الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة

مجموعة من المؤلفين

حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م تصدر هَذِه السلسلة عَن مجلة الْحِكْمَة الصادرة فِي بريطانيا Al-Bukhary Islamic Center - 206 Burton Road Manchester M 20 - 2 LW England Tel / FAX: 0044 - 161 - 3746648 على الراغبين الْحُصُول على مجلة الْحِكْمَة أَو سلسلة إِصدارات الْحِكْمَة الِاتِّصَال على ممثل مجلتنا فِي الشرق الْأَوْسَط على العنوان التَّالِي: السعودية - الْمَدِينَة المنورة - ص. ب: 6604 - فاكس: 8470068 - 04 هَاتِف جوال: 53322408 - 5816043 - 5 - 00966 E.mail: alhikma [email protected]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المقدمة

المقدِّمَة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد: نقدم إسهامنا الثاني في عالم الموسوعات بعد موسوعة الحافظ ابن حجر العسقلاني الحديثية التي طل نورها قبل سنتين تقريبًا لذا نثني بهذه الموسوعة الموسومة بـ "الموسوعة الميسَّرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم" وهو جمع موسوعي لمئات المجلدات عمدنا إليها لنستل تراجم هؤلاء وليسهل على القارئ الكريم تناولها والوصول إليها، وكان التركيز في عملنا الموسوعي هذا على العلماء من أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة. والمتتبع لتراجم هؤلاء الأعلام قديمًا أو حديثًا يتبين له الشتات المتفرق لتراجم هؤلاء إما على طريقة حروف المعجم لسنوات محدودة، وإما مرتبة على الطبقات يصعب الوصول إليها، وإما مختصرة بعيدة عن الاستيعاب، وإما أن تكون بعض المصادر نفدت طبعتها فتراها مفقودة في كثير من المكتبات. الخاصة أو العامة ناهيك عن كثرة هذه المصادر والمراجع لتراجم هؤلاء مما يصعب على الكثير اقتناؤها بكاملها سيما الخاصة من الباحثين فعامتهم لا يستطيع اقتناء مئات المجلدات لتراجم هؤلاء كما أن هناك نوادر من كتب هذه التراجم لا توجد في عامة المكتبات زيادة على ذلك أن هذه الموسوعة تضمنت دراسة عقدية لعقائد هؤلاء الأعلام وشيء من طرائفهم وجمع من الفوائد العامة منثورة في هذه التراجم، وبهذا يتبين القيمة العلمية لهذه الموسوعة. فكرة إنشاء الموسوعة: بداية هذه الفكرة خالجتني في ذهني وأنا أقوم في أعمالي العلمية عندما كنت أتصفح كتب التراجم فوقع نظري على كتاب الفيروزآبادي "البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة" وهو كتاب صغير الحجم قليل التراجم بحجم مائة وعشرين صفحة فقلت في نفسي إن مثل هذا العمل لا بد أن يكون موسوعيًا فاقتبست عنوان الكتاب وأضفت إليه أئمة التفسير والإقراء لأنهما قريبان من هذا التخصص -أعني تخصص النحو واللغة- فعقدت العزم على إخراج هذا العمل الموسوعي من القرن الأول إلى المعاصرين وحيث أن مثل هذا العمل لا يمكن أن

أهمية هذه الموسوعة

أقوم به بمفردي فكونت فريق عمل في إعداد هذه الموسوعة وهم نفس فريق العمل الذين شاركوني في إخراج موسوعة الحافظ ابن حجر العسقلاني الحديثية -التي طبعت في ست مجلدات- وهم الشيخ إياد عبد اللطيف القيسي والشيخ مصطفى بن قحطان الحبيب والشيخ بشير بن جواد القيسي والشيخ عماد بن محمد البغدادي واستغرق العمل في هذه الموسوعة قريب من الخمس سنوات ولما رأيت أن مثل هذا العمل يأخذ طابع الموسوعية عمدت إلى تغيير العنوان من "البلغة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة" إلى "الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة من القرن الأول إلى المعاصرين" ثم رأيت أن أضيف لهذا العمل دراسة في غاية الأهمية تجلي لنا الجانب العقائدي لهؤلاء الأعلام فقمت بدراسة لعقائدهم فمن كان له نتاج تقصينا نتاجه لنتعرف على عقيدته أو تتبين لنا عقيدته في ثنايا ترجمته ومن لم يذكر عن عقيدته شيء فالأصل فيه السلامة لأن الأصل في المسلم سلامة العقيدة حتى يظهر لنا ما ينافي ذلك. أهمية هذه الموسوعة: إن المتتبع والمتقصي لترجمة لغوي أو نحوي أو مفسر تراه يتعب نفسه في أن يقلب كتب التراجم سواء ما كان منها مرتبًا على الطبقات، أو ما كان منها معتمدًا الفترة الزمنية، أو ما يسمى بالحوليات كتراجم أعيان القرن العاشر، أو ما كان معتمدًا على البلدان كتاريخ بغداد وتاريخ دمشق وتاريخ أصفهان وغيرها، أو ما كان معتمدًا الطبقات الزمنية كسير أعلام النبلاء للذهبي أو غير ذلك من كتب التراجم وهو كم هائل يصعب على الباحث تقصيه ليظفر ويتقص ترجمة النحوي أو اللغوي أو المفسر ولعل مثل موسوعتنا هذه التي شملت أربعة عشر قرنًا لتراجم هؤلاء الأعلام ولعل مثل هذا العمل لم يسبقا إليه أحد على هذا النحو من الشمولية والموسوعية. كما تكمن أهمية هذه الموسوعة أنها شملت عقائد هؤلاء الأعلام ودراستها دراسة علمية دقيقة من خلال ما هو منثور في تراجمهم أو من كان له نتاج علمي فإننا نقوم بتقصي الجانب العقدي في مؤلفاته المطبوعة ومثل هذا العمل أيضًا ننفرد به حيث لم يسبق أن جمع عقائد هؤلاء في مصنف واحد وبمثل هذه الموسوعية، كما بذلنا جهدًا في تقنص الفوائد والطوائف المنثورة في تراجم هؤلاء. وبهذا نكون قد جمعنا وحوينا في هذه الموسوعة الشتات الكبير تقريبًا وتسهيلًا للباحث وكما أوضحت في المقدمة أن كثيرًا من المصادر والمراجع إما أن تكون نفدت طباعتها أو أنها مفقودة أو أنها نادرة كما أن الكثير من الباحثين بل حتى الكثير من المكتبات العامة يفتقدون مثل هذه المصادر والمراجع من كتب التراجم ويصعب عليهم اقتناؤها فموسوعتنا التي جمعت في ثلاث مجلدات تكون قد حوت هذا الكم الهائل وأراحت الباحثين من عناء الجمع والتقصي. منهجنا وعملنا في هذه الموسوعة: لقد بذلنا جهدًا كبيرًا في وضع خطة العمل لهذه الموسوعة وأستطيع أن ألخص العمل بالخطوات التالية:

1 - قمنا بجرد جميع المؤلفات التي عُنيت بأنواع التراجم المختلفة ككتب التواريخ والطبقات والبلدان والتراجم المخصصة كالمشيخات والتراجم العامة وكل مصدر أو مرجع يحوي ترجمة مفسر أو نحوي أو لغوي فربما وجد نحوي أو لغوي أو مفسر في تراجم المحدثين أو الفقهاء لجمعه وبروزه في كلا التخصصين أو أكثر من تخصصين فهناك من الأعلام من جمع في بروزه بين التفسير واللغة والحديث والفقه وكان له نتاج علمي فيها كلها. 2 - رجعنا إلى كثير من البحوث والرسائل الجامعية التي كتبت في علم من الأعلام في دراسة متقصية فاستفدنا من جانب العقيدة لهذه الدراسة خاصة كما استفدنا من عموم الترجمة. 3 - كما تقصينا مؤلفات صاحب الترجمة مما هو مطبوع لنستفيد منها في تحديد عقيدته. 4 - المترجم لهم في هذه الموسوعة من حيث جانب العقيدة على ثلاثة أحوال: الحال الأول: من لم يذكر عن عقيدته أي شيء ومثل هذا لا يمكن الحكم على عقيدته فننقل مجرد الترجمة لأن الأصل في المسلم سلامة العقيدة حتى يظهر لنا بالبراهين القاطعة ما ينافي ذلك. الحال الثانية: أحكام عامة على صاحب الترجمة حكم عليهم بها الأعلام الكبار أو بعض العلماء وقد تكون هذه الأحكام مجملة وقد تكون مفصلة مدعومة بدليل أو برهان على ذلك. الحال الثالثة: أن يكون لصاحب الترجمة نتاج من مؤلفات فإننا نرجع إلى مؤلفاته لنتقصى ترجمته وعقيدته فننقل براهين قاطعة على فساد عقيدته وإن كان سليم العقيدة فلا حاجة لنا إلى أن ننقل برهانًا على ذلك. 5 - رجعنا إلى كتب العقائد المختلفة والرسائل الجامعية في هذا التخصص فاستفدنا منها جانبًا كبيرًا فيما يخص هذه الموسوعة. 6 - أثبتنا قبل كل علم الفن الذي اشتهر به فإن جمع فيه أكثر من فن أثبتناه جميعًا. 7 - حاولنا أن تأخذ الترجمة طابع الاختصار سواء من حيث مشايخ العلم أو تلاميذه إذ نكتفي بالبارزين منهم اثنين أو ثلاثة أو قريبًا من ذلك كما بذلنا أقصى الجهد في أن نودع في الترجمة أهم الفوائد والفرائد والطرائف على وجه الاختصار بعيدًا عن الإسهاب والإطناب إلا ما كان ضروريًا الإطالة فيه سيما في تفصيل جانب العقيدة لعَلَم له شهرته ونتاجه الكثير في الأوساط العلمية فمثله لا بد من التوضيح المسهب لكن مجمل الموسوعة تأخذ طابع الاختصار.

8 - أثبتنا قبل كل عَلَم الفن الذي اشتهر به فإن جمع فيه أكثر من فن أثبتناها جميعًا. 9 - اسم العلم أثبتناه كاملًا مع كنيته وشهرته ولقبه دون الإسهاب في سلسلة النسب الطويلة وإن كان ثم خلاف في اسمه أو كنيته أو لقبه أوضحنا في الهامش ما ترجح لدينا بالأدلة والبراهين. 10 - ذكرنا أقوال أهل العلم بنصها وحروفها دون تصرف منا ومن الأقوال ما تحتاج إليه الترجمة نقلًا حرفيًّا. 11 - كوني المشرف على هذه الموسوعة وضمن فريق العمل لذا رأيت بأن ينسب الاستدراك والتعليق والإيضاح إلي بصيغة "قلت" وذلك أن بعض الاستدراكات والتعليقات قد لا يوافقني بها أحد من فريق العمل وليس معنى ذلك أن أحدًا من فريق العمل مختلف معنا في جانب العقيدة كلا بل كلهم -بفضل الله ولا نزكي على الله أحدًا- على سلامة من العقيدة السلفية وصفاء المنهج. 12 - ذكرنا في الهامش وفي كل ترجمة من المصادر والمراجع التي نقلت منها الترجمة فأحلنا إليها مما يسهل على الباحث إن أراد التوسع لمعرفة صاحب الترجمة الرجوع إليها. 13 - قمنا بالتعريف للفِرَق والمِلَلَ والنِحَل في الهامش وتوضيح بعض المصطلحات ومَا كان مبهمًا أو غامضًا. 14 - ذكرنا في الترجمة بعض مؤلفات صاحب الترجمة وبالأخص التي اشتهر بها. 15 - كما ذكرنا سنة الولادة والوفاة لصاحب الترجمة وإن كان ثم اختلاف في تاريخ ولادته أو وفاته أوضحنا الراجح في ذلك أو نقلنا مجرد الخلاف دون ترجيح إن لم يتبين لنا الراجح من ذلك. فهذه خلاصة منهجنا وعملنا في كتابة الموسوعة فنرجوا أن نكون قد وفقنا في إرساءِ قواعدها وأوتادها وفق المنهج العلمي الرصين. إن كل مَنْ يمارس فن التراجم يواجه مشكلة معروفة للجميع ألا وهي عقلية وعقيدة المترجم وتأثيرها على المترجَم له، أي مدى تأثير فكره وما يعتقد به وما تشرب به من آراء ومعتقدات، وما تحلى به من عدل وإنصاف، فإن كثيرًا من أصحاب التراجم تسيطر عليهم عاطفة غير متزنة ومشاعر غير منضبطة، فإذا أحب أحدهم مذهبًا أو فئة أو شيخًا أو مدرسة أو فنًا من الفنون ونحو ذلك يتناول من يميل إليه بالثناء المطلق والتبجيل العام والمدح الدائم مع إغضاء مقصود عن عيوبه الظاهرة وتبرير لكل كتاباته الخاطئة وسلوكياته المنحرفة والبحث عن المعاذير والتبريرات لما يصدر منه من خطأ ظاهر.

منهجنا في إثبات عقيدة المترجم لهم

وفي مقابل ذلك تجد صاحب العاطفة المتطرفة التي تسيطر عليه عاطفته يذم بإطلاق ويبخس الناس أشياءهم، ويتحرى السقطات والزلات، وقد لا يرى المحاسن والفضائل. وهذا لا يعني أبدًا أنه لا وجود لعلماء كتبوا في فن الترجمة كتبًا حافلة مليئة بالعدل والإنصاف كالإمام الطبري في تاريخه والإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" والذهبي في كتابيه "سير أعلام النبلاء" و "تاريخ الإسلام"، ومع هذا فقد تعرض للذهبي تلميذه السبكي بأنه منحاز للحنابلة -ولم يصب- فالذهبي من الأئمة المعتدلين ومن الذين شهد لهم أهل العلم بالإنصاف، والسبكي رحمه الله نفسه بتبنيه للأشعرية ذم أصحاب شيخ الإسلام ابن تيمية وكل ذي توجه سلفي، حتى أصبح هذا معروفًا عن السبكي. وأصحاب كتب التراجم أنواع، فمنهم من يبدع في هذا الفن، رغم أنه قد يعتمد على معلومات غيره إلا أنه يضيف أشياء إلى الترجمة ويحلل مواقف كثيرة، وقد يكون بعد ذلك منصفًا أو لا يكون. ومنهم من يكون همّه جمع شتات حياة العالم من هنا وهناك دون نقد للروايات حول حياة العلَم مثال ذلك تاريخ ابن عساكر، ورغم أن أمثال هذهِ المؤلفات يوفر أشياء كثيرة لا يستهان في ترجمة عَلَم ما. ومنهم من ليس له أي نوع من الإبداع سوى جمع كم من التراجم تحت شاكلة معينة وهؤلاء كُثر، بل إن أغلب مَنْ كتب في علم التراجم هو من هذا النوع والذين أبدعوا هم القلة. ومن المترجمين من كتب في تراجم بلد معين فلم نجد أحدًا نافسه فأصبح الجميع عيال عليه إلى غير ذلك من النماذج المختلفة في ذلك. منهجنا في إثبات عقيدة المترجم لهم: المشاركون في هذا العمل جميعًا كلهم على عقيدة أهل السنة والجماعة ومعتقد السلف الصالح في الأسماء والصفات والإيمان والقدر وغيرها. لذلك فكل استدراكنا واعتراضنا على عقيدة العلم وفق ما نعتقده وندين الله به، ومع هذا فلم نقول أو نحمل العلم أي تفسير لعقيدته من فهمنا، بل أدرجنا كلماتهم ونقولاتهم بنصها وحرفها ونقلنا البحوث المكتوبة حوله كذلك، ثم علقنا عليها فمن وجد كلامنا يخالف معتقده ومنهجه فقد أثبتنا له عقيدته كما هي، ولعل في هذا من العدل والإنصاف ما يجعل مثل هذه الموسوعة مقبولة عند الجميع، وقد وجه بعض من بلغه العمل في موسوعتنا نقدًا بسبب تطرقنا لموضوع حساس ألا وهو عقائد الأعلام، فقد درج كثير من الباحثين المعاصرين تجنب الكلام حول العقائد إما إرضاءًا

وفي الختام

لأساتذته -إن كانت رسائل علمية -أو إرضاءًا للوضع والبيئة التي عاش بها الكاتب، أو لعدم معرفتهم عقيدة العَلَم. والنقد الموجه لنا هو أن الموسوعة تخرج بنتيجة وهي أن أكثر أهل العلم من هؤلاء الأعلام على غير عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح. والحقيقة أن هذا أمر لا يضير أصحاب الحق فقد أشار ابن كثير لذلك في "البداية والنهاية" وذكر أن أكثر علماء اللغة عقائدهم مبتدعة، والملاحظ أن كثيرًا من الروافض لهم اهتمامات متميزة باللغة، وقد بين الكاتب الكبير عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" (2/ 497 - 504) أسباب انتشار المذهب الأشعري وغيره من المذاهب، وكل هذا لا يشكل مانعًا من قبول ما عند المبتدع من حق مع بيان لبدعته إذْ لعله يقحم في فنه الذي عرف به شيئًا من بدعته، كما فعل الزمخشري عندما أدخل بعضًا من اعتزالياته في تفسيره المعروف، فتصدى له جمع من أهل العلم لإخراجها مع بقاء تفسيره من المراجع التفسيرية المهمة، وعلينا أن نقبل الحق وإن صدر من مبتدع إن كان حقًّا موافقًا للشرع؛ وفي هذا قال شيخ الإسلام: "والله أمرنا ألا نقول إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني، فضلًا عن الرافضي، قولًا فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق" (¬1). وقال ابن القيم رحمه الله: "أقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضًا، ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيبًا" (¬2)، وقال أيضًا: "فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات" (¬3)، وقال كذلك: " .. فإن كل طائفة معها من الباطل، ومن فتح الله له بهذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب، ويسر عليه من الأسباب" (¬4). هذا ما قرره علماء الأمة في شأن هذه المسألة. وفي الختام فهذا جهدنا لا نقدر إلا أن نعترف أننا ولجنا لمثل هذه المواضيع الحساسة والتي تحتاج إلى من هو أكفأ منّا وأكثر علمًا، ولكن الذي حدانا لأن نكمله هو فتح الباب لمن هو خير منّا وسد ثغرة في المكتبة الإسلامية ومع ذلك فهو جهد خمس سنوات تذوقنا فيها من العناء والتعب في إعدادها وقد أبلى فريق العمل بلاء حسنًا يدل على كفاءتهم العالية في هذا المجال. ¬

_ (¬1) منهاج السنة (2/ 342). (¬2) مدارج السالكين (3/ 522). (¬3) مدارج السالكين (2/ 39). (¬4) طريق الهجرتين (387).

وما نبرئ أنفسنا من الخطأ أن يرشدنا ويوجهنا بقلب صادق ولسان ناصح، جانب النقص في هذه الموسوعة لأنها صادرة عن غير معصومين والله نسأل أن يجعل عملنا خالصًا لوجه الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الفقير إلى عفو ربه وليد بن أحمد الحسين أبو عبد الله الزبيري المدينة المنورة 24/ 4/ 1424 هـ alhikma [email protected]

1 - أدم بن أحمد الأسدي

1 - أدم بن أحمد الأسدِي * اللغوي: آدم بن أحمد بن أسد أبو سعد الأسدي الهروي من أهل هراة. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "وكان أديبًا فاضلًا عالمًا باللغة .. روى عن عبد الكريم بن محمد أنه جرى بين هذا الأسدى وبين شيخنا أبي منصور الجواليقي نوع منافرة في شيء اختلفا فيه فقال له الأسدي: أنت لا تحسن أن تنسب نفسك. فإن الجواليقي نسبة إلى الجمع والنسبة إلى الجمع لا تصح". وفاته: (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. 2 - أبان بن تَغلِب * النحوي، اللغوي، المفسر: أبان بن تغلِب بن رباح -وقيل رياح- البكري الربعي الجُويري بالولاء، أبو سعد وقيل أبو أمية وقيل أبو سعيد. من مشايخه: علي بن الحسين، ومحمد الباقر، وطلحة بن مصرف وغيرهم. من تلامذته: شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مصنفي الإمامية: فقال: هو جليل القدر، ثقة عظيم المنزلة في أصحابنا .. " أ. هـ * تهذيب الكمال: "قال أبو محمد بن عدي: له أحاديث ونسخ، عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة، وهو من أهل الصدق في الروايات، وإن كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو معروف من الكوفيين .. وهو في الرواية صالح لا بأس به" أ. هـ. * السير: "هو صدوق في نفسه، عالم كبير وبدعته (التشيع) خفيفة لا يتعرض للكبار، أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته. وقد وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدي، وقال: كان غاليًا في التشيع. وقال السعدي: زائغ مجاهر. فلقائل أن يقول: كيف صاغ توثيق مبتدع وحدُّ الثقة العدالة والإتقان؟ فكيف يكون عدلًا من هو صاحب بدعة؟ وجوابه: أن البدعة على ضربين: فبدعة صُغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف؛ فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جُملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بيِّنة. ثم بدعة كبرى؛ كالرفض الكامل والغلو فيه، والحطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة. وأيضًا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلًا صادقًا ولا مأمونًا، بل الكذب شعارُهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف نقْلُ من هذا حاله! حاشا وكلا. ¬

_ * المنتظم (18/ 22)، لم أجد له ترجمة في مصدر آخر. * الفهرست للطوسي (44)، معجم الأدباء (1/ 38)، الكامل (5/ 508)، تهذيب الكمال (2/ 6)، السير (6/ 308)، الوافي (5/ 300)، غاية النهاية (1/ 4)، تهذيب التهذيب (1/ 81)، البلغة (42)، بغية الرعاة (1/ 404)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 3)، أعيان الشيعة (5/ 32)، معجم المفسرين (1/ 7)، الأعلام (1/ 26)، معجم المؤلفين (1/ 7).

3 - الأحمر البجلي

فالشيعي الغالي في زمان السلف وعُرفهم هو من تكلّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليًّا - رضي الله عنه -، وتعرض لسبهم. والغالي في زماننا وعُرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرّأ من الشيخين أيضًا، فهذا ضالّ معثر ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلًا، بل قد يعتقد عليًّا أفضل منهما" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر-: هذا قول مُنصف، وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطِّه على الكوفيين، فالتشيع في عُرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان. وإن عليًّا كان مصيبًا في حروبه، وإن خالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أن عليًّا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كان معتقد ذلك ورعًا ديّنًا صادقًا مجتهدًا، فلا ترد روايته بهذا، لا سيما إن كان غيرَ داعية. وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة. وقال ابن عجلان: ثنا أبان بن تغلب رجل من أهل العراق من النساك ثقة. ولما خرّج الحاكم حديث أبان في "مستدركه" قال: كان قاص الشيعة وهو ثقة، وكان غاية من الغايات. وقال أحمد بن سيّار: مات سنة (41 هـ). وقال العقيلي: سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلًا وأدبًا وصحة حديث، إلا أنه كان غاليًا في التشيع. وقال ابن سعد: كان ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات" وأرخ وفاته، ومنه نقل ابن منجويه. وقال الأزدي: كان غاليًا في التشيع، وما أعلم به في الحديث بأسًا" أ. هـ. * الأعلام: "من غلاة الشيعة من أهل الكوفة" أ. هـ. قلت: ومما سبق نعلم أن أبان بن تغلب هو شيعي المعتقد خفيف البدعة كما قرر ذلك الذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجر في لسان الميزان. وأن التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وإن عليًّا كان مصيبًا في حروبه، وهذا لا يكفي لرد روايته، لا سيما إن كان غير داعية. والله أعلم. وفاته: سنة (141 هـ) إحدى وأربعين ومائة. من مصنفاته: "غريب القرآن" ولعله أول من صنف في هذا الموضوع، و"معاني القرآن" و "صفين". 3 - الأحمر البَجْلي * النحوي، اللغوي: أبان بن عثمان الأحمر بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي ويعرف بالأحمر البَجْلي مولاهم أبو عبد الله. من مشايخه: أبي عبد الله جعفر، وأبي الحسن موسى بن جعفر وغيرهما. من تلامدته: أبو عبيدة معمر بن المثنى، ومحمد بن سلّام الجمحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره الطوسي في كتاب أخبار مصنفي الإمامية" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 39)، ميزان الاعتدال (1/ 124)، لسان الميزان (1/ 118)، الوافي (5/ 302)، البلغة (43)، البغية (1/ 405)، سفينة البحار (1/ 8)، أعيان الشيعة (5/ 44)، الأعلام (1/ 27)، معجم المؤلفين (1/ 1).

* ميزان الاعتدال: "تُكلّمَ فيه ولم يتُرك بالكلية وأما العقيلي فاتهمه .. " أ. هـ. * لسان الميزان: قال تعليقًا على كلام الذهبي في ميزان الاعتدال: "ولم أر في كلام العقيلي ذلك. وإنما ترجم له -وساق حديثًا- قال العقيلي: ليس له أصل ولا يروي من وجه يثبت انتهى. وقال الأزدي: لا يصح حديثه. انتهى وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال يخطئ ويهم .. وكان أديبًا عالمًا بالأنساب. انتهى. وقال محمد بن أبي عمر: كان أبان من أحفظ الناس بحيث أنه يرى كتابه، فلا يزيد حرفًا انتهى" أ. هـ. * أعيان الشيعة: "وعدّه الكشي من الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله (- عليه السلام -) الذين أجمعت العصابة [تعبيرًا عن أهل السنة] على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم فيما يقولون وأقروا له بالفقه ولم يُروَ فيه قدح من أحد من أهل الرجال ولا غيرهم سوى رواية ابن أبي البلاد وهي: عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: (كنت أقود أبي وقد كان كف بصره حتى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر فقال لي عمن تحدث قلت عن أبي عبد الله فقال: ويحه سمعت أبا عبد الله (- عليه السلام -) يقول: أما منكم الكذابين ومن غيركم المكذبين) .. ويعرف أيضًا بروايته عن أبي بصير وعن أبي مريم عبد الغفار .. " أ. هـ. * سفينة البحار: "وهو من الناووسية (¬1) .. وهو ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالأخبار والأنساب. إمامي أصله من الكوفة وكان يسكنها تارة ويسكن البصرة تارة أخرى" أ. هـ. وفاته: نحو (200 هـ) مائتين. من مصنفاته: له كتاب جمع فيه المبدأ والمبعث والمغازي، والوفاة والسقيفة والردة، وذكر الفيروزآبادي أن له عدة تصانيف. ¬

_ (¬1) فهي الناووسية: فرقة من الشيعة الجعفرية، من الغلاة الرافضة، لقبوا الناووسية إما لأن رئيسهم كان يقال له عجلان بني ناووس من أهل البصرة، ولأن لقبه ناووس. كان نسبة إلى قرية بهذا الاسم والناووسية يسوقون الإمامة إلى جعفر الصادق بنص أبيه الإمام محمد الباقر. وادعوا أن الصادق لم يمت، وأنه حي، ورووا عنه أنه قال لو رأيتم رأسي قد أهوى عليكم من جبل (وفي قول آخر عليكم من الجبل)، فلا تصدقوه فإني أنا صاحبكم، صاحب السيف.- ورووا أنه قال أيضًا إن جاءكم من يخبركم عى أنه مرضنى، وغسلنى، وكفننى، فلا تصدقوه، فإني صاحبكم، صاحب السيف. وزعمت هذه الفرقة أن الصادق ما يزال يلي أمر الناس، وأنه المهدي المنتظر، وقال بعضهم إن الذي كان يتبدى للناس لم يكن جعفرًا، وإنما تصور للناس في الصورة. وانضم إلى هذه الفرقة قوم من السبئية، فزعموا جميعًا أن جعفرًا كان عالمًا بجميع علوم الدين العقلية والشرعية، وكانوا إذا عرضت لهم مسألة فقهية يقولون فيها ما قال أبو عبد الله (يقصدون جعفرًا). وقيل إن هذه الفرقة زعمت أن عليًّا باق، وستنشق الأرض عنه يوم القيامة فيملأ الأرض عدلًا"، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية: (389) تأليف الدكتور عبد المنعم الحفني، الطبعة الأولى (1413 هـ -1993 م) دار الرشاد.

4 - أبان بن عثمان اللخمي

4 - أبان بن عثمان اللَّخمي * اللغوي، المفسر، المقرئ: أبان بن عثمان بن سعيد اللَّخمي، الشَّذوني أبو الوليد. من مشايخه: سمع من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البغية: "كان نحويًا لغويًّا جيد الاستنباط بصيرًا بالحجة وكان ينسب إلى اعتقاد ابن مسرة" (¬1) أ. هـ. * معجم الفلاسفة: "كان أبوه عبد الله شغوفا بالنظر اللاهوتي، وقد تردد في المشرق على حلقات المعتزلة والباطنية، ولم يكن ابنه تجاوز السابعة عشرة حينما التف من حوله رهط من التلاميذ. وقد اختلى معهم في صومعة فِي أرباض قرطبة. وحامت من حوله الشبهات. ورمي بتهمة الإلحاد، فآثر أن يهاجر مع اثنين من تلاميذه الأثيرين. وارتحل إلى مكة والمدينة، واتصل بالمدارس الشرقية. ولم يعد إلى الأندلس إلا في عهد عبد الرحمن الثالث. ولكنه بات يلتزم الحذر، ولم يطلع إلا حفنة ضئيلة من الأتباع على مذاهبه التي أعطاها صورة رموز. وقد وضع فلسفة بكاملها وطريقة للحياة الروحية. ولكننا لا نعرف مع الأسف عناوين كتبه أو عددها. ويمكن أن نذكر له اثنين فقط: كتاب "التبصرة" وكتاب "الحروف"، ويتضمن ما عرف بالجبر الروحي. وكانت كتبه تتداول من يد إلى يد، وتخفى عن الفقهاء. ومات المعلم، محاطا بتلاميذه، عن أقل من خمسين سنة عام (319 هـ / 931 م). تجمع مذاهبه بالإجمال بين الإفلاطونية المحدثة والغنوصية، وتعزو نفسها إلى (الحكيم انباذوقلس) وتقول بوجود مادة روحانية تشترك فيها جميع الكائنات عدا الذات الإلهية، وكانت مدرسة ابن مسرة أول فرقة صوفية تأسست في الأندلس. وقد أخذت بباطنية صارمة، ويتنظيم هرمي سري. وكان من أبرز من تأثروا بالمذهب المسري ابن عربي. كان يبدو لسامعيه العاديين صوفيًا برئ نطقه وكلامه من أي دليل على زيغ العقيدة، ولكنه كان في الباطن، بين حلقة تلاميذه المقربين. أستاذًا للحقيقة التي لا تقبل المصانعة. كانوا يرون في كلامه معنى خفيفًا عميقًا لا يفهمه إلا الصفوة المنتخبون. وهو أول من قدم للغرب الإستعمال الغامض الملتبس للكلمات الاعتيادية عمدا وتقصدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (376 هـ)، وقيل (377 هـ) ست وقيل سبع وسبعين وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ العلماء والرواة لابن الفرضي (1/ 31 - 32)، معجم البلدان (3/ 329)، تاريخ الإسلام (وفيات 376) ط. تدمري، البغية (1/ 405) الموسوعة الفلسفية (22)، معجم الفلاسفة (30) تأليف جورج طرابيشي -دار الطليعة- بيروت. (¬1) ابن مسرة المولود سنة (269 هـ) والمتوفي سنة (319 هـ). بدأ يعلم في السابعة عشرة، واعتزل وتلاميذه في صومعة بجبال قرطبة ومات بها، وكان فيلسوفًا متصوفًا، ويقوم مذهبه على فلسفة أمباد وقليس ويقول بنظرية الفيض الترابي للجواهر الخمسة، المادة الأولى والعقل والنفس، والطبيعة والمادة الثانية والمادة الأولى هي الواحد البسيط الذي لا يحده وصف، ولكنه مادة مدركة، وإن كانت مغايرة لمادة عالمنا وسابقة عليها. انظر "الموسوعة الفلسفية"، تأليف عبد المنعم الحفنى (ص 22) -طبعة دار ابن زيدون- بيروت.

5 - أبان بن يزيد العطار

من مصنفاته: اشتهر بمؤلفيه "كتاب التبصرة" و"كتاب الحروف". 5 - أبان بن يزيد العطّار * المقرئ: أبان بن يزيد بن أحمد، أبو يزيد البصري العطار الحافظ. من مشايخه: قرأ على عاصم، وروى الحروف عن قتادة بن دعامة وغيرهما. من تلامذته: بكار بن عبد الله العودي، وحرمي بن عمارة وشيبان بن فروخ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "قال أحمد بن حنبل: كان ثبتًا في كل مشايخه. وقال يحيى بن معين وأحمد العجلي والنسائي: كان ثقة، زاد العجلي: يرى القدر. وقال أحمد بن زهير: سئل يحيى ابن معين عن أبان وهمام، فقال: كان يحيى القطان يروي عن أبان، وكان أحبّ إليه من همام، وأنا: فهمام أحب إلي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. قلت -أي الذهبي- الرجل ثقة حجة، قد احتج به صاحبا (الصحيح) ولم أقع بتاريخ موته وهو قريب من موت رفيقه همَّام بن يحيى (¬1) " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أحمد العجلي: ثقة يرى القدر ولا يتكلم فيه" أ. هـ. قلت: كذا في تذكرة الحفاظ وتهذيب التهذيب. * ميزان الاعتدال: "وقد أورده أيضًا العلامة أبو الفرج بن الجوزي في "الضعفاء" ولم يذكر فيه أقوال من وثقه. وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق ولولا أن ابن عدي وابن الجوزي ذكرا أبان بن رزيد لما أوردته أصلًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة صالح .. " أ. هـ. وفاته: قال ابن الجزري في غاية النهاية: " .. لا أعلم متى توفي ولا رأيت أحدًا ذكر له وفاة. وكان عندي أنه توفي بضع وستين ومائة تقريبًا، وكذا ذكر الذهبي في كتابه "التذهيب" ثم ظهر لي أنه توفي بعد ذلك بسنين". والله أعلم. 6 - اللَّقَاني * المفسر: إبراهيم بن إبراهيم بن حسن بن علي بن علي بن علي بن عبد القدوس اللقاني، أبو الأمداد، أبو إسحاق، برهان الدين المالكي. من مشايخه: محمد البكري الصديقي، والشيخ الإمام محمد الرملي شارح المنهاج وغيرهما. من تلامذته: ولده عبد السلام، والشمس البابلي، والعلاه الشبرامَلسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أحد الأعلام المشار إليهم بسعة الإطلاع في علم الحديث والدراية والتبحر في الكلام وكان إليه المرجع في المشكلات ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (1/ 454)، طبقات ابن سعد (7/ 284)، تهذيب الكمال (2/ 24)، تذكرة الحفاظ (1/ 201)، ميزان الاعتدال (1/ 131)، السير (7/ 431)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 17) ط. تدمري، الوافي (5/ 301)، غاية النهاية (1/ 4)، تهذيب التهذيب (1/ 87)، طبقات الحفاظ (87). (¬1) كانت وفاة همام بن يحيى سنة (164 هـ) على أغلب الأقوال. * خلاصة الأثر (1/ 6)، فهرس الفهارس (1/ 130 و 284)، خطط مبارك (15/ 16)، هدية العارفين (1/ 30)، معجم المفسرين (1/ 8)، الأعلام (1/ 28)، معجم المؤلفين (1/ 8).

والفتاوى في وقته بالقاهرة وكان قوي النفس عظيم الهيبة تخضع له الدولة ويقبلون شفاعته وهو منقطع عن التردد إلى واحد من الناس يصرف وقته في الدرس والإفادة وله نسبة هو وقبيلته إلى الشرف لكنه لا يظهره تواضعًا منه وكان جامعًا بين الشريعة والحقيقة له كرامات خارقة ومزايا باهرة حكى الشهاب البشبيشي قال ومما اتفق له أن الشيخ العلامة حجازي الواعظ وقف يوما على درسه فقال له صاحب الترجمة تذهبون أو تجلسون فقال له اصبر ساعة، ثم قال: والله يا إبراهيم ما وقفت على درسك إلا وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفًا عليه وهو يسمعك حتى ذهب وألف التآليف النافعة ورغب الناس في استكتابها وقرائتها وأنفع تأليف له منظومته في علم العقائد التي سماها بجوهرة التوحيد أنشأها في ليلة بإشارة شيخه في التربية والتصوف. صاحب (المكاشفات) و (خوارق العادات)، الشيخ الشرنوبي، ثم إنه بعد فراغه منها عرضها على شيخه المذكور فحمده ودعا له ولمن يشتغل بها بمزيد النفع وأوصاه شيخه المذكور أن لا يعتذر لأحد عن ذنب أو عيب بلغه عنه بل يعترف له به ويظهر له التصديق على سبيل التورية تركًا لتزكية النفس فما خالفه بعد ذلك أبدًا. ومن شعره متوسلًا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - قوله: يا أكرم الخلق قد ضاقت بي السبل ... ودق عظمي وغابت عني الحيل ولم أجد من عزيز أستجير سوى ... قلب رحيم به تستشفع الرسل مشمر الساق يحمي من يلوذ به ... يوم البلاء إذا ما لم يكن بلل غوث المحاويج إن جَلَل ألم بهم ... كهف الضعاف إذا ما عمها الوجل مؤمل البائس المتروك نصرته ... مكرم حين يعلو سره الخجل كنز الفقير وعز الجود من خضعت ... له الملوك ومن تحيا به المحل من لليتامى ثمال يوم أزمتهم ... وللأرامل ستر سابغ خضل ليث الكتائب يوم الحرب إن حميت ... وطيسها واستحد البيض والأسل من ترتجى في مقام الهول نصرته ... ومن به تكشف الغماء والعلل محمد بن عبد الله ملجؤنا ... يوم التنادي إذا ما عمنا الوهل الفاتح الخاتم الميمون طائره ... يجر العطاء وكنز نفعه شمل الله كبر جاء النصر وانكشفت ... عنا الغموم وولى الضيق والمحل بعزمة من رسول الله صادقة ... وهمة يمتطيها الجازم البطل

7 - بصيلة

أغث أغث سيد الكونين قد نزلت ... بنا الرزايا وغاب الخل والأخل ولاح شيي وولى العمر منهزمًا ... بعسكر الذنب لا يلوي به عجل كن للمعنى مغيثًا عند وحدته ... وكن شفيعًا له أن زلت النعل فجعلة القول أني مذنب وَجل ... وأنت غوث لمن ضاقت به السبل صلى عليك إلهي دائمًا أبدًا ... ما أن تعاقبت الضحواء والأصل وآلك الغر والصحب الكرام كذا ... مسلمًا والسلام الطيب الحفل * معجم المفسرين: "فقيه مالكي عالم بالحديث وأصوله، متصوف نسبته إلى لقانه من البحيرة بمصر" أ. هـ. * قلت: وهو صاحب القصيدة المشهورة التي شرحها الباجوري وغيره وقد سلك فيها المؤلف مسلك الأشاعرة وكذا شروحها. إضافة للتوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وغيره، كما ذكر ذلك صاحب "جناية التأويل الفاسد" (¬1) حيث قال: "متكلم أشعري، صوفي، من تصانيفه جوهرة التوحيد ألفها بإشارة من شيخه الشرنوبي .. ومن أشعاره: وكل نص أوهَمَ التشبيها ... أولهُ أو فوض ورُم تنْزِيها وفاته: سنة (1041 هـ) إحدى وأربعين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و "توضيح ألفاظ الآجرومية"، و "قضاء الوطر". 7 - بُصَيْلة * النحوي، المفسر: إبراهيم بن إبراهيم الجَناجي الملقب ببُصَيلة: مفسر مصري، من فقهاء المالكية، من قرية جَناج من أعمال جرجا بمصر. كلام العلماء فيه: * قلت: لا يمكن الجزم بعقيدته ما لم نطلع على حاشيته على تفسير النسفي (¬2) ولكن متأخري المالكية جلّهم أشعرية المعتقد، وتفسير النسفي سلك فيه مؤلفه مسلك الماتريدية. وفاته: سنة (1352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المطالب السنية" في التوحيد، حاشية على تفسير النسفي "الكنز الجليل" في ست مجلدات. ¬

_ (¬1) جناية التأويل الفاسد على العقيدة الإسلامية" تأليف الدكتور محمد أحمد لوح- دار ابن عفان. * معجم المفسرين (1/ 8)، الأعلام (1/ 28)، معجم المؤلفين (1/ 8). (¬2) تفسير النسفي المسمى "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" لعبد الله بن أحمد بن محمود النسفي المتوفى سنة (700 هـ)، ستمر ترجمته في موضعها.

8 - الرياضي

8 - الرِّيَاضي * النحوي، المفسر: إبراهيم بن أحمد الشيباني، أبو اليسر المعروف بالرياضي. ولد: سنة (223 هـ) ثلاث وعشرين ومائتين. من مشايخه: لقي الجاحظ والمبرد وثعلبًا وابن قتيبة وغيرهم. تلامذته: أبو سعيد عثمان بن سعيد الصيقل وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "وكان عالمًا أديبًا ومرسلًا بليغًا ضاربًا في كل علم وأدب بسهم .. وكان أديب الأخلاق، نزيه النفس" أ. هـ. * الأعلام: "أديب" من الكتاب العلماء .. أصله من بغداد وتوفي في القيروان" أ. هـ. وفاته: سنة (298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "لقط المرجان"، و"سراج الهدى" في معاني القرآن، و "قطب الأدب". 9 - البُزُوري * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم، أبو إسحاق البزُوري (¬1) البغدادي. من مشايخه: قرأ على إسحاق بن أحمد الخُزَاعي، وأحمد بن فرح، وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن، وعلي بن محمد الحذاء وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال محمد بن أبي الفوارس: .. كان من أهل القرآن والستر، ولم يكن محمودًا في الرواية، وكان فيه غفلة وتساهل" أ. هـ. * معرفة القراء: "مقرئ كبير" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من أئمة هذا الشأن يعني القراءات" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ جليل .. وقول الهذلي أن الشذائي قرأ عليه غلط فاحش" أ. هـ. وفاته: سنة (361 هـ) إحدى وستين وثلاثمائة. 10 - البَكرِي * اللغوي، المفسر: إبراهيم بن أحمد بن علي بن أسلم (¬2) البكري، أبو إسحاق الجبنياني البسكَري. ولد: سنة (279 هـ) تسع وسبعين ومائتين. من شيوخه: عيسى بن مسكين، وابن اللباد، وأبي محمد بن سهلول وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم اللبيدي، وأبو بكر المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ترتيب المدارك: "أحد أئمة المسلمين، وأبدال ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 8)، نفح الطيب (2/ 115)، تكملة الصلة (1/ 773)، معجم المؤلفين (1/ 10)، الأعلام (1/ 28، 60) وقد كرر ترجمته في (1/ 60). (¬1) في الأنساب: هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر، وعندنا يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها. * ترتيب المدارك (4/ 497)، الديباج المذهب (1/ 264)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 1)، شجرة النور (95)، معجم المفسرين (1/ 9). (¬2) في ترتيب المدارك (مسلم).

أولياء الله الصالحين" ثم قال: "فكان ربما لقيه قوم فيسلم على بعضهم ويتفرس في آخرين فراسة سوء، فيقف عن السلام عليهم، فيكشف عنهم، فيوجدون على ضلالة، وله في هذا الباب أخبار مأثورات كثيرة .. ". وقال: "قال عمر بن مثنى: كل من أدركت بهذا الساحل من عالم أو عابد، يستتر ويتروى بدينه، خوفًا من بني عبيد، إلا أبا إسحاق، فإنه واثق بالله، ملم .. ومسك الله به قلوب المؤمنين، وأعز به الدين، وهيّبه في أعين المارقين". قلت: وكان له مع الشيعة مواقف يذود عن السنة ضدهم كما في حادثته مع سلطان الشيعة في وقته عندما أراد به السوء، وأرسل له من يتجسس له ضده، فعندما علم به الشيخ البكري دعا على الرجل الذي تجسس عليه بعد أن ادعى ذلك الرجل عن الشيخ: أنه عدو السلطان في دينه وأموره، فذهبت عيناه. انظر الترتيب نقلناها منه مختصرًا. وهو في ذلك لا يعطي للسلطان أو غيره من الشيعة مجالًا ضد أهل السنة، رحمه الله تعالى. وذكر أيضًا في الترتيب: "قال بعض أصحابه: لما حججت أتيت معي بحصيات من حصباء المسجد الحرام، فقلت لأبي إسحاق: إني أتيت معي بحصيات من حصباء المسجد الحرام، أتحب أن أعطيك منهن شيئًا تسبح بها؟ فقال لي: يا أحمق، أرم بهن، فعلى أقل من هذا، عبدت الحجارة". وقال: "قال محمد بن سهلون: قلت لأبي إسحاق، ما تقول في يزيد بن معاوية؟ فسكت عني. ثم قال لي: إن أهل السنة لا يكفرون أحدًا من أهل القبلة بذنب دون الشرك. ولكن ليس على المرء أن يحب ما يكره، كما يحب ما يحبه". ثم قال القاضي عياض: "وقال: لو سألت عنه المسألة أبا الحسن الأشعري فيما أراه ما كان يجيب فيها بأكثر من هذا .. " أ. هـ. * الديباج: "كان من أعلم الناس باختلاف العلماء عالمًا بعبارة الرؤيا، ويعرف حظًا من اللغة والعربية، حسن القراءة للقرآن، يحسن تفسيره وإعرابه، وناسخه ومنسوخه .. " وقال أيضًا: "وكان أبو الحسن القابسي يقول: الجبنياني إمام يقتدى به، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظم شأنه، . ويقول: طريق أبي إسحاق خالية لا يسلكها أحد في الوقت" أ. هـ. * شجرة النور: "من العلماء العاملين والأولياء الصالحين مجمع على فضله وورعه، معروف يتبرك به" أ. هـ. قلت: ولقد ذكر له القاضي عياض في ترتيب المدارك أحوالًا من الكرامات والزهد والورع والعبادة واستقصاره بنفسه وعلى أهله ما يدل على فضله وحسن دينه على ما فيه من تقشف واقتصار ينهج فيه نهج المتصوفة في وقته. كما قال عندما عوتب في تقشفه هذا: "الرقاد مع الكلب على المزابل وأكل خبز الشعير، بنخالته، كثير لمن كان يرجو في الآخرة شيئًا" أ. هـ. من ترتيب المدارك. فائدة من أقواله: وكان قلما يترك ثلاث كلمات جامعة للخير: "اتبع لا تبتدع، اتضع لا ترتفع، منْ ورع لم يتسع"، ويقول: "إذا رأتك زوجتك وولدك وخادمك تعصي الله كان أول من يذلك هم".

11 - الخرقي الخطاب

وفاته: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. 11 - الخرَقي الخطاب * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى بن عبد الله بن سلام الخرقي (¬1) الخطاب البغدادي المنابري، أبو القاسم. من مشايخه: ابن مجاهد، وعلي بن سليم الخضيب صاحب الدوري، وأحمد بن محمد الجواربي، وغيرهم. من تلامذته: الحسين بن شاكر، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وآخرون. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة صالحًا، وكان يذكر أن سلامًا الذي سقنا نسبه إليه كان خازن المهدي أمير المؤمنين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ثقة يروي عن محمد بن عقيل البلخي، وعنه جعفر بن محمد المستغفري ووثقه" أ. هـ. وفاته: سنة (374 هـ)، أربع وسبعين وثلاثمائة. 12 - ابن الحدّاد * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن أحمد بن فتح، أبو إسحاق بن الحداد (¬2) الفِهري مولاهم القُرطُبي. من مشايخه: سمع الحديث عن قاسم بن أصبغ وأحمد بن زياد وطائفة. من تلامذته: ابن الفرضي وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "وكان حافظًا للمسائل، عاقدًا للشروط، عالمًا بالفقه والعربية فصيحًا، ضابطًا، حدّث" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان عارفًا بالفقه والعربية فصيحًا مرابطًا" أ. هـ. وفاته: (379 هـ) تسع وسبعين وثلاثمائة. 13 - أبو إسحاق الطَبَرِي * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن محمد (¬3) بن أحمد بن عبد الله الطبري المقرئ، أبو إسحاق المالكي المعدل. ولد: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي عمرو بن السماك، وأحمد بن سليمان العَباداني وغيرهم. أبو علي الحسن بن علي العطّار وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني وغيرهما. ¬

_ * تاريخ بغداد (6/ 17)، المنتظم (14/ 306)، تاريخ الإسلام (وفيات 374) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 6). (¬1) الخرقي: بكسر الخاء، وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بيع الخرق والثياب. اللباب (1/ 356). * المصادر: تاريخ علماء الأندلس (1/ 52)، تاريخ الإسلام (وفيات 379) ط- تدمرى البغية (1/ 405). (¬2) في تاريخ الإسلام: (ابن الجراد) بالراء. * تاريخ بغداد (6/ 19 - 20)، البداية والنهاية (11/ 355)، معجم المؤلفين (1/ 10)، تاريخ الإسلام - ط تدمري- وفيات سنة (393 هـ) -، المنتظم (15/ 38)، الوافي (5/ 303)، العبر (3/ 54)، الشذرات (4/ 497)، النجوم (4/ 209)، معرفة القراء (1/ 358)، تذكرة الحفاظ (3/ 1026)، غاية النهاية (1/ 5). (¬3) في غاية النهاية وغيره اسمه: إبراهيم بن أحمد بن إسحاق الطبري ..

14 - السلماسي

كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "مقدم المعدلين ببغداد وشيخ القراءات وقد سمع الكثير من الحديث وخرّج له الدارقطني خمسمائة جزء حديث، وكان كريمًا مفضلًا على أهل العلم، حسن المعاشرة، جميل الأخلاق، وداره مجمع أهل القرآن والحديث وكان ثقة. قال أبو محمد الخلال: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري شيخ الشهود ومتقدمهم، وكان ثقة" أ. هـ. * المنتظم: "وكان فقيهًا على مذهب مالك من المعدلين، وكان شيخ الشهود ومقدمهم، وكان كريمًا مفضلًا على أهل العلم" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عارفًا بمذهب ملك وعليه حفظ القرآن الشريف الرضي الموسوي" أ. هـ. * العبر: "كان داره مجمع أهل القرآن والحديث، وأفضاله زائدة على أهل العلم، وهو ثقة" أ. هـ. * البداية والنهاية: "مقدم المعدلين ببغداد، وشيخ القراءات" أ. هـ. * النجوم الزاهرة: "حج فأم بالناس بالمسجد الحرام أيام الموسم، وما تقدم فيه إمام ليس بقرشي سواه" أ. هـ. * غاية النهاية: "قال الذهلي: إنه قرأ على الزيني، ولا يصح ذلك لأنه ولد بعد وفاته بست سنين .. ثقة مشهور، أستاذ" أ. هـ. وفاته: سنة (393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب المناقب"، وله كتاب القراءات سماه "الاستبصار" أحسن فيه التحقيق، كذا قال ابن الجزري. 14 - السّلَمَاسي * المفسر: إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد السلماسي، أبو طاهر. ولد: سنة (433 هـ) ثلاث وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبي القاسم بن عَليك النيسابوري، وغيره. من تلامذته: هبة الله بن السقَطي، وأبو عامر العَبْدي وآخرون. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال ابنه: كان أبي علامة في علم الأدب والتفسير والحديث ومعرفة الأسانيد والمتون وأوحد عصره في علم الوعظ والتذكير. أدرك جماعة من الأئمة. وكتب بخطه مائة وخمسين مجلدًا وكان من الورع وصدق الحديث بمكان" أ. هـ. وكذا قال الداودي في طبقاته. وفاته: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. 15 - الغَرْناطي * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن خالد بن عمارة الأنصاري الغرناطي، أبو إسحاق. ولد سنة (495 هـ) خمس وتسعين وأربعمائة .. من مشايخه: أبي المطرف عبد الرحمن بن سعيد ¬

_ * تاريخ الإسلام وفيات سنة (496 هـ). ط. تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (10)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 5)، معجم المفسرين (1/ 9). قلت: ذكر محقق تاريخ الإسلام الدكتور تدمري أنه لم يجد له مصدر ترجمة؟ . طبقات المفسرين للأدرنوي: (146). * تكملة الصلة لابن الأبار (1/ 155)، معرفة القراء (2/ 547)، غاية النهاية (1/ 7)، تاريخ الإسلام- ط تدمري، وفيات سنة (579 هـ).

16 - الإسكندراني

بن الورّاق، وأبي الحسن بن شفيع وغيرهما. من تلامذته: أبو الخطاب بن واجب وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان من أهل المعرفة الكاملة والتفنن في العلوم والنفوذ في الأحكام، يتحقق بالقراءات ويشارك في علم الحديث ومسائل الفقه والشروط، وله فيه مختصر مفيد، وكان مع ذلك فكه النفس، حلو النادرة، حميد العِشْرة، نشأ بغرناطة على طلب العلم وتقييد الآثار، وولي القضاء بعدة كور من أعمالها وأزعجته الفتنة الحادثة بالأندلس عند انقراض دولة الملثمين عن وطنه، فطال اضطرابه وتجوله .. وتصدر قبل ذلك ويعده للإقراء والإسماع فأخذ الناس عنه وانتفعوا به .. " أ. هـ. * معرفة القراء: "وكان إمامًا كاملًا متفننًا" أ. هـ. وفاته: سنة (579 هـ) تسع وسبعين وخمسمائة. 16 - الإسكندراني * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس كمال الدين، أبو إسحاق ابن الوزير نجيب الدين التمِيمي الإسكندراني. ولد: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: أبي اليمن الكندي، وغيره. من تلامذته: محمد بن إسرائيل القصّاع، والشيخ محمد المصري المزراب، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قرأ شيئًا من العربية والفقه ثم تشاغل بالكتابة، وخدم في الجهات وطال عمره .. وما كان تزوج". وقال أيضًا: "وكان ممن قرأ على الكندي، فقصده الطلبة، وتوقف بعضهم في الأخذ عنه تدينًا، لكونه مباشرًا بيت المال، ولتركه الفن" أ. هـ. * غاية النهاية: "الشيخ الجليل النبيل .. " أ. هـ. * شذرات الذهب: "وكان فيه خير وتديُّن، ترك بعض الناس الأخذ عنه لتوليه نظر بيت المال" أ. هـ وفاته: سنة (676 هـ) ست وسبعين وستمائة. 17 - أبو إسحاق الرَّقي * المفسر المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي بن محمد بن عبد الكريم الرقي الحنبلي الواعظ، أبو إسحاق نزيل دمشق. ولد: سنة (647 هـ) سبع وأربعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ يوسف القفصي، وصحب الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش وغيرهما. من تلامذته: الذهبي، والبرزالي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيول العبر: "كان عذب العبارة لطيف الإشارة ثخين الورع قانعًا متعففًا دائم المراقبة داعيًا إلى الله لا يلبس عمامة بل على رأسه خرقة فوق طاقية وعليه سكينة ووقار وكان ربما حضر ¬

_ * معرفة القراء (2/ 664)، تذكرة الحفاظ (4/ 1474)، غاية النهاية (1/ 6)، النجوم (7/ 279)، الشذرات (7/ 612). * البداية والنهاية (14/ 31)، ذيول العبر (23)، الدرر الكامنة (1/ 15)، المنهل الصافي (1/ 34 - 35)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 5). الوافي (5/ 313)، تذكرة النبيه (1/ 260)، معجم المفسرين (1/ 9)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 349)، معجم شيوخ الذهبي (99)، المعجم المختص (43) المنهج الأحمد (4/ 370)، المقصد الأرشد (1/ 217)، شذرات (8/ 15)، تاريخ الصالحية (2/ 472).

18 - الخزرجي الجزري

السماع مع الفقراء بأدب وحسن قصد". وقال أيضًا: "شارك في علوم الإسلام وبرع في التذكير وله المواعظ المحركة إلى الله والنظم العذب والتصانيف النافعة وحسن التربية مع الزهد والقناعة باليسير لكنه قليل التمييز للصحيح من الواهي فيورد الموضوعات وهو لا يدري" أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "له النظم الرائق والمواعظ المحركة إلى الله والحكم والسلوك .. " أ. هـ. * المعجم المختص للذهبي: "وعُنِيَ بتفسير القرآن، والفقه وتقدم في علم الطب، وشارك في علوم الإسلام، وبلغ في التذكير، وله المواعظ المحركة إلى الله، والنظم العذب، والعناية بالآثار النبوية، والتصانيف النافعة، وحسن التربية مع الزهد والقناعة باليسير في المطعم والملبس" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان معظمًا عند الخاص والعام، فصيح العبارة، كثير العبادة، خشن العيش، حسن المجالسة، لطيف الكلام، كثير التلاوة، قوي التوجه من أفراد العالم، عارفًا بالتفسير والحديث والفقه والأصلين" أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "قال الذهبي (¬1): له التصانيف الكثيرة في الوعظ والطريق إلى الله تعالى والآثار والخطب وله النظم الرائق مستحق أن تطوى إلى لقياه المراحل، وكان كلمة إجماع، وكان ربما حضر السماع وتواجد، وله اعتقاد في سليمان الكلاب -يعني رجلًا كان يخالط الكلاب ولا يصلي- وكان يغلط فيه". ثم قال: "وقال البرزالي: كان رجلًا عالمًا، كثير الخير، قاصدًا للنفع كبير القدر، زاهدًا في الدنيا، صابرًا على مُر العيش، عظيم السكون، ملازمًا للخشوع والانقطاع، قائمًا بعياله .. " أ. هـ. وفاته: سنة (703 هـ) ثلاث وسبعمائة. من مصنفاته: صنف كثيرًا في الرقائق والمواعظ، واختصر جملة من كتب الزهد، وصنف تفسيرًا للقرآن، ولا أعلم هل كمله أم لا؟ انتهى قول ابن رجب. 18 - الخزْرَجي الجزْرِي * النحوي: المفسر: إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي الجزري، أبو إسحاق. من مشايخه: أبي عبد الله الرندي، وأبي عبد الله بن عوانة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الديباج: "له علم في علوم العربية (النحو) والبيان، وأصول الدين، وأصول الفقه والمنطق، والجدل، وغير ذلك" أ. هـ. * البغية: "قال ابن رشد في رحلته: شيخ الشيوخ، وبغية أهل الرسوخ، الفقيه النحوي الإمام العالم المتفنن، ذو التصانيف الكثيرة. ولم يخرجها غيره لرداءة خطه ودقته". وقال: "وكان جليل القدر، لكنه عديم الذكر، وله حظ من النظم" أ. هـ. وفاته: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة وفي تراجم ¬

_ (¬1) لم أجد في كتب الذهبي المتوفرة لدينا ما نقله ابن رجب في ذيله عن الذهبي وخاصة عبارة: "وكان ربما حضر السماع وتواجد .. الخ العبارة" والله أعلم. * الديباج المذهب (1/ 278)، بغية الوعاة (1/ 46)، معجم المفسرين (1/ 9)، معجم المؤلفين (1/ 11)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 27 - 28)، كشف الظنون (1/ 205)، (2/ 1883) ووفاته فيه (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة، طبقات المفسرين الأدرنوي (424).

19 - الغافقي

المؤلفين التونسيين وكان حيًّا سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الإغراب في ضبط عوامل الإعراب"، و "منتهى الغايات في شرح الآيات"، و"إيجاز البرهان في بيان إعجاز القرآن"، وقال الأدرنوي: "وهو تصنيف جليل القدر ولكن كان خط المؤلف دقيقًا فكثر فيه الخبط .. " أ. هـ.، وله حظ من النظم. 19 - الغَافِقِي * النحوي المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب الغافقي الإشبيلي ثم السبتي المالكي، أبو إسحاق. ولد: سنة (641 هـ) إحدى وأربعين وستمائة. من مشايخه: محمد بن جَوْبَر الداوي، وابن أبي جَمرة، وأبي عبد الله الأزدي وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم بن عمران الحضرمي وغيره. كلام العلماء فيه: * الدرر الكامنة: "ساد أهل المغرب في العربية" أ. هـ. * الشذرات: "قال الذهبي: كان مقرئًا، نحويًا، ذا علوم وتصانيف وجلالة وتلامذة" أ. هـ. وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة وقيل (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الجمل"، وهو كتاب كبير، و "قراءة نافع". 20 - ابن الخشَّاب * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن بن نشوان القاضي بدر الدين بن الخشَّاب. ولد: في ربيع الأول سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مشايخه: جده مجد الدين عيسى، وعلي بن عيسى بن القيم، وفي القراءات شمس الدين بن السراج وغيرهم. من تلامذته: قال العراقي في ذيل العبر: سمع عليه والدي والهيثمي وآخرون. كلام العلماء فيه: * الدرر: "اشتغل كثيرًا ومهر وأفتى ودرس وولي قضاء حلب بعد أن ناب الحكم بالقاهرة، وكان فاضلًا خيرًا فصيحًا بصيرًا بالأحكام عارفًا بالشروط" أ. هـ. * ذيل العبر للعراقي: "وكان حكيمًا عفيفًا، صارمًا، عارفًا بالأحكام بصيرًا بالمكاتيب وغواليفها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (775 هـ) وقيل (774 هـ) خمس وقيل ¬

_ * ذيول العبر (90)، الدرر الكامنة (1/ 13 - 14)، الوافي بالوفيات (5/ 312)، الشذرات (8/ 70)، غاية النهاية (1/ 8)، بغية الوعاة (1/ 405)، الأعلام (1/ 29)، درة الحجال (1/ 176). * الدرر الكامنة (1/ 13)، إنباء الغمر (1/ 83)، ذيل العبر للعراقي (2/ 370)، غاية النهاية (1/ 8)، النجوم (11/ 126)، ذيل تذكرة الحفاظ (159)، الشذرات (8/ 409)، المنهل الصافي (1/ 48)، السلوك (3/ 1 / 227).

21 - التنوخي

أربع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: له تصانيف في المناسك ونظم وخطب، وشرح قطعة من المنهاج. 21 - التَنوْخيّ * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن بن سعيد بن كامل (¬1) بن عَلْوان التنوخي البعلي الأصل الدمشقي المنشأ نزيل القاهرة ابن القاضي شهاب الدين الحريري، أبو إسحاق وأبو الفداء. ولد: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة أو (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مشايخه: إسماعيل بن مكتوم، وسمع الحديث من المزي، وأخذ القراءات عن البرهان الجعبري، والفقه على البارزي بحماة وغيرهم. من تلامذته: ابن حجر العسقلاني وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "شيخ الإقراء ومسند القاهرة، وكان قد أضر بأخره وحصل خلط ثقل منه لسانه فصار كلامه قد يخفى بعضه بعد أن كان لسانه كما يقال كالمبرد قرأت عليه الكثير ولازمته طويلًا، وصار سهل الانقياد للسماع بملازمتي له بعد أن كان عسرًا جدًّا، فإنني خرجت له عشاريات مائة ثم خرجت له المعجم الكبير" أ. هـ. وفاته: في جمادى الأولى سنة (800 هـ) ثمانمائة. من مصنفاته: المعجم الكبير (24 مجلد). 22 - البَاعُوني * اللغوي: إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن يحيى بن عبد الرحمن المقدسي الناصري الباعوني الدمشقي. ولد: سنة (777 هـ) وقيل (778 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة وقيل ثمان وسبعين. من مشايخه: السراج البلقيني، والكمال الدميري وغيرهما. من تلامذته: سمع منه ابن حجر وقرأ عليه السخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "اشتهر ذكره وبعد صيته وعمر حتى أخذ عنه الفضلاء طبقة بعد طبقة وصار ناسخ الأدب بالبلاد الشامية بغير مدافع ولهم بوجوده الجمال والفخر، قال ابن قاضي شهبة أضافنا بمنزله في الصالحية .. ثم قال: ولكنه ممن ألين له الكلام، وذكره المقريزي في تاريخه وقال إنه مميز في عدة فنون سيما الأدب فله النظم الجيد .. وأورد ابن خطيب الناصرية في تاريخه من نظمه ووصفه بالشيخ الإمام العامل الفاضل البليغ. انتهى .. وكان جميل الهيئة منور الشيبة، وتودد وعدم تدنس بما يحط من مقداره واقتدار ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 398 - 410)، الدرر الكامنة (1/ 11)، الشذرات (8/ 619). (¬1) في إنباء الغمر (علوان بن كامل) وقيل وفاته (710 هـ). * البدر الطالع (1/ 8) الشذرات (9/ 458)، نظم العقيان في أعيان الأعيان (13)، موسوعة دول العالم الإسلامي (2/ 1159)، الأعلام (1/ 30)، أعلام فلسطين (1/ 180 - 20)، الضوء (1/ 26) الدارس (1/ 175) و (2/ 143) القلائد الجوهرية (1/ 185).

23 - القصيري

على النظم والنثر، وقد ترجمه بعض المتأخرين بالشيخ الإمام العلامة خطيب الخطباء، شيخ الشيوخ لسان العرب ترجمان الأدب برهان النظر فريد العصر إنسان عين الدهر، برع في فن الإنشاء وصناعة الأدب والترسل والنظم والنثر .. " أ. هـ. * الدارس: "وأول من ولي مشيخة هذه الخانقاه -أي الباسطية- قاضي القضاة الباعوني رحمه الله تعالى" أ. هـ. * أعلام فلسطين: "شيخ الأدب في الشام. حفظ القرآن تجويدًا وحفظ بعض المنهاج، درس في دمشق الفقه واللغة والأدب" أهـ. وفاته: منة (870 هـ) سبعين وثمانمائة. من مصنقاته: "مختصر الصحاح للجوهرى" وهو مختصر حسن، ديوان شعر من نظمه وغير ذلك. 23 - القُصَيري * اللغوي، المفسر، المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن يعقوب الكردي القصيري الحلي الشافعي، برهان الدين المعروف بفقيه اليشبكية. ولد: سنة (850 هـ) خمسين وثمانمائة. من مشايخه: روى عن البدر بن قاضي شهبة والنجمي وغيرهما وكان الغزي ممن انتفع به. من تلامذته: ابن الحنبلي وغيره. كلام العلماء فيه: * در الحبب: "قال الزين بن عمر بن الشماع في كتابه "تشنيف الأسماع": ولم يهتم بالحديث كما ظهر لي من كلامه، وإنما اشتغل بالقاهرة بالعلوم العقلية والنقلية. قلت: وكان ديّنًا خيرًا كثير التلاوة للقرآن، معتقدًا عند كل إنسان، طارحًا للتكليف، سارحًا في طريق التقشف، مكفوف اللسان عن الاغتياب، مثابرًا على إفادة الطلاب .. وقناعته مع جلالة القدر، بما له من المعلوم النذر، ومن ثمة اشتهر بفقيه اليشبكية، ثم بمواضع شتى بحسب اختلاف مساكنه .. " ثم قال: "وكان لما كف بصره قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وقد وضع يده الشريفة على إحدى عينيه قال: فكانت لها بعد تلك الرؤيا رؤية ما كما نقل لنا عنه ذلك صاحبنا الشيح الصالح برهان الدين إبراهيم الصهيوني" أ. هـ وفاته: سنة (933 هـ) ثلاث وثلاثين وتسعمائة. 24 - الزُّبيري * النحوي: إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الزبيري العوّامي القرشي، برهان الدين أبو إسحاق (¬1). وفاته: سنة (991 هـ) إحدى وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: "بغية العارف على رسالة الوظائف - خ" في النحو. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 10) الكواكب السائرة (1/ 106). إعلام النبلاء (5/ 423 - 424) الشذرات (10/ 268). در الحبب (1/ 1 / 22). * الأعلام (1/ 30). (¬1) لم نجد له في كتب التراجم المتوفرة لدينا من ترجم له، وإن صاحب الإعلام قد اعتمد في ترجمته على مخطوط في دار الكتب المصرية، ومكتبة شستربتي، والله أعلم.

25 - ابن الملا

25 - ابن المُلا * المفسر: إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي، ابن الملا الحَصكفي (¬1). من مشايخه: البدر محمود البيلوني، والشيخ عمر العرضي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "صافي السريرة لا تعد له زلة" وقال: "وبالجملة فإنه كان يغلب على طبعه الأدب وكان له حسن محاضرة" أ. هـ. * تراجم الأعيان: "هو الشيخ الفاضل، جامع أشتات الفضائل، الأصل العريق، وارث علوم الأسلاف بالتحقيق، نتيجة البيت القديم، صاحب الفضل الجسيم" أ. هـ وفاته: (1032 هـ) اثنتين وثلاثين وألف وقيل (1030 هـ) ثلاثين وألف. من مصنفاته: "ملح البيان في تفسير القرآن" و "جامع المتفرقات من فوائد الورقات، لإمام الحرمين - خ" في الأصول. 26 - الصَفَاقسِي * النحوي، المقرئ: إبراهيم بن أحمد (وقيل ابن محمد) الجمل الصَفَاقِسي أبو إسحاق. من مشايخه: الشيخ علي النوري في القراءات والعلوم، والشيخ ساسي ثوينة المقرئ وغيرهما. من تلامذته: أحمد عجاج القيرواني، وحمودة العامري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "المتفنن في العلوم والحامل لواء المنثور والمنظوم مع زهد وعبادة وصلاح" أ. هـ. * ذيل البشائر: "ذو عبادة لا يستطيع الخوض فيها إلا من جذبته أعنّة التوفيق إلى بساط الإخلاص. وله ورد يبتديه عند قيام المؤذن آخر الليل فيختمه بعد العشاء، ولم يزل ديدنه إلى أن لقي الله تعالى. وربما إذا مرض وعجز عنه ينوب من يستوفيه ويجاعله على ذلك، كثير الصياح والتهجّد بالليل. إذا سمعت القرآن العظيم من فيه فكأنما سمعته من الطبقة العليا من هذا الفن العزيز. ألقي عليه سؤال في مسألة قرآنية من الجان، ولم يكن معه إلا رجل صوفي من أهل السر والبركة، فقال الشيخ: يا سيدي هذه ورقة نصها الخ، لأن الشيخ -رحمه الله- كان بصيرًا، فقال: "اثتني بدواة وقرطاس"، وأملى عليه جوابًا شافيًا. وقال له "ألقيه خلفك" ولبث يسيرًا فلم ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 10)، الأعلام (1/ 30)، معجم المؤلفين (1/ 10 - 11)، إعلام النبلاء (6/ 200)، ريحانة الألبا (1/ 97)، خلاصة الأثر (1/ 11)، فيه وفي الريحانة اسمه إبراهيم بن أحمد بن علي، وتراجم الأعيان للبوريني (2/ 14). طبقات المفسرين للأدنوي (411). (¬1) والحصكفي بفتح الحاء وسكون الصاد المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الغاء هذه نسبة إلى حصن كيفا وهي من ديار بكر وقال في المشترك وحصن كيفا على دجلة بين جزيرة ابن عمر وميافارين (من خلاصة الأثر). * شجرة النور الزكية (318 - 319)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 54 - 55)، الأعلام (1/ 68)، معجم المؤلفين (1/ 60)، معجم مصنفات القرآن الكريم (1/ 7)، ذيل البشائر (190).

27 - العسيري

يجده. كان متوغلًا في الصرف والنحو يخير منه نكات الأعاجم، متضلعًا من اللغة العربية، عروضيًا، ملازمًا روايات الحديث على دور السنة قبل صلاة الصبح بمسجده بسوق الفلقة، يصلي التراويح كل ليلة برواية، وأكثر ما يلذ له رواية أبي عمرو" أ. هـ. * تراجم المؤلفين التونسيين: "له زهد وعبادة وصلاح" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات نحوي .. رحل إلى تونس وتفقه" أ. هـ. فائدة من أفعاله: كان يصلي التراويح كل يوم برواية. وفاته: سنة (1107 هـ) وقيل (1105 هـ) سبع أو خمس ومائة وألف. من مصنفاته: "نظم طيبة النشر في القراءات العشر" لابن الجزري وصل فيه إلى ثلث القرآن نحو (3000) بيت، وله نظم في (كلًّا) وكيفية الوقف عليهما، وكتاب "الوقف في قراءة القرآن الكريم". وله نظم "جامعة الشتات في عد الفواصل والأيات" منظومة من ألف وثلاثمائة بيت. 27 - العُسيري * النحوي: إبراهيم بن أحمد بن عبد القادر بن بكري بن محمد بن موسى الحِفظي الزَمزمي اليمنى العُسيري الرجالي العُجيلي ينتمي نسبه إلى الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل. ولد: سنة (1199 هـ) تسع وتسعين ومائة وألف. من مشايخه: القاضي العلامة أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز الضمدي في الحديث والنحو. وتخرج بأخيه العلامة محمد بن أحمد، وغيرهما من تلامذته: أحمد عاكش الضمدي وغيره. كلام العلماء فيه: * نيل الوطر: "الشيخ العلامة القانت الأواه .. وقد ترجمه تلميذه القاضي العلامة الحسن بن أحمد عاكش الضمدي في (حدائق الزهر) فقال في أثناء الترجمة: هو الناسخ المحقق الذي لا تفوته دقائق العلوم، والعلامة الذي توضع من مشكاته حقائق الحدود والرسوم، القانت الأواه، الفائق أهل زمانه إيمانه وتقواه .. ، لا تراه إلا إحياء العلوم والعبادة للحي القيوم .. وكان غزير الدمعة لم ترعيني في أعيان العصر من يشابهه فيما هو عليه من النسك، آثار الحزن عليه لائحة من خثسية الله تعالى، وكان معتزلًا في بيته لا يخالط الناس، عرضت عليه المناصب فأباها .. ووقعت بيني وبينه المذاكرة في شأن العزلة عن الناس (¬1)، والمخالطة أيهما افضل، ¬

_ * نيل الوطر (1/ 7 - 10)، معجم المؤلفين (1/ 13)، وفيه وفاته (1263 هـ). (¬1) إن العزلة هي أحد مصطلحات الصوفية، وقد ذكر هذا المصطلح في المعاجم حيث قال د. عبد المنعم الحفني في كتابه "معجم مصطلحات الصوفية" ط دار المسيرة، الطبعة الأولى (1400 هـ- 1980 م) في العزلة: "لا بد للمريد في ابتداء حاله من العزلة، ولا يقصد بها اعتزاله عن الخلق لسلامة الناس من شره أو سلامته من شرهم، وإنما هي في الحقيقة اعتزال الخصال المذمومة، فالتأثير لتبديل للصفات لا للتنائي عن الأوطان، قال الجنيد: من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه فليعتزل الناس، فإن هذا زمان وحشة والعاقل من اختار فيه الموحدة" أ. هـ. وقال محمد غازي عرابي في كتابه "النصوص في مصطلحات الصوف" دار قتيبة (1985 م) في معنى العزلة لدى الصوفية: "فالعارف معتزل، وعزلته أنسه بالله =

28 - المارغني

فأورد الأحاديث القاضية بالعزلة في آخر الزمان ورجح العزلة مع ما يقع بالمشاهدة لتزايد الشر وهذا كلام مؤيد بالأدلة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1257 هـ) سبع وعشرين ومائتين وألف، عن (59 سنة). من مصنفاته: ألف مؤلفات في النحو مطولة ومختصرة منها "شرح لمقدمة أخيه محمد في النحو"، وله رسائل في مسائل عديدة وعلوم مفيدة، وكان له في الأدب يد طولى منظم عدة من القصائد والأراجيز. 28 - المارغني * المقرئ: إبراهيم بن أحمد بن سليمان المارغني. ولد: سنة (1282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * مشاهير التونسيين: "أحرز على شهادة التطويع، ودرس بالجامع الأعظم، كتب التوحيد والقراءات والفقه وشتى العلوم" أ. هـ. قلت: وهو مفتي المالكية في الديار التونسية، نقلنا من كتابه "النجوم الطوالع" من صفحة (4) ما نصه: "والله أسأل، وبجاه نبيه أتوسل". وقال في صفحة (10) أيضًا: "نسأل الله بجاه سيد ولد عدنان .. ". قلت: كما يفهم من عباراته الآنفة الذكر أن عنده توسلًا ممنوعًا، والله أعلم. وفاته: سنة (1350 هـ) خمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في مقرأ نافع"، "شرح دليل الحيران على مورد الظمآن في رسم القرآن"، و"بغية المريد بجوهرة التوحيد". 29 - البَهاري * النحوي: إبراهيم بن أحمد بن يحيى أبو إسحاق البهاري. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن مكتوم: له في النحو المنخل نقل عنه أبو حيان في أفعال المقاربة من شرح التسهيل، ولا نعرفه إلا من جهته. قلت: نقل عنه في الارتشاف في عدة مواضع. والمنخّل ¬

_ = عزَّ وجلَّ الذي قربه وآنسه وتبسط إليه وأطلعه على خفايا الغيب فرأى ما لا عين رأيت وسمع ما لم يخطر على بال بشر، ويشارك العارف الناس مجلسهم ومأكلهم ويشاربهم ويسامرهم ويلقي إليهم مما عنده من علوم، ولكنه حقيقة أمره وحيد متوحد معتزل منعزل، لأن صاحب الحقيقة غريب عن الدارين قد رنا إلى الله اللامتناهي قد صارت روحه روحه" أ. هـ. قلت: إذن العزلة لدى أكثر المتقدمين -وكما نقل الدكتور الحفني- عند الجنيد قوله فيها هي لا تخرج عن الالتزام بحدود الله سبحانه ومن هذا اللزوم هو الابتعاد عن الناس قدر الإمكان هذا وما ذكره محمد غازي عرابي في وصف العزلة عن إنهاء إعطاء للمريد من الله تعالى الغيب والقربة سبحانه حتى أنه يكون مع الناس وهوفي مكان آخر وغيرها من ذلك الأحوال الصوفية للمتأخرة والصوفية اليوم من أحوالهم البدعية والشركية وما لا يمت بالإسلام بصلة .. نسأل الله العافية. * مشاهير التونسيين (42)، إيضاح المكنون (2/ 628)، النجوم الطوالع (4 و 10) - ط دار الفكر، لسنة (1415 هـ - 1995 هـ). ومعجم المؤلفين (1/ 41) وفيه اسم: إبراهيم بن عبد الله، وقال: كان حيًّا سنة (1321 هـ). * البغية (1/ 407).

30 - السامرائي

المذكور شرح على الجمل كما ذكر في آخر الارتشاف" أ. هـ. من مصنفاته: "المنخل". 30 - السامرائي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن أحمد بن راشد العباسي السامرائي. ولد: سنة (1341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثماثة وألف. من مشايخه: طه الراوي ومصطفى جواد وغيرهما. من تلامذته: د. عبد الفتاح الحموز ود. حاتم الضامن وغيرهما كثير. كلام العلماء فيه: قلت: هذا الكلام منقول عن طريق صاحب الترجمة حيث قال: "قضيت في هذه المدينة -أي العمارة- مرحلة الدراسة الابتدائية، ثم انتقلت إلى بغداد فأكملت الدراسة الإعدادية والثانوية، وانتسبت إلى دار المعلمين الابتدائية فتخرجت معلمًا ابتدائيًا. قضيت سنتين في التعليم الابتدائي ثم انتسبت إلى دار المعلمين العالية الثانوية وذلك سنة (1945 م) وقضيت سنتين وبعدها التحقت بالبعثة العالمية إلى فرنسا (السوربون) سنة (1948 م) تخرجت بعد ذلك أحمل شهادة دكتوراه الدولة في اللغات السامية وذلك سنة (1955 م) ودرست في كلية الآداب في جامعة بغداد. وفي سنة (1981 م.) التحقت في الجامعة الأردنية، وفي سنة (1987 م)! التحقت بجامعة صنعاء، وأنا عضو في مجامع اللغة العربية في البلدان العربية عدا العراق، وعضو في المجمع العلمي الهندي وعضو في الجمعية اللغوية الباريسية. قلت: وعندما سئل عن المجاز أجاب أن المجاز أصبح حقيقة، وأعطى مثالًا كقائل لأحد ما: أفعل هذا! ورغم أنفك! وعندما سئل عن الجواهري الشاعر العراقي النجفى ومذهبه قال: نحن لا نكفر أهل القبلة إشارة إلى الشيعة، ولكن نأخذ منهم ما ينفعنا، كأن الجواهري صاحب شعر وقافية! وأما بشأن ما ذكره أصحاب التاريخ عن أبي العلاء المعري منسوبًا إليه من الإلحاد والكفر، فقال: إنه ليس صحيحًا، وذكر رأيه في كتاب قيد الطبع الآن حول حياة أبي العلاء المعري، ومنه الشعر الذي أوصى أن يكتب على قبره: هذا الذي جناه أبي علي .. وقال: إن له معنى صحيح إن ثبت. وقال عند سؤاله حول أسماء الله تعالى وصفاته في القرآن وما قالته فرق المسلمين من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة، فأجاب: بأنه لا يميل إلى الأشعرية ولا إلى أقوالهم، وخاصة في أسماء الله تعالى وصفاته، ويقول: إن كلام الله تعالى في القرآن إن كان في أسمائه أو صفاته أو غير ذلك، هو أوسع مما ذكره أصحاب تلك الأقوال، بل هو أوسع بلاغًا ومعنًا. وعند سؤاله حول ما ادعته المعتزلة من أنهم قد فسروا قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بأن استوى: تعني استولى. ¬

_

31 - إبراهيم بن إدريس

قال: بأنهم أخطأوا في ذلك، والصحيح: أن استوى هي كما وردت في القرآن، وما قاله علماء السلف. كقول الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .. استحسن الدكتور إبراهيم السامرائي هذا القول، وجعل يردد: أن لمعاني القرآن الكريم مصطلحات بلاغية أوسع مما اختلف فيه المختلفون، كالأشعرية والمعتزلة وغيرهم ووصفهم بالجمود، والتقيد .. والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1421 هـ) ألف وأربعمائة وواحد وعشرون. من مصنفاته: له مؤلفات كثيرة جدًّا نذكر منها "من بديع لغة التنزيل"، و "المدارس النحوية" و "في المصطلح الإسلامي". 31 - إبراهيم بن إدريس * النحوي: إبراهيم بن إدريس بن حفص، أبو إسحاق. من مشايخه: حدث عن أبي محمد قاسم بن بشار الأنباري وغيره. من تلامذته: أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي في معجم شيوخه. 32 - إبراهيم الحربي * النحوي، اللغوي: المفسر: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير، البغدادي الحربي، أبو إسحاق. ولد: سنة (198 هـ) ثمان وتسعين ومائة. من مشايخه: أبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وغيرهما. من تلامذته: ابن صاعد وأبو بكر القطيعي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان إمامًا في العلم، رأسًا في الزهد عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، حافظًا للحديث، مميزًا لعلله، قيمًا بالأدب، جماعًا للغة". ثم قال: "قال الحاكم: لا نعلم أخرجت بغداد مثل إبراهيم الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد ثم ذكر له كتابًا في غريب الحديث، لم يسبق إليه" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 407). * معجم المفسرين (1/ 10)، طبقات الشافعية للحسيني: (36). الشذرات (3/ 355). تاريخ الإسلام- ط تدمري- وفيات الطبقة السادسة والعشرون. تاريخ بغداد (6/ 27)، سير أعلام النبلاء (13/ 356)، طبقات الحنابلة (1/ 86)، معجم الأدباء (1/ 112)، العبر (2/ 74)، المنتظم (12/ 379)، إنباه الرواة (1/ 155)، فوات (1/ 14)، الوافي (5/ 320)، طبقات الشافعية للسبكي (12/ 256)، البداية والنهاية (11/ 89)، درء تعارض العقل والنقل (11/ 72)، البلغة (44)، بغية الوعاة (1/ 418). الكامل (7/ 492)، اللباب (1/ 290)، تذكرة الحفاظ (2/ 584)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 7)، طبقات الحفاظ (259)، الأعلام (1/ 32)، معجم المؤلفين (1/ 13).

33 - الأنماطي

* المنتظم: "كان إمامًا في العلم، غاية في الزهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، ماهرًا في علم الحديث، قيمًا بالأدب واللغة .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه" أ. هـ. * السير: "قال الدارقطني: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه، وكان يرى أن الكلام في الاسم والمسمى بدعة. وقد اجتمع عنده الناس مرة فقال: قد كنت وعدتكم أن أملي عليكم في الاسم والمسمى ثم نظرت فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها إمام يقتدى به فرأيت الكلام فيه بدعة فقام الناس وانصرفوا". وقال: "قال الدارقطني: إمام بارع في كل علم، صدوق" أ. هـ. * وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن كنت تشك في ذكاء مثل مالك والأوزاعي والشافعي وأحمد .. وإبراهيم الحربي والبخاري ومسلم .. فإن شككت في ذلك فأنت مفرط في الجهل أو مكابر فانظر خضوع هؤلاء للصحابة وتعظيمهم لعقلهم وعلمهم حتى إنه لا يجترئ الواحد منهم أن يخالف لواحد من الصحابة إلا أن يكون خالفه صاحب آخر" أ. هـ. * الشذرات: "قال المرداوي في الإنصاف: كان إمامًا في جميع العلوم، متقنًا، مصنفًا، محتسبًا عابدًا زاهدًا، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة جدًّا حسانًا جيادًا" أ. هـ. فائدة من أقواله: قال: "قال ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو من خمسين سنة" أ. هـ. قال الحربي: ما أنشدت بيتًا قط إلا قرأت بعده: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاثًا. وقال: لا أعلم عصابة خيرًا من أصحاب الحديث .. وفاته: سنة (285 هـ) خمس وثمانين ومائتين. من مصنفاته: كتاب "غريب الحديث" طبع بعضه في السعودية في ثلاثة مجلدات محققة. قال القفطي: "هو من أنفس الكتب وأكبرها في هذا النوع". وله "غريب الأدب"، و "مناسك الحج"، وغير ذلك. 33 - الأَنْمَاطِي * المفسر: إبراهيم بن إسحاق بن يوسف النيسابوري الأنماطي (¬1)، أبو إسحاق. من مشايخه: إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل وغيرهم. ¬

_ * الأنساب (1/ 223)، اللباب (1/ 73)، العبر (2/ 125)، تذكرة الحفاظ (2/ 701)، السير (14/ 193)، تاريخ الإسلام (وفيات 303) ط. تدمري، طبقات الحفاظ (304)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 7)، الشذرات (4/ 20)، كشف الظنون (1/ 443)، هدية العارفين (1/ 5)، معجم المفسرين (1/ 11)، الأعلام (1/ 32). طبقات المفسرين الأدرنوي (70) وفيه وفاته (330 هـ) وهو خطأ. (¬1) الأنماطي: هذه النسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط، كما في الأنساب.

34 - أبو إسحاق الضرير

من تلامذته: ابن الشرقي، وأبو عبد الله بن الأخرم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "الإمام الحافظ المحقق". ثم قال: "وكان من علماء الأثر رحمه الله" ا. هـ. * الشذرات: "حافظ، ثبت، رحال. وكان الإمام أحمد ينبسط في منزله يفطر عنده". وفاته: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير". 34 - أبو إسحاق الضرير * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الضرير. من تلامذته: الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: * البغية: "الضرير البارع. قال الحاكم وقد وصفه بما ذكرنا وسمع الحديث بالبصرة والأهواز وطاف بعض الدنيا واستوطن نيسابور .. وكان من الشعراء المجوّدين وممن تعلم الفقه والكلام" أ. هـ. وفاته: سنة (378 هـ) ثمان وسبعين وثلاثمائة. 35 - الطُّلَيطَلي * المفسر: إبراهيم بن إسحاق بن أبي زَرَد الطليطلي الأموي، أبو إسحاق. من مشايخه: وهب بن عيسى وأبي بكر بن وسيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المقفى: "كان فاضلًا خيرًا عابدًا حافظًا للتفسير، دخل إلى المشرق وسمع به، وحدث" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه مالكي، محدث، مفسر، من أهل طليطلة، رحل إلى المشرق وسمع جماعة من العلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (382 هـ). اثنتين وثماثين وثلاثمائة. 36 - الوَزِيري * المقرئ: إبراهيم بن إسحاق بن مظفر بن علي المِصري المعروف بالوزيري (¬1)، برهان الدين، أبو إسحاق. ولد: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة. من مشايخه: تقي الدين بن عبد القوي بن المغربل صاحب أبي الجود، وعلم الدين القاسم بن اللورتي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه ولده إسحاق، وأحمد الحراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * قال المقريزي: "أحد أعيان القراء" أ. هـ. * غاية النهاية: "أبو إسحاق الوزيري المصري أستاذ ماهر" أ. هـ. وفاته: سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 51)، البلغة (45)، الوافي (5/ 324)، البغية (1/ 407). * الصلة (1/ 89)، المقفى الكبير (1/ 95)، طبقات المفسرين للداوودي (1/ 7)، معجم المفسرين (1/ 11). * العبر (5/ 346)، المقفى الكبير (1/ 94)، معرفة القراء (2/ 700) شذرات الذهب (7/ 672)، غاية النهاية (1/ 9). (¬1) الوزيري نسبة إلى الحارة الوزيرية بالقاهرة.

37 - ابن الأجدابي

37 - ابن الأَجْدَابي * اللغوي: إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله اللواتي الأجدابي (¬1)، أبو إسحاق. ويعرف بابن الأجدابي. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "له أدب وحفظ ولغة وتصانيف" أ. هـ. * إنباه الرواة: "من أهل اللغة وممن تصدر في بلده، واشتهر بالعلم .. وكانت له يد جيدة في اللغة وتحقيقها وإفادتها .. " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (470 هـ) سبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "كفاية المتحفظ" صغير الحجم كثير النفع، وكتابان في "العروض" و "رسالة في الحُول" وكان أحول وغير ذلك. 38 - العَدَوي * المقرئ: إبراهيم بن إسماعيل بن محمود العدوي الصالحي الدمشقي الشافعي. (¬2) وفاته: بعد سنة (1088 هـ) ثمان وثمانين وألف. من مصنفاته: "القواعد السنية في قراءة حفص- خ" 39 - برهان الدين الحلَبِي * النحوي: إبراهيم برهان الدين الحلبى ثم القاهري الشافعي. من مشايخه: البرهان الحلبي والتقي الشمِني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "تُكلّم بعد موته في عقيدته، ولم يكن بالنير، لكنه كان لين الجانب مع جمود ونقص فهم، والله أعلم بحقيقة أمره" أ. هـ. وفاته: (857 هـ) سبع وخمسين وثمانمائة. 40 - التلِمْساني * اللغوي: إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري ويعرف بالتلمساني، أبو إسحاق. ولد سنة (609 هـ) تسع وستمائة. من مشايخه: لقي أبا بكر بن محرز، وأجاز له ومن مشايخه: أبو الحسن بن طاهر الدباج، وأبو علي الشلوبين وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله بن عبد الملك وغيره. كلام العلماء فيه: * الديباج المذهب: "كان فقيهًا، عارفًا بعقد ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 51)، الأعلام (1/ 32). إنباه الرواة (1/ 158) بغية الوعاة (1/ 408)، معجم المؤلفين (1/ 14)، مقدمة كتاب "الأزمنة والأنواء" للمترجم له، بقلم عزة حسن وفيه ذكر وفاته (650 هـ). (¬1) الأجدابي: نسبة إلى أجدابية في طرابلس الغرب. * الأعلام: (1/ 33). (¬2) لم نجد له في كتب الترجمة المتوفرة لدينا من ترجم له، لأن الزركلي في أعلامه قد اعتمد على مصادر مخطوطه في المكتبة الأزهرية فقط، وقد تكون هذه المصادر الوحيدة في ترجمته، والله أعلم. * الضوء اللامع (1/ 185). * الديباج المذهب (1/ 274)، شجرة النور (202)، الأعلام (1/ 33 - 34)، معجم المؤلفين (1/ 16)، تعريف الخلف (القسم الأول / 13)، إيضاح المكنون (2/ 513).

41 - أبو إسحاق المازني

الشروط، مبرزًا في العدد والفرائض، أديبًا شاعرًا محسنًا، ماهرًا .. قال ابن الزبير: كان أديبًا فاضلًا لغويًّا، إمامًا في الفرائض" ا. هـ. * تعريف الخلف: "قال ابن عبد الملك: وخبرت منه في تكراري عليه تيقظًا وحضور ذكر وتواضعًا وحسن إقبال، واشتغالًا بما يعنيه في أمر معاشه، وتخاملًا في هيئته ولباسه" ا. هـ. وفاته: سنة (677 هـ) سبع وسبعين وستمائة، وقيل (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. والأول أصح. من مصنفاته: "الأرجوزة الشهيرة في الفرائض"، ومنظوماته في السير وأمداح النبي - صلى الله عليه وسلم -، من ذلك "المعشرات" على أوزان المغرب، وقصيدته في المولد الكريم .. وله شعر. 41 - أبو إسحاق المازِنِي * المقرئ: إبراهيم بن ترجم بن حازم -وقيل: إبراهيم بن ترجم بن إبراهيم بن حازم- المازني، الشافعي، الضرير، أبو إسحاق. ولد: بعد سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين، وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وقرأ على أبي الجود غياث بن فارس وغيرهم. من تلامذته: الحافظ المنذري وغيره. كلام العلماء فيه: * التكملة: "تفقه على مذهب الشافعي، وتصدر بالجامع العتيق بمصر .. ، وكان كثير السعي في قضاء حوائج الناس مثابرًا على ذلك" ا. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان ذا مروءة وخير" ا. هـ. وفاته: سنة (635 هـ) خمس وثلاثين وستمائة في القاهرة. 42 - الأقْلِيشي * المقرئ: إبراهيم بن ثابت بن أخطَل الأندلسي، الأقليشي أبو إسحاق. نزيل مصر أصله من أهل الأندلس. من مشايخه: أبو الحسن بن غلبون، وأبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وسمع الحديث من أبي مسلم الكاتب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الصلة: "دخل مصر بعد سنة تسعين وثلاثمائة، واستوطنها، وأقرأ الناس بها بعد موت عبد الجبار بن أحمد، أقرأ في مجلسه إلي أن توفي .. ذكره أبو عمرو - الداني" أ. هـ. * معرفة القراء: "توفي .. وقد شاخ" أ. هـ. وفاته: سنة (432 هـ) اثنتين وثلاثين وأربعمائة. 43 - شريفي * النحوي: إبراهيم بن حسام الدين الكرمياني. المعروف بشريفي. ¬

_ * المقفى الكبير (1/ 123). التكملة لوفيات النقلة (3/ 479) تاريخ الإسلام (وفيات- 635) ط- بشار. * معرفة القراء الكبار (1/ 392)، المقفى الكبير (1/ 123) غاية النهاية (1/ 10). تاريخ الإسلام -ط تدمري- وفيات سنة (432 هـ)، الصلة (1/ 92). * الأعلام (1/ 35)، معجم المؤلفين (1/ 18)، كشف الظنون (5/ 29). هدية العارفين (1/ 29).

44 - النقاش

ولد سنة (980 هـ) ثمانين وتسعمائة. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه حنفي نحوي" أ. هـ. وفاته: سنة (1016 هـ) ست عشرة وألف. من مصنفاته: "نظم الفقه الأكبر" حنفي، "نظم الشافية"، "شرح المفتاح" وضع عليه الفناري "حاشية" وغير ذلك. 44 - النَّقَّاش * المقرئ: إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الرحمن، أبو إسحاق الأشعري (¬1) النقاش. من مشايخه: محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، وإسحق بن عيسى الكوفي وغيرهما. من تلامذته: يوسف بن جعفر بن معروف النجار، ويوسف بن أحمد بن إسماعيل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "الأشعري النقاش مقرئ مشهور" أ. هـ. 45 - البَاهِلِي * المقرئ: إبراهيم بن الحسن بن نجيح الباهلي التبان العلاف البصري. من مشايخه: سلام بن سليمان الطويل، ويعقوب الحضرمي وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو زُرَعة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "سئل أبو زرعة عن إبراهيم بن الحسن، فقال: كتبت عنه بالبصرة، وكان صاحب قرآن وكان بصيرًا به وكان شيخًا ثقة" أ. هـ. قلت: وقد ذكر الذهبي أن الفقرة الأخيرة لأبي حاتم، وهي عن أبي زرعة، كما نقلناها من الجرح والتعديل، والله أعلم. * تهذيب التهذيب: "وذكره ابن حبان في (الثقات)، ولم يذكره المزي" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 10). (¬1) في الأنساب (1/ 166): "الأشعري: بفتح الألف وسكون الشين المعجمة وفتح العين المهملة وكسر الراء، هذه النسبة إلى أشعر وهي قبيلة مشهورة من اليمن .. والأشعر هو نبت بن أدد، قال الكلبي: إنما سمي الأشعر لأنه أمه ولدته وهو أشعر، ومنهم أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري من فقهاء الصحابة وقرائهم، ومن التابعين بلال بن سعد بن تميم الأشعري" .. ثم قال: "فأما أبو الحسن -الأشعري المتكلم- إنما قيل له الأشعري لأنه من ولد أبي موسى (رضي الله عنه) .. وهو صاحب الكتب والتصانيف والمذهب وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي "أ. هـ ملخصًا. قلت: وهو ممن عاش في القرن الثالث لأن ممن سمع على شيخ المترجم له محمد بن عمرو بن العباس الباهلي المتوفى سنة (235 هـ)، عبد الله بن أحمد بن حنبل المتوفى سنة (290 هـ) وهو معاصر لإبراهيم النقاش هذا، ونسبته إذن هي إلى الصحابي أبي موسى الأشعري وليس هو نسبة إلى مذهب الأشعري وذلك لأن الأشعري صاحب المذهب قد توفي سنة (324 هـ) -أي جاء بعده- النسبة إلى مذهبه جاءت متأخرة بعده .. والله أعلم. * الجرح والتعديل (2/ 92)، الثقات لابن حبان (8/ 78)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 24) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 11)، تهذيب التهذيب (1/ 104)، تقريب التهذيب (106).

46 - الشيشري

*التقريب: "ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين. 46 - الشيشَري * النحوي، المفسر: إبراهيم بن حسن النبْيسي الشيشري (¬1)، برهان الدين. من تلامذته: الشيخ أبو الفتح السيستري وغيره. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "كان من فضلاء عصره" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر، متصوف عالم بالصرف والنحو" أ. هـ. * معجم المفسرين: "نحوي، صوفي، مفسر من أهل نبيس .. " أ. هـ. وفاته: سنة (915 هـ) خمس عشرة وتسعمائة. قتله بعض الخوارج في أرزنجان. من مصنفاته: له مصنفات في الصرف، وقصيدة تائية في النحو لا نظير لها في السلامة، وله تفسير من أول القرآن إلى سورة يوسف ومصنفات في التصوف. 47 - ابن العِمَادِي * المفسر، اللغوي، المقرئ: إبراهيم بن حسن بن عبد الرحمن بن محمد الحلبي الشهير بابن العمادي (¬2)، برهان الدين. ولد بعد سنة (880 هـ) ثمانين وثمانمائة. من مشايخه: والده، والشمس البازلي، والشيخ أبو بكر الحيشي وغيرهم. من تلامذته: رضي الدين عمر بن إبراهيم بن الحنبلي. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "جدّ واجتهد، حتى فضل في فنون ودرَّس وأفتى ووعظ مع الديانة والسكون ولين الجانب وحسن الخلق. أكب على إفادة الوافدين إليه في العربية، والقراءات، والفقه وأصوله، والحديث وعلومه، والتفسير وغير ذلك، وكان لا يرد أحدًا من الطلبة وإن كان بليدًا" أ. هـ. * دُرُّ الحبب: "وكان قد عبث مرة بحل زايرجة السبتي فحل منها شيئًا ما، وعلق بالكيمياء أيامًا ثم تركها، ولم تكن تراه إلا دمث الأخلاق، مبتسمًا حالة التلاق، حليمًا صبورًا صوفيًا معتقدًا لكل صوفي له مزيد اعتقاد في الشيخ الزاهد محمد الخاتوني (¬3) ولذا صار من بعده يحيى العصرونية كل ليلة جمعة بذكر الله تعالى على منهج ما كان عليه معتقدة من أحبائها إلي أن توفي .. " أ. هـ. ¬

_ * الكواكب السائرة (1/ 110)، الشذرات (10/ 98)، معجم المفسرين (1/ 11)، الأعلام (1/ 35)، معجم المؤلفين (1/ 20) كشف الظنون (1/ 208). (¬1) نبيسي: نسبة إلى قرية نبيس في حلب. والشيشر من بلاد العجم قاله في الشذرات. * الشذرات (10/ 431)، الكواكب السائرة (2/ 79)، معجم المفسرين (1/ 11)، در الحبب (71/ 74) إعلام النبلاء (5/ 513). (¬2) العمادي: من العمادية: قلعة حصينة مكينة عظيمة في شمال الموصل، ومن أعمالها أ. هـ. معجم البلدان (4/ 149) الصوفي المشهور. (¬3) الخاتوني: هو محمد بن عيد والبيري الصوفي المشهور المتوفى (سنة 950 هـ) له مكاشفات وأحوال، وكان الناس على اعتقاد فيه، انظر (در الحبب (2/ 1 / 186).

48 - الأحسائي الحنفي

* معجم المفسرين: "عالم بالتفسير والحديث وعلومه والفقه وأصوله والعربية والقراءات من أهل حلب. انتهت إليه رئاسة الشافعية بها" أ. هـ. وفاته: سنة (954 هـ) أربع وخمسين وتسعمائة. 48 - الأَحْسَائِي الحنفي * النحوي: إبراهيم بن حسن الأحسائي الحنفي. من مشايخه: عبد الرحمن بن عيسى المرشدي، وأخذ الطريقة عن العارف بالله تعالى الشيخ تاج الدين الهندي وغيرهما. من تلامذته: أخذ عنه الطريقة الأمير يحيى بن علي باشا وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "من أكابر العلماء المتحلين بالقناعة المتخلين للطباعة .. وأخذ الطريقة عن العارف بالله تعالى الشيخ تاج الدين الهندي .. وعنه الأمير يحيى .. وكان يثني عليه كثيرًا ويخبر عنه بأخبار عجيبة" أ. هـ. * الأعلام: "نحوي، متأدب عارف بفقه الحنفية من أهل الأحساء" أ. هـ. وفاته: سنة (1048 هـ). ثمان وأربعين وألف. من مصنفاته: "شرح نظم الآجرومية" للعمريطي، و "دفع الأسى" في الأذكار- مطبوع وغير ذلك. 49 - الكُورَاني أبو الوقت * النحوي، اللغوي، المفسر: إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري الشهراني الكردي الشافعي، برهان الدين، أبو العرفان، وأبو إسحاق، وأبو محمد، وأبو الوقت. ولد: سنة (1025 هـ) خمس وعشرين وألف. من مشايخه: الصفي أحمد بن محمد القشاش والعارف أبو المواهب أحمد بن علي الشناوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "درس العربية والمنطق والهيئة والهندسة وقرأ في المعاني والبيان والأصول والفقه والتفسير وسمع الحديث عن جماعة في الشام ومصر والحجاز، برع في جميع الفنون وأقرأ العربية" أ. هـ. * سلك الدرر: "صاحب المؤلفات العديدة الصوفي النقشبندي المحقق الأثري المسند .. " أ. هـ. * جلاء العينين: "أظهر نوعًا من المعارف لا يدرك أهل زمانه جنسه، فصار حلة واحدة وطريقة نزهة من كل خسة .. فقيه صوفي، وصوفي الفقهاء، وعالم الصلحاء، وصالح العلماء .. ". ثم قال: "كان سلفي العقيدة، ذابًا عن شيخ ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 18 - 19)، الأعلام (1/ 35)، معجم المؤلفين (1/ 19)، إيضاح المكنون (1/ 473)، هدية العارفين (1/ 31). * البدر الطالع (1/ 11 - 12)، سلك الدرر (1/ 5)، معجم المفسرين (1/ 11). معجم المؤلفين (1/ 19)، الأعلام (1/ 35)، المختار المصون (3/ 1425)، هدية العارفين (1/ 35)، فهرس الفهارس (1/ 229)، إيضاح المكنون (1/ 17، 10) وغيرها، المجددون في الإسلام (407)، جلاء العينين (40).

الإسلام ابن تيمية، وكذا يذب عما وقع في كلمات الصوفية مما ظاهره الحلول أو الاتحاد أو العينية" أ. هـ. * الأعلام: "مجتهد، من فقهاء الشافعية، عالم بالحديث .. " أ. هـ. * المجددون في الإسلام: "وما ذكره صاحب كتاب جلاء العينين في محاكمة الأحمدين يخالف آخره أوله، لأن أخذ الكوراني بعقيدة السلف وذبه عن ابن تيمية يجعله من مدرسته، ولكن ذبه عما وقع في كلمات الصوفية، مما ظاهره الحلول أو الاتحاد أو العينية يجعله من مدرسة الغزالي التي كانت تنكر عليها مدرسة ابن تيمية، لأنها لم تكن ترى تأويل ما ظاهره الحلول أو الاتحاد من كلام الصوفية، بل كانت تؤاخذهم بهذا الظاهر، وتحكم بكفرهم من أجله، بل كانت تنكر ما هو أخف من هذا من بدع الصوفية، من مقامتهم وأذواقهم وسماعهم ورقصهم وغير ذلك من أحوالهم، وما كانت ترى إلا الزهد الذي كان عليه قدماء المتصوفة قبل أن يقعوا في هذه البدع، وكانت تغالى فيه مثلهم، كما سبق في الكلام على ابن قيم الجوزية. والظاهر أن الكوراني كان بعيدًا أيضًا عن مدرسة ابن تيمية فيما يتعلق بالفروع، لأنه سبق أنه كان على مذهب الشافعي، ولم ينقل عنه أنه خرج عن شيء في هذا المذهب، وهذا بخلاف ابن تيمية ومدرسته، لأنهم كانوا لا يتقيدون في كثير من المسائل بالمذاهب الأربعة التي جمد عليها غيرهم، ولعل هذا الجمود من الكوراني هو الذي سهل له ما وقع فيه من الجمود في أمر الصوفية، لأن الجمود يجر بعضه بعضًا. والكوراني مع هذا لا يمتاز عن غيره من علماء هذا القرن، إذ كانوا في غفلة عن حال العالم في عصرهم، وعما أصاب المسلمين من التأخر في العلوم التي نهض بها أسلافهم، وعما وصلت إليه أوروبا من التقدم فيها، حتى أمكنها بها أن تصل إليهم من طريق رأس الرجاء الصالح، ومعها من القوة التي وصلت إليها بالعلم ما أمكنها بقليل من السفن أن تستولي على الممالك الإسلامية بسواحل أفريقية، وأن تصل إلى الهند فتستولي على بعض بلاده، وتوشك أن تستولي عليها كلها، وتستأثر بخيراتها دون غيرها. فأي تجديد يمكن أن ينسب إلى أمثال الكوراني في غفلته عن هذا كله؟ وابن تيمية لخروجه عن جمود علماء عصره على عقيدة الأشعري إلى عقيدة السلف؟ كأنه لا يزال في القرن الذي عاش فيه ابن تيمية، ولم يأت بعده بنحو أربعة قرون، فلا يصح أن يقف علمنا عند الفصل في هذا الخلاف بين ابن تيمية والأشعري، بينما يسير العلم عند غيرنا بخطى واسعة إلى الإمام، وتزداد مسافة الفرق في العلم بيننا وبينه، إلى أن نصحو فنجده قد سبقنا فيه بمراحل، وهناك نحاول النهوض فنتعثر فيه، ويقف الجامدون حجر عثرة في طريقه، ولا شك أن الكوراني وغيره من السلفية يستوون هم والأشعرية حين غفلوا جميعًا عن ذلك كله في هذا القرن، ولم يدركوا الرسالة التي يجب أن يقوم بها فيه المجدد المسلم" أ. هـ. قلت: لقد كان الصعيدي ممن تأثر بالأحوال السياسية والقومية في وقته، وجعل مدارس

السلف والمدارس الدينية الأخرى جمودًا إذا ما قورنت بالتطور الحضاري في عالم الغرب، وهذا الفكر هو السائد عند المتأخرين من المؤرخين وأصحاب الأدب وغيرهم وبعض من أصحاب الدين بل أغلبهم في القرن الثالث عشر الهجري، وهو -أي الصعيدي- في ذلك حامل للأفكار الجديدة في فصل الدين عن الدنيا بمختلف نواحيها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولنا عليه كلام على منهجه في كتابه "المجددون في الإسلام" لاحقًا. * المختار المصون: (نقل عن كتاب نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني) للشيخ محمد بن الطيب القادري بعد كلام القادري قال: "وقد أغفل رحمه الله تعالى بيان مسائل شنيعة معروفة عن صاحب الترجمة ذكرها عنه أئمة عصره: (1) فمنها القول بأن القدرة محدثة تؤثر في أفعال العباد، وأن قيدها بأقدار الله تعالى قدرها وألف في ذلك ثلاث رسائل لنصرة قوله ورد على إمام الحرمين في ذلك وقد انتصر الأئمة للرد عليه في ذلك منهم الإمام سيدي المهدي بن أحمد الفاسي وقد ألف رسالة في الرد عليه بما لا فريد عليه. (2) ومنها أنه ألف في تصحيح مسألة الغرانيق التي يذكرها بعض المفسرين في تفسير سورة النجم. قال في "النبذة": وسمعت أنه ألف تأليفًا في شبيه المعدوم ينتصر به للمعتزلة ثم سمعت أن له تاليفًا في إيمان فرعون لعنه الله، وكذا سمعت أن له تأليف متعددة في إحياء أمور أمثال هذه وندرتها في هذا الزمان الذي رق فيه الدين وعم الجهل والتقليد، وقلة اليقين واتباع كل ناعق، انتهى. وأما مسألة الغرانيق فألف فيها صاحب الترجمة رسالة فسماها "اللمعة السنية في تحقيق الإلقاء في الأمنية"، وقد رأيتها ومضمونها الكلام على ما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لما قرأ سورة النجم قال: "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلا" .. القصة المشهورة عند المفسرين، وصحح صاحب الترجمة حديثها، وهو حديث باطل وقصة موضوعة .. ". ثم قال: وقول شيخ شيوخنا أبي عبد الله المسناوي: وكان رأي شيوخنا فيه -أي في صاحب الترجمة- مختلفًا في كيفية الرد عليه فمنهم من سلك مسلك الملاحظة والشفعة ومنهم من سلك مسلك الغلظة والرد والزجر ليتعرف بقدره، وما أدب له من كلامهم". وقال: "أما رد كلامه فقد اتفقوا عليه بأنه بلغ من الشناعة والبشاعة والخروج عن السنة غاية ذلك، وأما ثناء صاحب "الرحلة" عليه يعني أبا سالم العياشي، وثناه غيره عليه من الأئمة ممن ألف الفهارس وغيرهم فالمقام اقتضى ذلك، إذ ليس ذلك المقام مقام الرد والبحث عن القدح والتجريح والتعديل وبيان من تكلم أو اتهم أو رمى بشيء من البدع وتحقيق المسائل وإنما هو عدا الأشياخ وذكرًا أسانيدهم ومروياتهم وأشياخهم ومؤلفاتهم، وقد طلب القاضي عياض مع جلالته من الزمخشري الإجازة مع استشهار اعتزاله وبدعته وتعقبه .. ".

50 - ابن مرتنيل

وقال أيضًا: "ومن الشيخ من كان لا يبني ما رمي به بعضهم بل نفر عن مطالعة كتابه وكلامه ويحذر من النظر فيه وكذلك فهل بعضهم بمن رمى من الصوفية، أو كان يقول إن فهمه قبيح وكلامه في علم الباطن وطريق القوم وبعض مسائل الاعتقاد والله أعلم بحقيقة حال ذلك". ثم قال: "ووقفت على أبواب الشيخ ولي الدين العراقي في المسألة مدار كلامه على أنه يتكلم في الكلام بما يعطيه ظاهره ولا يتعرض للقائل لاحتمال أن يكون مراده غير ظاهره أو تاب من ذلك قبل موته انتهى (كذا نقله صاحب المختار من نشر المثاني) " أ. هـ. وفاته: في جمادى الأولى سنة (1101 هـ). إحدى ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" الذي سماه صاحب هدية العارفين "الإلمام بتجريد قولي سعدي وعصام"، و "إنباه الأنباه في إعراب لا إله إلا الله" و"إتحاف الخلف بتحقيق مذاهب السلف"، وله "تنبيه العقول على تنزيه الصوفية من اعتقاد التجسيم والعينية والاتحاد والحلول" و "مسلك الاعتدال إلى آية خلق الأعمال" و "مجلس المعاني على عقيدة الدواني" وغير ذلك كثير. 50 - ابن مَرْتَنيل * المفسر: إبراهيم بن حسين بن خالد بن مرتنيل القرطبي، أبو إسحاق. من مشايخه: سحنون، ولقي مطرف بن عبد الله صاحب مالك بن أنس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الديباج المذهب: "كان خيَرًا فقيهًا، عالمًا بالتفسير .. أعجب به ابن لُبابة .. وكان يذهب إلى النظر وترك التقليد" أ. هـ. * المقفى: " .. وكان فهمًا ذكيًا .. ناظر سحنون في الشاة إذا بقر السبع بطنها أنها تذكى وتؤكل، وإن لم تُرْجَ لها حياة، وحاجه في ذلك فظهر عليه" أ. هـ. * طبقات المفسرين: "ولي أحكام الشرطة في بلده، وكان صلبًا في حكمه عدلًا" أ. هـ. فائدة من أقواله: اجتمع مرة في جنازة هو ويحيى بن يحيى فسأل يحيى عن نكاح بالأجرة. فقال: لا يجوز قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]. فقال إبراهيم: هذا إذا شرع لنا في القرآن شرع آخر، وأما ما يقتدى بسنة من ذكر من الأنبياء، قال الله تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] فكيف وقد جاء عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - موافقة موسى وشعيب؟ فسكت يحيى ولزمه الحجة. وفاته: (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين، وقيل بعد (240 هـ) أربعين ومائتين. من مصنفاته: له كتاب مؤلف في تفسير القرآن. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 33)، الديباج المذهب (1/ 259)، المقفى الكبير (1/ 141)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 8)، معجم المؤلفين (1/ 21)، ترتيب المدارك (3/ 136)، جذوة المقتبس (1/ 238)، بغية الملتمس (1/ 264)، معجم المفسرين (1/ 12).

51 - ابن ديزيل سيفنة

51 - ابن دِيزِيل سيفَنة * المقرئ: إبراهيم بن الحسين بن علي بن دازيل -وقيل: ديزيل- الهمذاني الكسائي المعروف بسيفنة، وبدابة عفان للزومه له، أبو إسحاق. من مشايخه: علي بن عياش، وآدم بن أبي إياس وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن عبد الرحمن الكرخي الخياط، وأبو جعفر محمد بن موسى الساوي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "هو أحد الثقات الأثبات الرحالين في طلب الروايات" أ. هـ. * العبر: "كان ثقة جوالًا صالحًا" أ. هـ. * لسان الميزان: "ما علمت أحدًا طعن فيه حتى وقفت في (جلاء الأفهام) لابن القيم تلميذ ابن تيمية وذكر إبراهيم فقال: إنه ضعيف متكلم فيه، وما أظنه إلا التبس عليه بغيره، وإلا فإبراهيم المذكور من كبار الحفاظ" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ الثقة، العابد، .. وكان يلقب بدابة عفان، لملازمته له ويلقب بسِيفنة. وسِيفنة: طائر ببلاد مصر، لا يكاد يحط على شجرة إلا أكل ورقها، حتى يعريها، فكذلك كان إبراهيم، إذا ورد على شيخ لم يفارقه حتى يستوعب ما عنده". وقال أيضًا: "قال أبو يعلى الخليلي في مشايخ ابن سلمة القطان، قال: إبراهيم يسمى: سيفنة، لكثرة ما يكون في كمه من الأجزاء، قال: كان يكون في كمي خمسون جزءًا في كل جزء ألف حديث .. إلى أن قال: وهو مشهور بالمعرفة بهذا الشأن". وقال أيضًا: "وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، قال الحاكم: هو ثقة مأمون، وقال ابن خِراش: صدوق اللهجة. قلت: إليه المنتهى في الإتقان، روي عنه أنه قال: إذا كان كتابي بيدي، وأحمد بن حنبل عن يميني، ويحيى بن معين عن شمالي، ما أبالي -يعني لضبط كتبه- قال صالح بن أحمد في (تاريخ همذان): سمعتُ جعفر بن أحمد يقول: سألتُ أبا حاتم الرازي، عن ابن ديزيل، فقال: ما رأيتُ، ولا بلغني عنه إلا صدق وخير". وقال: "قال الحاكم: بلغني أن ابن ديزيل قال: كتبتُ حديث أبي جمرة، عن ابن عباس، عن عفان، وسمعته منه أربع مئة مرة. قال القاسم بن أبي صالح: سمعتُ إبراهيم بن ديزيل يقول: قال لي يحيى بن معين: حدثني بنُسخة الليث عن ابن عجلان، فإنها فاتتني على أبي صالح. فقلتُ: ليس هذا وقته. قال: متى يكون؟ قلت: إذا مت. قلتُ: عنى أني لا أحدث في حياتك فأساء العبارة. ¬

_ * المصادر: الثقات لابن حبان (8/ 86)، الأنساب (5/ 649)، تاريخ دمشق (6/ 387)، مختصر تاريخ دمشق (4/ 46)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 29) ط. تدمري، العبر (2/ 65)، السير (13/ 184)، تذكرة الحفاظ (2/ 608)، الوافي (5/ 346)، البداية والنهاية (11/ 75)، غاية النهاية (1/ 11)، لسان الميزان (1/ 143)، طبقات الحفاظ (269)، الشذرات (3/ 332)، كشف الظنون (1/ 583)، تهذيب تاريخ دمشق (2/ 208)، معجم المؤلفين (1/ 22).

52 - التميمي

قال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن الفضل القُسطاني، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن الحسين، فسألاه عن حديث الإفك (¬1)، رواية الفروي عن مالك، فحانت منه التفاتة، فقال له الزعفراني: يا أبا إسحاق! تحدْث الزنادقة؟ قال: ومن الزنديق؟ قال: هذا، إن أبا حاتم الرازي لا يحدث حتى يمتحن. فقال: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والامتحان دين الخوارج، من حضر مجلسي، فكان من أهل السنة، سمع ما تقر به عينه، ومن كان من أهل البدعة، يسمع ما يُسَخن الله به عينه. فقاما، ولم يسمعا منه" أ. هـ. * غاية النهاية: "روى القراءة سماعًا عن قالون وأثبت جماعة عرضه عليه، وله عنه نسخة وهو ثقة كبير مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين، وقيل (277 هـ) سبع وسبعين ومائتين. 52 - التميمِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن الحسين بن عاصم بن محمد التميمي الأندلسي. من مشايخه: جده عاصم بن محمد وغيره. من تلامذته: ابن أخته أبو علي الزرقالة وغيره. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال ابن الزبير: أستاذ لغوي شاعر أديب .. " أ. هـ. وفاته: سنة نيف وأربعين وخمسمائة. 53 - النِّيلِي * النحوي: تقي الدين إبراهيم بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم بن ثابت الطائي النِّيلي. كلام العلماء فيه: * البغية: "شارح الكافية" أ. هـ. من مصنفاته: شرح الكافية في النحو. 54 - الهمذاني * المفسر: إبراهيم بن حسين بن حسن الحسيني الهمذاني (¬2)، رفيع الدين، وقيل ظهير الدين. من مشايخه: قرأ على الأمير فخر الدين السماكي، والميرزا مخدوم الأصفهاني وغيرهما. من تلامذته: المولى محمد تقي المجلسي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، فقيه إمامي عالم بالكلام والإلهيات. من أهل همذان" أ. هـ. * أمل الآمل: "فاضل عالم معاصر لشيخنا البهائي، وكان يعترف له بالفضل" أ. هـ. * هدية العارفين: "العجمي الشيعي" أ. هـ. * في معجم المؤلفين: "حكيم متكلم محدث" أ. هـ. ¬

_ (¬1) البخاري (5/ 199)، مسلم (2770). * البغية (1/ 410). * البغية: (1/ 410). * أمل الأمل (2/ 9)، هدية العارفين (1/ 29)، روضات الجنات (1/ 33)، أعيان الشيعة (5/ 122)، معجم المفسرين (1/ 12)، معجم المؤلفين (1/ 21). (¬2) هَمَذان: قال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة قرانيح في مثلها طولها من الجبل الافرية يقال لها زينواباذ ا. هـ: انظر معجم البلدان لياقوت (5/ 410).

55 - الأدرنوي

قلت: وقد سماه صاحب أمل الآمل: ميرزا إبراهيم بن ميرزا الهمذاني، وسماه صاحب روضات الجنات: إبراهيم بن حسين بن حسن. وأثنى عليه كثيرًا صاحب أعيان الشيعة. وفاته: سنة (1025 هـ)، وقيل (1026 هـ) خمس، وقيل ست وعشرين وألف. من مصنفاته: "حاشية على الكشاف" للزمخشري في التفسير، وحاشية على "إلهيات الشفا" لابن سينا وغير ذلك. 55 - الأدرنوي * المفسر: تاج الدين برهان الدين، إبراهيم بن حمزة بن مسعود، التيروي الأدرنوي. كلام العلماء فيه: * طبقات المفسرين للأدرنوي: "العالم الفاضل .. " أ. هـ. * الأعلام: "واعظ رومي .. قام بالتدريس سنة (933 هـ) في جامع نقطة جي بأدرنة ونسب إليها ثم هاجر إلى مكة مجاورًا إلى أن توفي .. " أ. هـ. وفاته: في حدود (970 هـ)، وقيل في حدود (971 هـ)، وقيل (965 هـ) سبعين وقيل إحدى وسبعين وقيل خمس ستين وتسعمائة هجرية. من مصنفاته: (جامع الأنوار في لحج الأفكار والبحار في تفسير القرآن) و (الاعترضات على حاشية العضد) للسيد الشريف الجرجاني. 56 - الحربي * النحوي، إبراهيم بن حمّوية المَرّوزي الحربي. من مشايخه: ثعلب وغيره. من تلامذته: أبو بكر بن مكرّم وغيره. كلام العلماء فيه: * البغية: "من أصحاب ثعلب. قال أبو عمر بن مكرم في كتاب "الرغائب" من جمعه: كان جارنا ومنه تعلمنا النحو" أ. هـ. 57 - ابن خضر * النحوي: إبراهيم بن خضر بن أحمد بن عثمان بن كريم الدين جامع بن محمد العثماني الصعيدي القصوري، البرهان أبو إسحاق ويعرف بابن خضر. ولد: (794 هـ). أربع وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: الجمال القرافي وجل انتفاعه في العربية به، والشمس الأسيوطي، وغيرهما. من تلامذته: العلاء البلقيني والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "قال عنه ابن حجر: لم يخلف بعده في مجموعة مثله صيانة وديانة وفهمًا وحافظة وحسن تصور وانجماعًا عن أكثر الناس إلا من يستفيد منه علمًا أو يفيده وعدم التردد إلى الأكابر مع ضيق اليد .. " أ. هـ. * وجيز الكلام: "شيخنا العلامة الأوحد ¬

_ * كثسف الظنون (537)، هدية العارفين (1/ 27) الأعلام (1/ 37)، طبقات المفسرين للأدرنوي (392). * البغبة (1/ 410). * الضوء اللامع (1/ 43 - 47)، وجيز الكلام (2/ 622)، التبر المسبوك (222)، نظم العقيان (15).

58 - ابن رجاء

المفنن الفريد في جل العلوم .. ممن درس وأفتى وحدث، وكتب الكثير، وكان عند شيخنا -أي ابن حجر- بمكان، بل لم يكن يقدم عليه غيره، مع مزيد الكرم والتواضع، وحسن التأنق في ملبسه، ومحاسنه جمة .. " أ. هـ. * نظم العقيان: "وكان ذا علم غزير ودين متين "أ. هـ. وفاته: (852 هـ) اثنتين وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: لم يشغل نفسه بالتصنيف، ولكن له تقاييد نفيسة وحواش مفيدة على "خبايا الزوايا" للزركشي، وله حواش على "جامع المختصرات". 58 - ابن رجاء * النحوي، المفسر: إبراهيم بن رجاء بن نوح. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "فقيه، مفسر، نحوي، شاعر" أ. هـ. وفاته: سنة (163 هـ) ثلاث وستين ومائة كما في "معجم المفسرين" نقلًا عن البغية، و (256 هـ) ست وخمسين ومائتين كما في "بغية الوعاة" نقلا عن "تاريخ بلخ". والله أعلم بالصواب. 59 - ابن زهير * النحوي: إبراهيم بن زهير بن إبراهيم التجيبي الغرناطي، أبو إسحاق ويعرف بابن زهير. كلام العلماء فيه: * البغية: (في تاريخ غرناطة: كان من أهل المعرفة بالفقه والعربية والأصول. مشاركًا في غير ذلك، ولي قضاء زندة وكوشة، ولم يزل مشاورًا بغرناطة إلى أن مات" أ. هـ. 60 - الفاضلي * المقرئ، إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة، الشيخ جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني الدمشقي الشافعي المعروف بالفاضلي. ولد: (622 هـ) اثنتين وعشرين وستمائة. من مشايخه: سمع من أبي عبد الله الزبيدي، والفخر الإربلي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه جماعة منهم الجمال إبراهيم البدوي، والشيخ محمد المصري، والحافظ الذهبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان شيخًا مطبوعًا، رئيسًا، حسن البزة، مليح الشكل، حلو المحاضرة، كثير المحفوظ .. " أ. هـ. * المعجم المختص: "لم يكن متحريًا في الشهادة، وغيره أتقن منه، فالله يغفر له ويسامحه) أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام حاذق مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (692 هـ) اثنتين وتسعين وستمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 410)، معجم المفسرين (1/ 13). * البغية (1/ 410). * المنهل الصافي (1/ 62 - 63) والمقفى الكبير (1/ 151)، معرفة القراء (2/ 703)، المعجم المختص للذهبي (44)، معجم شيوخ الذهبي (106)، العبر (5/ 374)، الوافي (5/ 345)، غاية النهاية (1/ 14)، الدارس (1/ 323)، النجوم (8/ 40)، تذكرة الحفاظ (4/ 177)، الشذرات (7/ 734).

61 - الهكاري المقدسي

61 - الهكَّاري المقدسي * المقرئ: إبراهيم بن داود بن نصر الهكَّاري الكردي الدمشقي المقدسي الزاهد، أبو محمد. ولد: تقريبًا سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مشايخه: شرف الدين الأنصاري والخابوري وغيرهما. من تلامذته: البرزالي والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "المقرئ الصوفي الزاهد .. خلف كتبًا نفيسة في العلم" أ. هـ. * الدرر الكامنة: "كان كثير التعبد والتواضع حسن الخلق، قرأ القرآن بحامع دمشق مدة وقد سمع أكثر مسند أحمد" أ. هـ. وفاته: (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. 62 - حَقّي الأَرْضُرومي * المفسر إبراهيم بن درويش، عثمان الحسيني الأرضرومي الحنفي الشهير بحقي. من مشايخه: إسماعيل التلوي وغيره. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "الحنفي الصوفي "أ. هـ. * معجم المفسرين: "صوفي، فلكي، تركي، مستعرب مشارك في عدة علوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1195 هـ) خمس وتسعين وماثة وألف. من مصنفاته: له تصانيف بالعربية والتركية والفارسية، منها "الهيئة الإسلامية" في التفسير، صنف الأعمال الفلكية وغير ذلك. 63 - إبراهيم بن سَعْدان * النحوي اللغوي: إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشَّيباني. من مشايخه: أبوه سعدان بن المبارك، وحدث عن الأصمعي، وحجاج بن نصير وغيرهم. من تلامذته: قاسم بن محمد الأنباري ومحمد بن جعفر المطيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره المرزباني في كتابه وقال: كان أبو علي الحسن العنزي كثير الرواية عنه يروي عنه الأخبار، ومستحسن الأشعار، وكان لسعدان بن المبارك النحوي ابن يسمى إبراهيم روى عن أبيه النقائض ورواها عنه أبو سعيد السكري، ولست أعلم أهو هذا الذي نسبه العنزي إليه أو غيره، لأن العنزي نسبه إلى سعدان بن حمزة الشيباني، والله أعلم. كل هذا كلام المرزباني. وكان إبراهيم بن سعدان النحوي فيما رواه ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 27 - 28). معجم شيوخ الذهبي (107). * هدية العارفين (1/ 39)، معجم المفسرين (1/ 13)، معجم المؤلفين (1/ 42). * تاريخ بغداد (6/ 99)، معجم الأدباء (1/ 63)، إنباه الرواة (1/ 169)، الوافي (5/ 350)، بغية الوعاة (1/ 413).

64 - أبو إسحاق الرفاعي

أحمد بن أبي طاهر يؤدب المؤيد، وكان ذا منزلة عنده، وحدث المرزباني في ما رفعه إلى أبي إسحاق الطلحي أحمد بن محمد بن حسان في حمار إبراهيم بن سعدان: ألا أيها الغيرُ المصرَّفُ لونه ... بلونين في قرِّ الشتاءِ وفي الصيفِ هلمَّ وقاكَ الله من كل آفة ... إلى مجدِ مولاكَ الشفيقِ على الضيفِ وحدث المرزباني عن الصولي عن أبي العيناء قال، قال لي المتوكل: "بلغني أنك رافضي، فقلت: يا أمير المؤمنين وكيف أكون رافضيًا وبلدي البصرة، ومنشأي مسجد جامعها، وأستاذي الأصمعي، وجيراني باهلة، وليس يخلو الناس من طلب دين أو دنيا، فإن أرادوا دنيا فقد أجمع المسلمون على تقديم من أخروا وتأخير من قدموا، وإن أرادوا الدين فأنت وآباؤك أمراء المؤمنين لا دين إلا بك ولا دنيا إلا معك، أبوك مستنزل الغيث، وفي يديك خزائن الأرض، وأنا مولاك، فقال: إن ابن سعدان زعم ذلك فيك، فقلت: ومن ابن سعدان؟ والله ما يفرق ذلك بين الإمام والمأموم والتابع والمتبوع، إنما ذاك حامل دِرَّة، ومعلم صبية، وآخذ على كتاب الله أجرة، فقال: لا تفعل لأنه مؤدب المؤيد، فقلت: يا أمير المؤمنين إنه لم يؤدبه حِسبة وإنما أدّبه بأجرة، فإذا أعطيته حقه فقد قضيت ذمامه. فقام ابن سعدان فقال: يا أبا العيناء لا والله ما صدق أمير المؤمنين في شيء مما حكاه عني، ثم أقبل على المتوكل فقال: أي شيء أسهل عليك يا أمير المؤمنين من أن ينقضي مجلسك على ما تحب ثم يخرج هذا فيقطعني؟ ! قال: فضحك المتوكل" أ. هـ. فائدة من أقواله: في معجم الأدباء: "وحدث المرزباني عن عبد الله بن يحيى العسكري عن أبي إسحاق الطلحي قال: أخبرنا إبراهيم بن سعدان قال: حرفان فيهما أريع وعشرون نقطة لا يعرف مثلهما حكاهما أبو الحسن اللحياني "تتقتقت" أي صعدت في الجبل و "تبشبشت" من البشاشة، وحرف في القرآن هجاؤه عشرة أحرف متصلة ليس في القرآن مثله في سورة النور {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} [النور: 55] " أ. هـ. 64 - أبو إسحاق الرِّفاعِي * النحوي، المقرئ: إبراهيم بن سعيد بن الطيب، أبو إسحاق الرفاعي، الواسطي. من مشايخه: أبو سعيد السيرافي، وحدث عن عبد الغفار الحُضيني وغيرهما. من تلامذته: أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن نشوان وغيره. كلام العلماء فيه: * لسان الميزان: "كان يعاشر الرافضة، فَمُقِتَ ونسب إليهم" أ. هـ. * البغية: "إنه لم يخرج مع جنازته إلا رجلان أبو الفتح بن مختار البنخوي وأبو غالب بن بشران: قال أبو الفتح: وما صدقنا أن نسلم خوف أن نقتل والعجب أنه مات بعد وفاته بيوم ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 412) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 15)، لسان الميزان (1/ 160)، ويغية الوعاة (1/ 413).

65 - الزيادي

رجل من حشو العامة أي من عامة الناس - فأغلق البلد لأجله ولم يوصل إلى جنازته من كثرة الزحام" أ، هـ. وفاته: سنة (411 هـ)، وقيل (412 هـ) إحدى عشرة، وقيل: اثنتي عشرة وأربعمائة. 65 - الزيَّادي * اللغوي: إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن زباد بن أبيه الزيادي، أبو إسحاق من أحفاد زياد بن أبيه. من مشايخه: سيبويه والأصمعي وأبو عبيدة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: (قال ابن السكيت: قال أبو الحسن: الزيادي نسيج وحده الذي ينفرد برأيه، ولا يكاد يخطئ، وهو مدح من مدائح الرجال" أ. هـ. * الأعلام: "كان يشبه بالأصمعي في معرفته للشعر ومعانيه. وكانت فيه دعابة ومزاح" أ. هـ. وفاته: سنة (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "النّقط والشكل" و "الأمثال" و "شرح نُكت كتاب سيبويه" وغير ذلك. 66 - الرَّضي الرُّومي (الآب كرمي) * النحوي، المفسر إبراهيم بن سليمان، رضي الدين أبو إسحاق الرومي الحموي الحنفي ويعرف بالآب كرمي (¬1). ولد: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة، وقيل (652 هـ) اثنتين وخمسين وستمائة. * كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية "كان فاضلًا في المنطق والجدل" أ. هـ. * المنهل الصافي: "وكان إمامًا عالمًا فاضلًا، رأسًا في العلوم العقلية، متواضعًا ديّنًا، كثير العبادة .. أثنى عليه جماعة من العلماء الأعلام. منهم ابن قطلوبغا" أ. هـ. * تاج التراجم: "كان فقيهًا، نحويًا، مفسرًا، منطقيًا دينًا، متواضعًا رحمه الله" أ. هـ. * الشذرات: "كان مفتيًا .. له علم وفضل وتلامذة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: له تصانيف منها "شرح الجامع الكبير" في الفقه الحنفي في ست مجلدات، وشرح "المنظومة" (¬2) في مجلدين. ¬

_ * الأنساب (3/ 185)، اللباب (1/ 515)، معجم الأدباء (1/ 67)، إنباه الرواة (1/ 166)، تاريخ الإسلام (وفيات 249) ط. تدمري، الوافي (5/ 356)، بغية الوعاة (1/ 414)، الأعلام (1/ 40)، معجم المؤلفين (1/ 28). * البداية والنهاية (14/ 166)، المنهل الصافي (1/ 64 - 65)، تاج التراجم (6)، الجواهر المضيئة (1/ 83)، الدارس (1/ 575)، شذرات الذهب (8/ 171)، الأعلام (1/ 41)، معجم المؤلفين (1/ 29). معجم المفسرين (1/ 14)، الدرر الكامنة (1/ 21). (¬1) نسبة إلى آب كرم من قرى قرنية في تركيا. أ. هـ. من معجم المفسرين. (¬2) لأبي حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.

67 - الصيرفي

67 - الصِّيرفي * النحوي: إبراهيم بن الشرف أبي القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عمر بن جَعْمان الصيرفي الدُّؤالي (¬1) اليمَني. ولد: سنة (831 هـ) إحدى وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: قرأ على أبيه في النحو، وأخذ عن خاله الجمال محمد الطاهر بن أحمد بن جعمان الفقه وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان ورعًا. وعند وفاته صلوا عليه صلاة الغائب في مكة" أ. هـ. * وجيز الكلام: "الإمام المفتي المدرس، الفريد في محاسنه، والجيد لما يستخرجه بذكائه من معادنه .. وأنه كان كثير التحسر على عدم لقائي رحمه الله، وعوضنا واياه الجنة" أ. هـ. وفاته: سنة (897 هـ) سبع وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب على بلوغ المرام شيئًا شبه شرح .. 68 - ابن أبي عَبْلة * المقرئ: إبراهيم بن أبي عبلة واسمه شَمِر بن يقظان بن المرتحل (¬2) العقيلي، أبو إسماعيل، وقيل أبو إسحاق، وقيل: أبو سعيد الشامي الدمشقي، ويقال: الرَّملي، ويقال المقدسي. ولد: بعد سنة (60) ستين للهجرة. من مشايخه: أم الدرداء الصغرى هُجيمة بنت يحيى الأوصابية، وعن واثلة بن الأسقع، ويقال إنه قرأ على الزهري وغيرهم. من تلامذته: موسى بن طارق، وابن أخيه هاني بن عبد الرحمن بن أبي عبلة، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال ضمرة بن ربيعة: ما رأيت لدة العيش إلا في خصلتين: أكل الموز بالعمل في ظل صخرة بيت المقدس، وحديث ابن أبي عبلة. فلم أرَ أفصح منه" أ. هـ. * السير: "الإمام القدوة: شيخ فلسطين .. من ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 117)، وجيز الكلام (3/ 1274)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (49). (¬1) والدُّؤالي: نسبة إلى دؤال وادٍ مشهور يسيل من جبال رَيْمة الأسباط ويصب في البحر الأحمر من ساحل الطائف ما بين وادي سهام ووادي رمع أ. هـ. نقلًا من هامش الوجيز. * التاريخ الكبير للبخاري (1/ 310)، الجرح والتعديل (2/ 105)، الثقات لابن حبان (4/ 11)، الكامل (5/ 608)، تاريخ دمشق (6/ 427)، مختصر تاريخ دمشق (4/ 59)، تهذيب الكمال (2/ 140)، العبر (1/ 217)، السير (6/ 323)، غاية النهاية (1/ 19)، تهذيب التهذيب (1/ 128)، المقفى الكبير (1/ 174)، الشذرات (2/ 241)، تهذيب ابن عساكر (2/ 218). (¬2) في تهذيب التهذيب: شمر بن يقظان بن عبد الله المرتحل، وقال ابن حجر: وأغرب يحيى بن يحيى الليثي فقال في الموطأ: عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة (عبد الله) زيادة لا حاجة إليها. وفي الكامل: شمر بن يقظان بن عامر، وفي الثقات: شمر بن يقظان بن عبد الله بن المرتحل.

بقايا التابعين .. ذكر بعضهم أن ابن أبي عبلة روى نحو المئة حديث، وقد جمع الطبراني كتاب حديث الشيوخ الشاميين، فجاء مسند ابن أبي عبلة في سبع ورقات، وشطرها مناكير من جهة الإسناد إلى إبراهيم" أ. هـ. * العبر: "أحد الأشراف والعلماء بدمشق" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة كبير تابعي، له حروف في القراءات، واختيار خالف فيه العامة، في صحة إسنادها إليه نظر ... " أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال ابن معين، ودحيم، ويعقوب بن سفيان، والنسائي: ثقة، وقال ابن المديني: كان أحد الثقات. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال الذهلي: يا لك من رجل، وقال الدارقطني: الطريق إليه ليست تصفو، وهو ثقة لا يخالف الثقات إذا روى عنه ثقة. وقال ضمرة بن ربيعة: ما رأيت أفصح منه. قلت: وفي كتاب ابن أبي حاتم، عن أبيه: رأى ابن عمر، وروى عن واثلة بن الأسقع، وهو صدوق ثقة. وقال البخاري في "التاريخ": سمع ابن عمر، وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين" من طريق إبراهيم قال: رأيت ابن عمر يحتبي يوم الجمعة، انتهى. وقال الذهبي في "مختصر المستدرك": أرسل عن ابن عمر. وتبعه العلائي في "المراسيل، فقال: لم يدرك ابن عمر، وهو متعقب بما أسلفناه. وقال النسائي في "التمييز": ليس به بأس، وقال الخطيب: ثقة من تابعي أهل الشام، يجمع حديثه. وقال ابن عبد البر في "التمهيد": كان ثقة فاضلًا، له أدب ومعرفة، وكان يقول الشعر الحسن" أ. هـ. * تهذيب تاريخ دمشق: "وقال عمر بن الوليد هو هنيئ مريء من الرجال وقال البردعي: سألت محمد بن يحيى عن حديث كان في كتابي عن أحمد بن يونس عن طلحة بن زيد عن إبراهيم بن أبي عبلة فأبى أن يقرأه علي فقلت له: إنني أعتني بحديث إبراهيم فقال: هو يا له من رجل، ولكن طلحة بئس الرجل لا يستحق أن يروى عنه، وقال إبراهيم: قدم الوليد بن عبد الملك فأمرني أن أتكلم فتكلمت قال فلقيني عمر بن عبد العزيز فقال: يا إبراهيم لقد وعظت موعظة وقعت في القلوب، وقال لي الوليد أيضًا: يا إبراهيم في كم تختم القرآن فقلت: في كذا وكذا، فقال لي: أمير المؤمنين على شغله يختم في كل سبع أو في كل ثلاث، وقال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وهو في مسجد داره، وكنت له ناصحًا، وكان مني مستمعًا فقال لي: يا إبراهيم بلغني أن موسى قال: يا رب ما الذي يخلصني من عقابك ويبلغني رضوانك وينجيني من سخطك؟ فقال: الاستغفار باللسان، والندم بالقلب، والترك بالجوارح، وقال: دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد والناس يسلمون عليه، ويقول: تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد عليهم ولا ينكر عليهم" أ. هـ. من أقواله: في تهذيب الكمال: "وقال محمد بن حِمْيَر عن إبراهيم بن أبي عبلة: من حمل شاذ العلم حمل شرًّا كبيرًا. وقال النسائي: أخبرني صفوان بن عمرو، قال: حدثنا محمد بن زياد أبو مسعود من أهل بيت

69 - إبراهيم الحيدري

المقدس، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب. وفاته: سنة (151 هـ)، وقيل (152 هـ)، وقيل (153 هـ)، قيل إحدى وقيل اثنتين وقيل ثلاث وخمسين ومائة. 69 - إبراهيم الحَيْدَري * المفسر: إبراهيم بن صبغة الله بن أسعد الحيدري، فصيح الدين، ويقال له إبراهيم فصيح. ولد: سنة (1235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • قال محقق كتاب "النكت": "فقيه وأديب بغدادي المولد والمنشأ والوفاة، كردي الأصل، ينتمى إلى الأسرة الحيدرية، وهي أسرة خرجت كثيرًا من العلماء والسادة، وقد تكلم عنها المحامي عباس العزاوي رحمه الله في كتابه "العراق بين احتلالين" (3/ 331): هم كراد، وأرى مكانتهم العلمية فوق النسبة انتهى. تولى إبراهيم نيابة القضاء في بغداد ثم سافر إلى إستانبول، وبقي فيها مدة طويلة، تقلد فيها مناصب جليلة، وذلك إبان حكم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله إلى أن سعى بعض الوشاة في تنكيله فرفع عنه منصبه وأعيد إلى بغداد، وبقي فيها منشغلًا بالتأليف والكتابة. وقد ألف كُتبًا كثيرة في فنون شتى، وقد جمع رحمه الله في مكتبته كتبًا نادرة، أوقفها قبيل وفاته في (التكية الخالدية)، وتدعى اليوم بحامع الإحساني. والشيخ أشعري العقيدة، شافعي المذهب، معتدل في آرائه عن علماء ذلك القرن، وهذا يبدو جليًا في موقفه من الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما يبدو. ذلك في كتابه (عنوان الجد). وفي كتابه "النكت الشنيعة" قال في النكتة الأولى: "إن الله تعالى قد حكم بأن جميع أفعال العباد من خير وشر مخلوقة له تعالى، واقعة بإرادته وقدرته عَزَّ وَجَلَّ، لقوله: {خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]، وقوله: {إِنَّا كُلْ شَيءٍ خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، وقوله: {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلَّ شَيءِ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَةَارُ} [الرعد: 16]، وقوله: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ} [الحشر: 24]، وقوله: {لَا إِلَهَ إلا هُوَ خَالِقُ كُلَّ شَيءٍ فَاعْبُدُوهُ} [الأنعام: 102]، وقوله: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيِمَانَ} [المجادلة: 22]، قوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43]، وقوله: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [يونس: 22]، وقوله: {مَا يُمْسِكُهُنَّ إلا اللهُ} [النحل: 79]، قوله: {وَمَا رَمَيتَ إِذْ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، وقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النساء: 78]، وغير ذلك من الآيات. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 14)، الأعلام (1/ 44)، أعيان القرن الثالث عشر (248) معجم المؤلفين (1/ 51)، معجم المؤلفين العراقيين (1/ 51). المسك الأذفر (147) كتاب "النكت الشنيعة" تحقيق عبد العزيز بن صالح المحمود.

يعني أن جميع الحسنات بخلق الله تعالى، فما لهم لا يفهمون ذلك، أما العبد فليس له إلا الكسب، الذي هو دار الثواب. وأما قوله تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، فهو على سبيل الإنكار" أ. هـ. قلت: -أي المحقق- معنى الكسب عند الأشعرية: أن أفعال العباد فعل الله، وليست فعل العبد، ولكنها نسبت إليه لكسبه إياها، فهي مكسوبة للعبد، وليست فعلًا له. وقالوا: إن قدرة العبد لا تأثير لها في فعله، ولا في صفة من صفاته، وأن الله أجرى العادة بخلق مقدور العباد مقارنًا لقدرتهم، فيكون الفعل مخلوقًا ومفعولًا بالله، وكسبًا للعبد، وأخذوا يفرقون بين الكسب: عبارة عن اقتران المقدور بالقدرة الحادثة، والخلق: عبارة عن اقتران المقدور بالقدرة القديمة. وهذا الفرق، كما يقول ابن تيمية لا حقيقة له؛ لأن كون المقدور في محل القدرة أو خارجًا عنها ليس راجعًا إلى تأثير القدرة فيه، ولا علاقة له بذلك، كما أنه لا فرق بين كون العبد كسب، وبين كونه فعل وأحدث، فإن فعله وإحداثه مقرون أيضًا بالقدرة الحادثة. نقلًا عن كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "أقوم ما قيل في المشيئة والقضاء والقدر والتعليل" (ابن تيمية وقضية التأويل: ص 420). ثم قال في النكت أيضًا: "والكلام على تقدير همزة الاستفهام الإنكاري، والتقدير فما أصابك إلا الله تعالى، أي كيف تكون هذه التفرقة أو وارد على سبيل مجرد، ذلك دون الايجاد والخلق توفيقًا بين الكلامين؛ لأنه يمكن تأويل الآية الأخيرة بأحد هذين الوجهين المذكورين، ولا يمكن تأويل الأولى فيتعين حمل الثانية على الأولى دون العكس" أ. هـ. قلت -أي المحقق-: أهل الكتاب والسنة لا يحتاجون إلى مثل هذا التفسير، أما الأشعرية وغيرهم، فقد أوقعوا أنفسهم في إشكال كانوا في غَنى عنه لو اتبعوا نهج السلف الصالح، ونبذوا علم الكلام وراء ظهورهم، ولاحظ كيف تكلّف المصنف رحمه الله في تأويل هذه الآية، والله المستعان. ثم قال في النكلت: "وأما قوله تعالى توبيخًا للكفار: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا} [الإسراء: 94]، وقو له: {كَيفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ} [البقرة: 28]، وقوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} [ص: 75]، وقوله: {فَمَا لَهُمْ عَنِ الْتَّذْكِرَةِ مُعْرَضِينَ} [المدثر: 49]، وقوله: {وَتَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [آل عمران: 71]، وقوله {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 99]، وقوله {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، وقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]، وقوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}، وأمثال ذلك من الآيات. فهو محمول على السببية، والكسب، والجزء الاختياري الذي هو مناط التكليف، ومدار الثواب والعقاب لا على الإيجاد والحلق والتأثير، توفيقًا بين هذه الآيات بالحمل على الكسب، والجزء الاختياري، والسببية، ولا يمكن تأويل

الآيات السابقة المصرحة بأن جميع أفعال العباد بخلق الله تعالى بتأويل حسن يقبله العقل المستقيم، كما أوّل بعض الشيعة بأن الفعل يجوز أن يسند إلى ما له دخل في الجملة، ولا شك أن الله تعالى مبدأ لجميع الكائنات، وينتهي إليه الكل، فلهذا السبب جاز إسناد أفعال العباد إليه تعالى. أقول: ولا يخفى عليك أن تأويل الآيات الدالة على أن أفعال العباد بقدرتهم بمثل هذا التأويل، أولى أو أحق من تأويل الآيات المصرحة بأن جميع أفعال العباد بخلق الله تعالى بذلك التأويل؛ محافظة لتوحيد الخالق على أن نسبة المدخلية في الجملة إلي الله تعالى مع كونه الفاعل الخالق على الإطلاق. إنما هو من سوء الأدب: {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، بل الحري بأن يكون له مدخل في الفعل، إنما هو العبد لكونه كاسبًا، وله الجزء الاختياري في فعله لا الخلق والإيجاد والتاثير، إذ لا مؤثر ولا خالق في الوجود سوى الله تعالى، مع أنه إن أراد بمدخلية الله تعالى في أفعال العباد أن أفعالهم صادرة بإرادته تعالى، فقد ثبت مطلوبنا من أنه لا يمكن صدور شيء في الوجود إلا بإرادته وقدرته تعالى، وإن أراد أن فعل العباد حادثة بمجموع قدرة الله تعالى، وقدرة العبد لزم القصور في قدرة الله تعالى. والشيعة خالفوا ذلك فقالوا: إن أفعال العباد صادرة منهم بتأثيرهم وإيجادهم كالمعتزلة، نعم توحيد الخالق ليس من الأمور المهمة التي تجب محافظتها عند الشيعة؛ لأنهم يعتقدون أن عليًّا وأولاده - رضي الله عنهم - يتصرفون في الكائنات ويفعلون ما يشاؤون بإرادتهم بل قال بعضهما "إن عليًّا كرم الله وجهه هو المقدر للأرزاق" كما قال ابن معتوق الحويزي من شعرائهم لعنه الله في مدحه رضي الله عنه: ومعدن العلم مهبط الوحي لا ... بل مقدر الأرزاق والرافضة مع مخالفتهم لله تعالى فقد بارزوا الله تعالى بإثبات قدرة خالقه لهم كقدرته تعالى والكلام على هذه المسألة بالتفصيل لا يسعه هذا المختصر وقد استوفيت البحث في شرحي على رسالة خلق الأعمال لشيخنا المجدد قطب العارفين وغوث المرشدين حضرة مولانا خالد النقشبندي قدّس الله سره" أ. هـ النقل من كتاب "النكت" وكلام المحقق فيه. * قلت: إذن هو أشعري العقيدة، نقشبندي الطريقة والسلوك، إلا أنه عالمًا معتدلًا في كثير من آرائه، والله أعلم. وفاته: سنة (1299 هـ) تسع وتسعين ومائتين وألف، وقيل (1300 هـ) ثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "فصيح البيان في تفسير القرآن"، و "أعلى الرتبة في شرح النخبة" و "إمداد القاصد في شرح المقاصد" للنووي وغيرها.

70 - ابن طهمان الخراساني

70 - ابن طُهْمَان الخُراسَانِي * المفسر: إبراهيم بن طهمان بن شعبة، أَبو سعيد الخراساني. ويقال ابن أبي إياس. من مشايخه: أَبو إسحاق السبيعي، وأَبو إسحاق الشيباني وغيرهما. من تلامذته: صفوان بن سليم وهو من شيوخه، وابن المبارك وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: (قال أَبو حاتِم: شيخان من خراسان ثقتان مُرجئان أَبو حمزة السكري وإبراهيم بن طهمان .. وقال أَبو زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر له إبراهيم بن طهمان وكلان متكئًا من علّة، فجلس وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيُتكأ. قلت -يعني الذهبي -: فهذا يدل على أن الإرجاء عند أحمد بدعة خفيفة" أ. هـ. * السير: "قال أَبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما قدم علينا خراساني أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد. قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟ قال: كان ذاك مرجئًا. ثم قال: أَبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث: أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران ردًّا على الخوارج وغيرهم الذين يكفرون الناس بالذنوب" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال ابن المبارك: صحيح الحديث. قال أحمد وأَبو حاتِم وأَبو داود: ثقة. زاد أَبو حاتم: صدوق حسن الحديث. قال ابن معين والعجلي: لا بأس به. قال عثمان بن سعيد الدارمي: كان ثقة في الحديث لم يزل الأئمة يشتهون حديثه ويرغبون فيه ويوثقونه. قال صالح بن محمد: ثقة حسن الحديث يميل شيئًا إلى الإرجاء في الإيمان. وقال أحمد: كان يرى الإرجاء، وكان شديدًا على الجهمية. قال الدارقطني: ثقة إنما تكلموا فيه للإرجاء. قلت: -يعني ابن حجر- الحق فيه أنه ثقة صحيح الحديث إذ روى عنه ثقة، ولم يثبت غلوه في الإرجاء، ولا كان داعية إليه بل ذكر الحاكم أنه رجع عنه والله أعلم" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر، من رجال الحديث، كان شيخ خراسان في وقته وتكلم فيه للإرجاء، ويقال: رجع عنها" أ. هـ. من أقواله: في تاريخ الإسلام: (قال حماد بن قيرط: سمعت إبراهيم بن طهمان يقول: الجهمية كفّار، والقدرية كفار" أ. هـ وفاته: سنة (163 هـ) ثلاث وستين ومائة، وقيل (168 هـ) ثمان وستين ومائة، والأول أصح. ¬

_ * تاريخ البخاري (1/ 294)، تاريخ بغداد (6/ 105)، الأنساب (2/ 337)، اللباب (1/ 351) الكامل (6/ 62)، الفهرست لابن النديم (284)، العبر (1/ 241)، ميزان الاعتدال (1/ 158)، تذكرة الحفاظ (1/ 213)، تاريخ الإسلام (وفيات 163 هـ) ط - تدمري، السير (7/ 378)، الجواهر المضيئة (1/ 85)، الوافي (6/ 23)، البداية والنهاية (10/ 146)، تهذيب التهذيب (1/ 112)، طبقات الحفاظ (90)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 12)، الشذرات (2/ 286)، هدية العارفين (1/ 1)، معجم المفسرين (1/ 14)، معجم المؤلفين (1/ 33).

71 - المرسي

من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"السنن"، و"المناقب". 71 - المُرْسِي * النحوي: إبراهيم بن عامر، أَبو إسحاق المرسي. ولد: من أهل المائة السابعة. كلام العلماء فيه: • المُغَرَّب: "لقيه والدي: وذكر أن ابن زُهر وقع له على ورقة شعر، كتبت له به فلم يرضه: وأما أوتيتم من الشعر إلا قليلًا" أ. هـ. 72 - إبراهيم الحافظ * المقرئ: إبراهيم بن عباس بن علي الشافعي الدمشقي. ولد: سنة (1110 هـ) عشر ومائة وألف. من مشايخه: السيد ذيب الحافظ الذي رباه، وأخذ القراءات عن الشيخ مصطفى المعروف بالعم المصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "شيخ القراء والمجودين بدمشق الفاضل المقرئ الحافظ الخلوتي (¬1) الكامل الفرضي الفلكي الصالح التقي. وأما في القراءات، فإنه كان بها إمامًا لم يوجد له نظير في الأقطار الشامية". وقال أيضًا: "وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ الأستاذ محمد بن عيسى الكناني الصالحي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1186 هـ). ست وثمانين ومائة وألف. من مصنفاته: "اللمعة في تحريم المتعة". 73 - ابن أبي عَبَّاد * النحوي، اللغوي: إبراهيم ابن أبي عباد التيمي. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "هو ابن أخي الحسن بن إسحاق بن أبي عبّاد النحوي .. وإبراهيم هذا من أعيان النحويين باليمن وله تصنيفات في النحو مختصرات .. وكان مناظرًا بعد الخمسمائة" أ. هـ. • البغية: "قال الخزرجي: كان إمامًا في علم النحو، بارعًا فيه مجودًا، ارتحل الناس إليه وإلى عمه الحسن للاشتغال بالنحو" أ. هـ. وفاته: بعد الخمسمائة. من مصنفاته: "التلقين" و"مختصر إبراهيم" في النحو. 74 - جمال الدين الغَزُولي * النحوي: إبراهيم بن عبد الحميد بن خليفة بن ¬

_ * المُغرب (2/ 260)، البغية (1/ 414). • سلك الدرر (1/ 8 - 9)، معجم المؤلفين (1/ 33). (¬1) الخلوتى: هي نسبة إلى الطريقة الخلوتية المنسوبة إلى أَبى العباس أحمد بن محمد الشريف الحسيني التيجانى العلواني، الذي ولد عام (1150 هـ) وتوفي عام (1218 هـ)، انتشرت طريقتة في بلاد المغرب والسودان وسائر جهات إفريقيا انتشارًا عظيمًا لم تنشر طريقة غيرها في تلك الجهات. (انظر "جامع كرامات الأولياء (1/ 349)، وتصوف الإسلام للدكتور حسن عاصي. * معجم الأدباء (1/ 70) بغية الوعاة (1/ 408) (1/ 426)، معجم المؤلفين (1/ 33)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (369). * المقفى الكبير (1/ 210).

75 - ابن النشا

غارم الغزولي الهرّاوي الإسكندري، برهان الدين، أَبو إسحاق. ولد: سنة (607 هـ) سبع وستمائة، بثغر الإسكندرية. كلام العلماء فيه: • المقفى: "متصدر لإقراء النحو" أ. هـ. 75 - ابن النِّشا * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلف القَيسِي المعروف بابن النشا الوادي آشي، أَبو إسحاق. ولد: في حدود (670 هـ) سبعين وستمائة. من مشايخه: أَبو الحسن بن الباذش، وابن السيد وابن يسعون وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان من أهل الفقه والأدب والعربية والتاريخ، وله نظم ونثر انتهى. وكان فقيهًا أديبًا لغويًّا تاريخيًا. وفاته: في حدود (750 هـ) خمسين وسبعمائة، وقد وصل الثمانين. من مصنفاته: مختصر "شرح الشهاب" لابن وَحشيّ، و"العِقْد" لابن عبد ربَّه. 76 - ابن الفِرْكَاح * النحوي: إبراهيم بن عبد الرحمن (¬1) بن إبراهيم بن سباع (¬2) بن ضياء الفزاري الصعيدي الأصل ثم الدمشقي، برهان الدين أَبو إسحاق المعروف بابن الفركاح. ولد: سنة (660 هـ) ستين وستمائة. من مشايخه: أبيه، وابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وغيرهم، ومع مخالفته الشيخ تقي الدين بن تيمية لا يهجره. من تلامذته: حدّث عنه الذهبي، وسمع عليه ابن كثير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية: "وبالجملة فلم أر شافعيًّا من مشايخنا مثله، وكان حسن الشكل عليه البهاء والجلالة والوقار حسن الأخلاق، فيه حدة ثم يعود قريبًا، وكرمه زائد وإحسانه إلى الطلبة كثير، وكان لا يقتني شيئًا ويصرف مرتبه وجامكية مدرسته في مصالحه" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 417). معجم المؤلفين (1/ 35)، كشف الظنون (2/ 1067، 1149). * طبقات المحدثين للذهبي (237)، معجم شيوخ الذهبي (109)، المعجم المختص (44 - 45)، البداية والنهاية (14/ 151)، الأعلام (1/ 45)، معجم المؤلفين (1 /، 3)، الدرر الكامنة (1/ 35 - 36)، المنهل الصافي (1/ 80) الوافي (6/ 43) شذرات الذهب (8/ 154) تذكرة النبية (2/ 143) كشف الظنون (1/ 127) و (2/ 1219) ذيول العبر (160) إيضاح المكنون (1/ 299) الدارس (1/ 208)، طبقات السبكي (9/ 312) طبقات الإسنوي (2/ 290)، طبقات ابن قاضي شهبة (2/ 314)، الأعلام (1/ 45)، معجم المؤلفين (1/ 45). (¬1) وفي بعض المصادر: إبراهيم بن عبد الرحمن بن سباع. (¬2) في طبقات السبكي: ابن ضياء بن سباع.

77 - كمال الدين بن شيث

* تذكرة النبيه: "سمع الكثير وأسمع واشتغل عليه خلق، وانتفع الأئمة بعلمه ومصنفاته، وكان عنده من الكلام وحسن العشرة والصبر والاحتمال والقناعة واللطف والأدب ما لا مزيد عليه، مع الدين المتين والورع، وملازمة قيام الليل، وتأسف الناس على فقده والمصاب بمثله .. " أ. هـ. * الدرر: "كان مشكور الدروس إلا أنه لا يعجبه من يشكك فيه. كان له حظ من عبادة وفتاويه مسددة، وعرض عليه القضاه بعد ابن صصري فامتنع وصمم وخطب بالجامع بعد عمه ... قرأ الأصول وتفنن وجود الكلتابة ونشأ في تصون وخير إكباب على العلم. كان عذب العبارة صادق اللهجة طلق اللسان، طويل النفس في الدروس يوردها كأنه يقرأ الفاتحة، وكان له حظ في صلاة وصيام وذكر ولطف وتواضع ولزوم الخير والكف عن الغيبة وأذية الغير مع الفتوة والبذل والإحسان إلى الناس بالعيادة وشهود الجنائز والتودد إلى الطلبة في تفهيمهم وطول روحه عليهم. قال الكمال جعفر: كان فقيهًا أصوليًا متدينًا ثقة انتهت إليه رياسة المذهب الشافعي" أ. هـ. * المنهل الصافي: "قرأ الأصول وبعض المنطق، وتفنن رجوّ الكتابة، ونشأ في صون وخير وإكباب على طلب العلم، والإفادة، درس واشتغل بعد أبيه وانتهى إليه إتقان غوامض مذهبه، .. كثير الاستحضار إلى الغاية، طويل الدروس يوردها كالفاتحة .. وفيه طولة روح على تفهيم الطالب، وكان لطيف المزاج" أ. هـ. وفاته: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. مصنفاته: "شرح على التنبيه" نحو عشرين مجلدًا، "تعليق على التنبيه" نحو عشرين مجلدًا وتعليق على مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، ونحو ذلك. 77 - كمال الدين بن شِيث * النحوي: إبراهيم بن عبد الرحيم بن علي بن إسحاق بن علي بن شيث، الأمير، الكاتب، القرشي، الإسناني، المحدِّث، كمال الدين، أَبو إسحاق. من مشايخه: سمع من ابن الحرستاني وغيره. من تلامذته: الشيخ شرف الدين اليونيني وغيره. كلام العلماء فيه: * المقفى: "له اعتناء بالحديث، ومعرفة بالنحو، ونظم جيد، وترسل، وعلم بالتاريخ" أ. هـ. * المنهل الصافي: "خدم الملك الناصر داود، وكان من أجلّ أصحابه وترسّل عنه، ثم اتصل بخدمة الناصر يوسف، فأعطاه خيرًا وقرَّبه واعتمد عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (674 هـ) أربع وسبعين وستمائة، وقد نيَّف على الستين. ¬

_ * الوافي (6/ 47)، المنهل الصافي (1/ 101)، المقفى الكبير (1/ 215)، الطالع السعيد (54) السلوك (1/ 2 / 625).

78 - ابن جماعة

78 - ابن جَمَاعة * المفسر: إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني، أَبو إسحاق، برهان الدين، الحموي الأصل، المقدسي، الشافعي. ولد: (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: لازم الحافظين الذهبي والمزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان محببًا إلى الناس، وإليه انتهت رئاسة العلماء في زمانه، ولم يكن أحد يدانيه في سعة الصدر وكثرة البذل وقيام الحرمة والصدع بالحق، وقمع الفساد والمشاركة الجيدة في العلوم" أ. هـ. * إنباء الغمر: "وكان قوّالًا بالحق معظمًا لحرمات الشرع، مُحبًّا في السنة وأهلها، لم يأت بعده له نظير، ولا قريب من طريقته، وخلف الكتب النفيسة ما يعز اجتماع مثله لغيره، لأنه كان مغرمًا بها" أ. هـ. * السلوك: "مات في هذه السنة -أي سنة (790 هـ) - إبراهيم بن عبد الرحيم ولم يخلف بعده مثله" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر قاضي من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف "تفسيرًا" في عشر مجلدات، وقال ابن حجر: وقفت عليه بخطه، وفيه غرائب وفوائد. ثم قال: ووقفت له على "مجاميع" مفيدة بخطه. 79 - الأَنْطَاكِي * المقرئ: إبراهيم بن عبد الرزاق بن حسن بن عبد الرزاق الأزدي الأنطاكي، أَبو إسحاق. من مشايخه: قُنْبل، وهارون الأخفش، وأَبو أمية الطرسوسي، وكان شيخه عثمان بن خُرّزاذ قد تلا على قالون وغيرهم. من تلامذته: أَبو أحمد الدّهان، وأَبو الحسين بن جُمَيْع وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "قال محمد بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بأخي العريف، قال: قدم علينا أنطاكية سنة (340 هـ) أَبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ملكا، فقيل له: إن إبراهيم بن عبد الرزاق يذكر أنه قرأ على قنبل فلم يحفل بهذا القول إلى أن ورد في بعض الأيام رجل في ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 292)، الدرر الكامنة (1/ 36)، تاريخ ابن قاضي شبهة (3/ 248 - 251)، النجوم (11/ 314)، السلوك (3/ 2 / 586)، وجيز الكلام (1/ 286)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 13 - 15)، معجم المفسرين (1/ 15)، الأعلام (1/ 46)، معجم المؤلفين (1/ 36) طبقات الأدنروي (351) وفيه اسمه: إبراهيم بن محمد المتوفى (890 هـ) خطأ. * تاريخ دمشق (7/ 40)، السير (15/ 384)، العبر (2/ 246)، معرفة القراء الكبار (1/ 287)، غاية النهاية (1/ 19)، النجوم (3/ 300)، الشذرات (4/ 203) مختصر تاريخ دمشق (2/ 230)، معجم المؤلفين (1/ 36).

80 - إبراهيم التنوخي

أهل خراسان شيخ كبير عليه ثياب صوف، فجلس بين يدي الشيخ ابن ملكا، وقال: أريد أن أقرأ، فقرأ عليه عشرين آية، وقال: حسبي، آجرك الله. فقال له: إيش في كمك قال: قراءات، قال له: وعلى من قرأت؟ قال: على قُنبل أنا ورجل من أهل أنطاكية يقال له إبراهيم بن عبد الرزاق الخيَّاط. فقال الشيخ ابن ملكا: قوموا بنا إلى الشيخ فجاء إلى ابن عبد الرزاق وقال: يا شيخي اجعلني في حلّ، فجعله، وعرف ابن عبد الرزاق الرجل وقاله له: إيش لي معك؟ فأخرج خط قنبل بقراءة ابن عبد الرزاق عليه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "فقيه، مقرئ، كبير" أ. هـ. * السير: "قال أَبو عمرو الداني: هو مقرئ ضابط، ثقة مأمون" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مقرى أهل الشام" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وقال في السير (339 هـ) تسع وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: له مصنف في القراءات الثمان. 80 - إبراهيم التَنُوخي * اللغوي: إبراهيم بن عبد الصمد، الشيخ أَبو الطاهر بن بشير التنوخي. من مشايخه: أَبو الحسن اللخمي والسيوري وغيرهما. * كلام العلماء فيه: * الديباج المذهب: "كان إمامًا، عالمًا، مفتيًا، ضابطًا، حافظًا للمذهب، إمامًا في أصول الفقه، والعربية والحديث .. وكان رحمه الله يستنبط أحكام الفروع من قواعد أصول الفقه وعلى هذا مشى في كتابه: "التنبيه" وهي طريقة نبّه الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد على أنها غير مخلصة. وأن الفروع لا يطّرد تخريجها على القواعد الأصولية ... ولم أقف على تاريخ وفاته، غير أنه ذكر في تأليفه المختصر أنه أكمله في سنة (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة، رحمة الله تعالى عليه" أ. هـ. * شجرة النور: "مات شهيدًا، لم أقف على وفاته". وفاته: كان حيًّا سنة (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "التنبيه" و"الأنوار البديعة إلى أسرار الشريعة"، و"التذهيب على التهذيب" وغير ذلك. 81 - الرِّيَاحي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد بن إبراهيم الرياحي التونسي. ولد: (1180 هـ) وقيل (1181 هـ) ثمانين وقيل إحدى وثمانين ومائة وألف. ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 265)، شجرة النور (126)، معجم المؤلفين (1/ 36). * شجرة النور الزكية (386 - 389)، الأعلام (1/ 48)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 387)، معجم المطبوعات لسركيس (957)، معجم المؤلفين (1/ 37) فهرس الفهارس (1/ 328)، هدية العارفين (1/ 42)، إيضاح المكنون (1/ 501) و (2/ 235)، وعنوان الأديب (2/ 90).

82 - الكردي الحلبي

من مشايخه: صالح الكوّاش، وحسن الشريف وغيرهما. من تلامذته: كثيرون منهم، محمد بن ملوكة، ومحمد البنّا، والطاهر بن عاشور. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "أخذ المعارف الربانية أولًا عن شيخ الطريقة الشاذلية الأستاذ البشير ابن عبد الرحمن الونيسي، وتعرف على الشيخ على حرازم، وأخذ عنه الطريقة التيجانية ونشرها وأقام أورادها وأسس لها زاويته المشهورة به قرب حوانيت عاشور" أ. هـ. فهرس الفهارس: "عالم الديار التونسية وشيخ الجماعة .. " وقال: "للمترجم مولد نبوي مستعمل بالقطر التونسي .. وغيرها .. " أ. هـ. تراجم المؤلفين التونسيين: "وهو صوفي، شاذلي، تيجاني، وألَّف الأشعار والكتب في الدفاع عن الطريقة التيجانية ونصرها" أ. هـ. وفاته: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: رسالة في الرد على الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي قرظها محمد بيرم الثالث، حاشيته على شرح الفاكهي على القطر، ونظم الآجرومية وله "مبر الصوارم والأسنة في الرد على من أخرج الشيخ التيجاني من دائرة السنة" وغير ذلك. 82 - الكُرْدي الحَلَبي * اللغوي: إبراهيم بن عبد الكريم الكردي الحلبي. من شيوخه: الشريف الجرجاني وغيره. من تلامذته: أَبو الوقت عبد الأول المرشدي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان حسن الخلق كثير البشر بالطلبة انتفعوا به كثيرًا في عدة متون أجلها المعاني والبيان فإنه كان يقررها تقريرًا واضحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. 83 - الكَجّي * المفسر المقرئ: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي (¬1)، ويقال فيه الكشي البصري، أَبو مسلم. ولد: سنة (192 هـ) اثنتين وتسعين ومائة. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 431)، الضوء اللامع (1/ 69 - 70)، بغية الوعاة (1/ 418)، الشذرات (9/ 340). * تاريخ بغداد (6/ 120)، المنتظم (13/ 34)، الأنساب (5/ 36)، اللباب (3/ 29)، معجم البلدان (4/ 438)، العبر (2/ 92)، تذكرة الحفاظ (2/ 620)، تاريخ الإسلام (وفيات 292 هـ)، ط. تدمري، السير (13/ 423)، الوافي (6/ 29)، البداية والنهاية (11/ 105)، طبقات الحفاظ (273)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 13)، الشذرات (3/ 387)، معجم المفسرين (1/ 15)، الأعلام (1/ 49)، معجم المؤلفين (1/ 41). (¬1) هذه النسبة إلى الكج: وهو الجَصّ. أ. هـ. من الأنساب.

84 - النجيرمي

من مشايخه: أَبو عاصم النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم الصفار، وأَبو بكر النجاد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال أحمد بن جعفر الختلي: لما قدم الكجي بغداد أملى في رحبة غسان، فكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم الآخر، ويكتب الناس قيامًا ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة، فبلغ ذلك نيفًا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة" أ. هـ. * الأنساب: "وكان من الثقات المحدثين وكبارهم عمّر حتى حدث بالكثير" أ. هـ. * المنتظم: "عالم ثقة جليل القدر، أملى الناس" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وثقه الدارقطني وغيره وكان رئيسًا نبيلًا من سروات بلده وأولي العلم والأمانة" أ. هـ. * السير: "وكان سريًا نبيلًا متمولًا عالمًا بالحديث وطرقه، عالي الإسناد قدم بغداد وازدحموا عليه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "حافظ للحديث، عالم بالتفسير، ويوصف بأنه صاحب السنن" أ. هـ. وفاته: سنة (292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "ناسخ القرآن ومنسوخه"، و"السنن". 84 - النَّجِيرمِي * اللغوي: إبراهيم بن عبد الله بن محمد النَّجيرمِي، أَبو إسحاق. من مشايخه: أَبو إسحاق إبراهيم بن السري والزجاج، وغيرهما. من تلامذته: أَبو الحسين المهلبي وجنادة اللغوي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "كان حسن الرواية، جميل التصنيف، حلو الشعر" أ. هـ. * الأعلام: "كان من أصحاب الزجّاج النحوي ببغداد، وانتقل إلى مصر، فولي الكتابة لكافور الإخشيدي" أ. هـ. وفاته: نحو (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أيمان العرب في الجاهلية"، مطبوع، و"الأمالي". 85 - ابن قَسُّوم * المقرئ: إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن قسوم (¬1) اللَّخمي الإشبيلي، أَبو إسحاق. من مشايخه: أَبو عمرو بن عظيمة صاحب شريح، وأَبو عبد الله بن زرقون وغيرهما. ¬

_ * الأنساب (5/ 463)، معجم الأدباء (1/ 87)، معجم البلدان (5/ 274)، إنباه الرواة (1/ 170)، الوافي (6/ 34)، المفتى الكبير (1/ 239)، النجوم (4/ 3)، بغية الوعاة (1/ 414)، الأعلام (1/ 49)، معجم المؤلفين (1/ 41). * تكملة الصلة لابن الأبار (1/ 171)، معرفة القراء (2/ 638)، غاية النهاية (1/ 17). (¬1) في غاية النهاية: ابن قسرم (بالراء) وهر تحريف.

86 - الشرقي

كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان فقيهًا أصوليًا ناسكًا صادقًا بالحق، تغلب عليه العبادة، وهو أخو أبي بكر بن فسوم، وقد حدث عنه في تأليفه بحكايات". وقال: "توفي .. بعد وفاة أخيه أبي بكر بنحو ثلاثة أعوام، وكان بينهما في المولد مثل ذلك" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (642 هـ) اثنتين وأربعين وستمائة عن سن عالية. 86 - الشَّرْقِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عبد الله الأنصاري الإشبيلي، أَبو إسحاق ويعرف بالشرقي. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان إمامًا في حفظ اللغات وعلمها لم يكن في وقته بالمغرب من يضاهيه أو يقاربه في ذلك متقدمًا في علم العروض، مقصودًا في الناس مشكور الحال في علمه ودينه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (650 هـ)، خمسين وستمائة، وقيل: (750 هـ) خمسين وسبعمائة: وهو خطأ (¬1). 87 - برهان الدين الحُكري * اللغوي المقرئ: إبراهيم بن عبد الله بن علي بن يحيى بن خلف الحكري، المصري، أَبو إسحاق، الشيخ برهان الدين. ولد: سنة (670 هـ) سبعين وستمائة، وقيل (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. من مشايخه: التقي الصائغ، ونور الدين علي بن ظهير، وسمع الحديث من الأبرقوهي والدمياطي وآخرين. من تلامذته: محمد بن أحمد بن علي بن اللبان، والشيخ خليل بن عثمان القرافي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الإسنوي: "كان إمامًا في علم القراءات، نحويًا، مفسرًا، كريمًا كثير المروءة طارحًا للتكليف، حسن الاعتقاد والتلاوة في المحراب، يُضرب به المثل فيه .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ مشايخ الإقراء بالديار المصرية أستاذ كامل ماهر ... انتهت إليه رئاسة القراءة والتجويد مع حسن الصوت وجودة الأداء في الديار المصرية ورحل الناس إليه من الأقطار وكان ذا مروءة ونزاهة وقضاء لحقوق الأصحاب مع فقر وجودة طباع ودين" أ. هـ. * المقفى: "كان قد أوتي مع حسن القراءة طيب ¬

_ * البغية (1/ 416)، الشذرات (8/ 283). (¬1) قلت: نقل كل من بغية الوعاة والشذرات كلام ابن الزبير في ترجمة إبراهيم بن عبد الله الأنصاري وابن الزبير توفي سنة (707 هـ) وقيل (708 هـ)، ولذلك فإن سنة الوفاة التي ذكرها السيوطي (في سنة 650 هـ) هي الصحيحة وأما ما ذكره ابن العماد (750 هـ) فهو خطأ واضح. * غاية النهاية (1/ 17)، الدرر الكامنة (1/ 30)، المقفى الكبير (1/ 233)، بغية الوعاة (1/ 415)، الشذرات (8/ 271) طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 459).

88 - الحكري المصري

النغمة وكثرة الكرم والصدقات والمعرفة" أ. هـ. * الدرر: "اعتنى بالعربية والقراءات. مات في الطاعون العام. ذكره الذهبي في آخر الطبقات في أصحاب ابن الصائغ، وكان حسن التعليم" أ. هـ. وفاته: (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة، في الطاعون. 88 - الحُكْري المصري النحوي اللغوي: إبراهيم بن عبد الله الحكري (¬1) المصري، برهان الدين. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عارفًا بالعربية، وشرح الألفية، ثم رجع فمات بالمقدس في جمادى الآخرة، وقد ناب في الحكم عن البلقني في الخليل والقدس، وأمّ عنه نيابة بالجامع بدمشق" أ. هـ. * البغية: "قال في الدرر (¬2): كان عارفًا بالعربية، شرح الألفية، وولي قضاء المرتبة، وناب في الحُكم بالقدس والخليل عن السراج البلقيني، وأم نيابة عنه بالجامع الأموي .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "نحوي، عارف بالعربية" أ. هـ. وفاته: في جمادى الآخرة سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الألفية". 89 - الصِّنهاجِي * اللغوي: إبراهيم بن عبد الله بن عمر الصِّنهاجي المالكي برهان الدين. ولد: سنة (717 هـ) وقيل (718 هـ) سبع عشرة وقيل ثمان عشرة وسبعمائة. من مشايخه: الوادي آشي، والقاضي صدر الدين المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كن عالمًا بالفقه والأصلين والعربية، حسن المحاضرة فصيح العبارة. حج وولي قضاء المالكية بدمشق، مات فجاة عندما خرج من الحمام وله نحو ثمانين" أ. هـ. * إنباء الغمر: "قال ابن حِجِّي: كان فاضلًا في علوم، وكان يخالط الشافعية أكثر من المالكية، ويعاشر الأكابر بحسن محاضرته وحلو عبارته" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (1/ 277)، بغية الوعاة، (1/ 415)، الشذرات (8/ 457)، الأعلام (1/ 49)، أعلام فلسطين (1/ 35)، كشف الظنون (5/ 17). معجم المؤلفين (1/ 39). (¬1) في كشف الظنون: "الحكرة بضم الحاء وسكون الكاف من مخاليف الطائف" أ. هـ. قال السيوطي في البغية: "وهو تحير الذي قلت: وهو كما قال، فليس بالضرورة تشابه الأسماء والعلوم لعالمين يعني أن هو واحد فقد مر علينا من ذلك أسماء كالمحمودي الذي تشابه الاسم بين اثنين وكان اختلافهما في أحد الأجداد وغيره ممن يسهر على القارئ وأيضًا فإن المترجم لها زمنها قريبٌ من الحافظ فالتوهم به عنده ليس بالوارد، والله أعلم. (¬2) لم نجده في الدرر. ولكن هو يشبه كلام ابن حجر في إنبائه كما نقلناه آنفًا، ولعل السيوطي قصدَ الإنباء فسبقه قلمه إلى الدرر الكامنة، والله أعلم. * الدرر الكامنة (1/ 31)، إنباء الغمر (3/ 218)، وجيز الكلام (1/ 312) بغية الوعاة (1/ 416)، الشذرات (8/ 589).

90 - الحلبي الملقن

* الشذرات: "وهو صحيح البنية، حسن الوجه واللحية" أ. هـ. وفاته: سنة (796 هـ) ست وتسعين وسبعمائة. 90 - الحَلَبي المُلقِّن * المقرئ: إبراهيم بن عبد الله الحلبي الصوفي الملقن. من تلامذته: قدم دمشق وهو كبير فأقرأ القرآن بالجامع وصارت له حلقة مشهورة، يقال إنه قرأ عليه أكثر من ألف ممن اسمه محمد خاصة. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كانت الفتوح ترد عليه فيفرقها في أهل حلقته. وكان أول من يدخل الجامع وآخر من يخرج منه واستسقوا به مرة في دمشق. وكان شيخًا طوالًا كامل البنية وافر الهمة كثير الأكل، وكانت جنازته حافلة جدًّا، ويقال إنه عاش (120) سنة" أ. هـ. وفاته: (799 هـ) تسع وتسعين وسبعمائة. 91 - القُرَيمِي * المفسر إبراهيم بن عبد الله القُريمي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "شيخ زاوية الخلوتية قرب آيا صوفيا بالآستانة" أ. هـ. وفاته: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. من مصنفاته: "الرسالة النورية في كشف الأسرار النارية" في تفسير آية النور، و"مدارج المنان ومعارج الإنسان" في التصوف وغير ذلك. 92 - الغَزَّال * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عبد الله الغزال. من تلامذته: روى عنه أَبو القاسم الحسن بن الفتح بن حمزة بن الفتح الهمذاني وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لا أعرف من حاله شيئًا إلا أن السِّلفي قال: أنشدني أَبو القاسم بن الفتح بن حمزة بن الفتح الهمذاني قال: أنشد إبراهيم بن عبد الله الغرال اللغوي لنفسه وكان يتبجح بهما: والبرقُ في الديجور أهطلَ مزنةً ... أبدَتْ نباتًا أرضِها كالزَّرنَبِ (¬1) فوجدتُ بحرًا فيهِ نارٌ فوقَهُ ... غيمٌ يُرى بهِ بليلٍ غَيهَبِ" أ. هـ. * الوافي -وبعد أن أورد له من شعره البيتين السابقين قال الصفدي- "لو كان عاقلًا لتبجس عرقًا، وما تبجح وانتحى عن طريق النظم وما تنحنح" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان من أئمة اللغة والعربية وفيه فضل الأدب" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 335 - 336)، الدرر الكامنة (1/ 33)، الشذرات (8/ 607). * معجم المفسرين (1/ 16)، هدية العارفين (1/ 28). " معجم الأدباء (1/ 89)، إنباه الرواة (1/ 154)، الوافي (6/ 35)، بغية الوعاة (1/ 416). (¬1) الزرنب: الزعفران نقلا من هامش لإنباه الرواة.

93 - إبراهيم رفيدة

93 - إبراهيم رفيدة * اللغوي، المفسر الدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة الأستاذ المشارك بكلية التربية، جامعة الفاتح - طرابلس. كلام العلماء فيه: قلت: كتابه "النحو وكتب التفسير" بحث مقدم إلى كلية اللغة العربية بحامع الأزهر لنيل درجة الدكتوراه، وقد ناقشه في رسالله هذه كل من: 1 - الدكتور محمد رفعت محمود فتح الله الأستاذ ورئيس قسم اللغويات بالكلية مشرفًا. 2 - الدكتور عبد العظيم على الشناوي الأستاذ بالكلية عضوًا. 3 - الدكتور محمد كامل أحمد جمعة الأستاذ بكلية الأداب، جامعة الأزهر عضوًا، وتد نال رضا هؤلاء الأساتذة وثناءهم عليه ... وبعد مراجعة كتاب "معاني القرآن الكريم" وفي ما تكلم عن صفات الله سبحانه وتعالى الواردة في الآيات حول الاستواء والعرش وجدنا تأويله على النحو التالي: ذكر في صفحة (24) [الأعراف: 53] حول الاستواء قولهم: "استوى": استقر، والمراد: استولى عليه، " {الْعَرْشِ} سرير الملك، والمراد: الملك والتصرف والتمكن والسلطان بكمال إرادته واختياره وقدرته" أ. هـ. قلت: وما ذكر هو من أقوال المعتزلة في الاستواء والعرش، وقد رد على ذلك أئمة المسلمين من السلف الصالح أهل الكتاب والسنة وهو قول مردود ومعلوم بطلانه. ثم ذكر في صفحة (181) [سورة يونس / 3] قولهم: "ثم استوى على العرش" العرش قيل: هو الجسم المحيط بحميع الكائنات وقيل: هو جلالة الملك، وعظمة السلطان، وقيل غير ذلك. واستولى: استولى على هذا الجسم، استيلاء يليق بجلاله، أو المراد: الاستعلاء عليه بالقهر والتصرف، أو استوى أمره وتم. وقالوا أيضًا في العرش [سورة التوبة / 129]: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} والعرش أعظم المخلوقات -كما قيل- وإذا كان -وقالوا [سورة الرعد / 2]: {اسْتَوَى}: استواء يليق بذاته، والاستواء يعبر عن معنى عظيم من شؤون عظمة الخالق - سبحانه - اختير التعبير به على طريق الاستعارة والتمثيل لأن معناه أقر معاني الألفاظ العربية المرتفع الذي يجلس عليه الملك وهو في الآية ونظائرها مستعمل جزءًا من التشبيه المركب" أ. هـ. وقالوا في تفسير قوله تعالى [الإسراء: 42]: {إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا}: أي لطلبوا إلى صاحب العرش طريقًا، وصاحب العرش هو الله - جل جلاله - صاحب الملك المطلق، والعرش هو: عرش الرحمن، ولا يحد بحدٍّ .. ". قلت: قال ابن كثير في تفسيره للآية: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 52]: "فللناس في ¬

_ * مقدمة كتاب "النحو وكتب التفسير" منشورات المنشاة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلام، ط - الأولى (1980 م)، كتاب "معاني القرآن الكريم" طبع على نفقة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية - طرابلس (1398 هـ - 1989 م) الطبعة الأولى.

94 - الجياني

هذه المقام مقالات كثيرة جدًّا ... وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه كفر، وليس فيما وصف به نفسه ولا رسوله تشيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقط سلك سبيل الهدى .. " أ. هـ. أما ما وجدناه أيضًا في كتاب الدكتور إبراهيم رفيدة "النحو وكتب التفسير" (1/ 770) عند تكلمه عن "الكشاف" للزمخشري واعتزاله والمنهج اللغوي لدى الزمخشري في توجيهه لخدمة اعتزاله قال: "استخدامه هذا المنهج في نصرة عقيدته الاعتزالية، وهي عقيدة مردودة من جمهور علماء المسلمين .. " أ. هـ. من مصنفاته "النحو وكتب التفسير"، "معاني القرآن الكريم وتفسير لغوي موجز" ألفه مع مجموعة من الأساتذة هم: محمد رمضان الجربي ومصطفى صادق العربي، ومحمد مصطفى صوفية، والأستاذ أحمد عمر أَبو حجر. 94 - الجَيَّاني * النحوي: إبراهيم بن عبد الملك بن عبد الرحمن القيسي الجياني، أَبو الحسن. من مشايخه ثابت الكلاعي، وتأدب بأبي عبد الله بن يربوع وغيرهما. كلام العلماء فيه: البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان مقرئًا مجوِّدًا نحويًا أديبًا سريًا كريم النفس، جميل الخلق، معدودًا من أهل العلم والعمل ذا عناية بالتفسير، خطيبًا فصيحًا .. أقرأ القرآن والعربية والأدب .. " أ. هـ. وفاته: (646 هـ) ست وأربعين وستمائة. 95 - المَعَافِرِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عبيد الله المعافري الإشبيلي، أَبو إسحاق الزَّبيدي. من مشايخه سمع من أحمد بن خالد، ومحمد بن فُطَيس وغيرهما. كلام العلماء فيه: تاريخ علماء الأندلس: "كان مع روايته للحديث، حافظًا للغة بصيرًا بالشعر، مطبوعًا فيه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (362 هـ) اثنتين وستين وثلاتمائة. ¬

_ * بغية الوعاة: (1/ 418). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 51)، الأنساب (5/ 333)، اللباب (3/ 154)، تاريخ الإسلام (وفيات 362: ) ط - تدمري، بغية الوعاة (1/ 418).

96 - الوزان

96 - الوَزَّان * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عثمان أَبو القاسم بن الوزان القيرواني الحنفي. شيخ المغرب في النحو واللغة. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان فقيها على مذهب العراقيين، وإمامًا في النحو واللغة والعربية والعروض غير مدافع مع قلة ادعاء وخفض جناح. وكان عبد الله بن محمد المكفوف يقر له بالفضل. وكان بعضهم يفضله على ثعلب والمبرّد" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان يحفظ كتاب "العين" و "المصنف" لأبي عبيد و"إصلاح المنطق" و"كتاب سيبويه" وأشياء، وبعضهم يفضله على ثعلب والمبرد في الطبقات" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "شيخ تلك الديار في النحو، واللغة، كان ذا صدق وتواضع وتضلع من علم العربية" أ. هـ. * الوافي: "كان ذا صدق وتضلع في العلوم. كان يستخرج من العربية ما لم يستخرجه أحد، وكان عجبًا في استخراج المعمّى، ولم يكون مجيدًا في الشعر" أ. هـ. * الطبقات السنية: "وما أدري قوله "الحنفي" هو نسبة إلى المذهب أو نسبة إلى القبيلة، لكن الذي يغلب عليه الظن هو الأول؛ لأن مذهب أبي حنيفة كان في تلك البلاد أظهر المذاهب إلى أن حمل المُعِزُّ الناس على مذهب الإمام مالك. وحسم مادة الخلاف في المذاهب" أ. هـ. وفاته: (346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: له تصانيف كثيرة في النحو، واللغة. 97 - العَجَمِي * المفسر إبراهيم العجمي الصُّوفي. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "الصوفي، المُسَلّك العالم، نزيل مصر ... ، كان يفسر القرآن العظيم، ويقرئ في رسائل القوم مدة طويلة، حتى وشي به إلى السلطان لكثرة مريديه وأتباعه وقيل له: نخشى أن بملك مصر فطلبه السلطان إلى الروم بسبب ذلك ثم رجع إلى مصر وطرد من كان عنده من المريدين والأتباع امتثالًا لأمر السلطان، ثم بنى له تكيّة مقابل المؤيدية وجعل له فيها مدفنًا وبنى حوله خلاوي للفقراء، وكان له يد طولى في المعقولات وعلم الكلام ونظم تائية جمع فيها معالم الطريق. وكان ينهى جماعته أن يحج الواحد منهم حتى يعرف الله المعرفة الخاصة عند القوم" أ. هـ. * الكواكب السائرة: "كان رفيقًا للشيخ دمرداش، والشيخ شاهين في ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 89 - 90)، إنباه الرواة (1/ 173)، السير (15/ 539)، العبر (2/ 271)، الديباج المذهب (1/ 278)، الوافي بالوفيات (6/ 50 - 51)، بغية الوعاة (1/ 183)، الطبقات السنية (1/ 208 - 209)، شذرات الذهب (4/ 244)، تاريخ الإسلام تدمري وفيات سنة (346)، معجم المؤلفين (1/ 42). * الشذرات (10/ 333)، الكواكب السائرة (2/ 84)، معجم المفسرين (1/ 16)، معجم المؤلفين (1/ 42).

98 - الفارسي النحوي

الطريق على سيدي عمر روشندي بتبريز العجم" أ. هـ. * معجم المفسرين: "الصوفي، نزيل مصر: مفسر، كان له يد في المعقولات، وعلم الكلام. أصله من قرى تبريز" أ. هـ. وفاته: سنة (940 هـ) أربعين وتسعمائة. 98 - الفَارِسِي النحويّ * النحوي: إبراهيم بن علي الفارسي النحوي، أَبو إسحاق. من مشايخه: أَبو علي الفارسي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "قال الثعالبي في البخاريين: من الأعيان في النحو واللغة" أ. هـ. * البغية: "أخذ عنه أبناء الرؤساء، وولي التصفح بديوان الرسائل، وناقض المتنبي، وحفظ الطم والرم" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "شرح الجَرمي". 99 - الطَّبَرِي المفسر إبراهيم بن علي بن الحسين الشّيباني الطبري، أَبو إسحاق الشافعي. ولد: سنة (492 هـ). اثنتين وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: حدث عن أبي علي الحدّاد وغيره. من تلامذته: الصائن بن عساكر أخو ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق)، وأَبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب العابري الواعظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "قال ابن النجار: كان فقيهًا فاضلًا عالمًا بالمذهب والخلاف والفرائض، وله تصانيف في ذلك، وله معرفة بالحديث والتفسير" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "إمام في المذهب والفرائض والتفسير له تصانيف مفيدة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر، قاضٍ من فقهاء الشافعية ولي قضاء مكة" أ. هـ. وفاته: سنة (533 هـ) ثلاث وثلاثين وخمسمائة. مصنفاته: له تصانيف في التفسير والفرائض وغيرهما. 100 - الوَدِي آشِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن علي بن أحمد بن يوسف بن عمر الغَسَّاني الوادي آشي. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال ابن الزبير: كان معلِّمًا لكتاب ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 90)، إنباه الرواة (1/ 171)، الوافي بالوفيات (6/ 58 - 59)، بغية الرعاة (1/ 420)، معجم المؤلفين (1/ 47). * طبقات الشافعية للسبكي (7/ 34) طبقات المفسرين للداودي (1/ 15)، طبقات المفسرين (10)، معجم المفسرين (1/ 16)، معجم المؤلفين (1/ 46) طبقات المفسرين للأدرنوي (165). * بغية الرعاة (1/ 420).

101 - البونسي

الله مقرئًا للعربية والأدب، شاعرًا أديبًا، جيد الكتابة، فاضلًا زاهدًا ورعًا، ذا معرفة بالفقه وعقد الوثائق، كثير الخشوع والخشية" أ. هـ. وفاته (618 هـ) ثمان عشرة وستمائة. 101 - البُونَسي * اللغوي: إبراهيم بن علي بن أحمد الفِهْري، الشَريشي (¬1) البونسي، أَبو إسحاق. ولد: سنة (573 هـ). ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو الحسن بن هشام، وأَبو عمر بن غياث وغيرهما. من تلامذته: في تكملة الصلة: "قال ابن فرتون ... أنه أجاز له ولابنه عبد الكريم" أ. هـ. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب، له اشتغال بالتراجم" أ. هـ. * وفاته: سنة (651 هـ) إحدى وخمسين وستمائة. وقيل سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "التعريف والأعلام في رجال ابن هشام"، و "التبيين والتنقح لما ورد من الغريب في كتاب الفصيح"، و"كنز الكتاب" كبير وصغير. 102 - ابن المُبَرْدَع * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن علي بن محمد بن منصور الأَصْبَحي الشافعي، ويعرف بابن المبردع. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا نبيهًا، نحويًا لغويًّا، عارفًا بالحساب، إمامًا في المواقيت" أ. هـ. وفاته: سنة نيّف وستين وستمائة. من مصنفاته: "اليواقيت" في المواقيت. 103 - ابن الفَهَّاد القُوصِي * المفسر: إبراهيم بن علي بن عمر، القوصي، الشافعي، برهان الدين، المعروف بابن الفهّاد. من مشايخه: الشيخ سراج الدين موسى، والشيخ أَبو الطيب السبتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الطالع السعيد: "لم أرَ قاضيًا أورع منه، لا يُحاشى أحدًا ولا من ينوب عنه، واشتغل بالحديث والتفسير والأصول كثيرًا، وكان في ذهنه وقفة، غير أنه إذا فهم شيئًا فهمه جيدًا ويستقر في ذهنه ... ، ومضى على جميل وسداد" أ. هـ. * المقفى: "كان قليل الرزق ... ، يقنع في ملبسه بما يجد من غير تكلّف مع ملازمة التقوى، والورع الشديد، والانجماع عن الناس، وقلة ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 172)، الأعلام (1/ 51)، معجم المؤلفين (1/ 45). (¬1) من أهل شريش من قرية "بونس" وشريش مدينة كبيرة من كورة شَدُونة وهي مدينة بالأندلس، "معجم البلدان" (3/ 329, 340). * بغية الوعاة (1/ 420). * المقفى الكبير (1/ 201)، الدرر الكامنة (1/ 47)، طبقات المفسرين الداوودي (1/ 16)، الطالع السعيد (60)، معجم المفسرين (1/ 16).

104 - ابن الملاح

الكلام، والقوة في ذات الله". وقال: "كان فقيهًا نحويًا يعرف الحديث والتفسير والأصول" أ. هـ. * الدرر: "اشتغل بقوص ومهر بالتفسير والفقه والأصول والحديث، ولي قضاء دمامين، وكان رضي السيرة متقللًا من الدنيا جدًّا، منجمعًا عن الناس مات بقوص" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "ولي قضاء دقاقين فسار في الأحكام أحسن سيرة، وسلك فيها ما يرضي عالم العلانية والسريرة" أ. هـ. وفاته: في شوال سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. 104 - ابن المَلَّاح * اللغوي: إبراهيم بن علي (¬1) الدمشقي الشافعي المكتب المعروف بابن الملاح، برهان الدين. ولد: سنة (793 هـ) ثلاث وتسعين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "هو ممن أخذ الفضلاء عنه في الفقه والعربية والمعاني والمنطق وغيرها وكتب بخطه نفائس ... ، كان خيرًا بارعًا في العربية والصرف والمنطق، ذا مشاركة في الفقه وغيره وفوائد ونظم وخط حسن" أ. هـ. وفاته: سنة (873 هـ) ثلاث وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: له تقريظ على مجموع البدري. 105 - ايراهيم الكَفْعَميّ * المفسّر: إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي، العاملي، الكفعمي (¬2)، تقي الدين. ولد: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. من تلامذته: السيد حسين بن مساعد الحسني الحائري، والسيد علي ابن سلطان الموسوي الحسيني. كلام العلماء فيه: * إيضاح المكنون: "الكفعمي العاملي الشيعي المتوفى سنة (905 هـ) خمس وتسعمائة" أ. هـ. * روضات الجنات: "هو الشيخ العالم الباذل الورع الأمين، والثقة النقة الأديب الماهر المتقن المتين المشتهر بالكفعمي، على وزن زمزم قرية من قرى جبل عامل كاللوز والجبع أيضًا" أ. هـ. - الأعلام: (أديب، من فضلاء الإمامية. أقام مدة في كربلاء له نظم ونثر. صنّف (49) كتابًا ورسالة، بينها مختصرات لبعض كتب المتقدمين" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر، محدث، أديب، شاعر" أ. هـ. ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 100). (¬1) قال في الضوء: ورأيت من قال إن عليًّا اسم جده ولم يعرف اسم أبيه أ. هـ. * أعيان الشيعة (5/ 280)، الأعلام (1/ 53)، معجم المؤلفين (1/ 46)، روضات الجنات (1/ 20)، أمل الآمل (1/ 28)، إيضاح المكنون (1/ 192)، كشف الظنون (2/ 1982). معجم المفسرين (1/ 16)، هدية للعارفين (1/ 24). (¬2) نسبة إلى قرية (كفرعيما) بناحية الشقيف بجبل عامل.

106 - إبراهيم القلقشندي

وفاته: سنة (905 هـ) خمس وتسعمائة. من مصنفاته: "الجنة الواقية" يعرف بمصباح الكفعمي، و"نهاية الأدب في أمثال العرب" مجلدان، و"قراظة النظير" في التفسير وغير ذلك. 106 - إبراهيم القَلْقَشنْدي * المفسر: إبراهيم بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي الجمال، أَبو الفتح بن العلاء بن القطب القلقشندي الشافعي، برهان الدين. ولد: سنة (831 هـ) إحدى وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: قرأ "محاسن الاصطلاح" على ابن المؤلف العلم البلقيني، وكذا قرأ على المحلي شروحه للمنهاج، وما كتبه من التفسير وغيرهما. من تلامذته: بدر الدين الغزّي، ومحي الدين عبد القادر بن عبد الله العيدروسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "حفظ القرآن والشاطبيتين والألفيتين والبردتين والبهجة وجمع الجوامع وقواعد ابن هشام والشافية في العروض ... ، درس الحديث بجامع طولون مشاركًا لعمه، ثم استقل به بعد وفاته مع المباشرة به وفي تدريس التفسير بالجمالية" أ. هـ. * الكواكب السائرة: " .. وقال الشعراوي: كان عالمًا صالحًا زاهدًا قليل اللهو والمزاح مقبلًا على أعمال الآخرة حتى ربما يمكث اليومين والثلاثة لا يأكل، انتهت إليه الرئاسة وعلو السند في الكتب الستة والمسانيد والاقراء قال وكان لا يخرج من داره إلا لضرورة شرعية وليس له تردد إلى أحد من الأكابر وكان إذا ركب بغلته وتطيلس يصير الناس كلهم ينظرون إليه من شدة الخشوع والهيبة التي عليه .. ، وكانت جنازته حافلة خاصة بالأمراء والعلماء والصالحين .. " أ. هـ. * النور السافر: "ضمن وصفه -واعتناء بالتحديث واعتقاد الصوفية وصدقات مع جلالة وعظمة ولذلك ولي قضاء الشافعية بالقاهرة مرة بعد مرة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (922 هـ) اثنتين وعشرين وتسعمائة. 107 - السّباعِي * المقرئ: إبراهيم بن علي بن محمد، الدرعي، الشهير بالسباعي، أَبو إسحاق. ولد: سنة (1034 هـ) أربع وثلاثين وألف. من مشايخه: أبو عبد الله بن ناصر الدرعي، ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 77 - 78)، الكواكب السائرة (1/ 108)، الشذرات (10/ 149)، النور السافر (110). * الأعلام (1/ 54)، معجم المؤلفين (1/ 47)، خلال جزولة (3/ 66)، دليل مؤرخي المغرب الأقصى (2/ 332)، فهرس الفهارس (2/ 416)، وفيه وفاته سنة (1155 هـ)، قال الزركلي: ولا يتفق هذا مع قوله: مات عن نحو المائة.

108 - السقا

وأَبو زيد عبد الرحمن بن القاضي وغيرهما. من تلامذته: أَبو عبد الله محمد المكي بن موسى الناصري وغيره. كلام العلماء فيه: * فهرس الفهارس: "وصفه العلامة أَبو محمد زيان العراقي الفاسي في فهرسته: بشيخ الشيوخ البركة المعمر المحدث الحافظ الراوية المقرئ الضابط الرحلة الواعية الذي أسراره لأهل البصائر ظاهرة بادية ... وحلاه تلميذه أَبو عبد الله محمد المكي بن موسى الناصري في "الدرر المرصعة في صلحاء درعة": بشيخنا الإمام العارف المقرئ المحقق الأستاذ الرحلة أحد العلماء الأفراد أخذ الطريقة عن الشيخ أبي عبد الله بن ناصر الدرعي وكذا علوم الشريعة وكان مخصوصًا بمزيد الالتفات .. " أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ رحالة من الحفاظ من أهل درعة في المغرب. واستقر في الزاوية الناصرية بدرعة، يدرِّس ويقرى إلى أن توفى" أ. هـ. وفاته: سنة (1138 هـ) ثمان وثلاثين ومائة وألف، وقيل (1155 هـ) خمس وخمسين ومائة وألف والأول أصح. من مصنفاته: "الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة" ذكر فيه من لقيهم وأخذ عنهم من علماء المغرب ومصر والحرمين والشام وفيه إجازتهم له بخطوطهم. 108 - السَّقّا * المفسر: إبراهيم بن علي بن حسن السقا المصري الشافعي. ولد: سنة (1212 هـ)، وقيل (1213 هـ) اثنتي عشرة، وقيل: ثلاث عشرة ومائتين وألف. من مشايخه: الأستاذ الشيخ ثعيلب، الشيخ عبد الوهاب البخاتي، والشيخ أحمد الشعراني وغيرهم. من تلامذته: الشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ محمد عليش شيخ المالكية وغيرهما. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "الشيخ الإمام، والأوحد الهمام، له همة في العلوم عالية، وكمالات سنية سامية، وطلاقة وجه وضي، وطلاوة خلق رضي، وسجايا تزدري بالرياض النواضر، ومزايا تحار فيها الأعين النواظر، قد تأهل لمشيخة الإسلام في الأزهر بشهادة العلماء الأعلام ... " أ. هـ. * معجم المفسرين: "خطيب، فقيه من أهل القاهرة، تولى الخطابة بالجامع الأزهر نيفًا وعشرين عامًا) أ. هـ. وفاته: سنة (1298) ثمان وتسعين ومائتين وألف. ¬

_ * حلية البشر (1/ 30)، خطط مبارك (12/ 118)، هدية العارفين (1/ 42)، فهرس الفهارس (2/ 348)، معجم المطبوعات لسركيس (1030)، معجم المفسرين (1/ 17)، الأعلام (1/ 54)، معجم المؤلفين (1/ 46) إيضاح المكنون (1/ 251) و (2/ 44).

109 - الأحدب

من مصنفاته: "حاشية على تفسير أبي السعود" لم يتمها، و"التحفة السنية في العقائد السنية" شرح على منظومة العلامة محمد بلجة وله رسالة في الطب النبوي مستخرجة من المواهبة الكردية .. وغير ذلك. 109 - الأَحْدَب * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن علي الأحدب الطرابلسي ثم البيروتي الحنفي. ولد: سنة (1240 هـ) أربعين ومائتين وألف، وفي مقدمة كتابه (فرائد الآل) سنة (1242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ عرابي أفندي، والشيخ عبد الغني الرافعي العمري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "كان إمامًا في مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان .. ، وكان فردًا فريدًا وكاتبًا بليغًا، وشاعرًا مجيدًا، وقد تولى رئاسة جريدة ثمرات الفنون وله فيها المقالات الأدبية والفصول الحكمية والطرائف العربية والنصائح العالية والمواعظ السامية" أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "وكانت محاكم لبنان تعتمد على فتاويه بمقتضاها، وتولى تحرير جريدة ثمرات الفنون في بيروت، وله فيها مقاصات ورسائل أدبية وفنون حكمية ... " أ. هـ * كتاب "فرائد الآل في مجمع الأمثال" (المقدمة): "كان له من الأدب أوفر الحظ، كاتب العلماء والأدباء، وامتدح الأمراء والوزراء، وقد أكثر في مدح صاحب السيادة والمجد السيد الشهير عبد القادر الجزائري" أ. هـ. وفاته: (1308 هـ) ثمان وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "مهذب التهذيب" في علم النطق، وكتاب "نفحة الأرواح على مراح الأرواح" في علم التصريف و"منظومة في مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -" وغير ذلك. 110 - الجَعْبَري * النحوي، المفسر المقرئ: إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري، الخليلي الشافعي، برهان الدين أَبو إسحاق. ويقال له أيضًا ابن ¬

_ * حلية البشر (1/ 46 - 61)، الأعلام (1/ 55)، معجم المطبوعات لسركيس (366)، معجم المؤلفين (1/ 44). هدية العارفين (1/ 45)، الأعلام الشرقية (1/ 249)، نفحة الشام (21). * فوات الوفيات (1/ 39 - 41)، الوافي بالوفيات (6/ 76 - 73)، المعجم المختص للذهبي (47)، البداية والنهاية (7/ 167)، غاية النهاية (1/ 21)، المقفى الكبير (1/ 242)، الدرر الكامنة (1/ 51 - 52)، المنهل الصافي (1/ 131 - 135)، بغية الرعاة (1/ 420)، شذرات الذهب (8/ 171 - 172)، الأعلام (1/ 55)، أعلام فلسطين (1/ 50 - 50)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 385)، طبقات السبكي (9/ 398)، معرفة الفراء (2/ 743)، السلوك (2/ 2 / 354)، درة الحجال (1/ 184)، روضات الجنات (1/ 300)، غاية النهاية (1/ 21)، النجوم الزاهرة (9/ 296)، ذيرل العبر (174)، مفتاح السعادة (2/ 54)، معجم شيوخ الذهبي (116)، طبقات الشافعية للأدنروي (404)، ورسالة الماجستير في كتابه "رسوم التحديث في علوم الحديث" إعداد "أحمد لطفي فتح الله" الجامعة الأردنية "كلية الدراسات العليا" لسنة 1994 هـ.

السراج. وعرف فيما بعد بـ (شيخ الخليل). ولد: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مشايخه: تلا بالسبع على أبي الحسن الوجوهي، وبالعشر على المنتخب التكريتي وغيرهما. وفي الشذرات: (خرَّج له البرزالي مشيخة" أ. هـ. من تلامذته: السبكي، والذهبي، وخلائق. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص للذهبي: "شيخ بلد الخليل له التصانيف المتقنة في القراءات والحديث والأصول والعربية والتاريخ " أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "وكان روضة معارف، يتحقق بمعرفة القراءات وعللها، ولي مشيخة بلد الخليل .. - عليه السلام - .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "صنف في العربية والعروض والقراءات نظمًا ونثرًا" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "وكان فقيهًا مقرئًا متفننًا، له التصانيف المفيدة، في القراءات، والمعرفة بالحديث، وأسماء الرجال ... " أ. هـ. * غاية النهاية: "العلامة الأستاذ أَبو محمد الربعي الجعبري السَلَفي (بفتحتين) نسبة إلى طريق السلف، محقق حاذق ثقة كبير ... " أ. هـ. * طبقات الشافعية للأدنروي: "وكان من أشبه علماء عصره .. " أ. هـ. قلت: وفي مقدمة د. حسن محمد مقبولي الأحول كتاب "رسوخ الأخبار في منسوخ الأخبار" (¬1) للجعبري في ملخص عقدته قال الدكتور حسن: "قد كان رحمه الله يكتب بخطه وينسب نفسه إلى طريقة السلف، كما نقله عنه غير واحد من الأئمة الذين ترجموا له. فسار على نهج السلف وطريقهم، مبتعدًا عن البدع والخرافات والمذاهب الكلامية التي زلت فيها أقدام قوم. فكان محبًا للسنة يميل مع الحق حيث كان، متبعًا غير مبتدع، وقافًا عند النصوص من كتاب الله وسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقد رد على كثير من أهل المذاهب الكلامية والطوائف المختلفة وعلى الفرق والملل والنحل الموجودة. ومثال ذلك من واقع كتابه (الجميلة شرح العقيلة) ق 5 / أ - ب فقد تكلم على مسألة الكلام فقال: وصفة كلامه تعالى قائم به قديم غير مخلوق خلافًا للمعتزلة والإمامية، مسموع محفوظ مكتوب خلافًا للأشاعرة. وقال في صفة القدرة: وصفة الكمال أنه تعالى قادر على جميع مقدوراته، واجبها وممكنها وممتنعها خلافًا للفلاسفة، ثم رد على الفلاسفة والجهمية في صفة العلم وعلى النصارى في صفة الوحدانية، ورد على الملاحدة في صفة الوحدانية أيضًا، وعلى الجسمة في الصفات الأخرى. ثم قال: ومذهب أهل الحق أنه تعالى حي عالم قادر متكلم سميع بصير مريد خلافًا للمعتزلة وللفلاسفة وجمهور المرجئة. وهذه هي خلاصة عقيدته وما ذهب إليه في تفسير هذه الصفات المذكورة في الكتاب المذكور" أ. هـ. * المقفى: "كان حلوّ العبارة عالمًا بالقراءات وعلوم القرآن والنحو" أ. هـ. ¬

_ (¬1) "رسوخ الأخبار في منسوخ الأخبار" للجعبري، دراسة وتحقيق د. حسن محمد مقبولي الأهدل، الطبعة الأولى - سنة (1409 هـ -1988 م) مكتبة الكتب الثقافية.

111 - الحلاوي

* الدرر: "قال كان عارفًا بفنون من العلم محبوب الصورة بشوشًا، وكان يكتب بخطه السَّلفيّ فسألته عن ذلك فقال بالفتح نسبة إلى طريق السلف" أ. هـ. • طبقات الشافعية للأسنوي: "وكان إمامًا في القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الشاطبية" كبير، و"شرح الرائية"، و"مقدمته، في النحو، و"الشرعة في القراءات السبعة"، "تقريب المأمول في ترتيب النزول" وغير ذلك. 111 - الحَلاوي * النحوي: إبراهيم بن عمر بن أحمد بن عمران الحلاوي (¬1) الحلبي، كمال الدين. في البغية: إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الحلاوي جمال الدين. وفي إعلام النبلاء: إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الحلاوي. ولد: سنة (726 هـ) ست وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: ابن الوردي، والبارزي وغيرهما. من تلامذته: العز بن جماعة، والبرهان سبط بن العجمي وغيرهما. * كلام العلماء فيه: * الدرر: "نشأ بحلب، وقرأ القرآن، وبرع في النحو، وتصدى للاشتغال فيه، وكان شافعي المذهب إلى أن مات" أ. هـ. * بغية الوعاة: "إمام في النحو فاضل .. " أ. هـ. وفاته: في سنة (772 هـ) اثنتين وسبعين وسبعمائة. 112 - البقَاعي * النحوي، المفسر: إبراهيم بن عمر بن حسن الرُباط بن علي بن أي بكر الخرباوي البقاعي، برهان الدين، وكنى نفسه (أبا الحسن)، ويقال: إنه لُقْب (ابن عويجان) تصغيرًا من (أعوج). ولد: سنة (809 هـ) تسع وثمانمائة. من مشايخه: التاج بن بهادر في الفقه والنحو، وقرأ على ابن الجزري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوجيز: "صاحب تلك العجائب والنوائب والقلاقل، والمسائل المتناقضة المتعارضة. ممن صنَّف، وانتقى، وحدَّث، ودرّس، وشارك في الجملة، ولكن أهلكه التيه، وحب الشرف والسمعة، وأنزل نفسه محلًا لم ينته لِعُشْره، بحيث زعم أنه قيّم العصريين بكتاب الله وسنة رسوله، وأنه أبدى ببديهته جوابًا مكث التقي السبكي واقفًا عنه أربعين سنة، وأنه لا ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 52)، وبغية الوعاة (1/ 421)، إعلام النبلاء (5/ 54). (¬1) في هامش الدرر: اسم جده عُمر وليس عمران، وشهرته الحلاوي لا الحليوني أثبت ذلك في تاريخه قطب الدين أ. هـ. قلت: وذكر في الدرر أن وفاته (732 هـ) وهي خطأ. * الضوء اللامع (1/ 101)، الوجيز (3/ 909)، الشذرات (9/ 509)، البدر الطالع (1/ 19)، الأعلام (1/ 56)، أعلام الفكر في دمشق (11)، نظم العقيان (24)، معجم المؤلفين (1/ 49)، فهرس الفهارس (2/ 48)، إيضاح المكنون (1/ 102).

يخرج عن الكتاب والسنة، بل هو متطبع بطباع الصحابة، مع رميه للناس بما يقابله الله عليه، حتى إنه طعن في حافظ الشام ابن ناصر الدين إلى غيره من الأكابر، كالقاياتي والنويري، وما سَلِمَ منه أحد، وليس بثقة ولا صدوق". ثم قال: "والمعروف من عادته أنه إذا تكلم أحد فيه يصبر ويحتسب، فإذا فعل هو المندوب، وجب على الناس الذب عنه. وكيف لا، وأغلب أحواله سعيه في نفع أصحابه، لاسيما الشاميين. ما كان إلا كهفًا لهم، كانوا يترددون إليه لمَّا كانوا محتاجين إليه وهو في بلد العز لينتفعوا به، فأقلّ ما له عندهم أن يفعلوا معه ما كان يفعل معهم، وأهون من ذلك تركه، وما هو عليه من نفع عباد الله بالتدريس والتذكير بالميعاد، ونحو هذا" أ. هـ. * الضوء اللامع: "وما أحسن قول شيخ الحنابلة وقاضيهم العز الكناني، وكان قديمًا من أكبر أصحابه مما سمعه منه غير واحد من الثقات: والله إنه لم يتبع سنة واحدة وإنه لأشبه بالخوارج في تنميق المقاصد الخبيثة وإخراجها في قالب الديانة". ثم قال: "وما أحقه بما ترجم هو به النويري المشار إليه حيث قال: مما قرأته بخطه فيه رأيته من أفجر عباد الله يظهر لمن يجهله أثوابًا من الدين وتنسكًا يملك به قلبه ويغتال عليه دينه ... وقلبه ممتلئ مكرًا وحسدًا وكبرًا وله في كل من ذلك حكايات تسود الصحائف وتبيض النواص .. ". ثم قال السخاوي: وما علمت أحدًا سلم من آذاه لا الشيوخ ولا الأقران ولا من يليهم من كل بلد دخله بالنظم وبالنثر .. ". وقال: "كان كلامه في المدح والقدح غير مقبول عند المتقين من أئمة المعقول والمنقول". * البدر الطالع: "برع في جميع العلوم وفاق الأقران، لا كما قال السخاوي .. وله كتاب في التفسير جعله بالمناسبة بين الآى والسور، وقد جوز في هذا الكتاب النقل من الإنجيل والتوراة، .. ومن محاسنه التي جعلها السخاوي من جملة عيوبه بسبب الخلاف بينهما ما نقله عنه: أنه قال في وصف نفسه أنه لا يخرج عن الكتاب والسنة بل هو متطبع بطباع الصحابة. وهذه منقبة شريفة ومنقبة منيفة" أ. هـ. * فهرس الفهارس: "وكان البقاعي المذكور من أكابر أصحاب ابن حجر" أ. هـ. * أعلام الفكر: "كان مؤرخًا وأديبًا، غزير الكتابة وعالمًا بالحساب، والمساحة والهندسة، ونظم الشعر في بعض المناسبات" أ. هـ. * قلت بعد اطلاعنا على تفسيره "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" وجدناه يذهب في تأويلاته للأسماء والصفات مذهب الأشعرية وذلك واضح فيما نقلناه وانتخبناه من مواضع من تفسيره هذا .. قال في تفسيره (1/ 82) عن الاستواء: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي وشرف على ذلك جهة العدو بنفس الجهة والحسن والطهارة وكثرة المنافع، ثم علق إرادته ومشيئته بتسويتها

من غير أدنى عدول ونظر إلى غيرها، وفخم أمرها بالإبهام ثم التفسير، والإفراد الصالح لجهة العلو تنبيهًا على الشرف، وللجنس الصالح للكثرة، ولذلك أعاد الضمير جمعًا، فكان خلق الأرض وتهيئتها لما يراد منها قبل خلق السماء، ودحوها بعد خلق السماء؛ على أن ثم للتعظيم لا للترتيب فلا إشكال، وتقديم الأرض هنا لأنها أدل لشدة الملابسة والمباشرة. وقال الحرالي: أعلى الخطاب بذكر الاستواء إلى السماء الذي هو موضع التخوف لهم لنزول المخوفات منه عليهم فقيل لهم: هذا المحل الذي تخافون منه هو استوى إليه، ومجرى لفظ الاستواء في الرتبة والمكانة أحق بمعناه من موقعه في المكان والشهادة؛ وبالجملة فالأحق بمجرى الكلِم وقوعها نبأ عن الأول الحق، ثم وقوعها نبأ عما في أمره وملكوته، ثم وقوعها نبأ عما في ملكه وإشهاده؛ فلذلك حقيقة اللفظ لا تصلح أن تختص بالمحسوسات البادية في الملك دون الحقائق التي من ورائها من عالم الملكوت، وما به ظهر الملك والملكوت من نبأ الله عن نفسه من الاستواء ونحوه في نبأ الله عن نفسه أحق حقيقة، ثم النبأ به عن الروح مثلًا واستوائها على الجسم ثم على الرأس مثلًا واستوائه على الجثة فليس تستحق الظواهر حقائق الألفاظ على بواطنها بل كانت البواطن أحق باستحقاق الألفاظ؛ وبذلك يندفع كثير من لبس الخطاب على المقتصرين بحقائق الألفاظ على محسوساتهم". وقال في الاستواء في سورة الأعراف (3/ 40): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} أي أخذ في التدبير لما أوجده وأحدث خلقه أخذًا مستوفى مستقصى مستقلًا به لأن هذا شأن من يملك ملكأ وياخذ في تدبيره وإظهاره أنه لا منازع له في شيء منه وليكون خطاب الناس على ما ألفوه من ملوكهم لتستقر في عقولهم عظمته سبحانه، وركز في فطرهم الأولى من نفي التشبيه منه، ويقال: فلان جلس على سرير الملك، وإن لم يكن هناك سرير ولا جلوس، وكما يقال في ضد ذلك: فلان ثل عرشه، أي ذهب عزه وانتقض ملكه وفسد أمره، فيكون هذه كناية لا يلتفت فيه إلى أجزاء التركيب، والألفاظ على ظواهرها كقولهم للطويل: طويل النجاد، وللكريم: عظيم الرماد. ولما كان سبحانه لا يشغله شأن عن شأن، ابتدأ من التدبير بما هو آية ذلك بمشاهدته في تغطية الأرض بظلامه في آن واحد، فقال دالًا على كمال قدرته المراد بالاستواء بأمر يشاهد كل يوم على كثرة منافعه التي جعل سبحانه بها انتظام هذا الوجود". وقال في الاستواء أيضًا والعرش في بداية سورة طه (9/ 5): [فقال: {عَلَى الْعَرشِ} الحاوي لذلك كله {اسْتَوَى} أي أخذ في تدبير ذلك منفردًا، فخاطب العباد بما يفهمونه من قولهم: فلان استوى، أي جلس معتدلًا على سرير الملك، فانفرد بتدبيره وإن لم يكن هناك سرير ولا كون عليه أصلًا، هذا روح هذه العبارة، كما أن روح قوله عليه الصلاة والسلام الذي رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما "القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء" أنه سبحانه وتعالى عظيم القدرة على ذلك، وهو عليه يسير

خفيف كخفته على من هذا حاله، وليس المراد أن هناك إصبعًا أصلًا -نبه على ذلك حجة الإسلام الغزالي، ومنه أخذ الزمخشري أن يد فلان مبسوطة كناية عن جواد وإن لم يكن هناك يد ولا بسط أصلًا". أما في الرؤية فقد قال (1/ 136): "وقال تعالى: (وُجُوة يَوْمَئِذٍ نَاظِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23] وقال عليه الصلاة والسلام: "إنكم ترون ربكما فالاسم المذكور لمعنى الرؤية إنما هو الرب لما في اسم الله تعالى من الغيب الذي لا يذكر لأجله إلا مع ما هو فوت لا مع ما هو في المعنى نيل، وذلك لسر من أسرار العلم بمواقع معاني الأسماء الحسنى فيما يناسبها من ضروب الخطاب والأحوال والأعمال، وهو من أشرف العلم الذي يفهم به خطاب القرآن حتى يضاف لكل اسم ما هو أعلق في معناه وأولى به وإن كانت الأسماء كلها ترجع معاني بعضها لبعض". وقال في صفة الصبغة (1/ 256): "وجعل الحرالي {صَبْغَةَ اللهِ} أي هيئة صبغ الملك الأعلى التي هي حلية المسلم وفطرته كما أن الصبغة حلية المصبوغ حالًا تقاضاها معنى الكلام، وعاب على النحاة كونهم لا يعرفون الحال إلا من الكلم المفردة ولا يكادون يتفهمون الأحوال من جملة الكلام، وقال: الصيغة تطوير معاجل بسرعة وحيه، وقال: فلما كان هذا التلقين تلقينًا وحيًا سريع التصيير من حال الضلال المبين الذي كانت فيه العرب في جاهليتها إلى حال الهدى المبين الذي كانت فيه الأنبياء في هدايتها من غير مدة جعله تعالى صبغة كما يصبغ الثوب في الوقت فيستحيل من لون إلى لون في مقابلة ما يصبغه أهل الكتاب باتباعهم المتبعين لهم في أهوائهم في نحو الذي يسمونه الغِطاس {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ} أي الذي له الكمال كله {صِبْغَةً} لأنها صبغة قلب: لا تزول لثباتها بما تولاها الحفيظ العليم، وتلك صبغة جسم لا تنفع، وفيه إفهام بما يختص به الذين آمنوا من انقلاب جوهرهم نورًا، كلما قال عليه الصلاة والسلام: اللهم اجعلني نورًا! فكان ما انقلب إليه جوهر الأئمة انصبغت به قلوب الأمة". وقال فِي معنى الكرسي (1/ 497): "ثم بين ما في هذه الجملة من إحاطة علمه وتمام قدرته بقوله مصورًا لعظمته وتمام علمه وكبريائه وقدرته بما اعتاده الناس في ملوكهم: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} ومادة كرس تدور على القوة والاجتماع والعظمة والكرس الذي هو البول والبعر المبلد مأخوذ من ذلك. وقال الأصفهاني: الكرسي ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد، وقال الحرالي: معنى الكرعى هو الجمع، فكل ما كان أتم جمعًا فهو أحق بمعناه، ويقال على المرقى للسرير الذي يسمى العرش الذي يضع الصاعد عليه قدمه إذا صعد وإذا نزل وحين يستوي إن شاء: كرسي، ثم قال: والكرسي فيه صور الأشياء كلها جميعًا بدت آيته في الأرض التي فيها موجودات الأشياء كلها، فما في الأرض صورة إلا ولها في الكرسي مثل، فما في العرش إقامته ففي الكرسي أمثلته، وما في السماوات إقامته ففي الأرض صورته، فكان الوجود مثنيًا كما كان القرآن مثاني إجمالًا وتفصيلًا في القرآن ومدادًا وصورًا

في الكون، فجمعت هذه الآية العلية تفصيل المفصلات وانبهام صورة المداديات بنسبة ما بين السماء وما منه، وجعل وسع الكرسي وسعًا واحدًا". وقال في صفة (اليد) (2/ 496): " {وَقَالتِ الْيَهُودُ} معبرين عن البخل والعجز جرأة وجهلًا بأن قالوا ذاكرين اليد لأنها موضع القدرة وإفاضة الجود والنصرة: {يدُ اللهُ} أي الذي يعلم كل عاقل أن له صفات الكمال {مَغْلُوْلَةٌ} أي فهو لا يبسط الرزق غاية البسط، وهذا كناية عن البخل والعجز من غير نظر إلي مدلول كل من ألفاظه على حياله أصلًا، كما قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} [الإسراء: 29]، ولم يقصد من ذلك غير الجود وضده، لا غل ولا عنق ولا بسط أصلًا، بل صار هذا الكلام عبارة عما وقع مجازًا عنه، كأنهما متعاقبان على معنى واحد، حتى لو جاد الأقطع إلى المنكب لقيل له ذلك، ومثل هذا كثير في الكتاب والسنة، منه الاستواء (وقالت: في السماء) المراد منه -كما قاله العلماء- أنه ليس مما يعبده المشركون من الأوثان، قال في الكشاف: ومن لم ينظر في علم البيان عمي عن تبصر حجة الصواب في تأويل أمثال هذه الآية، ولم يتخلص عن يد الطاعن إذا عبثت به". وذكر الكلام فقال (3/ 108): "فقال {وَكَلَّمَهُ} أي من غير واسطة {رَبَّهُ} أي المحسن إليه بأنواع الاحسان المتفضل على قومه بأنواع الامتنان، والذي سمعه موسى عليه السلام عند أهل السنة من الأشاعرة هو الصفة الأزلية من غير صوت ولا حرف، ولا بعد في ذلك كما لا بعد في رؤية ذاته سبحانه وهي ليست بحسم ولا عرض ولا جوهر، وليس كمثله شيء، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سبحانه كلمه في جميع الميقات وكتب له الألواح، وقيل: إنما كلمه في أول الأربعين، والأول أولى". وقال في قوله تعالى: {وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً} [هود: 63]، في (3/ 549): "أي أوامر هي سبب الرحمة". وقال في "القرب" (7/ 155): "ولما كان العالم بالشيء كلما كان قريبًا منه كان علمه به أثبت وأمكن، قال ممثلًا لعلمه ومصورًا له بما نعلم أنه موجبه: {وَنَحْنُ} بما لنا من العظمة {أَقرَبُ إِلَيهِ} قرب علم وشهود من غير مسافة {مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ} لأن أبعاضه وأجزاءه تحجب بعضها بعضًا، ولا يحجب علم الله شيء، والمراد به الجنس" أ. هـ. قلت: وما نقلناه من تأويلات لأسماء الله تعالى وصفاته مما يدل على توجهه الأشعري في إثبات وتأويل تلك الصفات، ومن أراد المزيد فليراجع تفسيره المذكور .. والله أعلم بالصواب. قلت: ولقد كان برهان الدين البقاعي، ممن تصدوا إلي الصوفية، وقد ألف في الردِّ على أبي عربي كتابًا يفضح فيه مقالات ابن عربي في وضوحه وما اعتقده من الزندقة والكفر، وسماه "تنبيه الغبي في تكفير ابن عربي"، وهو في ذلك تسديدًا على الصوفية في اعتقادهم على ما اعتقده ابن عربي، وقد ذكر "عبد الرحمن الوكيل" في مقدمته للكتاب، وقد سماه "مصرع التصوف"

113 - بيوض

من أنه -أي البقاعي، قد بنى كفر وزندقة ابن عربي نقلًا من وضوحه: مع تعليقات بسيطة عليه أو نقولات من العلماء الذين كفروا ابن عربي أو احطوا عليه، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية بنقل دين منه. وفاته: في (18 رجب) سنة (885 هـ) خمس وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "ما لا يستغني إن الإنسان في ملح اللسان"، و"الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات"، و"نظم الدرر في تناسب الآي والسور" في التفسير. 113 - بَيّوض * المفسر: إبراهيم بن عمر بن بابة بن إبراهيم بن حمو الملقب بَيُّوض. ولد: سنة (1316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: الحاج إبراهيم الأبريكي، والشيخ عمر بن يحيى وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "عالم إباضي (¬1)، مفسر، مجاهد، من أكابر المسلمين ورجال الإصلاح في وقته ... اشتغل بالتعليم الديني مدة طويلة، وشارك في النهضة الإصلاحية السياسية والدينية التي مهدت لقيام الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي سنة (1954 م) أ. هـ. * قلت: في مقدمة كتابه "المجتمع المسجدي" قال محمد ناصر بو حجام (ص- 20): "نحا في جهاده الإصلاحي منحى الشيخ محمد عبده على غرار أضرابه من المصلحين الجزائريين" أ. هـ. وقال الشيخ الناصر بن محمد المرموي في مقدمة كتاب بيوض "في رحاب القرآن" (¬2): "وقد خلف الشيخَ الحاج إبراهيم الربيكي في التدريس في داره الشيخُ عبد الله بن إبراهيم أَبو العلا فاستمر الشيخ بيوض في التعليم عنده ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 17) مقدمة كتابه المجتمع السجدي بقلم محمد ناصر بو حجام. (¬1) الإباضية: هم خوارج أتباع عبد الله بن إباض التميمي خرج في أيام مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية، وقال أَبو الحسين الملطي: إنهم أصحاب إباض بن عمرو، خرجوا من سراد الكوفة، فقتلوا الناس، وسبوا الذرية، وذبحوا الأطفال، وكفّروا الأمة ... وكانت لهم دولة في تاهرت بالمغرب من 162 هـ إلى 297 هـ ويعرفون بالخوامص، ومذهبهم أكثر ما يكون بالخليج في حضرموت وعُمان، ولا يسمون إمامهم أمير المؤمنين، ولا يعدون أنفسهم مهاجرين .. وهم عدة فرق أهمها: الحفصية والحارثة واليزيدية، وفرقة رابعة يقولون بطاعة لا يُراد الله بها على مذهب أبي الهذيل. ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعًا لله إذا فعل شيئًا أمره الله به، وإن لم يقصد الله بذلك الفعل ولا أراده به ... وجُلّ الإباضية على أن الاستطاعة والتكليف مع الفعل، والاستطاعة هي الخلية، واستطاعة الكفر ضلال وخذلان وطبع وبلاء. وقال جلّهم بالخاطر، وأن الله لا يخلي عبارة البالغين منه .. الخ مما يعتقدون من معتقدات فاسدة ومكفرة ومخرجة عن الملة .. نسأل الله العفو والعافية، انظر موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية - ط الأول لسنة (1413 هـ -1993 هـ) تأليف د. عبد المنعم الحفني - دار الرضاد. (¬2) "في رحاب القرآن" مختصر تفسير العلامة الشيخ البيوض، اختصره ورتبه وأشرف عليه الشيخ الناصر بن محمد المرموري، الطبعة الأولى (1417 هـ)، سلطنة عمان / وزارة التراث القومي والثقافة. =

114 - ابن المناصف

سنتين، ثم التحق بمدرسة الشيخ الحاج عمر بن يحيى ويرُّو، وكل هؤلاء الشيوخ الثلاثة من تلاميذ القطب الشيخ اطفيش رحمه الله، واستمر في التعلّيم عنده وفي مدرسته إلى وفاته رحمه الله" أ. هـ. ثم ذكرنا في كتابه هذا ما يمكن معرفة تأويلاته في صفات الله تعالى كما في الاستواء حيث قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ". يذهب كثير من المفسرين إلى اعتبار هذه الآية جملة واحدة، الرحمن مبتدأ وما بعده خبر له، وأنا أذهب إلى أن الرحمن وحده منفصل عما بعده، فهو خبر لمبتدأ محذوف ثم يكون ما بعده نعت له، وإن المتأمل في هذا يجده أروع، وفي النفس أوقع، من هو المنزل؟ وما قصده من تنزيل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرًا؟ إنه الرحمن الذي كتب على نفسه الرحمة وما تنزيله القرآن على عبده إلا رحمة للعالمين، اقتضت رحمته أن ينزل على عباده كتابًا يتبعونه فيسعدون، هو الكتاب الحق الهادي إلى صراط مستقيم من عمل به نجا لأنه تنزيل من مالك الملك مدبر الأمر، عالم الغيب والشهادة. {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بالقهر والغلبة والاستيلاء، فالملك بيده، والعبارة معروفة يستعملها العرب في كلامهم ويريدون بها القهر والاستيلاء والقرآن نزل بلغة العرب وهذا ما نفهمه من الاستواء والله أعلم. {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَينَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}. العبارة السابقة تفيد الملك بمعنى القهر والسلطان، وهذه العبارة تفيد الملك أي أن هذه الأكوان وما فيها ملك لله فهو ملكها ومالكها أحاط ملكه وقهره وأحاطت قدرته بالسماوات وما فيها، وبالأرض وما فيها، مما ظهر لنا وما لم يظهر مما تحت الثرى، وفي هذه الكلمة الأخيرة إشارة لنا إلى أهمية ما تحت الثرى من الكنوز والبركات وهي مخلوقة لنا، فما علينا إلا أن نبحث في خبايا الأرض ونستخرج منها الأرزاق والبركات من النبات والمعادن والمياه والغازات" أ. هـ. وهو معلوم جهة اعتقاده، كما ذكرنا سابقًا من أنه إباضي المذهب ... والله أعلم. وفاته: سنة (1400 هـ) أربعمائة وألف وقيل سنة (1401 هـ) إحدى وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم". 114 - ابن المُنَاصِف * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، المعروف بابن المناصف، أَبو إسحاق. من مشايخه: أَبو ذر الخشني، وأَبو القاسم بن بقي وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبَّار وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "شيخ العربية وأوحد زمانه بإفريقية". ثم قال: "قال ابن مسدي: أملى عينا بدانية ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 168)، بغية الوعاة (1/ 421)، تاريخ الإسلام، وفيات سنة (621)، (ط) بشار، الوافي (6/ 76)، إشارة التعيين (14)، البلغة (46)، الأعلام (1/ 56).

115 - الشرعبي

قول سيبويه (هذا باب ما الكلم في العربية) نحو عشرين كراسًا بسط القول فيها في مئة وثلاثين وجهًا" أ. هـ. وفاته: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة، وجعلها الذهبي في تاريخه في سنة إحدى وعشرين وستمائة. 115 - الشُّرْعَبي * اللغوي، المقرئ: إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الشرعبي. من تلامذته: أقرأ الطلاب في الهند وبمكة حين مجاورته بها، وممن قرأ عليه وجيزه الفخر السلمي. كلام العلماء فيه: * الضوء: "الشرعي محتدًا اليمنى بلدًا، الشافعي مقلدًا، الأشعري معتقدًا، وكان فاضلًا في الفقه والعربية والقراءات وغيرها .. مع ديانة وخير" أ. هـ. وفاته: سنة (896 هـ) ست وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الوجيز". 116 - المَكبِرِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن عَقيل بن جيش بن محمد بن سعيد، أَبو إسحاق القرشي المعروف بابن المَكْبَريِ الدمشقي. من مشايخه: علي بن أحمد الشرابي الدمشقي وغيره. من تلامذته: سمع منه أَبو محمد بن الأكفاني شيخ ابن عسكر، وأَبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تلخيص المتشابه: "من أهل دمشق ... كتبتُ عنه وكان صدوقًا .. " أ. هـ. * تاريخ دمشق لابن عساكر: ثم قال: "أَخْبَرَنا أَبو محمد بن الأكفاني قال: سنة أربع وسبعين وأربعمائة فيها توفي أَبو إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جَيش القُرشي النحوي المعروف بابن المَكْبِري. حدَّث عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد - المعروف بابن الشَّرَابي - بحزءين أحدهما عن جده أبي بكر محمد بن علي الرمّاني الشرابي البغدادي، والآخر عن خَيثَمة بن سليمان. وكتب عنه الشيخ الإمام الحافظ أَبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي". ¬

_ * الضوه اللامع (1/ 115 - 116). * الإكمال (2/ 356)، تلخيص المتشابه (1/ 82) للخطيب البغدادي، تاريخ دمشق (7/ 54)، معجم الأدباء (1/ 91)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (4/ 84)، ميزان الاعتدال (1/ 172) وفيه ابن جُيش، ويعرف بابن الكبري، لسان الميزان (1/ 180) الوافي (6/ 56)، بغية الرماة (1/ 419).

