بن عبد الله يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. بَاب وضع الْقَلَم على الاذن أَنبأَنَا الْكَرُوخِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الأَزْدِيُّ وَالْغَوْرَجِيُّ قَالَا أَنبأَنَا الجراحي قَالَ حَدثنَا المحبوبي قَالَ حَدثنَا التِّرْمِذِيّ قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة قَالَ عبيد الله بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ " دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَاتِبٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمَلَّى ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح أما عَنْبَسَة فَهُوَ ابْن عبد الرحمن الْبَصْرِيّ. قَالَ يحيى لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَتْرُوك وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأما مُحَمَّد بن زَاذَان فَقَالَ البُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيثه.

بَاب مآل أَصْحَاب الحَدِيث أَنبأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جُمَيْعٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ يَعْمُرَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة جَاءَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ بِأَيْدِيهِمِ الْمَحَابِرُ فَيَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جِبْرِيلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ فَيَسْأَلَهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ نَحْنُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عزوجل ادْخُلُوا الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكُمْ، طَالَ مَا كُنْتُم تُصَلُّونَ عَلَى نَبِيِّي فِي دَارِ الدُّنْيَا ". قَالَ الْخَطِيبُ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْحمل فِيهِ على الرقي وَالله أعلم. بَاب فِي ذكر الشُّعَرَاء أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا ابْن بكران القَاضِي قَالَ أَنبأَنَا العتيقي قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عبد الله الْعَتَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ الْمَرْوَزِيُّ [قَالَ] حَدَّثَنَا النَّضْرُ بن مُحَرر عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا هُجِيتُ بِهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالنضْر لَا يُتَابع على هَذَا وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بالنضر وَإِنَّمَا يعرف هَذَا الحَدِيث بالكلبي عَن أبي صَالح وليسا بشئ. قَالَ الشَّيْخ: لَعَلَّ مُرَاده أَن الحَدِيث من هَذِه الطَّرِيق بِهَذِهِ الزِّيَادَة مَوْضُوع وَإِلَّا فَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة " لِأَن يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ من أَن يمتلئ شعرًا ".

حَدِيث فِي إنشاد الشّعْر بعد الْعشَاء أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنبأَنَا قَالَ أَنبأَنَا ابْن بكران القَاضِي قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسَ بْنِ كَامِلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَنبأَنَا قزعة ابْن سُوَيْدٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنَعَانِيِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع قَالَ الْعقيلِيّ لَا يعرف إِلَّا بعاصم وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ المُصَنّف: وَعَاصِم فِي عداد المجهولين. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قزعة بن سُوَيْد مُضْطَرب الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ كَانَ كثير الْخَطَأ فَاحش الْوَهم فَلَمَّا كثر ذَلِك فِي رِوَايَته سقط الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. حَدِيث فِي حفظ الْعرض بِإِعْطَاء الشُّعَرَاء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حَبَّانَ قَالَ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَكْثَم عَن مُبشر ابْن إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرَةِ عَنْ جُبَيْرِ بن نفير عَن عَوْف ابْن مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَرَادَ بِرَّ وَالِدَيْهِ فَلْيُعْطِ الشُّعَرَاءَ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ من ولد حَنْظَلَة الغسيل كَانَ يقلب الاخبار وَيسْرق الاحاديث. بَاب ذمّ التَّعَبُّد بِغَيْر فقه أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَنْبَأَنَا

أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِد بن معدان بن وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُتَعَبِّدُ بِغَيْرِ فِقْهٍ كَالْحِمَارِ فِي الطَّاحُونَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. بَاب ذمّ تحاسد الْفُقَهَاء أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن طَلْحَةَ النِعَالِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عبد الرحمن بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفَنِي الزَّاهِدُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَبِي ذَيْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ تَحْسُدُ الْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَغَارُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ كَتَغَايُرِ التُّيُوسِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ مُتَّهم بِوَضْع الحَدِيث. بَاب ذمّ تغشى السلاطين من الْعلمَاء أَنبأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحجَّاج ابْن عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم:

" الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ عَلَى الْعِبَادِ مَا لَمْ يُخَالِطُوا السُّلْطَانَ وَيَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا دَخَلُوا فِي الدُّنْيَا وَخَالَطُوا السُّلْطَانَ فَقَدْ خَانُوا الرُّسُلَ وَاعْتَزَلُوهُمْ ". وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ. هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَما عمر الْعَبْدي فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَرَقْنَا حَدِيثه. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك وَأما إِبْرَاهِيم بن رستم فَقَالَ ابْن عدي: لَيْسَ بِمَعْرُوف وَأما مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ أَحْمد: هُوَ كَذَّاب. بَاب فِي مُسَامَحَة الْعلمَاء أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَاوُرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَبْعَثُ اللَّهُ الْعُلَمَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ إِنِّي لَمْ أَضَعْ عِلْمِي فِيكُمْ إِلا لِعِلْمِي بِكُمْ، وَلَمْ أَضَعْ عِلْمِي فِيكُمْ لأُعَذِّبَكُمْ، انْطَلِقُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لكم وَيَقُول الله عزوجل لَا تُحَقِّرُوا عَبْدًا آتَيْتُهُ عِلْمًا فَإِنِّي لَمْ أُحَقِّرْهُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا تحل عِنْدِي الرِّوَايَة عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَلَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَر طَلْحَة بن زيد. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا [إِسْمَاعِيلُ بْنُ] مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَثَنَا الْحُسَيْنُ بن عبد الله الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عبد الرحمن القرشى عَن مَكْحُول عَن

أَبى أُمَامَة أَو وَاثِلَة ابْن الأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ إِنِّي لَمْ أَسْتَوْدِعْ حِكَمِي قُلُوبَكُمْ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعَذِّبَكُمْ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ " هَذَا لَا يَصح. قَالَ أَبُو عُرْوَة: عُثْمَان عِنْده عجايب يروي عَن مجهولين. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ ضِعَاف يدلسهم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بَاب زِيَارَة الْمَلَائِكَة قُبُور الْعلمَاء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمد بن مُحَمَّد اليزاز قَالَ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزير ح. وأنبأنا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا طَرَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ الْمَسْلَمَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عبد الله النَّحْوِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو السكين الطائى قَالَ حَدَّثَنى عبد الله بْنُ صَالِحٍ الْيَمَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هَمَّامٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ عَلِّمِ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمْهُ فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ وَأَنْتَ كَذَلِكَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَكَ كَمَا يُزَارُ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ، وَعَلِّمِ النَّاسَ سُنَّتِي وَإِنْ كَرِهُوا ذَلِكَ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لَا تُوقَفَ عَلَى الصِّرَاطِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلا تُحْدِثُ فِي الدِّينِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد غطى بعض الروَاة عَورَة [عواره] بِأَن قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو همام الْقرشِي وَهَذَا عِنْدِي من أعظم الْخَطَأ أَن يهرج بِكَذَّابٍ. واسْمه مُحَمَّد بن مُجيب، قَالَ يَحْيَى بن معِين: كَذَّاب عدوالله. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ذَاهِب الحَدِيث. بَاب ذمّ من لم يعْمل بِالْعلمِ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيه قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد

ابْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّايغُ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنَا جُبَارَةُ [جُنَادَة] بْنُ مُغَلِّسٍ قَالَ حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ السُّلَمِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ أَنْ يَكُونَ الْكَلامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الاسْتِمَاعِ، وَفِي الْكَلامِ تَنْمِيقٌ وَزِيَادَةٌ وَلا يُؤْمَنُ عَلَى صَاحِبِهِ فِيهِ الْخَطَأُ، وَفِي الصَّمْتِ سَلامَةٌ وَغَنْمٌ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يُخَزِّنُ عِلْمَهُ وَلا يُحِبُّ أَنْ يُوجَدَ عِنْدَ غَيْرِهِ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الأَوَّلِ مِنَ النَّارِ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَكُونُ فِي عِلْمِهِ بِمَنْزِلَةِ السُّلْطَانِ فَإِنْ رُدَّ عَلَيْهِ شئ من قَوْله وتهون بشئ مِنْ حَقِّهِ غَضِبَ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الثَّانِي مِنَ النَّارِ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَجْعَلْ حَدِيثَهُ وَغَرَائِبَ عِلْمِهِ فِي أَهْلِ الشَّرَفِ وَالْيَسَارِ مِنَ النَّاسِ وَلا يَرَى أَهْلَ الْحَاجَةِ لَهُ أَهْلا، فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الثَّالِثِ مِنَ النَّارِ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَسْتَفِزُّهُ الزَّهْوُ وَالْعَجَبُ فَإِنْ وَعَظَ عَنَّفَ وَإِنْ وُعِظَ أَنِفَ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ الرَّابِعِ مِنَ النَّارِ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ نَصَّبَ نَفْسَهُ لِلْفُتْيَا فَيُفْتِي بِالْخَطَإِ وَاللَّهُ يَبْغَضُ الْمُتَكَلِّفِينَ فَذَاكَ فِي فِي الدَّرْكِ الْخَامِسِ مِنَ النَّارِ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَتَعَلَّمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لِيُغْزِرَ عِلْمَهُ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ السَّادِسِ مِنَ النَّارِ. وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَتَّخِذُ عِلْمَهُ مُرُوءَةً وَنُبْلا وَذِكْرًا فِي النَّاسِ فَذَاكَ فِي الدَّرْكِ السَّابِعِ مِنَ النَّارِ. بِالصَّمْتِ فِيهِ يَغْلِبُ الشَّيْطَانَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَضْحَكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، أَوْ تَمْشِي فِي غَيْرِ أَرَبٍ ". وأَنْبَأَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَبُو سَهْلِ بْنِ سَعْدَوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقُرَشِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن مَرْدُوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فِرْدَوْسٌ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحِمْصِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ المعافرى عَن معَاذ ابْن جَبَلٍ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ مَوْقُوفًا وَلَمْ يرفعهُ.

هَذَا حَدِيث بَاطِل مُسْندًا وموقوفا لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا معَاذ. وفى الْإِسْنَاد الأول خَالِد بن يزِيد قَالَ يَحْيَى وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ كَذَّاب، وجنادة بن الْمُغلس قَالَ عبد الله بن أَحْمَدَ: عرضت على أبي أَحَادِيث سَمعتهَا من جُنَادَة، فأنكرها وَقَالَ هِيَ مَوْضُوعَة وهى كذب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل، ومندل بن عَليّ قد ضعفه أَحْمد وَيحيى وَالنَّسَائِيّ. وَقَالَ ابْن حَيَّان: يسْتَحق التّرْك. وفى الطَّرِيق الثَّانِي طَلْحَة بن زيد. قَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. بَاب عُقُوبَة فسقة الْعلمَاء أَنبأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّد السيرينى قَالَ حَدثنَا عبد الملك بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجِنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَلزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيَقُولُونَ يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ؟ فَيُقَالُ لَهُمْ لَيْسَ مَنْ عَلِمَ كَمَنْ لَا يَعْلَمُ ". وَقَدْ رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْجديُّ عَنِ الْعُمَرِيِّ. وَهُوَ حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا وَضعه من يقْصد وَهن الْعلمَاء، وَإِنَّمَا تبدأ فِي الْعقَاب بالأعظم جرما، وجرم الْكفْر أعظم من جرم الْفسق، وَلِهَذَا فلى الصَّحِيحَيْنِ " أول مَا يقْضى بَين النَّاس فِي الدِّمَاء ". وَجَابِر بن مَرْزُوق لَيْسَ بشئ. وَلَعَلَّ عبد الملك الجدي أَخذه مِنْهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بجابر بن مَرْزُوق فَإِنَّهُ روى هَذَا الحَدِيث وَهُوَ خبر بَاطِل، مَا قَالَه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَلَا رَوَاهُ أنس.

كتاب السنة وذم البدع

كتاب السّنة وذم الْبدع بَاب افْتِرَاق هَذِه الامة أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى ابْن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ يس الزَّيَّاتُ قَالَ حَدَّثَنَا الأَبْرَدُ بْنُ الأَشْرَسِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ إِلا فِرْقَةً وَاحِدَةً قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الزَّنَادِقَةُ وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ " وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَن خَلَفِ بْنِ يس عَنِ الأَبْرَدِ. طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا العتيقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي الْجَنَّةِ إِلا فِرْقَةً وَاحِدَةً وَهِيَ الزَّنَادِقَةُ ". طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ (1) قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيُّ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَس بن مَالك يَقُول. سَمِعت

_ (1) قَالَ الشَّيْخ: عُثْمَان بن عَفَّان هَذَا سجزى وَضاع، وَلَيْسَ فِي رُوَاة الحَدِيث من اسْمه عُثْمَان بن عَفَّان سوى أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ هَذَا [الوضاع] وَالله أعلم. (*)

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي الْجَنَّةِ إِلا الزَّنَادِقَةِ. قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نَرَاهُمُ الْقَدَرِيَّةَ ". هَذَا الحَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عُلَمَاء الصِّنَاعَة: وَضعه الْأَبْرَد وَكَانَ وضاعا كذابا، وَأَخذه مِنْهُ ياسين فَقلب إِسْنَاده وخلطه وَسَرَقَهُ عُثْمَان بن عَفَّان. وَأما الْأَبْرَد فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة: كَذَّاب وَضاع. وَأما ياسين فَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ النسانى: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما عُثْمَان فَقَالَ عُلَمَاء النَّقْل: مَتْرُوك الحَدِيث لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار. وَأما حَفْص بن عمر فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ كذابا وَقَالَ الْعقيلِيّ: يحدث عَن الْأَئِمَّة بِالْبَوَاطِيل. قَالَ المُصَنّف: وَهَذَا الحَدِيث على هَذَا اللَّفْظ لَا أَصْلَ لَهُ، بلَى. قد رَوَاهُ عَن رَسُول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بن أبي طَالب وَسعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر وَأَبُو الدَّرْدَاء وَمُعَاوِيَة وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو أُمَامَة وواثلة وعَوْف بن مَالك وَعَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ، قَالُوا فِيهِ " وَاحِدَة فِي الْجنَّة وهى الْجَمَاعَة ". بَاب ذمّ الْبدع أَنبأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عَليّ الأَبَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ الثَّمَالِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَمْرُ الْمُفْظِعُ وَالْحَالُ الْمُضْلِعُ وَالشَّرُّ الَّذِي لَا يَنْقَطِع إِظْهَار الْبدع ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ الْحَاكِم: عِيسَى ابْن إِبْرَاهِيم القرشى واهى الحَدِيث بِمرَّة. بَاب النهى عَن الركون إِلَى المبتدعة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَبِيبٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِيَّاكُمْ وَالرُّكُونَ إِلَى أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ فَإِنَّهُمْ بَطَرُوا النِّعْمَةَ وَأَظْهَرُوا الْبِدْعَةَ وَخَالَفُوا السُّنَّةَ، ونَطَقُوا بِالشُّبْهَةِ وَسَابَقُوا الشَّيْطَانَ. قَوْلُهُمُ الإِفْكُ وَأَكْلُهُمُ السُّحْتُ، وَدِينُهُمُ النِّفَاقُ وَالرِّيَاءُ يَدْعُونَ لِلْخَيْرِ إِلَهًا، وَلِلشَّرِّ إِلَهًا، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللِّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأحمد بن مُحَمَّد بن على كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب انتشار الشَّيَاطِين يظهرون الْبدع أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنبأَنَا يُوسُف بن الدخيل قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَن الصَّباح ابْن مُجَالِدٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ خَرَجَ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ كَانَ حَبَسَهُمْ سُلَيْمَان ابْن دَاوُدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ فَذَهَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ يُجَادِلُونَهُمْ وَعشر بِالشَّام ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ الْعقيلِيّ: صباح بن مجَالد مَجْهُول، وَلَا يعرف إِلَّا بِهَذَا الحَدِيث وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا أصل لهَذَا الحَدِيث. بَاب إهانة أهل الْبدع فِيهِ عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن بشر. فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سلم قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد ابْن عَلِيٍّ الأَبَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زِيَاد عبد الرحمن بْنُ رَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَعْرَضَ عَنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ بِوَجْهِهِ بُغْضًا لَهُ فِي اللَّهِ. مَلا اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا، وَمَنِ انْتَهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ وَلَقِيَهُ بِالْبُشْرَى وَاسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَسُرُّ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا بَهْلُولُ بن عبيد قَالَ حَدثنَا عبد الملك بْنُ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ وَقَّرَ أَهْلَ الْبِدَعِ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الاسلام ". وَأما حَدِيث عبد الله بْنِ بِشْرٍ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبُغْدَادِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا حمد بن أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بن معدان عَن عبد الله بْنِ بِشْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " من وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَام ابْن خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الإِسْلامِ ". هَذَا الْأَحَادِيث كلهَا بَاطِلَة مَوْضُوعَة عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا حَدِيث ابْن عمر فَفِيهِ عبد الْعَزِيز بن أبي دواد. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يحدث على التَّوَهُّم والحسبان فَسقط الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ بهْلُول. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما حَدِيث ابْن بشر فَفِيهِ أَحْمد بن مُعَاوِيَة. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بالأباطيل. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ الْخُشَنِي. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث بَاطِل مَوْضُوع الخشنى يرْوى عَن الثقاة مَالا أصل لَهُ. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. قَالَ المُصَنّف: قلت وَإِنَّمَا يروي نَحْو هَذَا عَن الفضيل ونظرائه من أهل الْخِبْرَة. بَاب مَا يصنع عِنْد حُدُوث الِاخْتِلَاف أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَطِيبُ قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن السَّلْمَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ وَاخْتَلَفَتِ الأَهْوَاءُ فَعَلَيْكُمْ بِدِينِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: بِدِينِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَالنِّسَاءِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ يحيى بن

مَعِينٍ: مُحَمَّد بن الْحَارِث وَمُحَمّد بن عبد الرحمن ليسَا بشئ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حدث مُحَمَّد عَن أَبِيه بنسخة شيبَة بِمِائَتي حَدِيث كلهَا مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَلَا ذكره فِي الْكتب إِلَّا تَعَجبا. قَالَ المُصَنّف: قلت وَقد روينَا عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَنه قَالَ " عَلَيْكُم بدين أهل الْبَادِيَة " وَالْمرَاد ترك الْخَوْض فِي الْكَلَام وَالتَّسْلِيم للمنقول. بَاب فِي ذكر الْقدر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ أَنبأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدثنَا يُوسُف ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَسَنِ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَالسَّعِيدُ مَنْ وَجَدَ لِقَدَمِهِ مَوْضِعًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: أَلا من برا [بَرَّأَ] رَبَّهُ مِنْ ذَنْبِهِ فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ جَعْفَر بن حسن وَكَانَ قدريا فَوضع الحَدِيث على مذْهبه. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثه مَنَاكِير. قَالَ يحيى: حسن لَيْسَ بشئ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي قَالَ حدَثَّنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عبد الرحمن أَبُو الْهَيْثَمِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بُعِثْتُ دَاعِيًا وَمُبَلِّغًا وَلَيْسَ

إِلَى من الْهدى شئ. وَجُعِلَ إِبْلِيسُ مُزَيِّنًا وَلَيْسَ إِلَيْهِ من الضَّلَالَة شئ " (1) . قَالَ العقيلى: خَالِد بن عبد الرحمن لَيْسَ بمعروفي النَّقْل [بِمَعْرُوف بِالنَّقْلِ] وَلَا يعرف لهَذَا الحَدِيث أصل. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: خَالِد هَذَا مَجْهُول لَا أعلمهُ روى شَيْئًا غير هَذَا الحَدِيث. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى قَالَ أخبرتنا أم عرى سى [عَدِيِّ] بِنْتُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَرْثَمِيَّةُ قَالَت أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد عبد بن الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رشيد قَالَ حَدثنَا يحيى كأبو زريا عَن مُوسَى بن عبقة عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي مَلإٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ بعض أَبْوَاب الْمَسْجِد مَعَهُمَا قيام [فِئَامٌ] مِنَ النَّاسِ يَتَمَارُونَ، وَقَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ يَرَدُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الَّذِي كُنْتَ تُمَارَوْنَ؟ قَدِ ارْتَفَعَتْ فِيهِ أَصْوَاتُكُمْ وَكَثُرَ لَغَطُكُمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شئ تَكَلَّمَ فِيِه أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فاختلفا فاختلفنا لَا ختلافهما، فَقَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالُوا فِي الْقَدَرِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يُقَدِّرُ اللَّهُ الْخَيْرَ، وَلا يُقَدِّرُ الشَّرَ. وَقَالَ عمر: يقدر هما اللَّهُ جَمِيعًا. فَكُنَّا فِي ذَلِكَ نَتَمَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَقْضِي بَيْنَكُمَا فِيهِ بِقَضَاءِ إِسْرَافِيلَ بَيْنَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُمَا لأَوَّلُ الْخَلْقِ تَكَلَّمَ فِيهِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ مَقَالَةَ عُمَرَ، وَقَالَ مِيكَائِيلُ: مَقَالَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَمَا إِنِ اخْتَلَفْنَا اخْتَلَفَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ، فَهَلْ لَكَ فِي قَاضٍ بَيْنِي وَبَيْنك؟ فتحا كَمَا إِلَى إِسْرَافِيلَ فَقَضَى بَيْنَهُمَا قَضَاءً هُوَ قَضَائِي بَيْنَكُمَا. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ مِنْ قَضَائِهِ؟ قَالَ: أَوْجَبَ الْقَدَرَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ وَضُرَّهُ وَنَفْعَهُ وَحُلْوَهُ وَمُرَّهُ فَهَذَا

_ (1) ياله من معنى مَا أجمل سبكه. لَو كَانَ حِكْمَة. ! وَمثله فلتة من فلتات الوضاعين. (18 الموضوعات 1) (*)

قَضَائِي بَيْنَكُمَا. ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى كَتِفِ أَبِي بَكْرٍ أَوْ فَخِذِهِ وَكَانَ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ لَوْ يَشَاءُ أَنْ يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كَانَتْ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ زَلَّةٌ أَوْ هَفْوَةٌ، لَا أَعُود لشئ مِنْ هَذَا أَبَدًا. قَالَ: فَمَا عاود حَتَّى لقى الله عزوجل ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ، وَالْمُتَّهَم بِهِ يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّا: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ دجال هَذِه الامة. قَالَ بْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَيسْرق. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ الرَّاسِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ قَالَ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ السَّقَّاءُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَا كَانَتْ زَنْدَقَةٌ إِلا وَدَرْبُهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ ". طريقي آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَتْ زَنْدَقَةٌ قَطُّ إِلا أَصْلُهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ من عمل بَحْرُ ابْن كَنِيزٍ رَوَاهُ عَن أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: بَحر بن كنيز لَيْسَ بالشئ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ كُلُّ النَّاسِ أحب إِلَى مِنْهُ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ

ابْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدثنَا سوار بن عبد الله الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ يَعْنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ كَذَا كَنَّاهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحَارِثِ عَن يزِيد ابْن مَيْسَرَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ فَلا تَعُودُوهُمْ إِذَا مَرِضُوا وَلا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ إِذَا مَاتُوا ". هَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: جَعْفَر بن الْحَارِث لَيْسَ بشئ، وَقَدْ رَوَاهُ غَسَّانُ بْنُ نَاقِدٍ عَن أَبِي الأَشْهَبِ النَّخَعِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: غَسَّانُ مَجْهُولٌ وَهَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدَّيْنَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيد عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدثنَا الْحسن بن عبد الله بْنِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ رَجَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُونَ قَدَرِيَّةً ثُمَّ يَكُونُونَ زَنَادِقَةً ثُمَّ يَكُونُونَ مَجُوسًا، وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا وَإِنَّ مَجُوسَ أُمَّتِي الْمُكَذِّبَةُ بِالْقَدَرِ، فَإِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَتَّبِعُوا لَهُمْ جَنَازَةً ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَفِيهِ مَجَاهِيل. قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل كذب. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا قَالَ أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بِمِصْرَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُور الحربى قَالَ حَدثنَا

أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ السَّقَّاءُ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَتْمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ أَرْبَعَةً عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا. قُلْنَا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْقَدَرِيَّةُ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ وَالرَّوَافِضُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقَدَرِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْخَيْرِ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرِّ مِنْ إِبْلِيسَ، أَلا إِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ مِنَ اللَّهِ فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْجَهْمِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، أَلا إِنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْمُرْجِئَةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الرَّوَافِضُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَشْتِمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، أَلا فَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ". هَذَا حَدِيث لَا شكّ فِي وَضعه. وَمُحَمّد بن عِيسَى وَالْحَرْبِيّ مَجْهُولَانِ. أَحَادِيث فِي ذمّ المرجئة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ حَدَّثَنى خَالِد ابْن مَيْمُونٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ يَهُودًا وَيَهُودُ أُمَّتِي الْمُرْجِئَةُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُرْجِئَةِ فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْمُرْجِئَةَ قَوْمٌ

يَتَكَلَّمُونَ عَلَى الإِيمَانِ بِغَيْرِ عَمَلٍ وَأَنَّ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ. فَإِنْ عَمِلَ فَحَسَنٌ، وَإِنْ لم يعْمل فَلَيْسَ عَلَيْهِ شئ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْص عَن مَعْرُوف بن عبد الله الْخَيَّاطِ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ مُرْجِئًا أَوْ قَدَرِيًّا مَاتَ فَدُفِنَ ثُمَّ نُبِشَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لَوُجِدَ وَجْهُهُ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ ". هَذِه الْأَحَادِيث مَوْضُوعَات عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الأول فَفِيهِ سُلَيْمَان بن أبي كَرِيمَة وَأحمد بن إِبْرَاهِيمَ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يرويان الْمَنَاكِير. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِأَحْمَد وَلَا بعمر. وَأما الثَّانِي فَقَالَ ابْن عدي: مُحَمَّد بن سعيد هُوَ الْأَزْرَق يضع الحَدِيث. وَأما الثَّالِث فَقَالَ ابْن عدي: حَدِيث مَعْرُوف مُنكر جدا لَا يُتَابع عَلَيْهِ. حَدِيث آخر فِي ذمّ العصبية والقدرية أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ أَنبأَنَا الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هَلاكُ أُمَّتِي فِي ثَلاثٍ: الْعَصَبِيَّةُ والقدرية وَالرِّوَايَة من [عَنْ] غَيْرِ ثَبْتٍ (1) ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد أرْسلهُ هَارُون فِي هَذِه الرِّوَايَة عَن مُجَاهِد وَإِنَّمَا هُوَ عَن ابْن سمْعَان عَن مُجَاهِد فَترك ذكر ابْن سمْعَان لِأَنَّهُ كَذَّاب. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدثنَا على

_ (1) وَهَذَا من أعجب الْعجب أَن يضع الوضاع الحَدِيث، يذم بِهِ الوضاعين. ليَكُون هُوَ بمنجاة من الشَّك ترويحا لاكاذيبه وتأييدا لمصاهيه. (*)

ابْن حُجْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ هَارُونَ أَبُو الْعَلاءِ الأَزْدِيُّ عَنْ عبد الله بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ وَابْنُ زِيَادٍ هُوَ ابْنُ سَمْعَانَ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهَذَا الحَدِيث. حَدِيث آخر فِي ذمّ المرجئة والقدرية وَالرَّوَافِض والخوارج أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رُزَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّادٍ الزَّاهِدُ عَنْ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالرَّوَافِضُ وَالْخَوَارِجُ يُسْلَبُ مِنْهُمْ رُبْعُ التَّوْحِيدِ فَيَلْقَوْنَ اللَّهَ عزوجل كُفَّارًا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ فِي النَّارِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ " مُحَمَّد بن يَحْيَى بن رزين دجال يضع الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بالقدح فِيهِ. قَالَ: وَأَبُو عباد لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن عُثْمَان ابْن عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُوَقِّعَ عَبْدًا أَعْنَى عَلَيْهِ (1) الْجَهْلُ " قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَا كتبته إِلَّا عَنْهُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَهُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْعَدوي الْكذَّاب الوضاع وَقد سبق ذكره.

_ (1) كَذَلِك هِيَ بالاصل وَالْمعْنَى غير ظَاهر. (*)

كتاب الفضائل والمثالب

كتاب الْفَضَائِل والمثالب وَهُوَ منقسم إِلَى فَضَائِل الْأَشْخَاص والأماكن وَالْأَيَّام ومثالبهم. أَبْوَاب ذكر الاشخاص أَبْوَاب فِي فَضَائِل نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَاب ذكر أَنه لَا نبى بعده روى الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ عَنْ عبد الله بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ مَعْقِلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ". هَذَا الِاسْتِثْنَاء مَوْضُوع وَضعه مُحَمَّد بن سعيد، لما كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ من الْإِلْحَاد شهد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ وَضعه جمَاعَة من الْأَئِمَّة مِنْهُم أَبُو عبد الله الْحَاكِم رَحمَه الله. وَهَذَا الرجل هُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن سعيد بن أبي قيس قَتله الْمَنْصُور فِي الزندقة وصلبه. قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ وَأحمد بن حَنْبَل: كَانَ مُحَمَّد بن سعيد كذابا، وفى رِوَايَة عَن أَحْمد أَنه قَالَ: قَتله أَبُو جَعْفَر فِي الزندقة وَحَدِيثه حَدِيث مَوْضُوع. وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَقد كَانَ جمَاعَة من أَصْحَاب الحَدِيث يدلسون هَذَا الرجل شَرها إِلَى كَثْرَة الرِّوَايَة وبئسما فعلوا، فَإِن تَدْلِيس مثل هَذَا بعد الْمعرفَة بِحَالهِ لَا يحل. قَالَ ابْن نمير: الْعَيْب على من روى عَنهُ بعد الْمعرفَة بِهِ فَإِنَّهُ كَذَّاب يضع الحَدِيث. قَالَ عبد الله بن أَحْمَدَ: ابْن سوَادَة قلب أهل الشَّام اسْمه على مائَة إسم وَكَذَا وَكَذَا اسْم قد جمعتها فِي كتاب وَهُوَ الَّذِي أفسد حَدِيثهمْ.

قَالَ المُصَنّف: قلت وَالَّذِي وصل إِلَيْنَا من تدليسهم تِسْعَة عشر وَجها: الأول مُحَمَّد بن سعيد بن حسان هَكَذَا كَانَ يروي عَنهُ يحيى بن سعيد الأموى. الثَّانِي مُحَمَّد بن سعيد الْأَسدي هَكَذَا كَانَ يروي عَنهُ سعيد بن أبي هِلَال. وَالثَّالِث مُحَمَّد بن سعيد بن حسان بن قيس هَكَذَا كَانَ يروي عَنهُ مُحَمَّد بن عجلَان. وَالرَّابِع أَبُو عبد الرَّحْمَن الشَّامي هَكَذَا كَانَ يروي عَنهُ بكر بن خُنَيْس. وَالْخَامِس مُحَمَّد ابْن حسان هَكَذَا كَانَ يروي عَنهُ مَرْوَان بن مُعَاوِيَة. وَالسَّادِس مُحَمَّد بن أبي قيس هَكَذَا روى عَنهُ مَرْوَان بن مُعَاوِيَة أَيْضا. وَالسَّابِع مُحَمَّد بن غَانِم كَذَلِك روى عَنهُ عبد الرحيم بن سُلَيْمَان فِي بعض الرِّوَايَات. وَالثَّامِن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ كَذَلِك روى عَنهُ عبد الرحمن بن امْرِئ الْقَيْس. وَالتَّاسِع مُحَمَّد بن الطَّبَرِيّ كَذَلِك ذكره يحيى بن معِين. والعاشر أَبُو قيس الشَّامي كَذَلِك روى عَنهُ أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير وَالْحَادِي عشر أَبُو قيس مُحَمَّد بن عبد الرحمن كَذَلِك روى عَنهُ أَبُو مُعَاوِيَة فِي بعض الرِّوَايَات. وَالثَّانِي عشر مُحَمَّد بن زَيْنَب. وَالثَّالِث عشر مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا وَالرَّابِع عشر مُحَمَّد بن أبي الْحسن. وَالْخَامِس عشر مُحَمَّد بن حسان الطَّبَرِيّ. ذكر هَذِه الْأَقْوَال الْعقيلِيّ. وَالسَّادِس عشر أَبُو عبد الله الشَّامي حَكَاهُ أَبُو الْعَبَّاس بن عقدَة. وَالسَّابِع عشر أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ حَكَاهُ أَبُو حَاتِم بن حبَان. وَالثَّامِن عشر مُحَمَّد بن عبد الرحمن. وَالتَّاسِع عشر الربضي. ذكرهمَا الْخَطِيب أَبُو بكر. وَقد قَالَ الْعقيلِيّ: رُبمَا قَالُوا عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الْكَرِيم وَغير ذَلِك على معنى التعبيد لله وينسبونه إِلَى جده ويكنون الْجد. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: كَانَ هَذَا الرجل يَقُول: إِنِّي لأسْمع الْكَلِمَة الْحَسَنَة فَلَا أرى بَأْسا أَن أنشئ لَهَا إِسْنَادًا، فَلَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على وَجه الْقدح فِيهِ. قَالَ المُصَنّف: فَهَذَا الرجل هُوَ الَّذِي وضع هَذَا الْإِسْنَاد ليوقع فِي قُلُوب النَّاس الشَّك، فَإِن ظهر فَبِحَق وجد طَرِيقا. وَقد صَحَّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " أَنا خَاتم النَّبِيين لَا نبى بعدى ".

وَلأَهل الشَّام آخر يُشَارِكهُ فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن سعيد ابْن حسان الْعَبْسِي من أهل حمص، روى عَنهُ عبد الله بن سَالم حَدِيثا فِي الْفِتْنَة يرفعهُ، وروى عَنهُ عَليّ بن عَيَّاش أَيْضا. ذكرته ليعرف، وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه. بَاب فِي ذكر انْتِقَاله إِلَى الاصلاب. أَنْبَأَنَا عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَضَّاحِ وَمَحْبُوبُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالا حَدثنَا يحيى ابْن جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّايبِ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كُنْتَ وَآدَمُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ كُنْتُ فِي صُلْبِهِ وَأُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ وَأَنَا فِي صُلْبِهِ، وَرَكِبْتُ السَّفِينَةَ فِي صُلْبِ أَبِي نُوحٍ، وَقُذِفْتُ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَلْتَقِ لِي أَبَوَانِ قَطُّ عَلَى سِفَاحٍ، لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِي مِنَ الأَصْلابِ الطَّاهِرَةِ إِلَى الأَرْحَامِ النَّقِيَّةِ مُهَذَّبًا، لَا يَتَشَعَّبُ شعْبَان إِلَّا كنت فِي خير هما، فَأَخَذَ اللَّهُ لِيَ بِالنُّبُوَّةِ مِيثَاقِي وَفِي التَّوْرَاةِ بَشَّرَ بِي، وَفِي الانجيل شهراسمى، تُشْرِقُ الأَرْضُ لِوَجْهِي، وَالسَّمَاءُ لِرُؤْيَتِي، وَرَقَى بِي فِي سَمَائِهِ، وَشَقَّ بِي اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي * مُسْتَوْدَعٍ حِينَ يُخْصَفُ الْوَرَقُ ثُمَّ سَكَنْتَ الْبِلادَ لَا بَشَرٌ * أَنْتَ وَلا نُطْفَةٌ وَلا عَلَقٌ فَذَكَرَ الأَبْيَاتَ قَالَ: " فَحَشَتِ الأَنْصَارُ فَمَهُ دَنَانِيرَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع قد وَضعه بعض الْقصاص، وهناد لَا يوثق بِهِ وَلَعَلَّه من وضع شَيْخه أَو من شيخ شَيْخه على أَن عَليّ بن عَاصِم قد قَالَ فِيهِ: يزِيد بن

هَارُون مَا زلنا نعرفه بِالْكَذِبِ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ إِلَّا أَن التُّهْمَة بِهِ للمتأخرين أليق فالاثبات للْعَبَّاس بِلَا خلاف. بَاب فِي شرف أَصله أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدثنَا الدَّارَقُطْنِيّ الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ابْن يَزِيدَ الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا إِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا سَبَبِي وَنَسَبِي، فَجَثَى رَجُلٌ قُدَّامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا نَسَبُكَ؟ قَالَ: الْعَرَبُ. قَالَ فَمَا سَبَبُكَ؟ قَالَ: الْمَوَالِي يُحَلُّ لَهُمْ مَا يُحَلُّ لِي وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ مَا يَحْرُمُ عَلَيَّ، إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ [لَا] أَخْرُجَ فِي سَرِيَّةٍ إِلَّا [وفى] يميى [يَمِينِي] رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَانَ مِنَ الْمَوَالِي فَإِن لم يكن فَالنَّاس فثام [فِئَامٌ] لَا خَيْرَ فِيهِمْ. يَا سَلْمَانُ لَيْسَ لَكَ أَنْ تَنْكِحَ نِسَاءَهُمْ وَلا تَأْمُرَ بِهِمْ، إِنَّمَا أَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ وَهُمُ الأَئِمَّةُ، وَلَوْ أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنَّ شَجَرَةً خَيْرٌ مِنْ شَجَرَتِي لأَخْرَجَنِي مِنْهَا وَهِيَ شَجَرَةُ الْعَرَبِ ". تفرد بِهِ خَارِجَة عَن ابْن جريج قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَحْمد لِابْنِهِ: لَا تكْتب حَدِيثه. وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ. بَاب فِي إكرام أَبَوَيْهِ وجده أخْبرت عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْغَطْفَانِيُّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن هَارُونَ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَبَّاسِيُّ قَالَ حَدَّثَنى أَبى قَالَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَبَطَ عَلَى جِبْرِيلَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلامُ وَيَقُولُ إِنِّي حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَى صُلْبٍ أَنْزَلَكَ وَبَطْنٌ حَمَلَكَ وَحِجْرٌ كَفَلَكَ. فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ بَيِّنْ لِي، فَقَالَ أَمَا الصُّلْبُ فَعَبْدُ اللَّهِ وَأَمَّا الْبَطْنُ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ، وَأَمَّا الْحجر فعبد يعْنى عبد المطلب وَفَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ وَإِسْنَاده كَمَا ترى. قَالَ بعض حفاظ خُرَاسَان: كَانَ أَبُو الْحُسَيْن يَحْيَى بن الْحُسَيْن الْعلوِي رَافِضِيًّا غاليا، وَكَانَ يدعى الْخلَافَة بحيلان [بحيلان] ، وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق كثير وَلَا يخْتَلف الْمُسلمُونَ أَن عبد المطلب مَاتَ كَافِرًا، وَكَانَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ ثَمَان سِنِين. وَأما عبد الله فَإِنَّهُ مَاتَ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمل وَلَا خلاف أَنه مَاتَ كَافِرًا، وَكَذَلِكَ آمِنَة مَاتَت ولرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتّ سِنِين. فَأَما فَاطِمَة بنت أَسد فَإِنَّهَا أسلمت وبايعت وَلَا تختلط بهؤلاء. بَاب إِسْلَام آمِنَة بنت وهب أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ الرَّبِيعِ الزَّاهِدُ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبٍ الْكَعْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحيى الزُّهْرِيّ أبوغزنة قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " حَجَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ فَمَرَّ بِي عَلَى عَقَبَةِ الْحَجُونِ وَهُوَ بَاكٍ حَزِينٌ مُغْتَمٌّ. فَبَكَيْتُ لِبُكَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّهُ نَزَلَ فَقَالَ: يَا حُمَيْرُ اسْتَمْسِكِي فَاسْتَنَدْتُ إِلَى جَنْبِ الْبَعِيرِ فَمَكَثَ عَنِّي طَوِيلا ثُمَّ إِنَّهُ عَادَ إِلَى وَهُوَ فرج مُبْتَسِمٌ، فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ نَزَلْتَ من عِنْدِي وَأَنت

بَاكٍ حَزِينٌ مُغْتَمٌّ فَبَكَيْتُ لِبُكَائِكَ ثُمَّ إِنَّكَ عُدْتَ إِلَيَّ وَأَنْتَ فَرِحٌ مُبْتَسِمٌ فَعَمَّ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ ذَهَبْتُ لِقَبْرِ أَتَى آمِنَةَ فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُحْيِيَهَا فَأَحْيَاهَا فَآمَنَتْ بِي وَرَدَّهَا اللَّهُ عزوجل ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ وَالَّذِي وَضعه قَلِيل الْفَهم عديم الْعلم إِذْ لَو كَانَ لَهُ علم لعلم أَن من مَاتَ كَافِرًا لَا يَنْفَعهُ أَن يُؤمن بعد الرّجْعَة لَا بل لَو آمن عِنْد المعاينة لم ينْتَفع، وَيَكْفِي فِي رد هَذَا الحَدِيث قَوْله تَعَالَى: (فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ) وَقَوله فِي الصَّحِيح: " اسْتَأْذَنت رَبِّي أَن أسْتَغْفر لأبي فَلم يَأْذَن لي " وَمُحَمّد بن زِيَاد هُوَ النقاش وَلَيْسَ بِثِقَة وَأحمد بن يَحْيَى وَمُحَمّد بن يَحْيَى مَجْهُولَانِ وَقد كَانَ أَقوام يضعون أَحَادِيث ويدسونها فِي كتب المغفلين فيرويها أُولَئِكَ. قَالَ شَيخنَا أَبُو الْفضل بن نَاصِر: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَأم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَت بالأبواء بَين مَكَّة وَالْمَدينَة ودفنت هُنَاكَ وَلَيْسَت بالحجون. بَاب ذكر أَبِيه وَعَمه أبي طَالب أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسَ بْنِ حَمْدَانَ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي خَطَّابُ بْنُ عَبْدِ الدَّايِمِ الأُرْسُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى ابْن الْمُبَارَكِ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " شَفَعْتُ فِي هَؤُلاءِ النَّفَرِ: فِي أَبِي وَعَمِّي أَبِي طَالِبٍ وَأَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ لَيَكُونُوا مِنْ بَعْدِ الْبَعْثِ هَبَاءً ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ. فَأَما لَيْث فضعيف، وَمَنْصُور لم يرو عَنْهُ شَيْئًا لضَعْفه، وَيحيى بن الْمُبَارك شَامي مَجْهُول، وخطاب ضَعِيف.

قَالَ أَبُو الْحسن بن الْفُرَات: وَمُحَمّد بن فَارس لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا مَحْمُود الْمَذْهَب. قَالَ أَبُو نعيم: كَانَ رَافِضِيًّا غاليا فِي الرفص ضَعِيفا فِي الحَدِيث. وفى الصَّحِيحَيْنِ أَن أَبَا طَالب ذكر لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هُوَ فِي صحصاح [ضحضاح] من النَّار ". بَاب فَضله على الانبياء أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّيْنَبِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غُلامُ خَلِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْيَمَامِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا هُبَيْرَةُ بن عبد الله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءِ بن أَبى رَبَاح عَن عبد الله ابْن عَبَّاس قَالَ: " خرح مِنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِنَ الْيَهُودِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْكَاهِنِ حَتَّى نُوَبِّخَهُ فِي وَجْهِهِ وَنُكَذِّبَهُ فَإِنَّهُ يَقُولُ: إِنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرُ يَقُولُ مَا أَحْسَنَ ظَنَّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ وَأَكْثَرَ شُكْرِهِ لِمَا أَعْطَاهُ، فَسَمِعَتِ الْيَهُودُ هَذَا الْكَلامُ مِنْ عُمَرَ، فَقَالُوا: مَا ذَاكَ مُحَمَّدٌ وَلَكِنْ ذَاكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ كَلَّمَهُ اللَّهُ، فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ إِلَى شَعْرِ الْيَهُودِيِّ وَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَهَرِبَتِ الْيَهُودُ، فَقَالُوا: مُرُّوا بِنَا نَدْخُلُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَشْكُو إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ الْيَهُودُ: يَا مُحَمَّدُ نُعْطِي الْجِزْيَةَ وَنُظْلَمُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ظَلَمَكُمْ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا كَانَ عُمَرُ لِيَظْلِمَ أَحَدًا حَتَّى يَسْمَعَ مُنْكَرًا، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلالٍ: ادْعُ لِي عُمَرَ فَخَرَجَ بِلالٌ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ. قَالَ: لَبَّيْكَ. قَالَ: أَجِبْ نَبِيَّكَ فَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ لِمَ ظَلَمْتَ هَؤُلاءِ الْيَهُودَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ بِيَدِي سَيْفًا لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يَا عمر؟ قَالَ:

خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَأَنَا أَقُولُ مَا أَحْسَنَ ظَنَّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ وَأَكْثَرَ شُكْرِهِ لِمَا أَعْطَاهُ فَقَالَتِ الْيَهُودُ مَا ذَاكَ مُحَمَّدٌ وَلَكِنَّ ذَاكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فَأَغْضَبُونِي فَوَيْلُ نَفْسِي أَمُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُوسَى أَخِي وَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ قَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ، فَعَجِبَتِ الْيَهُودُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: هَذَا أَرَدْنَا. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا ذَاكَ؟ فَقَالَتِ الْيَهُودُ: آدَمُ خَيْرٌ مِنْكَ، وَنُوحٌ خَيْرٌ مِنْكَ، وَمُوسَى خَيْرٌ مِنْكَ: وَعِيسَى خَيْرٌ مِنْكَ، وَسُلَيْمَانُ خَيْرٌ مِنْكَ. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتُمْ بَلْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلاءِ أَجْمَعِينَ وَأَنَا أَفْضَلُ مِنْهُمْ فَقَالَتِ الْيَهُودُ: أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا. قَالُوا: هَاتِ بَيَانَ ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُ لِي عبد الله بْنَ سَلامٍ وَالتَّوْرَاةُ بَيْنَيِ وَبَيْنَهُمْ. قَالُوا: نَعَمْ. [آدَمُ خَيْرٌ مِنْكَ] قَالَ: فَلِمَ؟ قَالُوا: لأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آدَمُ أَبِي وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خَيْرًا مِنْهُ إِنَّ الْمُنَادِي يُنَادِي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولٌ، وَلا يُقَالُ آدَمُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ بِيَدِ آدَمَ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ وَهَذَا مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ. قَالُوا: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، فَقَالَت الْيَهُود: مُوسَى خبر مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: لأَنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ كَلِمَةٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ وَأَرْبَعِينَ كَلِمَةً، وَلم يكلمك بشئ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى] حَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَى بِي السَّمَاءَ السَّابِعَةَ وَجَاوَزْتُ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى عِنْدَ جَنَّةِ الْمَأْوَى حَتَّى تَعَلَّقْتُ بِسَاقِ الْعَرْشِ، فَنُودِيَ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي [أَنَا] اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنا، وَرَأَيْت ربى عزوجل بِقَلْبِي فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ وَهَذَا مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ، وَقَالَ: هَاتَانِ اثْنَتَانِ. قَالُوا:

وَنُوحٌ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: لأَنَّ سَفِينَتَهُ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ أُعْطِيتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر) فَالْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، مَجْرَاهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، عَلَيْهِ أَلْفُ قَصْرٍ، حَشِيشُهُ الزَّعْفَرَانُ وَرِضْرَاضُهُ الدُّرُّ والْيَاقُوتُ وَتُرَابُهُ الْمِسْكُ الأَبْيَضُ لِي وَلأُمَّتِي. قَالَتِ الْيَهُودُ: صَدَقْتَ يَا محمدها هُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ. قَالُوا: هَذِهِ ثَلاثٌ. قَالُوا: إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: لأَنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلا. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ وَأَنَا حَبِيبُهُ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَدْرُونَ لأَيِّ شئ سُمِّيتُ مُحَمَّدًا، سَمَّانِي مُحَمَّدًا اشْتَقَّ اسْمِي مِنِ اسْمِهِ وَهُوَ الْحَمِيدُ وَأَنَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتِي الْحَمَّادُونَ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: هَذِهِ أَرْبَعٌ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: عِيَسى خَيْرٌ مِنْكَ. فَقَالَ: وَلِمَ: قَالُوا: لأَنَّ عِيسَى صَعَدَ ذَاتَ يَوْمٍ عَقَبَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَجَاءَتِ الشَّيَاطِينُ لِتَحْمِلْهُ، فَأَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الأَيْمَنِ وُجُوهَهُمْ فَأَلْقَاهُمْ فِي النَّارِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ أُعْطِيتُ خَيْرًا مِنْهُ انْقَلَبْتُ مِنْ قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَا جَائِعٌ شَدِيدُ الْجُوعِ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ وَعَلَى رَأْسِهَا جَفْنَةٌ وَفِي الْجَفْنَةِ جَدْيٌ مَشْوِيٌّ وَفِي كُمِّهَا سَكْرٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَلَّمَكَ وَلَقَدْ نَذَرْتُ لِلَّهِ نَذْرًا إِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ هَذَا الْغَزِو لأَذْبَحَنَّ هَذَا الْجَدْيَ وَلأَشْوِيَنَّهُ وَلأَحْمِلَنَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ لِيَأْكُلَهُ، فَنَزَلْتُ فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِيهِ فَاسْتَنَطَقَ الْجَدْيِ فَاسْتَوَى عَلَى أَرْبَعٍ قَائِمًا وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَا تَأْكُلُ مِنِّي فَإِنِّي مَسْمُومٌ. فَقَالَتِ الْيَهُود: صدقت يَا مُحَمَّدًا هَذَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالُوا: هَذِهِ خَمْسٌ بَقِيتَ وَاحِدَةٌ وَنَقُومُ. قَالُوا: سُلَيْمَانُ خَيْرٌ مِنْكَ. فَقَالَ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لأَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ الشَّيَاطِينَ وَالْجِنَّ وَالإِنْسَ وَالرِّيَاحَ وَعَلَّمَهُ كَلامَ الطَّيْرِ وَالْهَوَامَّ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ كَانَ اللَّهُ سَخَّرَ لَهُ الشَّيَاطِين وَالْجِنّ والانس

وَالرِّيَاحَ فَقَدْ سَخَّرَ لِيَ الْبُرَاقُ خيرمن الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، وَهِيَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ وَجْهُهُ كَوَجْهِ آدَمِيٍّ حوافيره كحوافر الْخَيل وذنبها كذب الْبَقَرَةِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ سِرْجُهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَرِكَابُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ مَزْمُومٌ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مِنَ الذَّهَبِ، لَهَا جَنَاحَانِ مُكَلَّلانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ هَا هُوَ ذَا مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ هَذَا أَكْثَرُ مِنْ ذَاكَ. وَقَالَتِ الْيَهُودُ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّك [وَأَنَّ] مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا نَشُكُّ فِي وَضْعِهِ، فَمَا أَجْهَل وَاضعه وَمَا أرك لَفظه وأبرده، وَلَوْلَا أَنِّي أتهم بِهِ غُلَام خَلِيل فَإِنَّهُ عَامي كَذَّاب لَقلت إِن وَاضعه قصد شين الْإِسْلَام بِهَذَا الحَدِيث. وفى إِسْنَاده مُحَمَّد بن جَابر. قَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: لَا يحدث عَنْهُ إِلَّا من هُوَ شَرّ مِنْهُ وَمَا كَانَ مثل ذَلِك يبلغ بِهِ الْجَهْل إِلَى وضع مثل هَذَا، وَمَا هُوَ إِلَّا من عمل غُلَام خَلِيل. حَدِيث آخر فِي فَضله على الانبياء أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظَانِ وَمَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّغَوِيُّ وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ الْمُقْرِيُّ وَعَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ الْيُوسِفِيُّ قَالُوا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ سَوْسَنٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الرحمن بن عبيد الله الْحُرَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدَّهْقَانِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَاينِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي السُّكَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْيَسَعِ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الضَّرِيرِ عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ يَحْيَى الْبَصْرِيِّ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: " حَضَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا بِأَعْرَابِيٍّ [جَافٍ] رَاجِلٍ بَدَوِيٍّ قَدْ وَقَفَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلامَ فَقَالَ: يَا قَوْمٌ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا مُحَمَّد

رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: لَقَدْ أَيْقَنْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ أَرَاكَ، وَأَحْبَبْتُكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَلْقَاكَ، وَصَدَّقْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ أَرَى وَجْهَكَ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ خِصَالٍ. قَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ. فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وأمى. أَلَيْسَ الله عزوجل كَلَّمَ مُوسَى؟ قَالَ بَلَى. قَالَ: وَخَلَقَ عِيسَى مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ؟ قَالَ بَلَى. قَالَ: وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا؟ وَاصْطَفَى آدَمَ؟ قَالَ بَلَى. قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شئ أُعْطِيتَ مِنَ الْفَضْلِ؟ فَأَطْرَقَ النِّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: اللَّهُ يُقْرِئَكَ السَّلامَ وَهُوَ يَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ فَيَقُولُ يَا حَبِيبِي لِمَ أَطْرَقْتَ ارْفَعْ رَأْسَكَ و - زد -[رد] عَلَى الأَعْرَابِيِّ جَوَابَهُ. قَالَ: أَقُولُ مَاذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ اللَّهُ يَقُولُ إنى كنت [إِنْ كُنْتُ اتَّخَذْتُ] إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا فَقَدِ اتَّخَذْتُكَ مِنْ قَبْلُ حَبِيبًا، وَإِنْ كَلَّمْتُ مُوسَى فِي الأَرْضِ فَقَدْ كَلَّمْتُكَ وَأَنْتَ مَعِي فِي السَّمَاءِ وَالسَّمَاءُ أَفْضَلُ مِنَ الأَرْضِ، وَإِنْ كُنْتُ خَلَقْتُ عِيسَى مِنْ رُوحِ الْقُدُسِ فَقَدْ خَلَقْتُ اسْمَكَ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَلَقَدْ وَطِئْتَ فِي السَّمَاءِ موطئا لم يطأه أَحْمد قَبْلَكَ وَلا يَطَؤُهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَإِنْ كُنْتُ قَدِ اصْطَفَيْتُ آدَمَ فَقَدْ خَتَمْتَ الأَنْبِيَاءَ، وَلَقَدْ خَلَقْتُ مِائَهَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْكَ، وَمَنْ يَكُونُ أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْكَ؟ وَلَقَدْ أَعْطَيْتُكَ الْحَوْضَ وَالشَّفَاعَةَ وَالنَّاقَةَ وَالْقَضِيبَ وَالْمِيزَانَ وَالْوَجْهَ الأَقْمَرَ وَالْجَمَلَ الأَحْمَرَ وَالتَّاجَ وْالهَرَاوَةَ وَالْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَالْقُرْآنَ وَفَضْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَالشَّفَاعَةَ كُلَّهَا لَكَ حَتَّى ظِلِّ عَرْشِي فِي الْقِيَامَةِ عَلَى رَأْسِكَ مَمْدُودٌ وَتَاجُ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِكَ مَعْقُودٌ، وَلَقَدْ قَرَنْتُ اسْمَكَ مَعَ اسْمِي فَلا أُذْكَرُ فِي مَوْضِعٍ حَتَّى تُذْكَرَ مَعِيَ، وَلَقَدْ خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا لأُعَرِّفَهُمْ كَرَامَتَكَ عَلَيَّ وَمَنْزِلَتَكَ عِنْدِي وَلَوْلاكَ يَا مُحَمَّدُ مَا خَلَقْتُ الدُّنْيَا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وفى إِسْنَاده مَجْهُولُونَ وضعفاء والضعفاء أَبُو السكين وَإِبْرَاهِيم من اليسع. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَبُو السكين ضَعِيف وَإِبْرَاهِيم (19 الموضوعات 1)

وَيحيى الْبَصْرِيّ مَتْرُوكَانِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حرقنا حَدِيث يَحْيَى الْبَصْرِيّ. وَقَالَ الفلاس: كَانَ كذابا يحدث أَحَادِيث مَوْضُوعَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوك. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ حَدَّثَنا مَسْلَمَةُ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا وَمُوسَى نَجِيًّا وَاتَّخَذَنِي حَبِيبًا، ثُمَّ قَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُوثِرَنَّ حَبِيبِي عَلَى خَلِيلِي وَنَجِيِّي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح انْفَرد بروايته عَن زيد مسلمة. قَالَ يَحْيَى: مسلمة لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ والازدى: مَتْرُوك. بَاب فَضله على مُوسَى. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ الْيَشْكِرِيِّ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّهَ أَعَطى مُوسَى الْكَلامَ وَأَعْطَانِي الرُّؤْيَةَ وَفَضَّلَنِي بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن يُونُس وَهُوَ الْكُدَيْمِي وَكَانَ وضاعا للْحَدِيث. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَعَلَّه قد وضع أَكْثَر من ألف حَدِيث. بَاب تَسْلِيم عِيسَى على نَبينَا عَلَيْهِ السَّلَام رَوَى أَبُو عِقَالٍ هِلالُ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَسَارِ بْنِ بُولا عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " بَيْنَا نَحن

مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ رَأَيْنَا بَرْدًا وَنَدًى فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْبَرْدُ وَالنَّدَى؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: ذَاكَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ سَلَّمَ عَلَيَّ ". قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَبُو عقال فِي حَدِيثه مَنَاكِير. وَقَالَ ابْن حبَان: يروي عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة مَا حدث بهَا أنس قَطُّ لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال. بَاب فِي أَنه أحسن من كل شئ أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ قَالَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بن أَحْمد الدقاق قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَارِبٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَبَطَ عَلَى جِبْرِيلَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُول: [يَا] حَبِيبِي إِن كَسَوْتُ حُسْنَ يُوسُفَ مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ، وَكَسَوْتُ حُسْنَ وَجْهِكَ مِنْ نُورِ عَرْشِي. وَمَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحْسَنُ مِنْكَ يَا مُحَمَّدُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الأُشْنَانِيُّ وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ. الأُشْنَانِيُّ كَذَّابٌ دَجَّالٌ وَقد رَآهُ [رَوَاهُ] بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغير إِسْنَاده مرت أُخْرَى فَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ الطَّوِيلِ عَنْ زيد بن وهب عَن عبد الله بن غَالب عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلُّ ذَلِكَ من عمله. بَاب فِي فضل عرقه أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا

أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّيُوطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سُبْحَانَ [سَيْحَانَ] قَالَ حَدَّثَنَا حَلْبَسٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي. قَالَ: مَا عِنْدِي شئ وَلَكِنِ الْقَنِي غَدًا وَجِئْنِي مَعَكَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ وَعُودِ شَجَرَةٍ. قَالَ فَجَاءَ وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيلُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى مَلأَ الْقَارُورَةَ، ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا وَأَمْرُ أَهْلَكَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَطِيبَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ فَتَطِيبُ بِهِ. قَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رِيحًا طَيِّبَةً فَسُمُّوا بَيْتَ الْمُطَيِّبِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَهُوَ مِمَّا عملته يدا حَلبس. قَالَ الدارطنى: هُوَ مَتْرُوك وَقَالَ الْأَزْدِيّ: واه دامر (1) . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب ذكر مَا جرى لَهُ لَيْلَة الْمِعْرَاج أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البتيع قَالَا حَدثنَا المعافا بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ حَمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى الْمُقَرَّبِينَ، لَمَّا بَلَغْتُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ لَقِيَنِي مَلَكٌ مِنْ نُورٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ نُورٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يُسَلِّمُ عَلَيْكَ صَفِيِّي وَنَبِيِّي فَلَمْ تَقُمْ لَهُ؟ وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَتَقُومَنَّ فَلا تَقْعُدْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل مَوْضُوع وَرِجَال إِسْنَاده كلهم ثقاة سوى

_ (1) هَكَذَا هِيَ بالاصل ولعلها مصحفة من " أشر " (*) .

مُحَمَّد بن مسلمة، وَرَأَيْت هبة الله بن الْحسن الطَّبَرِيّ يضعف مُحَمَّد بن مسلمة، وَسمعت الْحسن بن مُحَمَّد الْخلال يَقُول: هُوَ ضَعِيف جدا. بَاب أَسمَاء مراكبه وسلاحه أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَن أبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبى حَاتِم ابْن حَبَّانَ الْحَافِظِ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن عبد الله الْبَلَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ عَن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفٌ مُحَلَّى قَائِمَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَعَلَّهُ مِنْ فِضَّةٍ وَفِيهِ حِلَقٌ فِضَّةٌ، وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْفَقَارِ، وَكَانَتْ لَهُ فَرَسٌ تُسَمَّى ذَا السَّدَادِ، وَكَانَت لَهُ كنَانَة تسمى ذَا [ذَاتَ] الْجَمْعِ، وَكَانَتْ لَهُ دِرْعٌ موشحة بنحاس تسمى ذَا الْفُصُول [ذَاتَ الْفُضُولِ] ، وَكَانَتْ لَهُ مِجَنٌّ تُسَمَّى الْقَرْقَرَ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ أَشْقَرُ يُسَمَّى الْمُرْتَجِزَ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ أَدْهَمُ يُسَمَّى السَّكْبَ، وَكَانَ لَهُ سَرْجٌ يُسَمَّى الدَّاجَ، وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ تُسَمَّى دَلْدَلَ، وَكَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ تُسَمَّى الْقَصْوَاءَ، وَكَانَتْ لَهُ مِرْآةٌ تُسَمَّى الْمُدْلَةَ، وَكَانَ لَهُ مقراض يُسمى الممسوف [الْمَمْشُوقَ] ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ آفَات مِنْهَا عبد الملك وَهُوَ الْعَرْزَمِي وَقد تَركه شُعْبَة وَمِنْهَا عَليّ بن عُرْوَة. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث. وَمِنْهَا عمر بن عبد الرحمن، وَقد قَدَحُوا فِيهِ. بَاب تكليم حِمَاره يعقور لَهُ روى مُحَمَّدُ بْنُ مَزِيدٍ أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عبد الله بْنِ حَبِيبٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمى عَن أَبى مَنْظُور

وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: " لَمَّا فتح الله عزوجل عَلَى نَبِيِّهِ خَيْبَرَ أَصَابَهُ مِنْ سَهْمِهِ أَرْبَعَةُ أَزْوَاجِ نِعَالٍ وَأَرْبَعَةُ أَزْوَاجِ خِفَافٍ وَعَشْرَةُ أَوَاقِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَحِمَارٌ أَسْوَدُ. قَالَ فَكَلَّمَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِمَارَ، فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ يَزِيدُ بْنُ شِهَابٍ أُخْرِجُ من نسل جدى سِتِّينَ حِمَارًا كُلُّهُمْ لَمْ يَرْكَبْهُ إِلا نَبِيٌّ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ نَسْلِ جدى غَيره وَلا مِنَ الأَنْبِيَاءِ غَيْرُكَ. أَتَوَقَّعُكَ أَنْ تَرْكَبَنِي وَقَدْ كُنْتُ لِرَجُلٍ قَبْلَكَ مِنَ الْيَهُودِ وَكُنْتُ أَعْثُرُ بِهِ عَمْدًا وَكَانَ يُجِيعُ بَطْنِي وَيَضْرِبُ ظَهْرِي. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَمَّيْتُكَ يَعْفُورَ يَا يَعْفُورُ. أَتَشْتَهِي الإِنَاثِ؟ قَالَ لَا. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُهُ فِي حَاجَة فَإِذا نزل عَلَيْهِ [عَنْهُ] بَعَثَ بِهِ إِلَى بَابِ الرَّجُلِ فَيَأْتِي الْبَابَ فَيَقْرَعُهُ بِرَأْسِهِ فَإِذَا خَرَجَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الدَّارِ أَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ أَجِبْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى بِئْر كَانَت لابي الْهَيْثَم ابْن التَّيْهَانِ فَتَرَدَّى فِيهَا فَصَارَتْ قَبْرُهُ. جَزَعًا مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع فلعن الله وَاضعه فَإِنَّهُ لم يقْصد إِلَّا الْقدح فِي الْإِسْلَام، والاستهزاء بِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِم بِهِ حبَان: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث وَإِسْنَاده لَيْسَ بشئ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِمُحَمد بن مزِيد. بَاب إرْسَال قطف إِلَيْهِ أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم الْبُسْتِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ قَالَ حَدثنَا يُونُس بن عبد الاعلى قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عبيد الله بن عبد الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُطَيفٍ، فَقَالَ: إِن الله عزوجل يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَبَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَذَا القطف لتأكله ".

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا مَا لَهُ أصل يرجع إِلَيْهِ. وَحَفْص بن عمر لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَحَفْص هَذَا قد رَوَاهُ من حَدِيث أنس وأنبأنا الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنا الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دَعْلَجٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذر حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ عمر بن عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُطْفٍ من عِنَب فَقَالَ إِلَى رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَأَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِهَذَا الْقُطْفِ فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". بَاب تعبده وهجر نِسَائِهِ قبل مَوته أَنْبَأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ سَفِينَةَ عَنْ أَبِيهِ سَفِينَةَ قَالَ: " تَعَبَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ، وَاعْتَزَلَ النِّسَاءَ حَتَّى صَارَ كَالْكِلْسِ الْبَالِي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمُحَمّد بن الْحجَّاج هُوَ أَبُو عبد الله بن المصفر مولى بني هَاشم. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تركت حَدِيثه. وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَمُسلم وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب ذكر وَفَاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبّه عَن جَابر بن عبد الله وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالا: " لَمَّا نَزَلَتْ [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ]

إِلَى آخِرِ السُّورَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا جِبْرِيلُ نَفْسِي قَدْ نُعِيَتْ. قَالَ جِبْرِيل: الْآخِرَة خير لَك من الأولى ولسوف يعطيك رَبك فترضى. فَأَمَر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالا يُنَادِي الصَّلاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارَ إِلَى مَسْجِد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ صَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَبَكَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي نَبِيٌّ كُنْتُ لَكُمْ. فَقَالُوا جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ خَيْرًا فَلَقَدْ كُنْتَ لَنَا كَالأَبِ الرَّحِيمِ وَكَالأَخِ النَّاصِحِ الْمُشْفِقِ، أَدَّيْتَ رَسالاتِ اللَّهِ وَأَبْلَغْتَنَا وَحْيَهُ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَازَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ. فَقَالَ لَهُمْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ أَنَا أُنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ وَبِحَقِّي عَلَيْكُمْ مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي، فَلم يقم إِلَيْهِ أحد، فَنًّا شدهم اللَّهَ فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَنَاشَدَهُمُ الثَّالِثَةُ: مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ مِنِّي قَبْلَ الْقَصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ، فَقَامَ مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ عُكَاشَةَ، فَتَخَطَّى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، لَوْلا أَنَّكَ نَاشَدْتَنَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ أُخْرَى مَا كُنْتُ بِالَّذِي أتقدم على شئ مِنْكَ، كُنْتُ مَعَكَ فِي غَزَاةٍ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَكُنَّا فِي الانْصِرَافِ حَاذَتْ نَاقَتِي نَاقَتُكَ فَنَزَلْتُ عَنِ النَّاقَةِ وَدَنَوْتُ مِنْكَ لأُقَبِّلَ فَخِذِكَ فَرَفَعْتَ الْقَضِيبَ فَضَرَبْتَ خَاصِرَتِي فَلا أَدْرِي أَكَانَ عَمْدًا مِنْكَ أَمْ أَرَدْتَ ضَرْبَ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُكَاشَةَ أُعِيذُكَ بحلال اللَّهِ أَنْ يَتَعَمَّدَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالضَّرْبِ، يَا بِلالُ انْطَلِقْ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ وَائْتِنِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَمَا يَصْنَعُ أَبِي بِالْقَضِيبِ الْمَمْشُوقِ وَلَيْسَ هَذَا يَوْمُ حَجٍّ وَلا يَوْمُ غَزَاةٍ؟ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ مَا أَغْفَلَكِ عَمَّا فِيهِ أَبُوكِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُودِعُ الدِّينَ وَيُفَارِقُ الدُّنْيَا وَيُعْطِي الْقَصَاصَ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا بِلالُ، وَمَنِ الَّذِي تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا بِلالُ أذن فَقل لِلْحسنِ

وَالْحُسَيْنِ يَقُومَانِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقْتَصُّ مِنْهُمَا وَلا يَدَعَانَهُ يَقْتَصُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ بِلالٌ الْمَسْجِدَ، وَدَفَعَ الْقَضِيبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَعَ رَسُول الله " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَضِيبَ إِلَى عُكَاشَةَ، فَلَمَّا نَظَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى ذَلِكَ قَامَا فَقَالَا يَا عُكَاشَةَ هَا نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ فَاقْتَصَّ مِنَّا وَلا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: امْضِ يَا أَبَا بَكْرٍ وَأَنْتَ يَا عُمَرُ فَقَدْ عرف الله عزوجل مَكَانَكُمَا وَمَقَامَكُمَا، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ يَا عُكَاشَةَ إِنَّا فِي الْحَيَاةِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ تَضْرِبَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذَا ظَهْرِي وَبَطْنِي اقْتَصَّ مِنِّي بِيَدِكَ وَاجْلِدْنِي مِائَةً وَلا تَقْتَصَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَلِيُّ اقعد فقد عرف الله عزوجل مَقَامَكَ وَنِيَّتَكَ، وَقَامَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ فَقَالا يَا عُكَاشَةَ أَلَيْسَ تَعْلَمْ أَنَّا سِبْطَا رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَالْقَصَاصُ مِنَّا كَالْقَصَاصِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْعُدَا يَا قُرَّةَ عَيْنِي لَا نَسِيَ اللَّهُ لَكُمَا هَذَا الْمَقَامَ، فَقَالَ النَّبُيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُكَاشَةَ اضْرِبْ إِنْ كُنْتَ ضَارِبًا، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ضَرَبْتَنِي وَأَنَا حَاسِرٌ عَنْ بَطْنِي، فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحَ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ، وَقَالُوا نَرَى عُكَاشَةَ ضَارِبًا بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمَّا نَظَرَ عُكَاشَةَ إِلَى بَيَاضِ بَطْنِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ الْقَبَاطِيُّ لَمْ يَمْلِكُ أَنْ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ بَطْنَهُ وَهُوَ يَقُولُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. وَمَنْ تَطِيقُ نَفْسُهُ أَنْ يَقْتَصَّ مِنْكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَّا أَنْ تَضْرِبَ وَإِمَّا أَنْ تَعْفُو، فَقَالَ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ رَجَاءَ أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنِّي فِي الْقِيَامَةِ. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَيَقُولُونَ: طُوبَاكَ طُوبَاكَ نُلْتَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَمُرَافَقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم،

فَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ وَكَانَ مَرَضُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَعُودُهُ النَّاسُ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَبُعِثَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَقُبِضَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ ثَقُلَ فِي مَرَضِهِ فَأَذَّنَ بِلالٌ ثُمَّ وَقَفَ بِالْبَابِ فَنَادَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، الصَّلاةُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَسَمِعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ بِلالٍ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا بِلالُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ، فَدَخَلَ بِلالٌ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الصُّبْحُ قَالَ وَاللَّهِ لَا أُقِيمَهَا أَوْ أَسْتَأْذِنَ سَيِّدِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ وَقَامَ بِالْبَابِ وَنَادَى السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. الصَّلاةُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ بِلالٍ فَقَالَ ادْخُلْ يَا بِلالُ إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ مُرْ أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَخَرَجَ وَيَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ يَا غَوْثَاهُ بِاللَّهِ وَانْقِطَاعُ رَجَائِي وَانْفِصَامُ [انْقِصَامُ] ظَهْرِي لَيْتَنِي لَمْ تَلِدْنِي أُمِّي وَإِذْ وَلَدَتْنِي لَمْ أَشْهَدْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْيَوْمَ. ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ رَجُلا رَقِيقًا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى خُلُوِّ الْمَكَانِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَمَالَكْ أَنْ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَصَاحَ الْمُسْلِمِونَ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَجِيجَ النَّاسِ، فَقَالَ مَا هَذِهِ الضَّجَّةُ؟ فَقَالُوا ضَجَّةُ الْمُسْلِمِينَ لِفَقْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَالْعَبَّاسَ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْمَلِيحُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهُ، أَنْتُمْ فِي رَجَاءِ اللَّهِ وَأَمَانِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ، مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ، عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وحَفْظِ طَاعَتِهِ مِنْ بَعْدِي فَإِنِّي مُفَارِقٌ الدُّنْيَا. هَذَا أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وَآخِرُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ اشْتَدَّ بِهِ الأَمْرُ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ أَنِ اهْبِطْ إِلَى حَبِيبِي وَصَفِيِّي مُحَمَّدٍ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَارْفُقْ بِهِ فِي قَبْضِ رَوْحِهِ، فَهَبَطَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَوَقَفَ بِالْبَابِ شِبْهُ أَعْرَابِي ثمَّ

قَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرَّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ..أَدْخُلُ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ أَجِيبِي الرَّجُلَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: آجَرَكَ الله فِي ممشاك يَا عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ، فَنَادَى الثَّانِيَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا فَاطِمَةُ أَجِيبِي الرَّجُلَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: آجَرَكَ الله فِي ممشاك يَا عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ، ثَمَّ دَعَا الثَّالِثَةَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أهل بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرَّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَة أَدخل فلابد مِنَ الدُّخُولِ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ مَنْ بِالْبَابِ؟ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَجُلا بِالْبَابِ يَسْتَأْذِنُ فِي الدُّخُولِ فَأَجَبْنَاهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فَنَادَى فِي الثَّالِثَةِ صَوْتًا اقْشَعَرَّ مِنْهُ جِلْدِي وَارْتَعَدَتْ مِنْهُ فَرَائِصِي فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا فَاطِمَةُ أَتَدْرِينَ مَنْ بِالْبَابِ؟ هَذَا هَادِمُ اللَّذَّاتِ وَمُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ، هَذَا مُرَمِّلُ الأَزْوَاجِ، وَمُوَتِّمُ الأَوْلادِ، هَذَا مُخَرِّبُ الدُّورِ، وَعَامِرُ الْقُبُورِ، هَذا مَلَكُ الْمَوْتِ، ادْخُلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، فَدَخَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَلَكُ الْمَوْتِ جِئْتَنِي زَائِرًا أَوْ قَابِضًا؟ قَالَ: جِئْتُكَ زَائِرًا وَقَابِضًا وَأَمرَنِي الله عزوجل أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلا بِإِذْنِكَ وَلا أَقْبِضَ رُوحَكَ إِلا بِإِذْنِكَ، فَإِنْ أَذِنْتَ وَإِلا رَجَعْتَ إِلَى رَبِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَيْنَ خَلَّفْتَ حَبِيبِي جِبْرِيلَ؟ قَالَ خَلَّفْتُهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَالْمَلائِكَةُ يُعَزُّونَهُ فِيكَ، فَمَا كَانَ أَسْرَعُ أَنْ أَتَاهُ جِبْرِيلَ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا جِبْرِيلُ هَذَا الرَّحِيلُ مِنَ الدُّنْيَا فَبَشِّرْنِي بِمَالِي عِنْدَ اللَّهِ، فَقَالَ أُبَشِّرُكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ أَنِّي تَرَكْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ، وَالْمَلائِكَةُ قَدْ قَامُوا صُفُوفًا صُفُوفًا بِالتَّحِيَّةِ وَالرَّيْحَانِ يُحَيُّونَ رُوحَكَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدَ فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ، قَال أُبَشِّرُكَ أَنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ قَدْ فُتِحَتْ، وَأَنْهَارَهَا قَدِ اطَّرَدَتْ وَأَشْجَارَهَا قَدْ تَدَلَّتْ وَحُورَهَا قَدْ زُيِّنَتْ لِقُدُومِ رُوُحِكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ لوجه ربى

الْحَمْدَ فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ. قَال أَبْوَابُ النِّيرَانِ قَدْ أُطْبِقَتْ لِقُدُومِ رُوُحِكَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدَ فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ. قَالَ أَنْتَ أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ فِي الْقِيَامَةِ. قَالَ لِوَجْهِ رَبِّي الْحَمْدَ فَبَشِّرْنِي يَا جِبْرِيلُ قَالَ جِبْرِيلُ يَا حَبِيبِي عَمَّ تَسْأَلُنِي؟ قَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ غَمِّي وَهَمِّي، مَنْ لِقُرَّاءِ الْقُرْآنَ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِصُوَّامَ رَمَضَانَ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ مِنْ بَعْدِي؟ مَنْ لأُمَّتِي الْمُصَفَّاةِ مِنْ بَعْدِي؟ قَالَ: أَبْشِرْ يَا حَبِيبَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عزوجل يَقُولُ: قَدْ حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: الآنَ طَابَتْ نَفْسِي ادْنُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ فَانْتَهِ كَمَا أُمِرْتَ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا أَنْتَ قُبِضْتَ فَمَنْ يُغَسِّلُكَ! وَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟ وَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ وَمَنْ يَدْخُلُ الْقَبْرَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا الْغُسْلُ فَاغْسِلْنِي أَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ عَلَيْكَ الْمَاءَ وَجِبْرِيلُ ثَالِثُكُمَا، فَإِذَا أَنْتُمْ فَرَغْتُمْ مِنْ غُسْلِي فَكَفِّنُونِي فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ وَجِبْرُيلُ يَأْتِينِي بِحَنُوطٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنْتُمْ وَضَعْتُمُونِي عَلَى السَّرِيرِ فَضَعُونِي فِي الْمَسْجِدِ وَاخْرُجُوا عَنِّي، فَإِنَّ أَوْلَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ الرَّبُّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ثُمَّ جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ثمَّ الْمَلَائِكَة زمرا مرا، ثُمَّ ادْخُلُوا فَقُومُوا صُفُوفًا صُفُوفًا لَا يَتَقَدَّمُ عَلَيَّ أَحَدٌ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: الْيَوْمَ الْفِرَاقُ فَمَتَّى أَلْقَاكَ؟ فَقَالَ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ تَلْقِينِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ وَأَنَا أَسْقِي مَنْ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ مِنْ أُمَّتِي. قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ تلقيني عِنْد الميزن وَأَنَا أَشْفَعُ لأُمَّتِي. قَالَتْ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ تَلْقِينِي عِنْدَ الصِّرَاطِ وَأَنَا أُنَادي رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ. فَدَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ فَعَالَجَ قَبْضَ رَوْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّوْحَ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّهْ، فَلَّمَا بَلَغَ الرُّوُحُ إِلَى السُّرَّةِ نَادَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاكَرْبَاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ كَرْبِي لِكَرْبِكَ يَا أَبَتَاهُ، فَلَمَّا بَلَغَ الرّوح البندوة [الثُّنْدُؤَةَ] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا جِبْرِيلُ مَا أَشَدَّ مَرَارَةَ الْمَوْتِ، فَوَلَّى جِبْرِيلُ وَجْهَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهْتَ النّظر إِلَى؟ فَقَالَ جيريل يَا حَبِيبِي وَمَنْ تَطِيقُ نَفْسَهُ [أَنْ] يَنْظُرَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تُعَالِجُ سَكَرَاتَ الْمَوْتِ؟ فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ الْمَاءَ وَجِبْرُيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَهُمَا، فَكُفِّنَ بِثَلاثَةِ أَثْوَابٍ جُدُدٍ وَحُمِلَ عَلَى السَّرِيرِ ثُمَّ أَدْخَلُوهُ الْمَسْجِدَ وَوَضَعُوهُ فِي الْمَسْجِدِ وخَرَجَ النَّاسُ عَنْهُ، فَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ الرَّبُّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، ثُمَّ جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ الْمَلائِكَةُ زُمَرًا زُمَرًا. قَالَ: قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: لقد سَمِعْنَا فِي الْمَسْجِدِ هَمْهَمَةً وَلَمْ نَرَ لَهُمْ شَخْصًا فَسَمِعْنَا هَاتِفًا يَهْتِفُ وَهُوَ يَقُولُ: ادْخُلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَصَلُّوا عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلْنَا فَقُمْنَا صُفُوفًا كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرْنَا بِتَكْبِيرِ جِبْرِيلَ وَصَلَّيْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلاةِ جِبْرِيلَ مَا تَقَدَّمَ مِنَّا أَحَدٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَدُفِنَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ قَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: يَا أَبَا الْحَسَنِ دَفَنْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَتْ كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَمَا كَانَ فِي صُدُور كم لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّحْمَةَ؟ أَمَا كَانَ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ؟ قَالَ بَلَى يَا فَاطِمَةُ، وَلَكِن أَمر الله عزوجل الَّذِي لَا مَرَدَّ لَهُ. فَجَعَلَتْ تبكى وتتدب وَهِيَ تَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ الآنَ انْقَطَعَ عَنَّا جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرُيلُ يَأْتِينَا بِالْوَحْيِ مِنَ السَّمَاءِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع محَال كافأ الله من وَضعه وقبح من يشين الشَّرِيعَة بِمثل هَذَا التَّخْلِيط الْبَارِد وَالْكَلَام الَّذِي لَا يَلِيق بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا بالصحابة، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يكذب على وهب. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ وَأَبوهُ مَتْرُوكَانِ.

بَاب فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْخَفَّافِ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ صَالِحٍ قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله ابْن يزِيد المقرى عَن عبد الرحمن الْمَسْعُودِيِّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ عَنْ مِيكَائِيلَ عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنِ الرَّفِيعِ عَنِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى: " أَنَّهُ أَظْهَرَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَنْ يُخْبِرَ الرَّفِيعَ، وَأَنْ يُخْبِرَ الرَّفِيعُ إِسْرَافِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ إِسْرَافِيلُ مِيْكَائِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ مِيكَائِيلُ جِبْرِيلَ وَأَنْ يُخْبِرَ جِبْرِيلُ مُحَمَّدًا بِأَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَلْفَيْ صَلاةٍ وَتُقْضَى لَهُ أَلْفُ حَاجَةٍ، أَيْسَرُهَا أَنْ يُعْتَقَ مِنَ الثار ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالرِّجَالُ الْمَذْكُورُونَ فِي إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ مَعْرُوفُونَ سِوَى ابْنِ الصَّائِغ. وَترى أَنَّ ابْنَ الْخَفَّافِ اخْتَلَفَ إِسْنَادُهُ وَرَكَّبَ الْحَدِيثَ عَلَيْهِ، وَنُسْخَةُ بِشْرِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْمُقْرِي مَعْرُوفَةٌ وَلَيْسَ هَذَا فِيهَا، وَقَدْ رَوَى عَنِ الْمُقْرِي مِنْ طَرِيقِ مُظْلِمٍ: حَدَّثَنِيهِ أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الملك النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شِهَابٍ القرموبى قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَوْرَكٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ عَزَّازُ بْنُ عبد الله بْنِ عَزَّازٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُنْدِيسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دَهْثَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ عَنْ مِيكَائِيلَ عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنِ الرَّفِيعِ عَنِ اللَّوْح الْمَحْفُوظ عَن الله عزوجل وَسَاقَ الْحَدِيثَ. قَالَ الْخَطِيبُ: مِنْ هُنَا أَخَذَهُ الْخَفَّافُ وَأَلْزَقَهُ عَلَى الصَّائِغ. بَاب ذكر سَمَاعه لصَلَاة من يصلى عَلَيْهِ أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ

أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عبد الملك بْنُ قُرَيْبٍ الأَصْمَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَّل مَلَكًا يُبْلِغُنِي وَكُفِيَ أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ وَكُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَان هُوَ السدى. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْن نمير: كَذَّاب. وَقَالَ السَّعْدِيّ: ذَاهِب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا. قَالَ الْعقيلِيّ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث من حَدِيث الْأَعْمَش وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ. بَاب مِقْدَار لبثه فِي قَبره مَيتا أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ قَالَ حَدثنَا الْحسن ابْن يَحْيَى الْخُشَنِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ فَيُقِيمُ فِي قَبْرِهِ إِلا (1) أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى تُرَدَّ إِلَيْهِ رُوحُهُ " قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل مَوْضُوع، وَالْحسن بن يَحْيَى مُنكر الحَدِيث جدا يرْوى عَن الثقاة مَا لَا أَصْلَ لَهُ. وَقَالَ يحيى: الْحسن لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب فِي فضل أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ قد تعصب قوم لاخلاق لَهُم يدعونَ التَّمَسُّك بِالسنةِ فوضعوا لابي بكر فَضَائِل

_ (1) هَكَذَا ورد الحَدِيث بالمخطوط ركيكا وركا كته تفضح وَاضعه. (*)

وَفِيهِمْ من قصد مُعَارضَة الرافضة بِمَا وضعت لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام، وكلا الْفَرِيقَيْنِ على الْخَطَأ، وذانك السيدان غنيان بالفضائل الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة عَن اسْتِعَارَة وتخرص. الحَدِيث الأول فِي أَن الله تَعَالَى يتجلى لأبي بكر خَاصَّة فِيهِ عَن أنس وَجَابِر وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة. فَأَما حَدِيث أنس فَلهُ ثَلَاثَة طرق. الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بْنِ رِزْقٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ حَمْدَانَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد بْنِ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَارِ أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِغَرْزَةٍ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: بَلَى فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّي لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ خَاصَّة ". الطريقي الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْبَصْرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بُنَوْسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُنَوْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ: " إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلْخَلائِقِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّي لَكَ خَاصَّةً ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا على بن عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مِهْرَانَ قَالا حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ التُّسْتَرِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ: " أَلا أُبَشِّرُكَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ

الأَكْبَرِ؟ قَالَ: وَمَا رِضْوَانُ اللَّهِ الأَكْبَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِن الله عزوجل إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَجَلَّى لِلنَّاسِ عَامَّةً وَلَكَ خَاصَّةً ". وَأما حَدِيث جَابر فَلهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ قَالا حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ أَعْطَاكَ اللَّهُ الرِّضْوَانَ الأَكْبَرَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرِّضْوَانُ الأَكْبَرُ؟ قَالَ: يَتَجَلَّى اللَّهُ فِي الآخِرَةِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً وَيَتَجَلَّي لأَبِي بَكْرٍ خَاصَّةً ". وَأما بِزِيَادَة أَلْفَاظ أَبُو نصر عبد الْجَبَّار بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه قَالَ أَنبأَنَا أبوالعلا مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الفرسانى [الْفِرْيَابِيُّ] قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ السَّرَّانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الضَّبِّيُّ الْخَيَّاطُ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ: " كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ وَفد عبد القيس، فَتَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ وَلَغَا فِي الْكَلامِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ سَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفَهِمْتُهُ، قَالَ: فَأَجِبْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ فَأَجَابَهُمْ أَبُو بَكْرٍ بِجَوَابٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَعْطَاكَ اللَّهُ الرِّضْوَانَ الأَكْبَرَ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: وَمَا الرِّضْوَانُ الاكبر؟ فَقَالَ: يتجلى الله عزوجل لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً، وَيَتَجَلَّي لأَبِي بكر خَاصَّة ". (20 الموضوعات 1)

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَرِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن على قَالَ أَنبأَنَا أبوالعلا الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبِو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ اللَّهَ لَيَتَجَلَّى لِلنَّاسِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّى لأُبًي بَكْرٍ خَاصَّةً ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّرَّاجُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذَيْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الله يتجلى الْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً وَيَتَجَلَّي لأَبِي بَكْرٍ خَاصَّة ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن عبد الله التِّرْمِذِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبَّاسٌ الشِّكْلِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبيد الله الْخَلالُ قَالا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ: " يَا أَبَا بَكْرٍ أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لِلْخَلائِقِ عَامَّةً وَلَكَ خَاصَّةً ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ

الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْفَرَجِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَارِ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِغَرْزَةٍ فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِن الله عزوجل يَتَجَلَّى لِلْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّي لَكَ خَاصَّةً ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فأنبأنا على بن عبيد الله بْنِ نَصْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَة عبد الله بْنُ وَاقِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ. عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي: " أَلا أُبَشِّرُكَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ الأَكْبَرِ؟ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الله عزوجل يَتَجَلَّى لِلنَّاسِ عَامَّةً وَيَتَجَلَّي لَكَ خَاصَّةً " هَذَا الحَدِيث لَا يَصح من جَمِيع طرقه. أما حَدِيث أنس فَفِي الطَّرِيق الأول مُحَمَّد بن عبد. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ عِنْد ذَوي الْمعرفَة بِالنَّقْلِ فِيمَا نعلمهُ، وَقد وَضعه مُحَمَّد بن عبد إِسْنَادًا ومتنا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مُحَمَّد بن عبد يكذب وَيَضَع. وفى الطَّرِيق الثَّانِي بنوس وَهُوَ مَجْهُول لَا يعرف. وَالطَّرِيق الثَّالِث فِي مَجَاهِيل وأحدهم قد سَرقه من مُحَمَّد بن عبد. وَأما حَدِيث جَابر فالطريق الأول تفرد بِهِ مُحَمَّد بن خَالِد وَقد كذبوه، وَالطَّرِيق الثَّانِي فِيهِ عَليّ بن عَبدة. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فأَنْبَأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ: الْحمل فِيهِ على أبي حَامِد بن حسنويه فَإِنَّهُ لم يكن ثِقَة. قَالَ ويروي أَن أَبَا حَامِد وَقع إِلَيْهِ حَدِيث عَليّ بن عَبدة فَرَكبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد مَعَ أَنا لَا نعلم أَن الْحسن بن على بن عَفَّان

سمع من يَحْيَى بن أبي كثير شَيْئًا وَالله أعلم. وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَقَالَ أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الفوارس: فِي أبي الْقَاسِم نظر. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَهُوَ حَدِيث أنس الأول ونرى أَن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عمر الْيَمَانِيّ سَرقه وَغير إِسْنَاده. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَابْن صاعد: كَانَ الْيَمَانِيّ كذابا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير وبنسخ عجايب. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عبد الله بن وَاقد قَالَ أَحْمَدُ وَيحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: غفل من الإتقان وَحدث على التَّوَهُّم فَوَقَعت الْمَنَاكِير فِي أخباره. الحَدِيث الثَّانِي فِي فضل أَبى بكر أَنبأَنَا سَعِيدُ بْنُ الْبَنَّا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الزَّيْنَبِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مَيْمُونٍ وَهُو ابْنُ مَهْرَانَ عَنِ الْمُسَيَّبِ بن عبد الرحمن عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ أَيْنَ الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَامَ قَائِمًا عَلَى قَدَمَيْهِ فَقَالَ أَيْنَ الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ؟ فَأَجَابَهُ مِنْ آخِرِ الصُّفُوفِ يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ افْرِجُوا لأَبِي بَكْرٍ ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا بَكْرٍ، فَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مِنَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَحِقْتَ مَعِي الرَّكْعَةَ الأُولَى؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ مَعَكَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، فَكَبَّرْتُ وَاسْتَفْتَحْتُ الْحَمْدَ فقرأتها فوسوس إِلَى بشئ مِنَ الطَّهُورِ، فَجِئْتُ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ وَيَقُول وَرَاك فَالْتَفت فَإِذا بقدس مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ مَاءً أَبْيَضَ مِنَ اللَّبَنِ وَأَعْذَبَ مِنَ الشَّهْدِ وَأَبْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ عَلَيْهِ مِنْدِيلٌ أَخْضَر

مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ [اللَّهِ] أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَأَخَذْتُ الْمِنْدِيلَ فَوَضَعْتُهُ عَلَى مِنْكَبَيَّ فَتَوَضَّأْتُ لِلصَّلاةِ وَأَسْبَغْتُ الْوضُوء ورددت المنديل على الْقُدس فَلَحِقْتُكَ وَأَنْتَ رَاكِعٌ الرَّكْعَةَ الأُولَى فَتَمَمْتُ صَلاتِي مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ. أَبْشِرْ إِنَّ الَّذِي وَضَّأَكَ لِلصَّلاةِ جِبْرِيلُ وَالَّذِي مَنْدَلَكَ مِيكَائِيلُ، وَالَّذِي أَمْسَكَ رُكْبَتَيْ حَتَّى لَحِقْتَ الرُّكُوعَ إِسْرَافِيلُ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن زِيَاد. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ كَذَّاب خَبِيث يضع الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ السَّعْدِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالْبُخَارِيّ وَالْفَلَّاس وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث وَقد قلبوا هَذَا فجعلوه لعَلي بن أبي طَالب رضى الله عَنهُ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ على الكفرتونى قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَأَبْطَأَ فِي رُكُوعِهِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى ظننا أَنه قدسها وَغَفَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ أَو جز فِي صَلاتِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ رَمَى بِطَرَفِهِ إِلَى الصَّفِّ الأول يتفقدأ صحابه ثُمَّ إِلَى الصَّفِّ الثَّانِي ثُمَّ إِلَى الصَّفِّ الثَّالِثِ يَتَفَقَّدُهُمْ رَجُلا رَجُلا ثُمَّ قَالَ: مَالِيَ لَا أَرَى ابْنَ عَمِّي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ فَأَجَابَهُ عَلِيٌّ مِنْ آخِرِ الصُّفُوفِ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا عَلِيُّ. فَمَا زَالَ يَتَخَطَّى أَعْنَاقَ الْمُهَاجِرين والانصار حَتَّى دنا مِنْك [مِنْهُ] ، فَقَالَ مَا خَلَّفَكَ عَنِ الصَّفِّ الأَوَّلِ؟ قَالَ شَكَكْتُ أَنِّي عَلَى طُهْرٍ، يَا حَسَنُ يَا حُسَيْن يَا فضَّة فَلم يحبنى أَحَدٌ، فَإِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ مِنْ وَرَائِي: يَا أَبَا الْحَسَنِ الْتَفِتْ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَطْلٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَاءٌ وَعَلَيْهِ مِنْدِيلٌ، فَأَخَذْتُ الْمِنْدِيلَ فَوَضَعْتُهُ عَلَى مِنْكَبَيَّ وأو مأت إِلَى الْمَاءِ فَإِذَا الْمَاءُ يَفِيضُ على كفى

فَتَطَهَّرْتُ فَلا أَدْرِي مَنْ وَضَعَ السَّطْلَ وَالْمِنْدِيلَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ إِنَّ السَّطْلَ مِنَ الْجَنَّةِ وَالْمَاءَ وَالْمِنْدِيلَ مِنَ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى، وَالَّذِي هَيَّأَكَ لِلصَّلاةِ جِبْرِيلُ، وَالَّذِي مَنْدَلَكَ مِيكَائِيلُ، وَالِّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا زَالَ إِسْرَافِيلُ قَابِضًا عَلَى ركبتي حَتَّى لحقت معى فيلومني [بى. أَلا فَلَا يلو منى] أَحَدٌ عَلَى حُبِّكَ، وَاللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ يُحِبُّونَكَ فَوْقَ السَّمَاءِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع أَيْضا من حميد إِلَى شَيخنَا بَين مَجْهُول وَكَذَّاب. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلافُ الْمَعْرُوفُ بِالْقَطَّانِ إِمْلاءً قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الآدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الزِّيَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتُ أَكْرَمُ أَزْوَاجِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ بَلَى يَا عَائِشَةَ، قُلْتُ: فَحَدِّثْنِي عَنْ أَبِي بِفَضِيلَةٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ فَجَعَلَ تُرَابَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَمَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ مَقَاصِرُهَا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَسْلِبَهُ حَسَنَةً وَلا يَسْأَلَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ، وَإِنِّي ضَمِنْتُ كَمَا ضَمِنَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ الا ليَكُون [يكون] لى ضجيعا فِي حفرتي وَلَا أنيسا فِي وِحْدَتِي، وَلا خَلِيفَةٌ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي إِلا أَبُوكِ يَا عَائِشَةُ، بَايَعَ عَلَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَعُقِدَتْ خِلافَتُهُ بِرَايَةٍ بَيْضَاءَ وَعُقِدَ لِوَاؤُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلائِكَةِ رَضِيتُمْ بِمَا رَضِيتُ لِعَبْدِي فَكَفَى بِأَبِيكِ فَخْرًا أَنْ بَايَعَ لَهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَمَلائِكَةُ السَّمَاءِ وَطَائِفَةٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ يَسْكُنوُنَ الْبَحْرَ فَمَنْ لَمْ يقبل هَذَا

فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَبَّلْتُ أَنْفَهُ وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: حَسْبُكِ يَا عَائِشَةَ فَمَنْ لَسْتِ بِأُمِّهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَنَا نَبِيُّهُ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنَ اللَّهِ فَلْيَتَبَرَّأْ مِنْكِ يَا عَائِشَةَ ". قَالَ الْخَطِيبُ: لَا يثبت هَذَا الحَدِيث، وَرِجَال إِسْنَاده كلهم ثِقَات وَلَعَلَّه لهَذَا الشَّيْخ الْقطَّان أَو أَدخل عَلَيْهِ مَعَ أَنِّي قد رَأَيْته من حَدِيث مُحَمَّد بن بابشاذ يروي مَنَاكِير عَنِ الثِّقَاتِ، وَقد كَانَ فِي أصل ابْن الْمَذْهَب أَحَادِيث صَالِحَة عَن هرول الْقطَّان، عَن الْبَغَوِيّ، وَسَأَلت ابْن الْمَذْهَب عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ يسكن دَار البطيح الْعليا عِنْد دَار إِسْحَاق وَلم يكن مِمَّن نظن بِهِ الْكَذِب وَلَا تلْحقهُ التُّهْمَة لِأَنَّهُ لم يكن يتَصَدَّى للْحَدِيث وَلَا يُحسنهُ وَكَانَ من أهل الْقُرْآن وَالْخَيْر. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ هَذَا قد أَدخل عَلَيْهِ لِغَفْلَتِه وَكثير من أهل الدَّين تغلب عَلَيْهِم الْغَفْلَة. وروى هَذَا الحَدِيث بعض النَّاس فخلط فِيهِ وَزَاد وَنقص. أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عمر بن عبد الله التِّرْمِذِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو بكر بن عبيد الله بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ أَبُو الْفَضْلِ الشِّكْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ الآدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَائِشَةَ قلت: فَحَدثني عَن أَبى بشئ فَقَالَ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَن الله عزوجل أَنَّهُ لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، فَجَعَلَ تُرَابَهُ مِنَ الْمَاءِ، وَجَعَلَ مَاءَهُ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَجَعَلَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ قَصْرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ بَيْضَاءَ فِيهَا مَقَاصِيرُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطِبِ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ضَمِنَ لِي أَنْ لَا يُكَلِّفَهُ سَيِّئَةً وَلا يَسْلِبَهُ حَسَنَةً، وَإِنِّي ضَمِنْتُ أَنْ لَا يَكُونَ لِي ضَجِيعٌ فِي حُفْرَتِي وَلا خَلِيفَةٌ مِنْ بعدى

إِلا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَبَايَعَ عَلَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَعُرِجَ بخلافته إِلَى الله عزوجل بِرَايَةٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، وَعُقِدَ لِوُاؤُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَكَفَى لأَبِيكِ فَخْرًا، أَنْ بَايَعَ لَهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَأَهْلُ السَّمَوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِينَ، وَسنة [ثلة] مِنَ الشَّيَاطِينِ وَطَرَفٌ مِنَ الْجِنِّ ناؤون فِي الْبَحْرِ، وَأَخَذَ مِيثَاقُهُ عَلَى الْوَحْشِ، فَمَنْ أَبَى هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ ". وأَنْبَأَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو الْمَعْمَرِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْخِرَقِيُّ فَذَكَرَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبَانِ ابْن يزدْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يتَعَدَّى أَبُو [أَبَا] الْقَاسِم التِّرْمِذِيّ أَو جده أَبَا بكر بن مَرْزُوق، على أَن فِيهِ من التَّخْلِيط فِي الاسناد والمتن مَا ينئ أَنه فعل مخلط لَا يدرى مَا يَقُول. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَ مُوسَى وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا إِنِّي لأُحِبُّكَ. قَالَ فَلَمْ يَرْفَعْ أَبُو بَكْرٍ بِهِ رَأْسًا تَهَاوُنًا بِالْيَهُودِيِّ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْعَلِيَّ الأَعْلَى يُقْرِأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ قُلْ لِلْيَهُودِيِّ الَّذِي قَالَ لأَبِي بَكْرٍ إِنِّي أُحِبُّكَ إِن الله عزوجل قَدْ أَحَادَ عَنْهُ فِي النَّارِ حُلَّتَيْنِ لَا تُوضَعُ الأَنْكَالُ فِي قَدَمِهِ، وَلا الأَغْلالُ فِي عُنُقِهِ لِحُبِّهِ أَبَا بَكْرٍ قَالَ، فَبَعَثَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَرَفَعَ طَرَفَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. وَالَّذِي بَعَثَكَ وَمَا ازْدَدْتُ لأَبِي بَكْرٍ إِلا حُبًّا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَنِيئًا أَحَادَ اللَّهُ عَنْكَ النَّار بحذا فيرها وَأَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ لِحُبِّكَ أَبَا بَكْرٍ ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ الْمُتَّهَمُ بِهِ الْعَدَوِيُّ فَإِنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وأَنْبَأَنَا بِهِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنَّا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بُن السَّرِيِّ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ غُلامُ خَلِيلٍ قَالا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ فَذَكَرَهُ. وَغُلامُ خَلِيلٍ كَذَّابٌ. وَالْبَصْرِيُّ مَجْهُول. الحَدِيث الْخَامِس: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد ابْن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْمعدل قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْخَضِرِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ ثَابِتٍ الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يحيى بن معِين قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ لإِبْرَاهِيمَ فِي أَعْلَى عِلِّيينَ قُبَّةً بَيْضَاءَ مُعَلَّقَةً بِالْقُدْرَةِ تَخْتَرِقُهَا رِيَاحُ الرَّحْمَةِ، لِلْقُبَّةِ أَرْبَعَةُ آلافِ بَابٍ كُلَّمَا اشْتَاقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى اْلَجَنَّةِ انْفَتَحَ مِنْهَا بَاب ينظر إِلَى الله عزوجل هَكَذَا قَالَ اتَّخَذَ لإِبْرَاهِيمَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع مِمَّا عملته يَد الْأُشْنَانِي وَكَانَ كذابا يضع الحَدِيث. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الأُشْنَانِيُّ كَذَّابٌ دَجَّالٌ. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: من ركب هَذَا الحَدِيث على مثل هَذَا الْإِسْنَاد فَمَا بقى من اطراح الحشمة والجرأة على الْكَذِب شَيْئًا. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقد روى لنا طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد ابْن نصر بن عبد الله الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ قَالا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَدَّخِرُ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَعْلَى عِلّيين قُبَّةً مِنْ يَاقُوتَةٍ بَيْضَاءَ مُعَلَّقَةً بِالْقُدْرَةِ تخترقها ريَاح الرَّحْمَة، للقبة

أَرْبَعَةُ آلافِ بَابٍ يَنْظُرُ إِلَى الله عزوجل بِغَيْرِ حِجَابٍ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل وَلَا أعلم رَوَاهُ سوى الذارع عَن هذَيْن الرجلَيْن وهما مَجْهُولَانِ، وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على الذارع، فَإِنَّهُ مِمَّا وضعت يَدَاهُ، وَالله أعلم. قَالَ المُصَنّف: قلت هَذَا الذارع كَأَنَّهُ بلغه عَن الْأُشْنَانِي فسرقه وَركب لَهُ إِسْنَادًا. وَقد ذكرنَا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ: الذارع كَذَّاب دجال. الحَدِيث السَّادِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ثَابِتٍ الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ وَعَلَيْهِ طِنْفِسَةٌ وَهُوَ مُتَجَلِّلٌ بِهَا، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا نَزَلَتْ إِلَيَّ فِي مِثْلِ هَذَا الزِّيِّ؟ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ تُجَلِّلَ فِي السَّمَاءِ كَتَجَلُّلِ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَرْضِ ". هَذَا مِمَّا عملته يَد الْأُشْنَانِي الَّذِي ذَكرْنَاهُ آنِفا، وَكَانَ مَعَ كَونه يضع الحَدِيث جَاهِلا بِالنَّقْلِ بَعيدا عَن مَعْرفَته، فَإِنَّهُ لَو علم أَن حنبلا لم يدْرك وكيعا وَلم يرو عَنهُ مَا ذكر هَذَا. الحَدِيث السَّابِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا القاضى أبوالعلا الْوَاسِطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْفُوظٍ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": لما وُلِدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنهُ أقبل الله عزوجل على

جَنَّةِ عَدْنٍ فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَا دَخَلَكِ إِلا مَنْ يُحِبُّ هَذَا الْمَوْلُودَ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ " قَالَ الْخَطِيبُ: بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَفِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَجْهُولِينَ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَقَدْ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ سَلْمَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ ابْن عبد الملك بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شَاكر مَسَرَّة بن عبد الله الْخَادِمُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْبَنَّا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ نُوحٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فَذَكَرَهُ، وَالتَّمَّارُ قَدْ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ شَيْئًا، وَلَا صِحَة لهَذَا الحَدِيث. الحَدِيث الثَّامِن فِي خِلَافَته: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ التَّمَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ رح قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ عَنْ عُمُرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ] جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ قُمْ بِنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلاهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ يَا عَبَّاسُ يَا عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ اللَّهَ جَعَلَ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَتِي عَنْ دِينِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ فَاسْمَعُوا لَهُ تُفْلِحُوا، وَأَطِيعُوا تَرْشُدُوا. قَالَ الْعَبَّاسُ: فَأَطَاعُوهُ وَاللَّهِ فَرَشَدُوا ". طَرِيق آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمُرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ بن عبد الرحمن قَالَ حَدثنَا عِيسَى بن

على بن عبد الله بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا عَمِّ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَتِي عَلَى دِينِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ فَأَطِيعُوهُ بَعْدِي تَهْتَدُوا وَاقْتَدُوا بِهِ تَرْشُدُوا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَفَعَلُوا فَرَشَدُوا ": هَذَا حَدِيث لَا يَصح ومدار الطَّرِيقَيْنِ على عمر بن إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْكرْدِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ كذابا يضع الحَدِيث. وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْجَوْزَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَارْتَجَّتِ السَّمَوَات، وهتف بن الْمَلائِكَةُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ [وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَن يَشَاء الله] قَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ من بعْدك أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَضعه يُوسُف بن جَعْفَر، وَكَانَ يضع الحَدِيث. الحَدِيث التَّاسِع فِي خِلَافَته أَيْضا: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حَبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " بَيْنَمَا جِبْرِيلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مر جِبْرِيل [أَبُو بَكْرٍ] فَقَالَ هَذَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ أَتَعْرِفْهُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ فِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِي الأَرْضِ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتُسَمِّيهِ حَلِيمَ قُرَيْشٍ، وَإِنَّهُ وزيرك فِي حياتك وخليفتك بلد مَوْتِكَ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد فَإِنَّهُ يقلب الْأَسَانِيد وَيسْرق الْأَحَادِيث. وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر: هُوَ كَذَّاب. الحَدِيث الْعَاشِر: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَجْلِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم على

ابْن أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُقَاتِلٍ وَاللَّفْظُ لِلْخُرَاسَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاهِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " ذُكِرَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَنْ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَصَدَّقَنِي وَآمَنَ بِي وَزَوَّجَنِي ابْنَتَهُ وَأَنْفَقَ مَالَهُ وَجَاهَدَ مَعِيَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ، أَلا إِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ قَوَائِمُهَا مِنَ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ، وَرَحْلُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ الأَخْضَرِ، وَزِمَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطِبِ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ يُحَاكِنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأُحَاكِهِ، فَيُقَالُ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَهَذَا أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق. قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة؟ ومُوسَى بن هَارُون الْحمال هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب مَتْرُوك فِي عداد من يضع الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب. الحَدِيث الْحَادِي عشر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيمَ الضَّرِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلِيمِيُّ وَذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ أَوْلادِ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب عَن معن ابْن الْوَلِيدِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة نُصِبَ لإِبْرَاهِيمَ مِنْبَرٌ أَمَامَ الْعَرْشِ وَنُصِبَ لأَبِي بَكْرٍ كُرْسِيٌّ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فينادى مُنَاد يالك مِنْ صَدِّيقٍ بَيْنَ خَلِيلٍ وَحَبِيبٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَأَبُو عبد الله الضَّرِير قدم بَغْدَاد وَمَعَهُ كتب طرية غير أصُول وَكَانَ مكفوفا فَلَعَلَّهُ أدخلهُ هَذَا فِي حَدِيثه، والحليمي لَا يعرف. الحَدِيث الثَّانِي عشر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابْن عَرَفَة قَالَ حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ عَن عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلا وَجَدْتُ فِيهَا اسْمِي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ خَلْفِي ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الْغِفَارِيّ يضح الاحاديث وَأما عبد الرحمن فاتفقوا على تَضْعِيفه. الحَدِيث الثَّالِث عشر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ سَلْمَانَ قَالَ أَنبأَنَا الْحسن بن عبد الملك بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا نصر بن عبد الرحمن الْوَشَّاءُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِقَوْمِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّهُمْ غَيْرُهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما عِيسَى فَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ لَا يحْتَج بروايته. وَأما أَحْمد بن بشير فَقَالَ يحيى هُوَ مَتْرُوك.

الحَدِيث الرَّابِع عشر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ الْمُذَكِّي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْن شَرِيكٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْوراق عَن بكر ابْن خُنَيْسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَن عبَادَة بن ننسى عَن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ اللَّهَ يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخْطِئَ أَبُو بَكْرٍ فِي الأَرْضِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يرويهِ عَن بكر بن خُنَيْس إِلَّا أَبُو الْحَارِث واسْمه نصر بن حَمَّاد. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: ذَاهِب الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِثِقَة. الحَدِيث الْخَامِس عشر: رَوَى هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَمْلِيُّ عَنْ يَعْلَى بْنِ الأَشْدَقِ عَنِ ابْنِ جَرَادٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى بِفَرَسٍ فَرَكِبَهُ ثُمَّ قَالَ يَرْكَبُ هَذَا مَنْ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدِي فَرَكِبَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. ويعلى لَيْسَ بشئ. قَالَ البُخَارِيّ: لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن حبَان: لما كبر يعلى اجْتمع عَلَيْهِ من لَا دين لَهُ فوضعوا لَهُ نُسْخَة فَحدث بهَا لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ بِحَال. قَالَ المُصَنّف: وَقد تركت أَحَادِيث كَثِيرَة يروونها فِي فضل أبي بكر، فَمِنْهَا صَحِيح الْمَعْنى لكنه لَا يثبت مَنْقُولًا، وَمِنْهَا مَا لَيْسَ بشئ وَمَا أَزَال أسمع الْعَوام يَقُولُونَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا صب الله فِي صَدْرِي شَيْئا إِلَّا وصببته فِي صدر أبي بكر وَإِذا اشْتقت إِلَى الْجنَّة قبلت شيبَة أبي بكر، وَكنت أَنا وَأَبُو بكر كفرسي رهان سبقته فاتبعني وَلَو سبقني لأتبعته " فِي أَشْيَاء مَا رَأينَا لَهَا أثرا فِي الصَّحِيح وَلَا فِي الْمَوْضُوع وَلَا فَائِدَة فِي الإطالة بِمثل هَذِه الاشياء.

بَاب فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الحَدِيث الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمد بن رزق قَالَ أَنبأَنَا عُثْمَان بن أَحْمد الدقاق قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شُنَين الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ أَرْطِبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَنْ يُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَلُه شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ، قِيلَ فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ تَزِفُّهُ الْمَلائِكَةُ إِلَى الْجَنَّاتِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ عمر وَيعرف بالكردي. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ كذابا يضع الحَدِيث. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُدَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَقَّادُ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الله بْنِ أَبْيِ مَرْيَمَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَرْثِ عَنْ بِلالِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ أُبْعَثْ فِيكُمْ لَبُعِثَ عُمَرُ ". قَالَ ابْن عدي وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُضَرٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو خَيْثَمَة قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ وَاقِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بن شُرَيْح عَن بكر ابْن عَمْرٍو عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله قلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ لَمْ أُبْعَثْ فِيكُمْ لَبُعِثَ عُمَرُ " هَذَانِ حديثان لَا يصحان عَن رغول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما الأول: يحيى (1) كَانَ من الْكَذَّابين الْكِبَار. قَالَ ابْن عدي: كَانَ يضع الحَدِيث، وَأما الثَّانِي فَقَالَ أَحْمد: وَيحيى (2) بن عبد الله بن

_ (1) لَيْسَ فِي سَنَد الحَدِيث الْمَذْكُور من يدعى يحيى وَلَعَلَّ المُصَنّف أَرَادَ زَكَرِيَّا بن يحيى ويقتضى السِّيَاق أَن يكون " فَفِيهِ زَكَرِيَّا بن يحيى ". (2) يقْصد المُصَنّف يحيى بن " معِين " إِذْ لَيْسَ لعبد الله بن وَاقد ولد ضمن رجال السَّنَد الْمَذْكُور. (*)

وَاقد لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْن حبَان: انقلبت على مشرح صحائفه فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنبأَنَا على بن عبد الله قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْغُبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَن إِبْرَاهِيم - النجعى [النَّخَعِيُّ] عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرُيلُ حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا - مَا نَفِذَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ ". قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَلَا أعرف إِسْمَاعِيل. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ ضَعِيف. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا على بن عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ البندار قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الحميد الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَن أَبى ابْن كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ جِبْرِيلُ يُذَاكِرُنِي أَمْرَ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلَ اذْكُرْ لِي فَضَائِلَ عُمَرَ وَمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ، فَقَالَ: لَوْ جَلَسْتُ مَعَكَ مِثْلَ مَا جَلَسَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ مَا بَلَغْتُ فَضَائِلَ عُمَرَ وَلَيَبْكِيَنَّ الإِسْلامُ بَعْدَ مَوْتِكَ يَا مُحَمَّدُ عَلَى عُمَرَ ". وَهَذَا غير صَحِيح. قَالَ يحيى بن معِين: عبد الله بن عَامر لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يقلب الاسانيد والمتون. (21 الموضوعات 1)

بَاب يجمع فَضَائِل أبي بكر وَعمر وَفِيه أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عمر ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله التِّرْمِذِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا جَدِّي (1) أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا عُرِجَ بِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ خَيْلا مَوْقُوفَةً مُسَرَّجَةً مُلَجَّمَةً لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ وَلَا تعرق، رؤوسها مِنَ الْيَاقُوتِ الأَحْمَرِ، حَوَافِيرُهَا مِنَ الزمرد الاخضر، وأبدانها من العقبان [الْعِقْيَانِ] الأَصْفَرِ ذَوَاتِ أَجْنِحَةٍ، فَقِيلَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: هَذَهِ لِمُحِبِّي أَبِي بَكْرٍ وَعمر يزورون الله عزوجل عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ وَمَا يتَعَدَّى أَبَا الْقَاسِم التِّرْمِذِيّ أَو جده (1) وَقد يدْخل مثل هَذَا فِي حَدِيث المغفلين من أهل الحَدِيث. وَالله أعلم. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحسن ابْن عبد الملك بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الزَّاهِدُ قَالَ حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ بْنِتِ كَعْب قَالَ حَدثنَا على الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ مِنْ وَلَدِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنِ الْحَسَنِ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفَاخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ لِلْجَنَّةِ: أَنَا أَعْظَمُ مِنْكِ قَدْرًا، قَالَتْ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لأَنَّ فِيَّ الفراعنة والجبابرة والملوك

_ (1) هُوَ أَبوهُ كَمَا هُوَ ظَاهر من السِّيَاق فِي سَنَد الحَدِيث، وَلَيْسَ جده. (*)

وأبناءها، فَأوحى الله عزوجل إِلَى الْجَنَّةِ أَنْ قُولِي: بَلْ لِيَ الْفَضْلُ إِذْ زَيَّنَنِي اللَّهُ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ محن كَثِيرَة. أما الْحسن فَإِنَّهُ لم يسمع من أبي هُرَيْرَة وَأما أبان فمتروك. وَقَالَ [كَانَ] شُعْبَة يَقُول: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنْهُ. وَأما مهْدي فَقَالَ يَحْيَى بن سعيد: كَذَّاب. وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: هُوَ من المعروفين بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. الحَدِيث الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَرُيُّ بْنُ الْمُفَلِّسِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيٍّ وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَدْ أَقْبَلا فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ أَحِبَّهُمَا فَبِحُبِّهِمَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَهُوَ مِمَّا وَضعه الْأُشْنَانِي، وَقد ذَكرْنَاهُ آنِفا وَأَنه كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقد رَوَاهُ مرّة أُخْرَى فَركب لَهُ إِسْنَادًا آخر أَنبأَنَا بِهِ أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَرُيُّ بْنُ مُغَلَّسٍ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَدْ أَقْبَلا فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ أَحِبَّهُمَا فَبِحُبِّهِمَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ ". قَالَ الْخَطِيبُ: لَو لم يذكر التَّارِيخ كَانَ أخْفى لبليته وأستر لفضيحته، وَذَلِكَ

لِأَن سريا مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَلم نعلم خلافًا فِي ذَلِك. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: قد روى لنا هَذَا الحَدِيث من طَرِيق أَبى هُرَيْرَة لَكِن روايه مَجْهُول أَنبأَنَا بِهِ أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَكِّيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلَيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَاسْتَقْبَلَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ أَتُحِبُّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ؟ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَحِبَّهُمَا تَدْخُلِ الْجَنَّةَ ". وَهَذَا حَدِيث غَرِيب من حَدِيث أبي الزِّنَاد، وغريب من حَدِيث سُفْيَان تفرد بِهِ الْحسن بن مكى وَهُوَ مَجْهُول غير مَعْرُوف. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَادِمُ قَالَ حَدثنَا أَبُو زرْعَة عبيد الله بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن زيد قَالَ حَدَّثَنَا عبد الْعَزِيز ابْن صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ إِلا رَجُلَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَدْخُلانِ فِي أُمَّتِي وَلَيْسَا مِنْهُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَعْتِقُهُمَا فِي مَنْ أَعْتَقَ هُمْ مَعَ أَهْلِ الْكَبَائِرِ فِي طَبَقَتِهِمْ مُصَفَّدِينَ مَعَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: مُبْغِضُ أَبى بكر وم مر، وَلَيْسَ هُمْ دَاخِلُونَ فِي الإِسْلامِ وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ هَذِهِ الأُمَّةِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا لَعْنَةٌ عَلَى مُبْغِضِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ". ققال أَبُو بكر الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع، وَالرِّجَال المذكورون فِي إِسْنَاده كلهم ثقاة سوى ميسرَة وَالْحمل عَلَيْهِ فِيهِ على أَنه قد ذكر سَمَاعه من أبي زرْعَة بعد مَوته بِأَرْبَع سِنِين.

الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن أبي حَاتِم بن حبَان قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دُرَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " آخَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ كَتِفَيْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، قَالَ لَهُمَا: أَنْتُمَا وُزُرَائِي فِي الدُّنْيَا وَأَنْتُمَا وُزَرَائِي فِي الْآخِرَة، مَا مثلى مثلكما فِي الْجَنَّةِ إِلا كَمَثَلِ طَائِرٍ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ فَأَنَا جَؤْجُؤُ الطَّائِرِ، وَأَنْتُمَا جَنَاحَاهُ وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَزُورُ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَقْعُدُ فِي مَجَالِسِ الْجَنَّةِ، فَقَالا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي الْجَنَّةِ مَجَالِسٌ؟ فَقَالَ لَهُمَا: نَعَمْ فِيهَا مَجَالِسٌ وَلَهْوٌ، فَقَالا لَهُ أَي شئ لَهْوُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَهَا آجَامٌ مِنْ قَصَبٍ مِنْ كَبْرِيتٍ أَحْمَرَ، وَحَمْلُهَا الدُّرُّ الرَّطِبُ فَيَخْرُجُ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ سَاقِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهَا الطَّيِّبَةُ فَتَثُورُ تِلْكَ الأَجْسَامُ فَيَخْرُجُ صَوْتٌ يُنْسِي أَهْلَ الْجَنَّةِ أَيَّامَ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ فِيهَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَضعه زَكَرِيَّا بن دُرَيْد. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السبتى: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ على حميد الطَّوِيل وَيَزْعُم أَن لَهُ مائَة وخمسا وَثَلَاثِينَ سنة. لَا يحل ذكره إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. الحَدِيث السَّادِس: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عبد الملك بْنِ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيمَ وَأَحْمَدُ بْنُ عُرْوَةَ قَالا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ح. وأنبأنا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْمَعْمَرِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُّوخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سعيد عَن

أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لِمَنْ أحب أَبُو [أَبَا] بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا الحَدِيث وَضعه العلوى عَن كَامِل بن عبد الله وَإِنَّمَا يرويهِ عبد الرَّزَّاق بن مَنْصُور عَن أَبى عبد الله الزَّاهِد عَن ابْن لَهِيعَة وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ من حَدِيث ابْن لَهِيعَة. قَالَ المُصَنّف: قلت أَنْبَأَنَا بِحَدِيث عبد الرَّزَّاق الْمُبَارك بن عَليّ الصُّوفِي قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن الْمُخْتَار بن الْمُؤَيد قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عمر بن مُحَمَّد السُّوسِي قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَة بن عمر الْبَزَّاز قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرَّزَّاق بن مَنْصُور بن أبان قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله الزَّاهِد عَن ابْن لَهِيعَة عَن سعيد بن أبي سعيد فَذكر مثل حَدِيث كَامِل سَوَاء. وَقد روى لنا بِهَذَا الْإِسْنَاد على زِيَادَة فِيهِ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ القافلاوى ح. وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُسْطَاطِيُّ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مَنْصُورٍ الْبُنْدَارِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّمَرْقَنْدِيُّ الرَّاهِبُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أحب أَبى [أَبَا] بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَة ثَمَانُون [ثَمَانِينَ] أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ ". \ قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ أَبُو عبد الله الزَّاهِد م ب هول وَقد صنع الْحسن بن عَليّ

الْعَدْوى لهَذَا الحَدِيث إِسْنَادًا آخر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ ابْن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاء الثَّانِيَة ثَمَانُون [ثَمَانِينَ] أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ". وَهَذَا الْإِسْنَاد صَحِيح وَرِجَاله كلهم ثقاة فقد أَتَى الْعَدوي أمرا عَظِيما وارتكب أمرا قبيحا فِي الجرأة بِوَضْع هَذَا، أعظم من جرأته فِي حَدِيث ابْن لعيعة. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ الْعَدوي يسرق الحَدِيث وَيَضَع الحَدِيث كَمَا نتهمه بل نتيقنه أَنه هُوَ يضع الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يرهم وَيَضَع على من رأى. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. الحَدِيث السَّابِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فِي الْعَرْشِ فِرْنَدَةً خَضْرَاءَ فِيهَا مَكْتُوبٌ بِنُورٍ أَبْيَضَ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عمر الْفَارُوق ". هَذَا حديح [حَدِيث] لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ عمر بن إِسْمَاعِيلَ قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ كَذَّاب دجال سوء خَبِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.

الحَدِيث الثَّامِن: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التِّنِّيسِيُّ قَالَ حَدَّثَنى عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمَّارُ عَن يَعْقُوب ابْن الْجَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى عَفْرَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّ قُتِلَ وَلَا يس تَابَ، وَمَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ وَمَنْ [سَبَّ] (1) عُمَرَ قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّ عُثْمَانَ جُلِدَ الْحَدَّ، وَمَنْ سَبَّ عَلِيًّا جُلِدَ الْحَدَّ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَرَّقْتَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ؟ قَالَ لأَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي وَخَلَقَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَفِيهَا نُدْفَنُ ". قَالَ ابْن عدي الباقلاني: هَذَا من يَعْقُوب وَذكر عَن مشايخه تَضْعِيفه. طَرِيق لبغضه: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَخْمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي الْيَسَعِ عَن أَبى الاحوص عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ يُذَرُّ عَلَى سُرَّتِهِ مِنْ تُرْبَةٍ، فَإِذَا طَالَ عُمُرُهُ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُلِقْنَا مِنْ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَفِيهَا نُدْفَنُ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح، مُحَمَّد وَأحمد مطعون فيهمَا وَفِيهِ مَجَاهِيل مِنْهُم أَبُو اليسع. الحَدِيث التَّاسِع: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الضُّبَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ يَعْنِي أَصْرَمَ بْنَ حَوْشَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ

_ (1) مَكَانهَا بَيَاض بالاصل. (*)

الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا الأَوَّلُ وَأَبُو بكر المصل [الْمُصَلِّي (1) ] وَعُمَرُ الثَّالِثُ وَالنَّاسُ بَعْدَنَا الأول ف الأول ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: أَصْرَم كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. بَاب فِي فضان عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: فِي رُؤْيَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة الْمِعْرَاج حورا لعُثْمَان، وَقد روى ذَلِك عَن ابْن عمر وَعقبَة بن عَامر وَأنس. فَأَما حَدِيث ابْن عمر فأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الرَّازِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما أسرى فى إِلَى السَّمَاءِ فَصِرْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ سَقَطَ فِي حِجْرِي تُفَّاحَةٌ، فَأَخْذُتَها فَانْفَلَقَتْ، فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ تُقَهْقِهُ فَقُلْتُ لَهَا تَكَلَّمِي لِمَنْ أَنْت؟ قَالَت: للمقتول الشَّهِيد علمَان بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَأما حَدِيث عقبَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا بِهِ عبد الرحمن بن مُحَمَّد القزيز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ ابْن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن

_ (1) والتالى للفائز من الْخَيل السَّابِقَة. (*)

ماهيردَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْن سُلَيْمَانَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " لما عرج بن إِلَى السَّمَاءِ دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ، فَأُعْطَيْتُ تُفَّاحَةً، فَلَمَّا وُضِعَتْ فِي يَدِي انْفَلَقَتْ عَنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَرِضيَةً، كَأَنَّ أَشْفَارَ عَيْنَيْهَا مَقَادِيمُ أَجْنِحَةِ النُّسُورِ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ لِلْخَلِيفَةِ الْمَقْتُولِ ظُلْمًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بن عَفَّان قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ، فَوَقَعَتْ فِي كَفِّي تُفَّاحَةٌ، فَانْفَلَقَتْ عَنْ حَوْرَاءَ مَرْضِيَةُ أَشْفَارِ عَيْنَيْهَا مَقَادِيمُ أَجْنِحَةِ النُّسُورِ. فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ الْمَقْتُولِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن خلف ابْن بَخِيتٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله الْفَارِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ شَبِيبٍ السُّلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ تُفَّاحَةً فَكَسَرْتُهَا فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ أَشْفَارُ عَيْنَيْهَا كَرِيشِ النِّسْرِ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: لِعُثْمَانَ بن عَفَّان ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْكِنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُبَيْشٍ الْمعدل قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن السَّرِيِّ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ شُبَيْبٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي تُفَّاحَةٌ فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُهَا فِي يَدِي، فَبَيْنَا أَنَا أُقَلِّبُهَا انْفَلَقَتْ عَنْ حَوْرَاءَ مَرْضِيَةٍ كَأَنَّ حَاجِبَيْهَا مَقَادِيمُ النُّسُورِ فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ لِلْمَقْتُولِ ظُلْمًا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ". الطَّرِيق الثَّالِثُ: رَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ هَارُونَ الْمُسْتَمْلِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَهُ. هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَفِيهِ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن هِشَام. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يُوصل الحَدِيث ويسرقه. وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: رجال الْإِسْنَاد ثقاة سواهُ وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. وَأما حَدِيث عقبَة والأصبهاني فِي الْإِسْنَاد الأول لَا يوثق بِهِ. وَعبد الرَّحْمَن ابْن عَفَّان فِي الْإِسْنَاد الثَّانِي مَجْهُول. وَأما حَدِيث أنس فمدار الطَّرِيقَيْنِ الْأَوَّلين على يَحْيَى بن شبيب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حدث عَن الثَّوْريّ بِمَا لم يحدث بِهِ فَهَذَا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ عَبَّاس بن مُحَمَّد الْعلوِي قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن عمار بن هَارُون مَا لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ وَهَذَا الحَدِيث شئ لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا من حَدِيث أنس وَلَا ثَابت وَلَا حَمَّاد. قَالَ الْعقيلِيّ: هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَقد قلب هَذَا الحَدِيث بعض النَّاس فَجعله لعلى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ

ابْن أَبِي بَكْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مَكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَاهَانَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زَنِيجُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَنَاوَلْنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتْ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ فَقُلْتُ لَهَا: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَأَحْسبهُ انْقَلب على بعض الروَاة أَو أدخلهُ بعض المتعصبين على سليم. وعطيه قد ضعفه شُعْبَة وَأحمد وَيحيى. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ الْحَارِثِ الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِجْلانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَنَازَةِ رَجُلٍ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ الصَّلاةَ عَلَى أَحَدٍ إِلا هَذَا؟ قَالَ إِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ عُثْمَانَ أَبْغَضَهُ اللَّهُ ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا على بن عبيد الله الزَّاغُونِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمد البندار قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِجْلانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ " تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ بِجَنَازَتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ فَدَفَنَّاهُ ثُمَّ رَجَعْنَا فَقُلْنَا قَدْ دَفَنَّاهُ رَحمَه الله فَلم يرحم عَلَيْهِ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أخبرناك بميت إِلَّا صلت وَتَرَحَّمْتَ عَلَيْهِ فَمَا بَالُ هَذَا؟ قَالَ إِنَّه كافى يبغض عُثْمَان أبغضه الله ".

الطَّرِيقَانِ على مُحَمَّد بن زِيَاد. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ كَذَّاب خَبِيث يضع الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ السَّعْدِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: كَذَّاب. وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على وَجه الْقدح فِيهِ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دِينَارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ فَايِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ سَيْفًا مَغْمُودًا فِي غمده مادام عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَيًّا، فَإِذَا قُتِلَ عُثْمَانُ جُرِّدَ ذَلِكَ السَّيْفُ فَلَمْ يُغْمَدْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ عمر بن فَايِد قَالَ ابْن المدايني: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ عدي: وَكَانَ مُحَمَّد بن دَاوُد يكذب. الحَدِيث الرَّابِع: أَنبأَنَا ابْن ناقر وَسَعْدُ الْخَيِّرِ قَالا أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْعُثْمَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ الْعِجْلِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عمر عبد الله بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْعِجْلِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " وَصَفَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْجَنَّةَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ بَرْقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ عُثْمَانَ لَيَتَحَوَّلُ مِنْ منزل إِلَى منزل

فَتَبْرُقُ لَهُ الْجَنَّةُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحُسَيْن بن عبيد الله. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يضع الحَدِيث. الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ حَدثنَا زَكَرِيَّا ابْن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ مِنْ نُورٍ مُعْتَجِرًا بِهَا وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ خَضْرَاوَانِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِ اشْتَدَّ شَوْقِي إِلَيْكَ فَأَيْنَ أَنْتَ؟ فَتَبَادَرَ قَالَ إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَصْبَحَ عَرُوسًا فِي الْجَنَّةِ وَقَدْ دُعِيتُ إِلَى عُرْسِهِ " قَالَ الْأَزْدِيّ: إِبْرَاهِيم بن منقوش يضع الحَدِيث وضعا. الحَدِيث السَّادِس: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ وَيُقَالُ لَهُ طَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ الشَّامِيُّ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ الكنجارانى عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا صِحَة. فَقَالَ ابْن حبَان: طَلْحَة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ، وَعبيدَة بن حسان يرْوى الموضوعات عَن الثقاة فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: عُبَيْدَة مَتْرُوك الحَدِيث. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَطَّةَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَة حَدثنَا شبانة بن

سَوَّارٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَن عبد الله الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ مِمَّنْ حَضَرَ عُثْمَانَ فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا ذَات يَوْم فَقَالَ: هَا هُنَا طَلْحَةُ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ أَمَا تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَخَرَجَ عَلَيْنَا ثُمَّ سَلَّمَ فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ وَوَلِيِّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَأَخَذْتَ أَنْتَ بِيَدِ فُلانٍ وَفُلانٌ بِيَدِ فُلانٍ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: هَذَا جَلِيسِي وَوَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ الْحِمْيَرِيُّ: فَعَلامَ نُقَاتِلُ رَجُلا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا فِيهِ؟ فَانْصَرف فِي سَبْعمِائة مِنْ قَوْمِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ يَحْيَى: خَارِجَة لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُدَلس عَن الْكَذَّابين فَوَقع فِي حَدِيثه الموضوعات. وَقد رويت أَحَادِيث فِي ذمّ عُثْمَان: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا شُجَاعُ بْنُ فَارِسٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأُشْنَانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَمَامِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حُدِّثْتُ عَنْ كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَصَعَدَ ابْنُ عُدَيْسٍ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَلا إِنَّ عبد الله بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلا إِنَّ عُثْمَانَ أضلّ من عَيبه على فعلهَا [عُتْبَةَ عَلَى قَفْلِهَا] فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ ابْنُ عُدَيْسٍ مَا سَمِعَهَا مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَلا سَمِعَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". هَذَا حَدِيث لَا نشك فِي أَنه كذب ولسنا نحتاج إِلَى الطعْن فِي الروَاة وَإِنَّمَا هُوَ من تخرص ابْن عديس.