117 - الحميري

وقال: "وكان أَبو إسحاق يذكر أن عنده تعليقة أبي الأسود الدُّؤْلي التي ألقاها عليه علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - وكان كثيرًا ما يوعد بها، ولا سيما لأصحاب الحديث - وكان كثيرًا يَعِدُني بها، فأطلبها منه وهو يرجئ الأمر إلى أن وقعت إليّ في حال حياته، دفعها إلي الشيخ الفقيه أَبو العباس أحمد بن منصور المالكي -رحمه [الله]- وكان كتبها عنه على ما ذكر لي، إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ عليه شيئًا من علم العربية وسمعها منه في سنة ست وستين وأربعمائة وإذا به قد ركّبَ عليها إسنادًا لا حقيقة له. وصورته بخط الشيخ الفقيه أبي العباس -رحمه الله- قال الشيخ أَبو إسحاق إبراهيم بن عَقيل: حدثني الشيخ الأجل شيخ الإسلام أَبو طالب عُبَيد الله بن أحمد بن نصر بن يعقوب - بالبصرة - حدثني يحيى بن أبي بُكير الكَرماني. فلما وقفت على ذلك بينته للشيخ الفقيه أبي العباس أحمد بن منصور -رحمه الله- وأعلمته أن يحيى بن أبي بُكَير الكَرماني توفي في سنة ثمان ومائتين على ما حدثنا به عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغَمْر، أنا أَبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زَبْر قال: وفيها -يعني سنة ثمان ومائتين- مات أشهل بن حاتم، وحَمّاد بن عيسى، ويحيى بن أبي بُكير قاضي كَرْمان الكَرّماني، وقُريش بن أَنس. هذا عن أبي موسى. فجعل إبراهيم بن عَقيل هذا بين نفسه وبين يحيى بن أبي بُكَير رجلًا واحدًا، أو أنه لم يخرج ذلك لأحد من أصحاب الحديث لهذه العلة، فاستعظم ذلك وأكبره، نعوذ بالله تعالى من البلاء، ولم يقع ذلك إلى الشيخ الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب -رحمه الله- ولا وقف عليه لأنه كان لا يظهره، وهذه التي سماها التعليقة فهي في أول أمالي أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي نحو من عشرة أسطر، فجعلها هذا لشيخ إبراهيم قريبًا من عشرة أوراق. وصورة الإسناد، قال: حدثني يحيى بن أبي بُكير الكَرماني، حدثني إسرائيل، عن محمد بن عُبَيد الله بن أبي رافع، عن أبيه قال: حدثني أَبو عبد الله محمد بن عُبَيد الله بن الحسن بن عباس، عن عمه، عن عُبَيد الله بن رافع: أن أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - وذكر التعليقة" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال هبة الله بن الأكفاني: كان يركب الإسناد" أ. هـ. وفاته: (474 هـ) أربع وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في النحو قال ياقوت: رأيته قدر "اللمع" وقد أجاد. 117 - الحِمِيري * القارئ: إبراهيم، بن غالي (¬1) بن شاور الحميري المقرى الشافعي أَبو إسحاق، نزيل دمشق. ولد: في حدود (650 هـ) خمسين وستمائة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 720)، معجم شيوخ الذهبي (118)، تذكرة الحفاظ (4/ 1485)، الدرر الكامنة (1/ 45) وترجم له مرة أخرى في (1/ 54)، المقفى (1/ 2000)، غاية النهاية (1/ 22). (¬1) في الدرر الكامنة والمقفى (علي).

118 - الزواوي

من مشايخه: قرأ على الكحال بن فارس، وابن أبي الدُّرّ، والزواوي، وغيرهم. من تلامذته: الذهبي، والنظام النحوي اليمني، والدقيقي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "جالسته وانتفعت به .. وكان ظريفًا مراحًا، سامحه الله تعالى .. واشتهر اسمه، وولي مشيخة التربة الأشرفية .. " أ. هـ. * المقفى: "تصدّر للإقراء بجامع بني أمية وكان ظريفًا، مرحًا" أ. هـ. * الدرر الكامنة: "وكان ظريفًا محبًا للسنة مزّاحًا". ثم قال: "وقال البرزالي: كان من أعيان القراء قرأ عليه الطلبة". وقال: "ويتفق معه اسمه واسم أبيه وجده إبراهيم بن علي بن شاور الطوخي أحد مشايخ القراء بمصر لكنه أسن منه مات سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة وقد جاوز الثمانين" أ. هـ. وفاته: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة. 118 - الزَّواوي * النحوي، المفسر إبراهيم بن فائد بن موسى بن عمر بن سعيد بن علال بن سعيد النَّبْروني الزواوي النَّجَّار، القَسْنطَينِي الدار، المالكي. ولد: سنة (796 هـ) ست وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: في الفقه أَبو الحسن علي بن عثمان، وفي التفسير القاضي أَبو عبد الله القلشاني وغيرهما. من تلامذته: الشهاب بن يونس، وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "لقيه البقاعي ... وقال: إنه رجل صالح من المشهورين بين المغاربة بالدين والعلم وعليه سمت الزهاد وسكونهم" أ. هـ. * تعريف الخلف: "وقد وقفت على السفر الثالث من شرحه المسمى "تسهيل السبيل" من القسمة حسن من جهة النقول يستوفيها، يعتمد فيها على ابن عبد السلام والتوضيح وابن عرفة وغيرهم، وفي آخره جامع كبير محتو على فوائد لخصها من "البيان" لابن رشد وغيره" أ. هـ. وفاته: سنة (857 هـ) سبع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: عمل تفسيرًا، و"شرح ألفية ابن مالك" في مجلد وفي ذلك. 119 - الخَفَاجِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خَفَاجَة الهَوَّاري الخفاجي، أَبو إسحاق. ¬

_ * الضوه اللامع (1/ 116)، معجم أعلام الجزائر (12)، تعريف الخلف (2/ 9)، الأعلام (1/ 57)، معجم المؤلفين (1/ 51)، إيضاح المكنون (1/ 305). * المغرب في حلي المغرب (2/ 367)، معجم أصحاب الصدفي (66)، وفيات الأعيان (1/ 56)، قلائد العقيان (4/ 739)، السير (20/ 51)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 533 هـ). تدمري، تكلملة الصلة (1/ 143)، مطمح الأنفس (348)، بغية الوعاة (1/ 422)، الرايات (121)، الأعلام (1/ 57)، خريدة العصر (قسم الأندلس) (1/ 2) طبعة دار النهضة - مصر.

120 - برهان الدين السهيلي

ولد: سنة (450) خمسين وأربعمائة، وقيل (451 هـ) إحدى وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: الفقيه القاضي أَبو بكر عتيق بن أسد بن عبد الرحمن بن أسد، وغيره. من تلامذته: أَبو العرب عبد الوهاب بن محمد التجيبي البلنسي، والخطيب أَبو القاسم بن جش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "شاعر مشهور، متقدم مبرز، حسن الشعر جدًّا، حيث كان يخرج من جزيرة شُقْر وهي كانت وطنه، في كثر الأوقات إلى بعض تلك الجبال التي تقرب الجزيرة وحده، فكان إذا صار بين جبلين نادى بأعلى صوته يا إبراهيم تموت، يعني نفسه، فيجيبه الصوت ولا يزال كذلك حتى يخر مغشيًا عليه، وكان يأتي بالجزيرة إلى المعالج الذي يبيع الفاكهة، فساومه فإذا سمى له عددًا أو وزنًا، نقصه من ذلك العدد أو الوزن، على شرط أنه يختار ما أحب بيده" أ. هـ. * تكملة الصلة: "وكان عالمًا بالآداب، صدرًا من البلغاء، متقدمًا في الكتاب والشعراء يتصرف كيف يريد، فيبدع ويجيد ناظمًا وناثرًا، ومادحًا وراثيًا ومشببًا ومشبهًا، وكان نزيه النفس لا يكتسب بالشعر ولا يمدح رجاء الرفد .. مقتصرًا على ما ملكت يده من ضيعة" أ. هـ. * السير: "شاعر وقته ... ، له ديوان مشهور، ولم يتعرض لمدح ملوك الأندلس .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الشاعر المشهور وديوانه موجود بأيدى الناس ... ، وكان رئيسًا مفخمًا له النظم المُفَّلق والنثر الرائق، وله تأليف في غريب اللغة ... " أ. هـ. وفاته: (533 هـ) ثلاث وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له تأليف في غريب اللغة وديوان شعر. 120 - برهان الدين السُّهيلي * النحوي، المفسر إبراهيم بن فَتوح بن علي بن محمد بن موسى بن محمد بن عبد القادر، التميمي، المالقي، السهيلي، برهان الدين أَبو إسحاق. من مشايخه: قرأ النحو ببلده على الأستاذ أبي الحسن بن عصفور. كلام العلماء فيه: * المقفى: "قدم إلى القاهرة وسكنها، وتولى إعادة درس التفسير بالقبة المنصورية، وانقطع إلى بني الكردوش الكتّاب، وأقرأ النحو" أ. هـ. من مصنفاته: اختصر "المقرّب" وسماه "المجرَّد" وشرحه ... 121 - الحَجْري * النحوي: إبراهيم بن أبي الفضل بن صواب الحجّري الشاطبي. من مشايخه: أَبوه، وابن عبد البر، وأَبو الحسن بن سيده وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أستاذ نحويّ" أ. هـ. ¬

_ * المقفى الكبير (1/ 250). * بغبة الوعاة (1/ 422).

122 - الهاشمي

122 - الهَاشِمِيّ * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن فضل الهاشميّ أَبو إسحاق. من مشايخه: سمع من أبي محمد بن صاعد وابن دُريد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال الحاكم في (تاريخ نيسابور): أَبو إسحاق الأديب اللغوي أقام بنيسابور سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وسمعته يذكر سماعه من أبي محمد بن صاعد وأقرانه" أ. هـ. 123 - بُرهان الدّين بن فَلَاح * المقرئ: إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم الجُذامِيّ الإسْكَنْدَرَانِيّ الدِمَشْقِي الشافعي، برهان الدين، أَبو إسحاق. ولد: سنة (624 هـ) أربع وعشرين وستمائة وقيل (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة وقيل غير ذلك. من مشايخه: أحمد عبد الدائم، وفرج مولى ابن القرطبي، والقاسم الأندلسي. من تلامذته: الذهبي، ومحمد غدير الواسطي والجمال الحميري. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص: "قدم دمشق شابًّا فتَلا بالسبع على علم الدين القاسم الأندلسي واعتنى بالسماع .. وكتب بخطه وأسمع أولاده وأعاد ودرس وأقرأ الناس دهرًا. تلوت عليه السبعة، نعم الشيخ كان علمًا ودينًا وورعًا ووقّارًا وخيرًا" أ. هـ. * معرفة القراء: " ... وكان صالحًا خيرًا وقورًا مهيبًا، حسن السمت، مديدَ القامة مليحَ الشيبة، وكان ناقلًا للقراءات، عارفًا بالمذهب، جيد المعرفة بالحديث، كثير الفضائل، معروفًا بالعدالة والديانة" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان دينًا فاضلًا .. " أ. هـ. * السلوك: "وكان مشهورًا بالعلم والديانة، ناب في خطابة جامع بني أمية وباشر الحكم مدة بدمشق ودرّس بها، وأفاد زمانًا .. " أ. هـ. * الدرر: "قرأ بالسبع على جماعة وأقرأ الناس وناب في الخطابة مدة وفي القضاء عن ابن جماعة ودرّس وأعاد واشتهر بالخير والصلاح وانتفع الناس به مع التواضع والتودد" أ. هـ. * درة الحجال: " ... وهو إمام ففيه محدث ذو زهد وصلاح" أ. هـ. * المقفى: "كان معروفًا بالعلم والصلاح، وأقرأ القراءات، وكان ذا ورع وزهد وسمت، ووقار" أ. هـ. وفاته: سنة (702 هـ) اثنتين وسبعمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 92)، إنباه الرواة (1/ 174)، الوافي (6/ 91)، بغية الرعاة (1/ 422). * تذكرة الحفاظ (4/ 1483)، غاية النهاية (1/ 22)، المعجم المختص (48)، المقفى الكبير (1/ 252)، الدرر الكامنة (1/ 54)، معجم شيوخ الذهبي (118). معرفة القراء (2/ 712)، السلوك (1/ 3 / 945) البداية والنهاية (14/ 29)، درة الحجال (1/ 192).

124 - الأصفهاني

124 - الأَصْفَهَانِيّ * المفسر: إبراهيم القاضي الأصفهاني. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، محدث، قاضٍ من أهل أصفهان" أ. هـ. وفاته: سنة (1160 هـ) ستين ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير" كبير، و"شرح على نهج البلاغة". 125 - القطان * المفسر: إبراهيم القطان. كلام العلماء فيه: * قلت: في كتابه "تيسير التفسير" قال: {صَبْغَةَ اللهِ} [البقرة: 138]: "فطرة الله التي فطر الناس عليها"، {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}: "لليد عدة معان، منها اليد الجارحة المعروفة، والنعمة، إذ يقال: لفلان عندي يد أشكره عليها، والقدرة، والملك كما في قوله تعالى: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} والمقصود هنا: اليد الحقيقية كما يقصدون بذلك. {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: العرش: سرير الملك وكرسيه في مجلس الحكم والتدبير، استوى على العرش: استولى عليه وملكه" ثم قال: "ثم استولى على السلطان الكامل، . ثم قال [يونس: 3] "العرش: مركز التدبير ولا نعلم كنهه وصنعته، استوى: استولى". ثم قال: [طه: 5]: "العرش: في الأصل سرير الملك، وهنا مركز تدبير العالم، استوى: استولى عليه ولهذه الكلمة عدة معان". وقال في قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37]: "بأعيننا: تحت رعايتنا". وقال [المؤمنون / 27]: "بأعيننا: بحفظنا ورعايتنا". وقال [القمر / 14]: "بأعيننا: بحفظنا وحراستنا". وقال في رؤية الله سبحانه وتعالى [الأعراف / 143]: "وترى جمهرة المسلمين أن رؤية العباد لربهم في الآخرة حق". وأثبت أن موسى قد كلم الله تعالى بدون واسطة من خلال تفسيره لهذه الآية. وقال في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَونَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ... }. [القلم: 42]: "يوم يشتد ويصعب، ويدعى الكفار إلى السجود فلا يستطيعون ... ". 126 - ابن قَطَن القَيرَوانِي * النحوي: إبراهيم بن قطن المهري القيرواني. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: " ... ولا يعرف إبراهيم إلا القليل من الناس، وكان إبراهيم يرى رأي الخوارج الإباضية" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان إبراهيم يرى دين الإباضية" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 18)، معجم المؤلفين (1/ 53) قلت: أحال صاحب معجم المؤلفين ومعجم المفسرين على أعيان الشيعة ولم نجده فيه والله أعلم. * تفسيره" تيسير التفسير "راجعه وقام بضبطه والأشراف على طباعته عمران أحمد أبو حجلة، عمان / (د. ن) سنة (1984 م). * إنباه الرواة (1/ 175)، البلغة (46)، بغية الوعاة (1/ 423)، معجم الأدباء (1/ 93)، الوافي (6/ 94).

127 - ابن لاجين الأغري

* البلغة: "لغوي جليل، وكان أباضيًا" أ. هـ. * البغية: "في طبقات النحويين للزبيدي: "وكان يرى رأي الخوارج الإباضية. وكان عالمًا بالعربية متصدرًا للإفادة بمدينة القيروان، وقصده الناس واستفاد منه جماعة" أ. هـ. وفاته: في الوافي: "وكان في حدود الخمسين والمائتين تقريبًا ... " أ. هـ 127 - ابن لاجِين الأغَرِّي * النحوي، المقرئ: إبراهيم بن لاجين بن عبد الله الرَّشِيدِي الأغرِّي المصري الشافعي، برهان الدين. ولد: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة. من مشايخه: أخذ القراءات على التقي الصائغ، والفقه على العلم العراقي، والأصول على التاج البارنباريّ، والنحو على البهاء بن النحّاس وغيرهم. من تلامذته: القاضي محبّ الدين ناظر الجيش، والشيخان زين الدين العراقي، وسراج الدين ابن الملقّن، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "كان فقيهًا، نحويًا، متفننًا، ديِّنًا، خيرًا، صالحًا" أ. هـ. * طبقات الشافعية للأسنوي: "وإن فقيهًا عالمًا بالنحو والتفسير والقراءات والطب، وكان خيرًا متوددًا كريمًا مع الفاقة، متواضعًا على طريقة السلف في طرح التكلف" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام علامة مقرئ نحوي بارع في العلوم" أ. هـ. * المقفى: "حفظ الحاوي في الفقه، والجزولية في النحو، والشاطبية في القراءات. واشتهر بالصلاح والتواضع المفرط وسلامة الباطن". - وقال أيضًا: "ولي خطابة جامع أمير حسين بن جندر بحكر جوهر النوبي ظاهر القاهرة، فكانت القلوب تخشع لوعظه وتلين لقراءته في المحراب، لما على قراءته وخطابته من الروح، وسلامتهما من التكلف والتصنع" أ. هـ. * الدرر: "أخذ القراءات والفقه والنحو والمنطق. وكان حسن المشاركة وولي خطابة جامع أمير حسين بحكر جوهر النوبي وكان مطرح التكلف مؤثرًا للخمول لا يحتفل بمأكل ولا ملبس وعرض عليه القضاء في المدينة المنورة فامتنع، مات بالطاعون الكبير". - وقال: "قرأت بخط السبكي: كان فاضلًا يعرف عربية وقراءات وطبًا" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. 128 - ابن ماهَويه * النحوي: إبراهيم بن ماهويه الفارسي. ¬

_ * المقفى الكبير (1/ 331)، الدرر الكامنة (1/ 77 - 78)، شذرات الذهب (8/ 271)، معجم المفسرين (1/ 18)، بغية الوعاة (1/ 434)، النجوم (10/ 234)، الوافي (6/ 164)، طبقات السبكي (9/ 399)، ذيل تذكرة الحفاظ (117)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 602)، غاية النهاية (1/ 28). * مروج الذهب (1/ 16)، معجم الأدباء (1/ 93)، الوافي (6/ 100)، بغية الوعاة (1/ 423).

129 - ابن محمش

كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "رجل أديب لا أعرف من حاله إلا ما ذكره المسعودي" أ. هـ. قلت: كل ما ذكره المسعودي أن له كتابًا عارض فيه كتاب المبرد. 129 - ابن مَحْمِش * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن عبد الله النيسابوري، أَبو إسحاق. المعروف بـ (مَخمِش). من مشايخه، حفص بن عبد الله، وعبيد الله بن موسى وغيرهما. من تلامذته، العباس بن حمزة وغيره. كلام العلماء فيه: السير: "المقرئ الزاهد ... محله الصدق" أ. هـ. وفاته: سنة (262 هـ) اثنتين وستين ومائتين. 130 - ابن القَزَّاز الأَنْدَلُسِي * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن باز -بباء موحدة وزاي، ويقال بازي- أَبو إسحاق، يعرف بابن القزاز الأندلسي، القرطبي المالكي. من مشايخه: عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش، وروى عنه كتابه الذي جمعه في قراءة نافع وحمزة، وسمع من يحيى بن يحيى وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن خالد، وحبيب بن أحمد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الديباج المذهب: "قال ابن لُبابة: لم يكن عنده من الفقه أكثر من الحفظ -دون فطنة أو معرفة به-" أ. هـ. * غاية النهاية: "كان ثقة" أ. هـ. * المقفى: "كان فقيهًا عالمًا زاهدًا ورعًا، وكان مقدمًا في الفتيا، حدث عنه الناس، وكان حافظًا للفقه، بصيرًا بالحديث، وكان مقرئًا للقرآن، رأسًا فيه، مهيبًا، قال أحمد بن خالد: ما رأيت أزهد منه، ولا أقرأ منه، ولا أوقر مجلسًا. كان لا يذكر في مجلسه شيء من أمر الدنيا إلا القرآن، والعلم" أ. هـ. وفاته: (273 هـ) ثلاث وسبعين ومائتين، وقيل (274 هـ) أربع وسبعين ومائتين. 131 - الثَّقَفِي * المفسر: إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد الثقفي الكوفي. من مشايخه: إسماعيل بن أبان، وحدث عن أبي نعيم، وعباد بن يعقوب وغيرهم. ¬

_ * السير (13/ 44). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 37)، جذوة المقتبس (1/ 232)، بغية الملتمس (1/ 259)، تاريخ الإسلام (وفيات 274 هـ)، ط - تدمري، غاية النهاية (1/ 23)، الديباج المذهب (1/ 260)، المقفى الكبير (1/ 293)، شجرة النور (75). * الأنساب (1/ 508)، معجم الأدباء (1/ 104)، الفهرست لابن النديم (279)، تاريخ الإسلام (وفيات 283 هـ) ط- تدمري، الوافي (6/ 120)، لسان الميزان (1/ 201)، طبقات المفسرين للداودى (1/ 20)، هدية العارفين (1/ 3)، أعيان الشيعة (5/ 350)، روضات الجنات (1/ 4)، معجم المفسرين (1/ 18)، الأعلام (1/ 60)، معجم المؤلفين (1/ 17).

132 - الزجاج

من تلامذته: أحمد بن علي الأصبهاني، والحسين بن علي بن محمد الزعفراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "من الثقات العلماء المصنفين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "من رؤوس الشيعة صاحب التصانيف .. بث الرفض، وطلبه أهل قُمْ ليأخذوا عنه فامتنع" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال أبو نُعيم: كان غاليًا في الرفض، تُركَ حديثه. وكان سبب خروجه من الكوفة إلى أصبهان، أن صنف كتابه (المناقب والمثالب)، فأشار عليه بعض أهل الكوفة أن يخفيه ولا يظهره، فقال: أي البلاد أبعد عن التشييع؟ فقالوا له أصبهان، فحلف أن لا يخرجه ويحدث به إلا بـ (أصبهان) ثقة منه بصحة ما أخرج فيه فتحول إلى أصبهان وحدث به فيها" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان أخوه قد هجره وباينه بسبب الرفض" أ. هـ. * هدية العارفين: "الإمامي الشيعي" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه من العلماء، كان يرى رأي الزيدية، ثم انتقل إلى القول بالإمامية. من أهل الكوفة" أ. هـ. وفاته: سنة (283) ثلاث وثمانين ومائتين. من مصنفاته: "كتاب الإمامة"، و "تفسير القرآن"، و "أخبار المختار". 132 - الزَّجَّاج * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد (¬1) بن السري بن سهل الزّجاج (¬2) النحوي، أَبو إسحاق. من مشايخه: المبرّد، وثعلب وغيرهما. من تلامذته: أَبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، وأَبو علي الفارسي، وجماعة. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد "كان من أهل الفضل والدين حسن الاعتقاد، جميل المذهب" أ. هـ. * المنتظم: "أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثني أَبو إسحاق الزجاج، قال: كنت أؤدب القاسم بن عبيد الله، فأقول له: إن بلغك الله مبلغ أبيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي؟ فيقول: ما أحببت، فاقول: [أن] تعطيني عشرين ألف دينار، وكانت غاية أمنيتي، فما مضت إلا ستون حتى ولي القاسم الوزارة وأنا ¬

_ * تاريخ بغداد (6/ 89)، معجم الأدباء (1/ 130)، إنباه الرواة (1/ 159)، وفيات الأعيان (1/ 49 - 50)، المنتظم (13/ 223)، السير (14/ 360)، العبر (2/ 148)، الوافي (5/ 345)، النجوم الزاهرة (3/ 208)، البلغة (5 - 6)، وبغية الوعاة (1/ 413)، شذرات الذهب (2/ 259)، الأنساب (3/ 141)، الكامل (8/ 145)، البداية والنهاية (11/ 159) معجم المؤلفين (1/ 27)، الأعلام (1/ 40)، مفتاح دار السعادة (1/ 163) و (2/ 81) هدية العارفين (1/ 5)، المختصر في أخبار البشر (2/ 72)، روضات الجنات (1/ 158)، المنتهى (1/ 155)، الوافي (5/ 347). (¬1) وفي بعض المصادر: إبراهيم بن السري بن سهل. (¬2) هذا الاسم لمن يعمل الزجاج. أ. هـ من الأنساب.

على ملازمتي له، وقد صرت نديمه، فدعتنى نفسي إلى إذكاره بالوعد ثم هبته، فلما كان في اليوم الثالث من وزارته، قال لي: يا أبا إسحاق ألم أرك أذكرتني بالنذر؟ فقلت: عولت على رأي الوزير أيده الله، وأنه لا يحتاج إلى إذكار لنذر عليه في أمر خادم واجب الحق، فقال لي: إنه المعتضد [بالله] ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد، ولكن أخاف أن يصير له معك حديثًا فاسمح لي أن تأخذه متفرقًا، فقلت: أفعل، فقال: اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار، واستجعل عليها، ولا تمتنع من مسألتي شيئًا تخاطب فيه صحيحًا كان أو محالًا إلى أن يحصل لك مال النذر، ففعلت ذلك وكنت أعرض عليه كل يوم رقاعًا فيوقع فيها، وربما قال لي: كم ضمن لك على هذا؟ فأقول: كذا وكذا فيقول: غبنت هذا يساوي كذا وكذا فاستزد، فأراجع القوم فلا أزال أماكسهم ويزيدونني حتى أبلغ [ذاك] الحد الذي رسمه [لي]، قال: وعرضت عليه شيئًا عظيمًا فحصلت عندي عشرون ألف دينار وكثر منها في مديدة، فقال لي بعد شهور: يا أبا إسحاق حصل مال النذر؟ فقلت: لا فسكت وكنت أعرض ثم يسألني في كل شهر أو نحوه هل حصل المال؟ فأقول: لا خوفًا من انقطاع الكسب إلى أن حصل عندي ضعف ذلك المال، فسألني يومًا فاستحييت من الكذب المتصل، فقلت: قد حصل لي ذلك ببركة الوزير، فقال فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل لك، قال: ثم أخذ الدواة فوقع لي إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار [صلة] فأخذتها وامتنعت أن أعرض عليه شيئًا، ولم أدر كيف أقع منه، فلما كان من غد جئته وجلست على رسمي فأومأ إليٌ هات ما معك، يستدعي مني الرقاع على الرسم، [فقلت] ما أخذت من أحد رقعة، لأن النذر قد وقع الوفاء به ولم أدر كيف أقع من الوزير، فقال يا سبحان الله أتراني كنت أقطع عنك شيئًا قد صار لك عادة وعلم به الناس وصارت لك به منزلة عندهم وجاه وغدو ورواح إلى بابك ولا يعلم سبب انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندي أو تغير رتبتك، اعرض علي على رسمك، وخذ بلا حساب فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع، وكنت أعرض عليه كل يوم إلى أن مات وقد أثلث حالي هذه. قال المصنف [رحمه الله] رأيت كثيرًا من أصحاب الحديث والعلم يقرأون هذه الحكاية ويتعجبون مستحسنين لهذا الفعل غافلين عما تحته من القبيح، وذلك أنه يجب على الولاة إيصال قصص المظلومين وأهل الحوائج، فإقامة من يأخذ الأجعال على هذا قبيح حرام، وهذا مما يهن به الزجاج وهنًا عظيمًا، ولا يرتفع لأنه إن كان لم يعلم ما في باطن ما قد حكاه عن نفسه فهذا جهل بمعرفة حكم الشرع، وإن كان يعرف فحكايته في غاية القبح نعوذ بالله من قلة الفقه" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "إليه ينسب أَبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي صاحب كتاب (رد الجُمل في النحو) لأنه كان تلميذه" أ. هـ. * السير "لازم المبرّد وكان يعمل الزجاج ويعطي المبرد كل يوم درهمًا، فنصحه وعلمه" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان فاضلًا دينًا حسن

الاعتقاد، وله المصنفات الحسنة .. " أ. هـ. * البغية: "آخر ما سمع منه: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل" أ. هـ. * قلت: والناظر في كتابه (معاني القرآن) يلاحظ أنه قد سلك مسلك الأشاعرة في عدة مواطن من كتابه ففي تعليقه على قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ} قال: أي إلا أن تأتيهم ملائكة الموت {أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ} ويأتي إهلاك ربك إياهم وانتقامه منهم انتهى (2/ 307)، وكذلك نراه يفسر معنى استوى في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: قالوا معنى استوى استولى. والله أعلم انتهى (3/ 350)، والذي يدل عليه استوى في اللغة على ما فعله من معنى الاستواء. ثم نراه في موطن آخر ينقل تفسير أهل اللغة بما يوافق ما ذهب إليه الأشعرية من بعده ثم يتجه بما يخالفه من قول السلف ولا يرجح أحدهما على الآخر، ومن ذلك ما نراه في معانيه (5/ 210) يقول في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: "معنى يكشف عن ساق في اللغة يكشف عن الأمر الشديد، قال الشاعر: قد شمرت عن ساقِها فشدوا ... وجَدَت الحربُ بكم فَجَدّوا والقوسُ فيها وترعرَدُ وجاء في التفسير عن أحمد بن حنبل قال: ثنا أبي قال ثنا محمد بن جعفر يعني غندر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال ابن عباس في قوله: إلا أن ذلك غير واضح في مذهبه، إذ أنه في مواضع كثيرة يقرر مذهب أهل السنة. ثم أقول لقد ذكر في كتابه "سماء الله الحسنى، لمؤلفه عبد الله بن صالح الغصن ما أوله في بعض الصفات إليك نصه: "إن الزجاج -رحمه الله- له بعض التأويلات في باب الصفات، أذكر منها على سبيل المثال: [أ] تأويله صفة المحبة بقوله: "والمحبة من الله لخلقه: عفوه عنهم، وإنعامه عليهم برحمته، ومغفرته، وحسن الثناء عليهم". (¬1) [ب] تأويله صفة اليد، فقال في تفسير قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوَطَتَانِ} [المائدة: 64]. "المعنى: بل نعمتاه مبسوطتان، ونعم الله أكثر من أن تحصى .. وقيل: أي جواد" (¬2). [جـ]- تأويله صفة الرضا، فقال - في تفسير قول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 18]: "أي علم أنهم مخلصون" (¬3). [د]- نفي صفة علو الذات، فقال في تفسير اسم العلي: "الله تعالى عليٌّ على خلقه، وهو علي عليهم بقدرته، ولا يجب أن يذهب بالعلو إلى ارتفاع المكان ... " (¬4). وصرح - كذلك - في موضع آخر بقوله: "وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحل؛ لأن الله يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن، وارتفاع السلطان" أ. هـ. وفاته: سنة (311 هـ) وقيل (310 هـ)، وقيل (316 هـ) .. إحدى عشرة، أو عشر أو ست ¬

_ (¬1) معاني القرآن وإعرابه (1/ 397). (¬2) المصدر نفسه (2/ 189). (¬3) المصدر نفسه (5/ 25). (¬4) تفسير أسماء الك الحسنى (ص 48)، من كتاب "أسماء الله الحسنى" ط - الأولى (1417 هـ) - دار الوطن.

133 - الكلابزي

عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "معاني القرآن"، و"النوادر" و"فعلت وأفعلت". 133 - الكَلَابِزي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد الكَلَابزي (¬1)، وقيل: إبراهيم بن حُميد الكَلَايزي البصري. من مشايخه: المازني، وأَبو حاتم سهل بن محمد السجستاني وغيرهما. من تلامذته: أَبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال الزبيدي: إبراهيم بن محمد بن العلاء الكلابزي اللغوي، من أهل العراق بصري المذهب، حكى عن ابن المبرد أنه قال: في تلاميذ أبي رجلان أحدهما يسفل والآخر يعلو، فقيل ومن هما؟ قال البرمان يقرأ على أبي ويأخذ عنه (كتاب سيبويه) ثم يقول قال الزجاج فهذا يسفل، والكلابزي يقرأ عليه ثم يقول قال المازني فهذا يعلو، وكان الكلابزي قد أدرك المازني. وقال ابن بشران: إبراهيم بن حميد الكلابزي ... وكان مقدمًا في النحو واللغة وقد ولي القضاء بالشام" أ. هـ. * إنباه الرواة: "له فضل وعلم بالأدب ورواية، في طبقة ابن دريد" أ. هـ. وفاته: سنة (312 هـ) اثنتي عشرة وثلاثمائة وقيل (316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة والثاني أصح. 134 - نَفْطَويه * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي العتكي المعروف بنفطويه، أَبو عبد الله. لقب بنفطويه: لدمامته وسواده شبهوه بالنفط. ولد: سنة (240 هـ) أربعين ومائتين وقيل (244 هـ) أربع وأربعين ومائتين. من مشايخه: حدث عن إسحاق بن وهب العلاف، وخلف بن محمد كردوس، والمبرد، وثعلب، وغيرهم. من تلامذته: أَبو بكر محمد بن عبد الله ¬

_ * الأنساب (5/ 116)، معجم الأدباء (1/ 122)، اللباب (3/ 61)، إنباه الرواة (1/ 185)، الوافي (6/ 122)، بغية الوعاة (1/ 432). (¬1) قال السمعاني: الكلابزي: بفتح الكاف واللام ألف، والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الزاى، هذه النسبة إلى كُلاب. أ. هـ. وقال في اللباب: هذه النسبة إلى حفظ الكلاب، تربيتها والصيد بها. أ. هـ. * تاريخ بغداد (1/ 159)، معجم الأدباء (1/ 114)، المنتظم (13/ 350)، البداية والنهاية (11/ 195)، تاريخ الإسلام - ط. تدمري - وفيات الطبقة الثالثة والثلاثين، العبر (2/ 198)، السير (15/ 75)، ميزان الاعتدال (1/ 190)، النجوم (3/ 249)، الوافي (6/ 130)، لسان الميزان (1/ 209)، بغية الوعاة (1/ 428)، روضات الجنات (1/ 154)، معرفة القراء (1/ 273)، غاية النهاية (1/ 25)، الكنى والألقاب للقمي (3/ 261)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 21)، شذرات الذهب (4/ 122)، الأعلام (1/ 61)، معجم المؤلفين (1/ 67)، نزهة الألباء (194)، أعيان الشيعة (5/ 385)، فهرست ابن النديم (90 و 220)، وكتاب "نفطويه النحوي ودوره في الكتابة والتاريخ"، لأكرم ضياء العمري (مدرس في قسم التاريخ)، جامعة بغداد، البلغة (46)، إشارة التعيين (15) طبقات المفسرين للأدتروي (63).

الشافعي، وأَبو طاهر بن أبي هشام، وروى عنه أَبو عبد الله المرزباني وأَبو الفتح الأصفهاني، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * فهرست ابن النديم: "وهجا -أي أحمد بن يحيى بن المنجم- نفطويه وقال فيه: - من سره أن يرى فاسقا ... فليجتنب أن يرى نفطويه أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي صراخا عليه ومن طريف قوله في نفطويه أنه كان يقول: من أراد أن يتناهى في الجهل فليعرف الكلام على مذهب الناشئ، والفقه على مذهب داود بن علي، والنحو على مذهب نفطويه. قال: ونفطويه يتعاطى الكلام على مذهب الناشئ والفقه على مذهب داود وهو نفطويه؛ فهو ذا نهاية في الجهل" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان صدوقا" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان عالما بالعربية واللغة والحديث ذكره المرزباني في "المقتبس" فقال: كان من طهارة الأخلاق، وحسن المجالسة والصدق فيما يرويه على حال ما شاهدت عليها أحدا بمن لقيناه وكان فقيها عالما بمذهب داود الأصبهاني (¬1) رأسا فيه. يسلم له ذلك جميع أصحابه وكان مسندًا في الحديث من أجل طبقته، ثقة صدوقًا لا يتعلق عليه بشيء من سائر ما رووه، .. وكانت له مروءة وفتوة وظرف .. " أ. هـ. * المنتظم: "وكان صدوقًا، وله مصنفات، وكل حجة فيه مدخولة" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان -رحمه الله- متقنا في العلوم، وكان ينكر الاشتقاق في كلام العرب ويحيله، وله في ذلك مصنفات، وكل حجة فيه مدخولة" أ. هـ. قال أيضًا: "قال الزبيدي: وإن نفطويه أديبًا مفننًا في الأدب، حافظًا لنقائص جرير والفرزدق وشعر ذي الرمة وغيرهم من الشعراء، وكان يروي الحديث، وكان ضيقًا في النحو" أ. هـ. * غاية النهاية: "صاحب التصانيف، صدوق" أ. هـ. * الوافي: "تفقه على مذهب داود ورأس فيه، وكان دينًا ذا سنة ومروءة وفتوة وكيس وحسن خلق، وكان بينه وبين محمد بن داود الظاهري مودة أكيدة وتصاف تام" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال الدارقطني: ليس بقوي، ومرة: لا بأس به وقال مسلمة: وإن كثير الرواية للحديث وأيام الناس، ولكن غلب عليه الملوك، وكان لا يتفرغ للناس، وكانت فيه شيعية .. ". وقال أيضًا: "قال الزبيدي في "طبقات النحاة": وإن غير مكترث في إصلاح نفسه، حتى كان من يجالسه يتأذى برائحته، وذكر له قصة مع الوزير في ذلك، ومما حفظ عنه: أنه ذكر في بعض مجالسه أن شيعًا قيل له: معاوية خالك؟ فقال: لا أدري أمي نصرانية .. " أ. هـ. ¬

_ (¬1) الإمام محمد بن داود بن علي بن خلف، أبو بكر الأصبهاني، البغدادي الظاهري الفقيه الأديب مصنف كتاب "الزهرة" قال الذهبي: "كان من أذكياء العالم جلس للفتيا بعد والده وناظر أبا العباس بن سريج" أ. هـ. توفي سنة (297 هـ) انظر تاريخ الإسلام، ط - تدمري، وفيات سنة (297 هـ).

* الكنى والألقاب: "ويؤيد تشيعه ما نقل من كلام المنبع عن استبصاره أنه قال: أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة إنما ظهرت في دولة بني أمية ووضعوها لأجل التقرب إليهم" أ. هـ. * أعيان الشيعة: "وفي عداد مؤلفاته الرد على من قال بخلق القرآن وفيه موافقة للأشاعرة وقال ياقوت: ذكر الفرغاني أن نفطويه كان يقول بقول الحنابلة إن الاسم هو المسمى وجرت بينه وبين الزجاج مناظرة أنكر عليه موافقة الحنابلة على ذلك. وفي فهرست ابن النديم في ترجمة الواسطي محمد بن زيد أن نفطويه كان يتعاطى الكلام على مذهب الناشئ، انتهى. ومعلوم أن الناشئ لم كان من متكلمي الشيعة وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن المدائني في كتاب الأحداث ما ملخصه: أن معاوية كتب إلى عماله أن برئت الذمة ممن روى شيئًا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء يلعنون عليًّا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكتب إلى عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة، وأن يكرموا شيعة عثمان والذين يروون فضائله، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان لما كان يبعثه إليهم من الصلات، ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرًا يروى في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له في الصحابة مفتعل فإن هذا أحب إلي وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر وألقى ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلموه صبيانهم كما يتعلمون القرآن وبناتهم ونساءهم، فظهر حديث كثير موضوع. ثم قال: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر، وقال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربًا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم" أ. هـ. * وقال أكرم ضياء العمري في كتابه "نفطويه النحوي ودوره في الكتابة والتاريخ" ما نصه: "ترجم محسن العاملي لنفطويه في كتابه "أعيان الشيعة" على اعتباره شيعيًا، واستدل على ذلك بقول ابن النديم أن نفطويه كان يتعاطى الكلام على مذهب الناشئ، والناشئ من متكلمي الشيعة. كما استدل بقول مسلمة (¬1) عن نفطويه "كانت فيه شيعية". واستدل أيضًا بما نقله ابن أبي الحديد عن كتاب "الأحداث" للمدائني من: أن معاوية أمر بترك التحديث بفضائل علي وأكرام من يحدث بفضائل عثمان وبقية الصحابة، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة. ثم يعقب ابن أبي الحديد على ذلك بقوله: "وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه - وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم - في تاريخه ما يناسب هذا الخبر، وقال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربًا ¬

_ (¬1) لعل المقصود به مسلمة بن القاسم القرطبي، صاحب كتاب "الصلة"، وهو ذيل على كتاب "التاريخ الكبير" للبخاري، وقد توفي سنة (353 هـ).

إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم". والذي أراه أن هذه الأدلة لا تكفي للقول بتشيعه فقد صرح ابن النديم نفسه بمذهب نفطويه وأنه كان يتفقه على مذهب داود الظاهري. وصرح تلميذه وراويته أَبو عبيد الله المرزباني بأنه كان فقيهًا عالمًا بمذهب داود الظاهري رأسًا فيه يسلم له ذلك جميع أصحابه. كذلك ذكر ابن النديم والمرزباني وغيرهما صلاة البربهاري عليه عند وفاته. وأَبو محمد البربهاري رئيس الحنابلة في عصره. ولا يعقل أن يفعل البربهاري ذلك مع شيعي بارز في وقت كان فيه الصراع محتدمًا بين الحنابلة والشيعة. كما أن المقتطفات التي اقتبستها عنه المصادر لا تعكس اتجاهًا شيعيًا، بل هو يمتدح معظم الخلفاء العباسيين رغم سوء صلتهم بالعلوين. وكان نفطويه على صلة بالأكابر في دولة بني العباس كالوزير حامد بن العباس ومع ذلك فثمة احتمال؛ لأن يكون نفطويه قد ساق أخبارًا في صالح العلوين لكنها لم تقع إلينا فيما اقتبسته عنه المصادر، وهذا يتفق مع عبارة مسلمة: "كانت فيه شيعية" التي لا تكفي للقطع، والفرق ظاهر بينهما وبين القول أنه كان شيعيًا. وإنما ناقشت ذلك لأن الكتابة التاريخية كثيرًا ما تتأثر بميول وعقائد الرواة، ولابد من تمييز مذاهبهم وعقائدهم الدينية واتجاهاتهم السياسية عند محاولة تمحيص مادتهم وتعريضها لعملية النقد التاريخي". ثم قال أيضًا: "ولكن يبدو من الحديث الذي خرجه له الخطيب وتعقبات الدارقطني عليه أنه كان أحيانًا يهم وهمًا قبيحًا ما عبر الدارقطني، ولعل مثل هذه الأوهام هي التي جعلت الدارقطني يضعفه. وهذا يختلف عن الجرح بسبب الكذب أو الاتهام في الخلق والدين. كما أن الدارقطني يزنه بمقاييس المحدثين ويحكم عليه كمحدث أما في رواية الأخبار فلا شك في صدقه وتعديله". وقال: "ذكرت مصادر ترجمته عرضًا بعض آرائه في الفقه والكلام واللغة والنحو والأدب والشعر. ونظرًا لفقدان مصنفاته وعدم ورود مقتطفات عنه في المصادر الموجودة تتعلق بآرائه الخاصة، لذلك فمن المفيد عرض هذه المعلومات الضئيلة عن آرائه الخاصة رغم أنها لا تعطي تقييمًا واضحًا. ففي الفقه قيل إنه يذهب إلى تأول السلام على أهل الكتاب. وكان على مذهب داود الظاهري في الفروع. وفي الكلام كان يعاطى الكلام على مذهب الناشيء، وهو متكلم شيعي، وكان يقول بقول الحنابلة إن الاسم هو المسمى، وجرت بينه وبين الزجاج مناظرة أنكر الزجاج عليه موافقته الحنابلة على ذلك" أ. هـ. من أقواله: من وفيات الأعيان: "قال ابن خالويه: ليس من العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أَبو عبد الله سوى نفطويه" أ. هـ. ومن بغية الوعاة: "وكان بينه وبين أبي دريد منافرة، وهو القائل نيه:

135 - الباجي

ابن دريد بقرة ... وفيه لؤم وشره قد ادعى بجهله ... وضع كتاب الجمهرة وهو كتاب العين إلا أنه قد غيره وقال فيه ابن دريد: لو أنزل النحو على نفطويه ... لكان ذاك الوحي سخطًا عليه وشاعر يدعى بنصب اسمه ... مستأجل للصَّفع في أخدعيه أحرقه الله بنصف اسمه ... وصيَّر الباقي صراخًا عليه ومن شعره: استغفر الله مما يعلم الله ... إن الشقي لمن لم يرحم الله هبه تجاوز لي عن كل مظلمة ... واسوأتا من حيائي يوم ألقاه وفاته: سنة (323 هـ) ثلاث وعشرين وثلاثمائة وقيل (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة لكن الأول أصح. من مصنفاته: له (كتاب التاريخ) والغريب القرآن)، وكتاب "المقنع" في النحو، وكتاب "القوافي "وكتاب "الرد على من قال بخلق القرآن" وغير ذلك. 135 - البَاجِيّ * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن أصْبَغ بن خالد بن يزيد الباجيّ (¬1)، أَبو إسحاق. من مشايخه: سمع من محمد بن عبد الله بن القون، ومحمد بن عمر بن لبابة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "من أهل باجة .. وكان فصيحًا بليغًا شاعرًا، حافظًا للغة والنحو، فقيهًا، وكان صاحب صلاة موضعه ... " أ. هـ. وفاته: (328 هـ) ثمان وعشرين وثلثمائة، وقيل (350 هـ) خمسين وثلثمائة. قلت: ذكر ابن الفرضي عن وفاته: أخبرني بذلك بعض أهله. 136 - ابن الإِفْلِيلي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مُفَرِّج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص القُرَشي الزُّهري ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 48)، وذكر وفاته (350 هـ)، تاريخ الإسلام (وفيات 350 هـ) ط. تدمري، بنية الوعاة (1/ 423)، الأنساب (1/ 246). (¬1) الباجي: بالباء المفتوحة المنقوطة بنقطة من تحتها والجيم المكسورة بعد الألف هذه النسبة إلى ثلاثة مواضع أحدها لد باجة وهي بلدة من بلاد الأندلس ..... ، انظر الأنساب. * جذوة المقتبس (1/ 234 - 235)، بغية الملتمس (1/ 260 - 261)، وفيات الأعيان (1/ 51)، بغية الوعاة (1/ 426)، الأعلام (1/ 61 - 62)، تاريخ الإسلام - ط. تدمري (وفيات الطبقة الخامسة والأربعين)، شذرات الذهب (5/ 184)، العبر (3/ 195)، إنباه الرواة (1/ 183)، معجم البلدان (1/ 232)، الصلة (1/ 94)، الوافي (6/ 114)، هدية العارفين (1/ 8)، معجم الأدباء (1/ 123).

137 - الحسيني

المعروف بالإفليلي (¬1). ولد: سنة (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: حدث عن أبي محمد بن الحسن الزبيدي بكتاب "النوادر" لأبي علي إسماعيل بن القاسم، وروى عن أبيه وغيرهما. من تلامذته: أَبو مروان عبد الملك بن زيادة الله بن علي التميمي الطُّبني اللغوي، وأَبو سراج، وآخرون. كلام العلماء فيه: * جذوة المقتبس: "كان مع علمه بالنحو واللغة، يتكلم في معاني الشعر، وأقسام البلاغة والنقد" أ. هـ. * معجم الأدباء: "قال أَبو مروان ابن حيان: كان أَبو القاسم المعروف بابن الإفليلي فريد أهل زمانه بقرطبة في علم اللسان العربي والضبط لغريب اللغة في ألفاظ الأشعار الجاهلية والإسلامية وكان لحق الفتنة البربرية بقرطبة، ومضى الناس بين خائن وظاعن (¬2)، فازدلف إلى الأمراء المتداولين بقرطبة من آل حمود ومن تلاهم إلى أن نال الجاه .. ولحقته تهمة في دينه في أيام هشام المرواني في جملة من تتبع من الأطباء في وقته كابن عاصم والشباني والحمار وغيرهم .. * وفيات الأعيان: "كان من أئمة النحو واللغة، وله معرفة تامة بالكلام على معاني المتنبي". وقال أيضًا: "وكان أشد الناس انتقادًا للكلام، صادق اللهجة، حسن الغيبِ، صافي الضمير" أ. هـ. * بغية الوعاة: "يتكلم في البلاغة، ونقد الشعر، غيورًا على ما يحمل من ذلك الفن، كثير الحسد فيه راكبًا رأسه في الخطأ البيِّن، يجادل عنه ولا يصرفه عنه صارف، ولم يكن يعرف العروض، له شرح في ديوان المتني ولم يصنِّف غيره، واتهم في دينه مع جملة الأطباء أيام هشام المرواني فسجن ثم أطلق" أ. هـ. * الشذرات: "وكان رأسًا في اللغة والشعر، أخباريًا، علَّامة صادق اللهجة، حسن الغيب، صافي الضمير" أ. هـ. وفاته: سنة (441 هـ) إحدى وأربعين وأربعمائة. 137 - الحُسَيِّنِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد بن أحمد بن علي الهاشمي الحسيني الشريف، أَبو علي العلوي الزيدي الكوفي. من تلامذته: ولده أَبو البركات عمر بن إبراهيم وغيره. ¬

_ (¬1) الإفليلي نسبة إلى إفليل وهي قرية بالشام كان أصله منها. (¬2) قضت الفتنة على عُمران قرطبة، ولقي كثير من العلماء مصرعهم، فضلًا عن عامة الناس، وكانت هذه الفتنة بين سنتي (399 هـ -403 هـ)، حيث ملك سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر الأموي، ولقب بالمستعين وكان البربر هم الحاكمين في دولته، لا يقدر على خلافهم؛ لأنهم كانوا عامة جنده .. " ا. هـ. انظر الكامل (9/ 210 - 243). * المنتظم (16/ 1578)، الأنساب (3/ 188)، تاريخ دمشق لابن عساكر (7/ 213) وفيه اسمه: أَبو علي العدوي، مختصر تاريخ دمشق (4/ 158)، معجم الأدباء (1/ 125)، إنباه الرواة (1/ 185)، تاريخ الإسلام (وفيات 466 هـ) ط. تدمري، الوافي (6/ 119)، بغية الوعاة (1/ 430)، معجم المؤلفين (1/ 69).

138 - المجنقوني

كلام العلماء فيه: * الأنساب: "الزيدي: بفتح الزاي وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم والجماعة من الزيدية ينتسبون إليه إما نسبًا أو مذهبًا، وسمي الروافض بهذا الاسم في زمانه لأنه كان يرى الإمامة لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما سمع غلاة الشعة منه هذا القول رفضوا قوله أي تركوا فسموا الرافضة. والزيدية والإمامية ضدان، فأما الزيدية خيرهم لأنهم يجوزون إمامة المفضول على الفاضل ويصححون إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويقولون بأن عليًّا رضي الله عنه أفضل منهما، والإمامية تقول باستحقاق الإمامة لعلي رضي الله عنه، ولا يرون للمفضول شيئًا ولا يصححون إمامة الشيخين رضي الله عنهما، واجتمعت الإمامية على تضليل الصحابة حيث جعلوا الإمامة لغير علي، واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم؛ وأكثر العلماء على أن الزيدية مبتدعة". وقال السمعاني في نسب الزيدي أبي البركات ولد المترجم له بعد ما ذكر من تعريف: "ومن المتأخرين شيخنا أَبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن ير بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الزيدي نسبًا ومذهبًا، من أهل الكوفة، كان زيدي النسب والمذهب، وكان كثير الفضل وافر العقل، عَمَّر حتى كتب عنه الآباء والأبناء .. وكان علَّامة في النحو واللغة، وسمعت منه الكثير في مسجد أبي إسحاق السبيعي في الكوفة). وكان يقول - أَبو البركات -: أنا زيدي النسب زيدي المذهب، ولكني أفتي على مذهب السلطان -يعني أبا حنيفة رحمه الله-" أ. هـ. قلت: ومما أورده السمعاني في "الأنساب" عُلم أن والد أبي البركات هو زيدي المذهب والنسب، وهو شيخ ولده أبي البركات كما مر سابقًا .. والله أعلم. * المنتظم: "سمع الحديث، وقرأ اللغة والأدب، وسافر إلى الأقطار ونفق على أهل مصر، وحصل له من المستنصر خمسة آلاف مصرية ومرض بدمشق فبكى وقال: أشتهي أموت بالكوفة حتى إذا نشرت يوم القيامة أخرجت رأسي من التراب فرأيت ابن عمي ووجوهًا أعرفها، فعوفي وعاد إلى الكوفة فمات بها" أ. هـ. * معجم الأدباء: "له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب، وحظ من الشعر جيد من مثله" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "شريف فاضل، نحوي عارف باللغة" أ. هـ. من مصنفاته: "شرح اللمع" لابن جني. 138 - المْجَنَقُوني * المقرئ: إبراهيم بن محمد الأنصاري القرطبي ويعرف بالمجنقوني، أَبو إسحاق. من مشايخه: أَبو عبد الله المغامي وسمع ¬

_ * الصلة (1/ 99 - 100)، تاريخ الإسلام (وفيات 517) ط. تدمري.

139 - الشيخ العميد

الحديث على أبي بكر جُماهر بن عبد الرحمن الحَجْرَي. من تلامذته: أخذ عنه بعض شيوخ ابن بشكوال. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان يقرى القرآن بالروايات ويضبطها ويجودها وكان ثقة فاضلًا عفيفًا منقبضًا مقبلًا على ما يعنيه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان ثقة صالحًا منقبضًا، مقبلًا على شأنه" أ. هـ. فائدة: في الصلة: (قال لنا قاضي الجماعة أَبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله: سمعت أبا إسحاق هذا يقول: سمعت جُماهر بن عبد الرحمن يقول: العلم دراية، ورواية وخبر وحكاية" أ. هـ. 139 - الشيخ العَمِيِد * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسَوي، أَبو إسحاق، الشيخ العميد. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "رجل فاضل شاعر كاتب، حسن المحاورة كريم الصحبة، سمح الحديث الكثير في أسفاره، وصنف في غريب الحديث لأبي عبيد تصنيفًا مفيدًا" أ. هـ. * البغية: "الشيخ العَمِيد اللغوي" أ. هـ. وفاته: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: صنف في "غريب الحديث". 140 - المُرْسِي * النحوي: إبراهيم بن محمد بن غالب المرسي الأنصاري أَبو إسحاق. من مشايخه: أَبو عبد الله بن واجب. من تلامذته: ابن الأحوص. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان فاضلًا نحويًا صالحًا زاهدًا". وقال أيضًا: "قال الذهبي (¬1): قرأ النحو والقرآن، ولم يدخل الحمام أربعين سنة" أ. هـ. وفاته: سنة (535 هـ) خمس وثلاثين وخمسمائة. 141 - الأَنْدُوشريّ * النحوي: إبراهيم بن محمد بن سليمان، أَبو إسحاق اليحصبي، الأندوشري (¬2). من مشايخه: قرأ النحو على أبي الرّكب النحوي المشهور، وغيره. كلام العلماء فيه: * المقفى: "كان من أهل الأدب، نحويًا، صالحًا" أ. هـ. * البغية: "قال السِّلفي فيما نقل عن خطه: كان ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 127)، بغية الوعاة (1/ 425)، معجم المؤلفين (1/ 57). * بغية الوعاة (1/ 430). (¬1) لم نجده في كتب الذهبي المتوفرة لدينا. * المقفى الكبير (1/ 300)، بغية الوعاة (1/ 427). (¬2) في بغية الوعاة: الأندوشي، وفي المقفى: الأَندوشري: نسبة إلى أندوشر، من حصون الأندلس". أ. هـ.

142 - البيراني

من أهل الأدب والنحو، أقام بمكة مدة، وقدم الإسكندرية سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وكان ظاهر الصلاح، مبغضًا للرافضة" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (548 هـ) ثمان وأربعين وخمسمائة. 142 - البَيرَاني * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن خليفة النّفزيّ، المدائني، البَيراني (¬1)، أبو إسحاق. ولد: سنة (475 هـ) خمس وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن أبي الدوش، وأخذ قراءة ورش عن ابن شقيع، وسمع من أبي جعفر بن جحدر. من تلامذته: أبو بكر بن منخّل الشاطبي. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "تصدر للإقراء وحملوا عنه، وكان متحققًا بالقراءات، معروفًا بالضبط والتجويد، ديِّنًا، إخباريًا، مفوّهًا، وعمر وأسن، كتب عنه السِّلفي "أ. هـ. • غاية النهاية: "حاذق ضابط مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. 143 - ابن مُلْكون * النحوي: إبراهيم بن محمد بن أحمد بن منذر بن أحمد بن سعيد بن ملكون الحضرمي الإشبيلي، أبو إسحاق. من مشايخه: أبو مروان الباجي، وشريح بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: ابن حوط الله وابن خروف والشّلَوْبين وغيرهم. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أستاذ نحوي جليل" أ. هـ. وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة وقيل (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "إيضاح المنهج" جمع فيه بين كتابي ابن جني على الحماسة: التنبيه والمبتهج، ووضع شرحًا على الجمل للزجاجي. 144 - القِيَجاطِي * المفسر: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عليب الطائي القيجاطي أبو إسحاق. من مشايخه: صحب الشيخ أبا إسحاق ابن الحاج، وغيره. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 150)، معرفة القراء (2/ 529)، غاية النهاية (1/ 23)، المقفى الكبير (1/ 298) تاريخ الإسلام (وفيات 564) ط. تدمري. (¬1) من مدينة بيران بدانية. انظر المقفى الكبير. * تكملة الصلة (1/ 157 - 158)، إثارة التعيين (18)، الوافي (6/ 130)، البلغة (48)، بغية الوعاة (1/ 431)، إيضاح المكنون (1/ 158)، الأعلام (1/ 62)، معجم المؤلفين (1/ 71)، كشف الظنون (1/ 339، 692)، تاريخ الإسلام (وفيات 581) ط. تدمري. * المقفى الكبير (1/ 272)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 16)، معجم المفسرين (1/ 19).

145 - الأعلم

كلام العلماء فيه: * المقفى: "سمع الحديث من جماعة من أهل الأندلس، وعرف القراءات .... وكان صالحًا، عالمًا عاملًا، له دراية". وقال أيضًا: "وكان جليلًا في دينه وحاله" أ. هـ. وفاته: سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. من مصنفاته: ألّف أربعين حديثًا، وكتابًا في الأدعية، واختصر تفسير أبي محمد ابن عطية. 145 - الأَعْلَم * اللغوي: إبراهيم بن محمد (وقيل ابن قاسم) بن إبراهيم، أبو إسحاق البطْلَيوسي، ويعرف بالأعلم. وهو غير "الأعلم" الشَّنْتنَمَري يوسف بن سليمان، ولا الأعلم المشقوق الشفة. من مشايخه: أبو الحسين بن سليمان، وابن عبيد الله وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن علي بن سعيد وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "عالم بالقرآن والعربية، ويروي عن أهلها أي: (إشبيلية) عن ابن زيد المعروف بابن الجنديرة وغيره، ولم يكن بالضابط" أ. هـ. * بغية الوعاة: "وكان صعب الخلق، يطير الذباب فيغضب، وأما من تبسم من أدنى حركاته، فلابدّ أن يُضرب. . " أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين، وقيل (642 هـ) اثنتين وأربعين وقيل (646 هـ) ست وأربعين وستمائة. من مصنفاته: له شروح في "الإيضاح" و"الجمل" و"الكامل" و"الأمالي". 146 - ابنَ وثِيق الإِشْبِيلِي * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن وثيق الأستاذ المحقق أبو إسحاق الأموي، الإشبيلي. ولد: سنة (564 هـ) أربع وستين وقيل (565 هـ) خمس وستين وقيل (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ القراءات على أبي الحسين حبيب بن محمد حفيد شريح، وأبي العباس أحمد بن مقدام الرعيني، وآخرين. من تلامذته: أبو عبد الله محمد بن الوليد العجمي، وعماد الدين بن أبي زهران الموصلي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "أثنى على فضائله أبو بكر بن مسدّي، ثم غمزه وقال: رأيت له تخليطًا وتخاريج بمعزل عن الصدق والإتقان، ثم قال أنشدنا ابن وثيق قبل الاختلاط" أ. هـ. * العبر: "شيخ القراء، وكان عالي الإسناد" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مشهور بحق محقق .. " أ. هـ. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 170)، بغية الوعاة (1/ 422)، الأعلام (1/ 62)، معجم المؤلفين (1/ 52)، البلغة (48)، إشارة التعيين (19). * السير (23/ 304)، معرفة القراه الكبار (2/ 655 - 656)، المقفى الكبير (1/ 305)، العبر (5/ 217)، غاية النهاية (1/ 24)، النجوم (8/ 40)، شذرات (7/ 456).

147 - إبراهيم النفري الغرناطي

* المقفى: "قال فيه منصور بن سليم: من المشايخ الصلحاء وحذاق القرآن، وكان متقنًا لفنون القراءات ومخارج الحروف. وقال ابن مسدّي: كان ظاهر السلامة كثير الاستقامة، متمرنا في هذا الباب. ثم أخبرت عنه بعد ذلك بكلام، فاطلعني بعض طلبة أصحابنا له فضائح في هذا الشأن، وعدم الصدق والإتقان" أ. هـ. وفاته: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: صنف "التقريب لكل طالب منيب"، في مخارج الحروف. 147 - إبراهيم النِّفْري الغرناطي * النحوي: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عُبيديس (¬1) بن محمود النِّفري (¬2) الغَرناطيّ، أبو إسحاق. ولد: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وقيل (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مشايخه: الخطيب أبو عبد الله الحضرمي في القراءات، وأبو الحسن علي ابن عمر الواد آشي ... والنحو واللغة عن ابن يربوع. من تلامذته: أحمد بن عبد المجيد بن هذيل الغسّاني، وأبو جعفر بن الزبير .. كلام العلماء فيه: * الديباج المذهب: "كان فقيهًا، حافظًا ذاكرًا للغات والأدب، نحويًا ماهرًا، غلب عليه التصوف، فشُهر به وصنّف فيه التصانيف المفيدة" أ. هـ. * تاريخ غرناطة: "كان فقيهًا، حافظًا نحويًا ماهرًا ثم كلب عليه التصوف فشهر به، وبزّ أهل زمانه وصنف فيه تصانيف، وكان خاتمة رجال الأندلس، وشيخ أهل المجاهدات وأرباب المعاملات، مشهور الكرامات صادق الإخلاص ... له أشعار في التصوف بارعة .. فمن ذلك ما نقلته من خط الكاتب أبي إسحاق ابن زكريا في مجموع جمع فيه الكثير من القول. وفاته سنة (659 هـ) تسع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: ألّف في طريقة التصوف وغيرها تصانيف منها: "مواهب العقول وحقائق النقول"، و"الغيرة المذهلة عن الحيرة والتفرقة". .. وغيرهما. وله شعر. 148 - ابن الحاج البِلِيِفيقي * النحوي، المقرئ: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن سوار بن أحمد بن حزب الله بن عامر بن سعد الخير بن عياش - وهو أبو عيشون - بن محمود الداخل إلى الأندلس بن عنبسة بن حارثة بن العباس بن مرداس، الإمام المحدث، أبو إسحاق السلمي، الأندلسي، المزني البليفيقي (¬3)، المعروف بابن الحاج. ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 276)، بغية الوعاة (1/ 424)، معجم المؤلفين (1/ 55). الإحاطة: (1/ 367)، إضاح المكنون (1/ 551). (¬1) في البغية عبيد يس والمثبت من الإحاطة. (¬2) في الديباج وبغية الوعاة النَّفْرِي. * الوافي (6/ 135)، المقفى الكبير (1/ 273). (¬3) البلفيقي: نسبة إلى حصن بالمرية يقال له: بلْفيق .. أ. هـ. من المقفى.

149 - التنوخي

ولد: سنة (616 هـ) ست عشرة وستمائة. من مشايخه: أبو الحسن الدبّاج، وأبو علي الشلوبين، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان أديبًا، نحويًا، قارئًا، متقنًا، ذاكرًا للتاريخ وحظه وافر من الفقه وَرعًا فاضلًا، ذا هدي صالح وسمت حسن، نشأ على طهارة وعفاف، جمع وخرّج وحدّث" أ. هـ. وفاته: سنة (661 هـ) إحدى وستين وستمائة. 149 - التنُوخي * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص، التنوخي. ولد: في حدود سنة (677 هـ) سبع وسبعين وستمائة. من مشايخه: قرأ على الأستاذ إمام المقرئين لكتاب الله، أبي القاسم محمد بن عبد الرحمن بن الطيب بن زرقون القيسي الضرير، وقرأ بغرناطة على الأستاذ أبي جعفر بن الزبير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "كان نسيج وحده، صدقة، وتخلقًا، ومشاركة، وإيثارًا، جمع بين القراءة والتدريس، فكان مقرئًا للقرآن، مبرزًا في تجويده، مدرسًا للعربية والفقه؛ آخذًا في الأدب، متكلمًا في التفسير، ظريف الخط، ثبتًا محققًا لما ينقله؛ وألقى الله عليه من المحبة والقبول، وتعظيم الخلق له، ما لا عهد بمثله لأحد؛ بلغ من ذلك مبلغًا عظيمًا، حتى كان أحب إلى الجمهور من أوصل أهلهم وآبائهم، يتزاحمون عليه في طريقه، يتمسّحون به، ويسعون بين يديه، ومن خلفه؛ ويتزاحم مساكينهم على بابه، قد عوّدهم طلاقة وجهه، ومواساته لهم بقوته، يفرّقه عليهم متى وجدوه، وربما أعجلوه قبل استواء خبزه، فيفرقه عليهم عجينًا. له في ذلك أخبار غريبة. وكان صادعًا بالحق، غيورًا على الدين، مخالفًا لأهل البدع، ملازمًا للسنة، كثير الخشوع والتخلّق على علو الهمة، مبذول المشاركة للناس والجِد في حاجاتهم، مبتلى في وسواس في وضوئه، يتحمل الناس من أجله مضضًا في تأخير الصلوات ومضايقة أوقاتها .. ، كان يقرض شعرًا وسطًا، قريبًا في الانحطاط .. " أ. هـ. • البغية: "وله كرامات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (726 هـ) ست وعشرين وسبعمائة. 150 - القَيسِي الصَّفَاقُسِي * النحوي، اللغوي، المفسر إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم القيسي الصفاقسي، برهان الدين، أبو إسحاق. ولد: سنة (697 هـ) سبع وتسعين، وقيل (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مشايخه: العلامة أبو فارس عبد العزيز المعروف بالدروال وغيره. ¬

_ * الإحاطة (1/ 374)، البغية (1/ 424)، وفيه اسمه: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي .. * الديباج المذهب (1/ 279)، شجرة النور الزكية (209)، بغية الوعاة (1/ 425)، معجم المؤلفين (1/ 56)، مشاهير التونسيين (41)، وترجم له مرة أخرى (ص 87)، الوافي (6/ 138)، النجوم (10/ 98)، الدرر الكامنة (1/ 57)، المعجم المختص للذهبي (50)، مفتاح السعادة (2/ 106). طبقات المفسرين للأدرنوي (276) معجم المؤلفين (1/ 56).

151 - الساحلي

كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "له همة في العلوم والفضائل سكن هو وأخوه بمصر" أ. هـ. • النجوم: "وكان معدودًا من علماء المالكية .. " أ. هـ. • الدرر: "ومهر في الفضائل وجمع إعراب القرآن وكان ساكنًا" أ. هـ. • مشاهير التونسين: "ولد بصفاقس، وعاش في مدينة المنستير، واشتهر بعلمه في ربوع الساحل" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر نحوي من فقهاء المالكية" أ. هـ. وفاته: (742 هـ) اثنتين وأربعين. وقيل (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة من مصنفاته: "إعراب القرآن العظيم" اشتهر له ولأخيه محمد وهو من أجل كتب الأعاريب، "الروض الأريض في مسألة الصهريج". 151 - السَّاحِليّ * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد السَّاحِليّ، أبو إسحاق. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن جماعة: له معرفة تامة بالنحو واللغة، يتوقد ذكاء ويكتب الخط الحسن، بالمغربي والمشرقي، وكان فاضلًا أديبًا، متهمًا بسوء العقيدة، قدم علينا من المغرب سنة (724) أربع وعشرين وسبعمائة" أ. هـ. وفاته: سنة نيف وأربعين وسبعمائة بمراكش. 152 - إبراهيم بن الإمام المشهور بابن قَيِّم الجَوزيِة * النحوي: إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أيوب، برهان الدين، أبو إسحاق، الزرعي الحنبلي الدِّمَشقيّ. ولد: سنة (716 هـ) ست عشرة. وقيل (719 هـ)، تسع عشرة وسبعمائة والأول أصح. من مشايخه: حضر على أيوب بن نعمة النابلسي، ومنصور بن سليمان البلعبكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "تفقه بأبيه وشارك في العربية وسمع وقرأ واشتغل بالعلم" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان في النحو والفقه على طريقة أبيه ودرس بأماكن" أ. هـ. • الوفيات لابن رافع: "طلب الحديث وقتًا، وتفقه، واشتغل بالعربية" أ. هـ. • ذيل العبر للعراقي: "طلب الحديث بنفسه، وتفقه، وبرع، وشغل، واشتغل بالعربي، .. ودرس بالصدرية" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 432). * البداية والنهاية (14/ 314)، الوفيات لابن رافع (2/ 303 - 304)، الدرر الكامنة (1/ 60)، شذرات الذهب (8/ 357)، الدارس (2/ 89)، ذيل العبر للعراقي (1/ 195)، المعجم المختص (51)، المقصد الأرشد (1/ 235)، السحب الوابلة (1/ 50). كشف الظنون (1/ 153)، هدية العارفين (1/ 16).

153 - الأميوطي

من أقواله: قال في الدرر: "من نوادره: أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقتك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية" أ. هـ. وفاته: سنة (767 هـ) سبع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح ألفية ابن مالك وسماه: "إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك" أ. هـ. 153 - الأَمْيُوطِيُّ * اللغوي: إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن يحيى اللخمي، جمال الدين الأميوطي (¬1). ولد: سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. من مشايخه: ابن الشحنة وابن جماعة وابن سيد الناس وغيرهم. من تلامذته: أبو حامد بن ظهيرة. كلام العلماء فيه: • الدرر: "تفقه وأخذ العربية ومهر في الفقه والأصلين والعربية ودرس وأفتى وناب في الحكم في القاهرة ثم تحول إلى مكة وبقي فيها إلى أن مات" أ. هـ. • وجيز الكلام: "ممن جاور بمكة وتصدى فيها للتدريس والتحديث، مع فصاحة اللسان، وجودة الحفظ" أ. هـ. • الشذرات: "صحب شهاب الدين بن الميلق وأخذ عنه الأصول والتصوف، وسمع صحيح البخاري من الحجار وسمع مسلم من الواني" أ. هـ. وفاته: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مصنفاته: جمع بين "الشرح الكبير والروضة، و"التهذيب" بيّض نص الكتاب في سبع مجلدات. 154 - الدَّجْوي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد بن عثمان بن إسحاق الدجْوي (¬2)، المصري، برهان الدين. من مشايخه: الشهاب بن المرَحّل، والجمال بن هشام وغيرهما. من تلامذته: التقي المقريزي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "مهر وشغل بالعربية، وكان يكتسب بالشهادة والعقود، وفيه دعابة" أ. هـ. وفاته: سنة (802 هـ)، اثنتين وثمانمائة وفي إنباء الغمر: "أظنه قد بلغ الثمانين" أ. هـ. من مصنفاته: "حل الألفية". ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 62)، إنباء الغمر (2/ 294)، السلوك (3/ 2 / 587)، النجوم (11/ 315)، المنهل الصافي (1/ 157)، وجيز الكلام (1/ 286)، بغية الوعاة (1/ 427)، درة الحجال (1/ 190)، الشذرات (8/ 535)، وفيه اسمه أحمد، الأعلام (1/ 64)، معجم المؤلفين (1/ 64)، كشف الظنون (2/ 1330). (¬1) الأميوطي: نسبة إلى بلدة من قرى القاهرة بالغربية تسمى أميوط. * إنباء الغمر (4/ 144)، الضوء اللامع (1/ 153)، بغية الرعاة (1/ 427)، وفيه توفي (830 هـ) وهو خطأ واضح، شذرات الذهب (9/ 26). (¬2) الدّجْوي: نسبة إلى دَجْوَة قرية على شط النيل الشرقي على بحر رشيد أ. هـ. من الشذرات.

155 - برهان الدين الشافعي

155 - بُرهان الدين الشَّافِعي * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن راشد المَلَكَاوي الشافعي، برهان الدين. من مشايخه: الجمال بن الشرائحي، وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "وكان يشغل في الفرائض بين المغرب والعشاء بالجامع، وأنه قرأ على الجمال ابن الشرائحي الرد على الجهمية لعثمان الدارمي، فحضر عندهم الزين عمر الكفيري، وأنكر عليهم وشنع وأخذ نسخة من الكتاب، وذهب بها إلى القاضي المالكي، وهو البرهان إبراهيم بن محمد بن علي التادلي، فطلب القاري صاحب الترجمة فأغلظ له، ثم طلبه ثانيًا فتغيب، ثم أحضره فسأله عن عقيدته فقال الإيمان بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانزعج القاضي لذلك، وأمر بتعزيره فعزر وضرب وطيف به، ثم طلبه بعد جمعة لكونه بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانيًا، ونادى عليه وحكم بسجنه شهرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (804 هـ) أربع وثمائمائة. 156 - ابن زُقَّاعة * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن بُهَادر بن عبد الله بن أحمد الغزي المعروف بابن زقاعة -بضم الزاي، وقد يجعل سينًا مهملة وتشديد القاف- كان يدعى أنه من بني نوفل بن عبد مناف. ولد: سنة (724 هـ) (¬1) أربع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: ابن حجر، وأخذ عن شمس الدين الحكري، والتصوف عن الشيخ عمر حفيد عبد القادر الجيلي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباه الغمر: "كان أعجوبة زمانه في معرفة الأعيان واستحضار الحكايات والماجريات مقتدرًا على النظم عارفًا بالأوفاق، وما يتعلق بعلم الحرف مشاركًا في القراءات والنجوم وطرف من الكيمياء. وكان في بداية أمره قد تزهد وساح في الجبال ثم رجع إلى غزة، ونظمه كثير وغالبه وسط، ويندر له الجيد وفيه السفساف" أ. هـ. • المقفى: "نظر في النجوم وعلم الحرف وقال الشعر، وعرف الأعشاب، وتجرد وساح في الأرض زمانًا واشتهر بفقره، ونفقت له بها سوق حتى طلبه الظاهر برقوق وارتبط على اعتقاده وأجلّه، وصار يستدعيه كل عام لحضور المولد النبوي" أ. هـ. ثم قال: "وكان مكثارًا مهذارًا، تؤثر عنه مخاريق وشعبذة، ولآخرين فيه اعتقاد، ويحكون عنه كرامات" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (5/ 26)، الضوء اللامع (1/ 146)، الشذرات (9/ 67). * إنباء الغمر (7/ 119 - 120)، الضوء اللامع (1/ 130)، الشذرات (9/ 172)، الأعلام (1/ 64 - 65)، السلوك (4/ 1 / 278)، المنهل الصافي (1/ 165)، المقفى (1/ 294)، جامع كرامات الأولياء (1/ 242)، معجم المؤلفين (1/ 59) أعلام فلسطين (1/ 63). (¬1) قال في المنهل: "مولده في سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة، وقال المقريزي: مولده سنة (745 هـ) خمس وأربعين، والأصح ما قلناه، فإنه ما مات حتى بلغ الشيخوخة" أ. هـ. قلت: والذي ذكره صاحب المنهل في سنة (704 هـ وهي الأصح ... الله أعلم.

157 - ابن المرحل

• المنهل الصافي: "كان إمامًا بارعًا مفننًا في علوم كثيرة لا سيما في معرفة الأعشاب والرياضة، وعلم التصوف". وقال أيضًا: "وكان الناس فيه على أقسام: فمنهم من كان يعتقد صلاحه، ومنهم من كان يطنب في تحرير علمه وفضله، ومن الصوفية من كان يزعم أنه يعرف علم الحرف، ويدري الاسم الأعظم". ثم قال: "بالجملة كانت رئاسته في علوم كثيرة، وحظ زائد عند ملوك الظاهر برقوق وولده الناصر فرج"، وقال: "رأيت بخط قاضي القضاة جمال الدين بن ظهير المكي الشافعي، ما هو: أنشدنا شيخنا الإمام العلامة شيخ الحقيقة والشريعة والطريقة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن زقاعة الغفري لنفسه: ومن عجبي أن النسيم إذ سرى ... سحيرًا يعرف البان والرند يعيد على سمعي حديث أحبتي ... والأس فيخطر لي أن الأحبة جلاسي وبعض الصوفية من تلامذته يزعم أن هذه الأبيات فيها الاسم الأعظم والله بقولهم أعلم" أ. هـ. • جامع كرامات الأولياء: "ومن كراماته ما حكاه الحافظ ابن حجر عن خليل الأقفهسي المحدث عن المقرئ الشيخ محمد القرمي: أنه كان في خلوة فسأل الله أن يبعث إليه قميصًا من ولي من أوليائه فإذا ابن زقاعة ومعه قميص فأعطاه إياه ثم انصرف فورًا وله ديوان شعر فيه كثير من المدائح النبوية والقصائد الصوفية" أ. هـ. • الأعلام: "وشاعت عنه مخاريق وشعبذة، وفي الصوفية من قال إنه يعرف الحرف والاسم الأعظم وينفق من الغيب" أ. هـ. وفاته: سنة (816 هـ) ست عشرة وثمانمائة، وغلط من أرخه سنة (818 هـ). من مصنفاته: "دوحة الورد في معرفة النرد" و"تقريب التعجيم في حرف الجيم"، وله قصيدة. 157 - ابن المُرحّل * اللغوي، المقرئ: إبراهيم بن محمد بن سليمان بن علي بن إبراهيم بن حارث بن حنينة -تصغير حنة- ابن نصيبين، برهان الدين ابن الشمس ابن الشرف البعلي الشافعي، ويعرف بابن المرحل. ولد: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان حنبليًا ثم صار شافعيًّا هو وأبوه، وكان متواضعًا كريمًا حسن السمت والتودد، وكان إمامًا علّامة في القراءات والفقه وأصوله والعربية واللغة والأدب حافظًا لكثير من ألفاظ الحديث مع معانيها ذا وجاهة وجلالة" أ. هـ. • الشذرات: "كان إمامًا فاضلًا نبيلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (861 هـ) إحدى وستين وثمانمائة. ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 159 - 160)، وجيز الكلام (2/ 338)، الشذرات (9/ 436)، وفيه يعرف بابن المراحلي.

158 - البيجوري

158 - البَيجُوري * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فقيه الشافعية البرهان البيجوري، القاهري، الشافعي. ولد: سنة (828 هـ) ثمان وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: تلا للسبع إفرادًا وجمعًا على الزين جعفر السنهوري، وجمعًا على النور الإمام وأجازه وغيرهما. من تلامذته: قال في الضوء: "ربما أقرأ القراءات بل وحدث الطلبة" أ. هـ. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "كان خيرًا متوددًا متفضلًا على كثيرين راغبًا في البر والصلة مع الانجماع غالبًا مع الناس والثناء عليه مستفيض" أ. هـ. وفاته: سنة (888 هـ) ثمان وثمانين وثمانمائة. 159 - الأَخْضَري * اللغوي: إبراهيم بن محمد الأخضري الطولقي (¬1) التونسي المغربي المالكي. ولد: سنة (828 هـ) ثمان وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: أبو يحيى بن عقبة، وعبد الله القلجاني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان متين الديانة زاهدًا ورعًا تام العقل مهابًا مع حسن العشرة والملاطفة والتقنع باليسير لا يخاف في الله لومة لائم، وأعرض عن الفتيا حين اختلاف الكلمة، ولم يكن يمنع من يغتاب بحضرته، ولكنه لا يشاركهم بكلامه وتصدر للتدريس والإفتاء وانتفع به الفضلاء، وتقدم بالعربية" أ. هـ. • شجرة النور: " .. التونسي شيخها وعالمها الكبير ومفتيها الشهير" أ. هـ. وفاته: سنة (879 هـ) تسع وسبعين وقيل (883 هـ) ثلاث وثمانين وقيل (899 هـ) تسع وتسعين وثمانمائة وهو الصحيح. 160 - برهان الدين المُرِّي * النحوي، المفسر إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان، برهان الدين المُرِّي المقدسي ثم القاهري الشافعي المعروف بابن أبي شريف. ولد: سنة (836 هـ)، ثلاث وثلاثين وقيل ست وثلاثين وثمانمائة وقيل (833). من مشايخه: لازم سراج الرومي في العربية والأصول المنطق، ويعقوب الرومي في العربية والمعاني والبيان وابن حجر. ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 119). * الضوء اللامع (1/ 169 - 170)، شجرة النور الزكية (259). مشاهير التونسيين (32). (¬1) الطولقي: طولقة بالقرب من سكرة. أ. هـ. من الضوء. * الضوء اللامع (1/ 134 - 136)، نظم العقيان (26)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 18)، الكواكب السائرة (1/ 102)، البدر الطالع (1/ 26 - 27)، الشذرات (10/ 166)، الأعلام (1/ 66)، معجم المفسرين (1/ 20)، معجم المؤلفين (1/ 59). طبقات المفسرين للأدنروي (346 هـ) وقد وهم في وفاته حيث جعلها في سنة (883 هـ) أعلام فلسطين (1/ 66).

161 - الإسفراييني

كلام العلماء فيه: • الضوء: "درس التفسير بجامع طولون وأخذ عنه الطلبة في جامع الأزهر وغيره" أ. هـ. • طبقات المفسرين للأدرنوي: "إمام جليل القدر، جميل الأخبار، ذو همة وافرة" أ. هـ. • أعلام فلسطين: "قال الشعراوي: كان يتقوت من مصبنة له بالقدس، ولا يأكل من معاليم مشيخة الإسلام شيئًا، وكان قوالًا بالحق آمرًا بالمعروف لا يخاف في الله لومة لائم، وكان الناس يقولون جميع ما وقع للغوري بسر الشيخ" أ. هـ. وفاته: سنة (923 هـ) ثلاث وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: له "تفسير سورة الكوثر" و"تفسير سورة الإخلاص" والكلام على البسملة وعلى خواتيم سورة البقرة. وشرح قواعد الإعراب في نحو عشرة كراريس. 161 - الإِسْفَراييني * النحوي، اللغوي، المفسر إبراهيم بن محمد بن عرب شاه الإسفراييني (¬1) الحنفي، عصام الدين. ولد: سنة (873 هـ) ثلاث وسبعين وثمانمائة. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "خرج في أواخر عمره من بخارى إلى سمرقند لزيارة الشيخ العارف خواجه عبيد الله النقشبندي، فمرض بها مدة اثنين وعشرين يومًا، ثم قضى نحبه عن اثنثين وسبعين سنة. وكان آخر ما تلفظ به: الله، ودفن بسمرقند قرب الشيخ المذكور" أ. هـ. وفاته: قيل: سنة (943 هـ) ثلاث وأربعين وتسعمائة. وقيل: (945 هـ) خمس وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: "الأطول - ط" في شرح تلخيص (المفتاح) للقزويني في علوم البلاغة، و"حاشية على تفسير البيضاوي - خ"، و"حاشية على شرح السعد على الفوائد النسفية"، و"شروح وحواشي" في المنطق وغير ذلك. 162 - إبراهيم الحَلَبي * اللغوي، المفسر, المقرئ: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي الحنفي. من مشايخه: قرأ على علماء عصره في حلب، ثم ارتحل إلى مصر وقرأ على علمائها. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "كان رحمه الله عالمًا بالعلوم العربية والتفسير والحديث وعلوم القراءات وكانت له يد طولى في الفقه والأصول، ¬

_ * شذرات الذهب (10/ 417)، في وفيات سنة (951 هـ)، عن (72) عامًا، الأعلام (1/ 66)، معجم المؤلفين (1/ 67) وفيه وفاته (951 هـ) طبقات الأدنروي (376)، كشف الظنون (1/ 39) و (2/ 1060) وغيرهما: إيضاح المكنون (2/ 44) سركيس (1330). (¬1) إسفرايين: قرية من قرى خراسان. أ. هـ. من الشذرات. * الكواكب السائرة (2/ 77)، شذرات الذهب (10/ 445 - 444)، الطبقات السنية في تراجم الحنفية (1/ 223 - 222)، أعلام النبلاء (5/ 534)، معجم المفسرين (1/ 20)، معجم المؤلفين (1/ 22)، الأعلام (1/ 66، كشف الظنون (2/ 1099، 1814)، در الحبب (1/ 1 / 93، الشقائق النعمانية (295، التاج المكلل (391)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (3/ 1470)، الماتريدية وموقفهم من الصفات الإلهية (1/ 316).

163 - ابن كسبائي

وكانت مسائل الفروع نصب عينه، وكان ورعًا تقيًا، زاهدًا، متورعًا، عابدًا، ناسكًا" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "كان ملازمًا لبيته مشتغلًا بالعلم ولا يراه أحد إلا في بيته أو في المسجد، وإذا مشى في الطريق يغض بصره عن الناس، ولم يسمع أحد أنه ذكر أحد بسوء، وكان منتقدًا لابن عربي كثير الحط عليه" أ. هـ. • الطبقات السنية: "كان ورعًا تقيًا زاهدًا ناسكًا منجمعًا عن الناس ... ولا يلتذ بشيء سوى العبارة والعلم ومذاكرته والتصنيف ... وبالجملة فقد كان من الفضلاء المشهورين والعلماء العاملين" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من كبار فقهاء الحنفية، كان إمامًا عالمًا بالعلوم العربية والتفسير والحديث والقراءات ... وكان مفتي الديار الرومية يعول عليه في حل المشكلات" أ. هـ. • الماتريدية وموقفهم من الصفات الإلهية - في الهامش -: "وهذا الحلبي كان شديد الرد على ابن عربي الإلحادي" أ. هـ. • جهود علماء الحنفية: "كان شديدًا على الصوفية الاتحادية ألّف كتابه تنبيه الغبي في الرد على كلام ابن عربي ورد على السيوطي بعنف وشدة على كتابه تنبيه الغبي" أ. هـ. وفاته: سنة (956 هـ) ست وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: له تفسير آية الكرسي وشرح "البردة"، وله كتاب سماه "ملتقى الأبحر"، وله: "تنبيه الغبي في الرد على كلام ابن عربي" (¬1). 163 - ابن كَسْبائي * النحوي، المقرئ: إبراهيم بن محمد العمادي الملقب برهان الدين ابن كسبائي. ولد: سنة (954 هـ) أربع وخمسين وتسعمائة. من مشايخه: والد نجم الدين الغزي وشيخ القراء بدمشق الشام شهاب الدين أحمد بن بدر الطيبي، والشهاب أحمد الفلوجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تراجم الأعيان: "هو الشيخ الذي وقع الإجماع بدمشق على أنه مقرئها دراية ورواية، وأنه المطلع على وجوه القراءات إلى الغاية، وكان مشاركًا في غير القراءات من بقية العلوم كالنحو والصرف" أ. هـ. • لطف السمر: "كانت له مداعبة ومزاح، ويغلب عليه الجذب" أ. هـ. • خلاصة الأثر: "وولي تدريس الأتابكية .. وكان فيه دعابة ومزاح ويغلب عليه التغفل .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1017 هـ) سبع عشرة وألف. 164 - الشِّيرازيّ * المفسر: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الشيرازي. من مشايخه: قرأ على جماعة منهم والده صدر الدين محمد المعروف بملا صدرا. ¬

_ (¬1) قد طبع هذا الكتاب ضمن بحث في مجلة "الحكمة" العدد الحادي عشر (11) لسنة (1417 هـ)، بتحقيق ودراسة علي رضا بن عبد الله بن علي بن رضا، وبعنوان "تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي". * تراجم الأعيان (2/ 30 - 33) وقال ابن كسباي، لطف السمر (1/ 222 - 226) وفيه وفاته (1008 هـ)، خلاصة الأثر (1/ 35)، منتخبات التواريخ (595). * أعيان الشيعة (5/ 331)، معجم المفسرين (1/ 21)، الأعلام (1/ 67)، معجم المؤلفين (1/ 55).

165 - الميموني

من تلامذته: نعمة الله الجزائري. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "كان فاضلًا، عالمًا، متكلمًا، فقيهًا، جليلًا، نبيلًا، متدينًا جامعًا لأكثر العلوم ماهرًا في أكثر الفنون سيما في العقليات والرياضيات، وهو في الحقيقة مصداق قوله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} قرأ على جماعة منهم والده ولم يسلك مسلكه وكان على ضد طريقته في التصوف والحكمة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، متكلم، من فقهاء الشيعة الإمامية، من أهل شيراز" أ. هـ. وفاته: سنة (1070). سبعين وألف. من مصنفاته: "العروة الوثقى" في تفسير القرآن، وحاشية على رسالة إثبات الواجب للدواني، و "حاشية على إلهيات الشفا". 165 - المَيمُوني * اللغوي، المفسر إبراهيم بن محمد بن عيسى، أبو إسحاق، المصري، الشافعي، الملقب برهان الدين الميموني (¬1). ولد: سنة (991 هـ) إحدى وتسعين وتسعمائة. من مشايخه: أبو بكر السنواني، ومنصور الطبلاوي، وغيرهما. من تلامذته: عبد القادر البغدادي وشاهين الحنفي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "الإمام العلامة الفهامة المحقق المدقق خاتمة الأساتذة المتبحرين كان آية ظاهرة في علوم التفسير والعربية أعجوبة باهرة في العلوم العقلية والنقلية حافظًا متفننًا متضلعًا من الفنون مشهورًا خصوصًا عند القضاة وأرباب الدولة وأبلغ ما كان مشهورًا فيه علم المعاني والبيان حتى قل من يناظره فيهما وسئل بعض أهل التحقيق من قضاة مصر عنه فقال: هو رجل لو سئل عن مسألة في المعاني والبيان لأملى عليها كراريس عديدة وكان مترفهًا في عيشه كريم النفس، دقيق الطبع حسن الخلق فصيح اللسان محللًا عند عامة الناس وخاصتهم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عارف بالتفسير والحديث والعربية والعلوم العقلية والنقلية" أ. هـ. وفاته: سنة (1079 هـ) تسع وسبعين وألف. من مصنفاته: "حاشية على المواهب اللدنية"، و"حاشية على تفسير البيضاوي" و"تهنئة الإسلام بتجديد بيت الله الحرام - خ". 166 - السُّوهائي * المقرئ: إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السوهائي (¬2) المالكي الأزهري. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مقرئ من المشتغلين بالحديث" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم بالحديث والفقه ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 45 - 46)، الأعلام (1/ 67)، معجم المفسرين (1/ 21)، معجم المؤلفين (1/ 68)، هدية العارفين (1/ 32). (¬1) في خلاصة الأثر: نسبة إلى ميمون في صعيد مصر. * الأعلام (1/ 67)، معجم المؤلفين (1/ 63)، إيضاح المكنون (1/ 469)، هدية العارفين (1/ 28). (¬2) نسبة إلى سوها من إخميم مصر.

167 - ابن حمزة

والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (1080 هـ) ثمانين وألف. من مصنفاته: "إيقاظ الوسنان في معاملة الرحمن" و"الدرر المنثورة في قراءة أبي عمرو المشهورة" و "فتح القدير بترتيب الجامع الصغير". 167 - ابن حَمْزة * النحوي: إبراهيم بن محمد بن محمد كمال الدين بن أحمد بن حسين، برهان الدين بن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي. ولد: سنة (1054 هـ) أربع وخمسين وألف. من مشايخه: الشيخ محمد العناني، والسيد أحمد الحموي الحنفي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "ذا أبهة ووقار وسكينة وعادة وأوراد العالم المشهور المحدث النحوي العلّامة كان وافر الحرمة مشهور الفضل" أ. هـ. • الأعلام: "من صدور دمشق، ولد بها وتعلم وولي نقابة الأشراف بمصر عام (1093 هـ) ثم النقابة بدمشق مرات وبلغ عدد شيوخه ثمانين شيخًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على ألفية ابن مالك" في النحو، "البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف - ط". 168 - القُمِّيّ * المفسر: إبراهيم بن محمد بن باقر بن محمد علي بن محمد مهدي القُميّ الرضوي. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني .. كان فاضلًا محققًا عالمًا مدققًا ذا فطنة ودراية متقنًا بارعًا حاذقًا في الحكمة والكلام والحديث والأصول والتفسير والفقه حضرت مجلس درسه كثيرًا" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم في التفسير والحديث والأصول والكلام، من فقهاء الشيعة الإمامية. نسبته إلى مدينة قم بإيران" أ. هـ. وفاته: سنة (1168 هـ). ثمان وستين ومائة وألف. من مصنفاته: "شرح المفتاح"، و "شرح الوافي". 169 - ابن صلاح الأمير * المفسر: إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير بن محمد بن علي الحمزيّ الحسني الهاشمي. ولد: سنة (1141 هـ) إحدى وأربعين ومائة وألف. ¬

_ * سلك الدرر (1/ 22)، الأعلام (1/ 68)، نفحة الريحانة (2/ 86)، أعلام الفكر في دمشق (25)، معجم المؤلفين (1/ 69)، إيضاح المكنون (1/ 207) هدية العارفين (1/ 37). * أعيان الشيعة (5/ 335)، معجم المفسرين (1/ 21)، معجم المؤلفين (1/ 59). * نيل الوطر (1/ 28)، البدر الطالع (1/ 420 - 424)، الأعلام (1/ 69 - 70) معجم المؤلفين (1/ 58)، معجم المفسرين (1/ 21).

170 - الجارم

من مشايخه: والده، ويوسف بن الحسين بن أحمد بن زبارة. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء جامع بين الشريعة والطريقة عارف بفنون لاسيما الحديث والتفسير وله في التصوف والتسليك يد طولى" أ. هـ. • نيل الوطر: "قصد اليهود في يوم عيد لهم إلى كنيستهم وهم يستمعون أحبارهم، فصلى في الكنيسة ركعتين ثم تلا سورة القصص، فأقبلوا عليه يستمعون وتركوا ما هم فيه، فلما ختمها التفت فإذا كبير الأحبار يبكي، ويقول: صدق الله تعالى فطمع صاحب الترجمة في إسلامه فتأخر فقال مالك تأخرت فقال سمعنا القرآن من غيرك فما فعل بنا شيئًا وإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من شاء. • الأعلام: "واعظ، مفسر، من متصوفي الزيدية نعته صاحب نيل الوطر بعالم الدنيا وحافظها وخطيب الأمة وواعظها، ولد وتعلم في صنعاء ودعا إلى اتباع السنة زاجرًا عن الطريقة المذهبية" أ. هـ. وفاته: سنة (1213 هـ) ثلاث عشرة ومائتين ألف. من مصنفاته: له تفسير غريب سماه "مفاتيح الرضوان في تفسير القرآن بالقرآن" (¬1) و"فتح المتعال الفارق بين أهل الهدى والضلال". 170 - الجَارم * النحوي، المفسر إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن الحسني الإدريسي الشافعي، الجارم، برهان الدين. ولد: سنة (1202 هـ) اثنتين ومائتين وألف. كلام العلماء عليه: • الأعلام: "عارف بالنحو من أهل رشيد بمصر" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على شذور الذهب في معرفة كلام العرب لابن هشام - خ"، و"شرح مختصر السباعي - خ" في النحو. وله حاشية على تفسير الجلالين. 171 - البَاجُوري * النحوي: إبراهيم بن محمد بن أحمد الباجوري. ولد: سنة (1198 هـ) ثمان وتسعين ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ محمد الأمير الكبير والشيخ عبد الله الشرقاوي. ¬

_ (¬1) وفي الأعلام: "فتح الرحمن في تفسير القرآن بالقرآن". * الأعلام (1/ 70 - 71)، معجم المؤلفين (1/ 60)، وفيه وفاته (1265)، معجم المفسرين (1/ 22). إيضاح المكنون (2/ 42) هدية العارفين (1/ 41). * حلية البشر (1/ 7 - 11)، إيضاح المكنون (1/ 244)، معجم المطبوعات لسركيس (507)، ووفاته فيه (1277 هـ)، الكشاف لأطلس (55)، الأعلام (1/ 71)، معجم المؤلفين (1/ 57).

172 - اللكهنوئي

كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "له عظيم وحب جسيم لآل البيت الكريم ولذلك كان مواظبًا على زيارتهم ومترددًا على أبواب حضراتهم" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "ولما انتهت إليه رئاسة الأزهر لم يزل مستمرًا على ملازمة التدريس مع القيام بشؤون المشيخة" أ. هـ. وفاته: سنة (1276 هـ) ست وسبعين ومائتين وألف في الأعلام (1277 هـ). من مصنفاته: "شرح نظم الترصيف في فن التصريف" و"شرح على منظومة العمريطي"، و"حاشية على البردة الشريفة ورسالة صغيرة في فن الكلام"، و"حاشية على مولد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - للشيخ الدردير" وغير ذلك. 172 - اللَّكْهَنِّوئي * المفسر: إبراهيم بن محمد تقي بن حسين بن علي النقوي النصير آبادي اللكهنوئي. ولد: سنة (1259 هـ) تسع وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: قرأ النحو والصرف والمنطق والبيان على المولى كمال الدين الموهاني، والفقه والأصول على أبيه السيد محمد تقي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "كان فقيهًا حاويًا لصنوف الكمالات نهض بأعباء الزعامة الروحية، ونشر تعاليم الدين الحنيف بعد والده السيد محمد تقي مجاهد في إعلاء كلمة الإسلام وثابر حق المثابرة، وكان على شنشنة أسلافه الهاشمية في بث روح الإسلام في هاتيك الديار والدعوة إلى شرعة جده الأمين - صلى الله عليه وسلم - .. سافر إلى الحج وزار مشهد الرضا (ع) ومشاهد العراق مرارًا" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر من فقهاء الشيعة الإمامية من أهل لكهنوء بالهند، ووفاته فيها" أ. هـ. • الأعلام: "كان حظيًا عند السلطان واجد علي شاه آخر ملوك الشيعة في لكهنوء" أ. هـ. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: تكملة "ينابيع الأنوار" في التفسير لوالده، و"البضاعة المزجاة" في تفسير سورة يوسف. 173 - ابن سَعْدان * النحوي: إبراهيم بن محمد بن سعدان المبارك. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أحدُ من كتب وصحّح، ونظر وحقق وروى وصدق، وقد صنّف كتبًا حسنة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "جمّاعة للكتب .. صحيح الخط، صادق الرواية، جمع بين المذهبين -أي المذهب الكوفي والبصري- في النحو" أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب الخيل"، و"كتاب حروف القرآن". ¬

_ * أعيان الشبعة (5/ 337)، معجم المفسرين (1/ 22)، الأعلام (1/ 71)، معجم المؤلفين (1/ 60). * معجم الأدباء (1/ 97)، الفهرست لابن النديم (87)، إنباه الرواة (1/ 185)، بغية الوعاة (1/ 426).

174 - ابن الخير

174 - ابن الخَيِّر * المقرئ: إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي البغدادي الأَزْجي الحنبلي المشهور بابن الخَير، أبو إسحاق، وأبو محمد. ولد: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخسمائة. من مشايخه: فخر النساء شهدة، وأبو الحسن اليوسفي وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي وابن الدواليبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "كان صالحًا، دينًا، فاضلًا، دائم البشر، عالي الرواية" أ. هـ. • المختصر المحتاج إليه: "وهو دين لا بأس به" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن نقطة: سماعه صحيح، وهو شيخ مكثر" أ. هـ. • الشذرات: "وكان أحد المشايخ المشهورين بالصلاح وعلو الإسناد، دائم البشر مشتغلًا بنفسه ملازمًا لمسجده حسن الأخلاق" أ. هـ. وفاته: سنة (648 هـ) ثمان وأربعين وستمائة. 175 - العَطَّار * المفسر إبراهيم بن محمود بن أحمد الشهير بالعطار، الشافعي. ولد: سنة (1232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد الرحمن الكزبري، وعبد الرحمن الطيبي، وغيرهما. من تلامذته: كان له طلاب كثيرون انتفعوا به. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "عالم جليل وفاضل نبيل شهير الذكر كبير القدر من بقية المشايخ الأقدمين الناهجين على طراز الصالحين له محاضرة لطيفة، ومذاكرة ظريفة، وتواضع بين، وجانب ليّن، .. " أ. هـ. • تاريخ علماء دمشق: "صوفي من أرباب الطرق، ذكر في ثبته مشايخه في التصوف" أ. هـ. • الأعلام الشرقية: "كان إمامًا نحريرًا، عالمًا معمرًا تعتقد فيه الناس، بعيدًا عن الظهور ومخالطة الأمراء والحكام" أ. هـ. • أعيان دمشق: "ذكر -أي في ثبت شيوخ المترجم- شيوخه في التصوف فمنهم الشيخ صالح السفرجلاني شيخ الطريقة الشاذلية بدمشق وقال إنه أخذ الطريقة القادرية عن والده" أ. هـ. وفاته: سنة (1314 هـ) أربع عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تكملة تفسير شيخه المنلا أبي بكر"، و"تعليقات على حاشية الباجوري على شرح الأنبابي على السلم" وغير ذلك. ¬

_ * السير (23/ 235)، العبر (5/ 198)، المختصر المحتاج إليه (1/ 235)، المشتبه (235)، الوافي (6/ 142)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 243)، غاية النهاية (1/ 27)، النجوم الزاهرة (7/ 22)، شذرات الذهب (7/ 415). * حلية البشر (1/ 65)، تاريخ علماء دمشق (1/ 126 - 72)، معجم المؤلفين (1/ 72)، الأعلام الشرقية (1/ 252)، أعلام دمشق (367).

176 - الوجيه الصغير

176 - الوجيه الصغير * النحوي: إبراهيم بن مسعود بن حسان، المعروف بالوجيه الصغير (¬1) أبو إسحاق الضّرير الرّصافيّ. من مشايخه: مصدق بن شبيب وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان هذا من أهل الرصافة ببغداد وكان عجبًا في الذكاء وسرعة الحفظ، وكان قد حفظ كتاب سيبويه، وقيل بل حفظ أكثره، وكان يحفظ غير ذلك من كتب الأدب .. واعتبط شابًّا ولو قدّر الله أن يعيش لكان آية من الآيات" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان سريع الحفظ، ثابت الذهن، حاضر الجواب ... وكان ابن شبيب - أستاذه - يراجعه في أشياء تشكل عليه، وكان مشهورًا في فنه، معترفًا له بالفضل والمعرفة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان قد برع في الأدب" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن النجار: احترق من كثرة الحفظ، والكدّ وأصابه سلّ" أ. هـ. وفاته: سنة (590) تسعين وخمسمائة. 177 - ابن الجَابِي * المقرئ: إبراهيم بن مسعود بن إبراهيم بن سعيد الإزِيليّ القاهري المعروف بابن الجابي وبالمسروري. ولد: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة. من مشايخه: قرأ على الشطنوفي وابن الكفتي والصفي المراغي. من تلامذته: انتفع به الإمام فخر الدين محمد بن علي المصري، وعز الدين عبد العزيز بن أحمد بن عثمان المصري. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام متقن مجود" أ. هـ. • الدرر: "أقام بالمدينة وانتفع به جماعة في إقراء القراءات وكان شيخًا مهيبًا حسن السمت, مليح الشيبة ناب في الخطابة والإمامة وكف في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. 178 - البَرْغمهَ وي * المفسر إبراهيم بن مصطفى البَرْغَمْه وي المعروف بلوح خوان، الرومي، الحنفي. من مشايخه: المولى أبو الليث. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان بحرًا زاخرًا عالمًا بالتفسير ¬

_ • معجم الأدباء (1/ 127)، إنباه الرواة (1/ 189)، الوافي (6/ 146)، نكت الهميان (91)، بغية الوعاة (1/ 432)، تاريخ الإسلام (وفيات 590) ط. تدمري، التكملة لوفيات النقلة (1/ 206). (¬1) كان في بغداد نحوي آخر معروف بالوجيه الكبير هو: المبارك ويعرف جده بالشاعر قال ياقوت في معجم الأدباء ذاكرًا الوجيه الكبير هذا: "وهو شيخي الذي به تخرجت وعليه قرأت .. ". أ. هـ. المتوفى سنة (612 هـ). انظر معجم الأدباء (5/ 2263) وسير أعلام النبلاء (22/ 86) وغيرهما من المصادر. * غاية النهاية (1/ 27)، الدرر الكامنة (1/ 74). • خلاصة الأثر (1/ 51)، معجم المفسرين (1/ 22)، معجم المؤلفين (1/ 73). هدية العارفين (1/ 29)، كشف الظنون (2/ 1602).

179 - حنيف الرومي

والحديث والكلام، متورعًا عابدًا عفيفًا نزهًا صلبًا له صدق وصلاح وفيه فوز وفلاح" أ. هـ. • معجم المفسرين: "قاض مفسر، من فقهاء الحنفية، متكلم من أهل بلدة برغمه" أ. هـ. وفاته: سنة (1014 هـ) أربع عشرة وألف. من مصنفاته: "نظم الفوائد في سلك مجمع العقائد" وهو متن في علم الكلام، وله على التفسير رسائل وتعليقات كثيرة تدل على تبحره. 179 - حَنِيف الرُومِي * المفسر: إبراهيم بن مصطفى، المعروف بحنيف الرومي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "قاضٍ، عالم بالتفسير، من فقهاء الحنفية تركي الأصل. ولي القضاء ببلدة غلطة" أ. هـ. وفاته: سنة (1189 هـ) تسع وثمانين ومائة ألف. من مصنفاته: "لطائف التفسير"، و"الراسخ في المنسوخ والناسخ" وغير ذلك. 180 - إبراهيم مصطفى * النحوي: إبراهيم مصطفى. ولد: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالنحو، من أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعمل مدرسًا فأستاذًا للأدب العربي في جامعة الإسكندرية، فعميدًا لكلية دار العلوم". • قلت: بعد مراجعة كتاب "المعجم الوسيط" (¬1) الذي قام بإخراجه إبراهيم مصطفى مع عدد آخرين من أصحاب اللغة وجدنا في مواضع من الكتاب أنهم يميلون في التفسير اللغوي إلى الاعتزال كما في المجلد الثاني (ص 599) عندما "فُسر العرش: بـ"المُلْكُ"، و- سريرُ المُلك - وفي التنزيل: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [سورة النمل (23)] و- قوامُ الأمرُ، يقال: استوى على عرشِهِ: مَلكَ، وهذا أحد أقوال المعتزلة في الاستواء على العرش، وفي تفسير آخر في المجلد الثاني أيضًا في (ص 802) في كلمة "الكلام" حيث ورد: "الكَلَمة، والكَلْمَةُ: اللفظ الواردة .. وكلمة الله: حُكمهُ وإرادته. وفي التنزيل العزيز: {وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة: 40]، و {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا} [يونس: 33] .. " انتهى فمما سبق وجدنا التأويل الواضح في معنى استوى، والكلام، ولكن لو ذهبنا إلى مواضع أخرى ككلمة "صبغة" لوجدنا أنها قد فسرت بما فسرهُ السلف وما أخرجت عن ما فهم السلف حيث ورد "الصِّبْغَةُ: ما يُصبَغُ به، ... وصبغة الله: الفطرة التي خَلقَ عليها الناس، والدين الذي شرعه الله لهم، قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138] انتهى. لذلك ترى أن الاختلاف في مواقف صفات الله ¬

_ * المصادر: إيضاح المكنون (1/ 541)، و (2/ 403) هدية العارفين (1/ 39)، معجم المفسرين (1/ 22)، معجم المؤلفين (1/ 73). * الأعلام (1/ 74). (¬1) "المعجم الوسيط" قام بإخراجه "إبراهيم مصطفى وآخرون"، مطبعة مصر لسنة 1380 هـ / 1960 م.

181 - أبو إسحاق النسفي

تعالى عن تفسيرها يدلُّ على عدم الفهم الاعتقادي الصحيح، المخلوط لدى المتأخرين في هذا القرن والقرن الثالث عشر خاصة، تأثرهم بالأفكار الجديدة المخلوطة بالفكر الدخيل كالغربي وما شابهه من مختلف مناشئها، فكان له الأثر على الوضع الديني لدى مفكري وأدباء وعلماء الأمة خاصة في القرون المتأخرة هذه إلا ما شاء الله تعالى، على أننا لا نستطيع أن نجزم من هذا الكلام الذي ذُكر آنفًا هو من كلامه -أي إبراهيم مصطفى- ولكنه يتحمل جزءًا منه لما أثبت في معجمهم جميعًا، والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1382 هـ) اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "إحياء النحو" وفيه آراء قامت حوله ضجة إلا أن المجمع أقر عليها، وعدلت المناهج الدراسية بمصر متبعة رأيه، وتحقيق "سر صناعة الإعراب" لابن جني، و "إعراب القرآن" للزجاج وغير ذلك. 181 - أبو إسحاق النَّسَفي * المفسر: إبراهيم بن معقل بن الحجّاج، أبو إسحاق النَّسَفي قاضي نسَفَ وعالمها. من مشايخه: سمع هشام بن عمار وطبقته، ط. تدمري. وحدّث بصحيح البخاري عنه. من تلامذته، ابنه سعيد ومحمد بن زكريا وعبد المؤمن بن خلف النسفيون. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان من جلة أهل السنة وأصحاب الحديث، ومن ثقاتهم وأفاضلهم" أ. هـ. • السير: "قال أبو يعلى الخليلي: هو ثقة حافظ .. : أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان فقيه النفس، عارفًا باختلاف العلماء" أ. هـ. • الوافي: "رحل وكتب الكثير" أ. هـ. • طبقات الحفاظ: "قاضي نسف وعالمها" أ. هـ. • معجم المفسرين: "محدث، مفسر". وقال أيضًا: "قال المستغفري: كان فقيهًا حافظًا بصيرًا باختلاف العلماء ... " أ. هـ. وفاته: سنة (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "المسند" و"التفسير" وغير ذلك. 182 - الفالي الشيرازي * اللغوي، المفسر: إبراهيم بن مكرم بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن مكرم العز ابن السراج الفالي (¬1) الشيرازي الشافعي. من مشايخه، الصلاح خليل الأقفهسي، واشتغل على أبيه وابن عمه. من تلامذته: وتخرج به الفضلاء ومنهم قريبه ¬

_ * السير (13/ 493)، العبر (2/ 100)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 24) , معجم المفسرين (1/ 23) , الوافي (6/ 149)، شذرات الذهب (3/ 400) , الأنساب (5/ 486) , اللباب (3/ 224)، معجم البلدان (5/ 285)، تاريخ دمشق (7/ 225)، تهذيب تاريخ دمشق (2/ 300)، تذكرة الحفاظ (2/ 686)، النجوم (3/ 164) , طبقات الحفاظ (298)، الأعلام (1/ 74) , معجم المؤلفين (1/ 74)، تاريخ الإسلام (وفيات 295) ط. تدمري. * الضوء (1/ 172). (¬1) الفالي: والفال بالفاء بلدة من عمل شيراز.

183 - الشاطبي

نعمة الله. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "برع في الفقه وأصوله والعربية والتفسير والمنطق وصار مشارًا إليه في تحقيق المعاني والبيان والكشاف فأقبل على التدريس والإفتاء". وقال أيضًا: "كان مجتهدًا في العبادة حريصًا على الجماعة معرضًا عن الدنيا وأهلها مقبلًا على الآخرة حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (874 هـ) أربع وسبعين وثمانمائة. 183 - الشَّاطِبي * المفسر إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، أبو إسحاق. من مشايخه: الشريف السبتي والشريف التلمساني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "حافظ ثقة، محدث، مفسر، أصولي، من أئمة فقهاء المالكية. من أهل غرناطة .. أثنى عليه علماء المغرب .. " أ. هـ. • شجرة النور: "العلامة المؤلف المحقق النظار أحد الجهابذة الأخيار وكان له القدم الراسخ في سائر الفنون والمعارف أحد العلماء الأثبات وأكابر الأئمة الثقات الفقيه الأصولي المفسر المحدث، له استنباطات جليلة، وفوائد لطيفة، وأبحاث شريفة مع الصلاح والعفة والورع واتباع السنة واجتناب البدع" أ. هـ. • كتاب المجددون في الإسلام: "ولم يزل مجتهدًا في طلب العلوم حتى برع فيها، وصار من كبار أئمتها، وتكلم في كثير من مشكلات المسائل من علماء عصره من شيوخه وغيرهم، وكان حريصًا على اتباع السنة، مجانبًا للبدعة والشبهة، حتى وقع له في ذلك أمور مع جماعة من شيوخه وغيرهم، لشيوع البدعة بينهم، وتساهلهم في شأنها إرضاء للعامة وأشباههم، فلم يسلك في هذا مسلكهم، لأنه كان ينهج نهج المتقدمين من العلماء، فكان لا يأخذ الفقه ونحوه إلا من كتب الأقدمين، ولا يرى لأحد أن ينظر في الكتب المتأخرة، كما قرره في كتابه - الموافقات - وكانت ترد عليه الكتب في ذلك من بعض أصحابه، فيوقع له: "وأما ما ذكرتم من عدم اعتمادي على التآليف المتأخرة، فليس ذلك مني محض رأي، ولكن اعتمدته بحسب الخبرة عند النظر في كتب المتقدمين مع المتأخرين، كابن بشير وابن شاس وابن الحاجب ومن بعدهم، ولأن بعض من لقيته من العلماء بالفقه أوصاني بالتحامي عن كتب المتأخرين، وأتى بعبارة خشنة، ولكنها محض النصيحة، والتساهل في النقل عن كل كتاب جاء لا يحتمله دين الله، ومثله ما إذا عمل الناس بقول ضعيف، ونقل عن بعض الأصحاب: لا تجوز مخالفته. وذلك يشعر بالتساهل جدًّا، ونص ذلك القول لا يوجد لأحد من العلماء فيما أعلم". ¬

_ * هدية العارفين (1/ 18)، فهرس الفهارس (1/ 134)، شجرة النور (231)، الأعلام (1/ 75)، معجم المؤلفين (1/ 77)، معجم المفسرين (1/ 23)، المجددون في الإسلام (307). رسالة علمية الجامعة الأردنية (أسباب النزول وقضايا علوم القرآن والتفسير عند الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات") لسنة 1996 م.

والعبارة الخشنة التي أشار الشاطبي إليها كان ينقلها عن صاحبه أبي العباس القبّاب: أنه كان يقول في ابن بشير وابن شاس: أفسدوا الفقه. وكان يقول: شأني عدم الاعتماد على التقاييد المتأخرة، إما للجهل بمؤلفها أو لتأخر أزمنتهم جدًّا، فلذلك لا أعرف كثيرًا منها ولا أقتنيه، وعمدتي كتب الأقدمين المشاهير. ولقد كان لهذه النزعة الإصلاحية عند الشاطبي أثرها في كتابين من كتبه وهما كتاب "الموافقات" وكتاب "الاعتصام" ... أما كتاب "الاعتصام" فهو في نقد الحياة الدينية والاجتماعية بين المسلمين، وبيان ما دخل فيها من البدع المذمومة، ولا سيما البدع الدينية، كالتزام المصلين المكث بعد الصلاة لأذكار وأدعية مأثورة يؤدونها بالاجتماع والاشتراك، حتى صارت شعارًا من شعائر الدين، وقد ذهب في هذا إلى أن كل بدعة في الدين مذمومة ولو كانت مما سموه البدع المستحسنة، وذكر أن استحسان ذلك وقع بسبب اشتباهه بالاستحسان الفقهي والمصالح المرسلة، مع أنه ليس منهما في شيء، لأن البدعة مطلقًا استدراك على الشرع وافتئات عليه، وأما مسائل المصالح المرسلة والاستحسان فهي موافقة لحكمته، وجارية على غير المعيّن من عموم بيناته وأدلته. والذي يهمنا هنا مما تناوله بالنقد أمران: أولهما مذهبه في إحداث الربط لالتزام سكناها بقصد الانقطاع للعبادة، وهي بخلاف الربط من الحصون والقصور التي كانت تبنى بقصد الرباط فيها، لأن هذه الربط تدخل في وظيفة الجهاد، وهو أصل من أصول الدين المعروفة، فلا يمكن أن يقال إنه بدعة، بخلاف الانقطاع للعبادة في تلك الربط، وقد ذكر الشاطبي أن أصحابها يتعلقون فيها بالصُّفة التي كانت في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليجتمع فيها فقراء المهاجرين، ثم رد على هذا بأن هذه كانت حالة ضرورة، كما يدل على ذلك قوله تعالى في أهل الصفة: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} فإنه قال {أُخْرِجُوا} ولم يقل خَرجوا، فهم قد أُخرجوا من ديارهم وأموالهم اضطرارًا، ولم يمكنهم أن يبنوا لهم دورًا بالمدينة بعد الهجرة إليها لفقرهم، فآواهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الصفة، إلى أن يتيسر لهم بناء منازل يأوون إليها، فالقعود في الصفة لم يكن مقصودًا لذاته، ولا بناء الصفة للفقراء مقصودًا بحيث يقال إن ذلك مندوب إليه لمن قدر عليه، ولا هي رتبة شرعية تطلب بحيث يقال إن ترك الاكتساب والخروج عن المال والانقطاع إلى الربط يشبه حال أهل الصفة، وبحيث تكون هي الرتبة العليا في الدين، فلا يظن العاقل أن ذلك مباح أو مندوب إليه أفضل من غيره، إن ذلك ليس بصحيح، ولن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها، وإنه ليكفي من يغتر بعمل المتأخرين من هذه الطائفة المتصفين بالصوفية أن صدورها لم يتخذوا رباطًا ولا زاوية، ولم يبنوابناء يضاهون به الصفة للاجتماع على التعبد والانقطاع عن أسباب الدنيا، كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم والجنيد، وإبراهيم الخواص، والحارث المحاسبي، والشبلي، وغيرهم ممن سابق في هذا الميدان، وإنما محصول هؤلاء أنهم خالفوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخالفوا السلف الصالح، وخالفوا شيوخ الطريقة التي انتسبوا إليها.

وكأني بالشاطبي لا يخالف إلا في بناء الربط والزوايا للانقطاع للعبادة، أما الانقطاع للعبادة في مسجد أو منزل فلا يخالف فيه، بدليل إقراره لما كان عليه سلف هذه الطائفة من الزهد والانقطاع للعبادة في غير الربط والزوايا، مع أن طريقتهم في ذاتها غير صحيحة كما سبق بيان ذلك غير مرة، ولو كانت ذاتها صحيحة لهان أمر الربط والزوايا التي تتخذ لها. والحق أن نظام الصفة نظام دائم لا مؤقت، لأنه يقصد منه كفاية الفقراء الذي لا يجدون كسبًا، حتى لا يتعرضوا لسؤال الناس، وهذا نظام يجب أن يعمل به في كل زمان ومكان، ولا يصح أن يقال إن وظيفته انتهت بعد الفتوحات الإسلامية، بل هو باق ما بقي في الدنيا فقراء لا يجدون كسبًا، وللإسلام فضل السبق إلى إنشاء هذا النظام، وهو نظام الملاجئ الشائع بيننا الآن. وثانيهما: مذهبه في علم الكلام، فقد ذهب في ذمه مذهب المتشددين من أهل السنة، كالإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة الحديث والفقه، وقد ذكر عن الحسن بن زياد اللؤلؤي أن رجلًا قال له في زُفر بن الهذيل: أكان ينظر في الكلام؟ فقال: سبحان الله ما أحمقك! ما أدركت مشيختنا زفر وأبا يوسف وأبا حنيفة ومن جالسنا وأخذنا عنهم همهم غير الفقه والاقتداء بمن تقدمهم. والشاطبي في هذا كابن تيمية وابن القيم الجوزية، مجدد في ناحية الفقه وأصوله، وإن كان دونهما في ذلك، وجامد متشدد في العقائد، يرى أن الناجي فيها فرقة واحدة لا غير، وهي فرقة السلف من أهل السنة، وكانت تجري النصوص على ظواهرها، وتذم ما يسلكه غيرها من التأويل فيها، وكان مذهبهم هو الغالب على الناس في أول الأمر، فلما جاء الأشعري لم يتهيب من التأويل ما تهيبوه، ولكنه لم يسرف فيه كما أسرف المعتزلة قبله، وقد غلبت طريقته على جمهور المسلمين، ولم يبق إلا قليل يتمسك بما كان عليه سلف أهل السنة، وأكثرهم من أتباع الإمام أحمد بن حنبل، ولا حرج عندي عليهم في التمسك بمذهب ذلك السلف، ولنا مآخذ عليهم أنهم إلى وقتنا هذا لا يأخذون غيرهم بالتسامح، وهذا يدعو إلى أن يقابلوا بمثل هذا من مخالفيهم، وليس هذا في مصلحة الإسلام، لأنه يثير العداوة بين أبنائه، والواجب أن ينتصر كل فريق منا لمذهبه بالتي هي أحسن، لأن هذا هو الأصل الذي قامت عليه الدعوة الإسلامية، فلا يدعي المخالفون إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا شك أن هذا يكون فيما بين المختلفين من المسلمين من باب أولى، لأن الخلاف بينهم لا يصل إلى درجة الخلاف بينهم وبين غيرهم" أ. هـ. • قلت: وقال الشيخ بكر أبو زيد في تقديمه لكتاب "الموافقات" (¬1): "ذلكم هو الإمام المجيد العلامة المصلح، الزاهد، الورع، المحتسب، الناصر للسنة القامع للبدعة". وقال: "هو مؤلف غرناطة الإبداعي في كتبه: ¬

_ (¬1) "الموافقات" للعلامة المحقق أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي، تقديم فضيلة الشيخ بكر أبو زيد، وبتحقيق "مشهور حسن آل سلمان" - ط الأولى لسنة (1417 هـ -1997 م) - دار ابن عفان.

"الموافقات" في أصول الفقه ومقاصدها، و"الاعتصام" في السنة وقمع البدعة، و "الإفادات والإنشادات" .. وهو -رحمه الله عليه- هي مؤلفات هذه بعيد عن طرق التأليف التقليدية، وللعمل المكرور وإنما يفترعها افتراعًا، ويُبدع فيها إبداعًا، لأنه قد اتخذ القرآن والسنة له نبراسًا وإمامًا، وحذف "لسان العرب" لغةً، ونحوًا، وفقهًا، واشتقاقًا بما لم يدرك ثناؤه من لحقه .. وهذا الإمام الفذُّ - رحمة الله عليه - قد اشتهر في قطره ثم ذاع صيته في المشارق والمغارب، لمناداته بالسنة، والاعتصام بها، ورفضه الجمهور والتقليد، وإنكاره التصوف والبدع المضلة، ودعوته الملحة إلى الدليل .. " أ. هـ. • قلت: وننقل إليك عزيزي القارئ، بعض المواطن التي ذكرها في كتابه "الموافقات" في تأويل بعض ما ذكره مثل: الثواب والعفاف، ومسألة متشابه القرآن، وغيرهما وإليك بعضها: قال في كتابه "الموافقات" (2/ 194): "والحب والبغض من الله تعالى، إما أن يراد بهما نفس الإنعام أو الانتقام؛ فيرجعان إلى صفات الأفعال على رأي من قال بذلك، وإما أن يراد بهما إرادة الإنعام والانتقام؛ فيرجعان إلى صفات الذات لأن نفس الحب والبغض المفهومين في كلام العرب حقيقة محالان على الله تعالى ... " إلى آخر الكلام. أما في (2/ 256) فقد قال: "لأنا نقول: تسمية الجزاء المرتب على الاعتداء اعتداءً مجاز معروف مثله في كلام العرب، وفي الشريعة من هذا كثير؛ كقوله تعالى: {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15] " أ. هـ. • قلت: لقد جعل الاستهزاء الوارد في هذه الآية له معنى مجازي. ثم ذكر التشابه في الآية الواردة في القرآن فقال (3/ 318): "إن التشابه باعتبار وقوع الأدلة مع ما يعارضها كالعام والخاص وما ذكر معه قليل، وأن ما عد منه غير معدود منه، وإنما يعد منه التشابه الحقيقي خاصة. وأما مسائل الخلاف وإن كثرت؛ فليست من المتشابهات بإطلاق، بل فيها ما هو منها وهو نادر؛ كالخلاف الواقع فيما أمسك عنه السلف الصالح فلم يتكلموا فيه بغير التسليم له والإيمان بغيبه المحجوب أمره عن العباد؛ كمسائل الاستواء، والنزول، والضحك، واليد، والقدم، والوجه، وأشباه ذلك. وحين سلك الأولون فيها مسلك التسليم وترك الخوض في معانيها؛ دل على أن ذلك هو الحكم عندهم فيها، وهو ظاهر القرآن، لأن الكلام فيما لا يحاط به جهل، ولا تكليف يتعلق بمعناها، وما سواها من مسائل الخلاف ليس من أجل تشابه أدلتها؛ فإن البرهان قد دل على خلاف ذلك، بل من جهة نظر المجتهد في مخارجها ومناطقها، والمجتهد لا تجب إصابته لما في نفس الأمر، بل عليه الاجتهاد بمقدار وسعه، والأنظار تختلف باختلاف القرائح والتبحر في علم الشريعة؛ فلكل مأخذ يجري عليه، وطريق يسلكه بحسبه لا بحسب ما في نفس الأمر". ثم قال في (3/ 323): "إن المراد بالأصول

184 - الأبناسي

القواعد الكلية، كانت في أصول الدين أو في أصول الفقه، أو في غير ذلك من معاني الشريعة الكلية لا الجزئية، وعند ذلك لا نسلم أن التشابه وقع فيها ألبتة، وإنما [وقع] في فروعها؛ فالآيات الموهمة للتشبيه والأحاديث التي جاءت مثلها فروع عن أصل التنزيه". • قلت: ولقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية على أن المتشابه في القرآن في حصرها على الأسماء والصفات. وفي (4/ 155) من الموافقات قال في مسألة الفوقية والجهة: "قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] وأشباه ذلك، إنما جرى على معتادهم في اتخاذ الآلهة في الأرض، وإن كانوا مقرين بإلهية الواحد الحق؛ فجاءت الآيات بتعيين الفوق وتخصيصه تنبيهًا على نفي ما ادّعوه في الأرض؛ فلا يكون فيه دليل على إثبات جهة ألبتة، ولذلك قال تعالى: {فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 26]؛ فتأمله، واجْر على هذا المجرى في سائر الآيات والأحاديث" أ. هـ. وفاته: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الخلاصة" في أربعة أسفار و"أصول النحو" و"الموافقات" في أصول الفقه جليل جدًّا لا نظير له، و"الاعتصام". 184 - الأبْنَاسَيّ * النحوي: إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي، الشافعي، القاهري، برهان الدين، أبو محمد، نزيل القاهرة. ولد: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: الوادي آشي، وأبو الفتح الميدومي واليافعي والمنفلوطي. من تلامذته: ابن حجر، وابن الجزري. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان عارفًا بالفقه والأصول والنحو وصنف في الفقه والحديث والنحو وكان أبّر مشايخ مصر بالطلبة وللناس فيه اعتقاد رحمه الله" أ. هـ. • المنهل الصافي: "بنى له زاوية بالمقسم خارج القاهرة وانقطع له فيها جماعة من الطلبة وولى مشيخة خانقاه سعيد السعداء، وكان لين الجانب بشوشًا متواضعًا دينًا" أ. هـ. • إنباء الغمر: "اشتغل في الفقه والعربية والأصول والحديث. اتخذ بظاهر القاهرة زاوية فأقام بها يحسن إلى الطلبة ويجمعهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى في الأرزاق حتى كان أكثر الطلبة في القاهرة من تلامذته وكان يتقشف ويتعبد ويطرح التكلف، وعين مرة للقضاء فلما بلغه ذلك توارى وذكر أنه فتح ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 174 - 175)، المقفى الكبير (1/ 139)، إنباء الغمر (4/ 144 - 147)، السلوك (3/ 3 / 1024)، المنهل الصافي (1/ 178)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 1)، الشذرات (9/ 12)، معجم المؤلفين (1/ 76).

185 - الكركي

المصحف في تلك الحال فخرج له: {قَال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي} - الآية. ورثاه الشيخ زين الدين العراقي" أ. هـ. • الضوء اللامع: "كان حسن الخلق جميل العشرة، وفيه مزيد التواضع والثقشف والتعبد وطرح التكلف وحسن السمت ومحبة الفقراء". قال أيضًا: "تقدم قديمًا وتصدى للإفتاء والتدريس دهرًا ولبس عنه غير واحد الخرقة بلباسه لها من البدر أبي عبد الله محمد بن الشرف أبي عمر موسى والزين مؤمن بن أبي عبد الله محمد بن الهمام والسراج أبي حفص عر بن أبي الحسن الدومراني ... " أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن الفرات: كان شيخ الديار المصرية، مربيًا للطلبة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (802 هـ) اثنتين وثمانمائة. من مصنفاته: "الشذى الفياح في مختصر ابن الصلاح شحنه من نكت العراقي" و "شرح ألفية ابن مالك"، و"مناقب الشيخ أبي العباس البصير". 185 - الكَرَكِي * النحوي، المفسر المقرئ: إبراهيم بن موسى بن بلال بن عمران بن مسعود بن دمج العدماني الكركي، القاهري، الشافعي، برهان الدين. ولد: سنة (775 هـ) وقيل (776 هـ) خمس، وقيل ست وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: قرأ على الفخر بن الزكي إمام الكلاسة للسبع إفرادًا، ثم جمعًا على ابن عيّاش، وغيرهما. من تلامذته: الزين عبد الغني الهيتمي، وبرهان الفاقوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "لم تكن عليه وضاءة أهل العلم وفي كلامه تزيّد وربما نبز بأشياء، الله أعلم بصحتها. وبالجملة فلم يكن مدفوعًا عن علم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أثنى عليه البقاعي في معجمه فقال: كان إمامًا عالمًا مفتنًا متضلعًا من العلم، كان الشيخ تاج الدين الغرابيلي يقول: ما وعيت الدنيا إلا والشيخ برهان الدين يشار إليه في العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (853 هـ) ثلاث وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: في القراءات "الإسعاف في معرف القطع والاستئناف" في مجلد، وفي العربية "إعراب المفصل من الحجرات إلى آخر القرآن"، وفي التفسير "حاشية على تفسير العلاء التركماني الحنفي "انتهى فيها إلى أول الأنعام. 186 - إبراهيم بن ميخائيل * اللغوي: إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجح، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة. ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 172 - 175)، نظم العقبان (29)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 24)، معجم النابهين (1/ 80 - 81)، الأعلام (1/ 75)، معجم المفسرين (1/ 23)، معجم المؤلفين (1/ 76)، إيضاح المكنون (2/ 124)، وكشف الظنون (1/ 85)، التبر المسبوك (273). * الأعلام (1/ 76). معجم المؤلفين (1/ 77).

187 - القنائي

ولد: (1292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أديب لغوي، من أعضاء المجمع العلمي العربي .. ، اشتغل بتدريس العربية، ودرس الحقوق، فتولى رئاسة بعض المحاكم وعمل في الصحافة، وترأس جمعيات، وكان من المناضلين في سبيل العروبة" أ. هـ. • قلت: هو نصراني معروف. وفاته: سنة (1369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة وألف، ببيروت. من مصنفاته: كتاب "المنذر" في نقد أغلاط الكُتَّاب، و "الدنيا وما فيها"، وغير ذلك. 187 - القِنائيُّ * النحوي: إبراهيم بن نابت بن عيسى الرّبعيّ القنِائيُّ، ينعت بالشهاب، ويكنى أبا إسحاق. من مشايخه: سمع من الخطيب أبي الرضى محمد بن سليمان السيوطي وغيره. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "كان فاضلًا نحويًا" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (602 هـ) اثنتين وستمائة. 188 - اليَازِجِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. أصل أسرته من حمص (أبو الشيخ ناصيف اليازجي النصراني). وفي هدية العارفين: "إبراهيم بن ناصيف البيروتي المسمى الأديب المعروف كوالده باليازجي" أ. هـ. ولد: سنة (1263 هـ) ثلاث وستين ومائتين وألف. من مشايخه: قرأ على أبيه، وقرأ الفقه الحنفي على الشيخ محيي الدين اليافي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "ولد ونشأ في بيروت وقرأ الأدب على أبيه، وتولى تحرير جريدة النجاح وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم .. ، وتبحر في علم الفلك وله فيه مباحث" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "حفظ القرآن في حداثته وقرأ الفقه الحنفي ... وجنى أقعد الفالح والده كان هو دون العشرين توسط حلقات التعليم على منبره بالمدرسة البطريكية، ... أما العلم فكان يلذ منها الفلك والفلسفة الطبيعية ... ، وحين تخطى الانتقاد محيط البستاني إلى اليازجي الأكبر، ردّ بعد وفاة أبيه على صاحب الجوائب رد أديب جهبذ واقتصر من الجواب على اللهجة الفرياقية بيتيه المشهورين: ليسَ الوقيعة من شأنيِّ فإنْ عرضْتَ ... أعْرَضُت عنها بوجهِ بالحياء ندي إنِّي أظنُّ بعرضٍ أنْ يلُمَّ بهِ ... تَحُيري فَهْل أتولى خَرْقَهُ بيدي ثم قال: "وفي سنة (1872 م) تولى الكتابة في جريدة النجاح، فدعاه الجزويت إلى مؤازرتهم في تعريب الأسفار المقدسة، فاشتغل فيها تسع سنين ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 433)، الطالع السعيد (68). * الأعلام (1/ 76 - 77)، معجم المطبوعات (1927).

189 - الإسنائي

إلا أنه في تعريب المزامير والإنجيل كان مقيدًا بترجمة عبد الله لشهرة نصوصها في المعابد" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب لغوي - هاجر من حمص أحد أجداد بيت اليازجي سنة (1690 م) ونزل بلدة كفر شيما من سواحل بيروت، وكان أهل هذا البيت على مذهب الروم الأرثودوكس فانتحلوا الكثلكة، ودخل بعضهم في الدولة العثمانية كأبناء، فأطلق عليه اسم يازجي أي الكاتب، حرفت بعده فصارت اليازجي ... " أ. هـ. • تاريخ آداب اللغة العربية: "كان في عصره حجة اللغة، وإمام الإنشاء .. وتخرج عليه طائفة من الأدباء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "نجعة الرائد في المترادف والمتوارد"، و"الفوائد الحسان من قلائد اللسان - خ" معجم في اللغة. 189 - الإسْنائِي * النحوي: إبراهيم بن هبة الله بن علي الحِمْيَري الإسنائي الشافعي، نور الدين. وقيل في بعض المصادر اسمه: إبراهيم بن علي بن هبة الله. من مشايخه: بهاء الدين هبة الله بن عبد الله القفطي، وابن النحاس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان فقيهًا، فاضلًا، أصوليًا، نحويًا، ذكي الفطرة، قرأ الفقه للشافعي ... " أ. هـ. • الطالع السعيد: "كان فقيهًا، أصوليًا، نحويًا، ذكي الفطرة، حسن الخلق، .. كان حسن السيرة جميل الطريقة، صحيح العقيدة، قال لي: أردت أن أقرأ على الشيخ شمس الدين الأصبهاني فلسفةً فقال: حتى تمتزج بالشرعيات امتزاجًا جيّدًا وكان إذا أخذ درسًا تيقَّنه وتحققه ويستوفي الكلام عليه، إلا أنه كان لا يثبتُ له كلّما يُلقيه، وكان محبًا للعلم، لم تشغله المناصب وكان له حمة، وليس له عقب) أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان إمامًا، عالمًا ماهرًا، في فنون كثيرة، ملازمًا للاشتغال والإشغال والتصنيف، دينًا، خيرًا ... " أ. هـ. • السلوك: "وكان يضرب به المثل في المكارم والسؤدد .. " أ. هـ. • البغية: "لما سافر بعض الأكابر إلى قوص، طلب منه أن يعطيه شيئًا من مال الأيتام من الزكاة فلم يعطه، وقال العادة أن يفرق على الفقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر "الوجيز" وشرح "المنتخب"، ونثر "ألفية ابن مالك" وشرحها. ¬

_ * الطالع السعيد (69 - 71)، الوافي (6/ 157 - 158)، المقفى الكبير (1/ 188) وله ترجمة أخرى في (1/ 327)، المنهل الصافي (1/ 183 - 184)، بغية الوعاة (1/ 433)، طبقات الشافعية للإسنوى (1/ 160) قال الإسنوى: " .. من أهل إسنا من صعيد مصر، ويقال له الإسنائي أيضًا نسبة إليها". ا. هـ.، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 400)، السلوك (2/ 1 / 233)، الدرر (1/ 76) , الأعلام (1/ 78) معجم المؤلفين (1/ 80)، كشف الظنون (1/ 154)، (2/ 1849)، روضات الجنات (1/ 179) شذرات الذهب (8/ 99).

190 - ابن ولي المقدسي

190 - ابن وَلِي المَقْدِسِي * النحوي: إبراهيم بن ولي بن نصر خجا بن حسين الدّكري (¬1) المقدسي الفقيه الحنفي، الشيخ شهاب الدين أحمد التميمي الداري المفتي بغزة، برهان الدين. ويعرف بابن ولي، قال ابن الحنبلي في در الحبب: "وسألته عن والي اسم أبيه هو أم اسم جده؟ فأخبر أنه اسم أبيه، ولكن مع تحريف فيه، وأن أصله ولي .. " أ. هـ. من مشايخه: الشيخ الفقيه الصالح، أمين الدين بن عبد العال الحنفي، وغيره. كلام العلماء فيه: • در الحبب: "حسن المحاضرة لطيف المذاكرة، اشتغل بالعربية وغيرها، وتعانى الأدب" أ. هـ. • الأعلام: "له رسالة في الخيل سماها "تحفة العبيد فيما ورد في الخيل والرماية والصيد" ألفها برسم أحد وزراء الروم العثمانيين وقصده فقدّمها إليه، ثم عاد يريد وطنه، فسلك طريقًا ضاع فيها وانقطع خبره" أ. هـ. وفاته: فُقِدَ سنة (960 هـ) ستين وتسعمائة. من مصنفاته: له منظومة في النحو سماها "الدرر البرهانية في نظم المقدمة الآجرومية" مع زيادات لطيفة في النحو قرظ عليها سيدي محمد بن الشيخ علوان وغيره، و"تحفة الصيد في الخيل والرماية". 191 - المَالقِي * النحوي: إبراهيم بن وهب المالقي، من بني كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان فقيهًا متفننًا عالمًا بالشعر والنحو والغريب" أ. هـ. 192 - العَدَوي * اللغوي: إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي (¬2) العدوي أبو إسحاق، ابن أبي محمد. من مشايخه: حدث عن أبيه، وسمع من أبي زيد الأنصاري، وأبي سعيد الأصمعي وغيرهم. من تلامذته: روى عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، وأخوه أبو علي إسماعيل بن علي وغيرهما. ¬

_ * شذرات الذهب (10/ 469)، الكواكب السائرة (2/ 81)، أعلام فلسطين (1/ 88 - 89)، الأعلام (1/ 78)، معجم المؤلفين (1/ 80)، در الحَبب (1/ 1 / 33)، كشف الظنون (2/ 1797). هدية العارفين (1/ 27). (¬1) وفي بعض المصادر "الذكري"، بالذال. * تاريخ علماء الأندلس (1/ 27)، بغية الوعاة (1/ 433). * تاريخ دمشق (7/ 272) مختصر تاريخ دمشق (4/ 178 - 180)، الوافي (6/ 165)، بغية الوعاة (1/ 434)، الأعلام (1/ 79)، تاريخ بغداد (6/ 209)، المقفى (1/ 332)، معجم الأدباء (1/ 160)، إنباه الرواة (1/ 189)، الأغاني (20/ 249)، ط - دار إحياء التراث العربي. نور القبس (89)، وفيه اسمه: أبو إسحاق إبراهيم بن أبي محمد اليزيدي. نزهة الألباء (114)، غاية النهاية (1/ 29)، معجم المؤلفين (1/ 81)، تاريخ الإسلام - ط تدمري - وفيات الطبقة الثالثة والعشرين. كشف الظنون (2/ 1462). (¬2) واليزيدي: منسوب إلى يزيد بن منصور الحميري خال المهدي الخليفة العباسي، وكان أبوه مؤدب ولده، معروفًا له (هامش إنباه الرواة).

193 - المكناسي

كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وهو بصري سكن بغداد، وكان ذا قدر وفضل وحظ وافر من الأدب" أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "وكان عالمًا بالأدب، شاعرًا، مجيدًا، نادم الخلفاء" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "أدرك خلافة المعتصم، وكان ينادم المأمون على الشراب" أ. هـ. • غاية النهاية: "ضابط شهير نحوي لغوي" أ. هـ. • المقفى: "وكان إبراهيم عالمًا بالأدب شاعرًا مجيدًا نادم الخلفاء .. " أ. هـ. • البغية: "وحضر مرّة عند المأمون وعنده يحيى بن أكثم وهو على الشراب، فقال له يحيى يمازحه، ما بال المعلمين يَلطون بالصبيان؟ فرفع إبراهيم رأسه، فإذا المأمون يحرِّض على العبث به، فغاظه ذلك، وقال أمير المؤمنين أعلم خلق الله بهذا، فإن أبي أدّبه فقام المأمون من مجلسه مغضبًا ورفعت الملاهي، فأقبل يحيى على إبراهيم، وقال أتدري ما خرج من رأسك؟ إني لا أدري هذه الكلمة سببًا لانقراضكم يا آل اليزيدي، قال إبراهيم: فزال عني السكر وكتبت للمأمون: أنا المذنبُ الخطّاءُ والعفوُ واسعٌ ... ولو لم يكُنْ ذنبٌ لما عَرف العفوُ سكرتُ فأبدتْ منّي الكأسُ بعضَ ما ... كرهتَ وما إنْ يستوي السّكرُ والصّحُو وفاته: سنة (225 هـ) خمس وعشرين ومائتين. من مصنفاته: له كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون وهو "ما اتفق لفظه واختلف معناه"، نحو من سبعمائة ورقة، وله "مصادر القرآن، وغير ذلك. 193 - المُكْناسِي * النحوي، اللغوي: إبراهيم بن يحيى بن أبي حفاظ مهدي الإمام، المكناسي أبو إسحاق. ولد: سنة (600 هـ) ستمائة. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "ذكره الذهبي (¬1)، وقال: أحد الفضلاء والرحالين ... رحل إلى الشام والعراق .. وله شعر وفضائل" أ. هـ. وفاته: سنة (666 هـ)، ست وستين وستمائة بالفيوم. 194 - المُرسِي * المقرئ: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن أحمد بن زكريا بن عيسى بن محمد بن زكريا الأنصاري، الأوسْي، المرسي (¬2)، نزيل غرناطة. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 435). (¬1) لم أجده في الكتب المتوفرة لدينا، ولعل الذهبي ذكره في تاريخ الإسلام وفيات (666 هـ)، وهذه السنة ليس لدينا طبعتها، فالذي لدينا مطبوع إلى سنة (590 هـ) ثم من (601 - 640 هـ)، والله أعلم. * الدرر الكامنة (1/ 79 - 80)، معجم المؤلفين (1/ 81)، الأعلام (1/ 80)، وقال ولادته (677 هـ). (¬2) لقد ذكر صاحب الأعلام في (5/ 39) مُرسي آخر اسمه: عمر بن إبراهيم بن عمر، سراج الدين، أبو حفص، الأنصاري، الأوسي مالكي، مقرئ .. له زهرة الكمام في قصة يوسف عليه السلام "ووفاته سنة (751 هـ)، أيضًا، اعتمد فيه الزركلي على هدية العارفين (1/ 796)، وكشف الظنون (2/ 961)، وبعض المخطوطات. وذكر صاحب معجم المؤلفين في (2/ 550) باسم: عمر بن إبراهيم بن عمر أيضًا وقال: إنه كان حيًّا سنة (683 هـ) اعتمادًا على مجلة المورد (مجلد 4) عدد 4/ 272، وهذا لا ينافي أن هذا المذكور ثانيًا باسم عمر إبراهيم، هو نفسه صاحب الترجمة أعلاه "إبراهيم بن يحيى" فالفرق هو الاختلاف في الاسم فقط وما أشار إليه صاحبة معجم المؤلفين في وفاة عمر إبراهيم هو احتمالًا لا تأكيدًا والأولى اتباع ما اثبتته المصادر الأخرى .. والله أعلم بالصواب.

195 - النخعي

ولد: في شعبان سنة (687 هـ) سبع وثمانين وستمائة. من مشايخه: أخذ العلم عن أبيه. كلام العلماء فيه: • الدرر: "شارك في القراءات والأصلين وله نظم ولي القضاء ببعض بلاد المغرب وكان حسن الخط كثيرًا له مشاركة في العلوم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "صوفي، له زهر الأكمام في قصة يوسف" أ. هـ. • الأعلام: "وكان عالمًا بالتوثيق - فقيه مالكي أندلسي" أ. هـ. وفاته: في جمادى الآخرة سنة (751 هـ) إحدى وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "زهر الأكمام في قصة يوسف". 195 - النخعي * المفسر المقرئ: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، النخعي الكوفي أبو عمران. ولد: سنة (46 هـ) ست وأربعين للهجرة. من مشايخه: قرأ على الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه سليمان الأعمش، وطلحة بن مصرف، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "قلت -أي الذهبي- كان لا يُحكم العربية، وربما لحن ونقموا عليه قوله: لم يكن أبو هريرة فقيها. قال يونس بن بكير، عن الأعمش: وما رأيت أحدًا أورد حديثًا لم يسمعه من إبراهيم. قلت: استقر الأمر على أن إبراهيم حجة، وأنه إذا أرسل عن ابن مسعود وغيره فليس ذلك محجة" أ. هـ. • غاية النهاية: "الإمام المشهور الصالح الزاهد العالم .. " أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال العجلي: رأى عائشة رؤيا، وكان مفتي أهل الكوفة وكان رجلًا صالحًا فقيهًا متوقيًا قليل التكليف ومات وهو مختف من الحجاج. قال الأعمش: كان إبراهيم خيرًا في الحديث. وقال الشعبي: ما ترك أحدًا أعلم منه. قال ابن معين: مراسيل إبراهيم أحب إلي من مراسيل الشعبي" أ. هـ. • الوافي: "قال الشعبي: أنا أفقه منك حيًّا وأنت أفقه مني ميتًا" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "كان من العلماء ذوي الإخلاص. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري: (1/ 333)، الجرح والتعديل (2/ 144)، الثقات لابن حبان (4/ 8)، حلية الأولياء (4/ 219)، صفة الصفوة (3/ 86)، طبقات ابن سعد (6/ 270)، جمهرة أنساب العرب (415)، الكامل (2/ 59) و (5/ 21)، وفيات الأعيان (1/ 25)، تهذيب الكمال (2/ 233)، تذكرة الحفاظ (1/ 73)، العبر (1/ 113)، السير (4/ 520)، ميزان الاعتدال (1/ 203)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العاشرة) ط. تدمري، الوافي (6/ 169)، البداية والنهاية (9/ 140)، غاية النهاية (1/ 29)، تهذيب التهذيب (1/ 155)، طبقات الحفاظ (29)، الشذرات (1/ 387)، كشف الظنون (1/ 430)، معجم المفسرين (1/ 24)، الأعلام (1/ 80).

قال المغيرة: كنا نهاب إبراهيم كما يهاب الأمير. قال الأعمش: ربما رأيت إبراهيم يصلي ثم يأتينا فيبقى ساعة كأنه مريض" أ. هـ. • قلت: قد ذكره صاحب كشف الظنون مع المفسرين من أصحاب عبد الله بن مسعود وهم علماء الكوفة. • السير: "كان بصيرًا بعلم ابن مسعود واسع الرواية فقيه النفس، كبير الشأن كثير المحاسن رحمه الله تعالى ... فقيه العراق" أ. هـ. • الشذرات: "وقد عده ابن قتيبة في (المعارف) (¬1) من الشيعة" أ. هـ. • قلت: وقد ذكر ابن حزم الأندلسي في "جمهرة أنساب العرب" ولد النخع، وذكر نسب الفقيه إبراهيم النخعي ثم قال: "وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس، أخت الأسود وعبد الرحمن، وهي بنت أخي علقمة، وسنان بن أنس بن عمرو بن حي بن حارث بن غالب بن مالك بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع قاتل الحسين"، ثم ذكر كميل بن زياد، والذي أيضًا ينتهي نسبه إلى سعد بن سالك بن النخع، وقال عنه: "كان من شيعة علي: قتله الحجاج صبرًا" أ. هـ. • قلت: ولعل ما أوردناه كان أحد الدعاوي التي جعلت ابن قتيبة يذكر النخعي في طائفة الشيعة من ناحية النسب، هذا حيث كان بنو مالك بن النخع أقرب إلى التشيع والدخول فيه، كما مر بك في بعض أفراد عائلتهم، والله أعلم. • طبقات ابن سعد: "قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا مندل عن الأعمش قال: قال لي خيثمة تذهب أنت وإبراهيم فتجلسون في المسجد الأعظم فيجلس إليكم العريف والشرطي. فذكرته لابراهيم فقال: نجلس في المسجد فيجلس إلينا العريف والشرطي أحبّ من أن نعتزل فيرمينا الناس برأي يهْوي. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين ومحمد بن عبد الله وقبيصة بن عقبة قالوا: حدَّثنا سفيان عن الحسن بن عمرو قال: قال إبراهيم: ما خاصمت رجلًا قط. قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثني حماد بن زيد عن ابن عون قال: جلستُ إلى إبراهيم النخعي فذكر المرجئة فقال فيهم قولًا غيره أحسن منه. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل عن الحسن بن صالح عن أبيه عن الحارث العكلي عن إبراهيم قال: إياكم وأهلَ هذا الرأي المحدَث, يعني المرجئة. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: سمعتُ محِلًّا يروي عن إبراهيم قال: الإرجاء بدعة. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدّثني مُحلّ قال: كان رجل يجالس إبراهيم يقال له محمد، فبلغ إبراهيم أنه يتكلم في الإرجاء، فقال له إبراهيم: لا تجالسنا. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدّثني أبو سلمة الصائغ عن مسلم الأعور عن ¬

_ (¬1) ذكره ابن قتيبة ص (624) من المعارف.

196 - ابن المرأة

إبراهيم قال: تركوا هذا الدين أرقّ من الثوب السابري. قال أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدّثني مُحِلّ قال: قلت لإبراهيم إنهم يقولون لنا مؤمنون أنتم؟ قال: إذا سألوكم فقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزِلَ إلى إبراهيم، إلى آخر الآية. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا محل قال: قال لنا إبراهيم: لا تجالسوهم، يعني المرجئة. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثني سعيد بن صالح بن حكيم بن جبير عن إبراهيم قال: لأنا على هذه الأمة من المرجئة أخوف عليهم من عدّتهم من الأزارقة (¬1). أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن غالب أبي الهُذيل أنه كان عند إبراهيم فدخل عليه قوم من المرجئة، قال فكلموه فغضب وقال: إن كان هذا كلامكم فلا تدخلوا عليّ" أ. هـ. توفي: سنة (96) للهجرة، وقيل: خمس، وله تسع وأربعون سنة على الصحيح، كما قاله في الوافي وقال: "قال يحيى القطان: توفي بعد الحجاج بأربعة أشهر" أ. هـ. من أقواله: في غاية النهاية: "قال الأعمش: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مرّ بالحرف ينكره لم يقل ليس كذا ولكن يقول كان علقمة يقرأ كذا وكذا، قلت: وهو القائل ينبغي للقارئ إذا قرأ نحو قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ عُزَيرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}، ونحو ذلك من الآيات أن يخفض بها صوته، وهذا من أحسن آداب القراء" أ. هـ. من مصنفاته: "القواعد السنية في قراءة حفص". 196 - ابن المَرْأَة * المفسر: إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأَوْسِي، أبو إسحاق ويعرف بابن المرأة. من مشايخه: روى عن أبي الحسن بن حبيش، وأبي الحسن علي بن حرزهم، وغيرهما. من تلامذته: روى عنه أبو محمد بن عبد الحق بن برطلة، وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان فقيهًا حافظًا للرأي، متشاورًا يشارك في الأدب، وغلب عليه علم الكلام، فرأس فيه واشتهر به .. وكانت العامة تقربه، ولم يزل بمرسية يناظر عليه ويتخلف إليه إلى أن توفي بها" أ. هـ. • الديباج: "كان متقدمًا في علم الكلام، حافظًا، ذاكرًا للحديث، والتفسير، والفقه، والتاريخ وغير ذلك". ثم قال في الديباج: "وكان الكلام أغلب عليه ذاكرًا لكلام أهل التصوف، يطرّز مجالسه بأخبارهم". وقال: "أبو جعفر بن الزبير: "وكان صاحب ¬

_ (¬1) الأزارقة: وهم من الخوارج ينسبون إلى نافع بن الأزرق، وهو من: الدّول بن حنيفة ولا عقب له. (المعارف: ص 623). * الديباج المذهب (1/ 273)، تاريخ الإسلام -ط بيشار- وفيات سنة (611 هـ)، شجرة النور (173)، تكملة الصلة (1/ 164).

197 - ابن السيد

رحيل وفوارح مستظرفة، مطلعًا على أشياء غريبة - من الخواص وغيرها - فتن بها بعفن الجهلة، نافره الشيخ الفاضل أبو بكر بن المرابط بسبب ما شهر من ذلك" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (610 هـ) وقيل (611 هـ) عشر وقيل إحدى عشرة وستمائة. من مصنفاته: شرح كتاب "الإرشاد" لأبي المعالي، وشرح "الأسماء الحسنى"، وغيرهما. 197 - ابن السَّيِّد * النحوي، اللغوي: أحمد بن أبان بن السيد اللغوي الأندلسي. من مشايخه: أبو علي القالي وغيره. من تلامذته: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون، وأبو القاسم بن الإفليلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان حاذقًا عالمًا أديبًا، وكان يعرف بصاحب الشرطة" أ. هـ. • جذوة المقتبس: "ابن سيّد إمام في اللغة والعربية كان في أيام الحكم بن المستنصر، .. وذكره أبو محمد علي بن أحمد (¬1) وأثنى عليه، ولم يسمه لنا، ولعله أحمد بن أبان ابن سيد؟ " أ. هـ. • إنباه الرواة: "وكان معتنيًا بالآداب واللغات وروايتهما وتصنيفهما، مقدمًا في معرفتهما وإتقانهما، وكان مُطلق القلم بالتصنيف" أ. هـ. وفاته: سنة (382 هـ) اثنتين وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "العالَم" في اللغة نحو مائة مجلد، وله في العربية كتاب "العالِم والمتعلّم". 198 - ابن حمدون النديم * النحوي، اللغوي: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون النديم، أبو عبد الله. من مشايخه: علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا وكان خصيصًا به وغيره. من تلامذته: أبو العباس ثعلب وابن الأعرابي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديارات: "وكان خصيصًا بالمتوكل ونديمًا له، وأنكر منه المتوكل ما أوجب نفيه عن بغداد ثم قطع أذنه، وكان السبب في ذلك أن الفتح بن خاقان كان يعشق شاهك خادم المتوكل، واشتهر الأمر فيه حتى بلغه، وله فيه أشعار ذكرت بعضها في ترجمة الفتح، وكان أبو عبد الله يسعى فيما يحبه الفتح، ونمى الخبر إلى المتوكل فاستدعى أبا عبد الله وقال له: إنما أردتك وأدنيتك لتنادمني ¬

_ * الوافي (6/ 198)، إنباه الرواة (1/ 30)، بغية الدعاة (1/ 291)، تاريخ الإسلام، (وفيات سنة 382 هـ) - ط. تدمري، الصلة (1/ 14)، معجم الأدباء (1/ 164)، جذوة المقتبس (1/ 188) و (2/ 641)، الأعلام (1/ 84)، روضات الجنات (1/ 234)، معجم المؤلفين (1/ 85)، بغية الملتمس (1/ 215). (¬1) هو ابن حزم الظاهري شيخ الحميدي .. وقد ذكر ابن حزم لابن سيد في رسالته في فضل الأندلس (2/ 182) أ. هـ. * الديارات (ص 6 وما بعدها)، معجم الأدباء (1/ 164)، إنباه الرواة (1/ 25)، الوافي (6/ 209)، بغية الوعاة (1/ 291)، لسان الميزان (1/ 236)، روضات الجنات (1/ 195)، أعيان الشيعة (7/ 232)، الأعلام (1/ 85)، معجم المؤلفين (1/ 87).

199 - الوراق

ليس لتقود على غلماني، فأنكر ذلك وحلف يمينًا حنث فيها، فطلّق من كانت حرة من نسائه، وأعتق من كان مملوكًا ولزمه حج ثلاثين سنة فكان يحج في كل عام. قال: فأمر المتوكل بنفيه إلى تكريت فأقام فيها أيامًا، ثم جاءه زرافة (¬1) في الليل على البريد فبلغه ذلك، فظنَّ أن المتوكل لما شرب بالليل وسكر أمر بقتله، فاستسلم لأمر الله، فلما دخل إليه قال له: قد جئتك في شيء ما كنت أحب أن أجيء في مثله، قال: وما هو؟ قال: أمير المؤمنين أمر بقطع أذنك، وقال قل له: لستُ أعاملك إلا كما يعامل الفتيان، فرأى ذلك أسهل مما ظنه من القتل فقطع غضروف أذنه من خارج ولم يستقصه .. " أ. هـ. • معجم الأدباء: "ذكره أبو جعفر الطوسي في (مصنفي الإمامية) وقال هو شيخ أهل اللغة ووجههم .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "أحد النحاة الأدباء من الأعراب .. وكان له شعر ولم يكن له شهرة المبرِّد، كان بصري النحو، .. " أ. هـ. • أعيان الشيعة: "ووجدنا ترجمته - ابن حمدون النديم - في مخطوط منقول من تلخيص أخبار الشيعة للمرزباني فيه ترجمة سبعة وعشرين شاعرًا كتب أوله ما صورته: هذه نبذة اخترتها من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله، ولم يذكر تاريخ كتابته، .. والمرزباني هو محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبد الله المرزباني .. " أ. هـ. • قال الزركلي في هامش الأعلام نقلًا عن "ضوء المشكاة": "وفيه: عن المجلسي أنه كان شيعيًا ومع التشيع كان خصيصًا بالمتوكل نديمًا له .. " أ. هـ. وفاته: سنة (264 هـ) أربع وستين ومائتين، وقيل نحو (255 هـ) خمس وخمسين ومائتين وقيل: كان حيًّا قبل (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "أسماء الجبال والمياه والأودية" وكتاب "بني عقيل" وغير ذلك. 199 - الوَرَّاق * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن عثمان، أبو العباس الوراق، وراق خلف بن هشام البزاز. من مشايخه: خلف بن هشام، ومسدد، ومحمد بن سليمان لوين وغيرهم. من تلامذته: علي بن سليم المقرئ، وإسحق بن أبي حسان الأنماطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: تاريخ بغداد: "كان ثقة، ... وذكره أبو الحسين بن المنادي في قراء مدينة السلام، وقال: كان أحد الحذاق ... " أ. هـ. تاريخ الإسلام: "وكان أحد الحُذّاق في القراءة ... " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (270 هـ) سبعين ومائتين. من مصنفاته: صنف كتابًا في عدد آي القرآن. ¬

_ (¬1) زرافة: اسم سياف المتوكل. * تاريخ بغداد (4/ 8)، تاريخ الإسلام "وفيات الطبقة السابعة والعشرون" ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 34).

200 - اللؤلؤي القيرواني

200 - اللُؤلُؤي القَيرواني * النحوي، اللغوي: أحمد بن إبراهيم بن أبي عاصم، أبو بكر اللؤلؤي (¬1) القيرواني. من مشايخه: أبو محمد المكفوف النحوي. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال أبو بكر الزبيدي: ومن نحاة القيروان ابن أبي عاصم، وكان من العلماء النقاد في العربية والغريب والنحو والحفظ والقيام بشرح أكثر دواوين العرب ... ". ثم قال: "وكان صادقًا في علمه وبيانه لما يسأل عنه ... وكان شاعرًا مجيدًا وكان أبوه موسرًا فلم يكن يمدح أحدًا لمجازاةٍ وترك الشعر في آخر عمره وأقبل على طلب الحديث والفقه .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "وكان يحتذي في كثير من شعره على أشعار العرب ومعانيها .. " أ. هـ. • الوافي: "إمام بارع في الفقه والعربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (318 هـ) ثماني عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب في "الظاء والضاد" وله شعر. 201 - أبو رياش الشيباني * النحوي, اللغوي: أحمد بن أبي هاشم إبراهيم أبو رياش، الشيباني وقيل القيسي اليماني. من تلامذته: عبد السلام البصري وطبقته، والقاضي التنوخي ونحوه. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال أبو علي المحسن بن علي التنوخي: كان يقال إنه يحفظ خمسة آلاف ورقة لغة وعشرين ألف بيت شعر .. وحكى أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري في كتابه المعروف بـ"الرياش المصطنعي": أن أبا رياش كان طويل الشخص جهير الصوت يتكلم بكلام البادية، ويظهر أنه على مذهب الزيدية، ويتزوج كثيرًا ويطلق، وكان يقول: ولدت بالبادية، ولعبت بالخضرمة، وتأدبت بالبصرة والخضرمة بستان في ناحية اليمامة له خاصية في عظم البصل، والريش والرياش حسن الهينة والشارة. وقال أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي في "اليتيمة": كان أبو رياش باقعةً في حفظ أيام العرب وأنسابها وأشعارها، غاية بل آية في هَذّ دواوينها وسَرْدِ أخبارها، مع فصاحةٍ وبيان، وإعراب وإتقان، ولكنه كان عديم المروءة وسخ اللبسة كثير التقشُّف وقليل التنظُّف. وكان مع ذلك شرهًا على الطعام، رجيم ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 171)، الوافي (6/ 198)، بغية الوعاة (1/ 293)، إنباه الرواة (1/ 27)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 318 هـ) ط. تدمري، الأعلام (1/ 85)، معجم المؤلفين (1/ 89). (¬1) اللؤلؤي: منسوب إلى بيع اللؤلؤ أ. هـ. من هامش إنباه الرواة. * معجم الأدباء (1/ 181)، إنباه الرواة (1/ 25)، الوافي (6/ 205) البغية (1/ 409) وفيه إبراهيم بن أبي هاشم أحمد أبو رياش، الأعلام (1/ 85).

202 - السكري

شيطان المعدة حوتيّ الالتقام، ثعبانيّ الالتهام، سيئ الأدب في المواكلة، دعاه أبو يوسف البريدي والي البصرة إلى مائدته، فلما أخذ في الأكل مدَّ يده إلى بضعة لحم فانتهشها ثم ردها إلى القصعة، فكان بعد ذلك إذا حضر مائدته أمر بأن يهيأ له طبق ليأكل عليه وحده. ودعاه يومًا المهلبي الوزير إلى طعامه فبينما هو يأكل إذ امتخط في منديل الغمر وبصق فيه، ثم أخذ زيتونة من قصْعَةٍ فغمزها بعنفٍ حتى طَفرتْ نواتها فأصابتْ وجه الوزير، فتعجَّبَ من سوءِ أدبه، فاحتمله لفرط علمه. وجدت في موضع آخر من كتاب "نشوار المحاضرة" للقاضي التوخي: كان أبو رياش أحمد بن أبي هاشم القيسي اليمامي رجلًا من حفاظ اللغة، وكان جنديًا في أول أمره مع المسمعيّ برسم العرب، ثم انقطع إلى العلم والشعر وروايته لنا بالبصرة، وأنا حدث مع عمي صرت رجلًا وكتبت عنه وأخذت منه علمًا صالحًا، وكان يتعصب على أبي تمام الطائي" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (339 هـ) تسع وثلاثين وثلثمائة. من مصنفاته: له "شرح الهاشميات" وهي قصائد للكميت في مدح بني هاشم، وشرح أبو رياش "الحماسة" على سبيل النكت فلم يأت بشيء ووقع وهم في الذي أورده من ذلك. 202 - السُّكريّ * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع المصري، السكري أبو العباس. من مشايخه: مقدام بن داود الرُّعيني، ورَوح بن الفرج القطان، وتلا على بكر بن سهل بحرف نافع من طريق وَرْش وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله بن مَندْه، ومحمد بن علي الأدفوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم "وكان ثقة" أ. هـ. • السير: "الإمام الحجة وثقه أبو سعيد بن يونس" أ. هـ. تاريخ الإسلام: "وثقه ابن يونس ومحمد بن علي الأدفوي وأحمد بن علي الجيزي شيخ الداني، وعمر بن محمد المقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة. 203 - النَّيسَابُوري المقرئ * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد بن منصور النيسابوري الشاماتي، أبو سعيد بن أبي شمس. المجود، الرئيس الكامل. من مشايخه: أبو محمد المخلدي، وأبو طاهر بن ¬

_ * السير (15/ 529)، العبر (2/ 290)، غاية النهاية (1/ 35)، المنتظم (4/ 114)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 347 هـ) ط. تدمري، معجم الشيوخ لابن جميع (184). * السير (18/ 122)، الشذرات (5/ 228)، العبر (3/ 231)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 454 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 36).

204 - المحاربي الغرناطي

خزيمة وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه أحمد بن صاعد القاضي، وزاهر بن طاهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "قال عبد الغافر: شيخ فاضل، ثقة عالم بالقراءات، متصرف بالأمور، اختاره المشايخ لنيابة الرئاسة لنيسابور مدة؛ لحسن كفاءته لفضله بالتوسط بين الخصوم" أ. هـ. غاية النهاية: "إمام حاذق مجود رئيس" أ. هـ. الشذرات: "روى كتاب "الغاية في القراءات" عن ابن مهران المصنف" أ. هـ. وفاته: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة، وله نحو من ثمانين سنة. 204 - المحاربي الغرناطي * النحوي، المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن خلف بن مسعود المحاربي الغرناطي، أبو جعفر. من مشايخه: السُّهيلي، وعبد المنعم بن الفرس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان مقرئًا مجودًا، نحويًا، ماهرًا معنيًا بالعربية، فقيهًا حافظًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة. 205 - الفَارُوثي * المفسر المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنيمة، العلامة عز الدين، أبو العباس، ابن الإمام محيي الدين أبي محمد الفاروثي، الواسطي الشافعي. ولد: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة في واسط. من مشايخه: قرأ القراءات على والده، والحسين بن أبي الحسن بن ثابت الطيبي، وسمع الحديث من عمر بن كرم والشيخ شهاب الدين السهروردي ولبس منه خرقة التصوف. من تلامذته: قرأ عليه الشيخ أحمد الحراني، وجمال الدين بن البدوي، وأخذ الحافظ علم الدين البرزالي عنه. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "وكان فيه إيثار وله أحوال صالحة ومكاشفات كثيرة ... وكان الرجل صالحًا في نفسه" أ. هـ. • المقفى: "المقري المفسر، الفقيه، الشافعي، ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 294). * المقفى الكبير (1/ 350)، الشذرات (7/ 743)، فوات الوفيات (1/ 55 - 56)، العبر (5/ 381)، الوافي (6/ 219)، غاية النهاية (1/ 34)، الأعلام (1/ 86)، الدارس (1/ 355)، طبقات الشافعية (8/ 6)، معرفة القراء (1/ 691)، تذكرة الحفاظ (4/ 1475)، ذيول تذكرة الحفاظ (85)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 29)، معجم المفسرين (1/ 26)، المعجم المختص للذهبي (17)، السلوك (1/ 3 / 811)، النجوم (8/ 76)، البداية والنهاية (3/ 362)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 290)، طبقات الشافعية لابن قاضي شبهة (2/ 202).

206 - الصدر الأديب

الخطيب، الصوفي، أحد الأعلام .. كان فقيهًا، عالمًا، مفتيًا، عارفًا بالقراءات ووجوهها، بصيرًا بالعربية واللغة، عالمًا بالتفسير، خطيبًا، واعظًا، زاهدًا، خيرًا، صاحب أوراد، وتهجد، ومروءة، وفتوة، ومحاسن كثيرة، وكان له أصحاب ومريدون ... وكان يكتب (المصطفوي): فإن أباه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه فواخاه" أ. هـ. • الدارس: "الشيخ الإمام المقرئ الواعظ المفسر الصوفي شيخ الطرق" أ. هـ. وفاته: سنة (694 هـ) أربع وتسعين وستمائة في واسط. قال السبكي: "وقيل له لمّا قدمها -أي واسط- كيف تركت الأرض المقدسة؟ فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: تحول إلى واسط لتموت بها! " أ. هـ. من مصنفاته: "إرشاد المسلمين لطريقة شيخ المتقين". 206 - الصَدرُ الأَدِيب * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن عبد الضيف (¬1) بن مصعب، الصدر العالم، نور الدين الدمشقي، أبو العباس الخزرجي. ولد: سنة (622 هـ) اثنتين وعشرين وستمائة. من مشايخه: علم الدين السخاوي والثقفي والبلداني وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "العالم نور الدين ... أحد رؤساء دمشق قرأ على الشيخ علم الدين ونسي، وكان له شعر جيد ومعرفة بالعربية" أ. هـ. • تذكرة النبيه: "كان من الرؤساء، وذوي الثروة وعنده فضيلة وله نظم جيد وحصل على كتب نفيسة وسمع وحدث وأفاد ... " أ. هـ. • تالي كتاب وفيات الأعيان: "كان فيه فضيلة وخلاعة وظرف ومحاضرة، تجرد فقير مدة، وطاف البلاد والزيارات واشتغل بالكتابة، وأخيرًا تولى نظر الوكالة والعش وتعين الحسبة، وصحب الصاحب تقي الدين بن البياعة والي الوزارة" أ. هـ. • الوافي: "له أدب وفضيلة وشعر، وكان رئيسًا محتشمًا فيه زعارة وقوة نفس" أ. هـ. الشذرات: "كان فاضلًا في النحو واللغة العربية، وله تجرد مع الفقراء الحريرية، وكان من رؤساء دمشق وله شعر حسن" أ. هـ. وفاته: سنة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة، وله أربع وسبعون سنة. 207 - الفَزاري * اللغوي، المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (20)، معرفة القراء (2/ 731)، الشذرات (7/ 758)، غاية النهاية (1/ 34)، الوافي (6/ 221)، تالي كتاب وفيات الأعيان (28)، تذكرة النبيه (1/ 197). (¬1) في غاية النهاية: "عبد اللطيف" وهو تصحيف. * البداية والنهاية (7/ 42)، الدرر الكامنة (1/ 94)، المعجم المختص (15)، معجم شيوخ الذهبي (8)، معرفة القراء (2/ 714)، تذكرة الحفاظ (4/ 1479)، ذيل العبر للذهبي (32)، الدارمي (1/ 27)، النجوم (8/ 217)، غاية النهاية (1/ 33)، السلوك (2/ 1 / 21)، بغية الوعاة (1/ 292)، الشذرات (8/ 23)، درة الحجال (1/ 56).

208 - ابن الزبير المقرئ

ضياء الفزاري الصعيدي الأصل، ثم الدمشقي، شرف الدين، ابن الفركاح. أخو العلامة شيخ الشافعية تاج الدين عبد الرحمن. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: ابن الصلاح، وأبو الحسن السخاوي، والجد الإربلي وغيرهم. من تلامذته: الشيخ برهان الدين، والشيخ نجم الدين القحفازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "برع في النحو وتصدر لإقرائه مدة، وكان فصيحًا، مفوهًا وخطيبًا بليغًا، لا يكاد يلحن، لين الكلمة، طيب النعمة، حسن التودد والدين والأمانة واللطف. معرفته بالرجال متوسطة" أ. هـ. • معرفة القراء: " .. كان فصيحًا مفوهًا، عديم اللحن، عذب العبارة، طيب الصوت، خبيرًا باللغة، رأسًا في العربية وعللها، جم الفضائل ... " أ. هـ. • الدرر الكامنة: "تلا بالسبع على جماعة وأحكم العربية، وولي خطابة الجامع الأموي ... كان مليح القرءة لطيف الإشارة، محرر الألفاظ، عديم اللحن، كثير التواضع والدعابة مع الخشوع والزهادة، وولي في آخر عمره مشيخة الحديث الظاهرية ... " أ. هـ. وفاته: في شوال سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة. 208 - ابن الزُّبير المقرئ * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن الزبير بن عاصم بن مسلم بن كعب العلامة الأندلسي الحافظ الثقفي، العاصمي، أبو جعفر المعروف بابن الزُّبيْر. ولد: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. من مشايخه: أبو الحسن الشاوي بالقراءات، وإبراهيم بن محمد بن الكمال، وأبو الحسين بن السراج، وغيرهم. من تلامذته: أبو حيان، وأبو القاسم محمد بن سهل الوزير، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "قال أبو حيان: وهو من أهل التجويد والإتقان، عارف بالقراءات، حافظ للحديث، مميز لصحيحه من سقيمه" أ. هـ. • المنهل الصافي: "له اليد الطولى في علم الحديث والقراءات والعربية، ومشاركة في أصول الفقه، صنف فيه وفي علم الكلام والفقه .. " أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: كان نحويًا حافظًا علامة، أستاذ القراء، ثقة، عمدة" أ. هـ. • البدر الطالع: "قال أبو حيان: كان يحرر اللغة وكان أفصح عالم رأيته ... كان ثقة قائمًا بالأمر ¬

_ • ذيول العبر (44)، الديباج المذهب (1/ 188)، الدرر الكامنة (1/ 89 - 91)، المنهل الصافي (1/ 212 - 213)، البدر الطالع (1/ 33 - 35)، الشذرات (8/ 31)، مقدمة صلة الصلة، الأعلام (1/ 86)، غاية النهاية (1/ 32)، شجرة النور (212).

بالمعروف، والنهي عن المنكر، دامغًا لأهل البدع، وله مع ملوك عصره وقائع، كان معظمًا عند الخاصة والعامة" أ. هـ. • في مقدمة كتاب صلة الصلة: "قال الكمال جعفر: كان ثقة، قائمًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قامعًا لأهل البدع .. " أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب "ملاك التأويل" (¬1) لابن الزبير حول مذهبه وعقيدته: "وفي تفسيره تبرز عقيدته السنية من ذلك رده القوي على الفرق المخالفة ودحض آرائهم كلما عرضت مسألة من المسائل الخلافية وإبراز رأي أهل السنة في ذلك. من ذلك ما جاء عند تفسيره للآية الثامنة والعشرين من سورة الأنعام: .. في استقباح الشرع إياها وإلا فالعقل عندنا لا يحسن ولا يقبح (¬2). وجاء في نفسيره للآية الأولى من سورة يوسف قوله: ... وجل عن التغيير والحدوث كلام الحكيم الخبر فكلامه سبحانه قديم ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة لمخلوق فينفد ... (¬3). وجاء في تفسيره للآية الثانية والعشرين من سورة السجدة بعد استشهاده بقول الزمخشري قوله: انتهى نص كلامه إلا في لفظة أسقطتها لجريها فيما لا يكاد ينفك عنه في إحراز مذهبه الخبيث. فتركها وإدحاضها لا يخل بشيء من المعنى (¬4)، وبالرجوع إلى الكشاف تبين أن ابن الزبير أسقط مما نقله عن الزمخشري لفظة "العدل" التي عرف بها مذهب المعتزلة. ومن ذلك رده على الخوارج في تكفيرهم مرتكب الكبيرة عند بيانه للحكمة الإلهية من وصف من لم يحكم بما أنزل الله بأوصاف مختلفة: الكفر والظلم والفسق مع أن الموصوف واحد. قال: إن المفسرين قد أجمعوا على أن الوعيد في هذه الآية يتناول اليهود وقد ثبت في الصحيح إنكارهم الرجم مع ثبوته في التوراة وفعلهم فيما نعى الله تعالى عليهم من مخالفة ما عهد إليهم فيه ونص في كتابهم حسبما أشار إليه قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ}، وإلى قوله: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} إلى ما بعد وهذا كله من حكمهم بغير ما أنزل الله ثم يقول بعد: وقد تعلقت الخوارج بعموم هذه الآي وأشباهها في تكفير مرتكب الكبيرة وليس شيء من ذلك نصًّا في مطلوبهم وهم محجوبون بغيرها. (¬5) ومن ذلك ما جاء في تفسيره للآية السابعة عشرة من سورة: ص قال: وقد أجاب الزمخشري عن ذلك بما جرى فيه على شنيع المرتكب وسوء الأدب بناء على استبداد العبيد وفعلهم ما لا يرضاه الخالق سبحانه ولا يريده فجعل لله شركاء وأفرد العباد بأفعالهم استبدادًا وملكًا وأجاب بناء على ما أصل ولم يوفق في هذا الموضوع لوجه المطابقة ولا حصل (¬6). ولا يترك مناسبة تمر دون أن يبرز فيها مذهبه السني أو يرد على من خالفه من ذلك ما جاء صفحة 464 من تفسيره: ولا يجب عليه ¬

_ (¬1) "ملاك التأويل"، تحقيق سعيد الفلاح، ط الأولى - دار المغرب الإسلامي - لسنة (1403 هـ). (¬2) ملاك التأويل (ص 480). (¬3) ملاك التأويل (ص 675 - 676). (¬4) ملاك التأويل (ص 786). (¬5) ملاك التأويل (398). (¬6) ملاك التأويل (831).

209 - السروجي القاضي

سبحانه إلا ما أوجبه على نفسه. أو قوله صفحة 463: وجل كلام ربنا عن الحرف والصوت وعن شبه كلام البشر .. ". وبعد مراجعة تفسيره "ملاك التأويل" اتضح إلينا مذهبه الأشعري وذلك في عدة أماكن، ومن أوضحها في (1/ 498): إن آية الأعراف لما تقدمها قوله نعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، فذكر سبحانه ما تقرر وتحصل من خلق السماوات والأرض مما لا تكرر فيه، وهما من أعظم آياته، وأعقب سبحانه بقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} محمولًا على ما تقرر بثم المقتضية التنبيه على جليل الحال فيما يعطف بها والتحريك للاعتبار بذلك وموقعه ورتبته حيث لا يراد مهلة الترتيب الزماني لأن موضوع ثم في اللسان قصد الترتيب الزماني مع المهلة حيث يراد ذلك، وقصد الترتيب الاعتنائي والتنبيه على حال ما عطف بها حيث لا يقصد زمان ولا يلحظ كقوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ}، فهذا ورد مورد الدعاء على من يخاطب به البشر كما يرد التعجب والترجي وربنا المنزه عن ذلك كله ولكن خوطب البشر على ما يتعارفون ويجرى بينهم، فلما قال سبحانه: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فذكر ما هو تعالى عليه منزهًا عن الآنية والتمكن المكاني والمناسبة والحلول جل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، فلما ذكر تعالى من هذه الأفعال العظيمة ما ذكر مما لا يتكرر أعقب سبحانه بما يتكرر ويتوالى من إنعامه على الخليقة مما به قوام أحوالهم ومصالح معايشهم". وفاته: سنة (708 هـ)، وقيل (707 هـ)، ثمان أو سبع وسبعمائة. من مصنفاته: جمع كتابًا في التفسير "ملاك التأويل"، و"صلة الصلة"، و"البرهان في ترتيب سور القرآن". 209 - السَّرُوجي القاضي * النحوي: أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني الحنفي السروجي (¬1) القاضي، شمس الدين، أبو العباس. ولد: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة في الأعلام (639 هـ). من مشايخه: محمد بن أبي الخطاب بن دحية وغيره. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "شارح الهداية، كان بارعًا في علوم شتى. ووليّ الحكم بمصر مدة وعزل قبل موته بأيام .. وله اعتراضات على الشيخ تقي الدين بن تيمية في علم الكلام، أضحك فيها على نفسه، وقد ردَّ عليه الشيخ تقي الدين في مجلدات، وأبطل حجته" أ. هـ. ¬

_ * ذيول العبر (53)، البداية والنهاية (14/ 62)، الدرر الكامنة (1/ 96)، المنهل الصافي (1/ 188)، النجوم (9/ 212)، الجواهر المضية (1/ 123)، تاجم التراجم (31)، الشذرات (8/ 44)، الطبقات السنية (1/ 261)، مفتاح السعادة (2/ 267)، الأعلام (1/ 86)، معجم المؤلفين (1/ 89). (¬1) والسروج: نسبته إلى سروج نجواحي حرّان من بلاد الجزيرة. أ. هـ. نقلًا عن الأعلام.

210 - القنائي

قلت: وسماه "صاحب الشذرات": (محمدًا)، وجعل مذهبه شافعيًّا، وهذا خطأ ووهم بَيّن .. والله أعلم. • الدرر: "تفقه أولًا حنبليًا وحفظ المقنع ثم تحول حنفيًا. درَّس بالصالحية والناصرية والسيوفية وولي القضاء بالقاهرة سنة (691 هـ). قال الذهبي: كان نبيلًا وقورًا كثير المحاسن وما أظنه روى شيئًا من الحديث، وله رد على ابن تيمية في علم الكلام بأدب وسكينة وصحة ذهن وردَّ ابن تيمية على رده. كان فاضلًا مهابًا عالي الهمة سخيًّا طلق الوجه لم ينقل أنه ارتشى، ولا قبل هدية، ولا راعى صاحب جاه ولا سطوة ملك. قال الكمال جعفر: كان فاضلًا بارعًا في مذهبه مشاركًا في النحو والأصول، ولي القضاء وشرح الهداية. كان مشهورًا بالصلاح" أ. هـ. • المنهل الصافي: "كان أحد الأذكياء ... وكان نبيلًا وقورًا كثير المحاسن" أ. هـ. وفاته: في ربيع الآخر سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مصنفاته: شرح الهداية وسماه "الغاية". 210 - القِنائي * النحوي: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن الشيخ عبد الرحيم القِنائي. كلام العلماء فيه: • الدرر: "تجرد واشتغل برعي الغنم، حتى صار رجلًا، ثم اشتغل وهو ابن ثلاثين أو نحوها، تفقه وقرأ النحو وغيره حتى مهر وشغل الناس ببلده وكان يحفظ أربع مائة سطر في يوم واحد، ثم أقبل على العبادة، ولازم الطاعة إلى أن مات" أ. هـ. وفاته: سنة (728 هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة. 211 - التُجَيّبي * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن جعد أبو جعفر التُجَيّبي، وأبو سعيد من أهل وادي آشي. من مشايخه: قرأ على أبي محمد بن هارون، وأبي عبد الله بن جعفر، وأبي عبد العظيم، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ حاذق صالح" أ. هـ. الدرر: "كان حافظًا للقرآن، عاكفًا عليه، انتفعوا به" أ. هـ. وفاته: سنة (738 هـ) ثمان وثلاثين وسبعمائة. 212 - الحَموي * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن صارو البعلي الحموي. ولد: سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مشايخه: المزِّي، وبنت الكمال، والجزري وغيرهم. ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 88). * الدرر الكامنة (1/ 88) وفيه اسمه: أحمد بن إبراهيم بن جعفر، غاية النهاية (1/ 33). * الدرر الكامنة (1/ 94 - 95). المعجم المختص للذهبي (17).

213 - السكان الغرناطي

كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "شاب فاضل فقيه، أديب، طلب الحديث في الكبر من المزي". أ. هـ. الدرر: "قال الشعر، له نظم حسن، وفضيلة" أ. هـ. وفاته: في رمضان سنة (747 هـ) سبع وأربعين وسبعمائة. 213 - السَّكَّان الغِرْناطي * المقروء: أحمد بن إبراهيم بن أحمد الغرناطي، من أهل لوشة، ويعرف بالسكان. من مشايخه: أبو جعفر بن الزيات، وأبو عبد الله الطَّنْجال، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان إمامًا بالجامع الأعظم بلوشة مقبلًا على الفراءات مبالغًا في التواضع، له نظم وسط". أ. هـ. وفاته: في ربيع الآخر سنة (750 هـ) (¬1) خمسين وسبعمائة. 214 - ابن الطَّحّان * المقروء: أحمد بن إبراهيم بن داود بن محمد المنبجي المعروف بابن الطحّان (¬2). وقيل: أحمد بن إبراهيم بن سالم .. ولد: سنة (702 هـ) اثنتين وسبعمائة، وقيل سنة (703 هـ) ثلاث وسبعمائة. من مشايخه: أحمد بن نحلة سبط السلعوس، وابن بصخان، والذهبي وغيرهم. من تلامذته: ابن الجزري صاحب كتاب "غاية النهاية" وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أقرأ زمانًا فلم ينتفع به أحد، وقُصد للإقراء فلم يوافق، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد ابن اللبان للإقراء" أ. هـ. الشذرات: "كان حسن الصوت بالقرآن، وكان الناس يقصدونه لسماع صوته بالتنكزية، وكان إمامها" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. 215 - أبو العباس العَسلَقي * النحوي المفسر: أحمد بن إبراهيم بن علي الفقيه العسلقي اليماني، أبو العباس. ولد: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من مشايخه: تفقه بأبيه، وأخذ التفسير عن ابن شداد وغيرهما. كلام العلماء فيه: الضوء اللامع: "كان دأبه تدريس الفقه وإسماع الحديث ... له معرفة تامة بالرجال والتواريخ والسير، ويد قوية في أصول الدين ... ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 86). (¬1) وفي هامش الدرر: وفي هامش المطبوع (775 هـ). أ. هـ ولم أجد له ترجمة في كتب التراجم المتوفرة لدينا. * غاية النهاية (1/ 33)، إنباء الغمر (2/ 19)، الشذرات (8/ 471). (¬2) الشذرات: وكان الطحان الذي نسب إليه هو زوج أمه، فإن أباه كان إسكافًا، ومات وهو صغير فربَّاه زوج أمَّه فنسب إليه. * الضوء اللامع (1/ 197)، بغية الوعاة (1/ 294)، الشذرات (9/ 86)، معجم المفسرين (1/ 26).

216 - ابن عرب اليماني

كان ملازما للجماعة في المسجد وللتلاوة من ثلث الليل الأخير صاحب نور وهيبة، ويقال إنه كان يعرف الاسم الأعظم! وقد كف بصره ومع ذلك لم يترك صلاة الجماعة في المسجد" أ. هـ. • البغية: "ولم يكن يخاف في الله لومة لائم، في إنكار ما ينكره الشرع، لازم التدريس وإسماع الحديث والعكوف على العلم، وعليه نور وهيبة" أ. هـ. وفاته: سنة (806 هـ) ست وثمانمائة. من مصنفاته: له قصيدة رد بها على يهودي في مسألة القدر، وأخرى أكثر من ثلاثمائة بيت في الرد على من يبيح السماع. 216 - ابن عرب اليماني * المقرئ: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عرب، المعروف بابن عرب اليماني، أبو العباس الزاهد. من مشايخه: قرأ على خير الدين سليمان بن عبد الله وغيره. كلام العلماء فيه: • النجوم: "قلت: وابن عرب هذا أعظم من أدركناه من العباد الزهاد في الدنيا، وعدم الاجتماع بالملوك ومن دونهم" أ. هـ. • المنهل الصافي: "وكان له كرامات كثيرة، من ذلك ما أخبرني من أثق به عن بعض أهل الخانقاه أنه اشترى في بعض الأحيان كنافة وصب فوقها خلا، فرآه ذلك الرجل والشيخ لا يشعر به، والشيخ يقول لنفسه ما تأكلي إلا كنافة؟ كلي، فهجم ذلك الرجل على الشيخ وكان يعرفه قديما وقال: أنا آكل معه من هذه الكنافة التي بالخل تبركا فقال له الشيخ بسم الله كل يافلان، فصار الرجل يأكل الكنافة بعسل غاية في الحلاوة، والشيخ يأكل معه إلى أن فرغا معا" أ. هـ. • إنباء الغمر: "أكمل الدين صوفي، وأختار العزلة مع المواظبة على الجمعة والجماعات واقتصر على ملبس خشن جدا. وقنع بيسير من القوت، ومهما اطلع على أن أحدا من الباعة عرفه فحاباه لم يعد إليه، وكان يدخل الجامع من أول النهار يوم الجمعة، ومن عجائب أمره أنه لما مات كان الجمع في جنازته موفورا، وأكثر الناس لا يعلمون بحاله ولا بسيرته فلما تسامعوا بموته هرعوا إليه" أ. هـ. • الضوء اللامع: "وكراماته كثيرة وكان فريدا فيها لم يكن في عصره من يدانيه في طريقته، قال العيني: وثبت بالتواتر أنه أقام أكثر من عشرين سنة لا يشرب الماء أصلا، وكان يقضي أيامه بالصيام ولياليه بالقيام" أ. هـ. وفاته: سنة (830 هـ) ثلاثين وثمانمائة. 217 - الكفاني العسقلاني * النحوي، المفسر أحمد بن إبراهيم بن نصر الله ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 122 - 123)، النجوم (14/ 30)، المنهل الصافي (1/ 217)، السلوك (4/ 2 / 757). * الضوء اللامع (1/ 205)، نظم العقيان (31)، المقصد الأرشد (1/ 75)، الشذرات (9/ 479)، السحب الوابلة (1/ 85)، أعلام فلسطين (1/ 124)، الأعلام (1/ 88)، معجم المؤلفين (1/ 91).

218 - أحمد الحسني

بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الكناني العسقلانى الأصل، المصري، الحنبلي، قاضي القضاة، عز الدين أبو البركات. ولد: في (16 ذي القعدة) سنة (800 هـ) ثمانمائة. من مشايخه: الشمس الزراتيني، ومجد الدين أبو البركات سالم المقدسي، والعز ابن جماعة، والزين العراقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "لبس خرقة التصوف من الزين أبي بكر الخواشي، وخاله الجمال عبد الله، وأمه عائشة" أ. هـ. • الشذرات: "العالم العامل المُفَنَّن الوَرع الزّاهد المُحقق المتقن، شيخ عصره وقدوته ... وكان ورعًا، زاهدًا، باشر بعفَّة ونزاهة وصيانة وحرْمة، مع لين جانب، وتواضع، وعلت كلمته، وارتفع أمره عند السلاطين وأركان الدولة والرعية. وله منظومات متعددة في علوم عديدة، فقهًا، ونحوًا، وأصولًا، وتصريفًا، وبيانًا وبديعًا وحسابًا" أ. هـ. • أعلام فلسطين: "لم يترك عالمًا من علماء زمانه إلا وأخذ عنه حتى أصبح عالمًا يشار إليه بالبنان" أ. هـ. وفاته: ليلة السبت (11 جمادي الأولى) سنة (876 هـ) ست وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "مختصر زاد المسافر" في التفسير، وصفوة الخلاصة وهي منظومة في النحو وتوضيحها "لزبد في النحو"، أرجوزة، وشرح ألفية ابن مالك وتوضيحها والحواشي عليها. 218 - أحمد الحَسَني * النحوي: أحمد بن إبراهيم (عز الدين) بن الحسن الحسني، اليماني، أبو العباس. ولد: سنة (873 هـ) ثلاث وسبعين وثمانمائة. كلام العلماء فيه: • ملحق البدر الطالع: "كان عالمًا كبيرًا محققًا في الآلات، وكان يقال له سيبويه زمنه لعلو شأنه في النحو" أ. هـ. الأعلام: "قاض نحوي، له اشتغال في التاريخ" أ. هـ. وفاته: سنة (941 هـ) إحدى وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: "المصابيح" في التاريخ، و"الإمامة وما يلزم الإمام"، وأسئلة على خطبة كتاب الأثمار، وحاشية على تذكرة الفقيه حسن. 219 - الحَلَبي * المفسر: أحمد بن إبراهيم، غرس الدين، الحلي الخليلي. من مشايخه: الشيخ حسن السيوفي، ورئيس الأطباء المشتهر بابن مكي وغيرهما. ¬

_ * ملحق البدر الطالع (38 - 39)، الأعلام (1/ 88). معجم المؤلفين (1/ 193) وقال اسمه: أحمد بن عز الدين بن الحسن، كما في ملحق البدر الطالع. * العقد المنظوم (357)، كشف الظنون (1/ 192 و 390) و (2/ 1251، 1372)، هدية العارفين (1/ 145)، معجم المؤلفين (1/ 88).

220 - أحمد زكي

كلام العلماء فيه: • العقد المنظوم: "كان المرحوم رأسًا في جميع العلوم مستجمعًا لشرط الفضائل وجامعًا لعلوم الأواخر والأوائل يرغم في الرياضيات أنوف الرؤوس، ويحاكي في الطب أبقراط وجالينوس وكان صاحب فنون غريبة قادرًا على أفاعيل عجيبة ماهرًا في وضع الآلات النجومية والهندسية كالربع والإسطرلاب وسائر الأسباب وكان رحمه الله فطنة علم الكاف وعلم الزايرجة بلا خلاف، وكان رحمه الله مشهورًا بالمحل في التعليم والإفادة لأرباب الطلب والاستفادة. وكان يكتسب بطبابته ويقتات بهدايا تلاميذه، وكان يلبس لباسًا خشنًا وعمامته صغيرة ويقنع من القوت بالنزر القليل والأمور اليسيرة، وكان رحمه الله ينظم الأبيات أعذب من ماء الفرات" أ. هـ. • قلت: وقد قال شعرًا فيه من المدح ما جعل فيه نفسه عبدًا لمن أكرمه كما أورد الأبيات صاحب العقد المنظوم حيث قال: "وقد أظهر البراعة فيمن أرسل ساعة فقال: يا مُفرد العصر قد بادرتُ بالطاعة ... يا من هوى الجودَ والأوقات في ساعة نوعًا من الخير قد لاحظتموه لنا ... فكنت عبدًا لكم في الوقت والساعة • معجم المفسرين: "طبيب فرضي، عالم بالرياضيات والتفسير مشارك في عدة علوم نشأ في مدينة حلب وتعلم بها وبدمشق والقاهرة ورحل إلى القسطنطينية واستوطنها إلى أن مات" أ. هـ. وفاته: سنة (971 هـ) إحدى وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح تفسير البيضاوى"، وكتاب في علم الزايرجة، وشرح الجامي للكافية، وغير ذلك. 220 - أحمد زكي * اللغوي: أحمد زكي بن إبراهيم بن عبد الله النجار الملقب بشيخ العروبة. ولد: سنة (1284 هـ) أربع وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • أعلام نهضة العرب: "مصلح وكاتب كبير وبحاثة وأديب، .. له فضل كبير على اللغة العربية وهو الذي أدخل علامات الترقيم على الكتابة العربية، ولم تكن معروفة قبله كما اختزل كلمات عربية كثيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1353 هـ) ثلاث وخمسين وثلثمائة وألف. من مصنفاته: "موسوعة العلوم العربية"، و "السفر إلى المؤتمر"، و"أسرار الترجمة". 221 - أحمد رِضَا * اللغوي: أحمد رضا بن إبراهيم بن حسين بن يوسف بن محمّد رضا العاملي، أبو العلاء، بهاء الدين. ¬

_ * أعلام نهضة العرب في القرن العشرين (26)، الأعلام (1/ 126)، معجم المؤلفين (1/ 140)، معجم المطبوعات لسركيس (971) * الأعلام (1/ 125).

222 - السياري

ولد: سنة (1289 هـ) تسع وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم باللغة والأدب، شاعر .. من طلائع العاملين للقضايا القومية، والوطنية في بلاد الشام، ومن أعضاء المجمع العلمي العربي" أ. هـ. • قلت: وهو من أعيان الشيعة وأعلامهم في العصر الحديث. وفاته: سنة (1372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "متن اللغة العربي" و "رد العامي إلى الفصيح" في اللغة، و"الدروس الفقهية" في مذهب الشيعة. 222 - السَيَّاري * النحوي: أحمد بن إبراهيم السَيّاري، أبو الحسين، والسَيّاري بفتح السين وتشديد الياء، منسوب إلى سيار أحد أجداده. من مشايخه: المبرد، والناشيء، وغيرهما. من تلامذته: أبو عمر الزاهد وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "هو خال أبي عمر الزاهد صاحب ثعلب. كان نحويًا لغويًّا صاحب رواية. قال أبو بكر بن حميد: قلت لأبي عمر الزاهد: منْ هو السياري؟ قال: خال لي كان رافضيًا مكث أربعين سنة يدعوني إلى الرفض فلم أستجب له، ومكثت أربعين سنة أدعوه إلى السنة فلم يستجب لي. 223 - ابن أبي الأَغْلب * اللغوي: أحمد بن أبي الأغلب إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب، أبو العباس كلام العلماء فيه: • الحلة السيراء: "كان عالمًا باللغة والغريب مع تصرف في كثير من العلوم والأدب ومهارة في النجامة، ويقال إنه كان يحفظ كتب الأغاني للموصلي، ولكنه شان نفسه وأفسد علمه بكبر، وتشادقٍ في منطقه وتقصير في كلامه، واستعمل الغريب والإغراب حتى أطال لسانه. ... كان أبوه واليًا على صقلية من سنة إحدى وعشرين ومائتين فضبطها واستقام له أمرها طول عمره بها" أ. هـ. 224 - القَطُفْطي * المقرئ: أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي يَعْلى بن القاص، أبو جعفر الشيرازي ثم البغدادي القَطُفْطي. ولد: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: ابن بدران الحُلواني، وأبو الخير المبارك العَسَّال وغيرهما. من تلامذته: عبد العزيز بن دُلف وغيره. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 12)، الأنساب (3/ 353)، إنباه الرواة (1/ 24)، اللباب (1/ 584)، روضات الجنات (1/ 26). * الحلة السيراء (2/ 379). * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 573 هـ) ط. تدمري، معرفة القراء (2/ 550)، الوافي (6/ 226)، غاية النهاية (1/ 38)، المختصر المحتاج إليه (1/ 170).

225 - القرافي

كلام العلماء فيه: تاريخ الإسلام: "المقرئ الزاهد، صاحب رياضة وتعبد ونسك وعرفان وتصوف ... وأخذ عنه جماعة وأثنوا عليه" أ. هـ. الوافي: "المقرئ الزاهد، ولد بالحريم الظاهري، ونشأ به وسكن بأخرة محلة قطفتا بالجانب الغربي ... قال محب الدين ابن النجار: كان أحد عباد الله الصالحين منقطعا إلى الطاعة، مشتغلا بالزهد والعبادة ملازما لمسجده لا يخرج منه إلا إلى صلاة الجمعة منقطعا أو جنازة، وكان معتكفا على إقراء الناس القرآن والفقه والحديث، وكان غزير الدمعة عند الذكر ظاهر الخشوع، وله قدم في التصوف ومعرفة بأحوال أهل الطريقة، وله مصنفات في ذلك، وكان يحضر السماع ويقول به على طريقة المتصوفة والناس يقصدون زيارته ويطلبون بركته" أ. هـ. وفاته: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. 225 - القرافي * المفسر: أحمد بن أحمد (¬1) بن أبي العلاء إدريس بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بلين الصنهاجي البهفشيمي البهنسي المصري، شهاب الدين أبو العباس، المشهور بالقرافي. ولد: سنة (626 هـ) ست وعشرين وستمائة. من مشايخه: عز الدين بن عبد السلام الشافعي، وشمس الدين أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عبد الرحمن التادلي، وقاسم بن الشاط الأنصاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج المذهب: "انتهت إليه رئاسة الفقه على مذهب مالك، والأصول، والعلوم العقلية، وله معرفة بالتفسير. قال قاضي القضاة تقي الدين بن شكر: أجمع الشافعية والمالكية على أن أفضل أهل عصرنا بالديار المصرية ثلاثة: القرافي بمصر القديمة، والشيخ ناصر الدين بن منير بالإسكندرية، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد بالقاهرة ... " أ. هـ. • الوافي: "ومع هذه العلوم حكى لي بعضهم أنه رأى مصنفا كاملًا في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ} فبنى هذه الأشياء وظن أن الآية: بشرا إلا يأكلون الطعام, وزاد ذلك ألفا فلما قيل له عن ذلك بعد أن خرج عن بلده اعتذر بأن الفقيه لقنه كذلك في الصغر ورأى الألف في "بشرا" فلم يجعل باله إلى أنها ألف التنوين، فسبحان من له الكمال" أ. هـ. • المنهل الصافي: "كان مالكيا إماما في أصول الفقه وأصول الدين، عالما بالتفسير وغيره" أ. هـ. • شجرة النور: "المصري الإمام العلامة الحافظ الفهامة وحيد دهره وفريد عصره، المؤلف المتفنن شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ، ومصنفاته شاهدة له بالبراعة والفضل واليراعة" أ. هـ. ¬

_ * الوافي (6/ 233 - 234)، الديباج المذهب (1/ 236)، المنهل الصافي (1/ 232)، روضات الجنات (1/ 336)، معجم المؤلفين (1/ 100)، شجرة النور (188)، معجم المفسرين (1/ 28)، مقدمة كتاب الذخيرة بقلم المحقق الدكتور محمد حجي، الأعلام (1/ 94)، الأجوبة الفاخرة (35). (¬1) وقيل أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن.

226 - ابن نعمة النابلسي

• روضات الجنات: "قال أبو عبد الله بن رشيد: ذكر لي بعض تلامذته أن سبب شهرته بالقرافي أن الكاتب لما أراد أن يثبت اسمه في ثبت الدرس كان حينئذٍ غائبًا فلم يعرف اسمه، وكان إذا جاء للدرسى. يقبل من جهة القرافة، فكتب القرافي فجرت هذه النسبة" أ. هـ. • قلت: عند مراجعة كتابه -"الأجوبة الفاخرة" صفحة (35) قال ما نصه: (والرحمن الرحيم وصفان له سبحانه وتعالى باعتبار الخير والإحسان الصادرين عن قدرته، فإن صفات الله تعالى منها سلبية نحو الأزلي، أي لا أول له، والصمد أي لا جوف له، ومنها ثبوتية قائمة بذاته وهي سبعة: العلم والإرادة والقدرة والحياة والكلام، والسمع والبصر. " أ. هـ. من خلال هذه العبارة وغيرها تبين أنه أشعري العقيدة. ولمن أراد المزيد فليراجع كتابه المذكور .. والله أعلم. وفاته: سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الذخيرة"، و"القواعد"، و"شرح التهذيب"، و"شرح محصول الإمام فخر الدين الرازي"، و"الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة" رد على النصارى. 226 - ابن نِعْمَة النَّابُلسِي * اللغوي: أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد النابلسي، المقدسي الشافعي، شرف الدين، أبو العباس. ولد: سنة (622 هـ) اثنتين وعشرين وستمائة. من مشايخه: أجاز له الفتح بن عبد السلام، وأبو علي الجواليقي، وأبو جعفر السهروردي. وسمع من ابن الصلاح والسخاوي وغيرهم من تلامذته: الذهبي، وابن تيمية. وغيرهما. كلام العلماء فيه: معجم الشيوخ للذهبي: "وكان على عقيدة السلف، وله نظم رائق، وكان يعد من الأذكياء، وكان يخطب من إنشائه. سمعت شيخنا ابن تيمية يقول: إنه قال لهم في مرض موته: اشهدوا عليّ أني على عقيدة الإمام أحمد" أ. هـ. • العبر: "وكان كيسًا متواضعًا متنسكًا ثاقب الذهن مُفرط الذكاء، طويل النفس في المناظرة" أ. هـ. • الوافي: "حاد النظر، سريع الفهم، بديع الكتابة إمامًا في تحرير الخط المنسوب، وكان متقن الديانة حسن الاعتقاد، أ. هـ. ¬

_ * العبر (5/ 380)، معجم شيوخ الذهبي (24)، المعجم المختص للذهبي (18)، الوافي (6/ 231)، البداية والنهاية (13/ 361)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 15)، المقفى الكبير (1/ 361)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 204)، المنهل الصافي (1/ 229)، شذرات (7/ 792)، إيضاح المكنون (1/ 172) بغية الوعاة (1/ 294).

227 - الغبريني

• البداية: "وقد أذن بالافتاء لشيخ الإسلام ابن تيمية وكان يفتخر بذلك" أ. هـ. • المقفى: "وكان فقيهًا، محققًا متقنًا للمذهب والأصول والعربية ... " أ. هـ. وفاته: سنة (694 هـ)، أربع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في الأصول جمع فيه بين الإمام فخر الدين الرازي والسيف الأمدي. 227 - الغِبْريني * اللغوي، المفسر أحمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي الغبرني، أبو العباس. ولد: سنة (644 هـ) أربع وأربعين وستمائة. من مشايخه: بلغ عدد شيوخه الذين أخذ عنهم نحو السبعين شيخًا منهم عبد الحق ابن ربيع وأبو العباس الغماري وغيرهما. من تلامذته: ابناه أبو القاسم أحمد وأبو سعيد أحمد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • قال محقق كتابه "عنوان الدراية" في مقدمته ما نصه: "بالرغم عما اشتهر به الرجل من إحاطة واسعة بثقافة وعلوم عصره، إلّا أنه قد تأثر إلى حد كبير بسلوك فئة قليلة من شيوخه من الزهاد المتصوفين، المؤمنين بقدرة قيام بعض الناس بعمل المعجزات والخوارق، فآمن مثلهم وسلك سبيلهم، ثم عمد إلى تسجيل ما سمع منهم من قصص لا يقبلها عقل، ضمن إطار من التهليل والتكبير، بالإضافة إلى توبيخ المعرضين عنها والمنكرين لها ... ولم يكتف بكتابه فقط، فقد عاد إلى الكتب القديمة المحشوة بمثل هذه الفصص، ونقل مجموعة منها، ثم جعل كل واحدة ذيلًا لقصة من قصص بعض شيوخه. كأنه يقول لقارئه - وقد رأى عليه ملامح الشك - إن لم تصدق الحاضر فدونك حكايات من الماضي" أ. هـ. من أقواله: ذكر في ترجمته لأبي عبد الله بن العربي الطائي الحاتمي من قصة أوردها من قصص الصوفية: "وقد يقع في هذا إنكار من ملحد لا علم له، وحقه الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه وإن زاد فيصفع في وجهه عوضًا عن قفاه" أ. هـ. وفاته: سنة (714 هـ) أربع عشرة وسبعمائة، وقيل (704 هـ) والأول أقرب للصواب. وكانت وفاته نتيجة إصابته بالطاعون. من مصنفاته: "عنوان الدراية فيمن عُرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية" هذا الكتاب الذي لم يترك غيره، وله بعض القصائد والأبيات الشعرية توجد في مكتبات المغرب الأقص كمخطوطات. 228 - السُّلمي * المقرئ: أحمد بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عامر السُّلمي، أبو جعفر. من مشايخه: الخطيب أبو عبد الله الطَّنجالي، وأبو جعفر بن الزيات، وغيرهما. ¬

_ * مقدمة محقق عنوان الدراية (9 - 15)، تعريف الخلف (1/ 25) نقلًا عن وفيات ابن الخطيب. القسنطيني، فهرس الفهارس (2/ 883)، شجرة النور (215)، معجم المؤلفين (1/ 96). * الدرر الكامنة (1/ 103 - 104)، غاية النهاية (1/ 37).

229 - الهكاري

كلام العلماء فيه: غاية النهاية: "إمام مقرئ أديب" أ. هـ. الدرر: "قرأ القرآن بمالقة، وبرع في القراءات والفرائض، وكان حسن الخط، صحيح النقل، كثير الحفظ، وذكر بعض أصحاب أبي جعفر بن عامر أنه طلق اثني عشرة امرأة على امتناعهن من الخفاض" أ. هـ. وفاته: سنة (741) إحدى وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: له أرجوزة في عد آي السور اسمها: "زهر الغرر في عدد آيات السور"، وقصيدة في ذكر توسط المنازل في الشهور بمعرفة وقت الفجر والسحور. 229 - الهكَّاريّ * المفسر: أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين الهكاري، ابن موسى، شهاب الدين، أَبو سعيد بن أبي الحسين. من مشايخه: أخذ عن الشيخ علي القاري، وأبي الحسن بن الصواف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان موصوفًا بالدين والخير، متواضعًا" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر، عالم برجال الحديث، مصري كردي الأصل" أ. هـ. وفاته: سنة (763 هـ) ثلاث وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير" في ستة مجلدات (1، 2، 4، 5، 6، 7)، و"رجال السنن الأربعة"، و"رجال البخاري ومسلم". 230 - ابن أبي المجد الحُسيني * النحوي: أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي .... يصل نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الحسيني الإسحاقي الحلبي، أَبو جعفر، عَزَّ الدين، نقيب الأشراف الحلبية. ولد: سنة (741 هـ). إحدى وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: جده، لأمه الجمال إبراهيم بن الشهاب محمود والقاضي ناصر الدين ابن العديم وغيرهما. من تلامذته: روى عنه ابن حجر بالإجازة، وسمع منه البرهان الحلبي، وابن خطيب الناصرية وآخرون. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "اشتغل كثيرًا واعتنى بالأدب ونظم الشعر فأجاد، قال القاضي علاء الدين: كان من حسنات الدهر زهدًا وورعًا ووقارًا ومهابة وسمتًا لا يشك من رآه أنه من السلالة النبوية حتى انفرد في زمانه برياسة حلب، فكانت كلمه مسموعة والرؤساء حتى القضاة يترددون إليه، وكان حسن المحاضرة جميل الصورة حلو الحديث شريف النفس مقتفيًا آثار السلف ¬

_ * ذيل العبر لابن العراقي (1/ 98)، الدرر الكامنة (1/ 104)، حسن المحاضرة (1/ 358)، ذيل تذكرة الحفاظ (357)، طبقات الحفاظ (529)، معجم المفسرين (1/ 27)، الأعلام (1/ 91)، معجم المؤلفين (1/ 92). * إنباء الغمر (4/ 249 - 252)، الضوء اللامع (1/ 219)، أعلام النبلاء (5/ 127)، الشذرات (9/ 40).

231 - العجيمي

الصالح شافعي المذهب متمسكًا بالسنة وطريق السلف" أ. هـ. * الضوء اللامع: "استقر في النقابة بعد والده، وكذا ولي مشيخة خانقاه ابن العديم مدة". ثم قال في الضوء أيضًا: "قال البرهان الحلبي: نشأ نشأة حسنة لا يعرف له لعب واستمر على ذلك إلى أن مات ملازمًا للخير حافظًا على الصلاة في أول وقتها مع طهارة في البدن والثوب واللسان والعرض ... وكان أديبًا بليغًا كاملًا ذا سمت وهيبة وحشمة مفرطة لم أر عليه أكثر أدبًا وأحشم منه لا من الأشراف ولا من غيرهم، مع الذكاء وحسن الخلق وحسن الخط والفهم الحسن". ثم قال السخاوي: "وجده محمد والد جعفر يعني الممدوح أول من ولي نقابة الطالبين بحلب في أيام سيف الدولة ... " أ. هـ. * أعلام النبلاء: "حفظ القرآن، واشتغل كثيرًا في النحو وغيره على شيوخ وقته كأبي عبد الله المغربي الضرير .. له يد في العربية ونظم جيد ونثر رايق وحسن محاضرة في أيام الناس والتاريخ وحلاوة الحديث" أ. هـ. وفاته: في رجب سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 231 - العُجَيمي * المقرئ: أحمد بن أحمد بن محمود بن مرسى الشهاب المقدسي، الدمشقي الحنفي، ويعرف بالعجيمي. ولد: سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة بالقدس. من مشايخه: قرأ القراءات على جماعة منهم العلاء بن اللفت، وابن الهائم. من تلامذته: انتفع به أولاده وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "تكسب بكتابة المصاحف وكان متقنًا فيها مقصودًا من الآفاق بسببها" أ. هـ. وفاته: سنة (865 هـ) خمس وستين وثمانمائة، بدمشق. 232 - الجُدَيدي * النحوي: أحمد بن أحمد بن علي بن زكريا الشهاب بن الشيخ شهاب الدين الجديدي البدراني الشافعي. ولد: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: أخذ الفقه عن الكازروني، والعربية عن الشهاب البجائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: الضوء اللامع: "كان فاضلًا، مشاركًا، ذكيًا قادرًا على التعبير عن مراده، متين الكتابه، متوددًا، كريمًا، كثير السكوت والاحتمال، قليل التشكي، وهو ممن كتب في كائنة ابن الفارض (¬1) " أ. هـ. ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 224). وقال: "أفاده لي ولده الهمامي ثم عبد الرزاق بزيادات" أ. هـ. * الضوء اللامع (1/ 217)، وجيز الكلام (3/ 943)، الذرات (9/ 520)، معجم المؤلفين (1/ 96). (¬1) ابن الفارض: هو عمر بن علي بن مُرش الحموى ثم المصري، صاحب الاتحاد، له قصيدة فيها صريح الإلحاد والحلول والزندقة، توفي سنة (632 هـ). انظر سير أعلام النبلاء (22/ 368)، ووفيات الأعيان (3/ 454).

233 - الطيبي الكبير

وفاته: سنة (888 هـ) ثمان وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: عمل على الآجرومية شرحًا مطولًا، ومختصرًا لم يكملا. وكذا شرع في مقدمه الحناوي في النحو، وغيرهما. 233 - الطَيِّبي الكبير * النحوي، المقرئ: أحمد بن أحمد الطيبي الكبير (¬1)، جمال الزمان، شهاب الدين. ولد: سنة (915 هـ) عشر وتسعمائة. من مشايخه: قرأ على والده، والشمس الكفرسوسي، وتقي الدين القاري وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه الشيخ إسماعيل مفتي الشافعية في زمانه النابلسي، والعماد بن العماد، والقابوني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تراجم الأعيان: "تولى إمامة جامع الأموي، وكان له نظم، .... دينًا وعَلمًا، له تصانيف مفيدة، والصلاح الشهير، والزهد الكثير، كان ممن يستسقى به الغيثُ في زمانه، وممن يقاس بالحسن البصري بين أقرانه .. وكان يُذكر السلف الماضين بزهده وورعه" أ. هـ. *أعلام فلسطين: "الفقيه المقرئ النحوي العابد الناسك" أ. هـ. وفاته: سنة (979 هـ)، وقيل (981 هـ)، تسع وسبعين وقيل إحدى وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "المفيد في علم التجويد" شرحه الشيخ أحمد بن المرزبان شرحًا حسنًا، و"الزوائد السنية على الألفية" في النحو، و"بلوغ الأماني في قراءة ورش من طريق الأصبهاني". 234 - الطيِّبي الصغير * المفسر المقرئ: أحمد بن أحمد بن أحمد الطيبي الصغير. من مشايخه: قرأ على أبيه، إلا الفقه قرأه على النور النسفي المصري، وشيخ الإسلام الغربي وغيرهم. من تلامذته: البوريني وغيره. كلام العلماء فيه: * تراجم الأعيان: "شيخنا شيخ الإسلام تولى إمامة الجامع الأموى وكان أفقه من أبيه، كان فقيهًا محدثًا مفسرأ مقرئًا عروضيًا حاسبًا فرضيًا". ثم قال: "كان حليمًا كريمًا لطيفًا سليمًا، يعفو عن الظالم، ويتباعد عن المظالم ويرى العفو مغنمًا والعقاب مغرمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (994 هـ) أربع وتسعين وتسعمائة. ¬

_ * تراجم الأعيان (1/ 9 - 15)، الشذرات (10/ 576)، الكواكب السائرة (3/ 114 - 115)، أعلام فلسطين (1/ 143 - 141)، الأعلام (1/ 91)، معجم المؤلفين (1/ 93). (¬1) ولقد وهم صاحب الأعلام حيث ترجم له مرتين: الأولى (1/ 91) وسماه أحمد بن أحمد بن بدر الدين الطيبي وقال عنه: فقيه شافعي متصوف وجعل سنة وفاته (979 هـ)، والثانية: في نفس الصفحة وعساه أحمد بن أحمد بن إبراهيم الطيبي، وجعل سنة وفاته (981 هـ). والصحيح أنهما شخص واحد ... والله أعلم. * تراجم الأعيان (1/ 16 - 24).

235 - الرملي

235 - الرَّمْلي * النحوي، اللغوي: أحمد بن أحمد بن حمزة، شهاب الدين، أَبو العباس الرملي الأنصاري المنوفي (¬1) الشافعي. من مشياخه: القاضي زكريا الأنصاري وطبقته. من تلامذته: النور الزيادي، والنور الحلبي وأضرابهما. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "الإمام العالم العلامة، شيخ الإسلام أقرأ وأفتى وخرج وصنف ... " أ. هـ. * قلت: وهناك شخص آخر اسمه أحمد بن حمزة الرملي، أو أحمد الرملي ووفاته سنة (957 هـ)، وهذه الترجمة لشخص آخر هو أَبو المترجم له، وقد ذكره صاحب الشذرات في وفيات سنة (957 هـ) وذكره باسم: أحمد الرملي المتوفى وله من المؤلفات "شرح البهجة" و"شرح الروض" وغيرهما: وكذلك ترجم له صاحب الكواكب السائرة (2/ 119)، والأعلام (1/ 120)، وقد التبس على بعض أصحاب المصادر التي ذكرت ترجمته، فجعلت مصنفات أبيه له، وكذلك سنة وفاته كما في معجم المطبوعات (950)، حيث جعل وفاته سنة (957 هـ) وخلط بين مؤلفات الأب والابن، والله أعلم. وفاته: في بضع وتسعمائة، وقيل (971 هـ) أو (973 هـ) إحدى أو ثلاث وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح الزبد" لابن رسلان، و "شرح منظومة البيضاوي في النكاح" و"فتاوى تعليق على الآجرومية" وغير ذلك. 236 - ابن طاشْكُبري زادَهْ * المفسر أحمد بن أحمد بن مصطفى بن خليل، كمال الدين الرومي الحنفي، طاشكبري زاده. وهو ابن صاحب كتاب "الشقائق النعمانية". كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "من علماء الحنفية، مفسر تركي الأصل، مستعرب" أ. هـ. * قلت: لقد ذكره صاحب (الطبقات السنية) ضمن ترجمة والده وقال: "ومن أولاده فخر القضاة والمدرسين، عمدة الفضلاء والمحققين، كمال أفندي، قاضي مدينة سلانيك .. ممن يوصف بالعلم والفضل والدين والورع والتعفف عن كثير مما جرت عادة قضاة الزمن بتناوله. ولم أجد حين كتابتي لهذه الترجمة من يشرح لي أحواله مفصَّلة فأكتب ما يليقُ به، وإن شاء الله تعالى إذا رأيته وتيسر لي أن أسأله عن ترجمة نفسه .. " أ. هـ. * قلت: إننا أيضًا لم نجد من ترجم له الترجمة الوافية إلا ما نقله صاحب "معجم المفسرين" عن "الإيضاح"، وما وجدناه في كتاب "الطبقات ¬

_ * الشذرات (10/ 525)، الكواكب السائرة (3/ 111)، معجم المؤلفين (1/ 94)، هدية العارفين (1/ 45) واسمه فيه أحمد بن أحمد بن الحسن الرملي. (¬1) قال عبد الوهاب الشعراوي: قرية صغيرة قريبًا من البحر بالقرب من منية العطار، تجاه مسجد الخضر بالمنوفية. أ. هـ من الكواكب السائرة. * الطبقات السنية (2/ 109) ضمن ترجمة والده أحمد بن مصطفى بن طاشكبري زاده، إيضاح المكنون (1/ 141)، معجم المؤلفين (1/ 95) وفيه أحمد بن أحمد طاشكبري زاده، معجم المفسرين (1/ 27).

237 - القليوبي

السنية" المذكور أعلاه ... والله أعلم. وفاته: سنة (1030 هـ) ثلاثين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي" وصل فيها إلى سورة الكهف. 237 - القَليُوبي * النَحوْي: أحمد بن أحمد بن سلامة المصري القليوبي (¬1) الشافعي، أَبو العباس. من مشايخه: لازم سالمًا الشبشيري وعليًا الحلبي وغيرهما من مشاهير الشيوخ. من تلامذته: منصور الطوخي وابراهيم البرماوي وشعبان الفيومي وغيرهم من كبار الشيوخ. وكلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر "الإمام العالم العامل ... أحد رؤساء العلماء الجمع على نباهته وعلو شأنه ... وكان مهابًا لا يستطيع أحد أن يتكلم بين يديه إلا وهو مطرق رأسه وجلا منه وخوفًا ولا يتردد إلى أحد من الكبراء ويحب الفقراء ولا يقبل من أحد صدقة بل كان في غالب وقته يرى متصدقًا وليس له وظائف ولا معاليم ... وكلان متقشفًا ملازمًا للطاعات جامعًا للعلوم الشرعية متضلعًا من العلوم العقلية وأما معرفته بالحساب والميقات والرمل فأشهر من أن تذكر وإمامته في العلوم الحرفية وتصرفه في الأوفاق والزايرجا" أ. هـ. وفاته: سنة (1069 هـ) تسع ومئتين وألف. من مصنفاته: حاشية على شرح الشيخ خالد على الآجرومية، وحاشية على شرح التحرير لشيخ الإسلام، وله كتاب تراجم لجماعة من أهل البيت سماها "تحفة الراغب". 238 - الشَّدَّادي * النحوي، المفسر: أحمد بن أحمد بن محمد الشدادي الإدريسي الحسنى أَبو العباس. من مشايخه: الشيخ محمد بن عبد القادر الفاسي وغيره. من تلامذته: الشيخ محمد التاودي وغيره. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "العالم الكبير المتبحر في النحو والفقه والحديث والتفسير، صدر المحافل في جمع الأفاضل المرجوع إليه في النوازل، المحتج بما يقوله إذا خفيت الدلائل، تولى قضاء فاس والإمامة والخطابة بجامع القرويين" أ. هـ. * معجم المفسرين: "قاضٍ من العلماء في التفسير والحديث والنحو، من فقهاء المالكية ولي الإفتاء والتدريس بفاس، والقضاء والإمامة بزاوية زهرون" أ. هـ. وفاته: سنة (1146 هـ) ست وأربعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية شرح ميارة لامية زقاق"، و"تقييد على ابن العاصم"، و"تقييد على عمليات عبد الرحمن الفاسي". ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 175)، الأعلام (1/ 92). معجم المؤلفين (1/ 94)، معجم الأطباء (101). (¬1) القليوبي نسبة إلى قليوب في مصر. * معجم المفسرين (1/ 27)، معجم المؤلفين (1/ 98)، شجرة النور (336) وفيه أحمد بن محمد الشدادي، الأعلام (1/ 93).

239 - السجاعي

239 - السُّجَاعي * النحوي، المفسر": أحمد بن شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد السجاعي (¬1) الشافعي البدراوي الأزهري. من مشايخه: والده، وحسن الجبرتي والد صاحب كتاب (عجائب الآثار)، وغيرهما. من تلامذته: علي بن سعيد البيسوسي السطوحي الشافعي، وغيره. كلام العلماء فيه: * عجائب الآثار: "الفقيه النبيه العمدة الفاضل حاوي أنواع الفضائل .. وله براعة فِي التأليف ومعرفة باللغة وحافظة في الفقه، ومن تآليفه ... شرح على أسماء الله الحسنى قرظ عليه الشيخ عبد الله الأدكاوي رحمه الله تعالى، هذا وكان ممن منحه الله أسرارها وأظهر أنوارها فأوضح من معانيها ما خفي ومنح طلابها كنزًا يتنافس في مثله أنبل الفضلاء وأفضل النبلاء". ثم قال: "ومن فوائد المترجم أنه رأى في المنام قائلًا يقول له: من قال كل يوم يا الله يا جبار يا قهار يا شديد البطش ثلاثمائة وستين مرة أمن من الطاعون ... " أ. هـ. * معجم المطبوعات: "وصار من أعيان العلماء وشارك في كل علم وتميز بالعلوم الغريبة" أ. هـ. * خطط مبارك: "وقد رأيت في ترجمته رسالة مستقلة لتلميذه الشيخ علي بن سعد ... قال فيها: هو شيخنا الإمام القائم في ديوان ملاحظة ربه ومراقبته من طهرت سريرته، فحسنت بين العارفين سيرته الساعي في حياته أحسن المساعي" أ. هـ. * قلت: من خلال مراجعة بعض كتبه وعناوينها يلاحظ توجهه الصوفي الأشعري حيث وردت كتب ورسائل في تصوفه كرسالة "السهم القوي" في كرامات الأولياء وأيضًا منظومة في الخلاف في إسم الله الأعظم اشتملت على ثلاثين قولًا ومنها شرحه الكبير على صلاة القطب عبد السلام بن مشيش وشرحه الصغير عليها، ومنها شرح صلاة القطب النبوي أحمد البدوي وغيرها مما واطئها من الرسائل والكراريس والمنظومات. وأما أشعريته فإن له شرحًا على العقيدة للإمام السنوسي الذي هو: أَبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسيني المتوفى سنة (895 هـ) الذي سنورد ترجمته ضمن المحمدين وهو إمام الأشعرية في وقته وله في ذلك التآليف في مذهب الأشعرية وعقائدهم، وكان ذلك واضحًا أيضًا خلال مراجعتنا لكتابه (تقييدات السجاعي) على مقولات البلدي (¬2) من خلال كلامهم على المقولات فلسفيًا عند معرفة وشرح (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وغيرهما وما بعدها من ¬

_ * معجم المطبوعات (1005)، خطط مبارك (12/ 9)، هدية العارفين (5/ 179)، عجائب الآثار (1/ 570)، معجم المؤلفين (1/ 97)، معجم المفسرين (1/ 28)، إيضال المكنون (1/ 32، 167) و (2/ 160، 174). (¬1) السُجاعي: نسبة أنَّ السُجَاعية: قرية من مديرية الغربية بمركز المحلة الكبرى ... انظر خطط مبارك. (¬2) حاشية حسن العطار في شرح مقولات أحمد السجاعي المسمى "الجواهر المنتظمات في عقود المقالات" - الطبعة الأول بالمطبعة الخيرية (1328 هـ - 1910 م).

240 - الشرفي

المقولات وما وصفت من شروح في ذلك الكتاب من قبل الشيخ حسن العطار. كما في قولهم حول البسمله صفحة (4): "البسملة من مقولة الكيف لأنها عرض وأما الذات العلية فليست مقولة العرض قطعًا، وكذا ليست من مقولة الجوهر عن أهل السنة، وأما عند الحكماء من قول الجوهر ... الخ". وإلى غير ذلك من الأقوال الفلسفية والتي تدخل ضمن معتقدات المذهب الأشعري، والرجاء في التوفيق بين أسماء الله تعالى والأقوال والكلمات في اللغة وغيرها وبين الأقوال التي تذهب في بيان ذلك ... والله أعلم. وفاته: سنة (1197 هـ) سبع وتسعين ومائة ألف. من مصنفاته: "فتح المنان في بيان مشاهير الرسل التي في القرآن"، و"فتح الجليل على شرح ابن عقيل" في النحو، وله رسالة في إثبات كرامات الأولياء تسمى "السهم القوي في نحر كل غبي ونحوي". 240 - الشَّرفي * النحوي، المقرئ: أحمد ابن الشيخ المفتي أحمد بن حسن الشرفي، أَبو العباس. من مشايخه: أخذ عن شقيقيه حسن والطيب، والشيخ الغرياني وأخذ القراءات عن الشيخ حموده إدريس وغيرهم. من تلامذته: ابن أخيه محمد بن حسن وغيره. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "العلامة المحققق الفهامة الدقيق" أ. هـ. * مشاهير التونسيين: "بعد تخرجه تصدى للتدريس في بلده، فدرس بالجامع الكبير والمدرسة الحسينية" أ. هـ. وفاته: سنة (1230 هـ) ثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تحفة الأخوان شرح نظم أوجه الآن" و"تقريرات على شرح الرسالة لأبي الحسن علي بن محمد الشاذلي". 241 - الإدريسي * المفسر: أحمد بن أدريس المغربي الحسني نسبًا الإدريسي من ذرية الإمام إدريس بن عبد الله. من مشايخه: أخذ طريق السادة الشاذلية على الأستاذ الشيخ عبد الوهاب التازي عن الشيخ ابن العباس أحمد الصقلي عن الشيخ مصطفى البكري، والشيخ القاسم الوزيري التازي وغيرهم. من تلامذته: قد أجاز لأهل زبيد خصوصًا، وأهل اليمن عمومًا، جميع مروياته وشعره ونثره منهم الشيخ محمد بن علي السنوسي، والشيخ محمد حسن طاهر المدني وغيرهما. ¬

_ * شجرة النور (350) وقال: لم أقف على وفاته، مشاهير التونسيين (60). * حلية البشر (1/ 206 - 210)، جامع كرامات الأولياء (1/ 341)، شجرة النور (396)، الأعلام (1/ 95)، معجم المؤلفين (1/ 99).

كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "قال حسن بن أحمد البهكلي في الديباج الخسرواني: هو شيخنا إمام المفسرين، ومقدام المحدثين، جعل الكتاب والسنة إمامَيه، وجعلهما الدليل الذي لا يعتمد في عبادته إلا عليه، فليس له مذهب يقلده أو منهج يقوله ويشيده، سوى السنة والكتاب .. وهذا السيد الجليل طريقته السالك بها والداعي إليها الإقبال بالكلية على تدبر معاني كتاب الله، وإطالة التفكر في استجلاب أسرار معانيه، ولقد ذكر لي أنه مكث عدة سنين لا شغل له إلا تلاوة كتاب الله والتعرض لنفحات أصرار علومه، ولطائف رقانقه وفهومه، حتى منح الله بما منح وفتح بما فتح، وهذه الطريقة هي التي أشار إليها الإمام ابن القيم في شرح منازل السائرين حيث قال ما نصه: "والطريقة المختصرة القريبة السهلة الموصلة إلى الرفيق الأعلى التي لا يلحق سالكها خوف ولا عطب ولا فيها آفة من آفات سائر الطرق ألبتة، وعليه من الله حارس وحافظ يحرسه ويحفظه ويحميه، ويدفع عنه كل أذى هي أن تنقل قلبك من وطن الدنيا إلى وطن الآخرة، ثم وأنت بهذا الموطن لا تجعل له التفاتًا إلا إلى معاني القرآن واستجلائها وتدبرها وفهم ما يراد به وما نزل لأجله، وأخذ نصيبك وحظك من كل آية من آياته وتنزيلها على أدواء قلبك، ولا يعرف قدر هذه الطريقة إلا من عرف طرق الناس وغوائلها وقطاعها والله المستعان" أ. هـ. * قلت: ما ذكره الإمام ابن القيم هو ما كان عليه سلف الأمة من مخافة الله تعالى بالسر والعلانية، باتباع الكتاب والسنة، دون الأخذ ببواطن الأمور كما تفعل الصوفية في القرون المتأخرة هذه، أو الانحرافات لأجل منهج العزلة لديهم أو غيرها من مصطلحات الصوفية التي اعتمدوها في عبادتهم وسلوكهم الذي خرج عن الكتاب والسنة وإحداث البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان. * جامع كرامات الأولياء: "أحد أفراد مشاهير الأولياء العارفين الذين ظهروا في القرن الثالث عشر وهو صاحب الطريقة الإدريسية المشهورة ومن أعظم كراماته التي لا يفوز بها إلا الأفراد اجتماعه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة، وأخذه عنه مشافهة أوراده وأحزابه وصلواته المشهورة. " أ. هـ. * قلت: وله ترجمة طويلة في كتاب جامع كرامات الأولياء تدل على تصوفه والتوغل فيه بالانحرافات والخرافات المعهودة عندهم، فمن أراد المزيد فليراجع المصدر المذكور .. والله الهادي إلى سواء السبيل. * شجرة النور: "القطب الغوث العارف العالم العامل والفرد الهمام الكامل بقية السلف وقدوة الخلق خاتمة العلماء الهققين والأئمة العارفين" أ. هـ. وفاته: سنة (1253 هـ) ثلاث وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "العقد النفيس" جمعه من كلامه وآرائه ومروياته تلميذه إبراهيم بن صالح، و"كيمياء اليقين"، و"المحامد الثمانية".

242 - أبو الكلام آزاد

242 - أَبو الكلام آزاد * المفسر أحمد بن خير الدين، أَبو الكلام آزاد (¬1)، الهندي الأب العربي الأم والثقافة، محيي الدين. ولد: (1302 هـ) اثنتين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر من خطباء المسلمين وزعمائهم في الهند ... هاجم الاستعمار الإنجليزي فاعتقله الإنجليز .. وتولى رئاسة البرلمان ثم وزارة المعارف في دلهي وكان مع علمه بالعربية يكتب تآليفه ومجلاته ومقالاته بالأردية. وترجم بعضها للعربية منها: دلائل النبوة" أ. هـ. وفاته: سنة (1377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "ترجمة القرآن وتفسيره، وكتاب التذكرة" وغير ذلك. 243 - ابن أبي السَّمْح التُجَيبي * المقرئ: أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن السمح، أَبو جعفر التجيبي مولاهم المصري. من مشايخه: إسماعيل بن عبد الله النحاس، وبكر بن سهل الدمياطي وغيرهما. من تلامذته: أَبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان، ومحمد بن النعمان وغيرهما. كلام العلماء فيه: غاية النهاية: "كان عارفًا بها قيمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (356 هـ) ست وخمسين وثلاثمائة، وقد بلغ مائة وعشرين سنة. وقيل سنة (342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وقد نيف على المائة، وجعل الذهبي الأول هو الأصح. 244 - الجَفْر الحِمْيَريّ * النحوي: أحمد بن إسحاق، ويعرف بالجَفْر الحميري (¬2) المصري، أبو طاهر. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "حميري النسب مصري الدار، لم أجد له ذكرًا إلا في كتاب أبي بكر الزبيدي، فإنه ذكره في نحاة مصر" أ. هـ. * إنباه الرواة: "تصدر لإقراء هذا النوع - ويعني: النحو - .. " أ. هـ. وفاته: سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة. ¬

_ * الأعلام (1/ 122)، معجم المؤلفين (1/ 670). (¬1) قال في الأعلام: "معنى (آزاد) الحر. اختاره لقبًا له ليدل على تحرره الفكرى" أ. هـ. * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 356 هـ) ط - تدمرى، معرفة القراء (1/ 298)، غاية النهاية (1/ 38). * معجم الأدباء (1/ 199)، انباه الرواة (1/ 29)، بغية الوعاة (1/ 296). (¬2) الحميري: منسوب إلى حمير وهو أصل من أصول عرب قحطان باليمن. أ. هـ. من هامش الإنباه.

245 - القاضي التنوخي

245 - القاضي التَّنُوخي * النحَوْي: أحمد بن إسحاق بن البُهلول بن حسان بن أبي سنان التنوخي، أَبو جعفر، القاضي الحنفي، الأنباري. ولد: سنة (231 هـ) إحدى وثلاثين ومائتين. من مشايخه: أَبو كريب، ويعقوب الدورقي، وأَبو سعيد الأشج وغيرهم. من تلامذته: ابن شاهين والدارقطني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة .. " أ. هـ. * المنتظم: "كان شاعرًا فصيحًا لسنًا ورعًا متخشنًا في القضاء، بيته بيت العلم" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان ثبتًا في الحديث، ثقة مأمونًا جيد الضبط لما حَدَّث به، وكان متفننًا في علوم شتى منها الفقه على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وربما خالفهم في مسيلات يسيرة، وكان تام العلم باللغة حسن القيام بالنحو على مذهب الكوفيين، وله فيه كتاب ألَّفَه وكان تام الحفظ للشعر القديم والمحدث والأخبار الطوال والسير والتفسير" أ. هـ. * السير: "وكان في رجال الكمال، إمامًا ثقة عظيم الخطر، واسع الأدب تام المروءة، بارعًا في العربية ... قال ابن الأنباري: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى منه .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان عدلًا ثقة رضيًا فقيهًا نبيلًا، سمع الحديث الكثير ... فصيح العبارة، جيد الشعر، محمودًا في الأحكام" أ. هـ. وفاته: سنة (318 هـ) ثمان عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "النحو" على مذهب الكوفيين، و"الناسخ والمنسوخ" وغيره. 246 - الأَبَرْقوهي * المقرئ: أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي بن إسماعيل الأَبَرْقُوهي (¬1)، أَبو المعالي، شهاب الدين. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: حدث عن الفتح ابن عبد السلام، وأحمد بن صَرْمَا وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه أَبو العلاء الفرضي، والمزي، والبرزالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية: "كان شيخًا حسنًا لطيفًا مطيقًا" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 30)، المنتظم (13/ 292)، معجم الأدباء (1/ 188)، الشذرات (4/ 85)، الكامل (8/ 223)، السير (14/ 497)، العبر (2/ 171) البداية والنهاية (11/ 177)، الجواهر المضية (1/ 137)، الوافي (6/ 235)، بغية الوعاة (1/ 295)، الطبقات السنية (1/ 271)، معجم المؤلفين (1/ 101)، الأعلام (1/ 95). * الوافي (6/ 242) البداية والنهاية (14/ 22)، ذيول العبر (18)، الدرر الكامنة (1/ 109)، المنهل الصافي (1/ 235)، النجوم (8/ 198)، الشذرات (8/ 9)، الأعلام (1/ 96). (¬1) أبرقُوه: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والراو ساكنة وهاء محضة: هكذا ضبطه أَبو سعد قال أَبو سعد: أبرقوه: بلدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخًا منها" أ. هـ "معجم البلدان" (1/ 69).

247 - الأميوطي

* ذيول العبر: "كان مقرئًا صالحًا متواضعًا فاضلًا" أ. هـ. * الدرر: "وكان يقول أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وأخبره أنه يموت في مكة، فحج في آخر عمره فمات بها". ثم قال: "وكان خيرًا متواضعًا، له كرامات، وله تلامذة، وكان يعرف بين الصوفية بالسُّهروردي، لأنه كان يلبس عنه الخرقة" أ. هـ. * المنهل الصافي: "الأبرقوهي المصري والقرافي الصوفي "أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالحديث والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة. من مصنفاته: "معجم شيوخه" مرتب على الحروف. 247 - الأميُوطي * المقرئ: أحمد بن أسد بن عبد الواحد بن أحمد الأميوطي السكندري القاهري الشافعي، الشهاب أَبو العباس بن أسد الدين أبي القوة. ولد: سنة (808 هـ) ثمان وثمانمائة. من مشايخه: الجلال البلقني، والولي العراقي، وتلا على ابن الجزري، وغيرهم كثير. من تلامذته: السخاوي "صاحب الضوء اللامع"، وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "كان متواضعًا مستكثرًا من تحصيل نفائس الكتب، متمولًا كثير التحصيل من الوظائف والأملاك، وكذا المعاملات والقضاء قليل المصروف، ولهذا كان ماله في نمو مع كونه أيضًا غير متأنق في مركبه وملبسه، وليس فيه عيب سوى المبالغة في الحرص وحب الدنيا" أ. هـ. * الوجيز: "وانتفع به الفضلاء سيما في القراءات ..... وكان حريصًا على تحصيل العلم، متين الأسئلة، حسن الخط، زائد الأدب" أ. هـ. * بدائع الزهور: "كان عالمًا فاضلًا" بارعًا في العلم، عارفًا بالقراءات بالروايات السبع" أ. هـ. وفاته: سنة (872 هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: نظم رسالة ابن المجدي في الميقات أرجوزة سماها "غنية الطالب في العمل بالكواكب"، وشرع في شرح على الشاطبية، وذيل على تاريخ العيني. 248 - الغَزْنوَي * المفسر أحمد بن إسماعيل بن عيسى، أَبو بكر الغزنوي (¬1) الجوهري. من مشايخه: أَبو القاسم القشيري. كلام العلماء فيه: * طبقات المفسرين: "أحد أئمة غزنة وفضلائهم سافر إلى خراسان والحجاز والعراق، ولقي أبا ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 226 - 230)، نظم العقيان (36)، وجيز الكلام (2/ 793)، بدائع الزهور (3/ 17)، الشذرات (9/ 467)، معجم المؤلفين (1/ 102). * طبقات المفسرين للداودي (1/ 32)، معجم المفسرين (1/ 29). (¬1) الغَزْنوي: هذه النسبة إلى غزنة، وهي مدينة من أول بلاد الهند. انظر اللباب (2/ 171).

249 - رضي الدين القزويني

القاسم القشيري .. " أ. هـ. وفاته: سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة. 249 - رضي الدين القِزْويني * المفسر: أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد بن العباس، أَبو الخير، رضي الدين القزويني الشافعي. ولد: (511 هـ) وقيل (512 هـ)، إحدى عشرة، وقيل: اثنتي عشرة وخمسمائة. من مشايخه: الفقيه محمّد بن يحيى، وسمع بقزوين أبا سعد إسماعيل وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن مسعود بن أبي الفوارس القزويني، وإلياس بن جامع. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان شابًّا صالحًا سديد السيرة ... وحمدت سيرته وصحبته .. " أ. هـ. * المختصر المحتاج إليه: "وكان كثير العبادة والصلاة دائم الذكر، قليل الأكل وكان مجلس وعظه كثير الخير مشتملًا على التفسير والحديث والفقه وحكايات الصالحين .. وهو ثقة في روايته ... " أ. هـ. * الوافي: " ... ثم إنه ترك بغداد وعاد إلي قزوين فقال له بعض أصحابه منكرًا توجهه من بغداد مع الوجاهة التي له فيها فقال: معاذ الله أن أسكن في بلد يُسَبُّ فيه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ذلك في أيام ابن الصاحب .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان يذهب إلى قول الأشعري في الأصول. وجلس في يوم عاشوراء فقيل له: العن مُعَاوية فقال: ذاك إمام مجتهد، فرماه النَّاس بالآجر، فاختفى ثم هرب إلى قزوين" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "الصوفي الواعظ الملقب رضي الدين أحد الأعلام" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "قدم بغداد فوعظ بها، وحصل له قبول تام وكان يتكلم يومًا وابن الجوزي يومًا ويحضر الخليفة من وراء الأستار وتحضر الخلائق والأمم .. " أ. هـ. * النجوم الزاهرة: "قدم إلى بغداد ووعظ ومال إلى الأشعري فوقعت الفتن" أ. هـ. * طبقات المفسرين للسيوطي: " .. وقال الموفق عبد اللطيف: كان يعمل في اليوم والليلة ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر" أ. هـ. وفاته: سنة (589 هـ) وقيل (590 هـ) تسع وثمانين، وقيل: تسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "التبيان في مسائل القرآن" ردَّ به على الحلولية والجهمية. ¬

_ * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 46) وفيه وفاته (589 هـ) الأنساب (4/ 31)، التقييد لابن نقطة (131)، اللباب (2/ 77) التكلملة لوفيات النقلة (1/ 200)، السير (21/ 190)، العبر (4/ 271)، المختصر المحتاج إليه (1/ 174)، الوافي (6/ 253)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 7)، البداية والنهاية (13/ 11)، نهاية النهاية (1/ 39)، النجوم الزاهرة (6/ 121)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 28)، طبقات المفسرين للسيوطي (11)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 32)، الشذرات (6/ 492)، الأعلام (1/ 96)، معجم المفسرين (1/ 29).

250 - شهاب الدين الحسباني

250 - شهاب الدين الحُسْباني * اللغوي، المفسر: أحمد بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العالي، شهاب الدين أَبو العباس بن العماد أبي الفداء النابلسي الحُسباني الأصل الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: أَبوه وأَبو العباس العنابي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وابن موسى الحافظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "مهر في الفن وضبط الأسماء وكان ذكيًا سريع القراءة والكتابة ... وكان ممن أعان على موجب قتل الناصر .. واشتغل بحب الرئاسة .. قال عنه ابن حجي: كان صحيح النظر جيد الفهم حسن التدريس إلا أنه كان شرهًا في طلب الوظائف كثير المخالطة للدولة شديد الجرأة والإقبال على التحصيل" أ. هـ. * المنهل الصافي: "قال المقريزي: ناب في الحكم بدمشق مرة، ثم ولي قضاء القضاة بها غير مرة، فلم تحمد سيرته، وكان لا يزال يخرج على السلطان ويترامى على الشر، ويلج في مضايق الفتن حبًا في الرئاسة" أ. هـ. * الدارس: "عليه مآخذ في دينه وأكثر الفقهاء يكرهونه" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "وشرع في تفسير كبير، وقف عليه البلقني وأثنى عليه ... وكانت نفسه سامية، وامتحن من جهة الدولة، وكاد يهلك، وجرى له مع القاضي برهان الدين ابن جماعة فتنة، وامتحن وآذاه ابن جماعة كثيرًا، وكان عليه مآخذ في دينه، وأكثر الفقهاء يكرهونه" أ. هـ. * لحظ الألحاظ: "وتقدم على أقرانه في عدة فنون من العلم مع الذكاء المفرط والذهن الثاقب يستحضر كثيرًا، ... وكان رحمه الله تعالى أحد الأئمة العلماء الأمجاد الحفاظ الجلة النقاد فقيه دمشق ومفتيها وحافظها". ثم قال: "وكان بعد الوقعة اللنكية (¬1) العظمى قد فتر عن الاشتغال وفتن بحب ولده تاج الدين فوقع في الإدبار وصرف عن الإقبال وألقاه في مهاوي المهالك حتى ضاقت عليه المسالك إلى أن مات بالصالحية .. " أ. هـ. * ذيل تذكرة الحفاظ: "وكان الشيخ سراج الدين البلقني يعظمه ويشهد له أنه أحفظ أهل دمشق للحديث" أ. هـ. * الضوء اللامع: "كان عنده كرم مفرط قد ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 78 - 80)، الضوء اللامع (1/ 237)، وجيز الكلام (2/ 421)، المنهل الصافي (1/ 242)، الدارس (1/ 165)، معجم المفسرين (1/ 30)، المقفى (1/ 363)، السلوك (4/ 1/ 254)، وما ذكره صاحب المنهل ليس في السلوك أو المقفى، وقد يكون مصدر آخر للمقريزي والله أعلم، الشذرات (9/ 162)، الأعلام (1/ 97)، معجم المؤلفين (1/ 103). (¬1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 9)، قضاة دمشق (131)، لحظ الألحاظ (244)، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي (374)، كشف الظنون (1/ 153)، وإيضاح المكنون (1/ 352) و (2/ 79).

251 - الشهاب الإبشيطي

يفضي إلى الإسراف وعنده شجاعة وإقدام" أ. هـ. وفاته: سنة (815 هـ) خمس عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: تفسير كبير، أكمل منه كثيرًا، وعليه فيه مآخذ في دينه، وقف عليه البلقني، وأثنى عليه، وقال ابن فهد، أجاد في تهذيبه، وجمع فيه فأوعى. أ. هـ.، وشرح ألفية ابن مالك وغيره). 251 - الشهاب الإِبْشِيطي * المفسر المقرئ: أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن بريدة الشهاب الإبشيطي (¬1)، ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد: سنة (802 هـ) وقيل (810 هـ) اثنتين وقيل عشر وثمانمائة. من مشايخه: ابن الصواف الرمسيسي، والعز بن عبد السلام وغيرهما. من تلامذته: البكري والجوجري وابن أسد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "عرف بالزهد والعبادة ومزيد التقشف والإيثار والانعزال والإقبال على وظائف الخير مع قلة ذات اليد ... نزل في صوفية الحنابلة المؤيدية أول ما فتحت؛ لشدة فاقته" أ. هـ. * الشذرات: "ووقعت له مكاشفات وأحوال تدل على أنه من كبار الأولياء ... وتواتر القول بأنه كان يُقريء الجان" أ. هـ. * نظم العقيان: "اشتهر بالفضيلة والدين والصلاح" أ. هـ. * السحب الوابلة: "الصُّوفي، الإمام، العَلَّامة البارع، المتفنن .. قال العُليميُّ: ... كان من أهل العلم والدين والصلاح، مقتصدًا في مأكله وعلبسه، وكان يلبس قميصًا خشنًا ويلبس فوقه في الشتاء فروة كُبَّاشية، وإذا اتَّسخ قميصه يغسله في بركة المؤيدية بماءٍ فقط، وكان له خلوة فيها فُرش خُوص وتحته طُوبتان وإلى جانبه قطعة خشب عليها بعض كُتب ... ووقع له مكاشفات وأحوال تدل على أنه من كبار الأولياء" أ. هـ. من مصنفاته: "ناسخ القرآن ومنسوخه، و"شرح الرحبية" و"مختصر ابن الحاجب" و "تصريف ابن مالك"، وله "شرح البردة". وفاته: سنة (883 هـ) ثلاث وثمانين وثمانمائة. 252 - الكَوْراني * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن إسماعيل بن ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 230)، نظم العقيان (37)، وجيز الكلام (3/ 894)، الشذرات (9/ 504)، البدر الطالع (1/ 37)، السحب الوابلة (1/ 100)، معجم المفسرين (1/ 30)، الأعلام (1/ 97)، معجم المؤلفين (1/ 103). (¬1) إبشيط: من أعمال الغربية في مصر. أ. هـ. من هامش الشذرات. * الضوء اللامع (1/ 241)، البدر الطالع (1/ 39) الطبقات السنية (1/ 283)، الأعلام (1/ 97) معجم المفسرين (1/ 30)، نظم العقيان (38)، معجم المؤلفين (1/ 104) كشف الظنون (1/ 553) و (2/ 1022)، وإيضاح المكنون (2/ 92)، الشقائق النعمانية (51) تاريخ السليمانية (233)، وجيز الكلام (3/ 1054).

عُثمَان بن أحمد بن رشيد شرف الدين ثم دعي شهاب الدين الشهرزوري الهمذاني التبريزي الكَوْراني ثم القاهري الشافعي ثم الحنفي. ولد: (813 هـ) ثلاث عشرة وثمانمائة. من مشايخه: تلا القرآن بالسبع على الزين عبد الرحمن بن عمر القزويني وأخذ عنه النحو، وأخذ العربية عن الجلال الحلواني وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه المقريزي صحيح مسلم والشاطبية. كلام العلماء فيه: * الضوء: "ذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزائدة، فلما ولي الظاهر حقمق وكان يصحبه تردد إليه فأكثر وصار أحد ندمانه وخواصه فانهالت عليه الدُّنيا فتزوج مرة بعد أخرى؛ لمزيد رغبته في النساء مع كونه مطلاقًا، وظهر لما ترفع حاله ما كان كافيًا لديه من اعتقاد نفسه الذي جرّ إليه الطيش والخفة، ولم يلبث أن وقع بينه وبين حميد الدين النعماني المذكور أنه من ذرية الإمام أبي حنيفة مباحثة سطا فيها عليه، وتشاتما بحيث تعدى هذا إلى آبائه، ووصل علم ذلك إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وسجنه بالبرج، ثم ادعى عليه عند قاضي الحنفية ابن الديري وأقيمت البينة بالشتم وبكونه من ذرية الإمام، فعزر بحضرة السلطان نحو الثمانين بل وأمر بنفيه ... ". ثم قال: "إن المقريزي روى عنه حكاية عن شيخه الجلال في فضل أهل البيت هذا مع كونه ممن أخذ عنه كما أسلفته، وغالب ما نقلته عنه من عقوده -أي عقود المقريزي-" أ. هـ. * الوجيز: "شرح "جمع الجوامع"، وكثر فيه انتقاده لمحقق وقته المحلي، لكن بالتعصب بكونه استقر بعده في تدريس البرقوقيه، وعدم المتانة في التحقيق اقتضى ذلك، وممَّنْ ردّ عليه في كثيرها انتقده الجوجريِّ وابنُ خطيب الفخري والإبناسي وغيرهم، من الأمثال ومالوا إلى الإنكار على من تَبعهُ -رحمه الله وإيانا-" أ. هـ. * الشقائق النعمانية: "الشيخ العارف العالم العامل والفاضل الكامل المولى شمس الملة والدين". وقال: "وكان رحمه الله ينصح للسلطان محمّد خان ويقول له دائمًا: إن مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط. فاتفق في بعض الأيام أنه أكل مع السلطان محمّد خان فقال السلطان أيها المولى أنت أكلت أيضًا من الحرام، فقال: ما يليك من الطعام حرام وما يليني منه حلال، فحول السلطان الطعام، فأكل المولى فقال السلطان: أكلت من جانب الحرام فقال المولى: نفد ما عندك من الحرام وما عندي من الحلال فلهذا حولت الطعام" أ. هـ. * الطبقات السنية: "كان قوّالًا للحق لا تأخذه في الله لومة لائم" أ. هـ. وفاته: سنة (893 هـ) وقيل: (894 هـ) أو (892 هـ) ثلاث وقيل أربع أو اثنتين وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "غاية الأماني في تفسير السبع المثاني" قال طاشكبري زاده: أورد فيه مؤاخذات كثيرة على العلّامتين الزمخشري والبيضاوي. وله شرح على البخاري ردّ في كثير من المواضيع فيه

253 - النجفي

على الكرماني وابن حجر وله غير ذلك. 253 - النَّجَفي * المفسر: أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي بن سعد التجيبي الجزائري (¬1) النجفي. نزيل النجف. من مشايخه: حسين بن الشيخ عبد عليّ الخمايسي النجفي، والشيخ عبد الواحد بن الشيخ فخر الدين الطريحي. من تلامذته: عبد الله بن علوي البلادي البحراني، وولده الشيخ محمّد طاهر. كلام العلماء فيه: * أعيان الشيعة: "في لؤلؤتي البحرين: كان فاضلًا محققًا مدققًا وفي إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري الكبيرة: الفاضل المحقق خاتمة المجتهدين الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري ثم النجفي، وفي كتاب مخطوط يظن أن اسمه كتابًا الأنوار، لأنه مرتب على أنوار النور الأول النور الثاني إلخ وهو في تراجم علماء الشيعة بقطع الربع رأيناه في بغداد في مكتبة عباس عزاوي المحامي ونقلنا منه قد ذهب أوله فجهل مصنفه ولم يبق منه غير كراريس قال فيه: كان الفقيه الأفقه المحدث الأروع العالم العلامة النحرير الفهامة في زمانه وهو شيخنا ومعتمدنا وثقتنا في أعظم أمورنا عليه نعتمد وفي أشهر طرق رواياتنا إليه نستند وله كتب ورسائل كثيرة، انتهى. وقوله: لأنه كان الفقيه .. إلخ. راجع إلى المترجم، وكذا قوله: وهو شيخنا ومعتمدنا .. إلخ. وذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتمة "أمل الآمل" فقال الشيخ أحمد الجزائري كان فقيهًا ماهرًا وعالمًا باهرًا وبحرًا زاخرًا ذا قوة مثينة وملكة قوية سمعت مشايخنا يثنون عليه بالفضل ويمدحونه بالفقه تشرفت بلقائه في المشهد الغروي سنة (1149 هـ). ووصفه السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في إجازته الكبيرة بخاتمة المجتهدين وذكره السيد مهدي القزويني في المرار من فلك النجاة عند ذكر استحباب زيارة قبور العلماء، فقال الشيخ أحمد الجزائري صاحب الشافية وآيات الأحكام، انتهى. وآل الجزائري أحفاد المترحم بيت علم وفضل وأدب ونبل من مشاهير البيوتات العلمية في النجف، منهم الشيخ عبد الكريم الجزائري علم من أعلام النجف اليوم في علمه، وفضله وأخلاقه الحميدة. ورئيس من رؤساء علمائه وأخوه الشيخ محمّد الجواد ممن يثار إليهم بالبنان علمًا وفضلًا وأدبًا ونبلًا وأخوهما الشيخ محمد" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه إمامي أصله من جزائر خوزستان، جاور بالنجف وتوفي فيه" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الشيعي المجاور بالنجف، فقيه" أ. هـ. وفاته: سنة (1150 هـ) وقيل (1151 هـ). ¬

_ * أعيان الشيعة (7/ 263)، معجم المفسرين (1/ 30)، الأعلام (1/ 98)، هدية العارفين (1/ 172)، معجم المؤلفين (1/ 103)، وله ترجمة ثانية، إيضاح المكنون (1/ 5)، روضات الجنات (1/ 86). (¬1) الجزائري: نسبة إلى جزانر خوزستان - انظر أعيان الشيعة -.

254 - ابن أبي الأسود

خمسين وقيل إحدى وخمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "قلائد الدرر في بيان آيات الأحكام بالأثر"، وله رسالة في الارتداد، وشرح التهذيب. 254 - ابن أبي الأسود * النحوي، اللغوي: أحمد بن أبي الأسود القيرواني (¬1) الأفريقي. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره الزبيدي فقال: كان غاية في النحو واللغة وهو من أصحاب أبي الوليد المهري وله تصانيف في النحو والغريب ومؤلفات حسان وكان شاعرًا مجيدًا" أ. هـ. 255 - الأمين الشنقيطي * اللغوي، أحمد الأمين الشنقيطي. ولد: سنة (1289 هـ) تسع وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: في مقدمة كتاب "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" للمصنف بقلم فؤاد سيد أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية: (قال: وكان شديد الاتصال بعلماء مصر في ذلك العصر وبخاصة السيد محمد توفيق البكري، نقيب الأشراف وشيخ الطرق الصوفية .. وكان له دراية بالتعاليم الصوفية كما يفهم ذلك من مؤلفه في الدفاع عن الطريقة التيجانية المسمى درء النبهاني عن حرم سيدي الشيخ أحمد التيجاني" أ. هـ. * قلت: من الكتب التي قام بتحقيقها كتاب "أمالي السيد المرتضى في التفسير والحديث" وعند مراجعة هذا الكتاب رأينا المؤلف قد أول بعض الصفات حيث أوَّل اليد بالنعمة والقدرة، والوجه بالذات، ولم يعلق المحقق على ذلك. وما تكون تلك للتأويلات إلا هي تأويلات المذهب الأشعري في الأسماء الصفات .. والله أعلم. وفاته: سنة (1331 هـ) إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الدرر اللوامع على همع الهوامع شرح جمع الجوامع" جزآن في العلوم العربية، و"الوسيط في تراجم أدباء شنقيط"، وغير ذلك. 256 - ابن بُخْتيار * النحوي، اللغوي: أحمد بن بختيار بن علي بن ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 297)، إنباه الرواة (1/ 32)، معجم الأدباء (1/ 201). (¬1) القيرواني: منسوب إلى القيروان، وضبطها السمعاني وابن خلكان بفتح القاف وسكون الياء وفتح، سكون الباء وفتح الراء والواو، وهي مدينة عظيمة في إفريقية، وهي الآن تقع في تونس. * معجم المطبوعات لسركيس (1148)، الأعلام (1/ 101)، معجم المؤلفين (1/ 108)، "مقدمة الوسيط" للمؤلف تحقيق فؤاد سيد. * معجم الأدباء (1/ 202)، بغية الوعاة (1/ 297)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 14)، الوافي (6/ 261)، المنتظم (18/ 120)، المشتبه (2/ 624)، تاريخ الإسلام (وفيات 552) ط - تدمري، الكامل (11/ 228)، السير (20/ 393)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 436)، البداية (12/ 254)، تبصير المنتبه (4/ 1399)، كشف الظنون (1/ 29، 300)، معجم المؤلفين (1/ 106).

257 - ابن البدر

محمد بن جعفر بن إبراهيم أَبو العباس الواسطي المعروف بابن الماندائي (¬1). ولد: سنة (476 هـ) ست وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: الحريري صاحب المقامات، وأَبو الفضل بن ناصر، وغيرهما. من تلامذته: أَبو سعد السمعاني، وابنُ المُعبِّر. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "ولي القضاء .. مدة وكان فقيهًا فاضلًا له معرفة تامة بالأدب واللغة ويد باسطة في كتب السجلات والكتب الحكمية .. وكان ثقة صدوقًا .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان فقيهًا، إمامًا، بارعًا في كتابة الشروط بارعًا في اللغة والأدب ولي قضاء واسط مدة، وهو والد أبي الفتح المندائي، ... وكان ثقة صدوقًا .. " أ. هـ. * الوافي: "وكتب بخطه الكتب المطولة من الفقه والحديث والتاريخ وكان يكتب خطًا حسنًا صحيحًا وحدث ببغداد "المقامات" عن المصنف بشيء من مسموعاته وكان أديبًا ناظمًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (552 هـ) اثنتين وخمسن وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب القضاة، وتاريخ البطائح وغيرهما. 257 - ابن البَدِر * النحوي، أحمد بن البدر بن محمّد بن أويس الشهاب، المغربي الأصل، الطرابلسي الشافعي، ويعرف بابن بدر. من مشايخه: بهادر القرمي مسند طرابلس وغيره. من تلامذته: جماعة منهم ابن الوجيه والسُوْبيني (¬2). كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "لبس خرقة التصوف من محمد بن أحمد بن محمد بن المهندس بحصن الأكراد في السنة المقبلة، وذكر أنه لبسها من علي بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي الفتح بن محمود بمدينة بحصن الأكراد" أ. هـ. * الضوء اللامع: "كان دينًا متواضعًا وجيها" أ. هـ. وفاته: سنة (830 هـ) ثلاثين وثمانمائة. 258 - القَرْموني * النحوي: أحمد بن برِّى القرموني. من مشايخه: ابن أبي حرشن، وعبد الله بن نافع. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: (ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الأندلس، وقال: كان فقيهًا نحويًا لغويًّا من ساكني قرمونة ... وقال عبد الملك: كان فقيهًا جليلًا متقدمًا في المعرفة بلسان العرب، لغة، ونحوًا .. " أ. هـ. ¬

_ (¬1) في تاريخ الإسلام والوافي: المندائي، وقال في هامش تاريخ الإسلام: وقد تحرفت هذه النسبة في "البداية والنهاية" إلي المارداني وهو كما قال. * إنباء الغمر (8/ 126)، الضوء اللامع (1/ 247). (¬2) السوبيني: نسبة إلى سوبين من قرى حماة هامش الضوء. * بغية الوعاة (1/ 297).

259 - ابن الأغبس

259 - ابن الأغْبَس * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن بشر بن محمد بن إسماعيل التُجيي القرطبي، أَبو عمر المعروف، بابن الأغبس (¬1). وقيل: أحمد بن بشر بن علي ... ، وقيل: أحمد بن إسماعيل بن بشر .. من مشايخه: ابن وضَّاح، والخُشنيِّ، ومُطرّف بن قيس وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان متقدمًا في معرفة لسان العرب، والبصر بلغاتها، مُنفردًا في ذلك وكان مشاورًا في الأحكام، ويذهب في فُتياه إلى مذهب الشافعي ويميل إلى النظر والحُجة. سمعت جماعة من شيوخنا منهم: محمّد بن يحيى بن عبد العزيز، وعبد الله بن محمّد بن علي وسليمان بن أيوب يُحسنون الثناء عليه، ويصفونه بالعلم والفهم ... " أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان فقيهًا على مذهب الشافعي مائلًا إلى الحديث، عالمًا بكتب القرآن، قد أتقن كل ما قيل فيها من جهة العربية والتفسير واللغة والقراءة، وكان حافظًا للغة العربية كثير الرواية جيد الخط والضبط للكتب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان شافعي المذهب، يميل إلى النظر والحجة -رحمه الله-، وكان بارعًا في اللغة ثقة" أ. هـ. * الديباج المذهب: "عالم فَهم، لم يكن حفظ أصول مذهب مالك حفظًا حسنًا واعتنى بكتب الشافعي، وكان يميل إليه، وكان إذا استفتي ربما يقول: أما مذهب أهل بلدنا هكذا، وأما الذي أراه هكذا. شريف النفس، قليل الاختلاف إلى أهل الدنيا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان حافظًا للغة والعربية، كثير الرواية، فقيهًا على مذهب الشافعي، ومائلًا إلى الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة. 260 - أَبو عبد الله القُرطبي * المفسر: أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد، أَبو عمر، ويقال: أَبو عبد الله القرطبي الأندلسي. ولد: سنة (260 هـ). من مشايخه: سمع من أبيه وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان زاهدًا فاضلًا" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 44)، جذوة المقتبس (1/ 188)، بغية الملتمس (1/ 217)، معجم الأدباء (1/ 204)، إنباه الرواة (1/ 33)، تاريخ الإسلام (وفيات 328 و 327) ط. تدمري، الديباج المذهب (1/ 157)، بغية الوعاة (1/ 298). (¬1) في بغية الملتمس: ابن الأعبس (بالعين) وهو تصحيف، وفي تاريخ الإسلام وفيات (328) فيه الإمام أَبو الأعمش. * تاريخ علماء الأندلس (1/ 80)، حذوة المقتبس (1/ 188)، معجم المفسرين (1/ 31)، بغية الملتمس (1/ 217)، السير (15/ 83)، العبر (2/ 200)، تاريخ الإسلام (وفيات 324) ط. تدمري، الوافي (6/ 266) تاريخ الديباج المذهب (1/ 170)، النجوم الزاهرة (3/ 259)، معجم المفسرين (1/ 31)، شذرات (4/ 127)، المنتظم (13/ 358)، الأعلام (1/ 104)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 33).

261 - أبو طالب العبدي

* بغية الملتمس: "فقيه محدث عارف" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان حليمًا وقورًا عاقلًا إلى الغاية، كثير التلاوة قوّي المعرفة بالقضاء، وكان من أوعية العلم" أ. هـ. * الديباج المذهب: "كان زاهدًا فاضلًا مشاورًا في الأحكام" أ. هـ. * معجم المفسرين: "قاض خطيب بليغ، حافظ للقرآن عالم بتفسيره وعلومه، قوي المعرفة باختلاف العلماء فيه، وكان من خير القضاة، وكثرهم رفقًا واشفاقًا بحيث يقال إنه لم يقرع أحدًا من الناس في طول مدة قضائه بسوط - وكانت نحوًا من عشرة أعوام - إلا رجلًا واحدًا مجمع على فسقه. وقال له بعض أصحاب السلطان إنا لنعيبك بلين الجانب والتطويل في الأحكام" فقال: أعوذ بالله من لين يؤدي إلى ضعف ومن شدة تبلغ إلى عنف" أ. هـ. وفاته: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. 261 - أَبو طالب العَبْدي * النحوي: أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية العَبْدي، أَبو طالب النَحْوي. من مشايخه: أَبو سعيد السيرافي، وأَبو عليّ الفارسي وغيرهما. من تلامذته: أَبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب، والقاضي أَبو الطيب طاهر الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نحويًا لغويًّا قيمًا بالقياس والافتنان في العلوم العربية". ثم قال: "نقلت من أبي القاسم المغربي الوزير أن العَبْدي أصيب بعقله واختل في آخر عمره" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وكان وَطيء العبارة، حسن الغوص، جميل التصنيف اعتنى بكتاب شيخه أبي على وهو الكتاب المسمى "بالعَضُدي" وهو: "الإيضاح"، و"التكملة" وشرحه شرحًا وافيًا شافيًا، أتى فيه بغرائب من أصول هذه الصناعة ... وكان العبدي رحمه الله قد أدركه خمول الأدب ولم يحصل له من السمعة ما حصل لابن جني والربعي، وكان كثير الشكوى لكسَاد سوقه وسوق الأدب في زمانه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. من مصنفاته: شرح كتاب "الإيضاح" في النحو لأبي علي الفارسي، وأحسن فيه، و"شرح الجُرْمي". 262 - المجد الخاوَرَاني * النحوي: أحمد بن أبي بكر بن أبي محمّد ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 204)، إنباه الرواة (2/ 386)، وقد ترجمه تحت اسم "العبدي النحوي" وذكر أنه عاش إلى قريب (420 هـ) وهو خطأ واضح، وفيات الأعيان (1/ 101) إشارة التعيين (26)، نزهة الألباء (247)، الوافي (6/ 267)، البلغة (54)، بغية الوعاة (1/ 298)، الأعلام (1/ 104). * معجم الأدباء (1/ 205)، الوافي (6/ 268)، بغية الوعاة (1/ 229)، كشف الظنون (2/ 1774)، روضات الجنات (1/ 314) معجم المؤلفين (1/ 112) وأخطأ في تاريخ ولادته ووفاته في هذه الطبعة - طبعة مؤسسة الرسالة - وعد مقارنتها بالطبعة القديمة - طبعة دار إحياء التراث العربي - وجد خطأ غير الخطأ الموجود في الطبعة الجديدة وهذا يدل على أن الخطأ مطبعي، والله أعلم.

263 - ابن الأخنف

الخاوَراني (¬1)، أَبو الفضل يلقب بالمحدويه: هكذا ذكره ياقوت، وقال في الوافي: يلقب بالجد. من مشايخه: قال ياقوت في المعجم: "وكتب عني الكثير، وفارقته في سنة سبع عشرة وستمائة" أ. هـ. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لقيته بعرف سرين، وهو شاب فاضل بارع قيمّ بعلم النحو محترف بالذكاء حافظ للقرآن" أ. هـ. وفاته: (620 هـ) عشرين وستمائة، وعمره نحو (30 سنة). من مصنفاته: له كتابين صغيرين في النحو، وشرع في أشياء، فلم تمهله المنية ليتمها. وله كتاب "شرح المفصل" للزمخشري. 263 - ابن الأَخْنَف * اللغوي، المفسر أحمد بن أبي بكر بن عمر، أَبو العباس بن الأخنف. ولد: (641 هـ) إحدى وأربعين وستمائة. من مشايخه: العباس بن منصور وغيره. كلام العلماء فيه: * العقود اللؤلؤية: "له مصنفات مفيدة في التفسير واللغة والحديث، وكان عارفًا حافظًا نقالًا للمذهب درس بالمدرسة الشرفيّة، ثم المؤيديّة بتعز، فدرس بها وانتفع به جماعة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر، فقيه، حافظ للحديث، لغوي، من أهل بلدة "جبلة" في اليمن" أ. هـ. وفاته: سنة (717 هـ) سبغ عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: له مصنفات في التفسير واللغة والحديث. 264 - بهاء الدين الرَّبْعيّ * اللغوي: أحمد بن أبي بكر بن عزام (¬2) بن إبراهيم بن ياسين بن أبي القاسم محمّد ابن إسماعيل ... ، بهاء الدين الربعيّ الأسواني المحتد، الشافعي. ولد: سنة (664 هـ). أربع وستين وستمائة. من مشايخه: أَبو العباس المرسيّ والشيخ شمس الدين الأصبهاني والعلم العراقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المقفى: "قرأ الفقه والأصول والنحو، .. وتصدر في إقراء العربية في الإسكندرية، وصحب الشيخ أبا العباس المرسى وأخذ عنه التصوّف ... وكان مقدامًا متدينًا .. " أ. هـ. * طبقات الأولياء: "كان يسمع الأذان من العرش، وكان إذا زار المرسي كلمه من ضريحه" أ. هـ. * قلت: وله غير ذلك من الأحوال والمكاشفات ¬

_ (¬1) قال ياقوت: خاوَرَان: قرية من نواحي خلاط. أ. هـ. معجم البلدان (2/ 341). * بغية الوعاة (1/ 299)، الأعلام (1/ 104)، معجم المفسرين (1/ 31)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 34) العقود اللؤلؤية (1/ 346) وفيها ابن الأحنف، وقال: سمي أَبوه بذلك لخنف كان به. أ. هـ. * الدرر الكامنة (1/ 119)، المقفى الكبير (1/ 683)، السلوك (2/ 1 / 212)، طبقات الأولياء (514). (¬2) وقيل عرام كما في السلوك.

265 - الشهاب العبادي*

التي ادعاها الصوفية على مختلف طرقهم، وخاصة في القرون المتأخرة التي كثرت فيها الانحرافات والخرافات، نسأل الله تعالى العفو والعافية. وفاته: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. 265 - الشهاب العبَّادي* النحوي: أحمد بن أبي بكر بن محمّد، الشهاب العبّادي، ثم القاهري الحنفي .. من مشايخه: السراج الهندي، والبلقيني وغيرهما. من تلامذته: الشهاب السيرجي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "درس بالحسينية وكان يجمع الطلبة ويحسن إليهم، .. وكان دينًا درس وأفتى سنين وانتفع به الطلبة" أ. هـ. * الطبقات السنية: "حصلت له محنة مع السالمي، ثم أخرى مع الملك الظاهر" أ. هـ. * المنهل الصافي: "كان إمامًا علامة، بارعًا فقيهًا، نحويًا. من أعيان فقهاء الحنفية" أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. 266 - الشهاب السِّكَنْدَري * المقرئ: أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أيوب الشهاب، أَبو العباس القلقِيلي ثم السكندري الأزهري الشافعي، ويعرف بالشامي، ثم الشهاب السكندري وهو الذي استقر. ولد: سنة (757 هـ) سبع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: تلا بالسبع على الشمس العسقلاني، وعليه سمع الشاطبية، وبالأربعة عشر على الفخر البلبيسي إمام الأزهر وغيرهما. من تلامذته: قرأ وسمع عليه السخاوي، وأخذ عنه ابن أسد والأعيان طبقة بعد طبقة. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "كان خيرًا متواضعًا متقشفًا سهلًا لين الجانب .. عارفًا بطرق القراءات، ذاكرًا لها، إلى حين موته حسن الأداء لها، ملازمًا لنفع الطلبة. قال عنه ابن حجر: الشيخ الإمام والحبر الهمام شهاب الدين بركة المسلمين علم الأداء، وقدوة الأئمة القراء وحامل لواء الإقراء. حدث وتصدى للإقراء فانتفع به خلق سمع منه الفضلاء وانقطع بالجامع الأزهر دهرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (857 هـ) سبع وخمسين وثمانمائة. 267 - أَبو الفضاء المَرْعَشي * اللغوي: أحمد بن أبي بكر بن صالح بن عمر الشهاب، أَبو الفضاء المرعشي، ثم الحلبي الحنفي. ولد: سنة (786 هـ) ست وثمانين وسبعمائة. ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 120) وحصل سقط في الترجمة، إنباء الغمر (4/ 39)، المنهل الصافي (1/ 221)، الضوء اللامع (1/ 262)، الشذرات (9/ 13)، الطبقات السنية (1/ 288) .. * الضوء اللامع (1/ 263)، وجيز الكلام (2/ 678) * المنهل الصافي (1/ 224) الضوء اللامع (1/ 254)، الشذرات (9/ 467) وفيه المرعشلي، الطبقات السنية (1/ 287)، أعلام النبلاء (5/ 266 - 267)، الماتريدية (1/ 304).

268 - قعود

من مشايخه: الزين عمر البلخي، والبدر بن سلامة وغيرهما. من تلامذته: الشمس بن المغربي المقرئ، الشيخ عبد القادر الأبّار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "تقدم في الفقه وأصوله، والعربية وشارك في فنون، وأذن له غير واحد في الافتاء والإلقاء، وتصدر من سنة عشرين بحلب، فانتفع الناس به، وقدم القاهرة غير مرة، وصار عالم حلب وفقيهها ومفتيها، وعرض عليه الظاهر حقمق قضاءها فتنزه عنه مع تقلله" أ. هـ. * إعلام النبلاء: "قال أَبو ذر في تاريخه: وكان له ميل إلى محيي الدين بن عربي ولبس الخرقة من سيدي الخواجة عليّ بن الخواجة صدر الدين الأردبيلي" أ. هـ. * قلت: قد ذكره صاحب كتاب الماتريدية شمس الدين الأفغاني ضمن موقفهم من الصفات الإلهية لعلماء الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية. وفاته: سنة (872 هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف "كنوز الفقه"، ونظم "العمدة" للنسفي في أصول الدين وزاد عليها أشياء. وخمّس "البُردة". 268 - قعُود * النحوي: أحمد بن أبي بكر النسفي الخزرجي المالكي، الشهير بقعود. من مشايخه: النجم الغيطي، والناصر اللقاني وغيرهما. من تلامذته: ولده أَبو بكر والشهاب أحمد الخفاجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "الإمام البارع الكبير الماهر في كثير من الفنون، كان أحد العلماء المشاهير بمصر .. " أ. هـ. * ريحانة الألبا: "وهو من أعيان مصرنا فضلًا وأدبًا، وممن مال لرقته كلُّ نسيم وصبا، وربما جعل الشعر لكسبه سببًا واتخذ سبيله في البحر عجبًا، وله مكارم أخلاق، تجدِّدُ مآثر الجود والأخلاق" أ. هـ. وفاته: سنة (1007 هـ) سبع وألف. من مصنفاته: له منظومة في النحو، ومنظومة في الزحافات والعلل العروضية. 269 - ابن بَلبَان * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن بَلبَان عبد الله البعلبكي، ثم الدمشقي، شهاب الدين. ويعرف بابن النقيب. ولد: (694 هـ) أربع وتسعين وستمائة. ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 159)، ريحانة الألباء (2/ 133) وفيها "السَّنفي "، بدل "النسفي "، معجم المؤلفين (1/ 113) إيضاح المكنون (2/ 544). * ذيول العبر (363)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 18)، طبقات الشافعية لابن قاضي شبهة (3/ 102)، البداية والنهاية (14/ 318)، الوفيات (2/ 266) فيه اسمه أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم، الدارس (1/ 323)، بدائع الزهور (1/ 2 / 9)، ذيل العبر لابن العراقي (1/ 130) غاية النهاية (1/ 41)، السلوك (3/ 1 / 86)، المقفى (1/ 518)، الدرر الكامنة (1/ 123)، الشذرات (8/ 342) وفيه أحمد بن عبد الرحمن.

270 - الكيلاني

من مشايخه: أَبو العباس الحجار، والشهاب محمود وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "كان فقيهًا عارفًا بالنحو معرفة جيدة، إمامًا في القراءات ومعرفة وجوهها، مشاركًا في كثير من العلوم، صحيح الفكر والذهن .. ، وكان حسن الاستحضار والضبط لكثير من شواهد العربية، حسن الخط" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان بارعًا في القراءات والنحو والتصريف وله يد في الفقه وغيره" أ. هـ. * غاية النهاية: "ولي مشيخه التربة الأشرفية بعد ابن الخروف الموصلي بنزوله ثم المشيخة الكبرى بعد ابن بطحان" أ. هـ. * السلوك: "برع في الفقه على مذهب الشافعي" أ. هـ. * الدرر: "أفتى ودرس وتصدر للإقراء ودرس بالعادلية. قال تاج الدين في الطبقات: كان صحيح الذهن كثير الاستحضار متين الضبط حسن الخط. وقال ابن سَند: كان اسم أبيه بلبان فغيره عبد الرحمن قلت وسمى جده عبد الرحيم على معنى أن النَّاس كلهم عبيد رب العالمين" أ. هـ وفاته: سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. 270 - الكَيلانِي * المفسر: أحمد بن توفيق الكيلاني الأصل والقسطنطني المولد، الرومي الحنفي. من مشايخه: الشيخ محمد بن سعد الدين وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "قاضي القضاة المعروف بتوفيقي زاده أحد فضلاه الروم المشهورين ونبلائها المذكورين، وكان إليه النهاية في التحقيق والذكاء والبراعة، وفضله ونبله أشهر من أن ينبه عليه. وكان معتدل الحكومة غير أن فيه حدّة وشراسة أخلاق .. " أ. هـ. * معجم المفسرين: "ولي قضاء سلانيك والشام ومصر وأدرنة وبها توفي "أ. هـ. وفاته: سنة (1051 هـ) إحدى وخمسين وألف. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوي. 271 - ابن جُبير الأَنْطاكي * المقرئ: أحمد بن جبيىر بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن جبير، أَبو جعفر، وقيل: أَبو بكر الكوفي، نزيل أنطاكية. من مشايخه: الكسائي، وإسحاق المسيبي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن العباس بن شعبة، ومحمد بن علان وغيرهما. ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 179)، إيضاح المكنون (1/ 142)، هدية العارفين (1/ 159)، معجم المفسرين (1/ 31)، معجم المؤلفين (1/ 113). * معرفة القراء (1/ 207)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 26) ط. تدمري، الو افي (6/ 283)، غاية النهاية (1/ 42).

272 - ابن جزي

كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "إمام كبير عراقي، نزيل أنطاكية" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان من كبار القراء وحذاقهم ومعمريهم، عني بلقى القراء من الصغر بإفادة والده ... قال أحمد بن يعقوب التائب: أدركته وأنا ابن عشرين سنة، أو دونها، وكان فصيحًا عالمًا، وكان إذا قرأ تخالُه لفخامة صوته وجهورية صوته، بدويًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "كان أصله من خراسان سافر إلى الحجاز والعراق والشام ومصر، ثم أقام بأنطاكية فنسب إليها. كان من أئمة القراء .. قال الداني: إمام جليل ثقة ضابط .. توفي يوم التروية ودفن يوم عرفة بعد الظهر، ودفن بباب الجنان" أ. هـ. * الوافي: "إمام كبير" أ. هـ. وفاته: سنة (258 هـ) وقيل في حدود (260 هـ) ثمان وخمسين، وقيل ستين ومائتين. 272 - ابن جُزي * المفسر أَبو أحمد بن جزي الكلبي. كلام العلماء فيه: الديباج: "كان شيخًا جليلًا ورعًا زاهدًا عابدًا متقللًا من الدُّنيا وكان فقيهًا مفسرًا" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن العزيز". 273 - أَبو عليّ الدِّينَوري * النحوي: أحمد بن جعفر الدِّينوري (¬1) النحوي، أَبو عليّ ختن ثعلب. من مشايخه: أَبو عُثْمَان المازني، والمبرد وغيرهما. * كلام العلماء فيه: * الوافي: "أحد المبّرزين المصنفين في نحاة مصر، كان يخرج من مجلس ثعلب وهو جالس على باب داره والطلبة عنده، فيتخطى ثعلبًا وأصحابه ومحبرته معه ويتوجه إلى المّبرد ليقرأ عليه "كتاب سيبويه"، فيعاتبه ثعلب على ذلك، ويقول: إذا رآك الناسُ تفعل هذا يقولون: ماذا؟ فلم يلتفت إليه" أ. هـ. وفاته: سنة (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين، وقيل (287 هـ) سبع وثمانين ومائتين. من مصنفاته: "مختصر في ضمائر القرآن"، و"إصلاح المنطق"، و"المهذب" في النحو. ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 310)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 120)، معجم المفسرين (1/ 32). * الأنساب (2/ 531)، معجم الأدباء (1/ 206)، إنباه الرواة (1/ 33)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 287 هـ) ط. تدمري، الوافي (6/ 285 - 286)، إشارة التعيين (27)، بغية الوعاة (1/ 301)، الأعلام (1/ 107) معجم المؤلفين (1/ 114) البلغة (54). (¬1) في الأنساب: "الدِّينوري: بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وفتح النون والواو في آخرها راء، هذه النسبة إلى دينور، وهي بلدة من بلاد الجبل عند قرميسين" أ. هـ.

274 - ابن المنادي

274 - ابن المنادي * المفسر اللغوي، المقرئ: أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن أبي داود ابن المنادي (¬1)، البغدادي، أَبو الحسين. ولد: سنة (256 هـ) وقيل (257 هـ) ست وقيل سبع وخمسن ومائتين. من مشايخه: جده، وأَبو داود السجستاني، وعبد الله بن اليزيدي، وأخذ الحروف عن الحسن بن العباس وغيرهم. من تلامذته: أَبو عمر بن حيويه، وأحمد بن نصر الشذائي المقرئ، وقرأ عليه وابن أبي هاشم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان صلب الدين، شرس الأخلاق، فلذلك لم تنتشر عنه الرواية، وقد صنف أشياء، وجمع" أ. هـ. * المنتظم: "كان ثقة، أمينا، ثبثا، صدوقا، ورعا، حجة، صنف كتبا كثيرة وجمع علوما جمة، ولم يسمع الناس من مصنفاته إلا أقلها شراسة خلقه، وروى عنه جماعة، قال عبيد الله بن أحمد الصيرفي: كان أَبو الحسين بن المنادي صلب الدين، صلب الطريقة، شرس الأخلاق، فلذلك لم تنتشر عنه الرواية، أ. هـ. * السير: "قال أَبو عمرو الداني: مقرئ جليل غاية في الإتقان، فصيح اللسان، عالم بالآثار، نهاية فِي علم العربية، صاحب سنة، ثقة مأمون" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "كان ثقة من كبار القراء" أ. هـ. وفاته: سنة (336 هـ) وقيل (334 هـ) ست وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: صنف في علوم القرآن "400 كتاب، وقال ابن النديم: "له مائة ونيف وعشرون كتابًا"، قال ابن الجوزي: "من وقف على مصنفاته علم فضله واطلاعه ووقف على فوائد لا توجد في غير كتبه جمع بين الرواية والدراية، ولا حشو في كلامه" ومن مصنفاته: "اختلاف العدد"، و"دعاء أنواع الاستعاذات من سائر الآفات والعاهات". 275 - أَبو بكر الختلي * المفسر المقرئ: أحمد بن جعفر بن محمد بن ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 69)، المنتظم (14/ 65)، السير (15/ 361)، العبر (2/ 242)، الوافي (6/ 290)، البداية والنهاية (11/ 219)، غاية النهاية (1/ 44)، بغية الوعاة (1/ 300)، النجوم الزاهرة (3/ 295)، الشذرات (4/ 197)، الأعلام (1/ 107)، معجم المؤلفين (1/ 115)، طبقات الحنابلة (2/ 3)، تذكرة الحفاظ (3/ 849)، وإيضاح المكنون (1/ 48)، فهرست ابن النديم (41)، معرفة القراء (1/ 284)، طبقات الحفاظ للسيوطي (351)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 34)، معجم المفسرين (1/ 32) تاريخ الإسلام (وفيات سنة 336 هـ) ط. تدمري. (¬1) نسبة إلى من ينادى على الأشياء التي تباع، والأشياء المفقودة، الأنساب (5/ 385). * تاريخ بغداد (4/ 71)، المنتظم (14/ 243)، السير (16/ 82)، العبر (2/ 335)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 365 هـ) ط. تدمري، الوافي (6/ 290)، البداية والنهاية (11/ 301)، غاية النهاية (1/ 44)، الشذرات (4/ 243)، معجم المفسرين (1/ 33).

276 - القطيعي

مسلم، أَبو بكر الخُتَّلي (¬1). ولد: سنة (278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين. من مشايخه: أَبو مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وخلق كثير. من تلامذته: ابن رزقويه، والبرقاني، وأَبو نعيم الأصبهاني، وكتب عنه الدارقطني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان صالحًا ثقة ثبتًا" أ. هـ. * المنتظم: "كان صالحًا دينًا مكثرًا ثقة ثبتًا ... وكتب من التفاسير والقراءات شيئًا كثيرًا) أ. هـ. * السير: "وكان أحد علماء بغداد كتب من القراءات والتفاسير أمرًا كثيرًا" أ. هـ. * البداية والنهاية: "وكان ثقة وقد قارب التسعين" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث ثقة، مقرئ، مفسر، من أهل بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (365 هـ)، خمس وستين وثلاثمائة، وله (87) سنة. من مصنفاته: قال أَبو نعيم: "كتب في القراءات والتفاسير شيئًا عظيمًا" أ. هـ. من معجم المفسرين. 276 - القَطِيعي * المقرئ: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أَبو بكر القطيعي. ولد: سنة (273 هـ) أربع وسبعين ومائتين. من مشايخه: إدريس بن عبد الكريم، وعبد الله بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: أَبو العلاء الواسطي، وأَبو القاسم اليزيدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان بعض كتبه غرق فاستحدث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعه، فغمزه الناس، إلا أنا لم نر أحدًا امتنع من الرواية عنه، ولا ترك الاحتجاج به. أخبرنا أَبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكير قال سمعت أبا بكر بن مالك يذكر أن مولده في يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة أربع وسبعين ومائتين قال: وكانت والدتي بنت أخي ابن عبد الله الجصاص، وكان عبد الله بن أحمد بن حنبل يجيئنا فنقرأ عليه ما نريد، وكان يقعدني في حجره حتى يقال له: "يؤلمك فيقول: إني أحبه. قال أَبو طالب: وكان والد ابن مالك جعفر بن حمدان يكنى أبا الفضل وحمدان لقب ¬

_ (¬1) الخُتلي: بضم أوله والفوقية مشددة: نسبة إلى الختل قرية بطريق خراسان. أ. هـ. من هامش تاريخ الإسلام. * الأنساب (4/ 528)، اللباب (2/ 273)، تاريخ بغداد (4/ 73)، المنتظم (14/ 260)، تاريخ الإسلام (وفيات 368) ط. تدمري، العبر (2/ 346)، ميزان الاعتدال (1/ 221)، السير (16/ 210)، البداية والنهاية (11/ 312)، الوافي (6/ 290)، غاية النهاية (1/ 43)، طبقات الحنابلة (2/ 6)، لسان الميزان (1/ 248)، الأعلام (1/ 107)، الشذرات (4/ 364).

واسمه أحمد، قال وسئل ابن مالك أنا أسمع عن الإيمان فقال: قول وعمل، ثم قال: وهل يشك فيه؟ حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن مالك القطيعي مستورًا صاحب سنة كثير السماع [سمع] من عبد الله بن أحمد وغيره؟ إلا أنه خلط في آخر عمره، وكف بعده وخرف، حتى كان لا يعرف شيئًا مما يقرأ عليه، ودفن لما مات في مقابر باب حرب عند قبر أحمد بن حنبل. قال محمد بن أبي الفوارس: أَبو بكر بن مالك كان مستورًا صاحب سنة؛ ولم يكن في الحديث بذاك له في بعض المسند أصول فيها نظر؛ ذكر أنه كتبها بعد الغرق، سمعت أبا بكر البرقاني وسئل عن ابن مالك فقال: كان شيخًا صالحًا؛ وكان لأبيه اتصال ببعض السلاطين، فقرئ لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المسند، وحضر ابن مالك سماعه. ثم غرقت قطعة من كتبه بعد ذلك فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه) فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة، وحدثني البرقاني. قال: كنت شديد التنفير عن حال ابن مالك؟ حتى ثبت عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه، وإنما كان فيه بله، فلما غرقت القطيعة بالماء الأسود غرق شيء من كتبه؛ فنسخ بدل ما غرق من كتاب لم يكن فيه سماعه؛ ولما اجتمعت مع الحاكم بن عبد الله بن البيع بنيسابور؛ ذكرت ابن مالك ولينته فأنكر عليَّ. وقال: ذاك شيخي. وحسن حاله أو كما قال" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال محمّد بن الحسين بن بكير: سمعته يقول: كان عبد الله بن أحمد يجيئنا فيقرأ عليه أَبو عبد الله بن الجصّاص عمّ والدتي ما يريد، ويُقعدني في حِجره حتى يقال له: يؤلمك، فيقول: إنِّي أحبّه. وقال أَبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات: كان القطيعي كثير السَّماع من عبد الله بن أحمد، إلَّا أنَّه خَلَّط في آخر عمره، وكُفَّ بَصَرُهُ، وخَرَّف، حتَّى كان لا يعرف شيئًا مما يُقرأ عليه. وقال أَبو الفتح بن أبي الفوارس لم يكن في الحديث بذاك، في بعض المُسند أصُولٌ فيها نظَر، ذكر أنه كتبها بعد الغرق، نسأل الله سَترًا جميلًا، وكان مستورًا صاحب سُنة. وقال البرقاني: كان شيخًا صالحًا، وكان لأبيه اتِّصال ببعض السَّلاطين، فعُزي لابن ذلك السلطان على عبد الله بن أحمد المُسندي، وحضر ابن مالك القطيعي سماعه، ثم غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب، وذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وثبت عندي أنه صَدوق، وإنما كان فيه بَلَهٌ ولما اجتمعت مع الحاكم أبي عبد الله لينتُ ابن مالك، فأنكر عليّ وقال: كان شيخي، وحسن حاله. قلت: كان الحاكم قد رحل سنة سبعٍ وستين ثاني مرّة، وسمع "المسند" من ابن مالك القطيعي، واحتجّ به في "الصَّحيح"، انتهى. قلتُ: سمع الكديمي، وبشر بن موسى، انتهى، وإنكار الذهبي على ابن الفرات عجيب، فإنه لم ينفرد بذلك، فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المسيبي يقول: قدمت بغداد وأَبو بكر بن مالك حَيّ، وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض، فقال لنا ابن اللّبان الفرضي: لا تذهبوا إلى ابن مالك فإنه قد ضعف واختل،

277 - الخلال

ومنعت ابني السمّاع منه. قال: فلم تذهب إليه. قلتُ: كان سماع أبي عليّ بن المذهب منه لمسند الإمام أحمد قبل اختلاطه، أفاده شيخنا [الحافظ] أَبو الفضل بن الحسين. والحكاية التي حكاها ابن الصلاح عن ابن الفرات قد ذكرها الخطيب في "تاريخه" عنه. والعجب من الذهبي يرد قول ابن الفرات ثم يقول في آخر ترجمة الحسن بن علي التميمي الراوي، عن القطيعي ما سيأتي فليتأمل. وقد سمع القطيعي من أبي مسلم الكجي وغيره، ومن عبد الله بن أحمد مع "المسند" "الزهد الكبير" وتفرد بهما، والآخر القطيعات الخمسة، في نهاية العُلو لأصحاب الفخر بن النجار بينهم وبينه في مدة أربعمائة سنة ونيف أربعة أنفس لا غير" أ. هـ. * السير: "الشيخ العالم المحدث مسند الوقت ... راوي مسند الإمام أحمد و"الزهد" و"الفضائل" .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان ثقة كثير الحديث .. ولم يمتنع أحد من الرواية عنه، ولا التفتوا إلى ما طعن عليه بعضهم، وتكلم فيه بسبب غرق كتبه حين غرقت القطيعة بالماء الأسود فاستحدث بعضها من نسخ أخرى وهذا ليس بشيء لأنها قد تكون معارضة على كتبه التي غرقت والله أعلم" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة مشهور مسند .. قال الدارقطني: ثقة زاهد سمعت أنه مجاب الدعوة انتهى" أ. هـ. * لسان الميزان: "صدوق في نفسه مقبول، تغير قليلًا، قال الخطيب: لا أعلم أحدًا ترك الاحتجاج به. وقال الحاكم: ثقة مأمون. وقال [أَبو عمرو] بن الصلاح: خرف في آخر عمره، حتى كان لا يعرف شيئًا مما يقرأ عليه، ذكر هذا أَبو الحسن بن الفرات، قلت: فهذا القول غلو وإسراف، وقد كان أَبو بكر أسند أهل زمانه، مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وله خمس وتسعون سنة. قال ابن أبي الفوارس: لم يكن في الحديث بذاك، له في بعض "مسند أحمد" أصول فيها نظر، وقال البرقاني: غرقت قطعة من كتبه، فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة، وكنت شديد التنقير عنه حتى تبين عندي أنه صدوق لا يُشك في سماعه، قال: وسمعت أنه مجاب الدعوة. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. 277 - الخَلَّال * المقرئ: أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج بن عون بن الخير بن عبيد الله، أَبو الحسن، ويعرف بالخلال الشعيري. وفي غاية النهاية اسمه: أحمد بن جعفر بن حمدون أَبو الحسين الخلال أ. هـ. ثم ذكر اسمه السابق نقلًا عن الخطيب البغدادي في تاريخه. من مشايخه: حدث عن محمّد بن جرير الطبري، وعن عليّ بن هشام العسكري وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه محمَّد بن جعفر بن علان الورَّاق، وأحمد بن عليّ البادا وغيرهما. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 74)، المنتظم (14/ 290)، غاية النهاية (1/ 43) تاريخ الإسلام - ط. تدمري - (وفيات سنة 372 هـ).

278 - السرقسطي القيجاطي

كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة، وقال عنه تلميذه أحمد بن علي الباد: كان شيخًا صالحًا ثقة، وكان مستورًا حسن الأصول" أ. هـ. وفاته: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلثمائة. 278 - السَّرْقَسْطي القِيجَاطي * النحوي، المقرئ: أحمد بن جعفر بن أحمد بن يحيى بن فتوح بن أيوب بن خصيب القيسي السرقسطي القيجاطي، أَبو العباس. من مشايخه: أَبو القاسم ابن النحامي، وأَبو محمد بن عتّاب ... وغيرهما. من تلامذته: أَبو الحسن بن ربيع، وأَبو عبد الله بن العويص وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "تصدر لإقراء القرآن، وتعليم العربية .. وحكى أنه كان أحد الأمناء بحامع قرطبة. ومن الشهود المعدلين بها ... وكان يقرض شيئًا من الشعر .. " أ. هـ. * البغية: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا مجودًا، متقدمًا في حسن الأداء، متحققًا بالعربية، ماهرًا فيها، ذا حظ من رواية الحديث وقرض الشعر .. " أ. هـ. * قلت: قال ابن الأبَّار: "روى عنه ... أَبو العباس بن مضا وقال فيه: أحمد بن عبد الرحمن وهو وهم، أ. هـ. فقال السيوطي في البغية: "وتوهمهما ابن الأبّار واحد وليس كذلك، نبه عليه ابن عبد الملك .. " أ. هـ. وقد ترجم لأحمد بن عبد الرحمن بن الخصيب في البغية (1/ 322). وفاته: سنة (535 هـ) خمس وثلاثين وخمسمائة. 279 - ابن الأَبْزَارِيّ * المقرئ: أحمد بن جعفر بن أحمد بن إدريس، أَبو القاسم الغافقي الخطيب، يعرف بابن الأبزاري. ولد: سنة (500 هـ) خمسمائة. من مشايخه: الحسن بن عبد الله بن عمر، وأَبو الحسن علي بن هذيل وغيرهما. من تلامذته: شكر بن صبرة العوفي، وأَبو القاسم الضفراوي وجماعة. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام عارف مؤلف .. رأيت له مفردة لابن عامر وعاصم" أ. هـ. وفاته: سنة (569 هـ) تسع وستين وخمسمائة. 280 - السَّلْفكهوي * المفسر: أحمد بن جعفر بن عبد الفتاح السلفكهوي، الحنفي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر قاضٍ، من فقهاء الحنفية، تركي الأصل، مستعرب، تولى القضاء ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 535 هـ) ط - تدمري، التكملة لابن الآثار (1/ 46)، بغية الوعاة (1/ 300). * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 569 هـ) ط - تدمري، معرفة القراء (2/ 556)، غاية النهاية (1/ 43)، حسن المحاضرة (1/ 496). * هدية العارفين (1/ 163)، معجم المؤلفين (1/ 114)، معجم المفسرين (1/ 33).

281 - أبو نصر الباهلي

بالقسطنطينية"أ. هـ. وفاته: سنة (1093 هـ) ثلاث وتسعين وألف. من مصنفاته: له تفسير "جزء النبأ"، و"سورة الفرقان". 281 - أَبو نَصْر البَاهِلِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن حَاتِم الباهلي، أَبو نصر صاحب الأصمعي. ولد: سنة (160 هـ) ستين ومائة. من مشايخه: الأصمعي، وأَبو عمر بن إسحاق بن مرار الشيباني وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم الحربي، وأَبو العباس ابن ثعلب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "حكي عن الأصمعي أنه كان يقول: ليس يصدق على أحد إلا أبا نصر .. وكان ثقة" أ. هـ. * مقدمة ديوان ذي الرمة بشرح أبي نصر: "وقد وصف -أي ثعلب- أَبو نصر بأنه: كان إمامًا فاضلًا أديبًا وكان ثقة مأمونًا ... ووصفه أَبو الطيب اللقوي بأنه أشد تثبتًا وأمانة وأوثق من ابن الأعرابي .. ، وكان أَبو نصر جم التواضع حتى إننا لا نرى في شرحه المطول على ديوان ذي الرمة ما نراه لدى غيره من عبارات الأدلال بالنفس، ولكنه على تواضعه سريع الغضب إذا ما استثير ... بل ربما أخرجه الغضب عن طوره حتى ما يعرف لثورته .. " أ. هـ. وفاته: سنة (231 هـ) إحدى وثلاثين ومائتين عن نيف وسبعين سنة. من مصنفاته: صنف كتاب "الشجر والنبات" و "كتاب الإبل"، و "كتاب الخيل" و"ما يلحن فيه العامة" وغيرها. 282 - أَبو العباس الأَرْتاحي * المقرئ: أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد بن حامد، الأرتاحي، المصري، الحنبلي، أَبو العباس. ولد: سنة (574 هـ) أربع وسبعين وخمسمائة، وقيل (554 هـ) أربع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: جده لأمه محمّد بن حمد، ولازم الحافظ عبد الغني وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي، والداودي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "كان خيرًا صالحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (659 هـ) تسع وخمسين وستمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 114)، معجم الأدباء (1/ 226)، النجوم الزاهرة (2/ 315)، بغية الوعاة (1/ 301)، معجم المؤلفين (1/ 116)، المستدرك على معجم المؤلفين (43)، الوافي (6/ 295)، إنباه الرواة (1/ 36) "بداية والنهاية (10/ 307)، ومقدمة "ديوان ذي الرُّمة" بشرح أبي نصر بقلم د. عبد القدوس أبو صالح. * السير (23/ 351)، العبر (5/ 253)، الوافي (6/ 300)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 273)، المنهل الصافي (1/ 260)، الشذرات (7/ 514).

283 - ابن عصية

283 - ابن عُصَيَّة * المفسر: أحمد بن حامد بن عُصَيَّة (¬1) الحنبلي البغدادي القاضي جمال الدين. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "قال الطوفي (¬2): حضرت درسه وكان بارعًا في الفقه والتفسير والفرائض وأما معرفة القضاء والأحكام، فكان أوحد عصره في ذلك، انتهى. قلت -القائل: ابن رجب-: كان ذا هيبة، وحسن شيبة، ولي القضاء بالجانب الشرقي ببغداد، ودرس الحنابلة بالبشيرية، ثم عزل ونالته محنة، ثم أعيد إلى التدريس" أ. هـ. * الدرر: "ولي قضاء بغداد وعظم قدره عند خربندا ثم تغير عليه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (720 هـ)، وقيل (721 هـ) عشرين، وقيل إحدى وعشرين وسبعمانة. 284 - أَبو جعفر المُعَدِل * المقرئ: أحمد بن حرب بن غيلان، أَبو جعفر المعدل البصري. من مشايخه: الدوري، وأبو حرب الخياط وأبو حَاتِم وغيرهم. من تلامذته: مدين بن شعيب، وأَبو العباس المطوعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "قال الحافظ ابن زبر في وفياته: توفي أحمد بن حرب سنة إحدى وثلاثمائة قلت -أي ابن الجزري- وليس هذا بالمعدل الذي هو أحمد بن حرب بن مسمع ذاك بغدادي يكنى أبا جعفر أيضًا، توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وقيل سنة خمس روى عن عفان بن مسلم وغيره وروى عنه المحاملي وغيره وكان ثقة يعد من القراء أيضًا، وليس أيضًا بالمعدل الذي قرأ على محمّد بن وهب وأبي الزعراء كما توهمه ابن سوار فإن ذلك محمد بن يعقوب (¬3) " أ. هـ. * قلت: ولكن ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام في وفيات سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة، وقال: "صاحبه أبي عمرو الدُّوري، قرأ عليه المطوعي، وطريقه في كتاب "المبهج" لأبي محمد" أ. هـ. وفاته: سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة. 285 - السّيروزي * المفسر أحمد بن حسام الدين السيروزي (¬4)، ¬

_ * الوافي (6/ 299)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 373)، الدرر الكامنة (1/ 126)، الشذرات (8/ 97)، معجم المفسرين (1/ 33). (¬1) في الشذرات ابن عصبة (بالباء)، ولعله تحريف؛ لأن في جميع المصادر المذكورة (بالياء) والله أعلم. (¬2) الطوفي: نجم الدين أَبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطرفي، الصرصري ثم البغدادي الحنبلي توفي سنة (716 هـ). انظر الشذرات (8/ 71). * تاريخ الإسلام (وفيات 301) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 45). (¬3) ترجمة محمّد بن يعقوب في غاية النهاية (2/ 282). * خلاصة الأثر (1/ 179)، هدية العارفين (1/ 156)، معجم المؤلفين (1/ 118)، معجم المفسرين (1/ 33). (¬4) السِّيّروزي: نسبة إلى بلدة عظيمة بولاية روم إيللي بالقرب من ينكي شهر، والعامة تقول سَرَز بفتح السين والراء والصواب سيروز والله أعلم. انظر خلاصة الأثر.

286 - أبو بكر الفلكي

الرومي، الحنفي، المعروف بملا حق. من مشايخه: المولى عبد الرحيم، المعروف بابن أخي وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "ذكره ابن نوعي وقال في ترجمته: اشتهر بالفضل الباهر، ثم سلك طريق القضاء، فولي قضاء البلاد الكبار من أرض الروم مثل تيمور وحصار ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1033 هـ) ثلاث وثلاثين وألف. من مصنفاته: له رسائل على المواطن في التفسير والتلويح والهداية، وكتاب على المعلقات من فتاوى قاضيخان. 286 - أَبو بكر الفَلَكِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن الحسن (¬1) بن القاسم بن الحسن بن علي، أَبو بكر يلقب بالفلكي الحاسب، جد أبي الفضل الفلكي الحافظ الهمذاني. من مشايخه: الحسن بن الحسين التميمي، وأَبو الحسن علي بن الحسن بن سعد البزاز، وغيرهما. من تلامذته: ابناه أَبو عبد الله الحسيني والحسن. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال شيرويه: .. وكان إمامًا جامعًا في كل فن عالمًا بالأدب والنحو والعروض وسائر العلوم، وخصوصًا في علم الحساب، فإنه كان يقال له الحاسب. وكذلك لقب بالفلكي وكان هيوبًا، ذا حشمة، ومنزلة عنه الناس .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال حفيده الحافظ أَبو الفضل علي بن الحسين: كان جدي جامعًا لفنون، كان عالمًا بالأدب والنحو والعروض وسائر العلوم، لا سيما علم الحساب، ولقب بالفلكي لهذا المعنى، حتى يقال إنه لم ينشأ في الشرق مثله، والغرب أعلم بالحساب منه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة. 287 - سيد الجَرَاوي * النحوي: أحمد بن حسن سيد الجراوي المالقي، أَبو العباس. قلت: قال ابن الأبار: ويشتبه اسمه بأبي العباس بن سيد الإشبيلي الملقب باللص وهما اثنان. من مشايخه: أَبو عبد الله بن أخت غانم، وأَبو الحسين بن الطراوة وغيرهما. من تلامذته: أَبو عبد بن الفخار، وأَبو كامل الخطيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "علَّم العربية والآداب، وكان نحويًا ماهرًا فاضلًا، له حظ من قرض الشعر" أ. هـ. * البغية: "من كبار النحاة والأدباء بالأندلس، ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 384 هـ) ط - تدمري، معجم الأدباء (1/ 231) "بغية الوعاة (1/ 303)، الوافي (6/ 305). (¬1) في معجم الأدباء: "الحسين". * تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا في الطبقة 56) ط. تدمري، تكلملة الصلة (1/ 69)، الوافي (6/ 307)، بغية الوعاة (1/ 302).

288 - أبو العباس العاقولي

درس النحو والأدب كثيرًا، وكان شاعرًا كاتبًا بليغًا" أ. هـ. * قلت: قال صاحب البغية: "وليس هذا باللص وإن استويا في الاسم والكنية والنسب فإن هذا -أي المترجم له- متقدم الوفاة" أ. هـ. وقد ترجمنا لأبي العباس بن سيد الإشبيلي الملقب باللص في كتابنا هذا، وهو: أحمد بن عليّ بن سيد الإشبيلي ... والحمد لله رب العالمين. وفاته: تقريبًا بعد سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة بيسير. 288 - أَبو العباس العاقُولي * المقرئ: أحمد بن الحسن بن أبي البقاء، أَبو العباس البغدادي العَاقُولي (¬1). وكان يقال له: البَطِيء. ولد: سنة (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو الكرم الشهرزوري، وأَبو منصور الشيباني وجماعة. من تلامذته: الضياء محمد، والنجيب عبد اللطيف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "حدث بالكثير، وأقرأ الناس مدة وعجز عن التصرف قبل وفاته فانقطع، ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "روى الكثير وأقرأ الناس وعجز قبل وفاته وانقطع. وكان صدوقًا قانعًا، متعففًا، حسن الأخلاق، طيب الصوت بالقرآن" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ماهر ... " أ. هـ. وفاته: سنة (608 هـ) ثمان وستمائة، عن ثمانين سنة، وقيل ثلاث وثمانين سنة. 289 - ابن الزَّيَّات * النحوي، المقرئ: أحمد بن الحسن بن علي، أَبو جعفر الكلاعي البلشي، ابن الزَّيَّات. ولد: سنة (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. من مشايخه: أَبو جعفر بن الطباع، وأحمد بن يوسف الهاشمي وأَبو الحسن فضل ابن فضيلة، أخذ عنه طريقة الصوفية وعليه سلك، وأَبو النصر ربيع بن محمد بن ربيع الأشعري، وغيرهم. من تلامذته: أجاز للوادي آشي، وقرأ عليه ابنه وغيره. كلام العلماء فيه: * الإحاطة: "المتصوف الشهير ... كان جليل ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (2/ 234)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 608 هـ) ط. بشار، معرفة القراء (2/ 598)، العبر (5/ 27)، السير (22/ 21)، غاية النهاية (1/ 45)، المختصر المحتاج إليه (1/ 179)، المثشبه (85)، النجوم (6/ 205)، الشذرات (7/ 59). (¬1) العَاقُولي: بالعين المهملة والقاف نسبة إلى دير العاقول، بُليدة بالقرب من بغداد. انظر التكملة. * الديباج المذهب (1/ 195)، الدرر الكامنة (1/ 130)، الأعلام (1/ 111)، معجم المؤلفين (1/ 122)، غاية النهاية (1/ 47)، بغية الوعاة (1/ 287)، الإحاطة (1/ 302) كشف الظنون (2/ 1548)، وإيضاح المكنون (1/ 67). في الدرر "البلنسي" ولد (650 هـ) وقال الزركلي، البلسي، من غريب النساخ عن "البلشي" وضبطه في غاية النهاية.

290 - جلال الدين الرازي

القدر، كثير العبادة، عطيم الوقار حسن الخلق ... يذكر بالسَّلف الصالح في حسن شيمته وإعراب لفظه ... " أ. هـ. * قلت: وذكر له صاحب الإحاطة خطبة ذكر فيها النفي أكثر من الإثبات في صفات الله تعالى، حيث قال صاحب الترجمة فيها: "لو عدته فكرة التصور لتصور، ولو حدَته فكرة لتعذر، ولو فهمت له كيفية لبطل قِدَمُه، ولو علمت له كيفية يحصل عدمه، ولو حصره طرف لقطع بتحسمة .. الخ"، وهذا قريب من منهج الأشاعرة وبعيد عن مذهب أهل السنة والجماعة، والله أعلم بالحق. * الديباج المذهب: "ويعرف بابن الزيات، الخطيب، المتصوف الشهير، كثير المآخذ العلمية، والرياسة في تجويد القرآن، والمشاركة في الفقه، والعربية، والعروض، والممارسة في الأصلين، والحفظ للتفسير ... أخذ الصوفية من العارف الرباني أَبو الحسن فضل بن فضيلة المعافري" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام عارف أديب مقرئ فقيهًا" أ. هـ. * الدرر: "قال الذهبي (¬1): كان ذا فنون وتواضع ومروءة وباع مديد في النحو وله أخلاق كريمة فاق بها أقرانه" أ. هـ. وفاته: سنة (728 هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "لذة السمع في القراءات السبع" قصيدة على نمط الشاطبية، و"تخليص الدلالة في تلخيص الرسالة" وغيرهما. 290 - جَلال الدين الرَّازِي * النحوي، المفسر: المقرئ: أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشروان الرازي الأصل، ثم الرومي الحنفي، أَبو المفاخر بن أبي الفضائل، جلال الدين ابن قاضي القضاة حسام الدين. ولد: سنة (651 هـ) وقيل (652 هـ)، إحدى أو اثنتين وخمسين وستمائة. من مشايخه: أَبوه، والفخر بن البخاري، ويزيد بن أيوب الحنفي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان محبوبًا للناس كثير الصدقة جوادًا، متع بحواسه إلا السمع .. اشتغل كثيرًا وكان جامعًا للفضائل، ومحبة أهل العلم مع السخاء، وحسن العشرة" أ. هـ. * الوجيز: "ووقعت له أعجوبة مع امرأة من الجن حكاها الشبلي في آكام المرجان" أ. هـ. * الطبقات السنية: "قال ابن حبيب في حقه: إمام مذهبه عارف بنقد فضته وذهبه، حسن التلطف، كثير التعفف ذو نفس زكية وسيرة مرضية وأخلاق كريمة ومنافب وجوهها وسيمة معروف بالمكارم موصوف بالهمم والعزائم" أ. هـ. من أقواله: في الدرر "كان إذا مرض يقول: ¬

_ (¬1) لم نجده في كتب الذهبي المتوفرة لدينا. * الذيل على العبر (244)، البداية والنهاية (14/ 225)، الوفيات (1/ 492)، المقفى الكبير (1/ 356)، السلوك (2/ 3 / 674)، الدرر الكامنة (1/ 126)، المنهل الصافي (1/ 264)، النجوم (10/ 109)، الدارس (1/ 517)، وجيز الكلام (1/ 11)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 35)، الطبقات السنية (1/ 326)، الجواهر المضية (1/ 154)، معجم المفسرين (1/ 33).

291 - الجاربردي

أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام، أني أعمر. فكان كذلك فإنه أكمل تسعين سنة وزاد .. وكان يحفظ في كل يوم ثلاثمائة سطر" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. 291 - الجاربردي * النحوي، المفسر أحمد بن الحسن بن يوسف، فخر الدين أَبو المكارم الجاربردي (¬1) الشافعي، نزيل تبريز. ولد: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مشايخه: القاضي ناصر الدين البيضاوي (¬2)، ونظام الدين الطوسي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ نور الدين فرج بن محمد بن أحمد الأردبيلي وغيره. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "كان فاضلًا دينًا متفننًا مواظبًا على الشغل بالعلم وافادة الطلبة" أ. هـ. * الدرر: "تفقه على مذهب الشافعي، وفاق في العلوم العقلية" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان عالما دينا وقورا، مواظبا على الاشتغال والإشغال والتصنيف" أ. هـ. من أقواله: في طبقات الشافعية للسبكي: "أنشدونا عنه: عجبًا لقوم ظالمين تستروا ... بالعدل ما فيهم لعمري معرفه قد جاءهم من حيث لا يدرونه ... تعطيل ذات الله مع نفي الصفه وهذان البيتان عارض بهما الزمخشري في قوله: لجماعة سموا هواهم سنة ... وجماعة حمر لعمري مؤكفه قد شبهوه بخلقه وتخوفوا ... شنع الوري فتستروا بالبلكفه (¬3) وقد عاب أهل السنة بيتي الزمخشري، وأكثروا القول في معارضتهما. وفاته: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة، ¬

_ * طبقات الشافعية للسبكي (9/ 8)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 394)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 9)، الدرر الكامنة (1/ 132)، مفتاح السعادة (1/ 142)، النجوم (10/ 145)، بغية الوعاة (1/ 303)، الشذرات (8/ 256)، البدر الطالع (1/ 47)، كشف الظنون (2/ 1478)، هدية العارفين (1/ 108)، الإسلام (1/ 111)، معجم المؤلفين (1/ 124). (¬1) الجاربردي: نسبة إلى جاربرد، قرية من قرى فارس. انظر لب اللباب. (¬2) البيضاوي: هو ناصر الدين عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي الشافعي أبو سعيد، توفي سنة (685 هـ)، وقيل (691 هـ)، وقيل (692 هـ). (¬3) البلكفة: كلمة ركبت من قول أهل السنة في رؤية الله سبحانه: إنه يرى بلا كيف، أي بلا كيفية للرؤيا، فرؤية المؤمنين لربهم لا تستلزم جهة ولا مكانا وهذه التسمية من صنع المعتزلة لخوفهم من تنشيع الناس عليهم فتستروا بقولهم: إنه يرى بلا كيف. أ. هـ. من هامش طبقات الشافعية للسبكي والكاشف للزمخشري. الكشاف (2/ 151) ط. دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى (1415 هـ-1995 م) في تفسير قوله تعالى {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} [الأعراف: 143].

292 - الزهيري الصنعاني

وقيل (742 هـ) اثنتين وأربعين وسبعمائة، وقيل (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة وهذا خطأ، والأول أصح. من مصنفاته: "شرح الشافية" لابن الحاجب، و "شرح الكشاف" للزمخشري، و"السراج الوهاج في شرح المنهاج" للبيضاوي. 292 - الزهيري الصَّنْعَاني * المفسر: أحمد بن الحسن بن سعيد، وقيل: أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن الزهيري الثلاثي ثم الصنعاني. ولد: تقريبًا سنة (1140 هـ) أربعين ومائة وألف. من مشايخه: السيد العلامة عبد الله بن لطف الباري الكبسي، وقرأ على السيد القاسم بن محمّد الكبسي. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "فيه ميل إلى الطريقة وتشبه بأهلها" أ. هـ. * نيل الوطر: "الفقيه العلامة الزاهد البليغ الشاعر ... شارك في العلوم وبرع في التفسير وحفظ أقوال أهل الأثر، وتأله واشتغل بأهل التصوف، وقال: أحوال الخلق متباينة .. ". وفيه أيضًا: "وشعر المترجم له كله مطبوع ليس فيه انتقاد، وقد مدح الأكابر كالمهدي العباس (¬1) وغيره" أ. هـ. وفاته: سنة (1214 هـ) أربع عشرة ومائتين وألف عن نحو (74 سنة). أربع وسبعين سنة. من مصنفاته: ديوان شعر. 293 - البَهْكَلَي * اللغوي، المفسز أحمد بن الحسن بن عليّ البهكلي، النهامي. ولد: سنة (1153 هـ) ثلاث وخمسين ومائة وألف. من مشايخه: السيد الإمام محمّد بن إسماعيل الأمير وطبقته العالية، وعن الشيخ عبد الله بن عمر الخيل في المنطق والنحو وغيرهما. من تلامذته: الشوكاني وغيره. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "رأيته من أحسن الناس مذاكرة وأملحهم محاضرة مع ظرافة ولطافة وجودة تعبير ودقة ذهن وقوة فهم". وقال: "هو من أكابر العلماء الجامعين بين علم العربية والأصول والحديث والتفسير والفقه ... وله رسائل ومسائل وأشعار رائقة .. " أ. هـ. * نيل الوطر نقلًا عن الديباج لحسن عاكش: "وله الجلالة العظمى عند أمراء زمانه، والحظ الأوفر عند الخاصة والعامة، وما توسط بين الناس في أمر مهم إلا وقطع مادته؛ لصلاح نيته وصفاء سريرته" أ. هـ. وفاته: سنة (1233 هـ) ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. ¬

_ * نيل الوطر (1/ 75 - 81)، معجم المؤلفين (1/ 120) البدر الطالع (1/ 48). (¬1) هو عباس بن الحسين بن القاسم، المهدي لدين لله، من بني الهادي إلى الحق، إمام زيدي يماني، توفي سنة (1189 هـ) أ. هـ. انظر الأعلام (3/ 260). * البدر الطالع (1/ 322)، نيل الوطر (1/ 83 - 86).

294 - الوائلي

من مصنفاته: له رسائل عديدة في فنون من العلم، ومراجعات جمّة في مسائل علمية بينه وبين علماء عصره نظمًا ونثرًا. 294 - الوائلي * المفسر: الدكتور الشيخ أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود اللبني، المشهور بالوائلي. ولد: سنة (1346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام العراق: "حصل على شهادة بكالوريوس في الشريعة واللغة، ثم حصل على الماجستير شريعة وقانون، ثم حصل على الدكتوراه من القاهرة". وقال: "هو خطيب وشاعر رقيق الشعر والشعور، مليح القول مشرق الديباجة، مرهف الحس" أ. هـ. * قلت: وهو أحد المراجع في الإفتاء والفقه وغيره لديهم، إليك بعض أقواله لتبيين مذهبه الشيعي من كتبه. قال في صفحة (23) من كتابه "نحو تفسير علمي للقرآن" قال: "افترض بعض الرواة والمفسرين سلفًا كفر أبي طالب - عليه السلام - إما لجهل أو لعناد أو لحسن ظن بمن روى ذلك، وعلى ضوء هذا الافتراض صار يفسر بعض الآيات ومنها قوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام: 26] فذكر عن عطاء ومقاتل أنها نزلت في أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان ينهى قريشًا عن إيذاء النبي ثم يتباعد عنه. وهذا تفسير أملته صفة معينة، ولم تفسر فيه الآية بل فسر ما في نفس المفسر" أ. هـ. وبدأ يعدد أسباب بطلان هذا التفسير ليصل إلى نتيجة: أن أبا طالب ليس كافرًا، وأن هذه الآية ولا غيرها تشمل أبا طالب، وما تلك الأقوال والتأويلات إلا هي أحد الدفاعات، لبيان الخُلاصة الصافية لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وآل بيته عند الرافضة من أجل إثبات العصمة، والنسب الذي لا يأتي بأي صورةٍ من صور الأسفلين وصوء الدين بالنسبة للشيعة الرافضة لنسب عليّ (رضي الله عنه) من جهة والده أو من أي جهة أخرى، وذلك لغلوهم فيه، وهو بريء منهم وما يوعدون .. والله الموفق إلى خير السبيل، والأحاديث الصحيحة والثابتة في عدم إسلام أبي طالب وصفة عذابه عديدة وثابتة، ومنها قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن له نعلين من نار يلبسهما فيغلي منها دماغه ... "، وغير ذلك مما ثبت وصح في عدم إسلام أبي طالب، والله أعلم. من مصنفاته: "أمالي في تفسير القرآن، و "رسالة في الرِّبَا" و"هوية التشيع"، وغيره ذلك. ¬

_ * أعلام العراق الحديث (1/ 76)، و"نحو نفسير علمي للقرآن" للمترجم له مطبعة الآداب في النجف.

295 - ابن شقير

295 - ابن شُقير * النحوي: أحمد بن الحسين (وقيل: الحسن) بن العباس بن الفرج، أَبو بكر بن شقير. من مشايخه: أحمد بن عبيد بن ناصح وغيره. من تلامذته: أَبو بكر بن شاذان، وإبراهيم بن أحمد الخرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان مشهورًا برواية كتب الواقدي عن أحمد بن عبيد عنه " أ. هـ. *البغية: "ورأيت في طبقات ابن مسعر أن الكتاب الذي ينسب للخليل ويسمى "المحلى" له" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "كان نحويًا على مذهب الكوفيين" أ. هـ. * قلت: في معجم الأدباء قال: "قرأت في كتاب ابن مسعر أن الكتاب الذي ينسب إلى الخليل ويسمى "الجمل " أنه من تصنيف ابن شقير هذا" أ. هـ. وكذا في الوافي، قلت: ولعل ما ذكره السيوطي من أن اسم الكتاب "المحلى" هو وهم منه، أو خطأ في النسخ، وما قاله ياقوت هو الصواب، والله أعلم. وفاته: سنة (317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "مختصر في النحو" و"المقصور والممدود" و"المذكر والمؤنث". 296 - ابن مِهْران * المقرئ: أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني الأصل، النيسابوري، أَبو بكر بن مهران العبد الصالح. ولد: سنة (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين. من مشايخه: ابن خزيمة، وابن العباس السَّراج، وتلا على أبي بكر النقاش، وابن مقسم، وغيرهم. من تلامذته: الحاكم، وأَبو سعد الكنَخرَوذي، وتلا عليه مهدي بن طرارة، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "اتفق أنه مات في يوم وفاته أَبو الحسين العامري الفيلسوف، فرأى بعض الصالحين أحمد بن الحسين بن مهران هذا في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أقام أبا الحسين العامري بجانبي، وقال: هذا فداؤك من النار" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 89) وفيه قال الدارقطني: توفي سنة (315 هـ) وقال الخطيب وهم الدارقطني في وفاته وإنما كانت (317 هـ)، معجم الأدباء (1/ 232)، الوافي (6/ 349)، بغية الوعاة (1/ 302)، الأعلام (1/ 110) إنباه الرواة (1/ 34)، نزهة الألباء (170) في ترجمة (ابن ناصح)، معجم المؤلفين (1/ 123) البداية والنهاية (11/ 174)، كشف الظنون (2/ 1457) تاريخ الإسلام (وفيات سنة 317 هـ) ط. تدمري، الكامل (8/ 215) وفيه: ابن سقير (بالسين). * المنتظم (14/ 358)، معجم الأدباء (1/ 233)، السير (16/ 406)، العبر (3/ 16)، معرفة القراء (1/ 347)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 381 هـ) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 331)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 55)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 213)، غاية النهاية (1/ 49)، النجوم الزاهرة (4/ 160)، الشذرات (4/ 424)، الأعلام (1/ 115)، معجم المؤلفين (1/ 130).

297 - أبو بكر المقدسي

* السير: "قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبَدَ مَنْ رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وقرأت عليه ببخارى كتاب "الشامل" له في القراءات" أ. هـ. * غاية النهاية: "ضابط محقق ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (381 هـ) إحدى وثمانين وثلاثمائة، وقيل (358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الشامل" في القراءات قال الذهبي: كبير، و"الوقف والابتداء"، و"الغاية في القراءات". 297 - أَبو بكر المَقْدِسِي * المقرئ: أحمد بن الحسين بن أحمد، أَبو بكر المقدسي القطان. من مشايخه: أَبو القاسم عليّ بن محمّد الزَّيدي وأَبو علي الأهوازي وغيرهما. من تلامذته: أَبو بكر المَزرقي وغيره. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "المقرئ، أحد من جرد العناية في طلب القراءات" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ حاذق، حافل ... " أ. هـ. وفاته: سنة (468 هـ) ثمان وستين وأربعمائة. 298 - ابن الخَبَّاز * النحوي: أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور بن عليّ الضرير، الموصلي، المعروف بابن الخبَّاز، أَبو عبد الله. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان أستاذًا بارعًا في النحو واللغة والعروض والفرائض وله شعر رائق" أ. هـ. * البداية: "اشغل بعلم العربية وحفظ المفصل والإيضاح والتكملة والعروض والحساب، وكان يحفظ "المجمل، في اللغة وغير ذلك ... وكان شافعي المذهب، كثير النوادر والملح وله أشعار جيدة" أ. هـ. * النجوم: "كان إمامًا بارعًا مفننًا عالمًا بالنحو واللغة والأدب" أ. هـ. * إشارة التعيين: "وكان كثير العتب على الزمان" أ. هـ. وفاته: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة، وله من العمر (50 سنة). من مصنفاته: "الغرة المخفية في شرح الدرة الألفية - خ" وهو شرح لألفية ابن معطي، و "توجيه اللمع - خ" شرح لكلتاب اللمع لابن ¬

_ * معرفة القراء (1/ 440)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 468 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 48). * العبر (5/ 159)، تاريخ الإسلام (وفيات 639) ط. بشار، الوافي (6/ 359)، البداية والنهاية (13/ 169)، إشارة التعيين (29) البلغة (55)، نكت الهميان (96) النجوم الزاهرة (6/ 342)، بغية الوعاة (1/ 304)، الشذرات (7/ 350)، روضات الجنات (1/ 314)، الأعلام (1/ 117).

299 - الكفري

جني ... وله شعر. 299 - الكَفري * المقرئ: أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة بن بدر بن محمّد بن يوسف أَبو العباس الكفري الحنفي. ولد: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة. من مشايخه: أَبوه، وأَبو بكر بن قاسم التونسي، ومحمد بن نصير المصري وغيرهم. من تلامذته: نصر بن أبي بكر البابي، ومحمد بن مسلم بن الخراط وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "شيخنا قاضي القضاة بدمشق امام كبير ثقة صالح .. وكان غير الفضل عليّ وبشر بأشياء وقع غالبها وأرجو من الله التمام غير، كان أجل من قرأت عليه تصدر لإقراء بالمقدمية والزنجيلية" أ. هـ. * ذيل العبر: "تفقه وبرع ودرس وأفتى وناب في الحكم بدمشق ثم ولي قضاء القضاة بها ... وأضر وانقطع للعبادة .. " أ. هـ. * إنباء الغمر: "وكان قد ترك القضاء ... وأقبل هو على الإفادة والعبادة وإقراء القرآن بالروايات حتى مات ... " أ. هـ. * المنهل الصافي: "كان إمامًا فقيهًا عالمًا بارعًا عارفًا بالأحكام، ناب في الحكم بدمشق سنين ثم اشتغل بوظيفة القضاء وحمدت سيرته وشكرت أفعاله وباشر القضاء بعفة ودين وكان خليقًا للقضاء ثم ترك المنصب لولده متنزهًا عن ذلك وأخذ في الإشغال والاشتغال والعبادة .. " أ. هـ. * النجوم: "وكان من العلماء الأعلام، ماهرًا في مذهبه أفتى ودرس وأفاد وأتقن روايات القراء السبعة" أ. هـ. * الجواهر المضيئة: "وكان دينًا خيرًا عالمًا، ودرَّس بالطرخانية" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. 300 - ابن قُنْفُذ * النحوي، اللغوي: أحمد بن حسين بن علي بن الخطيب بن قنفذ القسنطيني، أَبو العباس الشهير بابن الخطيب، وبابن قنفذ. ولد: سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. من مشايخه: أخذ عن أبي عليّ حسن بن أبي القاسم بن باديس والإمام الأوحد الشريف أبي القاسم السبتي. كلام العلماء فيه: * أعلام مراكش: "لقي جماعة من الأولياء فتبرك بهم كالسيد الزاهد أحمد بن عاشر" أ. هـ. * درة الحجال: "له كتاب" أَنس الفقير وغر ¬

_ * غاية النهاية (1/ 48)، ذيل العبر للعرافي (2/ 389)، إنباء الغمر (1/ 104)، الدرر الكامنة (1/ 133)، لحظ الألحاظ (162)، المنهل الصافي (1/ 270)، السلوك (3/ 1 / 243)، النجوم (11/ 130)، بدائع الزهور (1/ 2 / 150)، الشذرات (8/ 414)، الطبقات السنية (1/ 391)، قضاة دمشق (199)، الجواهر المضيئة (2/ 211). * جذوة الاقتباس (154)، درة الحجال (1/ 121) أعلام مراكش (2/ 16)، شجرة النور (251)، الأعلام (1/ 117)، معجم المؤلفين (1/ 128)، فهرس الفهارس (2/ 973).

301 - ابن رسلان

الحقير" في رجال أهل التصوف" أ. هـ. * قلت: ذكر في مقدمة كتاب "أنس الفقير وغر الحقير" (¬1) للمترجم له لبيان عصره: "يمتاز العصر الذي عاش فيه ابن قنفذ بانتشار الأفكار الصوفية واستيلائها على عقول المثقفين ... وكان أَبوه (أي ابن قنفذ) أديبًا مرموقًا مع اتجاه صوفي، مما جعل ابن قنفذ ينشأ في وسط يسوده الاهتمام بالعلم والأدب والتصوف ... وكان يخرج من فارس أيام العطل للغاية التي كان يقصدها من ملاقاة رجال التصوف وزيارة أضرحة الصالحين، والبحث عن أخبارهم وخصوصًا اتصالاتهم بأبي مدين الغوث .. والذي كانت مدرسته الصوفية مستحوذة على رجال هذا العصر .. وكانت أسرة ابن قنفذ من أنصار هذه المدرسة، انتهى. وفي مقدمة ابن قنفذ لكتابه نراه يقر الخوارق التي تحصل للأولياء فيقول: وشان الأولياء أن يمنحهم الله تعالى علومًا إلهامية، يكشف بها عما في القلوب حتى تكون حواسهم من سمع وبصر وشم مخالفة لحواس غيرهم. ولذلك منهم من يرى الملائكة ومنهم من يرى الجن ومنهم من يرى البلاد النائية، ومنهم من يرى ما في السماوات ومنهم من يرى اللوح المحفوظ، ومنهم من يقرأ ما فيه، انتهى. ثم يتكلم عن الكرامة ويذكر أنه لا ينكرها إلا سيء الاعتقاد فيقول: "وقد شاهدت ذلك ولا ينكر الكرامة إلا معاند محروم سيء الاعتقاد كثير الانتقاد" أ. هـ. ثم يقرر أن الكرامة لا تنقطع بموت الولي فيقول: (بل تظهر. فكثير من لا يعرف في الحياة تشتهر بركاته بعد الممات وتلوح عند قبره البركات .. ولقد وقفت على قبر "السبتي" مرات وسألتُ الله تعالى في أشياء يسرها لي). ولم يكتف ابن قنفذ بالتبحر في العلوم العقلية والنقلية .. بل انكب على التعمق في أسرار التصوف والبحث عن رجالاته وملاقاتهم، ومن ثم تولدت عنده فكرة السياحة في ربوع المغرب ساعيًا وراء الاتصال بالأولياء والصالحين الأحياء، وزيارة أضرحة المشاهير منهم" أ. هـ. وفاته: سنة (809 هـ) وقيل (810 هـ) تسع، وقيل عشر وثمانمائة. من مصنفاته: شرح ألفية ابن مالك وسماه "آية السالك في بيان ألفية ابن مالك" وشرح أصلي ابن الحاجب وسماه: "تفهيم الطالب لمسائل ابن الحاجب" وله تأليف في مناقب أبي مدين الغوث وغير ذلك. 301 - ابن رَسْلان * النحوي، المفسر: المقرئ: أحمد بن حسين بن حسن بن عليّ بن يوسف بن عليّ بن أرسلان، وقيل: (ابن رسلان)، الرملي الشافعي، أَبو العباس، نزيل بيت المقدس. ¬

_ (¬1) "أنس الفقير وغر الحقير" طبعة الرباط، المركز الجامعي للبحث العلمي لسنة 1965 م. * الضوء اللامع (1/ 282 - 288)، وجيز الكلام (2/ 570)، الأنس الجليل (2/ 174) الشذرات (9/ 362)، البدر الطالع (1/ 49 - 50)، أعلام فلسطين (1/ 168 - 170)، الأعلام (1/ 115) معجم المؤلفين (1/ 128).

ولد: سنة (773 هـ) وقيل (775 هـ) ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: القلقشندي، وابن الهائم، وغيرهم الكثير. وفي الضوء: "وأقبل على الله وعلى الاشتغال تبرعا وعلى التصوف وألبس خرقته جماعة من المصريين والشاميين" أ. هـ. من تلامذته: الكمال بن أبي الشريف، وأَبو الأسباط، وكثرت تلامذته ومريدوه وتهذب به جماعة. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "له مكاشفات ودعوات مستجابات غير عابس ولا مقت ولا يأكل حراما ولا يشتم ولا يلعن ولا يحقد ولا يخاصم بل يعترف بالتقصير والخطأ ويستغفر ولا ينام من الليل إلا قليلا. وأنه في وقت انتباهه ينهض قائما كالأسد لعل قيامه يسبق كمال استيقاظه ويقوم كأنه مذعور فيتوضأ ويقف بين يدي ربه يناجيه بكلامه من التأمل والتدبر. ومما بلغني - القائل هو السخاوي- أن طوغان نائب القدس وكاشف الرملة وردت عليه إثارة الشيخ في مظلمة فامتنع وقال طولتم علينا بابن رسلان أن كان له سر فليرم هذه النخلة لنخلة قريبة منه، فما تم ذلك إلا وهبت ريح عاصفة فألقتها فما وسعه إلا المبادرة إلى الشيخ في جماعة مستغفرًا معترفًا بالخطأ فسأله عن سبب ذلك فقيل له فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله من اعتقد أن رمي هذه النخلة كان بسبي أو لي فيه تعلق ما فقد كفر فتوبوا إلى الله وجددوا إسلامكم، فإن الشيطان أراد أن يستزلكم ففعلوا ما أمرهم به" أ. هـ. * البدر الطالع: "اشتغل بالنحو والعربية والشواهد والنظم، وقرأ الحاوي والفرائض والحساب ... أقبل على الله وعلى الاشتغال تبرعا وعلى التصوف وجلس في الخلوة مدة لا يكلم أحدا، وأخذ عن جماعة من أهل الطريقة مشاركا في الحديث والتفسير والكلام مع حرصه على سائر أنواع الطاعات من صلاة وصيام وتهجد ومرابطة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أ. هـ. * الأنس الجليل: "الشيخ الإمام الأكبر العالم العارف بالله تعالى ذو الكرامات الظاهرة، والعلوم والمعارف .. وحكى أنه لما أخذه الحفار وأنزله قبره سمعه يقول: (رب أنزلني منزلًا مباركا وأنت خير المنزلين) ورؤي له عدة منامات صالحة" أ. هـ. * أعلام فلسطين: "أخذ الحساب والفرائض والعربية، درس بالخاصكية ثم تركها وأقبل على الله وعلى التصوف وعلى الاشتغال تبرعا، مشاركًا في الحديث والتفسير والكلام" أ. هـ. وفاته: يوم الأربعاء (14 شعبان) سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح طيبة النشر في القراءات العشر، أحد عشر مجلدا، و"شرح ملحة الإعراب" للحريري، ونظم القراءات الثلاثة، ونظم القراءات الزائدة على العشرة، وإعراب الألفية.

302 - ابن حسين آغا

302 - ابن حُسَين آغا * النحوي، المفسز أحمد بن حسين آغا بن محمّد القزاز بن عبد الله بن يوسف الصباغ العبيدي. ولد: سنة (1304 هـ) أربع وثلاثمائة وألف. من مشايخه: أجازه الشيخ محمّد أمين زكي الدين. وأخذ من الشيخ الحاج محمد الحاج عُثمَان الرضواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعلام العراق الحديث: "درس على شيوخ عصره فأخذ بعض العلوم سماعًا وقراءة كالمنطق والرياضيات وآداب البحث والمناظرة. والتفسير وعلوم الحديث والنحو والبلاغة" أ. هـ. * تاريخ علماء الموصل: "كان رحمة الله عليه شغوفًا بالمطالعة والكتابة دؤوبًا عليهما، وكان ذا ولع جم بالكتب فقد حوت مكتبته نفائس الكتب سواء منها المطبوعة أو خطية غير مطبوعة ونذكر منها على سبيل المثال ... رسالة في فضيلة الحجر والموس لجعفر الصادق يبحث عن الحلاقين وإجازاتهم، وتلبيس الخرقة للمشايخ "لمؤلف مجهول" وفصول من كتاب يبحث في التصوف، وفيه آراء قريبة من عقائد الزيدية، ولم يذكر لنا الناسخ" اسم الكتاب واسم مؤلفه بل يوجد في سطوره أسماء بعض شيوخ المؤلف منهم إسماعيل الجبرتي .. " أ. هـ. * قلت: ويتضح من مراجع مكتبته المعتمد عليها عنده الذي ذكرها صاحب تاريخ علماء الموصل: أنه كان يراجع ويقرأ كتب المتصوفة وغيرها، ولعل ما ذكره صاحب تاريخ الموصل آنفًا هي دلالة على ما يرجع إليه صاحب الترجمة من قراءات ومراجع تدل على توجهه العقائدي والمذهبي، والله أعلم. وفاته: سنة (1372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "حواشي على منى المنار" للنسفي، و"فيض الديَّان في تفسير سورة لقمان" و"حل المعاقد في شرح القواعد" وغيرها. 303 - الكتَّاني * النحوي، المقرئ: أحمد بن الحسين، أَبو بكر الرقي المعروف بالكتاني. من مشايخه: أَبو عمران موسى بن جرير النحوي وغيره. من تلامذته: عبد المنعم بن غلبون. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ متصدر، كان بحلب" أ. هـ. 304 - الخليلي * المفسر: أحمد بن حمد الخليلي. كلام العلماء فيه: * قلت: هو من المعاصرين الإباضية مفتي سلطنة عمان، وقد اطلعنا على تفسيره جواهر ¬

_ * أعلام العراق الحديث (1/ 76)، تاريخ علماء الموصل (2/ 21). * غاية النهاية (1/ 50)، بغية الطلب (2/ 698)، بغية الوعاة (1/ 304). * اعتمدنا في ترجمته على تفسيره هذا "جواهر التفسير".

305 - أبو حاتم الرازي

التفسير فوجدنا أنه ينقل عن أئمتهم ويذكر ما اعتمده أصحاب المذهب كما قال في وجوب صلاة الجماعة مثلًا: "القول بوجوبها على الأعيان هو الذي اعتمده إمام المذهب أَبو سعيد في زياداته على الإشراف لابن المنذر، ويفهم من كلامه أنه قول أصحابنا أو أكثرهم، وهو الظاهر من كلام الإمام نور الدين السالمي في جوهره .. " أ. هـ. والإمام نور الدين السالمي: هو عبد الله بن حميد بن سلوم السالمي الإباضي، ووفاته سنة (1269 هـ)، وجوهره هو (جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام"، بعد هذا الكلام تبين أنه أحد مشايخ الإباضية الآن، وكما ذكرناه سابقًا، ومن أراد المعرفة والمزيد فليراجع تفسيره أو غير ذلك من مصادر ترجمته أو أشخاص يعرفونه أو يعرِّفون به. والله أعلم بالصواب. من مصنفاته: "جواهر التفسير أنوار من البيان والتنزيل" (¬1). 305 - أبو حَاتِم الرازي المفسر: أحمد بن حمدان بن أحمد الورسامي الليثي، أَبو حَاتِم الرازي، من زعماء الإسماعيلية (¬2). ¬

_ (¬1) "جواهر التفسير أنوار من البيان والتنزيل"، الطبعة الأولى لسنة (1404 هـ)، سلطنة عمان. * الأعلام (1/ 119)، تاريخ الدعوة الإسماعيلية (186) وفيه الورثنياني، الأعلام الإسماعيلية (97)، لسان الميزان (1/ 267) وفيه الورسامي. (¬2) قال صاحب تاريخ الإسماعيلية: "فالعقيدة الأساسية الجامعة للإسماعيلية تترشح في حقائق ثابتة هي: أ- العبادة العملية (أي علم الظاهر): وهو ما يتصل بفرائض الدين وأركانه. ب - العبادة العلمية (أي علم الباطن): من تأويل، ومثل عليا للتنظيمات الاجتماعية، ومثل عليا للإدارة السياسية، وكل هذه النقاط تعتبر من صميم العقائد .. فهم يقولون بالباطن والظاهر معًا وذهبوا إلى تكفير من اعتقد بالباطن دون الظاهر، أو بالظاهرة دون الباطن. وقال: "والإسماعيلية يعتبرون من حيث الظاهر أن الأئمة من البشر، وأنهم خلقوا من الطين، ويتعرضون للأمراض والآفات والموت، مثل غيرهم من بني آدم، ولكن في التأويلات الباطنية يسبغون عليه (وجه الله)، و (يد الله)، و (جنب الله)، وأنه هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة، وهو الصراط المستقيم، والذكر الحكيم، إلى غير ذلك من الصفات .. ". وقال: "وكلمة الإسماعيلية كانت في بادئ الأمر تدل على إحدى الفرق الشيعية المعتدلة، ولكنها صارت مع تطور الزمن حركة عقلية تدل على أصحاب مذاهب دينية مختلفة .. ويستدل من المصادر التاريخية على أن هذه الحركة نشأت نشأتها الأولى سنة (128 هـ)، في العراق وفارس كحركة دينية أوجدها الإمام جعفر الصادق، ولكن علماء الدعوة يذكرون بأن دعوتهم قديمة قدم هذا الوجود، ولديهم ما يثبت هذا القول علميًّا وعقائديًا، وهناك منحى آخر قسم تذهب إلى القول بأن الدعوة الإسماعيلية بدأت منذ عهد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ويستدلون عن ذلك بنظريات فلسفية وعقائدية" أ. هـ. "مقدمة الطبعة الثانية كتاب تاريخ الدعوة الإسماعيلية سنة 1965 م - بيروت". وفي كتاب "جامع الفرق والمذاهب الإسلامية، - ط الثانية لسنة 1994 م (ص 19) ذكر فيه أنها -أي الإسماعيلية-: "فرقة من الإمامية، ساقت الإمامة إلى جعفر الصادق ومنه إلى ولده إسماعيل المنصوص عليه في بادئ =

306 - أبو سعيد الضرير

كلام العلماء فيه: * لسان الميزان: "ذكر أَبو الحسن ابن بابويه في تاريخ الري وقال: كان من أهل الفضل والأدب والمعرفة باللغة وسمع الحديث كثيرًا، وله تصانيف، ثم أظهر القول بالإلحاد، وصار من دعاة الإسماعيلية، وأضل جماعة من الأكابر" أ. هـ. * تاريخ الدعوة الإسماعيلية: "كان داعيًا كبيرًا لبلاد الري وطبرستان وأذربيجان، وقد استطاع أن يُدخل أمير الري في المذهب الإسماعيلي، وكان من كبار دعاة القائم بأمر الله" أ. هـ. * الأعلام الإسماعيلية: "كذلك أسهم أَبو حَاتِم الرازي في النهضة العارفة بالمذهب الإسماعيلي كما أسهم في نشر الثقافة الإسلامية كافة، فتحدث في الفلسفة واللغة، والتفسير والفقه، وشرح نظريات الإسماعيلية وعقائدهم، وله نظريات كثيرة في مبدأ الستر والظهور، حتى قيل: إنه أول من وجه هذين المبدأين في الإسلام توجيهًا جديدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (322 هـ) اثنتين وعشرين، وثلاثمائة - وقيل (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة -. من مصنفاته: "الإصلاح" و"أعلام النبوة - خ" في مذهب الإسماعيلية، و "الزينة خ" في فقه اللغة والمصطلحات. و"الجامع" في الفقه الإسماعيلي. 306 - أَبو سعيد الضرير * النحوي، اللغوي: أحمد بن خالد الضرير البغدادي أبو سعيد. من مشايخه: ابن الأعرابي، وأَبو عمرو الشيباني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال الأزهري: كان طاهر بن عبد الله استقدمه من بغداد إلى خراسان أقام بنيسابور وأملى بها المعاني والنوادر ولقي أبا عمرو الشيباني وابن الأعرابي. وكان يلقى الأعراب الفصحاء الذين استوردهم ابن طاهر نيسابور فيأخذ عنهم وكان شمر - شمر بن حمدويه الهروي اللغوي - وأَبو الهيثم -هو أَبو الهيثم الرازي النحوي - يوثقانه ... ثم قال - قال الشافعي حدثني أبو جعفر الشرمقاني قال: كان أَبو سعيد الضرير مثريًا ممسكًا لا يكسر رأس رغيف له، إنما يأكل عند من يختلف إليهم لكنه كان أديب النفس عاقلًا ... قال ابن الأعرابي ¬

_ = الأمر .. " ثم ذكر الاختلاف في وفاة ابن جعفر الصادق - إسماعيل - ثم قال: هـ والإسماعيلية مؤمنة بعدم موته منتظرة له، زاعمة أنه لا يموت حتى يملك الأرض، ويقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم، لأن أباه أشار إليه بالإمامة بعده .. " ثم ذكر بعض عقائدهم -كما ذكرت سابقًا من كتاب تاريخ الدعوة الإسماعيلية- ثم ذكر أيضًا انقسامات الإسماعيلين إلى عدة فرق أهمها: "الإسماعيلية الواقفة، والباطنية، والأغاخانية، والبهرة، والفاطمية، والدرزية، وقيل القرامطة منهم أيضًا" أ. هـ. ملخصًا. * معجم الأدباء (1/ 253)، نكت الهميان (96)، بغية الوعاة (1/ 305)، إنباه الرواة (1/ 41)، لسان الميزان (1/ 270)، روضات الجنات (1/ 199).

307 - أحمد دهمان

لبعض من لقيه من الخراسانيين: بلغني أن أبا سعيد يروي عني أشياء كثيرة فلا تقبلوا منه من ذلك غير ما يرويه - من أشعار العجاج ورؤبة فإنه عرض ديوانهما علي وصحيحه ... - ثم قال ياقوت - قرأت بخط الأزهري من كتاب "نظم الجمان" للمنذري سمعت أبا عبد الله المعقلي المزني يقول، سمعت أبا سعيد الضرير يقول: كنت أعرض على ابن الأعرابي أصول الشعر أصلًا أصلًا وعُرِض عليه وأنا أحضر شعر الكميت في الجالس التي كان يحضرها، قال: فحفظته بعرضه وحفظت النكت التي أفاد فيها فقال لي ابن الأعرابي يومًا: لم تعرض عليَّ فيما عرضت شعر الكميت، فقلت له: عرضه عليك فلان فحفظته بعرضه وحفظت ما أفدت فيه من الفوائد والنكت والمعاني وجعلت أنشده وأعرّفه من تلك النكت، فعجب" أ. هـ. * قال السيوطي في "البغية" بعدما أورد هذه الحادثة مع التي قبلها: هـ كذا نقل هاتين الحكايتين ياقوت، وبينهما تنافٍ" أ. هـ. قلت: ليس في ذلك منافاة فإن ابن الأعرابي قد أجازه من الحادثة الأولى أن يروي عنه أشعار العجّاج ورؤبة لضبط أبي سعيد الضرير لهما، وتلك رخصة وإجازة من شيخه ابن الأعرابي أما ما ذكر في الحادثة الأخرى من شعر الكميت والنكت عليه فكانت تعجب ابن الأعرابي لما رآه من حفظه خلال عرض فلان لشعر الكميت له وحفظه منه ذلك مباشرة ولكن لم يصرح ابن الأعرابي في إجازة أبي سعيد في روايته لشعر الكميت عنه وذلك واضح من الحادثتين ... والله أعلم. * إنباه الرواة: "اللغوي الفاضل الكامل ... وكان شمر وأَبو الهيثم شيخا العجم في اللغة والعربية يوثقانه ويثنيان عليه .. " أ. هـ. من أقواله: قال في معجم الأدباء: "يقول: كان يقال إذا أردت أن تعرف خطأ أستاذك فجالس غيره" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (217 هـ) سبع عشرة ومائتين. من مصنفاته: كتاب "الرد على أبي عبيد" في غريب الحديث وكتاب الأبيات. 307 - أحمد دُهْمان * المقرئ: أحمد بن خالد بن مصطفى دُهْمان الشافعي. ولد: سنة (1260 هـ) ستين ومائتين وألف. من مشايخه: جمع القراءات العشر الصغرى على الشيخ أحمد الحلواني الكبير، وسليم العطار، وغيرهما. من تلامذته: رشيد الحواصلي، عزّي العرقسوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "ألف في علم القراءات والتجويد ورسم المصحف" أ. هـ. * أعلام دمشق: "من رجال التربية والتعليم، انتهى إليه علم القراءات في أيامه، وكان ينعت بـ ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (1/ 406 - 408)، أعلام دمشق (11)، الأعلام (1/ 121)، معجم المؤلفين (1/ 134)، معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين (196).

308 - ابن النحاس

(شيخ القراء). اشترك في شبابه مع الشيخ عيد السفرجلاني، فأنشأ مدرسة أهلية لتعليم العربية والرياضيات كانت النموذج الأول لخروج التعليم الابتدائي من طريق الكتاتيب القديمة إلى الطريقة الحديثة" أ. هـ. وفاته: سنة (1345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح الميدانية خ" في علم التجويد، و"كفاية المريد- خ" طبع مختصره أكثر من عشرين مرة. 308 - ابن النَّحاس * المفسر المقرئ: أحمد بن خلف بن عيشون بن خيار بن سعيد الجذامي الإشبيلي، أَبو العباس ويعرف بابن النحاس. ولد: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن شريح، وأبي الحسن العدسي وغيرهما. من تلامذته: أَبو جعفر بن الباذش، وأَبو الأصبغ السُّماني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "فقيه، مقرئ، مجوِّد، حاذق" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان يلقب بالمجود لحسن أدائه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مقرئ كبير مفسر محدث من فقهاء المالكية ... قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا مقدمًا في التجويد، مبرزًا في إتقان الأداء وإحكام الإقراء بزَّ في ذلك أهل طبقته حتى عرف بينهم بالجود" أ. هـ. وفاته: سنة (531 هـ) إحدى وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: (ناسخ القرآن ومنسوخه). 309 - الخُويَي * المفسر: أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الشافعي، الخُويَيِّ، وقيل الحوبي (¬1). ولد: سنة (583 هـ) ثلاث وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: سمع بنيسابور المؤيد بن محمّد بن عليّ الطوسي، وقرأ العقليات على فخر الدين الرازي وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن أبي أصيبعة والجمال محمد بن الصابوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الطلب: "قاضي، فقيه فاضل، حسن الصورة كامل الأوصاف، رغب عن القضاء ومال إلى الزهد والانقطاع، وطلب من الملك ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 222) تكملة الصلة (1/ 38) معرفة القراء (1/ 482)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 531 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 52)، وقد سقطت بقية الترجمة في طبقات المفسرين للداودي (1/ 40)، معجم المفسرين (1/ 35). * السير (23/ 64، 65)، العبر (5/ 152)، الوافي (6/ 375)، البداية والنهاية (13/ 166)، بغية الطلب (2/ 734 - 736)، الشذرات (7/ 320 - 321). تاريخ الإسلام (وفيات 637) ط - بشار، التكملة لوفيات النقلة (3/ 537)، عيون الأنباء (646)، تذكرة الحفاظ (4/ 1415)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 16)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 500)، النجوم (6/ 316). (¬1) في البداية والنهاية (13/ 166): الحوبي بدل الخوبي.

310 - الخوانساري

الأشرف الإقالة من القضاء، وأن يأذن له في الحج فأجابه إلى ذلك" أ. هـ. * عيون الأنباء: "كان أوحد زمانه في العلوم الحكمية، وعلامة وقته في الأمور الشرعية .. كثير الحياء .. كريم النفس محبًا لفعل الخير، وكان رحمه الله ملازمًا للصلاة والصيام وقراءة القرآن ... وله تصانيف لا مزيد عليها في الجودة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان ففيهًا، إمامًا، مناظرًا، خبيرًا بعلم الكلام، أستاذًا في الطب والحكمة، دينًا، كثير الصلاة والصيام .. " أ. هـ. * السير: "كان من أذكياء المتكلمين، وأعيان الحُكماء والأطباء، ذا دين وتعبد، له مصنف في النحو، وآخر في الأصول وآخر في رموز فلسفية" أ. هـ. * البداية والنهاية: "ولي القضاء بعد رفع الدين عبد العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل بن عبد الهادي الحنبلي مع تدريس العادلية وكان قاضيًا ببعلبك، فأحضره إلى دمشق الوزير أمين الدين الذي كان سامريًا فأسلم، وزّر للصالح إسماعيل، واتفق هو وهذا القاضي على أكل أموال الناس بالباطل. قال أَبو شامة: ظهر منه سوء سيرة وعسف وفسق وجور ومصادرة في الأموال. قلت: وقد ذكر غيره عنه أن ربما حضر يوم الجمعة كانت تكون على بُركة العادلية يوم السبت، وكان يعتمد في التركات اعتمادًا سيئًا جدًّا، وقد عامله الله تعالى بنقيض مقصده، وأهلكه الله على يدي من كان سبب سعادته" أ. هـ. وفاته: في (7 شعبان) مسنة (637 هـ). سبع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "كتاب تفسير سورة الإخلاص"، و"كتاب في الفرائض" و"كتاب في النفس" وغيرها. 310 - الخُوانْسَاري * المفسر: أحمد الخوانساري، وسماه في أعيان الشيعة آقا أحمد الخوانساري. من مشايخه: أسد الله البروجردي الملقب بحجة الإسلام عند الشيعة، والمازندارني، ومحمد تقي الأصفهاني وغيرهم. من تلامذته: عبد الحسين البرسي. كلام العلماء فيه: * أعلام الشيعة: "كان من فحول علماء عصره الجامعين المتفننين. ويروي بالإجازة عن السيد شفيع الجابلاقي صاحب (الروضة البهية)، وصفه فيها شيخه بقوله: الفاضل العالم المحقق. وترجمه في (المآثر والآثار) مختصرًا ... فذكر أنه نزيل ملايد دولة آباد، ووصفه بقوله: واعظ فقيه وأصولي محدث، مفسر" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث، مفسر، من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1279 هـ) تسع وسبعين ومائتين وألف. قلت: كان حيًّا سنة (1279 هـ) لأن صاحب ¬

_ * أعيان الشيعة (8/ 260)، إيضاح المكنون (2/ 498)، معجم المؤلفين (1/ 136)، معجم المفسرين (1/ 36)، أعلام الشيعة (2/ 70).

311 - الشماخي

(أعيان الشيعة) قال: له كتاب "الأدعية المتفرقة" جمعها بخطه النفيس وفرغ منها سنة (1279 هـ)، توجد نسختها بمكتبة مدرسة سبهسالار الجديد في مهران. فلا ندري أمات في هذه السنة أم عاش بعدها. من مصنفاته: "مصابيح الأصول"، و"الأدعية المتفرقة" وغيرهما. 311 - الشَّمَاخِي * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن أبي الخير بن منصور بن أبي الخير الشماخي السعدي، الشهاب، أَبو العباس. ولد: (655 هـ) خمس وخمسين وستمائة. من مشايخه: أَبوه وغيره. من تلامذته: أخذ عنه كافة علماء اليمن. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال الخزرجي: كان إمامًا جليلًا عالمًا عارفًا محققًا، مفسرًا نحويًا لغويًّا فقيهًا ورعًا، انتهت إليه الرئاسة في علم الحديث بعد أبيه وكانت الرحلة إليه من الأفاق، ... وظهرت له كرامات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. 312 - أَبو حنيفة الدِّينَوري * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن داود بن ونَنْد (¬1) الدِّينَوري، أَبو حنيفة. من مشايخه: تتلمذ في فقه اللغة على والد النحوي الكوفي ابن السكيت، وعلى ابن السكيت نفسه، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أخذ عن البصريين والكوفيين ... كان نحويًا، لغويًّا، مهندسًا، منجمًا، حاسبًا، راوية، ثقة، فيما يرويه ويحكيه" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وكان متقنًا في علوم كثيرة، منها النحو واللغة والهندسة والهيئة والحساب ثقة فيما يرويه ويمليه معروفًا بالصدق" أ. هـ. * السير: "صدوق، كبير الدائرة، طويل الباع، ألف في النحو واللغة والهندسة". وقال: "قيل كان من كبار الحنفية" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان نحويًا لغويًّا مع الحساب والهندسة، راوية ثقة ورعًا زاهدًا" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 306). * معجم الأدباء (1/ 259)، إنباه الرواة (1/ 41)، السير (13/ 422)، البداية والنهاية (11/ 77)، الوافي (6/ 377)، البلغة (55)، بغية الوعاة (1/ 306)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 42)، الأعلام (1/ 123)، معجم المفسرين (1/ 36 - 37)، معجم المؤلفين (1/ 136)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري وفيات الطبقة التاسعة والعشرين الكامل (7/ 475)، الجواهر المضيئة (1/ 168)، إيضاح المكنون (1/ 43) و (2/ 277)، وانظر مقدمة كتابه "الأخبار الطوال"، خزانة الأدب (1/ 60) مروج الذهب (2/ 202). (¬1) في بغية الوعاة (1/ 306): وتند بدل ونند.

313 - الجذامي

• معجم المفسرين: "قال أبو حيان: جمع بين حكمة الفلسفة وبيان العرب له في كل فن ساق وقدم ورواء حكم" أ. هـ. وفاته: في جمادي الأولى سنة (282 هـ) وقيل (281 هـ) وقيل (286 هـ) وقيل (290 هـ) إحدى، وقيل: اثنتين، وقيل: ست وثمانين ومائتين، وقيل: تسعين ومائتين. من مصنفاته: "الباه"، و "ما يلحن فيه العام"، و"الأخبار الطوال -ط"، قال أبو حيان: وله "تفسير القرآن" أ. هـ. وله غير ذلك. 313 - الجُذامي * النحوي، اللغوي: أحمد بن داود بن يوسف الجذامي، أبو جعفر. ولد: سنة (527 هـ) سبع وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو سليمان داود بن يزيد السعدي وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "كان متقدمًا في المعرفة بالنحو والأدب والطب والحفظ للغة .. مشاركًا في غير ذلك"أ. هـ. وفاته: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: له "شرح أدب الكاتب" لابن قتيبة تأليف مفيد، وأخذ في شرح "مقامات الحريري". 314 - الطَهطاوي * المفسر: أحمد رافع بن محمد بن عبد العزيز بن رافع الحسيني القاسمي الطهطاوي، الحنفي. ولد: سنة (1275 هـ) خمس وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمد عليش، والشيخ محمد الخضري وغيرهما. من تلامذته: الشيخ أبو الفضل السيد عبد الله الصديق الغماري وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه حنفي، عارف بالتفسير والأدب، مصري" أ. هـ. • الأعلام الشرقية: "أنشأ في بلدة طهطا سنة (1898 م) مدرسة خيرية إسلامية سماها مدرسة (فيض المنعم) " أ. هـ. • معجم المطبوعات: "من أسرة ذات مجد أصيل وشرف أثيل .. " أ. هـ. • قلت: عند مراجعة حاشيته على كتاب "مراقي الفلاح" قال في ص 11 عند شرحه لقول صاحب الكتاب "والله الكريم أسأل وبحبيبه المصطفى إليه أتوسل": أي لا أتوسل إليه في إتمام هذه المرادات إلا بحبيبه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ورد: توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم" أ. هـ. وهذا القول هو ما كان عليه كثير من علماء عصرنا هذا من إباحة التوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولعل ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 92)، بغية الوعاة (1/ 306)، البلغة (56)، إشارة التعيين (31) وفيه وفاته (597 هـ)، الأعلام (1/ 123)، معجم المؤلفين (1/ 137). * الأعلام (1/ 124)، معجم المطبوعات (1245)، الأعلام الشرقية (1/ 262)، معجم المؤلفين (1/ 274).

315 - أبو العباس المالقي

أحمد رافع الطهطاوي ممن يثبت ذلك كما في قوله السابق، ومع العلم أن عامة علماء الحنفية يكون مذهبهم الاعتقادي ماتريدي، وذلك مما علمناه فدل كتابنا هذا وأيضًا مما اعتمده علماء الحنفية في النقل عن بعضهم البعض وخاصة في القرون المتأخرة، وفهم صاحب الترجمة، وقد نقل عن بعض مشايخ الحنفية الذي معتقدهم ماتريدي كالنسفي وغيره، وهذا ما اتجه إليه القول في العموم ... والله تعالى أعلم. وفاته: سنة (1355 هـ) خمس وخمسين وثلاثماثة وألف. من مصنفاته: "رفع الغواشي عن معضلات المطول والحواشي"، و"الثغر الباسم" و"شرح الصدر بتفسير سورة القدر" وغيرها. 315 - أبو العباس المالقي * النحوي، اللغوي: أحمد بن أبي الربيع المالقي أبو العباس. من مشايخه: روى عن شيوخ بلده. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان محدثًا راوية، فقيهًا خطيبًا، بليغًا شاعرًا مطبوعًا، متصرفًا في علوم القرآن والحديث، حافظًا للغة، فاضلًا، من أهل العلم والعمل .. " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. 316 - ابن عَلْوان الدِّمَشقي * المقرئ: أحمد بن ربيعة بن علوان الدمشقي، أبو العباس. ولد: سنة (735 هـ) خمس وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: أبو المعالي ابن اللبان، وأبو محمد بن السلار وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه عبد الله بن قطب البيهقي العشر وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أخي في الله وصاحبي إمام في الفن متقن .. وبرع وشرح القصيد وهو في ازدياد إن شاء الله" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان أحد المجودين للقراءات العارفين بالعلل أخذ عن اللبان وغيره، وانتهت إليه رئاسة هذا الفن بدمشق وكان مع ذلك حاملًا لمعاناة ضرب المندل واستحضار الجن" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة وقد تجاوز الستين. 317 - البَقَري * النحوي: أحمد بن رجب بن محمد البقري، المصري. من مشايخه: المدابغي، والحفني وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 307). * غاية النهاية (1/ 53)، إنباه الغمر (4/ 254) الضوء (1/ 300)، الشذرات (9/ 42). * الأعلام (1/ 125)، معجم المؤلفين (1/ 139) عجائب الأثار (1/ 479).

318 - الصيدلاني البغدادي

كلام العلماء فيه: • عجائب الآثار: "كان سريع الفهم وافر العلم، كثير التلاوة، مواظبًا على قيام الليل سفرًا وحضرًا، ويحفظ أورادًا كثيرة، وأحزابًا ويجيز بها، نِعْمَ الرجل كان متابة ومهابة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1189 هـ) تسع وثمانين ومائة وألف. من مصنفاته: "در الكلم المنظوم - خ" في شرح الأجرومية. 318 - الصَيدَلاني البغدادي * المقرئ: أحمد بن رضوان بن محمّد بن جالينوس، الأستاذ أبو الحسين الصيدلاني البغدادي. من مشايخه: أبو الحسن بن العلاف، وأبو الفرج النهرواني، وبكر بن شاذان وغيرهم. من تلامذته: عبد السيد بن عتاب، وولده محمد أبو طاهر. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان آخر القراء المذكورين بحسن الحفظ، وإتقان الروايات وضبط الحروف وله في ذلك تصانيف نقلت عنه، ولم يحدث لأن المنية عاجلته وتوفي وهو شاب. وقد كان الناس يقرأون عليه في حياة أبي الحسن بن الحمامي لعلمه وضبطه، وحضرته ليلة في مسجد الجامع بمدينة المنصور وهو يقرأ في حلقة الإدارة، فختم في تلك الليلة ختمتين قبل أن يطلع الفجر" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "أحد القراء المذكورين بإتقان السبع .. توفي شابًّا" أ. هـ. • معرفة القراء: (قلت -الذهبي- كتابه الواضح بعلو عند شيخنا ابن خيرون الموصلي تلاوة وسماعًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "حاذق متقن" أ. هـ. • قلت: ذكر اسمه صاحب تاريخ بغداد كما هو مثبت. ولكن قال إن اسمه هو: أحمد بن إسحاق بن عطية بن عبد الله بن سعد التميمي. وفاته: سنة (423 هـ) ثلاث وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "الواضح في القراءات العشر". 319 - ابن روح الله * المفسر: أحمد بن روح الله بن سيدي ناصر الدين بن غياث الدير بن سراج الدين الأنصاري، الجابري، الرومي. من مشايخه: أخذ العلوم عن جماعة كثيرة من أجلهم المولى محمد شاه، وأحمد القصيري. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "درس في مدرسة آيا صوفيا ومدرسة والده السلطان مراد". ثم قال: "صار مدرسًا بعدة مدارس، منها ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 161)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 423 هـ) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 387)، غاية النهاية (1/ 54)، إيضاح المكنون (2/ 699)، معجم المؤلفين (1/ 139). * خلاصة الأثر (1/ 189)، الطبقات السنية (1/ 351)، الأعلام (1/ 126)، معجم المفسرين (1/ 37)، معجم المؤلفين (1/ 140)، كشف الظنون (1/ 193 و 450)، تراجم الأعيان (1/ 161).

320 - القبذاقي

مدرسة بناها محمد باشا، باسم صاحب الترجمة وهي معروفة فيما بين قسطنطينة ومدينة أدرنة، وهو أول من درس بها، ومنها إحدى الثمان ومدرسة آيا صوفية" أ. هـ. • تراجم الأعيان: "كان موصوفًا بالتهاون فيما يتعلق بأمور القضاء، حتى إنه كان لا يتأمّل الحجة التي تعرض عليه للإمضاء، بل كان يمضيها تقليد للكاتب ثقة به وتغافلًا عن التثبت لا سيما في أمور الشرع، وصدر من ذلك أن بعض أعدائه أدخل عليه حجة فيها بيع السموات وتحديدها بكرة الأرض، فعلمَ عليها واشتهر أمرها بين موالي الروم وما بالى بذلك". وقال: "بلغني أنه اختلط في آخر عمره، وبالجملة فكان الغالب عليه الحلم والكرم، والعلم العقلي الذي هو به عَلَم" أ. هـ. وفاته: سنة (1008 هـ) ثمان وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة يوسف" وحاشية على "تفسير سورة الأنعام" من تفسير البيضاوي. 320 - القَبذَاقي * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن زكريا بن مسعود الأنصاري القرطبي الغيداقي (¬1) الأصل الكسائي أبو جعفر. ولد: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: ابن بشكوال ومصعب بن أبي الركب وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن الرعيني وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "أقرأ وحدث بيسير، وقد أخذ عنه .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "أخذ عنه ابن مسدي، ورماه بالاختلاق، وقال: اجتمع طلبة فوضعوا لفظة وسموا بها كتابًا، وسألوه عنه، فقال أدرية وأروية، وكان يسقط من الأسانيد رجالًا ليوهم العلو .. " أ. هـ. • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا مجودًا راوية للحديث، متحققًا بالعربية، تصدر لإقراء القرآن، وإسماع الحديث وتدريس النحو والآداب .. " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (626 هـ) ست وعشرين وستمائة. 321 - زِناتي * المفسر: أحمد زناتي. ولد: سنة (1287 هـ) سبع وثمانين ومائتين وألف. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 117)، تاريخ الإسلام (وفيات 626) ط. بشار، بغية الوعاة (1/ 307). (¬1) في التكملة: "سكن ترطبة، وأصله من الفنداق عملها وبالنسبة إليها كان يعرف" أ. هـ. وفي تاريخ الإسلام: "القبذاقي" قال في هامش تاريخ الإسلام: (فتصحف "القبذاق" إلى "الفنداق") أ. هـ. وهو كما قال فإن في معجم البلدان (4/ 304): "قبذاق" مدينة من نواحي قرطبة بالأندلس أ. هـ. * الأعلام (1/ 128)، معجم المؤلفين (1/ 142)، معجم المفسرين (1/ 38)، "الهداية إلى الصراط المستقيم"، مختصر كتابه "الصراط المستقيم" ط -الثانية- مكتبة المعارف لسنة (1329 هـ).

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مدرس مصري، تخرج بدار العلوم سنة (1893 م) وقام بنظارة بعض المدارس، واختاره الخديوي عباس مدرسًا لأبنائه ثم معاونًا في ديوانه إلى سنة (1913 م) ونقل إلى وزارة المعارف مدرسًا، فوكيلًا للوزارة (1923 م) إلى أن توفي "أ. هـ. • قلت: عند مراجعتنا لأحد كتبه ألا وهو "الهداية إلى الصراط المستقيم" وجدنا أنَّ له مذهبًا أشعريًا ويتجلى ذلك في كلامه على الصفات، وخاصة التي اعتمدها المعتقد الأشعري كالقدرة والإرادة والعلم والقدم والبقاء وغيرها. وإليك بعض النصوص التي انتقيناها من كتابه هذا، حيث قال في صفة الوجود عند تفسير بعض الآيات التي تدل عليها فقال (ص 10): "ولعمر الحق أن من تأمل بفكره كيف خلق هذا الإنسان من التراب تحقق لديه أن خالقه وموجده لا بد أن يكون موجودًا مستمر الوجود قادرًا أتم القدرة عالمًا أتم العلم .. " أ. هـ. ثم قال في كلامه عن صفة البقاء: "وهو عدم الأولية أي أنه تعالى لا أول لوجوده لأنه جل شأنه مصدر هذه الكائنات وموجد هذه الموجودات فلا بد أن يكون سابقًا عليها لا يتقدمه تعالى شيء، والإلزام أن تكون وجدت قبل وجود موجدها وذلك باطل .. ". قلت: ومما أوردناه من الكلام الذي قاله سابقًا نرى أنه متأثر أيضًا بالفلسفة الصوفية كما في قوله: "تحقق لديه أن خالقه وموجده منه لا بد أن يكون موجودًا" وأيضًا قوله: لأنه جل شأنه مصدر هذه الكائنات وموجد هذه الموجودات"، ولعله دخل في ما تكلم فيه الصوفية، قد أراد منها توضيحه على أساس إثبات الصفة التي يمل بها من أجل بيان مذهبه الذي اعتمده في تفسير تلك الصفة، وهذا ما مالت إليه الأشعرية في إثبات الصفات في التطرق إلى الفلسفة والمنطق وغيرها من علم اللسان والعقل، ثم في صفة مخالفته تعالى للحوادث ذكر الصفات السبعة التي اعتمدها المذهب الأشعري في اعتقادهم حيث قال (ص 14): "وتوافق الخالق والمخلوق في الوصف ببعض الصفات كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، فيقال: الله عالم كما يقال فلان عالم وهكذا، لا يضر؛ لأن هذا التوافق في مجرد التسمية فقط ولا يخفى أن مجرد التوافق في الاسم لا يستلزم التوافق في الحقيقة، وإنما المضر اتصافه تعالى بشيء من صفات مخلوقاته .. ". وقال في صفة العلم (ص 17): "هو ما به تنكشف المعلومات سواء في ذلك ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ لأن الكل لديه سبحانه وتعالى سواء، فهو سبحانه وتعالى يعلم بعلمه كل شيء كائنًا ما كان .. ". وقال في صفة الإرادة (ص 19): "هي صفة قديمة تخصص الممكن بالوجود أو بالعدم أو بالطول أو بالقصر أو بالحسن أو بالقبح أو بالعلم أو بالجهل إلى غير ذلك من الشئون والأحوال وذلك لأن كل فعل صدر من الله سبحانه يمكن أن يصدر منه ضده وما لا ضد له من الأفعال فيمكن أن يصدر منه ذلك الفعل بعينه قبل الوقت الذي وجد فيه أو بعده والقدرة في إيجادها

322 - ابن أبي خيثمة

تناسب الضدين والوقتين مناسبة واحدة، وإذن لا بد من إرادة صارفة للقدرة إلى أحد المقدورين فتخصص وجود هذا مثلًا دون هذه، وهذا في الوقت الذي وجد فيه دون الذي قبله والذي بعده .. ". قلت: وقد تكلم حول السمع والبصر والقدرة وقال فيها: "هي صفة قديمة يوجد الله بها ما يشاء أن يوجده، ويعدم بها ما شاء أن يعدمه وفق إرادته .. "، ومن أراد المزيد فليراجع كتابه "الهداية إلى الصراط المستقيم" في ما تكلم حول بقية الصفات وإرسال الرسل والعبادات والآداب الشرعية والأخلاق الرضية. وفاته: سنة (1348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الصراط المستقيم" في تفسير بعض الآيات و "الهداية إلى الصراط المستقيم" مختصر الصراط المستقيم و "الدين القويم" وغيرها. 322 - ابن أبي خيثَمة * النحوي، المقرئ: أحمد بن زهير بن حرب الإمام أبو بكر بن أبي خيثمة البغدادي، أبو بكر النسائي الحافظ. ولد: سنة (185 هـ) خمس وثمانين ومئة. من مشايخه: أبوه، وخلف بن هشام، وأحمد بن حنبل وغيرهم. من تلامذته: ابن مجاهد، ومحمد بن حامد البغدادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الثقات لابن حبان: "ممن جمع وصنف مع إتقان فيه" أ. هـ. • الجرح والتعديل: "كتب إلينا وكان صدوقًا" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "كان ثقة عالمًا متفننًا حافظًا بصيرًا بأيام الناس راوية للأدب. ذكره الدارقطني فقال: ثقة مأمون، انتهى. قلت -أي الخطيب البغدادي-: ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه ابن أبي خيثمة وكان لا يرويه إلا على الوجه فسمعه الشيوخ الأكابر كأبي القاسم البغوي ونحوه. أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري حدثني أبو أحمد الحافظ قال: استعار، أبو العباس -يعني محمد بن إسحاق السراج- من أبي بكر بن أبي خيثمة شيئًا من التاريخ. فقال: يا أبا العباس علي يمين أن لا أحدث بهذا الكتاب إلا على وجه، فقال أبو العباس: وعلى عزيمة أن لا أكتب إلا ما استفيد فرده عليه ولم يحدث في تاريخه عنه بحرف" أ. هـ. • المنتظم: "كان ثقة عالمًا متقنًا حافظًا .. وصنف ¬

_ * الجرح والتعديل (1/ 52)، تاريخ الطبري (10/ 170)، الثقات لابن حبان (8/ 55)، تاريخ بغداد (4/ 162)، الفهرس لابن النديم (286)، معجم الأدباء (1/ 262)، المنتظم (12/ 328)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 279 هـ) ط، تدمري، العبر (2/ 61)، تذكرة الحفاظ (2/ 596) , البداية والنهاية (11/ 70)، الوافي (6/ 376)، السير (11/ 492)، طبقات الحنابلة (1/ 44)، غاية النهاية (1/ 54)، لسان الميزان (1/ 174)، النجوم (3/ 83)، الشذرات (3/ 327)، كشف الظنون (1/ 276) إيضاح المكنون (1/ 42) و (2/ 710)، معجم المؤلفين (1/ 142).

323 - أحمد الكبسي

تاريخًا مستوفى كثير الفوائد" أ. هـ. • غاية النهاية: "صاحب التاريخ مشهور كبير" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وله كتاب (التاريخ) الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أغزر فوائد منه" أ. هـ. • الشذرات: "قال الدارقطني: ثقة، مأمون" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "محدث، مؤرخ، فقيه، راوية للأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (279 هـ) تسع وسبعين ومائتين، وقيل (277 هـ) سبع وسبعين ومائتين. من مصنفاته: "التاريخ الكبير" على طريقة المحدثين، و"أخبار الشعراء" و"كتاب الإعراب"، وغير ذلك. 323 - أحمد الكبسي * النحوي، المفسر أحمد بن زيد بن عبد الله بن ناصر بن المهدي بن القاسم بن المهدي .. يصل نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الكبسي. ولد: سنة (1209 هـ) تسع ومائتين وألف. من مشايخه: القاضي العلامة الحسين بن محمد الغسي الصنعاني، والسيد الحافظ الشهير عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن أحمد عاكش الضمدي وغيره. كلام العلماء فيه: • نيل الوطر: "وقد ترجمه العلامة النسجني في (التقصار) فقال: بلغ في التحقيق إلى الغاية وصار مرجعًا للطلبة في نحو وصرف ومنطق ومعان وبيان وأصول وغير ذلك .. وترجمه تلميذه الحسن بن أحمد عاكش الضمدي التهامي فقال: بدرهم المنير وعالمهم في العربية والفقه والحديث والتفسير .. " أ. هـ. • حلية البشر: "كان من أئمة العلم والعمل، بعيدًا عن التقصير والقصور والكسل، عالمًا بما ينفعه متبعًا له، متباعدًا عما يضره كاسيًا ثوب الوله" أ. هـ. وفاته: سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح على سنن أبي داود" في مجلدين، وله فتاوى. 324 - البَكري * المفسر أحمد بن زين العابدين بن محمد بن علي البكري الصديقي المصري الشافعي. من مشايخه: عمه أبو المواهب بن محمد البكري وأبوه وغيرهما. ¬

_ * نيل الوطر (1/ 101 - 104) , حلية البشر (1/ 190) , الأعلام (1/ 128)، التاج المكلل (436)، معجم المؤلفين (1/ 142). * خلاصة الأثر (1/ 201) , الأعلام (1/ 129)، هدية العارفين (1/ 159)، وإيضاح المكنون (1/ 406، 493)، معجم المفسرين (1/ 38)، معجم المؤلفين (1/ 143).

325 - الأحسائي

كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "أحد السادة البكرية شيخ وقته بالقاهرة، وكان له الأدب الباهر والعلم الزاخر تصدّر بعد موت عمه أبي المواهب، وعقد مجلس التفسير في بيته بالأزبكية، وجمع فيه علماء العصر وأذعنوا له وظهرت له أحوال باهرة .. وكان صاحب أخلاق حسنة وفيه سخاء وتلطف وقصَده الشعراء من كل ناحية ومجدوه". وقال أيضًا: "وقد ترجمه صاحبنا الفاضل مصطفى بن فتح الله في مجموعه فقال في حقه: شهاب الأئمة وفاضل هذه الأمة وملث عمام الفضل، وكاشف الغمة شرح الله تعالى صدره للعلوم شرحًا، وبنى له من رفيع الذكر في الدارين مرحًا .. تصدر للإقراء بالجامع الأزهر فأشرق فيه نوره وأزهر، وكانت له اليد الطولى في تفسير القرآن، وإليه النهاية في علوم الطريق وفريد الإتقان مع كرم يخجل المزن الهاطل .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "صوفي، أديب شاعر" أ. هـ. وفاته: سنة (1048 هـ) ثمان وأربعين وألف. من مصنفاته: "روضة المشتاق وبهجة العشاق" على أسلوب كتاب "لوعة الشاكي ودمعة الباكي"، وله "حسن الوصف في تفسير سورة الصف"، و "لسان الحقيقة والمجاز". 325 - الأَحْسائي * المفسر أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن راشد الصقري المطيرفي الأحسائي البحراني. ولد: سنة (1166 هـ) ست وستين ومائة وألف. من مشايخه: مهدي بحر العلوم الطباطبائي والميرزا مهدي الشهرستاني الحائري وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم الكرباسي "صاحب الإشارات" والميرزا علي بن محمد الملقب بالباب الذي أحدث مذهب البابية وغيرها. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "لا بد لنا قبل الخوض في أحواله من الإشارة إلى طريقة الكشفية المعروفين أيضًا بالشيخية لأنه كان من أركان هذه الطريقة بل هو مؤسسها وإليه ينسب متبعوها فيسمون بالشيخية أي أتباع الشيخ أحمد المذكور كما يسمون بالكشفية نسبة إلى الكشف والإنعام الذي يدعيه هو ويدعيه أتباعه وهي طريقة ظهرت في تلك الأعصار ومبناها على التعمق في ظواهر الشريعة وادعاء الكشف كما ادعاه جماعة من مشائخ الصوفية وهولوا به وتكلموا بكلمات مبهمة وشطحوا شطحات خارجة عما يعرفه الناس ويفهمونه، وهذا التعمق في ظواهر الشريعة ما لم يستند إلى نص قطعي من صاحب الشرع وبرهان جلي قد يؤدي إلى محق الدين لأن كل إنسان يفسر الباطن بحسب شهوة نفسه ويجعل ذلك حجة على غيره ويقول هذا من الباطن الذي لا تفهمه. وينسب إلى الكشفية أمور إذا صحت فهي غلو، بل ربما ينسب إليهم ما يوجب الخروج عن الدين وقد كتب في عقائدهم الأغا رضا الهمذاني الواعظ المعاصر رسالة سماها هدية النملة إلى رئيس الملة أهداها للإمام الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي نزيل سامرا بين فيها خروج جملة من معتقداتهم عن جادة الصواب وهي مطبوعة في الهند رأيتها وقرأتها والله العالم بأسرار عباده. ¬

_ * أعيان الشيعة (8/ 272)، الأعلام (1/ 129)، هدية العارفين (1/ 185)، الذريعة (7/ 124)، روضات الجنات (1/ 25).

واتبع هذه الطريقة بعد ظهورها جماعة من أهل الحائر وبلد المسيب وشثاثا والبصرة وناحية الحلة والقطيف والبحرين وبلاد العجم وغيرها وكثير منهم من العوام اللذين لا يعرفون معنى الكشفية وغاية ما عندهم أن يقولوا نحن كشفية مع التزامهم بإقامة فروض الإسلام وسنته المطهرة وترك محرماته تولانا الله وإياهم بعفوه وغفرانه ومهما يكن من الأمر فإن لصاحب الترجمة وأمثاله من الكشفية شطحات وعبارات معميات من خرافات وأمور تلحق بالسخافات تشبه شطحات بعض الصوفية منها ما رأيته صدفة في شرحه للزيادة الجامعة المطبوع وجدته في بيت من بيوت كربلا في بعض أسفاري للزيارة وفيه أن كل شيء يبكي على الحسين - عليه السلام - ما لا أحب نقله (ومنها) ما رأيته في رسالة له صغيرة مخطوطة ذهب عني اسمها وقد سأله سائل عن الدليل على وجود المهدي - عليه السلام - ليجرب به من اعترض عليه فيه فأجابه بعبارات لا تفهم تشبه هذه العبارة: إذا التقى كاف الكينونة مع باء البينونة مع كثير من أمثال هذا التعبير ظهر ما سألت عنه ثم قال له: ابعث بهذا الجواب إلى المعترض فإن فهمه فقد أخزاه الله وإن لم يفهمه فقد أخزاه الله، فقلت لما رأيت ذلك: إن كان بعث إليه بهذا الجواب فلا شك أنه لم يفهمه وقد أخزاه الله، وفي الناس من يدافع ويحامي عن أمثال هذه الشطحات والعبارات المعميات ويقول لا بد أن يكون لهم فيها مقصد صحيح ولا يجب إذا لم نفهم المراد منها أن نقدح فيها وهو قول من لا يعقل ولا يفهم أو لا يحب أن يعقل ويفهم. وقال السيد شفيع الموسوي في الروضة البهية في الطرق الشفيعية الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي كان من أهل الإحساء وتوطن برهة من الزمان في يزد ثم انتقل إلى كرمانشاه بطلب من محمد علي ميرزا ابن فتحعلي شاه القاجاري وسمعت أنه أعطاه ألف تومان لأداء دينه ونفقة سفره إلى كرمانشاه وجعل له وظيفة كل سنة سبعمائة تومانًا ثم انتقل إلى كربلا وتوطن فيها وقام مقدمه في كرمانشاه ابنه الشيخ علي والشيخ المذكور كان ذاكرًا متفكرًا لا يتكلم غالبًا إلا في العلم والجواب عن السؤالات العلمية أصولًا وفروعًا وحديثًا وكان مشغولًا بالتدريس ويدرس أصول الكافي والاستبصار ولم نر منه إلا الخير إلا أن جمعًا من العلماء المعاصرين له قدحوا فيه قدحًا عظيمًا بل حكم بعضهم بكفره نظرًا إلى ما يستفاد من كلامه من إنكار المعاد الجسماني والمعراج الجسماني والتفويض إلى الأئمة وغير ذلك من المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وما رأيت في كلامه ذلك إلا أن الذين يحكى عنهم استفادوه من كلماته وصار هذا داهية عظمى في الفرقة الباجية وذهب جمع من الطلبة بل العلماء الكاملين إلى المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وصار هذا سبيلًا لإضلال جمع من عوام الناس فالطائفة الشيخية في هذا الزمان ولهم مذاهب فاسدة وأكثر الفساد نشأ من أحد تلامذته السيد كاظم الرشتي والمنقول عن هذا السيد مذاهب فاسدة لا أظن أن يقول الشيخ بها بل المنقول أن السيد علي محمد الشيرازي المعروف بالباب الذي يدعي دعاوي فاسدة هو سماه الباب وكذا سمى بنت الحاج ملا صالح القزويني قرة العين، وإن لم يعلم رضاه بما ادعاه الباب وقرة العين، والباب صار سببًا لإضلال جمع كثير من العوام والباب

صار سببًا لإضلال جمع كثير من العوام والباب والخواص ذلك وصار سببًا لقتل نفوس كثيرة كما وقع في مازندران وزنجان وتبريز وغير ذلك من بلاد المسلمين فإن جماعة كثيرة ادعوا البابية وبرزوا وحاربوا السلطان في ترويج مذهبهم وأرادوا قتل السلطان ناصر الدين شاه بالخديعة ولم يظفروا بذلك وقتل السلطان رئيسهم ونابعيهم. جميعًا قاتلهم الله أنى يؤفكون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وقصصهم معروفة مشهورة لا نطيل بذكرها وذكر مذاهبهم الفاسدة. قال: وهذا الشيخ يدعي أنه إذا أراد الوصول إلى خدمة الأئمة وسؤالهم رآهم في المنام وسألهم وتنكشف عليه العلوم المشكلة أ. هـ. وقد ترجمه تلميذه السيد كاظم الرشتي الحائري أحد أركان الكشفية في رسالة له ذكر فيها اختلاف الأصولية والشيخية من الشيعة، وما جرى على شيخه المذكور على ما نقل عنها فقال ما حاصله: العلامة الفيلسوف أحد نوادر الأعصار ونوابغ الأدوار مع عظم مواهبه وعلو فطرته وسمو فكرته ومن ذوي الأنفس الكبيرة الوثابة ولد في الاحساء ونشأ فيها وفارقها بعد استفحال شأن الوهابية في تلك البلاد إلى أن ورد البصرة فترك عياله فيها وخرج إلى زيارة المشهد بطوس وعرج في طريقه إليها على يزد فأعجب به اليزديون وبمشاركته في الأداب والعلوم على اختلافها وأقام بين أظهرهم مدة انتشر فيها ذكره واشتهر أمره حي استدعاه فتح علي شاه إلى طهران وأراده على الإقامة بها فذهب إلى طهران لكنه امتنع من الإقامة فيها وعاد برضا الشاه إلى يزد واستقدم بمعونته عياله من البصرة إليها وكان يدأب في التدريس وتلقين الناس وبث الدعوة الروحانية التي ترمي في النظر إلى الأشياء إلى ما لم يكن مألوفأ يومئذ من الشذوذ عن الظاهر والتمسك بالباطن ونحو ذلك". ثم قال: "وقد ادعى تلميذه الرشتي ما محصله: أن تحصيله وانشراح صدره على هذه الصورة إنما هو من بعض أنواع الإلهامات والنفث في الروع أو من مثل الكشف والإشراق ونحو ذلك من العنايات الخاصة، مما هو خارج عن مألوف عادات البشر، وأورد من أخلاقه وأحواله أنه كان متوجهًا منقطعًا إلى الله معرضًا عن كل ما سواه". ثم قال: "ودعوى الكشف والإلهام والخروج عن ظواهر الشريعة إلى بواطنها بدون برهان قطعي ولا نص جلي لا يقبل الاحتمال، ولا التأويل مفسدة ما بعدها مفسدة؛ وبسببها كان ضلال بعض الفرق وخروجها عن دين الإسلام. والانقطاع عن الخلق وعن مخالطة الناس ومعاشرتهم مرغوب عنه في الشريعة الإسلامية المطهرة، ومخالف لسيرة الأنبياء عليهم السلام وطريقتهم، نعم قد يرجح ذلك في مخالطة بعض الأشرار الذين لا يؤمل هدايتهم بالمخالطة ويخاف من عدواهم بأخلاقهم، وإجهاد النفس والبدن حتى يورده موارد العلل والأسقام مخالف لما جاءت به الشريعة السهلة السمحاء وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يسأل فينتظر الوحي ليجيب، ولما سئل عن الروح أوحى الله إليه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلًا} نعم إذا كان الجواب مثل جوابه

عن وجود المهدي - عليه السلام - هان عليه الجواب عن كل ما يسأل عنه". ثم قال: "هذا وقد أطنب صاحب روضات الجنات في وصف هذا الرجل ومدحه وبالغ في الثناء عليه والدفاع عنه، بل مدحه بما لم يمدح به أحدًا من عظماء العلماء وأطال في ذلك بأسجاعه المعلومة، ولا بأس بنقل شيء، منها تفكهًا وعبرة، قال: لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم والمكرمة والحزم وجودة السليقة وحسن الطريقة وصفاء الحقيقة وكثرة المعنوية والعلم بالعربية والأخلاق السليمة والقيم المرضية والحكم العلمية والعملية وحسن التعبير والفصاحة ولطف التقرير والملاحة يرمى عنه بعض أهل الظاهر من علمائنا بالإفراط والغلو مع أنه لا شك من أهل الجلالة والعلو، إلى غير ذلك قال: وقد يذكر في حقه أنه كان ماهرًا في أغلب العلوم عارفًا بالطب والقراءة والرياضي والنجوم مدعيًا لعلم الصنعة (أي الكيميا) والإعداد والطلسمات ونظائرها من الأمر المكتوم (وقال) إنه كان شديد الإنكار للطريقة الصوفية الموهونة، بل ولطريقة ملا محسن الكاشي الملقب بالفيض في العرفان بحيث إنه قد ينسب إليه تكفيره (أقول) وهذا موضع المثل (القدر عبر المغرفة فقال يا سوداء يا مقرفة) قال ذهب في أواسط عمره إلى بلاد العجم وأكثر إقامته كان في يزد ثم انتقل منها إلى أصفهان وبقي فيها مدة ثم أراد الرجوع إلى كربلا فلما وصل قرميسين (كرمنشاه) طلب منه أميرها محمد علي ميرزا ابن فتحعلي شاه البقاء فيها وذلك خوفًا من وقوع فتنة أو خوفًا عليه أو بطلب من علماء العراق فبقي إلى أن توفي الأمير في سفره إلى حرب بغداد، ووقعت الفتن في إيران فارتحل إلى كربلا، ثم نقل عن تلميذه السيد كاظم الرشتي ما محصله: إنه لما بلغ الشقاق والنفاق بينه وبين من خالفه من فضلاء العراق مبلغه ولم يمكنه دفعه برهة لم يجد بدًا من عرض عقائده الحقة عليهم في مجتمعهم وطلب منهم أن يسألوه عما يريدون فلم يلتفتوا إلى قوله وكتبوا إلى رؤساء البلدان وأهل الحل والعقد من الأعيان أن الشيخ أحمد كذا وكذا اعتقاده فشوشوا أفكار الناس من قبله وأوغروا صدورهم عليه ولم يكفهم ذلك حتى أتوا ببعض كتبه إلى والي بنداد ليظهروا له أن فيها اعتقادات باطلة فخاف من ذلك ولم يمكنه الهرب ولا المقام ثم عزم على قصد بيت الله الحرام وباع كل ما عنده وخرج بأهله وعياله وأولاده مع ضعف بدنه وكبر سنه وشدة خونه فوافاه أجله في هديه على ثلاث مراحل من المدينة المنورة" أ. هـ. • الأعلام: "متفلسف إمامي، هو مؤسس مذهب الكشفية نسبة إلى الكشف والإلهام يدعيهما وتبعه أتباع ربما قيل لهم "الشيخية" أيضًا، نسبة إلى "الشيخ أحمد" صاحب الترجمة ولهم شطحات وزندقات، وهو مع ذلك شديد الإنكار على طريقة المتصوفة" أ. هـ. وفاته: سنة (1241 هـ) إحدى وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حياة النفس" في العقائد، و "بيان حجة الإجماع بأقسام الشيعة" و "ديوان مراثي أهل البيت الأطهار" و "تفسير سورة الاخلاص" وغيرها.

326 - شهاب الدين المصري

326 - شهاب الدين المَصري * النحوي، اللغوي: أحمد بن سالم، شهاب الدين، المصري الأصل، الدمشقي الدار والوفاة، الحنفي. كلام العلماء فيه: • العبر: "ماهر في العربية، محقق فيها، فقير زاهد، مجرّد، تصدر للاشتغال بدمشق" أ. هـ. • المنهل الصافي: "كان إمامًا فقيهًا زاهدًا مجردًا، ماهر في العربية .. ، وكان بصيرًا بالفقه وأصوله .. ، وعنده ذكاء، وخلق حسن، ويميل إلى دين وخير، وله أوراد هائلة"أ. هـ. وفاته: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. 327 - أبو الحسين الكاتب * النحوي، اللغوي: أحمد بن سعد الكاتب أبو الحسين. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: " .. وعَدْ -أي: حمزة السهمي في كتابه (تاريخ أصبهان) فضلاء أصبهان من أصحاب الرسائل ثم قال: وأما أبو مسلم محمد وأبو الحسين أحمد بن سعد فقد استغنينا بشهرة هذين وبعد صوتهما في كور المشرق والمغرب، وعند كتاب الحضرة وإجماع أهل الزمان عن وصفهما وسياقة الرسائل لهما .. قرأت في كتاب عتيق: حدثني سرح دسر قال: تنبأ في مدينة أصبهان رجل في زمن أبي الحسين بن سعد، فأتي به وأحضر العلماء والعظماء والكبراء كلهم، فقيل له: من أنت؟ فقال: أنا نبي مرسل، فقيل له: ويلك إن لكل نبي آية فما آيتك وحجتك؟ فقال: ما معي من الحجج لم يكن لأحدٍ قبلي من الأنبياء والرسل، فقيل له: أظهرها، فقال: من كان منكم له زوجة حسناء أو بنت جميلة أو أخت صبيحة فليحضرها إلي أحبلها بابن في ساعة واحدة. فقال أبو الحسين بن سعد: أما أنا فأشهد أنك رسول وأعفني من ذلك، فقال له رجل: نساء ما عندنا ولكن عندي عنز حسناء فأحبلها لي، فقام يمضي، فقيل له: إلى أين؟ قال: أمضي إلى جبرئيل وأعرفه أن هؤلاء يريدون تيسًا ولا حاجة بهم إلى نبي، فضحكوا منه وأطلقوه .. " أ. هـ. • روضات الجنات -قال الخوانساري الشيعي صاحب الروضات-: "ويظهر من تتبع تراجم العامة -أي السنة- وكتب رجالهم أن في هذه المائة -أي الرابعة- وما بعدها كانت مدينة أصبهان، التي مرت إلى ترجمتها الإشارة في مفتح التراجم محطًا لرحال جماعة من الأدباء الكابرين، ومجمعًا لرجال أعاظم من الفضلاء المخالفين .. " أ. هـ. ثم عدد بعض كبار علمائها مثل صاحب الأغاني "أبو الفرج الأصبهاني" و "أبو نعيم الأصبهاني" وغيرهما. وفاته: كان حيًّا سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة وقيل في حدود سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. ¬

_ * العبر (5/ 276)، المنهل الصافي (1/ 299)، النجوم (7/ 221)، بغية الوعاة (1/ 308)، الدارس (1/ 605)، شذرات (7/ 546). * معجم الأدباء (1/ 263)، معجم المؤلفين (1/ 144)، بغية الوعاة (1/ 308)، الوافي (6/ 385)، كشف الظنون (2/ 1280)، روضات الجنات (1/ 211).

328 - القزاز

من مصنفاته: "كتاب المنطق" ورسالة سماها "فقر البلغاء" و"كتاب الهجاء" وغير ذلك. 328 - القَزّاز * المقرئ: أحمد بن سعد بن أحمد بن بشير، أبو جعفر الغرناطي الأنصاري المؤدب، عرف بالقزاز. من مشايخه: عبد الصمد البلوي، وابن الحَجاج بن بقا وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان، وأبو القاسم بن سهل الغرناطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ ضابط أديب .. وكان أعلم أهل زمانه بهجاء المصحف وضبطه" أ. هـ. وفاته: سنة (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة، وله حوالي (90 سنة). 329 - الجُدَيري * المقرئ: أحمد بن سعد بن علي بن محمّد الأنصاري الجديري، أبو جعفر كان أصله من مرسية. من مشايخه: أبو جعفر بن الطباع، وابن الغماز وجماعة. من تلامذته: أحمد بن عبد الولي العواد وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام كامل مقريء مجرد عارف مجود" أ. هـ. • الدرر: "سكن غرناطة وكان كثير الإتقان في تجويد القراءات، مجودًا مبالغًا في العبادة" أ. هـ. • البغية: "كان مقرئًا كثير الإتقان، حسن التلاوة، عارفًا بالعربية والفقه، صالحًا فاضلًا، مجتهدًا في العبادة، ناصحًا في التعليم، مثابرًا عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. 330 - العَكري * النحوي، المفسر , المقرئ: أبو العباس، أحمد بن سعد بن محمّد بن أحمد الغسْاني العَكَري الأندرشي الصوفي، وفي البغية: العسكري. ولد: (690 هـ) تسعين وستمائة. من مشايخه: سمع من القاسم ابن عساكر، والتقي الصائغ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "تخرج به علماء، وكان دينًا منقبضًا عن الناس شارك في الفضائل، ونسخ تهذيب الكمال كله -واختصره-" أ. هـ. • الوفيات لابن رافع: "كان خيرًا صالحًا، وتصدر بالجامع الأموي" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "الأندرشي ¬

_ * غاية النهاية (1/ 55). * غاية النهاية (1/ 56) وفيه الجزيري، الدرر الكامنة (1/ 145)، بغية الوعاة (1/ 309). * الوفيات لابن رافع (2/ 127) الدرر (1/ 145)، وجيز الكلام (1/ 50)، بغية الوعاة (1/ 309)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 42)، شذرات (8/ 283)، معجم المؤلفين (1/ 144)، معجم المفسرين (1/ 38)، السلوك (2/ 3 / 811)، درة الحجال (1/ 75)، المعجم المختص للذهبي (22) وقال: الصولي، وغاية النهاية (1/ 55) وقال: ولد في حدود سبعمائة أو على رأسها، ووفاته سنة (751 هـ) أ. هـ.

331 - ابن نفيس المقريء

الصوفي، وكان بارعًا في النحو" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الصفدي (¬1): شيخ العربية بدمشق في زمانه .. وكان منجمعًا عن الناس، حضر يومًا عند الشيخ تقي الدين السبكي بعد إمساك الأمير تنكز بخمس سنين، فذكر إمساكه، فقال: وتنكز أمسك. فقيل له: نعم، وجاء بعده ثلاثة نواب أو أربعة، فقال: ما علمت بشيء من هذا، فعجبوا منه ومن انجماعه وانقباضه" أ. هـ. وفاته: (سنة 750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح "التسهيل" في أربعة أسفار، و "مختصر تهذيب الكمال"، وله تفسير القرآن الكريم. 331 - ابن نَفِيس المقريء * المقرئ: أبو العباس، أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس الإطرابلسي الأصل، المصري الدار. من مشايخه: قرأ على أبي أحمد عبد الله السامري، وعبد المنعم بن غلبون وغيرهما. من تلامذته: حدّث عنه جعفر بن إسماعيل بن خلف الصقلي، وعبد الغني بن طاهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقفى: "انتهى إليه علو الإسناد ورئاسة الإقراء .. وكان صحيح الرواية رفيع الذكر" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة كبير، انتهى إليه علوم الإسلام" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أحمد بن عمر الباجي: سمعت أحمد بن نفيس المقرئ الضرير يقول: قرأت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ألف ختمة" أ. هـ. وفاته: سنة (453 هـ) ثلاث وخمسين وأربعمائة. 332 - ابن اللورانكي * المفسر: أحمد بن سعيد بن غالب الأموي، أبو جعفر، ويعرف بابن اللورانكي، من أهل طليطلة. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "من كبار فقهاء طليطلة وفقيهها وأجدر علمائها، امتحن بابن ذي النون يحيى المأمون محنته المشهورة من أكابر البلد منهم ولد ابن مغيث وأبو جعفر هذا وولد ابن أرفع رأسه، وكان قد وشي بهم إليه بالتهمة على سلطانه، فاستدعاهم مع قاضيهم أبي زيد ابن الحشاء القرطبي يريهم أنه يأخذ منهم في أمر من أمر النصارى غدوة فحضروا .. وكان ذلك في جمادى الأولى من سنة ستين" أ. هـ. • الصلة: "كان من أهل الأدب والفرائض واللغة، دريًا بالفتيا، مشاورًا في الأحكام، فقيهًا في المسائل، مشاركًا في شرح الحديث والتفسير وكان متواضعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (469 هـ) تسع وستين وأربعمائة. ¬

_ (¬1) لم نجده في كتب الصفدي المتوفرة لدينا. * العبر (3/ 228)، معرفة القراء (1/ 416)، الوافي (6/ 396)، المقفى الكبير (1/ 387)، غاية النهاية (1/ 256)، الشذرات (5/ 225)، تاريخ الإسلام (وفيات 453) ط. تدمري. * ترتبب المدارك (4/ 819)، الصلة (1/ 67)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 44)، معجم المفسرين (1/ 39).

333 - السبئي

333 - السَبَئي * النحوي، المقرئ: أحمد بن سعيد بن عبد الله بن سراج السبئي الحجاري أبو جعفر. من تلامذته: أبو الحكم بن غشليان وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا نحويًا تصدر لإقراء القرآن وتعليم العربية كثيرًا بسرقُسْطة .. " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة. 334 - شيخ جِيون * المفسر: أحمد بن أبي سعيد بن عبد الله بن عبد الزراق بن خاصة، المكي، الصالحي، ثم الهندي اللكفوي الذهلي الحنفي، المعروف بشيخ جيون (¬1) أو مُلا جيون. ولد: سنة (1047 هـ) سبع وأربعين وألف. من مشايخه: لطف الله الكوروني وغيره. من تلامذته: السلطان عالمكير وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم المطبوعات: "مولده ومنشأه أميتي، حفظ القرآن وتنفل في قصبات الفورق، وأخذ الفنون الدرسية من علمائها .. ثم انطلق إلى السلطان عالمكير فتلقاه السلطان بالتعظيم والتوقير وتلمذ عليه، وكان يرعى أدبه إلى الغاية، وكان الملا ذا حافظة قوية يقرأ عبارات الكتاب الدرسية صفحة صفحة وورقًا ورقًا وكان يحفظ قصيدة طويلة بسماع وقعة واحدة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عارف بالحديث مفسر أصولي، من فقهاء الحنفية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، محدث" أ. هـ. • جهود الحنفية -في الهامش-: "قلت -أي المصنف- كان مع علمه حنفيًا متعصبًا، وجهميًا جلدًا ما تريديًا صلبًا صوفيًا قبوريًا خرافيًا قحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1130 هـ) ثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: له "تفسير الأحمدي" فارسي مفسر فيه الآيات التي هي مستنبطة لمسائل الفقه، و"السؤالات الأحمدية" -في رد الملاحدة، و "نور الأنوار، في شرح المنار للنسفي في الأصول. 335 - ابن شاهين البصري * النحوي، اللغوي: أحمد بن سعيد بن شاهين البصري أبو العباس. ¬

_ *البغية (1/ 310). * الأعلام (1/ 108)، هدية العارفين (1/ 170)، معجم المطبوعات (1164)، معجم المفسرين (1/ 39)، معجم المؤلفين (1/ 145)، جهود الحنفية (1560)، وإيضاح المكنون (1/ 188)، وقد ذكر أن التفسيرات الأحمدية هي لصاحبه بغية الطالبين المتوفى (سنة 327 هـ) كما ذكره صاحب الإيضاح (1/ 188) واسمه فيه: أحمد بن محمد بن أحمد النخلي المكي المتوفى سنة (130 هـ) .. وهذه السنة هي سنة وفاة صاحب الترجمة، وأما الكتاب "التفسيرات الأحمدية" هو أيضًا لصاحب الترجمة، وقد أخطأ في الموضعين بين الكتاب وسنة الوفاة، كما بين ذلك أيضًا صاحب معجم المفسرين في هامشه .. والله أعلم. (¬1) جيون: ومعناه بالهندي الحياة. * الفهرس (88)، معجم الأدباء (2/ 267)، الرافي (6/ 389)، بغية الوعاة (1/ 310).

336 - الإلبيري

كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "ذكره محمد بن إسحاق النديم فقال: هو من أهل الأدب، وله من الكتب كتاب "ما قالته العرب وكثر في أفواه العامة" .. " أ. هـ. • قلت: وكذا نقله صاحب الوافي وبغية الوعاة لا زيادة فيه من كلام. وقد راجعنا الفهرست لابن النديم وبطبعات مختلفة فوجدنا أن الطبعات قد رتبت أسماء "الفن الثالث من المقالة الثانية في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب .. " بشكل واضح فكان اسم ابن شاهين لوحده بعد ذكر كنيته ذكر اسمه: أبو العباس أحمد بن سعيد بن شاهين. ثم تلاه بعد ذلك علي بن ربيعة البصري الذي كان له كتاب "ما قالته العرب .. " فكان ابن شاهين في الترتيب قبل علي بن ربيعة في جميع الطبعات -المختلفة- ولعل ياقوت قد اختلط عليه الاسمان فجعلهما واحدًا. وهذا معروف في المخطوطات، أما ما يمكن أن يحصل عند النساخ من الاختلاط في وضع وكتابة المواد العلمية سابقًا، مع العلم أننا قد راجعنا الكتب التي تذكر المؤلفين مع أسماء كتبهم مثل كشف الظنون وإيضاح المكنون وهدية العارفين ومعجم المؤلفين ومعجم المطبوعات فلم نجد من ذكر كتاب "ما قالته العرب .. " منسوبًا لابن شاهين، ولهذا نقول: إن ابن شاهين هو أحمد بن سعيد بن شاهين دون صلة بتكملة اسمه "علي بن ربيعة البصري" الذي هو صاحب الكتاب .. والله أعلم. 336 - الإلْبيري * النحوي، اللغوي: أحمد بن سعيد بن مقدَس (¬1) أبو جعفر الإلْبيري. من مشايخه: سعيد بن فحلون وقاسم بن أصبغ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان نحويًا لغويًّا ضابطًا للكتب. نسخ للمستنصر بالله رحمه الله كثيرًا .. " أ. هـ. 337 - السُّكَّر * المفسر المقرئ: أحمد بن سلمان بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك، الحربي، أبو العباس الملقب بالسكر. ولد: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة أو قبلها. من مشايخه: قرأ على أبي الفضل أحمد بن محمد شنيف، وأبي يعقوب بن يوسف المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "لقبه أبوه بذلك لأنه كان يحبه محبة كبيرة وهو صغير، فكان يسميه سكر .. كان عالمًا بعلوم القرآن من التفسير والقراءات وغيره، ¬

_ *تاريخ علماء الأندلس (1/ 62)، بغية الوعاة (1/ 310). (¬1) في بغية الوعاة: "ابن مضرّس" والمثبت من تاريخ علماء الأندلس. * العبر (5/ 1)، معرفة القراء (2/ 580)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 601) ط. بشار عواد، الوافي (6/ 399)، غاية النهاية (1/ 58)، بغية الطلب (2/ 764 - 765)، الشذرات (7/ 6)، النجوم (6/ 188)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 56).

338 - ابن زبان

وكان رجلًا صالحًا، وكان عالمًا بتفسير القرآن وأسباب نزوله وتأويله وكان كل يوم إذا صلى الفرض بآيات يقعد في المسجد ويفسر لهم تلك الآيات أو كان يقول: والله إني لأعلم تفسير الآية وتأويلها وسبب نزولها ووقته وفيمن نزلت" أ. هـ. • معرفة القراء الكبار: "كان ثقة مكثرًا صاحب قرآن وتهجد وإفادة للطلبة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن الدبيثي: كان مفيدًا لأصحاب الحديث خرج مشيخة لأهل الحربية وكان ثقة تلاءًا للقرآن ربما ختم الختمة في ركعة أو ركعتين". وقال: "كان مفيد المحدثين في زمانه مع الخير والعبادة والتلاوة" أ. هـ. • غاية النهاية: "محدث، مقرئ، صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (600 هـ) ستمائة. وقيل (601 هـ) إحدى وستمائة. 338 - ابن زَبَان * المقرئ: أحمد بن سليمان بن زبان، الكندي الدمشقي، أبو بكر الضرير. ولد: سنة (225 هـ) خمس وعشرين ومائتين. من مشايخه: أحمد بن أبي الحواري، وهشام بن عمار وأحمد بن يزيد الحُلواني. قال في السير: ادعى أنه قرأ القرآن على هؤلاء، انتهى. من تلامذته: تمام والعفيف بن أبي نصر ثم ترك الرواية عنه لضعفه. كلام العلماء فيه: • العبر: "قال الأزدي: كان غير ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "عبد الغني المصري: كان غير ثقة". وقال: "وقال الأمير ابن ماكولا (¬1): آخر من روى عنه عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ثم ترك الحديث عنه لسببٍ حكاه لي أبو محمد الكتاني لا يكون جرحًا في ابن زبّان. وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتاني: لما قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلّموا في ابن زبان، فقطع علي أبو محمد القراءة وامتنع عن الرواية عنه. قلت -أي الذهبي-: صدق ابن ماكولا، مثل هذا لا يوجب ترك الرجل". ثم قال: "قال الكتاني: وكان يعرف ابن زبان بالعابد لزهده وورعه، وحديثه بعلو عند الكندي، وأنا فأتهمه في لُقِي مثل هشام، فالله أعلم" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "اتهم في اللقاء" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وقيل (337 هـ) سبع وثلاثين وثلاثمائة. ¬

_ • السير (15/ 378)، العبر (2/ 246)، الإكمال (4/ 120)، ميزان الاعتدال (1/ 239)، الوافي (6/ 403)، لسان الميزان (1/ 287)، الشذرات (4/ 202)، تاريخ الإسلام (وفيات 338) ط -تدمري، غاية النهاية (1/ 59)، المغني في الضعفاء (1/ 41). (¬1) كلام ابن ماكولا ليس في ترجمة (أحمد بن سليمان) في (4/ 120)، لذلك نقلته من تاريخ الذهبي.

339 - ابن أبي الربيع الأندلسي

339 - ابن أبي الربيع الأندلسي * المقرئ: أحمد بن سليمان بن أحمد الكناني (¬1) الأندلسي الطبخي المقرئ المعروف بابن أبي الربيع، أبو جعفر. من مشايخه: قرأ على أبي أحمد السامري، وأبي بكر الأدفوي، وأبي الطيب بن غلبون وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه موسى بن سليمان اللخمي وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "مسند القراء بالأندلس" أ. هـ. وفاته: سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة وقيل (446 هـ) ست وأربعين وأربعمائة. وعمر عمرا طويلًا. 340 - المِرْجاني * المقرئ: أحمد بن سيمان بن أحمد بن سليمان، أبو العباس ابن المرجاني المالكي الإسكندري، شرف الدين. من مشايخه: عبد الكريم بن عتيق وغيره. من تلامذته: عبد الوهاب بن أبي الطاهر بن علي القرشي، وعبد العزيز بن سند المعروف بابن شيبان الصنهاجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "قاضي الإسكندرية .. درس وأفتى وناب في القضاء ثم إنه استقل به وكان من أعيان فضلاء الثغر" أ. هـ. وفاته: سنة (659 هـ) تسع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "مفردات القرآن". 341 - ابن كمال باشا * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن سليمان المولى شمس الدين أحد موالي الرومية الشهير بابن كمال باشا الرومي الحنفي. من مشايخه: المولى لطفي، والمولى القسطلاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "كان من العلماء الذين صرفوا حميع أوقاتهم إلى العلم وكان يشتغل به ليلًا ونهارًا وقد فتر الليل والنهار ولم يفتر قلمه" أ. هـ. • هدية العارفين: "وله (تفسير القرآن) بلغ فيه إلى سورة الصافات، وهو تفسير لطيف فيه تحقيقات شريفة وتصرفات عجيبة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "قاضي فقيه حنفي مفسر من العلماء بالحديث ورجاله .. كان إمامًا بارعًا ¬

_ * معرفة القراء (1/ 398)، غاية النهاية (1/ 58)، الصلة (1/ 88)، المقفى الكبير (1/ 393)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 44) ط. تدمري. (¬1) في غاية النهاية (الكتاني)، وفي الصلة (الكتامي). * الوافي (6/ 404)، غاية النهاية (1/ 58). *الشذرات (10/ 335)، الطبقات السنية (1/ 355)، الكواكب السانرة (2/ 107 / 108)، معجم المفسرين (1/ 40)، الأعلام (1/ 133)، معجم المؤلفين (1/ 148)، هدية العارفين (1/ 141)، الشقائق النعمانية (226) جهود علماء الحنفية (3/ 1277)، الماتريدية (1/ 315).

342 - الأشناني

في التفسير والفقه والحديث والنحو والتصريف والمعاني والبيان والكلام والمنطق والأصول". أ. هـ. • جهود الحنفية -من الهامش-: "قلت -أي المصنف- ابن كمال باشا حنفي متعصب مبتدع ماتريدي جهمي، بل صوفي غال، قبوري، قد شرح "القصيدة الخمرية" لابن الفارض الإلحادي الملحد"أ. هـ. • الماتريدية: "فقيه متكلم أديب صوفي غالٍ، شرح "العقيدة الخمرية" لـ "ابن الفارض" الاتحادي وألف في المناضلة عن ابن عربي. وابن كمال هذا إمام عظيم عند الحنفية من أصحاب الترجيح وفضلوه على السيوطي في العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (940 هـ) أربعين وتسعمائة. من مصنفاته: له تفسير لطيف حسن قريب من التمام اخترمته المنية ولم يكمله، وله حواش على الكشاف، وله كتاب في المعاني والبيان وغيرهما، وله التجويد، وشرحه التجريد في علم كلام الماتريدية. 342 - الأشناني * المقرئ: أبو العباس، أحمد بن سهل بن الفيرُزان، الأشناني صاحب عبيد بن الصباح. من مشايخه: قرأ على عبيد بن الصباح روايته عن حفص عن سليمان حرف عاصم ابن أبي النجود واشتهر بهذه القراءة وحدّث عن بشر بن الوليد .. من تلامذته: روى عنه إبراهيم بن محمد البزوري وعبد العزيز بن جعفر الخِرَقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال عنه الدارقطني: ثقة. وقال عنه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي: ثقة صدوق" أ. هـ. • السير: "قال ابن أبي هاشم: قرأت القرآن كله على الأشناني، وكان خيرًا، فاضلًا، ضابطًا، وقال لي: قرأت على عبيد بن الصباح" أ. هـ. وفاته: سنة (307 هـ) سبع وثلاثمائة وقيل غير ذلك. 343 - أبو زيد البلخي * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن سهل البلخي، أبو زيد. من تلامذته: أبو محمد الحسن بن محمد الوزيري وغيره. وكلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "كان فاضلًا في سائر العلوم القديمة والحديثة. يسلك في تصنيفاته وتأليفاته طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه ومنهم أقرب فلذلك رتبته في هذا الموضع من الكتاب. حُكى عن أبي زيد أنه قال: كان الحسين بن علي المروذي وهو أخو صعلوك يجرى ¬

_ • تاريخ بغداد (4/ 185)، سير (14/ 226)، العبر (2/ 133) معرفة القراء (1/ 248)، الوافي (6/ 407)، غاية النهاية (1/ 59)، شذرات (4/ 35)، تاريخ الإسلام (وفيات 307) ط. تدمري وفيات سنة 307 هـ. • معجم الأدباء (1/ 274)، الوافي (6/ 409)، ولقد ذكر له ترجمة أخرى قبلها (6/ 408)، بغية الوعاة (1/ 311)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 43)، الأعلام (1/ 134)، لسان الميزان (1/ 289)، الفهرست لابن النديم (153).

عليّ صلات معلومة دائمة، فلما أمليت كتابي في البحث عن كيفية التأويلات قطعها عني. وكان لأبي على الجيهاني وزير نصر بن أحمد جوائز يدرها علي، فلما أمليت كتابي القرابين والذبائح حرمينها. قال: وكان الحسين قرمطيا وكان الجيهاني ثنويا. وكان يُرمى أبو زيد بالإلحاد، فحكى عن البلخي أنه قال: هذا الرجل مظلوم، يعني أبا زيد وهو موحد، أنا أعرف به من غيري فإنا نشأنا معًا وإنما أتى من المنطق وقد قرأنا المنطق وما الحدنا بحمد الله" أ. هـ. • معجم الأدباء: "أحمد بن سهل البلخي أبو زيد: "كان فاضلًا قائمًا بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنفانه طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه. وكان معلمًا للصبيان ثم رفعه العلمُ إلى مرتبة علية". ثم قال: "وقرأت بخط أبي سهل أحمد بن عبد الله بن أحمد مولى أمير المؤمنين وتصنيفه كتابًا في أخبار أبي زيد البلخي [وأبي القاسم الكعبي البلخي] وأبي الحسن شهيد البلخي فلخصت منه ما ذكرته في تراجم الثلاثة، قال في أخبار أبي زيد: " ... وتتلمذ لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي وحصل من عنده علومًا جمّة، وتعمق في علم الفلسفة، وهجم على أسرار علم التنجيم والهيئة، وبرز في علم الطب والطبائع، وبحث عن أصول الدين أتم بحث وأبعد استقصاء حتى قاده ذلك إلى الحيرة وزل به عن النهج الأوضح، فتارة كان يطلبُ الإمام، ومرة كان يسند الأمر إلى النجوم والأحكام، ثم إنه لما كتبه الله في الأول من السعداء، وحكم بأنه لا يتركه يتسكع في ظلمات الأشقياء، بَصره أرشد الطرق وهداه لأقوم السبل، فاستمسك بعروة من الدين وثيقة، وثبت من الاستقامة على بصيرة وحقيقة؛ فذكر أبو الحسن الحديثي قال: كان أبو بكر البكري فاضلًا خليعًا لا يبالي ما قال، وكان يُحتمل عنه لِسنّه قال: أذكر إذ كنا عنده وقد قدمت المائدة وأبو زيد يصلي، وكان حسن الصلاة، فضجر البكري من طول صلاته، فالتفت إلى رجل من أهل العلم يقال له محمد الخُجندي فقال: يا أبا محمد ريح الإمامة بعد في رأس أبي زيد، فخفف أبو زيد الصلاة وهما يضحكان، قال أبو الحسن: فلم أدر ما ذلك، حتى سالت لا أدري الخجندي أو أبا بكر الدمشقي، فقال أحدهما: أعلم أن أبا زيد في أول أمره كان خرج في طلب الإمام إلى العراق، إذ كان قد تقلد مذهب الإمامية، فعيره البكري بذلك. قال: وكان حسن الاعتقاد، ومن حسن اعتقاده أنه كان لا يُثبت من علم النجوم الأحكام، بل كان يثبت ما يدل عليه الحسباني. ولقد جرى ذكره رحمه الله في مجلس الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزار، وهو الإمام ببلخ والمفتي بها، فأثنى عليه خيرًا وقال: إنه كان قويم المذهب حسن الاعتقاد، لم يقرف بشيء في ديانته كما ينسب إليه من نسب إلى علم الفلسفة، وكل من حضر من الفضلاء والأماثل أثنى عليه ونسبه إلى الاستقامة والاستواء، وأنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة على كلمة تدل على قدح في عقيدته. ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلم قدوة، وفي كل نوع من أنواعه إمامًا". ثم قال: "قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن

[محمد] الوزيري، وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له، قال: كان أبو زيد ضابطًا لنفسه ذا وقار وحسن استبصار، قويم اللسان جميل البيان، متثبتًا نزر الشعر قليل البديهة، واسع الكلام في الرسائل والتأليفات، إذا أخذ في الكلام أمطر اللآلئ المنثورة، وكان قليل المناظرة حسن العبارة، وكان يتنزه عما يقال في القرآن إلا الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل والمشكل من الأقاويل، وحسبك ما ألفه من كتاب "نظم القرآن" الذي لا يفوقه في هذا الباب تأليف. قرأت في "كتاب البصائر" لأبي حيان الفارسي من ساكني بغداد قال، قال أبو حامد القاضي: لم أر كتابًا في القرآن مثل كتاب لأبي زيد البلخي، وكان فاضلًا يذهب في رأي الفلاسفة، لكنه تكلم في القرآن بكلام لطيفٍ دقيقٍ في مواضع، وأخرج سرائره وسماه نظم القرآن" ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال: وللكعبي كتابٌ في التفسير يزيد حجمه على كتاب أبي زيد. قال الوزيري: وكان أيضًا يتحرج عن تفضيل الصحابة بعضهم على بعض، وكذلك عن مفاخرة العرب والعجم ويقول: ليس في هذه المناظرات الثلاث ما يجدي طائلا ولا يتضمن حاصلًا، لأن الله تعالى يقول في معنى القرآن {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28]، وأما معنى الصحابة وتفضيل بعضهم فقوله عليه السلام: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وكذلك العربي والشعوبي فإنه سبحانه يقول: {فَلَا أَنْسَابَ بَينَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، ويقول في موضع آخر {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. قال: وسمعت بعض أهل الأدب يقول: اتفق أهل صناعة الكلام أن متكلمي العالم ثلاثة الجاحظ وعلي بن عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي، فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ، ومنهم من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة، ومنهم من توافق لفظه ومعناه وهو أبو زبد. وقال أبو حيان في "كتاب النظائر": أبو زيد البلخي يقال له بالعراق جاحظ خراسان. قال: "وقرأت بخط أبي الحسن الحديثي على ظهر كتاب "كمال الدين" لأبي زيد: قال أبو بكر الفقيه: ما صُنف في الإسلام كتاب أنفع للمسلمين من كتاب "البحث عن التأويلات" صنفه أبو زيد البلخي، وهذا الكتاب -يعني كتاب كمال الدين". قال المؤلف -أي ياقوت-: "هذا آخر ما كتبته من كتاب أبي سهل أحمد بن عبيد الله من أخبار أبي زيد، وما أرى أن أحدًا جاء من خبر أبي زيد بأحسن مما جاء به، أثابه الله على اهتمامه الجنة. وسأكتب أخبار أبي القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي عنه في موضعه، ولم أخله من أخبار أبي زيد التي ذكرها بشيء مما يتعلق به، إنما تركت أشياء من فوائده تتعلق بكتب المجاميع. • لسان الميزان: "وذكر الفخر الرازي في "شرح الأسماء" أن أبا زيد هذا طعن في عدة أحاديث صحيحة، منها: حديثًا إن لله تسعة وتسعين اسمًا". ويظهر في غضون كلامه، ما يدل على الانحلال من الازدراء بأهل العلوم الشرعية وغير ذلك،

344 - ابن الحداد

وقد بالغ أبو حيان التوحيدي في إطرائه والرفع من قدره، وأورد من ذلك في كتابه: "تقريظ الجاحظ" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "وأقام مدة على مذهب الإمامية ثم رجع" أ. هـ. وفاته: يوم الجمعة (20 ذي القعدة) سنة (322 هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "النحو والتصريف"، و"نظم القرآن"، و "قوارع القرآن"، و"ما أغلق من غريب القرآن"، "والشطرنج"، و "تفسير الفاتحة والحروف المقطعة في أوائل السور" وغيرها كثير. 344 - ابن الحدَّاد * المقرئ: أحمد بن سهل بن محسن الأنصاري، أبو جعفر بن الحدَّاد الطليطلي. ولد: سنة (336 هـ) ست وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر الأدفُويِ , وأبو الطيب بن غلبون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان خيرًا فاضلًا، ضابطًا لحرف نافع وله فيه تصنيف". وفاته: سنة (383 هـ) ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وقيل (389 هـ) تسع وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: له تصنيف في حروف نافع. 345 - الشَّاهيني * اللغوي: أحمد بن شاهين القبرسي، المعروف بالشاهني، أبو حفص. ولد: سنة (995 هـ) خمس وتسعين وتسعمائة. من مشايخه: الحسن البوريني، وعبد الرحمن العمادي وأبو الطيب الغزي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أديب، له شعر رقيق .. وامتحن باصطناع الكيميا فأضاع فيها أموالًا طائلة". • أعلام الفكر في دمشق: "قرأ فنون الأدب واللغة حتى برع فيها" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب لغوي، شاعر" أ. هـ. وفاته: في شوال سنة (1053 هـ) ثلاث خمسين وألف. من مصنفاته: له كتاب في اللغة أشار إليه البديعي بقوله: "ومن وقف في اللغة على كتاب الفاخر، علم منه كم ترك الأول للآخر"، وله ديوان شعر، وفي كشف الظنون: "له مختصر القاموس وزيادته". 346 - ابن شَرِيش * النحوي، اللغوي: أحمد بن شريش (¬1) القيرواني أبو السَّميدع الأفريقي. ¬

_ * الصلة (1/ 14)، غاية النهاية (1/ 60)، معجم المؤلفين (1/ 149)، تاريخ الإسلام (وفيات 389) ط. تدمري. * خلاصة الأثر (1/ 210)، هدية العارفين (1/ 159)، الأعلام (1/ 134 - 135)، أعلام الفكر في دمشق (45 - 51)، معجم المؤلفين (1/ 150). * إنباه الرواة (1/ 45)، بغية الوعاة (1/ 308). (¬1) في البغية "سريس" ولعله تصحيف.

347 - النسائي

من مشايخه: محمد بن إسماعيل بن حمدون النعجة وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان ذا علم بالعربية واللغة والأخبار وكان من أصحاب حمدون النعجة وتلامذته .. " أ. هـ. وفاته: سنة (297 هـ) سبع وتسعين ومائتين. 347 - النسائي * المفسر أحمد بن شعيب (¬1) بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائي (¬2) الحافظ الإمام، شيخ الإسلام، صاحب السنن. ولد: سنة (215 هـ) خمس عشرة ومائتين. من مشايخه: قتيبة بن سعيد وعلي بن خشرم وعلي بن حجر وخلق. من تلامذته: أحمد بن عُمَير بن جَوصا، ومحمد بن جعفر بن ملاس وغيرهم. كلام العلماء فيه: • سؤالات حمزة السهمي إلى الدارقطني: القول للدارقطني: "أبو عبد الرحمن، فإنه لم يكن مثله أقدم عليه أحدًا، ولم يكن في الورع مثله لم يحدّث بما حدث ابن لهيعة، وكان عنده عاليًا عن قتيبة" أ. هـ. • المنتظم: "وكان إمامًا في الحديث، ثقة ثبتًا حافظًا، فقيهًا" أ. هـ. • السير: "كان من بحور العلم، مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التصنيف .. وكان شيخًا مهيبًا مليح الوجه، ظاهر الدَّم، حَسن الشيبة". وقال: "قال مأمون المصري المحدث: خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء، فاجتمع جماعة من الأئمة: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم مُربع، وأبو الأذان، وكيلجة (¬3)، فتشاوروا: من ينتقي لهم على الشيوخ؟ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي، وكتبوا كلهم بانتخابه. قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث ¬

_ * التقبيد (140)، المنظم (13/ 155)، الأنساب (5/ 484)، الكامل (8/ 96)، معجم البلدان (5/ 281)، وفيات الأعيان (1/ 77)، تهذيب الكمال (1/ 328)، المختصر في أخبار البشر (2/ 68)، تذكرة الحفاظ (2/ 698)، السير (14/ 125)، تاريخ الإسلام (وفيات 303) ط. تدمري، العبر (2/ 123)، ذيل تاريخ بغداد للدمياطي (18/ 48)، الوافي (6/ 416)، البداية والنهاية (11/ 131)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 14)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 480)، غاية النهاية (1/ 61)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 45)، تهذيب التهذيب (1/ 36)، تقريب التهذيب (91)، النجوم (3/ 188)، طبقات الحفاظ (306)، تاريخ الخميس (347)، مفتاح السعادة (2/ 138)، الشذرات (4/ 15)، الأعلام (1/ 171)، معجم المؤلفين (1/ 151)، معجم المفسرين (1/ 47)، سؤالات السهمي للدارقطني (133)، أعيان الشيعة (8/ 307)، روضات الجنات (1/ 209). (¬1) ذكر صاحب الأعلام ومعجم المفسرين وصاحب المختصر في أخبار البشر اسمه: أحمد بن علي بن شعيب، وهو وهم. (¬2) النسائي بفتح النون والسين المهملة، وبعد الألف همزة وياء النسب هذه النسبة إلى بلد بخراسان يقال لها: نسا والنسبة المشهورة إلى هذه البلدة النسوي والنسائي. أ. هـ. انظر الأنساب ومعجم البلدان. (¬3) بكسر الكاف وفتح اللام -كما في "المغني": هو محمد بن صالح بن عبد الرحمن البغدادي , أبو بكر الأنماطي، الملقب كيلجة. قال الحافظ في "التقريب" (2/ 170): ثقة حافظ ... توفي سنة (271 هـ).

كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه. قال ابن الأثير في أول "جامع الأصول" (¬1): كان شافعيًّا، له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعًا متحريًا، قيل: إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره، عليه قلنسوة وقباء، وكان الحارث خائفًا من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون عينًا له، فمنعه، فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع، ولذلك ما قال: حدثنا الحارث، وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع. قال ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن سننه: أصحيح كله؟ قال: لا قال: فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد المجتنى (¬2). قلت: هذا لم يصح، بل المُجتنى اختيار ابن السني" (¬3) أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مليح الوجه، ظاهر الدم مع كبر السن. وكان يؤثر لباس البرود النوبية الخضر، ويكثر الجماع، مع صوم يوم وإفطار يوم. وكان له أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من سرية. وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشتري له وتسمن، فقال بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه. وقال آخرون: ليت شعرنا، ما يقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ فسئل فقال: النبيذ حرام، ولا يصح في الدبر شيء، ولكن حدث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس قال: اسق حرثك من حيث شئت. فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل. سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي. وفيه: فسمعت قومًا ينكرون عليه كتاب "الخصائص" لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمنحرف عن علي بها كثير، فصنفت كتاب "الخصائص" رجاء أن يهديهم الله. ثم صنف بعد ذلك "فضائل الصحابة"، فقيل له وأنا أسمع: "ألا تخرج "فضائل معاوية". فقال: أي شيء أخرج؟ "اللهم لا تشبع بطنه" (¬4). فسكت السائل. ¬

_ (¬1) (1/ 196 - 197). (¬2) كذا الأصل "المجتنى" بالنون، وهو في "جامع الأصول" المجتبي بالباء، وكلاهما صحيح. انظر في ذلك مقدمة "السنن" ص (د). (¬3) رجح كثير من أهل العلم أن هو من وضع النسائي نفسه ولهم في ذلك حجج كثيرة. (¬4) جاء في هامش النسخة: "وهذا الحديث ليس فيه لعنة ولا سب". وقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده (رقم 2688) حديثًا من طريق: أبي عوانة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنه يأكل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا أشبع الله بطنه". وأخرجه مسلم في البر والصلة (رقم 2604) عن شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، بلفظ آخر. وانظر رقم (2600)، وأنساب الأشراف للبلاذي، (ج 4 ق 1/ 125، 126 رقم 359)، وتهذيب الكمال (1/ 338).

قلت: لعل هذه فضيلة لقول الني - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم من لعنته أو سببته فاجعل له ذلك زكاة ورحمة" (¬1). قال أبو علي النيسابوري حافظ خراسان في زمانه: حدثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي. وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟ كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة، يعني عن قتيبة، عنه، فما حدث بها. وقال الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي: ثنا أحمد بن شعيب النسائي: أنا إسحاق بن راهويه نا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك إن فلانًا يقول: من زعم أن قوله تعالى {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مخلوق فهو كافر. فقال المبارك: صدق. قال النسائي: بهذا أقول. وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي. فقال: يابني إن لأبي عبد الرحمن شرطًا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وقال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر، فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه، والانبساط في المأكل. وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج. وقال الدارقطني: كان ابن الحداد أبو بكر كثير الحديث، ولم يحدث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى. وقال أبو عبد الرحمن بن منده، عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق، فسئل بها عن معاوية وما روي في فضائله فقال: لا يرضى رأسًا برأس حتى يفضل! قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد، ثم حمل إلى الرملة، وتوفي بها، رحمه الله ورضي عنه. وقال الدارقطني: إنه خرج حاجًا فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة، فحمل وتوفي بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة. وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة. قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال. وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: كان إمامًا حافظًا، ثبتًا خرج من مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وتوفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم برقم (2600) من حديث عائشة، و (2601) من حديث أبي هريرة، و (2602) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهم، ولفظ حديث أبي هريرة: "اللهم إنما أنا بشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة".

وثلاثمائة. قلت -أي الذهبي-: هذا هو الصحيح، والله أعلم" أ. هـ. قلت: قال الذهبي في السير: "هذا أصح؛ فإن ابن يونس حافظ يقظ، وقد أخذ عن النسائي وهو به عارف، ولم يكن أحد في رأس أحفظ من النسائي، وهو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة، إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي، كمعاوية وعمرو والله يسامحه" انتهى قول الذهبي. • طبقات الشافعية للسبكي: "سمعت شيخنا أبا عبد الله الذهبي الحافظ وسألته: أيهما أحفظ مسلم بن الحجاج صاحب "الصحيح" أو النسائي؟ فقال: النسائي ثم ذكرت ذلك للشيخ الإمام الوالد تغمده الله برحمته فوافق عليه" أ. هـ. • البداية والنهاية: "الإمام في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره رحل إلى الآفاق واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة .. وقد أبان في تصنيفه -السنن- عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان وعلم وعرفان .. " أ. هـ. • النجوم: "كان فيه تشيع حسن" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن عدي: سمعت منصور الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: أبو عبد الرحمن إمام من أئمة المسلمين، وقال محمد بن سعد الباوردي: ذكرت النسائي لقاسم المطرز فقال: هو إمام، أو يستحق أن يكون إمامًا وقال أبو علي النيسابوري: سألت النسائي وكان من أئمة المسلمين: ما تقول في بقية. وقال في موضع آخر: أخبرنا النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة، وقال في موضع آخر: رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري، اثنان بنيسابور: محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن أبي طالب، والنسائي بمصر، وعبدان بالأهواز. وقال مأمون المصري: خرجنا إلى طرسوس، فاجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد، ومرتع وأبو الأذان، وكليجة، وغيرهم، فكتبوا كلهم بانتخاب النسائي". ثم قال: "وقال الحاكم: سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن مُقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. وقال مرة: سمعت علي بن عمر يقول: النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه، فخرج إلى الرملة فسُئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه فضربوه في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة فأخرجوه وهو عليل، وتوفي مقتولًا شهيدًا. وقال الدارقطني أيضًا: سمعت أبا طالب الحافظ يقول: من يصبر على ما يصبر عليه أبو عبد الرحمن! كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة فما حدث بها، وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابن لهيعة وقال الدارقطني: كان أبو بكر بن الحداد الفقيه كثير الحديث، ولم يحدث عن أحد غير أبي عبد الرحمن النسائي فقط، وقال:

رضيت به حجة بني وبين الله تعالى". وقال أيضًا: "وقال ابن يونس: قدم مصر قديمًا وكُتب بها وكتب عنه، وكان إمامًا في الحديث ثقة ثبتًا حافظًا وكان خروجه من مصر في ذي القعدة سنة (302 هـ)، وتوفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة (303 هـ) " أ. هـ. • أعيان الشيعة: "روى أنه قيل لابن المبارك فلان يقول من زعم أن قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي} مخلوق فهو كافر فقال صدق قال النسائي بهذا (قال المؤلف) لا يمكن أن يكلف الله الأمم بالاعتقاد بمسألة من أدق مسائل الكلام صعب تصويرها على فحول العلماء فضلًا عن تصديقها ويجعل عدم الاعتقاد بها كفرًا كما بيناه في الجزء الأول في المقدمات ثم حكى عن سعد بن علي الزنجاني أنه قال: إن لأبي عبد الرحمن شرطًا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وفي ترجمة النسائي المطبوعة على ظهر سننه الصغرى عن الحاكم قال: سمعت أبا الحسنن الدارقطني غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بعلم الحديث وبجرح الرواة وتعديلهم في زمانه وكان في غاية من الورع والتقى ألا ترى أنه يروي في سننه عن الحارث بن مسكين هكذا قرئ عليه وأنا أسمع ولا يقول في الرواية عنه حدثنا وأخبرنا كما يقول في روايات أخرى عن مشائخه وكان شافعي المذهب وكان ورعًا متحريًا وكان يواظب على صوم داود وأن سننه أقل السنن بعد الصحيحين حديثًا ضيفًا بل قال بعض الشيوخ إنه أشرف المصنفات كلها وما وضع في الإسلام مثله وقال جماعة كل ما فيه صحيح لكن فيه تساهل صريح وشذ بعض المغاربة ففضله على كتاب البخاري ولعله لبعض الحيثيات الخارجة عن كمال الصحة وصنف في أول الأمر السنن الكبرى ثم صنع المجتبى من السنن الكبرى ولخص منها الصغيرة فإذا قيل رواه النسائي فالمراد هذا المختصر لا السنن الكبرى وهي إحدى الكتب الستة وإذا قالوا الكتب أو الأصول الخمسة فهي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي ومجتبى النسائي "انتهى" ما على ظهر السنن الصغرى المطبوعة" أ. هـ. قول العاملي عن من ذكره من العلماء. أما كلام صاحب أعيان الشيعة حول نسبة التشيع إلى الإمام النسائي فهو: "قال ابن خلكان: قال محمد بن إسحاق الأصبهاني سمعت مشائخنا بمصر يقولون إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال أما يرضى معاوية أن يخرج رأسًا برأس حتى يفضل وفي رواية أخرى ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنك وكان يتشيع فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد وفي رواية أخرى يدفعون في خصييه وداسوه ثم حمل إلى الرملة فمات بها وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني لما امتحن النسائي بدمشق قال: احملوني إلى مكة فحمل إليها فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس وهو منقول قال وكان قد صنف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب وأهل البيت وأكثر رواياته فيه عن أحمد بن حنبل فقيل له ألا تصنف كتابًا في

فضائل الصحابة فقال دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب وقال الدارقطني امتحن بدمشق فأدرك الشهادة "أهـ" كلام ابن خلكان (¬1). وفي تهذيب التهذيب قال أبو بكر المأموني سألته عن تصنيفه كتاب الخصائص فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله ثم صنف بعد ذلك كتاب فضائل الصحابة وقرأها على الناس وقيل له وأنا حاضر ألا تخرج فضائل معاوية فقال: أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه وسكت وسكت السائل أ. هـ تهذيب التهذيب (¬2). وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: عامة ما ذكرت سمعه الوزير ابن خيرانة عن محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي وقال فيه سمعت قومًا ينكرون على أبي عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلي وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله به ثم أنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل له وأنا أسمع ألا تخرج فضائل معاوية فقال أي شيء أخرج حديث اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل، قال الذهبي بعد نقله لهذا: قلت لعل هذه منقبة معوية لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة (¬3) قال المؤلف: النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يلعن من لا يستحق اللعن ولا يشتم من لا يستحق الشتم وهو كما وصف في القرآن الكريم على خلق عظيم فكيف يشتم أحدًا ويطلب من الله أن يجعل ذلك زكاة ورحمة وأولى بكرم أخلافه أن يطلب الزكاة والرحمة له من الله إن كان من أهلها ولا يشتمه ولا يمكن أن يشتم إلا من يعلم بأنه ليس أهلًا لهما، ثم قال الذهبي: قال أبو عبد الله بن منده عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها ما جاء من فضائل معاوية فقال: ألا ترضى رأسًا برأس حتى تفضل فما زالوا يدفعون في خصييه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها قال كذا في هذه الرواية إلى مكة وصوابه الرملة، قال الدارقطني خرج حاجًا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال: احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة (¬4). وقال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشائخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج (¬5) أ. هـ. (قال المؤلف) -أي العاملي- قوله من جهة الخوارج من المضحكات فلم يقل أحد من رواة الأخبار ونقله الآثار أن الذين دفعوا في خصيي ¬

_ (¬1) وفيات الأعيان (1/ 77 - 78). (¬2) تهذيب التهذيب (1/ 36). (¬3) تذكرة الحفاظ (2/ 699). (¬4) تذكرة الحفاظ (2/ 701). (¬5) السير (14/ 131).

النسائي وداسوا بطنه في جامع دمشق حتى مات شهيدًا كانوا من الخوارج وما تصنع الخوارج في جامع دمشق والخوارج أعدى الناس لمعاوية فهل يمكن أن يفعلوا هذا بالنسائي انتصارًا له بل هم من أمثال من جعل الحديث الذي أورده النسائي من جملة المناقب. وفي الترجمة المطبوعة بمصر على ظهر سنن النسائي الصغرى: وجرى عليه بعض الحفاظ فقال مات ضربًا بالأرجل من أهل الشام حين أجابهم لما سألوه عن فضل معاوية ليرجحوه على علي بقوله ألا يرضى معاوية رأسًا برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنه وكان يتشيع فما زالوا يضربونه بأرجلهم حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فمات مقتولًا شهيدًا. وقال الدارقطني إن ذلك كان بالرملة وكذا قال العبدري إنه مات بالرملة بمدينة فلسطين انتهى ما على ظهر السنن (أقول) الظاهر أن ذلك جرى له بدمشق فقال لهم احملوني إلى مكة فحمل إليها فتوفي بالرملة في طريقه إلى مكة وأوصى قبل موته أن يحمل إلى مكة فحمل إليها أو أنه حمل إلى الرملة ثم إلى مكة فمات بها جمعًا بين الروايات فلذلك وقع الاشتباه من حمله إلى الرملة وموته بها أنه دفن بها أو من حمله إليها أنه مات ودفن بها والله أعلم" أ. هـ. • قلت: لقد ذكرنا سابقًا أن علماء الشيعة وخاصة منهم الأخباريون والمؤرخون لا يجدون ملجأ إلى جعل علماء المسلمين في مذهب التشيع إلا لجئوا إليه، حتى لو كان ذلك طائفٌ من قول أو فعل أو عمل من كتاب وغيره، وهذا ما كان مع الإمام شيخ الإسلام النسائي صاحب السنن كما كان مع غيره من الأئمة الكبار إن صح ذلك وجعل مثل النسائي في مصاف مذهبهم إذن فلماذا لم يأخذوا من سننه الحديث ويعتمدوا عليه؟ أليس هو أحد المنتسبين لهم -على زعمهم- وما خالفوا ما أرادوه إلا هوى في أنفسهم لصد عن سبيل الله تعالى، وأما تشيع النسائي وما قيل عنه، وكما أوردناه آنفًا، لعله خوفًا من الفتنة وهو أقرب إلى الصواب، وأما اعتقاد المذهب فهو بعيد وما قاله الذهبي: "قليل التشيع وانحرف عن خصوم الإمام علي كمعاوية وعمرو .. " أ. هـ. ولعله لرؤيته قرب الحق من علي رضي الله عنه ومن اتبعه، وما كان عليه الناس في وقت النسائي على التفريق بين من جعل له ميلًا إلى فرقة ما وخاصة أهل الشام الذين غلوا في حب معاوية والتنقص -بعضهم- من علي رضي الله عنه لذلك كان التهوين في الأمر، وما كان عليه النسائي إلا امتحان وفتنة قال الدارقطني نقلًا من تذكرة الحفاظ (701/ 2): "خرج حاجًا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة" أ. هـ. وما كان ما قاله العلماء إلا لما صار إليه الإمام شيخ الإسلام النسائي من سوء ظن الناس أبداه وألفه في كسر الفتنة. وأيضًا نود أن نشير إلى ما قاله مركز السنة للبحث العلمي في مقدمة تفسير النسائي ففي (1/ 69) قالوا: "أما عقيدته فهي عقيدة أهل السنة، يتبين ذلك واضحًا جليًا من خلال ما نقل عنه، ومن خلال مؤلفاته التي تركها ويؤكده ما نقله طلابه عنه وأقرانه ومن عايشوه خصوصًا كتاب الإيمان وشرائعه من المجتبى من سننه".

قلت: وذلك واضح فيما نقله أصحاب السير والتواريخ حول خلق القرآن وجعل -أي النسائي- من قال بذلك كافر فليراجع ما نقلناه سابقًا محمد الله تعالى. وإليك أيضًا ما قيل في مقدمة تفسير النسائي (¬1) (ص 70): "فهذا النقل عنه يدلنا على مدى صفاء عقيدته وأخذه بأقوال أهل السنة وأئمتهم أمثال عبد الله بن المبارك فيما وافق الحق. ونظرة سريعة على كتاب الإيمان وشرائعه من المجتبي توضح هذا الأمر وتزيده يقينا مثل باب "تفاضل أهل الإيمان)، باب "زيادة الإيمان" وغيرها من الأبواب وألتراجم الموجودة في كتب أهل السنة والجماعة. وقد زعم جماعة من أهل العلم أن النسائي كان متشيعا (! ). قال ابن خلكان: "وكان يتشيع" (¬2). [بعد ذكر ما نسب إلى الحاكم من التشيع] (¬3). وقال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728): "وتشيع [أمثاله من] (¬4) أهل العلم بالحديث، كالنسائي وابن عبد البر (ت 463) وأمثالهما لا يبلغ إلى تفضيله علي -أي على أبي بكر وعمر- فلا يعرف في علماء الحديث من يفضله عليهما" (¬5). وقال الذهبي: "فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي كمعاوية وعمرو، والله يسامحه" (¬6). وقال ابن كثير: "وقد قيل عنه إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع" (¬7). وقال ابن تغري بردي: "وكان فيه تشيع حسن" (¬8). والذي دعاهم إلى ذلك وأثار الشك حوله تصنيفه كتاب "خصائص علي" وحكايته مع أهل دمشق، قال الوزير ابن حنزابة (ت 391 هـ): "سمعت محمد بن موسى المأموني -صاحب النسائي- قال: سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب "الخصائص" لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب "الخصائص" رجوت أن يهديهم الله تعالى. ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة [وقرأها على الناس] فقيل له وأنا أسمع: ألا تخرج فضائل معاوية رضي الله عنه؟ فقال أي شيء أخرج؟ حديث: "اللهم لا تشبع بطنه" فسكت السائل (¬9). ¬

_ (¬1) "تفسير النسائي" حققه صبري عبد الخالق وسيد بن عباس الحليبي، الطبعة الأولى لسنة (1410 هـ) - مؤسسة الكتب الثقافية. (¬2) وفيات الأعيان (1/ 77). (¬3) زيادة على مقدمة التفسير بعد مطابقته مع ما موجود في منهاج السنة. (¬4) زيادة على مقدمة التفسير بعد مطابقته مع ما موجود في منهاج السنة. (¬5) منهاج السنة النبوية (7/ 373) ط. مكتبة ابن تيمية - تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم الطبعة الثانية (1409 هـ- 1989 م). (¬6) السير (14/ 132). (¬7) البداية والنهاية (11/ 124). (¬8) النجوم (3/ 188). (¬9) الوفيات (1/ 77).

وروى أبو عبد الله بن منده (ت 395 هـ) عن حمزة العقبي المصري وغيره، أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق، فسئل بها عن معاوية، وما جاء في فضائله، فقال: ألا يرضى رأسًا برأس حتى يُفضل. وفي رواية: ما أعرف له فضيلة إلا، لا أشبع الله بطنه". فما زالوا يدفعون في حِضْنَيْه حتى أخرجوه من المسجد، وفي رواية أخرى "يدفعون في حضنيه وداسوه، ثم حمل إلى الرحلة فمات". وقال ابن كثير في بدايته: "وإنه إنما صنف الخصائص في فضل علي وأهل البيت، لأنه رأى أهل دمشق حين قدمها في سنة اثنتين وثلاثمائة عندهم نفرة من علي، وسألوه عن معاوية، فقال ما قال، فدفعوه في خصيتيه فمات". هذا ما قاله هؤلاء الأئمة في اتهامه بالتشيع وسببه. لكن في هذا الكلام وهذه التهمة له نظر كبير. وأشار لتضعيف هذا ابن كثير بقوله -السابق نقله-: "قد قيل عنه إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع" فانظر كيف استبعد هذا الأمر واستثقله بالإشارة لضعفه بـ"قيل عنه" و"كان يُنسب إليه" وقوله "شيء" لا أنه متشيع. وقول ابن تغري بردي: "كان فيه تشيع حسن" وقول الذهبي: "قليل تشيع". ثم قال في الدفاع عنه (ص 730): قال الشيخ أبو إسحاق الجويني حجازي بن محمد في معرض دفاعه عن الإمام النسائي: "وفي ذلك نظر عندي .. فكأنهم اتهموه بالتشيع لأمرين: الأول: أنه صنف في فضائل علي في دمشق رغم كثرة المخالفين وهياج السواد الأعظم عليه، مع كونه لم يكن صنف في فضائل الشيخين وعثمان رضي الله عنهم. الثاني: غضه لمعاوية رضي الله عنه. -فأما الجواب عن الأمر الأول، فقد أوضحه النسائي نفسه، وذلك أنه دخل دمشق وأهل الشام موقفهم من علي معروف ومشتهر، فبادر بتصنيفه "الخصائص" رجاء أن يهديهم الله تعالى: إلى الحق في المسألة وهو: تفضيل علي على معاوية رضي الله عنهما. وأما الجواب عن الأمر الثاني: فجواب دقيق يحتاج إلى تأمل، والذي يظهر لي أن النسائي ما قصد الغض من معاوية قط -إن شاء الله تعالى- ولكن جرى أهل العلم والفضل -كما قال الشيخ العلامة ذهبي العصر المعلمي اليماني رحمه الله تعالى في التنكيل (¬1) - على أنهم إذا رأوا بعض الناس غلوا في بعض الأفاضل أنهم يطلقون فيهم بعض كلمات يؤخذ منها الغض من ذاك الفاضل، لكي يكف الناس عن الغلوفيه الحامل على أتباعه فيما ليس لهم أن يتبعوه فيه؛ وذلك لأن كثر الناس مغرمون بتقليد من يعظم في نفوسهم والغلو في ذلك حتى إذا قيل لهم: إنه غير معصوم عن الخطأ، والدليل قائم على خلاف قوله عن كذا، فدلّ على أنه أخطأ ولا يحل لكم أن تتبعوه على ما أخطأ فيه. قالوا: هو ¬

_ (¬1) التنكيل (1/ 12).

أعلم منك بالدليل، وأنتم أولى بالخطأ منه، فالظاهر أنه قد عرف ما يدفع دليلكم هذا! ولذا ترى بعض أهل العلم يغضُّ من مكانة ذلك الفاضل لردع هؤلاء السائمة! فمن ذلك ما يقع في كلام الإمام الشافعي في بعض المسائل التي يخالف فيها مالكًا من اختلاق كلمات فيها غض من مالك مع ما عُرف عن الشافعي من تبجيل أستاذه مالك كما رواه عنه حرملة: "مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين". ومنه ما تراه في كلام مسلم في "مقدمة صحيحه" مما يظهر الغض الشديد من مخالفه في مسألة اشتراط العلم باللقاء. والمخالف هو البخاري، وقد عُرِف عن مسلم تبجيله للبخاري. وأنت إذا تدبرت تلك الكلمات وجدت لها مخارج مقبولة وإن كان ظاهرها التشنيع الشديد. قلت [أي الشيخ حجازي]: "فقول النسائي في معاوية يخرج من هذا المخرج، وعلى هذا تحمل كلمته، فقد رأى خلقًا احترقوا في حب معاوية، وهلكوا في بغض علي رضي الله عنهما، فأراد أن يغض من معاوية قليلًا حتى لا يهلك فيه ذلك المحترق! وإلا فقد قال النسائي (¬1) وسئل عن معاوية: "إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة. فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة". ثم إن قوله - صلى الله عليه وسلم - عن معاوية: "لا أشبع الله بطنه" لا يعدُّ ثلبًا بل هي منقبة لمن تأملها. ووجه الاستدلال على هذه المنقبة الحديث الذي رواه مسلم وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأم سليم: "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرًا" هذه ما فهمه أئمة السلف كمسلم وغيره. حتى قال الحافظ الذهبي: "ولعل هذه منقبة لمعاوية" أ. هـ. وذكر المزي (¬2) عن الحافظ ابن عساكر أنه روى قول النسائي في معاوية، ثم قال: وهذه الحكاية لا تدل على سوء اعتقاد أبي عبد الرحمن في معاوية بن أبي سفيان، وإنما تدل على الكف عن ذكره بكل حال" أ. هـ. بتصرف يسير. وقال د. فاروق حمادة: "فهذا قول أهل العلم في هذا الأمر، وهذا قول الإمام النسائي في معاوية والصحابة. وأزيد فاقول: "إن الإمام النسائي لما صنف كتاب فضائل الصحابة أخرج فيه أولًا فضائل الشيخين وعثمان وجعل عليًّا هو الرابع , فهذا يدل على ما ذكرناه. بل ما يؤكد نفي هذا الكلام عنه أنه أخرج أيضًا (¬3) في هذا الكتاب حديثين في فضائل عمرو بن العاص رضي الله عنهما، والله تعالى أعلم بالصواب. {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أ. هـ. ¬

_ (¬1) ذكره عنه المزي في التهذيب (1/ 339). (¬2) تهذيب الكمال (1/ 339). (¬3) فضائل الصحابة (74) طبعة الثقافة تحقيق الدكتور فاروق حمادة، الطبعة الأولى (1404 هـ- 1984 م).

348 - أبو حريبة

وفاته: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "السنن" وله كتاب في "التفسير". 348 - أبو حُريبة * المفسر: أحمد الشنتاوي المصري المعروف بأبي حريبة. ولد: سنة (1208 هـ) ثمان ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر صوفي" أهـ. وفاته: سنة (1368 هـ) ثمان وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "فتح الرحمن في معاني القرآن - خ" تفسير. 349 - أبو عمر الباجي * النحوي، اللغوي: أبو عمر أحمد بن صارم الباجي. من مشايخه: أبو نصر هارون بن موسى المجريطي واحتفى به وغيره. من تلامذته: الناشئ وغيره. كلام العلماء فيه: الصلة: "كان من أهل المعرفة الكاملة والضبط والإتقان وجودة الخط، عُني بكتب الأدب واللغة .. " أ. هـ. 350 - ابن الطبري الحافظ * المقرئ: أحمد بن صالح المصري الحافظ المعروف بابن الطبري، أبو جعفر. ولد: سنة (170 هـ) سبعين ومائة. من مشايخه: عبد الله بن وهب، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق بن همام، وأخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن ورش، وقالون وغيرهم. من تلامذته: حدث عنه محمد بن يحيى الدُّهلي، والبخاري، وأبو زرعة، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال ابن يونس، لم يكن له آفة غير الكِبر" أ. هـ. • المنتظم: "كان الإمام أحمد يثني عليه" .. "قال الخطيب: احتج سائر الأئمة بحديث أحمد بن صالح سوى أبي عبد الرحمن النسائي، فإنه أطلق لسانه فيه، قال: ليس بثقة، وليس الأمر على ما ذكر النسائي، ويقال إنه كانت آفة أحمد بن صالح ¬

_ * الأعلام (1/ 136)، معجم المفسرين (1/ 40)، معجم المؤلفين (1/ 152). * الصلة (1/ 55)، البغية (1/ 312). * تاريخ الإسلام وفيات الطبقة الخامسة والعشرون، ط. تدمري، طبقات الشافعبة للسبكي (2/ 6)، الديباج المذهب (1/ 143)، تذكرة الحفاظ (2/ 495)، معرفة القراء (1/ 184)، تهذيب التهذيب (1/ 34)، طبقات الحفاظ (216)، ميزان الاعتدال (1/ 241)، الجرح والتعديل (2/ 56)، طبقات الحنابلة (1/ 48)، شجرة النور (67)، التاريخ الكبير للبخاري (2/ 6)، تاريخ بغداد (4/ 195)، المنتظم (12/ 9)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 105 - 108)، السير (12/ 160)، العبر (1/ 450)، الوافي (6/ 424)، المقفى الكبير (1/ 404)، النجوم الزاهرة (2/ 328)، غاية النهاية (1/ 62)، الشذرات (3/ 222)، الأعلام (1/ 137).

الكبر وشراسة الخلق، فقال النسائي فيه، فإنه طرده من مجلسه، فلذلك فسد الحال بينهما وتكلم فيه .. " أ. هـ. • المقفى: "قال أبو زرعة: سألنى أحمد بن حنبل قديمًا: من بمصر؟ قلت: بها أحمد ابن صالح -فسر بذكره ودعا له- وأشاد به علماء منهم أبو زرعة الرازي، ويعقوب ابن سفيان الفسوي وغيرهم. وقال أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني: كان أحمد بن صالح يقوم كل لحن في الحديث. قال النسائي في كتاب الضعفاء: أحمد بن صالح المصري ليس بثقة. وسأل ابن بكير الدارقطني عن قول النسائي هذا، فقال: أحمد بن صالح ثقة، وفي رواية عن النسائي: أبو جعفر أحمد بن صالح المصري ليس بثقة ولا مأمون: تركه محمد بن يحيى ورماه يحيى بن معين بالكذب. حدثنا عنه معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: أحمد بن صالح كذاب يتفلسف .. وحكى أبو عمر وعثمان المدني عن مسلمة بن القاسم الأندلسي قال: الناس مجتمعون على ثقة أحمد بن صالح لعلمه وخيره وفضله. وإن أحمد بن حنبل وغيره وثقوه وكتبوا عنه .. " أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "قال أحمد بن عبد الله العجلي: أحمد بن صالح ثقة صاحب سنة، .. قال محمد بن مسلم بن واره: أحمد بن صالح بمصر، وأحمد بن حنبل ببغداد، وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران هؤلاء أركان الدين" أ. هـ. • السير: "كان أحمد بن صالح من جلة المقرئين .. قال أبو داود، سألت أحمد بن صالح عمن قال: القرآن كلام الله ولا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق. فقال: هذا شاك، والشاك كافر .. قال الذهبي معلقًا: بل هو ساكت، ومن سكت توزعًا لا ينسب إليه قول، ومن سكت شاكًّا مزريًا على السلف، فهذا مبتدع فإنه متقن ثبت، ولكن عليه مآخذ من تيه وبأدٍ كان يتعاطاه، والله لا يحب كل مختال فخور .. إلى أن قال: ثم شاخ ولزم الخير، فلقيه البخاري والكبار واحتجوا به أحمد بن صالح حَرَج على كل مبتاع وماجنٍ أن يحضر مجلس" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "وقال البخاري: هو ثقة ما رأيت أحدًا يتكلم فيه بحجة .. أحمد بن صالح ثقة إمام، ولا التفات إلى كلام من تكلم فيه، ثم ذكر السبكي بعض القواعد الضرورية في قاعدة الجرح والتعديل. ثم قال: "فقد قيل في أحمد بن صالح الذي نحن في ترجمته: إنه يتفلسف. والذي قال هذا لا يعرف الفلسفة، وكذلك قيل في أبي حاتم الرازي، وإنما كان رجلًا متكلمًا. وقريب من هذا قول الذهبي في المزي .. ولم يكن ولا الذهبي يدريان شيئًا من المعقول. والذي أفتي به، أنه لا يجوز الاعتماد على كلام شيخنا الذهبي في ذم أشعري، ولا شكر حنبلي" (¬1) أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال أبو حاتم قال ابن حبان في كتاب الثقات كان أحمد بن صالح في ¬

_ (¬1) السبكي معروف بتحامله على الإمام الذهبي بسبب سلفية الذهبي وأشعرية السبكي غفر الله للجميع.

351 - البغدادي

الحديث وحفظه عند أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أهل العراق، ولكنه كان صلفًا تياهًا والذي يروى عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: أن أحمد بن صالح البشمومي، شيخ كان بمكلة يضع الحديث، سأل معاوية عنه يحيى، فأما هذا فهو يقارن ابن معين في الحفظ والإتقان انتهى. ويقوي ما قاله ابن حبان أن يحيى بن معين لم يرد صاحب الترجمة ما تقدم عن البخاري أن يحيى بن معين ثبت أحمد بن صالح المصري صاحب الترجمة .. " أ. هـ. • شجرة النور: "الثقة الثبت الأمين الحافظ النظّار" أ. هـ. وفاته: سنة (248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين، وقيل (240 هـ) أربعين ومائتين. 351 - البغدادي * المقرئ: أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق، أبو بكر البغدادي نزيل الرملة. من مشايخه: الحسن بن الحباب، والحسن بن الحسين الصواف وغيرهما. من تلامذته: عبد الباقي بن الحسن , وعبد المنعم بن غلبون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أبو عمرو الداني: كان ثقة ضابطًا .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ ثقة ضابط .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. 352 - ابن أبي الرجال * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد بن صالح المعروف بابن أبي الرجال الصنعاني. ولد: سنة (1140 هـ) أربعين ومائة وألف. من مشايخه: القاضي أحمد بن زيد الهبل، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير، والعلامة محسن بن إسماعيل الشامي وغيرهم. من تلامذته: العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي، والعلامة القاسم بن يحيى الخولاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "برع في جميع المعارف وهو شيخ مشايخنا .. له اليد الطولى في النحو والصرف والمعاني والبيان والأصول والتفسير ومشاركة فيما عدا ذلك". ثم قال: "وقد اتصل المترجم له بالإمام المهدي للعباس بن الحسين (¬1) رحمه الله ليقرئ أولاده فيما يحتاجون إليه من العلم، ثم ارتفعت درجته عند ¬

_ *تاريخ بغداد (4/ 205)، معرفة القراء (1/ 316)، غاية النهاية (1/ 62). *البدر الطالع (1/ 61 - 62)، معجم المفسرين (1/ 41)، وفيه ترجمة لابن أبي الرجال المفسر الذي اسمه أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد المترجم أعلاه وجعل وفاته وولادته لأحمد بن صالح بن محمد بن علي جد المترجم له أعلاه، انظر البدر الطالع (1/ 59) و (1/ 61). (¬1) هو الإمام المهدي لدين الله عباس بن الحسين بن القاسم ولد سنة (1131 هـ) وتوفي سنة (1189 هـ): وهو إمام زيدي يماني. انظر الأعلام (3/ 260) والبدر الطالع (1/ 310).

353 - المخزومي

الإمام، وكان يجالسه ويحادثه، ويأخذ عنه من فوائده .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم زيدي" أ. هـ. • قلت: والزيدية: "فرفة رئيسية من فرق الشيعة ينسبون إلى زيد بن علي بن الحسين ابن أبي طالب، حصروا الإمامة في أولاد فاطمة الزهراء .. من معتقدات الزيدية أن الباري عزَّ وجلَّ لا كالأشياء، ولا تشبهه الأشياء وإن أعمال العباد مخلوقة لله، خلقها وأبدعها واخترعها بعد أن لم تكن، فهي محدثة له مخترعة .. الخ" أ. هـ. كتاب "جامع الفرق والمذاهب الإسلامية" (107). وفاته: سنة (1191 هـ) إحدى وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير الكشاف للزمخشري". 353 - المخزومي * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن صالح المخزومي أبو العباس، القرطبي الضرير. من مشايخه: أبو القاسم أحمد بن محمد بن بقي وغيره. من تلامذته: أبو عبد الله بن إبراهيم بن حزب الله الفاسي وغيره. كلام العلماء فيه: البغية: "قال ابن عبد الملك: كان حافظًا للغة ماهرًا في العربية، من أهل الذكاء والمعرفة بالقراءات والحديث موصوفًا بالصلاح والفضل .. " أ. هـ. 354 - النَّهْشَلي * المقرئ: أحمد بن الصباح بن أبي سريج ويقال أحمد بن عمر بن الصباح، أبو جعفر ويقال أبو بكر النهشلي الرازي ثم البغدادي القطان. من مشايخه: الكسائي، وعبيد الله بن موسى وغيرهما. من تلامذته: البخاري والحسين بن حماد الأزرق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "أحد القراء المعروفين .. وقال ابن أبي حاتم: أحمد بن الصباح النهشلي بن أبي شريح يعد في البغداديين، سئل أبي عنه فقال: صدوق انتهى. قال جدي: وابن أبي شريح هذا هو أحد أصحاب الحديث، كان ينزل المخرم، ونزع إلى الري ومات بها قديمًا قبل أن يحدث، وكان ثقة ثبتًا .. " أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال يعقوب بن شيبة: وابن أبي سريج هذا أحد أصحاب الحديث، كان ينزل المُخرَم ونزع إلى الري ومات بها قديمًا قبل أن يحدث، وكان ثقة ثبتًا إنتهى. قال أبو حاتم ثم: صدوق، وقال النسائي: ثقة" أ. هـ. • معرفة القراء: "حدث عنه البخاري وأبو داود والنسائي في كتبهم، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم، وقال: صدوق" أ. هـ. ¬

_ * البغية (1/ 312). *تاريخ بغداد (4/ 205)، تهذيب الكمال (1/ 169)، معرفة القراء (1/ 219)، غاية النهاية (1/ 63)، تهذيب التهذيب (1/ 44).

355 - ابن الصيرفي

• تهذيب التهذيب: "وقال ابن حبان في الثقات: يغرب على استقامته" أ. هـ. وفاته: سنة (230 هـ) ثلاثين ومائتين. 355 - ابن الصَّيرفي * المفسر , المقرئ: أحمد بن صدقة بن أحمد بن حسين وقيل حسن بن عبد الله بن محمد بن محمد العسقلاني الإسرائيلي المكي الأصول القاهري، شهاب الدين أبو الفضل ويعرف بابن الصيرفي. ولد: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: ابن حجر العسقلاني، والشموس أبي عبد القادر الضرير الأزهري والعلاء القلقشندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "سمع .. الفقه والأصلين والمعاني والبيان وفن الأداب والبديع والمنطق والتصوف والسلوك بالقاهرة عن أبي الفتح بن أبي الفداء وتلقى الذكر من مدين ولازم في الفقه وغيره". ثم قال: "وأشير إليه بالفضيلة التامة مع مزيد الذكاء وسرعة النادرة والطلاقة حتى أذن له غير واحد في التدريس والإفتاء وعظمة المحلي وغيره. ودرس وأفتى وأسمع بالطيبرسية لكون إمامتها معه .. ". وقال: "كما تفرد هو بصدق اللهجة وحسن النظم ولكن قد أكثر هذا منه ورأيت من ينسبه للسرقة فيه أحيانًا والحق أن الكثير منه كالتضمين، ولو فرغ نفسه للعلم في هذه الأزمان التي قل فيها من يزاحم في فضائله ولزم التحري لما لحقه غيره". قال أيضًا: "وله كتابة على ديوان ابن الفارض وهو من رؤوس الذابين عن كلامه الرافعين لأعلامه ونظم في واقعتها أشياء أودعتها في أخبارها بل له جواب أكثره غير مرضي ولقد قال له بعض الفسقة من الشعراء حين سمع منه قوله في كائنتها: لم أنزل أنا وأبي وجدي وجد أبي نعتقده نحن في واقعة لا ننقل عنها إلى أبيات ليست من ضمنها أو كما قال" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان من محاسن الزمان، مع التواضع المفرط والاعتقادات في الصوفية، يتأول مشكل كلامهم .. ودفن بإزاء ضريح ابن الفارض" أ. هـ. وفاته: سنة (905 هـ) خمس وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح التبريزي" في الفقه، والورقة في أصول الفقه للعز بن جماعة، وفي القراءات قصيدة على روى الشاطبية ووزنها وأبوابها، وله تفسير مرج على القرآن العظيم وغير ذلك. 356 - المَنْبِجي المقرئ * المقرئ: أحمد بن الصقر بن أحمد بن ثابت ¬

_ * الضوء اللامع (1/ 316)، بدائع الزهور (3/ 431)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 45)، كشف الظنون (1/ 69) و (2/ 1936)، وإيضاح المكنون (1/ 486)، هدية العارفين (1/ 137)، معجم المؤلفين (1/ 158)، معجم المفسرين (1/ 41). *تاريخ الإسلام (وفيات 366) ط. تدمري، وذكره أيضًا ضمن المتوفين في عشر السبعين وثلاثمائة، معرفة القراء الكبار (1/ 336)، بغية الطلب (2/ 801 - 802)، غاية النهاية (1/ 63)، معجم المؤلفين (1/ 159).

357 - ابن الشحنة

المَنبجي المقرى العابد، أبو الحسن. من مشايخه: قرأ على أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم المقرئ. من تلامذته: أبو محمد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "رجل صالح عارف بوجوه القراءات وعللها" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة وقيل (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: له في القراءات "الحجة" ذكر فيه القراءات السبعة وبين وجوهها وعللها. 357 - ابن الشُّحْنَة * النحوي، اللغوي، المفسر , المقرئ: أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن بيان الصالحي الحجار المعروف بابن الشحنة. ولد: سنة (623 هـ)، وقيل (624 هـ) ثلاث وقيل أربع وعشرين وستمائة. من مشايخه: جعفر الهمذاني وعبد اللطيف بن محمد القبيطي. من تلامذته: أبو بكر محمد بن عبد الله المحب، وأحمد بن محمد بن الخضر الحنفي. كلام العلماء فيه: • ذيول العبر: "حدث يوم موته .. ونزل الناس بموته درجة" أ. هـ. • الدرر: "قال الذهبي كان دموي اللون صحيح الركب أشقر طويلًا أبطأ عنه الشيب وكانت له همة وفيه عقل وفهم يصغى جيدًا وما رأيته نعس فيما أعلم وثقل سمعه قليلًا في الآخر وكان خياطًا ولما خدم حجارًا بالقلعة من سنة ثلاث وأربعين وستمائة كان يشد السيف ويقف بالخدمة وكان ربما أسمع في بعض الأيام أكثر النهار وحصل له المال وقدر بالقلعة المعلوم وقرر له على بيت المال قال: "وكان فيه دين وملازمة للصلاة ويصوم تطوعًا وقد صام وهو ابن مائة سنة رمضان واتبعه بست من شوال وكان حينئذ يغتسل بالماء البارد ولا يترك غشيان الزوجة وله بوادر منها أنه سئل عن عاق والديه فقال يقتل وسئل عن صوم ست من شوال فقال: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} قال الذهبي ولا أرتاب في سماعه من ابن الزبيدي فإنه لم يكن له أخ باسمه قط شرع غير محب الدين بن المحب في قراءة الصحيح قبل موته بيوم ثم قرأ عليه الميعاد الثاني يوم وفاته إلى الظهر فمات قرب العصر في الخامس والعشرين من صفر سنة 730" أ. هـ. • الشذرات: "مسند الدنيا .. وانفرد في الدنيا بالإسناد عن الزبيدي، وكان أميًا يوم لا يسمع عليه يخرج إلى الجبل مع الحجاريه يقطع الحجارة وألحق أولاد الأولاد بالأجداد، وكان ربما خرج الطلبة إليه وهو يقطع الحجارة ليسمعهم فيقول: اقرأوا على الفروة، وكان إذا قُلِب عليه سند حديث يقول: لم أسمعه هكذا، وإنما سمعته كذا ¬

_ *ذيول العبر (164)، الدرر الكامنة (1/ 152)، النجوم (9/ 281)، غاية النهاية (1/ 64)، الشذرات (8/ 162)، معجم الشيوخ (1/ 118).