الحَدِيث الثَّانِي يشاربه إِلَى دم عُثْمَان: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ ابْن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ حُوَيْثَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن نوح السعدى قَالَ حَدثنَا م مرو بْنُ الأَزْهَرِ الْعَتَكِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ قلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اعْطِفْ عَلَى ابْنِ عَمِّي عَلِيٍّ. قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَوَ لَيْسَ قَدْ فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَدْ عَضَّدَكَ بِابْنِ عَمِّكَ عَلَيٍّ وَهُوَ سَيْفُ اللَّهِ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَهُوَ رَحْمَةُ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ. وَعُمَرَ الْفَارُوقِ فأعدهم [فَاعْدُدْهُمْ] وُزَرَاءً وَشَاوِرْهُمْ فِي أَمْرِكَ وَقَاتِلْ بِهِمْ عَدُوَّكَ وَلَا يَزَالُ دِينُكَ قَائِمًا حَتَّى يَثْلِبَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا عمر بن الْأَزْهَر فَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ كَذَّاب. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ. كَانَ يضع على الثقاة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. وَأما زَكَرِيَّا بن يَحْيَى فَقَالَ يَحْيَى: هُوَ رجل سوء يحدث بِأَحَادِيث يستأهل أَن يحْفر لَهُ بِئْر فَيلقى فِيهَا. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يحدث بِأَحَادِيث فِي مثالب الصَّحَابَة. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ والاليق نِسْبَة هَذَا الحَدِيث إِلَيْهِ. بَاب فِي فَضَائِل الثَّلَاثَة أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان فِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ القطيعى قَالَ حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا الاحْتِيَاطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَمِيلٍ عَن جرير بن عبد الحميد عَنْ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ: " مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلا مَكْتُوبٌ عَلَى وَرَقَةٍ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عُمَرُ الْفَارُوقُ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ ". اسْم الاحتياطى الْحسن بن عبد الرحمن بن عباد أَبُو عَليّ. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا بَاطِل مَوْضُوع وَعلي بن جميل كَانَ يضع الحَدِيث لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال. وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: لم يَأْتِ بِهَذَا الحَدِيث عَن جرير غير عَليّ. وَعلي يحدث بِالْبَوَاطِيل عَن ثقاة النَّاس فيسرق السرق. وَقد سرق هَذَا الحَدِيث مِنْهُ رجل يُقَال لَهُ مَعْرُوف بن أبي مَعْرُوف الْبَلْخِي وَقد سَرقه آخر، فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن الْهِنْدِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَمْرٍو الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ جَرِيرٍ فَذَكَرَهُ إِلا الْخُرَاسَانِيَّ مَجْهُول. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن على ابْن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الْحِنَّائِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتُّلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَنَانٍ الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُجِيبٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ عَلَى الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عُمَرُ الْفَارُوقُ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ يُقْتَلُ مَظْلُومًا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَبُو بكر الصُّوفِي وَمُحَمّد بن مُجيب كذابان، قَالَه يَحْيَى بن معِين. (22 الموضوعات 1)

بَاب فِي فَضَائِل عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فضائله الصَّحِيحَة كَثِيرَة غير أَن الرافضة لم تقنع فَوضعت لَهُ مَا يضع وَلَا يرفع وحوشيت حَاشِيَته من الِاحْتِجَاج إِلَى الْبَاطِل: فَاعْلَم أَن الرافضة ثَلَاثَة أَصْنَاف: صنف سمعُوا شَيْئا من الحَدِيث فوضعوا أَحَادِيث وَزَادُوا ونقصوا. وصنف لم يسمعوا فتراهم يكذبُون على جَعْفَر الصَّادِق وَيَقُولُونَ قَالَ جَعْفَر: وَقَالَ فلَان. والصنف الثَّالِث: عوام جهلة يَقُولُونَ: مَا يُرِيدُونَ مِمَّا يسوغ فِي الْعقل وَمِمَّا لَا يسوغ. وَلَقَد وضعت الرافضة كتابا فِي الْفِقْه وسموه مَذْهَب الإمامية، وَذكروا فِيهِ مَا يخرق إِجْمَاع الْمُسلمين بِلَا دَلِيل أصلا. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بن نَاصِر الحافظان قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ سَوْسَنٍ قَالَ أَنبأَنَا عبد الرحمن بن عبيد الله الْخرقِيّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد حَمْزَة بن مُحَمَّد الدهْقَان قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حبَان المدايني قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى ابْن مُحَمَّد الْمكتب قَالَ أَنْبَأَنَا وهب بن بَقِيَّة قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حجر الباهلى عَن عبد الرحمن بن مَالك بن مغول عَن أَبِيه قَالَ قَالَ الشّعبِيّ: يَا مَالك لَو أردْت أَن يعطوني رقابهم عبيدا أَو أَن يملئوا [يملاوا] بَيْتِي ذَهَبا على أَن أكذب لَهُم على عَليّ لفعلوا، وَلَكِن وَالله لَا كذبت أبدا. يَا مَالك إِنِّي قد درست الْأَهْوَاء كلهَا فَلم أر قوما أَحمَق من الخشية (1) ، لَو كَانُوا من الدَّوَابّ كَانُوا حمرا أَو من الطير كَانُوا رخما. أحذركم الآراء المضلة وشرها الرافضة، أحرقهم على النَّار ونفاهم من الْبلدَانِ، نفى عبد الله بن سبأ إِلَى ساباط، وَنفى غَيره. ومحنة الرافضة محنة الْيَهُود قَالَت الْيَهُود لَا يصلح الْملك إِلَّا فِي آل دَاوُد. وَقَالَت الرافضة لَا تصلح الْإِمَارَة إِلَّا فِي آل عَليّ، وَقَالَت الْيَهُود لَا جِهَاد فِي سَبِيل الله حَتَّى يخرج الْمَسِيح الدَّجَّال،

_ (1) وَردت كَذَلِك بالأصلي فِي سِيَاق كَلَام الشعبى وَلَا يدرى توجيهها إِلَّا أَن تكون (الْحَبَشَة) . (*)

وَقَالَت الرافضة لَا جِهَاد حَتَّى يخرج الْمهْدي، وَالْيَهُود يؤخرون صَلَاة الْمغرب حَتَّى تشتبك القنجوم، وَكَذَلِكَ الرافضة، وَالْيَهُود يولون عَن الْقبْلَة شَيْئا، وَكَذَلِكَ الرافضة، وَالْيَهُود تسدل أَبْوَابهَا وَكَذَلِكَ الرافضة، وَالْيَهُود خرقوا التَّوْرَاة، وَكَذَلِكَ الرافضة خرقوا الْقُرْآن. وَالْيَهُود يسْتَحلُّونَ دم كل مُسلم، وَكَذَلِكَ الرافضة. وَالْيَهُود لَا يرَوْنَ طَلَاق ثَلَاث شَيْئا، وَكَذَلِكَ الرافضة، وَالْيَهُود يبغضون جِبْرِيل وَيَقُولُونَ هُوَ عدونا من الْمَلَائِكَة وَكَذَلِكَ الرافضة يَقُولُونَ: غلط بِالْوَحْي، وفضلت صنف من الْيَهُود وَالنَّصَارَى على الرافضة بخصلتين. سُئِلت الْيَهُود من خير أهل ملتكم؟ قَالُوا أَصْحَاب مُوسَى، وسئلت النَّصَارَى فَقَالُوا: أَصْحَاب عِيسَى، وسئلت الرافضة من شَرّ أهل ملتكم، فَقَالُوا: حوارِي مُحَمَّد، وَأمرُوا بالاستغفار لَهُم فسبوهم. أَنْبَأَنَا عبد الْوَهَّاب الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَة النصيبي قَالَ سَمِعت أَبَا دَاوُد السجسْتانِي يَقُول سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول وَسُئِلَ عَن الْعَلَاء بن عبد الرحمن فَقَالَ أحسن أَحْوَاله عِنْدِي أَنه قيل لَهُ عِنْد مَوته أَن لَا تستغفر الله؟ قَالَ لَا أَرْجُو أَن يغْفر الله لي، فقد وضعت فِي فضل عَليّ بن أبي طَالب سبعين حَدِيثا. وَهَا نَحن نذْكر من مستوحش الموضوعات. الحَدِيث الأول فِيمَا خلق مِنْهُ عَليّ بن أبي طَالب: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدقاق قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خُلِقْتُ أَنَا وَهَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ من طِينَة وَاحِدَة "

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ الْمروزِي قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مغفلا يلقن فيتلقن فَاسْتحقَّ التّرْك. وَقد رَوَى جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الطَّائِيِّ عَنْ أَبِيهِ سُفْيَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْد عَن الْوَلِيد بن عبد الرحمن عَنْ نُمَيْرٍ الْحَضَرِيِّ عَنْ أَبِي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُلِقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ نُورٍ وَكُنَّا عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَانْقَلَبْنَا فِي أقلاب الرِّجَالِ ثُمَّ جَلَلْنَا فِي صُلْبِ عبد المطلب، ثُمَّ شَقَّ اسْمَانَا مِنِ اسْمِهِ فَاللَّهُ مَحْمُودٌ وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَاللَّهُ الاعلى وعَلى عليا ". هَذَا وَضعه جَعْفَر بن أَحْمَدَ وَكَانَ رَافِضِيًّا يضع الحَدِيث. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُنَّا نتيقن أَنه يضع. الحَدِيث الثَّانِي: فِي تقدم إِسْلَامه: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدقاق قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله بن أَبى رَافع عَن عبد الله ابْن عبد الرحمن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ صلت الْمَلَائِكَة على على سبعين سِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ مَعِي رَجُلٌ غَيْرُهُ ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دُبَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالح قَالَ حَدثنَا عباد ابْن عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَّى عَلَيَّ الْمَلائِكَةُ وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَبْعَ سِنِينَ وَلَمْ يَصْعَدَا، وَلَمْ

تُرْفَعْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ إِلا مِنِّي وَمِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الطَّرِيق الأول فَفِيهِ مُحَمَّد بن عبيد الله. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث. وَأما الثَّانِي فَقَالَ ابْن عدي: عباد ضَعِيف غال فِي التَّشَيُّع. قَالَ الْعقيلِيّ: هُوَ ضَعِيف يروي عَن أنس نُسْخَة عامتها منا كير وَعَامة مَا يروي فِي فَضَائِل عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ضَعِيف الحَدِيث جدا منكره، وَقد روى هَذَا عَن عَلَى عَلَيْهِ السَّلامُ. أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ أَنبأَنَا الْحسن بن رَشِيق قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمد بن شُعَيْب النَّسَائِيّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدثنَا عبيد الله قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عبَادَة بن عبد الله الأَسَدِيِّ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: " أَنا عبد الله وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلا كَاذِبٌ. صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ ". وَهَذَا مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ عباد بن عبد الله. قَالَ على بن المدينى كال ضَعِيف الحَدِيث. وَقَالَ الْأَزْدِيّ: روى أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا. وَأما الْمنْهَال فَتَركه شُعْبَة وَقَالَ أَبُو بكر الاثرم: سَأَلت أَبَا عبد الله عَن حَدِيث على " أَنا عبد الله وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ " فَقَالَ اضْرِب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حَدِيث مُنكر. وَقَدْ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد ابْن مَاسِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَعْنِي ابْنَ صَفْوَانَ عَنْ أَجْلَحِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كهيل

عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: " عبدت الله عزوجل مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ رَجُلٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةَ خَمْسَ سِنِينَ أَوْ سَبْعَ سِنِينَ ". وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع على عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام، أما حَبَّة فَلَا يُسَاوِي حَبَّة فَإِنَّهُ كَذَّاب. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ السَّعْدِيّ: غير ثِقَة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع واهيا فِي الحَدِيث. وَأما الْأَجْلَح فَقَالَ أَحْمد: قد روى غير حَدِيث مُنكر. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَا يحْتَج بحَديثه. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ لَا يدْرِي مَا يَقُول. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَمِمَّا يبطل هَذِه الْأَحَادِيث أَنه خلاف فِي تقدم إِسْلَام خَدِيجَة وَيزِيد وَأبي بكر وَأَن عمر أسلم فِي سنة سِتّ من النُّبُوَّة بعد أَرْبَعِينَ فَكيف يَصح هَذَا. طَرِيق آخر لهَذَا الحَدِيث بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظَانِ أَنْبَأَنَا أَبُو على مُحَمَّد ابْن سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُوما قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الْفَضْلَ يَقُول: سَمِعت جَعْفَر بن مُحَمَّد يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ أمتى فِي الْمِيثَاق فِي صُدُور الذَّرِّ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي حِينَ بُعِثْتُ فَهَذَا القديق الأَكْبَرُ ". هَذَا لَا نشك أَنه من عمل الذارع فَإِنَّهُ كَانَ كذابا يضع الحَدِيث. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنبأَنَا حمد بن أَحْمد

الْحَدَّادِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ نُورِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ أَخْصُمُكَ بِالنُّبُوَّةِ وَلا نُبُوَّةَ بَعْدِي وَتَخْصُمُ النَّاسَ بِسَبْعٍ وَلا يُحَاجُّكَ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ: أَوَلُهُمْ إِيمَانًا وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَأَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَعْدَلُهُمْ فِي الرَّعِيَّةِ، وَأَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِيَّةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ بشر بن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْن عدي وَابْن حبَان: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَقد رَوَاهُ الْأَبْزَارِيِّ فَزَاد فِيهِ فيروي أَنه وَقع إِلَيْهِ فَغير إِسْنَاده وَزَاد فِي أَلْفَاظه أَنبأَنَا بِهِ يحيى بن الْمُدبر قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْخَوَّاصِ قَالَ حَدَّثَنى الْحسن بن عبيد الله الأَبْزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَأْمُونُ قَالَ حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَهْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَنْصُورُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنى أَبى عبد الله بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: " كُفُّوا عَنْ عَلِيٍّ فَلَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ خِصَالا لأَنْ تَكُونَ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فِي آلِ الْخَطَّابِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَلِيٌّ نَائِمٌ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْنَا أَرَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فنرما [فَثُرْنَا] إِلَيْهِ فَاتَّكَأَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مِنْكَبِهِ، ثُمَّ قَالَ إِنَّكَ مُخَاصِمٌ مُخَصَّمٌ أَنْت أول

الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا وَأَعْلَمُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِهِ، وَأْقَسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَأَرْفَقُهُمْ بالرعية، وأعظمهم مودن [مَزِيَّةً] وَأَنْتَ عَضُدِي وَغَاسِلِي وَدَافِنِي، وَالْمُتَقَدِّمُ إِلَى كُلِّ شَدِيدَةٍ وَكَرِيهَةٍ، وَلَنْ تَرْجِعْ بَعْدِي كَافِرًا، وَأَنْتَ تتقدمني بلواء الْحَمد وتذودعن حَوْضِي ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَقَدْ مَاتَ عَلِيٌ عَلَيْهِ السَّلامُ بِصِهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَسْطَةٍ فِي الْعِشْرَةِ وبذل للماعون وَعلم التَّنْزِيل وَفَقْهٍ فِي التَّأْوِيلِ وَقَتَلاتِ الأَقْرَانِ ". هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ مِنْ عَمَلِ الأَبْزَارِيِّ وَكَانَ كَذَّابًا، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ الرَّبِيعِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، وَلَعَلَّ ابْنَ الْمُبَارك أَخذه من الابزارى. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَحَلِّيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن عبد الله الصُّولِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ اليزيد عَن مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: " أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْتَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَأَنْتَ الْفَارُوقُ تَفْرِقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَنْتَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْكَافِرِينَ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ على الاسفراينى قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا مَذْكُورُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الصَّلْتُ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد الله بن

أَبِي رَافِعٍ مِثْلَهُ سَوَاءً، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ ". وَقد روى من طَرِيق ابْن عَبَّاس أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ دَاهِرِ بْنِ يَحْيَى الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عِنَايَةَ الأَسَدِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَإِنْ أَدْرَكَهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِخَصْلَتَيْنِ: كِتَابِ اللَّهِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله قلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ: هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَأَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل هُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ، وَهُوَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَهُوَ بِابِي الَّذِي أُوتَى مِنْهُ، وَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. أما الطَّرِيق الأول: فَفِيهِ عباد بن يَعْقُوب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك، وَفِيهِ عَليّ بن هَاشم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يروي عَن الْمَشَاهِير الْمَنَاكِير وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع. قَالَ الشَّيْخ عباد بن يَعْقُوب: أخرج عَنْهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه. وَفِيهِ مُحَمَّد بن عبيد الله. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي: فَفِيهِ أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ وَكَانَ كذابا رَافِضِيًّا خبيثا، فقد اجْتمع عباد وَأَبُو الصَّلْت فِي رِوَايَته عَن عَليّ بن هَاشم، فَالله أعلم أَيهمَا سَرقه من صَاحبه. وَقد ذكرنَا عَليّ بن هَاشم وَمُحَمّد بن عبيد الله. وَأما طَرِيق ابْن عَبَّاس فالمتهم بِهِ عبد الله بن داهر فَإِنَّهُ كَانَ غاليا فِي الرَّفْض قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: لَيْسَ بشئ، مَا يكْتب عَنْهُ إِنْسَان فِيهِ خبر. الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مينا

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ قَالَ فَتَنَفَّسَ فَقُلْتُ مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفسِي يَا ابْن مَسْعُودٍ. قُلْتُ فَاسْتَخْلِفْ قَالَ، مَنْ؟ قُلْتُ أَبُو بَكْرٍ، فَسَكَتَ ثُمَّ مَضَى سَاعَةً ثُمَّ تَنَفَّسَ. فَقُلْتُ مَا شَأْنُكَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي قَالَ قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ. قَالَ مَنْ؟ قُلْتُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَيَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ أكنعين ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْحمل فِيهِ على مينا وَهُوَ مولى لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَ يغلو فِي التَّشَيُّع. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَمن مينا العاض بظر أمه حَتَّى يتَكَلَّم فِي أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كَانَ يكذب. الحَدِيث السَّادِس: أَنبأَنَا يحيى على الطَّرَّاحِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبو مَنْصُورٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ قَالَ حَدثنَا جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن عبيد الله الابزارى قَالَ حَدَّثَنى إِبْرَاهِيم ابْن سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَأْمُونُ قَالَ حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ عَنْ جَدِّي الْمَهْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " أَنْتَ وَارِثِي ". هَذَا حَدِيث مِمَّا عمله الابزارى وَكَانَ كذابا. الحَدِيث السَّابِع: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الزَّعْفَرَانِي عبد الرحمن بْنُ قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُكُمْ وُرُودًا على الْحَوْض

أَوَّلُكُمْ إِسْلامًا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو مُعَاوِيَة الزَّعْفَرَانِي لم يكن حَدِيثه بشئ مَتْرُوك، وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك. وَقَالَ البُخَارِيّ وَمُسلم: ذهب حَدِيثه. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَّاب. وَقَالَ أَبُو عَليّ بن مُحَمَّد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقد روى هَذَا الحَدِيث سيف بن مُحَمَّد عَن الثَّوْريّ. وَسيف شَرّ من أبي مُعَاوِيَة. الحَدِيث الثَّامِن: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حَبَّانَ الْبُسْتِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ مَيْمُونٍ الإِسْكَافُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَخِي وَوَزِيرِي وَخَلِيفَتِي مِنْ أَهْلِي وَخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي، يَقْضِي دَيْنِي وَيُنْجِزُ وُعُودِي عَلِيُّ بْنُ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مطر بن مَيْمُون يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ. الحَدِيث التَّاسِع فِي أَنه خير الْبشر: فِيهِ عَن على وَابْن مَسْعُود. فَأَما حَدِيث على فأنبأنا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بن مُحَمَّد الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ أَبِي الْفَتْحِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ الثَّعْلَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عبد الله عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَقُلْ عَلِيٌّ خَيْرُ النَّاسِ فَقَدْ كَفَرَ ". وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدَكَ

الشَّعْبِيُّ أَبُو أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، وَاسْمُ عَبْدَكَ عَبْدُ الْكَرِيمِ، وَكَانَ إِمَامَ أَهْلِ التَّشَيُّعِ فِي زَمَانِهِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الْفَقِيهُ الْقَمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلْجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ قَالَ الأَعْمَشُ: تُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكَ بِحَدِيثٍ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ حَدَّثَنى أَبُو وَائِل عَن عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ أَنَّهُ قَالَ لِي: " يَا مُحَمَّدُ عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ مَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ ". وَأما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ النَّسَبِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصنعانى قَالَ حدنثا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ أنبأنات سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن دِينَار الْفَقِيه قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُوما قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد ابْن نَصْرٍ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدثنَا يحيى بن يعلى قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبى فقد أَبى (1) كَفَرَ ". وَأما حَدِيث أبي سعيد فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ

_ (1) التّكْرَار بالاصل، وَلَعَلَّه من أصل السِّيَاق. (*)

ابْن سَالِمٍ أَبُو سَمُرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث عَليّ فَفِيهِ مُحَمَّد بن كثير الْكُوفِي وَهُوَ الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ شِيعِيًّا. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مزقنا [حرقنا] حَدِيثه. وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: كتبنَا عَنْهُ عجائب وخططت على حَدِيثه. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِحَال. وَأما حَدِيث ابْن مسلود فَفِيهِ حَفْص بن عُمَرَ وَلَيْسَ بشئ، وَمُحَمّد بن شُجَاع الثَّلْجِي، وَقد سبق فِي أول الْكتاب أَنه كَذَّاب، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْجِرْجَانِيّ الشيعي. وَأما حَدِيث جَابر فَفِي الطَّرِيق الأول أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي وَلم يروه غَيره وَهُوَ مُنكر الحَدِيث، وفى الطَّرِيق الثَّانِي الذِّرَاع، وَقد ذكرنَا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه كَذَّاب دجال. وَأما حَدِيث أبي سعيد فَفِيهِ أَحْمد بن سَالم. قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ فَإِنَّهُ يروي عَن الثقاة الطَّامَّات. الحَدِيث الْعَاشِر فِي ذكر مَدِينَة الْعلم، وَفِيه عَن على وَابْن عَبَّاس وَجَابِر. فَأَما حَدِيث عَليّ رَضِي عَنهُ فَلهُ خَمْسَة طرق. الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا على بن عبيد الله الزَّاغُونِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبَرَاهِيمُ بْنُ عبد الله الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الرُّومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ الصَّنَابِحِيُّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن أَحْمد الْحَدَّادِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بن بَحر قَالَ

حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنِ الصَّنَابِحِيُّ عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا على بن عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ البسرى قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ النَّحْوِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ نَاجِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا [أَبُو] مَنْصُورٍ شُجَاعُ بْنُ شُجَاعٍ قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بن حبر الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ أَبى عبد الرحمن عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْفِقْهِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ". الطَّرِيق الرَّابِع: رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ ابْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ". الطَّرِيق الْخَامِس: رَوَاهُ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ عشرَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّمِيرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّمِيرِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حُصَيْنٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن على بن ثَابت

قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ العتيقي حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ فَاذَوَيْهِ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضريز [الضَّرِيرُ] عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ شَابُورٍ قَالَ حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضريز [الضَّرِيرُ] عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بن عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن البسرى قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ بَابَهَا فَلْيَأْتِ عَلِيًّا ". الطَّرِيق الْخَامِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رِزْقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُكْرِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرِمٍ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عبد الرحمن الانباري قَالَ أَنبأَنَا أبوالقلت عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْهَرَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ". الطَّرِيق السَّادِس: أَنبأَنَا إغماعيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل

ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو عَمْرٍو الْجُرْجَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ مَدِينَةَ الْعِلْمِ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا ". الطَّرِيق السَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو الْفَتْحِ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ قِبَلِ بَابِهَا ". الطَّرِيق الثَّامِن: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ مَدِينَةَ الْعِلْمِ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا ". الطَّرِيق التَّاسِع: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عبيد الْقَاسِم ابْن سَلامٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الدَّارَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ قِبَلِ بَابِهَا ". الطَّرِيق الْعَاشِر: رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الْحسن بن عُثْمَان عَن مَحْمُود بن خِدَاش عَن أبي مُعَاوِيَة.

وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ حَدثنَا النُّعْمَان ابْن بَكْرُونٍ الْبَلَدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّد ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب يحيى بن على ابْن الدَّسْكَرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله أَبُو جَعْفَرٍ الْمُكْتَبُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَن عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ عبد الرحمن ابْن بَهْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ آخِذٌ بِضَبُعِ عَلِيٍّ " هَذَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ وَقَاتِلُ الْفَجَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فَمَنْ أَرَادَ الدَّارَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ ". وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مِثْلَهُ سَوَاءً، إِلا أَنَّهُ قَالَ " فَمَنْ أَرَادَ الْحُكْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصح من جَمِيع الْوُجُوه. أما حَدِيث عَليّ فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: قد رَوَاهُ سُوَيْد بن غَفلَة عَن الصنَابحِي لم يسْندهُ والْحَدِيث مُضْطَرب غير ثَابت وَسَلَمَة لم يسمع من الصنَابحِي. قَالَ المُصَنّف: قلت ثمَّ فِي الطَّرِيق الأول مُحَمَّد بن عُمَرَ الروبي. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وفى الطَّرِيق الثَّانِي وَالثَّالِث عبد الحميد بن بَحر. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يسرق الحَدِيث وَيحدث عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وفى الطَّرِيق الرَّابِع مُحَمَّد بن قيس وَهُوَ مَجْهُول. وفى الْخَامِس مَجَاهِيل. (23 الموضوعات 1)

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَفِي الطَّرِيق الأول جَعْفَر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ مُتَّهم بِسَرِقَة هَذَا الحَدِيث. وفى الطَّرِيق الثَّانِي: جَابر بن سَلمَة وَقد اتَّهَمُوهُ بسرقته أَيْضا. وفى الطَّرِيق الثَّالِث وَالرَّابِع عُثْمَان بن إِسْمَاعِيلَ. قَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ كَذَّاب خَبِيث رجل سوء. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك. وفى الطَّرِيق الْخَامِس أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ، وَقد سبق أَنه كذب وَهُوَ الَّذِي وضع هَذَا الحَدِيث على أبي مُعَاوِيَة وسرقة مِنْهُ جمَاعَة. وفى الطَّرِيق السَّادِس: أَحْمد بن سَلمَة. قَالَ ابْن عدى: يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل وَيسْرق الْأَحَادِيث. وفى الطَّرِيق السَّابِع: سعيد بن عقبَة. قَالَ ابْن عدي: هُوَ مَجْهُول غير ثِقَة. وفى الطَّرِيق الثَّامِن: أَبُو سعيد الْعَدوي الْكذَّاب صراحا الوضاع. وفى الطَّرِيق التَّاسِع: إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يُوسُف. قَالَ ابْن حبَان. يسرق الْأَحَادِيث ويقلب الْأَسَانِيد لَا يحوز الاحتحاج بِهِ. وفى الطَّرِيق الْعَاشِر: الْحسن بن عُثْمَان. قَالَ ابْن عدي: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَأَمَّا حَدِيثُ جَابر فَفِي طَرِيقه الأول أَحْمد بن عبد الله الْمكتب. قَالَ ابْن عدي: كَانَ يضع الحَدِيث ى وفى طَرِيقه الثَّانِي أَحْمد بن طَاهِر بن حَرْمَلَة. قَالَ ابْن عدي: كَانَ أكذب النَّاس. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هَذَا الْحَدِيثُ كذب لَيْسَ لَهُ أصل. وَقَالَ ابْن عدي: هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع يعرف بِأبي الصَّلْت، وَقد رَوَاهُ جمَاعَة سَرقُوهُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا خير لَا أصل لَهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَا مُجَاهِد وَلَا الْأَعْمَش وَلَا حدث بِهِ أَبُو مُعَاوِيَة، وكل من حدث بِهَذَا الْمَتْن إِنَّمَا سَرقه من أبي الصَّلْت وَإِن قلب إِسْنَاده. وَقد سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: قبح الله أَبَا الصَّلْت.

وَقد عد الدَّارَقُطْنِيّ جمَاعَة مِمَّن سَرقه، أحدهم عمر بن إِسْمَاعِيلَ بن مجَالد، وَالثَّانِي مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَبْدي، وَالثَّالِث مُحَمَّد بن يُوسُف شيخ لأهل الرّيّ حدث بِهِ عَن شيخ مَجْهُول عَن أبي عبيد، وَالرَّابِع شيخ شأمي حدث بِهِ عَن هِشَام بن عمار عَن أبي مُعَاوِيَة، وَذكر ابْن حبَان خَامِسًا، وَهُوَ عُثْمَان بن خَالِد العثمان روى عَن عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إِنَّمَا رَوَاهُ عَن عِيسَى بن يُونُس عُثْمَان بن عبد الله الْأمَوِي. وَقَالَ ابْن حبَان: وَكَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. وَذكر ابْن عدي سادسا فَقَالَ: وَسَرَقَهُ أَحْمد بن سَلمَة عَن أبي الصَّلْت فَحدث بِهِ عَن أبي مُعَاوِيَة، وَكَانَ يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل. قَالَ المُصَنّف: قلت وَقد حَدَّثَنَا بسابع وَهُوَ رَجَاء بن سَلمَة وبثامن وَهُوَ جَعْفَر ابْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وبتاسع وَهُوَ أَبُو سعيد الْعَدوي وبعاشر وَهُوَ ابْن عقبَة وكل هَؤُلَاءِ رَوَوْهُ وَحَدثُوا بِهِ، والْحَدِيث لَا أصل لَهُ. الحَدِيث الْحَادِي عشر: فِي رد الشَّمْس لَهُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُطَرِّحٍ. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ التِّنِّيسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُميَّة قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُوسَى قَالا حَدَّثَنَا فُضَيْلُ ابْن مَرْزُوقٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْن م ن أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوحَى إِلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْس. قَالَت أسما فَرَأَيْتُهَا غَرَبَتْ ثُمَّ رَأَيْتُهَا طَلَعَتْ بعد مَا غربت ".

هَذَا حَدِيث موكوع بلاشك وَقَدِ اضْطَرَبَ الرُّوَاةُ فِيهِ فَرَوَاهُ سعيد بن مَسْعُود عَن عبيد الله بْنِ مُوسَى عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوق عَن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ عَنْ أَسْمَاءَ وَهَذَا تَخْلِيطٌ فِي الرِّوَايَةِ، وَأَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ لَيْسَ بشئ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ كَذَّابٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَعَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ قَالَ فِيهِ العقيلى: كَانَ يحدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزِوقٍ ضَعَّفَهُ يَحْيَى. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات ويخطئ على الثقاة. قَالَ المُصَنّف: قلت وَقد روى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ شَاهِينَ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن ابْن شَرِيكٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُرْوَة بن عبد الله عَنْ قُشَيْرٍ قَالَ: دَخَلَتْ عَلَيَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَحَدَّثَتْنِي أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ حَدَّثَتْهَا أَن عَليّ بن أبي طَالب. وكذر حَدِيثَ رُجُوعِ الشَّمْسِ لَهُ. وَهَذَا حَدِيث بَاطِل. أما عبد الرحمن بن شريك عَن أَبِيه، فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: هُوَ واهي الحَدِيث. قَالَ المُصَنّف: قلت و [أما] أَنا فَلَا أتهم بِهَذَا إِلَّا ابْن عقدَة فَإِنَّهُ كَانَ رَافِضِيًّا يحدث بمثالب الصَّحَابَة. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ حَدثنَا على بن مُحَمَّد ابْن نَصْرٍ قَالَ سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ فِي جَامِعِ بَرَاثَا يُمْلِي مَثَالِبَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أْو قَالَ الشَّيْخَيْنِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَتَرَكْتُ حَدِيثه لَا أحدث عَنهُ بشئ وَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا. أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بن

طَاهِرٍ قَالَ سَئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ فَقَالَ: كَانَ رَجُلَ سُوءٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي غَالِبٍ يَقُولُ: ابْنُ عُقْدَةَ لَا يَتَدَيَّنُ بِالْحَدِيثِ لأَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ شُيُوخَنَا بِالْكُوفَةِ عَلَى الْكَذِبِ يَسْوِي لَهُمْ نُسَخًا، وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَرْوُوهَا وَقَدْ تَيَقَّنَا ذَلِكَ مِنْهُ فِي غَيْرِ شَيْخٍ بِالْكُوفَةِ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " نَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لَهُ فَرُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ حَتَّى صَلَّى ثُمَّ غَابَتْ ثَانِيَةً " وَدَاوُد ضَعِيف ضعفه شُعْبَة. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَمن تغفيل وَاضع هَذَا الحَدِيث أَنه نظر إِلَى صُورَة فَضِيلَة وَلم يتلمح إِلَى عدم الْفَائِدَة، فَإِن صَلَاة الْعَصْر بغيبوبة الشَّمْس صَارَت قَضَاء فرجوع الشَّمْس لَا يُعِيدهَا أَدَاء. وفى الصَّحِيح عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِن الشَّمْس لم تحبس على أحد إِلَّا ليوشع ". الحَدِيث الثَّانِي عشر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن أبي حَاتِم بن حبَان قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَرَ الأُبَلِّيُّ عَنْ أَبِي ذَيْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بن سعد وَيزِيد ابْن عِيَاضٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالُوا حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمسيب عَن سعد ابْن أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ غَيْرَ مَرَّةٍ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنَّ الْمَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا بِي أَوْ بِكَ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ هَذَا الْخَبَر من حَدِيث ابْن الْمسيب، وَلَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَلَا من حَدِيث مَالك فَهُوَ بَاطِل. مَا قَالَه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطّ، وَحَفْص بن عُمَرَ كَانَ كذابا. وَقَالَ الْعقيلِيّ: حَفْص يحدث عَن الْأَئِمَّة بِالْبَوَاطِيل.

الحَدِيث الثَّالِث عشر فِي أَن النّظر إِلَى وَجهه عبَادَة. فِيهِ عَن أبي بكر الصّديق وَعُثْمَان وَابْن مَسْعُود ومعاذ وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأبي هُرَيْرَة وَأنس وثوبان وَعمْرَان بن حُصَيْن وَعَائِشَة. فَأَما حَدِيث أبي بكر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِيِّ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنى القاضى مُحَمَّد بن عبد الله الْجُعْفِيُّ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْزُومٍ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّقِّيُّ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ وَحْدِي قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ وَحْدِي عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّظَرُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عِبَادَةٌ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْعَدَوِيَّ قَدْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهَرَانِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنَعَانِيِّ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النّظر إِلَى وَجه على عبَادَة ". وَأما حَدِيث عُثْمَان: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الأَبَنُوسِيِّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَدَابَغِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الطَّرَائِفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الزَّيَّاتُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ يُونُسَ مَوْلَى الرَّشِيدِ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الْمَأْمُون وَعِنْده يحيى بن

أَكْثَمَ الْقَاضِي فَذَكَرُوا عَلِيًّا وَفَضْلَهُ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ سَمِعْتُ الرَّشِيدَ يَقُولُ سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُول سَمِعت جدي يَقُول سَمِعت ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: رَجَعَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَسَأَلَ الْمَصِيرُ إِلَيْهِ فَصَارَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ يَحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا عُثْمَانَ مَالَكَ تَحِدُّ النَّظَر إِلَيَّ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد ابْن أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خَبَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَة عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأما حَدِيث معَاذ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَزَّانُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقُلْتُ. مَا لَكَ تُدِيمُ النَّظَر إِلَى عَلِيٍّ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَهُ؟ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " النّظر إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ المحسن التنوخى قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الزَّيْنَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ الْحِنَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ الْحِمَانِيُّ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا

أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الْعُشَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُخَنْفَسِ قَالَ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُفَرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ لُؤْلُؤٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأما حَدِيث أنس فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النّظر إِلَى وَجه على عبَادَة ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النّظر إِلَى وَجه على عبَادَة ". الطَّرِيق الثَّالِث: رَوَاهُ أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس.

وَأما حَدِيث ثَوْبَان فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا حَاجِبٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأما حَدِيث عمرَان: رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق ابْن بِنْجَابٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى قَالَ [حَدَّثَنَا] إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدُ رَبِّهِ الْعِجْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَة عَن حميد بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى السِّمْسَارُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَكَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح من جَمِيع طرقه. فَأَما حَدِيث أبي بكر قَالَ أحد الْكُوفِيّين الغلاة فِي الطَّرِيق الأول سَرقه فَرَوَاهُ وَالله أعلم هَل هُوَ الْجعْفِيّ أَو شَيْخه. وفى الطَّرِيق الثَّانِي الْعَدوي الْكذَّاب الوضاع. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَا يشك عوام الْمُحدثين أَن هَذَا مَوْضُوع. ماروى الصّديق هَذَا قطّ وَلَا عَائِشَة وَلَا عُرْوَة وَلَا الزُّهْرِيّ وَلَا معمر، فَمن وضع مثل هَذَا على الزهْرَانِي والصنعاني وهما متقنا أهل الْبَصْرَة فبالحرى أَن تهجر رواياته، وَقد كَانَ الْعَدوي يروي عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يَرَهُمْ وَيَضَعُ على من رأى، وَلَعَلَّه قد حدث عَن الثقاة بِمَا يزِيد على ألف حَدِيث مَوْضُوعَة سوى المقلوبات. وَقد

ذكرنَا عَن ابْن عدي أَنه قَالَ: عَامَّة مَا حدث بِهِ الْعَدوي مَوْضُوعَات وَكُنَّا نتيقن أَنه هُوَ الَّذِي وَضعهَا. وَقد رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيث حَارِثَة بن أبي الرِّجَال. قَالَ أَحْمد: حَارِثَة لَيْسَ بشئ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَا يكْتب حَدِيثه وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق آخر فِيهِ ضِعَاف ومجاهيل. وَأما حَدِيث عُثْمَان فرواته مَجَاهِيل. وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِيهِ يحيى بن عِيسَى. قَالَ يحيى بن معِين: مَا هُوَ بشئ وَلَا يكْتب حَدِيثه. وَأما حَدِيث معَاذ فَفِيهِ مُحَمَّد بن أَيُّوب وَلَا يعرف أَنه سمع من هَوْذَة وَلَا روى عَنهُ. قَالَ ابْن حبَان: يروي الْمَوْضُوع لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأما حَدِيث ابْنِ عَبَّاسٍ فَفِي الطَّرِيقِ الأَوَّلِ الْحمانِي. قَالَ ابْن نمير: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: كَانَ يكذب جهارا مازلنا نعرفه يسرق الْأَحَادِيث وَفِيه يزِيد بن أبي زِيَاد. قَالَ ابْن الْمُبَارك: [لَا] اروبه [أرويه] وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث جَابر فَفِيهِ الْعَدوي الْكذَّاب وَهُوَ الْمَذْكُور فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَإِنَّمَا يدلسه الروَاة لِأَنَّهُ الْحسن بن عَليّ بن صَالح بن زَكَرِيَّا بن يحيى بْنِ صَالِحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زفر أَبُو سعيد الْعَدوي. وَأما حَدِيثا أنس فَفِي طَرِيقه الأول الْعَدوي أَيْضا، وفى طَرِيقه الثَّانِي مطر ابْن أبي مطر وَاسم أبي مطر مَيْمُون. قَالَ ابْن حبَان: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ، وفى الطَّرِيق الثَّالِث الْأَسدي. قَالَ أَحْمد: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يكذب. وَأما حَدِيث ثَوْبَان فَإِنَّهُ لم يروه غير يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ. قَالَ ابْن نمير: لَيْسَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث.

وَأما حَدِيث عمرَان فَفِيهِ مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَقد كذبوه، وَمن طَرِيق خَالِد طليق وَقد ضَعَّفُوهُ، وَمن طَرِيق فِيهِ مَجَاهِيل وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلَا يعرف إِلَّا من حَدِيث عبَادَة بن صُهَيْب. وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حبَان: يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير حَتَّى إِذا سَمعهَا المبتدى شهد لَهَا بِالْوَضْعِ. الحَدِيث الرَّابِع عشر فِي سد الْأَبْوَاب غير بَابه: فِيهِ عَن سعد بن أبي وَقاص وَابْن عَبَّاس وَزيد بن أَرقم وَجَابِر. فَأَما حَدِيث سعد فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أْنَبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا نطر عَن عبد الله بن شريك عَن عبد الله بْنِ الرَّقِيمِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: " خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ زَمَنَ الْجَمَلِ فَلَقِينَا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ بِهَا، فَقَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَدِّ الأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَرْكِ بَابِ عَلِيٍّ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الصَّقْرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ أَحْمَدَ الْجَرَّانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحسن بن رَشِيق قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن شُعَيْب النَّسَائِيّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدثنَا على ابْن قَادِمٍ قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عبد الله بْنِ شَرِيكٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " أَتَيْتُ مَكَّةَ فَلَقِيتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَنْقَبَةٌ؟ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ فِينَا لَيْلا لِيَخْرُجْ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ إِلا آلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَاهُ عَمُّهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَجْتَ أَصْحَابَكَ وَأَعْمَامَكَ وَأَسْكَنْتَ هَذَا الْغُلامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: منا أَنَا بِالَّذِي أَمَرْتُ بِإِخْرَاجِكُمْ وَلا بِإِسْكَانِ هَذَا الْغُلامِ إِنَّ اللَّهَ عزوجل هُوَ أَمر بِهِ ".

_ (1) هَكَذَا بالاصل ولعلها مصحفة من " مطر " بن مطر. (*)

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذَهْبِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ ابْن سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَدَّ الأَبْوَابَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ عَلِيٍّ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنا يحيى بن عبد الحميد قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سُدُّوا أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ كُلَّهَا إِلا بَابَ عَلِيٍّ " وَفِي لَفْظٍ " فَسَدَتْ أَبْوَابُ الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ عَلِيٍّ " فَكَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ، وَهَو جُنُبٌ وَهِيَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيق غَيره. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبو مَنْصُور مُحَمَّد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ قَالَ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخَوَّاصِ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عبيد الله الأَبْزَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَأْمُونُ قَالَ حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَهْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْمَنْصُورُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " إِنَّ مُوسَى عَلْيِه السَّلامُ سَأَلَ ربه عز وَجل أَن يظْهر [يُطَهِّرَ] مَسْجِدَهُ لِهَارُونَ وَذُرِّيَتَهُ وَإِنِّي سَأَلت الله عزوجل أَنْ يُطَهِّرَ مَسْجِدِي لَكَ وَلِذُرِّيتِكَ مِنْ بَعْدِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ سُدَّ بَابَكَ فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ فُعِلَ هَذَا بِغَيْرِي؟ قِيلَ لَا، قَالَ. سَمْعٌ وَطَاعَةٌ فَسَدَّ بَابَهُ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ سُدَّ بَابَكَ، فَقَالَ: فُعِلَ هَذَا بِغَيْرِي؟ فَقِيلَ بِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لِي فِي أَبِي بَكْرٍ أُسْوَةٌ فَسَدَّ بَابَهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْعَبَّاس بن عبد المطلب سُدَّ بَابَكَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ

عَلَيْهَا السَّلامُ بِسَدِّ الأَبْوَابِ خَرَجَتْ فَجَلَسَتْ عَلَى بَابِهَا، ومَعَهَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ كَأَنَّهُمَا الشِّبْلانِ وَخَاضَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَصَعَدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: " مَا أَنَا سَدَدْتُ أَبْوَابَكُمْ، وَلا فَتَحْتُ بَابَ عَلِيٍّ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَدَّ أَبْوَابَكُمْ وَفَتَحَ بَابَ عَلِيٍّ ". وَأما حَدِيث زيد بن أَرقم فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن شُعَيْب النَّسَائِيّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عَوْف بن مَيْمُون أَبى عبد الله عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ إِلا بَابَ عَلِيٍّ، فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ النَّاسُ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُمِرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الأَبْوَابِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ فَقَالَ فِيهِ قائلكم، وَالله مَا سددته [مَا سَدَدْتُ] وَلا فَتَحْتُ وَلَكِنِّي أمرت بشئ فاتبعته ". وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ قَرَأْنَا عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَكُمْ أَبو عبد الله جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمَيْمُونِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بن عبد الله يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سُدُّوا الأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلا بَابَ عَلِيٍّ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى عَلِيٍّ " هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا بَاطِلَة لَا يَصح مِنْهَا شئ. أما حَدِيث سعد فَالطَّرِيقَانِ على عبد الله بن شريك قَالَ السَّعْدِيّ: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع روى عَن الْأَثْبَات مَا لَا يشبه حَدِيث

الثقاة، وَقد رويت الطَّرِيق الأول عَن عبد الله بن الرقيم، وَالثَّانيَِة عَن الْحَرْث ابْن مَالك. قَالَ النَّسَائِيّ: لَا أَعْرفهُمَا. أما حَدِيث ابْن عمر فَفِيهِ هِشَام بن سعد. قَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ هُوَ مُحكم الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِي الطَّرِيق الأول أَبُو بلج واسْمه يحيى بن سليم. قَالَ أَحْمد: روى أَبُو بلج حَدِيثا مُنْكرا " سدوا الْأَبْوَاب " وَقَالَ ابْن حبَان. كَانَ أَبُو بلج يُخطئ. وفى تِلْكَ الطَّرِيق يحيى بن عبد الحميد. قَالَ أَحْمد: كَانَ يكذب جهارا. وَأما الطَّرِيق الثَّانِيَة فَعمل الأبزازي وَكَانَ كذابا يضع الحَدِيث. وَقد روى لنا من طَرِيق أبي مَيْمُونَة عَن عِيسَى الْملَائي عَن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَن على قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: أَبُو مَيْمُونَة اسْمه سليم كَانَ يَبِيع الصُّور. قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: وَعِيسَى الملائى تَرَكُوهُ وَأما حَدِيث زيد بن أَرقم فَفِيهِ مَيْمُون مولى عبد الرحمن بن سَمُرَة. قَالَ يحيى ابْن سعيد: هُوَ لَا شئ. وَأما حَدِيث جَابر فتفرد بِهِ أَبُو عبد الله الْعلوِي بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَا يَصح إِسْنَاده وَفِيه مَجَاهِيل. فَهَذِهِ الأَحَادِيثُ كُلُّهَا مِنْ وضع الرافضة قابلوا بِهِ [بِهَا] الْحَدِيثُ الْمُتَّفَقُ عَلَى صِحَّتِهِ فِي " سُدُّوا الأَبْوَابَ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ ". وَأَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِي النَّصْرِ عَنْ بِشْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: " خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا غير ربى

عزوجل لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَى فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلا سُدَّ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ ". أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّحِيحَيْنِ وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " سدوا عَنى كل خوخة فِي الْمَسْجِد غير خوخة أبي بكر ". وَقد روى بعض المحدلفين [المتحذلقين] فِي حَدِيث أبي بكر زِيَادَة وَلَا تصح. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّار قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهرى قَالَ أَنبأَنَا عمر ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن حبيب بن عبد الملك قَالَ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ النَّاسُ سُدُّوا الأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلا بَابَ خَلِيلِهِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى أَبْوَابِهِمْ ظُلْمَةً وَرَأَيْتُ عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ نُورًا فَكَانَتِ الآخِرَةُ أَعْظَمُ عَلَيْهِمْ مِنَ الأُولَى ". قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هَذَا وهم لِأَن اللَّيْث كَانَ يروي صدر هَذَا الحَدِيث عَن يَحْيَى بن سعيد عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْقَطِعًا، وَكَانَ يروي من قَوْله: " سدوا الْأَبْوَاب كلهَا " إِلَى آخِره عَن مُعَاوِيَة بن صَالح مُنْقَطِعًا، وَكَانَ أَيْضا يُرْسل الْحَدِيثين. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَعبد الله بن صَالح هُوَ كَاتب اللَّيْث وَهُوَ الَّذِي قد خلط الْكل وَهُوَ مَجْرُوح وَكَذَلِكَ مُعَاوِيَة بن صَالح مَجْرُوح. الحَدِيث الْخَامِس عشر: رَوَى أَبُو بَكْرِ بن مرْدَوَيْه قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْفَيْضِ قَالَ أَنْبَأَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْكِنْدِيُّ عَن كثير النواعن عَطِيَّة عَن أَبى سعيد

إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَجْنُبَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ " هَذَا حَدِيث لَا صِحَة لَهُ وَإِنَّمَا هُوَ مبْنى على سد الْأَبْوَاب غير بَابه وَفِيهِ آفَات. أما عَطِيَّة فَاجْتمعُوا على تَضْعِيفه (1) . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُجَالس الْكَلْبِيّ فَيَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيروي ذَلِك عَنْهُ ويكنيه أَبَا سعيد، فيظن أَنه أَرَادَ الْخُدْرِيّ لَا يحل كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ، وَأما كثير النوا فضعفه الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ. وَقَالَ السَّعْدِيّ: زائغ. وَقَالَ ابْن عدي: كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع مفرطا فِيهِ. الحَدِيث السَّادِس عشر فِي أَخذ محبته على الْبشر وَالشَّجر: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ لَفْظًا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو النَّجْمِ بَدْرُ بْنُ عبد الله الشَّيْخِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الْبَيْضَاوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجُنْدِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كُنَّا يَوْمًا مَعَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ فِي السُّوقِ فَرَأَى بَطِّيخًا فَحَلَّ دِرْهَمًا ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى بِلالٍ وَقَالَ: اذْهَبْ بِهِ فَاشْتَرِي بِهِ بَطِّيخًا، فَمَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَأَتَى بِلالٌ بِالْبَطِّيخِ فَأَخَذَ عَلِيٌّ مِنْهُ وَاحِدَةً فقورها ثمَّ ذاقها فَإِذا مُرَّةٌ فَقَالَ: يَا بِلالُ خُذِ الْبَطِّيخَ فَرُدَّهُ وَائْتِنَا بِالدِّرْهَمِ، وَأَقْبِلْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ. فَلَمَّا رَجَعَ بِلالٌ قَالَ: يَا بِلالُ إِنَّ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لى وَيَده على منكى: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخَذَ مَحَبَّتَكَ عَلَى الْبَشَرِ وَالشَّجَرِ وَالثَّمَرِ وَالْمَدَرِ، فَمَنْ أَجَابَ

_ (1) قَالَ الشَّيْخ قَوْله: اجْتَمعُوا على تَضْعِيفه لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين فِي رِوَايَة زبد ابْن الْهَيْثَم: عَطِيَّة العوفى لَيْسَ بِهِ بَأْس. (*)

إِلَى حُبِّكَ عَذُبَ وَطَابَ، وَمَا لَمْ يُجِبْ إِلَى حُبِّكَ خَبُثَ وَمَرَّ، وَإِنِّي أَظُنُّ هَذَا الْبَطِّيخُ لَمْ يُجِبْ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وواضعه أبرد من الثَّلج، فَإِن أَخذ المواثيق إِنَّمَا يكون لما يعقل وَمَا يتَعَدَّى الجندي. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: كَانَ يضعف فِي رِوَايَته ويطعن عَلَيْهِ فِي مذْهبه، سَأَلت الْأَزْهَرِي عَن ابْن الجندي فَقَالَ: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ العتيقي: كَانَ يرْمى بالتشيع. الحَدِيث السَّابِع عشر فِي صياح النّخل بفضله: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَار الْفَقِيه قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحسن بن الْحُسَيْن ابْن رَدْمَا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الرَّضِيُّ عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: " خَرَجَتُ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ نَمْشِي فِي طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ إِذْ مَرَرْنَا بِنَخْلٍ مِنْ نَخْلِهَا صَاحَتْ نَخْلَةٌ بِأُخْرَى: هَذَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَعَلِيٌّ الْمُرْتَضَى، ثُمَّ جُزْنَاهَا فَصَاحَتْ ثَانِيَةٌ بِثَالِثَةٍ: مُوسَى وَأَخُوهُ هَارُونُ، ثُمَّ جُزْنَاهَا فَصَاحَتْ رَابِعَةٌ بِخَامِسَةٍ: هَذَا نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ جُزْنَاهَا فَصَاحَتْ سَادِسَةٌ بِسَابِعَةٍ: هَذَا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَهَذَا عَلِيٍّ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ. فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيٌّ إِنَّمَا سُمِّي نَخْلُ الْمَدِينَةِ صَحَائِيًا لأَنَّهُ صَاحَ بِفَضْلِي وَفَضْلِكَ ". وَهَذَا من أبرد الموضوعات وأقبحها، فَلَا رعى الله من عمله، وَلَا نشك أَنه من عمل الذارع. وَقد ذكرنَا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه قَالَ: هُوَ دجال كَذَّاب. الحَدِيث الثَّامِن عشر فِي عرض الْأَطْفَال على محبته: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ قَالَ روى الْحسن بن على (24 الموضوعات 1)

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَن نعرض أَوْلَادنَا على [عَلَى أَوْلادِنَا] حُبَّ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ " قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَقد تقدم أَن الْحسن بن عَليّ الْعَدوي كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. الحَدِيث التَّاسِع عشر فِي أَن حبه يَأْكُل السَّيِّئَات: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سِيبَوَيْهِ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَأْكُلُ السَّيِّئَاتِ كَما تَأْكُلُ النَّارَ الْحَطَبَ " قَالَ الْخَطِيبُ: رجال إِسْنَاده بعد مُحَمَّد بن مسلمة كلهم معروفون ثقاة، والْحَدِيث بَاطِل مركب عَن هَذَا الْإِسْنَاد، وَمُحَمّد بن مسلمة قد ضعفه الأنكاني [اللالكائي] وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال جدا. الحَدِيث الْعشْرُونَ فِي تشبيهه بالأنبياء: أَنْبَأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الله الْحَاكِمُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ وارة قَالَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الأَزْدِيُّ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ عَنْ أَبِي الْحَمْرَا قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ أَن ينظر إِلَى آدم فِي عِلْمِهِ، وَنُوحٍ فِي فَهْمِهِ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي حِكَمِهِ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا فِي زُهْدِهِ، وَمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فِي بطشه فَلْينْظر إِلَى عَليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَأَبُو عمر مَتْرُوك. الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ فِي ذكر اسْمه فِي الْقُرْآن: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ على

الْمُدبر قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن على البادا قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُرَيْرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو الحوضى الْبَزَّاز قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " اسْمِي فِي الْقُرْآنِ: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاسْمُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْقَمَر إِذا تَلَاهَا، وَاسْمُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: وَالنَّهَارِ إِذَا جلاها، وَاسْمُ بَنِي أُمَيَّةَ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ". قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَسُولا إِلَى خَلْقِهِ فَأَتَيْتُ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِعِزِّ الدُّنْيَا وَشَرَفِ الآخِرَةِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، فَقَالُوا: كَذَبْتَ لَسْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ بَنِي هَاشِمٍ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَعَاشِرَ بَنِي هَاشِمٍ إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِعِزِّ الدُّنْيَا وَشَرَفِ الآخِرَةِ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، فَقَالُوا لِي: صَدَقْتَ، فَآمَنَ بِي مُؤْمِنُهُمْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ وَصَدَّقَنِي كَافِرُهُمْ فَحَبَانِي، يَعْنِي أَبَا طَالِبٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ بِلِوَائِهِ فَرَكَزَهُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، فَلِوَاءُ اللَّهِ فِينَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلِوَاءُ إِبْلِيسَ فِي بَنِي أُمَّيَةَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةَ، وَهُمْ أَعْدَاءٌ لَنَا وَشَعْبُهُمْ أَعْدَاءٌ لِشَعْبِنَا ". قَالَ الْخَطِيبُ: قَالَ لنا ابْن البادا: ثمَّ لقِيت عَليّ بن عَمْرو الْجريرِي فَسَمعته مِنْهُ. قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَذَا الحَدِيث مُنكر جدا بل هُوَ مَوْضُوع، وفى إِسْنَاده ثَلَاثَة مَجْهُولُونَ: الحوضي ومُوسَى بن إِدْرِيس وَأَبوهُ وَلَا يَصح بِوَجْه من الْوُجُوه. الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ فِي ذكر خِلَافَته: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن العتيقي قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ابْن الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ الْحسن بن سُفْيَان عَن

الأَصْبَغِ بْنِ سُفْيَانَ الْكَلْبِيِّ عَنْ عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: " سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا بَيَّنَ لَهُ مَنْ يَلِي بَعْدَهُ فَهَلْ بَيَّنَ لَكَ؟ قَالَ: لَا. ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: نَعَمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَفِيهِ حَكِيم بن جُبَير. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب. وَقَالَ الْعقيلِيّ: واهي الحَدِيث، وَالْحسن والأصبغ مَجْهُولَانِ، لَا يعرفان إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. وفى هَذَا الْإِسْنَاد سَلمَة بن الْفضل. قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ رمينَا حَدِيثه، وَفِيهِ مُحَمَّد بن حميد وَقد كذبه أَبُو زُرْعَةَ وَابْن وارة، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يتفرد عَن الثقاة المقلوبات. الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ فِي ذَلِك أَيْضا: حدثت عَن عبد الله بن الْحُسَيْن ابْن أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَجَحْبَا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنِ مُنِيرٍ الدَّامَغَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَأَرَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعَجَائِبِ فِي كُلِّ سَمَاءٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ مِنْ عَجَائِبِ رَبِّهِ فَكَذَّبَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَنْ كَذَّبَهُ وَصَدَّقَهُ مَنْ صَدَّقَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ انْقَضَّ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي دَارِ مَنْ وَقَعَ هَذَا النَّجْمُ فَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي. قَالَ فَطَلَبُوا ذَلِكَ النَّجْمُ فَوَجَدُوهُ فِي دَارِ عَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ، فَقَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: ضَلَّ مُحَمَّدٌ وَغَوَى، وَهَوَى إِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَمَالَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: [وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وحى يُوحى ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَمَا أبرد الَّذِي وَضعه وَمَا أبعد مَا ذكر، وفى إِسْنَاده ظلمات مِنْهَا أَبُو صَالح باذام وَهُوَ كَذَّاب، وَكَذَلِكَ الْكَلْبِيّ وَمُحَمّد ابْن مَرْوَان السّديّ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْكَلْبِيّ. قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: كَانَ الْكَلْبِيّ من الَّذين يَقُولُونَ: إِن عَلَيْهَا لم يمت وَإنَّهُ يرجع إِلَى الدُّنْيَا، وَإِن رَأَوْا سَحَابَة، قَالُوا: أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهَا، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ المُصَنّف قَالَت: وَالْعجب من تغفيل من وضع هَذَا الحَدِيث كَيفَ رتب مَا لَا يَصح فِي الْعُقُول من أَن النَّجْم يَقع فِي دَار وَيثبت حَتَّى يرى، وَمن بلهه أَنه وضع هَذَا الحَدِيث على ابْن عَبَّاس وَكَانَ الْعَبَّاس [ابْن عَبَّاس] فِي زمن الْمِعْرَاج ابْن سنتَيْن فَكيف يشْهد تِلْكَ الْحَالة ويرويها. وَقد سرق هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه قوم وغيروا إِسْنَاده فَحدثت عَنْ حَمَدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن ابْن أَحْمَدَ بْنِ دَانَيَارٍ الصُّوفِيُّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو على عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْعَطَّارُ قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو قُضَاعَةَ رَبِيعَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ثَوْبَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ غَسَّانَ النَّهْشَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " انْقَضَّ كَوْكَبٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْكَوْكَبِ، فَمَنِ انْقَضَّ فِي دَارِهِ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي. قَالَ: فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ انْقَضَّ فِي مَنْزِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ: قَدْ غَوَى مُحَمَّدٌ فِي حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: [وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى إِلَى قَوْلِهِ وَحْيٌ يُوحى] وَهَذَا هُوَ الحَدِيث الْمُتَقَدّم إِنَّمَا سَرقه بعض هَؤُلَاءِ الروَاة فغيروا إِسْنَاده. وَمن تغفيله وَضعه إِيَّاه على أنس فَإِن أنسا لم يكن بِمَكَّة فِي زمن الْمِعْرَاج

وَلَا حِين نزُول هَذِه السُّورَة، لِأَن الْمِعْرَاج كَانَ قبل الْهِجْرَة بِسنة، وَأنس إِنَّمَا عرف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ. وفى هَذَا الْإِسْنَاد ظلمات. أما مَالك النَّهْشَلِي فَقَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي على الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، وَأما ثَوْبَان فَهُوَ أَخُو ذُو النُّون الْمصْرِيّ ضَعِيف فِي الحَدِيث، وَأَبُو قضاعة مُنكر الحَدِيث متروكه، وَأَبُو الْفضل الْعَطَّار وَسليمَان بن أَحْمد مَجْهُولَانِ. الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي الْوَصِيَّة إِلَيْهِ يرويهِ سلمَان وَله أَربع طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الغنى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأُشْنَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الحميد الْكِنْدِيِّ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: " أَتَيْنَا سَلْمَانَ فَقُلْنَا: مَنْ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ وَصِيِّهِ؟ فَقَالَ: وَصِيِّي وَمَوْضِعُ سِرِّي، وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي، وَخَيْرُ مَنْ أُخْلِفُ بَعْدِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ [بْنُ] نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ شَاذَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مَطَرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " قُلْتُ لِسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: سَلْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ وَصِيِّهِ؟ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ وَصِيِّكَ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ وَصِيُّ مُوسَى؟ قَالَ: يُوشَعَ بْنَ نُونٍ. قَالَ: فَإِنَّ وَصِيِّيِ وَوَارِثِي، يَقْضِي دَيْنِي وَيُنْجِزُ مَوْعِدِي وَخَيْرُ مَنْ أَخْلِفَ بَعْدِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضى الله عَنهُ ".

الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَتَكِيُّ أَبِي عِصَامٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ سَلْمَانَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " هَذَا وَصِيِّي وَمَوْضِعُ سِرِّي وَخَيْرُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ شُرَاحِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مِينَاهْ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَصِيِّي عَلِيُّ ابْن أَبِي طَالِبٍ ". هَذَا لَا يَصح بِالطَّرِيقِ الأول، فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بن زِيَاد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ عبد الغنى بن سعيد الْحَافِظ: أَكثر رُوَاة هَذَا الحَدِيث مَجْهُولُونَ وضعفاء. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ مطر بن مَيْمُون. قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَفِيهِ جَعْفَر، وَقد تكلمُوا فِيهِ. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ خَالِد بن عبيد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن أنس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على جِهَة التَّعَجُّب. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: أحد الرجلَيْن وضع الحَدِيث وَالْآخر سَرقه مِنْهُ. وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَإِن قيس [بن] (1) ميناه من كبار الشِّيعَة، وَلَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث، وَإِسْمَاعِيل بن زِيَاد قد ذكرنَا الْقدح فِيهِ.

_ (1) فِي مَكَانهَا بَيَاض بالاصل. (*)

الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ فِي الْوَصِيَّة أَيْضا: أَنبأَنَا على بن عبيد الله الزَّاغُونِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عبد الله عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الإِيادِيِّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ، وَإِنَّ عَلِيًّا وَصِيِّي وَوَارِثِي ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا زَاهِر بن طَاهِر قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَاكِم أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُطَوَّعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَازِبَهْ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن عبد الله الْفِرْيَانَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَن شريك بن عبد الله عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الإِيادِيِّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيًّا وَوَارِثًا، وَإِنَّ وَصِيِّي وَوَارِثِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما الطَّرِيق الأول فَفِيهِ مُحَمَّد بن حميد وَقد كذبه أَبُو زُرْعَةَ وَابْن وارة. وفى الطَّرِيق الثَّانِي الفريانانى. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يروي عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، وَفِيهِ سَلمَة. قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: رمينَا حَدِيث سَلمَة بن الْفضل. الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ فِي الْوَصِيَّة أَيْضا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْفَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حُصَيْرَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ اسْكُبْ لِي وُضُوءًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكَعْتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَنَسُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلْ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِيرُ الْمُؤمنِينَ

وَسيد الْمُرْسلين وقائد الغز الْمُحْجَلِينَ وَخَاتَمُ الْوَصِيِّينَ. قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ. قَالَ: مَنْ هَذَا يَا أَنَسُ؟ فَقُلْتُ: عَلِيٌّ، فَقَامَ مُسْتَبْشِرًا فَاعْتَنَقَهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَليّ بن عَابس لَيْسَ بشئ. وَقد روى هَذَا الحَدِيث جَابر الْجعْفِيّ عَن أبي الطُّفَيْل عَن أنس. قَالَ زَائِدَة: كَانَ جَابر كذابا، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مَا لقِيت أكذب مِنْهُ. الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي الْوَصِيَّة أَيْضا: أَنْبَأَنَا عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدِّينَوَرِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ حَدثنَا الْحسن بن أَحْمد ابْن حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَن مُحَمَّد عَن عبد الله بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، كَذَلِكَ عَلِيٌّ وَذُرَّيَّتُهُ يَخْتُمُونَ الأَوْصِيَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع انْفَرد بِهِ الْحسن بن مُحَمَّد العنوي [الغنوي] . قَالَ الْحفاظ: كَانَ رَافِضِيًّا. وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بن عبد الله. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث ويسويه ويروى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم وَاسْتحق التّرْك. الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ فِي إمْلَائِهِ عَلَيْهِ وَصِيَّة: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ الْخَلالُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نصال الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبى قَالَ حَدثنَا أبوعرفجة عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: " مَرِضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرَضَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، قَالَ وَكَانَتْ عِنْدَهُ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ، فَقَالَ لَهُمَا: أَرْسِلا إِلَى خَلِيلِي، فَأَرْسَلَتَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَاءَ فَسَلَّمَ وَدَخَلَ فَجَلَسَ، فَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةٌ، فَقَامَ فَخرج

ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ: أَرْسِلا إِلَى خَلِيلِي، فَأَرْسَلَتَا إِلَى عُمَرَ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ وَدَخَلَ، فَلَمْ يَكُنْ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةٌ، فَقَامَ فَخَرَجَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ: أَرْسِلا إِلَى خَلِيلِي، فَأَرْسَلْنَا إِلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ وَدَخَلَ، فَلَمَّا جَلَسَ أَمَرَهُمَا فَقَامَتَا. قَالَ: يَا عَلِيُّ ادْعُ صَحِيفَةً وَدَوَاةً، فَأَمْلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبَ عَلِيٌّ وَشَهِدَ جَرِيرٌ. ثُمَّ طُوِيتِ الصَّحِيفَةُ. فَمَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي الصَّحِيفَةِ إِلا الَّذِي أَمْلاهَا أَوْ كَتَبَهَا أَوْ شَهِدَهَا فَلا تُصَدِّقُوهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ مُنْقَطع من حَيْثُ أَن عَطِيَّة تَابِعِيّ، ثمَّ قد ضعفه الثَّوْريّ وهشيم وَأحمد وَيحيى، وَنصر بن مُزَاحم قد ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الْجوزجَاني: كَانَ نصر زائغا عَن الْحق مائلا وَأَرَادَ بذلك غلوه فِي الرَّفْض، فَإِنَّهُ كَانَ غاليا وَكَانَ يروي عَن الضُّعَفَاء أَحَادِيث مَنَاكِير. الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ فِي أَنه خير من تخلف بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا على بن سهل حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مَطَرٌ الإِسْكَافُ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِيٌّ أَخِي وَصَاحِبِي وَابْنُ عَمِّي وَخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي، يَقْضِي دَيْنِي وَيُنْجِزُ مَوْعِدِي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ مطر بن مَيْمُون قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ. الحَدِيث الثَّلَاثُونَ فِي أَنه أَحَق بالخلافة من أبي بكر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعُتَيْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُف ابْن الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَاسَنِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا زَافِرٌ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَامر ابْن وَائِلَةَ الْكِنَانِيِّ قَالَ: " كُنْتُ عَلَى الْبَابِ يَوْمَ الشُّورَى فَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ بَيْنَهُمْ، فَسَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: بَايَعَ النَّاسُ لأَبِي بكر وَأَنا وَالله أولى

بِالأَمْرِ مِنْهُ وَأَحَقُّ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ بَايَعَ النَّاسُ عُمَرَ وَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ وَأَحَقُّ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُبَايِعُوا عُثْمَانَ إِذَنْ أَسْمَعُ وَأُطِيعُ، إِنَّ عُمَرَ جَعَلَنِي فِي خَمْسَة نفر أُنَاسًا دَسَّهُمْ لَا يُعْرَفُ لِي فَضْلا عَلَيْهِمْ فِي الصَّلاحِ وَلا يَعْرِفُونَهُ لِي كُلُّنَا فِيهِ شَرْعٌ سَوَاءٌ، وَأَيْمُ اللَّهِ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ عَرَبِيُّهُمْ وَعَجَمِيُّهُمْ وَلا الْمُعَاهِدُ مِنْهُمْ وَلا الْمُشْرِكُ رَدَّ خَصْلَةٍ مِنْهَا لَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَيُّهَا النَّفَرُ جَمِيعًا، أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ عَمٌّ مِثْلُ عَمِّي حَمْزَةَ أَسَدِ اللَّهِ وَأَسَدِ رَسُولِهِ وَسَيِّدِ الشُّهَدَاءِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ الْمُوَشَّى بِالْجَوْهَرِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ سِبْطَيَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ زَوْجَةٌ كَزَوْجِي فَاطِمَةَ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَقْتَلَ لِمُشْرِكِي قُرَيْشٍ عِنْدَ كُلِّ شَدِيدَةٍ تَنْزِلُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ أَعْظَمَ غِنَاءً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِهِ وَوَقَيْتُهُ بِنَفْسِي وَبَذَلْتُ لَهُ مُهْجَةَ دَمِي؟ قَالُوا. اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ يَأْخُذُ الْخُمْسَ غَيْرِي وَغَيْرَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلامُ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ كَانَ لَهُ سَهْمٌ فِي الْحَاضِرِ وَسَهْمٌ فِي الْغَائِبِ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. فَقَالَ: أَكَانَ أَحَدٌ غَيْرِي حِينَ سُدَّ أَبْوَابُ الْمُهَاجِرِينَ وَفُتِحَ بَابِي، فَقَامَ إِلَيْهِ عَمَّاهُ حَمْزَةُ وَالْعَبَّاسُ فَقَالَ [فَقَالا] يَا رَسُولَ اللَّهِ سَدَدْتَ أَبْوَابَنَا وَفَتَحْتَ بَابَ عَلِيٍّ؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنَا فَتَحْتُ بَابَهُ وَلا سَدَدْتُ أَبْوَابَكُمْ، بَلِ اللَّهُ فَتَحَ بَابَهُ وَسَدَّ أَبْوَابَكُمْ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ تَمَّمَ اللَّهُ نُورَهُ مِنَ السَّمَاءِ غَيْرِي حِينَ قَالَ [وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقه] ؟ قَالُوا: الْهم لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ نَاجَاهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ثنتى عشرَة

مَرَّةً غَيْرِي حِينَ قَالَ اللَّهُ [يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ [يَدَيْ] نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً] ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: أَفِيكُمْ أَحَدٌ تَوَلَّى غِمْضَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَضَعْتُهُ فِي حُفْرَتِهِ غَيْرِي؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أصل. وَزَافِرٌ مَطْعُونٌ فِيهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ، وَكَانَ [كَانَت] أَحَادِيثُهُ مَقْلُوبَةً، ثُمَّ قَدْ رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يَسْمَعْهُ وَلَعَلَّهُ الَّذِي وَضَعَهُ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ وَأَسْقَطَ الرَّجُلَ الْمَجْهُولَ، قَالَ: وَهَذَا عَمَلُ ابْنُ حُمَيْدٍ، وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ رَجُلٌ قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ عَلِيٍّ. وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَابْنِ وَارَةَ أَنَّهُمَا كَذَّبَا مُحَمَّدَ بن حميد. الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ فِي ارتفاعه على أبي بكر فِي الْمجْلس: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَنْبَارِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ ح وَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى قَالا حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بن عبد الله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " بَيْنَمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَجْلِسِ قَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ إِذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَوَقَفَ وَسَلَّمَ، وَنَظَرَ مَجْلِسًا اسْتَحَقَّ أَنْ يَجْلِسَ فِيهِ، وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ أَيُّهُمْ يُوَسِّعُ لَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَزَحْزَحَ لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ وَقَالَ: هَاهُنَا يَا أَبَا الْحَسَنِ، فَجَاءَ فَجَلَسَ بَيْنَ النِّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَرَأَيْتُ السُّرُورَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّمَا يعرف الْفضل لاهل الْفضل ذُو والْفَضْلِ " وَاللَّفْظ للغلابي. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ: والذارع كَذَّاب دجال. قَالَ المُصَنّف قلت: وَالظَّاهِر أَن الْغلابِي وَضعه وَأَن الذارع سَرقه. وَقد رَوَاهُ الغلابى بِإِسْنَاد آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ طلمة [طَلْحَةَ] بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ عَائِشَةَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عِنْدَهُ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَدَخَلَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ تَزَحْزَحَ لَهُ وَتَزَعْزَعَ لَهُ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ: إِكْرَامًا لَهُ وَإِعْظَامًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ ذُو وَالْفضل ". الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ فِي ذكر الْهَاتِف، لَا سيف إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَلا فَتًى إِلا عَلِيُّ: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا مُحَوَّلٌ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله ابْن أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: " كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَتْ رَايَةُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَذَكَرَ فِيهِ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُشْرِكِينَ يَقْتُلُهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةَ أَنْفُسٍ حَمَلُوهَا وَقَتَلَهُمْ عَلِيٌّ وَقَتَلَ جَمَاعَةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ الْمُوَاسَاةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا مِنْهُ وُهُوَ مِنِّي. ثُمَّ سَمِعْنَا صَائِحًا يَصِيحُ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا سيف إِلَّا ذُو الفقار وَلَا فَتًى إِلا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ عِيسَى بن مهْرَان. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة وَهُوَ محترف فِي الرَّفْض. وَقد روى أَبُو بكر مرْدَوَيْه من حَدِيث يَحْيَى بن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: صَاح صائح يَوْم أحد من السَّمَاء: " لَا سيف إِلَّا ذُو الفقار وَلَا فَتى إِلَّا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " قَالَ ابْن بجير [حبَان] : يَحْيَى بن سَلمَة لَيْسَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وروى ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث عمار ابْن أُخْت سُفْيَان عَن طَرِيق الْحَنْظَلِي عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ قَالَ: " نَادَى مُنَاد من السَّمَاء يَوْم بدر يُقَال لَهُ رضوَان: لَا سيف إِلَّا ذُو الفقار، وَلَا فَتى إِلَّا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: عمار مَتْرُوك. الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ فِي أَنه غير دجال: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ حَجَرَ بْنَ عَنْبَسَ قَالَ: " خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَاطِمَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ لَكَ يَا عَلِيُّ لَسْتَ بِدَجَّالٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وضعة مُوسَى بن قيس وَكَانَ من غلاة الروافض ويلقب عُصْفُور الْجنَّة، وَهُوَ إِن شَاءَ الله من حمير النَّار، وَقد غمض فِي هَذِه المديحة لعلى أَبَا بكر وَعمر. قَالَ الْعقيلِيّ: وَهُوَ يحدث بِأَحَادِيث ردية بَوَاطِيلُ. الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ فِي أَنه حجَّة الله: أَنْبَأَنَا مَنْصُورٌ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن

إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ أَنَّ أَحْمَدَ الطائى قَالَ حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الظِّهْرِيُّ قَالَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ عَنْ أَنَسِ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى عَلِيًّا مُقْبِلا فَقَالَ: أَنَا وَهَذَا حُجَّةٌ عَلَى أُمَّتِي يَوَم الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ مطر. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ. الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ فِي افتخار ملكيه بِهِ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ حَدَّثَنِي الأَزْهَرُيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن ابْن مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَرَاجِمِيُّ قَالَ حَدثنَا شريك بن عبد الله عَنْ أَبِي الْوَقَّاصِ الْعَامِرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَيَفْتَخِرَانِ على جَمِيع الْحفظَة بكينو نتهما مَعَ عَلِيٍّ إِنَّهُمَا لَمْ يَصْعَدَا إِلَى الله تَعَالَى بشئ مِنْهُ سخط [يسْخط] الله عزوجل ". قَالَ الْخَطِيبُ: وَأَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَان الدقاق قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُمَيْنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ خَشِيشٍ الرُّوَاسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي الْوَضَّاحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَيَفْتَخِرَانِ عَلَى جَمِيعِ الْحَفَظَةِ لِكَوْنِهِمَا مَعَه، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لم يعصدا إِلَى الله عزوجل بشئ يُسْخِطُهُ مِنْهُ عَلَيْهِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: وَفِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ المجهولين. وَقد وَقع هَذَا الحَدِيث

إِلَى أبي سعيد الْحسن بن عَليّ الْعَدوي فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَرَوَاهُ عَن الْحسن بن عَليّ بن رَاشد عَن شريك عَن أبي الْوَقَّاصِ، فَمن رَآهُ فَلَا يغتر بِهِ، لِأَن أَبَا سعيد الْعَدوي كَانَ كذابا أفاكا وضاعا. قَالَ الْخَطِيبُ: وَحدث هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الكنانى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي الْوَقَّاصِ الْعَامِرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَيَفْتَخِرَانِ عَلَى سَائِرِ الْحفظَة بكينو نتهما مَعَ على ابْن أَبِي طَالِبٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لَمْ يَصْعَدَا إِلَى اللَّهِ بِسَخَطِهِ ". قَالَ الْخَطِيب: حَدَّثَنِي الصُّورِي لفظا قَالَ حَدَّثَنَا هِشَام بِهَذَا الحَدِيث قَالَ الصُّورِي فطالبته بِإِخْرَاج أَصله فوعدني بذلك ثمَّ طالبته، فَذكر أَنه لم يجده، ثمَّ راجعته، فَذكر أَنه أجتهد فِي طلبه وَلم يقدر عَلَيْهِ، فَقلت لَهُ: وَلَا تقدر عَلَيْهِ أبدا. وَالَّذِي عِنْد الْبَغَوِيّ عَن عَليّ بن الْجَعْد مَحْصُور مَشْهُور مَحْفُوظ لَا يُزَاد فِيهِ وَلَا ينقص مِنْهُ. وسيحكم أَبُو جَعْفَر من الثقاة. وَأرى لَك أَن تخط على هَذَا الحَدِيث وَلَا تذكره، فَقَالَ لي: أتظن بِي أَنِّي وَضعته أَو ركبته؟ فَقلت: هَذَا لَا يُؤمن، فَسكت عني، ثمَّ حدث بِهِ بعد ذَلِك. قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا يروي من طَرِيق مظلم وَهُوَ الطَّرِيق الَّذِي تقدم وَهُوَ حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد رَوَاهُ الذارع وَكَانَ كذابا وضاعا عَن صَدَقَة بن مُوسَى. قَالَ يحيى: لَيْسَ صَدَقَة بشئ. أَنبأَنَا بِهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظَانِ وَمَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّغَوِيُّ قَالُوا أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَوْمَا قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن نصر بن عبد الله بن

الْفَتْحِ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي وَقَّاصٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَفْتَخِرَانَ عَلَى جَمِيعِ الْحَفَظَةِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لم يصعدا إِلَى الله بشئ مِنْهُ يسْخط الله عزوجل ". الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ فِي أَن بغضه يلْحق باليهود: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا بْنُ بَكْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا العقيلى حَدثنَا عبد الله بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُرَيْنٍ حَدَّثَنَا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ بُغْضٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلْيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عَليّ بن قرين. قَالَ الْعقيلِيّ: هُوَ وضع هَذَا الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: هُوَ كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ الْبَغَوِيّ: كَانَ يكذب. الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ فِي مُشَاركَة إِبْلِيس فِي حمل من يبغضه. قد روى من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس. فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد ابْن عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن أَحْمد الدقاق قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ النَّخعِيّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الْغُدَّانِيُّ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: " رَأَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الصَّفَا وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى شَخْصٍ فِي صُورَةِ الْفِيلِ وَهُو يَلْعَنُهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الَّذِي تَلْعَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ الرَّجِيمِ، فَقُلْتُ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ وَلأُرِيحَنَّ الأُمَّةَ مِنْكَ، فَقَالَ: مَا هَذَا جَزَائِي مِنْك، قلت (25 الموضوعات 1)

وَمَا جَزَاؤُكَ مِنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ قَطُّ إِلا شَارَكْتُ أَبَاهُ فِي رَحِمِ أُمِّهِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْن عَبَّاس فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن على ابْن ثَابت قَالَ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زَوْجٍ الْبُوشَنْجِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " بَيْنَا نَحْنُ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِمَّا يلى الرُّكْن الْيَمَانِيّ شئ عَظِيمٌ كَأَعْظَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الْفِيَلَةِ، قَالَ: فَتَفُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لُعِنْتَ أَوْ قَالَ خُزِيتَ شَكَّ إِسْحَاقُ قَالَ: فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَوَ مَا تَعْرِفُهُ يَا عَلِيُّ؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: هَذَا إِبْلِيسُ. قَالَ: فَوَثَبَ إِلَيْهِ فَقَبَضَ عَلَى نَاصِيَتِهِ وَجَذَبَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْتُلُهُ؟ قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ أُجِّلَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ. قَالَ فَتَرَكَهُ مِنْ يَدِهِ فَوَقَفَ نَاحِيَةً ثُمَّ قَالَ: مَالِي وَلَكَ يَا ابْن أَبِي طَالِبٍ وَاللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ شَارَكْتُ أَبَاهُ فِيهِ. اقْرَأْ مَا قَالَ اللَّهِ تَعَالَى: [شاركهم فِي الاموال والْأَوْلَاد] ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. أما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَإِنَّهُ عمل إِسْحَاق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ إِسْحَاق الْأَحْمَر. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: كَانَ إِسْحَاق من الغلاة وَإِلَيْهِ تنْسب الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بالإسحاقية وَهِي مِمَّن يعْتَقد فِي عَليّ الإلهية قَالَ وأحسب أَن حَدِيث ابْن عَبَّاس سرق من هَذَا الحَدِيث وَركب على ذَلِك الْإِسْنَاد. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر وَأَن إِسْحَاق وضع حَدِيث ابْن مَسْعُود فسرقه ابْن أبي الْأَزْهَر. وَقد ذكرنَا عَن أبي بكر بن ثَابت أَن ابْن أبي الْأَزْهَر كَانَ يضع الاحاديث على الثقاة.

الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ فِي محبته. فِيهِ عَن الْبَراء وَزيد بن أَرقم. فَأَما حَدِيث الْبَراء فأنبأنا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّحْوِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِالْقَضِيبِ الرَّطِبِ الدُّرِّ الَّذِي غَرَسَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ". قَالَ الْأَزْدِيّ: كَانَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث زيد أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن زَكَرِيَّا حَدثنَا الْحسن ابْن عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَن زيد ابْن أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَحَبَّ أَنْ يَسْتَمْسِكَ بِالْقَضِيبِ الأَحْمَرِ الَّذِي غَرَسَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ فَلْيَسْتَمْسِكْ بِحُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَا كتبته إِلَّا عَنْهُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَهُوَ الْعَدوي الْكذَّاب الوضاع وَلَعَلَّه سَرقه من النَّحْوِيّ. الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ فِي منع الْقطر ببغضه: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنبأَنَا حَمْزَة بن يُوسُف قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ زِيَادٍ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ يَعْمُرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ اللَّهَ مَنَعَ قَطْرَ الْمَطَرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِسُوءِ رَأْيِهِمْ فِي أَنْبِيَائِهِمْ، وَإِنَّهُ يُمْنَعُ قَطْرُ مَطَرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام ".

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا عِنْدِي وَضعه الْحسن بن عَليّ الطهراني وَكَانَ يضع الحَدِيث. والطهراني صَدُوق. وَقَالَ عَبْدَانِ: الْحسن كَذَّاب. الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ فِي حمله راية رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِيَامَة. فِيهِ عَن أنس وَجَابِر بن سَمُرَة. فَأَما حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَيْرُوزَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو لَا هز بن عبد الله حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: " بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ فَقَالَ لَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ: يَا أَبَا بَرْزَةَ إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَائِدُ الْهُدَى وَمَنَارُ الإِيمَانِ وَإِمَامُ أَوْلِيَائِي يَا أَبَا بَرْزَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالب أمينى عدا [غَدًا] فِي الْقِيَامَةِ وَصَاحِبُ رَايَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلِيٌّ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ رَحْمَة ربى " وَأما حَدِيث جَابِر فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حَبَّانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ طَوْقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ حَدَّثَنَا نَاصِحُ بن عبد الله الْمَحْلَمِيُّ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: " قَالُوا يَا رَسُول الله من يحمل رَايَتك يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ الَّذِي حَمَلَهَا فِي الدُّنْيَا عَليّ بن أبي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ". أما الحَدِيث الأول فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: لم أر للاهز غير هَذَا. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: لَا هز غير ثِقَة وَلَا مَأْمُون وَهُوَ أَيْضا مَجْهُول. وَقَالَ ابْن عدي: لاهز مَجْهُول يروي عَن الثقاة الْمَنَاكِير روى هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل فِي فضل عَليّ وَالْبَلَاء مِنْهُ. وَأما حَدِيث جَابر فَقَالَ يحيى: نَاصح لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بشئ.

وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير. وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: هُوَ من متشيعي الْكُوفَة روى حَدِيث الرَّايَة وَهُوَ غير مَحْفُوظ. وَقد روى أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه هَذَا الحَدِيث من طرق لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. وَالْعجب من حَافظ الحَدِيث كَيفَ يروي مَا يعلم أَنه بَاطِل، وَلَا يبين مَا يُعلمهُ. إِن هَذَا لخيانة للشَّرْع. وَقد ذكرنَا فِي كتاب الْعِلَل المتناهية من حَدِيث عِيسَى بن عبد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب عَن أَبِيه عَن جده عَن على أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " مَعَك لِوَاء الْحَمد وَأَنت تحمله ". وَذكرنَا عَن ابْن حبَان أَنه قَالَ عِيسَى يروي عَن آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة. الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ فِي وُرُود رايته على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْقِيَامَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَسَنِيُّ حَدَّثَنَا القاضى مُحَمَّد بن عبد الله الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بُزَيْعٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْن حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ وَهُوَ عبد الله بن عبد الملك عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حُصَيْرَةَ عَنِ صَخْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ عَنْ حَبَّانِ بْنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ جَمِيلٍ الضَّبِّيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ الرُّوَاسِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رَايَةُ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِمَامِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، فَأَقُومُ فَآخُذُ بِيَدِهِ فَيَبْيَاضُّ وَجْهُهُ وَوُجُوهُ أَصْحَابِهِ فَأَقُولُ: مَا خَلَفْتُمُونِي فِي الثَّقَلَيْنِ بَعْدِي؟ فَيَقُولُونَ: تَبِعْنَا الأَكْبَرَ وَصَدَّقْنَاهُ وَآزَرْنَا الأَصْغَرَ وَنَصَرْنَاهُ وَقَاتَلْنَا مَعَهُ، فَأَقُولُ رُدُّوا روا مروين [رُدُّوا مَرَّتَيْنِ] فَيَشْرَبُونَ شَرْبَةً لَا يَظْمَئُونَ بَعْدَهَا أَبَدًا. وَجْهُ إِمَامِهِمْ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ وَوُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَوْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْنَاده مظلم، وَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ ومخرجه من الْكُوفَة.

الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ فِي إنفاد أترجة إِلَيْهِ من الْجنَّة: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بن دِينَار الْفَقِيه قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ نَبْهَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُوما قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ابْن شُبَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا يَعْمُرُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَمْرَو بْنَ وُدٍّ وَدَخَل على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اعْطِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَضِيلَةً لَمْ تُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَهُ وَلا تُعْطِهَا أَحَدًا بَعْدَهُ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَعَهُ أَتْرِجَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ. فَقَالَ إِن الله عزوجل يُقْرِأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ حَيِّي بِهَذِهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالب، فَدَفعهَا إِلَيْهِ فانفلفت فِي يَدِهِ فَلْقَتَيْنِ، فَإِذَا فِيهَا حَرِيرَةٌ بَيْضَاءُ مَكْتُوبٌ فِيهَا سَطْرَيْنِ بِصُفْرًا: تَحِيَّةً مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ إِلَى عَليّ بن أبي طَالب ". هَذَا حَدِيثٌ لَا نَشُكُّ فِي وَضعه وَأَن وَاضعه الذارع. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ كَذَّاب دجال. الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ فِي ذكر عَن الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو على الْحسن بن عبد الرحمن الْبَيِّعُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِي عبد الله السَّمَرْقَنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْكُوفِيِّ عَنْ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ قَالَ: " مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، انْذِرْ إِنْ عافا الله عزوجل ولديك أَن تحدث لله عزوجل شُكْرًا. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: إِن عافا الله عزوجل وَلَدَيَّ صُمْتُ لِلَّهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ شُكْرًا، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ سَوْدَاءُ نُوبِيَّةٌ: إِنْ عَافَا اللَّهُ سَيِّدَيَّ صُمْتُ مَعَ موالى ثَلَاثَة أَيَّام،

فَأَصْبَحُوا قَدْ مَسَحَ اللَّهُ مَا بِالْغُلامَيْنِ وَهُمْ صِيَامٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ، فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ جَارُ بْنُ شِمْرٍ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ: لَهُ أَسْلِفْنِي ثَلاثَةَ آصَعٍ مِنْ شَعِيرٍ، وَأَعْطِنِي جِزَّةَ صُوفٍ يَغْزِلُهَا لَكَ بَيْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَأَعْطَاهُ فَاحْتَمَلَهُ عَلِيٌّ تَحْتَ ثَوْبِهِ وَدَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَقَالَ: دُونَكِ فَاغْزِلِي هَذَا، وَقَامَتِ الْجَارِيَةُ إِلَى صَاعٍ مِنَ الشَّعِيرِ فَطَحَنَتْهُ وَعَجَنَتْهُ فَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ وَصَلَّى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعَ فَوَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَعَدُوا لِيُفْطِرُوا وَإِذَا مِسْكِينٌ بِالْبَابِ يَقُول: يَا أهل بَيْتِ مُحَمَّدٍ، مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى بَابِكُمْ أَطْعِمُونِي أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَوَائِدَ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَرَفَعَ عَلِيٌّ يَدَهُ وَرَفَعَتْ فَاطِمَةُ وَالْحُسَيْنُ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: يَا فَاطِمَةُ ذَاتَ السَّدَادِ وَالْيَقِينِ * أَمَا تَرَى الْبَائِسَ الْمِسْكِينَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْبَابِ لَهُ حَنِينٌ * يَشْكُو إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَكِينَ حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَى الضَّنِينِ * يَهْوَى إِلَى النَّارِ إِلَى سِجِّين فأجابته فَاطِمَة: أَمرك يَا ابْن عَمِّ سَمْعُ طَاعَهْ * مَالِي مِنْ لَوْمٍ وَلا وَضَاعَهْ أَرْجُو إِنْ أَطْعَمْتُ مِن مَجَاعَهْ فَدَفَعُوا الطَّعَامَ إِلَى الْمِسْكِينِ. وَذكر حَدِيثا طَويلا من هَذَا الْجِنْس فِي كل يَوْم ينشد أبياتا وتجيبه فَاطِمَة بِمِثْلِهَا من أرك الشّعْر وأفسده مِمَّا قد نزه الله عزوجل ذَيْنك الفضيحتين [الفصيحين] عَن مثله وأجلهما فِي إِحَالَة الطفلين بِإِعْطَاء السَّائِل الْكل، فَلم أر أَن أطيل بِذكر الحَدِيث لركاكته وفظاعة مَا حوى، وفى آخِره أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم بذلك فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أنزل على آل مُحَمَّد كَمَا أنزلت على مَرْيَم، ثمَّ قَالَ: ادخلي مخدعك، فَدخلت. فَإِذا جَفْنَة تَفُور مَمْلُوءَة

ثريدا وعرافا [غرافا] مكللة بالجوهر، وَذكر من هَذَا الْجِنْس ". وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يُشَكُّ فِي وَضْعِهِ وَلَو لم يدل على ذَلِك إِلَّا الْأَشْعَار الرَّكِيكَة وَالْأَفْعَال الَّتِي يتنزه عَنْهَا أُولَئِكَ السَّادة. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أصبغ بن نباتة لَا يُسَاوِي شَيْئًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حرقنا حَدِيث مُحَمَّد بن كثير. وَأما أَبُو عبد الله السَّمرقَنْدِي فَلَا يوثق بِهِ. الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي معانقة الرَّسُول لَهُ عِنْد مَوته: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ابْن أبان حَدثنَا عبد الله بْنُ مُسْلِمٍ الْمُلائِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو فِي بَيْتِهَا لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ: " ادْعُوا إِلَيَّ حَبِيبِي، فدعوت لَهُ أَبُو [أَبَا] بَكْرٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ حَبِيبِي، فَدَعَوْا لَهُ عُمَرَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ حَبِيبِي، فَقُلْتُ: وَيْلَكُمُ ادْعُوا لَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَاللَّهِ مَا يُرِيدُ غَيْرَهُ، فَلَمَّا رَآهُ فَرَدَ الثَّوْبَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدخل [أدخلهُ] فِيهِ فَلم يزل محتصنه حَتَّى قُبِضَ وَيَدُهُ عَلَيْهِ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوك. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ: " قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي ". الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ فِي تَخْصِيصه بِرُؤْيَة عَورَة الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا سَعْدٌ الْخَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الرحيم ابْن أَحْمد البُخَارِيّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الغنى بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن على ابْن عبد الله بن الْفضل التَّمِيمِي أَن عبد الله بْنَ زَيْدَانَ حَدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَنِي أَخِي حُسَيْنُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى عَن عبد الله بن مُوسَى عَن الزُّهْرِيّ

عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " أَن [لَنْ] يَرَى تَجْرُدَتِي أَوْ عَوْرَتِي إِلا عَلِيٌّ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الملك بن مُوسَى وَهُوَ عُمَيْر بن مُوسَى الوجيهي. قَالَ المُصَنّف: قلب الرَّاوِي اسْمه لأجل ضعفه كَذَلِك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ المُصَنّف: قلت وَهَذَا من المحن الْعَظِيمَة الَّتِي قد زل فِيهَا كثير من الْمُحدثين تَدْلِيس الضَّعِيف والمجروح، وَهَذِه حِيلَة عَظِيمَة على الشَّرْع، لِأَنَّهُ إِذا لم يعرف أحسن الظَّن بِهِ فَعمل بروايته. قَالَ يحيى بن معِين: عُمَيْر بن مُوسَى لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن عدي: هُوَ فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ متْنا وإسنادا. الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ فِي وَفَاة على عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عمبر العتيقي قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِرْدَاسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ سَعْدٍ الإِسْكَافِ عَنْ أَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنَّ خَلِيلِي حَدَّثَنِي أَنِّي أُضْرَبُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ تَمْضِي مِنْ رَمَضَانَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي رُفِعَ فِيهَا عِيسَى ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. فَأَما أصبغ فَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي شَيْئًا، قَالَ وَلَا يحل لأحد أَن يروي عَن سعد الإسكاف. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ سعد يضع الحَدِيث على الْفَوْر. الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي ذكر ركُوبه يَوْم الْقِيَامَة: أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على بن ثَابت أَنبأَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله النَّجَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ بن عبيد الله السمسار

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الظِّهْرِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا فِي الْقِيَامَةِ رَاكِبٌ غَيْرُنَا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ أَمَّا أَنَا فَعَلَى الْبُرَاقِ، وَجْهُهَا كَوَجْهِ الإِنْسَانِ وَخَدُّهَا كَخَدِ الْفَرَسِ وَعُرْفُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَأُذُنَاهَا زَبَرْجَدَتَانِ خَضْرَاوَانِ وَعَيْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزُّهْرَةِ تَتَّقِدَانِ مِثْلَ النَّجْمَيْنِ المضينين [الْمُضِيئَتَيْنِ] لَهُمَا شُعَاعٌ مِثْلَ شُعَاعِ الشَّمْس بلقاء محجلة تضئ مَرَّةً وَتَنْمَى أُخْرَى يَتَحَدَّرُ مِنْ نَحْرِهَا مِثْلَ الْجُمَّانِ مُضْطَرِبَةٌ فِي الْحَلْقِ. أَدْنَى ذَنِبَهَا مِثْلَ ذَنِبِ الْبَقَرَةِ. طَوِيلَةُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ؟ أَظْلافُهَا كَأَظْلَافِ الْهِرِّ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ تَجِدُّ فِي مَسِيرَهَا، مَمَرُّهَا كَالرِّيحِ، وَهَى مِثْلُ السَّحَابَةِ لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الآدَمِيِّينَ تَسْمَعُ الْكَلامَ وَتَفْهَمُهُ، وَهِيَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُوَنَ الْبَغْلِ. قَالَ الْعَبَّاسُ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ وَأَخِي صَالِحُ عَلَى نَاقَة الله الَّتِى عفروها [عَقَرَهَا] قَوْمُهُ. قَالَ الْعَبَّاسُ: وَمَنْ؟ قَالَ عمى حَمْزَة بن عبد المطلب أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَلَى نَاقَتِي. قَالَ الْعَبَّاسُ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ وَأَخِي عَلِيُّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطِبٍ عَلَيْهَا مَحْمَلٌ مِنْ يَاقُوتٍ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ، لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ رُكْنًا مَا مِنْ رُكْنٍ إِلا وَفِيهِ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاء تضئ لِلرَّاكِبِ الْمُخِبِّ عَلَيْهِ حُلَّتَانِ وَبِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَهُوَ يُنَادِي: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَتَقُولُ الْخَلائِقُ: مَا هَذَا إلِا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بَطْنَانِ الْعَرْشِ: لَيْسَ هَذَا نَبِيًّا وَلا مَلَكًا مُقَرَّبًا وَلا حَامِلَ عَرْشٍ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّرْبَنْدِيُّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ وَخَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدثنَا

أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ الأَسَدِيِّ عَنْ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِي الْقِيَامَةِ رَكْبٌ غَيْرَنَا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ، قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لَهُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي أَنْتَ وَمَنْ؟ [فَقَالَ] أَمَّا أَنَا فَعَلَى دَابَّةُ اللَّهِ الْبُرَاقُ، وَأَمَّا أَخِي صَالِحٌ فَعَلَى نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِي عُقِرَتْ، وَعَمِّي حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ عَلَى نَاقَتِي الْعَضْبَاءِ، وَأَخِي وَابْنُ عَمِّي وَصِهْرِي عَلِيُّ بْنُ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مدبجة الظّهْر رجلهَا [رَحْلُهَا] مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ مُضَبَّبٍ بِالذَّهَبِ الأَحْمَرِ، رَأْسُهَا مِنَ الْكَافُورِ الأَبْيَضِ وَذَنَبُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ وَقَوائِمُهَا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ وَعُنُقُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ نُورِ اللَّهِ، بَاطِنُهَا عَفْوُ اللَّهِ وَظَاهِرُهَا رَحْمَةُ اللَّهِ، بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَلا يَمُرُّ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا: هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ لُدْنَانِ الْعَرْشِ أَوْ قَالَ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: لَيْسَ هَذَا مَلَكًا مُقَرَّبًا وَلا نَبِيًّا مُرْسًلا وَلا حَامِلَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلَى جِنَانِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَهُ وَخَابَ مَنْ كَذَّبَهُ، فَلَو أَن عابدا عبد الله بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمُقَامِ أَلْفَ عَامٍ وَأَلْفَ عَامٍ حَتَّى يَكُونَ كَالشَّنِّ الْبَالِي، وَلَقِيَ اللَّهَ مُبْغِضًا لآلِ مُحَمَّدٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى مِنْخَرِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا الطَّرِيق الأول فَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث، كَانَ يَحْيَى بن سعيد لَا يرَاهُ شَيْئًا، وَضَعفه يَحْيَى ابْن معِين وَكَانَ يُدَلس عَن ضعفاء. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: رِجَاله فيهم غير وَاحِد مَجْهُول وَآخَرُونَ معروفون بِغَيْر الثِّقَة، والمفضل فِي عداد المجهولين، وَأما الْأَصْبَغ فَقَالَ يَحْيَى لَا يساوى شَيْئا. الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ فِي صُعُوده على الْمِنْبَر يَوْم الْقِيَامَة: أَنبأَنَا

الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْهَبِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لِي مِنْبَرٌ طُولُهُ ثَلاثُونَ مِيلا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيْنَ مُحَمَّدٌ؟ فَأُجِيبُ، فَيُقَالُ لِي ارْقَ، فَأَكُونُ أَعْلاهُ. قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فَيَكُونُ دُونِي فَيَرْقَاهُ، فَيَعْلَمُ جَمِيعُ الْخَلائِقِ أَنَّ مُحَمَّدًا سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَأَنَّ عَلِيًّا سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يَبْغَضُ عَلِيًّا بَعْدَ هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أخار الأَنْصَارِ لَا يَبْغَضُهُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلا شَقِيٌّ وَلا مِنَ الأَنْصَارِ إِلا يَهُودِيٌّ، وَلا مِنَ الْعَرَبِ إِلا دَعِيٌّ، وَلا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إلِا شَقِيٌّ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعلي بن يزِيد مَجْهُول، وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْمَاعِيل بن مُوسَى كَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع، وَكَانَ أَبُو بكر بن أَبى شيبَة يُسَمِّيه الْفَاسِق. الحَدِيث التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي ذكر كسوته يَوْم الْقِيَامَة: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّة وَعبد الله ابْن الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ إِنَّ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ يُكْسَى يَوَم الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، ثُمَّ يُقَامُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، ثُمَّ أُدْعَى فَأُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ أُقَامُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ، ثُمَّ تُدْعَى أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَتُكْسَى ثَوَبْيَنْ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ تُقَامُ عَنْ يَمِينِي، أَفَمَا تَرْضَى يَا عَلِيُّ أَنْ تُدْعَى إِذَا دُعِيتَ، وَتُكْسَى

إِذَا كُسِيتَ وَأَنْ تَشْفَعَ إِذَا شُفِّعْتَ؟ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ ميسرَة وَتفرد بِهِ الحكم بن ظهير عَنْهُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الحكم كَذَّاب. وَقَالَ السَّعْدِيّ: سَاقِط. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَن الثقاة الموضوعات. الحَدِيث الْخَمْسُونَ فِي فضل شيعته: رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِسَماعِيلَ الْهَمَدَانِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي مَثَلُ شَجَرَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَعَلِيٌّ فَرْعُهَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا، وَالشِّيعَةُ وَرَقُهَا، فَأَيَّ شئ يَخْرُجُ مِنَ الطَّيِّبِ إِلا الطَّيِّبَ؟ " قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عباد بن يَعْقُوب رَافِضِيًّا دَاعِيَة، روى الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك. الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ فِي دُخُول شيعته الْجنَّة: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا سَوَّارٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وسوار لَيْسَ بِثِقَةٍ. قَالَ ابْن نمير: جَمِيع من أكذب النَّاس. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ فِي أَنه لَا يجاز على الصِّرَاط إِلَّا بإجازته: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التُّوزِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ لُؤْلُؤٍ السَّاجِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُول أَخْبرنِي مُحَمَّد بن

سَوَّارٍ خَالِي حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاةُ أَبِي سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " الْمُتَفَرِّسُونَ فِي النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: امْرَأَتَانِ وَرَجُلانِ، فَأَمَّا الْمَرْأَةُ الأُولَى فَصُفْرَا بِنْتُ شُعَيْبٍ لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي مُوسَى قَالَتْ [يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الامين] ، وَالرَّجُلُ الأَوَّلُ الْعَزِيزُ عَلَى عَهْدِ يُوسُفَ وَالْقَوْمُ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى [وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نتخذه ولدا] . وَأَمَّا الْمَرْأَةُ الثَّانِيَةُ فَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ لَمَّا تَفَرَّسَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَت لِعَمِّهَا: قَدْ تَنَسَّمَتْ رُوحِي رَوحَ مُحَمَّد بن عبد الله، إِنَّهُ نَبِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ. وَأَمَّا الرَّجُلُ الآخَرُ فَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: إِنِّي قَدْ تَفَرَّسْتُ أَنْ أَجْعَلَ الأَمْرَ بَعْدِي فِي عُمَرَ ابْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ إِنْ تَجْعَلَهَا فيِ غَيْرِهِ لَا نَرْضَى، فَقَالَ: سَرَرْتَنِي وَاللَّهِ لأَسُرَّنَّكَ فِي نَفْسِكَ بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عَلَى الصِّرَاطِ عَقَبَةٌ لَا يَجُوزُهَا أَحَدٌ إِلا بِجَوَازٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلا أَسُرُّكَ فِي نَفْسِكَ فِي عُمَرَ بِمَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: قَالَ لِي يَا عَلِيُّ لَا تَكْتُبُ جَوَازًا لِمَنْ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَإِنَّهُمَا سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى عُمَرَ قَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَنَسُ إِنِّي طَالَعْتُ مَجَارِي الْعِلْمِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْكَوْنِ فَلْم يَكُنْ لِي أَنْ أَرْضَى بِغَيْرِ مَا جَرَى فِي سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنِ اعْتِرَاضٍ عَلَى اللَّهِ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ خَاتَمُ الأَوْلِيَاءِ ". قَالَ الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع من عمل الْقصاص، وَضعه عمر بن وَاصل أَو وضع عَلَيْهِ.

الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ فِي هَذَا الْمَعْنى: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عبد الله الأَنْدَلُسِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلْقَمَةَ الأَبْهَرِيُّ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الدِّينَوَرِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله الصَّاعِدِيُّ حَدَّثَنَا ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنَصَبَ الصِّرَاطَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، لَمْ يَجُزْ أَحَدٌ إِلا مَنْ كَانَتْ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوِلايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث مَقْطُوع مَوْضُوع أَخذ من بَين الحكم وَذي النُّون قد وَضعه أَو سَرقه مِمَّن وَضعه، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله مَتْرُوك. الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ فِي هَذَا الْمَعْنى: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسَ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي فَارِسُ بْنُ حمدَان بن عبد الرحمن حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ شَرِيكٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " قُلْتُ للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّارِ جَوَازٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ حُبُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ " قَالَ أَبُو نعيم: كَانَ مُحَمَّد بن فَارس رَافِضِيًّا غاليا ضَعِيفا فِي الحَدِيث وَقَالَ أَبُو الْحسن بن الْفُرَات: كَانَ غير ثِقَة وَلَا محود [مَحْمُود] فِي الْمَذْهَب. الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ فِي هَذَا الْمَعْنى: أَنبأَنَا الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ صَدَقَة الببع حَدثنَا عبد الله بْنُ دَاوُدَ بْنِ قَبِيصَةَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا قِسْرُ بُن أَحْمَدَ بْنِ قِسْرٍ مولى على ابْن أبي طَالب عَن أَبِيه عَن جَدِّهِ عَنْ كَعْبِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ بِلالِ بْنِ حَمَامَةَ قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا فَقَامَ إِلَيْهِ عبد الرحمن ابْن عَوْف،

فَقَالَ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِشَارَةٌ أَتَتْنِي مِنْ رَبِّي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ عَلِيًّا فَاطِمَةَ أَمَر مَلَكًا أَنْ يَهِزَّ شَجَرَةَ طُوبَى فَهَزَّهَا فَتَنَثَّرَتْ صِكَاكًا وَأَنْشَأَ اللَّهُ مَلائِكَةً فَالْتَقَطُوا، فَإِذَا كَانَتِ الْقِيَامَةُ ثَارَتْ مَلائِكَةٌ فِي الْخَلْقِ فَلا يَرَوْنَ مُحِبًّا لَنَا أَهْلِ الْبَيْتِ مَحْضًا إِلا دَفَعُوا إِلَيْهِ كِتَابًا، بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ فَبَيْنَ أَخِي وَابْنِ عَمِّي وَابْنَتِي فِكَاكُ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ مِنْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: رجال هَذَا الحَدِيث مَا بَين بِلَال وَعمر بن مُحَمَّد كلهم مَجْهُولُونَ. الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ فِي إِدْخَاله من يُحِبهُ: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُرُسْتَ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ النَّخَعِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عبد الحميد الحمانى حَدثنَا شريك بن عبد الله قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الأَعْمَشِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شَبْرُمَةَ فَالْتَفَتَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ وَآخِرُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَقَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ فِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ بِأَحَادِيثَ لَوْ أَمْسَكْتَ عَنْهَا كَانَ خَيْرًا لَكَ، قَالَ: فَقَالَ الأَعْمَشُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا؟ اسْنُدُونِي، اسْنُدُونِي حَدَّثَنِي أَبُو الْمُتُوَكِّلِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَدْخِلا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَأَدْخِلا النَّارَ مَنْ أَبْغَضَكُمَا. وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: [أَلْقِيَا فِي جَهَنَّم كل كفار عنيد] قَالَ: فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ قُومُوا لَا يَجِئُ بِأَظْهَرِ مِنْ هَذَا، قومُوا لَا يجِئ بِأَطَمِّ مِنْ هَذَا. قَالَ فَوَاللَّهِ مَا جُزْنَا الْبَابَ حَتَّى مَاتَ الأَعْمَشُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَكذب على الْأَعْمَش، والواضع لَهُ إِسْحَاق النَّخعِيّ، وَقد ذكرنَا آنِفا أَنه كَانَ من الغلاة فِي الرَّفْض الْكَذَّابين، ثمَّ قد وَضعه عَليّ الحمانى وَهُوَ كَذَّاب أَيْضا.

الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ فِي تَسْلِيم روح على عَلَيْهِ السَّلَام على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل خلق الاجساد: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عِلاقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي عِلاجٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الله عزوجل خَلَقَ الأَرْوَاحَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ، ثُمَّ حَطَّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ أَمَرَهَا بِالطَّاعَةِ لِي فَأَوَّلُ رُوحٍ سَلَّمَتْ عَلَيَّ رُوحُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ الازدي: عبد الله بن أَيُّوب وَأَبوهُ كذابان لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُمَا. الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابْن الْمَهْدِيِّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ النَّجْرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرٌ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: فَمَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ عُمَرُ. قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَقُلْ فِي عَلِيٍّ شَيْئًا. قَالَ يَا فَاطِمَةُ عَلِيٌّ نَفْسِي فَمَنْ رَأَيْتِيهِ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: خَالِد يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ كَذَّاب. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَمُحَمّد بن المهدى ضَعِيف. الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الْحُسَيْن حَدثنَا (26 الموضوعات 1)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ نَاصِحِ بن عبد الرحمن عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " كَانَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ مَرِيضًا، فَدَخَلَتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جالسان فجاست عِنْدَهُ، فَمَا كَانَ إِلا سَاعَةً فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ فِي مِكَانٍ وَجَعَل يَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَا نَرَاهُ إِلَّا لما بِهِ [إِلا لَمَائِتٌ] فَقَالَ لَنْ يَمُوتَ هَذَا الآنَ وَلَنْ يَمُوتَ هَذَا إِلا مَقْتُولا ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: انْفَرد بِهِ نَاصح وَلم يروه عَنْهُ غير إِسْمَاعِيل بن أبان. قَالَ الْمُصَنِّفُ: قُلْتُ وَأما نَاصح فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما إِسْمَاعِيل فَقَالَ أَحْمد حدث بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة فتركناه. وَقَالَ يَحْيَى وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان يضع على الثقاة. بَاب فِي فَضَائِل الْأَرْبَعَة وَفِيه أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِي حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله ح ابْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْغَبَاغِبِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي ضِرَارُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ لى على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَّخِذَ أَبَا بَكْرٍ وَالِدًا، وَعُمَرَ مُشِيرًا، وَعُثْمَانَ سَنَدًا، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ ظَهِيرًا. أَنْتُمْ أَرْبَعَةٌ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ لَكُمُ الْمِيثَاقَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَا يُحِبُّكُمْ إِلا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَلا يَبْغَضُكُمْ إِلا مُنَافِقٌ شَقِيٌّ أَنْتُمْ خُلَفَاءُ أُمَّتِي، وَعِقْدُ ذِمَّتِي، وحجتي على أمتى ".

قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا لَا أعلم رَوَاهُ بِهَذَا الاسناد إِلَّا ضرار ابْن سهل وَعنهُ الغباغبى وهما مَجْهُولَانِ. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْحسن ابْن صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ عَن الببع ابْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الأَيْلِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ تَحْتَ الْعَرْشِ أَيْنَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ؟ فَيُؤْتَى بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَيُقَالُ لأَبِي بَكْرٍ قِفْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَدْخِلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرُدَّ من شِئْت بِعلم الله عزوجل، وَيُقَالُ لِعُمَرَ قِفْ عَلَى الْمِيزَانِ فَثَقِّلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَخَفِّفْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ. قَالَ وَيُكْسَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حُلَّتَيْنِ فَيُقَالُ لَهُ الْبِسْهُمَا فَإِنِّي خَلَقْتُهُمَا وَادْخَرَتُهُمَا حِينَ أَنْشَأْتُ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَيُعْطِي عَلِيَّ بْنَ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ عَصَى عَوْسَجٍ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِيَدِهِ فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ ذَدِ النَّاسَ عَنِ الْحَوْضِ ". وَقَدْ رَوَاهُ أَصْبَغُ عَن سُلَيْمَان بن عبد الاعلى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوَاهُ أَصْبَغُ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الأَيْلِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَهَذَا يدل على تَخْلِيط من أصبغ أَو مِمَّن روى عَنْهُ، وفى إِسْنَاده جمَاعَة مَجْهُولُونَ. وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ عَنْ وَكِيعٍ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمِصِّيصِيُّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: إِبْرَاهِيم يسرق الحَدِيث ويسويه ويروى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم فَيسْتَحق أَن يكون من المتروكين. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الجوهرى عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن

أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي وَالْقَائِمُ فِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، وَعُمَرُ حَبِيبِي يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِي وَعُثْمَانُ مِنِّي وَعَلِيٌّ أَخِي وَصَاحِبُ لِوَائِي ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وكادح لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة المقلوبات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا، فَاسْتحقَّ التّرْك. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ كَذَّاب. وَأما الْحسن بن أبي جَعْفَر فَتَركه أَحْمد. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرَدْعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَيْشِ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصَلِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ اللَّيْثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَبَطَ جِبْرِيلُ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّد إِن الله عزوجل قَدْ أَتْحَفَكَ بِهَذِهِ السَّفَرْجَلَةِ، فَسَبَّحَتِ السَّفَرْجَلَةُ فِي كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْنَافِ اللُّغَاتِ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُسَبِّحُ هَذِه السّفر جلة فِي كَفِّكَ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ أَلْفَ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ مَقْصُورَةٍ، فِي كُلِّ مَقْصُورَةٍ أَلْفُ أَلْفِ سَرِيرٍ، عَلى كُلِّ سَرِيرٍ حَوْرَاءُ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِ كُلِّ سَرِيرٍ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ، نَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ، وَنَهْرٌ مِن عَسَلٍ، وَنَهْرٌ مِنْ سَلْسَبِيلٍ، وَنَهْرٌ مِنْ لَبَنٍ، عَلَى كُلِّ نَهْرٍ أَلْفُ شَجَرَةٍ فِي كُلِّ شَجَرَةٍ أَلْفُ أَلْفِ غُصْنٍ، فِي كُلِّ غُصْنٍ أَلْفُ أَلْفِ سَفَرْجَلَةٍ، تَحت كل سفر جلة أَلْفُ أَلْفِ وَرَقَةٍ، تَحْتَ كُلِّ ورقة ألف ألف ملك،

لِكُلِّ مَلَكٍ أَلْفُ أَلْفِ جَنَاحٍ تَحْتَ كُلِّ جَنَاحٍ أَلْفُ أَلْفِ رَأْسٍ، فِي كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ أَلْفِ وَجْهٍ، فِي كُلِّ وَجْهٍ أَلْفُ أَلْفِ فَمٍ، فِي كُلِّ فَمٍ أَلْفُ أَلْفِ لِسَانٍ يُسَبِّحُ الله عزوجل بِأَلِف أَلْفِ لُغَةٍ لَا يُشْبِهُ بَعْضَهَا بَعْضٌ، وَثَوَابُ ذَلِكَ التَّسْبِيحِ لِمُحِبِّي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ عَلَيِهْمُ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَمَا أنتن هَذَا الْوَضع، وَمَا أفحش هَذَا الْمحَال. وَصدقَة بَين هُبَيْرَة كَانَ يحدث عَن المجاهيل، فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا أحدث عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بشئ أبدا. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ومُوسَى بن ظهير مَتْرُوك. بَاب فِي فضل الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا السَّلَام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن على ابْن الْحَسَنِ بْنِ مَطَرٍ الْجِرَاحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّاجٍ يَعْنِي بن رشدين ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِشْدِينَ قَالَ أَنْبَأَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا اسْتَقَرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ قَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَنَّكَ تُزَيِّنُنِي بِرُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِكَ؟ قَالَ: أَلَمْ أُزَيِّنُكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ قَالَ: فَمَاسَتِ الْجَنَّةُ مَيْسًا كَمَا تَمِيسُ الْعَرُوسُ ". لفظ الجراحي وَحَدِيثه أتم. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدِ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن رِشْدِينَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ عَنْ عُقْبَةَ ابْن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ أَلَسْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تُزَيِّنَنِي بِرُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِكَ؟ فَيَقُولُ الله عزوجل

أَلَمْ أُزَيِّنُكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ قَالَ: فَتَمِيسُ كَمَا تَمِيسُ الْعَرُوسُ ". قَالَ عُقْبَةُ وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ شفا الْعرس وَلَيْسَا بِمُعَلَّقَيْنِ ". وَقد روى ابْن عَبَّاس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَخِي غَسَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ هَرِمٍ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا أَبو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لَهَا أَمَا تَرْضِينَ أَنْ زَيَّنْتُ رُكْنَيْنِ مِنْكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ فَمَاسَتِ الْجَنَّةُ بِرَأْسِهَا مَوْسَ الْعَرُوسِ لَيْلَةَ عُرْسِهَا وَاهْتَزَّتْ، فَقَالَ الله لَهَا: لم علمت ذَا؟ قَالَتْ: شَوْقًا مِنِّي إِلَيْهِمَا ". وَقد روى من حَدِيث عَائِشَة، فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الإِصْطِخْرِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يُوسُفَ الْقَضَبَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَابِرٍ الْكِسَائِيُّ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عزوجل الْفِرْدَوْسَ قَالَتْ يَا رَبِّ زَيِّنِّي، فَأَوْحَى إِلَيْهَا قَدْ زَيَّنْتُكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ". هَذَا الحَدِيث من كل الْوُجُوه لَا يَصح، فَفِي الطَّرِيقَيْنِ الْأَوَّلين حميد بن عَليّ قَالَ يحيى. لَيْسَ حَدِيثه بشئ، وَابْن لَهِيعَة وَهُوَ ذَاهِب الحَدِيث، وَابْن رشدين قَالَ ابْن عدي. كذبوه وأنكروا عَلَيْهِ أَشْيَاء. وفى حَدِيث ابْن عَبَّاس أَبُو صَالح الْكَلْبِيّ وَأَبُو مخنف وَكلهمْ كذابون. وفى حَدِيث عَائِشَة الْحسن بن صابر. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مُنكر الرِّوَايَة جدا عَن الْأَثْبَات. قَالَ وَلَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل يرجع إِلَيْهِ.

بَاب فِي فضل الْحُسَيْن فِيهِ أَحَادِيث الحَدِيث الأول فِي فدائه بإبراهيم أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الملك الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عِيسَى المخزومى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابِّن عَبَّاسٍ قَالَ " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْسَرِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى فَخِذِه الأَيْمَنِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ تَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا وَتَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا. إِذَا هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بِوَحْيٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ مِنْ رَبِّي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامُ وَيَقُولُ لَكَ لَسْتُ أَجْمَعُهُمَا فَافْتَدِ أَحَدَهُمَا، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَبَكَى، وَنَظَرَ إِلَى الْحُسَيْنِ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أُمُّهُ أَمَةً وَمَتَى مَاتَ لَمْ يَحْزَنْ عَلَيْهِ غَيْرِي، وَأُمُّ الْحُسَيْنِ فَاطِمَةُ وَأَبُوهُ عَلِيُّ ابْنُ عَمِّي وَلَحْمِي وَدَمِي. وَمَتَى مَاتَ حَزِنَتْ عَلَيْهِ ابْنَتِي وَحَزِنَ ابْنُ عَمِّي وَحَزِنْتُ أَنَا عَلَيْهِ، وَأَنَا أُوثِرُ حُزْنِي عَلَى حُزْنِهِمَا، يَا جِبْرِيلُ يُقْبَضُ إِبْرَاهِيمُ. فَدَيْتُهُ (1) بِإِبْرَاهِيمَ قَالَ فَقُبِضَ بَعْدَ ثَلاثٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْحُسَيْنِ مُقْبِلا قَبَّلَهُ وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَرَشَف ثَنَايَاهُ وَقَالَ فَدَيْتُ مَنْ فَدَيْتُهُ بِابْنِي إِبْرَاهِيمَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع قبح الله وَاضعه فَمَا أفظعه وَلَا أرى الآفة فِيهِ إِلَّا من أبي بكر النقاش فَإِنَّهُ دلّس ابْن صاعد فِيهِ فَقَالَ يَحْيَى [بن] مُحَمَّدِ بن عبد الملك الْخياط فتدليسه إِيَّاه دَلِيل شَرّ. قَالَ طَلْحَة بن مُحَمَّد الشَّاهِد: كَانَ النقاش يكذب فِي الحَدِيث. وَقَالَ البرقاني: كل حَدِيثه مُنكر. قَالَ الْخَطِيبُ: دلّس النقاش ابْن صاعد فِي هَذَا الحَدِيث. قَالَ: وَمن روى مثل هَذَا سَقَطت عَدَالَته وَترك

_ (1) أَي الْحُسَيْن. (*)

الِاحْتِجَاج بِهِ. وفى حَدِيث النقاش منكير بأسانيد مَشْهُورَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل وأحسب أَنه وَقع إِلَى النقاش كتاب لرجل غير موثوق بِهِ. وَقد وَضعه فِي كِتَابه أَو وضع لَهُ على أبي مُحَمَّد بن صاعد فَظن أَنه من صَحِيح حَدِيثه فَرَوَاهُ فَظن أَنه [أَن] سَمَاعه من ابْن صاعد. الحَدِيث الثَّانِي فِي تَارِيخ قتل الْحُسَيْن: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد ابْن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَالِدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْن أَبَانٍ أَخْبَرَنِي حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ سَعْدِ بْنِ ظَرِيفٍ عَنْ أَبى جَعْفَر عَن أَبى سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقْتَلُ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ مِنْ مَهَاجِرِي ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَسعد بن طريف قد سبق أَنه من رُؤُوس الْكَذَّابين الوضاعين. الحَدِيث الثَّالِث فِي قتل سبعين ألفا بقتْله: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَبَّاحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ السَّمَعِيُّ قَالَ حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا عبد الله بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أوحى الله عزوجل إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِي قَدْ قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ بِنْتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُحَمَّد بن شَدَّاد لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ البرقاني: ضَعِيف جدا، وَقد رَوَاهُ الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِي عَن أبي نعيم وَهُوَ مُنكر الحَدِيث. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا الْحَدِيثَ لَا أَصْلَ لَهُ.

الحَدِيث الرَّابِع فِي عُقُوبَة قَاتل الْحُسَيْن: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَخْبرنِي الازهرى قَالَ أَنبأَنَا المعافا بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيه عَن جده عبد الله قَالَ وَحَدَّثَنَا مَرَّةً أُخْرَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يفجح مَا بَيْنَ فَخْذَيِ الْحُسَيْنِ وَيُقَبِّلُ زَبِيبَتَهُ وَيُقوُل لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ. قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ قَاتِلُهُ قُلْتُ [قَالَ] رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَبْغَضُ عَشِيرَتِي لَا يَنَالُهُ شَفَاعَتِي كَأَنِّي بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ تَرْسُبُ تَارَةً وتطفو أُخْرَى إِن جَوْفَهُ لَيَقُولُ غَقْ غَقْ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع إِسْنَادًا ومتنا وَلَا أبعد أَن يكون ابْن أبي الْأَزْهَر وَضعه وَرَوَاهُ عَن قَابُوس عَن أَبِيه عَن جده، وَذَلِكَ اسْم أبي ظبْيَان حُصَيْن بن جُنْدُب وجندب لَا نَدْرِي أَكَانَ مُسلما أَو كَافِرًا فضلا عَن أَن يكون روى شَيْئًا. وَأَبُو ظبْيَان قد أدْرك سلمَان وَعلي بن أبي طَالب. قَالَ وفى الحَدِيث. فَسَاد آخر لم يقف وَاضعه عَلَيْهِ فيغيره وَهُوَ أَن سعيد بن عَامر بَصرِي لم يدْرك قابوسا، وَكَانَ قَابُوس قَدِيما روى عَنْهُ الثَّوْريّ وكبار الْكُوفِيّين وَمن آخر من أدْركهُ جرير بن عبد الحميد، وَلَيْسَ لسَعِيد بن عَامر رِوَايَة إِلَّا عَن الْبَصرِيين خَاصَّة وَالله أعلم. بَاب فِي فضل فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام فِيهَا أَحَادِيث: الحَدِيث الأول فِي النُّطْفَة الَّتِي خلقت مِنْهَا: فِيهِ عَن عمر وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة أما حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفضل

ابْن خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَبو عُمَرَ بْنُ دُرُسْتَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُدَيْسَةَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي سِمانَةُ بِنْتُ حَمْدَانَ بْنِ مُوسَى الأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبي حَدَّثَنَا عُمَرُ بُن زِيَادٍ الثَّوْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أَنْ مَاتَ وَلَدِي مِنْ خَدِيجَةَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ أُمْسِكَ عَنْ خَدِيجَةَ، وَكُنْتُ لَهَا عَاشِقًا، فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمَعَهُ طَبَقٌ مِنْ رُطَبِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ كُلْ مِنْ هَذَا وَوَاقِعْ خَدِيجَةَ اللَّيْلَةَ، فَفَعَلْتُ، فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ، فَمَا لَثَمْتُ فَاطِمَةَ إِلا وَجَدْتُ رِيحَ ذَلِكَ الرُّطَبِ وَهُوَ عِتْرَتِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبيد الله حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا مَاتَ وَلَدِي مِنْ خَدِيجَةَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ لَا تَغْشَهَا وَكُنْتُ لَهَا عَاشِقًا، فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ وَمَعَهُ طَبَقٌ فِيهِ رُطَبٌ فَقَالَ: كُلْ مِنْ هَذَا الرُّطَبِ وَأَغْشِ خَدِيجَةَ، فَفَعَلْتُ، فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ، فَمَا لَثُمْتُ فَاطِمَةَ قَطُّ إِلا وَجَدْتُ رِيحَ ذَلِكَ الطِّيبُ فِيهَا ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ حَدثنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن عبيد الله الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي الْمَأْمُونُ عَنِ الرَّشِيدِ عَنْ الْمَهْدِيِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَن جده عَن

ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ قُبَلَ فَاطِمَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تُكْثِرُ قُبَلَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْلَة أسرى بِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَأَطْعَمَنِي مِنْ جَمِيعِ ثِمَارِهَا فَصَارَ مَاءٌ فِي صُلْبِي، فَحَمَلَتْ خَدِيجَةُ بِفَاطِمَةَ، فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَى تِلْكَ الثِّمَارِ قَبَّلْتُ فَاطِمَةَ فَأُصِيبُ مِنْ رَائِحَتِهَا تِلْكَ الثِّمَارَ الَّتِي أَكَلْتُهَا ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلانَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن الا حجم الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ إِذَا قَبَّلْتَ فَاطِمَةَ جَعَلْتَ لِسَانَكَ فِي فَمِهَا كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلْعِقَهَا عَسَلا؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ اخلني [أَدْخَلَنِي] جِبْرِيلُ الْجَنَّةَ فَنَاوَلْنِي تُفَّاحَةً فَأَكْلَتُهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي فَلَمَّا نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ، فَفَاطِمَةُ مِنْ تِلْكَ النُّطْفَةِ كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلْتُهَا ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزق حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن عقيل الْفِقْه حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرَّخَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ إِذَا جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَقَبَّلْتَهَا تَجْعَلُ لِسَانَكَ فِي فِيهَا كُلَّهُ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلْعِقَهَا عَسَلا؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عَائِشَةَ إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَدْخَلَنِي جِبْرِيلُ الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي مِنْهَا تُفَّاحَةً فَأَكْلَتُهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي، فَلَمَّا نَزَلْتُ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ، فَفَاطِمَةُ مِنْ تِلْكَ النُّطْفَةِ وَهِيَ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ قبلتها ".

الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُرُسْتَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الأُشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِم بن عبيد الله الْعجل [الْعِجْلِيُّ] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عبد الله الْهَاشِمِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو عَلِيٍّ الْقُوقَسَانِيُّ فِي جَمَاعَةٍ فِيهِمْ غُلامُ خَلِيلٍ فَذَكَرُوا فَاطِمَةَ، فَقَالَ غُلامُ خَلِيلٍ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالِي أَرَاكَ إِذَا قَبَّلْتَ فَاطِمَةَ أَدْخَلْتَ لِسَانَكَ فِي فِيهَا كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُلْعِقَهَا عَسَلا؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّ جِبْرِيل الرّوح الامين نزل إى بِعُنْقُودٍ قُطِفَ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَكَلْتُ وَجَامَعْتُ خَدِيجَةَ، فَوَلَدَتْ فَاطِمَةَ، فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَى الْجَنَّةِ قَبَّلْتَهَا فَهِيَ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ ". قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَاللَّهِ لَا كَتَبْتُهُ إِلا قَائِمًا عَلَى رِجْلِي وَلا كَتَبْتُهُ إِلا فِي رقة تِهَامِيَّةٍ بِمَاءِ الذَّهَبِ. قَالَ فَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَجَاءُوهُ بِوَرَقَةٍ تِهَامِيَّةٍ وبماء الذَّهَب فَكتب الحَدِيث. الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْحُسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ ثَابِتِ بْنِ حَسَّانٍ الْهَاشِمِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ وَاقِدٍ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ " أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَثِيرًا مَا يُقَبِّلُ نَحْرَ فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ تَفْعَلْهُ شَيْئًا لَمْ تَفْعَلْهُ. قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتِ يَا حُمَيْرَاءُ أَنَّ الله عزوجل لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَمَر جِبْرِيلُ فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ وَوَقَفَنِي عَلَى شَجَرَةٍ مَا رَأَيْتُ أَطْيَبَ مِنْهَا رائحها وَلا أَطْيَبُ ثَمَرًا، فَأَقْبَلَ جِبْرِيلُ يفرك ويطعمني، فخلق الله عزوجل فِي صُلْبِي مِنْهَا نُطْفَةً، فَلَمَّا صرت إِلَى

الدُّنْيَا وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ، كُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ تِلْكَ الشَّجَرَة شمعت نَحْرَ فَاطِمَةَ فَوَجَدْتُ رَائِحَةَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ مِنْهَا وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَلا تَعْتَلُّ كَمَا يَعْتَلُّ أَهْلِ الدُّنْيَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا يشك الْمُبْتَدِئ فِي الْعلم فِي وَضعه فَكيف بالمتبحر. وَلَقَد كَانَ الَّذِي وَضعه أَجْهَل الْجُهَّال بِالنَّقْلِ والتاريخ، فَإِن فَاطِمَة ولدت قبل النُّبُوَّة بِخمْس سِنِين، وَقد تلقفه مِنْهُ جمَاعَة أَجْهَل مِنْهُ فتعددت طرقه، وَذكره الْإِسْرَاء كَانَ أَشد لفضيحته فَإِن الْإِسْرَاء كَانَ قبل الْهِجْرَة بِسنة بعد موت خَدِيجَة، فَلَمَّا هَاجر أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عشر سِنِين، فعلى قَول من وضع هَذَا الحَدِيث يكون لفاطمة يَوْم مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين وَأشهر، وَأَيْنَ الْحسن وَالْحُسَيْن وهما يرويان عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد كَانَ لفاطمة من الْعُمر لَيْلَة الْمِعْرَاج سبع عشرَة سنة، فسبحان من فَضَح هَذَا الْجَاهِل الْوَاضِع، على يَد نَفسه. وَلَقَد عجبت من الدَّارَقُطْنِيّ كَيفَ خرج هَذَا الحَدِيث لِابْنِ غيلَان ثمَّ خرجه لأبي بكر الشَّافِعِي أتراه أَعْجَبته صِحَّته؟ ثمَّ لم يتَكَلَّم عَلَيْهِ وَلم يبين أَنه مَوْضُوع، وَغَايَة مَا يعْتَذر بِهِ أَن يَقُول هَذَا لَا يخفى عَن الْعلمَاء، وَإِنَّمَا لَا يخفى على الْعلمَاء. فَمن أَيْن يعلم الْجُهَّال الَّذين يسمعُونَ هَذَا وَكَيف يصنع بقول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من روى عَنهُ حَدِيثا يرى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين ". وَإِنَّمَا يذكر الْعلمَاء مثل هَذَا فِي كتب الْجرْح وَالتَّعْدِيل ليبينوا حَال وَضعه فَأَما فِي الْمُنْتَقى والتخريج فَذكره قَبِيح إِلَّا أَن يتكلموا عَلَيْهِ. وَأما الطَّرِيق الأول وَالثَّانِي عَن عمر ففيهما الثوبان وَكَانَ كذابا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ ابْن عدى: كَا يحدث بِالْبَوَاطِيل وَيسْرق الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ الْأَبْزَارِيِّ، وَقد ذكرنَا فِيمَا تقدم أَنه كَذَّاب يضع الحَدِيث.

وَأما حَدِيث عَائِشَة فالطريق الأول لَا يعرف إِلَّا من رِوَايَة أَحْمد بن الا حجم وَقد كذبه عُلَمَاء النَّقْل، وفى الطَّرِيق الثَّانِي مُحَمَّد بن الْخَلِيل. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث لَا يحل ذكره وفى الطَّرِيق الثَّالِث غُلَام خَلِيل وَقد ذكرنَا فِيمَا مضى أَنه كَذَّاب يضع الحَدِيث. وفى الطَّرِيق الرَّابِع أَبُو قَتَادَة وَقد كَانَت تغلب عَلَيْهِ السَّلامَة والغفلة فقد دس فِي حَدِيثه. وَقد قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو قَتَادَة لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ البُخَارِيّ: تَرَكُوهُ. قَالَ المُصَنّف: فَانْظُر إِلَى اخْتِلَاف أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث وتخليط الروَاة فِيهِ وَذكرهمْ أَنه كَانَ يدْخل لِسَانه فِي فِيهَا محَال لاوجه لَهُ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا رَأَتْهُ عَائِشَة على مَا زعموه يفعل هَذَا بعد دُخُوله بعائشة، وَقد كَانَ لفاطمة يَوْمئِذٍ من الْعُمر نَحْو من عشْرين سنة، وَمثل هَذَا لَا يَفْعَله إِلَّا الزَّوْج، وَلَا يحوز للْأَب فكافأ الله من دس هَذِه القبائح من المنقولات. الحَدِيث الثَّانِي فِي ذكر حسن فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَسَنُ ابْن أَحْمد حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْحَمَّالُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بن على حَدَّثَنى بى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَحَوَّاءَ تَبَخْتَرَا فِي الْجَنَّةِ وَقَالا مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا أَحْسَنُ مِنَّا، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذَا هُمَا بِصَورَةِ جَارِيَةٍ لَمْ يَرَ الرَّاءُونَ أَحْسَنَ مِنْهَا، لَهَا نُورٌ شَعْشَعَانِيُّ يَكَادُ يُطْفِئُ الأَبْصَارَ، عَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ وَفِي أُذُنَيْهَا قِرْطَانِ، فَقَالا يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ قَالَ صُورَةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَيِّدَةِ وَلَدِكَ، فَقَالَ مَا هَذَا التَّاجُ عَلَى رَأْسِهَا؟ قَالَ هَذَا بَعْلُهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

قَالَ: فَمَا هَذَا الْقِرْطَانِ؟ قَالَ ابْنَاهَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وُجِدَ ذَلِكَ فِي غَامِضِ عَلِمْيِ قَبْلَ أَنْ أخلفك [أَخْلُقَكَ] بِأَلْفَيْ عَامٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْحسن بن عَليّ صَاحب الْعَسْكَر هُوَ الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّدِ بن مُوسَى بن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد العسكري آخر من تعتقد فِيهِ الشِّيعَة الْإِمَامَة. روى هَذَا الحَدِيث عَن آبَائِهِ وَلَيْسَ بشئ. بَاب ذكر تَزْوِيج فَاطِمَة بعلي عَلَيْهِمَا السَّلَام وَفِيه أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الضَّبِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَاشِمِي حَدثنَا عبد النور الْمَسْمَعِيُّ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَنَحْنُ نسير مَعَه: " إِن الله عزوجل أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ فَفَعَلْتُ فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَنَى جَنَّةً مِنْ لُؤْلُؤٍ قَصَبٍ، بَيْنَ كُلِّ قَصَبَةٍ إِلَى قَصَبَةٍ لُؤْلُؤَةٌ مِنْ يَاقُوتٍ مَشْدُودَةٌ بِالذَّهَبِ، وَجُعِلَ سُقُوفُهَا زبر جدا أَخْضَرَ، وَجُعِلَ فِيهَا طَاقَاتٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ مُكَلَّلَةٌ بِالْيَاقُوتِ ". وَذكر حَدِيثا طَويلا وَضعه عبد النور، كَذَا فِي كتاب الْعقيلِيّ. فَقَالَ الْعقيلِيّ وَكَانَ يضع الحَدِيث. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد رَوَاهُ لنا مُحَمَّد بن نَاصِر من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْفَزارِيّ عَن بشر عَن عبد النور فَقَالَ فِيهِ: وَجعل لَهَا غرفا لبنة من فضَّة ولبنة من ذهب ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد، ثمَّ جعل فِيهَا عيُونا تنبع من نَوَاحِيهَا وحفها بالأنهار، وَجعل على الْأَنْهَار قبابا من در قد شقَّتْ

بسلاسل الذَّهَب وحفت بأنواع الشّجر، وَبنى فِي كل غُصْن بَيْتا، وَجعل فِي كل قبَّة أريكة من درة بَيْضَاء غشاؤها السندس والإستبرق، وفرش أرْضهَا بالزعفران والعنبر والمسك، وَجعل فِي كل قبَّة حوراء، والقبة لَهَا مائَة بَاب على كل بَاب جاريتان وشجرتان، فِي كل قبَّة مفرش وَكتاب، مَكْتُوب حول الثِّيَاب آيَة الْكُرْسِيّ. فَقلت: يَا جِبْرِيل لمن بنى الله هَذِه الْجنَّة؟ قَالَ: بناها الله تَعَالَى لعَلي وَفَاطِمَة سوى جنانهما تحفة أتحفها بهَا وَأقر عَيْنَيْك يَا رَسُول اللَّهِ ". الحَدِيث الثَّانِي فِي ذكر صَدَاقهَا: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبْهَانَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُومَا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن نصر الذِّرَاع حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبَانِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَجَعَلَ صَدَاقَهَا الأَرْضَ، فَمَنْ مَشَى عَلَيْهَا مُبْغِضًا لَكَ تَمَسَّى حَرَامًا ". وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ جمَاعَة مجروحون إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ الذِّرَاع، فَإِنَّهُ كَانَ كذابا وضاعا. الحَدِيث الثَّالِث فِي ذكر الْخطْبَة الَّتِي خطبهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد عقد نِكَاحهَا. فِيهِ عَن جَابِر وَأنس. فَأَما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل حَدَّثَنى عبد الْبَاقِي ابْن قَانِعٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زيد عَن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ زُوِّجَ عَلِيًّا مِنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودُ بِنِعَمِهِ الْمَعْبُودُ بقدرته، الْبَالِغ

سُلْطَانَهُ، الْمَرْهُوبُ مِنْ عَذَابِهِ، الْمَرْغُوبُ إِلَيْهِ فِيمَا عِنْدَهُ، النَّافِذُ أَمْرَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ، الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ، وَمَيَّزَهُمْ بِأَحْكَامِهِ، وَأَحْكَمَهُمْ بِعِزَّتِه، وَأَعَّزَهُمْ بِدِينِه، وَأَكْرَمَهُمْ بِنَبِيِّهِمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْمُصَاهَرَةَ نَسَبًا لاحِقًا وَأَمْرًا مُفْتَرَضًا، وَشَجَّ بِهِ الأَرْحَامَ وَأَلْزَمَهَا الأَنَامَ، فَقَالَ عزوجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبك قَدِيرًا) فَأمر الله عزوجل يَجْرِي إِلَى قَضَائِه، وَقَضَاؤُهُ يَجْرِي إِلَى قَدَرِهِ، وَقَدُرُهُ يَجْرِي إِلَى أَجله، وَلَك قَضَاءٍ قَدَرٌ، وَلِكُلِّ قَدَرٍ أَجَلٌ، وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبُتُ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكتاب. ثمَّ إِن الله عزوجل أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ زَوَّجْتُهُ عَلَى أَرْبَعِ مِائَةِ مِثْقَالٍ مِنْ فِضَّةٍ إِنْ رَضِيَ بِذَلِكَ، ثُمَّ دَعَا بِطَبَقٍ مِنْ بُسْرٍ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، ثُمَ قَالَ انْتَبِهُوا، فَبَيْنَا نَحْنُ نَنْتَهِبُ إِذْ دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ فَاطِمَةَ، وَقَدْ زوجكتها عَلَى أَرْبَعِ مِائَةِ مِثْقَالٍ فِضَّةٍ إِنْ رَضِيَتَ؟ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَدْ رَضِيتُ عَنِ اللَّهِ عزوجل وَعَنْ رَسُولِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَكُمَا، وَأَسْعَدَ جَدَّكُمَا، وَبَارَكَ عَلَيْكُمَا، وَأَخْرَجَ مِنْكُمَا كَثِيرًا طَيِّبًا. قَالَ جَابِرٌ: لَقَدْ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُمَا كَثِيرًا طَيِبًّا: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا السَّلَام ". وَأما حَدِيث أنس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْن نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن النبا أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نَهَارِ بْنِ عَمَّارٍ التَّيْمِيُّ حَدثنَا عبد الملك بْنُ حَبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا غَشِيَهُ الْوَحْيُ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ لِي: يَا أَنَسُ تَدْرِي مَا جَاءَنِي بِهِ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْد صَاحب الْعَرْش عزوجل؟ قَالَ قُلْتُ: بِأَبِي [أَنْتَ] وَأُمِّي وَمَا جَاءَكَ بِهِ جِبْرِيلُ؟ قَالَ: إِن الله تَعَالَى

أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ، فَادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَطْلَحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَبِعِدَّتِهِمْ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمَّا أَخَذُوا مَقَاعِدَهُمْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودُ بِنِعَمِهِ، الْمَعْبُودُ بِقُدْرَتِهِ، الْمُطَاعُ بِسُلْطَانِهِ، الْمَرْهُوبُ مِنْ عَذَابِهِ، النَّافِذُ أَمْرَهُ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ، الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ، وَمَيَّزَهُمْ بِأَحْكَامِهِ، وَأَعْزَهُمْ بِدِينِهِ، وَأَكْرَمَهُمْ بِنَبِيِّهِمْ عَلَيْهِ السَّلامُ. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْمُصَاهَرَةَ نَسَبًا لاحِقًا، وَحقا لَازِما وشح [وَشَجَّ] بِهِ الأَرْحَامَ وَأَلْزَمَهَا الأَنَامَ، فَقَالَ عزوجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبك قَدِيرًا) وَأَمْرُ اللَّهِ يَجْرِي إِلَى قَضَائِهِ، وَقَضَاؤُهُ يَجْرِي إِلَى قَدَرِهِ، وَلِكُلِّ قَضَاءٍ قَدَرٌ، وَلِكُلِّ قَدَرٍ أَجَلٌ، وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، يَمْحُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبُتُ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ عَلَى أَرْبَعِ مِائَةِ مِثْقَالِ فِضَّةٍ، فَإِنْ رَضِيَ بِذَلِكَ عَلِيٌّ. قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ غَائِبًا قَدْ بَعَثَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ. ثُمَّ أَمَرَ لَنَا بِطَبَقٍ فِيهِ بُسْرٌ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَالَ انْتَهِبُوا، فَبَيْنَا نَحْنُ نَنْتَهِبُ أَقْبَلَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَتَبَسَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكَ فَاطِمَةَ، وَإِنِّي قَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى أَرْبَعِ مِائَةِ مِثْقَالٍ فِضَّةٍ. قَالَ فَقَالَ: قَدْ رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا وَبَارَكَ فِيكُمَا وَأَسْعَدَ جَدَّكُمَا وَأَخْرَجَ مِنْكُمَا الْكَثِيرُ الطَّيِّبُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَضعه مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا فَوضع الطَّرِيق الأول إِلَى جَابر وَوضع هَذَا الطَّرِيق إِلَى أنس. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وراوي الطَّرِيق الثَّانِيَة نِسْبَة إِلَى جده فَقَالَ مُحَمَّد بن دِينَار وَهُوَ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن دِينَار. الحَدِيث الرَّابِع فِي خطْبَة جِبْرِيل لنكاحها: أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ أَنْبَأَنَا عبد الله بن

إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَحْمد بن الْحسن بن خيرون أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ ح. وَأَنْبَأَنَا ابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ بْنُ أَبِي الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَة بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " أَصَابَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ الْعُرْسِ رِعْدَةٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ، يَا فَاطِمَةُ إِنَّهُ لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُمَلِّكَكِ بِعَلِيٍّ أَمَرَ الله عزوجل جِبْرِيلَ فَقَامَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَصَفَّ الْمَلائِكَةَ صُفُوفًا ثُمَّ خَطَبَ عَلَيْهِمْ جِبْرِيلُ فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِيٍّ ثُمَّ أَمَرَ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتْ مِنَ الْحَلِيِّ وَالْحُلَلِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ صَاحِبَهُ أَوْ أَحْسَنَ فَخُرَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ تَفْخَرُ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ كَانَ أَوَّلُ مَنْ خَطَبَ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ خَالِد بن عَمْرو الْحِمصِي قَالَ جَعْفَر الْفِرْيَانِيُّ: [الْفرْيَابِيّ] كَانَ يكذب، وَقد رَوَاهُ سُفْيَان بن مُحَمَّد الفزارى عَن عبيد الله بن مُوسَى. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يسرق الْأَحَادِيث ويسوى الْأَسَانِيد، وفى حَدِيثه مَوْضُوعَات. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. الحَدِيث الْخَامِس فِيمَا جرى عِنْد زفافها: أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الطُّرَيْثِينِثِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَر الخلدى ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزق أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ قَالا حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّد الجندي حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُخْتِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا تَوْبَةُ بْنُ عُلْوَانَ

الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدَّامَهَا وَجِبْرُيلُ عَلَى يَمِينَهَا وَمِيكَائِيلُ عَلَى يَسَارَهَا وَسَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ خَلْفَهَا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَيُقَدِّسُونَهُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: تَوْبَة بن علوان يروي عَن شُعْبَة، وَأهل الْعرَاق مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ. وَأَمَّا ابْن أُخْت عبد الرَّزَّاق فَمَا نَعْرِف أَن اسْمه إِلَّا أَحْمد بن عبد الله. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّاب لَيْسَ بِثِقَةٍ. قَالَ أَبُو نعيم الْأَصْفَهَانِي: وَأحمد بن مُحَمَّدِ بن رُمَيْح ضَعِيف. الحَدِيث السَّادِس فِي ذَلِك أَيْضا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن الْحسن ابْن الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنِ الْحَمَّامِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيِّ حَدثنَا أَبُو عبد الله ابْن مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ الْقَرْمَطِيِّ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ عَنْ آبَائِهِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَ إِلَيْكَ فَاطِمَةَ ذُوو الأَسْنَانِ وَالأَمْوَالِ مِنْ قُرْيَشٍ فَلَمْ تُزَوِّجْهُمْ وَزَوَّجْتَهَا هَذَا الْغُلامُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ فَقَالَ: ائْتِنِي بِبَغْلَتِي الشَّهْبَاءَ، فَأَتَاهُ بِهَا فَحَمَل عَلَيْهَا فَاطِمَةَ، وَكَانَ سَلْمَانُ يَقُودَهَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسُوقَهَا فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ حِسًّا خَلْفَ ظَهْرِهِ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيَل وَإِسْرَافِيلَ وَجَمْعٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ كَثِيرٌ: فَقَالَ يَا جِبْرُيلُ مَا أَنْزَلَكُمْ؟ قَالُوا: أُنْزِلْنَا نَزُفُّ فَاطِمَةَ إِلَى زَوْجِهَا، فَكَبَّرَ جِبْرِيلُ، ثُمَّ كَبَّرَ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ كَبَّرَ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ كَبَّرَتِ الْمَلائِكَةُ، ثُمَّ كَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ سَلْمَانُ فَصَارَ التَّكْبِيرُ خَلْفَ الْعَرَائِسِ سُنَّةٌ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَجَاءَ بِهَا فَأَدْخَلَهَا إِلَى عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلامُ، وَأَجْلَسَهَا إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْحَصِيرِ، ثُمَّ قَالَ

يَا عَلِيٌّ: هَذِهِ مِنِّي فَمَنْ أَكْرَمَهَا فَقَدْ أَكْرَمَنِي، وَمَنْ أَهَانَهَا فَقَدْ أَهَانَنِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِمَا وَاجْعَلْ بَيْنَهُمَا ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ. وَلَقَد أبدع الَّذِي وَضعه، أتراها إِلَى أَيْن ركبت وَبَين الْبَيْتَيْنِ خطوَات؟ وَقَوله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَسُوقهَا وسلمان يَقُودهَا " سوء أدب من الْوَاضِع وجرأة، إِذْ جعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سائقا، ثمَّ سلمَان كَانَ حِينَئِذٍ مَشْغُول [مَشْغُولًا] بِالرّقِّ، وَلم يكن يخلص من كِتَابَته بعد، وَمَا يتَعَدَّى هَذَا الحَدِيث القرمطي أَو معبدًا أَن يكون أَحدهمَا وَضعه. الحَدِيث السَّابِع فِي أَنَّهَا كَانَت لَا تحيض: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي، وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ قَالا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ يُونُسَ أَبُو بَكْرٍ الشُّعَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَيْفٍ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيِّبٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَتِي فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ آدَمِيَّةٌ لَمْ تَحِض وَلَمْ تَطْمُثْ، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا فَاطِمَةُ لأَنَّ الله تَعَالَى فطمها ومحيها [محبيها] مِنَ النَّارِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث من المجهولين غير وَاحِد وَلَيْسَ بِثَابِت. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد روى فِي تسمتها حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَطَمَ مُحِبِّيهَا عَنِ النَّارِ ".

هَذَا عمل الْغلابِي. وَقد ذكرنَا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. الحَدِيث الثَّامِن فِي تَحْرِيمهَا وذريتها عَن النَّار: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ الشَّامِيُّ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُطَيِّنٌ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَتَّابٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا اللَّهُ وَذُرِّيتَهَا مِنَ النَّارِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وَشَّاحٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ الْفَضْلِ ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاطِمَةُ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّيَتَهَا عَلَى النَّارِ ". الطريقان: على عمر بن غياث وَيُقَال فِيهِ عَمْرو وَقد ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ. وَقَالَ كَانَ من شُيُوخ الشِّيعَة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن عَاصِم مَا لَيْسَ من حَدِيثه، وَلَعَلَّه سَمعه فِي اخْتِلَاط عَاصِم والاحتجاج بروايته سَاقِط إِذا انْفَرد. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: إِنَّمَا حدث بِهَذَا عمر عَن عَاصِم بن زر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَوَاهُ عَنْهُ مُعَاوِيَة عَن هِشَام فأفسده وَوهم فِيهِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: ثمَّ إِن الحَدِيث مَحْمُول على ذريتها الَّذين هم أَوْلَادهَا خَاصَّة الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة، وَكَذَلِكَ فسره مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الرضي، فَقَالَ هُوَ خَاص لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن. الحَدِيث التَّاسِع فِي مجيئها بِثِيَاب الدَّم: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر

الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَسْطَامِ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّضِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله

الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَسْطَامِ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّضِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُحْشَرُ ابْنَتِي فَاطِمَةُ وَمَعَهَا ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بِدَمٍ فَتَتَعَلَّقُ بِقَائِمَةٌ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَتَقُولُ: يَا عَدْلُ احْكُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ قَاتِلِ وَلَدِي، فَيُحْكَمُ لابْنَتِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بلاشك وَمَا يتَعَدَّى ابْن مهْدي وَابْن بسطَام. الحَدِيث الْعَاشِر فِي قَوْله غضوا أبصاركم: رَوَى الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ عَنْ بَيَانٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِن وَرَاء الْحجاب يَا أهل الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمُرَّ ". قَالَ ابْنُ حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَذَّاب.

انْتهى بِحَمْد الله الْجُزْء الأول من كتاب " الموضوعات " ويليه الْجُزْء الثَّانِي وأوله بَاب فضل فِي أهل الْبَيْت ومحبيهم وَمَا ورد فِي ذَلِك من الاحاديث الْمَوْضُوعَة المنسوبة زورا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

الطبعة الأولى حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة 1386 - 1966

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم بَاب فِي فَضْلِ أَهْل الْبَيْتِ وَمُحِبِّيهِمْ فِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ دُرُسْتَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُدَيْسَةَ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي سمانة بِنْتُ حَمْدَان بْنِ مُوسَى الأَبَّارِيِّ قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبي حَدَّثَنَا عُمَرُ بُن زِيَادٍ الْيُونَانِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا وَفَاطِمَةُ وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ فِي قُبَّةٍ بَيْضَاءَ سَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصح، وَقد ذكرنَا آنِفا أَنَّ الْيُونَانِيَّ كَانَ كَذَّابًا، وَقَالَ الدَّارقطني. كَانَ يضع الحَدِيث. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ وَأَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " سَأَلْتُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَنْهُ، فَقَالَ: قَالَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ فَتَابَ عَلَيْهِ ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ عُمَر بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْمِقْدَام وَلم يروه عَنْهُ غير حُسَيْن الأَشْقَر. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَمْرٌو بْن ثَابِت غير ثِقَة وَلا مَأْمُونٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات عَن الاثبات.

الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا عبد الله بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْن سُلَيْمَانَ وَالْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ - عَلِيٍّ -[عَنْ] أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس سَجَدَاتٍ لَيْسَ فِيهِنَّ رُكُوعٌ، فَقَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فَاطِمَةَ فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فَاطِمَةَ ثَانِيًا فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَسَجَدْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَسَجَدْتُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ وَكذب بَارِد، فَإِن الْمُعْتَمِر لَا يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ شَيْئًا، وَكَانَ عبد الله بن حَفْص يحدثنا بِأَحَادِيث لانشك أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضعهَا. الطَّرِيق -[الحَدِيث] الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيد القاضى حَدثنَا حزم بى أَبِي حَزْمٍ الْقَطَعِيُّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا، وَمَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَلْيُحِبَّ ابْنَتِي فَاطِمَةَ، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنَتِي فَاطِمَةَ فَلْيُحِبَّ وَلَدَيْهَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَبَاشَرُونَ وَيُسَارِعُونَ إِلَى رُؤْيَتِهِمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، فَمَحَبَّتُهُمْ إِيمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ، وَمَنْ أَبْغَضَ أَحَدًا مِنْ أهل يبتى فَقَدْ حُرِمَ شَفَاعَتِي، فَإِنَّنِي نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ بَعَثَنِي اللَّهُ بِالصِّدْقِ، فَأَحِبُّوا أَهْلِي وَأَحِبُّوا عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِل وَضعه شَيخنَا عبد الله بن حَفْص.

الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا يَعْمُرُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مِقْدَامٍ حَدَّثَنَا بَحْرٌ السَّقَّا عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَآلُ الرَّحْمَةِ، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وجويبر وبحر السقا متروكا بِمرَّة. الحَدِيث السَّادِس: أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَرَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ شُعَيْب حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نُعَيْمَانَ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا شَجَرَةٌ وَفَاطِمَةُ حِمْلُهَا، وَعَلِيٌّ لِقَاحُهَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرُهَا، وَالْمُحِبُّونَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَقُهَا مِنَ الْجَنَّةِ حَتْمًا حَقًّا ". وَهَذَا مَوْضُوع. ومُوسَى لَا يعرف. أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مِينَا بْنِ أَبِي مينا مولى عبد الرحم نبن عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " أَنا شَجَرَةٌ وَفَاطِمَةُ أَصْلُهَا أَوْ فَرْعُهَا، وَعَلِيٌّ لِقَاحُهَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا، وَشِيعَتُنَا وَرَقُهَا، فَالشَّجَرَةُ أَصْلُهَا مِنْ جنَّة عدن، الاصل وَالْفرع اللقَاح وَالْوَرَقُ وَالثَّمَرُ فِي الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وقَدِ اتهموا بِوَضْعِهِ ميناه، وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع.

قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا اعْتِبَارا، وَلا تحل الرِّوَايَة عَنِ الْحَسَن بْن عَلِيّ الأَزْدِيّ فَإِنَّهُ يضع الحَدِيث عَن الثقاة. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ عِنْدِي. وَقَدْ أَخذ هَذَا الحَدِيث عُثْمَان بن عبد الله الشَّامِيّ فَغَيره وَزَاد فِيهِ وَنقص وَرَوَاهُ من حَدِيث جَابِر. قَالَ ابْن عدى: ولعثمان أَحَادِيث مَوْضُوعَة. الحَدِيث السَّابِع: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بن أَحْمد حثنا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الدِّهْقَانُ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سَدِيرِ حَدثنَا سديق الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدثنَا جَابر بن عبد الله قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيًّا. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، إِنَّمَا احْتَجَزَ بِذَلِكَ مَنْ سَفَكَ دَمَهُ، وَأَنْ يُؤَدِّيَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُوَ صَاغِرٌ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَنِي أَسْمَاءَ أُمَّتِي كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا. وَمَثَّلَ لِي أُمَّتِي فِي الطِّينِ فَمَرَّ بِي أَصْحَابُ الرَّايَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِيٍّ وَشَيعَتِهِ ". قَالَ حنان: فَدخلت مَعَ أَبِي على جَعْفَر بْن مُحَمَّد فَحدث أَبِي بِهَذَا الحَدِيث. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل، وسديف كَانَ من الغلاة فِي الرَّفْض. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ ابْن ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله بْنِ نَصْرٍ الذَّارِعُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الْكُوفِيُّ قَالا حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ جَارِيَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَاشِرُوا -[مَعَاشِرَ] الْمُسْلِمِينَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيًّا وَإِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ". وَهَذَا حَدِيث بَاطِل. والذارع كَذَّاب. الحَدِيث الثَّامِن: أنبأن مُحَمَّد بن نصر أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِشْر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ إِنَّ أَهْلَ شِيعَتِنَا يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْعُيُوبِ، وَجُوُهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر قد خرجت عَنْهُم السوآت، وَسُهِّلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ، مَسْتُورَةً عَوْارَتهُمُ، مُسَكَّنَةً - رَوْغَاتُهُمْ -[رَوْعَاتُهُمْ] ، قَدْ أُعْطُوا الأَمْنَ وَالإِيمَانَ، وَقَدِ ارْتَفَعَتْ عَنْهُمُ الأَحْزَانُ، يَخَافُ النَّاسُ وَلا يَخَافُونَ، وَيَحْزَنُ النَّاسُ وَلا يَحْزَنُونَ، شَرَكُ نِعَالِهِمْ يَتَلأْلأُ عَلَى نُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ قَدْ ذُلِّلَتْ مِنْ غَيْرِ مَهَانَةٍ، أَعْنَاقُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ لِكَرَامَتِهِمْ عَلَى الله عزوجل ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ عَلِيّ بْن الْجُنَيْد الْحَافِظ: مُحَمَّد بْن سَالِم مَتْرُوك. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّد بْن عَلِيّ وَمُحَمَّد بن سَالم ضعيفان. بَاب فِي فضل عَائِشَة فِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأَوَّل فِي تَزْوِيج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا: أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدثنَا

عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " لَمَّا دَخَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ أَكْثَرَ عَلَيْهِ الْيَهُودُ الْمَسَائِلَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجِيبُهُمْ جَوَابًا مُتَدَارِكًا بِإِذْنِ الله عزوجل، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ قَدْ مَاتَتْ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَة وَاسْتَوْطَنَهَا طَلَبَ التَّزْوِيجَ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْكِحُونِي، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِخِرْقَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ طُولُهَا ذِرَاعَيْنِ فِي عَرْضِ شِبْرٍ، فِيهَا صُورَةٌ لَمْ يرو الراؤون أَحْسَنَ مِنْهَا، فَنَشَرَهَا جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ أَنْ تَزَوَّجَ عَلَى هَذهِ الصُّورَةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا مِنْ أَيْنَ لِي مِثْلُ هَذهِ الصُّورَةِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ تَزَوَّجِ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ فَقَرَعَ الْبَابَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ أمرنى أَن أصامرك، وَكَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فَعَرَضَهُنَّ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَزَوَّجَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ وَهِيَ عَائِشَةُ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ الْخَطِيب: رِجَاله كلهم ثقاة غير مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ ونراه مِمَّا صنعت يَدَاهُ. قَالَ المُصَنّف قلت: مَا أبعد الَّذِي وَضعه عَنِ الْعلم، فَإِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج عَائِشَة وَهُوَ بِمَكَّةَ وَلم يكن لأبي بَكْر حِينَئِذٍ ثَلاث بَنَات، مَا كَانَ لَهُ غير أَسمَاء وعَائِشَة وَإِنَّمَا جَاءَتْهُ بنت بعد وَفَاته يُقَال لَهَا أم كُلْثُوم (1) .

_ (1) قَالَ الشَّيْخ: أم كُلْثُوم هَذِه مَاتَ الصّديق وهى حمل فَولدت بعده وَأمّهَا حَبِيبَة وَقيل فَاخِتَة بنت خَارِجَة بن زيد الانصاري، وهى الَّتِى قَالَ أَبُو بكر لعَائِشَة عِنْد مَوته: هما أَخَوَاك وأختك، فَقَالَ عَائِشَة: هَذِه أَسمَاء فَمن الاخرى؟ قَالَ: دقه بطن خَارِجَة يلقى فِي خلدي أَنَّهَا جَارِيَة، فَكَانَت كَمَا قَالَ: وَبَلغت وَتَزَوجهَا طَلْحَة بن عبيد الله، وبعيده عبد الرحمن بن عبد الله المخزومى، وَولدت لَهما، وَحدثت عَن أُخْتهَا، روى عَنْهَا جَابر بن عبد الله والمغيرة بن حَكِيم انْفَرد باخراج حَدِيثهمَا مُسلم.

الحَدِيث الثَّانِي فِي أَنَّهَا ولدت مِنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي بَكْر ابْنِ السُّنِّيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ النَّاقِدُ قَالَ حَدَّثَنى عبد الله ابْن أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: " أَسْقَطْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم سقطا فَسَماهُ عبد الله وَكَنَّانِي أم عبد الله. قَالَ مُحَمَّد: فَلَيْسَتْ فِينَا امْرَأَة اسْمهَا عَائِشَة إِلا كنيت أم عبد الله ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: مُحَمَّد بْن عُرْوَةَ بْن هِشَام بْن عُرْوَةَ يروي عَنْ جده هِشَام مَا لَيْسَ من حَدِيثه حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد، لذَلِك لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ: وَدَاوُد بْن المحبر يضع الحَدِيث على الثقاة ويروي عَنِ المجاهيل المقلوبات، كَانَ أَحْمَد يَقُولُ: هُوَ كَذَّاب. وَأما كنية عَائِشَة فَإِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناها بِابْن أُخْتهَا عبد الله ابْن الزُّبَيْر، وَمَا ولدت قَطُّ وَلا أسقطت. الحَدِيث الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَالِدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَيْدِ بْنُ زَيْدٍ الْحَمَّالُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَوَهَبْتُ لَهُمَا دِينَارًا وَشَقَقْتُ مِرْطِي بَيْنَهُمَا، فَرَدَّيْتُ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا بشقه، فخرجها فَرِحِينَ مَسْرُورِينَ يَضْحَكَانِ، فَلَقِيَهُمَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفه كَفه قَالَ: قُرَّة عين من كسا كَمَا بُرْدَيْنِ وَوَهَبَ لَكُمَا دِينَارًا، فَجَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؟ قَالا: أُمُّنَا عَائِشَةُ. قَالَ: صَدَقْتُمَا وَاللَّهِ يَا - بُنَيَّ -[بُنَيَّ] هِيَ وَاللَّهِ أُمُّكُمَا وَأُمُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَوَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ وَلَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، فأسيد بْن زَيْد هُوَ الْمُتَّهم بِهِ. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: أسيد كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة الْمَنَاكِير وَيسْرق الحَدِيث، وَأَنْبَأَنَا عَمْرو بْن شمر فَقَالَ: يَحْيَى لَيْسَ بشئ وَقَالَ السعدى: زائغ كَذَّاب. الحَدِيث الرَّابِع فِي الْإِشَارَة إِلَى يَوْم الْجمل: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَسْبَاطٍ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ السَّاقِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجِيعِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لَا يُفْلِحُونَ قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ عَبْد الْجَبَّارِ فَإِنَّهُ كَانَ من كبار الشِّيعَة. قَالَ أَبُو نُعَيْم: الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْن لم يكن بِالْكُوفَةِ أكذب مِنْهُ. الحَدِيث الْخَامِس فِيهِ إِشَارَة إِلَى يَوْم الْجمل أَيْضا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُقَاتِلِ الْعرَاطِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمد ابْن يَحْيَى الصَّدَفِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغفار بن الْقَاسِم عَن عبد الله بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي جُنْدُب بن عبد الله الأَزْدِيُّ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ وَالْبَيْتُ غَاصٌّ بِمَنْ فِيهِ وعَائِشَةُ إِلَى جَانِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالْحِجَابِ، فَقَامَ عَلِيٌّ يَنْظُرُ هَل يرى مَجْلِسا، فَأَشَارَ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ فَجَلَسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تُرِيدِينَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عَبْد الْغَفَّارِ، قَالَ أَحْمَد بن حَنْبَل: حدث

ببلايا فِي عُثْمَان بْن عَفَّان. وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك كَانَ من رُؤَسَاء الشِّيعَة. الحَدِيث السَّادِس: أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ السُّنِّيُّ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بن أَحْمد الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَن إِبْرَاهِيم السَّبَّاطِ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا عَائِشَةُ أَنْتِ أَطْيَبُ مِنْ زُبْدَةٍ بَثَمَرَةٍ ". قَالَ السُّنِّيُّ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَبْحَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عُلَيْقُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ أَنْتَ أَطْيَبُ مِنَ اللِّبَّاءِ بِالتَّمْرِ " وَفِي رِوَايَة أُخْرَى " قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْت أحب ة لى من الزّبد بالعسل " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما الطَّرِيق الأول فَفِيهَا خَالِد بْن يَزِيدَ وَلَيْسَ بشئ، وَفِي الثَّانِي زَكَرِيَّا بْن مَنْظُور. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. حَدِيث ثانى: ذكر طَلْحَة وَالزُّبَيْر أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عبد الله الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْمُؤَدب حَدثنَا الْمُعَلَّى بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدُ قَالا: " أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبمجئ نَاقَتِهِ تَفَضُّلا مِنَ اللَّهِ وَإِكْرَامًا لَكَ حَتَّى أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ تَضْرِبُ بِهِ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. فَقَالَ: يَا هَذَانِ إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - يصال -[أَمَرَ بِقِتَالِ] ثَلاثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ

بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ وَالزُّبْيَرِ، وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ وعمروا، وَأَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمْ أَهْلُ الطُّرَفَاوَاتِ وَأَهْلُ السُّعَيْفَاتِ وَأَهْلُ النُّخَيْلاتِ وَأْهَلُ النَّهْرَوَانَاتِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ هُمْ وَلَكِنْ لابُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَسَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لعما: " يَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ يَا عَمَّارُ بْنَ يَاسِرٍ إِنْ رَأَيْتَ عَلِيًّا قَدْ سَلَكَ وَادِيًا غَيْرَهُ فَاسْلُكْ مَعَ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ لَنْ يُدْلِيكَ فِي رَدًى وَلَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هُدًى. يَا عَمَّارُ مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَلِيًّا عَلَى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ. قُلْنَا لَهُ: يَا هَذَا حَسبك يَرْحَمك اللَّه. حَسبك يَرْحَمك اللَّه ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ. وَأما الْمُعَلَّى بن عبد الرحمن فَقَدْ ضعفه ابْن الْمَدِينِيّ وَذهب إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ذَاهِب الحَدِيث. وَأما أَحْمد بن عبد الله الْمُؤَدِّب فَقَالَ ابْن عَدِيّ كَانَ بسر من رأى يضع الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: يتْرك حَدِيثه. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ فِي رِوَايَة أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنِ الْمَطِيرِيّ. وَقَالَ شُعْبَة قلت للْحكم بْن عتيبة شهد أَبُو أَيُّوبَ مَعَ على صفّين؟ فَقَالَ لَا. وَلَكِن شهد مَعَه قتال النَّهر. طَرِيق آخر لهَذَا الحَدِيث: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَن الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحزور عَن أصبغ ابْن نُبَاتَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: " أُمِرْنَا بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث لَا يصلح. قَالَ يَحْيَى: الْأَصْبَغ لَا يساوى فلسًا. وَقَالَ ابْن حبَان

فتن بحب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يَأْتِي بالطامات فِي الرِّوَايَات فَاسْتحقَّ التّرْك. قَالَ السَّعْدِيّ: وَأما عَلِيّ بْن الحذور فذاهب. وَقَالَ البُخَارِيّ: عِنْده عجايب. حَدِيث فِي ذكر عبد الرحمن بْن عَوْف أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنبأَنَا ابْن الْمذَاهب أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ أَنْبَأَنَا عُمَارَةُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ " بَيْنَمَا عَائِشَةُ فِي بَيْتِهَا سَمِعَتْ صَوتا فِي الْمَدِينَة فَقَالَ مَا هَذَا؟ فَقَالُوا بعير عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ مِنَ الشَّامِ تحمل من كل شئ. قَالَ وَكَانَتْ سَبْعَ مِائَةِ بَعِيرٍ. فَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ مِنَ الصَّوْتِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْت عبد الرحمن بْنَ عَوْفٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَبْوًا، فَبلغ ذَلِك عبد الرحمن فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتُ لأَدْخُلَنَّهَا قَائِمًا فَجَعَلَهَا بِأَقْتَابِهَا وَأَحْمَالِهَا فِي سَبِيل الله عزوجل ". قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هَذَا الحَدِيث كذب مُنكر. قَالَ وَعمارَة يروي أَحَادِيث مَنَاكِير. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: عُمَارَة بْن زَاذَانَ لَا يحْتَج بِهِ، وَقَدْ روى الْجَرَّاحِ بْن منهال إِسْنَادًا لَهُ عَن عبد الرحمن بْن عَوْف فَإِن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا ابْن عَوْف إِنَّكَ من الْأَغْنِيَاء، وَإنَّك لَا تدخل الْجَنَّة إِلا زحفا فأقرض رَبك يُطلق قَدَمَيْك ". قَالَ النَّسَائِيُّ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، والجراح مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ حَدِيث الْجراح بشئ. وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: لَا تكْتب حَدِيثه. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يكذب. وَقَالَ الدَّارقطني: روى عَنْهُ ابْن إِسْحَاق فَقلب اسْمه فَقَالَ منهال بْن الْجَرَّاحِ وَهُوَ مَتْرُوك. قَالَ المُصَنّف قلت: وبمثل هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل تتَعَلَّق جهلة المتزهدين ويرون أَن المَال مَانع من السَّبق إِلَى الْخَيْر وَيَقُولُونَ إِذَا كَانَ ابْن عَوْف يدْخل الْجنَّة زحفا

لأجل مَاله كفى ذَلِكَ فِي ذمّ المَال، والْحَدِيث لَا يَصح، وحوشى عبد الرحمن الْمَشْهُود لَهُ بِالْجَنَّةِ أَن يمنعهُ مَاله من السَّبق لِأَن جمع المَال مُبَاح. وَإِنَّمَا المذموم كَسبه من غير وَجهه وَمنع الْحَقِّ الْوَاجِب فِيهِ، وَعبد الرَّحْمَنِ منزه عَنِ الْحَالين. وَقَدْ خلف طَلْحَة ثلثمِائة حمل من الذَّهَب وَخلف الزُّبَيْر وَغَيره، وَلَو علمُوا أَن ذَلِكَ مَذْمُوم لأخرجوا الْكل. وَكم قاص يتشوق بِمثل هَذَا الحَدِيث يحث على الْفقر ويذم الْغنى، فيالله در الْعلمَاء الَّذين يعْرفُونَ الصَّحِيح وبفهمون الاصول. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مُطْرَحِ بن يزِيد عَن عبيد الله بْنِ زُحَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجنَّة فَسمِعت فِيهَا حسفة بَيْنَ يَدَيَّ فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ قَالَ بِلالٌ، فَمَضَيْتُ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ أَرَ فِيهَا أَحَدًا أَقَلَّ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ، قِيلَ لِي أَمَّا الأَغْنِيَاءُ فَهُمْ بِالْبَابِ يُحَاسَبُونَ وَيُحْصَوْنَ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَأَلْهَاهُنَّ الأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ فَلَمَّا كُنْتُ بِالْبَابِ أُوتِيتُ بِكِفَّةٍ فَوُضِعْتُ فِيهَا وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ فَرَجَحْتُ بِهَا ثُمَّ أُتِيَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُضِعَ فِي كِفَّةٍ وجئ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا فِي كِفَّةٍ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ أُتِيَ بعمر فَوضع فِي كفة وجئ بِجَمِيعِ أُمَّتِي فَوُضِعُوا فَرَجَحَ عُمَرُ، وَعَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِي رَجُلا فَجَعَلُوا يَمرونَ واستبطأت عبد الرحمن بْنَ عَوْفٍ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ الاياس فَقلت: عبد الرحمن؟ فَقَالَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ أَبَدًا إِلا بَعْدَ الْمُشَيَّبَاتِ، قَالَ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ مِنْ كَثْرَةِ مَالِي أُحَاسِبُ وَأُمَحَّصُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح أما عبد الله بْن زحر فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ وعَلى بْن زَيْد مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حبَان: عبيد الله يروي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات فَإِذَا

روى عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد أَبى بالطامات، وَإِذَا اجْتمع فِي إِسْنَاد خبر عبيد الله بْن زحر وعَلى بْن زَيْد وَالقَاسِم أَبُو عبد الرَّحْمَن لم يكن متن ذَلِكَ الحَدِيث إِلا مِمَّا عملته أَيْديهم. بَاب فِي ذكر مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَانَ قَدْ تعصب قوم مِمَّن يَدعِي السّنة فوضعوا فِي فَضله أَحَادِيث ليغضبوا الرافضة وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا فِي ذمه أَحَادِيث، وكلا الْفَرِيقَيْنِ على الْخَطَأ الْقَبِيح. فَأَما الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة فِي مدحه: فَالْحَدِيث الأَوَّل فِي إهداء قلم إِلَيْهِ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله الزاغونى أَنبأَنَا أَبُو جَابر عبد الحميد بْنُ مَحْمُودٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْقَزْوِينِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صِدِّيقٍ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ جَامع حَدثنَا عبد الله بْنُ هَارُونَ الصَّوَّافُ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَحْرِ بْنِ عَمْرٍو مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَمَعَهُ قَلَمٌ مِنْ ذَهَبٍ إبريز فَقَالَ: إِن العلى العلى يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ حَبِيبِي قَدْ أهديك لَكَ هَذَا الْقَلَمَ مِنْ فَوْقِ عَرْشِي إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَأَوْصِلْهُ إِلَيْهِ وَمُرْهُ أَنْ يَكْتُبَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ بِخَطِّهِ بِهَذَا الْقَلِمِ وَيُشَكِّلُهُ وَيُعْجِمُهُ وَيَعْرِضُهُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ يَكْتُبُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يأتيني بأبى عبد الرحمن؟ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَمَضَى حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ وَجَاءَا جَمِيعًا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلامَ، ثمَّ قَالَ لمعاوية: ادنى منى أَبَا عبد الرحمن، فَدَنا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَدَفَعَ الْقَلَمَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا مُعَاوِيَةُ هَذَا قَلَمٌ قَدْ أَهْدَاهُ إِلَيْكَ رَبك من فَوق عَرْشه

لِتَكْتُبَ بِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ بِهَذَا الْقَلَمِ بِخَطِّكَ وَتُشَكِّلَهُ وَتُعْجِمَهُ وَتَعْرِضَهُ عَلَيَّ، فَاحْمَدِ اللَّهَ وَاشْكُرْهُ عَلَى مَا أَعْطَاك، فَإِن الله عزوجل قَدْ كَتَبَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ يَكْتُبُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: قَالَ: فَأَخَذَ الْقَلَمَ مِنْ يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ فِي أُذُنِهِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أوصلته إِلَيْهِ ثَلَاثًا. قَالَ: فجثى مُعَاوِيَةُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلم يَزَلْ يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا أَعْطَاهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَيَشْكُرُهُ حَتَّى أُتِيَ بِطَرِيرٍ وَمِحْبَرَةٍ، فَأَخَذَ الْقَلَمَ، فَلم يزل بِخَط آيَةَ الْكُرْسِيِّ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْخَطِّ حَتَّى كَتَبَهَا وَشَكَّلَهَا وَعَرَضَهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ كَتَبَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ كَتْبِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة ". هَذَا حدث مووضع، وَمَا أبرد الَّذِي وَضعه، وَلَقَد أبدع فِيهِ، وَأكْثر رِجَاله مَجْهُولُونَ. وَقَدْ روى أَحْمَد بْن خَالِد الجويباري من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " من كتب آيَة الْكُرْسِيِّ بزعفران على رَاحَته الْيُسْرَى بِيَدِهِ سبح مرار كُلّ ذَلِكَ يلحسها بِاللِّسَانِ لم ينس شَيْئا أبدا ". وروى عَن حَدِيث ابْن عُمَرَ قَالَ: " لَمَّا نزلت آيَة الْكُرْسِيِّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمُعَاوِيَة: اُكْتُبْهَا، فَقَالَ: مَا لِي بكتابتها إِن كتبتها. قَالَ: لَا يَقْرَأها أحد إِلا كتب لَك أجرهَا ". وَهَذَا وَضعه حُسَيْن بْن على الحنائى واتهموا بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِع. الحَدِيث الثَّانِي فِي أَنَّهُ أَمِين. فِيهِ عَنْ على وَأبي هُرَيْرَةَ وواثلة وَابْن عَبَّاسٍ وَعبادَة وَجَابِر وَأنس وَعبد اللَّه بْن بسر. فَأَما حَدِيث على فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا

حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد المجيد التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ النِّزَالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " كَانَ ابْنُ خَطَلٍ يَكْتُبُ قُدَّامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ غَفُورٌ رَحِيمٌ كَتَبَ رَحِيمٌ غَفُورٌ، وَإِذَا نَزَلَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ كَتَبَ عَلِيمٌ سَمِيعٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا كَذَا أَمْلَيْتُ عَلَيْكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَرَحِيمٌ غَفُورٌ، وَسَمِيعٌ عَلِيمٌ وَعَلِيمٌ سَمِيعٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ ابْنُ خَطَلٍ: إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ نَبِيًّا فَإِنِّي مَا كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِلا مَا أُرِيدُ، ثُمَّ كَفَرَ وَلَحِقَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ خَطَلٍ فَلَهُ الْجَنَّةَ، فَقُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَأَرَادَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَكْتِبَ مُعَاوِيَةَ، فَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَ مِنْ مُعَاوِيَةَ مَا أَتَى مِنْ خَطَلٍ، فَاسْتَشَارَ جِبْرِيلَ فَقَالَ: اسْتَكْتِبْهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عبد الله بْنِ الْفَرَج الْبُرْدَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ أَبُو الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الأُمَنَاءُ عِنْد اللَّهِ ثَلاثَةٌ: أَنَا وَجِبْرِيلُ وَمُعَاوِيَةُ ". وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ وَغَيْرُهُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ ثَلاثَةٌ: جِبْرِيلُ وَأَنَا وَمُعَاوِيَةُ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ

أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو صَالح حَدثنَا عبد الله بْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ الْمُخَرِّمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبَانٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيُّ عَنْ عُمَرَ بن عبد الله مَوْلَى غَفْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ كَاتِبَ هَذَا الأَمِينُ ". وَأما حَدِيث عُبَادَة: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بن عبيد الله أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ حَدَّثَنَا ابْنُ السَّاجِيِّ حَدَّثَنَا أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الرحمن الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ عَطِيَّةَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ وَكَانَ يَسْكُنُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مَوْدُودٍ الْهَجَرِيُّ عَنْ مُوَرَّقٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ عزوجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَكْتِبْ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ أمَيِنٌ مَأْمُونٌ ". وَأما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا على بن عبيد الله أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَطَّةَ حَدَّثَنَا ابْنُ السَّاجِيِّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الزِّيَادِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ الْمُفَضَّلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ الْقَاضِي عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَشَرْتُ رَبِّي فِي اسْتِكْتَابِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اسْتَكْتِبْهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ ". وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ حَدثنَا عبد الاعلى حَمَّاد ابْن سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتَمَنَ اللَّهُ عَلَى وَحْيِهِ جِبْرِيلَ فِي السَّمَاءِ وَمُحَمّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ وَمُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ". وَأما حَدِيث عبد الله بْن بسر: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم

الْبُسْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ سَابُورَ عَنْ مَرْوَانَ بن جنَاح عَن يُونُس ابْن مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ الْجِيلانِيِّ عَنْ عبد الله بْنِ بُسْرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُوا لِي مُعَاوِيَةَ، فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَقَالا: مَا كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مَا يُجْرُونَ أَمْرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَى غُلامٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُوا إِلَيَّ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: حَمِّلُوهُ أَمْرَكُمْ فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ ". هَذَا الحَدِيث من جَمِيع الطّرق لَا يَصح. أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فالمتهم بِهِ أَصْرَم. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث. قَالَ الْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَذَّاب يضع الحَدِيث على الثِّقَات. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل وَرِجَاله كلهم ثقاة وَالْحمل فِيهِ على البرداني فَلَيْسَ بشئ. وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ: هُوَ حَدِيث بَاطِل مَوْضُوع وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ هُوَ حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ: وَأحمد بْن عِيسَى يروي عَنِ المجاهيل الْأَشْيَاء الْمَنَاكِير وعَنِ الْمَشَاهِير الْأَشْيَاء المقلوبة. وَقَالَ أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ: مَا يحدث بِهَذَا الحَدِيث غير أَحْمَد بْن عِيسَى وَهُوَ بَاطِل من كُلّ وَجه. وَقَالَ ابْن طَاهِر: أَحْمَد بْن عِيسَى كَذَّاب يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَفِيهِ مَجَاهِيل. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَعُمَر مَوْلَى غفرة لَا يحْتَج بِهِ.

وَأما حَدِيث عُبَادَة فَفِيهِ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَفِيهِ أَحْمَد بْن عبد الرحمن الْحَرَّانِيّ. قَالَ أَبُو عرُوبَة: لَيْسَ بمؤتمن على دينه، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن زُهَيْر. قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: سَاقِط مَجْهُول لَا يكْتب حَدِيثه، وَفِيهِ سَاكن بَيت الْمُقَدّس وَلا يعرف. وَأما حَدِيث جَابِر فَفِيهِ مَجَاهِيل، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ وَأحمد الْحَرَّانِيّ وَقَدْ ذكرناهما، وَفِيهِ الْقَاسِم بْن مِهْرَانَ الْقَاضِي. قَالَ أَبُو الْفَتحِ الأَزْدِيُّ: هَوُ مَجْهُول. وَأما حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن يَزِيدَ الْبَلْخِيّ وَهُوَ ضَعِيف حَدَّثَنَا بأَشْيَاء مُنكرَة وَهُوَ يسرق الحَدِيث. وَأما حَدِيث عبد الله بْن بسر فَفِيهِ مَرْوَان بْن جنَاح، قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ. الحَدِيث الثَّالِث فِي إِعْطَاء الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلامُ إِيَّاه سَهْما. قَدْ روى من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَأنس وَجَابِر. فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْبَرْمَكِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنبأَنَا عبد الله ابْن إِسْحَاقَ الْمَدَايِنِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حَدَّثَنَا وَضَّاحُ بْنُ حَسَّانٍ الانباري حَدثنَا وَزِير بن عبد الرحمن الجزرى عَن غَالب بن عبيد الله الْجَزُورِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوَلَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ سَهْمًا وَقَالَ: خُذْ هَذَا السَّهْمَ حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجنَّة ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ بْنُ حَسَّانٍ الأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا وَزِير بن عبد الله عَن غَالب بن عبد الله عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَن

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا، فَقَالَ: هاك هذايا مُعَاوِيَةُ حَتَّى تُوَافِينِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ المخرمى حَدثنَا وضاج بْنُ حَسَّانٍ حَدَّثَنَا وَزِيرُ بْنُ عبد الله الجزرى عَن غَالب بن عبيد الله الْعَقِيلِيّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا فَقَالَ خُذْ هَذَا حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ ". وَأما حَدِيث أنس فأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلانِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ غَالِبٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ سَهْمًا فَنَاوَلَهُ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ ائْتِنِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ ". وَأما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ الْحَافِظِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عبيد الله بْنِ حَمْدَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا وَقَالَ هَاكَ حَتَّى تَلْقَنِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ. فَأَمَّا طرق حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَطَرِيق حَدِيث أَنَس فَإِنَّهَا تَدور على غَالِب الْجَزَرِيّ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي المعضلات عَن الثقاة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ، وَفِي جَمِيع طرق أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضا وَزِير بن عبد الرحمن. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ. قَالَ عَبَّاسٍ الدُّورِيّ: سَأَلت يَحْيَى بْن معِين عَنْ حَدِيث وَزِير إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا. فَقَالَ: لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلَيْسَ وَزِير

ابْن عبد الرحمن بِالْمَعْرُوفِ. وَأما حَدِيث جَابِر فَإِن الْقَاسِم بن بهْرَام لَيْسَ بشئ. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: يروي عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْعَجَائِب لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ، وَقَدْ روى من حَدِيث ثَابِت بْن يَزِيدَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ. قَالَ حَفْص بْن غياث: لم يكن ثَابت بشئ. وَقَالَ يحيى: هُوَ ضَعِيف. الحَدِيث الرَّابِع فِي إِعْطَائِهِ إِيَّاه سفرجلا: أَنبأَنَا على بن عبيد الله الزاغوانى أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفّى حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أنس عَن عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرْجَلا فَأَعْطَى مُعَاوِيَةَ ثَلاثَ سَفَرْجَلاتٍ وَقَالَ: الْقَنِي بِهِنَّ فِي الْجَنَّةِ " (1) . قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا شئ مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ من حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا رَوَاهُ ابْن عُمَرَ وَلا ابْن دِينَار، وَإِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا يَأْتِي عَن الثقاة بمالا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات إِن لم يكن الْمُتَعَمد فَهُوَ المدلس عَنِ الْكَذَّابين وَقَالَ ابْن عَدِيّ: حدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل. طرق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن نَاصِر الْحَافِظ أَنبأَنَا عبد الرحمن بن أَبى عبد الله بن مَنْدَه الْحَافِظ أَبَا مَدَنِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الأَسَدِيُّ قَالَ: " جِئْتُ أَبَا الطَّاهِرِ، مُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيَّ، وَكَانَ يَنْزِلُ تِنِّيسَ فَقُلْتُ لَهُ: أَمْلِ عَلِيَّ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِكَ، فَقَالَ: اكْتُبْ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَن النَّبِي

_ (1) قَالَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد: وَمِمَّا يبين وضع هَذَا الحَدِيث أَن مُعَاوِيَة إِنَّمَا أسلم فِي الْفَتْح وَقتل جَعْفَر قيل الْفَتْح بمؤته. فَكيف يتَّفق حُضُور هَدِيَّة جَعْفَر وَهُوَ إِذْ ذَاك بِمَكَّة على دين قومه والكاذب لَا يوفق للصَّوَاب.

صلى الله عَلَيْهِ سلم دَفَعَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَفَرْجَلَةَ وَقَالَ الْقَنِي بِهَا فِي الْجَنَّةِ، قَالَ فَانْصَرَفْتُ فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ ". قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: أَبُو طَاهِرٍ الْبُلْقَاوِيُّ مَتْرُوك الحَدِيث يروي عَنْ مَالِك مَوْضُوعَات. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَأَبُو زرْعَة كَانَ يكذب. الحَدِيث الْخَامِس فِي أَنَّهُ يقدم يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ رِدَاء مِنْ نُورٍ: أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْحُسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أَبى حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبْعَثُ مُعَاوِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ رِدَاء مِنْ نُورٍ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ، وجعفر يروي عَن زُهَيْر الموضوعات. الحَدِيث السَّادِس فِي إتابته على سبه: أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد أَنبأَنَا أَحْمد ابْن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عبد الله بن عدى الْحَافِظ حَدثنَا عبد الله بْنُ حَفْصٍ الْوَكِيلُ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ ابْن تونس حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ سَيَّارٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَفْتَقِدُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي غير مُعَاوِيَة ابْن أَبِي سُفْيَانَ لَا أَرَاهُ ثَمَانِينَ عَامًا أَوْ سَبْعِينَ عَامًا، فَإِذَا كَانَ ثَمَانِينَ أَوْ سَبْعِينَ عَامًا يُقْبِلُ إِلَيَّ عَلَى نَاقَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ حَشْوُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ فَأَقُولُ: مُعَاوِيَةُ؟ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: أَيْنَ كُنْتَ مِنْ ثَمَانِينَ عَامًا؟ فَيَقُولُ: فِي رَوْضَةٍ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي، يُنَاجِينِي وَأُنَاجِيهِ وَيُجِيبُنِي وَأُجِيبُهُ، وَيَقُولُ: هَذَا عِوَضُ مَا كُنْتَ تُشْتَمُ فِي دَارِ الدُّنْيَا ".

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَضعه عبد الله بْن حَفْص. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث بَاطِل إِسْنَادًا ومتنا ونراه مِمَّا وَضعه الْوَكِيل فَإِن رِجَاله كلهم ثقاة سواهُ. أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ قَالَ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ يَقُولُ: لَا يَصِحُّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبى سُفْيَان شئ. أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَيَّارٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بن الحرفى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي فَقُلْتُ مَا تَقُولُ فِي عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ؟ فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ إِيشِ أَقُولُ فِيهِمَا إِنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ كَثِيرَ الأَعْدَاءِ فَفَتَّشَ أَعْدَاؤُهُ لَهُ عَيْبًا فَلَمْ يَجِدُوا، فَجَاءُوا إِلَى رَجُلٍ قَدْ حَارَبَهُ وَقَاتَلَهُ فَأَطْرَوْهُ كِيَادًا مِنْهُمْ لَهُ. وَأما الْأَحَادِيث الَّتِي وضعت لذمه: فَالْحَدِيث الأَوَّل فِي أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتْله إِذَا صعد على منبره وَهُوَ يروي من حَدِيث ابْن مَسْعُودٍ وَأبي سَعِيد وَالْحسن مُرْسلا. فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَن زر عَن عبد الله إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا فَاقْتُلُوهُ ". وَأما حَدِيث أَبِي سَعِيدٍ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَحْمد

أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ أَبِي الدَّوَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَارْجُمُوهُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن سُفْيَان قَالَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِي معمر عُيَيْنَة وَذكره. قَالَ ابْن عدى: وَقد روى هَذَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى هَذهِ الأَعْوَادِ فَاقْتُلُوهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَخْطُبُ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى هَذهِ الأَعْوَادِ فَاقْتُلُوهُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا مَا قَدْ سَمِعْتَ وَلَكِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَسُلَّ السَّيْفِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ حَتَّى نَسْتَأْمِرَهُ، فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ فِي ذَلِكَ فَجَاءَ مَوْتُهُ قَبْلَ أَن يَأْتِي جَوَابه ". وَأما حَدِيث الْحَسَن: أَنْبَأَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ خَلَفٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْب حَدثنَا حَمَّاد بن يزِيد قَالَ قِيلَ لأَيُّوبَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ:

" إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ " فَقَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا يَصح عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث ابْن مَسْعُودٍ فَفِيهِ رجلَانِ متهمان بِوَضْعِهِ أَحدهمَا عباد بْن يَعْقُوبَ وَكَانَ غاليا فِي التَّشَيُّع روى أَحَادِيث أنْكرت عَلَيْهِ فِي فَضَائِل أَهْل الْبَيْت ومثالب غَيرهم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ رَافِضِيًّا دَاعِيَة يروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك، وَالثَّانِي الْحَكَم بْن ظهير. قَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّاب. وَقَالَ السَّعْدِيّ: سَاقِط. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَن الثقاة الموضوعات. وَأما حَدِيث أَبِي سَعِيدٍ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل مجَالد. قَالَ ابْنُ مَهْدِيّ وَأحمد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ يحيى: لَا يحتح بحَديثه. وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّاب. وَكَذَلِكَ قَالَ الْبُخَارِيّ. وَفِيهِ الْوَلِيد بْن الْقَاسِمِ ضعفه يَحْيَى. وَقَالَ ابْن حبَان: انْفَرد عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، فَخرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بأفراده. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي عَلِيّ بْن زَيْد. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَذكر شُعْبَة أَنَّهُ اخْتَلَط. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يهم ويخطئ، فَكثر ذَلِكَ فَاسْتحقَّ التّرْك. وَأما طَرِيق الْحَسَن فَإِن عَمْرو بْن عُبَيْد كذبه يُونُس وَابْن عُيَيْنَةَ. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: مَتْرُوك الحَدِيث. قَالَ بعض الْحفاظ: سرق مجَالد هَذَا الحَدِيث من عَمْرو بْن عُبَيْد فَحدث بِهِ عَنْ أَبِي الوداك. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ لَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْمَتْنِ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم شئ يثبت. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ تحذلق قوم لينفوا عَنْ مُعَاوِيَة مَا قذف بِهِ فِي هَذَا الحَدِيث ثُمَّ انقسموا قسمَيْنِ، فَمنهمْ من غير لفظ الحَدِيث وَزَاد فِيهِ وَمِنْهُم من صرفه إِلَى غَيره. ذكر مَا صنع الْقسم الأَوَّل: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ

ابْن عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ إِمْلاءً قَالَ حَدَّثَنى أَبُو نصر الغارى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَيْمَنَ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَحْيَى الصَّرِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْبَلُوهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ مَأْمُورٌ ". قَالَ الْخَطِيب: لم أكتب هَذَا الحَدِيث إِلا من هَذَا الْوَجْه وَرِجَال إِسْنَاده مَا بَين مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ وَأبي الزُّبَيْر كلهم مَجْهُولُونَ، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق كثير الْمَنَاكِير. ذكر صانع الْقسم الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْقَادِر ابْن مُحَمَّد أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَق الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ لَمَّا رَوَى حَدِيثَ مُعَاوِيَةَ " إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ " قَالَ هَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ التَّابُوتِ نَذَرَ أَنْ يُقَذِّرَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذَا يحْتَاج إِلَى نقل وَمن نقل هَذَا وَمن مُعَاوِيَة ابْن التابوت. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَيُّوبَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بَنْجَابَ الطَّيِّبِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بن ديزيل حَدثنَا عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَبَابِ أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا رَجُلٌ من أهل العطائف قَدْ أَتَى عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثَّمَالِيُّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ: " كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا وُلِّيتَ؟ قَالَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَدًا قَالَ وَكَيْفَ بِكَ يَا عُمَرُ إِذَا وُلِّيتَ؟ قَالَ حَجَرًا لَقَدْ لَقِيتُ إِذَنْ شرا. قَالَ فَكيف

بِكَ يَا عُثْمَانُ إِذَا وُلِّيتَ؟ قَالَ آكُلُ وَأَطْعَمُ وَأُقَسِّمُ وَلا أَظْلِمُ. قَالَ فَكَيْفَ بِكَ يَا عَلِيُّ إِذَا وُلِّيتَ؟ قَالَ آكُلُ الْقُوتَ وَأَحْمِي الْحُمْرَةَ وَأَقْسِمُ الثَّمَرَةَ وَأُخْفِي الْعَوْرَةَ. قَالَ أَمَا إِنَّكُمْ كُلَّكُمْ سَبِيلِي وَسَيَرى اللَّهُ أَعْمَالَكُمْ. ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ كَيْفَ بِكَ إِذَا وُلِّيتَ حِقَبًا تَتَّخِذُ السَّيِّئَةَ حَسَنَةً وَالْقَبِيحُ حَسَنًا يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ أَجَلُكَ يَسِيرٌ وَظُلْمُكَ عَظِيمٌ ". هَذَا حَدِيث بَاطِل بلاشك فِيهِ، ثُمَّ هُوَ عَنْ رَجُل لم يسم، قَالَ لنا شَيخنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ: فِيهِ رجال مَجْهُولُونَ وَإِسْنَاده غير صَحِيح وَمَتنه مَوْضُوع كذبا. الحَدِيث الثَّالِث فِي ذمه وذم عمر بْن الْعَاصِ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْن الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرو بْن الأَحْوَصِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ فَقَالَ انْظُرُوا مَا هَذَا؟ فَصَعِدْتُ فَنَظَرْتُ فَإِذا مُعَاوِيَة وعمروبن الْعَاصِ يَتَغَنَّيَانِ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ نَبِيَّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، اللَّهُمَّ دُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَيزِيد بْن أَبِي زِيَاد كَانَ يلقن فِي آخر عمره فيلقن. قَالَ على: وَيَحْيَى لَا يحْتَج بحَديثه. وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كُلّ رواياته لَا يُتَابع عَلَيْهَا. بَاب فِي ذمّ أَبى مُوسَى أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي يَحْيَى حَكِيمٍ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَمَّارٍ فَجَاءَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ مَالِي وَلَكَ لَيْلَةَ الْجَمَلِ؟ قَالَ إِنَّه

اسْتَغَفَر لِي. قَالَ عَمَّارٌ: قَدْ شَهِدْتُ الْغَزْوَ وَلَمْ أَشْهَدْ الاسْتِغْفَارَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْعَطَّار عِنْده عجايب وَالْبَلَاء فِي هَذَا الحَدِيث عِنْدِي مِنْهُ. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَالَ أَبُو نُعَيْم الْهُذلِيّ: حُسَيْن الأَشْقَر كَذَّاب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وعُثْمَان بْن ظبْيَان فحش - خطاؤه -[خَطؤُهُ] حَتَّى بَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. حَدِيث ثَانِي فِي ذكر جمَاعَة من الصَّحَابَة: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حدينا بشر بن مُوسَى حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ وَاقَدٍ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صبح عَن ركن عَن سداد بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَبُو بَكْرٍ أَوْزَرُ أُمَّتِي وَأَوْجَهُهَا، وَعمر ابْن الْخَطَّابِ خَيْرُ أُمَّتِي وَأَكْمَلُهَا، وَعُثْمَانُ بن عَفَّان - أَحْيَا -[أَحْيَى] أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّ أُمَّتِي وَأَوْسَمُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَمِينُ أُمَّتِي وَأَفْضَلُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَرْأَفُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا على بن عبيد الله أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْخَلالُ صَاحِبُ ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ بَهْرَامَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبُو بَكْرٍ خَيْرُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا، وَعُمَرُ أَعَزُّهَا وَأَعْدَلُهَا، وَعُثْمَانُ أَكْرَمُهَا وَأَحْيَاهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّهَا وَأَوْسَمُهَا، وَابْنُ مَسْعُودٍ آمَنُهَا وَأَعْدَلُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُهَا وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْبَدُهَا، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُهَا وَأَجْوَدُهَا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَفِي الطَّرِيقَيْنِ جمَاعَة مجروحون، وَالْمُتَّهَم بِهِ عِنْدِي بَشِير بْن زَاذَانَ إِمَّا أَن يكون من فعله أَو من تدليسه عَنِ الضُّعَفَاء، وَقَدْ خلط فِي إِسْنَاده. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ هُوَ ضَعِيف يحدث عَن الضُّعَفَاء. بَاب فِي حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ الْمَعْنى أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأُشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ يَزِيدَ الْبَهِيِّ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَارَكْتَ لأُمَّتِي فِي صَحَابَتِي فَلا تَسْلُبْهُمُ الْبَرَكَةَ، وَبَارَكْتَ لأَصْحَابِي فِي أَبِي بَكْرٍ فَلا تَسْلُبْهُ الْبَرَكَةَ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَيْهِ وَلا تُثِرْ أَمْرَهُ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُؤْثِرْ أَمْرَكَ عَلَى أَمْرِهِ. اللَّهُمَّ وَأَعِنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَصَبِّرْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، ووفق عليا، واغفر لطلْحَة و - بنت -[ابْنِ] الزُّبَيْرِ، وَسَلِّمْ سَعْدًا، وَدَثِّرْ عبد الرحمن، وَأَلْحِقِ السَّابِقِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء وأقبحهم حَالا سيف. قَالَ يَحْيَى: فلس خير مِنْهُ. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. قَالَ وَقَالُوا إِنَّهُ كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. بَاب فِي فضل الْعَبَّاسِ وَأَوْلَاده فِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأَوَّل فِي أَنَّهُ وصّى: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ قَالَ لَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده عَن النَّبِي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعَبَّاسُ وَصِيِّي وَوَارِثِي ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوْءِ بْنِ الصَّلْصَالِ بْنِ الدَّلَهْمَسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطلع عَبَّاس بن عبد المطلب فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: هَذَا الْعَبَّاس بن عبد المطلب أَبِي وَعَمِّي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَضعه قوم ليقابلوا بِهِ مَا وضع لعلى عَلَيْهِ السَّلامُ. وكلا الْحَدِيثين بَاطِل. فَأَما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ جَعْفَر بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يتهم بِوَضْع الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَذَّاب يضع الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: مُحَمَّد بْن الضَّوْء يروي عَنْ أَبِيهِ الْمَنَاكِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. الحَدِيث الثَّانِي فِي تَحْرِيمه على النَّار: أَنبأَنَا على بن عبيد الله أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ النُّعْمَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَّانٍ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبَّاسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِي حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مِسْحَلٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جُرَيْشٍ وَهَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا الرَّشِيدُ حَدَّثَنَا الْمَهْدِيُّ حَدَّثَنَا الْمَنْصُورُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَمِّي الْعَبَّاسُ حَصَّنَ فَرْجَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ فَحَّرَمَ اللَّهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ وَوَلَدَهُ، اللَّهُمَّ هَبْ سَيِّئَهُمْ لمحسنهم ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ مَجَاهِيل. وَمُحَمّد بن يحيى لَيْسَ بشئ وَأحمد بْن الْحَسَنِ الْمُقْرِي لَيْسَ بِثِقَة. الحَدِيث الثَّالِث فِي ذكر منزل الْعَبَّاسِ فِي الْجَنَّةِ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بن الْفضل أَنبأَنَا عبد الله ابْن جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتَوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن سُفْيَان ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِهْرَجَانِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُخَرِّمِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَاهُ عَالِيًا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدِيرُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرو عَن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرّة عَن عبد الله ابْن عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلا وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ ". قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْوَهَّابِ مَتْرُوك الحَدِيث وَلا يُتَابِعه على هَذَا الحَدِيث إِلا من هُوَ دونه أَو مثله وَلَيْسَ لَهُ أصل عَنْ ثِقَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: كَانَ عَبْد الْوَهَّابِ يَسُوق الحَدِيث لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدَ سَرَقَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عبد الْوَهَّاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بن عَمْرو عَن عبد الرحمن بن جبيربن نُفَيْرٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيّ عَن عبد الله بن عمر وَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا فَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ وَالْعَبَّاسُ بَيْننَا مُؤمن بَين خليلين ".

قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ يعرف بِعَبْد الْوَهَّابِ وَأحمد بْن مُعَاوِيَةَ سَرقه مِنْهُ وَكَانَ يسرق الحَدِيث وَيحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل. الحَدِيث الرّبع فِي ذكر ملك أَوْلَاده ولبسهم السوَاد: قَدْ رُوِيَ ذَلِكَ من حَدِيث عَليّ وَجَابِر وَأنس وَابْن عَبَّاسٍ وَأبي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْهُم. فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على ابْن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ قُرَيْشٍ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ حَدثنَا أَبُو الطّيب عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّضِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ أَسْوَدُ وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَقُلْتُ: مَا هَذهِ الصُّورَةُ الَّتِي لَمْ أَرَكَ هَبَطْتَ عَلَيَّ فِيهَا قَطُّ؟ قَالَ: هَذهِ صُورَةُ الْمُلُوكِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّكَ، قُلْتُ: وَهُمْ عَلَى حَقٍّ؟ قَالَ جِبْرِيلُ: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَلِوَلَدِهِ حَيْثُ كَانُوا وَأَيْنَ كَانُوا. قَالَ جِبْرِيلُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِكَ زَمَانٌ يُعَزُّ الإِسْلامُ بِهَذَا السَّوَادِ. قُلْتُ: رِيَاسَتُهُمْ مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ. قَالَ قُلْتُ وَتِبَاعُهُمْ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ. قلت: وأى شئ يَمْلِكُ وَلِدُ الْعَبَّاسِ؟ قَالَ: يَمْلِكُونَ الأَصْفَرَ وَالأَخْضَرَ وَالْحَجَرَ وَالْمَدَرَ وَالسَّرِيرَ وَالْمِنْبَرَ وَالدُّنْيَا إِلَى الْمَحْشَرِ وَالْمُلْكَ إِلَى المنشر ". وَأما حَدِيث جَابِر فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بن حَمْزَة

حَدَّثَنَا الشَّاهُ بْنُ شِينَ بَاميانَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ رَبَاحٍ الْكِلابِيِّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ أَسْوَدُ وَمَنْطِقٌ وَخِنْجِرٌ، فَقُلْتُ: يَا حَبِيبِي مَا هَذَا - الذى -[الزِّيُّ] ؟ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُعَزُّ الإِسْلامُ بِهَذَا السَّوَادِ. قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: يَا حَبِيبِي رَئِيسُهُمْ مَنْ يَكُونُ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ. قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَعَهُمْ مَنْ يَكُونُ؟ قَالَ: أَهْلُ خُرَاسَانَ أَصْحَابُ الْمَنَاطِقِ. قُلْتُ: يَا حَبِيبِي إِيشِ يَمْلِكُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ؟ فَقَالَ: الْوَبَرَ وَالْمَدَرَ وَالأَحْمَرَ وَالأَصْفَرَ وَالْمَرْوَةَ وَالْمَشْعَرَ وَالصَّفَا وَالْمَنْحَرَ وَالسَّرِيرَ وَالْمِنْبَرَ فِي الدُّنْيَا إِلَى الْمَحْشَرِ وَالْمُلْكَ إِلَى الْمَنْشَرِ ". وَأما حَدِيث أَنَس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلْطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ - الْحَامِلِيُّ -[الْمَحَامِلِيُّ] حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر عبد الله بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَاشِمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ بُرَيْهٍ حَدَّثَنَا سَوَادَةُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ حَدَّثَنَا سعد بن عبد الحميد بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَاد عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عمار عَن إِسْحَاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ أَسْوَدُ وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذهِ الصُّورَةُ الَّتِي مَا هَبَطْتَ عَلَيَّ فِي مِثْلِهَا؟ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِكَ زَمَانٌ يُعِزُّ اللَّهُ الإِسْلامَ بِهَذَا السَّوَادَ. قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ رِيَاسَتُهُمْ مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّكَ. قَالَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ تِبَاعُهُمْ مِمَّنْ يَكُونُونَ؟ قَالَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ أَصْحَابُ الْمَنَاطِقِ مِنْ وَرَاءِ حنحون دهاقته الصعد وَترك الثَّغْر عَنْ أَصْحَابِ الْحَنَاجِرِ مِنْ غرر وَغورستان. فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ أَي شئ يَمْلِكُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ؟ قَالَ: يَمْلِكُ وَلَدُ الْعَبَّاسِ الْوَبَرَ وَالْمَدَرَ وَالأَحْمَرَ وَالأَصْفَرَ وَالْمَرْوَةَ وَالْمَشْعَرَ وَالصَّفَا وَالْمَنْحَرَ وَالسَّرِيرَ وَالْمِنْبَرَ وَالدُّنْيَا إِلَى الْمَحْشَرِ وَالْملك إِلَى المنشر ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مَنْصُورٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَثَنَا مُحَمَّدُ بن على بن مُحَمَّد الببع حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله النَّجَّارُ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ مُحَمَّد بن عبد الملك حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَقَبَاءٌ أَسْوَدُ وَخُفٌّ أَسْوَدُ وَمَنْطَقَةٌ وَسَيْفٌ مُحَلًّى، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي لَمْ أَرَكَ فِي مِثْلِهِ؟ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا زِيُّ بَنِي عَمِّكَ مِنْ بَعْدِكَ وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو بكر عمر بن عبد الله السَّامِرِيُّ حَدَّثَنَا الْبَاغَنْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِنِينَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ النَّطَّاحِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ على بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي جَدِّي دَاوُدُ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ عِنْدَهُ: يَكُونُ الْمُلْكُ فِي وَلَدِكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِكَ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدثنَا عبيد الله بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَكَنَ بَنُوكَ السَّوَادَ وَلَبِسُوا السَّوَادَ، وَكَانَ شِيعَتُهُمْ أَهْلَ خُرَاسَانَ لَمْ يَزَلِ الأَمْرُ فِيهِمْ حَتَّى يَدْفَعُوهُ إِلَى عِيسَى بن مَرْيَمَ ". وَأما حَدِيث أَبِي مُوسَى: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمدَان حَدثنَا الْحسن

ابْن زَكَرِيَّا حَدثنَا عبيد الله بْنُ تَمَّامٍ وَأَنْبَأَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ غُنَيْمٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ: " أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى ذَوَائِبَهُ مِنْ وَرَائِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح من جَمِيع طرقه. أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَإِن أَحْمَد بْن عَامِر لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ مَحل التُّهْمَة. وَأما حَدِيث جَابِر فَإِن الشاه الْخُرَاسَانِي كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، كَذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ. وَأما طَرِيق أَنَس الأَوَّل: فَإِن عبد الله بْن زِيَاد هُوَ ابْن سَمْعَانَ. قَالَ مَالِك وَإِبْرَاهِيم بْن سَعْد وَيَحْيَى بْن معِين كَانَ كذابا. وَقَالَ السَّعْدِيّ: ذَاهِب. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هُوَ حَدِيث بَاطِل وَرِجَال إِسْنَاده كلهم ثقاة غير الضَّرِير وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ الأَوَّل فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: مُحَمَّد بْن صَالِحٍ يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بأفراده. وَأما طَرِيقه الثَّانِي: فَأَحْمَد بن إِبْرَاهِيم لَيْسَ بشئ، وَأَبُو يَعْقُوبَ مَجْهُول. وَأما حَدِيث أَبِي مُوسَى فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ عبيد الله بْن تَمام عَنْ خَالِد وَهُوَ يروي أَحَادِيث مَقْلُوبَة، وَهُوَ ضَعِيف. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: غنيم لَا يحْتَج بِهِ وَلا بعبيد اللَّه بْن تَمام، وَالْحَسَن زَكَرِيَّا هُوَ الْعَدْوى نسبوه إِلَى جده لِأَنَّهُ الْحسن ابْن عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا، وَقَدْ سبق قَوْلنَا فِيهِ أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب فِي عدد خلفاء بنى الْعَبَّاس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي قَالَ أَنبأَنَا

أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَخِي هِلالٍ الرَّائِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَن جده عَن عبد الله بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطلب: " إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلا، فَقَالَ: هَذَا عَمِّي أَبُو الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعِينَ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَحْمَاهَا مِنْ وَلَدِهِ السَّفَّاحُ وَالْمَنْصُورُ وَالْمَهْدِيُّ يَا عَمِّ بِي فَتَحَ اللَّهُ ابْتِدَاءَ هَذَا الأَمْرِ وَيَخْتِمُهُ بِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِكَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ الغلابى فَإِنَّهُ كَذَّاب. بَاب فِي زِيَادَة ولَايَة بَنِي الْعَبَّاسِ على ولَايَة بنى أُميَّة أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا العتيقي حَدثنَا يُوسُف ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتِمِرُّ الْعُرُوقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَكَّارِ بْنِ عبد الْعَزِيز ابْن أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَلِي بَنِي الْعَبَّاسِ مِنْ كُلِّ يَوْمٍ تَلِيهِ بَنُو أُمَيَّةَ يَوْمَيْنِ وَلِكُلِّ شَهْرٍ شَهْرَيْنِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى بْن معِين بكار لَيْسَ بشئ. بَاب ذكر أَحَادِيث فِي غمض بَنِي الْعَبَّاس الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمَوَيْهِ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " لَمَّا

فُتِحَتْ أَوَانِي خُرَاسَانَ بَكَى عُمَرُ بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، فَدخل عَلَيْهِ عبد الرحمن ابْن عَوْفٍ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِثْلَ هَذَا الْفَتْحِ؟ قَالَ: وَمَالِي لَا أَبْكِي وَاللَّهِ لَوَدَدْتُ أَنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بَحْرًا مِنَ النَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا أَقْبَلَتْ رَايَاتُ وَلَدِ الْعَبَّاسِ مِنْ عِقَاب خُرَاسَان وَجَاءُوا ببغى الإِسْلامِ، فَمَنْ سَارَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بلاشك، وواضعه من لَا يرى لدولة بَنِي الْعَبَّاسِ قَالَ أَبُو مسْهر: عَمْرو بن وَاقد لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَسَانِيد ويروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَزيد بْن وَاقد لَيْسَ بشئ. الحَدِيث الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزق أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَرَوِيّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو سَرَاعَةَ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ فَاسْتَوْصُوا بِالْفَرَسِ خَيْرًا، فَإِنَّ دَوْلَتَنَا مَعَهُمْ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَلا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَأَنْتَ هَاهُنَا حَدَثٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السود من جِهَة الْمشرق فَإِنَّهُ أَوَّلَهَا فِتْنَةٌ وَأَوْسَطَهَا هَرْجٌ وَآخِرُهَا ضَلالَةٌ ". قَالَ الْخَطِيبُ: أَبُو سراعة مَجْهُول وَدَاوُد مَتْرُوك. وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: كَانَ دَاوُد يكذب. وَقد روى ضد هَذَا فأنبأنا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا

الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ فَائْتُوهَا، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ الْمَهْدِيِّ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا نعلم أَن الْحَسَن سَمِعَ من عُبَيْدَة وَلا أَبِي عُمَر، سَمِعَ من الْحَسَن. قَالَ يَحْيَى: عُمَر لَا شئ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد الطَّرَّازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ يَعْنِي السُّلَمِيَّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لأُمَّتِي مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ شَنَّعُوهَا وَأَلْبَسُوهَا ثِيَابَ السَّوَادِ أَلْبَسَهُمُ اللَّهُ ثِيَابَ النَّارَ، هَلاكُهُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ هَذهِ، وَأَشَارَ إِلَى أُمِّ حَبِيبَةَ ". قَالَ الْخَطِيب: لم أكتبه إِلا عَنِ الطرازي وَهُوَ مُنكر، وَيزِيد بْن رَبِيعَة مَتْرُوك الْأَحَادِيث. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: أَحَادِيث يَزِيد مَنَاكِير. وَقَالَ السَّعْدِيّ: أَبَاطيل أَخَاف أَن تكون مَوْضُوعَة. بَاب فَضِيلَة الانصار أَنبأَنَا الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْحَافِظُ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسْلَمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الأَنْصَارَ فَإِنَّهُمْ رَبُّوا الإِسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الفرخ فِي وَكره ".

هَذَا حَدِيث لَا يَصح تفرد بِهِ الموقري. قَالَ أَحْمَد لَيْسَ بشئ. وَقَالَ يَحْيَى كَانَ كذابا. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. بَاب فضل صَحَابِيّ يُقَال لَهُ مكلبة أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ شَاذَانَ حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مَكْلَبَةُ بْنُ مَلْكَانَ قَالَ: " غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ قِتَالا شَدِيدًا حَتَّى حَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ، وَنَزَلُوا عَلَى الْمَاءِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَطْشَانَ قَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ أَوْ يَتَّزِرُ بِرِدَائِهِ وَاسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَخَذْتُ إِدَاوَةً لِي وَمَضَيْتُ فِي طَلَبِ الْمَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ أَرْضًا ذَاتَ رَمْلٍ، فَإِذَا طَائِرٌ يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ شَبْهُ الدَّرَّاجِ أَوِ الصَّحِّ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَطَارَ فَنَظَرْتُ إِلَى مَوْضِعِهِ فَإِذَا نَدَاوَةٌ فَحَفَرْتُ بِيَدِي فَخَرَقْتُ خَرْقًا عَمِيقًا فَنَبَعَ مَاءٌ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَتَوَضَّأْتُ وَمَلأْتُ الإِدَاوَةَ وَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لِي: يَا مَكْلَبَةُ أَمَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ إِلَى إِلَيَّ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَنَاوَلْتُهُ الإِدَاوَةَ فَشَرِبَ حَتَّى رَوِيَ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا مَكْلَبَةُ ضَعْ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِي حَتَّى يَبْرُدَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى فؤاد حَتَّى بَرَدَ، ثُمَّ قَالَ لِي يَا مَكْلَبَةُ عَرَفَ اللَّهُ لَكَ هَذَا فَنَحَّيْتُ يَدِي عَنْ فُؤَادِهِ فَإِذَا هِيَ تَسْطَعُ نُورًا. فَكَانَ مَكْلَبَةُ يُوَارِي يَدَهُ بِالنَّهَارِ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ عَلَيْهِ فَيَتَأَذَّى، فَإِذَا رَآهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ حَسِبَ أَنَّهُ أَقْطَعُ. قَالَ لنا الْمُظَفَّر: فَلَقِيت مكلبة بِاللَّيْلِ فصافحته فَإِذَا يَده تسطع نورا. هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْمُظَفَّر وَكَانَ يزْعم أَن لَهُ مِائَة وتسعا وَثَمَانِينَ سنة وَأشهر، وَيَزْعُم أَن مكلبة من الصَّحَابَة، وَلا يعرف فِي الصَّحَابَة من اسْمه مكلبة.

بَاب سخط إِبْلِيس من أَفعَال هَذهِ الامة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُحْتَسِبُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَمْكَانَ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ لُؤْلُؤٍ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بن عبد الله يَقُولُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى إِبْلِيسَ حَسَنَ السِّحْنَةِ ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذَلِكَ نَاحِلَ الْجِسْمِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الَّذِي أَنْحَلَ جِسْمَكَ وَغَيَّرَ لَوْنَكَ؟ فَقَالَ: خِصَالٌ فِي أُمَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ وَمَا هِيَ؟ قَالَ: صَهِيلُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلاةِ فِي وَقْتِهَا آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مُحْتَسِبًا، وَرجل خَائِف الله، وَرَجُلٌ كَسَبَ كَسْبًا مِنْ حَلالٍ فَوَصَلَ بِهِ ذَا رَحِمٍ مُحْتَاجًا أَوْ ذَا فَاقَةٍ مُضْطَرًّا، وَرَجُلٌ صَلَّى الصُّبْحَ وَجَعَلَ فِي مِحْرَابِهِ وَمَقْعَدِهِ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَاجِيًا. فَتِلْكَ الَّتِي فَعَلَتْ بِي الأَفَاعِيلَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، واتهم أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ عُمَر بْن وَاصل بِوَضْع هَذَا الحَدِيث. بَاب فِي حب الْعَرَب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ: لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنَ عَرَبِيٌّ وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ ". قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا أَصْلَ لَهُ. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يَحْيَى بْن يَزِيدَ يروي المقلوبات عَنِ الْأَثْبَات فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ.

بَاب فِي فضل قُرَيْش أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهلَّبِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي حَدَّثَنِي هِلَال بن عبد الرحمن قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَحَدَّثَنَا عَنْ جَابِرِ بن عبد الله أَنَّ رَجُلا قُتِلَ بِالْمَدِينَةِ لَا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْعَدَهُ اللَّهُ، إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا ". قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَعباد يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ، فَاسْتحقَّ التّرْك. بَاب فِي ذمّ النبط أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجمانى حَدثنَا عبد الرحمن بن مَالك بن مغول عَن سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " رَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَجُلا فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ النَّبَطِ، قَالَ: تَنَحَّ عَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: قَتَلَةُ الأَنْبِيَاءِ وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ، فَإِذَا اتَّخَذُوا الرِّبَاعَ وَشَيَّدُوا الْبُنْيَانَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حرقت حَدِيث عبد الرحمن ابْن مَالِك مُنْذُ دهر. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب فِي فضل الْحَبَشَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ وَاسْتَفْهِمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ مَا آمَنْتَ بِهِ، وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ الَّذِي عَمِلْتَ بِهِ إِنِّي كَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ مَسِيرَةَ أَلْفَ عَامٍ، وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَانَ لَهُ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ. فَقَالَ الرَّجُلُ: كَيْفَ نَهْلِكُ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَمَلِ لَوْ وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ لأَثْقَلَهُ فَتَقُومُ النِّعْمَةُ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عزوجل فَتَكَادُ تَسْتَنْقِذُ ذَلِكَ إِلا أَنْ يَتَطَوَّلَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، ثُمَّ نَزَلَتْ هَذهِ الآيَةُ عَلَيَّ أَتَى إِلَيَّ ملكا كَبِيرا. فَاشْتَكَى الْحَبَشِيَّ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ (1) ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ، وَأَيوب كَانَ فَاحش الْخَطَأ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ أَيُّوب بشئ، وَقَالَ ابْن الْجُنَيْد: هُوَ شَبيه الْمَتْرُوك. بَاب فِي ذكر أويس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَرْزَمِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِكَ رَجُلٌ يَشْفَعُ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ عزوجل فِي عدد ربيعَة وَمُضر فَإِنَّهُ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِكَ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا جِبْرِيلُ مَا اسْمُهُ وَمَا صِفَتُهُ؟ قَالَ: أَمَّا اسْمُهُ فَأُوَيْسٌ " وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين.

_ (1) قَالَ أَبُو عَمْرو والْعَلَاء: يُقَال فاظ الْمَيِّت وَلَا يُقَال فاظت نَفسه. وَقَالَ القراطى يَقُول فاظت نَفسه، وَقيس يَقُول: فاضت نَفسه بالضاد. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ.

قَالَ أَبُو حَاتِم الْبُسْتِيّ: هَذَا خبر بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أسْندهُ ابْن عُمَرَ، وَلا حدث بِهِ نَافِع. وَمُحَمَّد بْن أَيُّوبَ يضع الحَدِيث على مَالِك، لَا يحل كتب حَدِيثُهُ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ وضعُوا خَبرا طَويلا فِي قصَّة أويس من غير هَذهِ الطَّرِيق، وَإِنَّمَا يَصح فِي الحَدِيث عَنْ أويس كَلِمَات يسيرَة جرت لَهُ مَعَ عُمَر وَأخْبرهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَأْتِي عَلَيْكُم أويس فَإِن اسْتَطَعْت أَن يسْتَغْفر لَك فافعل " فَأطَال الْقصاص وأعرضوا فِي حَدِيث أويس بِمَا لَا فَائِدَة فِي الاطالة بِذكرِهِ. بَاب فِي فَضِيلَة على بن الْحُسَيْن أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن الْمُجَلَّى أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْعَرَضِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن يحيى بن عبد الله الصُّولِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ جَابر بن عبد الله وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ وَعَلَّتْ سِنُّهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَمَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَهُوَ صَبِيٌّ الصَّبِيُّ ذَلِكَ، فَقَالَ جَابِرٌ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: ابْنِي مُحَمَّدٌ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَبَكَى وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ، فَقَالَ لَهُ صَحْبُهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَقَبَّلَهُ وَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ: يُولَدُ لابْنِي هَذَا ابْنٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: سَيِّدُ الْعَابِدِينَ، فَيَقُومُ هُوَ، وَيُولَدُ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ إِذَا رَأَيْتَهُ يَا جَابِرُ فَأَقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلامَ مِنِّي، وَاعْلَمْ أَنَّ بَقَاكَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَلِيلٌ، فَمَا لبث جَابِر بعد ذَلِكَ الْيَوْم إِلا بضعَة عشر يَوْمًا حَتَّى

توفى " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْغلابِي. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب فِي فَضِيلَة الْحسن الْبَصْرِيّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْبُخَارِيُّ قَالَ سَمِعت جَابر بن عبد الله الْيَمَامِيَّ يَقُولُ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ الْحسن فَسمِعت الْحسن يَقُول: ولد بنى أُمِّي لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ فَحَمَلُونِي إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَقَالَ: " اللَّهُمَّ نَزِّهْهُ فِي الْعِلْمِ ". قَالَ جَابِر: وَاسم أَبِي الْحَسَن فَيْرُوز، وَهُوَ من موالى أَنَس بْن مَالِك، وَاسم أم الْحَسَن سليمَة. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ جَابِر هَذَا كذابا جَاهِلا بِمَا يَقُوله، بَعِيدٌ الفطنة فِيمَا يختلقه. وَلا يخْتَلف أَهْل الْعلم أَن اسْم أَبِي الْحَسَن يسَار وَاسم أمه خيرة، وَلم يقل أحد إِنَّهُ ولد فِي وَقت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَلَام هَذَا الرجل بَاطِل من كُلّ الْوُجُوه. قَالَ سَهْل بْن شاذويه: رَأَيْت ببخارا ثَلاثَة من الْكَذَّابين: مُحَمَّد بْن تَمِيم الفاريابي وَالْحَسَن بْن شبْل وَجَابِر بن عبد الله اليمامى. بَاب فِي ذمّ يزِيد بن مُعَاوِيَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْح عبد الملك ابْن عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الرَّزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَلَكٍ الأُشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْكُمَيْتِ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بن مَنْصُور ابْن عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ حُيَيٍّ عَنْ أَبِي عبد الرحمن الحبلى عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " كُنَّا بِبَابِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَبُو عُبَيْدَة

وَسَلْمَانُ وَالْمِقْدَادُ وَالزُّبَيْرِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْعُوبًا مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ فَقَالَ: نُعِيتُ إِلَى نَفْسِي، وَذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا ثُمَّ قَالَ: امْسِكْ وَاحْصِ وتنفس السُّعَدَاء، ثُمَّ قَالَ يَزِيدُ: لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي يَزِيدَ الطَّعَّانِ اللَّعَّانِ، أَمَا إِنَّهُ نَعَى إِلَيَّ حَبِيبِي سحلى -[بتخيلى] حُسَيْنٍ أَتَيْتُ بِتُرْبَتِهِ وَأُرِيتُ قَاتِلَهُ، أما إِنَّه لَا يقتل ابين ظَهْرَانَيْ قَوْمٍ وَلا يَنْصُرُوهُ إِلا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ، أَوْ قَالَ بِعَذَابٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ. ولعمري إِن ابْن لَهِيَعَة ذَاهِب الحَدِيث، وَكَذَلِكَ سليم بْن مَنْصُور، وَلكنه من عمل الأُشْنَانِيّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ الاشنانى يكذب. بَاب فِي ذمّ الْوَلِيد أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي الَأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: " وُلِدُ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النِّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمَّيْتُمُوهُ بِالْوَلِيدِ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ، لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ لَهُوَ شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا خَبَرٌ بَاطِلٌ، مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا وَلا رَوَاهُ عُمَرُ وَلا حَدَّثَ بِهِ سَعِيدٌ وَلا الزُّهْرِيُّ وَلا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ لَمَّا كَبَرَ تغير حفظه وَكثر الْخَطَأ فِي حَدِيثِهِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. قَالَ المُصَنّف قلت: فَلَعَلَّ هَذَا قَدْ أَدخل عَلَيْهِ فِي كبره، وَقَدْ رَوَاهُ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْن حَنْبَل: كَانَ إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش يروي عَنْ كُلّ ضرب. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ رَأَيْتُ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنه قَالَ:

سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَإِلا فَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عبد الملك. وَهَذِه الرِّوَايَة لَا أعلم صِحَّتهَا. قَالَ المُصَنّف قلت: فَإِن صحت ودلت على ثُبُوت الحَدِيث. وَالْوَلِيد بْن يَزِيدَ أولى بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ مَشْهُورًا بِالإِلْحَادِ مُبَارِزًا بِالْعِنَادِ، وَإِنَّمَا قَالَ أَسمَاء فراعنتكم لِأَن فِرْعَوْن مُوسَى اسْمه الْوَلِيد. بَاب فِي ذكر وَهْب بْن مُنَبّه وغيلان أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ ح. وأنبأنا إِسْمَاعِيل ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ قَالا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسلم عَن مَرْوَان ابْن سَالِمٍ الْجَزَرِيِّ عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُل يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَبُو حَاتِم الْبُسْتِيّ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. والأحوص كَانَ يروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مَرْوَان لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ الْكسَائي وَالدَّارقطني مَتْرُوك. وَأما الْوَلِيد بْن مُسْلِم فَإِنَّهُ كَانَ يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث هِيَ عِنْد الأَوْزَاعِيّ عَنْ شُيُوخ ضعفاء عَنْ شُيُوخ قَدْ أدركهم الأَوْزَاعِيّ مثل نَافِع وَالزهْرِيّ فَيسْقط أَسمَاء الضُّعَفَاء ويجعلها عَنِ الاوزاعي عَنْهُم. بَاب فِي ذكر أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيّ حَدِيث عَن عبد الرحمن بن عَوْف بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيم بن ترْكَان

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا مَأْمُونُ ابْن أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الجويبارى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مَعْدَانَ الأَزْدِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ، وَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لعَنِ اللَّه وَاضعه، وَهَذِه اللَّعْنَة لَا تفوت أحد الرجلَيْن وهما مَأْمُون والجويباري وَكِلَاهُمَا لَا دين لَهُ وَلا خير فِيهِ كَانَا يضعان الحَدِيث. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مَأْمُون رجَالًا من الرجلَيْن حدث عَمَّن لم يره، وَكَانَ الجويباري كذابا دجالًا يضع عَلَى الَّذِينَ يَرْوِي عَنْهُمْ مَا لم يحدثوه، لَا يحل ذكره فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْجرْح فِيهِ. وَذكر هَذَا الحَدِيث أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ فِي كتاب الْمدْخل إِلَى كتاب الا كليل فَقَالَ قِيلَ لمأمون بْن أَحْمَدَ: أَلا ترى إِلَى الشَّافِعِي وَإِلَى مَنْ تَبِعَ لَهُ بِخُرَاسَانَ فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله فَذكر الحَدِيث، فَبَان بِهَذَا أَن الْوَاضِع لَهُ مَأْمُون الَّذِي لَيْسَ بمأمون. بَاب فِي فضل أَبِي حَنِيفَةَ أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ابْن عَلِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَاسِرٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّنَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ اسْمُهُ النُّعْمَانُ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سِرَاجُ أُمَّتِي ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع تفرد بروايته البورقي. قَالَ وَحدثت عَن أَبى عبد الله الْحَاكِم أَنَّهُ قَالَ: وضع أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البورقي من الْمَنَاكِير عَن الثقاة

مَا لَا يُحْصى وأفحشها هَذَا الحَدِيث: " سَيكون فِي أُمَّتِي رَجُل يُقَالُ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ سراج أُمَّتِي ". هَكَذَا حدث بِهِ فِي بِلَاد خُرَاسَان ثُمَّ حدث بِهِ بالعراق بِإِسْنَاد، وَزَاد فِيهِ أَنَّهُ قَالَ: " وَسَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، فِتْنَتُهُ عَلَى أُمَّتِي أَضَرُّ مِنْ إِبْلِيسَ ". حَدِيث آخر فِي فضل أَبى حنيفَة: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يزِيد بن عبد الله السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ اسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَيُكْنَى أَبَا حَنِيفَةَ، لَيُحْيِيَنَّ دِينَ اللَّهِ وَسُنَّتِي عَلَى يَدَيْهِ ". قَالَ الْخَطِيب: لم أكتبه إِلا من هَذَا الْوَجْه وَهُوَ بَاطِل مَوْضُوع، وَمُحَمّد ابْن يَزِيدَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَسليمَان بْن قَيْس وَأَبُو الْمُعَلَّى مَجْهُولَانِ، وأَبَان يرْمى بِالْكَذِبِ. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: مُحَمَّد بْن يَزِيدَ يسرق الْأَحَادِيث وَيزِيد فِيهَا وَيَضَع قَالَ وَقَدْ روى الجويباري عَنْ أَبِي يَحْيَى الْمعلم عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَال لَهُ النُّعْمَان بْن ثَابِت يكنى أَبَا حَنِيفَةَ يجدد اللَّه سنتي على يَدَيْهِ ". والجويباري كَذَّاب وَضاع. وروى سُلَيْمَان بْن عِيسَى من حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَال لَهُ النُّعْمَان بْن ثَابِت يكنى أَبَا حَنِيفَةَ يَحْيَى اللَّه على يَدَيْهِ ديني وسنتي ". الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ سُلَيْمَان. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: كَانَ كذابا. وَقَالَ ابْن عدى يضع الحَدِيث.

بَاب فِي ذكر مُحَمَّد بن كرام أخْبرت عَن أَحْمد بن عَليّ بن مهار الْخَوَارِزْمِيّ أَنبأَنَا أيو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ مَحْمِشَاذَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن حَدثنَا خِدَاش بن عبد الله الشَّامي عَن أَبِيه عَن عبد الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " يجِئ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كِرَامٍ، يُحْيِي السُّنَّةَ، وَالْجَمَاعَةَ هِجْرَتُهُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، كَهِجْرَتِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق بْن محمشاذ. قَالَ أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْنِ مهبار كَانَ إِسْحَاق بْن محمشاذ كذابا يضع الحَدِيث على مَذْهَب الكرامية، وَله كِتَاب مُصَنف فِي فَضَائِل مُحَمَّد بْن كرام كُله كذب مَوْضُوع. وَاعْلَم أَن من شم ريح الْعلم يعلم أَن هَذهِ الْأَحَادِيث فِي مدح أَبِي حَنِيفَةَ وَابْن كرام وذم الشَّافِعِي وَنَحْوهَا مَوْضُوعَة، غير أَنَا نَخَاف من عامى جَاهِل يَقُولُ هِيَ فِي كِتَاب بِإِسْنَاد، فَلهَذَا يقْدَح فِي رواتها. وَاعْلَم أَن ابْن كرام أَصله من نواحي سجستان وَكَانَ يتعبد ويتقشف فصدرت مِنْهُ أَقْوَال تركبت من شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا الْإِعْجَاب بِالنَّفسِ الْمُوجب لترك مجالسة الْعلمَاء، وَالثَّانِي التعلل المثير للماليخوليا، وَكَانَ يَقُولُ الْإِيمَان قَول فَمن أقرّ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤمن حَقًا وَإِن اعْتقد بِقَلْبِه الْكفْر فِي أَشْيَاء طريفة، فنفى إِلَى نيسابور فَافْتتنَ بتزهده جمَاعَة فنفى، فَمضى إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ يُجَالس الجويباري وَمُحَمَّد ابْن غنيم السَّعْدِيّ وَكَانَا يضعان الحَدِيث فَيَأْخُذ عَنْهُمَا.

بَاب ذكر الاماكن فِي الْفَضَائِل والمثالب بَاب فِي مدح مدن وذم مدن أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سَكِينَةَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا: مَكَّةُ والْمَدِينَةُ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ وَدِمَشْقُ وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ النَّارِ فِي الدُّنْيَا: الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَالطَّيْرَانِيَّةُ وَأَنْطَاكِيَّةُ وَالْمُحْتَرِقَةُ وَصَنْعَاءُ، وَإِنَّ مِنَ الْمِيَاهِ الْعَذْبَةِ وَالرِّيَاحِ اللَّوَاقِحِ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: الْوَلِيد لَيْسَ بشئ. وَقَالَ يحيى: كَذَّاب. بَاب فضل جدة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدبيلى حَدثنَا عبد الحميد بْنُ صُبَيْحٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن الْبَيْلَمَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَفْضَلُ الرفاط رِبَاطَ جُدَّةَ ". حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ خَالِد حَدثنَا عبد الملك بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ من أَبْوَاب الْجنَّة

مُفَتَّحَةٌ فِي الدُّنْيَا، أَوَّلُهُنَّ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ وَعَسْقَلانَ وَقَزْوِينَ، وَفَضْلُ جُدَّةَ عَلَى هَؤُلاءِ كَفَضْلِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ عَلَى سَائِرِ الْبُيُوتِ ". هَذَانِ حديثان لاصحة لَهما. أما الأَوَّل فَفِيهِ مُحَمَّد بن عبد الرحمن. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: حدث عَنْ أَبِيه شَبِيها ثمنين حَدِيثا كلهَا مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأما الثَّانِي فَقَالَ يحيى: عبد الملك بْن هَارُون كَذَّاب. وَقَالَ السَّعْدِيّ: دجال كَذَّاب. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يضع الحَدِيث. بَاب فِي فضل عسقلان فِيهِ عَنِ ابْن عُمَرَ وَأنس وعَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُم. أما رِوَايَة ابْن عُمَرَ فلهَا طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ غَيْلانَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الزيات حَدثنَا بشير ابْن مَيْمُون عَن عبد الله بْنِ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ يَوْمًا وَصَلَّى عَلَيْهَا فَأَكْثَرَ الصَّلاةَ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: مَقْبَرَةُ شُهَدَاءِ عَسْقَلانَ يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْجُعْفِيُّ عَنْ عَطَاءٍ وَنَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَقْبَرَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَقْبَرَةٍ هَذهِ؟ فَقَالَ: هِيَ مَقْبَرَةٌ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ يُقَال لَهَا عسقلان يفتحا نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفَ شَهِيدٍ، يَشْفَعُ الرَّجُلُ فِي مِثْلِ دَوْسَعَةَ وَمُضَرَ، وعروس الْجنَّة عسقلان ".

وَأما حَدِيث أَنَس فَلهُ ثَلاث طرق: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحصين أَنبأَنَا أَبُو على ابو الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالك حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْ أَبِي عَقَالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يُبْعَثُ مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَيُبْعَثُ مِنْهَا خَمْسُونَ أَلْفًا شُهَدَاءَ وُفُودًا إِلَى الله عزوجل، وَبهَا صُفُوف الشُّهَدَاء رؤوسهم مُقَطَّعَةٌ فِي أَيْدِيهِمْ تَثُجُّ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، يَقُولُونَ رَبَّنَا آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَيَقُولُ: صَدَقَ عَبِيدِي اغْسِلُوهُمْ بِنَهَرِ الْبَيْضَةِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا نُقْيًا بِيضًا، فَيَسْرَحُونَ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا ". عُمَر بْن مُحَمَّد هُوَ ابْن زيد بن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا على بن عبيد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَنَّا وَعبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ قَالُوا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سُلَيْمَانَ وَرَّاقُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبُو عَقَالٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ يَبْعَثُ اللَّه مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا وُفُودًا شُهَدَاءَ إِلَى اللَّهِ، وَبِهَا صُفُوف الشُّهَدَاء تقطع رؤوسهم فِي أَيْدِيهِمْ، فَتَثُجُّ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، يَقُولُونَ رَبَّنَا آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَيَقُولُ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: صَدَقَ عَبِيدِي، اغْسِلُوهُمْ بِنَهَرِ الْبَيْضَةِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا بيضًا نقا وَيَنْزِلُونَ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا "، وَفِي حَدِيث آخر: والعروس الْأُخْرَى الاسكندرية.

الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ابْن الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيِّ عَنْ أَبِي عِقَالٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَسْقَلانُ أَحَدُ العروسين يبْعَث الله عزوجل مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ شَهِيد ". وَأما حَدِيث عَائِشَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحسن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا السختيانى حَدثنَا سِنَان بن فَروح حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ عَنْ عَطاء قَالَ: " سألتنى عَائِشَةَ عَنْ عَسْقَلانَ فَقَالَتْ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ فَخَرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ فَأَدْرَكَتْنِي الْغِيرَةُ فَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ مَقْبرَة أكْرم على الله عزوجل مِنَ الَّذِي رَأَيْتُ إِلَى أَنْ تَكُونَ مَقْبَرَةُ عَسْقَلانَ. قُلْتُ: وَمَا مَقْبَرَةُ عَسْقَلانَ؟ قَالَ: رِبَاطٌ لِلْمُسْلِمِينَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّه مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أَلْفَ شَهِيدٍ، لِكُلِّ شَهِيدٍ شَفَاعَةٌ لأَهْلِ بَيْتِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث ابْن عُمَرَ فطريقه الأَوَّل بِشْر بْن مَيْمُون. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: اجْتمع النَّاس على طرح حَدِيثه، وَقَالَ أَحْمَد: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ السَّعْدِيّ: غير ثِقَة. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي حَمْزَة بْن أَبِي حَمْزَةَ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ مطروح الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ يُسَاوِي فِلْسًا، وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عدى: يضح الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: يتفرد عَن الثقاة الموضوعات، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ. وَأما حَدِيث أَنَس فَجَمِيع طرقه تَدور على أَبِي عقال واسْمه هِلَال بن يزِيد ابْن يسَار. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَنْ أَنَسٍ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً مَا حدث بهَا قطّ،

لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ نَافِع أَبُو هُرْمُز. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب: وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب فِي فَضِيلَة عسقلان والاسكندرية وقزوين أَنبأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ قَالَ رَوَى عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أَبى سَلمَة حَدثنَا عبد الله بْنُ عِمْرَانَ الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ حَمَّادٍ الأَصْبَهَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحَوِّلُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَ قُرًى مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ تُزَفُّ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ: عَسْقَلانُ والاسكندرية وَقَزْوِينُ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عُمَر بْن صبح يضع الحَدِيث على الثقاة. حَدِيث فِي فضل قزوين خَاصَّة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ المفومى أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِر أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَحْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَهْ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الآفَاقُ وَسَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينَ، مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَمُودٌ من ذهب، على زبزجدة خَضْرَاءُ، عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى كُلِّ مِصْرَاعٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ فِيهِ، فَأول من فِيهِ من الضُّعَفَاء يَزِيد بْن أَبَان. قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنْهُ، وَقَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب عَنهُ شئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنهُ.

وَالثَّانِي الرَّبِيع بْن صبيح. قَالَ عَفَّان أَحَادِيثه كلهَا مَقْلُوبَة وَضَعفه يَحْيَى، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لم يكن الحَدِيث من صناعته فَوَقَعت الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه من حَيْثُ لَا يشْعر. وَالثَّالِث دَاوُد بْن المحبر. قَالَ أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ: هُوَ شبه لَا شئ، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ ذهب حَدِيثه، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: غير ثِقَة، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ على الثقاة. قَالَ المُصَنّف قلت: وَلا أتهم بِوَضْع هَذَا الحَدِيث غَيره. وَالْعجب من ابْن ماجة مَعَ علمه كَيْفَ اسْتحلَّ أَن يذكر هَذَا من كِتَاب السّنَن وَلا نتكلم عَلَيْهِ، أتراه مَا سَمِعَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " من روى عَنى حَدِيثا يرى أَنه كذبا فَهُوَ أحد الْكَذَّابين "، أما علم أَن الْعَوَّامِ يَقُولُونَ لَوْلَا أَن هَذَا صَحِيح مَا ذكره مثل ذَلِكَ الْعَالم فيعملون بِمُقْتَضَاهُ، وَلَكِن غلب الْهَوَاء بالعصبية للبلد والوطن. بَاب فِي فضل نَصِيبين أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ مَرْوَانَ الْفِهْرِيُّ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عبد الرحمن الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُفِعَتْ لِيَ الأَرْضُ فَرَأَيْتُ مَدِينَةً أَعْجَبَتْنِي، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ أَيُّ مَدِينَةٍ هَذهِ؟ قَالَ: نَصِيبِينَ، فَقُلْتُ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَتْحَهَا وَاجْعَلْ فِيهَا لِلْمُسْلِمِينَ بَرَكَةً ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. وَعبد السَّلَام لَا يعرف. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مُحَمَّد بْن كَثِير يروي عَنِ اللَّيْث وَغَيره الاباطيل وَالْبَلَاء مِنْهُ. بَاب فِي فضل أنطاكية أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بن

قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمٍ الْحلَبِي حَدثنَا عبد الله بْنُ السَّرِيّ الْمَدَايِنِيُّ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازِ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْجَوْنِيِّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ لِلرُّومِ مَدِينَةً مِثْلَ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَنْطَاكِيَّةُ، وَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَطَرًا مِنْهَا. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، وَذَلِكَ أَنَّ فِيهَا التَّوْرَاةَ وَعَصَى مُوسَى وَرَضْرَاضَ الأَلْوَاحِ وَمَائِدَةَ سُلَيْمَان فِي غَار من غير انها، مَا مِنْ سَحَابَةٍ تُشْرِقُ عَلَيْهَا مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ إِلا أَفْرَغَتْ فِيهَا مِنَ الْبَرَكَةِ فِي ذَلِكَ الْوَادِي، وَلا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَسْكُنَهَا رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يُشْبُهُ خَلْقُهُ خَلْقِي وَخُلُقُهُ خُلُقِي، يَمْلأُ الدُّنْيَا قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ ابْن حبَان: عبد الله بْن السَّرِيّ يروي عَنْ أَبِي عِمْرَان الْجونِي الْعَجَائِب الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة، لَا يحل ذكره إِلا على سَبِيل الْأَخْبَار عَن أمره. بَاب فِي ذمّ مصر أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عبد الله بْنِ مَنْدَهْ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا مُطَهَّر بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ بَعْدِي فَانْزِعُوا خَيْرَهَا وَلا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا، فَإِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا ". قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: وَهَذَا حَدِيث مُنكر جدا، وَقَدْ أعاذ اللَّه أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ مُوسَى بْن عَلِيّ أَن يحدث بِمثل هَذَا، وَلم يحدث بِهِ إِلا مطهر بْن الْهَيْثَمِ، ومطهر مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ

الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدثنَا عبد الله بن زِيَاد أَحْمد بن عبد الرحمن حَدثنَا عمى عبد الله قَالَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الأَخْنَسِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْعِرَاقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا. وَدَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ حَتَّى بَلْغَ مَيْسَانَ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّةً ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما عقيل بْن خَالِد فَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيّ: يروي عَنِ الزُّهْرِيّ أَحَادِيث مَنَاكِير وَيُقَال إِن كِتَاب سَلامَة بْن رَوْح عَنْ عقيل هُوَ كِتَاب مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ انْقَلب على أَهْل الشَّام. وَأما يَحْيَى بْن أَيُّوبَ فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بالقوى. وَأما ابْن لَهِيَعَة فمطروح الحَدِيث. وَأما أَحْمد بن عبد الرحمن فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ كذابا. بَاب فضل بلدان شَتَّى من خُرَاسَان أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البيهقى أَنبأَنَا عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " لَمَّا فُتِحَتْ خُرَاسَانَ وَتَطَاوَلَتْ إِلَيْهَا الْعَسَاكِرُ اجْتَمَعَتْ بِأَذْرَبِيجَانَ وَالْجِبَالَ ضَاقَ ذَرْعُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا لِي ولخراسان وَمَا لخراسان ومالى، وَدِدْتُ أَنّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جبالا من برد وجبال مِنْ نَارٍ وَأَلْفَ سَدٍّ كُلُّ سَدٍّ مِثْلُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ. فَقَالَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ لاسلام: مهلا يَا ابْن الْخَطَّابِ، هَلْ أُتِيتَ بِعِلْمِ مُحَمَّدٍ، أَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا مروا، أَسَّسَهَا أَخِي ذُو الْقَرْنَيْنِ، وَصَلَّى فِيهَا عُزَيْر

أَنْهَارُهَا سِيَّاحَةٌ وَأَرْضُهَا فَيَّاحَةٌ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ يَدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا الآفَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الطَّالَقَانُ وَإِنَّ كُنُوزَهَا لَا ذَهَبٌ وَلا فِضَّةٌ، وَلِكَّنْ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ يَقُومُونَ إِذَا قَامَ النَّاسُ وَيَنْصُرُونَ إِذَا فَشِلَ النَّاسُ. وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمِديَنَةً يُقَالُ لَهَا الشَّاشُ، الْقَائِمُ فِيهَا وَالنَّائِمُ كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمِديَنَةً يُقَالُ لَهَا بُخَارَى، وَإِنَّ رَجَالَ بُخَارَى آمِنُونَ مِنَ الصَّرْخَةِ عِنْدَ الْهَوْلِ إِذَا فَزِعُوا، مُسْتَبْشِرِينَ إِذَا حَزِنُوا، فَطُوبَى لِبُخَارَى، يَطَّلِعُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِطَّلاعَةً، فَيَغْفِرُ لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ، وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ مِنْهُمْ، وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالَ لَهَا سَمَرْقَنْدُ، بَنَاهَا الَّذِي بَنَى الْحِيرَةَ، يَتَحَامَى اللَّهُ عَنْ ذويهم وَيسمع ضوضاهم، وَيُنَادِي مُنَادٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ: طِبْتُمْ وَطَابَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ فَهَنِيئًا لِسَمَرْقَنْدَ وَمَنْ حَوْلَهُ آمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ أطاعوا. ثمَّ قَالَ على: يَا ابْن الْكواء كم بَين بوسنج وَهَرَاةَ؟ قَالَ: سِتُّ فَرَاسِخَ، قَالَ: لَا بَلْ تِسْعُ فَرَاسِخَ لَا تَزِيدُ مِيلا وَلا تَنْقُصُ، كَذِلِكَ أَخْبَرَنِي خَلِيلِي وَحَبِيبِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هُنَاكَ مَدِينَةً بِخُرَاسَانَ يُقَالُ لَهَا طُوسُ، وَأَيُّ رِجَالٍ بِطُوسَ مُؤْمِنُونَ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، يَقُومُونَ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ، وَيُحْيُونَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا خُوَارِزْمُ وَالنَّائِمُ فِيهَا كَالْقَائِمِ فِي أَطْوَلِ أَيَّام الصَّيف لما ينحاوهم بَنُو قَفْطُورَا. وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا جُرْجَانُ، طَابَ زَرْعُهَا، وَاخْضَرَّ سَهْلُهَا وَجَبَلُهَا، وَكَثُرَتْ مِيَاهُهَا، وَاتَّسَعَتْ بِعِبَادِ اللَّهِ مَأْكَلَتُهَا، يَتَّسِعُونَ إِذَا ضَاقَ النَّاسُ، وَيَضِيقُونَ إِذَا وَسَّعُوا، فَهُمْ بَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ وَإِلَى طَاعَتِهِ يَتَسَارَعُونَ، فَطُوبَاهُمْ ثُمَّ طُوبَاهُمْ إِنْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا. وَإِنَّ لِلَّهِ بِخُرَاسَانَ لَمِديَنَةً يُقَالُ لَهَا قُومَسُ، وَأَيُّ رِجَالٍ بِقُومَسَ. وَذكر مافى الْحَدِيثِ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَلِيُّ إِنَّكَ لَفَتَّانٌ. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ أُلْقِيَ حَجَرَانِ

مِنَ الْجَوِّ لَقَالَ النَّاسُ: هَذَا فِعْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ عُمَرُ: وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ بُعْدَ مَا بَيْنَ بَلْقَا ". هَذَا حَدِيث لَا يشك فِي وَضعه. وَأَبُو عصمَة اسْمه نُوح بْن أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سقط اسْمه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب فِي ذكر الْبَصْرَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَرْبِيٍّ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ سَيُمَصِّرُونَ أَرْضًا وَيُمَصِّرُونَ مِصْرًا يُقَالُ لَهَا الْبَصْرَةُ. قَالَ: أَنْتَ أَتَيْتَهَا فَسَكَنْتَ فِيهَا فَأَحْيَيْتَ مَسْجِدَهَا وَسُوقَهَا وَقَبْضَهَا، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَسَيَكُونُ خَسْفٌ وَمَسْخٌ. قَالَ أَنَس: فَمن هَاهُنَا سكنت الْقصر ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ عَبْدَانَ: كَانَ عمار يكذب. بَاب فِي ذكر بَغْدَاد قَدْ رويت أَحَادِيث فِي ذمها من طَرِيق عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَحُذَيْفَةَ وَأنس وجريرا. أما الرِّوَايَة عَنْ على عَلَيْهِ السَّلامُ فلهَا ثَلاثَة طرق: الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْبَأَنَا شُجَاعُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَن

يحيى بن عبد الله بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ، يَعْنِي الْغَلابِيَّ، وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْجُعَيْفِيُّ عَنْ نَائِلٍ عَنْ نَجِيحٍ عَنْ عَمْرو ابْن شِمْرٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالا قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ سَمِعْتُ حَبِيبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ لِبَنِي عَمِّي مَدِينَةٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةَ يُشَدُّ فِيهَا بِالْخَشَبِ وَالآجُرِّ وَالْجَصِّ وَالذَّهَبِ، يَسْكُنُهَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ وَجَبَابِرَةِ أُمَّتِي، أَمَّا إِنَّ هَلاكَهَا عَلَى يَدَيِ السُّفْيَانِيِّ، كَأَنِّي بِهَا وَاللَّهِ قَدْ صَارَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى ح. وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُنَادِي قَالَ ذُكِرَ فِي إِسْنَادٍ شَدِيدِ الضَّعْفِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَكُونُ مَدِينَةٌ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ يَكُونُ فِيهَا مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ وَهِيَ الدَّوْرَاءُ، يَكُونُ فِيهَا جُعُبٌ مُقَطَّعَةٌ، تُسْبَى فِيهَا النِّسَاءُ، وَتُذْبَحُ فِيهَا الرِّجَالُ كَمَا تُذْبَحُ الْغَنَمُ. قَالَ أَبُو قَيْسٍ قُلْتُ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لم سَمَّاهَا الدوراء؟ قَالَ: لِأَن الْحَرْب تَدور فِي جوانبها حَتَّى تطبقها ". وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ زَنْجَوَيْهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّبَّادُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعِيشَ الْحُبُلِيُّ الْعَسْكَرِيُّ أَبُو السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَكُونُ وَقْعَةٌ بَيْنَ زَوْرَاءَ، قَالُوا: وَمَا الزَّوْرَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَدِينَةٌ بَيْنَ أَنْهَارٍ فِي أَرض جوجى،

يَسْكُنُهَا جَبَابِرَةُ أُمَّتِي، تُعَذَّبُ بِأَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ: بِخَسْفٍ وَمَسْخٍ وَقَذْفٍ. قَالَ الْبَرْقَانِيّ: وَلم يذكر الرَّابِع ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ كُوَيْهٍ الإِمَامُ بأصفهان حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُطَهَّرٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ ح. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسَتَرِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا هَّمَامُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ الْمُؤَّذِنُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَهَّرٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ السِّيرَافِيُّ فَقَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: لَسْتُ أحَدثك حَتَّى تضمن لن أَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَغْدَادَ، فَضَمِنْتُ لَهُ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ وَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الْجَدِيدَةِ ". وَأما حَدِيث جرير فَلهُ سِتَّة عشر طَرِيقا:

الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن على ابْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَسْأَلُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَهُ عَاصِمٌ وَأَنَا حَاضِرٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ وقطر بل وَالصَّرَاةَ تُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا لَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ فِي الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ نُوحٍ النَّهْرَوَانِيُّ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَةَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ تَمِيمٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: " مَرَّ جَرِيرُ بن عبد الله بِقَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَقِيلِ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ أَلا تَنْزِلُ فَتُصِيبُ مِنَ الْغَذَاءِ، قَالَ فَضَرَبَ خاصرة فرسه بسطوه، وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَمْصَارُ وَجَبَابِرَتُهَا، يُخْسَفُ بِهَا وَبِمَنْ فِيهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرخوة ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الملك بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بَنْجَابَ الطَّيَّبِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُور السَّلُولِيُّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَسَأَلَهُ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَة بَين قطربل والصراة

وَدِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ، يَخْرُجُ بِهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ، يُجْبَى إِلَيْهِمُ الْخَرَاجُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِعْوَلِ فِي الأَرْضِ النَّحْرَةِ أَوِ الرِّخْوَةِ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا الْحسن ابْن على بن عبد الله الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدثنَا عمار ابْن سَيْفٍ الضَّبَّيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَهُ بِقُطْرُبُلَ فَقَالَ: مَا هَذهِ؟ قَالَ: قُطْرُبُلُ، قَالَ: فَضَرَبَ بَطْنَ فَرَسِهِ حَتَّى وَقَفَ خَارِجًا مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُلَ، يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهُنَّ تُخْسَفُ بِأَهْلِهَا، فَلَهُنَّ أَسْرَعُ هَوْنًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ " قَالَ عَمَّار سمعته يحدث بِهِ رجلا. قَالَ أَبُو غَسَّان فَقُلْتُ لَهُ أَنَا سُفْيَان، فَقَالَ: قَدْ أَخذ على أَلا أُسَمِّيهِ وَلم يقل لِي قَالَ عَمَّار فشككت فِي بعضه فقومني فِيهِ، وَقَدْ حفظت إِسْنَاده من عَاصِم والْحَدِيث إِلَّا الشئ. الطَّرِيق الْخَامِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيّ ح. وأنبأنا عبد الرحمن قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الْمعدل حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ وَعُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ قَالا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ جَرِيرِ بن عبد الله بِقُطْرُبُلَ فَقَالَ: مَا اسْمُ هَذهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ قُلْتُ: قُطْرُبُلُ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الدُّجَيْلِ، قَالَ قُلْتُ: دُجَيْلٌ، قَالَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى دِجْلَةَ قَالَ قُلْتُ: دِجْلَةَ، قَالَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الصَّرَاةِ، قَالَ قُلْتُ: ذَاكَ يُسَمَّى الصَّرَاةُ. قَالَ

سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَين دجلة ودجيل وقطربل والصراط يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ وَجَبَابِرَتُهَا يُخْسَفُ بِأَهْلِهَا فَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ " لفظ حَدِيث إِدْرِيس. الطَّرِيق السَّادِس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْمُؤَذِّنُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوثَر حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِر عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَن جرير بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجَيْلِ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ هِيَ أَسْرَعُ خَسْفًا مِنَ السَّكَّةِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ". الطَّرِيق السَّابِع: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا الْحسن ابْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مخلد الجوهرى حَدثنَا أَحْمد ابْن مُوسَى السَّطَوِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ بِرَفْعِهِ قَالَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةَ، لأَهْلُهَا أَسْرَعُ هَلاكًا فِي الأَرْضِ مِنَ السَّكَّةِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ لرخوة ". الطَّرِيق الثَّامِن: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُبَابِ الدَّلالُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِي حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجْيَلٍ والصراة وقطربل يجمع فِيهَا

خَزَائِنُ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِهَا، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنْ الْحَدِيدِ أَوِ الْحِدَيدَةِ فِي الأَرْضِ الخوارة ". الطَّرِيق التَّاسِع: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَعْيَنُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ خَسْفٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ مَا بَيْنَ جَبَابِرَةٍ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ فَلَهِيَ أَسْرَعُ بِهِمْ هَرَبًا مِنَ الْوَتَدِ الْيَابِسِ فِي الأَرْضِ الرَّطِبَةِ ". الطَّرِيق الْعَاشِر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا على ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ يَقُولُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو: وَلا أَعْلَمُ رَوَى أَبُو عُثْمَانَ عَن جرير غير هَذَا. الطَّرِيق الحادى عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِشْكَابَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالدُّجْيَلِ لَهِيَ أَسْرَعُ خَرَابًا مِنَ السَّكَّةِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ". الطَّرِيق الثَّانِي عشر: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْوَرَّاقُ حَدثنَا على بن أَحْمد ابْن نُوحٍ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عبد الرحمن شَاذَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ جرير بِالتَّلِّ والتلول قَالَ: أَيْنَ دِجْلَةُ؟ فَقُلْتُ: هَذهِ، فَقَالَ: أَيْنَ الدُّجَيْلُ، فَقُلْتُ: هَذهِ، فَقَالَ: أَيْنَ قُطْرُبُلُ؟ قُلْتُ: هَذهِ، فَقَالَ لِي: النَّجَا النَّجَا ارْتَحِلِ ارْتَحِلْ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةِ يُجْبَى إِلَيْهَا خَزَائِنُ الأَرْضِ لَهِيَ أَشَدُّ خَرَابًا مِنَ الْمُرُودِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ". الطَّرِيق الثَّالِث عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بكر أَنبأَنَا عبد الله بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان عبد الله بْنُ سُفْيَانَ الْغُدَانِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ دِجْلَةُ وَنَهْرٍ يُقَالُ دُجَيْلٌ وَنَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ يَجْتَمِعُ فِيهِ مُلُوكُ أَهْلِ الأَرْضِ وَجَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ وَخَزَائِنُ أَهْلِ الأَرْضِ لَهِيَ أَشَدُّ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنَ السَّكَّةِ الْحَدِيدَةِ ". الطَّرِيق الرَّابِع عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَعَلِيُّ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الأَهْوَازِيَّانِ قَالا حَدثنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: أَحَدَّثَكَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: نَعَمْ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ نَزَلَ جرير بن عبد الله الْبَجَلِيُّ قُطْرُبُلَ فَقَالَ: أَيُّ نَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: دجلة ودجل، فَقَالَ: هَا هُنَا نَهْرٌ سِوَى هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ أَسْفَلَ مِنْهُ بِفَرْسَخَ، فَقَالَ: الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَة بَين

نهرين يُقَال لَهَا دِجْلَةُ وَدُجَيْلٌ، وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ الصَّرَاةُ، يَجْتَمِعُ فِيهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَكُنُوزُ الأَرْضِ، لَهِيَ أَسْرَعُ رُسُوخًا فِي الأَرْضِ مِنْ سَكَّةِ حَدِيدٍ. فَقَالَ عَبْد الرَّزَّاقِ: نعم من حَدثَك بِهَذَا عني؟ فَقَالَ: أَحْمَد بْن دَاوُدَ. قَالَ: نعم مَا حدثت بِهِ غَيره وَلَا أحدث بِهِ غَيْرك. الطَّرِيق الْخَامِس عشر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر أَبُو الْحُسَيْن حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ ذكراني حَدِيث عبد الرحمن الْمُحَارِبِيَّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالصَّرَاةِ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ، يُجْبَى إِلَيْهَا كُنُوزُ الأَرْضِ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهَا كُلُّ إِنْسَانٍ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذَهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدَةِ الْمُحْمَاةِ فِي الأَرْضِ الْخَوْرَاءِ " فَقَالَ: كَانَ الْمحَاربي جَلِيسا لسيف بْن مُحَمَّد، فأظنه سَمعه مِنْهُ. الطَّرِيق السَّادِس عشر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبَّيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَرِيرٍ بِقُطْرُبُلَ فَأَسْرَعَ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُلَ وَالصَّرَاةُ، يُجْبَى إِلَيْهَا الْخَرَاجُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهَا، أَسْرَعُ فِي الأَرْضِ مِنَ الْمِعْوَلِ فِي الأَرْضِ الرِّخْوَةِ ". قَالَ عَمَّار: سمعته يحدث فِي مجْلِس سُفْيَان وأعانني على بغضه. هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أصل لَهُ. أما حَدِيث على فَفِي طَرِيقه الأَوَّل مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا الْغلابِي. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ:

كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَفِيهِ عَمْرو بْن شمر. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ زائغ كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على جِهَة التَّعَجُّب. وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَقَدْ صرح ابْن المنادى بِشدَّة ضعفه وَلا يعول عَلَيْهِ. وَأما حَدِيث حُذَيْفَةَ فَفِيهِ عَمْرو بْن يَحْيَى. قَالَ أَبُو نُعَيْم الأَصْفَهَانِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هُوَ وَغَيره من الْأَحَادِيث كلهَا واهية الْإِسْنَاد غير مَحْفُوظَة الْمُتُون إِلا من طَرِيق لَا تثبت بِهِ حجَّة. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل وَالثَّانِي صَالِح بْن بَيَان. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مَتْرُوك. قَالَ الْخَطِيب: صَالِح بْن بَيَان ضَعِيف وَهَمَّام بْن مُسْلِم مَجْهُول. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ حَدِيث مُنكر. وَأما حَدِيث جرير فَفِي طرقه الْأَرْبَعَة الأَوَّل عَمَّار بْن سيف. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: كَانَ مغفلا وَمَا أصَاب هَذَا الحَدِيث إِلا على ظهر كِتَاب. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وفى طَرِيقه السادى مُحَمَّد بْن جَابِر. قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ: لَا يُحَدَّثُ عَنْهُ إِلا شَرّ مِنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِي طَرِيقه السَّابِع أَبُو شِهَاب الحناط، وَكَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لَا يرضاه، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَحسب أَنَّهُ وَقع إِلَيْهِ حَدِيث عَاصِم من جِهَة عَمَّار بْن سيف أَو سيف ابْن مُحَمَّد أَو مُحَمَّد بْن جَابِر، فَرَوَاهُ عَنْ عَاصِم مُرْسلا، لِأَن الْحَسَن بْن الرَّبِيع لم يذكر أَبَا عَاصِم إِنَّمَا قَالَ عَنْ عَاصِم. وَأما طَرِيقه الثَّامِن وَالتَّاسِع ففيهما عَمَّار بْن سيف، وَقَدْ سبق الْكَلَام فِيهِ. وَأما طَرِيقه الْعَاشِر فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بْن أَبَان. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حدث بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة، وَقَالَ الْبُخَارِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَفِي طَرِيقه الْحَادِي عشر عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبَان. قَالَ أَحْمَد: تركته، وَقَالَ يحيى:

لَيْسَ بشئ كَذَّاب. وَفِي طَرِيقه الثَّانِي عشر إِسْمَاعِيل بْن نجيح، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: يروي عَنِ الثَّوْرِيّ وَغَيره غرائب مَنَاكِير. قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْن عقدَة: هُوَ ضَعِيف ذَاهِب. وَفِي طَرِيقه الثَّالِث عشر أَبُو سُفْيَان عبيد الله بْن سُفْيَانَ. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب. وَفِي طَرِيقه الرَّابِع عشر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيّ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير عَن الثقاة وينسخ عجائب. وَفِي طَرِيقه الْخَامِس عشر الْمحَاربي (1) ، وَقَدْ ذكرنَا عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل أَنَّهُ قَالَ: الْمحَاربي جَلِيسا لسيف بْن مُحَمَّد، وَكَانَ سيف كذابا، فأظنه سَمعه مِنْهُ. قَالَ أَحْمَد: وكل من كذب بِهَذَا الحَدِيث عَنْ سُفْيَان فَهُوَ كَذَّاب وَقَالَ عبد الله بْن أَحْمَدَ: سُئِلَ أَبِي عَنْ حَدِيث جرير " تبنى مَدِينَة " فَقَالَ: مَا حدث بِهِ إِنْسَان قَطُّ، وَقَالَ أَحْمَد بْن منيع قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل. بَاب سُكْنى السوَاد فِيهِ عَنْ ثَوْبَان وَأنس: فَأَما حَدِيث ثَوْبَان فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَنْبَل بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحَنَابِرِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ثَوْبَانُ لَا تَسْكُنِ الْكُفُورَ فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ، وَلا تَأَمَّرَنَّ عَلَى عَشَرَةٍ، فَإِنَّهُ مَنْ تَأَمَّرَ عَلَى عَشَرَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَكَّهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْثَقَهُ الظُّلْمُ ". وَأما حَدِيث أَنَس: فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن أَبى الْحسن

_ (1) قَالَ الشَّيْخ المنذرى: عبد الرحمن بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْمحَاربي ثِقَة مخرج حَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ.

الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالسُّكْنَى فِي السَّوَادِ فَإِنَّهُ مَنْ سَكَنَ فِي السَّوَادِ تَصَدَّى قَلْبُهُ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَصْدَأُ الْقَلْبُ؟ قَالَ: كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا حَدِيثُ ثَوْبَان فَفِيهِ حَدِيث سَعِيد بْن سِنَان. قَالَ يحيى: أَحَادِيث بَوَاطِيلُ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بْنُ عَبَّادٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار وَلا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. أَبْوَاب ذكر الايام والفضائل والمثالب بَاب ذكر أَيَّام الاسبوع كلهَا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ عبيد الله الْبَقَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مِهْرَانَ الْمُفَسِّرُ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عبد الرحمن بْنُ خَالِدٍ الزَّاهِدُ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنِي يحيى بن عبد الله عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِن يَوْم السبت يَوْم مكرو مكيدة. قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا فِيهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا " وَقَالَ: يَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ بِنَاءٍ وَغَرْسٍ، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ الْجَنَّةَ نَبَتَتْ وَغَرَسَتْ فِيهِ. قَالَ: وَيَوْمُ الاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ وَتِجَارَةٍ. قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: لأَنَّ ابْنَ آدَمَ قَتْلَ أَخَاهُ فِيهِ. وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٌ قَرِيبُ الْخَطَأِ يَشِيبُ فِيهِ الْوِلْدَانُ. وَفِيهِ أْرَسَلَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ، وَفِيهِ ولد فِرْعَوْن، وَفِيه ادّعى

الرُّبُوبِيَّةَ، وَفِيهِ أَهْلَكَهُ اللَّهُ. قَالَ: وَيَوْمُ الْخَمِيسِ يَوْمُ دُخُولٍ عَلَى السُّلْطَانِ وَقَضَاءِ الْحَوَائِجِ. قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى مَلِكِ مِصْرَ فَرَدَّ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَقَضَى حَوَائِجَهُ. وَقَالَ: يَوْم الْجُمُعَةِ يَوْمُ خُطْبَةٍ وَنِكَاحٌ، قَالُوا: وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ يَنْكِحُونَ وَيَخْطِبُونَ فِيهِ لِبَرَكَةِ يَوْم الْجُمُعَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ ضعفاء وَمَجْهُولُونَ، وَيحيى بن عبد الله قَالَ فِيهِ: يحيى لَيْسَ بشئ، والسمرقندي الزَّاهِد لَيْسَ حَدِيثه بشئ. بَاب سَبَب تَسْمِيَة الايام الْبيض أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ طَاهِر أَنبأَنَا أَحْمد ابْن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَطَّابِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرَانَ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنى عبد الاعلى ابْن سُلَيْمَان بن بسطان حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُومِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: " سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ أَيَّامِ الْبِيضِ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ لَمَّا عَصَى وَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا آدَمُ اهْبِطْ مِنْ جِوَارِي، وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي مَنْ عَصَانِي. قَالَ: فَهَبَطَ إِلَى الأَرْضِ مُسَوَّدًا. قَالَ: فَبَكَتِ الْمَلائِكَةُ وَقَالُوا يَا رَبِّ خَلْقٌ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ وَأَسْكَنْتَهُ جنتك وأسجدت لَا مَلائِكَتَكَ فِي ذَنْبٍ وَاحِدٍ حَوَّلْتَ بياضه، فَأوحى الله عزوجل إِلَيْهِ: يَا آدَمُ صُمْ لِي يَوْمَ ثَلاثَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَابْيَضَّ ثُلُثُهُ، ثُمَّ أَوْحى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا آدَمُ صُمْ لِي هَذَا الْيَوْمِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ ثُلُثَاهُ أَبْيَضَ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا آدَمُ صُمْ لِي هَذَا الْيَوْمِ خَمْسَةَ عَشَرَ، فَصَامَهُ فَأَصْبَحَ كُلُّهُ أَبْيَضَ، فَسُمِّيَتْ أَيَّام الْبيض ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يُشَكُّ فِي وَضعه وَفِي إِسْنَاده جمَاعَة مَجْهُولُونَ لَا يعْرفُونَ. وَإِنَّمَا سميت أَيَّامٍ الْبيض لِأَن اللَّيْل كُله يبيض بالقمر. بَاب ذمّ يَوْم الْأَرْبَعَاء فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر وَجَابِر. فَأَما رِوَايَة ابْن عَبَّاسٍ فلهَا طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيب أَنبأَنَا على ابْن أَحْمد الرزاز حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخرمي حَدثنَا مُحَمَّد بن غَالب ابْن حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مسَلَمَةُ بْنُ الصُّلْبِ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَزِيرِ صَاحِبُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " آخِرُ أَرْبَعَةٍ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ، يَعْنِي حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ صَاحِبُ الْمَدَائِنِ حَدَّثَنَا الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آخِرُ أَرْبِعَاءَ فِي الشَّهْرِ يَوْمُ نحس ". وَقد روى مَوْقُوفا. أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ الْخَواص حَدَّثَنى الْحسن بن عبيد الله الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي الْمَأْمُونُ عَنِ الرَّشِيدِ عَنْ الْمَهْدِيِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِيه عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ لَا يَدُورُ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمر ". وَأما رِوَايَة ابْن عَمْرو فروى عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن جُحَادَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يبْدأُ جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْم الاربعاء ".

وَأما رِوَايَة جَابر فروى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ". هَذهِ الْأَحَادِيث لَا تصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل وَالثَّانِي مَسْلَمَةَ بْن الصَّلْتِ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث الْأَبْزَارِيِّ وَقَدْ سبق أَنَّهُ كَانَ كذابا. وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: وَكَانَ عُثْمَان بْن مطر يروي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَلم يروه غير إِبْرَاهِيم. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَهُوَ مَتْرُوك. وفى الصَّحِيح: " أَن الله عزوجل خلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء " وَإِنَّمَا أَخذ هَذَا من وَضعه من قَول بعض الْمُفَسّرين (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سبع لَيَال) قَالُوا: من الْأَرْبَعَاء إِلَى الْأَرْبَعَاء، وَرَأى فِي الْقُرْآن (فِي يَوْمِ نحس مُسْتَمر) فَوضع هَذَا وَرَفعه. بَاب فِي ذكر أذار أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارك بن عبد الله الْجَيَّارُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ السَّكَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ الْقَاضِي عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَهْلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أُمَّةً مِنَ الأُمُمِ إِلا فِي أَذَارَ، وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا فِي أَذَارَ ". قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: هَذَا كذب. وَأَبُو شَيْبَة مَتْرُوك الحَدِيث. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: أَبُو شَيْبَة لَيْسَ بِثِقَة. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ كذبه شُعْبَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: فذكرا حَدِيثه. قَالَ المُصَنّف قلت: وَيذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من بشرني بِخُرُوج أذار بَشرته بِالْجَنَّةِ " قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا أصل لهَذَا.

كتاب العبادات

كتاب الْعِبَادَات كتاب الطَّهَارَة بَاب الْبَوْل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الضَّيْمَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ حِبَّانَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ عَلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا بَأْسَ بِبَوْلِ الْحِمَارِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَمُحَمَّد بْن مُوسَى وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ إِسْحَاق بْن مُحَمَّد النَّخعِيّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: سَمِعْتُ عَبْد الْوَاحِدِ الأَسَدِيّ يَقُولُ: كَانَ إِسْحَاق ردئ الِاعْتِقَاد، خَبِيث الْمُذْهِبِ، يَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا هُوَ اللَّه، تَعَالَى اللَّه عَن ذَلِك. بَاب قدر مَا يُوجب إِعَادَة الصَّلاة من الدَّم أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ صَالِحُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبَّادٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عبد الله التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَنْ نُوحٍ عَنْ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَزِيدَ الْهَاشِمِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّمُ مِقْدَارُ الدهم يُغْسَلُ وَتُعَادُ مِنْهُ الصَّلاةُ ". طَرِيق [آخر] : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن

أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدثنَا الْقَاسِم ابْن مَالِكٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُطَيْفٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ عَنِ الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُعَادُ الصَّلاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ ". وَقَدْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيثِ رَوْحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلم يَذْكُرْ سَعِيدَ بن الْمسيب. أَنبأَنَا بِهِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُطَيْفٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُعَادُ الصَّلاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَخَالفهُ أَسد بْن عَمْرو فِي اسْمه رَوْح بْن عطيف، فأنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عُطَيْفٍ الطَّائِفِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ فِي الثَّوْبِ قَدْرُ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ غُسِلَ الثَّوْبُ وَأُعِيدَتِ الصَّلاةُ ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا شكّ فِيهِ، مَا قَالَه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ اختراع أحدثه أَهْل الْكُوفَة فِي الإِسْلام. قَالَ المُصَنّف قلت: وَفِي الطَّرِيق الأَوَّل نُوح بْن أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي رَوْح بْن عطيف. قَالَ الْبُخَارِيّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل وروح

مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل كتب حَدِيثه. وَأما أَسد بْن عَمْرو فَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون لَا يحل لأحد أَن يروي عَنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كذوب لَيْسَ بشئ. بَاب مِقْدَار مَا لَا يقبل النَّجَاسَة من المَاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عبد الله الْعُمَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يَحْمِلِ الْخُبْثَ ". هَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بالتخليط فِيهِ الْقَاسِم ابْن عبد الله الْعُمْرَى. قَالَ العقيلى قَالَ عبد الله بْن أَحْمَدَ: سَأَلت أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: أُفٍّ أُفٍّ لَيْسَ بشئ، وسمعته مَرَّةً يَقُولُ: كَانَ يكذب، وَفِي رِوَايَة عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ كذابا يضع الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. بَاب غسل الاناء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غَسْلُ الإِنَاءِ وَطَهَارَةُ الْقَنَا يُورِثَانِ الْغِنَى ". قَالَ الْخَطِيب: لم أكتبه إِلا من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَكَانَ كذابا. بَال التَّنَزُّه من مس الْكَافِر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا يُوسُف

ابْن أَحْمَدَ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " اسْتَقْبَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَنَاوَلَهَا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْخُذَ بِيَدِي؟ قَالَ: إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ فَكَرِهْتُ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدًا قد مستهايد كَافِرٍ. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا عَدِيٌّ حَدثنَا الْفضل بن عبد الله بن سُلَيْمَان حَدثنَا عبيد الله بْنُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الْفَضْلُ هُوَ ابْنُ هَانِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: " من صافج يَهُودِيًّا أَوْ نَصَرَانِيًّا فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيَغْسِلْ يَدَهُ ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان. أما الأَوَّل فموضوع محَال، وَفِي طَرِيقه عُمَر بْن أَبِي عُمَر وَيُقَال لَهُ عُمَر بْن رَبَاحٍ، قَالَ فِيهِ الفلاس: هُوَ دجال، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي عَنْبَسَة. قَالَ الفلاس: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بأفراده. وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَقَالَ ابْن عَدِيّ: إِبْرَاهِيم ابْن هاني شيخ مَجْهُول يحدث عَنِ ابْن جريج بالاباطيل. بَاب إسخان المَاء بالشمس فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن عبد الله بن زُرَارَة حَدثنَا على ابْن هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سَوَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَا تَغْتَسِلُوا بِالْمَاءِ الَّذِي يُسَخَّنُ فِي الشَّمْسِ فَإِنَّهُ يُعْدِي مِنَ الْبَرَصِ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدثنَا سَعْدَان ابْن نَصْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ " أَسْخَنْتُ مَاءً فِي الشَّمْسِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَفْعَلِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ". الطَّرِيقُ الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ حَدَّثَنَا نَاصِحُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ الَّذِي قَبْلَهُ. الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْنِ أَبُو سَعِيدٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْسَمِ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِالْمَاءِ الْمُشْمِسِ أَوْ يُغْتَسَلُ بِهِ، وَقَالَ إِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حِبَّانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدثنَا أَحْمد ابْن الْفَضْلِ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ عَن هِشَام بن

عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أَسْخَنْتُ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: لَا تَعُودِي يَا حُمَيْرَاءُ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَرَصَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ سوَادَة وَهُوَ مَجْهُول. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِحَال. وَفِي طَرِيقه الثَّانِي الْهَيْثَمِ بْن عَدِيّ. قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ والرازي، مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سَاقِط، وَقَدْ كشف قناعه. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ عَمْرو الأعسم. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لم يروه عَنْ فليح غَيره وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حبَان: يرْوى عَن الثقاة الْمَنَاكِير وَيَضَع أَيْضا فِي الحَدِيث، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَفِيهِ وَهْب بْن وَهْب، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ من رُؤَسَاء الْكَذَّابين، وَالله أعلم أَيهمَا سَرقه من الآخر. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلا يَصح فِي المَاء المشمس حَدِيث مُسْند، وَإِنَّمَا يرْوى فِيهِ شى عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ من قَوْله. قَالَ المُصَنّف قلت: وَالَّذِي يروي عَنْ عُمَر أَنَّهُ قَالَ: لَا تغسلوا بِالْمَاءِ المشمس فَإِنَّهُ يُورث. بَاب دُخُول الْحمام أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ أَخْبرنِي أَبُو بكر ابْن مُصعب بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنِ مَالِكِ بْنِ عَائِذٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن ابْن أَحْمد بن عبد الله الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ قَاسِمٍ قَالَ: " دَخَلْتُ فَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيَّ فِي الْوَرَقِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَدْخُلُ الْحَمَّامَ، فَقَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامُ، فَرَأَيْت الزُّهْرِيّ

جَالِسًا فِي الْوَزْنِ فَقُلْتُ لَهُ: تَدْخُلُ الْحَمَّامَ؟ فَقَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامُ فَرَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي الْوَزْنِ فَقُلْتُ لَهُ: تَدْخُلُ الْحَمَّامَ؟ رَأَيْتُ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَخَلْتُ الْحَمَّامَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْوَزْنِ وَعَلَيْهِ مِئْزَرٌ فَهَمَمْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فَقَالَ يَا أَنَسُ إِنَّمَا حُرِمْتُ دَخُولَ الْحَمَّامِ بِغَيْرِ مِئْزَر ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بلاشك وَفِي رِوَايَته جمَاعَة مَجْهُولُونَ، وَمَا أسمج من وَضعه، فَإِن الدُّخُول لَا يكون فِي الْوَزْن، وَلم يدْخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَماما قَطُّ وَلا كَانَ عِنْدهم حمام. بَاب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق ثَلَاثًا للْجنب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُوسَى وعبيد الله بْنُ زِيَادٍ قَالُوا حَدَّثَنَا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ الْمَضْمَضَةَ وَالاسْتِنْشَاقَ لِلْجُنُبِ ثَلاثًا فَرِيضَةً ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْر الْمَزْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مِهْرَانَ السَّوَّاقُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا هَّمَامُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَضْمَضَةُ وَالاسْتِنْشَاقُ ثَلاثًا فَرِيضَةٌ لِلْجُنُبِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ. فَأَما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ بركَة بْن مُحَمَّد وَكَانَ كذابا. قَالَ أَحْمَد بْن عَدِيّ: لَهُ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ عَن الثقاة وَكنت

ذكرت حَدِيثه لعبدان فَقَالَ لِي: هَات حَدِيث الْمُسلمين. كَانَ بركَة يكذب. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هَذَا الحَدِيث وَضعه بركَة أَو وضع لَهُ. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث وَرُبمَا قلبه. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: لم يحدث بِهِ إِلا يُوسُف بْن أَسْبَاط وَلا يُتَابع عَلَيْهِ، ويوسف دفن كتبه ثُمَّ حدث من حفظه فَلَا يجيئ حَدِيثه كَمَا يَنْبَغِي. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ همام بْن مُسْلِم وَلَعَلَّه سَرقه من يُوسُف. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ وَيسْرق الحَدِيث فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. وَفِيهِ سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيف غيرّ أَسمَاء مَشَايِخ وروى عَنْهُم مَنَاكِير. قَالَ المُصَنّف قلت: ثُمَّ هَذَا الحَدِيث على خلاف إِجْمَاع الْفُقَهَاء فَإِن مِنْهُمْ من يُوجب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق، وَمِنْهُم من يُوجب الِاسْتِنْشَاق وَحده، وَمِنْهُم من يراهما سنة، وَمِنْهُم من أوجب مرّة لَا ثَلَاثًا. بَاب حمل الْمُحدث الْمُصحف حدثت عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُنْدَارٍ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خُزَزَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّيَّانُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن الْقَاسِم ابْن مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يُمَسُّ الْقُرْآنُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَى الْجَنَابَةِ. قَالَ قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ فَقَوْلُهُ (كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يمسهُ إِلَّا الْمُطهرُونَ) قَالَ: يَعْنِي مَكْنُونٌ مِنَ الشِّرْكِ وَمِنَ الشَّيْطَانِ، لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ، يَعْنِي لَا يَمَسُّ ثَوَابَهُ إِلا الْمُؤْمِنُونَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا بَارك اللَّه فِيمَن

وَضعه فئ أقبح هَذَا الْوَضع. وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي زِيَاد يُقَال فِيهِ ابْن زِيَاد لَيْسَ بشئ قَالَ ابْن عدى: عَامَّة لَا يرويهِ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوك. وَأما الْحُسَيْن الأَصْبَهَانِيّ وَإِبْرَاهِيم الطيان مَجْهُولَانِ، وَذكر بعض الْحفاظ أَن الطيان لَا تجوز الرِّوَايَة عَنهُ. بَاب ذكر التَّيَمُّم أخْبرت عَنْ طَاهِرِ بْنِ الْفَرَجِ الأَصْبَهَانِيِّ أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله بْنُ عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَفْلَحَ حَدَّثَنَا قَبَاثُ بْنُ حَفْص حَدثنَا صَالح بن عبد الله التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ عَنْ خَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: " دَخَلْتُ يَوْمًا على النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ فَاتِ وَقْتُ الصَّلاةِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيَّ عِنْدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَائِشَةَ نَائِمَيْنِ، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الْبَابَ بِيَدِهِ وَدَخَلَ الْحُجْرَةَ وَكَانَ سَاقُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُلْتَفًّا بِسَاقِ عَائِشَةَ فَفَتَحَتْ عَائِشَةُ عَيْنَهَا فَرَأَتْ أَبَاهَا قَائِمًا فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ مَا وَرَاءَكَ وَبَكَتْ، فَوَقَعَ دَمْعُهَا عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَبَهَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا بُكَاؤُكِ؟ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بكر: مالى أَرَاكَ هَكَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ وَفَاتَ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنَامِهِ وَهَمَّ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: لَا تَغْتَسِلْ وَتَيَمَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهُ جَائِزٌ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا تحل رِوَايَته إِلا على سَبِيل التَّعْرِيف لواضعه، فَمَا أجرأه على اللَّه تَعَالَى وعَلى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضعه مَنْسُوب إِلَى مُحَمَّد

ابْن عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَبَلغنِي عَنْ أَبِي الْفَتْحِ بْن أَبِي نَصْر بْن ماجة أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وضع مُحَمَّد الْجَوْهَرِيّ حَدِيث مُعَاذ فِي التَّيَمُّم وَأخرجه وَرَوَاهُ، أنكر عَلَيْهِ أَهْل الْعلم، فَبلغ ذَلِكَ مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْن الْفَرَجِ، فَدَخَلَ الْبَيْت وَوضع هَذَا الحَدِيث وَركبهُ على هَذَا الْإِسْنَاد وَكتبه على ظهر جُزْء وَأخرجه إِعَانَة لمُحَمد الْجَوْهَرِيّ، فَأنْكر عَلَيْهِ أَشد الْإِنْكَار. وصنف أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه جُزْءا فِي رد هَذَا الحَدِيث وَكَيْفِيَّة وَضعه وَبَيَان اسْم وَاضعه، نَعُوذ بِاللَّه من الخذلان. بَاب ثَوَاب الْغسْل روى عبد الله بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَة حَلَالا أعطَاهُ الله عزوجل مِائَةَ قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ وَكَتَبَ اللَّه لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ ". هَذَا حَدِيث وَضعه دِينَار. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ. حَدِيث فِي ثَوَاب غسل الْمَيِّت أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الانباري أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصِ بن شاهين حَدثنَا عبد الله بن الْحسن ابْن نَصْرٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وهب العلاف حَدثنَا عبد الملك بْنُ يَزِيدَ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ عَنْ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اغْسِلِ الْمَوْتَى، فَإِنَّهُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا غُفِرَ لَهُ سَبْعُونَ مَغْفِرَةً، لَوْ قُسِّمَتْ مَغْفِرَةٌ مِنْهَا عَلَى الْخَلَائق لَو سعتهم. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقُولُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا؟ قَالَ يَقُولُ: غُفْرَانَكَ يَا رَحْمَنُ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْغُسْلِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى بن معِين:

حَمَّاد بْن عَمْرو يكذب وَيَضَع الحَدِيث، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث وضعا عَن الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على جِهَة التَّعَجُّب. حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من غَسَّلَ مَيِّتًا فَسَتَرَ عَلَيْهِ وَأَدَّى الأَمَانَةَ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ كَسَى مَيِّتًا كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ وَإِسْتَبَرَقِهَا، وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا كَانَ كَمَنْ أَسْكَنَ مَيِّتًا إِلَى أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ يُوسُف عَنِ ابْن أَبِي عرُوبَة. قَالَ يَحْيَى بن معِين: يُوسُف لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار وَيلْزق الْمُتُون الْمَوْضُوعَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

كتاب الصلاة

كتاب الصَّلَاة بَاب وَقت الْفجْر أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَسَعِ أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن عَمْرو عَن عبد الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من نَوَّرَ بِالْفَجْرِ نَوَّرَ اللَّهُ لَهُ فِي قَلْبِهِ وَقَبْرِهِ وَقُبِلَتْ صَلاتُهُ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ سُلَيْمَان بْن عَمْرو. قَالَ المُصَنّف قلت: هُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. قَالَ أَحْمَد: هُوَ كَذَّاب كَانَ يضع الْأَحَادِيث، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مِمَّن يعرف بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث، وَقَالَ يزِيد ابْن هَارُون: لَا يحل لأحد أَن يرْوى عَنهُ. بَاب وَقت الظّهْر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذا كَانَ الفئ ذِرَاعًا وَنِصْفًا إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلِّ الظُّهْرَ ". قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ: لايعرف هَذَا الحَدِيث إِلا بأصرم، وَلَيْسَ لَهُ أصل من جِهَة يثبت. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا متن بَاطِل، وأصرم كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: أَصْرَم كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ البُخَارِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث

بَاب أَن الاذان سمح أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا مَكْحُول حَدثنَا يُونُس بن عبد الاعلى حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْكَعْبِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنٌ يُطْرِبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَذَانُ سَمْحٌ سَهْلٌ، فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلا وَإِلا فَلا تُؤَذِّنْ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْحَاق لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَلا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار. بَاب النَّهْي عَنْ أَذَان من يدغم الْهَاء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَقَّالُ حَدَّثَنَا الْبَرْقَانِيُّ حَدثنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَمِيلٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: " كُنَّا نَمْشِي مَعَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فَجَاءَ رَجُلٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ كَانَ حَائِكًا فَقَالَ: أَلا أُكَبِّرُ؟ فَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنِي الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤَذِّنُ لَكُمْ مَنْ يُدْغِمُ الْهَاءَ. قُلْنَا: كَيْفَ يَقُولُ؟ قَالَ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ". قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَذَا حَدِيث مُنكر، وَإِنَّمَا مر الأَعْمَش بِرَجُل يُؤذن ويدغم الْهَاء. قَالَ المُصَنّف قلت: وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث عَلِيّ بْن جميل. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بِالْبَوَاطِيل عَنْ ثقاة النَّاس. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال.

بَاب فِي فضل المؤذنين أَنبأَنَا أَبُو غَالِبٍ الْمَاوَرْدِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا حَدَّثَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَذُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ح. وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن عبيد الله الْعُكْبَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدثنَا ابْن شاهين حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ السُّلَمِيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ وَاللَّفْظُ لِلْحَكَمِ عَن عباد ابْن كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ المؤذنين والملبيين يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ، يُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُ وَيُلَبِّي الْمُلَبِّي، يُغْفَرُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوته، وَيشْهد لَهُ كل شئ يَسْمَعُ صَوْتَهُ مِنْ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَمَدَرٍ وَرَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ إِنْسَانٍ يُصَلِّي مَعَهُ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ بِمِثْلِ حَسَنَاتِهِمْ وَلَا ينتقص من أُجُورهم شئ، وَيُعْطَى مَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مَا سَأَلَ ربه عزوجل. إِمَّا أَنْ يَتَعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا فَيَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ، أَوْ يَدَّخِرَهُ لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَيُؤْتَى فِيمَا بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مِنَ الأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيُكْتَبُ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ أَجْرِ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ شَهِيدًا، وَمِثْلُ أَجْرِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ وَجَامِعِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ، وَمِثْلُ أَجْرِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ، وَمِثْلُ أَجْرِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ وَالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَة، وميل مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمِثْلُ أَجْرِ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلِلِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ثُمَّ النَّبِيُّونَ وَالرُّسُلُ ثُمَّ يُكْسَى الْمُؤَذِّنُونَ وَتَلْقَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَجَائِبُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ، أَخْضَرَ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، وَرِحَالُهَا مِنْ ذَهَبٍ حَافَّتَاهُ مُطِلَّةٌ بالدور وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، عَلَيْهَا مَيَاثِرُ السُّنْدُسِ وَمِنْ فَوْقِ السُّنْدُسِ الإِسْتَبْرَقُ وَمِنْ فَوق الاستبرق حَرِير أَخْضَر وَيُحَلِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاثَةُ أسورة

سِوَارٌ مِنْ ذَهَبٍ وَسِوَارٌ مِنْ فِضَّةٍ وَسِوَارٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، عَلَيْهِمُ التِّيجَانُ أَكَالِيلُ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، وَمِنْ تَحْتِ التِّيجَانِ أَكَالِيلُ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ، نِعَالُهُمْ مِنْ ذهب شركها مِنْ دُرٍّ وَلِنَجَائِبِهِم أَجْنِحَةٌ تَضَعُ خَطْوَهَا مَدَّ بَصَرِهَا عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا فَتًى شَابٌّ أَمْرَدُ جَعْدُ الرَّأْسِ لَهُ جُمَّةٌ عَلَى مَا اشْتَهَتْ لَهُ نَفْسُهُ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرِ لَوِ انْتَشَرَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ بِالْمَشْرِقِ لَوَجَدَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ رِيحَهُ، أَنْوَرُ الْوَجْهِ أَبْيَضُ الْجِسْمِ أَصْفَرُ الْحُلِيِّ أَخْضَرُ الثِّيَابِ، يُشَيِّعُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَقُولُونَ تَعَالَوا إِلَى حِسَابِ بَنِي آدَمَ كَيْفَ يُحَاسِبُهُمْ رَبُّهُمْ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ حَرْبَةٍ مِنْ نُورِ الْبَرْقِ حَتَّى يُوافُوا بِهِمُ الْمَحْشَرَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع فكافأ اللَّه من وَضعه، فَمَا أوحش هَذَا الْكَذِب وَمَا أبرد هَذهِ السِّيَاقَة. وَمَا أفسد هَذَا الْوَضع لموازين الْأَعْمَال، فَكيف يكون للمؤذن أجر الشَّهِيد والحاج، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لعَائِشَة: " ثوابك على قدر نصبك ". وَفِي هَذَا الحَدِيث عباد بْن كَثِير، كَانَ شُعْبَة يَقُولُ: احْذَرُوا حَدِيثه. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: روى أَحَادِيث كذب لم يسْمعهَا. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ فِي الحَدِيث. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث وَفِيهِ سَلام الطَّوِيل. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا. حَدِيثٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ حَدثنَا أَبُو عَمْرو الْعلَا بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مِسْعَر عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جئ بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَفْرُوشَةٍ بِالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهَا قِبَابٌ مِنْ نُورٍ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُؤَذِّنُونَ أَيْنَ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَيَقُومُ الْمُؤَذِّنُونَ وَهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا، فَيُقَالُ لَهُمُ: اجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ تَحْتَ تِلْكَ الْقِبَابِ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلائِقِ فَإِنَّهُ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ". قَالَ الْخَطِيب: غَرِيب من حَدِيث مِسْعَر تفرد بِهِ إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى التَّيْمِيّ عَنْهُ وَكَانَ ضَعِيفا سيئ الْحَال جدا. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُحَدِّثُ عَنِ الثقاة بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب مَتْرُوك. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ سَالِمٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: " أَبْشِرْ يَا بِلالُ، قَالَ: بِمَ تُبَشِّرُنِي يَا عبد الله؟ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: يجِئ بِلالٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَاحِلَةٍ رَحْلُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَزِمَامُهَا دُرٌّ وَيَاقُوتٌ، يَتْبَعُهُ الْمُؤَذِّنُونَ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَدْخُلُ مَنْ أَذَّنَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، يَطْلُبُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ أَبُو الْوَلِيدِ خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب تَأْثِير كَثْرَة الاذان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ بَشِيرِ بن غَالب

عَنْ أَخِيهِ بَشِيرٍ قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَسَأَلَنِي عَنْ أَمْرِنَا وَعَنْ بَلَدِنَا وَعَنْ مُؤَذِّنِينَا وَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْ جَدِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مَدِينَةٍ يَكْثُرُ أَذَانُهَا إِلا قَلَّ بَرَدُهَا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفى إِسْنَاده بشير ابْن غَالِب. قَالَ الأَزْدِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِيهِ عَمْرو بْن جَمِيع. وَهُوَ الْمُتَّهم عِنْدِي. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن عدي: كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا للاعتبار. بَاب مَا يجرى من الْخَيْر عِنْد الاذان أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْفَرْغَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ حُسَيْن بن عبد الرحمن عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تَبَادَرَتِ الْحُورُ إِلَى أَبْوَابِ الْجِنَانِ شَوْقًا إِلَى ذِكْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ تَحَشْحَشَ ثِمَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ نَادَى مُنَادٍ من السَّمَاء: يَا ابْن آدَمَ أَفْلَحَتْ وَأَفْلَحَ مَنْ أَجَابَكَ، فَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ تَقُولُ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَمَوَاتٍ: أَيُّهَا الْعَبْدُ كَبَّرْتَ كَبِيرًا وَعَظَّمْتَ عَظِيمًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ مَا يَصِفُ الْوَاصِفُونَ، وَإِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَقُولُ اللَّهُ عزوجل: صَدَقَ عَبْدِي بِهَا حَرَّمْتُ بَدَنَكَ وَبَدَنَ مَنْ أَجَابَكَ عَنِ النَّارِ ". قَالَ الْحَاكِم: الْقَاسِم بْن مُحَمَّد يضع الحَدِيث وضعا فَاحِشا.