358 - اليابري

وكذا" أ. هـ. وفاته: سنة (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة وبلغ عمره (107 سنة). 358 - اليابرِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك أبو العباس، الأموي الأشبيلي اليابري. من مشايخه: أخوه وأبو الخطاب بن خليل وأبو بكر بن سيد الناس وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان نحويًا ماهرًا بارعًا أديبًا عروضيًا لغويًّا يغلب عليه الأدب، حسن الخلق وطيء الأكناف .. " أ. هـ. وفاته: (600 هـ) ستمائة. 359 - ابن الحلَبية * المقرئ: أحمد بن الطُنبَا القواس الحلبي العزيزي المعروف بابن الحلبية، شهاب الدين أبو العباس. ولد: في ربيع الأول سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مشايخه: ابن الخطيب مردا وابن عبد الدائم. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "من خيار الصالحين كان يلقن بمسجده بالجبل وانتفع به ناس كثير". • الدرر: "قال البرزالي: شيخ صالح من أهل القرآن والدين والفضل وله نظم حسن كان يقرئ القرآن بحبل قاسيون وانتفع به جماعة ويقال إن اسم والده في طبقة السماع بخط عبد الحافظ النابلسي خَطلبا" أ. هـ. وفاته: في ربيع الآخر سنة (723 هـ) ثلاث وعشرين وسبعمائة. 360 - المخزومي المكي * المقرئ: أحمد بن ظهير الدين أبي بكر ظهيرة بن أحمد بن عطية بن مرزوق. وقيل أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن محمد بن علي بن عليان بن هاشم بن مرزوق، المخزومي المكي الشافعي القرشي القاضي شهاب الدين. ولد: سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة. من مشايخه: القاضي نجم الدين الطبري وأحمد بن الرضى والجمال المطري، وأخذ القراءات عن برهان المسروري مقرئ مكة. كلام العلماء فيه: • الدرر: "نفقه وتخرج في الحساب والفرائض .. وتصدر للاشغال بالحرم مدة وناب في الحكم. قرأت بخط ابن سكر أنه رحل إلى المغرب سنة (760 هـ) وسمع بها من جماعة". • أنباء الغمر: "وكان جليلًا مهابًا، وقد ولى قضاة مكة" أ. هـ. وفاته: في (13 ربيع الأول) سنة (792 هـ) اثنتين وتسعين وسبعمائة، وعمره سنة (74). ¬

_ * البغية (1/ 313). * معجم شبوخ الذهبي (28)، الدرر الكامنة (1/ 115). *الدرر الكامنة (1/ 153 - 154)، إنباء الغمر (3/ 35 - 37)، الشذرات (8/ 551)، وجيز الكلام (1/ 295)، المقفى (1/ 452)، المنهل الصافي (1/ 325).

361 - عاصم الكيلاني

361 - عاصم الكيلاني * اللغوي، المفسر: أحمد عاصم بن عبد الرحمن علي بن سليمان النقيب. ولد: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: قرأ العربية على الشيخ عبد الوهاب النائب والشيخ سعيد أفندي النقشبندي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء بغداد: "تخصص في أصول الفقه والحديث والتفسير حيث أجازه والده السيد عبد الرحمن النقيب، وبرع فِي اللغة العربية في أصولها وفروعها وكان يعد من خيرة الحفاظ لما بذله عن جهود متواصلة في هذا السبيل. له مريدين وأتباع وقد سلكوا على يده في الطريقة القادرية" أ. هـ. وفاته: سنة (1372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف. 362 - أبو العباس القِناني * اللغوي: أحمد بن عباد بن شعيب القِنائي ثم القاهري الشافعي المعروف بالخواص، أبو العباس شهاب الدين، والقنائي نسبة إلى قِنا في صعيد مصر. ولد: تقريبًا (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: الشرف السبكي والشمس البوصيري. من تلامذته: الشهاب الصيرفي، والزين المنهلي. كلام العلماء فيه: • الضوء: " .. ومزيد اعتقاد الناس فيه، بل لم يره أحد حتى اعتقده، فلم يكن باسمه سوى وظيفة التصوف بالفخرية ثم الإمامة بالقطبية ومشيختها .. ودفن في حوش الصوفية" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه شافعي أزهري، عالم بالفرائض، والعربية، والعروض" أ. هـ. وفاته: سنة (858 هـ) ثمان وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "الكافي في العروض والقوافي"، و"نيل المقصد الأمجد فيمن اسمه أحمد". 363 - الشَهاب بن زين الأَنصاري * المقرئ: أحمد بن عبادة بن علي بن صلح بن عبد المنعم الشهاب بن زين الأنصاري الخزرجي الزرزاري القاهري المالكي. من مشايخه: أخذ الفقه عن أبيه، والعربية على الحناوي. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تصدر للأقراء وأخذ عنه الفضلاء" أ. هـ. • وجيز الكلام: "وناب في القضاء ولم يتشدد مع التقلل والفاقة والانجماع، وكان ضعيف ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (485 - 487). * الضوء اللامع (1/ 320 - 321)، وجيز الكلام (2/ 384)، الأعلام (1/ 142)، معجم المؤلفين (1/ 161)، إيضاح المكنون (2/ 259 و 698). *وجيز الكلام (2/ 787)، الضوء اللامع (1/ 321 - 322).

364 - ابن الإمام

البصر جدًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (881 هـ) إحدى وثمانين وثمانمائة، والصحيح أن وفاته (871 هـ) إحدى وسبعين وثمانمائة، وأما الذي في الضوء فإنه وهم ظاهر. 364 - ابن الإمام * المقرئ: أحمد بن العباس بن عبيد الله، أبو بكر البغدادي المعروف بابن الإمام نزيل خراسان. من مشايخه: أبيه، وأحمد بن سهل الأشناني، وأبي بكر بن مجاهد وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم الحافظ، والقاضي أبو بكر الحيري. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال أبو عبد الله -يعني محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري- كان أبو بكر أحمد بن العباس بن عبيد الله الإمام البغدادي أوحد عصره في أداء الحروف في القراءات ومن المقدمين ببغداد من أصحاب أبي بكر بن مجاهد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مُجودًا حاذقًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "قرأ عليه أبو عبد الله الحاكم وقال: كان أوحد وقته في القراءات دخل مرو وبخارى، وسمعتهم يذكرون أنه وصل إلى فَرغانة وأن نوح بن نصر الأمير قرأ عليه ختمة ووصله بأموال، وكان خليعًا يُضيع ما يصح له، ولا يخلي لياليه من الصوفية، والقوالين، سمعته يقول: يوم وفاتي إما سبعون جارية يَصُحن: واسيداه وإما من يكفن الغريب؟ فبلغنى أنه مات ويكفن كمن يُكفن الغريب" أ. هـ. وفاته: سنة (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. 365 - المسَامِري * النحوي، اللغوي: أحمد بن عباس المساميري أبو العباس، الربعي الشافعي. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال الخزرجي: كان فقيهًا كبير القدر متفننًا، نحويًا، لغولًا، غلب عليه من الأدب شاعرًا فصيحًا متقللًا في دنياه. ولم يتزوج إلى أن مات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. 366 - شهاب الدين الصعيدي * المقرئ: أحمد بن عبد الباري بن عبد الرحمن بن عبد الكريم، الصعيديّ ثم الإسكندراني، شهاب الدين. ولد: سنة (612 هـ) اثنتي عشر وستمائة. من مشايخه: قرأ القراءات على أبي القاسم بن عيسى، وسالم بن الصفراوي وجعفر الهمداني. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان أحد الصالحين الأتقياء" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 330)، تاريخ الإسلام (وفيات 355) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 310)، الوافي (7/ 11)، غاية النهاية (1/ 64). * البغية (1/ 313). * الوافي (7/ 12)، العبر (3/ 385) ط. بسيوني. وهناك سقط في الطبعة القديمة من سنة (695) إلى سنة (697)، معرفة القراء (2/ 693)، غاية النهاية (1/ 65)، المقفى الكبير (1/ 453)، المنهل الصافي (1/ 329)، الشذرات (7/ 750)، ذيل تذكرة الحفاظ (91) وفيه اسم أحمد بن عبد الهادي.

367 - التدميري

• الوافي: "وكان شديد الوسواس" أ. هـ. • المنهل الصافي: "أحد فضلاء الإسكندرية وشيوخها" أ. هـ. • غاية النهاية: "وكان ماهرًا حاذقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (695 هـ) خمس وتسعين وستمائة. 367 - التُّدْميري * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الجليل بن عبد الله التذميري، أبو العباس. من مشايخه: أبي علي الصَّدفي، وأبي محمد بن عطية. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "وكان عالمًا باللغة والنحو، مصنفًا نبيلًا" أ. هـ. • أعلام مراكش: "كان عالمًا بالعربية واللغات والأدب .. كان مقدمًا في صنعة الأعراب، ضابطًا للغات، حافظًا للأداب، ذا حظ في قرض الشعر" أ. هـ. • الأعلام: "أديب أندلسي" أ. هـ. وفاته: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "نظم القرطين" جمع فيه أشعار الكامل للمبرد والنوادر للقالي، و"التوطئة" في العربية، وله شرح على كتاب "الفصيح" لثعلب. 368 - ابن عبد الحق الجَدَلِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق الجدلي أبو جعفر، المالقي ويعرف بابن عبد الحق. ولد: (698 هـ) سنة ثمان وتسعين وستمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن بكر ولازمه وأبو محمد بن أيوب، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "من صدور أهل العلم والتفنن، في هذا الصقع الأندلسي، نسيج وحده في الوقار والحصافة، والتزام مثلى الطريقة، جم التحصيل، سديد النظر، كثير التخصص، محافظ على الرسم، مقبوض العنان في التطفيف في إيجاب الحقوق لأهلها، قريب من الاعتدال في معاملة أبناء جنسه، مقتصد مع ثروته، مؤثر للترتيب في كافة أمره، متوقد الفكرة مع سكون، لين العريكة مع مضاء، مجموع خصال حميدة مما يفيد التجريب والحنكة، مضطلع بصناعة العربية، حائز قصب السبق فيها، عارف بالفروع والأحكام، مشارك في فنون من أصول، وطب، وأدب، قائم على القراءة، إمام في الوثيقة، حسن الخط، مليح السمة والشيبة عذب الفكاهة، حسن العهد، تام الرجولية. تصدر للأقراء ببلده على وفور أهل العلم، فكان سابق الحلبة، ومناخ الطية، إمتاعًا، وتفننًا، ¬

_ * جذوة الاقتباس (138)، تكملة الصلة (1/ 65)، بغية الوعاة (1/ 321)، أعلام مراكش (1/ 223 - 224)، الأعلام (1 /، 143)، معجم المؤلفين (1/ 162)، تاريخ الأعلام وفيات سنة (555 هـ) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 508). * الديباج (1/ 186)، الإحاطة (1/ 180): بغية الوعاة (1/ 321)، الشذرات (8/ 348)، الكتيبة الكامنة (123)، درة الحجال (1/ 57).

369 - ابن تيمية

وحسن إلقاء. وتصرف في القضاء ببَلش وغيرها من غربي بلده، فحسنت سيرته، واشتهرت طريقته، وحُمدت نزاهته. ثم وُلى خطة القضاء بمالقة، والنظر في الأحباس بها، على سبيل من الخطوة والنباهة، مرجوعًا عليه في كثير من مهمات بلده، سائمة وجوه السعادة، ناطقة ألسن الخاصة والعامة بفضله، جماعة نزاهته، آويًا إلى فضل بيته، واتصلت ولايته إياها إلى هذا العهد، وهي أحد محامد الوالي، طول مدة الولاية، لا سيما القاضي، مما يدل على الصبر، وقلة القدح، وسد أبواب التهم، والله يعينه، ويمتع به بمنه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (765 هـ) خمس وستين وسبعمائة. 369 - ابن تيمية * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القسم الخضر بن علي بن عبد الله، شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن أبي المحاسن شهاب الدين بن أبي البركات مجد الدين الحراني الأصل والمولد الدمشقي. ولد: سنة (661 هـ). إحدى وستين وستمائة. من مشايخه: سمع الحديث من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وابن عبدان وغيرهم كثير. من تلامذته: ابن القيم، والذهبي، وابن كثير وابن مفلح وغيرهم. عقيدته، ومنهجه، وكلام العلماء فيه: • قلت: شيخ الإسلام، الإمام المجدد، الذي انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحلم والإنابة والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر أنواع الجهاد مع الصدق والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه والمراقبة له، وشدة التمسك بالأثر، والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق، ونفع الناس والإحسان إليهم، والصبر على من آذاه، والصفح عنه، والدعاء له، واجتمع له سائر أنواع الخير، وهو غني عن التعريف بعقيدته، ودينه، وجهاده، واجتهاده، كما قال ابن الزملكاني: "كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرف مثله .. "، وهو المتصدي لأهل الضلال والانحراف، والعقائد المختلفة الطالح منها والفاسد، وما يقال في حقه وآثاره يطول، فمن أراد المزيد فليرجع إلى المصادر الواردة والذاكرة فيها حياته ومناقبه الجمة الكثيرة في الدين والعلم والجهاد بنفسه وعلمه ولسانه، ويعلل الذهبي سر قوته وسبب صموده وثباته بقوله: "فإنه دائم الابتهال، كثير الاستغاثة، قوي التوكل ثابت الجأش، له أوراد ¬

_ * فوات الوفيات (1/ 74)، البداية والنهاية (14/ 141)، الوافي بالوفيات (7/ 15)، المقفى (1/ 454)، المنهل الصافي (1/ 358)، شذرات الذهب (8/ 142)، الدرر (1/ 154)، الأعلام (1/ 144)، معجم المؤلفين (1/ 163)، ذيل العبر (157) تذكرة الحفاظ (4/ 1496)، معجم الشيوخ للذهبي (41)، السلوك (2/ 1 / 304)، النجوم (9/ 271)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 46)، الدارس (1/ 75)، البدر الطالع (1/ 63)، طبقات الحفاظ (516)، ومقدمة كتاب "الجواب الصحيح لابن تيمية".

370 - الصعيدي

وأذكار، يُدمنها بكيفية وجعية" أ. هـ. قلت: أما ثناء الناس عليه فإنني هنا أكتفي بالأبيات التي قالها فيه أبو حيان -صاحب تفسير البحر المحيط- رحمه الله تعالى عندما التقى به، والتي قالها على البديهة، وذكر ابن رجب قولهم: إن أبا حيان لم يقل أبياتًا خيرًا منها ولا أفحل: لما أتانا تقي الدين لاح لنا ... داعٍ إلى الله فردٌ ما له وَزَر على محياه من سيما الألى صحبوا ... خير البرية نور دونه القمر حَبْر تسربل منه دهره حِبرًا ... بَحْر تقاذفٍ من أمواجه الدرر قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تيم (¬1) إذ عصت مضر وفاته: سنة (728 هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "الصارم المسلول"، و "الجواب الصحيح"، و "اقتضاء الصراط المستقيم" وغيرها كثير. 370 - الصَّعِيدي * النحوي: أحمد بن عبد الحميد بن علي بن داود الهُذلي الصعيدي ثم الأرمنتي، سراج الدين. ولد: سنة (644 هـ) أربع وأربعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ مجد الدين القُشيري وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان مشكور السيرة. قال الأسنوي: كان في الفقه إمامًا مع فضيلة تامة في الأصول والنحو .. كان حسن المحاضرة، يحسن الأدب ونظم الشعر وأقام بقوص إلى أن لسعه ثعبان بظاهر قوص فمات" أ. هـ. وفاته: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "المسائل المهمة في اختلاف الأئمة"، و"الجمع والفرق". 371 - الولي * المقرئ: أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن البختري، العجلي، الدقاق، ويعرف بالولي، أبو بكر. من مشايخه: سمع الحسن بن علي بن الوليد الفارس، وأحمد بن يحيى الحلواني وأبي بكر بن الأنباري وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق الطبري. وعلي بن داود الرزاز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة، ضابط مسند" أ. هـ. • معرفة القراء: "وكان من كبار المقرئين وثقاتهم"أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ ثقة ضابط مسند" أ. هـ. ¬

_ (¬1) سيد تيم: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه. * الدرر الكامنة (1/ 170 - 171)، معجم المؤلفين (1/ 164). *تاريخ بغداد (4/ 249)، تاريخ الإسلام (وفيات 355) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 311)، غاية النهاية (1/ 66).

372 - ابن قابوس

وفاته: سنة (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. 372 - ابن قابُوس * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن خلف بن قابوس، أبو النمر الأطرابلسي (¬1). من مشايخه: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، وأحمد بن عبيد الله بن شقير وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو سعد السمَّان وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "النحوي اللغوي الأديب، حدث بصور في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة .. " أ. هـ. • بغية الطلب: "كان بحلب في سنة (370) سبعين وثلاثمائة .. وكان يدرس العربية واللغة" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة. 373 - أبو بكر الخولاني * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، أبو بكر الخولاني القيرواني. من مشايخه: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن محرز، وأبو إسحاق التونسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "من أهل القيروان، وشيخ فقهائها في وقته، مع صاحبه أبي عمران الفاسي، وكان أبو بكر فقيهًا حافظًا دينًا .. وحاز الذكر ورئاسة الدين في وقته مع صاحبه في المغرب بأسره حتى لم يكن لأحد معهما اسم يعرف، وكان الذي بينهما متباعدًا، حتى طمع بذلك صاحب أفريقية ليجد الحجة على العامة طوعهما، فلما اختبرهما في ذلك وجد عندهما ما يوافقه ووجد دينهما أمتن مما يظن .. " أ. هـ. • السير: "شيخ المالكية، مفتي القيروان .. كان رأسًا في المذهب، واسع الأدب، ذا تأله وصلاح وتعبد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان صالحًا عابدًا فقيهًا حافظًا للمذهب نحويًا" أ. هـ. • شجرة النور: "شيخ فقهائها -أي القيروان- في وقته مع أبي عمران الفاسي، الإمام الفقيه الحافظ المبرز العالم العامل المجاب الدعوة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (432 هـ)، وقيل (435 هـ) اثنتين وقيل خمس وثلاثين وأربعمائة. ¬

_ *إنباه الرواة (1/ 86)، بغية الطلب (2/ 971)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 153)، بغية الوعاة (1/ 322). (¬1) اطرابلس بضم الباء الموحدة واللام والسين المهملة، مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام من اللاذقية وعكا وزعم بعضهم الهمزة .. انظر معجم البلدان (1/ 216). * ترتيب المدارك (4/ 700)، رياض النفوس (2/ 97)، السير (17/ 519)، تاريخ الإسلام (وفيات 432) ط. تدمري، الوافي (7/ 38)، الديباج المذهب (1/ 177)، بغية الوعاة (1/ 324)، شجرة النور (107).

374 - الخزرجي

374 - الخزرجي * المقرئ: أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق الخزرجي القرطبي المقرئ، أبو جعفر. ولد: سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: أبي قاسم الخزرجي، وأبي عبد الله الطرفي، وقرأ على مكي بن أبي طالب وغيرهم. من تلامذته: ابن بشكوال، ومحمد بن أبي سمرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "أقرأ الناس القرآن مدة طويلة .. جالسته وأنا صغير" أ. هـ. وفاته: سنة (511 هـ) إحدى عشرة وخمسمائة، عن تسعين سنة. 375 - أبو العباس القَصَبي المقرئ * المقرئ: أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عاصم الثقفي، القصبي الأندلسي، المقرئ، أبو العباس. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي عمران موسى بن سليمان، وسمع من أبي داود، وابن الدوش وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن رزق، وأبي القاسم بن حبيش، وأبو يحيى بن اليسع بن حزم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "وله رحلة حجّ فيها، وبعد فترة تصدر للإقراء وإسماع الحديث بجامع المرية .. وكان جيد الضبط .. " أ. هـ. • معرفة القراء: "الأندلسي المقرئ .. وحج وتصدر للإقراء بالمرية" أ. هـ. وفاته: (540 هـ) أربعين وخمسمائة. 376 - ابن الصَّقَر * المقرئ: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الصقر الأنصاري، الخزرجي، أبو العباس. ولد: سنة (492 هـ) اثنتين وتسعين وأربعمائة وقيل (502 هـ) اثنتين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ بالسبع على أبي العباس بن فيرة بن مفضل اليحصبي، وابن العربي وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو عبد الله، وأبو محمد بن محمد بن علي بن وهب القضاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج المذهب: "كان محدثًا مكثرًا ثقة، ضابطًا مقرئًا مجرْدًا، عارفًا بأصول الفقه، متقدمًا في علم الكلام، كاتبًا بليغًا، شاعرًا محسنًا. رثاه أبو بكر بن الطفيل الفيلسوف" أ. هـ. • أعلام مراكش: "كان محدثًا مكثرًا ثقة مجودًا حافظًا للفقة ذاكرًا للمسائل عارفًا بأصوله متقدمًا في علم الكلام عاقدًا للشروط بصيرًا بعللها ¬

_ * الصلة (1/ 77)، غاية النهاية (1/ 66)، تاريخ الإسلام (وفيات 511) ط. تدمري. * تاريخ الإسلام (وفيات 540) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 66)، المقفى الكبير (1/ 483)، جذوة المقتبس (1/ 236)، بغية الملتمس (1/ 236)، معرفة القراء (1/ 494)، التكملة (50/ 1). * الوافي (7/ 47)، الديباج المذهب (1/ 211)، الأعلام (1/ 146)، معجم المؤلفين (1/ 167)، تحفة القادم (67)، الإحاطة (1/ 182)، الأعلام بمن حل مراكش واغمات من الأعلام (1/ 227).

377 - ابن أفضل الزمان

حاذقًا بالأحكام كاتبًا بليغًا شاعرًا محسنًا" أ. هـ. • الأعلام: "قاضي أندلسي مالكي، من الأدباء العلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (569 هـ) تسع وستين وخمسمائة، وقيل (559 هـ). تسع وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح الشهاب" وله شعر، و "أنوار الأفكار فيمن دخل الأندلس من الأبرار". 377 - ابن أفضل الزمان * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الرحمن بن وهبان المعروف بابن أفضل الزمان. كلام العلماء فيه: • الكامل: "كان رحمه الله عالمًا متبحرًا في علوم كثيرة، خلاف فقه مذهب الأصوليين والحساب والفراض، والنجوم والهيئة، والمنطق، وغير ذلك، وختم أعماله بالزهد، ولبس الخشن، وأقام بمكة -حرسها الله تعالى- مجاورًا فتوفى بها، وكان من أحسن الناس صحبة وخلقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (585 هـ) خمس وثمانين وخمسمائة. 378 - ابن مَضَاء * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن مضاء بن مهند بن عمير اللخميُّ. وقيل أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن حريث بن عاصم بن مضاء بن مهند بن عمير اللخمي، أبا العباس وأبا جعفر. ولد: سنة (513 هـ) وقيل (511 هـ) ثلاث عشر وقيل إحدى عشر وخمسمائة. من مشايخه: سمع من القاضي أبي عبد الله محمد بن أصبغ المعروف بابن المناصف، والحافظان أبي بكر محمد بن عبد الله المعافري، وأبي محمد عبد الله بن علي الرشاطي وغيرهم. من تلامذته: أبي بكر بن الشراط، ومحمد بن عبد الله القُرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "الفقيه الأجل قاضي القضاة، وكان ماهرًا في علم النحو، وقرأ الأصلين، والحساب، والهندسة، وغير ذلك .. ولم يحفظ عنه ما يشينه .. " أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان جميل السيرة، كريم الخلق" أ. هـ. • الديباج المذهب: "كان فقيها، عارفًا بالأصول متقدمًا في علم الكلام، والطب والحساب والهندسة، حافظًا للغات، بصيرًا بالنحو، مجتهدًا في أحكام العربية .. " أ. هـ. • إشارة التعيين: "له آراء في العربية وشذوذ غير مألوف أهلها ظاهري في النحو" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا مجودًا، محدثًا كبيرًا، قديم السماع، واسع الرواية، عافًا بالأصول والكلام والطب والحساب والهندسة، ثاقب الذهن، متوقد الذكاء، شاعرًا ¬

_ *الكامل (12/ 42)، بغية الوعاة (1/ 324). *إشارة التعيين (33)، البلغة (56) وفيه أحمد بن محمد بن سعيد، تكملة الصلة (1/ 89 - 90)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 254 - 255)، غاية النهاية (1/ 67)، بغية الوعاة (1/ 323)، جذوة الاقتباس (142)، أعلام مراكش (1/ 233 - 234)، الديباج المذهب (1/ 208)، الأعلام (1/ 146 - 147)، معجم المؤلفين (1/ 167)، مقدمة كتاب "الرد على النحاة" بقلم شوقي ضيف، شجرة النور (160).

379 - الدشنائي الشافعي

بارعًا كاتبًا" أ. هـ. • شجرة النور: "أوحد من ختمت به المائة السادسة الفقيه العالم الراوي المحدث الجامع بين المعقول والمنقول" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية .. وله شعر" أ. هـ. • مقدمة كتاب "الرد على النحاة" لابن مضاء بقلم شوقي ضيف: "ما من ريب في أن ابن مضاء كان ينزع إلى دعوة الموحدين (¬1)، وآية ذلك أنهم أسندوا إليه منصب القضاء في بعض بلدانهم في فاس وبجاية، ولم يلبث يوسف بن عبد المؤمن أن جعله قاضي الجماعة في الدولة كلها أو كلما نقول قاضي القضاة، وقد مر بنا تعصب يوسف للظاهرية جند أصحاب المذاهب والفروع. وما نشك في أن ابن مضاء كان يشرك مولاه في هذا التعصب إذ الناس على دين ملوكهم .. وما نرتاب في أن ابن مضاء كان -بحكم منصبه- ساعد يعقوب بن يوسف الأيمن في حركة حرق كتب المذاهب الأربعة" أ. هـ. فائدة، من أقواله: وقد ناقضه أبو الحسن بن خروف ورد عليه في تأليفه "تنزيه القرآن" ولما بلغه ذلك قال: نحن لا نبالي بالكباش الناطحة وتعارضنا أبناء الخرفان. من مصنفاته: "المشرق في إصلاح المنطق"، وهو كتاب سيبويه، وكتاب "تنزيه القرآن عما لا يليق بالبيان"، له تأليف مفيد في العربية سماه "المشرق". وفاته: سنة (592 هـ) اثنتين وتسعين وخمسمائة، وقيل (572 هـ) اثنتين وسبعين وخمسمائة والأول أصح. 379 - الدِشْنائي الشافعي * النحوي: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الشيخ جلال الدين الكندي الدشنائي (¬2)، الشافعي، يعرف بابن بنت الجميزي. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: بهاء الدين علي بن هبة الله بن سلامة الشافعي، واشتغل على الشيخ مجد الدين القشيري، والأصفهاني وغيرهم. من تلامذته: سمع منه الشيخ شمس الدين بن القمَّاح، وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان إمامًا عالمًا جمع بين العلم ¬

_ (¬1) دولة الموحدين: نشأت هذه الدولة لغاية دينية أو مذهبية وقد أنشأها ابن تومرت الذي تسمى باسم المهدي المنتظر، وهو مصلح ديني لقن أصول مذهب الأشاعرة أثناء دراسته في الأسكندرية ثم عاد إلى وطنه في المغرب حيث أخذ ينظم ثورة واسعة ضد المرابطين. ويعتبر "عبد المؤمن بن علي" خليفة ابن تومرت المؤسس الحقيقي لدولة الموحدين. وفي عهد يعقوب بن يوسف وهو رابع ملوك هذه الدولة بلغت ثورة الموحدين على أصحاب المذاهب الأربعة في المشرق أوجها، إذ تولى يعقوب بنفسه قيادة الثورة فأمر بعدم التقليد لأحد من أئمة المشرق، وأن يعود العلماء إلى الأصول وهي القرآن والسنة وقد بالغ في ذلك حتى نجده يأمر بحرق كتب المذاهب. أ. هـ. [بتصرف من مقدمة "الرد على النحاة" بقلم شوقي ضيف]. *الوافي (7/ 55 - 56)، الطالع السعيد (80)، الأعلام (1/ 147)، معجم المؤلفين (1/ 167)، وفيه الدشناوي، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 20)، كشف الظنون (1/ 490)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 549)، تاريخ ابن الفرات (7/ 137). (¬2) الدشنائي: "دشنى" بكسر أوله، وسكون ثانيه، ونون مفتوحة. مقصور: بلد بصعيد مصر بشرقي النيل ذو بساتين ومعاصر للسكر (معجم البلدان 2/ 456).

380 - الوصابي

والعمل والعقل والزهد والورع حتى قيل إنه من الأبدال" أ. هـ. • الطالع السعيد: "قال ابن أبي المُنا القنائي: كنا نشتغل عليه فخطر لنا أن نحضر (سماعًا) وقلنا بعد العشاء نتوجه وتواعدنا لذلك، فلمَّا كان بعد العشاء خرج الشيخ ومعه كتاب رقائق وفي يده شمعة فجلس وأمرنا بالجلوس وصار يقرأ من ذلك الكتاب ويقول: هذا سماعٌ وأي سماع ويبكي .. فعلمنا أنه كاشفنا .. وفاتنا السماع" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "ودرس بالمدرسة الأفرحية بقوص، وتفقه عليه جماعة، ويحكى عنه مكاشفات وأحوال" أ. هـ. وفاته: سنة (677 هـ) سبع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "مقدمة في النحو" لطيفة، وصنف كتابًا في "المناسك"، و "مختصرًا في أصول الفقه"، وغيرها. 380 - الوصَابي * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سلمة الحبشي الوصابي، صفي الدين. ولد: سنة (722 هـ) اثنتين وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: درس على والده، وعلى الإمام برهان الدين بن إبراهيم عمر العلوي. كلام العلماء فيه: • طبقات صلحاء اليمن: "وكانت له فطنة وقّادة وطبيعة منقادة حلو الكلام محببًا إلى الناس مقرئًا محدثًا فقيهًا نحويًّا لغويًّا لبيبًا مهيبًا لطيفًا حافظًا لافظًا محققًا شاعرًا فصيحًا جامعًا لجميع فنون العلم" أ. هـ. وفاته: سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة، قلت: وقد ترجم له صاحب تاريخ وصاب مع ترجمة أبيه وقال: "أما عمي أحمد عبد الرحمن .. فولد سنة (722 هـ) .. وتوفي سنة (779 هـ) " أ. هـ. وهو الصحيح. من مصنفاته: "تحفة الطالبين وتذكرة السالكين"، و"رياض النفوس الزكية في فضل الجوع وترك اللذائذ الشهية" وغيرها. 381 - كمال الدين أبو البركات * النحوي، اللغوي: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس بن بدر بن علي بن يوسف بن عثمان كمال الدين أبو البركات بن التقي أبي حزم بن الحافظ الجمال أبي عبد الله الأنصاري الخزرجي المطري المدني الشافعي. ولد: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: الأمين بن السَّماع، وحمزة بن علي الحسني السبكي وغيرهما. من تلامذته: سمع منه التقي بن فهد، وروى ¬

_ * طبقات صلحاء اليمن (30)، العقود اللؤلؤية (2/ 138)، الأعلام (1/ 147)، معجم المؤلفين (1/ 166)، الاعتبار في التواريخ والآثار أو تاريخ وصاب (242). * إنباء الغمر (7/ 365)، الضوء اللامع (1/ 332 - 333)، الشذرات (9/ 225).

382 - ابن هشام

عنه هو وأبي الفتح ابن صالح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان فقيها صوفيًا عارفًا بعلم الصوفية والحديث والعربية وأصول الدين غواص الفكر على الرقاق واستنباط الفوائد وتذاكر بأشياء مفيدة وينسب إلى معاناة الكيمياء" أ. هـ. • الشذرات: "كان يذاكر بأشياء حسنة ثم تزهد، ودخل اليمن" أ. هـ. وفاته: منة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة. 382 - ابن هشام * اللغوي: أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري، القاهري، الشافعي، شهاب الدين بن التقي بن الجمال. المعروف كسلفه بابن هشام. ولد: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: الشمس الشطنوفي، والبرماوي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الكمال بن البارزي في المختصر، والحيوي يحيى الدمياطي في التسهيل وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان يجيد لعب الشطرنج وانصلح بأخره". أ. هـ. • الضوء: "كان مجيدًا للعب الشطرنج، بل كان غالية فيه، ووسوسة في الطهارة، والصلاة" أ. هـ. • الشذرات: "قال البرهان البقاعي: كان شريف النفس لم يتدنس بشيء من وظائف الفقهاء، وكان ثاقب الذهن، نافذ البصر، فاق جميع أقرانه في هذا الشأن مع صرف غالب زمانه في لعب الشطرنج" أ. هـ. وفاته: سنة (835 هـ) خمس وثلاثين وثمانمائة، وفي بغية الوعاة وفاته سنة (885 هـ) خمسين وثمانين وثمانمائة، وهو خطأ ظاهر. من مصنفاته: "حواشي" على "توضيح الألفية، لجده جمال الدين بن هشام. 383 - أبو الأَسباط العامري * النحوي: أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد بن منصور بن نعيم العامري، الرملي، الشافعي، ويعرف بكنيته أبو الأسباط. ولد: سنة (805 هـ) خمس وثمانمائة، وقيل (806 هـ) ست وثمانمائة. من مشايخه: تفقه بابن رسلان والبرماوي وغيرهما. من تلامذته: أبي العباس المقدسي الواعظ، وأخذ عنه السخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "وولي قضاء بلده في أواخر منة أربع وأربعين حين كان الونائي قاضي دمشق ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 263)، الضوء اللامع (1/ 329 - 330)، وجيز الكلام (2/ 520)، بغية الوعاة (1/ 322)، الشذرات (9/ 309)، الإعلام (1/ 147)، معجم المؤلفين (1/ 166). * وجيز الكلام (2/ 842)، الضوء اللامع (1/ 327)، نظم العقيان (43)، شذرات الذهب (9/ 482)، معجم المؤلفين (1/ 165).

384 - الوارثي

فحسنت سيرته جدًّا وكثر ثناء الناس عليه .. وعرف بتمام الفضيلة حتى صار عالم بلده وربما نظم الشعر مع الإقبال على العبادة وسلوك طريق الخير مع مزيد التواضع واقتفاء طريق السلف وصدق اللهجة والمحاسن الجمة". وقال: "وقد ترجمه البقاعي مرارًا مراعيًا التعرض لبعض رففائه فقال: إنه ليس في تلامذة ابن رسلان مثله علمًا وعقلًا وإنه برع في الفقه والنحو والأصول وغيرها وكتب الكثير بخطه الحسن السريع وعنده عقل وافر وتواضع كثير وصلاح وسكينة وبشر للأصحاب وتودد مع تؤدة وشكل مقبول وصمت حسن وليس في الرحلة الآن من يدانيه علمًا ودينًا وعقلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (877 هـ) سبع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف مصنف أفرده لرجال البخاري استمد فيه من تهذيب ابن حجر. 384 - الوارثي * المفسر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البكري الوارثي المصري المالكي الصديقي. من تلامذته: الإِمام عبد الباقي الحنبلي وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "إمام في التفسير والحديث الراقي علو الإسناد منه في القديم والحديث بل العلم في كل علم" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، محدث، شاعر، أ. هـ. • قلت: أثنى عليه المحيي ثناءًا بالغًا ولعله ليس في مكانه، والله أعلم. وفاته: سنة (1045 هـ) خمس وأربعين وألف. من مصنفاته: "شرح متن التهذيب" للتفتازانى في المنطق، و"الأجوبة عن الأسئلة لابن عبد السلام" في التفسير، وله تفسير بعض المفصل، وغير ذلك من الرسائل في التفسير. 385 - المُجاهِد الصنْعانِي * المفسر أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن علي بن أحمد المجاهد الصنعاني. ولد: سنة (1224 هـ) أربع وعشرين ومائتين وألف. من مشايخه: قرأ على والده شرح الأزهار والفرائض، وعلى السيد أحمد بن زيد بن عبد الله الحسبي الصنعاني، في النحو والصرف والمعاني والبيان وغيرهما. من تلامذته: الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم بن محسن، والعلامة علي بن حسين بن الحسن المغربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • نيل الوطر: "وبلغ إلى درجة المذاكرين والمخرجين للمذهب الشريف وفي علم التفسير إلى درجة تلحق بحار الله الزمخشري وأمثاله .. وكان عالمًا عاملًا زاهدًا عابدًا فاضلا حسن الأخلاق لطيف الطباع كثير التواضع كثير الطاعات، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، متمسكًا بالسنة النبوية .. ، أ. هـ. ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 234 - 236)، معجم المفسرين (1/ 42) , الأعلام (1/ 147)، معجم المؤلفين (1/ 167) * نيل الوطر (1/ 111 - 113)، الأعلام (1/ 148)، معجم المؤلفين (1/ 166)، معجم المفسرين (1/ 43).

386 - الخراساني

• معجم المفسرين: "من فقهاء الزيدية" أ. هـ. وفاته: سنة (1281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين وألف. وله (57) سنة. من مصنفاته: "نيل المنى في شرح أسماء الله الحسنى", وله مؤلف في أصول الدين انتزعه من "إيثار الحق على الخلق" للسيد الإمام محمَّد بن إبراهيم الوزير، ومن "الأساس" للإمام القاسم بن محمَّد، وله مقدمة في علم التفسير سماها "فتح الله الواحد على عبده أحمد المجاهد". 386 - الخراساني * المقرئ: أحمد بن أبي عمر، أبو عبد الله الخراساني. من مشايخه: أبو عبد الله محمد ابن الإِمام أبي الحسن عليّ بن محمّد الخبازي، وأبو بكر أحمد بن الحسين الكرماني. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "لا أعلم من قرأ عليه" أ. هـ. وفاته: بعد الخمسمائة. من مصنفاته: "الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم" أتى بفوائد كثيرة. 387 - القَطِيعي * المفسر أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي، أبو العباس. ولد: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة. من مشايخه: عبد الخالق بن يوسف، والفضل بن سهل الإسفراييني وغيرهما. من تلامذته: ولده أبو الحسن القطيعي صاحب التاريخ وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "الفقيه الحنبلي الواعظ البغدادي، تكلم في مسائل الخلاف، وكان حسن المناظرة جريئًا في الجدل يعظ الناس على المنبر .. " أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "أفتى وناظر ووعظ, ودرس بمدرسة ابن البل بالريان ووعظ أيضًا وأشغل الطلبة وأفاد. قال أبو الفضل بن شافع: كان فقيهًا مفتيًا, ذكيًا فطريًا، قد تأدب وقرأ التفسير، ووعظ، وكان اعتقاده جيدًا. قال ابن النجار: برع في الفقه وتكلم في مسائل الخلاف وكان حسن المناظرة، جريئًا في الجدال، ا. هـ. وفاته: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "الشمول في أسباب النزول" وفي ذيل ابن رجب "النحول". 388 - نجم الدين الكبري الصوفي * المفسر أحمد بن عمر بن محمد الزاهد القدوة ¬

_ * غاية النهاية (1/ 93)، معجم المؤلفين (1/ 216). * الوافي (7/ 259)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 301)، الشذرات (6/ 345)، معجم المفسرين (1/ 52)، معجم المؤلفين (1/ 216). * السير (22/ 111 - 113)، العبر (5/ 73)، تاريخ الإسلام (وفيات 618) ط. دار، الوافي (7/ 263) طبقات الشافعية للسبكي (8/ 25)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 63)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 59)، الشذرات (7/ 141)، معجم المفسرين (1/ 53)، الأعلام (1/ 185)، معجم المؤلفين (1/ 218).

389 - أبو العباس الأنصاري

الشيخ نجم الدين الكُبري، أبو الجناب الخِيوُقي (¬1) الصوفي، شيخ خوارزم. ولد: سنة (545 هـ) خمس وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو طاهر السلفي، وأبو المعالي الفراوي وغيرهما. من تلامذته: حَدث عنه عبد العزيز بن هلالة، وخطيب داريا شيخ، وناصر بن منصور العُرضي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "قال ابن نقطة: هو شافعي إمام في السُّنَّة". وقال عمر بن الحاجب: طاف البلاد وسمع واستوطن خوارزم، وصار شيخ تلك الناحية، وكان صاحب حديث وسنة، ملجأ للغرباء، عظيم الجاه، لا يخاف في الله لومة لائم. وقال ابن هلالة: جلست عنده في الخلوة مرارًا، وشاهدت أمورًا عجيبة، وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة. قلت: لا وجود لمن خاطبك في خلوتك مع جوعك المفرط، بل هو سماع كلام في الدماغ الذي قد طاش وفاش وبقي قرعة كما يَتسم للمُبَرسَم والمغمور بالحمى والمجنون، فاجزم بهذا واعبد الله بالسنن الثابتة تفلح! وقيل: إنه فسر القرآن في اثني عشر مجلدًا، وقد ذهب إليه فخر الدين الرازي صاحب التصانيف، وناظر بين يديه فقيهًا في معرفة الله وتوحيده، فأطالا الجدال، ثم سألا الشيخ عن علم المعرفة، فقال: هي واردات ترد على النفوس، تعجز النفوس عن ردها. فسأله فخر الدين: كيف الوصول إلى إدراك ذلك؟ قال: بترك ما أنت فيه من الرئاسة، والحظوظ. قال: هذا ما أقدر عليه. وأما رفيقه فزهد، وتجرد، وصحب الشيخ. نزلت التتار على خوارزم في ربيع الأول سنة عشرة وست مئة، فخرج نجم الدين الكبرى فيمن خرج للجهاد، فقاتلوا على باب البلد حتى قتلوا رضي الله عنهم، وقتل الشيخ وهو في عشر الثمانين. وفي كلامه شيء من تصوف الحكماء" أ. هـ. • الوافي: "قال الشيخ شمس الدين: كان شيخنا عماد الدين الخرامي يعظمه ولكن في الآخر رأى له كلامًا فيه شيء من لوازم الاتحاد، وهو إن شاء الله سالم من ذلك، فإنه محدث عارف بالسنة والتعبد كبير الشأن" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "كان إمامًا، زاهدًا، صوفيًا، فقيهًا، مفسرًا، له عظمة في النفوس وجاه عظيم" أ. هـ. وفاته: سنة (618 هـ) ثمان عشرة وستمائة. من مصنفاته: قيل إنه فسر القرآن في (12 مجلدًا). 389 - أبو العباس الأَنْصاري * اللغوي: أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر، ¬

_ (¬1) قال الذهبي: الخيوقي بكسر الخاء وسكون الياء وواو مفتوحة من قرى خوارزم. * الوافي (7/ 264)، التيسير (23/ 323)، العبر (5/ 227) الديباج (1/ 240)، النجوم الزاهرة (7/ 64)، الشذرات (7/ 473)، شجرة النور الزكية (194) معجم المؤلفين (1/ 214)، نفح الطيب (3/ 358)، كشف الظنون (1/ 554)، البداية والنهاية (13/ 226).

390 - ابن أبي الرضا

أبو العباس الأنصاري الأندلسي، ثم القرطبي المالكي، ضياء الدين، ويعرف بابن الزين. ولد: سنة (578 هـ) ثمان وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي، ومن أبي محمد عبد الله بن سليمان بن حَوْط الله وروى عن ابن الأصبغ بن الدّباغ وغيرهم. من تلامذته: حدّث عنه أبو عبد الله بن الأبار، والحافظ أبو الحسن بن يحيى القرشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "كان من كبار الأئمة" أ. هـ. • الديباج المذهب: "من أعيان فقهاء المالكية .. وعلم الحديث والفقه، والعربية، وغير ذلك". ثم قال: "وكان يشار إليه بالبلاغة والعلم والتقدم في علم الحديث، والفضل التام" أ. هـ. • المنهل الصافي: "كان بارعًا في الفقه والعربية، عارفًا بالحديث، وكان أولًا اشتغل بالمعقول، وله قدرة على توجيه المعاني بالاحتمال" أ. هـ. • شجرة النور: "الإِمام العمدة العلامة الفقيه المحدث المتفنن الفهامة" أ. هـ. • قلت وهو من الذين قد ردوا على الفكر الصوفي، ولعل كتابه اكشف القناع عن الوجد والسماع" وغيره قال على ذلك في في كشف خبايا وخرافات المتصوفة، وقد ذكر صاحب كتابًا تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (¬1) قولًا لصاحب الترجمة ينقله تلميذه القرطبي المفسر "محمَّد بن أحمد" حول رد أبي العباس القرطبي على المتصوفة في "الحقيقة" وفي "قصة الجفر" وفي إباحة الخروج عن الشريعة بصفة عامة قوله -أي أبا العباس القرطبي-: "ذهب قوم من الزنادقة الباطنية إلى سلوك طريق تستلزم هدم هذه الأحكام الشرعية فقالوا: هذه الأحكام الشرعية العامة إنما يحكم بها على الأغبياء والعامة، وأما الأولياء وأهل الخصوص فلا يحتاجون إلى تلك النصوص .. " إلى آخر كلامهم في الحقائق، والانحرافات، فقال أبو العباس: وهذا القول زندقة وكفر يقتل قائله ولا يستتاب؛ لأنه إنكار ما علم من الشرائع أ. هـ. قلت: فذلك واضح جلي من محاربة صاحب الترجمة للصوفية وفكرهم المنحرف والله نسأل العفو والعافية. وفاته: سنة (656 هـ) ست وخمسين وستمائة، وقيل: (626 هـ) ست وعشرين وستمائة. من مصنفاته: اختصر الصحيحين ثم شرح مختصر مسلم وسماه "المفهم" وأتى فيه بأشياء مفيدة، و "كتاب كشف القناع عن الوجد والسماع" أجاد فيه وأحسن. 390 - ابن أبي الرضا * المقرئ: أحمد بن عمر بن محمد بن أبي المرض، شهاب الدين أبو الخير وقيل أبو الحسين، ¬

_ (¬1) "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي"، تأليف محمد أحمد لوح, دار الهجرة، الطبعة الأولى لسنة (1416 هـ / 1996 م). * إنباء الغمر (2/ 258)، الدرر الكامنة (1/ 244)، المنهل الصافي (2/ 40 - 43)، الشذرات (8/ 540)، إعلام النبلاء (5/ 102 - 103) الأعلام (1/ 187)، معجم المؤلفين (1/ 218).

نزيل حلب، الحموي، الشافعي، الشهير بابن أبي الرضا. من مشايخه: تفقه ببلده على شرف الدين بن خطيب القلعة، وبدمشق على التاج السبكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنهل الصافي: "كان إمامًا فاضلًا عالمًا ذا هيئة حسنة، ذكيًا مستحضرًا للكثير من الحديث والفقه وغيره وكان عالمًا بالقراءات السبعة ووجوهها وله في ذلك مصنف منظوم .. وكان عنده بعض الشيء من العلم، لأنَّه وإن يرى نفسه في مقام عظيم، وكان مولعًا بثلب أعراض الناس، مستهزءًا بأقوال الأكابر والعلماء، مواظبًا على النفاق وإساءة الأدب، ومعاداة الأخيار، بسوء ظنه وتخيله الفاسد، وكان قلبه خبيثًا، وباطنه رديئًا، ولسانه فضولًا ولقد سمعت بحلب عن الثقات أنه كان يقع في حق الإِمام أبي حنيفة رضي الله عنه، وحق أصحابه، فلذلك جرى عليه ما قدّره الله من المحنة اللائقة عالة المناسبة لسوء أقواله" أ. هـ. • الدرر: "قال القاضي علاء الدين في تاريخ حلب كان ابن أبي الرضى من رجال العلم نجدة وهمة وكان يقوم بأمر الشرع ويشتد في إنكار المنكرات". • الشذرات: "ذكره الحافظ برهان الدين الحلبي سبط ابن العجمي فقال: فريد الشام ذكاءٌ ومعرفة ودعاءً وحفظًا، غير أنه كان له أناس يعادونه، ما يصنعه يخرجونه في قوالب رديئة ويتكلمون فيه بأشياء ليست فيه، ولكن الحسد حملهم على ذلك، وكان أوحد العلماء متقنًا أستاذًا في القراءات توجيهها والتفسير والمعاني والبيان .. قال العيني في تاريخه: "قتل شر قتلة، وكان ذلك أقل جزائه، فإن الظاهر هو الذي جعله من أعيان النّاس وولاه القضاء من غير بذل ولا سعي فجازاه بأن أفتى في حقه بما أفتى، وقام في نصر أعدائه بما قام، وشهر السيف وركب بنفسه والمنادي بين يديه ينادي: قوموا انصروا الدولة المنصورية بأنفسكم وأموالكم، فإن الظاهر من المفسدين العصاة الخارجين، فإن سلطنته ما صادفت محلًا" أ. هـ. قلت: وفي هامش تحقيق "إنباء الغمر" قال المحقق: "ينبغي التريث في قبول كلام العيني في عرض هذا الرجل العظيم .. خصوصًا بعد ما قال فيه القاضي علاء الدين في تاريخ ما نصه: وإن ابن أبي الرضا من رجال العلم نجدة وهمة، وكان يقوم بأمر الشرع ويشتد في إنكار المنكرات. انتهى كما في آخر ترجمته في الدرر" أ. هـ. • إعلام النبلاء: "كانت دروسه حافلة والثناء عليه وافرًا. ثم كان ممن قام على الظاهر برقوق وأنكر سلطته" أ. هـ. • الأعلام: "قاضٍ، وكان عالمًا بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "عقد البكر" و"القواعد والإشارات في أصول القراءات" و"منتخب إحياء علوم الدين للغزالي".

391 - أبو العباس الربعي

391 - أبو العباس الربعي * اللغوي، المفسر: أحمد بن عمر بن علي بن هلال الربعي، أبو العباس شهاب الدين المالكي .. نسبته إلى ربيعة الفرس بن نزار بن معد بن عدنان. ولد: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: أخذ العربية عن الشيخ أثير الدين أبي حيان الأندلسي وأخذ الأصول عن الشيخ شمس الدين الأصبهاني. وغيرهما. من تلامذته: محمد أبواليمن (ابن لابن فرحون) .. وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان كثير العزلة عن أهل المناصب، بل عن الناس ما عدا خواص طلبته) أ. هـ. • الشذرات: "عيب عليه أنه كان يرتشي على الإذن على الإفتاء ويأذن لمن ليس بأهل" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه، مالكي، أصولي، عارف بالعربية والمعاني، والبيان والتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (795 هـ) خمس وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: له شرح على كافية ابن الحاجب في العربية لم يكمله .. وله "رفع الإشكال عما في المختصر من الإشكال" وله تفسير آية الكرسي" وغيرها. 392 - الطَنْبِذي * اللغوي، المفسر: أحمد بن عمر بن محمد البدر، أبو العباس الطنبذي (¬1)، القاهري الشافعي. ولد: سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. من مشايخه: لازم أبا البقاء السبكي، وسمع على القلانسي وغيرهما. من تلامذته: الشهاب الجوجري وغيره. كلام العلماء فيه: • السلوك: "كان من أعيان الفقهاء العارفين بالأصول والتفسير والغريب، وأفتى ودرس ووعظ عدة سنين، وكان من الأذكياء، والأدباء الفصحاء، ولم يكن مرضي الديانة" أ. هـ. • إنباء الغمر: "قرأتُ بخط تلميذه الشهاب الجوجري ما نصه: توفي شيخنا الإمام العالم العلامة الأستاذ رئيس المحققين عمدة المفتين أوحد الزمان شيخ الفنون النقلية والعقلية المفوه المحقق المدقق النصوح للطلبة، .. وأثنى الخلق عليه حسنًا .. كان عارفًا بالفنون ماهرًا في الفقه والعربية فصيح العبارة، وله هنات سامحه الله" أ. هـ. • الضوء اللامع: "كان مفرطًا في الذكاء والفصاحة، متقدمًا في البحث، ولكن لكونه لم ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 257)، إنباء الغمر (3/ 171)، الدرر (1/ 246)، وجيز الكلام (1/ 308)، الشذرات (8/ 578)، شجرة النور الزكية (224)، الأعلام (1/ 187)، معجم المؤلفين (1/ 218)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 57)، معجم المفسرين (1/ 54). * إنباء الغمر (6/ 21)، السلوك (4/ 1 / 47)، الضوء (2/ 56)، الوجيز (1/ 390)، معجم المفسرين (1/ 70) وفيه اسمه: أحمد بن محمّد بن عمر. (¬1) والطنْبذِي: نسبة إلى طنبذى وتقال بالدال وهي بالبهنساوية (بني سويف) الآن بمركز مفاتحة من هامش الوجيز.

393 - الشاب التائب

يتزوج يتكلم فيه ولم يكن ملتفتًا لذلك بل لا يزال مقبلًا على العلم على ما يعاب به حتى مات". • ثم قال في الضوء نقلًا عن المقريزي في عقوده: "سمع عنه بمعاشرة المتهمين فكثر الطعن عليه وشنعت المقالة فيه، ولم يكن هو يفكر في هذا بل لا يزال مقبلًا على الاشتغال بالعلم على ما يعاب به" أ. هـ. وفاته: سنة (809 هـ) تسع وثمانمائة. 393 - الشاب التائب * المفسر: أحمد بن عمر بن أحمد بن عيسى الأنصاري، المصري، الشاذلي الشافعي الواعظ، شهاب الدين، ويعرف بالشاب التائب لقبه بذلك كما قرأته (¬1) بخطه بلبل الأفراح أبو صالح عبد القادر الجيلي في المنام. ولد: في سنة (767 هـ) سبع وستين وسبعمائة. من مشايخه: البلقني، وابن الملقن، والعز بن الكويك، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان فصيحًا ذكيًا يحفظ شيئًا كثيرًا، وله رواج زائد عند العوام، وبنى عدة زوايا بالبلاد" أ. هـ. • الضوء: "طلب العلم واشتغل بالنحو وتفقه شافعيًّا وصار معدودًا في الفضلاء وقال الشعر الذي حدث بعضه" .. ومال إلى التصوف ولبس الخرقة الشاذلية من حسين الخباز الموسكي عن القطب ياقوت الحبشي عن أبي العباس المرسي عن أبي الحسن الشاني، والقادرية من العلاء على الحسني الحموي بسنده إلى جده عبد القادر، وسافر إلى الحجاز ودخل اليمن ثم رجع بعد سنين فحلق للميعاد بالأزهر وغيره على طريق الشاذلية والأشعرية وكان يكثر فيه النقل الجيد بعبارة حسنة وطريقة مليحة ونظم الشعر على طريقتهم كل ذلك مع الظرف واللطف والتواضع، وبنى زاوية خارج باب زويلة هي التي كانت مع الشمس الجوجري بعد وصار للناس فيه اعتقاد جيد" أ. هـ. • الوجيز: "المنسوب إليه الزاوية المجاورة لجامع الصالح ظاهر باب زويلة" أ. هـ. • صلحاء اليمن: "وقد إلى اليمن ووعظ وفسر القرآن العظيم بحامع الأشاعرة بمدينة زبيد وصحب السادة الأكابر من الصوفية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (820 هـ). عشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "اختصر زاد المسير وسماه لب الزاد" وعمل النكت والحواشي على التفاسير. 394 - الشَّهاب الزبيدِي * النحوي: أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر الشهاب الزبيدي اليماني المنقش. من مشايخه: الجمال محمّد بن أبي القاسم المقدسي في النحو، والشهاب الناشري في الفقه وغيرهما. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 181)، الضوء اللامع (2/ 50)، وجيز الكلام (2/ 505)، صلحاء اليمن (341 - 342). (¬1) كما ذكره السخاوي في الضوء اللامع (2/ 50). * الضوء اللامع (2/ 49 - 50).

395 - ابن كاتب الخزانة

من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان جده حنفيًا فتحول بنوه شافعية" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (822 هـ)، اثنتين وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "درر الأخبار وجواهر الآثار"، و"شرح مقدمة طاهر في النحو". 395 - ابن كاتب الخزانة * اللغوي: أحمد بن عمر بن يوسف بن علي بن عبد العزيز بن الزين الحلبي الشافعي، ويعرف بابن كاتب الخزانة. ولد: سنة (773 هـ)، ثلاث وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: لازم العز الحاضري، وسمع على البرهان الحلبي وغيرهما. من تلامذته: ابن فهد وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "وصف بالتعبد والقيام والمثابرة على الجماعات والانصاف بالعقل والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أرباب الدولة والطريقة الحسنة والمحاسن الجمة، كانت له فضيلة في العربية والمعاني والبيان والعروض" أ. هـ. • إعلام النبلاء: " .. كل ذلك مع التعبد والقيام والمثابرة على الجماعات والاتصاف بالعقل والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أرباب الدولة والطريقة الحسنة والمحاسن الجمة .. ذكره ابن خطيب الناصرية .. واصفًا له بالفضيلة والدين والعقل والطريقة بالحسنة" أ. هـ. وفاته: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. 396 - الدَّولتابادي * النحوي، المفسر أحمد بن عمر الدولتآبادي، شهاب الدين بن شمس الدين الهندي، الزوالي الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه حنفي أديب عالم عارف بالعربية" أ. هـ. • معجم المفسرين: "قاضي، مفسر، نحوي، من فقهاء الحنفية" أ. هـ. وفاته: سنة (849 هـ) تسع وأربعين وثمانمائة وقيل (848 هـ) ثمان وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الإرشاد" في النحو، "البحر المواج" في تفسير القرآن و"المعافية" شرح الكافية لابن الحاجب. 397 - الأسْقاطِي * النحوي، المقرئ: أحمد بن عمر الأسقاطي، الحنفي المصري، أبو السعود. من مشايخه: الشيخ عبد الحي الشرنبلالي ¬

_ * الضوء اللامع (2/ 58)، إعلام النبلاء (5/ 196) بغية الوعاة (1/ 350). * كشف الظنون (5/ 127)، إيضاح المكنون (2/ 561)، معجم المفسرين (1/ 54)، الأعلام (1/ 187)، معجم المؤلفين (1/ 216). * سلك الدرر (1/ 149)، الأعلام (1/ 188)، معجم المؤلفين (1/ 215).

398 - البرجي

ومحمد أبو السعود وغيرهما. من تلامذته: المسند نور الدين علي بن مصطفى الميقاتي وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "نحوي فقيه، عارف بالتجويد" أ. هـ. وفاته: سنة (1159 هـ)، تسع وخمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "تنوير الحالك على منهج المسالك للأشموني على ألفية ابن مالك"، و"منهج السالكين" حاشية على شرح مُلا مسكين لكنز الدقائق، و "حاشية على شرح القاضي للجزرية". 398 - البُرجيَ * المقرئ، النحوي: أحمد بن عمر بن مطرف، أبو العباس البرجيّ. من مشايخه: ابن الحجاج، وابن يسعون، وأبو الفضل بن شرف وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن عيسى بن تام وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان أستاذًا فقيهًا، نحويًا مقرئًا، أقرأ القرآن والعربية والأدب كثيرًا .. وولي القضاء" أ. هـ. 399 - الأَلْهاني * النحوي، اللغوي: أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني (¬1)، أبو عبد الله. من مشايخه: ابن عُلية ووكيع. وغيرهما. من تلامذته: يحيى بن عمران الأندلسي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "سمعت أبي يقول: كتبت عنه بمكة وهو صدوق" أ. هـ. • البغية: "قال الذهبي: .. وذكره ابن حبان في الثقات" أ. هـ. • الأعلام: "مؤدب لغوي نحوي يقال له الأخفش، ولكن لم يشتهر بهذا اللقب. تأدب في العراق، وكان شاعرًا مدح آل البيت وغيرهم" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (250 هـ) خمسين ومائتين، وقال الصفدي توفي سنة (260 هـ)، ستين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير غريب الموطأ". ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 350). * تاريخ بغداد (4/ 333)، تاريخ الأعلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرون) ط التدمري، معجم الأدباء (1/ 409)، الوافي (7/ 270)، بغية الوعاة (1/ 351)، الأعلام (1/ 189)، روضات الجنات (1/ 196) , الجرح والتعديل (2/ 65). (¬1) الألهاني: بفتح الألف وسكون اللام وفتح الهاء وفي آخرها النون هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان ابن مالك أ. هـ. (اللباب (1/ 66).

400 - الصنهاجي

400 - الصِّنهاجِي * اللغوي، المقرئ: أحمد بن عيسى بن أحمد، شهاب الدين المالكي الصنهاجي. من تلامذته: أخذ عنه الشمس القرافي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "انتصب لإقراء النَّاس جميع نهاره وأكثر ليله لا يمل من ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) سبع عشرة وثمانمائة. 401 - ابن جِنْية * المقرئ: أحمد بن عيسى بن عبد بن علي بن الأشعث، أبو الحسين الحربي المعروف بابن جنية. من مشايخه: سمع الحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وأبا شعيب الحراني وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه عبد العزيز بن محمّد الستوري، والحسين بن الحسن المخزومي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "ما علمت من حالته إلا خيرًا" أ. هـ. 402 - الواسِطِي * المقرئ: أحمد بن غزّال بن مظفر بن قيس الواسطي، نجم الدين. ولد: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. من مشايخه: قرأ على الشريف أبي البدر محمد بن عمر الداعي والمرجا ابن أبي الحسن بن شقيرة وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي وأجاز للذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "تعانى القراءات إلى أن مهر فيها، واشتهر بها فصار شيخ الإقراء بواسط" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ ماهر". أ. هـ. وفاته: سنة (707 هـ) سبع وسبعمائة. 403 - ابن فارس * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن فارس بن زكريا بن عقد بن حبيب الرازي القزويني، أبو الحسين. ولد: سنة (329 هـ) نسع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبوه وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان والطبراني وغيرهم. من تلامذته: بديع الزمان الهمذاني، والصاحب بن عاد، وأبو منصور محمد بن عيسى، وغيرهم. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 50)، الضوء (2/ 59) وجيز الكلام (2481). * تاريخ بغداد (4/ 283). * الدرر الكامنة (1/ 248)، غاية النهاية (1/ 94). * المنتظم (14/ 274) وفيه أبو الحسن بن أحمد، معجم الأدباء (1/ 410)، وفيات الأعيان (1/ 118)، إنباه الرواة (1/ 92)، السير (17/ 103)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 65)، الوافي (7/ 278)، البداية (11/ 358)، بغية الوعاة (1/ 352)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 60)، معالم العلماء (17)، فهرس الطوسي (60)، أعيان الشيعة (9/ 216)، الشذرات (4/ 480)، الأعلام (1/ 193)، معجم المؤلفين (1/ 223)، معجم المفسرين (1/ 54) الديباج المذهب (1/ 163).

كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال الثعالبي: حدثني ابن عبد الوارث النحوي قال: كان الصاحب بن عباد منحرفًا عن ابن فارس لانتسابه إلى خدمة آل العميد وتعصبه لهم" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان أبو الحسين .. إمامًا في علوم شتى، وخصوصًا العرببة فإنه أتقنها" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "كان فقيهًا شافعيًّا حاذقًا، فانتقل إلى مذهب مالك في آخر عمره" أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة اللغوي المحدث كان بصيرًا بفقه مالك متكلمًا على طريقة أهل الحق، وكان من رؤوس أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث" أ. هـ. • الوافي: "كان شافعيًّا فقيهًا فانتقل في آخر عمره إلى مذهب مالك. وسئل عن ذلك فقال: أخذتني الحمية لهذا الإِمام المقبول على جميع الألسنة أن يخلو هذا البلد عن مذهبه" أ. هـ. • البغية: "كان نحويًا على طريقة الكوفيين، وكان جوادًا كريمًا وربما سئل فيهب ثيابه وفرش بيته" أ. هـ. • الأعلام: "من أئمة اللغة والأدب وله شعر" أ. هـ. • قلت: ولما كان ابن فارس من المعظمين لعلي بن أبي طالب والمحبين له حيث يذكره في كتاب "المجمل" وغيره مما جعل مؤرخي الشيعة يعدونه شيعيًا. ففي أعيان الشيعة ما نصه: (لا شبهة في تشيعه فقد ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست أسماء مصنفي الإمامية .. ولم يشر إلى أنه غير شيعي كما هي عادته فذكره في مصنفي الإمامية مسكوتًا عنه شهادة منه بتشيعه .. ) ثم ذكر دليلًا آخر على تشيعه هو اختيار آل بويه له معلمًا لهم. وأخبر في كتابه الصاحبي الدليل القاطع على أنه شيعي. وبعد مراجعة الكتاب وجدنا أنه قد اعتمد على أمر غير يقيني وذلك أن ابن فارس إذا ذكر عليًّا قال (صلوات الله عليه) بخلاف عُثمَان وغيره ففي صفحة (57 و 58) من الكتاب -أي الصاحبي ط- بيروت 1963 - : (وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتبون منهم أمير المؤمنين على (صلوات الله عليه) وعثمان وزيد". أ. هـ. فتقديمه لذكر علي على عُثمَان وذكر الصلاة عليه هذا هوالذي جعل العاملي ينسب ابن فارس إلى التشيع! وفي مقدمة مجمل اللغة (1/ 13 - 14): ذكر أنه اتهم بالتشيع، ودافع عنه، وفي أوجز السير (151 - نقلًا عن مقدمة مجمل اللغة ص 14): وأما رفقاؤه النجباء فعلي وابناه وحمزة وجعفر وأبو بكر وعمر وأبو ذر والمقداد أ. هـ. وبصورة عامة نستطيع أن نقول أن حبه لعلي رضي الله عنه لا يعني الانتساب إلى مذهب معين، بل هو أمر طبيعي عند المسلمين الصادقين في حب الصحابة. وكذلك عدم ذكر كثير من كتب التراجم لتشيعه سوى كتاب "أعيان الشيعة" يقلل من قيمة هذا الادعاء والله الموفق للصواب. وفاته: سنة (395 هـ) خمس وتسعين وثلاثمائة قال الذهبي: وهو أصح ما قيل في وفاته. من مصنفاته: "المجمل" في اللغة، و"غريب

404 - الشدياق

إعراب القرآن" و"مقدمة في النحو"، و"الصاحبي" في اللغة العربية. 404 - الشِّدِياق * اللغوي: أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. ولد: سنة (1219 هـ)، تسع عشرة ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم باللغة والأدب" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "ولد في عشقوت لبنان من أسرة مارونية" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "ثم طلبته جمعية الأسفار المقدسة بلندن؛ ليعاونها في ترجمة التوراة إلى العربية" أ. هـ. • قلت: هو نصراني، نسأل الله العفو والعافية. وفاته: سنة (1304 هـ)، أربع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "كنز الرغائب في منتخبات الجوائب"، و"سرّ الليالي في القلب والإبدال" في اللغة، و"كشف المخبا عن فنون أوربا". 405 - أحمد بن الفرات * المفسر: أحمد بن الفرات بن خالد الضبي، أبو مسعود الرازيّ، نزيل أصبهان. من مشايخه: سمع عبد الله بن نمير، وأبا داود الطيالسي وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه: أبو داود في "سننه" وأبو بكر بن أبي عاصم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: " .. كان أحمد يقدمه .. قال أحمد بن عدي: لا أعلم لأبي مسعود الرازي رواية منكرة" أ. هـ. • العبر: "كان ينظر بأبي زرعة في الحفظ" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "وقال حُميد بن الربيع: قدم أبو مسعود الأصبهاني مصر، فاستلقى على قفاه وقال لنا، خذوا حديث مصر. قال: فجعل يقرأ شيخًا شيخًا من قبل أن يلقاهم .. وعن أبي مسعود قال: كنا نتذاكر الأبواب، فخاضوا في باب، فجاؤوا بخمسة أحاديث، فجئت بسادس، فنخس أحمد بن حنبل في صدري لإعجابه .. وسُئل أبو بكر الأعين: أيما ¬

_ * الأعلام (1/ 193)، معجم المؤلفين (1/ 224)، معجم المطبوعات لسركيس (1104). * تاريخ بغداد (4/ 343)، تهذيب الكمال (1/ 422)، السير (12/ 480)، العبر (2/ 16)، تذكرة الحفاظ (2/ 544)، ميزان الاعتدال (1/ 271)، تاريخ الإِسلام (وفيات 258) ط. تدمري، الوافي (7/ 280)، تهذيب التهذيب (1/ 96)، النجوم (3/ 29)، طبقات الحفاظ (239)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 62)، الشذرات (3/ 259)، معجم المفسرين (1/ 55) , الأعلام (1/ 194)، طبقات الحنابلة لأبي يعلى (1/ 53)، معجم المؤلفين (1/ 227) تهذيب تاريخ دمشق (1/ 435).

406 - الجشمي

أحفظ: أبو مسعود، أو سلمان الشاذكوني؟ فقال: أمَّا المُسند فأبو مسعود، وأما المنقطع فالشاذكوني .. قال أبو عمران الطرسوسي: سمعت الأثرم يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحت السماء أحفظ الأخبار رسول الله من أبي مسعود الرازي" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإِمام الحافظ الحجة محدِّث أصبهان .. " أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان ممن رحل وجمع وصنف وحفظ وذاكر وواظب على لزوم السنة والذب عنها .. وقال علي بن المدني: كان من الراسخين في العلم .. وقال الحاكم: ثقة .. وقال الخليفي: ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (258 هـ) ثمان وخمسين ومائتين. من مصنفاته: صنف "المسند" و"التفسير". 406 - الجُشَمي * المقرئ: أحمد بن الفرج بن عبد الله بن عبيد، الجُشمي البغدادي، أبو علي. من مشايخه: عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن نُمير وغيرهما. من تلامدته: أبو جعفر بن البختري، ومحمد بن جعفر القماطري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "ضعفه الحسن بن بُكير قاله الخطيب". وفاته: قبل السبعين ومائتين. 407 - ابن البابا فرج * المفسر: أحمد بن أبي الفرج بن عبد الله، شهاب الدين، المعروف بابن البابا فرج، التجيبي، الفقيه، الشافعي. من مشايخه: سمع على الحافظ أبي محمد الدمياطي وقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل تذكرة الحفاظ: "كان جامعًا لعلوم شتى منها الحديث والفقه والأصول والكلام والنحو والطب والموسيقى .. درس الحديث لجماعة المحدثين، وتصدر بأماكن منها الجامع الأزهر" أ. هـ. • المقفى: "برع في الفقه، وقال الشعر الجيد، وأتقن العربية، وقرأ بالسبع، وعرف التفسير والحديث والأصلين والطب، وكتب بالخط الحسن، مع الدين والمروءة". وفاته: مات مطعونًا سنة (747 هـ) وقيل (749 هـ) سبع وقيل تسع وأربعين وسبعمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 341)، السير (13/ 40)، ميزان الاعتدال (1/ 271)، لسان الميزان (1/ 351)، الإكمال (2/ 10)، وفيه (أحمد بن الفرج الجشمي الجوري). * المقفى الكبير (1/ 565)، ذيل تذكرة الحفاظ (128)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 51)، معجم المفسرين (1/ 46) وفيه اسمه: أحمد بن عبد الله (أبي الفرج).

408 - ابن الفرح البغدادي

408 - ابن الفَرْح البغدادي * المفسر المقرئ: أحمد بن فَرَح بن جبريل العسكري البغدادي الضرير أبو جعفر، وقيل فَرْح، بإسكان الراء. من مشايخه: علي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وتلا على البَزي، والدوري وغيرهم. من تلامذته: ابن سمعان، وتلا عليه زيد بن أبي بلال، وأبو بكر بن النقاش وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "كان ثقة ثبتًا ذا فنون" أ. هـ. • معرفة القراء: "تصدر للإفادة زمانًا، وبعد صيته واشتُهر اسمُه لسعة علمه وعلو إسناده .. سكن الكوفة مدة وحمل أهلها منها علمًا جمًا، وكان ثقة مأمونًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "وهو الذي ذكره الذهبي في كتب القراءات وقال: قرأ عليه النقاش، وليس هو وإنما الذي قبله (يعني أحمد بن فرج) كما ذكره أبو عمرو الداني" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان ثقة عالمًا بالقرآن واللغة، بصيرًا بالتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (303) ثلاث وثلاثمائة. 409 - الباطرقاني * المقرئ: أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الشيخ، أبو بكر الباطرقاني الأصبهاني. ولد: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومحمد بن عبد العزيز الكسائي وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم الهذلي، وأبو علي الحداد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان مقرئًا فاضلًا محدثًا كتب بنفسه الكثير وكان حسن الخط دقيقه" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال الدقاق في رسالته: لم أرَ شيخًا بأصبهان جمع بين علم القرآن والقراءات والحديث والروايات وكثرة الكتابة والسماع أفضل من أبي بكر الباطرقاني. كان إمام الجامع الكبير حسن الخلق والهيأة والمنظر والقراءة والدراية ثقة في الحديث. قلت -الذهبي- ولي إمامة الجامع بعد ابن شبيب المذكور، وكان أحد الحفاظ، ولم يكن بالمتقن .. ثم قال أبو زكريا -يحيى بن منده-: تكلم ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 345) , السير (14/ 163)، العبر (2/ 125)، معرفة القراء للكبار (1/ 238)، غاية النهاية (1/ 95)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 64)، الشذرات (4/ 19)، معجم المفسرين (1/ 55)، تذكرة الحفاظ (2/ 703)، وفيه: أحمد بن فرج، تاريخ الإسلام (وفيات 303) ط- تدمري. * الأنساب (1/ 259)، العبر (3/ 246)، السير (18/ 182)، معرفة القراء (1/ 424)، تاريخ الإسلام (وفيات 460) ط- تدمري، معجم الأدباء (1/ 419)، غاية النهاية (1/ 96)، الوافي (7/ 288)، النجوم (5/ 82)، الشذرات (5/ 255)، معجم المؤلفين (1/ 228).

410 - اللخمي

في مسائل لا يسع الموضع ذكرها, ولو اقتصر على الإقراء والتحديث لكان خيرًا. قلت: يريد أبو زكريا أنه دخل في شيء من علم الكلام" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام -ذكر بعد كلام ابن منده السابق-: "وهذا يدل على أنه ثقة فيما روى وإنما تقم عليه الكلام" أ. هـ. • السير: "الإِمام الكبير شيخ القراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ كبير مقرئ محدث ثقة" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا عالمًا بالقراءات" أ. هـ. • الشذرات: "المقرئ الأستاذ" أ. هـ. وفاته: سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. من مصنفاته: ألف كتاب طبقات القراء سماه "المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات ومجموع الروايات"، و"القراءات الشواذ". 410 - اللخمي * المفسر المقرئ: أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرج بن عيسى اللخمي الأقليشي الأندلسي. ولد: سنة (363 هـ) ثلاث وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الطيب بن غلبون، وطاهر بن غلبون وغيرهما. من تلامذته: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد الله بن مسلم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "هو ثقة فاضل". • الصلة: "قال الخولاني: كان رجلًا صالحًا فاضلًا، مجودًا للقراءات قائمًا بالروايات فيه، وكان ملتزمًا في مسجد المغازي بقرطبة الناس" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان صالحًا فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في "معاني القراءات" لعله المسمى "تفسير العلوم والمعاني المستوعبة في السبع المثاني" وهو تفسير الفاتحة. 411 - أبو بكر الكَلْبِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن أبي القاسم بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الكلبي أبو بكر بن جُزيّ، وقيل ابن جَري (بالراء). من مشايخه: أجاز له أبو عبد الله بن رشيد، وابن الربيع، وابن برطال وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان من أهل الأصالة والذكاء .. وكان محمودا وله طلب وسماع" أ. هـ. • الشذرات: "كان عالمًا بالفقه، والفرائض، والعربية والنظم" أ. هـ. وفاته: سنة (785 هـ) خمس وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح "الألفية" وغيرها. ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 221)، الصلة (1/ 36)، غاية النهاية (1/ 97)، الأعلام (1/ 197)، معجم المفسرين (1/ 56) تاريخ الإسلام (وفيات 410 ط. تدمري). * إنباء الغمر (2/ 141)، الدرر الكامنة (1/ 313)، وجيز الكلام (1/ 266)، بغية الوعاة (1/ 375)، شذرات الذهب (8/ 494)، معجم المؤلفين (1/ 245).

412 - العبادي

412 - العَبَّادِي * اللغوي، المفسر: أحمد بن قاسم الصباغ، شهاب الدين، العبادي القاهري الشافعي. من مشايخه: الشيخ ناصر الدين اللقاني والشيخ شهاب الدين البرلسي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ محمد بن داود المقدسي وغيره. عقيدته، ومنهجه، وكلام العلماء فيه: • تراجم الأعيان: "كان يحضر إلى مجلس الأستاذ البكري في التصوف من غير تحجب ولا توقف، ويرى فوق ذلك سببًا للتاسف، وداعيًا إلى عظيم التلهف" أ. هـ. وفاته: سنة (992 هـ) وقيل (994 هـ) اثنتين، وقيل أربع وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: له الحاشية المسماة "الآيات البينات على شرح جمع الجوامع" وحاشية على "شرح الورقات" وحاشية على "شرح المنهج" وغيرها. 413 - القاضي بن كامل * النحوي، المفسر المقرئ: أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد، أبو بكر القاضي، ويعرف بوكيع. ولد: سنة (260 هـ) ستين ومائتين. من مشايخه: روى القراءة عرضًا على أبي بكر الأصبهاني، ومحمد بن يحيى الكسائي وغيرهما. من تلامذته: روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري وقرأ عليه أبو بكر بن مهران وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال الدارقطني: كان متساهلًا، وربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب، فإنه كان يختار ولا يصغ لأحد من العلماء الأئمة أصلًا، فقال له أبو سعد -الإسماعيلي-: كان جريري (¬1) المذهب. قال أبو الحسن: بل خالفه واختار لنفسه وأملى كتابًا في السير، وتكلم على الأخبار" أ. هـ. ¬

_ * تراجم الأعيان (1/ 62 - 64)، الشذرات (10/ 636)، الكواكب السائرة (3/ 124)، الأعلام (1/ 198)، معجم المؤلفين (1/ 230)، إيضاح المكنون (1/ 423). * تاريخ بغداد (4/ 358)، معجم الأدباء (1/ 420)، إنباه الرواة (1/ 97)، السير (15/ 545)، العبر (2/ 285)، غاية النهاية (1/ 98)، بغبة الوعاة (153)، تاج التراجم (46)، الطبقات السنية (1/ 10)، شذرات (4/ 260)، معجم المؤلفين (1/ 232)، معجم المفسرين (1/ 56)، تاريخ الإسلام (وفيات 350 ط. قد مري)، الجواهر المضية (1/ 238)، لسان الميزان (1/ 355)، ميزان الاعتدال (1/ 272)، إيضاح المكنون (2/ 283)، كشف الظنون (1/ 28)، (2/ 1207)، الفهرس (35)، الأنساب (3/ 405) التنكيل (1/ 167). (¬1) راجع ترجمة ابن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير في موضعه.

414 - ابن عرام الأسواني

• الأنساب: "كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث .. وأهلكه العجب" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "كان من أوعية العلم، كان يعتمد على حفظه فيهم" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان لا يعد لأحد وزنًا من الفقهاء وغيرهم، أملى كتابًا في السنن, وتكلم على الأخبار" أ. هـ. • السير: "قال الدارقطني: وأهلكه العجب كان يختار لنفسه ولا يقلد أحد .. وقال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله" أ. هـ. • الجواهر المضية: "كان متساهلًا في الحديث" أ. هـ. • الطبقات السنية: "فقيل جريري المذهب؟ فقال أبو الحسن: بل خالف واختار لنفسه. وهذا يؤيد كونه ليس بحنفي ولكن قوله "اختار لنفسه" يمكن حمله على أنه اختار لنفسه ما يوافق رأي الإمام الأعظم بحيث صار لكثرة أخذه برأيه يعد من اتباعه. والله أعلم" أ. هـ. • قلت: وقد ذكر المعلمي في "التنكيل" قول الدارقطني، كما نقلناه آنفا، وعلق عليه المعلمي قائلًا: "فحاصل هذا أنه لم يكن يلتزم مذهب إمام معين، بل كان ينظر في الحجج ثم يختار قول من رجح قوله عنده، أقول وهذا أيضًا ليس بجرح، بل هو المدح أولى". ثم قال: فيحق له أن ينشد: إن أكن معجبا فعجب عجيب ... لم يجد من فوق نفسه من فريد وفاته: سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة وقيل (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "غريب القرآن" و"القراءات" و"موجز التأويل عن محكم التنزيل". 414 - ابن عَرَّام الأَسْوانِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن أبي الكرم بن عزام، الأسواني المحتد الإسكندراني المولد، بهاء الدين، أبو العباس. ولد: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مشايخه: الدّلاصي، أبو بكر بن مبادر، العلم العراقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "وتولى نظر الأحباس الديوانية بالإسكندرية، وتصدر لإقراء العربية بجامع العطارين بها، وصحب أبا العباس المرسي، وأخذ التصوف عنه، وعن والده، وكان مقداما متدينًا، وأمه بنت الشيخ الشاذلي (¬1) .. " أ. هـ. • السلوك: "سمع الحديث وقرأ النحو والتصوف، وتصدر بالإسكندرية لإقراء العربية، ولي نظر الأحباس بها، وصنف في الفقه وغيره" أ. هـ. ¬

_ * الطالع السعيد (73)، الدرر الكامنة (1/ 119)، وذكر اسمه: أحمد بن أبي بكر بن عزام الأسواني وكذا في السلوك والبغية، السلوك (2/ 1 / 212)، معجم المؤلفين (1/ 112)، بغية الوعاة (1/ 299). (¬1) هو الشيخ علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي - نسبة إلى شازلة قرية في أفريقية .. نور الدين أبو الحسن الضرير ولد (591 هـ) وتوفي سنة (656 هـ) نزيل الإسكندرية صوفي، تنسب إليه الطريقة الشازلية .. معجم المؤلفين (2/ 468).

415 - أحمد كمال

وفاته: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من مصنفاته: له تعليق على "منهاج الطالبين" للنووي، و "مناسك" وصنف في الفقه والعربية وغيرها. 415 - أحمد كَمَال * المفسر: أحمد كمال باشا الرومي. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "أحد أعيان وكلاء الدولة العثمانية تولى نظارة المعارف والأوقاف كان فاضلًا أديبًا" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أديب تركي، مستعرب من وزراء الأوقاف والمعارف في الدولة العثمانية" أ. هـ. وفاته: سنة (1304 هـ) أربع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "النوادر واللطائف في تفسير الآيات التي احتوت على النكت الظراف". 416 - أبو العباس * النحوي، المفسر المقرئ: أحمد بن لؤلؤ بن عبد الله الرومي، شهاب الدين، أبو العباس، ويعرف بابن النقيب. ولد: سنة (706 هـ) وقيل (702 هـ) ست وقيل اثنتين وسبعمائة. من مشايخه: ابن القماح، وابن عبد الهادي، والميدومي وغيرهم. من تلامذته: العراقي، وابنه، والهيثمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "اشتغل بالعلم وله عشرون سنة وسمع الحديث ومهر في فنون .. وأخذ العربية وبرع وكان وقورًا ساكنًا خاشعًا قانعًا انتفع به الطلبة وتخرج به الأفاضل" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان عالمًا بالفقه والقراءات والتفسير والأصول والنحو ويستحضر من الأحاديث كثيرًا .. وكان ذكيًا أديبًا شاعرًا فصيحًا متواضعًا كثير المروءة والبر والتصوف والحج والمجاورة مواظبًا على الأشغال والاشتغال لا أعلم بعده من اشتمل على صفاته وكان أبوه روميًا من نصارى أنطاكية فوقع في سهم بعض الأمراء فرباه وأعتقه وباشر النقابة لبعض الأمراء" أ. هـ. وفاته: سنة (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر الكفاية وعمل تصحيح المهذب -قال عنه الإسنوي ليس على المتمذهب أنفع منه- ونكت المنهاج. 417 - تقي الدين الخُرْقِي * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن المبارك بن ¬

_ * إيضاح المكنون (2/ 682)، هدية العارفين (1/ 191)، معجم المؤلفين (1/ 233)، معجم المفسرين (1/ 56). * ذيل العبر (ابن العراقي) (1/ 260)، الدرر الكامنة (1/ 253)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 289)، النجوم (11/ 101)، وجيز الكلام (1/ 165) شذرات الذهب (8/ 366)، معجم المفسرين (1/ 56)، الأعلام (1/ 200)، معجم المؤلفين (1/ 234). * معرفة القراء (2/ 680)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 29)، الوافي (7/ 302)، غاية النهاية (1/ 99)، بغية الوعاة (1/ 355)، الأعلام (1/ 201)، روضات الجنات (1/ 307).

418 - اللمطي

نوفل، تقي الدين أبو العباس النصيبي الخُرْقي (¬1). من مشايخه: أبو حفص عمر بن أحمد السفني وغيره. من تلامذته: الملك المظفر، والملك الصالح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القرّاء: "كان متوسعًا من المعارف، جم الفضائل، له قبول زائد" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا، عالمًا، فقيهًا نحويا مقرئًا، يشغل الناس بالموصل وسنجار، ودرس بهما مذهب الشافعي" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مجود حاذق، ذو فنون" أ. هـ. • البغية: "في تاريخ الإِسلام: "كان إمامًا عالمًا"، وقال: "له القبول التام" أ. هـ. وفاته: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مصنفاته: شرح مقصورة ابن دريد وسماه "الدريدية" وألف كتابًا في "العروض" وشرح "الملحة". 418 - اللَّمْطِي * المفسر، المقرئ: أحمد بن مبارك بن محمد بن علي بن مبارك، أبو العباس، السجلماسي اللمطي. ولد: سنة (1090 هـ) تسعين وألف. من مشايخه: العارف باللهِ الولي الكامل عبد العزيز بن مسعود الدبّاغ، وأخذ عن الشيخ محمّد بن عبد القادر الفاسي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ التاوري، ومحمد بن حسن بناني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • قلت: من مقدمة كتابه الأبريز الذي ألفه في مناقب شيخه عبد العزيز الدباغ، ما يدل على أنه صوفي منحرف جدًّا، وإلى القاري الكريم بعض المواضع من كتابه هذا. فيقول: "الحمد لله الذي فتح لأوليائه طريق الوسائل، وأجرى على أيديهم الكريمة أنواع الفضائل، فمن اقتدى بهم انتصر واهتدى، ومن حاد عن طريقهم انتكس وتردى، ومن تمسك بأذيالهم أفلح وأدرك، ومن قابلهم بالاعتراض انقطع وهلك". ثم يبدأ بمدح شيخه فيقول: " (أما بعد) فإنه لما من الله علي وله الحمد والشكر بمعرفة الولي الكامل، الغوث الحافل، الصوفي الباهر، نجم العرفان الزاهر، صاحب الإشارات العلمية، والعبارات السنية، والحقائق القدسية، والأنوار المحمدية، والأسرار الربانية، والهمم العرشية منشئ معالم الطريقة بعد خفاء آثارها، ومدى علوم الحقائق بعد خبو أنوارها، الشريف المسيب، الوجيه النسيب، ذي النسبتين الطاهرتين الجسمية والروحية، والسلالتين الطيبتين الشاهدية والغيبية، والولايتين الكريمتين الملكية والملكوتية، المحمدي العلوي الحسني، قطب السالكين، وحامل لواء العارفين". ¬

_ (¬1) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وفاه إلى خرقة من قرى نصيبين. * شجرة النور (352)، الأعلام (1/ 201) معجم المفسرين (1/ 57)، الإبريز للمترجم وكتاب "هذه هي الصوفية، لعبد الرحمن الوكيل "الصوفية في ضوء الكتاب والسنة" لعبد الرحمن عبد الخالق.

ثم يقول: "فشاهدت من علومه ومعارفه وشمائله ولطائفه ما غمرني وبهرني وقادني بكلتي وأسرني. وسمعت منه في جانب صيد الوجود وعلم الشهود سيدنا ومولانا محمّد - صلى الله عليه وسلم - من المعرفة بقدره العظيم، وجاهه الكريم، ما لم يطرق سمعي منذ نشأت من إنسان ولا رأيته مسطورًا في ديوان، وسترى بعضه إن شاء الله تعالى أثناء الكتاب، وأعرف الناس به أولاهم به يوم الحساب، وكذا سمعت منه من المعرفة بالله تعالى وعلى صفاته وعظيم أسمائه ما لا يكيف ولا يطاق، ولا يدرك إلا بعطية الملك الخلاق. وكذا سمعت منه من المعرفة بأنبياء الله تعالى ورسله الكرام عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ما تخصه به كأنه كان مع كل نبي في زمانه، ومن أهل عصره وأوانه؛ وكذا سمعت منه من المعرفة بالملائكة الكرام، واختلاف أجناسهم وقفاوت مراتبهم العظام ما كنت أحسب أن البشر لا يبلغون إلى علم ذلك، ولا يتخطون إلى ما هنالك. وكذا سمعت منه من المعرفة بالكتب السماوية والشرائع النبوية السالفة الأعصار المتقادمة الليل والنهار ما نقطع وتجزم إذا سمعته بأنه سيد العارفين وإمام أولياء أهل زمانه أجمعين، وكذا سمعت منه من المعرفة باليوم الآخر وجميع ما فيه من حشر ونشر وصراط وميزان ونعيم باهر ما نعرف إذا سمعته أنه يتكلم عن شهود وعيان، ويخبر عن تحقيق وعرفان. فأيقنت حينئذ بولايته العظمى، وانتسبت لجنابه الأحمي، وقلت: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}. فإن كل مؤمن إنما تكون طلبته معرفة الأمور السابقة وبذلك تكون صفقته رابحة ونافقة، وقد سأل سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام سيدنا، ومولانا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عن حقيقة الإيمان فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره من الله). فمن كان أعرف النَّاس بهذه الأمور كان أحسنهم إيمانًا وقولهم عرفانا، فهذه -وفقك الله- هي المحجة البيضاء، والطريقة التي فجرها أضاء، وكان اجتماعي به -ولله الحمد- في رجب سنة خمس وعشرين ومائة وألف فبقيت في عشرته وتحت لواء محبته أسمع من معارفه التي لا تعد ولا تحصى، ولم يجر الله تعالى على يدي تقييد شيء من كلامه، بل كنت أسمعه وأعقله وأذكره لبعض أحبابي وخاصة أصحابي حتى علموا بذلك أسرار الولاية وأوصاف المحبين وسمات العارفين، ومناقب الصادقين وأحوال الهادين المهتدين، هذا مع كونهم من أكابر العلماء وفحول الققهاء، وحين سمعوا مني بعض كلام شيخنا رضي الله عنه أمروني بالدوام على محبته وقالوا هذا والله الولي الكامل والعارف الواصل. كل هذا المديح وشيخه هو أمي جاهل لم يكن يحفظ حزبًا واحدًا من القرآن بشهادة تلميذه أحمد بن مبارك ولكنه مع ذلك كان يستطيع التفريق بين القرآن والحديث بمجرد السماع، بل كان يستطيع أيضًا أن يفرق بين القرآن والحديث النبوي والحديث القدسي وكل ذلك بالكشف من غير علم ولا تعليم، وليس كذلك فقط بل كان يستطيع أيضًا أن يفرق ويعلم صحيح الحديث من موضوعه وضعيفه فإذا ألقى إليه

الحديث علم هل قاله الرسول أو لا ويقول أحمد بن مبارك اختبرته في ذلك فكنت ألقي عليه الحديث من الجامع الصغير للسيوطي فما قال فيه السيوطي صحيح كان يقول الشيخ عنه صحيح وما قال فيه موضوع يقول موضوع دون أن يتلقى هذا بالعلم وإنما بالكشف فقط بل كان يعرف إن كان الحديث في البخاري أو مسلم أو فيهما أو انفرد فيه أحدهما .. الخ .. ولم يكن هذا هو كل علم عبد العزيز الدباغ بل كان يعرف معاني القرآن كلها وتفسيره الباطني وعلم الحروف المقطعة في القرآن، بل وكان يعلم جميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء، ويعلم تفاسيرها ومعانيها. ولم يكن هذا فقط هو علم الدباغ أستاذ أحمد بن مبارك المزعوم بل كان يعلم ما في اللوح المحفوظ كله من المقادير بل كان هذا الذي لا يحفظ حزبًا من القرآن بشهادة تلميذه لا تغيب عنه ذرة في الأرض ولا في السماء، وأنه هو الغوث الأكبر المتحكم بالعالم العلوي والسفلي والوارث للحقيقة الهمدية والحقيقة الهمدية في الفكر الصوفي هو الله المستوي على العرش كما قال ابن عربي: "الحقيقة المحمدية هي الموصوفة بالاستواء على العرش", المهم أن أحمد بن مبارك يزعم فيما يزعم أن شيخه هذا الأمي الذي لا يحفظ حزبًا من القرآن كان هو الغوث الأكبر وهو رئيس الديوان الصوفي وأنه استفاد منه علومًا جمة من بعضها كتابه الإبريز. وإليك بعض انحرافات هذا الشيخ من كتاب الإبريز ومدح أحمد بن المبارك له في كل مرة يذكر فيها تلك الانحرافات والخرافات التي يسميها كرامات. قال رضي الله عنه: "وأما عاد الأولى، فإنهم كانوا قبل قوم نوح - عليه السلام -، وأرسل الله إليهم نبيًّا يسمى "هويد" بهاء مضمومة قريبة من همزة بين وواو ساكنة سكونًا ميتًا بعدها ياء ساكنة سكونًا حيًّا قال رضي الله عنه: وهو رسول مستقل بشرعه بخلاف هود الذي أرسل إلى عاد الثانية فإنه مجدد لشرع من قبله من المرسلين، قال رضي الله عنه: وكل رسول مستقل فلا بد أن يكون له كتاب، قال: ولسيدنا هويد المذكور كتاب وأنا أحفظه كما أحفظ جميع كتب المرسلين، فقلت له: وتعدها؟ قال: أحفظها ولا أعدها، اسمعوا مني ثم جعل يعدها كتابًا كتابًا قال: ولا يكون الولي وليًّا حتى يؤمن بحميع هذه الكتب تفصيلا ولا يكفيه الإجمال، فقلت هذا لسائر الأولياء المفتوح عليهم فقال رضي الله عنه: بل لواحد فقط وهو الغوث فاستفدت منه في ذلك الوقت أنه رضي الله عنه هو الغوث وعلومه رضي الله عنه دالة على ذلك"). وفي موضع آخر: "وسألته رضي الله عنه عن معنى الساق، في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}. فقال رضي الله عنه: الساق بلغة السريانية هو الجد ضد الهزل، فقلت: وهو في لغة العرب أيضًا كذلك يقولون انكشف الحرب عن ساق أي عن جد، فقال لي فهو إذا من توافق اللغتين، قلت: وما رأيت من يعرف السريانية وجمع اللغات التي لبني آدم وللجن وللملائكة وللحيوانات مثله". وفي موضع آخر: "وسألته رضي الله عنه عن القرآن العزيز: هل

هو مكتوب في اللوح المحفوظ باللغة العربية؟ فقال رضي الله عنه: نعم، وبعضه بالسريانية فقلت: وما هذا البعض؟ فقال رضي الله عنه: فواتح السور. قال - رضي الله عنه -: ولا يعلم ما في فواتح السور إلا أحد رجلين: رجل ينظر في اللوح المحفوظ، ورجل يخالط ديوان الأولياء أهل التصرف رضي الله عنهم، وغير هذين الرجلين لا طمعية له في معرفة فواتح السور أبدًا. وسألته رضي الله عنه: عن (الم) التي في أول البقرة، وعن (الم) التي في أول سورة آل عمران، هل أشير بهما إلى شيء واحد أو معناهما مختلف؟ . فقال رضي الله عنه: بل معناهما يختلف، وكل واحدة منهما قد شرحت بما في سورتها، سمعت هذا الكلام منه في أول ما لقيته، فعلمت أنه - رضي الله عنه - من كابر الأولياء؛ لأني رأيت أكابر الصوفية رضي الله عنهم إذا تعرضوا لفواتح السور ورمزوا إلى شيء مما ذكره الشيخ رضي الله عنه، صرحوا بأنه لا يعرف معنى فواتح السور إلا الأولياء الذين هم أوتاد الأرض، فكانت هذه عندي شهادة عظيمة بولاية هذا السيد الجليل، رزقنا الله محبته ووصلنا إلى العلوم التي تبدو لنا عنه، ولم يتعاط شيئًا منها لا في كبره ولا في صغره، بل ولا قرأ القرآن ولا يحفظ منه إلا سورًا قليلة من حزب (سبح) وإذا سمعته يتكلم في تفسير آية سمعت العجب العجاب، وهذه نصوص من أكابر الصوفية رضي الله عنهم الشاهدة بولايته وجميع ما أشار إليه الشيخ - رضي الله عنه -". وفي موضع آخر: "وسألته رضي الله عنه عن قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}. فإن علماء التفسير رضي الله عنهم اختلفوا في ذلك اختلافًا كثيرًا وذكرت له بعض ما قالوه. فقال رضي الله عنه: لا أفسر لكم الآية إلا بما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكره لنا في تفسيرها بالأمس. فقال رضي الله عنه: إن ما يقع في خواطر العباد مما يتعلق بالأمور الكائنة على قسمين قسم لا يقع وإليه الإشارة بقوله: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} وقسم يقع وإليه الإشارة بقوله {وَيُثْبِتُ} يعني أن الخواطر المتعلقة بالأمور الاستقبالية كنزول مطر وقدوم قادم ووقوع حادث منها ما يخيب وهو الممحو، ومنها ما يجيب بالجيم وهو المثبت (وعنده) تعالى (أم الكتاب) وهو العلم القديم الذي لا يخيب أصلًا، هكذا فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - فاعتمده واطرح ما سمعت من غيره، وذلك أني كنت سمعت منه في الآية تفسيرًا آخر طالما أفصح فيه عن حقائق عرفانية والله تعالى أعلم". وقال في موضع آخر: "وسألته رضي الله عنه: عن قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}. هل هذا خاص بموسى - عليه السلام -؟ وهل ما يذكر السادات الصوفية رضي الله عنهم من المكالمة حق مثل قول الشيخ العارف بالله أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه في الحزب الكبير: وهب لنا مشاهدة تصحبها مكالمة. فقال - رضي الله عنه -: ما ذكره الشيخ أبو الحسن وغيره من

419 - الرفاعي

الصوفية في المكالمة حق لا شك فيه، ولا يعارض ذلك الآية الشريفة إذ لا حصر فيها" أ. هـ. • قلت: وللمزيد يراجع كتابه هذا فيرى القارئ فيه العجب من شطحات الصوفية والانحرافات .. نسأل الله تعالى السلامة. وفاته: سنة (1156 هـ) وقيل (1155 هـ) ست وقيل خمس وخمسن ومائة وألف. من مصنفاته: "الإبريز" ألفه في مناقب شيخه الدبّاغ، و"تقييدات على السلم للأخضري" وله تأليف في قوله تعالى "وهو معكم أينما كنتم" وغير ذلك. 419 - الرِّفاعِي * النحوي: أحمد بن محجوب الفيومي الرفاعي (¬1) الأزهري المالكي. ولد: سنة (1250 هـ) خمسين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمَّد عليش، ومحمد العلماوي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ محمد عبده، والشيخ محمّد بخيت مفتي الديار المصرية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "العالم العلامة المحدث الفقيه المحقق الفهامة كان مواظبًا على قراءة الحديث دؤوبًا على التدريس لا يعرف الكسل ولا الملل .. وبرع في غالب الفنون وأقرأ العلوم ومكث مدرسًا في الأزهر نحوًا من ثلاث وخمسين سنة حتى انحصر الأزهر في تلامذته وتلامذة تلامذته فكل الأزهريين عيال عليه في العلم .. " أ. هـ. • الأعلام الشرقية: "أتقن فن التجويد وعين شيخًا على المقارئ، وكان مولعًا بختم القرآن، وكان عالمًا بارعًا، إمامًا محققًا، تقيًا صالحًا، مواظبًا على الصلاة مع الجماعة، دؤوبًا على التدريس ونصح الخلق لا يعرف الكسل ولا الملل. وكان شيخًا على رواق الفيومية، وعضوًا في مجلس إدارة الأزهر" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه مالكي من النحاة" أ. هـ. • تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر: "فلما عزل الشيخ سليمًا البشري عن الأزهر في (2) ذي الحجة سنة (1320) وأراد إرجاع الشيخ حسونه النواوي أو تنصيب الشيخ محمَّد بخيت ولم يرض النظار، رشح المترجم واستدعاه وأعلمه بانتخابه له، فعاد إلى داره جذلا وأشاع الأمر وهيأ السكّر لشرب المهنئين والرمل الأصفر لفرشه بصحن الدار، وكاد الأمر يتم له لولا أن بعض مبغضيه من المقربين للخديوي صرفه عن توليته وذكر عنه هنات الله أعلم بها، فعدل الخديوي عن تنصيبه إلا أنه التمس لنفسه مخرجًا من وعده الذي وعده به، فأعمل بعض المقربين الحيلة واستدعوه بحضرة الخديوي وسألوه عن قبوله للتولية فقال لهم: نعم ولاني مولاي وقبلت، فأخذوا يذكرون صعوبة ¬

_ * الأعلام (1/ 202)، معجم المطبوعات (947)، معجم المؤلفين (1/ 235)، شجرة النور (411)، الأعلام الشرقية (1/ 264)، تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر (أحمد تيمور) (64). (¬1) الرفاعي: نسبة إلى الطريقة الصوفية الرفاعية المشهورة.

420 - القواس

مراس أهل الأزهر والمشاق التي يعانيها شيخهم لإخضاعهم، ولمحوا له بأنهم لا يظنونه يقوى عليهم فقال: ومن أهل الأزهر؟ أنا أدوسهم بقدمي فقالوا إنك: ستكون مع الشيخ محمّد عبده والشيخ عبد الكريم سلمان العضوين بمجلس الإدارة فهل ترضى بأن يشاركاك في الإدارة؟ وكيف يكون شأنك معهما؟ فقال: كلا لا أرضى بأن يشاركاني بل أشترط لقبول التولية عزلهما، وهما عندي كافران لا يوثق بهما، فاستغرب الخديوي في الضحك، وقال: شرطك لا يمكن تنفيذه، ونحن نريحك من رئاسة الأزهر، ونعوضك عنها بشيء نجريه عليك من الأوقاف، فأسقط في يده ورضي مرغما ثم صرفوه. ثم وقعت منه في أواخر أيامه زلة، قيل إنه تصرف في وقف بغير وجه شرعي، ولكن الله لطف به فلم يقع له بسبب ذلك غير فصله من المقارئ، وكثرت غمومه وهمومه لما لاكته الألسنة في هذه المسئلة، فانقطع عن التدريس لمرض أصابه إلى أن توفي بعد ظهر يوم الاثنين (18) صفر سنة (1325 هـ) ودفن يوم الثلاثاء، وأذنوا له على المآذن كالعادة في موت كبار العلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (1325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، عاش نحو (75 سنة)، ومات بالقاهرة. من مصنفاته: له "حاشية" على شرح بحرق اليمنى على لامية الأفعال لابن مالك في الصرف و "خطب" وتقادير في البلاغة والعروض .. وله مجموعة أوراد. 420 - القَوَّاس * المقرئ: أحمد بن محمد بن عَلْقْمَة بن نافع بن عمر بن صبح بن عون، أبو الحسن المكي النبال، المعروف بالقواس. من مشايخه: أبو الإخريط وهب بن واضح، ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن يزيد الحُلواني، وقنبل، وحدث عنه بقي بن مخلد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "قال ابن مجاهد: قال لي قُنبل: قال لي القوَّاس: الْقَ هذا الرجل البزي فقل له: ليس هذا الحرف من قراءتنا يعني {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} مخففًا. قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت ثم أتى إليه من الغد. قال قُنْبُل: سمعت القوَّاس يقول: نحن نقف حيث انقطع البعض، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلا اللَّهُ}، {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} في الأنعام و {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} " أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ذكر للتمييز؛ لأن جماعة خلطوا إحدى هاتين الترجمتين -هذا والذي قبله- بالأخرى والصواب التفريق. قلت: فرق بينهما ابن حبان في (الثقات) وقال في ترجمة هذا ربما خالف" أ. هـ. ¬

_ * تهذيب الكمال (1/ 482)، تاريخ الإِسلام (وفيات 245) ط، تدمري، معرفة القراء (1/ 178)، غاية النهاية (1/ 123)، تهذيب التهذيب (1/ 69) وفيه اسمه: أحمد بن محمد بن عون القواس.

421 - أحمد بن حنبل

وفاته: سنة (240 هـ) أربعين ومائتين، وقيل (245 هـ) خمس وأربعين ومائتين وقيل غير ذلك. 421 - أحمد بن حنبل * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: أحمد بن محمَّد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان ابن دُهل بن ثعلبة بن عُكابة بن صعب .. الشيباني المَروْزي الأصل. ولد: سنة (164 هـ) أربع وستين ومائة. من مشايخه: هُشيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، وخلق كثير. من تلامذته: البخاري، ومسلم، أبو داود، وابناه صالح، وعبد الله. كلام العلماء فيه: • قلت: هو الإمام الجليل، الزاهد، الورع، العالم العامل، الحافظ، المثبت، الثقة، صاحب المذهب الذي قال بعضهم: هوبلا غرور على السنة، الذي قال فيه إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين: كان في أحمد بن حنبل خصال ما رأيتها في عالم قط: كان محدثًا، وكان حافظًا، وكان عالمًا، وكان ورعًا، وكان زاهدًا، وكان عاملًا، وهو شيخ الإِسلام، وأحد الأئمة المتبوعين. وقد أثنى عليه شيوخه وتلامذته، ومن رآه ثناء عطرًا خالدًا، ونسوق إليك بعضها: قال إسحاق بن راهويه: أحمد حجة بين الله وبين عبيده في أرضه وقال علي بن المديني: إذا ابتليت بشيء فأفتاني أحمد بن حنبل، لم أبال إذا لقيتُ ربي كيف كان. وقال يحيى بن معين: أراد الناس أن نكون مثل أحمد بن حنبل، والله ما نقوى أن نكون مثله، ولا نطيق سلوك طريقه. وقال الذهبي: "كان شيخًا أسمر مديد القامة مخضوبًا، عليه سكينة ووقار، وقد جمع ابن الجوزي أخباره في مجلد، وكذلك البيهقي وشيخ الإِسلام الهروي، وكان إمامًا في الحديث وضروبه، إمامًا في الفقه ودقائقه، إمامًا في السنة وطرائقها، إمامًا في الورع وغوامضه، إمامًا في الزهد وحقائقه، رحمه الله تعالى" أ. هـ. • قلت: وهو أشهر مما نقول فيه، ومن أراد المزيد فليرجع إلى ترجمته في مصادر التاريخ المقيدة أدناه وغيرها، وكتب حياته التي ألفت في مناقبه وحياته وعلمه، وما اتصف به رحمه الله تعالى .. وفاته: سنة (241 هـ) إحدى وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "كتاب التفسير"، قال الذهبي في ¬

_ * صفة الصفوة (2/ 221)، المنتظم (11/ 286)، وفيات الأعيان (1/ 63)، ابن النديم الفهرست (285) , تاريخ بغداد (4/ 412)، تاريخ دمشق (5/ 252)، طبقات ابن سعد (7/ 354)، تاريخ البخاري الكبير (2/ 5)، الجرح والتعديل (2/ 68)، طبقات الحنابلة (1/ 4)، الكامل (7/ 80)، تهذيب الكمال (1/ 437)، تاريخ الإِسلام- ط تدمري - (وفيات الطبقة 25) ط. تدمري، السير (11/ 177)، العبر (1/ 435)، تذكرة الحفاظ (2/ 341)، البداية والنهاية (10/ 325)، ط- مكتبة المعارف (بيروت) - الطبعة الرابعة، الوافي (6/ 363)، النجوم (2/ 304)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 71)، تهذيب التهذيب (1/ 62)، طبقات الحفاظ (186)، الشذرات (3/ 185)، الأعلام (1/ 203)، غاية النهاية (1/ 112)، معجم المؤلفين (1/ 261)، معجم المفسرين (1/ 57).

422 - البزي

السير عن هذا الكتاب: إنه شيء لا وجود له، وأنا أعتقد أنه لم يكن أ. هـ (¬1)، وكتاب "الناسخ والمنسوخ"، وكتاب "الزهد" والمسند، وغيرها. 422 - البَزِّي * المقرئ: أحمد بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة، أبو الحسن المخزومي مولاهم، الفارسي الأصل -وقال الأهوازي: أبو بزة الذي ينسب إليه البزي اسمه بشار الفارسي- والبزة الشدة. ولد: سنة (170 هـ) سبعين ومائة. من مشايخه: عبد الله بن زياد، وعكرمة بن سليمان وغيرهما. من تلامذته: إسحاق بن محمَّد الخزاعي والحسن بن الحباب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "كان دينًا عالمًا، صاحب سنة رحمه الله" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال الآجري حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الحميد حدثا أحمد بن محمّد بن أبي بزة سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق قال ابن أبي بزة: من قال مخلوق فهو على غير دين الله تعالى ودين رسوله - صلى الله عليه وسلم - " أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "وكان شيخ الحرم وقارئه في زمانه، مع الدين والورع والعبادة" أ. هـ • البداية والنهاية: "والبزي أحد القراء المشاهير" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ محقق ضابط متقن" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال العقيلي: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أحدث عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. 423 - العَدَوي * النحوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي العدوي، أبو جعفر البغدادي النحوي هو وأبوه وجده. من مشايخه: جده أبو محمد اليزيدي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أديبًا عالمًا بالنحو شاعرًا، مدح المأمون والمعتصم وغيرهما ... " أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان متقنًا في العلوم، راوية للشعر والأخبار، شاعرًا، قال: أصبحت في يوم غيم ورذاذ، ففكرت فيمن أبعث إليه، فخطر بقلبي أبو جعفر محمد بن الفضل، فأخذت الدواة ¬

_ (¬1) وقد ردّ الدكتور الفاضل حكمت بشير في مقدمة كتابه "مرويات الإمام أحمد في التفسير" على هذه المقولة ببحث قيم. * الضعفاء الكبير للعقيلي (1/ 127) الأنساب (1/ 345)، اللباب (1/ 121)، السير (12/ 50)، العبر (1/ 455)، معرفة القراء (1/ 173)، تاريخ الإِسلام (وفيات 250) ط. تدمري، البداية (11/ 8)، لسان الميزان (1/ 388)، غاية النهاية (1/ 119)، الشذرات (3/ 229) الأعلام (1/ 204) وفيه وفاته (243 هـ). * الفهرست (56)، تاريخ بغداد (5/ 117)، الأغاني (20/ 240)، بغية الطلب (3/ 1049)، الأنساب (5/ 692)، معجم الأدباء (1/ 434)، إنباه الرواة (1/ 126)، مختصر تاريخ دمشق (1/ 289)، الوافي (7/ 388)، غاية النهاية (1/ 133)، بغية الوعاة (1/ 386).

424 - الفيل

لأكتب إليه، فإذا الغلام يقول: أبو جعفر محمد بن الفضل بالباب، فقلت: يدخل، فلما دخل قمت إليه، والقلم والقرطاس في يدي، فقلت: هذا والله كتابي إليك، فالحمد لله الذي جاء بك، فقال: ليس أقيم عندك، ولا تقعد من قيامك، حتى توافيني إلى البيت، ولست أنتظرك، فإن عندي إنسانًا يشتاقك وتشتاقه، ثم قال: يا غلام أسرج الدابة، واذهب أنت ياغلام، فجيء بثيابه، ثم مضى وتركني، ولحقت به. فدخلت وهو قاعد على مصلى عند باب الرواق، وبحذاء المصلى آخر عليه مخارق المُغنى، وقد أخلي لي الصدر، فلما دخلت قام إلي مخارق فسلم على، ثم جلس، فأقبلنا نتذاكر أيامنا، فقال محمد بن الفضل: يا غلام، ما عندك من الطعام؟ فقال: جدي بارد، وفراريج وشرائح، فقال: ائتنا بما حضر، ولا تحبسنا بانتظار شيء، ثم بعث إلى الجواري فخرجن إلينا، ومع كل واحدة وصيفة تحمل عودها، وأخذن عيدانهن، وكان إذا مر بي الصوت استحسنه من مخارق، واستعدته، فغنى مخارق: يقول أناس لو تبدلت غيرها ... لعلك تسلو إنما الحب كالحب فاستحسنه، واستعدته مرات، فقال لي مخارق يا أبا جعفر، كأنه كان لك، قلت: نعم: قال: ففيه عيب، قلت: وما ذاك يا أبا المهنا؟ قال: هو بيت فرد، ويجب أن يكون له رفيق، فقلت: فقلت لهم لو أن قلبي يطيعني ... فعلت ولكن لا يطاوعني قلبي فأخذه وغناه فأحسن" أ. هـ. • الوافي: "كان جده من ندماء المأمون ... وكان مقرئًا" أ. هـ. • بغية الطلب: "كان أبو جعفر شاعرًا مجيدًا عالمًا بالقراءات والنحو، مدح المأمون وقدم معه حلب حين قدمها وكان في صحبته حين غزا الروم" أ. هـ. • الأغاني: "أحد بني عدي بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيدي يذكر ذلك، ويقول: نحن من رهط ذي الرمة. وقيل: إنهم موالي بن عدي، وقيل لأبي محمَّد: اليزيدي لأنه كان فيمن خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بالبصرة، ثم توارى زمانًا حتى استتر أمره، ثم اتصل بعد ذلك بيزيد بن منصور خال المهدي، فوصله بالرشيد، فلم يزل معه، وأدب المأمون خاصة من ولده، ولم يزل أبو محمد وأولاده منقطعين إليه وإلى ولده، ولهم فيهم مدائح كثيرة جياد" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (260 هـ) ستين ومائتين. 424 - الفِيل * المقرئ: أحمد بن محمد بن حُميد، أبو جعفر البغدادي يلقب بالفيل (¬1)، ويعرف بالفامي (¬2). ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 436)، معرفة القراء (1/ 259)، ميزان الاعتدال (1/ 280)، تاريخ الإِسلام (وفيات 286) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 112). (¬1) لقب بالفيل لعظم خلقه أ. هـ. تاريخ الإِسلام. (¬2) الفامي: نسبة إلى قرية فامية من عمل دمشق أ. هـ. غاية النهاية.

425 - المري

من مشايخه: يحيى بن هشام السمسار، وعمرو بن الصباح وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عبد الرحمن الولي، وابن مجاهد، ومحمد بن خلف، ووكيع وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "ذكره أبو الحسن الدارقطني فقال: ليس بالقوي" أ. هـ. • غاية النهاية: "مشهور حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين، كما قال الأهوازي والنقاش، وقيل سنة سبع وثمانين، وقيل ست وثمانين. 425 - المُرِّي * المقرئ: أحمد بن محمَد بن الوليد بن سعد، الدمشقي المري، أبو بكر. من مشايخه: أبو مسهر الغساني، وآدم بن أبي إياس وغيرهما. من تلامذته: الطبراني، وأبو علي بن آدم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "كان مقرئًا فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (297 هـ)، سبع وتسعين ومائتين. 426 - البَراثي * المقرئ: أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان البغدادي أبو العباس البراثي. من مشايخه: علي بن الجعدي وسريج بن يونس وغيرهما. من تلامذته: الطبراني والجعابي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير "قال الدارقطني: ثقة مأمون" أ. هـ. • غاية النهاية: "ضابط جليل" أ. هـ. وفاته: سنة (300 هـ) وقيل (302 هـ) ثلاثمائة وقيل اثنتين وثلاثمائة. 427 - أبو حَسَّان * المقرئ: أحمد بن محمَد بن يزيد بن الأشعث بن حسان القاضي، أبو بكر العنزي البغدادي، المعروف بأبي حسان. من مشايخه: أبو نشيط صاحب قالون، وأحمد بن زرارة وغيرهما. من تلامذته: ابن شنبوذ، وأحمد بن بويان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام ثقة ضابط في حرف قالون ماهر محرر" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (300 هـ) ثلاثمائة. ¬

_ * الإكمال (7/ 314) , تاريخ دمشق (5/ 459)، تاريخ الإسلام (وفيات 297) ط. تدمري، السير (14/ 81)، تهذيب ابن عساكر (2/ 81). * تاريخ بغداد (5/ 3)، طبقات الحنابلة (1/ 64)، سير أعلام النبلاء (14/ 92) , غاية النهاية (1/ 113)، النجوم الزاهرة (3/ 181). * معرفة القراء (1/ 237)، غاية النهاية (1/ 133).

428 - الطحاوي

428 - الطحاوي * المفسر المقرئ: أحمد بن محمّد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة بن سليمان بن حامد، أبو جعفر الأزدي الحجري المصري الطحاوي (¬1). ولد: سنة (239 هـ) تسع وثلاثين ومائتين. من مشايخه: إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الشافعي، وأحمد بن أبي عمران البغدادي وغيرهما كثير. من تلامذته: أحمد بن القاسم بن المهدي البغدادي، وإسماعيل بن أحمد أبو سعيد الجرجاني الخلال وغيرهما خلق. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان إمامًا ثقة ثبتًا فقيهًا عالمًا لم يخلف مثله ... وكان تلميذ أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المُزني فانتقل من مذهبه إلى مذهب أبي حنيفة رحمهم الله" أ. هـ. • السير: "من نظر في تواليف هذا الإمام علم محله من العلم، وسعة معارفه، وقد كان ناب في القضاء عن أبي عبيد الله عقد بن عبدة (¬2)، قاضي مصر سنة بضع وسبعين ومئتين، وترقى حاله، فحكى أنه حضر رجل معتبر عند القاضي بن عبدة فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن أبيه؟ فقلت أنا (¬3): حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي عبيدة، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ * تاج التراجم (21)، الجواهر المضية (1/ 271)، الفوائد البهية (25)، الوافي (8/ 9)، الإكمال لابن ماكولا (3/ 85)، الأنساب (4/ 52)، تاريخ دمشق (5/ 361)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 264)، تهذيب تاريخ دمشق (2/ 57)، المنتظم (13/ 318)، وفيات الأعيان (1/ 71)، التقييد (174)، معجم البلدان (4/ 22)، الفهرست لابن النديم (260)، المختصر في أخبار البشر (2/ 79)، العبر (2/ 186)، تذكرة الحفاظ (3/ 808)، السير (15/ 27)، البداية والنهاية (11/ 186)، غاية النهاية (1/ 116)، لسان الميزان (1/ 380)، النجوم (3/ 239)، طبقات الحفاظ (337)، الشذرات (4/ 105)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 74)، هدية العارفين (1/ 58)، كشف الظنون (1/ 32)، ديوان الإِسلام لابن الغزي (3/ 236)، الأعلام (1/ 206)، معجم المؤلفين (1/ 267)، بدائع الزهور (1/ 1 / 175)، اللباب (2/ 82)، معجم المطبوعات لسركيس (1232)، الطبقات السنية (2/ 49)، مفتاح السعادة (2/ 275)، معجم المفسرين (1/ 58)، روضات الجنات (1/ 214)، تاريخ الإِسلام (وفيات 321) ط. تدمري، كتاب "الحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي" بقلم محمَّد زاهد الكوثري -طبع بمطبعة الأنوار- القاهرة 1368 هـ قال شمس الدين الأفغاني في كتابه "الماتريدية" حول كتاب زاهد الكوثري هذا: أساء إليه وإلى نفسه، قاتل الله التعصب والغلو، حيث غالى فيه وطعن في كثير من الأئمة كعادته في البهت والسم" أ. هـ. انظر الهامش والأصل (1/ 281). (¬1) هذه النسبة إلى (طحا) وهي قرية بأسفل أرض مصر من الصعيد يُعمل فيها كيزان يقال لهما الطحوية من طين أحمر، انظر الأنساب. (¬2) قال شعيب: وهذه الشهادة من مؤرخ الإسلام الذهبي وغيره من الأئمة في حق الإمام الطحاوي تدل على أن ما جاء في مقدمة معرفة السنن والآثار لأحمد صفر من نبز وطعن إنما كان بدائع التعصب والحقد والجهل ولا يتسع المجال هنا لإيراد ما قاله في حق هذا الإمام وكشف عواره، وبيان وهائه، ودحض مفترياته، وكان يجدر به وهو يحقق كتابًا في السنة النبوية أن يأتسي بأئمة الجرح والتعديل في توخيهم الدقة والتمحيص، والصدق والعدل في ما يصدرون من آراء في حق أهل العلم. (¬3) أي: الطحاوي.

"إن الله ليغار للمؤمن فليغر" (¬1). • تاريخ دمشق: "كان شافعي المذهب يقرأ على المزني فقال له يومًا: والله لا جاء منك شي، فغضب أبو جعفر من ذلك وانتقل إلى أبي عمران، فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم -يعني المزني- لو كان حيًّا لكفر عن يمينه" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وبلغنا أن أبا جعفر لما صنف مختصره في الفقه قال: رحم الله أبا إبراهيم يعني المزني، لو كان حيًّا لكفر عن يمينه، يعني الذي حلفه، أنه لا يجيء منه شيء، وتعقب هذا بعض الأئمة بأنه لا يلزم المزني في ذلك كفارة؛ لأنه حلف عن غلبة ظنه، ويمكن أن يجاب عن أبي جعفر بأنه أورد ذلك على سبيل المبالغة، ولا شك أن يستحب الكفارة في مثل ذلك، ولو لم يقل بالوجوب، وليس يخفى مثل ذلك على أبي جعفر، لكن قرأت بخط محمَّد بن التركي المنذري، أن الطحاوي إنما قال ذلك كيما يعير المزني، فأجابه بعض الفقهاء بأن المزني لا يلزمه الحنث أصلًا لأن من ترك مذهب أصحاب الحديث وأخذ بالرأي لم يفلح، وناب أبو جعفر في القضاء عن محمد بن عبدة قاضي (مصر) بعد السبعين ومائتين، وترقت حاله بـ (مصر)، قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة ثبتًا فقيهًا عاقلًا لم يخلف مثله، وقال مسلمة ابن قاسم الأندلسي في كتاب (الصلة): كان ثقة، جليل القدر فقيه البدن، عالمًا باختلاف العلماء، بصيرًا بالتصنيف، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان شديد العصبية فيه، قال: وقال لي أبو بكر محمّد بن مُعَاوية بن الأحمر القرشي: دخلت (مصر) قبل الثلاثمائة وأهل مصر يرمون الطحاوي بأمر عظيم فظيع، يعني من جهة أمور القضاء، أو من جهة ما قيل: إنه أفتى به أبا الجيش من أمر الخصيان، قال: وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، لا يرى حقًّا في خلافه، وقال ابن عبد البر في كتاب (العلم): كان الطحاوي من أعلم النَّاس بسير الكوفيين وأخبارهم وفقههم، مع مشاركته في جميع مذاهب الفقهاء، قال: وسمع أبو جعفر الطحاوي منشدا ينشد [الكامل]: إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر فقال أبو جعفر: وددت لو أن علي إثمهما وأن لي أجرهما وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" انتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر" أ. هـ. • الطبقات السنية: "ذكر أبو يعلى الحنبلي، في كتاب "الإرشاد، في ترجمة المزني، أن الطحاوي ¬

_ (¬1) رجاله ثقات إلا أن أبا أحمد الزبيري -واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير- يخطئ في حديث الثوري، وأخرج البخاري (9/ 280) في النكاح: باب الغيرة، ومسلم (276) في التوبة: باب غيرة الله تعالى، والترمذي (3530) وأحمد (1/ 381 , 425 - 426) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش" وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (9/ 281) ومسلم (2761) والترمذي (1168) وعن أسماه عند البخاري (9/ 280)، ومسلم (2762) وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (12/ 154) , ومسلم (1499).

المذكور كان ابن أخت المزني وأن محمد بن أحمد الشروطِي، قال: قلت للطحاوي: لم خالفت خالك، واخترت مذهب أبي حنيفة؟ فقال: لأني كنت أرى خالي يديم النظر في كتب أبي حنيفة، فلذلك انتقلت إليه. انتهى قلت: هذا هو الأليق بشأن هذا الإِمام، والأحرى به، وأنه لم ينتقل من مذهب إلى مذهب بمجرد الغضب، وهوى النفس، لأجل كلمة صدرت من أستاذه وخاله، في زمن الطلب والتعلم، بل لما استدل به على ترجيح مذهب الإمام الأعظم، وتقدمه في صحة النقل، وإيضاح المعاني بالأدلة القوية، وحسن الاستنباط من كون خاله المزني مع جلالة قدره، ووفور علمه، وغزير فهمه، كان يديم النظر في كتب أبي حنيفة، ويتعلم من طريقته، ويمشي على سننه في استخراج الدقائق من أماكنها، والجواهر من معادنها, نفعنا الله ببركة علومهم جميعًا" أ. هـ. • الفوائد البهية: منال الجامع قد طالعت من تصانيفه معاني الآثار وقد يسمى بشرح معاني الآثار فوجدته مجمعًا للفوائد النفيسة والفوائد الشريفة ينطق بفضل مؤلفه وينادي بمهارة مصنفه قد سلك مسلك الإنصاف وتجنب عن طريق الاعتساف إلا في بعض المواضع قد عدل النظر فيها عن التحقيق وسلك مسلك الجدل والخلاف الغير الأنيق كما بسطته في تصانيفي في الفقه. وفي غاية البيان للإتقاني أقول لا معنى لإنكارهم على أبي جعفر فإنه مؤتمن لا متهم مع غزارة علمه واجتهاده وورعه وتقدمه في معرفة المذاهب وغيرها فإن شككت في أمره فانظر شرح معاني الآثار هل ترى له نظيرًا في سائر المذاهب فضلًا عن مذهبنا هذا انتهى" أ. هـ. • قلت: قال شعيب الأرنؤوط في مقدمة كتاب "شرح مشكل الآثار (¬1) " للطحاوي مبينًا أن الطحاوي إمام مجتهد ما نصه (ص 60): "في مقدمة (شرح معاني الآثار) ما يدل على أنه كان يتبع الدليل حيثما كان، ويأخذ به، فقد جاء فيها: أن بعض أصحابه من أهل العلم سأله أن يضع له كتابًا يذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحكام التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة من أهل الإِسلام أن بعضها ينقض بعضًا لقلة علمهم بناسخها من منسوخها، وما يجب به العمل منها، لما يشهد له من الكتاب الناطق والسنة المجتمع عليها، وأن يجعل لذلك أبوابًا يذكر في كل كتاب منها ما فيه من الناسخ والمنسوخ، وتأويل العلماء، واحتجاج بعضهم على بعض، وإقامة الحجة لمن صح عنده قوله منهم بما يصح به مثله من كتاب أو سنة أو إجماع أو تواتر من أقاويل الصحابة أو تابعيهم، وأنه نظر في ذلك، وبحث عنه بحثًا شديدًا، فاستخرج منه أبوابًا على النحو الذي سأل. وقد صرح في مقدمة كتب "الشروط" (1/ 21) بأنه لا يتقيد يقول أحد إلا بدليل، فقال: وقد وضعت هذا الكتاب على الاجتهاد مني لإصابة ما أمر الله عَزَّ وَجَلَّ به من الكتاب بين الناس بالعدل على ما ذكرت في صدر هذا الكتاب مما ¬

_ (¬1) كتاب "شرح مشكل الآثار" للطحاوي، تحقيق شعيب الأرنؤوط -طبعة مؤسسة الرسالة- الطبعة الأولى (1415 هـ -1994 م).

على الكاتب بين الناس، وجعلت ذلك أصنافًا، ذكرت في كل صنف فيها اختلاف الناس في الحكم في ذلك، وفي رسم الكتاب فيه، وبينت حجة كل فريقٍ منهم، وذكرت ما صح عندي من مذاهبهم، وما رسموا به كتبهم في ذلك، والله أسأله التوفيق، فإنه لا حول ولا قوة إلا به". ثم قال: "وما يمنعه من الاجتهاد وقد تحققت له أدواته، واكتملت له عدته، فهو حافظ، واسع الاطلاع، دقيق الفهم، متنوع الثقافة، جمع إلى معرفة الحديث ونقلته، والعلم بالروايات وعللها علمًا بالفقه والعربية، وتمكنا منها كلها، وتبحرًا فيها". وقال أيضًا: "وأما قول ابن كمال باشا في بعض رسائله: إن الطحاوي في طبقة من يقدر على الاجتهاد في المسائل التي لا رواية فيها, ولا يقدر على صاحب المذهب، لا في الفروع ولا في الأصول، فقد رده الإِمام اللكنوي المتوفى سنة (1304 هـ) في (الفوائد البهية) (ص 26) فقال (¬1): إن الإمام الطحاوي له درجة عالية، ورتبة شامخة، قد خالف بها صاحب المذهب في كثير من الأصول والفروع، ومن طالع (شرح معاني الآثار) وغيره من مصنفاته يجده يختار خلاف ما اختاره صاحب المذهب كثيرًا إذا كان ما يدل عليه قويًّا، فالحق أنه من المجتهدين المنتسبين الذين ينتسبون إلى إمام معين من المجتهدين، لكن لا يقلدونه لا في الفروع ولا في الأصول، لكونهم متصفين بالاجتهاد، وإنما انتسبوا إليه لسلوكهم طريقه في الاجتهاد، إن انحط عن ذلك، فهو من المجتهدين في المذهب القادرين على استخراج الأحكام من القواعد التي قررها الإِمام ولا تنحط مرتبته عن هذه المرتبة أبدًا على رغم أنف من جعله منحطًا. وما أحسن كلام المولى عبد العزيز المحدث الدهلوي في (بستان المحدثين) حيث قال ما مُعَرَّبه: إن مختصر الطحاوي يدل على أنه كان مجتهدًا، ولم يكن مقلدًا للمذهب الحنفي تقليدًا محضًا، فإنه اختار فيه أشياء تخالف مذهب أبي حنيفة لما لاح له من الأدلة القوية، انتهى. وبالجملة فهو في طبقة أبي يوسف ومحمد لا ينحط عن مرتبتهما في القول المسدد. وقال شهاب الدين المرجاني المتوفى سنة (1306 هـ) كما في (حسن التقاضي) ص 109 تعليقًا على مقالة ابن كمال باشا في محمد الطحاوي والخصاف والكرخي من الطبقة الثالثة الذين لا يقدرون على مخالفة أبي حنيفة لا في الأصول ولا في الفروع: إنه ليس بشيء، فإن ما خالفوه فيه من المسائل لا يعد ولا يحصى، ولهم اختيارات في الأصول والفروع، وأقوالُ مستنبطة بالقياس والمسموع واحتجاجات بالمعقول والمنقول على ما لا يخفى على من تتبع كتب الفقه والخلافيات والأصول. وقال صاحب الحاوي المتوفى سنة (1371 هـ) في "الإشفاق" ص (41): وهو لا شك ممن بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق وإن حافظ على انتسابه إلى أبي حنيفة". قال شعيب تحت عنوان أقوال أهل العلم في ¬

_ (¬1) ما نقلناه آنفًا من كتاب "الفوائد البهية" مخالف لما نقله شعيب الأرنؤوط عن مؤلف الفوائد نفسه فليحرر.

الإمام الطحاوي (ص 64): "وقال البدر العيني في (نخب الأفكار) فيما نقله صاحب (الحاوي) ص 13: أما الطحاوي، فإنه مجمع عليه في ثقته وديانته وأمانته، وفضيلته التامة، ويده الطولى في الحديث وعلله وناسخه ومنسوخه، ولم يخلفه في ذلك أحد، ولقد أثنى عليه السلف والخلف .. ثم أورد كثيرًا من النصوص عن الأئمة بالثناء عليه، ثم قال: ولقد أثنى عليه كل من ذكره من أهل الحديث والتاريخ كالطبراني، وأبي بكر الخطيب، وأبي عبد الله الحميدي، والحافظ ابن عساكر، وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين كالحافظ أبي الحَجَّاج المزي، والحافظ الذهبي، وعماد الدين بن كثير، وغيرهم من أصحاب التصانيف. ولا يشك عاقل منصف أن الطحاوي أثبت في استنباط الأحكام من القرآن ومن الأحاديث النبوية، وأقعد في الفقه من غيره ممن عاصره سنًّا، أو شاركه رواية من أصحاب الصحاح والسنن, لأن هذا إنما يظهر بالنظر في كلامه وكلاعهم، ومما يدل على ذلك، ويقوى ما ادعيناه تصانيفه المفيدة الغزيرة في سائر الفنون من العلوم النقلية والعقلية، وأما في رواية الحديث ومعرفة الرجال، وكثرة الشيوخ، فهو كما ترى إمام عظيم ثبت حجة كالبخارى ومسلم وغيرهما من أصحاب الصحاح والسنن, يدل على ذلك اتساع روايته، ومشاركته فيها أئمة الحديث المشهورين كما ذكرناهم. وتحت عنوان: كلام بعض الناس في الطحاوي ورده قال شعيب ص (66): وبالرغم من هذه الصفات العظيمة التي أسبغها عليه أهل العلم بحق، فإنه رحمه الله لم يسلم ممن ينتقص قدره، ويصفه بقلة المعرفة، ويتهمه بما هو بريء منه. فقد ذكر الإمام البيهقي في كتابه "معرفة السنن والآثار" (1/ 353) أن علم الحديث لم يكن من صناعة أبي جعفر، وإنما أخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله، ثم لم يحكمها، ويتهمه بتسوية الأخبار على مذهبه، وتضعيف ما لا حيلة له فيه بما لا يضعف به، والاحتجاج بما هو ضعيف عند غيره .. وفي هذا تجريح قاس لأبي جعفر، وطعن بعدالته، واتهام له بالجهل في صناعة الحديث وقد تولى غير واحد من أهل العلم الرد على هذا الطعن، وبيان أنه صادر عن عصبية وهوى، فقد قال الحافظ عبد القادر القرشي، المتوفى سنة (775 هـ) في "الجواهر المضية" (ص 431) بعد أن أورد كلام البيهقي: هكذا قال. وحاشا لله أن الطحاوي رحمه الله يقع في هذا، فهذا الكتاب الذي أشار إليه هو الكتاب المعروف بـ "معاني الآثار"، وقد تكلمت على أسانيده، وعزوت أحاديثه وإسناده إلى الكتب الستة، و "المصنف" لابن أبي شيبة، وكتب الحفاظ، وسميته بـ "الحاوي في بيان آثار الطحاوي"، وكان ذلك بإشارة شيخنا العلامة الحجة قاضي القضاة علاء الدين المارديني والد شيخنا العلامة قاضي القضاة جمال الدين، لما سأله بعض الأمراء عن ذلك، وقال له: عندنا كتاب الطحاوي، فإذا ذكرنا لخصمنا الحديث منه يقولون لنا: ما نسمع إلا من البخاري ومسلم. فقال له قاضي القضاة علاء الدين: والأحاديث التي في الطحاوي أكثرها في

البخاري ومسلم والسنن, وغير ذلك من كتب الحفاظ. فقال له الأمير: أسألك أن تخرجه، وتعزو أحاديثه إلى هذه الكتب. فقال له قاضي القضاة: ما أتفرغ لذلك، ولكن عندي شخص من أصحابي يفعل ذلك. وتكلم معه رحمه الله في الإحسان إلى، وأمدني الأمير بكتب كثيرة "كالأطراف" للمزي، و"تهذيب الكمال" له، وغيرهما، وشرعت فيه، وكان ابتدائي فيه في سنة أربعين، وأمدني شيخنا قاضي القضاة بكتاب لطيف فيه أسماء شيوخ الطحاوي، وقال لي: يكفيك هذا من عندي، فحصل لي النفع العظيم به، ووجدت الطحاوي قد شارك مسلمًا في بعض شيوخه كيونس بن عبد الأعلى، فوقع لي في كثير من الأحاديث أن الطحاوي يروي الحديث عن يونس بن عبد الأعلى ويسوقه، ومسلم يرويه بعينه عن يونس بن عبد الأعلى بسند الطحاوي، ووالله لم أرَ في هذا الكتاب شيئًا مما ذكره البيهقي عن الطحاوي، وقد اعتنى شيخنا قاضي القضاة علاء الدين، ووضع كتابًا عظيمًا نفيسًا على "السنن الكبير" له، وبين فيه أنواعًا مما ارتكبها من ذلك النوع الذي رمى به البيهقي الطحاوي، فيذكر حديثًا لمذهبه وسنده ضعيف فيوثقه، ويذكر حديثًا على مذهبنا وفيه ذلك الرجل الذي وثقه فيضعفه، ويقع هذا في كثير من المواضع، وبين هذين العملين مقدار ورقتين أو ثلاثة، وهذا كتابه موجود بأيدي الناس، فمن شك في هذا فلينظر فيه، وكتاب شيخنا كتاب عظيم، ولو رآه من قبله من الحفاظ لسأله تقبيل لسانه الذي تفوه بهذا، كما سأل أبو سليمان الداراني أبا داود صاحبا "السنن" أن يخرج إليه لسانه حتى يقبله، انتهى ما في "الجواهر" بحذف يسير. وهذا الكتاب الذي أشار إليه و"الجوهر النقي في الرد على سنن البيهقي، طبع أولًا وحده في دائرة المعارف حيدر آباد الدكن، ثم طبع مع "السنن الكبرى". 2 - وذكر شيخ الإِسلام في "منهاج السنة" (4/ 194) -وهو بصدد الطعن في حديث رجوع الشمس إلى علي، الذي صححه الإِمام الطحاوي- بأنه لم يكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به. وهذا الحكم من شيخ الإِسلام تعوزه الدقة، فإنه ما من حافظ من الحفاظ ينزه عما وقع فيه الإِمام الطحاوي، وهذه مؤلفاتهم بين أيدينا، فيها أحاديث توثقوا من صحتها، وانتقدت عليهم، ولم نسمع أحدًا من أهل العلم أصدر في حقهم هذا الحكم القاسي الذي انتهى إليه شيخ الإِسلام، وكيف يتهم هذا الإِمام بأنه لا معرفة له بالإسناد كمعرفة أهل العلم، وقد وصفه الأئمة المشهود لهم ببراعة النقد بأنه حافظ للحديث، عارف بطرقه، خبير بنقده سندًا ومتنًا، مدرك للخفي من علله، بارع في الترجيح والموازنة، ونحن وإن كنا نوافقه في تضعيف هذا الحديث كما هو مبين في مكانه في هذا الكتاب فإننا لا نسلم له بهذه النتيجة التي انتهى إليها، فإن من المجانبة للصواب أن يوصف العالم بالجهل في العلم الذي يتقنه ويدريه لمجرد وقوعه في الخطأ في مسألة من مسائله. قال صاحب "أماني الأحبار" وهو ممن يزكي ابن تيمية ويعجب به: ظاهر كلام العلامة ابن تيمية على أنه حكم هذا الحكم على الإِمام

أبي جعفر الطحاوي، وأخرجه من أئمة النقد، لأنه صحح حديث رد الشمس لعلي، رضي الله عنه، والإمام الطحاوي ليس بمتفرد بتصحيح هذه الرواية, وقد وافقه غير واحد من الأئمة المتقدمين والمتأخرين، ورجحوا قوله على قول ابن تيمية ... وما ذكرنا في الفائدة العاشرة من أقوال الإمام الطحاوي في الرجال، وكلامه في نقد الأحاديث كنقد أهل العلم من كتابيه "معاني الآثار" و"مشكل الآثار" وكتب أسماء الرجال، يرد كل الرد، ويدفع كل الدفع قول ابن تيمية هذا، ويثبت صحة ما اختاره الذهبي من ذكره في الحفاظ الذين يرجع إلى أقوالهم، والسيوطي من ذكره فيمن كان بمصر من حفاظ الحديث ونقاده، وقد شهد الأئمة المتقدمون بجلالة قدره، كابن يونس، ومسلمة بن القاسم وابن عساكر، وابن عبد البر، وأضرابهم، وهؤلاء أقرب بالطحاوي من ابن تيمية، ومنهم من هو أعلم منه بحال علماء مصر، فإن صاحب البيت أدرى بما فيه، فجرح ابن تيمية بغير دليل لم يؤثر في الإِمام الطحاوي مع شهادة هؤلاء الأعلام. وقد قال التاج السبكي في "طبقاته (¬1): الحذر كل الحذر أن نفهم من قاعدتهم: أن الجرح مقدم على التعديل على إطلاقها، بل الصواب أن من ثبتت عدالته وإمامته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهي أو غيره، لم يلتفت إلى جرحه .. -وإن فسره- في حق من غلبت طاعته على معصيته، ومادحوه على ذاميه، ومزكوه على جارحيه إذا كانت هناك قرينة دالة يشهد العقل بأن مثلها حامل على الوقيعة. على أن ابن تيمية -كما في "الدرر الكامنة (¬2) " عن الذهبي: كان مع سعة علمه، وفرط شجاعته، وسيلان ذهنه، وتعظيمه لحرمات الدين بشرا من البشر تعتريه حدة في البحث، وغضب وشظف للخصم، تزرع له عداوة في النفوس، وإلا لو لاطف خصومه، لكان كلمة إجماع، فإن كبارهم خاضعون لعلومه، معترفون بشنوفه، مقرون بندور خطئه، وأنه بحر لا ساحل له، وكنز لا نظير له، ولكن ينقمون عليه أخلاقا وأفعالا, وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك (¬3). 3 - وجاء في "لسان الميزان" (1/ 276) للحافظ ابن حجر: وقال مسلمة بن القاسم بن في كتاب "الصلة": وقال لي أبو بكر محمَّد بن معاوية بن الأحمر القرشي: دخلت مصر قبل الثلاث مئة، وأهل مصر يرمون الطحاوي بأمر عظيم فظيع. ويفسر ابن حجر هذا الأمر بقوله: يعني من جهة أمور القضاء، ومن جهة ما قيل: إنه أفتى به أبا الجيش من أمر الخصيان. قال صاحب "أماني الأحبار": ولعل كلام ¬

_ (¬1) (2/ 9 و 12). (¬2) (1/ 151). (¬3) بدل أن يكون هذا الرد العنيف على شيخ الإِسلام ابن تيمية من قبل الشيخ شعيب الأرنؤوط كان الأحرى به أن يوجهه علميا بين كلام ابن تيمية -الذي قاله حكما علميا رآه- وبين ما يريد إثباته الشيخ شعيب من أن الإمام الطحاوي معتمد عليه في معرفة الإسناد ويكون القارئ قد فهم الحجة علميا لا عصبيا ومذهبيا بين العلماء ... والله الموفق والحقيفة أن مقصود الشيخ هو مقارنة الطحاوي بأئمة الشأن كأحمد والبخاري ومسلم والدارقطني، وعند ذاك يكون كلام شيخ الإِسلام صوابا.

الحافظ يكمل من قول ابن النديم حيث قال في "الفهرست" (ص 260): ويقال: إنه تعمل لأحمد بن طولون كتابًا فيه نكاح ملك اليمين، يرخص له في نكاح الخدم، وهذا عجيب من مثل الحافظ، فقد أسس بنيانه على رواية لم يلتفت إليها أحد غيره، ومسلمة بن قاسم هذا ضعفه الذهبي في "الميزان" ونسبه إلى المشبهة (¬1)، وذكر الحافظ في ترجمة مسلمة هذا: سئل القاضي محمّد بن يحيى بن مفرج عنه، فقال: لم يكن كذابًا ولكن كان ضعيف العقل. وعن عبد الله بن يوسف الأزدي -يعني ابن الفرضي- قال: كان مسلمة صاحب رأي وسر وكتاب، وحفظ عليه كلام سوء في التشبيهات، وقد ألزم مسلمة بن القاسم هذا في كتاب "الصلة" الإِمام البخاري بسرقة كتاب شيخه علي بن المديني، كما ألزم ها هنا الإِمام الطحاوي، ولكن الحافظ لم يرض بما قاله في البخاري، ورضي عنه ها هنا بما قال في الطحاوي (¬2)، وابن الأحمر الذي روى عنه مسلمة بن قاسم لم يوجد في كتب الرجال فلعله مجهول (¬3)، وأهل مصر الذين روى عنهم ابن الأحمر مجاهيل، وما ذكره عنهم من أمر فظيع جرح غير مفسر. ثم ما ذكره شارحًا لكلامه -يعني من جهة أمور القضاء- فإن كان مراده أن ولي القضاء، فساء في أموره فلم يثبت أنه ولي القضاء حتى يصح رميه بأمور تتعلق بالجور في القضاء. وهو الذي حض القاضي أبا عبيد على محاسبة الأمناء، وناظره في ذلك، وإن كان مراده ما أشاع حساده من الأمناء، فأغروا به نائب هارون بين أبي الجيش حتى اعتقل أبا جعفر الطحاوي بسبب اعتبار الأوقاف، وأوقع وابن أبي عبيد القاضي, وأبي جعفر الطحاوي حتى تغير كل منهما للآخر، فالحق مع أبي جعفر الطحاوي نال ما نال من الحساد الذين تعسفون عليه بالعدالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله يجزيه على ذلك إن شاء الله تعالى. وأما قوله: أو من جهة ... الخ. فالقائل مجهول، ولا يكون الجرح عند أهل النقد هكذا، والظاهر أنه أخذ ذلك عن ابن النديم، فإنه أخذ كلامه ¬

_ (¬1) لكن قال الحافظ في "اللسان" (6/ 35): ما نسبه إلى التشبيه إلا من عاداه. (¬2) فقد جاء في "تهذيب التهذيب" (9/ 54): قال مسلمة: وألف علي بن المديني كتاب "العلل"، وكان ضنينًا به فغاب يوما في بعض ضياعه، فجاء البخاري إلى بعض بنيه وراغبه بالمال على أن يرى الكتاب يومًا واحدًا، فدفعه إلى النساخ فكتبوه له ورده إليه، فلما حضر علي تكلم بشيء، فأجابه البخاري بنص كلامه مرارًا، ففهم القضية واغتم لذلك فلم يزل مغمومًا حتى مات بعد يسير، واستغنى البخاري عنه بذلك الكتاب، فتعقبه الحافظ بقوله: فإن هذه القصة التي حكاها مسلمة فيما يتعلق بالعلل لابن المديني، غنية عن الرد لظهور فسادها، وحسبك أنها بلا إسناد، وأن البخاري لما مات علي كان مقيمًا ببلاده، وأن العلل لابن المديني قد سمعها منه غير واحد غير البخاري فلو كان ضنينًا بها لم يخرجها، إلى غير ذلك من وجوه البطلان لهذه الأخلوقة، والله الموفق. (¬3) قال شعيب: بل هو معروف: واسمه محمَّد بن مُعَاوية بن عبد الرحمن الأموي الأندلسي، من أهل قرطبة، يعرف بابن الأحمر، سمع بالأندلس على كثير من الشيوخ، ثم رحل إلى المشرق سنة (295 هـ)، فسمع بمصر ومكة وبغداد والكوفة، ودخل أرض الهند تاجرًا، وخرج منها ومعه ما قيمته ثلاثون ألف دينار، غرقت منه كلها، وقدم الأندلس سنة (325 هـ)، وروى عن النسائي "السنن الكبرى" وحملها معه إلى الأندلس، وعنه انتشرت، قال ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس": كان شيخًا حليمًا ثقة فيما روى، صدوقًا توفي سنة (358 هـ).

كله، ولكن حذف هذه الجملة من أثناء كلامه، ثم شرح قول ابن الأحمر يقول ابن النديم، وابن النديم لم يجزم على ما قال، بل ذكر بصيغة التمريض بدون التحقيق على ما هو عادة المؤرخين في الجمع بين الرطب واليابس، والصحيح والسقيم، وبمثل هذا لا يثبت جرح من تثبت إمامته وأمانته وديانته وتثبته وثقته، ومن اتفق على فضله وصدقه وزهده وورعه، وقد أعرض المتقدمون والمتأخرون عن ذكر ما ذكره الحافظ، فلم يذكروا ذلك، لا في ترجمة أبي جعفر، ولا في ترجمة أبي الجيش، فهذا دليل قوي على بطلانه، وقد ترك الحافظ ها هنا في الكلام على الإِمام الطحاوي ما ذكره في مقدمة "اللسان" 1/ 16 عن ابن عبد البر: من صحت عدالته، وثبتت في العلم إمامته، وبانت همته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد، إلا أن يأتي الجارح في جرحه بينة عادلة، يصح بها جرحه على طريق الشهادات، والعمل بما فيها من المشاهدة لذلك ما يوجب قبوله" أ. هـ. من أقواله: لسان الميزان: "قال ابن زُولاق: وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول: سمعت أبي يقول: وذكر فضل أبي عبيد بن جُرثومَة وفقهه، فقال: كان يذاكرني بالمسائل فأجبته يومًا في مسألة فقال في: ما هذا قول أبي حنيفة، فقلت له: أيها القاضي أوكل ما قاله أبو حنيفة أقول به؟ فقال: ما ظننتك إلا مقلدًا، فقلت له: وهل يقلد إلا عمي؟ فقال لي: أو غبي؟ قال: فطارت هذه الكلمة بـ (مصر) حتى صارت مثلًا وحفظها الناس ... " أ. هـ. • الماتريدية: "قلت -أي شمس الدين-: هو معاصر للماتريدي، ومتقدم عليه وفاة، وهو على عقيدة المحدثين، وليس له صلة بالماتريدي والماتريدية، وإنما ذكرناه ها هنا -أي في كتاب الماتريدية- لأن الماتريدية يعتمدون على كتبه، وذكروه في الماتريدية، مع أنه حجة عليهم". ثم قال حول كتاب الطحاوي "بيان السنة والجماعة" والمعروفة بالعقيدة الطحاوية: "والعقيدة الطحاوية شرحها سبعة من كبار الحنفية منهم الإِمام ابن أبي العز (792 هـ). فقد ذكرها الزبيدي في قائمة المراجع الماتريدية، وجعلها الكوثري مستفيضة متواترة وعول عليها، واعترف وأقر بأن هذه عقيدة الأئمة الثلاثة أبي حنيفة وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن رحمهم الله تعالى. واعتمد عليها قبلهما أبو المعين النسفي (508 هـ) وأن هذه هي عقيدة الأئمة الثلاثة للحنفية. قلت -أي شمس الدين-: هذه العقيدة على منهاج السلف على ملاحظات يسيرة، ولا صلة لها بالعقيدة الماتريدية، فهي حجة عليهم" أ. هـ. وفاته: سنة (321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة، وقيل (322 هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن"، و"نوادر القرآن" في نحو ألف ورقة، و"معاني الآثار" و "العقيدة الطحاوية".

429 - القرشي

429 - القرشي * المفسر: أحمد بن محمَّد بن موسى بن أبي عطاء القرشي بالولاء الدمشقي، أبو بكر. وقيل: أحمد بن موسى بن أبي عطاء ... من مشايخه: بكار بن قتيبة، وعبد الله بن الحسين المصيصي وغيرهما. من تلامذته: أبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • قلت: لقد ذكره كل من الذهبي والداودي والسيوطي ولم يذكروا عنه شيئًا سوى أنه مفسر وبالله التوفيق. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. 430 - الحمزي * المقرئ: أحمد بن محمَّد بن إسماعيل، أبو بكر الأدمي، ويعرف بالحمزي (¬1). ولد: سنة (237 هـ) سبع وثلاثين ومائتين. من مشايخه: محمَّد بن إسماعيل الحساني، والحسن بن عرفة، والسري بن عاصم وغيرهم. من تلامذته: محمَّد بن عبد الله بن أشته الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وعبد الله بن الحسين السامري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "حدثني الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات ... وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر قال: كان رجلًا صالحا" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان ثقة في الحديث والقراءة" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "حمل الناس عنه لضبطه وزهده وخيره، وهو أجل أصحاب أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي ... كان صالحا ثقة عالمًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "حاذق متقن ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة. 431 - ابن ولاد * النحوي: أحمد بن محمَّد بن ولاد -وهو الوليد- بن محمَّد التميمي، أبو العباس. من مشايخه: أبو إسحاق الزجاج، والمبرد وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه عبد الله بن محمَّد بن سعيد المصري الشاعر وغيره. ¬

_ * تاريخ الإِسلام (وفيات 325) ط. تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (23)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 91)، معجم المفسرين (1/ 59). * تاريخ بغداد (4/ 389)، تاريخ الإِسلام (وفيات 327)، ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 275)، تذكرة الحفاظ (3/ 831)، غاية النهاية (1/ 106). (¬1) لأنه كان عارفا بحروف حمزة. * معجم الأدباء (1/ 460) وفيه وفاته (302) نقلا عن الزبيدي، إنباه الرواة (1/ 99)، السير (15/ 355)، العبر (2/ 231)، بغية الوعاة (1/ 386)، الشذرات (4/ 180)، الأعلام (1/ 207)، معجم المؤلفين (1/ 302)، تاريخ الإسلام (وفيات 332) ط. تدمري الوافي (8/ 101)، إشارة التعيين (44)، البلغة (61).

432 - ابن عقدة

كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "هو نحوي ابن نحوي ابن نحوي." أ. هـ. • العبر: "شيخ الديار المصرية في العربية" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان شيخه الزجاج يفضله على أبي جعفر النحاس، ولا يزال يثني عليه عند كل من قدم من مصر إلى بغداد، ويقول لهم: لي عندكم تلميذ من صفته كذا وكذا، فيقال له: أبو جعفر النحاس؟ فيقول: بل أبو العباس ابن ولاد" أ. هـ. وفاته: سنة (332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "المقصور والممدود" و "انتصار سيبويه على المبرد" وهو من أحسن الكتب. 432 - ابن عُقْدة * النحوي: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني الكوفي، أبو العباس، المعروف بابن عقدة. من مشايخه: أبو جعفر بن عبيد الله بن المنادي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن علي بن عفان، وخلق كثير. من تلامذته: الطبراني، وابن عدي، وابن جُميع الغساني، وخلائق. كلام العلماء فيه: • السير: "أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي، والمؤمل بن محمد البالسي -كتابة- قالا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الحافظ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا شريك، عن أبي الوليد، عن الشعبي، عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده، وأقبل أبو بكر وعمر: (يا عليّ هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين. إلا النبيين والمرسلين) (¬1). وبه إلى الحافظ أبي بكر: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، حدثنا أبو ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 14)، معجم شيوخ ابن جميع (167)، المنتظم (14/ 235)، سير أعلام النبلاء (15/ 340)، تذكرة الحفاظ (3/ 839)، ميزان الاعتدال (1/ 281)، العبر (2/ 230)، تاريخ الإسلام (وفيات 332 ط. تدمري)، الوافي (7/ 395)، لسان الميزان (1/ 369)، طبقات الحفاظ (238)، النجوم (3/ 281)، شذرات (4/ 189)، البداية والنهاية (11/ 222) أعيان الشيعة (9/ 286)، روضات الجنات (1/ 208)، هدية العارفين (1/ 60)، إيضاح المكنون (1/ 307) (2/ 260) الأعلام (1/ 207)، معجم المؤلفين (1/ 266)، التنكيل (1/ 176). (¬1) قال محقق السير شعيب الأرنؤوط في الحديث: "حديث صحيح، وأخرجه من حديث علي الترمذي (3666) وابن ماجه (95)، والخطيب في تاريخه 10/ 192، وفي سنده الحارث الأعور وهو ضعيف، وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 99، وسنده حسن، وأخرجه عبد الله في زوائد مسند أبيه 1/ 80 بسند قابل للتحسين، وأخرجه من حديث أنس الترمذي (3664) ورجاله ثقات غير محمد بن كثير الصنعاني المصيصي، فإنه كثير الغلط، وأخرجه من حديث أبي جحيفة ابن ماجه (95) وابن حبان (2192) وسنده قوي في الشواهد، وأخرجه من حديث جَابر الطبراني في الأوسط" وأخرجه من حديث أبي سعيد الخدري البزار والطبراني في الأوسط, وفي كليهما ضعف انظر (المجمع) 9/ 53" أ. هـ.

العباس بن عقدة إملاء في صفر سنة ثلاثين وثلاث مئة، حدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن بن الأشقر قال: سمعت عثام بن علي العامري، قال: سمعت سفيان، وهو يقول: لا يجتمع حب على وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال. قلت: قد رمي ابن عقدة بالتشيع، ولكن روايته لهذا ونحوه، يدل على عدم غلوه في تشيعه، ومن بلغ في الحفظ والآثار مبلغ ابن عقدة، ثم يكون في قلبه غل للسابقين الأولين، فهو معاند أو زنديق، والله أعلم. وبه إلى الحافظ أبي بكر، قال: وإنما لقب والدُ أبي العباس بعقدة لعلمه بالتصريف والنحو، وكان يورق بالكوفة، ويعلم القرآن والأدب، فأخبرني القاضي أبو العلاء، أخبرنا محمد بن جعفر بن النجار، قال: حكى لنا أبو علي النقار، قال: سقطت من عقدة دنانير، فجاء بنخالٍ ليطلبها، قال عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس في الدنيا غير دنانيرك؟ فقلت للنخال: هي في ذمتك، وذهبت وتركته. قال: وكان يؤدب ابن هشام الخرّاز، فلما حذق الصبي وتعلم، وجه إليه أبوه بدنانير صالحة، فردها فظن ابن هشام أنها استقلت فأضعفها له، فقال: ما رددتها استقلالًا، ولكن سألني الصبي أن أعلمه القرآن، فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن، ولا أستحل أن آخذ منه شيئًا، ولو دفع إلي الدنيا. ثم قال ابن النجار: وكان عقدة زيديًا، وكان ورعًا ناسكًا، سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف، وكان وراقًا جيد الخط، وكان ابنه أحفظ من كان في عصرنا للحديث. قال أبو أحمد الحاكم: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي (¬1) الكوفة، فزعم أنه أحفظ مني، فقلت: لا تطول نتقدم إلى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت، ثم يلقى علينا، فنذكره قال: فبقي. الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ، يقول: ما رأيت أحدًا أحفظ الحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة. وبه إلى الخطيب أبي بكر: حدثني محمد بن علي الصوري، سمعت عبد الغني بن سعيد، سمعت أبا الفضل الوزير، يقول: سمعت علي بن عمر -وهو الدارقطني- يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه". • ثم قال: "يمكن أن يقال: لم يوجد أحفظ منه وإلى يومنا وإلى قيام الساعة بالكوفة، فأما أن يكون أحد نظيرًا له في الحفظ، فنعم، فقد كان بها بعد ابن مسعود وعلي، علقمة، ومسروق، وعبيدة، ثم أئمة الحفاظ كإبراهيم النخعي، ومنصور، والأعمش، ومسعر، والثوري، وشريك، ووكيع، وأبي نعيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبي كريب، ثم هؤلاء يمتازون عليه بالإتقان والعدالة التامة، ولكنه أوسع دائرة في الحديث منهم. ¬

_ (¬1) هو أبو بكر، أحمد بن هارون. كان ثقة حافظًا توفي سنة (301) هـ, ونسبته إلى "برديج": وهي بليدة بأقصى أذريبجان. انظر "الأنساب" (1/ 314).

قال أبو الطيب أحمد بن الحسن بن هرثمة: كنا بحضرة أبي العباس بن عقدة نكتب عنه وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاث مئة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم، وضرب بيده على الهاشمي". ثم قال: "وبه (¬1): حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري، حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ، سمعت أبا بكر بن أبي درام الحافظ، يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد، يقول: أحفظ لأهل البيت ثلاث مئة ألف حديث. وبه: حدثنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب -غير مرة- سمعت أبا الحسن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي، يقول: حضر ابن عقدة عند أبي، فقال له: يا أبا العباس قد أكثر الناس في حفظك للحديث، فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ، فامتنع، وأظهر كراهية لذلك، فأعاد أبي المسألة، وقال: عزمت عليك إلا أخبرتني فقال أبو العباس: أحفظ مئة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأذاكر بثلاث مئة ألف حديث. قال أبو العلاء: وسمعت جماعة يذكرون عن أبي العباس مثل ذلك". وقال أيضًا: "وبه: أخبرنا الصوري، قال لي عبدُ الغني: سمعت الدارقطني يقول: ابن عقدة، يعلم ما عند الناس، ولا يعلم النَّاس ما عنده. قال الصوري: وقال لي أبو سعد المالني: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فاستأجر من يحمل كتبه، وشارط الحمالين أن يدفع إلى كل واحدٍ دانقًا، قال: فوزن لهم أجورهم مئة درهم، وكانت كتبه ست مئة حملة. وبه: أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمذاني، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ، سمعت أبا عبد الله الزعفراني، روى ابن صاعد ببغداد حديثًا أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة [فخرج عليه أصحاب ابن صاعد، وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى وحبس ابن عقدة] , فقال الوزير: من نسأل ونرجع إليه؟ فقالوا: ابن أبي حاتم، فكتب إليه الوزير يسأله, فنظر وتأمل، فهذا الحديث على ما قال ابن عقدة، فكتب إليه بذلك، فأطلق ابن عقدة، وارتفع شأنه. وبه: حدثنا حمزة بن محمد الدقاق، سمعت جماعة يذكرون أن ابن صاعد كان يملي من حفظه، فأملى يومًا عن أبي غريب، عن حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، فعرض على أبي العباس بن عقدة، فقال: ليس هذا عند أبي محمد، عن أبي غريب، وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد، فنظر في أصله فوجده كما قال، فلما اجتمع الناس، قال: كنا حدثناكم عن أبي غريب حديث كذا، ووهمنا فيه. إنما حدثناه أبو سعيد وقد رجعنا عن الرواية الأولى. قلت لحمزة: ابن عقدة هو الذي نبه يحيى؟ فتوقف، ثم قال: ابن عقدة أو غيره. وبه: حدثنا القاضي أبو عبد الله الصيمري، حدثني أبو إسحاق الطبري، سمعت ابن الجعابي ¬

_ (¬1) أي أبو الطيب أحمد بن الحسن.

يقول: دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات، سمع في الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية في حياة ابن منيع، فطلب مني شيئًا من حديث ابن صاعد لينظر فيه، فجئت إلى ابن صاعد، فسألته، فدفع إلي "مسند" علي، فتعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به؟ مع اتساعه في حديث الشيخ، هل فيه شيء يستغرب؟ فقال: نعم، فيه حديث خطأ، فقلت: أخبرني به، فقال: لا والله لا عرفتك ذلك حتى أجاوز الياسرية، وكان يخاف من أصحاب ابن صاعد، فطالت على الأيام انتظارًا لوعده، فلما خرج إلى الكوفة، سرت معه، فلما أردت مفارقته، قلت: وعدك؟ قال: نعم، الحديث عن أبي سعيد الأشج، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومتى سمع منه؟ وإنما ولد أبو سعيد في الليلة التي مات فيها يحيى بن زكريا، فودعته، وجئت إلى ابن صاعد، فاعلمته بذلك، فقال: لأجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة -يعني ابن عقدة- ثم رجع يحيى إلى الأصول، فوجد عنده الحديث عن شيخ غير الأشج، عن ابن أبي زائدة، فجعله على الصواب. قلت: كذا أورد الخطيب هذه الحكاية، وخلاها، وذهب غير متعرض لنكارتها. فأما يحيى بن زكريا أحد حفاظ الكوفة، فتوفي سنة ثلاث وثمانين ومئة. وقد روى عنه ابن معين. وأبو غريب. وهناد. وعلي بن مسلم الطوسي، وخلق كثير، من آخرهم يعقوب الدورقي، ويقال: مات سنة اثنتين وثمانين. وكان إذ ذاك أبو سعيد الأشج شابًّا مدركًا ملتحيًا. وقد ارتحل وسمع من هشيم. وموته بعد يحيى بأشهرٍ. فما يبعد سماعه من يحيى بن زكريا. قال الحاكم: قلت لأبي علي الحافظ: إن بعض الناس يقول في أبي العباس، قال: في ماذا؟ قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين. فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم. وبه قال الخطيب: حدثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن نعيم البصري -لفظًا- حدثنا عقد بن عدي بن زحر، سمعت محمد بن الفتح القلانسي، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة- يعني -ابن عقدة-. أخبرني أحمد بن سليمان بن علي الواسطي المقرئ، أخبرنا أبو سعد الماليني، حدثنا ابن عدي، سمعت عبدان الأهوازي يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يذكر حديثه معهم -يعني: لما كان يظهر من الكثرة والنسخ-. وتكلم فيه مطين بأخرة لما حبس كتبه عنه. وبه: حدثني الصوري، قال لي زيد بن جعفر العلوي، قال لنا علي بن محمد التمار، قال لنا أبو العباس بن عقدة: كان قُدامي كتاب فيه نحو خمس مئة حديث، عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقًا. قال التمار: فلما كان يوم من الأيام، قال لبعض وراقيه: قم بنا إلى بجيلة موضع المغنيات، فقال: أيش نعمل؟ قال: بلى، تعال فإنها فائدة لك، فامتنعت فغلبني على المجئ، فجئنا جميعًا إلى الموضع، فقال لي: سل عن قصيعة المخنث، فقلت: الله الله يا سيدي، ذا فضيحة،

قال: فحملني الغيظ، فدخلت، فسألت عن قصيعة، فخرج إلى رجل في عنقه طبل مخضب بالحناء، فجئت به إليه، فقال: يا هذا امض، فاطرح ما عليك، والبس قميصك، وعاود فمضى، ولبس قميصه، وعاد. فقال: ما اسمك؟ قال: قصيعة. فقال: ما اسمك على الحقيقة" قال: محمّد بن علي. قال: صدقت، ابن من؟ قال: ابن حمزة، قال: ابن من؟ قال: لا أدري والله يا أستاذي، قال: ابن حمزة بن فلان بن فلان بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي، فأخرج من كمه الجزء، فدفعه إليه، فقال: أمسك هذا، فأخذه، فقال: ادفعه إلي. ثم قال له: قم فانصرف. ثم جعل أبو العباس، يقول: دفع إلي فلان بن فلان كتاب جده، فكان فيه كذا وكذا. قال الخطيب: سمعت من يذكر أن الحفاظ كانوا إذا أخذوا في المذاكرة، شرطوا أن يعدلوا عن حديث ابن عقدة لاتساعه، وكونه مما لا ينضبط". وقال أيضًا: "قال أبو جعفر الطوسي في "تاريخه": كان ابن عقدة زيديًا (¬1) جاروديًا (¬2)، على ذلك مات، وإنما ذكرته في جملة أصحابنا (¬3) لكثرة رواياته عنهم. وله تاريخ كبير [في] ذكر من روى الحديث من الناس كلهم وأخبارهم، ولم يكمل. و"كتاب السنن" وهو عظيم، قيل: إنه حمل بهيمة، وله "كتاب من روى عن علي"، و "كتاب الجهر بالبسملة"، وكتاب "أخبار أبي حنيفة"، وكتاب "الثوري"، وذكر أشياء كثيرة. ابن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخًا، ويأمرهم أن يرووها. قال ابن عدي: سمعت الباغندي يحكي فيه نحو ذلك، وقال: كتب إلينا أنه خرج بالكوفة شيخ عنده نسخ، فقدمنا عليه، وقصدنا الشيخ، فطالبناه بأصول ما يرويه، فقال: ليس عندي أصل، وإنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، فقال: اروه يكن لك فيه ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد. حمزة السهمي: سألت محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ بالكوفة عن ابن عقدة، فقال: دخلت إلى دهليزه، وفيه رجل يقال له: أبو بكر البستي، وهو يكتب من أصل عتيق، حدثنا محمد بن القاسم السوداني، حدثنا أبو غريب، فقلت له: أرني، فقال: أخذ علي ابن سعيد أن لا يراه معي أحد، فرفقت به حتى أخذته، فهذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جَابر وفيه سماعي. وخرج ابن سعيد وهو في يدي، فحرد على البستي، وخاصمه، ثم التفت إلى، فقال: هذا عارضنا به الأصل، فأمسكت عنه، قال ابن سفيان: وهو ذا الكتاب عندي، قال حمزة: وسمعت ابن سفيان، يقول: كان أمره أبين من هذا. وبه: حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد القصري، سمعت محمّد بن أحمد بن سفيان الحافظ، يقول: وجه إلى ابن عقدة بمالٍ من خراسان، وأمر أن ¬

_ (¬1) فرقة من الشيعة تنسب إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين. الذي ثار علي بني أمية زمن الوليد بن يزيد، انظر ترجمة الإمام في موضعه مع خلاصة مذهبهم في "الملل والنحل": (1/ 154 - 157). (¬2) إحدى فرق الزيدية، وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد "الملل والنحل": 1/ 157 - 159. (¬3) يقصد: الإمامية. فأبو جعفر الطوسي كان إماميًا.

يعطيه بعض "الضعفاء" وكان على بابه صخرة عظيمة، فقال لابنه: ارفعها، فلم يستطع، فقال: أراك ضعيفًا، فخذ هذا المال، ودفعه إليه. وبه: حدثنا حمزة بن محمّد بن طاهر، قال: سئل الدارقطني -وأنا أسمع- عن ابن عقدة، فقال: كان رجل سوء. وبه: أخبرنا البرقاني، سألت أبا الحسن عن ابن عقدة، ما أكثر ما في نفسك عليه، قال: الإكثار بالمناكير. وبه: حدثني علي بن محمد بن نصر، سمعت حمزة بن يوسف، سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: كان ابن عقدة في جامع براثا يملي مثالب الصحابة، أو قال: الشيخين، فلا أحدث عنه شيئًا. قال أبو أحمد بن عدي: هو صاحب معرفةٍ وحفظ وتقدم في الصنعة، رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه. ثم إن ابن عدي قوى أمره، ومشاه، وقال: لولا أني شرطت أن أذكر كل من تكلم [فيه -يعني و] لا أحابي- لم أذكره، لما فيه من الفضل والمعرفة. ثم إن ابن عدي والخطيب لم يسوقا له شيئًا منكرًا. وذكر ابن عدي في ترجمة أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أن ابن عقدة، سمع منه، ولم يحدث عنه لضعفه عنده. وقيل: إن الدارقطني كذب من يتهمه بالوضع، وإنما بلاؤه من روايته بالوجادات، ومن التشيع. قال ابن عدي: رأيت فيه من المجازفات، حتى إنه يقول: حدثتني فلانة، قالت: هذا كتاب فلان، قرأت فيه، قال: حدثنا فلان، أ. هـ. قوله في السير. • تذكرة الحفاظ: "ما يعلى ابن عقدة مثل هذا إلا وهو غير غال في التشيع، ولكن الكوفة تغلى بالتشيع وتفور، والسني فيها طرفة، قال الوزير أبو الفضل ابن حنزابة سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه. قال أبو أحمد الحاكم قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني فقلت لا تطول نتقدم إلى دكان وراق ونزن بالقبان من الكتب ما شئت ثم تلقى علينا فنذكره؟ قال: فبقي". وقال أيضًا: "قال البرقاني قلت للدارقطني: ايش أكبر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير، وسأل السلمي أبا الحسن عنه فقال: حافظ محدث ولم يكن في الدين بقوي، لا أزيد فيه على هذا، وقال حمزة بن عقد طاهر سمعت الدارقطني يقول: هو رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملى مثالب الصحابة فتركت حديثه. وقال عبدان الأهوازي: خرج ابن عقدة عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر معهم، يعني لما كان يظهر من الكثرة. قال ابن عدي سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوى لهم نسخًا ويأمرهم أن يحدثوا بها ثم يرويها عنهم، قلت ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع [متن] حديث، أما الأسانيد فلا أدري، وقد أفردت ترجمته في جزء. وقع لي حديثه بعلو" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وقال أبو عمر بن حيويه: كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة، أو قال:

مثالب الشيخين، فتركت حديثه، وقال ابن عدي: رأيت فيه مجازفات حتى كان يقول: حدثتني فلانة، قالت: هذا كتاب فلان فرأيت فيه قال: حدثنا فلان وقال: كان مقدمًا في الشيعة. قال ابن عدي: وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث؛ لأنه كان يحمل شيوخًا "الكوفة" على الكذب، يسوي لهم نسخًا، ويأمرهم أن يرووها، ثم يرويها عنهم" أ. هـ. • لسان الميزان: "في (تذكرة الحفاظ) عقب الحكاية الأخيرة -يقصد التي في ميزان الاعتدال- ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث، أما الإسناد فلا أدري. قلت أنا -أي ابن حجر-: ولا أظنه كان يضع في الإسناد إلا الذي حكاه ابن عدي، وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني. وقال أبو علي الحافظ: ما رأيت أحدًا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة فقيل له ما يقول له بعض النَّاس فيه؟ فقال: لا يشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم، فلا يسأل عنه أحد من الناس، وقال ابن عدي أيضًا: سمعت أبا بكر الباغندي يقول: كتب إلينا ابن عقدة قد خرج شيخ بـ "الكوفة" عنده نسخ للكوفيين، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ، فطالبناه بالأصول فقال: ما عندي أصل، وإنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، وقال لي: ارو هذه يكون لك ذكر ويرحل إليك أهل بغداد، قال ابن عدي: وقد كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان. قال: وسمعت ابن مكرم يقول: كنا عند ابن عُثْمَان بن سعيد في بيت، وقد وضع بين أيدينا كتبًا كثيرة، فنزع ابن عقدة سراويله، وملأه منها سرًّا من الشيخ ومنًا، فلما خرجنا قلنا: ما هذا الذي تحمله؟ فقال: دعونا من ورعكم هذا. قال: وسمعت عبدان يقول: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث، فلا يذكر معهم. وقال حمزة السهمي: ما مثل أبي العباس بالوضع إلا طبل. وقال حمزة عن الدارقطني أشهد أن من اتهمه بالوضع فقد كذب. قلت: ومما يدل على سعة حفظه، ما ذكره أحمد بن أحمد الحافظ في تاريخه قال: سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول: روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثًا أخطأ في إسناده، فأنكر عليه ابن عقدة، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى، فحبس ابن عقدة، ثم قال الوزير: من يرجع إليه في هذا؟ فقالوا: ابن أبي حاتم، فكتبوا إليه في ذلك، فنظر وتأمل. فإذا الصواب مع ابن عقدة، فكتب إلى الوزير بذلك، فأطلق ابن عقدة وعظم شأنه. وقال مسلمة بن قاسم: لم يكن في عصره أحفظ منه. وكان يزن بالتشيع والناس يختلفون في أمانته فمن راض، ومن ساخط به. وقال أبو ذر الهروي: كان ابن عقدة رجل سوء. وقال ابن الهرواني: أراد الحضرمي أبو جعفر يعني مطينًا أن ينشر أن ابن عقدة كذاب، ويصنف في ذلك، فتوفي رحمه الله قبل أن يفعل" أ. هـ. • البداية والنهاية: "وكان أيضًا ابن عقدة في الورع والنسك، وكان من الحفاظ الكبار، سمع الحديث الكثير، ورحل، فسمع من خلائق من المشايخ ويقال: . "إنه كان يحفظ نحوًا من ستمائة

ألف حديث، منها ثلاثمائة ألف من فضائل أهل البيت، بما فيها من الصحاح والضعاف، وكان ينسب مع هذا كله إلى التشيع والمغالاة" أ. هـ. • وقال العاملي في "أعيان الشيعة" بعد ذكر من قدح فيه: "الرجل ثقة حافظ ورع لا ذنب له سوى التشيع كما صرح الذهبي بأنه مقت لتشيعه وأبو الحسن بأنه لا يزيد على أنه حافظ محدث ليس بقوي في الدين وأراد بعدم قوته في الدين نسبته إلى التشيع: ومر تفسير الذهبي قول ابن عدي كان رجل سوء بالرفض أما رواية المناكير فلأنه يروي ما يرونه منكرًا لمخالفته رأيهم وما ألفوه وذلك لا يجعله منكرًا مع أن ابن عدي لم يسق له شيئًا منكرًا وأما خبر قصيعة المخنث في السخافة بمكان لا يصدقه إلا سخيف العقل وما الذي يحمله على الفعل وهو بالمكانة العالية من العلم والحفظ والرجل لو لم يكن متدينًا فهو عاقل وهذا ما لا يفعله عاقل، كما أن حمله شيوخ الكوفة على الكذب لا يقبله عقل فإذا كان يريد الكذب فليقتصر على أمرهم بالرواية عنه ولماذا يعود فيرويها عنهم وهو رجل عاقل وكذلك حكاية الدهليز هي من هذا النوع وأسخف الكل حكاية السراويل فكيف تمكن أن يملأ سراويله كتبًا ويحملها ولا يعلم به صاحب البيت ولا الحضور ثم يراه الحضور بعد خروجه ولا يراه صاحب البيت والظاهر أن هذه حكايات وضعوها عليه قصد شينه حسدًا أو بغضًا كحكاية الصخرة. وأما الوجادة فهي إحدى طرق تحمل الرواية فلا ينبغي أن يتهم بالوضع من أجلها بعد ما ظهرت وثاقته، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ بعد نقل كلام أبي بكر بن غالب المتقدم قلت ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث أما الأسانيد فلا أدري (اهـ) وفي لسان الميزان بعد نقل ما مر عن تذكرة الحفاظ قلت أنا -أي ابن حجر- ولا أظنه كان يضع في الإسناد إلا الذي حكاه ابن عدي وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني قال وقيل لأبي على الحافظ ما يقوله بعض الناس فيه فقال لا تشتغل بمثل هذا أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم فلا يسأل عنه أحد من الناس (أهـ) وإذا كان ابن عدي صح عنده قول أبي غالب فلماذا قال إني لولا ما شرطته لم أذكره أي في المقدوحين للفضل الذي كان فيه والمعرفة والله العالم بأسرار عباده" أ. هـ. • روضات الجنات: "وقال النجاشي: إنه جليل في أصحاب الحديث مشهور بالحفظ، وكان زيديًا جاروديًا، وعلى ذلك مات، وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم، وعظم محله، وثقته، وأمانته .. " أ. هـ. • الأعلام: "حافظ زيدي .. " ثم قال في الهامش نقلًا عن كتاب "ضوء المشكاة" وهو مخطوط: "ذكرنا من جملة أصحابنا -أي الشيعة- لكثرة روايته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم" أ. هـ. • قلت: من هذا نعلم مدى الصراع الذي يكتنف الشيعة في الذود عن من دخل مذهبهم، ويكفينا قول علماء الجرح والتعديل المعتمد عليهم كالذهبي وابن حجر وغيرهما على ما أورده من علماء السلف في حق المترجم له آنفًا، في روايته للحديث وما ذكروا فيه، واكتفينا في معرفة معتقده على ما أوردناه من كلام الذهبي وابن حجر رحمهما الله تعالى في تشيعه المتوسط،

433 - ابن أوس

البائن في الكلام السابق ... والله أعلم. ثم أحببنا أن نذكر ما قاله المعلمي في التنكيل حول ابن عقدة بعد ذكر أقوال العلماء فيه، قال المعلمي: "الذي يتحرر من هذه النقول وغيرها أن ابن عقدة ليس بعمدة، وفي سرقة الكتب والأمر بالكذب، وبناء الرواية عليه ما يمنع الاعتماد على الرجل فيما ينفرد به" أ. هـ. قلت: مع تشيعه، كما ذكر آنفًا، والله الموفق. وفاته: سنة (332 هـ) وقيل: (333 هـ) اثنتين وقيل ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. 433 - ابن أوس * المقرئ: أحمد بن محمد بن أوس، أبو عبد الله الهمذاني. من مشايخه: أحمد بن بُدَيل وعبد الحميد بن عصام وهو من أصحاب أبي عبيد القاسم وغيرهم. من تلامذته: صالح بن أحمد، وأبو بكر بن قال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير "قال صالح بن أحمد: كتبت عنه وكان رأس ماله في القرآن، فقرأت عليه القرآن بوجوه، وكان له محل جليل في القراءة، وهو صدوق في الرواية" أ. هـ. تاريخ الإِسلام: "مسند معمر .... وهو صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة من مصنفاته: "الوقف والابتداء". 434 - الصُّعْلُوْكي * اللغوي: أحمد بن محمّد بن سليمان، الحنفي نسبًا، الصعْلُوكي، أبو الطيب الشافعي. من مشايخه: أبو الطيب يحيى بن محمّد الذهلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما. من تلامذته: أبو سهل الصعلُوكي، وأبو عبد الله الأخرم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "قال الحاكم: وسمعت منه حديثًا واحدًا في المذاكرة، وكان إمامًا مقدمًا في الفقه واللغة وصنف في الحديث، ... ، وأمسك عن الرواية بعد أن عُمِّر، أو قال: عُمي، وكنا نراه حسرة رحمه الله" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان إمامًا في الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (337 هـ) سبع وثلاثين وثلاثمائة. ¬

_ * سير أعلام النبلاء (15/ 388)، غاية النهاية (1/ 107) وفيه: "أظنه بقي إلى حدود 340 هـ"، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 334 هـ) ط -تدمري، معجم المؤلفين (1/ 252). * الأنساب (3/ 540)، تاريخ الإِسلام (وفيات 337 هـ) ط، تدمري، الوافي بالوفيات (7/ 396)، إنباه الرواة (1/ 105)، سير أعلام النبلاء (15/ 391)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 43)، معجم المؤلفين (1/ 267)، طبقات الفقهاء الشافعية (1/ 245).

435 - ابن النحاس

435 - ابن النحاس * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمَّد بن إسماعيل بن يونس المرادي المصري، أبو جعفر النحاس. من مشايخه: سمع من ابن الأنباري، ونفطويه وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر الأدفوي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان لا يتكبر أن يسأل الفقهاء وأهل النظر ويناقشهم عما أشكل عليه في تأليفاته" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان فيه خساسة وتقتير على نفسه .. " أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "قال أبو عبد الله الزبيري المغربي في كتابه "أخبار أهل الأدب": كان لئيم النفس شديد التقتير على نفسه" أ. هـ. • السير: "العلامة إمام العربية صاحب التصانيف ... ومن أشهر كتبه إعراب القرآن". ثم قال: "كان ينظر في زمانه بابن الأنباري ونفطويه، وكان من أذكياء العالم، وكان مقترًا على نفسه يهبونه العُمامة فيقطعها ثلاث عمائم" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان بخيلا جدًّا ... وروى الحديث عن النسائي" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال عبد الرحمن بن أحمد بن يونس: كان عالمًا بالنحو، صادقًا، وكتب الحديث .. " أ. هـ. • الشذرات: "كان ينظر بابن الأنباري، ونفطويه" أ. هـ. • قلت: والمطلع على كتاب إعراب القرآن - يتبين له أن أبا جعفر النحاس لم يستقر على منهج معين عندما يتطرق لتفسير آيات الصفات مع أن الكتاب خاص في إعراب القرآن ولكن ربما تعرض لتفسير بعض الآيات فتجده مرة يرجح ما ذهب إليه الأشاعرة، كما في قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَينِي} قال: أي على علمي بك، وفي قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} قال: أي ويبقى ربك، كما يقول هذا وجه الأرض، وفي قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} قال: المحبة من الله الثناء والثواب. وتجده مرة ثانية يفسر الآية تفسيرًا صحيحًا دون تحريف لها، وذلك مثل قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} قال: تكليمًا وجب أن يكون كلامًا على الحقيقة من الكلام الذي يعقل. ومرة ثالثة: ينقل ذلك عن بعض أئمة الأشاعرة دون أن يتبنى قولا فيها أو يرجحه أو يرد عليه وينقضه إنما مجرد ناقل، وذلك مثل قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي عقابه - على حد تفسير الأشاعرة. ¬

_ * المنتظم (14/ 75)، الأنساب (5/ 465)، معجم الأدباء (1/ 468)، إنباه الرواة (1/ 101)، وفيات الأعيان (1/ 99)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 72)، السير (15/ 401)، العبر (2/ 246)، تاريخ الإِسلام (وفيات 338) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 236)، إشارة التعيين (45)، المقفى الكبير (1/ 713)، النجوم (3/ 300)، البلغة (64)، مفتاح السعادة (2/ 82)، شذرات الذهب (4/ 203)، روضات الجنات (1/ 217)، الأعلام (1/ 208)، معجم المؤلفين (1/ 251) الوافي (7/ 362)، بغية الوعاة (1/ 362).

436 - أبو عمرو الزردي

ومرة رابعة: ينقل عن أحد من السلف دون أن يذكر قولًا للأشاعرة معه ولا يرجح ولا يتبنى ذلك القول وذلك كما في قوله تعالى: { .. مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ} قال مقاتل بن حيان عن الضحاك قال هو تعالى فوق عرشه وعلمه معهم. وذكر الذهبي في سبب موته (السير): "أنه كان جالسًا على شاطئ النيل بمصر يقطع أبياتًا من الشعر فسمعه جاهل فقال: هذا يسحر النيل حتى ينقص وترتفع الأسعار، فرفسه برجله فألقاه في النيل فغرق" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) وقيل (337 هـ) ثمان وقيل سبع وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و "إعراب القرآن" و "تفسير أبيات سيبويه" لم يؤلف مثله، و "الناسخ والمنسوخ". 436 - أبو عمرو الزَّرْدي * النحوي: أحمد بن عقد بن عبد الله الأديب اللغوي العلامة أبو عمرو الزردي. (¬1) من مشايخه: أبو عبد الله محمد بن المسيب الأرغياني، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال الحاكم: كان واحدًا في هذه الديار في عصره بلاغة وبراءة وتقدمًا في معرفة أصول الأدب، وكان رجلًا ضعيف البنية مسقامًا، يركب حمارًا ضعيفًا، ثم إذا تكلم تحير العلماء في براعته". وقال: "قال الحاكم: سمعت الأستاذ أبا عمرو الزردي في منزلنا يقول: إن الله إذا فوض سياسة خلقه إلى واحدٍ يخصه بها منهم وفقه لسداد السيرة، وأعانه بإلهامه من حيث رحمته تسع كل شيء، ولمثل ذلك كان يقول ابن المقفع: تفقدوا كلام ملوككم إذ هم موفقون للحكمة ميسرون للإجابة، فإن لم تُحِطْ به عقولكم في الحال فإن تحت كلامهم حيات فواغر وبدائع جواهر، وكان بعضهم يقول: ليس لكلام سبيل أولى من قبول ذلك، فإن ألسنتهم ميازيب الحكمة والإصابة. قال: وسمعت أبا عمرو الزردي يقول: العلم علمان: علم مسموع وعلم ممنوح" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 437 - ابن لَقِيط الرَّازي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمّد بن موسى بن بشير بن حماد بن لقيط الرازي الكناني القرطبي، أبو بكر. ولد: سنة (274 هـ) أربع وسبعين ومائتين. ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 463)، بغية الوعاة (1/ 369)، الوافي (8/ 30). (¬1) الزردي: بفتح الزاي وسكون الراء الزرد من قرى اسفرائين من رساتيق نيسابور أ. هـ. معجم الأدباء. * تاريخ علماء الأندلس (1/ 54)، بغية الوعاة (1/ 385)، معجم المؤلفين (1/ 300)، جذوة المقتبس (1/ 168)، بغية الملتمس (1/ 194) , تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 344) ط تدمري، معجم الأدباء (1/ 472)، الوافي (8/ 131)، إنباه الرواة (1/ 136) واسمه فيه أحمد بن موسى الرازي الأندلسي، البلغة (65).

من مشايخه: أحمد بن خالد، وقاسم بن أصبغ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ ابن الفرضي: "كان كثير الرواية" حافظًا للأخبار ... أديبًا شاعرًا" أ. هـ. • جذوة المقتبس: "أصله من الري، له في أخبار ملوك الأندلس، وخدمتهم، وركبانهم، وغزواتهم، كتاب كبير، وألف في صفة قرطبة، وخططها، ومنازل العظماء بها، كتابًا على نحو ما بدأ به أحمد بن أبي طاهر في أخبار بغداد، أو ذكره لمنازل صحابة المنصور بها. قال أبو محمّد علي بن أحمد، قال: ولأحمد بن محمّد بن موسى كتاب في أنساب مشاهير أهل الأندلس، في خمس مجلدات ضخمة، من أحسن كتبه وأوسعها. كذا قال أبو محمّد؛ ولم يبين إن كان هو الأول أو غيره؛ لأنه ذكر ذلك في موضعين؛ وأنا أظنه الذي قبله، والله أعلم" أ. هـ. • البلغة: "نحوي، لغوي، غزير الرواية، له كتاب في تاريخ أهل الأندلس، بلغ الغاية من التقصي" أ. هـ. قلت: لقد ترجم الحميدي لأحمد بن محمّد التاريخي الذي هو قبل المترجم له حيث قال: "أحمد بن محمّد التاريخي عالم بالأخبار، ألف في مآثر المغرب كتبًا جمة، منها كتاب ضخم ذكر فيه: مسالك الأندلس، ومراسيها، وأمهات مدنها، وأجنادها الستة، وخواص كل بلد منها، وما فيه مما ليس في غيره، ذكره أبو محمد عليّ بن أحمد وأثنى عليه". وتبعًا له ذكره صاحب بغية الملتمس، وقد ذكر ذلك أيضًا ياقوت في معجم الأدباء فجعلهما اثنين وأدمج مع أحمد بن محمّد التاريخي، أحمد بن محمّد الرُعيني، فجعلها أيضًا واحدًا وكذا فعل الصفدي في الوافي (7/ 402) والرعيني، والتاريخي هما اثنان كما ترجم لهما الحميدي ... أما ما ظنه الحميدي عند ترجمة أحمد بن محمّد بن موسى الرازي مع أحمد بن محمّد التاريخي في أنهما واحد فذلك صحيح لما وجدناه من كلام ابن حزم، في رسالة له ضمن ثلاث رسائل في فضائل الأندلس وأهلها (¬1)، فالأولى لابن حزم والثانية لأبي سعيد، والثالثة للشقندي، وخلال رسالة ابن حزم وجدنا ما أشار إليه الحميدي من ذكر ابن حزم لأحمد بن محمد الرازي وأحمد بن محمَّد التاريخي في موضعين حيث قال في الموضع الأول في رسالته عند ذكر من صنف في فضائل الأندلس (ص 6): "فأما مآثر بلدنا فقد ألف في ذلك أحمد بن محمّد الرازي التاريخي كتبًا جمة: منها كتاب ضخم ذكر فيه مسالك الأندلس ومراسيها، وأمهات مدنها وأجنادها الستة، وخواص كل بلد منها، وما فيه مما ليس في غيره، وهو كتاب مريح مليح". أما الموضع الثاني حيث قال ابن حزم (ص 17): "ومن الأخبار تواريخ أحمد بن محمّد بن موسى الرازي في أخبار ملوك الأندلس وخدمتهم وغزواتهم ونكباتهم، وذلك كثير جدًّا، وكتاب له ¬

_ (¬1) "فضائل الأندلس وأهلها" نشرها وقدم لها الدكتور صلاح الدين المنجد- الطبعة الأولى (1387 هـ- 1968 م) المكتب الجديد.

438 - ابن أيمن القرطبي

في "صفة قرطبة وخططها ومنازل الأعيان بها، على نحو ما بدأ به ابن أبي طاهر في أخبار بغداد، وذكر منازل صحابة أبي جعفر المنصور بها". ومن ملاحظة الموضعين نلاحظ أن ابن حزم قد ذكر في الموضع الأول اسم أحمد بن محمّد الرازي التاريخي، وفي الموضع الثاني: أحمد بن محمّد بن موسى الرازي إذن نسبة الرازي ذكرها في الموضعين ولعل الحميدي اعتمد على نسخة من رسالته أو في موضع آخر لم يذكر نسبة الرازي قبل التاريخي فاختلف عليه وظن أنهما اثنان، ثم جعل رأيه الآخر بعد الترجمة لكل اسم على انفراد أنهما واحد، وهو الصحيح، ولِمَا نقلناه مع اختلاف وصف الكتاب الأول للرازي، وهو كتاب تاريخي في الأندلس لمدنها ومسالكها ومراسيها وغير ذلك من أماكنها، أما الثاني فهو في أخبار الملوك وخدمهم وغزواتهم وغير ذلك من أحوال الأندلس عند أهلها ومن حكمها. وقد ترجم أيضًا صاحب الأعلام (7/ 117) واسمه فيه: محمّد بن موسى بن بشير بن حماد بن لقيط الكتاني الرازي، وذكر أن وفاته سنة (273 هـ) وكذا تبعه صاحب معجم المؤلفين (3/ 741). • الأعلام: "مؤرخ من أهل الري يفد من المشرق على ملوك "بني مروان " بالأندلس تاجرًا وكان مفننًا في العلوم ... له كتاب الرايات ذكر فيه دخول موسى بن نصير، وكم راية دخلت الأندلس معه من قريش والعرب .. ". والذي ذكره الزركلي هذا هو نفسه المترجم له، وقد ترجم له أيضًا السيوطي في بغية الوعاة (1/ 393) تحت اسم أحمد بن موسى الرازي نقلًا عن الزبيدي والبلغة مع أنه ذكر وفاته سنة (344 هـ) وولادته سنة (274 هـ) كما أثبتناه للمترجم له. والله الموفق. وفاته: سنة (344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: له مؤلفات كثيرة في أخبار الأندلس وتواريخ دول الملوك فيها. 438 - ابن أيمن القرطبي * النحوي: أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن أيمن القرطي، أبو بكر. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لبابة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان ففيهًا حافظًا للرأي، بصيرًا بالأحكام مع بصره بالإعراب، وحفظه للغة، وكان شاعرًا متقدمًا، وكان مشاورًا في الأحكام ... " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان فقيهًا، بصيرًا بالنحو، بارعًا في الشعر، من كبار العلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 54)، تاريخ الإسلام (وفيات 347) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 372).

439 - الخارزنجي

439 - الخَارزَنجْي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمّد البُشْتي (¬1) يعرف بالخارزنجي (¬2)، أبو حامد. من مشايخه: أبو عبد الله البوشنجي وغيره. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم وغيره. من مصنفاته: نكملة كتاب "العين"، شرح أبيات أدب الكاتب، كتاب التفضلة وغير ذلك. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "إمام أهل الأدب بخراسان في عصره بلا مدافعة فاق فضلاء عصره ... شهد له أبو عمر الزاهد، صاحب ثعلب ومشايخ العراق بالتقدم ... ولما دخل بغداد تعجب أهلها من تقدمه في معرفة اللغة فقيل: هذا الخراساني لم يدخل البادية قط، وهو من آدب النّاس! فقال: أنا بين عربين بشت وطوس " أ. هـ. • تهذيب اللغة: "فأما البشتي فإنه ألف كتابًا سماه (التكملة)، أومأ إلى أنه كمل بكتابه كتاب العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد ونظرت في أول كتاب البشتي فرأيته أثبت في صدره الكتب المؤلفة التي استخرج كتابه منها فعددها وقال: منها للأصمعي: كتاب الأجناس، وكتاب النوادر، وكتاب الصفات، وكتاب في اشتقاق الأسماء، وكتاب في السقي والأوراد، وكتاب في الأمثال، وكتاب ما اختلف لفظه واتفق معناه. قال أحمد بن محمّد البشتي: استخرجت ما وضعته في كتابي من هذه الكتب، ثم قال ولعل بعض النّاس يبتغي العنت بتهجينه والقدح فيه، لأني أسندت ما فيه إلى هؤلاء العلماء من غير سماع، قال: وإنما إخباري عنهم إخبار من صحفهم، ولا يزرى ذلك على من عرف الغث من السمين، وميز بين الصحيح والسقيم، وقد فعل مثل ذلك أبو تراب صاحب كتاب الاعتقاب، فإنه روى عن الخليل بن أحمد وأبي عمرو بن العلاء والكسائي، وبينه وبين هؤلاء فترة. قال: وكذلك القتيبي، روى عن سيبويه، والأصمعي، وأبي عمرو؛ وهو لم ير منهم أحدًا. قلت أنا: قد اعترف البُشتي بأنه لا سماع له في شيء من هذه الكتب، وأنه نقل ما نقل إلى كتابه من صحفهم، واعتل بأنه لا يزرى ذلك بمن عرف الغث من السمين، وليس كما قال؛ لأنه اعترف بأنه صحفي، والصحفي إذا كان رأس ماله صحفًا قرأها فإنه يصحف فيكثر، وذلك أنه يخبر عن كتب لم يسمعها، ودفاتر لا يدري أصحيح ما كتب فيها أم لا، وإن أكثر ما قرأنا من ¬

_ * الأنساب (2/ 304)، بغية الوعاة (1/ 388)، تاريخ الإسلام (وفيات 348) ط. تدمري، الأعلام (1/ 208)، إنباه الرواة (1/ 107)، اللباب (1/ 335)، معجم الأدباء (1/ 461)، معجم البلدان (2/ 336)، الوافي (8/ 7)، روضات الجنات (1/ 220)، تهذيب اللغة للأزهري (1/ 33)، معجم المؤلفين (1/ 253)، كشف الظنون (1/ 48) و (2/ 1443). (¬1) البشتي: هذه النسبة إلى بُشت بضم الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة والتاء المنقوطة باثنتين من فرقها، وهي ناحية من نيسابور كثيرة الخير ويقال بشت عرب خراسان لكثرة أدبائها، انظر اللباب. (¬2) في الأنساب: بفتح الخاء المعجمة وسكرن الراء بعد الألف وفتح الزاي وسكرن النون وفي آخرها الجيم هذه النسبة إلى خارزنج وهي قرية بنواحي نيسابور من ناحية بشت أ. هـ.

440 - ابن دول

الصحف التي لم تضبط بالنقط الصحيح، ولم يتولَّ تصحيحها أهل المعرفة- لسقيمة لا يعتمدها إلا جاهل. وأما قوله: إن غيره من المصنفين رووا في كتبهم عمن لم يسمعوا منه مثل أبي تراب والقتيي، فليس رواية هذين الرجلين عمن لم يرياه حجة له، لأنهما وإن كانا لم يسمعا من كل من رويا عنه فقد سمعا من جماعة الثقات المأمونين. فأما أبو تراب فإنه شاهد أبا سعيد الضرير سنين كثيرة، وسمع منه كتبًا جمة، ثم رحل إلى هراة فسمع من شمرٍ بعض كتبه، هذا سوى ما سمع من الأعراب الفصحاء لفظًا، وحفظه من أفواههم خطابًا، فإذا ذكر رجلًا لم يره ولم يسمح منه سومح فيه وقيل: لعله حفظ ما رأى له في الكتب من جهة سماع ثبت له، فصار قول من لم يره تأييدًا لما كان سمعه من غيره، كما يفعل علماء المحدثين؛ فإنهم إذا صح لهم في الباب حديث رواه لهم الثقات عن الثقات أثبتوه واعتمدوا عليه، ثم ألحقوا به ما يؤيده من الأخبار التي أخذوها إجازة. وأما القتيبي فإنه رجل سمع من أبي حَاتِم السجزي كتبه، ومن الرياشي سمع فوائد جمة، وكانا من المعرفة والإتقان عبث تثنى بهما الخناصر؛ وسمع من أبي سعيد الضرير، وسمع كتب أبي عبيد، وسمع من ابن أخي الأصمعي، وهما من الشهرة وذهاب الصيت والتأليف الحسن، بحيث يعفى لهما عن خطيئة غلط، ونبذ زلة تقع في كتبهما، ولا يلحق بهما رجل من أصحاب الزوايا لا يعرف إلا بقريته، ولا يوثق بصدقه ومعرفته ونقله الغريب الوحشي من نسخة إلى نسخة، ولعل النسخ التي نقل عنها ما نسخ كانت سقيمة. والذي ادعاه البشتي من تمييزه بين الصحيح والسقيم، ومعرفته الغث من السمين، دعوى، وبعض ما قرأت من أول كتابه دل على ضد دعواه. وأنا أذكر لك حروفًا صحفها، وحروفًا أخطأ في تفسيرها، من أوراق يسيرة كنت تصفحتها من كتابه؛ لأثبت عندك أنه مبطل في دعواه، متشبع بما لا يفي به" أ. هـ. • معجم الأدباء: "ورد عليه الأزهري في هذا الفصل ... "أ. هـ. • قلت: نعم، وقد أطال في ذلك؛ لبيان أخطائه في مؤلفه وما ألفه وجمعه، وأعطى عدة من تلك الأخطاء كأمثلة من كتاب البشتي "التكملة" ومن أراد المزيد فليراجع تهذيب اللغة أو ما نقله القفطي في "إنباه الرواة" وبالله التوفيق. وفاته: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. مصنفاته: تكملة كتاب "العين"، شرح أبيات أدب الكاتب، كتاب التفضلة وغير ذلك. 440 - ابن دُوْل * المفسر: أحمد بن محمّد بن الحسن بن دول (¬1)، أبو جعفر القمي الفقيه الطبيب الشيعي. ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 309)، مصفى المقال (69)، هدية العارفين (1/ 63)، أعيان الشيعة (9/ 291)، الأعلام (1/ 208)، معجم المفسرين (1/ 60)، معجم المؤلفين (1/ 260). (¬1) ورسمها صاحب المصفى (دؤل) بالهمزة على الراو، وقال صاحب أعيان الشيعة: دول بضم الدال المهملة وسكون الواو ثم اللام.

441 - النيسابوري

من تلامذته: أبو عليّ أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقي الأنصاري، وعبد الله علجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل إمامي ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، عارف بالطب، من فقهاء الشيعة الإمامية، من أهل قم بإيران" أ. هـ. وفاته: سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و "كتاب الأدوية"، و "كتاب الاعتقاد في التوحيد" قيل: إنه كان له مائة كتاب، وقد ذكر له صاحب أعيان الشيعة (77 كتابًا). 441 - النَّيسابُوري * المفسر: أحمد بن محمّد بن بن عبد الله، أبو الحسين، ويقال أبو الفضل النيسابوري الحنفي المعروف بقاضي الحرمين. من مشايخه: أبو خليفة الجُمحي، والحسن بن سفيان وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم، وَقَرَّظَه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة أبو الحسين ... شيخ الحنفية ولي قضاء الحرمين ثم قدم نيسابور، وولي قضاءها، وقال الحاكم: سمعتُ أبا بكر الأبهري شيخ الفقهاء، يقول: ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وقال أبو إسحاق الشيرازي: به وبأبي سهل الرجاجي تفقه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة" أ. هـ. • الطبقات السنية: "شيخ أصحاب أبي حنيفة في زمانه بلا مدافعة، والمُعول عليه في الفتوى بلا مُنازعة" أ. هـ. وفاته: سنة (351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" وله أجزاء في الحديث. 442 - الحِيري * المفسر: أحمد بن محمد بن الزاهد أبي عُثْمَان سعيد الحيري، أبو سعيد النيسابوري. ولد: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين. من مشايخه: الحسن بن سفيان وطبقته، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وغيره. من تلامذته: الحاكم، وابن شاهين، والدارقطني وغيرهم. ¬

_ * العبر (2/ 290)، تاريخ الإسلام (وفيات 351)، ط. تدمري، الجواهر المضية (1/ 284)، الوافي (8/ 34)، الشذرات (4/ 269)، تاج التراجم (48)، الفوائد البهية (29)، الطبقات السنبة (2/ 60)، هدية العارفين (1/ 64). * تاريخ بغداد (5/ 23)، سير أعلام النبلاء (16/ 29)، تاريخ الإسلام (وفيات 353) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 920)، العبر (2/ 296)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 43)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 73)، شذرات الذهب (4/ 278)، معجم المؤلفين (1/ 266)، كشف الظنون (1/ 460)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 483)، معجم المفسرين (1/ 61)، طبقات فقهاء الشافعية (1/ 279).

443 - ابن شارك

كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وجده سعيد هو المكنى أبا عُثْمَان، وكان واعظ أهل نيسابور وشيخ الصوفية، فأما أبو سعيد فكان من عباد الله الصالحين" أ. هـ. • السير: "الحافظ المجود القدوة الكبير ... أحد أئمة الحديث" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: كان حافظًا ... خرج يعسكر للجهاد مريدًا فقتل بطرطوس شهيدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (353 هـ) ثلاث وحمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير" و"الصحيح" على رسم مسلم وغير ذلك. 443 - ابن شَارَك * المفسر: أحمد بن محمّد بن شارك (¬1) الهَروي، أبو حامد الشافعي. من مشايخه: الحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي وغيرهما من تلامذته: الحاكم، وأبو إبراهيم النصر آباذي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للسيوطي: "مفتي هراة وأديبها وعالمها ومفسرها ومحدثها في زمانه " أ. هـ. وفاته: سنة (358 هـ)، ثمان وخمسين وثلاثمائة، وقيل (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة وقيل (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "المستخرج" على صحيح مسلم. 444 - أبو بكر الفَارِسِي * المفسر: أحمد بن محمّد بن أيوب، أبو بكر الفارسي، نزيل نيسابور. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان له أتباع ومريدون، وعظ ببخارى، وخاف الحنفية من تغلبه عليهم، كان يحضر مجلسه نحو عشرة آلاف" أ. هـ. وفاته: سنة (364 هـ) أربع وستين وثلاثمائة. 445 - الجِيَّانِي * اللغوي: أحمد بن محمّد بن فرج الجيَّاني، أبو عمر. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد وغيرهما. ¬

_ * سير أعلام النبلاء (16/ 273)، العبر (2/ 321)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 36) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 45)، طبقات المفسرين للسيوطي (5)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 76)، الشذرات (4/ 319)، معجم المؤلفين (1/ 61)، معجم المفسرين (1/ 61)، طبقات فقهاء الشافعية (1/ 280). (¬1) في الشذرات الطبعة القديمة (3/ 26): ابن شادك وقد نبه عليها عمود الأرناؤوط في طبعته (4/ 319). * تاريخ الإسلام (وفيات 364) ط. تدمري، الوافي (7/ 362)، طبقات المفسرين للسيوطي (20)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 70)، معجم المفسرين (1/ 61). * جذوة المقتبس (176)، الصلة (1/ 11)، بغية الملتمس (1/ 194)، معجم الأدباء (1/ 473)، معجم المؤلفين (1/ 285)، الأعلام (1/ 209)، تاريخ الإسلام: ذكر له ترجمتين الأولى في (وفيات سنة 366)، والثانية (وفيات الطبقة 36)، ط. تدمري.

446 - ابن هارون العسكري

كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان علم اللغة والشعر أغلب عليه ... ولحقته مصيبة لكلمة عامية نطق بها نقلت عنه فنيل بمكروه في بلده. وسجن بحيان في سجنها. وكان أهلها يدخلون إليه في السجن ويقرؤون عليه اللغة وغيرها" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الحدائق" عارض به كتاب "الزهرة" لابن داود الأصبهاني، وكتاب "المنتزين والقائمين بالأندلس وأخبارهم". 446 - ابن هارون العَسْكَري * النحوي: أحمد بن محمّد بن عبد الله بن هارون العسكري، أبو الحسن. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أظنه من عسكر مُكْرَم لأنه اعتنى بشرح مختصر محمّد بن علي بن إسماعيل المبرمان، ثم قرأت في بعض الجموعات: تقدم رجلان إلى القاضي أبي أحمد بن أبي علان رحمه الله، فادعى أحدهما على الآخر شيئًا، فقال المدَّعى عليه: ما له عندي حق، فقال القاضي: من هذا فقالوا: ابن هارون النحوي العسكري، فقال القاضي: فأعطه ما أقررت له به (¬1) " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: شرح "كتاب التلقين" وسماه "البارع" وكتاب "شرح العيون" وغيرها. 447 - ابن الشَّارِب * المقرئ: أحمد بن محمّد بن بشر بن عليّ بن محمّد بن جعفر المعروف بابن الشارب، أبو بكر الخراساني المروروذي المؤدب. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن موسى الزيني وهو أثبت أصحابه، وأبو بكر محمّد بن يونس وغيرهما. من تلامذته: عبد الباقي بن السَّقاء، وعلي بن عمر الحمامي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "حدثنا أبو بكر البرقاني وسألته عنه فقال: ثقة" أ. هـ. • معرفة القراء: "نزيل بغداد وأدّب فيها وأقرأ " أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ جليل ثقة ثبت" أ. هـ. وفاته: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (1/ 470)، الوافي (8/ 29)، بغية الوعاة (1/ 368)، كشف الظنون (1/ 481)، معجم المؤلفين (1/ 276). (¬1) يريد أن "ما" هنا ليست نافية، بل المعنى "الذي له عندي حق"، ويرى الأستاذ النشاشيبي أنه جاء بها عامية أي "ما له" عندي حق، وما دام نحويًا فهو يؤخذ بلفظه إذ ليس يحمل كلامه على اللحن قلت: وذلك وجه جيد في التخريج انظر هامش معجم الأدباء. * تاريخ بغداد (4/ 401)، معرفة القراء (1/ 317)، تاريخ الإسلام (وفيات 370) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 107).

448 - الديبلي

448 - الدَّيبُلي * المقرئ: أحمد بن محمّد بن هارون بن علي، أبو بكر الرازي الديبلي البغدادي، يعرف بالهبيري. ولد: سنة (275 هـ) خمس وسبعين ومائتين. من مشايخه: حسنون بن الهيثم، وإبراهيم بن شريك وغيرهما. من تلامذته: أبو العلاء الواسطي، وأبو عليّ بن دوما. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "واهٍ زعَم أنه قرأ على حسنون بن الهيثم فأنكر عليه. قال الخطيب (¬1): غير مقبول في القراءة" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "أخبرنا أبو بكر محمّد بن عليّ المقرى الخياط حدثنا أبو الحسين بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن هارون المؤدب المعروف بالرازي في سنة ست وخمسين -فقلت له: على من قرأت القرآن؟ فقال لي قرأت على أبي الربيع عامر بن عبد الله بن عبد البر وقرأ عامر على أبي علي حسنون، ولا أدري على من قرأ حسنون قال أبو الحسين: فاجتمع معي قوم في مجلس مخلد بن جعفر الباقرحى فقال لي منهم من قال: إنه قرأ على شيخ من ناحيتنا يعرف بالرازي، وأنه قال قرأت على حسنون فلم أعرفه، فلما عدت إلى منزلنا وسألت عنه فقيل لي هو ابن هارون، فدخل علي يوما من الأيام فقلت له: يا أبا بكر أليس قلت لي قرأت على أبي الربيع، وقرأ أبو الربيع على حسنون؟ فانكسر وطأطأ رأسه، ثم قال: (وإن يك كاذبًا فعليه كذبه)، قال أبو الحسين: فلقيت أبا حفص عمر بن أحمد الآجري المقرى، فقلت له: إن ابن هارون يقول إني قرأت على حسنون. فقال إنا لله لا حول ولا قوة إلا بالله. فعدت إلى الذين قرؤوا عليه ممن كان يسمع معنا في مجلس الباقرحى فأعلمتهم بذلك فانتهوا" أ. هـ. وفاته: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة وهو في عشر المئة. 449 - ابن شَرام * النحوي: أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلمة، أبو بكر الغساني الدمشقي النحوي، المعروف بابن شرام (¬2). من مشايخه: أبو الدَّحْداح أحمد بن محمد، وأبو بكر الخرائطي وجماعة. من تلامذته: أحمد الطيّان، وعلي بن محمّد الربعي، وغيرهما. ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 113)، معرفة القراء (1/ 322)، تاريخ الإسلام (وفيات 370) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (1/ 296)، غاية النهاية (1/ 131). (¬1) لم نجد كلام الخطيب البغدادي هذا في المصادر المتوفرة لدينا لعله في كتبه الأخرى، أو إحدى مؤلفاته المخطوطة والله أعلم. * بغية الوعاة (1/ 357)، تاريخ الإسلام (وفيات 387) ط. تدمري، الوافي (7/ 328)، إنباه الرواة (1/ 104)، معجم الأدباء (2/ 492)، تاريخ دمشق (5/ 189)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 223)، تهذيب تاريخ دمشق (1/ 445). (¬2) في الوافي: ابن سرام بالسين.

450 - الأصبهاني

كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أحد النحاة المشهورين بالشام ... وكان جيد الخط والضبط صحيح الكتابة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "تصدر للإقراء والإفادة، وكتب بخطه الكتب الأدبية، وكان خطًا حسنًا صحيحًا رأيت منه جزءًا من أمالي أبي القاسم الزجاجي وتصفحته، فكان محكم الصحة رحمه الله " أ. هـ. وفاته: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة، وقيل (389 هـ) تسع وثمانين وثلاثمائة. 450 - الأَصْبَهانِي المقرئ: أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن بن سعيد، أبو عليّ الأصبهاني. من مشايخه: قرأ على أبي بكر النقاش، وأبي العباس الحسن بن سعيد الفارسي وغيرهما. من تلامذته: تمام، وأبو القاسم بن الفرات، وأبو نصر بن الجبَّان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "كان شيخا فاضلا عالما مصنفا، له تصانيف في القراءات" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان شيخ القراء بدمشق في وقته ... وقد وهم فيه الداني فسماه الحسن ... وشيعه الخلق إلى مقابر باب الفراديس" أ. هـ. وفاته: سنة (393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة. 451 - الحدادي * المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد، أبو نصر السمرقندي يعرف بالحدادي (¬1). من مشايخه: الحسن بن عبد الله أبو سعيد السيرافيّ، وعمر بن إبراهم الكتاني البغدادي وغيرهما. من تلامذته: ولده نصر، ويوسف بن علي بن جبارة الهذلي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام بارع ناقل رحَّال ... وكان شيخ القراء بسمرقند، انتهى إليه التحقيق والرواية" أ. هـ. • مقدمة كتاب "المدخل" لمحققه صفوان عدنان: "جمع الشيخ أبو نصر علمًا غزيرًا حيث إنه قام برحلات عديدة في طلب العلم، واجتمع بأكابرِ علماء عصره من أئمة القراءات والتفسير والعربية والحديث فأخذ عنهم. وكان الشيء الغالب عليه هو علم القراءات حيث قرأ ختمات كثيرة على عدد من العلماء، ثم بعد ذلك قام بإنتاحه العلمي في القراءات " أ. هـ. قلت: قال (ص 77) من كتابه المذكور "المدخل" ¬

_ * تاريخ دمشق (5/ 187)، معجم الأدباء (2/ 483)، معرفة القراء (1/ 374)، الوافي (7/ 307)، غاية النهاية (1/ 10)، معجم المؤلفين (1/ 243)، تاريخ الإسلام. (وفيات 393) ط. تدمري * غاية النهاية (1/ 105)، مقدمة كتاب المدخل للمحقق صفوان عدنان داودي، ط. تدمري الأولى (سنة 1408 هـ) - دار القلم. (¬1) الحدادي نسبة إلى عمل الحديد، أو إلى قرية اسمها حدادة، قال ياقوت: "قرية كبيرة بين دامغان وبسطام من أرض قومس" أ. هـ. انظر معجم البلدان (2/ 226) والجواهر المضية (4/ 178).

452 - العبدي الفاشاني

في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}: "أي جاء أمر ربك" أ. هـ. وهذا القول في تأويل المجيء بأمر الله سبحانه هو أحد التأويلات التي اعتمدها المذهب الأشعري في منهج الأسماء والصفات وتبيينها ... والله أعلم بالصواب. 452 - العبدي الفاشاني * اللغوي: أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن، الهروي العبدي الفاشاني، أبو عبيد. من مشايخه: الأزهري، وروى الحديث عن أحمد بن محمد بن ياسين، وأبي إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزاز الحافظ وغيرهما. من تلامذته: أبو عُثْمَان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو عمر بن عبد الواحد بن أحمد المليحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "قيل إنه كان يحب البذلة ويتناول في الخلوة ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللذة والطرب عفا الله عنه وعنا" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان من علماء الناس في الأدب واللغة وكتاب الغريبين يدل على اطلاعه وتبحره في هذا الشأن" أ. هـ. وفاته: سنة (401 هـ) إحدى وأربعمائة. من مصنفاته: مصنف الغربيين في اللغة "غريب لغة الحديث"، و "غريب لغة القرآن". 453 - الطُلَيطَلِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمّد بن وسيم، أبو عمر الطليطلي. من مشايخه: أبوه وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من المشاهير في العلم، فقيهًا متفننًا، شاعرًا لغويًّا نحويًا، وكانت له أسمعة عن أبيه عن جده، وكانت تقرأ عليه كتب الحديث، فإذا مرّ بذكر الجنة والنار بكى" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "غزا مع محمّد بن تمام إلى مكادة، فلما انهزموا هرب إلى قرطبة، وأتبعه أهل طُليطلة، فصلبوه ثم رموه بالنبل والحجارة، حتى هلك وهو يتلو سورة يس، رحمه الله" أ. هـ. وفاته: سنة (401 هـ) إحدى وأربعمائة. 454 - السَّهْلي * النحوي: أحمد بن محمّد بن عبد الله بن يوسف بن محمّد بن مالك السهلي (¬1) الأديب، أبو الفضل العروضي الصفّار الشافعي. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 491)، وفيات الأعيان (1/ 95)، السير (17/ 146)، العبر (3/ 77)، تاريخ الإسلام (وفيات 401)، ط. تدمري؛ الوافي (8/ 114)، البداية والنهاية (11/ 368)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 84)، النجوم الزاهرة (4/ 228)، بغية الوعاة (1/ 371)، الشذرات (5/ 8)، روضات الجنات (1/ 241)، معجم المؤلفين (1/ 292) الأعلام (1/ 210). * الصلة (1/ 30)، تاريخ الإسلام (وفيات 401)، ط. تدمري. * بغية الوعاة (1/ 369)، تتمة اليتيمة (2/ 23)، الوافي (8/ 33)، معجم الأدباء (2/ 491)، إنباه الرواة (1/ 119)، المنتخب من السياق (88)، تاريخ الإسلام (وفيات تقريبًا في الطبقة الحادية والأربعين) ط. تدمري. (¬1) في بغية الوعاة: النهشلي، وفي إنباه الرواة: السَّهلكي.

455 - المرزوقي

ولد: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: الأصمِّ، وأبو منصور الأزهري والطبقة. من تلامذته: تخرج به جماعة من الأئمة منهم الواحدي. كلام العلماء فيه: • تتمة اليتيمة: "إمام في الأدب ختم التسعين في خدمة الكتب، وأنفق عمره في مطالعة العلوم وتدريس متأدبي نيسابور، وإحراز الفضائل والمحاسن. وفاته: بعد سنة (416 هـ) ست عشرة وأربعمائة. 455 - المَرْزُوقِي * النحوي: أحمد بن محمّد بن الحسن، أبو عليّ المرزوقي. من مشايخه: أبو عليّ الفارسي، وعبد الله بن جعفر بن فارس وغيرهما. من تلامذته: سعيد البقال، وأبو الفتح محمّد الزجاج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال الصاحب بن عباد: فاز بالعلم في أصبهان ثلاثة: جاءك وحلّاج وإسكاف، فالجاءك هو المرزوقي والحلاج أبو منصور ابن ما شدّه والإسكاف أبو عبد الله الخطيب بالريّ ... كان غاية في الذكاء والفطنة، حسن التصنيف وإقامة الحجج وحسن الاختيار، وتصانيفه لا مزيد على حسنها" وقال: "كان معلم أبناء بني بويه في أصبهان دخل عليه الصاحب بن عباد، فلم يقم له، فلما ولي الوزارة جفاه" أ. هـ. أعيان الشيعة: "يدل عليه -أي تشيعه- عدّ ابن شهر أشوب له في شعراء أهل البيت وذكره له في كتاب الموضوع لذكر علماء الشيعة، ولم أجد من صرح بتشيعه غيره، ويرشد إلى تشيعه ما مرَّ عن معجم الأدباء من أنه كان معلم أولاد بني بويه بأصفهان، فإنه يبعد أن يجعل بنو بويه المتصلبون في التشيع معلمًا لأولادهم غير شيعي، ويرشد إليه أيضًا ما عني ابن منده: أنه قال: قدم أصبهان متكلم فيه من قبل مذهبه (أ. هـ.) فإن عادتهم التكلم فيمن مذهبه التشيع، وطبقات النحاة هذه غير بغية الوعاة إذ ليس فيها هذا الكلام" أ. هـ. • روضات الجنات: "كان فاضلًا كاملًا وأديبًا ماهرًا وشاعرًا مجيدًا من شعراء أهل البيت عليهم سلام الله، كما عن الشيخ سديد الدين بن شهر أشوب في (معالم العلماء). ثم قال: "قال ابن منده: قدم أصبهان فتكلم فيه من قبل مذهبه، .. وابتلى محب غلام يقال له: البركاني. فاتفق أن الغلام حج فلم يجد بدًا من مرافقته فلما أحرم قال: لبيك اللهم لبيك، والبركاني ساقني إليك" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 506)، السير (17/ 475)، إنباه الرواة (1/ 106)، الوافي (8/ 5)، بغية الوعاة (1/ 365)، الأعلام (1/ 212)، معجم المؤلفين (1/ 258)، سير أعلام النبلاء (17/ 475)، تاريخ الإسلام (وفيات 421) ط. تدمري أعيان الشيعة (9/ 231)، روضات الجنات (1/ 244)، كشف الظنون (2/ 1273)، إيضاح المكنون (1/ 191).

456 - البررقاني

وفاته: سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب شرح النحو" و"شرح الموجز" و "شرح الحماسة" و "الأزمنة والأمكنة" وغيرها. 456 - البُررقاني * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب البرقاني (¬1)، أبو بكر. ولد: سنة (333 هـ)، وقيل سنة (336 هـ) ثلاث وقيل ست وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو العباس بن حمدان الحيري، وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهما كثير. من تلامذته: البيهقي، والخطيب البغدادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة ورعًا متقنًا فهمًا لم يُر في شيوخنا أثبت منه حافظًا للقرآن عارفًا بالفقه له حظ في علم العربية كثير الحديث، حسن الفهم له والبصيرة فيه" أ. هـ. • الأنساب: "الفقيه الحافظ الأديب الشاعر كانت له معرفة تامة بالحديث" أ. هـ. • السير: "الحافظ الثبت شيخ الفقهاء والمحدثين" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وذكره أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال- تفقه في حداثته، وصنف في الفقه، ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إمامًا" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "وقال محمّد بن يحيى الكرماني الفقيه: ما رأيتُ في أصحاب الحديث أكثر عبادةً من البرقاني". ثم قال: "دخل إليه محمّد بن عليّ الصُّوري، قبل وفاته بأربعة أيام، فقال له: هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة، وقد سألت الله أن يُؤخر وفاتي حتى يهل رجب، فقد روي أن لله فيه عتقاء من النار، عسى أن أكون منهم، فاستُجيب له " أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوى "كان إمامًا حافظًا، ورعًا مجتهدًا في العبادة، حافظًا للقرآن". ثم قال: "وقال ابن الصلاح: كان حريصًا على العلم، منصرف الهمة إليه" أ. هـ. • البداية والنهاية: "جمع كتبًا كثيرة جدًّا، وكان عالمًا بالقرآن والحديث والفقه والنحو، وله مصنفات في الحديث حسنة نافعة، قال الأزهري: إذا مات البرقاني ذهب هذا الشأن، وما رأيت ¬

_ * تاريخ بغداد (4/ 374)، المنتظم (15/ 242)، السير (17/ 464)، العبر (3/ 156)، تذكرة الحفاظ (3/ 1074)، الوافي (7/ 331)، البداية والنهاية (12/ 39)، الشذرات (5/ 121)، معجم المؤلفين (1/ 246)، تاريخ الإسلام (وفيات 425) ط. تدمري، تاريخ دمشق (5/ 198)، ومختصره (3/ 225)، ديوان الإسلام لابن الغزي (1/ 266)، وتهذيب تاريخ دمشق (1/ 447)، الأنساب (1/ 323)، اللباب (1/ 113)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 47)، الكامل (9/ 439) وفيه اسمه محمّد بن أحمد بن غالب سقط منه اسمه الأول "أحمد" طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 231)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 203)، التقييد لابن نقطة (167)، طبقات الحفاظ (418). (¬1) البرقاني: بفتح أوله وبعضهم يقول بكسره، من قرى كاث، شرقي جيحون على مسافة بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم يومان أ. هـ. (معجم البلدان 1/ 387).

457 - الثعلبي

أتقى منه. وقال غيره: ما رأيت أعبد منه في أهل الحديث" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا في اللغة والفقه والحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (425 هـ) خمس وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "التبيان في أخبار بغداد"، و"الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم". 457 - الثعلبي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: أحمد بن محمّد بن إبراهيم أبو إسحاق النيسابوري الثعلي (وقيل الثعالبي). وقال السمعاني: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب لا نسب أ. هـ. قاله في اللباب. من مشايخه: أبو محمّد المخلدي وطبقته من أصحاب السراج كأبي بكر بن هانئ، وأبي بكر بن الطرازي وغيرهم. من تلامذته: أبو الحسن الواحدي. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "ذكره عبد الغافر في "السياق" فقال: .. الثعلبي المقرئ المفسِّر الواعظ الأديب الثقة الحافظ، صاحب التصانيف الجليلة من التفسير الحاوي أنواع الفوائد من المعاني والإشارات، وكلمات أرباب الحقائق، ووجوه الإعراب والقراءات، ثم كتاب العرائس والقصص وغير ذلك مما لا يحتاج إلى ذكره لشهرته، وهو صحيح النقل موثوق به" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان واعظًا حافظًا عالمًا، بارعًا في العربية، موثقًا" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ العلامة، شيخ التفسير .. كان أحد أوعية العلم" أ. هـ. • العبر: "كان حافظًا واعظًا، رأسًا في التفسير والعربية، متين الديانة" أ. هـ. • روضات الجنات: "ويروي عنه صاحب "الكشاف" وغيره الحديث المعروف الوارد في فضل من مات على حب آل محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وفي إيراده لذلك إيماء بحسن عقيدته كما استظهره بعض الأصحاب، ومال إليه العلامة المجلسي -رحمه الله - ولذا ينقل عنه في كتاب "البحار" أيضًا كثيرًا، وذكر أنه لتشيعه أو لقلة تعصبه كثيرًا ما ينقل من أحاديثنا" أ. هـ. • قلت: إن في هذا الكلام ما يدل على تصنيف المترجم له -الثعلبي- في فهارس وأعلام الشيعة، وذلك أمر بعيد، فليس كل من يذكر أحاديث أو روايات عن آل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مدحهم أو بالإشادة بهم فهو من شيعتهم ومنتسب لهم، وما أرى صاحب الروضات إلا متحيزًا في كلامه ¬

_ * وفيات الأعيان (1/ 79)، إنباه الرواة (1/ 119)، البداية والنهاية (2/ 43)، الوافي (7/ 307)، شذرات (5/ 127)، الأعلام (1/ 212)، معجم المفسرين (1/ 62)، اللباب (1/ 194)، تاريخ الإسلام (427) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1090)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 66)، بغية الوعاة (1/ 356)، غاية النهاية (1/ 100)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 329)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 202)، النجوم (4/ 283)، العبر (3/ 161)، السير (17/ 435)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 58)، مفتاح السعادة (2/ 67)، روضات الجنات (1/ 245)، كتاب "شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه" للدكتور عبد الرحمن الفريوائي (ص 616)، كشف الظنون (2/ 1131 و 1416)، النجوم (4/ 283).

أخذًا بأدنى الأشياء والأمور لذلك العالم أو العلم، لجعله في مصاف الشيعة أو قريبًا منهم، وهذا ما قاله آنفًا في الثعلبي: "ذلك إيماء بحسن عقيدته" التي يقصد بها عقيدة ومذهب الشيعة عنده، والله أعلم. • البداية والنهاية: "وكان كثير الحديث واسع السماع ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب شيء كثير ... ورؤيت له منامات صالحة رحمه الله" أ. هـ. • النجوم: "قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي: ليس فيه ما يعاب به إلا ما ضمنه من الأحاديث الواهية التي هي في الضعف متناهية خصوصًا في أوائل السور" أ. هـ. • وقال الدكتور عبد الرحمن الفريوائي في كتابه "شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه" ما نصه: "الثعلبي هو الإمام الحافظ العلامة شيغ التفسير أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم، له كتاب التفسير الكبير، وكتاب عرائس المجالس في قصص الأنبياء، توفي عام سبع وعشرين وأربع مئة، كان أحد أوعية العلم، وكان صادقًا موثقًا، بصيرًا بالعربية، طويل الباع في الوعظ". ثم قال نقلًا لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الثعلبي: "وقد أثنى شيخ الإسلام على ما فيه من دين وخير إلَّا أنه في باب الرواية وصفه بحاطب ليل، وتكلم فيه في غير موضع فقال: "و (الثعلبي) وهو في نفسه كان فيه من دين وخير، وكان حاطب ليل، ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع، و"الواحدي" صاحبه كان أبصر منه بالعربية، لكن هو أبعد عن السلامة واتباع السلف، والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة" (¬1). وقال: "ما ينقله الثعلبي في تفسيره لقد أجمع أهل العلم بالحديث أنه روى طائفة من الأحاديث الموضوعة، كالحديث الذي يرويه في أول كل سورة وأمثال ذلك. ولهذا يقولون: هو كحاطب ليل" (¬2). وقال: "جمهور العلماء متفقون على أن ما يرويه الثعلبي وأمثاله لا يحتجون به لا في فضيلة أبي بكر وعمر، ولا في إثبات حكم من الأحكام إلا أن يعلم ثبوته بطريقه" (¬3). وقال: "الثعلبي يروي ما وجد صحيحًا كان أو سقيمًا، هان كان غالب الأحاديث التي في تفسيره صحيحة، ففيه ما هو كذب موضوع" (¬4) أ. هـ. • ثم قال الفريوائي في هامش كتابه: "وذكر شيخ الإسلام أمثله كثيرة من الموضوعات الواردة في هذا التفسير في كتابه العظيم منهاج السنة، وذكر أكثر من مرة أن فيها من الموضوعات ما لا يعد ولا يحصى. انظر مثلًا (4/ 18 و 28 و 31 و 46 و 48 و 83 و 84 و 95 و 105 - 116)، وقال الأستاذ حسين الذهبي: ومن يقرأ تفسير الثعلبي يعلم أن ابن تيمية لم يتقول عليه، ولم يصفه إلا بما فيه (¬5). ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (13/ 354). (¬2) منهاج السنة (4/ 4). (¬3) منهاج السنة (4/ 25). (¬4) منهاج السنة (4/ 25). (¬5) التفسير والمفسرون: (233).

وقال الدكتور محمد محمد أبو شهبة: وهذا الذي ذكره ابن تيمة هو الحق فليكن القارئ بهذا التفسير على بينة من أمره، ولا يغتر بكل ما يذكر فيه، فقد أساء صاحبه إلى نفسه وإلى كتابه بهذا الصنيع المذموم ومن وجد شيئًا مما ذكره عند نقد المرويات تفصيلا؛ فلينبذه، ولا يذكره إلا مقترنا ببيان وضعه، أو ضعفه (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير 179)، وانظر أيضًا: الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور رمزي نعناعة (215 - 217) " أ. هـ. قول الفريوائي. • المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات: "اشتهر تفسيره عنه باسم تفسير الثعلبي. هذا هو الكتاب الذي جمع فيه صاحبه بين العقرب والنون، يعتبر مصدرا كبيرا للإسرائيليات، وللخرافات، وللأحاديث الموضوعة والمكذوبة، واعتمده كل من جاء بعده واستقى من معينه الغث. وهو ضخم في مجلدات توجد منه بعض النسخ في مخطوطات الجامعة الإسلامية، وفي دار الكتب المصرية على أنه لو تيسر طبعه، وإظهار ما فيه من الأباطيل والخرافات والإسرائيليات لكان ذلك من النصيحة للمسلمين". قلت: ثم قال صاحب كتاب "المفسرون" محمد المغراوي حول عقيدته من تفسيره: "وإن كنا لم يتيسر لنا الوقوف على جميع الصفات في تفسيره نظرا لرداءة المخطوطة ونقصانها، فقد أخدنا منه ما يمكن أن يستفاد من عقيدته، فأخذنا منه الاستواء والوجه، واليد، والكرسي، والإتيان، والمجيء، والمحبة، ففي هذه الصفات مؤول على مذهب الأشاعرة، وقد يذكر مذهب السلف، ولكن على طريقة العرض لا على طريقة التبني والترجيح وبيان المذهب الحق". وإليك عزيزي القارئ الصفات التي تكلم عليها المغراوي في كتابه هذا: 1 - صفة الاستواء (2/ 6): "قال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الآية، أي قصد وعمد إلى خلق السماء. وقال عند قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال الكلبي، ومقاتل: استقر وقال أبو عبيدة: عمد وقيل: استولى وغلب، وقيل: ملك، وكلها فاسدة والصحيح ما قاله أهل المعاني: أن معناه أقبل على خلق العرش وعمد إلى خلقه بعد خلق السماوات والأرض يدل عليه قوله {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} يعني عمد لخلق السماء. وقال أهل الحق من المتكلمين: أحدث فعلا سماه استواء وهو كالإتيان والمجيء، والنزول كلها من صفات أفعاله. وعن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فقال: (الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود له كفر) (¬1). ¬

_ (¬1) لم يصح رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحيح الموقوف على مالك، وروي عن أم سلمة ولم يصح عنها، انظر: العلو: (ص 65).

وسئل مالك بن أنس كيف استوى فقال: الكيف مجهول والاستواء معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وسئل الأوزاعي عن قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال: هو على العرش كما وصف نفسه وإني لأراك رجلًا ضالًا. التعليق: وهذه العبارات هي التي نقلها ابن عطية والقرطبي في تفسيريهما وكلها تأويل مذموم. 3 - صفة المجيء والإتيان (2/ 8): "قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} ـ قال في معرض تفسير الآية: اختلف الناس في ذلك، فقال بعضهم: (في) بمعنى الباء، وتعاقب حروف الصفات سائغ مشهور في كلام العرب، تقدير الآية، إلا أن يأتيهم الله بظلل من الغمام وبالملائكة، أو مع الملائكة، وعلى هذا التأويل زال الإشكال، وسهل الأمر. وأجرى الباقون الآية على ظاهرها، ثم اختلفوا في تأويلها، ففسرها قوم على الإتيان الذي هو الانتقال من مكان إلى مكان، وأدخلوا فيه بلا كيف، واتبعوا فيه ظواهر أخبار وردت لم يعرفوا تأويلها. قلت: وهذا غير مرضي من القول، لأنه إثبات المكان لله تعالى، وإذا كان متمكنًا، وجب أن يكون محدودًا متناهيًا ومحتاجًا فقيرًا، وتعالى الله عزَّ وجلَّ عن ذلك علوًا كبيرًا. قال بعض المحققين الموفقين أظنه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: من زعم أن الله في شيء أو من شيء، أو على شيء، فقد ألحد، لأنه لو كان من شيء لكان محدثًا، ولو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولًا. وسكت قوم عن الخوض في معنى الإتيان فقالوا: نؤمن بظاهره ونقف عن تفسيره، لأنا قد نهينا أن نقول في كتاب الله ما لا نعلم، ولم ينبهنا الله تعالى ولا نبهنا رسوله على حقيقة معناه. قال الكلبي: هذا من المكتوم الذي لا يفسر، وكان مالك والأوزاعي وأحمد، وإسحاق، وجماعة من المشايخ يقولون فيه وفي أمثاله: أمروها كما جاءت بلا كيف، وزعم قوم أن في الآية إضمارًا واختصارًا، تقديره إلا أن يأتيهم أمر الله وهو الحساب والعذاب، يدل عليه قوله تعالى {وَقُضِيَ الْأَمْر} أي وجب العذاب، وفرغ من الحساب. قالوا: وهذا كقوله {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} والعرب تقول: قطع الوالي اللص وضربه، وإنما فعل ذلك أعوانه بأمره، ويقال: خشينا أن يأتينا بنو أمية أي حكمهم، وعلى هذا يحمل قوله تعالى {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} لأنه سبحانه لم يرم، ولم يل ذلك، وهذا معنى قول الحسن البصري. وقالت طائفة من أهل الحقائق إن الله عزَّ وجلَّ يحدث فعلًا يسميه إتيانًا، كما أحدث فعلًا سماه نزولًا، وأفعاله بلا آلة ولا علة. قلت: ويحتمل أن يكون معنى الإتيان ها هنا راجعًا إلى الجزاء، فسمى الجزاء إتيانًا، كما سمى التخريب والتعذيب في قصة ثمود إتيانًا. قال عزَّ وجلَّ: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ

مِنْ حَيثُ لَا يَشْعُرُونَ}. وقال في قصة بني النضير {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}. وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَال حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَينَا بِهَا} وإنما احتمل الإتيان هذه المعاني لأن أصل الإتيان عند أهل اللسان هو القصد إلى الشيء، فمعنى الآية هل ينظرون إلا أن يظهر الله عزَّ وجلَّ فعلًا من أفعاله على خلق من خلقه، فيقصد إلى مجازاتهم ويقضي في أمرهم ما هو قاض، ويجازيهم على فعلهم، ويمضي فيهم ما أراد يدل عليه ما أخبرني الحسين بن محمّد بن الحسين الثقفي قال: حدثنا عصمة بن محمّد قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إذا كان يوم القيامة يأتي الله عزَّ وجلَّ في ظلل من الغمام والملائكة، فيتكلم بكلام طلق ذلق فيقول: أنصتوا فطالما أنصت لكم منذ خلقتكم، أرى أعمالكم، وأسمع أقوالكم، وإنما هي صحائفكم تقرأ عليكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله سبحانه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه". وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}. قال الحسن: أمره، وقضاؤه، وقال أهل الإشارة: ظهرت قدرة ربك وقد استوت الأمور، وأن الحق لا يوصف بتحويل من مكان إلى مكان، وأنى له التحويل والتنقل، ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز والحق منزه أن تحوي صفاته الطبائع أو تحيط به الصدور. التعليق: وواضح أن النص للفقه والاستنباط كالأساس للبيت والبناء (فأين الرواية والسند وبين المفسر وبين الحسن خرق القتاد غفر الله له هذه الكبوة وتلك الزلة). 4 - تفسير الكرسي (2/ 10): "قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. أي الملك وأحاط به، واختلفوا في الكرسي، فقال ابن عباس، وسعيد ابن جبير، ومجاهد، كرسيه علمه، ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة، ومنه قول الراجز في صفة قانص: .. حتى إذا ما جاءها تكرسها .. يعني علم. ويقال للعلماء الكراسي قال الشاعر: تحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب أي علمًا بها. وقال بعضهم: كرسيه، سلطانه، وملكه، وقدرته، والعرب تسمي الملك القديم كرسيًا. وتسمى أصل كل شيء الكرسي يقال: فلان كريم الكرسي أي الأصل: قال العجاج: قد علم القدوس مولى القدس ... أن أبا العباس أولى نفس في معدن الملك القديم الكرس ورأيت في بعض التفاسير كرسيه سره وأنشدوا فيه: ما لي بأمرك من سر أكاتمه ... ولا بكرسي علم الله مخلوق

وزعم محمّد بن جرير الطبري أن الكرسي، الأعل أي وسع عبادك السماوات والأرض. وقال أبو موسى، والسدي، وغيرهما: هو الكرسي بعينه، وهو لؤلؤ، وما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس ثم ذكر الخبر المعروف بطوله. وقال الحسن البصري: الكرسي هو العرش بعينه، وحكى أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد عن بعض المتقدمين أن الكرسي اسم ملك من الملائكة، أضافه إلى نفسه، تخصيصًا وتفضيلًا، نبه بهذا عباده على عظمته وقدرته. فقال: إن خلقًا من خلقي يملأ السماوات والأرض فكيف يقدر قدري وتعرف عظمتي. والله أعلم. التعليق: وقد تقترح أن الصحيح هو تفسير ابن عباس بأنه موضع القدمين. 5 - صفة النفس (2/ 12): "قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}. (ويحذركم الله نفسه) أي يخوفكم الله على موالاة الكفار وارتكاب النهي ومخالفة المأمور من نفسه. قال المفسرون: من عذاب نفسه وعقوبته وبطشه وقال أهل المعاني: ويحذركم إياه لأن الشيء والنفس والذات عبارة عن الوجود ونفس الشيء هو الشيء بعينه كقوله تعالى {أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي ليقتل بعضكم بعضًا قال الأعمش: يومًا بأجود نائلًا منه إذا ... نفس البخيل تجهمت سؤالها أي إذا البخيل تجهم سؤاله". 6 - صفة المحبة (2/ 12): "قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (فاتبعوني يحببكم الله) أي اتبعوا شريعتي وسنتي يحببكم الله وحب المؤمنين لله اتباعهم أمره، وقصدهم طاعته ورضاه، وحب الله للمؤمنين ثناؤه عليهم، وثوابه لهم، وعفوه عنهم فذلك قوله {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. التعليق: أين ذهبت بصفة المحبة اللائقة بحلال الله فإذا أثبت الصفة فأثبت لازمها". 7 - صفة اليد (2/ 13): "قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. قوله: (بل يداه مبسوطتان). اختلف في اليد فقيل: إن لله يدًا كالأيدي وأشاروا باليد إلى الجارحة ثم نفوا التشبيه بقولهم: لا كالأيدي وهذا فاسد وقيل: يده قوته وقدرته، كقوله تعالى: {أُولِي الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} وقيل: هي ملكه، كما يقال لعبد الرجل ملك يمينه، قال الله تعالى {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} أي أنه يملك ذلك وعلى هذين القولين يكون لفظه تثنية، ومعناه واحد كقوله تعالى {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} أي جنة واحدة.