بَاب النهى عَن إِفْرَاد الاقامة حدثت عَنْ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَيَانِجِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفُتُوحِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ حَدَّثَنَا صَاعِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدْ بْنُ دَاوُد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْرَدَ الإِقَامَةَ فَلَيْسَ مِنَّا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَرِجَال إِسْنَاده بَين مَجْرُوح ومجهول، وَإِنَّمَا وَضعه بعض المبغضين، وَلا تشفى هَذَا غيظا، فَإِن فِي الصَّحِيحَيْنِ: أَمر بِلَال أَن يُوتر الاقامة. وَقد أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يوسفين حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى رَحْمَوَيْهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّالِ عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذَّنَ بِلالٌ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل. وَزِيَاد فَاحش الْخَطَأ، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِمَا ينْفَرد بِهِ. بَاب التَّطَوُّع بَين الاذان والاقامة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عتاب أَنبأَنَا حبَان بن عبد الله حَدثنَا عبد الله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عِنْدَ كُلِّ أَذَانَيْنِ رَكْعَتَيْنِ مَا خَلا صَلاةَ الْمَغْرِبِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ الفلاس: كَانَ حبَان كذابا.

بَاب لَا صَلَاة لِجَار الْمَسْجِد إِلا فِي مَسْجِد رَوَاهُ عُمَر بْن رَاشد من حَدِيث عَائِشَة. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكر عُمَر إِلا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. بَاب مَوضِع الصَّلَاة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحباب حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا بَزِيغٌ أَبُو الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَبُولُ فِيهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تَخُصُّ لَكَ مَوْضِعًا مِنَ الْحُجْرَةِ أَنْظَفَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: يَا حُمَيْرَاءُ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً طَهَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَوْضِعَ سُجُودِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مَعْرُوف ببزيغ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثه مَنَاكِير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ أَبُو نُعَيْم شَدِيد الْحمل عَلَيْهِ وَيجب مخانثته فِي الرِّوَايَات بَاب الِامْتِنَاع من حُضُور الْمَسْجِد لأجل الْبرد فِيهِ عَنْ بِلَال وَجَابِر: فَأَما حَدِيث بِلَال فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِيُّ حَدَّثَنَا شَبَانَةُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي بَكْر عَنْ بِلالٍ قَالَ: " أَذَّنْتُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَة فَخرج النَّبِي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم يَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا، فَقَالَ: أَيْنَ النَّاسُ يَا بِلالُ؟ قُلْتُ: مَنَعَهُمُ الْبَرْدُ، قَالَ: " اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الْبَرْدَ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا يَرْوِيهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِرِ سوى أَيُّوب. قَالَ يَحْيَى: أَيُّوب كَذَّابٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُظَفَّر الشَّامِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّخِيلُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَأَنَا دَاوُد بْن مِهْرَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله عَنْ بِلالٍ قَالَ: " أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدٌ بَرْدُهَا فَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَالهم يَا بِلالُ؟ قَالَ: كَبَّدَهُمُ الْبَرْدُ. قَالَ: اللَّهُمَّ اكْسِرْ عَنْهُمُ الْبَرْدُ. قَالَ بِلالٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يَتَرَوَّحُونَ فِي الصُّبْحِ، أَوْ قَالَ فِي الضُّحَى ". قَالَ الْعَقِيلِيُّ: لَيْسَ لإسناده أصل، وَلا يحفظ إِسْنَاده وَلا مَتنه، وَقَدْ بَينا الطعْن فِي أَيُّوب. بَاب انضمام الْمَسَاجِد يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا وَصِيفُ بن عبد الله الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَذْهَبُ الأَرَضُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهَا إِلا الْمَسَاجِدَ فَإِنَّهُ يَنْضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ أَصْرَم. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ الْبُخَارِيّ وَمُسلم: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ على الثقاة.

بَاب الصَّلَاة فِي النَّعْل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَانْتَعِلُوا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ مُحَمَّد بْن الْحَجَّاجِ، وَله أَحَادِيث كَثِيرَة مَوْضُوعَة لَا أصل لَهَا. حَدِيث آخر: وَبِه قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ النَّسَوِيِّ الْحَذَّاءُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ شَاذَوَيْهِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ عَنْ مُحَمَّد ابْن الْفَضْلِ عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: " خُذُوا زِينَةَ الصَّلاةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا زِينَةُ الصَّلاةِ؟ قَالَ: الْبَسُوا نِعَالَكُمْ وَصَلُّوا فِيهَا ". وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُحَمَّد بن الْفضل لَيْسَ بشئ حَدِيثه حَدِيث أَهْل الْكَذِب. حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ قَالَهُ (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد) قَالَ: " صَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَلا يعرف إِلا بعباد بْن جوَيْرِية وَلا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ: هُوَ كَذَّاب.

بَاب الْخُشُوع فِي الصَّلَاة روى جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ عَن الْمُغيرَة ابْن عبد الرحمن عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامِ يُصَلِّي ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّهُ جَسَدٌ لَا رُوحَ فِيهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا أَصْلَ لهَذَا الحَدِيث. قَالَ وجعفر كَانَ يسرق الحَدِيث ويقلب الْأَخْبَار حَتَّى لَا يشك أَنَّهُ يعملها. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: كَانَ جَعْفَر يتهم بِوَضْع الحَدِيث. بَاب النهى عَنْ رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلاة إِلا عِنْد الِافْتِتَاح قَدْ روى من طَرِيق ابْن مَسْعُودٍ وَأبي هُرَيْرَة وَأنس. فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الزِّيَادِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الضَّرِيرُ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلاةِ ". وَأما حَدِيث أَبى هُرَيْرَة فَحدثت عَنْ حَمْدِ بْنِ نَصْرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن عبد الحميد الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لاكٍ حَدَّثَنَا عبيد الرَّحْمَن ابْن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْمَأْمُونُ بْنُ أَحْمد السلمى حَدثنَا الْمسيب ابْن وَاضِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَن أَبى هُرَيْرَة عَن

النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلاةِ فَلا صَلاةَ لَهُ ". وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ عَن أبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ عَن أَبى عبد الرحمن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيِّ حَدَّثَنَا حَامِد بن عبد الله الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ الْكَرْمَانِيُّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضح حَدثنَا عبيد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرِ فَلا صَلاةَ لَهُ ". وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُكَاشَةَ عَنْ الْمُسَيِّبِ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ فِيهِ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلا صَلاةَ لَهُ ". قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُكَّاشَةَ إِنَّ قَوْمًا عِنْدَنَا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الرُّكُوعِ وَبَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنَ الرُّكُوعِ فَقَالَ أَنْبَأَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلا صَلاةَ لَهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث ابْن مَسْعُودٍ فَفِيهِ مُحَمَّد بْن جَابِر. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: لَا يحدث عَنْهُ إِلا شَرّ مِنْهُ. وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ مَأْمُون، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ دجالًا من الدجالين. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عكاشة، وَقَدْ سبق فِيمَا ذكرنَا عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَمَا أبله من وضع هَذهِ الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة ليقاوم بِهَا الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة. فَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا افْتتح

الصَّلاة رفع يَدَيْهِ حَتَّى تحاذى مَنْكِبَيْه، وَإِذَا أَرَادَ أَن يرْكَع وَبَعْدَمَا يرفع رَأسه من الرُّكُوع ". قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: حق على الْمُسلمين أَن يرفعوا أَيْديهم لهَذَا الحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذِه حَسَنَة قَدْ رَوَاهَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعبد الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وحسين بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ومعاذ بْن جبل وعمار بْن يَاسر وَأَبُو مُوسَى وَعمْرَان بْن حُصَيْن وَابْن عُمَر وَابْن عَمْرو وَابْن عَبَّاسٍ وَجَابِر وَأنس وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَمَالك بْن الْحَارِث وَسَهل بْن سَعْد وَبُرَيْدَة وَوَائِل بْن حجر وَعقبَة بْن عَامِر وَأَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ وَأَبُو حُمَيْد السَّاعِدِيّ وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ وَعُمَر بْن قَتَادَة وَعَائِشَة، واتفتى على الْعَمَل بِهَا مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد بْن حَنْبَل. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: وَكَانَ يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد يروي عَنْ عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْن عَازِب قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتتح الصَّلاة رفع يَدَيْهِ " ثُمَّ قدم الْكُوفَة فِي آخر عمره فروى هَذَا الحَدِيث فلقنوه ثُمَّ لم يعد يَتَلَقَّن. قَالَ: وعول على أَهْل الْعرَاق وَمن لم يكن علم الحَدِيث صناعته لم يُنكر الِاحْتِجَاج بالأخبار الْوَاهِيَة. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ قَالَ عَليّ وَيَحْيَى: لَا يحْتَج بِحَدِيث يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى حَدِيث فِي نصْرَة مَذْهَبنَا إِلا أَنَّهُ لَيْسَ بِصَحِيح، وَفِي الصَّحِيح غنية عَن الِاسْتِعَانَة بِالْبَاطِلِ وهوما أَنْبَأَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " لَمَّا نزلت (إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: لِمَ هَذهِ النَّحِيرَةُ الَّتِى يأمرنى بهَا عزوجل؟ قَالَ: لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ وَلَكِنَّهُ يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلاةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ إِذَا كَبَّرْتَ وَإِذَا رَكَعْتَ وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَإِنَّهُ مِنْ صَلاتِنَا وَصَلاةِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينِ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، إِنَّ لكل شئ زِينَةً وَزِينَةُ الصَّلاةِ رَفْعُ الأَيْدِي عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ. قَالَ وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَفْعُ الأَيْدِي فِي الصَّلاةِ مِنَ الاسْتِكَانَةِ. قُلْتُ: فَمَا الاسْتِكَانَةُ؟ قَالَ: أَنْ لَا يَقْرَأَ هَذهِ الآيَةَ (فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) قَالَ: هُوَ الْخُضُوعُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَضعه من يُرِيد مقاومة من يكره الرّفْع، وَالصَّحِيح يكفى. قَالَ يَحْيَى: أصبغ لَيْسَ يساوى شَيْئًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: عُمَر بْن صبح وضع هَذَا الحَدِيث على مقَاتل فظفر عَلَيْهِ إِسْرَائِيل فَحدث بِهِ. بَاب فِي وجوب الْجَمَاعَة أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الْغَوْرَجِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَحْجُوبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ وَاصِلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ عَنْ الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: " لَعَنَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُون، امْرَأَة بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَرَجُلا سمع حى عَلَى الْفَلاحِ ثُمَّ لَمْ يُجِبْ ". قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيث مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم مَوْضُوعَة لَيْسَ شئ رمينَا حَدِيثه. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: يكذب. بَاب تَقْدِيم الْحسن الْوَجْه أخْبرت عَن عبد الله بن عبد الله السَّاسِيُّ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمد

ابْن مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ الزَّجَاجِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَمُحَمّد بن مَرْوَان هُوَ السدى الصَّغِير. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة والحضرمي مَجْهُول. وَقَدْ روى نَحوه حُسَيْن بْن الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ هِشَام بْن عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة وَالْبَلَاء فِيهِ من حُسَيْن فَإِنَّهُ يحدث بمنكرات وَقد روى عبد الله بْن فروخ عَنْ عَائِشَة " أَنَّهَا سُئِلت: من يؤمنا؟ فَقَالَتْ: أقرأكم الْقُرْآن، فَإِن لم يكن فأصبحكم وَجها ". قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ابْن فروخ مَجْهُول. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا حَدِيث سوء لَيْسَ بِصَحِيح. بَاب تَقْدِيم من اسْمه أَبُو بكر أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مسْعدَة حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عُمَرَ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِقَوْمِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عِيسَى مُنكر الحَدِيث لَا يحْتَج بروايته قَالَ يَحْيَى وَأحمد بْن بشير: مَتْرُوك. بَاب النّوم عَن الْعشَاء أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد الأَهْوَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن عَرَفَة

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدِينِيُّ عَن ابْن أَبى زيب عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَقَدَ الْمَرْءُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتْمَةَ وَقَفَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ يُوقِظَانِهِ يَقُولانِ ثُمَّ يُوَلِّيَانِ عَنْهُ وَيَقُولانِ: رَقَدَ الْخَاسِرُ وَأَبَى ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ يَعْقُوب. قَالَ أَحْمَد: كَانَ من الْكَذَّابين الْكِبَار يضع الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك لَيْسَ بشئ. بَاب وَقت الْوتر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوِتْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ مَسْخَطَةٌ لِلشَّيْطَانِ، وَأَكْلُ السَّحُورِ مَرْضَاةٌ لِلرَّحْمَنِ ". هَذَا حَدِيث وَضعه أَبَان بْن جَعْفَر. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مضيت إِلَيْهِ فَحَدثني بِهَذَا الحَدِيث ورأيته قَدْ وضع على أَبِي حَنِيفَةَ أَكْثَر من ثَلَاثمِائَة حَدِيث لم يحدث بِهِ أَبُو حنيفَة قطّ. بَاب الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ النَّمَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَاب من أَبْوَاب الْكَبَائِر ".

أما حُمَيْد بْن قَيْس فَقَدْ كذبه أَحْمَد بْن حَنْبَل وَقَالَ مَرَّةً مَتْرُوك الحَدِيث، وَكَذَلِكَ النَّسَائِيّ وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ العقيلى: لَا أصل لَهُ. بَاب قَضَاء الْفَوَائِت أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّاب بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَهْ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو الميمون مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنَا أَبُو ذهل عبيد ابْن مُحَمَّدٍ الْغَازِي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَلمَة بن عبد الله الزّهْد حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي تَرَكْتُ الصَّلاةَ؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْضِ مَا تَرَكْتَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقْضِي؟ فَقَالَ: صَلِّ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ مِثْلَهَا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ؟ قَالَ: لَا بَلْ قَبْلُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ سَلمَة بن عبد الله وَقَدْ كَانَ من المتزهدين على طَريقَة فَإِنَّهُنَّ يقلن من فَاتَتْهُ صَلَاة صلى مَعَ كُلّ صَلَاة صَلَاة، فَقَدْ سَمِعَ هَذَا فَجعله حَدِيثا. وَلا يجوز لمن فَاتَتْهُ صَلَاة أَن يُؤَخر قضاءها، بل يقْضى مَا اسْتَطَاعَ من غير أَن يمْتَنع بِالْقضَاءِ من كسب ومهم، فإمَّا أَن يَجْعَل مَعَ كُلّ صَلَاة صَلَاة من غير عذر، فَلَا يجوز. قَالَ قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: رَوَى سَلَمَةَ عَنِ الْقَاسِم بْن معن مَا لَيْسَ من حَدِيثه، لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار. أَبْوَاب فِي ذكر الْجُمُعَة بَاب الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا أَبُو الْفضل عمر بن عبيد الله الْبَقَّالُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الضريس الفيدى حَدثنَا

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَنَابٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْم الْجُمُعَةِ بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ مِنْ غَيْرِ جَنَابَةٍ تَنَظُّفًا لِلْجُمُعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ يَبُلُّهَا مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ فِي الدُّنْيَا نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ اغْتِسَالِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ، فِي كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَأَصْنَافِ الْجَوَاهِرِ مَا لَا يُحْسِنُهُ إِلا اللَّهُ، وَكُلُّ قَصْرٍ مِنْهَا جَوْهَرَةٌ وَاحِدَةٌ لَا أَصْلَ فِيهَا وَلا فَصْمَ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنْ تِلْكَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَالدُّورِ وَالْحَجَرِ وَالصِّفَافِ وَالْغُرَفِ وَالْبُيُوتِ وَالْخِيَامِ وَالسُّرُرِ وَالأَزْوَاجِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَالثِّمَارِ وَالدَّرَارِيِّ مِنَ الْمَوَائِدِ وَالْقِصَاعِ وَأَصْنَافِ الأَطْعِمَةِ وَغَضَارَةِ النَّعِيمِ وَالْوُصَفَاءِ وَالأَنْهَارِ وَالأَشْجَارِ وَالْفَوَاكَهِ وَالْحُلَلِ ولحلى مَا لَا يصفه والواصفون، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَضَاءَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ نُورًا وَابْتَدَرَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَمْشُونَ خَلْفَهُ وَأَمَامَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَسْتَفْتِحُونَ، فَإِذَا دَخَلَهَا صَارُوا خَلْفَهُ وَهُوَ أَمَامَهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى مَدِينَةٍ ظَاهِرُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وباطنها من زبر جدة خَضْرَاءَ، فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مِنْ بَهْجَتِهَا وَغَضَارَتِهَا وَنَعِيمِهَا مَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ عِلْمُ الْعِبَادِ وَيَعْجَزُونَ عَنْ وَصْفِهِ، فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَيْهَا قَالُوا لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَتَدْرِي لِمَنْ هَذهِ الْمَدِينَةُ؟ قَالَ: لَا، فَمَنْ أَنْتُمْ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ شَهِدْنَاكَ يَوْمَ اغْتَسَلْتَ فِي الدُّنْيَا لِلْجُمُعَةِ، فَهَذِهِ الْمَدِينَةُ وَمَا فِيهَا ثَوَابٌ لِذَلِكَ الْغُسْلِ، وَأَبْشِرْ بِأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ثَوَابُ اللَّهِ لِصَلاةِ الْجُمُعَةِ، تَقَدَّمْ أَمَامَكَ حَتَّى تَرَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ بِصَلاةِ الْجُمُعَةِ مِنْ كَرَمِ ثَوَابِهِ، فَيَرْفَعُ فِي الدَّرَجَاتِ وَالْمَلائِكَةُ خَلْفَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ مِنْ دَرَجَتِهَا حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: فَتَلْقَاهُ صَلاةُ الْجُمُعَةِ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ كَالشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ تَتَلأْلأُ نُورًا، عَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ رُكْنٍ، فِي كُلِّ ركن جَوْهَرَة تضئ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَهُوَ يَفُوحُ مسكا

وَهُوَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ وَلَكِنْ أَرَى وَجْهًا صَبِيحًا خَلِيفًا بِكُلِّ خَيْرٍ، مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ فَيَقُولُ: أَنَا مَنْ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ وَيَرْتَاحُ لَهُ قَلْبُكَ وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلٌ، أَنَا صَلاةُ الْجُمُعَةِ الَّتِي اغْتَسَلْتَ لِي وَتَنَظَّفْتَ لِي وَتَجَمَّلْتَ وَتَعَطَّرْتَ لِي وَتَطَيَّبْتَ لِي وَتَمَشَّيْتَ إِلَيَّ وَتَوَقَّرْتَ إِلَيَّ وَاسْتَمَعْتَ خُطْبَتِي وَصَلَّيْتَ. قَالَ: فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيَرْفَعُهُ فِي الدَّرَجَاتِ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يعْملُونَ) وَذَلِكَ مُنْتَهَى الشَّرَفِ وَغَايَةُ الْكَرَامَةِ، فَيَقُولُ: هَذَا ثَوَابٌ لَكَ مِنْ رَبِّكَ الْكَرِيمِ الشَّكُورِ لِمَا صَلَّيْتَ لِي بِنِيَّةٍ وَحِسْبَةٍ عَلَى السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ، فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافُ هَذَا الْمَزِيدِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الدُّنْيَا مَعَ خُلُودِ الأَبَدِ فِي جِوَارِ اللَّهِ فِي دَارِهِ دَارِ السَّلامِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَقَدْ أبدع من وَضعه وَزَاد فِي حد الْبُرُودَة. وَعمر ابْن صبح أَهْل أَن ينْسب إِلَيْهِ وَضعه. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب. قَالَ يَحْيَى: وَبشير بن زَاذَان لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: ضَعِيف يحدث عَنِ الضُّعَفَاء. وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر لَيْسَ بشئ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْحَذَّاءُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَوْ كَأْسٌ بِدِينَارٍ ". قَالَ الأَزْدِيّ: إِبْرَاهِيم بْن دِينَار هُوَ ابْن النحيري وَيُقَال هُوَ من ولد أنس ابْن مَالِك سَاقِط زائغ لَا يحْتَج بحَديثه.

بَاب ذكر المنابر أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذّن أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا الْمَنَابِرُ لاحْتَرَقَ أَهْلُ الْقُرَى " قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا الْخَبَر ذُو ضوع وَلَيْسَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَدْرِي أَوَضَعَهُ سَعِيدٌ أَمْ سُلَيْمَانُ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ أَنْبَأَنَا بِهِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الانصاري حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقَفَّالُ حَدَّثَنِي أَبي حَدَّثَنَا عُمَرُ بُن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْن سَلَمَةَ فَذَكَرَهُ وَقَالَ: لَوْلا المحابر - وَأَظنهُ تصحيفا - لِأَن جمَاعَة من الْحفاظ رَوَوْهُ " المنابر ". بَاب فضل أهل العمائم يَوْم الْجُمُعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكٍ وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا الْمُحَيَّاةِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُدْرِكٍ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الثَّوْرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله ابْن عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ أَنْبَأَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى أَصْحَابِ الْعَمَائِمِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْحمل فِيهِ على أَيُّوب. قَالَ أَبُو الْفَتْح الازدي:

هَذَا من وضع أَيُّوب. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب فضل العمائم الْبيض يَوْم الْجُمُعَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بُنْدَارٍ الشِّيرَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْحِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السرى بن سهل بن عبد الرحمن الدُّورِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ شَبِيبٍ الْيَمَانِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلائِكَة موكلين بِأَبْوَاب الْجَوَامِع يَوْم - الْقِيَامَة -[الْجُمُعَةِ] يَسْتَغْفِرُونَ لأَصْحَابِ الْعَمَائِمِ الْبِيضِ " قَالَ الْخَطِيب: يَحْيَى بْن شَبِيب يُحَدِّثُ عَنْ حُمَيْد وَغَيره أَحَادِيث بَاطِلَة. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يحدث عَن الثَّوْريّ بِمَا لم يحدث بِهِ قَطُّ، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب ذكر الْعتْق وَالْعَفو يَوْم الْجُمُعَة (1) أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ القواس حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنُ أَفْلَحَ الْبَكْرِيُّ أَبُو مُحَمَّد الْقَاص أبنأنا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بن عبيد الله الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ يَوْمِ جُمُعَةٍ إِلا وَيَطْلَعُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَارِ الدُّنْيَا وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِالْبَهَاءِ، لِبَاسُهُ الْجَلالُ، مُتَّشِحٌ بِالْكِبْرِيَاءِ - مترديا -[مُرْتَدٍ] بِالْعَظَمَةِ، يُشْرِفُ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فَيُعْتِقُ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ مِمَّنْ قَدِ اسْتَوْجَبَ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ، ثُمَّ يُنَادِي: عِبَادِي هَلْ أَجْوَدُ جُودًا. عِبَادِي هَلْ أَكْرَمُ مِنِّي كَرَمًا. عِبَادِي هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ. عِبَادِي اعْلَمُوا أَنِّي مَا خلقت الْجنَّة لاخليها

_ (1) هَذَا الْبَاب والابواب الثَّلَاثَة السَّابِقَة لَهُ مطموسة بالاصل، وَقد راجعناها فِي مصادرها ومظانها الْمُخْتَلفَة حَتَّى طابقت المُرَاد.

وَلا نَشَرْتُهَا لأَطْوِيَهَا، وَإِنَّمَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لَكُمْ وَخَلَقْتُكُمْ لَهَا. عِبَادِي - فَعَلَى مَا -[فَعَلامَ] تَعْصُونِي، عَلَى الْحَسَنِ مِنْ بَلائِي، أَمْ عَلَى الْجَمِيلِ مِنْ نَعْمَائِي؟ أَلَيْسَ قَدْ أَضْعَفْتُ لَكُمُ الْحَسَنَاتِ مِرَارًا، وَأَقَلْتُكُمُ الْعَثَرَاتِ صِغَارًا، وَقَدْ خَلَقْتُكُمْ أَطْوَارًا. مالكم لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا؟ عِبَادِي سبحاني احْتَجَبت على خَلْقِي فَلا عَيْنَ تَرَانِي ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْقَاص، والخليل وَأَبوهُ مَجْهُولَانِ. بَاب فعل الْخَيْر يَوْم الْجُمُعَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَن عَطاء بن أَبى رباج عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا وَعَادَ مَرِيضًا وَأَطْعَمَ مِسْكِينًا وَشَيَّعَ جِنَازَةً، لَمْ يَتْبَعْهُ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَمْرو الْخَلِيل وَإِسْمَاعِيل كلهم ضعفاء مجروحون. أَبْوَاب فِي قيام اللَّيْل بَاب شرف الْمُؤمن بِقِيَام اللَّيْل قَدْ روى من طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَهل بْن سَعْد. فَأَما طَرِيق أَبى هُرَيْرَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا حُيَيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا دَاوُد بن عُثْمَان النغرى حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ". وَأما طَرِيق سهل فأنبأنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا الْفضل بن يحيى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمد بن نصرح

وَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا سَلامَةُ بْنُ عُمَرَ النَّصِيبِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنُ دِيرَكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الرَّاوِي قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَعِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِهِ دَاوُد. قَالَ العقيلى: لاأصل لهَذَا الحَدِيث مُسْندًا، وَإِنَّمَا يروي عَنِ الْحَسَن وَغَيره من قَوْلهم، وَدَاوُد كَانَ يحدث عَنِ الأَوْزَاعِيّ وَغَيره بِالْبَوَاطِيل. وَأما طَرِيق سَهْلٍ فَإِن مُحَمَّد بْن حُمَيْد قَدْ كذبه أَبُو زُرْعَةَ وَابْن دَاوُد، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: ينْفَرد عَنِ الثقاة المقلوبات. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وزافر بْن سُلَيْمَانَ لَا يُتَابع على عَامَّة مَا يرويهِ. بَاب مَا يصنع من أَرَادَ قيام اللَّيْل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو يعلى حَدثنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَبِيرٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَضَعْ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ، فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ يَمِينَهُ وَلْيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ يحيى بن معِين: أَيُّوب ابْن عتبَة لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُضْطَرب الحَدِيث.

بَاب مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ قَدْ روى من حَدِيث جَابِر وَأنس. فَأَما حَدِيث جَابِر فَلهُ سِتَّة طرق: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذّن أَنبأَنَا عبد الله بن على ابْن إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا عبد الحميد بْن بَحْرٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْرَفِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مَلَكُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَلَكٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا صَعْصَعَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ضِرَارِ بْنِ رَيْحَانِ بْنِ جَمِيلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْعَتَاهِيَةِ الشَّاعِرُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّاز حَدثنَا الْحُسَيْن ابْن عُمَرَ بْنِ أَبِي الأَحْوَصِ ح. وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعسفِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الْحَضْرَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ فِي آخَرِينَ قَالُوا حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى الْعَابِدُ حَدثنَا شريك

عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْحَجَّاجِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ مُرَجَّى الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى الْمَكْفُوفُ عَنْ شَرِيكٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ". الطَّرِيق الْخَامِس: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد الْمُنْذِرِ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا كَبِيرُ بْنُ عبد الله الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ". الطَّرِيق السَّادِس: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ". وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ مُحَمَّد بْن أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْحسن بْنُ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْن إِبْرَاهِيمَ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ دِينَارٍ قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَخِيهِ مَلَكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما رِوَايَة جَابِر فَفِي الطَّرِيق الأول مِنْهَا عبد الحميد بن بَحر. قَالَ ابْن حبَان: يسرق الحَدِيث وَيحدث عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ، لَا يَصح الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَفِي الطّرق الْبَوَاقِي ضِعَاف ومجاهيل كذابون، فَمن الضِّعَاف مُحَمَّد بْن أَيُّوبَ وَمن المجاهيل مُحَمَّد بْن ضرار وَأَبوهُ، وَمن الْكَذَّابين الْعَدَوِيّ وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ عُثْمَان بْن دِينَار. قَالَ الْعَقِيلِيّ: تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَيْسَ لَهَا أصل. قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث لَا يعرف إِلا بِثَابِت، وَقَدْ سَرقه مِنْهُ جمَاعَة من الضُّعَفَاء مِنْهُمْ عبد الحميد بن عبد الله بْنِ شبْرمَة وَإِسْحَاق بْن بِشْر الْكَاهِلِي ومُوسَى بْن مُحَمَّد أَبُو الطامر الْمَقْدِسِي. قَالَ: - وَبَان -[وَرَوَاهُ] بعض الضِّعَاف عَنْ رحمويه وَكذب، فَإِن رحمويه نَفسه [قَالَ] بَلغنِي عَن مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ نمير أَنَّهُ ذكر لَهُ الحَدِيث عَنْ ثَابِت فَقَالَ: بَاطِل شبه على ثَابِت، وَذَلِكَ أَن شَرِيكا كَانَ مزاحا وَكَانَ ثَابِت رجلا صَالحا، فيشتبه أَن يكون ثَابِت دَخَلَ على شَرِيك وَهُوَ يَقُولُ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتَ فَرَأى ثَابتا فَقَالَ يمازحه " مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ " فَظن ثَابِت لِغَفْلَتِه أَن هَذَا الْكَلَام الَّذِي قَالَ شَرِيك هُوَ من الاسناد. بَاب فِي الضُّحَى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْن الْفَضْلِ بْنِ مَعْدَانَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ دُوَيْدٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَامَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى وَلَمْ يَقْطَعْهَا إِلا مِنْ عِلَّةٍ كُنْتَ أَنَا وَهُوَ فِي زَوْرَقٍ مِنْ نُورٍ فِي بَحْرٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ حَتَّى نَزُورَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ زَكَرِيَّا. وَمَا أبرد مَا قَدْ وَضعه. قَالَ ابْنُ

حِبَّانَ: كَانَ زَكَرِيَّا يضع الحَدِيث على حُمَيْد الطَّوِيل، لَا يحل ذكره إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. حَدِيث آخر فِي صَلَاة الضُّحَى يَوْم الْجُمُعَة: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الحريري أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضُّرَيْسِ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الضُّحَى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدُ عَشْرَ مَرَّات، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عشر مَرَّات، يَقْرَأها فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَإِذَا صَلَّى الأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ غَافِرُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً، فَمَنْ صَلَّى هَذهِ الصَّلاةَ وَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ عَلَى - أوصف -[مَا وُصِفَ] دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَشَرَّ أَهْلِ السَّمَاءِ وَشَرَّ أَهْلِ الأَرْضِ وَشَرَّ الإِنْسِ وَشَرَّ كُلِّ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَشَيْطَانٍ مَارِدٍ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَو كَانَ عاقا لوَالِديهِ لزرقه بِرَّهُمَا وَغَفَرَ لَهُ، وَيَقْضِي لَهُ سَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ، وَسَبْعِينَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا. وَذكر من هَذَا الْجِنْس ثَوابًا طَويلا لَا يضيع الزَّمَان بِذكرِهِ. إِلَّا أَن قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِن لَهُ مِنَ الثَّوَابِ كثواب إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَيَحْيَى وَعِيسَى، وَلا يقطع لَهُ طَرِيق وَلا يعرف لَهُ مَتَاع ". وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا شكّ، فَلَا بَارك اللَّه فِيمَن وَضعه، فَمَا أبرد هَذَا الْوَضع وَمَا أسمجه، وَكَيف يحسن أَن يُقَال مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَلهُ ثَوَاب مُوسَى وَعِيسَى، وَفِيهِ مَجَاهِيل أحدهم قَدْ عمله.

بَاب ذكر صلوَات اشْتهر بذكرها الْقصاص واشتهرت بَين الْعَوَّامِ وَلا أصل لَهَا صَلَاة لَيْلَة السبت أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطَّيِّبِيُّ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن الحورمانى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد ابْن يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْعَاصِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد ابْن شَيبَان حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا الْعَبَّاس ابْن حَمْزَة حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ خَالِدٍ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ الْهَيْثَمِ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مرّة وَاحِدَة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَجُمْهُور رُوَاته مَجْهُولُونَ لَا يعْرفُونَ. وَيزِيد الرقاشِي ضَعِيف والهيثم مَتْرُوك. قَالَ الْحميدِي: وَبشر بْن السَّرِيّ لَا يحل أَن يكْتب عَنهُ، وَأحمد بن عبد الله هُوَ الجويباري، وَقَدْ سبق أَنَّهُ كَذَّاب وَضاع. صَلَاة يَوْم السبت أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بِنَ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَنَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الْعُرْضِيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاوِيَة الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بن عبد الحميد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ أَرْبَعَ رَكْعَات

يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مرّة، وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ ثَلَاث مَرَّات، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَّرَةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَبَنَى اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ كُلَّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّة رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةً ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَنَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَقَبْرَهُ بِأَلْفِ نُورٍ، وَأَلْبَسَهُ أَلْفَ حُلَّةٍ، وَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَهُمْ، وَزَوَّجَهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَوْرَاءَ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ آيَةٍ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ثَوَابَ أَلْفِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ حِجَّةً وَعُمْرَةً " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، فكافأ اللَّه من شان الإِسْلام بِمَا يَعْتَقِدهُ تزيبنا لَهُ، وَفِيهِ جمَاعَة من المجهولين. قَالَ يَحْيَى: إِسْحَاق بْن يَحْيَى لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد: مَتْرُوك. صَلَاة أُخْرَى ليَوْم السبت أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُفَسِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ حَدَّادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ الْهَيْثَمِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ السَّبْتِ عِنْدَ الضُّحَى أْرَبَع رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة الْكتاب مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرٌ مِنْ مَاءٍ،

وَنَهْرٌ مِنْ لَبَنٍ، وَنَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ، وَنَهْرٌ مِنْ عَسَلٍ، عَلَى شَطِّ تِلْكَ الأَنْهَارِ أَشْجَارٌ مِنْ نُورٍ عَلَى كُلِّ شَجَرَةٍ بِعَدَدِ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَغْصَانٌ، عَلَى كُلِّ غُصْنٍ بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَالنَّوَى ثِمَارٌ غُبَارُهَا الْمِسْكُ، تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ مَجْلِسٌ مُظَلَّلٌ بِنُورِ الرَّحْمَنِ، يَجْتَمِعُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عِنْدَ تِلْكَ الأَشْجَارِ، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَقَدْ ذكره آنِفا أَن يَزِيد والهيثم وبشرا ضعفاء وَأحمد هُوَ الجويباري وَكَانَ من الْكَذَّابين الوضاعين. صَلَاة يَوْم الاحد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أَنْبَأَنَا على بن مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَاذَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَعَمِلَ بِمَا فِي الْقُرْآنِ، وَيَخْرُجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَيُعْطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِي كُلِّ مَدِينَة أَلْفُ قَصْرٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ مِنَ الْيَاقُوتِ، فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ بَيْتٍ مِنَ الْمِسْكِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ، فَوْقَ كُلِّ سَرِيرٍ حَوْرَاءُ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ وَصِيفَةٍ وَأَلْفُ وَصِيفٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع مظلم الْإِسْنَاد عَامَّة من فِيهِ مَجْهُول. قَالَ يحيى: وَسَلَمَة ابْن وردان لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ لَا يحْتَج بِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: وَأحمد بْن مُحَمَّدِ بن عمر كَانَ كذابا.

صَلَاة أُخْرَى لَيْلَة الاحد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَاتِمِ بْنُ عبد الله بْنِ حَاتِم حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَان المرادى حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ خبيب بن عبد الرحمن عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ آمِنٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَيُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع أَيْضا، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل، وَلم يروه قَطُّ مَالِك وَلا ابْن وَهْب وَلَا الرّبيع. صَلَاة يَوْم الاحد أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْحَدِيد حَدثنَا يُونُس بن عبد الاعلى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرَةَ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الأَحَدِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مرّة وآمن الرَّسُول إِلَى آخِرِهَا مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَصْرَانِيٍّ وَنَصْرَانِيَّةٍ أَلْفَ حِجَّةٍ وَأَلْفَ عُمْرَةٍ وَأَلْفَ غَزْوَةٍ وَبِكُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ صَلاةٍ وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ أَلْفَ خَنْدَقٍ وَفَتَحَ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَقَضَى حَوَائِجَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". وَهَذَا مَوْضُوع وَفِيه جمَاعَة مَجَاهِيل.

صَلَاة لَيْلَة الِاثْنَيْنِ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُفَسِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ الْهَيْثَمِ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ سِتَّ رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَيَسْتَغْفِرُ بَعْدَ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوَابَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَلْفِ عَابِدٍ وَأَلْفِ زَاهِدٍ، وَيُتَوَّجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِتَاجٍ مِنْ نُورٍ يَتَلأَلأُ، وَلا يَخَافُ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَيَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ ". وَهَذَا مَوْضُوع، وَفِي إِسْنَاده يَزِيد والهيثم وَبشر كلهم مَجْرُوح. وَأحمد بن عبد الله هُوَ الجويبارى الْكذَّاب. صَلَاة يَوْم الِاثْنَيْنِ أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن سَالم بن عبيد الله عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الاثْنَيْنِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة وَقل هُوَ الله أحد مرّة، وَقل أعوذ بِرَبّ الفلق مرّة، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَرَّةً، وَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَصَلَّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، فِي جَوْفِ الْقَصْرِ سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ، طُولُ كُلِّ بَيْتٍ ثَلَاثَة ألف ذِرَاع وَعرضه مثل ذَلِك

الْبَيْتُ الأَوَّلُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ، وَالْبَيْتُ الثَّانِي مِنْ ذَهَبٍ، وَالْبَيْتُ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَالْبَيْتُ الرَّابِعُ مِنْ زُمُرُّدٍ، وَالْبَيْتُ الْخَامِسُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَالْبَيْت السَّادِسُ مِنْ دُرٍّ وَالْبَيْتُ السَّابِعُ مِنْ نُورٍ يَتَلأْلأُ، وَأَبْوَاب الْبُيُوتِ مِنَ الْعَنْبَرِ، عَلَى كُلِّ بَابٍ أَلْفُ سِتْرٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَلْفُ سَرِيرٍ مِنْ كَافُورٍ، فَوْقَ كُلِّ سَرِيرٍ أَلْفُ فِرَاشٍ، فَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ خَلَقَهَا اللَّهُ مِن أَطْيَبِ الطِّيبِ، مِنْ لَدُنْ رِجْلِهَا إِلَى رُكْبَتِهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ الرَّطْبِ، وَمِنْ لَدُنْ رُكْبَتِهَا إِلَى ثَدْيِهَا مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، وَمِنْ لَدُنْ ثَدْيِهَا إِلَى عُنُقِهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، وَمِنْ لَدُنْ عُنُقِهَا إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهَا مِنَ الْكَافُورِ الأَبْيَضِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتَ. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ. وَقَدْ كنت أتهم الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيمَ، والآن فَقَدْ زَالَ الشَّك لِأَن الْإِسْنَاد كلهم ثقاة، وَإِنَّمَا هُوَ الَّذِي قَدْ وضع هَذَا وَعمل هَذهِ الصَّلَوَات كلهَا. وَقَدْ ذكر صَلَاة لَيْلَة الثُّلَاثَاء وَيَوْم الثُّلَاثَاء، وَصَلَاة لَيْلَة الْأَرْبَعَاء، وَصَلَاة يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَصَلَاة لَيْلَة الْخَمِيس، وَصَلَاة يَوْم الْخَمِيس، وَصَلَاة يَوْم الْجُمُعَةِ، وكل ذَلِكَ من هَذَا الْجِنْس الَّذِي تقدم، فأضربت عَنْ ذكره إِذْ لَا فَائِدَة فِي تَضْييع الزَّمَان بِمَا لَا يخفى وَضعه، وَلَقَد كَانَ لهَذَا الرجل حَظّ من علم الحَدِيث، فسبحان من يطمس على الْقُلُوب. صَلَاة لَيْلَة الْجُمُعَة روى عبد الله بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ قَرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَمْسَ عَشْرَةَ مرّة إِذا زلزلت، أَمَّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَعبد اللَّه بن دَاوُد مُنكر الحَدِيث

جدا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بروايته فَإِنَّهُ يرْوى الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير. صَلَاة يَوْم الْجُمُعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَالِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَاحِدَةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَة يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ الله أحد وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ لَا حَوَل وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ خَمْسِينَ مَرَّةً، فَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ وَيَرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ، وَقَدْ ذكر صلوَات الْأُسْبُوع أَبُو طَالِب الْمَكِّيّ وَتَبعهُ أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ وكل ذَلِكَ لَا أصل لَهُ. صَلَاة بَين العشاءين أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ كَادِشٍ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْزُوم حَدثنَا على بن عبد الملك بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعِينَ مَرَّةً، صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ صَافَحْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الصِّرَاطَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ ". وَهَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ مَجَاهِيل، وَأَبَان لَيْسَ حَدِيثه بشئ.

صَلَاة فِي اللَّيْل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا جَدِّي أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ الْعَبْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَسَدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا سَلْمَانُ أَلا أُحَدِّثُكَ عَنْ غَرَائِبِ حَدِيثِي. فَقُلْتُ: بَلَى مُنَّ عَلَيْنَا بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَ: نَعَمْ يَا سَلْمَانُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ فَيَسْتَاكَ وَيَتَوَّضَأُ وَيُمَشِّطُ رَأْسَهُ وليحته وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحده لَا شرك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كل شئ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ، ثُمَّ يَقُومُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، يَقْرَأُ فِي أول رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كل شئ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَهَنَّمَ سِتَّةَ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَالْخَنْدَقِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ رَكْعَةٍ سبعين رَكْعَة، وَمَا من شئ فِيهِ اسْتِعَاذَةٌ إِلا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعَزَّ هَذَا الْمُصَلِّيَ مِنِّي، حَتَّى إِنَّ النَّارَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ كَمَا جَعَلْتَنِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَنَجِّ هَذَا مِنِّي، وَكَانَ لَهُ كِفْلَيْنِ مِنَ الأَجْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُ فِي الْجِنَانِ، فِي كُلِّ جنَّة ألف مَدِينَة

مِنْ ذَهَبٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ، وَأَلْفُ مَدِينَةٍ مِنْ جَوْهَرٍ، فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفِ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ دَارٍ، فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ خَيْمَةٍ، فِي كُلِّ خَيْمَةٍ أَلْفَ بَيْتٍ، فِي كُلِّ بَيْتٍ يَعْنِي أَلْفَ سَرِيرٍ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ سِمَاطَانِ مِنَ الْوَصْفِ أَوِ الْوَصَايِفِ مَدَّ الْبَصَر، وكل جَارِيَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَشَّاطَةٍ يَمْشُطْنَ قُرُوبَهُنَّ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ، بَيْنَ كُلِّ مَشَّاطَةٍ مِنْهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأْتَ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، جَوَانِحُهُنَّ كَالأَهِلَّةِ وَأَشْفَارُهُنَّ كَقَوَادِمِ النُّسُورِ، وَيُعْطى الله عزوجل فِي كُلِّ بَيْتٍ نَهْرًا مِنْ سَلْسَبِيلٍ، وَنَهْرًا مِنْ كْوَثَرٍ، وَنَهْرًا مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ، حَافَّتَاهُ أَشْجَارٌ مَنْثُورَةٌ، حَمَلَ تِلْكَ الأَشْجَارَ حُورٌ، كُلَّمَا أَخَذَ بِيَدِهِ وَاحِدَةً مِنْهَا نَبَتَ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَيُعْطِي اللَّهُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الأَزْوَاجِ كُلِّهَا، وَيَأْكُلُ ذَلِكَ الطَّعَامَ، وَيَشْرَبُ ذَلِكَ الشَّرَابَ، وَكُلَّمَا أَتَى زَوْجَةً تَعُودُ كَمَا كَانَتْ، وَكُلَّمَا أَكَلَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْهَا قَطُّ، وَكُلَّمَا شَرِبَ شَرَابًا يَعُودُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْرَبْهُ قَطُّ. فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ حَدِيثًا أَظْرَفَ وَلا أَعْجَبَ مِنْ هَذَا. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ قَلِيلٌ، حَدَّثَنِي خَلِيلِي جِبْرِيلُ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ إِذَا قَامُوا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَغَفْلَةِ النَّاسِ يُصَلُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا مَلائِكَتِي إِلَى شَجَرَةٍ رَطْبَةٍ مِنْ بَيْنِ أَشْجَارٍ يَابِسَةٍ قَامَ مِنْ نَوْمٍ طَيِّبٍ وَفِرَاشٍ لَيِّنٍ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهِي، مَا ثَوَابُهُ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَامْحُوا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَارْفَعُوا أَلْفَ دَرَجَةٍ وَافْتَحُوا لَهُ أَلْفَ بَابٍ فِي دَارِ الْجَلالِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه جمَاعَة مَجْهُولُونَ.

صَلَاة لليلة عَاشُورَاء حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر النُّوشَرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أحيى لَيْلَة عَاشُورَاء فَكَأَنَّمَا عبد الله تَعَالَى بِمِثْلِ عِبَادَةِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ، وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً، وَخَمْسَة مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوُبَ خَمْسِينَ عَاما مَاض، وَخمسين عَاما مُسْتَقْبل، وَبَنَى لَهُ فِي الْمَثَلِ الأَعْلَى أَلْفَ أَلْفِ مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ أَدخل على بعض الْمُتَأَخِّرين مِنْ أَهْلِ الْغَفْلَة، على أَن عبد الرحمن بْن أَبِي الزِّنَادِ مَجْرُوح. قَالَ أَحْمَد: هُوَ مُضْطَرب الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَا يحْتَج بِهِ. صَلَاة ليَوْم عَاشُورَاء أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِيُّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بن على ابْن جَعْفَر أَنبأَنَا عبد الله بن عبيد الله بْنِ كَلالَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الله بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعِينَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَآيَة الْكُرْسِيّ عشر مَرَّات، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَلَّمَ اسْتَغْفَرَ سَبْعِينَ مَرَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ قُبَّةً بَيْضَاءَ فِيهَا بَيْتٌ مِنْ زُمُرُّدَةَ خَضْرَاءَ، سَعَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ مِثْلُ الدُّنْيَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَفِي ذَلِكَ الْبَيْتِ سَرِيرٌ مِنْ نُورٍ، قَوَائِمُ السَّرِيرِ مِنَ الْعَنْبَرِ الأَشْهَبِ، عَلَى ذَلِكَ السرير ألفا فرَاش

مِنَ الزَّعْفَرَانِ ". وَذكر حَدِيثا طَويلا من هَذَا الْجِنْس. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وكلمات الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلامُ منزهة عَنْ مثل هَذَا التَّخْلِيط. والرواة مَجَاهِيل. وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحُسَيْن. صَلَاة لاول لَيْلَة من رَجَب أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن على ابْن مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ بْنِ الْحَسَنِ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُطَّوِّعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مخلد الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا عِشْرِينَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً، وَيُسَلِّمُ فِيهِنَّ عَشْرَ تَسْلِيمَاتٍ، أَتَدْرُونَ مَا ثَوَابُهُ؟ فَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ جِبْرِيلَ عَلَّمَنِي ذَلِكَ. قُلْنَا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: حَفِظَهُ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل. صَلَاة فِي رَجَب أَنبأَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ الشِّيرَازِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن - خشنام -[هِشَامٍ] حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ وَصَلَّى فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ آيَةَ الْكُرْسِيّ، وفى الرَّكْعَة الثَّانِيَة

مِائَةَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَكْثَر رُوَاته مَجَاهِيل، وعُثْمَان مَتْرُوك عِنْد الْمُحدثين. صَلَاة الرغائب أَنبأَنَا على بن عبيد الله بْنِ الزَّاغُونِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَيْدٍ عبد الله بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَصْفَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَهْ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُصَيْنِ على بن عبد الله ابْن جُهَيْمٍ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا خلف ابْن عبد الله وَهُوَ الصَّغَانِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلِكَ رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ، وَفِيهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ، وَفِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَفِيهِ أَنْقَذَ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ. مَنْ صَامَهُ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ: مَغْفِرَةً لِجَمِيعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَعِصْمَةً فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ، وَأَمَانًا مِنَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْعَرْضِ الأَكْبَرِ. فَقَامَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأَعْجَزُ عَنْ صِيَامِهِ كُلِّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَأَوْسَطَ يَوْمٍ مِنْهُ، وَآخِرَ يَوْمٍ مِنْهُ، فَإِنَّكَ تُعْطَى ثَوَابَ مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ، لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي رَجَبٍ، فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلائِكَةُ الرَّغَائِبُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى بِكَ اللَّيْلُ لَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فِي جَمِيعِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا وَيَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَحَوَالَيْهَا، فَيَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ اطِّلاعَةً فَيَقُولُ: مَلائِكَتِي سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا حَاجَتُنَا إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِصُوَّامِ رَجَب، فَيَقُول الله عزوجل: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْم الْخَمِيس أول

خَمِيسٍ فِي رَجَبٍ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالْعَتْمَةِ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر ثَلَاث مَرَّات، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ، ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الأَعْظَمُ سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ فِي السَّجْدَةِ الأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ، فَإِنَّهَا تُقْضَى. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ صَلَّى هَذهِ الصَّلاةَ إِلا غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَعَدَدِ وَرَقِ الأَشْجَارِ، وَشَفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَة فِي سَبْعمِائة مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِذَا كَانَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي قَبْرِهِ جَاءَهُ بواب هَذهِ الصَّلاةِ، فَيُجِيبُهُ بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَلِسَانٍ ذَلْقٍ، فَيَقُولُ لَهُ: حَبِيبِي أَبْشِرْ فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْلَى مِنْ كَلامِكَ، وَلا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا حَبِيبِي أَنَا ثَوَابُ الصَّلاةِ الَّتِي صَلَّيْتَهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا فِي شَهْرِ كَذَا، جِئْتُ اللَّيْلَةَ لأَقْضِيَ حَقَّكَ، وَأُونِسَ وَحْدَتَكَ، وَأَرْفَعَ عَنْكَ وَحْشَتَكَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ أَظْلَلْتُ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ عَلَى رَأْسِكَ، وَأَبْشِرْ فَلَنْ تَعْدِمَ الْخَيْرَ مِنْ مَوْلاكَ أَبْدًا " وَلَفظ الحَدِيث لمُحَمد بْن نَاصِر. هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد اتهموا بِهِ ابْن جهيم ونسبوه إِلَى الْكَذِب، وَسمعت شَيخنَا عَبْد الْوَهَّابِ الْحَافِظ يَقُولُ: رِجَاله مَجْهُولُونَ، وَقَدْ فتشت عَلَيْهِمْ جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ. قَالَ المُصَنّف قلت: وَلَقَد أبدع من وَضعهَا، فَإِنَّهُ يحْتَاج من يُصليهَا أَن يَصُوم

وَرُبمَا كَانَ النَّهَار شَدِيد الْحر، فَإِذَا صَامَ وَلم يتَمَكَّن من الْأكل حَتَّى يُصَلِّي الْمغرب ثُمَّ يقف فِيهَا وَيَقَع فِي ذَلِكَ التَّسْبِيح طَوِيل وَالسُّجُود الطَّوِيل، فيأذى غَايَة الْإِيذَاء، وَإِنِّي لأغار لرمضان ولصلاة التَّرَاوِيح كَيفَ زوحهم بِهَذِهِ، بل هَذهِ عِنْد الْعَوَّامِ أعظم وَأجل، فَإِنَّهُ يحضرها من لَا يحضر الْجَمَاعَات. صَلَاة لليلة النّصْف من رَجَب أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَنبأَنَا أبوعلمس ابْن الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الأَدِيبُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِشَامِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كل رَكْعَة الْحَمد مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عِشْرِينَ مَرَّةً، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيُكَبِّرُهُ وَيُهَلِّلُهُ ثَلاثِينَ مَرَّةً، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الاشجار فِي الفردوس، ومحى عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهِ خَطِيَّةً إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْقَابِلِ، وَيَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ قَرَأَ فِي هَذِه الصَّلَاة سَبْعمِائة حَسَنَةٍ، وَبَنَى لَهُ بِكُلِّ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ عَشْرَةَ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ من زبر جد أَخْضَرَ، وَأُعْطِيَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَدَائِنَ فِي الْجَنَّةِ، كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ: اسْتَأْنَفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ". وَهَذَا مَوْضُوع وَرُوَاته مَجْهُولُونَ، وَلا يخفى تركيب إِسْنَاده وجهالة رِجَاله، وَالظَّاهِر أَنَّهُ من عمل الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم.

صلوَات لَيْلَة النّصْف من شعْبَان مِنْهَا الصَّلَاة المتداولة بَين النَّاس، وَقد رويت من طَرِيق على عَلَيْهِ السَّلَام، وَمن طَرِيق ابْن عمر، وَمن طَرِيق أَبى جَعْفَر الباقر مَقْطُوعَة الاسناد. أما طَرِيق عَلَى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن نَاصِر الْحَافِظ أَنبأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحسن الْحداد أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن الْفضل بن مُحَمَّد المقرى أَنبأَنَا أَبُو عَمْرو عبد الرحمن بن طَلْحَة الطليحى أَنبأَنَا الْفضل بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي حَدثنَا هَارُون بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحسن عَن سُفْيَان الثور عَنْ لَيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ - مَا يملى -[يَا على] من صلى مائَة رَكْعَة فِي لَيْلَة النّصْف، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكتاب وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: يَا على مَا من عبد يصلى هَذِه الصَّلَوَات إِلَّا قضى الله عز وَجل لَهُ كل حَاجَة طلبَهَا تِلْكَ اللَّيْلَة. قيل: يَا رَسُول الله وَإِن كَانَ الله جعله شقيا أيجعله سعيدا قَالَ: والذى نَفسِي بِالْحَقِّ يَا على إِن مَكْتُوب فِي اللَّوْح أَن فلَان بن فلَان خلق شقيا، ويمحوه الله عزوجل، ويجعله سعيدا، وَيبْعَث الله إِلَيْهِ سبعين أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ ويمحون عِنْد السَّيِّئَات ويرفعون لَهُ الدَّرَجَات إِلَى رَأس السّنة، وَيبْعَث الله عزوجل فِي جنَّات عدن سبعين ألف ملك أَو سَبْعمِائة ألف ملك، يبنون لَهُ الْمَدَائِن والقصور ويغرسون لَهُ الاشجار مَا لَا عَيْنٌ رَأْتَ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قلب المخلوقين مثل هَذِه الْجنان، فِي كل جنَّة على مَا وصفت لكم فِي الْمَدَائِن والقصور والاشجار، فَإِن مَاتَ من ليلته قبل أَن يحِيل الْحول مَاتَ شَهِيدا وَيُعْطِيه الله تَعَالَى بِكُل حرف من قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي ليلته من ذَلِك تسعين حوراء لكل حوراء وصيف ووصيفة [و] سَبْعُونَ ألف غلْمَان وَسَبْعُونَ ألف ولدان وَسَبْعُونَ ألفا قهارمة وَسَبْعُونَ ألفا حِجَابا. وكل مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد فِي تِلْكَ اللَّيْلَة يكْتب لَهُ أجر سبعين شَهِيدا، وَتقبل صلَاته الَّتِى صلاهَا قبل ذَلِك، وَتقبل مَا يصلى بعْدهَا. وَإِن كَانَ والداه فِي النَّار دَعَا لَهما أخرجهُمَا الله

من النَّار بعد إِن لم يشركا بِاللَّه شَيْئا يدخلَانِ الْجنَّة يشفع كل وَاحِد مِنْهُم فِي سبعين ألفا إِلَى آخر ثَلَاث مَرَّات. قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى فِي الْجنَّة مَا خلقه الله أَو يرَاهُ، والذى بعثثى بِالْحَقِّ إِن الله يبْعَث فِي كل سَاعَة من سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار وهى أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة سبعين ألف ملك يسلمُونَ عَلَيْهِ ويصافحونه وَيدعونَ لَهُ إِلَى أَن ينْفخ فِي الصُّور، ويحشر يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْكِرَام البررة وَيَأْمُر الْكَاتِبين أَن لَا يكتبوا على عبدى سَيِّئَة ويكتبوا لَهُ الْحَسَنَات إِلَى أَن يحول عَلَيْهِ الْحول، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: من صلى هَذِه الصَّلَاة وَهُوَ يُرِيد الصَّلَاة وَالدَّار الْآخِرَة يَجْعَل الله لَهُ نَصِيبا من عِنْده تِلْكَ اللَّيْلَة ". وَأما طَرِيق ابْن عمر فأنبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابَارٍ الْمُذَكِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زيرك أَنبأَنَا أَبُو سهل عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيرَكَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْفَقِيه حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجمانى حَدثنَا صَالح الشمامى عَن عبد الله بْنِ ضِرَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي مِائَةِ رَكْعَةٍ، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي مَنَامِهِ مِائَةَ مَلَكٍ يُلَبُّونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يَعْصِمُونَهُ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ وَعِشْرُونَ يَكِيدُونَ مَنْ عَادَاهُ ". وَأما طَرِيق أَبِي جَعْفَر الباقر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَامِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ البَرْدَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بن عبد الرحمن حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مِقْدَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شعْبَان

أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مِائَةَ مَلَكٍ ثَلاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يُقَوِّمُونَهُ أَنْ يُخْطِئَ وَعَشْرُ أَمْلاكٍ يَكْتُبُونَ أَعْدَاهُ ". هَذَا حَدِيث لَا نشك أَنَّهُ مَوْضُوع، وَجُمْهُور رُوَاته فِي الطّرق الثَّلَاثَة مَجَاهِيل وَفِيهِمْ ضعفاء بمره والْحَدِيث محَال قطعا وَقَدْ رَأينَا كثيرا مِمَّن يصلى عدَّة الصَّلاة ويتفق قصر اللَّيْل فيفوتهم صَلَاة الْفجْر ويصبحون كسَالَى وَقَدْ جعلهَا جهلة أَئِمَّة الْمَسَاجِد مَعَ صَلَاة الرغائب وَنَحْوهَا من الصَّلَوَات شبكة لمجمع الْعَوَّامِ وطلبا لرياسة التَّقَدُّم وملأ بذكرها الْقصاص مجَالِسهمْ وكل ذَلِكَ عَنِ الْحَقِّ بمعزل. صَلَاة ثَانِيَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْبَنَّا قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّد الْعنطرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْيُونَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حبهان حَدثنَا عمر بن عبد الرحيم حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ مِسْوَرٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلاثِينَ مَرَّةً، لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَشْفَعُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ". هَذَا مَوْضُوع أَيْضا وَفِيهِ جمَاعَة مَجْهُولُونَ وَقبل أَن يصل إِلَى بَقِيَّة وَلَيْث وهما ضعفاء فالبلاء مِمَّن قبلهم. صَلَاة ثَالِثَة أَنبأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزَجِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرْجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ابْن مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد الحسكاني حَدَّثَنى

أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامَ الْقُومَسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحِمْصِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ النِّصْف مِنْ شَعْبَانَ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الْفَرَاغِ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ أَرْبَعَ عشرَة مرّة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة وَلَقَد جَاءَكُم رَسُول الآيَةَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ سَأَلْتُ عَمَّا رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِهِ فَقَالَ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ لَهُ كَعِشْرِينَ حِجَّةً مَبْرُورَةً وَكَصِيَامِ عِشْرِينَ سَنَةً مَقْبُولَةً، فَإِنْ أَصْبَحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صَائِمًا كَانَ كَصِيَامِ سِتِّينَ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ وَسَنَةٍ مُسْتَقَبَلَةٍ ". وَهَذَا مَوْضُوع أَيْضا وَإِسْنَاده مظلم وَكَانَ وَاضعه يكْتب من الْأَسْمَاء مَا وَقع لَهُ وَيذكر قوما مَا يعْرفُونَ، وَفِي الْإِسْنَاد مُحَمَّد بْن مهَاجر قَالَ ابْنُ حَنْبَل: يضع الحَدِيث. وَقَدْ رويت صلوَات أخر مَوْضُوعَة، فَلم أر التَّطْوِيل بِذكرِهِ إِلا لخفى بُطْلَانه. صَلَاة لليلة الْفطر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو غَالب أَحْمد بن عبيد الله الدَّلالُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ أَجَازَهُ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَسْرُوقٍ الْقَوَّاصِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي طَيْبَةَ عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ الرّبيع بن خَيْثَم عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَخْبَرَنِي عَنْ إِسْرَافِيلَ عَنْ ربه

عزوجل أَنَّهُ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْفِطْرِ مِائَةَ رَكْعَةٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة الْحَمد مرّة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَيَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ مِائَةَ مَرَّةً ثُمَّ يَسْجُدُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمِهُمَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا إِلَهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَصَلاتِي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ عزوجل لَهُ وَيَتَقَبَّلَ مِنْهُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَإِنْ كَانَ قَدْ أَذْنَبَ سَبْعِينَ ذَنْبًا كُلُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ النَّارِ وَيَتَقَبَّلُ مِنْ كَوْرَتِهِ شَهْرَ رَمَضَانَ. قَالَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ يَتَقَبَّلُ مِنْهُ خَاصَّةً وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِهِ عَامَّةً. قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا مِنْ مُصَلٍّ هَذهِ الصَّلاةَ وَاسْتَغَفَرَ هَذَا الاسْتِغْفَارَ فَإِنَّ الله عزوجل يَتَقَبَّلُ صَلاتَهُ وَصِيَامَهُ لأَنَّ اللَّهَ عزوجل قَالَ فِي كِتَابِهِ (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه كَانَ غفارًا) ثُمَّ قَالَ: (تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) وَقَالَ: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُور رَحِيم) وَقَالَ: (وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذهِ لأُمَّتِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، لمن يُعْطِهَا لِمَنْ كَانَ قَبْلِي ". هَذَا حَدِيثٌ لَا نَشُكُّ فِي وَضْعِهِ، وَفِيه جمَاعَة لَا يعْرفُونَ أصلا. صَلَاة يَوْم الْفطر أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم الغامى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صديق حَدثنَا يَعْقُوب بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر المروزى حَدَّثَنى عبد الله بْنُ مُحَمَّد حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْفطر بعد مَا يُصَلِّي عِيدَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسبح اسْم رَبك الاعلى،

وفى الثَّانِيَة بالشمس وَضُحَاهَا، وفى الثَّالِثَة وَالضُّحَى، وَفِي الرَّابِعَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ كُلَّ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَكَأَنَّمَا أَشْبَعَ جَمِيعَ الْيَتَامَى وَدَهَنَهُمْ وَنَظَّفَهُمْ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَيُغْفَرُ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِينَ سَنَةً " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ مَجَاهِيل. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكر عبد الله ابْن مُحَمَّد فِي الْكتب. صَلَاة ليَوْم عَرَفَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ وَاصِلٍ حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَة بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة الْكتاب مرّة، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِينَ مَرَّةً، كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، وَيُزَوِّجُهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ حَوْرَاءُ مَعَ كُلِّ حَوْرَاءَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ خُضْرٍ، بَرْدُهُ بَرْدُ الثَّلْجِ وَحَلاوَتُهُ حَلاوَةُ الْعَسَلِ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ لَمْ يَمْسَسْهُ نَارٌ وَلا حَدِيدٌ تَجِدُ لآخِرِهِ طَعْمًا كَمَا تَجِدُ لأَوَّلِهِ ثُمَّ يَأْتِيهِمْ طَيْرٌ جَنَاحَاهُ مِنْ يَاقُوتَتَيْنِ حَمْرَاوَيْنِ مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ فَيُنَادِي بِصَوْتٍ لَذِيذٍ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمِثْلِهِ: مَرْحَبًا بِأَهْلِ عَرَفَةَ. قَالَ وَيَسْقُطُ ذَلِكَ الطَّيْرُ فِي صَحْفَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمْ، فَيَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ كُلِّ جَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِهِ سَبْعُونَ لَوْنًا مِن الطَّعَامِ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ وَيَنْتَفِضُ فَيَطِيرُ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَضَاءَ لَهُ بِكُل حرف فِي الْقُرْآن نور حَتَّى يَرَى الطَّائِفِينَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ

رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةِ مِمَّا يَرَى مِنَ الثَّوَابِ وَالْكَرَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع فِيهِ ضِعَاف ومجاهيل. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: النهاس لَا يساوى شَيْئًا. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. صَلَاة أُخْرَى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر العابدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ أَنْعُمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحسن وَمُعَاوِيَة ابْن قُرَّةَ وَأَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَة رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ مرّة يبْدَأ بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَيَخْتِمُ آخِرَهَا بِآيَتَيْنِ ثُمَّ يَقْرَأُ بقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ ثَلَاث مَرَّات وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَة مَرَّةٍ يبْدَأ فِي كُلِّ مَرَّةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَن الرَّحِيم إِلَّا قَالَ الله عزوجل أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ". وَهَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَابْن أنعم قَدْ ضَعَّفُوهُ. قَالَ أَحْمَد: نَحن لَا نروي عَنْهُ شَيْئًا. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة وَيُدَلس عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب. صَلَاة لليلة النَّحْر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن على بن عبد الرحمن أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْجَرَّاحِ الْقَطَوَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمد بن عبد الله حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب حَدثنَا

الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النَّحْرِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب خمس عشرَة مرّة وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ خَمْسَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَإِذَا سَلَّمَ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، جَعَلَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَغَفَرَ لَهُ ذُنُوبَ السِّرِّ وَذُنُوبَ الْعَلانِيَةِ وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَهَا حِجَّةً وَعُمْرَةً، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ سِتِّينَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى مَاتَ شَهِيدًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح فِي إِسْنَاده الْقَاسِم. قَالَ أَحْمَد: مُنكر الحَدِيث حدث عَنْهُ عَلِيّ بْن زَيْد أَعَاجِيب وَمَا أرها إِلا من قبل الْقَاسِمِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُعْضَلاتِ. وَفِيهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ وَهُوَ غُلَام خَلِيل كَانَ يضع الحَدِيث. صلوَات تفعل لاغراض صَلَاة التَّوْبَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالح أَحْمد بن عبد الملك النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَشْعَثُ حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ شُرَيْحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمُذْنِبِ أَنْ يَتُوبَ مِنَ الذُّنُوبِ؟ قَالَ: يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ مَرَّةً وَعَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ يَقُومُ

وَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيُسَلِّمُ وَيَسْجُدُ وَيَقْرَأُ فِي سُجُودِهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْتَغْفِرُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَيَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ لَا حَوَل وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ وَيُصْبِحُ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا وَيصلى عِنْد إفطاره رَكْعَتَيْنِ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَخَمْسَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقُولُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ نَبِيِّكَ دَاوُدَ وَاعْصِمْنِي كَمَا عَصَمْتَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَأَصْلِحْنِي كَمَا أصلحت أوليائك الصَّالِحِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي نَادِمٌ عَلَى مَا فَعَلْتُ فَاعْصِمْنِي حَتَّى لَا أُعْطِيك. ثُمَّ يَقُومُ نَادِمًا فَإِنَّ رَأْسَ مَا التَّائِبِ النَّدَامَةُ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَقَبَّلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ وَقَضَى حَوَائِجَهُ وَيَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ الذُّنُوبَ كَمَا غَفَرَ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَحْفَظُونَهُ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ إِلَى أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ جَسَدَهُ وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَقْبِضُ اللَّهُ رُوحَهُ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ وَيُغَسِّلُهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيُبَشِّرُهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ بِالْجَنَّةِ وَفَتَحَ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ بَابَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَيُجَاوِرُ فِيهَا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا رَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ وَلا زَيْد بْن وَهْب وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل، وَلَقَد أبدع الَّذِي وَضعه واجترأ على الشَّرِيعَة بأَشْيَاء بَارِدَة. قَالَ ابْن عَبَّاسٍ الْحَافِظ: هَذَا حَدِيث بَاطِل مُنكر لَا يُتَابع عَلَيْهِ رَاوِيه. وَالْحمل فِيهِ على من دون جرير. صَلَاة لاضاعة الصَّلَاة حدثت عَنْ أَبِي الأَسْعَدِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبيد الله النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " دَخَلَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

إِنِّي عَصَيْتُ رَبِّي، وَأَضَعْتُ صَلاتِي، فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ: حِيلَتُكَ بَعْدَ مَا تُبْتَ وَنَدِمْتَ عَلَى مَا صَنَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَة الْكِتَابِ مَرَّةً وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ فَقُلْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الامي فَإِن الله عزوجل يَجْعَلُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِصَلَوَاتِكَ. وَلَوْ تَرَكْتَ - صَلاةَ -[الصَّلاةِ] مِائَتَيْ سَنَةٍ. وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا وَكَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَأَعْطَاكَ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأْتَهَا أَلْفَ حَوْرَاءَ، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنْ صَلَّى بَعْدَ مَوْتِي هَذهِ الصَّلاةَ يَرَانِي فِي الْمَنَامِ مِنْ لَيْلَتِهِ وَإِلا فَلا تَتِمُّ مِنَ الْجُمُعَةِ الْقَابِلَةِ حَتَّى يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَلَهُ الْجَنَّةُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ وَكَانَ وَاضعه من جهلة الْقصاص وأخاف أَن يكون قَاصِدا لشين الإِسْلام، لِأَنَّهُ إِذَا صلى الأنسان هَذهِ الصَّلاة، وَلم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامه شكّ فِي قَول الرَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَيف تقوم رَكْعَتَانِ يسيرَة يتَطَوَّع بِهَا مقَام صلوَات كَثِيرَة مفترضة. هَذَا محَال وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل فَلَيْسَ بشئ أصلا. صَلَاة من فعلهَا رأى مَكَانَهُ فِي الْجنَّة روى إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَفُتْهُ رَكْعَةٌ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ". وَإِسْحَاق مَجْهُول وقَدِ اتَّهَمُوهُ بِوَضْعِهِ. صَلَاة لرؤية اللَّه تَعَالَى فِي الْمَنَامِ قَالَ سبقت فِي ذكر صَلَاة يَوْم الْجُمُعَة.

صَلَاة لرؤية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالح أَحْمد بن عبد الملك النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْن عَلِيٍّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ أَلْفَ مَرَّةٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، فَإِنَّهُ يَرَانِي فِي لَيْلَتِهِ فِي الْمَنَامِ وَأَلا تَتِمَّ لَهُ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةِ حَتَّى يَرَانِي فِي الْمَنَامِ، وَمَنْ رَآنِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَفِيه جمَاعَة مَجْهُولُونَ. صَلَاة أُخْرَى لرُؤْيَته عَلَيْهِ السَّلَام أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد ابْن مُوسَى بْنِ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُزُورِيُّ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُكَّاشَةَ الْكَرْمَانِيَّ يَقُولُ أَنْبَأَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَمَّادٍ الْكَرْمَانِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: " مَنِ اغْتَسَلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا بقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ نَامَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ عكاشة: قدمت عَلَيْهِ نَحْو مِنْ سَنَتَيْنِ أَغْتَسِلُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ وَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَأَقْرَأُ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ طَمَعًا أَنْ أَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَأَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ فَاغْتَسَلْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ قَرَأْتُ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مرّة، ثمَّ أخذت مضجعي

فَأَصَابَنِي حُلْمٌ فَقُمْتُ الثَّانِيَةَ فَاغْتَسَلْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ قَرَأْتُ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهُمَا وَكَانَ قَرِيبًا مِنَ السَّحَرِ اسْتَنَدْتُ إِلَى الْحَائِطِ فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ فَبَدَأَنِي فَقَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ ". وَذَكَرَ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَيْهِ اعْتِقَادًا فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ. وَمُحَمَّد بْن عكاشة من أكذب النَّاس. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ كذابا. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يضع الحَدِيث. صَلَاة لحفظ الْقُرْآن أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّرفِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقُرْآنَ يَتَقَلَّبُ فِي صَدْرِي، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلَمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ مَنْ عَلَّمْتَهُ؟ قَالَ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: صَلِّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكتاب وَيس، وفى الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمُفَصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى وَاثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَمُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ مَجْرُوح. وَأَبُو صَالِح لَا نعلمهُ إِلا إِسْحَاق بْن نجيح وَهُوَ مَتْرُوك. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ على

ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ يَتَفَلَّتُ هَذَا الْقُرْآن مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبَا الْحَسَنِ أَفَلا أُعَلِّمُكَ كَلَمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ، وَيَنْفَعُ بِهَا مَنْ عَلَّمْتَهُ، وَيَثْبُتُ مَا عَلِمْتَ فِي صَدْرِكَ؟ قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلِّمْنِي. قَالَ: فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُورَةٌ فَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَهُوَ قَوْلُ يَعْقُوبَ لِبَنِيهِ: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لكم ربى، يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ الْجُمُعَةُ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فِي وَسَطِهَا فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يُونُسَ وفى الرَّكْعَة الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَسُورَةِ حم الدُّخَانِ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وفى الرَّكْعَة الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمُفَصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَأَحْسِنِ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالإِيمَانِ، ثُمَّ قُلْ فِي آخِرِ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي. اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لاترام أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَتُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي، وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي، وَأَنْ تَشْغَلَ بِهِ بَدَنِي فَإِنَّهُ لَا يعيننى على ذَلِك وَلَا يؤتنيه إِلا أَنْتَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. أَبَا الْحَسَنِ تَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أخطى موصى. قَالَ ابْن عَبَّاس: فو الله مَا لَبِثَ إِلا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا حَتَّى صَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَتَعَلَّمُ أَرْبَع آيَات وَنَحْو هن فَإِذَا قَرَأْتُهُنَّ عَلَى نَفْسِي يَنْفَلِتْنَ مِنِّي وَأَنَا الْيَوْمَ أَتَعَلَّمُ الأَرْبَعِينَ الآيَةَ أَوْ نَحْوَهَا فَإِذَا قَرَأْتُهَا عَلَى نَفْسِي فَكَأَنَّمَا كِتَابُ اللَّه بَيْنَ عَيْنِي وَلَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَإِذَا أَرَدْتُهُ تَفَلَّتَ مِنِّي، وَأَنَا الآنَ أَسْمَعُ الأَحَادِيثَ فَإِذَا تَحَدَّثْتُ مِنْهَا لَا أَخْرِمُ مِنْهَا حَرْفًا وَاحِدًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ يَا أَبَا الْحسن ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ هِشَام عَنِ الْوَلِيد. قَالَ المُصَنّف قلت: أما الْوَلِيد فَقَالَ عُلَمَاء النَّقْل: كَانَ يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث هِيَ عِنْد الأَوْزَاعِيّ عَنْ شُيُوخ ضعفاء عَنْ شُيُوخ قَدْ أدركهم الأَوْزَاعِيّ مثل نَافِع وَالزهْرِيّ فَيسْقط أَسمَاء الضُّعَفَاء ويجعلها عَنِ الأَوْزَاعِيّ عَنْهُم، وَبعد هَذَا فَأَنا لَا أتهم بِهِ إِلا النقاش شيخ الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: كَانَ النقاش يكذب. وَقَالَ الْبَرْقَانِيّ: كُلّ حَدِيثه مُنكر. وَقَالَ الْخَطِيب: أَحَادِيثه مَنَاكِير بأسانيد مَشْهُورَة. صَلَاة لقَضَاء الْحَوَائِج أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي قَالا أَنْبَأَنَا ابْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدثنَا على ابْن عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ فَايِدِ بن عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعُ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضى إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ". قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا غَرِيب، وفايد هُوَ أَبُو الورقاء يضعف فِي الحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: فَايِد مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الرَّازِيّ: ذَاهِب الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

صَلَاة أُخْرَى لقَضَاء الْحَوَائِج أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكَرْمَانِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بن عبد الحميد السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ عَاجِلَةٌ أَوْ آجِلَةٌ فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً وَلْيُقِمِ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ ثُمَّ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجَامِعِ فَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَيَقْرَأُ فِي الرّْكَعَتِينِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ، فَلَيْسَ يَرُدُّهُ مِنْ حَاجَةٍ عَاجِلَةٍ أَوْ آجلة إِلَى قَضَاهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَبَان لَيْسَ بشئ. قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزنى أحب إليَّ من أَن أحدث عَنْ أَبَان بْن أَبِي عَيَّاش. وَقَالَ أَحْمَد: ترك النَّاس حَدِيثه. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. ذكر صلوَات مرويات مُطلقَة صَلَاة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الصَّقْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَابْنِ عِيسَى مَوْلَى الرَّشِيدِ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مُخْتَارِ بْنِ بعبع حَدَّثَنَا عبد الغنى بن رِفَاعَة حَدثنَا نعيم بن سَالم عَن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي إِحْدَاهُمَا مِنَ الْفُرْقَانِ مِنْ تَبَارَكَ

الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا حَتَّى يَخْتِمَ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوَّلَ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يَبْلُغَ تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَمِثْلَ ذَلِكَ فِي سُجُوده، أعطَاهُ الله عزوجل عِشْرِينَ خَصْلَةً وَيُؤَمَّنُ مِنْ شَرِّ الْجِنّ والانسن وَيُعْطِيه الله عزوجل كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُؤَمَّنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَيُنْزَعُ مِنَ الْفَقْرِ وَيُذْهَبُ عَنْهُ هَمُّ الدُّنْيَا ويؤتيه الله عزوجل الْحُكْمَ وَيُبَصِّرُهُ كِتَابَهُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيُلَقِّنُهُ حُجَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلُ النُّورَ فِي قَلْبِهِ وَيَنْزِعُ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِهِ وَيكْتب عِنْد الله عزوجل من الصَّالِحين ". صَلَاة أُخْرَى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ خَدَاشٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آخِرِ صَلاتِكَ فَاثْنِ على الله عزوجل وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شرك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إنى أَسأَلك بمعاقد - الْعَزِيز -[الْعِزِّ مِنْ] عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَحَدِّكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالا، وَلا تُعَلِّمُوهَا السُّفَهَاءَ فَأَنْتُمْ تَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ وَإِسْنَاده كَمَا ترى وَفِي إِسْنَاده عُمَر بْن هَارُون، قَالَ يَحْيَى: كَذَّابٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة المعضلات ويدعى شُيُوخًا

لم يرهم، وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهى عَن الْقِرَاءَة فِي السُّجُود. صَلَاة التَّسْبِيح أَنبأَنَا هبة الله بن مُحَمَّد بْنِ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ صَدَقَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَن الْعَبَّاس بن عبد المطلب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أَهَبُ لَكَ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أَمْنَحُكَ؟ قَالَ: فَظَنَنْتُهُ أَنَّهُ يُعْطِينِي مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا قَبْلِي، قَالَ: أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ إِذَا قُلْتَ فِيهِنَّ مَا أُعَلِّمُكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ، ثُمَّ تقْرَأ بِفَاتِحَة الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، ثُمَّ تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَإِذَا رَكَعْتَ فَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا قُلْتَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قُلْتَ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ قُلْتَ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ قُلْتَ مِثْلَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، ثُمَّ افْعَلْ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ لِلتَّشَهُّدِ قُلْتَ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ التَّشَهُّدِ، ثُمَّ افْعَلْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَفْعَلَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَإِلا فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ، وَإِلا فَفِي كُلِّ شَهْرٍ، وَإِلا فَفِي كُلِّ شَهْرَيْنِ، وَإِلا فَفِي كُلِّ سَنَةٍ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْحُصَيْنُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَحدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ابْنُ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ للْعَبَّاس ابْن عبد المطلب: " يَا عَمَّاهُ أَلا أُعْطِيكَ أَلا أُخْبِرُكَ أَلا أَفْعَلُ؟ عَشْرُ خِصَالٍ إِذا

أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، وَسِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ، عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً ". طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَاتِبُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بِنَ أَحْمَدَ بْنِ الْجَهْمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّنْدِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: " يَا عَمِّ أَلا أَصِلُكَ أَلا أَحْبُوكَ أَلا أَنْفَعُكَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا انْقَضَتِ الْقِرَاءَةُ فَقُلِ: اللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ، ثُمَّ ارْكَعْ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كل رَكْعَة. وهى ثلثمِائة فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، فَلَوْ كَانَتْ ذنوبك مثل رمل عالج غفر هَا اللَّهُ لَكَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا فِي يَوْمٍ؟ وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُلْهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُلْهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لَهُ حَتَّى قَالَ قُلْهَا فِي سَنَةٍ ".

هَذهِ الطّرق كلهَا لَا تثبت. أما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ صَدَقَة بْن يَزِيدَ الْخُرَاسَانِي. قَالَ أَحْمَد: حَدِيثه ضَعِيف وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حدث عَن الثقاة بالأشياء المعضلات، لَا يجوز الِاشْتِغَال بحَديثه عِنْد الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَإِن مُوسَى بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ مَجْهُول عندنَا. وَأما الثَّالِث فَفِيهِ مُوسَى بْن عُبَيْدَة. قَالَ أَحْمَد: لَا تحل عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَدْ روى هَذهِ الصَّلاة أَبُو الجوزاء عَنِ ابْن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَلا أحبوك، فَعلمه صَلَاة التَّسْبِيح من غير أَن يرفعها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ حَدِيث يرويهِ أَبُو جَنَاب يَحْيَى بْن أَبِي حَيَّة. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّان: لَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ. وَقَالَ الفلاس: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَدْ رويناها من حَدِيث يَحْيَى بْن عَمْرو بْن مَالِك عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَوْرَاء عَنِ ابْن عَبَّاسٍ مَوْقُوفَة أَيْضا. وَكَانَ حَمَّاد بْن زَيْد يَرْمِي يَحْيَى بِالْكَذِبِ، وَضَعفه ابْن معِين وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ وضعفوا أَبَاه عمرا. فَقَالَ ابْن عَدِيّ: عَمْرو بْن مَالِك مُنكر الحَدِيث عَن الثقاة وَيسْرق الحَدِيث، وَضَعفه أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ. ورويناها من حَدِيث رَوْح بْن الْمُسَيِّبِ عَنْ عَمْرو بْن مَالِك الْبكْرِيّ عَنْ أَبِي الجوزاء عَنِ ابْن عَبَّاسٍ مَوْقُوفَة عَلَيْهِ. وَقَدْ بَينا الْقدح فِي عَمْرو. وَأما رَوْح فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات وَيرْفَع الْمَوْقُوفَات، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ. وَقَدْ رويت لنا صَلَاة التَّسْبِيح أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمهَا ابْن عَمْرو بْن الْعَاصِ إِلا أَنَّهُ من حَدِيث عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبَان عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبَان بْن أَبِي عَيَّاش. فَأَما عَبْد الْعَزِيزِ فَقَالَ يَحْيَى لَيْسَ بشئ كَذَّاب خَبِيث يضع الحَدِيث

وَقَالَ أَحْمَد: تركته، وَأما أَبَان بْن أَبِي عَيَّاش فَقَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنْهُ. وَقَدْ رَوَاهَا ابْن ثَوْبَان واسْمه عبد الرحمن بْن ثَابِت وَابْن سَمْعَانَ واسْمه عبد الله ابْن زِيَاد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عله وَسلم علمهَا جَعْفَر بْن أَبِي طَالِبٍ. وَابْن ثَوْبَان قَدْ ضعفه يَحْيَى وَابْن سَمْعَانَ قَدْ كذبه مَالِك. وَرويت لنا من حَدِيث إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ قسطاس عَنْ عُمَر مَوْلَى غفرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمهَا جَعْفَر بْن أَبِي طَالِبٍ. قَالَ لعَلي بْن أَبِي طَالِبٍ: أَلا أهْدى لَك فَذكر صَلَاة التَّسْبِيح، وقَدِ اتّفق عُلَمَاء الحَدِيث على تَضْعِيف إِسْحَاق وَعُمَر ثُمَّ حَدِيثه مَقْطُوع. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ فِي صَلَاة التَّسْبِيح حَدِيث يثبت. بَاب أَخذ - البروات -[البراءات] للمصلين أَنبأَنَا ابْنُ الْمَعْمَرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَابِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْبَصْرِيُّ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الرَّفَّا حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَحِيرِيُّ حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ أُذَيْنٍ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ زَحْرٌ قَالا حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الطُّوسِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاجِيَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الْخُوَارِزْمِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُور ابْن مُجَاهِدٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البحيرى وَحدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ أُذَيْنٍ الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى حَدثنَا مُحَمَّد ابْن دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الْخُوَارِزْمِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ

" إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا يُسَمَّى شمخائيل يَأْخُذ - البروات -[الْبَرَاءَاتِ] لِلْمُصَلِّينَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عزوجل عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، فَإِذَا أَصْبَحَ الْمُؤْمِنُونَ قَامُوا فتوضأوا لِصَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلُّوا أَخَذَ لَهُمْ من الله عزوجل بَرَاءَةً أَوَّلُهَا مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي جِوَارِي جَعَلْتُكُمْ وَفِي ذِمَّتِي وَحِفْظِي جَعَلْتُكُمْ وَتَحْتَ كَنَفِي صَبَّحْتُكُمْ، فَوَعِزَّتِي لَا أَخْذُلُكُمْ مَغْفُورٌ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ إِلَى الظُّهْرِ، فَإِذَا كَانَ وَقت الظّهْر قَامُوا فتوضأوا وصلوا أخذلهم مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةً ثَانِيَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي بَدَّلْتُ سَيِّئَاتكُمْ حَسَنَات - ولقرت -[كفرت] لَكُمُ السَّيِّئَاتِ وَتَجَاوَزْتُ لَكُمْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَأَدْخَلْتُكُمْ بِرِضَايَ عَلَيْكُمْ دَارَ الْجَلالِ وَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ قَامُوا فتوضأوا وصلوا أخذلهم مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةً ثَالِثَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي حَرَّمْتُ أَبْدَانَكُمْ عَلَى النَّارِ وَأَسْكَنْتَكُمْ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ وَرَفَعْتُ عَنْكُمْ بِرَحْمَتِي الأَشْرَارَ، فَإِذَا كَانَ وَقت الْمغرب قَامُوا فتوضأوا وصلوا أخذلهم بَرَاءَةً رَابِعَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وإمائي صعدت إِلَى ملائكتي بالرضى عَنْكُمْ وَحُقَّ عَلَيَّ رِضَاكُمْ وَأَنَا أُعْطِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمْنِيَّتَكُمْ، فَإِذَا كَانَ وَقت الْعشَاء أخذلهم مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بَرَاءَةً خَامَةٌ مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَبِيدِي وَإِمَائِي فِي بُيُوتِكُمْ تَطَهَّرْتُمْ وَإِلَيَّ مَشَيْتُمْ فِي ذِكْرِي خُضْتُمْ وَحَقِّي عَرَفْتُمْ وَفَرَائِضِي أَدَّيْتُمْ. اشْهَدْ يَا شَمْخَائِيلُ وَسَائِرُ مَلائِكَتِي أَنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنْهُمْ. قَالَ فَيُنَادِي شَمْخَائِيلُ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَةَ أَصْوَاتٍ بَعْدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ: يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَفَرَ لِلْمُصَلِّينَ الْمُوَحِّدين، فَلَا يبْقى مَالك فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ إِلا اسْتَغْفَرَ لِلْمُصَلِّينَ وَدَعَا لَهُمْ بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَيْهَا، فَمَنْ رُزِقَ مِنْهُمْ صَلاةَ اللَّيْل فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ قَامَ لِلَّهِ مُخْلِصًا فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا سَابِغًا ثُمَّ دَنَا مِنْ مُصَلاهُ فَصَلَّى فِيهِ إِلا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْفَهُ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فِي كُلِّ صَفٍّ مِنْهُم مَالا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ، أَحَدُ طَرَفَيِ الصَّفِّ بِالْمَشْرِقِ وَالآخَرُ بِالْمَغْرِبِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ أَمَّن هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةُ عَلَى دُعَائِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةِ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ بِعَدَدِهِمْ سَيِّئَاتٍ فَرَفَعَ لَهُمْ بِعَدَدِهِمْ دَرَجَاتٍ. قَالَ وَكَانَ

الرَّبِيع بْن بدر إِذَا حدث النَّاس بِهَذَا الحَدِيث يَقُولُ: أَيْنَ أَنْت أَيْنَ أَنْت يَا غافل عَنْ هَذَا الْكَرِيمِ، أَيْنَ أَنْت أَيْنَ أَنْت عَنْ قيام اللَّيْل وَعَن جزيل هَذَا الثَّوَاب والكرامة؟ قَالَ الرَّبِيع بْن بدر: وَالله ثُمَّ وَالله لقد لَزِمت سوار بْن شَبِيب ثَلاث سِنِين فِي طلب هَذَا الحَدِيث حَتَّى أَخَذته مِنْهُ. قَالَ مَنْصُور: وَالله ثُمَّ وَالله لقد لَزِمت الرَّبِيع بْن بدر أَربع سِنِين وَزِيَادَة فِي طلب هَذَا الحَدِيث حَتَّى أَخَذته مِنْهُ. وَقَالَ أَحْمَد بْن هَاشِم: وَالله وَالله لقد سَأَلت مَنْصُور بْن مُجَاهِد هَذَا الحَدِيث أَكْثَر من سنة أَقُول حَدِيث البراءات للمصلين حَتَّى أَنِّي أكثرت عَلَيْهِ حَتَّى أفادنيه وَقبل إِن أَبَا عُثْمَان لدلك وَكَانَ مُحَمَّد بْن دَاوُدَ يحدث بِهِ فِي كُلِّ سنة مَرَّةً ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ، فَمَا أبرد الَّذِي وَضعه وَمَا أسمج كَلَامه. فَأَما الرَّبِيع بْن بدر فَقَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ واهي الحَدِيث. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يشْتَغل بِهِ وَلا بروايته فَإِنَّهُ ذَاهِب الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ والأزدي: هُوَ مَتْرُوك. وَأما مَنْصُور بْن مُجَاهِد فَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: هُوَ رَجُل سوء يضع الحَدِيث، وَالْغَالِب أَن هَذَا عمله، وَأما حَدِيث ابْن هَاشِم الْخُوَارِزْمِيّ فقَدِ اتهمه الدَّارَقُطْنِيّ.

كتاب الزكاة

كتاب الزَّكَاة بَاب زَكَاة الْفطر أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، نِصْفُ صَاعِ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ". هَذهِ الزِّيَادَة وَهِيَ ذكر الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ مَوْضُوعَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْفَرد بِهَا سَلام الطَّوِيل. قَالَ يَحْيَى: لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ الثقاة الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا. وَقد روى عُثْمَان بن عبد الرحمن الوقاصي عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يخرج عَنْ كُلّ كَافِر وَمُسلم، إِلا أَن يَحْيَى بْن معِين قَالَ: الوقاصي يكذب، وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: عَلَى كُلِّ حر وَعبد من الْمُسلمين. بَاب زَكَاة الرِّكَاز أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَن أَبى حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدثنَا هَارُون بن عبد الله الْجَمَّالُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الرِّكَازِ الْعُشْرُ " وَقَدْ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ نَافِعٍ.

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ يحيى: عبد الله ابْن نَافِع وَيزِيد ليسَا بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوكَانِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ هَذَا خَبَرٌ بَاطِل لم يفْرض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكَاز الْعشْر. بَاب تحرى الْعَالم بِالزَّكَاةِ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنبأَنَا عبد الله بن عَطاء الابراهيمي حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدثنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ زِيَادٍ الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَدُّوا الزَّكَاةَ وَتَحَرَّوْا يَا أَهْلَ الْعِلْمِ فَإِنَّهُ أَبَرُّ وَأَتْقَى ". هَذَا متن بَاطِل مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَمَّد بْن مُوسَى وَالْحَسَن بْن مَحْمُود مَجْهُولَانِ. وَقَدْ ذكره هِبَة اللَّهِ بْن الْمُبَارَكِ السَّقطِي فاتهم بِهِ عبد الله بْن عَطَاء، وَقَالَ: كَانَ يركب الْأَسَانِيد على متون رُبمَا كَانَت مَوْضُوعَة مِنْهَا هَذَا الحَدِيث. قَالَ: وَابْن عُتْبَة لَا يعرف وَلا ابْن شَيْبَة وَرِجَال الْإِسْنَاد كلهم مَجَاهِيل والمتن لَا يعرف فِي كِتَاب وَإِنَّمَا وَضعه مستطعما للعوام. قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذَا جور من السَّقطِي بِمرَّة لِأَنَّهُ قَالَ كُلّ رُوَاته مَجَاهِيل وَلَيْسَ كَذَلِك. أما عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الْعَبْدِيّ فَهُوَ أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَه. وَأما الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَة فَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الثَّقَفِيّ بل لَا يعرف فِي نِسْبَة ابْن عُتْبَة، وَلَعَلَّه بعض أجداده. وَأَبُو عُتْبَة صَحَابِيّ مَعْرُوف. وَأما عبد الله بْن مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَة فَشَيْخ لِابْنِ فَنْجَوَيْهِ مَعْرُوف أَكْثَر عَنْهُ فِي تصانيفه. وَأما الْمَجْهُول فِي الْإِسْنَاد الرّجلَانِ اللَّذَان ذكرناهما والمتن مَوْضُوع بِلَا شكّ.

بَاب اجْتِمَاع الْعشْر وَالْخَرَاج أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدٍ الْمُعَدَّلُ حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أَبِي مَهْزُولٍ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ عَلَى مُؤْمِنٍ خَرَاجٌ وَعُشْرٌ ". وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ شَاهِينَ عَنْ أَيُّوبَ بْن مُوسَى عَنْ يُوسُف بْن سَعِيد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى وَإِنَّمَا هُوَ يحيى بن عَنْبَسَة. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَيْسَ هَذَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَحْيَى بْن عَنْبَسَة دجال يضع الحَدِيث وَهُوَ كذب على أَبِي حَنِيفَةَ وَمن بعده إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: لَا يروي هَذَا الحَدِيث غير يَحْيَى بِهَذَا الإِسْنَادِ وَإِنَّمَا يروي هَذَا من قَول إِبْرَاهِيم ويحكيه أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيم من قَوْله فَجَاءَ يَحْيَى فوصله إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبطل فِيهِ. وَيَحْيَى مَكْشُوف الامر لرواياته عَن الثقاة الموضوعات.

كتاب الصدقة

كتاب الصَّدَقَة بَاب ثَمَرَة العفاف وَترك الشكوى إِلَى النَّاس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن رَجَاءٍ الْحِصْنِيُّ بْنُ حِصْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنِ الاعمش عَن سعيد ابْن جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ فَكَتَمَهُ النَّاسَ وَأَفْضَى بِهِ إِلَى الله عزوجل فَتَحَ اللَّهُ لَهُ رِزْقَ سَنَةٍ مِنْ حَلالٍ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا خبر بَاطِل، لَا الأَعْمَش حدث بِهِ وَلا سَعِيد رَوَاهُ وَلا أَبُو هُرَيْرَةَ أسْندهُ وَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَه وَإِسْمَاعِيل مُنكر الحَدِيث، يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ. بَاب رزق الْمُؤمن من حَدِيث لَا يحْتَسب أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " اجْتَمَعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ الله عَنْهُم فتماروا فِي شئ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْأَلْهُ، فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَيْهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جئْنَاك نَسْأَلك عَن شئ. قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُمُونِي وَإِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ لَهُ. قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنِ الصَّنِيعَةِ، فَقَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الصَّنِيعَةُ إِلا لِذِي حَسَبٍ أَوْ دِينٍ، جئْتُمْ تسألونى عَن البروما عَلَيْهِ الْعِبَادُ وَاسْتِبْرَاؤُهُ بِالصَّدَقَةِ، جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنْ جِهَادِ الضَّعِيفِ وَجِهَادُ

الضُّعَفَاءِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ، جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنْ جِهَادِ الْمَرْأَةِ، جِهَادُ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا حُسْنُ التَّبَعُّلِ، جِئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَنِ الرِّزْقِ مِنْ أَيْنَ يَأْتِي وَكَيْفَ يَأْتِي؟ أَبَى اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ إِلا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَأحمد بْن دَاوُدَ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ مَتْرُوك كَذَّاب. بَاب الزَّكَاة بِالصَّدَقَةِ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْبَيْضَاوِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا على بن الْحُسَيْن بن سَكِينَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى عبد الله بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يُخْطِئُ الصَّدَقَةَ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ حَدثنَا هِشَام بن عبد الملك حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاءَ لَا يُخْطِئُ الصَّدَقَةَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ عَنِ الْمُخْتَار بْن فلفل أَرْبَعَة: أَبُو يُوسُفَ وسيمان بْن عَمْرو وَعبد الأَعْلَى بْن أَبِي الْمسَاوِر وَابْن إِدْرِيس. فَأَما أَبُو يُوسُفَ فَلَا يعرف وَبشر بْن عُبَيْد الرَّاوِي عَنْ أَبِي يُوسُف مُنكر الحَدِيث بَين الضعْف قَالَه ابْن عَدِيّ وَأما سُلَيْمَان بْن عَمْرو فَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ، وَقَدْ أجمع الْعلمَاء على أَنه كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. وَأما عبد الاعلى فَقَالَ

يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ على: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْن نمير: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما ابْن إِدْرِيس فَالَّذِي رَوَاهُ عَنهُ الصفر بن عبد الرحمن. قَالَ أَبُو بكر بن أبي شَيْبَة: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ كذابا. قَالَ وَلا أصل لهَذَا الحَدِيث. بَاب محو ذنُوب الاغنياء بالفقراء أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا - أَبِي -[أَبُو] بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى القرشى حَدثنَا الْعَلَاء بن زبرك حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ يمسحون بهاد ذُنُوبَهُمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالدَّارَقُطْنِيّ: الْعَلاء مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: يروي عَن أنس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره إِلَّا تَعَجبا. بَاب جَوَاز انتهار السَّائِل إِذْ رد عَلَيْهِ فَلم يبرح فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْغُبَرِيُّ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَدَدْتَ عَلَى السَّائِلِ ثَلاثًا فَلا بَأْسَ أَن - تزيره -[تَزْبُرَهُ] ". قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: تفرد بِهِ الْوَلِيد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة.

وَأما حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا عبد الرحيم بن أَحْمد البُخَارِيّ حَدثنَا عبد الغنى بْنُ سَعِيدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن خضر حَدثنَا عبد الله ابْن وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ الْقُرَشِيُّ عَن هِشَام ابْن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ إِذَا رَدَدْتِ السَّائِلَ فَلَمْ يَذْهَبْ فَلا بَأْسَ أَنْ تَزْبُرِيهِ ". قَالَ عبد الغنى الْحَافِظ: وَهْب بْن زَمعَة هُوَ وَهْب بْن وَهْب الْقَاضِي. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ ذكرنَا فِيمَا مضى من كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَمن المصائب الْعَظِيمَة فِي الدَّين تَدْلِيس الْكذَّاب، فَمن فعل هَذَا فَقَدْ خَان اللَّه ورَسُوله، وأتى ذَنبا عَظِيما. وَقَدْ روى عبد الملك بْن هَارُون بْن عنترة من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من قَالَ للمسكين أبشر فَقَدْ وَجَبت لَهُ الْجَنَّة ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. قَالَ يَحْيَى وَالسَّعْدِي: عبد الملك كَذَّاب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك. بَاب لَوْلَا كذب السَّائِل مَا أَفْلح من رده فِيهِ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو وَأبي أَمَامه وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَمْرو فأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْخَلِيل الحريري حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَانِئٍ الضُّبَعِيُّ حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ حُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ صَدَقَ الْمَسَاكِينُ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ ".

وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا أَنَّ الْمَسَاكِينَ يَكْذِبُونَ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ " وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَحْرٍ عَنْ هَيَّاجِ بْنِ بِسْطَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزبير عَن الْقَاسِم. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُظَفَّرُ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بن النُّعْمَان حَدثنَا عبد الله بن عبد الملك بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كُرْزٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ السُّؤَالَ لَوْ صَدَقُوا مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما حَدِيث عَمْرو فَفِيهِ عبد الله بْن حُسَيْن. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَهُوَ مُنكر الحَدِيث حَدِيثه غير مَحْفُوظ وَأَبوهُ ضَعِيف. وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل عُمَر بن مُوسَى. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ فِي عداد من يضع الحَدِيث. وَفِي طَرِيقه الثَّانِي هياج. قَالَ أَحْمَد: مَتْرُوك الحَدِيث هُوَ وجعفر بْن الزُّبَيْر. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عبد الله بن عبد الملك. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يشبه حَدِيثه حَدِيث الثقاة. قَالَ: وَلا أصل لهَذَا الحَدِيث. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَاب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ. بَاب مَنْ لَمْ يجد مَا يتَصَدَّق بِهِ فليلعَنِ الْيَهُود فِيهِ عَنْ أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن

ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّد الطَّلْحِيُّ عَنْ سُلَيْمٍ يَعْنِي الْمَكِّيَّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لَهُ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ السختيانى حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن الْمُنْذر حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدِكُمْ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الْكَاتِبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ صَدَقَةٌ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ ". قَالَ ابْنُ معِين: هَذَا كَذَّاب وباطل لَا يحدث بِهَذَا أحد يعقل. قَالَ المُصَنّف قلت: هَذَا الحَدِيث من جَمِيع طرقه لَا يَصح. أما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ طَلْحَة بْن عُمَرَ. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ: لَيْسَ بشئ مَتْرُوك الحَدِيث. وَلذَلِك قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ. وَفِيهِ سليم الْمَكِّيّ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث. وَفِيهِ إِسْمَاعِيل الطلحى. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ:

ضَعِيف الحَدِيث. وَأما أَبُوهُ مُحَمَّد بن زَاذَان فَقَالَ البُخَارِيّ: لَا يكْتب حَدِيثه. وَأما حَدِيث عَائِشَة ففى الطَّرِيق الأول عبد الله بْن زَاذَانَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَدْ ذكرنَا الْقدح فِيهِ عَنْ يَحْيَى، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: يَعْقُوب بْن مُحَمَّد لَا يساوى شَيْئًا، وَقَدْ سرق هَذَا الحَدِيث أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الْبَاهِلِيّ فَرَوَاهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث متْنا وإسنادا وَيسْرق من حَدِيث الضِّعَاف ويلزقها على قوم ثقاة. بَاب الطّلب من الرُّحَمَاء أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الضُّرَيْسِ حَدَّثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْملك الوَاسِطِيّ عَن عبد الرحمن السُّدِّيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي نَصْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُول الله عزوجل: اطْلُبُوا الْفُضُولَ مِنَ الرُّحَمَاءِ مِنْ عِبَادِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ رَحْمَتِي، وَلا تَطْلُبُوهَا مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ فَإِنِّي جَعَلْتُ فِيهِمْ سَخَطِي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعبد الرَّحْمَنِ السدى مَجْهُول. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث وَلا يعرف من وَجه يَصح. بَاب الْيَأْس مِمَّا فِي أيدى النَّاس أَنبأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْن عقدَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنِ عبيد الله قَالَ: " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْغِنَى؟ قَالَ: الإِيَاسُ فِيمَا [فِي] أَيْدِي النَّاسِ " قَالَ الْحَضْرَمِيّ قلت لإِبْرَاهِيم بن

زِيَاد: هَذَا رَأَيْته فِي النّوم. فَغَضب وَقَالَ: تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: إِبْرَاهِيم بْن زِيَاد مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب طلب الْخَيْر من حَسَّان الْوُجُوه فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر وَجَابِر وَأنس وَأبي هُرَيْرَةَ وَيزِيد الْقَسْمَلِي وعَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُم: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَلهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خُشَيْشٍ حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرْزَةَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بن على أَخْبرنِي الْحُسَيْن ابْن عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عبد الله بن سهل أبوسيار حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ خُشْنَامٍ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ صِبَاحِ الْوُجُوهِ ". كَذَا قَالَ. وَفِي أصل الْمَدَائِنِي أَحْمَد بْن منجويه بْن أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ الْخَطِيب: مَا أَظن هَذَا الحَدِيث إِلا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يروي عَنْ مَنْصُور بن عمار. الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ عَنْ عَبَّادٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ

عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ. قَالَ فَقِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: كَمْ مِنْ رَجُلٍ قَبِيحِ الْوَجْهِ قَضَى الْحَاجَةَ؟ قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي حَسَنَ الْوَجْهِ عِنْدَ طَلَبِ الْحَاجَةِ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَصِيبِ حَدَّثَنَا خَلَفُ بن مُحَمَّد - كودوس -[كُرْدُوسٌ] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ الْمُجَبَّرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَأَلْتُمُ الْخَيْرَ اسْأَلُوا حِسَانَ الْوُجُوهِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأول بن عِيسَى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُون حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ الْمُجَبَّرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بن حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ عَنْ رَوْحِ ابْن عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ:

الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا خِرَاشٌ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَسَعْدُ الْخَيْرِ قَالا أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَزَّانُ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبُحْتُرِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق ابْن صَالِحٍ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بن الْحباب حَدثنَا عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم عَن الْعَلَاء ابْن عبد الرحمن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم الحريري أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا على بن عبد الله بن مييسر -[مُبَشِّرٍ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ لقلوق حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْغِفَارِيّ حَدِيثا يزِيد بن عبد الملك النَّوْفَلِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْتَغُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حسان الْوُجُوه ". وَأما حَدِيث يزِيد فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمد

ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَاجَاتِ فَاطْلُبُوهَا إِلَى الْحِسَانِ الْوُجُوهِ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّد الْغُنْدَجَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ عَنِ امْرَأَتِهِ جَبْرَةَ عَنْ أَبِيهَا عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ " وَهَذِه جبرة بنت مُحَمَّد بْن ثَابِت بن سِبَاع. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا شَيْخُ بْنُ قُرَيْشٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ وَسَمُّوا بِخِيَارِكُمْ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ " قَالَ الْحَسَنُ فَقُلْتُ لِيَزِيدَ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ أَوِ سَمِّهِ؟ قَالَ: (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تبدلكم تَسُؤْكُمْ) قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّانِع: هُوَ سُلَيْمَان بن أَرقم. الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا هنبل بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ الْحَكَمُ بْنُ عبد الله الأَيْلِيُّ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا الْحَاجَاتِ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح من جَمِيع جهاته.

أما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل طَلْحَة بْن عَمْرو. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا شئ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى وَجه التَّعَجُّب. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ أَحْمَد بْن سَلَمَةَ. قَالَ ابْن عدى: حدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل وَكَانَ يسرق الحَدِيث. وَفِيهِ عِيسَى بْن خشنام قَالَ الْخَطِيب: حدث حَدِيثا مُنْكرا. وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث مُصْعَب بْن سَلام، ضعفه ابْن الْمَدِينِيّ وَيَحْيَى وَأَبُو دَاوُد. وَفِي الطَّرِيق الرَّابِع عصمَة بْن مُحَمَّد. قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب يضع الْحَدِيثَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ. مَتْرُوك. وَقَالَ العقيلى: حدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثقاة. وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي مُحَمَّد بْن عبد الرحمن. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْن حَمَّاد: مَتْرُوك الحَدِيث وَسُئِلَ أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ كذب. وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث الْكُدَيْمِي وَقَدْ ذكرنَا فِي غير مَوضِع من كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَلَعَلَّهُ قَدْ وضع أَكْثَر من ألف حَدِيث. وَأما حَدِيث جَابِر فَفِيهِ عُمَر بْن صهْبَان وَهُوَ عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ صهْبَان. قَالَ أَحْمَد: لم يكن بشئ. وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك وَفِيهِ سُلَيْمَان بْن كراز. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ضَعِيف. وقدح فِيهِ ابْن عَدِيّ أَيْضا، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأما حَدِيث أنس فَفِي الطَّرِيق الأول مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَّازِيُّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: هُوَ ذَاهِب الحَدِيث. وَفِيهِ أَبُو سَعِيد الْعَدْوى وَقَدْ سبق أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ خرَاش. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مَجْهُولٌ. وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يحل

الاحْتِجَاجُ بِهِ وَلا كتب حَدِيثه إِلا على جِهَة الِاعْتِبَار. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي سُلَيْمَان بْن سَلَمَةَ اتهمه ابْن حِبَّانَ بِوَضْع الحَدِيث. وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِي طَرِيقه الأول الْعَلَاء بن عبد الرحمن. قَالَ يَحْيَى لَيْسَ حَدِيثه بِحجَّة. وَفِيه عبد الرحيم بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَفِيهِ مُحَمَّد بْن الْأَزْهَر. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَا تكْتبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يحدث عَنِ الْكَذَّابين. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: حَدِيثه مُنكر وَنسبه ابْن حِبَّانَ إِلَى أَنَّهُ يضع الْأَحَادِيث. وَأما حَدِيث يَزِيد فَفِيهِ هِشَام بْن زِيَاد، ضعفه أَحْمَد وَيَحْيَى. وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِيهِ عباد بْنُ عَبَّادٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتحقَّ التّرْك. وَفِيهِ ابْن الْمُغلس. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث عَائِشَة ففى الطَّرِيق الأول عبد الرحمن بْن أَبِي بَكْر. قَالَ أَحْمَد: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يُتَابع فِي حَدِيثه. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بشئ، لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ. وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات. وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث الْحَكَم بن عبد الله. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ الْحَكَم بن عبد الله بْنِ سَعْد الْأَيْلِي وَإِنَّمَا هُوَ الحكم بن عبد الله بْنِ خطَّاف ويكنى أَبَا سَلَمَةَ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ فِي هَذَا الْبَاب عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شئ يثبت. بَاب طلب نجاح الْحَوَائِج بِكِتْمَانِهَا فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَابْن عَبَّاسٍ: فَأَما حَدِيث مُعَاذ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ

أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مِصْبَحُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السُّكَيْنِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ عَنْ نُورِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى طَلَبِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ مِنَ النَّاسِ فَإِنَّ لِكُلِّ نِعْمَةٍ حَسَدَة ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ ابْن مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عبيد الله الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أمرنى أَمِير الْمُؤمنِينَ بشئ وَقَالَ: لَا تطلع عَلَيْهِ أحد، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي الْمَهْدِيَّ - حَدَّثَنِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَنْصُورَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِكِتْمَانِهَا ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد أَنبأَنَا أَحْمد عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحسن ابْن عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ الأَبْزَارِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنِي الْمَأْمُون

حَدَّثَنِي الرَّشِيدُ عَنِ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهِ شَيْئًا وَقَالَ: لَا تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَدًا، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي الْمَنْصُورَ - حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى نَجَاحِ الْحَوَائِجِ بِكِتْمَانِهَا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما طَرِيق مُعَاذ الأَوَّل فالمتهم بِهِ سَعِيد بْن سَلام. قَالَ الْعقيلِيّ: لَا يعرف إِلَّا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ نمير وَأحمد ابْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: يذكر بِوَضْع الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يتفرد عَنِ الْأَثْبَات بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي: فالمتهم بِهِ حُسَيْن بْن علوان. قَالَ ابْنُ عدي وَابْن حبَان كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَإِنَّهُ من عمل الْأَبْزَارِيِّ، بعض من هَذَا الطَّرِيق عَطَاء وَمن الأولى الرشيد، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَذَّاب. قَالَ أَحْمَد بْن كَامِل: كَانَ الْأَبْزَارِيِّ مَاجِنًا كذابا. قَالَ مهنى: سَأَلت أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ قَوْلهم اسْتَعِينُوا على طلب الْحَوَائِج بِالْكِتْمَانِ فَقَالَا هُوَ مَوْضُوع وَلَيْسَ لَهُ أصل.

كتاب فعل المعروف

كتاب فعل الْمَعْرُوف بَاب مَحل الصنيعة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خلف المروزى حَدثنَا يحيى ابْن هَاشِمٍ السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْلُحُ الصَّنِيعَةُ إِلا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ وَدِينٍ، كَمَا أَنَّ الرِّيَاضَةَ لَا تَصْلُحُ إِلا فِي نَجِيبٍ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ النَّسَائِيّ: يحيى ابْن هَاشِم مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عدي: كَانَ يضع الحَدِيث وَيسْرق، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يَصح فِي هَذَا الْبَاب شئ. بَاب ثَوَاب خدمه النَّاس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الفاريابى حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَاد على رُؤُوس الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ: مَنْ كَانَ خَادِمًا لِلْمُسْلِمِينَ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَلْيَقُمْ وَلْيَمْضِ عَلَى الصِّرَاطِ غَيْرَ خَائِفٍ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَمَنْ شِئْتُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَيَسْ عَلَيْكُمْ حِسَابٌ وَلا عَذَابٌ ". وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَادِمُ فِي الدُّنْيَا هُوَ سَيِّدُ الْقَوْمِ فِي الآخِرَةِ ". قَالَ أَبُو نُعَيْم: هَذَا مِمَّا تفرد الفاريابي بِوَضْعِهِ، وَكَانَ وضاعا مَشْهُورا بِالْوَضْعِ.

بَاب السُّؤَال عَن الجاه يَوْم الْقِيَامَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يُونُسَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَال عَن عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ فَيَقِفُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُوسُف يروي عَنْ سُلَيْمَان مَا لَيْسَ من حَدِيثه، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد. قَالَ: وَهَذَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هما -[كُلّ مَا] روى يُوسُف عَنِ الثقاة مُنكر. بَاب ثَوَاب من فَرح صَبيا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شُبَيْبٍ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن يَزِيدَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيَعَة عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ دَارًا يُقَالُ لَهَا الْفَرَحُ لَا يَدْخُلُهَا إِلا مَنْ فَرِحَ مِنَ الصِّبْيَانِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَابْن لَهِيَعَة لَا يعول عَلَيْهِ، وَأحمد بن حَفْص مُنكر الحَدِيث. بَاب بكاء الْيَتِيم أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي أَبُو نصر على بن عبيد الله الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ

الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ: مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا لم أكتبه إِلا بِإِسْنَادِهِ، وَرِجَاله كلهم معروفون إِلا مُوسَى بْن عِيسَى فَإِنَّهُ مَجْهُول عندنَا غير مَقْبُول. بَاب قعُود الْيَتِيم على الْقَصعَة روى الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ الأَسْوَدِ بن عبد الرحمن عَنْ هصال عَنْ أَبِي مُوسَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا قَعَدَ يَتِيمٌ عَلَى قَصْعَةٍ قَوْمٌ فَيَقْرُبُ قَصْعَتَهُمْ شَيْطَانٌ " هَذَا حَدِيث بَاطِل. وَالْحَسَن يروي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات، كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ معِين يكذبانه. بَاب ثَوَاب سقى المَاء فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْمَحَامِلِيُّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الصفارح. وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدَّبُ أَنبأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاشِعٍ الْخُتَّلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَقَى الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ فَلَهُ بِكُلِّ شَرْبَةٍ يَشْرَبُهَا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا عَشْرُ حَسَنَاتٍ تُكْتَبُ لَهُ وَعَشْرُ دَرَجَاتٍ تُرْفَعُ لَهُ وَعَشْرُ سَيِّئَاتٍ تُحَطُّ عَنْهُ، وَإِنَّ شَرْبَةَ الْعَطْشَانِ تُعْتِقُ نَسَمَةً وَإِنَّ شَرْبَةَ الْعَطْشَانِ الَّذِي قَدْ هَجَمَ عَلَى الْمَوِت تُعْتِقُ سِتِّينَ نَسَمَةً، وَمَنْ

سَقَا الْمَاءَ فِي مَوْضِعٍ لَا يقدر على المَاء فَكَأَنَّمَا أحيى النَّاسَ جَمِيعًا. قلت: وَمَا أحيى النَّاس جَمِيعًا. قَالَ: أَلَيْسَ إِذَا أَحييت نفسا فثوابك الْجَنَّة فَكَذَا من أحيى النَّاس جَمِيعًا فثوابه الْجنَّة " لفظ المحاملى. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْبُرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فِي مَوْضِعٍ يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً، فَإِنْ سَقَاهُ فِي مَوْضِعٍ لَا يُوجَدُ فِيهِ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَسَمَةً مُؤْمِنَةً ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ قُرَّةَ أَخْبَرَنِي عَمِّي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَقَى مَاءً حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ نَسَمَةً وَمَنْ سَقَى مَاءً حَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَى الْمَاءِ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا نَفْسًا " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما حَدِيث أَنَس فالمتهم بِهِ صَالِح بْن بَيَان. قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فالوهم فِيهِ من الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر فَإِنَّهُ كَانَ يخلط فِي الْأَحَادِيث. تَركه أَحْمَد وَقَالَ: لَيْسَ بشئ. ثُمَّ عَلِيّ بْن زَيْد أَوْهَى مِنْهُ.

بَاب فِي ثَوَاب إغاثة الملهوف أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ أَنْبَأَنَا الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَضْرُونٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا مسَلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ زِيَادٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَسَّانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً: وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِيهَا صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَات لَهُ عِنْد الله عزوجل ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الجديرى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعَانَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً: وَاحِدَةٌ مِنْهَا إِصْلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ زِيَاد وَكَانَ شُعْبَة شَدِيد الْحمل عَلَيْهِ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلا بِزِيَاد وَلا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ مَتْرُوك. بَاب فِي مُوَافقَة شَهْوَة الْمُسلم أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ نَجِيحٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من وَافَقَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حرقنا حَدِيث عُمَر [أَبِي] حَفْص. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. حَدِيث آخر: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَذَّذَ أَخَاهُ بِمَا يَشْتَهِي كُتِبَ لَهُ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ ". قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا بَاطِل، هَذَا كَذَّاب، يَعْنِي مُحَمَّد بْن نُعَيْم. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَجْهُول. بَاب فِي إطْعَام الطَّعَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حِبَّانَ قَالَ: رَوَى رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ وَاهِبِ بن عبد الله عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَطْعَمَ أَخَاهُ خُبْزًا حَتَّى أَشْبَعَهُ وَسَقَاهُ مِنْ مَائِهِ، بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَةَ خَنَادِقَ، بُعْدُ [مَا] بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسمِائَة عَامٍ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا لَيْسَ من حَدِيث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورجاء يروي عَنِ المصريين الموضوعات، لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَتَّانِ أَنبأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنبأَنَا أَبُو عَمْرو ابْن السِّمَاكِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَراء حَدَّثَنى عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنِي زَرْبِيٌّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ إِشْبَاعِ كَبِدٍ جَائِعَةٍ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: زربى مُنكر الحَدِيث يروي عَنْ أَنَس مَا لَا أَصْلَ لَهُ.

بَاب ثَوَاب من مَشى فِي حَاجَة أَخِيه الْمُسلم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عبد الرحيم ابْن زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ حَسَنَةً ومحى عَنْهُ سَبْعِينَ سَيِّئَةً إِلَى أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ فَارَقَهُ، فَإِنْ قُضِيَتْ حَاجَةٌ عَلَى يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَإِنْ هَلَكَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يحيى: عبد الرحيم بْن زَيْد كَذَّاب، وَأَبوهُ لَيْسَ بشئ. بَاب ثَوَاب من قاد أعمى فِيهِ عَنِ ابْن عُمَرَ وَابْن عَمْرو وَابْن عَبَّاسٍ وَأنس وَجَابِر وَأبي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُم. فَأَما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ خَمْسَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَبَانٍ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ ح. وأنبأنا أَحْمد بن عبيد الله الْعُكْبَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيم ابْن أَحْمَدَ الرَّوَّاسُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ كِلاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبت لَهُ الْجنَّة ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن أَبى النَّجْم وَالْحُسَيْن ابْن عبد الله الرَّقِّيَّانِ قَالا حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سيار حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الملك عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ حَدثنَا خلف ابْن عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ الْبُحْتُرِيِّ عَن عبيد الله ابْن أَبِي حُمَيْدٍ، كَذَا قَالَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". الطَّرِيق الْخَامِس: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن عبد الرحمن حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْقُشَيْرِيُّ حَدَّثَنَا نُورُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ". وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحسن بن الْحسن النعالى وعبيد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ النَّجَّارِ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضْرِ بْنِ زَكَرِيَّا الدَّقَّاقُ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهدى حَدثنَا

الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْمَكِّيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبَانٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى مَكْفُوفًا أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ ثَلَاثَة طُرُقٍ: الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْضَاوِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ هِلالٍ عَنْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قَادَ مَكْفُوفًا أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا كَانَتْ لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحسن أَنبأَنَا أَبُو عمر ابْن مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتُّلِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ. وَقَدْ رَوَاه يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَيْضًا. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لم يروه عَنْ التيمى غَيرهمَا. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن أَحْمد الصَّائِغ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ حَدَّثَنَا الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً لَمْ تَمَسَّ النَّارُ وَجْهَهُ ". الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على بن ثَابت

أَنْبَأَنَا الْبَرْقَانِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الاردبيلى حَدثنَا أحدم بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ حَدَّثَنَا سعيد بن عَمْرو - البرذعى -[الزرعى] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ واده قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَمْرٍو فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً " فَقُلْتُ: قُومُوا من عِنْد هَذَا الْكذَّاب. وَأما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ أَنبأَنَا العقيلى حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْخَلالُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا الْمسيب بن وَاضح حَدثنَا أبوالبخترى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَادَ مَكْفُوفًا أَرْبَعِينَ خُطْوَةً غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ ". وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فأنبأنا أَبُو الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله أَنبأَنَا مُحَمَّد بن على ابْن الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الزُّبَيْرِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحيم الْبُرْقِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَنْ مَشَى مَعَ أَعْمَى مِيلا يُرْشِدُهُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ ذِرَاعٍ مِنَ الْمِيلِ عِتْقُ رَقَبَةٍ. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَرْشَدْتَ الأَعْمَى فَخُذْ بِيَدِهِ الْيُسْرَى بيك الْيُمْنَى فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ". هَذهِ الْأَحَادِيث كلهَا لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.

أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَلِيّ بْن عُرْوَةَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث. ثُمَّ الرَّاوِي عَنْ عَلِيّ بْن عُرْوَةَ [سَالِم] وأصرم. فَأَما سَالِم فَكَانَ ابْن المنادى يكذبهُ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ السَّعْدِيّ غير ثِقَة. وَأما أَصْرَم فَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْنِ بحير. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: روى عَن الثقاة الْمَنَاكِير وَعَن أَبِيهِ عَنْ مَالِك البواطيل. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ مُحَمَّد بن عبد الملك. قَالَ أَحْمَد: قَدْ رَأَيْته كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ويكذب. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَقَوله: عبيد الله بْن أَبِي حُمَيْد تَدْلِيس، وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بْن أَبِي حُمَيْد. قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَأما الطَّرِيق الْخَامِس فَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ حَدِيث مُنكر من حَدِيث ثَوْر. وَأما حَدِيث ابْن عَمْرو فَفِيهِ سلم وَعلي بْن عُرْوَةَ، وَقَدْ سبق جرحهما. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ عبد الله بْن أَبَان. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ وَهُوَ مَجْهُول. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل الْمُعَلَّى بْن هِلَال، رَمَاه سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَابْن عُيَيْنَةَ بِالْكَذِبِ، وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: كَانَ يضع، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حَدِيثه مَوْضُوع كذب، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ من المعروفين بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مِمَّن يضع الحَدِيث. وَأما يُوسُف بْن عَطِيَّة فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي نُعَيْم بن سَالم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى أَنَسِ. وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث سُلَيْمَان بْن عَمْرو وَهُوَ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. قَالَ أَحْمَد: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ مَرَّةً: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ يحيى: يعرف بِوَضْع الحَدِيث،

وَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: لَا يحل لأحد أَن يروي عَنْهُ. وَأما حَدِيث جَابر فَفِي طَرِيقه الأول مُحَمَّد بن عبد الملك، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَفِي طَرِيقه الثَّانِي مُحَمَّد بْن أَبِي حُمَيْد، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا أَنَّهُ لَيْسَ بِثِقَة. وَفِيهِ وَهْب بْن وَهْب، وَقَدْ سبق فِي مَوَاضِع أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ إِبْرَاهِيم الْبَصْرِيّ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ضَعِيف الحَدِيث منكره. بَاب ثَوَاب من ربى صَبيا أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عَبْدُ الْكَبِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الشَّاذَكُونِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ رَبَّى صَبِيًّا حَتَّى يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ ". وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْبَرَاءِ عَنِ الشَّاذَكُونِيِّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ هِشَام. هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا طَرِيقه الأَوَّل فَقَالَ ابْن عَدِيّ: لَعَلَّ الْبلَاء من ابْن عُمَيْر. قَالَ وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَإِن إِبْرَاهِيم حدث بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ ابْن حبَان: حدث عَن الثقاة بالموضوعات.

كتاب مدح السخاء والكرم

كتاب مدح السخاء وَالْكَرم بَاب حب الله عزوجل السخاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الله ابْن نَافِع بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير حَدَّثَنى أَبى عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَة ابْن الزُّبَيْرِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ قَالَ لِي الزُّبَيْرُ: " مَرَرْتُ بِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَبَذَ عِمَامَتِي بِيَدِهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ إِلَى قَرَارِ بَطْنِ الأَرْضِ فَيَرْزُقُ اللَّهُ كُلَّ عَبْدٍ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، يَا زُبَيْرُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ السَّخَاءَ وَلَوْ بِفَلْقِ تَمْرَةٍ وَيُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَلَوْ بِقَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْن عدى: لعبد الله بْن مُحَمَّد أَحَادِيث لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا الثقاة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الْأَثْبَات لَا يحل كتب حَدِيثه. بَاب وضع السخاء فِي طبع الْمُؤمن أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ رَوَى أَبُو عَمَّارٍ عَنْ بَقِيَّةَ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ يُوسُفَ بْنِ السَّفَرِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا جُبِلَ وَلِيُّ اللَّهِ إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ: يُوسُف مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ نعيم: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك يكذب والْحَدِيث لَا يثبت.

بَاب فِي أَن السَّخِيّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ والبخيل بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ قَدْ روى من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَأنس وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوراق عَن يحيى [ابْن] سعيد الانصاري عَن عبد الرحمن بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّ الْبَخِيلَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْفَاجِرُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى الله عزوجل مِنْ عَابِدٍ بِخَيلٍ ". وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ عبد الله العارى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الْفَارَيَابِيُّ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الإِيمَانَ قَالَ إِلَهِي قَوِّنِي فَقَوَّاهُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، ثُمَّ خَلَقَ الْكُفْرَ فَقَالَ الْكُفْرُ إِلَهِي قَوِّنِي فَقَوَّاهُ بِالْبُخْلِ، ثُمَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ثُمَّ قَالَ مَلائِكَتِي، فَقَالُوا رَبَّنَا لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قَالَ السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنْ جَنَّتِي قَرِيبٌ مِنْ مَلائِكَتِي بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنِّي بَعِيدٌ مِنْ جَنَّتِي بَعِيدٌ مِنْ مَلائِكَتِي قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدثنَا عبيد الله

ابْن عبد الرحمن الزهدى حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ خَالِدُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي عَنْ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخِيُّ قريب من الله عزوجل قَرِيبٌ مِنَ الْخَيْرِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ الْخَيْرِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَقْرَبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَالِمٍ بَخِيلٍ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ مقريب مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَاقِلِ الْبَخِيلِ ". هَذَا الحَدِيث لَا يَصح. فَأَما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِن الْمُتَّهم بِهِ سَعِيد بْن مُحَمَّد الْوَرَّاق. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَأما حَدِيث أَنَس فالمتهم بِهِ مُحَمَّد بْن تَمِيم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَة فَفِي طَرِيقه الأَوَّل خَالِد وغريب وَكِلَاهُمَا غَرِيب مَجْهُول. وَفِي طَرِيقه الثَّانِي سَعِيد بْن مَسْلَمَةَ. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جدا فَاحش الْخَطَأ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل من حَدِيث يَحْيَى بْن سَعِيد وَلا غَيره. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لهَذَا الحَدِيث طرق لَا يثبت مِنْهَا شئ بِوَجْه.

بَاب فِي أَن السخاء شَجِرَة وَالْبخل شَجِرَة قَدْ روى من حَدِيث الْحُسَيْن وَأبي هُرَيْرَةَ وَأبي سَعِيد وَجَابِر وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث الْحُسَيْن فأنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ وَيَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّر أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الأَرْضِ فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ النَّارِ أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ ". وَأما طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ: فأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي الْحَافِظ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ الْمَطِيرِيُّ وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفُتُوحِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَالِدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ أَبِي سَعْدٍ قَالا حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ سَخِيًّا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَالشُّحُّ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ فَمَنْ كَانَ شَحِيحًا أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَلَمْ يَتْرُكْهُ الْغُصْنُ حَتَّى يُدْخِلَهُ النَّارَ ". وَأما طَرِيق أَبِي سَعِيدٍ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْبُحْتُرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجِرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَغْصَانُهَا فِي الأَرْضِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجِرَةٌ فِي النَّارِ وَأَغْصَانُهَا فِي الأَرْضِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى النَّارِ ". وَأما حَدِيث جَابِر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُلِّيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخطاب بن مهْرَان حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِد عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السَّخَاءَ شَجِرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْبُخْلَ شَجِرَةٌ فِي النَّارِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى النَّارِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ الأَصْفَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ السِّنْدِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الْخطاب التسترى حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بن عبد الله حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " إِلَى السَّخَاءُ شَجِرَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجِرَةٌ فِي النَّارِ وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا جَرَّهُ إِلَى النَّارِ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عِيسَى حَدثنَا إِسْمَاعِيل عَبَّادٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة قَالَت

قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ فِي النَّارِ أَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ ". هَذهِ الْأَحَادِيث من جَمِيع وجوهها لَا تصح. فَأَما حَدِيث الْحُسَيْن فَفِيهِ سَعِيد بْن مَسْلَمَةَ، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا أَن يَحْيَى قَالَ لَيْسَ بشئ. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَفِيهِ عَبْد الْعَزِيزِ بْن عِمْرَان. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يكْتب حَدِيثه. وَفِيهِ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَفِيهِ دَاوُد بْن الْحُسَيْنِ. قَالَ ابْن حبَان: حدث عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، يجب مجانبة رِوَايَته. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدِيث الْأَعْرَج مَوْضُوع رَوَاهُ رجلَانِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الأَعْرَجِ وهما عَمْرو بْن جَمِيع وَسَعِيد بْن مُحَمَّد الْوَرَّاق وهما ضعيفان. وَقَالَ يَحْيَى: عَمْرو بْن جَمِيع لَيْسَ بِثِقَة وَلا مَأْمُون كَانَ كذابا خبيثا، وَسَعِيد بْن مُحَمَّد لَيْسَ بشئ. وَأما طَرِيق أَبِي سَعِيدٍ فَفِيهِ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ وَقَدْ ضعفه اللالكاني والخلال جدا. وَأما حَدِيث جَابِر فَفِي طَرِيقه عَاصِم بْن عبد الله وَقَدْ ضَعَّفُوهُ، وَقَدْ وَقع فِي روايتنا عَبْد الْعَزِيزِ بْن خلدون وَهُوَ غلط إِنَّمَا هُوَ عَبْد الْعَزِيزِ أَبُو خلدون وَقَدْ تفرد بِهِ عَنْ سُفْيَان. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: عَبْد الْعَزِيزِ لَيْسَ بشئ كَذَّاب يَدعِي أَحَادِيث لم يخلقها اللَّه قَطُّ وضع حَدِيثا عَنْ مطر عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ السَّابِع من ولد الْعَبَّاسِ يلبس الخضرة. وَتَركه أَحْمَد وَكَانَ شَدِيد الْحمل فِيهِ. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: لَهُ عَنْ الثَّوْرِيّ بَوَاطِيلُ. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ إِسْمَاعِيل بْن عباد. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ

ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَفِيهِ حُسَيْن بْن علوان. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة كذبه أَحْمد وَيحيى. بَاب فِي التجاوز عَن ذَنْب السخى أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أنس بن حَمَّاد حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَوْ أَبُو وَائِلٍ عَنْ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجَاوَزُوا عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ فَإِنَّ اللَّهَ أَخَذَ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ ". تفرد بِهِ عبد الرحيم. قَالَ العقيلى: حدث عبد الرحيم عَنِ الأَعْمَش بِمَا لَيْسَ من حَدِيثه. بَاب الْجنَّة دَار الاسخياء أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا جَحْدَرٌ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ دَارُ الأَسْخِيَاءِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جحدر يسرق الحَدِيث ويروي الْمَنَاكِير وَيزِيد فِي الْأَسَانِيد وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لَا يَصح هَذَا الحَدِيث.

كتاب الصيام

كتاب الصّيام بَاب سَبَب الامر بِصَوْم رَمَضَان أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ يُونُسَ بْنِ مُكْرَمٍ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي الصَّوْمَ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَافْتَرَضَ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ أَقَلَّ وَأَكْثَرَ وَذَلِكَ لأَنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بَقِيَ فِي جَوْفِهِ مِقْدَارَ ثَلاثِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمَرَهُ بِصِيَامِ ثَلاثِينَ يَوْمًا بِلَيَالِيهِنَّ، وَافْتَرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي بِالنَّهَارِ وَمَا نَأْكَلُ بِاللَّيْلِ فَفَضْلٌ من الله عزوجل ". قَالَ الْخَطِيب: مُوسَى بْن نَصْر هُوَ أبوعمران الثَّقَفِيّ، سكن سَمَرْقَنْد وَكَانَ غير ثِقَة. حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أَخُو الْخلال عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الإدريسي قَالَ: مُوسَى بْن نَصْر حدث بسمرقند عَنِ الثَّوْريّ وَمَالك وَغَيرهمَا بالطامات. بَاب حكم الْهلَال إِذَا غَابَ قبل الشَّفق أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى النَّجَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّاد بن الْوَلِيد عَن عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا غَابَ الْهِلالُ عَنِ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَةٍ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفق فَهُوَ لليلتين ".

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هَذَا خبر لَا أَصْلَ لَهُ. وَحَمَّاد بْن الْوَلِيد كَانَ يسرق وَيلْزق بالثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. قَالَ: وَقَدْ روى هَذَا الحَدِيث عَنْ عبيد الله الْوَلِيد بْن سَلَمَةَ. وَالْوَلِيد يسرق الحَدِيث أَيْضا. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ رَوَاهُ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ نَافِعٍ. قَالَ يَحْيَى: رشدين لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. بَاب النهى أَن يُقَال رَمَضَان روى أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمُ اللَّهِ، وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ. وَأَبُو معشر اسْمه نجيح، كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يُضعفهُ وَلا يحدث عَنْهُ ويضحك إِذَا ذكره. وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: إِسْنَاده لَيْسَ بشئ. قَالَ المُصَنّف قلت: وَلم يذكر أحد فِي أَسمَاء اللَّه تَعَالَى رَمَضَانَ، وَلا يجوز أَن يُسمى بِهِ إِجْمَاعًا. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فتحت أَبْوَاب الْجَنَّة ". بَاب تزين الْجَنَّة لصوام رَمَضَان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْحَارِثِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَادَى الْجَلِيلُ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُول: لبيْك وَسَعْديك، فَيَقُول: نحد (1) جنتي وزينها للصائمين من

_ (1) من كَذَلِك بالاصل ولعلها مصحفة من " أعد ".

أُمَّةِ أَحْمَدَ، لَا تُغْلِقْهَا عَنْهُمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ. ثُمَّ يُنَادِي مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ: يَا مَالِكُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَنِ الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ، لَا تَفْتَحْهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ. ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلَ: يَا جِبْرِيلُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: انْزِلْ إِلَى الأَرْضِ فَغُلَّ مَوَدَّةَ الشَّيَاطِينِ عَنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ، لَا يُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ صِيَامهمْ. وَللَّه عزوجل فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ وَقْتِ الافطار عُتَقَاء يعتهم مِنَ النَّارِ عَبِيدٌ وَإِمَاءٌ، وَلَهُ فِي كُلِّ سَمَاءٍ مَلَكٌ يُنَادِي، عُرْفُهُ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَرِجْلَيْهِ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ مُكَلَّلٌ بِالْمَرْجَانِ وَالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ يُنَادِي: هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مَظْلُومٍ فَيُنْصَرُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ. قَالَ: وَالرَّبُّ تَعَالَى يُنَادِي الشَّهْرَ كُلَّهُ: عَبِيدِي وَإِمَائِي أَبْشِرُوا أَوْشَكَ أَنْ تُرْفَعَ عَنْكُمْ هَذهِ الْمُؤْنَاتُ إِلَى رَحْمَتِي وَكَرَامَتِي، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ فِي كَبْكَبَةَ من الْمَلَائِكَة تصل عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ يذكر الله عزوجل، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ فِطْرِهِمْ بَاهَى بِهِمْ مَلائِكَتَهُ: يَا مَلائِكَتِي مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ وَفَّى عَمَلَهُ؟ قَالُوا: رَبُّ جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ. قَالَ: عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ خَرَجُوا يَعُجُّون إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ، وَجَلالِي وَكَرَامَتِي وَعُلُوِّي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لأُجِيبَنَّهُمُ الْيَوْمَ: ارْجِعُوا قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، فَيَرْجِعُونَ مَغْفُورًا لَهُمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وأصرم هُوَ ابْن حَوْشَب. قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. وَقَدْ رَوَاهُ أخصر من هَذَا مَرَّةً أُخْرَى. وروى لنا من حَدِيث أَنَس أبسط من هَذَا من رِوَايَة عباد بْن عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَعباد يروي عَنْ أَنَسٍ نُسْخَة عامتها مَنَاكِير. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَسَعْدُ الْخَيْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا أَنْبَأَنَا نَصْرُ بن

أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن إِسْمَاعِيل السلمى حَدثنَا عبد الله بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ نَافِع بن بردة عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول وَقَدْ أَهَلَّ رَمَضَانُ: لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ: حَدِّثْنَا بِهِ. قَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ تُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَصَفَّقَتْ فِي وَرَقِ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ: يَا رَبُّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْر أَزْوَاجًا تقْرَأ عيننا بهم وتقرأ عينهم بِنَا. قَالَ - فَمن -[مَا مِنْ] عَبْدٍ يَصُوم رَمَضَانَ - إِلَّا روح روحه -[زُوِّجَ زَوْجَةً] مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نعمت الله عزوجل (حور مقصورات فِي الْخيام) عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى، وَيُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّيِّبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلِّ سِرَيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لِحَاجَاتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ، مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لآخِرِ لُقْمَةٍ لَذَّةً لَا تُوجَدُ لأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَالْمُتَّهَم بِهِ جرير ابْن أَيُّوب. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْن: كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب الغفران فِي أَوَّلِ لَيْلَة من رَمَضَان أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد الْبَزَّاز أَنبأَنَا

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سعد بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الله الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ الصّيام فَإِذا نظر الله عَبْدٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا. وَلِلَّهِ عزوجل فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِيهَا مِثْلَ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ ارْتَجَّتِ الْمَلائِكَةُ وَتَجَلَّى الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ مَعَ أَنَّهُ لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ مِنَ الْغِدَ يُوحَى إِلَيْهِمْ يَا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ: مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إِذَا وَفَّى عَمَلَهُ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: يُوَفَّى أَجْرَهُ. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ مَجَاهِيل وَالْمُتَّهَم بِهِ عُثْمَان بْن عبد الله. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بمناكير عَن الثقاة وَله أَحَادِيث مَوْضُوعَة. وَقَالَ ابْن حبَان: يضع على الثقاة. بَاب الغفران أول يَوْم من رَمَضَان أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بن عبد الله السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى السَّوَانِيطِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سَلامٌ الطَّوِيلُ عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِتَارِكٍ أَحَدًا صَبِيحَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلا غَفَرَ لَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يحيى: سَلام لَيْسَ بشئ. وَقَالَ البُخَارِيّ

وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: وَزِيَاد بْن مَيْمُون كَذَّاب وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ البُخَارِيّ: تَرَكُوهُ. بَاب كَثْرَة الْعتْق فِي رَمَضَانَ قَدْ رُوِّينَا فِي حَدِيثٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ لِلَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ ". وَإسْنَاد هَذَا يثبت. وفى مَرَاسِيل الْحسن " سِتّمائَة ألف عَتيق ". وَهَذَا لَا يَصح. وَقَدْ روى لنا أَن هَؤُلَاءِ فِي كُلِّ يَوْم وَلا يخْتَص برمضان وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عبيد الله الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَام الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الأَزْوَرِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لله عزوجل فِي كل يَوْم سِتّمائَة أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ ". قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا لَيْسَ بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْأَزْوَر لَا يحْتَج بِهِ إِذَا انْفَرد. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث. بَاب تبشير السَّمَوَات والارض الصَّائِم بِالْجنَّةِ أَنبأَنَا أَبُو نَصْرٍ الطُّوسِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبَنَّا وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْخَيَّاطُ وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ الَعَالِمَةِ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بن النقور ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ الشَّاشِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَدِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ اللَّهَ عزوجل أَذِنَ لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْ تَتَكَلَّمَ لَبَشَّرَتِ الَّذِي يَصُومُ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ ".

طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبدِ بْنِ شَدَّادٍ حَدثنَا عبد السَّلَام بن عبد الله الْمَذْحِجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لأَهْلِ السَّمَوَاتِ وَأَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا لَبَشَّرُوا صَائِمَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ ". طَرِيق ثَالِث: رَوَى نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمَا لَقَالَتَا الْجَنَّةُ لِصُوَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا الطَّرِيق الأَوَّل فالمتهم بِهِ إِبْرَاهِيم بْن عَبْدِ ربه. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث عَنْ أَنَس بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: دجال من الدجالين، يضع على أَنَس، لَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيثه إِلا على التَّعَجُّب. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد السَّلَام عَنْ أَبِي عَمْرو عَنْ أَنَس إِسْنَاد مَجْهُول وَحَدِيث غير مَحْفُوظ. وَأما الثَّالِث فَقَالَ يَحْيَى: نَافِع لَيْسَ بشئ كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. قَالَ المُصَنّف قلت: وَالظَّاهِر أَنَّهُ سَرقه من إِبْرَاهِيم. بَاب ثَوَاب من فطر صَائِما فِي رَمَضَان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدثنَا الْفضل ابْن قُرَّةُ حَدَّثَنَا عمَيِّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ

وَشَرَابٍ مِنْ حَلالٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ. قَالَ سَلْمَانُ: إِنْ كَانَ لَا يقدر إِلَى عَلَى قُوَّتِهِ؟ قَالَ: إِنْ فَطَّرَ عَلَى كِسْرَةِ خُبْزٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ كَانَ لَهُ ذَلِكَ ". وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ خُزَامٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ فِيهِ: " وَمَنْ يُصَافِحُهُ جِبْرِيلُ تَكْثُرُ دُمُوعُهُ وَيَرِقُّ قَلْبُهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَلَيْسَ يرويهِ إِلا الْحَسَن وَحَكِيم. فَأَما الْحَسَن فَتَركه أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَأما حَكِيم فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: وَلا أصل لهَذَا الحَدِيث. وعَلى بْن زَيْد لَيْسَ بشئ. بَاب لَا يكْتب على الصَّائِم بعد الْعَصْر ذَنْب أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنِي جَدُّ أَبِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سُلَيْمَان عَن مَالك ابْن دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى الْحَفَظَةِ أَلا يَكْتُبُوا عَلَى صُوَّامِ عَبِيدِي بَعْدَ الْعَصْرِ ذَنْبًا ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن على أَنبأَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله النجار أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن أَيُّوب حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن سُلَيْمَان عَن مَالك ابْن دِينَارٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوحِي إِلَى الْحَفَظَةِ: لَا تَكْتُبُوا عَلَى صُوَّامِ عِبَادِي بَعْدَ الْعَصْرِ سَيِّئَةً ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: إِبْرَاهِيم بن عبد الله لَيْسَ بِثِقَة حدث عَنْ قوم ثقاة بِأَحَادِيث بَاطِلَة مِنْهَا هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ بَاطِل والأسناد كلهم ثقاة. بَاب سَلامَة الْعَام بسلامة رَمَضَان أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلِمَتِ الْجُمُعَةُ سَلِمَتِ الأَّيَامُ، وَإِذَا سَلِمَ رَمَضَانُ سَلِمَتِ السَّنَةُ ". تفرد بِهِ عَبْد الْعَزِيزِ. قَالَ يَحْيَى: هُوَ لَيْسَ بشئ هُوَ كَذَّاب يضع الحَدِيث، وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير: هُوَ كَذَّاب. بَاب الْإِفْطَار على التَّمْر رَوَى مُوسَى الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةٍ مِنْ حَلالٍ زِيدَ فِي صلَاته أَرْبَعمِائَة صَلاةٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُوسَى يروي عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة كَانَ يَضَعهَا أَو وضعت لَهُ لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا تَعَجبا. بَاب سواك الصَّائِم رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ - بسطار -[بِيطَارٍ] الْخُوَارِزْمِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ ابْنَ مَالِكٍ: أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فِي أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرَهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: عَنْ مَنْ؟ قَالَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث من حَدِيث رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ وَلَا من حَدِيث أنس. وَإِبْرَاهِيم يروي عَنْ عَاصِم الْمَنَاكِير الَّتِى لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَا. بَاب مَا يبطل الصَّوْم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدْوى حَدثنَا خرَاش بن عبد الله خَادِم أنس قَالَ حَدَّثَنى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَأَمَّلَ امْرَأَةً حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ حَجْمُ عِظَامِهَا وَرَأَى ثِيَابَهَا وَهُوَ صَائِمٌ فَقَدْ أَفْطَرَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَفِي إِسْنَاده كذابان، أَحدهمَا الْعَدَوِيّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُنَّا نتيقن أَنَّهُ يضع. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ شُيُوخٍ لَمْ يرهم وَيَضَع على من رأى. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَالثَّانِي خرَاش. قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَلا كتب حَدِيثه إِلا على جِهَة الِاعْتِبَار، فَإِنَّهُ قَدْ روى أَشْيَاء إِذَا تأملها من هَذَا الشَّأْن صناعته علم أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وضعا. قَالَ المُصَنّف قلت: وَهَذَا إِنَّمَا يرْوى من كَلَام حُذَيْفَة. أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ بُخَيْتٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَريحٍ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَلْحَةَ الأَبَانِيِّ عَنْ [أَبِي] خَيْثَمَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " مَنْ تَأَمَّلَ خَلْقَ امْرَأَةٍ مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ أَبْطَلَ صَوْمَهُ ". قَالَ المُصَنّف قلت: وَلَيْث مَجْرُوح أَيْضا. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَنَّاءُ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَمَّالُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ جَابَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ: الْكَذِبُ، وَالنَّمِيمَةُ، وَالْغَيِبَةُ، وَالنَّظَرُ لشَهْوَة، وَالْيَمِين

الْكَاذِبَةُ ". هَذَا مَوْضُوع. وَمن سَعِيد إِلَى أَنَس كلهم مطعون فِيهِ. قَالَ يحيى ابْن معِين: وَسَعِيد كَذَّاب. بَاب مَا يصنع مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَان مُتَعَمدا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ شِيرَازَ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْحَرْثُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْكَلاعِيُّ حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْحَضَرِ فَلْيُهْدِ بَدَنَةً فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُطْعِمْ ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ الْمَسَاكِينَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَمُقَاتِل قَدْ كذبه وَكِيع وَالنَّسَائِيّ والساجى، وَقَالَ البُخَارِيّ: لَا شئ الْبَتَّةَ. وَالظَّاهِر أَن هَذَا الحَدِيث من عمله، على أَن الْحَارِث ضَعِيف. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي عَنِ الْأَثْبَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيِّ عَنْ صَيَّادِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا عُذْرٍ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَصُومَ ثَلاثِينَ يَوْمًا، وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْمَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ سِتِّينَ [يَوْمًا] ، وَمَنْ أَفْطَرَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كَانَ عَلَيْهِ تِسْعِينَ يَوْمًا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَا يثبت هَذَا الْإِسْنَاد وَلا يَصح عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل

الاحْتِجَاجُ بعمر بْن أَيُّوبَ. قَالَ ابْنُ نمير: وَمُحَمَّد بْن صبيح لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَدْ روى هَذَا الحَدِيث منْدَل مُخْتَصرا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ أَنْبَأَنَا عبد الرحمن ابْن أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الملك حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْطَرَسُوسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ ". قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: منْدَل ضَعِيف. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يسْتَحق التّرْك. بَاب ثَوَاب صِيَام أَيَّام الْبيض أَنبأَنَا أَحْمد بن عبيد الله بْنِ كَادِشٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُمْعَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عبد الله عَن عبد الملك بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَوْمُ الْبِيضِ أول يَوْم يعدل ثَلَاثَة ألف سَنَةٍ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي يَعْدِلُ عَشْرَةَ ألف سَنَةٍ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ يَعْدِلُ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفِ سَنَةٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقلهُ قَطُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَارُون بْن عنترة وَابْنه عبد الملك يضع الحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى وَالسَّعْدِي: عبد الملك كَذَّاب. بَاب صَوْم عشر ذى الْحجَّة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن

وَهْبٍ الْوَاسِطِيُّ وَيُوسُفُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالا حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُهَاجِرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحَرَّمِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ " أَنْ شَابًّا كَانَ صَاحِبَ سَمَاعٍ، فَكَانَ إِذَا هَلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى صِيَامِ هَذهِ الأَيَّامِ؟ قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا أَيَّامُ الْمَشَاعِرِ وَأَيَّامُ الْحَجِّ عَسى الله عزوجل أَنْ يُشْرِكَنِي فِي دُعَائِهِمْ. فَقَالَ: لَكَ بِكُلِّ يَوْمٍ عِدْلُ مِائَةِ رَقَبَةٍ تُعْتِقُهَا وَمِائَةِ رَقَبَةٍ تُهْدِيهَا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَمِائَةِ فَرَسٍ تَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ فَذَلِكَ عِدْلُ أَلْفِ رَقَبَةٍ وَأَلْفِ بَدَنَةٍ وَأَلْفِ فَرَسٍ تَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَذَلِكَ عِدْلُ أَلْفَيْ رَقَبَةٍ وَأَلْفَيْ بَدَنَةٍ وَأَلْفَيْ فَرَسٍ تَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَصِيَامِ سَنَتَيْنِ قَبْلَهَا وَسَنَتَيْنِ بَعْدَهَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. وَمُحَمَّدُ [بْنُ] الْمحرم كَانَ أكذب النَّاس. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ رِزْقَوَيْهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن بِنْتِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْمحيرِيُّ عَنْ الطبي عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَامَ الْعَشْرَ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَوْمُ شَهْرٍ، وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ سَنَةٌ، وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ سَنَتَانِ ". وَهَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: الطبي كَذَّاب. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: وضوح الْكَذِب فِيهِ أظهر من أَن يحْتَاج إِلَى وَصفه. بَاب صَوْم آخر يَوْم من السّنة وَأول الاخرى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَحْمد بن شَاذان حَدثنَا

أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا قُطْبُ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةِ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً ". الْهَرَوِيّ هُوَ الجويباري، ووَهْب، كِلَاهُمَا كَذَّاب وَضاع. بَاب صَوْم تِسْعَة أَيَّامٍ من أَوَّل الْمحرم أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ مُوسَى الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الْمُحَرَّمِ بَنَى اللَّهُ لَهُ قُبَّةً فِي الْهَوَى مِيلا فِي مِيلٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُوسَى الطَّوِيل يورى عَن أنس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب. بَاب فِي ذكر عَاشُورَاءَ قَدْ تمذهب قوم من الْجُهَّال بِمذهب أَهْل السّنة، فقصدوا غيظ الرافضة، فوضعوا أَحَادِيث فِي فضل عَاشُورَاءَ، وَنحن برَاء من الْفَرِيقَيْنِ. وَقَدْ صَحَّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِصَوْم عَاشُورَاءَ، إِذْ قَالَ: إِنَّهُ كَفَّارَة سنة، فَلم يقنعوا بِذَلِكَ حَتَّى أطالوا وأعرضوا وترقوا فِي الْكَذِب. فَمن الْأَحَادِيث الَّتِي وضعُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ مَرَّتَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ على

ابْن الْفَتْحِ الْعُشَارِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْبرسرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن سُلَيْمَان النَّجَّادُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا سُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل صَوْمَ يَوْمٍ فِي السَّنَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فَصُومُوهُ وَوَسِّعُوا عَلَى أَهْلِيكُمْ فِيهِ، فَإِنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ مِالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وُسِّعَ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ، فَصُومُوهُ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي تَابَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى آدَمَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ فِيهِ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى فِيهِ إِبْرَاهِيمَ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ فِيهِ نُوحًا مِنَ السَّفِينَةِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، وَفِيهِ فَدَى اللَّهُ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ يُوسُفَ مِنَ السِّجْنِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَى يَعْقُوبَ بَصَرَهُ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي كَشَفَ اللَّهُ فِيهِ عَنْ أَيُّوبَ الْبَلاءَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَخْرَجَ اللَّهُ فِيهِ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ فِيهِ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي غَفَرَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ ذَنْبَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ عَبَرَ مُوسَى الْبَحْرَ، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ أَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى التَّوْبَةَ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ، فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمِ كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَوَّلُ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الدُّنْيَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَأَوَّلُ مَطَرٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَوَّلُ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، وَهُوَ صَوْمُ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ أَحْيَا لَيْلَة عَاشُورَاء فَكَأَنَّمَا عبد الله تَعَالَى مِثْلَ عِبَادَةِ أَهْلِ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَمَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ غَفَرَ اللَّهُ خَمْسِينَ عَاما مَاض وَخمسين عَاما مُسْتَقْبل وَبَنَى لَهُ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى أَلْفَ أَلْفِ مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ، وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَكَأَنَّمَا لَمْ يَعْصِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ أَهْلَ بَيْتٍ مَسَاكِين

يَوْمَ عَاشُورَاءَ، مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ. وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا لَمْ يَرُدَّ سَائِلا قَطُّ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ مَرَضًا إِلا مَرَضَ الْمَوْتِ، وَمَنِ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاء لم ترمد عَيْنَيْهِ تِلْكَ السَّنَةَ كُلَّهَا، وَمَنْ أَمَرَّ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ فَكَأَنَّمَا بَرَّ يَتَامَى وَلَدِ آدَمَ كُلَّهُمَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَاب عشرَة ألف مَلَكٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ شَهِيدٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ سبع سموات وفين خلق الله السَّمَوَات والارضين وَالْجِبَالَ وَالْبِحَارَ، وَخَلَقَ الْعَرْشَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَلَقَ الْقَلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخلق اللوج يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَلَقَ جِبْرِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَرَفَعَ عِيسَى يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَعْطَى سُلَيْمَانَ الْمُلْكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا عَادَ مَرْضَى وَلَدِ آدَمِ كُلَّهُمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يشك عَاقل فِي وَضعه وَلَقَد أبدع من وَضعه وكشف القناع وَلم يستحيي وأتى فِيهِ المستحيل وَهُوَ قَوْله: وَأول يَوْم خَلَقَ اللَّهُ يَوْم عَاشُورَاءَ، وَهَذَا تغفيل من وَاضعه لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُسمى يَوْم عَاشُورَاءَ إِذَا سبقه تِسْعَة. وَقَالَ فِيهِ خلق السَّمَوَات وَالأَرْض وَالْجِبَال يَوْم عَاشُورَاءَ. وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح: " أَن اللَّه تَعَالَى خلق التربة يَوْم السبت وَخَلَقَ الْجبَال يَوْم الْأَحَد "، وَفِيهِ التحريف فِي مقادير الثَّوَاب الَّذِي لَا يَلِيق بمحاسن الشَّرِيعَة، وَكَيف يحسن أَن يَصُوم الرجل يَوْمًا فَيعْطى ثَوَاب من حج وَاعْتمر وَقتل شَهِيدا، وَهَذَا مُخَالف لأصول الشَّرْع، وَلَو ناقشناه على شئ بعد شئ لطال، وَمَا أَظُنهُ إِلا دس فِي أَحَادِيث الثقاة، وَكَانَ مَعَ الَّذِي رَوَاهُ نوع تغفل وَلا أَحسب ذَلِكَ إِلا فِي الْمُتَأَخِّرين، وَإِن كَانَ يَحْيَى بْن معِين قَدْ قَالَ فِي ابْن أَبى الزِّنَاد: لَيْسَ بشئ وَلا يحْتَج بحَديثه، وَاسم أَبِي الزِّنَاد عبد الله بن ذكْوَان

وَاسم ابْنه عبد الرحمن كَانَ ابْن مَهْدِيّ لَا يحدث عَنْهُ. وَقَالَ أَحْمَد: هُوَ مُضْطَرب الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ، فَلَعَلَّ بعض أَهْل الْهوى قَدْ أدخلهُ فِي حَدِيثه. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ الْمُعَدَّل حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ قُهْزَادَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ سِتِّينَ سَنَةً بِصِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ مَلَكٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ شَهِيدٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ، وَمَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا أَطْعَمَ جَمِيعَ فُقَرَاءِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْبَعَ بُطُونَهُمْ وَمَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ رُفِعَتْ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى رَأْسِهِ فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةٌ، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لقد فضلنَا الله عزوجل بِيَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: نَعَمْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالأَرْضَ كَمِثْلِهِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَالنُّجُومَ كَمِثْلِهِ وَخَلَقَ الْقَلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَاللَّوْحَ كَمِثْلِهِ، وَخَلَقَ جِبْرِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَمَلائِكَتَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَوَلَدَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَفَدَاهُ اللَّهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَرُفِعَ إِدْرِيسُ يَوْم عَاشُورَاءَ، وَوُلِدَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَتَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَغَفَرَ ذَنْبَ دَاوُدَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَأَعْطَى اللَّهُ الْمُلْكَ لِسُلَيْمَانَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَوُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَاسْتَوَى الرب عز

وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ حَبِيب بْن أَبِي حَبِيب يكذب. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَفِي الروَاة من يدْخل بَين حَبِيب وَبَين إِبْرَاهِيم إبِله. وَقَالَ أَبُو حَاتِم أَبُو حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ وَكَانَ حَبِيب مِنْ أَهْلِ مرو يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ صُبَيْحٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَلِيلِ حَدَّثَنَا هَيْصَمُ بْنُ شَدَّاخٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ ". قَالَ الْعَقِيلِيّ: الهيصم مَجْهُول والْحَدِيث غير مَحْفُوظ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الهيصم يروي الطَّامَّات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَدْ روى هَذَا الحَدِيث سُلَيْمَان بن أَبى عبد الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ العقيلى: وَسليمَان مَجْهُول والحَدِيث غير مَحْفُوظ وَلا يثبت عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث مُسْند. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لم يرمد أبدا ".

قَالَ الْحَاكِم: أَنَا أَبْرَأ إِلَى اللَّهِ من عُهْدَة جُوَيْبِر. قَالَ: والاكتحال يَوْم عَاشُورَاءَ لم يرو عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ أثر وَهُوَ بِدعَة ابتدعها قتلة الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلامُ. وَقَالَ أَحْمَد: لَا يشْتَغل بِحَدِيث جُوَيْبِر. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. حَدِيث آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ سَمِعت عبد الله بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْبَسَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدِي صُرَدٍ فَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ ". أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنُ نَجِيحٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَزَّارُ الرَّقِّيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي عَلِيطِ بْنِ أُميَّة ابْن خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: " رَآنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى يَدِي صُرَدٌ فَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ طَيْرٍ صَامَ عَاشُورَاءَ ". قَالَ إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاقَ الرَّقِّيّ: كَانَ عبد الله بْن مُعَاوِيَةَ من ولد أَبِي غليظ كَذَا روى لنا فِي هَذهِ الرِّوَايَة بالغين والظاء المعجمتين، وَقَدْ أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَبَا بُشرى بن عبد الله الرَّوي حَدَّثَنِي عُمَر بْن أَحْمَدَ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق قَالَ سَمِعت عبد الله بْن مُعَاوِيَةَ فَذكره بِإِسْنَاد مثله سَوَاء إِلا أَنَّهُ قَالَ عليط بِالْعينِ والطاء الْمُهْمَلَتَيْنِ. هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَلا يعرف فِي الصَّحَابَة عَنْبَسَة وَلا أَبُو غليظ وَلَا أبوعليط قَالَ البُخَارِيّ: عبد الله بْن مُعَاوِيَةَ مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بمناكير لَا أصل لَهَا. وَمِمَّا يرد هَذَا أَن الطير لَا يُوصف بِصَوْم.

بَاب صَوْم رَجَب وَفِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن الْحسن ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الرحمن بْنُ عُبَيْدٍ الْحُرْفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي، فَمَنْ صَامَ رَجَب إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا اسْتَوْجَبَ رِضْوَانَ اللَّهِ الأَكْبَرَ وَأَسْكَنَهُ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمَيْنِ فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ ضِعْفَانِ وَوَزْنُ كُلِّ ضِعْفٍ مِثْلُ جِبَالِ الدُّنْيَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا طُولُ مَسِيرَةِ ذَلِكَ سَنَةٌ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ عُوفِيَ مِنَ الْبَلاءِ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتَّةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَاب يُغْلِقُ اللَّهُ عَنْهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ بِصَوْمِ كُلِّ يَوْمٍ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يُنَادِي لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا يَرِدُ وَجْهُهُ دُونَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ عَشْرَة أَيَّامٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَلَى كُلِّ مِيلٍ مِنَ الصِّرَاطِ فِرَاشًا يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا لَمْ يُرَ فِي الْقِيَامَةِ غَدَاءً أَفْضَلُ مِنْهُ إِلا مَنْ صَامَ مِثْلَهُ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ اثنى عشر يَوْمًا كَسَاه الله عزوجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّتَيْنِ: الْحُلَّةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُوضَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَائِدَةٌ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فيأكل وَالنَّاس فِي

شِدَّةٍ شَدِيدَةٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الثَّوَابِ مَا لَا عين رَأَيْت وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَقِفُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ الآمِنِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْكسَائِيّ لَا يعرف والنقاش مُتَّهم. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد ابْن النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْجُنَيْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَرَبِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الأَزْهَرِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَنَسِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من صَامَ ثَلاثَة أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ شَهْرٍ، وَمَنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ أَغْلَقَ اللَّهُ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ صَامَ نِصْفَ رَجَبٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ رِضْوَانَهُ، وَمَنْ كَتَبَ لَهُ رِضْوَانَهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ، وَمَنْ صَامَ رَجَب كُلَّهُ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. وَفِي صَدره أَبَان. قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنْ أَبَان. وَقَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. وَفِيهِ عَمْرو ابْن الأَزْهَر. قَالَ أَحْمَد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة وَيَأْتِي بالموضوعات عَنِ الْأَثْبَات لَا يحل ذكره إِلَّا بالقدح فِيهِ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَبِي حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتُّلِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يزِيد

الصُّدَائِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرٌ عَظِيمٌ، مَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ أَلْفَيْ سَنَةٍ، وَمَنْ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَام ثَلَاثَة ألف سَنَةٌ، وَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ خَمْسَ عَشْرَةَ يَوْمًا بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُهُ حَسَنَاتٍ وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ، وَمَن زَاد زَاده الله عزوجل ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بهَارُون يروي الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة حَتَّى تسبق إِلَى قلب المستمع لَهَا أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ خوانٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِي حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا مِنْ رَجَبٍ عَدَلَ صِيَامَ شَهْرٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ غلقت أبوات الْجَحِيمِ السَّبْعَةُ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ عَشْرَةَ أَيَّامٍ بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا نَادَى مُنَادٍ أَنْ قَدْ غُفِرَ كُلُّ مَا مَضَى فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: الْفُرَات بن السَّائِب لَيْسَ بشئ، وَقَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك.

الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ أَيُّوبَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ مُخَاوِفٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أحيى لَيْلَةً مِنْ رَجَبٍ وَصَامَ يَوْمًا، أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَكَسَاهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، إِلا مَنْ فَعَلَ ثَلاثًا: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا، أَوْ سَمِعَ مُسْتَغِيثًا يَسْتَغِيثُ بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَلَمْ يُغِثْهُ، أَوْ شَكَا إِلَيْهِ أَخُوهُ حَاجَةً فَلَمْ يُفِرَّجْ عَنْهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ حُصَيْن قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يضع الحَدِيث. قَالَ المؤتمن بِهِ أَحْمَدَ السَّاجِيّ الْحَافِظ: كَانَ عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ لَا يَصُوم رَجَب وَينْهى عَن ذَلِك يَقُول: مَا صَحَّ فِي فضل رَجَب وَفِي صِيَامه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ.

كتاب الحج

كتاب الْحَج بَاب إِثْم من اسْتَطَاعَ الْحَج وَلَمْ يَحُجَّ فِيهِ عَنْ عَليّ وَأبي هُرَيْرَةَ وَأبي أُمَامَةَ رَضِي اللَّه عَنْهُم. فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلامُ: فَأَنْبَأَنَا الْكَرُوخِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ حَدَّثَنَا النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدثنَا هِلَال بن عبد الله مَوْلَى رَبِيعَةِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ". وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة: فأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي أَنبأَنَا أَحْمد بن يحيى ابْن زُهَيْر حَدثنَا عبد الرحمن بن سعيد حَدثنَا عبد الرحمن الْقُطَامِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ حِجَّةَ الإِسْلامِ فِي غَيْرِ وَجَعٍ حَابِسٍ أَو حجَّة طَاهِرَة أَوْ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلْيَمُتْ أَيَّ الْمِيتَتَيْنِ إِمَّا يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا. وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يعلى حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَجِّ مَرَضٌ حَابِسٌ أَوْ حَاجَةٌ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا وَإِن شَاءَ نَصْرَانِيّا ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق ابْن عُمَرَ بْنِ شَمَّةَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَاذَانَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الحرانى أَنبأَنَا الْمُغيرَة بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا شريك عَن لَيْث عَن عبد الرحمن بْنِ سَابِطٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَحْبِسْهُ مَرَضٌ أَوْ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ وَلَمْ يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ التِّرْمِذِيّ: هِلَال بن عبد الله مَجْهُول، و - الْحَرْث معد -[وَأما الْحَارِث فَقَدْ] كذبه الشّعبِيّ وَغَيره. وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ أَبُو المهزم واسْمه يَزِيد بْن سُفْيَانَ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِيهِ عبد الرحمن الْقطَامِي. قَالَ عَمْرو بْن عَلِيٍّ الفلاس: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يجب تنكب رواياته. وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَمَّار بْن مطر. قَالَ العقيلى: يحدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي الْمُغِيرَة بن عبد الرحمن. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وفى لَيْث وَقَدْ ضعفه ابْن عُيَيْنَةَ وَتَركه يَحْيَى الْقَطَّان وَيَحْيَى بْن معِين وَابْن مَهْدِيّ وَأحمد، وَإِنَّمَا روى عبد الرحمن بْن غنم عَنْ عُمَر أَنَّهُ قَالَ: " من أمكنه الْحَج فَلم يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ". بَاب فِي رضى الله عَمَّن يقدر لَهُ الْحَج أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد الاسنانى حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْكَعْبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّبِيبِيُّ حَدَّثَنَا هودة عَن سعيد بن عبد الرحمن عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِن الله عزوجل

لاييسر لعَبْدِهِ - يعْنى الْحَج - إِلَّا بالرضى، فَإِذَا رَضِيَ عَنْهُ أَطْلَقَ لَهُ الْحَجَّ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سعيد بن عبد الرحمن يورى عَن الثقاة الموضوعات - بتحايل -[يتخيل] من سَمعهَا أَنه الْمُتَعَمد لَهَا. بَاب فِي الدُّعَاء عَشِيَّة عَرَفَة أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ الْيَحْمَدِيُّ حَدَّثَتْنِي أم الْفَيْض مولاة عبد الملك بن مَرْوَان قَالَت: سَمِعت عبد الله بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ دَعَا اللَّهَ لَيْلَةَ عَرَفَاتٍ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ - وَهِيَ عَشْرُ كَلِمَاتٍ - أَلْفَ مَرَّةٍ، إِلا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، إِلا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَو مأثم: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الذى فِي الارض موطأه، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رُوحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لَا مَنْجَا وَلا مَلْجَا مِنْهُ إِلا إِلَيْهِ. قَالَتْ أم الْفَيْض فَقُلْتُ لعبد اللَّه بْن مَسْعُودٍ: عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ -[قَالَ] نعم ". أَنْبَأَنَا بِهِ ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا ابْن أَبى الفوارس حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ رُمَيْثَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عُمَرَ الْخُشَنِيُّ حَدَّثَنَا عَرَزَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَذكر نَحوه. هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: عزْرَة لَا يُتَابع على حَدِيث، وَقَالَ يحيى بن معِين: عزْرَة

دُعَاء يَوْم عَرَفَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُصَاصُ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْمُنْذر حَدثنَا عبد الله بن عمرَان العابدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ ومُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ قَالا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِي الْمَوْقِفِ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْظُرُ الله عزوجل إِلَيْهِ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ إِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ مُسْتِقْبِلَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ بِوَجْهِهِ وَيَبْسُطُ يَدَيْهِ كَهَيْئَةِ الدَّاعِي، ثُمَّ يُلَبِّي ثَلاثًا وَيُكَبِّرُ ثَلاثًا وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ، يَقُولُ ذَلِكَ مِائَة مَرَّةٍ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كل شئ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُل شئ عِلْمًا يَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرِّجَيمِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَبْدَأُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَفِي آخِرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ يَقُولُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ آمِينَ، ثُمَّ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَة مَرَّةٍ، يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ وَمَلائِكَتُهُ عَلَى النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ وَيَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ لِوَالِدَيْهِ وَلِقَرَابَاتِهِ وَلإِخْوَانِهِ فِي اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَادَ فِي مَقَالَتِهِ هَذَا بِقَوْلِهِ ثَلاثًا: لَا يَكُونُ لَهُ فِي الْمَوْقِفِ قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ حَتَّى يُمْسِيَ غَيْرَ هَذَا، فَإِذَا أَمْسَى بَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي اسْتَقْبَلَ بَيْتِي وَكَبَّرَنَيِ وَلَبَّانِي وَسَبَّحَنِي وَحَمِدَنِي وَهَلَّلَنِي وَقَرَأَ بِأَحَبَّ السُّورِ إِلَيَّ وَصَلَّى عَلَى نَبِيِّي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ قَبِلْتُ عَمَلَهُ وَأَوْجَبْتُ لَهُ أَجْرَهُ وَغَفَرْتُ لَهُ ذَنْبَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِيمَنْ شَفَعَ لَهُ، وَلَوْ شَفَعَ فِي أَهْلِ الْمَوْقِفِ شفعته فيهم ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع: قَالَ يَحْيَى بن معِين: عبد الرحيم كَذَّابٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِر لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار. بَاب ذمّ من تزوج قبل الْحَج أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جُمْهُور القرصانى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رَجَاءِ بْنِ نُوحٍ حَدَّثتنِي ابْنة وهب ابْن مُنَبَّهٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَزَوَّجَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ فَقَدْ بَدَأَ بِالْمَعْصِيَةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مُحَمَّد بْنُ أَيُّوبَ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، فَأَما أَبُوهُ فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. بَاب عُمُوم الْمَغْفِرَة للْحَاج الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ حَدثنَا الْحسن ابْن سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ هُودٍ حَدثنَا أَبُو هِشَام حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ هَارُونَ الْغَسَّانِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي مَقَامِكُمْ هَذَا، فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ، وَوَهْب مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَالتَّبِعَاتُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ضَمِنَ عَوَضَهَا مِنْ عِنْدِهِ، أَفِيضُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَضْتَ بِنَا بِالأَمْسِ كَئِيبًا حَزِينًا وَأَفَضْتَ بِنَا الْيَوْم فَرحا مَسْرُورا.

قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي بِالأَمْسِ شَيْئًا فَلَمْ يَجُدْ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِالتَّبِعَاتِ " والسياق لبشار بْن بَكْر، وَفِي حَدِيث أَبى هَاشم اخْتِصَار. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحجَّاج وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّد الصَّالِحِي قَالَا حَدثنَا عبد القاهر بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ كِنَانَةَ وَقَالَ ابْن الْحصين حَدثنَا عبد الله بْنُ كِنَانَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا رَبَّهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ لأُمَّتِهِ، وَأَنَّ اللَّهَ أَجَابَهُ بِالْمَغْفِرَةِ لأُمَّتِهِ، إِلا مَنْ ظَلَمَ بَعْضَهُمُ بَعْضًا، فَإِنَّهُ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ. قَالَ فَأَعَادَ الدُّعَاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تُثِيبَ الْمَظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ الْجَنَّة وَتَغْفِرَ لِهَذَا الظَّالِمِ. قَالَ: فَلَمْ يُجِبْ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ شَيْئًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ بِالْمُزْدَلِفَةِ أعَاد الدُّعَاء فَأَجَابَهُ عزوجل أَنْ قَدْ فَعَلْتُ. فَضَحِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَبَسَّمَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: وَاللَّهِ لَقَدْ ضَحَكِتَ فِي سَاعَةٍ مَا كُنْتَ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا أَضْحَكَكَ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ؟ فَقَالَ: ضَحِكْتُ أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غفر لامتي [و] اسْتَجَابَ دُعَائِي أَهْوَى يَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَضَحِكْتُ مِنَ الْخَبِيثِ مِنْ جَزَعِهِ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا على ابْن عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن غَالِبٍ تَمْتَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَفَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَة، فَلَمَّا كَانَ

عِنْدَ الدَّفْعَةِ اسْتَنْصَتَ النَّاسَ فَأَنْصَتُوا فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ فَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَغَفَرَ ذُنُوبَكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ ادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَلَمَّا مَرَّ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَقَفَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَحَرًا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الدَّفْعَةِ اسْتَنْصَتَ النَّاس فأنصتوا فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى لِمُحْسِنِكُمْ مَا سَأَلَ وَغَفَرَ ذُنُوبَكُمْ وَغَفَرَ التَّبِعَاتِ وَضَمِنَ لأَهْلِهَا الثَّوَابَ ادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَأَخَذَ بِزِمَامِ النَّاقَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَقِيَ من عمل إِلَّا وَقد عَلمته وَإِنِّي لأَحْلِفُ عَلَى الْيَمِينِ الْفَاجِرَةِ فَهَلْ أَدْخُلُ فِيمَنْ وَقَفَ؟ قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ. قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ إِنَّكَ إِنْ تُحْسِنْ فِيمَا يُسْتَأْنَفُ غُفِرَ لَكَ " الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيد حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ غَفَرَ اللَّهُ لِلْحَاجِّ، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْمُزْدَلِفَةِ غَفَرَ اللَّهُ لِلتُّجَّارِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ مِنًى غَفَرَ اللَّهُ لِلْحَمَّالِينَ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ غَفَرَ اللَّهُ لِلسُّؤَّالِ، فَلا يَشْهَدُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَحَدٌ إِلا غُفِرَ لَهُ ". الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ أَنْبَأَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْرِيُّ أَنبأَنَا عبد الرزق أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْ سَمِعَ قَتَادَةَ يَقُولُ حَدَّثَنَا خِلاسُ بْنُ عَمْرو عَن عبَادَة ابْن الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَة: " يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَغَفَرَ لَكُمْ إِلا التَّبِعَاتِ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ، فَادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَلَمَّا

كَانُوا بِجَمْعٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِصَالِحِيكُمْ وَشَفَّعَ صَالِحِيكُمْ فِي طَالِحِيكُمْ يُنْزِلُ الْمَغْفِرَةَ فَتَعُمَّهُمْ ثُمَّ يُفَرِّقُ الْمَغْفِرَةَ فِي الأَرْضِ فَتَقَعُ عَلَى كُلِّ تَائِبٍ مِمَّنْ حَفِظَ لِسَانَهُ وَيَدَهُ. وَإِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ عَلَى جِبَالِ عَرَفَاتٍ يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ اللَّهُ فِيهِمْ، فَإِذَا نَزَلَتِ الْمَغْفِرَةُ دَعَا وَجُنَودُهُ بِالْوَيْلِ يَقُولُ: كُنْتُ اسْتَفْزَزْتُهُمْ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ جَاءَتِ الْمَغْفِرَةُ فَغَشِيَتْهُمْ، فَيَتَفَرَّقُونَ وَهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ". لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ يَصح. أما [الحَدِيث] الأَوَّل فَتَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي دواد وَلم يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يحدث على التَّوَهُّم والحسبان فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقد رَوَاهُ عَنهُ اثْنَان: عبد الرحيم بْن هَارُون. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث يكذب، وَالثَّانِي بَشَّار بْن بكير وَهُوَ مَجْهُول. وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَأَنَّهُ مُنكر الحَدِيث جدا فَلَا أدرى التَّخْلِيط مِنْهُ أَو من ابْنه وَمن أَيهمَا كَانَ فَقَدْ سقط الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما الحَدِيث الثَّالِث فَفِيهِ يَحْيَى بْن عَنْبَسَة. قَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث. وَأما الحَدِيث الرَّابِع فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَيْسَ هَذَا الحَدِيث مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا الْأَعْرَج وَلَا مَالك، وَالْحسن ابْن على كَانَ يضع على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ وَلا الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال. وَأما الحَدِيث الْخَامِس فراويه عَنْ قَتَادَةَ مَجْهُول وخلاس لَيْسَ بشئ كَانَ مُغيرَة لَا يعبأ بِهِ. وَقَالَ أَيُّوب: لَا ترو عَنْهُ فَإِنَّهُ صحيفي. بَاب أَن الْمَدِينَة فتحت بِالْقُرْآنِ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحسن المدينى

حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ ". قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا مُنكر لم يسمع من حَدِيث مَالِك وَلا هِشَام إِنَّمَا هَذَا قَول مَالِك لم يروه عَنْ أحد. قد ريت هَذَا الشَّيْخ يَعْنِي مُحَمَّد بْن الْحسن كَانَ كذابا. بَاب ذمّ من حج وَلم يزر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ على عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ شِبْلٍ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَجَّ الْبَيْتَ وَلَمْ يَزُرْنِي فَقَدْ جَفَانِي ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: " النُّعْمَان يَأْتِي عَن الثقاة بالطامات. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: الطعْن فِي هَذَا الحَدِيث من مُحَمَّد بْن مُحَمَّد لَا من النُّعْمَان. بَاب ثَوَاب مَنْ مَاتَ فِي طَرِيق مَكَّة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لم يعرضه الله عزوجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُحَاسِبْهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَق بْن ظهير وَقَدْ كذبه ابْن أَبِي شَيْبَة وَغَيره. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هُوَ فِي عداد من يضع الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عايد بْن بَشِير عَنْ عَطَاء عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى

ابْن معِين: عايد ضَعِيف روى أَحَادِيث مَنَاكِير. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: تفرد بِهِ عايد عَنْ عَطَاء. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ كَثِيرَ الْخَطَإِ لَا يُحْتَجُّ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ. بَاب ثَوَاب مَنْ مَاتَ فِي أحد الْحَرَمَيْنِ فِيهِ عَنْ سَلْمَان وَجَابِر: فَأَما حَدِيث سلمَان فأنبأنا أَبُو الْعِزّ أَحْمد بن عبد الله العكبرى أَنبأَنَا مُحَمَّد ابْن عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْص بن شاهين أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الرحيم الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ ابْن عبد الرحمن بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْفُتُوحِ عبد الغفور بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ عَنْ أَبِي هَاشم عَن زَاذَان عَن سُلَيْمَان عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ اسْتَوْجَبَ شَفَاعَتِي وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ ". وَأما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ ابْن يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنِي عبد الله بْنُ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ بُعِثَ آمِنًا ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان. أما حَدِيث سَلْمَان فَفِيهِ ضعفاء، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الغفور. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث تَرَكُوهُ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب. وَأما حَدِيث جَابِر فَفِيهِ عبد الله بْن الْمُؤَمَّلِ. قَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مَنَاكِير، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرد. وَفِيه مُوسَى بن عبد الرحمن قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دجال يضع الحَدِيث.

بَاب ثَوَاب من مَاتَ بَين الْحَرَمَيْنِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن خلف أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ حَدَّثَنى مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا بَعَثَهُ اللَّهُ بِلا حِسَابٍ عَلَيْهِ وَلا عَذَابٍ ". وَهَذَا لَا يَصح. قَالَ البُخَارِيّ: عبد الله بْن نَافِع مُنكر، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب ثَوَاب من يحجّ عَن غَيره أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السِّخْتِيَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ بِالْحِجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: الْمَيِّتُ وَالْحَاجُّ عَنْهُ وَالْمُنْقِدُ لَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق بْن بِشْر وَهُوَ فِي عداد من يضع الحَدِيث. بَاب فِي مثل من حج عَنْ غَيره أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرو عَن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل

الَّذِي يَحُجُّ عَنْ أُمَّتِي كَمَثَلِ أُمِّ مُوسَى كَانَتْ تُرْضِعُهُ وَتَأْخُذُ الْكِرَاءَ مِنْ فِرْعَوْنَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْخَطَأ فِيهِ مَنْسُوب إِلَى إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ تغير حفظه فَكثر الْخَطَأ فِي حَدِيثه وَهولا يعلم فَخرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب فِي فضل بَيت الْمُقَدّس روى يُوسُفُ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سِنَان عَن الضَّحَّاك بن عبد الرحمن بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ يَحْيَى: يُوسُف بْن عَطِيَّة لَيْسَ بشئ. بَاب النهى أَن يُقَال يثرب أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَاد عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَن الْبَراء قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح تفرد بِهِ صَالِح عَنْ يَزِيد. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَك: أم بِيَزِيد وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كُلّ أَحَادِيثه مَوْضُوعَة. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.

كتاب السفر

كتاب السّفر بَاب أَن الْمُسَافِر شَهِيد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أَنبأَنَا أَبُو عمر والفارسي أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَمْرو الزنبقى حَدثنَا أبوالبخترى بن شَاكر حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسَافِرُ شَهِيدٌ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَفِيهِ ابْن الْمُغِيرَة. قَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بِمَا لَا أَصْلَ لَهُ. وَفِيهِ الْمصْرِيّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كذبوه وَأنْكرت عَلَيْهِ أَشْيَاء. أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو سعيد بن الاعرابي حَدثنَا عبد الله بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَوْتُ الْغَرِيبِ شَهَادَةٌ ". هَذَا لَا يَصح. أما إِبْرَاهِيم بْن بَكْر فَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يسرق الحَدِيث. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: تَرَكُوهُ. وَأما عبد الله بن أَيُّوب فَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب فِي المراكب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَام بن عبد الملك أَبُو تَقِيٍّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ الْحَمِيرِ الاسود الْقصير ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُبشر. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة يضع الحَدِيث ويكذب. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: كَانَ يكذب. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا تَعَجبا. بَاب ركُوب ثَلَاثَة على دَابَّة أَنبأَنَا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابْن عبد الله بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ زَاذَانَ " أَنَّهُ رَأَى ثَلاثَةً عَلَى بَغْلٍ فَقَالَ: لِيَنْزِلْ أَحَدَكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الثَّالِثَ. هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح وَإِسْنَاده مُنْقَطع. وَقَدْ صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَدِينَة رَاكِبًا فَتلقى بالصبيان، فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه، فَدَخَلُوا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة. بَاب النهى أَن تسمى الطَّرِيق سكَّة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الأَشْيَبِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُسَمَّى الطَّرِيقُ سِكَّةً. هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْمُتَّهَم بِهِ أَحْمَد بْن دَاوُدَ، وَهُوَ ابْن أُخْت عَبْد الرَّزَّاقِ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ من أكذب النَّاس. بَاب ثَوَاب خدمَة الْمُسَافِرين أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بن يُوسُف

أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِيهِنَّ مِنَ الْفَضْلِ مَا نَالَهُنَّ إِلا بِقُرْعَةٍ الصَّفُ الْمُقَدَّمُ وَالأَذَانُ وَخِدْمَةُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ أكذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث.

كتاب الجهاد

كتاب الْجِهَاد بَاب فِي ذكر الْخَيل أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِم بن الْحسن ابْن الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقَ الْخَيْلَ قَالَ لِرِيحِ الْجَنُوبِ: إِنِّي خَالِقٌ مِنْكِ خَلْقًا أَجْعَلُهُ عَزًّا لأَوْلِيَائِي، وَمَذَلَّةً عَلَى أَعْدَائِي، وَجَمَالا لأَهْلِ طَاعَتِي، فقَالَتِ الرِّيحُ: اخْلُقْ، فَقَبَضَ مِنْهَا قَبْضَةً فَخَلَقَ فَرَسًا، فَقَالَ: خَلَقْتُكَ فَرَسًا وَجَعَلْتُكَ فَرَسًا وَجَعَلْتُكَ عَرَبِيًّا وَجَعَلْتُ الْخَيْرَ مَعْقُودًا بِنَاصِيَتِكَ وَالْغَنَائِمَ مُحْتَازَةً عَلَى ظَهْرِكَ، وَجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَنَاحٍ، فَأَنْتَ لِلطَّلَبِ وَأَنْتَ لِلْهَرَبِ وَسَأَجْعَلُ عَلَى ظَهْرِكَ رِجَالا يُسَبِّحُونِي وَيَحْمَدُونِي وَيُهَلِّلُونِي وَيُكَبِّرُونِي. فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلائِكَةُ الصِّفَةَ وَخَلْقَ الْفَرَسِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: يَا رَبُّ نَحْنُ مَلائِكَتُكَ نُسَبِّحُكَ وَنَحْمَدُكَ وَنُهِلُّكَ فَمَاذَا لَنَا؟ قَالَ: يَخْلُقُ اللَّهُ لَهَا خَيْلا بُلْقًا، أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ يَمُدُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ. قَالَ: وَأَرْسَلَ الْفَرَسَ فِي الأَرْضِ. فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ يَمْسَحُ الرَّحْمَنُ بِيَدِهِ عَلَى عُرْفِ ظَهْرِهِ. قَالَ: أَذَلَّ صَهِيلُكَ الْمُشْرِكِينَ أَمْلأُ مِنْهُ آذَانَهُمْ وَأَذِلُّ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ وَأُرْعِبُ بِهِ قُلُوبهم. فَلَمَّا عرض الله عزوجل على آدم من كل شئ مَا خَلَقَ، فَقَالَ لَهُ: اخْتَرْ مِنْ خَلْقِي مَا شِئْتَ، فَاخْتَارَ الْفَرَسَ، فَقِيلَ لَهُ: اخْتَرْتَ عِزَّكَ وَعِزَّ وَلَدِكَ خَالِدًا مَا خَلَدُوا وَبَاقِيًا مَا بَقُوا، تُلْقَحُ فَتُنْتَجُ مِنْهُ أَوْلادٌ أَبَد الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، بَرَكَتِي عَلَيْكِ وَعَلَيْهِمْ، مَا خَلَقْتُ خَلْقًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ. قَالَ يَحْيَى: الْحَسَن بْن زَيْد ضَعِيف الحَدِيث

وَقَالَ ابْن عَدِيّ: يروي أَحَادِيث معضلة وَأَحَادِيثه عَن أَبِيه مُنكرَة. بَاب النهى عَن ضرب الدَّابَّة أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن يَزِيدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْبَهَائِمِ، وَقَالَ: إِذَا ضُرِبَتْ فَلا تَأْكُلُوهَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى: إِبْرَاهِيم بن يزِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك. بَاب لبس السِّلَاح فِي الْجِهَاد أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت الْخَطِيب أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَنْهُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ حبيب بن عبد الملك الْفَقِيه أَخْبرنِي بَشرَان بن عبد الملك حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَهْثَمُ بن جنَاح حَدثنَا عبيد الله بْنُ ضِرَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ مِغْفَرًا لِيُجَاهِدَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَمَنِ اتَّخَذَ بَيْضَةً بَيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنِ اتَّخَذَ دِرْعًا كَانَتْ لَهُ سِتْرًا يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا مَعَ إرْسَاله وَالْحمل فِيهِ على من بَين بِشْرَانَ وَالْحَسَن فَإِنَّهُم ملطيون. وَقَدْ حَدَّثَنى الصُّورِي قَالَ سَمِعت عبد الغنى الْحَافِظ قَالَ: لَيْسَ فِي الملطيين ثِقَة. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الأَزْرَقُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى العارى مادام حَمَائِلُ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَيَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث. بَاب التقلد بِالسَّيْفِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ حَدَّثَنَا دَهْثَمُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْجَزَرِيُّ عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ يَعْنِي تَفْضُلُ عَلَى صَلاةٍ غير متقلد سَبْعمِائة ضِعْفٍ. وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِالْمُتَقَلِّدِ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَلائِكَتَهُ، وَهُمْ يصلونَ عَلَيْهِ مادام مُتَقَلِّدَهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ يَحْيَى: ضرار بْن عَمْرو لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ذَاهِب مَتْرُوك. بَاب الالوية أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْقُومَسِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابْن مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ عَنْ خَالِدِ بْنِ كِلابٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالأَلْوِيَةِ ". قَالَ الْعَقِيلِيّ: خَالِد بْن كلاب مَجْهُول وَحَدِيثه غير مَحْفُوظ لَا أصل لَهُ.

بَاب تَحْصِيل الشجَاعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الدَّيْنَوَرِيُّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الرحيم بن الْهَيْثَم الْبَصْرِيّ حَدثنَا المضابن الْجَارُود حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ أَبى العشرا الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَكَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِلَى اللَّهِ جُبْنَ قَوْمِهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: مُرْهُمْ فَلْيَسْتَفُّوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْجُبْنَ وَيَزِيدُ فِي الْفُرُوسِيَّةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ أَبُو الْمفضل يضع الحَدِيث وَقَالَ لِي الازهرى: كَانَ دجالًا. بَاب فضل الرِّبَاط على السَّاحِل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَة حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ النَّارَ فَلْيُرَابِطْ عَلَى السَّاحِلِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَإِبْرَاهِيم هُوَ ابْن أَخِي عَبْد الرَّزَّاقِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَذَّاب يضع الحَدِيث. بَاب النّظر إِلَى سَاحل الْبَحْر أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد الله الأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَتَى سَاحِلَ الْبَحْرَ يَنْظُرُ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حَسَنَةٌ ".

هَذَا حَدِيث لَا يَصح تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن سَالِم. قَالَ أَحْمَد: هُوَ شبه الْمَتْرُوك. وَقَالَ يحيى الْقطَّان: لَيْسَ بشئ. بَاب فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْن إِسْحَاقَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ خُفِّفَ عَنْهُ مِنْ وُقُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرِينَ سَنَةً ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ وَيَحْيَى: مُحَمَّد بْن حَاتِم كَاذِب. وَقَالَ الفلاس: لَيْسَ بشئ. قَالَ يَحْيَى والخليل: ابْن مَرَّةً ضَعِيف. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَثِير الرِّوَايَة عَن المجاهيل. بَاب فضل التَّكْبِير فِي سَبِيل اللَّهِ تَعَالَى أَنبأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ عَن عبد الله بْنِ نَافِعٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ صَخْرًا فِي مِيزَانِهِ أَثْقَلَ مِنَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا فِيهَا وَمَا تَحْتَهُنَّ وَأَعْطَاهُ بِهَا رِضْوَانَهُ الأَكْبَرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالْمُرْسَلِينَ فِي دَارِ الْجَلالِ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ". قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا الْخَبَر لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَإِسْحَاق يَأْتِي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا على التَّعَجُّب وَلا يحْتَج بعبد الله بن نَافِع. وَقَالَ النَّسَائِيّ: عبد الله مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب فضل التَّكْبِير على سَاحل الْبَحْر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عبد الله ابْن سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ كَانَ فِي مِيزَانِهِ صَخْرَةً. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَدْرُهَا؟ قَالَ: تَمْلأُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا مِمَّا وَضعه أَبُو دَاوُد وَكَانَ وضاعا بإجماعهم. وَقَالَ يحيى ابْن معِين: يَزِيد بْن جبيرَة لَيْسَ بشئ. بَاب عودة الاسير أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَدَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ سَهْلٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسبه) وَقَالَ: " نَزَلَتْ هَذهِ الآيَةُ فِي ابْنٍ لِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ أَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ وَأَجَاعُوهُ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنِ ائْتِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلِمْهُ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ، فَلَمَّا أَخْبَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ وَمرَّة

بِالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَقُولَ عِنْدَ صَبَاحِهِ وَمَسَائِهِ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم) فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ قَرَأَهُ فَأُطْلِقَ وَثَاقُهُ فَمُرَّ بِوَادِيهِمُ الَّذِي تَرْعَى فِيهِ إِبِلُهُمْ وَغَنَمُهُمْ وَاسْتَاقَهَا فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدِ اغْتَلْتُهُمْ بَعْدَ مَا أَطْلَقَ اللَّهُ وَثَاقِي، أَفَحَلالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: بَلْ هِيَ حَلالٌ إِذَا نَحْنُ خَمَّسْنَا فَأنْزل الله عزوجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شئ قدرا) مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ أَجَلا. وَقَالَ ابْن عَبَّاسٍ: من قَرَأَ هَذهِ الْآيَة عِنْد سُلْطَان يخَاف غشمه، أَو عِنْد موج يخَاف الْغَرق، أَو عِنْد سبع، لم يضرّهُ شئ من ذَلِكَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَالضَّحَّاك ضَعِيف وَلم يسمع من ابْن عَبَّاس. وجويبر لَيْسَ بشئ وَقَدْ ذكرنَا عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ قَالَ: لَا يشْتَغل بِحَدِيث جُوَيْبِر. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حبَان: دجال. بَاب فِي صَلَاة الاسير أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم بْنِ حِبَّانَ قَالَ رَوَى أَبَانُ بْنُ الْمُحَبِّرِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الأَسِيرُ مَا كَانَ فِي إِسَارِهِ صَلاتُهُ رَكْعَتَانِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَفُكَّ اللَّهُ أَسْرَهُ ". هَذَا حَدِيث بَاطِل وَلا تجوز الرِّوَايَة عَنْ أَبَان إِلا على سَبِيل الِاعْتِبَار يروي عَن جمَاعَة من الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ حَتَّى لَا يشك المتبحر فِي هَذهِ الصِّنَاعَة أَنَّهُ كَانَ يعملها. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: أبان مَتْرُوك

بَاب فِي السبى حَدِيث فِي فضل السودَان إِذَا آمنُوا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبْشَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ وَاسْتَفْهِمْ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّوَرِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِمِثْلِ مَا آمَنْتَ بِهِ وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ بِهِ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ، وَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَانَ لَهُ بِهَا عهد عِنْد الله عزوجل، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ حَسَنَة وَأَرْبع وَعِشْرِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ. فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ يَهْلِكُ بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَمَلِ لَوْ وُضِعَ عَلَى جَبَلٍ لأَثْقَلَهُ فَتَقُومُ النِّعْمَةُ مِنْ نِعَمِ الله عزوجل فَيَكَادُ تَسْتَنْفِذُ ذَلِكَ إِلا أَنْ يَتَطَوَّلَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ، وَنَزَلَتْ هَذهِ السُّورَةُ هَلْ أَتَى إِلَى قَوْلِهِ وملكا كَبِيرا. فَاشْتَكَى الْحَبَشِيَّ حَتَّى فَاظَتْ نَفْسُهُ ". قَالَ ابْنُ عُمَر: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِيهِ فِي حُفْرَتِهِ بِيَدِهِ ". قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَأَبُو بكار فَاحش الْخَطَأ. قَالَ يحيى: أَيُّوب لَيْسَ بشئ. وَقَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ: هُوَ ضَعِيف الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُضْطَرب الحَدِيث. حَدِيث فِي الْأَمر باتحاد السودَان: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمسيب حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحمن بن

الْمفضل حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبْيَنُ (1) بْنُ سُفْيَانَ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَلامٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " اتخدوا السُّودَانَ فَإِنَّ فِيهِمْ ثَلاثَةٌ فِيهِمْ سَادَاتُ الْجَنَّةِ: لُقْمَانُ الْحَكِيمُ وَالنَّجَاشِيُّ وَبِلالٌ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ أبين. قَالَ الْبُخَارِيّ لَا يكْتب حَدِيث أبين. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كُلّ مَا يرويهِ مُنكر. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: هَذَا متن بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ وَأبين كَانَ يقلب الْأَخْبَار. وعُثْمَان بن عبد الرحمن كَانَ يرْوى عَن الثقاة الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. حَدِيث فِي ذمّ السودَان: فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَأم أَيمن: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ حَدَّثَنِي بَيَان حَدثنَا عبد الله بْنُ رَجَاءٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدِينِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " ذُكِرَ السُّودَانُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَعُونِي مِنَ السُّودَانِ إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ". وَأما حَدِيث أم أَيمن فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " خَرَجْنَا نتلقى الْوَلِيد بن عبد الملك مَعَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَعَرَضَ حَبَشِيٌّ لِرِكَابِنَا فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ أَوْ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ أَيْمَنَ تَقُولُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ". هَذَا حديثان لَا يصحان.

_ (1) أبين بياء مُعْجمَة مَفْتُوحَة بعْدهَا نون كَذَا قَيده الازدي.

أما الأَوَّل: فَفِيهِ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَانَ. قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث. وَأما الثَّانِي: فَفِيهِ خَالِد بْن مُحَمَّد: قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَجْهُول. حَدِيث فِي ذمّ الزنج: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جشمودٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الزَّنْجِيُّ إِذَا شَبِعَ زَنَى وَإِذَا جَاعَ سَرَقَ وَإِنَّ فِيهِمْ لَسَمَاحَةً وَنَجْدَةً ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا الصَّفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الْقَطَّانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الزَّنْجِيُّ حِمَارٌ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا قَاسِمٍ الْمُؤَدِّبِ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السُّدِّيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَوِّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَزَوَّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَالزَّنْجِ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ ". طَرِيق آخر: رَوَى عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزَّنْجِ فَإِنَّهُ خَلْقٌ مُشَوَّهٌ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح.

أما الطَّرِيق الأَوَّل وَالثَّانِي فَفِيهِ عَنْبَسَة. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنكر الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَفِيهِ مُحَمَّد بْن مَرْوَان. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْن نمير: كَذَّاب. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ الْبَتَّةَ. وَقَالَ أَبُو على صَالح ابْن مُحَمَّد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَقَالَ يَحْيَى: عَامِر بن صَالح لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. حَدِيث فِي مدح الْحَبَش: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمد بن مَرْوَان حَدثنَا عبد الله ابْن الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حبيب حَدثنَا عبد الله بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحَبَشَةَ أَنْجُدُ أَسْخِيَاءُ وَإِنَّ فِيهِمْ لَيُمْنًا فَاتَّخِذُوهُمْ وَاسْتَهِنُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أقوى شئ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وحبِيب هُوَ كَاتب مَالِك. قَالَ أَحْمَد بن حَنْبَل: كَانَ يكذب. حَدِيث فِي ذمهم: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَى طَعَامًا فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِلْحَبَشَةِ أُطْعِمُهُمْ وَأَكْسُوهُمْ، فَقَالَ: يَا عَمِّ لَا تَفْعَلْ إِنَّهُمْ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا ". تفرد بِهِ عُمَر بْن حَفْص. قَالَ أَحْمَد: خرقنا حَدِيثه. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.

حَدِيث فِي ترك التّرْك: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ قَيْدَاسٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بن عبيد الله الْجُرْفِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَتْبَانُ بْنُ غَيْلانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَن أَبى وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوهُمْ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَلَمَةَ بْن حَفْص يضع الحَدِيث لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. قَالَ: وَقَدْ جربت على أَحْمَد بْن مُحَمَّد الازهر الْكَذِب. حَدِيث فِي ذمّ الخصيان: أَنْبَأَنَا هِبَةُ الله بن أَحْمد الحريري أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٌ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاشَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله بْنِ حُمْرَانَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي الْخِصْيَانِ خَيْرًا لأَخْرَجَ مِنْ أَصْلابِهِمْ ذُرِّيَّةً يَعْبُدُونَ الله عزوجل وَلَكِنْ عَلِمَ أَنْ لَا خَيْرَ فِيهِمْ فَأَجَبَّهُمْ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: إِسْحَاق بْن نجيح لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب أَن شَرّ المَال فِي آخر الزَّمَان المماليك روى يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شَرُّ الْمَالِ فِي آخر الزَّمَان المماليك ".

هَذَا الحَدِيث لَا يَصح. قَالَ يحيى: يزِيد لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ والأزدي هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب الْمَنْع من أَذَى أهل الذِّمَّة أَنبأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الداوودى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُذَكَّرُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بن يُونُس عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آذَى ذِمِّيًّا فَأَنَا خَصْمُهُ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالْحمل فِيهِ عِنْدِي على الْمُذكر فَإِنَّهُ كَانَ غير ثِقَة ونقلت من خطّ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْن الفرا قَالَ نقلت من خطّ أَبِي حَفْص الْبَرْمَكِيّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصيدلاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الْمروزِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل يَقُولُ: أَرْبَعَة أَحَادِيث تَدور عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَسْوَاق لَيْسَ لَهَا أصل: من بشرني بِخُرُوج أذار بَشرته بِالْجَنَّةِ، وَمن آذَى ذِمِّيا فَأَنا خَصمه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ونحركم يَوْم صومكم، وللسائل حق وَإِن جَاءَ على فرس ".

كتاب البيع والمعاملات

كتاب البيع والمعاملات بَاب ذمّ التَّاجِر وَفِيهِ أَحَادِيث: الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ جُشَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ التُّجَّارِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، فَاسْتَجَابُوا وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ الله عزوجل: بَاعِثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلا مَنْ صَدَّقَ وَصَلَّى وَأَدَّى الأَمَانَةَ ". قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل صَحِيح يرجع إِلَيْهِ والْحَارث بْن عُبَيْد يَأْتِي عَنِ الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزيات عَن الاحلج بن عبد الله الْكِنْدِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الله بعثنى بلحمة وَمَرْحَمَةً وَلَمْ يَبْعَثْنِي تَاجِرًا وَلا زَرَّاعًا، وَإِنَّ شَرَّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ التُّجَّارَ وَالزَّارِعُونَ إِلا مَنْ شَحَّ عَلَى دِينِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: سَلام لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالْأَجْلَح كَانَ لَا يدرى مَا يَقُول. قَالَ الدَّارقطني: وَمُحَمّد بن عِيسَى ضَعِيف.

الحَدِيث الثَّالِث: رَوَى حَفْصٌ الرَّبَالِيُّ عَنْ أَبِي سُحَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ دَخَلَ سُوقَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَلا إِنَّ التَّاجِرَ فَاجِرٌ، أَلا إِنَّ التَّاجِرَ فَاجِرٌ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَأَبُو سحيم اسْمه الْمُبَارَك بْن سحيم. قَالَ الْبُخَارِيّ: وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَدْ روى عَنْ طَرِيق آخر عَنْ أَنَس بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل. بَاب اخْتِلَاف الرزق فِي السَّعْي أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا على بن عبد الفراوى حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ الأَرْزَاقَ قَبْلَ الأَجْسَادِ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَبَسَطَهَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَضَرَبَتْهَا الرِّيَاحُ فَوَقَعَتْ فِي الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، فَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفَيْ مَوْضِعٍ، وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ فِي أَلْفِ مَوْضِعٍ، وَمِنْهُ مَا وَقَعَ رِزْقُهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجْلُهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَفِيه ضعفاء ومجاهيل. بَاب ذكر سَبَب الغلاء والرخص فِيهِ عَنْ عَليّ وَأنس: فَأَما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا عبد الصَّمد ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ على الْخَواص حَدثنَا سُفْيَان

ابْن زِيَاد بن آدم حَدثنَا عبد الله بْنُ عَلاجٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَن مُحَمَّد بن على ابْن الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: " غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ فَذَهَبَ أَصْحَابُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلا السِّعْرُ فَسَعِّرْ، فَقَالَ: إِنَّ الله عزوجل هُوَ الْمُعْطِي وَهُوَ الْمَانِعُ وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا اسْمُهُ عُمَارَةُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ حِجَارَةِ الْيَاقُوتِ طُولُهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَيَدُورُ فِي الأَمْصَارِ وَيَقِفُ فِي الأَسْوَاقِ، فَيُنَادِي: أَلا ليغلو كَذَا وَكَذَا، أَلا لِيَرْخَصْ كَذَا وَكَذَا ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَلَهُ أَرْبَعَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ وَالتَّنُوخِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ عُبَيْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا ". فَذكر نَحْو حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ سَهْلُ بن عبد الله الغارى أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله بْنُ يَحْيَى الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن عبد الرحيم قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْعَلاجِ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ حَمَّادُ ابْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مِنْ حِجَارَةٍ يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ يَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى حِمَارٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَيُسَعِّرُ الأَسْعَارَ ثُمَّ يعرج ". الطَّرِيق الثَّالِث وبالاسناد عَن مُحَمَّد بن عبد الرحيم حَدَّثَنى السَّرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم:

" إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ يَنْزِلُ عَلَى دَابَّةٍ مِنْ زُمُرُّدَةَ خَضْرَاءَ كُلَّ يَوْمٍ فَيُسَعِّرُ الأَسْعَارَ ثُمَّ يَعْرُجُ ". الطَّرِيق الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن ابْن أَيُّوبَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيد ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الصَّالِحِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِيُّ وَالْمَعْنَى وَاحِد حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي يَمَامَةُ بْنُ عبد الله عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْغَلاءُ وَالرُّخْصُ جُنْدَانِ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ يُسَّمَى أَحَدُهُمَا الرَّغْبَةُ وَالآخَرُ الرَّهْبَةُ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُغَلِّيهِ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التُّجَّارِ الرَّغْبَةَ فَيَحْبِسُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُرْخِصَهُ قَذَفَ فِي قُلُوبِ التَّجَّارِ الرَّهْبَةَ فَأَخْرَجُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَقَالَ أَبُو بدر فأخرجوه ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان. أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَانْفَرد بِهِ ابْن أَبى علاج وَهُوَ عبد الله بن أَيُّوب ابْن أَبِي علاج الْمَوْصِلِيّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيث مَنَاكِير. وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، فَلا يَشُكُّ السَّامِعَ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُهَا. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل الزُّهْرِيّ سرق حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجعل لَهُ إِسْنَادًا آخر. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ الزُّهْرِيّ كذابا، وَهَذَا الحَدِيث مَوْضُوع. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ ابْن أَبِي علاج وَقَدْ تقدم جرحه. وَفِيه حَمَّاد بن

عَمْرو، قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الحَدِيث. وَقَالَ الفلاس وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الثَّالِث: فَفِيهِ السرى الْبَغْدَادِيّ. قَالَ عبد الرحمن بْن خرَاش كَانَ يكذب. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يسرق الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الرَّابِع فَفِيهِ الْعَبَّاسِ بن بكار. قَالَ الدَّارقطني: هُوَ كَذَّاب، وَعبد اللَّه بْن الْمثنى ضَعِيف عِنْدهم. بَاب ذمّ من تمنى الغلاء فِيهِ عَن ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن ردام أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عُبَيْدِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان ابْن عِيسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من تَمَنَّى الْغَلاءَ عَلَى أُمَّتِي لَيْلَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنى الْحسن ابْن أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الإِسْفَرَائِينِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّد الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ عَن يحيى بن عبيد الله عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ لَا تُطِعْ فِينَا تَاجِرًا وَلا مُسَافِرًا، تَاجِرُنَا يُحِبُّ الْغَلاءَ وَمُسَافِرُنَا يَكْرَهُ الْمَطَرَ ". هَذَانِ حديثان موضوعان عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أما [الحَدِيث] الأول فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: لَا أعلم رُوَاة غير سُلَيْمَان بْن عِيسَى السجْزِي وَكَانَ كذابا يضع الحَدِيث وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب مُصَرح. وَأما الحَدِيث الثَّانِي: قَالَ يحيى بن عبد الله هُوَ ابْن موهب. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مُنكرَة لَا يعرف هُوَ وَلا أَبُوهُ. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يرْوى مَالا أصل لَهُ. بَاب احتكار الطَّعَام فِيهِ عَنِ العبادلة وعَنِ ابْن عُمَرَ وَحده وَعَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث العبادلة فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الطَّنَاجِيرِيُّ أَنبأَنَا عبد الله بن عُثْمَان الصفار حَدثنَا عبد الله بْنُ بَدْرٍ الْمَعْرُوفُ بِزُرَيْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ أَيُّوبَ بْنِ زَاذَانَ الْقَرْنِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن عبد الرحمن الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعَبَادِلَةِ عبد الله بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالُوا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمِقْتَ، وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ، وَالْمُحْتَكِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ، وَالنَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا مِنِ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللِّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا فَقَدْ بَرِئَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي أَنْبَأَنَا (1) ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ حَدَّثَنَا مُهَنَّى بْنُ يَحْيَى (1) حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ وَسَعِيدٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ الْحَكَّارُونَ وَقَتَلَةُ الأَنْفُسِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ ". وَأما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ سَمِعْتُ دِينَارًا أَنْبَأَنَا مِكْيَسٌ يَقُولُ خَدَمْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ثَلاثَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ حَبَسَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَطَحَنَهُ وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يَقْبَلْهُ اللَّهُ مِنْهُ ". هَذهِ الْأَحَادِيث جَمِيعًا لَا تصح. أما حَدِيث العبادلة: فَفِيهِ عَبْد الْوَهَّابِ، كَانَ الثَّوْرِيّ يرميه بِالْكَذِبِ. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَضَعفه أَحْمد وَالدَّارقطني. وَأما أَبُو مُحَمَّد الْقُرْبَى قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَفِي الطَّرِيقَيْنِ أصبغ بْن زَيْد. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيث أصبغ غير مَحْفُوظَة. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذَا انْفَرد. وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِن بَقِيَّة يحدث عَنِ الضُّعَفَاء والمتروكين وَيُدَلس بالعنعنة.

_ (1) بَيَاض بالاصل.

وَأما حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن عَدِيّ أَبُو مكيس مُنكر الحَدِيث ضَعِيف ذَاهِب شبه الْمَجْهُول. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: روى عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقدح فِيهِ. بَاب تَعْظِيم أَمر الدَّين روى حَاتِمُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِائَتَيْ مَرَّةٍ كَتَبَ الله لَهُ ألفا وَخَمْسمِائة حَسَنَةً إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بحاتم بْن مَيْمُون بِحَال. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُف العصفرى حَدثنَا قرين ابْن سَهْلِ بْنِ قَرِينٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لاهم إِلا هَمُّ الدَّيْنِ وَلا وَجَعَ إِلا وَجَعُ الْعَيْنِ " قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل الْإِسْنَاد والمتن، وَسَهل مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بسهل فَإِنَّهُ يلزق الْمَرَاسِيل والمقاطيع. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ كَذَّاب. بَاب تَعْظِيم أَمر الرِّبَا على الزِّنَا فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس وَابْن حَنْظَلَة وعَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهُم: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن المظفر أَنبأَنَا

أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدب حَدثنَا سعيد بن عبد الحميد بن جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبى هربرة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا كَالزَّانِي يَنْكِحُ أُمَّهُ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أبويحيى الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الحيرى حَدثنَا حَفْص بن عبد الرحمن حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَصْغَرُهَا عِنْدَ اللَّهِ كَالَّذِي يَنْكِحُ أُمَّهُ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان حَدثنَا الْوَلِيد ابْن عُتْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ دِرْهَمًا رِبًا فَهُوَ مِثْلُ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو مُجَاهِدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الرِّبَا وَعَظِيمَ شَأْنِهِ وَقَالَ: إِنَّ الدِّرْهِمَ يُصِيبُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ فِي الْخَطِيئَة من سنة وَثَلاثِينَ زَنْيَةً يَزْنِيهَا الرَّجُلُ، وَإِنَّ أربى الربى عرض الرجل الْمُسلم ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدثنَا عبد الله ابْن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيمَ الصِّلْحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرِّبَا سَبْعُونَ بَابًا أَهْوَنُ بَابٍ مِنْهُ الَّذِي يَأْتِي أُمَّهُ فِي الإِسْلامِ وَهُوَ يعرفهَا، وَإِن من أربا الرِّبَا خَرْقُ الْمَرْءِ عِرْضُ أَخِيهِ، وَخَرْقُ عَرْضِ أَخِيهِ أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا يَكْرَهُ مِنْ مَسَاوِيهِ، وَالْبُهْتَان أَنْ يَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ ". وَأما حَدِيث ابْن حَنْظَلَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَذْهَب أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحَقِّ بن أَحْمد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزْدَادَ أَبُو الصَّفَرِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّد حَدثنَا جرير ابْن حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبى مليكَة عَن عبد الله بن حَنْظَلَة - عسل -[غَسِيلِ] الْمَلائِكَةِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ ابْن بَشرَان حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَرْثِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرو عَن لَيْث عَن عبد الله بن أَبى مليكَة عَن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَدِرْهَمُ رَبًا أَشَدُّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ سِتَّةً وَثَلاثِينَ زَنْيَةً فِي الْحَطِيمِ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بن أَحْمد

الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن سعيد حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيْشُونٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ لَيْثٍ وَخَلْفِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرِّبَا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَصْغَرُهَا كَالْوَاقِعِ عَلَى أُمِّهِ، وَالدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بْنِ سَعِيد بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَيْلَةَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو أَنَسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الدِّرْهَم رِبًا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً ". لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ صَحِيح. أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ ففى طريقيه عبد الله بْن زِيَاد وَقَدْ كذبوه، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: إِنَّمَا روى هَذَا الحَدِيث أَبُو سَلمَة عَن عبد الله بْنِ سَلام نَفسه. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل أَبُو مُجَاهِد واسْمه عبد الله بْن كيسَان الْمَرْوَزِيّ. قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث. وَالطَّرِيق الثَّانِي تفرد بِهِ طَلْحَة ابْن زَيْدٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن حَنْظَلَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل حُسَيْن بْن مُحَمَّد وَهُوَ حُسَيْن بْن مُحَمَّدِ بْنِ بهْرَام أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: رَأَيْته وَلم أسمع مِنْهُ، وَسُئِلَ أَبُو حَاتِم عَنْ حَدِيث يرويهِ حُسَيْن فَقَالَ خطأ، فَقيل لَهُ: الْوَهم مِمَّن؟ فَقَالَ: من حُسَيْن يَنْبَغِي أَن يكون. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي لَيْث. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يشْتَغل بِهِ، وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قَالَ: وَإِنَّمَا يروي هَذَا عَن كَعْب. أَنبأَنَا ابْن الْحصين أَنبأَنَا

ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: " لأَنْ أزني أحب إِلَيّ من أَن آكُلَ دِرْهَمًا مِنْ رِبًا ". قَالَ الدَّارقطني: وَهَذَا أصح من الْمَرْفُوع. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِي طَرِيقه الأول سوار بْن مُصْعَب. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِثِقَة. وَفِي طَرِيقه الثَّانِي عِمْرَان بْن أَنَس. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على حَدِيثه. قَالَ وَهَذَا يروي من غير هَذَا الْوَجْه مُرْسلا عَنِ ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ. قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْبَلْخِيّ حَدَّثَنَا مكي بْن إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْن أَبِي مليكَة أَنه سمع عبد الله بْن حَنْظَلَة الراهب يُحَدِّثُ عَنْ كَعْب الْأَحْبَار أَنَّهُ قَالَ: " رَبًّا دِرْهَم يَأْكُلهُ الأنسان وَهُوَ يعلم أعز عَلَيْهِ فِي الْإِثْم من سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية ". قَالَ المُصَنّف قلت: وَاعْلَم أَن مِمَّا يرد صِحَة هَذهِ الْأَحَادِيث أَن الْمعاصِي إِنَّمَا يعلم مقاديرها بتأثيراتها وَالزِّنَا يفْسد الْأَنْسَاب، وَيصرف الْمِيرَاث إِلَى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح مَا لَا يوثر أكل لفمة لَا تتعدي ارْتِكَاب نهى، فَلَا وَجه لصِحَّة هَذَا. بَاب البيع إِلَى أجل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحِمْيَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابْن عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو جَزْءٍ حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ دَاوُدَ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَرَكَةُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْبَيْعِ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُعَارَضَةِ، وَاخْتِلاطِ الشَّعِيرِ بِالْبُرِّ لِلْبَيْتِ لَا لِلْبَيْعِ ".

قَالَ العقيلى: وحدثناه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِت حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بِسْطَامَ عَنْ نَصْرِ بن الْقَاسِم عَن دَاوُد ابْن عَلِيٍّ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ فِيهَا الْبَرَكَةُ: الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُعَارَضَةُ، وَإِخْلاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لَا لِلسُّوقُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعبد الرَّحْمَنِ بْن دَاوُدَ وَعُمَر بْن بسطَام مَجْهُولَانِ وحديثهما غير مَحْفُوظ. بَاب فِي السفاتج أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَمُحَمَّدُ بن عبد الملك قَالا أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ وَإِبْرَاهُيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ الْجَلابُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السُّفْتَجَاتُ حَرَامٌ ". هَذَا لَا يَصح. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: إِبْرَاهِيم بْن نَافِع مُنكر الحَدِيث، وَعُمَر بْن مُوسَى فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ. بَاب شركَة الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْكِنَانِيُّ أَنْبَأَنَا عبيد الله بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ معمر ابْن مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَفْصِ بْنِ أَخِي هِلالٍ الْكَرْخِيُّ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُتْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَارَكَ ذِمِّيًّا فقواضع لَهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضرب بَينهمَا

وَادٍ مِنْ نَارٍ وَقِيلَ لِلْمُسْلِمِ: خُذْ هَذَا الْوَادِي إِلَى ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى تُحَاسِبَ شَرِيكَكَ " قَالَ الْخَطِيب: حَدِيث مُنكر لم أكتبه إِلَّا بِهَذَا الاسناد. بَاب توقى الْحَرَام والشبهة أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو زَيْدِ بْنُ عَامِرٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبُورِقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَمُونِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ خَلْدٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ حَرَامٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ تَرَكَ دِرْهَمًا مِنْ شُبْهَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ البورقي. قَالَ الْحَاكِم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وضع البورقي على الثقاة مَالا يُحْصى. بَاب اشتقاق تَسْمِيَة الدِّرْهَم وَالدِّينَار أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن أَحْمد الحواربى حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمِّي قَالا حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَبِي عَلاجٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا سمى الدِّرْهَم لانه دَارهم، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدِّينَارَ لأَنَّهُ دَارُ نَارٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْعجب من جرْأَة من يضع مثل هَذَا الْكَلَام الْبَارِد الَّذِي لَا فَائِدَة فِيهِ، وَالْمُتَّهَم بِهِ ابْن أَبِي علاج، وَقَدْ ذكرنَا آنِفا عَنِ ابْن حِبَّانَ أَنه قَالَ: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، فَلَا يشك للسامع أَنه وَضعهَا.

بَاب فضل الْعَمَل بِالْيَدِ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعْدُونٍ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو على الْحُسَيْن بن عبيد الله ابْن عِمْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أُحَيْدِ بْنِ حُمْرَانَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الفريانى حَدثنَا عبد الله بن عِيسَى الْجِرْجَانِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَاسْتَقْبلهُ سعد ابْن مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ، فَصَافَحَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا هَذَا الذى اكتبت يَدَاكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ بِالْمَرْوِ الْمِسْحَاةَ فَأُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِي. قَالَ فَقَّبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَقَالَ: هَذهِ يَدٌ لَا تَمَسُّهَا النَّارُ أَبَدًا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَمَا أَجْهَل وَاضعه بالتاريخ، فَإِن سَعْد بْن مُعَاذ لم يكن حَيا فِي غزَاة تَبُوك، لِأَنَّهُ مَاتَ بعد غزَاة بني قُرَيْظَة من السمم الَّذِي رمي بِهِ يَوْم الخَنْدَق، وَكَانَت غزَاة بَنِي قُرَيْظَة فِي سنة خمس من الْهِجْرَة، فَأَما غزَاة تَبُوك فَإِنَّهَا كَانَت فِي سنة تسع، فَلَو كَانَ عِنْد الْكذَّاب توفيق مَا كذب. وَمُحَمَّد بْن تَمِيم الفارياني كَذَّاب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. بَاب فِي الْخياطَة أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْخَلالِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَمَلُ الأَبْرَارِ مِنْ رِجَالِ أُمَّتِي الْخِيَاطَةُ، وَأَعْمَالُ الأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْمِغْزَلُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ اسْمه سُلَيْمَان بْن عَمْرو، وَقَدْ سبق

فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ من قَوْله. بَاب فِي الجزار أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا دِينَار بن عبد الله عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كُنْتُ يَوْمًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بعد مَا تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ قُمْ بِنَا نَدْخُلِ السُّوقَ فَنْرَبَحَ وَيُرْبَحُ مِنَّا، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى صِرْنَا إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا نَحْنُ فِي أَوَّلِ السُّوقِ بِرَجُلٍ جَزَّارٍ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَائِمٍ عَلَى بَيْعِهِ يُعَالِجُ مِنَ وَرَاءِ ضَعْفٍ فَوَقَعَتْ لَهُ فِي قَلْبِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِقَّةٌ، فَهَمَّ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيُسَّلِمَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَ لَهُ إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ لَا تُسَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُدْرَى أَيُّ سَرِيرَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِذْ مَنَعَهُ مِنْهُ، وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ وَلَمْ يَدْخُلِ السُّوقَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ تَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ لِي: قُمْ بِنَا نَدْخُلْ إِلَى السُّوقِ فَنَنْظُرَ أَي شئ حَدَثَ اللَّيْلَةَ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا إِلَى السُّوقِ فَإِذَا نَحْنُ بِالْجَزَّارِ قَائِمًا عَلَى بَيْعِهِ كَمَا رَأَيْنَاهُ بِالأَمْسِ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْصِدَهُ وَيَسْأَلَهُ أَيُّ سريرة بَينه وَبَين الله عزوجل إِذْ مَنَعَهُ عَنْهُ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيلَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ سَلِّمْ عَلَى الْجَزَّارِ، فَقَالَ لَهُ: حَبِيبِي جِبْرِيلُ أَمْسِ مَنَعْتَنِي عَنْهُ وَالْيَوْمَ أَمَرْتَ بِهِ. قَالَ: نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْجَزَّارَ اللَّيْلَةَ وَعَكَتْهُ الْحُمَّى وَعْكًا شَدِيدًا فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَضَّرَعَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَاقْصِدْهُ يَا مُحَمَّدُ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَبَشِّرْهُ وَانْصَرِفْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَبِلَهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَقَصَدَهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ بِلا شَكٍّ، قبح من يضع مثل هَذَا الذى لَا معنى لَهُ.

قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دِينَار مَوْلَى أَنَس يروي عَنْهُ أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ. بَاب اتِّخَاذ الدَّجَاج لمن لَا يقدر على الْغنم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد القيراطى حَدثنَا عبد الله بْنِ يَزِيدَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عبيد الله عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَاج غنم فَقَرَأَ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا ". قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ، والاحتجاج بِهِشَام بَاطِل. قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ على عبد الله بن يزِيد ويلقب بحمش. بَاب تَدْبِير الْمصَالح أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنِي أَبُو اللَّيْثِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْمَاطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرو بن مرّة عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: تَفَضَّلْتُ عَلَى عَبْدِي بِأَرْبَعِ خِصَالٍ: سَلَّطْتُ الدَّابَّةَ عَلَى الْحَبَّةِ وَلَوْلَا ذَلِك لَا دخرها الْمُلُوكُ كَمَا يَدَّخِرُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَأَلْقَيْتُ النَّتَنَ عَلَى الْجَسَدِ وَلَوْلا ذَلِكَ مَا دَفَنَ خَلِيلٌ خَلِيلَهُ أَبَدًا، وَسَلَّطْتُ السُّلُوَّ عَلَى الْحُزْنِ، وَلَوْلَا ذَلِك لَا نقطع النَّسْلُ، وَقَضَيْتُ الأَجَلَ وَأَطَلْتُ الأَمَلَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَخَرِبَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ يتهن ذُو معيشة بمعيشته ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَذَا الأُشْنَانِيّ هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن ثَابِت، وَإِنَّمَا دلسه سَعِيد بْن أَحْمَدَ. قَالَ الدَّارقطني: الأُشْنَانِيّ كَذَّاب دجال، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ وضعا فَاحِشا، قَالَ: وَمَا أبعد أَن يكون هُوَ الرَّاوِي لهَذَا الحَدِيث، لِأَن لَهُ عَنْ يَحْيَى بْن معِين بِهَذَا الإِسْنَادِ حَدِيثا آخر.

كتاب النكاح

كتاب النِّكَاح بَاب الْخَوْف من فتْنَة النِّسَاء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا ابْن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ زِيَادٍ الدورقى حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا النِّسَاءُ لَعُبِدَ اللَّهُ حَقًّا حَقًّا ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. وَفِيهِ عبد الرحيم بْن زَيْد الْعمي. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ هُوَ وَأَبوهُ، وَقَالَ مرّة: عبد الرحيم كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَا أعرفهُ إِلا من هَذَا الطَّرِيق، وكل أَحَادِيثه لَا يُتَابِعه الثقاة عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ حَنْبَل: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بزيد. قَالَ الْبُخَارِيّ: وَمُحَمَّد بْن عِمْرَان مُنكر الحَدِيث يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ. بَاب الحذر من النِّسَاء الاجانب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن زيد الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُبشر حَدثنَا معقل بن عبيد الله عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا وَقَامَتْ فَأَرَادَ رَجُلٌ أَنْ يَقْعُدَ فِي مَكَانِهَا فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى يَبْرُدَ مَكَانُهَا ". تفرد بِهِ شُعَيْب بْن مُبشر. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يتفرد عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

بَاب فِي شكوى الْعزبَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى حَدثنَا الداوودى أَنْبَأَنَا ابْنُ أَعْيَنَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بن حميد حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا فَايِدُ بن عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: " وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِي الشَّبَقُ وَالْجُوعُ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فَهِيَ امْرَأَتُكَ. قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فَدَخَلْتُ نَحْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ فِي زَبِيلٍ فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزَّبِيلِ هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: لَا. قُلْتُ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا. فَقَالَتْ لأَبِيهَا: إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِيَّ أَتَانِي وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزَّبِيلِ فَسَأَلَنِي: هَلْ لَكِ زَوْجٍ. فَقُلْتُ: لَا. فَقَالَ: انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الاعرابي، فَقَالَ لَهُ الاعرابي: ماذات الزَّبِيلِ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنَتِي. قَالَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَانْطَلَقَتِ الْجَارِيَةُ وَأَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَحْسِنْ جِهَازَهَا ثُمَّ ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ. فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ، ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الأَعْرَابِيِّ، فَانْصَرَفَ الأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً وَرَأَى تَمْرًا وَلَبَنًا، فَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَدا أَبُو الْجَارِيَةِ عَلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَرَبَنَا وَلا قَرَبَ تَمْرَنَا وَلا لَبَنَنَا. فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَدَعَا الأَعْرَابِيَّ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَكَ أَن تكون أَلممْت بأهلك؟

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ فَإِذَا جَارِيَةٌ مُصَنَّعَةٌ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا، فَكَانَ يَجِبُ - لِلَّهِ عَلَيَّ - أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ. قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَلْمِمْ بِأَهْلِكَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، فِيهِ آفتان. إِحْدَاهمَا فَايِد. قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ الرَّازِيّ: ذَاهِب الحَدِيث لَا يكْتب حَدِيثه. وَالثَّانيَِة عبد الرحمن بْن هَارُون، وَالظَّاهِر أَن الْبلَاء مِنْهُ. قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث يكذب. بَاب فضل المتزوج على العزب فِيهِ عَنْ أَنَس وَأبي هُرَيْرَةَ: فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَبَلَةَ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَكْعَتَانِ مِنَ الْمُتَزَوِّجِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةٍ مِنَ الْعَزَبِ ". قَالَ الْعَقِيلِيّ: مجاشع حَدِيثه مُنكر غير مَحْفُوظ. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: قَدْ رَأَيْته أحد الْكَذَّابين. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ. وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيل عَن عبد الله عَنْ صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

قَالَ: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَلَقِيتُ اللَّهَ بِزَوْجَةٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَصَالح هُوَ مَوْلَى التَّوْأَمَة مَجْرُوح. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وخَالِد ابْن إِسْمَاعِيل يضع الحَدِيث. الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، رَكْعَتَانِ مِنْ مُتَأَهِّلٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنْ غَيْرِ مُتَأَهِّلٍ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيّ: يُوسُف مَتْرُوك الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: يروي عَنِ الأَوْزَاعِيّ مَا لَيْسَ من حَدِيثه، فَلَا يشك السَّامع أَنَّهَا مَوْضُوعَة، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يكذب. بَاب التَّزَوُّج لِلْحسنِ أَو لِلْمَالِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَام ابْن عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ قَالَ أَنَسٌ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لعزها لم يزده الله عزوجل إِلا ذُلا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لماها لم يزده الله عزوجل إِلا فَقْرًا، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لحسنها لم يزده الله عزوجل إِلا دَنَاءَةً، وَمَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَتَزَوَّجْهَا إِلا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ أَوْ يُحَصِّنَ فَرْجَهُ أَوْ يَصِلَ رَحِمَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهَا وَبَارَكَ لَهَا فِيهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ضد مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ " تنْكح الْمَرْأَة لما لَهَا ولحسنها ولجمالها ولدينها ".

قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: عَبْد السَّلَام يروي الموضوعات لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال. قَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرو بْن عُثْمَان مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب التَّزَوُّج إِلَى جُهَيْنَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ظَبْيَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمْرِو ابْن مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يرجوها فلينكج امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ ". هَذَا لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بظبيان، يرْوى عَن أَبِيه الْعَجَائِب. بَاب اتِّخَاذ السرارى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْبَحِيرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله البوسنجى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: عُثْمَان بْن عَطَاء لَا يحْتَج بِهِ، وَقَالَ عَلِيّ بْن الْجُنَيْد: مَتْرُوك. وَأما مُحَمَّد ابْن علاثة، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل كتب حَدِيثه. وَأما عَمْرو بْن الْحُصَيْن فَقَالَ ابْن حبَان الرَّازِيّ: لَيْسَ بشئ. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المظفر أَنبأَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنى جدى

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ثَوْرٌ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُول] : " اتَّخِذُوا السَّرَارِيَّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الأَرْحَامِ وَإِنَّهُنَّ أَنْجَبُ أَوْلادًا. ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: يالها مِنْ زَوْجَةٍ مَرْغُوبٍ عَنْهَا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: حَفْص بْن عُمَرَ الْأَيْلِي لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يَصح فِي السراري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شئ. بَاب تزوج الْمَرْأَة بالفاسق أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَارِثُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا ". هَذَا لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن حبَان: الْحسن ابْن مُحَمَّد يروي الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة، وَإِنَّمَا هَذَا من كَلَام الشّعبِيّ وَرَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَاطِل. بَاب الدُّعَاء لقباح النِّسَاء بالرزق أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلْمَان الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَن أَبى قبيل عَن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ " أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِقِبَاحِ أُمَّتِهِ بِالرِّزْقِ ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ الدَّارقطني: مُوسَى بْن هَارُون مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مغفلا يلقن فيتلقن. بَاب التَّزَوُّج بالحرائر فِيهِ عَنْ عَليّ وَابْن عَبَّاسٍ وَأنس: فَأَما حَدِيث على فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوِر بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سره أَن يلقى الله عزوجل طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فليتزوج الْحَرَائِر ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سَوَّارٍ حَدثنَا كثير ابْن سُلَيْمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث عَليّ فَفِيهِ جُوَيْبِر. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَا يشْتَغل بحَديثه، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَفِيهِ عَمْرو بْن جَمِيع. قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: هُوَ وجويبر مَتْرُوكَانِ.

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ نهشل. قَالَ ابْنُ رَاهَوَيْه: كَانَ نهشل كذابا، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب. وَفِيهِ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَةَ رَمَاه أَحْمد وَيحيى وَالدَّارقطني بِالْكَذِبِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ كَثِير بْن سليم. قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَنْ مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَيَضَع عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْن عدى: سَلام مُنكر الحَدِيث. بَاب السُّؤَال عَن شعر الْمَرْأَة أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الحريري أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْح أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الرَّبَّاعُ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا، فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحسن ابْن عَلِيٍّ وَهُوَ الْعَدَوِيّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَلذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ على من رأى ويروي عَمَّن لم يره. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأما ابْن علاثة فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثقاة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب نهى المتزوج أَن يدْخل على الْمَرْأَة حَتَّى يُعْطِيهَا شَيْئا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمر والعمى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي حَمْزَة سَمِعت ابْن عَبَّاس

يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَلا يَدْخُلْ عَلَيْهَا حَتَّى يُعْطِيَهَا شَيْئًا وَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلا أَحَدَ نَعْلَيْهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعصمة يهم وَلا يضْبط قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل. بَاب أول الْمهْر أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَخْضَرِ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ السَّكِينُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ الرَّسْعَنِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْكِحُ النِّسَاءَ إِلا الأَكْفَاءُ وَلا يُزَوِّجُوهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ ". طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحيم بْنِ سَهْمٍ حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلا مِنَ الأَكْفَاءِ وَلا يُزَوِّجُوهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ " قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الحَدِيث مَعَ اخْتِلَاف أَلْفَاظه فِي الْمُتُون وَاخْتِلَاف إِسْنَاده بَاطِل لَا يرويهِ إِلا مُبشر. قَالَ أَحْمد: مُبشر لَيْسَ بشئ، أَحَادِيثه

مَوْضُوعَات كذب يضع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: يكذب، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلا على التَّعَجُّب. وَقَدْ روى دَاوُد الأيادي عَنِ الشّعبِيّ عَنْ عَليّ أَنَّهُ قَالَ: " لَا صدَاق أقل من عَشْرَة دَرَاهِم ". قَالَ يحيى: دَاوُد لَيْسَ حَدِيثه بشئ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ دَاوُد يَقُولُ بالرجعة، ثُمَّ إِن الشّعبِيّ لم يسمع من عَليّ. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لقن غياث دَاوُد عَنِ الشّعبِيّ عَنْ عَليّ " لَا يكون مهْرا أقل من عشرَة دَرَاهِم " فَصَارَ حَدِيثا. بَاب إِجَابَة الدعْوَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ قَالَ: قَرَأت فِي كتاب أبي الْقَاسِمِ الثَّلاجِ بِخَطِّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلانَ الْخَرَّاطُ قَالَ سَمِعْتُ الدَّقِيقِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيبُوا صَاحِبَ الْوَلِيمَةِ فَإِنَّهُ مَلْهُوفٌ ". قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَالْحمل فِيهِ على الْخَرَّاط إِن كَانَ ابْن الثلاج صدق فِي رِوَايَته عَنْهُ. قَالَ المُصَنّف قلت: ابْن الثلاج اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم كَانَ الدَّارقطني وَغَيره يَتَّهِمُونَهُ بِوَضْع الْأَحَادِيث، وَقَالَ الازهرى: كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب نثر التَّمْر على رَأس المتزوج أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدثنَا عبيد الله بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنى مَنْصُور بن عبد الرحمن عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ فَنَثَرُوا عَلَى رَأْسِهِ تَمْرَ عَجْوَةٍ " هَذَا حَدِيث بَاطِل. وَسَعِيد بن سَلام لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: قَدْ ذكر بِوَضْع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل.

بَاب نثار الْعرس فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَأنس. فَأَما حَدِيث مُعَاذ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ زُفَرَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَن عُرْوَة ابْن الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَنَّهُ شَهِدَ أَمْلاكَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْكَحَ الأَنْصَارِيَّ وَقَالَ: عَلَى الأُلْفَةِ وَالْخَيْرِ وَالطَّيْرِ الْمَيْمُونِ قِفُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ. فَوَقَفُوا عَلَى رَأْسِهِ، وَأَقْبَلَتِ السِّلالُ فِيهَا الْفَاكِهَةُ وَالسُّكَّرُ فَنَثَرَ عَلَيْهِمْ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَنْتَهِبُوا، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ أَلا تَنْتَهِبُونَ؟ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ نَهَيْتَنَا عَنِ النُّهْبَةِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَقَالَ إِنَّمَا نيهتكم عَنْ نُهْبَةِ الْعَسَاكِرِ وَلَمْ أَنْهَكْمُ عَنْ نُهْبَةِ الْوَلِيمَةِ، أَلا فَانْتَهِبُوا، قَالَ معَاذ: فو الله: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّرُنَا وَنُحَرِّرُهُ فِي ذَلِكَ النِّهَابِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا فَارُوقُ الْخَطَّابِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا حَازِمٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ لِمَازَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " شَهِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلاكَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالأُلْفَةِ وَالطَّائِرِ الْمَيْمُونِ وَالسَّعَةِ فِي الرِّزْقِ، بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، دففوا على رَأسه، فجِئ بِدُفٍّ فَضُرِبَ بِهِ وَأَقْبَلَتِ الأَطْبَاقُ عَلَيْهَا فَاكِهَةٌ وَسُكَّرٌ فَنُثِرَ عَلَيْهِ، فَكف النَّاس أَيْديهم

فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ لَا تَنْتَهِبُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ النُّهْبَةِ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ نُهْبَةِ الْعَسَاكِرِ فَأَمَّا الْعَرَسَاتُ فَلا فَجَاذَبَهُمْ وَجَاذَبُوهُ ". وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِيلٍ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ السُّوسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ أَمْلاكَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَيْنَ شَاهِدُكُمْ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا شَاهِدُنَا؟ قَالَ: الدُّفُّ، فَأَتَوْا بِهِ، فَقَالَ: اضْرِبُوا عَلَى رَأْسِ صَاحِبِكُمْ، ثُمَّ جَاءُوا بِأَطْبَاقِهِمْ فَنَثَرُوا، فَهَابَ الْقَوْمُ أَنْ يَتَنَاوَلُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَزْيَنَ الْحِلْمَ، مَا لَكُمْ لَا تَتَنَاوَلُونَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَنْهَ عَنِ النُّهْبَةِ؟ قَالَ: نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّهِيبَةِ فِي الْعَسَاكِرِ وَأَمَّا هَذَا وَأَشْبَاهُهُ فَلا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا حَدِيثُ مُعَاذ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل بِشْر بْن إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع على هَذَا الحَدِيث. وَقَدْ روى عَنِ الأَوْزَاعِيّ: أَحَادِيث مَوْضُوعَة لَا يُتَابع عَلَيْهَا. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة وَلذَلِك قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. وَأما طَرِيقه الثَّانِي فَإِن حازما ولمازة مَجْهُولَانِ. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِيهِ خَالِد بْن إِسْمَاعِيلَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يضع الحَدِيث على ثقاة الْمُسلمين. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.

بَاب اجتلائه الْعَرُوس أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُمْتَنِعِ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وهب عَن الْقَاسِم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْتَلَى عَائِشَةَ عِنْدَ أَبَوَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا ". انْفَرد بِهِ الْقَاسِم عَنِ ابْن دِينَار، وَكَانَ أَحْمَد بْن حَنْبَل يرْمى الْقَاسِم بِالْكَذِبِ وَقَالَ يحيى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث. بَاب محبَّة الزَّوْجَة أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنُ السكين حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِر حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْمُوَقَّرِيُّ عَنِ الزَّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَوَّلُ حُبٍّ كَانَ فِي الإِسْلامِ حُبُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ ". تفرد بِهِ الموقري وَلم يروه عَنْهُ غير مُوسَى بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاء وَكِلَاهُمَا كَذَّاب قَالَ أَحْمَد: وَيَحْيَى الموقري لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَكَانَ مُوسَى بْن مُحَمَّد يضع الْأَحَادِيث على الثقاة. بَاب مَا تصنع الْمَرْأَة إِذَا دخلت على زَوجهَا أَنبأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَرِيرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ النَّسَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ " أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعُرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّكَ حِينَ تَجْلِسُ وَاغْسِلْ رِجْلَهَا وَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى بَابِ دَارك إِلَى أقْصَى دَارك

فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ أَخْرَجَ اللَّهُ من دَارك سبعين بابامن الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ. قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُول الله لاى شئ أَمْنَعُهَا هَذهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ؟ قَالَ: لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيَمْرُدُ مِنْ هَذهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ، وَالْحَصِيرُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ ". وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين. كَذَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ قَالَ وَعبد اللَّه بْن وَهْب شيخ دجال يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلا عَلَى سَبِيلِ الْجَرْحِ فِيهِ. بَاب تَعْلِيم النِّسَاء سُورَة النُّور ومنعهن من سُكْنى الغرف وَتَعْلِيم الْكِتَابَة فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ حَدَّثَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُعَلِّمُوا نِسَاءَكُمُ الْكِتَابَةُ، وَلا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ الْعَلالِيَّ ". وَقَالَ " خَيْرُ لَهْوِ الْمُؤْمِنِ السِّبَاحَةُ وَخَيْرُ لَهْوِ الْمَرْأَةِ الْمِغْزَلُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: جَعْفَر بْن حَفْص كَانَ يحدث عَنِ الثقاة بِمَا لم يحدثوا بِهِ. وَقَالَ ابْن عدى: يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل وَله أَحَادِيث مَوْضُوعَات عَلَيْهِم.

وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن على ابْن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النرسى أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْن يَزِيدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسْكِنُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ وَعَلِمُّوهُنَّ الْمِغْزَلَ وَسُورَةُ النُّورِ ". هَذَا الحَدِيث لَا يَصح وَقَدْ ذكره أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيّ فِي صَحِيحه وَالْعجب كَيْفَ خَفِي عَلَيْهِ أمره. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: كَانَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيّ يضع الحَدِيث على الشاميين لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلا عِنْد الِاعْتِبَار. روى أَحَادِيث لَا أصُول لَهَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب الْمَكْر فِي النِّكَاح أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحسن بن الطّيب ابْن حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَالك عَن على ابْن عُرْوَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عبد الله بْنُ عَوْنٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْلُحُ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ إِلا فِي النِّكَاحِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى: على بن عُرْوَة لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث بَاب ثَوَاب التَّقْبِيل والوطئ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت

الْخَطِيبُ أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الدَّرَبَنْدِيُّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو كَبِيرٍ سَيْفُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ فَرْوَةَ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ الْمَدَائِنِيُّ - يَعْنِي الصَّبَّاحَ بْنَ سَهْلٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةً عَطَّارَةٌ يُقَالُ لَهَا الْحَوْلاءُ، فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ إِنِّي أُزَيِّنُ نَفْسِي لِزَوْجِي كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى كَأَنِّي الْعَرُوسُ أُزَفُّ إِلَيْهِ ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. هَذَا مَا رَوَى الْخَطِيبُ وَقد روى لنا هدا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُوَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَوْلاءِ: " لَيْسَ مِنِ امْرَأَةٍ تَرْفَعُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا مِنْ مَكَانٍ أَوْ تَضَعُهُ فِي مَكَانٍ تُرِيدُ بِذَلِكَ إِصْلاحًا إِلا نَظَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا وَمَا نَظَرَ الله عزوجل إِلَى عبد قطّ فَعَذَّبَهُ ". قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ " لَيْسَ مِنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَحْمَلُ مِنْ زَوْجِهَا إِلا كَانَ لَهَا مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ الْقَانِتِ، فَإِذَا رَضَّعَتْهُ كَانَ لَهَا بِكُلِّ رَضْعَةٍ عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَإِذَا فَطَمَتْهُ نَادَى مُنَادٍ من السَّمَاء أَيهَا الْمَرْأَةُ اسْتَأْنِفِي الْعَمَلَ فَقَدْ كُفِيتِ مَا مَضَى. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ؟ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَأْخُذُ بِيَدِ امْرَأَتِهِ يُرَاوِدُهَا إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ فَإِذَا عَانَقَهَا فَعِشْرُونَ حَسَنَةً، فَإِذَا قَبَّلَهَا فَعِشْرُونَ وَمِائَةُ حَسَنَةٍ، فة ذَا جَامَعَهَا ثُمَّ قَامَ إِلَى مُغْتَسَلِهِ لَمْ يَمُرَّ الْمَاءُ عَلَى شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ إِلا كَتَبَ اللَّهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَحَطَّ عَنْهُ عشر خطيئات، وَإِن الله عزوجل لَيُبَاهِي بِهِ الْمَلائِكَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي قَامَ مِنْ هَذهِ اللَّيْلَة الشَّدِيدَة بَرْدُهَا فَاغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ مُؤْمِنًا، إِنِّي رَبُّهُ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غفرت لَهُ ". قَالَ الدَّارقطني: هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَقَالَ: ذهب عبد الرحمن بن مهدى

وَأَبُو دَاوُد إِلَى زِيَاد بْن مَيْمُون فأنكرا عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ رجعت عَنْهُ. قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ يَزِيد بْن هَارُون: كَانَ زِيَاد بْن مَيْمُون كذابا. وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ لَا يساوى قَلِيلا وَلا كثيرا. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: تَرَكُوهُ. وَأما الْمِصْبَاح بْن سُهَيْل فَقَالَ الْبُخَارِيّ والرازي وَأَبُو زُرْعَةَ: هُوَ مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: يروي الْمَنَاكِير عَنْ أَقوام مشاهير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب النّظر إِلَى الْفَرَج فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ أَوْ جَارِيَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ الْعَمَى ". قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: كَانَ بَقِيَّة يروي عَنْ كَذَّابين وثقاة وَيُدَلس، وَكَانَ لَهُ أَصْحَاب يسقطون الضُّعَفَاء من حَدِيثه ويسوونه فَيُشبه أَن يكون سَمِعَ هَذَا من بعض الضُّعَفَاء عَنِ ابْن جريج ثمَّ يُدَلس عَنهُ و - الترف -[التزق] بِهِ وَهَذَا مَوْضُوع. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ أَنْبَأَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَقْدِسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفريابى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن التُّسْتَرِيُّ عَنْ مُسْعَدِ بْنِ كَرَّامٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَامع

أَحَدُكُمْ فَلا يَنْظُرْ إِلَى الْفَرَجِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى، وَلا يُكْثِرُ الْكَلامَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْخَرَسَ ". قَالَ الْأَزْدِيّ: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُف سَاقِط. بَاب ثُبُوت الرجل مَعَ الْمَرْأَة الْفَاجِرَة أَنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلالُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عبد بن جناد حَدثنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يَدَ لامِسٍ. قَالَ: طَلِّقْهَا. قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهَا. قَالَ: فَاسْتَمْتِعْ بِهَا ". وَقَدْ رَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ كِلاهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا. وَقَدْ حمله أَبُو بَكْر الْخلال على الْفُجُور وَلا يجوز هَذَا، وَإِنَّمَا يحمل على تفريطها فِي المَال لَو صَحَّ الحَدِيث. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا الحَدِيث لَا يثبت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ لَهُ أصل. بَاب فِي طَاعَة النِّسَاء فِيهِ عَنْ زَيْد بْن ثَابِت وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث زيد فأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدثنَا عُثْمَان بن عبد الرحمن الطرائقى عَن عَنْبَسَة بن عبد الرحمن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَاعَةُ الْمَرْأَةِ نَدَامَةٌ ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدثنَا عبد الله بن صَالح

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَاعَةُ النِّسَاءِ نَدَامَةٌ ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان. أما حَدِيث زَيْد فَفِيهِ عَنْبَسَة. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ صَاحب أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا بعثمان بن عبد الرحمن. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ هِشَام بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا، مِنْهَا هَذَا الحَدِيث. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا حدث بِهَذَا الحَدِيث عَن هِشَام إِلَّا ضَعِيف. بَاب إِثْم مُخَالفَة الزَّوْج أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَيْقٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ فِيهَا أَحَدٌ إِلا اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلا أَنْ يَكُونَ امْرَأَةً زَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَإِسْمَاعِيل يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ. بَاب ثَوَاب الْمَرْأَة إِذَا حملت وَوضعت فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَارِث بن

الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ وَهِشَامٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَلَهَا أَجْرُ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُخْبِتِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فَلا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ مَا لَهَا مِنَ الأَجْرِ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَلَهَا بِكُلِّ رَكْعَةٍ عِتْقُ نَسَمَةٍ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. وَالْحَسَن بْن مُحَمَّد يروي الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي: كل أَحَادِيثه مَنَاكِير. وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الحربى حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَمَّارُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْخَوْلانِيُّ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّ سَلامَةَ حَاضِنَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُبَشِّرُ الرِّجَالَ بِكُلِّ خَيْرٍ وَلا تُبَشِّرُ النِّسَاءَ [قَالَ] أَصُوَيْحِبَاتُكِ دَسَسْنَكِ لِهَذَا؟ قَالَتْ: أَجَلْ هُنَّ أَمَرْنَنِي، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا تَرْضَى إِحْدَاكُنَّ إِذَا كَانَتْ حَامِلا مِنْ زَوْجِهَا وَهُوَ عَنْهَا [رَاضٍ] أَنَّ لَهَا مِثْلَ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ فِي سَبِيل الله عزوجل، فَإِذَا أَصَابَهَا الطَّلْقُ لَمْ يَعْلَمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ مَا أُخْفِيَ لَهَا مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ، فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ لَبَنِهَا جَرْعَةٌ وَلا يُمْتَصُّ مِنْ ثَدْيِهَا مَصَّةٌ إِلا كَانَ لَهَا بِكُلِّ جَرْعَةٍ وَبِكُلِّ مَصَّةٍ حَسَنَةٌ، فَإِذَا أَسْهَرَهَا لَيْلَةً كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ سَبْعِينَ رَقَبَةً يُعْتِقُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَتَدْرِينَ لِمَنْ هَذَا لِلْمُتَعَفِّفَاتِ الصَّالِحَاتِ الْمُطِيعَاتِ أَزْوَاجَهُنَّ اللاتِي لَا يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَةَ ". قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: عَمْرو بْن سَعِيد الَّذِي يروي هَذَا الحَدِيث الْمَوْضُوع عَنْ أَنَس لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على جِهَة الاختبار للخواص.

بَاب ذكر الْبَنَات أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحسن بن إِسْحَاق الاردمى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من كَانَتْ عِنْدَهُ ابْنَةٌ فَقَدْ قَدَحَ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ اثْنَتَيْنِ فَلا حَجَّ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ ثَلاثٌ فَلا صَدَقَةَ عَلَيْهِ وَلا قرى ضيف، وَمن كن عِنْدَهُ أَرْبَعٌ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَعِينُوهُ أَعِينُوهُ، أَقْرِضُوهُ أَقْرِضُوهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْبُخَارِيّ: مُحَمَّد بْن كثر مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: ذَاهِب الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى خرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بِمَا انْفَرد. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ سهل بن عبد الله بْنِ عَلِيٍّ الْغَازِي أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُوَفَّقِ حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ الثَّوْرِيِّ عَنْ جُنَادَةَ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ وُلِدَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَلَمْ يَتَسَخَّطْ مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا هَبَط مَالك مِنَ السَّمَاءِ بِجَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فِي سُلَّمٍ مِنْ دُرٍّ يَدُفُّ مِنْ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ حَتَّى يَأْتِيِهَا فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهَا وَجَنَاحَهُ عَلَى جَسَدِهَا ثُمَّ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّه وَبِاللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ، نِعْمَ الْخَالِقُ اللَّهُ، ضَعِيفَةٌ خَرَجْتِ مِنْ ضَعِيفَةٍ، الْمُنْفِقُ عَلَيْهَا مُعَانٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ النقاش: وَضعه مَنْصُور بْن الْمُوفق. قَالَ المُصَنّف قلت: وَفِي الْإِسْنَاد يمَان بْن عَدِيّ، شهد أَحْمَد بِأَنَّهُ يضع.

بَاب بركَة الْمَرْأَة إِذا بكرت بأنثى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا عَايِدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ على بن عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمُ حَدَّثَنَا الْحسن بن دَاوُد سَالِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقِ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ بَرَكَةِ الْمَرْأَةِ تَبْكِيرُهَا بِالأُنْثَى، أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاء الذُّكُور) ، فَبَدَأَ بِالإِنَاثِ قَبْلَ الذُّكُورِ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقد اتّفق فِيهِ جمَاعَة كذابون. أما سلم فَقَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب. وَأما حَكِيم فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما الْعَلاء بْن كَثِير فَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الاثبات. بَاب إطراف الْأَوْلَاد وَتَقْدِيم الاناث أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن بُلْبُلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرو النصيبى حَدثنَا عبد الله بْنُ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَمَلَ طَرْفَةً مِنَ السُّوقِ إِلَى وَلَده كَانَ كحامل صَدَقَة، وابدؤا بالاناث فَإِن الله عزوجل رَقَّ لِلإِنَاثِ، وَمَنْ رَقَّ لأُنْثَى كَانَ كَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ الله عزوجل، وَمَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ، وَمَنْ فَرح أُنْثَى فرحه الله عزوجل يَوْمَ الْحُزْنِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ جمَاعَة ضعفاء

فَمنهمْ يَزِيد الرقاشِي، كَانَ فِيهِ تدين، لكنه كَانَ يغلط فِي الحَدِيث، فَرُبمَا قلب كَلَام الْحَسَن فَجعله عَنْ أَنَس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم. وَمِنْهُم ضرار بْن عَمْرو. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلَا أَبِيه عبد الله وَلا حَمَّاد بْن عَمْرو. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ حَمَّاد يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على التَّعَجُّب. بَاب ذكر المغزل للْمَرْأَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ حَدثنَا عَمْرو ابْن عَلِيٍّ قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّابٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ حَدَّثَنَا مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْمِغْزَلِ ". قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ مُحَمَّد بْن زِيَاد كذابا خبيثا يضع الحَدِيث. بَاب كَرَاهِيَة الطَّلَاق أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الآدَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الصَّيْدَلانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ النِّزَالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ لَهُ الْعَرْشُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَفِيهِ آفَات: الضَّحَّاك مَجْرُوح وجويبر لَيْسَ بشئ. قَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: جُوَيْبِر وَعَمْرو مَتْرُوكَانِ، وَقَالَ ابْن عدى: كَانَ عَمْرو ابْن جَمِيع يتهم بِالْوَضْعِ.

بَاب جعل الثَّلَاث كالواحدة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَزَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر بن عبد الله " أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَخِي حَلَفَ بِالطَّلاقِ أَنْ لَا يُكَلِّمَنِي، فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مَخْرَجًا؟ قَالَ: وَكَيْفَ حَلَفَ؟ قَالَ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثًا إِنْ كَلَّمَنِي. قَالَ: كَيْفَ ضَنُّهَا بِزَوْجِهَا؟ قَالَ: ضَنُّهُ بِهَا. قَالَ: يَدَعُهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثَلاثٌ حِيَضٍ، ثُمَّ تُكَلِّمُ أَخَاكَ فَلْيَخْطُبْهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ فَتَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى تَطْلِيقَتَيْنِ ". هَذَا حَدِيث بَاطِل، وَمَا أحر من يتلاعب بالشريعة ويكذب فِي مثل هَذَا على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل: قَدْ رَأَيْت مُحَمَّد بْن عبد الملك، وَكَانَ يضع الحَدِيث ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلا على جِهَة الْقدح فِيهِ. بَاب التعزب أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمد حَدثنَا أبويم نعالحافظ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْفَقِيه حَدثنَا عبد الله بن الْحسن حَدثنَا إِسْحَاق ابْن وهب العلاف حَدثنَا عبد الملك بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَنَاهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يَشْغَلْهُ بِزَوْجَةٍ وَلا ولد ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الدَّارقطني: إِسْحَاق بْن وَهْب كَذَّاب مَتْرُوك حدث بالأَبَاطيل. حَدِيث آخر: رَوَى الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم: " لَوْ يَرَى أَحَدُكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمَا بِهِ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَرَى وَلَدًا لِصُلْبِهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع أَيْضا، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْحَكَم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بالحكم، وَلَا أصل لهَذَا الحَدِيث. بَاب ثَوَاب من سعى للْجمع بَين الزَّوْجَيْنِ وإثم من فرق بَينهمَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ على بن أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ الْحَمْرَاوِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْن عَبَّاسٍ قَالا: " آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْطُبْ غَيْرَهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا فَقَالَ: مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يجمع الله عزوجل أعطَاهُ الله عزوجل بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ عِبَادَةَ سَنَةٍ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا، وَمَنْ مَشَى فِي تَعْوِيقٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجامع بْن سوَادَة مَجْهُول. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسى أَنبأَنَا عبد الصَّمد

ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هرامٍ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَلَعْنَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ إِلا أَن يَتُوب ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الْقَاسِم عَنْ عُمَر. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بالقاسم بِحَال.

كتاب النفقات

كتاب النَّفَقَات بَاب قلَّة مُؤنَة الْمُؤمن أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بُكَيْرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا مُضَارِبُ بْنُ - سَهْلٍ -[نَزِيلُ] الْكَلْبِيِّ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا الفيريابى مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ يَسِيرُ الْمُؤْنَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بْن سَهْلٍ. قَالَ الدَّارقطني: كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب ذمّ صَاحب الْعِيَال أَنبأَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشُّرُوطِيُّ حَدَّثَنَا عدى بن عبد الله بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَيْفٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَفْلَحَ صَاحِبُ عِيَالٍ قَطُّ " هَذَا حَدِيث بَاطِل عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَه قَطُّ، وأقواله على ضد هَذَا، وَإِنَّمَا يروي نَحْو هَذَا عَنْ سُفْيَان. وَفِي الْإِسْنَاد أَحْمد بن سَلمَة. قَالَ ابْن عدى: كَانَ يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل، وَكَانَ فِيهِ أَحْمَد بْن حَفْص حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير لم يُتَابع عَلَيْهَا.

بَاب كَرَاهِيَة ادخار الرزق رَوَى ابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَيْفَ بِكَ يَا ابْن عُمَرَ إِذَا غُبِّرْتَ فِي قَوْمٍ يُحِبُّونَ رِزْقَ سَنَتِهِمْ ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. بَاب تقليل كسْوَة الْمَرْأَة فِيهِ عَنْ مسلمة وَأنس: فَأَما حَدِيث مسلة فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ ابْن عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِي حَدثنَا ظفر بن مُحَمَّد ابْن خَالِد السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُجَمِّعُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْنَ الْحِجَالَ ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَرَّازُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَعِينُوا عَلَى النِّسَاءِ بِالْعُرْيِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ دِينَارٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ عَبْدَةَ أَنْبَأَنَا عبيد الله بن عبد الله الْعَتَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيعُوا النِّسَاءَ جوعا غير مُضر وأعروهن عربا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، لأَنَّهُنَّ إِذَا سَمِنَّ واكتسين فَلَيْسَ شئ أحب إلَيْهِنَّ من الْخُرُوج

وَلَيْسَ شئ شَرٌّ لَهُنَّ مِنَ الْخُرُوجِ، وَإِنَّهُنَّ إِذَا أَصَابَهُنَّ طَرَفٌ مِنَ الْعُرْيِ والجوع فَلَيْسَ شئ أَحَبَّ إِلَيْهِنَّ مِنَ الْبُيُوتِ، وَلَيْسَ شئ خير لَهُنَّ مِنَ الْبُيُوتِ ". لَيْسَ فِي هَذهِ الْأَحَادِيث مَا يَصح. أما حَدِيث مَسْلَمَةَ فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: شُعَيْب بْن يَحْيَى لَيْسَ بِمَعْرُوف، وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل. وَأما حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل إِسْمَاعِيل بن عباد. قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وزَكَرِيَّا بْن يحيى لَيْسَ بشئ. وفى الطَّرِيق الثَّانِي عبيد الله الْعَتكِي. قَالَ الْبُخَارِيّ: عِنْده مَنَاكِير، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يتفرد عَن الثقاة بالمقلوبات، وَقَالَ ابْن عَدِيّ: سَعْدَان مَجْهُول وَشَيخنَا مُحَمَّد بْن دَاوُدَ يكذب.

كتاب الاطعمة

كتاب الاطعمة بَاب حَوْض الْبدن أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ حَدثنَا يحيى بن عبد الله - البابلتى -[الْبَابِلِيُّ] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جُرَيْجٍ الرَّهَاوِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَعِدَةُ حَوْضُ الْبَدَنِ وَالْعُرُوقُ إِلَيْهَا وَارِدَةٌ، فَإِذَا صَحَّتِ الْمعدة صدرت العروف بِالصِّحَّةِ، وَإِذَا سَقِمَتِ الْمَعِدَةُ صَدَرَتِ الْعُرُوقَ بِالسَّقَمِ ". هَذَا الحَدِيث لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ جمَاعَة ضعفاء، الْمُتَّهم بِرَفْعِهِ إِبْرَاهِيم بْن جريج. قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ لم ير بِسَنَدِهِ غَيره وقَدِ اضْطربَ فِيهِ وَكَانَ طَبِيبا فَجعل لَهُ إِسْنَادًا. وَلا يعرف هَذَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا هُوَ من كَلَام ابْن الْحَسَنِ. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: هَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، إِنَّمَا يروي عَنِ ابْن الْحَسَنِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الازدي: إِبْرَاهِيم ابْن جُرَيْج مَتْرُوك الحَدِيث لَا يحْتَج بِهِ. بَاب تَأْثِير حُضُور الطَّعَام من اسْمه اسْم نبى أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عدى حَدثنَا روح بن عبد المجيب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رَزِينٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ مِنْ بَرَكَةِ الطَّعَامِ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِل بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَإِسْمَاعِيل بْن يحيى

يحدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل، وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ كَذَّاب مَتْرُوك، وَفِي الْإِسْنَاد زَكَرِيَّا بْن حَكِيم. قَالَ أَحْمَد وَيحيى: لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: هَالك. وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ رُزَيْنٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: دجال يضع الحَدِيث. بَاب فَضِيلَة الرُّمَّان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رُمَّانِكُمْ هَذَا إِلا وَهُوَ يُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عدى حَدثنَا روح بن عيد الْمُجِيبِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ رُمَّانِكُمْ إِلا وَهُوَ يُلَقَّحُ بِحَبَّةٍ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَبْد السَّلَام بْن عُبَيْد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي مُحَمَّد بن الْوَلِيد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَدِيّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ويوصله وَيسْرق ويقلب الاسانيد والمتون. بَاب فضل الْبِطِّيخ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيم النسفى أَنبأَنَا

أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبزقوهي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ فَبَيْنَا نَحْنُ نَمْشِي يَوْمًا فِي بَعْضِ الْمَبَاطِخِ إِذْ قَامَ صَاحِبُ الْمَبْطَخَةِ فَاجْتَنَى مِنْ مَبْطَخَتِهِ بِطِّيخَتَيْنِ وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ أَيْدِينَا فَجَعَلْتُ آكُلُ وَأَطْرَحُ قِشْرَهَا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ قِشْرَهَا مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ، وَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِيهَا لَتَمَنَّوْا أَنْ تَكُونَ ثِمَارُهَا وَأَقْوَاتُهُمْ كُلُّهَا بِطِّيخًا. أَمَا إِنَّهُ طَعَامٌ أَكَلَهُ آدَمُ فِي الْجَنَّةِ فَزَنَّ إِبْلِيسُ زَنَّةً تَحْتَ تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ آدَمَ أَكَلَهَا وَقَالَ أَخَافُ أَنْ لَا يَبْقَى مَعِي أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فِي النَّارِ إِلا وَأُخْرِجَ مِنْهَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ عَلَيْهَا وَعَلَى مَنْ أَكَلَ مِنْهَا، وَكَيْفَ يَكُونُ فِي النَّارِ مَنْ تَبَارَكَ عَلَيْهِ الْجَبَّارُ. وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: مَاؤُهَا رَحْمَةٌ وَحَلاوَتُهَا مِثْلُ حَلاوَةِ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث لَا نشك أَنَّهُ مَوْضُوع، وَمَا أبرد الَّذِي وَضعه وَفِيهِ مَجَاهِيل، وَأَنا أتهم بِهِ هنادا فَإِنَّهُ لم يكن بِثِقَة، وَقَدْ سمعنَا عَنْهُ أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْهَا مَرْفُوع وَمِنْهَا عَنِ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ كلهَا فِي فَضَائِل الْبِطِّيخ لم نجدها عِنْد غَيره وَلم نطل بذكرها هَاهُنَا لِأَنَّهَا كلهَا محا ل، وَلا يَصح فِي فضل الْبِطِّيخ شئ. أَلا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أكله. بَاب فضل الْعِنَب أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْفَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بن مسعدود بْن مَشْكَالٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْعِنَب أَشْيَاء

تَأْكَلُونَهُ عِنَبًا وَتَشْرَبُونَهُ عَصِيرًا مَا لَمْ يُنْشَرْ وَتَتَّخِذُونَ مِنْهُ زَبِيبًا وَزَبًّا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ الدَّارقطني: إِسْحَاق بْن وَهْب كَذَّاب مَتْرُوك يحدث بالأباطيل. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث. بَاب فضل الْعِنَب والبطيخ أَنبأَنَا أَبُو الْمَعْمَرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَلاءِ صَاعِدُ بْنُ سَيَّارٍ الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الغورجى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ إِجَازَةً أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الأَسَدِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ الْمُسْتَمْلِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوِّ بْنِ الدَّلَهْمَسِ حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَبِيعُ أُمَّتِي الْعِنَبُ وَالْبِطِّيخُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَمُحَمَّد بْن الضو كَانَ كذابا مجاهرا بِالْفِسْقِ. قَالَ ابْنُ حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب كَيْفَ يُؤْكَل الْعِنَب فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ ح. وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن عبد الله الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ حُسَيْنِ بن فيس عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَنْ الْعَبَّاسِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الْعِنَب خرطا ".

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَة السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْجَارُودِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الْعِنَبَ خَرْطًا ". أما الأَوَّل فَفِيهِ حُسَيْن بْن قَيْس ضعف أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدِيثه وَكذبه، وَقَالَ مَرَّةً: مَتْرُوك الحَدِيث. وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيّ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَفِيهِ كَادِح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يرْوى عَن الثقاة المقلوبات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا فَاسْتحقَّ التّرْك. وَفِيهِ سُلَيْمَان بْن الرَّبِيع ضعفه الدَّارقطني. وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَفِيهِ دَاوُد بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب. وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ: غير ثِقَة. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. بَاب أكل الْعِنَب بالجبن أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَأَبُو مَنْصُورِ بْنِ خَيْرُونٍ قَالا أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نُوسَةَ الدَّامَغَانِيُّ حَدثنَا الْحسن ابْن شِبْلٍ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلَيْكُمْ المرازمة. قِيلَ: وَمَا الْمُرَازَمَةِ؟ قَالَ: أَكْلُ الْخُبْزِ مَعَ الْعِنَبِ، فَإِنَّ خَيْرَ الْفَاكِهَةِ الْعِنَبُ وَخَيْرَ الطَّعَامِ الْخُبْزُ ". قَالَ أَحْمَد: هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ مَوْضُوع وَالْبَلَاء فِيهِ من عَمْرو. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: يروي عَن الثقاة الموضوعات لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ.

بَاب فضل الْملح أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ البرمكى حَدثنَا أَبُو بكر ابْن بخيت حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنِي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي جَدِّي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ عَلَيْكَ بِالْمِلْحِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً الْجُذَامُ وَالْبَرَصُ وَالْجُنُونُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله ابْن أَحْمَدَ بْنِ عَامِر أَو أَبُوهُ فَإِنَّهُمَا يرويان نُسْخَة عَنْ أَهْل الْبَيْت كلهَا بَاطِلَة. بَاب فضل الْخبز الحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البسرى أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمُخَلِّصُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بن يحيى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الأَخْيَلِ حَدَّثَنَا نُمَيْرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ أَمْتِعْنَا بِالإِسْلامِ وَالْخُبْزِ، فَلَوْلا الْخُبْزُ مَا صُمْنَا وَلا صَلَّيْنَا وَلا حَجَجْنَا وَلا غَزَوْنَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع كافأ اللَّه من وَضعه فَإِنَّهُ لم يقْصد إِلا شين الإِسْلام بِمَا نسب إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا على وَجه الْقدح فِيهِ. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ البسرى

أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نصر حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا نُمَيْرُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْحَدِيدَ وَالْبَقَرَ وَابْنَ آدَمَ ". وَهَذَا من عمل عبد الله أَيْضا، وَقَدْ رَوَاهُ غَيره وَالله أعلم أَي الروَاة السَّارِق. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَنْبَأَنَا ابْنُ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ ثَوْر عَن عبد الله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ إِلَيْهِ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَخْرَجَ لَهُ بَرَكَاتٍ مِنَ الأَرْضِ ". وَهَذَا من عمل طَلْحَة الحضري. قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا بالتعجب. الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ قَالَا حَدثنَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبى عبلة سَمِعت عبد الله بْنَ أُمِّ حَرَامٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَهُ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: غياث مَتْرُوك. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ السَّعْدِيّ وَابْن حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث

الحَدِيث الْخَامِس: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَسَّانَ الْعَلائِيُّ حَدثنَا عبد الملك بن عبد الرحمن بْنِ الْعَبَّاسِ الشَّامِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْن أَبِي عَبْلَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ أُمِّ حَرَامٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْخُبْزَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ وَأَخْرَجَهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ". وَهَذَا حَدِيث غير صَحِيح. قَالَ أَبُو حَفْص الفلاس: عبد الملك بن عبد الرحمن كَذَّاب. الحَدِيث السَّادِس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِر أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عِصَامٍ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَشْرَسَ الْكُوفِيُّ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ قَالُوا: " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ كِسْرَةٍ مُلْقَاةٍ فَقَالَ: يَا سُمَيْرَاءُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَبِالْخُبْزِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَبِالْخُبْزِ أَنْبَتَ النَّبَاتُ مِنَ الأَرْضِ، وَبِالْخُبْزِ صُمْنَا وَصَلَّيْنَا، وَبِالْخُبْزِ حَجَجْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، وَبِالْخُبْزِ جَاهَدْنَا عَدُوَّنَا، وَلَوْلا الْخبز مَا عبد الله فِي الأَرْضِ ". هَذَا حَدِيث قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَا يحل ذكر أَبِي الأشرس فِي الْكتب إِلا على الْإِخْبَار عَنْهُ. روى عَنْ شَرِيك مَا لم يحدث بِهِ قطّ. الحَدِيث السَّابِع: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا وَاقِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطَعَ الْخُبْزُ بِالسِّكِّينِ وَقَالَ: أكرموه فَإِن الله عزوجل قد أكْرمه ".

قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ نُوح وَهُوَ مَتْرُوك. وَكَذَلِكَ قَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ يَحْيَى: نُوح لَا يكْتب حَدِيثه لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. الحَدِيث الثَّامِن: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصفار حَدثنَا أَحْمد ابْن على بن رزين حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اسْتَخَفَّ قَوْمٌ بِحَقِّ الْخُبْزِ إِلا ابْتَلاهُمُ اللَّهُ بِالْجُوعِ ". وَهَذَا مَوْضُوع. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِسْحَاق بن نجيح أكذب النَّاس. وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم صَرَاحَة. بَاب تَصْغِير القرص أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سهل حَدثنَا يَعْقُوب ابْن جرة حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَغِّرُوا الْخُبْزَ وَأَكْثِرُوا عَدَدَهُ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ جَابر ابْن سليم. قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث لَا يكْتب حَدِيثه. حَدِيث آخر: رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْبَرَكَةُ فِي صِغَرِ الْقُرْصِ وَطُولِ الرَّشَا وَصِغَرِ الْجَدْوَلِ ". قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ: هَذَا الحَدِيث كذب.

بَاب إِيثَار اللَّبن أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الرحيم حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَمْرو ابْن إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ طَعَاما إِلَّا حمد الله عزوجل وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا أَطْيَبَ مِنْهُ، فَإِذَا أَكَلَ اللَّبن حمد الله عزوجل وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ ". قَالَ أَبُو حَاتِم: لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. وَعمر ابْن إِبْرَاهِيمَ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ الدَّارقطني: كَانَ كذابا يضع الحَدِيث. بَاب فضل الباقلى أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبيد الله بن عبد الصَّمد ابْن المهتدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ حَاتِمٍ أَبُو زَيْدٍ الْمُرَادِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ فُولَةً بِقِشْرِهَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْهُ مِنَ الدَّاءِ مِثْلَهَا ". هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح. قَالَ بعض الْحفاظ: تفرد بِهِ بَكْر عَنِ اللَّيْث، وَقَالَ ابْن عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا يرويهِ غير عبد الله بْن عُمَرَ الْخُرَاسَانِي وَهُوَ شيخ مَجْهُول يحدث عَنِ اللَّيْث بمناكير. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد رَوَاهُ عَبْد الصَّمَدِ بْن مطير عَنِ ابْنِ وَهْب عَنْ اللَّيْث فَكَأَنَّهُ سَرقه وَغير إِسْنَاده. فَأَما بَكْر فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَأما عبد الصَّمد فَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكره إِلَّا على وَجه الْقدح.

بَاب أكل القثاء بِاللَّحْمِ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْن صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَكَلَ الْقِثَّاءَ بِلَحْمٍ وُقِيَ الْجُذَامَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا بورك فِيمَن وَضعه، فَإِنَّهُ قصد شين الإِسْلام ليقول قَائِل: وأى شئ فِي ذَلِكَ يرفع الجذام. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: انْفَرد بِهِ خُلَيْد عَنْ قَتَادَةَ، وَلَعَلَّ الْبلَاء مِمَّن رَوَاهُ عَنْ خُلَيْد. قَالَ المُصَنّف قلت: وخليد مجمع على تَضْعِيفه، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. بَاب فضل العدس أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ البرمكى أَنبأَنَا أَبُو بكر ابْن بخيت أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد حَدَّثَنى أَبى مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ على حَدَّثَنى أَبى على ابْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالْعَدَسِ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ، وَإِنَّهُ يَرِقُّ لَهُ الْقَلْبُ وَتَكْثُرُ لَهُ الدَّمْعَةُ، وَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ أَنْبَأَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاس بن مَنْصُور البوسنجى حَدثنَا الْحسن ابْن سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ عَن الْحجَّاج ابْن مَيْمُونٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي حميد عَن عبد الرحمن بْنِ دَلْهَمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُدِّسَ الْعَدَسُ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، مِنْهُم عِيسَى بن مَرْيَمَ، يُرِقُّ الْقَلْبَ وَيُسْرِعُ الدَّمْعَةَ ". هَذَانِ حديثان موضوعان، كافأ اللَّه من وضعهما، فَإِنَّهُ قصد شين الشَّرِيعَة والتلاعب، فَإِن العدس من أردأ المأكولات، فَإِذَا سَمِعَ، من لَيْسَ مِنْ أَهْلِ شرعنا هَذَا نسب نَبينَا إِلَى غير الْحِكْمَة. فَأَما الحَدِيث الأَوَّل فالمتهم بْن عبد الله بْن أَحْمَدَ بْنِ عَامِر أَو أَبُوهُ فَإِنَّهُمَا يرويان عَنْ أَهْل الْبَيْت نُسْخَة كلهَا مَوْضُوعَة. وَأما الحَدِيث الثَّانِي فمقطوع، لِأَن ابْن دلهم لَيْسَ بصحابي. وَفِيهِ عِيسَى بْن شُعَيْب. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فحش خَطؤُهُ فَاسْتحقَّ التّرْك. أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي سَمِعت إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَدِيثِ فِي أَكْلِ الْعَدَسِ أَنَّهُ قُدِّسَ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، فَقَالَ: وَلا عَلَى لِسَانِ نَبِيٍّ وَاحِدٍ، إِنَّهُ لَمُؤْذٍ يَنْفُخُ مَنْ يُحَدِّثُكُمْ، قَالُوا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: عَنْ مَنْ قَالُوا: عَنْكَ، قَالَ: وَعَنِّي أَيْضًا. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سلم بن سَالم لَيْسَ بشئ. بَاب أكل الْجُبْن والجوز أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُطَهِّرُ بْنُ بُجَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنِي عَلانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى الْمَأْمُونِ وَهُوَ يَأْكُلُ جُبْنًا وَجَوْزًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ وَهُمَا دَاءَانِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَن جدى عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَأْكُلُ الْجُبْنَ والجوز وهما داءان، فَقَالَ: الجوزداء

وَالْجُبْنُ دَاءٌ، فَإِذَا صَارَا فِي الْجَوْفِ صَارَا شِفَاءَيْنِ ". طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ نَصْرُ بْنُ زَكَرِيَّا الْبُخَارِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْتَمَ يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى الْمَأْمُونِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى الرَّشِيدِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنِّي دَخَلْتُ يَعْنِي عَلَى الْمَهْدِيِّ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، قَالَ: نَعَمْ فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَأْكُلُ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ، فَقَالَ: نَعَمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْجُبْنُ دَاءٌ وَالْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا اجْتَمَعَا كَانَا شِفَاءً ". طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد ابْن وَكِيعٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ كَاتِبُ الْمَهْدِيِّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ جِبْرِيل بن - خنيشوع -[بختيشوع] المتطيب دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ وَهُوَ يَأْكُلُ جَوْزًا وَجُبْنًا فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَمَعْتَ بَيْنَ دَاءَيْنِ، الْجُبْنُ دَاء والجوزداء، فَقَالَ: مَهْ حَدَّثَنِي أَبِي هَارُونُ الرَّشِيدِ عَنْ أَبِيهِ الْمَهْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجُبْنُ دَاءٌ وَالْجَوْزُ دَاءٌ فَإِذَا اجْتَمَعَا صَارَا شِفَاءَيْنِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كافأ اللَّه من يضع مثل هَذَا ليضع من الشَّرِيعَة فينسب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ضد الْحِكْمَة، وَنَبِينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أحكم الْحُكَمَاء وَلَيْسَ فِي شَرِيعَته شئ يُنَافِي الْحِكْمَة وَلا يخرج عَنِ الطِّبّ، فَإِن رَأَيْت شَيْئًا لَا يُوَافق عَلَيْهِ الاطباء الْيَوْم

فَهُوَ طب الْعَرَب وعادتهم، وَمَا يُوَافق أمزجتهم. فَأَما هَذَا الحَدِيث فَلَيْسَ من كَلَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ من تَخْلِيط الروَاة. قَالَ الْحَاكِم: هَذَا حَدِيث مُنكر وَمَا زلت أطلب أصلا لَهُ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الطُّوسِيّ بِهَذَا الحَدِيث، يُشِير إِلَى أَن الطَّبِيب دَخَلَ على الْمَأْمُون وَهُوَ يَأْكُل فَأَخذه الروَاة فغيروه وأسندوه. بَاب ذكر الحلبة فِيهِ عَنْ مُعَاذ وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث معَاذ فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بن عبد الله الْقَطَّان حَدَّثَنَا جَحْدَرُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَو يعلم النَّاس مَالهم فِي الْحِلْبَةِ لاشْتَرَوْهَا بِوَزْنِهَا ذَهَبًا ". وَأما حَدِيث عَائِشَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْخَوْلانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِيُّ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " لَو علم أمتى مَالهم فِي الْحِلْبَةِ لاشْتَرَوْهَا وَلَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَبا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا حَدِيث مُعَاذ فَلم يروه عَنْ بَقِيَّة إِلا جحدر. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: جحدر يسرق الحَدِيث ويروي الْمَنَاكِير وَيزِيد فِي الْإِسْنَاد، وَبَقِيَّة يروي عَنِ الضُّعَفَاء وَيُدَلس. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ يَحْيَى: حُسَيْن بْن علوان كَذَّاب. قَالَ ابْنُ عدي وَابْن حبَان: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث.

بَاب فضل البقل أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَغْرَاءَ الْكَرْمَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ بُرْدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْضِرُوا مَوَائِدَكُمُ الْبَقْلَ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ الْعَلَاء يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: كَانَ رجل سوء لَا يبالى ماروى لَا يحل لمن عرفه أَن يروي عَنْهُ، وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر: كَانَ يضع الحَدِيث بَاب فضل الهندبا فِيهِ عَنِ الْحُسَيْن وَأنس: فَأَما حَدِيث الْحُسَيْن: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاهِينَ ح. وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَازِنِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ عبد الله عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيه عَن جده الْحُسَيْن ابْن عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " مَا مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ وَرَقِ الْهِنْدِبَا إِلا عَلَيْهَا قَطْرَةٌ مِنْ مَاء الْجنَّة ". وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ وَهْبٍ الْغَزِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد الغزى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عبد الرحمن عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ ابْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم

قَالَ: " الْهِنْدِبَا مِنَ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما الأَوَّل فَفِيهِ عُمَر بْن حَفْص. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: خرقنا حَدِيثه. وَفِيهِ مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِي. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. وَقد رَوَاهُ مسْعدَة ابْن الْيَسَعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنَ الْهِنْدِبَا حَبَّةٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ ". قَالَ أَحْمد: مسْعدَة لَيْسَ بشئ خرقنا حَدِيثه مُنْذُ دهر، وَقَالَ الأَزْدِيّ: مَتْرُوك. وَأما الثَّانِي فَفِيهِ عَنْبَسَة. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ صَاحب أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب ذكر الجرجير أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة ابْن يُوسُفَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد المؤمن حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بِشْرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَتِ الْبَقْلَةُ الْجِرْجِيرُ، مَنْ أَكَلَ مِنْهَا لَيْلا حَتَّى تَضَلَّعَ بَاتَ وَنَفْسُهُ تُنَازِعُهُ وَيَضْرِبُ بِعِرْقِ الْجُذَامِ مِنْ أَنْفِهِ ". وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوهَا بِالنَّهَارِ وَكُفُّوا عَنْهَا لَيْلا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَأكْثر رُوَاته مَجَاهِيل. وَقَدْ رَوَى مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ الْجِرْجِيرَ ثُمَّ بَاتَ، بَاتَ الْجِرْجِيرُ يَتَرَدَّدُ فِي جِلْدِهِ ". هَذَا [حَدِيث] مَوْضُوع، وَقَدْ قدحنا فِي مسْعدَة آنِفا.