وقيل أراد نعمتاه، كما يقال لفلان عندي يد أي نعمة وعلى هذا القول لفظه تثنية، ومعناه جمع كقوله تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}. والعرب تضع الواحد موضع الجمع كقوله تعالى {وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا} [الفرقان: 55]. وقال {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4] و {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2]. وتقول العرب: الدينار والدرهم في أيدي الناس وتضع التثنية موضع الجمع كقوله تعالى {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [ق: 24] أراد الزبانية. قال امرؤ القيس: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللِوى بين الدخول فحومل وقال محمّد بن مقاتل: أراد نعمتاه مبسوطتان، نعمته في الدنيا ونعمته في الآخرة، وهذه التأويلات كلها مدخولة لأن الله تعالى خلق آدم بيده على طريق التخصيص والفضل لآدم على إبليس، فلو كان تأويل اليد على ما ذكروا لم يكن للتخصيص معنى لأن إبليس مخلوق بقدرة الله تعالى وفي ملكه ونعمة. التعليق: وقول أهل الحق هذا مطرد في جميع الصفات من غير تفرقة وقد تقدم تفصيل ذلك بين ثنايا البحث فليرجع إلى مواضعه. وقال أهل الحق: هذه صفة من صفات ذاته كالسمع والبصر، والوجه قال الحسن: إن لله يدًا لا. توصف، ودليل هذا التأويل أن ذكره مرة اليد بلفظ الواحد. فقال: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} [آل عمران: 73]، وقال: {بِيَدِكَ الْخَيرُ} [آل عمران: 26]. وقال: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} وقال: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وقال: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ} [يس: 83]. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يضع يده لمسيء الليل ليتوب بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها) (¬1). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (يمين الله ملأى لا تفيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يقض ما في يده شيئًا وبيده القسط يخفض ويرفع) (¬2) ومثناة مرة، فقال: (لما خلقت بيدي) (بل يداه مبسوطتان). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كلتا يديه يمين) وجمعها مرة فقال (مما عملت أيدينا أنعامًا) (¬3). انتهى قول المغراوي في كتابه "المفسرون .. ". من أقواله: ومن شعر الثعلبي: وإني لأدعو الله والأمر ضيق ... عليَّ فما ينفك أن يتفرَّجا ورُبَّ فتى سُدَّت عليه وجوهه ... أصاب له في دعوة لله مخرجا وفاته: سنة (427 هـ)، وقيل (437 هـ) سبع وعشرين وأربعمائة، وقيل سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. ¬

_ (¬1) مسلم في التوية: (2113/ 4). (¬2) البخاري في التوحيد: (13/ 393). (¬3) تفسير الثعلبي.

458 - الطلمنكي

من مصنفاته: "التفسير الكبير" الذي فاق غيره من التفاسير، وكتاب "العرائس" في قصص الأنبياء، وغير ذلك. 458 - الطَّلَمنْكِيّ * المقرئ: أحمد بن محمّد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى بن محمّد بن قزلمان المعافري، الطلمنكي، أبو عمر. ولد: سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو جعفر أحمد بن عون الله وأكثر عنه، وأبو محمّد الباجي وغيرهما. من تلامذته: عيسى بن محمّد الحجاري، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "له كتاب رد فيه على ابن مسرة (¬1) .. قال أبو معمر عمر المقرئ: كان خيرًا فاضلًا ضابطًا لما روى ... قال ابن الحذّاء كان فاضلًا شديدًا في كتاب الله" أ. هـ. • الصلة "جمع كتبًا حسانًا كثيرة المنفعة على مذاهب أهل السنة، ظهر فيها علمه، وكانت لها عناية كاملة بالحديث، وكان سيفًا مجردًا على أهل الأهواء والباع، قامعًا لهم، غيورًا على الشريعة شديدًا في ذات الله" أ. هـ. • السير: "كان من بحور العلم ... أدخل الأندلس علمًا جمًا نافعًا وكان عجبًا في حفظ القرآن: قراءته ولغته وإعرابه وأحكامه ومنسوخه ومعانيه. صنف كتبًا كثيرة في السنة يلوح فيها فضله وحفظه واتباعه الأثر ... قال أبو عمر الداني: وكان فاضلًا ضابطًا شديدًا في السنة .... وقد امتحن لفرط إنكاره وقام عليه طائفة من أضداده وشهدوا عليه بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي المسلمين، وكان الشهود عليه خمسة عشر فقيهًا، فنصره قاضي سرقسطه في سنة (425 هـ) وأشهد على نفسه بإسقاط الشهود ... رأيت له كتابًا في السنة في مجلدين عامته جيد، وفي بعض تبويبه ما لا يوافق عليه أبدًا مثل: باب الجنب لله، وذكر فيه: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} فهذه زلة عالم، وألف كتابًا في الرد على الباطنية، فقال: ومنهم قوم تعبدوا بغير علم، وزعموا أنهم يرون الجنة كل ليلة .. " أ. هـ. • الديباج: "وكانت له عناية بالحديث ونقله، وروايته وضبطه، ومعرفة رجاله وحملته، حافظًا للسنن، جامعًا لها، إمامًا فيها، عارفًا بأصول الديانات مظهرًا للكرامات وعلى هدى وسنة" أ. هـ. • المقفى: "رأس في معرفة الحديث وطرقه، حافظًا للسنن، ذا عناية بالآثار والسنة، إمامًا في عقود الديانات، ذا هدي وسمت ونسك وصمت" أ. هـ. ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 181)، ترتيب المدارك (4/ 749)، الصلة (1/ 48)، عنوان الدراية (316)، السير (17/ 567)، العبر (3/ 168)، الوافي (8/ 32)، غاية النهاية (1/ 120)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 79)، شذرات الذهب (5/ 147)، شجرة النور (113)، الأعلام (1/ 212)، معجم المفسرين (1/ 62)، معجم المؤلفين (1/ 279)، معجم أعلام الجزائر (36)، المقفى الكبير (1/ 599)، الديباج (1/ 178)، تاريخ الإسلام (وفيات 429)، ط. تدمري، معجم البلدان (4/ 39)، تذكرة الحفاظ (4/ 1098)، النجوم (5/ 28)، طبقات الحفاظ (423). (¬1) انظر الكلام على ابن مسرة في ترجمة أبان بن عثمان.

459 - أبو بكر الأصبهاني

وفاته: سنة (429 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"الدليل إلى معرفة الجليل" و "الروضة" في القراءات. 459 - أبو بكر الأَصْبَهانِي * النحوي، المقئ: أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث التميمي الأصبهاني، أبو بكر نزيل نيسابور. ولد: سنة (349 هـ)، تسع وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الشيخ بن حيَّان، وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما. من تلامذته: البيهقي، ومحمد بن يحيى المُزكيِّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "المقرئ النحوي، المحدث الدين، الورع الثقة، الإمام، الحقيقة، فريد عصره، تخرج عليه العلماء والنحاة والأدباء" أ. هـ. • السير: "روى السنن للدارقطني" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا في العربية، تخرج به أهل نيسابور" أ. هـ. • الشذرات: "تصدر للحديث ولإقراء العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة عن (81) سنة. 460 - الكَلاعِي * المقرئ: أحمد بن محمّد بن خالد بن أحمد بن مهدي، أبو عمر الكَلاعي، القرطبي. ولد: سنة (394 هـ)، أربع وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: مكي بن أبي طالب المقرئ وأكثر عنه واختص به، وابن أبي الحداد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "عني بلقاء الشيوخ وتقييد العلم وجمعه وروايته ونقله، وكان مقرئًا فاضلًا ورعًا عالمًا بالقراءات ووجوهها، ضابطًا لها. وألف كتبًا كثيرة في معناها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "واعتنى بالرواية والضبط، وكان بارعًا في معرفة القراءات صنف فيها تصانيف" أ. هـ. وفاته: سنة (432 هـ)، اثنتين وثلاثين وأربعين. 461 - الدَلَّويّ * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد الاستوائي (¬1) أبو حامد الدلويّ. ولد: سنة (358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة ظنًّا. ¬

_ * إنباه الرواة (1/ 130)، السير (17/ 538)، العبر (3/ 170)، تاريخ الإسلام (وفيات 430) ط. تدمري، الشذرات (5/ 150). * الصلة (1/ 52 - 53)، غاية النهاية (1/ 113)، تاريخ الإسلام (وفيات 432) ط. تدمري. * تاريخ بغداد (4/ 377)، الأنساب (1/ 134)، اللباب (1/ 40)، معجم الأدباء (2/ 508)، السير (17/ 582)، تاريخ الإسلام (وفيات 434) ط تدمري، الوافي (7/ 351)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 60)، بغية الوعاة (1/ 358) واسمه فيه: أحمد بن محمّد بن محمود بن دلّويه. (¬1) نسبة إلى استوى وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى.

462 - المهدوي

من مشايخه: أبو أحمد محمّد بن محمّد بن الحامد الحافظ، وأبو سعيد بن عبد الوهاب الرازي وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي، والدارقطني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قدم بغداد فسمع من الدارقطني وطبقته واستوطن بغداد إلى حين وفاته، وكان ينتحل في الفقه مذهب الشافعي وفي الأصول مذهب الأشعري، وله حظ من معرفة الأدب والعربية، وحدث شيئًا يسيرًا، كتب عنه وكان صدوقًا" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان الدلوي أديبًا فاضلًا، وكثيرًا ما توجد كتب الأدب. بخطه، وكان صحيح النقل جيد الضبط معتبر الخط في الغالب" أ. هـ. • البغية: "كان ذا حظ من العربية وكان شافعيًّا أشعريًا" أ. هـ. وفاته: سنة (434 هـ) أربع وثلاثين وأربعمائة. 462 - المَهْدَوي * النحوي، المفسر، المقئ: أحمد بن محمّد (¬1) أبو العباس المهدوي (¬2). من مشايخه: الشيخ الصالح أبي الحسن القابسي، وقرأ القرآن على أبي عبد الله بن سفيان المقرئ وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه غانم بن الوليد، وأبو عبد الله محمّد بن أحمد بن مطرف الطرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "ودخل الأندلس في حدود ثلاثين وأربعمائة أو نحوها" أ. هـ. • بغية الملتمس: "كان عالمًا بالقراءات والأدب، متقدمًا، إمامًا" أ. هـ. • الصلة: "كان عالمًا بالقراءات والآداب، متقدمًا فيهما، وألف كتبًا، كثيرة النفع" أ. هـ. • معرفة القراء: "وكان رأسًا في القراءات والعربية، صنف كتبًا مفيدة .. توفي بعد الثلاثين وأربعمائة" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "هذا الذي ذكرته -أي بعد ذكر المهدوي- طريقة السلف في إيراد التفسير على النقل، كابرًا عن كابر، مع الأسانيد الصحيحة والطرق المتقنة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مقرئ، مفسر، نحوي" أ. هـ. ¬

_ * مشاهير التونسيين (74)، مفتاح السعادة (2/ 84)، البلغة (61)، تاريخ الإسلام (المتوفون قريبا من الطبقة 431 - 440) ط. تدمري، جذوة الاقتباس (1/ 182)، بغية الملتمس (1/ 206)، معجم الأدباء (2/ 508)، إنباه الرواة (1/ 91)، الصلة (1/ 88)، الوافي (7/ 257)، غاية النهاية (1/ 92)، بغية الوعاة (1/ 351)، معرفة القراء (1/ 399)، طبقات المفسرين للسيوطي (19)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 56)، معجم المفسرين (1/ 52)، معجم المؤلفين (1/ 214). (¬1) قلت في معجم الأدباء: أحمد بن محمّد بن عمار بن مهدي بن إبراهيم المهدوي أبو العباس المقرئ وفي معجم المفسرين: أحمد بن عمار بن أبي العباس أبو العباس المهدوي ومن هامش معجم الأدباء: "ولقد ترك في إنباه الرواة وطبقات الجزري والوافي وبغية الوعاة باسم: أحمد بن عمار وذلك اعتمادًا على ما ذكره ابن بشكوال في الصلة، وقد جمع ياقوت بينهما أ. هـ. (¬2) قال السيوطي في البغية: "المهدي، أصله من المهدية من بلاد القيروان" أ. هـ.

463 - الأندلسي

وفاته: قال في بغية الوعاة سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة وفي الصلة قبل هذه السنة. من مصنفاته: له كتاب "التفصيل" في التفسير، قال القفطي: "ولما أظهر هذا الكتاب في الأندلس قيل لمتولي الجهة التي نزل بها من الأندلس، ليس الكتاب له، وإذا أردت علم ذلك فخذ الكتاب إليك، واطلب منه تأليف غيره، ففعل ذلك، وطلب غيره، فألف له "التحصيل" وهو كالمختصر منه، وإن تغير الترتيب بعض تغير" أ. هـ. وله كتاب "تعليل القراءات السبع"، وهو كتاب جميل -كما قال القفطي- وغيره. 463 - الأَنْدُلِسِي * المفسر: أحمد بن محمّد بن أحمد بن بُرد الأندلسي. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "له رسالة في (السيف والقلم والمفاخرة بينهما)، وهو أول من سبق إلى القول في ذلك بالأندلس ... مليح الشعر، بليغ الكتابة من أهل بيت وأدب ورياسة" أ. هـ. • الوافي: "له كتب في علم القرآن، وكان كاتبًا بليغًا" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة. من مصنفاته: (التحصيل في تفسير القرآن، و"التفصيل في التفسير، وفي كشف الظنون أن الكتاب "التفصيل في علوم التنزيل" هو لأحمد بن عمار المهدوي ثم اختصره وسماه التحصيل. 464 - الأدَمي * النحوي: أحمد بن محمّد بن علي أبو طالب الأدمي (¬1) البغدادي. من مشايخه: أبو نعيم الفضل بن دكين وغيره. من تلامذته: أبو سعيد الأعرابي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "الإمام في النحو والتصريف، خادم الشيخ عبد الله الجرجاني، قدم نيسابور في شهور سنة ثلاثين وأربعمائة وأقام بها، وأفاد واستفاد، وكانت له مقامات مع الأئمة، واختصاص بالإمام زين الإسلام، ورسم في المناظرة في النحو والأدب بحضوره، وكان يتكلم في دقائق النحو بمجالس النظر، ويستنْبط المسائل" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 183)، بغية الملتمس (1/ 207)، معجم الأدباء (1/ 509)، الوافي (7/ 350)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 68)، طبقات المفسرين للسيوطي (21)، كشف الظنون (5/ 72)، معجم المفسرين (1/ 63)، معجم المؤلفين (1/ 241). * تاريخ بغداد (5/ 129)، المنتخب من السياق (104)، دمية القصر (1/ 393)، إنباه الرواة (1/ 120)، بغية الوعاة (1/ 374). (¬1) الأدمي: بفتح الألف والدال المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى من يبيع الأدم أ. هـ. انظر الأنساب (1/ 100).

465 - ابن بلال

465 - ابن بِلال * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمّد بن أحمد، أبو العباس المرسي المالكي، المعروف بابن بلال. من تلامذته: المظفر عبد الملك في صغره وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "قال ابن عبد الملك: كان عالمًا بالنحو واللغة والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. من مصنفاته: له "شرح الغريب المصنف" لأبي عبيد، و"شرح إصلاح المنطق" لابن السكيت، و"الاقتضاب"، وذكر أن ابن السيد البطليوسي أغار عليه وانتحله. 466 - الهَرَوي * المقرئ: أحمد بن محمّد بن عليّ بن الحسين أبو بكر الهروي. ولد: سنة (407 هـ) وقيل (405 هـ)، سبع وقيل خمس وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن رشا بن نظيف، وأبو عليّ الأهوازي وغيرهما. من تلامذته: عمر الدِّهِسْتاني، وطاهر بن بركات الخشُوعي. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "ذكر أبو محمّد بن صابر أنه ثقة، وذكر أبو القاسم بن صابر أنه كان إمامًا في القراءات " أ. هـ. وفاته: سنة (489 هـ) تسع ثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف كتاب "التذكرة" في القراءات الثمانية الأئمة. 467 - الأَصْبَهانِي الحَدَّاد * المقرئ: أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد، أبو الفتح الحداد الأصبهاني التاجر، سبط الحافظ أبي عبد الله بن منده. ولد: سنة (408 هـ) ثمان وأربعمائة. من مشايخه: أبو عمر محمّد بن أحمد بن عمر الخرقي الأصبهاني، وأبو بكر محمّد بن إبراهيم البصير صاحب ابن حبش وغيرهما. من تلامذته: علي بن أحمد بن محمويه اليزدي، وأبو طاهر السِّلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "سمع من خلق كثير، روى عنه شيخنا عبد الوهاب فأثنى عليه ووصفه بالخيرية والصلاح وكان من أهل الثروة" أ. هـ. • السير: "الشيخ العالم المقرئ مسند الوقت" أ. هـ. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 20)، الوافي (7/ 361)، بغية الوعاة (1/ 361)، الأعلام (1/ 213)، معجم المؤلفين (1/ 241)، هدية العارفين (1/ 79). * غاية النهاية (1/ 125)، تاريخ دمشق (5/ 417)، معجم المؤلفين (1/ 283)، تاريخ الإسلام (وفيات 489) ط. تدمري، تهذيب تاريخ دمشق (2/ 70)، إيضاح المكنون (1/ 276). * المنتظم (17/ 102)، الكامل (10/ 439)، معرفة القراء (1/ 455)، تاريخ الإسلام (وفيات 500) ط. تدمري، السير (19/ 216)، العبر (3/ 355)، الوافي (7/ 323)، غاية النهاية (1/ 101)، النجوم (5/ 195)، الشذرات (5/ 424).

468 - أبو علي الواسطي

• تاريخ الإسلام، : "كان شيخًا جليل القدر، ورعًا، خيّرًا، كثير الصَّدقات" أ. هـ. • معرفة القراء: "شيخ جليل عالي السند، كبير القدر، عارف بالقراءات" أ. هـ. • الوافي: "سمع منه الأئمة والحفاظ وكان أمينًا صدوقًا حسن الطريقة جميل السيرة كثير البر والصدقة تفرّد بالإجازة من إسماعيل بن ينال المحبوبي الذي يروي عن ابن محبوب (جامع الترمذي" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ عارف ثقة جليل عالي السند" أ. هـ. • الشذرات: " ... وكان إمام الحرمين معجبًا بفصاحته وحسن كلامه، ثم درس في حياة الإمام وولي قضاء طوس ثم صرف وكما رزق الغزالي السعادة في المناظرة والعبارة الحسنة التهذبة والتصنيف على الخصم" أ. هـ. وفاته: سنة (500 هـ) خمسمائة. 468 - أبو عليّ الواسطي * النحوي: أحمد بن محمّد بن جعفر بن مختار، أبو عليّ الواسطي. من مشايخه: أبو غالب بن بشران وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان منزله مألفًا لأهل العلم، وكان من الشهود المعدّلين، وكان طحانًا بمشرعة التنانيريين بواسط" أ. هـ. • سؤالات الحافظ السلفي: "العدل ... له شعر جيد وترسل سديد، وموضع من التزاهة معروف" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (500 هـ) خمسمائة. 469 - ابن مُحرز * المقرئ: أحمد بن محمّد بن خلف بن محرز بن محمّد الأندلسي الشاطبي (¬1) المالكي، أبو العباس. ولد: سنة (454 هـ). أربع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله الحسين بن موسى الدينوري، وعلي بن كموس عن ابن نفيس وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "وذكر أنه يعرت بالأغراشي نسبة إلى موضع بإقليم بُكيران من أعمال شاطبة" ثم قال: قرأت بخطه حكاية عن أبي الحسن بن هُذيل، أن أبا داود المقرئ كان يقرأ عليه ببلسية، رجل يعرف بأحمد بن محرز (قال): وكان فتى فاضلًا، مقلًا فقال له أبو داود يومًا أتحب أن أزوجك ابنتي؟ فخجل الفتى من ذلك وذكر له حاجة تمنعه (قال): فزوَّجها منه، ونظر لها في دار وجهاز وزفها إليه. ولا أدري أهو هذا أم غيره" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 517)، إنباه الرواة (1/ 133)، سؤالات الحافظ السلفي (55 و 108)، الوافي (8/ 14)، بغية الوعاة (1/ 364). * تاريخ دمشق (5/ 343)، غاية النهاية (1/ 113)، الأعلام (1/ 214)، تكلملة الصلة (1/ 27)، معجم المؤلفين (1/ 263)، معجم البلدان (3/ 309). (¬1) شاطبةُ: بالطاء المهملة، والباء الموحدة، مدينة في شرقي الأندلس وشرقي قرطبة أ. هـ. انظر معجم البلدان.

470 - الميداني النيسابوري

من مصنفاته: له كتاب "المقنع" في القراءات السبع، و "المفيد" في الثمان. 470 - الميداني النَّيسابوري * اللغوي: أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفضل الميداني (¬1) النيسابوري. من مشايخه: قرأ على الواحدي المفسر واختص بصحبته، وعلى يعقوب بن أحمد النيسابوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أديب فاضل عالم نحوي لغوي". ثم قال: "وسمعت في المفاوضة ممن لا أحصي أن الميداني لما صنّف كتاب الجامع في "الأمثال" وقف عليه أبو القاسم الزمخشري فحسده على جودة تصنيفه وأخذ القلم وزاد في لفظة الميداني سينةً، فصار النميداني، ومعناه بالفارسية الذي لا يعرف شيئًا، فلما وقف الميداني على ذلك أخذ بعض تصانيف الزمخشري فزاد في نسبته سينةً فصار الزمخشري، ومعناه بائع زوجته (¬2) ". وقال: "وذكر محمّد بن أبي المعالي بن الحسن الخواري في كتابه "ضالة الأديب من الصحاح والتهذيب" وقد ذكر الميداني فقال: وسمعتُ غير مرةٍ من كبار أصحابه يقولون: لو كان للذكاء والشهامة والفضل صورة لكان الميداني تلك الصورة، ومن تأمل كلامه واقتفى أثره علم صدق دعواهم" أ. هـ. • إنباه الرواة: "إمام أهل الأدب في عصره ... وله يد باسطة في أنواع الأدب، وصنف التصانيف الجليلة". ثم قال: "وذكره البيهقي في "الوشاح" فقال: الإمام صدر الأفاضل، أحمد بن محمّد الميداني، صدر الفضلاء، وقدوة الأدباء ... " أ. هـ. • الأنساب: "كان أديبًا فاضلًا عارفًا بأصول اللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (518 هـ) ثمان عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "الأمثال"، و "السامي في الأسامي" وكتاب "الأنموذج في النحو" وغير ذلك. ¬

_ * روضات الجنات (1/ 291)، معجم الأدباء (2/ 511)، إنباه الرواة (1/ 121)، الأنساب (5/ 429)، وفيات الأعيان (1/ 148)، إشارة التعيين (46)، سير أعلام النبلاء (19/ 489)، اللباب (3/ 200)، البداية والنهاية (12/ 208)، الوافي (7/ 326)، البلغة (63)، بغية الوعاة (1/ 356)، مفتاح السعادة (1/ 124)، شذرات الذهب (6/ 94)، الأعلام (1/ 214)، معجم المؤلفين (1/ 240). (¬1) قال ياقوت: والميدان محلة من محالّ نيسابور كان يسكنها فنسب إليها أ. هـ. (¬2) قال طاش كبرى في مفتاح السعادة: "المعنى المذكور أعني بائع زوجته ليس يحصل بتبديل الميم نونًا فقط، بل يجب مع ذلك تقديم الشين على الخاء، ويقال: "زنش خرى" وأما بدون هذا التقديم فمعناه أمر قبيح شنيع وهو تغوط على ذقنه" أ. هـ.

471 - أبو الفتوح الغزالي

471 - أبو الفتوح الغَزَالي * المفسر: أحمد بن محمّد بن محمّد بن أحمد، أبو الفتوح، مجد الدين الطوسي الغزالي، أخو أبي حامد الغزالي (¬1). كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان متصوفًا فزاهدًا في أول أمره، ثم وعظ فكان متفوهًا وقبله العوام، وجلس في بغداد في التاجية ورباط بهروز .. وكان له نكت لطيفة إلا أن الغالب على كلامه التخليط ورواية الأحاديث الموضوعة والحكايات الفارغة والمعاني الفاسدة، وقد علق عنه كثير من ذلك، وقد رأينا من كلامه الذي علق عنه وعليه خطه إقرارًا بأنه كلامه. فمن ذلك أنه قال: قال موسى رب أرني أنظر إليك، قيل له: لن تراني، فقال: هذا شأنك تصطفي آدم تم تسود وجهه وتخرجه من الجنة، وتدعوني إلى الطور ثم تشمت بي الأعداء، هذا عملك بالأخبار، كيف تصنع بالأعداء. وقال: نزل إسرافيل بمفاتيح الكنوز على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجبريل جالس عنده فاصفر وجه جبريل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا إسرافيل) هل نقص مما عنده شيئًا، قال: لا، قال: ما لا ينقص الواهب ما أريده. وقال: دخل يهودي إلى الشيخ أبي سعيد، فقال أريد أن أسلم، فقال له، لا ترد، فقال الناس: يا شيخ تمنعه من الإسلام، فقال له: تريد ولابد، قال: نعم، قال: برئت من نفسك ومالك، قال: نعم، قال: هذا الإسلام عندي احملوه الآن إلى الشيخ أبي حامد حتى يعلمه لا - لا المنافقين يعني لا إله إلا الله- قال أحمد الغزالي: الذي يقول لا إله إلا الله غير مقبول ظنوا أن قول لا إله الله مشور ولايته أفنسوا عزله. وحكى عنه القاضي أبو يعلى أنه صعد المنبر يومًا، فقال: معاشر المسلمين كنت دائمًا أدعوكم إلى الله فأنا اليوم أحذركم منه، والله ما شدت الزنانير إلا من حبه، ولا أديت الجزية إلا في وأنبانا محمّد بن ناصر الحافظ، عن محمّد بن طاهر المقدسي قال: كان أحمد الغزالي آية من ¬

_ * المنتظم (17/ 237)، وفيات الأعيان (1/ 97)، اللياب (2/ 170)، الكامل (10/ 228)، العبر (4/ 45)، السير (19/ 343)، الوافي (8/ 115)، في ترجمة أخيه حجة الإسلام، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 60)، لسان الميزان (1/ 396)، ميزان الاعتدال (1/ 296)، البداية والنهاية (12/ 210)، الشذرات (6/ 99)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 309)، روضات الجنات (1/ 275)، معجم المفسرين (1/ 64). (¬1) قال السمعاني: الغَزَّال: بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي، هو اسم لمن يبيع الغزل (4/ 289)، وقال في وفيات الأعيان: يفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي المعجمة وبعد الألف لام، هذه النسبة إلى الغَزَّال على عادة أهل خوارزم وجرجان فإنهم ينسبون إلى القصار القصاري، وإلى العطار العطاري وقيل: إن الزاي مخففة نسبة إلى غزلة قرية من قوى طوس، وهو خلاف المشهور ... والله أعلم. قال الذهبي في السير: "قرأت بخط النواوي، رحمه الله: قال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح: وقد سئل: لم سمي الغزالى بذلك: فقال حدثني من أثق به ... قال لي الغزالي: النّاس يقولون لي الغَزَّالي ولست الغَزَّالي وإنما أنا الغزالي منسوب إلى قرية يقال لها: غزالة، أو كما قال" أ. هـ. قلت: ولهذا يكون الأقرب إلى الصواب هو تخفيف الزاي دون تشديدها نسبة إلى قرية غزالة.

آيات الله تعالى في الكذب، توصل إلى الدُّنْيا بالوعظ، سمعته يومًا بهمذان يقول: رأيت إبليس في وسط هذا الرباط يسجد لي فقال له: ويحك، إنه الله عزَّ وجلَّ أمره بالسجود لآدم فأبى: والله لقد سجد لي أكثر من سبعين مرة، فعلمت أنه لا يرجع إلى دين ومعتقد، قال: وكان يزعم أنه يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيانًا في يقظته لا في نومه، وكان يذكر على المنبر أنه كلما أشكل عليه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله على ذلك المشكل فدله على الصواب. قال: وسمعته يومًا يحكي عن بعض المشايخ، فلما نزل سألته عنها فقال: أنا وضعتها في الوقت. قال: وله من هذه الجهالات والحماقات ما لا يحصى. قال مؤلف الكتاب: وكان أحمد الغزالي يتعصب لإبليس ويعذره، حتى قال يومًا: لم يدر ذاك المسكين أن أظافر القضاء إذا حكث أدمت وقسي القدر إذا رمت أصمت ثم انشد: وكنا وليلى في صعود من الهوى ... فلما توافينا ثبت وزلت وقال: التقى موسى وإبليس عند عقبة الطور، فقال: يا إبليس لم لم تسجد لأدم؟ فقال كلا، ما كنت لأسجد لبشر يا موسى ادعيت التوحيد وأنا موحد، ثم التفت إلى غيره وأنت قلت أرني فنظرت إلى الجبل فأنا أصدق منك في التوحيد، قال: أسجد للغير ما سجدت من لم يتعلم التوحيد من إبليس فهو زنديق، يا موسى كلما ازداد محبة لغيري ازددت له عشقًا. قال المصنف: لقد عجبت من هذا الهذيان الذي قد صار عن جاهل بالحال، فإنه لو كان إبليس غار لله محبة ما حرض النّاس على المعاصي، ولقد أدهشني نفاق هذا الهذيان في بغداد وهي دار العلم، ولقد حضر مجلسه يوسف الهمذاني، فقال: مدد كلام هذا شيطاني لا رباني ذهب دينه والدنيا لا تبقى له. وشاع عن أحمد الغزالي أنه كان يقول بالشاهد، وينظر إلى المردان ويجالسهم، حتى حدثني أبو الحسين بن يوسف أنه كتب إليه في حق مملوك له تركي فقرأ الرقعة ثم صاح باسمه، فقام إليه وصعد المنبر فقبل بين عينيه، وقال: هذا جواب الرقعة" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان واعظًا مليح الوعظ حسن المنظر صاحب كرامات وإشارات، وكان من الفقهاء، غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه، ودرس بالمدرسة النظامية نيابة عن أخيه أبي حامد لما ترك التدريس زهادةً فيه، وطاف البلاد وخدم الصوفية بنفسه، وكان مائلًا إلى الانقطاع والعزلة، أ. هـ. • السير: "واعظ مشهور .. له قبول عظيم في الوعظ، يُزَنُّ برقة الدين وبالإباحة" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "جاءت عنه حكايات تدل على اختلاله، وكان يضع. قال الحافظ السِّلفي: حضرت مجلس وعظه بهمذان، وكنّا في رباط واحد، وبينتا إلفه وتودد، وكان أذكى خلق الله، وأقدرهم على الكلام، فاضلًا في الفقه وغيره. انتهى. قال ابن النجار: من أحسن الناس كلامًا في

الوعظ وأرشقهم عبارةً، مليح التصرف فيما يورده حلو الاستشهاد، أظرف أهل زمانه، وألطفهم طبعًا، خدم الصوفية في عنفوان شبابه، وصحب المشايخ، واختار الخلوة والعزلة حتى انفتح له الكلام على طريقة القوم، ثم خرج إلى العراق ومالت إليه قلوب النّاس وأحبوه" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان واعظًا مفوّهًا، ذا حظ من الكلام والزهد وحسن التأني، وله نكت جيدة، ... وتكلم فيه ابن الجوزي بكلام طويل كثير، قال ونسب إلى محبة المردان والقول بالمشاهدة فالله أعلم بصحة ذلك" أ. هـ. • لسان الميزان: "ذكره أبو سعد بن السمعاني في (ذيل بغداد) فقال: حلو الكلام، ملح الوعظ، قادر على التصرف فيما يورده، اجتهد في شبيبته بـ "طوس"، واختار العزلة، ثم خدم الصوفية، وخرج إلى "العراق"، وتكلم على الناس، فحصل له القبول التام، واصطاد الخواص والعوام، وكان يحضر مجلسه عالم لا يحصى. قال: وكان شيخنا يوسف بن أيوب الهمذاني سيء الرأي فيه، حتى قال أحمد الغزالي وسخ الطريقة، وسمع كلامه مرة فقال: كلامه كالنار المشتعلة، ولكن مدده شيطاني لا رباني، ونقل عن أبي الفضل مسعود بن محمّد الطرازي، أن جماعةً من الصوفية حضروا سماعًا، فقال القوال شيئًا، فقام أبو الفتح وتواجد واضطرب، وقام على رأسه يدور، ورجلاه في الهواء حتى ذهبت طائفة من الليل وأعيى الجمع، وما وضع له يدًا ولا رجلًا على الأرض. ونقل عنه أيضًا: أنهم كانوا في وليمة، فحضر الطعام، فوقع لأبي الفتوح حالة، فتغير لونه وشغل عن الطعام، وكان للرباط شيخ زاهد كثير العبادة، فجاء إلى الشيخ يوسف بن أيوب فقال له: لقد ابتلينا بزمان سوء، ظهرت فيه المنكرات والحالات، فقال له: وما ذاك؟ قال: إن أبا الفتوح لما امتنع من الأكل، بعد أن وقع له ما جرى، سئل عن سبب ذلك، فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رفع لقمة من القصعة ووضعها في فمي، فقال له الشيخ يوسف: هذا صحيح، وهي خيالات، تظهر لسالكي الطريقة في الابتداء، وليست لها حقيقة، ونقل عن أبي الرضى الجرجاني قال: حضر أحمد عند أخيه أبي حامد وهو يقرأ "سورة الأنعام"، فوقف على الباب ساعة ثم رجع فقال له من الغد: سمعت أنك حضرت فلم رجعت؟ فإني كنت أقرأ سورة الأنعام، فقال له أحمد: ما سمعت سورة الأنعام، ولكن سمعت حساب البقال، فقال: نعم، أخذت الحوائج من البقال، فبلغ الحساب مبلغًا، فشغل قلبي وغلبني حالة القراءة. وقال ابن أبي الحديد في شرح "نهج البلاغة": كان أبو الفتوح قاصًا ظريفًا واعظًا، سلك في وعظه مسلكًا منكرًا، لأنه كان يتعصب لابليس ويقول: إنه سيد الموحدين، وقال يومًا: من لم يتعلم من إبليس فهو زنديق، لأنه أمر أن يسجد لغير سيده فأبى. وقال مرة لما قال له موسى أرني، فقال لن تراني هذا شغلك، تصطفي آدم ثم تسود وجهه وتخرجه من الجنة، وتدعوني إلى الطور ثم تشمت بي الأعداء، إلى غير ذلك من هذا الشطح" أ. هـ. • الشذرات: "الواعظ شيغ مشهور فصيح مفوه، صاحب قبول تام لبلاغته وحسن إيراده

وعذوبة لسانه ... ولكنه كان رقيق الديانة مُتكلمًا في عقيدته" أ. هـ. • روضات الجنات: "ونقل عن شرح المثنوى أن أخاه الإمام الغزالي المشهور قال له يومًا: نعم الفقيه أنت لو اجتهدت في الشريعة أكثر من هذا، فقال له الشيخ أحمد: ونعم العالم أنت لو اهتممت في الحقيقة أكثر من هذا، فقال الإمام: أزعم أن لي السبق في مضمار الحقيقة، فقال الشيخ: متاع التصور والحسبان ليس له كثير رواج في سوق الأسرار. فقال: وليكن بيننا حكم، فقال الشيخ: وحكم هذا الطريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الإمام: وكيف لنا به حتى نرى مكانه ونسمع بيانه، قال: ولما يجد حظًا من الحقيقة من ليس يراه حيث أراد، ولم يسمع من أسراره وحقائقه، فاشتعل من أثر هذا الملام نائرة الغيرة في باطن الإمام، ثم إنهما جعلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حكمًا لأنفسهما وافترقا حتى إذا جاء الليل، وأخذ كل منهما طريق تعبده، فبالغ الإمام في التضرع والبكاء والتوسل إلى أن سخنت عيناه، فرأى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه مع رجل من أصحابه وبشره بشرف المعرفة بهذا الأمر، وكان على يدي ذلك الصحابي طبق من الرطب، ففتح عن طرف منه وأعطاه من ذلك تميرات، فلما أفاق الإمام رأى تلك التميرات موجودة في كفّه على خلاف سائر مناماته. فقام مبتهجًا مسرورًا إلى حجرة أخيه، وجعل يدقّ الباب بقوته، فإذا هو يقول من وراء الباب: لا ينبغي مثل هذا العجب، والدلال على تميرات معدودة. فزاد تحيّر الإمام من دهشته هذا القول. فلمّا دخل على أخيه قال: وكيف علمت ما لحقني من التشريف؟ فقال الشيخ: - ولم يعطيك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاك حتى لم يعرضه عليّ سبع مرات، وإن لم تصدّقني في ذلك فقم إلى رف الحجرة وانظر ماذا ترى، فلما قام الإمام رأى ذلك الطبق الذي كان على يدي الصحابي هناك، وقد نقص من طرف منه تلك التميرات، فعلم أن ما بلغه منه أيضًا كان من بركات أنفاس الشيخ. ثم إنه أخذ في طريقة السير والسلوك واستكشاف أسرار الحقايق إلى أن صار مقتدى أصحاب الطريقة بلا كلام إلا أنه كان يعترف بفضيلة الشيخ، ويرى نفسه عنده كمثل الطفل عند معلمه الكبير. وللشيخ الموصوف مصنفات كثيرة في غوامض الأسرار والمعارف منها كتاب (سوانحة) الذي جرى الشيخ فخر الدين الغراقي على سننه في كتاب (اللمعات) أ. هـ. من أقواله: الوافي: "وسئل عن قوله تعالى في قول الخليل - عليه السلام - {أَرِنِي كَيفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَال أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَال بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} وقول عليّ رضي الله عنه: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينًا. اليقين يتصور عليه الجحود، والطمأنينة لا يتصور عليها الجحود. قال الله تعالى {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}. وجاء في كلامه: من كان في الله تلفه كان عليه خلفه. وقال: قيل إن بعض العشاق كان مشغوفًا بجميل وكان ذلك لجميل موافقًا له فاتفق أنه جاءه يومًا بكرة وقال له: انظر إلى وجهي فأنا اليوم أحسن من كل يوم، فقال له: وكيف ذلك؟ فقال: نظرت في المرآة فرأيت وجهي فاستحسنته

472 - ذو الفضائل

فأردت أن تنظر إليه فقال: بعد أن نظرت إلى وجهك قبلي لا تصلح لي. ومن شعره: أتاني الحبيبُ بلا موعد ... فأخلق خُلقَ الورى بالكرمْ أعاد الوصال وعادي الفراق ... فحُقَّ التلاف وزال التهمْ فما زلتُ أرتَعُ روضَ المنى ... كما كنتُ أقرَعُ سِنَّ الندمْ قال محب الدين بن النجار: أخبرني محمّد بن محمود الشُّذباني بهراة، قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول، سمعت أبا الحسن عليّ بن هبة الله بن يوسف الصوفي يقول: خرج أحمد الغزال المحول وخرجنا معه فركبنا إلى البساتين والنواعير التي على الفرات فوقف عند ناعورة تئن أنين المصابة فطاب وقته وأخذ الطيلسان من رأسه ورماه على الناعورة وأدارها الماء وصار نتفة نتفة، انتهى. وعظ في دار السلطان محمود فأعطاه ألف دينار فلما خرج رأى فرس الوزير فركبه فقال دعوه ولا يعاد، قال الشيخ شمس الدين: وقد رمي بأشياء صدرت منه تخالف الطريق. قال ابن طاهر: كان لا يرجع إلى دين، وقال محمّد بن طاهر المقدسي: كان آية في الكذب" أ. هـ. وفاته: سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة. من مصنفاته: مختصر إحياء علوم الدين سماه "لباب الإحياء"، و "الذخيرة في علم البصيرة"، و "بحر المحبة في أسرار المودة". 472 - ذو الفضائل * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمّد بن القاسم بن أحمد بن خذيو الأخسيكثي (¬1)، أبو رشاد، المقلب بذي الفضائل. ولد: في حدود سنة (466 هـ) ست وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم محمود بن محمّد الأخسيكثي الصوفي، وأبو المظفر السمعاني وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان أديبًا فاضلًا حسن الشعر مليح القول" أ. هـ. • معجم الأدباء: "وكان ذو الفضائل .... شاعرًا أديبًا مصنفًا كاتبًا مترسلًا في ديوان السلاطين". وقال: "ذكره السمعاني في مشيخته فقال: كان أديبًا فاضلًا بارعًا له الباع الطويل في معرفة النحو واللغة واليد العليا الباسطة في النظم والنثر، وله ردود على جماعة من قدماء الفضلاء ¬

_ * الأنساب (1/ 95)، اللباب (1/ 26)، معجم البلدان (1/ 121)، معجم الأدباء (2/ 514)، إنباه الرواة (1/ 132)، الوافي (8/ 81)، تاج التراجم (52)، بغية الوعاة (1/ 374)، كشف الظنون (1/ 280)، و (2/ 993)، معجم المؤلفين (1/ 289) (¬1) في الوافي: الأخسيكتي بالتاء وكذا في بغية الوعاة. قال ياقوت: وأخسكيث: مدينة من فرغانه يقال بالثاء والتاء. أ. هـ. وقال ياقوت في معجم البلدان: "وبعضهم يقول بالتاء المثناة وهو الأولى، لأن المثلثة ليست من حروف المعجم: اسم مدينة وراء النهر".

473 - القزويني

ومشاجرات ومنافرات مع الفحول الكبراء، وكان أكثر فضلاء خراسان قرأوا الأدب عليه وتتلمذوا له"أ. هـ. من أقواله: في الوافي: "قال أبو العلاء المعري: هَفَت الحنيفةُ والنصارى ما اهتدت ... ومجوس حارث واليهود مُضلَّلة اثنانِ أهلُ الأرضِ ذو عقلٍ بلا ... دين وآخر دين لا عقلَ له فقال ذو الفضائل ردًّا عليه: الدين آخذُهُ وتاركَهُ .. لم يخفَ رشدُهما وغيُّهما رجلان أهل الأرض قلتَ فقلْ ... يا شيخَ سُوءٍ أنت أيُّهما وفاته: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب في التاريخ، و "زوائد شرح سقط الزند" وغير ذلك. 473 - القَزْويني * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن محمّد بن الفضل، أبو بكر الخطيبي القزويني. من مشايخه: الإمام ملكداد بن علي وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "سمع -بقزوين- الحديث وبالري، وكان له حظ من الفقه والتفسير واللغة والنحو والشروط صالح، ويقرأ عليه كل هذه الفنون وهو ملازم مسجده، وكان ينظم الشعر، والقضاة يثقون نحطه وبحرحه وتعديله، ويعتمدون قوله" أ. هـ. • معجم المفسرين: "ذكره الرافعي في (تاريخ قزوين) وقال: وأجاز له عامة شيوخ والدي" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (533 هـ)؛ لأنه سمع على ملكداد سنن ابن ماجة في هذه السنة أ. هـ. 474 - العَامِرِي الغَرْناطي * اللغوي: أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن سعيد بن مسعدة بن ربيعة العامري الغرناطي، يعرف بابن مسعدة. ولد: سنة (468 هـ) ثمان وستين وأربعمائة. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان بارع الأدب، ماهرًا في العربية، من جلة الفقهاء، كاتبًا مجيدًا، مطبوعًا ذا خطٍ فائق، ونظم ونثر ... " أ. هـ. وفاته: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. 475 - ابن النَّقِيب البَغْدادي * اللغوي: أحمد بن محمّد بن محمد بن النقيب الشهرستاني، أبو العباس. من مشايخه: أبو منصور بن الجواليقي، وكمال الدين عبد الرحمن بن محمّد بن سعيد الأنباري ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (1/ 86)، معجم المفسرين (1/ 64). * بغية الوعاة (1/ 33). * الوافي (8/ 119)، بغية الوعاة (1/ 388)، معجم المؤلفين (1/ 301).

476 - المسيلي

وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "ولد بتكريت، ونشأ بها وقدم بغداد وتفقه بها على مذهب الشافعي، ... وولي الحسبة ببغداد سنة سبع وثلاثين -وخمسمائة- وحسنت سيرته، وكان أديبًا فاضلًا له نظم جيد ومصنفات" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (537 هـ) سبعٍ وثلاثين وخمسمائة. 476 - المَسِيلِي * المقرئ: أحمد بن محمّد بن سعيد بن حرب، أبو العباس، ويعرف بالمسيلي. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي داود المقرئ، وأبي الحسن العبسي وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن نجبة بن يحيى، وسمع منه أبو بكر بن خير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان من أهل التجويد والعناية بالحديث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان من أهل الحِذاق والتجويد ... وتصدّر للإقراء بإشبيلية" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قريبًا من سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "التقريب" في القراءات السبع. 477 - ابن وَرِد التَّمِيمِي * النحوي، المفسر: أحمد بن محمّد بن عمر بن يوسف بن إدريس بن عبد الله، أبو القاسم، ابن ورد التميمي. ولد: سنة (465 هـ) خمس وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو عليّ الغساني، وأبو الحسين بن سراج وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر بن الباذش. وابن حكم، وابن رفاعة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان فقيهًا، حافظًا، عالمًا متفننًا" أ. هـ. • معجم شيوخ الصدفي: "كان عالمها -أي القيروان- المنظور إليه، وحبرها الجمع عليه، مع التحقيق، ودقة النظر، ولطف الاستنباط وتوقد الذهن". ثم قال: "سمعت شيخنا أبا الربيع بن موسى، يقول: سمعت أبا الخطاب عمر بن الحسن، يقول: سمعت أبا موسى عيسى بن عمران، يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي القاسم بن ورد، ولا أحاشي من الأقوام، من أحد" أ. هـ. • بغية الملتمس: "فقيه حافظ مشهور، محدث، ألف في شرح البخاري كتابًا كبيرًا ظهر علمه فيه، وكان أوحد زمانه فقهًا وعلمًا ومعرفة وفهمًا ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 48)، تاريخ الإسلام (وفيات 439) ط. تدمري، الوافي (7/ 402)، ذكر وفاته (439)، معرفة القراء (1/ 490)، غاية النهاية (1/ 115)، معجم المؤلفين (1/ 266). * الصلة (1/ 83)، الديباج المذهب (1/ 185)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 85)، بغية الملتمس (1/ 210)، معجم المفسرين (1/ 65)، الوافي (8/ 72) معجم الصدفي (31).

478 - الباجي

وذكاء، أ. هـ. • الديباج: "قال ابن الزبير ... إنه كان موفور الحظ من الأدب والنحو والتاريخ متقدمًا في علم الأصول والتفسير" أ. هـ. • طبقات المفسرين: "كان من جلة العلماء الفقهاء والمحدثين" أ. هـ. من أقواله: في البغية: "قال لي القاضي أبو القاسم: تكلمنا عنده يومًا في أرى بالفتح وأرى بالضم فقال لنا: أرى بفتح الهمزة في الرأي المعتقد، وبضمها في الظن المنتقد" أ. هـ. وفاته: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. 478 - البَاجِيّ * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حاطب (¬1) بن زاهر الباجي، الأندلسي، أبو العباس. من مشايخه: عاصم بن أيوب البطليوسي، وأبو الحسن بن أفلح العلنبق وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن خير، وأبو حفص بن عُديس القضاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان محققًا بها -أي العربية واللغات- ناقدًا فيها مع الصلاح والزهد .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان رأسًا في اللغة والنحو مع الصلاح والزهد .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من جلة النحاة وحذاقهم، ذا حظ صالح من رواية الحديث، حافظًا للفقه زاهدًا، ورعًا، فاضلًا تصدّر لتعليم العربية واللغات عمره كله وأسمع الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة، عن نحو ثمانين سنة. 479 - اليَمنِي القُرْطبي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن الأشعري، اليمنى القرطي الحنفي. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فرضيًا، حسابيًا لغويًّا، نحويًا ثبتًا، دينًا نسابة، صنف في الفنون ... " أ. هـ. • مصادر الفكر: "كان من فقهاء الحنفية برع في علم الأنساب، وهو ممن أدركه المؤرخ عمارة في القرن السادس .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في الفقه والفرائض والحساب واللغة والنحو والآداب والأنساب .. " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة، وقيل غير ذلك. من مصنفاته: "اللباب في الآداب"، ومختصر في النحو وغير ذلك. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 52)، تاريخ الإسلام (وفيات 542) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 371). (¬1) في تكملة الصلة: خاطب بالخاء وكذا في بغية الوعاة وهو تحريف. قاله محقق تاريخ الإسلام. * بغية الوعاة (1/ 356)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (316)، كشف الظنون (1/ 420) و (2/ 1540)، هدية العارفين (1/ 85)، معجم المؤلفين (1/ 237).

480 - ابن الجروي

480 - ابن الجَرْوي * اللغوي، المفسر المقرئ: أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد، أبو العباس ابن الجروي الأنصاري، وادي آشي. من مشايخه: أبو بكر غالب بن عطية، وأبو الحسن شريح وغيرهما. من تلامذته: أبو الخطاب بن واجب، وعبد المنعم بن الفرس وجماعة. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان فقيهًا عالمًا، عارفًا بأصول الفقه، وعلم الكلام، مقرئًا مجودًا، حسن القيام على تفسير القرآن، محدثًا، يغلب عليه حفظ اللغة والأدب موفور الحظ من علم العربية" أ. هـ. • طبقات المفسرين للسيوطي: "وكان متقنًا للقراءات والتفسير والكلام، يغلب عليه علم اللغة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان فقيهًا جليلًا، نحويًا أديبًا" أ. هـ. وفاته: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وخمسمائة. قلت: وفي وفاته اختلاف بيّن، ففي تكملة الصلة جعل وفاته سنة (502 هـ) وأما في طبقات المفسرين للداودي فقد جعلها سنة (522 هـ)، وفي وقال صاحب الديباج توفي سنة (562 هـ) وتابعه على ذلك السيوطي في طبقات السيوطي. 481 - الدَّارقَزِّي * المقرئ: أحمد بن محمد بن شُنيف، أبو الفضل الدار قزي (¬1) البغدادي. من مشايخه: أبو طاهر بن سوار، وثابت بن بندار وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن سلمان الحربي السُّكر، وعبد الوهاب بن برغش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أسند من بقي ببغداد في القراءات ... وقد حصل طرفًا من مذهب أحمد ... قال ابن النجار: كان صدوقًا فاضلًا متدينًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "شيخ معمر، عالي الطبقة. قلت -أي الذهبي- هذا أسند من بقي في القراءات في طبقة سبط الخياط وأبي الكرم الشهرزوري، والعجب من البغداديين كيف لم يزدحموا على هذا ويقرأوا عليه! ؟ " أ. هـ. • العبر: "أسند من بقي في القراءات، لكنه لم يكن ماهرًا بها" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال القطيعي: كان من ¬

_ * الديباج (1/ 228)، تكملة الصلة (1/ 70)، غاية النهاية (1/ 136)، طبقات المفسرين للسيوطي (22)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 187)، بغية الوعاة (1/ 382) وفيه: "وقيل أبو عبد الله الخروبي، معجم المفسرين (63/ 1). * معرفة القراء (2/ 525)، تاريخ الإسلام (وفيات 568) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1323)، العبر (4/ 202)، السبر (20/ 512)، الوافي (7/ 404)، غاية النهاية (1/ 117)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 323)، الشذرات (6/ 374). (¬1) نسبة إلى دار القز محلة بالجانب الغربي من بغداد عند النصرية من محال باب الشام أ. هـ. انظر الأنساب (2/ 471).

482 - السلفي

أهل الدين والصلاح. قال ابن النجار: كان شيخًا فاضلًا متدينًا صدوقًا أمينًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة إمام مسند" أ. هـ. وفاته: سنة (568 هـ) ثمان وستين وخمسمائة، وله ست وتسعون سنة. 482 - السِّلَفِيُّ * المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، الحافظ أبو طاهر السلفي. ولد: سنة (478 هـ) ثمان وسبعين وأربعمائة، وقيل (472 هـ) اثنتين وسبعين وأربعمائة، والأول أصح. من مشايخه: أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأبو الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح وغيرهما. من تلامذته: عيسى بن عبد العزيز بن عيسى، وأبو الحسن محمد بن يحيى بن ياقوت وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "له تصانيف كثيرة، وكان يستحسن الشعر، وينظمه، ويثيب من يمدحه. وأخذ التصوف عن معمر بن أحمد اللُّنباني. وسمعته يقول: متى لم يكن الأصل بخطي لم أفرح به. وكان جيد الضبط، كثير البحث عما يشكل عليه. قال: وكان أوحد زمانه في علم الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث، جمع بين علو الإسناد وغلو الانتقاد، ويذلك كان ينفرد عن أبناء جنسه. قال أبو علي الأوقي: سمعت أبا طاهر السلفي يقول: لي ستون سنة بالإسكندرية ما رأيت منارتها إلا من هذه الطاقة، وأشار إلى غرفة يجلس فيها. وقال أبو سعد السمعاني في "ذيله" (¬1): السلفي ثقة، ورع، متقن، متثبت، فهم، حافظ، له حظ من العربية، كثير الحديث، حسن الفهم والبصيرة فيه. روى عنه محمد ابن طاهر المقدسي، فسمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يقول: سمعت ابن طاهر يقول: سمعت أبا طاهر الأصبهاني، وكان من أهل الصنعة، يقول: كان أبو حازم العبدوي، إذا روى عن أبي سعد الماليني، يقول: أخبرنا أحمد بن حفص الحديثي، هذا أو نحوه. وقد صحب السلفي والدي مدة ببغداد، ثم سافر إلى الشام، ومضى إلى صور، وركب البحر إلى مصر، وأجاز لي مروياته في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة. وقال عبد القادر الرهاوي: سمعت من يحكي ¬

_ * المقفى (1/ 706)، تاريخ الإسلام (وفيات 576) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1298)، طبقات المحدثين (4/ 72)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 130)، تهذيب تاريخ دمشق (1/ 208)، الكامل (11/ 469)، اللباب (1/ 550)، الوفيات (1/ 105)، المختصر المحتاج إليه (1/ 206)، العبر (4/ 227)، ميزان الاعتدال (1/ 300)، الوافي (7/ 351)، البداية والنهاية (12/ 358)، لسان الميزان (1/ 404)، السير (5/ 21)، غاية النهاية (1/ 102)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 229) التقييد (176). (¬1) يعني: في التاريخ الذي ذيَّل به على "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي، وقد ضاع الكتاب، ولم يصل إلينا غير اختصار وانتقاء منه لابن منظور صاحب اللسان، فانظره، الورقة: 99 أ. هـ. من هامش السير.

عن ابن ناصر أنه قال عن السلفي: كان يغداد كأنه شعلة نار في تحصيل الحديث. وسمعت محمد بن أبي الصقر يقول: كان السلفي إذا دخل على هبة الله ابن الأكفاني يتلقاه، وإذا خرج يشيعه. ثم قال عبد القادر: كان له عند ملوك مصر الجاه والكلمة النافذة مع مخالفته لهم في المذهب -يريد عبد القادر الملوك الباطنية المتظاهرين بالرفض (¬1) - وقد بنى الوزير العادل ابن السلار مدرسة كبيرة، وجعله مدرسها على الفقهاء الشافعية، وكان ابن السلار له ميل إلى السنة. قال عبد القادر الحافظ: وكان أبو طاهر لا تبدو منه جفوةٌ لأحد، ويجلس للحديث فلا يشرب ماءً، ولا يبزق، ولا يتورك، ولا تبدو له قدم، وقد جاز المئة. بلغني أن سلطان مصر حضر عنده للسماع، فجعل يتحدث مع أخيه، فزبرهما، وقال: أيش هذا، نحن نقرأ الحديث، وأنتما تتحدثان؟ ! وبلغني أن مدة مقامه بالإسكندرية ما خرج منها إلى بستان ولا فرجة سوى مرة واحدة، بل كان لازمًا مدرسته، وما كنا نكاد ندخل عليه إلا ونراه مطالعًا في شيء، وكان حليمًا متحملًا لجفاء الغرباء. خرج من بغداد سنة خمسمائة إلى واسط والبصرة، ودخل خوزستان وبلاد السيس ونهاوند، ثم مضى إلى الدربند، وهو آخر بلاد الإسلام، ثم رجع إلى تفليس وللاد أذربيجان، ثم خرج إلى ديار بكر، وعاد إلى الجزيرة ونصيبين وماكسين، ثم صعد إلى دمشق. ولما دخل الإسكندرية رآه كبراؤها وفضلاؤها، فاستحسنوا علمه وأخلاقه وآدابه، فأكرموه، وخدموه، حتى لزموه عندهم بالإحسان. وحدثني رفيق لي عن ابن شافع (¬2)، قال: السلفي شيخ العلماء، وسمعت بعض فضلاء همذان يقول: السلفي أحفظ الحفاظ. قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة السلفي: حدث بدمشق، وسمع منه بعض أصحابنا، ولم أظفر بالسماع منه، وسمعت بقراءته من عدة شيوخ، ثم خرج إلى مصر وسمع بها، واستوطن الإسكندرية، وتزوج بها امرأة ذات يسار، وحصلت له ثروة بعد فقر وتصوف، وصارت له بالإسكندرية وجاهة، وبنى له أبو منصور علي بن إسحاق بن السِّلار الملقب بالعادل أمير مصر مدرسة ووقف عليها. أجاز لي جميع حديثه، وحدثني عنه أخي. سمعت الإمام أبا الحسين بن الفقيه يقول: سمعت الحافظ زكي الدين عبد العظيم يقول: سألت الحافظ أبا الحسن علي بن المفضل عن أربعة تعاصروا، فقلت: أيما أحفظ أبو القاسم بن عساكر أو أبو الفضل بن ناصر؟ فقال: ابن ¬

_ (¬1) يعني الملوك العبيديين المحروفين عند بعض المؤرخين خطأ بالفاطميين. (¬2) هو أحمد بن صالح بن شافع بن صالح الجيلي الأصل البغدادي المتوفى سنة (565)، صنف تاريخًا على السنين، بدا فيه بالسنة التي توفي فيها أبو بكر الخطيب البغدادي وهي سنة (463)، ووصل به إلى بعد الستين وخمس مئة، وكان من الرواة المتقنين الضابطين المحققين راجع ابن الدبيثي: "ذيل تاريخ مدينة السلام" م: 4 الترجمة 711 من تحقيق الدكتور بشار، وابن رجب: "الذيل" (1/ 311).

عساكر. قلت: أيما أحفظ ابن عساكر أو أبو موسى المديني؟ فقال: ابن عساكر. قلت: أيما أحفظ ابن عساكر أو أبو طاهر السلفي؟ قال: السلفي شيخنا! قلت: فهذا الجواب محتمل كما ترى، والظاهر أنه أراد بالسلفي المبتدأ وبشيخنا الخبر، ولم يقصد الوصف، وإلا فلا يشك عارف بالحديث أن أبا القاسم حافظ زمانه، وأنه لم ير مثل نفسه. قال الحافظ عبد القادر: وكان السلفي آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، حتى إنه قد أزال من جواره منكرات كثيرة. ورأيته يومًا، وقد جاء جماعة من المقرئين بالألحان، فأرادوا أن يقرؤوا فمنعهم من ذلك، وقال: هذه القراءة بدعة، بل اقرؤوا ترتيلًا، فقرؤوا كما أمرهم. أنبأنا أحمد (¬1) بن سلامة، عن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد، ومن خطه نقلت جزءًا فيه نقل خطوط المشايخ للسلفي بالقراءات، وأنه قرأ بحرف عاصم، على أبي سعد المطرز، وقرأ بروايتي حمزة والكسائي، على محمد بن أبي نصر القصار، وقرأ لقالون على نصر بن محمد الشيرازي، وبرواية قنبل، على عبد الله بن أحمد الخرقي. وقد قرأ على بعضهم في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. قال الحافظ ابن نقطة: كان السلفي جوّالًا في الآفاق، حافظًا، ثقة، متقنًا، سمع منه أشياخه وأقرانه، وسأل عن أحوال الرجال شجاعًا الذهلي، والمؤتمن الساجي، وأبا علي البراداني، وأبا الغنائم النرسي، وخميسًا الحوزي (¬2)، سؤال ضابط متقن. قال: وحدثني عبد العظيم المنذري بمصر، قال: لما أرادوا أن يقرؤوا سنن النسائي على أبي طاهر السلفي، أتوه بنسخة سعد الخير وهي مصححة، قد سمعها من الدوني، فقال: اسمي فيها؟ قالوا: لا، فاجتذبها من يد القارئ بغيظ، وقال: لا أحدث إلا من أصل فيه اسمي. ولم يحدث بالكتاب. قلت: وكان السلفي قد انتخب جزءًا كبيرًا من الكتاب بخطه، سمعناه من أصحاب جعفر الهمذاني، أخبرنا السلفي. قال ابن نقطة: قال لي عبد العظيم: قال لي أبو الحسن المقدسي: حفظت أسماء وكنيّ، ثم ذاكرت السلفي بها، فجعل يذكرها من حفظه وما قال لي: أحسنت، ثم قال: ما هذا شيء مليح مني، أنا شيخ كبير في هذه البلدة هذه السنين لا يذاكرني أحد، وحفظي هكذا. قرأت بخط عمر بن الحاجب أن "معجم السفر" للسلفي يشتمل على ألفي شيخ. كذا قال، وما أحسبه يبلغ ذلك. قال الحسن بن أحمد الأوقي: كانوا يأتون السلفي، ويطلبون منه دعاءً لعسر الولادة، فيكتب لمن يقصده، قال: فلما كثر ذلك نظرت ¬

_ (¬1) هو أبو العباس أحمد بن أبي الخير بن سلامة الدمشقي الحنبلي الحداد ثم الخياط المنادي المقرئ (589 - 678). (¬2) حقق الأستاذ مطاع الطرابيشي "سؤالات الحافظ السلفي "لخميس الحوزي، وصدرت من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق في مطبعة الحجاز بدمشق (1396 هـ / 1976 م) في (164) صفحة مع الفهارس.

فيما يكتب، فوجدته يكتب: اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم بي، فلا تخيب ظنهم فيَّ. قال: وحضر عنده السلطان صلاح الدين وأخوه الملك العادل لسماع الحديث، فتحدثا، فأظهر لهما الكراهة وقال: أنتما تتحدثان، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ؟ ! فأصغيا عند ذلك. قلت: وقد حدث السلطان عنه. قال الحافظ زكي الدين عبد العظيم: كان السلفي مغري بجمع الكتب والاستكثار منها، وما كان يصل إليه من المال كان يخرجه في شرائها، وكان عنده خزائن كتب، ولا يتفرغ للنظر فيها، فلما مات وجدوا معظم الكتب في الخزائن قد عفنت، والتصق بعضها ببعض لنداوة الإسكندرية، فكانوا يستخلصونها بالفأس، فتلف أكثرها"أ. هـ. • غاية النهاية: "حافظ الإسلام وأعلى أهل الأرض إسنادًا في الحديث والقراءات مع الدين والثقة والعلم" أ. هـ. • مقدمة كتابًا معجم السفر" تحقيق الدكتورة بهيجة الحسني قالت في صفحة (42) وتحت عنوان (أقوال السلف فيه): وصف المؤرخون أبا طاهر: بأنه كان عالمًا فاضلًا محدثًا ثقة ثبتًا ورعًا جليلًا. كان أوحد زمانه في علم الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث. وأجمعوا على إحسان الثناء عليه، وإسناد جماع الفضائل إليه. قال السمعاني. "كان فاضلًا مكثرًا رحالًا. عني بجمع الحديث وسماعه. وصار من الحفاظ المشهورين". وقال ابن خلكان: "أحد الحفاظ المكثرين ... وقصده الناس من الأماكن البعيدة وسمعوا عليه، وانتفعوا به، ولم يكن في آخر عمره في عصره مثله". وقال الذهبي: "كان متقنًا متثبتًا ديِّنًا خيِّرًا حافظًا ناقدًا مجموع الفضائل انتهى إليه علو الإسناد". "وكان جيد الضبط، كثير البحث عما يشكل. وكان أوحد زمانه في علم الحديث، وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث. جمع بين علو الإسناد وعلو الانتقاد، تفرد على أبناء جنسه". وقال الذهبي ينقل عن السمعاني: "وأبو طاهر ثقة، ورع، متقن ثبت حافظ، له حظ من العربية كثير الحديث، حسن البصيرة فيه". وقال الذهبي عن ابن الشافع: "السلفي شيخ العلماء". "السلفي أحفظ بالحفّاظ". وقال الذهبي: "كان آمرًا بالمعروف: ناهيًا عن المنكر، أزال من جواره منكرات كثيرة". "وكان حليمًا". وقال المقرئ: "الشيخ الحافظ إمام الحدثين". وقال ابن حجر العسقلاني: "السلفي شيخ الإسلام وحجة الرواة". وقال الصفدي: "كان إمامًا مجددًا محدثًا حافظًا جهبذًا فقيهًا مفننًا، نحويًا ماهرًا لغويًّا محققًا ثقة فيما ينقله، حجة ثبتًا، انتهى إليه علو الإسناد في البلاد".

"وكان كأنه شعلة نار في تحصيل الحديث". وقال ابن الدبيثي: "حافظ متقن مشهور". وقال ابن الجزري: "حافظ الإسلام وأعلى أهل الأرض إسنادًا في الحديث والقراءات مع الدين والثقة والعلم". وقال ابن حجر العسقلاني: "فالسلفي شيخ الإسلام، وحجة الرواة". وقال ابن كثير: "الحافظ الكبير المعمر". وقال اليافعي: "الحافظ العلامة الكبير مسند الدنيا" وقال ابن العماد: "الحافظ العلامة الكبير، مسند الدنيا، ومعمر الحفاظ". وقال السبكي: "الحافظ الكبير". "كان حافظًا جليلًا، وإمامًا كبيرًا، واسع الرحلة، دينًا، ورعًا، حجة، ثبتًا. فقيهًا، لغويًّا، انتهى إليه علو الإسناد مع الحفظ والإتقان". وقال السبكي ينقل عن ابن نقطة: "كان حافظًا ثقة جوالًا في الآفاق سآلًا عن أحوال الرجال، شجاعًا". وقالت الدكتورة بهيجة في صفحة (60) وتحت عنوان (مذهبه): "كان السلفي شافعي المذهب باتفاق المؤرخين، أخذ الفقه الشافعي عن الإمام شمس الإسلام أبي الحسن علي بن محمد بن علي الكيا الهراسي وعن الإمام الكبير فخر الإسلام، محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر أبي بكر الشاشي، وعن يوسف بن علي الزنجاني. ومما سجله لنا السبكي من آراء السلفي في الفقه. هو: أنه كان ينكر القراءة بالألحان ويراها بدعة. قال: جاء جماعة من المقرئين بالألحان، فأرادوا أن يقرأوا. فمنعهم من ذلك، وقال: هذه القراءة بدعة، بل اقرأوا ترتيلًا. فقرأوا كما أمرهم. ويخبرنا السبكي أن اليهود رفعوا قصة إلى السلطان صلاح الدين يسألونه أن يتحاكموا إلى مقدم شريعتهم وأن يتوارثوها حسب شرعهم من غير أن يعترضهم في ذلك معترض، وإن كان في الورثة صغير أو غائب. كان المحتاط على نفسه مقدمهم، وسؤالهم، حمل الأمر على العادة. فعرض السلطان صلاح الدين هذه المسألة على الفقهاء من المالكية والشافعية ليفتوه فيها. فكتب الحافظ أبو طاهر السلفي: "الحكم بين أهل الذمة إلى حاكمهم، إذا كان مرضيًا باتفاق منهم كلهم، وليس لحاكم المسلمين النظر في ذلك، إلا إذا أتاه الفريقان، وهو إذًا مخير، كما في التنزيل: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَينَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} وأما مال الغائب والطفل، فهو مردود إلى حاكمهم، وليس لحاكم المسلمين فيه نظر، إلا بعد جرحه بينة عليه، وجبايةٍ ظاهرة، وبالله التوفيق". ويذكر السبكي أن والده ناقش هذه الفتيا في كتابه: "كشف الغمة في ميراث أهل الذمة": فمما قاله:

483 - ابن الأندرشي

"وأما السلفي فهو محدث جليل، وحافظ كبير، وما له وللفتوى وما رأيت له قط فتوى غير هذه وما كان ينبغي أن يكتب، فإن لكل عمل رجالًا" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "الأربعون البلدانية" التي لم يسبق إلى تخريجها وقل أن يتهيأ ذلك إلا لحافظ عرف باتساع الرحلة. و"السفينة البغدادية" في جزأين كبيرين، و "الوجيز في الجاز والمجيز" وغيرها. 483 - ابن الأندَرْشي * المقرئ: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو العباس الأنصاري، ابن اليتيم، المعروف بابن الأندرشي. من مشايخه: أبو علي الحسين بن غريب، وأبو العباس بن العريف وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو عبد الله محمد، وأبو القاسم بن بقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان حافظًا، حافلًا محققًا بالقراءات مشاركًا في الحديث والعربية ... " أ. هـ. • معجم شيوخ الصدفي: "روى عن جماعة ... وقد تُكلم فيه ... حدثت عن الأستاذ أبي علي عمر بن عبد المجيد الرَّندي، قال: ذاكرت أبا محمد بن عبيد الله بأمر هذا الشيخ يعني أبا العباس المذكور، وذكرت له أنه يدعي الرواية عن الصدفي وابن الفراء، فقال: هذه ريبة ولم يصدقه والرواة عنه من شيوخنا لم يعرضوا لذلك ولو علموه لما وسعهم أن يكتموه" أ. هـ. • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان من أئمة أهل القرآن مع المعرفة الكاملة بالنحو والبراعة في فهم أغراض أهله، متحققًا بكتاب سيبويه مع مشاركة في الحديث ... وكان لا يرى التحديث بالإجازة ثم رجع وحدث بها ودرس النحو والآداب واللغات كثيرًا وانقطع إلى العلم" أ. هـ. وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. 484 - الملّاح * النحوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن مفرج، عرف بالملاح، أبو العباس. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "مقريء نحوي، وقيد حديثًا على الأشياخ المتأخرين بمرسية ... ولم يزل يقرئ القرآن بجامعها والعربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 557)، بغية الملتمس (1/ 212)، تكملة الصلة (1/ 83)، معجم الصدفي (61)، الذيل والتكملة (1/ 2 / 439)، غاية النهاية (1/ 121)، بغية الوعاة (1/ 367)، روضات الجنات (1/ 231). * بغية الملتمس (1/ 213).

485 - العتابي

485 - العتَّابي * المفسر: أحمد بن محمد بن عمر العلّامة الزاهد زين الدين أبو القاسم البخاري العتابي (¬1) من محلة عتاب ببخارى. من تلاميذه: شمس الأئمة الكردري وحافظ الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "العلّامة الزاهد .. أحد من سار ذكره ... كان من كبار الحنفية" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالفقه والتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و "الجامع الكبير" وغيرهما. 486 - أحمد الآبي * النحوي: أحمد بن محمد الآبي (¬2)، أبو العباس. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "سافر إلى اليمن تاجرًا، واجتمع بأبي بكر السعيدي بعدن ... ثم قدم الإسكندرية وأقام بها، فجرى بينه وبين القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن شكر قاضي الإسكندرية ما أوجبه إلى قدومه إلى القاهرة ... " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب في النحو. 487 - الرُّعيني الإشبيلي * المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد بن مقدام، أبو العباس الرعيني الإشبيلي. ولد: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن شُريح، وابن عربي، وأبو عمر بن صالح، وغيرهم. من تلامذته: أبو الخطاب بن خليل، وأبو زكريا بن أبي الغصن وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان مقرئًا زاهدًا أديبًا حافظًا يستظهر شعر المعري المترجم بـ (سقط الزند) وعمّر حتى انفرد في الأخذ عن شريح" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان عارفًا بالقراءات، أديبًا زاهدًا، دينًا انفرد بالتلاوة على شريح" أ. هـ. • العبر: "كان من الأدب والزهد بمكان"أ. هـ. وفاته: سنة (604 هـ) أربع وستمائة، عن ثمان وثمانين سنة. ¬

_ * الوافي (8/ 74)، تاج التراجم (25)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 84)، الطبقات السنية (2/ 73)، الجواهر المضية (1/ 298)، الأعلام (1/ 216)، معجم المؤلفين (1/ 287)، معجم المفسرين (1/ 65). (¬1) والعتابي نسبة إلى عتاب أسيد، ومنها إلى العتابيين محلة غربي بغداد -ومنها محلة يقال لها دار عتاب - قاله السمعاني. * معجم الأدباء (2/ 515)، الوافي (8/ 148)، بغية الوعاة (1/ 387)، معجم المؤلفين (1/ 239). (¬2) قال ياقوت: كان من أهل آبة من ناحية برقة ... أ. هـ. * التكملة لابن الأبار (1/ 97)، تاريخ الإسلام (وفيات 604) ط. بشار، العبر (5/ 9)، معرفة القراء (2/ 585)، غاية النهاية (1/ 104)، الشذرات (7/ 23).

488 - ابن أبي هارون

488 - ابن أبي هارون * النحوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي هارون التميمي الإشبيلي، أبو القاسم. من مشايخه: أبو إسحاق بن طلحة، وأبو بكر بن خير وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو عمر، وأبو علي الشلوبين، وأبو القاسم بن الطيلسان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان من أهل الورع والزهد ذا حظ من علم العربية والآداب .. " أ. هـ • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان أحد كبار المقرئين الجودين، وجلة الأدباء النحويين، مع الفضل التام والدين المتين والورع والزهد ... " أ. هـ. وفاته: سنة (605 هـ) خمس وستمائة، وقيل كان حيًّا سنة سبع وستمائة (607 هـ) وقال في غاية النهاية بقي إلى قريب سنة (610 هـ) عشر وستمائة. 489 - الكتامي الحِمْيري * المقرئ: أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى ابن خلصة أبو جعفر الحجري الكتامي الحميري القرطبي، المشهور بالوزعي (¬1)، وكان يكره ذلك. ولد: سنة (521 هـ)، وقيل (524 هـ)، وقيل (526 هـ) وقيل (528 هـ) إحدى وقيل أربع وقيل ست وقيل ثمان وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: عياش بن خرج بن عبد الملك وعبد الرحيم الحجاري وغيرهما. من تلامذته: قاسم بن محمد بن طيلسان وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "زاد أبو سليمان بن حوط الله في نسبه: ابن خلصة الحميري، من أهل قرطبة والخطيب بجامعها الأعظم .. ". وقال: "كان حافظًا لها بصيرًا بها مشاركًا في غيرها مع حظ من قرض الشعر، وطال عمره وعلت روايته فأخذ عنه الناس وفاتني أن أستجيزه ... " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "تصدر للإقراء بجامع قرطبة دهرًا، ودرس علم اللسان .. ". وقال: "وذكره ابن مَسْدي في مشيخته بالإجازة، وقال: تفرد بالسنن والإسناد، وكل فضيلة تستفاد وتصرف من المعارف في فنون مع براعة في المنثور والموزون، وكان في القراءة والأداب إمامًا غير منازع في هذا الباب مع سمو قدر، ونزاهة ذكر .. "أ. هـ. • التكملة لوفيات النقلة: "كان أحد فضلاء ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 98)، تاريخ الإسلام (وفيات 605) ط. بشار، غاية النهاية (1/ 104)، بغية الوعاة (1/ 359). * التكملة لوفيات النقلة (2/ 290)، تكملة الصلة (1/ 102)، تاريخ الإسلام (وفيات 610) ط. تدمري، السير (22/ 27)، غاية النهاية (1/ 99)، بغية الوعاة (1/ 355). (¬1) قال الذهبي في تاريخه عن ابن مسدي في "مشيخته": ويعرف بالوزير -بكسر الزاي- وقيل وزعة من قرى قرطبة. أ. هـ.

490 - القيجاطي

الأندلس المشهورين، والخطيب بجامع قرطبة، والمقرئ به .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان مقدمًا في القراءات مبرزًا في العربية والأداب مشاركًا في غير ذلك، راوية مكثرًا ثقة ذات حظ من قرض الشعر ... وأقرأ القرآن وعلوم اللسان بجامع قرطبة طويلًا وخطب به أعوامًا روى الحديث، وتخرج به خلق، ورحل إليه الناس، وكان ورعًا زاهدًا فصيحًا مدح الملوك، ثم نزع عن ذلك واستغفر الله ... " أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة وله تسعون سنة. 490 - القَيجاطِي * المقرئ: أحمد بن محمد بن سماعة الأنصاري، الفِنْياني، القيَجاطي، أبو جعفر. ولد: سنة (552 هـ) اثنتين وخمسن وخمسمائة. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان مقرئًا مجوّدًا فقيهًا حافظًا، أقرأ بغرناطة دهرًا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة وقيل (616 هـ) ست عشرة وستمائة بغرناطة. 491 - ابن واجب القَيسي * اللغوي: أحمد بن أبي الحسن محمد بن عمر بن واجب القيسي، أبو الخطاب. ولد: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أجاز له ابن العربي، والسلفي، وابن بشكوال ... وغيرهم. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان من أهل النزاهة والعدالة والتزام السنة" أ. هـ. • تكملة الصلة: "وكان على انتقائه من يأخذ عنه ينتقي ما يسمع منه، وساوى شيوخه العلية في درجة الرواية بابن قزمان، فصار لا يعدل به أحد من أهل وقته، عدالة وجلالة وسعة أسمعة، وعلو إسناد، وصحة قول، وضبط، إلى تقلب في العليا وتقلل من الدنيا مع رسوخ في الدين والورع، تخنقه العبرة للرقائق، وتعلوه الخشية للمواعظ، مع عناية كاملة بصناعة الحديث وبصر به وتحقق بحمله وذكر لرجاله، وتهافت على جميع كتبه .. "أ. هـ. الديباج: "كامل الاشتغال بعلم الحديث، حافظ له ومتسع الرواية ... ، وافر الحظ من علم العربية والأدب والتاريخ والنسب، مع الدين المتين" أ. هـ. وفاته: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. من مصنفاته: "مختصر ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات"، واختصر كتاب "الفصل للوصل المدرج في النقل" لأبي المطلب. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 117)، الديباج المذهب (1/ 222). * تكملة الصلة (1/ 106)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 403)، الديباج المذهب (1/ 226) وفيه ولادته (535 هـ)، السير (22/ 44) الشذرات (7/ 105)، شجرة النور (174)، معجم المؤلفين (1/ 287).

492 - العكي اللوشي

492 - العكيّ اللّوْشِيّ * اللغوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد العكلي اللوشي، أبو جعفر بن الأصْلَع (¬1). ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو ذر محمد بن عبد العزيز، وأبو العباس الأندرشي وغيرهما. من تلامذته: ابن الطيلسان وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "برع في العربية، وتصدر لإقرائها ... وأقرأ القراءات والنحو وروى الحديث ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، كامل، خير" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من جلة أهل بلده وأعيانهم، متقدمًا في تجويد القرآن والعربية والرواية للحديث ... ومات بأندوجر (¬2) بأيدي الروم ... " أ. هـ. وفاته: سنة (624 هـ) أربع وعشرين وستمائة. 493 - بدر الدين الرَّازي * المفسر أحمد بن محمد بن أحمد المظفر بن المختار الرازي الحنفي، أبو العباس، بدر الدين. من مشايخه: سمع الحديث من أبي اليمن الكندي وغيره. من تلاميذه: جمشيد بن يهوذا وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداوودي: "من العلوم التي اشتغل بها التصوف" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالتفسير والحديث، عارف بالأدب، له نظم حسن" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أما العلوم التي اشتغل بها فهي اللغة والفقه والحديث والقرآن والتصوف والأدب" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة وقيل بعد (631 هـ). إحدى وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "مبادى التفسير، وهو مناقشات لتفسير أبي إسحاق الثعلبي، و "حجج القرآن" رسالة في التفسير، و"لطائف القرآن". 494 - ابن أبي عرفة * المفسر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عرفة اللخمي العزَفي السبتي. ولد: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمد بن عبيد الله الحجري، وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن محمد التجيبي وغيرهما. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 115)، تاريخ الإسلام (وفيات 624) ط. بشار، غاية النهاية (1/ 104)، بغية الوعاة (1/ 360). (¬1) في غاية النهاية: ابن الأضلع بالضاد. (¬2) معجم البلدان (1/ 264): أندُوشر: بالضم ثم السكون، والشين معجمة: حصن بالأندلس يقرب قرطبة. أ. هـ. * طبقات المفسرين للداوودي (1/ 87)، الأعلام (1/ 217)، معجم المفسرين (1/ 65)، معجم المؤلفين (1/ 297)، هدية العارفين (1/ 92)، إيضاح المكنون (1/ 53). * برنامج شيوخ الرعيني (الإيراد) (42)، تاريخ الإسلام (وفيات 633) ط. بشار، الوافي (7/ 349)، نيل الابتهاج (60)، الأعلام (1/ 218)، معجم المفسرين (1/ 66).

495 - تاج الدين الشريشي

من تلامذته: أبو الحسن علي بن محمد بن علي الرعيني وجماعة. كلام العلماء فيه: • برنامج شيوخ الرعني: "من خاتمة أهل العلم بالسنة والانتصار لها، نفعه الله برز علمًا وعملًا ودراية ورواية، وجمع خصالًا من الفضل جمة، ولزم التدريس بجامع سبتة مدة عمره، ورحل الناس إلى الأخذ عنه والإكباب على سلوك سبل الخير كلها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وله تواليف حسنة وكان ذا فضلٍ، وصلاحٍ، وجلالةٍ وإتقانٍ. ألف في الحديث أجزاءً مفيدة، وهو والد صاحب سبتة. قلت: صنف كتابًا في مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وجوّده وكان إمامًا ذا فنون. وقد ذكره ابن مسدي في "معجمه" وأوضح اسمه، فقال: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان بن أبي عزفة، مكين المكانة في العلم والدِّيانة، له عناية بالحديث، معلن في فتياه مذهب مالك، وربما خالفه. وكان معتمد بلده بفقهه وسنده. وله الجاه والمال. وسمع من ابن غاز، ومن أبي عبد الله بن زرقون لما ولي قضاء سبتة، ومن السهيلي، وجماعة لما وفدوا إلى مراكش. وكان فصيحًا لَسِنًا، وعلى الرواية مؤتمنًا. قال لي: إنه ولد سنة تسعٍ وخمسين، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا أبي أبو عبد الله بن أبي عزفة، أخبرنا القاضي عِياض -فذكر حديثًا-" أ. هـ. وفاته: سنة (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "منهاج الرسوخ في علم الناسخ والمنسوخ " وله كتاب في مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -. 495 - تاج الدين الشُرَيشي * النحوي: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف، البكري، من بكر بن وائل، الشريشي الصوفي المالكي، أبو العباس، ابن أبي عبد الله، ابن أبي العباس. ولد: سنة (583 هـ) ثلاث وثمانين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الشريشي الصوفي المالكي الأصولي، له مصنفات في الأصول والنظر ويدٌ في الطب والشعر، وقد دخل بغداد، ولقي بها الشيخ شهاب الدين السهروردي" أ. هـ. • المقفى: "الصوفي الإمام العارف العلّامة المالكي" أ. هـ. وفاته: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مصنفاته: له كتاب "توحيد الرسالة"، و"رسالة التوحيد" في أصول الدين، وكتاب "أسرار الرسالة"، و"شرح المفصل" في النحو، وكتاب "شرح الجزولية في النحو" وله "صحبة المشايخ" وكتاب في السماع. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 640 هـ) ط - بشار، التكملة لوفيات النقلة (3/ 600) المقفى الكبير (1/ 705)، بغية الوعاة (1/ 360)، معجم المؤلفين (1/ 248).

496 - القيسي القرطبي

496 - القَيسِي القرطبي * النحوي، المقرئ: أحمد (¬1) بن محمد بن جعفر، وقيل أبو جعفر القيسي القرطبي. من مشايخه: أبو القاسم بن الشراط، والحافظ ابن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "يعرف بابن أبي حجة ويكنى أبا جعفر ... تصدر لإقراء القرآن والتعليم بالعربية" أ. هـ. • معرفة القراء: "تصدر للإقراء والعربية ... ولما أخذت قرطبة سكن إشبيلية ثم ركب البحر فأسرته الروم وعُذب فتوفي إلى رحمة الله تعالى بميورقة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من كبار الأستاذين مقرئًا متقدمًا نحويًا محققًا محدثًا حافظًا مشهور بالفضل من أهل الزهد والورع والتواضع يتعاطى نظم شعر ساقط" أ. هـ. • قلت: كرر صاحب "غاية النهاية" ترجمته ثلاث مرات حيث سماه في الأولى (1/ 109): أحمد بن محمد بن جعفر القيسي، وقال عنه مقرئ كامل ... واختصر كتاب التبصرة وذكر قصة وفاته كما هو مثبت أعلاه، وسماه في الثانية (1/ 128): أحمد بن محمد بن محمد أبو جعفر القيسي القرطي وقال إنه توفي في الأسر في حدود سنة (635 هـ). وسماه في الثالثة (1/ 136): أحمد بن محمد أبو جعفر القيسي وذكر نفس الترجمة الأولى، والله تعالى الموفق. وفاته: سنة (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مصنفاته: اختصر كتاب "التبصرة" لمكي في القراءات، وصنف كتبًا في النحو وله كتاب "منهاج العباد" و"تسديد اللسان لذكر أنواع البيان" في العربية. 497 - ابن الحَّاج الإِشْبِيلِي * النحوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد الأزدي، أبو العباس الإشبيلي، يعرف بابن الحاج (¬2). من مشايخه: أبو علي الشلوبين، والدّبّاج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البلغة: "مقرئ، أصولي، أديب، محدث، لم يكن في أصحاب الشلوبين مثله" أ. هـ. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 123)، معرفة القراء (2/ 643)، غاية النهاية (1/ 109 و 128 و 136)، بغية الوعاة (1/ 383)، الأعلام (1/ 219). (¬1) قال صاحب تكملة الصلة إن اسمه أحمد بن محمد بن محمد أ. هـ. وفي البغية اسمه: أحمد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد (أربعة) القيسي القرطبي، وما أثبتناه من معرفة القراء، والله أعلم. * البلغة (63)، الكنى والألقاب للقمي (1/ 255)، درة الحجال (1/ 43)، وفيه توفي سنة (747 هـ)، وهو خطأ واضح والصحيح ما أثبتناه والله أعلم راجع هامش درة الحجال، بغية الوعاة (1/ 359)، أعيان الشيعة (9/ 182)، كشف الظنون (1/ 706)، و (2/ 1072)، روضات الجنات (1/ 318)، معجم المؤلفين (1/ 240)، شجرة النور (184). (¬2) وهو غير ابن الحاج "صاحب المدخل" الذي اسمه: محمّد بن محمّد بن محمّد، أبو عبد الله العبدري الفاسي الدار، المتوفى سنة (737 هـ). انظر الدرر (4/ 355)، والديباج المذهب (2/ 321) والأعلام (7/ 35)، وهو فقيه.

498 - ابن دلة

• البغيه: "قال ابن عبد الملك: كان محققًا بالعربية حافظًا للغات، مقدمًا في العروض ... " أ. هـ. • شجرة النور: كان علامة متفننًا محققًا بالعربية حافظا للغات " أ. هـ. • معجم المؤلفين: نحوي، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "عن ابن شهر آشوب في (معالم العلماء): إنه صنف في الإمامة كتابًا حسنًا أثبت فيه إمامة الأئمة الاثني عثر انتهى. ولكني لم أجد ذلك في معالم العلماء في نسختين إلا أنه يكفي في تشيعه تصنيفه في الإمامة، فإنه لم يعهد ذلك لغير الشيعة، وسنعرف قول السيوطي: إن له مؤلفًا في الإمامة ... " أ. هـ. • قلت: إن العاملي الشيعي ومن على شاكلته من أئمتهم -وكما ذكرنا في تراجم أخرى- أنهم -أي الشيعة- لا يدخرون وسعًا في جعل أئمة المسلمين على مختلف مذاهبهم ومعتقداتهم تحت لوائهم ... وهذا ما حصل مع ابن الحاج الإشبيلي رغم أننا لا ننكر مصنفه، وتوجه نحو إثبات الإمامة الاثني عشرية في مصنفه المذكور، قال الدكتور حسن موسى الشاعر في كتابه "ابن الحاج النحوي" (¬1) ردًّا على قول العاملي: "إن السيد العاملي أقرَّ أنه لم يجد في نسختين من معالم العلماء ما يثبت تشيع ابن الحاج، ولكن العاملي تمسك بحجة واهية لإثبات تشيعه قال: (ويكفي في تشيعه تصنيفه في الإمامة، فإنه لم يعهد ذلك لغير الشيعة). أقول -أي الدكتور حسن-: ولا ينهض هذا دليلًا لإثبات تشيعه لأن الإمامة تعني الخلافة، وقد صنف فيها من أهل السنة المتقدمون والمتأخرون فمن المتقدمين ابن قتيبة صنف (الإمامة والسياسة) (¬2)، ومن المتأخرين عبد الكريم الخطيب صنف (الخلافة والإمامة) أ. هـ. وفاته: سنة (647 هـ)، وقيل (651 هـ) سبع وأربعين وقيل إحدى وخمسين وستمائة. من مصنفاته: له على "كتاب سيبويه" إملاء غريب، وصنف في الإمامة، وصنف في حكم السماع. 498 - ابن دِلَّة * المقرئ: أحمد بن محمد بن أبي المكارم، أبو العباس الواسطي الخياط، المعروف بابن دِلة - بكسر الدال المهملة وتشديد اللام-. من مشايخه: عبد السميع بن غلاب، وعلي بن مسعود وغيرهما. من تلامذته: علي بن العزيز بن محمد الإربلي، وروى عنه عيسى بن صالح القوساني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخ محقق أديب" أ. هـ. • الأعلام: "من العلماء بالقراءات، من أهل ¬

_ (¬1) "ابن الحاج النحوي" تأليف الدكتور حسن موسى الشاعر- الطبعة الأولى السنة (1406 هـ) - دار القلم. (¬2) كتاب "الإمامة والسياسة" لا يثبت نسبته لابن قتيبة. * غاية النهاية (1/ 131)، الأعلام (1/ 219)، معجم المؤلفين (1/ 298) كشف الظنون (2/ 1583 و 1711 و 2030).

499 - الصدفي

واسط" أ. هـ. وفاته: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة. من مصنفاته: له "المبهرة في قراءات العشرة" أرجوزة، و"المغنية" في القراءات العشرة أرجوزة. 499 - الصَّدَفي * المقرئ: أحمد بن محمد بن حسن بن محمد بن خضر الصدفي، الشاطبي، أبو العباس. من مشايخه: أبو بكر بن محرز، وأبو عثمان بن زاهر وغيرهم. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه المقرئ المحصل الراوية، له رواية واسعة ومعرفة بالقراءات ... وكان متشددًا في طريق القراءات، ولم يكن عنده فيه من المسامحة شيء" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (674 هـ) أربع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: له كتاب في "قواعد الخط"، وكتابان في "قراءة ورش". 500 - ابن ميّكال * اللغوي: أحمد بن محمد بن ميكال الرّبعي الكركي، شهاب الدين. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال الذهبي (¬1): له تصانيف ويد طولى في العربية، ونظم ونثر" أ. هـ. وفاته: سنة (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة. 501 - ابن مُنيَّر * اللغوي، المفسر: أحمد بن محمد بن منصور بن القاسم بن مختار، القاضي، ناصر الدين، ابن منير الجذامي، الحروي الإسكندري. ولد: سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. من مشايخه: يوسف المخيلي وابن رواح وغيرهما. من تلامذته: ابن راشد القفصي وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان إمامًا بارعًا، برع في الفقه، ورسخ فيه، وفي الأصلين والعربية، وفنون شتى وله اليد الطولى في علم النظر، وعلم البلاغة والإنشاء" أ. هـ. • المقفى: "وعيب بأنه كان فيه شغب عند البحث وإساءة، وكان فيه تيه وتعاظم"أ. هـ. • المنهل الصافي: "وكان إمامًا عالمًا بارعًا مفننًا، وله يد طولى في الأدب وفنونه ... وقيل إن الشيخ ¬

_ * عنوان الدراية (85)، الأعلام (1/ 220)، معجم المؤلفين (1/ 257). * بغية الوعاة (1/ 385)، معجم المؤلفين (1/ 300). (¬1) لم نجد قول الذهبي في المصادر المتوفرة لدينا، ولعله في مصادر أخرى كتاريخ الإسلام وفيات سنة (675 هـ) أو غيره، التي وجودها لدينا مفقود ... والله أعلم. * فوات الوفيات (1/ 149)، العبر (5/ 342)، المنهل الصافي (2/ 185)، الوافي (8/ 128)، الديباج (1/ 243) وفيه الجروي، النجوم (7/ 363)، المقفى (1/ 653)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 89)، الشذرات (7/ 666) وفيه الجروي، الأعلام (1/ 220)، بغية الوعاة (1/ 384)، شجرة النور (188)، درة الحجال (1/ 9)، معجم المفسرين (1/ 66) وفيه اسمه: أحمد بن محمّد بن منصور بن أبي القاسم.

502 - ابن فرقد القرشي

عز الدين بن عبد السلام كان يقول: ديار مصر تفتخر برجلين في طرفيها ابن المنير بالإسكندرية وابن دقيق العيد بقوص" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "أراد أن يصنف في الرد على الأحياء فخاصمته أمه وقالت له: فرغت من مضاربة الأحياء وشرعت في مضاربة الأموات فتركه" أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه الأديب الإمام الخطيب المتبحر في كثير من العلوم العلامة النظار المقرئ المحدث المفسر الفهامة" أ. هـ. قلت: وابن المنير معروف بأشعريته وخاصة من حاشيته على الكشاف المسماة (الانتصاف)، رد فيه على قول المعتزلة بما قاله الزمخشري في الكشاف، وردَّ ابن المنير فيه عليه بمذهب الأشاعرة .. والله أعلم. وفاته: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن العزيز" وكتاب "الانتصاف من صاحب الكشاف " وكتاب "حديث الإسراء" في مجلد على طريقة المتكلمين لا على طريقة السلف. 502 - ابن فَرْقَد القرشي * النحوي: أحمد بن محمد بن عامر بن فرقد (¬1) القرشي الأندلسي، أبو موسى. كلام العلماء فيه: • البلغة: "سكن مصر، وكان سيء الخلق" أ. هـ. • بغية الوعاة: "ذكره ابن مكتوم فأسقط عامرًا وكناه أبا طلحة، وقال: معدود في أصحاب الشلوبين، سألت عنه أبا حيّان، فقال: كان في خلقه حدة، ويسير انحراف. أقام بمصر مدة ثم بالشام، ثم بحلب، ثم عاد إلى القاهرة، وولي الإعادة بالمدرسة القطبية وبالزاوية التي بجامع عمرو بن العاص، وكان أفضل في النحو من البهاء بن النحاس، مقتر الرزق، ضيق الحال" أ. هـ. وفاته: سنة (689 هـ) تسع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "شرح الفصول" لابن معطي. 503 - أحمد الغِرْناطِي * المفسر: أحمد بن محمد القرشي الغرناطي، أبو العباس. من تلامذته: أبو العباس الغبريني وغيره. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه، الحافظ، المتقن، التاريخي المدرس المحدث، يحفظ تاريخ الطبري، والثعلبي في شرح القرآن" أ. هـ. • معجم المفسرين: "محدث، مفسر، من فقهاء المالكية" أ. هـ. وفاته: (692 هـ) اثنتين وتسعين وستمائة. من مصنفاته: له مؤلفات كثيرة أهمها "تفسير" للقرآن، وكتاب له في الطبقات أسماه "المشرق في علماء المغرب والمشرق". ¬

_ * البلغة (64)، بغية الوعاة (1/ 367). (¬1) في بغية الوعاة ابن فرفد بالفاء. * عنوان الدراية (347)، معجم المفسرين (1/ 66)، شجرة النور (199)، معجم المؤلفين (1/ 289).

504 - ابن الغماز

504 - ابن الغَمَّاز * المقرئ: أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الخزرجي الأزدي، المعروف بابن الغماز البلبيشي الأندلسي، أبو العباس، قاضي الجماعة بتونس. ولد: سنة (609 هـ) تسع وستمائة. من مشايخه: اشتغل وقرأ وسمع الكثير من أبي الربيع بن سالم، وروى عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الشاطبي وغيرهما. من تلامذته: أكثر عنه أهل تونس منهم: الإمام أبو عبد الله بن جابر الوادي آشي. كلام العلماء فيه: • الديباج: "الشيخ الإمام .. كان موصوفًا بالعلم والفضائل والرئاسة، ولي قضاء الجماعة نحو سبع ولايات، فحمدت فيها سيرته، ... وكان فقيهًا فاضلًا ديّنًا حسن الأخلاق، معروفًا بالعدالة والنزاهة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء محدث ومسند أهل المغرب" أ. هـ. • المنهل الصافي: "كان بارعًا، فقيهًا، محدثًا، مقرئًا، كبير القدر، عالي الهمة ... وكان أعلى أهل المغرب إسنادًا في القرآن. وكان له أدب وشعر"أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه المحدث الراوية العالم المتفنن المحقق المتقن" أ. هـ. وفاته: سنة (693 هـ) ثلاث وتسعين وستمائة. 505 - الشَّاذلي * النحوي: أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله بن عبد الرحمن، تاج الدين، أبو الفضل الإسكندراني الشاذلي، الجذامي. من مشايخه: تقي الدين السبكي، والمحي الماروني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية للسبكي: "كان أستاذ الشيخ الإمام الوالد -أي والد السبكي- في التصوف، وكان إمامًا عارفًا، صاحب إشارات وكرامات وقدم راسخ في التصوف" أ. هـ. • الديباج: "كان متكلمًا على طريقة أهل التصوف ... وكان شاذلي الطريقة ينتمي إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وأخذ طريقة أبي العباس المربتي ... وكان أعجوبة زمانه في كلام التصوف .. كان جامعًا لأنواع العلوم من تفسير، وحديث ونحو، وأصول، وفقه" أ. هـ. • الدرر: "كان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه وهو من قام على الشيخ تقي الدين بن ¬

_ * الوافي (7/ 386)، غاية النهاية (1/ 110)، المنهل الصافي (2/ 82)، درة الحجال (1/ 79)، الديباج المذهب (1/ 249)، شجرة النور (199). * الديباج المذهب (1/ 243)، ذيول العبر (48)، الدرر الكامنة (1/ 291)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 77)، الشذرات (8/ 37)، شجرة النور (204)، الأعلام (1/ 221)، معجم المفسرين (1/ 67)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 23)، كشف الظنون (1/ 502)، إيضاح المكنون (1/ 93)، معجم المطبوعات (184)، الطبقات الكبرى للشعراني (2/ 20)، درة الحجال (1/ 12)، النجوم (8/ 280)، معجم المؤلفين (1/ 275)، المقفى (1/ 597)، جامع كرامات الأولياء (1/ 317).

تيمية فبالغ في ذلك وكان يتكلم على الناس وله في ذلك تصانيف. قال الذهبي: كانت له جلالة عجيبة ووقع في النفوس ومشاركة في الفضائل، كان يتكلم بالجامع الأزهر فوق كرسي بكلام يروح النفوس ومزج كلام القوم بآثار السلف وفنون العلم فكثر أتباعه وكانت عليه سيما الخير" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن الأهدل: الشيخ العارف بالله، شيخ الطريقتين وإمام الفريقين كان فقيهًا، عالمًا، ينكر على الصوفية، ثم جذبته العناية فصحب شيخ الشيوخ المرسي وفتح على يديه عليه، والذي جرى له معه مذكور في كتابه "لطائف المنن" أ. هـ. • درة الحجال: "وكان يلقي دروسه بالأزهر، ويمزج كلام الصوفية بأثر السلف" أ. هـ • قلت: وقد ذكره الشيخ إبراهيم الحلبي في كتابه: "تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي" حيث ذكر قول السيوطي في ابن عربي وأن تاج الدين بن عطاء الله -صاحب الترجمة- يعتقد بولاية ابن عربي الطائي. وقد مدحه أيضًا، وقد أورد بعض الحكايات عن ابن عربي نقلًا في كتابه -أي لتاج الدين بن عطاء الله-"لطائف المنن". وهذه الحكايات هي في بعض كرامات الأولياء والطريقة وبحر الحقيقة والتي تميز بها ابن عربي الطائي، وتلك الحكايات التي أوردها في إبلاغ منزلة ابن عربي عندهم، حيث قال بعدها الشيخ إبراهيم الحلبي: "هذه الحكايات -وإن صحت- لا تنفي الخذلان بعد التوفيق، ولا الشقاء بعد السعادة! وناهيك دليلًا حال إبليس، وبلعام (¬1)، ونحوهما وعلم الخاتمة والسابقة إنما هو عند العلم الخبير! ولا نحكم على أحد إلا بما أمرنا الله ورسوله بالحكم به عليه" أ. هـ. قلت: وقال محقق الكتاب "علي رضا" في هامشه: [وهو -أي ابن عطاء الله- من القائلين بوحدة الوجود فقد قال: ما من موجود دقّ أو جلّ، علا أو سفل، كثف أو لطف، كثر أو قلّ، إلا وأسماء الله جل وعز ذكره محيطة به عينًا ومعنى]! "القصد الجرد في معرفة "اسم المفرد" (ص 33) أ. هـ. قول المحقق، نسأل الله تعالى السلامة. من أقواله: قال السبكي: ومن كلامه: إرادتك التجريد مع إقامة الله لك في الأسباب من الشهوة الخفية، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الذروة العلية. وقال: ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقائق: الذي تطلب أمامك، ولا تبرجت ظواهر الكرامات إلا نادت حقائقها: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}. ¬

_ (¬1) يشير إلى ما جاء عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَينَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الأعراف: 175 - 176]. فقد روى ابن جرير عنه أن هذا الرجل هو بلعام بن باعوراء: كذا جزم به ابن كثير في "تفسيره" (3/ 511). قلت صح ذلك عن ابن مسعود في "تفسير عبد الرزاق" (1/ 2 / 243)، لكنه سماه: بلعم بن أبر. وانظر "تفسير الطبري" (6/ 9 / 119 - 120) أ. هـ. من هامش تحقيق كتاب "تسفيه الغبي" لعلي رضا في مجلة "الحكمة" العدد (11): (ص 303).

506 - ابن الرفعة

وقال: كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي أظهر كل شيء! كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء! كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء! كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر لكل شيء! كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء! كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء! وفاته: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة. من مصنفاته: "التنوير في إسقاط التدبير" قال في كشف الظنون: "قال -أي المترجم له- إذا طالعه المريد الصادق عرف أن المتلوث لا يصح للحضرة القدسية" و"الحِكم العطائية" في التصوف وغيرهما. 506 - ابن الرِّفْعَة * اللغوي: أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع بن حازم بن إبراهيم بن العباس المصري الشافعي، الشيخ نجم الدين بن الرفعة. ولد: سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مشايخه: الضياء جعفر ابن الشيخ عبد الرحيم القنائي، والسديد الأرمنتي، وابن دقيق العيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البداية: "كان فقيهًا فاضلًا وإمامًا في علوم كثيرة" أ. هـ. • الدرر: "اشتهر بالفقه، وإذا أطلق الفقيه انصرف إليه من غير مشارك، مع مشاركة في العربية والأصول ... كان حسن الشكل فصيحًا ذكيًا محسنًا إلى الطلبة، كثير السعي في قضاء حوائجهم وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية. فسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك، فقال رأيت شيخًا تتقاطر فروع الشافعية من لحيته وأثنى عليه ابن دقيق العيد، وقال السبكي: كان أفقه من الروياني صاحب البحر، وكان يقال إنه كثير النقل لاقوي البحث. كثير الصدقة مكبًا على الاشتغال حتى عرض له وجع المفاصل بحيث كان الثوب إذا لمس جسمه آلمه، ومع ذلك معه كتاب ينظر إليه وربما انكب على وجهه وهو يطالع" أ. هـ. • الشذرات: "كان دينًا، خيرًا، محسنًا إلى الطلبة" أ. هـ. وفاته: سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مصنفاته: "الكفاية" في شرح التنبيه، و"شرح الوسيط" ولم يكمله، و"النفائس في هدم الكنائس". 507 - أحمد بن حَبِيب * النحوي: أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن قاسم بن حبيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (¬1). ¬

_ * البداية (14/ 64)، الدرر (1/ 303)، الشذرات (8/ 42)، البدر الطالع (1/ 115)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 24)، مفتاح السعادة (2/ 357)، الأعلام (1/ 222)، معجم المؤلفين (1/ 282). * الدرر (1/ 317). (¬1) قال في الدرر: "كذا ذكر نسبه الجمّال في الذارع" أ. هـ.

508 - الشريشي

كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان من أئمة الحنفية فقيهًا أصوليًا نحويًا، بارعًا، دينًا، زاهدًا له كرامات وأحوال مشهورة عنه تصدر للإقراء والتدريس بعد موت والده بقونيا عدة سنين وانتفع به الطلبة وقصد بالفتيا من البلاد وكان ذا حرمة وافرة من ملوك الروم" أ. هـ. وفاته: سنة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. 508 - الشَّرِيشِي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن كمال الدين الشّريشي الوائلي البكري الأندلسي، ثم الدمشقي الشافعي، أبو العباس. ولد: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة. من مشايخه: العز بن عبد السلام، والنجيب عبد اللطيف، وابن الصيرفي وغيرهم. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "وكيل بيت المال وشيخ دار الحديث ... كان فاضلًا يقظًا قوي المشاركة، من نبلاء الرجال يذكر للقضاء والخطابة" أ. هـ. • المعجم المختص: "الإمام العالم المفتي المحدث النحوي .. طلب الحديث وقتًا، وقرأ على الشيوخ وحصل منه شيئًا، وولي المناصب الكبار كالمدرسة الناصرية، ودار الحديث، ووكالة بيت المال، وذكر للقضاء" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان أبوه مالكيًا .. واشتغل هو في مذهب الشافعي فبرع وحصل علومًا كثيرة، وكان خيرًا بالكتابة مع ذلك، وسمع الحديث وكتب الطباق بنفسه، وأفتى ودرس وناظر وباشر بعدة مدارس ومناصب كبار ... وكان مشكور السيرة فيما يولي من الجهات كلها" أ. هـ. • الدرر: "درس وأفتى وكان حسن الشكل، مهيبًا، صليبًا في ديانته، جيد العقل، مشكورًا في نظر الوقف، خبيرًا بالأمور، يدري العربية والأصول، ذا مرؤة وعصبية ونهضة وأمانة وسكينة وانتقى له المقاتل ثلاثة أجزاء ... "أ. هـ. وفاته: سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة. 509 - ابن البَنَّاء * المفسر: أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العدوي، أبو العباس بن البناء (¬1). ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (67)، المعجم المختص (31)، ذيول العبر (99)، البداية والنهاية (14/ 95)، الدرر الكامنة (1/ 267)، الدارس (1/ 33)، الشذرات (8/ 85)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 272)، النجوم (9/ 243). * الدرر الكامنة (1/ 297)، نيل الابتهاج (40)، البدر الطالع (1/ 108)، هدية العارفين (1/ 104)، جذوة الاقتباس (1/ 148)، كشف الظنون (2/ 1482)، الموسوعة العربية الميسرة (11)، إيضاح المكنون (1/ 161)، الأعلام (1/ 222)، معجم المؤلفين (1/ 278)، معجم المفسرين (1/ 67) وقال: وهو غير أحمد بن محمّد المالقي المعروف بابن البناء المتوفى سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة، وقد خلط بعض المؤرخين بينهما أ. هـ. (¬1) كان والده يحترف البناء، انظر جذوة الاقتباس.

ولد: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة، وقيل (656 هـ) ست وخمسين ستمائة. من مشايخه: أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى المراكشي، وأبو عبد الله بن أبي البركات المشرف وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن سليمان اللجائي وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان فاضلًا عاقلًا نبيهًا، انتفع به جماعة في التعليم وكان يشغل من بعد صلاة الصبح إلى قرب الزوال مدة إلى أن كان في سنة (699 هـ) فخرج إلى صلاة الجمعة في يوم ريح وغبار، وتأذى بذلك وأصابه يبس في دماغه وكان له مدة لا يأكل ما فيه روح، فبدت منه أحوال لم يعهدوها منه، وصار يكاشف كل من دخل عليه ويخبره بما هو عليه، فأمر الشيخ أبوزيد عبد الرحمن بن عبد الكريم الأغماتي أهله أن يحجبوه فأقام سنة ثم صح وخرج إلى الناس، وصار يذكر فيما جرى له من ذلك من عجائب، وأنه رأى صورًا علوية وجوههم مضيئة فكلموا بعلوم جمة تتعلق بمعاني القرآن بأساليب بديعة، قال: ثم هجم علي جماعة في صورة مفزعة فذكر كلامًا طويلًا "أ. هـ • جذوة الاقتباس: "أخذ بطرفي الدين والدنيا، كان إمام الحضرة المراكشية، عظمته ملوك الدول وتلقته بالمبرة والخول، أخذ من علوم الشريعة حظًا وافرًا وبلغ في العلوم القديمة الغاية القصوى والرتبة العليا. قال عبد الرحمن بن سليمان اللجائي: حين كنت أقرأ عليه بمدرسة العطارين من مدينة فاس أمنها الله تعالى كان شيخًا وقورًا حسن السيرة قوي العقل مهذبًا فاضلًا حسن الهيأة معتدل القد أبيض اللون يلبس الثياب الرفيعة ويأكل المآكل الطيبة، وكان لا يمر بموضع إلا ويسلم على من لقيه، ما رآه أحد وتحدث معه إلا انصرت عنه راضيًا، وكان محبوبًا عند العلماء والصلحاء حريصًا على إفادة الناس بما عنده، وكان قليل الكلام جدًّا لا يتكلم بهذر ولا بما يكون خارجًا عن مسائل العلم، وكان إذا حضر في مجلس وتكلم سكت لكلامه جميع من فيه، وكان محققًا في كلامه قليل الخطأ فيه. قال ابن شاطر كان ابن البنا ينظر في أحكام النجوم وأخذ في علوم أهل السنة واشتغل بها فكان آخذًا في الطريقتين بالحظ الوافر، وكان يلازم الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الهزميري، ودخل في طريقته فأعطاه ذكرًا من الأذكار، ودخل به الخلوة مدة من سنة، ودعا له، وقال له: مكنك الله من علوم السماء كما مكنك من علوم الأرض، فأراه ليلة وهو مستيقظ دائرة الفلك مشاهدة حتى عاين مجرًا الشمس فوجد في نفسه خوفًا عظيمًا، فسمع قول الشيخ الهزميري وهو يقول: اثبت يا ابن البنا حتى رأى ما رأى مستوفيًا، فلما أصبح قال له الشيخ الهزميري مبتدئًا له: إن الله قد فتح لك فيما أراك، فأخذ من ساعتئذ في علم الهيأة والنجوم حتى أدرك منه الغاية، وكان أول أمره لم يصح عنده العلم بالكائنات قبل كونها، فاستعمل الصوم والخلوة طلبًا لتصحيح مراده، فدام في الخلوة أيامًا قرأ بين يديه في صلاة كان يصليها صورة قبة من نحاس

510 - الحراني الحنبلي

مصنوعة بصنائع لم ير مثلها في عالم الحس، والقبة محبوسة في وسط الهواء، وفي داخلها شخص يتعبد، فهاله ذلك، ولم يثبت له جأش لما كان يرى من صورة مفزعة حفت بها ويسمع أصواتًا هائلة تناديه ادن منًا يا ابن البنا، فلم يقدر على الثبات إلى أن أغمي عليه، وبلغ خبره للشيخ الهزميري، فوصل إليه، ومسح على صدره ورأسه وأزال عنه ما صنعوا له من الدواء، ورجع في الحين إلى حسه، فقال الشيخ الهزميري: أما كنت ذلك الرجل الذي في القبة وأمرت أن أخبرك في ذلك المقام، ثم أنك لم تقدر وها أنا قد أمرت أن أخبرك به في عالم الحس، ثم إن الهزميري أخبره بما طلب. ومما يحفظ له في ذلك أن السلطان أبا سعيد بن يعقوب بن عبد الحق المريني سأله زمن موته فأجابه أن موته يكون عند اشتغاله ببناء موضع في قبلة تازة يقال له تازروت، فكان ما قال له حقًّا. قال ابن شاطر: كنت قاعدًا مع ابن البنا بمراكش بدكان طبيب، فإذا برجل جاء إليه وقال له: يا سيدي إن والدي توفي، وكان متهمًا بالمال، ولم يترك لي شيئًا، وقيل لي: إن ماله مدفون بداره، فنحب خاطرك معي لوجه الله تعالى، فنظر الشيخ في نفسه برهة فقال للرجل صور لي صورة الدار في الرمل، فصور له الدار من غير أن يدع منها شيئًا، ثم أمره أن يزيل صورتها فأزلها، فأمره بإعادتها ثانيًا ففعل، فأمره بزوال الصورة وبإعادتها ثالثًا وقال له إن مالك في هذا الموضع منها، فانصرف الرجل وبحث في الموضع فوجد به المال كما ذكر رحمة الله تعالى عليه. وأخباره في هذا المعنى كثيرة فلا نطيل بذكرها" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في كثير من العلوم، كان غزير الإنتاج في العلوم الرياضية، إذ ألف ما يقرب من سبعين رسالة وكتابًا في الجبر والهندسة والحساب والفلك وغيرها" أ. هـ. • الموسوعة العربية: "لمع في الرياضة والفلك ... بقي كتابه (تفصيص أعمال الحساب) معمولًا به في المغرب حتى نهاية القرن (16) شرحه كثيرون من العلماء الغرب" أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير الباء من البسملة"، و"حاشية على الكشاف"، و"عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل"، وجزء صغير على سورتي الكوثر والعصر وغير ذلك. 510 - الحرّاني الحنبلي * المقرئ: أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو العباس الحرَّاني الحنبلي. ولد: سنة (650 هـ) تقريبًا، وقيل (648 هـ) خمسين، وقيل ثمان وأربعين وستمائة. من مشايخه: الزواوي، والفاضلي، والفاروثي وغيرهم. من تلامذته: ابن المبيض، وأحمد بن نحلة سبط السلعوس وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 747)، غاية النهاية (1/ 107)، الدرر الكامنة (1/ 271)، درة الحجال (1/ 39).

511 - القمولي

كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الإمام الصالح المقرئ العالم بقية السلف ... عني بالفن أتم عناية وتصدر للإقراء والتلقين دهرًا وسمع الكثير من كتب الحديث على الشيخ شمس الدين المقدسي وغيره. كان قائمًا على معرفة الخلاف وفهم القصيد وبعض علل القراءات، كثير التواضع متين الديانة، حسن السّمت، مجموع الفضائل ... وهو من أعيان القراء بالجامع في زماننا تلقن عليه خلق كثير وهو في عشر السبعين" أ. هـ. • الدرر الكامنة: "حدث وتصدر بجامع دمشق لإقراء القرآن تلقينًا وتجويدًا ورواية وأم بالمدرسة الصدرية مدة وكان يتبلغ بشيء من التجارة مع حسن الخلق والتودد وانثفع به جماعة وكان صالحًا مباركًا من أعيان شيوخ القراء شهد له الفضلاء بالخير والفضل" أ. هـ. • درة الحجال: "يعرف بالمجود الشيخ المحدث" أ. هـ. وفاته: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة وقد نيف على السبعين. 511 - القَمُولي * النحوي، المفسر: أحمد بن محمد بن مكي أبي الحزم، وقيل: الحزم بن ياسين القاضي نجم الدين القمولي (¬1) المخزومي، القرشي. من مشايخه: بدر الدين ابن جماعة وغيره. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "كان من الفقهاء الأفاضل والعلماء المتعبدين والقضاة المتقين، وافر العقل، حسن التصرف محفوظًا ... وكان ثقة صدوقًا". وقال: "كان له قيام بالليل ولسانه بالليل والنهار كثير الذكر، رحمه الله تعالى وجزاه عني خيرًا رأيته في مرضه الذي مات فيه وهو يلازم وظائفه، وكل يوم يزداد وأقول له أن يترك بعضها فلا يفعل وكان يكتب إلى أن عجز، أ. هـ. • الدرر: "تفقه وتمهر وناب في الحكم بمصر وولي الحسبة ودرس بالفخرية وكان قبل ذلك قد ولي قضاء قوص. قال الكمال جعفر: قال لي أربعون سنة أحكم ما وقع لي حكم خطأ ولا مكتوب فيه خلل مني ... وكان ابن وكيل: يقول ما في مصر أفقه منه" أ. هـ. طبقات الشافعية للإسنوي: "تسربل بسربال الورع والتقى، وتعلق بأسباب الرقى فارتقى، وخاض مع الأولياء فركب في فلكهم ولزمهم حتى انتظم في سلوكهم". وقال: "كان إمامًا في الفقه، عارفًا بالأصول والعربية، صالحًا، سليم الصدر، كثير الذكر والتلاوة، تواضعًا، توددًا كريمًا، كثير المروءة" أ. هـ. ¬

_ * الطالع السعيد (125)، الوافي (8/ 92 - 93)، البداية والنهاية (14/ 136)، الدرر الكامنة (1/ 324)، بغية الوعاة (1/ 383)، طبقات المفسرين للدواودي (1/ 88)، الشذرات (8/ 135)، معجم المفسرين (1/ 68)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 30)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 332)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 332)، معجم المؤلفين (1/ 298) الأعلام (1/ 222). (¬1) قمولا: بفتح القاف، وضم الميم، وإسكان الواو: بلدة في البر الغربي من عمل قوص. أ. هـ. من طبقات السبكي.

512 - المرداوي

• طبقات الشافية للسبكي: "لقد كان من الفقهاء المشهورين والصلحاء المتورعين، يحكى أن لسانه كان لا يفتر عن قول (لا إله إلا الله"). وقال: "كان الشيخ صدر الدين بن المرحل يقول: فيما نقل لنا عنه: ليس بمصر أفقه من القمولي"أ. هـ وفاته: سنة (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: (شرح الوسيط) في نحو أربعين مجلدة وجرد فقوله فسماها "جواهر البحر"، و"شرح مقدمة ابن الحاجب"، وأكمل تفسير "مفتاح الغيب" للإمام فخر الدين الرازي. 512 - المرداوي * النحوي، المفسر المقرئ: أحمد (¬1) بن محمد بن جبارة بن عبد الولي المرداوي، ثم الصالحي الحنبلي، شهاب الدين. ولد: سنة (647 هـ) سبع وأربعين وستمائة وقيل (648 هـ) وقيل (649 هـ) ثمان وقيل تسع وأربعين وستمائة. من مشايخه: سمع على ابن عبد الدايم وطبقته، وقرأ على الكرماني وغيره. من تلامذته: ابن الوردي، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "صالح متعفف خشن العيش جم الفضائل ماهر بالفن في لسانه تمتمة" أ. هـ. • قلت: والذي في المطبوع في معجم شيوخ الذهبي قوله فيه: "وكان فيه زهد وتعفف وفراغ عن الرئاسة واللباس .. " أ. هـ. غير الذي ذكره صاحب أعلام فلسطين آنفًا، والله أعلم. • المقفى: "اشتهر بمعرفة الرأي وتصدر للإقراء والقراءات" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال البرزالي في تاريخه: كان رجلًا صالحًا مباركًا عفيفًا منقطعًا يعد في العلماء الصالحين الأخيار" أ. هـ. • الأنس الجليل: "وكان صالحًا متعففًا .. وانتهت إليه مشيخه بيت المقدس" أ. هـ. • أعلام فلسطين: "قال الذهبي في معجم شيوخه: كان إمامًا مقرئًا بارعًا فقيهًا نحويًا نشأ في صلاح ودين وزهد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (728 هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "فتح القدير" في التفسير، وشرح كبير للشاطبية في القراءات، وشرح لألفية ابن معطي. 513 - سبط السَّلْعُوس * المقرئ: أحمد بن محمد بن يحيى بن نحلة المعروف بسبط السلعوس، أبو العباس النابلسي، ثم ¬

_ * ذيل طبقات الحنابلة (2/ 386)، بغية الوعاة (1/ 363)، درة الحجال (1/ 151)، هدية العارفين (1/ 107)، المعجم المختص (75)، معرفة القراء (2/ 746)، معجم المفسرين (1/ 68)، الوافي (8/ 25)، البداية (14/ 148)، المقفى (1/ 608)، الدرر (1/ 276)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 82)، الشذرات (8/ 151)، الأعلام (1/ 222)، أعلام فلسطين (1/ 262)، الأنس الجليل (2/ 258)، غاية النهاية (1/ 122). (¬1) وفي معرفة القراء، والمقفى وغيره أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جبارة. * غاية النهاية (1/ 133).

514 - العشاب

الدمشقي. ولد: سنة (687 هـ) سبع وثمانين وستمائة. من مشايخه: ابن بصخان، ومحمد بن أحمد بن ظاهر البالسي وغيرهما. من تلامذته: محمد بن أحمد بن اللبان، وأحمد بن إبراهيم الطحان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أستاذ ماهر ورع صالح ... "أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. 514 - العشَّاب * النحوي، المفسر المقرئ: أحمد (¬1) بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف المرادي القرطبي، العشاب. ولد: سنة (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. من مشايخه: روى القراءات من التيسير عن عبد الله بن يوسف بن عبد الأعلى البارتي، وحدّث عن إبراهيم بن عبد الرحمن التجيبي. من تلامذته: روى عنه التيسير محمد بن أحمد بن اللبان، وعبد الوهاب القروي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام كامل مقرئ ثقة" أ. هـ. • السلوك: "برع في النحو وحدّث" أ. هـ. • الدرر: "اشتغل في النحو وغيره ووزر للجيّاني صاحب تونس ثم نزل بالإسكندرية وحدث بها بكثير من مسموعاته" أ. هـ. وفاته: سنة (736 هـ) ست وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: له "تفسير مختصر"، وكتاب في "المعاني والبيان". 515 - علاء الدولة البَيابانِكِي * المفسر: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد، علاء الدولة البيابانكي، علاء الدين أبو المكارم، وقيل: ركن الدين السمناني. ولد: سنة (659 هـ) تسع وخمسين وستمائة. كلام العلماء فيه: • الوافي: "بنى خانقاه للصوفية ووقف عليها وقفًا، وكان أبوه وعمه من الوزراء" أ. هـ • طبقات المفسرين للداودي: "له كرامات وتصانيف كثيرة في التصوف والتفسير" أ. هـ • معجم المفسرين: "فقيه شافعي محدّث مفسر من علماء الصوفية ... وداخل التتار أول أمرهم، ثم رجع وأقبل على شأنه ... قال الذهبي: كان إمامًا جامعًا كثير التلاوة، حدث بصحيح مسلم وبعدة كتب ألفها وهي كثيرة، وكان يحط على ¬

_ * المقفى الكبير (1/ 685)، الوافي (7/ 319)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 67)، الدرر (1/ 256)، غاية النهاية (1/ 100)، شذات (8/ 196)، الأعلام (1/ 223)، معجم المفسرين (1/ 68)، ذيول العبر للحسني (191) السلوك (2/ 2 / 404)، معجم المؤلفين (1/ 239). (¬1) قلت: خلط بعض المؤرخين بينه وبين أحمد بن محمّد بن أبي الخليل مفرج المعروف بابن الرومية انظر الأعلام للزركلي. * الوافي (7/ 356)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 349)، الدرر (1/ 266)، الشذرات (8/ 221)، أعيان الشيعة (9/ 223)، الأعلام (1/ 223)، معجم المؤلفين (1/ 243)، معجم المفسرين (1/ 69).

516 - الإشبيلي

ابن عربي وعلى كتبه ويكفره ... وكان كثير البر .. "أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "وقال: كان إمامًا عالمًا مرشدًا، له مصنفات كثيرة في التفسير والتصوف" أ. هـ. * قلت: وجعل العاملي في كتابه "أعيان الشيعة" صاحب الترجمة في الشيعة، ولا عبرة بما ذكره العاملي في أعيان الشعة (9/ 223)، حيث ذكر سب تشيعه بحجج واهية لا ترقى بالعاملي إلى ما يصبو إليه، ولا أدنى من ذلك من انتساب صاحب الترجمة إلى الشيعة نسأل الله السلامة .. وفاته: في حدود سنة (740 هـ) وقيل (736 هـ) أربعين وقيل ست وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: له مصنفات قيل تزيد على (300) منها "تفسير القرآن" في ثلاثة عشر مجلدًا و"نجم القرآن في تأويلات القرآن" و"آداب الخلوة" و"المكاشفات". 516 - الإشبيلي * النحوي: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمّد بن أحمد الحاج الإشبيلي المالكي، أبو عمرو. ولد: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. من مشايخه: الفاروثي وابن البخاري وغيرهما. من تلامذته: البرزالي والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "قال البرزالي في الشيوخ المتوسطين: كان أحد المفتين في مذهبه وهو فاضل كثير المطالعة ملازم الفتوى" أ. هـ. • البداية: "الإمام العامل العالم العابد الزاهد الورع أبو عمر بن أبي الوليد المالكي إمام محراب الصحابة الذي للمالكية ... وحضر جنازته خلق كثير وجم غفير، وتأسف الناس عليه وعلى صلاحه وفتاويه النافعة الكثيرة .. " أ. هـ. • الوجيز: "الإمام المفتي الكبير الزاهد" أ. هـ. • قلت: وهو أحد شيوخ البرزالي المتوفى سنة (739 هـ) القاسم بن محمد بن يوسف، والذهبي المتوفى سنة (748 هـ)، وهو حفيد أحمد بن محمّد الحاج المترجم له سابقًا حيث قال ابن حجر في "الدرر": "وجده اسمه: أحمد كان بارعًا في الأدب مشاركًا في الفقه والأصول ثم برع في النحو حتى فاق أقرانه حتى كان يقول [إذا مت بفعل ابن عصفور] (¬1) في كتاب سيبور ما شاء ... "، واسم جده الكامل أحمد بن محمد بن أحمد الأزدي أبو العباس الإشبيلي المتوفى سنة (647 هـ)، ولقد ترجمنا له في مكانه فليراجع .. وبالله التوفيق. وفاته: سنة (747 هـ) سبع وأربعين، وقيل: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. ¬

_ * البداية والنهاية (14/ 226)، الدرر الكامنة (1/ 262). وجيز الكلام (1/ 12)، الوفيات لابن رافع (1/ 497) الدارس (2/ 6)، ذيل العبر للحسيني (246). (¬1) ما بين القوسين ساقط في الدرر، وتم إكماله من بغية الوعاة (1/ 360) وجيز الكلام (1/ 12)، الوفيات لابن رافع (1/ 497) الدارس (2/ 6)، ذيل العبر للحسيني (246).

517 - ابن المخلطة

517 - ابن المخلطة * اللغوي: أحمد بن محمد بن عبد الله الإسكندري المالكي، فخر الدين، ابن المخلطة. ولد: سنة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة. من مشايخه: الذهبي، ويحيى بن محمد الصنهاجي وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس بن هلال الربعي وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان فاضلًا في مذهب مالك إمامًا في الأصول والعربية" أ. هـ. • الدرر: "اشتغل ومهر في الفقه والعربية، درس للمحدثين بالصرغتمشية بعد عزل مغلطاي، ثم ولي قضاء الإسكندرية" أ. هـ. وفاته: سنة (759 هـ) تسع وخمسين وسبعمائة. 518 - الفيُّومي * اللغوي: أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس. من مشايخه: أبو حيان وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان فاضلًا عارفًا باللغة والفقه" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (770 هـ) سبعين وسبعمائة، وقيل: في حدود سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مصنفاته: جمع كتابًا سماه "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير"، وهو كثير الفائدة، حسن الإيراد، قال في كشف الظنون: "جمع فيه غريب شرح الوجيز للرافعي، وأضاف إليه زيادات من لغة غيره ومن الألفاظ المشتبهات، وقسم كل حرف منه باعتبار اللفظ ... " أهـ. و"نثر الجمان في تراجم الأعيان". 519 - الأَصْبَعي الأَنْدلِسِي * المقرئ: أحمد بن محمد بن محمد بن علي الأصبحي الأندلسي، أبو العباس العنابي الشافعي، الأستاذ نزيل دمشق. ولد: في حدود سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مشايخه: لازم أبا حيان وغيره. من تلامذته: الشيخ عمران بن إدريس الجلجولي، والشيخ أحمد بن البانياسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "كان عبدًا صالحًا ... وكان تاركًا للفن" أ. هـ. ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 256)، الدرر الكامنة (1/ 295)، وجيز الكلام (1/ 99)، بغية الوعاة (1/ 370)، شجرة النور (223). *الدرر (1/ 334)، البغية (1/ 389)، الأعلام (1/ 224)، معجم المطبوعات لسركيس (1476)، معجم المؤلفين (1/ 281)، وقال: توفي بعد سنة (770 هـ)، كشف الظنون (2/ 1710)، وقال: توفي سنة (770 هـ)، روضات الجنات (1/ 333). * غاية النهاية (1/ 128)، الأعلام (1/ 224) وفيه العناني، الدرر الكامنة (1/ 318) وفيه الفاني، الشذرات (8/ 414)، ذيل العبر لابن العراقي (2/ 392)، إنباء الغمر (1/ 107)، لحظ الألحاظ (162) وفيه العفاني، بغية الوعاة (1/ 382)، الدارس (1/ 466)، درة الحجال (1/ 98)، السلوك (3/ 1 / 243)، بدائع الزهور (1/ 2 / 150).

520 - العزي

• ذيل العبر: "كان منجمعًا على العلم منقطعًا عن الناس ذا قناعة وتعفف" أ. هـ. • إنباء الغمر: "قدم دمشق وصار صرفيًا بالخانقاه الأندلسية وشيخ النحو بهذه المدرسة" أ. هـ. • الدارس: "اشتهر في حياة شيخه -أبي حيان- ثم قدم دمشق وصار صوفيًا بالخانقاه الأندلسية وشيخ النحو بهذه المدرسة وقصده الناس للأخذ عنه وانتفعوا به، وعظم قدره واشتهر ذكره ... وكان حسن الخلق كريم النفس" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن حبيب: إمام عالم، حاز أفنان الفنون الأدبية وفاضل ملك زمانه العربية. وقال ابن حَجّي: كان حسن الخلق، كريم النفس، شافعي المذهب" أ. هـ. • الأعلام: "أديب نحوي شافعي من تلاميذ أبي حيان انتقل إلى دمشق فاشتهر وتوفي بها" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وستمائة، عن بضع وستين سنة. من مصنفاته: "شرح التسهيل" و"شرح التقريب" وغيرهما. 520 - العِزّي * المقرئ: أحمد بن محمد بن محمد بن حسن العزي. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان أحد المؤذنين القراء بالألحان، وكان يتعانى الشهادة ثم ترك، وكان شريف النفس منجمعًا محببًا إلى الناس"أ. هـ. وفاته: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. 521 - ابن خَضِر * المفسر: أحمد بن محمد بن عمر بن الخضر بن مُسلّم، شهاب الدين، أبو العباس العمري الصالحي الدمشقي، المعروف بابن خضر. ولد: سنة (706 هـ) ست وسبعمائة. من مشايخه: عيسى المطعم، وأبو بكر بن عبد الدايم، وأحمد بن أبي طالب الحجّار وغيرهم. من تلامذته: ابن الجزري، وابن حِجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخنا الإمام مفتي المسلمين شهاب الدين الصالحي الحنفي شيخ مغارة الدم" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "الشيخ الإمام مفتي المسلمين شهاب الدين أبو العباس الدمشقي الصالحي المعروف بابن خضر، اشتغل في العلم إلى أن فضل، وأفتى ودرس واشتغل ... وولي إفتاء دار العدل بدمشق وهو أول من استقر به من الحنفية ... قال ابن حجي: أحد أعيان شيوخ الحنفية جمع ¬

_ * إنباء الغمر (1/ 280). * غاية النهاية (1/ 113)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 118)، إنباه الغمر (2/ 142)، الدرر الكامنة (1/ 279)، الشذرات (8/ 494)، كشف الظنون (1/ 746) و (2/ 1077)، إيضاح المكنون (2/ 151)، الأعلام (1/ 225)، معجم المؤلفين (1/ 285)، معجم المفسرين (. . .).

بين الفقه والأصول ودرس بعدة مدارس، وكان عنده جلادة وقوة، سمعنا منه" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان يدري الفقه والأصول ودرس بأماكن وكان فاضلًا. وكان جلدًا قويًّا، ولي إفتاء دار العدل بدمشق وهو أول من وليه ... "أ. هـ. • قلت: هناك اختلاف كبير فيه فقال صاحب (غاية النهاية) إن اسمه أحمد بن محمد بن الخضر بن مسلم بالتشديد، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة (مُسلِم) بكسر اللام. وفي إنباء الغمر والدرر الكامنة اسمه: أحمد بن محمد بن الخضر بن مُسَلّم. وفي الشذرات وكشف الظنون شهاب الدين أحمد بن محمد بن خضر. وذكر صاحب معجم المفسرين أن كتاب "الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم" لابن خضر نقلًا عن كشف الظنون الذي نسب الكتاب إلى الشيخ نور الدين أحمد بن محمد بن خضر العمري الشافعي الكازروني نزيل مكة المكرمة وهو تفسير مختصر ممزوج كالجلالين ... وسماه بعض الأبرار "بطالع الأنوار" وجعله صاحب الأعلام وصاحب معجم المفسرين لابن خضر المترجم له. وهذا وهم وخطأ لأمور منها: 1 - إن ابن خضر صاحب الترجمة هو حنفي المذهب، مدرس في مدارس الحنفية كما ذكرنا ذلك سابقًا وهذا واضح أيضًا من بعض كتبه التي أوردناها آنفًا المؤلفة في المذهب الحنفي وكالشرح على العقائد للنسفي الذي هو إمام وقته في المذهب الحنفي وهو ما تريدي العقيدة. أما الكازروني فهو شافعي المذهب كما ترجمنا له قبل ابن خضر فيراجع هناك باسم: أحمد بن محمد بن خضر الكازروني. 2 - لقب ابن خضر هو شهاب الدين لم يختلف فيه أحد كما أوردناه من المصادر بعد التحقيق، والكازروني لقبه نور الدين، ولم يختلف فيه أحد أيضًا. 3 - لقد ترجم لابن خضر تلامذته الذين أخذوا عنه منهم ابن الجزري، ترجم له في الغاية، وابن حجي نقلًا عن تاريخ ابن قاضي شهبة، ولم يذكروا له تفسيرًا أو أنه من المفسرين، وأيضًا المصادر التي رجعنا إليها، بخلاف الكازروني الذي نقل عنه أنه مفسر. 4 - إن وفاة صاحب الترجمة سنة (780 هـ)، متفق عليه في جميع المصادر التي ذكرناها. والكازروني يذكر أنه كان حيًّا سنة (923 هـ). 5 - والجدير بالملاحظة أن وصف كتاب "الصراط المستقيم ... " تفسير الجلالين، مع العلم أن تفسير الجلالين مؤلفاه أحدهما جلال الدين السيوطي المتوفى (911 هـ) وجلال الدين المحلي، ولعل الكازروني قد استفاد من مزج السيوطي، فكان كنموذج للكازروني في تأليف تفسيره "الصراط المستقيم" لأنه عاش في قرن السيوطي وبعده، أما ابن خضر فقد توفي قبل ولادة السيوطي بزمن ... والله أعلم. قلت: وبعد ما ذكرت يتضح أن صاحب الأعلام وتبعه صاحب معجم المفسرين قد وهما في جعل كتاب "الصراط المستقيم .. " لابن خضر، بل هو للكازروني رغم أن صاحب الأعلام في ترجمة ابن خضر قد نقل كتاب "الصراط

522 - أبو بكر بن جزي

المستقيم ... " نقلًا عن ابن قاضي شهبة، ولم أجد في مصادر ابن قاضي شهبة المتوفرة لدينا ذكره لذلك، علما أن أحد مصادر الزركلي هو "الإعلام" لابن قاضي شهبة، ولعله نقله منه وهو غير متوفر لدينا وإن كان صحيحًا فهذا يعني كتابًا آخر له نفس اسم تفسير الكازروني غير الذي ذكره صاحب معجم المفسرين، ويكون الخطأ منه فليحرر، والله أعلم. وفاته: سنة (785 هـ) خمس وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح در البحار في الفروع" للقونوي في مجلدات وسماه "الغوص لاقتباس نفائس الأسرار المودعة في درر البحار"، وله حاشية على شرح العقائد النسفية. 522 - أبو بكر بن جُزي * اللغوي: أحمد بن محمد بن أبي القاسم (¬1) بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جزي (¬2)، أبو بكر. من مشايخه: أبو عبد الله بن سالم، وأبو عبد الله الوادي آشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "ولي الخطابة بغرناطة، والقضاء بها وكان أديبًا فاضلًا عالمًا عارفًا بالفرائض والعربية" أ. هـ. • الوجيز: "خطيب غرناطة وقاضيها وكان عالمًا بالفقه والفرائض والعربية والنظم ... وسار نظمه كأبيه "أ. هـ. وفاته: سنة (785 هـ) خمس وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح على الألفية" وغيرها. 523 - الأنْصاري المالكي * النحوي: أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد، العلامة أبو العباس الأنصاري، المخزومي، المالكي، عالم الحجاز. ولد: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة. من مشايخه: أثير الدين أبو حيان، وعثمان بن الصفي وغيرهما. من تلامدته: المرجاني، وابن ظهيرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "اشتغل كثيرًا ومهر في العربية وشارك في الفقه وانتفع به أهل مكة بالعربية وكان عارفًا بمذهب المالكية. وكان حسن الأخلاق مواظبًا ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 313)، الوجيز (1/ 226)، إنباء الغمر (2/ 141)، بغية الوعاة (1/ 375)، الشذرات (8/ 494). (¬1) في بغية الوعاة: أبو القاسم. وقد قيل: إن أبا القاسم كنية محمد بن أحمد جد المترجم له. وقد أثبت السيوطي في البغية اسمه فقال: أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد. (¬2) ذكره ابن حجر في إنباء الغمر بـ (ابن جزي)، وكذا في الوجيز، وهر الأصح مما أثبته في الدرر، وتبعه السيوطي في البغية، قال محقق إنباء الغمر: (ضبطه في الدرر بما نصه: "جري بالجيم والراء مصغرًا وآخره تحتانية ثقيلة" أخطأ الكاتب في قوله "الراء" فلعله تصحيف "الزاي" إلى "راء"، لأنه في الأعلام والدرر في ترجمة والد المترجم له وجده "جزي" بالزاي وهو كما قال ... والله أعلم. * إنباء الغمر (2/ 229)، الدرر (1/ 295)، المنهل الصافي (2/ 155)، وجيز الكلام (1/ 279)، بغية الوعاة (1/ 372)، درة الحجال (1/ 152)، الشذرات (8/ 516)، معجم المؤلفين (1/ 279).

524 - ابن الحجازي

على العبادة، أ. هـ. • البغية: "وكان بارعًا ثقة ثبتًا" أ. هـ. وفاته: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: كان له نظم ونثر، وكتب بخطه الحسن كثيرًا وصنف. 524 - ابن الحجازي * المقرئ: أحمد بن محمد بن غازي بن حاتم التركماني، شهاب الدين، المعروف بابن الحجازي. ولد: سنة (713 هـ) ثلاث عشرة وسبعمائة. من مشايخه: أبو بكر بن أحمد بن عبد الدايم، وأجاز له ابن المهتار وغيرهما. من تلامذته: محمد بن محمد بن ميمون البلوي وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقريء صالح" أ. هـ. • الشذرات: "كان فاضلًا مشاركًا" أ. هـ. وفاته: سنة (790 هـ) وقيل سنة (781 هـ) تسعين وقيل إحدى وثمانين وسبعمائة. 525 - شهاب الدين ابن الرَّكَن * المقرئ: أحمد بن محمد بن بيبرس، شهاب الدين ابن الركن، وقيل: ابن الزّكي، المعروف بابن الركن. ولد: سنة بضع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: ابن السراج المقريء الكاتب، والشيخ تقي الدين البغدادي، وقرأ بالسبع على ابن السراج. من تلامذته: قرأ عليه بالسبع بمضمن الإعلان ابني الفتح محمد، وسمع ذلك أخواه أحمد وعلي، وسمع الثلاثة بقراءتي عليه قراءة الحسن وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أحد الشيوخ بالقاهرة ثقة حاذق" أ. هـ. • إنباء الغمر: "اعتنى بعلم الميقات ومهر به" أ. هـ. • النجوم: "وكان إمامًا فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (798 هـ) ثمان وتسعين وسبعمائة، وقيل: سنة (797 هـ) سبع وتسعين وسبعمائة، وعمره (75) سنة. 526 - الشُويكي * اللغوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن موسى الدمشقي، شهاب الدين الشويكي. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان عارفًا بالفقه والعربية مع الدين والورع وأتقن القراءات وجاور بمكة نحو عشر سنين فقرأوا عليه، وعند موته كانت جنازته حافلة جدًّا" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 297)، غاية النهاية (1/ 127)، الشذرات (8/ 536). * إنباه الغمر (3/ 296)، الدرر الكامنة (1/ 276)، النجوم الزاهرة (12/ 150)، غاية النهاية (1/ 108). * الدرر (1/ 325)، إنباء الغمر (3/ 403)، الشذرات (8/ 620) وفيه الشوبكي.

527 - ابن التونسي

وفاته: سنة (800 هـ) ثمانمائة. 527 - ابن التُوَنسي * اللغوي: أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض بن نجا بن حمود .. الزبيري السكندري المالكي سبط ابن التونسي، ويقال له: ابن التونسي أو التنسي. ولد: سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. من تلامذته: ابن مرزوق الجد، وأيضًا البدر الدماميني، وأبو مهدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "تفقه ببلده واشتغل ومهر وفاق الأقران في العربية وكان عاقلًا متوددًا موسعًا عليه في المال ... وكان سليم الصدر، طاهر الذيل قليل الكلام لم يعرف أنه آذى أحدًا بقول ولا فعل" أ. هـ. • المنهل الصافي: "حمدت سيرته، وعف وكف عما يرمى به قضاء السوء، فإنه كان غنيًّا مليًا دينًا، ومعيشته من متجره" أ. هـ. • الضوء: "ولي قضاء المالكية في القاهرة، أقام دهرًا طاهر اللسان لم ينل أحدًا بمكروه وكانت أيامه كالعافية والرعية في أمان على أنفسهم وأموالهم لا ينظر إلى ما بأيديهم ولم يعرف الناس قدره حتى فقد ولم يدخل عليه في طول ولا يته خلل ولا أدخل عليه أحد شيئًا من ذلك" أ. هـ. • شجرة النور: "كان من الأئمة الأعلام فقيهًا عارفًا بالأحكام" أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح التسهيل" ووصل إلى التصريف، وعمل تعليقًا على مختصر ابن الحاجب الفرعي وكذا شرح المختصر الأصلي. 528 - الخُجَندي * المفسر: أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد (أربعة) الخجندي، جلال الدين، أبو الطاهر، يعرف بالأخوي. ولد: سنة (719 هـ) تسع عشرة وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، وسيف الدين الحسامي، وشمس الأئمة بن حميد الدين الزرندي وغيرهم. من تلامذته: نور الدين علي بن محمد بن علي الزرندي، والشرف أبو الفتح المراغي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "شغل الناس بالمدينة أربعين سنة، وانتفع الناس به لدينه وعلمه" أ. هـ. • الضوء: "أول ما حل سمرقند ولقي بها العلامة شمس الأئمة بن حميد الدين الزرندي وحضر دروسه خواجة حسام الدين بن عماد ¬

_ * إنباء الغمر (4/ 46)، رفع الإصر (1/ 107)، الضوء (2/ 192) وفيه: ابن التونسي، المنهل الصافي (2/ 152)، الشذرات (9/ 15)، وفيه الزبيري -نسبة إلى الزبير بن العوام-، الأعلام (1/ 225)، معجم المؤلفين (1/ 294)، كشف الظنون (2/ 1371)، شجرة النور (224)، بغية الوعاة (1/ 382) وفيه ابن عوض. * إنباء الغمر (4/ 154) وأعاد ترجمته في وفيات (803 هـ) (4/ 260)، الضوء اللامع (2/ 194)، الوجيز (1/ 347)، الشذرات (9/ 30)، كشف الظنون (2/ 1255 و 1336)، إيضاح المكنون (1/ 138)، معجم المؤلفين (1/ 294)، معجم المفسرين (1/ 70).

الدين وكبير الدين فحضر دروسهما ووعظهما وزار من بها كقثم بن عباس وأبي منصور الماتريدي وصاحب البزدوي والهداية والمنظومة وغيرهم من العلماء والمشايخ المدفونين بمقبرة جاكردره". • قلت: وهكذا كلما زار بلدًا تفقد الأموات فيها وزارهم، وخاصة من دفن في البلد الذي رحل إليه من كبار العلماء والمشايخ. كما أورد ذلك السخاوي في الضوء آخذا عن حلة ومشهوري ذلك البلد من العلوم التي يحملها العلماء في وقته. وقد أطال الشيخ السخاوي في ذلك وأسهب في بيان شيوخه. وذكر أن العلامي الحافظ أجاز له وقال عنه: "الشيخ الفقيه الإمام العالم الفاضل الرحال المتقن" أ. هـ. قلت: ومما أورد السخاوي في "الضوء" من مشايخ المترجم له الذين أجازو له: "الكمال الكارثي القاضي الحنفي والشمس المالكي، والشباري المالك العالم العامل، والفقيه الصادق نور الدين زاده بن خواجه أفضل بن النور عبد الرحمن الإسفراييني ثم البغدادي، ولازم خدمته وصاحبه وتلقن منه الذكر بثلاث حركات وأخبره أنه تلقن ذلك من الشيخين جبريل وأبي بكر الخياط، وهو من أصحاب جده، بل دخل زاده أيضًا الخلوة والرياضة عند الشيخ خلد الكردستاني، وهما من أصحاب شيخه أبي بكر الخياط، ثم إن صاحب الترجمة لقي خالدًا المذكور، فإنه مر ببغداد ونزل في رباط درب القرنفليين فصاحبه ولازمه وتلقن منه الذكر أمام خلوة الشيخ، ودخل الخلوة، وألبسه طاقية كانت على رأسه، وأجازه بالسلوك والتلقين، وكتب زادة إجازة السلوك والتشبيك والتلقين أيضًا، ولقي أيضًا بالحلة الفخر بن المطهر، وتكلف له وألبسه فرجيته التبريزية واصتنطقه من مباحث علمية، وكان الجلال صاحب الترجمة يدخل الخلوة الأيام البيض من كل شهر مدة سنتين قريب النونيزية، وولي الدين محب بن الشيخ سراج الدين المحدث وقرأ عليه بعض مسموعاته وكتب له إجازة ثم ارتحل إلى كربلاء وزار سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسين الشهيد ثم إلى سر من رأى وزار بها ثلاثة من كبار أهل البيت ثم إلى إيوان كسرى في المدائن وزار قبر سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان، ثم ارتحل إلي المدينة النبوية صحبة الحاج هو وخالد المذكور القاضي نور الدين على ابن العز يوسف الزرندي سمع عليه الطيالسي أيضًا، وبعض الصحيحين والترمذي وابن ماجه، وحدثه بمكارم الأخلاق وبمناظرة الحرمين، له وأجازه وزوجه ابنته عائشة واستولدها، ولبس منه ومن العفيف المطري وابن جماعة الخرقة الصوفية". وقال السخاوي في معرض سرده مؤلفات المترجم له: "-له- شرح التلخيص وفي تفسير وفي حاشية على الكشاف بين فيها (اعتزاله)؛ لكنها فقدت إلى غير ذلك من نظم ونثر، وعمل رسالة لطيفة في علم الكلام وعشر رسائل في الكلام على آيات وأحاديث والشراب الطهور في التصوف، وفي آخره شرح قصيد ابن الفارض الذي أوله -شربنا على ذكر الحبيب مدامة- وفردوس المجاهدين يشتمل على ما يتعلق بالجهاد من الآيات والأحاديث، وشرحها في مجلد ضخم،

529 - الشهاب الأشموني

وأرجوزة في أسماء الله وصفاته اشتملت على نحو ألف سماها راح الروح وسلسل الفتوح" أ. هـ. • قلت: ومما نقلناه نعلم أن الخجندي: صوفي، يعتقد في قبور الصالحين الأولياء زيارتها والتبرك بها، وعلمه أخذه من جمع كبير من العلماء عن مختلف معتقداتهم من صوفي، وأسنوي وشيعي وغيرهم مع أنه وكما قال السخاوي -معتزلي مع صوفيته .. نسأل الله سبحانه السلامة. وفاته: سنة (802 هـ) اثنتين وثمانمائة، وقيل (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. قال السخاوي: والأول أصح. من مصنفاته: "تفسير القرآن" لم يكمله، و "حاشية على الكشاف"، وشرح "البردة" أمعن فيه في التصوف مع الإعراب واللغات وما لا بد للشرح منه. 529 - الشهاب الأشْمُونِي * النحوي: أحمد بن محمد بن منصور بن عبد الله، شهاب الدين الأشموني، القاهري الحنفي. ولد: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: العراقي وغيره. من تلامذته: المقريزي وغيره. كلام العلماء فيه: • المنهل الصافي: "كان فقيهًا فاضلًا، بارعًا في النحو، له فيه تصانيف جيده، ومشاركة في عدة علوم. قال المقريزي: وكان قد مال إلى مذهب أهل الظاهر، ثم انحرف عنهم وأكثر من الوقيعة منهم، صحبته سنين. قلت: ختم له بخير، لأنه اقتدى برجل هو أعرف بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الأوباش الظاهرية، الذين ينظرون الحديث فلا يفهمون معناه" أ. هـ. • الضوء اللامع: "قال شيخنا -أي ابن حجر- في معجمه: كان فاضلًا في العربية مشاركًا في الفنون، ونظم في النحو" أ. هـ. وفاته: (809 هـ) تسع وثمانمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في فضل لا إله إلا الله، ونظم في النحو منظومة على قافية اللام سماها: "التحفة الأدبية في علم العربية" وغير ذلك. 530 - ابن الهائِم * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن محمد بن عماد الدين بن علي الشهاب، أبو العباس القرافي المصري، ويعرف بابن الهائم. ولد: سنة (756 هـ) ست وخمسين وسبعمائة، ¬

_ * المنهل الصافي (2/ 113)، الضوء اللامع (2/ 227) واسمه فيه: أحمد بن منصور، بغية الوعاة (1/ 384)، الطبقات السنية (2/ 92)، كشف الظنون (1/ 362)، معجم المؤلفين (2/ 92). *الضوء (2/ 157)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 82)، الشذرات (9/ 213)، البدر الطالع (1/ 117)، الأعلام (1/ 226)، معجم المفسرين (1/ 70)، معجم المؤلفين (1/ 284)، أعلام فلسطين (1/ 268)، الوجيز (2/ 422)، الأنس الجليل (2/ 110)، المقفى (1/ 621)، إيضاح المكنون (1/ 223)، معجم المطبوعات لسركيس (269).

531 - الزاهد

وقيل (753 هـ) ثلاث وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: سمع في كبره من التقي بن الحاتم، والجمال الأميوطي وغيرهما. من تلامذته: الزين ماهر، والتقى القلقشندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان خيرًا مهابًا معظمًا قوامًا بالحق"أ. هـ. • الوجيز: "ومع علومه كان صالحًا خيرًا" أ. هـ. بتصرف • البدر الطالع: "اشتغل كثيرًا وبرع في الفقه والعربية وتقدم في الفرائض" أ. هـ. • الأنس الجليل: "وكانت له محاسن كثيرة وعنده ديانة متينة، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولكلامه وقع في القلوب" أ. هـ. • أعلام فلسطين: "انتهت إليه الرئاسة في الحساب والفرائض" أ. هـ. • قلت: ومما وجدنا من خلال كتابه "التبيان في تفسير غريب القرآن"، أنه قد تأول بعض الصفات تأويلا على مذهب الأشعرية، مع القول بالمجاز وإليك -عزيزي القارئ- هذه المواضع على ما قدرنا الله عليه في استخراجها ونقلها بنصها. قال في قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الْمَاكِرِينَ} (ص 149). "اختلف فيه في حق الله تعالى فقيل هو من المتشابه، وقيل الأوجه الأولى أنه عبارة عن الاحتيال في أفعال الشر وذلك على الله -سبحانه وتعالى- محال وذكروا في تأويله وجهين: أحدهما: أنه سمي جزاء ومكرا استهزاء به، والثاني: أن مقابلته لهم شبيهة بالمكر، والوجه الثاني: (أن المكر عبارة عن) التدبير المحكم الكامل، ثم اختص في العرف بالتدبير في إيصال الشر إلى الغير وذلك في حق الله تعالى لا يمتنع" أ. هـ. وقال في أول سورة (ق) في قوله تعالى: {ق} (ص 387): مجازها، مجاز سائر حروف الهجاء في أوائل السور" أ. هـ. وقال أيضًا في قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] (ص 422): "إذا اشتد الأمر، والحرب، قيل: كشف الأمر عن ساقه" أ. هـ. وفاته: سنة (815 هـ) خمس عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "التبيان في تفسير القرآن" أربع مجلدات، و"تحفة الطلاب في نظم قواعد الإعراب"، و"الضوابط الحسان فيما يتقوم به اللسان" وغير ذلك. 531 - الزَّاهد * المفسر أحمد بن محمد بن سليمان، أبو العباس بن أبي أحمد المقسي القاهري الشافعي، شهاب الدين، المعروف بالزاهد. من مشايخه: القطب الدمشقي الأصفهيدي، والشهاب ابن العماد وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الغمري، وعبد الرحمن ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 299)، الضوء اللامع (2/ 111)، الوجيز (2/ 442)، نزهة النفوس والأبدان (2/ 376)، الأعلام (1/ 266)، كشف الظنون (1/ 896) و (2/ 1669)، إيضاح المكنون (1/ 251) و (2/ 86)، هدية العارفين (1/ 121)، معجم المطبوعات لسركيس (377)، معجم المؤلفين (1/ 268)، معجم المفسرين (1/ 71).

بن بكتمر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "انقطع في بعض الأمكنة واشتهر بالصلاح، ثم صار يتتبع المساجد المهجورة فيبني بعضها ويستعين بنقض البعض في البعض، وأنشأ جامعًا بالمقس وصار يعظ الناس خصوصًا النساء ونقموا عليه فتواه برأيه من غير نظر جيد في العلم مع سلامة الباطن والعبادة" أ. هـ. • الضوء: "أخذ التصوف عن القطب الدمشقي الأصفهيدي وتسلك به وبغيره. وتلقى الشهاب الدمشقي، وتسلك على يديه ... خلق، وصنف كثيرًا للمريدين ونحوهم .. " أ. هـ. من أقواله: الضوء: "وقد رأيت ورقة من إملائه في مرض موته نصها: يقول الفقير أحمد الزاهد إنني قائل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وإنني بريء من كل دين خالف دين الإسلام وكل فرقة غير فرقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل وهم وخاطر آمنت بالله وبما جاء من عند الله على مراد الله وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله وكلما خطر في وهمي أو خاطري فالله عزَّ وجلَّ بخلافه أستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة يؤديها إلى يوم أحتاج إليها ثم أوصيكم يا إخواني بتقوى الله والسمع والطاعة وإذا دفنت فاقرأوا عند رأسي فاتحة البقرة إلى المفلحون وخواتمها إلى آخرها واجلسوا واقرءوا سورة يس وتبارك واهدوهما إلى واجعلوا ثوابهما إلي وقولوا اللهم إنا نسالك بحق محمد وآل محمد أن لا تعذب هذا الميت ثلاثًا وتصدقوا عني سبعة أيام بما تيسر من حين الدفن من خبز أو فلوس أو ماء وإخواني الفقراء يكونون أوصياء على الجامع والأولاد شمس الدين الشاذلي. وبخطه رسالة نصها الحمد لله على كل حال من أحمد الزاهد إلى الولد الشيخ محمد الغمري لطف الله به، وغفر له وختم له بخير والسلام عليك وعلى الجماعة ورحمة الله وبركاله، ونسأل الله تعالى كمال الإعانة لك وللأصحاب على خيري الدنيا والآخرة، والقصد من هذه الرسالة ذكرها. وأخرى افتتحها بقوله: الحمد لله على كل حال من أحمد إلى الشيخ عمد الغمري وجماعة الفقراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وليحذر أن يكون خاطركم متغيرًا لقلة الاجتماع، فإن ثم للفقير ضرورة من جهة جمع البدن وألم فيه يمنعني الاجتماع، فإن كان عندكم التفات إلى حركة سفر فالإذن معكم، وإن كان ثم إقامة بشرط أن لا تلتفتوا إلى اجتماع إلا إذا قدر، ولا بأس أن تقابل إلى آخر ما كتب. وأخرى بعد الحمد والصلاة من أحمد الزاهد إلى جماعة الفقراء لطف الله بهم أجمعين وأعانهم على طاعته، وجعلهم من خواص عباده بفضله ورحمته، إنه على ما يشاء قدير، والفقير بلغة فضل الله تعالى عليكم عن محبة الخلق وقبولهم والمنزل الصالح والإعانة على ذلك تيسير الرزق، فلله الحمد، فكثروا من الشكر والدوام على العبادة والذكر جمعنا الله واياكم في دار كرامته مع المتقين الأخيار، والفقير لا بد له إن شاء الله تعالى عن الهجرة إليهم والإقامة عندكم أيامًا بعد أيام قلائل، فإن الفقير معوق من جهة عمارة إلى آخرها" أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة،

532 - المغراوي

وقيل (818 هـ) ثمان عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "رسالة النور" تشتمل على عقائد وفقه وتصوف في أربع مجلدات، و"هداية المتعلم وعمدة المعلم" فقه وتصوف في مجلد، و"الفيض القدمي في آية الكرسي". 532 - المغراوي * النحوي: أحمد بن محمد بن عبد الله، الشهاب المغراوي، المالكي. من تلامذته: الجلال البلقيني، والجمال الطيماني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "عين مرة للقضاء فلم يتم ذلك"أ. هـ. • الضوء: "كان يعارض ابن خلدون في أحكامه ويفتي عليه ويناظره وكان العز بن جماعة يعظمه كثيرًا ... وقال التقي بن قاضي شهبة: إنه لم يترك بمصر والشام في المالكية مثله. ومع فضله كان خاملًا جدًّا لأمور منها أنه كان ممن صحب السالمي وتمكن منه وعادى بسببه أكابر الدولة فلما ذهب السالمي آذوه سيما مع عدم تردده للأكابر وتحامقه عليهم"). وفاته: سنة (820 هـ) عشرين وثمانمائة. 533 - ابن عَيَّاش * المقرئ: أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن عياش الشهاب الجوخي، الدمشقي ويعرف بابن عياش. ولد: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: قرأ القراءات على الشمس العسقلاني، والشمس محمد بن أحمد اللبان وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه السبع صدقة بن سلامة وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "الإمام العلامة الصالح الخاشع الناسك الذي جمع بين العلم والعمل، فترك الدنيا وأعرض عن الخلق حتى جاءه الأجل" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان غاية في الزهد في الدنيا فإنه ترك بدمشق أهله وماله وخيله وخدمه وساح في الأرض واستمر في إقامته باليمن في خشونة من العيش حتى مات ... كان بصيرًا بالقراءات دينًا خيرًا. كان كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"أ. هـ. • الضوء: "قال عمر بن حاتم العجلوني: لم أر أحدًا على طريقة السلف في رفض الدنيا وراء ظهره مع إقبالها عليه والقدرة عليها مثله وله سماع ورواية انتفع به جمع من أهل الحجاز واليمن ولقن جمعًا القرآن احتسابًا." أ. هـ. وفاته: سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 283) وفيه الفراوي، الضوء (2/ 138)، وجيز الكلام (2/ 449)، شذرات الذهب (9/ 212) وفيه الغزّاوي. * غاية النهاية (1/ 128)، إنباء الغمر (7/ 365)، الضوء اللامع (2/ 203)، الشذرات (9/ 225).

534 - البسيلي

534 - البَسِيلي * المفسر أحمد (¬1) بن محمد بن أحمد البسيلي وقيل: المسيلي الجزائري. من مشايخه: ابن عرفة، وأبو العباس أحمد البطرني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تعريف الخلف: "الشيخ العالم المفسر، له تقييد جليل في التفسير قيده عن ابن عرفة، فيه فوائد وزوائد ونكت، ووقع له فيه قصة، وذلك أنه لما ألفه سمع بذلك الأمير الفقيه الحسن ابن السلطان أبي العباس الحفصي فراسله فيه وطلبه منه، فامتنع وماطله أيامًا، ثم أرسل إليه وأمر رسله أن لا يفارقوه حتى يسلمه لهم، فلما رأى الشيخ صاحب الترجمة الجد في الأمر أخذ منه من سورة الرعد إلى الكهف ودفع لهم الباقي فمشوا به، ثم مات ومات الأمير أيضًا، وبيع التقييد في تركته فسافر به مشتريه إلى بلاد السودان، فبقي أهل تونس لا شعور لهم به، فلذلك كان أصل نسخة السودان ومن هناك انتشر، وقد كان الشيخ لما طولب به اختصر منه تقييدًا صغيرًا جدًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (830 هـ) ثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير" قيده عن شيخه ابن عرفة، وأضاف إليه زوائد عن غيره، وفيه فوائد ونكت في مجلدين، وله شرح على الخزرجية في العروض. 535 - أحمد بن الجزري * المقرئ: أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يوسف، أبو بكر، شهاب الدين بن الجزري، القرشي الشافعي. ولد: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: ابن قاضي شهبة، وعبد الوهاب بن السّلار وغيرهما. من تلامذته: الزين عبد الدايم الأزهري، وابن أسد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • قال في "غاية النهاية" مترجمًا لولده هذا: "لما دخلت الروم لحقني بكثير من كتي فأقام عندي يقيد ويستفيد، وانتفع به أولاد الملك العادل محمد بن عثمان الكامل محمد والسعيد مصطفى والأشرف وولي الجامع الأكبر البايزيدي بمدينة بروسة، وكان في خير وازدياد مع الدين والعفاف الوافر أسعده الله وبارك فيه، ثم لما وقعت الفتنة التيمرية بالروم كان معي عندما طلبني الأمير تيمورلنك فأرسله عنه رسولًا إلى السلطان الناصر فرج بن برقوق ففارقني." أ. هـ. ثم ذكر لقاءهما بعد ذلك -رحمه الله تعالى- وقبل وفاته. وفاته: نحو سنة (835 هـ) خمس وثلاثين وثمانماثة. من مصنفاته: "الحواشي المفهمة في شرح ¬

_ * نيل الابتهاج (60)، الضوء (2/ 261)، شجرة النور (251)، الأعلام (1/ 227)، معجم المفسرين (1/ 71)، تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 137 - 139)، معجم المؤلفين (1/ 253)، معجم أعلام الجزائر (37)، تعريف الخلف (2/ 78). (¬1) في شجرة النور: أحمد بن عمر بن محمد .. أ. هـ. * غاية النهاية (1/ 129)، الضوء اللامع (2/ 193)، الأعلام (1/ 227)، معجم المطبوعات لسركيس (62)، الكشاف لطلس (15)، الدارس (1/ 148) خلال ترجمة والده ابن الجزري.

536 - البريهي

المقدمة" وهي المقدمة الجزرية. 536 - البُرَيهِي * النحوي: أحمد بن محمد بن أبي بكر البريهي. من مشايخه: أخذ الفقه عن عمه صفي الدين أحمد بن أبي بكر البريهي، والحديث عن نفيس الدين العلوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • صلحاء اليمن: "سلك طريق التصوف ونسب إلى الأخبار بشيء من المغيبات وكان يصنع الأوفاق والطلسمات لقضاء الحوائج وفك المحبسين"أ. هـ. وفاته: سنة (836 هـ) تسع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "الكلام البديع في النسبة والتقطيع، وشرع في تأليف كتاب "التعليق" وهو شرح "بهجة الحاوي" فاخترمته المنية قبل تمامه. 537 - الحافظ الأعْرَج * المقرئ: أحمد بن محمد بن حاجي بن دانيال الشهاب، أبو العباس الكيلاني الشافعي، ويعرف بالحافظ الأعرج. من تلامذته: قرأ عليه جعفر السنهوري وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "برع في فنون وأتقن القراءات مع ابن الجزري وغيره، وأقرأها غير واحد .. مات بالطاعون" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. 538 - الأشعري * المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العبدلي أبو العباس اليماني الأشعري (¬1). ولد: سنة (759 هـ) تسع وخمسن وسبعمائة. من مشايخه: أبو بكر بن علي بن نافع صاحب ابن شداد، وأخذ الشاطبية عن محمد بن أحمد .. وغيرهما. من تلامذته: العفيف الناشري وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "لما دخلت اليمن لازمني كثيرًا وسمع مني تحبير التيسير والطيبة والتقريب ونحو نصف النشر وغير ذلك، ورأيته كثير الاستحضار أفضل من رأيت باليمن، واستجاز القراءات العشر فأجزته، وسمع علي كثيرًا من القراءات العشر، وتركته حيًّا سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بزبيد" أ. هـ. • الضوء: "كان شيخ عصره في القراءات في اليمن ... وصلي عليه بمسجد الأشاعرة" أ. هـ. وفاته: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. 539 - الدَمِيري * اللغوي: أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الشهاب بن التقي ابن الدميري، ثم المصري القاهري المالكي. ولد: سنة (785 هـ) خمس وثمانين وسبعمائة ¬

_ * صلحاء اليمن (99 - 100). * الضوء اللامع (2/ 108). * الضوء (2/ 90)، غاية النهاية (1/ 103). (¬1) الأشعري: نسبة إلي مذهب الأشعرية ... والله أعلم. * إنباء الغمر (9/ 78)، الضوء (2/ 78)، الشذرات (9/ 352).

540 - اللجائي

قبلها أو بعدها. من مشايخه: أخذ العربية عن الغماري، والأصلين عن البساطي وغيرهما. من تلامذته: الشمس بن العامر، والكمال بن الأسيوطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان فصيحًا عارفًا بالشروط والأحكام، جيد الخط، قوي الفهم ولكنه زري الهيئة مع ما ينسب إليه من كثرة المال ... وكان في صباه آية في الحفظ"أ. هـ. • الضوء: "واشتهر بقوة الحافظة بحيث كان فيها من نوادر الدهر يحفظ الورقة بتمامها من مختصر ابن الحاجب من مرتين أو ثلاث تأملًا بدون درس على جاري عادة الأذكاء غالبًا .. ). وقال: "وقرأت بخط شيخنا وصفه في عرض أصغر ولديه عليه بأوحد المدرسين جمال المفتين رحلة الطالبين أقضى القضاة العلامة، وبخط المحب بن نصر الله الحنبلي بالشيخ الإمام العالم العلامة البحر الزاخر الفهامة أقضى القضاة العلامة صدر المدرسين مفتي المسلمين لسان المتكلمين حجة المجتهدين .. " أ. هـ. وفاته: سنة (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: لم يشغل نفسه بتصنيف نعم شرع في تعليق على كل من الموطأ والبخاري، فكتب منهما يسيرًا. 540 - اللَجائي * اللغوي: أحمد بن محمد بن عيسى بن علي الشهاب اللجائي، الفاسي المغربي المالكي. ولد: سنة (792 هـ) اثنتين وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي عبد الله محمد الفيشي الكفيف، وأخذ العربية والمعاني والبيان وغيرها عن أبيه وغيرهما. من تلامذته: ابن أبي اليمن وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان حسن الأخلاق كثير التواضع واللطافة لكنه في أثناء تدريسه بعض غيبة" أ. هـ. وفاته: سنة (843 هـ) ثلاث وأربعين وثمانمائة. 541 - المَحلّي * اللغوي: أحمد بن محمد بن عبد الله، الشهاب أبو العباس بن صلاح الدين المحلي، ثم القاهري الشافعي. من مشايخه: أخذ الفقه عن الأبناسي والطبقة. من تلامذته: قرأ عليه الفخر عثمان المقسي، وابن قاسم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان إمامًا بارعًا في الفقه وأصوله والفرائض والعربية والصرف مع النسك والعبادة والصلاح واعتقاد الناس فيه ... وكانت بينه وبين الظاهري قبل تسلطنه صحبة. فلما استقر امتنع من الصعود إليه" أ. هـ. وفاته: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: اختصر شرح الشذور. ¬

_ * الضوء اللامع (2/ 163). * الضوء (2/ 138)، وجيز الكلام (2/ 572).

542 - ابن زاغو

542 - ابن زَاغو * المفسر: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، الشهير بابن زاغو، المغراوي التلمساني. ولد: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: أبو عثمان سعيد العقباني، وأبو يحيي الشريف وغيرهما. من تلامذته: ابن زكري، والحافظ التنسي، والشيخ العالم يحيى بن بدير، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تعريف الخلف: "الإمام العالم الفاضل الولي الصالح الصوفي الزاهد، العلامة المحقق، المتفنن القدوة، المنصف الناسك العابد". وقال: "ولازمته -صاحب كتاب تعريف الخلف- مع الجماعة في المدرسة اليعقوبية للتفسير والحديث والفقه شتاء، والأصول والعربية والبيان والحساب والفرائض والهندسة صيفًا، وفي الخميس والجمعة للتصوف، وتصحيح تآليفه وأوقاته معمورة، وأفعاله مرضية، وسجاياه محمودة " أ. هـ. • معجم أعلام الجزائر: "من فقهاء المالكية ... قال عنه القلصادي: له قدم راسخة في التصوف مع الفهم المستقيم ... كان أعلم الناس في وقته بالتفسير وأفصحهم" أ. هـ. وفاته: سنة (845 هـ) خمس وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: له "تفسير الفاتحة" و"مقدمة في التفسير". 543 - المقرِّي * النحوي: أحمد بن محمد المقري، شهاب الدين المغربي المالكي. وفاته: بعد سنة (847 هـ) سبع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "التحفة المكية" شرح ألفية ابن مالك. 544 - الحنَّاوي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن إبراهيم، واختلف فيمن بعده فقيل: ابن شافع، وقيل: ابن عطية بن قيس بن الشهاب، أبو العباس الأنصاري الفيشي، المعروف بالحنّاوي. ولد: سنة (763 هـ) ثلاث وستين وسبعمائة. من مشايخه: في النحو المحب بن هشام، ولازم العز بن جماعة في العلوم التي كانت تقرأ عليه وغيرهما. من تلامذته: النور بن الرزاز الحنبلي مع شيخوخته، وأبو السعادات البلقعني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان خيرًا دينًا وقورًا ساكنًا قليل الكلام كثير الفضل في الفقه والعربية منقطعًا عن ¬

_ * شجرة النور (1/ 254) اسمه فيه: أحمد بن عبد الرحمن، معجم أعلام الجزائر (39 - 40)، الأعلام (1/ 227)، معجم المفسرين (1/ 71)، معجم المؤلفين (1/ 272)، تعريف الخلف (1/ 46). * الأعلام (1/ 227)، لم أجد له ترجمة في كتب التراجم المتوفرة لدي، وصاحب الأعلام -الزركلي- قد اعتمد في ترجمة المذكور أعلاه على أحد المخطوطات الأزهرية (4/ 123)، لأنه لم يذكر في مراجعه للترجمة غير هذه المخطوطات، والله أعلم. * إنباء الغمر (9/ 228)، الضوء (2/ 69 - 70)، وجيز الكلام (2/ 598)، بغية الوعاة (1/ 356)، الشذرات (9/ 381)، الأعلام (1/ 227)، التبر المسبوك (106).

545 - ابن عربشاه

الناس مديمًا للتلاوة سريع البكاء عند ذكر الله ورسوله كثير المحاسن على قانون السلف" أ. هـ. • الوجيز: "وكان في المحاسن بمكان، مع لطف وظرف وفكاهة ومن لطائفه وصيته لأصحابه إذا مات بالشراء من مكتبته دون ثيابه معللًا ذلك بأنها مشاركة له في عمره، فهو لخبرته بها يحسن سياستها بخلاف من يشتريها فإنه بمجرد غسله لها مرة تتمزق"أ. هـ. • الشذرات: "كان من الصوفية البيبرسية، وكان وقورًا ساكنًا، قليل الكلام، كثير الفضل" أ. هـ. وفاته: سنة (848 هـ) ثمان وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: له مقدمة في العربية سماها "الدرة المضية" مأخوذة من شذور الذهب كثر الاعتناء بتحصيلها. 545 - ابن عَرَبْشاه * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن أبي نصر محمد بن عرب شاه بن أبي بكر الأستاذ الشهاب، أبو محمد بن الشمس الدمشقي الأصل، الرومي الحنفي، ويعرف بابن عرب شاه. ولد: (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة وقيل: (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مشايخه: أخذ عن السيد الجرجاني، وابن الجزري وغيرهما كثير. من تلامذته: ابن تغري برْدي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "بديع المحاضرة مع كثرة التودد وفريد التواضع وعفة النفس ووفور العقل والرزانة وحسن الشكالة والأبهة سيما الخير ولوائح الدين عليه ظاهرة" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن تغري بردي: الإمام، العالم، العلامة، البارع، المفنن، الأديب، الفقيه، اللغوي، النحوي، المؤرخ. كان إمام عصره في المنظوم والمنثور" أ. هـ. • البدر الطالع: "قرأ على القاضي شهاب الدين الحنبلي صحيح مسلم سنة (830) فلما قدم العلاء البخاري سنة (832)، مع الركب الشامي من الحجاز انقطع إليه ولازمه في الفقه والأصلين والبيان والتصوف" أ. هـ. • قلت: ولقد ذكره الشمس الأفغاني في كتابه "جهود علماء الحنفية" في (جهود علماء الحنفية في بيان أن الشرك بعبادة القبرر وأهلها قد طم البلاد وعم العباد من هذه الأمة إلا من أهل التوحيد)، وذكر للمترجم له قولًا يصف فيه حال القبورية ببغداد وما وراء النهر، وتهافتهم على عبادة القبرر، ويتكلم عليهم ابن عربشاه، وألف كتابه، عجائب المقدور في نوائب تيمور" الذي هو تيمور لنك المتوفى سنة (806 هـ)، وألفه في ظلمه وعدوانه وفجوره وجوره، وكيف جعلوا الناس قبره بعده وثنا يعبد والعياذ بالله تعالى. وفاته: سنة (854 هـ) أربع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "مقدمة في النحو"، و"عقود ¬

_ * المنهل الصافي (2/ 131)، نظم العقيان (63)، الضوء (2/ 126)، الشذرات (9/ 409)، البدر الطالع (1/ 109)، معجم المؤلفين (1/ 275)، النجوم (15/ 272) الطبعة الجديدة، جهود علماء الحنفية (1/ 457).

546 - الصنهاجي

النصيحة" و"العقد الفريد في التوحيد" وهو نظم. وذكر أوله صاحب الشذرات وله غير ذلك. 546 - الصَنْهاجي * المقرئ: أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن هاشم بن محمد بن عبد الله الشهاب الصنهاجي -نسبة إلي قبيلة في الغرب- السكندري القاهري الحسيني، ويعرف بابن هاشم. ولد: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: أخذ عن الفاكهاني، والشمس محمد بن يوسف الأنصاري المسلاتي المالكي وانتفع به جدًّا غيرهما. من تلامذته: الشهاب بن أسد، والشهاب المنيحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان خيرًا وقورًا عليه سكينة وعنده فضل جيد وتنقيب كثير لحقائق ما يرد عليه من المسائل وسلامة فطرة جدًّا ودين متين مقرئًا حسن التأدية بالقرآن اعتنى بالنظم فنظم متوسطًا". وقال: "لازم شيخنا -أي ابن حجر- وكان عظيم الاغتباط به" أ. هـ. وفاته: سنة (855 هـ) خمس وخمسين وثمانمائة. 547 - الشهاب الأُبَّدي * اللغوي: أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الشهاب البجائي المغربي المالكي، ويعرف بالأبدي (¬1). من مشايخه: الجمال الكازروني، وقرأ على أبي عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله البيوسقي البجائي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وأخوه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان متواضعًا رضيًا مجاب الدعوة حتى قيل إنه لكثرة ما كان يرى من تهكم الشباسي بالطلبة بل والشيوخ دعى عليه فابتلي بالجذام ... عديم التردد لبني الدنيا بعيدًا عن الشر"أ. هـ. • الوجيز: "وكان مبارك التعليم ريِّضًا، مجاب الدعوة" أ. هـ. وفاته: سنة (860 هـ) ستين وثمانمائة. من مصنفاته: "الحدود النحوية"، "شرح إيساغوجي" وغيرهما. 548 - ابن زيد * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد، الشهاب أبو العباس بن الشمس الموصلي، الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن زيد. ¬

_ * الضوء (2/ 160)، وجيز الكلام (2/ 661)، التبر المسبوك (355)، بدائع الزهور (2/ 289). *الضوء (1/ 180) وفيه "الأبدي"، وجيز الكلام (2/ 699)، الأعلام (1/ 229). (¬1) الأبدي: قال الزبيدي في التاج، صرح الحافظ ابن حجر كالحافظ الذهبي وغيرهما بأن دال أبدة معجمة ذال وصرح به البدر الدمامني في حواشي المغني" أ. هـ. نقلًا من هامش الأعلام. والأبدي بضم أوله وتشديد الموحدة والدال المهملة نسبة إلى أبدة مدينة بالأندلس أ. هـ. لب الألباب (1/ 33) -. * الضوء (2/ 71)، وجيز الكلام (2/ 779)، الشذرات (9/ 458)، معجم المفسرين (1/ 72)، الأعلام (1/ 230)، معجم المؤلفين (1/ 241).

549 - الشمني

ولد: سنة (789 هـ) تسع وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: الصلاح عبد القادر بن إبراهيم الأرموي، ولازم العلاء بن زكنون وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان خيرًا كثير التواضع والديانة محببًا عند الخاصة والعامة" أ. هـ. • وجيز الكلام: "ورفع نعشه على الرؤوس لمزيد تواضعه وعقله وعدم خوضه في فضول"أ. هـ. • الشذرات: "قال العليمي: اعتنى بعلم الحديث كثيرًا، ودأب فيه ... وكان أستاذًا في الوعظ" أ. هـ. وفاته: سنة (870 هـ) سبعين وثمانمائة. من مصنفاته: اختصر السيرة لابن هشام، وله كراسة في ختم البخاري سماه "تحفة السامع والقاري في ختم البخاري". 549 - الشُّمنّي * النحوي، المفسر أحمد بن العلامة كمال الدين محمد بن محمد بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله الشمّني القسنطمني الحنفي، تقي الدين أبو العباس. ولد: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. من مشايخه: شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، والشيخ سراج الدين بن الملقن وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر، والسيوطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان إمامًا عالمًا علّامة مفننًا سنيًا متين الديانة ... اشتهر بمحبة الحديث وأهله وحطه على الاتحادية، ومن زاغ ممن ينسب إلى التصوف، وتقلله من التبسط في الدنيا وتقنعه بخلوة في الجمالية ... ويكون خطيبها وشيخ الصوفية فيها ... أجاب وتحول فأقام بها وكان ذلك سببًا لمزيد انجماعه" أ. هـ. • الشذرات: "قال السيوطي: هو شيخنا الإمام العلامة المفسر المحدث الأصولي المتكلم النحوي البياني، إمام النحاة في زمانه، وشيخ العلماء في أوانه، شهر بنشر علوم العاكف والبادي وأما التفسير، فهو بحر الحيط كشاف دقائقه بلفظ الوجيز الفائق على الوسيط والبسيط وأما الحديث والرحلة .. في الرواية والدراية إليه .. وأما الفقه، فلو رآه النعمان لأنعم به عينًا .. وأما الكلام فلو رآه الأشعري لعز به وقربه، وعلم أنه نصير الدين ببراهينه وحججه المهذبة المرتبة ... أما النحو: فلو إدراكه الخليل لاتخذه خليلًا. وأما المعاني: فالمصباح لا يظهر له نور عند هذا المصباح" أ. هـ. وفاته: سنة (872 هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح المغني" لابن هشام، و "مزيل الخفا عن الفاظ الشفا" وغيرهما. ¬

_ * المنهل الصافي (2/ 100)، الضوء اللامع (2/ 174)، وجيز الكلام (2/ 794)، بغية الوعاة (1/ 375)، الشذرات (9/ 464)، الطبقات السنية (2/ 81)، البدر الطالع (1/ 119)، معجم المفسرين (1/ 72)، معجم المؤلفين (1/ 292)، الأعلام (1/ 230).

550 - الشهاب الحجازي

550 - الشهاب الحُجازي * اللغوي، المقرئ: أحمد بن محمد بن علي بن حسن بن إبراهيم الزكي، ثم الشهاب أبو الطيب، أو أبو العباس، الأنصاري الخزرجي السعدي العبادي الشافعي. ولد: سنة (790 هـ)، تسعين وسبعمائة. من مشايخه: سمع على ابن أبي الجد، والتنوخي العراقي، والهيثمي وغيرهم. من تلامذته: البدر بن المخلطة وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "لبس خرقة التصوف من الشهاب الناجح وتلقن الذكر عن الحافي. كان خيرًا مديمًا للتلاوة والكتابة، والانجماع على نفسه خصوصًا بآخرة، حسن المجالسة والعشرة طارحًا للتكلف كثير التودد لأصحابه والذكر لمحاسنهم" أ. هـ. • بدائع الزهور: "وكان ظريفًا، لطيف الذات، كثير النوادر، عشير الناس، حسن المحاضرة، وله شعر جيد" أ. هـ. • الأعلام: "من شيوخ الأدب في مصر، نظم الشعر، وعني بالموسيقى وقرأ الحديث والفقه واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (875 هـ) خمس وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "قلائد النحور من جواهر البحور" رسالة فيما وقع في القرآن الكريم على أوزان البحور العروضية، و"جنة الولدان"، و"الكنس الجواري". 551 - الزَبيدي * المقرئ: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى، الشهاب القرشي اليماني الحرضي، ثم الزبيدي. ولد: سنة (848 هـ) ثمان وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: تفقه على عمر القمني، وقرأ القراءات على إمام الأزهر النوري وعبد الدائم وغيرهم. من تلامذته: الفقيه يوسف المقري وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تصدى بمكة لإقراء المبتدئين وانتفعوا به في القراءات وفي العربية .. ، وكان خيرًا ساكنًا مع تقنع وإقبال على شأنه ومحبة في العلم وأهله وإرفاد للفقراء بعيشه في بعض الأوقات" أ. هـ. وفاته: سنة (898 هـ) ثمان وتسعين وثمانمائة. 552 - ابن الخلُّوف * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحميري الفاسي الأصل، القسنطيني المولد، التونسي القزاز، المعروف بابن الخلوف، شهاب الدين، أبو العباس. ولد: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: لازم أبا القاسم النويري وأخذ عن الشهاب بن رسلان وغيرهما. ¬

_ * الضوء (2/ 147)، نظم العقيان (63)، بدائع الزهور (3/ 57)، الشذرات (9/ 475)، الأعلام (1/ 230)، معجم المؤلفين (1/ 279). * الضوء اللامع (2/ 108). * الضوء اللامع (2/ 122)، شجرة النور (273)، الأعلام (1/ 231)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 228)، معجم أعلام الجزانر (39)، معجم المؤلفين (1/ 273).

553 - ابن زكري

كلام العلماء فيه: • الضوء: "امتدح النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ... ويذكر بظرف وميل إلي النبرة وما يلائمها" أ. هـ. وفاته: سنة (899 هـ) تسع وتسعين وثمانمائة، وقيل في حدود (910 هـ) عشر وتسعمائة كما في شجرة النور، والأول أصح. من مصنفاته: "نظم التلخيص" في المعاني والبيان، و "جامع الأقوال في صيغ الأفعال" أرجوزة في تصريف الأسماء والأفعال. 553 - ابن زِكْرِي * المفسر: أحمد بن محمد بن زكري (¬1)، أبو العباس التلمساني. من مشايخه: الإمام ابن مرزوق، وقاسم العقابي، وأحمد بن زاغو وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن أطاع الله، والإمام أحمد زروق، والخطيب محمد بن زروق وغيرهم. كلام العلماء فيه: • نيل الابتهاج: "علّامتها وفقيهها العالم الحافظ المتفنن الإمام الأصولي الفروعي المفسر الأبرع المؤلف لناظم الناثر ... " أ. هـ. • درة الحجال: "الإمام المعقولي، المؤلف الناظم الناثر صاحب النظم في علم الكلام، أ. هـ. • شجرة النور: "ابن زكري التلمساني عالمها ومفتيها الإمام العالم المتفنن الهمام الفروعي الأصولي النظار الشاعر المفلق" أ. هـ. وفاته: سنة (899 هـ) تسع وتسعين وثمانمائة، وقيل (900 هـ) تسعمائة. من مصنفاته: "مسائل القضاء والفُتيا"، و "بغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب" و "محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد". 554 - القسطلاني * المقرئ: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي عمد بن المجد حسين القسطلاني الأصل المصري الشافعي. ولد: سنة (851 هـ) إحدى وخمسين وثمانمائة. من مشايخه: أخذ القراءات عن الشمس بن الحمصاني إمام جامع طولون، والسراج عمر بن قاسم الأنصاري، وغيرهما. من تلامذته: بدر الدين الغزي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان قانعًا متعففًا جيد القراءة للقرآن ¬

_ * نيل الابتهاج (70)، تعريف الخلف (1/ 42)، درة الحجال (1/ 90)، كشف الظنون (2/ 1157)، معجم أعلام الجزائر (40)، شجرة النور (267)، الأعلام (1/ 231)، معجم المفسرين (1/ 72)، معجم المؤلفين (1/ 265). (¬1) زكري: من قرية آيت زكري، ومعى آيت في لسانهم ابن، والناس مصدقون في أنسابهم. انظر تعريف الخلف. * الضوء اللامع (2/ 103) وفيه وفاته (897)، الشذرات (10/ 169)، الكواكب السائرة (1/ 126)، البدر الطالع (1/ 102) إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري (10/ 420)، جهود علماء الحنفية (2/ 699) التنبيهات السنية على الهفوات في كتاب المواهب اللدنية للدكتور محمّد بن عبد الرحمن الخميس دار الصميعي للنشر والتوزيع -المملكة العربية السعودية- ط 1 (1416 هـ).

555 - الكازرونى

والحديث والخطابة شجي الصوت بها مشارك في الفضائل متواضع متودد لطيف العشرة" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "قال العلائي: إنه كان فاضلًا محصلًا دينًا عفيفًا متقللًا من عشرة الناس إلا في المطالعة والتأليف والإقراء والعبادة. وقال الشعراوي: كان من أحسن الناس وجهًا ... يقرأ بالأربع عشرة رواية وكان صوته بالقرآن يبكي القاسي إذا قرأ في المحراب تساقط الناس من الخشوع والبكاء قال وأقام عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فحصل له جذب فصنف المواهب اللدنية لما صحا ... انتهى، وكان له اعتقاد تام في الصوفية وأكثر في المواهب من الاستشهاد بكلام سيّد وفا "وكان يميل إلى الغلو في رفعة قدر النبي - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ • قلت: إن القسطلاني يذهب في تفسيره للأسماء والصفات مذهب الأشعرية، ويتضح ذلك من خلال تأويله للاستواء بالاستيلاء في كتابه "إرشاد السارى في شرح صحيح البخاري"، حيث يقول: {ثُمَّ اسْتَوَى} استولى {عَلَى الْعَرْشِ} أضاف الاستيلاء إلى العرش، وإن كان سبحانه مستوليًا على جميع المخلوقات؛ لأن العرش أعظمها وأعلاها، وتفسير العرش بالسرير والاستواء بالاستقرار، كما يقوله المشبهة باطل؛ لأنه تعالى كان قبل العرش ولا مكان وهو الآن كما كان؛ لأن التغير من صفات الأكوان" أ. هـ. وفاته: سنة (923 هـ) ثلاث وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية" في التجويد، و"إرشاد الساري على صحيح البخاري"، و"الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز". 555 - الكَازُرُونَى * المفسر: أحمد بن محمد بن خضر العمري الشافعي، نور الدين الكازروني. نزيل مكة. وفاته: سنة (923 هـ) ثلاث وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "الصراط المستقيم" في تفسير القرآن، ممزوج كتفسير الجلالين .. قلت: وقد أخطأ صاحب "معجم المفسرين" فجعل كتابه "الصراط المستقيم" لابن خضر، أحمد بن محمد بن عمر المتوفى (785 هـ)، فليراجع التحقيق في ترجمة ابن خضر، وبالله التوفيق. 556 - شهاب الدين البَانِي * المفسر أحمد بن محمد الباني المصري الشافعي الأصم كأبيه، شهاب الدين، أبو العباس. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "صنف تفسير" من سورة "يس" إلى آخر القرآن، وباعه مع بقية كتبه لفقره وفاقته، ووالده الشيخ شمس الدين الباني أحد شيوخ جلال الدين السيوطي" أ. هـ. • الكواكب: "الشيخ الصالح المعتبر" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (932 هـ) اثنتين وثلاثين وتسعمائة. ¬

_ * كشف الظنون (2/ 1077)، الأعلام (1/ 232)، معجم المؤلفين (1/ 262). * الشذرات (10/ 255)، الكواكب السائرة (1/ 129)، معجم المفسرين (1/ 73)، معجم المؤلفين (1/ 253)، إيضاح المكنون (1/ 303).

557 - نشانجي زاده

من مصنفاته: له تفسير من سورة "يس" إلي آخر القرآن. 557 - نَشَانجي زاده * المفسر أحمد بن محمد بن رمضان الرومي المعروف بنشانجي زاده. ولد: سنة (934 هـ) أربع وثلاثين وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ زاده شارح تفسير البيضاوي، وعبد الكريم زادة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العقد المنظوم: "قلد قضاء مكة شرفها الله ثم عزل، ثم قلد قضاء مصر القاهرة ثم عزل، ثم قلد قضاء المدينة المنورة، وقبل أن يتوجه إليها رفع بيدِ بعض حواشيه مَكْتُوبًا إلى السلطان فتغير خاطر السلطان العظيم الشأن فعزله، وأمر له بالخروج عن البلدة ... كان رحمه الله من جملة من تبحر في عيون الفنون، وتمهر في علم المفروض والمسنون، وشارك الفحول في علم الفروع والأصول، طويل الباع في العلوم العربية كثير الاطلاع في الحديث والتفسير والفنون الأدبية، مع جراءة الجنان وخلاقة اللسان والمحاورات مع الأقران، وكان رحمه الله مائلًا إلى الصلاح ومتصلًا بأرباب الزهد والفلاح مُكبًا على الاشتغال مجانبًا عن القيل والقال، بدأ بإعراب القرآن المبين مقتفيًا لأثر السفاقسي والسّمين .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "من فقهاء الحنفية، من القضاة" أ. هـ. وفاته: سنة (986 هـ) ست وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "إعراب القرآن" وصل به إلى سورة الأعراف، و"حاشية" على تفسير البيضاوي، و "شرح الحرز" المنسوب إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وغير ذلك. 558 - الأرْدَبيلي * المفسر: أحمد بن محمد الأردبيلي (¬1) الشيعي. من مشايخه: علي الصائغ، وجمال الدين محمود، والمولى ميرزاجان الباغندي وغيرهم. من تلامذته: المولى عبد الله التستري، وفضل الله ابن الأمير السيد محمد الإسترابادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "أمره في الثقة والجلالة، والفضل والنبالة، والزهد والديانة، والورع والأمانة، أشهر من أن نؤدي مكانه، أو نتصدى بيانه، كيف وقدسية ذاته وملكية صفاته مما يضرب به الأمثال في العالم، كالخلق الجميل من النبي، وشجاعة الوصي الولي وساحة الحاتم" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "في نقد الرجال للسيد مصطفى النقرشي: أمره في الجلالة والثقة ¬

_ * العقد المنظوم (491)، الشذرات (10/ 600)، كشف الظنون (1/ 123)، إيضاح المكنون (1/ 142)، هدية العارفين (1/ 148)، معجم المفسرين (1/ 73)، معجم المؤلفين (1/ 301). * معجم المفسرين (1/ 73)، إيضاح المكنون (1/ 609)، روضات الجنات (1/ 79)، أعيان الشيعة (9/ 192)، الأعلام (1/ 234)، معجم المؤلفين (1/ 250). (¬1) قال في أعيان الشيعة: الأردبيلي: منسوب إلى أردبيل بوزن زنجبيل مدينة بأذربيجان من أشهر مدنها.

والأمانة أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة، كان متكلمًا فقيهًا عظيم الشأن رفيع القدر جليل المنزلة، أروع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم، انتهى. وفي لؤلؤة البحرين: لم يسمع بمثله في الزهد والورع له مقامات وكرامات" أ. هـ. • قلت: لقد أثنى عليه علماء الشيعة -كما مر سابقًا- ثناءً كبيرًا، وأوردناه للفائدة، وليس لإثبات حسن مصادر أئمة الشيعة أو أصولهم، ومن أقامها كالمترجم له وغيره، فإن مذهب الشيعة والرافضة ومن جرى مجراهم هم أكبر الفرق التي إجتالت على الإسلام، وجعلت أمره إلى تفريق وعصيان، وما أوردناه من تراجم بعض أئمتهم خير شاهد على ذلك، وكتبهم شاهدة عليهم لما فيها من انحراف العقائد وسوء الدين إلا من رحم الله تعالى وذلك قليل جدًّا ... نسأل الله السلامة في الدين والدنيا، والله الموفق. • الأعلام: "فاضل، من فقهاء الإمامية وزهادهم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه إمامي، زاهد، عارف بالتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (993 هـ) ثلاث وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: "زبدة البيان في براهين أحكام القرآن" و"مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان" وغير ذلك. قلت: وقال صاحب أعيان الشيعة تحت عنوان مؤلفاته: "إثبات الواجب تعالى" وهو فارسي وفي الذريعة هو رسالة في أصول الدين بسط فيها الكلام في الإمامة وأول أبوابه في إثبات الواجب بالاختصار، وعبر عنه في كتاب "حديقة الشيعة" برسالة إثبات الواجب، وفي فهرست الخزانة الرضوية برسالة أصول الدين أ. هـ. ولكن كلامه المنقول عن "حديقة الشيعة" يدل على أن رسالة أصول الدين غير رسالة إثبات الواجب). وقال في الكلام على كتاب (حديقة الشيعة): "قد تكلم عليه المحدث المتتبع المبراز حسين النوري في مستدركات الوسائل مستوفي، وسبب ذلك نقل صاحب الروضات (¬1) التشكيك في صحة نسبة الكتاب إلى الأردبيلي عن بعضهم، وكون بعض الناس سرق الكتاب المذكور وغير خطبته ونسبه إلى نفسه، فأطال المحدث النورى في إقامة البرهان على أن الكتاب المذكور للأردبيلي، وأن الحامل على إنكار نسبته إليه ذمه للصوفية فيه فقال: صرح بنسبة الكتاب إليه في "أمل الآمل" وأكثر النقل عنه في رسالته التي رد بها على الصوفية قائلًا: أورد مولانا الفاضل الكامل العامل المولى أحمد الأرديلي في حديقة الشيعة. وصرح به المحدث البحراني في اللؤلؤة ونقله عن شيخنا المحدث الصالح عبد الله بن صالح والشيخ العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله الهجراني الذي يعبر عنه البهبهاني في التعليقة بالمحقق البحراني وغيرهم، قال: فلا يلتفت إلى إنكار بعض أبناء هذا الوقت له، وقولهم إن الكتاب ليس له وإنه مكذوب، عليه ونقل ذلك عن الآخوند المجلسي ¬

_ (¬1) روضات الجنات (1/ 83).

ولم يثبت، وصرح به أستاذ هذا الفن الميرزا عبد الله الأصفهاني في "رياض العلماء" فقال في ترجمة العصار المعروف، قال: محمد بن غياث الدين في تلخيص كتاب حديقة الشيعة للمولى أحمد الأردبيلي بالفارسية، ومثله في ترجمة عبد الله بن حمزة الطوسي قال وهؤلاء الخمسة من أساتيذ هذا الفن وكفى شاهدًا، ويؤيده الحوالة في الكتاب المزبور على كتابه "زبدة البيان" قال عند ذكر أحوال الصادق - عليه السلام - وما ترجمته: ورد في حق أبي هاشم الكوفي واضع هذ المذهب (التصوف) عدة أحاديث منها ما رواه في كتاب قرب الأستاذ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن الإمام العسكري - عليه السلام -، أنه قال: سئل أبو عبد الله يعني الإمام الصادق عليه السلام عن أبي هاشم الصوفي الكوفي، فقال: إنه كان فاسد العقيدة جدًّا، وهو الذكي ابتدع مذهبًا يقال له التصوف، وجعله مقرًا لعقيدته الخبيثة، وأكثر الملاحدة وجنة لعقائدهم الباطلة، قال: وهذا الكتاب الشريف وقع إلي بخط مصنفه، وفيه أحاديث أخر في هذا الباب وقد فصلت ذلك في "زبدة البيان" بأوضح من هذا، وذكر فيه كلامًا في مسألة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو كالترجمة؛ لما ذكره في "زبدة البيان"، وأحال فيه في مواضع على شرح الإرشاد، وكذلك أحال فيه على رسالته الفارسية في أصول الدين وعلى رسالته في "إثبات الواجب" قال فمن الغريب بعد ذلك كله ما في الروضات بعد نقل صحة النسبة، عن المشايخ الأربعة المتقدم ذكرهم من قوله، وقد نفاها بعضهم، ونقل ذلك عن محمد باقر الجلسي لكن النقل لم يثبت، وذلك لفقد الدليل على صحة هذه النسبة ولكثرة نقله عن الضعفاء الذين لا يوجد عنهم في الكتب المعتمدة، أو لوجود مضمون الكتاب بعينه في بعض كتب الشيعة الأعاجم المتقدمين إلا قليلًا من ديباجته، كما قيل أو لبعد التأليف بهذا السوق واللسان من مثله وفي مثل الغري السري العربي (أهـ)، وأجاب أما عن النقل عن الضعفاء فبأنه في مقام الرد على الغير من صحاحهم وتفاسيرهم، وفي مقام الفضائل والمعاجز التي يكتفي فيها بالنقل من الكتب المعتبرة من غير نظر للأسانيد، فهو لا يختلف في ذلك عن كتب العلامة وابن شهرآشوب وغيرهما. وأما وجود مضمونه في كتاب آخر فإن بعض من لم يجد بزعمه وسيلة إلي جلب الحطام إلا التدثر بحلبات التأليف، وإن لم يكن له حظ في الكلام سافر إلى حبدر آباد في عهد السلطان عبد الله قطبشاه الإمامي، واتصل به ثم عمد إلى كتاب "حديقة الشيعة" فأسقط الخطبة، وأسطرًا من بعدها ووضع له خطبة من نفسه، وجعله باسم السلطان المذكور، وسرق الكتاب، وأسقط منه ما يتعلق بأحوال الصوفية وذمهم؛ لميل السلطان إليهم وفي المواضع التي أحال فيها الأردبيلى على مؤلفاته قال وذكر الأردبيلي ذلك في كتاب كذا، قال: والبعد الذي ذكره أشبه بكلام الأطفال، ثم قال: وسمعت من بعض المشايخ أن أصل هنه الشبهة من بعض ما انتمى من ضعفاء الإيمان، لما رأوا في الكتاب من ذكر قبائح القوم، ومفاصدهم مع ما عليه الأردبيلي من الاشتهار بالتقوى، والقبول عند الكافة فدعاهم ذلك إلى إنكار كونه منه تشبثًا بما هو أوهن من بيت العنكبوت" أ. هـ.

559 - المغنيساوي

559 - المِغنِيساوي * المقرئ: أحمد بن محمد، أبو المنتهى، شهاب الدين المغنيساوي، من أهل مغنيسيا بتركيا. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه حنفي عالم بالقراءات له كتب عربية" أ. هـ. • قلت: من مراجعة كتابه "شرح الفقه الأكبر"، وجدنا أنه يذهب في أكثر الكلام لمذهب الماتريدية، وهذا بائن في كلامه وإليك بعض ما قاله في كتابه هذا: "والقرآن أي كلام الله تعالى (غير مخلوق) والحروف والكاغد والكتابة كلها مخلوقة لأنها أفعال العباد، وكلام الله تعالى غير مخلوق، لأن الكتابة والحروف والكلمات والآيات كلها آلة القرآن لحاجة العباد إليها وكلام الله تعالى قائم بذاته، ومعناه مفهوم بهذه الأشياء، فمن قال بان كلام الله تعالى مخلوق فهو كافر بالله العظيم، ومن قال: القرآن مخلوق وأراد به الكلام اللفظي القائم بذات الله كما هو مذهب الكرامية يكون كافرًا، لأنه نفى الصفة الأزلية، وجعل الباري تعالى محلًا للحوادث ومحل الحوادث حادث، ومن قال القرآن مخلوق وأراد به نفي الكلام الأزلي يكون كافرا ومن قال: القرآن مخلوق وأراد به الكلام اللفظي الغير القائم بذات الله تعالى ولم يرد به نفي الكلام الأزلي لا يكون كافرًا لكن هذا الإطلاق خطأ لأنه يوهم الكفر وما ذكر الله تعالى في القرآن حكاية عن موسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام وعن فرعون وعن إبليس فإن ذلك كله كلام الله تعالى إخبارًا عنهم، وكلام الله تعالى غير مخلوق وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق، والقرآن كلام الله تعالى فهو قديم لا كلامهم) يعني أن ما ذكره الله تعالى في القرآن إخبارًا عن موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفرعون وإبليس، فإنما قال ذلك بكلامه القديم الذي كتب الكلمات الدالة عليه في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض لا بكلام حادث وعلم حادث حاصل بعد سمعه منهم، والإخبار نقل المعنى لا باللفظ لأن كلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق وكلام الله تعالى غير مخلوق، ويؤيده أن قدر ثلاث آيات من القرآن بالغ حد الإعجاز وليس ذلك من البشر، ومن المعلوم أن ما نقل عن المخلوقين، في القرآن يزيد على قدر ثلاث آيات، فيكون القرآن كلام الله تعالى لا كلامهم فإذا لا فرق بين القصص المذكورة في القرآن وبين آية الكرسي وسورة الإخلاص في كون كل واحدة منهما كلام الله تعالى". ثم قال في موضع آخر: "وقد كان الله تعالى متكلمًا ولم يكن كلم موسى - عليه السلام - بأن قال لموسى في الأزل بلا صوت ولا حرف: يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك، {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيكَ}، والله تعالى علم في الأزل أنه ينزل القرآن على محمد ¬

_ * الأعلام (1/ 234)، كشف الظنون (2/ 1287)، الكشاف لأطلس (117)، كتاب "شرح الفقه الأكبر لأبي حنيفة" -الطبعة الرابعة / 1400 هـ- دار المعارف من ضمن كتاب "العقائد السبع" "الماتريدية" لشمس الدين الأفغاني (1/ 315) وفيه: كان حيا (939 هـ) نقلا من كشف الظنون وذلك بعيد، والله أعلم.

ويخبره بقصص الأنبياء وغيرهم ويأمرهم وينهاهم، ولما بين الإمام الأعظم الأمر في صفة الكلام من أنه لا يتوقف على حصول المخاطب أراد أن يبين الأمر سائر في الصفات كذلك دفعًا لتوهم اختصاص هذا الحكم بصفة الكلام فقال (وقد كان الله تعالى خالقًا، في الأزل ولم يخلق الخلق) واكتفى بالصفة الفعلية ولم يذكر غيرها من الصفات الذاتية، لأن توقف الصفة الفعلية على وجود المتعلق أظهر من الصفة الذاتية فيعلم حال الصفة الذاتية بالطريق الأولى واختار من الصفات الفعلية التخليق لأنه أعم لوجوده في ضمن كل صفة، ولما دفع الوهم عاد إلى تحقيق ما هو بصدده، فقال (فلما كلم الله موسى كلمه بكلامه الذي له صفة في الأزل) لأن كلامه أزلي أبدي لا يتغير ولا يتبدل، ولما لم تشبه صفاته تعالى صفات الخلق كما لا تشبه تعالى ذاته ذوات الخلق قال الإمام الأعظم (وصفاته كلها) ذاتية كانت أو فعلية (بخلاف صفات المخلوقين) وذلك لأنه تعالى (يعلم لا كعلمنا) لأن علمنا حادث لا يخلو عن معارضة الوهم عليه ... ". ثم قال: " (ولا نكفر مسلمًا بذنب من الذنوب إن كانت كبيرة إذا لم يستحلها) يعني ولا نكفر مسلمًا بذنب كما يكفر الخوارج مرتكب الكبيرة أما من استحل معصية وقد ثبتت بدليل قطعي فهو كافر بالله تعالى لأن استحلالها تكذيب بالله ورسوله (ولا نزيل عنه) أي عن المسلم الذي ارتكب كبيرة غير مستحل (اسم الإيمان ونسميه مؤمنًا حقيقة) أشار الإمام به إلى أن المسلم يسمى مؤمنًا حقيقة وهذا يدل على اتحاد الإملام والإيمان أي كالظهر والبطن (ويجوز أن يكون) مرتكب الكبيرة (مؤمنًا فاسقًا غير كافر) الفسق هو الخروج عن طاعة الله تعالى بارتكاب الكبيرة قال صدر الشيعة: فالكبيرة كل ما يسمى فاحشة كاللواطة ونكاح منكوحة الأب أو ثبت لها بنص قاطع عقوبة في الدنيا والأخرة، وقالت المعتزلة: مرتكب الكبيرة فاسق لا يجوز أن يكون مؤمنًا ولا كافرًا وأثبتوا منزلة بين المنزلتين أي الكفر والإيمان (والمسح على الخفين سنة) أي ثبت جوازه بالسنة المشهورة فمن أنكره فإنه عليه الكفر لأنه قريب من الخبر المتواتر (والتراويح في ليالي شهر رمضان سنة) هذا رد على الروافض فإنهم أنكروا التراويح والمسح على الخفين ومسحوا على أرجلهم بلا خف". وقال أيضًا: " (ولكن على معنى الكرامة والهوان) يعني قرب العبد من الله تعالى هو كرامة العبد وكماله وبعد العبد من الله تعالى هوان العبد ونقصانه وإطلاق القرب على الكرامة والبعد على الهوان مجاز مرسل من قبيل إطلاق السبب على المسبب (والمطيع قريب منه بلا كيف) ليس قربه من الله تعالى من طريق قصر المسافة والجهة (والعاصي بعيد منه بلا كيف) أي ليس بعده من الله تعالى من طريق طول المسافة والجهة (والقرب والبعد والإقبال يقع على المناجي) أي يقع على العبد المتذلل لله تعالى المتضرع إليه لا على الله تعالى، ألا ترى أن القرب والبعد على معنى الكرامة والهوان وأن الله تعالى أقرب إلى العبد من حبل الوريد (وكذلك جواره) أي مجاورة المطيع لله تعالى (في الجنة والوقوف بين يديه) أي بين يدي الله تعالى (بلا كيفية) أي ليس هذا على معناه الظاهر بل من المتشابهات. قال

560 - ابن الملا

الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: القرب من الله تعالى في البعد من صفات البهائم والسبع والتخلق بمكارم الأخلاق التي هي الأخلاق الإلهية فهو قرب بالصفة لا بالمكان ومن لم يكن قريبًا ثم صار قريبًا فقد تغير أي تبدل من الشقاوة إلى السعادة بسبب حسن أعماله (والقرآن منزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المصاحف مكتوب، وآيات القرآن في معنى الكلام) أي في كونها كلام الله تعالى (كلها مستوية في الفضيلة والعظمة) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه وآيات القرآن كلها مستوية في هذه الفضيلة ففضل كل آية على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه (إلا أن لبعضها فضيلة الذكر وفضيلة المذكور مثل آية الكرسي لأن المذكور فيها جلال الله تعالى وعظمته وصفاته فاجتمعت فيها فضيلتان فضيلة الذكر وفضيلة المذكور) وهو قوله تعالى وصفاته وأسماؤه وكذلك الآيات التي يذكر فيها الأنبياء والأولياء فيها فضيلتان" أ. هـ. • الماتريدية: "له (شرح الفقه الأكبر) المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- وهو من أهم كتب الماتريدية، ووصفوه في حلب المنهج الدراسي في مدارس أفغانستان الحكومية، والأهلية، وهو مطبوع مرارا" أ. هـ. وفاته: سنة (1000 هـ) ألف. من مصنفاته: "إظهار المعاني في شرح حرز الأماني" في القراءات، و"شرح الفقه الأكبر لابن حنيفة" موجزًا له: "الحمد لله الذي هدانا إلى طريق السنة والجماعة بفضله العظيم ... " أ. هـ. 560 - ابن الملّا * المفسر أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد الحصكفي، شهاب الدين، المعروف بابن الملا. ولد: سنة (937 هـ)، سبع وثلاثين وتسعمائة. من مشايخه: رضي الدين محمد بن الحنبلي، ومحمد بن علي بن عطية سيدي علوان. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "الشيخ العلامة الفهامة ... كان قاضي قضاة تبريز شهرته منلاجامي، درس وأفاد وصنف وأجاد". أ. هـ. • خلاصة الأثر: "أحمد هذا ذكره جماعة من المؤرخين والمنشئين، وكلهم أثنوا عليه ووصفوه بأوصاف حسنة رائقة وبالجملة، فإنه كان واحد الدهر في كل فن من فنون الأدب جمع بين لطف التحرير وعذوبة البيان، وكان بالشهباء أحد المشاهير، ومن جملة الجماهير. "أ. هـ. وفاته: سنة (1003 هـ) ثلاث وألف، وقيل (1000 هـ) ألف للهجرة. من مصنفاته: له كتاب ورسائل منها "مبحث" عن موضع من أنوار التنزيل للبيضاوي في التفسير و"منتهى الأديب من الكلام عن مغني اللبيب" وله شعر. ¬

_ * ريحانة الألبا (1/ 97)، الشذرات (10/ 650)، الكواكب السائرة (3/ 109)، خلاصة الأثر (1/ 277)، نفحة الريحانة (2/ 655)، أعلام النبلاء (6/ 135)، كشف الظنون (2/ 1023)، در الحبيب (1/ 1 / 239)، إيضاح المكنون (2/ 571)، الأعلام (1/ 235)، معجم المفسرين (1/ 73)، معجم المؤلفين (1/ 281).

561 - السيواسي

561 - السّيوَاسي * اللغوي، المفسر أحمد بن محمد بن عارف الزيلي الرومي السيواسي الحنفي الصوفي، شمس الدين، أبو الثناء ابن أبي البركات. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل حنفي من أدباء الروم .. "أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم، أديب مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1006 هـ) ست وألف. من مصنفاته: "إرشاد العوام" و"لطائف الآيات ونقوش البينات"، و"نقد الخاطر" في التفسير. 562 - شيخ زادَه * المفسر أحمد بن محمد الزاهد الأدرنه وي الرومى، الشهير بشيخ زاده. كلام العلماء فيه: • كشف الظنون: "علقها -أي الرسالة في التفسير- حال كونه مدرسًا بإحدى المدارس السليمانية لتعيين مراد الزمخشري والبيضاوي" أ. هـ. وفاته: سنة (1033 هـ) ثلاث وثلاثين وألف. من مصنفاته: رسالة في تفسير قوله تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}، و"شرح مفتاح العلوم في المعاني والبيان". 563 - الخالدي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن يوسف الصفدي الحنفي، المعروف بالخالدي، نسبة إلى خالد بن الوليد. من مشايخه: محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي البهنسي وأجازه بالبخاري، وأحمد بن محمد بن شعبان العمري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "الفقيه الأديب الحنفي كان إمامًا بارعًا فقيهًا مطلعًا وكان حسن المطارحة كثير الفنون" أ. هـ. وفاته: سنة (1034 هـ) أربع وثلاثين وألف. من مصنفاته: "شرح على ألفية ابن مالك" و"كتاب في العروض". 564 - الأقحِصَاري * المفسر: أحمد بن محمد الأقحصاري (¬1)، المعروف بالرومي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه، حنفي، مفسر، تركي مستعرب، من مشايخ الخلوتية (¬2) " أ. هـ. وفاته: سنة (1043 هـ) وقيل (1041 هـ) ثلاث وقيل إحدى وأربعين وألف. ¬

_ * كشف الظنون (2/ 1552) و (2/ 1973)، هدية العارفين (1/ 150)، الأعلام (1/ 235)، معجم المفسرين (1/ 74)، معجم المؤلفين (1/ 270). * كشف الظنون (1/ 854)، هدية العارفين (1/ 156)، معجم المفسرين (1/ 74). * خلاصة الأثر (1/ 297)، أعلام فلسطين (1/ 248)، الأعلام (1/ 236)، معجم المؤلفين (1/ 262). * كشف الظنون (1/ 65)، هدية العارفين (1/ 157)، معجم المفسرين (1/ 74)، معجم المؤلفين (1/ 252). (¬1) نسبة إلى آق حصار في البوسنة، انظر معجم المفسرين. (¬2) الخلوتية: أحد طرق الصوفية المشهورة.

565 - الغنيمي

من مصنفاته: "حاشية على تفسير أبي السعود" من الروم إلى الدخان، و "دقائق الحقائق" في التصوف نظمًا ونثرًا، و "شرح الدر اليتيم" في التجويد. 565 - الغُنيمي * اللغوي: أحمد بن محمّد بن عليّ شهاب الدين بن شمس الدين بن نور الدين، المعروف، بالغنيمي الأنصاري، الخزرجي الحنفي. ولد: سنة (964 هـ) أربع وستين وتسعمائة تقريبًا. من مشايخه: الشيخ محمّد الرملي، ومحمد بن أبي الحسن البكري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان يلقي الدروس في التفسير، وجمع ما علقه فيها على تفاسير البيضاوي والزمخشري وأبي السعود، وسماه "حاشية الغنيمي في التفسير" ... ، وحضر على سيدي محمد بن أبي الحسن البكري الصديقي في الشمائل ودروسًا في التفسير والتصوف ... كان شافعيًّا ثم صار حنفيًّا" أ. هـ. • قلت: عند قراءة ترجمته في خلاصة الأثر نلاحظ أن له رسالة في شرح الأبيات التي أولها: ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لاحد وهي في وحدة الوجود، وله كتابات على شرح عقائد النسفي للتفتازاني، وهي عقائد ماتريدية ... وغيرها. ثم قد ذكره الشمس الأفغاني في كتابه "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية" من أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية، فأورد له ثلاث كتب عندما ذكره في أعلام القرن الحادي عشر منهم "التسديد في بيان التوحيد" و "حجة الناظرين في محاسن أم البراهين"، وشرح آخر لأم البراهين، للسنوسي الشافعي الأشعري المتوفى سنة (895 هـ)، اسمه: محمد بن يوسف وقد ترجمنا له في موضعه فليراجع .. والله تعالى الموفق. وفاته: سنة (1044 هـ) أربع وأربعين وألف. من مصنفاته: شرح مقدمة الشيخ عبد الوهاب الشعراوي في علم العربية، و "حاضية الغنيمي في التفسير"، ورسالة في "أن الله سبحانه قديم الذات والزمان" ردًّا على من اعترض على خطبة حاشية المترجم على أم البراهين. ذكرنا ذلك آنفًا، وله غير ذلك. ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 312)، الأعلام (1/ 237)، معجم المؤلفين (1/ 281)، معجم المفسرين (1/ 74).

566 - الشهاب الخفاجي

566 - الشّهاب الخفاجِي * اللغوي: المفسر: أحمد بن محمد بن عمر، الملقب بشهاب الدين، الحفاجي المصري الحنفي. ولد: سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: شيخ الإسلام محمّد الرملي، والشيخ نور الدين علي الزيادي وغيرهما. من تلامذته: العلامة عبد القادر البغدادي، والسيد أحمد الحموي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "له كتاب طراز المجالس وهو مجموع حسن الوضع جم الفائدة رتبه على خمسين مجلسًا ذكر فيه مباحث تفسيرية ونحوية وأصولية وغيرها وذكر في آخره لما قرأت ما قاله علماء الحديث في الخصائص النبوية أنه لم تلج النار جوفًا فيه قطرة من فضلاته - صلى الله عليه وسلم - قال بعض من كان عندنا حاضرًا إذا كان هكذا فكيف تعذب أرحام حملته فأعجبني كلامه ونظمته في قولي: لوالدي طه مقام علا ... في جنة الخلد ودار الثواب فقطرة من فضلات له ... في الجوف تنجي من أليم العقاب فكيف أرحام له قد غدت ... حاملة تصلى بنار العذاب ثم ختم الكتاب بقوله: أستغفر الله ما لي بالورى شغل ... ولا سرور ولا آسي لمفقود عما سوى سيدي ذي الطول قد قطعت ... مطالبي كلها مذ تم توحيدي ومن شعره أيضًا: قلت للندمان لما ... مزقوا برد الدياجي قتلتنا الراح صرفًا ... فاقتلوها بالمزاج أصله قول حسان: إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل قال الراغب أصل القتل إزالة الروح من الجسد كالموت لكن إذا اعتبر بفعل المتولى لذلك يقال قتل وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال موت واستعير على سبيل المبالغة قتلت الخمر بالماء إذا مزجته ووجه الاستعارة فيه أنه يزيل شدتها فجعلت نشوتها كروحها وجعلت سكرتها عدوًا انتهى وللشهاب: قبل يد الخيرة أهل التقى ... ولا تخف طعن أعاديهم ريحانة الرحمن عباده ... وشمها لثم أياديهم ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 331)، الأعلام (1/ 238)، معجم المؤلفين (1/ 286)، مقدمة كتابه "ريحانة الألبا" بقلم المحقق عبد الفتاح محمّد الحلو، جهود علماء الحنفية (2/ 1088) و (3/ 1652).

567 - الحموي

أخذه من قول عيسى بن حجاج اليمني، وهو من كبراء الأولياء، وكان كل من دخل عليه أو خرج يقبل يده، فأنكر عليه بعضهم ذلك، فقال العبد المؤمن ريحانة الله في أرضه، ولا بأس بشم الريحان في الدخول والخروج" أ. هـ. • قلت: وذكره الشمس الأفغاني في كتابه "جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية" ضمن من استغاث بالقبور من المتصوفات والمنثورات الوثنيات (2/ 1088)، حيث قال الشمس الأفغاني بعد إيراد بيتين من الشعر لأبي المواهب (محمد بن علي البكري) المتوفى سنة (1037 هـ) وهما: أغث يا سيدي لهفي ... وإلا من له أذهب بك استنصرت فانصرني ... فمن تنصره لا يغلب (¬1) "والعجب من الخفاجي حيث قال: (وله -أي أبو المواهب- استغاثات يعجبنى منها قوله ... ) فذكرها، ومنها هذان البيتان" أ. هـ. وذكره الشمس الأفغاني في الموضع آخر (3/ 1652) ضمن مبحث "إبطال علماء الحنفية لبعض شبه القبورية في البناء على القبور، واستدلال الخفاجي بقوله تعالى {قَال الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21]، على جواز البناء على قبور العلماء واتخاذ مسجد عليها، وجواز الصلاة في ذلك، ضمن حواشيه على "تفسير البيضاوي". فقال الشمس الأفغاني في هامشه عند التعريف بالخفاجي: "المصري الحنفي الماتريدي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1069 هـ) تسع وستين وألف. من مصنفاته: "حواشي تفسير القاضي" التي سماها "عناية القاضي" و "شفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل" وغيرهما. 567 - الحمَوي * المفسر أحمد بن محمّد مكي الحسني -ويقال الحسيني- الحموي المصري الحنفي، أبو العباس، شهاب الدين. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "المدرس بالمدرسة السليمانية والحسنية بمصر القاهرة" أ. هـ. • الأعلام: "مدرس، من علماء الحنفية، حموي الأصل ... تولى إفتاء الحنفية" أ. هـ. • قلت: ذكره الشمس الأفغاني في "جهود علماء الحنفية" ضمن الاستعانة بالأموات أهم العقائد القبوريات عند القبورية، ومن ألف في ذلك منهم، فقال: "ومنهم الحموي الحنفي ... له كتاب وثني سماه: (نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف للأولياء بعد الانتقال) "، ثم قال في الهامش: "كان من كبار الحنفية، كما كان من ¬

_ (¬1) ريحانة الألباب للخفاجي (2/ 235). * معجم المطبوعات لسركيس (375)، هدية العارفين (1/ 164)، إيضاح المكنون (1/ 14)، و (2/ 27)، الأعلام (1/ 239)، معجم المؤلفين (1/ 259)، معجم المفسرين (1/ 75)، جهود علماء الحنفية (2/ 153)، "الماتريدية، لشمس الأفغاني (1/ 325).

568 - البناء

أئمة القبورية الوثنية" أ. هـ. قول الشمس الأفغاني. ثم إن الشمس الأفغاني أيضًا ذكر المترجم له في كتابه "الماتريدية" ضمن (ذكر أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية) حيث قال: "كان خرافيًا قبوريًا، ألف كتابًا في الشركيات بعنوان (نفحات القرب ... ) المذكورة آنفًا .. ". ثم قال: "المتكلمون لعدم اهتمامهم بتوحيد الألوهية دخلت عليهم أفكار قبورية، كما دخلت عليهم الأفكار الفلسفية والصوفية، الحلولية والاتحادية" أ. هـ. قول الشمس الأفغاني. وفاته: سنة (1098 هـ) ثمان وتسعين وألف. من مصنفاته: و "شرح منظومة لابن الشحنة في التوحيد" و"حسن الابتهاج برؤية - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة المعراج" وغير ذلك. 568 - البَنَّاء * المقرئ: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي، الحنفي، النقشبندي (¬1)، شهاب الدين، الشهير بالبناء. من مشايخه: الشيخ سلطان المزاحي، والنور الشبراملسي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "من فضلاء النقشبنديين" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "أقام مرابطًا بقرية قريبة من البحر المالح تسمى عزبة البرج واشتغل بالله. وهو خاتمة من قام بأعباء الطريقة النقشبندية" أ. هـ. وفاته: سنة (117 هـ) وقيل (116 هـ) سبع وقيل ست عشرة ومائة وألف، والأول أصح. من مصنفاته: "إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر"، و"اختصار السيرة الحلبية" و "حاشية على شرح المحلي على الورقات لامام الحرمين". 569 - الكوَاكبي * المفسر أحمد بن محمّد بن حسن بن أحمد الكواكبي الحلبي الحنفي. ولد: سنة (1054 هـ) أربع وخمسين وألف. من مشايخه: والده، وأبو بكر المعروف بنقيب زاده، والشيخ عُثمَان الشعيفي. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "العلامة الصدر والعلم العالم الأديب الماهر الفرد الوحيد ناشر ألوية الفضل ¬

_ * الأعلام (1/ 240)، معجم المؤلفين (1/ 244) و (1/ 297)، معجم المطبوعات لسركيس (885)، خطط مبارك (11/ 56)، جبرتي (1/ 89)، إيضاح المكنون (2/ 12). (¬1) النقشبندي: نسبة إلى إحدى الطرق الصوفية المشهورة. * سلك الدرر (1/ 175)، أعلام النبلاء (6/ 419)، هدية العارفين (1/ 169)، الأعلام (1/ 240)، معجم المفسرين (1/ 75)، معجم المؤلفين (1/ 257).

570 - ابن أغري يبوزي

وحامل لوائه، والوارث المجد عن آبائه، كان عن أعيان العلماء محققًا فضيلة شهيرة دائمًا مشغولًا بالمطالعة والعبادة صارفًا عمره بالاشتغالات في العبارات العلمية، عابدًا فالحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1124 هـ) أربع وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: له "حاشية على جزء النبأ" كما كتب على مواضع كثيرة في التفسير، وله "فيما يتعلق بالملك والوزير والعلماء من الأمور الشرعية". 570 - ابن أغري يبوزي * النحوي: أحمد بن محمّد السلامي، الشهير بابن أغري يبوزي، الدمشقي، وفي ذيل نفحة الريحانة: بابن اكري بوز. من مشايخه: الأستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي، وقرأ عليه الفتوحات المكية لابن عربي ولازمه واختص بصحبته. وكلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان من أحد أعيان جند دمشق ... أديبًا، نحويًا، صوفيًا، بارعًا، منشيًا ... وكان مسكنه في دار بمحله سوق صاروجا" أ. هـ. وفاته: سنة (1126 هـ) ست وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: له شرح على الشاهد بالعربي وأودعه مقولات مستحسنة. 571 - أحمد البَهنسي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الحق، المعروف كأسلافه بالبهنسي، الحنفي الدمشقي. ولد: سنة (1124 هـ) أربع وعشرين ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد الغزي، وإسماعيل العجلوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "تصدى للإقراء والإفادة في النحو والصرف والمعاني والبيان .. نشأ في صيانة وديانة" أ. هـ. وفاته: سنة (1148 هـ) ثمان وأربعين ومائة وألف. 572 - أشرف زَادَه * المفسر: أحمد بن محمّد فخر الدين الأزنيقي البرسوي القادري، عز الدين الرومي، المعروف بأشرف زاده، من أحفاد الشيخ عبد الله الآلهي. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "مفسر، صوفي، توفي بالقسطنطينية" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، صوفي تركي مستعرب"أ. هـ. ¬

_ * سلك الدرر (1/ 183 - 186)، ذيل نفحة الريحانة (189)، إيضاح المكنون (1/ 277)، أعلام الفكر في دمشق (75)، معجم المؤلفين (1/ 267). * سلك الدرر (1/ 192). * إيضاح المكنون (1/ 148)، هدية العارفين (1/ 173)، معجم المفسرين (1/ 76)، معجم المؤلفين (1/ 250).

573 - الأحمد آبادي

وفاته: سنة (1152 هـ) اثنتين وخمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "أنيس الجنان في تفسير القرآن"، و"زبدة البيان" في التصوف، وديوان شعره تركي. 573 - الأحمد آبادي * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمد بن صالح الأحمد آبادي، نور الدين. ولد: سنة (1064 هـ) أربع وستين وألف. من مشايخه: تتلمذ على ملا أحمد السليماني الأحمد آبادي، وملا فريد الدين الأحمد آبادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أبجد العلوم: "لبس الخرقة عن السيد محبوب عالم الملقب بشاه عالم ثاني ... وعكف على التدريس والتصنيف" أ. هـ. • الأعلام: "من علماء العربية بالهند له نحو مائة وخمسين مصنفًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1155 هـ) خمس وخمسين ومائة ألف. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوي في التفسير، وله حاشية على "شرح العقائد العضدية" للدواني (¬1)، و "الطريق الأمم في شرح فصوص الحكم" لابن عربي. 574 - القازآبادي * المفسر أحمد بن محمّد بن إسحاق، المولى القازآبادي الرومي، أبو النافع الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر حنفي، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه حنفي أصولي مفسر، من القضاة، ولى قضاء مكة المكرمة في عهد السلطان محمود الأول، وعزل، وعاد إلى الآستانة وتوفي بها" أ. هـ. وفاته: سنة (1163 هـ) ثلاث وستين ومائة وألف. من مصنفاته: "تنوير البصائر بأنوار التنزيل وتوقير السرائر بأسرار التأويل" حاشية على تفسير البيضاوي، "حاشية على إثبات الواجب" وغيرهما. ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 305) و (2/ 84، 686)، هدية العارفين (1/ 173)، وهو فيها نور الدين أحمد .. ، أبجد العلوم (3/ 240)، الأعلام (8/ 52)، معجم المؤلفين (4/ 44). * إيضاح المكنون (1/ 148)، هدية العارفين (1/ 173)، معجم المفسرين (1/ 76)، معجم المؤلفين (1/ 250). (¬1) المتوفى (928 هـ) محمّد بن أسعد الصديقي الدواني الشافعي فقيه متكلم، حكيم، منطقي، مفسر، من تصانيفه "شرح عقائد الإيمان" لعضد الدين الإيجي، وعضد الدولة الإيجي: هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار بن أحمد الإيجي الشيرازي الشافعي عضد الدين وهو عالم مشارك في العلوم العقلية والأصلين. وعلم الكلام ... ومن تلامذته: السعد التفنازاني. توفي سنة (756 هـ). * الأعلام (1/ 242 - 243)، معجم المؤلفين (1/ 250)، معجم المفسرين (1/ 76).

575 - السحيمي

575 - السُّحيمي * المفسر أحمد بن محمّد بن موفق الدين عليّ السحيمي القرشي الحسني الشافعي. من مشايخه: الشيخ عيسى البداوي وغيره. كلام العلماء فيه، • عجائب الآثار: "تصدر للتدريس بجامع سيدي سارية وأحيا الله به تلك البقعة، وانتفع به النّاس جيلًا بعد جيل، وعمر بالقرب من منزله زواية، وحفر ساقية بذل عليها بعض الأمراء بإشرافه مالًا كبيرًا فنبع الماء، وعُدّ ذلك من كراماته فإنهم كانوا قبل ذلك يتعبون من قلة الماء كثيرًا. وشغل النّاس بالذكر والعلم والمراقبة ... وله حال مع الله وتواتر عنه كرامات اعتنى بعض أصحابه بجمعها، واشتهر بينهم أنه كان يعرف الاسم الأعظم، وبالجملة فلم يكن في عصره من يدانيه في الصلاح والخير وحسن السلوك على قدم السلف"أ. هـ. • معجم المفسرين: "عارف بالتفسير، فقيه، من أعيان الشافعية وصلحائهم، كان يقيم بقلعة الميل بالقاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1178 هـ) ثمان وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة الفجر"، و"تاج البيان لألفاظ القرآن"، و "مناهج الكلام في آيات الصيام" و"العطايا الربانية" على المواهب اللدنية للقسطلاني المقتدى بشرح شرح أم البراهين (¬1) للهدهدي وغير ذلك. 576 - أحمد البَاقاني * المفسر: أحمد بن محمّد الشافعي الباقاني النابلسي. ولد: سنة (1118 هـ) ثمان عشرة ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ السيد محمّد السفيني العباسي النابلسي، والأستاذ علي بن أحمد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان من أكابر الصالحين الأجواد جامعًا بين الشريعة والحقيقة ... أخذ عن شيوخ دمشق أنواعًا من العلوم كالتفسير والحديث والفقه والأدب والتصوف وغير ذلك ... وأخذ طريق السادة الخلوتية عن العارف الشيخ مصطفى بن كمال الصديقي الدمشقي ولازمه" أ. هـ. • عجائب الآثار: "وأجازه السيد مصطفى البكرى في الورد والطريقة" أ. هـ. وفاته: سنة (1195 هـ) خمس وتسعين ومائة وألف. ¬

_ * الأعلام (1/ 242)، إيضاح المكنون (2/ 102)، و (2/ 564)، هدية العارفين (1/ 177)، عجائب الآثار (1/ 330)، معجم المؤلفين (1/ 280)، معجم المطبوعات لسركيس (1012)، معجم المفسرين (1/ 76). (¬1) أم البراهين في العقائد: هي العقيدة الصغرى لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسيني المتوفى سنة (895 هـ) وقد ترجمنا له في موضعه، وهو شافعي المذهب أشعري العقيدة. والله أعلم. * سلك الدرر (1/ 191)، عجائب الآثار (1/ 562).

577 - الدردير

من مصنفاته: ألف رسائل في علوم المادة متعددة وكناية على شرح المنهاج لابن حجر. 577 - الدِّرْدِير * المفسر أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي حامد العدوي الخلوتي المالكي الأزهري، أبو البركات، الشهير بالدردير (¬1). ولد: سنة (1127 هـ) سبع وعشرين ومائة وألف. من مشايخه: أحمد الصباغ، وشمس الدين الحنفي، وبه تخرج في طريق القوم. من تلامذته: ابن عبد السلام الناصري، وعلي بن الأمين الجزائري، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عجائب الآثار: "الإمام العالم العلامة أوحد وقته في الفنون العقلية والنقلية، شيخ أهل الإسلام وبركة الأنام ... صار من أكبر خلفاء شيوخه -وأفتى في حياة شيوخه مع كمال الصيانة والزهد والعفة والديانة وكان سليم الباطن، مهذب النفس كريم الأخلاق". وقال: "لما توفي الشيخ عليّ الصعيدي، تعين المترجم شيخًا عند المالكية ومفتيًا وناظرًا على وقف الصعايدة وشيخًا على طائفة الرواق بل شيخًا على أهل مصر بأسرها في وقته حسًّا ومعنى، فإنه كان رحمه الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويصدع بالحق، ولا يأخذه في الله لومة لائم، وله في السعي على الخير يد بيضاء" أ. هـ. • قلت: ومن مؤلفاته رسالة في شرح قول الوفائية: "يا مولاي يا واحد يا مولاي يا دائم يا عليّ يا حكيم" أ. هـ. • فهرس الفهارس: "شيخ الطريقة الخلوتية وأحد المنسوب لهم التجديد عن رأس المائة الثانية عشر من المالكية" أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام العلامة النحرير العارف بالله القطب الكبير أوحد وقته في العلوم النقلية والفنون العقلية، شيخ الإسلام وبركة الأنام" أ. هـ. • جامع كرامات الأولياء: "أحد أئمة أولياء العارفين والعلماء العاملين وشهرته بكثرة العلم والعمل والولاية والإرشاد وكثرة المناقب والفضائل على تعدد أنواعها تغني عن الإطالة بشرح حاله فهو شمس العرفان وعارف الزمان المجمع عند المسلمين كافة على اختلاف المذاهب والمشارب على جلالة قدره وولايته وإرشاده واتساع علمه وعموم نفعه في سائر بلاد المسلمين ذكره شيخنا الشيخ حسن العدوي في كتابه النفحات الشاذلية في شرح البردة البوصيرية فما قاله إن شيخه الشيخ محمّد السباعي كان يبشره بالفتح ونكرر منه مرارًا في أيام متعددة قوله له والله أو وعزة ربي إنك لمحبوب الدردير قال فتعلقت آمالي بمحبة هاتيك الاعتاب وأكثرت ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 76)، عجائب الآثار (2/ 32)، هدية العارفين (1/ 181)، معجم المطبوعات لسركيس (869)، فهرس الفهارس (1/ 293)، شجرة النور (359)، جامع كرامات الأولياء (1/ 340)، معجم المؤلفين (1/ 242)، إيضاح المكنون (1/ 112) و (2/ 605)، الخطط التوفيقية (9/ 90). (¬1) قال في عجائب الآثار: وذكر لنا عن لقبه أن قبيلة من العرب نزلت ببلده كبيرهم يدعى بهذا اللقب أ. هـ.