بَاب فِيهِ ذكر بقول أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمْعًا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِينِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ النَّيْسَابُورِي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الرحيم بْنُ حَبِيبٍ الْفَارَيَابِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذُكِرَ عِنْدَهُ فَقَالَ: فَضْلُ دَهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْهِنُ بِهِ ويتسعط. وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْبُقُولُ فَقَالَ فَضْلُ: الْكُرَّاثِ عَلَى الْبُقُولِ كَفَضْلِ الْخُبْزِ عَلَى سَائِرِ الأَشْيَاءِ. وَذُكِرَ لَهُ الْحول وَهُوَ الْبَاذَرُوجُ فَقَالَ: بَقْلِي وَبَقْلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي فَإِنِّي أُحِبُّهَا وَآكُلُهَا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شَجَرَتِهَا نَابِتَةً فِي الْجَنَّةِ. وَذُكِرَ لَهُ الْجِرْجِيرُ فَقَالَ: أَكْرَهُهَا لَيْلا وَلا بَأْسَ بِهَا نَهَارًا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شجرتها نابتة فِي - الجهنم -[جَهَنَّمَ] وَذُكِرَ الْهِنْدِبَا فَقَالَ: كُلُوا الْهِنْد با من غير الْكَمْأَةُ وَالْكَرَفْسُ فَقَالَ: الْكَمْأَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَهُمَا طَعَامُ إِلْيَاسَ وَالْيَسَعِ، يَجْتَمِعَانِ كُلَّ عَامٍ بِالْمَوْسِمِ، فَيَشْرَبَانِ شَرْبَةً مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَيَكْتَفِيَانِ بِهَا إِلَى قَابِلٍ، فَيَرَدُّ اللَّهُ شَبَابَهُمَا فِي كُلِّ مِائَةِ عَامٍ مَرَّةً، طَعَامُهُمَا الْكَمْأَةُ وَالْكَرَفْسُ. وَذُكِرَ اللَّحْمُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْهُ مُضْغَةٌ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أُثْبِتَ مَكَانَهَا شِفَاءٌ وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهُ مِنَ الدَّاءِ، وَذُكِرَ الْحِيتَانُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ مُضْغَةٍ تَقَعُ فِي الْمَعِدَةِ إِلا أَثْبَتَتْ مَكَانَهَا دَاءً، وَأَخْرَجَتْ مِثْلَهَا مِنَ الشِّفَاءِ، وَأَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا السُّلَّ ". هَذَا حَدِيث لَا يشك فِي وَضعه وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الحميد بْن حَبِيب الفاريابي. قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة، وَلَعَلَّه قد وضع أَكثر

من خَمْسمِائَة على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ الدَّارقطني: وَصَالح بن بَيَان مَتْرُوك. بَاب فضل الباذنجان أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُنِيرٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْوَكِيلُ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن حبيب الملحمى حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعَشْراءِ الدَّارِمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كُنَّا فِي وَلِيمَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَتَى بِطَعَامٍ فِيهِ بَاذِنْجَانُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْبَاذِنْجَانَ يَهِيجُ الْمَرَارَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاذِنْجَانَةً فِي لُقْمَةٍ وَقَالَ: إِنَّمَا الْبَاذِنْجَانُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَلا دَاءَ فِيهِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا سقى الْغَيْث قبر من وَضعه لِأَنَّهُ قصد شين الشَّرِيعَة بِنِسْبَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غير مُقْتَضى الْحِكْمَة والطب، ثُمَّ نسبه إِلَى ترك الْأَدَب فِي أكل باذنجانة فِي لقْمَة، والباذنجان من أردأ المأكولات خلطه يَسْتَحِيل مَرَّةً سَوْدَاء وَيفْسد اللَّوْن ويكلف الْوَجْه وَيُورث البهق والسدد والبواسير وداء السرطان. وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يتَعَمَّد الْكَذِب ويلقن فيتلقن وَهُوَ مَشْهُور بِالْكَذِبِ وَوضع الحَدِيث. بَاب فَضِيلَة اللَّحْم فِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَرَبِيعَة بْن كَعْب: فَأَما حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خيرون أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني

عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَن مسلمة بن عبد الله الْجُهَنِيُّ عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّحْمُ ". وَأما حَدِيث رَبِيعَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ خُزَيْمَةَ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدُ طَعَامِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّحْمُ ". هَذَانِ حديثان لَا يصحان. أما الأَوَّل فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: سُلَيْمَان بْن عَطَاء يروي عَنْ مَسْلَمَةَ أَشْيَاء مَوْضُوعَة فَلَا أدرى التَّخْلِيط مِنْهُ أَو من مَسْلَمَةَ. وَأما الثَّانِي فَقَالَ الْعَقِيلِيّ لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلا بِعَمْرو بْن بَكْر وَلا يَصح فِي هَذَا الْمَتْن عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَمْرو بْن بَكْر يروي عَن الثقاة الطَّامَّات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب النهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْن دَاوُدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَاذَانَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أُذَيْنَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ ".

قَالَ ابْن حبَان: عبد الله يروي عَنْ ثَوْر مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَهُوَ فسروا هَذَا الحَدِيث بِأَن الْجَاهِلِيَّة كَانُوا إِذَا اشْتَروا دَارا أَو اسْتخْرجُوا عينا ذَبَحُوا لَهَا ذَبِيحَة لِئَلَّا يصيبهم أَذَى من الْجِنّ، فَأبْطل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك. بَاب قطع اللَّحْم بالسكين روى أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بِالسِّكِّينِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ صُنْعِ الأَعَاجِمِ ". قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بِصَحِيح. وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَزُّ مِنْ لَحْمِ الشَّاةِ. هَذَا حَدِيث أَبِي معشر واسْمه نجيح بن عبد الرحمن. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَدْ سَرقه من أَبِي معشر يحيى بن هَاشم فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا على بن أَحْمد ابْن مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عُبْدُوسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطَعَ اللَّحْمُ بِالسِّكِّينِ عَلَى الْمَائِدَةِ ". قَالَ يَحْيَى بْن معِين: يَحْيَى بْن هَاشِم دجال هَذهِ الْأمة. وَقَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث ويسرقه. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. بَاب الامر باتخاذ الْغنم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بن عبد الْغفار

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ وَالْفُقَرَاءَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدَانَ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ، وَأَمَرَ الْمَسَاكِينَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي طَرِيقه الأَوَّل عَلِيّ بْن عُرْوَةَ، وَفِي الثَّانِي غياث بْن إِبْرَاهِيمَ، وَكِلَاهُمَا كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَه ابْن حبَان. بَاب ذمّ اللَّحْم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أخى بن وهب حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلْقَلْبِ فَرْحَةً عِنْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ وَمَا دَامَ الْفَرَحُ بِأَحَدٍ إِلا أَشَرَّ وَبَطِرَ وَلَكِنْ مَرَّةً مَرَّةً ". وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ عَنْ الثَّوْرِيِّ. وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ العقيلى: عبد الله بْن الْمُغِيرَة يحدث بِمَا لَا أصل، لَهُ، وَأحمد ابْن عِيسَى يحدث بِأَحَادِيث لَا يحدث بِهَا غَيره. قَالَ ابْن حِبَّانَ: أَحْمد ابْن عِيسَى يروي عَنِ المجاهيل الْأَشْيَاء الْمَنَاكِير وعَنِ الْمَشَاهِير الْأَشْيَاء المقلوبة. قَالَ: وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع.

قَالَ المُصَنّف قلت: وَقد روى بِإِسْنَاد مظلم عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطِيَّة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَأْكُلُوا اللَّحْمَ ". وَهَذَا محَال. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أما عَطِيَّة فَلَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب وَأما مقَاتل فَإِنَّهُ كَانَ يكذب. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْكُل اللَّحْم وَيُحِبهُ وَيُعْجِبهُ، وَإِنَّمَا يهجر اللَّحْم المهوسون من المتصوفة والمتزهدة حَتَّى قَالَ بَعضهم: أكل دِرْهَم من اللَّحْم يقسى الْقلب أَرْبَعِينَ صباحا. وَلا جرم لَمَّا هجروه قويت الماليخوليا عَلَيْهِمْ فخلطوا.

انْتهى - بِحَمْد الله - الْجُزْء الثَّانِي من كتاب " الموضوعات " ويليه الْجُزْء الثَّالِث وأوله بَاب ذكر الْبَقر وَمَا ورد فِي ذَلِك من الاحاديث الْمَوْضُوعَة المنسوبة زورا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم بَاب ذكر الْبَقر أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الانصاري أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُور المزكى حَدثنَا عبد الله بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن شُرَيْح الكندى حَدثنَا عبد الله بن وهب عَن يحيى ابْن أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْرِمُوا الْبَقَرَ فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الْبَهَائِمِ. مَا رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ حَيَاءً مُنْذُ عُبِدَ الْعِجْلُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله بْن وهب النسوي. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ دجالًا يضع الْحَدِيث على الثقاه لَا يحل ذكره إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. بَاب فضل الديك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ عَن الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن سَلام حَدثنَا عبد الله بْنُ صَالِحٍ عَنْ رِشْدِينَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ صَدِيقِي وَأَنَا صَدِيقُهُ، وَعَدُوُّهُ عَدُوِّي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ يَعْلَمُ بَنُو آدم مَا فِي صَوته لَا شتروا رِيشَهُ وَلَحْمَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَطْرُدُ مَدَى صَوْتِهِ مِنَ الْجِنِّ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَرشْدِين لَا يعول عَلَيْهِ. قَالَ أَحْمَد: كَانَ لَا يبالى عَنْ من رَوَى، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما عبد الله

ابْن صَالح فَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ مُنكر الْحَدِيث يحدث عَنِ الْأَثْبَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الثقاة، وَكَانَ فِي نَفْسه صَدُوقًا، وَإِنَّمَا وَقعت الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه من قبل جَار لَهُ كَانَ يضع الحَدِيث على شيخ عبد الله بْن صَالِح ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عبد الله ويرميه فِي دَاره بَيْنَ كتبه، فيتوهم عبد الله أَنه خطه فَيحدث بِهِ. بَاب فِي الديك الْأَبْيَض فِيهِ عَنْ أَنَس وأبى هُرَيْرَة وأبى زَيْد: فَأَما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا عَلَيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن بن عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الاسد لباذى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرَحٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من اتَّخَذَ دِيكًا أَبْيَضَ فِي دَارِهِ لم يقربهُ الشَّيْطَان وَلَا السَّحَرَة ". وَأما حَدِيث أَبى هُرَيْرَة: فروى عبد الله بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو عَلَيٍّ الْمَدِينِيُّ عَن سُهَيْل ابْن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي و - عد -[عدوه] عدوى ". وَأما حَدِيث أَبِي زَيْد: فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صديقى وعدو عدوالله " وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ. وَقَدْ رَوَى لنا هَذَا الحَدِيث مَقْطُوعًا. فأنبأنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ

أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُّوِ اللَّهِ، يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَسَبْعَ - أَدُرْ -[دُورٍ] كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّتُهُ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح. أما الطَّرِيق الأَوَّل فَإِن يَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب، وَقَدْ سبق الْجرْح فِيهِ فِي مَوَاضِع. وَقَالَ ابْن حبَان: هُوَ دجال يضع الْحَدِيث لَا يحل الرِّوَايَة عَنْهُ. وَأَمَّا الثَّانِي فَإِن أَبَا عَلِي بْن الْمَدِينِيّ قَالَ فِيهِ يحيى بن معِين: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَأَمَّا الثَّالِث فَقَالَ يحيى: عبد الله بن عبد الْعَزِيز لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْن حبَان: اخْتَلَط بِآخِرهِ، فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَلَا يعلم وَيرْفَع الْمَرَاسِيل فَاسْتحقَّ التّرْك. وَأَمَّا مُحَمَّد بْن مهَاجر فَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة. وَقَدْ روى حَدِيث أَبِي زَيْد أَبُو بَكْر الْخَطِيب من طَرِيق أَيُّوب بْن عتبَة ثُمَّ ضعف أَيُّوب وَقَالَ لَا يَصح متن هَذَا الْحَدِيث وَلَا إِسْنَاده. وَأَمَّا حَدِيث خَالِد بْن معدان فمقطوع، وَفِيهِ طَلْحَة بْن زَيْد، قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ. بَاب فضل الديك الابيض الافرق أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبَيْحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " الديك

الأَبْيَضُ الأَفْرَقُ حَبِيبِي وَحَبِيبُ حَبِيبِي جِبْرِيلَ، يَحْرُسُ بَيْتَهُ وَسِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا مِنْ جِيرَتِهِ، أَرْبَعَةٌ مِنَ الْيَمِينِ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الشِّمَالِ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ قُدَّامَ وَأَرْبَعَةٌ مِنْ خَلْفٍ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالربيع بْن صبيح قَدْ ضعفه يَحْيَى وَالنَّسَائِيّ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ مُنكر الحَدِيث ويوصل الاحاديث. بَاب مَا ذكر أَن فِي السَّمَاء ديكا فِيهِ عَنْ جَابِر وَابْن عَبَّاس والعرس بْن عميرَة. فَأَما حَدِيث جَابر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ دِيَكًا عُنُقُهُ مَطْوِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ، فَإِذَا كَانَتْ هَدَّةٌ مِنَ اللَّيْلِ صَاحَ: سبوج قدوس، فصاحت الديكة ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْن أَبِي عَلَيٍّ اللُّهْبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لله عزوجل دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ وَعُنُقُهُ مُنْطَوِيَةُ بِالْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ هَوَى مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ تَصِيحُ الديكة ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سدوست النسوي حَدثنَا حميد

ابْن زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما أسرى بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ فِيهَا أَعَاجِيبَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ دِيكٌ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ وَرِيشٌ أَبْيَضُ، بَيَاضُ رِيشِهِ كَأَشَدِّ بَيَاضٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ، وَزَغَبُهُ أَحْمَرُ كَأَشَدِّ حُمْرَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ، وَإِذَا رِجْلاهُ فِي تُخُومِ الأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ عِنْدَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، مَبْنَى عُنُقِهِ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنْكِبَيْهِ، إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَخَفَقَ بِهِمَا وَصَرَّخَ بِالتَّسْبِيحِ لِلَّهِ تَعَالَى يَقُولُ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ الْمُتَعَالِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبَّحَتْ دِيَكَةُ الأَرْضِ وَخَفَّقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَأَخَذَتْ فِي الصُّرَاخِ، فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدِّيكُ فِي السَّمَاءِ سَكَنَتِ الدِّيَكَةُ ". وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي قصَّة الْمِعْرَاج شَبِيها بِعشْرين ورقة. وَأما حَدِيث الْعرس فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَفْطَحِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَهْدَمِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعُرْسِ بْنِ عُمَيْرَةَ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الارض السُّفْلى وعرقه تَحْتَ الْعَرْشِ، يَصْرُخُ عِنْدَ مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ، وَيَصْرُخُ لَهُ دِيكُ السَّمَوَاتِ سَمَاءً سَمَاءً، ثُمَّ يَصْرُخُ بِصُرَاخِ دِيكِ السَّمَوَاتِ دِيكُ الأَرْضِ يَقُولُ فِي صُرَاخِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحُ ". هَذِه أَحَادِيث كلهَا مَوْضُوعَة. فَأَما حَدِيث جَابِر فَفِي طريقيه عَلِي بْن أَبِي عَلَى اللهبي. قَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فالمتهم بِهِ ميسرَة. قَالَ الْبُخَارِي: يرْمى بِالْكَذِبِ، وَقَالَ ابْن حَمَّاد: كَانَ كذابا، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا، وَقَالَ ابْن حبَان: يَرْوِي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات وَيَضَع المعضلات على الثقاة فِي الْحَث عَلَى الْخَيْر، وَهُوَ صَاحب حَدِيث فَضَائِل الْقُرْآن " من قَرَأَ كَذَا فَلهُ كَذَا " لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا للاعتبار ". وَأَمَّا حَدِيث الْعرس فَقَالَ ابْن حبَان: يَحْيَى بْن زَهْدَم رَوَى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب. بَاب فِي اتِّخَاذ الدَّجَاج أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد القيراطى حَدثنَا عبد الله بْنُ يَزِيدَ مَحْمِشٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ ابْن عبيد الله الرَّازِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدَّجَاجُ غَنَمُ فُقَرَاءِ أُمَّتِي، وَالْجُمُعَةُ حَجُّ فُقَرَائِهَا ". قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يحْتَج بحَدِيث هِشَام. قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع وَالْحمل فِيهِ عَلَى محمش فَإِنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. بَاب فضل الْحمام الْأَحْمَر فِيهِ عَنْ عَلِي وَأبي كَبْشَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ أَبى الْحسن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عَن على

قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْحمام الاحمر والاترج " وَأما حَدِيث أَبِي كَبْشَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا هِبَةُ الله ابْن مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بن الْفضل أَنبأَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتَوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْن سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالُوا حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الأَنْمَارِيُّ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي كُبْشَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الأَبْرَج وَيُعْجِبهُ النّظر إِلَى الْحمام الاحمر ". وَأما طَرِيق عَائِشَة: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ طَاهِرٌ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ اللَّبَّادِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ شَمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ النَّظَرَ إِلَى الْخُضْرَةِ وَإِلَى الأَبْرَج وَإِلَى الْحَمَّامِ الأَحْمَرِ ". هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا غَيْر صِحَاح. فَأَما حَدِيث عَلِي فَفِي طَرِيقه عِيسَى بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي عَن أَبِيه عَنْ آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي كَبْشَة فَفِيهِ أَبُو سُفْيَانَ الْأَنمَارِي. قَالَ ابْن حبَان: يَرْوِي الطَّامَّات، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَجْهُول. وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عَمْرو بْن شمر. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات عَن الثِّقَات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على جِهَة التَّعَجُّب.

بَاب اتِّخَاذ الْحمام فِي الْبَيْت للاستئناس فِيهِ عَنْ عَليّ وَابْن عَبَّاسٍ وَعبادَة وَجَابِر: فَأَما حَدِيث عَلِي عَلَيْهِ السَّلام فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ " أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْشَةَ، فَقَالَ: لَوِ اتَّخَذْتَ زَوْجًا مِنَ حَمَامٍ فَآنَسَكَ وَأَصَبْتَ مِنْ فِرَاخِهِ، وَاتَّخَذْتَ ديكا فآنسك وأيقظك للصَّلَاة ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْطَنَاجِيِرِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَيْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَوْحِ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا مدارُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مَيْمُونٍ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ فَشَكَا الْوَحْشَةَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اتَّخِذْ زَوْجَ حَمَامٍ يؤنسك بِاللَّيْلِ ". وَأما حَدِيث عُبَادَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسْتُرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَنْبَأَنَا ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ ابْن مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ الْوَحْشَةَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَّخِذَ زوج حمام ". وَأما حَدِيث جَابر فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الدَّعْلَجِيُّ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ سُفْيَان الكنانى عَن عَاصِم ابْن سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ حِزَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ خَالِيًا فَلْيَتَخِذْ فِيهِ زَوْجَ حَمَامٍ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَفِيهِ الْحَارِث الْأَعْوَر، وَقَدْ تردد فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَذَّاب. وَأَمَّا مَيْمُون بْن عَطَاء فَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: هُوَ ضَعِيف الْحَدِيث. وَأَمَّا يَحْيَى بْن مَيْمُون فَقَالَ الفلاس: كَانَ كذابا، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ خرقنا حَدِيثه، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال. وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فالمتهم بِهِ مُحَمَّد بْن زِيَاد الْيَشْكُرِي. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث. زَاد أَحْمَد: يضع الْحَدِيث. وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس والرازي: مَتْرُوك الْحَدِيث. وَأَمَّا حَدِيث عُبَادَة فَقَالَ ابْن عدي: لَا أعلم يرويهِ عَنْ ثَوْر إِلَّا الصَّلْت وَعَامة مَا يرويهِ مُنكر. وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَفِيهِ ابْن عنترة واسْمه هَارُون. قَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ فَإِنَّهُ يرْوى الْمَنَاكِير الْكَثِيرَة حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب المستمع لَهَا أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا. وَفِيهِ عَاصِم بْن سُلَيْمَان. قَالَ عَمْرو بْن عَلِي الفلاس: كَانَ يضع الْحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب. وَفِيهِ أبان بْن سُفْيَانَ. قَالَ ابْن حبَان: رَوَى عَنِ الثقاة أَشْيَاء مَوْضُوعَة، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب اتِّخَاذ الْحمام فِي الْبَيْت لدفع الشَّيَاطِين أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْخَطَّابَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" اتَّخِذُوا الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فَإِنَّهُ يُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَاد، وَقَدْ ذَكَرْنَا آنِفا أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب تطيير الْحمام أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْبَرْقَانِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الآدَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَهُوَ قَاضٍ وَهَارُونَ إِذْ ذَاكَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ: هَلْ تَحْفَظُ فِي هَذَا شَيْئًا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: " إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُطَيِّرُ الْحَمَامَ، فَقَالَ هَارُونُ: اخْرُجْ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَعَزَلْتُهُ ". هَذَا الْحَدِيث من عمل أَبِي البخْترِي، واسْمه وهب بْن وهب، كَانَ من كبار الوضاعين. بَاب النهى عَن صيد الْفِرَاخ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا القاضى أبوالعلا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بن أَيُّوب بن الْمعَافى ابْن الْعَتَّارِ الْعَكْبَرِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السُّيُوطِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْخَانِ بْنِ رَوْزَبَةَ ح. وأنبأنا عبد الرحمن أَنبأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ حَدَّثَنِي هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى الْقَاملايُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْخَانِ بْنِ رَوْزَبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَبَّابِ الْعَكَلِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بن مُحَمَّد ابْن ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ فُورَمَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ ابْن زَيْدٍ عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ شَادٌّ عَلَيْهِ رُدْنَهُ، أَوْ قَالَ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالُوا: صَاحِبُ الْوَجْهِ الأَزْهَرِ، فَقَالَ إِنْ تَكُنْ نَبِيًّا فَمَا مَعِي؟ قَالَ: إِنْ أَخْبَرْتُكَ فَهَلْ تُقِرُّ بِالشَّهَادَةِ. وَقَالَ أَبُو الْعَلاءِ: فَهَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّكَ مَرَرْتَ بِوَادِي آلِ فُلانٍ، أَوْ قَالَ: شِعْبِ آلِ فُلانٍ، وَإِنَّكَ بَصُرْتَ فِيهِ بِوَكْرِ حَمَامَةٍ وَإِنَّكَ أَخَذْتَ الْفَرْخَيْنِ مِنْ وَكْرِهَا، وَإِنَّ الْحَمَامَةَ أَتَتْ وَكْرَهَا فَلَمْ تَرَ فرخيها فهاهى نَاشِرَةٌ جَنَاحَيْهَا مُقْبِلَةٌ عَلَى فَرْخَيْهَا. فَفَتَحَ الأَعْرَابِيُّ رُدْنَهُ، أَوْ قَالَ عَبَاءَتَهُ، فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَعَجِبَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَإِقْبَالِهَا عَلَى فَرْخَيْهَا. فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا وَإِقْبَالِهَا عَلَى فَرْخَيْهَا؟ فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا وَأَشَدُّ إِقْبَالا عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنُ حِينَ تَوْبَتِهِ مِنْ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: الْفُرُوخُ فِي أَسْرٍ مَا لَمْ تَطِرْ فَإِذَا طَارَتْ فَرَفْرَفَتْ فَانْصُبْ لَهَا فَخَّكَ وَحَبْلَكَ ". ومساق الْحَدِيث لأبي الْعَلَاء. هَذَا الْحَدِيث مَوْضُوع لَا يشك فِيهِ، وَالْعجب من جرْأَة وَاضعه وَقلة حيلته، أتراه مَا علم أَن من عرف الْحَدِيث لَا يخفى عَلَيْهِ كذبه فِي إِسْنَاده عَنْ زَيْد، وَمن فعل هَذَا فَمَا أبقى من الْحيَاء شَيْئًا، وَلَيْسَ الْمُتَّهم بِهِ إِلَّا ابْن الفرخان. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث مُنكر جدا عَجِيب الْإِسْنَاد وَمَا أبعد أَن يَكُون من وضع ابْن الفرخان. بَاب فضل الْجَرَاد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر بن أَحْمد ابْن مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السُّنِّيِّ حَدثنَا عبد الحميد بْنُ بَيَانٍ الْبَكْرِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْهُذَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " فَقَدْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَرَادَ فَأَرْسَلَ

رَاكِبًا يَضْرِبُ إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا يَضْرِبُ إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا يَضْرِبُ إِلَى الْعِرَاقِ يَسْأَلُ هَلْ رَأَى من الْجَرَاد شئ؟ فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الَّذِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ بِكَفٍّ مِنْ جَرَادٍ فَأَلْقَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ كَبَّرَ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: خلق الله عزوجل ألف أمة فستمائة فِي الْبَحْر وَأَرْبَعمِائَة فِي الْبَرْ، وَأَوُّلُ هَذِهِ الأُمَمِ هَلاكًا الْجَرَادُ، فَإِذَا هَلَكَ الْجَرَادُ تَابَعَتِ الأُمَمُ مِثْلَ سَلْكِ النِّظَامِ إِذَا قُطِعَ ". قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا شئ لَا يشك فِيهِ أَنَّهُ مَوْضُوع، لَيْسَ هَذَا من كَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمُحَمّد بْن عِيسَى يرْوى عَنِ ابْن الْمُنْكَدر الْعَجَائِب وَعَن الثقاة الأوابد. وَقَالَ الْبُخَارِي: عَمْرو بْن عَلِي مُنكر الْحَدِيث. وَقَالَ ابْن عدي: وَعبيد بْن وَاقد لَا يُتَابع عَلَى عَامَّة مَا يَرْوِي وَمن حَدِيثه هَذَا الْحَدِيث. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ ضَعِيف الحَدِيث. بَاب ذمّ الْجَرَاد أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الحفار حَدثنَا هَارُون بن عبد الله حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا زِيَاد بن عبد الله بْنِ عِلاثَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسٍ قَالا: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى الْجَرَادِ: اللَّهُمَّ وَاقْتُلْ كِبَارَهُ وَأَهْلِكْ صِغَارَهُ وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ وَاقْطَعْ دَابِرَهُ وَخُذْ بِأَفْوَاهِهِ عَنْ مَعَايِشِنَا وأرزاقنا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ بِقَطْعِ دَابِرِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْجَرَادُ نَثَرَهُ حُوتٌ فِي الْبَحْرِ. قَالَ زِيَاد: فَحَدثني من رأى الْحُوت يَنْثُرهُ ". هَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: مُوسَى بْن

مُحَمَّد لَيْسَ بشئ وَلَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب فِي لحم الطير روى بشر بن الْوَلِيد عَن عبد الله بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا بَأْسَ بِأَكْلِ كُلِّ طَيْرٍ مَا خَلا الْبُومَ وَالْرخمَ ". هَذَا لَا يَصِحُّ وَالمتهم بِهِ ابْن سمْعَان. قَالَ مَالِك: كَانَ كذابا. بَاب أكل السّمك أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو شَافِعٍ مَعْبَدُ بْنُ جَمْعَةَ بْنِ خَاقَانَ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن يُونُسَ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ الرَّوَّاسُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مغراء عَن برد ابْن سِنَانٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْلُ السَّمَكِ يُذْهِبُ الْجَسَدَ ". قَالَ أَبُو شَافِع: قُلْت لأبي يَعْقُوب مَا معنى هَذَا الْحَدِيث؟ قَالَ: يَعْنِي أَن أكله يجرب حَتَّى لَا يذكر الْجَسَد. وَهَذَا حَدِيث لَيْسَ بشى لَا فِي إِسْنَاده وَلَا فِي مَعْنَاهُ وَلَعَلَّه يذيب الْحَسَد فاختلط عَلَى الرَّاوِي وَفَسرهُ عَلَى الْغَلَط. والسمك لَا يذيب الْجَسَد وَلَا يذهب - الْجَعْد -[الْحَسَد] . أما منفعَته فَإِنَّهُ بَارِد رطب يخضب الْبدن ويزد فِي الباه وَإِنَّمَا السّمك المملوح يذهب البلغم وَرُبمَا أورث الجرب. وَأَمَّا الْإِسْنَاد فَإِن الْقَاسِم مَجْرُوح. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ حَدَّثَ عَنْهُ عَلِيُّ بْن زَيْد أَعَاجِيب وَمَا أَرَاهَا إِلا من قبل الْقَاسِم. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم المعضلات. وَأما عبد الرحمن بن مغراء قَالَ ابْن

المدينى: لَيْسَ بشئ. وَأَمَّا الْعَلَاء فَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ وَفِيهِ غَيرهم من الضُّعَفَاء. وَكَلَام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحاشى عَن مثل هَذَا. بَاب أكل الْبيض والبصل لطلب الْوَلَد أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحسن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ضِرَارٍ الْمَازِنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُفَضلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَى إِلَيْهِ قِلَّةَ الْوَلَدِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَ الْبَيْضَ وَالْبَصَلَ ". قَالَ أَبُو حَاتِم: مُحَمَّد بْن يَحْيَى يرْوى المقلوبات والملزقات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيث سَرقه مِنْهُ جَمَاعَة فحدثوه وَأدْخل عَلَى أَحْمَد بْن الْأَزْهَر عَنْ أَبِي الرَّبِيع فَحدث بِهِ، وَأدْخل عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي طَاهِر الْبَلَدِي عَنْ أَبِي الرَّبِيع فَحدث بِهِ. قَالَ: وَالْخَبَر لَا نشك أَنَّهُ مَوْضُوع لَا يحل ذكر مثل هَذَا فِي الْكتب. بَاب فضل الهريسة فِيهِ عَن معَاذ وَحُذَيْفَة وَابْن عَبَّاس وَجَابِر بْن سَمُرَة وأبى هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث معَاذ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُعَلَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحجَّاج عَن عبد الملك بْنِ عُمَرَ عَنْ رِبْعِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَيْتَ مِنَ الْجَنَّةِ بِطَعَامٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُ بِهَرِيسَةٍ فَأَكَلْتُهَا فَزَادَتْ قُوَّتِي قُوَّةَ أَرْبَعِينَ، وَفِي نِكَاحِي نِكَاحَ أَرْبَعِينَ، فَكَانَ مُعَاذٌ لَا يَعْمَلُ طَعَاما إِلَّا بَدَأَ بالهريسة ".

وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الْكَاتِب أَنبأَنَا عبد الله بن الْحسن ابْن سُلَيْمَانَ الْمُقْري حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ هَارُونُ السَّوَّاقُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْحجَّاج عَن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَطْعَمَنِي جِبْرِيلُ الْهَرَيِسَةَ لِيَشُدَّ ظَهْرِي لقِيَام اللَّيْل ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ: فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ الْوَزَّانُ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا نَهْشَلٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ بِهَرِيسَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَكَلْتُهَا فَأُعْطِيتَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع ". وَأما حَدِيث جَابِر بْن سَمُرَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا العقيلى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا بِسْطَامٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحجَّاج عَن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِالْهَرِيسَةِ أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِصَلاةِ اللَّيْلِ. وَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِقِيَامِ اللَّيْل ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَبَالَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِيرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ عَنْ أَرْطَاةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " شَكَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ قِلَّةَ الْجِمَاعَ، فَتَبَسَّمَ جِبْرِيلُ حَتَّى تَلأْلأَ مَجْلِسُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَرِيقِ ثَنَايَا جِبْرِيلِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ أَكْلِ الْهَرِيسَةِ فَإِنَّ فِيهَا قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رجلا ".

وَأما حَدِيث يعلى: فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَاسِطِيُّ على بن إِبْرَاهِيم بن عبد المجيد حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَزْوَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ عَن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِأَكْلِ الْهَرِيسَةِ، أَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي، وَأَتَقَوَّى بِهَا عَلَى الصَّلاةِ ". هَذَا حَدِيث وَضعه مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج وكل الطّرق تَدور عَلَيْهِ إِلَّا طَرِيق ابْن عَبَّاس، فَإِن فِيهَا نهشل. قَالَ ابْن رَاهَوَيْه: كَانَ كذابا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الْحَدِيث. وفيهَا سَلام. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَحْمَد: مُنكر الْحَدِيث. وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن عدي: من حَدِيثه حَدِيث الهريسة. قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَنحْن نظن أَن أَحدهمَا سَرقه من مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج وَركب لَهُ إِسْنَادًا. وَكَذَلِكَ طَرِيق أَبِي هُرَيْرَةَ فَإنَّا نرى من إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الفيريابي سَرقه فَركب لَهُ إِسْنَادًا. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد سَاقِط. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: مُحَمَّد بن الْحجَّاج كَذَّاب خَبِيث كَانَ يحدث: " أَطْعمنِي جِبْرِيل الهريسة " وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل. وَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع وَضعه مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج. قَالَ ابْن حبَان: وَكَانَ يرْوى الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ والاحتجاج بِهِ. وَقَالَ الدَّارقطني: مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج كَذَّاب من أهل وَاسِط وَهُوَ صَاحب الهريسة. قَالَ ابْن عَدِي: وَمِنْهُم مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج فَإِنَّهُ وضع حَدِيث الْمَرْأَة الَّتِي كَانَت تهجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قتلت قَالَ: لَا تنتطح فِيهَا عنزان.

بَاب الْجمع بَين إدامين أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّار أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا على بن عبد الله بْنِ مُبَشِّرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُهَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مودعٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُتِيَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ لَبَنٍ وَعَسَلٍ فَقَالَ: أَشَرْبَتَانِ فِي شَرْبَةٍ وَإِدَامَانِ فِي قَدَحٍ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، أَمَا أَنِّي لَا أَزْعُمُ أَنَّهُ حَرَامٌ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي الله عزوجل عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَتَوَاضَعُ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ ". تفرد بِهِ نعيم. قَالَ ابْن عَدِي: كَانَ يسرق الْحَدِيث، وَعَامة مَا يرويهِ غَيْر مَحْفُوظ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب مدح الْحَلْوَاء فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى وأبى هُرَيْرَة وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَبِي مُوسَى فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ سُهَيْلٍ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلْبُ الْمُؤْمِنِ حُلْوٌ يُحِبُّ الْحَلاوَةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: الرِّجَال المذكورون فِي إِسْنَاد هَذَا الْحَدِيث كلهم ثقاة غَيْر أَبِي سُهَيْل وَهُوَ الَّذِي وَضعه وَركبهُ على الاسناد.

وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا فُضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَتِ الْحَلْوَاءُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ فَلْيُصِبْ مِنْهَا وَلا يَرُدّهَا ". وَهَذَا لَا يَصح. قَالَ ابْن حبَان: فضَالة يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ. وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا هَبِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بن عبد الله حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ مَمْلُوكًا فَلْيَحْمِدِ اللَّهَ وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يُطْعِمُهُ الْحَلْوَاءُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِنَفْسِهِ ". وَهَذَا مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الحكم بن عبد الله بْن خطاب. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ كَذَّاب. بَاب ذكر الْعَسَل أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عبد الرحمن عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوُّلُ رَحْمَةٍ تُرْفَعُ عَنِ الأَرْضِ الطَّاعُونُ، وَأَوَّلُ نِعْمَةٍ تُرْفَعُ عَنِ الأَرْضِ الْعَسَلُ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ أَبُو حَاتِم: عَلِي بْن عُرْوَةَ يضع الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا

حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ فَهْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَابِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَوْسِيِّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا سِحْنَوَيْهِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكَ بِالْعَسَلِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ بَيْتٍ فِيهِ عَسَلٌ إِلا وَيَسْتَغْفِرُ مَلائِكَةُ ذَلِكَ الْبَيْتِ لَهُ، فَإِنْ شَرِبَهُ رَجُلٌ دَخَلَ فِي جَوْفِهِ أَلْفُ دَوَاءٍ وَيَخْرُجُ مِنْهُ أَلْفُ دَاءٍ وَإِنْ مَاتَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ لَمْ تَمَسّ النَّاسُ جِلْدَهُ " قَالَ الإِسْمَاعِيلِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَمْ نَكْتُبهُ إِلَّا عَنْ هَذَا الشَّيْخ. قَالَ المُصَنّف قُلْت: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَجُمْهُور رواياته مَجَاهِيل. بَاب ذكر الفالوذج أَنبأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَخِي مِيمِي أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ أَنَا بِالْفَالَوْذَجِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ وَيُفَاضُ عَلَيْهِم مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّهُم ليأكلون فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ تُفْتَحُ لَهُمُ الأَرْضُ وَيُفَاضُ عَلَيْهِم مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالَوْذَجَ. قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا الْفَالَوْذَجُ؟ قَالَ: يَخْلِطُونَ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ جَمِيعًا ". قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبى الْحسن اللبيانى عَنِ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فَزَادَ فِيهِ: " فَشَهَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم شهقة ". وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَرْدِ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا مُحَمَّد بن

طَلْحَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ بِالْفَالَوْذَجِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَحُ لَهُمُ الدُّنْيَا حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالَوْذَجِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا الْفَالَوْذَجُ؟ فَقَالَ: يَأْخُذُونَ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ فَيَخْلِطُونَهُ جَمِيعًا. فَشَهَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَهَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ. وَمُحَمّد بْن طَلْحَة قَدْ ضعفه يَحْيَى بْن معِين. وَقَالَ أَبُو كَامِل: لَيْسَ هُوَ بشئ. قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: وَعُثْمَان بْن يَحْيَى الْحَضْرَمِيّ لَا يكْتب حَدِيثه عَنِ ابْن عَبَّاس. قَالَ النَّسَائِيُّ: وَإِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: رَوَى إِسْمَاعِيل عَنْ كُل ضرب، وَقَالَ ابْن حبَان: لما كبر تغير حفظه وَكثر الْخَطَأ فِي حَدِيثه وَهُوَ لَا يعلم حَتَّى خرج عَن حد الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب فضل التَّمْر البرني فِيهِ عَنْ عَلَى وَابْن عُمَر وأبى سَعِيد وأبى هُرَيْرَة وَأنس وَبُرَيْدَة. فَأَما حَدِيث عَلَى فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل حَدثنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيّ حَدثنَا سُفْيَان ابْن وَكِيعٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقِ السَّبِيعِيِّ عَنْ زَاذَان عَن على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ - فَأَرَى لِي -[فَرَمَانِي] بِتَمْرَةٍ، فَقَالَ: مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ فِي أَرْضِكُمْ؟ قُلْتُ: نُسَمِّيهِ تَمْرَ الْبَرَنِيِّ. قَالَ: كُلْهُ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ: أَوَّلُهُ يُطَيِّبُ الْمَعَدَةَ، وَالثَّانِي يَهْضِمُ الطَّعَامَ، وَالثَّالِثُ يَزِيدُ فِي الْفِقَارِ - يَعْنِي مَاءَ الظَّهْرِ - وَالرَّابِعُ يَزِيدُ فِي السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَالْخَامِسِ - يحيدُ -[يَخْبَلُ] شَيْطَانُهُ، وَالسَّادِسُ يُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ وَيُبَاعِدُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالسَّابِعُ خير تمراتكم البرنى ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا

أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي الْفُرَوِيَّ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلَا دَاء فِيهِ ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنُ بُخَيْتٍ أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَى حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلَيْكُمُ بِالْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ خَيْرُ تُمُورِكُمْ، يُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ ويباعد من النَّار ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مسْعدَة أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَدِمَ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ الْبَحْرَيْنِ فَأَهْدَوْا إِلَيْهِ حُلَّةً مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: مَا تُسَمُّونَ هَذَا؟ قَالُوا: هُوَ الْبَرْنِيُّ. قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فِيهِ آنِفًا فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ كُلِ الْبَرْنِيَّ وَمُرْ أُمَّتَكَ بِأَكْلِهِ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَ خِصَالٍ: يَهْضِمُ الطَّعَام وينشط الانسان، و - يحيد -[يُخْبِلُ] الشَّيْطَانَ، وَيُقَرِّبُ مِنَ الرَّحْمَنِ، وَيزِيدُ مَاءَ الظَّهْرِ، وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ، ويطيب النَّفس، وَخير تموركم البرنى ". وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو قلَابَة حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْغِفَارِيّ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيه عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ بالبرنى من الْجنَّة ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا ابْن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْقَاضِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالتَّمْرِ الْبَرْنِيِّ فَإِنَّهُ يُشْبِعُ الْجَائِعَ وَيُدْفِئُ الْعُرْيَان ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الملك حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَان ابْن عبد الله الْعَبْدِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاء وَلَا دَاء فِيهِ ". وَأما حَدِيث بُرَيْدَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ صَاحب عبد الْوَارِث حَدثنَا عبد الله بْنُ السَّكَنِ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عبد الله الأَصَمُّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ تَمْرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلا دَاءَ فِيهِ ". لَيْسَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا شئ يَصح. أما حَدِيث عَلَى فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل سُفْيَان بْن وَكِيع. قَالَ الْبُخَارِي: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ لِأَشْيَاء لقنوه إِيَّاهَا. قَالَ ابْن عَدِي: كَانَ إِذَا لقن يلقن. قَالَ وَإسْنَاد هَذِه الطّرق بَاطِل. وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهَا إِسْحَاق الْفُرَوِيَّ وَهُوَ إِسْحَاق ابْن عبد الله بْن أَبِي فَرْوَة. قَالَ أَحْمَد: لَا يَحِلُّ عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وفى الطَّرِيق الثَّالِث عبد الله بن أَحْمد ابْن عَامر يرْوى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة عَنْ أهل الْبَيْت كلهَا بَاطِلَة.

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع، وَلَا نشك أَن جَعْفَر بْن بَيَان وَضعه. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي سعيد فالمتهم بِهِ عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ، نسبه ابْن حبَان إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِهِ حُسَيْن بْن علوان. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأما حَدِيث أَنَس فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا نَعْرِف إِلَّا نعْمَان بن عبد الله وَهُوَ مَجْهُول. وَأَمَّا حَدِيث بُرَيْدَة فَفِيهِ عقبَة بن عبد الله الْأَصَم. قَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى يشْهد لَهَا بِالْوَضْعِ. بَاب أكل التَّمْر على الرِّيق أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غُفَيْرٍ أَنْبَأَنَا شُعَيْبُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: عصمَة بْن مُحَمَّد كَذَّاب يضع الْحَدِيث. وَقَالَ العقيلى: حدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثقاة. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب أكل البلح بِالتَّمْرِ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله السرسنجردى ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُبَاحٍ السَّكُونِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ

ابْن عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَبُو زُكَيْرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآهُ غَضِبَ وَقَالَ عَاشَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْجديد بِالْخلقِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَضَاوِيُّ أَنْبَأَنَا أَبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُ الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ يَقُولُ بَقِيَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أكل الحَدِيث بالعتيق ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ أَبُو زُكَيْرٍ عَنْ هِشَام. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ. قَالَ ابْن حبَان: وَهُوَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل من غَيْر تعمد فَلَا يحْتَج بِهِ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ المُصَنّف قُلْت: هَذَا مدح ابْن حبَان فِي يَحْيَى، وَقَدْ أخرج عَنْهُ مُسْلِم بْن الْحَجَّاج، وَلَعَلَّ الزلل كَانَ من قبل ابْن شَدَّاد. وَقد قَالَ الدَّارقطني: مُحَمَّد بْن شَدَّاد المسمعي لَا يكْتب حَدِيثه. وَأَمَّا طَرِيق يَحْيَى (1) بْن حَمَّاد. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: سُئِلَ عَنْ حَدِيثه فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أصل فَقيل لَهُ يرويهِ نعيم بْن حَمَّاد فَقَالَ شبه لَهُ وَقَالَ يَحْيَى مرّة: لَيْسَ فِي الحَدِيث بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: ضَعِيف لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ الدَّارقطني: كثير الْوَهم. بَاب إطْعَام النُّفَسَاء التَّمْر أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا الْحُسَيْن بن

_ لَعَلَّه نعيم.

الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامَهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرُ خَرَجَ وَلَدُهَا ذَلِكَ حَلِيمًا، فَإِنَّهُ كَانَ طَعَامَ مَرْيَمَ حَيْثُ وَلَدَتْ عِيسَى، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ طَعَامًا كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنَ التَّمْرِ أَطْعَمَهَا إِيَّاهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُلَيْمَان يضع الْحَدِيث. وَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: لَا يحل لأحد أَن يرْوى عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: سُلَيْمَان وَدَاوُد بن سُلَيْمَان كذابان. بَاب فضل الرطب أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبْعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْخَرَشِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنِي ثَابِتُ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ: " قَالَ لِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ الرُّطَبُ فَهَنِّينِي ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حسان عَنْ ثَابت. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَا يَرْوِيهِ عَن عَنْ ثَابت غَيْر حسان. وَقَدْ حدث حسان بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ

عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عبد الله بْنِ مَاهَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو عَن إِسْحَاق بن عبد الله الدِّمَشْقِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ عَلِمَ النَّاسُ وَجْدِي بِالرُّطَبِ لَعَزُّونِي بِهِ إِذَا ذَهَبَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ تنزه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى هَذَا. وَمن أَبِي بَكْر بْن عَبْدِ الْخَالِق إِلَى يمام بَيْنَ ضَعِيف وَكَذَّاب، وَإِسْحَاق ذَاهِب الحَدِيث. بَاب من لقم أَخَاهُ حلاوة فِيهِ عَنْ أَنَس وَأبي هُرَيْرَةَ: فَأَما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ خَالِدٍ الْعَبْدِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقَمَ أَخَاهُ لُقْمَةً حَلاوَةٍ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ مرَارَة الْموقف يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب أَنبأَنَا أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمُ بْنُ السِّيُوطِيِّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ بْنِ الْفَرْخَانِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ فَنَاوَلَنِي لُقْمَةَ فَالَوْذَجَ. ثُمَّ قَالَ لِي: كُلْ. ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ حَدَّثَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" مَنْ لَقَمَ أَخَاهُ لُقْمَةَ حُلْوٍ لَا يَرْجُو بِهَا خَيْرَهُ وَلا يَخْشَى بِهَا شَرَّهُ، لَا يُرِيدُ بِهَا إِلا اللَّهَ وَقَاهُ اللَّهُ مرَارَة الْموقف يَوْم الْقِيَامَة ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُهْتَدِي حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الْغَافِقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عبد الله ابْن الْمُثَنَّى الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَطْعَمَ أَخَاهُ لُقْمَةَ حَلاوَةٍ لَمْ يَذُقْ مَرَارَةَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما حَدِيث أَنَس فَفِي طَرِيقه الأَوَّل يَزِيد الرقاشِي وَهُوَ مَتْرُوك. وخَالِد العَبْد رَمَاه الفلاس بِأَنَّهُ يضع الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث. وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: الْحمل فِيهِ عَلَى ابْن الفرخان وَهُوَ ذَاهِب الْحَدِيث. قَالَ وَقَدْ أَبَاهُ أَبُو نصر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر الفقاعي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن الصُّوفِي فنرى أَن الفقاعي رَوَاهُ عَنِ ابْن الفرخان وَسقط امم ابْن الفرخان من كتاب شَيخنَا الْمَقْدِسِي إِلَّا أَن فِي رُوَاة الفقاعي فليح عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ أَنَسٍ ونرى أَن الاخْتِلاف بَيْنَ الإسنادين لَا يمْتَنع أَن يَكُون من جِهَة ابْن الفرخان فَإِنَّهُ كَانَ يرويهِ عَنْ مَا يتَّفق لَهُ أَوْ من جِهَة ابْن السُّيُوطِيّ فَإِنَّهُ كَانَ ظَاهر التَّخْلِيط. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَفِيهِ فضَالة بْن حُصَيْن. قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم. وَفِيهِ عبد الله بْن الْمثنى. وَقَدْ ضَعَّفُوهُ. وَفِيهِ زَكَرِيَّا بن يحيى وَهُوَ مَتْرُوك.

بَاب النهى عَنْ أكل كُل مَا يشتهى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ ظَفْرٍ الْمَغَازِلِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ الْمَأْمُونُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن الدَّارقطني ج. وأنبأنا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُزْدَكَ قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلامَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن حبَان: يَحْيَى بْن عُثْمَان مُنكر الْحَدِيث لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ: وَيجب التنكب عَلَى حَدِيث نوح. بَاب ترك الطَّيِّبَات أَنْبَأَنَا عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدَّيْنَوَرِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْقَزْوِينِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُمَرُ بن مُحَمَّد الزيات حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ حَدَّثَنَا نَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ الْحَصَّافُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ طَيِّبَ الطَّعَامِ فَإِنَّمَا قُوَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْعُرُوقِ بِهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ نزيع. قَالَ أَحْمَد: أَحَادِيثه مَنَاكِير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد. وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك. بَاب النهى عَنْ أكل الطين فِيهِ عَنْ عَلَى وَجَابِر وسلمان وأبى هُرَيْرَة وَأنس وَابْن عَبَّاس والبراء وَعَائِشَة رضى الله عَنْهُم.

فَأَما حَدِيث عَلَى وَجَابِر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ جَعْفَرٌ حَدَّثَنِي عَمِّي الْحَسَنُ بْنُ بَيَانٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ قَالا جَمِيعًا أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَجَابِرِ بن عبد الله قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ فَحَرَّمَ أكل الطين على ذُريَّته ". قَالَ جَعْفَرٌ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ عَن زُرَارَة ابْن أَعْيَنَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْلُ الطِّينِ يُورث النِّفَاق ". وَأما حَدِيث سلمَان فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسب حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْن يَزِيدَ الأَهْوَازِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التِّيمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فقد أعَان على نَفسه ". وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدثنَا بَقِيَّة عَن عبد الملك بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ الطِّينَ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ على قتل نَفسه ".

الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُطَيَّنٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَة عَن سهل بن عبد الله المروزى عَن عبد الملك ابْن صَفْوَانَ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي سُهَيْلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَلَعَ بِأَكْلِ الطِّينَ فَكَأَنَّمَا أعَان على نَفسه ". وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ سَالِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عبد القدوس بن عبد القاهر حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَكَلَ الطِّينَ - وَفِيهِ: فَقَدْ أَكَلَ مِنْ لَحْمِ أَبِيه آدم واغتسل بِهِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ غَسَّانَ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَمَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ طِينٍ كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجهه فِي النَّار ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنبأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ زَمْزَمَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ ابْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ الْفَضْلِ الثّمَالِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا مَنْ أَكَلَ الطِّينَ حَشَا اللَّهُ بَطْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا عَلَى قَدْرِ مَا أَكَلَ مِنَ الطين ". الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحِمْصِيِّ عَن مُحَمَّد

ابْن سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ خَصِيفِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " أقسم ربكُم غزوجل لَيُعَذِّبَنَّ آكِلَ الطِّينِ كَعَذَابِ شَارِبِ الْخمر ". وَأما حَدِيث الْبَراء: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُكَّاشَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْعَبْدَ عَلَى أَكْلِهِ الطِّينَ لِمَا غير من جِسْمه ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ عَبَّادٍ الْفَرْغَانِيِّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا حُمَيْرَاءُ لَا تَأْكُلِي الطِّينَ فَإِنَّهُ يُعَظِّمُ الْبَطْنَ وَيُصَفِّرُ اللَّوْنَ وَيُذْهِبُ بِبَهَاءِ الْوَجْهِ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ يَصح. أما حَدِيث عَلَى وَجَابِر فهما من وضع جَعْفَر بْن أَحْمَدَ بْن بَيَان. قَالَ ابْن عدي: كَانَ يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث سلمَان فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ يَحْيَى بْن يَزِيد الْأَهْوَازِي. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَهَذَا الرجل كالمجهول. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة ففى الطَّرِيق الأول عبد الملك بْن مهْرَان. وَفِي الثَّانِي سهل بن عبد الله. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هما مَجْهُولَانِ والحَدِيث بَاطِل. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَلِي بْن عَاصِم. قَالَ يَزِيد بْن هَارُون: مازلنا نعرفه بِالْكَذِبِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ خَالِد بْن غَسَّان. قَالَ ابْن عَدِي: حدث عَنْ أَبِيهِ بحَدِيثين باطلين والحَدِيثان فِي أكل الطين أَنَّهُ حرَام عَلَى كُل مُسْلِم. وَأَبوهُ مَعْرُوف لَا بَأْس بِهِ.

وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَإِن عَاصِم بْن زَمْزَم وَمُقَاتِل بْن أَبِي الْفضل مَجْهُول وَأَمَّا صَالِح بْن مُحَمَّد فَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل كتب حَدِيثه. وَأما مُحَمَّد بْن عكاشة فَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يضع الحَدِيث. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ يَحْيَى بْن هَاشم. قَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب عَنْهُ، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ دجال هَذِه الْأمة، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لهَذَا الْحَدِيث أصل وَلَا يحفظ من وَجه يثبت. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مَا أعلم فِي الطين شَيْئًا يَصح، وَقَالَ مرّة: لَيْسَ فِيهِ شئ يثبت إِلَّا أَنه يضر بِالْبدنِ. بَاب مدح اللبان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا هنبل بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بن عبد الله حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتٌّ مِنَ النِّسْيَانِ: سُورُ الْفَارِ، وَإِلْقَاءُ الْقَمْلَةَ وَهِيَ حَيَّةٌ، وَالْبَوْلُ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، وَمَضْغُ الْعَلَكِ، وَأَكْلُ التُّفَّاحِ، وَيحِلُّ ذَلِكَ اللِّبَانُ الذَّكَرِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الحكم. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كُل أَحَادِيثه مَوْضُوعَة، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ كَذَّاب. بَاب مايصنع م ن نسى التَّسْمِيَة على طَعَامه أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أبنأنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُس حَدثنَا على ابْن ثَابِتٍ عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِّيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقْرَأْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِذَا فَرَغَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ حَمْزَة، وَهُوَ حَمْزَة بْن أَبِي حَمْزَة الْجعْفِيّ النصيبي. قَالَ أَحْمَد: هُوَ مطروح الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ لَا يساوى

فلسًا، وَقَالَ ابْن عَدِي: يضع الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل الرِّوَايَة عَنهُ، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب قلَّة الاكل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صعصعة حَدثنَا عبد الرحمن بن صَالح الازدي حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُطَّلِبِ الْعَجَلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَبِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَقِلُّ طَعَامُهُمْ فَتُسْتَفْسَرُ بُيُوتُهُمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: الْحَسَن بْن ذكْوَان أَحَادِيثه أباطيل. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَعبد اللَّه بْن الْمطلب مَجْهُول وَحَدِيثه مُنكر غير مَحْفُوظ. بَاب النهى عَن النفخ فِي الطَّعَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن سهل بن عبد الله الْغَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَعْرَجُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ الْحَارِثِ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ يُذْهِبُ بِالْبركَةِ ". قَالَ النقاش: وَضعه عبد الله بْن الْحَارِث. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ قَالَ ابْن حبَان: كَانَ عبد الله دجالًا يضع الحَدِيث. بَاب الاكل بِجَمِيعِ الْكَفّ حدثت عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر بن

حَمْدَانَ حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم التُّرْجُمَانِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ أَبِيهَا قَالَتْ " رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ بِكَفِّهِ كُلِّهَا فَقُلْتُ لَهُ: أَلا تَأْكُلُ بِثَلاثِ أَصَابِعَ؟ فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ بَكَفِّهِ كُلِّهَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَرْأَة مَجْهُولَة، وأبوها لَا يعرف. وَفِي الصَّحِيح أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْكُل بِثَلَاث أَصَابِع. بَاب الامر بالعشاء أَنبأَنَا الْكَرُوجِيُّ أَنْبَأَنَا الأَزْدِيُّ وَالْغَوْرَجِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا ابْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا الْمَحْبُوبِيُّ حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الكوفى حَدثنَا عَنْبَسَة بن عبد الرحمن القرشى عَن عبد الملك بْنِ عِلاقٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ فَإِنْ تَرَكَ الْعَشَاءِ مَهْرَمَةٌ " قَالَ التِّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيث مُنكر لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه. وعنبسة ضَعِيف فِي الْحَدِيث، وَعبد الْمَلِك بْن علاق مَجْهُول. قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما عَنْبَسَة فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. بَاب الأَكْل فِي السُّوق فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبى أُمَامَة. فَأَما حَدِيث أبي هريره فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

عبيد ح. وأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُكَتِّبُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْوَصِيفِيُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ نَصْرٍ الْمُطِيحِيُّ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ لُقْمَانَ عَنْ عبد الرحمن الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الأَكْلُ فِي السُّوقِ دناءة ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيّ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَكْلُ فِي السُّوق دناءة " وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظً سَمِعْتُ عِمْرَانَ السَّخْتَيَانِيَّ يَقُولُ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الأَكْلُ فِي السُّوق دناءة ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل مُحَمَّد بْن الْفُرَات. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبَة: كَانَ كذابا، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى

المعضلات عَنِ الْأَثْبَات لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَقَالَ الدَّارقطني: الْهَيْثَم بْن سهل ضَعِيف. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَفِي طَرِيقه الْقَاسِم وَهُوَ مَجْرُوح. قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَنِ الصَّحَابَة المعضلات. وَفِي الطَّرِيق الأَوَّل جَعْفَر. قَالَ شُعْبَة: كَانَ يكذب. وَفِي الثَّانِي الوجيهي. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن عدي: هُوَ فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ متْنا وإسنادا. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَا يثبت فِي هَذَا الْبَاب عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شئ. بَاب ذكر الْحَلَال. أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ الْبَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك الأَنْصَارِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَحَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وَقَالَ إِنَّهُمَا يسقيان عرق الجذام ". أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ شَيْخٍ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوَحَّاظِيُّ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن عبد الملك الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَحَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، قَالَ إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ عِرْقَ الْجُذَامِ " فَقَالَ أَبِي: قد رَأَيْت مُحَمَّد بن عبد الملك وَكَانَ أعمى وَكَانَ يضع الْحَدِيث ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَا يُتَابع عَلَى هَذَا إِلَّا من جِهَة هِيَ أَوْهَى من جِهَته. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رَوَى رَقَبَة بْن مصقلة عَنْ أَنَس عَنْ رَسُول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " حبذا المتحللون من أمتى " رَقَبَة لَمْ يسمع من أَنَس شَيْئًا فَهُوَ مُرْسل. بَاب من دعى إِلَى طَعَام فَلم يردهُ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ عُلاثَةَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ شَنْظِيرَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلَمْ يَرُدّهُ فَلا يَقُلْ هَنِيئًا فَإِنَّ الْهَنَى لأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ أَطْعَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ طَيِّبًا ". هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ كثير بْن شنظير. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَابْن علاثة قَالَ فِيهِ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة لَا يحل ذكره إِلَّا على جِهَة الْقدح. وَقَالَ الدَّارقطني: عَمْرو ابْن الْحصين مَتْرُوك.

كتاب الاشربة

كتاب الاشربة بَاب شرب المَاء على الرِّيق أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيَّ وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ لَيْسَ لَهَا أُصُولٌ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شُرْبُ الْمَاءِ عَلَى الرِّيقِ يَعْقِدُ الشَّحْمَ ". قَالَ المُصَنّف قُلْت: مَا أخوفني أَن يَكُون هَذَا الْوَضع قصد شين الشَّرِيعَة، وَإِلَّا فأى شئ فِي المَاء حَتَّى يعْقد الشَّحْم. بَاب الشّرْب من سُؤْر الْمُسلم أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ مَشْكَانَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ أَنْبَأَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا نَوْحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من التَّوَاضُعِ أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ رُفِعَتْ لَهُ سَبْعُونَ دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَبْعُونَ خَطِيَّةً، وَكُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً ". تفرد بِهِ نوح. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ مُسلم بن الْحجَّاج وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب إِثْم شَارِب الْخمر أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن الدَّارقطني أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عبد الرحمن عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من شَرِبَ الْخَمْرَ ظَلَّ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكًا، وَمَنْ سَكِرَ مِنْهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ كَافِرًا ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ أَبُو شيبَة واسْمه إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان كَانَ شُعْبَة يكذبهُ وَقَالَ ابْن الْمُبَارَك: ارْمِ بِهِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ أَحْمَد: مُنكر الْحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْدَلانِيُّ حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِنَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَجَعَلَهَا فِي بَطْنِهِ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ سَبْعًا، فَإِنْ مَاتَ فِيهِنَّ مَاتَ كَافِرًا، فَإِذَا أَذْهَبَتْ عَقْلُهُ عَنْ شئ مِنَ الْفَرَائِضِ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَإِنْ مَاتَ فِيهَا مَاتَ كَافِرًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ عَلَى وَيَحْيَى: يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد لَا يحْتَج بحَديثه، وَقَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث. وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنِ الاعمش عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ مَاتَ مِنْهَا مَاتَ كَافِرًا مادام فِي عروقه مِنْهَا شئ ". تفرد بِهِ عباد عَنْ عَمْرو بْن ثَابت. فَأَما عباد فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك. وَأَمَّا عَمْرو فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مَأْمُونٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات. وَقَدْ رَوَى نَحوه عَن إِبْرَاهِيم

ابْن عبد الله المصِّيصِي من حَدِيث ابْن عُمَر. وَكَانَ المصِّيصِي يسرق الْحَدِيث ويسويه فِي حَدِيث عَطَاء بْن السَّائِب من حَدِيث ابْن عُمَر نَحوه إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يذكر فِيهِ الْكفْر إِلَّا أَن عَطَاء اخْتَلَط فِي آخر عمره، فَقَالَ يَحْيَى: لَا يحْتَج بحَدِيثه. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدثنَا الاوزاعي عَن يحيى ابْن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا تَنَاوَلَ الْعَبْدُ كَأْسَ الْخَمْرِ فِي يَدِهِ نَادَاهُ الإِيمَانُ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَلا تُدْخِلَهُ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أَسْتَقِرُّ أَنَا وَهُوَ فِي مَوْضِعٍ، فَإِنْ شَرِبَهُ نَفَرَ مِنْهُ الإِيمَانُ نَفْرَةً لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَبَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا لَا يُرَدُّ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمُحَمّد بْن أَيُّوبَ يروي الْمَوْضُوع لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. قَالَ ابْن الْمُبَارَك: وَأَمَّا أَيُّوب فارم بِهِ. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَكِيُّ بْنُ عَبْدَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَزِيدَ السَّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُجَالِسُوا شَرَبَةَ الْخَمْرِ وَلا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، فَإِن شَارِب الْخمر يحيى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدًّا وَجْهُهُ مَدْلَعًا لِسَانُهُ عَلَى صَدْرِهِ يَسِيلُ لُعَابُهُ عَلَى صَدْرِهِ يَقْذُرُهُ كُلُّ مَنْ رَآهُ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَفِيه جمَاعَة ضعفاء،

مِنْهُم لَيْث. قَالَ ابْن حبَان: اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيثهم. وَمِنْهُم جَعْفَر بْن الْحَارِث. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَمِنْهُم أَبُو مُطِيع الْبَلْخِي. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا يَنْبَغِي أَن يرْوى عَنهُ شئ. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَوَارِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو هُدْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ] : " مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ سَكْرَانُ دَخَلَ الْقَبْرَ سكرانا وَبعث من قَبره سكرانا وَأمر بِهِ إِلَى النَّار سكرانا إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سَكْرَانُ فِيهِ عَيْنٌ تَجْرِي فِيهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ [وَهُوَ] طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ". قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا الْحَدِيث بَاطِل وَأَبُو هدبة مَتْرُوك الْحَدِيث كذبه يَحْيَى وعَلى، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب. حَدِيث آخر: رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْن يَزِيدَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَدْ أَشْرَكَ ". قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: إِبْرَاهِيم بْن يَزِيد مَتْرُوك، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. بَاب من يعْتَقد الْخمر حَلَالا أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عدى حَدثنَا عبد الرحمن بن إِسْمَاعِيل الكوفى حَدثنَا عبد الله بْنُ مَسْلَمَةَ الْبَلَدِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من حَمَلَ كَأْسَ خَمْرٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ حَرَامٌ فَقَالَ لَا بَلْ هُوَ حَلالٌ مَاتَ مُشْرِكًا وَبَانَتْ مِنْهُ امْرَأَته ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن عَدِي: عمار أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَهُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب شرب الدادى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الوَاسِطِيّ أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الإِسْتِرَابَاذِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيم عَن ابْن نَافِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرُبَ حَدَّثَنِي أَبِي بْنُ نَافِعٍ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حَبٌّ عُمِلَ مِنَ الْهِنْدَبَاءِ. يُقَالُ لَهُ الدَّادِيُّ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". قَالَ الْخَطِيب: كُل رجال إِسْنَاده مَا وَرَاء ابْن عَدِي لَا يعرف. وَقَالَ الدَّارقطني إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم دجال.

كتاب اللباس

كتاب اللبَاس بَاب فضل العمائم أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا أَنْبَأَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدثنَا على ابْن الْحُسَيْنِ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلام حَدثنَا عبيد الله بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: سَعِيد بْن سَلام كَذَّاب كَذَّاب وَقَالَ عَلَي: رميت حَدِيثه. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْبُخَارِيّ: يذكر بِوَضْع الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل. وَأما عبيد الله بْن أَبِي حميد فيكنى أَبَا الْخَطَّاب وَاسم أَبِي حميد غَالب. قَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: يسْتَحق التّرْك وَهُوَ الَّذِي يرْوى عَنْهُ البصريون يَقُولُونَ عبيد الله بن غَالب حَتَّى لَا يعرف. بَاب فضل السَّرَاوِيل فِيهِ عَنْ عَلَى وَسَعِيد بْن طريف وأبى هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث على فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقْرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنْجَرَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ وَبَرَةَ عَنْ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ عَنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: " كُنْتُ قَاعِدًا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَقِيعِ فِي يَوْمٍ دَخَنٍ وَمَطَرٍ فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ وَمَعَهَا مُكَارِيُّ فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

عَنْهَا بِوَجْهِهِ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ [اغْفِر] للمتسرولات من أمتى، يَا أَيهَا النَّاسُ اتَّخِذُوا السَّرَاوِيلاتِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ وَحَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْن زَكَرِيَّا. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف مُسْندًا إِلا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: حدث عَنِ الثقاة بِالْبَوَاطِيل. وَأما حَدِيث سَعِيد بْن طريف فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا أَحْمد بن على ابْن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْبَرْقَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَاد حَدثنَا عبد الله بن عبد الرحمن عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: " بْيَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ وَامْرَأَةٌ عَلَى حِمَارِ يَطُوفُ بهَا أسود فِي يَوْم طش إِذْ أَتَتْ يَدُ الْحِمَارِ عَلَى وَهْدَةٍ فَزَلِقَ فَصرعَتِ الْمَرْأَةَ، فَصَرَفَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ كَرَاهَةَ أَنْ يَرَى مِنْهَا عَوْرَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ المتسرولات. وَقَالَ: البسوا السراويلات، وحصنوابها نِسَاءَكَمُ عِنْدَ خُرُوجِهِنَّ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. فَقَدْ ذكره أَبُو بَكْر الْخَطِيب وَجعل سَعْد بْن طريف من الصَّحَابَة، وَفرق بَينه وَبَين سَعْد بْن طريف الإسكاف، وَلَا أرَاهُ إِلَّا هُوَ وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه سَعْد بْن طريف ويوشك أَن يَكُون الإسكاف قَدْ رَوَاهُ عَنِ الْأَصْبَغ عَنْ عَلَى فَسقط ذَلِكَ فِي النَّقْل وَكَانَ الإسكاف وضاعا للحَدِيث بِلَا شكّ، عَلَى أَن يُوسُف بن زِيَاد لَيْسَ بشئ. قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَشْهُور بالاباطيل. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عباد بن مُوسَى

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ زِيَادٍ عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ يَوْمًا السُّوقَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ إِلَى الْبَزَّازِينَ فَاشْتَرَى سَرَاوِيلَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَكَانَ لأَهْلِ السُّوقِ وَازِنٌ يَزِنُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ايزِنْ وَأَرْجِحْ، فَقَالَ الْوَزَّانُ: إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَقُلْتُ لَهُ: كَفَى بِكَ مِنَ الْوَهَنَ وَالْجَفَا فِي دِينِكَ أَلا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ؟ فَطَرَحَ الْمِيزَانَ وَوَثَبَ إِلَى [يَدِ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يُقَبِّلَهَا، فَجَذَبَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْهُ، وَقَالَ: هَذَا إِنَّمَا تَفْعَلُهُ الأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا وَلَسْتُ بِمَلَكٍ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَوَزَنَ وَأَرْجَحَ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّرَاوِيلَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَهَبْتُ أَحْمِلُهُ عَنهُ فَقَالَ: صَاحب الشئ أَحَقُّ بِشَيْئِهِ أَنْ يَحْمِلَهُ إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجَزُ عَنْهُ فَيُعِينُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّكَ لَتَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنِّي أُمِرْتُ بِالتَّسَتُّرِ فَلَمْ أَرْ شَيْئًا أَسْتَرَ مِنْهَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ الدَّارقطني: الْحمل فِيهِ عَلَى يُوسُف بْن زِيَاد لِأَنَّهُ مَشْهُور بالأباطيل وَلَمْ يحدث عَنِ الإفْرِيقِي غَيره. وَقَالَ ابْن حبَان: الإفْرِيقِي يرْوى الموضوعات عَن الاثبات، وَضَعفه يحيى. بَاب لبس القباء الاسود أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا أَبُو الطّيب حَدثنَا المعافا بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ الْمَدِينَةَ أَعْظَمَ أَنْ يَرْقَى مِنْبَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبَاءٍ أَسْوَدَ وَمِنْطَقَةٍ فَقَالَ أبوالبخترى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ وَمِنْطَقَةٌ مُحْتَجِزًا فِيهَا بخنجر ".

هَذَا حَدِيث [مَوْضُوع] وَضعه أبوالبخترى، وَقَدْ أَجمعُوا عَلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الْحَدِيث. أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيب أَنْبَأَنَا التنوخي حَدثنَا طَلْحَة بن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر حَدَّثَنِي عُمَر بْن الْحَسَن الْأُشْنَانِي حَدَّثَنَا جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ عَنْ يَحْيَى بْن معِين أَنَّهُ وقف على حَلقَة ابوالبخترى فَإِذَا هُوَ يحدث هَذَا الْحَدِيث عَن جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ فَقَالَ لَهُ: كذبت يَا عَدو اللَّه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فأخذني الشَّرْط. قَالَ فَقُلْتُ: هَذَا يزْعم أَنَّ رَسُولَ رب الْعَالمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ قبَاء. قَالَ فَقَالُوا لِي: هَذَا وَالله قاص كَذَّاب وأفرجوا عَنى. رَوَى شاه الْخُرَاسَانِي من حَدِيث جَابِر: " أَتَانِي جِبْرِيل وَعَلِيهِ قبَاء أسود " وشاه كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب لبس الصُّوف أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّليُّ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّومَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس حَدثنَا عبد الله بْنُ دَاوُدَ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا حَلاوَةَ الإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تَجِدُوا قِلَّةَ الأَكْلِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ الصُّوفِ تُعْرَفُونَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِنَّ لِبَاسَ الصُّوفِ يُورِثُ الْقَلْبَ التَّفَكُّرَ، وَالتَّفَكُّرُ يُورِثُ الْحِكْمَةَ، وَالْحِكْمَةُ تَجْرِي فِي الْجَوْفِ مَجْرَى الدَّمِ، فَمَنْ كَثُرَ تَفَكُّرُهُ قَلَّ طَمَعُهُ وَكَلَّ لِسَانُهُ، وَمَنْ قَلَّ تَفَكُّرُهُ كَثُرَ طَمَعُهُ وَعَظُمَ بَدَنُهُ وَقَسِيَ قَلْبُهُ، وَالْقَلْبُ الْقَاسِي بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قريب من النَّار ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف، قَالَه النَّسَائِيّ. قَالَ ابْن حبَان: لَا يحْتَج بِهِ وَلَا بِعَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ. قَالَ: والكديمي يضع الحَدِيث ح. وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي عَنِ ابْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ عَن أَبى عبد الرحمن السلمى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رُزَيْنٍ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الجويبارى حَدثنَا مُسلم ابْن سَالِمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ اللَّهِ فَلْيَجْلِسْ مَعَ أَهْلِ الصُّوفِ ". هَذَا مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ الجويباري وَقَدْ بَينا فِي مَوَاضِع أَنَّهُ كَذَّاب وَضاع وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَان بْن أَرقم عَنِ الزُّهْرِيّ عَنِ ابْن الْمُسَيِّب عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَن يجد حلاوة الإِيمَان فليلبس الصُّوف " وَسليمَان تَرَكُوهُ. بَاب لبس المرقع من الصُّوف أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الدِّينَوَرِيُّ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّوْمَعِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلاءِ الْبَرْدَعِيُّ حَدَّثَنَا فَارِسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْن خَالِدٍ الْمُهَلَّبِيُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ عَنْ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَاتَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّوفِ وَعَلَيْهِ إِحْدَى عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ الصَّدِيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الصُّوفِ وَعَلَيْهِ اثْنَا عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ، وَمَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَم ".

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وكذابون، فهناد من الضُّعَفَاء المتهمين، وَمُقَاتِل من الْكَذَّابين. قَالَ النَّسَائِيُّ: كَانَ مقَاتل يضع الحَدِيث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا بَيْنَ الرجلَيْن مَجْهُول. حَدِيث آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ قُرِئَ عَلَى أَسَدِ بْنِ مُوسَى حَدَّثَكَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحَدَّثَكَ سُلَيْمَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كِيسَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ حَلاوَةَ الإِيمَانَ فَلْيَلْبِسِ الصُّوفَ وَلْيَعْتَقِلْ بِثِيَابِهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَحْمد: سُلَيْمَان لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ، وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة الموضوعات. بَاب صفة لِبَاس الْمَلَائِكَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن عِمْرَانَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ حَرْبٍ البجلى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ بُدَيْلَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ لِبَاسُ الْمَلائِكَةِ إِلَى أَنْصَافِ سُوقِهَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بديل ضَعِيف، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ يشبه حَدِيث الْأَثْبَات. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وحَدِيث الْفضل بْن حَرْب غير مَحْفُوظ.

بَاب ذمّ من كَانَ ثَوْبه خيرا من عمله أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بن عِيسَى أبويحيى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْغَضُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ مَنْ كَانَ ثَوْبَاهُ خَيْرَا مِنْ عَمَلِهِ، يَكُونُ ثِيَابُهُ ثَيَابَ الأَغْنِيَاءِ وَعَمَلُهُ عَمَلَ الْجَبَّارِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ الْعَقِيلِيّ: سليم مَجْهُول فِي النَّقْل حَدِيثه مُنكر عَنِ الثَّوْرِي غَيْر مَحْفُوظ، وَفِي الْإِسْنَاد كَاتب اللَّيْث. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ.

كتاب الزينة

كتاب الزِّينَة بَاب الاخذ من الشَّارِب حدثت عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَانَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَلَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَادَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ طَوَّلَ شَارِبَهُ فِي دَارِ الدُّنْيَا طَوَّلَ نَدَامَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى شَارِبِهِ سَبْعِينَ شَيْطَانًا، فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِك الْحَال لاتستجاب لَهُ دَعْوَةٌ وَلا تَنْزِلُ عَلَيْهِ رَحْمَةٌ. وَمَنْ قَصَّ شَارِبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الثَّوَابِ أَلْفٌ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ قَصْرٍ ". وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي التَّرْغِيب والترهيب فِي ذَلِكَ، وَهُوَ من أنتن الْوَضع وأسمجه. وَلَوْلَا حَمَاقَة من وضع هَذَا وَأَنه مَا شم ريح الْعلم لعلم أَن غَايَة مَا فِي تَطْوِيل الشَّارِب مُخَالفَة سنة لَا يصلح التواعد عَلَيْهَا بِمثل هَذَا. وَالْمُتَّهَم بِهِ ابْن جَابَان، وَقَدْ خلط فِي الْإِسْنَاد كَمَا رَأَيْت وأتى بِجَمَاعَة مجهولين. بَاب الاخذ من طول اللِّحْيَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مِنْ طُولِ لِحْيَتِهِ وَلَكِنْ مِنَ الصَّدْغَيْنِ ". قَالَ ابْن مخلد: هَذَا أَحْمَد بْن الْوَلِيد لَا يساوى فلسًا، وَقَالَ ابْن عَدِي: إِبْرَاهِيم ابْن الْهَيْثَم كذبه النَّاس.

بَاب قصّ الشَّارِب فِي أَيَّام الاسبوع أَنبأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ أَنْبَأَنَا سَعْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوب أَنبأَنَا هناد ابْن إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ حَفْصٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِبْلٍ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ النَّحْوِيُّ عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ السَّبْتِ خَرَجَ مِنْهُ الدَّاءُ وَدَخَلَ فِيهِ الشِّفَاءُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الأَحَدِ خَرَجَتْ مِنْهُ الْفَاقَةُ وَدَخَلَ فِيهِ الْغِنَى، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ خَرَجَتْ مِنْهُ الْعِلَّةُ وَدَخَلَتْ فِيهِ الصِّحَّةُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ خَرَجَ مِنْهُ الْبَرَصُ وَدَخَلَ فِيهِ الْعَافِيَةُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ خَرَجَ الْوِسْوَاسُ وَالْخَوْفُ وِدَخَلَ فِيهِ الأَمْنُ وَالصِّحَّةُ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ خَرَجَ مِنْهُ الْجُذَامَ وَدَخَلَ فِيهِ الْعَافِيَةِ، وَمَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دَخَلَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَخَرَجَ مِنْهُ الذُّنُوبُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ من أفبح الموضوعات وأبردها، وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء، فَفِي أَوله هناد وَلَا يوثق، وَفِي آخِره نوح، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ وَلا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سقط حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارقطني: (1) بَاب تَسْرِيح الرَّأْس واللحية كُل لَيْلَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بن عبد الله شيرونه حَدَّثَهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ الأَرْغِيَانِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ غَالِبٍ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّحَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بَالْمُشْطِ فِي كُلِّ لَيْلَة

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل وَالْكَلَام مُنْقَطع.

عُوفِيَ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ وَيَزِيد فِي عُمْرِهِ " هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْبَلَاء فِيهِ من حسان بْن غَالب الْمصْرِيّ. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: كَانَ يرْوى عَنِ الثقاة الملزقات لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال. قَالَ: وَمِمَّا رَوَى هَذَا الحَدِيث. بَاب ذمّ الامتشاط قَائِما أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَهْرَامَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِيُّ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ امْتَشَطَ قَائِمًا رَكِبَهُ الدَّيْنُ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده الْهَرَوِيّ وَهُوَ الجويباري، وَأَبُو البخْترِي وَهُوَ وهب بْن وهب، وهما كذابان وضاعان الحَدِيث. بَاب تَسْرِيح الحاجبين أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ خَالِدٍ الأَزْرَقِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبَيْهِ بِالْمُشْطِ عُوفِيَ مِنَ الْبَلاءِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الْبَسْتِيُّ: كَانَ بَقِيَّة مدلسا وَسمع من كَذَّابين يرْوى عَن الثقاة بالتدليس مَا سمع من الضُّعَفَاء، وامتحن بتلامذته، فَكَانُوا يسقطون الضُّعَفَاء من حَدِيثه ويسوونه، فَيُشبه أَن يَكُون بَقِيَّة سمع هَذَا الْحَدِيث من إِنْسَان ضَعِيف فدلس عَنْهُ فالتزق ذَلِك. قَالَ: وَهَذَا مَوْضُوع.

بَاب النهى عَن الخضاب بِالسَّوَادِ أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِث الرَّمَادِي حَدثنَا عبد الله بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يُخَضِّبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يُرَيَّحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ". قَالَ الْبَغَوِي: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عبيد الله بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يرفعهُ. هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عبد الْكَرِيم ابْن أَبِي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ. قَالَ أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ: وَالله إِنَّه لغير ثِقَة، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بشئ يشبه الْمَتْرُوك، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَاعْلَم أَنَّهُ قَدْ خضب جَمَاعَة من الصَّحَابَة بِالسَّوَادِ مِنْهُم الْحسن وَالْحُسَيْن وَسعد ابْن أَبِي وَقاص وَخلق كثير من التَّابِعين، وَإِنَّمَا كرهه قوم لما فِيهِ من التَّدْلِيس فَأَما أَن يرتقى إِلَى دَرَجَة التَّحْرِيم إِذْ لَمْ يُدَلس فَيجب فِيهِ هَذَا الْوَعيد، فَلم يقل بِذَلِكَ أحد، ثُمَّ نقُول عَلَى تَقْدِير الصِّحَّة: يحْتَمل أَن يَكُون الْمَعْنى لَا يريحون رَائِحَة الْجَنَّة لفعل يصدر مِنْهُم أَوِ اعْتِقَاد، لَا لعِلَّة الخضاب، وَيكون الخضاب سِيمَاهُمْ، فعرفهم بالسيما كَمَا قَالَ فِي الْخَوَارِج: سِيمَاهُمْ التحليق، وَإِن كَانَ تحليق الشّعْر لَيْسَ بِحرَام. بَاب فِي الْحِنَّاء أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب أَنبأَنَا الْحسن ابْن أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدثنَا

شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَيِّدُ رَيْحَانِ الْجَنَّةِ الْحِنَّاءُ " قَالَ الْخَطِيب: تفرد بروايته بَكْر بْن بكار عَنْ شُعْبَة. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: بَكْر بْن بكار لَيْسَ بشئ. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَهْرَاءَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ صَخْرٍ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ حَدثنَا عبيد الله بن عبد الله حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ صَغِيرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّوَّاءُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مَاتَ مَخْضُوبٌ وَلا دَخَلَ الْقَبْرَ إِلا وَمُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ لَا يَسْأَلانِهِ، يَقُولُ مُنْكَرٌ: يَا نَكِيرُ سَائِلْهُ، قَالَ: كَيْفَ أُسَائِلُهُ وَنور الاسلام عَلَيْهِ ". قَالَ الْقَاضِي: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِمْرَانَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ يَحْيَى بْن شَبِيبٍ حَدَّثَنَا دِينَارٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحِنَّاءُ سُنَّةُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ، يُسَبِّحُ الْحِنَّاءُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالصَّبِيِّ، وَرَكْعَتَانِ فِي الْحِنَاءِ تَعْدُلُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، وَإِذَا مَا تَدَلَّى الرَّجُلُ فِي الْقَبْرِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: سَلْهُ، فَيَقُولُ: كَيْفَ أَسْأَلُهُ وَمَعَهُ حُجَّةُ الإِسْلامِ - يَعْنِي الْخِضَابَ - ". وَهَذَانِ حَدِيثان لَا يثبتان. قَالَ الدَّارقطني: دَاوُد بْن صَغِير مُنكر الْحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: يَحْيَى بْن شبيب كَذَّاب. قَالَ ابْن حبَان: ودينار يرْوى عَنْ أَنَس أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا بالقدح فِيهِ. وَقَدْ رويت أَحَادِيث فِي فَضَائِل الْحِنَّاء لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح. بَاب التَّخَتُّم بالعقيق فِيهِ عَنْ عَلَى وَفَاطِمَة وَعَائِشَة وَأنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم: فَأَما حَدِيث عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بن السمرقندى أَنبأَنَا

أَبُو الْحَسَنِ بْنُ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ هَارُونَ الضَّبِّيِّ قَالَ وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي مَنْزِلِي حَدَّثَنَا صُهَيْبُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَزْرَقِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ وَنَقَشَ عَلَيْهِ: وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَأَحَبَّهُ الْمَلَكَانِ الموكلان بِهِ ". وَأما حَدِيث فَاطِمَة: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبَسَتِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَخَتَّمَ بالعقيق لم يزل يرى خيرا ". وَأما حَدِيث عَائِشَة فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّجَّادُ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ مبارك ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُعَمِّرِ الأَنْصَارِيُّ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " أُتِيَ بِبَعْضِ بَنِي جَعْفَرٍ إِلَى رَسُولِّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُول الله

أَرْسِلْ مَعِي مَنْ يَشْتَرِي لِي نَعْلا وَخَاتَمًا، فَدَعَا لَهُ بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرِ لَهَا نَعْلا وَاسْتَحِدَّهَا وَلَا تكن سَوْدَاء، واشترلها خَاتَمًا وَلْيَكُنْ فَصُّهُ عَقِيقًا فَإِنَّهُ مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يُقْضَ لَهُ إِلَّا بالذى هُوَ أسعد ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنبأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْغَازِي حَدَّثَنَا سَلَمُ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ عَنْ أُخْتِهِ آمِنَةَ بِنْتِ مَعْنٍ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنيِنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ خَرَزِ أَهْلِ الْجَنَّةِ العقيق ". وَأما حَدِيث أَنَس فَرَوَى أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَابِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفَقْرَ ". هَذهِ الْأَحَادِيث كلهَا لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما حَدِيث عَلِي فَهُوَ [من] عمل أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَلِي. وَأَمَّا حَدِيث فَاطِمَة فَفِي إِسْنَاده أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْب وَلَا نَعْرِف اسْمه. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ مَالِك مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل يَعْقُوب بْن الْوَلِيد. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ من الْكَذَّابين الْكِبَار كَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ يعرف بِيَعْقُوب بْن إيراهيم الزُّهْرِيّ، سَرقه مِنْهُ يَعْقُوب بْن الْوَلِيد، وَيَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيمَ لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ. وفى الطَّرِيق الثَّانِي مُحَمَّد بن أَيُّوبَ. قَالَ ابْن حبَان: يرْوى الْمَوْضُوع لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. فَأَما أَبوهُ أَيُّوب فَقَالَ ابْن الْمُبَارَك: ارْمِ بِهِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَفِي الطَّرِيق الثَّالِث سلم بن

سَالم كَذَّاب كَانَ ابْن الْمُبَارَك يكذبهُ، وَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ السعدى: غَيْر ثِقَة، وَقَالَ ابْن حبَان: رَوَى عَنِ الْقَاسِم مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يحل ذكره إِلَّا اعْتِبَارا. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ حَدِيث بَاطِل. وَالْحسن بْن إِبْرَاهِيمَ مَجْهُول. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَلا يَثْبُتُ فِي هَذَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم شئ. وَقَدْ ذكر حَمْزَة بْن الْحَسَن الأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّنْبِيه عَلَى حُدُوث التَّصْحِيف قَالَ: كثير من رُوَاة الْحَدِيث يروون أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تختموا بالعقيق، وَهُوَ اسْم وَاد بِظَاهِر الْمَدِينَة. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَهَذَا بعيد، وَقَائِل هَذَا أَحَق أَن ينْسب إِلَيْهِ التَّصْحِيف لما ذكرنَا فِي طَرِيق هَذَا الحَدِيث. بَاب التَّخَتُّم بالياقوت فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التنوخى حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْخٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ تَمِيمِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تختموا بالياقوت فَإِنَّهُ ينفى الْفقر ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَقِيق حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بْنِ حَكِيمٍ الْفِرْيَابَانِيُّ حَدَّثَنَا أَنَسُ بن عِيَاض عَن

حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَصُّهُ يَاقُوتٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ ". هَذَانِ حَدِيثان لَا أصل لَهما. أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ مُحَمَّد بن عبد الله الشَّيْبَانِيّ. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: كَانَ يضع الْحَدِيث. قَالَ الْأَزْهَرِي: كَانَ دجالًا. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ ابْن حبَان: هَذَا خبر بَاطِل ماقاله أَنَس وَلَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا حَدَّثَ بِهِ حميد، وَأحمد بن عبد الله الفريابانى كَانَ يروي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.

كتاب الطيب

كتاب الطّيب بَاب فِي فضل النرجس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنبأَنَا زيد بن سعد ابْن مُحَمَّدِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شِمُّوا النَّرْجِسَ وَلَوْ فِي الْيَوْمِ مَرَّةٌ، وَلَوْ فِي الشَّهْرِ مَرَّةٌ، وَلَوْ فِي السَّنَةِ مَرَّةٌ، وَلَوْ فِي الدَّهْرِ مَرَّةٌ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ حَبَّةً مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ لَا يَقْطَعُهَا إِلا شَمُّ النَّرْجِسِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَمُحَمّد بن مسلمة قد ضعفه اللالكانى، وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال جدا. وهناد ضَعِيف وَلَا أصل للْحَدِيث. بَاب فضل الْورْد الْأَحْمَر والأصفر فِيهِ عَنْ عَلَى وَأنس وَجَابِر وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ الْعَنْبَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالُوا حَدَّثَنَا مُوسَى ابْن جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْلَة أسرى بِي إِلَى السَّمَاء سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدَ، فَمَنْ أَحَّبَ أَنْ يَشْتَمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشْتَمَّ الْوَرْدَ ".

وَأما حَدِيث أنس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ أَنبأَنَا القاضى أَبُو الْفرج المعافا بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَعْصَعَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرّقِّيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لما عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ بَكَتِ الأَرْضُ مِنْ بَعْدِي فَنَبَتَ اللَّصَفُ مِنْ مَائِهَا، فَلَمَّا أَنْ رَجَعْتُ قَطْرٌ مِنْ عَرَقِي عَلَى الأَرْضِ نَبَتَ وَرْدٌ أَحْمَرَ، أَلا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشْتَمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشْتَمَّ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ ". قَالَ الْقَاضِي: اللَّصَفُ: الْكبر. الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَارِسٍ فِي كِتَابِ الرَّيْحَانِ وَالرَّاحِ. قَالَ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ بُنْدَارٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِد بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَرْدُ الأَحْمَرُ خُلِقَ مِنْ عَرَقِ لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ، وَخَلَقَ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ مِنْ عَرَقِ جِبْرِيلِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَخَلَقَ الْورْد الاصفر من عرق الْبراق ". وَأما حَدِيث جَابِر رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَرَادَ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ رَائِحَةَ الْوَرْدِ ". وَجَابِر الْمُتَّهم بِهِ. قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَذكر أَبُو الْحُسَيْن بْن فَارس فِي هَذَا الْكتاب، قَالَ رَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَرَادَ أَن يَشْتَمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشْتَمَّ الْوَرْدَ الأَحْمَرَ ". هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا محَال. أما حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلام فموضوع عَلَى أهل الْبَيْت. وَمُحَمّد بْن صَدَقَة

وَإِبْرَاهِيم بْن مُوسَى وَمُحَمّد بْن تَمِيم لَا يعْرفُونَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْعَدَوِي لِأَنَّهُ مَعْرُوف بِوَضْع الْحَدِيث. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فالطريق الأَوَّل فِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ، وَالطَّرِيق الثَّانِي يتهم بِهِ الْمَقْدِسِي فَإِنَّهُ شئ مَا رَوَاهُ مَالِك وَلَا الزُّهْرِيّ وَلَا أَنَس. وَكَذَلِكَ حَدِيث عَائِشَة مَا رَوَاهُ هِشَام قطّ. قَالَ مُحَمَّد بْن نَاصِر: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث. بَاب فضل الْمَرْزَنْجُوش فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ السِّمْنَانِيُّ حَدَّثَنَا مَهْدِي بْنِ عَلِيٍّ الْقُومُسِيُّ حَدَّثَنَا الْخَضْرُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ الْبَصْرِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَجَاءَ رَجُلٌ فِي يَدِهِ حُزْمَةَ رَيْحَانٍ فَلَمْ يَمَسَّهَا، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ بِحُزْمَةِ مَرْزَنجوش فَطَرَحَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَتَنَاوَلَهُ ثُمَّ شَمَّهُ، ثُمَّ قَالَ: نِعْمَ الرَّيْحَانُ يَنْبُتُ تَحْتَ الْعَرْشِ وماؤه شِفَاء من الْعين ". وَأما حَدِيث أنس فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النعالى أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله الذَّارَّعُ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيَاحِينٌ شَتَّى فَرَدَّ سَائِرَهُنَّ وَاخْتَارَ الْمَرْزَنْجُوشَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَدَدْتَ سَائِرَ الرَّيَاحِينَ واخترت المرزنجوش.

فَقَالَ: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ الْمَرْزَنْجُوشَ نَابِتًا تَحْتَ الْعَرْشِ ". هَذَانِ حَدِيثان موضوعان. أما الأَوَّل قَالَ الْعَقِيلِيّ: هُوَ حَدِيث بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ: وَيَحْيَى بْن عباد يدلك حَدِيثه عَلَى الْكَذِب. وَأَمَّا الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: هُوَ مَوْضُوع الْمَتْن والاسناد، وَحميد ابْن الرَّبِيع فِيهِ مَجْهُول، وَأَحْمَد بْن نصر الذارع غَيْر ثِقَة. قَالَ المُصَنّف قُلْت: قَدْ قَالَ يَحْيَى بْن معِين: حميد بْن الرَّبِيع كَذَّاب. وَقَدْ رَوَى بِإِسْنَاد مَجْهُول عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِن فِي الْجَنَّة نبتا من مرزنجوش " وَهَذَا الحَدِيث لَا أصل لَهُ. بَاب فضل دهن البنفسج فِيهِ عَنْ عَلَى وَالْحُسَيْن وأبى سَعِيد وأبى هُرَيْرَة: أما حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلام فَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمد الجريرى أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم ابْن عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنى أَبى جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ قَالَ: " دَعَا لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بِدِهْنٍ لادَّهِنَ وَقَالَ لِي ادَّهِنْ، فَقُلْتُ: قَدِ ادَّهَنْتُ. قَالَ: إِن الْبَنَفْسِجُ. قُلْت: وَمَا فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ؟ قَالَ حَدَّثَنى أَبى على ابْن الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ على سَائِر الاديان ". وَأما حَدِيث الْحُسَيْن فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن المهدى

حَدثنَا عبيد الله بن عمر بن شاهن ح. وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله قَالا حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بن الْحسن ابْن كَوْثَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ المازنى عَن بشر بن عبد الله عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى الأَدْهَانِ كَفَضْلِ الاسلام على سَائِر الاديان ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَبْنَاءِ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الزَّبِيبِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأدْهَانِ كَفَضْلِ الإِسْلامِ عَلَى سَائِر الاديان ". وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عُثْمَان بن عبيد الله الْقُرَشِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزِّنْجِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ دِهْنِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ، بَارِدٌ فِي الصَّيف، حَار فِي الشتَاء ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا إِدْرِيس ابْن جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فَضْلَ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِي على سَائِر الاديان ". وَأما حَدِيث أنس: فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن

على أَنبأَنَا القاضى أبوالعلا الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله السُّرِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ كَفَضْلِي عَلَى سَائِرِ النَّاسِ ". هَذِهِ الْأَحَادِيث كلهَا مَوْضُوعَة عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث عَلَى فالحمل فِيهِ عَلَى أَحْمَد بْن عَامر وَابْنه، فَإِنَّهُمَا رويا أَحَادِيث كَثِيرَة مُنكرَة، وأكثرها نُسْخَة عَنْ أهل الْبَيْت لَيْسَ فِيهَا شئ لَهُ أصل، وَقد رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكُوفِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى عَلِيٍّ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَضَّلَنَا اللَّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى النَّاسِ كَفَضْلِ الْبَنَفْسَجِ عَلَى سَائِرِ الأَدْهَانِ ". قَالَ ابْن عَدِي: أَبُو الْحَسَن الْكُوفِيّ مُتَّهم بِهَذَا الْحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قُلْت: قَدْ كتبنَا هَذَا الْحَدِيث من طَرِيق آخر عَنْ عَلَى فِي بَاب البقل، وَقَدْ تقدم. وَأَمَّا حَدِيث الْحُسَيْن فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عُمَر بْن حَفْص. قَالَ أَحْمَد: خرقنا حَدِيثه. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَفِيهِ مُحَمَّد ابْن يُونُسَ وَهُوَ الْكُدَيْمِي وَهُوَ فِي الطَّرِيق الثَّانِي. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيد فَفِيهِ عُثْمَان بْن عبد الله. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى الِاعْتِبَار. وَقَالَ ابْن عَدِي: لَهُ أَحَادِيث مَوْضُوعَة. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ إِدْرِيس بْن جَعْفَر. قَالَ الدَّارقطني: وَهُوَ مَتْرُوك.

وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ الْحَسَن بْن أَحْمَدَ الْحَرْبِيّ. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: وَهُوَ شيخ مَجْهُول والْحَدِيث مُنكر. بَاب دهن البان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ النَّهْشَلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالُوا حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَر عَن أَبِيه مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادَّهِنُوا بِالْبَانِ فَإِنَّهُ أَحْظَى لَكُمْ عِنْدَ نِسَائِكُمْ ". قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى أهل الْبَيْت. وَمُحَمّد بْن تَمِيم وَمُحَمّد ابْن صَدَقَة وَإِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان لَا يعْرفُونَ، وَكَانَ الْعَدْوى يضع الحَدِيث.

كتاب النوم

كتاب النّوم بَاب ذمّ كَثْرَة النّوم أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ الْمُرَقِّعِ حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَن جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: يَا بُنَيَّ لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ تَدَعُ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويوسف لَا يُتَابع على حَدِيثه. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: يُوسُف ضَعِيف. وَقَالَ ابْن حَمَّاد: مَتْرُوك. بَاب نوم الصبحة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَابْن أَبِي فَرْوَة اسْمه إِسْحَاق. قَالَ أَحْمَد: لَا تحل عِنْدِي الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مَتْرُوك. بَاب النّوم بعد الْعَصْر أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ حَدثنَا

خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلا يَلُوَمَّنَ إِلا نَفْسَهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْن رَاهَوَيْه والسعدني: خَالِد بْن الْقَاسِم كَذَّاب. وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثه. قَالَ المُصَنّف قُلْت: إِنَّمَا هَذَا حَدِيث ابْن لَهِيعَة فَأَخذه خَالِد فنسبه إِلَى اللَّيْث. أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلا يَلُوَمَّنَ إِلا نَفْسَهُ ". وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث وَيدل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ من حَدِيث اللَّيْث أَن اللَّيْث قيل لَهُ: تنام بَعْد الْعَصْر. وَقَدْ رَوَى ابْن لَهِيعَة كَذَا؟ فَقَالَ: لَا أدع مَا يَنْفَعنِي لحَدِيث ابْن لَهِيعَة. بَاب النهى عَن النّوم بعد الطَّعَام أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْفضل بن حَرْب حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِذِكْرِ الله عزوجل وَالصَّلاةِ وَلا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُو لَهُ قُلُوبُكُمْ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن مسْعدَة أَنبأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ أَبُو الْخَيْرِ حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَن عَائِشَة

قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذِيبُوا طَعَامَكُمْ بِالصَّلاةِ وَلا تَنَامُوا عَلَيْهِ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ ". طَرِيقٌ ثَالِثٌ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْن بهمود حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو على - الساى -[النَّيْسَابُورِيّ] عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، فَذكر نَحْو الطَّرِيق الَّذِي قبله. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مَعْرُوف بزيع فَلَعَلَّ أَصْرَم سَرقه مِنْهُ، وَأَحَادِيث بزيع كلهَا مَنَاكِير لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد. وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. بَاب التهى أَن يقص الْمَنَام على النِّسَاء أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سِنَان - الشيزرى -[الشِّيرَازِيّ] حَدثنَا مُوسَى ابْن أَيُّوب الْمُصَفّى حَدثنَا عبد الملك بْنُ مِهَرَانَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " نَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَن تقتص الرُّؤْيَا عَلَى النِّسَاءِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْمَلِك بْن مهْرَان صَاحب مَنَاكِير يغلب عَلَى حَدِيثه الْوَهم. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يحفظ من وَجه يثبت.

كتاب الادب

كتاب الادب بَاب فِي اللُّغَات فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَأنس وأبى هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن أَبى الْحسن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عبد الرحمن حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَلامُ أَهْلِ الْمَوْقِفِ بَيْنَ يَدَيِ الله عزوجل بِالْعَرَبِيَّةِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبيد الله بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ابْنُ زَيْدٍ الرَّقِّيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَادَت فِي حبه ونقصت مروته ". وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عصْمَةَ عَاصِمُ بن عبد الله الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أبْغض الْكَلَام إِلَى الله عزوجل الْفَارِسِيَّةُ، وَكَلامُ الشَّيَّاطِينِ بِالْحورِيَّةِ، وَكَلامُ أهل النَّار - بالنجارية -[بِالْبُخَارِيَّةِ] وَكَلامُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ " هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا مَوْضُوعَة. أما حَدِيث ابْن عُمَر فَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: كَانَ عُثْمَان بن فَايِد يَأْتِي عَن الثقاة بالمعضلات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ كَانَ يعملها تعمدا، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

وَأما حَدِيث أنس فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ طَلْحَة وَلَمْ يروه عَنْهُ غَيْر مُحَمَّد ابْن يَزِيد. قَالَ الْبُخَارِي: طَلْحَة مُنكر الْحَدِيث، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِوَضْعِهِ إِسْمَاعِيل بْن زِيَاد. قَالَ ابْن حبَان: هُوَ الَّذِي [وضع] هَذَا الْحَدِيث، وَهُوَ مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا حَدَّثَ بِهِ أَبُو هُرَيْرَة، وَلَا رَوَاهُ الْمَقْبُرِيّ، وَلَا يحل ذكر إِسْمَاعِيل فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. قَالَ ابْن عَدِي: عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابِعه عَلَيْهِ أحد. قَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك. بَاب مَا يُقَال عِنْد رُؤْيَة الْهلَال أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النّعَالِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالا أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ابْن يَحْيَى السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَان بن عبد الله الْمعبرُ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ رَأَى الْهِلالَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْحَمْدَ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلا أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْ وَجَعِ الْعَيْنِ ذَلِكَ الشَّهْرَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن حبَان: عُثْمَان ابْن عبد الله يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا. بَاب ربط الْخَيط فِي الْيَد يتَذَكَّر بِهِ الشئ فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وواثلة وَرَافِع بْن خديج. فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأَوَّل: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة أَنبأَنَا

حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَسْقَلانِيُّ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ح. وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ غَيْلانَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّباح حَدثنَا سعيد ابْن زَكَرِيَّا عَن سَالم بن عبد الاعلى عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ أَنْ يَنْسَاهَا رَبَطَ فِي يَده خيطا ليذكرها ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَصْمَةَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى بْنُ زُنْبُورٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ غِيلانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ حَاجَةً رَبَطَ فِي إصبعه خيطا ". وَأما حَدِيث وَاثِلَة فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ ح. وَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ أَنبأَنَا الدَّارقطني قَالَا حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ يُوسُفَ الْحُبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَوْثَقَ فِي خَاتمه خيطا ". وَأما حَدِيث رَافع فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبَزَّاز حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا غِيَاثُ بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا عبد الرحمن ابْن الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي يَدِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْطًا فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَسْتَذْكِرُهُ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح.

أما حَدِيث ابْن عُمَر فتفرد بِهِ سَالم. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف إِلا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ، وَفِي اسْم أَبِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهَا عبد الاعلى، والثانى غيلَان، وَالثَّالِث عبد الرحمن. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثه بشئ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث. وَأَمَّا حَدِيث وَاثِلَة فتفرد بِهِ بشر عَنِ الأَوْزَاعِيّ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: يرْوى عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث مَوْضُوعَة لَا يُتَابع عَلَيْهَا، وَقَالَ ابْن عَدِي: مُنكر الْحَدِيث عَنِ الْأَئِمَّة، لَهُ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ، وَهُوَ عِنْدِي من الحَدِيث على الثقاة، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. وَأما حَدِيث رَافع فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ غياث عَن عبد الرحمن. قَالَ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَالدَّارقطني: غياث مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السعدى وَابْن حبَان: يضع الحَدِيث. بَاب على ضد هَذَا أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الأَخْضَرِ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ ح. وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ قَالا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَرَّكَ خَاتَمَهُ أَوْ عِمَامَتَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ مَنْ حَوَّلَ عِمَامَتَهُ أَوْ عَلَّقَ خَيْطًا فِي إِصْبَعِهِ لِيَذْكُرَ حَاجَةً فقد أشرك بِاللَّه عزوجل إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَذْكُرُ الْحَاجَاتَ ". هَذَا الْحَدِيثَ لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ ابْن عَدِي: بشر يرْوى عَنِ الزُّبَيْر بْن عَدِي بَوَاطِيلُ، وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك.

بَاب الرُّكُوع عِنْد دُخُول الدَّار أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ قَالَ إِبْرَاهِيم بن يزِيد ابْن فديد لَيْسَ حَدِيثه بشئ، رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ مَنَاكِيرَ مِنْهَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلا يَجْلِسَ حَتَّى يَرْكَعَ ". قَالَ الأَزْدِيُّ: هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ فِي الحَدِيث. بَاب مَا يقْرَأ عِنْد دُخُول الْمنزل أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد الله الأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَرَأَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ وَكَثَّرَ خَيْرَ بَيْتِهِ حَتَّى يَفِيضَ عَلَى جِيرَانِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن سَالِم قَالَ أَحْمَد: هُوَ شبه الْمَتْرُوك، وَقَالَ يحيى الْقطَّان: لَيْسَ بشئ. بَاب مَا يُقَال عِنْد العطاس أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلَّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْفِهْرِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَطَشَ أَوْ تَجَشَّأَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ دُفِعَ عَنْهُ سَبْعُونَ دَاءً أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبى الْفضل

أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَطَشَ أَوْ تَجَشَّأَ أَوْ سَمِعَ عَطْسَةً أَوْ جَشْأً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنَ الْحَالِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ دَاءُ أَهْوَنُهَا الْجُذَامُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث. قَالَ ابْن عَدِي: وَمُحَمّد بْن كثير يرْوى البواطيل وَالْبَلَاء مِنْهُ، وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّد بْن كثير هُوَ ابْن مَرْوَان الفِهري مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب مَا يُقَال عِنْد طنين الاذن أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّبِيبِيُّ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ: ذَكَّرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ يذكرنى ". قَالَ الْعَقِيلِيُّ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بن مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اذْكُرْ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: عبيد الله (1) لَيْسَ بشئ، وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر: هُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ الْبُخَارِي: مَعْمَر وَأَبوهُ كِلَاهُمَا مُنكر الحَدِيث.

_ (1) لَعَلَّه مُحَمَّد.

بَاب سبق الْعَاطِس إِلَى التَّحْمِيد أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْبَادِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الطَّحَّان حَدثنَا الْحسن ابْن يَزِيدَ الْوَرَّاقِ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيانِيِّ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ " أَنَّ رَجُلا عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقَهُ رَجُلٌ إِلَى الْحَمْدِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ بَدَرَ الْعَاطِسَ إِلَى مَحَامِدِ الله عوفي من وجع الدا وَالدُّبَيْلَةِ ". هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح. قَالَ ابْن حبَان: عُمَر بْن صبح يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا للتعجب، وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: وَبشير بن زَاذَان لَيْسَ بشئ. بَاب العطاس عِنْد الْحَدِيثِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَعْوَرِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا فَعَطَسَ عِنْدَهُ فَهُوَ حَقٌّ ". هَذَا حَدِيث بَاطِل تفرد بِهِ مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: هُوَ هَالك لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الْبَغَوِي: ذَاهِب الْحَدِيث. وَقَدْ رَوَاهُ عبد الله بْن جَعْفَر الْمَدِينِيّ أَبُو عَلِي عَلَى عَنْ أَبِي الزِّنَاد فَقَالَ فِيهِ: " إِذَا عطس أحدكُم عِنْدَ حَدِيث كَانَ حَقًا " قَالَ النَّسَائِيُّ: أَبُو على الْمَتْرُوك الحَدِيث.

بَاب السَّبق بالحمام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " قَدِمَ عَلَيَّ الْمَهْدِي بِعَشْرَةِ محدثين فيهم غياث ابْن إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْمَهْدِي يُحِبُّ الْحَمَامَ، فَقَالَ لِغِيَاثٍ: حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ. فَحَدَّثَهُ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: لَا سَبْقَ إِلا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ، وَزَاد فِيهِ: أَو جنَاح. فَأمر لَهُ المهدى بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم. فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْمَهْدِي: أشهد أَن قفاك قفا كَذَّاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا استجلبت ذَلِكَ أَنا. وَأمر بالحمام فذبحت ".

كتاب معاشرة الناس

كتاب معاشرة النَّاس بَاب السَّلَام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ شَهْرَيَارَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الأَمِيسِيُّ حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الإِسْلامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ جُعِلَ فِي الأَرْضِ تَحِيَّةٌ لأَهْلِ دِينِنَا وَأَمَانًا لأَهْلِ مِلَّتِنَا ". قَالَ سُلَيْمَان: لَمْ يروه عَنْ يَحْيَى إِلَّا عصمَة. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: عصمَة كَذَّاب يضع الْحَدِيث. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث بِالْبَوَاطِيل عَنِ الثقاة، لَيْسَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه إِلَّا اعْتِبَارا. بَاب البشاشة فِي اللِّقَاء أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْجَرَّاحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله الأَشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا صَافَحَ الْمُؤْمِنُ الْمُؤْمِنَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مائَة رَحْمَة، تِسْعَة وَتِسْعين لأَنْسَبِهِمَا وَأَحْسَنِهِمَا اللَّقَاءَ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على الْخَطِيب أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ أَبِي الْفَتْحِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذكر مثل الْحَدِيث الَّذِي قبله سَوَاء ". هَذَانِ الطريقان عَلَى الأَشْنَانِي وَهُوَ الْمُتَّهم بهما، وَقَدْ غاير بَيْنَ الاسنادين.

قَالَ الدَّارقطني: الأُشْنَانِيّ كَذَّاب دجال. وَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: كَانَ كذابا يضع الحَدِيث. بَاب دفع الشَّرّ بِمثلِهِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَعْدَانَ الصَّيْدَلانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْعَلافُ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ هُمْ فِيهِ ذِئَابٌ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذِئْبًا أَكلته الذئاب ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ زِيَاد وَهُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ يحيى: زِيَاد لَيْسَ بشئ. بَاب فِي تخير الاصحاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن [أَحْمد] أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ، إِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ، وَالْمَرْءُ كَبِيرٌ بِأَخِيهِ، يَرْفُدُهُ وَيَكْسُوهُ وَيَحْمِلُهُ، وَلا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لَا يَرَى لَكَ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هَذَا حَدِيثٌ وَضعه سُلَيْمَان بْن عَمْرو عَلَى إِسْحَاق. قَالَ: وَأَجْمعُوا عَلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب فِي الْخلق الْحسن والسيئ روى عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ، بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ عَنْ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْخُلَقَ الْحَسَنَ طَوْقٌ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ فِي عُنُقِ صَاحِبِهِ، وَالطُّوقُ مَشْدُودٌ إِلَى سِلْسِلَةٍ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَيْثُ مَا ذَهَبَ الْخُلُقُ الْحَسَنُ جَرَّتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا. وَإِنَّ الْخُلُقَ السِّيِّئِ طُوقٌ مِنْ سَخَطِ الله عزوجل، وَالسِّلْسِلَةُ مَشْدُودَةٌ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ حَيْثُ مَا ذَهَبَ الْخُلُقُ السُّوءُ جَرَّتْهُ السِّلْسِلَةُ إِلَى نَفْسِهَا فَأَدْخَلَهُ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حبَان: كَانَ عبد الرحمن بْن مُحَمَّد يضع الْحَدِيث عَلَى قُتَيْبَة. بَاب بداية الانسان باسمه إِذَا كتب إِلَى غَيره أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ الْعَسْكَرِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسْتُرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْحَرَّانِيُّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْقُشَيْرِيُّ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْعَجم يبدأون بِكِبَارِهِمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِمْ، فَإِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: هَذَا الْحَدِيث غَيْر مَحْفُوظ وَلَيْسَ لَهُ أصل، وَمُحَمّد بن عبد الرحمن مَجْهُول وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ. بَاب رد جَوَاب الْكتاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمَرْوَزِيُّ حَدثنَا

عبد الله بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله بن حَكِيم - الفريانابى -[الْفِرْيَابِيُّ]- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ قَاضِي مَرْوَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَدُّ الْجَوَابِ حَقٌّ كَرَدِّ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ - الفارياناني [الْفِرْيَابِيّ] يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم. وَقَالَ ابْن عَدِي: كَانَ يحدث بِالْمَنَاكِيرِ. وَهَذَا الْحَدِيث مُنكر جدا وَلَيْسَ من جِهَة - الفرياناني -[الْفِرْيَابِيّ] وَلَكِن من الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْبَلْخِيّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يروي الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. بَاب من عير أَخَاهُ بذنب أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَمْرُوسٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن الْحَسَن. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مَا أرَاهُ يساوى شَيْئًا. وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كذابا. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: لَا شئ. بَاب التلطف بالعوام والغوغاء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبى الْحسن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الذُّهَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ: " اسْتَوْصُوا بِالْغَوْغَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ يَسِدُّونَ السُّوقَ، وَيَحْفُرُونَ الْخَنَادِقَ، وَيُطْفِئُونَ الْحَرِيقَ ". قَالَ أَبُو حَاتِم: لَا أَشك أَن هَذَا مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَمّد بْن الْخَلِيل يضع الحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب. بَاب التحذير من تعيير النَّاس أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أَحْمد ابْن بُرْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ، فَلَوْ أَنَّ رَجُلا عَيَّرَ رَجُلا بِرِضَاعِ كَلْبَةٍ لَرَضَعَهَا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: رميت حَدِيث نصر بْن بَاب. قَالَ يَحْيَى: كَذَّاب خَبِيث. قَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك. وَقد رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَفْعَلَهُ ". قَالَ يَحْيَى: مُحَمَّد لَيْسَ بِثِقَة يكذب. وَقَالَ أَحْمَد: مَا أرَاهُ يساوى شَيْئًا. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب التحذير من الجرأة على النُّطْق أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَوْنٍ الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن

إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدثنَا عبد الملك بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ الْبَلاءَ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ، مَا قَالَ عبد لشئ: لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا إِلا تَرَكَ الشَّيْطَانُ كُلَّ عَمَلِهِ وَوَلعَ بِذَلِكَ حَتَّى يُؤثِّمَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تفرد بِهِ عبد الملك. قَالَ يَحْيَى والسعدى: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب.

كتاب البر

كتاب الْبر بَاب بر الْوَالِدين أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَفِيفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَبَّابِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَاسِينُ بن معَاذ حَدثنَا عبد الله بْنُ قَرِينٍ عَنْ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَوْ أَدْرَكْتُ وَالِدَيَ أَوْ أَحَدَهُمَا وَأَنَا فِي الصَّلاةِ صَلاةِ الْعِشَاءِ وَقَدْ قَرَأْتُ فِيهَا فَاتِحَةَ الْكِتَابَ يُنَادِي يَا مُحَمَّدُ لأَجَبْتُكَ لَبَيَّكَ ". هَذَا مَوْضُوع عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ ياسين. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثقاة ويتفرد بالمعضلات عَنِ الْأَثْبَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب فِي الْحَث على الْبر أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ السَّقَطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِرُّوا آباؤكم تَبِرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وَمَنْ تنصلَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَقْبَلْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَى الْحَوْضِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَقَدْ غلط بَعْض الروَاة فَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن يُونُسَ وَهُوَ الْكُدَيْمِي عَنْ مُحَمَّد بْن خَالِد بْن عُثْمَان عَنْ مَالِك وَلَمْ يروه الْكُدَيْمِي كَذَلِكَ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ عَلِي بْن قُتَيْبَةَ. وَرَوَاهُ آخر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن ديزيل عَنْ عَلِي بْن قادم عَنْ مَالِك وَهُوَ غلط إِنَّمَا هُوَ حَدِيث عَلِي بْن قُتَيْبَةَ عَنْ مَالِك. قَالَ العقيلى:

عَلَى ابْن قُتَيْبَةَ يحدث عَنِ الثقاة بالأباطيل مَالا أصل لَهُ عَنْهُم، وَلَيْسَ - هَذَا -[لِهَذَا] الْحَدِيث أصل. قَالَ المُصَنّف قُلْت: والكديمي عِنْدهم مِمَّن يضع الحَدِيث. بَاب انْقِطَاع الرزق بِقطع الدُّعَاء للْوَالِدين أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرِّيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَوْفَلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ الدُّعَاءَ لِلْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عَلَى الْوَالِدِ الرِّزْقُ فِي الدُّنْيَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْمُتَّهَم بِهِ الجويباري وَهُوَ أَحْمَد بْن خَالِد، نسبوه إِلَى جده لانه أَحْمد بن عبد الله بْن خَالِد، وَإِنَّمَا قصدُوا التَّدْلِيس وَهُوَ محرم. بَاب تَقْبِيل الام أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دَاوُد عَن عبد الله بْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أُمِّهِ كَانَ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ " قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا مُنكر إِسْنَادًا ومتنا. وَأَبُو مقَاتل لَا يعْتَمد على رِوَايَته. قَالَ عبد الرحمن بْن مهدى: وَالله مَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ.

بَاب دُعَاء الْوَالِد لوَلَده روى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَنْ سَعِيدٍ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ مِثْلُ دُعَاءِ النَّبِيِّ لأُمَّتِهِ ". قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هَذَا حَدِيث بَاطِل مُنكر، وَسَعِيد لَيْسَ حَدِيثه بشئ. بَاب تَأْثِير عقوق الام أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الضُّرَيْسِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا فَايِدُ الْعَطَّار سَمِعت عبد الله بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: " إِنَّ شَابًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَدُعِيَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسم فَقَالَ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ: لَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُولَهَا، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَهَيْئَةِ - الغفل -[الففل] عَلَى قَلْبِي إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَهُ وَالِدَانِ أَوْ أَحَدُهُمَا؟ قَالُوا: أُمٌّ، فَدُعِيَتْ، فَقَالَ: ارْضِي عَنِ ابْنِكِ، فَقَالَتْ: أُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي عَنِ ابْنِي رَاضِيَةٌ، فَقَالَ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّاهُ بِي ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي طَرِيقه فَايِد. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: فَايِد مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابِعه على هَذَا الحَدِيث إِلا من هُوَ مثله. وَفِي إِسْنَاد دَاوُد بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: كَانَ يكذب.

بَاب اسْتِغْفَار الْعَاق لوَالِديهِ بعد الْمَوْت روى لَا حق بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ عِمَرَانَ أَبِي عُمَرَ الْمَقْدِسِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ أَبِي دُرَّةَ الْقَاضِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جحادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ الْعَبْدَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا وَإِنَّهُ لَعَاقٌ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو لَهُمَا وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى بَارًّا ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ، وَالْمُتَّهَم بِهِ لَاحق. قَالَ أَبُو سَعْد الإدريسي: كَانَ كذابا يضع الْحَدِيث على الثقاة. بَاب النهى عَن مجاورة الاقارب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدخيل حَدثنَا العقيلى حَدَّثَنى عبيد الملقب حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَيْدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ حَدثنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْقُرَشِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِلُّوا قَرَابَاتِكُمْ وَلا تُجَاوِرُوهُمْ فَإِنَّ الْجِوَارَ يُورِثُ الضَّغَائِنَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَدَاوُد ضَعِيف. وَعبد اللَّه بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ مَجْهُول. قَالَ العقيلى: لايعرف هَذَا الْحَدِيث إِلَّا بِسَعِيد ابْن أَبى بكر وَلَيْسَ للْحَدِيث أصل. بَاب صلَة [الْجَار] أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عبد الْوَاحِد ابْن زِيَادٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَة عَن عبد الله بْنِ الْمِسْوَرِ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ

إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ أَتَوَارَى بِهِ وَكنت - الْحق -[أَحَقَّ] مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَكَ جِيرَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمِنْهُمْ أَحَدٌ لَهُ ثَوْبَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَيَعْلَمُ أَنْ لَا ثَوْبَ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَلا يَعُودُ عَلَيْكَ بِأَحَدِ ثَوْبَيْهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: مَا ذَلِكَ بِأَخِيكَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَهُوَ مَقْطُوع، لَان عبد الله بْن الْمسور يضع الْأَحَادِيث ويكذب وَلَيْسَ بصحابي، لِأَنَّهُ ابْن الْمسور بْن عون بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب. قَالَ رَقَبَة بْن مصقلة: كَانَ عبد الله بْن الْمسور يضع الْأَحَادِيث ويكذب، وَكَذَلِكَ قَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث.

كتاب الهدايا

كتاب الْهَدَايَا بَاب الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة فِيهِ عَنْ أَنَس وَعَائِشَة: فَأَما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّسَوِيُّ قَالَ أَمْلَى عَلَيْنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ حَدَّثَنَا خِدَاشُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا يَعِيشُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحْسَنَ الْهَدِيَّةَ أَمَامَ الْحَاجَةِ ". وَقَدْ رَوَى عَنِ الْمُوَقِّرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنْ شَيْخٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: يَقُولُونَ أَنه سُلَيْمَان بن أَرقم. وَأما حَدِيث عَائِشَة: فأنبأنا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو غَانِمٍ حُمَيْدُ بْنُ يُونُسَ الدَّقَّاقُ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِيصَةَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الأَعْشَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ مُفْتَاحُ الْحَاجَةِ الْهَدِيَّةُ بَيْنَ يَدَيْهَا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما الحَدِيث الأول قَالَ الدَّارقطني: هُوَ بَاطِل عَنْ مَالِك لَا يَصح عَنْهُ. قَالَ: والموقري ضَعِيف والحَدِيث عَنْ ثَابت عَنْ أَنَس قَالَ: وَلَا يَصح هَذَا عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.

قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: قَالَ يَحْيَى: الموقري وَسليمَان بْن أَرقم ليسَا بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوكَانِ. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رَوَاهُ عَبْد بْن مُحَمَّد الزَّمَنُ عَنْ فُلَيْحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ ابْن حبَان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِعَمْرو. وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَفِيهِ عَمْرو بْن خَالِد وَقَدْ كذبه الْعُلَمَاء مِنْهُم أَحْمَد وَيَحْيَى وَقَالَ ابْن رَاهَوَيْه: كَانَ يضع الْحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَإِنِّي لَا تعجب من الْعُلَمَاء الْحَدِيث العارفين بالموضوع كَيْفَ يَرْوُونَهُ وَلَا يبينونه، وَقَدْ علمُوا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من رَوَى حَدِيثا يرى أَنه كذب فَهُوَ أحد الْكَاذِبين ". وَقَدْ سبق ذكر تعجبي من الدَّارقطني كَيْفَ خرج حَدِيث التفاحة فِي فَاطِمَة وَلَمْ يتَكَلَّم عَلَيْهِ. وَمن أعجب مَا رَأَيْت لَهُ مَا أَنْبَأَنَا - لَهُ -[بِهِ] أَبُو مَنْصُور الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابت الْخَطِيب حَدَّثَنَا الْعَتِيقِي قَالَ: حضرت أَبَا الْحسن الدَّارقطني، وَقَدْ جَاءَ أَبُو الْحُسَيْن الْبَيْضَاوِيّ بِبَعْض الغرباء، فَسَأَلَهُ أَن يملى عَلَيْهِ أَحَادِيث فأملى عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَن من حفظه مَجْلِسا تزيد أَحَادِيثه عَلَى الْعشْرَة متون جمعهَا: " نعم الشئ الْهَدِيَّة أَمَام الْحَاجة "، وَانْصَرف الرجل، ثُمَّ جَاءَهُ بَعْد وَقَدْ أهْدى لَهُ شَيْئًا فقربه، وأملى عَلَيْهِ من حفظه بضعَة عشر حَدِيثا متونا جَمِيعهَا: " إِذَا جَاءَكُم كريم قوم فأكرموه ". قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَاعجَبا من الدَّارقطني كَيْفَ رَوَى حَدِيثين لَيْسَ فيهمَا مَا يَصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يبين. أما الأَوَّل فَقَدْ تكلمنا عَلَيْهِ. وَأَمَّا الثَّانِي فَقَالَ ابْن عَدِي هُوَ حَدِيث يعرف بشيخ يُقَال لَهُ الْخَلِيل بْن مُسْلِم

الْبَاهِلِيّ ثُمَّ ظهر عِنْدَ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن ربيعَة فَرَوَاهُ عَنْ أَبِيهِ ثُمَّ سَرقه مِنْهُمَا أَبُو ميسرَة أَحْمَد بْن عبد الله الحرانى، وَكَانَ يحدث عَن الثقاة بمناكير وَعَن من لايعرف وَيسْرق حَدِيث النَّاس. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِأبي ميسرَة. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بَاب من أهديت لَهُ هَدِيَّة فجلساؤه شركاؤه فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمد ابْن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرزاز حَدثنَا أَحْمد بن عبد الرحمن بْنِ الْفَضْلِ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحَلَوَانِيُّ حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ جَرِيجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا أُتِيَ أَحَدُكُمْ بِهَدِيَّةِ فَجُلُسَاؤُهُ شُرُكَاؤُهُ فِيهَا ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ حَدثنِي ابْن جريج عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ وَمَعَهُ قوم جُلُوس فهم شركاؤه فِيهَا ". وَأما حَدِيث عَائِشَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدثنَا بكار بن مُحَمَّد ابْن سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت

" أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَنْتُمْ شُرْكَائِي فِيهَا، إِنَّ الْهَدِيَّةَ إِذَا أُهْدِيَتْ إِلَى رَجُلٍ وَعِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. أَمَّا حَدِيثُ ابْن عَبَّاسٍ فَفِي طَرِيقه الأَوَّل يَحْيَى الْحمانِي. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ يكذب جهارا. وَفِيهِ منْدَل وَقَدْ ضعفه أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ. وَأَمَّا طَرِيقه الثَّانِي فَفِيهِ عَبْد السَّلام. قَالَ ابْن حبَان: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَال. وَأما حَدِيث عَائِشَة فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يُتَابع وضاح عَلَيْهِ، وَلَا يَصح فِي هَذَا الْمَتْن حَدِيثه وَلَا فِي هَذَا الْبَاب شئ.

كتاب الاحكام والقضايا

كتاب الاحكام والقضايا بَاب فِي ذمّ الْقُضَاة أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الببع حَدَّثَنى عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بن على الخزاعى حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَكَتْ مَوَاضِعُ النَّوَاوِيسِ إِلَى اللَّهِ عزوجل وَبِقَاعُ الأَرْضِ فَقَالَتْ: يَا رَبُّ لَمْ تَخْلُقْ بُقْعَةً أَقْذَرَ مِنِّي وَلا أَنْتَنَ، يُلْقَى عَلَيَّ أَهْلُ نَارِكَ وَأَهْلُ مَعْصِيَتِكَ، قَالَ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اسْكُنِي فَمَوْضِعُ الْقُضَاةِ أَنْتَنُ مِنْكِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بلاشك كذب وَاضعه كذبا فَاحِشا وأتى ببدع قَبِيح وَأحد المجاهيل الَّذِينَ فِيهِ قَدْ وَضعه عَلَى أَن أَحْمَد بْن حَفْص حدث بِأَحَادِيث مَنَاكِير لم يُتَابِعه عَلَيْهَا. بَاب ذمّ القَوْل بالرأى أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْرَان أَنبأَنَا عبد المؤمن بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ح. وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ حَدثنَا الدَّارقطني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي ديننَا بِرَأْيهِ فافتلوه ".

طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ وَنُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمُد بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ فَاقْتُلُوهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، تفرد بِهِ إِسْحَاق وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ وَكَانَ يضع الْحَدِيث، شهد عَلَيْهِ بِذَلِكَ يَحْيَى وَالْفَلَّاس وَابْن حبَان، وَهُوَ غَيْر إِسْنَاده، فَتَارَة يرويهِ عَنِ الأَوْزَاعِيّ، وَتارَة عَنْ عَبْد الْعَزِيز عَنْ نَافِع، وَتارَة عَنْهُمَا عَنْ نَافِع، وَهَذَا من فعله فَإِنَّهُ مَعْرُوف بِهَذَا. وَأَمَّا رِوَايَة سُوَيْد عَنِ ابْن أَبِي الرِّجَال فَقَدِ اعتذر قوم لسويد فَقَالُوا: وَهُمْ وَأَرَادَ أَن يَقُول إِسْحَاق فَقَالَ ابْن أَبِي الرِّجَال، عَلَى أَن هَذَا الِاعْتِذَار لَمْ يقبله كثير من الْعُلَمَاء. قيل ليحيى أَن سُوَيْد رَوَى هَذَا الْحَدِيث عَنِ ابْن أَبِي الرِّجَال فَقَالَ يَنْبَغِي أَن يبْدَأ بِهِ وَيقتل فَإِنَّهُ حَلَال الدَّم وَلَو كَانَ عِنْدِي سَيْف ودرقة لغزوته، وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن ابْن أَبِي الرِّجَال لَا يحْتَمل هَذَا وَإِسْحَاق يحْتَملهُ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: سُوَيْد لَيْسَ بِثِقَة. بَاب الْمَنْع من قبُول شَهَادَة بَعْض الْعلمَاء على بعض أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الطلقانى عَن عبد الملك بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ

الْعَبْدِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَهَادَةُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ جَائِزَةٌ، وَلا يَجُوزُ شَهَادَةُ الْعُلَمَاءِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لأَنَّهُمْ حُسَّدٌ ". قَالَ الْحَاكِم: لَيْسَ هَذَا مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْنَاده فَاسد من أوجه كَثِيرَة يطول شرحها. قَالَ المُصَنّف قُلْت: مِنْهَا أَن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء مِنْهُم أَبُو هَارُون العبدى. بَاب قدر التَّعْزِير أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَعْزِيرَ فَوْقَ عِشْرِينَ سَوْطًا ". قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ يضع الْحَدِيث ويروى مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا اعْتِبَارا.

كتاب الاحكام السلطانية

كتاب الاحكام السُّلْطَانِيَّة بَاب إِذَا أَرَادَ اللَّه أَن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بِيَدِهِ فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس وَكَعب بْن مَالِك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عبد الملك بْنِ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا على بن عَمْرو ابْن سَهْلٍ الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عبيد الله بْنُ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ النَّوْفَلِيُّ مِنْ آلِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بِيَدِهِ ". وَأما حَدِيث أنس: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا بُشْرَى بن عبد الله الرُّومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَاضِي قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي شَاكِرٍ مَسَرَّةَ بْنِ عبد الله مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ حَدَّثَنَا الْحسن بن يزِيد حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاهِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ عَبْدًا لِلْخِلافَةِ مَسَحَ يَدَهُ على جَبهته ". وَأما حَدِيث كَعْب أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِي أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ القاضى حَدثنَا عبد الله بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنِي ذُؤَيْبُ بْنُ عمَامَةَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ حَدَّثَنى سُلَيْمَان بن معقل ابْن عبد الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اسْتخْلف الله عزوجل بِخَلَيِفَةٍ حَتَّى يَمْسَحَ اللَّهُ نَاصِيَتَهُ بِيَدِهِ ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مُصْعَب مَجْهُول النَّقْل حَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْن عَدِي: هَذَا حَدِيث مُنكر بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْبَلَاء فِيهِ من مُصْعَب. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: مَسَرَّة لَيْسَ بِثِقَة ذَاهِب الْحَدِيث. وَأَمَّا حَدِيث كَعْب فَإِن عبد الله بن شبيب لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حدث بمناكير. وَقَالَ فضلك الرَّازِيّ: يحل ضرب عُنُقه، وَقد ضعف الدَّارقطني ذُؤَيْب بن عِمَامَة. بَاب خُرُوج الْخلَافَة من بَيْت عَلِي بن أَبى طَالب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عدى حَدثنَا عبد الملك بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ العكبرى حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " تَذَاكَرُوا الأُمَرَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ عَلِيٌّ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ وَلا لأَحَدٍ مِنْ وَلَدِكَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيّ: إِسْحَاق بْن يَحْيَى مَتْرُوك الْحَدِيثَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وعُثْمَان بْن فَايِد يَأْتِي بالمعضلات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب ذمّ الشَّرْط فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس، وَعبد اللَّه بْن عَمْرو، وَأبي هُرَيْرَةَ، وَأبي أُمَامَةَ رَضِي الله عَنْهُم.

فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَلهُ حَدِيثان: الْحَدِيث الأَوَّل: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْحسن ابْن قُتَيْبَةَ وَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْجَبَّار بن أَحْمد الاسد ابادى حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظ حَدثنَا مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدِّينَاسِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَلَفٍ الْحِنَّاوِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا ذِئْبًا فَقُلْتُ أَذِئْبٌ فَقَالَ إِنِّي أَكَلْتُ ابْنَ شُرْطِيٍّ ". قَالَ ابْن عَبَّاس: هَذَا وَقَدْ أكل ابْنه فَلَو أكله رفع فِي عليين. قَالَ ابْن عَدِي هَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ وَبِغَيْرِهِ بَاطِل لَمْ يروه غَيْر عَمْرو بْن خلف عَنْ أَيُّوب وَأَيوب إِن كَانَ فِيهِ ضعف لَا يحْتَمل هَذَا كُلهُ. ولعمرو أَحَادِيث مَوْضُوعَات كَانَ يتهم بوضعها. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ عَمْرو يضع الْحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَأَما أَيُّوب بْن سُوَيْد فَقَالَ ابْن الْمُبَارَك: ارْمِ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَد: ضَعِيف. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ يشئ يسرق الْأَحَادِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة. الحَدِيث الثَّانِي عَنِ ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَهْنِيُّ حَدثنَا إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم السراج حَدثنَا عبد الرحمن بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقَالُ لِلْجَلْوَازِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن

مَرْوَان وَهُوَ السدى. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْن نمير: كَذَّاب. وَقَالَ النَّسَائِيّ والرازي: مَتْرُوك. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: صَالِحُ بْنُ مُحَمَّد كَانَ يضع الحَدِيث. أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ سَمِعْتُ مُوسَى بْنُ الْقَاسِمِ الأَشْيَبُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْن بكير حَدَّثَنى عبد الله الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، سَنَدٌ لَهُ عِنْدَنَا أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِلشُّرْطِيِّ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ فَجَاءَ الشُّرْطُ إِلَيْهِ فَعَاتَبُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ لَا تضعوها وأدخلوها مَعكُمْ ". وَأما حَدِيث عبد الله بْن عَمْرو فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ بُكَيْرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو سهل عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَنْجوَيْه حَدثنَا أبويحيى عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَكِيمٍ أَخُو شَدَّادِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَن طَاوس عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّرْط كلاب أهل النَّارِ ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن غلوش ابْن الْحُسَيْنِ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيَّ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ خَلِيفَةَ أَبُو يُوسُفَ الأَعْشَى حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرَة عَن طَاوس عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَلادُ وَالشُّرْطُ وَأَعْوَانُ الظُّلْمَةِ كِلابُ النَّارِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَفِي إِسْنَاد طريقيه مُحَمَّد بْن مُسْلِم، وَقَدْ ضعفه أَحْمَد ابْن حَنْبَل جدا.

وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَفْلح بن سعيد حَدثنَا عبد الله بْنُ رَافِعٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ طَالَتْ بك مُدَّة أَو شكّ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سخط الله عزوجل وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ ". قَالَ ابْن حبَان: هَذَا خبر بِهَذَا اللَّفْظ بَاطِل. وأفلح كَانَ يرْوى عَنِ الثقاة الْمَوْضُوعَاتِ لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ بحيرٍ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ، أَوْ قَالَ يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبه " قَالَ ابْن حبَان: عبد الله بْن بحير يرْوى الْعَجَائِب الَّتِي كَأَنَّهَا معمولة لَا يحْتَج بِهِ.

كتاب الايمان والنذور

كتاب الايمان وَالنُّذُور بَاب تَكْفِير كذب الْحَالِف إِذا وحد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا طَالُوتُ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ أَبُو قُدَامَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " يَا فُلانُ فعلت كذاوكذا؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا فَعَلْتُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَّرَ اللَّهُ كَذِبَكَ تَصَدُّقِكَ بِلا إِلَهَ إِلا هُوَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ أَحْمَد: أَبُو قدامَة مُضْطَرب الْحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. بَاب النذور روى جَبَّارَةُ بْنُ الْمُفْلِسِ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْيمن وَمَعَهَا ابْن لَهَا فألت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا يُرِيدُ الْجِهَادَ وَأَنَا أَمْنَعُهُ. فَقَالَ رَجُلٌ آَخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي. قَالَ: فَشُغِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَرْأَةِ وَابْنِهَا. قَالَ: فَجَاءَهُ وَقَدْ خَلَعَ ثِيَابَهُ لِيَنْحَرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِنْ يُوَفِّي بِالنَّذْرِ وَيَخَافُ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَقَدِ اجْتمع فِي إِسْنَاده جَمَاعَة يكفى أحدهم فِي رد الْحَدِيث قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: جبارَة أَحَادِيثه مَوْضُوعَة أَوْ قَالَ هِيَ كذب. قَالَ: ومندل ضَعِيف وَرشْدِين مُنكر الْحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: رشدين لَيْسَ بشئ.

كتاب ذم المعاصي

كتاب ذمّ الْمعاصِي روى إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ فِيهِ الإِنْسَانُ إِلا اسْتَقْبَلَ الرُّوحُ الْجَسَدَ يَقُولُ: يَا جَسَدُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ الَّذِي لَا يَرُدُّ سَائِلَهُ أَنْ لَا تَعْمَلَ الْيَوْمَ عَمَلا يُورِدُنِي جَهَنَّمَ ". قَالَ ابْن حبَان: هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيث إِبْرَاهِيم بن هدبة. بَاب إِثْم قتل النَّفس الْمُحرمَة فِيهِ عَنْ عَمْرو وَابْن عَبَّاس وأبى سَعِيد وأبى هُرَيْرَة. فَأَما حَدِيث عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن صَدَقَة الْموصِلِي حَدثنَا عبد الله بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَعَانَ عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْر كلمة لقى الله عزوجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبَّادٍ النَّسَائِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ الأَعْشَمُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَالِمٍ الأَفْطَسُ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى سَفْكِ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رحمتى ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مسْعدَة أَنبأَنَا

حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَبِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " الفراعنة عَشَرَ، خَمْسَةٌ فِي الأُمَمِ وَسَبْعَةٌ فِي أُمَّتِي، وَمَا بَيْنَ فِرْعَوْنِ أُمَّتِي وَفِرْعَوْنِ ذِي الأَوْتَادِ وَاحِدٌ، وَذَلِكَ أَنَّ فِرْعَوْنَ ذَا الأَوْتَادِ قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ فَرَاعِنَةِ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: سَافِكُ دَمٍ، قَاطِعُ رَحِمٍ، جَامِعٌ فِي الْمَعَاصِي لَا يُبَالِي مَا صنع ". وَأما حَدِيث أبي سعيد: فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ سَعْدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّاقِدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بحئ الْقَاتِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عزوجل ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنِ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْمَاطِيُّ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ عَنْ الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما حَدِيث عُمَر فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل حَكِيم بْن نَافِع. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي الْأَعْشَم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ الثقاة الْمَنَاكِير وَيَضَع أسامي الْمُحدثين لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.

وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فمما وَضعه جَعْفَر. قَالَ ابْن عَدِي: كُنَّا نتهمه بِالْوَضْعِ بَل كُنَّا نتيقن ذَلِكَ. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي سَعِيد فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عُثْمَان وَقد كذبه عبد الله بْن أَحْمَدَ وَفِيهِ عَطِيَّة وَقَدْ ضعفه الْكل. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ يَزِيد. قَالَ ابْن الْمُبَارَكِ: أرم بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث بِصَحِيح. وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ من حَدِيث الثقاة. بَاب ضجيج الارض من الْقَتْل الْمحرم أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا أَبِي قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الخشنى عَن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا ضجت الارض من عمل عَمَلٍ عَلَيْهَا، ضَجِيجَهَا مِنْ سَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ وَاغْتِسَالٍ مِنْ جَنَابَةٍ حرَام ". تفرد بِهِ عبد الرحمن بْن يَزِيد وَتفرد بِهِ مُسْلِم عَنهُ. فَأَما عبد الرحمن فَقَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث. وَأَمَّا مسلمة فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب ذمّ الزِّنَا فِيهِ عَنْ عَلَى وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَحُذَيْفَة وَأنس: فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلَام فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنبأَنَا أَبُو طَالب ابْن غَيْلانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفروى عَن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن

عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْأَةُ لُعْبَةُ زَوْجِهَا فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُحْسِنَ لُعْبَتَهُ فَلْيَفْعَلْ. وَقَالَ: لَا تَزْنُوا فَتَذْهَبُ لَذَّةُ نِسَائِكُمْ، وَعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ. إِنَّ بَنِي فُلانٌ زَنُوا فزنت نِسَاؤُهُم ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَمِيعٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَّا فَإِنَّ فِيهِ أَرْبَعَ خِصَالٍ: يُذْهِبُ بِالْبَهَاءِ مِنَ الْوَجْهِ، وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ، وَيُسْخِطُ الرَّحْمَنَ، وَالْخُلُودُ فِي النَّار ". الطَّرِيق الثَّانِي وَالثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا زَنَى عَبْدٌ قَطُّ فَأَدْمَنَ عَلَى الزِّنَا إِلا ابتلى فِي أَهله ". قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عُفُّوا تَعِفّ نِسَاؤُكُمْ ". وَأما حَدِيث جَابِر فَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الآبَنُوسِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ ابْن مُحَمَّد بن عبد الله النَّجَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ شَاذَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابر

ابْن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِرُّوا آبَاءَكُمْ يبركم أبناؤكم وعفوا تعف نِسَاؤُكُمْ ". وَأما حَدِيث حُذَيْفَة فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ ابْن الْيَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ: ثَلاثًا فِي الدُّنْيَا وَثَلاثًا فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا: فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَهَاءَ وَيُورِثُ الْفَقْرَ وَيَقْتَصُّ الْعُمْرَ. وَأَمَّا الَّتِي فِي الآخِرَةِ: فَإِنَّهُ يُورِثُ سَخَطَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُوءَ الْحِسَابِ وَالْخُلُودَ فِي النَّار ". الطَّرِيق الثَّانِي: رَوَى أَبَانُ بْنُ نَهْشَلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَا فَإِنَّ فِيهِ سَتَّ خِصَالٍ: ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الدُّنْيَا: فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْبَهَاءَ وَيَقْطَعُ الرِّزْقَ وَيُورِثُ الْفَقْرَ، وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: يسْخط الرب عزوجل وَسُوءُ الْحِسَابَ وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو النَّضر البلخى حَدثنَا أبورخا عرس بن فهدا الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالزِّنَّا فَإِنَّ فِيهِ سَتَّ خِصَالٍ: ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا: فَذِهَابُ نُورِ الْوَجْهِ وَسُرْعَةُ الْفَنَاءِ وَانْقِطَاعُ الرِّزْقَ، وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الآخِرَةِ: فَيُغْضِبُ الرَّبَّ وَسُوءُ الْحِسَابَ وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ إِلا أَنْ يَشَاءَ الله عزوجل ".

لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا حَدِيثُ عَلَى عَلَيْهِ السَّلام فَقَالَ ابْن حبَان: عِيسَى بن عبد الله يرْوى عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ أَشْيَاء مَوْضُوعَة وَكَانَ يهم ويخطئ فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ ابْن عَدِي: وَمُحَمّد بْن أَحْمَدَ بْن يَزِيد حدث بأَشْيَاء مُنكرَة وَيسْرق الحَدِيث. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل عَمْرو بْن جَمِيع. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب خَبِيث. وَقَالَ ابْن عَدِيّ: كَانَ يتهم. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي وَالثَّالِث إِسْحَاق بْن نجيح. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ أكذب النَّاس. وَقَالَ يَحْيَى: مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الْحَدِيث. وَقَالَ ابْن حبَان: دجال يضع الحَدِيث عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صراحا. وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَإِن مُحَمَّد بْن يُونُسَ هُوَ الْكُدَيْمِي وَكَانَ كذابا. قَالَ الْعَقِيلِيّ وعَلى بْن قُتَيْبَة: يرْوى عَن الثقاة البواطيل. وَأَمَّا حَدِيث حُذَيْفَة، فَفِي الطَّرِيق الأَوَّل مسلمة بْن عَلِي. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَفِي رُوَاته مسلمة عَنْ عبد الرحمن الْكُوفِيّ عَنِ الأَعْمَش. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي أبان بْن نهشل. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ، لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ: وَلَا أصل لِهَذَا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس، فَقَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: إِسْنَاده كلهم ثقاة سِوَى كَعْب فَقَالَ ابْن أَبِي الفوارس: كَانَ كَعْب سيئ الْحَال فِي الحَدِيث. بَاب عُقُوبَة من زنى بيهودية أَوْ نَصْرَانِيَّة روى عُبْدُوسُ بْنُ خَلادٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ هِشَامِ بن حسان عَن

الْحسن عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَحْرَقَهُ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ ". قَالَ أَبُو زرْعَة: هَذَا بَاطِل مَوْضُوع، وَكذب عَبدُوس. بَاب فِي كَيْفيَّة حشر أَوْلَاد الزِّنَا أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ عِيسَى بْنِ حَطَّانَ الرَّقَاشِيِّ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوْلادُ الزِّنَا يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الْخَنَازِيرِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يحفظ من وَجه يثبت. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَزيد بْن عِيَاض قَدْ طعن فِيهِ أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ، وعَلى ابْن زَيْد قَالَ فِيهِ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ. بَاب فِي أَن ولد الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة فِيهِ عَن عبد الله بْن عَمْرو وأبى هُرَيْرَة. فَأَما حَدِيث عبد الله بْن عَمْرو فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَهْدِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ حَدثنَا عمر بن عبد الرحمن أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بن الْمُعْتَمِر عَن عبد الله بْنِ مُرَّةَ عَنْ جَابَانَ عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَرْبَعَةٌ: مَدْمُنُ خَمْرٍ، وَلا عَاقٌ وَالِدَيْهِ، وَلا مَنَّانٌ، وَلَا ولد زنية ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُسْرِيُّ أَنبأَنَا

أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ ابْن أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابَانَ عَنْ عبد الملك بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ وَلا وَلَدُ زِنَا وَلا مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ وَلا مَنِ ارْتَدَّ أَعْرَابِيًّا بَعْد هِجْرَة ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ الْمِصْرِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الأُذُنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ فِيلٍ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ وَلا مَنَّانٌ وَلا مُرْتَدٌّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَةِ وَلا وَلَدُ زِنَا وَلا من أَتَى ذَات محرم " وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الملك وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا أَنبأَنَا ابْن الْمَأْمُون حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ ح. وأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنِي بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّد الْحلَبِي حَدثنَا يُوسُف ابْن أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنَا، وَلا وَالِدُهُ، وَلا وَلَدُ وَلَده ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " - فرج -[فرخ] الزِّنَا لَا يدْخل الْجنَّة ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ أَنْبَأَنَا الداوودى أَنْبَأَنَا ابْنُ أَعْيَنَ السَّرَخْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ بن حميد حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ سَعْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذِئَابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ وَلَدُ الزِّنَا وَلَا شئ مِنْ نَسْلِهِ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءٍ الْجَنَّةَ ". لَيْسَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث شئ يَصح. أما حَدِيث ابْن عَمْرو فَذكر الْبُخَارِي فِي تَارِيخه أَنَّهُ قد روى من قَول عبد الله بْن عَمْرو وَلَا يَصح. قَالَ: وَلَا يعرف لجابان سَماع من عبد الله بْن عَمْرو وَقَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مَجْهُول. وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ عَبْد الْكَرِيم، وَقَدْ كذبه أَيُّوب السِّخْتِيانِيّ، وَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فمدار الطَّرِيق الأَوَّل عَلَى إِسْرَائِيل. قَالَ يَحْيَى: أَصْحَاب الْحَدِيث لَا يَكْتُبُونَ حَدِيثه، وَقَدْ ضعفه التِّرْمِذِيّ وَالدَّارقطني. قَالَ الدَّارقطني: ثُمَّ اخْتلف عَلَى مُجَاهِد فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَى عشرَة أوجه، فَتَارَة يرْوى عَنْ مُجَاهِد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتارَة عَنْ مُجَاهِد عَنِ ابْن عُمَر، وَتارَة عَنْ مُجَاهِد عَنْ أَبِي ذئاب، وَتارَة يرْوى مَوْقُوفا، إِلَى غَيْر ذَلِكَ، وَكله من تَخْلِيط الروَاة. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي من لَا يعرف. وَفِي الثَّالِث إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر، ضعفه الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ. ثُمَّ أَي ذَنْب - لَو -[لولد] الزِّنَا حَتَّى يمنعهُ من دُخُول الْجَنَّة. فَهَذِهِ الْأَحَادِيث تخَالف الْأُصُول، وَأَعْظَم مَا فِي قَوْله تَعَالَى (وَلا تَزِرُ وَازِرَة وزر أُخْرَى) . بَاب فِي ذمّ اللوط وعقوبة اللوطى حَدِيث فِي أَن اللوطي يبْقى جنبا وَإِن اغْتسل: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم

الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دِينَارٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ سُهَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ عَنْ عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوِ اغْتَسَلَ اللُّوطِيُّ بِمَاءِ الْبِحَارِ لَمْ يَجِئْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا جُنُبًا ". قَالَ الْخَطِيب: الرِّجَال المذكورون فِي إِسْنَاد هَذَا الْحَدِيث كلهم ثقاة غَيْر أَبِي سُهَيْل وَهُوَ الَّذِي ضعفه. حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُبَارَكٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللُّوطِيَّانِ لَوِ اغْتَسَلا بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمْ يُجْزِهِمَا إِلا أَنْ يَتُوبَا ". وَهَذَا مَوْضُوع. قَالَ ابْن حبَان: روح بْن مُسَافر كَانَ يرْوى الموضوعات عَنِ الْأَثْبَات، لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ. حَدِيث فِي عُقُوبَة اللوطي: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِي حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَمِيلٍ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عبد المجيد الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَفَّانَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ عَذَّبَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ، وَمَنْ جَامَعَهُ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وريحها يُوجد من مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ، إِلا أَنْ يَتُوبَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: دَاوُد بْن عَفَّان شيخ كَانَ يَدُور بخراسان وَيَزْعُم أَنَّهُ سمع من أَنَس بْن مَالِك وَيَضَع عَلَيْهِ رَوَى نُسْخَة مَوْضُوعَة. حَدِيث آخر فِي ذَلِكَ: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنبأَنَا ابْن مسْعدَة

أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي سَمِعت أَبَا جَعْفَرٍ الْقَاصُّ سَمِعْتُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ حَدَّثَنَا سِنَانٌ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من قَبَّلَ غُلامًا لِشَهْوَةٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، فَإِنْ صَافَحَهُ بِشَهْوَةٍ لَمْ يُقْبَلْ من صَلاتُهُ، فَإِنْ عَانَقَهُ لِشَهْوَةٍ ضُرِبَ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ فَسَقَ بِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَأَبُو هَارُون الْعَبْدي قَدْ ذَكرْنَاهُ فِي مَوَاضِع من كتَابنَا هَذَا وَأَنه كَانَ كذابا. قَالَ أَحْمَد: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ يَحْيَى: الرَّبِيع بْن بدر لَيْسَ بشئ. وَأَمَّا أَحْمَد بْن مُحَمَّد فَهُوَ غُلَام خَلِيل، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي مَوَاضِع أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَهُوَ الْمُتَّهم عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيث، لِأَن ابْن عَدِي حكى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَضعنَا أَحَادِيث نرقق بِهَا قُلُوب الْعَامَّة، قَالَ ابْن عَدِي: وَهَذَا الْحَدِيث بَاطِل بِهَذَا الاسناد وَبِغَيْرِهِ. حَدِيث فِي عُقُوبَة اللوطي فِي قَبره: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلان أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَسَّانَ حَدَّثَنَا سَلمَة ابْن شَبِيبٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمِّ دِرْهَمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللُّوطِيُّ إِذَا مَاتَ وَلَمْ يَتُبْ مُسِخَ فِي قَبْرِهِ خِنْزِيرًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي إِسْنَادِهِ مَرْوَان ابْن مُحَمَّد. قَالَ ابْن حبَان: رَوَى الْمَنَاكِير لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ الدَّارقطني ذَاهِب الْحَدِيث. وَفِيهِ مُسْلِم بْن خَالِد الزنْجِي. قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: لَيْسَ بشئ. قَالَ الْأَزْدِيّ: وَإِسْمَاعِيل بْن أم دِرْهَم لَا يحْتَج بحَديثه. حَدِيث فِي وقاحة الْمُمكن من نَفْسه: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْن

مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدثنَا عَمْرو بن حَفْص ابْن عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَان حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا امْرِؤٌ أَقَلّ حَيَاءً مِنِ امْرِئٍ أَمْكَنَ مِنْ دُبُرِهِ ". وَهَذَا لَا يَصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الدَّارقطني: حَدِيث عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ مُنكر وَنسبه ابْن حبَان إِلَى أَنَّهُ كَانَ يضع الْأَحَادِيث. قَالَ: وَلَا يحْتَج بالمنكدر. وَأَمَّا يَزِيد بْن سِنَان فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. حَدِيث فِي عُقُوبَة الْمُمكن من نَفْسه: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ حَدثنَا دِينَار بن عبيد الله مَوْلَى أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى فِي الدُّبُرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَوَّلَ اللَّهُ شَهْوَتَهُ مِنْ قُبُلِهِ إِلَى دُبُرِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن حبَان: دِينَار يرْوى عَنْ أَنَس الموضوعات لَا يحل ذكره بَالا بالقدح فِيهِ. بَاب فِي أَن الْمَجْنُون من أفنى عمره بالمعاصى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ التَّسْتُرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّالَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ خَلاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ الْغُلامِ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَإِنْ لَمْ يَحْتَلِمْ حَتَّى يَكُونَ لَهُ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ فَإِنْ طَلَّقَ فِي مَنَامِهِ لَمْ يَقَعِ الطَّلاقُ، وَعَن

الْمَجْنُونِ حَتَّى يَصِحَّ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْمَجْنُونُ؟ قَالَ: مَنْ أَبْلَى شَبَابَهُ فِي مَعْصِيَةِ الله عزوجل ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ الطالكانى وضاعا للْحَدِيث. بَاب ذمّ الْغناء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الْحسن حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَتَغَنَّى مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لَا صَلاةَ لَهُ حَتَّى مَثلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ". هَذَا حَدِيث لَمْ يَصح. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: سَعِيد لَيْسَ بِثِقَة أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب فِي إِبَاحَة الْغناء فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ وعَائِشَة: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا على بن عبد الله بْنِ مُبَشِّرٍ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو أويس حَدثنَا حُسَيْن بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِحسان ابْن ثَابِتْ وَقَدْ رَشَّ فِنَاءَ أَطَمِهُ وَجَلَسَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاطِينَ وَجَارِيَةٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ سِيرِينُ مَعَهَا مِزْهَرُهَا تَخْتَلِفُ بِهِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَهِيَ تغنيهم، فَلَمَّا

مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لم يَأْمُرهُم وَلم ينهم، فَانْتَهَى إِلَيْهَا وَهِيَ تَقُولُ فِي غِنَائِهَا: هَلْ عَلَى وَيْحِكُمْ إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ. فَضَحِكَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: لاحرج إِن شَاءَ الله ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حُسَيْن عَنْ عِكْرِمَة وَتفرد بِهِ أَبُو أويس عَنْهُ ". قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما حُسَيْن فَقَالَ عَلِي بْن الْمَدِينِيّ: تركت حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ السعدى: لَا يشْتَغل بحَدِيثه. وَأما أَبُو أويس فاسمه عبد الله بن عبد الله بْن أويس. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: ضَعِيف الْحَدِيث. وَقَالَ يَحْيَى مرّة: كَانَ يسرق الحَدِيث. [وَأما حَدِيث] عَائِشَة أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي أَبُو نصر على بن عبد الله الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْعَلَوِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْفَتْحِ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرِ بْنِ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بن عبد الله بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: " كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ تُسْمِعُنِي، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ دَخَلَ فَفَرَّتْ، فَضَحِكَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْمَعَتهُ ". قَالَ الْخَطِيب: أَبُو الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ واهي الْحَدِيث سَاقِط الرِّوَايَة، وأحسب مُوسَى بْن نصر بْن جَرِير اسْما ادَّعَاهُ وَشَيخنَا اختلقه، وأصل الْحَدِيث بَاطِل. وَالله أعلم. بَاب فِي اللّعب بالكعاب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف أَنبأَنَا

أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ اللُّهْوِ كُلِّهُ حَتَّى لِعْبِ الصِّبْيَانِ بِالْكِعَابِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ أكذب النَّاس. وَقَالَ يحيى: هُوَ مَعْرُوف بِوَضْع الحَدِيث. بَاب فِي الْكَبَائِر أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا مَعانٌ أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ كَبِيرةٌ حَتَّى لَعِبِ الصِّبْيَانِ بِالْقُمَارِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَكَانَ معَان يحدث عَن الثقاة بالمنكرات: قَالَ ابْن حبَان: لَا يشبه حَدِيثه حَدِيث الْأَثْبَات فَاسْتحقَّ التّرْك. بَاب فِي الْخُرُوج من الْمَظَالِم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى وَغَيْرُهُمَا قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْحَاق ابْن وَهْبٍ الْطَهْرَمَسِيُّ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مِصْرَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ الله عزوجل سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ " ح. وَأَنْبَأَنَاهُ ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ ابْن يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن الْبَرْمَكِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ الْبَصْرِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ فَذَكَرَهُ وَقَالَ سبعين حجَّة.

هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الْحَدِيث صراحا وَلَا يحل ذكره إِلَّا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ. وَقَدْ سرق هَذَا الْحَدِيث أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصَّلْت الْهَرَوِيّ فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى ابْن سُلَيْمَان بْن نَضْلَة عَنْ مَالِك. وَقَالَ فِيهِ: " لرد دانق من حرَام أفضل عِنْدَ الله من سبعين حجَّة مبرورة ". وَرَوَاهُ عَنْ هَنَّادٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا: " لَرَدُّ دَانِقٍ من حرَام أفضل عِنْدَ اللَّه عزوجل مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ تُنْفَقُ فِي سَبِيل الله عزوجل ". قَالَ ابْن حبَان: كَانَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد يضع الْحَدِيث. وَقَالَ ابْن عَدِي: مَا رَأَيْت فِي الْكَذَّابين أقل حَيَاء من أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت. بَاب كَفَّارَة الْغَيْبَة فِيهِ عَنْ سهل وَأنس وَجَابِر: أما حَدِيث سهل: فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اغْتَابَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَإِنَّهَا كَفَّارَة لَهُ ". وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْوُنٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ح. وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَنْبَأَنَا ابْنُ صَفْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبى حَدثنَا عَنْبَسَة بن عبد الرحمن

الْقُرَشِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَ أَن تستغفر لَهُ ". وَأما حَدِيث جَابِر: فَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو خَالِد العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عِيسَى الْعَطَّارِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ لاحِقٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابر بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اغْتَابَ رَجُلا ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُ مِنْ بَعْدَ ذَلِكَ غُفِرَتْ لَهُ غَيْبَتُهُ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح. أما الأَوَّل: فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ مِمَّا وَضعه سُلَيْمَان بْن عَمْرو عَلَى أَبِي حَازِم. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ سُلَيْمَان يضع الحَدِيث. وَأما الثَّانِي فَقَالَ يحيى: عَنْبَسَة لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوك. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَأَمَّا الثَّالِث فَقَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حَفْص عَنْ مفضل وَحَفْص ضَعِيف. وَقَالَ النَّسَائِيّ: حَفْص لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يقلب الْأَسَانِيد لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد. بَاب قبُول التَّوْبَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عِيسَى بْنِ ضِرَارٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيُّ أَحْمد بن عبد الله الجويبارى حَدثنَا وَكِيع بن - أجراح -[الْجَرَّاحِ] عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جئ بِالتَّوْبَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَطْيَبِ رِيحٍ، فَلا يَجِدُ رِيحَهَا إِلا مُؤمن

فَيَقُول الْكَافِر: يَا وليتاه أَتَاكِ هَؤُلاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ رِيحًا طَيِّبَةً وَلا يَجِدُهَا. قَالَ: فَتُكَلِّمُهُمُ التَّوْبَةُ فَتَقُولُ: لَوْ قَبِلْتُمُونِي فِي الدُّنْيَا لأَطَبْتُ رِيحَكُمُ الْيَوْمَ. قَالَ فَيَقُول الْكَافِر: أَنا أقبك الآنَ. قَالَ: فَيُنَادِي مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ: لَوْ أَتَيْتُمْ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَكَلِّ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَبِكُلِّ شئ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَا قُبِلَ مِنْكُمُ تَوْبَةٌ. قَالَ: فَتَتَبَرَّأُ مِنْهُمُ التَّوْبَة، فتتبرأ مِنْهُم الْمَلَائِكَة ويجئ الْخَيْرُ، فَمَنْ شَمَّتْ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً تَرَكَتْهُ، وَمَنْ لَمْ تَشُمّ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً أَلْقَتْهُ فِي النَّارِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده الجويباري، وَقَدْ سبق فِي كتَابنَا أَنَّهُ كَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَدْ ضهد عَلَيْهِ الْوَضع ابْن عَدِيٍّ وَابْن حبَان الحافظان، وَقَدْ رَوَى إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى التَّيْمِيّ نَحوه عَنْ مسعر. قَالَ ابْن عَدِي: إِسْمَاعِيل يحدث عَن الثقاة بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ بِحَال. بَاب قبُول تَوْبَة الزانى وَالْقَاتِل أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ شُعَيْبِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ عَبْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَتْمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عِنْدَ بَابِي، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ فَتَحْتُ وَدَخَلْتُ، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَسْجِدِي أُصَلِّي إِذْ نَقَرَتِ الْبَابَ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَدَخَلَتْ، فَقَالَتْ: إِنِّي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ إِنِّي زَنَيْتُ وَوَلَدْتُهُ وقتلته؟ فَقلت لَهَا: لانعمة عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ، فَسَلَّمَتْ وَهِيَ تَدْعُو بِالْحَسْرَةِ وَتَقُولُ: وَاحَسْرَتَاهُ أَخلق هَذَا الْجَسَدَ النَّارَ. قَالَ: ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثُمَّ جَلَسْنَا نَنْتَظِرُ الإِذْنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا ثُمَّ خَرَجَ مَنْ كَانَ مَعِي وَتَخَلَّفْتُ، فَقَالَ مَالك: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلَكَ حَاجَةٌ؟

فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْتُ مَعَكَ الْعَتْمَةَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ مَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قُلْتَ لَهَا؟ قَالَ قُلْتُ: وَلا نِعْمَةَ عَيْنٍ وَلا كَرَامَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا مَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفس النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمْ أَتْرُكْ بِالْمَدِينَةِ خُصًّا وَلا دَارًا إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُنْ فِيكُمُ الْمَرْأَةُ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ الْبَارِحَةَ فَلْتَأْتِ وَلْتُبْشِرْ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَتْمَةَ، فَإِذَا هِيَ عِنْدَ بَابِي، فَقُلْتُ لَهَا: أَبْشِرِي فَإِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا قُلْتِ وَمَا قُلْتُ لَك، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ مَا قُلْتَ لَهَا أَمَا كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآَيةَ؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، فَخَرَّتْ سَاجِدَةً، وَقَالَتْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي مَخْرَجًا وَتَوْبَةً مِمَّا عَمِلْتُ. إِنَّ هَذَهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا حُرَّانِ لَوَجْهِ اللَّهِ، وَإِنِّي فَدَيْتُ مِمَّا عَمِلْتُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: عِيسَى ابْن شُعَيْب عَنْ فليح لَا يُتَابع عَلَى حَدِيثه هَذَا، وَعبيد بْن أَبِي عُبَيْد مَجْهُول، وَقَالَ ابْن حبَان: عِيسَى مَتْرُوك. بَاب مَا يفعل من أَرَادَ التَّوْبَة ذكرت لِذَلِكَ صَلَاة تروى عَنْ أَبِي ذَر قَدْ سبقت فِي كتاب الصَّلَاة. بَاب تَوْبَة ثَعْلَبَة بن عبد الرحمن أَنبأَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالا أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بن عبد الله الأَصْفَهَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله " أَن

فَتَى مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَة بن عبد الرحمن أَسْلَمَ وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مَنَ الأَنْصَارِ فَرَأَى امْرَأَةَ الأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ، فَأتى جبالا بَين مَكَّة والمدنية فَوَلجَهَا، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِيَ الأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا وَدَعَّهُ رَبُّهُ وَقَلَى، وَأَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامُ وَيَقُولُ إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ انْطَلِقَا فَأتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بن عبد الرحمن فَخَرَجَا فِي - أبعاد -[أَنْقَابِ] الْمَدِينَةِ فَلَقِيَهُمَا رَاعٍ مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ دَفَّافَةُ، فَقَالَ لَهُ عمر: يادفافة هَلْ لَكَ عَلَيَّ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ، فَقَالَ لَهُ دَفَّافَةُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ جَهَنَّمَ، قَالَ: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ. قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: الأَمَانَ الأَمَانَ، الْخَلاصَ مِنَ النَّارِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا عِلْمَ لِي إِلا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأَمْسِ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَنِي أَنَا وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلا وَهُوَ يُصَلِّي أَوْ بِلالٌ يَقُولُ: قَدْ قَامِتِ الصَّلاةُ، قَالَ: أَفْعَلُ، فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَافَقُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَمَا سَمِعَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَّ مَغْشِيًا عَلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ مَا فعل ثَعْلَبَة بن عبد الرحمن؟ قَالا: هَاهُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ يَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ قُلْ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا

حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قَالَ: ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ كَلامُ اللَّهِ أَعْظَمُ، ثُمَّ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالانْصِرَافِ إِلَى مِنْزِلِهِ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، فَجَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ فَإِنَّهُ لِمَا بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي؟ فَقَالَ: إِنَّهُ مِنَ الذُّنُوبُ مَلآنٌ، قَالَ: مَا تَجِدُ؟ قَالَ: أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي، قَالَ: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: مَغْفِرَةُ رَبِّي، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ يَقُولُ: لَوْ أَنْ عِبَديِ هَذَا لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَلا أُعْلِمُهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَعْلَمَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ، فَأَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُسْلِهِ وَكَفَنِهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أنامله، فَقَالُوا: يارسول اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أنَامِلِكَ، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا قَدرْتُ أَنْ أَضَعَ رِجْلِي عَلَى الأَرْضِ مِنْ كَثْرَةَ أَجْنِحَةٍ لَتُشَيِّيعِهِ مِنَ الْمَلائِكَةِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع شَدِيد الْبُرُودَة، وَلَقَد فَضَح نَفْسه من وَضعه بقوله: وَذَلِكَ حِينَ نزل عَلَيْهِ (مَا وَدَّعَكَ رَبك وَمَا قلى) وَهَذَا إِنَّمَا أنزل عَلَيْهِ بِمَكَّة بِلَا خلاف، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه دفافة، وَقَدِ اجْتمع فِي إِسْنَاده جَمَاعَة ضعفاء مِنْهُم الْمُنْكَدر، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يَأْتِي بالشئ توهما فَبَطل الِاحْتِجَاج بأخباره. وَمِنْهُم سليم بْن مَنْصُور فَإِنَّهُم قَدْ تكلمُوا فِيهِ، وَمِنْهُم أَبُو بَكْر الْمُفِيد، قَالَ الْبَرْقَانِيّ: لَيْسَ بِحجَّة، قَالَ وَسمعت عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَعْد: اخلف اللَّه نَفَقَتك، فَأخذت عوضه بَيَاضًا. وَقد روى

هَذَا الْحَدِيث أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمى عَنْ جده إِسْمَاعِيل بْن نجيد عَن أَبى عبد الله مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدي عَنْ سليم، و - هآولا -[هَؤُلَاءِ] لَا تقوم بهم حجَّة. بَاب الاقرار على النَّفس بالذنب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ حَدثنَا إبراهبم بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْرَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَّحَمُونَ عَلَى الْمُقِرِّينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذِّنُوبِ ". هَذَا الْحَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: بشر بْن إِبْرَاهِيمَ لَهُ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ، وَهُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. بَاب الْعود بعد التَّوْبَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ أَنبأَنَا عبيد الله بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر ابْن سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْعَبْدُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ ثُمَّ قَالَهَا ثُمَّ عَادَ، كَتَبَهُ اللَّهُ فِي الرَّابِعَةِ مِنَ الْكَذَّابِينَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْفضل كَذَّاب. قَالَ ابْن معِين: كَانَ رجل سوء. بَاب عَلَامَات الشَّقَاء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى

أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله بْنِ النُّعْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ يَزِيدُ بْنُ خَالِد الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ السُّلَمِيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو النَّخعِيّ عَن إِسْحَاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ] : " أَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاءِ: جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا وَطُولُ الأَمَلِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْعَلافُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْعَرَّادُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ - يَعْنِي الْقَزَّازَ - حَدَّثَنَا هاني ابْن المتَوَكل عَن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ إِسْحَاقِ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعَةٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: جُمُودُ الْعَيْنِ وَقَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَطُولُ الأَمَلِ وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما الطَّرِيق الأَوَّل فَفِيهِ أَبُو دَاوُد النَّخعِيّ. قَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى: كَانَ يضع الْأَحَادِيث. قَالَ ابْن عَدِي: وضع هَذَا عَلَى إِسْحَاق. وَفِيهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الشَّامي قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ هاني بْن المتَوَكل. قَالَ ابْن حبَان: كثرت الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ - غ قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَعبد الله بن سُلَيْمَان مَجْهُول.

كتاب الحدود والعقوبات

كتاب الْحُدُود والعقوبات بَاب حد السن الَّتِي توجب إِقَامَة الْحُدُود والعقوبة أخْبرت عَن أَبى الْقَاسِم عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ الطَّالَقَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْن يَعْقُوبَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِم عَن جَعْفَر ابْن الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " لَا يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ ذَنْبُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِذَا كَانَ مُسْلِمًا، ثُمَّ تَلا (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَقَد أبدع من وَضعه وَخَالف بِهِ إِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ. فواعجبا من جرْأَة - هاولا -[هَؤُلاءِ] عَلَى الشَّرِيعَة. قَالَ شُعْبَة: كَانَ جعفرأ كذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السَّعْدِيّ: نبذوا حَدِيثه، وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأَمَّا عَلِي بْن عَاصِم فَقَالَ يَزِيد بْن هَارُون: مَا زلنا نعرفه بِالْكَذِبِ، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ. وَقَدْ تقدم قَوْلنَا فِي الْقَاسِم، وَأَنه لَيْسَ بشئ. بَاب قتل اللص أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا الْخَضْرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا فَوَّاتُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللِّصُّ مُحَارِبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَاقْتُلُوهُ فَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ إِثْمٍ فَعَلَيَّ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِم: فَوَات بْن زُهَيْر عَنْ مَالِك مَا لَمْ يروه قطّ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.

بَاب قتل العشار أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ حَدَّثَنَا أَبِي أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ ذِي النُّونِ الْبَلْخِيّ حَدَّثَنَا مكي بْن إِبْرَاهِيمَ حَدثنَا عبد الله بْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ محيس بْنِ كيسَان عَن عبد الرحمن بْنِ حَسَّانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جذام عَن مَالك ابْن عَتَاهِيَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ لَقِيتُمْ عَشَّارًا فَاقْتُلُوهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَفِيهِ غَيْر وَاحِد من المجهولين. وَقَدْ رَوَاهُ قُتَيْبَة عَنِ ابْن لَهِيعَة فَلم يذكر فِيهِ محيسا وَلَا عبد الرحمن بْن حسان. وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث، والْحَدِيث لَيْسَ بشئ فِي الْجُمْلَة. بَاب دِيَة الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بن أَحْمد حَدثنَا عبد الملك حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ حَدَّثَنَا أَبُو كَرَزٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِيَةُ ذِمِّيٍّ دِيَةُ مُسلم ". وَاسم أَبى كرز عبد الله بْن كرز. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعبد اللَّه بْن كرز يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَكَذَلِكَ قَالَ الدَّارقطني: هَذَا الحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ، وَابْن كرز مَتْرُوك. بَاب حكم الْمَرْأَة إِذا ارْتَدَّت أَنبأَنَا عبد الْحق أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ حَدثنَا عبد الله بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا

شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رزين عَن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْتَلُ الْمَرْأَةُ إِذَا ارْتَدَّتْ ". قَالَ الدَّارقطني: لَا يَصح هَذَا الْحَدِيث عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعبد اللَّه بْن عِيسَى كَذَّاب يضع الْأَحَادِيث عَلَى عَفَّان وَغَيره، وَلَا يَصح هَذَا عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا رَوَاهُ شُعْبَة. وَفِي الصَّحِيح: " من بدل دينه فَاقْتُلُوهُ ". بَاب حد المماليك وَأهل الذِّمَّة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَبَّةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ أَخَّرَ حَدَّ الْمَمَالِيكِ وَأَهْلِ الذِّمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا حَدِيث مُنكر، وَإِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَبَّة فِي عداد من يضع الْحَدِيث، وَلَمْ يروه عَنْ هِشَام غَيره. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب إِثْم السَّارِق والكاتم عَلَيْهِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا جَعْفَر ابْن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَبْصَرَ سَارِقًا سَرَقَ سِرْقَةً صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَكَتَمَ عَلَيْهِ مَا سَرَقَ وَلَمْ يُنْذِرْ بِهِ كَانَ عَلَيْهِ الْوِزْرُ مِثْلَ الَّذِي عَلَى السَّارِقِ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ، وَلا يَكْتُمُ عَلَيْهِ مَنْ رَآهُ حَتَّى يَخْرُجَ الإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ، وَيَبْرَأُ اللَّهُ مِنْهُمَا، وَكِلاهُمَا فِي النَّارِ،

إِلا أَنَّ الَّذِي نَظَرَ إِلَيْهِ وَكَتَمَ عَلَيْهِ يُدْعَكُ بِالْعَذَابِ دَعْكًا ". قَالَ ابْن عَدِي: وَهَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل، وَهَذَهِ الْأَلْفَاظ لَا تشبه أَلْفَاظ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلام. وَجَعْفَر كُنَّا نتهمه بِوَضْع الْحَدِيث بَل يتَبَيَّن ذَلِكَ مِنْهُ، وَقَدْ رَوَى جَعْفَر حَدِيثين آخَرين فِي السّرقَة يشابه هَذَا الْمَعْنى لَا نشك أَنَّهَا من وَضعه. بَاب وجود الْقَتِيل بَين قريتين أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ حَدَّثَنِي عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: " وُجِدَ قَتِيلٌ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيسَ إِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ، فَوُجِدَ أَقْرَبَ إِلَى أَحَدِهِمَا بِشِبْرٍ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَمَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ] مِنْ كَانَتْ أَقْرَبَ إِلَيْهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَفِيهِ جَمَاعَة ضِعَاف مِنْهُم عَطِيَّة، ضعفه الْكل. وَمِنْهُم أَبُو إِسْرَائِيل واسْمه إِسْمَاعِيل بْن أَبِي إِسْحَاق ضَعِيف. وَقَالَ يحين بْن معِين: أَصْحَاب الْحَدِيث لَا يَكْتُبُونَ حَدِيثه. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: مَا حدث بِهَذَا الْحَدِيث غَيره لَيْسَ لَهُ أصل. وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل بْن أَبَان. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: حدث أَحَادِيث مَوْضُوعَة. وَقَالَ يَحْيَى: كَذَّاب. وَقَالَ ابْن حبَان: يضع الحَدِيث على الثقاة. وَقَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب حد الْقَاذِف أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أَبى حَاتِم بن

حِبَّانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرَينَ، وَإِذَا قَالَ يَا مُخَنَّثُ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ. وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: وَإِذا قَالَ يَا لوطي فاجلدوه عشْرين ". قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: هَذَا الْحَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ. وَإِبْرَاهِيم كَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل. وَدَاوُد حدث عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، تجب مجانبة رِوَايَته. بَاب قذف الذِّمِّيّ أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عدى أَنبأَنَا الْفضل بن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِيَاطٍ مِنْ نَارٍ ". قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: مُحَمَّد بْن مُحصن يضع الحَدِيث على الثقاة لَا يحل ذكره إِلَّا على وَجه الْقدح فِيهِ.

كتاب الزهد

كتاب الزّهْد بَاب التحذير من شَرّ الدُّنْيَا أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " جَاءَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَاقَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ النَّاقَةُ؟ قَالَ: حَمَلَنِي عَلَيْهَا عُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ اتَّقِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْ كَثُرَ شَيْئُهُ كَثُرَ شُغْلُهُ، وَمَنْ كَثُرَ شُغْلُهُ اشْتَدَّ حِرْصُهُ، وَمِنِ اشْتَدَّ حِرْصُهُ كَثَرُ هَمُّهُ وَنَسِيَ دِينَهُ، فَمَا ظَنُّكَ يَا عَلِيُّ بِمَنْ نَسِيَ رَبَّهُ ". قَالَ الْخَطِيب: هَذَا حَدِيث مُنكر تفرد بروايته الصَّائِغ وَهُوَ ضَعِيف جدا عَنِ الْكِسَائِي وَهُوَ مَجْهُول. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ نُفَيْعٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ غَنِيٍّ وَلا فَقِيرٍ إِلا يَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةَ أَنَّهُ أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا قُوتًا ". نفيع هَذَا هُوَ أَبُو دَاوُد الْأَعْمَى، كذبه قَتَادَة. قَالَ يَحْيَى: لَمْ يكن ثِقَة. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب ذمّ من يحب الدُّنْيَا أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ الشِّخِّيرِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَان بن جندل الْهَمدَانِي

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: " كَيْفَ تُفْلِحُ وَالدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ عَلَيْكَ ". قَالَ الْخَطِيب: لَا أعلم رَوَاهُ غَيْر دَاوُد بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَرِجَاله كلهم ثقاة غَيْر دَاوُد، وَالْحمل فِيهِ عَلَيْهِ. بَاب ذمّ من أصبح وهمه الدُّنْيَا أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على حَدَّثَنى عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا فَلَيْسَ من الله فِي شئ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق. قَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَى على التَّعَجُّب. بَاب شهرة محب الدُّنْيَا يَوْم الْقِيَامَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر حَدثنَا سُهَيْل بن عبد الله الْغَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِي النَّقَّاشُ أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْعَبَّاسِ الْحُصَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ أَخْبَرَنِي بِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ عَبْدًا أَدَّى جَمِيعَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ إِلا أَنَّهُ كَانَ مُحِبًّا لِلدُّنْيَا لَنَادَى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلا إِنَّ فُلانًا أحب مَا أبْغض الله عزوجل ".

قَالَ النقاش: هَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع، وَلَعَلَّ سعيدا وَضعه. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدِ اتهمَ سَعِيد بِهَذَا الْحَدِيث رَوَاهُ عَنِ ابْن عمر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بعث اللَّه ملكا إِلَى رجل ليعذبه، قَالَ: أَسأَلك بِوَجْه اللَّه أَلا تعذبني، فَمضى فَبعث ثَلَاثَة كلهم يَقُول ذَلِكَ فَلَا يعذبه، فَبعث الرَّابِع فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَعَذَّبَهُ، فَلَمَّا صعد سقط جناحاه وَوَقع فَقَالَ: يَا رب وَقَدْ أطعتك، فَقَالَ: سَأَلَك بوجهي وَعِزَّتِي لَو سَأَلَني عَبدِي بوجهي أَن أَغفر لجَمِيع الْخَلَائق لغفرت لَهُم ". بَاب ذمّ الحزين على الدُّنْيَا أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَان بن سيف ابْن ثَابِتٍ الرِّبْعِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ شَمَرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَصْبَحَ مَحْزُونًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهَ، وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ هُزْوًا ". وَقَدْ رَوَى وهب بْن رَاشد عَنْ مَالِك بْن دِينَار عَن أنس نَحوه. وروى عبيد الله بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعُتْمِيِّ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصْبَحَ حَزِينًا عَلَى الدُّنْيَا أصبح ساخطا عَن ربه عزوجل " لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح. أما الْحَدِيث الأَوَّل فَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّالْكَانِيُّ. قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم

كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ ابْن حبَان: رَوَى عَنْ أهل خُرَاسَان أَشْيَاءَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهَا فِي الْكتب وَيَأْتِي فِي الْأَخْبَار بِمَا - يشبه الْحلق -[يشْهد الْخلق] عَلَى بُطْلَانه. قَالَ: وَلَا يحل الِاحْتِجَاج بوهب بْن رَاشد فَإِنَّهُ يَرْوِي الْعَجَائِب. وَأَمَّا حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِيهِ عبيد الله بْن مُوسَى. قَالَ الْعَقِيلِيّ: هُوَ مَجْهُول وحَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ. قَالَ ابْن عَدِي: وَبشر الدَّارِسِيُّ مُنكر الْحَدِيث عَنِ الْأَئِمَّة بَيْنَ الضعْف جدا. بَاب النهى عَن الادخار أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ حَدثنَا عبد الله بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّيْنَبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرْحِ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ جَنَاحٍ حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّد بن عبيد الله الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " دَخَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلالٍ يَوْمًا مِنَ الأَيَّامِ، فَوَقَفَ بِالْبَابِ سَائِلٌ، فَرَدَّهُ بِغَيْر شئ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بِلالُ أَرَدَدَتَ السَّائِلَ وَهَذَا التَّمْرُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتُ صَائِمًا وَأَرَدْتُ أَنْ أَفْطُرَ عَلَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَلَا - تخبا -[تُخَبِّئْ] شَيْئًا رُزِقْتَهُ، وَلا تَمْنَعْ شَيْئًا سُئِلْتَهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ لَا يُسَاوِي حَدِيثه شَيْئًا، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ، يضع الحَدِيث. بَاب مدح قلَّة الشئ والصمت والتواضع أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُف أَنبأَنَا ابْن

عَدِيٍّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ جُوَيْرِيَّةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ - لَا يصبر -[لَا يُصِيبْنَ] إِلا بِعَجَبٍ: الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةَ، وَالتَّوَاضِعُ وَذِكْرُ الله عزوجل، وَقلة الشئ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ الْعَوام يرْوى الموضوعات عَن الثقاة، وَكَانَ يَأْتِي بالشئ عَلَى التَّوَهُّم لَا التعمد فَلَا يحْتَج بِهِ. قَالَ ابْن عَدِي: الأَصْل فِي هَذَا أَنَّهُ مَوْقُوف عَلَى أَنَس، وَقَدْ رَفعه بَعْض الضُّعَفَاء عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة - يَعْنِي حميد بْن الرَّبِيع - قَالَ يَحْيَى: حميد كَذَّاب. بَاب جمع المَال للْمصَالح أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُرْجَاءِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَجْمَعُ الْمَالَ يَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ وَيَوْرِي بِهِ عَنْ أَمَانَتِهِ وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنِ الثَّوْرِي. قَالَ ابْن حبَان: الْعَلَاء يرْوى الموضوعات على الثقاة والمقلوبات، لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ: كَانَ رجل سوء لَا يحل لمن عرفه أَن يروي عَنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّد بْن طَاهِر: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. بَاب خدمَة الدُّنْيَا للعباد واستخدامها للراغبين فِيهَا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن سعيد

الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلدُّنْيَا: مُرِّي عَلَى أَوْلِيَائِي وَأَحِبَّائِي لَا تُحَلِّيهَا فَتَفْتِنِيهِمْ، وَأَكْرِمِي من خدمني وأتعبني مَنْ خَدَمَكِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ حَدَّثَنَا أَبُو مَقَاتِلٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد الله عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الدُّنْيَا أَنْ أَخْدِمِي مَنْ خَدَمَنِي، وأتعبني مَنْ خَدَمَكِ ". مدَار الطَّرِيقَيْنِ عَلَى الْحُسَيْن بْن دَاوُدَ. قَالَ الْخَطِيب: تفرد بِرِوَايَة هَذَا الْحَدِيث عَنِ الفضيل، وَهُوَ مَوْضُوع وَرِجَاله كلهم ثقاة سواهُ. بَاب التفرد لطاعة الله عزوجل أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ حَدَّثَنِي الْحسن ابْن أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُسْطَامِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الرحمن ابْن الْجَارُود حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الملك الدقيقي وَعُثْمَان بن خرزاذ الانطاكي وعباس ابْن مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبى التياح عَن أنس ابْن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُول الله تَعَالَى: يَا ابْن آدَمَ أَنَا بُدُّكَ اللازِمُ فَاعْمَلْ لِبُدِّكَ، كُلَّ النَّاسِ لَكَ مِنْهُمْ بُدٌّ وَلَيْسَ لَكَ مِنِّي بُدٌّ ". قَالَ الْخَطِيب: هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع الْمَتْن مركب عَلَى هَذَا الْإِسْنَاد وكل رِجَاله مَشْهُورُونَ معروفون بِالصّدقِ إِلَّا ابْن الْجَارُود فَإِنَّهُ كَذَّاب وَلم نَكْتُبهُ إِلَّا من حَدِيثه.

بَاب انقسام الزاهدين أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ عَلَى ثَلاثِ مَنَازِلَ: فَمَنْ طَلَبَ مَا عِنْدَ الله عزوجل كَانَتِ السَّمَاءُ ظِلالُهُ وَالأَرْضُ فِرَاشَهُ، لم يهتم بشئ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَرَّغَ نَفْسَهُ لله عزوجل فَهُوَ لَا يَزْرَعُ وَهُوَ يأَكْلُ الْخُبْزَ، وَهُوَ لَا يَغْرِسُ الشَّجَرَ وَهُوَ يَأْكُل [الثَّمر (1) ] ، وَلَا يهتم بشئ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا تَوَكُّلا عَلَى الله عزوجل وَطلب ثَوَابه، تضمن الله عزوجل السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ وَجَمِيعِ الْخَلَائق رزقه بِغَيْر حِسَاب، عبد الله حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينَ. وَالثَّانِي: لَمْ يَقْوَ عَلَى مَا قَوِيَ عَلَيْهِ، يَطْلُبُ بَيْتًا يُكِنُّهُ وَثَوْبًا يُوَارِي عَوْرَتَهُ وَزَوْجَةً يَسْتَعِفُّ بِهَا، وَطَلَبَ رِزْقًا حَلالا فَطَيَّبَ اللَّهُ رِزْقَهُ، فَإِنْ خَطَبَ لَمْ يُزَوَّجْ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ أُخِذَ مِنْهُ، فَإِنْ كَانَ لَهُ يُعْطَهُ، فَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ وَنَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، يَظْلِمُ فَلا يَنْتَصِرُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ عزوجل فَلَا يَزَالُ فِي الدُّنْيَا مُتَزَيِّنًا حَتَّى يَفْضِي إِلَى الرَّاحَةِ وَالْكَرَامَةِ. وَالثَّالِثُ: طَلَبَ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَطَلَبَ الْبِنَاءَ الْمُشَيَّدَ وَالْمَرَاكِبَ الْفَارِعَةَ وَالْخَدَمَ الْكَثِيرَ وَالتَّطَاوُلَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ، فَأَلْهَاهُ مَا بِيَدِهِ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَةِ فَهُوَ عَبْدُ الدُّنْيَا وَالدِّرْهَمِ وَالْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ وَالثَّوْبِ اللَّيِّنِ وَالْمَرْكَبِ، يَكْسِبُ مَالَهُ مِنْ حَلالِهِ وَحَرَامِهِ، يُحَاسَبُ عَلَيْهِ وَيذْهب - بهناه -[بهناة] غَيْرِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ". قَالَ ابْن حبَان: عَبْد الْعَزِيز وَعمر بْن بُكَيْر ليسَا فِي الْحَدِيث بشئ، وَلَكِن لَيْسَ هَذَا من عملهما، هَذَا شئ تفرد بِهِ إِبْرَاهِيم وَهُوَ مِمَّا عملت يَدَاهُ وَهُوَ يرْوى عَنْ أَبِيهِ الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة الَّتِي لَا تعرف من حَدِيث أَبِيهِ. وَأَبوهُ أَيْضا لَا شئ، فلست أدرى هُوَ الْجَانِي عَلَى أَبِيهِ أَوْ أَبوهُ الَّذِي يَخُصُّهُ بِهَذِهِ الموضوعات. قَالَ:

_ (1) بالاصل فِي مَكَانهَا بَيَاض.

وَهَذَا كَلام لَيْسَ من كَلام رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا ابْن عُمَر وَلَا نَافِع، وَإِنَّمَا هُوَ من كَلام الْحسن. بَاب رد شهوات النَّفس أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْب حَدثنَا الْحسن ابْن مُوسَى الأَشْيَبُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّهُ اشْتَرَى سَمَكَةً طَرِيَّةً بِدِرْهَمٍ وَنِصْفِ، فَأَتَاهُ سَائِلٌ فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: أَيُّمَا امْرِئٍ اشْتَهَى شَهْوَةً فَرَدَّ شَهْوَتَهُ وَآثَرَهُ عَلَى نَفْسِهِ غُفِرَ لَهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عَمْرو بْن خَالِد. قَالَ وَكِيع: كَانَ فِي جوارنا يضع الْحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِي: عَامَّة مَا يَرْوِي مَوْضُوعَات، كذبه أَحْمَد وَيَحْيَى. وَاعْلَم أَن جهلة المتزهدين بنوا عَلَى مثل هَذَا الْحَدِيث الواهي، فتركوا كُل مَا تشتهيه النَّفس، فعذبوا أنفسهم لمجاهدتها فِي ترك كُل مَا يشتهى من الْمُبَاحَات، وَذَلِكَ غلط، لِأَن للنَّفس حَقًا، وَمَتى ترك كُل مَا تشتهيه أثر فِي صورتهَا وَمَعْنَاهَا. أما فِي صورتهَا فَإِن جَسدهَا قَدْ بنى عَلَى أخلاط وَفِي بَاطِنهَا طبيعة مستحثة عَلَى مَا يصلحها، فَإِذَا قُلْت عِنْدهَا الرُّطُوبَة مَالَتْ إِلَى المرطبات، وَإِذا كثرت عَلَيْهَا طلبت المنشفات طلبا لإِصْلَاح بدنهَا، فَإِذَا منعت مَا ركبت عَلَيْهِ من طلب الملائم كَانَ ذَلِكَ مضادا لحكمة الْوَاضِع ومبالغة فِي أَذَى النَّفس. وَأَمَّا فِي مَعْنَاهُ ينكمد برد أغراضها، إِذْ نيل أغراضها يقوى حاسها، فَلَا يَنْبَغِي أَن يتْرك من أغراضها إِلَّا مَا خَافَ من تنَاوله. أما الملائم أَوِ التثبط عَنِ الطَّاعَة أَوْ فَوَات خَيرهَا، وَإِنَّمَا امْنَعْ من ترك شهواتها عَلَى الْإِطْلَاق. وَأَمَّا إِذَا اشتهت شَيْئًا من فضول الْعَيْش، فآثرت بِهِ، فالثواب حَاصِل، وَذَلِكَ دَاخل فِي قَوْله تَعَالَى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون) .

بَاب ذمّ اتِّبَاع الْهوى أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ] الْعلَا ح. وأنبأنا عبد الملك ابْن بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ خَصَيْبِ بْنِ جُحْدُرٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاء إِلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ جمَاعَة ضِعَاف وَالْحسن بْن دِينَار والخصيب كذابان عِنْد عُلَمَاء النَّقْل. بَاب ذمّ التَّوَاضُع للاغنياء أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمَنِيحِيُّ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ ديار عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ عَنْ أَبِي ذَر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللَّهُ فَقِيرًا تِواضَعَ لِغَنِيٍّ مِنْ أَجْلِ مَالِه، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ من الْفقر أذهب ثلثا دِينِهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ بشير بْن زَاذَان، قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَفِيهِ عُمَر بْن الصُّبْح وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ، قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب الْبعد عَن الاغنياء أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنبأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكار القافلاى حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور

أَنْبَأَنَا الْجُمَانِيُّ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَرَّكِ اللُّحُوقَ بِي فَلا تُخَالِطِينَ الأَغْنِيَاءَ وَلا تَسْتَبْدِلِي بِثَوْبٍ حَتَّى تُرَقْعِيِهِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: صَالِح بْن حَيَّان لَيْسَ حَدِيثه بشئ وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الاثبات. بَاب النهى عَن تَعْظِيم المترفين أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنبأَنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّاءُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلمَة عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ، وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، وَيَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ مِنَ الْقَدَرِ وَالْمَقْدُورِ وَالأَجَلِ الْمَكْتُوبِ وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، أَلا يَسْعُونَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلا بِالسَّعْيِ وَمِنَ الْجَزَاءِ الْمَوْفُورِ وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ وَالتَّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ " لفظ الْحَدِيث. هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح، انْفَرد بِهِ عُمَر بْن يَزِيد، قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: عُمَر بْن يَزِيد مَتْرُوك الْحَدِيث يكذب، قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَهَذَا الْكَلام عِنْدِي وَالله أعلم يشبه كَلام عبد الله بْن الْمسور الْهَاشِمِيّ وَكَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عَمْرو بْن مرّة، فَلَعَلَّ عُمَر بْن يَزِيد حمله عَنْ رجل عَنْ عَمْرو بن عبد الله بن الْمسور وأحاله على شُعْبَة.

بَاب فضل الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ عبيد الله الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ابْن عَبْدِ الْغَفَّارِ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مِفْتَاحٌ، وَمِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَالْفُقُرَاءُ، هُمْ جُلَسَاءُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَة ". قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَأحمد بْن دَاوُدَ كَانَ يَضَعُ الحَدِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: هَذَا الْحَدِيث وَضعه عُمَر بْن رَاشد الْحَارِثِيّ عَنْ مَالِك وَسَرَقَهُ مِنْهُ هَذَا الشَّيْخ فَوَضعه عَلَى أَبى مُصعب. بَاب إِيثَار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَكُون من الْمَسَاكِين أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَخْبرنِي أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن نَصْرٍ الْعَطَّارُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا يَزْدَادُ بْنُ عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي مُبَارَكٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ " أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَبُو مبارك رجل مَجْهُول. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: وَيزِيد بْن سِنَان لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: ضَعِيف الْحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْكَرُوخِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو بكر الغورجي

قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ وَاصَلٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَايِدُ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا الْحَارِث ابْن النُّعْمَانِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ] : " اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، يَا عَائِشَةُ لَا تَرُدِّي الْمِسْكِينَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، يَا عَائِشَة أحيى الْمَسَاكِينَ وَقَرِّبِيهِمْ فَإِنَّ اللَّهُ يُقَرِّبُكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ الْبُخَارِي: الْحَارِث بن النُّعْمَان مُنكر الحَدِيث. بَاب ذمّ الفتور أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على بن ثَابت أَخْبرنِي عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ أَبُو بَكْرٍ الْفِيلِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ أَخِي مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَوَّجَ اللَّهُ التَّوَانِي بْالْكَسَلِ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا الْفَاقَةُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الْمُضَرِيُّ أَنْبَأَنَا الْمُوَفَّقُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ التَّمَّارُ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَخْنَسِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: " نَكَحَ الْعَجْزُ التَّوَانِيَ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا الْعَدَامَةُ ". قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَأَبُو حَكَّامَة اسْمه عُثْمَان بْن دِينَار. قَالَ الْعَقِيلِيّ: تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَيْسَ لَهَا أصل. قَالَ الدَّارقطني: والفيلي ضَعِيف جدا.

حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِلا وَلَهُ وَكِيلٌ فِي الْجَنَّةِ، فَإِنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ بَنَى لَهُ الْقُصُورَ، وَإِنْ سَبَّحَ غَرَسَ الأَشْجَارَ، وَإِنْ كَفَّ كَفَّ ". هَذَا لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنِ الْحَسَن بْن أَحْمَدَ بْن خَالِد وَهُوَ الجويباري نسبوه إِلَى جده قصدا للتدليس وَكَانَ من كبار الوضاعين. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَعْدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ الْحَكَمِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَمْ أَزْدَدْ فِيهِ خَيْرًا يُقَرِّبُنِي إِلَى رَبِي فَلا بُورِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْم ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن عَدِي: لَا يرويهِ عَنْ الزُّهْرِيّ غير الحكم بن عبد الله بْن سَعْد الْأَيْلِي وَلَهُ عَنِ الزُّهْرِيّ أَحَادِيث بَوَاطِيلُ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: الحكم كَذَّاب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: الحكم يرْوى الموضوعات عَن الثقاة. قَالَ: وَسليمَان بْن يسَار يرْوى عَن الثقاة مَا لَمْ يجد ثَوَابه، وَيَضَع عَلَى الْأَثْبَات مَالا يُحْصى كَثْرَة، لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. بَاب ثَوَاب الْفِكر أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرحيم

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ حَدثنَا عبد الله بْن مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا عُثْمَان بن عبد الله الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الملطى حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِكْرَةُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عُبَادَةِ سِتِّينِ سَنَةً ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَفِي الْإِسْنَاد كذابان، فَمَا أفلت وَضعه من أَحدهمَا إِسْحَاق بْن نجيح. قَالَ أَحْمَد: هُوَ أكذب النَّاس، وَقَالَ يَحْيَى: هُوَ مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الْحَدِيث، وَقَالَ الفلاس: كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صراحا. وَالثَّانِي عُثْمَان. قَالَ ابْن حبَان: يضع الحَدِيث على الثقاة. بَاب من أخْلص أَرْبَعِينَ صباحا فِيهِ عَنْ أَبِي أَيُّوب وأبى مُوسَى وَابْن عَبَّاس: فَأَما حَدِيث أَبِي أَيُّوب: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشَّكْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا حَجَّاجُ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ على لِسَانه ". وَأما حَدِيث أَبِي مُوسَى: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ الدِّمَشْقِي حَدثنَا عبد الملك بْنُ مِهْرَانَ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنُ بن عبد الرحمن عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَخْلَصَ فِيهَا لِلَّهِ أَخْرَجَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ مِنْ قلبه ". وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ الْقُضَاعِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الازدي حَدثنَا أَبُو طَاهِر

الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنُ فِيلٍ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبِ ابْن ثَابِتٍ الْبَيَانِيُّ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ تَعَالَى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةُ مِنْ قَلْبُهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث أَبِي أَيُّوب فَفِيهِ يَزِيد الْوَاسِطِي وَهُوَ يزِيد بن عبد الرحمن. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ كثير الْخَطَأ، فَاحش الْوَهم، خَالف الثقاة فِي الرِّوَايَات، لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وحجاج مَجْرُوح، وَمُحَمّد بْن إِسْمَاعِيل مَجْهُول، وَلَا يَصح لِقَاء مَكْحُول لأبي أَيُّوب. وَقَدْ ذكر مُحَمَّد بْن سَعْد أَن الْعُلَمَاء قَدَحُوا فِي رِوَايَة مَكْحُول وَقَالُوا: هُوَ ضَعِيف فِي الْحَدِيث. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي مُوسَى فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ مُنكر، وَعبد الْمَلِك مَجْهُول. وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَحْمَد وَيَحْيَى وَالنَّسَائِيّ: سوار بْن مُصْعَب مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة وَلَا يكْتب حَدِيثه. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ عمل جَمَاعَة من المتصوفة والمتزهدين عَلَى هَذَا الْحَدِيث الَّذِي لَا يثبت، وانفردوا فِي بَيْت الْخلْوَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وامتنعوا عَنْ أكل الْخبز، وَكَانَ بَعْضهم يَأْكُل الْفَوَاكِه ويتناول الْأَشْيَاء الَّتِي تتضاعف قيمتهَا عَلَى قيمَة الْخبز، ثُمَّ يخرج بَعْد الْأَرْبَعين فيهذى ويتخيل إِلَيْهِ أَنَّهُ يتَكَلَّم بالحكمة. وَلَو كَانَ الْحَدِيث صَحِيحا، فَإِن الْإِخْلَاص يتَعَلَّق بِقصد الْقلب لَا بِفعل الْبدن، فَللَّه در الْعلم. بَاب قَوْله اتَّقوا فراسة الْمُؤمن فِيهِ عَنِ ابْن عَمْرو وأبى سَعِيد وَأبي أُمَامَة وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنبأَنَا حمد بن أَحْمد

أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّكِينِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عمر الْيَمَانِيّ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ ". وَأما حَدِيث أبي سعيد: فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ح. وأنبأنا عبد الرحمن أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا عبد الله ابْن عُثْمَانَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ح. وأنبأنا عبد الأول أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الدَّارِمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن الْحَسَنِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا مُطَيِّنٌ حَدَّثَنَا عبد الحميد بْنُ - سَارِخٍ -[بَيَانٌ ح] . وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّل أَنْبَأَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغَطْرِيفِ أَنْبَأَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّل أَنْبَأَنَا الأَنْصَارِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحَسَنِ بْنِ مَالِكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ ابْن أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرو بْن قَيْس عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَرَفَةَ: (إِنَّ فِي ذَلِك لآيَات للمتوسمين) ". وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة: فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمد بن عِيسَى ابْن الْحَكَمِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الْبَاقِي بن أحمسد أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ حَدثنَا

سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بن سهل قَالَا حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنَا مُعَاوِيَة ابْن صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بن أَحْمد ابْن طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَصِيفٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ الصَّائِغُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله عزوجل ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما حَدِيث ابْن عمر فَفِيهِ الْفُرَات بْن السَّائِب. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. قَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَفِيهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ. قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ كَانَ كذابا. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك الحَدِيث. وَأما حَدِيث أبي سَعِيد فَإِنَّهُ تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن كثير عَنْ عَمْرو. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: خرقنا حَدِيثه. وَقَالَ عَلِي بْن الْمَدِينِيّ كتبنَا عَنْهُ عجائب وخططت على حَدِيثه وَضَعفه جدا. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي أُمَامَة فَفِيهِ عبد الله بْن صَالِح وَهُوَ كَاتب اللَّيْث. قَالَ أَحْمَد ابْن حَنْبَل: لَيْسَ هُوَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثقاة مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّ أَبَا معَاذ هُوَ سُلَيْمَان بْن أَرقم. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَيحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْبُخَارِي وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة الموضوعات. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: فالمحفوظ مَا رَوَاهُ سُفْيَان عَنْ عَمْرو بْن قَيْس أَنَّهُ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ ".

أَنبأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا سُفْيَان عَنْ عَمْرو بْن قَيْس الْمُلائِيُّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله ". بَاب صفة الْأَوْلِيَاء أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا أَبُو الْحسن ابْن رِزْقٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْخَوَّاصِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيد بن عبد الرحمن الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانٌ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ ابْن زَيْدٍ فَقَالَ: " يَا أُسَامَةُ عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُسَرِّعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقَ؟ قَالَ: بِالظَّمَأِ فِي الْهَوَاجِرِ، وَكَسْرِ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا. عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ عزوجل. إِنَّه لَيْسَ من شئ أحب إِلَى الله عزوجل مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ. فَإِن اسْتِطَعْتَ أَنْ يَأْتِيكَ مَلَكُ الْمَوْتِ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ تَنَالُ شَرَفَ الْمَنَازِلِ فِي الآخِرَةِ وَتَحِلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ وَيَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونُ بِقُدُومُ رَوْحكَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ تَعَالَى. يَا أُسَامَةُ وَكَلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يَا أُسَامَةُ إِيَّاكَ وَدُعَاءَ عَبَّادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَوُمِ وَأَظْمَأُوا الأَكْبَادَ حَتَّى غَشِيَتْ أَبْصَارَهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذا نظر لَهُم سربهم وَبَاهَى بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ ثُمَّ بَكَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَحِيبِهِ، وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حدث من السَّمَاء حدث. ثُمَّ قَالَ: وَيْحَ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا تَلْقَى مِنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِيهِمْ، كَيْفَ تَقْتُلُونَهُ وَتُكَذِّبُونَه مِنْ أجل أَنه أطَاع الله عزوجل. فَقَالَ عمر:

يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالنَّاسُ عَلَى الإِسْلامِ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَفِيمَ يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهُ وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ؟ قَالَ: يَا عُمَرُ تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ وَرَكِبُوا الدَّوَابَ وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَالرُّومِ، يَتَزَيَّنُ مِنْهُمُ الرَّجُلُ بِزِينَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَتَتَبَرَّجُ النِّسَاءُ، زِيُّهُمْ زِيُّ الْمُلُوكِ وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى، يَتَسَمَّنُونَ يَتَبَاهُونَ بِالْحِسَاءِ وَاللِّبَاسِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ الله عَلَيْهِم - العنامحسه -[الْعَنَاءُ صُبْحَتُهُمْ] صَلاتُهُمْ قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ، إِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ وَقِيلَ لَهُ أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلالَةِ، يُحِرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعَبَادِهِ وَالطِّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقَ، يَتَأَوَّلُوا كِتَابَ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ وَاسْتَذَلُّوا أَوْلَيَاءَ اللَّهِ. وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةَ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَار الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يَعْرِفُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَيُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السِّرِّ، يَخْفُونَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ. نَعِمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَنَعِمُوا هُمْ بْالْجُوعِ وَالْعَطَشِ، وَلَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثَّيابِ وَافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكُوا، أَلا لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الآخَرَةِ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ، بِقَاعُ الأَرْضِ بِهِمْ رَحِبَةٌ، الْجَبَّارُ تَعَالَى عَنْهُم رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينِ وَأَخْلاقَهُمْ وَحَفَظُوهَا. الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ. تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا افتقدتهم، ويسخط الله عزوجل عَلَى كُلِّ بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، يَا أُسَامَةُ إِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ، اتخذهم لنَفسك تنجو بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزْلِ قَدَمُكَ فَتَهْوَى فِي النَّارِ. حَرَّمُوا حَلالا أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُمْ طَلَبَ الْفَضْلِ فِي الآخِرَةِ تَرَكُوا الطَّعَامَ بِالشَّرَابِ عَنْ قدره، لم - يتكابوا -[يَنْكَبُّوا] عَلَى الدُّنْيَا انْكِبَابَ الْكِلابِ عَلَى الْجِيفِ، أَكَلُوا الْفَلْقَ وَلَبِسُوا الْخِرَقَ تَرَاهُمْ شُعُثًا غُبْرًا تَظَنُّ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ خُولِطُوا، وَمَا خُولِطُوا، لَكِنَّ قَدْ خَالَطَ الْقَوْمُ الْحُزْنُ يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذهبت عُقُولهمْ، وَلَكِن نظرُوا

بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أَمْرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا، يَمْشُونَ بِلا عُقُولٍ. يَا أُسَامَةُ عَقِلُوا حِينَ ذهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَهُمُ الشَّرَفُ فِي الأَرْضِ ". هَذَا حَدِيث شبه لَا شئ. مُحَمَّد بْن عَلِي لَمْ يدْرك سَعِيد بْن سَعِيد وحبان الْبَصْرِيّ هُوَ حبَان بن عبد الله بْن جبلة. قَالَ عَمْرو بْن عَلِي الفلاس: كَانَ كذابا وَأَمَّا الْوَلِيد بن عبد الرحمن فَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مَجْهُول، وَأكْثر رجال هَذَا الْإِسْنَاد لَا يعْرفُونَ، وَهُوَ من عمل الْمُتَأَخِّرين. بَاب عدد الْأَوْلِيَاء فِيهِ عَنِ ابْن مَسْعُود وَابْن عُمَر وأبى هُرَيْرَة وَأنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم: فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السرى العنطرى حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قيس السامري حَدثنَا عبد الرحيم بْنُ يَحْيَى بْنِ الأَرَمْنَيِّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الاسود عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ فِي الْخلق ثَلَاثمِائَة قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ أَرْبَعُونَ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ سَبْعَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِلَّهِ تَعَالَى فِي الْخَلْقِ وَاحِدٌ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا مَاتَ الْوَاحِدُ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْخَمْسَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ السَّبْعَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ السَّبْعَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الأَرْبَعِينِ، [وَإِذَا مَاتَ مِنَ الأَرْبَعِينِ] أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الثَّلاثِمِائَةِ، وَإِذَا مَاتَ مِنَ الثَّلاثِمِائَةِ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ مِنَ الْعَامَّةِ، فَبِهِمْ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمْطِرُ وَيُنْبِتُ وَيَدْفَعُ الْبَلاءُ. قيل

لعبد الله بْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ بِهِمْ يُحْيِيَ وَيُمِيتُ. قَالَ: لأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ اللَّهَ إِكْثَارَ الأُمَمِ فَيَكْثُرُونَ، وَيَدْعُونَ عَلَى الْجَبَابِرَةِ فَيُقْصَمُونَ، وَيَسْتَسْقُونَ فَيُسْقَوْنَ، وَيَسْأَلُونَ فَتَنْبُتُ الأَرْضُ، وَيَدْعُونَ فَيُدْفَعُ بِهِمْ أَنْوَاع الْبلَاء ". وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا سعيد بن أَبى زبدون حَدثنَا عبد الله بْنُ هَارُونَ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُ أُمَّتِي فِي كُلِّ قَرْنٍ خَمْسمِائَة، والابدال أَرْبَعُونَ، فَلَا الْخَمْسمِائَةِ يَنْقُصُونَ، وَلا الأَرْبَعُونَ. كُلَّمَا مَاتَ رجل أبدل الله من الْخَمْسمِائَةِ مَكَانَهُ، وَأَدْخَلَ مِنَ الأَرْبَعِينِ مَكَانَهُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنَا عَلَى أَعْمَالِهِمْ. قَالَ: يَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ، وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ، وَيَتَوَاسُونَ فِيمَا آتَاهُمُ اللَّهُ عزوجل ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَنَا عبد الرحمن ابْن مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَنْ تَخْلُوَا الأَرْضُ مِنْ ثَلاثِينَ، مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، بِهِمْ يُعَافُونَ، وَبِهِمْ يُرْزَقُونَ، وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ ". وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ الْفَضْلِ الأَيْلِي حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَكَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبُدَلاءُ أَرْبَعُونَ: اثْنَانِ وَعِشْرُونَ بِالشَّام، وثمالية عشر بالعراق، كلما مَاتَ

مِنْهُمْ وَاحِدٌ بَدَّلَ اللَّهُ مَكَانَهُ آخَرَ، فَإِذَا الأَمْرُ قَضُوا كُلُّهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِك تقوم السَّاعَة ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّابُونِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْغَدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَبْدَالُ أَرْبَعُونَ رَجُلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَةً، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ بَدَّلَ اللَّهُ مَكَانَهُ رَجُلا، وَكُلَّمَا مَاتَتِ امْرَأَةٌ أَبْدَلَ اللَّهُ مَكَانَهَا امْرَأَةً ". لَيْسَ فِي هَذِه الاحاديث شئ يَصح. أما حَدِيث ابْن مَسْعُود فكثير من رِجَاله مَجَاهِيل لَيْسَ فيهم مَعْرُوف، وَكَذَلِكَ حَدِيث ابْن عَمْرو. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَفِيهِ عَبْد الْوَهَّاب بْن عَطَاء. قَالَ أَحْمَد: هُوَ ضَعِيف الْحَدِيث مُضْطَرب. قَالَ ابْن حبَان: وَكَانَ أَبُو مَرْزُوق يضع الْحَدِيث لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا عَلَى وَجه الْقدح فِيهِ. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ الْعَلَاء بْن زيدك. قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: كَانَ يضع الْحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالدَّارقطني: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ أَنَس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره إِلَّا تَعَجبا. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي فَفِيهِ مَجَاهِيل. بَاب من بلغه ثَوَاب عمل فَعمل بِهِ فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَكَتِّبُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عبد الله حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بلغه

عَن الله فضل شئ مِنَ الأَعْمَالِ يُعْطِيهِ عَلَيْهَا ثَوَابًا، فَعَمِلَ ذَلِكَ الْعَمَلَ رَجَاءَ ذَلِكَ الثَّوَابِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الثَّوَابُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا بَلَغَهُ حَقًا ". وَأما حَدِيث أنس أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ حَدَّثَنَا بَزِيغٌ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَثَابِتِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من بلغه عَن الله عزوجل أَوْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضِيلَة كَانَ مِنِّي أَوْ لَمْ يَكُنْ فَعَمِلَ بِهَا رَجَاء ثَوَابهَا، أعطَاهُ الله عزوجل ثَوَابَهَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع قَدْ وَضعه من عزم عَلَى وضع أَحَادِيث التَّرْغِيب. فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر فالمتهم بِهِ إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يحدث عَن الثقاة بالأباطيل. وَقَالَ ابْن حبَان: يرْوى الموضوعات عَن الثقاة. وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس، فالمتهم بِوَضْعِهِ بزيغ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَن الدَّارقطني أَنَّهُ قَالَ هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن عَدِي: كُل أَحَادِيثه مُنكرَات لَا يُتَابِعه عَلَيْهَا أحد. بَاب إِظْهَار الْفِعْل ليقتدى بِهِ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْزُومٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الملك بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يُنْشِطَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِالصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ، يَقُول: أَنَا صَائِمٌ، وَأَنَا أَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ أَوْ كَذَا، وَأَنَا حَاجٌّ وَقَدْ أَدَّيْتُ فَرِيضَةَ الإِسْلامِ، وَإِمَّا مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُرَغِّبُ أَخَاهُ وَيُنَشِّطُهُ لِذَلِكَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، وَأَبَان

فنهاية فِي الضعْف. قَالَ شُعْبَة: لِأَن أزني أحب إِلَيّ من أَن أروى عَنْهُ. وَأَبُو يُوسُف مَجْهُول. بَاب الْعجب بِالْعَمَلِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن يُوسُفَ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرَاجِيلِيُّ أَنْبَأَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَفْلَحَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُتَخَوَّفُ مِنَ الْعَمَلِ أَشَدّ مِنَ الْعَمَلِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي يَعْمَلُ فِي السِّرِّ فَإِذَا حَدَّثَ بِهِ النَّاسُ نَسَخَ مِنَ السِّرِ إِلَى الْعَلانِيَةِ، فَإِذَا أُعْجِبَ بِهِ نَسَخَ مِنَ الْعَلانِيَةِ إِلَى الرِّيَاءِ فَبَطَلَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تَبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى نَحوه عَنِ الثَّوْرِي، وَأَبَان قَدْ جرحناه آنِفا. قَالَ الدَّارقطني: وَإِسْمَاعِيل كَذَّاب مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل ذكر إِسْمَاعِيل إِلَّا بالقدح فِيهِ. بَاب رد الْعَمَل عَلَى المغتاب وطالب الدُّنْيَا والمتكبر والمعجب وَنَحْو ذَلِك أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَيْهَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نجيح حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: " قُلْتُ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ حَفِظْتَهُ

فَذَكَرْتُهُ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ مُعَاذٌ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَأَنَا رَدِيفُهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ. يَا مُعَاذُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيّ الرَّحْمَةِ. قَالَ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ إِنَّ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْد الله عزوجل. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ السَّمَوَاتُ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ حَلَلَهَا تَعْظِيمًا وَجَعَلَ عَلَى بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ مِنْهُم بَوَّابًا، يُكْتِبُ الْحَفَظَةَ عَمَلَ الْعَبْدِ، لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ سَمَاءَ الدُّنْيَا فَيَقُولُ الْمَلِكُ الْبَوَّابُ اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْغَيْبَةِ، مَنِ اغْتَابَ النَّاسَ لَمْ أَدَعْ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزْنِي إِلَى غَيْرِي. قَالَ: وَبلغته حَتَّى يَمْشِيَ وَيَقُولُ: أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي. قَالَ: وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ. فَيَقُولُ الْمَلِكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: قِفْ فَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ إِنَّكَ أَرَدْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرَضَ الدُّنْيَا وَأَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ عَمَلِ الدُّنْيَا لَا أَدَعُ أَنْ يُجَاوِزَ إِلَى غَيْرِي، أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي. قَالَ: وَبَلَغْتُهُ حَتَّى يَمْشِيَ قَالَ: وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنَ صَدَقَةٍ أَوْ صَلاةٍ. فَيَتَعَجَّبُ الْحَفَظَةُ. فَيُجَاوِزُهَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَ مُتَكَبِّرٍ يُجَاوُزُنِي إِلَى غَيْرِي. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الدُّرِّيُّ فِي السَّمَاءِ، لَهُ تَسْبِيحٌ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ. فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ. فَيَقُولُ لَهُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْعُجْبَ بِنَفْسِهِ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَأَدْخَلَ مَعَهُ الْعُجْبَ، فَإِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ لَا أَدَعَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي فَقُلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. قَالَ: وَبَلَغْتُهُ ثَلاثَة أَيَّامٍ. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوَفَةِ إِلَى أَهْلِهَا. فَيُمَرُّ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مِنْ عَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَلاةِ، فَلِذَلِكَ الْعَمَلُ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ، عَلَيْهِ ضَوْءٌ كضوء الشَّمْس،

فَيَقُولُ لَهُ الْمَلكُ: قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِ الْحَسَدِ مَنْ يَتَكَلَّمَ فِيهِ أَوْ يَعَمْلُ كَعَمَلَه، إِذَا رَأَى الْعَبِيدِ فِي الْفَضْلِ وَالْعَمَلِ وَالْعِبَادَةِ حَسَدَهُمْ وَوَقع فيهم. قَالَ: وَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ مادام حَيًّا. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَقِيَامٍ كَثِيرٍ. فَيُمَرُّ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةُ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ أنَا صَاحِبُ الْعَمَلِ الَّذِي لِغَيْرِ اللَّهِ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ جَوَارِحَهُ وَاقْفِلْ عَلَى قَلْبِهِ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ، أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ غَيْرَ اللَّهِ، وَأَرَاد بِهِ الذِّكْرَ فِي الْمَجَالِسِ وَالصِّيتَ فِي الْمَدَائِنِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَهُ يُجَاوِزُنِي إِلَى غَيْرِي مَا لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ. قَالَ: وَيَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ حُسْنِ خُلُقِ وَسَمْتٍ وَذِكْرٍ كَبِيرٍ. وَتُشَيِّعُهُ الْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ تَحْمِلُ عَمَلَهُ، فَيَصْعَدُونَ الْحُجُبَ كُلَّهَا حَتَّى يَقُومُوا بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ، فَيَشْهَدُوا عَلَيْهِ بَعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ. فَيَقُول الرب عزوجل: أَنْتُم الْحفظَة وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ - وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: - إِنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِعَمَلِهِ وَجْهِي. فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا. فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا. قَالَ: فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِي أَعْمَلُ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ يَا مُعَاذُ فِي الْيَقِينِ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنَّ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ اقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ، وَلا تُزِكِّ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخَوانِكَ، وَلَا ترائى بِعَمَلِكَ، وَلا تُفْحِشْ فِي مَجَالِسِكَ لِكَي يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلُقِكَ، وَلا تتناجى مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ، وَلا تَعْظُمْ عَلَى النَّاسِ فَتُقْطَعُ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ - فَتُمَزِّكُ -[فَتُمَزِّقُكَ] كِلابُ النَّارِ، وَذَلِكَ قَول الله عزوجل فِي كِتَابه (والناشطات نشطا) أَتَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: كِلابُ النَّارِ تُنْشَطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ؟ قَالَ مُعَاذٌ: إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يسر الله عزوجل ".

قَالَ ثَوْرٌ: قَالَ خَالِد بْن معدان: وَمَا رَأَيْت معَاذ أَكْثَر من تِلَاوَة الْقُرْآن مَا يكثر تِلَاوَة هَذَا الحَدِيث. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ شَيْبَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الله الْمَكْفُوفِ عَنْ سَلَمِ الْخَوَّاصِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ ثَوْرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَايِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ السَّعْدِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَرْزَمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْهُبِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَاضِي طَرْسُوسَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن زيد عَن ثَوْر ابْن زَيْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَحْسَبُهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: " قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنِي بحَدِيثٍ سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفِظْتَهُ وَذَكِرْتَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رِقَّةَ مَا حَدَّثَكَ بِهِ: قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ. فَقُلْتُ: لَا يَسْكُتُ. ثُمَّ سَكَتَ. فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي حَدَّثَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا رَدِيفِهِ بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ. يَا معَاذ. قلت: لبيْك يارسول اللَّهِ إِمَامَ الْخَيْرِ وَنَبِيّ الرَّحْمَةِ. قَالَ: أُحَدِّثُكَ حَدِيثا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّةً، إِنْ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ. ثمَّ قَالَ: إِن الله عزوجل خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ، لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ حَلَلَهَا - أَرَاهُ قَالَ بِعَظَمَتِهِ - وَجَعَلَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكَا بَوَّابًا، فَتَكْتُبُ الْمَلائِكَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ مِنْ حِينَ يُصْبِحُ إِلَى حِينَ يُمْسِي - أَرَاهُ قَالَ فَيَرْفَعُ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ - لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ، فَتُزَكِّيهِ وَتُكْثِرُهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا يَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَل وَجَهْ صَاحِبِهِ، إِنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا الْعَمَلْ عَرَضَ الدُّنْيَا، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ بِصَدَقَةٍ وَصَلاةٍ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ يَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَظَهْرِهِ، إِنَّهُ مَلَكٌ صَاحِبُ الْكِبْرِ، إِنَّهَ عَمِلَ وَتَكَّبَّرَ عَلَى النَّاسِ فِي مَجَالِسِهِمْ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُمْ يتجاوزني إِلَى غيرى. قَالَ:

وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، لَهُ دَوِيٌّ وَتَسْبِيحٌ وَصَوْمٌ وَحَجٌّ، إِلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ. فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ، أَنَا مَلَكٌ صَاحِبُ الْعُجْبَ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزنِي إِلَى غَيْرِي. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى أَهْلِهَا بِعَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَّلاةِ إِلَى مَا بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، وَلِذَلِكَ الْعَمَلُ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ، إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ. فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ أنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ، وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ، وَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ، إِنَّهُ كَانَ يَحْسِدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ وَيَعْمَلُ لِلَّهِ، إِذَا رَأَى لأَحَدٍ فَضْلا فِي الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ حَسَدَهُمْ وَوَقَعَ فِيهِمْ، فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ عَمَلُهُ. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ، بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَصَلاةٍ كَبِيرَةٍ وَقِيَامِ اللَّيْلِ، إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ. فَيَقُولُ الْمَلِكُ: قِفْ أَنَا مَلَكُ الرَّحْمَةِ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ، لأَنَّ صَاحِبَهُ لَمْ يَرْحَمْ شَيْئًا، إِذَا أَصَابَ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ دَيْنًا أَوْ ضَرًّا فِي الدُّنْيَا شَمِتَّ بِهِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ أعمالا بِفقه واجتهاد وورع، لَهُ صَوْتٌ كَصَوْتِ الرَّعْدِ وَضَوْءٌ كَضَوْءِ الْبَرْقِ وَمَعَهُ ثَلاثَةُ أَلْفِ مَلَكٍ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. فَيَقُولُ الْمَلَكُ: قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجه صَاحبه جوارحه وَأَصْلَ قَلْبِهِ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ، أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ رَفْعُهُ عِنْدَ الْقُرَّاءِ وَذِكْرًا فِي الْمَجَالِسِ وَصَوْتًا فِي الْمَدَائِنِ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزنِيِ إِلَى غَيْرِي. قَالَ: وَتَصْعَدُ الْحَفْظَةَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ، مِنْ حُسْنِ خُلُقٍ وَصَمْتٍ وَذِكْرٍ كَبِيرٍ، وَتُشَيِّعَهُ مَلائِكَةُ السَّمَواتِ وَالْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ بِجَمَاعَتِهِمْ، وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ، فَيَقُول الله عزوجل: أَنْتُمْ حَفَظَةٌ عَلَى عَمَلِ عَبْدي وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ، إِنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهَذَا، عَلَيْهِ لَعْنَتِي. وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: عَلَيْهِ لَعْنُتِك وَلَعْنَتُنَا. ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ. قَالَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْمَلُ؟ قَالَ: اقْتَدْ بِنَبِيِّكَ بِالْيَقِينِ. قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَنْت رَسُول الله

وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ يَا مُعَاذُ فَاقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ وَعَنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ، وَلْيَكُنْ ديونكَ علَيَكْ لَا تَحْمِلْهَا عَلَى إِخَوَانِكَ وَلا تُزَكِّيَنَّ نَفْسَكَ بِتَذْمِيمِ إِخْوَانِكَ، وَلا تَرْفَعْ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إخوانك، وَلَا ترائى بِعَمَلِكَ، وَلا تُدْخِلُ مِنَ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ، وَلا تُفْحِشْ فِي مَجْلِسَكَ لِكَي يَحْذَرُوكَ لِسُوءِ خُلُقِكَ، وَلَا تتناجى مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ، وَلا تَتَعَظَّمْ عَلَى النَّاسِ فَتُقْطِعُ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَتُمَزِّقُكَ كِلابُ النَّارِ، قَالَ الله عزوجل (والناشطات نشطا) أَتَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا هُوَ؟ قَالَ: كِلابٌ فِي النَّارِ تُنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ. قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا الْخِصَالَ؟ قَالَ: يَا مُعَاذٌ إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ: وَمَا رَأَيْت معَاذًا يكثر تِلَاوَة الْقُرْآن كَمَا يكثر تِلَاوَة هَذَا الْحَدِيث ". وَقَدْ رَوَى نَحوه من حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلام: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَتْنَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ إِبْرَاهِيم البتكرا ماذية قَالَتْ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ ابْن جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَبْعَ سَمَواتٍ، وَخَلَقَ لِكُلِّ سَمَاءٍ بَابًا، وَلِكُلِّ بَابٍ مَلَكًا، وَوَكَّلَ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ أَرْبَعَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ، مَلَكَيْنِ بِالنَّهَارِ وَمَلَكَيْنِ بِاللَّيْلِ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْمَسَاءَ تَصْعَدُ مَلائِكَةُ النَّهَارِ بِعَمَلِ الْعِبَادِ، فَإِذَا بَلَغُوا سَمَاءَ الدُّنْيَا قَالَ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ. قَالَ: رَدَّا عَلَيْهِ، لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ، فَإِنَّهُ حَاسِدٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْحَاسِدِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فضل الله بَعْضكُم على بعض) . ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ. قَالَ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ

فَإِنَّهُ يَغْتَابُ الْمُؤْمِنيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْمُغْتَابِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ، وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لحم أَخِيه مَيتا فكرهتموه) . ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ [عَبْدِ مِنْ] عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ. قَالَ: رَدَّا عَلَيْهِ، لَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ ظَالِمُ الْمُؤْمِنيِنَ وْالْمُؤْمِنَاتِ، فَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الظَّالِمِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كتاب الله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ) . ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ. قَالَ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ خَائِنٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وْالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْخَائِنِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تخونوا الله وتخونوا أماناتكم) ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ، فَيَقُولُ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ مُسْتَكْبِرٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّه تَعَالَى (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّم داخرين) ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ وَلا خَائِنٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ يَصْعَدُ بِعَمَلِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالا: هَذَا عَمَلُ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَيَقُولُ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ مرائى يُرَائِي بِعَمَلِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ لَا يُجَاوِزَنِي عَمَلَ - الْمُسْتَكْبِرِينَ -[الْمُرَائِينَ] وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله تَعَالَى (يراؤن النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ - لَا إِلَى هَا وَلَا وَإِلَى هاولا -[لَا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلَاءِ] ) . ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ وَلا خَائِنٍ وَلا مستكبر وَلَا مرائى، يَصْعَدُ بِعَمَلِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: هَذَا عمل عبد

مِنْ عِبَادِهِ. قَالَ: رَدًّا عَلَيْهِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَعَنَهُ فَإِنَّهُ عَاصٍ عَامِلٌ بِالْكَبَائِرِ، وَإِنَّ اللَّهَ نَهَانِي أَنْ يُجَاوِزَنِي عَمَلُ عَاصٍ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ومماتهم سَاءَ مَا يحكمون) . ثُمَّ يَصْعَدُ بَعَمَلِ عَبْدِ مِنْ عِبَادِهِ تَائِبٍ لَيْسَ بِحَاسِدٍ وَلا مُغْتَابٍ وَلا ظَالِمٍ وَلا خَائِنٍ وَلَا مستكبر وَلَا مرائى وَلا عَاصٍ، فَيَكُونُ لِعَمَلِهِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ الرَّعْدِ، فَلا يَمُرُّ بِمَلأٍ منِ الْمَلائِكَةِ إِلا اسْتَغْفَرَ لَهُ حَتَّى يُؤْتَى بِعَمَلِهِ إِلَى عِلِّيِّينَ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) ، فَيَسْتَغْفِرُ الْمُقَرَّبُونَ لَهُ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى قَوْلُهُ (اغْفِر لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَاب الْجَحِيم) ". أَمَّا الْحَدِيثُ الأَوَّل فَإِنَّهُ مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَقَد أبدع الَّذِي وَضعه واجترأ عَلَى الشَّرِيعَة، وَهُوَ مَشْهُور بِأَحْمَد بن عبد الله الجويباري رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْن سَلام الإفْرِيقِي عَنْ ثَوْر بْن يَزِيد. وَقَدْ سَرقه من الجويباري عبد الله بْن وهب النسوي، فَحدث بِهِ عَنْ مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الْأَسدي عَنْ ثَوْر. فَأَما الجويباري فأكذب النَّاس، قَدْ وضع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا يُحْصى. وَعبد اللَّه بْن وهب وَضاع أَيْضًا. قَالَ ابْن حِبَّانَ: هُوَ دجال يضع الحَدِيث على الثقاة. وَأَمَّا الْقَاسِم المكفوف فَقَدْ نسبه ابْن حبَان إِلَى وضع الْحَدِيث أَيْضًا. قَالَ: وَلَا يحل ذكر سلم الْخَواص فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار. وَأما الطَّرِيق الآخر فَفِيهِ عَبْد الْوَاحِد بْن زيد. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ وَالْفَلَّاس: مَتْرُوك. وَيَعْقُوب وَأَحْمَد وَالْحسن وعَلى بْن إِبْرَاهِيمَ لَا يعْرفُونَ، وبعدهم رجل مَجْهُول. وَأَمَّا حَدِيث عَلَى فَلَا نشك فِي وَضعه، وَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ، وَفِي إِسْنَاده الْقَاسِم بْن إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ يحدث بِمَا لَا أصل لَهُ.

بَاب عُقُوبَة المرائى أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْمَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ إِلَى الْجَنَّةِ إِذَا دَنَوْا مِنْهَا وَنَظَرُوا إِلَيْهَا وَاسْتَنْشَقُوا رِيحَهَا وَنَظَرُوا إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لأَهْلِهَا، نُودُوا أَنِ اصْرِفُوهُمْ عَنْهَا لَا نَصِيبَ لَهُمْ فِيهَا، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ الأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مَا أَرَيْتَنَا مِنْ ثَوَابِكِ وَمَا أَعْدَدْتَ فِيهَا لأَوْلِيَائِكَ كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا. قَالَ: ذَاكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعَظَائِمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينَ، تراؤون النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي، وَتَرَكْتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمُ الْعَذَابَ مَعَ مَا حُرِمْتُمْ مِنَ الثَّوَابِ ". قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَبُو جُنَادَة يرْوى عَنِ الأَعْمَش مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ الدَّارقطني: أَبُو جُنَادَة حُصَيْن بْن الْمخَارِق يضع الحَدِيث. بَاب ثَوَاب جملَة من أَفعَال الْخَيْر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَمِيعٍ الأَسْوَانِيُّ بِأُسْوَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فِرَاسٍ الْمُؤَدِّبُ أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ الْعَقِيلِيُّ وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا جدى مُحَمَّد بن عبيد الله حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ ابْنِ مَنْظُورٍ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي كَاهِلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا كَاهِلٍ أَلا أُخْبِرُكَ بِقَضَاءِ قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: مَنْ لِي أَنْ أَبْقَى حَتَّى أُخْبِرَكَ بِذَلِكَ كُلِّهُ، أحيى الله

قَلْبَكَ، فَلا يُمِيتَهُ حَتَّى يُمِيتَ بِذَلِكَ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ رَبُّ الْعِزَّةِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَخَافَةً، وَلا تَأْكُلُ النَّارُ مِنْهُ هُدْبَةً. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ سَتَرَ عَوْرَتَهُ حَيَاءً من الله عزوجل سِرًّا وَعَلانِيَةً، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ حَلاوَةُ الصَّلاةِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الله أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْعَطَشِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ أَذَى الْقَبْرِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قُلْنَا: كَيْفَ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا مَيِّتَيْنِ. قَالَ: يَبَرُّهُمَا فَيْسَتْغَفْرُ لَهُمَا وَلَا يب وَالِدي أَحَدٌ فَيَسُبُّ وَالِدَيْهِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ عِنْدَ حُلُولِهَا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ رُفَقَاءِ الأَنْبِيَاءِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ قَلَّتْ عَنْدَهُ حَسَنَاتُهُ وَعَظُمَتْ عِنْدَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُثقلَ مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَزْدَدْ عَلَى حَقِّهِ مِنَ الْمِيرَاثِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ مَعَ الشُّهَدَاءِ فِي دَرَجَاتِهِمْ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَكُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حُبًّا لِلَّهِ وَشَوْقًا إِلَيَّ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَذَلِكَ الْيَوْمَ. اعْلَمَنَّ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ مُسْتَيْقِنًا بِهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ذُنُوبَ حَوْلٍ ". اللَّفْظ للفضل بْن جَعْفَر. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَالْفضل بْن عَطَاء عَنِ الْفضل بْن شُعَيْب إِسْنَاد مَجْهُول لَا يعرف إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.

كتاب الذكر

كتاب الذّكر بَاب الذّكر الذى يستجلب بِهِ الرزق أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجِنْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيّ عَن عبد الله بْنِ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَا إِلَيْهِ فَقْرًا أَوْ دَيْنًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَلاةِ الْمَلائِكَةِ وَتَسْبِيحِ الْخَلائِقِ وَبِهَا يُنْزِلُ اللَّهُ الرِّزْقَ مِنَ السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ فَاسْتَوَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ تَقُولُ مِنْ مَطْلَعِ الْفَجْرِ إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظْيِمِ وَتَسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ، تَأْتِكَ الدُّنْيَا رَاغِمَةٌ ذَاخِرَةٌ، وَيَخْلُقُ اللَّهُ عزوجل مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُهَا مَلَكًا يُسَبِّحُ لَكَ ثَوَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّد الجندي فَذكره مُخْتَصرا. هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَا أصل لِهَذَا الْحَدِيث، وَلَا أَشك أَنَّهُ مَوْضُوع عَلَى مَالِك، وَإِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم مُنكر الْحَدِيث جدا يَأْتِي عَن الثقاة بالأشياء الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّبِ. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر الله أعلم بهَا. أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذّن أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَقِيهِ أَنْبَأَنَا أَبُو حَسَّانٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَابِرٍ

الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الجهم حَدثنَا عبد الله بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَكِدُّ فِي الْعَمَلِ وَلا يَأْتِينِي إِلا لِجَهْدٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ تَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ؟ قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَنْ تُسَبِّحَ قَبْلَ أَنْ تُصَلِّيَ الْفَجْرَ مِائَةَ مَرَّةٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، أَتَاكَ اللَّهُ بِرِزْقِكَ وَإِن كرهت ". بَاب ثَوَاب التَّحْمِيد أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن عبد الله أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ حَرْبٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا خَارِجَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ قَالَهَا الْخَامِسَةَ نَادَى مَلَكٌ مِنْ حَيْثُ لَا يُسْمَعُ صَوْتُهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَسَلْهُ ". قَالَ الْحَاكِم: أَنا متعجب لِهَذَا الْحَدِيث لخارجة، وَقَدْ كَانَ خَارِجَة يَأْخُذ عَنِ الضُّعَفَاء ثُمَّ يُدَلس، وَهَذَا الْحَدِيث يشبه أَنَّهُ أَخذه من غياث بْن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ المُصَنّف قُلْت: قَالَ أَحْمد لَا بنه: لَا تكْتب عَنْ خَارِجَة. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ حبَان: لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ. بَاب الِاشْتِغَال بِالذكر عَن الدُّعَاء روى صَفْوَانُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَتِيقٍ عَنْ سَالِم بن عبد الله عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أفضل مَا أعْطى السَّائِلين ".

قَالَ ابْن حبَان: هَذَا مَوْضُوع مَا رَوَاهُ إِلَّا صَفْوَان بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَطِيَّة عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ: فَأَما صَفْوَان فيروى عَنِ الْأَثْبَات مَا لَا أَصْلَ لَهُ من حَدِيث الثقاة، وَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِمَا انْفَرد بِهِ. قَالَ: وَأَمَّا عَطِيَّة فَلَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب. بَاب ثَوَاب التهليل أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الله بْنُ بِشْرِ بْنِ شُعَيْبٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْقَلانِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الصُّبْحِ الْبَلْخِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حِبَّانَ عَنِ الضَّحَاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَمُودًا مِنْ نُورٍ أَسْفَلُهُ الأَرْضُ السَّابِعَةُ وَرَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اهْتَزَّ لَهُ الْعَمُودُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْكُنْ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِقَائِلِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثِرُوا مِنْ هَزِّ ذَلِك العمود ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ عُمَر بْن الصُّبْح. قَالَ ابْن حبَان: عُمَر يضع الحَدِيث على الثقاة. قَالَ المُصَنّف قلت: وَقد روى نَحوه يَحْيَى بْن أَبِي أنيسَة عَنْ هِشَام عَنِ الْحَسَن عَنْ أَنَس. قَالَ زَيْد بْن أَبِي أنيسَة: أخي يَحْيَى يكذب. وَقَالَ أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ: يَحْيَى مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقد رَوَاهُ عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِي من حَدِيث أَبى هُرَيْرَة مُخْتَصرا. أَنبأَنَا بِهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ أَنبأَنَا أَبُو عمر ابْن حَيَّوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شبيب عَن عبد الله

ابْن إِبْرَاهِيم المدنى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ صَفْوَانِ بن سليم عَن سُلَيْمَان ابْن يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمُودًا مِنْ نُورٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اهْتَزَّ ذَلِكَ العمود فَيَقُول الله عزوجل لَهُ اسْكُنْ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ كَيْفَ أَسْكُنُ وَلَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا؟ فَيَقُول: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ". قَالَ المُصَنّف قلت: أما عبد الله بْن إِبْرَاهِيمَ فَهُوَ الْغِفَارِي نسبه ابْن حِبَّانَ إِلَى أَنَّهُ يضع الاحاديث. وَأما عبد الله بْن أَبِي بَكْر فَقَالَ أَبُو زرْعَة: لَيْسَ بشئ وَقَالَ مُوسَى بْن هَارُون ترك النَّاس حَدِيثه. بَاب الذّكر عِنْد النّوم أَنبأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ أَنْبَأَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ أَنْبَأَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْوَزِيرِ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ كِنَانَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من آوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلا فَقَهَرَ وَبَطنَ فَخَبَرَ وَمَلَكَ فَقَدِرَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كل شئ قَدِيرٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ مَجَاهِيل. قَالَ الدَّارقطني: سهل بْن الْعَبَّاس مَتْرُوك لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّان: لَا أستحل أَن أروى عَنِ ابْن جناب. قَالَ الفلاس: هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الأَسْوَاقِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحسن سهل بن

عبد الله الْغَازِي حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطَاءٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ القومسى حدثتا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الأَسْوَاقِ مَرَّةً وَاحِدَةً ذَكَرَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَمْ يروه مَالِك، وَإِنَّمَا وَضعه عَلَيْهِ عُمَر بْن رَاشد. قَالَ أَحْمَد: لَا يساوى حَدِيثه شَيْئًا، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: لَا يحل ذكره إِلا عَلَى سَبِيل الْقدح فِيهِ، يضع الحَدِيث على مَالك. بَاب التَّعَوُّذ من الْهَوَام أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد ابْن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عبد الله حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى حَدثنَا عبيد الله بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ وَعَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ تَلْدَغْهُ الْعَقْرَبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: بشر بْن نمير ترك النَّاس حَدِيثه. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَالقَاسِم يروي عَن الصَّحَابَة المعضلات. بَاب حرز أَبى دُجَانَة أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الْعُكْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِي الأَيْلِيُّ حَدَّثَنى عبد الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُوَارَزْمِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَدْهَمَ الْقُرَشِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " شَكَا أَبُو دُجَانَة الانصاري إِلَى

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا الْبَارِحَةَ نَائِمٌ إِذْ فَتَحْتُ عَيْنِي فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِي شَيْطَانٌ، فَجَعَلَ يَعْلُو وَيَطُولُ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَيْهِ، فَإِذَا جِلْدُهُ كَجِلْدِ الْقُنْفُذِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمِثْلُكَ يُؤْذِي يَا أَبَا دُجَانَةَ عَامِرُ دَارِكَ عَامِرُ سُوءٍ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ادْعُ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَدَعَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ اكْتُبْ لأَبِي دُجَانَةَ الأَنْصَارِيِّ كِتَابًا لَا شئ مِنْ بَعْدِهِ. فَقَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ العْرَبِيِّ الأُمِّيِّ التُّهَامِيِّ الأَبْطَحِيِّ الْمَكِّيُّ الْمَدَنِيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ صَاحِبِ التَّاجِ وَالْهَرَاوَةِ وِالْقَضِيبِ وَالنَّاقَةِ وَالْقُرْآنِ وَالْقِبْلَةِ، صَاحِبِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الرُّوَّادِ وَالْعُمَّارِ، إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سِعَةً، فَإِنْ يَكُنْ عَاشِقًا مُولَعًا، أَوْ مُؤْذِيًا مُقْتَحِمًا، أَوْ فَاجِرا مُجْتَهِرًا، أَوْ مُدَّعِي حَقٍّ مُبْطِلا، فَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطِقُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ، وَرُسُلُهُ لَدَيْنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ، اتْرُكُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبْدَةِ الأَوْثَانِ، إِلَى مَنِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، يُرْسِلُ عَلَيْكُمَا شِوَاظٌ مِنْ نَارٍ فَلا تَنْتَصَرَانَ، فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ. قَالَ: ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ فَقَالَ: ضَعْهُ عِنْدَ رَأْسِكَ. قَالَ: فَوَضَعَهُ، فَإِذَا هُمْ يُنَادُونَ: النَّارُ النَّارُ، أَحْرَقَنَا بِالنَّارِ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْنَاكَ وَلا طَلَبْنَا أَذَاكَ وَلَكِنْ زَائِرُ زَارَنَا فَطَرَقَ، فَارْفَعْ عَنَّا الْكِتَابَ. فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بَيِدِهِ لَا أَرْفَعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: ارْفَعْ عَنْهُمْ فَإِنْ عَادُوا بِالسَّيِّئَةِ فَعُدْ عَلَيْهِمْ بِالْعَذَابِ، فَوالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا دَخَلَتْ هَذَه الأَسْمَاءُ دَارًا وَلا مَوْضِعًا وَلا مَنْزِلا إِلا هَرَبَ إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ وَجُنُودُهُ وَالْغَاوُونَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ وَإِسْنَاده مَقْطُوع، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه مُوسَى أصلا، وَأكْثر رِجَاله مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ.

كتاب الدعاء

كتاب الدُّعَاء بَاب فِي ذكر اسْم الله الاعظم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ [أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ] أَخْبَرَنِي أَبِي حَسَنٍ حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَأَلْتُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ - يَعْنِي بِهِ مَخْزُون مَخْتُوم - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اسْمَكَ الْمَخْزُونَ الْمَكْنُونَ الْمُظْهِرَ الظَّاهِرَ الْمُطَهِّرَ الْمُقَدِّسَ الْمُبَارَكَ الْحَيِّ الْقَيُّومَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: بِأَبِي وَأُمِّي عَلِّمْنِيهِ. فَقَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ نُهِينَا عَنْ تَعْلِيمِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَالسُّفَهَاءِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكذب عَلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى: حسن لَيْسَ بشئ. قَالَ ابْن عَدِي: وَأَحَادِيث ابْنه جَعْفَر مَنَاكِير. بَاب دُعَاء عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ رفع أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحسن ابْن مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ ضِيَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ فَرَزْدَقٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعُكْبَرِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الطَّرْسُوسِيُّ حَدَّثَنَا بِلالٌ خَادِمُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ عَلَى أَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ لِيَقْتُلُوهُ بِزَعْمِهِمْ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى جِبْرِيلَ أَنْ أَدْرِكَ عَبْدِي، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَإِذَا هُوَ بِسَطْرٍ فِي جَنَاحِ جِبْرِيلَ فِيهِ مَكْتُوب: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: يَا عِيسَى قُلْ. قَالَ: وَمَا أَقُولُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ، أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْوِتْرِ الَّذِي مَلا الاركان

كُلَّهَا، إِلا فَرَّجْتَ عَنِّي مَا أَمْسَيْتُ فِيهِ وَمَا أَصْبَحْتُ فِيهِ. قَالَ: فَدَعَاهُمَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى جِبْرِيلَ: ارْفَعْ إِلَيَّ عَبْدِي. ثُمَّ الْتَفْتَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّحَابَةِ فَقَالَ: يَا بَنِي هَاشم، يَا بنى عبد المطلب، يَا بَنِي عَبْدِ مَنافٍ، ادْعُوا رَبَّكُمْ بِهَؤُلاءِ الْكَلمَاتِ، فَوالَّذِي بَعَثَنِي بْالْحَقِّ نَبِيًّا لَوْ دَعَا قَوْمَ لُوطٍ إِلا اهْتَزَّ الْعَرْشُ لَهَا وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُونَ السَّبْعُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَامة رُوَاته مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ. بَاب اقتران الاجابة بِالدُّعَاءِ أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن مَهْدِي حَدَّثَنَا الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الْبَلْخِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءَ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ، اللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ ". قَالَ ابْن حبَان: الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْبَلْخِيّ يرْوى الْأَشْيَاء الْمَوْضُوعَة، لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل. بَاب إِجَابَة الدُّعَاء عَلَى من لَمْ يشْكر الانعام أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا أَبُو عمر الْحسن ابْن عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الوَاسِطِيّ أَنبأَنَا جَعْفَر ابْن مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْذَنْجِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو عتابٍ الدَّلالُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " من أنعم

عَلَى أَخِيهِ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهَا، فَدَعَا اللَّهُ عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عمر ابْن شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ نَصْرُ بْنُ قَدِيدِ بْنِ سَيَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حُمَيْدٍ السَّمْعَانِيُّ عَن عبد الحميد بْنِ أَنَسِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَلَمْ يَشْكُرْهُ فَدَعَا عَلَيْهِ اسْتُجِيبَ لَهُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الطَّرِيقُ الأَوَّلُ فَفِيهِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ. قَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب يضع الْحَدِيث. وَأَمَّا الثَّانِي فَفِيهِ نصر بْن قديد. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: كَذَّاب. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَنصر بْن سيار كَانَ أَمِيرا عَلَى خُرَاسَان، وَأَبُو عَمْرو بْن حميد وَعبد الحميد مَجْهُولَانِ والْحَدِيث غير مَحْفُوظ. بَاب لَا يقبل اللَّه دُعَاء حبيب على حَبِيبه أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ حَدثنَا أَبُو - طَالب [غَالب]- بْنِ بْنِتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ لَيْثٍِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " سَأَلت الله عزوجل أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ الدَّارقطني: أنْكرت هَذَا الْحَدِيث عَلَى النقاش، وَقلت لَهُ إِن أَبَا غَالب لَيْسَ هُوَ ابْن بنت

مُعَاوِيَة وَإِنَّمَا أَخُوهُ لِأَبِيهِ ابْن بنت مُعَاوِيَة، ومُعَاوِيَة بْن عَمْرو ثِقَة، وزائدة من الْأَثْبَات الْأَئِمَّة، وَهَذَا حَدِيث كذب مَوْضُوع مركب فَرجع عَنْهُ وَقَالَ: هُوَ فِي كتابي وَلَمْ أسمعهُ من أَبِي غَالب داراني كتابا لَهُ فِيهِ هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَهره أَبُو غَالب حَدَّثَنِي جدى، قَالَ الدَّارقطني: وأحسب أَنَّهُ نَقله من كتاب عِنْده أَنَّهُ صَحِيح، وَكَانَ هَذَا الْحَدِيث مركبا فِي الْكتاب عَلَى أَبِي غَالب، فَتوهم أَنَّهُ من حَدِيث أَبِي غَالب واستغر بِهِ وَكتبه، فَلَمَّا وقفناه عَلَيْهِ رَجَعَ مِنْهُ. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: وَلَا أعرف وَجه قَوْل أَبِي الْحَسَن فِي أَبِي غَالب أَنَّهُ لَيْسَ بِابْن بنت مُعَاوِيَة، لِأَن أَبَا غَالب كَانَ يذكر أَن مُعَاوِيَة جده. قَالَ الْخَطِيب: وَهَذَا الْحَدِيث بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل وَلَا يحفظ بِوَجْه من الْوُجُوه عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. قَالَ المُصَنّف قلت: قَالَ الدَّارقطني: ركب عَلَى أَبِي غَالب لَيْسَ بشئ لِأَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ أَبِي غَالب ثِقَة. فَأَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِد الْوَكِيلُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدِّلُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بْنِتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " سَأَلت الله عزوجل أَنْ لَا يُشَفِّعَ حَبِيبًا يَدْعُو عَلَى حَبِيبِهِ ". قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَقَدْ تخلص من هَذِه التُّهْمَة أَبُو بَكْر النقاش وَإِن كَانَ مُتَّهمًا. قَالَ طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر: كَانَ النقاش يكذب. وَقَالَ الْبَرْقَانِيّ: كَانَ حَدِيثه مُنكر إِلَّا أَن الكوكبي لَا نعلم فِيهِ إِلَّا الثِّقَة. وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي غَالب فخطأ النقاش أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَالب ثمَّ أقرّ الدَّارقطني أَنَّهُ مَا سَمعه من أَبِي غَالب وَالْعَيْب الْآن يلْزم أَبَا غَالب. قَالَ الدَّارقطني كَانَ أَبُو غَالب ضَعِيفا.

بَاب دُعَاء الْمَظْلُوم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مسكان حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْنِ هَمَّامٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خَالِد عَن قيس بن أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَسْتَجِيبُ لِلْمُتَظَلِمِينَ مَا لَمْ يَكُونُوا أَكْثَرَ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِذَا كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَيَدْعُونَ فَلا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ ". قَالَ الدَّارقطني: إِبْرَاهِيم بن عبد الله كَذَّاب يضع الحَدِيث. بَاب الدُّعَاء لحفظ الْقُرْآن أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَامِدُ بْنُ بِلَال حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ النَّضْرِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الصُّبْحُ عَنْ أَبى عبد الله الشَّامِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ السِّنْدِيِّ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْفُقَهَاءِ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَرَادَ أَنْ يُوَعِّيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِعَسَلٍ مَاذِيٍّ ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الأَرْضَ فَلْيَشْرَبْهُ عَلَى الرِّيقِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يَحَفْظُ بِإِذْنِ اللَّهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَسْئُولٌ لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكِ وَنَبِيِّكَ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ، وَمُوسَى كَلِيمِكَ ونَجِيِّكَ، وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِصُحِفِ إِبْرَاهِيمَ وَتَوْرَاةِ مُوسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَإِنْجِيلِ عِيسَى وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْي أَوْحَيْتَهُ، وَكُلِّ حَقٍّ قَضَيْتَهُ، وَبِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ، وَبِكُلِّ ضَالٍّ هَدَيْتَهُ، وَغِنًى أَفْنَيْتَهُ، وَفَقَيِرٍ أَغْنَيْتَهُ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي دَعَاكَ بِهَا أولياؤك فاستجبت لَهُم،

وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَبَنْتَ بِهِ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتُهُ عَلَى النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتُهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَأَسْأَلُكَ بَاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتُهُ عَلَى الْجِبَالَ فَرَسَتْ، وَأَسْأَلَكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي مَلا الأَرْكَانَ كُلَّهَا، الظَّاهِرِ الطَّاهِرِ الْمُطَهِّرِ الْمُبَارَكِ الْمُقدسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ نُورِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَأَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ بِالْحَقِّ، وَنُورِكِ التَّامِّ، وَبِعَظَمَتِكَ وَبِكِبْرِيَائِكَ، تَرْزُقنِي حِفْظَ كِتَابِكَ الْقُرْآنِ، وَحِفْظَ أَصْنَافِ الْعِلْمِ، وَثَبِّتْهَا فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي بِخَلْطِهَا بِلَحْمِي وَدَمِّي، وَتَسْتَعْمِلُ بِهَا جَسَدِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي، فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ عُمَر بْن الصُّبْح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على وَجه التَّعَجُّب. دُعَاء مَنْقُول أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن أَبى عبد الله بْنِ مَنْدَهْ أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى السُّلَمِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ شَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ عَنْ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ عَنْ أويسٍ الْقُرَنِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من دَعَا بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ حَيٌّ لَا تَمُوتُ، وَخَالِقٌ لَا تُغْلَبُ، وَبَصِيرٌ لَا تَرْتَابُ، وَسَمِيعُ لَا تَشُّكُّ، وَصَادِقٌ لَا تَكْذِبُ، وَقَاهِرٌ لَا تُغْلَبُ، وَنَدِيٌّ لَا تَنْفَذُ، وَقَرِيبٌ لَا تَبْعُدُ، وَغَافِرٌ لَا تَظْلِمُ،

وَصَمَدٌ لَا تُطْعَمُ، وَقَيُّومٌ لَا تَنَامُ، وَجَبَّارٌ لَا تُقْهَرُ، وَعَظِيمٌ لَا تُرَامُ، وَعَالِمٌ لَا تُعَلَّمُ، وَقَوِيٌّ لَا تَضْعُفُ، وَعَلِيمٌ لَا تُوصَفُ، وَوَفِيٌّ لَا تُخْلِفُ، وَعَدْلٌ لَا تَحِيفُ، وَغَنِيٌّ لَا تَفْتَقِرُ، وَحَكِيمٌ لَا تَجُورُ، وَمَنِيعٌ لَا تُقْهَرُ، وَمَعْرُوفٌ لَا تُنْكَرُ، وَوَكِيلٌ لَا تُحْقَرُ، وَغَالِبٌ لَا تُغْلَبُ، وَوِتْرٌ لَا تَسْتَأْمِرْ، وَفَرْدٌ لَا تَسْتَشِيرُ، وَوَهَّابٌ لَا تَمَلُّ، وَسَرِيعٌ لَا تُذْهلُ، وَجَوَّادٌ لَا تَبْخَلُ، وَعَزِيزٌ لَا تُذَلُّ، وَحَافِظٌ لَا تَغْفَلُ، وَقَائِمٌ لَا تَنَامُ، وَمُحْتَجِبٌ لَا تُرَى، وَدَائِمٌ لَا تَفْنَى، وَبَاقٍ لَا تَبْلَى، وَوَاحِدٌ لَا تُشْبِهُ، وَمُقْتَدِرُ لَا تُنَازَعُ. قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: والذى بعثنى لَو دعى بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ وَالأَسْمَاءِ عَلَى صَفَائِحِ الْحَدِيد لذابت، وَلَو دعى بِهَا عَلَى مَا جَار لَسَكَنَ، وَمَنْ أَبْلَغَ إِلَيْهِ الْجُوعُ وَالَعَطَشُ ثُمَّ دَعَا بِهِ أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ، وَلَوْ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْن مَوضِع يُريدهُ جبل لَا نشعب لَهُ الْجَبَلُ حَتَّى يَسْلُكَهُ إِلَى الْموضع الذى يُرِيد، وَلَو دعى بِهِ عَلَى مَجْنُونٍ لأَفَاقَ، وَلَوْ دعى عَلَى امْرَأَةٍ قَدْ عسرَ عَلَيْهَا وَلدهَا، وَلَوْ دَعَا بِهَا وَالْمَدِينَةُ تَحْتَرِقُ وَفِيهَا مَنْزِلُهُ لَنَجَا وَلَمْ يَحْتَرِق منزله، وَلَو دعى بِهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ كُلَّ ذَنْبٍ بَينه وَبَين الله عزوجل، وَلَوْ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلْطَانٍ جَائِر ثمَّ دعى بِهَا قَبْلَ أَنْ يَنْظُرَ السُّلْطَانُ إِلَيْهِ لَخَلَّصَهُ اللَّهُ مِنْ شَرِّهِ، وَمن دعى بِهَا عِنْدَ مَنَامِهِ بَعَثَ اللَّهُ عزوجل بِكُل حرف مِنْهَا سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الرَّوْحَانِيِّينَ، وُجُوهُهُمْ أَحْسَنُ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، يُسَبِّحُونَ لَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَدْعُونَ وَيَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السِّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ. فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُول أَيُعْطِي اللَّهُ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ كُلَّ هَذَا الْخَيْرِ؟ فَقَالَ: لَا تُخْبِرْ بِهِ النَّاسَ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِأَعْظَمَ مِنْهَا، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَدَعُوا الْعَمَلَ وَيَقْتَصِرُوا عَلَى هَذَا. ثُمَّ قَالَ: مَنْ نَامَ وَقَدْ دَعَا بِهَا، فَإِنْ مَاتَ مَاتَ شَهِيدًا وَإِنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ وَغُفِرَ لأَهْلِ بَيته، وَمن دعى بِهَا قَضَى اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَاجَةٍ " وَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَان بْن عِيسَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ إِلَّا أَن

الْأَلْفَاظ تخْتَلف. وَرَوَاهُ مُخْتَصرا الْحُسَيْن بْن دَاوُدَ الْبَلْخِيّ عَنْ شَقِيق بْن إِبْرَاهِيمَ. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي طرقه كَلِمَات ركيكة يتنزه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مثلهَا وَأَسْمَاء لِلَّهِ يتعالى الْحق عَنْهَا، وَلَمْ نر التَّطْوِيل بِذكر الطّرق لِأَنَّهَا من جنس وَاحِد. وَفِي الطَّرِيق الأول أَحْمد بن عبد الله وَهُوَ الجويباري. وَفِي الطَّرِيق الثَّانِي سُلَيْمَان بْن عِيسَى. وَفِي الثَّالِث الْحُسَيْن ابْن دَاوُد، وثلاثتهم كَانُوا يضعون الْحَدِيث، وَالله أعلم أَنهم ابتدوا بِوَضْعِهِ، ثُمَّ سَرقه مِنْهُ - الأحزان -[الْآخرَانِ] وبدلا فِيهِ وغيرا. وَقد روى لنا من طَرِيق مظلم فِيهِ مَجَاهِيل وَفِيهِ زيادات ونقصان.

بَاب المواعظ موعظة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الْمَوْتَ عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ نُشِيِّعُ مِنَ الأَمْوَاتَ سفرٌ عَمَّا قَلِيل إِلَيْنَا رَاجِعُون - نبويهم -[نبوئهم] أَجْدَاثَهُمْ وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ. نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ. طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَأَنْفَقَ مَالا اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَجَانَبَ أَهْلَ الذُّلِ وَالْمَعْصِيَةِ. طُوبَى لَمَنْ ذَلَّ نَفْسَهُ وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ. طَوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمٍ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يُعَدِّهَا إِلَى بِدْعَةٍ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفِي إِسْنَاده أبان وَهُوَ مَتْرُوك، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْ شُعْبَة أَنَّهُ قَالَ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ من أَن أحدث عَنْ أَبَان. وَقَدْ رَوَى نَحْو هَذَا الْحَدِيث الْوَلِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ ابْن حبَان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بالنضر. وَقَدْ رَوَى من طَرِيق عصمَة بْن مُحَمَّد عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ يَحْيَى: عصمَة كَذَّاب. وَقَدْ رَوَى من طَرِيق آخر رِجَاله مَجْهُولُونَ. وَرَوَى لنا من طَرِيق جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمد أَنبأَنَا

عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن الازدي حَدثنَا يحيى ابْن مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الرحمن حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعَضْبَاءِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ مَا نُشَيِّعُ مِنَ الْمَوْتَى عَنْ قريب إِلَيْنَا رَاجِعُون - نبويهم -[نبوؤهم] أَجْدَاثَهُمْ وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، قَدْ أَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ. فَطُوبَى لِمَنْ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يُخَالِفْهَا إِلَى بِدْعَةٍ وَرَضِيَ مِنَ الْعَيْشِ بِالْكَفَافِ وَقَنُعَ بِذَلِكَ ". هَذَا لَا يَصح، فَإِن فِي إِسْنَاده مَجَاهِيل وضعفاء، وَالْمَعْرُوف أَن هَذَا الْحَدِيث من حَدِيث أبان عَنْ أَنَس، فَقَدْ سَرقه مِنْهُ قوم. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا الْحَدِيث مِمَّا سَمعه أبان عَنِ الْحَسَن فَجعله عَنْ أَنَس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم، وَلَعَلَّه قَدْ رَوَى عَنْ أَنَس أَكْثَر من ألف وَخَمْسمِائة حَدِيث، مَا لكبير شئ مِنْهَا أصل يرجع إِلَيْهِ. موعظة أُخْرَى أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بن عبد الله السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَمَّامُ بن يحيى ابْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّالَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَهْلَ الْخُلُودِ وَيَا أَهْلَ الْفَنَاءِ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الأَصْلابِ إِلَى الأَرْحَامِ، وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ، وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ، وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ فِي الْجَنَّةِ أَو النَّار ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلام بَعْض السّلف، وَقَدْ رَوَى نَحوه عَنْ عُمَر بْن عَبْدِ الْعَزِيز، وَالْمُتَّهَم بِرَفْعِهِ إِلَى رَسُولِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطالكاني. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَاكِم: يضع الْحَدِيث. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَحَفْص بن سُلَيْمَان قَالَ فِيهِ عبد الرحمن بْن مهدى: وَالله مَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ، وَقَالَ أَحْمَد: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ. موعظة أُخْرَى أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ عَنْ عبيد الله ابْن الْوَلِيد لرصافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ عَنْ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَى عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ لَهَى عَنِ اللَّذَّات، وَمَنْ زَهَدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصَيبَاتُ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ يحيى: عبيد الله ابْن الْوَلِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الفلاس وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث، عَلَى أَن الْحَارِث كَذَّاب. موعظة أُخْرَى أَنبأَنَا ظَفْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ طَعَّانٍ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَلِي الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا الْفضل بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّهْرَوَانِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْتُ غنيمَة، وَالْمَعْصِيَة

مُصِيبَةٌ، وَالْفَقْرُ رَاحَةٌ، وَالْغِنَى عُقُوبَةٌ، وَالْعَقْلُ هَدِيَّةٌ مِنَ اللَّهِ، وَالْجَهْلُ ضَلالَةٌ، وَالظُّلْمُ نَدَامَةٌ، وَالطَّاعَةُ قُرَّةُ الْعَيْنِ، وَالْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ، وَالضَّحِكُ هَلاكُ الْبَدَنِ، وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الْفضل ابْن عبد الله وَيُقَال لَهُ ابْن حزم. قَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. موعظة أُخْرَى أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ خِدَاشٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عبد الله الْهَنَائِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن عَلْقَمَة حَدَّثَنى عمربن عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، وَكَانَ آخِرَ خُطْبَةٍ بِالْمَدِينَةِ. قَعَدَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَعْضَاءُ. ثُمَّ قَالَ: يَا بِلالُ الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَقَامَ وَقَالَ: أَيهَا النَّاس ادْنُوا واسمعوا خَلقكُم ثَلاثًا. فَقَامَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنْسَتِعينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ. فَذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةً لِظَالِمٍ أَوْ أَعَانَهُ عَلَيْهَا نَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَبَشَّرَهُ بِاللَّعْنَةِ، وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا فَمَدَحَهُ لِطَمَعِ الدُّنْيَا سَخَّطَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي الدَّرْكِ مَعَ قَارُونَ وَمِنْ إِدْبَارِ سِعَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَجْذُومًا مَلْعُونًا وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةٌ أَوْ عَقْرَبٌ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ وَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّاسُ يَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ وَيَدْخُلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ مُسَمَّرٍ بِمَسَامِيرَ مِنْ حَدِيدٍ وَتُضْرَبُ عَلَيْهِ صَفَائِح من نَار،

وَمَنْ زَنَا بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ أَوْ مُسْلِمَةٍ حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً، فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَبره ثَلَاثمِائَة أَلْفِ بَابٍ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة - مغولا -[مَغْلُولا] ثُمَّ أَمْرَ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَمَنْ شَرَبِ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللَّهُ شَرْبَةً مِنْ سُمٍّ يَتَسَاقَطُ وَجْهُهُ، وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَاتَ بَعْلٍ انْفَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَرْجِهِ وَادٍ مِنْ صَدِيدٍ يَتَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ " وَذكر حَدِيثا طَويلا أَنا اختصرته هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. أما مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة فَقَالَ يَحْيَى: مَا زَالَ النَّاس يَتَّقُونَ حَدِيثه. وَقَالَ السعدى: لَيْسَ بقوى. وَمُحَمّد بْن خرَاش مَجْهُول وَالْحمل فِيهِ عَلَى الْحَسَن بْن عُثْمَان. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. قَالَ عَبْدَانِ: هُوَ كَذَّاب. وَمُحَمّد بْن الْحَسَن هُوَ النقاش. قَالَ طَلْحَة بْن مُحَمَّد: كَانَ النقاش يكذب.

كتاب الوصايا

كتاب الْوَصَايَا بَاب وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لعلى عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المهتدى أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَابِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ غَانِمِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَعْفَرِ ابْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: " أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِنَّكَ لَنْ تَزَالَ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي. يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ: الصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصَّوْمُ. يَا عَلِيُّ وَلِلْمُتَكَلِّفُ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ: يَتَمَلَّقُ مِمَّن شَهِدَ، وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ، وَيَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ. يَا عَليُّ وَلِلْمُرَائِي ثَلاثُ عَلامَاتٍ: يَكْسَلُ عَنِ الصَّلاةِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، وَيَنْشَطُ لَهَا إِذَا كَانَ النَّاسُ عِنْدَهُ، وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ. وَلِلظَّالِمِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ: يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ، وَمَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، وَيُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ. يَا عَليُّ وَلِلْمُنَافِقِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ: يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ، وَيُفَرِّطُ حَتَّى يضيع، ويضيع حَتَّى يَأْثَم. وعَلى وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثِ خِصَالٍ: مَرَمُّه لِمَعَاشٍ، أَوْ حَظْوَةٌ لِمَعَادٍ، أَوْ لَذَّةٌ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ ". وَذكر بَاقِي الْوَصِيَّة إِلَى آخرهَا. كَذَا قَالَ. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ حَمَّاد بْن عَمْرو. قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الْحَدِيثَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَصِيَّة ثَانِيَة لعلى عَلَيْهِ السَّلَام أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عمر

الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن البهلول حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَالِبٍ السُّلَمِي حَدَّثَنِي هُرَيْمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْمُهَلَّبِ حَدَّثَنَا عبد الله بْن زِيَاد عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَليُّ لَا تَرْجُ إِلا رَبَّكَ: وَلا تَخَفْ إِلا ذَنْبَكَ. يَا عَليُّ لَا تستحيى أَنْ تَعْلَمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ، وَلَا تستحيى إِذا سُئِلت عَن شئ لَا تَعْلَمُ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ. يَا عَليُّ إِنَّ مَنْزِلَةَ الصَّبْرِ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ. يَا عَليُّ إِنَّ الصَّبَرَ ثَلاثُ خِصَالٍ، مَنْ جَاءَ بِوَاحِدَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ، وَمَنْ جَاءَ بِاثْنَتَيْنِ لَمْ يُقْبَلا مِنْهُ. يَا عَليُّ الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ عزوجل بِهِ، وَالصَّبْرُ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عزوجل عَنْهُ. يَا عَليُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مُصِيبَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ. يَا عَليُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا نَهَى اللَّهُ عزوجل عَنهُ أعطَاهُ الله عزوجل سَبْعمِائة دَرَجَة مابين الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ. يَا عَليُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا أَمَرَهُ الله عزوجل بِهِ أعطَاهُ الله عزوجل خَمْسمِائَة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الله بْن زِيَاد وَهُوَ ابْن سمْعَان. قَالَ مَالِك وَيَحْيَى: كَانَ كذابا. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك الْحَدِيث، عَلَى أَن عَلِي بْن زَيْد قَدْ قَالَ فِيهِ أَحْمد وَيحيى: لَيْسَ بشئ. وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لِمعَاذ بن جبل أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا رُكْنُ بن عبد الله الدِّمَشْقِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ

الْعَظِيمِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ وَلِينِ الْكَلامِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدَّينِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابَ وَحُبِّ الآخِرَةَ. يَا مُعَاذُ لَا تُفْسِدَنَّ أَرْضًا وَلا تَشْتِمْ مُسْلِمًا وَلا تُصَدِّقْ كَاذِبًا وَلا تُكَذِّبْ صَادِقًا وَلا تَعْصِ إِمَامًا عَادِلا. يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً، السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ. إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لَهَا. يَا مُعَاذُ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَقْصَرْتُ لَكَ مِنَ الْوَصِيَّةِ يَا مُعَاذُ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مِثْلِ الْحَالَةِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا. وَكَتَبَ لَهُ فِي عَهْدِهِ أَنْ لَا طَلاقَ لامْرِئٍ فِيمَا لَا يملك وَلَا - تذر -[نَذْرَ] فِي مَعْصِيَةٍ وَلا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَلا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَعَلَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْ كُلِّ حَاكِمٍ دِينَارًا أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ، وَعَلَى أَنْ لَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ، وَإِنَّكَ إِذَا أَتَيْتَ الْيَمَنَ تَسْأَلُكَ نَصَارَاهَا عَنْ مِفْتَاحِ الْجَنَّةِ، فَقُلْ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ". قَالَ أَحْمَد بْن عُبَيْد: قَوْله معافر يُرِيد بِهَا معافريه (1) . هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ ركن. قَالَ ابْن الْمُبَارَك: لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَى من أَن أروي عَن عبد القدوس الشَّامي. وَعبد القدوس خير من مائَة مثل ركن. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: ركن لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لابي هُرَيْرَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودٍ الزبيرِي عَن عَمْرو ابْن إِدْرِيسَ بْنِ عِكْرِمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الرحيم الْبَرْقِيُّ حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو حَفْصٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ عَن

_ (1) هَكَذَا ورد النَّص بالاصل.

عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَابِ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَمْرٍو فِي نُسْخَةِ مَسْلَمَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِنْ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ حَسَناتٍ حَتَّى تَفْرُغَ مِنَ ذَلِكَ الْوُضُوءِ. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَكَلْتَ طَعَامًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. فَإِنْ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ، تَكْتُبُ لَكَ حَسَنَاتٍ حَتَّى تَنْبُذُهُ عَنْكَ. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا غَشَيْتَ أَهْلَكَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. فَإِنْ حَفَظَتَكَ [لَا تَسْتَرِيحُ، تَكْتُبُ لَكَ حَسَنَاتٍ] حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَإِذَا اغْتَسَلْتَ مِنَ الْجَنَابَةِ غُفِرَ لَكَ ذُنُوبَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَإِنْ كَانَ لَكَ مِنْ تِلْكَ الْوَقْعَةِ وَلَدٌ كُتِبَ لَكَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ نَفَسِ ذَلِكَ الْوَلَدِ وَعَقِبِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شئ. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ دَابَّةً فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَكُنْ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى - تزل -[تَنْزِلَ] مِنْ ظَهْرِهَا. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ السَّفِينَةَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تُكْتَبُ مِنَ الْعَابِدِينَ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا. يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا لَبِسْتَ ثَوْبًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يُكْتَبُ لَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ سِلْكٍ فِيهِ " وَذكر تَمام الْوَصِيَّة، وَهِيَ فِي خبر طَوِيل لَمْ أر التَّطْوِيل بذكرها. هَذَا حَدِيث لَيْسَ لَهُ أصل، وَفِي إِسْنَاده جَمَاعَة مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ أصلا، وَلَا نشك أَنَّهُ من وضع بَعْض الْقصاص أَوِ الْجُهَّال، وَقَدْ خلط الَّذِي وَضعه فِي الْإِسْنَاد، وَمن المعروفين فِي إِسْنَاده حَمَّاد بْن عَمْرو، قَالَ يَحْيَى: كَانَ يكذب وَيَضَع الحَدِيث، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث وضعا على الثقاة، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا على وَجه التَّعَجُّب.

وَصِيَّة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لانس بْنِ مَالِكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ أَبُو هَاشِمٍ الأَيْلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُول: إِن أم سليم فالت يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ إِلا وَقد أتحفك بشئ غَيْرِي وَلَيْسِ لِي إِلا وَلَدِي هَذَا، وَأُحِبُّ أَنْ تَقْبَلَهُ مِنِّي يَخْدُمُكَ. فَقَبَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْعَدَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَبَرَّكَ عَلَيَّ وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ احْفَظِ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا. يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَكُنْ فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْقِفِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كَتَبَ لَهُ شَهَادَةً. يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَصَلِّ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُصَلُّونَ عَلَيْك مادمت تُصَلِّي يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ رَحْلِكَ فَلا يَقَعْنَ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِكِ وَقَدِ ازْدَدْتَ فِي حَسَنَاتِكَ. يَا بُنَيَّ إِذَا مَا دَخَلْتَ رَحْلِكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتك تكون بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ. يَا بُنَيَّ إِنْ أَطَعْتَنِي فَلا يكون شئ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ. يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَارْفَعْ يَدَيْكَ وَكَبِّرْ وَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى [يَسْكُنَ] كُلَّ عَظْمٍ مَكَانَهُ، وَإِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ عَقِبَكَ تَحْتَ أَلْيَتِكَ وَاذْكُرْ مَا بَدَالَكَ، وَأَقِمْ صُلْبَكَ فَإِنَّ اللَّهَ عزوجل لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ ابْن حبَان: أَبُو هَاشم الأَيْلِيّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى أَنَسِ، لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا اعْتِبَارا. وَقَدْ رَوَى لنا من طَرِيق آخر: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الأَنْصَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ عبد الرحمن بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ سَعِيدِ بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " قدم النَّبِي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرَ سِنِينَ، فَأَتَتْهُ أُمِّي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ غَيْرِي، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إِلا ابْنِي هَذَا يَخْدُمُكَ. قَالَ: فَخَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين، فَمَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلا ضَرَبَنِي ضَرْبَةً وَلا انْتَهَرَنِي قَطُّ، وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ اكْتُمْ سِرِّي فَإِنَّهُ كَانَتْ أُمِّي تَسْأَلُنِي عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا أُخْبِرُهَا بِهِ، وَمَا أَنَا بِمُخْبِرٍ سِرَّ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا حَتَّى أَمُوتَ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يَحْفَظْكَ اللَّهُ وَحَفِيظَاكَ. يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ تَرْجِعُ وَقَدْ زَيْدَ فِي حَسَنَاتِكَ. يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ تَكُنْ بَرَكَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ. يَا بُنَيَّ إِذَا سَجَدْتَ فَلْتَكُنْ جَبْهَتُكَ مِنَ الأَرْضِ، وَلا تَنْقُرْ كَمَا يَنْقُرُ الدِّيكُ، وَلا تَبْسُطْ ذِرَاعَيْكَ كَمَا يَبْسُطُ الثَّعْلَبُ، وَلا تَقْعَ كَمَا يَقْعَى الْكَلْبُ، فَإِذَا رَكَعْتَ فَاحْنِ ظَهْرَكَ وافرج بنى أَصَابِعَكَ وَجَافِ عَضُدِكَ عَنْ جَنْبَيْكَ. يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلا يَأْتِيكَ الْمَوْتُ إِلا وَأَنْتَ عَلَى وُضُوءٍ، فَمَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ. يَا بُنَيَّ إِنْ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي لَمْ يكن شئ أحب إِلَيْك من الْمَوْت ولابد لَكَ مِنْهُ، وَإِنْ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي لم يكن شئ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَنْ تُعْجِزَهُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. وَفِي هَذِه الطَّرِيق آفَات، عبد الرحمن بْن حَرْمَلَة قَدْ ضعفه الْبُخَارِي، وَأَمَّا عباد بْن كثير فَقَالَ أَحْمَد: رَوَى أَحَادِيث كذب لَمْ يسْمعهَا وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ فِي الْحَدِيث، وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث. وَأَمَّا بشر بْن إِبْرَاهِيم فَقَالَ ابْن عَدِي: هُوَ عِنْدِي مِمَّن يضع الحَدِيث على الثقاة، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة.

كتاب الملاحم والفتن

كتاب الْمَلَاحِم والفتن بَاب بيع الدَّين بِالْمَالِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَقُولُ مَنْ يَبِيعَنَا دِينَهُ بِكَفٍّ مِنْ دَرَاهِمَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ زِيَاد بْن الْمُنْذر. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب عَدو اللَّه لَا يساوى فلسًا. بَاب من عَلَامَات السَّاعَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي مَهْدِي سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرّة عَن عبد الله بْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْكَبَ - المنطور -[الْمَنْظُورُ] وَيُلْبَسَ الْمَشْهُورَ وَيُبْنَى الْمَسْدُورَ وَيَصِيرَ النَّاسُ إِخْوَانَ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ كذابان أَحدهمَا أبومهدى. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف هَذَا الْحَدِيث إِلَّا بِهِ وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ يحيى: أبومهدى لَيْسَ بشئ أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ. وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الْحَدِيث. وَالثَّانِي مسلمة بْن عَلِي. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.

بَاب تغير النَّاس فِي آخر الزَّمَان أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَوَّلُ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا أَبُو الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى أَنبأَنَا عبد الرحمن ابْن أَبِي شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْقَاضِي حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُبَّادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنِ خَصِيفِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سيجئ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَكْثَرُ وُجُوهِهِمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شئ من الرَّحْمَة، سفاكين الدِّمَاءَ لَا يَزِعُّونَ عَنْ قَبِيحٍ، وَإِنْ بَايَعْتَهُمْ ضَارُّوكَ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ، صَبِيُّهُمْ غَارِمٌ وَشَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ، وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ، وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفٌ، السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ، وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ، لِذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِم شِرَارَهُمْ، وَيَدْعُو خِيَارَهُمْ، وَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مَعْرُوف بِمُحَمد بْن مُعَاوِيَة. قَالَ أَحْمَد وَالدَّارقطني: هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الحَدِيث. بَاب ظُهُور الْآيَات فِي الشُّهُور فِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وفيروز الديلمي: فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ دَاوُدَ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي صَغِيرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِد بْنُ قَيْسٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ، وَتُخْرِجُ

الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا، وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ، وَفِي ذِي الْقِعْدَةِ تميزُ الْقَبَائِلُ بَعْضهَا إِلَى بَعْضٍ، وَفِي ذِي الْحِجَّةِ تُرَاقُ الدِّمَاءُ، وَفِي الْمُحَرَّمِ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْكِ هَؤُلاءِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الَّذين يكونُونَ فِي ذَلِك الزَّمَان ". وَقد رَوَى مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ هَدَّةٌ فِي رَمَضَانَ توقظ النَّائِم وتفزع الْيَقظَان ". وروى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَهْمِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا قَالَ: " يَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد: عَبْد الْوَاحِد بْن قَيْس شبه لَا شئ. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل عَنْ ثِقَة وَلَا من وَجه ثَابت. وَأَمَّا مسلمة بْن عَلِي فَقَالَ يَحْيَى: مسلمة لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأَمَّا إِسْمَاعِيل وَلَيْث وَشهر فثلاثتم ضعفاء مجروحون. وَأما حَدِيث فَيْرُوز الديلمي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْن عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ صَوْتٌ فِي رَمَضَانَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي وَسَطِهِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَ: بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمْعَةَ، يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ ألفا، ويخرس

سَبْعُونَ أَلْفًا، وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفًا، وَيُصَمُّ سَبْعُونَ أَلْفَا. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ، فَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صُوتُ جِبْرِيلَ، وَالصُّوتُ الثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانَ، وَالصَّوْتُ الثَالِثُ فِي رَمَضَانَ، وَالْمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ، وَتَمييزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَيُغَارُ عَلَى الْحَاجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَفِي الْمُحَرَّمِ، فَأَمَّا الْمُحَرَّمُ فَأَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي وَآخِرُهُ فَرح لامتي - الدَّاخِلَة -[الراحللة] فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَقْنِيهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ مِنْ دَسْكَرَةِ بَغْلٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْوَهَّاب لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ عَبْد الْوَهَّاب لَيْسَ بشئ (1) ، وَقَالَ الْعَتِيقِي: هُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ كَانَ يسرق الحَدِيث لَا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ الدَّارقطني: مُنكر الْحَدِيث. وَأَمَّا إِسْمَاعِيل فضعيف، وَعَبدَة لَمْ ير فيروزا، وفيروز لَمْ ير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقد روى هَذَا الْحَدِيث غُلَام خَلِيل عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ البياضي عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَنْ أَبِي المُهَاجر عَنِ الأَوْزَاعِيّ، وَكلهمْ ضِعَاف فِي الْغَايَة، وَغُلَام خَلِيل كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب ذمّ المولودين بعد الْمِائَة روى هُنَا عَنْ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ عَنْ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ صَخْرِ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُولَدُ بَعْدَ الْمِائَةِ مَوْلُودٌ لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ ". قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بِصَحِيح. قَالَ المُصَنّف قُلْت: فَإِن قيل فإسناده صَحِيح فَالْجَوَاب أَن العنعنة تحْتَمل أَن يَكُون أحدهم سَمعه من ضَعِيف أَوْ كَذَّاب فأسقط اسْمه، وَذكر من رَوَاهُ لَهُ عَنْهُ بِلَفْظ عَنْ، وَكَيف يَكُون صَحِيحا وَكثير من الْأَئِمَّة والسادة ولدُوا بَعْد الْمِائَة.

_ (1) التّكْرَار هُنَا من النَّاسِخ.

بَاب هَلَاك النَّاس بعد الْمِائَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّد بن الْعَلَاء حَدثنَا عبد الله ابْن أَبَانٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ المُهَاجر عَن عبد الله بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عِنْدَ رَأْسِ الْمِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طِيِّبَةً يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ ". هَذَا حَدِيث بَاطِل يكذبهُ الْوُجُود، وَفِيهِ بشير بْن المُهَاجر. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل مُنكر الْحَدِيث يجِئ بالعجائب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: لَا يحْتَج بِهِ. بَاب مَتى ترفع زِينَة الدُّنْيَا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا عبيد الله بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَنَا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْن مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ". وَقَدْ رَوَاهُ بَرَكَةُ عَنِ الْوَلِيدِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدَّارقطني: بركَة الْحلَبِي كَانَ كذابا. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: وحبِيب بْن أَبِي حبيب كَانَ يكذب. وَقَالَ الدَّارقطني: وَسَعِيد ضَعِيف، وَلَا يَصح عَنْ مَالك وَلَيْسَ مَحْفُوظ عَن الزُّهْرِيّ.

بَاب وصف مَا يَكُون فِي الثَّلَاثِينَ والمائه أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبد الله الْبَابْلُتِّيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتْ سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ الغرباء قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ، وَمُصْحَفٌ فِي بَيت قوم لايقرأ فِيهِ، وَرَجُلٌ صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ ". قَالَ ابْن حبَان: هَذَا بِلَا شكّ مَعْمُول، فالبابلتي يَأْتِي عَن الثقاة بأَشْيَاء معضلات. وَقَالَ الدَّارقطني: البلية فِي هَذَا الْحَدِيث عَنِ البابلتى لَا مِنْهُ. بَاب مَا يَكُون فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ ومائه أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَة حَدثنَا - كَبِير -[كَثِيرُ] بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُجَالِدٍ حَدَّثَنِي عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ خَرَجَتْ شَيَاطِينٌ كَانَ حَبَسَهُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ يَذْهَبُ مِنْهُ تِسْعَةُ أَعْشَارِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ يُجَادِلُونَهُمْ بِالْعِرَاقِ وَعَشرٌ بِالشَّامِ ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الصَّباح عَنْ عَطِيَّة وَتفرد بِهِ بَقِيَّة عَنْهُ. قَالَ ابْن عدى: الصباج لَيْسَ بِمَعْرُوف وَهُوَ من مَشَايِخ بَقِيَّة الَّذِينَ لَا يرْوى عَنْهُم غَيره. وَكَانَ يرْوى عَنِ الضُّعَفَاء والمجاهيل، وَأَمَّا عَطِيَّة فَقَدْ ضعفه الْكل. بَاب فِي ذكر الْخمسين والمائه أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك وَابْنُ خَيْرُونٍِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مسْعدَة أَنبأَنَا

حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ مُصَفَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدٍ الأَسْدِيِّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ خَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَات ". طَرِيق آخر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّسْتَوَائِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس عبد الله بْنُ أَحْمَدَ الْمَارَشَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَارَشَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الله أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَخَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَاتُ. فَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فَأَمْثَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ كُلُّ ذِي حَاذٍ قُلْنَا: وَمَا الْحَاذُ؟ قَالَ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ خَفِيفُ الْمَؤُنَةِ ". هَذَا حَدِيث لَيْسَ بشئ. أما مُحَمَّد الْأَسدي فَهُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بْن عكاشة. قَالَ يَحْيَى: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ ابْن عَدِي: يرْوى عَنِ الأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث مَنَاكِير مَوْضُوعَة. وَقَالَ الدَّارقطني: يضع الحَدِيث. وَأما يحيى ابْن سَعِيد الْعَطَّار فَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الْأَثْبَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَأَمَّا سَيْف فكذاب بإجماعهم قَالَ أَحْمَد: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقد رَوَى بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ كُلُّهُمْ مَجَاهِيلُ إِلَى مُقَاتِلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَاحْذَرُوا التَّزْوِيجَ، فَإِنَّ مَنْ تَزَوَّجَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ سَلَبَ اللَّهُ عَقْلَهُ وَهَدَمَ دِينَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ - دينا -[دُنْيَا] وَلا آخِرَةٌ ". هَذَا من أفحش الْكَذِب عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

بَاب مَا يَكُون فِي سنة سِتِّينَ وَمِائَة روى يحيى بن عبد الله الْبَابَلْتِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِائَةٍ كَانَ الْغُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةً: قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ، وَمُصْحَفٌ فِي بَيت قوم لايقرأ فِيهِ، وَمَسْجِدٌ فِي نَادِمِ قَوْمٍ لَا يُصَلُّونَ فِيهِ، وَرَجُلٌ صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، والآفة فِيهِ من الْبَابلُتِّي. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي عَنِ الثقاة بأَشْيَاء معضلات يهم فِيهَا. بَاب ذكر مَا يَكُون إِلَى الْمِائَتَيْنِ فِيهِ ذكر طَبَقَات هَذِه الْأمة، وَهِيَ فِي رِوَايَة أَبِي مُوسَى وَأنس وَابْن عَبَّاس فَأَما رِوَايَة أَبِي مُوسَى فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَيَّوَيْهِ حَدثنَا الْمُبَارك ابْن سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَرَفَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا وَأَصْحَابِي أَهْلُ إِيمَانٍ وَعَمَلٍ إِلَى أَرْبَعِينَ، وَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى إِلَى الْمِائَةِ، وَأَهْلُ تَوَاصُلٍ وَتَرَاحُمٍ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَأَهْلُ تَقَاطُعٍ وِتَدَابُرٍ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ الْهَرْجُ الْهَرج، الْهَرَب الْهَرَب ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ: فَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْخَيَّاطُ قَالُوا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَبَقَاتُ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ أَهْلُ التَّرَاحُمِ وَالتَّوَاصُلِ، وَالَّذِينَ

يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّقَاطُعِ وَالتَّدَابُرِ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ وَالْحَرْبِ " وَقَدْ رَوَاهُ غَالِبُ بْنُ زُرَيْرٍ عَنِ المؤمل بن عبد الرحمن عَن عباد. وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَا أصل لَهَا. أما الأَوَّل فَفِيهِ مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ. وَأَمَّا الثَّانِي فالمتهم بِهِ عباد. قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ الْعَقِيلِيّ يرْوى عَنْ أَنَس نُسْخَة عامتها مَنَاكِير. وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَإِن يَحْيَى بْن عَنْبَسَة كَذَّاب بإجماعهم. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ البسرى عَن أَبى عبد الله ابْن بَطَّةَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدثنَا عبد الله بْنُ السَّمْطِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الصَّرْفِيُّ عَنِ ابْنِ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أَوْلادِكُمْ بَعْد أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ الْبَنَاتُ، وَخَيْرُ بَنَاتِكُمْ بَعْدَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ الْعَوَاقِرُ، وَسَنَةَ ثَمَانِي وَسِتِّينَ تَقَاضَى دَيْنُكَ، وَسَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ اقْضِ دَيْنَكَ، وَسَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ الْهَرْجُ. فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْم: يَا رَسُول الله وَمَا النجار وَمَا الْخَلاصُ؟ قَالَ: الْهَرْجُ الْهَرْجُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ابْن حُذَيْفَة مَجْهُول وَزَكَرِيَّا مَجْرُوح. قَالَ ابْن حبَان: وَعبد القدوس كَانَ يضع الحَدِيث على الثقاة. بَاب مَا يكون بعد الْمِائَتَيْنِ أَنبأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَنَانٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا عون بن عمَارَة

حَدثنَا عبد الله بْنُ الْمَيْنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعون وَابْن الميني ضعيفان، غَيْر أَن الْمُتَّهم بِهِ الْكُدَيْمِي. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة. بَاب الْعزبَة والترهيب بعد الثلثمائة والثمانين أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلانُ بن الْمُغيرَة حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنَا أبويحيى الْخُرَاسَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا أَتَت على أمتى ثلثمِائة وَثَمَانُونَ سَنَةً فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الْعزبَة والترهيب على رُؤُوس الْجِبَالِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ ابْن عَدِي: سُلَيْمَان بْن عِيسَى يضع الحَدِيث. بَاب ذكر خَليفَة يَكُون فِي آخر الزَّمَان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ معمر حَدثنَا أبويحيى الْوَقار حَدثنَا مُؤَمل بن عبد الرحمن عَنْ عَوْفٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ لَا يَفْضُلُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا يرويهِ عَنْ عَوْف غَيْر مُؤَمل، وَلَا عَنْ مُؤَمل غَيْر الْوَقار. فَأَما مُؤَمل فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: هُوَ ضَعِيف الْحَدِيث، وَقَالَ ابْن عَدِي: عَامَّة حَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ. وَأَبُو يَحْيَى الْوَقار اسْمه زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى. قَالَ صَالِح جزره: كَانَ من الْكَذَّابين، وَقَالَ ابْن عَدِي: كَانَ يضع الحَدِيث ويوصله وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك.