578 - ابن عجيبة

زيارته أي الدردير والتوسل به إلى رب الأرباب وقد جددت الطريق الخلوتية عن أستاذي الشيخ السباعي المذكور" أ. هـ. وفاته: سنة (1201 هـ) إحدى ومائتين وألف. من مصنفاته: رسالة في "متشابهات القرآن"، ونظم الخريدة السنية في التوحيد وشرحها و "تحفة الإخوان في آداب أهل العرفان" في التصوف. 578 - ابن عَجيبة * المفسر: أحمد بن محمّد بن المهدي، ابن عجيبة، الحسني الأنجري. ولد: سنة (1160 هـ) ستين ومائة وألف قيل (1161 هـ) إحدى وستين ومائة وألف. من مشايخه: أحمد بن العربي الزعدي لقبًا، وروى عامة عن التاودي ابن سودة ومحمد بن أحمد بنيس وغيرهم. كلام العلماء فيه: • فهرس الفهارس: "ترجم لذكر ما ألفه ثم انتسابه لطريق القوم وتجرده وسياحته ومحنته ثم سنده في طريق القوم ثم ترجم لشهادة الأعلام له ثم لمن أخذ عنه الطريق" أ. هـ. • شجرة النور: "العلامة المؤلف المحقق الفهامة البارع، المدقق الصوفي الجامع بين الشريعة والحقيقة" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "العارف بالله الصوفي" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر صوفي مشارك شاذلي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أبو العباس صوفي، مفسر، مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1224 هـ) أربع وعشرين ومائتين وألف وقيل سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف والتي قالها شجرة النور، وصاحب معجم المطبوعات في حدودها. من مصنفاته: "البحر المديد في تفسير القرآن المجيد" في أربعة مجلدات ضخام، "الفتوحات القدوسية في شرح المقدمة الأجرومية" جمع فيه بين النحو والتصوف وغيرهما. 579 - الدَّاري * النحوي: أحمد بن محمّد بن تميم بن صالح بن أحمد، الخطيب التميمي الداري الخليلي الحنفي. كلام العلماء فيه: • أعلام فلسطين: "فقيه نحوي صوفي أديب. عرف عنه العفة والصلاح" أ. هـ. وفاته: سنة (1239 هـ) تسع وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "رسالة في التصوف"، و "الفوائد الزكية في إعراب الآجرومية". ¬

_ * شجرة النور (400)، الأعلام (1/ 245)، معجم المؤلفين (1/ 300)، معجم المفسرين (1/ 77)، معجم المطبوعات لسركيس (169)، فهرس الفهارس (2/ 228). * أعلام فلسطين (1/ 249 - 250)، معجم المؤلفين (1/ 255).

580 - الصاوي

580 - الصَّاوي * المفسر أحمد بن محمّد الخلوتي، الشهير بالصاوي المصري. ولد: سنة (1175 هـ) خمس وسبعين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: • معجم المطبوعات: "العارف بالله الشيخ ... المالكي الخلوتي (¬1) ... وكان والده من كبار الأولياء، حفظ القرآن في بلده ثم انتقل إلى الجامع الأزهر في طلب العلم وذلك سنة (1187 هـ) أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه مالكي، مفسر بياني" أ. هـ. وفاته: سنة (1241 هـ) إحدى وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "الأسرار الربانية والفيوضات الرحمانية على الصلوات الدرديرية"، حاشية على "أنوار التنزيل" للبيضاوي في التفسير. 581 - الوَحيد البَهْبَهَاني * المفسر أحمد بن محمّد علي بن محمّد باقر المعروف بالوحيد البهبهاني الحائري الكرمانشاهي. ولد: سنة (1191 هـ) إحدى وتسعين ومائة وألف. من مشايخه: والده، ومهدي بحر العلوم الطباطبائي، وجعفر صاحب كشف الغطاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "في بعض المواضع أنه في سن ست سنين شرع في حفظ القرآن الجيد والكتب الفارسية، وفي مدة سنتين قرأ النحو والمنطق والبيان والكلام، ولما بلغ الخامسة عشرة شرع في التصنيف، والتأليف وفي سنة (1210) هاجر إلى العتبات العالية، فقرأ عند مشاهير علمائها، وذكره الفاضل النوري في كتابه دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام، ووصفه بالعالم الفاضل الألمعي. وقال في حقه السيد الجاهد الطباطبائي في إجازته له: أما بعد فإن ابن خالي صانه الله تعالى من شر الأيام والليالي، وهو الأعلم الأفضل الأكمل الذي بلغ في التحقيق غايته، وفي التدقيق نهايته الأمجد الأرشد المدعو بأقا أحمد الجامع، لجميع الكمالات الحسنة والصفات المستحسنة من العلوم العقلية والنقلية والفقه والأصول والحديث والتقوى والورع وترويج الدين، والانقياد إلى المعصومين عليهم السلام قد أمرني بمطالعة شطر من تصانيفه الشريفة، وجملة من تآليفه الجميلة فبادرت إليه امتثالًا للأمر الشريف، فوجدت ذلك في غاية الحسن والجودة لاشتماله على تحقيقات فائقة، وتدقيقات جيدة بعبارات ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (376)، إيضاح المكنون (1/ 93، 175)، هدية العارفين (1/ 184)، معجم المفسرين (1/ 77)، الأعلام (1/ 246)، معجم المؤلفين (1/ 269). (¬1) الخلوتي: يسمى بذلك من ينتمي إلى فرقة من فرق الصوفية وهم الخلوتية وقد تكلمنا عن هذه الفرقة ... والحمد لله رب العالمين. * أعيان الشيعة (10/ 25)، أعلام الشيعة (2/ 100)، معجم المؤلفين (1/ 281)، معجم المفسرين (1/ 77).

582 - أحمد البدوي

موجزة عذبة فتحققت أنه من أهل الاجتهاد والملكة والاستعداد، وقد استجازني مع أنني لست من أهلها ولا ممن يحوم حولها فأجزت له، وفقه الله تعالى بمقرراتي ومسموعاتي ومؤلفاتي من الأصول والفقه والحديث وغير ذلك" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من علماء الشيعة الإمامية، مشارك في أنواع من العلوم كالفقه والتفسير والحديث والأصول والتاريخ من أهل كرمنشاه مولدًا ووفاةً" أ. هـ. وفاته: سنة (1243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و "مناقب الأئمة عليهم السلام وإثبات عصمتهم وإمامتهم" و "الرد على من حرم المتعة". 582 - أحمد البدوي * النحوي: أحمد بن محمّد بن عبد القادر بن أحمد علي بن صالح بن أحمد البدوي، ابن نافع أبو نافع. من مشايخه: أخذ عن الشيخ سيدي حمدون بن الحاج، والشيخ التاودي بن سودة وغيرهما. من تلامذته: سيدي أحمد بن طاهر الأزدي المراكشي وغيره. كلام العلماء فيه: • أعلام مراكش: "كان حافظًا ضابطًا نزيهًا فقيهًا نحويًا مشاركًا نبيهًا له مجالس بالقرويين يدرس فيها النحو" أ. هـ. في فهرس الفهارس: "قال: عندي أربعة وعشرون علمًا لم يسألني عنها أحد" أ. هـ. • الأعلام: "عالمًا بالأنساب" أ. هـ. وفاته: سنة (1260 هـ) ستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح على الألفية" في سفرين، وله فهرسة كبرى في مجلد ضمنها شيوخه. 583 - المَرْصَفي * المفسر أحمد بن محمد، شرف الدين المرصفي (¬1) الأزهري. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "مدرس التفسير والحديث بمصر"أ. هـ. وفاته: سنة (1306 هـ) ست وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المطلع السعيد لإرشاد المريد"و "نخبة المقاصد ومعدن الفوائد". 584 - الحلَواني * المقرئ: أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد، الشهير بالحلواني، الرفاعي الشافعي. ¬

_ * شجرة النور (398)، أعلام مراكش (2/ 214)، الأعلام (1/ 246)، فهرس الفهارس (1/ 124). * معجم المطبوعات لسركيس (1734)، هدية العارفين (1/ 193)، معجم المفسرين (1/ 77)، معجم المؤلفين (1/ 306). (¬1) نسبة إلى مرصفا من قرى مصر الكبيرة. انظر معجم المفسرين. * حلية البشر (1/ 353)، تاريخ علماء دمشق (1/ 78)، أعلام دمشق (22)، الأعلام (1/ 247)، معجم المؤلفين (1/ 282)، الأعلام الشرقية (1/ 273)، منتخبات التواريخ لدمشق (708)، أعيان دمشق للشطي (340).

585 - الشاهرودي

ولد: سنة (1228 هـ) ثمان وعشرين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد الرحمن الكزبري، وحامد العطار وغيرهما. من تلامدته: جمال الدين القاسمي، ومحمد سليم الحلواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "يغلب عليه الخضوع والسكينة والخشوع، وتلاوة القرآن، في غالب الأحيان ... غير أنه كان يغلب عليه في بعض الأيام السوداء، فلا يحب الاجتماع بالناس، وأما في وقت سروره فإنه خدن جلبس، كأنه خلق من الناس" أ. هـ. • منتخبات التواريخ: "كان يغلب عليه الزهد والصلاح اشتهر فضله وعم نفعه حتى أحيا فن القراءات بدمشق بعد اندراسه" أ. هـ. • تاريخ علماء دمشق: "أشعري، معتقد العام والخاص" أ. هـ. • أعلام دمشق: "كان متواضع وحسن الإفادة وجميل المحاضرة ... كان شافعي المذهب أشعري المعتقد المنتمي للعارف بالله سيدي أحمد الرفاعي" أ. هـ. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المنحة السنية" منظومة في التجويد، وشرحا لها سماه "اللطائف البهية" و"قراءة ورش" وشرحها. 585 - الشاهْرُودي * المفسر أحمد بن المولى محمد علي بن الملا محمد كاظم الشاهرودي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل إمامي ... توفي بطهران ودفن بقم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم، متكلم" أ. هـ. وفاته: سنة (1350 هـ) خمسين وثلاثمائة وألف، وقيل (1349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "مدينة الإسلام"، و"تفسير" تصدى فيه للرد على بعض ما جاء في تفسير الشيخ طنطاوي جوهري، ولم يتمه، وله: "رد على المبشرين" وآخر "على البابيين". 586 - الحملاوي * اللغوي: أحمد بن محمد بن أحمدَ الحملاوي (¬1). من تلامذته: عبد العزيز شاويش بك، ومحمد عاطف بركات باشا، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "أستاذ اللغة العربية بدار العلوم ¬

_ * أعيان الشيعة (10/ 25)، الأعلام (1/ 134)، معجم المؤلفين (1/ 282). * معجم المطبوعات لسركيس (385)، معجم المؤلفين (1/ 133)، كتاب شذا العرف في فن الصرف لأحمد الحملاوي- الطبعة (12) لسنة 1377 هـ، شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي ومطبعتها، الخطط التوفيقية (9/ 77). (¬1) الحملاوي: نسبة إلى منية حمل من قرى بُلبَيس بمديرية الشرقية. أ. هـ من شذا العرف.

587 - أحمد محمد شاكر

بالقاهرة، وأحد علماء الأزهر" أ. هـ. • مقدمة كتاب "شذا العرف" (ص 5): "الأستاذ اللغوي الثقة الحافظ ... وهو عربي الأرومة ينتمي إلى الدوحة العلويّة الكريمة كما صرح بذلك في كثير من قصائده في ديوانه ... ". ثم قال: "امتاز أستاذنا العلامة بخلال كثيرة تعاونت كلها على التأثير الشديد فيمن أخذوا عنه العلم، وفيمن خالطوه وعاشروه عن الأساتذة والعلماء ... وجعلته بين العلماء والأدباء ورجال القضاه والمحاملة موضع الثقة وحسن التقدير، ومفزع الرأي والمشورة، ومحل السر والنجوى". ثم اطرد مصطفى السقا في تعريفه بالمترجم له في كتابه "شذا العرف" بوصفه وإجلاله ومدحه في خلقه وأخلاقه وعلمه، وبدأ أيضًا بوصف علمه في العربية واهتمامه وإعجابه بابن هشام الأنصاري المُتوَفَّى سنة (761 هـ)، ثم قال مصطفى السّقّا: وكان أستاذنا الشيخ الحملاويّ شاعرًا مكثرًا من الشّعر ... وأشعاره تنبئ عن صفاء روحه وقوة نفسه واستمساكه بآداب الذين وفضائله حتى لقبه بعضُهم (الشاعر الصوفيّ). له أشعار في الالتجاء إلى الله وطلب المغفرة، وملك عليه نفسَه وحسّه حبّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال في مدحه قصائد كثيرة مطولة تبلغ المئين، عارض في أكثرها القدماه من أمثال كعب بن زهير، والبوصيري ... " أ. هـ. ثم ذكر أنه قد قال الشعرَ في آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلماء الأمة كالإمام الشافعي وغيره. ومدح ورثى كثيرًا من رجال عصره مثل زعيم الوطنيّة مصطفى كمال باشا وغيره. وفاته: سنة (1351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شذا العرف في فن الصرف"، و "زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع"، و "مورد الصفا في سيرة المصطفى"، وغيرها. 587 - أحمد محمّد شاكر * النحوي، اللغوي، المفسر أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، من آل أبي علياء، يرفع نسبه إلى الحسين بن علي (رضي الله عنهما). ولد: سنة (1309 هـ) تسع وثلاثمائة وألف. من مشايخه: أبوه، والشيخ محمود أبو دقيقة، والشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: الأعلام: "عالم بالحديث والتفسير مصري" أ. هـ. • مجلة الحكمة: "التقى بالشيخ محمّد جمال الدين القاسمي الدمشقي عندما زار مصر ولزمه، وأخذ عنه توجهه السلفي ونبذ التعصب ... وكانت حياته حافلة بالعلم والعمل للذود عن هذا الدين. ألف خلالها وحقق والتقى بأناس كثر كان للقائه بهم أكبر الأثر في حثهم نحو العقيدة السليمة وعلم الأثر ... كان الشيخ أحمد محمّد شاكر أحد العلماء ¬

_ * الأعلام (1/ 253)، معجم المفسرين (1/ 78)، معجم المؤلفين (1/ 284)، مجلة الحكمة -العدد الرابع- صفحة (173).

588 - أحمد العلواني

الأفذاذ في بداية هذا القرن وما من محدث جاء بعده إلا وأثنى عليه، كالعلامة الألباني وعلماء الهند، والشيخ الإمام عبد العزيز بن باز، والشيخ الهمام ابن عثيمين والشيخ محمد حامد الفقي، وهم مجمعون على فضله في علم الحديث، وأصول الفقه، ونبذ التعصب. وكما أثنى عليه علماء الشريعة، أثنى عليه علماء اللغة وأدباؤها" أ. هـ. • قلت: وله جهود كبيرة في علم الحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله، واللغة والأدب، والتفسير والقراءات، والتراجم والسير وغيرها ... رحمه الله تعالى. وفاته: سنة (1377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: تحقيق الأجزاء الأولى "مسند الإمام أحمد بن حنبل" و "عمدة التفسير" في أربع مجلدات، و "أبحاث في أحكام"، و"الشرع واللغة". 588 - أحمد العَلواني * المقرئ: أحمد بن محمّد بن سليم بن أحمد بن محمد علي بن محمد الحلواني الرفاعي. ولد: سنة (1321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: والده، وتلقى العلوم الفقهية والعصرية في المدرسة الكاملية الهاشمية. من تلامذته: الشيخ حسين خطاب شيخ القراء، والشيخ كريم راجح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعلام دمشق: "شيخ القراء في الديار الشامية السيد الشريف والعالم المثبت والأديب الشاعر ... كان نابغةً في العلم والشعر والأدب قوي الذاكرة قوي الحدس جميل المنطق باهر الحجة ... وكان ورعًا متعبدًا معظمًا لأوامر الشريعة مشرقًا منورًا نبعًا لكل معنى إنساني جميل كما كان كريمًا متواضعًا حكيمًا متزنًا برًا محبًا محبوبًا، وأما مجلسه فمجلس أنس وعلم وفضل، أسندت إليه مشيخه القراء بالإجماع بالرغم من كثرة القراء حينئذ" أ. هـ. وفاته: سنة (1384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "مقدمة أصول القراءات" و "زيادات طيبة النشر على حرز الأماني والدرة" وغيرهما. 589 - أبو عمر الإشبيلي * النحوي: أحمد بن محمد بن حزم الإشبيلي، أبو عمر. من ذرية بني حزم المذحجيين، من قبل أبيه ومن ذرية أبي محمّد اليزيدي الظاهري من قبل أمه. من مشايخه: أبو بكر بن محمد بن طاهر الخدب، وأبو الحسن شريح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "ذكره ابن عبد الملك، وقال: كان أديبًا ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (2/ 777)، أعلام دمشق (20). * بغية الوعاة (1/ 364).

590 - المهلبي الرحاني

ماهرًا في علوم اللسان على الإطلاق، متحققًا بالعربية أخذها عن أبي القاسم بن الرماك وكان يسمه رُفيق النحو, لكثرة مباحثته إيَّاه وحدة أسئلته التي يُوردها عليه". وقال: "وكان متوقد الخاطر، سريع البديهة في نظم الشعر، مكثرًا منه فيما شاء من فنونه، شديد حركة الناظر، حتى شيع عليه أنه يريد الثورة بدعوى المهدي، فامتحن بذلك، وأجاز البحر إلى العُدوة، وأول الفتنة بين اللمتونيين والموحدين، فكان يتطور تارة جنديًا، وأخرى كاتبًا إلى غير ذلك" أ. هـ. من مصنفاته: "رسالة الصول على الباغي والجهول" و "الزوائغ والدوائغ" تابع فيه أبا بكر بن العربي في كتابه المسمى (بالدواهي والسواهي) في الرد على أبي محمد بن حزم. 590 - المُهَلَبي الرحاني * النحوي: أحمد بن عبد المهلي (¬1)، أبو العباس الرحاني. كلام العلماء في: • الوافي: "كان بمصر نحوي يعرف بالمهلبي اسمه علي بن أحمد وكان في هذا العصر فهذا كان هذا فقد وهم النديم في اسمه وإلا فهو غيره، كذا قاله ياقوت في معجم الأدباء" أ. هـ. • إنباه الرواة: "مقيم في مصر بعد الثلاثمائة" أ. هـ. من مصنفاته: "شرح علل النحو" و "المختصر في النحو". 591 - أبو العباس الموصلي * النحوي، المقرئ: أحمد بن محمَّد أبو العباس النحوي الموصلي. من تلامذته: ابن جني في النحو وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان إمامًا في النحو فقيهًا فاضلًا عالمًا بمذهب الشافعي مفتيًا ... وكانت له حلقة في جامع المنصور قريبًا من حلقة أبي حامد الإسفراييني" أ. هـ. • البغية: "يعرف بالأخفش وهو ثاني الأخفشين (¬2) " أ. هـ. من مصنفاته: "تعديل وجوه القراءات السبع" التي جمعها أبو بكر بن مجاهد. 592 - أبو جعفر الطبري * النحوي: أحمد بن محمَّد بن يزداد بن رُستم، أبو ¬

_ * الفهرست (93)، معجم الأدباء (1/ 455)، إنباه الرواة (1/ 129)، بغية الوعاة (1/ 389)، الوافي (8/ 53). (¬1) قلت: قال محقق الوافي: الصفدي ينقل عن ياقوت، وقد تصحف الاسم في طبعة معجم الأدباء فأصبح "البرجاني" وفي الفهرست لابن النديم "الرحابي"، ويفهم من نص النديم أن الرحاني شخص آخر غير المهلبي أ. هـ. * الوافي (8/ 150)، بغية الوعاة (1/ 389). (¬2) قلت: وهو غير الأخافش الثلاثة المشهورين، وإنما هو الثاني بالنسبة إلى تسلسل السيوطي في إبراهيم بكتابه "بغية الوعاة" وبالله التوفيق. * تاريخ بغداد (5/ 125)، وفيه أحمد بن عبد بن يزديار، معجم الأدباء (1/ 457)، إنباه الرواة (1/ 128)، غاية النهاية (1/ 114)، وفيه أحمد بن محمد بن رستم، الوافي (8/ 111)، بغية الوعاة (1/ 387).

593 - ابن العجمي

جعفر الطبري. من مشايخه: حدث عن نصير بن يوسف أبي المنذر النحوي وهاشم بن عبد العزيز صاحبي علي بن حمزة الكسائي. من تلامذته: أحمد بن جعفر بن سلم، وعمر بن محمد بن سيف الكاتب. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قرأتُ في كتاب (الغاية) لأبي بكر بن مهران النيسابوري في القراءات: قرأت على أبي عيسى بكار بن أحمد المقرئ قال: قرأت على أبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبراني، وكان مؤدبًا في دار الوزير ابن الفرات، ووصلنا إليه بالحيل والشقاء، وكان بصيرًا بالعربية حاذقًا في النحو" أ. هـ. • إنباه الرواة: "سمع منه ببغداد في سنة أربع وثلاثمائة، وكان متصدرا لإقراء النحو وإفادة الطلبة" أ. هـ • الوافي: "بصيرًا بالنحو حاذق فيه" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة حاذق ... وكان بصيرًا بالنحو والعربية" ا. هـ. من مصنفاته: "غريب القرآن" و"المقصور والممدود" و "المذكر والمؤنث". 593 - ابن العَجْمي * النحوي: أحمد بن محمود بن محمد بن عبد الله الصدر بن الجمال القيسري القاهري الحنفي، المعروف بابن العجمي. ولد: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان فاضلًا في العقليات شاعرًا كريمًا متلافًا لا يبقى على شيء رحمه الله ... قال العيني: إنه حصل بعض مادة من العلوم يشاور بها الناس ولم يكن جميل المعاشرة ولذا كان أكثر الناس يكرهونه وولي وظائف عدة ولم ينفصل عن واحدة منها بخير ولا شكر، وتولى مشيخة الشيخونية فأخذ من وقفها مقدار سبعين ألفًا ومات وهي في ذمته، وكان الشمس ابن الديري عزره تعزيرًا بالغًا لكلامه في ابن عباس بل أراد المؤيد قتله حين شهد عليه أنه زنديق وما كفه عنه حتى مسطره" أ. هـ. • وجيز الكلام: "بالغ العيني في الغض منه " أ. هـ. • الطبقات السنية: "قال ابن حجر: كان بارعًا، فاضلًا، نحويا، فقيهًا متفننا في علوم كثيرة معروفًا بالذكاء وحسن التصور، وجودة الفهم" أ. هـ وفاته: سنة (833 هـ) ثلاث وثلاثين وثمانمائة. 594 - السيواسي * النحوي، المفسر أحمد بن محمود، شهاب الدين السيواسي. كلام العلماء فيه: • قلت: ذكره صاحب كتابًا النحو وكتب ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 208)، الضوء (2/ 223)، وجيز الكلام (2/ 510)، بغية الوعاة (1/ 390)، الشذرات (9/ 295)، الطبقات السنية (2/ 103)، النجوم (14/ 333). * كشف الظنون (5/ 118)، أرخ وفاته 5803، إيضاح المكنون (1/ 599)، الأعلام (1/ 254)، معجم المفسرين (1/ 78)، معجم المؤلفين (1/ 305).

595 - القرماني

التفسير" د. إبراهيم عبد الله رفيدة في (2/ 1007) ضمن المرحلة الخامسة من مراحل كتابه هذا في التفكير النحوي لكتب التفسير، والتي قال فيها الدكتور رفيدة: (تمثل هذه المرحلة -بوجه عام- مرحلة التبعية والركود في التفكير الإِسلامي كله وهي مرحلة طويلة تمتد في العصر الحديث". ثم قسمها الدكتور رفيدة إلى عدة أقسام لبيان سماتها، على أنها -أي هذه المرحلة-: ضعف في اللغة العربية وذبول آدابها، ينقل مفسرو هذه المرحلة غالب ما في تفاسيرهم من إعراب واحتجاج للقراءات الكتب الأصلية والاكتفاء بها. والاعتماد في هذه المرحلة على التفاسير السابقة أو باختصارها أو جمعها في تفسير واحد، وسيادة أسلوب التحشية على بعض التفاسير بالشرح والتعليق والإضافة والتصحيح لما يحتاج إلى نقد أو استدراك وإلى غير ذلك، مع الإقلال من ذكر القراءات وتوجيهها، ونقد من نقد القراءات السبعة على الخصوص. ثم قال رفيدة: ونستطيع بعد ذلك أن نجعل تفاسير هذه المرحلة في اتجاهين: 1 - اتجاه البيضاوي ومنهجه، في الاعتماد على تفسير سابق. 2 - اتجاه التحشية والتعليق على بعض تفاسير السابقين (¬1) أ. هـ. مختصرًا. ويعد الذي ذكرنا من بيانه سمات هذه المرحلة تكلم الدكتور رفيدة حول التفاسير وكان أولها تفسير السيواسي "عيون التفاسير للفضلاء السماسير"، تكلم فيه الدكتور حول إمكانيته النحوية البسيطة وعدم اهتمامه بها وبالقراءات أيضًا، مع ذكر بعض المواضع التي تكلم فيها السيواسي على ذلك. ثم قال رفيدة: "وأنا إنما أناقش أسلوب السيواسي واستدلاله لتقرير رأيه، وما أخطأ فيه، وأما ما اتجه إليه من نقد ناقدي القراءات عرفنا أنه الاتجاه السائد في هذه المرحلة، وهو الاتجاه المرضي ثم إن تفسير السيواسي من التفاسير العامة التي لا يميزها لون معين" أ. هـ فائدة، من أقواله: قال صاحب كشف الظنون: "ذكر في تفسيره: أن العلماء صنفوا تفاسير بعبارات رائعة، لكن الاطلاع لبعض الطلاب صعب منها لدقة مسالكلها، فالتجأت إلى الله أن انتخب منها تفسيرا مختصرًا قريبًا من التفاؤل وافيًا تيسيرًا لكل طالب فيهم" أ. هـ. وفاته: سنة (860 هـ) ستين وثمانمائة. من مصنفاته: "عيون التفاسير للفضلاء السماسير" و"رسالة النجاة من شر الصفات" و"شرح المصباح" في النحو. 595 - القَرَماني * المفسر: أحمد بن محمود الأَصم الأرندي، القرماني الحنفي. ¬

_ (¬1) "النحو وكتب التفسير": (2/ 1005) للدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة، منشورات المنشأة الشعبية، الطبعة الثانية (1981 م). وأصل الكتاب رسالة الدكتوراه له. * كشف الظنون (1/ 456)، هدية العارفين (1/ 145)، معجم المفسرين (1/ 79).

596 - كريم

كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الحنفية، من أهل قرُمان (في وسط تركيا الآسيوية)، واسمها القديم لاندة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (971 هـ) إحدى وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" إلى سورة المجادلة في اثني عشر مجلدًا. وقال في كشف الظنون: لم يكلمه. 596 - كُريِّم * النحوي، اللغوي: أحمد بن محمود بن عبد الكريم المعروف بكُريم. ولد: سنة (1243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: صالح النيفر، وأحمد بن الخوجة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عنوان الأريب: " .. عصامي في سيادته ... وكان فقيهًا متضلعًا في العلوم فصيحًا آية في الرياضة عند الأقراء، حسن الأخلاق، سليم الصدر، لين الجانب، حسن المحاضرة، بشوشًا يميل للفكاهة ... ومن شعره: ومنه مخمسًا ارتجالًا لأبيات ثلاثة أنشدها بعض الأدباء عند زيارته شريح السيدة المنوبية (1305 هـ) بمحضر صاحب الترجمة: هذا مقام فضله لا يجحد ... قد كان فيه نشأتي والمولد فاخضع وقيل إن زرته يا أحمد ... يا ستتي عند النوائب تقصد أنت التي في المكرمات لك اليد ... أنت الطبيبة للورى من كل دا أنت التي جردت سيفك للعدى ... يا منيتي أنت المجيبة للندا طافت بك الزوار تلتمس الندى ... فتفضلي كرمًا فأنت المقصد هذا عبيد قد أتى لك طائعا ... في مطلب قد كان عنه ضائعًا متوسلًا متبتلا متواضعًا ... (نوبي على جمع أتى لك خاضعًا) (لا زلت عائشة وضدك يفقد) ومنه يمدح شيخه الأستاذ الملاذ الغوث الشيخ أبا العباس سيدي أحمد التجاني نفعنا الله به وأنشدها بضريح سيدي إبراهيم الرياحي: تالق غريبًا فهيج أشجاني ... وذكرني عهدًا به الله نجاني نجوت بنور الله من ظلمة الهوى ... وكان بنور الله يمني وإيماني ¬

_ * عنوان الأريب (2/ 141)، الزيتونة (4/ 160)، تراجم الأعلام (105)، معجم المؤلفين (1/ 305)، الأعلام (1/ 255)، مشاهير التونسيين (69).

597 - الشيرازي

ونور رسول الله أحمد شاهد ... على سره الساري لأحمد تجاني سمي رسول الله هو ابن سميه ... شبيه رسول الله من خير عدنان غياث الورى غيث الأنام وغوثهم ... وملجا مضطر ومنجى لذا الجاني له الرتبة الشماء في كشف معضل ... له الإذن والتصريف في الإنس والجان ختام نظام الأولياء بأسرهم ... وفي طي هذا الختم نشر بتبيان فحدث كما قد شئت عنه ولا تمن ... إذا قلت هذا الفرد ليس له ثان إليك أبا العباس ألقيت مقودي ... عسى نفحة منكم تؤكد إذعاني فاغدو إلى تلك الموارد واردًا ... وأبني على تلك المعارف بنياني وأنشد في تلك الأباطح والربا ... قلائد در لا قلائد عقيان بأمداح من أسدى إلينا طريقة ... لسالكها جنات روح وريحان تحاك على منوال شرع محمد ... بنص حديث أو بمحكم قرآن وتامر بالإحسان في كل حالة ... وتنهى عن الفحشاء واللهو بالفاني طريقة عباد رفيع مقامهم ... كصاحب هذا القبر في رفعة الشأن عليه سلام الله ما قال منشد ... حنانيك حب الشيح يا صاح أضناني • مشاهير التونسيين: "شرع في طلب العلم بجامع الزيتونة، ثم انتصب للتدريس بالجامع الأعظم، وكان من أكثر علماء عصره اشتراكًا في الحياة العامة، تقلد مشيخة الإِسلام خلفًا عن العلامة أحمد بن الخوجة" أ. هـ. وفاته: (1315 هـ) خمس عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "نسيم السحر في تفسير ما أعرب الأزهري من السور" و "مزاهر المواكب على زواهر الكواكب" في النحو. 597 - الشيرازي * المفسر أحمد بن مرتضى الحسني -وقيل الحسيني- الشيرازي. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "وهو من أسرة السادة آل مجد الأشراف بشيراز الذين بيدهم تولية بقعة السيد أحمد ابن الإِمام موسى الكاظم، المعروف بشاه براغ، كان عالمًا فاضلًا ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، من علماء الشيعة الإمامية ... " أ. هـ. ¬

_ * أعيان الشيعة (10/ 135)، معجم المفسرين (1/ 79)، معجم المؤلفين (1/ 306).

598 - البلدي الخباز

وفاته: سنة (1126 هـ) ست وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن". 598 - البَلَدي الخَبَّاز * المقرئ: أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب بن مسرور بن أحمد أبو نصر البَلَدي الخباز البغدادي. ولد: سنة (361 هـ) إحدى وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن منصور بن عبد بن منصور القزاز، وعمر بن إبراهيم الكتاني وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر بن سوار، وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان من أئمة هذا الشأن" أ. هـ • الوافي: "قرأ وحدث خلط في بعض سماعاته" أ. هـ • غاية النهاية: "شيخ جليل مشهور" أ. هـ وفاته: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة، وله نيف وثمانون سنة. من مصنفاته: "المفيد" في القراءات السبع. 599 - أبو العباس الشافعي * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن مسعود بن محمد، أبو العباس الأنصاري الخزرجي القرطبي الشافعي. من تلامذته: أبو الفتح مسعود بن أبي الفضل النقاش الحلبي وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "قال: قال لي عبد بن عربد النحوي: كان أبو العباس رحمه الله، حديد النظر، سديد الفكر، عجيب الفقر، عجيب السير، حسن التبحر في العلوم سليم التصور فيما يبدي من المنثور والمنظوم، جيد الفكاهة، متزيد النزاهة، لطيف الشمائل، طريف المخايل، لم أرَ في علماء عصره ومعشره أتم من بحثه ولا أدق من نظره ... تفقه على مذهب الشافعي، وكان متفننًا في عدة علوم عارفًا بالحساب والفرائض عالمًا بتفسير القرآن العزيز والحديث والأهول واللغة والنحو والعروض وأنواع الأدب وكان ينظم شعرًا جيدًا" أ. هـ وفاته: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة، وقيل (603 هـ) ثلاث وستمائة. من مصنفاته: "القوانين في أصول الدين" وكتاب في النحو، و"الاختيار في علم الأخبار". ¬

_ * معرفة القراء (1/ 414)، تاريخ الإسلام (وفيات 442) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 137)، الوافي (8/ 178)، لسان الميزان (1/ 416)، معجم المؤلفين (1/ 307). * بغية الطلب (3/ 1141)، البداية (13/ 46)، نفح الطيب (3/ 357)، قديم معجم المفسرين (1/ 79)، معجم المؤلفين (1/ 308) معجم الأطباء (125).

600 - طاشكبري زاده

600 - طاشْكبُري زاده * المفسر: أحمد بن مصطفى بن خليل أبو الخير, عصام الدين طاشكبري زاده. ولد: سنة (901 هـ) إحدى وتسعمائة. من مشايخه: والده، ومحمد الفوجوي، ومحمد الشهير بميرم جلبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • العقد المنظوم: "كان المولى مصلح الدين المزبور من العلماء الأعيان توفي وهو مدرس بإحدى المدارس الثمان بعد ما كان قاضيًا بحلب ولما خلص المرحوم من ربقة الصبا فانتظم في سلك أرباب الحجر والحجا وفرق الغث عن السمين وميز الكاسد عن الثمين، قام على أقدام الإقدام وشمر عن ساق الجد والاهتمام في تحصيل المعارف والفضائل وإتقان المقاصد والوسائل ... عرضت له عارضة الرمد فأضرت عيناه وعميت كريمتاه فكان مصداق ما ورد في الأثر إذا جاء القضاء عمي البصر، فاستعفى عن المنصب واستتاب عن سوالفه واشتغل بتبييض بعض تواليفه ... قال واحد من أعيان تلاميذه حضرت طعامه ليلة من ليالي شهر رمضان وهو مدرس بالقلندرية وكان من عادته أن يدعو طلبته في كل ليلة من ليالي شهر رمضان فقال إني منذ توليت اسحاقية اسكوب جعلت لنفسي عادة وهي أن أكتب في كل سنة نسخة من تفسير البيضاوي وأبيعها بثلاثة آلاف درهم وأنفق ذلك المبلغ على طعام الطلبة في ليالي رمضان وسمعت من الثقات أنه قال اتصلت ببعض المشايخ الصوفية وحصل لي بسببه الحمد لله تعالى بعض ما أشتاقه من نفائس السلوك وقد اتفق لي انسلاخ كلي وفارقت بدني كل المفارقة فبينا أنا على تلك الحالة إذ دخل وقت الظهر فقصدت التوضؤ للصلاة فلم أقدر على تحريك القالب واستعماله فيه حتى ذهب وقت الظهر ثم وقت العصر وأنا على تلك الحالة ثم عدت على حالتي الأولى" أ. هـ • قلت وقد ذكر صاحب "تراجم الأعيان" السبب فيما حصل له من رمدٍ ومن بعدهِ العمى الذي انتهى إليه حاله، فقال بعد ما أثنى عليه ثناءًا طويلا: "وتولى قضاء بروسة المحروسة فاتفق أنه ضرب فيها رجلًا من عسكر السلطان، وأظنه من حاملي السلاح للسلطان، فثار الجند عليه وقصدوا قتله, فما نجا منهم إلا بعد جهدٍ جهيد, ورأى رحمه الله تعالى أن المبادرة إلى ضرب الجندي المذكور كانت من ضيق عضه بسبب أكله للتركيب المشهور المسمى يومئذ بالبرش (¬1)؛ لأنه ¬

_ * الشقائق النعمانية (325)، العقد المنظوم (336)، تراجم الأعيان (1/ 73) الشذرات (10/ 514)، كشف الظنون (1/ 11 و 37)، إيضاح المكنون (1/ 134)، هدية العارفين (1/ 143)، البدر الطالع (1/ 121)، معجم المفسرين (1/ 79)، الأعلام (1/ 257)، معجم المؤلفين (1/ 308)، مفتاح السعادة - مقدمة المحقق، والجزء الثالت منه. (¬1) تركيب مخدر كالأفيون، وأفادني الأمير جعفر الحسني =

عند انفصال حرارته يوجب للمرء ضيقًا عجيبًا إلى الغاية. فحلف يمينًا مغلظة أنه لا يأكل البرش بعد ذلك اليوم، وهذا أمرٌ مخالف للقاعدة العقلية، وما ذاك إلا أن عادة البرش توجب المداومة على أكله ويتكلف آكله كلفة كبيرة، حتى يستطيع تركه. وأغلب ما يكون ذلك بالتناقص من غير ضرر. وأنشد له بعضهم متمثلًا: إن تكن عازمًا على قبض روحي ... فترفق بها قليلًا قليلًا فما طاوع على أكله بعد اليمين أبدًا، فلزم من ذلك نزول المواد الرطوبية على عينيه؛ لأن أكل البرش كان يحبس المواد عن النزول لما فيه من التجفيف. فلم يزل ذلك يتزايد إلى أن أوجب له العمى، وهو قاضٍ حينئذ بقسطنطينية المحمية، فلزم بيته مسلمًا لأمر القضا، تاركًا منصب الحكم والقضا. وعاش بعد ذلك مدة طويلة، صنف فيها كتبًا جليلة" أ. هـ • معجم المفسرين: "مؤرخ، مشارك في كثير من العلوم تركي الأصل، مستعرب، ولد في برومة وتعلم في أنقرة والآستانة وأماسية ثم تنقل في المدن التركية مدرسًا ثم ولي القضاء بالقسطنطينية وحلب ... " أ. هـ • قلت: لأهمية كتاب طاشكبري زاده (مفتاح السعادة)، ومع ما يحتويه من علوم أوردها صاحب الترجمة سوف نورد ما قاله محقق الكتاب وبعضًا مما قاله هو فيه. فمما قاله محقق كتاب (مفتاح السعادة) في مقدمة التحقيق: "ولقد كان المؤلف حنفي المذهب، صوفي النزعة والسلوك، منكبًا على العلم، عزوفًا عن طلب الدنيا، متواضعًا جم التواضع، يعطى كل ذي حق حقه، غير متحيز ولا متعصب. ولتكن هذه ترجمة للعلامات البارزة في حياته، أما بقية سماته وصفاته فسوف نجعلها جزءًا من معالجتنا لمفتاح السعادة، ذلك أن الكتاب يعتبر بحق مرآة للرجل انعكست عليها كل صفاته العلمية والشخصية والمزاجية، وبذلك يصعب فصلها عن الكتاب، فلنقلب -إذن- صفحات كتابه لعلنا نجد فيها حديثًا صدقًا عن المؤلِّف والمؤلف. ولن يفوتنا -بإذن الله- بعد أن نقيم الكتاب، أن نعرج على تصنيف العلوم عند العرب، فليس ثمة مناسبة أوفق من هذه لتناول هذا الموضوع البكر، وإذا لم يتسع المجال لتفصيله كل التفصيل فلعلنا نوفق إلى إلقاء بعض الضوء على هذا الموضوع، عملًا بالمثل القائل: ما لا يدرك كله لا يترك كله. والله الموفق للسداد" أ. هـ قال المحقق حول مصنفه (مفتاح السعادة)، وما أتبعه فيه طاشكبري زاده من تقسيمه وأبوابه وفروعه، وما إلى ذلك من علوم وتراجم لعلماء تلك العلوم وأقوالهم، وخاصة ما يتعلق بعلماء المذهب الحنفي، فقال ما نصه: "ولما كان المؤلف حنفي المذهب فقد توسع في ترجمة أبي حنيفة حتى لقد قسم هذه الترجمة إلى مطالب. ثم ذكر الكثير من تراجم الحنفية، وقد فعل نفس الشيء ¬

_ = أن الصيادين كانوا يمزجونه مع الطعام ويقدمونه للطيور لتخديرها وصيدها وانظر: Dozy, sup. Dict, Arabe 171 ولم أجد الكلمة في كتب المفرات أ. هـ. انظر هامش تراجم الأعيان.

بالنسبة لأصحاب المذاهب الأربعة، إلا أنه توسع في تراجم الشافعية تبركًا بهم على حد تعبيره. ومما يجدر ذكره أن الكتاب قد ضم تراجم لعلماء آسيا الصغرى وذكر مؤلفاتهم وهو بهذا يعطينا صورة للحياة العقلية في هذا الجزء من الدولة الإِسلامية في عهد الدولة العثمانية، والكثيرون منهم شاهدهم المؤلف بنفسه وخالطهم وترجم لهم في حياتهم وتتلمذ على البعض منهم. وتلك لعمر فالحة وفاء خليقة بأن تصدر عن مثل أحمد بن مصطفى الرجل الوفي الدين لتواضع الذي يعترف بالفضل لأصحابه. ولقد ذكرنا من قبل أنه ألف كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية فيما بعد في سنة (965 هـ) لكي يؤدي هذا الغرض بصورة أفضل ولعله حين ألف كتاب مفتاح السعادة لم يكن قد انتوى بعد أن يؤلف الكتاب الأول وخاصة أنه ألف مفتاح السعادة قبل الشقائق بسبعة عشر منة. فتاريخ هذا الكتاب هو كما صرح به في صفحة (328) من الجزء الأول سنة (948 هـ). وتتجلى غلبة النزعة الصوفية على المؤلف في أمرين: أولًا: الترجمة الوافية التي عقدها للإمام الغزالي في الجزء الثاني باعتباره أحد الشافعية. ثانيًا: أنه خصص الجزء الثالث من الكتاب كله وهو مجلد ضخم يقارب ستمائة صفحة - خصصه لعلوم التصوف، ولقد لخص في هذا الجزء تلخيصًا وافيًا كتاب إحياء علوم الدين للغزالي وإن لم يصرح بذلك: فرؤوس الموضوعات وتقسيم شعب الدوحة السابعة هي عند الغزالي، كما أن عبارات الغزالي ترد بنصها في أماكن كثيرة، حتى لقد شكك البعض نسبة تأليف هذا الجزء إلى صاحبنا؛ وأيد ذلك حينًا أن المخطوطة التي اعتمد عليها ناشرو دائرة المعارف العثماثية بحيدر آباد لم نكن تشتمل على هذا الجزء الثالث، ولذلك طبع من مخطوطة أخرى وجدوها في لندن بعد طبع الجزأين الأول والثاني بما يقارب الثلاثين سنة" أ. هـ وبعدما ذكر المحقق ما يتصف به كتاب (مفتاح السعادة) وأهميته لكونه أحد الكتب التي ألفها قبل وفاته وهو سابق في التأليف عن كتابه (الشقانق النعمانية) لذلك ذكر المحقق تقسيمات هذا الكتاب -أي مفتاح السعادة- ونهج مؤلفه فيه، فأخذ المحقق يدرس قسمًا قسمًا أو ما يسميها طاشكبري زاده (دوحة) ومن أراد المعرفة وزيادة العلم فليراجع مقدمة الكتاب ... وبالله التوفيق. وبعد: ننقل إليك بعض ما ذكره طاشكبري زاده في كتابه "مفتاح السعادة" ما يوضح منهجه الديني والعقائدي، مع العلم أن أغلب الحنفية، وخاصة المتأخرين منهم -كموقف طاش كبري زاده- وخصوصًا الأتراك الروم منهم، الذين اتبعوا المذهب الحنفي، كانت تتصف عقائدهم بالماتريدية، والسلوك الصوفي، وما خالط ذلك السلوك من المعتقدات المنحرفة. ونذكر الآن منهج المترجم له الصوفي في السلوك والعبادة وما يدعو إليه: قال في (3/ 16) حول المكاشفة: "وأما علوم المكاشفة: فمعرفة ذات الله سبحانه وتعالى

وصفاته وأفعاله وحكمته، ومعرفة معنى النبوة والنبي، ومعنى الوحي والملائكة والشياطين، ومعرفة الجنة والنار وعذاب القبر والصراط والميزان والحساب، ومعنى لقاء الله والنظر إلى وجهه الكريم، ومعنى القرب منه والنزول في جواره، إلى غير ذلك من الأحوال، بأن يرتفع الغطاء ويتضح جلية الحق اتضاحًا يجري مجرى العيان الذي لا يشك فيه، وهذا ممكن في جوهر الإنسان، وإنما يشغل عنه كدر قاذورات الدنيا، فهذا صقل القلب عنها يتجلى له تلك العلوم بلا شك، ويتلألأ فيه أنوار تلك الحقائق لا محالة، وهذه العلوم لا تسطر في الكتب، ولا يتحدث بها إلا عن يعرفها، فلا تحقروا عالمًا آتاه لله علمًا، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ آتاه إياه. قال بعض العارفين: عن لم يكن له نصيب من هذا العلم -يعني علم المكاشفة- أخاف عليه سوء الخاتمة، وأدنى النصيب منه التصديق به وتسليمه لأهله، وقال آخر: من كان فيه خصلتان لم يفتح له بشيء عن هذا العلم، وهما: البدعة والكبر، وقيل: عن كان محبًا للدنيا ومصرًا على هوى لم يتحقق به، وقد يتحقق بسائر العلوم، وأقل عقوبة عن ينكره أن لا يرزق منه شيئًا، وهو علم الصديقين والمقربين". وفي (3/ 24) حول قواعد العقائد: "وهي أصل الأصول ومبنى الإسلام ومقدمة جميع الأحكام، ومبناها تصحيح كلمتي الشهادة وتفصيلهما، ويرجع إلى معرفة المبدأ والمعاد. ولما كان تفصيلها خارجًا عن طرق هذا الكتاب، وصارت كتب السلف مشحونة بها، ضربنا عن ذلك صفحًا والله الموفق. وإجمال هذا الكلام أن هذا الركن من الإِسلام على أربعة أركان، كل ركان عشرة أصول. الركن الأول: معرفة الله عَزَّ وَجَلَّ، ومداره على عشرة أصول؛ وهي العلم بوجود الله تعالى وقدمه وبقائه، وأنه ليس بحوهر ولا جسم ولا عرض، وأنه ليس مختصًا بحهة. الركن الثاني: في صفاته، وهي أيضًا عشرة أصول، وهي: العلم بكونه حيًّا عالمًا قادرًا مريدًا سميعًا بصيرًا متكلمًا، متنزهًا عن حلول الحوادث، وأنه قديم الكلام والعلم والإرادة. الركن الثالث: في أفعال الله تعالى ومداره أيضًا على عشرة أصول؛ وهي: أن أفعاله مخلوقة له تعالى، وأنها مكتسبة للعباد، وأنها مرادة لله تعالى، وأنه متفضل بالخلق، وأنه له تعالى تكليف ما لا يطاق، وله إيهام البري، ولا يجب عليه رعاية الأصلح، وأنه لا واجب إلا بالشرع، وأن بعثة الأنبياء جائزة، وأن نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثابتة لا مؤيدة بالمعجزات. الركن الرابع: في السمعيات ومداره أيضًا على عشرة أصول؛ وهي: إثبات الحشر وعذاب القبر وسؤال منكر ونكير والميزان والصراط وخلق الجنة والنار وأحكام الإمامة. وإذا عرفت هذا الإجمال فاطلب تفاصيلها من كتب القوم. والغرض بيان عقيدة أهل السنة، وأنهم بأي عقيدة يمتازون عما عداهم من أهل البدع والأهواء. نسأل الله كمال اليقين والثبات في الدين، لنا ولكافة المسلمين، والله تعالى يسددنا بتوفيقه، ويهدينا إلى الحق وتحقيقه، بمنه وسعة جوده" أ. هـ

• قلت: ومن الركن الأول والثاني يتضح للقارئ الكريم أنه قد تكلم في صفات الله عز وجل التي تكلم بها الأشعرية والماتريدية، على الرغم أن هذين المذهبين لم يختلفا في تلك الصفات السبعة (العلم، والإرادة، والبقاء .. ) الخ في تأويلها إلا في أمور دقيقة يطول الكلام فيها، ولكن من حدد القول في صفات الله تعالى وخاصة تلك الصفات السبعة التي أولها الأشعرية والماتريدية، يكون قد سلك مسلكهم إلا إذا كان في تبيين الخطأ والانحراف في صفات الله تعالى، كما فعل شيخ الإِسلام ابن تيمية ومن بعده تلميذه ابن القيم، ومجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعًا. ثم تحدث عن زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال في (3/ 93): "يقف عند رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين القبر والأسطوانة اليوم، وليستقبل القبلة، وليحمد الله ويمجده، وليكثر من الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يقول اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} اللهم إنا قد سمعنا قولك وأطعنا أمرك، وقصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وما أثقل ظهورنا من أوزارنا، تائبين من زللنا معترفن بخطايانا وتقصيرنا، فتب اللهم علينا وشفع نبيك هذا فينا، وارفعنا بمنزلته عندك وحقه عليك، اللهم اغفر للمهاجرين والأنصار، واغفر لأخواننا الذين سبقونا بالإيمان. اللهم لا تجعله آخر العهد من قبر نبيك ولا من حرمك يا أرحم الراحمين. ثم ليأت الروضة ويصلي فيها، ويكثر من الدعاء ما استطاع، وليدع عند المنبر، ويستحب أن يضع يده على الرمانة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده عليها عند الخطبة. ويستحب أن يزور يوم الخميس قبور الشهداء بأحد، فيصلي الغداة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يخرج ويعود إلى المسجد لصلاة الظهر، فلا يفوته فريضة جماعة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ويستحب أن يخرج كل يوم إلى البقيع بعد السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويزور قبر عُثمَان وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب، وفيه أيضًا قبر علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمَّد، ويصلي في مسجد فاطمة رضي الله عنها وعنهم، ويزور قبر إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقبر صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك كله بالبقيع". وأما قوله في السماع والوجد والغناء فذكر الإباحة فيه، وما يمكن فعله على درجات وإليك نصه (3/ 285): "اعلم: أن أمر الحرمة لا يعرف بمجرد العقل بل بالسمع، إما بالنص وهو ما أظهره - صلى الله عليه وسلم - بقوله أو فعله، أو بالقياس، فإن لم يوجد فيه نص لم يوجد فيه قياس بطل القول بتحريمه وبقي كسائر المباحات. ثم نقول: وقد دل النص والقياس جميعًا على إباحته، أما القياس فهو: أن السماع سماع صوت طيب موزون مفهوم المعنى محرك القلب، فالوصف الأعم أنه صوت طيب. ثم هو إما موزون أو غيره، ثم الموزون إما مفهوم أو غيره. فهذه درجات: الدرجة الأولى: الصوت الطيب من حيث هو

طيب، فلا يحرم بل حلال بالنص والقياس، أما القياس فهو: أنه يرجع إلى تلذذ حاسة السمع بإدراك ما هو مخصوص به، وهي إما مستلذة كصوت البلابل، أو مستكرهة كنهيق الحمار، فكما لا حرمة في مستلذات سائر الحواس فكذا فيه، كالألوان الخضر في البصر والأطعمة الحلوة في الذائقة. وأما النص فقوله مع بلادة طيبة يتأثر بالحداء حتى تستخف معه الأحمال الثقيلة وتمد أعناقها إلى جانب الصوت، ويترك الماء والعلف بين يديه مع شدة جوعه وعطشه، وربما تتلف نفسها في شدة السير. وقد نقل أن الطيور كانت تقف على رأس داود لاستماع صوته. ومهما كان النظر في السماع باعتبار تأثيره في القلوب, لم يجز أن يحكم مطلقًا بإباحته وحرمته بل يختلف ذلك باختلاف أحوال القلب، قال أبو سليمان السماع: لا يجعل في القلب ما ليس فيه لكن يحرك ما هو فيه. وإذا عرفت هذا، فاعلم: أن مواضع الغناء لا تخلو عن سبعة. الأول: غناء الحجيج بالطبل والشاهين في وصف الكعبة والمقام والحطيم وزمزم وسائر المشاعر ووصف البادية، وهو يهيج الشوق إلى حج البيت الحرام، وانشعاله إن كان ثمة شوق حاصل، والحج محمود، والشوق وما يبعثه من الطريق المباح محمود لا محالة، ومن هذا القبيل الأشعار التي ينشدها الواعظ للترغيب والترهيب. الثاني: ما يعتاده الغزاة لتحريض الناس على الغزو وذلك أيضًا مباح، لكن يخالف ألحان الحاج؛ لأن لك للترغيب والتشويق وهذا للتشجيع واستحقار النفس والمال, والأشعار المشجعة مثل قول المتنبي: فإن لا تمت تحت السيوف مكرمًا ... تمت وتقاسي الذل غير مكرم وقوله: يرى الجبناء أن الجبن حزم ... وتلك خديعة النفس اللئيم وأمثال ذلك. فهذا أيضًا مباح في وقت يباح فيه الغزو، ومندوب إليه في وقت استجابة. الثالث: الجزيات في اللقاء بالعدو، والغرض منه تشجيع النفس والأنصار، وفيه التمدح بالشجاعة والنجدة، وذلك إذا كان بلفظ رشيق وصوت طيب وإن أوقع في النفس. وذلك إما مباح أو مندوب إليه محسب إباحة القتال أو ندبه، ومحظور إذا كان في قتال المسلمين وأهل الذمة، وكل قتال محظور لأن الداعي إلى المحظور محظور، وذلك منقول عن شجعان الصحابة كعلي وخالد رضي الله عنهما وغيرهما. ولذلك يمنع من الضرب بالشاهين في معترك الغزاة؛ لأنه مجلل عقدة الشجاعة لكون صوته مرفقا محزنا، فمن فعله القوى ليفتر عن القتال المندوب فهو عاص، وعن القتال الحرام فهو مطيع. الرابع: أصوات النياحة ونغماتها المهيجة للحزن والبكاء، فذلك مذموم إن كان على الأموات للنهي عن التأسف على ما فات، وأما الحزن على تقصيره في أمر دينه وبكاؤه على خطاياه

والتباكي والتحازن عليه, -كما فعله داود عليه السلام- فمحمود، حتى كانت الجنائز تحمل من مجلس نياحته - عليه السلام -، ولهذا لم يحرم البكاء والتباكي على الذنوب من الوعاظ وأرباب التذكير. الخامس: السماع في أوقات السرور تأكيدًا له وتهييجًا له، وهو مباح إن كان السرور مباحًا: كالغناء في أيام العيد والعرس وقدوم الغائب وولادة الولد والوليمة والعقيقة وعند الختان وحفظ القرآن، إذ كان ما جاز السرور به جاز إثارة السرور فيه، ويدل على جوازه إنشادهم بالدف والألحان عند قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ... وجب الشكر علينا، ما دعا لله داع وقوله - صلى الله عليه وسلم - عند منع أبي بكر جاريتين تدففان وتضربان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد. وكذا نظر عائشة إلى الحبشة يلعبون في المسجد، والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها يسترها بردائه وغير ذلك، فهذه المقاييس والنصوص تدل على إباحة الغناء والرقص والضرب بالدف واللعب في أوقات السرور كلها قياسًا على يوم العيد مما يجوز الفرح به شرعًا. ومنه: الفرح بزيارة الإخوان ولقائهم واجتماعهم على طعام أو كلام، فهو أيضًا مظنة السماع. السادس: سماع العشاق تحريكًا للشوق وتهييجًا للعشق وتسلية للنفس، فإن كان في مشاهدة المعشوق فالغرض تأكيد اللذة، وإن كان مع بالمعرفة لا يعرف غير الله، إذ ليس في الوجود تحقيقًا إلا الله وأفعاله، فكانت محبته مقصورة على الله غير مجاوزة إلى سواه، فكان اسم العشق على حب غيره مجازًا محضًا لا حقيقة له. نعم إن الناقص القريب في نقصانه من البهيمة قد لا يدرك لفظة العشق إلا طلب الوصال، الذي هو عبارة عندهم عن تماس ظواهر الأجسام وقضاء شهوة الوقاع، فمثل هذا الحمار ينبغي أن لا يستعمل معه لفظ العشق والوصال والأنس، إذ الأفهام الفاسدة السقيمة لا تدرك من الألفاظ إلا ما يلائم طباعها، فاستعمل معه ما يوافق طبعه من لفظ الكمال والتلذذ كمعرفته وأمثال ذلك". وقال في السماع المحرم (3/ 292): "في مواضع حرمة السماع وأنها خمس عوارض. الأولى: السماع من المحرم النظر إليها والأمرد، فيحرم السماع لا لنفسها بل لمجاورها. والثانية: في الآلة، بأن تكون من شعائر الشرب أو المخنثين: كالمزامير والأوتار وطبل الكوبة، وما عدا ذلك يبقى على الإباحة: كالدف وإن كان معه الجلاجل، وكالطبل والشاهين والضرب بالقضيب وسائر الآلات. الثالثة: في نظم الصوت وهو الشعر؛ فإن كان من الخنا والفحش واللذة والهجو فسماع ذلك حرام بألحان وغير ألحان، والمستمع شريك القائل، وكذلك ما فيه وصف امرأة بعينها. وأما هجاء الكفار وأهل البدعة فذلك جائز، وقد فعله حسان في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأما التشبيب وهو: النشيد بوصف الخدود والقدود والأصداع وسائر أوصاف النساء ففيه

نظر، والصحيح جوازه إن لم ينزله على معينة ونزله على من تحل له من زوجته وجاريته، ومن نزله على أجنبية فهو عاص بهذا التنزيل، ومن هذا حاله ينبغي أن لا يحضر مجلس السماع. وأما الذي يغلب على قلبه حب الله تعالى يتذكر بسواد الصدغ مثلًا ظلمة الكفر، وبنضارة الخد نور الإيمان, ويذكر الوصال لقاء الله ويذكر الفراق الحجاب عن الله في زمرة المرددين، ويذكر الرقيب المشوش قروح الوصال عوائق الدنيا وآفاتها المشوشة لدوام الأنس بالله، ولا يحتاج في تنزيل ذلك عليه إلى استنباط وتفكر ومهلة، بل تسبق المعاني الغالبة على القلب إلى فهمه مع اللفظ، حتى إن ما فهمه ربما لا يوافق مراد الشاعر. الرابعة: المستمع، أن يكون شابًّا تكون الشهوة غالبة عليه، فالسماع حرام عليه، وإن لم يكن فيه حب شخص معين. الخامسة: أن يكون المستمع من العوام، ولم يغلب عليه حب الله فيكون السماع له محبوبًا، ولا غلبت عليه الشهوة فيكون محظورًا، ولكنه أبيح كسائر اللذات المباحة، إلا أنه بالمداومة يصير لهوًا ترد شهادته، وبالإصرار يصير كبيرة، ونظير ذلك اللعب بالشطرنج عند الشافعية؛ لأن مداومته مكروهة كراهة شديده وإن كان أصله مباحًا، إذ كم من مباح يصير إكثاره حرامًا، كالخبز المباح إكثاره حرام بأن يجاوز حد الشبع. وأما ما ورد من الأخبار والآثار الدالة على حرمة الغناء: فأما لعوارض محرمة كما ذكرناه، أو يحمل على الهرب عن تمتع الدنيا، أو يحمل على حرمة الأوتار، أو على سماعه عند اشتغاله بما هو أولى منه من ذكر الله تعالى، وذكر صفاته وأفعاله وأمثال ذلك. وأكثر استعمال السلف الغناء في أصوات القيان من الجواري الحسان، ولذلك قال الجنيد: الغناء رقية الزنا ومن أتقن ما ذكرناه من القواعد سهل عليه تأويل أمثال ذلك". • قلت: ومن أراد التوسع في معرفة منهجه الصوفي والسلوكي فليراجع المجلد الثالث من كتاب (مفتاح السعادة) أيضًا، فإنه يذكر العبادات وبواطنها، وكيف التوصل إلى تلك البواطن والأذكار، وما يوجب فيه وما يقال منه، وغير ذلك مما يوضح المذهب الصوفي لديه وسلوكه فيه ... والله أعلم. وقال صاحب كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الألهية" (¬1) (1/ 317 - 318): "كان مع جلالته لامامته في العلوم، صوفيًا خرافيًا، فقد شهد على نفسه بترك صلاتي الظهر والعصر لأجل شطحات التصوف التي أحاطت به، فاستمع إلى ما يقول هو عن نفسه: اتصلت بالصوفية، وحصل لي من نفائس السلوك، وقد اتفق لي انسلاخ كلي، وفارقت بدني كل المفارقة، فبينا أنا على تلك الحالة إذ دخل وقت صلاة الظهر، فقصدتُ التوضؤ للصلاة، فلم أقدر على تحريك القالب حتى ذهب وقت صلاة الظهر والعصر، وأنا على تلك الحالة ... أ. هـ "نقلًا عن العقد المنظوم ابن لالي ¬

_ (¬1) "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية" للشمس السلفي الأفغاني وأصلها رسالة الماجستير له، ط / الأولى (1413 هـ) مكتبة الصديق.

601 - برناز

بالي (338) عنه". قلت -أي صاحب كتاب الماتريدية-: هذا الانسلاخ من وسائل الانحلال، نعوذ بالله من الضلال والإضلال، انظر إلى هذا الحنفي الماتريدي كيف لعبت به صوفيته؟ ! " أ. هـ وفاته: سنة (968 هـ) ثمان وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية" على الكشاف في التفسير، و"رسالة في تفسير آية الوضوء", و "صورة الإخلاص في سورة الإخلاص" و "مفتاح السعادة ومصباح السيادة". 601 - بَرْناز * المقرئ: أحمد بن مصطفى بن محمد بن مصطفى، الشهير بقارة خوجة، المعروف ببرناز (¬1) الحنفي. ولد: سنة (1074 هـ) أربع وسبعين وألف. من مشايخه: الشيخ سعيد المحجوز وعلي الصوفي وغيرهما ودرس الحديث على جده، وكان جده صوفيًا أيضًا. وفاته: سنة (1138 هـ) ثمان وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "تزيين الغرة بمحاسن الدرة في القراءات الثلاث الزائدة على السبع (أبي جعفر، ويعقوب وخلف) و"حواشي على المرادي" و"شرح ألفية ابن مالك". 602 - اللَّبَابيدي * اللغوي: أحمد بن مصطفى اللبابيدي. كلام العلماء فيه: • أعلام دمشق: "فاضل من أهل دمشق ولد بدمشق وتوفي فيها" أ. هـ • كتاب لطائف اللغة (للمترجم): "دعاء ختام الكتاب فيه التوسل منها: وأن يجيرنا من الأيهين (¬2) في الدنيا ... والفتانين (¬3) في الآخرة بجاه الطيبين (¬4) ومن العواصف (¬5) والقواصف (¬6) على الدوام ... بجاه محمد خير الأنام - صلى الله عليه وسلم - وفي دعاء السلطان الأعظم: "اللهم إنا نرفع إليك أكف الضراعة والابتهال وندعوك بقلوب منكرة ... متوسلين إليك بحبيبك الأكرم وصفيك الأعظم سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ... " إلخ الدعاء. وفاته: سنة (1318 هـ) ثمان عشرة وثلاثمائة وألف، وقيل: (1325 هـ)، خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "لطائف اللغة". ¬

_ * الأعلام (1/ 257)، وفيه ابن قرَه خوجه، تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 122)، مشاهير التونسيين (46)، معجم المؤلفين (1/ 310). (¬1) لفظة تركية معناها كبير الأنف، جريًا على عادة الأتراك في نعتهم الشخص بشيء انفرد به. * لطائف اللغة (246)، الأعلام (1/ 258)، أعلام دمشق (20)، الأعلام الشرقية (2/ 447). (¬2) السيل والحريق. (¬3) منكر ونكير. (¬4) أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. (¬5) الرياح المهلكة في البر. (¬6) الرياح المهلكة في البحر، وهذه الهوامش بقلم المترجم له نفسه في كتابه هذا.

603 - المستغانمي

603 - المَسْتَغانِمي * المفسر: أحمد بن مصطفى بن محمّد بن أحمد المستغانمي الشهير بالعلوي، أبو العباس. ولد: سنة (1291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام الشرقية: "نشأ في طاعة الله وعبادته، مع اجتهاد في البحث عن أهل الطرق، وابتدأ بالطريقة العيسوية، ثم الطريقة الدرقاوية، ولازم سيدي البوزيدي إلى أن أطلعه على ما عنده" أ. هـ • الأعلام: "فقيه متصوف" أ. هـ • معجم أعلام الجزائر: "ولد بمستغانم وبها نشأ وتعلم رحل إلى المغرب الأقصى وتونس وليبيا والجزائر ودمشق ... ثم عاد إلى مستغانم وتوفي بها .. صوفي "أ. هـ • معجم المفسرين: "كان من معارضي الحركة الإصلاحية التي قادها عبد الحميد بن باديس" أ. هـ • المنح القدوسية بقلم محققه سعود القواص قال: "يدل عنوان الكتاب على أمرين: الأمر الأول: أن موضوعه التصوف، الأمر الثاني: أنه شرح لمتن في هذا الموضوع. والمتن في الأساس يحتوي "ظاهرًا على أركان الدين وباطنًا على مسلك من مسالك الإثارة غريب" (ص 7)، ولقد وفق الله المؤلف "لفتح معلقات هذا النظم العجيب" (ص 7). هناك ملاحظتان سريعتان على الكتاب، الأولى: من حيث المضمون، والثانية: من حيث الأسلوب. أما من حيث المضمون، فلقد اهتم المؤلف بشرح النظم شرحًا صوفيًا، فمع أن النظم يحتوي على أمور في العقيدة وفقه العبادات، فلقد استطاع المؤلف أن يستنبط معاني إسلامية صوفية دون كثير التفات إلى هذه الأمور العقدية أو الفقهية، مع أنه يعتبر أن الصوفيين "زينوا ظاهرهم بالشرع وجملوا باطنهم بالجمع .. صار جميع ما يفهمونه عن الله في سائر أحوالهم مأخوذًا من الكتاب والسنة، (ص 18) وهو يشير في هذا المجال إلى ظهور أو وجود بعض الصوفيين "أهل الجذب الغالب عليهم الحال" (ص 17)، فهؤلاء يجب أن لا يؤاخذوا بما يقولون، ولو كان ظاهر قولهم مخالفًا للشرع؛ لأنهم في حالة فقدان الوعي، وفاقد الوعي معذور، ولقد بين المؤلف علامات فاقد الوعي الذي يقال عنه إنه "في حالة سكر" (ص 33) من هنا نستطيع أن نصف مضمون الكتاب بأنه دفاع عن الصوفيين، وبيان لحقيقة التصوت ولهذا تراه ينصح القارئ في أكثر من مكان في الكتاب بأن يأخذ العلم عن شيخ عارف بلغ من المعرفة درجة الكمال. أما من حيث الأسلوب، فهو أسلوب بسيط واضح مقنع هادئ، يذكر بأسلوب الغزالي: فتراه يستشهد بآيات قرآنية، مع شرحها شرحًا صوفيًا، ¬

_ * الأعلام (1/ 258)، معجم المفسرين (1/ 80)، معجم أعلام الجزائر (46)، الأعلام الشرقية (2/ 547)، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريق الصوفية للمترجم له -بتحقيق سعود الفواص- دار ابن زيدون -بيروت- الطبعة الأولى.

604 - المراغي

وبأحديث نبوية شريفة، بعضها ضعيف وبعضها غير معروف إلا لدى الصوفيين، ويستعمل الأمثلة وقصص العارفين لإظهار معنى أو بيان فكرة، ويذكر أبياتًا لشعراء صوفيين مثل ابن الفارض (¬1) وغيره"أ. هـ وفاته: سنة (1335) ثلاث وخمسين وثلثمائة وألف. من مصنفاته: "لباب العلم في تفسير سورة النجم" و"القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف" و"المنح القدسية" في التصوف. 604 - المراغي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: أحمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم القاضي المراغي الحنفي. ولد: سنة (1300 هـ) ثلاثمائة وألف. من مشايخه: الشيخ محمد عبده، والشيخ محمد بخيت المطيع وغيرهما. كلام العلماء فيه: • رسالة الماجستير بعنوان: "الشيخ أحمد المراغي ومنهجه في التفسير": "كان حنفيًا ولم يكن متعصبًا لمذهبه, وكان جم التواضع بسيطًا بشوشًا مرحًا. وكان رحمه الله هادئًا لين العريكة يحاول تقديم المساعدة لمن لاحظ احتياجه لها عرفه أم لم يعرفه" أ. هـ قلت: أما عقيدته من خلال تفسيره فسنفصل فيها الكلام على مبحثين الأول: محاربته للبدع والمبحث الثاني: موقفه من الأسماء والصفات ثم بعد ذلك سنتناول الكلام على تأثره بالمنهج العقلاني الذي يبدو واضحًا عليه من خلال موقفه من حديث الآحاد ومسألة تعدد الزوجات، ونردف ذلك بما قاله المغراوي في كتابه المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. وإليك ما كتبه صاحب رسالة الماجستير: قال في محاربته للبدع: "مظاهر البدع التي حاربها المراغي: 1 - القبوريات وتعظيم الأموات: المتتبع للمواضع التي ذكر فيها هذا المظهر يجد أنه الأكثر تركيزًا وتكرارًا من بين مظاهر البدع التي أثار إليها الشيخ وحذر منها، فقد وردت الإشارة إليها قريبًا من عشرين مرة. جاء في تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134] قوله: ومن هذا تعلم أن من يخاطب القبور حين الاستغاثة بهم بنحو قوله (المحسوب المنسوب) فقد ضلّ ضلالًا بعيدًا، وخالف ما تظاهر من ¬

_ (¬1) ابن الفارض: هو عمر بن علي بن المرشد الحموى المصري، المتوفى سنة (632 هـ)، أحد أئمة وحدة الوجود والاتحاد والإلحاد .. نسأل الله السلامة. انظر (جلاء العينين 78) وغيره. * الأعلام (1/ 258)، معجم المفسرين (1/ 80) التفسير والمفسرون (2/ 590) وفيه اسمه: محمد مصطفى المراغي. رسالة ماجستير بعنوان "الشيخ أحمد المراغي ومنهجه في التفسير" لأحمد بن داود بن محمد بن داود شحروري، ومنها تم كتابة معظم مبحث العقيدة.

نصوص الدين التي تدل على خلاف ما يقول (¬1). وفي إشارة مباشرة لمظهر اتخاذ المساجد في أضرحة الأولياء والتبرك بها، واعتبار ذلك شركًا، يرى الشيخ في تفسير الآية {قَال الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] أن اتخاذ القبور مساجد منهي عنه أشد النهي وينسب إلى ابن حجر في كتابه (الزواجر) أنه من الكبائر. ثم يورد الشيخ آثارًا تدل على صحة هذا الحكم إلى أن يقول: "فليعتبر المسلمون اليوم بهذه الأخبار التي لا مرية في صحتها, وليقلعوا عما هم عليه من اتخاذ المساجد في أضرحة الأولياء والصالحين والتبرك بها والتمسح بأعتابها، وليعلموا أن هذه وثنية مقنعة وعود على عبادة الأصنام على صور مختلفة، والعبرة بالجوهر واللب لا بالعرض الظاهر، فذلك إشراك باللهِ في ربوبيته وعبادته وقد حاربه الدين أشد المحاربة، ونعى على المشركين ما كانوا يفعلون" (¬2). 2 - التوسل بالصالحين: يعتبر الشيخ المراغي التوسل بدعة منكرة في الدين، وقد جاء اهتمامه بإنكار هذا المظهر في الدرجة الثانية بعد القبوريات وتعظيم الموتى. ومن أمثلة ذلك: - ما جاء في تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 141] , قال: "لكن غلبة الجهل جعلت الناس يعتمدون في طلب سعادة الآخرة وبعض مصالح الدنيا على كرامات الصالحين وساعدهم في ذلك رؤساء الأديان، فأولوا نصوص الدين اتباعًا للهوى، ومن ثم جاء القرآن يقرر ارتباط السعادة بالكسب والعمل، وينفي الاننفاع بالأنبياء والصالحين لمن لم يقتد بهم في صالح أعمالهم، وقد حاج بذلك أهل الكتاب الذي يفتخرون بأسلافهم ويعتمدون على شفاعتهم وجاههم ليقطع أطماعهم في تلك الشفاعة، وعلينا معشر المسلمين أن نجعل نصب أعيننا ورائدنا في أعمالنا تلك القاعدة -الجزاء على العمل- ولا نغتر بشفاعة سلفنا الصالح وسيلة لنا في النجاة إذا نحن قصرنا في عملنا، فكل من السلف والخلف مجزي بعمله، ولا ينفع أحدًا عمل غيره" (¬3). - وفي تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَينَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [يونس: 22] , قال: "وفي الآية إيماء إلى أن الناس جبلوا على الرجوع إلى الله حين الشدائد، ولكن من لا يحصى عددهم من المسلمين في هذا العصر لا يدعون حين أشد الأوقات حرجًا إلا الميتين من الأولياء والصالحين، كالسيد البدوي والرفاعي والدسوقي والمتبولي وأبي سريع وغيرهم، ويتأول ذلك لهم بعض العلماء ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (1/ 223). (¬2) تفسير المراغي (15/ 134). (¬3) تفسير المراغي (1/ 230).

ويسمونه توسلًا أو نحو ذلك" (¬1). وينقل الشيخ عن الآلوسي في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجْأَرُونَ .. } [النحل: 54، 53] نصًّا يقرع فيه المشركين بالله غيره في الدعاء، المستغيثين بغيره عند النبلاء (¬2). 3 - الذبح لغير الله تعالى: حمل الشيخ بشدة على الذين يذبحون الضحايا للصالحين وعند أضرحة الأولياء، ولم يدع مجالا للحديث عن هذا المظهر إلا أسهب في ذمه والتحذير منه. من ذلك: ما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيرِ اللَّهِ} [البقرة: 173] , قال: (وقد نص الفقهاء على أن كل ما ذكر عليه اسم غير الله ولو مع اسم الله فهو محرم ومثل ذلك ما يفعله العامة في القرى, إذ يقولون عند الذبح: باسم الله الله أكبر يا سيدي يا بدوي، يريدون بذلك أن يتقبل منهم النذر ويقضي حاجة صاحبه" (¬3). وجاءت عبارات الشيخ في هذا الموضوع متقاربة، فتقرأ نحو ما تقدم في تفسير قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 118] (¬4)، وفي تفسير قوله سبحانه: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّهِ بِهِ} [النحل: 115] (¬5). 4 - العرافة والتمائم والتعويذات: وصف الشيخ الراجمين بالغيب بأنهم دجالون من أهل الضلال، جاء ذلك في تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60] قال: "ويدخل في حكم هؤلاء كل من يتحاكم إلى الدجالين كالعرافين وأصحاب المندل والدجل ومدعي الكشف والولاية" (¬6). - وفي قوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3] نعى الشيخ على الذين استنوا بسنة مشركي الجاهلية يستقسمون بالسّبع وغيرها ويسمون ذلك فألًا وأعجب من ذلك -كما يرى الشيخ- هو اعتبار بعض الدجالين الاستقسام من قبيل الاستخارة وجعل بعضهم له من قبيل القرعة المشروعة، وكل ذلك ضلال لا بينة فيه ولا سلطان (¬7). - وفي موضع آخر جعل الشيخ من شيبة أصحاب القلوب الفاهمة ألا تتوجه إلى طلب ما لا تقدر عليه بغير ما يعرف البشر من الأسباب المطردة كالرقى والعزائم والتخيرات (¬8). 5 - الممارسة الخاطئة للعبادة: يرى الشيخ أن الفهم الخاطئ للعبادة والممارسة المنحرفة لها مظهر من مظاهر الجهل المؤدي للتمسك بالبدعة. ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (11/ 90). (¬2) تفسير المراغي (14/ 93). (¬3) تفسير المراغي (2/ 49). (¬4) تفسير المراغي (8/ 14). (¬5) تفسير المراغي (14/ 153). (¬6) المصدر نفسه (5/ 76). (¬7) المصدر نفسه (6/ 52). (¬8) المصدر نفسه (9/ 113 - 114). العزائم هي: ما يقرأ على المصاب بأصوات مرتفعة. والتخيرات: من الاستخارة وهي طلب بيان حال المقروء له.

ثم قال صاحب الرسالة: "لم يدع الشيخ مجالًا يمكن الحديث فيه عن خطر البدعة إلا فعل. وإذا كانت المظاهر السابقة قد حوربت بأسمائها لأنها أشهر ما ابتدعه الناس واستشرى في المجتمع. فإن تفسير المراغي لم يخل من تعميم ذم البدعة في جميع المجالات والتحذير من خطرها على الدين". ثم قال حول تأويله للأسماء والصفات في تفسيره: "الأسماء والصفات كما يعرفها المراغي: 1. الاستواء والعرش: أ. الاستواء: بدراسة المواضع التي ورد فيها ذكر الاستواء في تفسير المراغي، نجد أنه عرفه بما يلي: 1. القصد، وذلك في سورة البقرة (¬1). 2. استقامة أمر السماوات والأرض، وذلك في سورة الأعراف (¬2). 3. الاستيلاء، واستشهد يقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق وذلك في تفسير سورة طه (¬3). 4. تمام التصرف، وذلك في سورة الفرقان (¬4). 5. الارتفاع، وذلك في سورة الحديد (¬5). 6. استواء يليق بعظمته وجلاله، وذلك في سورة يونس (¬6) وسورة هود (¬7) وسورة الرعد". (¬8) قال بعدها صاحب الرسالة: "ولعل الشيخ المراغي قد ذكر هذه الوجوه جميعًا لإطلاع القارئ على الآراء المختلفة للعلماء في معنى الاستواء، ولكنه بذلك لم يمكن الباحثين من معرفة مذهبه الاعتقادي، حيث أتى برأي السلف في الموضوع مؤيدًا، وبرأي الأشاعرة وغيرهم على الصفة نفسها، وتأييده للرأي وضده اضطراب في منهجه في هذه القضية كما ترى". ب. العرش: تكرر تعريف العرش في تفسير المراغي عشر مرات، جاء في ثمان منها أنه مركز تدبير الكون، مع اختلاف بسيط في التعبير عن هذا المعنى أحيانًا، وإن يقول: مركز تدبير شؤون العالم (¬9)، أو: عشره الذي جعله مركز هذا التدبير العظيم (¬10)، أو: مركز نظام الملك أو مصدر التدبير (¬11) وهكذا (¬12). أما تعريفه الثاني فقد جاء في تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] , قال: "أي وكان سرير ملكه أثناء هذا الطور من خلق هذا العالم أو من قبله على الماء". (¬13) ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (1/ 77). (¬2) المصدر نفسه (8/ 173). (¬3) المصدر نفسه (16/ 14). (¬4) المصدر نفسه (19/ 22). (¬5) تفسير المراغي (27/ 160). (¬6) المصدر نفسه (11/ 62). (¬7) المصدر نفسه (12/ 5). (¬8) المصدر نفسه (13/ 63). (¬9) المصدر نفسه (19/ 133). (¬10) المصدر نفسه (13/ 63). (¬11) المصدر نفسه (12/ 4). (¬12) المصدر نفسه (11/ 56 و 62 و 63) و (16/ 94) و (18/ 61) و (24/ 49). (¬13) تفسير المراغي (12/ 5).

فعرف العرش هنا بأنه سرير الملك. التعريف الثالث: قال الشيخ في شرح مفردات سورة البروج: "ذو العرش: أي صاحب الملك والسلطان والقدرة النافذة". (¬1) 1. والتعريف الذي ركز الشيخ عليه وكرره كثيرًا وهو أن العرش مركز تدبير الكون، لم أجده في كتب العقيدة التي اطلعت عليها، غير أنه بالرجوع إلى تفسير المنار الذي عودنا المراغي الاقتباس منه والتأثر بآرائه وجدتُ أن السيد رشيد رضا قد سبق صاحبنا بهذا التعبير، جاء ذلك في تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)} [التوبة: 129] قال: "الذي هو مركز تدبير أمور الخلق كلها، كما قال في الآية الثالثة من السورة التالية -يونس-: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} (¬2). وقد استدل المراغي بالآية نفسها (¬3) تبعًا لما جاء في المنار. ومدار هذا التفسير على اعتبار جملة (يدبر الأمر) حالًا من تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} والأقرب أن تجعل هذه الجملة: (يدبر الأمر) ابتدائية لأن تفسيرها على الحالية يوقع في محظور التجسيم الذي حذر منه المراغي وقد نص على كونها للابتداء الشيخ الآلوسي في تفسيره (¬4)، وذكر صاحب الكشاف في إعرابها كلامًا يدل على ذلك (¬5)، واختار الشيخ العكبري وجهًا أول من وجوه إعرابها. 2. أما تعريف العرش بأنه سرير الملك، فقد نصّ شارح العقيدة الطحاوية عليه قال: "والعرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك" ثم قال عن عرش الرحمن: "فهو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة". (¬6) 3. اعتبر شارح العقيدة الطحاوية تعريف العرش بأنه الملك والسلطان تحريفًا لكلام الله تعالى بقوله: "وأما من حرّف كلام الله وجعل العرش عبارة عن الملك، كيف يصنع يقول تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] , وقوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] أيقول: ويحمل ملكه يومئذ ثمانية؟ وكان ملكه على الماء! ويكون موسى عليه آخذًا من قوائم الملك؟ هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول؟ ! (¬7). وإذا اعتذر عن الشيخ في اضطراب رأيه في الاستواء بأنه يريد اطلاع العامة القراء على مزيد من آراء العلماء، فإن الاعتذار عن اضطراب منهجه في معنى العرش لا يجد له مكانًا هنا، إذ إن الشيخ أصرّ على اعتماد تعريف لم يقل به أحد ¬

_ (¬1) المصدر نفسه (30/ 104). (¬2) انظر تفسير المنار السيد محمد رشيد الرضا (11/ 73). (¬3) تفسير المراغي (11/ 56). (¬4) انظر روح المعاني للآلوسي (11/ 65). (¬5) انظر "الكشاف للزمخشري" (2/ 181). (¬6) انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي تحقيق جماعة من العلماء ص (278). ط 8 (1404 هـ - 1984). (¬7) انظر شرح العقيدة الطحاوية ص (279).

من علماء العقيدة المعتبرين، إلى جانب أنه موهم كما سلف. وأما التعريفان اللذان أورد كلا منهما مرة واحدة، فالأول منهما تعريف لغوي، ولكن إضافته للفظ الجلالة ليصبح (سرير ملك الله) أمر يجب عدم الجرأة عليه إذ لم يرد في سنة صحيحة أو على لسان أحد من السلف. والثاني رده شارح العقيدة الطحاوية وحجته قوية كما رأيت. 2. الكرسي: أوّل الشيخ الكرسي بأنه العلم الإلهي (¬1). وقد نسب الإمام البيهقي هذا القول لسعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما, ولكنه قال بعد ذلك: "وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد به الكرسي المشهور المذكور مع العرش" (¬2). وقد ذكر شارح الطحاوية هذين المعنيين وأضاف إليهما أن الكرسي هو العرش، ولكنه ردّه، قال: "والصحيح أنه غيره، نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره" (¬3). وآثر شارح الجوهرة عدم القطع بتعيين حقيقة الكرسي لعدم العلم بها (¬4). 3. اليد والقبضة: في مواضع مختلفة من تفسير المراغي ورد لفظ اليد مضافًا إلى الحق سبحانه وتعالى، وبدراستها نجد ما يلي: - في سورتي (آل عمران) و (ص) فسّر اليد بالقدرة (¬5). - في سورة (المائدة) نفى أن تكون الجارحة واعتبرها لفظًا مشتركًا، ثم قال: "يداه مبسوطتان: أي هو كثيرٌ العطاء". (¬6) - في سورة الفتح فسرها بالنصرة (¬7). - أما في سورة الزمر فقد اعتبر القبضة من المتشابه، قال: "وقد علمت أن السلف يجرون المتشابه على ما هو عليه، وأن الخلف يؤولونه، والأول أسلم والثاني أحكم". قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه أ. هـ، وقال صاحب الكشاف: والغرض من هذا الكلام إذا أخذته بحملته ومجموعه تصوير عظمته والتوقيف على عنه جلاله لا غير، من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز أ. هـ (¬8) فالشيخ كما ترى أوَّلَ صفة اليد في أربعة مواضع، أما الخامس فقد ذكر فيه رأي السلف ورأي الخلف، ومال إلى الأول بتقويته مما ورد من كلام سفيان بن عيينة والزمخشري. ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (3/ 11). (¬2) الأسماء والصفات للبيهقي (497). (¬3) العقيدة الطحاوية (ص 279). (¬4) انظر شرح جوهرة التوحيد للإمام الباجوري، راجعه وقدم له الشيخ عبد الكريم الرفاعي (ص 410). (¬5) انظر تفسير المراغي (2/ 130) و (23/ 137). (¬6) المرجع السابع (6/ 151). (¬7) تفسير المراغي (6/ 151). (¬8) المراغي (24/ 32)، وانظر الكشاف للزمخشري (3/ 355).

وهكذا فإنك تجد الشيح ينقل آراء العلماء المختلفة محاولًا أن يوزعها على الأماكن المختلفة حسب ورودها. ولا يكفي في اعتبار مذهب السلف مذهبه، إيراده لرأيهم وترجيحه في موضع، مع نقل آراء غيرهم في مواضع أخرى دون التعقيب عليها. 4. الوجه: جاء في تفسير قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: 272] قوله: "وابتغاء وجه الله: طلب مرضاته". (¬1) وفي تفسير قوله سبحانه {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28] قال: "وجهه أي رضاه وطاعته لأن من رضي عن شخص يقبل عليه، ومن غضب عليه يعرض عنه" (¬2). وفي قوله سبحانه {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] فسّر الوجه بالذات (¬3). وفي سورة الليل فسّر ابتغاء وجه الله تعالى بأنه قصد رضاه سبحانه (¬4). وهكذا فقد أوّل الشيخ "الوجه بأنه التوجه والقصد، إلا في آية الرحمن فقد أوّله بالذات، كما سلف". وقد نسب الإمام البيهقي لابن حزم قوله: "وجه الله تعالى إنما يراد به الله عَزَّ وَجَلَّ وهذا هو الحق الذي قام البرهان بصحته، ليطلان القول بالتجسيم" (¬5). وفيه تأييد لما ذهب إليه المراغي في سورة الرحمن. 5. العين والبصر: جاء في تفسير قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [هود: 37]: "والمراد بالأعين هنا: شدة الحفظ والحراسة" (¬6). وفي قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] , قال: "أي بمرأى منه، والمراد بحراستنا وحفظنا" (¬7). وعن صفة البصر، جاء في تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19]: "أي أنه سبحانه عليم بدقائق الأشياء وجليلها، فيعلم كيف يبدع خلقها على السنن التي هو عليم بفائدتها لعباده". (¬8) وقد سار في معنى (العين) على مذهب المؤولين لعدم احتمالها غير هذه المعاني، وقد أشار الإِمام البيهقي إلى تأويل العين بالحفظ والكلاءة كما هنا (¬9). كذلك في معنى (البصير) فقد أوّله المراغي بلازمه فكونه سبحانه بصيرًا يثبت له صفة العلم بدقائق الأمور وجليلها، وهو ما عبر عنه الإِمام الغزالي بقوله: (وإذا نزه عن ذلك -عن تشبيه بصره ببصر المخلوقات- كان البصر في حقه ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (3/ 47). (¬2) تفسير المراغي (15/ 140 - 141). (¬3) تفسير المراغي (27/ 114). (¬4) المرجع السابق (30/ 180). (¬5) الأسماء والصفات للبيهقي (ص 383). (¬6) تفسير المراغي (12/ 33). (¬7) المرجع السابق (27/ 81). (¬8) تفسير المراغي (29/ 18). (¬9) انظر الأسماء والصفات للبيهقي (ص 369).

عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات، وذلك أوضح وأجل مما تفهمه من إدراك البصر القاصر على ظواهر المرئيات) (¬1). ولكن الإمام البيهقي يرفض تأويل البصر بالعلم، ويرى إثبات كونه سبحانه بصيرًا، له بصر، من غير إثبات جارحة (¬2). 6.العلم: في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيهَا إلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيهِ} [البقرة: 143] قال الشيخ: "وعلم الله تعالى قديم لا يتجدد، ومن ثم قال العلماء: المراد بالعلم في مثل هذا علم الظهور والوقوع. ذلك أنه تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها أنها ستقع، ويعلمها بعد وقوعها أنها وقعت، ويترتب على ذلك الجزاء من ثواب وعقاب". (¬3) وجاء مثل هذا التفسير في قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 140] (¬4)، وقد حكى الإِمام البيهقي رواية المزني عن الشافعي في قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيهَا إلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ}، يقول: "إلا لنعلم أنه قد علمتم من يتبع الرسول، وعلم الله تعالى كان قبل اتباعهم وبعده سواء، وقال غيره: إلَّا لنعلم من يتبع الرسول بوقوع الاتباع منه كما علمناه قبل ذلك أنه يتبعه" (¬5). والتفسير الثاني عن الشافعي -رحمه الله-هو الذي أورده المراغي. 7. الكلام: يقرر الشيخ أن صفة الكلام والتكليم ثابتة لله تعالى بصريح القرآن الكريم في آيات عدة لا تعارض بينها (¬6)، ويميل إلى عدم الخوض في صفة تكليمه سبحانه لنبيه موسى عليه السلام. ففي تفسير قوله سبحانه {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] يقول: "وليس لنا أن نخوض في معرفة حقيقته -يعني التكليم- لأنا لم نكن من أهله، على أنا لا نعرف حقيقة كلام بعضنا بعضًا، وكيف تحمل ذرات الهواء الأصوات إلى الآذان، فضلًا عن أن نعرف حقيقة كلام الباري" (¬7). وهذا من الشيخ ميل إلى مذهب السلف. قال صاحب الطحاوية: "وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولًا" (¬8). قال الشارح في الجملة: "أي ظهر منه ولا ندري كيفية تكلمه به" (¬9). ¬

_ (¬1) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى -الإمام أبو حامد الغزالي ص (65) ضبطه وخرّج آياته الشيخ أحمد القباني ط. دار الكتب العلمية بيروت - لبنان. (¬2) انظر الأسماء والصفات (ص 234). (¬3) تفسير المراغي (2/ 7). (¬4) المرجع السابق (4/ 80). (¬5) انظر الأسماء والصفات (ص 153). (¬6) تفسير المراغي (9/ 59). (¬7) المرجع السابق (6/ 22). (¬8) شرح العقيدة الطحاوية (ص 168). (¬9) انظر المصدر السابق (ص 170) والشارح هو العلامة صدر الدين محمد بن علاء الدين علي بن محمد بن أبي العز الحنفي الأذرعي الصالحين ولد بدمشق سنة (731 هـ) وتوفي سنة (792 هـ) رحمه الله.

8. الحب: يرى الشيخ المراغي أن حب الله تعالى وبغضه شأن من شئوونه لا نبحث عن كنهه ولا عن كيفيته (¬1)، وفي توضيح أكثر يؤكد الشيخ أن حبه تعالى منزه عن مشابهة حبنا كتنزه ذاته وسائر صفاته عن مشابهة ذواتنا وصفاتنا، ويظهر أثر حبه لعباده في أخلاقهم وأعمالهم ومعارفهم وآدابهم (¬2). فترى الشيخ هنا ترك التأويل، وآثر أن يثبت هذه الصفة بعيدًا عن التشبيه والتمثيل. 9. السمع: اكتفى المراغي -رحمه الله- في صفة السمع بتعريفها، قال: "السمع صفة تدرك بها الأصوات أثبتها الله تعالى لنفسه". 10. السّاق: في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42] قال: "أي فليأتوا بهؤلاء الشركاء ليعاونوهم إذا اشتد الهول وعظم الأمر يوم القيامة". وهذا تأويل للساق على اعتباره ليس منسوبًا إلى الله سبحانه وتعالى، والمراد به الأمر العظيم. ومال البيهقي لهذا المعنى، إذ حكم على حديث ينسب الساق للحق سبحانه بالضعف. وقد وقع الشيخ رحمه الله في شيء من التشبيه غير المقصود، وإنما ساق إليه أسلوب التشبيه البلاغي". ثم ذكر تعدد الزوجات في نظر الشيخ فقال صاحب الرسالة: "وفي قضية تعدد الزوجات يشدد الشيخ على أن الأصل ألا يلجأ إليه إلا عند الضرورة، وقد سبق بسط هذه القضية في فصل القضايا الفقهية، ويأتي البحث هنا بما يخص موضوع المبحث من علاج لقضايا الأسرة. استمع إليه وهو يقول: "إن تعدد الزوجات يخالف المودة والرحمة وسكون النفس إلى المرأة، وهي أركان سعادة الحياة الزوجية، فلا ينبغي لمسلم أن يقدم عليه إلا لضرورة، مع الثقة بما أوجبه الله من العدل، وليس وراء ذلك إلا ظلم لنفسه وامرأته وولده وأمته" (¬3). وعن رأي المراغي في قضايا الغيب وحديث الآحاد قال صاحب الرسالة: "سبق -القول- عن تأثر الشيخ المراغي بمدرسة المنار، وكان أحد وجوه ذلك التأثر رفضه لحديث الآحاد في العقائد". ثم نقل صاحب الرسالة نماذج حول قول المراغي في رفض حديث الآحاد: "ففي تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إلا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24] يقول: "وفي الآية إشارة إلى أن القول بغير بينة ولا حجة لا ينبغي أن يعوّل عليه، وأن اتباع الظن منكر عند الله" (¬4). ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (6/ 142). (¬2) المرجع السابق (11/ 27). (¬3) تفسير المراغي (4/ 183). وانظر المنار (4/ 303). (¬4) نفس المصدر (25/ 159).

وفي قوله سبحانه {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيئًا إ} [يونس: 36] يقول: "إن الظن لا يجعل صاحبه غنيًّا بعلم اليقين فيما يطلب فيه ذلك كالعقائد الدينية" (¬1) أ. هـ. • المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات: "الشيخ مصطفى المراغي من العلماء المعاصرين الذين تأثروا بالشيخ محمّد عبده، بل اعتبره البعض من أكابر تلامذة مدرسته، ومن الأزهريين الكبار، له باع كبير في علم اللغة والبلاغة، حاول أن يقرب تفسير القرآن بطريق عصري سهل، إلا أنه أدخل في تفسيره بعض الأمور التي كان ينبغي له أن يتجنبها، ناقلًا ذلك من بعض المجلات الأجنبية وغيرها. وأما عقيدة الأسماء والصفات في تفسيره: فهو مؤول في كل الصفات، ومن العجيب أنه أول صفة الاستواء ثم استدل على كلامه بمذهب السلف (¬2) الذي نقله عن الحافظ ابن كثير. 1. صفة الرحمة: قال في تفسير {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: لفظ الرحيم يدل على منشأ هذه الرحمة، وأنها من الصفات الثابتة اللازمة له، فهذا وصف الله جل ثناؤه بالرحمن، استفيد منه لغة أنه المفيد للنعم، ولكن لا يفهم منه أن الرحمة من الصفات الواجبة له دائمًا، وإذا وصف بعد ذلك بالرحيم، علم أن لله صفة ثابتة دائمة، هي الرحمة التي يكون أثرها الإحسان الدائم، وتلك الصفة على غير صفات المخلوقين، وإنما يكون ذكر الرحيم بعد الرحمن كالبرهان على أنه يفيد الرحمة على عباده دائمًا، لثبوت تلك الصفة له على طريق الدوام والاستمرار (¬3). 2. صفة الحياء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً} أي أن الله جلت قدرته لا يرى من النقص أن يضرب المثل بالبعوضة فما فوقها (¬4). 3. صفة الاستواء: قال عند قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. واستواؤه سبحانه على العرش هو استقامة أمر السماء والأرض، وانفراده بتدبيرهما والإيمان غير موقوف على معرفة حقيقة ذلك التدبير ولا معرفة صفته ولا كيف يكون، فالصحابة رضوان الله عليهم والأئمة من بعدهم لم يثتبه أحد منهم فيه، وقد أثر عن ربيعة شيخ مالك أنه سئل عن قوله: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كيف استوى؟ فقال: استوى غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الله البلاغ، وعلينا التصديق. وقال الحافظ ابن كثير: مذهب السلف الصالح، مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث، هو ابن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (11/ 105). (¬2) انظر صفة الاستواء. (¬3) تفسير المراغي (1/ 28). (¬4) تفسير المراغي (1/ 28).

راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا: إمرارها كما جاءت، من غير تكييف، ولا تشبيه. قال نعيم بن حماد شيخ البخاري: من شبّه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت ما وردت به الآثار الصريحة، والأخبار الصريحة على الوجه الذي يليق بحلاله ونفى عن الله النقائص، فقد سلك سبيل الهدى (¬1). 4. صفة الوجه: أما المراغي: فهو مؤول لصفة الوجه في جميع مواردها في القرآن، قال في قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي مكان تستقبلونه في صلاتكم. فهناك القبلة التي يرضاها الله لكم ويأمركم بالتوجه إليها، فاينما توجه المصلي في صلاته فهو متوجه إلى الله، لا يقصد بصلاته غيره والله تعالى راضٍ عنه، مقبل عليه. والحكمة في استقبال القبلة، أنه لما كان من شأن العابد أن يستقبل وجه المعبود، وهو بهذه الطريقة محال على الله، شرع للناس مكانًا مخصوصًا يستقبلونه في عبادته إياه، وجعل استقباله كاستقبال وجهه تعالى (¬2). قلت: وهذا هو الضلال البعيد، والجهل بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي ورد فيها استقبال العبد وجه ربه، والقول على الله بلا علم ليس من شأن المتورعين، والخائفين من ربهم، وعكس ذلك القول بالظن والتخمين وعدم الاستناد إلى حجة من كتاب وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وفسر الوجه بالذات عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} (¬3) وعند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (¬4). 5. صفة المجيء والإتيان: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}. أي ها هي ذي قد قامت الحجج، ودلت البراهين على صدق محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهل ينتظر المكذبون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم به من الساعة والعذاب، في ظلل من الغمام عند خراب العالم وقيام الساعة، وتأتي الملائكة وتنفذ ما قضاها الله يومئذ. والحكمة في نزول العذاب في الغمام إنزاله فجأة من غير تمهيد ينذر به ولا توطئة توطن النفوس على احتماله لأن الغمام مظنة الرحمة، فإذا نزل منه العذاب كان أفظع وأشد هولًا، والخوف إذا جاء من موضع الأمن, كان خطبه أعظم، ونحو الآية قوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} (¬5). وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. والمراد بالإتيان: إتيان ما وعد به من ¬

_ (¬1) تفسير المراغي: هامش (8/ 173). (¬2) تفسير المراغي (1/ 99). (¬3) تفسير المراغي (20/ 104). (¬4) نفس المصدر (27/ 114). (¬5) تفسير المراغي (2/ 116).

النصر لأحبابه، ووعد به أعداءه من العذاب في الدنيا، كما جاء في قوله: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}. وإتيان أمره هو جزاؤهم على نحو ما جاء في قول: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (¬1). وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي وتجلت لأهل الموقف السطوة الإلهية كما تتجلى أبهة الملك للأعين إذا جاء الملك في جيوشه، ومواكبه ولله المثل الأعلى (¬2). المراغي في تفسيره لهذه الآيات التي وردت فيها صفة المجيء والإتيان تابع لإخوانه من المؤولة، والمعطلة كما هو واضح في عباراته واللهم غفرًا. 6. تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية. أي أن علمه تعالى محيط بما يعملون مما عبر عنه بقوله: {يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} وبما لا يعلمون من شئون سائر الكائنات. ويرى جمع من المفسرين منهم القفال والزمخشري أن الكلام تصوير لعظمته وتمثيل لكبريائه ولا كرسي ولا قيام ولا قعود، وقد خاطب سبحانه عباده في تعريف ذاته وصفاته بما اعتادوه في ملوكهم وعظمائهم. والخلاصة أن الكرسي شيء يضبط السماوات والأرض نسلم به بدون بحث في تعيينه ولا كشف عن حقيقته، ولا كلام فيه بالرأي دون نص عن المعصوم (¬3). 7. صفة النفس: قال عند قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي عقاب نفسه، وفائدة ذكر نفسه، والإيماء إلى أن الوعيد صادر منه تعالى، وهو القادر على إنفاذه، ولا يعجز شيء عنه. وفي ذلك تهديد عظيم لمن تعرض لسخطه بموالاة أعدائه؛ لأن شدة العقاب بحسب قوة المعاقب وقدرته (¬4). وقال عند قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}. أي أن ذلك القول إن كان قد صدر مني فقد علمته، إذ علمك واسع محيط بكل شيء فأنت تعلم ما أسره وأخفيه في نفسي، فكيف لا تعلم ما أظهرته ودعوت إليه، وعلمه مني غيري كما أني لا أعلم ما تخفيه من علومك الذاتية التي لا ترشدني إليها بالكسب والاستدلال، لكني أعلم ما تظهره لي بالوحي بواسطة ملائكتك المقربين إليك (¬5). 8. صفة المحبة: قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. أي قل لهم إن كنتم تريدون طاعة الله وترغبون ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (8/ 80). (¬2) نفس المصدر (3/ 152). (¬3) تفسير المراغي (3/ 14). (¬4) نفس المصدر (3/ 138). (¬5) نفس المصدر (7/ 63).

في العمل بما يقرب إليه طلبًا للثواب فيما عنده فاتبعوني بامتثال ما نزل به الوحي منه إلى يرضى الله عنكم ويتجاوز عما فرط من الأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة (¬1). وقال عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. قال وقد وصف الله تعالى هؤلاء المؤمنين بست صفات. إنه تعالى يحبهم وحبه تعالى وبغضه شأن من شؤونه لا نبحث عن كنهه ولا عن كيفيته (¬2). 9. صفة الرضا: قال عند قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}. {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} أي لا يحبه ولا يأمر به لأنه مانع من ارتقاء النفوس البشرية بحعلها ذليلة خاضعة للارباب المتعددة والمعبودات الحقيرة من الخشب، والنصب، وممن يأكل الطعام ويمشي في الأسواق (¬3). 10. صفة العندية: قال عند قوله تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} أي بل هم أحياء في عالم آخر غير هذا العالم، هو خير للشهداء، لما فيه من الكرامة والشرف عند الله (¬4). وقال عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}. أي أن ملائكة الرحمن المقربين عنده لا يستكبرون عن عبادته، كما يستكبر عنها هؤلاء المشركون، وينزهونه عن كل ما يليق بعظمته وكبريائه وجلاله، وعن اتخاذ الند والشريك، كما يفعل الذين اتخذوا من دون الله ضفعاء وأندادًا يحبونهم كحبه، وله وحده يصلّون ويسجدون فلا يشركون معه أحدًا. فالواجب على كل مؤمن أن يجعل خواص الملائكة والمقربين إليه تعالى من حملة عرشه والحافين به أسوة حسنة له في صلاته وسجوده وسائر عبادته (¬5). 11. صفة اليد: قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ثم ردّ سبحانه عليهم ما قالوه وأثبت لنفسه غاية الجود وسعة العطاء وأن كل ما في العالم من خير وهو سجل من ذلك فقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} أي هو الجواد المتصرف وفق حكمته وسننه في الاجتماع. وتقتير الرزق على بعض العباد لا ينافي سعة الجود وسريانه في كل الوجود، فإن له سبحانه الإرادة والمشيئة في تفضيل بعض الناس على بعض في الرزق بحسب السنن التي أقام بها نظام الخلق وعبر عن سعة الجود ببسط اليدين لأن الجواد السخي إذا أراد أن يبالغ في العطاء جهد استطاعته يعطي بكلتا يديه كما قال الأعشى يمدح جوادًا: ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (3/ 140). (¬2) نفس المصدر (6/ 142). (¬3) نفس المصدر (23/ 149). (¬4) نفس المصدر (4/ 132). (¬5) تفسير المراغي (9/ 157).

يداك يدا جود فكف مفيدة ... وكف إذا ما ضن بالزناد تنفق وقال عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} واليد، القدرة قال: تحملت من عفراء ما ليس به ... ولا للجبال الراسيات يدان وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} أي ما عظموه حق التعظيم على الوجه الذي يليق به، والقبضة من القبض وتطلق على المقدار المقبوض بيمينه أي بقدرته (¬1). التعليق: الشيخ المراغي في صفة اليد مؤوّل معطل لم يشم رائحة مذهب السلف في هذه الصفة. غفر الله لنا وله. 12. صفة الفوقية: قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} أي أن الرب شأنه العزة والسلطان والعلو، والكبرياء {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} فلا ينبغي للمؤمن أن يتخذ وليًّا من عباده المقهورين تحت سلطان عزته المذللين لسنته التي اقتضتا حكمته، وعلمه بتدبير الأمر في خلقه (¬2). قال عند قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي يخاف هؤلاء الملائكة والدواب التي في الأرض ربهم الذي هو من فوقهم والقهر أن يعذبهم إن عصوه ويفعلون ما أمرهم به فيؤدون حقوقه ويجتنبون سخطه (¬3). 13. صفة المعية: قال عند قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}. {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}: أي وهو مطلع على أعمالكم أينما كنتم ويعلم متقلبكم ومثواكم (¬4). 14. إثبات الرؤية: قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}. أي لا تراه الأبصار رؤية إحاطة تعرف كنهه عز وجل، ونحو الآية قوله: {يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ} ونفي إحاطة العلم لا يستلزم نفي أصل العلم، وكذلك نفي إدراك البصر للشيء، والاحاطة به لا يستلزم نفي الرؤية مطلقًا. وبهذا يعلم أنه لا تنافي بين هذه الآية وبين الأحاديث الصحيحة الدالة على رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، فقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنكم سترون ربكم يوم القيامةكما ترون القمر ليلة البدر كما ترون الشمس ليس دونها سحاب) فالمؤمنون يرونه، والكافرون عنه يو مئذ محجوبون كما قال جل ثناؤه: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ¬

_ (¬1) تفسير المراغي (24/ 28). (¬2) نفس المصدر (7/ 91). (¬3) نفس المصدر (14/ 91). (¬4) تفسير المراغي (27/ 160).

605 - المغربي الطائي

لَمَحْجُوبُونَ} {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أي أن تعالى يرى العيون الباصرة رؤية إدراك وإحاطة، فلا يخفى عليه من حقيقتها ولا من علمها شيء. وقد عرف علماء التشريح تركيب العين وأجزائها، ووظيفة كل منها في ارتسام للمرئيات فيها، كما عرفوا كثيرًا من سنن الله في النور ووظيفته في رسم صور الأشياء في العينين، ولكنهم لم يصلوا بعد إلى معرفة عنه الرؤية، ولا عنه قوة الإبصار ولا حقيقة النور. قال صاحب اللسان: قال أبو إسحاق في الآية: "أعلَمَ الله أنه يدرك الأبصار، وفي هذا الأعلام دليل على أن خلقه لا يدركون الأبصار وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه فاعلم أن خلقًا من خلقه لا يدرك المخلوقون كنهه ولا يحيطون بعلمه، فكيف به تعالى والأبصار لا تحيط به .. " أ. هـ • قلت: مما سبق ذكره في رسالة الماجستير وفي كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" نلاحظ أن المراغي قد سلك مسلك متأخري الأشاعرة في تأويل الأسماء والصفات. وعلى الرغم من تكرار بعض العبارات في رسالة الماجستير وكتاب المفسرون بين التأويل والإثبات، فإننا قصدنا من ذلك زيادة الفائدة والتنوع في مصادر النقل وخصوصًا في موضوع العقيدة؛ ولأن ذلك أدعى لتوثيق مثل هذا الأمر المهم. وبالله تعالى التوفيق. وفاته: سنة (1371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تهذيب التوضيح" جزءان أحدهما في النحو والآخر في التصريف و"تفسير المراغي" في ثلاثين جزءًا و"الوجيز في أصول الفقه". 605 - المغربي الطائي * النحوي، المقرئ: أحمد بن مطرف المغربي الطائي. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان واسع النفس في علم العربية واللغة ورأيت كتابًا في القراءات معللًا، ليس بالكبير، لأحمد بن مطرف الطائي، يدل على فضل وتضلع من العربية، شاهدته في حلب يباع في مجلدين متوسطين" أ. هـ وفاته: بعد سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة ظنًّا. من مصنفاته: "ديوان الكلم" وهو أكثر من عشرين مجلدًا في اللغة، وله كتاب في القراءات معللًا، ليس بالكبير. 606 - أبو الفتح العسقلاني * النحوي، اللغوي: أحمد بن مطرف بن إسحاق، أبو الفتح العسقلاني. ولد: سنة نيف وعشرين وثلاثمائة، وقيل: (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. ¬

_ * إنباه الرواة (1/ 135) تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 36) ط. تدمري، الوافي (8/ 182)، معجم المؤلفين (1/ 310). * معجم الأدباء (2/ 519)، الوافي (8/ 181)، بغية الوعاة (1/ 391)، وإيضاح المكنون (1/ 487)، روضات الجنات (1/ 243)، معجم المؤلفين (1/ 310)، معجم النابهين (1/ 228)، أعلام فلسطين (1/ 274).

607 - العظمة

من تلامذته: أبو عبد الله الصوري الحافظ وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان يلي القضاء بدمياط ... وكان أديبًا فاضلًا ... " أ. هـ • قلت: وهو غير أحمد بن مطرّف بن إسحاق القاضي أبو الفتح المصري، الذي كان في أيام الحاكم كما ذكر ذلك ياقوت في معجم الأدباء (2/ 519)، وصاحب روضات الجنات (1/ 243) وغيرهما والله أعلم. وفاته: سنة (413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: له كتب مصنفة في الأدب وفي اللغة منها: "النوائح" ورسالة في الضاد والظاء، وديوان شعره جمعه. 607 - العَظْمَة * المفسر: أحمد مظهر العظمة. ولد: سنة (1329) تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: المحدِّث الأكبر العلامة الشيخ محمد بدر الحسيني، والشيخ صالح الحمصي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعلام دمشقَ: "كان حنفي المذهبِ في توسطٍ واعتدال، وله شعر جيد، وكان من الخطباء المجيدين والكُتَّاب البارعين ... انتابه المرض فاقتصر على طبع المقدمات في التفسير لمجلة التمدن الإِسلامي" أ. هـ. • في كتابه "كلمات" في موضعه المنشور في صحيفة المنار (دمشق) العدد (7) (1/ 3 / 1369 هـ / 1950 م) من مقاصد الذكرى -أي ذكرى المولد النبوي- قال: "أيها العرب! وأيها المسلمون! احتفلوا بذكريات رسولكم الكريم وزعيمكم العظيم بتقدير شريعته، والعمل بها في حياتكم، فأنتم بها أقوياء أغنياء سعداء: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (3/ 139) " أ. هـ. ثم أذكر للقارئ العزيز بعض المواضع التي تعطي المُعتَقَدَ السليم لدى العظمة وخاصة في الصِّفات، على أنَّنا سوف نذكر ما قاله في معنى الاستواء وكيف جعله على ما هو عليه كما قال السَّلف، وإن العظمة كغيره في هذا القرن وللضعفِ العلمي الذي نعاني منه سنة بعد أخرى وخاصة في معرفة مقاصد الشريعة الغرّاء من ناحية العقيدة والتمييز بين مختلف فِرَق المسلمين في معرفة الاعتقاد الحق كالأشعرية، والماتريديّة، والإباضية، والشيعة، وغيرهم من الفرق الّتي أغرقت في الاعتقاد إن كان في الأسماء والصفات أو غيرها من الإيمان وغيره أيضًا. ولهذا قد ترى في هذا القرن علماء المسلمين يتذبذبون في تلك الفرق على أساس معين كأصحاب اللغة والنحو والبلاغة وغيرها من العلوم العقلية، يجعلون هوى إرشاد القارئ ¬

_ * أعلام دمشق (44)، معجم المؤلفين (1/ 307).

إلى كلمة لغوية ما أو جملة ما أو عبارة على ما عندهم من العلم والشواهد وغيرها مما يُسنُد اتجاههم في توضيح تلك المعلومة حتى لو كان القول قول المعتزلة أو الأشعرية أو غيرهما من فرق المسلمين الّذين حادوا عن سبيل الاعتقاد الصحيح لدى السلف، ولعل مثالا نسوقه إليك على صاحب الترجمة فإنّه يرشد إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الّذي استحدثته الصوفية وبعض عامّة المسلمين لأمور عبادية بدعية وأخرى عدائية وغيرها جاهليَّة، نسأل الله -تعالى- العافية ... هكذا يوجه العظمة الناس لأمر ما كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا على عهد صحابته من بعده ولا من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين. هذا منهج اعتمده صاحب الترجمة في موقف ما، ثمّ نذكر أنه تكلّم في صفة الاستواء بما تكلم به السلف الصَّالح والمعتقد الصحيح فيه، ففي وقت يميل إلى بعض بدع الصوفيّة وفي وقت آخر يميل ويتكلم كما قاله السَّلف، ولو أنّ القول بمولد الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - لا يوازي القول بصفة من صفات الله -تعالى- وخاصة القول بالاستواء - أي استواء الله تعالى على العرش -كما قالت المعتزلة بأن الاستواء يعني: الاستيلاء ... وغير ذلك مما تبعها من الانحرافات لديهم ولدى غيرهم من فرق المسلمين من بعدهم. وإليك بعض الأقوال للعظمة من كتب مختلفة ألفها في وقته: قال في كتابه "حديث الثلاثاء" (¬1) (ص 8) في بدعة عاشوراء في غير صومه: "أما ما عدا الصيام فهو بدعة لم يسنّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه -رضي الله عنهم- ولا استحبّها أحد من أئمّة المسلمين، لكل بعض المتأخرين من أتباع الأئمة كانوا يدعون إلى جملة أعمال ويروون فيها آثارًا لم يصح شيء منها لدى العلماء المحققين، أدى إلى ظهور بعضها الخلاف قديمًا بين جهلة السنة والشيعة". وقال في الاستعانة بغير الله -تعالى- واستنكارها، وفي الرقى والتعويذات (ص 76): "فلا شك أن الاستعانة بغير الله ضرب من الشرك في آية صورة من الصور التي يكون عليها، ومن ذلك هذه التمائم التي يعلّقها كثير من العامة ومَن في حكمهم من الخاصة، فهي في حقيقة معناها لجوء إلى غير الله -تعالى- في دفع السوء المتوقع وجلب الخير المرتقب. وكل ما لم يكن شرعيًا من ذلك كان ضربًا من الشرك". ثم قال (ص 77): "أما ما كان مشروعًا من الرقى (التعويذات) كأن يكون بأسماء الله أو بكلامه أو ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا غير داخل فيما نستنكره طبعا، فعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا نرقي في الجاهليَّة فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ . فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، وقد صرّحت بالتحذير من التمائم أحاديث عديدة". ويقول بعدها: "ومن العجيب بعد هذا أن ترى في المسلمين في خرافات التمائم ما يُزري بهم، ويصوّر الإِسلام لمن لا يحرفه بصورة دين خرافي ¬

_ (¬1) حديث الثلاثاء "الكتاب الثالث" سنة 1961 م- المطبعة التعاونية بدمشق.

وهو من ذلك بريء". ثمّ نذكر إليك تفسيره لسورة الحديد وكيف ينزّه الله -تعالى- عما لا يليق به -سبحانه- حيث قال في كتاب "حديث الثلاثاء" (¬2) (ص 73): "تسبيح الله والتسبيح له: تنزيهه عمّا لا يليق به وتعظيمه، وكل ما في السموات والأرض سبح لله بهذا المعنى بلسان حاله ومقاله إن كان عاقلًا، أو بلسان حاله إن كان غير عاقل وهو الأكثر كما عبّرت الآية الكريمة عنه بـ (ما)، وهو العزيز الحكيم في ملكه العظيم، وإرادته الغالبة وتدبيره الذي تصحبه الحكمة الكبرى ثوابًا وعقابًا وخلقًا وتصريفًا ... ". وقال في تفسير سورة الحديد أيضًا (ص 75): "هو الأول (لأنه الخالق الموجد)، والآخر (أي الباقي بعد فناء خلقه)، والظاهر (بالأدلة الناطقة الكثيرة التي تثبت وجوده)، والباطن (الذي لا تدركه الأبصار والحواس وهو يدرك الأبصار ولا تخفى عليه خافية)، وهو بكل شيء عليم (سواء أكان ظاهرًا أو باطنًا، جليًا أو خفيًّا). ثم قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} خلقها كذلك تنفيذًا لمقتضيات حكمته وإن يومًا عنده كألف سنة مما تعد من السنين، ثمّ استوى على عرشه استواء يليق بألوهيته، وقد خاض في هذا المعنى الخائضون". انظر إلى تفسيره لآية الاستواء كيف اتَّخذ من قول السّلف في إيرادها كما يليق بحلاله سبحانه: هي القول لديه وذلك الاعتقاد الصحيح، والله - تعالى- الموفق. وقال في تفسير نفس السورة (ص 76): "وهو معكم أينما كنتم (لا يبرحكم علمه وقدرته سبحانه وتعالى)، والله بما تعملون بصير (من أمور دينكم ودنياكم). كان الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- ينشد هذين البيتين: إذا ما خَلَوتَ الدهرَ يوما فلا تقُل ... خَلَوتُ ولكن قُل علي رقيبُ ولا تحسَبَن الله يَغفَلُ سَاعَةً ... ولا أن ما تخفي عَلَيهِ يَغيبُ" وقال في كتاب "سبل السلام" (ص 73) يتكلّم على ما حصل من المسلمين من جهل في دينهم ودنياهم من أجل جعلِ ما أنعم الله - تعالى- به للناس ولأمة المسلمين خاصة في خدمة الدين الإِسلامي، وعلو هذا الدين في الأرض لإصلاح البشريّة كما أنزله الله -تعالى- على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليعلمَ به النَّاسَ ويخرجَهم من الظلمات إلى النور: "والَّذي يحزُّ في النَّفس أيضًا أن الخرافات والبدع والأوهام من طبول وزمور وشموع وبخور وتواكل وانعزال وجمود وجهل باسم توكل أو قضاء وقدر ونحو ذلك مما لم يفهم فهمًا إسلاميًا صحيحًا، كل ذلك كثيرًا ما يعزى زورًا إلى الإسلام, ويستبسل أنصاره في سبيله كل الاستبسال، وهو يشوه الإِسلام الجميلَ الكريمَ ¬

_ (¬2) حديث الثلاثاء "الكتاب الثاني، لسنة 1960 - مطبعة الترقي.

608 - الأقليشي الداني

الّذي يتجه إلى معالي الأمور ويكره سفاسفها". وانظر إلى قوله في علم التاريخ وجعله لخدمة الإِسلام لا للفتن والخلاف بين المسلمين حيث قال (ص 30): "وكان السلف الصَّالح لهذا ونحوه من الإرشاد الصحيح يتعلمون مع العلم العمل، فيغنمون الثمرات النفيسة والحيوية الكثيرة، فقد كانت السورة من القرآن مثلًا تحفظ بعد العلم والعمل بها، وكان من الصّحابة الكرام من يُروون أبناءهم المغازي النبوية كما يُحفظونهم السورة من القرآن ليكون التّاريخ الرشيد للاقتداء الصحيح، وشتان بين هذا وأن يُدرس التاريخ للوقوف على أساليب المكر والغدر والفساد في الأرض" أ. هـ قلت: هذه النقولات من بعض كتبه -وكما أسلفنا سابقًا- توضح للقارئ مدى محاربة "العظمة" للبدع والانحرافات الّتي عليها المسلمون اليومَ، إن كان في وقته أو في يومنا هذا، وكيف هو يميل، بل يتحرى القول الصحيح في توضيح شيء ما من آية أو سورة أو صفة من صفات الله -تعالى- أو إلى جعلِ مصب العلوم في خدمة الدين الإسلامي عمومًا، وفي تثبيت العقيدة الصحيحة الخالية من الوثنية والانحرافات وغيرها من مساوئ أهل البدع والشرك وأهوائهم، خصوصًا، ما ذكرناه سابقًا من أنه قد دعا إلى بدعة المولد. نقول: إنّ النهر العذبَ لا يضره إنْ وضع فيه حفنة من ملح، ولعل النفس في ما تتوق إليه من صفاء الناس ورؤية الفرَق الضالة تجعل من صاجها الاجتهاد والنفور ضدّ الضلال ولو كان فيها شيئًا من قشور، وعليه فالعظمة مصلح خيّر صاحب دين وتقوى. نسأل الله -تعالى- أن يلهمنا الصواب، إنَّه مجيب رحيم. وفاته: سنة (1403 هـ) ثلاث وأربعمائة وألف. من مصنفاته: له تفسير أجزاء من القرآن الكريم منفردة: "جز عم، وتبارك، وقد سمع، والذاريات". و "سبل السلام" كلمات أذيعت تبيانا لمناهج الإِسلام. 608 - الأُقليشي الداني * النحوي، اللغوي: أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل، أبو العباس التجيبي الإسكندري المعروف بالأقليشي (¬1) الداني. من مشايخه: أبو الحسن بن طارق، وأبو بكر بن العربي، وأبو طاهر السلفي، وغيرهم كثير ... من تلامذته: ابن عياد، وأبو الحسن بن كوثر بن بُيبَش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان عالمًا عاملًا متصوفًا شاعرًا مجودًا مع التقدم في الصلاح والزهد والعزوف عن الدنيا وأهلها، والإقبال على العلم والعبادة" أ. هـ • السير: "له تصانيف ممتعة، وشعر، وفضائل، ¬

_ * إنباه الرواة (1/ 136)، تكملة الصلة (1/ 60)، العبر (4/ 139)، السير (20/ 358)، الديباج (1/ 246)، الوافي (8/ 183)، النجوم (5/ 321)، الشذرات (6/ 255)، بغية الوعاة (1/ 392)، النور السافر (142)، نفح الطيب (2/ 598)، قديمة، شجرة النور (142)، معجم المؤلفين (1/ 310)، معجم البلدان (1/ 237)، معجم المطبوعات لسركيس (628)، معجم المفسرين (1/ 80). (¬1) موضع من عمل غرناطة بالأندلس.

609 - ابن المعذل

ويد في اللغة" أ. هـ • الديباج: "كان عالمًا عاملًا متصوفًا شاعرًا" أ. هـ • بغية الوعاة: "كان عالمًا بالحديث واللغة .. عاقلًا متضلعا في الأدب والورع والمعرفة بعلوم شتى والزهد والإقبال على العبادة والعروض عن الدنيا وأهلها" أ. هـ. وفاته: سنة (651 هـ) إحدى وخمسين وستمائة في بغية الوعاة: قال ابن الأبار: مات بصوص في سنة (551 هـ) وقد نيف على الستين، وجزم الصفدي بأنه مات سنة خمسين، وقال السلفي والأدفوي، مات سنة (449 هـ) وقيل (550 هـ). من مصنفاته: كتاب "النجم من كلام سيد العرب والعجم" و"الغرر من كلام سيد البشر" و"ضياء الأولياء" وغير ذلك. 609 - ابن المُعَذَّل * المفسر أحمد بن المعذل (¬1) بن غيلان بن الحكم العبدي -من بني عبد قيس- أبو الفضل. من مشايخه: بشر بن عمر الزهراني، وعبد الملك بن الماجشون وغيرهما. من تلامذته: إسماعيل القاضي، وأخوه حماد، ويعقوب بن شيبة السَّدوسي. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "قال أبو عمر الصدفي: هو ثقة، كان أبو حَاتِم يثني عليه، قال أبو سليمان الخطابي: أحمد بن المعذل مالكي المذهب يعد في زهاد البصرة وعلمائها ... قال أبو القاسم الشافعي المعروف بعبيد: كان ابن المعذل من العلماء الأدباء الفصحاء النظار. قال ابن حارث: كان فقيهًا بمذهب مالك، ذا فضل وورع ودين وعبادة ... وقال ابن الجراح في كتابه (الورقة): كان ابن المعذل فقيهًا نبيلًا له أشعار ملاح. قال أبو إسحاق الحضرمي وغيره: كان أحمد بن المعذل من الفقه والنسك والأدب والحلاوة في غاية، وكان أخوه عبد الصمد يؤذيه ويهجوه. كان أحمد بن المعذل: من الأبهة والتمسك بالمنهاج والتجنب العيب والتعرض له في أيدي الناس، وضمار الزهد فيه على غاية ... وذكر ابن الحارث عنه أنه كان يقف في القرآن، ولعله ذلك تقية، ولعله في وقت المحنة أو كراهة للكلام فيما لم يتكلم فيه السلف كما ذكرنا عن غيره، وأما أبو الفرج الأصبهاني في كتابه الكبير (¬2) فنحله ما لا يقوله ولا يعرف له ¬

_ * الثقات لابن حبان (8/ 16)، ترتيب المدارك (2/ 550)، الأغاني (13/ 249)، تبصير المنتبه (4/ 1299)، طبقات الشعراء لابن المعتز (175)، السير (11/ 519)، العبر (1/ 434)، الوافي (8/ 184)، الديباج المذهب (1/ 141)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 92)، الشذرات (3/ 184)، شجرة النور (64)، معجم المؤلفين (1/ 311)، معجم المفسرين (1/ 80)، تاريخ الإِسلام (وفيات 240) ط. تدمري، التنكيل (1/ 209). (¬1) قال القاضي عياض: بذال معجمة مفتوحة، مشددة كذا ضبطه الدارقطني وغيره، على أن أبا الحسن الدارقطني ذكر اسمين في هذا الباب المعذل بن غيلان، وأحمد بن المعذل ولم يقل إنه ابنه، وهو ابنه .. أ. هـ. انظر ترتيب المدارك (1/ 47). (¬2) كتاب الأغاني.

بوجه .. " أ. هـ • تاريخ الإِسلام: "قال أبو إسحاق الشيرازي: كان من أصحاب عبد الملك ابن الماجشون ومحمد بن سلمة وكان ورعًا متبعًا للسنة، وكان مفوهًا له مصنفاته. وقال أبو بكر النقاش: قال لي أبو خليفة الجمحي: أحمد بن المعذل أفضل من أحمدكم، يريد أحمد بن حنبل. وقال أبو إسحاق الحضرمي: كان أحمد بن المعذل من الفقه والسكينة والأدب والحلاوة في غاية، وكان أخوه عبد الصمد بن المعذل الشاعر يؤذيه ويهجوه، وكان أحمد يقول له: أنت كالإِصبع الزائدة، إن تركت شانت، وإن قطعت آلمت. ولأحمد بن المعذل أخبار. وكان أهل البصرة يسمونه الراهب لدينه وتعبده. قال أبو داود: وإن ابن المعذل ينهاني عن طلب الحديث. وقال حرب الكرماني: سألت أحمد بن حنبل: أيكون من أهل السنة من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. قال: لا, ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذل الذي يقول بهذا القول أنه فتن الناس من أهل البصرة كثير. وقال أبو قلابة الرقاشي: قال لي أحمد بن حنبل: ما فعل ابن معذل؟ قلت: هو على نحو ما بلغك. فقال: أما إنه لا يفلح. وقال نصر بن علي: قال الأصمعي، ومر به أحمد بن معذل فقال: لا تنتهي أو تفتق في الإِسلام فتقًا. قلت: قد كان ابن المعذل من بحور العلم، لكنه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولهذا توقف في مسألة القرآن، رحمه الله" أ. هـ • الوافي: "كان فقيهًا عفيفًا ورعًا عالمًا بمذهب مالك بن أنس متكلمًا، له مصنفات، وكان بعيدًا من الهزل مؤثرًا للجد، نبيهًا خطيرًا، وله أشعار زهدية، وأشعار حكمية .. " أ. هـ • قلت: إن الوقف في فتنة خلق القرآن، هو كالذي قال بخلقه كالجهمية في وقتها وأتباعهم. قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (12/ 358): "الجهمية: هم نفاة صفات الله، المتبعون للصابئة الضالة، وصارت فروع التجهم تجول في نفوس كثير من الناس فقال بعض من كان معروفًا بالسنة والحديث: ولا نقول مخلوق ولا غير مخلوق بل نقف، وباطن أكثرهم موافق للمخلوقية ولكن وإن المؤمنون أشد رهبة في صدورهم من الله .. " أ. هـ وقال الشيخ حافظ الحكمي في "معارج القبول" (1/ 280): "قضى السلف الصالح -رحمهم الله- على الطائفة الواقفة وهم القائلون: لا نقول القرآن مخلوق ولا غير مخلوق بأن من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، ومن لم يحسن الكلام فهو منهم، بل علم أنه كان جاهلًا جهلًا بسيطًا، فهذا تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان، فإن تاب وآمن أنه كلام الله تعالى وإلا فهو شر من الجهمية" أ. هـ ومما نقلناه عن شيخ الإِسلام ابن تيمية والشخ حافظ الحكمي نعلم أن: (الواقفة) في خلق

القرآن يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى ولا نعلم كيف صفة كلام الله تعالى أهو مخلوق أم غير مخلوق وخاضوا في ذلك! وهذا مردود عليهم وهم في ذلك كالذي يقول بخلق القرآن، وأهل السنة والسلف يقولون: إن كلام الله غير مخلوق وهو المعتقد الصحيح والصواب الذي ما دونه كفر وضلال وانحراف عن الطريق القويم؛ لذلك فإن ابن المعذل كما ذكر الذهبي في تاريخه نقلًا عن الجماعة التي ذكرت حاله للإمام أحمد: أنه يقف في القرآن! وما قال القاضي عياض في (ترتيب المدارك) بأن ذلك كان تقية في وقت المحنة وكراهة الكلام لعل له وجهة في ذلك، ولكن ما جاء عن الذهبي هو أحرى وأولى بالأخذ به لما كان عليه ابن المعذل من العلم رغم قلة الحديث وعدم طلبه، ودخوله في علم الكلام، وهذا ما وقعت فيه الواقفة وقتها. ورحم الله تعالى ابن أبي داود حيث قال في حائيته: وقيل غيرُ مخلوقٍ كلامُ مليكنا ... بذلك دانَ الأتقياءُ وأفصحوا ولا تكُ في القرآن بالوقف مائلًا ... كما قال أتباع لجهم وأسجحوا (¬1) ولا تقل القرآنُ خلقًا قرأئه ... فإن كلام الله باللفظ يوضحُ ونذكر قول المعلمي في "التنكيل" (1/ 210) حول أحمد المعذل صاحب الترجمة ما نصه بعد ذكر ما قاله فيه أخوه: أضاع الفريضة والسنة ... فتاه على الأنس والجنة وما بعده من الأبيات. "أما البيت فالرواية فيه (أطاع الفريضة .. ) كما شرحته في (الطليعة) (ص 63) فتجلد الأستاذ وقال في (الترحيب) (ص 4): "هذا تمحل لو كان مراده هذا لقال: أقام، وإنما الطاعة لله ولرسوله لا للعمل، وهذا ظاهرا، كذا قال ولو لم يوجد هذا الشعر إلا في كتاب واحد وفيه "أطاع" ولم يكن في السياق وغيره ما يدل على صحة ذلك ما ساغ لعالم تغييره لأن العربية لا تضيق بمن "أطاع الفريضة" بل يمكن تخريجها على عدة أوجه كالمجاز والتضمين وغير ذلك فكيف بالتغيير إلى أضاع مع إبطال الأدلة المعنوية كعجز البيت، والبيت الثاني وسبب قول ذلك الشعر وما هو معلوم من حال أحمد. هذا كله توضيح للواضح، وقابل هذا بما يأتي في ترجمة الشافعي في الكلام على ما وقع في (مختصر المزني): "وليست الأذنان من الوجه فيغسلان". وأما عبد الملك فلم يزهدوا فيه لاستجازته الغناء فقد سبقه إليه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الجمع على توثيقه، وإنما زهدوا في عبد الملك لمنكرات في روايته ولاتهامه برأي جهم كما ترى ذلك في ترجمته من (التهذيب)، وأحمد بن المعذل لم يطعن أحد في روايته ولا عقيدته ولا عرف بالترخيص في الغناء فيما علمت وقد وثق، ولا يضر العالم أن يكون في شيوخه مطعون فيه، ومن شيوخ أحمد من ¬

_ (¬1) أسجحوا في الكلام: أي عرّضوا في الكلام.

610 - الصدفي

أصحاب مالك محمّد بن مسلمة الذي تجاهله الأستاذ في (التأنيب)، ونبهت عليه في (الطليعة) (ص 87 - 89) فاعترف الأستاذ في (الترحيب)، وسمع أحمد أيضًا من بشر بن عمر وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهما من أصحاب مالك. وذكر الأستاذ ما يتعلق بمذهب مالك من الأخذ بالقياس، وسألم بذلك في ترجمة مالك إن شاء الله تعالى" أ. هـ قلت: قد وثق في الرواية من جانب، ولكن اتهم بالوقف في خلق القرآن، كما أوردنا ذلك سابقًا وليس كما ذكر المعلمي -رحمه الله تعالى- أنه لم يطعن في عقيدته، على ما ذكر من كلام الإِمام أحمد فيه .. والله تعالى أعلم. من أقواله: وقال يموت بن المزرع، عن المبرد، عن أحمد بن المعذل قال: كنت عند ابن الماجشون، فجاء بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان أعجوبة. قال: وما هي؟ قال: خرجت إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك، فأنا أولى بها. قلت: لِمَ؟ قال: لأني أخوك وأنا عريان. قلت: فالمؤآساة؟ قال: قد لبستها برهةً. قلت: فتعريني وتبدو عورتي؟ قال: قد روينا عن مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانًا. قلت: يلقاني الناس فيرون عورتي. قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضت لك. قلت: أراك ظريفًا، فدعني حتى أمضي إلى حائطي فأبعث بها إليك. قال: كلا، أردت أن توجه عبيدك فيمسكوني. قلت: أحلف لك. قال: لا، روينا عن مالك قال: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص. قلت: فاحلف أني لا أحتال في يمني. قال: هذه يمين مركبة. قلت: دع المناظرة، فوالله لأوجهن بها إليك طيبة بها نفسي. فأطرق ثم قال: تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا، فلم أجد لصًا أخذ بنسيئة، وأكره أن ابتدع في الإِسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك. فخلعتها، فأخذها وانصرف. وفاته: نحو سنة (240 هـ) أربعين ومائتين. من مصنفاته: "أحكام القرآن". 610 - الصَّدفي * النحوي، المفسر أحمد بن مغيث بن أحمد بن ¬

_ * الصلة (1/ 63)، إنباه الرواة (1/ 135)، الديباج المذهب (1/ 182)، تاريخ الإِسلام (وفيات 459)، ط. تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (23)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 94)، كشف الظنون (2/ 1809)، هدية العارفين (1/ 78)، شجرة النور (118)، معجم المؤلفين (1/ 311)، معجم المفسرين (1/ 81).

611 - ابن مكتوم

مغيث الصدفي الطليطلي، أبو جعفر. ولد سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر خلف بن أحمد، وأبو محمد بن عباس وغيرهما. من تلامذته: صاعد بن أحمد بن صاعد، وأبو محمد الشارقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "هو من جلة علمائها -طليطلة-، من أهل البراءة والفهم والرياسة في العلم، متفننًا، عالمًا بالحديث وعلله، وبالفرائض والحساب واللغة والإعراب والتفسير وعقد الشروط، وكان كلفًا بجمع المال ... " أ. هـ • شجرة النور: "الصدفي: كبير طليطلة وفقيهها، كان حافظًا بصيرًا بالفنون والأحكام نظارًا فصيحًا أديبًا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (459 هـ) تسع وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "المقنع في عقد الشروط". 611 - ابن مكتوم * المقرئ: أحمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي، الدمشقي، أبو العباس ابن أبي البشر الشافعي، تاج الدين. من مشايخه: سمع من أبيه وأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين ابن البن، وأبي عبد الله الحسين بن المبارك بن الزبيدي وغيرهم. من تلامذته: سمع منه قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى الكبير: "الفقيه، المقرئ، الصالح، العدل". وقال: "كان صالحًا خيرًا عدلًا فاضلًا، مقبلًا على شأنه كثير العبادة، سمحا" أ. هـ وفاته: سنة (670 هـ)، سبعين وستمائة. 612 - الأَزْدِي * المقرئ: أحمد بن منذر بن جهور (¬1) بن أحمد الأزدي الإشبيلي المالكي، أبو العباس. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف، وروى عن أبي عبد الله بن المجاهد وغيرهما. من تلامذته: قرأ على إبراهيم بن وثيق وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "لم يكن يداخل الولاة ولا أصحابهم ولا يقوم لأحد منهم إن رآه" أ. هـ • الديباج المذهب: "كان مقرئًا بالسبع، متقدمًا في الصلاح، موصوفًا بالزهد فقيهًا على مذهب مالك" أ. هـ • شجرة النور: "المعروف بالصلاح والزهد وإجابة الدعوة" أ. هـ وفاته: قيل سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة، وقيل قبل سنة (618 هـ)، ثمان عشرة وستمائة. ¬

_ * المقفى الكبير (1/ 688). * تكملة الصلة (1/ 111)، الديباج المذهب (1/ 230)، غاية النهاية (1/ 139)، شجرة النور (175)، معجم المؤلفين (1/ 311). (¬1) في الديباج المذهب: فهور.

613 - القاضي

من مصنفاته: له في رواية ورش عن نافع تأليفًا. 613 - القاضي * النحوي: أحمد منير القاضي، ابن السيد خضر بن محمد بن خضر بن عبد الله بن خلف بن أحمد الشهير بالشقاقي، ينتمي نسبه إلى السيد أحمد الحموي. ولد: سنة (1312 هـ) اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. وفاته: سنة (1388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الإظهار في النحو"، و"نظم حروف المعاني"، و "أدب القصة في القرآن الكريم". 614 - ابن مُجاهِد * المقرئ: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد العطشي البغدادي التميمي، أبو بكر. ولد: سنة (245 هـ) خمس وأربعين ومائتين. من مشايخه: سعدان بن نصر، والرمادي، وتلا على قُنبل وغيرهم. من تلامذته: ابن شاهين، والدارقطني، وتلا عليه أبو بكر الشذاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ المقرئين. وقد انتهى إليه علم الإقراء في وقته، قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه، وبراءة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه، وقيل: كان صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى" أ. هـ • تاريخ الإِسلام: "وكان ثقة مأمونا. وقال علي بن عمر المقريء: كان لابن مجاهد في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس. وقيل: كان ابن مجاهد يجيد الغناء والموسيقى، وفيه ظرف البغاددة مع الدين والخير. وسمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشرة أحرف لم يتابع عليها" أ. هـ • البداية والنهاية: "وكان ثقة مأمونًا، وكان ثعلب يقول: ما بقي في عصرنا أحد أعلم بكتاب الله منه، وقد رآه بعضهم في المنام وهو يقرأ فقال له: أما مت؟ فقال: بلى ولكن كنت أدعو الله عقب كل ختمة أن أكون ممن يقرأ في قبره فأنا ممن يقرأ في قبره" أ. هـ • غاية النهاية: "شيخ الصنعة ... ولا أعلم أحدًا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه" أ. هـ وفاته: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "القراءات السبعة" أو "الأحرف السبعة" وهو مطبوع مشهور، و"قراءة ابن كثير"، ¬

_ * أعلام العراق الحديث (1/ 106 - 108). * تاريخ بغداد (5/ 144)، المنتظم (13/ 357) معجم الأدباء (2/ 520)، السير (15/ 172)، تاريخ الإسلام (وفيات 324) ط. تدمري. العبر (2/ 201)، معرفة القراء الكبار (1/ 216)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 57)، الوافي (8/ 200)، البداية والنهاية (11/ 197)، غاية النهاية (1/ 139)، النجوم الزاهرة (3/ 258)، الشذرات (4/ 128)، الأعلام (1/ 261)، معجم المؤلفين (1/ 315)، الكامل (8/ 328).

615 - ابن مردويه

و"الياءات"، و"الهاءات". 615 - ابن مَردَويه * المفسر: أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الأصبهاني، أبو بكر، ويقال له ابن مردويه الكبير. ولد: سنة (323 هـ) ثلاث وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو سهل بن زياد القطان، وعبد الرحمن بن متُّويه البلخي وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن منده وأخوه عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد بن شكرويه وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "عمل المستخرج على صحيح البخاري وكان قيما بمعرفة هذا الشأن بصيرًا بالرجال طويل الباع، مليح التصانيف .. كان من فرسان الحديث، فهما يقظا متقنًا، كثير الحديث جدًّا، ومن نظر في تواليفه عرف عليه من الحفظ ... قال أبو بكر بن علي: هو أكبر أن ندل عليه وعلى فضله وعلمه وسيره وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه ... وقال الإمام إسماعيل لو كان ابن مردويه خراسانيا لكان حديثه أكثر من حديث الحاكم ... " أ. هـ • الشذرات: "وإن إمامًا في الحديث بصيرًا بهذا الشأن" أ. هـ • الأعلام: "حافظ مؤرخ، مفسرا". هـ فائدة من أقواله: في السير: "وجاز لي أبو نعيم الحداد: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه يقول: رأيت من أحوال جدي من الديانة في الرواية ما قضيت منه العجب من تثبته وإتقانه، وأهدى له كبيرة حلاوة، فقال: إن قبلتها، فلا آذن لك بعد في دخول داري وإن ترجع به تزد علي كرامة" أ. هـ وفاته: سنة (410 هـ) عمر وأربعمائة، وله نحو من تسعين سنة. من مصنفاته: "التفسير"، و"التاريخ"، و"الأبواب" و"الشيوخ". 616 - ابن طَاوُوس * المفسر: أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن عبد بن طاووس (¬1) العلوي الحسني الفاطمي الشيعي، جمال الدين. من مشايخه: نجيب الدين بن نما، ويحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن داود الحلي، والعلامة الحلي وغيرهما. ¬

_ * الكامل (9/ 313)، المنتظم (15/ 135)، التقييد لابن نقطة (173)، السير (17/ 308)، العبر (3/ 102)، تذكرة الحفاظ (3/ 1050)، تاريخ الإسلام (وفيات 410) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (1/ 94)، البداية والنهاية (12/ 10)، النجوم (4/ 245)، طبقات الحفاظ (412)، الشذرات (5/ 57)، الأعلام (1/ 261)، معجم المفسرين (1/ 81). * أمل الآمل (2/ 29)، أعيان الشيعة (10/ 179)، روضات الجنات (1/ 66)، مصفى المقال (71)، معجم المفسرين (1/ 81)، إيضاح المكنون (1/ 49) و (2/ 95)، الأعلام (1/ 261)، معجم المؤلفين (1/ 314). (¬1) بنو طاووس: بيت كبير في الحلة، من الشيعة الإمامية. و"الحلة" هي مركز محافظة بابل في العراق الآن.

كلام العلماء فيه: • أمل الآمل: "كان عالمًا فاضلًا صالحًا زاهدًا عابدًا ورعًا فقيهًا محدثًا ثقة شاعرًا جليل القدر عظيم الشأن" أ. هـ • أعيان الشيعة: "قال تلميذه الحسن بن داود في كتاب رجاله: أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد الطاووس العلوي الحسني سيدنا الطاهر الإِمام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل مصنف مجتهد كان أورع فضلاء أهل زمانه قرأت عليه أكثر البشرى والملاذ وغير ذلك من تصانيفه، وأجاز لي جميع تصانيفه ورواياته وكان شاعرًا مطلقًا بليغًا منشئًا مجيدًا وحقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقًا لا مزيد عليه، رباني وعلمني وأحسن إلى وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من إشاراته وتحقيقه جزاه الله تعالى عني أفضل جزاء المحسنين". وقال أيضًا: "وقد وصفه العلامة في إجازاته وأخاه عليًّا بالسيدين الكبيرين السعيدين الزاهدين العابدين الورعين ووصفهما الشهد في بعض إجازاته بالإمامين المرتضيين ووصف الشهد الثاني صاحب الترجمة في إجازته لوالد البهائي بالسيد الإِمام العلامة جمال الدين أبي الفضائل، وكان مجتهدًا واسع العلم إمامًا في الفقه والأصولين والأدب والرجال ومن أورع فضلاء أهل زمانه وأتقنهم وأثبتهم وأجلهم وهو أول من قسم الأخبار من الإمامية إلى أقسامها الأربعة المشهورة: "الصحيح والموثق والحسن والضعيف" واقتفى أثره في ذلك تلميذه العلامة وسائر من تأخر عنه من المجتهدين إلى اليوم وزيد عليها في زمن المجلسيين على ما قيل بقية أقسام الحديث المعروفة من المرسل والمضمر والمعضل والمسلسل والمضطرب والمدلس والمقطوع والموقوف والمقبول والشاذ والمعلق وغيرهما. والصحيح أن ذلك كان قبل المجلسيين كما لا يخفى، ولذلك الذي تقدم من أن هذا التقسيم حادث أنكر الأخباريون هذا التقسيم وهذا الاصطلاح الجديد حتى أفرط بعضهم سامحه الله فقال إن الدين هدم مرتين أحدهما يوم أحدث هذا الاصطلاح وبعضهم يقول يوم ولد العلامة الجلي صاحب هذا الاصطلاح وهو إنكار في غير محله كما حقق في الأصول وذكرناه في مقدمات كتابنا البحر الزخار في شرح أحاديث الأئمة الأطهار وفق الله لإكماله" أ. هـ • الأعلام: "من فقهاء الإمامية ومحدثيهم، من أهل الحلة، لقبه بعض المؤرخين بفقيه أهل البيت ... وهو مصنف مجتهد" أ. هـ من أقواله: أعيان الشيعة: "قال وقال المصنف عند عزمه على التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه لعرض الكتاب الميمون عليه مستجديًا سبب يديه: أتينا نباري الريح منا عزائم ... إلى ملك يستثمر الغوث آمله كريم المحيا ما أظل سحابه ... فأقشع حتى يعقب الخصب هاطله إذا آمل أشفت على الموت روحه ... أعادت عليه الروح فاتت شمائله

617 - البطرني

من الغرر الصيد الأماجد سنخه ... نجوم إذا ما الجو غابت أوافله إذا استنجدوا للحادث الضخم سددوا ... سهامهم حتى تصاب مقاتله وها نحن من ذاك الفريق يهزنا ... رجاء تهز الأريحي وسائله وأنت الكمي الأريحي فتى الورى ... فرو سحابا ينعش الجدب هامله وإلا فمن يجلو الحوادث شمسه ... وتكفى به من كل خطب نوازله وفاته: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "ملاذ علماء الإمامية" في الفقه، و "التفسير" و"شواهد القرآن". 617 - البَطَرْني * المقرئ: أحمد بن موسى بن عيسى بن أبي الفتح البطرني (¬1) الأنصاري، أبو العباس. من مشايخه: قرأ على عبد الأعلى بن عبد الأعلى الشبارتي، ومحمد بن محمد بن أحمد بن مشليون الأنصاري وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه محمّد بن سعد بن أحمد بن برّال الأنصاري، وأحمد بن فرحون بن عبد الله النفزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر الكامنة: "كان ماهرًا في القراءات والحديث مشاركًا في فنون" أ. هـ • شجرة النور: "شيخ الشيوخ بها، وعمدة أهل التحقيق والرسوخ الصالح الراوية" أ. هـ • تراجم المؤلفين التونسيين: "شيخ تونس في القراءات" أ. هـ وفاته: سنة (703 هـ)، وقيل (710 هـ) ثلاث وقيل عشر وسبعمائة. من مصنفاته: نظم قراءة يعقوب من طريق الداني نظمًا حسنًا. 618 - أبو القاسم الحنبلي * المقرئ: أحمد بن موسى الموصلي، أبو القاسم الحنبلي. من مشايخه: عبد الصمد بن أبي الجيش، والشيخ إبراهيم الرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "شيخ صالح عاقل عارف بالقراءات كان فصيحًا عارفًا بالتجويد ... " أ. هـ • غاية النهاية: "صالح، عارف، مجود، فصيح" أ. هـ. وفاته: سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة، وقد جاوز الستين. ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 343)، غاية النهاية (1/ 142)، درة الحجال (1/ 13) وأعاد الترجمة بتوسع في (1/ 39)، شجرة النور (205)، تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 144). (¬1) البطرني: منسوب إلى بطرنة من إقليم بلنسية من بلاد الأندلس أ. هـ. من هامش درة الحجال. * معرفة القراء (2/ 728)، غاية النهاية (1/ 143)، الدرر الكامنة (1/ 345).

619 - ابن قرصة الفيومي

619 - ابن قرصة الفيُّومي * النحوي: أحمد بن موسى بن محمد بن أحمد عُرف بابن قرصة الفيومي ثم القُوصي، عز الدين، الشافعي. من مشايخه: أبو محمّد بن عبد السلام وغيره. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "كان يصدر عنه عجائب يحكيها أصحابنا لا يختلفون فيها، منها ما حكاه شيخنا تاج الدين أبو الفتح محمد بن الدشناوي، أنه كان قد تأخر طلوع النيل، وحصل للناس منه ضرر، قال: فمررت به، فقال: يا شيخ تاج الدين، رأيت النيل وقد طلع ووصل إلى المكان الفلاني، فقلت له: في النوم؟ فقال: في اليقظة يا فقيه ... فما جاء وقت العصر حتى زاد ونودي عليه بالزيادة ووصل إلى ما قال ... ! وأخبر جمال الدين ابنه عنه، وكان فقيهًا ثقة، وغيره، أنه قال لزوجته: قومي الحقي أمك تخاصمت مع زوجها، وخرجت إلى برا الشارع، وعليها قميص صفته كذا وكذا، فكان كما قال ... ! وأنه قال مرة: أخبرني هذا الباب أن ابن عمي مات في هذه الساعة أرخوا، فكان كذلك. ... ! " أ. هـ. • المقفى: "وكان فقيهًا أديبًا شاعرًا، وكان قليل الكلام يتكلم بإعراب .. وتصدر منه عجائب كالمكاشفات" أ. هـ. • الدرر: "ولي نظر قوص والإسكندرية وصادره الشجاعي ثم كرمه، وكان لا يتكلم إلا بالإعراب، وله مسائل فقهية ونحوية ودروس بالأفرمية بقوص" أ. هـ. وفاته: سنة (711 هـ) وقيل (701 هـ) وقيل (710 هـ) إحدى عشر وقيل إحدى وقيل عشر وسبعمائة. من مصنفاته: له كتاب سماه "نتف المحاضرة" أو "نتف المذاكرة وتحف المحاضرة". 620 - ابن الوكيل * اللغوي: أحمد بن موسى بن علي بن الوكيل، شهاب الدين. من مشايخه: صلاح الدين العفيفي ونجم الدين بن الجابي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان يتوقد ذكاء" أ. هـ. • البغية: "وقال الفاسي: . . وحصل علمًا جمًا، ولولا معاجلة المنية له لبهرت فضائله" أ. هـ. وفاته: في صفر سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: مختصر "المهمات" في الفقه، ومختصر "ملحة الإعراب" للحريري وشرحها. ¬

_ * الطالع السعيد (145)، الوافي (8/ 205)، المقفى الكبير (1/ 725)، الدرر الكامنة (1/ 344)، الأعلام (1/ 261)، معجم المؤلفين (1/ 316). * إنباء الغمر (2/ 363)، بغية الوعاة (1/ 393)، شذرات الذهب (8/ 542)، معجم المؤلفين (1/ 315)، كشف الظنون (1/ 930)، و (2/ 1817 و 1915).

621 - المتبولي

621 - المَتْبولي * المقرئ: أحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن القاهري الحسني الشافعي ويعرف بالمتبْولي نسبة لشيخه البرهان، أبو الفتح الشهاب. من مشايخه: اشتغل على العلم البلقني، والعز بن عبد السلام البغدادي، وصحب البرهان المتبولي وعرف به وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "خطب وقرأ على العامة، وتصدر لقراءة الجوق، وتكسب بذلك وكذا بالشهادة، وحج وتنزل في سعيد السعدا وغيرها ... واستنابه الزين زكريا في القضاه وباشر ذلك غير متحول عن طريقته، وجمع حينئذ في آداب القضاء تصانيف وكثر تردده إلى وإقباله علي وغالب ما أثبته مما أعلمني به" أ. هـ. • الأعلام: "مقرئ من الشافعية، أفتى ودرس، واستنيب في القضاء" أ. هـ. • قلت: إن من مصنفاته: "المدد الفائض في الذب عن ابن الفارض" هو ابن الفارض هذا هو: عمر بن علي بن المرشد بن علي الحموي، المتوفى سنة (632 هـ)، الصوفي، حجة أهل وحدة الوجود، وحامل لواء الشعراء، وقد تكم العلماء في حاله، وانحراف عقيدته انحرافًا -نسأل الله العافية مما قال في تائيته، وما اعتقد من سوء الاعتقاد فيها- والذب عنه كما فعل صاحب الترجمة لا يزيد في الكلام عنه حرفًا، بل جعل من يذب عنه في مصاف اعتقاده، والدفاع عنه من عالم ما أو مسلم يقدح في منهج اعتقاده، بل قد يؤدي إلى عدم فهمه وقوله المحضور من سوء الاعتقاد والنحول ... نسأل الله تعالى العفو والعافية. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (902 هـ) اثنتين وتسعمائة. من مصنفاته: مما صنفه الرد على البقاعي في إنكار قول يا دائم المعروف وعمل "المدد الفائض في الذب عن ابن الفارض"، و"آداب القضاء". 622 - اللبان * المقرئ: أحمد بن مؤمن بن أبي نصر، أبو العباس الأسعردي المعروف باللبان. من مشايخه: أبو شامة، والشيخ زين الدين النواوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الإمام المقرئ الجود ... وكان من خيار الشيوخ دينًا وتواضعًا وفضيلة، ومعرفة بالقراءات ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق مجود ... وجلس تحت قبة النسر فأقرأ وكان دينًا متواضعًا وهو والد الشيخ أبي عبد الله بن اللبان الفقيه الشافعي الصوفي الشاذلي" أ. هـ. وفاته: سنة (706 هـ) ست وسبعمائة عن سبعين سنة. ¬

_ * الضوء اللامع (2/ 228)، الأعلام (1/ 262)، معجم المؤلفين (1/ 314). * معرفة القراء (2/ 751)، غاية النهاية (1/ 143)، الدرر الكامنة (1/ 345).

623 - أحمد النويلاتي

623 - أحمد النويلاتي * النحوي، اللغوي: أحمد النويلاتي. ولد: سنة (1285 هـ) خمس وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: أخذ علوم النحو والصرف والمنطق عن الشيخ بكري العطار، والشيخ عمر البيطار وغيرهما. من تلامذته: الأستاذ سعيد الأفغاني (مدرس العلوم العربية في الجامعة السورية)، والدكتور كامل نصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "كان مدرسا دينًا وواعظا جليلًا في الجامع الأموي يجتمع عليه الكثير من المستمعين، ويحتشدون حوله فيفسر الآيات ويعظ بحماس، ويسرد الأحاديث الشريفة ويذكر الأمثلة العملية المقتبسة من الأمراض الاجتماعية وكانت موضوعات دروسه حديث المجالس العامة والخاصة. تأثر بالأستاذ طاهر الجزائري وصار يهاجم الخرافات المدسوسة على الدين، ويستنكر الأشياء التي نشوه نقاوته؛ فاتهموه بالخروج عن الدين" أ. هـ. وفاته: سنة (1357 هـ) سبع وخمسين وثلاثمائة وألف. 624 - الحُسَيني * المفسر: أحمد بن ناصر الحسيني، برهان الدين أبو المعالي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "قال الصفدي إمام محراب الحنفية الذي بمنصورة الحلبيين الأموي بدمشق، كان مفتيًا عالمًا زاهدًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (689 هـ) تسع وثمانين وستمائة. 625 - الباعُوني * النحوي، المفسر: أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن المقدسي الناصري الباعوني (¬1)، القاضي شهاب الدين نزيل دمشق. ولد: سنة (751 هـ) إحدى وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: تاج الدين السبكي، هو ابن خطيب يبرود، هو ابن قاضي الزبداني، وأخذ النحو عن العنابي وغيرهم. من تلامذته: ولده، هو ابن حجر وجماعة. كلام العلماء فيه: • المنهل الصافي: "قال تقي الدين المقريزي في ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (1/ 511)، أعلام دمشق (28). * طبقات المفسرين للسيوطي (24)، معجم المفسرين (1/ 81). * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 20)، إنباء الغمر (7/ 124)، الضوء اللامع (2/ 231)، وجيز الكلام (2/ 427)، المنهل الصافي (2/ 238)، النجوم (13/ 268) الطبعة الجديدة، الشذرات (9/ 175). (¬1) وباعونة (قرية) بالقرب من عجلون وعجلون في الأردن.

626 - أحمد بن نصر

تاريخه: وباعونة (قرية من قرى) عجلون سميت بذلك من أجل أنه كان موضعها دير للنصارى واسم راهب الدير باعونة، فلما أزيل الدير وعمل مكانه القرية عرفت بباعونة، وكان أبو أحمد هذا -يعني صاحب الترجمة- حائكًا بباعونة ثم اتجر في البز، وركض به في البلاد، وولد له إسماعيل وأحمد فتعلق إسماعيل بصحبة الفقراء وسكن صفد، ونظر في التصوف، وولي قضاء الناصرية نيابة عن قاضي صفد، فتخرج به أخوه أحمد صاحب الترجمة وقرأ كتاب المنهاج ولازم الاشتغال، وكان فيه ذكاء وفطنة ... " أ. هـ. • الضوء: "اشتغل بالفقه وسمع الحديث وكان ذكيًا فطنًا فقال الشعر وكتب الخط الجيد ... وكان قوي الذكاء. قال القاضي تقي الدين الشهبي: كان يكاتب السلطان فيما يريد فيرجع الجواب بما يختار. وكان خطيبًا بليغًا، له اليد الطولى في النظم والنثر والقيام التام في الحق. طلب منه برقوق اقتراض مال الأيتام فامتنع فعزل في سنة (796 هـ) .... وكان إمامًا بارعًا دينًا فاضلًا آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر شكلًا حسنًا منور الشيبة طوالا ذا نظم ونثر فائقين ... جميل المحاضرة وحسن المذاكرة وكثرة الفوائد وسرعة البكاء والعفة الزائدة لكنه كان شديد الإعجاب بنفسه" أ. هـ. من أقواله: له قصيدة في العقيدة أولها: أثبت صفات العلى وانف الشبيه فقد ... أخطأ الذين على ما قد بدا جمدوا وضل قوم على التأويل قد عكفوا ... فعطلوا وطريق الحق مقتصد وفاته: سنة (816 هـ) ست عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: نظم كتابًا في التفسير. 626 - أحمد بن نصر * المقرئ: أحد بن نصر بن زياد، أبو عبد الله القرشي النيسابوري الزاهد. من مشايخه: عبد الله بن نمير، والنضر بن شميل، وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم. من تلامذته: روى عنه الترمذي، والنسائي في كتابيهما، هو ابن خزيمة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "قال أحمد بن نصر المقرئ: سألت أبا مسهر الدمشقي قلت: من يقول الإيمان قول؟ قال: مرجئ مبتدع. قلت: فالإيمان قول وعمل؟ قال: نعم. قلت: ويزيد وينقص؟ قال: نعم، كان الأوزاعي يقول: ما من شيء يزيد إلا وينقص" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أحمد بن سيار المروزي في ذكر مشايخ نيسابور: وأبو عبد الله أحمد بن نصر المقرئ، كان ثقة، أبيض الرأس واللحية، قصيرًا أصلع صاحب سنة محبًا لأهل الخير كتب العلم وجالس الناس" أ. هـ. • السير: "وكان ثقة مأمونًا، صاحب سنة، كبير ¬

_ * تهذيب الكمال (1/ 498)، السير (12/ 239)، تذكرة الحفاظ (2/ 540)، تاريخ الإِسلام (وفيات 245) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 145)، تهذيب التهذيب (1/ 78)، المقفى الكبير (1/ 726) طبقات الحفاظ (237) البداية والنهاية (10/ 346) تهذيب تاريخ دمشق (2/ 104)، تاريخ دمشق (6/ 45)، مختصر تاريخ دمشق (3/ 310) تهذيب التهذيب (1/ 74).

627 - الشذاني

الشأن" أ. هـ. • المقفى: "وقال محمد بن عبد الوهاب: أحمد بن نصر ثقة مأمون، وكان يقرئ ... وقال الحاكم: أحمد بن نصر المقرئ فقيه أهل الحديث في عصره ... " أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال أبو أحمد الفراء: هو ثقة مأمون، وقال النسائي في أسماء شيوخه: ثقة, وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه، وقال الخليلي: ثقة متفق عليه، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال: كان من خيار عباد الله، وأصلب أهل بلده في السنة، ومنه تعلم ابن خزيمة أصل السنة" أ. هـ. وفاته: سنة (245 هـ) خمس وأربعين ومائتين. 627 - الشَذَاني * اللغوي، المقرئ: أحمد بن نصر بن منصور بن عبد الجيد بن عبد المنعم، أبو بكر الشذائي (¬1) البصري. من مشايخه: أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسن بن شنبوذ، ونفطويه وغيرهم. من تلامذته: أبو الفضل الخُزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أبو عمرو الداني: مشهورٌ بالضبط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربية .. ". وقال: "قال فارس بن أحمد: الكبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشذائي بالبصرة، ونسي الرابع" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (373 هـ) ثلاث سبعين وثلاثمائة، وقيل (370 هـ) سبعين، وقيل (376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة، والأول أصح. 628 - النحوي المقوّم * النحوي، اللغوي: أحمد بن نصر، المعروف بالمقوم، أبو الحسن. من تلامذته: أبو عمر الزاهد وغيره. من مصنفاته: "الياقوتة في غريب اللغة". 629 - ابن نَصْر الله * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد التستري الأصل البغدادي الحنبلي، ثم المصري، أبو الفضائل, المعروف بابن نصر الله محب الدين. ¬

_ * الأنساب (3/ 410)، معرفة القراء (1/ 319)، العبر (2/ 364)، تاريخ الإسلام (وفيات 373) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 144)، بغية الوعاة (1/ 394)، الشذرات (4/ 392). (¬1) الشذائي: هذه النسبة إلى "شذا" وهي قرية بالبصرة. أ. هـ. الأنساب. * الوافي (8/ 214)، بغية الوعاة (1/ 394). * الضوء (2/ 233)، القلائد الجوهرية (2/ 374)، الشذرات (9/ 364)، الأعلام (1/ 264)، معجم المؤلفين (1/ 319)، كشف الظنون (1/ 549)، إنباء الغمر (9/ 139)، السحب الوابلة (1/ 26)، المقصد الأرشد (1/ 202)، معجم المفسرين (1/ 82)، النجوم (15/ 104)، الطبعة الجديدة، رفع الإصر (1/ 111).

ولد: سنة (765 هـ) خمس وستين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، والشيخ شمس الدين محمّد بن يوسف بن عليّ الكرماني وغيرهما. من تلامذته: برهان الدين إبراهيم بن محمّد بن مفلح، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "قرر في درس الحنابلة بالمدرسة الظاهرية البرقوقية أول ما فتحت بعد أن كان درس قبله فيها, لأهل الحديث الشيخ زادة العجمي وكان يحفظ قطعة كبيرة من البخاري ويسردها مع فنون كثيرة .. " أ. هـ. * رفع الإصر: "قرأت بخط العزيز البرهان بن نصر الله: وافق القاضي محب الدين عمِّي موفق الدين، يعني ... في اسمه واسم أبيه وجده ومذهبه ومنصبه، وسكنه بالصالحية. قلت: وفارقه في اللقب، وأصل البلد، والنسبة إلى الجد الأعلى وطول المدة، وسعة العلم والتبسط في بيع الأوقاف، ونحو ذلك ... " أ. هـ. * المنهل الصافي: "وكان شيخًا للطول أقرب منور الشيبة، فقد أجدى عينيه في شبيبته، بارعًا متقنًا، دينًا، خيرًا، كثير التلاوة، والعبادة، فقيهًا نحويًا، لغويًّا انتهت إليه رئاسة الحنابلة في زمانه بلا مدافعة، أقام مدة قبل موته، والمعول على فتاويه، وكانت كتابته على الفتوى لا نظير لها، يجيب عما يقصده المستفتي. وكان كثير التواضع حسن الأخلاق، حلو المحاضرة، اجتمعت به غير مرة، ومات ولم يخلف بعده مثله .. " أ. هـ. * المقصد الأرشد: "ولي تدريس الظاهرية البرقوقية فدرس بها وبغيرها وناظر وأفتى وانتفع به الناس. وكان متضلعًا بالعلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه، وكان له يد طولى في الأصول ... وانتهت إليه مشيخة الحنابلة ... وأثنى عليه أهل عصره منهم شيخنا قاضي القضاة شهاب الدين الأرموني ... قال شيخنا قاضي القضاة تقي الدين ابن قاضي شهبة: اجتمعت به، وهو أهل أن يتكلم معه، وكان شكلًا حسنًا، وكان لا ينظر بإحدى عينيه .. " أ. هـ. * الضوء: "وممن قرأ عليه أحد شيوخ أبيه الشمس الكرماني وأجاز له في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، ووصفه بالولد الأعز الأعلم الأفضل صاحب الاستعدادات والطبع السليم والفهم المستقيم، أكمل أقرانه وحيد العصر شهاب الدين أحمد بلغه الله غاية الكمال في شرائف العلوم وصوالح الأعمال في ظل والده الشريف الشيخ العلامة قدوة الأئمة جامع فنون الفضائل الفاخرة، ومجموع علوم الدنيا والآخرة، بقية السلف استظهار المسلمين جلال الملة والدين زاده الله جلالة في معارج الكمالات، ونصره ممدودًا في مدارج السعادات وأنه بحمد الله في عنفوان شبابه وريعان عمره على طريقة الشيوخ الكرام وطبقة الأئمة الأعلام والسيل في المخبر مثل الأسد والمرجو من فضل الله وكرمه أن يجعله من العلماء الصالحين والفضلاء الكاملين. فاستخرت الله تعالى واخترت له أن يروي عني جميع ما صح عنه مني من التفاسير والأحاديث والأصول والفروع والأدبيات وغير ذلك خصوصًا الصحاح الخمسة التي هي أصول الإسلام ودفاتر الشرريعة وشرحي صحيح

630 - ابن منصور المخزومي

البخاري المسمى بالكواكب الدراري وناهيك بهذا جلالة مع صغر سن المجاز إذ ذاك ... وكان إمامًا فقيهًا مفتيًا نظارًا علامة متقدمًا في فنون خصوصًا مذهبه فقد انفرد به وصار عالم أهله بلا مدافعة، كل ذلك مع الذهن المستقيم والطبع السليم، وكثرة التواضع والخلق الرضي والأبهة والوقار والفقد لإحدى كريمتيه، والتودد والقرب من الكل وسلوك طريق السلف، والمداومة على الأوراد والعبادة والتهجد والصيام، وكثرة البكاء والخوف من الله تعالى والحرص على شهود الجماعات والاتباع للسنة، وإحياء ليلة من كل شهر في جماعة بتلاوة القرآن وإهدائه، ذلك في صحيفة إمامه وغيره، مع إنشاد قصيدة يبتكرها في تلك الليلية غالبًا، وعظم الرغبة في العلم والمذاكرة والمحبة في الفائدة حتى إنه اعتنى بضبط ما يقع في مجالس الحديث ونحوها بالقلعة من المباحث، وشبهها أيام قضائه على ما بلغني وفتاويه مسددة وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة ... ذكره العلاء بن خطيب الناصرية فقال وهو صاحبي اجتمعت به مرارًا بالقاهرة وحلب، وتكلمت معه وهو رجل فاضل عالم دين فقيه جيد، ويكتب على الفتاوى كتابة حسنة مليحة، وأخلاقه حسنة وانفرد برياسة مذهب أحمد بالقاهرة، وقال ابن قاضي شهبة: سألت عنه الشهاب بن المحمرة، فقال: له فضل في الفقه والحديث وغيرهما، ثم اجتمعت به بدمشق فرأيته من أهل العلم الكبار يتكلم بعقل وتؤدة، مع حسن الشكالة، ولكنه مصاب بإحدى عينيه، ولم ير في زماننا أحسن من عبارته على الفتوى، وقال التقى المقريزي: إنه لم يخلف في الحنابلة بعده مثله. قال: ولا أعلم فيه ما يعاب. وذكر نحو ذلك في عقوده، وأنه لم يزل منذ قدم الديار المصرية مصاحبًا له فما علمه إلا صوامًا قوامًا صاحب حظ من قيام وأوراد وأذكار، واتباع للسنة ومحبة لها ولأهلها، وصدر ترجمته أنه كان أول حنبلي ولي القضاء، حين عمل الظاهر بيبرس البندقداري القضاة أربعة الشمس محمّد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، بل كان أول من درس المذهب الحنبلي بالمدارس الصالحية، وأما قبله فكان في تقليد الشرف أبي المكارم محمّد بن عبد الله بن عين الدولة بن أبي المجد بن عين الدولة الشافعي لقضاة مصر من الكامل أنه لا يستنيب لكثرة نسكه، ومتابعته للسنة إلا أنه ولي القضاء فالله يرضي عنه أخصامه" أ. هـ. وفاته: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: حواشي على "تنقيح الزركشي" في الحديث، وفروع ابن مفلح والوجيز وغير ذلك. 630 - ابن مَنْصُور المخْزُومي * النحوي، اللغوي: أحمد بن الشيخ الصالح أبي المعالي هبة الله بن العلاء بن منصور المخزومي البغدادي، المعروف والده بالزاهد، ببغداد. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 611) ط. بشار، معجم الأدباء (2/ 528)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 304 - 305)، بغية الوعاة (1/ 394)، الكامل (12/ 305)، إنباه الرواة (1/ 138)، الوافي (8/ 223)، المختصر المحتاج إليه (1/ 224).

631 - الجبراني

من مشايخه: قرأ الأدب على الشيخ أبي محمّد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وسمع من أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهما. من تلامذته: ابن الدبيثي، وابن النجار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان كيسًا مطبوعًا خفيف الروح حسن الفكاهة. ذكره العماد في الخريدة فقال: هو من الفقهاء بالنظامية، ذو الخاطر الوقاد والقريحة والانتقاد، وله يد في العربية والنحو" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أديب بارع، وشاعر محسن، تأدَّب على ابن الخشاب" أ. هـ. * التكملة لوفيات النقلة: "حدّث، وكان عالمًا بالنحو واللغة وأسفار العرب" أ. هـ. وفاته: سنة (611 هـ)، إحدى عشرة وستمائة. 631 - الجَبْراني * النحوي، اللغوي: أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد الجبراني. تاج الدين، أبو القاسم. ولد: سنة (561 هـ) إحدى وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو السخاء فتيان الحلبي، وأبو الرجاء محمّد بن حرب وغيرهما. من تلامذته: المجد بن العديم، وسنقر القضائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم البلدان: "النحوي، المقرئ، فاضل، إمام، شاعر، له حلقة بجامع حلب يقرأ بها العلم والقرآن، وله ثورة ترجع إلى ثناية واسعة. قال الذهبي (¬1): كان بصيرًا باللغة والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (668 هـ) ثمان وستين وستمائة. 632 - أبو الفَضْل بن عَسَاكر * المقرئ: أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، شرف الدين، أبو الفضل بن عساكر الدمشقي. ولد: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. من مشايخه: المؤيد بن محمّد بن عليّ الطوسي، وزينب ابنة عبد الرحمن بن الحسن الشعرية وغيرهما. من تلامذته: الذهبي، ومحمد بن عبد الله الصوفي الصفوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص: "من بيت الحديث والرواية" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة مسند صالح أصيل ... " أ. هـ. * النجوم: "كان من بقايا المسندين تفرد سماعًا ¬

_ * معجم البلدان (2/ 101)، بغية الوعاة (1/ 394). (¬1) لم نجده في كتب الذهبي المتوفرة لدينا, ولعله في تاريخ الإسلام لعدم توفر طبعة سنة وفاة المترجم له، ولم نجده في المطبوع من معجم الأدباء لياقوت ... والله أعلم. * المعجم المختص (38)، تذكرة الحفاظ (4/ 1487)، البداية والنهاية (14/ 14)، غاية النهاية (1/ 146)، النجوم (8/ 190)، معجم الشيوخ (83).

633 - ابن مهاجر

وإجازةً" أ. هـ. وفاته: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: له مشيخة في أربعة أجزاء. 633 - ابن مُهَاجِر * اللغوي: أحمد بن يحيى الوزير بن سليمان بن مهاجر، أبو عبد الله التُّجيبي، مولاهم المصري الحافظ. مولى قبيسة بن كلثوم السَوْمي (¬1). ولد: سنة (171 هـ) إحدى وسبعين ومائة. من مشايخه: أحمد بن زياد المُرادي ثم السهمي، وأحمد بن عيسى بن عبد الله بن لهيعة الحضرمي وغيرهما. من تلامذته: النسائي، وأحمد بن حماد بن سفيان القاضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال النسائي: ثقة. قال أبو سعيد بن يونس: كان فقيهًا من جلساء ابن وهب، وكان عالمًا بالشعر، والأدب، والأخبار، وأيام الناس" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أبو عمر الكندي: كان فقيهًا من أصحاب ابن وهب، كان أعلم أهل زمانه بالشعر والغريب وأيام الناس، وكان يتقبل فأنكر عليه خراج فسجنه أحمد بن محمّد بن مدبر، فمات في حبسه ... رحمه الله" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال مسلمة بن القاسم الأندلسي: كان كثير الحديث، تفقه للشافعي وصحبه وكان عنده مناكير ... وذكره الدارقطني في الرواة عن الشافعي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (251 هـ) إحدى وخمسين ومائتين، وقيل (250 هـ) خمسين ومائتين. قلت: وقال ابن حبان في "الثقات": "قديم الموت" أ. هـ. 634 - ثعلب * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن يحيى بن زيد بن يسار الشيباني الملقب بثعلب، أبو العباس، مولاهم العبسي البغدادي. ولد: سنة (200 هـ) (¬2)، وقيل (201 هـ)، وقيل (204 هـ) مائتين، ¬

_ * الثقات لابن حبان (8/ 24)، معجم الأدباء (2/ 555)، إنباه الرواة (1/ 152)، الأنساب (3/ 338)، اللباب (1/ 578)، تهذيب الكمال (1/ 519)، تاريخ الإسلام (وفيات 251)، ط. تدمري، تهذيب التهذيب (1/ 81)، تقريب التهذيب (101)، بغية الوعاة (1/ 398). (¬1) السَوْمي: هذه النسبة إلى بني سوم بن عدي بن أشرمد بن شبيب بن السكون بطن من السكون، انظر اللباب. * تاريخ بغداد (5/ 204)، المنتظم (13/ 24)، إنباه الرواة (1/ 138)، وفيات الأعيان (1/ 102)، معجم الأدباء (2/ 536)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثلاثين) ط- تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 214)، نور القبس (334)، البلغة (65)، طبقات الحفاظ (290)، الكامل في التاريخ (7/ 534)، طبقات الحنابلة (1/ 83)، مفتاح دار السعادة (1/ 180)، السير (14/ 5)، العبر (2/ 88)، الوافي (8/ 243)، البداية والنهاية (11/ 104)، غاية النهاية (1/ 148)، النجوم (3/ 133)، بغية الوعاة (1/ 396)، الشذرات (3/ 383)، الأعلام (1/ 267)، معجم المؤلفين (1/ 323). (¬2) قال في وفيات الأعيان: "والذي يدل على أنه ولد في سنة (200) مائتين، أنه قال: رأيت المأمون لما قدم خراسان في سنة (204 هـ) وقد خرج من باب الحديد يريد الرصافة والناس صفان فحملني أبي على يده وقال: هذا المأمون، وهذه سنة أربع، فحفظت ذلك عنه إلى الساعة وكان سِنِّي تقديرًا يومئذ (4 سنين) أ. هـ.

635 - الناصر العلوي

وقيل إحدى، وقيل أربع ومائتين، والأول أصح. من مشايخه: القواريري، وإبراهيم بن المنذر، وابن الأعرابي وغيرهم. من تلامذته: نِفطَوَيه، واليزيدي والأخفش الصغير وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "ثقة حجة، دين صالح، مشهور بالحفظ" أ. هـ. * المنتظم: "قال أبو محمّد عبد الرحمن بن محمّد الزهري كان بيني وبين أبي العباس مودة وكيدة وكنت أستشيره في أموري فجئته يومًا أشاوره في الانتقال من محلة إلى أخرى لتأذي الجوار، فقال: أبا محمّد العرب تقول صبرك على أذى من تعرفه خير لك من استحداث من لا تعرف" أ. هـ. * السير: "قال المبرد: أعلم الكوفيين ثعلب، فذكر له الفراء فقال لا يعشرُهُ ... وكان يزري نفسه، ولا يعد نفسه ... قال ابن مجاهد: فرأيت النبي -صَلى الله عليه وسلم - في المنام فقال في: أقرئ أبا العباس السلام، وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقال إبراهيم الحربي: قد تكلم الناس في الاسم والمسمى، وقد بلغني أن أبا العباس أحمد بن يحيى قد كره الكلام في ذلك، وكرهت لكم ما كره العباس". ثم قال: "وقيل: إن ثعلبًا كان بخيلًا، وخلف ثلاثة آلاف دينار، وملِكًا بثلاث آلاف دينار" أ. هـ. * الوافي: "إمام الكوفيين في النحو واللغة والثقة والديانة ثقل سمعه قبل موته" أ. هـ. * البداية والنهاية: "إمام الكوفيين في النحو واللغة وكان ثقة حجة دينًا صالحًا مشهورًا بالصدق والحفظ وذكر أنه سمع من القواريري مائة ألف حديث" أ. هـ. * البغية: "كان ثقة متقنًا يستغنى بشهرته عن نعته وكان ضيق النفقة وكان بينه وبين المبرد منافرات. وقال أبو بكر بن مجاهد قال لي ثعلب: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، وأصحاب الحديث بالحديث ففازوا، وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي، فانصرفت من عنده فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة فقال لي: أقرئ أبا العباس مني السلام وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل. وسبب موته أنه كان يطالع كتابًا في الطريق فرمته فرس فأوقعته في بئر فاختلط، وأخرج ومات في اليوم الثاني" أ. هـ. * الشذرات: "شيخ اللغة والعربية وكان حنبليًا" أ. هـ. وفاته: سنة (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "الفصيح"، و"اختلاف النحويين"، و"القراءات". 635 - النَّاصِر العَلَوي * المفسر: أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم ¬

_ * بلوغ المرام (33)، التحف شرح الزلف (120)، غاية الأماني (1/ 204)، الأعلام (1/ 268)، معجم المؤلفين (1/ 323)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (522)، معجم المفسرين (1/ 82).

636 - ابن ناقد المسيكي

الحسني العلوي، الناصر لدين الله. كلام العلماء فيه: * بلوغ المرام: "قام بأمر الإمامة الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى بن الحسين، وأجمع عليه علماء مذهبه في سنة 301، وكان من أهل العلم والعمل، ومن أهل المجد والفضل، وله التصانيف الدقيقة، والأقوال المشروحة، والجد، والاجتهاد، في نكال أعداء رب العباد، وساعدته الأيام، ووالته السنون والأعوام، وعضده نصر الله التام، فكانت أيامه غرة في جبين الزمان، وبيانًا لأهل البيان، قاد الجيوش والعساكر، وجحفل الأجناد والدساكر، ودخل (عدن) في ثلاثين ألفًا، وقاتل الباطنية في وجه، وقتلهم في (جهة)، وفل حديدهم، وقلل عديدهم، وكان بينه وبينهم وقعات، ومن أعظمها (وقعة نعاش) وصاحب القرامطة (عبد الحميد المسوري) و (ابن أبي الملاحف)، وغيرهما، وصاحب الناصر (أحمد بن محمّد بن الضحاك الحاشدي) وقتل من القرامطة في هذه الوقعة سبعة آلاف، ولم يقتل من أصحابه سوى رجل من همدان، غلط به أصحابه، قالوا: ولمّا التقى الجمعان، وتراءت الفئتان، وأقاموا أيامًا لا يتقاتلون، خرج رجل من حزب الناصر، فتوسط المجلسين، ونادى بأعلى صوته: "اللهم إن كنّا على حق، وهم على باطل، فانصرنا عليهم، وإن كانوا على حق، ونحن على باطل، فانصرهم علينا"، فقال كل من العسكرين: "آمين" فكان ما ترى ... " أ. هـ. * الأعلام: "إمام زيدي (¬1) يماني، من علمائهم وبسلائهم، ولي الإمامة سنة (301 هـ) بعد اعتزال أخيه (محمد بن يحيى)، وجهز جيشًا في (30) ألفًا دخل به "عدن" وقاتل القرامطة فظفر بهم واستمر موفقًا إلى أن توفي بصعدة" أ. هـ. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الرد على الإباضية" و"الرد على القدرية" وكتاب "علوم القرآن" و"تفسير القرآن" وغيرها. 636 - ابن ناقد المُسَيكي * النحوي: أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن ناقد المسيكي أبو العباس. ولد: سنة (477 هـ) سبع وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو البقاء الحبّال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كانت له يد في النحو وكان يقرئ النحو ويحدث بالكوفة، وقد صنف في النحو وخرّج أحاديث من مسموعاته في فنون وكتبها الناس عنه ... وكان حسن الطريقة صدوقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (559 هـ) تسع وخمسين وخمسمائة. ¬

_ (¬1) الزيدية: فرقة رئيسية من فرق الشيعة، ينسبون إلى زيد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فضَّلَت الزيدية الإمام عليّ على جميع الصحابة، أما زيد فبالرغم من اعتباره الإمام عليّ هو الأفضل إلا أنه تولى أبا بكر وعمر .. أ. هـ. راجع جامع الفرق والمذاهب الإسلامية (107) وراجع ترجمة الإمام زيد بن علي في موضعه. * الجواهر المضية (1/ 348)، الوافي (8/ 231)، بغية الوعاة (1/ 395)، الطبقات السنية (2/ 121)، كشف الظنون (2/ 1670)، معجم المؤلفين (1/ 321).

637 - ابن بدر الجزري

من مصنفاته: "المسائل الكوفية للمتأدبة الكرخية" وهي عشر مسائل في النحو على وجه الألغاز ثم شرحها. 637 - ابن بدر الجزري * المقرئ: أحمد بن يحيى بن محمّد بن بدر الجزري الأصل الدمشقي الصالحي شهاب الدين، أبو العباس الحنبلي. ولد: في حدود سنة (670 هـ) سبعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ جمال الدين البدوي، والشيخ مجد الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "حاذق مجود دين ... قال الذهبي: وهو من خيار عباد الله ... وكان قوّالًا بالحق زاهدًا" أ. هـ. * الدرر (¬1): "مهر بالفن وأقرأ بسفح قاسيون ... وهو من خيار النّاس دينًا وعقلًا وحياء ومروءة وتعففًا، يعيش من التسبب ... وحدث وكان قوالًا بالحق زاهدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (728 هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة. 638 - المهدي لدين الله * النحوي: أحمد بن يحيى بن المرتضى بن مفضل بن منصور الحسني، من سلالة الهادي إلى الحق. ولد: سنة (775 هـ) خمس وسبعين وسبعمائة، وقيل سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. من مشايخه: الهادي، والقاضي يحيى بن محمّد المذحجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "قرأ في علم العربية فلبث في قراءة النحو والتصريف والمعاني والبيان قدر سبع سنين ... الإمام الكبير المصنف في جميع العلوم" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالدين والأدب من أئمة الزيدية في اليمن" أ. هـ. * مصادر الفكر: "له الأزهار في فقه الأئمة الأطهار أختصره مؤلفه من كتاب الأنتصار للامام يحيى بن حمزة، وهو عمدة المذهب الزيدي وعليه شروح كثيرة. وله كتاب تكملة الأحكام والتصفية من بواطن الآثار (في التصوف) ألفه وهو في قلعة أبي زيد" أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "طبقات المعتزلة" (¬2) للمترجم، وبعد مراجعته تبين: أنه يدافع عن المعتزلة، وقد قسم الكتاب إلى طبقات وجعل الطبقة الأولى الخلفاء الراشدين وبعض الصحابة وإضافة إلى ذلك فإنه قدم عليًّا - رضي الله عنه - على بقية الخلفاء الراشدين. حيث ذكر صفحة (9): الطبقة الأولى الخلفاء الأربعة وهم عليّ - عليه السلام - ¬

_ * غاية النهاية (1/ 148)، الدرر (1/ 354). (¬1) أشار ابن حجر في الدرر بوجود ترجمته في معرفة القراء للذهبي، ولم نجده في المطبوع، لعله سقط منه، والله أعلم. * البدر الطالع (1/ 122)، الأعلام (1/ 269)، معجم المؤلفين (1/ 325). (¬2) طبقات المعتزلة للمترجم له -بتحقيق سوسنة ديفلد- فيلز- طبعة بيروت لبنان (1961 م)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (583).

639 - حفيد التفتازاني

وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ... " أ. هـ. * قلت: وقال محققه في مقدمته بعد ما ذكر كتاب "طبقات المعتزلة" هذا الذي هو جزء من كتاب اسمه "كتاب المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل" وبيَّن المحقق أقسامه ومنه هذا الجزء الذي هو "طبقات المعتزلة" قال: "يعتمد المؤلف في كثير من ذلك -أي في إحالاته في طبقاته هذه- على "كتاب الملل والنحل" للشهرستاني ... بذكر من قال بالاعتزال من آل النبي والخلفاء والزهاد والفقهاء والشعراء (ص 120 - ص 132) ثم يعود إلى بيان الفرق ويذكر فرق المعتزلة بالتفصيل مع ذكر ما انفردت به كل واحدة منها من القول ... ثم يتكلم عن أبي الفرق تكون "الناجية" ويقول: إن الزيدية هي الفرقة الناجية أ. هـ. ودليله على هذا أن المعتزلة وإن اجتمعت على العدل والتوحيد والقول بإمامة زيد، وقع من بعضهم اعتقادات أخر تقتضي الهلكة ... وكذلك وقع من كثير منهم اعتقادات تمثل الهلكة فهؤلاء ليسوا على صفة خلف الزيدية في سلامة اعتقادهم من الشوائب المهلكة من الاعتقادات الدينية .. ألا ترى أن كثيرًا من الخوارج يقولون بالعدل والتوحيد، ولم يسلموا من شائب في اعتقادهم، وكذلك بعض الرافضة وكذلك نقول في بعض المعتزلة. انتهى قول المترجم" أ. هـ. قول المحقق. وقال صاحب كتاب "الأصول التي بني عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات" (¬1) في هامشه عند تعريفه بالمترجم له (1/ 357): "زيدي المذهب، معتزلي المعتقد، اعتمد على كتب الحاكم الجشمي الكلامية اعتمادًا كليًّا، حتى لا تكاد تلمح أدنى اختلاف بين آرائهما الكلامية" أ. هـ. قلت: هذا يكفي في بيان اعتقاده على مذهب الزيدية أحد أكبر فرق الشيعة كما عرفنا بها -أي الزيدية- سابقًا مع اعتزاله ... والله الموفق لخير السبيل. وفاته: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "معيار العقول وشرحه منهاج الوصول" في علم النحو، و "الشافية شرح الكافية" و "طبقات المعتزلة". 639 - حفيد التفتازاني * المفسر: أحمد بن يحيى بن محمّد بن سعد الدين مسعود، المعروف بحفيد التفتازاني (¬2) الهروي الحنفي سيف الدين. كلام العلماء فيه: * روضات الجنات: "الشهير بشيخ الإسلام، وبأحمد الحفيد أيضًا باعتبار كونه من أحفاد المحقق التفتازاني ... كان وحيد زمانه وفريد عصره في أكثر العلوم، وخصوصًا الفقه والحديث ¬

_ (¬1) تأليف الدكتور عبد القادر بن محمّد عطا صرفي، مكتبة الغرباء الأثرية، الطبعة الأولى لسنة (1418 هـ / 1997 م). * كشف الظنون (2/ 1480)، هدية العارفين (1/ 138)، روضات الجنات (1/ 342)، الأعلام (1/ 270)، معجم المؤلفين (1/ 325) معجم المفسرين (1/ 83). (¬2) التفتازاني (الجد): هو مسعود بن عمر، سعد الدين التفتازاني الحنفي فيلسوف الماتريدية، المتوفى سنة (792 هـ). انظر ترجمة في إنباء الغمر (2/ 378)، البدر الطالع (2/ 303)، والماتريدية "لشمس الدين الأفغاني" (1/ 293) وغيرها.

والتفسير، ومن كبار قضاة العامة (¬1)، ومشايخ إسلامهم، وقد تولى القضاء بهراة المحمية منذ ثلاثين سنة في دولة السلطان حسين ميرزا البايغرا إلى أن توجه إليها عسكر السلطان المظفر الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل بن السلطان حيدر الصفوي الموسوي، أوّل ملوك الصفوية الثمانية العادلة المنصورة، وفتحوها بالميمنة والإقبال في شهور سنة ست عشرة وتسعمائة، فصدر أمر السلطان المعظم المومى إليه بقتل هذا الرجل في جماعة أخرى من علماء الهراة المتعصبين، مع أنه كان من جملة علمائها الستة الذين اجتمعوا، وجلسوا في دار الإمارة لأجل انتظام النزال، وتعيين المنزل لحضرة الشاه من قبل ورود موكبه المبارك عند وصول خبر فتحه، وقتله الشاه بيك خان ملك الأوزبكية في مرو، وأخذه ببلاد ما وراء النهر. ومنهم الأمير نظام الدين عبد القادر المشهدي، والسيد غياث الدين محمّد بن يوسف الرازي، والقاضي صدر الدين محمّد الإمامي، والقاضي اختيار الدين حسين التربتي، والأمير جمال الدين المحدث الدشتكي ... وفي بعض كتب التواريخ أنه لما دخل الشيخ المحقق خاتم المجتهدين علي بن عبد العالي الكركي العاملي -رحمه الله- الهراة، وقد كان في موكب السلطان شاه طهماسب المذكور اعترض عليهم في قتل شيخ الإسلام، وقال: إنه لو لم يقتل لأمكن أن يلزم عليه بإقامة الحجج القاطعة، والبراهين الساطعة حقية مذهب الإمامية، وبطلان مذاهب غيرهم، فيكون ذلك سببًا لهداية سائر أهالي تلك البلاد، فكان الشيخ على المذكور في ذلك التأسف أبدًا مدة حياته. ثمّ إن لهذا الرجل من المصنفات مجموعة من الفوائد المتفرقة المتعلقة بحل المشكلات وكشف المعضلات، ودفع المنافات المتوهمة بين الأحاديث والآيات، ونوادر كثيرة من الملح والحكايات، والأمور المخفية على غالب الجماعات تشتمل على نحو من ثلاثمائة فايدة يذكر كل واحدة منها في فصل على حدة، كألوان الأطعمة الموضوعة على أطراف المائدة .. " أ. هـ. * هدية العارفين: "شيخ الإسلام، ورئيس العلماء بهراة .. " أ. هـ. * الأعلام: "شيخ الإسلام، من فقهاء الشافعية ... كان قاضي هراة مدة ثلاثين عامًا، ولما دخلها الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي، كان الحفيد ممن جلسوا لاستقباله في دار الإمارة، ولكن الوشاة اتهموه عند الشاه بالتعصب، فأمر بقتله مع جماعة من علماء هراة، ولم يعرف له ذنب، ونعت بالشهيد" أ. هـ. وفاته: سنة (916 هـ) ست عشرة وتسعمائة مقتولًا، وقيل (906 هـ) ست وتسعمائة. من مصنفاته: "تعليقه على أوائل الهداية" للمرغيناني في الفروع، و"حاشية على شرح العقائد" للقاضي الإيجي، و"تعليقه على أوائل الكشاف" للزمخشري في التفسير، وصل فيها إلى أواسط سورة البقرة، وغير ذلك. ¬

_ (¬1) العامة: أي السنة.

640 - الحلواني

640 - الحُلواني * المقرئ: أحمد بن يزيد بن أزداد (ويقال: يزداد)، أبو الحسن الحُلواني الصَّفار. من مشايخه: عيسى بن مينا قالون بحرف نافع، وإبراهيم بن حسن العلاف بحرف يعقوب وغيرهما. من تلامذته: الفضل بن شاذان أبو القاسم الرازي، وأبو عبد الله محمّد بن إسحاق البخاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "سألت أبا زرعة عنه، فلم يرضه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان عارفًا بالقراءات، مجودًا لرواية قالون، قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فلم يرضه في الحديث ... وبرع في القراءات، واشتهر ذكره" أ. هـ. * غاية النهاية: "قال الداني: يعرف بازداذ إمام كبير عارف صدوق متقن ضابط خصوصًا في قالون وهشام" أ. هـ. وفاته: سنة (250 هـ) خمسين ومائتين، وقيل نيف وخمسين ومائتين، وفي الوافي: في حدود الستين ومائتين. 641 - ابن بقي * النحوي، اللغوي، المفسر: أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد الأموي القرطبي البقويُّ، أبو القاسم، ويعرف بابن بقي. ولد: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه وجده عبد الرحمن وأبو عبد لله بن عبد الحق الخزرجي وغيرهم. من تلامذته: ابن الأبار ومحمد بن عياش بن محمّد الخزرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة الصلة: "كان من رجالات الأندلس جلالًا وكمالًا، ولا يعلم فيها أعرق من بيته في العلم والنباهة إلا بيت مغيث بقرطبة، وبيت بني الباجي بإشبيلية، وله التقدم على هؤلاء، وولي قضاء الجماعة بمراكش مضافًا ذلك إلى خطتي المظالم والكتابة العليا، فحمدت سيرته، ولم تزده الرفعة إلا تواضعًا ثم صرف عن ذلك كله وأقام بمراكش مدة طويلة" أ. هـ. * الإيراد: "علم في رأسه نور، وشأنه مع فقهاء قرطبة مشهور ومسنده وتفسيره لم يدخل الأندلس قبلهما مثلهما، وتصرَّف أبو القاسم هذا ¬

_ * تاريخ دمشق (6/ 95)، معرفة القراء (1/ 222)، ميزان الاعتدال (1/ 311)، غاية النهاية (1/ 149)، الوافي (8/ 271)، وفيه توفي في حدود الستين ومائتين، الجرح والتعديل (2/ 82) تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرين) ط. تدمري. * التكملة لوفيات النقلة (3/ 228)، تكملة الصلة (1/ 115)، معجم شيوخ الرعيني (الإيراد) (50)، المرقبة العليا (117)، السير (22/ 274)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 625)، ط- بشار، العبر (5/ 103)، النجوم (6/ 270)، بغية الوعاة (1/ 399)، الشذرات (7/ 205)، الأعلام (1/ 271)، معجم المؤلفين (1/ 325)، معجم المفسرين (1/ 83)، تاريخ قضاة الأندلس (150).

642 - مولانا زادة الحنفي

-رحمه الله- وهو خاتمة أهل بيته في الاستجماع للخصال الجميلة، والامتياز بالجودة والفضيلة في الكتابة والقضاء واشتهر بالطهارة والنقاء، وكان يرغب عن مذهب مالك ويميل إلى الظاهر، وينزع إلى ابن حزم ويتشيع له .. " أ. هـ. * السير: "الإمام العلّامة المحدث المسند قاضي الجماعة ... قال ابن مسدّي: رأس شيخنا هذا بالمغربين، وولي القضاء بالعدوتين ولما أسن استعفى، ورجع إلى بلده فأقام قاضيًا بها إلى أن غلب عليه الكبر، فلزم منزله، وكان عارفًا بالإجماع والخلاف، مائلًا إلى الترجيح والاتصاف انتهى ... وقد كان رحمه الله يغلب عليه الميل إلى مذهب أهل الأثر والظاهر في أموره وأحكامه ... وهو آخر من حدَّث بالموطأ في الدّنْيا عاليًا بينه وبين الإمام مالك فيه ستة رجال بالسماع المتصل .. " أ. هـ. * تاريخ قضاة الأندلس: "قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، وقد سماه في "صلته" إنه كان له إمامة في اللغة وعلم العربية، وألف كتابًا في الآيات المتشابهات قيل: إنه من أحسن شيء في بابه، وكان لا يفارقه في سفر ولا في حضر، وكان قاضي الخلافة المنصورية، القديم الاختصاص بها والأثرة لديها، وكان كتابه إذا كتب، حسنًا مختصرًا، سهل المساق محذوف الحشود، وكان يميل إلى الظاهر في أحكامه، مدة ولايته، وعلى ذلك كان المنصور مدّته، وكان ابن بقي لا يرى بالندمية، ولا العمل عليها بوجهٍ" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "كان ابن بقي من كبار وشاحي المرابطين، وكان معروفًا بالكثرة في النظم والتوشيح ... " أ. هـ. وفاته: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. من مصنفاته: كتاب "الآيات المتشابهات" وغير ذلك. 642 - مولانا زادة الحنفي * اللغوي: أحمد بن أبي يزيد بن محمّد السراي، الشهير بمولانا زادة الحنفي، شهاب الدين بن ركن الدين. ولد: سنة (754 هـ) أربع وخمسين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "فقيه الحنفية، فما دخل بلدًا إلا عظمه أهلها لتقدمه في الفنون ولا سيما فقه الحنفية ودقائق العربية والمعاني ... ثم حبب إليه السلوك فبرع في طريق الصوفية، وحج وجاور ورزق في الخلوات فتوحات عظيمة، وأخبر عن نفسه أنه رأى النبي -صَلى الله علَيه وسلم - في المنام فاستقرأه أوائل سورة البقرة" أ. هـ. * الوجيز: "حج وجاور في الحرمين، ودرَّس للمحدِّثين في البرقوقية أول ما فتحت والصرغتمشية" أ. هـ. من أقواله: إنباء الغمر "ومن كلامه الدال على ذكائه قوله: أعجب الأشياء عندي البرهان القاطع الذي لا مجال فيه للمنع، والشكل الذي يكون لي فيه فكر ساعة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة. ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 363)، الدرر (1/ 357)، النجوم (11/ 383)، الشذرات (8/ 542)، وجيز الكلام (1/ 291)، بغية الوعاة (1/ 399).

643 - ابن التائب الأنطاكي

643 - ابن التّائِب الأَنْطَاكي * اللغوي، المقرئ: أحمد بن يعقوب الأنطاكي يعرف بابن التائب، أبو الطيب. من مشايخه: أبو المغيرة عُبيد الله بن صدقة، وأحمد بن حفص الخشاب وجماعة. من تلامذته: عليّ بن محمّد بن بشر الأنطاكي، وعبيد الله بن عمر البغدادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الداني: ... هو إمام في هذه الصناعة، ضابط بصير بالعربية .. وقال بعض أصحابه: لم يكن بعد ابن مجاهد أحفظ منه لحروف القرآن وعلمه كان إمام أهل الشام في زمانه في القراءة" أ. هـ. * غاية النهاية: "أبو الطيب الأنطاكي مقرئ حاذق" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مقرئ بصير بالعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (331 هـ)، وقيل (340 هـ) إحدى وثلاثين، وقيل أربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب حسن في القراءات السبع. 644 - بَرْزَويه الأصبهاني * النحوي، اللغوي: أحمد بن يعقوب بن يوسف، أبو جعفر، المعروف ببرزويه الأصبهاني، غلام نفطويه. من مشايخه: أبو العباس الخزاعي، ومحمد بن نصير، وسلم بن عصام وغيرهم. من تلامذته: أبو الحسين بن رزقويه، وأبو عليّ بن شاذان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "تصدّر لإقراء النحو والعربية إلى أن مات" أ. هـ. وفاته: سنة (354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة. 645 - أبو عمر الإِشْبِيِلي * النحوي: أحمد بن يوسف بن حجاج بن عُمير بن حبيب بن عمير، أبو عمر الإشبيلي. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للنحو، ومُشاركًا في غير ما فن من العلم، وكان عَروضيًا ونحويًا مدققًا وشاعرًا توفي سنة ستٍّ وثلاثِ مائةٍ، أخبرني بذلك بعضُ شيوخ الكتّاب من موصفيه" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 33) ط. تدمري، في من لم يعرف تاريخ وفاته، غاية النهاية (1/ 151)، بغية الوعاة (1/ 400)، معجم المؤلفين (1/ 326)، معرفة القراء (1/ 282). * تاريخ بغداد (5/ 226)، معجم الأدباء (2/ 556)، إنباه الرواة (1/ 152)، تاريخ الإسلام (وفيات 354)، ط. تدمري، نزهة الألباب (203)، ط. معارف بغداد، الوافي (8/ 275)، بغية الوعاة (1/ 400). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 46)، تاريخ الإسلام (وفيات 336)، ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 401).

646 - ابن أصبع

وفاته: سنة (306 هـ) (¬1)، وقيل (336 هـ) ست وثلاثمائة وقيل عن وثلاثين وثلاثمائة. 646 - ابن أصْبَع * المفسر: أحمد بن يوسف بن أصبع بن خضر الأنصاري، أبو عمر، من أهل طليطلة. من مشايخه: أبوه، وعبد الرحمن بن محمّد بن عباس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان يبصر الحديث بصرًا جيدًا، والفرائض، والتفسير، وشارك في الأحكام وكانت له رحلة إلى المشرق حج فيها، وكان ثقة رضيًا، وولي القضاء ثم حرف عنه .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان ثقةً رضيًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (479 هـ) تسع وسبعين وأربعمائة. 647 - الكُوَاشِّي * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع بن حسين الكواشي، موفق الدين الشيباني الموصلي، أبو العباس. ولد: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة، وقيل (591 هـ) إحدى وتسعين وخمسمائة * من مشايخه: والده، والسخاوي، وأبو الحسن بن روزبه وغيرهم. من تلامذته: محمد بن علي بن خروف الموصلي، وأبو بكر بن المقصاتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "برع في العربية والقراءات والتفسير .. وكان عديم النظر زهدا وصلاحا وتبتلا وصدقا ... وله كشف وكرامات". قال: "وبلغنا أنه اشترى قمحا من قرية الجابية لكونها من فتوحات عمر رضي الله عنه ثلاثة أمداد وحملها إلى الموصل فزرعها بأرض البقعة وخدمها بيده، ثم حصده وتقوت منه. وخبأ بذارا ثم زرعه فنما وكثر إلى أن بقي يدخل عليه من ¬

_ (¬1) في مطبوع تاريخ علماء الأندلس: توفي سنة ست وثلاثمائة. أ. هـ. ولعدة طبعات منها طبعة المكتبة الأندلسية تحقيق إبراهيم الأبياري، وطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر، وطبعة الدار المصرية للتأليف والترجمة. والذي في بغية الوعاة وتاريخ الإسلام توفي سنة (336 هـ) , ولم نجد من علق على ذلك من محققي البغية وتاريخ الإسلام ولا نعلم أيهما أصح، والذي نميل إليه ما أثبته ابن الفرضي؛ لأنه أعلم بأهل الأندلس، وكذلك هو أقدم وفاة من أصحاب بقية المصادر، والله أعلم. * الصلة لابن بشكوال (1/ 71)، تاريخ الإسلام (وفيات 479) ط- تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (24)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 99)، معجم المفسرين (1/ 83). * العبر (5/ 327)، معرفة القراء (2/ 685)، تذكرة الحفاظ (4/ 1465)، الوافي (8/ 291)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 42)، غاية النهاية (1/ 151)، المنهل الصافي (1/ 277)، النجوم (7/ 348)، السلوك (1/ 3 / 705)، بغية الوعاة (1/ 401)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 101)، الشذرات (7/ 638)، روضات الجنات (1/ 304)، معجم المفسرين (1/ 83)، الأعلام (1/ 274)، معجم المؤلفين (1/ 327)، بغية الطلب (3/ 1261)، المقفى (1/ 742) وفيه اسمه أحمد بن الحسن بن يوسف، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 42)، مفتاح السعادة (2/ 103).

648 - اللبلي

ذلك القمح ما يقوم به وبجماعة من أصحابه" أ. هـ. * العبر: "برع في العربية والقراءات والتفسير ... وكان منقطع القرين زهدًا وصلاحًا وتبتلًا وورعًا له كشف وكرامات" أ. هـ. * الوافي: "اشتغل وبرع في القراءات والتفسير والعربية والفضائل. وله كشف وكرامات" أ. هـ * طبقات الشافعية للسبكي: "قيل: كان يعرف اسم الله الأعظم"، وقال: "وقيل: إنه كان ينفق من الغيب، قال شيخنا الذهبي: ولا أعتقد صحة ذلك" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "المفسر، الرجل الصالح الزاهد الورع هو الأحوال والكرامات ... وكان يقال أنه يعرف الاسم الأعظم ... ويحكى عنه من الكرامات ما يطول شرحه" أ. هـ * غاية النهاية: "المفسر، عالم زاهد كبير القدر" أ. هـ. * النجوم: "صاحب التفسير الكبير والصغير ... وكان له مجاهدات وكشوف وكرامات، ولأهل تلك البلاد فيه عقيدة" أ. هـ. * مفتاح السعادة: قال في تعريف التأويل (2/ 575): "وقال قوم منهم البغوي والكواشي: التأويل صرف الآية إلى معنى موافق لما قبلها وبعدها تحتمله الآية غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط". ثم ذكر في علم معرفة غرائب التفسير (2/ 589): قولًا غريبًا في تفسير آية {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] حكاه الكواشي حيث قال طاشكبري نقلًا عن تفسير الكواشي: "إنه الحب والعشق" أ. هـ. * البغية: "وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره، واعتمدت عليه أنا في تكملته مع (الوجيز) و (تفسير البيضاوي) و (ابن كثير) " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالتفسير، من فقهاء الشافعية، من أهل الموصل" أ. هـ. قلت: ويدل هذا الكلام، والذي سبقه من قول العلماء أنه صوفي المعتقد والسلوك، والله أعلم. وفاته: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. من مصنفاته: "تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر" و"تلخيص التفسير وما يتعلق بالرواية والتأويل" وهما في التفسير وغير ذلك. 648 - اللّبلي * النحوي، اللغوي: أحمد بن يوسف بن يعقوب بن عليّ الفهري، اللّبلي، أبو العباس، وأبو جعفر. ولد: سنة (610 هـ) وقيل (623 هـ) عشر وستمائة وقيل ثلاث وعشرين وستمائة. من مشايخه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد البطليوسي المعروف بالأعلم وأبو الحسن عليّ بن جَابر اللخمي وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان محمّد بن يوسف بن ¬

_ * فهرست اللبلي (المقدمة 5 - 12)، الوافي (8/ 295)، عنوان الدراية (345)، الديباج المذهب (1/ 253)، بغية الوعاة (1/ 402) واسمه فيه: أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف، نفح الطيب (2/ 417)، مشاهير التونسيين (67)، درة الحجال (1/ 38).

649 - ابن السمين

حيان الأندلسي الغرناطي، ومحمد بن عمر الفهري السبتي المعروف بابن رُشيَد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "أحد المشاهير بالمغرب". * الديباج: "كان إمامًا فاضلًا نحويًا لغويًّا راوية" أ. هـ. * عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه النحوي، الأستاذ اللغوي التأريخي". ثم قال: "رأيت له تأليفًا في الأذكار، وله عقيدة في علم الكلام، ورأيت له مجموع (سماع الأعلام بحدود قواعد الكلام) تكلم فيه على الكلم الثلاث، الاسم والفعل والحرف" أ. هـ. * قلت: ومن مقدمة فهرست اللبلي: "كان اللبلي شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد" أ. هـ. وفاته: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح" و "بغية الآمال في معرفة النظر بجميع مستقبلات الأفعال". 649 - ابن السَّمِّين * النحوي، المفسر: أحمد بن يوسف بن محمّد بن عبد الدائم الحلبي، المعروف بابن السمين، شهاب الدين الشافعي، نزيل القاهرة. من مشايخه: قرأ النحو على أبي حيّان، والقراءات على ابن الصايغ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المقفى الكبير: "صنف التصانيف منها (إعراب القرآن)، وفرغ منه في حياة شيخه [أبي حيّان] , ويقال أنه بلغه أنّه اعترض عليه فيه كثيرًا فسأله فأنكر، وحلف أنه لم يفعل ذلك. مع أنه محشو بالحط عليه وتزييف كلامه والانتصار للزمخشري عليه ... " أ. هـ. * الدرر: "كان فقيهًا بارعًا في النحو والقراءات، ويتكلم في الأصول، خَيِّرًا أديبًا" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية، والقراءات، شافعي" أ. هـ. * قلت: ومن كتابه "الدر المصون" لابن السمين قال محقق الكتاب في (87/ 1) من مقدمته: "أثارت آراء الزمخشري في (الكشاف) مناقشات وحوارًا بين العلماء، وذلك لأن الزمخشري كان معتزلي العقيدة من ناحية، وكان ينهج منهج الرأي والتأويل ولو كان على حساب الصناعة النحوية من ناحية ثانية. ومن الطبيعي أن يتصدى له أبو حيان وهو من علماء السُّنَّة (¬1)، ومن الذين يعارضون حرية الزمخشري وغيره كلما وجده يغفل عن أمر الصناعة، ويخالف عنها ويشتط في التأويل. وكان السمين إلى جانب أستاذه أبي حيان في ¬

_ * ذيول العبر للحسيني (309)، غاية النهاية (1/ 152)، المقفى الكبير (1/ 750)، الدرر الكامنة (1/ 360)، النجوم الزاهرة (10/ 251)، وجيز الكلام (1/ 83)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 101)، بغية الوعاة (1/ 402)، الشذرات (8/ 307)، أعلام النبلاء (5/ 26)، الأعلام (1/ 274)، معجم المفسرين (1/ 84)، الدر المصون -لصاحب الترجمة- تحقيق الدكتور أحمد محمّد الخراط- دار القلم. دمشق، ط 1 (1406 هـ-1986 م) (¬1) المعروف عن أبي حيان أنه أشعري العقيدة ومصطلح (السنة) عند الكثير هو المقابل للرفض والاعتزال.

650 - أبو جعفر الرعيني

قضايا العقيدة وردَّ مواطن الاعتزال التي كان الزمخشري يحاول أن يبثها في ثنايا تفسيره، كما كان معه في ردّ التجاوز الصريح على الصناعة النحوية ومتعلقاتها, ولكنه كان يعترض على شيخه أبي حيان إذا سار في نقاشه مع الزمخشري سيرًا فيه بعض العوج والتكلف ... " أ. هـ. قلت: وعند مراجعة كتابه هذا لاحظنا استخدامه للمجاز كثيرًا، وخاصة عند الكلام على بعض الصفات، وهذا من مناهج الأشعرية وأصولهم في الرد على المعتزلة وغيرهم ... والله أعلم. وفاته: سنة (756 هـ) ست وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح "التسهيل", وله تفسير القرآن في نحو عشرين مجلدًا، و"إعراب القرآن" وغير ذلك. 650 - أبو جعفر الرُّعيني * النحوي، اللغوي، المقرئ: أحمد بن يوسف بن مالك الرُّعيني الغرناطي (¬1)، ثم البيري أبو جعفر الأندلسي. ولد: سنة (700 هـ) سبعمائة، وقيل: (709 هـ) تسع وسبعمائة. من مشايخه: المزى، وابن عبد الهادي وغيرهما. من تلامذته: أبو المعالي ابن عشائر وجماعة. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان مقتدرًا على النظم والنثر عارفًا بالنحو وفنون اللسان، دينًا حسن الخلق، حلو المحاضرة ... قال لسان الدين ابن الخطيب في تاريخ غرناطة: دمث متخلق متواضع أوحد بالعربية حسن المعاملة" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان كثير العبادة" أ. هـ. * النجوم: "كان إليه المنتهى في علم النحو والبديع والتصريف والعروض وله مشاركة في فنون كثيرة" أ. هـ. * الأعلام: "ورافق ابن جَابر الأندلسي (الأعمى) في رحلته إلى المشرق فعُرف (بالأعمى والبصير) ... كان عارفًا بالنحو، كثير التواليف في العربية وغيرها" أ. هـ. وفاته: سنة (779 هـ) تسع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح "البديعية" و "طراز الحلة" في البلاغة وغير ذلك. 651 - البَانياسِي * المقرئ: أحمد بن يوسف البانياسي، ثم الدمشقي. من مشايخه: قرأ بالسبع على صلاح بن محمّد ¬

_ * ذيل العبر لابن العراقي (2/ 473)، غاية النهاية (1/ 151)، الدرر (1/ 361)، إنباء الغمر (1/ 244)، النجوم الزاهرة (11/ 189)، الوافي (8/ 305)، وجيز الكلام (1/ 236)، بغية الوعاة (1/ 403)، درة الحجال (1/ 62)، الشذرات (8/ 449)، الأعلام (1/ 274)، معجم المؤلفين (1/ 330). (¬1) هو رفيق (محمد بن جابر الأعمى) شارح "الألفية" وهما المشهوران بالأعمى والبصير، انظر شذرات الذهب (8/ 449). * غاية النهاية (1/ 152)، إنباء الغمر (4/ 262)، الضوء اللامع (2/ 252) وقال: "وسمى بعضهم جده محمدًا" أ. هـ.

652 - ابن يوسف

الحراني، والشيخ أبي العباس الكفري، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ كامل محقق أديب" أ. هـ. * إنباء الغمر: "قرأ بالروايات وسمع الحديث من سنة سبعين من بعض أصحاب الفخر وغيرهم" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة عن ستين سنة. 652 - ابن يوسف * النحوي: أحمد بن يوسف المرداوي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن يوسف. من مشايخه: أخذ الفقه عن الشيخ علاء الدين بن اللحام وغيره. من تلامذته: العلاء المرداوي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "قال بعضهم لا يعاب بأكثر من ميله لابن تيمية في اختياراته" أ. هـ. * السحب الوابلة: "هو أحد مشايخ المذهب ... وكان من أهل العلم والدين باشر القضاء بمردا مدة طويلة، وكان يقصد بالفتاوى من كل إقليم ... وكان فقيهًا، نحويًا، حافظًا لفروع مذهبه، فقيهًا، لكن فيه تساهل فالله يسامحه" أ. هـ. وفاته: سنة (850 هـ) خمسين وثمانمائة. 653 - ابن المحتسب * المقرئ: أحمد بن يوسف بن حسين بن عليّ بن يوسف بن محمّد بن رجب بن أحمد الحسني الحصنكيفي الأصل المكي، المحب أبو البركات، ابن المحتسب. ولد: سنة (795 هـ) خمس وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: العراقي، والهيثمي وغيرهما. من تلامذته: أجاز للسخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان يقرأ ويمدح في الجامع ويؤذن بالمسجد الحرام، وعليه في كل ذلك أنس كبير مع التودد الزائد للناس، حتى وصفه صاحب ابن فهد بشيخ المقرئين بالمسجد الحرام" أ. هـ. وفاته: سنة (855 هـ) خمس وخمسين وثمانمائة. 654 - زُبارَة الصَنْعاني * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: أحمد بن يوسف بن الحسين بن أحمد بن صلاح بن أحمد ابن الأمير الحسين المعروف بزبارة الصنعاني. ولد: سنة (1166 هـ) ست وستين ومائة وألف. من مشايخه: والده وأخوه المحقق الحسين بن يوسف زبارة ... وتلا القراءات السبع على الشيخ هادي بن حسين الفارقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: " ... قرأ النحو والصرف، ¬

_ * الضوء اللامع (2/ 252)، الشذرات (9/ 390)، السحب الوابلة (1/ 279). * الضوء اللامع (2/ 247). * نيل الوطر (1/ 249)، البدر الطالع (1/ 130)، معجم المؤلفين (1/ 328).

655 - ابن يونس

والمعاني والبيان، والأصول والفقه والتفسير والحديث على مشايخ صنعاء ... وترجم جحاف في درر نحور الحور العين قال: اشتغل بعلم القراءات السبع ومهر في الفروع ... واشتغل بالآلات وأصول الديانات وحقق في النحو تحقيقًا بديعًا وشارف على المنطق وأصول الفقه .. وترجمه أيضًا العلامة عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب فقال: السيد المحقق المدقق المجتهد المطلق إمام الفروع والأصول والحديث والتفسير والنحو والصرف واللغة بلا منازع ولا مدافع ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: له رسائل ومسائل وأجوبة مفيدة نافعة، وأجلها مؤلفه الذي أكمل به كتاب "الاعتصام"؛ لأن الإمام القاسم بن محمّد إنما بلغ فيه إلى آخر كتاب الصيام فتممه صاحب الترجمة من كتاب الحج إلى كتاب السير، فكان كتابًا نفيسًا سلك فيه مسلك الإمام القاسم في نقل الحديث أولًا من كتب الأئمة من أهل البيت وشيعتهم، ثم من كتب المحدثين مع بيان ما يحتاج إلى بيان وسماها "أنوار التمام المشرقة بضوء الاعتصام" وله شعر. 655 - ابن يُونس * اللغوي: أحمد بن يونس بن سعيد بن عيسى بن عبد الرحمن بن يعلى بن مدافع بن خطاب بن عليّ الشهاب الحميري القسطنطيني المغربي المالكي ويعرف بابن يونس. ولد: سنة (813 هـ) ثلاث عشرة وثمانمائة. من مشايخه: أخذ الققه والحديث والعربية عن محمّد بن محمّد بن عيسى الزلدوي، وسمع الموطأ على أبي القاسم البرزلي وغيرهما. من تلامذته: أخذ عنه غير واحد من أهل مكة والقادمين عليها. كلام العلماء فيه: * وجيز الكلام: "ممن تصدى لإقراء الفنون بأماكن وانتفع به الفضلاء، مع القيام بالتكسب والخبرة بالمعاملة وامتهان نفسه بمخالطة الباعة والسُّوقة من أجلها، وقد كف بصره وقدح له فما أفاد. ثم أضاءت إحداهما" أ. هـ. وفاته: سنة (878 هـ) ثمان وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: له رسالة عملها في ترجيح السيادة في الصلاة، على النبي -صَلى الله عليه وسلم- في الصلاة، وله رد المغالطات الصنعانية، وهي أجولة على أسئلة وردت من صنعاء وغير ذلك. 656 - الخُلَيفي * النحوي: أحمد بن يونس الخليفي الأزهري الشافعي، أبو العباس. ولد: سنة (1131 هـ) إحدى وثلاثين ومائة وألف. من مشايخه: الشبراوي، والحفني، والسيد ¬

_ * الضوء (2/ 253)، وجيز الكلام (2/ 852)، معجم المؤلفين (1/ 331). * عجائب الآثار (2/ 168)، حلية البشر (1/ 176)، الأعلام (1/ 276)، معجم المؤلفين (1/ 331)، إيضاح المكنون (2/ 621).

657 - شهاب الدين الطرابلسي

البلبدي وغيرهم. من تلامذته: محمود أفندي النيشي وغيره. وكلام العلماء فيه: * عجائب الآثار: "كان جيد التقرير غاية في التحرير، ويميل بطبعه إلى ذوي الوسام والصور الحسان من الجدعان والشبان، فهذا رجع من درسه خلع زي العلماء، ولبس زي العامة وجلس في الأسواق وخالط الرفاق" أ. هـ. * حلية البشر: "النحوي الجدلي الأصولي" أ. هـ. وفاته: سنة (1209 هـ) تسع ومائتين وألف. من مصنفاته: "نتائج الفكر"، ورسالة في قولهم "واحد لا من قلة وموجود لا من علة"، وحاشية على "شرح السمرقندي في آداب البحث". 657 - شهاب الدين الطَرابُلْسِي * النحوي: أحمد بن يهودا (¬1) الدمشقي الطرابلسي، الحنفي، شهاب الدين. ولد: سنة سبعمائة وبضع وسبعين. من تلامذته: السوبيني وغيره. كلام العلماء فيه: * الشذرات "تعانى العربية، فمهر في النحو ... وكان تحول بعد فتنة اللنك إلى طرابلس ... وكان يتكسب بالشهادة" أ. هـ. وفاته: سنة (820 هـ) عشرين وثمانمائة. من مصنفاته: نظم "التسهيل" في تسعمائة بيت، ومات قبل إكماله. 658 - الغزنّوي* * المفسر: أحمشاد بن عبد السلام بن محمود الغزنوي، أبو المكارم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "أحد فحول الفضلاء والعلماء بحر يتموج وفجر يتبلج وحمام فتاك وحسام بتاك وفقيه مُدْره، وفصيح مفوه وواعظ مذكر، كان بأصبهان، ثم لحق بالعسكر وولي أرانية وحيرة (¬2)، ثم لما كان محمّد شاه محاصرًا ببغداد، ورد أبو المكارم هذا من جهة الدكن، وعبر إلى الجانب الشرقي، كأنه يؤدي رسالة واجتمع بالوزير ابن هبيرة وعاد، فاتهمه محمّد شاه ونكبه، ثم عاد إلى حيرة ومات بعد سنة اثنتين وخمسين وهو في الكهولة" أ. هـ. * الوافي: "وكان عارفًا بتفسير كتاب الله تعالى وتولى قضاء أرانية وحيرة سنتين" أ. هـ. * الجواهر المضية: "ويعقد مجلس الوعظ بجامع أصبهان، في كل يوم أربعاء، ويتكلم عَنْ التوحيد باللفظ السديد .. " أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 284)، الضوء اللامع (2/ 246)، وجيز الكلام (2/ 448)، بغية الوعاة (1/ 410)، الطبقات السنية (2/ 128)، الشذرات (9/ 212). (¬1) في إنباء الغمر: أحمد بن يهود، وفي وجيز الكلام والشذرات: يهودا، وفي الطبقات السنية: يهوذا. * * تاريخ الإسلام، (المتوفون قريبًا في الطبقة السادسة والخمسين)، ط - تدمري وفيه اخمشاد، الوافي (8/ 308)، وفيه أحمشاذ "بالمعجمة", طبقات المفسرين للداودي (1/ 102)، الجواهر المضية (1/ 359)، معجم المفسرين (1/ 85). (¬2) في الوافي: "أراينة" الياء, وقال الداودي: "وتولى قضاء أراسة وخبرة" أ. هـ.

659 - إدريس

وفاته: سنة (552 هـ) اثنتين وخمسين وخمسماية. 659 - إدريس * المقرئ: إدريس بن عبد الكريم الحداد، البغدادي، أبو الحسن. ولد: (199 هـ) تسع وتسعين ومائة. من مشايخه: عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وقرأ على خلف البزار وغيرهم. من تلامذته: الطبراني، وأبو بكر بن مجاهد، وتلا عليه أحمد بن بويان وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال الحسين: لعمري لئن - حدثني علي بن محمَّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت الدارقطني عَنْ إدريس بن عبد الكريم الحداد فقال: ثقة وفوق الثقة بدرجة" أ. هـ. * السير: "مقرئ العراق ... قال أحمد بن المنادي: كتب الناس عنه لثقته وصلاحه" أ. هـ. * الوافي: "سئل عنه الدارقطني فقال: هو ثقة وفوق الثقة بدرجات" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام ضابط متقن ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين. 660 - البكْراوي * النحوي، اللغوي، المقرئ: إدريس بن عبد الله بن عبد القادر، أبو العلاء الإدريسي الودغيري، الملقب بالبكراوي. من مشايخه: الشيخ حمدون بن بلحاج وغيره. من تلامذته: ولده عبد الله وغيره. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "الإمام الجليل العلامة الأصيل إليه المرجع في علوم القراءات كلها عارفًا بالتجويد متفننًا في علوم شتى من فقه ولغة ونحو وغير ذلك، كان زاهدًا كثير الذكر" أ. هـ. * الأعلام: "علامة بالقراءات له في القراءات (18) كتابًا عدا كتبه في فقه مالك، واللغة والنحو والفرائض" أ. هـ. وفاته: سنة (1257 هـ)، وقيل (1258 هـ)، وقيل (1259 هـ) سبع، وقيل: ثمان، وقيل: تسع وخمسن ومائتين وألف. من مصنفاته: له في القراءات: "التوضيح والبيان في قراءة نافع بن عبد الرحمن"، وله "درر المنافع في أصل رسم الستة السماذع غير نافع". 661 - المِنْجَرة * المقرئ: إدريس بن محمد بن أحمد الإدريسي الحسني، أبو العلاء، المدعو بالمِنْجَرة، ويسمى بالمنجرة الكبير تمييزًا عَنْ ولده عبد الرحمن. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 14)، السير (14/ 44)، العبر (2/ 93)، معرفة القراء (1/ 254)، طبقات الحنابلة (1/ 116)، الوافي (8/ 317)، غاية النهاية (1/ 154)، النجوم (3/ 157)، الشذرات (3/ 388)، تاريخ الإسلام، (وفيات الطبقة الثلاثين) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 654). * شجرة النور (397)، الأعلام (1/ 279)، معجم المؤلفين (1/ 332). * الأعلام (1/ 280)، معجم المؤلفين (1/ 333)، فهرس الفهارس (2/ 8).

662 - أسباط بن نصر

ولد: سنة (1076 هـ) ست وسبعين وألف. من مشايخه: ابن عبد القادر الفاسي، والمسناوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * فهرس الفهارس: "قال في أوله -أي كتابه (عذب المواريد) -: أريد أن أسطر ذكر بعض أشياخي في التعليم والتربية، وبعض من اجتمعت به من السادات بالمغرب حضورًا أو غيبة بالمشرق في رحلتي إليه مكة وطيبة تبركًا لا دعوى أني منهم (أ. هـ) , ثم عدد مشايخه في العلم والطريق والقراءات بالمشرق والمغرب وسوس والصحراء ... وممن لقي من صلحاء المغرب المشايخ أحمد بن ناصر الدرعي وأحمد بن إدريس اليمني .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات كان شيخ المقرئين في المغرب كله" أ. هـ. وفاته: سنة (1137 هـ) سبع وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "عذب المواريد في رفع الأسانيد". 662 - أسباط بن نصر * المفسر: أسباط بن نصر الهمداني الكوفي، أبو يوسف. من مشايخه: سماك بن حرب، وإسماعيل السدي، وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن المفضل الحفري الكوفي، وعمرو بن حماد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "لينه أبو نعيم، وقال ابن معين: ثقة، وقال النسائي ليس بالقوي" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال حرب: قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: ما أدري، وكأنه ضعفه، وقال أبو حاتم سمعت أبا نعيم يضعفه، وقال: أحاديثه عامية، وسقط مقلوب الأسانيد، وقال النسائي ليس بالقوي .. وقال البخاري في تاريخه الأوسط صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات وقال الساجي في الضعفاء: روى أحاديث لا يتابع عليها عَنْ سماك بن حرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ثقة، وقال موسى بن هارون: لم يكن به بأس" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق، كثير الخطأ، يُغرب" أ. هـ * الأعلام: "خرج له البخاري في تاريخه، ومسلم والأربعة، وتوقف الإمام أحمد في الرواية عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (170 هـ) سبعين ومائة. ¬

_ * العبر (1/ 259)، الشذرات (2/ 327)، الأعلام (1/ 292)، معجم المفسرين (1/ 85)، الوافي (8/ 383)، تهذيب التهذيب (1/ 185)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 2: 53)، طبقات ابن سعد (6/ 376)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة عشرة) ط- تدمري، الجرح والتعديل (1/ 1 / 332)، الثقات لابن حبان (6/ 85)، تهذيب الكمال (2/ 357)، ميزان الاعتدال (1/ 325)، تقريب التهذيب (124).

663 - ابن راهويه

663 - ابن راهويه * المفسر: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي التميمي المروزي، أبو يعقوب ابن راهويه (¬1). ولد: سنة (161 هـ) إحدى وستين ومائة وقيل في مولده غير هذا .. قاله الخطيب وأثبت الأول من مشايخه: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح وغيرهم. من تلامذته: بقية بن الوليد، ويحيى بن آدم وخلق كثير. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي وسئل عن إسحاق بن راهويه فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا من أئمة المسلمين" أ. هـ. * حلية الأولياء: "الإمام الهمام، المشهور بالحفظ والفقه مذكور، قرين الإمام المعظم المبجل، أحمد بن حنبل أو خدين الإمام المفضل محمد بن إدريس الشافعي، كان إسحاق للآثار مثيرا, ولأهل البدع والزيع مبيرا .. " أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان أحد أئمة المسلمين وعلما من علماء الدين، اجتمع له الحديث والفقه والحفظ، والصدق والورع، والزهد، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئًا استدل به على أنه حدث ببغداد إلا أن يكون على سبيل التذكرة .. ولله أعلم" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "أحد أئمة المسلمين وعلماء الدين اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد ورحل إلى العراق والحجاز واليمن والشام وعاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن مات بها وانتشر علمه عند أهلها .. ". ثم قال: "قال أبو زرعة الدمشقي، كان من الثقات البكائين، وقال أيضًا: كان أبو مسهر يوثقه وقال إسحاق بن سيار النصيبي وأبو حاتم الرازي والدارقطني: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس" أ. هـ. * السير: "هو الإمام الكبير شيخ المشرق، سيد الحفاظ .. قال حرب الكرماني: قلت لإسحاق: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] كيف تقول فيه؟ قال: حيثما كنت، فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه، وأبين شيء في ¬

_ * التاريخ الكبير (1/ 379)، المعارف (287)، الجرح (2/ 209)، الثقات (8/ 115)، حلية الأولياء (9/ 234)، الفهرست لابن النديم (286)، تاريخ بغداد (6/ 345)، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 109)، الكامل (7/ 70)، مروج الذهب (2975)، تهذيب تاريخ دمشق (2/ 412)، مختصر تاريخ دمشق (4/ 271)، تاريخ دمشق (8/ 119)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 82). تهذيب الكمال (2/ 373)، ميزان الاعتدال (1/ 333)، السير (11/ 358)، تذكرة الحفاظ (2/ 433)، العبر (1/ 426)، البداية والنهاية (10/ 317)، الوافي (8/ 386)، تهذيب التهذيب (1/ 197)، تقريب التهذيب (126)، النجوم (2/ 290)، طبقات الحفاظ (188)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 103)، الشذرات (3/ 172)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الرابعة والعشرين)، ط- تدمري، التاج المكلل (36)، وفيات الأعيان (1/ 199)، كشف الظنون (1/ 442)، و (2/ 1678)، روضات الجنات (2/ 4)، معجم المفسرين (1/ 85)، معجم المؤلفين (1/ 339). (¬1) راهويه: بفتح الراء لقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، وإنما لقب بذلك لأنه ولد في طريق مكة والطريق بالفارسية "راه" و "ويه" معناه وجد.

ذلك قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]. وقال أبو بكر المروزي، حدثنا محمَّد بن الصباح النيسابوري، حدثنا أبو داود سليمان بن داود الخفاف، قال: قال إسحاق بن راهويه: إجماع أهل العلم أنه تعالى على العرش استوى، ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. قال نعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه، فاتهمه في دينه. وقال أحمد بن حفص السعدي، شيخ ابن عدي: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا. وقال محمَّد بن أسلم الطوسي، حين مات إسحاق: ما أعلم أحدًا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] , قال: وكان أعلم الناس، ولو كان سفيان الثوري في الحياة، لاحتاج إلى إسحاق. وقال أحمد بن سعيد الرِّباطي: لو كان الثوري والحمادان في الحياة، لاحتاجوا في إسحاق في أشياء كثيرة. قال أبو محمَّد الدارمي: ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه. قال السَّرَّاج: أخبرني عبد الله بن محمد، سمعت أبا عبد الله البخاري، يقول: قال علي بن حجر: لم يُخَلِّف إسحاق يوم فارق مثله بخراسان علمًا وفقهًا. قال حنبل: سمعت أبا عبد الله, وسئل عَنْ إسحاق بن راهويه، فقال: مثل إسحاق يُسأل عنه؟ ! إسحاق عندنا إمام. وعن الإمام أحمد أيضًا، قال: لا أعرف وإسحاق في الدنيا نظيرًا. قال النسائي: ابن راهويه أحد الأئمة، ثقة مأمون، سمعت سعيد بن ذؤيب، يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق. وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: والله لو كان إسحاق في التابعين، لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه. قال أحمد بن كامل: أخبرنا أبو يحيى الشعراني، أن إسحاق توفي سنة ثمان وثلاثين، وأنه رحمه الله، كان يخضب بالحناء، وقال: ما رأيت بيده كتابًا قط، وما كان يحدث إلا حفظًا، وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم، وجدته فيه بحرًا فردًا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له. قلت: قد كان مع حفظه إمامًا في التفسير، رأسًا في الفقه، من أئمة الاجتهاد. قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق الحنظلي، رضي الله عنه يقول: ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وكيف يكون شيء خرج من الرب، عزَّ وجلَّ، مخلوقًا؟ ! . قال أبو العباس السراج: سمعت إسحاق الحنظلي، يقول: دخلت على طاهر بن عبد الله بن طاهر، وعنده منصور بن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول: إن الله ينزل كل ليلة؟ قلت: نؤمن به. إذا أنت لا تؤمن أن لك في السماء ربًا، لا تحتاج أن تسألني عَنْ هذا، فقال له طاهر الأمير: ألم أنهك عَنْ هذا الشيخ؟ . قال أبو داود السجستاني: سمعت ابن راهويه، يقول: من قال: لا أقول مخلوق، ولا غير مخلوق، فهو جهمي.

وورد عَنْ إسحاق أن بعض المتكلمين، قال له: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء. قلت: هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول، قد صحت بها النصوص، ونقلها الخلف عَنْ السلف، ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل، بل أنكروا على من تأولها مع إتفاقِهم على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين، وأن الله ليس كمثله شيء، ولا تنبغي المناظرة، ولا التنازع فيها، فإن في ذلك محاولة للرد على الله ورسوله، أو حوْمًا على التكييف أو التعطيل. قال أبو عبد الله الحاكم، إسحاق، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى هؤلاء دفنوا كتبهم. قلت: هذا فعله عدة من الأئمة، وهو دال أنهم لا يرون نقل العلم وجادة، فإن الخط قد يتصحف على الناقل، وقد يمكن أن يزاد في الخط حرف فيغير المعنى، ونحو ذلك. وأما اليوم فقد اتسع الخرق، وقيل تحصيل العلم من أفواه الرجال، بل ومن الكتب غير المغلوطة، وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى .. ) أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "إمام جليل ثقة .. كان حصل عند الإمام أحمد رضي الله عنه شيء لأنه قيل، خلط في مسألة القرآن، كأنه مجمع في الجواب" أ. هـ. قلت: وأرى ذلك منه تقية وخوفًا، ولكن الإمام أحمد مشهور بصلابته، جزاه الله عَنْ الإسلام خيرًا، ولو كلف الناس ما كان عليه الإمام أحمد لم يسلم إلا القليل" أ. هـ. * البداية والنهاية: "أحد الأعلام وعلماء الإسلام والمجتهدين من الأنام" أ. هـ. * التقريب: "ثقة حافظ مجتهد قرين أحمد بن حنبل، ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بيسير .. " أ. هـ. قلت: انظر ما ذكره الإمام الذهبي تعليقًا على أقوال أبي داود في الفقرة التالية. * السير: قال الإمام الذهبي: "فائدة لا فائدة فيها، نحكيها لنليشها. قال أبو عبيد محمَّد بن علي الآجري صاحب كتاب "مسائل أبي داود"، -وما علمت أحدًا لينه-: سمعت أبا داود السجستاني، يقول: إسحاق بن راهويه تغير قبل موته بخمسة أشهر. وسمعت منه في تلك الأيام، فرميت به. قلت: فهذه حكاية منكرة، وفي الجملة فكل أحد يتعلل قبل موته غالبًا ويمرض فيبقى أيام مرضه متغير القوة والحافظة، ويموت إلى رحمة الله إلى تغيره، ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه، ويتلاشى علمه، فهذا قضى، زال بالموت حفظه. فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط؟ ! كلا، والله، ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه. نعم ما علمنا استغربوا من حديث ابن راهويه على سعة علمه سوى حديث واحد، وهو حديثه عَنْ سفيان بن عيينة، عَنْ الزهري، عَنْ عبيد الله بن عبد الله، عَنْ ابن عباس، عَنْ ميمونة في الفأرة التي وقعت في سمن، فزاد إسحاق في المتن من دون سائر أصحاب سفيان هذه الكلمة: (وإن كان ذائبًا، فلا تقربوه)، ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين، أو من راويه عَنْ إسحاق. نعم وحديث تفرد به جعفر بن محمَّد الفريابي، قال: حدثنا إسحاق، حدثنا شبابة، عَنْ الليث، عَنْ عقيل، عَنْ ابن شهاب، عَنْ أنس، قال: (كان

664 - الفارابي

رسول الله - صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، إذا كان في سفر فزالت الشمس، صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل)، فهذا منكر، والخطأ فيه من جعفر، فقد رواه مسلم في "صحيحه" عَنْ عمرو الناقد، عَنْ شبابة، ولفظه: (إذا كان في سفر وأراد الجمع، أخر الظهر، حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما). تابعه الحسن بن محمَّد الزعفراني، عَنْ شبابة، وقد اتفقا عليه في "الصحيحين" من حديث عقيل عَنْ ابن شهاب، عَنْ أنس. ولفظه: (إذا عجل به السير، أخر الظهر إلى أول وقت العصر، فيجمع بينهما). ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ، يمكن أنه لكونه كان لا يحدث إلا عَنْ حفظه، جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث. فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثًا لما حط ذلك رتبته عَنْ الاحتجاج به أبدًا، بل كون إسحاق تتبع حديثه، فلم يوجد له خطأ قط سوى حديثين، يدل على أنه أحفظ أهل زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (238 هـ) ثمان وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: كتاب "السنن" في الفقه، و"المسند"، و"التفسير" وهو مفقود وغير ذلك. 664 - الفارابي * النحوي، اللغوي: إسحاق بن إبراهيم بن الحسين الفارابي، أبو إبراهيم، وهو خال الجوهري صاحب الصحاح. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان من أهل اللغة واشتهر تصنيفه في الآفاق" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وهو خال أبي نصر الجوهري صاحب (الصحاح) وهما تركيان، قاما بضبط لسان العرب قيامًا لم تنهض به العرب العرباء" أ. هـ. * معجم الأدباء: وكان قد سافر إلى هناك وأقام، ... ، وطوح به الزمان المنتاب إلى أرض اليمن (¬1)، وسكن زبيد وبها صنف كتابه "ديوان الأدب" ومات قبل أن يروى عنه، وكان أهل زبيد قد عزموا على قراءته عليه، فحالت المنية دون ذلك ... " أ. هـ. قلت: وهو ليس بالفارابي الفيلسوف، مع أن ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 618)، إنباه الرواة (1/ 52)، ذكره عرضًا في ترجمة المعري، الوافي (8/ 397)، بغية الوعاة (1/ 437)، الأعلام (1/ 293)، تاريخ الإسلام (المتوفون في عشر السبعين وثلاثمائة (تقريبًا لا يقينًا)، الأنساب (4/ 331)، اللباب (2/ 188) -ط تدمري- معجم المؤلفين (1/ 338)، مفتاح السعادة (1/ 110)، كشف الظنون (1/ 48، 774)، إيضاح المكنون (1/ 204). (¬1) قال محققو كتاب "ديوان الأدب": "نحن نشك في صحة هذه الرواية -الرواية الي ذكرها ياقوت وغيره عَنْ رحلته- لبعض الأسباب منها الروايات التي ذكرها ياقوت، والقاطعة بوجود هذا الكتاب في (فاراب)، وبسماعه عَنْ الفارابي قبل وفاته، وإن هذه الروايات تحدد وفاته بسنة (450 هـ)، وهذا غير صحيح، فالعلماء مجمعون على أنه مات في القرن الرابع، وقد نفى القفطي (الابن) دخول الفارابي اليمن، وعند ذلك من خلط اليمنيين، وذكر رواية تفسر لنا سر هذا الوهم والتخليط في إنبائه مع أن "ديوان الأدب" لم يكن متداولًا بين اليمنيين معروفًا عندهم، مع أن هناك دليلًا آخر ينفي دخوله اليمن ومقامه بزبيد، وهو أننا استوعبت كل ما تحت من مراجع في تاريخ اليمن وزبيد بوجه خاص، واهتممنا بكتب التراجم على الأخص، فلم نجد فيها للفارابي ذكرًا، ومعنى هذا كله أن الفارابي لم ينتقل إلى اليمن، ولم يؤلف كتابه في زبيد" أ. هـ. مختصرًا.

665 - الطوسي

بعض المترجمين في كتب التراجم خلطوا بينه وبين الفارابي الفيلسوف، فنسبوا إلى الفيلسوف أنه ألف "ديوان الأدب" وسمى بعضهم الفارابي اللغوي بالمعلم الأول، وهو لقب الفيلسوف وكناه بعضهم بأبي نصر وهي كنية الفيلسوف أ. هـ. من مقدمة المحققين في كتاب "ديوان الأدب"، (1 / ط). وفاته: نحو سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة وقيل (375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة، وقيل (398 هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الديباج في الحديث"، عرّفه بقوله: وهو ميزان اللغة ومعيار الكلام وله أيضًا كتاب "بيان الإعراب" و"كتاب شرح أدب الكاتب". 665 - الطَّوسي * المقرئ: إسحاق بن إبراهيم بن عامر الأندلسي الهمذاني الطوسي -بفتح الطاء- الغرناطي، أبو إبراهيم. ولد: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. من مشايخه: عبد الله بن زرقون، وتلا بالسبع على علي بن هشام الجذامي وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر بن الزبير وغيره. كلام العلماء فيه: * السير: "قال ابن الزبير: كان أدبيًا شاعرًا عالمًا أقعِدَ، وكان يتلو كل يوم ختمة" أ. هـ. * غاية النهاية: "مسند ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (655 هـ) خمس وخمسين وستمائة وقيل (650 هـ) خمسين وستمائة عَنْ خمس وثمانين سنة. 666 - القاضي الوَزِيري * المقرئ: إسحاق بن إبراهيم بن المظفر بن علي، أبو محمَّد الوزيري القاضي. ولد: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. من مشايخه: قرأ على ابن فارس، وسمع من الكمال الضرير الشاطبية وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "المقرئ، المؤدب، الصوفي ... " أ. هـ. * معرفة القراء: "وقرأ القراءات على والده وعلى الكمال بن فارس، وهو قادر إن شاء الله على إقرائها، وذكر الخلاف وهو عاقل، حسن السمت له حلقة إقراء، لقن جماعة" أ. هـ. * المقفى: "وكان شيخًا فاضلًا حسن الأخلاق" أ. هـ. وفاته: سنة (719 هـ) تسع عشرة وسبعمائة. 667 - الخُزاعِي * المقرئ: إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع ¬

_ * السير (23/ 300)، الوافي (8/ 398)، غاية النهاية (1/ 155). * معرفة القراء (2/ 721)، معجم شيوخ الذهبي (130)، غاية النهاية (1/ 155)، المقفى (2/ 49)، الدرر (1/ 379)، وفيه وفاته (718 هـ). * السير (14/ 289)، العبر (2/ 136)، تاريخ الإسلام (وفيات 308) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 227)، الوافي (8/ 403)، غاية النهاية، (1/ 156)، الشذرات (4/ 39).

668 - أبو النصر البخاري

الخزاعي، أبو محمَّد، شيخ الحرم. من مشايخه: ابن أبي عمر العدني، وتلا على البزي، وابن فليح وغيرهم. من تلامذته: ابن المقرئ، وتلا عليه ابن شنبوذ، والمطوعي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "الإمام المقرئ المحدث، ... ، شيخ الحرم .. وكان متقنًا ثقة، ذكر أنه تلا على ابن فليح مائة وعشرين ختمة .. " أ. هـ. * معرفة القراء: "وهو إمام في قراءة المكيين، مطلع ضابط، ثقة، مأمون، له كتاب حسن، جمعه في اختلاف المكيين واتفاقهم" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام في قراءة المكيين، ثقة ضابط حجة" أ. هـ. وفاته: سنة (308 هـ)، وقيل (309 هـ) ثمان، وقيل: تسع وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب جمعه في اختلاف المكيين واتفاقهم في القراءات، وله غير ذلك. 668 - أبو النَصِر البُخارِي * النحوي، اللغوي: إسحاق بن أحمد بن شيت بن نصر بن شيت بن الحكم الصفار، أبو نصر البخاري. من مشايخه: حدث عَنْ نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشافي وغيره. من تلامذته: الحسن بن علي بن محمَّد المذةب وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أثنى عليه خيرًا -أي تلميذه الحسن بن علي-" أ. هـ. * معجم الأدباء: "له تصانيف في اللغة ... رأيت له كتابًا في النحو عجيبًا أسماه "المدخل إلى سيبويه" ... وكان يعرف بالصدق" أ. هـ. * الوافي: "كان من أفراد الزمان في علم العربية والمعرفة بدقائقها الخفية وكان فقيهًا" أ. هـ. وفاته: سنة (405 هـ) خمس وأربعمائة. من مصنفاته: "المدخل إلى سيبويه" ذكر فيه المبنيات فقط يكون في نحو (500 ورقة) وكتاب "المدخل الصغير"، و"الرد على حمزة في حدوث التصحيف". 669 - الحافظ الأنْبارِي * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: إسحاق بن بهلول بن حسان بن سنان الحافظ التنوخي الأنباري، أبو يعقوب. ولد: سنة (164 هـ) أربع وستين ومائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (6/ 403)، معجم الأدباء (2/ 620)، الوافي (8/ 401)، بغية الوعاة (1/ 438)، الطبقات السنية (2/ 151)، الجواهر المضية (1/ 365)، معجم المؤلفين (1/ 340). * تاريخ بغداد (6/ 366)، السير (12/ 489)، العبر (2/ 3)، الوافي (8/ 408)، البداية والنهاية (11/ 13)، تاج التراجم (58)، الشذرات (3/ 238)، الطبقات السنية (2/ 153)، معجم المؤلفين (1/ 340)، تاريخ الإسلام (وفيات 252) ط- تدمري، الأنساب (1/ 212)، تذكرة الحفاظ (2/ 518)، طبقات الحفاظ (226)، الجرح والتعديل (2/ 214)، وذكره ابن السبكي في طبقات الشافعية الوسطى (الكبرى 2/ 96).

670 - الزيات

من مشايخه: أخذ الفقه على الحسن بن زياد، والهيثم بن موسى وغيرهما من تلامذته: سمع منه إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عَنْ إسحاق بن البهلول الأنباري فقال صدوق" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "قال بهلول بن إسحاق: استدعى المتوكل أبي وسمع منه وأقطعه ما يغل في السنة اثني عشر ألفًا ووصله بمال إلى أن قال وحدث ببغداد أو بخمسين ألف حديث لم يخطئ في شيء منها" أ. هـ. * الوافي: "كان من كبار الأئمة ... كان ثقة وله مذاهب اختارها وحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث وكان يجتهد ولا يقلد أحدًا" أ. هـ. * الطبقات السنية: "وقد ذكر ابن السبكي، إسحاق هذا في طبقات الشافعية وذكر أنه روى عَنْ الشافعي، وكأنه إنما ذكره لروايته هذه فقط لا بكونه شافعيًّا، فإن إسحاق هذا وجميع أهل بيته كانوا حنفية بلا تردد" أ. هـ. وفاته: سنة (253 هـ) وقيل (252 هـ) ثلاث, وقيل: اثنتين وخمسين ومائتين وعاش (88) سنة. من مصنفاته: كتاب في "القراءات"، و"المسند"، و"المتضاد". 670 - الزَّيَّات * اللغوي: إسحاق بن الحسن القرطبي أبو الحسن, ويعرف بالزيات. من مشايخه: أبو عثمان سعيد بن محمَّد المعروف بنافع وغيره. من تلامذته: نافع بن سعيد بن مجدولا وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "عالم بالعربية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة. من مصنفاته: شرح كتاب "الجمل" للزجاجي أحسن فيه وجود، وكتاب في "المبني والمعرب" احتج لذلك وعلل ونبه على أغلاط وقعت في الكتاب. 671 - عفيف الدين الخطيب * النحوي، المقرئ: إسحاق بن خليل بن غازي، عفيف الدين الحموي الخطيب. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال الذهبي: كان فاضلًا في النحو والقراءات والفقه، درس بحماة، وخطب بقلعتها، وكان له حلقة اشتغال" أ. هـ. وفاته: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 192)، بغية الوعاة (1/ 438)، هدية العارفين (1/ 200)، معجم المؤلفين (1/ 342). * الوافي (8/ 412)، بغية الوعاة (1/ 439).

672 - الملتاني

672 - المُلْتَاني * المفسر: إسحاق بن علي بن أبي بكر بن أبي صاعد سعيد الصوفي، أبو بكر البكري الملتاني الحنفي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر من فقهاء الحنفية من أهل ملتان بالهند .. " أ. هـ. وفاته: حوالي سنة (736 هـ) ست وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "خلاصة جواهر القرآن في بيان معاني لغات القرآن"، و"خلاصة الأحكام بشريعة الإسلام" وغير ذلك. 673 - المُسَيّبي * المقرئ: إسحاق بن محمَّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب بن عابد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مر بن كعب المخزومي، أبو محمَّد المسيبي المدني. من مشايخه: نافع بن أبي نعيم، وابن أبي ذئب وغيرهما. من تلامذته: خلف بن هشام البزار. وابن ذكوان، وأحمد بن حنبل وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "كان أحد القراء بالمدينة، وهو جليل القدر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان إمامًا في القراءة مقبولًا" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "صالح الحديث ... قال أبو الفتح الأزدي: ضعيف يرى القدر" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام جليل عالم بالحديث قيم في قراءة نافع ضابط لها محقق فقيه ... قال أبو حاتم السجستاني: إذا حدثت عَنْ المسيبي عَنْ نافع ففرغ سمعك وقلبك فإنه أتقن الناس وأعرفهم بقراءة أهل المدينة وأقرؤهم للسنة وأفهمهم بالعربية. قال أبو الفخر حامد بن علي في كتابه "حلية القراء" قال ابن معاوية: من أراد أن يستجاب له دعاؤه فليقرأ باختيار المسيبي ويدعو عند آخر الختمة فيستجاب ... " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق فيه لين ورُمي بالقدر" أ. هـ. وفاته: سنة (206 هـ) ست ومائتين. 674 - أبو بكر الإسْتِجَي * النحوي، اللغوي: إسحاق بن محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مطرف النصري الإستجي، أبو ¬

_ * هدية العارفين (1/ 200)، معجم المفسرين (1/ 86)، معجم المؤلفين (1/ 343). * التاريخ الكبير للبخاري (1/ 401)، الجرح والتعديل (1/ 234)، الأنساب (5/ 299)، تهذيب الكمال (2/ 473)، تاريخ الإسلام (وفيات 206) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (1/ 353)، معرفة القراء (1/ 147)، تهذيب التهذيب (1/ 217)، تقريب التهذيب (42) غاية النهاية (1/ 157). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 370)، ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 439).

675 - القرماني

بكر النضري. من مشايخه: أبوه، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للخبر متصرفًا في علم اللغة والنحو والشعر والطب، وكان شاعرًا مطبوعًا ومرسلًا بليغًا مع مشاركة في حفظ الرأي وعقد الشروط، لم ألق ممن لقيت من أهل إستجة آدب منه ... " أ. هـ. وفاته: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. 675 - القَرَماني * المفسر إسحاق بن محمَّد القرماني، الشهير بجمال خليفة الحنفي الصوفي. كلام العلماء فيه: * معجم المؤلفين: "مفسر صوفي عالم بالتصريف" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر, صوفي، فقيه، حنفي، من أهل قرمان في وسط تركيا الآسيوية" أ. هـ. وفاته: سنة (933 هـ)، وقيل (930 هـ)، وقيل (934 هـ)، ثلاث وثلاثين، وقيل ثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير" من سورة المجادلة إلى آخر القرآن و"حاشية على تفسير البيضاوي" و"رسالة في دوران الصوفية ورقصهم" وغير ذلك. 676 - أبو عمرو الشيباني * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: إسحاق بن مرار الشيباني (¬1) الكوفي، أبو عمرو الأحمر. من مشايخه: يحكى أنه أخذ عَنْ المفضل الضبي دواوين العرب وعن غيره. من تلامذته: الإمام أحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * كتاب السنة: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو ويكتب أماليه. قال أبو عمرو الشيباني: لما ولي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة القضاء قال: "مضيت حتى دخلت عليه فقلت: بلغني أنك تقول القرآن كلام الله وهو مخلوق؟ فقال: هذا ديني ودين آبائي، فقيل له متى تكلم بهذا قبل أن يخلقه أو بعدما خلقه أو حين ¬

_ * كشف الظنون (1/ 189) و (1/ 445)، إيضاح المكنون (1/ 141)، هدية العارفين (1/ 202) , معجم المؤلفين (1/ 344) , معجم المفسرين (1/ 86). * كتاب السنة (1/ 288)، تاريخ بغداد (6/ 329)، المنتظم (10/ 219)، معجم الأدباء (2/ 625)، إنباه الرواة (1/ 121)، وفيات الأعيان (1/ 201)، بغية الوعاة (1/ 439)، الشذرات (3/ 64)، الأعلام (1/ 296)، معجم المؤلفين (1/ 345)، الوافي (8/ 425)، نزهة الألبا (77)، روضات الجنات (2/ 2)، البلغة (68) , تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري, الفهرست (74)، الكامل (6/ 380)، تهذيب الكمال (34/ 134) , البداية والنهاية (10/ 265)، تهذيب التهذيب (12/ 201)، تقريب التهذيب (1183)، النجوم (2/ 191). (¬1) وقيل: إنه لم يكن شيبانيًا وإنما كان مؤدبًا لأولاد أناس من شيبان أهـ. من نزهة الألبا.

677 - الشيرازي

خلقه؟ قال: فما رد عليّ حرفًا فقلت يا هذا اتق الله وانظر ما تقول وركبت حماري ورجعت. قال أبو العباس ثعلب: كان مع أبي عمرو الشيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة ولم يكن مثل أبي عبيدة في السماع والعلم، وكان أبو عمرو يكتب سماعًا من العرب في البادية" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "قال أبو بكر بن الأنباري: كان خيرًا فاضلًا صدوقًا ... وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية مشهور معروف والذي قصر به العامة من أهل العلم أنه كان مستهترًا بالنبيذ والشرب له" أ. هـ. بعضه قاله في نزهة الألبا. * المنتظم: "وكان عالمًا باللغة، ثقة فيما يحكيه خيرًا فاضلًا، وجمع أشعار العرب ودوَّنها". وقال أيضًا: "قال ابنه عمرو: لما جمع أبي أشعار العرب كانت نيفًا وثمانين قبيلة، وكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفًا وجعله في مسجد الكوفة، حتى كتب نيفًا وثمانين مصحفًا بخطه" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان كثير الحديث كثير السماع ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان موثقًا فيما ينقله" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق من التاسعة" أ. هـ. وفاته: سنة (213 هـ) ثلاث عشرة ومائتين، وعاش (120) سنة وقيل (118) سنة وقيل (110) سنة وهو الأصح، وقيل سنة وفاته (210 هـ) عشر ومائتين. من مصنفاته: كتاب "الجيم" وهو معجم لغوي مرتب حسب الترتيب الهجائي، وله "غريب الحديث"، و"أشعار القبائل". 677 - الشِّيرَازِيّ * النَّحْويّ واللُّغَويّ: أسد بن محمّد بن محمود الجلال الشّيرازيّ البغداديّ الدِّمشقيّ الحنفيّ. من مشايخه: اشتغل على السّمرقنديّ في القراءات والقرآن والفقه، وقرأ على الكرمانيّ البخاريّ كثيرًا، وغيرهم. من تلامذته: تقيّ الدّين الكرمانيّ، وولديه حيث كان يشغلهما في النَّحو والصّرف وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كانت عنده سلامة باطن، ودين وتعفّف وتواضع، وكان يكتب خطًّا حسنًا" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 678 - ابنُ بُنْدار * المقرئ: أسعد بن الحسين بن سعد، ابن بندار، أبو ذرّ اليزدي. من مشايخه: أبو الكرم الشهرزوريّ، وأبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "المقرئ الإمام المحقّق الضّابط النَّاقل" أ. هـ. * الجواهر المضية: "فقيه أصحاب أبي حنيفة بأصبهانَ في وقته، كان شيخًا إمامًا جليلًا" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغُمر (4/ 263)، الضوء (2/ 279). * غاية النّهاية (1/ 159)، الأعلام (1/ 300)، معجم المؤلفين (1/ 350)، الجواهر المضية (1/ 381)، الطبقات السّنّية (2/ 165).

679 - ابن مماتي

وفاته: نحو سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "غاية المنتهي ونهاية المبتدي" في القراءات، و "المنتقى" في القراءات العشر، رآه ابن الجزريّ وأثنى عليه. 679 - ابنُ مَمَّاتيّ * النحوي: أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا أبي المليح ابن ممّاتي، أبو المكارم المضري، القاضي الأسعد من قبط مصر. ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: الحافظ أبو طاهر السّلفيّ، والفقيه محمّد بن يوسف الغزنويّ، وغيرهما. من تلامذته: نصر بن أبي الفنون النّحويّ، وعليّ بن محمّد التّلمسانيّ القاضي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نصرانيًّا هو وأبوه فأسلم من أجل الوزارة، ثمّ كاد أن يرجعَ لمّا أخذت منه كما في شعره. قال ياقوت: ووجدت بخطّ ابن مَمَّاتيّ: صحّ التَّمَثُّلُ في قديـ ... م الدّهرِ أنّ العودَ أحمدُ وابن ممّاتي في طبقة شعره انحطاط جدًّا" أ. هـ. * بغية الطّلب: "كان آباؤه نصارى، أسلم القاضي الخطير ونشأ ابنه الأسعد على الاشتغال بالأدب والكتابة ... كان رجلًا فاضلًا أديبًا لبيبًا كيِّسًا حسن الإنشاء". وفاته: سنة (606 هـ) ستّ وستّمائة عن (62) سنة. من مصنّفاته: اختصر "اللمع في النَّحو" لابن جنّيّ، وكتاب "قوانين الدَّواوين" مطبوع في القاهرة في مجلّد واحد، و "تهذيب الأفعال" لابن طريف. 680 - ابن العَبْرتيّ * النَّحويّ: أسعد بن نصر بن الأسعد بن نصر، أبو منصور بن أبي الفضل العَبْرتي (¬1). من مشايخه: أبو محمّد بن الخشّاب، وأبو البركات بن الأنباري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "من أهل باب الأزج، كانت له معرفة تامّة بالأدب ... وتصدّر للإقراء، وجلس في حلقة ابن العصار بجامع القصر بعد وفاته, وكان خال الوزير أبي المظفّر بن يونس" أ. هـ. وفاته: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة، وقيل بحدود (579 هـ) تسع وسبعين وخمسمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 635)، إنباه الرواة (1/ 231)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 180)، بغية الطّلب (4/ 1561)، وفيات الأعيان (1/ 210)، السّير (21/ 485)، تاريخ الإسلام (وفيات 606) ط. بشار، البداية (13/ 58) الشّذرات (7/ 38)، معجم المؤلفين (1/ 352)، إعلام النّبلاء (4/ 302). * معجم البلدان (4/ 77)، التكملة لوفيات النّقلة (1/ 191)، إنباه الرّواة (1/ 235)، بغية الوعاة (1/ 441)، الوافي (9/ 16). (¬1) عَبَرْتا: وهو اسم أعجمي فيما أحسب ويجوز أن يكون من باب أطرقا ... وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي النّهروان بين بغداد وواسط. انظر معجم البلدان.

681 - ابن علية

681 - ابنُ عُليَّةَ * المفسِّر: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسديّ بالولاء، البصريّ، أبو بشر، وأمّه عُليّة. ولد: سنة (110 هـ) عشر ومائة. من مشايخه: عبد العزيز بن صهيب، وأيّوب السّختيانيّ، وسليمان التّيميّ، وغيرهم. من تلامذته: عبد الرّحمن بن مهديّ، وأحمد بن حنبل، ومحمّد بن المثنّى، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتّعديل: "حدَّثنا عبد الرّحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلى أنا يحيى بن معين قال: سمعت من سأل ابن مهديّ عن إسماعيل بن عليّة فقال: ثقة". ثم قال: "حدَّثنا عبد الرّحمن، نا عليّ بن الحسن الهسنجاني، نا إبراهيم بن عبد الله الهرويّ، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت البصرة وما بها خلق يفضل على ابن عليّة في الحديث". وقال: "حدَّثنا عبد الرّحمن، نا أبو بكر الأسديّ عبد الله بن محمّد بن الفضل، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسماعيل بن عليّة إليه المنتهى في التّثبّت بالبصرة". وقال أيضًا: "حدَّثنا عبد الرّحمن قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: إسماعيل بن عليّة ثقة. حدَّثنا عبد الرّحمن: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن عليّة ثقة متثبّت في الرّجال" أ. هـ. * طبقات ابن سعد: "وكان ثقة ثبتًا في الحديث حجّة، وقد ولي صدقات البصرة، وولي المظالم ببغداد في آخر خلافة هارون" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "وقد روى عن ابن عليّة في القرآن قول أهل الحقّ. أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ، حدَّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال: حدَّثنا عبد الصّمد بن يزيد مردويه قال: سمعت إسماعيل بن عليّة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال مؤمل بن هشام: سمعته يقول: لقيت محمّد بن المنكدر وسمعت أربعة أحاديث، فقلت: ذا شيخ، فلما قدمت البصرة إذا أيّوب يقول: حدَّثنا محمّد بن المنكدر قال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأت وليس أحد يقدّم في الحديث على ابن عليّة. قال أبو داود: ما أحد من المحدثين إلا وقد أخطأ إلا ابن عليّة وبشر وابن المفضّل. وقال ابن معين: كان ابن عليّة ثقة ورعًا تقيًا. يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن عليّة سيّد المحدثين. وقال ابن سعد: إسماعيل مولى عبد الرّحمن ابن ¬

_ * طبقات ابن سعد (7/ 325)، التاريخ الكبير (1/ 342)، المعارف (374، 384, 507, 520، 598)، الجرح والتعديل (2/ 153)، الثقات (8/ 101)، تاريخ بغداد (6/ 229)، طبقات ابن أبي يعلى (1/ 99)، تهذيب الكمال (3/ 23)، ميزان الاعتدال (1/ 373)، العبر (1/ 310)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة العشرين) ط- تدمريّ، السّير (9/ 107)، الوافي (9/ 70)، تهذيب التّهذيب (1/ 249)، تقريب التهذيب (136)، النجوم (2/ 144) طبقات الحفاظ (133)، الشذرات (2/ 428)، الأعلام (1/ 307)، معجم المفسرين (1/ 86).

قطبة الأسدي -أسد خزيمة- من أهل الكوفة. وكان مِقْسم جدّه من سَبْي القَيقانيّة ما بين خراسان وزابلستان. وكان إبراهيم بن مِقسم تاجرا بـ"الكوفة" فيقدم "البصرة" بتجارته، فيبيع ويرجع فيخلف، فتزوّج عليّة بنت حسّان وكانت نبيلة عاقلة، وكان صالح المرّي وغيره من وجوه البصرة يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم، فولدت إسماعيل سنة عشر، فنُسب إليها ثمّ ولدت ربعي بن إبراهيم. قال الخَطيب: زعم علي بن حُجر أنّ عليّة ليست أمّ إسماعيل وأنّها جدّته. قال العَيشىيّ: قال لي عبد الوارث: أتتني عليّة بابنها فقالت: هذا ابني يكون معك، ويأخذ بأخلاقك. قال: وكان أجمل غلام بالبصرة. قال ابن المدينيّ: ما أقول إنّ أحدًا أثبت في الحديث من إسماعيل. وقال زياد بن أيّوب: ما رأيت لابن عليّة كتابًا قطّ. وكان يُقال: ابن عليّة يعد الحروف. قال قتيبة: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة: إسماعيل بن عليّة وعبد الوارث ويزيد بن ذريع ووُهَيب. قال: وأرْواهم عن الجُريريّ بن عليّة. وقال ابن مهديّ: ابن عليّة أثبت من هشيم. وقال الهيثم بن خالد: اجتمع حفّاظ أهل البصرة فقال أهل الكوفة لهم: نحوًا عنّا إسماعيل وهاتوا من شئتم. قال أحمد بن سعيد الدّارميّ: لا نعرف لابن عليّة غلطًا إلا في حديث جابر حديث المدبّر جعل اسم الغلام اسم المولى واسم المولى اسم الغلام. قال أحمد بن حنبل: كان حمّاد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثّقفيّ ووهيب، وكان يهاب ابن عليّة إذا خالفه. قال ابن عمّار: كان ابن عليّة حجّة. وقال أحمد: فاتني مالك فأخلف الله عليّ ابن عيينة، وفاتني حمّاد فأخلف الله عليّ ابن عليّة". وقال: "وقال أحمد الدَّورقي: أنبأنا بعض أصحابنا أنّ ابن علية لم يضحك منذ عشرين سنة. وقال ابن المديني: بتُّ عند ابن عُلية ليلة فقرأ ثلث القرآن، وما رأيته ضحك في. العَيشيُّ، حدثنا الحمادان أن ابن المبارك كان يتجر ويقول: لولا خمسة ما تجرت: السفيانان، وفضيل، وابن السماك، وابن عُلية، فيصلهم، فقدم سنة، فقيل له: قد ولي ابن عُلية القضاء فلم يأته ولم يصله، فركب ابن عُلية إليه فلم يرفع له عبد الله رأسًا؛ فانصرف، فلما كان من غدٍ كتب إليه رقعة يقول: قد كنت منتظرًا لبرِّك وجئتك فلم تكلمني؛ فما رأيت مني؟ فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل إلّا أن نقشر له العصا، ثم كتب إليه [السريع]. يا جاعلَ العِلْم لَه بازيًا ... يصطادُ أموال المساكينِ احْتَلتَ للدُّنيا ولذَّاتها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّينِ فَصِرْتَ مجنونًا بها بَعْدَمَا ... كنتَ دَواءً للمجانينِ

أينَ رواياتُك في سَرْدِها ... لِتركِ أبوابِ السلاطينِ أين روَايَاتِك فيما مَضَى ... عن ابنِ عونٍ وابنِ سِيرينِ إن قلتَ: أكرِهْتُ فذا باطلٌ ... زَلَّ حمارُ العلمِ في الطينِ فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله الله! ارحم شيبتي، فإني لا أصبر على الخطأ. قال: لعل هذا المجنون أغرى عليك! ثم أعفاه، فوجّه إليه ابن المبارك بالصرّة. وقيل: إن ابن المبارك كتب له بهذه الأبيات لما ولّى صدقات البصرة. سَهْلُ بن شاذويه، سمعت علي بن خشرَم يقول: قلت لوَكيع: رأيتُ ابن علية يشربُ النبيذ حتى يُحمل على الحمار، يحتاج من يردُّه إلى منزله، فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب فاتهمه. قلت: وكان الكوفيّ يشربه تدينًا، والبصري يتركه تدينًا. قال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، قال: ما كانا نشبِّهُ شمائل ابن عليّة إلّا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه. وقال مرّة: حتى أحدث ما أحدث. وقال سيلمانُ بن إسحاق الجلّاب: قال إبراهيم الحربي: دخل ابن علية على الأمين، فقال له: يا ابن كذا وكذا! إيش قلت؟ . قال: أنا تائب إلى الله، لم أعلم، أخطأت. قال: حدّث بهذا الحديث: تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنّهما غمامتان يحاجّان عن صاحبهما. قال: فقيل لابن عليّة: ألهما لسانان؟ قال: نعم، فكيف تكلّما؟ فقيل: إنّه يقول إنّ القرآن مخلوق، وإنّما غلط. قلت: انظر كيف كان الصّدر الأوّل في انكفافهم عن الكلام فإنّه لو قال أيضًا: يتكلّم بلا لسان لخطّأوه، والله تعالى يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}. ومن النّاس من يقول: يجيء ثواب البقرة وآل عمران، وكلّ هذا من التّكلّف، وابن عليّة فقد تاب ولزم السّكوت. وقد كان منصور بن سلمة الخزاعيّ يحدّث مرّة فسبقه لسانه فقال: حدَّثنا إسماعيل بن عليّة، ثمّ قال: لا ولا كرامة، بل أردت زهيرًا، ثمّ قال: ليس من قارف الذّنب كمن لم يقارفه، وأنا والله استتبته -يعني ابن عليّة-. قلت: هذا من الجرح المردود لأنه غلوّ. وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن عليّة، قال: وهيب أحبّ إليّ، ما زال ابن عليّة وضيعًا من الكلام الّذي تكلّم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس النّاس؟ قال: بلى. ولقد بلغني أنّه أدخل على محمّد (الأمين) بن هارون، فلمّا رآه زحف إليه، وجعل يقول: يا ابن كذا (وكذا) تتكلّم في القرآن؟ ! وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك! زلّة من عالم. ثمّ قال أحمد: لعلّ الله أن يغفر له -يعني محمّد

682 - السرخسي

بن هارون-. وقلت: يا أبا عبد الله، إنّ عبد الوهّاب قال: لا يحبّ قلبي إسماعيل أبدًا؛ لقد رأيته في المنام كأنّ وجهه أسود. فقال: عافى الله عبد الوهّاب. ثمّ قال: معنا رجل من الأنصار يختلف (إلى ابن عليّة) فأدخلني على إسماعيل، فلمّا رآني غضب وقال: من أدخل عليّ هذا؟ فلم يزل مبغِضًا لأهل الحديث بعد ذلك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب، ثمّ جعل يحوِّل رأسه كأنّه يتلةف، ثمّ قال: وكان لا يُنصف في الحديث، يحدّث بالشّفاعات، ما أحسن الإنصاف! . قلت: إمامة إسماعيل وثيقة لا نزاع فيها، وقد بدت منه هفوة وتاب، فكان ماذا؟ إنّي أخاف الله، لا يكون ذكرنا له من الغيبة. وأمّا القرآن فقد قال عبد الصّمد بن يزيد مَردويه: سمعت ابن عليّة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق" أ. هـ. * التّقريب: "ثقة حافظ ... " أ. هـ. وفاته: سنة (193 هـ) ثلاث وتسعين ومائة. من مصنّفاته: "تفسير القرآن". 682 - السَّرْخَسِيّ * المقرئ: إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الرّحمن، أبو محمّد السّرخسيّ. ولد: سنة (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: منصور بن العبّاس، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهما. من تلامذته: حدّث عنه أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وشيخ الإسلام عبد الله بن محمّد الأنصاريّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السّير: "قال الحافظ يوسف بن أحمد الشّيرازيّ: وكان في الزّهد والتّقلّل من الدّنيا آية" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال الحافظ يوسف بن أحمد الشّيرازيّ: كان في عدّة من العلوم إماما منها الحديث والقراءات ومعاني القرآن والفقه والأدب، وله تصانيف كلّها في غاية الحسن" أ. هـ. * طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ: "وكان إمامًا في عدّة علوم، زاهدًا ورعًا" أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ له علم بالفقه والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (414 هـ) أربع عشرة وأربعمائة. من مصنّفاته: "الشّافي في القراءات", و"مناقب الشّافعي" وغير ذلك. 683 - الرَّبْعيّ * النّحويّ واللغويّ: إسماعيل بن إبراهيم الرِّبعيّ. كلام العلماء فيه: "لُغويّ، من أهل اليمن ... قال الجَنَديّ: كان ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 414) ط. تدمريّ، السّير (17/ 379)، غاية النّهاية (1/ 160)، طبقات الشّافعيّة للسّبكيّ (4/ 266)، طبقات الشّافعيّة لابن قاضي شهبة (1/ 116) , الأعلام (1/ 307)، معجم المؤلفين (1/ 356). * إنباه الرّواة (1/ 191)، بغية الوعاة (1/ 442)، الأعلام (1/ 307)، معجم المؤلفين (1/ 355)، طبقات فقهاء اليمن (157) ضمن ترجمة موسى بن عليّ الصّعبيّ، كشف الظّنون (5/ 210).

684 - ابن فلوس

عالمًا باللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (480 هـ) ثمانين وأربعمائة. من مصنّفاته: "قيد الأوابد" قصدة في اللغة رتّبها على ترتيب كتاب العين للخليل بن أحمد. 684 - ابن فُلُّوس * النّحويّ: إسماعيل بن إبراهيم بن غازي بن عليّ بن عليّ بن محمّد النّميريّ الماردانيّ الحنفيّ المعروف بابن فُلُّوس، شمس الدّين، أبو الطّاهر، وأبو محمّد. ولد: سنة (593 هـ) وقيل (594 هـ) ثلاث وقيل أربع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: يوسف بن معالي البزّاز، وهبة الله بن محمّد الشّيرازيّ، وغيرهما. من تلامذته: الزّكيّ البرزاليّ، والشّهاب القوصيّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النّقلة: "تفقّه على مذهب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - واشتغل بالأصولين، والمنطق، والطّبّ، والعربيّة ... وله شعر جيّد" أ. هـ. * المقفّى الكبير: "كان عالمًا بالفقه والخلاف والأصولين والمنطق والطّبّ والحساب والعربيّة والرّفق والموسيقى وغير ذلك، وصنّف في هذه العلوم كلّها, وله شعر ... وبعث إليه المعظّم عيسى ليفتي بإباحة النّبيذ فقال: ما أبيح هذا الباب، وإباحته إنّما هي رواية عن أبي حنيفة، وقد صحّ عنه أنّه ما شربه قطّ، والحديث عن عمر في إباحة شربه لا يثبت. فغضب منه وأخرجه من مدرسة طرخان" أ. هـ. * المنهل الصافي: "وكان فاضلًا مبرزًا في فنون الأوائل والحكمة، بارعًا في الفقه وأصوله .. وكان ظريفًا حلو المحاضرة" أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ)، وقيل (630 هـ) سبع وثلاثين، وقيل ثلاثين وستمائة. من مصنّفاته: مقدّمة في الفرائض، وغيرها. 685 - الكُرْدِيّ البكَارِيّ * المقرئ: إسماعيل بن إبراهيم بن داود، أبو الفداء الكُرديّ، البكاريّ الشّافعيّ. من مشايخه: الشّهاب الحسين بن سليمان الكفريّ، وأحمد بن محمّد الحرانيّ وغيرهما. ¬

_ * التكملة لوفيات النّقلة (3/ 525)، الوافي (9/ 66)، المنهل الصّافي (2/ 377)، المقفّى الكبير (2/ 71)، الدّارس (1/ 540)، الطّبقات السّنّية (2/ 174)، معجم المؤلفين (1/ 356)، الجواهر المضية (1/ 390). قلت: وهو غير إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشّيبانيّ، ويعرف بابن الموصليّ ويكنّى شرف الدّين [لاحظ تاريخ الإسلام (وفيات 629 و 637) ط-بشّار، ولكنّه أضاف قصّة إباحة النّبيذ لابن الموصلي] , وكذلك [الجواهر المضية (1/ 389، 390) لاحظ الهامش، ولكنّه أضاف قصّة النّبيذ لابن فلّوس] , وكذلك لاحظ [الوافي (9/ 66)، وأضاف قصّة إباحة النّبيذ لابن الموصليّ] , ولكن النّعيمي (779 هـ) في الدّارس ذكر قصّة إباحة النّبيذ لابن فلّوس وكنّاه شرف الدّين، ونقل عن الأسديّ أنّهما واحد حيث ذكر اسمه إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن غازي بن محمّد القاضي، شرف الدّين أبو الفضل، ويقال أبو الطّاهر الشّيبانيّ الماردانيّ الدّمشقيّ الحنفيّ عرف بابن فلّوس، والله أعلم. * غاية النّهاية (1/ 160).

686 - برهان الدين التركماني

من تلامذته: محمّد بن أحمد بن اللبان، وأحمد بن الضّرير المعروف بالفلاح شيخ غزّة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النّهاية: "إمام مقرئ كامل" أ. هـ. وفاته: سنة (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة. 686 - بُرْهانُ الدِّين التُّرْكمانيّ * النّحويّ: إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن موسى الكنانيّ البلبيسيّ، ثمّ المصريّ التّركمانيّ الحنفيّ، أبو إسحاق، برهان الدّين. ولد: سنة (728 هـ)، وقيل (729 هـ) ثمان، وقيل تسع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: سمع من محمّد بن إسماعيل الأيوبيّ، والميدومي، وغيرهما. من تلامذته: تفقّه به الفخر الزّيلعيّ، وغيره. كلام العلماء فيه: * المقفّى: "تفقّه بمذهب أبي حنيفة على مشايخ الحنفيّة بالقاهرة، وسمع الحديث ... وبرع في الفقه والنّحو ... وتقلّد قضاء القضاة الحنفيّة عوضًا عن الطّرابلسيّ فلم ينجب فيه، وصار في غاية الخوف من الطّرابلسي. وكان جميل العشرة فَكِه المحاضرة ... إماما يقتدى به في معركة الشروط والوثائق ... علامة في الفرائض والحساب المفتوح، وعنه أخذت ذلك، أحد مشايخ الحديث المتصدّرين للأسماع، يرجع إليه في الإفتاء والعلوم الأدبيّة، وتعرف القراءات والنّحو ... وكان المجد بُدن وعظم سمنه إلى الغاية حتّى إنّه كان إذا أراد أن ينهض قائمًا يعتمد على يديه، ويرفع عجيزته عاليًا، وكانت كالكثيب ضخامة، ويقيم ساعة ويداه ورجلاه على الأرض وعجيزته مرتفعة حتى يستطيع أن ينتصب قائمًا ... وكانت هذه الحالة أحد أمور عزله عن القضاء" أ. هـ. * المنهل الصّافي: "قال المقريزيّ: وشعره كثير، وأدبه غزير، وعلمه جمّ غير يسير، ولقد صحبته عدّة أعوام وأخذت عنه فوائد، وكان له بي أنس، وللنّاس بوجوده جمال، إلا أنّه امتحن بالقضاء في دنياه كما امتحن به ابن ميلق في دينه. * الطّبقات السّنيّة: "وكان ديّنًا، فاضلًا، أديبًا، عفيفًا، حسن المفاكهة، جيّد المحاضرة" أ. هـ. وفاته: سنة (802 هـ) اثنتين وثمانمائة. من مصنّفاته: له تأليف في الفرائض، واختصر "الأنساب" للرشاطي، و"شرح التلقين في النّحو" لأبي البقاء. 687 - إسماعيل البُومة * النّحويّ: إسماعيل بن إبراهيم الزُّبيديّ الحنفيّ البومة. من مشايخه: لازم السّرّاج عبد اللطيف الشّرجيّ، وغيره. من تلامذته: العفيف الشاوريّ، وغيره. ¬

_ * المقفّى الكبير (2/ 63)، إنباء الغمر (4/ 158)، المنهل الصّافي (2/ 379)، النّجوم (12/ 270) جديد، الضّوء اللامع (2/ 286)، وجيز الكلام (1/ 347)، السّلوك (3/ 3 / 1024)، الشّذرات (9/ 30)، الطّبقات السّنيّة (2/ 175)، معجم المؤلفين (1/ 357). * الضّوء اللامع (2/ 289)، الطّبقات السّنيّة (2/ 178).

688 - ابن محمد الحسيني

كلام العلماء فيه: * الضّوء: "لمّا قدم الدّمامينيّ زبيد لم يكن في طلبة زبيد من يجاريه سواه، وكان لذلك يبالغ في احترامه وينصفه ويعترف له بالفصية والتّقدّم في فنّه ... مهر في النّحو والصّرف واللغة. قال عنه العفيف: إنّه شيخ نحاة عصره" أ. هـ. وفاته: سنة (837 هـ) سبع وثلاثين وثمانمائة. 688 - ابنُ محمّد الحُسينيّ * النّحويّ: إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمّد الحسينيّ اليمنيّ الصّنعانيّ. كلام العلماء فيه: * ملحق البدر الطّالع: "كان سيّدًا جوّادًا كريمًا مقدامًا بصيرًا بالأعمال، اشتغل بعلم الكيمياء، وتفقّه في علم الزيديّة فأدرك حظًّا ... كان حسن الشّكل والملبوس، ذا شاش وحشمة" أ. هـ. وفاته: سنة (1098 هـ) ثمان وتسعين وألف. من مصنّفاته: وضع كتابًا في "النحو" وسهَه بألفاظ عرفية تفهمه المرأة والصّبي، وله كتاب في الفقه. 689 - الثَّقَفِيّ * المفسّر: إسماعيل بن أحمد بن أسيد الثّقفيّ، أبو إسحاق. من مشايخه: إسماعيل بن موسى الفزاريّ، ومحمّد بن عاصم، وغيرهما. من تلامذته: عبد الله بن الحسين بن بُندار، وغيره. كلام العلماء فيه: * أخبار أصبهان: "حدّث عن المكّيّين والبصريّين والكوفيّين أبي كُريب وطبقته، كان على المسائل" أ. هـ. * طبقات المحدّثين بأصبهان: "كان على المسائل، كثير الحديث" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وله رحلة أكثر فيها عن العراقيين" أ. هـ. من مصنفاته: له "مسند" و"تفسير" القرآن. وفاته: سنة (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين. 690 - الإسماعِيليّ * اللغويّ: إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيليّ الشّافعيّ، أبو سعد. ولد: سنة (333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبوه، والأصم، وعبد الله بن عديّ، وغيرهم. ¬

_ * ملحق البدر الطّالع (56)، معجم المؤلفين (1/ 356)، وفيه توفي سنة (1198 هـ). * أخبار أصبهان (1/ 212)، طبقات المحدّثين بأصبهان (3/ 316)، تاريخ الإسلام (وفيات الطّبقة التّاسعة والعشرون) ط-تدمريّ، الوافي (9/ 85)، معجم المؤلفين (1/ 358)، معجم المفسّرين (1/ 87). * تاريخ جرجان (106)، تاريخ بغداد (6/ 309)، المنتظم (15/ 50)، السّير (17/ 87)، العبر (3/ 60)، تاريخ الإسلام (وفيات 396) ط-تدمريّ، البداية (11/ 359)، وفيه إبراهيم بن إسماعيل (أبو سعيد) وهو خطأ واضح، الوافي (9/ 87)، الشّذرات (4/ 506)، الأعلام (1/ 308)، معجم المؤلفين (1/ 357)، النّجوم (4/ 214)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 51).

691 - الحيري

من تلامذته: روى عنه بنوه، والخلال، والتّنوخيّ، وخلق سواهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة فاضلًا، فقيهًا على مذهب الشّافعي، وكان سخيًّا جوادًا، مفضّلًا على أهل العلم" أ. هـ. * تاريخ جرجان: "كان فيه من الخصال المحمودة الّتي لا تحصى من الورع الثّخين والمجاهدة في العبادة والعلم والاهتمام بأمور الدّين والنّصيحة للإسلام وحسن الخلق وطلاقة الوجه والسّخاء في الإطعام وبذل المال ... وممّا أكرمه الله -تعالى- ورفع قدره به أنّه مات وهو في صلاة المغرب يقرأ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ففاضت نفسه ... " أ. هـ. * المنتظم: "كان ثقة فاضلًا فقيها على مذهب الشّافعيّ ... سخيًّا جوادًا يفضّل أهل العلم، وكان له ورع، والرّياسة بجرجان ... " أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنويّ: "قال الشّيخ أبو إسحاق في ترجمة أبي سعد: وفيهم يقول الصّاحب بن عبّاد في رسالته: ... وأمّا أنت إيّها الفقيه أبا سعد فمن رآك كيف تدرّس وتفتي، وتحاضر وتروي، وتكتب وتملي، علم أنّك الحبر بن الحبر، والبحر بن البحر، والضّياء بن الفجر. وأبو سعد بن أبي بكر، فرحم الله شيخكم الأكبر فإنّ الثناء عليه غُنم، والنّساء بمثله عقم، فليفخر به أهل جرجان ما سال واديها، وأذّن مناديها". وقال الإسنويّ أيضًا: "وكان فيه ورع كثير، واجتهاد في العبادة والعلم، واهثمام بأمور الدّين، ونصيحة الإسلام، حسن الخلق، طلق الوجه، سخيّا في الطّعام وبذل المال .. " أ. هـ. وفاته: سنة (396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة. من مصنّفاته: "كتاب الأشربة" ردّ على الجّصّاص، و "تهذيب النظر" في أصول الفقه كبير. 691 - الحِيريّ * المقرئ، المفسّر: إسماعيل بن أحمد، أبو عبد الرّحمن الحيريّ النيسابوريّ الضّرير. ولد: سنة (361 هـ) إحدى وستّين وثلاثمائة. من مشايخه: زاهر السّرخسيّ، وأبو الهيثم الكُشْميهني، وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغداديّ، ومسعود بن ناصر، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * في تاريخ بغداد: "كتبنا عنه ونعم الشّيخ كان فضلًا وعلمًا ومعرفة وفهمًا وأمانةً وصدقًا وديانةً وخلقًا ... قرأت عليه صحيح البخاريّ في ثلاث مجالس" أ. هـ. * السّير: "وكانت روايته عن الكشميهني سماعًا ¬

_ * تاريخ بغداد (6/ 313)، الأنساب (2/ 298)، المنتظم (8/ 105)، معجم الأدباء (2/ 646)، العبر (3/ 171)، السّير (17/ 539)، تاريخ الإسلام (وفيات 430) ط- تدمريّ، الوافي (9/ 84) , طبقات الشافعية للسّبكي (4/ 265)، طبقات المفسّرين للداودي (1/ 106)، الشّذرات (5/ 150)، الأعلام (1/ 309)، معجم المفسّرين (1/ 87)، معجم المؤلفين (1/ 358).

692 - ابن برتق القوصي

عن الفربري ... قال الخطيب (¬1): إنّ له تفسيرا مشهورًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقال عبد الغافر: أبو عبد الرّحمن الحيريّ المفسّر المقرئ الزّاهد، أحد أئمّة المسلمين، كان من العلماء العاملين، له التّصانيف المشهورة في علوم القرآن والقراءات والحديث والوعظ، رحل في طلب الحديث كثيرًا، وكان نافعًا للخلق، مفيدًا مباركًا في علمه وسماعه" أ. هـ. وفاته: سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مصنّفاته: له تصانيف في علم القراءات، والتّفسير، والوعظ، والحديث. 692 - ابنُ بَرْتَقَ القُوصيّ * اللغويّ، المقرئ: إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن برتق (¬1) بن هارون القوصيّ، ثمّ المصريّ، جلال الدّين، أبو طاهر. كلام العلماء فيه: * الوافي: "أخبرني العلامة أثير الدّين أبو حيّان من لفظه قال: المذكور رفيقنا في المدرسة الكامليّة، اشتغل بالفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، وأقرأ القراءات بجامع ابن طولون" أ. هـ. * الدّرر: "اعتنى بالعلم وفاق بالعربيّة والقراءات، وقال الشّعر الحسن، وتصدّر بجامع ابن طولون وباشر العقود، وكان آية في التّنذير وحسن المحاضرة، وكان يحفظ شيئًا كثيرًا من الأشعار والنّوادر" أ. هـ. * الطبقات السّنيّة: "اشتغل بالفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة ... عالم عماده مرفوع ... وفضله لدى القرّاء مقرّر" أ. هـ. وفاته: سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة، وفي غاية النّهاية كان بعد (720 هـ) عشرين وسبعمائة. 693 - الأَنْقَرَويّ * المفسّر: إسماعيل بن أحمد البيراميّ الأنقرويّ المولويّ. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أحد خلفاء طريق حضرة مولانا -قدّس الله سرّه- العزيز المشهور لهم بالفضل الباهي الباهر، ولد بأنقرة وساح، وجد في طريق المولوية إلى أن أكل الطّريق، ثمّ ولي المشيخة الواقعة بالغلطة، المنسوب إيقافها إلى اسكندر باشا، وكانت مجالسه غاصّة بالأدباء والظّرفاء وكان فاضلًا متورّعًا متشرّعًا أديبًا وافر المعرفة بلسان القوم مطّلعًا على أحوالهم وله بالمثنويّ إلمام كليّ" أ. هـ. ¬

_ (¬1) لم نجد هذا الكلام في تاريخ الخطيب، ولعله في كتب أخرى. * الطّالع السّعيد (156)، الوافي (9/ 86)، غاية النّهاية (1/ 161)، الدّرر الكامنة (1/ 389)، المنهل الصّافي (2/ 390)، النّجوم (9/ 230)، السّلوك (2/ 1 / 157)، بغية الوعاة (1/ 442)، الطّبقات السّنيّة (2/ 179)، الجواهر المضية (1/ 355). (¬1) وقيل ابن برغش، وقيل ابن بريق. * خلاصة الأثر (1/ 418)، كشف الظّنون (2/ 1214)، إيضاح المكنون (1/ 53)، هديّة العارفين (1/ 218)، الأعلام (1/ 309)، معجم المؤلّفين (1/ 358)، معجم المفسّرين (1/ 87).

694 - إسماعيل القاضي

* الأعلام: "درويش من الرّوم، متشرّع، متأدّب" أ. هـ. وفاته: سنة (1042 هـ) اثنتين وأربعين وألف، وقيل (1040 هـ) أربعين وألف. من مصنّفاته: "الفاتحة العينيّة" في تفسير الفاتحة باللغة التّركية، قال صاحب كشف الظّنون: "وضعها حين فتحت عيناه من الرّمد، شكرًا لله سبحانه وتعالى، جمعها من التّفاسير والحواشي فصارت مجموعة ... رتّبها على سبع فواتح" ... وله شرح على "المثنويّ"، وغير ذلك. 694 - إسماعيل القاضي * المفسّر, المقرئ: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن محدّث البصرة حمّاد بن زيد بن درهم بن بابك الجضهميّ، الأزديّ، البصريّ، المالكيّ، أبو إسحاق. ولد: سنة (199 هـ) وقيل (200 هـ) تسع وتسعين ومائة، وقيل مائتين. من مشايخه: مسدّد بن مسرهد، وأبو مصعب الزّهريّ، وابن المدينيّ، وغيرهم. من تلامذته: البغويّ، وابن صاعد، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجرح والتّعديل: "كتب إلينا ببعض حديثه وهو ثقة صدوق" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "قال المبرّد: إسماعيل القاضي أعلم منّي بالتّصريف ... كان عالمًا متقنًا فقيهًا شرح المذهب واحتجّ له، وصنّف المسند ... تقدّم حتّى صار عَلَمًا ونشر مذهب مالك بالعراق" أ. هـ. * تاريخ قضاة الأندلس: "قال الفرغانيّ التأريخيّ: لا نعلم أحدًا من أهل الدّنيا بلغ مبلغ آل حمّاد بن زيد، ولم يصل أحد من القضاة إلى ما وصلوا إليه من اتخاذ المنازل والضّياع والكسوة والآلة ونفاذ الأمر في جميع الآفاق". ثمّ قال: "قال أبو محمّد بن أبي زيد: هو شيخ المالكيين في وقته وإمام تامّ الإمامة، يقتدى به، وكان النّاس يصيرون إليه ... وقال القاضي أبو الوليد الباجيّ إذ سمّى من بلغ درجة الاجتهاد فقال: ولم تحصل هذه الدّرجة بعد مالك إلا لإسماعيل القاضي" أ. هـ. * معجم الأدباء: "قرأت بخطّ أبي سعد السّمعانيّ بإسناد له رفعه إلى أبي العبّاس ابن الهادي قال: كنت عند إسماعيل بن إسحاق القاضي في منزله، فخرج يريد صلاة العصر، ويدي في يده، فمرّ بابن البريّ، وكان غلامًا جميلًا فنظر إليه، فقال وهو يمشي إلى المسجد: لولا الحياء وأنّي مشهور ... والعيب يعلقُ بالكبير كبيرُ ¬

_ * تاريخ الإسلام، (وفيات الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري، الجرح والتعديل (2/ 158)، معجم المفسّرين (1/ 88)، طبقات الحفّاظ (275)، تذكرة الحفّاظ (2/ 625)، تاريخ قضاة الأندلس (32)، تاريخ بغداد (6/ 284)، المنتظم (12/ 346)، معجم الأدباء (2/ 647)، السّير (13/ 339)، العبر (2/ 67)، الوافي (9/ 91)، البداية والنّهاية (11/ 77)، طبقات المفسّرين للداودي (1/ 106)، غاية النّهاية (1/ 162)، الدّيباج المذهّب (1/ 282)، بغية الوعاة (1/ 443)، الشّذرات (3/ 334)، الأعلام (1/ 308)، معجم المؤلفين (1/ 351).

695 - قره كمال

لحللت منزلها الذي تحتلّه ... ولكان منزلنا هو المهجور * السّير: "وسئل عن حديث: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى" (¬1). وحديث: (من كنت مولاه فعليّ مولاه) (¬2) , فقال: الأوّل أصحّ والثّاني دونه. فقال له نفطويه: فيه طرق، رواه البصريّون والكوفيّون؟ فقال: نعم وقد خاب وخسر من لم يكن عليّ مولاه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وحديثه في "الغيلانيات" يقع عاليًا ... وكان وافر الحرمة ظاهر الحشمة، كبير القدر" أ. هـ. * الدّيباج المذهب: "أثنى عليه علماء كثير: أبو بكر بن الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو عمرو الدّانيّ" أ. هـ. * غاية النّهاية: "ثقة مشهور كبير" أ. هـ. وفاته: سنة (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين. من مصنّفاته: "أحكام القرآن" لم يسبق إلى مثله، و"معاني القرآن"، وكتاب في القراءات. 695 - قَرَه كَمَال * المفسّر: إسماعيل بن بالي القرماني، كمال الدّين، المعروف بقره كَمَال الحنفيّ. من مشايخه: المولى أحمد الخياليّ، والمولى خسرو محمّد بن فرامون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الشّقائق: "اشتغل بالعلم والعبادة والعمل إلى أن مات ... " أ. هـ. * الفوائد البهية: "كان عالمًا فاضلًا اشتغل العلم" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسّر فقيه متكلّم" أ. هـ. * معجم المفسّرين: "من علماء الدولة العثمانيّة، ودرس بمدينة أدرنة وغيرها، وكان مفسّرًا فقيهًا حنفيًّا متكلّمًا" أ. هـ. * قلت: وقد ذكره صاحب كتاب "الماتريدية" الشمس الأفغاني، ضمن (ذكر أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية) لمؤلفه "حاشية" على "حاشية" الخيالي عن "شرح" التفتازاني على "العقائد النسفية" لعمر النسفي (537 هـ). وفاته: (920 هـ) عشرين وتسعمائة. من مصنّفاته: "حاشية على الكشاف" للزمخشريّ في التّفسير، و"حاشية على أنوار التّنزيل" للبيضاويّ في التّفسير أيضًا، و"حواشي ¬

_ (¬1) وتمامه: "غير أنّه لا نبيّ بعدي" البخاري (8/ 86)، (7/ 59، 60)، مسلم (2404)، الترمذي (3731). (¬2) صحيح: أحمد (4/ 281)، ابن ماجه (116) عن البراء، أحمد (5/ 347، 300، 358) من حديث بريدة، والترمذي (3714)، وأحمد (4/ 368، 370) عن زيد بن أرقم، وابن ماجه (121) من حديث سعيد بن أبي وقاص. * كشف الظنون (2/ 148 و 1892)، إيضاح المكنون (1/ 141)، هديّة العارفين (1/ 217)، الفوائد البهيّة (40)، الشّقائق (201)، معجم المفسّرين (1/ 88)، معجم المؤلفين (1/ 376)، "الماتريدية" لشمس الدين الأفغاني (1/ 313).

696 - الزبيدي

على شرح الوقاية" لصدر الشّريعة. 696 - الزَّبيديّ * النّحويّ، المقرئ: إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم بن عليّ بن عطيّة بن عليّ الشّرف الشّرجيّ اليمانيّ الشّافعيّ، المعروف بالمقرئ الزّبيدي. ولد: سنة (754 هـ) أربع وخمسين وسبعمائة، وقيل (755 هـ) خمس وخمسين وسبعمائة، وقيل (765 هـ) خمس وستين وسبعمائة. من مشايخه: جمال الرّاعي، ومحمّد بن زكريا، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * صلحاء اليمن: "أمّا ردّه وإنكاره على من قرأ كتب ابن عربيّ وإبطال ما فيها من المقالات بالحجج الواضحة فذلك مشهور حتّى بلغ شهرة ذلك إلى مصر والشام ووقف عليها العلماء من أهل مصر والشّام" أ. هـ. * الضّوء: "ناظر أتباع ابن عربيّ فعميت عليهم الأبصار ودفعهم بأبلغ حجّة في الأفكار وله فيهم غرر القصائد تشير إلى تنزيه الصّمد الواحد. وصفه ابن حجر بأنّه: نور العلماء علمًا وعملًا وصاحب الحال المرضيّ قولًا وفعلًا ... " أ. هـ. * وجيز الكلام: "وكانت له جلالة ومهابة ووقعة في النفوس" أ. هـ. * البدر الطّالع: "إذا قرأ أوائل السّطور فقط وأوسطها فقط وأواخرها فقط استخرج من ذلك علم النّحو والتاريخ والعروض والقوافي ... وكان إمامًا في الفقه والعربيّة والمنطق والأصول وذا يدٍ طولى في الأدب نظمًا ونثرًا" أ. هـ. * قلت: وقال محقق كتاب "تسفيه الغبيّ في تنزيه ابن عربيّ" (¬1) لإبراهيم الحلبيّ في هامشه: "وقد نقل العلامة علي بن سلطان القاري في رسالته التي حقّقتها "الردّ على القائلين بوحدة الوجود" (ص 141 - 152) -عن شيخه- ابن المقرئ -أي صاحب التّرجمة- في قصيدة طويلة حقيقة مذهب ابن عربيّ وطائفته، ومن جميل أبياته: وأمّا رجالات الفصوص فإنّهم ... يقومون في بحرٍ من الكفر ظاهر إذ راح بالرّبح المتابع أحمدًا ... على هديه راحوا بصَفْقَةِ خاسر سيحكى لهم فرعون في دار خُلده ... بإسلامه المقبول عند التّجاور ويا أيّها الصّوفيّ خف من فصوصه ... خواتم سوءٍ غيرها في الخناصر وفاته: سنة (837 هـ) طبع وثلاثين وثمانمائة. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 307)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 109) وفيه إسماعيل بن محمّد بن أبي بكر، الضّوء اللامع (2/ 292)، وجيز الكلام (2/ 530)، بغية الوعاة (1/ 444)، الشّذرات (9/ 321)، البدر الطّالع (1/ 142)، صلحاء اليمن (300)، روضات الجنات (2/ 60)، الأعلام (1/ 310)، معجم المؤلفين (1/ 360). (¬1) الكتاب نشر في مجلة "الحكمة" بتحقيق علي رضا بن عبد الله بن علي رضا، في العدد الحادي عشر: (ص 313).

697 - إسماعيل بن جعفر

من مصنّفاته: "الرّوض" مختصر الرّوضة فكان الاسم مختصرًا من اسم الأصل، و"عنوان الشرف" وهو الكتاب الّذي لم يسبق إلى مثله جمع فيه خمسة علوم: علم يؤخذ من أوّل السّطور وعلم من آخرها وعلمان من أوسطها، وجعل أصل الكتاب فقه وهو معروف. 697 - إسماعيل بن جعفر * المقرئ: إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، أبو إبراهيم. ولد: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. من مشايخه: قرأ على شيبة بن نصاح، ثمّ على نافع وسليمان بن مسلم، وغيرهما. من تلامذته: روى عنه القراءة عرضًا وسماعًا الكسائيّ، وقتيبة، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وأبو زرعة والنّسائي: ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان أقرأ من بقي بالمدينة بعد نافع، وهو آخر أصحاب شيبة وفاة. وسكن بغداد يؤدّب عليًّا ولد المهديّ. قال ابن معين: ثقة مأمون. هو أثبت من أبي حازم ومن عبد العزيز الدّاورديّ" أ. هـ. * الوافي: "قال ابن معين: ثقة مأمون قليل الخطأ، روى عنه البخاريّ ومسلم وأبو داود والتّرمذى والنّسائي وابن ماجة" أ. هـ. * غاية النّهاية: "جليل ثقة" أ. هـ. * الشّذرات: "قال ابن ناصر الدّين: كان إمامًا مقرئًا أمينًا عالمًا ثقةً مأمونًا" أ. هـ. * الأعلام: "قارئ أهل المدينة في عصره، تولّى تأديب عليّ بن المهديّ" أ. هـ. وفاته: سنة (180 هـ) ثمانين ومائة. 698 - ابن جُمْعَة * النّحويّ، المقرئ: إسماعيل بن جمعة بن عبد الرّزّاق، جمال الدين، أبو إسحاق السّامريّ. ولد: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستّمائة، بسامرّا. من مشايخه: أبو بكر بن الخازن، وغيره. من تلامذته: أبو بكر أحمد بن عليّ القلانسيّ، وأبو العبّاس أحمد بن محمّد الكازرونيّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "كان فاضلًا أديبًا، له نظم حسن" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الفرضيّ: كان عالمًا إمامًا متبحرًا، له النّظم الرائق" أ. هـ. ¬

_ * تهذيب الكمال (3/ 56)، تاريخ الأعلام (وفيات 180)، ط-تدمريّ، تذكرة الحفّاظ (1/ 250)، تاريخ بغداد (6/ 218) , السّير (8/ 229)، العبر (1/ 275)، معرفة القرّاء. (1/ 144)، الوافي (9/ 104)، البداية والنّهاية (10/ 175)، غاية النّهاية (1/ 163)، تهذيب التّهذيب (1/ 259)، الشّذرات (2/ 356)، التّحفة اللطيفة (1/ 178)، الأعلام (1/ 312). * ذيل طبقات الحنابلة (2/ 318)، المقصد الأرشد (1/ 259)، بغية الوعاة (1/ 445)، الشّذرات (6/ 683)، معجم المؤلفين (1/ 360).

699 - شمس الأئمة البيهقي

وفاته: سنة (685 هـ) خمس وثمانين وستّمائة. من مصنّفاته: له تصانيف في القراءات والأدب، وله نظم جيّد. 699 - شمْسُ الأئِمّةِ البَيهَقيّ * اللغويّ: إسماعيل بن الحسن بن عليّ الغازيّ البيهقيّ، أبو القاسم شمس الأئمّة. وقيل: إسماعيل بن الحسن بن عبد الله ... كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره البيهقيّ في كتاب "الوشاح" فقال: يعرف بالشّمس البيهقيّ، كان جامعًا لفنون الآداب، حائزًا لمفاتيح الحكمة وفصل الخطاب، أقام وتوطّن بمرو، وطريقه في الفقه مستقيم، وأكثر مصنّفاته عن المناقض سليمة ... " أ. هـ. * الجواهر المضية: "كان إمامًا جليلًا، عارفًا بالفقه" أ. هـ. * قلت: ومن هامش الجواهر المضية: "في الموضع الأوّل من كشف الظّنون، أنّه توفِّي سنة 402 هـ, وظنّي أنّ هذا غير صحيح، ويدعم هذا الظّنّ ما يأتي عند ذكر كتابه "الكفاية"، وهو أيضًا تاريخ وفاة صاحب التّرجمة التّالية. وعاد المصنّف إلى ذكره عند ترجمة البيهقيّ من الأنساب آخر الكتاب، وجاء اسم أبيه هناك "الحسن". وقد ترجم ياقوت والصّفديّ والسّيوطيّ: "إسماعيل بن الحسن بن عليّ الغازيّ البيهقيّ أبو القاسم شمس الأئمّة" نقلًا عن "وشاح الدّمية" للبيهقيّ، وذكروا أنّه توطّن مرو، وأنّ طريقه في الفقه مستقيم، فلعلّه هذا المترجم وقد لقّب حاجي خليفة المترجم عند ذكر كتبه بشمس الأئمّة" أ. هـ. وهو كما قال، والله أعلم. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة. من مصنّفاته: كتاب في اللغة، وكتاب "سِمْط الثّريّا في معاني غريب الحديث"، وكتاب في الخلاف. 700 - إسماعيل الصَّنْعانِيّ * اللغويّ: إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمّد الحسنيّ الصّنعانيّ. ولد: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف تقريبًا. من تلامذته: الشّوكانيّ وغيره. كلام العلماء فيه: * البدر الطّالع: "انتفع به الطّلبة في العربيّة، واشتهر على الألسن أنّه من افتتح طلبه في علم العربيّة، وكنت من جملة من افتتح القراءة عليه في العربيّة، فقرأ عليه ملحة الإعراب للحريريّ وشرحها المعروف بشرح بحرق. وقال الشّجنيّ إن صاحب الترجمة من مشايخ العربية ومحقّقي دقائقها وكاشفي أستار غوامضها، كان يلازم ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 651)، بغية الوعاة (1/ 445)، الوافي (9/ 106)، الجواهر المضيّة (1/ 398) و (4/ 160)، كشف الظّنون (2/ 1024, 1498، 1632)، إيضاح المكنون (2/ 27)، الأعلام (1/ 312)، معجم المؤلفين (1/ 361). * البدر الطّالع (1/ 145)، نيل الوطر (1/ 266).

701 - الكاظمي

مجلس الشّيخ جمال الدّين عليّ بن يوسف بن المتوكّل القاسم بن الحسين ليلًا ويقيم للمحادثة والمسامرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1206 هـ) ستّ ومائتين وألف. 701 - الكاظِميّ * النّحويّ: إسماعيل بن حسن بن أسد الله التّستريّ الأنصاريّ الكاظميّ (¬1). ولد: سنة (1270 هـ) سبعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام العراق الحديث: "عالم فقيه أصوليّ نحويّ أديب، درس العلوم الدينيّة والعربيّة" أ. هـ. وفاته: سنة (1345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنّفاته: "شرح ألفية ابن مالك نظمًا"، و"شرح المعالم في الأصول"، و"تقريران في الفقه"، و"ميزان الأعمال". 702 - النّسّابة عزيزُ الدّين * النّحويّ، اللغويّ: إسماعيل بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن أحمد ... ينتهي نسبه إلى الحسين بن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنهما -. ولد: سنة (572 هـ) اثنتين وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: منتجب الدّين أبو الفتح محمّد بن سعد بن محمّد الدّيباجيّ, وبرهان الدّين أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرّزى الخوارزميّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "هذا السّيّد -أدام الله فضله- اجتمعت به في مرو سنة أربع عشرة وستّمائة فوجدته كما قيل: قد زرته فرأيت الناس في رجلٍ ... والدّهرَ في ساعةٍ والفضلَ في دار قد طُبع من حسن الأخلاق وسجاحة الأعراق وحسن البشْر وكرم الطبع وحياء الوجه وحبّ الغرباء على ما لا نراه متفرّقًا في خلق كثير، وهو مع ذلك أعلم الناس يقينًا بالأنساب والنّحو واللغة والشّعر والأصول والنّجوم، وقد تفرّد بهذا البلد بالتّصدّر لإقراء العلوم على اختلافها في منزل ينتابه النّاس على حسب أغراضهم، فمن قارئ للّغة ومتعلّم في النّحو ومصحّح للّغة وناظر في النّجوم ومباحث في الأصول وغير ذلك من العلوم، وهو مع سعة علمه متواضع حسن الأخلاق لا يَرِد غريبٌ إلا عليه، ولا يستفيد مستفيد إلا منه. حدّثني عزيز الدّين -رحمه الله- قال: لمّا ورد الفخر الرّازيّ إلى مرو، وكان من جلالة القدر وعظم الذّكر وضخامة الهيبة بحيث لا يُراجع في كلامه، ولا يتنفّس أحد بين يديه لإعظامه على ما ¬

_ * أعلام العراق الحديث (1/ 121)، معجم المؤلفين (1/ 360). (¬1) الكاظميّ: نسبة إلى منطقة الكاظميّة في جانب الكرخ من بغداد، وسميت بذلك لوجود قبر موسى الكاظم -رحمه الله تعالى- وأغلب سكانها من الشّيعة، ولهذا ينتسب إليها من سكنها قديمًا ... والله أعلم بالصّواب. * معجم الأدباء (2/ 652)، الوافي (9/ 108)، بغية الوعاة (1/ 446)، أعيان الشّيعة (11/ 203)، الأعلام (1/ 313)، معجم المؤلفين (1/ 362).

703 - إسماعيل حقي

هو مشهور متعارف، دخلت إليه وترددت للقراءة عليه، فقال لي يومًا: أحبّ أن تصنّف لي كتابًا لطيفًا في أنساب الطّالبيّين لأنظرَ فيه، فلا أحبّ أن أموت جاهلًا به. فقلت له: أتريده مشجّرًا أم منثورًا؟ فقال: المشجر لا ينضبط بالحفظ, وأنا أريد شيئًا أحفظه. فقلت له: السّمع والطّاعة, ومضيت وصنّفت له الكتاب الّذي سمّيته بـ "الفخريّ" وحملته وجئت به, فلمّا وقف عليه نزل عن طراحته وجلس على الحصير وقال لي: اجلس على هذه الطّراحة, فأعظمت ذلك وهبته, فانتهرني نهرة [عظيمة] مزعجة وزعق فيّ قائلًا: اجلس بحيث أقول لك, فتداخلني -علم الله- من هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني, ثمّ أخذ يقرأ عليّ ذلك الكتاب وهو جالس بين يديّ ويستفهمني عمّا يستغلق عليه إلى أن أنهاه قراءة, فلمّا فرغ من قراءته قال: اجلس الآن حيث شئت, فإنّ هذا علم أنت أستاذي فيه، وأنا أستفيد منك وأتتلمذ لك, وليس من الأدب أن يجلس التّلميذ إلا بين يديّ الأستاذ، فقمت من مقامي وجلس هوفي منصبه, ثمّ أخذت أقرأ عليه وأنا جالس بحيث كان أوّلًا، وهذا لعمري من حَسَنٌ الأدب حسن ولا سيّما من مثل ذلك الرّجل العظيم المرتبة" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (614 هـ) أربع عشرة وستّمائة. من مصنّفاته: "حظيرة القدس", وكتاب "بستان الشّرف", وكتاب "خلاصة العترة النّبويّة في أنساب الموسويّة"، و"نسب الشّافعيّ خاصّة". 703 - إسماعيل حقّي * المفسّر: إسماعيل حقّي بن مصطفى الإسلامبوليّ الحنفيّ الخلوتيّ, المولى أبو الفداء البرسوي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "متصوّف, مفسّر، تركيّ مستعرب كان من أتباع الطّريقة الخلوتيّة" أ. هـ. * معجم المفسّرين: "مفسّر متصوّف، حنفيّ المذهب, خلوتيّ الطّريقة" أ. هـ. * المفسّرون بين التأويل والإثبات في آيات الصّفات: "إسماعيل حقّي من الصّوفيّين الكبار الّذين استغلوا اسم التّفسير لنشر مذهبهم الباطل, فقد جعل تفسيره لنشر الحلوليّة الخبيثة. ومن شاهد تفسيره في كبر حجمه اغترّ به وهو كما قال الله -تعالى-: {وَإِذَا رَأَيتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}، وليته كان كذلك، ولكنها خشب محرقة تحرق من اقترب إليها، فلا أدري متى يتخلّص المسلمون من مثل هذا الغثاء الضّارّ المسموم. وأمّا عقيدته في الصّفات فهو مؤوّل كبير في جميع الصّفات على طريقة الرّازيّ وأضرابه, وإليك الصّفات في تفسيره: ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (448)، الأعلام (1/ 313)، معجم المفسّرين (1/ 88)، معجم المؤلفين (1/ 362)، إيضاح المكنون (1/ 585)، المفسّرون بين التّأويل والإثبات في آيات الصّفات (2/ 281) وما بعدها.

صفة الحياء قال عند قوله تعالى من سورة الأحزاب: {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} فإنه يستدعي أن يكون المستحيا منه أمرًا حقًّا متعلقًا بهم لأنفسهم، وما ذلك إلا إخراجهم يعني أن إخراجكم حقّ فينبغي أن لا يترك حياء ولذلك لم يتركه ترك الحيّ، وأمركم بالخروج والتّعبير عن عدم التّرك بعد الاستحياء للمشاكلة، وكان - عليه السلام - أشدّ الناس حياء وأكثرهم عن العورات إغضاء وهو التّغافل عمّا يكره الإنسان بطبيعته. والحياء رقّة تعتري وجه الإنسان عند فعل ما يتوقّع كراهته أو ما يكون تركه خيرًا من فعله. قال الرّاغب: الحياء انقباض النّفس عن القبائح وتركه لذلك، روي أن الله -تعالى- يستحي من ذي الشّيبة المسلم أن يعذّبه، فليس يراد به انقباض النّفس إذ هو تعالى منزّه عن الوصف بذلك، وإنّما المراد به ترك تعذيبه وعلى هذا ما روي أنّ الله -تعالى- حَييٌّ أي تارك للمقابح فاعل للمحاسن ثمّ في الآية تأديب للثّقلاء (¬1). وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}، والحياء تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من تخوّف ما يُعاب به ويذمّ وهو جار على سبيل التمثيل لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي أن يمثل بها لحقارتها (¬2). صفة الاستواء قال عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} العرش يطلق على السّرير الّذي يجلس عليه الملوك، وعلى كلّ ما علاك وأظلّ عليك، وهو بهذين المعنيين مستحيل في حقه تعالى، فجعل الاستواء على العرش كناية عن نفس الملك والعزّ والسلطنة على طريق ذكر اللازم وإرادة الملزوم، فالمعنى بعد أن خلق الله عالم الملك في ستّة أيام كما أراد استوى على الملك وتصرّف فيه كيف يشاء، فحرّك الأفلاك وسيّر الكواكب وكوّر الليالي والأيّام، ودبّر أمر مصنوعاته على ما تقتضيه حكمته، وهذا قول القاضي استوى أمره أي استقرّ أمر ربوبيّته وجرى أمره وتدبيره ونفّذ قدرته في مصنوعاته وتخصيص العرش لأنّه أعظم المخلوقات، فإنّه الجسم المحيط بجميع الأجسام، فالاستواء عليه استواء على ما عداه أيضًا من الجنّة والنّار والسّموات والعناصر وغيرها (¬3). وقال عند قوله تعالى من سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} اعلم أنّ العرش سرير الملك والاستواء والاستقرار ها هنا الاستيلاء، ومعنى الاستيلاء عليه كناية عن الملك؛ لأنّه من توابع الملك، فذكر اللازم وأريد الملزوم، يقال: استوى فلان على سرير الملك على قصد الإخبار عنه بأنّه ملك وإن لم يقعد على السّرير المعهود أصلًا، فالمراد بيان تعلّق إرادته الشّريفة بإيجاد الكائنات وتدبير أمرها إذ الباري مقدّس عن الانتقال والحلول، وإنّما خلق العرش العظيم ¬

_ (¬1) تفسير إسماعيل حقّي (3/ 140). (¬2) نفس المصدر السّابق (1/ 58). (¬3) تفسير إسماعيل حقّي (1/ 728).

ليعلم المتعبّدون إلى أين يتوجهون بقلوبهم بالعبادة والدّعاء في السّماء، كما خلق الكعبة ليعلموا إلى أين يتوجهون بأبدانهم في العبادة في الأرض (¬1). صفة الكلام قال عند قوله تعالى من سورة النساء: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} عطف على إنا أوحينا إليك عطف القصّة، على القصّة وتأكيد كلّم بالمصدر يدلّ على أنّه -عليه السّلام- سمع كلام الله حقيقة لا كما يقول القدريّة من أنّ الله -تعالى- خلق كلامًا في محلّ فسمع موسى -عليه السّلام- ذلك الكلام؛ لأنّ ذلك لا يكون كلام الله القائم به، والأفعال المجازيّة لا تؤكّد بذكر المصادر، لا يقال أراد الحائط أن يسقط إرادة، قال الفرّاء: العرب تسمّي ما وصل إلى الإنسان كلامًا بأيّ طريق وصل ما لم يؤكّد بالمصدر، فإذا أوكّد به لم يكن إلا حقيقة الكلام، والمعنى أنّ التّكليم بغير واسطة منتهى مراتب الوحي خصّ به موسى من بينهم فلم يكن ذلك قادحًا في نبوّة سائر الأنبياء، فكيف يتوهّم كون نزول التّوراة عليه جملة قادحًا في صحّة من أنزل عليه الكتاب مفصّلًا مع ظهور أنّ نزولها كذلك لحكم مقتضية لذلك ... إلخ (¬2). وقال عند قوله تعالى في سورة الأعراف: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} من غير واسطة وكيفيّة كما يكلّم الملائكة، وكان جبريل معه يسمع ما كلّمه ربّه، ولذا خصّ باسم الكليم لاختصاصه بذلك من البشر، فإنّ سائر الأنبياء -عليهم السّلام- إنّما يكلّمهم الله بواسطة الكتاب والملك، فإن قيل بأيّ شيء علم موسى أنّه كلام الله؟ قيل: لم ينقطع كلامه بالنّفس مع الحقّ كما ينقطع مع المخلوق، بل كلّمه بمدد واحد أي غير منقطع شاهد نفسه بمنزلة الآلة عند الصّانع، والآلة يحرّكها الأستاذ كيف يشاء؛ لأنّه ليس للآلة تصنع وتعمل، وقيل: علم أنّه كلام الحق وميّزه عن غيره بأنّه سمع. صفة الوجه قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: هناك جهته الّتي أمر بها ورضيها قبلة فإنّ إمكانيّة التّولية غير مختصّ بمسجد دون مسجد أو مكان دون آخر أو فثمّ ذاته بمعنى الحضور العلميّ, فيكون الوجه مجازًا من قبيل إطلاق اسم الجزء على الكلّ، والمعنى: ففي أيّ مكان فعلتم التّولية فهو موجود فيه يمكنكم الوصول إذ ليس هو جوهرًا أو عرضًا حتّى يكون بكونه في جانب مفرغًا جانبًا، ولمّا امتنع عليه أن يكون في مكان أريد أنّ علمه محيط بما يكون في جميع الأماكن والنّواحي أي فهو عالم بما يفعل فيه ومثيب لكم على ذلك، وفي الحديث لو أنّكم دلّيتم بحبل إلى الأرض السّفلى لهبط على الله، معناه أنّ علم الله شمل جميع الأقطار، فالتّقدير لهبط على علم الله، والله -تعالى- منزّه عن الحلول في الأماكن لأنّه كان قبل أن يحدث الأماكن، كذا في المقاصد الحسنة (¬3). ¬

_ (¬1) نفس المصدر (2/ 560). (¬2) نفس المصدر (1/ 517). (¬3) تفسير إسماعيل حقّي (1/ 143).

وقال عند قوله تعالى من سورة القصص: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي: إلا ذاته تعالى، فإنّه واجب الوجود وكل ما عداه ممكن في حدّ ذاته عرضة للهلاك والعدم، والوجه يعبّر به عن الذّات. وقال أبو العالية: كلُّ شيء فانٍ إلا ما أريد به وجهه من الأعمال، وفي الأثر: "يجاء بالدُّنيا يوم القيامة فيقال: ميِّزوا ما كان منها لله، فيميّز ما كان منها لله ثمَّ يؤمر بسائرها فيلقى في النّار". وقال بعض أكابر العارفين: الضمير راجع إلى الشيء والمعنى كلّ شيء فانٍ في حدِّ ذاته إلا وجهه الذي يلي جهته تعالى، وذلك لأنّ الممكن له وجود ماهية عارضة على وجوده فماهيّته أمر اعتياديّ معلوم في الخارج لا يقبل الوجود فيه من حيث هو هو، ووجوده موجود لا يقبل العدم من حيث هو هو كما قال بعضهم: الأعيان من حيث تعيّناتها العدميّة وهي الإمكان والحدوث راجعة إلى العدم وإن كانت باعتبار الحقيقة والتّعيّنات الوجوديّة عين الوجود، فإذا قرع سمعك من كلام العارفين أنّ عين المخلوق عدم والوجود كلّه لله فتلق بالقبول فإنه يقول ذلك من هذه الجهة (¬1). وقال عند قوله تعالى من سورة الرّحمن: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} أي: ذاته، ومنه كرّم الله وجهه أي: ذاته، فالوجه العضو المعروف استعير للّذات لأنّه أشرف الأعضاء ومجمع المشاعر وموضع السّجود ومظاهر آثار الخشوع. قال القاضي: ولو استقريت جهات الموجودات وتفحّصت وجوهها وجدتها بأسرها فانية في حدّ ذاتها إلا وجه الله الذي جهته. انتهى. (¬2) صفة الإتيان قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} الآية، أي: إتيان الله أي عذابه على صدق المضاف لأنّ الله -تعالى- منزّه عن المجيء والذّهاب المستلزمين للحركة والسّكون لأنّ كلّ ذلك محدث فيكون كلّ ما يصحّ عليه المجيء والذّهاب محدثًا مخلوقًا له، والإله القديم يستحيل أن يكون كذلك، وسئل عليّ - رضي الله عنه - أين كان الله- تعالى- قبل خلق السّموات والأرض؟ قال: أين سؤال عن المكان وكان الله -تعالى- ولا مكان، وهو اليوم على ما كان. ومذهب المتقدّمين في الآية وما شاكلها أن يؤمن الإنسان بظاهرها ويكل علمها إلى الله لأنّه لا يأمن في تعيين مراد الله -تعالى- من الخطأ فالأولى السّكوت. ومذهب جمهور المتكلّمين أن لا بدّ من التّأويل على سبيل التفضيل (¬3). وقال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} أي: أمره بالعذاب والانتقام. وقال البغويّ: أو يأتي ربّك بلا كيف لفصل القضاء بين موقف القيامة، أو المراد بإتيان الربّ إتيان كل آية يعني آيات القيامة والهلاك الكلّيّ بقرينة قوله تعالى {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} يعني أشراط السّاعة التي هي الدّخان ودابّة ¬

_ (¬1) تفسير إسماعيل حقّي (2/ 960). (¬2) تفسير إسماعيل حقّي (4/ 199). (¬3) نفس المصدر (1/ 221).

الأرض وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بحزيرة العرب والدّجّال وطلوع الشّمس من مغربها ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى - عليه السّلام- ونار تخرج من عدن، وهم ما كانوا منتظرين لأحد هذه الأمور الثلاثة وهي مجيء الملائكة أو مجيء الربّ أو مجيء الآيات القاهرة من الربّ، لكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظرين شبّهوا بالمنتظرين (¬1). صفة المجيء وقال عند قوله تعالى من سورة الفجر: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السّلطان بنفسه من أحكام هيبته وسياسته فإنّه عند حضوره يظهر ما لا يظهر بحضور وزرائه وسائر خواصّه وعساكره. وقال الإمام أحمد: جاء أمره وقضاؤه على حذف المضاف للتّهويل، وفي التأويلات النّجمية تجلّى في المظهر الجلاليّ القهريّ (¬2). صفه العنديّة قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} والعنديّة المكانية مستحيلة فتعيّن حملها على أنهم مقرّبون منه تعالى قرب التكريم والتّعظيم (¬3) ... " أ. هـ قلت: لقد جعله صاحب كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات .. " للمغراوي -وكما نقلناه منه آنفًا-: أن عقيدة إسماعيل حقي في تأويل الصفات على طريقة الرازي وأضرابه. أي أنه أشعري الأصول، ينهج في التأويل منهج الأشاعرة. لكن نقول: إن هذا القول غير دقيق، بل إسماعيل حقي يميل إلى مذهب الماتريدية وعلى كونه أيضًا حنفيًا، وكلامه في تأويل الأسماء والصفات أقرب إلى أصول الماتريدية من الأشعرية، رغم أن المتقدمين وخاصة في القرون المتقدمة هذه لا يكونون دقيقين في الكلام عن أصول مذهبهم، فهم يتذبذبون بين هذا وذاك، على ما بين الأشعرية والماتريدية من تقارب بين أصول معتقداتهم حول الأسماء والصفات وغيرها، مع أن صاحب كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" شمس السلفي الأفغاني، قد جعل المترجم له ضمن فصل "ذكر أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية وقال عنه: "إسماعيل حق مصطفى بن الإسلامبولي الخرافي الصوفي الاتحادي الخلوتي .. ترجم له الكوثري ترجمة واسعة وصرح بأنه غالٍ في وحدة الوجود". ثم قال الأفغاني: "وهو مؤلف (روح البيان) تفسير مكتظ بالخرافات والشركيات، ووحدة الوجود .. " أ. هـ. وذكر شمس الأفغاني كتابه "النجاة في التصوف والتوحيد" الذي جعله من مؤلفات الماتريدية والكلامية لديهم .. والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (127 هـ) وقيل (137 هـ) سبع وعشرين وقيل سبع وثلاثين وألف ومائة. ¬

_ (¬1) تفسير إسماعيل حقي (1/ 693). (¬2) نفس المصدر: (4/ 647). (¬3) نفس المصدر: (1/ 386).

704 - الجوهري

من مصنّفاته: "روح البيان في تفسير القرآن"، و "تسهيل طريق الأصول لتيسير الوصول" في التّصوّف، وغيرهما كثير. 704 - الجَوْهريّ * النّحويّ اللغويّ: إسماعيل بن حمّاد أبو نصر الفارابيّ الجوهريّ التّركيّ الأتراريّ (¬1). من مشايخه: قرأ العربيّة على أبي علي الفارسيّ، وأبي سعيد السّيرافيّ، ودرس على خاله إبراهيم بن إسحاق الفارابي من القائلين بوحدة الوجود، وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم بن صالح وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان من أعاجيب الزّمان ذكاء وفطنة وعلمًا، وكان ... إمامًا في اللغة والأدب". وقال: "وكتاب الصّحاح في اللغة هذا الكتاب هو الّذي بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم، أحسن تصنيفه وقرب متناوله وأبرّ في ترتيبه على من تقدّمه، يدل وضعه على قريحة سالمة، ونفس عاملة، فهو أحسن من "الجمهرة" وأوقع من "تهذيب اللغة" وأقرب متناولًا من "مجمل اللغة" ... هذا مع تصحيف فيه في مواضع عدّة أخذها عليه المحققون وتتبّعها العالمون ومن ذا الّذي ما أساء؟ ومن له الحسن فقط؟ فإنّه -رحمه الله- غلط وأصاب وأخطأ المرمى وأصاب كسائر العلماء الّذين تقدّموا وتأخروا عنه، فإنّي لا أعلم في الدّنيا كتابًا سلّم إلى مؤلفه فيه، ولم يتبعه بالتّتبّع من يليه" أ. هـ. قلت: وكتب عنه أحمد عبد الغفور مقدّمة إضافية في مجلّد لطيف طبع مع الصّحاح في دار العلم للملايين ببيروت تكلّم فيه بما فيه الكفاية عن حياته ومنهجه ومدرسته، فلينظره من أراد التوسّع. * السّير: "إمام اللغة وأحد من يضرب به المثل في ضبط اللغة وفي الخطّ المنسوب وفي كتابه (الصّحاح) أوهام عمل عليها حواشٍ، واستولت السّوداء على أبي نصر، حتّى شدّ له دفين كجناحين، وقال: أريد أن أطير فضحكوا ثمّ طفر وطار فتطحّن" أ. هـ. * لسان الميزان: "ليّنه ابن الصّلاح فقال في "مشكل الوسيط": لا يقبل ما يتفرّد به. قلت: وقع له في (الصّحاح) أوهام عديدة منها: أنه قال في سفر: هو بألف ولام كأنّه كان لا يحفظ القرآن ... ". ثمّ قال: "وممّا أنكر عليه ابن الصّلاح قوله: سائر الناس جميعهم، فقال: تفرّد به الجوهريّ وقد تلقى العلماء كتابه بالقبول" أ. هـ. * قلت: وعند مراجعة كتابه "الصّحاح" وجدنا أنّه قد تأوّل في معنى الاستواء (6/ 2315): "واستوى إلى السّماء أي قصد، واستوى: أي استولى وظهر، وقال: ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 656)، إنباه الرواة (1/ 194)، السّير (17/ 80)، الوافي (9/ 111)، النجوم الزاهرة (4/ 209)، بغية الوعاة (1/ 446)، الشذرات (4/ 497)، الأعلام (1/ 313)، معجم المؤلفين (1/ 362)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 393 هـ) ط. تدمري، نزهة الألباء (236) ط- المعارف ببغداد، إشارة التّعيين (55)، مفتاح السّعادة (1/ 115)، لسان الميزان (1/ 518). (¬1) هي مدينة فاراب.

705 - الصدر

قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق * الأعلام: "إنّه أوّل من حاول الطّيران ومات في سبيله وذلك أنّه صنع له جناحين من خشب وربطهما بحبلٍ وصعد سطح داره ونادى في النّاس: لقد صنعت ما لم أسبق إليه وسأطير السّاعة فازدحم أهل نيسابور ينظرون إليه فتأبط الجناحين ونهض بهما فخانه اختراعه فسقط إلى الأرض قتيلًا " أ. هـ. من أقواله: ومن شعره: لو كانَ لي بدٌّ من الناسِ ... قطعت حبلَ الناسِ بالياسِ العزُّ في العزلةِ لكنّه ... لا بدّ للناسِ من الناسِ ومن شعره أيضًا: يا ضائعَ العُمرِ بالأماني ... أما ترى بهجة الزّمانِ فقم بنا يا أخا همومٍ ... نخرج إلى نهر بستقان لعلّنا نجتني سرورًا ... حين جنى الجنّتين دانِ كأنّنا والقصور فيها ... بحافّتيّ كوثرِ الجنانِ وفاته: سنة (393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وقيل في حدود سنة (400 هـ) أربعمائة. من مصنّفاته: "الصّحاح"، وله "العروض"، ومقدّمة في النّحو. 705 - الصَّدر * المفسِّر: إسماعيل بن حيدر بن إسماعيل الصَّدر. ولد: سنة (1339 هـ) تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "كبير علماء الشِّيعة" أ. هـ. * أعلام العراق الحديث: "ولد في الكاظميّة ونشأ فيها وأخذ علومه من أعلام أسرته آل الصَّدر العلمية، وعن غيرهم من جلّة علماء عصره" أ. هـ. وفاته: سنة (1389 هـ) تسع وثمانين وثلاثمائة وألف، وقيل (1388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنّفاته: "محاضرات في تفسير القرآن الكريم". ¬

_ * الأعلام (1/ 315)، معجم المؤلفين العراقيين (1/ 115)، معجم المؤلفين (1/ 364)، معجم المفسّرين (1/ 89)، أعلام العراق الحديث (1/ 123).

706 - أبو طاهر الصقلي

706 - أبو طاهر الصِّقلِّيّ * النّحويّ، المقرئ: إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الأنصاريّ، أبو الطّاهر السّرقسطيّ، الصّقلِّيّ، الأندلسيّ. من مشايخه: قرأ على عبد الجبّار بن أحمد الطرسوسي وغيره. من تلامذته: قرأ عليه جماهر بن عبد الرّحمن الفقيه، وابنه جعفر بن إسماعيل، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * في الوافي: "كان إماما في علوم الآداب متقنًا لفنّ القراءات" أ. هـ. * في المقفّى الكبير: "وتصدّر للإقراء زمانًا، ولتعليم العربيّة أيضًا، وكان رأسًا في ذلك" أ. هـ. * معجم المفسّرين: "عالم بالقراءات نحويّ أديب من أهل سرقسطة بالأندلس" أ. هـ. وفاته: سنة (455 هـ) خمس وخمسين وأربعمائة، ووهم في ذكر وفاته ياقوت حيث قال: توفي سنة (510 هـ) عشر وخمسمانة. من مصنّفاته: "إعراب القرآن" في تسع مجلّدات كبار، وصنّف في القراءات كتاب "الاكتفاء"، وكتاب "العيون". 707 - تَاجُ الدّينِ الحَنَفِيّ * النّحويّ: إسماعيل بن خليل الحنفيّ، تاج الدِّين. من مشايخه: "تفقّه على القاضي فخر الدِّين بن عثمان، ونجم الدِّين الملطيّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المقفّى: "كان فقيهًا نحويًّا أصوليًّا فرضيًّا ... وله اليد الطّولى في الفرائض ... وكان صالحًا عفيفًا زاهدًا، له مزايا كفلق الصّبح، يخبر بأشياء غريبة من مرائيه ... وكان صدوقًا ثقة، تفقّه عليه جماعة" أ. هـ. * الطبقات السّنيّة: "ذكره صاحب الجواهر وأثنى عليه بالعلم والصِّدق والدِّين المتين" أ. هـ وفاته: سنة (739 هـ) تسع وثلاثين وسبعمائة بالحسينية ظاهر القاهرة. من مصنَّفاته: "مقدِّمة في أصول الفقه"، وله "أعمال في الفرائض". 708 - الكردِيّ الزِّنديق * اللغويّ، المقرئ: إسماعيل بن سعيد الكرديّ المصريّ الشّافعيّ الزنديق. من مشايخه: قرأ القراءات على الشيخ نور ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 662)، وفيات الأعيان (1/ 233)، الوافي (9/ 116)، غاية النهاية (1/ 164)، المقفّى الكبير (2/ 96)، بغية الوعاة (1/ 448)، الأعلام (1/ 313)، معجم المؤلفين (1/ 363)، الصّلة (1/ 105)، وفيه وفاته (453 هـ)، معرفة القرّاء (1/ 423) وفيه ( ... ثمّ المصريّ)، روضات الجنات (2/ 55)، معجم المفسّرين (1/ 89). * الجواهر المضية (1/ 403)، الدّرر الكامنة (1/ 391)، المنهل الصّافي (2/ 392)، المقفّى الكبير (2/ 97)، تاج التّراجم (64)، الطبقات السّنيّة (2/ 186)، معجم المؤلفين (1/ 363). * الدّرر الكامنة (1/ 391)، المقفّى الكبير (2/ 87)، المنهل الصّافي (2/ 432)، السّلوك (2/ 1 / 212)، النّجوم (9/ 249).

709 - أبو طاهر العقيلي

الدّين الشّطنوفيّ، وعلى الفقيه الصّائغ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المقفّى: "كان عارفًا بالقراءات والفقه والنحو والتّصريف ويحفظ قطعة من التّوراة والإنجيل ... إلا أنّه كان كثير الهزل ولا يتحفظ، فحفظت عنه كلمات وأفعال قبيحة حتّى قيل له (إسماعيل الكافر) ثم صار يدعى إسماعيل الزّنديق. فطلب إلى قاضي القضاة تقى الدّين محمد بن أبي بكر الأخنائي المالكيّ، وادّعى عليه بالوقيعة في حقّ لوط -عليه السّلام- وأقيمت البيّنة، فخلط في كلامه كأنّه مجنون، فساقه إلى السّجن، وتوقّف فيه حتى أخبره من لا يتّهمه أنّه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه وسأله عمّا قيل عن إسماعيل، فقال -عليه السّلام-: قل للأخنائي يضرب عنقه فإنّه سبّ أخي لوطًا، فاستدعى به وعقد له مجلسًا وضرب عنقه بعدما شهد عليه بعظائم بحضرة القضاة والعلماء ... وكان يومًا مشهودًا" أ. هـ. * الدّرر: "تفقّه وتمهّر في القراءات والفقه والعربيّة، وكان طلق العبارة سريع الجواب، حسن التّلاوة يدري الحاوي والحاجبية، ويحفظ الكثير من التوراة والإنجيل" أ. هـ. وفاته: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. 709 - أبو طاهر العُقيليّ * النّحويّ، المقرئ: إسماعيل بن ظافر بن عبد الله العقيلي، أبو طاهر. ولد: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: سمع من عليّ بن هبة الله الكامليّ، وسعيد المأمونيّ والبوصيريّ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * البغية: "كان عالمًا بالقراءات والعربيّة مع دين متين وزهد وورع وصلاح ... وأقرأ النّاس زمانًا ... من سادات المصريين وعلمائهم ونبلائهم" أ. هـ. * غاية النهاية: "له كتاب في الرّسم من أحسن ما ألف في ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (523 هـ) ثلاث وعشرين وخمسمائة. من مصنّفاته: له كتاب في الرّسم سمّاه "مرسوم خطّ المصحف"، مرتبًا على سور القرآن. 710 - الصاحب ابن عبّاد * اللغويّ: الوزير الكبير إسماعيل بن عبّاد بن العبّاس بن عبّاد الملقب بالصّاحب كافي الكُفاة أبو القاسم، وهو أوّل من لقب بالصّاحب من الوزراء لأنّه كان يصحب أبا الفضل ابن العميد، فقال له: صاحب بن العميد. ¬

_ * غاية النّهاية (1/ 165)، والمقفّى الكبير (2/ 115)، وبغية الوعاة (1/ 448)، والأعلام (1/ 316)، وورد فيه إسماعيل بن ظاهر. * المنتظم (14/ 375)، معجم الأدباء (2/ 662)، إنباه الرّواة (1/ 201)، العبر (3/ 28)، السّير (16/ 511)، وفيات الأعيان (1/ 228)، الوافي (9/ 125)، البداية والنّهاية (11/ 335)، النّجوم الزّاهرة (4/ 171)، بغية الوعاة (1/ 449)، الشّذرات (4/ 449)، الأعلام (1/ 316)، معجم المؤلفين (1/ 397)، الكامل (9/ 110)، لسان الميزان (1/ 530)، روضات الجنات (2/ 19)، أعيان الشّيعة (11/ 322)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمريّ.

711 - السدي

ولد: سنة (326 هـ) ستٍّ وعشرين وثلاثمائة، وقيل (316 هـ) ستّ عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: ابن العميد في الأدب، وابن فارس، وسمع من أبيه وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن المقري وهو من أقرانه، والقاضي أبو الطّيب الطّبريّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان ينصر مذهب الأشنانيّ تديّنًا وطلبًا للزّلفى ... وكان يتشيّع لمذهب أبي حنيفة ومقالة الزيديّة" أ. هـ. * الكامل: "وكان الصّاحب بن عبّاد قد أحسن إلى القاضي عبد الجبّار بن أحمد المعتزليّ وقدّمه وولاه قضاء الريّ وأعمالها، فلمّا توفي قال عبد الجبّار: لا أرى التّرحّم عليه لأنّه مات من غير توبة ظهرت منه، فنسب عبد الجبّار إلى قلّة الوفاء" أ. هـ. * السّير: "وكان شيعيًّا معتزليًّا مبتدعًا تيّاهًا صلفًا جبّارًا، قيل إنّه ذكر له البخاريّ فقال: ومن البخاريّ؟ حشويّ لا يُعوّل عليه. وكان فصيحًا متقعّرًا يتعالى وحشيّ الألفاظ في خطابه، ويمقُتُ التّيه ويتيه، ويغضب إذا ناظر، قال مرّة لفقيه: أنت جاهل بالعلم ولذلك سوّد الله وجهك. واتّخذ لنفسه بيتًا سمّاه بيت التّوبة، واعتكف على الخير أسبوعًا وأخذ خطوط جماعة بصحّة توبته ثمّ جلس للإملاء، وكان يتفقّد علماء بغداد في السّنة بخمسة آلاف دينار وأدباءها، وكان يبغض من يدخل في الفلسفة" أ. هـ. * الوافي: "وهو أوّل من سمّى الصّاحب من الوزراء؛ لأنّه صحب مؤيّد الدّولة في الصّبا، وسمّاه الصّاحب فغلب عليه هذا اللقب، وقيل لأنّه كان صاحب ابن العميد" أ. هـ. * لسان الميزان: "وكان مع اعتزاله شافعيّ المذهب، شيعيّ النّحلة ... وقد قال عبد الجبّار القاضي لمّا تقدّم للصّلاة عليه: ما أدري كيف أصلّي على هذا الرّافضيّ" وإن كانت هذه الكلمة وضعت من قدر عبد الجبّار لكونه كان غرس نعمة الصّاحب. قال: وشهد الشّيخ المفيد بأنّ الكتاب الّذي نسب إلى الصّاحب في الاعتزال وضع على لسانه ونسب إليه وليس هو له" أ. هـ. * الشّذرات: "ومن كلامه: وفي وصف الأئمّة الثّلاثة المتعاصرين أصحاب أبي الحسن الأشعريّ: الباقلانيّ نار محرق، وابن فورك صل مطرق، والإسفرايينيّ بحر مغرق" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنّفاته: "المحيط في اللغة" عشر مجلّدات، و"الكشف عن مساوئ المتنبّيّ"، وكتاب "الوزراء"، وله ديوان شعر، وله "الأعياد" و "فضائل النّوروز"، و "الإمارة في تفضيل عليّ بن أبي طالب". 711 - السُّدِّيّ * المفسّر إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن أبي كريمة، ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 724)، السّير (5/ 264) , تاريخ الإسلام (وفيات الطّبقة الثّالثة عشرة) ط. تدمريّ, الوافي (9/ 142)، تهذيب التهذيب (1/ 313)، ميزان الاعتدال (1/ 395)، النّجوم الزّاهرة (1/ 390)، طبقات المفسّرين للدّاودي (1/ 110)، الشّذرات (2/ 109)، معجم المفسّرين (1/ 90)، معجم المؤلّفين (1/ 368)، تفسير السّديّ الكبير (29 - 30).

وقيل: ابن أبي ذؤيب السُّديّ، أبو محمّد الحجازيّ ثمّ الكوفي الأعور، المشهور بالسّديّ الكبير. من مشايخه: أنس، وابن عبّاس، وأبو صالح باذام، وغيرهم. من تلامذته: شعبة، والثوريّ، وزائدة، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السّير: "قيل للشّعبيّ: إنّ إسماعيل السّديّ قد أعطي حظًّا من العلم فقال: إنّ إسماعيل قد أعطي حظًّا من الجهل بالقرآن. وقال: "ما أحد إلا وما جهل من علم القرآن أكثر ممّا علم، وقد قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السّديّ أعلم بالقرآن من الشّعبيّ -رحمهما الله-. وقال مسلم بن عبد الرّحمن شيخ لشريك: مرّ إبراهيم النخعيّ بالسّديّ وهو يفسّر، فقال: إنّه ليفسّر تفسير القوم" أ. هـ * الوافي: "قال النّسائيّ: صالح الحديث، وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال مرّة: ثقة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: ليّن، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ... وقيل إنّه كان يبيع الخمر والمقانع بسدّة الجامع" أ. هـ. * النّجوم: "صاحب التّفسير والمغازي والسّير، وكان إمامًا عارفًا بالوقائع وأيّام النّاس" أ. هـ. * طبقات المفسّرين للدّاوديّ: "صدوق يهم رمي بالتّشيّع من الطبقة الرّابعة، أخرج له الجماعة إلا البخاريّ" أ. هـ. * معجم المفسّرين: "وقد حرقت روايته لأنّه حصل عليها عن طريق المناولة، وروى له مسلم وأبو داود والترمذيّ وابن ماجة، ورمي بالتّشيّع" أ. هـ. * قلت: وإليك أيُّها القارئ بحث عن تشيّعه (¬1) من مقدمة د. محمّد عطا يوسف، ما نصه: لم يظهر اتّهام السّديّ بالتشيّع إلا في النِّصف الأوّل من القرن الثامن على لسان الذّهبيّ (ت 748 هـ) فقال: "رمي السّديّ بالتشيّع" وتوسّع ابن حجر (ت 852 هـ) من بعده فجاء بروايتين، أولاهما عن الحسين بن واقد أنّه جلس يستمع السّديّ حتّى سمعه يتناول الشّيخين فقام عنه، والأخرى عن العقيلي قال: "كان السّديّ يتناول الشّيخين". وجاء بعدهما الخزرجي والدّاودي فنقلا مقالة الذّهبيّ فقط دون ذكر روايات أخرى تؤيّدها. وذهب العامليّ إلى أبعد من ذلك فقال: "ذكره الشّيخ -يقصد الطّوسيّ- في رجاله في أصحاب عليّ بن الحسين، وفي أصحاب الباقر، وفي أصحاب الصّادق، إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّيّ الكبير". وأمّا ما أورده الذّهبيّ وابن حجر وغيرهما فلم أجد من نقّاد الرّواية الأوائل من أمثال البخاريّ (256 هـ) وابن أبي حاتم (327 هـ) وابن الأثير (630 هـ) من ذكره وما كان هذا ليفوتهم دون النّصّ عليه. وهذا الأثر الّذي أورده العامليّ الشّيعيّ المذهب قد ردّه شيعيّ آخر، فقد قال الخوانساريّ في روضات الجنات: "وقد ذكره ¬

_ (¬1) تفسير السّديّ الكبير جمع وتوثيق ودراسة د. محمّد عطا يوسف.

712 - الصابوني النيسابوري

الطّوسيّ -يقصد السّدّيّ- في جملة من روى عن الصّادق ومن رجاله، ولا يثبت عندي ذلك، فلم يثبت رواية منه ولا من أمثاله عن أحد من أهل البيت المعصومين". وإذا ما استعرضنا التفسير الّذي جمعناه للسّدّيّ بحثًا عن تشيّعه لا نجد سوى أثر واحد في تفسير سورة الدّخان يرويه الطبريّ عن محمّد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي حمّاد عن الحكم بن ظهير عن السّدّيّ قال في قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29] (لمّا قُتل الحسين بن علي -رضوان الله عليهما- بكت السّماء وبكاؤها حمرتها). وهذا الأثر عن السّدّيّ رواه الحكم بن ظهير الّذي ذكره ابن حبّان في المجروحين قائلا: (كان يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات، ويشتم أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسلم -) وكفى بهذا القول دلالة على دسّ هذا الأثر عن السّدّيّ. وأخيرًا فإن الرّواة لم ينصّوا على تشيّع السّدّيّ نصًّا نطمئنّ إليه، ولعلّ هذا الدسّ الّذي وقع في تفسيره كان سببًا في هذه الشّبهة" أ. هـ. وفاته: سنة (128 هـ) وقيل (127 هـ) ثمان وقيل سبع وعشرين ومائة. من مصنّفاته: "تفسير السّدّيّ" و"المغازي". 712 - الصَّابونيّ النّيسابوريّ * النّحويّ، اللغويّ، المفسّر إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عائذ الصّابونيّ (¬1) النّيسابوريّ، أبو عثمان. ولد: سنة (373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: زاهر السّرخسيّ، وأبو طاهر بن خزيمة، وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر البيهقي، وعبد العزيز الكتّانيّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال البيهقيّ: أنبا إمام المسلمين حقًّا، وشيخ الإسلام صدقًا". ثم قال: "وكان مشتغلًا بكثرة العبادات والطّاعات، حتى كان يضرب به المثل". وقال: وقال الكتّانيّ: ما رأيت شيخًا في معنى أبي عثمان الصّابونيّ زهدًا وعلمًا، كان يحفظ من كلّ ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 726)، بغية الطّلب (4/ 1672)، مختصر تاريخ دمشق (4/ 360)، السّير (18/ 40)، العبر (3/ 219)، تاريخ الإسلام (وفيات 449) ط. تدمري، الوافي (9/ 143)، البداية والنهاية (12/ 81)، طبقات المفسّرين للدّاودي (1/ 109)، الشّذرات (5/ 213)، الأعلام (1/ 317)، معجم المفسّرين (1/ 90)، الأنساب (3/ 506)، تاريخ دمشق (9/ 3)، الكامل (9/ 638)، اللّباب (2/ 44)، التقييد لابن نقطة (206)، طبقات الشّافعية للسّبكى (4/ 271)، النّجوم (5/ 62)، طبقات المفسّرين للسّيوطيّ (25)، معجم المؤلفين (1/ 368). (¬1) الصّابونيّ: هذه النسبة إلى عمل (الصّابون) وبيت كبير بنيسابور (الصّابونيّة) لعل بعض أجدادهم عمل الصّابون فعرفوا به ... أ. هـ الأنساب (3/ 506).

فنّ لا يقعد به شيء، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة، وكان من حفّاظ الحديث. قلت: -أي الذّهبيّ- ولأبي عثمان مصنّف في السّنة واعتقاد السّلف أفصح فيه بالحقّ، فرحمه الله ورضي عنه" أ. هـ. * طبقات الشافعيّة للسّبكيّ: "الفقيه، المحدّث، المفسّر، الخطيب، الواعظ، المشهور الاسم، الملقّب بشيخ الإسلام، لقّبه أهل السّنة في بلاد خراسان فلا يعنون عند إطلاقهم هذه اللفظة غيره، وأمّا المجسّمة بمدينة هراة فلمّا ثارت نفوسهم من هذا اللقب عمدوا إلى أبي إسماعيل عبد الله بن محمّد الأنصاريّ المشار إليه رجلًا كثير العبادة، محدّثًا إلا أنّه يتظاهر بالتّجسيم والتّشبيه، وينال من أهل السّنة، وقد بالغ في كتابه (ذمّ الكلام) حتّى ذكر أنّ ذبائح الأشعريّة لا تحلّ، وكنت أرى الشّيخ الإمام يضرب على مواضع من كتاب (ذمّ الكلام) وينهى عن النّظر فيه ... ذكره عبد الغافر في السّياق: ... وكان جمالًا للبلد، زينًا للمحافل والمجالس، مقبولًا عند الموافق والمخالف، مُجمَعًا على أنه عديم النّظير، وثّق السّنة، ودافع البدعة" أ. هـ. * قلت: ولقد ذكر السّبكي في طبقاته وصية له وقد وجدت بدمشق عند دخوله إليها حاجًّا حيث قال: "هذا ما أوصى به إسماعيل بن عبد الرّحمن بن إسماعيل أبو عثمان الصّابونيّ، الواعظ غير المتّعظ، الموقظ غير المتيقّظ، الآمر غير المؤتمر، الزّاجر غير المنزجر، المتعلّم، المعترف، المنذر، المخوّف، المخلّط، المفرط، المسرف، المقترف للسّيئات، المغترف، الواثق مع ذلك برحمة ربّه، الرّاجي لمغفرته، المحبّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشيعته، الدّاعي النّاس إلى التمسّك بسنّته وشريعته - صلى الله عليه وسلم -، أوصى وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدًا [أحدًا] فردًا صمدًا، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يشرك في حكمه أحدًا، الأوّل، الآخر، الظّاهر، الباطن، الحيّ القيّوم، الباقي بعد فناء خلقه، المطّلع على عباده، العالم بخفيّات الغيوب، الخبير بضمائر القلوب، المبدئ، المعيد، الغفور، الودود، ذو العرش، المجيد، الفعّال لما يريد، {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} , هو مولانا، فنعم المولى، ونعم النّصير، يشهد بذلك كلّه مع الشّاهدين، مقرًّا بلسانه، عن صحّة اعتقاد، وصدق يقين، ويتحمّلها عن المنكرين الجاحدين، ويعدّها ليوم الدّين: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (*) إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (*) إلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. ويشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون. ويشهد أن الجنة حقّ، وجملة ما أعدّ الله -تبارك وتعالى- فيها لأوليائه حقّ، ويسأل مولاه الكريم -جل جلاله- أن يجعلها مأواه ومثواه، فضلًا منه وكرمًا. ويشهد أنّ النار وما أعدّ الله فيها لأعدائه حقّ، ويسأل الله مولاه أن يجيره منها ويزحزحه عنها ويجعله من الفائزين، قال الله -عزَّ وجلَّ-: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُور}. ويشهد أن صلاته

ونسكه ومحياه ومماته لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين، والحمد لله ربّ العالمين. وأنّه رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّد نبيًّا، وبالقرآن إمامًا، على ذلك يحيا، وعليه يموت إن شاء الله -عزّ وجلّ-. ويشهد أن الملائكة حقّ، وأن النّبيّين حقّ، وأنّ السّاعة لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور. ويشهد أنّ الله -سبحانه وتعالى- قدّر الخير، وأمر به، ورضيه، وأحبّه، وأراد كونه من فاعله، ووعد حسن الثواب على فعله، وقدّر الشرّ وزجر عنه ولم يرضه ولم يحبّه، وأراد كونه من مرتكبه غير راضٍ به، ولا محبّ له، تعالى ربّنا عمّا يقول الظّالمون علوًا كبيرًا، وتقدّس أن يأمر بالمعصية أو يحبّها ويرضاها، وجلّ أن يقدر العبد على فعل شيء لم يقدره عليه، أو يحدث من العبد ما لا يريده ولا يشاؤه. ويشهد أنّ القرآن كتاب الله وكلامه ووحيه وتنزيله غير مخلوق، وهو الذي في المصاحف مكتوب، وبالألسنة مقروء، وفي الصّدور محفوظ، وبالآذان مسموع، قال الله -تعالى-: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} وقال: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، وقال: {إِنْ هُوَ إلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}. ويشهد أنّ الإيمان تصديق بالقلب بما أمر الله أن يصدّق به، وإقرار باللسان بما أمر الله أن يقرّ به، وعمل بالجوارح بما أمر الله أن يعمل به، وانزجار عمّا زجر عنه من كسب قلب وقول لسان وعمل جوارح وأركان. ويشهد أن الله -سبحانه وتعالى- مستوٍ على عرشه، استوى عليه كما بيّنه في كتابه في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، وقوله: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} في آيات أخر، والرّسول - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا، ذكره فيما نقل عنه من غير أن يكيّف استواءه عليه، أو يجعل لفعله وفهمه أو وهمه سبيلًا إلى إثبات كيفيّته إذ الكيفيّة عن صفات ربّنا منفيّة. قال إمام المسلمين في عصره أبو عبد الله مالك بن أنس - رضي الله عنه - في جواب من سأله عن كيفيّة الاستواء: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسّؤال عنه بدعة وأظنّك زنديقًا، أخرجوه من المسجد". ويشهد أنّ الله -تعالى- موصوف بصفات العُلى التي وصف بها نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيّه - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا كثيرًا، لا ينفي شيئًا منها ولا يعتقد شبهًا له بصفات خلقه، بل يقول: إنّ صفاته لا تشبه المربوبين، كما لا تشبه ذاته ذوات المحدَثين، تعالى الله عمّا يقوله المعطّلة والمشبّهة علوًا كبيرًا. ويسلك في الآيات التي وردت في ذكر صفات البارئ -جل جلاله- والأخبار التي صحّت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بابها كآيات مجيء الرّبّ يوم القيامة، وإتيان الله في ظلل من الغمام، وخلق آدم بيده، واستوائه على عرشه، وكأخبار نزوله كل ليلة إلى سماء الدّنيا، والضّحك والنّجوى، ووضع الكنف على من يناجيه يوم القيامة، وغيرها، مسلك

السلف الصالح، وأئمة الدين، من قبولها، وروايتها على وجهها، بعد صحة سندها وإيرادها على ظاهرها، والتصديق بها، والتسليم لها، واتقاء اعتقاد التكييف، والتشبيه فيها، واجتناب ما يؤدي إلى القول بردها وترك قبولها أو تحريفها بتأويل يستنكر، ولم ينزل الله به سلطانا، ولم يجر به للصحابة والتابعين والسلف الصالحين لسان. وينهى في الجملة عن الخوض في الكلام والتعمق فيه [و] في الاشتغال بما كره السلف -رحمهم الله- الاشتغال به، ونهوا وزجروا عنه، فإن الجدال فيه والتعمق في دقائقه، والتخبط في ظلماته، كل ذلك يفسد القلب، ويسقط منه هيبة الرب -جل جلاله- ويوقع الشبه الكبيرة فيه، ويسلب البركة في الحال، ويهدي إلى الباطل والمحال، والخصومة في الدين والجدال وكثرة القيل والقال في الرب ذي الجلال الكبير المتعال، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، الحمد لله على ما هدانا من دينه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه حمدا كثيرا. ويشهد أن القيامة حق، وكل ما ورد به الكتاب والأخبار الصحاح من أشراطها وأهوالها وما وعدنا به وأوعدنا به فيها فهو حق، نؤمن به ونصدق الله سبحانه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به عنه كالحوض والميزان والصراط وقراءة الكتب والحساب والسؤال والعرض والوقوف والصدر عن المحشر إلى جنة أو [إلى] نار، مع الشفاعة الموعودة لأهل التوحيد، وغير ذلك مما هو مبين في الكتاب، ومدون في الكتب الجامعة لصحاح الأخبار. ويشهد بذلك كله في الشاهدين، ويستعين بالله -تبارك وتعالى- في الثبات على هذه الشهادات إلى الممات حتى يتوفى عليها في جملة المسلمين المؤمنين الموقنين الموحدين. ويشهد أن الله -تبارك وتعالى- يمن على أوليائه بوجوه ناضرة إلى ربها ناظرة، ويرونه عيانا في دار البقاء لا يضارون في رؤيته ولا يمارون ولا يضامون، ويسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعل وجهه من تلك الوجوه ويقيه كل بلاء وسوء ومكروه، ويبلغه كل ما يؤمله من فضله ويرجوه بمنه. ويشهد أن خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ويترحم على جميع الصحابة، ويتولاهم ويستغفر لهم، وكذلك ذريته وأزواجه أمهات المؤمنين، ويسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعله معهم، ويرجو أن يفعله به، فإنه قد صح عنده من طرق شتى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المرء مع من أحب". ويوصي إلى من يخلفه من ولد وأخ وأهل وقريب وصديق وجميع من يقبل وصيته من المسلمين عامة أن يشهدوا بجميع ما شهد به وأن يتقوا الله حق تقاته وألا يموتوا إلا وهم مسلمون {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، ويوصيهم بصلاح ذات البين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران والأقارب والإخوان ومعرفة حق الأكابر والرحمة على الأصاغر. وينهاهم عن التدابر والتباغض والتقاطع والتحاسد. ويأمرهم أن يكونوا إخوانا على

713 - أبو محمد القارئ

الخيرات أعوانًا وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرّقوا ويتبعوا الكتاب والسنّة وما كان عليه علماء الأمّة، وأئمّة الملّة كمالك بن أنس والشّافعيّ وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم ويحيى بن يحيى وغيرهم من أئمّة المسلمين وعلماء الدّين رضي الله عنهم أجمعين وجمع بيننا وبينهم في ظلّ طوبى ومستراح العابدين. أوصى بهذا كلّه إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابونيّ إلى أولاده وأهله وأصحابه ومُختلِفَة مجالسه ... ، إلخ الوصية. ولقد ذكرناها بنصّها من أجل معرفة دين الرّجل، ومعرفة حسن اعتقاده وتقواه ... والله أعلم بالصّواب. وفاته: سنة (449 هـ) تسع وأربعين وأربعمائة. من مصنّفاته: "عقيدة السّلف وأصحاب الحديث" مطبوع مشهور وغير ذلك. 713 - أبو محمّد القارئ * المقرئ: إسماعيل بن أبي القاسم عبد الرّحمن بن أبي بكر صالح النّيسابوريّ، أبو محمّد القارئ. ولد: سنة (439 هـ) تسع وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن عبد الغافر الفارسيّ، وأبو حفص بن مسرور، وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السّمعانيّ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التّحبير: "شيخ صالح عفيف صوفيّ نظيف، مواظب على الجماعة خدم الأستاذ أبا القاسم القشيري" أ. هـ. * التّقييد: "سمع كتاب الصّحيح لمسلم بن الحجّاج من عبد الغافر بن محمّد الفارسي وأحاديث يحيى بن يحيى وغير ذلك ... " أ. هـ. * السّير: "الشّيخ الصّدوق المعمّر المسند" أ. هـ. * عيون التّواريخ: "كان صوفيًّا صالحًا ممّن خدم أبا القاسم القشيريّ (¬1) ") أ. هـ. * النجوم: "كان رأسًا في علم القرآن" أ. هـ. وفاته: سنة (531 هـ) إحدى وثلاثين وخمسمائة. 714 - القِسْط * المقرئ: إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، أبو إسحاق المخزومي مولاهم المكي المعروف بالقسط. ولد: سنة (100 هـ) مائة. من مشايخه: شِبْل بن عبّاد ومعروف بن مُشكان وغيره. من تلامذته: أبو الإخريط وهب بن واضح، وعكرمة بن سليمان، والشّافعي وغيرهم. ¬

_ * السّير (20/ 19)، العبر (4/ 84) تاريخ الإسلام (وفيات سنة 531 هـ) ط. تدمرى، النّجوم (5/ 260)، التّحبير (1/ 94)، الشذرات (6/ 159). (¬1) أبو القاسم القشيري: يراجع في موضعه باسم: عبد الكريم بن هوازن، وهو صوفي أشعرى. * معرفة القراء (1/ 141)، العبر (1/ 305)، تاريخ الإسلام (وفيات 170 و 190) ط. تدمري، الوافي (9/ 146)، غاية النهاية (1/ 165)، الشذرات (2/ 416).

715 - النحاس المقرئ

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قارئ أهل مكة في زمانه وآخر أصحاب ابن كثير وفاة" أ. هـ. * غاية النهاية: "أقرأ الناس زمانًا وكان ثقة ضابطًا" أ. هـ. * الشذرات: "مقرئ مكة في زمانه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (170 هـ) سبعين ومائة وقيل: (190 هـ) تسعين ومائة. قلت: ذكره صاحب تاريخ الإسلام في وفيات سنة (170 هـ) وكذلك في وفيات سنة (190 هـ). قال الذهبي: "وقد اختلف الناقلون لموته، فقيل سنة سبعين ومائة وقيل: سنة تسعين ومائة، وتصحفت الواحدة بالأخرى وأنا إلى السبعين أميل" أ. هـ. انظر تاريخ الإسلام. 715 - النّحّاس المقرئ * المقرئ: إسماعيل بن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن عبد الله التجيبي، النحاس، أبو الحسن. من مشايخه: جوّد القرآن على أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، وعلى عبد القوي بن كمّونة، وعلى عبد الصمد بن عبد الرحمن وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن هلال الأزديّ، وحمدان بن عون الخولاني، ومحمد بن خيرون وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "تصدر للإقراء مدة، فقرأ عليه خلق لإتقانه، وتحريره وبصره بمقرأ ورش" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان محققًا مجوّدًا، بصيرًا بقراءة ورش" أ. هـ. * غاية النهاية: "محقق ثقة، كبير جليل" أ. هـ. * المقفى الكبير: "مقرئ الديار المصرية .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (280 هـ) ثمانين ومائتين وقيل بضع وثمانين ومئتين، وقيل بحدود (290 هـ) تسعين ومائتين. 716 - الخِلْوتي * المفسر: إسماعيل بن عبد الله الرومي الصوفي الخلوتي، جمال الدين. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر تركي الأصل" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (899 هـ) تسع وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة الفاتحة"، و "تفسير من سورة الضحى إلى آخر القرآن"، و "تفسير آية الكرسي". وكتب ورسائل في التصوف وغيرها. ¬

_ * معرفة القراء الكبار (1/ 231)، الوافي (9/ 146)، غاية النهاية (1/ 165)، المقفى الكبير (2/ 120)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري. * الأعلام (1/ 318)، معجم المؤلفين (1/ 369)، معجم المفسرين (1/ 91) فيه: الحلواتي، وهو خطأ، هدية العارفين (5/ 217).

717 - الشرواني

717 - الشَّرْوَاني * المفسر: إسماعيل بن عبد الله الشرواني. ولد: سنة (858 هـ) ثمان وخمسين وثمانمائة. من مشايخه: خواجة عبيد الله السمرقندي، وغيره. كلام العلماء فيه: * الشقائق: "كان رجلًا معمرًا طويل القامة وقورًا مهيبًا منقطعًا عن أحوال الناس مشتغلًا بنفسه وكان له حسن معاشرة مع الناس يستوي عنده الصغير والكبير والغني والفقير. وكان له فضل عظيم في العلوم الظاهرة وكان يدرس بمكة الشريفة كتاب البخاري وتفسير البيضاوي .. " أ. هـ. * الكواكب: "الشيخ الإمام العلامة المحقق المدقق الصالح الزاهد العارف بالله تعالى المولى إسماعيل الشرواني الحنفي ... دخل الروم في ولاية السلطان أبي يزيد خان ثم عاد إلى مكة وأقام بها إلى أن مات وذكره شيخ الإسلام الجدّ فيمن صحبهم من أولياء الله تعالى بمكة من المجاورين بها وسمعت شيخنا يحكي عن والده أنه كان يثني عليه؛ لأنه قدم دمشق ونزل بالنوريّة وتردد إليه جمع من الأفاضل وقرأ عليه في تفسير البيضاوي، ثم انفرد بجامع التكية السليمية، قال ابن طولون: واجتمعت به ثمّة وأخبرني أنه أخذ الحديث من الأمير جمال الدين الخراساني المحدّث، قال: ورأيته يتنقص الإمام البغوي المفسر للقرآن فنفرت النفس منه بسبب ذلك، فإنه أحد أئمة السنة انتهى. قلت: ولعلّ بغضه منه بسبب أن الأعاجم يميلون إلى المباحث الدقيقة المعلقة بالعقليات دون المأثورات، وتفسير البغوي غالبه خالٍ من مثل ذلك لا بسبب ما توهمه ابن طولون من ميل إلى بدعة ونحوها فقد كفاك تزكية الجدّ .. " أ. هـ. وفاته: سنة (942 هـ) اثنتين وأربعين وتسعمائة. 718 - الرشيد بن المعلِّم * اللغوي، المقرئ: إسماعيل بن عثمان بن محمد بن عبد الكريم بن تمّام بن محمد، المعروف بابن المعلم، رشيد الدين، أبو الفداء، القرشي، الحنفي. ولد: سنة (623 هـ) ثلاث وعشرين ومائة. من مشايخه: قرأ على السخاوي، وسمع من أبي عبد الله الحسيني بن الزبيدي، وابن الصلاح وغيرهم. من تلامذته: تفقه عليه شمس الدين الحريري، والصفدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "تغير عقله وذهنه قبل موته ¬

_ * الشقائق (214)، الكواكب (2/ 123)، الشذرات (10/ 349)، إيضاح المكنون (1/ 141)، معجم المؤلفين (1/ 369). * معجم شيوخ الذهبي (140)، ذيول العبر (77)، معرفة القرّاء (2/ 732)، الوافي (9/ 173)، البداية والنهاية (14/ 74)، غاية النهاية (1/ 166)، الدرر الكامنة (1/ 394)، المقفى الكبير (2/ 126)، الدارس (1/ 482)، بغية الوعاة (1/ 401) , الشذرات (8/ 61)، الطبقات السنية (2/ 195)، درة الحجال (1/ 212)، السلوك (2/ 1401).

719 - البستي

بسنتين" أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "وكان عارفًا بالعربية بصيرًا بالرأي وكان فيه زهد وتنسك وانجماع عن الناس .. ووقع في الهرم واختلط قبل موته بعامين" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام عالم .. " أ. هـ. * المقفى: "شيخ الحنفية في عصره ... وكان من كبار أئمة العصر في الفقه والعربية والقراءات، لكنه كان ضيق الخلق، فلم يقدر الناس على الأخذ منه. وكان الشيخ تقي الدين محمد بن دقيق العيد يعظمه ويثني على فضله وديانته ... " أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان ذا زهد وانقباض" أ. هـ. * درة الحجال: "وكان قيمًا بمعرفة النحو، ... وعمر ورُدّ إلى أرذل العمر، وفجع بولد وتغير ذهنه قبل موته بنحو سنتين وضعف عقله .. " أ. هـ. * الجواهر المضية: "وعنده زهد وانقطاع عن الناس ... عرض عليه قضاء دمشق فامتنع" أ. هـ. وفاته: سنة (714 هـ) أربع عشرة وسبعمائة في القاهرة. 719 - البَسْتي * المفسر إسماعيل بن علي بن أحمد البستي الزيدي (¬1)، أبو القاسم. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، متكلم، فقيه .. " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، وله مؤلفات في علم الكلام، والموجز وغير ذلك. 720 - أبو سعد السَّمَّان * المفسر, المقرئ: إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن زنجويه الرازي السمان، أبو سعد. من مشايخه: أبو محمد عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن أبي جرادة الشاهد وغيره. من تلامذته: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "كان من الحفاظ الكبار، وكان ¬

_ * معجم المؤلفين (1/ 370)، معجم المفسرين (1/ 91). (¬1) الزيدي: نسبة إلى فرقة الزيدية: أحد فرق الشيعة. وقد مر التعريف بها سابقًا فانظره. * تاريخ دمشق (9/ 21)، مختصر تاريخ دمشق (4/ 368)، العبر (3/ 209)، السير (18/ 55)، المقفى الكبير (2/ 104)، الشذرات (5/ 198)، بغية الطلب (4/ 1706)، أعيان الشيعة (12/ 35)، الأعلام (1/ 319)، معجم المفسرين (1/ 92)، معجم المؤلفين (1/ 371)، تاريخ الإسلام وفيات سنة (445 هـ) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 69)، النجوم (5/ 51)، ميزان الاعتدال، (1/ 398)، طبقات الحفاظ (430)، لسان الميزان (1/ 538)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 110)، تذكرة الحفاظ (3/ 1121)، الجواهر المضية (1/ 424)، الطبقات السنية (2/ 197) الأنساب (3/ 292).

فيه زهد وورع، وكان يذهب إلى الاعتزال" أ. هـ. * بغية الطلب: "قال جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمخشري: كان إمامًا بلا مدافعة في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط والمقدرات كان إمامًا أيضًا في فقه أبي حنيفة وأصحابه وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي وفي فقه الزيدية وفي الكلام، وكان يذهب مذهب الحسن البصري" أ. هـ. * السير: "وذكر أشياء في وصفه، وأنّى يوصف من قد اعتزل وابتدع، وبالكتاب والسنة فقلّ ما انتفع؟ فهذا عبرة والتوفيق فمن الله وحده. هتف الذكاء وقال لست بنافع ... إلا بتوفيق من الوهاب وأما قول القائل: كان يذهب مذهب الحسن، فمردود، قد كانت هفوة في ذلك من الحسن، وثبت أنه رجع عنها ولله الحمد. وأما أبو هاشم الجُبّائي، وأبوه أبو علي فمن رؤوس المعتزلة، ومن الجهلة بآثار النبوة، برعوا في الفلسفة والكلام، وما شمّوا رائحة الإسلام، ولو تغرغر أبو سعد بحلاوة الإسلام، لانتفع بالحديث، فنسأل الله تعالى أن يحفظ علينا إيماننا وتوحدنا" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "الحافظ الكبير المتقن" أ. هـ. * قلت: وهذا لا ينافي قوله السابق: "ولو تغرغر أبو سعد بحلاوة الإسلام، لانتفع بالحديث", فإن فساد العقيدة لا ينافي إتقانه وحفظه الجيد للحديث , ولكن لم يكن هذا الأمر -وهو الحفظ والإتقان لدى أبي سعد- من الأمور التي نفعته في استدراك عقيدته، والحفاظ على المنهج والعقيدة الصحيحة التي كان عليها سلف هذه الأمة الصالح، رضي الله عنهم أجمعين. ولذلك هو قد شطّ في اعتقاده رغم حفظه وإتقانه. والله أعلم. * البداية والنهاية: "شيخ المعتزلة، سمع الحديث الكثير عن أربعة آلاف شيخ، وكان عارفًا فاضلًا مع اعتزاله ... وكان حنفي المذهب" أ. هـ. * مختصر تاريخ دمشق: "قال أبو محمد عمر بن محمد الكلبي: شيخ العدلية وعالمهم وفقيههم ومتكلمهم ومحدثهم، وكان إمامًا بلا مدافعة في القراءات والحديث .. " أ. هـ. * المقفى: "الزاهد، الفقيه الحنفي ... شيخ المعتزلة وعالمهم وفقيههم ومتكلمهم ومحدّثهم ... كان إمامًا في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط ... وفقه أبي حنيفة وأصحابه، ومعرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله وفي فقه الزيدية وفي الكلام وكان يذهب مذهب أبي الحسين البصري، وأبي هاشم الجبائي" أ. هـ. * لسان الميزان: "صدوق، لكنه معتزلي جلد". * الطبقات السنية: "كان تاريخ الزمان، وشيخ الإسلام، وبقية السلف والخلف مات ولا فاته في مرضه فريضة , ولا واجب، من طاعة الله تعالى، من صلاة، ولا غيرها، ولا سال منه لعاب، ولا تلوّث، ولا تغير لونُه , وكان يجدد التوبة، ويكثر الاستغفار، ويقرأ القرآن" أ. هـ. * معجم المفسرين: "بلغ عدد شيوخه ثلاثة آلاف وستمائة ... وقال العليمي: كان تاريخ

721 - الحظيري

الزمان وشيخ الإسلام، فقال الذهبي بل شيخ الاعتزال، ومثل هذا عبرة، فإنه مع براعته في علوم الدين ما تخلص ذلك من البدعة" أ. هـ. ثم قال: "قال ابن بابويه: ثقة، وأيّ ثقة حافظ مفسر وأثنى عليه .. " أ. هـ. * قلت: وذكر العاملي في أعيان الشيعة ما ثبت تشيعه إلى جانب اعتزاله -كما هو يدعي- حيث قال: "يكفي فيه ذكر منتجب الدين له في فهرسته والجباعي في مجموعته وقولهما ثقة وأي ثقة حافظ ويرشد إليه تأليفه سفينة النجاة في الإمامة وما هي إلا في إمامة الأئمة الاثني عشر واسمها يرشد إلى ذلك أما نسبته إلى الاعتزال ووصفه بأنه إمام المعتزلة فهو مبني على الخلط بين مذهب المعتزلة والإمامية لتوافق الفريقين في جملة من مسائل الأصول كنفي الرؤية والقول بخلق القرآن ومسألة الحسن والقبح العقليين وغير ذلك ويطلق على الجميع العدلية وهذا كما نسب الشريف المرتضى وأمثاله إلى القول بالاعتزال. أما ما ذكره ابن عساكر من أن إسماعيل الرازي السمان روى بسنده دعاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - يقتضي تفضيل غير علي عليه وكذلك ما رواه الذهبي في تذكرة الحفاظ أنه روى بسنده عنه - صلى الله عليه وسلم - ذلك فمحمول على أنه روى ما لا يعتقد صحته أو على بعض المحامل التي لا تنافي تشيعه" أ. هـ. قلت: وكثيرٌ ما يدعي صاحب أعيان الشيعة عند أي أمر يحيط بالمترجم له من حيث انتسابه إلى الشيعة، إن كان ذلك الأمر كلامًا، أو كتابًا، حتى وإن قيل في ذلك أو قال هو نفسه كلامًا فيه ما يسند ترجمته لجعله من طائفة الشيعة، وهذا ديدنه، والمعول في السمّان كما قاله علماء الأمة من الثقات والمعتمد عليهم في النقد والجرح والتعديل .. والله الموفق إلى سواء السبيل. من أقواله: في المقفى: "من كلامه: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام". وفاته: سنة (445 هـ) خمس وأربعين وأربعمائة. وقيل (447 هـ) سبع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "سفينة النجاة" في الإمامة، و"تفسير" في عشر مجلدات. 721 - الحُظيريّ * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن علي بن محمد بن مواهب الحظيري، الدجيلي، أبو محمد. ولد: سنة (531 هـ) إحدى وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على أبي محمد بن الخشاب، وقرأ اللغة على أبي محمد بن الجواليقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان فاضلًا متميزًا، لسنًا ذا بلاغة وبراعة وله في ذلك تصانيف معروفة متداولة إلا أن الخمول كان عليه غالبًا، .. وكان ورعًا زاهدًا تقيًا ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان زاهدًا ورعًا، نزل الموصل" أ. هـ. * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "أنشأ الخطب والرسائل ... وكان زاهدًا، حسن الطريقة، سكن الموصل" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 728)، تاريخ الإسلام (وفيات 603) ط. بشار، وسماه: إسماعيل بن علي بن مواهب، الوافي (9/ 163)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 89)، بغية الوعاة (1/ 452)، الغصون اليانعة (76)، الأعلام (1/ 319).

722 - أبو الفداء

وفاته: سنة (603 هـ) ثلاث وستمائة. من مصنفاته: "تحرير الجواب وتقرير الصواب"، وله "ديوان شعر". 722 - أبو الفداء * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن علي بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، المعروف بالملك المؤيد، عماد الدين، أبو الفداء. ولد: في جمادى الأولى سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. كلام العلماء فيه: * ذيول العبر: "له فضائل، وفلسفة، والله يعفو عنه" أ. هـ. قلت: كأنه قد غمزه في كلامه هذا والله أعلم. * البداية والنهاية: "كانت له فضائل كثيرة في علوم متعددة من الفقه والهيئة والطب وغير ذلك، ... وكان يحب العلماء، ويشاركهم في فنون كثيرة، وكان من فضلاء بني أيوب .. " أ. هـ. * الدرر: "كان المؤيد كريمًا فاضلًا عارفًا بالفقه والطب والفلسفة، وله يد طولى في الهيئة ومشاركة في عدة علوم، وكان يحب أهل العلم ويقربهم ويؤويهم ... قال الذهبي: كان محبًا للفضيلة وأهلها له محاسن كثيرة" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان رجلًا عالمًا جامعًا لأشتات العلوم، أعجوبة من عجائب الدنيا، ماهرًا في الفقه والتفسير والأصلين والنحو وعلم الميقات والفلسفة والمنطق والطب والعروض والتاريخ وغير ذلك من العلوم، شاعرًا ماهرًا كريمًا إلى الغاية ... وكان معتنيًا بعلوم الأوائل اعتناءًا كبيرًا" أ. هـ. * أعلام الفكر في دمشق: "نشأ أميرًا في ظل ملك أبيه الملك المفضل ... كان أبو الفداء ذا مكارم وفضيلة تامة، عالمًا بالفقه والطب والحكمة والتاريخ والجغرافيا وعلوم كثيرة سواها. وكان محبًا للشعر والشعراء وله في نظمه جولات موفقة بارعة تنم عن سعة علمه وضلوعه في اللغة والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "الكنّاش" في عدة مجلدات، جمع فيه النحو والصرف والمنطق وعلم الهيئة وسواها من العلوم، ونظم "الحاوي في الفقه". و"تقويم البلدان". 723 - مجد الدين البرْماوي * النحوي: إسماعيل بن علي بن عبد الله، ¬

_ * الوافي (9/ 173)، فوات الوفيات (1/ 183)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 403)، الدرر (1/ 396)، أعلام الفكر في دمشق (95)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 336)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 455)، ذيول العبر، (170) ذيول تذكرة الحفاظ (31)، البداية والنهاية (14/ 166)، السلوك (2/ 2 / 354)، النجوم (9/ 292)، الشذرات (8/ 172)، الأعلام (1/ 319)، معجم الأطباء (142)، معجم المؤلفين (1/ 372)، إيضاح المكنون (2/ 382)، كشف الظنون (1/ 468)، معجم المفسرين (1/ 92)، وفيه اسمه: إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب. * المنهل الصافي (2/ 412)، إنباء الغمر (8/ 239)، الضوء اللامع (2/ 295)، وجيز الكلام (2/ 514)، بدائع الزهور (2/ 137)، الشذرات (9/ 302)، النجوم الزاهرة (14/ 335)، ط- الأولى- دار الكتب العلمية (1413 هـ)، السلوك (2/ 4 / 861).

724 - الحموي

البرماوي. الشافعي مجد الدين. ولد: سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مشايخه: سراج الدين عمر البلقيني، وابن البازغلي النحريري وغيرهما. من تلامذته: انتفع به الشهاب بن المحمرة، والعلم البلقيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنهل الصافي: "سمع الحديث، وبرع في الفقه والأصول والعربية وغير ذلك" أ. هـ. * الضوء: "وقال التقي بن قاضي شهبة في طبقاته: حكى لي الشهاب بن المحمرة أنه قرأ عليه ... وكان لخموله يقال إن في اعتقاده شيئًا، وقال ابن فهد إنه كان متهمًا في دينه بل يقال إنه يترك الصلاة على دين الأوائل من عدم البحث ... ولم يثبت ذلك عندي. كما أنه قيل كان يقول البخاري ومسلم جنيا على الإسلام حيث أوهما الناس حصر الصحيح فيما جمعاه وردوا على ما لم يكن فيهما. وأستغفر الله من حكاية كل هذا بل كان علامة مفننًا" أ. هـ. * وجيز الكلام: " ... وكان خاملًا زاهدًا ... وله مسودات ومجاميع مشتملة على مهمات لم ينتفع به" أ. هـ. * قلت: ذكر السخاوي في الضوء قصة له مع نصراني إليك نصها، فقال: "أرسل إليه يومًا بطعام فأتعب أمه ذلك، وقالت له: نحن سؤال وأمرت ابنها فرده، ثم شرعت تعطيه من مصاغها فيبيعه، وينفقون منه على أنفسهما إلى أن سأله الذي كان يشتري منه، وكان نصرانيًّا، في كتابة براءة بينهما ففعل وكتب في آخرها، قال: ذلك فقير رحمة ربه فلان فقال له ذلك النصراني: أنتم عبتم على من قال من أهل الكتاب فقير ونحن أغنياء وأنت قد وقعت في ذلك، وكان عاميًا لا يفهم معاني الكلام قال، فقلت له: المكان يضيق عن شرح هذا، فتعال إلى المنزل أزيل لك هذا الشك وفارقته، فبينما أنا نائم في تلك الليلة رأيت المسيح بن مريم - عليه السلام - قد نزل من السماء وعليه قميص أبيض قال، فقلت في نفسي: إن كان من لباس الجنة فهو غير مخيط قال فلمسته بيدي واستثبت في أمره فإذا هو قطعة واحدة ليس فيه خياطة، فقلت له: أنت عيسى بن مريم الذي قالت النصارى أنه ابن الله فقال: ألم تقرأ القرآن؟ قلت قال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ} {وَقَالتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} الآيات، ثم استيقظت فأتاني ذلك النصراني في الصبح وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأسلم، وحسن إسلامه ولم يكن لذلك سبب أعلمه إلا بركة رؤيتي عيسى - عليه السلام -" أ. هـ. وفاته: سنة (834 هـ) أربع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "مختصر المهمات"، وغير ذلك. 724 - الحَمَوي * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن عمر بن قرناص أبو العرب، مخلص الدين الحموي. ولد: سنة (602 هـ) اثنتين وستمائة. ¬

_ * الوافي (9/ 182)، المنهل الصافي (2/ 413)، ذيل مرآة الزمان لليونيني (2/ 127)، النجوم الزاهرة (7/ 202)، السلوك (1/ 2 / 466)، بغية الوعاة (6/ 452)، الشذرات (7/ 515).

725 - ابن كثير

كلام العلماء فيه: * الوافي: "من بيت مشهور، وكان فقيهًا نحويًا كثير الفضائل، درس وأقرأ بجامع حماة" أ. هـ. * ذيل مرآة الزمان: "كان فقيهًا متأدبًا وله شعر حسن، وعنده معرفة بطرف من العربية وكان يدرس بحماة في مدرسة نسيبة مخلص الدين بن قرناص، ومدرسة الشيخ تقي الدين بن البقعي، ويقرئ العربية بالجامع ... وله أشعار حسنة" أ. هـ. * المنهل الصافي: "هو من بيت مشهور بالفضل والنظم والنثر، وكان بارعًا مفتيًا مدرسًا نحويًا كثير الفضائل، أفتى بجامع حماة لمدة سنتين" أ. هـ. وفاته: سنة (659 هـ) تسع وخمسين وستمائة. 725 - ابن كثير * المفسر: إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي الشيخ عماد الدين. ولد: سنة (700 هـ) سبعمائة أو بعدها بيسير، وقيل (701 هـ) إحدى وسبعمائة. من مشايخه: ابن الشحنة، والمزي، والدبوسي، وابن تيمية وغيرهم. من تلاميذه: ابن حِجّي، وغيره. كلام العلماء فيه: * المعجَم المختص للذهبي: "فقيه، متقن، ومحدث متقن، ومفسر نقال، وله تصانيف مفيدة يدري الفقه، ويفهم العربية والأصول، ويحفظ جملة صالحة، من المتون والتفسير، والرجال وأحوالهم، سمع مني، وله حفظ ومعرفة، يدمج قراءته" أ. هـ. * الدرر: "كان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة ... كان من محدثي الفقهاء" أ. هـ. * إنباء الغمر: "قال ابن حِجي: ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه، وقد لازمته ست سنين" أ. هـ. * ذيل العبر لابن العراقي: "وكان كثير الاستحضار للمتون، والتفسير، والتاريخ، حسن الخلق، كثير التواضع، مقتصًا للإفادة وسمع منه الناس كثيرًا، وحضرت عليه مع والدي، ... وكانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية ومناضلة عنه، واتباع له في كثير من آرائه، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق، وامتحن بسبب ذلك وأوذي .. " أ. هـ. * طبقات الحفاظ: "العمدة في علم الحديث معرفة صحيح الحديث، وسقيمه، وعلل واختلاف طرقه ورجاله جرحًا وتعديلًا، أما العالي والنازل ونحو ذلك فهو من الفضلات لا من الأصول المهمة" أ. هـ. * الدارس: "ولي مشيخة أم الصالح، بعد موت الذهبي، ومشيخة دار الحديث، مدة يسيرة ثم أخذت منه" أ. هـ. ¬

_ * مقدمة كتاب "البداية والنهاية" ط- دار الكتب العلمية (1408 هـ): (أ - 0)، البدر الطالع (1/ 153)، الشذرات (8/ 397)، المنهل الصافي (2/ 414)، النجوم (11/ 123)، المعجم المختص للذهبي: (56)، بدائع الزهور (1/ 2 / 116)، تذكرة الحفاظ (4/ 1508)، ذيل تذكرة الحفاظ (57)، السلوك (3/ 1 / 208)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 113)، إنباء الغمر (1/ 45)، الدرر (1/ 399)، ذيل العبر للعراقي (2/ 358)، طبقات الحفاظ (529)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 111)، مفتاح السعادة (1/ 251)، معجم المفسرين (1/ 92)، الأعلام (1/ 320)، "المفسرون" للمغراوي (1/ 187).

* قلت: وقال المحقق لكتاب "البداية والنهاية": "من البديهي أن يتصف إنسان، حصّل علوم يحصره على أيدي كبار المؤرخين، والمحدثين، والمفسرين، والحاسبين، بصفات قلّما ينافسه فيها الآخرون! ". وقال أيضًا: في وصف أخلاقه: "يتحاشى الإدلاء برأي في القضايا السياسية، على سنة المشايخ والعلماء في عهود الانحطاط، فلذلك امتنع ابن كثير عن الإفتاء في قضية ظن أن طالب الفتوى، قد يستفيد منها في أحداث انقلاب على السلطان، أو ثورة عليه، كما امتنع عن الإفتاء ضد قاض، لأن في الفتوى تشويشًا على الحكام، وبقدر ما كان متحفظًا في إبداء آرائه السياسية حول التغيير، كان صريحًا في التعامل مع الآخرين" أ. هـ. * قلت: المعروف عن ابن كثير -رحمه الله تعالى- بعقيدته السلفية، واتصافه بأحد رجالات الدعوة إلى الاعتقاد الصحيح الذي كان عليه سلف الأمة، ... وهو غني عن التعريف بذلك .. والله تعالى الموفق. ثم نذكر ما أورد صاحب كتاب "المفسرون" للمغراوي من قول حول تفسيره وعقيدته من خلال الأسماء والصفات وتفسيره إياها، ونقلنا كلام المغراوي بالنص للفائدة في معرفة قول السلف الذي ينتمي إليه ابن كثير من قول المذاهب والطرف الآخر. قال المغراوي في كتابه "المفسرون" حول عقيدة ابن كثير في الأسماء والصفات: "للحافظ ابن كثير رسالة قيمة سماها (العقائد) بين فيها عقيدته، قال ما لفظه: فإذا نطق الكتاب العزيز، ووردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع، والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعظمة، والمشيئة، والإرادة، والقول، والكلام، والرضا، والسخط، والحب، والبغض، والفرح، والضحك، وجب اعتقاد حقيقة ذلك، من غير تشبيه بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قال سبحانه وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، من غير إضافة، ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، ولا إزالة لفظ عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك ما سوى ذلك أ. هـ. نقلًا عن علاقة الإثبات والتفويض بصفات رب العالمين (¬1). وأما في التفسير، فمعظم الصفات أثبتها ابن كثير وبين فيها مذهب السلف، وبعضها فسّرها تفسيرًا إجماليًا، والقليل منها فسرها باللازم، تبعًا لابن جرير في ذلك فرحمة الله عليه رحمة واسعة" أ. هـ. ثم ذكر المغراوي تفسير ابن كثير لعدد من الأسماء والصفات قائلًا: 1 - صفة الاستهزاء: "قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. وقال ابن جرير: أخبر تعالى أنه فاعل بهم ذلك يوم القيامة، في قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ ¬

_ (¬1) علاقة الإثبات والتفويض، رضا نعسان معطي ص (51).

نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَينَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} الآية. وقوله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} الآية [آل عمران: 178]. قال: فهذا وما أشبهه من استهزاء الله تعالى ذكره، وسخريته، ومكره، وخديعته، للمنافقين وأهل الشرك به عند قائل هذا القول، ومتأولي هذا التأويل قال: وقال آخرون: فالاستهزاء بهم توبيخه إياهم، ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه والكفر به. قال: هذا وأمثاله على سبيل الجواب، كقول الرجل لمن يخدعه إذا ظفر به، أنا الذي خدعتك، ولم يكن منه خديعة ولكن قال ذلك إذا صار الأمر إليه قالوا: وكذلك قوله تعالى: ومكروا {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54] و {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} على الجواب والله لا يكون منه المكر ولا الهزء. والمعنى أن النكر والهزء حاق بهم، وقال آخرون قوله تعالى {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (*) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}. وقوله: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وما أشبه ذلك، إخبار من الله تعالى أنه مجازيهم جزاء الاستهزاء ومعاقبهم عقوبة الخداع، فأخرج خبره عن جزائه إياهم، وعقابه لهم، مخرج خبره عن فعلهم الذي عليه استحقوا العقاب في اللفظ، وإن اختلف المعنيان، كما قال نعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، وقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ} فالأول ظلم، والثاني عدل، فهما وإن اتفق لفظهما، فقد اختلف معناهما، قال: وإلى هذا المعنى وجهوا كل ما في القرآن من نظائر ذلك، قال: وقال آخرون إن معنى ذلك، أن الله أخبر عن المنافقين أنهم إذا خلوا إلى مردتهم قالوا إنا معكم على دينكم في تكذيب محمّد - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به وإنما نحن بما نظهر لهم من قولنا لهم مستهزئون، فأخبر تعالى أنه يستهزى بهم، فيظهر لهم من أحكامه في الدنيا يعني من عصمة دمائهم وأموالهم، خلاف الذي لهم عنده في الآخرة، يعني من العقاب والنكال. ثم شرع ابن جرير يوجه هذا القول وينصره، لأن المكر، والخداع، والسخرية، على وجه اللعب والعبث، منتف عن الله عزَّ وجلَّ بالإجماع، وأما على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة، فلا يمتنع ذلك، قال: وبنحو ما قلنا فيه، روى الخبر عن ابن عباس، وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو عثمان، حدثنا بشر عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} قال: يسخر بهم للنقمة منهم (¬1) ". 2 - صفة الحياة: "قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً} الآية. ومعنى الآية، أنه تعالى أخبر أنه لا يستحيي، أي لا يستنكف. وقيل لا يخشى أن يضرب مثلًا ما أيّ مثل كان، بأي شيء كان صغيرًا كان أو كبيرًا (¬2). ¬

_ (¬1) تفسير ابن كثير (1/ 51). (¬2) المصدر نفسه (1/ 64).

التعليق: كان على ابن كثير أن يثبت الصفة اللائقة بالله تبارك وتعالى، ثم يذكر لوازمها من الترك والاستنكاف وغيرهما". 3 - صفة الاستواء: "وقد أعرب ابن كثير عن سلفيته في هذه الصفة عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فقال: فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدًّا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهن، منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري، قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلاله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى. وهذا الذي ذكره الحافظ ابن كثير، هو أعمدة القواعد السلفية في إثبات الصفات مع التنزيه وترك التشبيه والتعطيل، فلله دره ما أحسن تعبيره، وما أغزر علمه! ! وأدق فهمه) (¬1). 4 - صفة الكلام: "أما ابن كثير فقد ذهب في مسألة الكلام مذهب السلف الصالح عند قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَال رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}. فقد حكى الأقوال في الآية فقال ما لفظه: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}، وهذا أيضًا مقام رفيع في العظمة، وهو أنه تعالى إذا تكلم بالوحي فسمع أهل السموات كلامه، ارتعدوا من الهيبة، حتى يلحقهم مثل الغشي، قاله ابن مسعود - رضي الله عنه - ومسروق وغيرهما، ثم ذكر بقية الأقوال، ثم قال: وقد اختار ابن جرير القول الأول أن الضمير عائد على الملائكة، وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه، لصحة الأحاديث فيه والآثار، ثم ذكر الأحاديث، منها حديث أبي هريرة، ومنها حديث ابن عباس ومنها حديث حديث النواس بن سمعان، قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمّد بن عوف، وأحمد بن منصور بن يسار الرمادي، والسياق لمحمد بن عوف قال: حدثنا نعيم بن حماد حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يوحي بأمره، تكلم بالوحي فإذا تكلم، أخذت السموات رجفة، -أو قال رعدة شديدة- من خوف الله تعالى، فإذا سمع بذلك أهل ¬

_ (¬1) تفسير ابن كثير: (2/ 220).

السموات صعقوا، وخروا لله سجدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه الصلاة والسلام فيكلمه الله بالوحي بما أراد، فيمضي به جبريل عليه الصلاة والسلام على الملائكة كلما مرّ بسماء سماء يسأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل، فيقول - عليه السلام -: قال الحق. وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله تعالى من السماء والأرض)، وكذا رواه ابن جرير، وابن خزيمة عن زكريا بن أبان المصري عن نعيم بن حماد به. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم رحمه الله (¬1). التعليق: فاختيار ابن كثير لرأي الإمام ابن جرير، وتأكيده لذلك بروايته الأحاديث الدالة على أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت، يدل صراحة على مذهبه السلفي". 5 - صفة الوجه: "قال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (*) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون، ويموتون أجمعون، وكذلك أهل السموات إلا ما شاء الله ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم، فإن الرب - تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت أبدًا" (¬2). 6 - صفة الإتيان والمجيء: "قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: 210]. يقول تعالى مهددًا للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} يعني يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والآخرين، فيجزى كل عامل بعمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، ولهذا قال تعالى: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} كما قال تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} [الفجر: 21 - 23]. وقال: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} الآية. وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير ها هنا، حديث الصور بطوله من أوله. عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث مشهور، وساقه غير واحد من أصحاب المسانيد وغيرهم، وفيه أن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدًا واحدًا من آدم فمن بعده، فكلهم يحيد عنها، حتى ينتهوا إلى محمّد - صلى الله عليه وسلم - فإذا جاؤوا إليه، قال: أنا لها، أنا لها، فيذهب فيسجد لله تحت العرش، ويشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد فيشفعه الله، ويأتي في ظلل من الغمام بعدما تنشق السماء وينزل من فيها من الملائكة ثم الثانية، ثم الثالثة، إلى السابعة، وينزل حملة العرش والكروبيون، قال: وينزل الجبار عزَّ وجلَّ في ظلل من الغمام ¬

_ (¬1) تفسير ابن كثير: (3/ 536). (¬2) تفسير ابن كثير: (4/ 272).

والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت سبحان ذي العزة والجبروت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى، سبحان ذي السلطان والعظمة، سبحانه سبحانه أبدًا أبدًا (¬1)، ثم ذكر حديثًا رواه ابن مردويه ثم ذكر عن أبي العالية، هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام، والملائكة يقول والملائكة يجيئون في ظلل من الغمام، والله تعالى يجيء فيما يشاء، وهي في بعض القراءات {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} والملائكة في ظلل من الغمام، هي قبله {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} (¬2). وقال عند قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}. يعني لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق، محمّد - صلى الله عليه وسلم -، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحدًا بعد واحد، فكل يقول لست بصاحب ذاكم، حتى تنتهي النوبة إلى محمّد - صلى الله عليه وسلم - فيقول: أنا لها، فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله تعالى في ذلك، وهي أول الشفاعة، وهي المقام المحمود، كما تقدم بيانه في سورة سبحان، فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء كما يشاء والملائكة يجيئون بين يديه صفوفًا صفوفًا (¬3). التعليق: هذه التفسيرات التي ذكرها الإمام ابن كثير في تفسير سورة البقرة، وفي سورة الفجر، صريحة بأن الشيخ ابن كثير يثبت صفة المجيء والإتيان، ولا سيما أنه أكد ذلك بما نقله عن الإمام ابن جرير في ذكره لحديث الصور، وهو صريح في هذه الصفة، لا يحتمل التأويل، فرحمة الله عليه رحمة واسعة". 7 - تفسير الكرسي: "قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية. قال بعد سياق الأقوال والآثار، وقد زعم بعض المتكلمين على علم الهيئة من الإسلاميين، أن الكرسي عندهم، هو الفلك الثامن، وهو فلك الثوابت الذي فوقه الفلك التاسع، وهو الفلك الأثير، ويقال له الأطلس، وقد رد ذلك عليهم آخرون، وروى ابن جرير من طريق جبير عن الحسن البصري أنه كان يقول: الكرسي هو العرش، والصحيح أن الكرسي غير العرش، والعرش أكبر منه، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة عن عمر في ذلك، وعندي في صحته نظر والله أعلم (¬4). ¬

_ (¬1) قال أحمد شاكر في تعليقه على ابن جرير: هذا الحديث ضعيف من جهتين، من جهة إسماعيل بن رافع ضعيف جدًّا، ومن جهة الرجل المبهم في السند، انظر الجزء الرابع (ص 268). (¬2) تفسير ابن كثير (1/ 248). (¬3) تفسير ابن كثير: (4/ 510). (¬4) المصدر نفسه: (1/ 210).

التعليق: والصواب ما صح عن ابن عباس وغيره، أن الكرسي موضع القدمين وفيه إثبات الصفة لله تعالى، لأن هذا لا يقال من قبل الرأي على أنه قد روي مرفوعًا عند أبي الشيخ في العظمة". 8 - صفة المحبة: "قال عند قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205]. وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} أي لا يحب من هذه صفاته، ولا من يصدر منه ذلك (¬1). وقال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 31 - 32]. هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في نفس الأمر، حتى يتبع الشريعة المحمدية، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد) (¬2). ولهذا قال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض العلماء الحكماء، ليس الشأن أن تُحِب، إنما الشأن أن تُحَب وقال الحسن البصري، وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية فقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (¬3). التعليق: الحافظ ابن كثير يثبت صفة المحبة على ما هو ظاهر من تفسيراته لآيات المحبة، فقد فسرها على ظاهرها، ولم يؤول شيئًا منها جزاه الله خيرًا". 9 - صفة اليد: "قال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] قال هم الكفار، الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم فمن آمن أن الله على كل شيء قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك، فلم يقدر الله حق قدره، وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف" (¬4). 10 - صفة الفوقية: "قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18] أي هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله، وكبريائه، وعظمته، وعلوه، وقدرته، على الأشياء واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت ¬

_ (¬1) تفسير ابن كثير: (1/ 347). (¬2) أخرجه مسلم في كتاب الأقضية (3/ 1344). (¬3) تفسير ابن كثير: (1/ 358). (¬4) تفسير ابن كثير: (4/ 62).

قهره وحكمه (¬1). التعليق: وهذه الآية من أدلة العلو لله تعالى، وكان ينبغي للحافظ ابن كثير أن يبين ذلك بيانًا شافيًا، وإن كان أشار إلى ذلك إشارة خفيفة في تفسير الآية فرحمة الله عليه". 11 - إثبات الرؤية: "قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]. فيه أقوال للأئمة من السلف، أحدها لا ندركه في الدنيا، وإن كانت تراه في الآخرة، كما تواترت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير طريق ثابت في الصحاح والمسانيد والسنن، كما قال مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "من زعم أن محمدًا أبصر ربه فقد كذب". وفي رواية "على الله فإن الله تعالى قال: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} " رواه ابن أبي حاتم، من حديث أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى، عن مسروق، ورواه غير واحد عن مسروق، وثبت في الصحيح وغيره عن عائشة من غير وجه، وخالفها ابن عباس فعنه إطلاق الرؤية، وعنه أنه رآه بفؤاده مرتين، والمسألة تذكر في أول سورة النجم إن شاء الله. وقال ابن أبي حاتم: ذكر محمّد بن مسلم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا يحيى بن معين قال: سمعت إسماعيل بن علية يقول: في قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} قال: هذا في الدنيا. وذكر أبي عن هشام بن عبد الله أنه قال: نحو ذلك، وقال آخرون: لا تدركه الأبصار، أي جميعها وهذا مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له في الدار الآخرة. وقال آخرون من المعتزلة، بمقتضى ما فهموه من الآية أنه لا يرى في الدنيا والآخرة، فخالفوا أهل السنة والجماعة في ذلك، مع ما ارتكبوه من الجهل بما دلّ عليه كتاب الله، وسنة رسوله. فأما الكتاب فقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (*) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23]، وقال تعالى عن الكافرين {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال الإمام الشافعي: فدل هذا على أن المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى. وأما السنة، فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد، وأبي هريرة وابن جرير وصهيب وبلال، وغير واحد من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات، وفي روضات الجنات، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه آمين. وقيل المراد بقوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} أي: العقول. رواه ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين، عن الفلاس، عن ابن مهدي، عن أبي الحصين يحيى بن الحصين، قارئ أهل مكة أنه قال ذلك وهذا غريب جدًّا، وخلاف ظاهر الآية، وكأنه اعتقد الإدراك في معنى الرؤية والله أعلم. وقال آخرون: لا منافاة بين إثبات الرؤية ونفي الإدراك فإن الإدراك أخص من الرؤية، ولا يلزم من نفي الأخص انتفاء الأعم ثم اختلف هؤلاء في الإدراك المنفي ما هو فقيل: معرفة الحقيقة، ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: (2/ 126).

فإن هذا لا يعلمه إلا هو وإن رآه المؤمنون، كما أن من رأى القمر فإنه لا يدرك حقيقته وكنهه وماهيته، فالعظيم أولى بذلك، وله المثل الأعلى، قال ابن علية في الآية: "هذا في الدنيا" رواه ابن أبي حاتم. وقال آخرون: الإدراك أخص من الرؤية، وهو الإحاطة، قالوا: ولا يلزم من عدم الإحاطة عدم الرؤية، كما لا يلزم من إحاطة العلم، عدم العلم، قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110]، وفي صحيح مسلم (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) (¬1)، ولا يلزم من عدم الثناء، فكذلك هذا. قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} قال: لا يحيط بصر أحد بالملك. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، حدثنا أسباط عن سماك، عن عكرمة، أنه قيل له: لا تدركه الأبصار قال: ألست ترى السماء قال: بلى، قال: فكلها ترى وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في هذه الآية {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} وهو أعظم من أن تدركه الأبصار، ثم ذكر بقية الأقوال والآثار". (¬2) 12 - صفة العين: "قال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37] (بأعيننا) أي بمرأى منا. (¬3) قال عند قوله تعالى: {وَأَلْقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَينِي} [طه: 39] قال أبو عمران الجوني تربى بعين الله، وقال قتادة: تغذى على عيني، وقال معمر بن المثنى: ولتصنع على عيني بحيث أرى، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يعني أجعله في بيت الملك لينعم ويترف وغذاؤه عندهم غذاء الملك فتلك الصنعة. (¬4) التعليق: وهذه الآيات من أعظم الأدلة على إثبات صفة العين لله تعالى، فكان ينبغي للحافظ ابن كثير أن يبين الصفة، ثم يذكر اللوازم التي هي الرؤية، والعلم، والحفظ والإدراك وغير ذلك من اللوازم". 13 - صفة المعية: "قال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4]. أي رقيب عليكم شهيد على أعمالكم، حيث كنتم، وأين كنتم؟ من بر، أو بحر، في الليل أو النهار، في البيوت أو في القفار، الجميع في علمه على السواء، وتحت بصره وسمعه، فيسمع كلامكم ويرى مكانكم، ويعلم سركم ونجواكم كما قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصلاة: رقم الحديث (222). (¬2) تفسير ابن كثير: (2/ 161). (¬3) المصدر نفسه: (4/ 444). (¬4) تفسير ابن كثير: (3/ 147).

[هود: 5]، وقال تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10]. فلا إله غيره، ولا رب سواه وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل لما سأله عن الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) (¬1). وروى الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، من حديث نصر بن خزيمة بن جنادة بن علقمة، حدثني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: قال عمر جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: زودني حكمة أعيش بها، فقال: (استح الله كما تستحي رجلا من صالح عشيرتك). هذا حديث غريب، وروى أبو نعيم من حديث عبد الله بن علوية العامرى مرفوعًا، (ثلاث من فعلهن فقد طعم الإيمان إن عبد الله وحده، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام، ولم يعط، الهرمة، ولا الردية، ولا الشريطة، اللئيمة، ولا المريضة ولكن من أوسط أموالكم)، وقال رجل: يا رسول الله ما تزكية المرء نفسه. فقال: (يعلم أن الله معه حيث كان). وقال نعيم بن حماد رحمه الله: حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي عن محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن غنم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت) غريب وكان الإمام أحمد رحمه الله ينشد هذين البيتين: إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولا أن ما تخفي عليه يغيب وقال عند قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إلا هُوَ مَعَهُمْ أَينَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7]، وقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ} الآية. أي من سر ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر، إلا هو معهم أينما كانوا، أي مطلع عليهم، يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم، ورسله أيضًا تكتب ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له. كما قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [التوبة: 78]. وقال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80]. ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية، معية علمه تعالى، ولا شك في إرادة ذلك، ولكن وسمعه أيضًا مع علمه بهم وبصره، نافذ فيهم، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه ¬

_ (¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري عن أبي هريرة في الإيمان (1/ 114 الفتح) ومسلم عن ابن عمر وأبي هريرة في الإيمان (1/ 27).

726 - أبو محمد المصري

لا يغيب عنه من أمورهم شيء (¬1) " أ. هـ. وفاته: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير"، و"البداية والنهاية" وغير ذلك. 726 - أبو محمد المصري * المقرئ: إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد الحداد، أبو محمد المصري. من مشايخه: أبو عدي عبد العزيز ابن الإمام، وغزوان بن القاسم وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم يوسف الهذلي، وإبراهيم بن إسماعيل المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "رجل صالح جليل القدر ... عمر دهرا طويلا" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ صالح كبير ... " أ. هـ. وفاته: سنة (429 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة. 727 - أبو علي القالي * النحوي، اللغوي، المفسر إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون، البغدادي القالي (¬2)، أبو علي. ولد: سنة (280 هـ)، وقيل (288 هـ) ثمانين وقيل ثمان وثمانين ومائتين. من مشايخه: أبو يعلى الموصلي، والبغوي، وأبو بكر بن أبي داود وغيرهم. من تلامذته: عبد الله بن الربيع التميمي، وأبو بكر الزبيدي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * جذوة المقتبس: "مال بطبعه إلى اللغة، وعلوم الأدب فبرع فيها" أ. هـ. * بغية الملتمس: "مال بطبعه إلى اللغة وعلوم الأدب، وكان إماما في علم اللغة، متقدما فيها، متقنا لها ... وكانت كتبه على غاية من التقييد والضبط والإتقان، وقد ألف في علمه الذي اختص به، تواليف تدل على سعة روايته ¬

_ (¬1) تفسير ابن كثير: (4/ 322). * معرفة القراء (1/ 385)، تاريخ الإسلام (وفيات 429) ط- تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1100)، غاية النهاية (1/ 167). * تاريخ الإسلام وفيات سنة (356 هـ) ط. تدمرى روضات الجنات (2/ 17)، بغية الملتمس (1/ 282)، جذوة المقتبس (1/ 252)، وفيات الأعيان (1/ 226)، إنباه الرواة (1/ 204)، السير (16/ 45)، العبر (2/ 304)، الوافي (9/ 190)، البداية والنهاية (11/ 482)، بغية الوعاة (1/ 453)، الشذرات (4/ 290)، نفح الطيب (4/ 60)، الأعلام (1/ 321)، الأنساب (4/ 435)، المقفى (2/ 107)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 82)، معجم الأدباء (2/ 729). (¬2) نسبة إلى قرية "قاليقلا" من أعمال منازكرد من إقليم أرمينية، رافق ناسا من تلك القرية. فعرف بذلك تلقيبا وشهر به.

728 - الصفار

وإشرافه" أ. هـ. * الأنساب -فيما قال عنه الزبيدي الأندلسي-: "كان أحفظ أهل زمانه للّغة وأرواهم للشعر، وأعلمهم بعلل النحو على مذهب البصريين" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان أحفظ أهل زمانه للغة والشعر ونحو البصريين" أ. هـ. * السير: "وولاؤه لبني مروان، ولهذا هاجر إلى المروانية، وعظم عندهم، وتواليفه مهذبة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قصد بني أمية ملوك الأندلس، معظم عندهم، وكانت مؤلفاته على غاية الإتقان" أ. هـ. * المقفى: "وروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي، مع إمامته، وكان الحكم المستنصر قبل ولايته الخلافة وبعدها، ينشط أبا علي، ويبعثه على التأليف واسع العطاء، ويشرح صدره بالإفراط في الإكرام، وكان يسمونه البغدادي لوصوله إليهم من بغداد، ويقال إن الناصر استدعاه في بغداد لولائه فيهم، ولم يزل مكرّمًا حتى مات ... " أ. هـ. وفاته: سنة (356 هـ) ست وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الأمالي" في الأدب، و"البارع" في اللغة، و"المقصور والمدود"، و"تفسير السبع الطوال". 728 - الصَّفَّار * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي الصفار المُلَحي (¬1)، أبو علي. ولد: سنة (247 هـ) سبع وأربعين ومائتين. من مشايخه: الحسن بن عرفة، ومحمد بن المنادي، وأخذ عن المبرد وغيرهم. من تلامذته: الدارقطني، وابن منده، وعبد الله بن يحيى السُّكري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "قال الدارقطني: كان ثقة متعصبًا للسنة". وقال أيضًا: "انتهى إليه علوّ الإسناد، وقد روى الحاكم عن رجل عنه، وله شعر وفضائل، وكان مقدمًا في العربية" أ. هـ. * الوافي: "وكان متعصبًا لمذهب السلف" أ. هـ. * لسان الميزان: "الإمام الثقة النحوي المشهور حدث عنه الكبار وانتهى إليه علو الإسناد ... ولم يعرفه ابن حزم فقال في (المحلى) إنه مجهول وهذا هو رمز ابن حزم يلزم منه أن لا يقبل قوله في تجهيل من لم يطلع هو على حقيقة أمره. ومن ¬

_ * تاريخ بغداد (6/ 302)، المنتظم (14/ 88)، معجم الأدباء (2/ 732)، إنباه الرواة (1/ 211)، السير (15/ 440)، العبر (2/ 256)، البداية والنهاية (11/ 240)، لسان الميزان (1/ 547) , بغية الوعاة (1/ 454)، الشذرات (4/ 221)، معجم المؤلفين (1/ 376)، الكامل (8/ 499)، الوافي (9/ 204)، تاريخ الإسلام (وفيات 341) ط- تدمري، الأعلام (1/ 322)، سفينة البحار (1/ 336). (¬1) نسبة إلى المُلح والنوادر.

729 - قوام السنة

عادة الأئمة أن يعبروا في مثل هذا بقولهم لا نعرفه أو لا نعرف حاله، وأما الحكم عليه بالجهالة بغير زائد لا يقع إلا من مطلع عليه أو مجازف. وكان قد صحب المبرد واشتهر بالأخذ عنه" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالنحو وغريب اللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "حديث الصفار" وغيره. 729 - قوَّام السُّنة * النحوي، اللغوي، المفسر إسماعيل بن محمد (بن الفضل) بن علي بن أحمد بن طاهر الطلحي الأصبهاني أبو القاسم، الملقب بقوّام السنة، ويلقب بالجُوزي: أي الطائر الصغير. ولد: سنة (457 هـ) سبع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: سمع من أبي عمرو بن منده، وأبي نصر الزيني وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه: ابن عساكر، وأبو سعد والسّلفي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية: "سمع الكثير، ورحل وكتب وأملى بأصبهان، قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان إمامًا في الحديث والفقه والتفسير واللغة، حافظًا متقنًا. توفي ليلة عيد الأضحى وقد قارب الثمانين، ولما أراد الغاسل تنحية الخرقة عن فرجه ردها بيده، وقيل: إنه وضع يده على فرجه" أ. هـ. * الأنساب: "هو أستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القدر، وهو إمام في التفسير، والحديث واللغة والأدب عارف بالمتون والأسانيد أملى بجامع أصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس" أ. هـ. * السير: "قال أبو موسى المديني: أبو القاسم إسماعيل الحافظ إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره وقدوة أهل السنة في زمانه ... ولا أعلم أحدًا عاب عليه قولًا ولا فعلًا. ولا عانده أحد إلا ونصره الله، وكان نَزهِ النفس عن المطامع، لا يدخل على السلاطين، ولا على من اتصل بهم وقد أخلى دارًا من ملكه لأهل العلم مع خفة ذات يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده ... لا أعلم أحدًا في ديار الإسلام يصلح لتأويل الحديث إلا إسماعيل الحافظ". وقال الذهبي: "وهذا تكلف، فإنه على رأس المئة الخامسة ما اشتهر، وإنما اشتهر قبل موته بعشرين عامًا ... قال الحافظ يحيى بن منده: كان أبو القاسم حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، قليل الكلام ليس في وقته مثله. قال أبو موسى المديني: سألت إسماعيل يومًا: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله: استوى: ¬

_ * المنتظم (18/ 10)، الأنساب (2/ 120)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 114)، الشذرات (6/ 174)، الأعلام (1/ 323)، معجم المفسرين (1/ 93)، معجم المؤلفين (1/ 379)، اللباب (1/ 252)، الكامل (11/ 80)، طبقات الحفاظ للسيوطي (463)، طبقات المفسرين للسيوطي (26)، تذكرة الحفاظ (4/ 1277)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 359)، النجوم الزاهرة (5/ 267)، العبر (4/ 94)، الوافي (9/ 211)، وله ترجمة أخرى (9/ 208)، وسماه (الحافظ الجوزي) -وهو العصفور بلسان أهل أصبهان-، البداية والنهاية (12/ 233)، بغية الوعاة (1/ 455)، التقييد لابن نقطة (210)، عيون التواريخ (12/ 363)، السير (20/ 80).

قعد؟ قال: نعم، قلت له: إسحاق بن راهويه يقول: إنما يوصف بالقعود من يمل القيام. قال: لا أدري أيش يقول إسحاق. وسمعته يقول: أخطا ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب. قال أبو موسى: أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة، فإذا ترك لأجل زلته، تُرك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل" أ. هـ. ثم قال: "وقال محمد بن ناصر الحافظ: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن ابن أخي إسماعيل الحافظ، حدثني أحمد الأسواري الذي تولى غَسْل عمي -وكان ثقة- أنه أراد أن يُنحي عن سوأته الخِرقة لأجل الغسل، قال: فجبذها إسماعيل بيده، وغطى فرجه، فقال الغاسل: أحياه بعد موت؟ ! ". ثم قال: "قال أبو سعد: ... وسألته عن أحوال جماعة قال: ورأيته وقد ضعف أو ساء حفظه. وقال محمد بن عبد الواحد الدقّاق: كان أبو القاسم عديم النظير، لا مثل له في وقته، كان ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد. وقال أبو طاهر السّلفي: هو فاضل في العربية ومعرفة الرجال. وقال أبو عامر العَبدري: ما رأيت أحدًا قط مثل إسماعيل، ذاكرته، فرأيته حافظًا للحديث، عارفًا بكل علم، متفننًا، استُعجل عليه بالخروج، روى السلفي هذا عن العبدري. وقال السلفي: وسمعت أبا الحسين بن الطيوري غير مرة يقول: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد. قلت: قول أبي سعد السمعاني فيه: "الجُوزي" بضم الجيم وبزاي، هو لقب أبي القاسم، وهو اسم طائر صغير. وقد سئل أبو القاسم التيمي رحمه الله: هل يجوز أن يقال: لله حدٌّ أو لا؟ وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟ فأجاب: هذه مسألة استعفي من الجواب عنها لغموضها، وقلة وقوفي على غرض السائل منها، لكني أشير إلى بعض ما بلغني، تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعباراتٍ مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره، فإن كان غرض القائل: ليس لله حد: لا يحيط علم الحقائق به، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه فهو ضال، أو كان غرضه أن لله بذاته في كل مكان فهو أيضًا ضال. قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفًا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا" أ. هـ. ملاحظة: نسب لقوام السنة كتاب "إعراب القرآن" الذي حققته الدكتورة فائزة بنت عمر المؤيد وطبع في المملكة العربية السعودية سنة (1415 هـ) ونسبته لقوام السنة، وحقق الفاضل الدكتور عبد الهادي حميتو أن هذا الكتاب ليس لقوام السنة ورجح نسبته إلى أبي الحسن بن فضال المجاشعي، في بحث ماتع نشر في مجلة الحكمة الغراء، العدد (16). وفاته: سنة (535 هـ) خمس وثلاثين وخمسمائة.

730 - الفقاعي

من مصنفاته: "التفسير" في ثلاثين مجلدة كبار، وسماه "الجامع"، وله "الإيضاح" في التفسير أربع مجلدات، و"الموضح" في التفسير ثلاث مجلدات، وله "المعتمد" في التفسير. 730 - الفُقَّاعي * النحوي، اللغوي، المقرئ: إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعد الله السعدي الحموي، الحنفي، جمال الدين، أبو الفداء، ابن الفقاعي. ولد: سنة (642 هـ) اثنتين وأربعين وستمائة. من مشايخه: قرأ على السديد خضر صاحب السخاوي وغيره. من تلامذته: قرأ عليه إبراهيم الحموي (شيخ شيوخ ابن الجزري)، والشرف يعقوب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ نحوي مجود" أ. هـ. * الدرر: "درس بعدة مدارس بحماة، وكان علمًا بالعربية والقرآن، ذكره البرزالي في معجمه وكتب عنه من نظمه" أ. هـ. * الطبقات السنية: "وهو حسن الأداء في القراءة خبير بالتجويد ... وعنده الفضل التام" أ. هـ. وفاته: سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة لفظة التجويد" للسخاوي وغير ذلك. 731 - التُّستري * النحوي، اللغوي، المقرئ: إسماعيل بن محمد بن عبد الله التستري (¬1)، مجد الدين. من مشايخه: الشطنوفي، والصايغ وجماعة. من تلامذته: البدر ابن أم قاسم وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام صُفَّة صلاح الدين بالصلاحية ثم خانقاه سرياقوس، شيخ القراء العلامة الأوحد الأستاذ المقرئ النحوي الأصولي الشافعي برع في القراءات والأصول والعربية، وكان شيخ القراءات بالمدرسة الفاضلية مشهورًا بحسن القراءة وجودة الأداء انتفع به جماعة وصحب القونوى، وأخذ عنه العربية والأصول وغير ذلك، وكان والده من كبار الأولياء مدفون بتستر ينعت بالشيخ تاج الدين البناكتي يزار ويتبرك به" أ. هـ. وفاته: سنة (748 هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة. 732 - أبو الوليد الغرناطي * النحوي، اللغوي، المقرئ: إسماعيل بن محمد بن ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 403)، غاية النهاية (1/ 167)، الطبقات السنية (2/ 203)، معجم المؤلفين (1/ 377)، كشف الظنون (2/ 1172)، وقال وفاته (670 هـ)، بغية الوعاة (1/ 454). * غاية النهاية (1/ 168)، بغية الوعاة (1/ 455). (¬1) هذا النسبة إلى "تستر" بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان، يقولها الناس شوشتر، وبها قبر البراء بن مالك رضي الله عنه. أ. هـ. انظر الأنساب (1/ 465). * ذيل العبر للعراقي (2/ 291)، الوفيات (2/ 352)، بدائع الزهور (1/ 2 / 98)، السلوك (3/ 1 / 186)، غاية النهاية (1/ 168) واسمه فيه: إسماعيل بن محمّد بن علي بن عبد الله بن هانئ، وجيز الكلام (1/ 178)، الدرر الكامنة (1/ 406)، بغية الوعاة (1/ 456)، الشذرات (8/ 378).

733 - ابن الكشك

محمد بن علي بن عبد الله بن هانئ اللخمي، الغرناطي، المالكي، شرف الدين بن بدر الدين، أبو الوليد. ولد: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة. من مشايخه: أبو القاسم ابن الجزي، وأبو حيان، وأخذ القراءات عن القيجاطي وغيرهم. من تلامذته: أبو المعالي بن عشائر، والجمال خطيب المنصورية وجماعة. كلام العلماء فيه: * ذيل العبر: "قال ابن كثير: أقام دهرًا طويلًا ... وكان كثير العبادة والصلاة، حسن الاعتقاد على طريقة السلف لكن نقم عليه لكونه إستناب ولده ناصر الدين ... " أ. هـ. * الدرر: "أقام بحماة واشتهر بالمهارة في العربية وكان يحفظ الموطأ. ثم ولي المالكية بحماة ... لم يكن من المالكية بالشام مثله في سعة علمه وكان يستحضر غالب سيرة ابن هشام وبالغ ابن كثير في الثناء عليه قال وكان كثير العبادة وفي لسانه لثغة في حروف متعددة" أ. هـ. * البغية: "لم يكن فيه ما يعاب إلا أنه استناب ولده. وكان سيء السيرة جذاب" أ. هـ. وفاته: سنة (771 هـ) وقيل (770 هـ) إحدى وسبعين وسبعمائة، وقيل: سبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح التلقين" لأبي البقاء، وقطعة من التسهيل. 733 - ابن الكُشُك * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن محمد بن أبي العز بن صالح بن أبي العز بن وهيب الأذرعي الدمشقي الحنفي، عماد الدين، أبو الفدا بن شرف الدين أبي البركات الحنفي الدمشقي، المعروف بابن أبي العز، ويعرف أيضًا بابن الكشك. ولد: سنة (700 هـ) سبعمائة تخمينًا. كلام العلماء فيه: * المنهل الصافي: "برع في الفقه والأصلين والعربية وشارك في عدة فنون وأفتى ودرس وصنف ... وحمدت سيرته" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان جامعًا بين العلم والعمل، وكان مصممًا في الأمور حسن السيرة، عمر حتى جاوز التسعين" أ. هـ. وفاته: سنة (783 هـ) ثلاث وثمانين وسبعمائة. 734 - العَجْلُوني * النحوي، اللغوي، المفسر إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني الجراحي (¬1) العجلوني الدمشقي، أبو الفداء. ولد: سنة (1087 هـ) سبع وثمانين وألف. ¬

_ * المنهل الصافي (2/ 424)، النجوم (11/ 216)، الدرر الكامنة (1/ 405)، إنباه الغمر (2/ 65)، وجيز الكلام (1/ 257)، الشذرات (8/ 481). * سلك الدرر (1/ 259)، فهرس الفهارس (1/ 640)، هدية العارفين (1/ 220)، إيضاح المكنون (1/ 78) و (2/ 175)، الأعلام (1/ 325)، معجم المؤلفين (1/ 378). (¬1) قال في سلك الدرر: والجراحي نسبة إلى أبي عبيدة بن الجرّاح - رضي الله عنه - أ. هـ.

735 - القونوي

من مشايخه: أبو المواهب الحنبلي، ومحمد الكاملي، وإلياس الكردي وغيرهم. من تلامذته: والد المرادي صاحب سلك الدرر وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ الإمام الهمام الحجة الرحلة العمدة الورع العلامة. كان عالمًا بارعًا صالحًا مفيدًا محدثًا مبجلًا قدوة سندًا خاشعًا، له يد في العلوم لا سيما الحديث والعربية وغير ذلك ... وكان صاحب الترجمة حليمًا سليم الصدر سالمًا من الغش والمقت صابرًا على الفاقة والفقر وملازمًا للعبادات والتهجد والاشتغال بالدروس العامة والخاصة، كافًا لسانه عما لا يعينه، مع وجاهة نيرة، ولم يزل مستقيمًا على حالته الحسنة المرغوبة إلى أن مات ... وقد ترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه: خاتمة أئمة الدين، ومن ألقيت إليه مقاليدها بالقديم والحديث ... " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مؤرخ، مفسر، نحوي، ولد بعجلون ونشأ بدمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1162 هـ) اثنتين وستين ومائة وألف. من مصنفاته: "الفيض الجاري في شرح صحيح البخاري" و"إسعاف الطالبين بتفسير كتاب الله المبين" وغيرهما. 735 - القُونوي * المفسر: إسماعيل بن محمد بن مصطفى القونوي الحنفي، أبو المفدى، عصام الدين. من مشايخه: قرأ على الشيخ مصطفى القونوي، والإمام خليل الصوفي القونوي، ومصلح الدين مصطفى المرعشي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ الإمام الكبير العالم العلامة المحقق الفهامة المتبحر الأصولي المنطقي المفسر أحد الأفراد بالعلوم العقلية والنقلية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1195 هـ) خمس وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي" سبع مجلدات، و"الرسالة العلمية" و"الحاشية على المقدمات الأربع" لصدر الشريعة. 736 - الدّهان النيسابوري * النحوي: إسماعيل بن محمد بن عبدوس الدّهان، أبو محمد النيسابوري. من مشايخه: إسماعيل بن حمار الجوهري وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أنفق ماله على الأدب، فتقدم فيه وبرع في علم اللغة والنحو والعروض، ... ¬

_ * سلك الدرر (1/ 258)، معجم المفسرين (1/ 94)، الأعلام (1/ 325)، معجم المؤلفين (1/ 380). * معجم الأدباء (2/ 734) , بغية الوعاة (1/ 455).

737 - القمي

واختص بالأمير أبي الفضل الميكالي، ومدحه وأباه بشعر كثير، ثم أكثر الزهد والإعراض عن أعراض الدنيا" أ. هـ. 737 - القُمّي * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن محمد القُمي النحويّ. من مصنفاته: "كتاب الهمز"، و"كتاب العلل". 738 - المَرَنْدي * المفسر: إسماعيل المرندي (¬1) التبريزي. من مشايخه: مرتضى الأنصاري، والأيرواني وغيرهما. من تلامذته: محمود الحسيني المرعشي التبريزي، وأخوه جعفر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعيان الشيعة: "كتب إلينا ترجمته السيد الفاضل النسابة شهاب الدين الحسيني النجفي نزيل قم قال: كان من أجلة علماء تبريز فقيهًا أصوليًا مفسرًا ورعًا زاهدًا عابدًا منقطعًا عن الخلق مشتغلًا بنفسه عن غيره .. " أ. هـ. * معجم المفسرين: "من علماء الشيعة الإمامية مفسر أصولي، فقيه، مشارك في بعض العلوم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الموازين" حاشية على "القوانين" و"تفسير" فارسي وغيرهما. 739 - المكي * المقرئ: إسماعيل بن مسلم، أبو إسحاق، المخزومي المعروف بالمكي. من مشايخه: ابن كثير، ومحمد بن السميفع اليماني وغيرهما. من تلامذته: عبد الوهاب بن عطاء، ومحبوب بن الحسن وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "قرأ على ابن كثير قال الداني: وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة ... وقد انفرد عن ابن كثير بقراءة {قُلِ الْعَفْوَ} بالرفع كأبي عمرو" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (160 هـ) ستين ومائة. 740 - زين الدين السَّقطي * النحوي، المقرئ: إسماعيل بن موسى بن عبد الرزاق، السقطي، الشافعي، زين الدين. من مشايخه: قرأ القراءات على زكي الدين عبد المنعم، وسمع بمصر على أبي الحسن بن رشيق وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 735)، الوافي (9/ 207)، الفهرست لابن النديم (93)، بغية الوعاة (1/ 456)، وقال له كتاب "الهمّة" ويعني به "الهمز" ولعل الخطأ من النسخ، والله أعلم. * معجم المفسرين (1/ 94)، أعيان الشيعة (12/ 171)، معجم المؤلفين (1/ 380). (¬1) نسبة إلى مرند في بلاد أذربيجان. * غاية النهاية (1/ 169). * المقفى الكبير (2/ 184).

741 - الحامدي

كلام العلماء فيه: * المقفى "كان عارفًا بالفقه والأصول والنحو والقراءات ... وكان يقظًا صحيح الذهن" أ. هـ. وفاته: سنة (739 هـ) تسع وثلاثين وسبعمائة. 741 - الحَامِدِي * النحوي: إسماعيل بن موسى بن عثمان بن محمد جودة الأزهري الأحمدى الحامدي المالكي، أبو الفداء. والحامدي نسبة إلى الحامدية. ولد: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمد عليش، وإبراهيم السقا الشافعي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ محمد عبده، ومحمد سبيع الذهبي شيخ السادة الحنابلة بالأزهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نشر الرياحين: "فاضل مصري، تعلّم وعلّم بالأزهر" أ. هـ. * معجم المطبوعات: "شيخ رواق الصعايدة بالأزهر الشريف سنة 1930 م" أ. هـ. * قلت: ومن مقدمة كتاب "حواش على شرح الكبرى للسنوسي" بقلم ابنه عبد العزيز: "هو العلم الفرد التقي النقي إسماعيل ... الحامدي لقبًا وقبيلة، الأشعري عقيدة، المالكي مذهبًا، الأحمدي طريقة، العباسي نسبًا وأصلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تقرير على حاشية الصبان على شرح الأشموني" جزآن في النحو، و"الحامدي على الكفراوي" وهو حاشية على شرح الآجرومية في النحو وغير ذلك. 742 - أبو الغالب الضرير * النحوي: إسماعيل (¬1) بن المؤمل بن الحسين بن إسماعيل الإسكافي، أبو غالب الضرير. من مشايخه: مهيار الدّيلمي وغيره. من تلامذته: عزيز بن عبد الملك الجيلي، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشاعر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لا أعرف من أمره إلا ما ذكر: أن رجلًا سأل إسماعيل الضرير النحوي عن أبي القاسم علي بن أحمد بن الفرج بن الحسين بن المسلمة الملقب برئيس الرؤساء، وزير القائم: كيف ترى رئيس الرؤساء في النحو؟ فقال: يتكلم فيه بكلام أهل الصنعة، وسُئل ¬

_ * نشر الرياحين (1/ 82)، الأعلام (1/ 328)، معجم المؤلفين (1/ 382)، الأعلام الشرقية (1/ 283)، "حواشي على شرح الكبرى للسنوسي" تأليف إسماعيل بن موسى بن عثمان العامري، ط 1، مطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر (1354 هـ)، معجم المطبوعات (739). * معجم الأدباء (2/ 655)، إنباه الرواة (1/ 198)، تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا في الطبقة الخامسة والأربعين) ط- تدمري، الوافى (9/ 229)، نكت الهميان (119)، بغية الوعاة (1/ 454). (¬1) ذكره ياقوت باسم: إسماعيل الضرير النحوي أبو علي، وكذا في إنباه الرواة، وهو نفسه إسماعيل بن المؤمل المترجم له، والله أعلم.

743 - ابن الجواليقي

رئيس الرؤساء عن إسماعيل فقال: ما أرى مفتوح القلب في النحو إلا هذا المغمض العينين" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان إمامًا في هذا الشأن تصدر للإفادة ببغداد وحضر مجالس الوزراء، وكان خصيصًا بالوزير أبي القاسم رئيس الرؤساء ابن المسلمة وزير القائم ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أبو غالب الإسكافي النحوي الضرير، أحد الشعراء الكبار النحاة المحققين ببغداد ... " أ. هـ. وفاته: سنة (448 هـ) ثمان وأربعين وأربعمائة، وقيل كان موجود سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة كما ذكر ذلك صاحب إنباه الرواة. 743 - ابن الجَوالِيِقي * النحوي، اللغوي: إسماعيل بن موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن محمد بن الجواليقي (¬1). الأديب ابن الأديب أبو محمد بن أبي المنصور الحنبلي. ولد: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحصين، وأبو الحسين بن الفراء وغيرهما، وقرأ القرآن والأدب على أبيه. من تلامذته: ابن الأخضر وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "شيخ فاضل له معرفة بالأدب حافظ القرآن صاحب سكينة وسمت حسن وطريقة حميدة" أ. هـ. * قلت: وكان أبوه -موهوب- من المحامين عن السُّنة، كما قاله ابن شافع. والله أعلم. * البداية والنهاية: "حجة الإسلام، أحد أئمة اللغة في زمانه والمشار إليه من بين أقرانه بحسن الدين وقوة اليقين، وعلم اللغة والنحو وصدق اللهجة وخلوص النية، وحسن السيرة في مرباه ومنشأه" أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "قال الدبيثي: شيخ فاضل، له معرفة بالأدب، حسن الطريقة واختص بخدمة الخلفاء في أيام المستضيء" أ. هـ. * الشذرات: "كان عالمًا باللغة العربية والأدب وله سمت حسن. قال ابن الجوزي: ما رأينا ولدًا أشبه أباه مثله حتى في مشيه وأفعاله. قال ابن النجار: كان من أعيان العلماء بالأدب، صحيح النقل، كثير المحفوظ، حجة ثقة نبيلًا، مليح الخط" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 736)، إنباه الرواة (1/ 210)، السير (20/ 91) ذكره ضمن ترجمة والده، الوافي (9/ 230)، البداية والنهاية (12/ 325)، بغية الوعاة (1/ 457)، الشذرات (6/ 413)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 346)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 575 هـ) ط- تدمري. (¬1) قلت: ذكر صاحب الأنساب (الجَوَاليقي): هذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جُوالق، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها انظر الأنساب (2/ 104) وذكر ابن خلكان: وهي نسبة شاذة لأن الجموع لا ينسب إليها، بل ينسب إلى آحادها إلا ما جاء شاذًا مسموعًا في كلمات محفوظة مثل قولهم: رجل أنصارى في النسبة إلى الأنصار والجواليق في جمع جوالق شاذ لأن الياء لم تكن موجودة في مفرده (وفيات الأعيان (5/ 344).

744 - الفخر بن المليجي

744 - الفخر بن المَلِيجي * المقرئ: إسماعيل بن هبة الله بن علي بن هبة الله، ابن شرف القضاة، عُرف بابن الملِيجي، فخر الدين، أبو طاهر. ولد: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة، أو قبلها بيسير. من مشايخه: قرأ القراءات على الإمام الفرضي النحوي المقرئ أبي الجود غياث بن فارس بن مكي بن عبد الله اللخمي المنذري وغيره. من تلامذته: قرأ عليه الشيخ أثير الدين أبو حيّان، وأبو بكر الجعبري، والقطب عبد الكريم بن عبد النور الحلبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "وقد قرأ شيخنا مجد الدين التونسي القراءات وبرع فيها، وخرج من مصر إلى الشام، وهذا المليجي يعدُ في الأحياء، وأظنه أعرض عنه على قاعدة المغاربة، في تركهم الأخذ عن من لا يُحكمُ الفنّ" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ عدل مسند" أ. هـ. * المقفى: "العدل، المسند، المعمر، المقرئ، الشافعي ... وكان تاركًا للفن، وإنما ازدحموا عليه لعوالي روايته" أ. هـ. وفاته: سنة (681 هـ) إحدى وثمانين وستمائة. 745 - ضياء الدين السُّليمانِي * المفسر: إسماعيل بن هبة الله الإسماعيلي السليماني، ضياء الدين. كلام العلماء فيه: * قلت: لم نجد في المصادر المتوفرة لدينا من ترجمة له، وقد اعتمدنا في تبيين حاله الاعتقادي من تفسيره المذكور، فكان من الإمامية الإسماعيلية الباطنية، وإليك بعض ما نقلناه من تفسيره هذا الذي جعله قولًا ضد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما جعل آية عذاب ولا نفاق ولا كذب ولا غيرها من الوعيد والتهديد إلا جعلها لأصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وخاصة الشيخين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما بالتلميح والتصريح، وما من آية ثواب أو مغفرة أو ولاية أو غيرها من آيات الرحمة والوعد بالثواب إلا جعلها لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم، كعادة الشيعة في ظاهر أمرهم وفي باطنه. قال في (1/ 9) في قوله تعالى من سورة التوبة: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَينَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ... } الآية. "يعني فيما يقولون سابقًا ولاحقًا وأيضًا إن هذا المسجد الذي كانوا يجتمعون فيه في وقت الرسول ويعقدون فيه الآراء الفاسدة إنه من البقاع الخبيثة التي كانوا يجتمعون بها في كل دور ويتصل بها خبائث من حثالاتهم وهي تلحق بالسقيفة ¬

_ * العبر (5/ 335)، معرفة القراء (2/ 663)، غاية النهاية (1/ 169)، الوافي (9/ 235)، النجوم (7/ 356)، المقفى الكبير (2/ 185)، الشذرات (7/ 651). * لقد اعتمدنا في ترجمته على تفسيره المطبوع، جزء منه، للمجمع العلمي- غوتنيغن تصحيح (ر. ستروطمان).

746 - كمال باشا

بالرجسة ثم قال تعالى {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} يعني لا توميء إليه بشيء من أمور الدين وأيضًا ذلك الموضع لا تقم فيه بعبادة ظاهرة لكون الصور لا تشرق عليه وقد أمر النطق بإخراجه ظاهرًا وباطنًا ثم قال تعالى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} يعني الفطر خليفة الميم {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} يعني من ابتداء الفطرة {أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} يعني بالنص عليه في ذلك المقام ثم قال تعالى {فِيهِ رِجَالٌ} يعني فيه منظمة بجامع {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَةَرُوا} يعني بخدمته أولًا ليسموا في دائرة مجمعه آخرًا". وقال في أول سورة يونس: "قال الله تعالى {الر} إقسام منه بألف الفاطر المنفرد في المقام ولام الحسين وراء شبر، اللذين صارا مقامًا واحدًا {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} يعني إشارة إلى أسماء الكرار وصفاته {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} يعني أهل النسبة الأدون {أَنْ أَوْحَينَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ} يعني من مجموع صفو زبدهم الريحية وصورهم الملألئة {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} يعني بحجابه وهم أهل الجزائر وذلك من مخالفة وصية في الظاهر {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني بوصية في الباطن المحتجب به الفاطر {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} يعني الحسين بالانضمام إليه {قَال الْكَافِرُونَ} يعني بهذه المقامات {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} يعني تعمية للعقول إرادة منهم الدحض لأمر من أمروا بطاعتهم ثم قال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} يعني العين {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} يعني المراتب الاستقرارية والاستيداعية {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} يعني في تنقله في ستة أدوار دور الفترة ودور مولانا هنيد ودور مولانا هود ودور مولانا إبراهيم ودور مولانا أدّ ودور مولانا خزيمة {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} يعني في الدور العمراني {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} يعني في هذه الأدوار لكونه يظهر في أول كل دور ويتجلى بالقباب النورانية فيه وكان ظهوره في هذا الدور العمراني واحتجابه بأسمائه فيه ظهورًا واحتجابًا كليًّا {مَا مِنْ شَفِيعٍ} يعني عند القائم المنتظر {إلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} يعني بواسطة حجابه". وقال: " {إِلَيهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} يعني لدى قيام المنتظر؛ لأنه وزيره فيثيب ويعاقب {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا} يعني ذلك منه حتمًا مقضيًا". قلت: هذا بعض ما جاء في تفسيره الباطني، ولو أردنا أن نذكر ما قاله ونوضحه لأوردنا جميعه، وفيه من الطامات ما العقل عنها برئ ... والله نسأل العافية في الدنيا والآخرة. من مصنفاته: "مزاج التسنيم" في تفسير القرآن. 746 - كمال باشا * المفسر: إسماعيل كمال باشا بن وجهي باشا (الوزير)، الرومي الحنفي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "أديب شاعر، مفسر تركي مستعرب، كان عضوًا في مجلس المالية العثمانية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1310 هـ) عشر وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له تصانيف بالتركية والعربية، ¬

_ * هدية العارفين (1/ 223)، معجم المؤلفين (1/ 376)، معجم المفسرين (1/ 93).

747 - القطان

وله "تفسير سورة الإخلاص"، وله "منظومة شرح دلائل الشريعة" وغير ذلك. 747 - القَطَّان * المفسر: إسماعيل بن يزيد بن حريث بن مَرْدانيه القطان، أبو أحمد. من مشايخه: سفيان بن عيينة، وبشر بن السري، وغيرهما. من تلامذته: محمد بن حميد الرازي مع تقدمه، وأحمد بن الحسين الأنصاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أخبار أصبهان: "اختلط عليه بعض حديثه في آخر أيامه، يذكر بالزهد والعبادة، حسن الحديث كثير الغرائب والفوائد .. " أ. هـ. * طبقات المحدثين بأصبهان: "لم يتعمد الكذب، ... وكان خيرًا فاضلًا كثير الفوائد والغرائب .. " أ. هـ. * لسان الميزان: "وفي كتاب ابن أبي حاتم (¬1): إسماعيل بن يزيد غير منسوب، روى السندي، عن عبدويه، وإسحاق بن سليمان، روى عنه أبو حاتم وسئل عنه فقال: صدوق وهو خال أبي حاتم فأظن أنه هو القطان" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (260 هـ) ستين ومائتين وقيل قبل الستين بقليل. من مصنفاته: "المسند" و "التفسير". 748 - الكفتي * المقرئ: إسماعيل بن يوسف بن محمد بن يونس المقرئ الكفتي، مجد الدين. من مشايخه: التقي الصائغ، وشمس الدين بن السراج، وابن عبد الهادي وغيرهم. من تلامذته: فخر الدين البلبيسي، ونور الدين الحكري والشيخ تقي الدين البغدادي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام مقرئ متصدر حاذق" أ. هـ. * الدرر: "كان صالحًا دينًا ساكنًا، وانتهت إليه رئاسة الإقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. 749 - الطَّلّاء المُنجِّم * النحوي: إسماعيل بن يوسف القيرواني، المعروف بالطلاء المنجم. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "كان من ذوي العلم بالعربية وغاية في النجّامة (¬2)، وهو أول من أدخل ¬

_ * أخبار أصبهان (1/ 209)، طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 270)، الوافي (9/ 241)، لسان الميزان (1/ 559)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 115)، معجم المؤلفين (1/ 384)، معجم المفسرين (1/ 95). (¬1) انظر الجرح والتعديل (2/ 205). * ذيل العبر لابن العراقي (1/ 148)، غاية النهاية (1/ 170)، الدرر الكامنة (1/ 410)، السلوك (3/ 1 / 86)، النجوم (11/ 21)، وجيز الكلام (1/ 135)، بدائع الزهور (1/ 2 / 9). * إنباه الرواة (1/ 213)، البلغة (69) , بغية الوعاة (1/ 458). (¬2) النَّجامة: النظر في النجوم لحساب مواقيتها وسيرها. انظر هامش إنباه الرواة.

750 - الأسود بن يزيد

الطلاء (¬1) العراقي بالقيروان وتلطف في علمه [بالعراق] إذ هم يضنون بصناعتهم، وكان ابن يوسف هذا قد لازمهم، فكانوا يخرجون إليه وإلى أصحابه من التلاميذ العقاقير للدق مختلطة، فتحيل إسماعيل بن يوسف، حتى حقق أوزانها بطريق لطيف من التحيل حتى استرق الصناعة. وغزا مع إبراهيم بن الأغلب (¬2) أمير أفريقية غزوة المجان، وشهد حرب طبرمين وأقام الطالع يوم فتحها، وقد انصرف إبراهيم عن حربها، فنصف النهار، فأعلمه أنه يفتحها للوقت وشعرا إبراهيم أيضًا في ذلك فوافقه، وكان إبراهيم ينتحل علم النجامة فعاود الحرب ففتحها للوقت، ووهب للطلاء ثمانية عشر رأسا من السبي، واتهم أنه عمل دنانير خارج دار الضرب بالقيروان وخافه لأجل ذلك فانهزم إلى الأندلس، وكان يرمى بالخروج عن الملة" أ. هـ. 750 - الأسود بن يزيد * المقرئ: الأسود بن يزيد بن قيس بن يزيد، أبو عمرو النخعي الكوفي. من مشايخه: ابن مسعود، ومعاذ، وعائشة، وغيرهم. من تلامذته: ابنه عبد الرحمن، وإبراهيم النخعي، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "قال أبو قطن، قال شعبة: هذا رأس مال أهل الكوفة ... عن أبي إسحاق قال: توفي الأسود بن يزيد بالكوفة سنة (75) وكان ثقة وله أحاديث صالحة" أ. هـ. * المنتظم: "كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، يصوم حتى يخضر ويصفر، فلما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال ما لي لا أجزع ومن أحق بذلك مني، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عزَّ وجلَّ لأهمني الحياء منه مما قد صنعت إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه، فلا يزال مستحيا منه، قال: ولقد حج الأسود ثمانين حجة" أ. هـ. (¬3) * تهذيب الكمال: "قال أبو طالب، عن أحمد: ثقة من أهل الخير. وقال إسحاق عن يحيى ثقة" أ. هـ. ¬

_ (¬1) يطلق الطلاء على ما يطلى به لتنقية وتحليل وقلع الآثار، ويسمى الضماد أيضًا، وأول مخترع له أبقراط وهو عبارة عن خلط العقاقير بمانع خلطا محكما. انظر هامش إنباه الرواة. (¬2) هو إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال التميمي أبو إسحاق. ولاه الرشيد إفريقية بعد محمد بن مقاتل العكي فاستقل بملكها وأورث سلطانها بنيه نيفا على مائة سنة، وكان فقيها عالما أديبا شاعرا خطيبا. توفي سنة (196 هـ) وهو ابن ست وخمسين سنة. انظر الحلة السيراء (1/ 93). * المنتظم (6/ 167)، السير (4/ 50)، العبر (1/ 86)، الوافي (9/ 256)، غاية النهاية (1/ 171)، تهذيب التهذيب (1/ 342)، الشذرات (1/ 313)، تاريخ الإسلام (وفيات 75)، ط- تدمري، الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 70)، حلية الأولياء (2/ 102)، تهذيب الكمال (3/ 233)، تذكرة الحفاظ (1/ 50)، البداية والنهاية (9/ 12)، طبقات الحفاظ (22). (¬3) العدد فيه خطأ ولا يتناسب مع عمر الأسود.

751 - تاج العلاء

* السير: "وهو نظير مسروق في الجلالة والعلم والثقة والسّن يضرب بعبادتهما المثل" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان الأسود رأسًا في العلم والعمل من أكبر أصحاب ابن مسعود" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "الإمام الفقيه الزاهد العابد عالم الكوفة ... وكان من العبادة والحج على أمر عظيم كبير ... وكانوا يقولون إنه من أقل أهل بيته اجتهادًا وكان يسمون الأسود من أهل الجنة .. " أ. هـ. * الوافي: "قالت عائشة رضي الله عنها ما في العراق رجل أكرم على من الأسود" أ. هـ. * غاية النهاية: "كان يختم القرآن كل ست ليالي وفي رمضان كل ليلتين" أ. هـ. * البداية والنهاية: "من كبار التابعين ومن أعيان أصحاب ابن مسعود ومن كبار أهل الكوفة وكان يصوم الدهر، وقد ذهبت عينه من كثرة الصوم" أ. هـ. وفاته: سنة (75 هـ) خمس وسبعين رجحه الذهبي على أقوال في وفاته. 751 - تاج العَلاء * المفسر: الأشرف بن الأغر (¬1) بن هاشم بن محمد بن سعد الله العلوي الرافضي الحسني الحلبي الرملي، أبو هاشم الملقب تاج العلاء. ولد: سنة (482 هـ) اثنتين وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: ابن الفحّام، والكرّوحي وغيرهما. من تلامذته: يحيى ابن أبي طي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "قال ابن النجار: وأخرج لنا فرعًا لا يعتمد عليه علم، فلم أقرأ منه شيئًا، وكان أديبًا فاضلًا حُفظة للأخبار والآثار ولم يكن موثوقًا به فيما يقوله ويرويه، عفا الله عنه ... " أ. هـ. * نكتُ الهميان: "فتكلم فيه ابن دحية، ورماه بالكذب، في مسائله الموصلية. وذكره يحيى ابن أبي طيّ في تاريخه، فقال: شيخنا العلامة الحافظ النسابة الواعظ الشاعر، قرأت عليه نهج البلاغة وكثيرًا من شعره. أخبرني أنه ولد بالرملة في غرة المحرم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة وعاش مائة وثمانيًا وعشرين سنة، وقال: إنه لقي ابن الفحام وقرأ عليه بالسبع في كتابه الذي صنفه. قال: وكنت بالبصرة وسمعت من الحريري خطبة المقامات. ثم أخبرني أنه دخل الغرب وسمع من الكُرّوحي كتاب الترمذي، ودخل دمشق والجزيرة وحلب، وأخذه ابن شيخ السلامية وزير صاحب آمد وبنى في وجهه حائطًا، ثم خلص بشفاعة الظاهر، لأنه هجا ابن شيخ السلامية، وجعل له الظاهر كل يوم دينارًا صُوريًا، وفي كل شهر عشرة مكاكيك حنطة ولحمًا، وله كتاب نكت الأبناء في مجلدين. وكتاب جنة الناظر وجنة المناظر (خمس مجلدات في تفسير مائة آية ومائة حديث)، وكتاب في تحقيق غيبة المنتظر وما جاء فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الأئمة ¬

_ * الوافي (9/ 268)، نكت الهميان (119)، لسان الميزان (1/ 567)، أعيان الشيعة (12/ 258)، هدية العارفين (1/ 224)، إيضاح المكنون (1/ 369)، الأعلام (1/ 332)، معجم المفسرين (1/ 95). (¬1) في الوافي: ابن الأعز (بالعين والزاء).

ووجوب الإيمان بها. وشرح القصيدة البائية التي للسيد الحميري. وقدح عينيه ثلاث مرات. وكان العامة تطعن عليه عند السلطان ولا يزيده إلا محبة. قال الشيخ شمس الدين الذهبي رحمه الله: ما كان هذا إلا وقحًا جريئًا على الكذب، انظر كيف ادعى هذه السّن، وكيف كذب في لقاء ابن الفحام والحريري .. " أ. هـ. قلت: لم نجد ما ذكره عن الذهبي فيما بين أيدينا من الكتب المطبوعة ... والله أعلم. * لسان الميزان: "قال ابن النجار: ولم يكن موثقًا به فيما يقوله، اجتمعت به بـ"حلب" وأنشدني من شعره. وقال أبو الخطاب بن دحية: كان كذابًا. وقال يحيى بن أبي طي: أخبرني هذا الشريف ولقبه تاج العلاء ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، قال: وقال اجتمعت بالقاضي علي بن عبد العزيز الصوري، فسمعت عليه مجمل اللغة لابن فارس، وعمره يومئذ خمس وتسعون سنة، وهو يفهم، صحيح السمع والبصر مع تضعضع في أعضائه. قال: وذكر لي حال القراءة عليه، أن ابن فارس قدم عليه "صور" سنة أربع وأربعين، فأفرد له الشيخ الشافعي أبو الفتح سليم الرازي دارًا، وسمع عليه "المجمل" من أوله إل آخره. قال لي تاج العلاء: اجتمعت بالحريري صاحب "المقامات" سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بـ "البصرة"، وهذه جرأة عظيمة وغباوة، كيف صدقه ابن أبي طي على ذلك، والحريري قد مات قبل هذا التاريخ بمدة، قال: وصنف كتبًا كثيرة منها كتاب "في تحقيق غيبة المنتظر" و"شرح القصيدة التائية، للسيد الحميري، وكان رافضيًا. مات سنة عشر وستمائة، وهو بزعمه قد بلغ مائة وثمانية وعشرين عامًا، ونقلت من مصنف لابن دحيّة، أنه لقيه بـ"الرملة" فيقول: دخلت "المغرب الأقصى"، وسكنت "القيروان"، وأردت المشي منها إلى "مراكش"، فوصلت إليه في ستة أيام، فقلت له: أفي اليقظة؟ قال: نعم على جمل، فقلت له: بين "القيروان" و"مراكش" ثلاثة أشهر، قال: وجعل يذكر بأسماء الصحابة إلى أن قال: كان لدحية بن خليفة أخ يقال له علي، وله عقب كثير "بالمغرب والشام". قال ابن دحية: وقد قيد أهل "حلب" عن هذا الرملي أكاذيب في النسب والحديث، وكان يزعم أن البخاري مجهول، ما روى عنه إلا الفربري .. " أ. هـ. * قلت: ذكر صاحب أعيان الشيعة صاحب الترجمة وبالغ في مدحه ووصفه بأنه متشيع، وفي الوقت نفسه هاجم الإمام الذهبي بسبب قوله -الذهبي- في صاحب الترجمة، معبرًا بذلك عن حقده الدفين على أئمة أهل السنة والجماعة، كعادتهم عندما تحين لهم الفرصة لذلك، فالله حسيبهم. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة، عن ثمانٍ وعشرين ومائة سنة. من مصنفاته: "جنة الناظر وجُنّة المناظر" في التفسير، خمس مجلدات، وكتاب "الغيبة"، و"شرح القصيدة البائية" للسيد الحميري، وغير ذلك.

752 - أبو الأعلى المودودي

752 - أبو الأعلى الموْدُودي * المفسر: أبو الأعلى بن أحمد حسن بن قطب الدين بن مودود جشتي (¬1) الهندي، المودودي. ولد: سنة (1321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: أبوه، وجمع من أساتذته في مراحل تعليمه. كلام العلماء فيه: * جهود علماء الحنفية: "مؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية، ناضل عن الإسلام وقمع شبهات أصناف الكفرة ولا سيما الشيوعية اكتسب شهرة عالية شرقًا وغربًا. أعظم الساسة المسلمين على الإطلاق في عصره، مؤرخ، أديب بارع، خطيب مصقع، مكثر للتأليف، شجاع لا يبالي اللوم في إظهاره آرائه، أقرب رجال السياسة ومن سمي بالمفكرين إلى السنة، وكان مولعًا بشيخ الإسلام، وكان حنفيًا عملًا ولكنه كان عدوًا لدودًا للحنفية؛ لتعصبهم وتقليدهم المذموم، شن الغارة الشعواء على المتعصبة الحنفية المقلدة العميان، وكان سيفًا صارمًا على الصوفية فكشف الأستار عن أسرارهم وكان هينًا لينًا مع الشيعة كعادة أهل السياسة ولا سيما الإخوانية. رماه الديوبندية عن قوس واحد واتهموه بأشياء غالبها كذب لأجل طعنه في الصوفية والتقليد المذموم والقبورية، كان يميل بحكم البيئة في المسائل الكلامية إلى الماتريدية، وقاسى أنواعًا من الشدائد وصبر عليها رحمه الله وسامحه وإيانا" أ. هـ. وفاته: سنة (1398 هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفهيم القرآن" تفسير القرآن الكريم، و"القرآن والحديث"، و"فضائل القرآن" وغير ذلك. 753 - أقليميس * النحوي: أقليميس يوسف داود الموصلي. ولد: سنة (1245 هـ) خمس وأربعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام العراق: "له من العمادية (قرب الموصل)، مؤلفات تزيد على ستين مؤلفًا" أ. هـ * قلت: هو نصراني. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تدريب الطلاب في أصول التصريف والإعراب" و "التمرنة في الأصول النحوية" و "التصاريف الغريبة" و "سيرة القديسين" وغير ذلك. ¬

_ * جهود علماء الحنفية (1/ 91)، وكتاب أبو الأعلى المودودي حياته ودعوته تأليف أليف الدين الترابي - الطبعة الأولى للسنة (1407 هـ) - دار القلم، وكتاب أبو الأعلى المودودي صفحات في حياته وجهاده تأليف أحمد إدريس- دار بو سلامة. (¬1) جشت: مدينة قريبة من مدينة "هرات" في أفغانستان. * أعلام العراق الحديث (1/ 134)، الأعلام (8/ 230)، معجم المؤلفين العراقيين (1/ 132).

754 - السينوبي

754 - السِّينوبي * المفسر: إلياس بن إبراهيم السينوبي (¬1)، ثم البروسوي الحنفي. كلام العلماء فيه: * الشقائق: "العالم العامل والفاضل الكامل .. كان رحمه الله تعالى رجلًا فاضلًا حديد الطبع شديد الذكاء، سريع الفطنة مشاركًا في العلوم كلها، ومشتغلًا بالعلوم غاية الاشتغال ... وكان سريع الكتابة ... وكان خفيف الروح كثير المزاح لطيف الطبع صار مدرسًا بسلطانية بروسة وتوفي وهو مدرس بها .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالكلام، تركي تفقه وتأدب وصنف بالعربية .. " أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الحنفية، تركي مستعرب أقام ببروسة ودرس بها إلى أن مات .. " أ. هـ. * قلت: وذكره الشمس السلفي الأفغاني في كتابه "الماتريدية" ضمن أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية .. والله الموفق. وفاته: سنة (891 هـ) إحدى وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "رسالة" في تفسير بعض آيات الكتاب العزيز، و"حاشية على شرح المقاصد" للتفتازاني، وغير ذلك. 755 - الإرْبلي المُلقن * المقرئ: إلياس بن علوان بن محدود الأربلي الملقن، ركن الدين، نزيل دمشق. من مشايخه: قرأ على السخاوي، وسمع من شهاب الدين السهروردي وغيرهما. من تلامذته: تلا عليه أبو عبد الله محمد بن إسرائيل القصار وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام مقرئ مصدر حاذق ناقل ... " أ. هـ. * المنهل: "تصدر للإقراء ... قرأ بالعراق وديار بكر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة. 756 - إلياس القَرَمَاني * المفسر إلياس القَرماني (¬2) الحنفي. كلام العلماء فيه: * العقد المنظوم: "شب على التعطل والهوان إلى أن منّ الله تعالى عليه بالرغبة والطلب في تحصيل العلم والأدب فخرج من بلاده بعدما جاوز من البلوغ وكان منه ما كان وانتقل من مكان إلى ¬

_ * الشقائق (63)، هدية العارفين (1/ 225)، الكشاف لطلس (113)، الأعلام (2/ 8)، كشف الظنون (2/ 1287)، معجم المفسرين (1/ 66)، "الماتريدية" لشمس الدين الأفغاني (1/ 307). (¬1) في الشقائق: "السينافي" وفي كشف الظنون وهدية العارفين: "السينوبي" وكذا الأعلام، وقال: سينوب شرقًا على البحر الأسود في تركيا. أ. هـ. * معرفة القراء (2/ 686)، الوافي (9/ 373)، غاية النهاية (1/ 171)، المنهل الصافي (3/ 97). * العقد المنظوم (456)، الشذرات (10/ 581)، معجم الأطباء (147)، معجم المفسرين (1/ 46). (¬2) القرمان: مدينة في وسط تركيا الآسيوية اسمها القديم لارندة أ. هـ. من هامش الشذرات.

757 - الغافقي الجياني

مكان حتى وصل إلى خدمة الحكيم إسحاق وحصل عنده بعض العلوم سيما الطب ... إلى أن حصّل من العلوم الآلية القدر الصالح مع الانشغال بمصالح بيته كل ذلك بعد ما ظهر البياض في لحيته ثم ترقى إلى المقاصد والمسائل وتتبع الكتب والرسائل وطالع الأحاديث والتفاسير، وفاز بالحظ الأوفى في الزمان اليسير وحرر عدة من الرسائل، فحقق فيها كلام بعض الأماثل، وحقق ما قاله النبي الأمجد من طلب شيئًا وجَدّ وَجَدْ. كان رحمه الله من العلماء العاملين مع كمال الورع والتصلب في الدين آية في الزهد والتقوى، متمكسًا من الشريعة الشريفة بما هو أحكم وأقوى، مشاركًا في العلوم العقلية متبحرًا في العلوم الشرعية النقلية مهتمًا بالنظر في كتب أرباب الاجتهاد ومن دونهم ممن جمع لهم التقليد والرشاد، وكان يفسر القرآن الكريم وينتفع بمجلسه خلق عظيم، وكان رحمه الله تعالى في أول أمره معرضًا عن أبناء الدنيا، قانعًا بكسبه من جهة طبابته فاتفق أنه ابتلى بعض الأمراء بالأمراض الهائلة، فراجع المرحوم في ذلك فعالجه وانتفع به، فاستشفع له وسعى في حقه حتى عين له وظيفة من بيت المال فاستجداه طبعه واستلذه نفسه من حيث لم يدر أن السم في الدسم فخالط الأمراء وتقرب لهم بالطب، فاتفق أنه أمر فرهاد باشا في أثناء ما ذكر بأكل المعجون المعروف بمثرود بطوس، فأكله ومات بعد أيام قلائل بعلة الزحير فاتهم الطبيب المزبور، وقيل: إنه سمه في ذلك المعجون بإشارة الوزير محمد باشا فدخلت زوجته إلى السلطان وطلبت الثأر، وهمت بقتل الطبيب المسفور، فأخذ وحبس أيامًا ثم أخرج وفتش فلم يثبت عليه شيء، واستشفع في خلاصة المفتي وبعض العلماء والصلحاء فأطلق، فاجتمع عدة من خدام فرهاد باشا وترصدوا له يومًا في باب داره ولما خرج رحمه الله صبيحة ذلك اليوم إلى صلاة الصبح هجموا عليه، وضربوه بسكاكين وجرحوه عدة جراحات وبقروا بطنه فمات رحمه الله من وقته، وهربت القتلة ولما وقف السلطان على ذلك غضب على جميع خدام فرهاد باشا، فأخذ منهم ستون نفرًا وصلب منهم عشرة أشخاص منهم الزعيم ابن أخي فرهاد باشا، ونفي الباقون عن البلد فسبحان من جعل لكل شيء حدًّا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "رحل في طلب العلم، فشهر بالطب، ثم برع في التفسير وتصدر لتدريسه، فانتفع به كثيرون، واستمر إلى أن مات قتيلًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (982 هـ) اثنتين وثمانين وتسعمائة. 757 - الغافقي الجيّاني * المقرئ: إليسع بن عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع، أبو يحيى الغافقي الأندلسي الجياني. من مشايخه: أبوه، وأبو العباس القصبي، وأبو ¬

_ * معرفة القراء (2/ 544)، غاية النهاية (2/ 385)، تكملة الصلة (4/ 237)، تاريخ الإسلام (وفيات 575) ط. تدمري , ميزان الاعتدال (7/ 270)، العبر (4/ 222) , الشذرات (6/ 413)، السير (20/ 553) دون ترجمة، لسان الميزان (6/ 388)، كشف الظنون (1/ 306)، هدية العارفين (2/ 536)، المُغرب في حلي المغرب (2/ 88).

758 - أبو مالك النحوي

الحسن شُريح وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله التجيبي، وابن المفضل المقدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ حاذق جليل صحيح التلاوة إمام مفنن" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قد تكلم في نقله، ويظهر على عبارته مجازفة، وله تواليف وأدب وفنون. كان في أيام السّلفي "أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان فقيهًا مشاورًا مقرئًا محدثًا حافظًا نسابة، بديع الخط، بليغ الإنشاء، رائق النظم" أ. هـ. * تكملة الصلة: " .. ثم انتقل إلى مصر واشتمل عليه الملك صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب ورسم له جاريًا يقوم به وكان يكرمه ويشفعه في مطالب الناس لأنه كان أول من خطب على منابر العبيدية عند نقل الدعوة العباسية تجاسر على ذلك حين تهيبه سواه فحظي عنده وعند قومه. وكان فقيها مشاورًا مقرئًا محدثًا حافظًا نسابة من أبدع الناس خطًا وأحسنهم وراقة وله حظ ضعيف من قرض الشعر، وألف تاريخًا في المغرب وأهله سماه (بالمُغرَب في محاسن المَغرب) وقد سبق لهذا الاسم وهو متهم في هذا التأليف وقال فيه وقد كان شيخنا الحكيم الأديب أبو الفضل جعفر بن محمّد بن شرف رحمه الله يحذرنا أن نصحب إلا أحد رجلين: إما عالمًا برع في معلوماته وإما جاهلًا عرف بحهالاته وأن نتقي صحبة من أثم فجهل وظن أن قد علم" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخسمائة. من مصنفاته، "المُغرب في محاسن المَغرب". 758 - أبو مالك النحويّ * النحوي، اللغوي: أمان بن الصمصامة بن الطرماح بن حكيم بن نفر أبو مالك. من تلامذته: المهريّ (بالراء) وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان شاعرًا عالمًا باللغة حافظًا للغريب والشعر معروف في نحاة القيروان .. " أ. هـ. * البغية: "قال الزبيدي: كان عالمًا باللغة والشعر، حافظًا للقريض، شاعرًا" أ. هـ. 759 - البَنَارِسي * المفسر: أمان الله بن نور الله بن حسين البنارسي (¬1) الهندي الحنفي. كلام العلماء فيه: * أبجد العلوم: "حفظ القرآن، وبرع في المعقول والمنقول، وتبحر في الفروع والأصول ... وله محاكمة بين مير باقر الاسترابادى وملا محمود الجونفوري في مسألة الحدوث الدهري، وكان متقلدا بصدارة "لكهنو" عن قبل السلطان عالمكير .. " أ. هـ ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 739)، الوافي (9/ 380)، بغية الوعاة (1/ 459). * أبجد العلوم (3/ 234)، هدية العارفين (1/ 227)، إيضاح المكنون (1/ 139)، الأعلام (2/ 11)، معجم المفسرين (1/ 96)، معجم المؤلفين (1/ 396). (¬1) بنارس: من بلاد بورب شمال شرقي الهند، وهي من مدن الهندوس المقدسة أ. هـ من معجم المفسرين.

760 - أمير كاتب

* معجم المفسرين: "مفسر، باحث، من فقهاء الحنفية"أ. هـ وفاته: سنة (1133 هـ) ثلاث وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: له حواشي على تفسير البيضاوي، وله كتاب "المفسر" في أصول الفقه، و "شرح عقائد الدواني الرشيدية في المناظرة". 760 - أمير كاتب * اللغوي: أمير كاتب، ابن أمير عمر، العميد ابن العميد أمير غازي الفارابي الأتقاني الحنفي، قوام الدين، أبو حنيفة. ولد: سنة (685 هـ)، وقيل (695 هـ) خمس وثمانين، وقيل خمس وتسعين وستمائة. من تلامذته: الشيخ محب الدين بن الوحدّية وغيره. كلام العلماء فيه: * المقفى الكبير: "كان عارفًا بالعربية واللغة يقول شعرًا سمجًا ... وذكر له مسألة رفع اليدين في الصلاة وادعى بطلان الصلاة بالرفع، فقام عليه قاضي القضاة تقي الدين السبكي ووهى قوله. وكان قد قام في أيام الملك الصالح صالح على الشافعية، وسعى في إبطال المذهب جملة حتى كاد يتم ذلك لولا أن تدارك الله بلطفه وخيب سعيه ... ومات بالقاهرة. وكان شديد التعصب على الشافعية، يتظاهر بتنقمهم والطعن عليهم، ويصرح بأنه لو تحكم فيهم لأتلفهم. وكان شديد الإعجاب بنفسه كثير المدح لها والفخر على الناس، يرى أن كل أحدٍ دونه" أ. هـ. * مفتاح السعادة: "قيل اسمه لطف الله وكان أحد الدهاة، ... قال ابن حبيب: كان رأسًا في مذهب أبي حنيفة بارعًا في الفقه واللغة والعربية كثير الإعجاب بنفسه، شديد التعصب على المخالف" أ. هـ * الفوائد البهية: "قال الجامع: قد طالعت من تصانيفه التبيين وغاية البيان فوجدته كما قال الكفوي شديد التعصب في مذهب بسيط اللسان على مخالفه، شنع في المنخول على أبي حنيفة في أشياء من غير حجة على دعواه ولا دليل على ما قيل" أ. هـ. وفاته: سنة (758 هـ) ثمان وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح الهداية وسماه "غاية البيان ونادرة الأقران في آخر الزمان" وشرح الأخسيكتي وسماه "التبيين". 761 - أمين خير الله * اللغوي: أمين ظاهر خير الله صليبا الشويري. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "لغوي، شاعر، مشارك في ¬

_ * مفتاح السعادة (2/ 217)، كشف الظنون (1/ 868)، ذيل العبر للحسيني (317)، الدرر الكامنة (1/ 442)، المقفى الكبير (2/ 298)، المنهل الصافي (3/ 101)، السلوك (3/ 1 / 37)، النجوم (10/ 325)، تاج التراجم (68)، بغية الوعاة (1/ 459)، الشذرات (8/ 316)، الطبقات السنية (2/ 221)، البدر الطالع (1/ 158)، معجم المؤلفين (1/ 398)، الجواهر المضية (4/ 128)، الفوائد البهية (41). * معجم المؤلفين (1/ 401)، معجم المطبوعات (476).

762 - أمين ناصر الدين

بعض العلوم" أ. هـ. • قلت: هو من الشعراء السوريين، وهو نصراني. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (1367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المحجة البيضاء في صحة نعت الجموع بعقلاء"، و "الأزاهير المضمومة في الدين والحكومة"، و "البرهان الجلي على علم الأدب الكرملي" وغير ذلك. 762 - أمين ناصر الدين * النحوي، اللغوي: أمين بن علي، ناصر الدين. ولد: سنة (1297 هـ) سبع وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "شاعر مجيد، لغوي، من أدباء الكتاب. مولده ووفاته في قرية (كفرمتى) بلبنان. قال صاحب الترجمة: قبل أن أبلغ العاشرة من العمر بدأت أقول أبياتًا من الشعر، صحيحة الوزن، فكان والدي يكتبها لي ويصحح أغلاطها النحوية وبعد ذلك تلقيت مبادئ العربية وأدابها وبعض العلوم واللغات ... " أ. هـ. • قلت: "قال الدكتور محسن جمال الدين في كتاب" العراق في الشعر العربي والمهجري" صفحة (221): "قال عنه الباحث المعروف الأستاذ الفاضل يوسف أسعد داغر في كتابه (مصادر الدراسة الأدبية): إمام من أئمة الأدب واللغة والشعر في لبنان. شعره جزل ... فيه ثورة على الظلم ودعوة إلى حرية الفكر ونبذ التعصب والنهوض بالوطن" أ. هـ. وفاته: سنة (1373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "دقائق العربية" في اللغة، و "صدى الخاطر" ديوان شعره الأول، و "بغية المتأدب" لغة. 763 - أنيس الطَالوي * اللغوي، المفسر: أنيس بن محمد بن عبد الغني، الشهير بالطالوي الحنفي. ولد: سنة (1242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين وألف وقيل (1243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ هاشم التاجي، وعبد القادر الخطيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "فقيه، حنفي، مشارك ... أدرك الطبقة العليا من علماء دمشق ... برع في الفقه والفرائض، وعلم الحساب والأصول، وأتقن فن التحديث والتفسير ... ولع بالتردد على الحكام والأمراء، وكان يميل إلى مسلك الزهد" أ. هـ. ¬

_ * الأعلام (2/ 18)، معجم المؤلفين (1/ 401)، العراق في الشعر العربي والمهجري (221)، طبعة الإرشاد - بغداد (1965 م). * تاريخ علماء دمشق (1/ 248)، معجم المؤلفين (1/ 413)، الأعلام الشرقية (1/ 285).