كتاب المرض

كتاب الْمَرَض بَاب كتمان الْمَرَض أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّالِ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن أَشْعَث بن عبد الملك عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ مِنْ كُنُوزِ الْبَرِّ: إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ، وَكِتْمَانُ الشَّكْوَى، وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةَ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عِنْدِي فَصَبر وَلم يشتكى إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ أَبْرَأْتُهُ أَبْرَأْتُهُ وَلا ذَنْبَ لَهُ، وَإِنْ تَوَفَّيْتُهُ فَإِلَى رَحْمَتِي ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تفرد بِهِ الْجَارُود عَنْ سُفْيَان. قَالَ الْبُخَارِي: هُوَ مُنكر الْحَدِيث، وَكَانَ أَبُو أُسَامَة يرميه بِالْكَذِبِ وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْن حبَان: الْجَارُود يرْوى عَنِ الثقاة مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْهَا هَذَا الْحَدِيث. حَدِيث آخر فِي ذَلِك: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد الرحيم حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحسن حَدثنَا أبوالجماهر مُحَمَّد بن عبد الرحمن حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أَبى الْجَوْز حَدثنَا عبد الله بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ الله عزوجل: أَبْتَلِي عَبْدِي بِالْبَلاءِ فَإِنْ لَمْ يَشْكِنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا أَطْيَبَ مِنْ دَمِهِ، فَإِنْ أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسْرِي أَمَرْتُهُ فَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ ". وَهَذَا أَيْضًا لَا يَصح عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يحيى بن سعيد:

عبد الله بن سعيد كَذَّاب، وَقَالَ يَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الفلاس وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب تمحيص الْمَرَض الذُّنُوب أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ النِّعَالِيُّ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله الذَّارَّعُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بن عبد الله البرَاز حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَضُ يَوْمٍ كَفَّارَةُ ثَلاثِينَ سَنَةً ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ الدَّارقطني: الذارع كَذَّاب دجال. قَالَ المُصَنّف قُلْت: إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ من عمل الذارع. أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَلالُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْدَعِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ثَلاثِينَ سَنَةً، وَإِنَّ الْمَرَضَ يَتَّبِعُ الذُّنُوبَ فِي الْمَفَاصِلِ حَتَّى يَسِّلَهُ عَنْهُ (1) سَلا، فَيَقُومُ مِنْ مَرَضِهِ قَدْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ". هَذَا من عمل أَبِي حُذَيْفَة إِسْحَاق بْن بشر. قَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة، وَقَالَ الدَّارقطني: كَذَّاب مَتْرُوك. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنْبَأَنَا جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ابْن عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ قَالُوا حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمُخَلِّصُ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

_ (1) أَي الْمُؤمن.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمَرِيضِ إِذَا بَرَأَ وَصَحَّ مَنْ مَرَضِهِ كَمَثَلِ الْبَردةِ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ بِصَفَائِهَا وَلَوْنِهَا ". قَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: هَذَا حَدِيث بَاطِل إِنَّمَا هُوَ قَوْل الزُّهْرِيّ لَمْ يرفعهُ عَنِ الزُّهْرِيّ إِلَّا الموقري، وَهُوَ يرْوى عَنِ الزُّهْرِيّ أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَمْ يروها الزُّهْرِيّ قطّ، وَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. وَقَالَ يَحْيَى: الْوَلِيد لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث سَعِيد بْن هَاشم بْن صَالِح الْمَخْزُومِيّ عَنِ ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَنِ الزُّهْرِيّ. رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفُرَاوِيُّ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ. قَالَ ابْن عَدِي: أما سَعِيد فَلَيْسَ بِمُسْتَقِيم الْحَدِيث. رَوَى أَحَادِيث غَيْر مَحْفُوظَة. وَأَمَّا سُفْيَان فَإِنَّهُ يسرق الْأَحَادِيث ويسوى الْأَسَانِيد وَفِي حَدِيثه مَوْضُوعَات. وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب أَن الْبلَاء عَلامَة الْمُحب أَنبأَنَا ابْن نَاصِر أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ حَمَدٍ الدُّونِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَسَّارُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّنِّيُّ أَخْبرنِي عبد الرحمن بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا ابْتَلاهُ، وَإِذَا أَحَبَّهُ الْحُبَ الْبَالِغَ اقْتَتَاهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا اقْتَتَاهُ؟ قَالَ: لَمْ يَتْرُكْ لَهُ مَالا وَلا وَلَدًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. واليمان قَدْ نسبه أَحْمَد إِلَى أَنَّهُ يضع الْحَدِيث. وَمُحَمّد بن زِيَاد لَيْسَ بشئ. بَاب ثَوَاب الْمَرِيض فِيهِ عَنِ الْحَسَن وَجَابِر وأبى هُرَيْرَة رض ى الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ:

فَأَما حَدِيث الْحَسَن: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُتَوَكِّليُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحُكْمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ قُمَيْرٍ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ قَالَ: " دَخَلْنَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا. قَالَ: كَذَلِكَ أَنْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: أَسْنِدُونِي أَسْنِدُونِي. فَأَسْنَدَهُ عَلَيٌّ إِلَى صَدْرِهِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: سَمِعْتُ جَدِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا بُنَيَّ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالَ لَهَا شَجَرَةُ الْبَلْوَى، يَؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ يُصَبُّ لَهُمُ الأَجْرُ صَبًّا. وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى: أصبغ لَا يساوى شَيْئًا. وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: فتن بحب عَلِي بْن أَبِي طَالِب فَأتى بالطامات فِي الرِّوَايَات فَاسْتحقَّ من أجلهَا التّرْك قَالَ يَحْيَى: وَسعد بْن طريف لَا يحل لأحد أَن يرْوى عَنْهُ، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى الْفَوْر. وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُوِر الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَهْرَيَارَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهِ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقطَّان حَدثنَا أَبُو زُهَيْر عبد الرحمن بْنُ مَغْرَاءٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ [لَوْ] أَنَّ لَحُومَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ لِمَا يَرَوْنَ لأَهْلِ الْبَلاءِ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن عُمَرَ الْحَرْبِيُّ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن بَيَان

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ مَغْرَا الدُّوسِيُّ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَوَدَّنَّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنَ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاءِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ على بن المدينى: عبد الرحمن بن مغراء لَيْسَ بشئ. وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَرَوَى عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ عَنِ السُّدِّيِّ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ مَرِضَ لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بَقَبُولِهَا، وَأَدَّى الْحَقَّ الَّذِي يَلْزَمُهُ فِيهَا، كُتِبَ لَهُ عِبَادَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ، وَمَا زَادَ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ يَحْيَى: عِيسَى بن مَيْمُون لَيْسَ حَدِيثه بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب ثَوَاب من ذهب بَصَره أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ حَفْصٍ أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [مِنْ أَذْهَبَ اللَّهُ بَصَرَهُ فِي الدُّنْيَا] كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ وَاجِبًا أَنْ لَا تَرَى عَيناهُ نَار جَهَنَّم ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ وهب بْن حَفْص عَنْ جَعْفَر. قَالَ أَبُو عرُوبَة: وهب كَذَّاب يضع الْحَدِيث، يكذب كذبا فَاحِشا. بَاب ثَوَاب ذهَاب السّمع وَالْبَصَر أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن سعد بن عبد الرحمن أَبُو على الْحَافِظ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَيْشُونٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْن أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزبر قان عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ هَارُونِ بن عنترة عَن عبد الله بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذِهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ، وَذِهَابُ السَّمَعِ مَغْفِرَةٌ لِلذِّنُوبِ، وَمَا نَقُصَ مِنَ الْحَسَدِ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ ". قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا مُنكر الْمَتْن والإسناد. قَالَ ابْن حبَان: هَارُون بْن عنترة لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ. قَالَ يَحْيَى: وَدَاوُد بْن الزبر قان لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. بَاب فَائِدَة الرمد والزكام والسعال والدماميل أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَفْطَحُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَهْدَمِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُكْرِهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا لأَرْبَعَةٍ: لَا تُكْرِهُوا الرَّمَدَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَى، وَلا تُكْرِهُوا الزُّكَامَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ، وَلا تُكْرِهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْفَالِجِ، وَلا تُكْرِهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ ابْن حبَان: يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُصَيْنِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَبْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَجَرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِد عَن عَائِشَة

قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ إِلا فِي رَأْسِهِ عِرْقٌ من الجذام - معر -[يَنْفُرُ] فَإِذَا هَاجَ سُلَّطَ عَلَيْهِ الزُّكَامُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَمُحَمّد بْن يُونُسَ هُوَ الْكُدَيْمِي. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ كَانَ كذابا. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الحَدِيث عَن الثقاة. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِر أَنبأَنَا الْحسن بن سهل ابْن عبد الله الْغَازِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّاشُ أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيم حَدثنَا ممد بن عبد الله الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُحْنُونٍ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلا وَفِيهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ، فَإِذَا تَحَرَّكَ ذَلِكَ الْعِرْقُ سُلِّطَ عَلَيْهِ الزُّكَامُ. يُسْكِنُهُ " قَالَ النقاش: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا شكّ وَضعه يَحْيَى بْن مُحَمَّد أَو مُحَمَّد بن بشر بَاب مَتى يُعَاد الْمَرِيض أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرُّسْعَنِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الدَّهْقَانُ حَدَّثَنَا نَصَرُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُطَيْفٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ ابْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُعَادُ الْمَرِيضُ إِلا بَعْدَ ثَلاثٍ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ: روح بْن عطيف مَتْرُوك الْحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَن الثقاة لَا يحل كتب حَدِيثه. قَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاج: وَنصر بْن الْحجَّاج ذَاهِب الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَة.

بَاب ثَوَاب عِيَادَة الْمَرِيض أَنبأَنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْهَيَّاجِ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي ابْنٌ لأَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا فَقَدَ الرَّجُلُ انْتَظَرَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، وَإِذَا كَانَ ثَلاثَةُ أَيَّامْ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ، وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا زَارَهُ. فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ يَوْمَ الثَّالِثِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرِيضٌ كَأَنَّهُ الْفَرْخُ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لاصحابه بعد مَا صَلَّى وَسَأَلَ عَنْهُ: انْطَلِقُوا إِلَى أَخِيكُمْ نَعُودُهُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا دَخُلُوا عَلَيْهِ قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الْفَرْخِ، لَا يَأْكُلُ شَيْئًا إِلا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا أَنْتَ تُصِلِّي قَرَأْتُ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ الْقَارِعَةَ ثُمَّ مَرَرْتُ عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ المبثوث وَتَكون الْجبَال كالعهن المنقوش) فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ مَهْمَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ، فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا، فَرَجعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأَصَابَنِي مَا تَرَى. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ حَبَّبْتَ لنَفسك الْبلَاء، وَسَأَلت الله عزوجل الْبلَاء، أَلا سَأَلت الله عزوجل الْعَافِيَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ. قَالَ: فَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: تَقُولُ رَبِّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. ثُمَّ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَرَأَ وَقَامَ كَأَنَّمَا نَشَطَ مِنْ عَقَالٍ. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَضَضْتَنَا آنِفًا عَلَى عِيَادَةِ الْمَرِيضِ فَمَا لَنَا فِي ذَلِك

مِنَ الأَجْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ الْمَرْءَ المْسُلِمَ إِذَا تَوَجَّهَ إِلَى أَخِيهِ الْمَرِيضِ يَعُودُهُ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حقْوَيْهِ وَرَفَعَ اللَّهُ عزوجل لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ دَرَجَةً وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ حَسَنَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظَلِّ عَرْشِهِ يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: كَمِ احْتَبَسَ عِنْدَ عَبْدِي الْمَرِيضِ؟ يَقُولُ الْمَلَكُ: إِذَا كَانَ لَمْ يَطُلِ احْتَبَسَ عِنْدَهُ فَوَاقًا. قَالَ: اكْتُبُوا لَهُ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ إِنْ عَاشَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ وَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَلْفِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَكِ: كَمِ احْتَبَسَ؟ فَإِنْ كَانَ أَطَالَ الْحَبْسَ يَقُولُ: سَاعَةً، يَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلافِ سَنَةٍ اسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ، فَإِنْ مَاتَ قيدَ عَشَرَةَ آلافِ سَنَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ كَانَ حِينَ يُصْبِحُ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى أَنْ يُمْسِيَ وَإِنْ كَانَ مَسَاءً إِلَى أَنْ يُصْبِحَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ عباد بْن كثير. قَالَ أَحْمَد: رَوَى أَحَادِيث كذب لم يسْمعهَا. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ فِي الْحَدِيث. وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّار أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي ابْن أَحْمَدَ الْوَاعِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عبد الله الكوفى عَن عبد الله بْنِ قَيْسٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: " دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَعُودُهُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ الطَّبِيبَ، قَالَ: قَدْ رَآنِي. قُلْنَا: حَدثنَا بشئ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عِيَادَةُ مَرِيضٍ أَحَبُّ إِلَى من عِيَادَة أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً. قُلْنَا: زِدْنَا. قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ شَيَّع جِنَازَةً فَرَبَعَ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرَبِعيَن كَبِيرَةٍ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. وَإِبْرَاهِيم وَعبد اللَّه بْن قيس كذابان.

بَاب كَيفَ عِيَادَة الْمَرِيض أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيّ حَدثنَا سُلَيْمَان بن عبد الرحمن حَدثنَا عبد الاعلى بْنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِرُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّبَيْرِيِّ عَنِ الْقَاسِم بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ تَمَامِ الْعِيَادَةِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى الْمَرِيضِ وَتَقُولُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ وَكَيْفَ أَمْسَيْتَ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ العقيلى: عبد الاعلى رَوَى عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أَحَادِيث مَنَاكِير لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَلَا أصُول لَهَا مِنْهَا هَذَا الحَدِيث. قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: وَقد روى عبد الله بْنِ زُحَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ تَضَعَ يَدَهُ وَتَسْأَلَهُ كَيْفَ هُوَ ". أما عبد الله فَقَالَ عَلَيْهِ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو مسْهر: صَاحب كُل معضلة. وَأَمَّا عَلِي بْن زَيْد فَقَالَ عَنهُ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَأَمَّا الْقَاسِم فَقَالَ أَحْمَد: يرْوى عَنْهُ عَلِي بْن زَيْد الْأَعَاجِيب وَمَا أَرَاهَا إِلا مِنَ الْقَاسِمِ. بَاب مَا لَا يُعَاد من المرضى أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ حَدَّثَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ ح. وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْعَلافِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْحِمَامِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمٍ أَنْبَأَنَا مَسْلَمَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاثَةٌ لَا يُعَادُونَ: صَاحِبُ الرَّمَدِ وَصَاحِبُ الضرس وَصَاحب الدمل ".

هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَالْحمل فِيهِ عَلَى مسلمة بْن عَلِي الْخُشَنِي. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الْبُخَارِي: مُنكر الْحَدِيث، وَإِنَّمَا يرْوى هَذَا من كَلام يَحْيَى بن كثير. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب ذكر الْعَدْوى أَنبأَنَا على بن عبد الله أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز ابْن مُبْرُوكٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن يَعْقُوبَ بْنِ شَبَّةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بَوَادِي الْمَجْذُمِينَ فَقَالَ: أَسْرِعُوا السَّيْرَ، فَإِنَّ كَانَ شئ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ بِهِ الْخَلِيل بْن زَكَرِيَّا وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: الْخَلِيل يحدث بِالْبَوَاطِيل عَن الثقاة، وفى الصَّحِيح: " لَا عدوى ". بَاب مجئ الْعَافِيَة قَلِيلا قَلِيلا أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ نُعَيْمٍ النَّيْسَابُورِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن يَحْيَى بْنِ سَعْدَانَ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ الْحَارِثِ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرَضُ يَنْزِلُ جُمْلَةً، وَالْبرءُ يَنْزِلُ قَلِيلا قَلِيلا ". قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابت: قَدْ أَخطَأ عبد الله بْن الْحَارِث فِي رِوَايَة هَذَا عَنْ عَبْد الرَّزَّاق خطأ فظيعا، وَهَذَا الْحَدِيث لَا يثبت عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْه وَلَا أحد من الصَّحَابَة وَإِنَّمَا هُوَ من قَوْل عُرْوَة بن الزبير.

كتاب الطب

كتاب الطِّبّ بَاب شرب الدَّوَاء أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَيْفٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتَحِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَيَحْتَجِمُ كُلَّ شَهْرٍ وَيَشْرَبُ الدَّوَاءَ كُلَّ سَنَةً ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وسَيْف هُوَ ابْن مُحَمَّد بْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْرِي. قَالَ أَحْمَد: كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب الْحمى والاغتسال للمحموم أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَحِّدُ أَنْبَأَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَفَاءِ الْمُسَيِّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُضَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن عبد الله ابْن عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ الْمُوقِرِيُّ حَدثنَا يحيى بن - ساسوير -[ساسوبه] المروزى حَدثنَا مُحَمَّد ابْن النَّضْرِ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ عَنْ مَرْزُوقِ ابْن عبد الله الْحِمْصِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النِّيرَانُ ثَلاثَةٌ: نَارٌ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ، وَنَارٌ تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ، وَنَارٌ تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَشْرَبُ وَتَأْكُلُ فَجَهَنَّمُ، وَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ فَنَارُ الدُّنْيَا، وَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَالْحُمَّى، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُمْ إِلَى بِئْرٍ فَلْيَسْتَقِ مِنْهَا، وَلْيَصُبَّ عَلَيْهِ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَكَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فَإِنْ ذَهَبَتْ وَإِلا يَفْعَلُ سَبْعَ غَدَوَاتٍ فَإِنَّهَا سَتَذْهَبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء مِنْهُم سَلمَة بْن رَجَاء. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ.

بَاب الِاسْتِشْفَاء بِالْقُرْآنِ روى أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ رَزِينٍ قَاضِي أَنْطَاكيَّةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ إِذَا بِرَجُلٍ قَدْ صُرِعَ فَدَنَوْتُ فَقَرَأْتُ فِي أُذُنِهِ فَاسْتَوَى جَالِسًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ؟ قُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَرَأْتُ: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَوْ قَرَأَهَا مُؤْمِنٌ عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ ". قَالَ عبد الله بْن أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيث مَوْضُوع كذب، حَدِيث الْكَذَّابين. بَاب النهى عَنِ الْحجامَة يَوْم السبت وَيَوْم الاربعاء فِيهِ أَحَادِيث: الْحَدِيث الأول: أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحَسَنِ " حَدَّثَنِي سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم عبد الله بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعِمْرَانُ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ وَسَمُرَةُ وَجَابِرُ بْنُ عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ السّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ بَيَاضٌ فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه ". الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَصْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ

الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءَ وَيَوْمَ السَّبْتِ فَأَصَابَهُ مَرَضٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفسه ". الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عدى حَدثنَا الْحسن بن عبد الله الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْكِلابِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَالأَرْبِعَاءِ، فَرَأَى وَضْحًا، فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفسه ". الحَدِيث الرَّابِع: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا الحكم بن مُوسَى حَدثنَا عبد الله بْنُ زِيَادٍ الْفِلَسْطِينِيُّ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما الأَوَّل فَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: الْحَسَن لَمْ يشافه ابْن عُمَر وَلَا ابْن عَمْرو وَلَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَلَا سَمُرَة وَلَا جَابِر وَلَا بَدْرِيًّا إِلَّا عُثْمَان بْن عَفَّان، وَعُثْمَان يعد فِي الْبَدْرِيِّينَ وَلَمْ يشهدها، وَعباد بْن رَاشد يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا. وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّانِي، فَإِن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف، وَسليمَان بْن أَرقم وَعبد اللَّه بْن زِيَاد بْن سمْعَان كذابان. قَالَ أَحْمَد فِي حق سُلَيْمَان: لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ. وَقَالَ يَحْيَى: لَا يُسَاوِي فِلْسًا. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالدَّارقطني مَتْرُوك. وَأَمَّا الثَّالِث، فَقَالَ ابْن عَدِي: حسان بْن سياه يحدث بِمَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ. قَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ.

وَأَمَّا الرَّابِع، فَقَالَ ابْن حبَان: عبد الله بْن زِيَاد الفلسطيني يجب مجانبة رِوَايَته. قَالَ وَلَا يحل ذكر مثل هَذَا الْحَدِيث فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار لِأَنَّهُ مَوْضُوع، لَيْسَ هَذَا من حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ذكر أَحْمَد بْن حَنْبَل الْحجامَة يَوْم السبت وَالْأَرْبِعَاء لحَدِيث عَنِ الزُّهْرِيّ مُرْسلا غَيْر مَرْفُوع وَقَالَ: يُعجبنِي أَن يتوفى ذَلِك. بَاب فِي النهى عَنِ الْحجامَة يَوْم الْجُمُعَة روى يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرَّازِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ طَلْحَةَ بن عبد الله عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ يَحْتَجِمُ فِيهَا إِلا مَاتَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحْيَى بْن الْعَلَاء بِثِقَة. وَقَالَ الفلاس: مَتْرُوك الْحَدِيث. قَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. وَقَالَ ابْن عَدِي: كُل حَدِيثه لَا يُتَابع عَلَيْهِ. بَاب النهى عَنِ الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء فِيهِ عَنْ جَابِر وأبى بكرَة: فَأَما حَدِيث جَابِر: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّاد حَدثنَا أَحْمد ابْن عَلِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فَإِنَّ سُورَةَ الْحَدِيدِ أنزلت على يَوْم الثُّلَاثَاء ". وَأما حَدِيث أَبِي بكرَة: فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الدخيل حَدثنَا العقيلى حَدثنَا عبد الله بن أَبى - مَسَرَّة -[مَيْسَرَةَ] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي

كَبْشَةَ " أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحِجَامَةَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَوْمُ الدَّمُ وَيَقُولُ فِيهِ سَاعَةٌ لَا يَرْقَى فِيهَا الدَّمُ ". أما الْحَدِيث الأَوَّل، فَإِن عُمَر بْن مُوسَى هُوَ الوجيهي. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَة. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْن عدي: هُوَ فِي عِدَادِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ متْنا وإسنادا. وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّانِي، فَقَالَ يحيى: بكار لَيْسَ بشئ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَا يُتَابع بكار على هَذَا الحَدِيث. بَاب فضل الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة يمضين من الشَّهْر فِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس وَمَعْقِل بْن يسَار وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عَبَّاس: فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا السِّخْتِيانِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " دَخْلَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ يَوْمَ الثَّلاثَاءِ، فَقُلْتُ: هَذَا الْيَوْمُ تَحْتَجِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ وَافَقَ مِنْكُمْ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْرِ فَلا يجاوزها حَتَّى يحتجم ". وَأما حَدِيث معقل فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سَلامُ الطَّوِيلُ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الشَّهْر دَوَاء السّنة ". وَأما حَدِيث أنس: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ الْبَاقِي عَنِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الدَّارقطني

عَن أبي حَاتِم بن حبَان حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّسَائِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ زَيْدٍ الْعَمى عَن مُعَاوِيَة ابْن قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ دَوَاءً لِدَاءِ سَنَةٍ ". هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيح. أما الأَوَّل فَفِيهِ أَبُو هُرْمُز. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَالثَّانِي وَالثَّالِث فيهمَا زَيْد الْعَمى. قَالَ ابْن حبَان: يرْوى أَشْيَاء مَوْضُوعَة لَا أصل لَهَا حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه الْمُتَعَمد لَهَا. وَفِي الْحَدِيث الثَّانِي أَيْضًا سَلام. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الْبُخَارِي: مَتْرُوك. وَفِي الْحَدِيث الثَّالِث مُحَمَّد بْن الْفضل. قَالَ أَحْمد: لَيْسَ بشئ، حَدِيثه حَدِيث أهل الْكَذِب، وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كذابا. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ جَاءَ فِي الْحجامَة يَوْم الْخَمِيس حَدِيث وَلَا يَصح. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَيْسَ يثبت فِي التَّوْقِيت فِي الْحجامَة شئ فِي يَوْم بِعَيْنِه وَلَا فِي الِاخْتِيَار فِي الْحجامَة والكراهية شئ يثبت. قَالَ عبد الرحمن بْن مهدى: مَا صَحَّ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شئ إِلَّا الامر بِهِ. بَاب تَأْثِير الْعَسَل فِي الامراض أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عبد الحميد بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظَيمٌ مِنَ الْبَلاءِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ يحيى: الزبير لَيْسَ بشئ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل عَن ثِقَة.

كتاب ذكر الموت

كتاب ذكر الْمَوْت بَاب أجر من مَاتَ مَرِيضا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقُ أَنْبَأَنَا ابْنُ جَرِيجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتَانُ الْقَبْرِ وَعَدَى عَلَيْهِ وَرَبِحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ ". طَرِيقٌ آخَرُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ وَاللَفْظُ لَهُ قَالا حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ مُوسَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتَانُ الْقَبْرِ وَعَدَى عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعِشِيًّا ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي اللَّيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " من

مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، ومدار الطّرق عَلَى إِبْرَاهِيم وَهُوَ ابْن أَبِي نجيح، وَقَدْ كَانُوا يدلسونه لِأَنَّهُ لَيْسَ بِثِقَة. وَكَانَ ابْن جريج يَقُول: إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عَطَاء، وَتارَة يَقُول: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَطَاء، وَتارَة يَقُول حَدَّثَنَا أَبُو الذيب، وَكَانَ يَحْيَى بْن آدم يَقُول حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى المدنى. وَكَانَ الْوَاقِدِيّ يَقُول حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن مُحَمَّد وَرُبمَا قَالَ إِسْحَاق بْن إِدْرِيس. وَكَانَ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة يَقُول عَبْد الْوَهَّاب المغربي إِلَى غَيْر ذَلِكَ، وَهَذَا الرجل هُوَ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ وَاسم أَبِي يَحْيَى سرحان. قَالَ مَالِك: وَيَحْيَى ابْن سَعِيد وَابْن معِين: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: قَدْ ترك النَّاس حَدِيثه. وَقَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوك. وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّالِث: فَأَبُو الذيب هُوَ إِبْرَاهِيم أَيْضًا، وَإِنَّمَا كنوه بِهَذَا ليخفى، وَقَدْ أسقط دَاوُد مُوسَى بْن وردان، وَدَاوُد لَيْسَ بشئ أصلا وَلَا هَذَا الْحَدِيث. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: إِنَّمَا هُوَ من مَاتَ مرابطا، وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث بشئ. وَقَدْ أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَكِينَةَ الْحَلَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى يَقُولُ: حدثت ابْن جريج بِهَذَا الْحَدِيث من مَاتَ مرابطا، فَرَوَى عَنى: من مَاتَ مَرِيضا، وَمَا هَكَذَا حدثته. قَالَ المُصَنّف قُلْت: ابْن جريج هُوَ الصَّادِق. بَاب الْفِرَار من الْمَوْت أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو مَالِكٍ صَاحِبُ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وُلِدَ لِسُلَيْمَانُ ابْنٌ فَقَالَ لِلشَّيْطَانُ: أَيْنَ أُدَارِيهِ من الْمَوْت؟

قَالُوا: يُذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ. قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ. قَالُوا: قَعْرِ الْبَحْرِ. قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ. قَالُوا: يُذْهَبُ بِهِ إِلَى الْغَرْبِ. قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ. قَالُوا: فَإِلَى الشَّرْقِ. قَالَ: يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ. قَالُوا: فَنَصْعَدُ بِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَعَدُوا بِهِ، وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: يَا ابْنَ دَاوُدَ إِنِّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ، وَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الأَرْضِ فَلَمْ أُصِبْهَا، وَطَلَبْتُهَا فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ فَلَمْ أُصِبْهَا، فَبْينا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا. قَالَ: وَجَاءَ جَسَدُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيهِ، وَذَلِكَ قَول الله عزوجل (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كرسيه جسدا ثمَّ أناب) ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَلَا يَجُوز أَن ينْسب إِلَى سُلَيْمَان - وَهُوَ نَبِي كريم - أَنَّهُ يفر من الْمَوْت، وَلَا أَنَّهُ يقر عَلَى أَن كَونه بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْض يدْفع الْمَوْت. وَفِي الْإِسْنَاد: يَحْيَى بْن كثير. قَالَ ابْن حبَان: يرْوى عَن الثقاة مَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم، وَفِيهِ مُحَمَّد بْن عُمَر. وَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: مَا زَالَ النَّاس يثقون حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو. بَاب الْمَوْت كَفَّارَة لكل مُسلم أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ حَدَّثَنَا أَحْمد بن عبد الرحمن السَّقَطِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا عَاصِمُ الأَحْوَلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ". طَرِيق آخَرُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن ثَابت أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا مُفْرِحُ بْنُ شُجَاعٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَوْت كَفَّارَة لكل مُسلم ".

طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرُ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا حَفْص بن عبد الرحمن قَالَ: " أَتَيْنَا عَاصِمًا الأَحْوَلَ نُعَزِّيهِ حِينَ قُتِلَ ابْنُهُ وَقُلْنَا: إِنَّا نَرْجُو لَهُ الشَّهَادَةَ. قَالَ: أَوْ مَا أَوْسَعَ مِنْ ذَلِكَ؟ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِلْمُؤْمِنِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما الطَّرِيق الأَوَّل: فَإِن أَبَا بَكْر الْمُفِيد ضَعِيف جدا. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب والسقطي: مَجْهُول. وَأما الطَّرِيق الثَّانِي: فَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ: مفرح بْن شُجَاع واهي الْحَدِيث. قَالَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب: هُوَ فِي عداد المجهولين. قَالَ والحَدِيث عَنْ يَزِيد شَاذ مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ نصر بْن عَلِي الْجَهْضَمِي أَيْضًا عَنْ أَنَس وَلَيْسَ بِثَابِت عَنْهُ. قَالَ وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن يحيى بن عبيد الله التَّيْمِي عَنِ الْحَسَن بْن صَالِح عَنْ عَاصِم الْأَحول، وَإِسْمَاعِيل كَانَ كذابا. وَرَوَاهُ أَصْرَم بْن غياث عَنْ عَاصِم، وأصرم لَا تقوم بِهِ حجَّة، وَأَمَّا دَاوُد بْن المحبر فَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: شبه لَا شئ. بَاب تلقين الْمَيِّت أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقِيمُوا عَلَى صِبْيَانِكُمْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَلَقِّنُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِنَّهُ من كَانَ أول

كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَآخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبٍ وَاحِدٍ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ضعف الْبُخَارِي إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر، وَابْن محمويه وَأَبوهُ مَجْهُولا الْحَال. بَاب شدَّة الْمَوْت أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا جَدِّي حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حِبَّانَ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَيْلِيُّ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يرْوى عَنِ الْحَسَن. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَاكِم: كَانَ مُحَمَّد بْن الْقَاسِم يضع الْحَدِيث. قَالَ النَّسَائِيُّ وَكثير مَتْرُوك الْحَدِيث. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أَبى حَاتِم ابْن حِبَّانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نَصْرٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لما أَتَى إِبْرَاهِيم ربه عزوجل قَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ؟ قَالَ: وَجَدْتُ نَزْعَ السَّلَى قَالَ: هَذَا وَقَدْ يَسَرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ ". قَالَ ابْن حبَان: هَذَا متن مَوْضُوع، وَجَعْفَر بْن نصر يرْوى عَن الثقاة مَا لم يحدثوا بِهِ.

بَاب الْعدْل فِي الْوَصِيَّة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِيَادِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدُ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَاتِمُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّاسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السَّنْجَيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدثنَا عبد الله بْنُ عِصْمَةَ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَوَضَعَ وَصِيَّتَهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا ضَيَّعَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: يَعْقُوب لَا يساوى شَيْئا. بَاب تولى الْحور الْعين الْمُؤمن عِنْدَ مَوته أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَسَارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الأَنْطَاكِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبْيَنَا نَحْنُ فِي مَسِيرِنَا إِذَا نَحْنُ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِخَالُ الرَّجُلَ يُرِيدُكُمْ، فَوَقَفَ وَوَقَفْنَا، فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي أُرِيدُ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ، فَقَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَقْرَرْتُ. قَالَ: وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثُ وَالْحِسَابُ. قَالَ: أَقْرَرْتُ. قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَعْرِضُ شَيْئًا مِنَ شَرَائِعِ الإِسْلامِ إِلا قَالَ: أَقْرَرْتُ. قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرَةٍ فِي سِكَّةٍ، فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ، وَإِذَا الرَّجُلُ لِرَأْسِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:

ابْتَدِرُوا صَاحِبَهُ. فَابْتَدْرَنَاهُ. فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ. قَالَ: فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْرِضٌ عَنْهُ. وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا، هَذَا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ. قَالَ قُلْنَا: رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَنَحْنُ نُغسلُهُ. قَالَ: أَحَسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا، إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَهُمَا يُدْنِيَانِ فِي فِيهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ، وَالْحمل فِيهِ عَلَى مُحَمَّد بْن عبد الملك. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ويكذب، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يحل ذكره إِلَّا على جِهَة الْقدح فِيهِ. بَاب آجال الْبَهَائِم أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا العتيقي أَنبأَنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آجَالُ الْبَهَائِمِ كُلِّهَا مِنَ الْقَمْلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالدَّوَابِ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ، فَإِذَا انْقَضَى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَهَا وَلَيْسَ إِلَى ملك الْمَوْت من ذَلِك شئ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الْوَلِيد. قَالَ الْعَقِيلِيّ: أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا أصل لَهَا. وَهَذَا الْحَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيّ وَلَا غَيره. وَقَالَ ابْن حبَان: الْوَلِيد يرْوى عَنِ الأَوْزَاعِيّ مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.

بَاب ثَوَاب من عزى مصابا فِيهِ عَنِ ابْن مَسْعُود وَجَابِر. فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَلهُ ثَلَاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّدَائِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّد ابْن سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مصابا كَانَ لَهُ مثل أجره ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمَدٌ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الاسود عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مصابا فَلهُ مثل أجره ". الطَّرِيق الثَّالِث: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْخَطِيبُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشَّافِعِي حَدثنَا مُوسَى ابْن مَنْهَلٍ الْوَشَّاءُ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مصابا فَلهُ مثل أجره ". وَأما حَدِيث جَابِر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبيد الله عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح.

فَأَما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَفِي طَرِيقه الأَوَّل حَمَّاد بْن الْوَلِيد، وَقَدْ تفرد بِهِ عَنِ الثَّوْرِي. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يسرق الحَدِيث وَيلْزق بالثقاة مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ لَا يحْتَج بِهِ بِحَال. وَقَالَ ابْن عدي: عَامَّة مَا يرويهِ لَا يُتَابع عَلَيْهِ. وَأَمَّا طَرِيقه الثَّانِي فَفِيهِ نصر بْن حَمَّاد، وَقَدْ تفرد بِهِ عَنْ شُعْبَة. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاجِ: هُوَ ذَاهِب الحَدِيث، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَة. وَأَمَّا طَرِيقه الثَّالِث فَفِيهِ عَلِي بْن عَاصِم، وَقَدْ تفرد بِهِ عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة، وَقَدْ كذبه شُعْبَة وَيزِيد بْن هَارُون وَيَحْيَى بْن معِين. وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَفِيهِ مُحَمَّد بْن عبيد الله وَهُوَ الْعَرْزَمِي. قَالَ يَحْيَى: لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ النسانى: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب الشماتة بالمصائب أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعُمَر بْن إِسْمَاعِيل لَا يعد. وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ كَذَّاب رجل سوء خَبِيث. وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَقد رَوَاهُ أبوحانم بْن حبَان من حَدِيث الْقَاسِم بْن أُميَّة الْحذاء عَنْ حَفْص بْن غياث. قَالَ: وَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بالقاسم. قَالَ: وَهَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. بَاب النهى عَنِ اتِّبَاع جَنَازَة فِيهَا صارخة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ الدَّارقطني عَن أَبى

حَاتِمٍ الْبَسْتِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يزِيد حَدثنَا حَمَّاد ابْن قِيرَاط عَن عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَّبَعَ جِنَازَةٌ فِيهَا صَارِخَةٌ ". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا أصل لهَذَا الحَدِيث من حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ حَمَّاد يقلب الْأَخْبَار عَلَى الثقاة ويجئ عَنِ الْأَثْبَات بالطامات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب الغفران لمن يتبع جَنَازَة فِيهِ عَن على وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأبي هُرَيْرَة: فَأَما حَدِيث على عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهَلٍ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ طريف عَن الاصبغ ابْن نَبَاتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتَةِ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ: رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جِنَازَةَ هَذَا الْعَبْدِ، فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعَ إِلا مَغْفُورًا لَهُ، وَكَتَبَ اللَّهُ لِمَنْ شَهِدَهَا بِكُلِّ [خُطْوَةٍ] اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حُجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَ عَلَيْهَا ثَوَابَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ شَهِيد، وكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةً، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي دَعَا بِهِ ثَوَابَ نَبِيٍّ، وَأَعْطَاهُ قِنْطَارًا، وَكَتَبَ لَهُ عِبَادَةَ سَنَةٍ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ بِالسَّرِيرِ (1) مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ مَلائِكَةُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَيَّام حَيَاتِهِ، وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ من تَحت الْعَرْش: يَا عبد الله اسْتَأْنَفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبَا السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا، وَإِذَا حَضَرْتُمُ الْجِنَازَةَ فَامْشُوا خَلْفَهَا وَلا تَمْشُوا أَمَامَهَا، فَإِنَّكُمْ تُشَيِّعُوهَا، وَإِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا كَفَضْلِي على أدناكم ".

_ (1) يقْصد بِهِ النعش.

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدي حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ الْجَهْرِيُّ حَدثنَا عبد الغنى بن رِفَاعَة حَدثنَا عبد المجيد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَرْوَانِ بْنِ سَالِمٍ عَن عبد الملك بْنِ أَبِي سَلْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيعِ من تبع جنَازَته ". وَأما حَدِيث جَابر: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْفَاطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عبيد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَن عبد الملك الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ خَرَجَ فِي جنَازَته ". وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله ابْن مَيْمُون حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ قَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَرَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرِ لِمُشَيِّعِيهِ " هَذِه الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا مَا يَصح. أما حَدِيث عَلَى فَفِي إِسْنَاده الْأَصْبَغ. قَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَا يساوى شَيْئًا، إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِهِ سَعْد بْن طريف. قَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الْفَوْر. وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَفِيهِ مَرْوَان بْن سَالِم. قَالَ أَحْمَد: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَفِيه عبد الحميد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك. وَأَمَّا حَدِيث جَابِر فَفِيهِ مُحَمَّد بْن رَاشد. قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب: هُوَ مَجْهُول

عندنَا، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَفِيه عبد الحميد. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يقلب الْأَخْبَار ويروي الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير فَاسْتحقَّ التّرْك لَيْسَ بِمَحْفُوظ. وَأَمَّا حَدِيث أَبى هُرَيْرَة فتفرد بِهِ عبد الرحمن بْن قَيْس. قَالَ أَحْمَد: لَمْ يكن حَدِيثه بشئ مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِي وَمُسلم: ذهب حَدِيثه، وَقَالَ أَبُو عَلِي: صَالِح بن مُحَمَّد كَانَ يضع الحدبث. وَفِيه عبد الله ابْن مَيْمُون. قَالَ الْبُخَارِي: ذَاهِب الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الْأَثْبَات الملزقات لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد. بَاب التَّسْلِيم من صَلَاة الْجِنَازَة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاتِبُ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْن عبد الرحمن الدغولى حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر بن حاقان قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ النَّضْرِ يَقُولُ: " قَرَأَ عَلَيْنَا عَبْدَانُ كِتَابَ الْجَنَائِزِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ: يَا أَبَا فُلانٍ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ بِتَسْلِيمَتَيْنِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ. فَقَالَ عَبْدَانُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: عَنْ مَنْ؟ فَقَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ عَنْ أَبِي عِصْمَةَ عَنِ الرُّكْنِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءٌ، يُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَيُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدَانِ: يَا أَبَا فُلان من هَاهُنَا - أَبِي [إِلَى] أَبِي عصمَة - حَيْثُ ترك حَدِيثه يرْوى مثل هَذَا عَنِ الرُّكْن ". قَالَ عبد الله بْن الْمُبَارَك: لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَى من أَن أروي عَنْ عَبْد القدوس الشَّامي. وَعبد القدوس خير من مائَة مثل الرُّكْن. قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَقَدْ قَالَ يحيى: ركن لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ

وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ. قَالَ المُصَنّف: وَأَبُو عصمَة اسْمه نوح بْن أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ وَلَا يكْتب حَدِيثه. قَالَ ابْن عَدِي: وَإِبْرَاهِيم بْن رستم لَيْسَ بِمَعْرُوف مُنكر الحَدِيث عَن الثقاة. بَاب مَا يصنع الْملكَانِ بَعْد موت الْمُؤمن فِيهِ عَنْ أَبِي بَكْر وأبى سَعِيد وَأنس: فَأَما حَدِيث أَبِي بَكْر: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ الْخَازِنُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَكَتِّبُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا قَطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ صَعَدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمَا: ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَاحْمِدَانِي وَهَلِّلانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّنِي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مثل أجر تسبيحكما وتحميد كَمَا وَتَهْلِيلِكُمَا، ثَوَابًا مِنِّي لَهُ، فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَافِرًا فَمَاتَ صَعَدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عزوجل لَهُمَا: مَا جَاءَ بِكُمَا؟ فَيَقُولانِ: رَبُّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ وَجِئْنَاكَ، فَيَقُولُ لَهُمَا: ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَالْعَنَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنَّهُ كَذَّبَنِي وَجَحَدَنِي، فَإِنِّي جَعَلْتُ لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أعذبه يَوْم الْقِيَامَة ". وَأما حَدِيث أبي سعيد فَأَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن على ابْن الْفَتْح حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن يحيى بن عبيد الله حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذا قبض الله عزوجل رُوحَ الْعَبْدِ صَعَدَ مَلِكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالا: يَا رَبَّنَا إِنَّكَ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهَ، وَقد

قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَسْكُنَ السَّمَاءَ، فَيَقُولُ: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يُسَبِّحُونِي، فَيَقُولُونَ: ائْذَنْ لَنَا نَسْكُنُ الأَرْضَ، فَيَقُولُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي، وَلَكِنْ قُومَا عَلَى قَبْرِهِ فَسَبِّحَانِي وَاحْمِدَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَاهُ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة ". وَأما حَدِيث أنس فأنبأنا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا غَانِمُ بن أَحْمد الْحداد أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عبد الرحمن حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى ابْن خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِن الله عزوجل وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ، فَإِذَا مَاتَ قَالَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانَ وُكِّلا بِهِ: قَدْ مَاتَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاء، فَيَقُول الله عزوجل: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يُسَبِّحُونِي، فَيَقُولانِ: فِي الأَرْضٍ، فَيَقُولُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي، فَيَقُولانِ: أَيْنَ، فَيَقُولُ: قُومَا عِنْدَ قَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحَانِي وَاحْمِدَانِي وَكَبِّرِانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". هَذَا [حَدِيثٌ] لَا يَصِحُّ. وَقَدِ اتَّفقُوا عَلَى تَضْعِيف عُثْمَان بْن مطر، وَقَالَ ابْن حبَان: يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ.

كتاب الميراث

كتاب الْمِيرَاث بَاب تَوْرِيث الْمُسلم من الْكَافِر روى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَمْرِو بْنِ كُرْدِيٍّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ عَن الْكَافِرِ وَلا يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ وَيَقُول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ ". هَذَا بَاطِل، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ مُحَمَّد بْن المُهَاجر. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الْحَدِيث، وَقَدْ رَوَاهُ فَغير إِسْنَاده وَلَفظه. بَاب إِثْبَات الْوَلَاء لمن أسلم عَلَى يَده كَافِر أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا مُسَدِّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ فَلَهَ وَلاؤُهُ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. قَالَ ابْن حبَان: الفاسم كَانَ يَرْوِي عَنِ الصَّحَابَة المعضلات قَالَ شُعْبَة: وَجَعْفَر بْن الزُّبَيْر كَانَ يكذب، وَقَالَ الْبُخَارِي وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: جَعْفَر مَتْرُوك. وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى عَنِ الْقَاسِم. وَمُعَاوِيَة لَيْسَ بشئ. بَاب مِيرَاث الْخُنْثَى أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعَيُّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخُنْثَى تَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَالِهِ " هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَقَدِ اجْتمع فِيهِ كذابون: أَبُو صَالِح والكلبي وَسليمَان. قَالَ ابْن عَدِي: وَالْبَلَاء فِيهِ من الكلبى.

كتاب القبور

كتاب الْقُبُور بَاب ضمة الْقَبْر أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَقَّتِهِ فَجَعَلَ يُرَدِّدُ بَصَرَهُ ثُمَّ قَالَ: يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ وَيَمْلأ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ. قَالَ يَحْيَى: مُحَمَّد بن جَابر لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمَد: لَا يحدث عَنْهُ إِلَّا من هُوَ شَرّ مِنْهُ. بَاب مَا رَوَى فِيمَا لقِيت من ذَلِكَ زَيْنَب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنبأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن صاعد ملاء غَيْرَ مَرَّةٍ وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتِ امْرَأَةً مِسْقَامَةً فَتَبِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَاءَنَا حَالُهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً، ثُمَّ اسْفَرَ وَجْهُهُ. فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله رَأَيْنَاك أَمْرًا سَاءَنَا، فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً، ثُمَّ اسْفَرَ وَجْهُكَ، فَمِمَّ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا، وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً سَمِعَ صَوتهَا مَا بَين الْخَافِقين ".

طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا أَنبأَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بَابْنِ زُنْبُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو بكر عبد الله بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعْدٌ يَعْنِي ابْنَ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ بِجِنَازَتِهَا وَخَرَجْنَا مَعَهُ فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا حَزِينًا، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهَا فَخَرَجَ مُلْتَمِعَ اللَّوْنِ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ سَقَّامَةً، فَذَكَرْتُ شِدَّةَ الْمَوْتِ وَضَغْطَةَ الْقَبْرِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهَا ". طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَاقَلاوِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ حَدَّثَنَا دَعْلَجٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْبَأَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: " لَمَّا دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتُهُ جَلَسَ عِنْدَ الْقَبْرِ فَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ أَصْحَابُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ ابْنَتِي وَضَعْفَهَا وَعَذَابَ الْقَبْرِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَفَرَّجَ عَنْهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ ضُمَّتْ ضَمَّةً سَمِعَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ ". هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ مِنْ جَمِيعِ طرقه. قَالَ الدَّارقطني: رَوَاهُ الأَعْمَشُ، وَاخْتَلَفَ عَنْهُ فَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَنَسٍ، وَرَوَاهُ سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ، وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عبد الله بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَنَسٍ والحَدِيث مُضْطَرب عَن الاعمش. بَاب مَا رَوَى عَنْ ذَلِكَ فِي حق سعد بن معَاذ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبيد الله بن مُبشر

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: " اهتز عرش الله عزوجل لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ [جِنَازَةِ] سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا، وَاسْتَبْشَرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ ابْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً - يَعْنِي فِي قَبْرِهِ - وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافَى عُوفِيَ مِنْهَا سَعْدُ ابْنُ مُعَاذٍ ". تفرد بِهِ مُحَمَّد بْن صَالِح. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا ابْنُ شَاهِينَ حَدثنَا عبد الله ابْن سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن مهْرَان حَدثنَا عبد الله بْنُ رَشِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ مُجَاهِدُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِم بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا أُخْرِجَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَةَ سَعْدٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الْمَلائِكَةُ يَحْمِلُونَهُ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ وَفَرَغْنَا الْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلا وَلَهُ ضَغْطَةٌ فِي قَبْرِهِ، وَلَوْ كَانَ منفلتا مِنْهَا أحد لَا نفلت سعد ابْن مُعَاذٍ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَنِينَهُ، وَرَأَيْتُ اخْتِلافَ أَضْلاعِهِ فِي قَبْرِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وآفته من الْقَاسِم. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ حَدَّثَ عَنْهُ عَلِي بْن يَزِيد أَعَاجِيب وَمَا أَرَاهَا إِلا مِنَ الْقَاسِمِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَرْوِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المعضلات. طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَعَبْدُ الْقَادِر ابْن مُحَمَّدٍ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن عبد الله بن

خَلَفٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَرِيحٍ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " أَصَابَ سَعْدَ بْنُ مُعَاذٍ جِرَاحَةٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ تُدَاوِيهِ، فَمَاتَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ فِيكُمْ رَجُلٌ لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا هُوَ سَعْدٌ. قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ. قَالَ: إِنَّهُ ضُمَّ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً حَتَّى صَارَ مِثْلَ الشَّعْرَةِ، فدعوت الله عزوجل أَنْ يُرَفِّهَ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَبْرِئَ مِنَ الْبَوْلِ ". هَذَا حَدِيث مَقْطُوع، فَإِن الْحَسَن لَمْ يدْرك سَعْدا، وَأَبُو سُفْيَان اسْمه طريف ابْن شهَاب الصَّفَدِي. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَيَحْيَى بن معِين: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ مغفلا يهم فِي الْأَخْبَار حَتَّى يقلبها، ويروى عَن الثقاة مَا لَا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات، وحوشيت زَيْنَب من مثل هَذَا، وحوشى سَعْد أَن يقصر فِيمَا يجب عَلَيْهِ من الطَّهَارَة. بَاب ذكر فتان الْقَبْر حدثت عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الحميد أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن لالٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمُ دُومَانُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا أَصْلَ لَهُ وَهُوَ مَقْطُوع لِأَن ضَمرَة من النابغين، وَقد رَوَى لَنَا عَنْ ضَمْرَةَ نَفْسَهُ فَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنَا

أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " فِتَانُ الْقَبْرِ ثَلاثَةٌ: أَنْكَرُ وَنَاكِرٌ وسيدهم دومان ". بَاب النهى عَن الِاطِّلَاع فِي الْقَبْر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْحَافِظ أَنبأَنَا - سهر حواست -[شَهْرُ بْنُ حَوْشَبِ] بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَبَلِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَذِّبُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنى على ابْن الْمُهَذِّبُ بْنُ أَبِي خُلَيْدٍ حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ كَذَّابٌ. قَالَ: وَالصَّوَابُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلِيمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هدبة عَن أنس ابْن مَالِكٍ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيَّعَ جِنَازَةً فَلَمَّا صلى عَلَيْهَا دعى بِثَوْبٍ فَبُسِطَ عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطلعُوا فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، فَلَعَسَى تُحَلُّ الْعُقَدُ، فَيَتَجَلَّى لَهُ وَجْهٌ أَسْوَدُ، وَلَعَلَّهُ تُحَلُّ الْعُقُدُ فَيُرَى فِي قَبْرِهِ حَيَّةٌ سَوْدَاءُ مُطَوَّقَةٌ فِي عُنُقِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَعَسَى أَنْ يَقْلِبَهُ فَيَفُورُ إِلَيْهِ دُخَّانٌ مِنْ تَحْتِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأكْثر رُوَاته مَجْهُولُونَ لَا يعْرفُونَ، وَإِبْرَاهِيم بْن هدبة قَدْ كذبه يَحْيَى وعَلى، وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هُوَ دجال لَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيثه. بَاب دفن الْبَنَات فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَابْن عَبَّاس. فَأَما حَدِيث ابْن عمر فَلهُ طَرِيقَانِ: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن بدر بن عبد الله مَوْلَى الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَنَسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الأَرْنَطَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ عَنْ مِسْعَرِ بن كدام عَن عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات ".

وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاسٍ فَأَنْبَأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُقْرِي حَدَّثَنَا أَبُو الْفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْدِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمٍ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو ابْن حَمْدَانَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانٍ ح. وَأَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ أَحْمد بن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي أَبِي ح. وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن ابْن الْمفضل أَنبأَنَا عبد الله بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرَسْتَوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانٍ ح. وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد ابْن بِشْرِ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالُوا حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ح. وأنبأنا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ طَلْحَةَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا عَزَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا حَدِيثُ ابْن عُمَر فتفرد بِهِ مُحَمَّد بْن مَعْمَر عَنْ حميد بْن حَمَّاد. قَالَ ابْن عَدِي: حميد تحدث عَن الثقاة بِالْمَنَاكِيرِ.

وَأَمَّا حَدِيث ابْن عَبَّاس فَقَالَ أَبُو نعيم: تفرد بِهِ عرَاك، وَقد ذَكرْنَاهُ عَن مُحَمَّد ابْن عبد الرحمن، فَأَما عرَاك فَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: مُضْطَرب الْحَدِيث لَيْسَ بالقوى وَأما مُحَمَّد بن عبد الرحمن فَقَالَ ابْن عَدِي: ضَعِيف يسرق الْحَدِيث، وَأَمَّا عُثْمَان بْن عَطَاء فَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: هُوَ ضَعِيف، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بروايته، قَالَ: وَكَانَ أَبوهُ عَطاء ردئ الْحِفْظ يُخطئ وَلَا يعلم فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ وَسمعت شَيخنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن الْمُبَارَك الأَنْمَاطِيّ يحلف بِاللَّه عزوجل أَنَّهُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هَذَا شَيْئا قطّ. بَاب [موت] الْمَرْأَة أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عدى حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بن يزِيد حَدثنَا أبوروق الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجِ. قَالَ: وَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْقَبْرُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ خَالِد، وَهُوَ خَالِد بْن يَزِيد بْن أَبِي أَسد الْقُشَيْرِيّ. قَالَ ابْن عَدِي: أَحَادِيثه كلهَا لَا يُتَابع عَلَيْهَا لَا متْنا وَلَا إِسْنَادًا. بَاب دفن الْمَيِّت فِي جوَار الصَّالِحين أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْن أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ حَدثنَا أَحْمد بن عبيد الله بْنِ مَحْمُودٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرَان ابْن الْجُنَيْدِ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ سُحَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ وَسَطَ قَوْمٍ صَالِحِينَ، فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الَحَيُّ بِجِوَارِ السوء ".

طَرِيق آخر: رَوَى دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْعَثِ عَن مَرْوَان ابْن مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ فِي جِوَارِ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى مِنْ جِوَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الأَحْيَاءُ مِنْ جِوَارِ السُّوءِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما الطَّرِيق الأول فَفِيهِ سُلَيْمَان بْن عِيسَى. قَالَ السَّعْدِيّ: هُوَ كَذَّاب مُصَرح وَقَالَ ابْن عدي: يضع الحَدِيث. وَأما الثَّانِي فَفِيهِ دَاوُد بْن الْحُصَيْنِ. قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن حِبَّانَ: دَاوُد يحدث عَن الثقاة بِمَا لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ يجب مجانبة رِوَايَته والبلية فِي هَذَا مِنْهُ. قَالَ: وَهَذَا خبر بَاطِل لَا أَصْلَ لَهُ من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. بَاب سَماع الْمَيِّت الاذان أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَاكِمُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُجَمِّعٍ الطَّالَكَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ الآذَانَ مَا لَمْ يَطَيَّنْ قَبْرُهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ محن. أما الْحَسَن فَإِنَّهُ لَمْ يسمع من ابْن مَسْعُود. وَأَمَّا كثير بْن شنظير فَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ، وَأَمَّا أَبُو مقَاتل فَقَالَ ابْن مهدى: وَالله مَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ، غَيْر أَن الْمُتَّهم بِوَضْع هَذَا الْحَدِيث مُحَمَّد بْن الْقَاسِم فَإِنَّهُ كَانَ علما فِي الْكَذَّابين الوضاعين، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَاكِم: كَانَ يضع الحَدِيث.

بَاب رد أَرْوَاح الأَنْبِيَاء إِلَيْهِم فِي قُبُورهم أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنبأَنَا الجوهرى عَن الدَّارقطني عَن أبي حَاتِم بن حبَان أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَنِيُّ أَبُو عَبْدِ الْمَلكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ فَيُقِيمُ فِي قَبْرِهِ إِلا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى يُرَدُّ إِلَيْهِ رُوحُهُ ". قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا حَدِيث بَاطِل مَوْضُوع، وَالْحسن بْن يَحْيَى [يرْوى] عَنِ الثقاة مَا لَا أَصْلَ لَهُ، وَقَالَ يحيى: الْحسن لَيْسَ بشئ، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. بَاب زِيَارَة قبر الْوَالِدين يَوْم الْجُمُعَة أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور بن خيرون أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زِيَادَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ يس غُفِرَ لَهُ ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا بِهَذَا الإِسْنَادِ بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل، وَكَانَ عُمَر يتهم بِالْوَضْعِ وَيحدث بِالْبَوَاطِيل وَيسْرق الْحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب زِيَارَة قُبُور الاقارب أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ الْفَتْحِ الْقَلانِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَيْسَمٍ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي الْخُرَاسَانِي حَدثنَا حَفْص ابْن سَلَمٍ وَهُوَ أَبُو مُقَاتِلٍ عَنْ عبيد الله بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ قَبْرَ أُمِّهِ أَوْ قَبْرَ أَحَدٍ من قرَابَته

كُتِبَ لَهُ كَحَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ، وَمَنْ كَانَ زَوَّارًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ " طَرِيق آخر: أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا خَاقَانُ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مقَاتل السمرقندى عَن عبيد الله عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ قَرَابَاتِهِ كَانَتْ لَهُ حَجَّةً مَبْرُورَةً، وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ " قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيث أصل يرجع إِلَيْهِ، وَحَفْص يَأْتِي بالأشياء الْمُنكرَة، وَقَالَ ابْن مهدى: لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ. قَالَ المُصَنّف قُلْت: حَفْص هُوَ اسْم أَبى مقَاتل. بَاب تزاور الْمَوْتَى فِي أكفانهم فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَأنس: فَأَما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى حَدثنَا عبد الرحمن بن عبد المؤمن حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ الْحِمْصِيُّ حَدثنَا سُلَيْمَان ابْن أَرْقَمَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسِّنُوا أَكْفَانَ مَوْتَاكُمْ فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي أكفانهم ". وَأما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَلِيَ أَحَدَكُمْ أَخَاهْ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ، فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.

أما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فَلم يروه عَنِ ابْن سِيرِين إِلَّا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بشئ لَا يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ، وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ لَا يساوى فلسًا وَقَالَ عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ سعدون [بْن] سَلام. قَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بْن نمير وَأَحْمَد بْن حَنْبَل: هُوَ كَذَّاب، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: يذكر بِوَضْع الحَدِيث، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك يحدث بالاباطيل. بَاب طول البلى أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن الدَّارقطني حَدثنَا أَبُو الْأسود عبد الله بن مُوسَى القاضى حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ طُولُ بَلاهَا تَحْتَ الأَرْضِ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنا وأمتى الأول ف الأول ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ الْحَنَفِيّ عَنْ عمرَان عَنْ خَارِجَة وَهُوَ ابْن مُصْعَب. قَالَ المُصَنّف قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْن معِين: خَارِجَة لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ مرّة: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ أَحْمد لِابْنِهِ: لَا تكْتب عَنْهُ، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ. بَاب التَّعْزِيَة أَنْبَأَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمِرْزِبَانِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرُورِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عبَادَة بن نسيى عَن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ قَالَ: " أُصِيبَ مُعَاذُ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بن

جَبَلٍ، سَلامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ، ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَى الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ المستودعة، نمتع بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لَوَقْتٍ مَعْلُومٍ، ثُمَّ افْتَرْضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى، وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى، وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَى الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرِ الصَّلاةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ خَصْلَتَيْنِ، أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ، فَلَوْ نَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قَصرَتْ عَنْهُ، وَاعْلَمْ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا، فَأَحْسَنِ الْعَزَاءَ وَتنجزِ الْمَوْعِدَةَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازل بك - فَكَانَ -[فَكَأَنَّ] قَدْ، وَالسَّلامُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الْكَذَّابُ الْوَضَّاعُ الَّذِي صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ الْقَدْحَ فِيهِ فِي مَوَاضِعَ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ مُعَاذٍ مِثْلَهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُجَاشِعٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ. وَقَدْ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُعَاذٍ وَهُوَ وَالِي الْيَمَنَ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذٍ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ مُخْتَصَرًا. قَالَ يَحْيَى: إِسْحَاق مَعْرُوف بِالْكَذِبِ وَوضع الْحَدِيث، وكل هَذِه الرِّوَايَات بَاطِلَة، وَإِنَّمَا كَانَت وَفَاة ابْن معَاذ فِي سنة الطَّاعُون، سنة ثَمَان عشرَة، بَعْد موت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسبع سِنِين، وَإِنَّمَا كتب إِلَيْهِ بَعْض الصَّحَابَة يعزيه.

بَاب ذكر عمر الدُّنْيَا أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله النَّبْطِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُمَرُ الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِهِ الْعَلَاء ابْن زيدل. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَأَبُو دَاوُد: مَتْرُوك الْحَدِيث، وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: روى عَنْ أَنَس نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل ذكره إِلَّا تَعَجبا.

كتاب البعث وأهوال القيامة

كتاب الْبَعْث وأهوال الْقِيَامَة بَاب صفة حشر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه أَحَادِيث: الحَدِيث الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله النَّجَّارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى الطهرى حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا عبد الله ابْن لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَنَا فِي الْقِيَامَةِ فَعَلَى الْبُرَاقِ، وَجْهُهَا كَوَجْهِ الإِنْسَانِ وَخَدُّهَا كَخَدِ الْفَرَسِ، وَعُرْفُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ مَمْشُوطٍ، وَأُذُنَاهَا زبر جدتان خَضْرَاوَانِ، وَعَيْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزّهْرَةِ، تَتَّقِدَانِ مِثْلَ النِّجْمَيْنِ الْمُضِيئَيْنِ، لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ شُعَاعِ الشَّمْسِ، بَلْقَاءٍ محجلة يضئ مَرَّةً وَيَنْمَى أُخْرَى، يَنْحَدِرُ مِنْ نَحْرِهَا مِثْلُ الْجُمَانِ، مَضْطَرِبَةُ الْخلقِ، أَدْنَى ذَنِبَهَا مِثْلَ ذَنِبِ الْبَقَرَةِ، طَوِيلَةُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، أَظْلافُهَا كَأَظْلَافِ الهر من زبر جد أَخْضَرَ، تَجِدُّ فِي سَيْرِهَا مَمَرُّهَا كَالرِّيحِ و - هَل -[هِيَ] مِثْلُ السَّحَابَةِ، لَهَا نَفَسٌ كَنَفَسِ الآدَمِيِّينَ، تَسْمَعُ الْكَلامَ وَتَفْهَمُهُ، وَهِيَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ". هَذَا حَدِيث لاصحة لَهُ، وَكَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد لَا يرى ابْن لَهِيعَة شَيْئا، وَقد ضعفه ابْن معِين وَغَيره. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ الْعَيْشِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ الْعَبَادَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ نَاقَةَ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْلِبُهَا فَيَشْرَبُهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ

حَتَّى يُوَافُوا بِهَا الْمَوْقِفَ مَعَهُ وَلَهَا رُغَاءٌ. قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ وَأَظُنُّهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْعَضْبَاءِ؟ قَالَ: لَا، ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَى الْعَضْبَاءِ وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ فَأَخْتَصُّ بِهَا دُونَ الأَنْبِيَاءِ. قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ: يُحْشَرُ هَذَا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيُقَدِّمُنَا بِالأَذَانِ مَحْضًا، فَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَتِ الأَنْبِيَاءُ مِثْلَهَا: وَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَمِنْ مَقْبُولٍ مِنْهُ وَمَرْدُودٍ عَلَيْهِ. قَالَ: فَيَتَلَقَّى بِحُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ الشُّهَدَاءُ وَصَالِحُ الْمُؤَذِّنِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ. قَالَ الْعَقِيلِيّ: عَبْد الْكَرِيم مَجْهُول بِالنَّقْلِ وحَدِيثه غير مَحْفُوظ. الحَدِيث الثَّالِث: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا بْنُ الدَّخِيلِ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ دِينَارٍ أَخِي مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْهُ وَلا فَخْرَ، وَيَتْبَعُنِي بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ وَيَتْبَعُهُ سَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ فِي أُذُنِهِ وَهُوَ يُنَادِي: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهُ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَسَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ يُنَادُونَ مَعَهُ وَيَتَّبِعُونَهُ حَتَّى يَأْتِيَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَأَكُونُ أَنَا أَوَّلَ ضَارِبِ حَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ، وَتَلْقَانَا الْمَلائِكَةُ بِخُيُولٍ وَنُوقٍ مِنْ أَلْوَانِ الْجَوْهَرِ صَهِيلُهَا التَّسْبِيحُ حَتَّى يُسَلِّمَ عَلَيْنَا وَيَقُولُ: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ، هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " وَذكر حَدِيثا طَويلا. كَذَا قَالَ الْعَقِيلِيّ. قَالَ: وَعُثْمَان تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَيْسَ لَهَا أصل مِنْهَا هَذَا [الحَدِيث] .

الحَدِيث الرَّابِعُ: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدثنَا على بن دَاوُد - العنطرى -[القنطرى] حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنَا يحيى ابْن أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرْطِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَبْعَثُ اللَّهُ الأَنْبِيَاءَ عَلَى الدَّوَابِ، وَيَبْعَثُ صَالِحًا عَلَى نَاقَتِهِ، يُوَافِي الْمُؤْمِنيِنَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَحْشَرَ، وَيَبْعَثُ ابْنَيْ فَاطِمَةَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَى ناقتين وعَلى ابْن أَبِي طَالِبٍ عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا عَلَى الْبُرَاقِ، وَيَبْعَثُ بَلالا عَلَى نَاقَةٍ فَيُنَادِي بِالأَذَانِ وَشَاهدُهُ حَقًّا حَقًّا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ شَهِدْتُهَا مَعَ الْخَلائِقِ مِنَ الْمُؤْمِنيِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَقَبِلْتُ مِمَّنْ قَبِلْتُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعبد الله بن صَالح هُوَ كَاتب اللَّيْث. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ مُنكر الْحَدِيث جدا يرْوى عَنِ الْأَثْبَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الثقاة، وَكَانَ لَهُ جَار يضع الْحَدِيث على شيخ عبد الله ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عبد الله ويرميه فِي دَاره بَيْنَ كتبه فيتوهم عبد الله أَنه خطه فَيحدث بِهِ. بَاب حشر الْمُشْركين أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بن عدى حَدثنَا ابْن أَبِي سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جُحْدَرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ ليطأوهم الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالدَّوَابُ بِأَرْجُلِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فَيُدْخِلُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، وَيُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وادى جَهَنَّم ".

قَالَ ابْن عَدِي: مدَار هَذَا الْحَدِيث عَلَى الخصيب وَرَاوِيه عَنْهُ الْحَسَن. قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما الخصيب فَقَدْ كذبه شُعْبَة وَيَحْيَى الْقَطَّان وَابْن معِين وَقَالَ أَحْمَد: لَا يكْتب حَدِيثه، وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة الْأَحَادِيث الموضوعات. وَأَمَّا الْحَسَن فَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حبَان: حدث بالموضوعات عَن الاثبات. بَاب ذكر المواقف بَيْنَ يدى اللَّه عزوجل أَنبأَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِ الْمَزْرَقِيُّ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الْعُكْبَرِيُّ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن الْحَسَنِ النَّقَّاشُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ سَلامٍ الطَّوِيلِ عَنْ غِيَاثِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعِنْده عبد الله بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعِنْدَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ لَخَمْسِينَ مَوْقِفًا، كُلُّ مَوْقِفٍ مِنْهَا أَلْفُ سَنَةٍ، فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ إِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ قُبُورِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاة حُفَاة جياعا عظاشا، فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ، مُؤْمِنًا بِرَبِّهِ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ مُؤْمِنًا بِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ، مُؤْمِنًا بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ وَالْقَدَرِ خَيره وشره من الله عزوجل مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عِنْدَ رَبِّهِ، نَجَا وَفَازَ وَغَنمَ وَسعد، وَمن شكّ فِي شئ مِنْ هَذَا بَقِيَ فِي جُوعِهِ وَعَطَشِهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بِمَا يَشَاءُ، ثُمَّ يُسَاقُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمُقَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ، فَيَقُومُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ أَلْفَ عَامٍ فِي سُرَادِقَاتِ النِّيرَانِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارُ عَنْ أَيْمَانهم ".

وَذكر حَدِيثا طَويلا مِقْدَار جُزْء عَلَيْهِ آثَار تَدُل عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ ثُمَّ فِي إِسْنَاده سَلام الطَّوِيل. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَا يُكْتَبُ حَدِيثه لَيْسَ بشئ. وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا. وَفِي الْإِسْنَاد سَلمَة بْن صَالِح. قَالَ أَحْمد وَيحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يَحِلُّ كتب حَدِيثه إِلَّا تَعَجبا. وَفِيهِ مُحَمَّد بن حميد، كذبه أبوررعة وَابْن وارة. بَاب دُعَاء النَّاس بأمهاتهم أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرِ بْنِ هَلالٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سِتْرًا من الله عزوجل عَلَيْهِمْ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَالْمُتَّهَم بِهِ إِسْحَاق. قَالَ ابْن عَدِي: هُوَ مُنكر الْحَدِيث وَمن حَدِيثه هَذَا الْحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان: يَأْتِي عَن الثقاة بالأشياء الموضوعات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا على التَّعَجُّب. بَاب ذكر الْمِيزَان روى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطَّيَّانُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَثَمَّ مَوَازِينٌ وَكِفَّتَانِ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّمَا ثُمَّ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئِّاتٌ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ بِسَيِّئَاتِهِ، فَإِنْ فَضَلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ فَضَلَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ جَازَ الصِّرَاطَ وَكَانَ عَلَى السُّورِ - وَهُوَ الأَعْرَافُ - حَتَّى أَشْفَعَ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجنَّة

بِشَفَاعَتِي، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ، وَالسِّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ، فَأَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْرًا ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَإِبْرَاهِيم وَالْحُسَيْن وَإِسْمَاعِيل كلهم مجروحون. قَالَ الدَّارقطني: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي زِيَاد كَذَّاب مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الْقدح فِيهِ. بَاب اختصام الرّوح والجسد يَوْم الْقِيَامَة أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْهَمدَانِي حَدثنَا الدَّارقطني حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا صَالِحٌ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمِرْزِبَانِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْتَصِمُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ الْجَسَدُ: أَنَا كُنْتُ بِمَنْزِلَةِ الْجِذْعِ مُلْقَى لَا أُحِرِّكُ يَدًا وَلا رِجْلا لَوْلا الرُّوحُ، وَتَقُولُ الرُّوحُ: أَنَا كُنْتُ رِيحًا لَوْلا الْجَسَدُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا، وَضَرَبَ لَهَا مَثَلَ أَعْمَى وَمُقْعَدٍ، حَمَلَ الأَعْمَى الْمُقْعَدَ، فَدَلَّهُ بِبَصَرِهِ الْمُقْعَدُ، وَحَمَلَهُ الأَعْمَى بِرِجْلِهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ يَحْيَى: سَعِيد ابْن الْمَرْزُبَان وَالْمُسَيب ليسَا بشئ. وَقَالَ الفلاس: حَدِيثهمَا مَتْرُوك. بَاب أهوال الْقِيَامَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفَعُ مَنَاقِيرَهَا، وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا، وَتَطْرَحُ مَا فِي بَطُونِهَا، وَلَيْسَ عِنْدهَا طلبه فاتقة ".

هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد ابْن الْفُرَات. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبَة: كَذَّاب. وَقَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَى عَنْ محَارب بْن دثار أَحَادِيث مَوْضُوعَة. بَاب فِي ذكر الشَّفَاعَة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ ظَفْرٍ الْمَغَازِلِيُّ قَالا أَنبأَنَا عبد الصَّمد ابْن الْمَأْمُون أَنبأَنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعٍ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مِنْ أَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي، ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ، ثُمَّ الأَنْصَارُ، ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَاتَّبَعَنِي مِنَ الْيَمَنِ، ثُمَّ سَائِرُ الْعَرَبِ، ثُمَّ الاعاجم، وَمن أشفع لَهُ أَو لَا أفضل ". قَالَ الدَّارقطني: تفرد بِهِ حَفْص عَنْ لَيْث. قَالَ المُصَنّف قُلْت: أما لَيْث فغاية فِي الصعف عِنْدهم، إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِهَذَا حَفْص. قَالَ أَحْمَد وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ: هُوَ مَتْرُوك. وَقَالَ عبد الرحمن يُوسُف بْن خرَاش: مَتْرُوك يضع الحَدِيث.

كتاب صفة الجنة

كتاب صفة الْجنَّة بَاب جعل الخواتيم فِي أَصَابِع أهل الْجنَّة أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مسْعدَة عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَيْشٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَوْرِ بْنِ هَانِي الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا الشَّاهُ بْنُ فَرْعٍ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا، فَيَقُولُ الْمَلكُ: كَمَا أَنْتُمْ وَمَعَهُ عَشْرُ خَوَاتِيمَ مِنْ خَوَاتِيمِ الْجَنَّةِ هَدِيَّةً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، فَوَضَعَهُ فِي أَصَابِعِهِمْ، مَكْتُوبٌ فِي أَوَّلِ خَاتَمٍ: طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ، وَفِي الثَّانِي مَكْتُوبٌ: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، وَفِي الثَّالِثِ مَكْتُوبٌ: ذَهَبَ عَنْكُمُ الأَحْزَانُ وَالْغُمُومُ، وَفِي الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ: لِبَاسُهُمُ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ، وَفِي الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ: زَوَّجْنَاكُمُ الْحُورَ الْعِينَ، وَفِي السَّادِسِ مَكْتُوبٌ: إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا إِنُّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ، وَفِي السَّابِعِ مَكْتُوبٌ: صِرْتُمْ شُبَّانًا لَا تَهْرَمُونَ، وَفِي الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ: صِرْتُمْ آمِنِينَ لَا تَخَافُونَ أَبَدًا، وَفِي التَّاسِعِ مَكْتُوبٌ: رَافَقْتُمُ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءَ، وَفِي الْعَاشِرِ مَكْتُوبٌ: أَنْتُمْ فِي جِوَارِ مَنْ لَا يُؤْذِي الْجِيرَانَ. فَلَمَّا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ". هَذَا حَدِيث لَا نشك فِي وَضعه، وَفِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء، والشاه كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب دُخُول أَقوام الْجنَّة سرا أَنبأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الملك الْمُؤَذّن

أَنبأَنَا عبد الحميد بن عبد الرحمن وَأحمد بن عبد الملك قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَطَرٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ التَّنِيسِيُّ أَنْبَأَنَا هُدْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَة بعث الله عزوجل قَوْمًا عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ بِأَجْنِحَةٍ خُضْرٌ، فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ، فَيُشْرِفُ عَلَيْهِمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: مَا أَنْتُمْ، أَمَا شَهِدْتُمُ الْحِسَابَ، أَمَا شَهِدْتُمُ الْوُقُوفَ بَيْنَ يدى الله عزوجل؟ فَقَالُوا: لَا، نَحْنُ قَوْمٌ عَبَدْنَا الله عزوجل فَأَحَبَّ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ سِرًّا ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُتَّهَم بِوَضْعِهِ حميد التنيسِي. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: أتيناه فحدثنا بِهَذَا الْحَدِيث وأملى عَلَيْنَا من هَذَا الضَّرْب، فقمنا وَتَرَكْنَاهُ، فَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ بَعْد رِوَايَته مثل هَذِه الاشياء. بَاب وصف مسَاكِن الْجنَّة أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرِيرِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيَّوَيْهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ الْغَنَوِيُّ عَنْ جِسْرِ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِه الآيَةِ (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عدن) قَالَ: قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا، عَلَى كُلِّ سِرَيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً، عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفَةً وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ مِنَ الْقُوَّةِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِسْنَاده جسر.

قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَلَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: خرج عَنْ حد الْعَدَالَة. بَاب مُهُور الْحور الْعين فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وأبى هُرَيْرَة وأبى أُمَامَة وَأنس: فَأَما حَدِيث ابْن عُمَر فَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو تقى هِشَام بن عبد الملك حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْفَزَارِيُّ حَدثنَا أبان بن المحبز عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلَّا قَبْضَة من جنطة أَو مثلهَا من تمر ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو الْفَارِسِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حِبَّانَ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ قَبَضَاتُ التَّمْرِ وفلق الْخبز ". وَأما حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَرْمَوِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ ظَفْرٍ الْمَغَازِلِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا على بن عمر الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الرَّضِينِ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَبَضَاتُ التَّمْرِ لِلْمَسَاكِينِ مُهُورُ - الْحِين -[الْحور] الْعين ". وَأما حَدِيث أَنَس فَأَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسُّونٍ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْجِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَحْسَانَ الْبَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الضَّرِيرُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أنس قَالَ قَالَ

رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَنْسُ الْمَسَاجِدِ مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح من جَمِيع جهاته. أما حَدِيث ابْن عُمَر فالمتهم بِهِ أبان. قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: أبان بْن المحبر يَأْتِي عَنِ الثقاة بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم حَتَّى لَا يشك المتبحر فِي هَذهِ الصِّنَاعَة أَنَّهُ كَانَ يعملها، لَا تجوز الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ نَافِع هَذَا الْحَدِيث وَهُوَ بَاطِل، وَقَالَ الدَّارقطني: أبان مَتْرُوك. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فالمتهم بِهِ عُمَر بْن صبح. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الحَدِيث عَن الثقاة لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى التَّعَجُّب. أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنبأَنَا حَمْزَة السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو أَحْمد بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ صُبْحٍ يَقُولُ: أَنَا وَضَعْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا حَدِيث أَبِي أُمَامَة فتفرد بِهِ طَلْحَة عَنِ الرضين. قَالَ السعدى: الرضين واهي الْحَدِيث. قَالَ النَّسَائِيُّ وَطَلْحَة: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَفِيهِ مَجَاهِيل. وَعبد الْوَاحِد لَيْسَ بِثِقَة. قَالَه يَحْيَى. وَقَالَ الْبُخَارِي وَالْفَلَّاس وَالنَّسَائِيّ: مَتْرُوك الحَدِيث. بَاب فرش أهل الْجنَّة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدَّرْهَمِيُّ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جِسْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِه الْآيَة (وفرش مَرْفُوعَة) قَالَ: غِلْظُ كُلِّ فِرَاشٍ مِنْهَا مَا بَين السَّمَاء والارض ".

هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَفِيهِ جسر. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ. وَفِيهِ ابْنه جَعْفَر. قَالَ ابْن عَدِي: أَحَادِيثه مَنَاكِير. وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الحَدِيث عبد الله بْن مُحَمَّد بْن سِنَان. قَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يضع الحَدِيث ويقلبه ويسرقه. بَاب شجر الْجنَّة أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن رِزْقٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَكِيلُ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ابْن إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَن أَبِيه عَلَى عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسَرَّجَةٌ مُلَجَّمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، لَا تروثُ وَلا تَبُولُ، ذَوَاتُ أَجْنِحَةٍ، فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، فَتَطِيرُ بهم حَيْثُ شاؤوا، فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ نَاصِفُونَا، يَا رَبُّ مَا بلغ - هاولا -[هَؤُلاءِ] هَذِهِ الْكَرَامَةَ؟ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تَفْطُرُونَ، وَكَانُوا يَقُومُونَ بِاللَّيْلِ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ، وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ، وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِ ثَلاث آفَات إِحْدَاهُنَّ إرْسَاله، فَإِن عَلِي بْن الْحُسَيْن لَمْ يدْرك عَلِي بْن أَبِي طَالِب. وَالثَّانِيَة مُحَمَّد ابْن مَرْوَان وَهُوَ السدى الصَّغِير. قَالَ ابْن نمير: هُوَ كَذَّاب. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: مَتْرُوك الحَدِيث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا اعْتِبَارا. وَالثَّالِثَة أظهر وَهُوَ سَعْد بْن طريف وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ. قَالَ يحيى: لَيْسَ بشئ، وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى الْفَوْر. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ أَبى سعيد: أَنبأَنَا عبد الرحمن بن مُحَمَّد أَنبأَنَا

أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنبأَنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ مشمرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو حَنَشٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ ابْن حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً الْوَرَقَةُ مِنْهَا تُغَطِّي جَزِيرَةَ الْعَرَبِ: أَعْلَى الشَّجَرَةِ كِسْوَةٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْفَلُ الشَّجَرَةِ خَيْلٌ بُلْقٌ، سَرُوجُهَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ، وَلَحْمُهَا دُرٌّ أَبْيَضُ، لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ لَهَا أَجْنِحَةٌ، تَطِيرُ بِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ حَيْثُ يَشَاءُونَ، فَيَقُولُ مَنْ دُونَ تَلْكَ الشَّجَرَةِ: يَا رَبُّ بِمَا نَالَ هَؤُلاءِ هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: كَانُوا يَصُومُونَ وَأَنْتُمْ تَفْطُرُونَ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ وَأَنْتُمْ تَنَامُونَ، وَكَانُوا يَتَصَدَّقُونَ وَأَنْتُمْ تَبْخَلُونَ، وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ وَأَنْتُمْ تَقْعُدُونَ، مَنْ تَرَكَ الْحَجَّ لِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا لَمْ تُقْضَ لَهُ تِلْكَ الْحَاجَةُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُخلفين قدمُوا، وَمن أنْفق مَا لَا فِيمَا يُرْضِي اللَّهُ فَظَنَّ أَنَّ لَا يَخْلِفَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُنْفِقَ أَضْعَافَهُ فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهَ، وَمَنْ تَرَكَ مَعُونَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِيمَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُبْتَلَى بِمَعُونَةِ مَنْ يَأْثَمُ فِيهِ وَلا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ ". ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث وَأَبُو حَنش مَجْهُول. بَاب سوق الْجنَّة أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمَذْهَب أَنبأَنَا القطيعى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن عبد الرحمن بن إِسْحَاق عَن - الْعُمر -[النُّعْمَانِ] بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصِّوَر مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، إِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا، وَإِنَّ فِيهَا لَمجمعًا لِلْحُورِ الْعِينِ، يَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهَا، لَمْ تَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا، يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ لنا وَكُنَّا لَهُ ".

هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الرحمن بْن إِسْحَاق وَهُوَ أَبُو شيبَة الوَاسِطِيّ. قَالَ أَحْمد: لَيْسَ بشئ مُنكر الحَدِيث، وَقَالَ يحيى: مَتْرُوك. بَاب مَرَاتِب أهل الْجنَّة فِيهَا أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشارى حَدثنَا الدَّارقطني حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأَنْبِيَاءُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالْعُلَمَاءُ قُوَّادُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ مجاشع بْن عَمْرو. قَالَ أَبُو حَاتِم بْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ على الثقاة لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا بِالْقَدْحِ فِيهِ. بَاب انْفِرَاد مُوسَى فِي الْجَنَّة باللحية وآدَم بالكنية أَنبأَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الأَزْهَرِيُّ أَنبأَنَا المعافا بْنُ زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَرَّانِيُّ وهب بن حَفْص حَدثنَا عبد الملك بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَدِّيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ، إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جُرْدٌ، إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ ". طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا شَيْخُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُدْعَى النَّاس بِأَسْمَائِهِمْ يَوْم الْقِيَامَة،

إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ، إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَضْرِبُ إِلَى سُرَّتِهِ ". طَرِيق ثَالِث: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بن أَحْمد ابْن الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرْضِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ الْخَوَّاصُ حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْرُوقٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيُّ حَدَّثَنَا شَيْخُ ابْن أَبِي خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُلُّهُمْ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لَهُ لِحْيَةً إِلَى سُرَّتِهِ ". هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَّا الطَّرِيقُ الأَوَّل فَفِيهِ وهب بْن حَفْص. قَالَ أَبُو عرُوبَة: هُوَ كَذَّاب يَضَعُ الْحَدِيثَ يَكْذِبُ كَذِبًا فَاحِشًا. وَقَالَ الدَّارقطني: يضع الْحَدِيث. وَأَمَّا الثَّانِي وَالثَّالِث فَفِيهِ شيخ بْن أَبِي خَالِد. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ بَوَاطِيلُ. وَقَالَ ابْن حبَان: هَذَا مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَيخ بْن أَبِي خَالِد كَانَ يرْوى عَنِ الثقاة الْمُعْضَلاتِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِحَالٍ، وَلما حدث ابْن السرى عَنْ شيخ بْن أَبِي خَالِد بِهَذَا الْحَدِيث بلغ ذَلِكَ إِلَى وهب بْن حَفْص وَكَانَ مغفلا فسرقه وَحدث بِهِ عَن عبد الملك الجندي مُتَوَهمًا أَنه سمع مِنْهُ. وَقد رَوَى أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَشْعَثُ الْكُوفِيُّ عَنْ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ابْن مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى عَليّ بن أبي طَالب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ لَيْسَ لَهُمْ كُنًى، إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكَنَّى بِأَبِي مُحَمَّدٍ ". قَالَ ابْن عَدِي: وَأَبُو الْحَسَن الْكُوفِيّ هُوَ الْمُتَّهم فِي هَذَا الْحَدِيث.

قَالَ المُصَنّف قُلْت: وَوضع هَذَا الْحَدِيث وضع قَبِيح، لِأَنَّهُ لَو كَانَ مُوسَى مُعظما باللحية لَكَانَ نَبينَا أَحَق، ثُمَّ إِنَّه مَتَى كَانَ النَّاس عَلَى حَالَة فَانْفَرد وَاحِد بِغَيْر حليتهم، كَانَ ذَلِكَ كالعار عَلَيْهِ والشهرة لَهُ، وَلَا فَائِدَة فِي ذَلِك. بَاب رُؤْيَة أهل الْجنَّة رَبهم عزوجل أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ ابْن عَبْدِ الْبَاقِي أَنْبَأَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ شَاذَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ غُلامُ ثَعْلَبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنَ أَبِي الدَّبيكِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عبد الله الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذا أسكن الله عزوجل أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ. قَالَ: فَيَهْبِطُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فِي كُلِّ سَبْعَةِ آلافٍ - يَعْنِي سَنَةً - مَرَّةً. قَالَ: وَفِي وَحْيِهِ (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سنة مِمَّا تَعدونَ) فيهبط عزوجل إِلَى مَرْجِ الْجَنَّةِ فَيَمُدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ حِجَابًا مِنْ نُورٍ، فَيَبْعَثُ جِبْرِيلَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَأْمُرُ فَلْيَزُورُوهُ، فَيْخَرُجُ رَجُلٌ مِنْ مَوْكِبٍ عَظِيمٍ حَوْلَهَ صَفقُ أَجْنَحَةِ الْمَلائِكَةِ وَدَوِيُّ تَسْبِيحِهِمْ وَالنُّورُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أَمْثَالُ الْجِبَالُ، فَيَمُدُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عزوجل، فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: هَذَا الْمَجْبُولُ بِيَدِهِ وَالْمَنْفُوخُ فِيهِ مِنْ رَوْحِهِ وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءُ وَالْمَسْجُودُ لَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِي أُبِيحَ لَهُ الْجَنَّةُ، هَذَا آدَمُ. وَذَكَرَ نَحْو هَذَا فِي إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ. وَقَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ كُلُّ نَبِيٍّ وَأُمَّتِهِ، فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حَوْلَ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نَغَمَتِهِ: مَرْحَبًا بِعِبَادِي " وَذكر حَدِيثا طَويلا لَا فَائِدَة فِي ذكره. وَهُوَ حَدِيث مَوْضُوع لَا نشك فِيهِ. وَالله عزوجل متنزه عَنْ أَن يُوصف بلذة الصَّوْت وحلاوة النغمة. فكافأ اللَّه من وضع هَذَا. وَفِي إِسْنَاده

يَزِيد الرقاشِي وَهُوَ مَتْرُوك الْحَدِيث. وَضِرَار بْن عَمْرو. قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشئ وَلَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ الدَّارقطني: ذَاهِب مَتْرُوك. وَيحيى بن عبد الله. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي عَنِ الثقاة بأَشْيَاء معضلات. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر الدَّارقطني حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ النَّصْرِيُّ حَدَّثَنَا هَانِي بْنُ يَحْيَى بْنِ هَاشِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُجَاشَعِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحُ الْمُرِّيُّ عَنْ عَبَّادٍ الْمَنْقُرِيِّ عَنْ مَيْمُونَ بْنِ شِيَاه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا ناظرة) قَالَ: وَالله مَا - يسنحها -[نَسَخَهَا] مُنْذُ أَنْزَلَهَا، يَزُورُونَ رَبِّهُمْ فيطعمؤن وَيُسْقَوْنَ وَيُطَيَّبُونَ وَيُجْلَوْنَ وَتُرْفَعُ الْحُجُبُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَلَهُمْ رزقهم فِيهَا بكرَة وعشيا) . هَذَا حَدِيث لَا يَصح. وَفِيهِ مَيْمُون بْن شِيَاه. قَالَ ابْن حبَان: يتفرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير لَا يحْتَج بِهِ إِذَا انْفَرد. وَفِيهِ صَالِح المرى. قَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. حَدِيث آخر: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا جَدِّي عبد الله بْنُ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا أَبَا عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ حُمَيْدَ الطَّوِيلَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَجَلَّى لأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى كَثِيبِ كَافُورٍ أَبْيَضَ ". هَذَا حَدِيث لَا أَصْلَ لَهُ. وَجَعْفَر وجده وَعَاصِم مَجْهُولُونَ. بَاب اطلَاع الْحق عزوجل على أهل الْجنَّة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ حَدثنَا الْحُسَيْن بن على

الصدائى حَدثنَا عبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا عبد الله بن عبيد الله القرشى الْقُرَشِيُّ عَنْ فَضْلٍ الرَّقَّاشِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَنَظَرُوا فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ (سَلامٌ قَوْلا من رب رَحِيم) قَالَ: فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَحْتَجِبَ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِم وَفِي دَارِهِمْ ". طَرِيق ثَانِي: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن المظفر أَنبأَنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّدٍ الْعَتَيقِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو العقيلى حَدثنَا أَحْمد ابْن مُحَمَّد النُّصَيْبِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ الأَيْلِيُّ الْقَاصُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم عبد الله بن عبيد الله الْعَبَادَانِيُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَّاشِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر ابْن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ بَيْنَمَا هُمْ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ نور فَوق رؤوسهم أَضَاءَت لَهُ أَبْصَارهم، فَرفعُوا رؤوسهم فَإِذَا رَبُّ الْعِزَّةِ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ (سَلامٌ قولا من رب رَحِيم) ". طَرِيق ثَالِث: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْحَافِظُ قَالا أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إِسْمَاعِيل ابْن يُوسُفَ السَّلالُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ الْعَبَادَانِيُّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ غَلَبَ عَلَى نُورِ الْجنَّة، فَرفعُوا رؤوسهم فَإِذا الرب عزوجل قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِم فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُم يَا أهل الْجنَّة

سَلُونِي. قَالُوا: نَسْأَلُكَ الرِّضَى عَنَّا. فَيَقُولُ: رِضَايَ أَحَلَّكُمْ دَارِي وَأَنَالَكُمْ كَرَامَتِي وَهَذَا أَوَانُهَا، فَسَلُونِي. قَالُوا: نَسْأَلُكَ الزِّيَارَةَ إِلَيْكَ، فَيُؤْتَوْنَ بِنَجَائِبٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زبر جد أَخْضَرَ، فَيُحْمَلُونَ عَلَيْهَا، تَضَعُ حَوَافِرُهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهَا حَتَّى تَنْتَهِي بِهِمْ إِلَى جَنَّةِ عَدَنٍ وَهِيَ قَصَبَةُ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَيَأْمُرُ اللَّهُ بِأَطْيَارٍ عَلَى أَشْجَارٍ يُجَاوِبْنَ الْحُورَ الْعِينَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهَا، يَقُلْنَ: نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ، نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ، إِنَّا أَزْوَاجٌ كِرَامٌ لِكِرَامٍ، طِبْنَا لَهُمْ وَطَابُوا لَنَا. قَالَ: وَيَأْمُرُ الله عزوجل بِكُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ فَيَنْثُرُهَا عَلَيْهِمْ، فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ، ثُمَّ تَجِيئُهُمْ رِيحٌ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ، ثُمَّ تَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا قَدْ جَاءَ الْقَوْمُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عزوجل: مَرْحَبًا بِالطَائِعِينَ، مَرْحَبًا بِالصَادِقِينَ، أَدْخِلُوهُمْ. قَالَ: فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنِ الْحِجَابِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى الله عزوجل وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، فَيَضِيعُونَ فِي نُورِ الرَّحْمَنِ حَتَّى مَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومدار طرقه كلهَا عَلَى الْفضل بْن عِيسَى الرَّقَاشِيّ. قَالَ يَحْيَى: كَانَ رجل سوء. ثُمَّ فِي طَرِيقه الأول والثانى عبد الله بْن عُبَيْد. قَالَ الْعَقِيلِيّ: لَا يعرف إِلا بِهِ وَلا يُتَابع عَلَيْهِ. وَفِي طَرِيقه الثَّالِث مُحَمَّد بْن يُونُسَ الْكُدَيْمِي، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ كَذَّاب، وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضع الحَدِيث.

كتاب صفة جهنم

كتاب صفة جَهَنَّم بَاب ذكر جب الْحزن فِيهِ عَنْ عَلَى وأبى هُرَيْرَة. فَأَما حَدِيث عَلَى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الملك أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَحْنَوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ح. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَنَا الْعَتِيقِيُّ أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ الدَّخِيلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالا حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحَزَنِ أَوْ وَادِي الْحَزَنِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جُبُّ الْحَزَنِ أَوْ وَادِي الْحَزَنِ؟ قَالَ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تَعُوذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ، وَإِنَّ مِنْ شَرِّ الْقُرَّاءِ مَنْ يَزُورُ الامراء ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَيْرُوز حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَدَائِنِيُّ ح. وَأَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ قَالا أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمَ التَّنُوخِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَيَّوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالا حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحَزَنِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جب الجزن؟ قَالَ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَدْخُلُهُ الْقُرَّاءُ الْمُرَاءُونَ وَأَبْغَضُهُمْ إِلَى اللَّهِ عزوجل الزوارون للامراء ".

هَذَا حَدِيثان لَا يصحان عَنْ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما الأَوَّل فَإِن الزُّهْرِيّ هُوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَكِيم. قَالَ يحيى: لَيْسَ حَدِيثه بشئ. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: يحدث ببواطيل عَنِ الثقاة. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّ عمار بن سيف لَيْسَ بشئ. قَالَ الدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَمَعَان يسْتَحق التّرْك. بَاب ذكر جب يُقَال لَهُ هَب هَب أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد أَنبأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَاطِيا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَقُلْتُ: يَا بِلالَ إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ فِي النَّارِ جُبًّا يُقَالُ لَهُ هَب هَب حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْكُنَهَا كُلُّ جَبَّارٍ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مُسْتَكْبِرًا يَا بِلالُ ". هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معِين: الازهر لَيْسَ بشئ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان: هَذَا متن لَا أَصْلَ لَهُ. بَاب ذكر بَحر فِي النَّارِ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله بْنِ طَعْمَةَ الْمَعَرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سليم ج. وَأَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بْنُ أَبِي الْعَزَائِمِ حَدَّثَنَا الْخَضْرُ بْنُ أَبَانٍ قَالا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ فِي جَهَنَّم بَحر أَسْوَدَ مُظْلِمًا مُنْتِنَ الرِّيحِ يُغْرِقُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ أَكَلَ رِزْقَهُ

وَعَبَدَ غَيْرَهُ " هَذَا حَدِيث لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِبْرَاهِيم قَدْ كذبه أَحْمَد وَيَحْيَى وعَلى. وَقَالَ ابْن حبَان: كَانَ دجالًا، لَا يحل لمُسلم أَن يكْتب حَدِيثه إِلَّا على التَّعَجُّب. بَاب انقسام أهل النَّارِ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ ابْن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشَّافِعِي حَدثنَا عبد الله بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو سُفْيَانَ الْمَدَائِنِيُّ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) قَالَ: " جُزْءٌ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ، وِجُزْءٌ شَكُوا فِي اللَّهِ، وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم. وَسَلام لَيْسَ بشئ. قَالَ يَحْيَى: لَا يكْتب حَدِيثه لَيْسَ بشئ. وَقَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَن الثقاة الموضوعات. بَاب دُخُول الذُّبَاب النَّار فِيهِ عَنِ ابْن عُمَر وَأنس. فَأَما حَدِيث ابْن عُمَرَ فَلهُ ثَلاثَة طرق: الطَّرِيق الأول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ حَوْطٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّار ". الطَّرِيق الثَّانِي: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عبيد الله وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ قَالا أَنبأَنَا

عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغِنْدِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: [الذُّبَاب كلهَا فِي النَّار] . الطَّرِيقُ الثَّالِثُ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بْنُ سُفْيَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الذُّبَابُ كُله فِي النَّار غير النحلة ". وأما حَدِيث أَنَس: أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سِنَانٌ حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُمَرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ". هَذِه الْأَحَادِيث لَا تصح. أما حَدِيث ابْن عُمَر فَفِي طَرِيقه الأَوَّل أَيُّوب بْن خوط. قَالَ يَحْيَى: لَا يكْتب حَدِيثه لَيْسَ بشئ. وَقَالَ الفلاس وَالنَّسَائِيّ والرازي والسعدى وَالدَّارقطني: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيث جدا يرْوى الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير كَأَنَّهُ مِمَّا عملت يَدَاهُ. وَأَمَّا الطَّرِيق الثَّانِي فالقاسم مَجْهُول. وَالثَّالِث: فِيهِ إِسْمَاعِيل الْمَكِّيّ. قَالَ يَحْيَى: لَمْ يزل مختلطا، وَلَيْسَ بشئ. وَقَالَ عَلَى: لَا يكْتب حَدِيثه. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارقطني: إِنَّمَا هُوَ عَنْ مُجَاهِد عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا حَدِيث أَنَس فَقَالَ النَّسَائِيّ: سكين لَيْسَ بالقوى.

بَاب مِقْدَار لبث الداخلين النَّار أَنْبَأَنَا ابْنُ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ أَنْبَأَنَا حَمْزَةُ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا مُكْرَمٌ حَدثنَا عبد الله بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِن الله عزوجل لَا يُخْرِجُ مِنَ دَخَلَ النَّارَ حَتَّى يَمْكُثُوا فِيهَا أَحْقَابًا، وَالْحقبُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً، كُلُّ سَنَةٍ ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ يَوْمًا، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ". قَالَ ابْن عَدِي: هَذَا حَدِيث مُنكر جدا. وَسليمَان شبه الْمَجْهُول. وَقَالَ ابْن حبَان: سُلَيْمَان يرْوى عَنِ التَّيْمِيّ مَا لَيْسَ من حَدِيثه لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال. بَاب فِي صفة رجل يخرج من النَّار أَنْبَأَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سَلامٌ - يَعْنِي ابْنَ مِسْكِينٍ - عَنْ أَبِي ظَلالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَيُنَادَى (1) أَلْفَ سَنَةَ: يَا حَنَّانُ يَا منان، فَيَقُول الله عزوجل - يعْنى لجبريل: اذْهَبْ فأتينى بِعَبْدِي هَذَا، فَيَنْطَلِقَ جِبْرِيلُ فَيَجِدُ أَهْلُ النَّارِ مُنْكَبِّينَ يَبْكُونَ، فَيَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ، فَيَقُولُ: ائْتِنِي بِهِ فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فيجئ بِهِ فَيقفهُ عَلَى رَبِّهِ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمُنْقَلَبَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ شَرُّ مَكَانٍ وَشَرُّ مُنْقَلَبٍ، فَيَقُولُ: رُدُّوا عَبْدِي، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذَا أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي فِيهَا، فَيَقُولُ: دَعُوا عَبْدِي ". هَذَا حَدِيث لَيْسَ بِصَحِيحٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو ظلال اسْمه هِلَال لَيْسَ بشئ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مغفلا يرْوى عَنْ أَنَس مَا لَيْسَ من حَدِيثه ويروى هَذَا الْحَدِيث عَنْ أَنَس لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.

_ (1) يعْنى رجلا.

بَاب فرَاغ جَهَنَّم أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ سَهْلُ بن عبيد الله بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدِيَسَابُورِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ حَدَّثَنَا سهل بن عُثْمَان حَدثنَا عبد الله بْنُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ وَاحِدٌ، تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الْمُوَحِّدِينَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع محَال. وَجَعْفَر هُوَ ابْن الزُّبَيْر. قَالَ شُعْبَة: كَانَ يكذب وَقَالَ يحيى: لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ السَّعْدِيّ: نبذوا حَدِيثه، وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك.

كتاب المستبشع من الموضوع على الصحابة

كتاب المستبشع من الْمَوْضُوع عَلَى الصَّحَابَة لما فرغت من كِتَابَة جُمْهُور المستبشع من الْأَحَادِيث الموضوعات من المرفوعات رَأَيْت أَشْيَاء قَدْ وضعت عَلَى الصَّحَابَة، فَذكرت مِنْهَا المستهول الْقَبِيح الَّذِي لَا وَجه لَهُ فِي الصِّحَّة وَلَا يحْتَمل مثله، وَالله الْمُوفق. بَاب مَا رَوَى أَن عُمَر جلد ابْنا لَهُ حَتَّى مَاتَ حدثت عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ فِي كِتَابِهِ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةٌ تَدْخُلُ عَلَى آلِ عُمَرَ أَوْ مَنْزِلِ عُمَرَ وَمَعَهَا صَبِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الصَّبِيُّ مَعَكِ؟ فَقَالَتْ: هُوَ ابْنُكَ، وَقَعَ عَلَيَّ أَبُو شَحْمَةَ فَهُوَ ابْنُهُ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَأَقَرَّ. فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اجْلِدْهُ. فَضَربهُ عمر خمسين، وضربه على خمسين. قَالَ: فَأُتِيَ بِهِ. فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَبَة قَتَلْتَنِي. فَقَالَ: إِذَا لقِيت رَبك عزوجل فَأَخْبِرْهُ أَنَّ أَبَاكَ يُقِيمُ الْحُدُودَ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع، وَضعه الْقصاص، وَقَدْ أبدوا فِيهِ وأعادوا، وَقَدْ شرحوا وأطالوا. حدثت عَنْ شِيَرَوَيْهِ بْنِ شَهْرَيَارَ الْحَافِظِ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحَسَنِ بْنِ بُكَيْرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ النَّيْسَابُورِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَالَوَيْهِ الصُّوفِيُّ حَدثنَا أَبُو عبد الله إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ عَنْ شِبْلٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " تَذَاكَرَ النَّاسُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَخَذُوا فِي فضل

أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ أَخَذُوا فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا سمع عبد الله بن عَبَّاس بَكَى بكاء شَدِيدا حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا لَمْ تَأْخُذْهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ وَأَقَامَ حُدُودَ اللَّهِ كَمَا أَمَرَ، لَمْ يَزِدْ عَنِ الْقَرِيبِ لِقَرَابَتِهِ، وَلَمْ يَخْفَ عَنِ الْبَعِيدِ لِبُعْدِهِ. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ وَقَدْ أَقَامَ الَحْدَ عَلَى وَلَدِهِ فَقَتَلَهُ فِيهِ. ثُمَّ بَكَى وَبَكَى النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ وَقُلْنَا: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ رَأَيْتَ أَنْ تُحَدِّثَنَا كَيْفَ أَقَامَ عُمَرُ عَلَى وَلَدِهِ الْحَدَّ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لقد أذكر تمونى شَيْئًا كُنْتُ لَهُ نَاسِيًا. فَقُلْتُ: قَسَمْنَا عَلَيْكَ بِحَقِّ الْمُصْطَفَى أَمَا حَدَّثْتَنَا. فَقَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ، كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسٌ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ يَعِظُهُمْ وَيَحْكُمُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَإِذَا نَحْنُ بِجَارِيَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَتْ تَتَخَطَّى رِقَابَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ حَتَّى وَقَفَتْ بِإِزَاءِ عُمَرَ فَقَالَتْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَعَلَيْكِ السَّلامُ يَا أَمَةَ اللَّهِ، هَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ أَعْظَم الْحَوَائِجِ إِلَيْكَ، خُذْ وَلَدَكَ هَذَا مِنِّي فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي. ثُمَّ رَفَعَتِ الْقِنَاعَ فَإِذَا عَلَى يَدِهَا طَفْلٌ. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ قَالَ: يَا أَمَةَ اللَّهِ أَسْفِرِي عَنْ وَجْهِكِ. فَأَسْفَرَتْ. فَأَطْرَقَ عُمَرُ وَهُوَ يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، يَا هَذِهِ أَنَا لَا أَعْرِفُكَ، فَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَلَدِي؟ فَبَكَتِ الْجَارِيَةُ حَتَّى بَلَّتْ خِمَارَهَا بِالدُّمُوعِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ إِنْ لَمْ يَكُنْ وَلَدَكَ مِنْ ظَهْرِكَ فَهُوَ وَلَدُ وَلَدِكِ. قَالَ: أَيُّ أَوْلادِي؟ قَالَتْ: أَبُو شَحْمَةَ. قَالَ: أَبِحَلالٍ أَمْ بِحَرَامٍ؟ قَالَتْ: مِنْ قِبَلِي بِحَلالٍ وَمِنْ جِهَتِهِ بِحَرَامٍ. قَالَ عُمَرُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَتْ: يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ اسْمَعْ مَقَالَتِي فَوَاللَّهِ مَا زِدْتُ عَلَيْكَ حَرْفًا وَلا نَقصْتُ. فَقَالَ لَهَا: اتَّقِي اللَّهَ وَلا تَقُولِي إِلا الصِّدْقَ. قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ كُنْتُ فِي بَعْضِ الأَيَّامِ مَارَّةً فِي بَعْضِ حَوَائِجِي إِذْ مَرَرْتُ بِحَائِطٍ لَبِنِي النَّجَّارِ، فَإِذَا أَنَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ مِنْ وَرَائِي، فَإِذَا أَنَا بِوَلَدِكَ أَبِي شَحْمَةَ يَتَمَايَلُ سُكْرًا، وَكَانَ قَدْ شَرِبَ عِنْدَ نسيكة الْيَهُودِيّ، فَلَمَّا

قَرَّبَ مِنِّي تَوَاعَدَنِي وَتَهَدَّدَنِي وَرَاوَدَنِي عَنْ نَفْسِي وَجَرَّنِي إِلَى الْحَائِطِ فَسَقَطْتُ وَأُغْمِيَ عَلَيَّ، فَوَاللَّهِ مَا أَفَقْتُ إِلا وَقَدْ نَالَ مِنِّي مَا يَنَالُ الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ، فَقُمْتُ وَكَتَمْتُ أَمْرِي عَنْ عَمِّي وَجِيرَانِي، فَلَمَّا تَكَامَلَتْ أَيَّامِي وَانْقَضَتْ شُهُورِي وَضَرَبَنِي الطَّلْقُ وَأَحْسَسْتُ بِالْوِلادَةِ خَرَجْتُ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا فَوَضَعْتُ هَذَا الْغُلامَ فَهَمَمْتُ بِقَتْلِهِ ثُمَّ نَدِمْتُ عَلَى ذَلِكَ، فَاحْكُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَمَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُنَادِيهِ يُنَادِي. فَأَقْبَلَ النَّاسُ يَهْرَعُونَ إِلَى الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ لَا تَتَفَرَّقُوا حَتَّى آتِيكُمْ بِالْخَبَرِ. ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَنَا مَعَهُ، فَنَظَرَ إِلَى وَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَسْرِعْ مَعِي، فَجَعَلَ يُسْرِعُ حَتَّى قَرُبَ مِنْ مَنْزِلِهِ فَقَرَعَ الْبَابَ فَخَرَجَتْ جَارِيَةٌ كَانَتْ تَخْدُمُهُ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى وَجْهِهِ وَقَدْ غَلَبَهُ الْغَضَبُ قَالَتْ: مَا الَّذِي نَزَلَ بِكَ؟ قَالَ يَا هَذِهِ وَلَدِي أَبُو شَحْمَةَ هَاهُنَا؟ قَالَتْ: إِنَّهُ عَلَى الطَّعَامِ، فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُ: كُلْ يَا بُنَيَّ فَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ آخِرَ زَادِكَ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرَأَيْتُ الْغُلامَ وَقَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَارْتَعَدَ، وَسَقَطَتِ اللُّقْمَةُ مِنْ يَدِهِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا بُنَيَّ مَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ أَبِي وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ. قَالَ: فَلِي عَلَيْكَ حَقُّ طَاعَةٍ أَمْ لَا؟ قَالَ: طَاعَتَانِ مُفْتَرَضَتَانَ، أَوَّلُهُمَا: أَنَّكَ وَالِدِي وَالأُخْرَى أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ. فَقَالَ عُمَرُ: بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَبِحَقِّ أَبِيكَ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ عَن شئ إِلا أَخْبَرْتَنِي. قَالَ: يَا أَبَة لَا أَقُولُ غَيْرَ الصِّدْقِ. قَالَ: هَلْ كُنْتَ ضَيْفًا لنسيكةَ الْيَهُودِيِّ، فَشَرِبْتُ عِنْدَهُ الْخَمْرَ وَسَكِرْتُ قَالَ: بِأَبِي قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَقَدْ تُبْتُ. قَالَ: يَا بُنَيَّ رَأْسُ مَالِ الْمُذْنِبِينَ التَّوْبَةُ. ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ أنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ دَخَلْتَ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَائِطًا لِبَنِي النَّجَّارِ فَرَأَيْتَ امْرَأَةً فَوَاقَعْتَهَا؟ فَسَكَتَ وَبَكَى وَهُوَ يَبْكِي وَيَلْطُمُ وَجْهَهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَا بَأْسَ أَصْدِقْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الصَّادِقِينَ. فَقَالَ: يَا أَبِي كَانَ ذَلِكَ وَالشَّيْطَانُ أَغْوَانِي وَأَنَا تَائِبٌ نَادِمٌ. فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ ذَلِكَ قَبَضَ عَلَى يَدِهِ وَلَبَّبَهُ وَجَرَّهُ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: يَا أَبَهْ لَا يعصمني على رُؤُوس الْخَلائِقِ حَدٌّ السَيْفِ وَاقْطَعْنِي هَاهُنَا إربا إربا. قَالَ: أما

سَمِعت قَول الله عزوجل (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ثُمَّ جَرَّهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ بَيْنَ يَدِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد وَقَالَ: صَدَقَتِ الْمَرْأَةُ، وَأَقَرَّ أَبُو شَحْمَةَ بِمَا قَالَتْ. وَلَهُ مَمْلُوكٌ يُقَالُ لَهُ أَفْلَحُ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَفْلَحُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً إِنْ أَنْتَ قَضَيْتَهَا فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ مُرْنِي بِأَمْرِكَ. قَالَ: خُذِ ابْنِي هَذَا فَاضْرِبْهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَلا تُقَصِّرْ فِي ضَرْبِهِ. فَقَالَ: لَا أَفْعَلُهُ. وَبَكَى وَقَالَ: يَا لَيْتَنِي لَمْ تَلَدْنِي أُمِّي حَيْثُ أُكَلَّفُ ضَرْبَ وَلَدِ سَيِّدِي. فَقَالَ لَهُ عُمَر: إِنَّ طَاعَتِي طَاعَةُ الرَّسُولِ فَافْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. فَانْزَعْ ثِيَابَهُ. فَضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَجَعَلَ الْغُلامُ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى أَبِيهِ وَيَقُولُ: أَبَة ارْحَمْنِي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَهُوَ يَبْكِي: رَبُّكَ يَرْحَمُكَ، وَإِنَّمَا هَذَا كَيْ يَرْحَمَنِي وَيَرْحَمَكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَفْلَحُ اضْرِبْ. فَضَرَبَ أَوَّلَ سَوْطٍ. فَقَالَ الْغُلامٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ: نِعْمَ الاسْمُ سَمَّيْتَ يَا بُنَيَّ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ بِهِ ثَانِيَةً قَالَ: أَوَّهُ يَا أَبَة. فَقَالَ عُمَرُ: اصْبِرْ كَمَا عَصَيْتَ. فَلَمَّا ضُرِبَ ثَالِثًا قَالَ: الأَمَانُ. قَالَ عُمَرُ: رَبَّكَ يُعْطِيكُ الأَمَانَ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ رَابِعًا قَالَ: وَاغَوْثَاهُ. فَقَالَ: الْغَوْثُ عِنْدَ الشِّدَّةِ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ خَامِسًا حَمِدَ اللَّهَ. فَقَالَ عُمَرُ: كَذَا يَجِبُ أَنْ تَحْمَدَهُ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ عَشْرًا قَالَ: يَا أَبْة قَتَلْتَنِي قَالَ: يَا بُنَيَّ ذَنْبُكَ قَتَلَكَ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ ثَلاثِينَ قَالَ: أَحْرَقْتَ وَاللَّهِ قَلْبِي. قَالَ: يَا بُنَيَّ النَّارُ أَشَدُّ حَرًّا. قَالَ: فَلَمَّا ضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ قَالَ: يَا أَبَة دَعْنِي أَذْهَبُ عَلَى وَجْهِي. قَالَ: يَا بُنَيَّ إِذَا أَخَذْتُ حَدَّ اللَّهِ مِنْ جَنْبِكَ اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ خَمْسِينَ قَالَ: نَشَدْتُكَ بِالْقُرْآنِ لَمَا خَلَيْتَنِي. قَالَ: يَا بُنَيَّ هَلا وَعَظَكَ الْقُرْآنُ وَزَجَرَكَ عَنْ مَعْصِيّة الله عزوجل، يَا غُلامُ اضْرِبْ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ سِتِّينَ قَالَ: يَا أَبِي أَغِثْنِي. قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ إِذَا اسْتَغَاثُوا لَمْ يُغَاثُوا. فَلَمَّا ضَرَبَهُ سَبْعِينَ قَالَ: يَا أَبَة اسْقِنِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ. قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنْ كَانَ رَبُّكَ يُطَهِّرُكَ فَيَسْقِيكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرْبَةً لَا تَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا، يَا غُلامُ اضْرِبْ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ ثَمَانِينَ قَالَ: يَا أَبَة السَّلامُ عَلَيْكَ. قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ، إِنْ رَأَيْتَ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلامُ وَقُلْ لَهُ: خَلَّفْتَ عُمَرَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيُقِيمُ الْحُدُودَ، يَا غُلامٌ اضْرِبْهُ. فَلَمَّا ضَرَبَهُ تِسْعِينَ انْقَطَعَ كَلامُهُ وَضَعُفَ. فَوَثَبَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ فَقَالُوا: يَا عُمَرُ انْظُرْ كَمْ بَقِيَ فَأَخِّرْهُ إِلَى وَقْتٍ آخَرَ. فَقَالَ: كَمَا لَا تُؤَخَّرُ الْمَعْصِيَةُ لَا تُؤَخَّرُ الْعُقُوبَةُ. فَأَتَى الصرِيخُ إِلَى أُمِّهِ فَجَاءَتْ بَاكِيَةً صَارِخَةً وَقَالَتْ: يَا عُمَرُ أَحِجُّ بِكُلِّ سَوْطٍ حَجَّةً مَاشِيَةً، وَأَتَصَدَّقَ بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا. قَالَ: إِنَّ الْحَجَّ وَالصَّدَقَةَ لَا تَنُوبُ عَنِ الْحَدِّ، يَا غُلامُ أَتِمّ الْحَدَّ. فَلَمَّا كَانَ آخَرُ سَوْطٍ سَقَطَ الْغُلامُ مَيِّتًا. فَقَالَ عُمَرُ: يَا بُنَيَّ مَحَّصَ اللَّهُ عَنْكَ الْخَطَايَا. وَجَعَلَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: بِأَبِي مَنْ قَتَلَهُ الْحَقُّ، بِأَبِي مَنْ مَاتَ عِنْدَ انْقِضَاءِ الْحَدِّ، بِأَبِي مَنْ لَمْ يَرْحَمْهُ أَبُوهُ وَأَقَارِبُهُ. ! فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا. فَلَمْ يَرَ يَوْمٌ أَعْظَمَ مِنْهُ. وَضَجَّ النَّاسُ بِالبْكَاءِ وَالنَّحِيبِ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَقْبَلَ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَبِيحَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: إِنِّي أَخَذْتُ وِردِي مِنَ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَإِذَا الْفَتَى مَعَهُ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ. فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقْرِئْ عُمَرَ مِنِّي السَّلامُ وَقَل لَهُ: هَكَذَا أَمَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَتُقِيمَ الْحُدُودَ. وَقَالَ الْغُلامُ: أَقْرِئْ أَبِي مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ: طَهَّرَكَ اللَّهُ كَمَا طَهَّرْتَنِي، وَالسَّلامُ ". حُدِّثْتُ عَنْ هَارُونَ بْنِ طَاهِرٍ أَنْبَأَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ إِمْلاءً حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخَوْلانِيُّ قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ - هَكَذَا قَالَ - وَهُوَ عِنْدِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ ابْنَانِ يُقَال لأَحَدهمَا عبد الله وَالْآخر عبيد الله، وَكَانَ يكنى أَبَا شحمة، وَكَانَ أَبُو شحمة أشبه النَّاس برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلَاوَة لِلْقُرْآنِ، وَأَنه مرض مَرضا، فَجعل أُمَّهَات الْمُؤْمِنيِنَ يعدنه، فَبينا هن فِي عيادته قُلْنَ لعمر: لَو نذرت عَلَى ولدك كَمَا نذر على

ابْن أَبِي طَالِب عَلَى وَلَده الْحَسَن وَالْحُسَيْن فألبسهما اللَّه الْعَافِيَة. فَقَالَ عُمَر: عَلَى نذر وَاجِب لَئِن ألبس الله عزوجل ابْني الْعَافِيَة أَن أَصوم ثَلَاثَة أَيَّام، وَقَالَتْ والدته مثل ذَلِكَ. فَلَمَّا أَن قَامَ من مَرضه أَضَافَهُ نسيكة الْيَهُودِيّ، فَأتوهُ بنبيذ التَّمْر فَشرب مِنْهُ. فَلَمَّا طابت نَفْسه خرج يُرِيد منزله، فَدخل حَائِطا لبنى النجار، فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَة رَاقِدَة فكابدها وجامعها، فَلَمَّا قَامَ مَعهَا شتمته وخرقت ثِيَابه وانصرفت إِلَى منزلهَا " وَذكر الْحَدِيث بِطُولِهِ. هَذَا حَدِيث مَوْضُوع. كَيْفَ رُوِيَ وَمن أَي طَرِيق نقل؟ وَضعه جهال الْقصاص ليَكُون سَببا فِي تبكية الْعَوام وَالنِّسَاء، فَقَدْ أبدعوا فِيهِ وَأتوا بِكُل قَبِيح ونسبوا إِلَى عُمَر مَا لَا يَلِيق بِهِ، ونسبوا الصَّحَابَة إِلَى مَا لَا يَلِيق بِهِمْ، وكلماته الرَّكِيكَة تَدُل عَلَى وَضعه، وَبعده عَنْ أَحْكَام الشَّرْع يدل عَلَى سوء فَهُمْ وَاضعه وَعدم فقهه. وَقَدْ تعجل وَاضعه قذف ابْن عُمَر بِشرب الْخمر عِنْدَ الْيَهُودِيَّة، وَنسب عُمَر إِلَى أَنَّهُ أحلفه بِاللَّه لِيُقِر، وحوشى عُمَر، لِأَنَّهُ لَو رأى أَمارَة ذَلِكَ لصدف عَنْهَا فَإِن مَا عزا لما أقرّ أعرض عَنْهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أعَاد الْإِقْرَار أعرض عَنْهُ إِلَى أَن قَالَ لَهُ: أبك جُنُون. وَقد قَالَ " ادرأوا الْحُدُود مَا اسْتَطَعْتُم " وَقَالَ عُمَر لرجل أقرّ بذنب عِنْدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ سترك اللَّه لَو سترت نَفسك " وَكَيف يحلف عُمَر وَلَده بِاللَّه هَل زَنَيْت. هَذَا لَا يَلِيق بِمثلِهِ. وَمَا أقبح مَا زَينُوا كَلَامه عِنْدَ كُل سَوط. وَذَلِكَ لَا يخفى عَنِ الْعَوام أَنَّهُ صنعه جَاهِل سوقي. وَقَدْ ذكر أَنَّهُ طلب مَاء فَلم يسقه، وَهَذَا قَبِيح فِي الْغَايَة. وحكوا أَن الصَّحَابَة قَالُوا: أخر بَاقِي الْحَد، وَأَن أم الْغُلَام قَالَتْ: أحج عَنْ كُل سَوط. وَهَذَا كُلهُ يتحاشى الصَّحَابَة عَنْ مثله. ومنام حُذَيْفَة أبرد من كل شئ. ثُمَّ شبهوا أَبَا شحمة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَذَفُوهُ بالفاحشة. ولعمري إِنَّه قَدْ ذكر الزُّبَيْر بْن بكار أَن عبد الرحمن الْأَوْسَط من أَوْلَاد عُمَر كَانَ يكنى أَبَا شحمة وعَبْد الرَّحْمَنِ هَذَا كَانَ بِمصْر خرج غازيا، فاتفق أَنَّهُ شرب لَيْلَة نبيذا فَخرج إِلَى

السكر فَأصْبح فجَاء إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَالَ لَهُ: أقِم عَلَى الْحَد، فَامْتنعَ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أخبر - أَنى -[أَبِي] إِذَا قدمت عَلَيْهِ، فَضَربهُ الْحَد فِي دَاره وَلَمْ يُخرجهُ، فَكتب إِلَيْهِ عُمَر يلومه فِي مراقبته لعَبْد الرَّحْمَنِ وَيَقُول: أَلا فعلت بِهِ مَا تفعل بِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا قدم عَلَى عُمَر ضربه. وَاتفقَ أَنَّهُ مرض فَمَاتَ. هَذَا الَّذِي ذكره مُحَمَّد ابْن سَعِيد فِي الطَّبَقَات وَغَيره. وَلَيْسَ بعجيب أَن يَكُون شرب النَّبِيذ متأولا فَسَكِرَ عَنْ غَيْر اخْتِيَار، وَإِنَّمَا لما قدم عَلَى عُمَر ضربه ضرب تَأْدِيب لَا ضرب حد، وَمرض بَعْد ذَلِكَ لَا من الضَّرْب وَمَاتَ، فَلَقَد أبدوا فِيهِ الْقصاص وأعادوا. وَفِي الْإِسْنَاد الأَوَّل من هُوَ مَجْهُول ثُمَّ هُوَ مُنْقَطع. وَسَعِيد بْن مَسْرُوق من أَصْحَاب الأَعْمَش [فَأَيْنَ هُوَ] وَعمر. وَكَذَلِكَ الْإِسْنَاد الثَّانِي فِيهِ مَجَاهِيل. قَالَ الدَّارقطني: حَدِيث مُجَاهِد عَنِ ابْن عَبَّاس فِي حد أَبِي شحمة لَيْسَ بِصَحِيح. وَأَمَّا الْإِسْنَاد الثَّالِث فَإِن عَبْد القدوس كَذَّاب. قَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثقاة، لَا يحل كتب حَدِيثه. وَأما صَفْوَان الرَّاوِي عَنْ عُمَر فبينه وَبَين عُمَر رجال، وَالْمُتَّهَم بِهَذَا الْحَدِيث الرِّجَال الَّذِينَ فِي أول الْإِسْنَاد، وَلَا طائل فِي الإطالة بِجرح رِجَاله، فَإِنَّهُ لَو كَانَ رِجَاله من الثقاة علم أَنَّهُ من الدساسين لما فِيهِ مِمَّا يتنزه عَنْهُ الصَّحَابَة، فَكيف، وَلَيْسَ إِسْنَاده بشئ. بَاب مَا رَوَى أَن عُمَر كَانَ يشرب حدثت عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا أَبى حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد ابْن شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ حِفْنَسٍ (1) حَدَّثَنَا أَسْلَمُ بْنُ جُنَادَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ " أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بن الْخطاب رضى الله عَن يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ ". هَذَا كذب بِلَا شكّ. قَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: سَعِيد بْن ذِي لعوة شيخ دجال يزْعم أَنَّهُ رأى عُمَر يشرب الْمُسكر، وَمن زعم أَنَّهُ سَعِيد بْن ذِي حدان فقد وهم.

_ (1) هِيَ كَذَلِك بالاصل.

بَاب ماروى من رُجُوع عَلَى عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى الدُّنْيَا أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك أَنْبَأَنَا ابْنُ بَكْرَانَ أَنْبَأَنَا الْعَتَيقِيُّ حَدثنَا يُوسُف ابْن أَحْمَدَ حَدَّثَنَا الْعَقِيلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّهْقَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْن إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ حَدَّثَنَا مُخَوَّلٌ عَنْ سَلامٍ الْخَيَّاطِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ حَدَّثَنَا عَيَّابَةُ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: " وَاللَّهِ لأُقْتَلَنَّ، ثُمَّ لأُبْعَثَنَّ، ثُمَّ لأُقْتَلَنَّ، وَهِيَ الْقِتْلَةُ الَّتِي أَمْوُتُ فِيهَا، يَضْرِبُنِي يَهُودِيٌّ بِأَرْيَحَانَ - مَوْضِعٌ بِالشَّامِ - بِصَخْرَةٍ يَقْرَعُ بِهَا هَامَتِي ". هَذَا حَدِيث مَوضِع محَال، وعباية مَجْرُوح، وَالْمُتَّهَم بِهِ مُوسَى بْن طريف. قَالَ يَحْيَى: كَانَ ضَعِيفا ضَعِيفا. وَحكى عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أتحدث بِهَذِهِ الْأَحَادِيث أسخر بِهِمْ. وَقَالَ السَّعْدِيّ: كَانَ زائغا. وَقَالَ ابْن حبَان [يَأْتِي] بِالْمَنَاكِيرِ الَّتِي لَا أصُول لَهَا. وَقَالَ الْعَقِيلِيّ: إِسْحَاق إِلَى عَبَايَة كلهم روافض. بَاب قَول على فِي أَوْلَاد الْعَبَّاس أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الضَّيْمَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: وَضَعَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ حَدِيثًا عَنْ مطر عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ: " [السَّابِعُ] من ولد الْعَبَّاسِ يلبس الخضرة " حَدِيثا لم يكن مِنْهُ شئ. بَاب مَا رَوَى أَن فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلام غسلت بغسلها قبل الْمَوْت وَلم تَغْتَسِل بعد الْمَوْت أَنبأَنَا عبيد الله بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِي أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ أَنبأَنَا

عبد الملك بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى قَالَتْ: " اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ فَمَرَّضْتُهَا فَقَالَتْ لِي يَوْمًا وَقَدْ خَرَجَ عَلِيٌّ: يَا أَمَتَاهُ (1) اسْكُبِي لِي غُسْلا، فَسَكَبْتُ ثُمَّ قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنَ مَا كُنْتُ أَرَاهَا تَغْتَسِلُ، ثُمَّ قَالَتْ: هَاتِي لِي ثِيَابِي الْجُدُدَ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا، ثُمَّ [جَاءَتْ] إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ فَقَالَتْ لِي: قَدِّمِي لِي الْفِرَاشَ إِلَى وَسَطِ الْبَيْتِ ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَوَضَعَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا وَاسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَمَتَاهُ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْيَوْمَ، وَإِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلا يَكْشِفْنِي أَحَدٌ. قَالَ: فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا، فَجَاءَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا يَكْشِفُهَا أَحَدٌ، فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ ". وَقَدْ رَوَاهُ نُوحُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَرَوَاهُ الحكم ابْن أَسْلَمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَيْضًا، وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عَقِيلٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ اغْتَسَلَتْ. هَكَذَا ذَكَرَهُ مُرْسَلا. وَهَذَا حَدِيث لَا يَصح. أما مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فمجروح شهد بِأَنَّهُ كَذَّاب. مَالِك وَسليمَان التَّيْمِي ووهب بْن خَالِد وَهِشَام بْن عُرْوَةَ وَيَحْيَى بْن سَعِيد. وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: يحدث عَنِ المجهولين بِأَحَادِيث بَاطِلَة. وَأَمَّا عَاصِم فَقَالَ يَحْيَى بْن معِين: لَيْسَ بشئ. وَأَمَّا نوح بْن يَزِيد وَالْحكم فكلاهما متشيع. وَأَمَّا ابْن عقيل فحَدِيثه مُرْسل ثُمَّ هُوَ ضَعِيف جدا. قَالَ ابْن حبَان: كَانَ ردئ الْحِفْظ يحدث عَلَى التَّوَهُّم فيجئ بالْخبر عَلَى غَيْر سنَنه، فَلَمَّا كثر ذَلِكَ فِي أخباره وَجب مجانبتها ثُمَّ إِن الْغسْل إِنَّمَا يَكُون لحَدث الْمَوْت فَكيف يغْتَسل قبل الْحَدث. هَذَا لَا يَصح إِضَافَته إِلَى عَلَى وَفَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بَل يتنزهون عَنْ مثل هَذَا

_ (1) كَذَلِك وَردت بالاصل.

بَاب ذكر حَدِيث مَوْضُوع على مُعَاوِيَة أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْبَأَنَا أَبُو نعيم حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي حَدَاثَتِهِ صَاحِبَ شَرَابٍ، فَأَحَسَّ مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ، فَأَحَبَّ أَنْ يَعِظَهُ فِي رِفْقٍ، فَقَالَ يَا بُنَيَّ مَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَصِيرَ إِلَى حَاجَتِكَ مِنْ غَيْرِ تَهَتُّكٍ يَذْهُبُ بِمُرُوءَتِكَ وَقَدْرِكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ إِنِّي مُنْشِدُكَ أَبْيَاتًا، فَتَأَدَّبْ بِهَا وَاحْفَظْهَا، فَأَنْشَدَهُ: انصب نَهَارا فِي طلاب العلى * وَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ أَتَى بِالدُّجَى * وَاكْتَحَلَتْ بِالْغَمْضِ عَيْنُ الرَّقِيبِ بَاشِرِ اللَّيْلَ بِمَا يَشْتَهِي * فَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ الأَدِيبِ كَمْ فَاسِقٍ يَحْسَبُهُ نَاسِكًا * قَدْ بَاشَرَ اللَّيْلَ بِأَمْرٍ عَجِيبٍ غَطَّى عَلَيْهِ اللَّيْلُ أَسْتَارَهُ * فَبَاتَ فِي أَمْنٍ وَعَيْشٍ خَصِيبٍ و [لَذَّة] الاحمق مكشوفة يس * عى بِهَا كُلُّ عَدُوٍّ مَرِيبٍ قَالَ الْمُصَنِّفُ قُلْتُ: ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا هُوَ مَنْ قَصَدَهُ بِالشَّيْنِ وَذَلِكَ مِنَ الْغَلابِيِّ فَإِنَّهُ كَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ. قَالَ الدَّارقطني: كَانَ يضع الْحَدِيث قَالَ المُصَنّف قُلْتُ: وَإِنَّمَا هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، كَتَبَهَا إِلَى ابْنه عبد الله، وَكَانَ قَدْ أَحَبَّ جَارِيَةً مُغَنِّيَةً، فَاشْتَرَاهَا سِرًّا، وَانْقَطَعَ عَنْ أَبِيهِ أَيَّامًا، فكاتبه بِهَذَا. بَاب ذكر حَدِيث مَوْضُوع عَلَى ابْن عمر أَنبأَنَا على بن عبيد الله أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْن بَطَّةَ حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الاحول حَدثنَا

خَلادُ الْمُنَقِّرِيُّ حَدَّثَنِي قَيْسٌ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ تَعْوِيذَاتٌ حَشْوُهُمَا مِنْ زَغَبِ جِنَاحِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ". هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الْكُدَيْمِيُّ فَإِنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث. بَاب ذكر حَدِيث مَوْضُوع على عبد الله بن عَمْرو روى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ الصَّمد عَن هِشَام الدستوانى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " الْبَحْرُ لَا يُجْزِئُ مِنْ جَنَابَةٍ وَلا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ لأَنَّ تَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا، وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرٌ حَتَّى عَدَّ سَبْعَةَ أَبْحُرٍ وَسَبْعَ نِيرَانٍ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ يَضَعُ الحَدِيث على الثقاة وَيزِيد فِي الاخبار. بَاب ذكر حَدِيث مَوْضُوع عَلَى أَبِي هُرَيْرَة روى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ عَن أَبى هُرَيْرَة قَالَ: " مَاء ان لَا يَجْزِيَانِ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ: مَاءُ الْبَحْرِ وَمَاءُ الْحِمَارِ " وَهَذَا من عمل ابْن المُهَاجر. بَاب ذكر أَحَادِيث وضعت عَلَى ابْن عَبَّاس الحَدِيث الأول: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا التَّنُوخِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مِفْتَاحُ بْنُ خَلَفٍ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن يزِيد الْجَصَّاص حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " إِنَّ لكل شئ سَبَبًا، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَفْطِنُ لَهُ وَلا سَمِعَ بِهِ وَإِنَّ لأَبِي جَادٍ لَحَدِيثًا عَجَبًا: أَمَّا أَبُو جَادٍ أَبَى آدَمُ الطَّاعَةَ وجد فِي أكل الشَّجَرَة،

وَأَمَّا هَوَّزُ فَهَوَى مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأَمَّا حُطِّي فَحَطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ، وَأَمَّا كَلَمُنْ أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَمَنْ عَلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ، وَأَمَّا سَعْفَصْ فَعُقْبَى آدَمَ رَبُّهُ وَأُخْرِجَ مِنَ النَّعِيمِ إِلَى النَّكَدِ، وَأَمَّا قريشيات فَأَقَرَّ بِالذَّنْبِ وَسَلِمَ مِنَ الْعُقُوبَةِ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِيهِ مَجَاهِيلُ. قَالَ يَحْيَى: وَالْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبُ لَيْسَ بشئ. قَالَ البُخَارِيّ وَالدَّارقطني: مَتْرُوك. الحَدِيث الثَّانِي: أَنْبَأَنَا الْقَزَّازُ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِد الْوَكِيلُ حَدَّثَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ أَخُو أَبِي اللَّيْثِ الْفَرَائِضِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبْسٍ الْمَأْمُونِيُّ حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جُويَبْرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " نَزَلَتْ فِي ثَلَاثمِائَة آيَةٍ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَالضَّحَّاكُ قد ضَعَّفُوهُ، وجويبر لَيْسَ بشئ عِنْدهم. قَالَ النَّسَائِيّ وَالدَّارقطني: هُوَ مَتْرُوكٌ. وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَيْضا. الحَدِيث الثَّالِث: أَنبأَنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ على أَنبأَنَا على ابْن أَبِي عَليٍّ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الأَشْنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ سَالِمٍ الأَعْشَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بن سِيرِين قَالَ قَالَ عبد الله بْنُ عَبَّاسٍ: يَأْتِي مِنْ وَلَدِي السَّفَّاحُ، ثُمَّ الثَّانِي الْمَنْصُورُ عَلَى الأَعْدَاءِ، ثُمَّ الثَّالِثُ الْمَهْدِي، ثُمَّ الرَّابِعُ الْجَوَّادُ يَبْذُلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ رِجَالا، ثُمَّ قَالَ: يَلِي الْمُؤْمِنُ الْمُعَمِّرُ الطَّيِّبُ الْمُطَيِّبُ الشَّابُ الأَزْهَرُ يَمْلِكُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ". هَذَا مِمَّا عملت يَد أَبِي الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ، وَلَا شكّ أَنَّهُ قَدْ أَشَارَ بِهَذَا إِلَى الْقَادِر. قَالَ الدَّارقطني: كَانَ الشَّيْبَانِيّ يكذب.

بَاب ذكر حَدِيث وضع عَلَى فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلام ذكر أَبُو مُحَمَّد بْن قُتَيْبَةَ أَن فَاطِمَة خرجت فِي ثَلَاثَة من نسائها تُوطأ ذيولها حَتَّى دخلت عَلَى أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فكلمته - يَعْنِي فِي الْمِيرَاث - قَالَ ابْن قُتَيْبَةَ: وَكنت أرى أَن لِهَذَا أصلا فَقَالَ لي بَعْض نقلة الْأَخْبَار أَنا أسن من هَذَا الحَدِيث وَأعرف من عمله. آخر كتاب الموضوعات تأليف الامام الْحَافِظ الْعَلامَة واعظ العرافين أَبى الْفرج عبد الرحمن بن على بن مُحَمَّد ابْن الجوزى الحنبلى رَحمَه الله تَعَالَى وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين، وَصلى الله على سيدنَا وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ، وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على نبيه الْكَرِيم وَبعد فنحمد الله سُبْحَانَهُ، الذى جعلنَا مُسلمين، ثمَّ وفقنا لخدمة دينه القويم..فألهمنا شكر نعْمَته..بالدعوة إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ، وَإِلَى كِتَابه الْكَرِيم..وبالعمل على نشر سنة نبيه الامين. كَذَلِك نحمده تَعَالَى على مَا يسر وأعان، بإتمام طبع كتاب " الموضوعات " فِي ثَلَاثَة أَجزَاء. وَهُوَ كَمَا يرى الْقَارئ كتاب نَفِيس - ينشر للمرة الأولى - نقلا عَن نُسْخَة خطية وحيدة بالمكتبة الازهرية بِالْقَاهِرَةِ، بعد أَن تمّ تصويرها بدار الْكتب المصرية بترخيص خَاص..وَهُوَ كتاب يعرف نفاسته وَقدره من مارس فنون علم الحَدِيث، وعالج النّظر وَالْكِتَابَة فِيهَا. وَكفى بِهِ نفاسة أَنه أثر فريد فِي بَابه، غزير فِي مادته..من أجل آثَار الامام السلَفِي الْجَلِيل أَبى الْفرج عبد الرحمن بن الجوزى القرشى..عَسى أَن يَسْتَفِيد ويفيد بِهِ الباحثون، وتقر بِهِ أعين الغيورين من حماة الدَّين. ولسنا يفوتنا هُنَا، أَن نفى أخانا الْمُحب الاستاذ عبد الرحمن مُحَمَّد عُثْمَان حَقه من الشُّكْر والعرفان، بِمَا بذل من جهد مشكور، وَمَا لقى من تَعب وَنصب فِي سَبِيل إنجاز طبع هَذَا الْكتاب، بعد ضبط وَتَحْقِيق غوامضه، والاشراف على مُرَاجعَته وتصحيحه والتقديم لَهُ. ذَلِك أَن الاخ الْمُحب أَبى - متفضلا مشكورا - أَن يتقاضى لِقَاء جهده الشخصي فِي الاشراف على كتاب " الموضوعات " وتحقيقه - أجرا، رغم مَا بذل فِيهِ من جهد مضن، تَكْرَارا لفضله الْقَدِيم فِي كتبنَا السَّابِقَة، محتسبا ذَلِك فِي صحائفه

اللاحقة، لوجه الله ثمَّ الاخوة والمودة فِي ذَاته سُبْحَانَهُ، أكْرم الاكرمين. وَهُوَ - كشأنه دَائِما - قد ضرب بذلك مثلا كَرِيمًا للتضحية، فِي عصر تسوده المادية، وتعصف بِهِ الاطماع..وَنحن نَدع جزاءه وأجره لله سُبْحَانَهُ، الذى يتَوَلَّى الصَّالِحين. وقانا الله وإياه وَالْمُسْلِمين..فتنا كَقطع اللَّيْل المظلم..وَكتب لامتنا السَّلامَة والنجاة..ورزقنا الايمان، وَصَلَاح النِّيَّة، وَحسن الْعَمَل. وَالله الهادى إِلَى سَوَاء السَّبِيل..وَصلى الله على نبيه الْكَرِيم، وعَلى آله وصحابته الطيبين..وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين؟ الْمَدِينَة المنورة - المكتبة السلفية غرَّة الْمحرم من عَام 1388 مُحَمَّد عبد المحسن

§1/1