764 - الجرائدي

وفاته: سنة (1327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح الهداية الطالوية في العقيدة الإسلامية"، و "رسائل" و "مولد شريف"، و "نثر الدرر الألمعية". 764 - الجَرائِدي * المقرئ: أيوب بن بدر بن منصور بن بدران، الأنصاري المصري، الدمشقي المعروف بالجرائدي، أبو الكرم، أخو تقي الدين يعقوب المقرئ. من مشايخه: قرأ القراءات على العلم السخاوي، وأكثر عن الضياء المقدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "غوي بكتب ابن عربي وكتب منها كثيرًا"أ. هـ. • المنهل الصافي: "حدث، وأقرأ، وأضر بآخرة ... وكتب الأجزاء وكتابته معروفة، وكان صوفيًا" أ. هـ. وفاته: سنة (665 هـ) خمس وستين وستمائة. 765 - التميمي الدمشقي * المقرئ: أيوب بن تميم بن سليمان بن أيوب، أبو سليمان التيمي الدمشقي. ولد: (120 هـ) عشرين ومائة. من مشايخه: يحيى بن الحارث الذماري وعبد الله بن ذكوان وغيرهما. من تلامذته: عبد الحميد بن بكار والوليد بن عتبة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "مقرئ أهل الشام ... ثقة في الحديث والقراءة" أ. هـ. • غاية النهاية: "ضابط" أ. هـ. وفاته: سنة (199 هـ) وقيل (198 هـ) تسع وتسعين ومائة، وقيل ثمان وتسعين ومائة. 766 - أيوب بن المتوكل المقريء * المقرئ: أيوب بن المتوكل الأنصاري البصري. من مشايخه: سمع عبد الرحمن بن مهدي وغيره، وقرأ على السلام والكسائي، وحسين الجعفي وغيرهم. من تلامذته: علي بن المديني، ومحمد بن يحيى القطيعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وثقة الدراقطني وعلي بن المديني" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو حاتم السجستاني: من أقرأ القراء وأرواهم للآثار في القرآن. قال ابن المديني: نا أيوب بن المتوكل، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لا يكون إمامًا من أخذ ¬

_ * الوافي (10/ 38)، المنهل الصافي (3/ 225). * تاريخ دمشق (10/ 558)، تاريخ الإسلام (وفيات 198) ط. تدمري، معرفة الفراء (1/ 148)، غاية النهاية (1/ 172)، الوافي (10/ 38). * التاريخ الكبير (1/ 424)، تاريخ بغداد (7/ 7)، المنتظم (10/ 87)، معرفة القراء (1/ 148)، تاريخ الإسلام (وفيات 200) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 172).

767 - أبو سليمان الأنصاري

بالشاذ من العلم، ولا من روى عن كل أحد، ولا من روى كلّ ما سمع" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام ثقة ضابط له اختيار تبع فيه الأثر ... ". وقال: "وعند وفاته وقف يعقوب على قبره فقال يرحمك الله يا أيوب ما تركت خلفًا أعلم بكتاب الله منك" أ. هـ. وفاته: سنة (200 هـ) مائتين. 767 - أبو سليمان الأنصاري * النحوي: أيوب بن منصور (¬1) بن عبد الملك الأنصاري النحوي القرطبي، أبو سليمان ويعرف بالذهن (¬2). كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالإعراب وموصوفًا بالعدالة وأدب بعض أولاد الخلافة، قال لي سليمان بن أيوب: كان الأمير عبد الله يسميه الفقيه" أ. هـ. 768 - أبو البقاء * النحوي، اللغوي: أيوب بن موسى الحسيني الكوفي الكفوي القريمي، أبو البقاء. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "كان من قضاة الأحناف، عاش وولي القضاء في "كفه" بتركيا وبالقدس، وببغداد، وعاد إلى استانبول فتوفي بها" أ. هـ. * قلت: إن من كتابه "الكليات" يمكن أن يجد القارئ ما يدله على عقيدة الكفوي هذا، وقد أتينا بما يعرّف تلك العقيدة التي نهجها صاحب الترجمة، وقد أخذنا نصوصًا تدلُّ على عقيدته. نقول: لقد قال في (ص 75) عند تعريف الإرادة: "هي الأصل قوة مركبة من شهوة وحاجة وخاطر وأمل، ثم جعلت اسمًا لنزوع النفس إلى شيء مع الحكم فيه أنه ينبغي أن يفعل أو أن لا يفعل" ثم قال: "والإرادة إذا استعملت في الله: يراد بها المنتهى، وهو الحكم دون المبدأ، فإنه تعالى غني عن معنى النزوع به ... ثم إن إرادة الله تعالى ليست زائدة على ذاته كإرادتنا، بل هي عين حكمته التي تخصص وقوع الغل على وجه دون وجه ... وانضمامها مع القدرة هو الاختيار. والإرادة حقيقة واحدة قديمة قائمة بذاته كعلمه .. ". وقال في (ص 210) في تعريفه بأهل الحق من ¬

_ "* بغية الوعاة (1/ 461)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 103). (¬1) في بغية الوعاة: "مصور"، وهو تحريف. (¬2) وقد أخطأ السيوطي في بغية الوعاة (1/ 461)، فأورد هذا اللقب إلى أيوب بن سليمان بن معاوية الرعيني الذي ترجم له ابن الفرضى قبل المترجم له، وأورد السيوطي الثناء عليه بعلم الإعراب والوصف بالعدالة الذي هو لأبي سليمان الأنصاري هذا كما ذكرنا ذلك أيضًا ... والله أعلم. * هدية العارفين (1/ 229)، معجم المؤلفين (1/ 418)، وكتاب "الكليات" لصاحب الترجمة، الأعلام (2/ 38)، معجم المطبوعات (193) وفيه وفاته (1095 هـ)، إيضاح المكنون (2/ 380)، وفيه وفاته (1093 هـ).

أمة المسلمين: "وأهل الحق: هم الذين يعترفون بالأحكام المطابقة للواقع والأقوال الصادقة، والعقائد السليمة والأديان الصحيحة والمذاهب المتينة، والمشهور من أهل السنة في ديار خراسان والعراق والشام وأكثر الأقطار هم الأشاعرة أصحاب أبي الحسن الأشعري، من قبل أبي موسى الأشعري من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفي ديار ما وراء النهر الروم أصحاب أبي منصور الماتريدي" أ. هـ. ثم ذكر الكفوي بقية الطوائف وجعلهم تحت ما ليس بأهل القبلة، كالجبرية والقدرية والشيعة وغيرهم. قلت: وقال في الإيمان (ص 212 - 217): "الإيمان المعدّى إلى الله: معناه التصديق الذي هو نقيض الكفر، .. وهو عُرفًا: الاعتقاد الزائد على العلم، كما في التقوى". ثم ذكر الكفوي أقوال العلماء في الإيمان في فرق الأشاعرة كالرازي وغيره، ثم ذكر ما اختلفت فيه تلك الفرق من المحدثين والأشاعرة وبعض السلف، والمعتزلة والخوارج وأجاب على إشكالهم في: أن الإيمان هو التصديق بشرط الإقرار أو عدمه بعدها، قال: "والمذهب عندنا أن الإيمان فعل عبد بهداية الرب وتوفيقه، وهو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب، والتصديق بالقلب هو الركن الأعظم، والإقرار كالدليل عليه .. ". وقال في القدرة وتعريفها (ص 256)، وذكر الخلاف بين مدلول الصفة لله تعالى عند فرق المسلمين حيث قال: "الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية مبني على الخلاف في أن الاسم هل هو مشترك بين الدال والمدلول، كما هو عند جمهور الماتريدية أم لا كما هو عند الأشعري وجمهور أصحابه، وثمرة الخلاف تظهر في أن مدلول جميع الأسماء الإلهية من الصفات السلبيات والإضافيات، والصفات الثبوتيات والمتشابهات ثابت الاتصاف في الأزل وفيما لا يزال عندنا". ثم تكلم في قوله تعالى {كُنْ فَيَكُونُ} وذكر أن الأشعري كان مراده بـ {كُنْ} هو: "حقيقة التكلم لا أنه مجاز عن الإيجاب ... فإن عنده -أي الأشعري- وجود الأشياء متعلق بكلامه الأزلي ... " فقال الكفوي: "وهذا مخالف لعامة أهل السنة؛ لأن أهل السنة يرون تعلق وجود الأشياء بخلق الله وإيجاده، وهذا الكلام عبارة عن سرعة حصول المخلوق بإيجاده" أ. هـ. ثم قال في ص 277 عند كلمة "تورية" وأنواعها منه "المجردة" ضرب المثال في تبين المعني لذلك قال في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: (إذ للاستواء معنيان: قريب وهو الاستقرار وبعيد وهو الاستيلاء وأنت تعلم أن الآية إذا جعلت على التمثيل فلا تورية فيها". وقال في (ص 548) في قوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: "بمعنى اعتدل أي قام بالعدل". وعلى هذا فقد أول صفة الاستواء بالعدل والاعتدال كما أورد آنفًا وليس كما قال السلف: أن الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والكلام فيه بدعة. وقال في تعريفه لـ "الصفة"، بعدما عرّف الصفة وأنواع الصفة كالصفة الكاشفة والمخصصة وغيرهما: "وأما معتقد أهل الحق فالصفة هي ما وقع الوصف مشتقًا منها، وهو دال عليها، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه، فالمعني بالصفة ليس إلا هذا المعنى، والمعنى بالوصف ليس إلا ما هو دال على هذا المعنى بطريق الاشتقاق .. ". ثم ذكر الصفة على اختلافها عند فرق المسلمين، والعلاقة بين الصفة والموصوف، ومنها الصفة النفسية حيث قال: "هي التي لا يحتاج وصف الذات بها إلى تعقل أمر زائد عليها

كالإنسانية والحَقّية والوجود والشيئية للإنسان"، ثم ذكر ما يقاربها من الصفات كالمعنوية والثبوتية ... إلخ ذلك. ثم ذكر ما يقال في الصفة على المجاز فقال: "وقد يطلق بعض الأشياء على العبد حقيقة، وعلى الباري تعالى مجازًا كالاستواء والنزول وما أشبههما". ثم قال: "فكل صفة تستحيل حقيقتها على الله تعالى فإنها تفسر بلازمها ... ". ثم ضرب مثلًا لذلك فقال في قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}: "أي الجهة التي أمرنا بالتوجه إليها ... و {الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} أي: بقدرته واليدين استعارة لنور قدرته القائم بصفة فضله، ولنورها القائم بصفة عدله. وقال في قوله تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَيِ اللَّهِ}: "فهو مجاز عن مظهر حكمه ومجازيته ... وكشف الساق: كناية عن الشدة والهول .. " إلى غير ذلك من الأمثلة التي قد أوّلها كما أوَّلتها الأشعرية والماتريدية، وفي موضوع الصفة في كتابه "الكليات" قد أطال، وذكر قول المحققين وأصحاب الكلام من الأشعرية والماتريدية وغيرهما كالمعتزلة وغيرهم، وقد سلك في كلامه ما اعتقده الماتريدية هو أقرب إليهم، بل هو منهم على ما يورده من كلام واعتقاد، والأشعرية في أغلب ما يتصف بصفات الله تعالى أو فيما اختلف فيه أصحابه -كما يقول- الماتريدية والأشعرية وأضرابهما ... والله أعلم. وقد تكلم في صفة "القدرة" أيضًا (ص 706) وذكر أقوال طوائف المسلمين على مختلف فرقهم كما أسلفنا. وقال في صفة "القدم" (ص 726): "في الحديث (حتى يضع الجبار فيها قدمه): أي الذين قدمهم من الأشرار فإنهم قدم الله للنار، كما أن الأخيار قدمه إلى الجنة، ووضع القدم مثل للرد والقمع، أي يأتي لجهنم أمر يكفها عن طلب المزيد .. ". وقال في صفة "الكلام" ص 756: "وكلام الله هو الكلام النفسي، والقرآن هو الكلام المعبر بهذه العبارات، والكلام لا يثنى ولا يجمع بخلاف الجملة .. ". ثم قال: "ولا اختلاف بين الأشعرية والماتريدية رحمهم الله في أنه تعالى متكلم بكلام نفسي هو صفة له تبارك وتعالى قائمة به وإنما الاختلاف في أنه تعالى متكلم لم يزل مكلمًا فعند أكثر متكلمي الحنفية معنى المكلمية إسماع لمعنى ... وعند الأشعرية أن المتكلمية والمكلمية مأخوذان من الكلام لكن باعتبارين مختلفين .. ". ثم ذكر اختلاف المسلمين في ذلك على كل مذهب ما ذهب إليه منهم، وقال: "وما يوجد في كتب علماء الكلام من التمثيل بالكلام النفسي في الشاهد فإنما هو الرد على المعتزلة والحنابلة في حصرهم الكلام في الحروف والأصوات ... "، ثم اطرد في سرد اختلاف العلماء في ذلك، وما قاله الجهمية من أن كلام الله تعالى مخلوق، وردّ عليهم أصحاب السنة في دحض كلامهم هذا المفترى ... وذكر الكفوي قوله في ذلك، وردّه على من قال بخلق القرآن، وقال: "نعم إثبات القرآن بمعنى الكلام النفسي عند القائل إنما هو بالتسرع" أ. هـ. ومن ذلك يتبين اعتقاد الكفوي في كتابه

769 - القرداغي

"الكليات" هذا، وهو يورد كلام الأشاعرة بشكل كثير ويرد عليهم في مواضع كثيرة، ويورد كلام الحنفية وجماعة المتكلمين منهم والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي، إما أن يكون مستشهدًا به، أو كرد عن بعض الأقوال المخالفة أو كقول مع بقية الأقوال، دون الردِّ عليه، وقد يورد الأشاعرة والماتريدية معًا أو منفصلين، وأما من ينقل عنهم من علماء الفرقتين فكثير، وراجح عنده أغلب الأحيان قول الحنفية منهم، ورغم أنه يدور بين تأويلات الأشعرية والماتريدية، فإنه أقرب إلى المذهب الماتريدي، مع العلم أنَّ أغلب الحنفية هم ماتريدية، وخاصة في القرون المتأخرة ... والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1094 هـ) أربع وتسعين وألف. من مصنفاته: "الكليات"، و "معجم في المصطلحات والفروق اللغوية" وغير ذلك. 769 - القَرَداغي * النحوي: بابا عليّ بن عمر القرداغي. ولد: سنة (1275 هـ) خمس وسبعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • أعلام العراق الحديث: "دَرَسَ العلوم الشرعية على كبار عصره ثم اشتغل بالتدريس والتأليف" أ. هـ. من مصنفاته: "رسالة في النحو"، و "رسالة في الصرف"، وفي علوم أخرى. 770 - باقر السيد حيدر * النحوي: باقر بن السيد حيدر بن السيد إبراهيم الحسني الحسني البغدادي الكاظمي. من مشايخه: محمّد عليّ بن الملا مقصود، والشيخ محمَّد حسن آل ياسين الكلاظمي وغيرهما. من تلامذته: السيد حسن الصدر وغيره. كلام العلماء فيه: • أعلام العراق الحديث: "كان أديبًا ماهرًا في إنشاء المنثور والمنظوم" أ. هـ. • قلت: وهو شيعي معروف من أهل بغداد، نسبته إلى منطقة الكاظمية، من الكرخ، وهو فقيه، أصولي، نحوي ناظم ... والله أعلم. وفاته: سنة (1290 هـ) تسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "نزهة الطلاب فيما يتعلق بألغاز علم الإعراب"، و "الروضة البهية في ما يتميز بتحقيق الكلمة النحوية"، و "رسالة في النحو"، و "منظومات في النحو" وغيره. 771 - بايزيد خليفة * المفسر: بايزيد خليفة بن عبد الله الرومي. من مشايخه: الشيخ جلي خليفة وغيره. من تلامذته: السلطان بايزيد الثاني وغيره. ¬

_ * أعلام العراق الحديث (1/ 152). * أعيان الشيعة (13/ 140)، أعلام العراق الحديث (1/ 153)، معجم المؤلفين (1/ 420). * كشف الظنون (1/ 455)، هدية العارفين (1/ 230)، الشقائق النعمانية (221)، معجم المؤلفين (1/ 422)، معجم المفسرين (1/ 105).

772 - الأماسي

كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، متصوف، تركي مستعرب، سكن أدرنة ووعظ بها" أ. هـ • الشقائق النعمانية: "كان رحمه الله تعالى عالمًا بالعلوم الظاهرة وعارفًا بالله تعالى وصفاته، وكان يعظ النّاس ويذكرهم وانتفع به كثير من النّاس وكان طليق اللسان واضح التقرير عابدًا زاهدًا مجاهدًا وحصل الطريقة عند الشيخ جلبي خليفة ... " أ. هـ. • قلت: ونعته صاحب الشقائق النعمانية بـ (العارف بالله). وفاته: سنة (910 هـ) عشر وتسعمائة، وقيل (905 هـ) خمس وتسعمائة. من مصنفاته: "سجنجل الأرواح ونقوش الألواح" في تفسير الفاتحة، و "حاشية" على أنوار التنزيل للبيضاوي في التفسير، وله "حاشية" على فصوص الحكم، وله "سرجنان" منظومة في التصوف. 772 - الأَماسِي * المفسر: بخشي خليفة الأماسي الرومي الشهير بآق بيلهك. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "غلب عليه التصوف فنال منه منالًا جليلًا وفتح عليه بأمور خارقة حتى المفسر برويز عبد الله الرومي. كان ربما يقول رأيت في اللوح المحفوظ مسطورًا كذا وكذا فلا يخطئ أصلًا ويكون الأمر كما قال" أ. هـ. • الشقائق النعمانية: " .. اختار طريق التصوف ونال منها المراتب الجليلة وكان خاضعًا خاشعًا متورعًا راضيًا من العيش بالقليل وكان يلبس الثياب الخشنة وكان يدرس وكثيرًا ما يجلس للوعظ والتذكير وكانت له يد طولى في التفسير وكان كثير التفاسير في حفظه ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، مفسر، مدرس تركي مستعرب، ولد بقرية قريبة من أماسية" أ. هـ. وفاته: سنة (930 هـ) ثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: "معراج العلا في تفسير سورة الإسراء"، وله رسالة كبيرة جمع فيها ما اتفق له من رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام. 773 - بَرْويز الرُّومي * المفسر: برويز عبد الله الرومي. من مشايخه: أحمد بن سليمان بن كمال باشا وغيره. كلام العماء فيه: • الطبقات السنية: "الإمام البارع العالم العامل قاضي العساكر بولاية أناطولي ... • قلت: ذكر صاحب "الطبقات السنية" الولايات التي فيها القضاء ثم قال: "وكان ¬

_ * الكواكب السائرة (1/ 164)، الشقائق النعمانية (247)، هدية العارفين (1/ 230)، معجم المؤلفين (1/ 422)، معجم المفسرين (1/ 105). * الكواكب السائرة (3/ 137)، الشذرات (1/ 642)، الطبقات السنية (2/ 228)، كشف الظنون (1/ 478)، هدية العارفين (1/ 231)، معجم المؤلفين (1/ 425)، معجم المفسرين (1/ 105).

774 - العروضي

محمودًا في هذه الولايات كلها يقول الحق ويعمل به، ثم أقام معزولًا مدة مديدة، ثم ولي قضاء مكة المشرفة ومات بها" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه، مفسر، قاضي، من علماء الحنفية في عصره تركي مستعرب" أ. هـ. وفاته: سنة (987 هـ) سبع وثمانين وتسعمائة، وقيل سنة (996 هـ) ست وتسعين وتسعمائة وهذا ضعيف، وقيل (986 هـ) ست وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية" على أنوار التنزيل للبيضاوي في التفسير، وله "حاشية على الهداية"، و "رسالة في الولاء". 774 - العَروضيّ * النحوي: بُزُرْج بن محمَّد العروضي الكوفي العِجْليّ. من مشايخه: الفضل بن يحيى وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "حدّث المازني قال: روى بزرج شعرًا لامرئ القيس، فقال له جناد: عمَّن رويت هذا؟ قال: عني وحسبك بي، فقال له جناد: مِنْ هذا أتيت يا غافل" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان حافظًا راوية وكان كذابًا، يحدث بالشيء عن رجل ثم يحدث به عن غيره، وكان يونس النحوي يقول: إن لم يكن بزرج أروى النّاس فهو أكذب الناس". • وقال: "قال الصولي: بزرج بن محمّد أظنه من موالي كندة" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال الصولي: حدثنا جبلة بن محمد، حدثنا أبي قال: كان النّاس قد أكبوا على بزرج فبلغ ذلك حمادًا وجنادًا فدسا إليه من أسقطه، حتى كان يجلس وحده" أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب العروض الكبير"، و"بناء الكلام" و "تفسير الغريب" وغيرها. 775 - ابن المُعْتَمِر * المفسر: بشر بن المعتمر الكوفي ثم البغدادي، أبو سهل. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "أما البشرية فهم جماعة من المعتزلة وهم ينتمون إلى بشر بن المعتمر الذي أفرط القول بالتولد وزعم أن الإنسان يصح أن يكون قادرًا على أن يفعل غيره لونًا وطعمًا ورائحة وإدراكًا وسمعًا ورؤية بالتولد إذا فعل أسبابها: وقد تحامق في سبب التعديل والتجوير وزعم أن الله قادر على تعذيب الطفل ظالمًا في تعذيبه إياه ولو فعل ذلك لكان الطفل بالغًا عاقلًا عاصيًا مستحقًا للعقاب ¬

_ * الفهرمت لابن النديم (78)، وفيه اسمه (نزرح)، معجم الأدباء (2/ 744)، إنباه الرواة (1/ 241) لسان الميزان (2/ 15)، الوافي (10/ 112)، معجم المعاجم (144). * الملل والنحل (1/ 81)، الفرق بين الفرق (140)، الفهرست لابن النديم (184)، الأنساب (1/ 361)، اللباب (1/ 127)، السير (10/ 203)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقتين 21 و 22) ط. تدمري، لسان الميزان (2/ 40)، الوافي (10/ 155)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 117)، طبقات المعتزلة (52)، هدية العارفين (1/ 232)، إيضاح المكنون (1/ 26)، الأعلام (2/ 55)، معجم المؤلفين (1/ 428)، معجم المفسرين (1/ 106).

وهذا في التحقيق كأنه يقول إن الله يقدر أن يظلم ولو ظلم لكان عادلًا فيكون أول كلامه منقوضًا بآخره" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أحد علماء المعتزلة من أهل الكوفة، قصد البصرة حتى تلقى مبادئ الاعتزال على الزعفراني ثم سكن بغداد فانتهت إليه رياسة المعتزلة بها، ثم انفرد عنهم في بعض المسائل وكان مقربًا إلى يحيى البرمكي، أديبًا ممتازًا في شعره ونثره ويعد من مؤسسي البلاغة، تنسب إليه الطائفة البشرية من المعتزلة" أ. هـ. • قلت: قال صاحب "الفرق بين الفرق" صفحة (140) في ذكر البشرية: "هؤلاء أتباع بشر بن المعتمر، وقال إخوانه من القدرية بتكفيره في أمور هو فيها مصيب عند غير القدرية. فمما كفَّرته القدرية فيه قوله: "إن الله تعالى قادرٌ على لطفٍ لو فعله بالكافر لآمن طوعًا". وكفروه أيضًا في قوله: "إن الله تعالى لو خلق العُقلاء ابتداء في الجنة وتفضَّل عليهم بذلك لكان ذلك أصلح لهم". وكفروه أيضًا بقوله: "إن الله لو علم من عبده أنه لو أبقاه لآمَنَ كان إبقاؤه إياه أصلح له من أن يُميته كافرًا". وكفروه أيضًا بقوله: "إن الله تعالى لم يزل مريدًا". وفي قوله: "إن الله تعالى إذا علم حدوث شيء من أفعال العباد ولم يمنع منه فقد أراد حُدوثه". والحقُّ في هذه المسائل الخمس التي كفَّرت المعتزلة البصرية فيها بشرًا - مع بشر، والمكفرون له فيها هم الكافرة، ونحن نكفر بشرًا في أمور سواها كل واحد منها بدعة شنعاء: أولها: قول بشر بأن الله تعالى ما والى مؤمنًا في حال إيمانه، ولا عادى كافرًا في حال كفره. ويجب تكفيره في هذا على قول جميع الأمَّة، أما على قول أصحابنا فلأنا نقول: إن الله تعالى لم يزل مُواليًا لمن علم أنه يكون وليًّا له إذا وجد، ومعاديًا لمن علم أنه إذا وجد كفر ومات على كفره، يكون معاديًا له قبل كفره وفي حال كفره وبعد موته، وأما على أصول المعتزلة غير بشر فلأنهم قالوا: إن الله لم يكن مواليًا لأحد قبل وجود الطاعة منه فكان في حال وجود طاعته مواليًا له، وكان معاديًا للكافر في حال وجود الكفر منه، فإن ارتدَّ المؤمنُ صار الله تعالى معاديًا له بعد أن كان مواليًا له عندهم. وزعم بشر أن الله تعالى لا يكون مواليًا للمطيع في حال وجود طاعته، ولا معاديًا للكافر في حال وجود كفره، وإنما يوالى المطيع في الحالة الثانية من وجود طاعته، ويعادى الكافر في الحالة الثانية من وجود كفره، واستدل على ذلك بأن قال: "لو جاز أن يوالى المطيع في حال طاعته، ويعاقب الكافر في حال كفره". فقال أصحابنا: لو فعل ذلك لجاز. فقال: "لو جاز ذلك لجاز أن يمسَخَ الكافر في حال كفره"، فقلنا له: لو فعل ذلك لجاز. الفضيحة الثانية من فضائح بشر: إفراطه بالقول في التولُّد، حتى زعَمَ أنه يصح من الإنسان أن يفعل الألوان والطعوم والروائح والرؤية والسمع وسائر الإدراكات على سبيل التولد إذا فعل أسبابها، وكذلك قوله في الحرارة والبرودة

والرطوبة واليبوسة وقد كفره أصحابنا وسائر المعتزلة في دعواه أن الإنسان قد يخترع الألوان والطعوم والروائح والإدراكات. الفضيحة الثالثة من فضائحه: قوله بأن الله تعالى قد يغفر للإنسان ذنوبه، ثم يعود فيما غفر له فيعذبه عليه إذا عاد إلى معصيته. فسئل على هذا عن كافر تاب عن كفره ثم شرب الخمر بعد توبته عن كفره من غير استحلال منه للخمر وفاجأه الموت قبل توبته عن شرب الخمر، هل يعذبه الله يوم القيامة على الكفر الذي تاب منه؟ فقال: نعم. فقيل له: يجب على هذا أن يكون عذاب من هو على ملة الإسلام مثل عذاب الكافر. فالتزم ذلك. الفضيحة الرابعة من فضائحه: قوله بأن الله تعالى يقدر على أن يعذب الطفل ظالمًا له في تعذيبه إياه، فإنه لو فعل ذلك لكان الطفل بالغًا عاقلًا مستحقًا للعذاب. وهذا في التقدير كأنه يقول: إن الله تعالى قادر على أن يظلم، ولو ظلم لكان بذلك الظلم عادلًا، وأول هذا الكلام ينقض آخره. وأصحابنا يقولون: إن الله تعالى قادر على تعذيب الطفل، ولو فعل ذلك كان عَدْلًا منه فلا يتناقض قولهم في هذا الباب، وقول بشر فيه متناقض. الفضيحة الخامسة من فضائحه: قوله بأن الحركة تحصل وليس الجسم في المكان الأول ولا في المكان الثاني، ولكن الجسم يتحرك به من الأول إلى الثاني. وهذا قول غير معقول في نفسه، واختلف المتكلمون قبله في الحركة: هل هو معنى أم لا؟ فنفاها نُفَاة الأعراض، واختلف الذين أثبتوا الأعراض في وقت وجود الحركة: فمنهم من زعم أنها توجد في الجسم وهو في المكان الأول فينتقل بها عن الأول إلى الثاني، وبه قال النظام وأبو شمر المرجئ. ومنهم من قال: إن الحركة تحصل في الجسم وهو في المكان الثاني، لأنها أول كون في المكان الثاني، وهذا قول أبي الهُذَيل والجبائي وابنه أبي هاشم، وبه قال شيخنا أبو الحسن الأشعري رحمه الله. ومنهم من قال: إن الحركة كونان في مكانين، أحدهما في المتحرك وهو في المكان الأول، والثاني يوجد فيه وهو في المكان الثاني. وهذا قول الرواندي، وبه قال شيخنا أبو العباس القلانسي. وقد خرج قولُ بشر بن المعتمر عن هذه الأقوال بدعواه أن الحركة تحصل وليس الجسم في المكان الأول ولا في المكان الثاني، مع علمنا بأنه لا واسطة بين حالى كونه في المكان الأول وكونه في المكان الثاني، وقوله هذا غير معقول له، فكيف يكون معقولًا لغيره" أ. هـ. وفاته: سنة (210 هـ) عشر ومائتين. من مصنفاته: "متشابه القرآن". وله مصنفات في الاعتزال منها قصيدة في أربعين ألف بيت ردّ فيها على جميع المخالفين، و "الحجة في إثبات النبوة".

776 - التبريزي

776 - التَّبْرِيزِي * المفسر: بَشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبد الله، الزينبي الهاشمي الطالبي الجعفري التبريزي البغدادي الصوفي أبو النعمان، نجم الدين. ولد: سنة (570)، سبعين وخمسمائة. من مشايخه: يحيى الثقفي وعبد المنعم بن كليب وغيرهما. من تلامذته: الحافظ الظاهري والمحب الطبري والدِّمياطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية للسبكي: "برع مذهبًا وأصولًا وخلافًا وأفتى وناظر وأعاد بالنظامية" أ. هـ. • الأعلام: "من فقهاء الشافعية، فقد بصره، وتوفي بمكة ... وقيل: كان عينًا على ابن الجوزي" أ. هـ. وفاته: سنة (646 هـ) ست وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "الغُنيان في تفسير القرآن" كبير في مجلدات، وله "أحاسن الكلام ومحاسن الكرام". 777 - بَقَي بن مخْلَد * المفسر: بقي بن مخلد بن يزيد، الأندلسي القرطبي الحافظ، أبو عبد الرحمن. ولد: سنة (201 هـ) إحدى ومائتين. من مشايخه: أبو مصعب الزهري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل وغيرهم. من تلامذته: ابنه أحمد، وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد بن يزيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال ابن حزم الظاهري، أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل "تفسير" بقي، لا "تفسير" محمد بن جرير ولا غيره .. " أ. هـ. • بغية الملتمس: "كتب المصنفات الكبار، والمنثور الكثير، وبالغ في الجمع والرواية، .. روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلًا، ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام مشاهير" أ. هـ. ¬

_ * السير (23/ 255)، الوافي (10/ 161)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 133)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 117)، الأعلام (2/ 56)، معجم المفسرين (1/ 106)، طبقات المفسرين للسيوطي (28)، هدية العارفين (1/ 232)، معجم المؤلفين (1/ 428)، كشف الظنون (1/ 460). * جذوة المقتبس (1/ 274)، الصلة (1/ 118)، المنتظم (12/ 274)، بغيه الملتمس (1/ 301)، معجم الأدباء (2/ 746)، مختصر تاريخ دمشق (5/ 235)، السير (13/ 285)، العبر (2/ 56)، البداية والنهاية (11/ 60)، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 120)، النجوم (3/ 75)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 118)، الشذرات (3/ 318)، نفح الطيب (3/ 264)، معجم المفسرين (1/ 106)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 28) ط. تدمري، تاريخ علماء الاندلس (1/ 169)، تاريخ دمشق (10/ 324)، فهرست ابن خير (290)، تذكرة الحفاظ (2/ 629)، الوافي (10/ 182)، طبقات الحفاظ (277)، طبقات المفسرين للسيوطي (30)، الأعلام (2/ 276)، معجم المؤلفين (1/ 433)، بقي بن مخلد القرطبي، دراسة وتحقيق أكرم ضياء العمري- ط 1، (1404 هـ - 1984 م).

• السير: "كان إمامًا مجتهدًا صالحًا، ربانيًا صادقًا مخلصًا، رأسًا في العلم والعمل، عديم المثيل، منقطع القرين، يفتي بالأثر ولا يقلد أحدًا ... ذكره أحمد بن أبي خيثمة فقال: ما كنا نسميه الّا المكنسة وهل احتاج بلد فيه بقي إلى أن يرحل إلى هاهنا أحد؟ ... وهو الذي نشر الحديث بالأندلس .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "ومما انفرد به، ولم يدخله سواه "مُصنف أبي بكر بن أبي شيبة"، وكتاب "الفقه" للشافعي بكامله، و "تاريخ خليفة"، وكتابه "الكبير في الطبقات"، وكتاب "سيرة عمر بن عبد العزيز" للدورقي، وليس لأحدٍ مثل مُسندِهِ. وكان ورعًا فاضلًا زاهدًا، قد ظهرت له إجابات الدعوة في غير ما شيء قال: وكان المشاهير من أصحاب ابن وضاح لا يسمعون منه، للذي بينهما من الوحشة". وقال: "قال محيي الدين بن العربي: الكرامات منها وطفة بلا كون قبل أن يكون، والإخبار بالمعنيات. وهي على ثلاثة ضُروب: إلقاء، وكتابة، ولقاء. وكان بقي بن مخلد، رحمه الله، قد جمعها. وكان صاحبًا للخضر. شهر هذا عنه. ذكره في مواقع النجوم، ثم شطح المحبين وقال علينا جماعة كذلك، وشاهدناها من ذاتنا غير مرة، ومن هذا المقام ينتقلون إلى مُقامٍ يقولون فيه للشيء كن فيكون بإذن الله". ثم قال: "قال: وكان محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس محبًا للعلوم، عارفًا، فلما دخل بقي الأندلس بمصنف ابن أبي شيبة، وأنكر عليه جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف واستبشعوه، ونشَّطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته، فاستحضره الأمير محمّد المذكور، وأتاهم، وتصفح الكتاب كلّه جزءًا جزءًا، حتى أتى على آخره، ثم قال لخازن الكتب، هذا كتاب لا تستغني خزانتنا عنه، فانظر في نسخه لنا. وقال لبقي: انشر علمك، وارو ما عندك. ونهاهم أن يتعرضوا له". وقال أيضًا: "وذكر عبد الرحمن بن أحمد، عن أبيه، أن امرأة جاءت إلى بقي فقالت: ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإني والهة. قال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره. ثم أطرق وحرّك شفته، ثم بعد مدّة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل سقط قيدي، فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشيخ. قال: فصاح عليّ المُرَسَّم بنا، ثم نظر وتحيَّره ثم أحضر الحداد وقيدني، فلما فرغ ومشيت سقط، فبهتوا ودعوا رهبانهم. فقالوا: لك والدة؟ قلت: نعم. قالوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطاعك الله، فلا يمكننا تقييدك. فزوّدوني وبعثوني. قال: وكان بقي أول من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس، فثاروا عليه لأنهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك، وكان بقي يفتي بالأثر، ويشذ عنهم شذوذًا عظيمًا، فعقدوا عليه الشهادات وبدَّعوه، ونسبوا إليه

778 - ابن درستويه

الزندقة وأشياء نزهه الله منها. وكان بقي يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسًا لا يقع إلا بخروج الدجال. قال: وقال بقي: أتيت العراق، وقد مُنع أحمد بن حنبل من الحديث، فسألته أن يحدثني، وكان بيني وبينه خلة، فكان يحدثني بالحديث بعد الحديث في زي السؤال، ونحن خلوة، حتى اجتمع لي منه نحو من ثلاثمائة حديث" أ. هـ. • البداية والنهاية: "له المسند المبوب على الفقه ... وقد فضله ابن حزم على مسند الإمام أحمد بن حنبل، وعندي في ذلك نظر، والظاهر أن مسند أحمد أجود منه وأجمع وقد رحل بقي إلى العراق فسمع من الإمام أحمد وغيره من أئمة الحديث بالعراق وغيرها يزيدون على المائتين بأربعة وثلاثين شيخًا .. وكان مع ذلك رجلًا صالحًا عابدًا زاهدًا مجاب الدعوة" أ. هـ. • نفح الطيب: "كان إمامًا، زاهدًا، صوّامًا، صادقًا، كثير التهجد، مجاب الدعوة، مجتهدًا، لا يقلد، بل يفتي بالأثر" أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "ذو رحلة واسعة، وكان ورعًا فاضلًا زاهدًا مجاب الدعوة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (273 هـ) وقيل (275 هـ) وقيل (276 هـ) ثلاث وقيل خمس وقيل ست وسبعين ومائتين، ورجح الضبي القول الأخير. انظر بغية الملتمس (1/ 302). من مصنفاته: كتاب في تفسير القرآن وله "المسند". 778 - ابن دِرِسْتَويه * المقرئ: بكار بن أحمد بن بكار بن بيان بن بكار بن زياد ابن درستويه البغدادي، أبو عيسى. ولد: سنة (275 هـ) خمس وسبعين ومائتين. من مشايخه: عبد الله بن أحمد، والحسن بن الحسين الصواف. من تلامذته: أبو الحسن الحماني، وأبو جعفر الكتاني. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة ينزل الجانب الشرقي في سوق يحيى" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن عمرو الداني: ثقة ضابط مشهور" أ. هـ. • العبر: "شيخ المقرئين في زمانه قرأ على جمع من أصحاب الدوري" أ. هـ. • البداية والنهاية: "وكان ثقة أقرأ القرآن أزيد من ستين سنة رحمه الله" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ ثقة مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (353 هـ) ثلاث وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الضائع"، و "كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار، و"التجريد في التجويد" و "قراءة حمزة"، و "قراءة الكسائي". ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 134)، المنتظم (14/ 157)، العبر (2/ 297)، معرفة القراء الكبار (1/ 306)، تاريخ الإسلام (وفيات 353 هـ) ط. تدمري، الوافي (10/ 186)، البداية والنهاية (11/ 271)، النجوم (3/ 338)، الشذرات (4/ 279)، إيضاح المكنون (4/ 221).

779 - العودي

779 - العودي * المقرئ: بكار بن عبد الله بن يحيى بن يونس العودي البصري. من مشايخه: أبان بن يزيد العطار، ويحيى بن سعيد وغيرهما. من تلامذته: بشر بن هلال الصواف، وعلي بن نصر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شهير في رواية أبان. قال الداني: روى عن الخليل عن ابن كثير أنه قرأ {غَيرِ الْمَغْضُوبِ} بالنصب، وروى عن هارون بن موسى بن إسماعيل المكي عن أبي الطفيل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} " أ. هـ. 780 - صَدر الدين المقْدِسي * المفسر: أبو بكر بن إبراهيم بن محمَّد بن مفلح، المقدسي الأصل، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صدر الدين، أبو الصديق. ولد: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: زين الدين بن رجب، وعلاء الدين اللَّحام وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقصد الأرشد: "الإمام العالم الواعظ، قاضي القضاة، صدر الدين .. " أ. هـ. • الضوء اللامع: "تفقه قليلًا، واستنابه أبوه وهو صغير، واستنكر النّاس ذلك، شرع في عمل المواعيد، وشاع اسمه بين العوام، وكان على ذهنه كثير من التفسير والأحاديث والحكايات، مع قصور شديد في الفقه، وولي القضاء استقلالًا .. ثم عزل" أ. هـ. • قضاة دمشق: " ... ذكر له الأسدي ترجمة -في تاريخه- أنه: .. اشتغل بفن الشهادة ومهرها، ثم ولي القضاء، وباشر مباشرة سيئة، ودخل في مناقلات كثيرة قبيحة، ثم بالغ في ذلك مبالغة عظيمة، وتأثل مالًا وعقارًا وأنه سمع -أي الأسدي- من شيخه ابن حجي يقول عنه وعن شرف الدين الرمثاوي كلامًا لا أثر ذكره .. " أ. هـ. وفاته: سنة (825 هـ) وقيل (828 هـ) خمس وعشرين وقيل ثمان وعشرين وثمانمائة وقيل غير ذلك. 781 - ابن قُندس * اللغوي، المفسر أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف البعلى ثم الصالحي الدمشقي، تقي الدين، أبو الصدق، ويعرف بابن قندس. ولد: سنة (809 هـ) تسع وثمانمائة ببعلبك. من مشايخه: التاج ابن بَرْدِس، وابن العصياتي، وشرف الدين بن مُفلح وغيرهم. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 177). * المقصد الأرشد (3/ 154)، الضوء اللامع (11/ 13)، قضاة دمشق (290)، المنهج الأحمد (5/ 204)، الدارس في المدارس (2/ 50)، الشذرات (9/ 246)، السحب الوابلة (1/ 293)، معجم المفسرين (1/ 107). * السحب الوابلة (1/ 295)، المقصد الأرشد (3/ 154)، الضوء اللامع (11/ 14)، الشذرات (9/ 441)، معجم المؤلفين (1/ 434)، معجم المفسرين (1/ 107).

782 - ابن الصائغ

من تلامذته: علاء الدين المرداوي، والشيخ تقي الدين الجراعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السحب الوابلة: "قال ابن أبي تمدينة: شيخ الحنابلة وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم" أ. هـ. • الضوء اللامع: " ... كل ذلك مع الدين المتين والورع الثخين ومزيد التقشف والتواضع والزهد والورع والعفات والتحرى في الطهارة وغيرها والمثابرة على أنواع الخير كالصوم والتهجد والحرص على الانقطاع والخمول وعدم الشهرة وغزارة المروءة والإيثار والتصدق مع الحاجة والإعراض عن بني الدنْيا جملة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في الفقه وأصوله والتفسير والتصوف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني والبيان" أ. هـ. • معجم المفسرين: "شيخ الحنابلة بالشام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم. كان عالمًا بالفقه وأصوله والتفسير والفرائض والعربية والمنطق والمعاني والبيان" أ. هـ. وفاته: سنة (861 هـ) إحدى وستين وثمانمائة بدمشق. من مصنفاته: "حاشية" على المحرر، و"حاشية" على الفروع لمحمد بن مفلح المقدسي. 782 - ابن الصَّائِغ * اللغوي، المفسر: أبو بكر بن أحمد بن الصائغ. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه حنبلي، مفسر، عارف باللغة"أ. هـ. وفاته: سنة (714 هـ) أربع عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "الحسام الماضي في إيضاح غريب القاضي" شرح فيه غريب أنوار التنزيل للبيضاوي في التفسير وضم إليه فوائد كثيرة. 783 - الشَّعْبيّ * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن أحمد بن عمر بن مسلم بن موسى الشعبيّ، أبو العتيق. ولد: سنة (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة. من مشايخه: الأصبعي صاحب العين وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فاضلًا عالمًا باللغة والنحو والفرائض والحساب" أ. هـ. وفاته: سنة (714 هـ) أربع عشرة وسبعمائة. 784 - دَعْسَين * المفسر: أبو بكر بن أحمد بن عليّ القرشي (¬1)، ¬

_ * كشف الظنون (1/ 190 و 665)، هدية العارفين (1/ 235)، معجم المؤلفين (1/ 434)، معجم المفسرين (1/ 107). * بغية الوعاة (1/ 467). * الشذرات (8/ 293)، الأعلام (2/ 61)، معجم المفسرين (1/ 108). (¬1) نسبته إلى قريتين من قبائل المخلاف السليماني، كانوا يسكنون أسافل وادي زمع.

785 - العمادي

أبو العتيق الملقب بدعسين. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، محدث، من فقهاء الزيدية، كان رأس المتقين في مدينة زبيد وانتفع به كثير من أهل تهامة بالجبل. عرض عليه قضاء زبيد في أواخر أيامه، عارفًا بالفقه وأصوله والنحو واللغة والحديث والتفسير ورعًا زاهدًا صالحًا وجيهًا عند الخاص والعام .. " أ. هـ. وفاته: سنة (752 هـ) اثنتين وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح سنن أبي داود". 785 - العِمَادي * المفسر: أبو بكر بن أحمد بن عز الدين أيبك العمادي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، عارف بالتفسير، من أهل دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (793 هـ) ثلاث وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: له كتاب في التفسير، وتلخيص "لمدارك التنزيل" للنسفي. 786 - الحَمَوي * المقرئ: أبو بكر بن أحمد بن مصبِّح الحموي. من مشايخه: محمّد بن محمّد بن ميمون، وابن الجزري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "صاحبنا مقرئ متصدر". وقال: "لم يترك بحماة مثله" أ. هـ. وفاته: سنة (798 هـ) ثمان وتسعين وسبعمائة. 787 - مُلا أبو بكر * المفسر: أبو بكر بن أحمد بن داود الكلالي الكردي الأصل نزيل دمشق. وقيل: أحمد بن داود، أبو بكر. من مشايخه: الملا خالد النقشبندي وغيره. من تلامذته: الشيخ عبد الرزاق البيطار، والمفتي السيد محمود الحمزاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "أحد العلماء الأعلام، المتقدمين في العلوم بدمشق الشام، كان مجاورًا في جامع الورد في سوق صاروجا، وكان ملازما للإفادة العلمية، والآداب العملية، مع التقوى والعبادة، والعفة والزهادة، كثير السكوت عن فضول الكلام، لا يتكلم إلّا في ذكر أو قرآن أو إقراء درس أو افادة حكم من الأحكام، قرأ عليه الأجلاء من العلماء، والكثير من الفضلاء، وكان له مشاركة قوية، في العلوم العقلية والنقلية. وله تأليفات كثيرة، ورسائل شهيرة، وله تفسير على القرآن المجيد اخترمته المنية قبل إتمامه، قد ¬

_ * هدية العارفين (1/ 235)، معجم المفسرين (1/ 108). * غاية النهاية (1/ 179). * حلية البشر (1/ 103)، منتخبات التواريخ (695)، أعيان دمشق (27)، روض البشر (18)، معجم المفسرين (1/ 37) (1/ 108)، الأعلام (2/ 62)، معجم المؤلفين (1/ 435) و (1/ 443).

788 - الكختاوي *

أجاد فيه وأفاد، واعتنى به فوق المراد، وكان معدودًا من ذوي النهاية، معروفًا بالكشوفات والولاية. • منتخبات التواريح: "أستاذ جميع علماء دمشق، له اليد الطولى في التفسير والحديث والتصوف الحافظ لكتاب "الأم" المسند العمدة في الأصلين أصول الحديث وأصول التفسير اشتهر فضله وعم نفعه له مؤلفات كثيرة منها وهو أعظمها صفوة التفاسير الذي لم يسبقه أحد من المفسرين على أسلوبه ومنواله في التصوف وهو الفريد في بابه. عاش نيفًا وأربعين سنة مات سنة (1280 هـ) ودفن بمقبرة حارة الشالق" أ. هـ. • قلت: وقد ذكره صاحب معجم المؤلفين في موضعين الأول (1/ 435) فيه اسمه أبو بكر بن أحمد الكلالي الكردى الشافعي النقشبندي ووفاته فيه (1280 هـ) اعتمادًا على منتخبات التواريخ فقط، وفي الموضع الثاني (1/ 443) اسمه أبو بكر الكردي الدمشقي الشافعي وفاته فيه (1269 هـ) اعتمادًا على حلية البشر فقط. والصحيح هو واحد كما ذكره صاحب الأعلام، وكما حققناه من خلال متابعة الكتب التي ترجمت له، وصاحب منتخبات التواريخ هو وحده الذي ذكر وفاته سنة (1280 هـ) واعتمد عليه صاحب الأعلام ومعجم المؤلفين في أحد الموضعين والصحيح ما ذكره صاحب حلية البشر؛ لأنه ذكر خلال ترجمته له: قال -عبد الرزاق البيطار- "وكان كثيرًا ما يذاكرني مع صغر سني في المسائل العلمية والنوادر الأدبية" أ. هـ. ومنه نعلم أن صاحب حلية البشر كان أحد تلامذته، وكان عُمره حين توفي صاحب الترجمة ثلاث عشرة سنة لأن ولادته -ابن البيطار- سنة (1253 هـ) مع ما تشابه من نقل في المعلومات حول تفسيره الذي لم يتمه وطريقة التصوف النقشبندية مع نسبة الكردي .. والله أعلم. • معجم المفسرين: "من كبار الشافعية في وقته، متصوف، عارف بالتفسير" أ. هـ. • روض البشر: "كان معدودًا من ذوي النهاية معروفًا بالكشف والولاية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "الكردي الشافعي النقشبندي الخالدي نزيل دمشق مفسر محدث متصوف" أ. هـ. وفاته: سنة (1269 هـ)، وقيل (1280 هـ) تسع وستين وقيل ثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "صفوة التفاسير" لم يتمه قال الحصيني: وهو أعظم مؤلفاته، لم يسبقه أحد من المفسرين على أسلوبه ومنواله في التصوف، وهو الفريد في بابه أ. هـ.، و "تنبيه الغافلين على من رد أقوال المتقدمين". 788 - الكَخْتاوي * النحوي: أبو بكر بن إسحاق بن خالد، زين الدين الكختاوي (¬1) المعروف بالشيخ باكير. ولد: في حدود سنة (770 هـ) سبعين وسبعمائة. من مشايخه: العلاء الصيرافي، والعيني ¬

_ * النجوم (15/ 501) جديد، الضوء اللامع (11/ 26)، الوجيز (2/ 591)، التبر المسبوك (78)، حوادث الدهور (1/ 100)، بغية الوعاة (1/ 467)، الشذرات (9/ 379)، الأعلام (2/ 62)، معجم المؤلفين (1/ 435). (¬1) نسبة إلى (كلختا) قال الزبيدي: مدينة بنواحي بلاد التتر.

789 - الشنواني

وغيرهما. كلام العلماء فيه: • النجوم: "كان عالمًا مفيدًا للطلبة غير بحّاث مع أقرانه من العلماء وكان مليح الشكل منوّر الشيبة طاهر اللون وقورًا معَّظمًا عند الخاص والعام" أ. هـ. • الضوء: "وقد ذكره العيني وقال: إن المترجم أخذ عنه وهو أمرد العرق ... وحضر دروس شيخ البرقوقية العلاء وكتب التلويح بخطه وصححه ثم بعد هذا كله ركب هواه واشتغل بما يزيل العقل حتى بلغني أنه كان يجتمع مع اليهود على ما لا يرضي الله وآل أمره إلى أن باع كتبه وغيرها. بحيث أصبح فقيرًا وألجأه الفقر والتهتك إلى السفر لبلاد الروم ... " أ. هـ. ولا يخفى ما فيه من التحامل وإلا فقد ذكره بعض الآخذين عنه فقال: قدم من بلاده وهو إمام عالم فاضل فقيه ... يعرف العقليات ويجيد الإقراء وحصلت له وجاهة في الدولة الأشرفية وكلمة نافذة مع الدين والخير والإنجماع عن النّاس والسكون واللطف وكثرة البر للطلبة والقيام في الحق رحمه الله وإيانا" أ. هـ. • وجيز الكلام: "ولي قضاء حلب فحُمِدَت سيرته ... أثنى عليه شيخنا" أ. هـ. • البغية: "شيخ الشيخونية العلّامة المفنن، قال ابن حَجر: كان إمامًا بارعًا متفننًا في علوم، وتفرّد بالمعاني والبيان وفي لسانه لكنة مع سكون وعقل زائد وحسن شكل وشيبة منوّرة وجلالة عند الخاص والعام" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "نحوي صوفي ولي قضاء حلب" أ. هـ. وفاته: سنة (847 هـ) سبع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح شذور الذهب" لابن هشام في النحو. 789 - الشَّنواني * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن إسماعيل بن شهاب الدين عمر بن عليّ الشنواني (¬1) الشافعي، تونسي الأصل المصري المولد والدار. ولد: سنة (959 هـ) تسع وخمسين وتسعمائة. من مشايخه: ابن قاسم العبادي، ومحمد الخفاجي وغيرهما. من تلامذته: الشهاب أحمد الغنيمي، وعلي الحلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ريحانة الألبا: "القطب الرباني الشنواني الوقائي ... بحر العربية الذي استمدت منه جداول الفضائل، وروض الكمال الذي قامت له الأغصان على سوقها في الخمائل ... " أ. هـ. • لطف السمر: "كان علامة في العربية" أ. هـ. • خلاصة الأثر: "الإمام العلامة الأستاذ علامة عصره في جميع الفنون كان في عصره إمام النحاة ¬

_ * كشف الظنون (2/ 1068)، لطف السمر (1/ 261)، خلاصة الأثر (1/ 79)، هدية العارفين (1/ 239)، إيضاح المكنون (1/ 420)، ديوان الإسلام للغزي (3/ 162)، الأعلام (2/ 62)، معجم المؤلفين (1/ 436)، ريحانة الألبا (1/ 301). (¬1) الشنواني: نسبة إلى شنوان: بلدة بالمنوفية من ريحانة الألبا.

790 - ابن الجندي

تشد إليه الرحال للأخذ عنه والتلقي منه، ... وكان كثير الاطلاع على اللغة ومعاني الأشعار حافظًا لمذاهب النحاة والشواهد، كثير العناية بها حسن الضبط أخذ النّاس عنه كثيرًا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1019 هـ) تسع عشرة وألف. من مصنفاته: له كتب كلها شروح وحواشي على: "الأجرومية"، و "الشذور"، و "القطر" في النحو. 790 - ابن الجندي * المقرئ: أبو بكر بن آيدُغْري بن عبد الله الشمسي المصري سيف الدين الشهير بابن الجندي ويكنى أبا عبد الله. ولد: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. من مشايخه: التقي الصائغ، وإبراهيم بن عمر الجعبري وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن الزيلعي، وعلي بن عُثْمَان بن القاصح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخ مشايخ القراء بمصر، أستاذ كامل ناقل ثقة مؤلف". وقال: "وكان ثقة عالمًا" أ. هـ. • الدرر الكامنة: "قال الذهبي (¬1): له عمل كثير في الفن وبصر بالعربية وفيه دين وحياء" أ. هـ. وفاته: سنة (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "البستان في الثلاثة عشر" قرأت عليه به -ابن الجزري- سوى قراءة الحسن إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}، وألف شرحًا على الشاطبية يتضمن إيضاح شرح الجعبري رأيته يبيض فيه. 791 - المُرادِيّ * النحوي، اللغوي: بكر بن حاطب (¬2) المراديّ القرطبي، أبو محمّد المكفوف. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان ذا علم بالعربية والعروض والحساب، له تأليف في النحو، هو في أيدي الناس" أ. هـ. • البلغة: "أديب لغوي عروضي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مصنفاته: تأليف في النحو وله مصنفات. 792 - العَطّار * النحوي، المفسر: أبو بكر بن حامد بن أحمد بن عبيد الشهير بالعطار الدمشقي الشافعي. وقيل: بكري بن حامد ... ¬

_ * غاية النهاية (1/ 180)، الدرر الكامنة (1/ 471). (¬1) لم نجد قول الذهبي في كتبه المتوفرة لدينا علمًا أن الذهبي توفي سنة (748 هـ) والمترجم له توفي سنة (769 هـ) .. والله أعلم. * تاريخ علماء الأندلس (1/ 174)، البلغة (73)، بغية الوعاة (1/ 463)، معجم المؤلفين (1/ 437). (¬2) في تاريخ ابن الفرضي ومعجم المؤلفين (خاطب) بالخاء المنقوطة. * تاريخ علماء دمشق (1/ 197)، الكوكب الدري المنير (163)، حلية البشر (1/ 372)، منتخبات التواريخ لدمشق (2/ 714)، أعيان دمشق (357)، الأعلام الشرقية (1/ 286).

ولد: سنة (1251 هـ) وقيل (1250 هـ) إحدى وخمسين وقيل خمسين ومائتين وألف. من مشايخه: سليم العطار، وعبد الرحمن الكزبري وغيرهما. من تلامذته: جمال الدين القاسمي، ومحمد سعيد الباني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "أقرأ التفسير والحديث بين العشاءين في الجامع الأموي. تقيًا آية في الورع والتقى رطب اللسان بذكر الله، سليم الصدر يحب الفقراء والمساكين ويعود مرضاهم ويشيع جنائزهم تضلع في العلوم أي تضلع: ففي علم النحو لا يشق له غبار ... وكان إمامًا في الطريقتين، طريقة المصريين وطريقة الأتراك ولا سيما في الطريقة الثانية .. وهو من كبار المحدثين في عصره ... وكان آخر ما قرأه (المقاصد) للسعد التفتازاني. كان ينقل أراء أرباب النحل، ويرجح مذهب أهل السنة بالتفصيل والتحقيق. وقد قالوا: إن مسائل العبادات والأحوال الشخصية كانت نصب عينيه. ومع أنه لم يكن يعني بأسرار الصوفية الغامضة كوحدة الوجود، ووحدة الشهود، والفناء، إلا أنّه كان يجل علوم القوم ويذكرهم بخير ويرى أن يكل إليهم بشأنهم ... شغله التعليم عن التأليف، فلم يترك كتبًا ولا رسائل .. " أ. هـ. • قال صاحب "الكوكب الدري" حول تضلعه بالعلوم: (النحو والصرف والمنطق): لا أكون مغرقًا ولا مطريًا إذا قلت إن شيخي كان أنحى نحاة عصره في دمشق عاصمة قطر الشام فقد كاد علم النحو يكون معجونًا بحجيراته الجثمانية ساريًا بين كروياته الدموية، ولا ينبئك مثل خبير بإلقائه الدرس إذ أغلب كتب النحوكان يلقيها في حلقة درسه عن ظهر قلب كأنه مستظهر متن الكتاب وشروحه وحواشيه، وكان كلما قرر قاعدة نحوية يعللها ويؤيدها بشاهد من كتاب الله تعالى أولًا، ثم يبيت من شعر العرب العرباء ثانيًا، ثم يأتي على اختلاف النحاة، مع دليل كل منهم وبيان الأقوال المرجوحة والراجحة المؤيدة بالأدلة القوية الراجحة. وبهذه المناسبة أقول: كان لتعليم النحو في بلاد العرب الخاضعة لسلطان الدولة العثمانية طريقتان، إحداهما موروثة وهي عين طريقة مصر وأزهرها بدراسة الآجرومية وشروحها والأزهرية والقطر والشذور وشروح ألفية ابن مالك وحواشيها وتوضيحها وتصريحه مع دراسة قواعد الإعراب الممهدة السبيل لدراسة مغني اللبيب إلى آخر ما هنالك من كتب النحو التي ألف المصريون وغيرهم دراستها. والطريقة الثانية اضطرارية وهي طريقة علماء الأتراك العثمانيين بدراسة عوامل وإظهار البركوي وشرحه نتائج الأفكار، ثم كافية ابن الحاجب وشرحها للمنلاجامي. وفي (تفسير كتاب الله تعالى) تتجلى مقدرته بالتفسير مما اقصه بإيجاز، فقد كان يقرأ بين العشائين في الجامع الأموي تفسير الخطيب الشربيني عن ظهر قلب بدون كتاب، بل يتلو الآية الشريفة وتفسيرها غيبًا بما جاء في كتاب التفسير مع الزيادة عليه بما آتاه الله تعالى من علم. أما تلاوة الآيات الشريفة غيبًا فمنشؤها استظهار القرآن الحكيم، وهذا واضح بنفسه. وأما تقرير

التفسير كذلك فمرجعه غزارة العلم، ومرور نظره على كتاب التفسير نظرًا بسيطًا بمدة وجيزة. وحينما ضعف بصره ولم يعد باستطاعته النظر في النقوش المخطوطة والمطبوعة صار يأمرني من حين إلى آخر بعد انقضاء الدرس الخاص بأن أقرأ على مسامعه مقدارًا من تفسير الشربيني الذي يدرسه فيما بعد بحلقته العامة التي كنت أحضرها كل ليلة بين العشائين في الجامع فكنت أجد جميع ما قرأته عليه وهو يسمع يعيده تمامًا ببيان يدخل الآذان بدون استئذان مع زيادة فوائد وفرائد ومواعظ تلائم مقتضى إفهام العوام، بالتوضيح التام، فقدرته قدره، وأخبرته بذلك مجترأ عليه، لكوني من خاصة المقربين من لديه، حتى إنه كان يخصني بأخبار لم يخص بها أقرب النّاس إليه، كما تقتضيه بنوة الروح دون بنوة الجثمان، وقد أجابني بعد عرض تقديري وإعجابي بما معناه "ألم يأن لي يا بني أن أكون كذلك بعد دراسة ستين سنة) ومقصده بذلك هضم نفسه). وفي (علم التوحيد) كان صباح يومي الجمعة والثلاثاء يدرس لتلاميذه كتب التوحيد وآخرها مقاصد السعد التفتازاني. ومن أكبر أولئك التلامذة عمرًا، وأجلهم قدرًا، وأغزرهم علمًا الشيخ أكرم الأفغاني نزيل دمشق ودفينها، وربما أن نسطر سيرته فيما إذا ساعدت المقادير إن شاء الله تعالى في تذكرتنا التي نذكر في طياتها من لقيناهم من عظماء الرجال. وأوضح برهان على ضلاعة شيخي بالتوحيد ما كان يقرره من مسائله بالتفصيل والتدقيق ونقل آراء أرباب النحل والفرق، وترجيح مذهب أهل السنة ولا سيما الأشاعرة في درس مدرسة السلطان سليمان الذي مرت الإشارة إليه آنفًا لأن سلفه قد وافته المنبة بأثناء كتاب التوحيد من صحيح البخاري، فأتمه الخلف. وفي (التصوف) قال: "لا أعني بالتصوف أسرار السادة الصوفية الغامضة كوحدة الوجود أو الشهود، والفناء والبقاء والتجليات القدسية ولطائفها الروحية ومراتبها، وما إلى ذلك مما ورد في كتب ابن عربي الحاتمي والجيلي والفاروقي السرهندي وأضرابهم -قدس سرهم- فإن شيخي لم يدع هذه الدعوة، ولم أسمع منه في حياتي أي تصريح من هذا القبيل، كما أنه لم ينل من السادة الصوفية بسوء، بل كان يجلهم ويذكرهم بخير وتعظيم، ويرى أن نكل إليهم شأنهم ولا نخوض بموضوعات لا تدرك إلا بالذوق، وهذا منهج أغلب فقهاء الخلف ولا سيما السادة الشوافع، بل أعني بالتصوف فقه القلوب الذي وفاه حقه المحاسبي في الرعاية والمكي في قوت القلوب والغزالي في الإحياء وهو طب القلوب ومداواة النفوس بالتخلي عن الأخلاق السافلة كالكبر والحسد والحقد والعجب والرياء والحرص والأثرة والتحلي بأضدادها. وهي الأخلاق الفاضلة. وقد أجمع حكماء الشريعة أن عبادات الجوارح الظاهرة إذا لم تبن علي هذه الأسس الباطنة فإنها لا تساوي جناح بعوضة، بل تعود بالمضرة. ولهذا قال علماء الشريعة إن حديث: إنما الأعمال بالنيات: نصف الدين، وقد كان شيخي -قدس الله ورحه- من فقهاء القلوب المتحلين بالأخلاق الفاضلة، فقد كان مخلصًا،

793 - السهمي

متواضعًا، حليمًا، كريمًا، شفيقًا، عفيفًا، شريفًا، نزيهًا، زاهدًا، صابرًا، راضيًا عن ربه حامدًا شاكرًا، غير آمن مكر الله تعالى، ولا قانط من رحمته، وقد كان من أرباب العزائم بحق نفسه لفرط ورعه، فيتسامح بفتياه أرباب الرخص بما لا يسمح به لنفسه، ومن حكمة الحكيم كما قال بعض السلف أن يضيق على نفسه ويوسع على الناس، ومجمل القول إنه إمام عظيم من أئمة الورع الذين يتقون الشبهات المتعلقة بحقوق الخالق والمخلوقين، ولم يكن في عداد المتورعين من الجزيئات المتهاونين بالكليات، بل كان ورعًا بجميع معنى الكلمة، وكان من أقطاب العباد الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ممن ينطبق عليهم قوله تعالى {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} وقد شهدنا وشهد كل من صحبه أثر السجود باديًا على جبهته وأنفه. وكان ممن يذكرون الله تعالى قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، فلم يكن لسانه ليفتر عن ذكر الله تعالى في خلواته وجلواته وإن أوراده التي كان يحفظها ويتلوها آناء الليل وأطراف النهار يتألف منها سفر عظيم وأغلبها واردة في السنة" أ. هـ. وفاته: سنة (1320 هـ)، وقيل (1319 هـ)، وقيل (1311 هـ) عشرين وقيل: تسع عشرة وقيل إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. 793 - السَّهمْيّ * النحوي، اللغوي: بكر بن حبيب السهمي (¬1) والد المحدث عبد الله بن بكر. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال ابن أبي إسحاق لبكر بن حبيب: ما ألحن في شيء؟ قال: تفعل، فقال له: خذ عليَّ كلمةً، قال: هذه كلمة، قل: كلمة، وقربت منه سنورة فقال لها: أخسي، فقال له: أخطأت: إنما هو إخسئي" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان عالمًا بالعربية في طبقة أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر وهو أكبر من الخليل بن أحمد، ولم يكن له شهرتهُ" أ. هـ. 794 - المكيني * المقرئ: أبو بكر بن أبي الدر المعروف بالرشيد المكيني. من مشايخه: الزين الكردي، والعلم ابن السخاوي وغيرهما. من تلامذته: الرضي بن دبوقا، ومحمد بن المصري وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 750)، إنباه الرواة (1/ 244)، الوافي (10/ 203)، بغية الوعاة (1/ 462). نسبته إلى قريش من قبائل المخلاف السليماني كانوا يسكنون أسافل رادي زمع. (¬1) السّهمي: منسوب لد سهم بن عمرو بن ثعلبة، وهو بطن من باهلة. * معرفة القراء (2/ 676)، تذكرة الحفاظ (4/ 1468)، غاية النهاية (1/ 181).

795 - ابن سمحون

كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أحد الحذاق بالفن" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام حاذق مصدر ماهر" أ. هـ. وفاته: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة، وقد نيف على السبعين، وكان قد أضر. 795 - ابن سَمْحُون * اللغوي: أبو بكر بن سليمان بن سَمْحون الأنصاريّ القرطبي. من مشايخه: ابن الطَّراوة، وأبو القاسم بن رضا وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن بقي، وأبو جعفر بن مضاء وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لابن الأبار: "كان يقرأ القرآن، ويعلم بالعربية مع المشاركة في الحساب" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبيد: أستاذ نحوي أديب شاعر بليغ، عارف بالحساب" أ. هـ من أقواله: الوافي: "كان يقول: ما يجوز على الصراط أنحى من ابن الطراوة" أ. هـ. وفاته: سنة (564 هـ) وقيل (563 هـ) أربع وقيل ثلاث وستين وخمسمائة. 796 - الدِّمْياطِيُّ * المفسر، المقرئ: بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع الهاشمي الدمياطي المحدث، أبو محمد. ولد: سنة (196 هـ) ست وتسعين ومائة. من مشايخه: نعيم بن حماد، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسي، وتلا على تلميذه وَرْش عليه وغيرهم. من تلامذته: أبو جعفر الطحاوي، والطبراني، وقرأ عليه أبو الحسن بن شنبوذ وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان شيخًا أسمرًا مربوعًا، كبير الأذنين". وقال: "قال أبو الشيخ: وكان قد جمعوا له بالرَّملة خمسمائة دينار ليقرأ عيهم التفسير فامتنع وقدم بيت المقدس فجمُع له من الرّملة وبيت المقدس ألف دينار فقرأ علهم الكتاب. وقال النسائي: ضعيف" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "حمل عنه النّاس وهو مقارب الحال" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مشهور" أ. هـ. • لسان الميزان بعد أن ذكر كلمة (ومن ضَعَّفَهُ) ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 220)، الوافي (10/ 234)، غاية النهاية (1/ 181)، بغية الوعاة (1/ 468). * المغني في الضعفاء (978)، تاريخ الإسلام (وفيات 289) ط. تدمري، السير (13/ 425)، ميزان الاعتدال (2/ 61)، العبر (2/ 82)، نهاية النهاية (1/ 178)، لسان الميزان (2/ 61)، الشذرات (3/ 374)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 119)، تاريخ دمشق (10/ 379)، تهذيب تاريخ دمشق (3/ 288)، معجم البلدان (2/ 475)، معجم المفسرين (1/ 109)، هدية العارفين (1/ 334)، كشف الظنون (1/ 447).

797 - الحربي

قال: "يقصد الذين ضعفوه على هذه الرواية ما حكاه أبو بكر القتات مسند أصبهان أنه سمع أبا الحسن بن شنبوذ المقري قال: سمعت بكر بن سهل الدمياطي يقول: هجرت -أي بكرت- يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمان ختمات. فاسمع إلى هذا وتعجب" أ. هـ. وقد ذكره ابن يونس في (تاريخ مصر) وسمى جده نافعًا، ولم يذكر فيه جرحًا، وقال مسلمة بن قاسم: تكلم النّاس فيه" أ. هـ. وفاته: سنة (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين، وقيل (287 هـ) سبع وثمانين ومائتين والأول أصح كما قال الذهبي في تاريخ الإسلام. من مصنفاته: روي له تفسير. 797 - الحَرْبي * المقرئ: بكر بن شاذان بن عبد الله، أبو القاسم البَغْداديّ الحربي. ولد: سنة (322 هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: زيد بن أبي جلال، وأبو بكر محمّد بن علوان وجماعة. من تلامذته: الشّرمقاني، والحسن بن محمّد المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان عبدًا صالحًا ثقة أمينًا". وقال: "قال ابن غالب: وكان لبكر ورد من الليل لا يخلُّ به" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان ثقة أمينًا صالحًا عابدًا زاهدًا، له قيام ليل وكريم أخلاق" أ. هـ. • غاية النهاية: "الواعظ شيخ ماهر ثقة مشهور صالح زاهد" أ. هـ. وفاته: سنة (405 هـ) خمس وأربعمائة. 798 - الزَّين السَّخَاوي * اللغوي: أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الزين السخاوي الأصل القاهري الشافعي. ولد: سنة (845 هـ) خمس وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: النور الورّاق، والأُبدي وغيرهما. من تلامذته: أخذ عنه غير واحد ممن صار في المدرسين. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان متين الدين صادق اللهجة بديع التصور صحيح الفهم" أ. هـ. • الوجيز: "كان له مشهد حافل، وأمطرت السماء حين المرور بجنازته إلى انتهاء دفنه، بل استمر المطر أسبوعًا، وهو ممن تقدم في فنون، وتخرج به فضلاء في العربية والفقه وأصوله ... والإتقان في عمله وكتابته والتحرز في نقله، والتجلد للقيام على العيال بمعاناة التكسب، ... وكان لي به جمال وأنس فإنه أخذ عني هذا الشأن دراية ورواية واستملى عليّ وبيض جملة من ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 96)، المنتظم (15/ 103)، معرفة القراء (1/ 371)، تاريخ الإسلام (وفيات 405) ط. تدمري، العبر (3/ 90)، البداية والنهاية (11/ 377)، غاية النهاية (1/ 178)، النجوم (4/ 237)، الشذرات (5/ 30). * الضوء اللامع (11/ 44)، الوجيز (3/ 1048).

799 - الكلاعي

تصانيفي، ولم يكن عنده من يوازيني، وأما أنا، فقَلَّ أن أعلم في مجموعة مثله، ولذا كله زاد تأسفي على فقده ... " أ. هـ. وفاته: سنة (893 هـ) ثلاث وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب شرحًا على "الآجرومية"، و"القواعد" لابن هشام وغيرهما. 799 - الكِلاعِي * النحوي: بكر بن عبد الله الكلاعي القرطبي، أبو محمّد يعرف بابن القملة. من مشايخه: يحيى بن يحيى وغيره. من تلامذته: ابنه محمّد وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان مؤدبًا لأولاد الخلفاء في النحو والشعر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان من ذوي العلم والأدب والمعرفة بالشعر" أ. هـ. 800 - الحريري * النحوي، المقرئ: أبو بكر بن عبد الله الحريري البعلبكي الدمشقي، سيف الدين. ولد: سنة نيف وتسعين وستمائة. من مشايخه: الحجَّار، والكفَرْي، والمزي وغيرهم. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "الإمام المحصل ذو الفضائل سيف الدين البعلبكي، سمع وكتب واشتغل وأفاد، سمع مني -الذهبي- وتلا السبع" أ. هـ. • الوفيات لابن رافع: "تصدَّر لإقراء العربية بالناصرية ولإقراء القراءات بدار الحديث الأشرفية. وكان محبًا للعلم وأهله" أ. هـ. • الدرر: "مهر في النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (747 هـ) سبع وأربعين وسبعمائة. 801 - الشَّاذِلِي * المفسر أبو بكر بن عبد الله بن أيوب بن أحمد الملوي المصري الشاذلي الغُزُوليُّ، الشيخ زين الدين. ولد: سنة (762 هـ) اثنتين وستين وسبعمائة. من مشايخه: الشيخ حسين الحَبَّار، وصلاح الدين العلائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان يفسر القرآن برأيه على قاعدة شيخه، وهو حسن السمت، عري عن العلم، ولجماعة من النّاس فيه اعتقاد كبير" أ. هـ. • الوجيز: "كان كثير الذكر والعبادة، ولكنه كان عَريًّا عن العلم ولجماعة فيه مزيدُ اعتقاد" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 173)، بغية الوعاة (1/ 463). * المعجم المختص (203)، الوفيات لابن رافع (2/ 26)، الدرر الكامنة (1/ 475)، بغية الوعاة (1/ 469)، الدارس (1/ 46)، الشذرات (8/ 260). * إنباء الغمر (9/ 20)، الضوء اللامع (11/ 37)، الوجيز (2/ 558)، بدائع الزهور (2/ 193).

802 - الأخرم

• الضوء: "شيخ معتقد له زاوية بملوى ... " أ. هـ. من أقواله: في الضوء: "قال فيما ذكره لي -السخاوي- أنه رأى في قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَال لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ} أن الضمير في قوله أخوهم للمرسلين فقلت له: بل لعاد فقال لا لأنه لا يليق بالنبي أن يوصف بأنه أخو الكفرة. فقلت له: فقد قال في الآية الأخرى {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ} فسكت" أ. هـ. وفاته: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. 802 - الأخرم * النحوي: أبو بكر بن عبد الله النابلسي الشافعي، المعروف بابن الأخرم (¬1). ولد: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. من مشايخه: عامر الشبراوي وغيره. من تلامذته: أخذ عنه جماعة من العلماء. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "العالم العلم المحدث الفقيه المعمر ... وله من حواشي وكتب في الفقه والنحو والتوحيد والتصوف أخذ عنه جماعة، وبالجملة فإنه من خيار العلماء أرباب العلومات" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل من أهل نابلس" أ. هـ. وفاته: في شعبان سنة (1091 هـ) إحدى وتسعين وألف. من مصنفاته: ألف مؤلفات كثيرة في الفقه والنحو والتوحيد والتصوف. منها "شرح ألفيه ابن مالك"، و "شرح الجامع الصغير". 803 - الحِصْني * المفسر أبو بكر بن عبد المؤمن بن حريز بن معلَّى الحسيني الحصني (¬2)، تقي الدين. ولد: سنة (752 هـ) اثنتين وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: الشريشي، والزهري، وابن الجابي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "له في الزهد والتقلل من الدُّنْيا حكايات تضاهي ما نقل عن الأقدمين وكان يتعصب للأشاعرة ... " أ. هـ. • الضوء اللامع: "كان خفيف الروح منبسطًا له نوادر ويخرج مع الطلبة إلى الفتوحات ويبعثهم على الانبساط واللعب والمماجنة، مع الدين والتحرز في أقواله وأفعاله، وتزوج عدة ثم انحرف قبل الفتنة عن طريقته وأقبل على ما خلق له وتخلى عن النساء وانجمع عن النّاس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم والتصنيف، ثم بعد الفتنة زاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تعالى والجماعه وصار له أتباع واشتهر اسمه وامتنع من مكالمة كثيرين لا سيما من يتخيل فيه شيئًا وصار ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 87)، ديوان الإسلام للغزي (1/ 164)، هدية العارفين (1/ 240)، أعلام فلسطين (1/ 99)، الأعلام (2/ 67)، معجم المؤلفين (1/ 439). (¬1) الأخرم: على صيغة أفعل من الخرم بالخاء والراء. كما في خلاصة الأثر. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 97)، إنباء الغمر (8/ 110)، الضوء اللامع (11/ 81)، الشذرات (9/ 273)، البدر الطالع (1/ 166)، كشف الظنون (1/ 203)، معجم المفسرين (1/ 110)، الأعلام (2/ 69)، معجم المؤلفين (1/ 445). (¬2) نسبة إلى الحصن من قرى حوران.

804 - الجيتي

قدوة العصر في ذلك وتزايد اعتقاد النّاس فيه وألقيت محبته في القلوب وأطلق لسانه في القضاة، وحط على التقى بن تيمية فبالغ وتلقى ذلك عنه طلبة دمشق وثارت بسببه فتن كثيرة، وتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مزيد احتقاره لبني الدّنْيا وكثرة سبهم حتى هابه الأكابر، وانقطع في آخر وقته في زاوية بالشاغور وكتب بخطه الكثير قبل الفتنة، وجمع التصانيف المفيدة في الفقه والتصوف والزهد وغيرها. وقال: "ترجمه بعضهم بالإمام العلامة الصوفي العارف بالله تعالى المنقطع إليه زاهد دمشق في زمانه الأمار بالمعروف النهاء عن المنكر الشديد الغيرة لله والقيام فيه الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم وأنه المشار إليه هناك بالولاية والمعرفة بالله. وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للاشاعرة منحرفًا عن الحنابلة انحرافًا يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جريًا على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعًا على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "كان خفيف الروح منبسطًا له نوادر ويخرج إلى النزه ويبعث الطلبة على ذلك مع الدين المتين والتحري في أقواله وأفعاله وتزوج عدة نساء ثم انقطع وتقشف وانجمع وكل ذلك قبيل القرن ثم ازداد بعد الفتنة تقشفه وانجماعه وكثرت مع ذلك أتباعه حتى امتنع من مكالمة النّاس وصار يطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات وله في الزهد والتقلل من الدّنْيا حكايات تضاهي ما نقل عن الأقدمين وكان يتعصب للأشاعرة وأصيب سمعه وبصره فضعف وشرع في عمارة رباط داخل باب الصغير فساعده النّاس بأموالهم وأنفسهم ثم شرع في عمارة خان السبيل ففرغ في مدة قريبة، زاد غيره أنه لما بناه باشر العمل فيه الفقهاء فمن سواهم حتى كان الحافظ ابن ناصر الدين كثير العمل فيه مع أنه ممن كان يضع من مقداره لرميه إياه باعتقاد مسائل ابن تيمية، وكراماته كثيرة وأحواله شهيرة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه شافعي، عارف بالحديث والتفسير ... نشأ وتعلم بدمشق وتوفي بها. وإليه تنسب (زاوية الحصني) في محلة الشاغور بدمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" آيات متفرقة من أول القرآن إلى سورة الأنعام في مجلد، وله "شرح صحيح مسلم" في ثلاث مجلدات، وله في التصوف مصنفات وغيرها. 804 - الجِيتي * اللغوي: أبو بكر بن عُثْمَان بن محمَّد الجيتي الحموي الحنفي، تقي الدين. ولد: في حدود سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 231)، الضوء اللامع (11/ 50).

805 - المبلط

كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "أحد فضلاء أهل حماة، عارف بالعربية حسن المحاضرة قدم صحبة علاء الدين بن مغلي من حماة فنزل على كاتب السر ابن البارزي فأكرمه وأحضره مجلس السلطان، وولاه قضاء العسكر وغيره" أ. هـ. • الضوء: "كان ذكيًا ماهرًا في فنون تغلب عليه الأدبيات" أ. هـ. وفاته: آخر ربيع الأول سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة بمرض الطاعون. 805 - المُبَلَط * المقرئ: أبو بكر بن أبي العز بن ناصر الجمال ابن المصري المعروف بالمبلط. من مشايخه: الكمال بن فارس، والكمال الضرير وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم الحكري، ومحمد بن سلمة الغرناطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام ناقل، تصدر بالجامع العتيق بمصر مع الدين والخير، وأقرأ بالقاهرة" أ. هـ. 806 - الشَّيبَانِي * النحوي: أبو بكر بن عليّ بن عبد الله بن محمّد الشيباني الشافعي الموصلي ثم الدمشقي، تقي الدين. في الشذرات: أبو بكر بن عبد البر بن محمّد الموصلي. ولد: سنة (734 هـ) أربع وثلاثين وسبعمائة بالموصل. من تلامذته: الشهاب الزهري، وشمس الدين الصرخدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان يقرئ منازل السائرين ويتكسب من الحياكة ويلقن الذكر ويلبس الخرقة وكان منزه بالقبيبات وكان يعمل المواعيد ويحضر مجالسه الكبار كالشهاب الزهري، وشمس الدين الصرخري وكان ممن جمع بين العلم والعمل" أ. هـ. • الأنس الجليل: "العالم المفيد بقية مشايخ علماء الصوفية وحيد عصره ... وكان من كبار الأولياء جمع بين علمي الشريعة والحقيقة ورزق العلم والعمل" أ. هـ. • الشذرات: "الشيخ الإمام القُدوة الزاهد العابد الخاشع العالم النّسك الرَّبَّاني بقية مشايخ علماء الصُّوفية وجنيد وقته. كان في ابتداء أمره حين قدم من الموصل وهو شاب يتعانى الحياكة وأقام بالقُبيبات عند منزله المعروف زمانًا طويلًا على هذه الحال، وفي أثناء ذلك يشتغل بالعلم، ويسلك طريق الصوفية والنظر في كلامهم" أ. هـ. وفاته: سنة (797 هـ) سبع وتسعين وسبعمائة في بيت المقدس. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 182). * الدرر الكامنة (1/ 480)، إنباء الغمر (3/ 259)، الوجيز (1/ 319)، الأنس الجليل (2/ 164)، الشذرات (8/ 594)، الأعلام (2/ 67)، معجم المؤلفين (1/ 442).

807 - الهاملي

من مصنفاته: له مصنفات لطيفة في التصوف منها: "أدب المريدين". وله "اللمعة الموصلية في معرفة اللغة العربية" رسالة في النحو. وغير ذلك. 807 - الهَامِليّ * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن عليّ بن موسى الهامليّ، أبو عتيق سراج الدين الحنفيّ اليمني. من تلامذته: أبو بكر بن عليّ الحدادي الحنفي وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فاضلًا نبيهًا كاملًا محققًا مدققًا، عارفًا بالفقه واللغة والنحو والشعر، متوسطًا في العلم، معظمًا عند الناس، أخذ عن جماعة وتفقه به جمع، وانتهت إليه رئاسة الفُتيا. وكان شاعرًا فصيحًا بليغًا لو أراد أن يكون كلامه كلةُ شعرًا لفعل ... درس بالمنصورية بزَبيد" أ. هـ. وفاته: سنة (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: له منظومة في الفقه "المنظومة الهاملية"، وله "شرح مختصر القدوري"، و "در المهتدى وذخر المقتدى". 808 - الزَّبيدِي * المفسر: أبو بكر بن عليّ الحداد الزبيدي الحنفي، رضي الدين. في إيضاح المكنون: أبو بكر بن عليّ بن محمد ... من مشايخه: والده، وعلي بن نوح، وعلي بن عمر العلوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "برع في أنواع من العلم واشتهر ذكره وطار صيته. وله زهد وورع وعفة وعبادة جمع تفسيرًا حسنًا هو الآن مشهور عند النّاس يسمونه تفسير الحداد" أ. هـ. • العقود اللؤلؤية: "كان فقيهًا عارفًا كبيرًا متفننًا ورعًا صالحًا، وكان يومئذ أكبر أصحاب أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وله مصنفات حسنة وبه تفقه طائفة من أهل زبيد، وانتفع به الطلبة نفعًا عظيًا" أ. هـ. وفاته: سنة (800 هـ) ثمانمائة بمدينة زَبيد. من مصنفاته: جمع تفسيرًا وهو يسمى تفسير الحداد سماه "كشف التنزيل في تحقيق التأويل" في مجلدين ضخمين، وله شرح منظومة الهاملي سماها "سراج الظلام وبدر التمام". ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 469)، كشف الظنون (2/ 1868)، هدية العارفين (1/ 235)، الأعلام (1/ 67)، معجم المؤلفين (1/ 442). * العقود الؤلؤية (2/ 243)، البدر الطالع (1/ 166)، كشف الظنون (1/ 446) و (2/ 1367)، إيضاح المكنون (2/ 7)، معجم المؤلفين (1/ 441)، الأعلام (2/ 67)، هدية العارفين (1/ 235)، معجم المفسرين (1/ 109).

809 - الحميري

809 - الحِمْيَرِي * المقريء: أبو بكر بن عليّ بن نافع بن محمّد بن نافع الحميري الحضرمي الزبيدي المنعوت بالرضي. من مشايخه: ابن شداد وغيره. من تلامذته: أحمد بن محمَّد بن أحمد الأشعري وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخ القراء بمدينة زبيد من اليمن بعد ابن شداد، تصدر للإقراء مدة" أ. هـ. وفاته: سنة (807 هـ) سبع وثمانمائة. 810 - ابن دَعَّاس * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن عمر بن إبراهيم بن دَعَّاس الفارسي اليمني. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا حنفيًا أديبًا، لبيبًا، فاضلًا نحويًا لغويًّا شاعرًا ماهرًا فصيحًا، نال من السلطان المظفر حظوة، واختص به، ثم طرده لإدلال تكرر منه في حقه من تعز إلى زبيد" أ. هـ. • الأعلام: "كان له علم بالأدب واللغة وفقه الحنفية، إمام في تعز (اليمن) كان أهل زبيد ينسبونه إلى سرقة الشعر ويقولون: إذا حوسب الشعراء يوم القيامة يؤتى بابن دعاس فيقول: هذا البيت لفلان وهذا المصرع لفلان، وهذا المعنى لفلان فيخرج بريًا" أ. هـ. وفاته: سنة (667 هـ) سبع وستين وستمائة بزَبيد. 811 - القُسَنْطِينيّ * اللغوي: أبو بكر بن عمر بن عليّ بن سالم الإمام رضيّ الدين القسنطيني (¬1) الشافعي. ولد: سنة (607 هـ) سبع وستمائة. من مشايخه: زين الدين ابن معطي، وابن الحاجب وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان، وابن جبارة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "كان زوج بنت شيخه زين الدين ابن معط حدثني عنه أبو العلاء الفرضي ثم رحلت وأدركته وقد أضر وشاخ وعليه نور العبادة" أ. هـ. • المعجم المختص: "العلامة النحوي ... درس الفقه والعربية وقد طلب الحديث والرواية وقتًا وكتب الطباق". وقال: "وكان إمامًا خيرًا دينًا" أ. هـ. • الوافي: "كان من كبار أئمة العربية بالقاهرة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان له معرفة تامة بالفقه ¬

_ * غاية النهاية (1/ 182). * بغية الوعاة (1/ 470)، خزانة الأدب البغدادي (6/ 76)، الأعلام (2/ 68)، روضات الجنات (2/ 141). * معجم شيوخ الذهبي (676)، المعجم المختص (204)، لحظ الألحاظ لابن فهد (92)، الوافي (10/ 240)، بغية الوعاة (1/ 470)، الشذرات (7/ 757). (¬1) نسبة إلى قسنطينية، قلعة بحدود إفريقية.

812 - ابن غالبون

ومشاركة في الحديث صالحًا خيرًا دينًا متواضعًا ساكنًا ناسكًا سمع من جماعة كثيرة وأضر بآخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (695 هـ) خمس وتسعين وستمائة. 812 - ابن غالبون * المفسر: أبو بكر بن غالبون. وفاته: كان حيًّا سنة (1236 هـ) ست وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير آية الصوم"، و"سورة القدر". 813 - الكِناني * اللغوي: بكر الكناني. كلام العلماء فيه: • البلغة: "كان غاية في اللغة والفصاحة حتى كان يضرب بفصاحته المثل" أ. هـ. • البغية: "كان من أعلم العلماء باللغة، شاعرًا مجيدًا" أ. هـ. 814 - العبسيّ * النحوي: أبو بكر بن محمّد العبسيّ، أبو العتيق. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فاضلًا عارفًا متفننًا له في النحو اليد الطولى ولي القضاء ببيت حسين -بلد باليمن- ثم عزل نفسه، فأجبر على العَود، فعاد ثم عزل نفسه بعد أيام، وكان مشهورًا في قضائه بالدّين والورع والصّلاح، لم أقف على تاريخ وفاته" أ. هـ. 815 - المازني * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: بكر بن محمّد بن عدي (¬1) البصري، أبو عثمان، صاحب التصانيف، المازني. من مشايخه: أبو عبيدة، والأصمعي، وأبو زيد الأنصاري وغيرهم. من تلامذته: الحارث بن أبي أسامة، والمبرِّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان إماميًا يرى رأي ابن ميثم ويقول بالإرجاء وكان لا يناظره أحد إلا قطعه لقدرته على الكلام" أ. هـ. ¬

_ * معجم المؤلفين (1/ 442)، معجم المفسرين (1/ 109). * البلغة (71)، بغية الوعاة (1/ 466). * بغية الوعاة (1/ 471). * تاريخ بغداد (7/ 93)، الأنساب للسمعاني (5/ 166)، المنتظم (12/ 12)، وفيات الأعيان (1/ 283)، معجم الأدباء (2/ 757)، إنباه الرواة (1/ 247)، العبر (1/ 448)، السير (12/ 270)، تاريخ الإسلام (وفيات 247 أو 248) ط. تدمري، البداية والنهاية (10/ 352)، البلغة (71)، الكامل (7/ 110)، الوافي (10/ 211)، لسان الميزان (2/ 57)، النجوم (2/ 329)، بغية الوعاة (1/ 463)، الشذرات (3/ 216)، أعيان الشيعة (14/ 78)، روضات الجنات (2/ 134)، من مشاهير علماء البصرة (109)، الأعلام (2/ 69)، معجم المؤلفين (1/ 443)، "أبو عثمان المازني ومذاهبه في الصرف والنحو"، رشيد عبد الرحمن العبيدي مطبعة سلمان الأعظمي- بغداد، لسنة (1389 هـ -1969 م). (¬1) وقيل ابن بقي وقيل ابن عثمان.

• وفيات الأعيان: "وقال القاضي بكّار بن قتيبة: ما رأيت نحويًا يشبه الفقهاء إلا حَبّان بن هلال والمازني". • وقال: "روى المبرد عنه أيضًا قال: قرأ عليَّ رجل كتاب (سيبويه) في مدة طويلة، فلما بلغ آخره قال لي: أما أنت فجزاك الله خيرًا، وأما أنا فما فهمت منه حرفًا" أ. هـ. • السير: "وقال المبرِّد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بالنحو وإذا ناظر النحاة لم يستعن بالكلام" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان ورعًا زاهدًا ثقة مأمونًا" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال الحافظ: وكان شيعيًا إماميًا على رأي ابن ميثم ويقول بالإرجاء ... يقال: إنه قيل له: لم قَلَّتْ روايتك عن الأصمعي؟ فقال: رميت عنده بالقدر ومذهب الاعتزال" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان يقول بالإرجاء ... وسئل المازني عن أهل العلم، فقال: أصحاب القرآن فيهم تخليط وضعف وأهل الحديث فيهم حشو ورفاعة والشعراء فيهم هوج، والنحاة فيهم ثقل وفي رواة الأخبار الظرف كله، والعلم هو الفقه" أ. هـ. • قلت: قال رشيد عبد الرحمن العبيدي في كتابه "أبو عُثمَان المازني" صفحة (60) وتحت عنوان دينه ومعتقده: "إن من صفات شخصية المازني أنه (كان في غاية الورع زاهدًا)، حتى إن الرواة ليدلون على ورعه، بأنه امتنع من إقراء اليهودي (كتاب سيبويه) مع العلم بأن اليهودي قد بذل له -كما تقول الرواية- مائة دينار على تدريسه، مع قلته وشدة ضائقته المالية. ولئن دل امتناعه هذا على شيء فلقد دل على زهده وتقواه غير أن شيئًا واحدًا يستوجب لفت النظر، ذلك أن المازني قد قبل الألف الموهوب من الخليفة، فإن كان ما رووه عن زهده صحيحًا فإن قبوله الهبة تقف حائلًا بين أن يكون زاهدًا عن الدّنْيا مترفعًا عن المادة وتصديقنا ما أخبرونا عنه. ولقد التفت (الدُّلجى) إلى هذا الجانب من شخصية المازني، فقال: (ولا يقال كان زاهدًا بدليل قبوله الألف الموهوب له، لأن الفاقه الدائمة يلزمها حوائج مجتمعة ومصارع مؤخرة لا تفي بها الألف ولا فوقها، والدنانير إنما هي دنانير بغداد وهي دراهم في الحقيقة). والحق أنه كان زاهدًا تقيًا ورعًا مقيمًا للصلوات فإن قبول هبة لا تعني ترك الزهد، لقد كان شديد الإيمان بالغيبيات شبيها بالفقهاء لذلك قال القاضي بكار بن قتيبة فيه: (لم أرَ نحويًا قط يشبه الفقهاء إلا ... المازني يعني أبا عثمان) ومع ورعه الشديد وتقواه: ... فقد كان لا يعبأ أن يسوق من الخبر ما ينبو لفظه عن الذوق. إن صفاته هذه صفات عالم عاش في هذا العصر ونشأ في مراكز العلم والحضارة كبغداد والبصرة والكوفة، ولا عجب أن يجمع المازني بين شدة الدين والورع من جهة، ونصيب من الدّنْيا من جهة أخرى. أما تفكيره الديني وعقيدته، فالظاهر أنها كانت مشوبة بشيء من الميل عن مذاهب أهل السنة والجماعة، والمرجح أن أيامه الأولى كانت كذلك

وأنه أظهر شيئًا من الميل إلى فئة دون أخرى في وقت ثم آمن بفكرة ثانية في وقت آخر حتى اطمأن أخيرًا إلى مذهب أهل السنة والجماعة. وعلى أية حال فقد كان للرواة في تفكيره الديني مذاهب متفاوتة ولعل الأهواء والعواطف لعبت دورًا كبيرًا في نسبته إلى المذاهب الدينية. فقد نقل عنه أنه رمى بمذاهب أهل الاعتزال والقدرية، لأنه كان يختلف إلى الأصمعي وروى في ذلك ياقوت الحموي حادثة وقعت بينه والأصمعي وأنه كان يتهرب من إجابة الأصمعي عندما كان يسأله الأخير أن يفسر له آية من القرآن على مذاهب المعتزلة، فعن أبي جعفر الطبري قال: (حضرت مجلس أبي عثمان، وقد قيل له: لم قلت روايتك عن الأصمعي؟ قال: رميت عنده بالقدر والميل إلى مذاهب أهل الاعتزال فجئته يومًا وهو في مجلسه، فقال لي: ما تقول في قول الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}؟ قلت: سيبويه، يذهب إلى أن الرفع فيه أقوى من النصب في العربية لاستعمال الفعل المضمر، وأنه ليس ها هنا شيء بالفعل أولى، ولكن أبت عامة القراء إلا النصب، ونحن نقرؤها كذلك اتباعًا، لأن القراءة سنة، فقال لي: ما الفرق بين الرفع والنصب في المعنى؟ فعلمت مراده، فخشيت أن تُغرى بي العامة فقلت الرفع بالابتداء والنصب بإضمار فعل وتعاميت عليه)، وهذا دليل على أنه لم يتمذهب بالاعتزال ولا جارى حملة هذا المذهب ومفكريه. ولم يؤثر عنه أنه تمذهب لأحد الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل، ولعل هذه المذاهب لم تكن نضجت بعد ولم تأخذ سبيلها في عامة الناس، فكان نصيب المازني منها كنصيب غيره. ولكن البيهقي وحده نقل عنه، عندما جاءه بريد الخليفة المتوكل يريد إشخاصه إليه أنه قال: (بينا أنا قاعد في المسجد إذا صاحب بريد قد دخل وهو يسأل عني، ويقول: أيكم المازني؟ فأشار النّاس إلي فقال أجب، قلت: من؟ ومن أجيب؟ قال: الخليفة. فذعرت منه وكنت رجلا فاطميًا، فظننت أن اسمي رفع فيهم، فقلت أصلحك الله أتأذن لي أن أدخل منزلي فأودع أهلي وأتأهب لسفري؟ فقال افعل ... ). وهذه الرواية الوحيدة التي تخبر بأنه قال (وكنت رجلًا فاطميًا) ولما كان فاطميًا فيجب أن يذعر من الخليفة لأنه عباسي ثم يستمر البيهقي في الخبر حتى يجعل من المازني ذلك الإمام الجليل رجلًا عاطفيًا طائشًا يسمع نقرًا وراء ستارة الخليفة فيقول: (لولا جلالةُ أمير المؤمنين لرقصت عليه) ثم يجعل المازني رجلًا مذبذبًا قلقًا لا يثبت على رأي. يعطى حكمًا في مسألة نحوية، فإذا ظهر أنها مخالفة لرأي الخليفة يبدل حكمه إلى ما يوافق رأي الخليفة، فيأمر له بخمسمائة دينار ويحمل إلى البصرة. وهذا كله مخالف لصفات المازني ولما عرفناه من جلالة القدر والفضل والدين، وهذا كله يدل -أيضا على أن في الخبر ما هو موضوع، منتحل عليه. فإذا صح قوله: (وكنت رجلًا فاطميًا) فما قيمة تصريحه بفاطميته هنا، ثم لماذا انفرد البيهقي بهذا كله ولم يذكره غيره؟ ؟ ثم متى نشأت الفاطمية هذه، وهل هي إلا نسب لجماعة أقاموا دولة متأخرة في مصر في القرن الرابع الهجري؟ فكيف التوفيق إذن -بين

مذهب المازني المتوفى سنة 249 هـ وبين الفاطميين الذين ظهرت حركتهم متأخرة وأسس دولتهم بعد ما يزيد على قرن من وفاة أبي عثمان. وإذا ثبت بطلان هذه الأقوال في مذهبه، فقد نقلوا عنه مذاهب أخرى يضرب بعضها بعضًا. قال النجاشي في الرجال -رجال الشيعة- (من علماء الإمامية أبو عُثْمَان بكر بن محمد- وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم). وقال ياقوت إنه كان إماميًا يرى رأى ابن ميثم ويقول بالإرجاء. وقال صاحب (مفتاح السعادة) إنه: (يقول بالإرجاء) وأسقط القول بإماميته فهذه ثلاثة أقوال يخالف بعضها بعضًا، على أن هناك قولًا رابعًا -وهو الذي سنرجحه- فيما بعد. أما النجاشي ومن نقل عنه من علماء الشيعة كالمامقاني والتفريشي والعاملي فإنهم جميعًا يذهبون إلى أنه كان غلامًا لابن ميثم، ويضيف الخوانساري: (أنه كان غلامه في الأدب كما في الخلاصة) وهذا يعني أنه تتلمذ على يده في الأدب لا في الفقه مما يجعلنا نقدح في الرواية ونتحاشى الأخذ بها. ولقد قام في نفسي. أول الأمر أن كتب الشيعة ستذكره في رجال (ابن ميثم) إن كان الأمر كما تزعم، أو تجعله من رجالها أو مؤلفيها، على الأقل، أو تجعله من الذين أخذوا عن الرضا. ولكن المازندراني في (معالم العلماء) والطوسي (في الرجال) والقمى في (عيون أخبار الرضا) لم يوردوا ذكرًا له قط، فكيف يمكن اعتباره من رجال ابن ميثم؟ صحيح أن (ميثم التمار -أو الطيار كما سماه ابن النديم: (كان من جلة أصحاب عليّ - رضي الله عنه -، وقد كان له ابن اسمه (إسماعيل بن ميثم) وكان بينه وبين المازني من الزمن ما ينيف على مائتي عام، فإذا افترضنا أن المازني كان غلامًا له، فربما قربت الفترة الزمنية بينهما إلى قرن ونصف أو أقل، فإن ذلك متعذر على المازني أن يرى إسماعيل، أو يكون غلامًا له إلا أن يكون (إسماعيل) قد عاش ما ينيف على القرن ونصف القرن! ! . وإذا سلمنا أن المازني قد صار غلامًا (لابن إسماعيل هذا وهو (علي) ابن إسماعيل بن ميثم التمار، وهو كما يقول -ابن النديم-: (أول من تكلم في مذهب الإمامة) فإن المصادر جميعها لم تشر إلى (علي) من قريب أو بعيد، فضلًا عن أن (عليًّا) أول من فكر في مسألة الإمامة وتكلم بها لا إسماعيل أبوه! . ومن هذا كله يتبين لنا أن المازني لم يفكر في (إمامة) ولا كان غلامًا لإمامي، وربما كان ذلك من وضع الواضعين. أما ياقوت ومن ذهب مذهبه فقد خلط بين كونه إماميًا وقوله بالإرجاء، ومعلوم أن بونًا شاسعًا بين المذهبين بل هما على طرفي نقيض. فالإمامية تقول: إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - نص على خلافة عليّ - رضي الله عنه - وقد اغتصبها أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما)، وتبرؤوا منهما، وقدحوا في امامتهما) بينما نرجئ فرقة -وهي المرجئة- إمامة الشيخين إلى الله فلا تلعن ولا تتبرأ ونقول: (كلهم ثقة ... فنحن لا نتبرأ منهما ولا نلعنهما -ولا نشهد عليهما- ونرجئ أمرهما إلى الله حتى يكون الله هو الذي يحكم بينهما).

ولذلك فقد رفض العاملي في (الأعيان) أن يكون المازني إماميًا ويقول بالإرجاء قال: (فلعله من الافتراء. فالإمامية تبرأ من المرجئة). مع أن المرجئة لم تكفر الفرق الثلاث، الخوارج والشيعة والأمويين، و (ينتج من هذا أن موقفهم، إزاء حكم الأمويين موقف تأييد). والمرجح عندي أن المازني أحب عليًّا (- رضي الله عنه -) كما يحبه المسلمون جميعًا، وربما كانت تدفعه عاطفة دينية إلى التعصب إلى أهل البيت، ولكنه لم يفضل عليًّا على غيره كما لم يفضله المسلمون، فكان يقول بالإرجاء، وهذا هو المذهب الصحيح غير المنسوب، وهو مذهب أهل السنة والجماعة. وقد يؤكد صواب ما نذهب إليه أنه كان يطبق بعض مذاهب الإرجاء الفقهية، فالمرجئة تقول مثلًا: (إنه لا يضر مع الإيمان معصية) فإذا صح الخبر الذي نقله المعرّى عنه في الرسالة (أنه قال: إذا كان شرب الخمر أكبر ذنوبي تركته)، كان قوله هذا مصداقًا لإيمانه بالإرجاء قولًا وعملًا. وأغلب ظني أن من نسبه إلى الإمامية إنما اعتمد على قوله: (إنما قلت روايتي عن الأصمعي لأنني رميت عنده بالقدر، ومذاهب الاعتزال) وقد عزى مرة بعض الهاشميين ونقلوا عنه أنه روى عن الرضا، وإلا فليس ثمة ما يؤيد من ذهب إلى أنه إمامي شيعي. وأخيرًا فإن المازني من أهل السنة والجماعة -وهو ما نميل إليه ونؤكده- لم يمل إلى المعتزلة والقدرية ولا الرافضة ولا الخوارج ولم يأخذ برأي من آراء المذاهب الفقهية المشهورة. أما أهل السنة والجماعة فهم أصناف ذكرهم البغدادي في (الفرق بين الفرق) وجعلهم ثماني فرق، وعد المازني من المصنف الرابع منها وهم: (قوم أحاطوا علمًا بأكثر أبواب الأدب، والنحو والتصريف وجروا على سمت أئمة اللغة، كالخليل وأبي عمرو بن العلاء وسيبويه والفراء والأخفش والأصمعي والمازني وأبي عبيد وسائر أئمة النحو من الكوفيين والبصريين الذين لم يخلطوا علمهم ذلك بشيء من بدع القدرية أو الرافضة أو الخوارج، ومن مال منهم إلى شيء من الأهواء الضالة لم يكن من أهل السنة ولا كان قوله حجة في اللغة والنحو). وفي مكان آخر يؤكد البغدادي أن المازني كان من أهل السنة والجماعة وأنه لم يخلط دينه بشيء من بدع الروافض ولا الخوارج أو القدرية قال: (الخليل ... والمازني والمبرد ... وغيرهم من أئمة الأدب لم يكن بينهم أحد إلا وله إنكار على أهل البدعة شديد وبعد عن بدعهم بعيد، ولم يكن في مشاهيرهم من تدنس بشيء من بدع الروافض أو الخوارج أو القدرية). ولقد كان المازني حجة ومرجعًا في النحو واللغة، انتهت إليه رئاسة مدرسة البصرة في عصره ولم يتعنت في الرواية عن أبي شاء فقد روى عن الملوي المعتزلي، وأخبر عن القدرية والثنوية، وأخذ عن الأصمعي، وعزى بعض الهاشميين شعرًا، وروى عن الرضا وقد أخبر عن الإمام عليّ رواية وعن مُعَاوية بن أبي سفيان وفي الخبر مدح لمعاوية فلو كان اماميًا رافضيًا أو فاطميًا -كما ادعى البيهقي- متعصبًا لتحرج من ذكره، فضلًا عن خبر مدحه.

816 - القشيري

وليس هناك ما يدعو إلى العجب، فسبيل أبي عُثمَان في هذا سبيل كل الأئمة العلماء والرواة الذين عاشوا في العصر العباسي الأول، فقد كانوا مسلمين لا يخلطون إسلامهم بشيء من البدع والضلال ولا يضير بعد ذلك -أن يروى الإمام خبرًا عن فاسق أو مسلم، عن ملحد أو مؤمن، أحبوا الصحابة واحترموهم وأجلوا أهل البيت ووقروهم، ولم يفرفوا بينهم، وإنما صرفوا همهم إلى العلم والأدب والتحصيل" أ. هـ. وفاته: سنة (247 هـ) وقيل (248 هـ) وقيل (249 هـ) سبع وأربعين وقيل ثمان وأربعين وقيل تسع وأربعين ومائتين. من مصنفاته: كتاب "التصريف"، و "ما تلحن فيه العامة"، و"العروض". 816 - القُشَيري * المفسر: بكر بن محمّد بن العلاء بن محمّد بن زياد بن الوليد أبو الفضل القشيري. ولد: سنة (264 هـ) أربع وستين ومائتين. من مشايخه: ابن حُشْنَام، والقاضي أبو عمر، وإبراهيم بن حماد وغيرهم. من تلامذته: ابن عراك، وأبو محمّد النحاس، وابن عيشون وغيرهم. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "من كبار فقهاء المالكيين، راوية للحديث" أ. هـ. • السير: "مؤلفه في الأحكام نفيس، وألفَّ في الرد على الشافعي وعلى المزني والطحاوي وعلى أهل القدر" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، متكلم ناقد" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من كبار فقهاء المالكية في وقته، عالم بالحديث والتفسير من أهل البصرة" أ. هـ. وفاته: سنة (344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن"، وله كتاب في الرد على القدرية، وكتاب "أصول الفقه". 817 - تقي الدين الموصلي * المقرئ: أبو بكر بن أبي الكرم محمّد بن أبي بكر الموصلي، تقي الدين. ولد: سنة نيف وثلاثين وستمائة هجرية. من مشايخه: الشيخ عبد السلام الزواوي، وابن أبي اليسر وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "المقرئ العالم المجوَّد الكبير بقية السلف شيخ القراه تقي الدين الموصلي. وكان شيخًا حسنًا خيرًا، موطأ الأكناف، مجموع ¬

_ * ترتيب المدارك (3/ 290)، السير (15/ 537)، العبر (2/ 263)، تاريخ الإسلام (وفيات 344) ط. تدمري، الوافي (10/ 217)، الديباج المذهب (1/ 313)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 120)، الشذرات (4/ 235)، هدية العارفين (1/ 234)، إيضاح المكنون (1/ 36)، شجرة النور (79)، معجم المؤلفين (1/ 445)، معجم المفسرين (1/ 109). * معجم شيوخ الذهبي (681)، معرفة القراء (2/ 748)، البداية والنهاية (14/ 82)، غاية النهاية (1/ 183)، الدرر الكامنة (1/ 489).

818 - مجد الدين التونسي

الفضائل، عارفًا بالروايات، له حرمة وجلالة. جوّد عليه جماعة القرآن، وسمعنا منه (تاريخ داريا) ونعم الشيخ كان" أ. هـ. • البداية والنهاية: "شيخ القراءة عند محراب الصحابة، وشيخ ميعاد ابن عامر مدة طويلة. فقد انتفع الناس به نحوًا من خمسين سنة من التلقين والقراءات وختم خلقًا كثيرًا. وكان يقصد لذلك ويجمع تصديقات يقولها الصبيان ليالي ختمهم. وقد سمع الحديث وكان خيرًا دينًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مجود صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. 818 - مجد الدين التونسي * اللغوي، المقرئ: أبو بكر بن محمّد بن قاسم المرسي الأصل الشيخ مجد الدين التونسي. ولد: سنة (656 هـ)، ست وخمسين وستمائة تقريبًا. من مشايخه: الزين الزواوي، والنبيه حسن بن عبد الله الراشدي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد الذهبي الحافظ، ومحمد بن غدير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "العلامة الإمام ... المقرئ النحوي ... تصدر لتعليم النحو عند قبر زكريا - عليه السلام - بالجامع مدة ... ولم يكن في ذلك الوقت أحد يجاريه لا في القراءات ولا في النحو، وأقبل على الفقه فبَّرز فيه، ودَرّسَ وأفتى، وأقرأ علم الأصول وكان موصوفًا بصحة الذهن، وقوة الذكاء، وجودة المناظرة. تخرج به جماعة كثيرة في القراءات والعربية والأصول مع ما هو عليه من السكون والدِّيانة والسمت الحسن والانقباض عن الناس ... ولم أشاهد أحدًا في القراءات مثله" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "الإمام العلامة، شيخ القراء والنحاة ... تصدر للإقراء زمانًا وكان من أذكياء وقته مع الدين والنزاهة والوقار" أ. هـ. • ذيول العبر: "شيخ القراء والنحاة والبحاثين ... تخرج به الفضلاء، وكان دينًا، حينًا ذكيًا ... " أ. هـ. • الوافي: "حدثني غير واحد أنهم سألوا شمس الدين الأيكي أيهما أذكى ابن الوكيل أو الزملكاني، فقال: هنا شاب مغربي أذكى منهما وأشار إليه. وكان مرضي الطريقة يحب الخلوة والإنقطاع، وتصدر للقراءات بدمشق ... وصحب مرة الباجَر يقيّ ثم ظهر له انحلاله، فتبرأ منه، وبادر إلى القاضي المالكي فجدد إسلامه وتاب. وكان فيه دين وسكينة ووقار وخير ... وكان آية في الذكاء حدثني غير واحد أثقُ به أنه لم ير مثله ... ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (680)، معرفة القراء (2/ 741)، ذيول العبر (99)، الوافي (4/ 351)، غاية النهاية (1/ 183)، الدرر الكامنة (1/ 493)، النجوم (9/ 243)، السلوك (2/ 1 / 188)، الدارس (2/ 296)، درة الحجال (1/ 224)، بغية الوعاة (1/ 471)، الشذرات (8/ 86).

819 - المزاعي

وكان نحوي عصره بدمشق. وامتحن على يد الأمير سيف الدين كراي النائب بدمشق فقتله بباب القصر الأبلق بالعصي ضربًا كثيرًا لما ألقي المصحف وسبّ الأمير الخطيب جلال الدين فقال له الشيخ مجد الدين: اسكت، اسكت وقوّى نفسه ونفسه عليه فرماه وقتله ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "الإمام العلامة الأستاذ ... ولي مشيخه التربة الأشرفية ومشيخه جامع التوبة" أ. هـ. • الدرر: "اشتغل ببلاده وتعانى القراءات، ثم دخل القاهرة، ودخل دمشق ... وجلس بالجامع للإقراء وناب في الإمامة واشتهر أمره وشاعت فضائله وولي المشيخة في الإقراء بعدة أماكن وتدريس النحو بالناصرية. وصار شيخ الإقراء والعربية بالبلد" أ. هـ. • النجوم: "كان من فضلاء المالكية" أ. هـ. وفاته: في ذي القعدة سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة. 819 - المزاعيّ * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن محمّد المزاعيّ البَجَليّ الشافعي أبو عتيق. من مشايخه: ابن بصيبص وغيره. من تلامته: الخزرجي وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا نبيهًا ذكيًا لوذعيًا عارفًا بالفقه والنحو واللغة أخذ النحو عن ابن بصيبص وكان بارعًا في فنونه كلها وكان ينقل كثيرًا من أشعار العرب ومن المقامات، وله سؤلات عجيبة في الفقه وكان مفرطًا في الذكاء. تفقه به جماعة من أهل زبيد وغيرهم. قال: وهو شيخي الذي انتفعت به في فن الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (761 هـ) إحدى وستين وسبعمائة. 820 - الأَعْزازِي * المقرئ: أبو بكر بن محمّد بن أبي بكر بن الأعزازي الصالحي، يُنعت بالصلاح. من مشايخه: ابن مؤمن الواسطي، ومحمد بن جَابر الوادياشي وغيرهما. من تلامذته: عليّ بن إبراهيم الصالحي، ومحمد بن محمّد بن ميمون البلوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (784 هـ) أربع وثمانين وسبعمائة. 821 - السِنْجَارِي * المفسر: أبو بكر بن محمّد بن قاسم بن عبد الله السنجاري (¬1)، شجاع الدين الحنبلي. ولد: سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مشايخه: أحمد بن يوسف بن إبراهيم ابن ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 469). * غاية النهاية (1/ 184). " الدرر الكامنة (1/ 493)، إنباء الغمر (2/ 298)، المقصد الأرشد (3/ 153)، الشذرات (8/ 536)، السحب الوابلة (1/ 319)، معجم المفسرين (1/ 110). (¬1) من أهل سنجار بالعراق.

822 - القرع النحوي

الكرسي، والتقي الدقوقي وغيرهما. من تلامذته: نصر الله البغدادي، وولده قاضي القضاة محب الدين. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "الشيخ الإمام المحدث، كان فاضلًا مسندًا حَدَّث بالكثير .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه، مفسر، من علماء الحنابلة" أ. هـ. وفاته: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. 822 - القرع النحوي * اللغوي: أبو بكر بن محمّد الدمشقي الملقب بالقرع (¬1) النحوي. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "برع في العربية، وكان شافعي المذهب" أ. هـ. وفاته: سنة (794 هـ) أربع وتسعين وسبعمائة. 823 - أبو المناقب السيوطي * النحوي، المقرئ: أبو بكر بن ناصر الدين محمّد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر الدين عُثْمَان بن ناصر الدين بن سيف الدين خضر ... الخضيري السيوطي الشافعي. ولد: سنة (804 هـ)، وقيل (801 هـ) أربع وقيل إحدى وثمانمائة. من مشايخه: الشهاب الصنهاجي، والسراج الحمصي وغيرهما. من تلامذته: البرهان ابن ظهيرة، والمحب بن أبي السعادات، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تفنن وكتب المنسوب، وأشير إليه بالفضيلة، وبالبراعة في صناعة التوقيع وجلس شاهدًا عند الشهاب بن تقي ولذا لما ذكره الخليفة الظاهر في قضاء مكة واستشار شيخنا فيه، ولا يزال يعرّفه له حتى عرَفه قال: كان شاهدًا عند ابن تقي فعدل عنه إلى السوبيني بل شيخنا هو المعين له، وناب في القضاء وفي الخطابة بجامع ابن طولون ودرس بالجامع الشيخوني وغيره. وكان يذكر بالحمق والإعجاب بنفسه مع نظم ونثر ومحاسن، وله انتماء لبيت الخليفة وربما أقرأ بعض آلهم. . " أ. هـ. • بغية الوعاة: "ولد في أوائل القرن بسيوط ... ودأب إلى أن برع في الفقه والأصلين والقراءات والحساب والنحو والتصريف والمعاني والبيان والمنطق وغير ذلك، وكان له في الإنشاء اليد الطولى، وكتب الخط المنسوب" أ. هـ. وفاته: سنة (855 هـ) خمس وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "حاشية على أدب القضاء للغزي"، و "التصريف"، و "حاشية على شرح الألفية لابن المصنف" لم يتمها. ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 128)، بغية الوعاة (1/ 472). (¬1) في بغية الوعاة: الملقب بالفرنج النحوي. * الضوء اللامع (11/ 72)، التبر المسبوك (356)، بدائع الزهور (2/ 289)، بغية الوعاة (1/ 472)، نظم العقيان (95)، الشذرات (9/ 415)، كشف الظنون (1/ 826) و (2/ 1144)، الأعلام (2/ 69)، معجم المؤلفين (1/ 444).

824 - تقي الدين القاري

824 - تقي الدين القاري * النحوي، المقرئ: أبو بكر بن محمَّد بن يوسف القاري ثم الدمشقي الشافعي، تقي الدين. من مشايخه: البُرهان بن أبي شريف، والقاضي زكريا وغيرهما. من تلامذته: الشهاب الطيبي، والعلاء بن عماد الدين وغيرهما كلام العلماء فيه: • الشذرات: "الإمام العالم العلامة المحقق المدقق، الفهامة، شيخ الإسلام. كان محققًا، مدققًا، واقفًا مع المنقول، عالمًا بالنحو والقراءات والفقه والأصول" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "قال والد شيخنا اعتراه في آخر عمره نحول وذبول وسعال ومع ذلك كان يشتغل النّاس عليه حتى غلبه المرض وتوفي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (945 هـ) خمس وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: نظم أرجوزة لطيفة في عقيدة أهل السنة، وله شعر حسن. 825 - البَنَّاني * المفسر: أبو بكر بن محمّد بن عبد الله البناني الفاسي الرباطي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "متصوف، فاضل، مولده ووفاته في رباط الفتح، أصله من فاس" أ. هـ. وفاته: سنة (1284 هـ) أربع وثمانين ومائتين وألف في رباط الفتح. من مصنفاته: له في التصوف أكثر من (60 كتابًا) منها: "مدارك السلوك إلى ملك الملوك"، و "تفسير القرآن العظيم" بالإشارة، و "تحفة الممالك بشرح ألفية ابن مالك" بالإشارة على طريقة القوم. 826 - شَطَا * المفسر: أبو بكر بن محمّد شطا البكري الدمياطي الشافعي. ولد: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "نزيل مكة، فقيه، صوفي"أ. هـ. وفاته: سنة (1310 هـ) عشر وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: تفسير القرآن الكريم وصل فيه إلى سورة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .. }، و "إعانة الطالبين على حل ألفاظ الفتح المعين" في فروع الفقه الشافعي و "تحفة الأذكياء شرح قصيدة سلوك طريق الأولياء للمليباري". ¬

_ * الدارس (1/ 465) و (2/ 220)، الشذرات (10/ 370)، الكواكب السائرة (2/ 89)، معجم المؤلفين (1/ 446). * معجم المطبوعات لسركيس (591)، الأعلام (2/ 70)، معجم المؤلفين (1/ 445)، معجم المفسرين (1/ 110). * معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 246)، معجم المطبوعات لسركيس (577)، هدية العارفين (1/ 241)، إيضاح المكنون (2/ 370)، معجم المؤلفين (1/ 444).

827 - الكردي المصنف

827 - الكردي المصنف * اللغوي: أبو بكر بن هداية الله المربواني الكوراني الكردي الحسيني المصنف. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية: "من فقهاء الشافعية ومؤرخيهم ومن أعيان الأكراد لقب بـ (المصنف) لكثرة تصانيفه. كان مع علمه بالعربية يجيد الفارسية والتركية ... وله فيهما تصانيف" أ. هـ. • تاريخ السليمانية: "يقول الملا محمد القزلجي في (التعريف): إنه من الأسرة الجورية، و (جور) قرية في منطقة (مريوان) ومن أعاظم العلماء المحققين. أقام في المدينة المنورة فعد مرجعًا لطلاب العلم ورواد الكمال ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1014 هـ) أربع عشرة وألف. من مصنفاته: "سراج الطريق"، و "رياض الخلود" وغير ذلك. 828 - الجُذامي * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن يحيى بن عبد الله الجُذامي المالقيّ (¬1)، المعروف بالخفاف. من مشايخه: الشّلَوَبين وغيره. من تلامذته: ابني القاضي تاج الدين بنت الأعز وهما صدر الدين وتقي الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان نحويًا بارعًا، ورجلًا صالحًا مباركًا". وقال: "وكتب بخطه كثيرًا من كتب النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (657 هـ) سبع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: شرح سيبويه، وشرح إيضاح الفارسي، وشرح لمع ابن جني وينسب إليه الكتاب المجهول في الفقه على مذهب مالك فإنه وجد في كتبه بخطه غير منسوب فيرون أنه من تصنيفه. 829 - الشَّاغُوري * النحوي: أبو بكر بن يعقوب بن سالم الشاغوري، شهاب الدين الديري، الرحبي. من مشايخه: جمال الدين بن مالك وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان قد جّود العربية ويظن أنه يلي مكان الشيخ جمال الدين إذا توفي، فلما أخرجت الوظيفة عنه تألّم من ذلك". وقال: "وحكى لي -المتكلم هو الصفدي- من لفظه العلامة أمير الدين عن هذا الشاغوري: أنه كان يدع النّاس بالجامع الأموي يصلّون المغرب في الحائط الشمالي ويتمشى هو على العادة من ¬

_ * طبقات الشافعية للمترجم له (مقدمة الناشر)، تاريخ السليمانية (233)، الأعلام (2/ 71)، معجم المؤلفين (1/ 447). * بغية الوعاة (1/ 473)، كشف الظنون (1/ 212)، روضات الجنات (2/ 142) معجم المؤلفين (1/ 447). (¬1) مالقة من جملة بلاد جزيرة أندلس، مدينة بالأندلس عامرة من أعمال ريّة ... أ. هـ. انظر معجم البلدان (5/ 43). * الدرر الكامنة (1/ 501)، الوافي (10/ 267)، بغية الوعاة (1/ 473)، معجم المؤلفين (1/ 447).

830 - أبو عتيق الحنفي

الحائط الشرقي إلى الحائط الغربي ويُري النّاس أنه غير مكترث بالصلاة فجاء إليه إنسان وقال له: لو أظهرت من الزندقة ما عسى أن تُظهر ما دَعَوْناك نحويًا أو كما قال" أ. هـ. • الدرر الكامنة: "كان ضيق العيش بدمشق حسن الخلق كثير المروءة والتواضع مطرح الكلفة غير مزاحم على المناصب وكان بعض التجار أعطاه ألف درهم فسافر معه إلى اليمن فحصل له قبول من ملكها المؤيد وأقبل عليه أهل اليمن وحصل له بها مال كثير" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "حكيم نحوي، مشارك في أنواع من العلوم، كان يقرئ ثلاثين درسًا في ثلاثين علمًا وصنف التصانيف" أ. هـ. وفاته: سنة (703 هـ) ثلاث وسبعمائة، وقيل (704 هـ) أربع وسبعمائة. 830 - أبو عَتِيق الحنفي * النحوي، اللغوي: أبو بكر بن يوسف المكي، أبو عتيق الحنفي. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا جليل القَدْر، عالمًا كبيرًا مشهورًا لغويًّا نحويًا متأدبًا مترسلًا، عارفًا بالطب، ورعًا صّينًا زاهدًا قانعًا، وهو أحد فقهاء زبيد المشهورين. ورأى بعض الأخيار في خامس عشر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وستمائة أنّ منارة مسجد الأشاعر بزَبيد سارت من موضعها إلى مقابر باب سهام ثم غابت هنالك. فمات أبو بكر بعده ودفن في الموضع الذي رأى الرجل أنّ المنارة غابت فيه" أ. هـ. وفاته: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. 831 - الحَرِيرِي * النحوي، المقرئ: أبو بكر بن يوسف بن أبي بكر بن يوسف بن أبي بكر بن محمود بن عُثمَان بن محمود المِزّي، زين الدين الشافعي يعرف بالحريري. ولد: سنة (646 هـ)، ست وأربعين وستمائة تقريبًا. من مشايخه: الزواوي، والمرسي، والصدر البكري وغيرهم. من تلامذته: حفيده الشرف محمد، والبهاء المعافري بن الكوكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "فيه ود وخير وتواضع وصيانة وملازمة للوظائف، وكان صديقًا لعلاء الدين بن غانم" أ. هـ. • ذيول العبر: "كان كيس الجملة، عالمًا، متواضعًا، مقرئًا بالسبع" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كامل ... " أ. هـ. • الدرر: "تلا بالسبع، وولي مشيخه القراءة والنحو بالعادلية" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 474). * معجم شيوخ الذهبي (683)، ذيول العبر (146)، المعجم المختص (205)، غاية النهاية (1/ 184)، الدرر الكامنة (1/ 501)، الشذرات (8/ 127).

832 - ابن المستاذن

وفاته: في ربيع الأول سنة (726 هـ) ست وعشرين وسبعمائة، وله ثمانون سنة. 832 - ابن المستاذن * المقرئ: أبو بكر بن يوسف بن أبي الفتح العدني رضي الدين بن المستأذن. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "تعانى النظر في الأدب ومهر في القراءات وتكلم على النّاس بجامع عدن وخطب ولم ينجب سمعت من نظمه وسمع مني كثيرًا" أ. هـ. • الضوء: "كان بعض أصحابنا ينسبه إلى المجازفة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (816 هـ) ست عشرة وثمانمائة وقد تجاوز الستين. 833 - الدَّامَغَاني * المفسر: بُكير بن معروف، أبو معاذ، ويقال: أبو الحسن الأسدي الدامغاني، قاضي نيسابور. من مشايخه: مقاتل بن حيان، وأبو الزبير، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم. من تلامذته: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التاريخ الكبير: "قال أحمد: ما أرى به بأسًا يروي عن مقاتل بن حيان" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ذاهب الحديث" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وثقة بعضهم. وقال ابن المبارك: ارْمِ به. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ليس حديثه بالمنكر جدًّا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي- خرّج له أبو داود في (المراسيل) ما رواه مُقاتل بن حيّان عن الضحّاك في قوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ} قال: هو على العرش وعلمه معهم" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "فيه لين من الطبقة السابعة" أ. هـ. وفاته: سنة (163 هـ) ثلاث وستين ومائة. 834 - الكرخيّ الأصبهاني * اللغوي: بُندار بن عبد الحميد، أبو عمرو الكرخي الأصبهاني، يعرت بابن لُرّة. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 129)، الضوء اللامع (11/ 98)، الشذرات (9/ 177). * التاريخ الكبير (2/ 117)، تاريخ دمشق (10/ 390)، تهذيب الكمال (4/ 252)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 17) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 68)، الوافي (10/ 272)، تهذيب التهذيب (1/ 495)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 122)، معجم المفسرين (1/ 110). * معجم الأدباء (2/ 765)، إنباه الرواة (1/ 256)، الفهرست (91)، إشارة التعيين (63)، الوافي (10/ 291)، البلغة (42)، بغية الوعاة (1/ 476)، روضات الجنات (2/ 143).

835 - المنصوري

من مشايخه: القاسم بن سلَّام، وأبو عبيدة معمر بن المثنى وغيرهما. من تلامذته: ابن كيسان وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "في كتاب أصبهان: كان بندار بن لرة متقدمًا في علم العربية ورواية الشعر، وكان ممن استوطن الكرج، ثم خرج منها إلى العراق فظهر هناك فضله". وقال: "قرأت بخط عبد السلام البصري في كتاب (عقلاء المجانين) لأبي بكر بن محمّد الأزهري حدثنا محمّد بن أبي الأزهر قال: كنت يومًا في مجلس بندار بن لرة الكرخي بحضرة منزله في درب عبد الرحيم الرزامي بدكان الأبناء، وعنده جماعة من أصحابه، إذ هجم علينا المسجد برذعة الموسوس، ومعه مخلاة فيها دفاتر وجزازات، وقد تبعه الصبيان، فجلس إلى جانب بندار، وكأنَّ بندارًا فرق منه، فقال: اطرد ويلك هؤلاء الصبيان عني، فقال لنا: اطردوهم عنه، فوثبت أنا من بين أهل المجلس فصحتُ عليهم وطردتهم، فجلس ساعةً ثم وثب فنظر هل يرى منهم أحدًا فلما لم يرهم رجع فجلس ساعة ثم قال: اكتبوا: حدثني محمّد بن أحمد بن عسكر بن عبد الرزاق عن معمر قال: سئل الشَّعْبيّ ما اسم امرأة إبليس فقال: هذا عرس لم أشهد إملاكه. ثم أقبل علي بندار فقال: يا شيخ ما معنى قول الشاعر: وكنتُ إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها فقال لنا بندار: أجيبوه، فقال: يا مجنون أسألك ويجيب غيرك؟ فقال بندار: يقول إنما لما رآها فعلت ما فعلت من سفورها، ولم تكن تُعْهد به، علم أنها قد حذرته من بحضرتها ليحجم عن كلامها وانبساطه إليها فضحك ومسح يده على رأس بندار وقال: أحسنت يا كيس، وكان بندار قد قارب في ذلك الوقت تسعين سنة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "لغوي، راوية للأخبار والأشعار، مكثر حافظ لآثار العرب ونوادرها" أ. هـ. • إشارة التعيين: "وكان الطوسي صاحب ابن الأعرابي يوصي أصحابه بالأخذ عنه ويقول هو أعلم مني وعُمِّر تسعين سنة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان يحفظ سبعمائة قصيدة، أول كل قصيدة بانت سعاد" أ. هـ. من مصنفاته: كتاب "جامع اللغة"، وكتاب "معاني الشعر". 835 - المَنْصُورِي * المفسر: بيبرس المنصوري الخطائي الدوادار، ركن الدين. ¬

_ * الدرر الكامنة (2/ 43)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 122)، الوافي (10/ 352)، ذيول العبر (141)، النجوم (9/ 263)، السلوك (2/ 1 / 269)، حسن المحاضرة (1/ 555)، الشذرات (8/ 120)، هدية العارفين (1/ 233)، الأعلام (2/ 80)، معجم المؤلفين (1/ 452)، معجم المفسرين (1/ 111)، كتابه "التحفة الملوكية في الدولة التركية" تحقيق الدكتور عبد الحميد صالح حمدان -الدار المصرية اللبنانية- الطبعة الأولى (1987).

836 - العبدري

كلام العلماء فيه: • الوافي: "صنّف تاريخًا كبيرًا بإعانة كاتبه ابن كبر النصراني وغيره وكان عاقلًا وافر الهيبة ذا منزلة وكان السلطان يقدم له ويأذن له في الجلوس" أ. هـ. • الدرر: "كان كثير الأدب حنفي الدين عاقلًا قد أجيز بالإفتاء والتدريس وله بر ومعروف، كثير الصدقة سرًّا ويلازم الصلاة في الجماعة، وغالب نهاره في سماع الحديث والبحث في العلوم، وليله في القرآن والتهجد مع طلاقة الوجه ودوام البشر رحمه الله تعالى" أ. هـ. • النجوم: "كان له أوقات على وجوه البر وهو صاحب المدرسة الدوادارية بخط سُويقة العزى خارج القاهرة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أحد وزراء المماليك المصريين ومؤرخيهم كان من مماليك السلطان الملك المنصور قلاوون الألفي"أ. هـ. • قلت: ذكر محقق كتاب "التحفة الملوكية في الدولة التركية" للمترجم له، الدكتور عبد الحميد صالح حمدان في صفحة (11) ما نصه: "ومن يقرأ كتابه (مواعظ الأبرار) الذي ألفه بعد خروجه من السجن (لينتفع به المريد في انقطاعه إلى عبادة ربه المعبود ويرفض ما سواه من الوجود) سيدهش لتحره في العلوم الدينية وتذوقه لحلاوة القرآن ولتفسيره الصوفي له" أ. هـ. وفاته: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: تفسير القرآن سماه "مواعظ الأبرار"، و"زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة" في 25 مجلد في التاريخ. 836 - العَبْدَرِي * المفسر: بيبش بن محمّد بن عليّ بن بيبش العبدري، أبو بكر الشاطبي. ولد: سنة (524 هـ) خمس وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن هُذَيل، وأبو عبد الله بن سعادة، وأبو طاهر السلفي وغيرهم. من تلامذته: أبو محمد، وأبو سليمان ابنا حوط الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان امرًا صدق، حميد السيرة في قضائه، عدلًا صليبًا في الحق مهيبًا حافظًا للحديث مر عليه زمان قلما كان يغيب عنه فيه شيء من صحيح البخاري لحفظه إياه متصرفًا مع ذلك في الفقه والنحو والتفسير" أ. هـ. • معجم المفسرين: "حافظ للحديث مفسر نحوي من فقهاء المالكية من أهل شاطبة وبها نشأ وتعلم" أ. هـ. • الأعلام: "كان معدودًا في أهل الشورى والفتيا قبل أن يلي القضاء" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: التصحيح في اختصار الصحيح للبخاري، وكتاب في جمع الأحاديث التي زاد مسلم في تخريجها على البخاري وغير ذلك. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 228)، طبقات المفسرين للسيوطي (32)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 125)، الأعلام (2/ 80)، معجم المفسرين (1/ 111)، معجم المؤلفين (1/ 453).

837 - الأصفهيدي

837 - الأَصْفَهِيدِي * النحوي: تاج بن محمود تاج الدين العجمي الأصفهيدي الشافعي نزيل حلب. ولد: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. من تلامذته: ابن خطيب الناصرية وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "كان أعزب مع العفة والديانة .. وأقام بالمدرسة الرواحية" أ. هـ. • الضوء اللامع: "ولي تدريس النحو في حلب وإقراء الحاوي، كان إمامًا عالمًا ورعا عزبا عفيفا غير متطلع للدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (807 هـ) سبع وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح على المحرر"، و "شرح على ألفية ابن مالك، في النحو". 838 - تغري بردي * النحوي، اللغوي، المقرئ: تغري بردي بن أبي بكر بن قرابغا، الناصري الحنفي، نزيل الرواحية، وسبط الشنشي. ولد: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: العز بن عبد السلام البغدادي، وابن الديري، وابن الهمام وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "اشتغل وأخذ المنطق، وفهم الفقه، والعربية، والقراءات. وكان خيرًا، أقرأ، وأفاد" أ. هـ. • وجيز الكلام: "وكان خيرًا فاضلًا أقرأ، وأفاد" أ. هـ. وفاته: سنة (895 هـ) خمس وتسعين وثمانمائة عن نحو السبعين. 839 - ابن التَيَّان * اللغوي: تمام بن غالب بن عمرو [أو عمر] القرطبي المعروف بابن التياني، نريل مُرْسِيَة، أبو غالب. من مشايخه: أبوه، وأبو بكر الزبيدي، وعبد الوارث بن سفيان وغيرهم. من تلامذته: حاتم بن محمّد وغيره. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "كان إمامًا في اللغة، ثقة في إيرادها، مذكورًا بالديانة والعفة، والورع، ... ، وله كتاب مشهور جمعه في اللغة" أ. هـ. • الصلة: "كان إمامًا في اللغة، وثقة في إيرادها مذكورًا بالديانة والعفة والورع. وله كتاب في ¬

_ * إنباء الغمر (5/ 229)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 23)، الضوء اللامع (3/ 25)، وجيز الكلام (1/ 377)، بغية الوعاة (1/ 478)، الشذرات (9/ 96)، إعلام النبلاء (5/ 141)، معجم المؤلفين (1/ 455). * الضوء اللامع (3/ 27)، وجيز الكلام (3/ 1156). * جذوة المقتبس (1/ 283)، الصلة (1/ 122)، بغية الملتمس (1/ 309)، معجم الأدباء (2/ 769)، إنباه الرواة (1/ 259)، وفيات الأعيان (1/ 300)، سير أعلام النبلاء (17/ 584)، العبر (3/ 185)، الوافي بالوفيات (10/ 398)، بغية الوعاة (1/ 478)، نفح الطيب (3/ 172)، الشذرات (5/ 168)، الأعلام (2/ 86)، روضات الجنات (2/ 141)، فهرست ابن خير الإشبيلي (359 - 361).

840 - أبو أسلم الضبي

اللغة لم يؤلف مثله اختصارًا ... ، وكان ثقة صدوقًا عفيفًا" أ. هـ. • قلت: وله قصة تدل على دينه مع علمه، ذكرها التلمساني في نفح الطيب ضمن رسالة ابن حزم في فضل الأندلس، وذكرها قبله ابن خلكان في وفيات الأعيان والذهبي في السير وابن العماد في الشذرات وغيرهم وملخصها: أن الأمير مجاهدًا العامري بعث إليه بألف دينار على أن يجعل مقدمة كتابه الذي ألفه هذه العبارة: "مما ألفه تمام بن غالب لأبي الحبش مجاهد العامري" فردّ الدنانير، ولم يفعل، وقال: "لو بُذِلت لي الدنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، فإني لم أجمعه له خاصة، وقال: ما صنفته إلا مطلقًا، أو: لكن لكل طالب علم عامة"، قال الحميدي: "فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعْجَبْ لنفس هذا العالم ونزاهتها" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان بقية شيوخ اللغة الضابطين لحروفها، الحاذقين بمقاييسها، وكان ثقة. صدوقًا عفيفًا" أ. هـ. وفاته: سنة (436 هـ) وقيل (433 هـ) وقيل (451 هـ) ست وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، وقيل: إحدى وخمسين وأربعمائة، وذكر وفاته صاحب بغية الملتمس فقال (321 هـ) وهو خطأ والراجح الذي عليه الأكثرون هو الأول. من مصنفاته: "الموعب" (¬1)، "تلقيح العين" كلاهما في اللغة، "مختصر الجمهرة". 840 - أبو أسْلَم الضَّبي * المقرئ: تميم بن حذلم، أبو أسلم الضبي. من مشايخه: عبد الله بن مسعود وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "لم يغير عليه شيئًا -أي في أخذه من شيخه- إلا هذا الحرف يعني [النمل: 87] {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} مده تميم وقصره ابن مسعود، وفي [يوسف: 110] {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} قرأ ابن مسعود بالتخفيف روينا ذلك عن تميم بإسناد جيد من كتاب الطبراني الكبير" أ. هـ. 841 - توفيق الطرابلسي * النحوي: توفيق بن محمّد بن الحسين بن عُبيد الله بن محمّد بن رُزَيق، الطرابلسي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق لابن عساكر: "كان يكثر البلوى في مشهد الرأس عند باب الجامع" أ. هـ. • معجم الأدباء: "وكان يتهم بقلة الدين، والميل إلى مذهب الأوائل .... وكان نحويًا، وأقرأ العربية، وله معرفة بالحساب والهندسة" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ)، وقيل (510 هـ) ست عشرة، وقيل عشر وخمسمائة. ¬

_ (¬1) راجع كتاب "معجم المعاجم": ص (220). * غاية النهاية (1/ 187). * معجم الأدباء (2/ 770)، تاريخ ابن عساكر (11/ 101)، إنباه الرواة (1/ 258)، فوات الوفيات (1/ 265)، الوافي (10/ 448)، بغية الوعاة (1/ 479)، معجم المؤلفين (1/ 462).

842 - أبو الحسن الحلبي

842 - أبو الحسن الحلبي * النحوي، المقرئ: ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب، أبو الحسن الحلبي. من مشايخه: أبو الصلاح الفقي بن نجم الحلبي وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة فقيه الشيعة، ونحوي حلب، تصدر للإفتاء، وله مصنف في كشف عوار الإسماعيلية وبدء دعوتهم، وأنها على المخاريق فأخذه داعي القوم فحمل إلى مصر فصلبه المستنصر فلا رضي الله عمن قتله وأحرقت لذلك خزانة الكتب بحلب وكان فيها عشرة آلاف مجلدة. فرحم الله هذا المبتدع الذي ذب عن الملة والأمر لله" أ. هـ. وذكر ذلك أيضًا الحافظ ابن حجر في لسان الميزان والسيوطي في بغية الوعاة. • الوافي: "قال الإسماعيلية: هذا يفسد الدعوة، لأنه صنف كتابًا في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم. وكيف بنيت على المخاريق فحمل إلى مصر فصلبه المستنصر". وقال: "أحد علماء الشيعة، كان من كبار النحاة" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في فضائح الإسماعيلية. 843 - البَقَّال * المقرئ: ثابت بن بندار بن إبراهيم بن بندار، أبو المعالي البقال الدينوري ثم البغدادي، ويعرف بابن الحمامي (¬1). ولد: سنة (416 هـ) ست عشرة وأربعمائة. من مشايخه: الحسن بن الصقر، وعبد الوهاب بن علي اللخمي وغيرهما. من تلامذته: سبط الخياط، وهبة الله بن الطبر وأحمد بن شنيف وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان أبو بكر بن الخاضبة يقول ثابت ثابت، وقال شيخنا عبد الوهاب: كان ثقة مأمونًا دينًا كيسًا خيرًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال السمعاني: كان صالحًا ثقة فاضلًا واسع الرواية، أقرأ القرآن وحدث بالكثير" أ. هـ. • السير: "قال السمعاني: ثابت ثابت". ثم قال: "قال ابن النجار: كان من أعيان القراء وثقات المحدثين سمع الكثير بنفسه وكتب بخطه، ¬

_ * سير أعلام النبلاء (18/ 176)، الوافي بالوفيات (10/ 470)، لسان الميزان (2/ 75)، بغية الوعاة (1/ 480)، روضات الجنات (2/ 148)، أعيان الشيعة (15/ 11)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 460 هـ) ط - تدمري. * المنتظم (17/ 93)، الكامل (10/ 396)، السير (19/ 204)، العبر (3/ 351)، تاريخ الإسلام (وفيات 498) ط- تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1232)، الوافي (10/ 471)، غاية النهاية (1/ 188)، التقييد (224)، الشذرات (5/ 420). (¬1) قال الذهبي في السير: كان جده إبراهيم حمَّاميًا بالدينور أ. هـ.

844 - ابن حزم السرقسطي

وروى أكثر مسموعاته" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ، صالح، خير ... " أ. هـ. وفاته: سنة (498 هـ) ثمان وتسعين وأربعمائة. 844 - ابن حَزْم السَّرْقُسْطِي * النحوي، اللغوي، العلامة: ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرِّف بن سليمان بن يحيى العوفي السرفسطي، أبو القاسم. ولد: سنة (217 هـ) سبع عشرة ومائتين. من مشايخه: ابن وضاح، والخشني، وعبد الله بن ميسرة وغيرهم. من تلامذته: البزار، والنسائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان مفتيًا بصيرًا بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر" أ. هـ. • الديباج المذهب: "عالم متقن بصير بالحديث والفقه، والنحو والعربية، والشعر ... ، وأشاد به أبو علي القالي" أ. هـ. وفاته: سنة (313 هـ)، وقيل (314 هـ) ثلاث عشرة وقيل أربع عشرة وثلثمائة. من مصنفاته: "الدلائل في شرح ما أغفل أبو عبيد وابن قتيبة من غريب الحديث". 845 - الكِرْيَوْني * اللغوي: ثابت بن حسن بن خليفة بن عبد الكريم اللخمي أبو الحسن (¬1)، ويعرف بالكِرَيَوْني. ولد: سنة (553 هـ) ثلاث وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو طاهر السلفي وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "شيخ فاضل من أهل الإسكندرية ... له معرفة بالعربية، وشعر جيد ... وتغيَّر بأخرة" أ. هـ. وفاته: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. 846 - أبو حمزة الثُّمَالي * المفسر: ثابت بن دينار الثمالي الأزدي بالولاء. مولى المهلب بن أبي صفرة، أبو حمزة. من مشايخه: محمّد بن علي الباقر، والشعبي وغيرهما. من تلامذته: وكيع، وأبو نعيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "قال أحمد وابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: لين الحديث. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 184)، جذوة المقتبس (285)، المنتظم (13/ 257)، سير أعلام النبلاء (15/ 562)، العبر (2/ 155)، الديباج المذهب (1/ 319)، بغية الوعاة (1/ 480)، شذرات الذهب (4/ 65)، الأعلام (2/ 97)، معجم المؤلفين (1/ 465)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 313 هـ) ط- تدمري. * تاريخ الإسلام (وفيات 625) ط- تدمري، البغية (1/ 480). (¬1) في البغية: أبو رزين وهو وهم والمثبت من تاريخ الإسلام، والله أعلم. * ميزان الاعتدال (2/ 83)، الوافي (10/ 461)، الأعلام (2/ 97)، معجم المؤلفين (1/ 465)، معجم المفسرين (1/ 117).

847 - ابن أبي ثابت الكوفي

قال النسائي: ليس بثقة. قال عبيد الله بن موسى: كنا عند أبي حمزة الثمالي فحضره ابن المبارك فذكر أبو حمزة حديثًا في ذكر عثمان فنال من عثمان، فقام ابن المبارك، ومزق ما كتب ومضى. قال الذهبي: وعده السليماني في قوم من الرافضة" أ. هـ. * الأعلام: "من رجال الحديث الثقات عند الإمامية. . . قتل ثلاثة من أولاده مع زيد بن علي بن الحسين. قال الرضا (علي بن موسى): هو لقمان زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، "الزهد"، "النوادر". 847 - ابن أبي ثابت الكوفي * اللغوي: ثابت بن أبي ثابت سعد الكوفي، أبو محمد وقد اختلف في اسم أبيه فقيل سعيد، وقيل محمَّد، وقيل عبد العزيز، أو علي. . . من مشايخه: أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره. من تلامذته: ابنه عبد العزيز، وداود صاحب ابن الشكيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عالم باللغة، وله حظ من الفقه على مذهب أهل الحديث، . . .، لقي فصحاء الأعراب وأخذ عنهم. قال الجاحظ: كان ثابت بن أبي ثابت ممن أخذ عن أبي عبيد القاسم بن سلام كتبه، وضبطها، وكان من أحسن الناس خطًا" أ. هـ. * روضات الجنات: "والظاهر أن هذا الرجل بعينه هو ثابت بن أبي ثابت علي بن عبد الله الكوفي ثمَّ الصفدي الذي نقل أيضًا عن ياقوت، أنَّه كان من كبار الكوفيين. وعليه فهو غير أبي الفتح ثابت بن محمد الجرجاني الأندلسي النحوي الذي كان هو أيضًا إمامًا في العربية وقيمًا بعلم المنطق وله شرح (جمل) الزجاجي" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. من مصنفاته: "خلق الإنسان" "مختصر العربية" و"العروض" وغير ذلك. 848 - ثابت السرقسطي * اللغوي: ثابت بن قاسم بن ثابت السرقسطي. من مشايخه: أبوه، وغيره. من تلامذته: العباس بن عمرو الصِّقلي، وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "محدث، لغوي، عالم، روى كتاب "غريب الحديث" الذي لأبيه عنه". وقال: "قد رأيت من ينسب الكتاب إلى ثابت، ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 771)، إنباه الرواة (1/ 261)، غاية النهاية (1/ 188)، بغية الوعاة (1/ 481)، الأعلام (2/ 97)، روضات الجنات (2/ 167). * جذوة المقتبس (286)، بغية الملتمس (1/ 311)، فهرست ابن خير (193).

849 - العدوي

ولعله من أجل روايته إياه، وزياداته فيه، نسبة إليه، وإلا فالكتاب من تأليف قاسم بن ثابت أبيه". ثمَّ قال: "هكذا قال لنا أبو محمد علي بن أحمد وغيره. وأما الكتاب الذي نقلت منه، وكان أهل شيخي القاضي أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد، فإن نسبة الكتاب في الترجمة ثابتة لثابت، وقد رأيت في بعض النسخ كتاب "الدلائل" لثابت، رواية أبيه قاسم عنه، وكان بعض أشياخي يقول: إن قاسمًا روى هذا الكتاب عن أبيه. . . والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الدلائل" وقيل إنه ليس من تأليفه وإنما من تأليف أبيه أو جده، ذكر ابن خير: أنَّه لجده وأنه صححه، فنسب إليه لأنه رواه وزاد عليه. والله أعلم. 849 - العَدَوي * النحوي، اللغوي: ثابت بن محمّد الجَرجانيّ العَدَوي، أبو الفتوح. ولد: سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن الحارث، وأبو أحمد عبد السلام البصري. وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان إمامًا في العربية متمكنًا في علم الأدب مذكورًا فيها بالتقدم في علم المنطق. أملى بالأندلس كتابًا في شرح الجمل للزجّاجي" أ. هـ. وقريبًا من هذا في جذوة المقتبس. * وقد وصفه ابن حزم في "الفصل": بالإلحاد، فقال: "وقد ألزمت بعض الملحدين، وهو ثابت بن محمد الجرجاني في هذا البرهان. . ." إلخ. وله مناظرة معه في نفس الموضع من كتاب الفصل. وفاته: سنة (431 هـ) إحدى وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "شرح الجمل للزجاجي". 850 - أبو رزين الكُلاعي * النحوي، المقرئ: ثابت بن محمد بن يوسف بن حَيَّار (¬1)، أبو الحسن (¬2) الكلاعي الأندلسي اللبلي، الملقب بأبي رزين. من مشايخه: أبو العباس أحمد بن نوار، وابن بشكوال، وأبو خالد بن رفاعة وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم بن الطيلسان، وأبو الحسن الرعيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "أقرأ القرآن، والعربية بجيان، وبغرناطة وسكنها مدة. . ." أ. هـ. * البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان فاضلًا ¬

_ * الصلة (1/ 125)، جذوة المقتبس (284)، الفصل لابن حزم (1/ 17) ط. دار المعرفة (1/ 61)، ط. دار الجيل، معجم الأدباء (2/ 773)، إنباه الرواة (1/ 263)، بغية الوعاة (1/ 482)، معجم المؤلفين (1/ 467)، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 431 هـ) ط - تدمري. * تكملة الصلة (1/ 236)، تاريخ الإِسلام (وفيات 628) ط. بشار، الوافي (10/ 470)، بغية الوعاة (1/ 482). (¬1) في البغية: ابن حَيّان. (¬2) في البغية: أبو الحسين، وفي تكملة الصلة: أبو الحسن، وكناه ابن الطيلسان: أبا المظفر.

851 - المقصاتي

نحويًا ماهرًا، معروفًا بالزهد والفضل والجودة والانقباض، أقرأ القرآن والعربية والأدب كثيرًا". وقال: "وسبق في ترجمته من أبي حيان أنَّه قال: إن ثابتًا هذا لم يكن من أئمة النحويين، بل كان من أئمة المقرئين" أ. هـ. وفاته: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. 851 - المقصّاتي * اللغوي، المفسر، المقرئ: ثابت بن محمَّد بن عمر بن مشيع الجزري المقصّاتي (¬1)، أبو بكر، تقي الدين. ولد: حوالي سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. من مشايخه: عبد الصمد بن أبي الحسن الكواشي وغيره. من تلامذته: الذهبي، وسليمان بن سالم الغزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "أدرك الكبار من القراء، ولكنه تهاون بنفسه. . . وكان بصيرًا بالقراءات، قيمًا بمعرفتها واقفًا على غوامضها، يفهم شيئًا من عللها وله اعتناء كامل بالأداء والمخارج. ." أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "كان ذا خير وصيانة وصدق" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان يقرئ الناس بالقراءات السبع وغيرها من الشواذ، وله إلمام بالنحو، وفيه ورع واجتهاد" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام، صالح، مجوّد" أ. هـ. * الدرر: "تعانى بالقراءات ونشأ بالموصل وبغداد ثمَّ سكن دمشق وعنده طرف من العربية، وحدث بالتفسير. وجلس للقراء قديمًا ثمَّ سكن دمشق، وكان بصيرًا بالقراءات، وناب في الخطابة بالجامع الأموي وكان زاهدًا متعبدًا ورعًا" أ. هـ. * الشذرات: "كان دينًا صالحًا، بصيرًا بالسبع" أ. هـ. وفاته: في جمادى الآخرة سنة (713 هـ) ثلاث عشرة وسبعمائة وجاوز الثمانين. 852 - الأمر تُسُرِّي * المفسر: ثناء الله الأمر تُسُرِّي. ولد: تقريبًا سنة (1280 هـ) ثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر مناظر، من العلماء، من أهل (أمر تسر) في الهند. توفي في باكستان. واشتهر بمناظرة الطوائف والفرق، وترأس مؤتمرًا عقده أهل الحديث وصنف عدة كتب بالهندية وكتابين بالعربية، . . ." إلى أن قال: "ونكب في فتنة ثارت على إثر تقسيم الهند وإنشاء "باكستان" سنة (1366 هـ) فهجم بعض السيخ (من الهندوسيين) على داره وقتلو ولده ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (677)، معرفة القراء (2/ 725)، ذيول العبر (74)، البداية والنهاية (14/ 72)، غاية النهاية (1/ 183)، الدرر الكامنة (1/ 484)، السلوك (2/ 1 / 132)، الشذرات (8/ 59). (¬1) المقصَّاتي: نسبة إلى صناعة المقصات. كما في هامش ذيول العبر. * الأعلام (2/ 101)، معجم المفسرين (1/ 117).

853 - أبو خالد الكلاعي

الوحيد وأحرقوا مكتبة له عظيمة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر مناظر من العلماء المسلمين بالهند. . .، أنشأ مجلة أهل الحديث، واشتهر بمناظرة الطوائف والفرق" أ. هـ. * قلت: وكان بينه وبين الميرزا غلام أحمد القادياني المتنبئ الكذاب الدجال إمام فرقة القاديانية الكافرة مناظرات، المتوفى سنة (1326 هـ)، حيث تحداه صاحب الترجمة - وهو سلفي -كما قال شمس الدين الأفغاني في كتابه (الماتريدية) (2/ 323)، أن يموت الكاذب في حياة الصادق فمات القادياني الكذاب في حياة هذا العالم السلفي. . . أ. هـ. ملخصًا من كتاب "الماتريدية". وفاته: سنة (1367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن بكلام الرحمن" و"البلاغة وإعجاز القرآن" ولم يتمه وغير ذلك. 853 - أبو خالد الكُلاعي * المقرئ: ثور بن يزيد، أبو خالد الكلاعي الشامي المشهور، الحمصي، ويقال: الرَّجِّي. من مشايخه: يحيى بن الحارث الذماري، ورجاء بن حيوة وغيرهما. من تلامذته: بقية، والغربي وصفوان بن عيسى وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "كان ثقة في الحديث، ويقال إنه كان قدريًا. . . وكان جد ثور بن يزيد قد شهد صفين مع معاوية، وقتل يومئذ، فكان ثور إذا ذكر عليًّا (- عليه السلام -) قال: لا أحب رجلًا قتل جدي" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "ثور بن يزيد: صدوق حافظ، وهو أحب إليّ من برد" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال أحمد: ثنا سعد بن إبراهيم، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد الكلاعي، وكان ثقة. وكان أبو أسامة يُحسن الثناء عليه. وعده دُحيم في أثبات أهل الشام مع أرطاة، وحريز، وبحير بن سعد. وفي رواية يعقوب بن سفيان عنه: ثور بن يزيد أكبرهم، وكل هؤلاء ثقة. وقال عثمان الدارمي، عن دُحيم: ثور بن يزيد ثقة، وما رأيت أحدًا يشك أنَّه قدري، وهو صحيح الحديث، حمصي. وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أحمد بن صالح وذكر رجال الشام فقال: وثور بن يزيد ثقة، إلا أنَّه كان يرى القدر. وقال عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد: ما رأيت شاميًا أوثق من ثور بن يزيد. وقال ابن المديني، عن يحيى بن سعيد: ليس في نفسي منه شيء أتتبعه. ¬

_ * الجرح والتعديل (2/ 468)، طبقات ابن سعد (7/ 467)، التاريخ الكبير للبخاري (2/ 181)، الكامل في التاريخ (5/ 611)، السير (6/ 344)، تذكرة الحفاظ (1/ 175)، ميزان الاعتدال (1/ 97)، تهذيب الكمال (4/ 481)، غاية النهاية (1/ 189)، تهذيب التهذيب (1/ 30)، الشذرات (2/ 243).

وقال علي، عن يحيى أيضًا: كان ثَوْر عندي ثقة. وقال وكيع: ثور كان صحيح الحديث. وقال أيضًا: رأيت ثور بن يزيد، وكان أعبد من رأيت. وقال عيسى بن يونس: كان ثور من أثبتهم. وقال أيضًا: جيد الحديث. وقال الوليد بن مسلم: ثور يحفظ حديث خالد بن معدان. وقال سفيان الثوري: خذوا عن ثور، واتقوا قرنيه. قال عبد الرزاق: ثمَّ أخذ الثوري بيد ثور، وخلا به في حانوت يُحدثه. وقال الثوري بعد ذلك لرجل رأى عليه صوفًا: ارم بهذا عنك، فإنَّه بدعة. فقال له الرجل: ودخولك مع ثور الحانوت، وإغلاقك الباب عليكما بدعة! . وقال أبو عاصم: قال لنا ابن أبي رواد: اتقوا لا ينطحنكم بقرنيه. وقال أبو مسهر، وغيره: كان الأوزاعي يتكلم فيه ويهجوه. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ثور بن يزيد الكلاعي، كان يرى القدر، كان أهل حمص نفوه لأجل ذلك، ولم يكن به بأس. وقال أبو مسهر، عن عبد الله بن سالم: أدركت أهل حمص وقد أخرجوا ثور بن يزيد، وأحرقوا داره لكلامه في القدر. وقال ابن معين: كان مكحول قدريًا ثمَّ رجع، وثور بن يزيد قدري. وقال أبو زرعة الدمشقي، عن منبه بن عثمان: قال رجل لثور بن يزيد: يا قدري. قال: لئن كنت كما قلت إني لرجل سَوْء، وإن كنت على خلاف ما قلت فأنت في حِل. وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: ثور بن يزيد ثقة. وقال في موضع آخر: أزهر الحرازي، وأسد بن وداعة، وجماعة كانوا يجلسون ويسبون علي بن أبي طالب، وكان ثور لا يسبه، فإذا لم يسب جروا برجله. وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن يحيى القطان: كان ثور إذا حدثني عن رجل لا أعرفه قلت: أنت أكبر أم هذا؟ فإذا قال: هو أكبر مني، كتبته. وإذا قال: هو أصغر مني، لم أكتبه. وقال محمّد بن عوف، والنسائيُّ: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق حافظ. وقال نعيم بن حماد: قال عبد الله بن المبارك: أيها الطالب علمًا ... ائتِ حماد بن زيد فاطلبن العلم منه ... ثمَّ قيّدْه بقيد لا كثور وكجهم ... وكعمرو بن عبيد وقال ابن عديّ بعد أن روى له أحاديث: وقد روى عنه الثوري، ويحيى القطان، وغيرهما من الثقات، ووثقوه، ولا أرى بحديثه باسًا إذا روى عنه ثقة أو صدوق، ولم أرَ في أحاديثه أنكر من هذا الذي ذكرته، وهو مستقيم الحديث، صالح في الشاميين. قلت -أي ابن حجر-: وقال الآجري عن أبي داود: ثقة. قلت: كان قدريًا؟ قال: اتهم بالقدر، وأخرجوه من حمص سحبًا. وقال ابن حبَّان في (الثقات): كان قدريًا، ومات وله سبعون سنة. وقال العجلي: شامي ثقة، وكان يرى القدر. وقال الساجي: صدوق قدري، قال فيه أحمد:

854 - أبو الشعثاء

ليس به بأس، قدم المدينة فنهى مالك عن مجالسته، وليس لمالك عنه رواية، لا في "الموطأ" ولا في الكتب الستة، ولا في "غرائب مالك" للدارقطني، فما أدري أين وقعت روايته عنه مع ذمه له. وقال ابن خزيمة في "صحيحه": هو أصغر سنًّا من المدني" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "لولا القدر لكان كلمة إجماع" أ. هـ. * السير: "كان ثور عابدًا ورعًا والظاهر أنَّه رجع فقد روى أبو زرعة عن منبه بن عثمان: أن رجلًا قال لثور: يا قدري؟ قال: لئن كنتُ كما قلت، إني لرجل سوء، وإن كنت على خلاف ما قلت، إنك لفي حل. ." أ. هـ. وفاته: سنة (153 هـ)، وقيل (155 هـ) ثلاث وخمسين، وقيل: خمس وخمسين وخمسمائة. 854 - أبو الشعثاء * المفسر: جابر بن زيد الأزدي اليَحْمَدي مولاهم البصري الخَوْفي (¬1)، وقيل الحوفي، أبو الشعثاء. ولد: سنة (21 هـ) إحدى وعشرين. من مشايخه: روى عن ابن عباس، وابن عمر (رضي الله عنهما) وغيرهما. من تلامذته: روى عنه أيوب السختياني، وصالح الدهان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال داود بن أبي هند عن عَزْرَة: دخلت على جابر بن زيد فقلت: إن هؤلاء القوم ينتحلونك -يعني الإباضية- قال: أبرأ إلى الله من ذلك. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، وأبو زرعة: بصري ثقة" أ. هـ. * السير: "رَوى عطاء عن ابن عباس، قال: لو أنَّ أهلَ البصرة نزلوا عند قَوْل جابر بن زيد لأوْسَعَهُم عِلْمًا عمًا في كتاب الله. ورُويَ عن ابن عباس أنَّه قال: تسألوني وفيكم جابرُ بن زَيد! وعن عمرو بن دينار، قال: ما رأيتُ أحدًا أعلم من أبي الشعثاء. قال ابن الأعرابي: كانتْ لأبي الشعثاء حَلْقةٌ بجامع البصرة يُفْتي فيها قبل الحَسَن، وكان من المجتهدين في العبادة، وقد كانوا يُفضِّلون الحسَن عليه حتى خفَّ الحسن في شأْنِ ابن الأشعث. قلتُ: لم يَخِفَّ، بل خرجَ مُكْرهًا. ¬

_ * الكامل (4/ 578)، الحلية (3/ 85)، السير (4/ 481)، العبر (1/ 196)، تهذيب الكمال (4/ 434)، تاريخ الإسلام (وفيات 93 هـ) ط - تدمري - في الكنى، تقريب التهذيب (75)، السير للشماخي (70)، الشذرات (1/ 365)، البداية والنهاية (9/ 93)، تذكرة الحفاظ (1/ 72)، طبقات ابن سعد (5/ 288)، معجم المفسرين (1/ 123)، الأصول التاريخية للفرقة الإباضية (ص 9 - 11) د. محمد عوض محمد خليفات، عمان - الأردن - الجامعة الأردنية - سلطنة عُمان، ودراسات إسلامية في الأصول الإباضية (ص 20 - 21) بكر بن سعيد أعوشت - ط 3، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) (3/ 1154). (¬1) الخوف: ناحية من عُمان واختلف في ضبطها فقيل بالجيم والحاء والخاء وفي تهذيب الكمال ومعجم البلدان والقاموس ينسب إلى درب الجوف بالبصرة. انظر هامش السير.

قال أيوب: رأيت أبا الشعثاء، وكان لبيبًا. وقال قتادة يوم موت أبي الشعثاء: اليوم دُفِن علم أهل البصرة -أو قال: عالِمُ العراق. وعن إياس بن معاوية، قال: أدركتُ أهل البصرة، ومُفْتيهم جابر بن زيد. وعن أبي الشعثاء، قال: لو ابتُليتُ بالقضاء، لركبتُ راحلتي وهربتُ. قال أحمد، والفلاس، والبخاري وغيرُهم: تُوفِّيَ أبو الشعثاء سنة ثلاثٍ وتسعين. وشذَّ من قال: إنَّه تُوفِّي سنة ثلاثٍ ومئة. حديثه في الدواوين المعروفة. ." أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان لا يماكس في ثلاث، في الكري إلى مكة، وفي الرقبة يشتريها لتعتق، وفي الأضحية. وقال: لا يماكس في شيء يتقرب به إلى الله. وقال ابن سيرين: كان أبو الشعثاء مسلمًا عند الدينار والدرهم. قلت: كما قيل: إني رأيت فلا تظنوا غيرُه ... أن التورع عند هذا الدرهم فإذا قدرتَ عليه ثمَّ تركتهُ ... فاعلم بأن تقاكَ تقوى مسلم . . . وقال حماد بن زياد: حدثنا حجاج بن أبي عيينة قال: سمعت هندًا بنت المهلب بن أبي صفرة - وكانت من أحسن النساء - وذكروا عندها جابر بن زيد فقالوا: إنه إباضي، فقالت: كان جابر بن زيد أشد الناس انقطاعًا إليَّ وإلى أمي، فما أعلم عنه شيئًا، وكان لا يعلم شيئًا يقربني إلى الله عزَّ وجل إلَّا أمرني به، ولا شيئًا يباعدني عن الله إلا نهاني عنه وما دعاني إلى الإباضية قط ولا أمرني بها، وكان ليأمرني أين أضع الخمار" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "أبو الشعثاء مشهور بكنيته: ثقة فقيه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "تابعي ثقة، فقيه مشهور، مفسر من الأئمة من أهل البصرة. أصله من عمان. . . وصفه الشماخي بأنّه أصل المذهب الإباضي وأسهُ الذي قامت عليه آطامه. انتهى. قال صاحب التراث العربي: لم تناقش مصادر ترجمته قضية آثاره، ولكنها تتفق على وصفه بأنّه عالم عظيم وقد يكون ممن ألفوا في التفسير، فقد وصلت إلينا بعض أقواله في الزهد عند أبي نعيم في الحلية. ." أ. هـ. * قلت: من كتاب "دراسات إسلامية في الأصول الإباضية" نذكر ما نصّه: "يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى جابر بن زيد الذي أرسى قواعده الفقهية وأصوله. فهو إمام متحدث فقيه، وتبحر بعمق في الفقه، وأمضى بقية حياته بين البصرة والمدينة بشكل جعله على صلة بأكبر فقهاء المسلمين حينذاك وقد روى عن ابن عباس قال للناس: اسألوا جابر بن زيد فلو سأله المشرق والمغرب لوسعهم علمه. وقد أصبح أعظم فقيه في البصرة وله أتباع عديدون كعبد الله بن إباض ومرداس بن حيدر وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة. ." أ. هـ. ومن كتاب "الأصول التاريخية للفرقة الإباضية": "سميت الإباضية بهذا الاسم نسبة إلى عبد الله بن إباض الذي تعتبره المصادر غير الإباضية مؤسس المذهب الإباضي. أمّا العلماء

الإباضيون فينسبون إلى عبد الله بن إباض دورًا ثانويًا بالمقارنة مع جابر بن زيد الأزدي العماني الذي يعتبرونه إمام أهل الدعوة ومؤسس فقههم ومذهبهم ويجمع المؤرخون والمفكرون الإباضيون على أن عبد الله بن إباض كان يصدر في كل أقواله وأفعاله عن جابر بن زيد. ويبدو لي أن جابرًا كان الإمام الروحي وفقيه الإباضية ومفتيهم وكان بالفعل هو الشخص الذي بلور الفكر الإباضي بحيث أصبح متميزًا عن غيره من المذاهب، بينما كان ابن إباض المسؤول عن الدعوة والدعاة في شتى الأقطار ولذلك سمته المصادر رئيس القعدة في البصرة وغيرها من الأمصار. وتاريخ الدعوة الإباضية يشير إلى اشتراك بعض الأشخاص البارزين والمجتهدين في المسؤولية إلى جانب الإمام الأكبر لهم. وقد حدث مثل ذلك زمن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي الذي أناط المهام المالية والعسكرية والإشراف على سير الدعوة خارج البصرة إلى أبي مودود حاجب الطائي. ولما كان أبو عبيدة آنذاك معروفًا لدى الناس بأنّه شيخ الإباضية وزعيمها في البصرة فإن المصادر لم تخلط بينه وبين حاجب الطائي كما فعلت مع جابر وابن إباض، وذلك لأنَّ جابرًا كان قد أخفى معتقده واستعمل التقية الدينية فلم يخطر على بال أحد أنَّه زعيم الإباضية ومؤسس مذهبها، وخاصة أنَّه لم يكن معروفًا لدى البصريين إلا بكونه أحد التابعين المحدثين الثقات ومن أشهر فقهاء البصرة وعلمائها. والواقع أن جابرًا كان ذا علاقة وثيقة بحركة المحكمة الإباضية منذ وقت مبكر وأصبح أحد مفكريها البارزين منذ بداية النصف الثاني للقرن الأوّل الهجري وقبل مقتل أبي بلال مرداس عام (61 هـ). وقد اكتسب ثقة أقرانه لعلمه ودينه فكانوا لا يصدرون في شيء إلا بعد مشورته. ولكن ذلك قد خفي على مخالفيهم ولم يعرفوا له هذا الدور. ولذا نسبوا الفرقة إلى ابن إباض. وهو الشخص الذي قدموه ليناظر أعداءهم ويتكلم باسمهم علنًا. وكان بذلك هو المعروف لدى عامة الناس فغلب اسمه على من اتفق معه في الرأي. كما أن مراسلاته مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قد أقنعت كثيرًا من معاصريه بأنّه هو إمام الإباضية ومؤسسها ومن حق السامع أن يسأل لماذا لم يقم الإمام الحقيقي، جابر بن زيد، بالمراسلة مع الخليفة بدلًا من ابن إباض؟ والجواب يكمن في تصميم أتباع الفرقة بأن تبقى الحركة سرية بقدر الإمكان وأن يبقى اسم مؤسسها ومنظم دعوتها مستورًا حتى لا يبطش به الأعداء والولاة. وبذلك يقول الرقيشي (. . . بلغنا أن أبا بلال مرداس بن حدير وغيره من أئمة المسلمين لم يكونوا يخرجون إلا بأمر إمامهم في دينهم جابر بن زيد العماني رحمه الله، ويحبون ستره عن الحرب، لئلا تموت دعوتهم، وليكون ردءًا لهم). ويقول قاسم بن سعيد الشماخي: (كان (ابن إباض) المجاهد علنًا، المناضل علنًا في سبيل تحقيق الحقائق، وتصحيح قضايا العقول، فيما أحدثه أهل المقالات والبدع من الزور والافتراء في شريعة ربنا، وكان شديدًا في الله تعالى، وله

855 - اللبلي

مناظرات مع أهل التلطس والتفلسف. كان الحجة الدامغة التي يخنس أمامها كل ثرثار، وله كلام مع عبد الملك بن مروان يهضم نفس كل حائر جبار، تغلب على المسلمين، أصحابه، الذين يقولون بقوله الإباضية، وتسمى المذهب باسمه على هذا المعنى، وإنما كان الإمام القائد، والوسيلة الراشد، رأس المذهب وحاميه، مرجع الفضل في تدوينه وتشييد مبانيه، إنما كان جابر بن زيد رضي الله عنه) انتهى. * قلت: يبدو أن ما ذهب إليه الدكتور عوض خليفات صحيحًا. بدليل أن هذه المسألة قديمة، لسؤال جابر بن زيد نفسه عن هذا الأمر، كما أورد ذلك المزي في "تهذيب الكمال". والله أعلم بالصواب. ويؤيد ذلك ما قاله الدكتور ناصر بن علي الشيخ في كتابه "عقيدة أهل السنة والجماعة" عن الإباضية ما نصّه: "ورغم ارتباط الإباضية بعبد الله بن إباض إلا أنهم يعتبرون المؤسس الحقيقي الأوّل لفرقة الإباضية هو جابر بن زيد إذ أنَّه كان الإمام الأكبر وفقيههم ومفتيهم، وهو الشخص الذي ظهر به فقه الإباضية بينما كان ابن إباض المسؤول عن الدعوة والدعاة في شتى الأقطار. ." أ. هـ. وقد تكلم حول الإباضية والنسبة إلى ابن إباض دون جابر بن زيد لهذه الفرقة، والاختلاف في ذلك. . . والكلام في ذلك يطول ومن أراد المزيد فليراجع هذا المصدر، وغيره من المصادر والله تعالى أعلم. من أقواله: البداية: "قال أبو الشعثاء: نظرتُ في أعمال البر فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال والصيام مثل ذلك والحج يجهد المال والبدن، فرأيتُ أن الحج أفضل من ذلك. ." أ. هـ. وفاته: سنة (93 هـ) ثلاث وتسعين. من مصنفاته: ألَّف في التفسير. 855 - اللَّبلي * النحوي، اللغوي: جابر بن غيث اللبلي، أبو مالك. كلام العلماء فيه: * البلغة: "عالم بالعربية والشعر وضروب الأدب، مشهور بالتقى والدين" أ. هـ. * البغية: "قال الزبيدي وابن الفرضي: كان عالمًا بالعربية والشعر وضروب الآداب، مشهورًا بالفضل، متدينًا، أدب أولاد هاشم بن عبد العزيز" أ. هـ. وفاته: سنة (299 هـ) تسع وتسعين ومائتين. 856 - الحضرمي * النحوي، اللغوي، المقرئ: جابر بن محمّد بن نام (¬1) بن سليمان الحضرمي الإشبيلي، أبو الوليد. من مشايخه: أبو الحسن شريح بن محمَّد، وأبو القاسم بن الرمّاك وغيرهما. من تلامذته: الشَّلَوْبين وابنا حوط الله، وغيرهم. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 187)، بغية الملتمس (1/ 318)، البلغة (76)، البغية (1/ 483). * الوافي (11/ 33)، بغية الوعاة (1/ 484). (¬1) في الوافي: عبد الباقي.

857 - الخوارزمي

كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أستاذ نحوي مقرئ جليل، روى عنه الشلوبين وابنا حوْط الله ووصفاه بالعلم والجلالة وكان متقنًا لكتاب سيبوَيه" أ. هـ. وفاته: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. 857 - الخَوَارِزْمِي * النحوي، اللغوي: جابر بن محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن العزيز بن يوسف الخوارزمي الكاتي أو الكاثي (¬1) المصري الحنفي، افتخار الدين، أبو عبد الله. ولد: سنة (667)، سبع وستين وستمائة. من مشايخه: قرأ على خاله أبي المكارم محمَّد بن أبي المفاخر، وأبي عاصم الأسفندري الدمياطي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنهل الصافي: "برع وأفتى ودرس، وأقرأ عدة سنين. . . وولي مشيخة الخانقاه الركنية المظفرية بيبرس الجاشنكير بالقاهرة" أ. هـ. * النجوم: "وكان إمامًا بارعًا في النحو واللغة شاعرًا أديبًا مفَوّهًا" أ. هـ. * الشذرات: "كان فاضلًا حسن الشكل، مليح المحاضرة" أ. هـ. وفاته: سنة (741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة بالقاهرة. 858 - جابر الجُعْفي * المفسر: جابر بن يزيد بن الحارث الجُعفي، أبو عبد الله. من مشايخه: روى عن عكرمة وعطاء وغيرهما. من تلامذته: روى عنه شعبة والثوري وجماعة. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "أحد علماء الشيعة قال ابن مهدي عن سفيان: كان جابر الجعفي وَرعًا في الحديث، ما رأيتُ أوْرَع منه في الحديث. وقال شُعْبة: صدوق. وقال يحيى بن أبي بُكَير، عن شُعْبة: كان جابر إذا قال: أخبرنا، وحدثنا، وسمعتُ - فهو من أوثَقِ الناس. وقال وَكِيعٌ: ما شككْتُم في شيء فلا تشكوا أن جابرًا الجعفي ثقة. وقال ابنُ عَبْدِ الحَكَم: سمعْتُ الشافعيَّ يقول: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمْت في جابر الجعفي لأتكلمنَّ فيك. ¬

_ * الدرر الكامنة (2/ 68)، المنهل الصافي (4/ 204)، النجوم (9/ 326)، بغية الوعاة (1/ 483)، الشذرات (8/ 226)، الطبقات السنية (2/ 271)، الجواهر المضية (2/ 5). (¬1) كاثة: بالتاء المثناة أو المثلثة من قرى خوارزم. * ميزان الاعتدال (2/ 103)، الجرح والتعديل (2/ 497)، تهذيب الكمال (4/ 465)، تقريب التهذيب (76)، الوافي (11/ 31)، تاريخ الإسلام (وفيات 128 هـ) ط - تدمري، البداية (10/ 29)، أعيان الشيعة (15/ 156)، إيضاح المكنون (1/ 354)، معجم المفسرين (1/ 124)، معجم المؤلفين (1/ 470)، أصول مذهب الشيعة.

زُهَيرُ بن مُعَاويةَ، سمعْتُ جابر بن يزيد يقول: عندي خمسون ألف حديث ما حدّثت منها بحديث، ثمَّ حدث يومًا بحديث، فقال: هذا من الخمسين الألف. وقال سلامُ بن أبي مُطِيعٍ: قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف بابٍ من العلم ما حدَّثتُ به أحدًا، فأتيت أيوب فذكرتُ هذا له، فقال: أما الآن فهو كذّاب. وقال عَبْدُ الرَّحْمنِ بن شَريكٍ: كان عند أبي عن جابر الجعفي عشرةُ آلاف مسألة. وروى إسْمَاعِيلُ بنَ أبي خَالِد، عن الشعبي أنَّه قال: يا جابر لا تموت حتى تكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال إسماعيل: فما مضت الأيام والليالي حتى اتُّهم بالكذب. عَبْدُ اللهِ بن أحْمَدَ، عن أبيه، قال: ترك يحيى القطان جابرًا الجعفي، وحدثنا عنه عبد الرحمن قديمًا، ثمَّ تركه بأَخرة، وترك يحيى حديث جابر بأَخَرةُ. أبو يَحْيَى الحِمَّانيُّ، سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيتُ فيمن رأيتُ أفضلَ من عطاء، ولا أكذب من جابر الجعفي، ما أتيتُه بشيء إلّا جاءني فيه بحديث، وزعم أنّ عنده كذا وكذا ألف حديث لم يظهرها. جَريرُ بن عبدِ الحَميدِ، عن ثعلبة، قال: أردتُ جابرًا الجعفي، فقال لي: ليث بن أبي سليم: لا تَأْتِه فإنَّه كذاب. وقال النِّسَائيُّ وغيره: متروك. وقال يحيى: لا يكتب حديثه ولا كرامة. قال أبو داود: ليس عندي بالقويّ في حديثه. وقال عبدُ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِيِّ: ألا تعجبون من سفيان بن عُيينَة: لقد تركتُ جابرًا الجُعفي لقوله لما حكى عنه أكثر من ألف حديث، ثمَّ هو يحدّث عنه. وقال أبُو مُعَاوَيةَ: سمعْتُ الأعمش يقول: أليس أشعث بن سَوّار سألني عن حديث؟ فقلت: لا، ولا نصف حديث. ألست أنت الذي تحدثت عن جابر الجُعفي؟ وقال جَريرُ بن عبْدِ الحَمِيد: لا أستحلُّ أن أحدث عن جابر الجُعفي، كان يؤمن بالرَّجْعَة. وقال يحيى بن يَعْلَى المُحَاربيُّ: طرح زائدة حديث جابر الجُعفي، وقال: هو كذّاب يُؤْمِنُ بالرجعة. وقال عُثْمَانُ بْنُ أبي شَيبَةَ: حدثنا أبي عن جدي، قال: إن كنت لآتي جابرًا الجعفي في وقت ليس فيه خيار ولا قثاء فيتحوّل حوْل حوضه، ثمَّ يخرجُ إليّ بخيار أو قثاء فيقول: هذا من بُسْتَاني. وقال عباس الدَّوْري عن يحيى: لم يدع جابرًا ممن رآه إلا زائدة، وكان جابر كذابًا ليس بشيء. وقال شهابٌ بن عَبَّادٌ: سمعتُ أبا الأحوص يقول: كنُتُ إذا مررْتُ بجابر الجعفي سألْتُ رَبي العافية. وذكر شِهَابٌ أنَّه سمعَ ابن عيينة يقول: تركتُ جابرًا الجعفي وما سمعتُ منه، قال: "دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا فعلّمه مما تعلم. ثمَّ دعا عليّ الحسن فعلّمه مما تعلم، ثمَّ دعا الحسن الحُسَين فعلّمه مما تعلم، ثمَّ دعا ولده". . . حتى بلغ جَعفر بن محمَّد. قال سفيان: فتركته لذلك. ابنُ عدِيّ، حدثنا علي بن الحسن بن فديد،

أنبأنا عُبيد الله بن يزيد بن العوام، سمعتُ إسحاق بن مطهر، سمعت الحميدي، سمعت سفيان، سمعت جابرًا الجعفي يقول: انتقل العِلمُ الذي كان في النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عليّ، ثمَّ انتقل مِنْ علي إلى الحسن، ثمَّ لم يزل حتى بلغ جعفرًا. الشَّافعيُّ، سمعت سفيان، سمعْتُ من جابر كلامًا بادرْتُ خفت أنْ يقعَ علينا السقف. قال سفيانُ: كان يؤمن بالرّجْعَة، وقال الجوزَجَاني: كذَّاب، سألت أحمدَ عنه فقال: تركه عبد الرحمن فاستراح. وقال بُنْدارٌ: ضرب ابنُ مهدي على نَيف وثمانين شيخًا حدّث عنهم الثَّوْري. إسحاقُ بن مُوسَى، سمعتُ أبا جَميلة يقول: قلت لجابر الجعفي: كيف تسلم على المهدي؟ قال: إن قلتُ لك كفَرْت. الحُمَيديُّ، عن سفيان: سمعْتُ سأل جابرًا الجعفي عن قوله: "فلَنْ أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي [أو يحكم الله لي] ". قال: لم يجئ تأويلها. قال سفيان: كذب. قلت: وما أراد بهذا؟ قال: الرافضةُ: تقول: إن عليًّا في السماء لا يخرجُ مع مَنْ يخرج من ولده حتى ينادي منادٍ من السماء: اخرجوا مع فلان، يقول جابر: هذا تأويلُ هذا، لا تروى عنه، كان يُؤمن بالرَّجعة، كذب، بل كانوا إخوة يوسف. نُعَيمُ بن حَمَّادٍ، حدثنا وكيع: قيل لشعبة: تركتَ رجالًا ورَوَيتَ عن جابر الجعفي؟ قال: رَوى أشياء لم أصبر عنها. ابن مَهْدِيٍّ، سمعت سفيان يقول: ما رأيتُ في الحديث أوْرع من جابر الجعفي ومنصور. أبُو دَاوُدَ، سمعت شعبة. يقول: أيش جاءهم به جابرٌ؟ جاءهم بالشعبي، لولا السفر لجئناهم بالشعبي. .". ثمَّ قال الذهبي: "قال ابن عَدِيِّ: عامَّةُ ما قذفوه به أنَّه كان يؤمن بالرجْعة، وليس لجابر الجعفي في سُنن أبي داود سِوَى حديث واحد في سجود السهو. وقال ابنُ حِبَّانِ: كان سبئيًا من أصحاب عبد الله بن سبأ، كان يقول: إنّ عليًّا يرجع إلى الدنيا. الحَسَنُ بن علِيِّ الحَلَوانيُّ، حدثنا أبو يحيى الحماني، حدثنا قبيصة وأخوه - أنهما سَمِعا الجراح بن مليح يقول: سمعْتُ جابرًا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها. العُقَيليُّ، حدثنا حبَّان بن إسحاق المروزي، حدثنا إسحاق بن باجويه الترمذي، حدثنا يحيى بن يَعْلَى، سمعتُ زائدة يقول: جابر الجُعفي رافضي يَشتُم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. الحُمَيديُّ، سمعْتُ رجلًا يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابُوا على جابر الجُعفي، قوله: حدثني وَصِيّ الأوصياء؟ فقال سفيان: هذا أهْوَنُ. وَكيعٌ وأبُو دَاوُدَ، حدثنا المسعودي، عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عَبْدُ الله، قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادقُ المصدوق قال: "بَيعُ المُحَفَّلاتِ خِلابةٌ، ولا تحلُّ الخلابةُ لمُسلمِ". رواه ابن أبي شيبة، والبزار. وروى رجل، عن ابن عيينة، قال: جابر الجعفي يقول: دابةُ الأرض عليّ - رضي الله عنه - " أ. هـ.

859 - الناصري

تاريخ الإِسلام: "أحد أوعية العلم على ضعفه ورفضه" أ. هـ. * الوافي: "وعامَّة ما قذفوه أنَّه آمن برجعة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ضعيف رافضي. ." أ. هـ. * معجم المفسرين: "تابعي فقيه إمامي من أهل الكوفة، كان واسع الرواية غزير العلم بالدين، أثنى عليه بعض رجال الحديث، واتهمه آخرون بالقول بالرجعة" أ. هـ. * قلت: حاول صاحب أعيان الشيعة الدفاع عنه برد ما قيل عنه كما نقلنا من ميزان الاعتدال - بحجج واهية ضعيفة. ثمَّ خلص إلى القول: "أما كونه رافضيًا فلا شك أنَّه من شيعة علي عليه السلام وأهل بيته وأنه ممن يقدمهم ويفضلهم على من سواهم" أ. هـ. وقال القفاري في "أصول مذهب الشيعة" في الهامش: هذا الجعفي في كتب الشيعة فأخبارهم في شأنه متناقضة، فأخبار تجعله ممن انتهى إليه علم أهل البيت، وتضفي عليه صفات أسطورية من علم الغيب ونحوه، وأخبار تطعن فيه. . . لكنهم يحملون أخبار الطعن فيه على التقية ويقولون بتوثيقه كعادتهم في توثيق من على مذهبهم وإن كان كاذبًا". وذكر القفاري: أن بعض الباحثين، يرى أول كتاب وضع الأساس في التأويلات الباطنية لمعاني القرآن في مخالفة الظاهر على وضع مئات الروايات في تفسير معاني القرآن بالأئمة الاثنى عشر أو مخالفيهم أو بعقيدة أخرى من عقائدهم التي شذوا بها عن جماعة المسلمين، هو تفسير القرآن الذي وضعه في القرن الثاني للهجرة (جابر الجُعفي). وفاته: سنة (128 هـ) ثمان وعشرين ومائة. من مصنفاته: "كتاب التفسير" و"مقتل الحسين" وغيرهما. 859 - النَّاصري * النحوي، اللغوي: جبرائيل ميخائيل فوتيه الناصري، نسبة لمدينة الناصرة الفلسطينية. من تلامذته: ميخائيل نعيمة، وعبد المسيح حداد، وأنطون بلان، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * أعلام فلسطين: "عاش أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ميلادي (الرابع عثر هجري) من أوائل المربين والمعلمين، في النهضة الحديثة" أ. هـ. * أعلام من أرض السلام: "من رواد المدرسين والمعلمين، كان أستاذًا في السمينار الروسي بالناصرة. وعليه تخرج مشاهير الأدباء أمثال ميخائيل نعيمة. . ." أ. هـ. * قلت: وهو نصراني. من مصنفاته: "السائغ الصرف في تحصيل علم الصرف"، و"الطرفة الشهية في تحصيل القواعد الصرفية". 860 - أبو سَعْدى * النحوي: جبرائيل أبو سعدى. ¬

_ * أعلام فلسطين (2/ 78)، أعلام من أرض السلام (121). * أعلام فلسطين (2/ 75).

861 - أمين الدين البغدادي

ولد: سنة (1325 هـ)، خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام فلسطين: "درس الأدب العربي والآداب اليونانية لحلقات الصفوف العليا في الكلية الصلاحية بالقدس، وهو مطران نصراني" أ. هـ. وفاته: سنة (1385 هـ)، خمس وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الصرف والنحو"، و"تاريخ الأدب العربية). وله مؤلفات أخرى كثيرة. 861 - أمين الدين البغدادي * النحوي، اللغوي: جبريل بن صالح بن إسرائيل البغدادي، أمين الدين. من مشايخه: قرأ على العلامة سعد الدين التفتازاني، وروى عن القوام الإتقاني وغيرهما. من تلامذته: قاضي القضاة بَدْر الدين العيني وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "كان علّامة في العربية والمعاني والأصول وغير ذلك" أ. هـ. 862 - جُبير بن غَالب * المفسر: جبير بن غالب، أبو فراس. كلام العلماء فيه: * الفهرست: "كان فقيهًا شاعرًا خطيبًا مفوهًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه عارف بالتفسير. شاعر. عدّه صاحب الفهرست من فقهاء الشراة. ." أ. هـ. 863 - الجَرَّاح الحَكَمِي * المقرئ: الجرّاح بن عبد الله الحَكَمِيُّ، مقدم الجيوش. من مشايخه: ابن سيرين وغيره. من تلامذته: صفوان بن عمرو، ويحيى بن عطية وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الكامل: "كان الجراح خيّرًا فاضلًا من عمّال عمر بن عبد العزيز. . . ولما بلغ هشامًا خبره دعا سعيدًا الحرشي فقال له: بلغني أن الجرّاح قد انحاز عن المشركين! قال: كلا يا أمير المؤمنين الجراح أعرف بالله من أن ينهزم ولكنه قتل" أ. هـ. * السير: "وكان من قراء أهل الشام. . . وفيه عن سليم بن عامر قال: دخلت على الجراح فرفع يديه فرفع الأقراء أيديهم فمكث طويلًا، ثمَّ قال لي: يا أبا يحيى، هل تدري ما كنا فيه؟ قلت: لا، وجدتكم في رغبة فرفعت يدي معكم، قال: سألنا الله الشهادة. فوالله ما بقي منهم أحد في ¬

_ * البغية (1/ 484). * الفهرست (291)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 124)، معجم المفسرين (1/ 124). * السير (5/ 189)، العبر (1/ 137)، الكامل لابن الأثير (5/ 159)، الشذرات (2/ 63)، الجرح (2/ 522)، التاريخ الكبير (2/ 226)، اللباب (1/ 309)، الوافي (11/ 64)، تاريخ الإِسلام (وفيات 112) ط - تدمري.

864 - الغافقي

تلك القراءة حتى استشهد. قال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجرّاح على المسلمين عظيمًا، بكوا عليه في كل جندٍ" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "وكان أحد الأبطال رحمه الله. . ." أ. هـ. * الوافي: "وكان من صلحاء الأمراء ومجاهديهم" أ. هـ. من أقواله: قال الجراح: تركت الذنوب حياءًا أربعين سنة ثمَّ أدركني الورع. وفاته: سنة (112 هـ) اثنتي عشرة ومائة. 864 - الغافقي * النحوي، اللغوي: جرّاح بن موسى بن عبد الرحمن الغافقي القرطبي، أبو عبيدة. من مشايخه: أبو عبد الله بن المحتسب وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أديبًا حاذقًا بعلم العربية واللغة والشعر. . . وكان دينًا فاضلًا، مقبلًا على كل ما يعنيه. ." أ. هـ. وفاته: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. وفي نسخة أخرى من بغية الوعاة (507 هـ) سبع وخمسمائة. 865 - البَيروتي * النحوي: جرجي بن شاهين بن عَطيّة البيروتي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب لبناني" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "لغوي، شاعر" أ. هـ. * قلت: هو نصراني. وفاته: سنة (1365 هـ) خمس وستين وثلثمائة وألف. من مصنفاته: "المعتمد" معجم عربي مدرسي، من أصحاب المعاجم. أنشأ مجلة المراقب، و"رد الشارد إلى طريق القواعد". 866 - الجَّهْضَمِي * المقرئ: جرير بن حازم بن زيد، أبو النضر الجهضمي. ولد: سنة (85 هـ) خمس وثمانين. من مشايخه: ابن كثير، وحميد بن قيس وغيرهما. من تلامذته: ابنه وهب وحجّاج بن محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "أحد الأئمة الكبار الثقات. . . وقال ابن معين: ثقة. وقال التبُوذكِي: ما رأيتُ حماد بن سلمة يكاد يعظِّمُ أحدًا كجرير بن حازم. وقال وَهْبُ بن جَرِيرٍ: قال أبو عَمْرو بن العلاء لأبي: أنْتَ أفصحُ من معدّ. وقال يحيى القطان: ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 484). * الأعلام (2/ 117)، معجم المؤلفين (1/ 482). * ميزان الاعتدال (1/ 117)، العبر (1/ 258)، تهذيب التهذيب (1/ 60)، تقريب التهذيب (77)، غاية النهاية (1/ 190)، الوافي (11/ 77)، النجوم (2/ 65)، الشذرات (2/ 312)، وذكر وفاته سنة (169 هـ) تذكرة الحفاظ (1/ 199)، تحرير التقريب (1/ 212)، السير (1/ 98).

867 - جرير الضبي

كان جرير يقول في حديث الضبع: عن جابر، عن عمر، ثمَّ جعله بَعْدُ عن جابر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. هُدْبَة، حدثنا جرير، سمع عَبْد الله بن عبيد بن عمير، حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمار، عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الضبع فقال: "هي مِنَ الصَّيدِ وَجَعَل فيها إذا أصابها المُحْرِمُ كَبْشًا". تابعه ابنُ جُرَيجٍ عن عبد الله. وفي الجملة لجرير، عن قتادة، أحاديث منكرة. قال عَبْد الله بن أحمد: سألتُ يحيى عن جرير بن حازم، فقال: ليس به بأس. فقلت: إنه يحدث عن قتادة عن أنس بمناكير. فقال: هو عن قتادة ضعيف. قال يَعْقُوبُ بن شَيبَةَ: حدثنا إبراهيم بن هاشم، قال: سمع جرير بن حازم فقال: ليس به بأس: فقلت، إنه يحدّث عن قتادة، عن أنس بمناكير. فقال: هو عن قتادة ضعيف. قال يَعْقُوبُ بن شَيبَةَ: أنبأنا إبراهيم بن هاشم، قال: سمع جرير بن حازم المغازي من ابن إسحاق بأرمينية. ." أ. هـ. * العبر: "أحد فصحاء البصرة ومحدثيها عمر دهرًا واختلط بأخرة فحجبه ابنه وهب. فلم يرو شيئًا بعد اختلاطه. ." أ. هـ. * التقريب: "ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه وهو من السادسة مات سنة سبعين بعد ما اختلط لكن لم يُحدّث في حالة اختلاطه" أ. هـ. * غاية النهاية: "ذكر مجاهد عنه انه سمع ابن كثير يقرأ (المدثر آية 35): (لحدى الكبر) لا يهمز ولا يكسر" أ. هـ. * تحرير التقريب: "أما قوله -أي ابن حجر-: (وله أوهام إذا حدّث من حفظه) فقد قال الذهبي في (السير): اغتفرت أوهامه في سعة ما روى. انتهى. وأما اختلاطه فلا مضى لذكره هنا، لأنه اختلط قبل موته بسنة وقد حَجَبهُ أولادُه في حال اختلاطه" أ. هـ. وفاته: سنة (187 هـ) سبع وثمانين ومائة. 867 - جَرِير الضَّبِّي * المقرئ: جرير بن عبد الحميد بن مُرط بن هلال بن أبي قيس بن وصف بن عبد غنم الضي الرازي القاضي، أبو عبد الله. ولد: سنة (110 هـ) عشر ومائة. من مشايخه: حمزة، والأعمش وغيرهما كثير. من تلامذته: أبو يعقوب يوسف بن موسى القطّان، وأحمد بن جبير الأنطاكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * "تاريخ بغداد: " [أخبرني محمّد بن الحسين القطان حدثنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أبو غسان وهو محمّد بن عمرو زنيج قال سمعت جريرًا يقول: رأيت ابن أبي نجيج ولم أكتب عنه شيئًا، ورأيت جابرًا الجعفي ولم أكتب ¬

_ * غاية النهاية (1/ 190)، تاريخ الإِسلام (وفيات 187 هـ) ط - تدمري، تاريخ بغداد (7/ 253)، الكامل (1/ 190)، تهذيب الكمال (40/ 540)، السير (9/ 9)، ميزان الاعتدال (1/ 394)، الوافي (11/ 77)، تذكرة الحفاظ (1/ 250)، البداية والنهاية (10/ 201)، النجوم (2/ 127)، الشذرات (2/ 404)، تهذيب التهذيب (1/ 65)، تقريب التهذيب.

عنه شيئًا، ورأيت ابن جريح ولم أكتب عنه شيئًا، فقال رجل: ضيعت يا أبا عبد الله! فقال لا أما جابر فإنَّه كان يؤمن بالرجعة، وأما ابن أبي نجيح فكان يرى القدر، وأما ابن جريح فإنَّه أوصى بنيه بستين إمرأة. وقال لا تزوجوا بهن فإنهن أمهاتكم، وكان يرى المتعة! * قلت: قال الذهبي بعد إيراد هذه الحادثة: "قلت أما امتناعه عن الجعفي، فمعدود، لأنه كان مبتدعًا ولم يكن بالثقة. وأما الآخران ففرّط فيهما وهما من أئمة العلم وإن غلطا في اجتهادهما. انتهى من السير. ثمَّ ثمَّ قال الخطيب: "وأخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال سمعت علي بن المديني يقول كان جرير ابن عبد الحميد الرازي صاحب ليل، وكان له رسن، يقولون إذا أعيى تعلق به. يريد أنَّه كان يصلي. أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الإسفراييني حدثكم دواوين الحسين بن علي البيهقي قال سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كان جرير بن عبد الحميد يقول: أبو بكر، ثمَّ عمر ثمَّ علي، أحب إلي من عثمان ولأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتناول عثمان بسوء. وإني إلى تصديق علي أعجب إلى من تكذيبه. . . . أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي ابن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح حدثني أبي قال: وجرير بن عبد الحميد الضبي نزل الري كوفي ثقة. وكان رباح إذا أتاه الرجل فقال أريد أن أكتب حديث الكوفة، قال عليك بجرير، فإن أخطأت فعليك بمحمد بن فضيل بن غزوان. أخبرني الأزهري حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال: ذكر لأبي خيثمة يومًا إرسال جرير الحديث وإنه لم يكن يقول حدثنا، وقيل له تراه كان يدلس فقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس، لأنا كنا إذا أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب فقال حدثنا فلان ثمَّ يحدث عنه مبهم في حديث واحد، ثمَّ يقول بعد ذلك. منصور منصور، والأعمش أعمش، لا يقول في كل حديث حدثنا حتى يفرغ من المجلس. ." أ. هـ. * تهذيب الكمال: "وقال النسائي: ثقة. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: صدوق وقال أبو القاسم اللالكائي. مجمع على ثقته" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "قال ابن معين: طلب جرير الحديث خمس سنين فقط. قال أبو سعد: وكان جرير ثقة، كثير العلم يُرحل إليه. ." أ. هـ. * تهذيب التهذيب: ". . وقال أحمد بن حنبل لم يكن بالذكي اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول حتى قدم عليه بهر فعرفه نقله العقيلي. وقد قيل ليحيى بن معين عقب هذه الحكاية كيف تروي عن جرير فقال: ألا تراه قد بين لها أمرها. . وقال ابن حبّان في الثقات كان من العبّاد الخشن وقال أبو أحمد الحاكم هو عندهم ثقة. وقال الخليلي في الإرشاد: ثقة متفق عليه. وقال قتيبة ثنا جرير الحافظ المقدم لكني سمعته يشتم

868 - جعثل

معاوية علانية. ." أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة صحيح الكتاب. قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه" أ. هـ. وفاته: سنة (187 هـ)، وقيل (188 هـ) سبع وثمانين وقيل ثمان وثمانين ومائة. 868 - جُعْثَل * المقرئ: جُعثل بن هاعان (¬1) بن عمير وقيل عمرو بن اليثوب الرعيني القُنْبَاني. من مشايخه: أبو تميم عبد الله بن مالك الجيشاني وغيره. من تلامذته: بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * رياض النفوس: "قال ابن يونس: كان أحد القرّاء الفقهاء، توفي أول خلافة هشام وهو أحد العشرة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز من التابعين" أ. هـ. * الإكمال: "أحد القراء والفقهاء، كان قاضي الجند بإفريقية زمن هشام بن عبد الملك" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "ذكره ابن أبي حاتم فيمن إسمه جُعيل، ووهم في ذلك والله أعلم" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق فقيه من الرابعة، توفي قريب من سنة (115 هـ") أ. هـ. وفاته: سنة (114 هـ)، أربع عشرة ومائة. وقيل قريبًا من سنة (115 هـ) خمس عشرة ومائة. 869 - السَّنْهُوري * النحوي، اللغوي، المقرئ: جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن سليمان بن زهير بن حريز بن عريف بن فضل القرشي، القاهري، الشافعي، السنهوري، زين الدين، أبو الفتح. ولد: سنة (810 هـ) عشر وثمانمائة. من مشايخه: الشهاب السكندري، وحضر على أبي القاسم النويري في النحو والصرف، وغيرهما. من تلامذته: عبد القادر أخو السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: * بدائع الزهور: "شيخ القراء بمصر وكان يقرأ بأربعة عشر رواية، وكان علّامة في فن القراءات" أ. هـ. * الضوء اللامع: "سمع القراءات السبع والشاطبية والتيسير والعنوان، ولم يقتصر على القراءات بل اشتغل في الحديث والفقه والأصلين والعربية والصرف والفرائض والحساب" أ. هـ. * الوجيز: "شيخ القراءات ممن أجهد نفسه فيها تحصيلًا وإتقانًا وإلقاءً وجمعًا وانتفع به فيها مَنْ لا يحصى كثرة طبقةً بعد أخرى فازيد، وشهد عليه الأكابر مع اشتغاله بغيرهما من النقلي والعقلي. ." أ. هـ. ¬

_ * الإكمال (2/ 107)، المنتظم (7/ 160)، تاريخ الإِسلام (وفيات طبقة 101 - 120) ط. تدمري، تهذيب الكمال (4/ 558)، تقريب التهذيب (1/ 128)، رياض النفوس (1/ 114)، الإكمال (2/ 107). (¬1) في المنتظم: جعيل بن ماعان. * الضوء اللامع (3/ 67)، وجيز الكلام (3/ 1100)، نظم العقيان (103)، بدائع الزهور (3/ 67)، الأعلام (2/ 121)، معجم المؤلفين (1/ 485).

870 - ابن الغاسلة

الأعلام: "قال السخاوي: كان يتجرع الفاقة وعرض له فالج ولم ينفك عن الكتابة والإقراء. وكان منفردًا بفن القراءات مع مشاركة في غيره" أ. هـ. وفاته: سنة (894 هـ) أربع وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الجامع المفيد في صناعة التجويد". 870 - ابن الغَاسِلة * اللغوي: جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الأشبيلي، ابن الغاسلة، أبو مروان. ولد: سنة (354 هـ) أربع وخمسين وثلثمائة. من مشايخه: القاضي أبو بكر بن زرْب، والزبيدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان بارعًا في الأدب واللغة ومعاني الشعر والخبر، ذا حظ من علم السّنة" أ. هـ. وفاته: سنة (438 هـ) ثمان وثلاثين وأربعمائة. 871 - السَّرَّاج المقرئ * النحوي، اللغوي، المقرئ: جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد، السراج البغدادي، أبو محمد. ولد: سنة (417 هـ)، وقيل (416 هـ) سبع عشرة وقيل ست عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي بن شاذان، وأبو محمّد الخلال، والبرمكي وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو طاهر السلفي، ومحمد بن البطي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "خرج له الخطيب فوائد في خمسة أجزاء وتكلم في الأحاديث، وكان أديبًا شاعرًا لطيفًا صدوقًا ثقة". * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "كان متينًا حسن الطريقة مع ضرفة ولطف أخلاقه" أ. هـ. * السير: "قال شجاع الذهلي: كان صدوقًا، وقال أبو بكر بن العربي: ثقة عالم مقرئ، وقال السلفي: كان ممن يفتخر برؤيته وروايته لديانته ودرايته. وقال ابن ناصر كان ثقة مؤمونًا، عالمًا صالحًا" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "وقال أبو علي الصدفي: هو شيخ فاضل، جميل، وسيم، مشهور، يفهم عنده لغة وقراءات. وكان الغالب عليه الشعر. . . وقال حماد الحرّاني: سئل السلفي عن جعفر السّرّاج فقال: كان عالمًا بالقراءات والنحو واللغة وله تصانيف وأشعار كثيرة. وكان ثقة ثبتًا. وقال ابن ناصر الدين: كان ثقة مأمونًا، عالمًا، فهمًا، صالحًا" أ. هـ. * الوافي: "قال ابن عساكر: وكان ذا طريقة جميلة ومحبة للعلم والأدب وله شعر لا بأس به وخرج له شيخنا الخطيب فوائد وتكلم عليها في ¬

_ * الصلة (1/ 127)، معجم الأدباء (2/ 777)، الوافي (11/ 98)، بغية الوعاة (1/ 485)، تاريخ الإِسلام (وفيات 438)، ط - تدمري. * المنتظم (17/ 102)، معجم الأدباء (2/ 777)، وفيات الأعيان (1/ 357)، مختصر تاريخ دمشق (5/ 52)، السير (9/ 228)، العبر (3/ 355)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 93)، الوافي (11/ 92)، البداية والنهاية (12/ 179)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 45)، النجوم (5/ 194)، بغية الوعاة (1/ 485)، الشذرات (5/ 424)، الأعلام (2/ 121)، معجم المؤلفين (1/ 485)، تاريخ الإسلام (وفيات 500) ط - تدمري.

872 - أبو الفضل الوراق

خمسة أجزاء" أ. هـ. * الأعلام: "من الحفاظ، له شعر: من أهل بغداد، مولدًا ووفاة" أ. هـ. وفاته: سنة (500 هـ)، وقيل (501 هـ)، وقيل (502 هـ) خمسمائة وقيل إحدى وقيل اثنتين وخمسمائة. من مصنفاته: "مصارع العشاق"، ونظم كتاب "الخرقي" في فقه الحنابلة، وله أرجوزة في نظائر القرآن. 872 - أبو الفضل الورّاق * النحوي: جعفر بن أحمد بن جعفر بن أبي الحسن بن عبد الجليل، اللخمي، الإسكندراني المعروف بالورّاق، أبو الفضل. ولد: بالإسكندرية سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. من تلامذته: المنذري وغيره. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "النحوي الشاعر المعروف بالوَرّاق. . اشتغل بالنحو مدة وحَصَّل منه أشياء حسنة، وقال الشعر الجيد. ." أ. هـ. * المقفى الكبير: "النحوي. . . . الأديب" أ. هـ. وفاته: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة، بمصر. 873 - الخصّاف * المقرئ: جعفر بن أحمد بن إبراهيم، الخصّاف البغدادي، أبو محمَّد. من مشايخه: قرأ على هارون بن عبد الله المزوق، وأبي العباس المعروف بابن بقين وغيرهما. من تلامذته: روى القراءة عنه نجم بن بدير، والحسن بن بشر بن إسماعيل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مشهور ضابط لقراءة الكسائي" أ. هـ. 874 - الإسْتَرابادِي * النحوي، اللغوي، المفسر: جعفر وقيل (محمَّد جعفر)، الإسترابادي الحائري. ولد: سنة (1197 هـ) سبع وتسعين ومائة وألف. من مشايخه: قرأ على الطباطبائي وغيره. كلام العلماء فيه: * روضات الجنات: "مروج المذهب الجعفري. . . كان من أعاظم فقهاء معاصرينا وأكابر مجتهديهم. . . وكان من شدة الورع والاحتياط في الدين بحيث يضرب به الأمثال وينسب إلى الوسواس في بعض الأحوال، وكذلك من جهة غيرته في أمور الدين" أ. هـ. ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة للمنذري (2/ 385)، المقفى الكبير (3/ 15)، بغية الوعاة (1/ 485)، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 613 هـ) ط - تدمري. * غاية النهاية (1/ 190). * روضات الجنات (2/ 207)، أعيان الشيعة (15/ 261)، هدية العارفين (1/ 257)، معجم المفسرين (1/ 124)، معجم المؤلفين (1/ 487).

875 - علم البرية

معجم المفسرين: "مجتهد إمامي. . . انتقل إلى طهران وبقي فيها نحوًا من عشر سنين مشتغلًا بالإمامة والتدريس والقضا والفتيا إلى أن توفي. ونقل جثمانه إلى النجف" أ. هـ. وفاته: سنة (1263 هـ) ثلاث وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "مظاهَر الأسرار في بيان وصف إعجاز كلام الجبار" في تفسير القرآن لم يكمله، "حل مشاكل القرآن"، و"مدائن العلوم". 875 - عَلَم البريّة * النحوي، المقرئ: جعفر بن إسماعيل بن خلف الأنصاري المصري المعروف بعلم البريّة. من مشايخه: أبوه سماعًا وتلاوة وغيره. من تلامذته: أبو طاهر أحمد بن محمّد السلفي وغيره. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة. 876 - أبو جعفر بن أمية * اللغوي، المفسر: أبو جعفر بن أمية. ولد: في القرن السابع الهجري. كلام العلماء فيه: * عنوان الدراية: "الفقيه العالم الفاضل المحقق المتقن. . . وله تقدم في العلوم وتفنن في علوم الحكمة وعلوم الشريعة وعلم الأدب والعربية. . . وله شعر في النسب والحكمة والتصوف" أ. هـ. من مصنفاته: له جملة كتب وعليها خطه في تنبيهات وتقييدات في كل فن من كتب الحكمة وكتب العربية وكتب تفسير القرآن العزيز وما منها كتاب إلا وفي كثير من مواضعه بخطه تنبيه. . . وأما تفسير اللغة أو بيان وجه إعراب، وكذلك مما يروق خطه. . . 877 - أبو جعفر بن أيوب * اللغوي، المفسر، المقرئ: أبو جعفر بن أيوب المقرئ. من مشايخه: عبد الملك بن جَريح وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "لغوي محدِّث. ." أ. هـ. وفاته: في القرن الثاني الهجري. من مصنفاته: له كتاب "غريب القرآن". 878 - جَعفر باشا * اللغوي، المفسر جعفر باشا الوزير، نائب اليمن. كلام العلماء فيه: * لطف السمر: "عندما دخل دمشق وجدناه من أفراد الدهر لم يتكلم معنا إلا بالعربية الفصيحة عالمًا فاضلًا في العربية والتفسير، إمامًا في علم الكلام ومعرفة مذاهب الفرق، يحسن الرد عليهم بالأدلة العقلية، عارفًا بالخلاف بين المذاهب، شديد التعصب على المعتزلة والروافض والزيدية، لا يمل من المباحث العلمية، ذائقًا حاذقًا" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 191)، المقفى الكبير (3/ 15). * عنوان الدراية (216). * معجم المفسرين (1/ 124). * لطف السمر (1/ 350)، خلاصة الأثر (1/ 485).

879 - الهمداني

* خلاصة الأثر: ". . . كان جامعًا من محاسن الخصال ومراتب الكمال وكان عالمًا عاملًا وفيه من الديانة والتمهيد ما هو كثير على أمثاله وكان خليقًا بكل وصف حسن إلا أنَّه كان يحب الفخر وفيه من التيه شيء لطيف. . . ولو أمن من سفك الدماء في آخر مجيئه إلى اليمن لكان ممن ملك القلوب، وهو معذور في هذا الأمر" أ. هـ. وفاته: توفي مطعونًا سنة (1028 هـ) ثمان وعشرين وألف. 879 - الهَمْدَانِيّ * المفسر: جعفر بن حرب، أبو الفضل الهَمْدَانِيّ (¬1). ولد: سنة (177 هـ) سبع وسبعين ومائة. من مشايخه: أخذ الكلام من أبي هذيل العلّاف وغيره. كلام العلماء فيه: * الفهرست: "انتهت إليه الرياسة في وقته، وكان زاهدًا عفيفًا ورعًا سباكًا. ." أ. هـ. * قلت: ذكره في الفن الأوّل من المقالة الثانية وهو في أخبار متكلمي المعتزلة والمرجئة وابتداء أمر الكلام والجدل. * "تاريخ بغداد: "معتزلي بغدادي. . . وكان لجعفر اختصاص بالواثق وصنف كتبًا معروفة عند المتكلمين" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "من كبار المعتزلة. . . وكان شيخ أهل الكلام ببغداد وإلى أبيه ينسب (باب حرب). ." أ. هـ. * معجم المفسرين: "من كبار المعتزلة ببغداد." أ. هـ. وفاته: سنة (236 هـ) ست وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: له تصانيف منها كتاب "متشابه القرآن" و"الرد على أصحاب الطباع" و"الأصول". 880 - أبو الفضل النيسابوري * المقرئ: جعفر بن حمدان بن سليمان بن أبي داود النيسابوري، أبو الفضل المؤدب. من مشايخه: هارون الأخفش وغيره. من تلامذته: عبد الله بن عطية، وأبو بكر محمد بن أحمد الجبني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "ضابط" أ. هـ. وفاته: سنة (339 هـ) تسع وثلاثين وثلاثمائة. 881 - غُلام سَجَّادة * المقرئ: جعفر بن حمدان، أبو محمد، ويعرف بغلام سجادة، ويقال: جعفر أبو أحمد سجادة، ¬

_ * الكامل (7/ 57)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة - 24) ط - تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 132)، تاريخ بغداد (7/ 162)، الفهرست (352)، لسان الميزان (2/ 143)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 127)، معجم المفسرين (1/ 124). (¬1) الهَمْدَانِيّ: بالفتح والسكون ومهملة إلى هَمْدان شَعْب عظيم من قحطان وبالميم والدال المعجمة إلى همذان مدينة بالجبال. (من هامش ميزان الاعتدال). * غاية النهاية (1/ 91)، الوافي (11/ 103)، معرفة القراء (1/ 290)، تاريخ الإِسلام (وفيات 339 هـ) ط - تدمري. * غاية النهاية (1/ 191).

882 - المشحلائي

وقيل صاحب سجادة البغدادي. من مشايخه: اليزيدي (¬1) وغيره. من تلامذته: بكران بن أحمد السراويلي، ومحمد بن عباس الإمام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مشهور من أصحاب اليزيدي" أ. هـ. * قلت: ذكر ابن الجزري أنَّه غير إبراهيم بن حمّاد صاحب سجادة وتوهم أبو العز أنهما واحد فجعلهما في ترجمة واحدة وساق إسنادهما واحدًا وكنّاهما كلاهما أبا جعفر ولم يفرق بينهما، فتنبه والله أعلم. 882 - المِشْحَلائي * المقرئ: جعفر بن سليمان المِشحَلائي (¬2) الخراساني ثمَّ الحلبي، أبو أحمد وقيل أبو الحسين. من مشايخه: أبو شعيب السوسي وغيره. من تلامذته: عبد الله المبارك، وعبد المنعم بن غلبون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غايةِ النهاية: "معمر شهير. . وهو الذي روى الإدغام الكبير منصوصًا. ." أ. هـ. 883 - الأَنْصاري * المقرئ: جعفر بن عبد الله بن الصبّاح بن نهشل الأنصاري الأصبهاني، أبو عبد الله. من مشايخه: قرأ على أبي عمر الدوري، وعلى محمَّد بن عيسى الأصبهاني التميمي وغيرهما. من تلامذته: محمَّد بن أحمد بن عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد الكسائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان رأسًا في علوم القرآن والتجويد" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام جامعها - أصبهان - إمام مجود فاضل. . . قرأ على. . . أبي أحمد السامري فيما قال الذهلي ولا يصح وأيضًا لا تصح قراءته على حماد بن بحر كما ذكره الهذلي بل على محمَّد بن عيسى عنه. ." أ. هـ. وفاته: سنة (294 هـ) وقيل (295 هـ) أربع وتسعين، وقيل خمس وتسعين ومائتين. 884 - ابن سيّد بُونة * المقرئ: جعفر بن عبد الله بن سيد بُونه، الخزاعي، الأندلسي القسنطاني، العابد، الأستاذ أبو أحمد. من مشايخه: قرأ القراءات على أبي الحسن ابن ¬

_ (¬1) يحيى بن المبارك اليزيدي، الإمام أبو محمد البصري، النحوي، المقرئ. وعرف باليزيدي لاتصاله بيزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده، توفي سنة (202 هـ)، وقد ترجمنا له في حرف الياء، فليراجع. * غاية النهاية (1/ 192)، معرفة القراء (1/ 300). (¬2) المشحلائي بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وحاء مهملة وقيل بالعين. نسبة إلى قرية مشحلايا من عمل حلب. من هامش معرفة القراء. * تاريخ الإِسلام (وفيات 294 هـ) ط - تدمري، معرفة القراء (1/ 244)، غاية النهاية (1/ 192). * السير (22/ 271)، غاية النهاية (1/ 192)، المقفى الكبير (3/ 35)، شجرة النور (178)، معرفة القراء (2/ 574)، تكملة الصلة (1/ 244)، تاريخ الإِسلام (وفيات 624 هـ) ط - بشار، الإحاطة (1/ 469).

885 - الهمداني

هذيل، وسمع من ابن النعمة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "رجع - من الحج - مائلًا إلى الزهد والتخلي، وكان شيخ الصوفية في وقته، علا ذكره، وبعد صيتُه في العبادة، إلَّا أنَّه كانت فيه غفلة وتوفي عن سن عالية. . . وشهد جنازته بشر كثير من جهات شتى وانتاب الناس قبره دهرًا طويلًا يتبركون بزيارته. ." أ. هـ. * معرفة القراء: "المقرئ العابد. . ." أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ زاهد كبير" أ. هـ. * المقفى: "وعاد من الحج مائلًا إلى الزهد والتخلي، وكان شيخ الصوفية في وقته" أ. هـ. * الإحاطة: "الولي الشهير. . كان أحد الأعلام المنقطعي النظير في [طريق] كتاب الله، وأولي الهداية الحقة، فذ، شهير، شائع الخلة، كثير الأتباع، بعيد الصيت، توجب حقه حتى الأمم الدائنة -أي التي تُدين- بغير دين الإِسلام، عند التغلب على قرية مدفنة بما يقضي منه بالعجب، قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير عند ذكره في الصلة: أحد الأعلام المشاهير فضلًا وصلاحًا. . ويؤثر الحديث والتفسير والفقه على غير ذلك من العلوم. . . ورحل إلى المشرق فلقي في رحلته جلّة، أشهرهم وأكبرهم في باب الزهد وأنواع شتى الأحوال ورفيع المقامات الشيخ الجليل الوليّ لله تعالى العارف أبو مدين شعيب بن الحسين. . . صحبه وانتفع به ورجع من عنده بعجائب دينية ورفيع أحوال إيمانية، وغلبت عليه العبادة فشهر بها حتى رحل إليه الناس للتبرك بدعائه والتيمن برؤيته ولقائه. ." أ. هـ. * شجرة النور: "العارف بالله الوليّ الصالح. . . وحج ولقي أعلامًا في رحلته أكبرهم أبو مدين الغوث وانتفع به" أ. هـ. وفاته: سنة (624 هـ) أربع وعشرين وستمائة عن قريب المائة. 885 - الهَمْدَاني * المقرئ: جعفر بن علي بن هبة الله أبي البركات بن جعفر بن يحيى بن أبي الحسن بن منير الهَمْدَاني (¬1) الإسكندراني المالكي، أبو الفضل. ولد: سنة (546 هـ) ست وأربعين وخمسمائة بالإسكندرية. من مشايخه: السّلفي، وتلا بالسبع على عبد الرحمن بن خلف الله بن عطية صاحب الفحام وغيرهما. من تلامذته: ابن النجار، والبرزالي، وابن نقطة، وتلا عليه علي الدهان وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "الإمام أبو الفضل الهَمْداني. . . المقرئ المالكي المحدِّث. . . وتفقه وأخذ العربية ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (3/ 501)، السير (23/ 37)، العبر (5/ 149)، تاريخ الإِسلام (وفيات 636) ط. بشار، معرفة القراء (2/ 623)، الوافي (11/ 117)، البداية والنهاية (13/ 164)، غاية النهاية (1/ 193)، المقفى الكبير (3/ 37)، النجوم الزاهرة (6/ 314)، الشذرات (7/ 314)، معجم المؤلفين (1/ 493)، ذيل التقييد (1/ 496). (¬1) العبر: "الهَمَداني بدلًا من الهَمْداني" أ. هـ. قلت: في المطبوع من تاريخ الإِسلام، بتحقيق د. بشار نفسه (الهَمْداني) وهر الراجح وعليه الأكثرون، والله أعلم.

886 - ابن دبوقا

وكتب بخطه كثيرًا، وكان يؤم بمسجد النخلة ويقرئ به ثمَّ في أواخر عمره طُلِبَ إلى دمشق فقدمها وحدَّث بها. . وكان ثقةً خيرًا كثير الفضائل" أ. هـ. * السير: "قال ابن نقطة: سمعت منه، وكان ثقة صالحًا من أهل القرآن" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مقرئ محدث ثقة خير" أ. هـ. * المقفى: "وكان ثقة خيرًا كثير الفضائل" أ. هـ. وفاته: سنة (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة بدمشق وقد جاوز التسعين. 886 - ابن دَبُوقَا * المقرئ: جعفر بن القاسم بن جعفر بن علي بن جَبيش (¬1) الربعي، الدمشقي، رضي الدين أبو الفضل، ابن دَبُوقَا. ولد: سنة (621 هـ) إحدى وعشرين وستمائة بحران. من مشايخه: قرأ على السخاوي وغيره. من تلامذته: قرأ عليه إبراهيم الكحال، والقاسم بن محمَّد البرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "الإمام. . المقرئ الكاتب. . وحصل طرفًا من العلم والعربية والأدب، وعالج الكتابة والتصرف ثمَّ أضرَّ في أواخر عمره، فراجع القراءات، وجلس للإقراء عند قبر هود - عليه السلام -، وكنت أراه يقرئ الطلبة حوله، وكان شيخًا، حسن الشكل، مليح البزّة، موطأ الأكناف جيد المعرفة بالأداء فصيحًا متقنًا. وكان إمام مسجد الخواصين" أ. هـ. * غاية النهاية: "أخبر بآخرة فجلس للإقراء عند قبر هود من الجامع الأموي" أ. هـ. * المقفى الكبير: "برع في العربية والأدب. . . وكان جيد المعرفة بالأداء فصيحًا متقنًا موطأ الأكناف" أ. هـ. * الشذرات: "له معرفة متوسطة وشعر جيد" أ. هـ. وفاته: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة بدمشق. 887 - البحراني * اللغوي، المفسر، المقرئ: جعفر بن كمال الدين البحراني. من مشايخه: علي بن سليمان البحراني، وسديد الدين يوسف البلقيني وغيرهما. من تلامذته: سليمان بن علي بن أبي ظبية البحراني وغيره. ¬

_ * العبر (5/ 372)، معرفة القراء (2/ 706)، غاية النهاية (1/ 194)، المقفى الكبير (3/ 59)، الشذرات (7/ 730). (¬1) في المطبوع: "حبيش"، وفي غاية النهاية: "حبيس"، من غير نقط، وكله تصحيف، وما أثبتناه جوده المؤلف - الذهبي - في تاريخ الإِسلام. انتهى من هامش معرفة القراء. * أمل الآمل (2/ 253)، روضات الجنات (2/ 191)، الذريعة (17/ 256)، معجم المؤلفين (1/ 494)، معجم المفسرين (1/ 125).

888 - الثقفي

كلام العلماء فيه: * أمل الآمل: "فاضل عالم صالح ماهر شاعر معاصر. ." أ. هـ. * روضات الجنات: "كان ماهرًا في الحديث والتفسير والرجال والقراءة والعربية وغير ذلك. . إلا أنَّه لم يوقف إلى الآن على شيء في التصنيف. ." أ. هـ. * معجم المفسرين: "عارف بالتفسير والحديث والعربية، شاعر من أهل البحرين" أ. هـ. وفاته: سنة (1088 هـ)، وقيل (1091 هـ) ثمان وثمانين، وقيل إحدى وتسعين وألف. من مصنفاته: له تصانيف وتعليقات في الحديث وعلوم العربية والتفسير منها "اللباب" و"الكامل في الصناعة" أي صناعة التجويد و"أرجوزة" وغير ذلك. 888 - الثَّقَفِي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: جعفر بن مبشر بن أحمد بن محمَّد الثقفي، أبو محمد. من مشايخه: عبد العزيز بن أبان القرشي وغيره. من تلامذته: عبيد الله بن محمَّد اليزيدي وغيره. كلام العلماء فيه: * الفهرست: "من معتزلة بغداد، وكان فقيهًا متكلمًا صاحب حديث، وله خطابة وبلاغة ورئاسة في أصحابه، ومع ذلك كان ورعًا وزاهدًا وعفيفًا، وكان له أخ يقال له حبيش يعرف الكلام، ولم يكن يقارب جعفرًا ولا يداينه" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "أحد المعتزلة البغداديين له كتب مصنفة في الكلام وهو أخو حبيش بن مبشر الفقيه. ." أ. هـ. * الكامل: "أحد المعتزلة البغداديين، وله مقالة يتفرد بها. ." أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "من رؤوس المعتزلة له تصانيف في الكلام" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "أحد مصنفي المعتزلة. انقلع سنة أربع وثلاثين وكان موصوفًا بالديانة. ." أ. هـ. * طبقات المفسرين للدوادي: "من رؤوس المعتزلة" أ. هـ. وفاته: سنة (234 هـ) أربع وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: "ناسخ القرآن ومنسوخه"، و"تنزيه الأنبياء" وكتاب "التوحيد على أصناف المشبهة والجهمية والرافضة". 889 - جعفر الصادق * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: جعفر بن محمَّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي، أبو عبد الله الملقب بالصادق. ¬

_ * الكامل في التاريخ (7/ 44)، تاريخ الإِسلام (وفيات 234) ط - تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 143)، الفهرست (342)، لسان الميزان (2/ 152)، تاريخ بغداد (7/ 162)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 125)، معجم المفسرين (1/ 125)، معجم المؤلفين (1/ 494). * تقريب التهذيب (80)، الجرح والتعديل (2/ 417)، الميزان (2/ 144)، الكامل (5/ 589)، البداية والنهاية (1/ 105)، الشذرات (2/ 286)، وفيات الأعيان (1/ 327)، العبر (1/ 208)، السير (6/ 255)، الوافي (11/ 126)، معجم المفسرين (11/ 126).

ولد: سنة (80 هـ) ثمانين للهجرة. من مشايخه: جده القاسم بن محمَّد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير وغيرهما. من تلامذته: أبو حنيفة، وابن جريج، وشعبة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإِسلام: "وثقه يحيى بن معين والشافعيُّ وجماعة. قال أبو حاتم: ثقة لا يُسأل عن مثله. وروى عليّ بن المديني عن يحيى بن سعيد: مجالدٌ أحبّ إليّ من جعفر بن محمَّد. قلت: لم يتابع القطان على هذا الرأي، فإنَّ جعفرًا صدوق، احتج به مسلم، ومُجالدُ ليس بعُمدة. روى عباس الدوري عن ابن معين قال: جعفر بن محمَّد ثقة مأمون. وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقَهَ من جعفر بن محمَّد. وقال هياج بن بسطام: كان جعفر بن محمَّد يطعِم حتى لا يبقى لعياله شيء. وقال ابن عُقْدة: ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن سالم عن صالح بن أبي الأسود أنَّه سمع جعفر بن محمَّد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنَّه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال ابن عقدة: ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم حدّثني أبو نجَيح إبراهيم بن محمد، سمعت الحسنَ بن زياد الفقيه، سمعت أبا حنيفة وسئل: من أفقهُ من رأيت؟ فقال: ما رأيت أحدًا أفقه من جعفر، لما أقدَمَه المنصورُ الحيرةَ بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فُتِنوا بجعفر بن محمَّد، فهيئ لنا من مسائلك الصِّعاب، فهيأْتُ له أربعين مسألةً، ثمَّ بعث إليّ المنصورُ فأتيته. فدخلت، وجعفرُ جالسٌ عن يمينه، فلما بصُرتُ بهما دخلني لجعفر من الهَيبة ما لم يدخلني للمنصور، ثمَّ التفت إلى جعفر فقال: يا أبا عبد الله، أتعرف هذا؟ قال: نعم هذا أبو حنيفة، ثمَّ أتبعها: قد أتانا، ثمَّ قال: يا أبا حنيفة هاتِ من مسائلك فاسأل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن - يريد أهلَ البيت - نقول كذا وكذا، فربما تابعْنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا معًا، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم فيها مسألةً، ثمَّ يقول أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلم الناس بالاختلاف. ابن أبي خيثمة ثنا مُصعب: سمعت الدَاوَرْدي يقول: لم يرو مالك جعفر حتى ظهر أمرُ بني العباس، ثمَّ قال مُصعب: كان مالك لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرُّقَعاء، ثمَّ يجعله بعده. ابن عُقدة ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن سالم، عن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمَّد يقول: سَلوني قبل أن تفقدوني، فإنَّه لا يحدثكم أحدٌ بعدي مثل حديثي. وروى علي بن الجَعْد عن زهير بن محمَّد قال: قال أبي لجعفر بن محمَّد: إن لي جارًا يزعم أنك

تبرأ من أبي بكر وعمر؟ فقال جعفر: برئ الله من جارك، واللهِ لأرجو أن ينفعني اللهُ بقرابتي من أبي بكر، ولقد اشتكيت شكايةً فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم. أنبأنا عبد الرحمن بن محمَّد الفقيه أنا ابن ملاعب أنا الأرموي أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني ثنا يعقوب بن إبراهيم البزار ثنا الحسن بن عَرَفة ثنا محمَّد بن فضل عن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر محمَّد بن علي وابنه جعفرًا عن أبي بكر وعمر فقالا: يا سالم: تولّهما وابرأ من عدؤهما فإنهما كانا إمامَي هُدَى، وقال لي جعفر: يا سالم أيسُبُّ الرجل جدَّه! أبو بكر جدّي فلا نالتني شفاعة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة إنْ لم أكن أتولَّاهما وأبرأ من عدوَّهما. هذا إسناد صحيح وسالم وابن فضيل شيعيَّان. وقال محمَّد بن الحسين الحبيبي: ثنا جعفر بن محمَّد الأزدي ثنا حفص ابن غياث سمعت جعفر بن محمَّد يقول: ما أرجو من شفاعة عليِّ شيئًا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله. وقال الحبيبي: ثنا مجالد بن أبي قريش ثنا عبد الجبار بن العباس الهمذاني أن جعفر بن محمَّد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصر، فأبلغوهم عني مَن زعم أني إمام مُفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء. وروى حِبّان بن سدير عن جعفر الصادق، وسئل عن أبي بكر وعمر فقال: إنك لتسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة. قلت: يعني إن صح هذا عنه إنهما ممن أرواحهم في أجواف طير خُضْر تُعلّق من ثمار الجنة. قال مَعْبد بن راشد عن معاوية بن عمار الدُّهني: سألت جعفر بن محمَّد عن القرآن، فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عزَّ وجل. وروى حماد بن زيد عن أيوب عن جعفر بن محمَّد قال: والله لا نعلم كل ما تسألونا عنه ولغيرنا أعلم منا. وقال محمَّد بن عمران بن أبي ليلى عن مسلمة بن جعفر الأحْمُسي قال: قلت لجعفر بن محمد: إن قومًا يزعمون أن من طلق ثلاثًا بحهالة ردّ إلى السُنَّة يجعلونها واحدة، ويروونها عنكم؟ فقال: معاذ الله ما هذا من قولنا، من طلّق ثلاثًا فهو كما قال. قلت: مَسْلَمة ضعيف". ثمَّ قال الذهبي: "مناقب جعفر كثيرة، وكان يصلح للخلافة لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه - رضي الله عنه -، وقد كَذبتْ عليه الرافضةُ ونسبت إليه أشياء لم يسمع بها، كمثل كتاب الجفر، وكتاب اختلاج الأعضاء ونسخ موضوعة وكان ينهى محمَّد بن عبد الله بن حسن عن الخروج ويحضه على الطاعة ومحاسنُه جمّة. . ." أ. هـ. * السير: "وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهرًا وباطنًا هذا لا ريب فيه ولكن الرافضة قوم جهلة. قد هوى فيهم الهوى في الهاوية فبعدًا لهم" أ. هـ. * قلت: هو أحد الأئمة الأثني عشرية عند الشيعة الإمامية، ولقب بالصادق لصدقه في مقالته وفضله أشهر من أن يذكر وهو من أجلاء التابعين، له

890 - الحشكي الكوفي

منزلة رفيعة في العلم، كان جريئًا صداعًا بالحق، والحمد لله رب العالمين. * الميزان: "أحد الأئمة الأعلام. برٌ صادق كبير الشأن لم يحتج به البخاري" أ. هـ. من أقواله: لا زاد أفضل من التقوى ولا شيء أحسن من الصمت ولا عدو أضلُ من الجهل ولا داء أدوى من الكذب. وفاته: سنة (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"منافع سور القرآن". 890 - الحُشكِي الكوفي * المقرئ: جعفر بن محمَّد بن سليمان الحشكني، ويقال: الحشكي الكوفي. من مشايخه: حمزة، وعبد الله بن إدريس وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن يزيد الحلواني، وعنبسة بن النضر، ومحمد بن القاسم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ متصدر مشهور" أ. هـ. وفاته: قال الذهبي: توفي فيما أحسب سنة بضع عشرة ومائتين. 891 - اليَشْكُري * النحوي، المقرئ: جعفر بن محمَّد بن عنبسة بن عمر بن يعقوب، أبو محمد اليشكري السكوني. من مشايخه: عبد الحميد بن صالح البرجمي وغيره. من تلامذته: أبو سعيد بن الأعرابي، وحفص بن عمر المكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإِسلام: "كان مقرئًا نحويًا" أ. هـ. وفاته: سنة (275 هـ) خمس وسبعين ومائتين. 892 - التَفْسِيري * المفسر: جعفر بن محمَّد بن الحسن بن زياد بن صالح الرازي الزعفراني، أبو يحيى المعروف بالتفسيري. من مشايخه: سهل بن عثمان العسكري، وعلي بن محمَّد الطنافسي وغيرهما. من تلامذته: محمَّد بن مخلد، وإسماعيل بن محمَّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "ذكره الدارقطني فقال: صدوق. وقال ابن أبي حاتم سمعت منه وهو صدوق ثقة" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "وكان صدوقًا. ." أ. هـ. * لسان الميزان: "روى عنه إسماعيل الصفار خبرًا موضوعًا. أ. هـ. وهذا الرجل من الحفاظ الكبار الثقات فلعل الآفة من فوقه" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان إمامًا في ¬

_ * غاية النهاية (1/ 195). * تاريخ الإِسلام (وفيات 275 هـ)، ط - تدمري، البغية (1/ 486). * الجرح والتعديل (2/ 488)، تاريخ بغداد (7/ 184)، المنتظم (12/ 329)، تاريخ الإِسلام (وفيات 279 هـ) ط - تدمري، لسان الميزان (2/ 157)، ميزان الاعتدال (2/ 147)، طبقات المفسرين للسيوطي (32)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 128)، معجم المفسرين (1/ 126).

893 - ابن الحمامي

التفسير صدوقًا ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (279 هـ) تسع وسبعين ومائتين. من مصنفاته: صاحب "تفسير". 893 - ابن الحَمَامي * المقرئ: جعفر بن محمَّد بن أسد الضرير النصيبي، ويعرف بابن الحمامي. من مشايخه: قرأ على الدوري، وهو من جلّة أصحابه وغيره. من تلامذته: محمَّد بن علي بن الجلندا، ومحمد بن علي بن حسن العطوفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "حاذق ضابط شيخ نصيبين والجزيرة" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (307 هـ) سبع وثلاثمائة. 894 - ابن المَارِسْتَاني * المقرئ: جعفر بن محمَّد بن الفضل المارستاني البغدادي الدقاق، أبو القاسم، ويعرف بابن المارستاني. ولد: سنة (308 هـ) ثمان وثلاثمائة. من مشايخه: أبو طاهر بن أبي هاشم، وعمر بن يوسف بن عبدك وغيرهما. من تلامذته: روى عنه عبد المنعم غلبون، وفارس بن أحمد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال التنوخي: وكان صاحب رحلة سمع منه الناس فأكثروا. . . حدثني علي بن محمَّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: . . . حدث عن ابن مجاهد بكتاب القراءات وحدث عن ابن صاعد وأبي بكر النيسابوري. قيل للدارقطني بحضرتي: إنه يدعى عن هؤلاء المشايخ؟ فقال: يكذب، ما سمع من ابن مجاهد، ولا من هؤلاء قال محمَّد بن علي الصوري: رجع ابن المارستاني إلى مصر فأقام بها إلى أن مات وكان كذابًا. ." أ. هـ. قلت: وذكر الذهبي في تاريخ الإسلام مثل هذا الكلام. وفاته: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة، وقيل: بضع وثمانين وثلاثمائة. 895 - المُسْتَغْفِري * المفسر المقرئ: جعفر بن محمَّد بن المعتز بن محمَّد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس المستغفري النسفي، أبو العباس. ولد: سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 222)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 31) ط - تدمري، وقد ذكره فيمن لم يعرف تاريخ موته من أهل هذه الطبقة وكتبه على التقريب، غاية النهاية (1/ 195). * تاريخ بغداد (7/ 233)، المنتظم (14/ 387)، تاريخ الإسلام (وفيات 387 هـ) ط - تدمري، غاية النهاية (1/ 197). * الوافي (11/ 149)، الأنساب (5/ 286)، السير (17/ 564)، الأعلام (2/ 128)، تذكرة الحفاظ (3/ 1102)، تاج التراجم (77)، الشذرات (5/ 157)، العبر (3/ 177)، النجوم (5/ 33)، الطبقات السنية (2/ 281)، الجواهر المضية (2/ 19)، طبقات المفسرين الداودي (1/ 128)، معجم المفسرين (1/ 126).

896 - جعفر القيسي

من مشايخه: زاهر بن أحمد السرخسي، وإبراهيم بن لقمان، وأبو سعيد عبد الله بن أحمد بن عبد الوهاب الرازي وغيرهم. من تلامذته: الحسن بن أحمد السمرقندي، والحسن بن عبد الملك النسفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "خطيب نسف، كان فقيهًا فاضلًا ومحدثًا مكثرًا صدوقًا يرجع إلى فهم ومعرفة وإتقان، جمع المجموع وصنف التصانيف وأحسن فيها" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ المجود المصنف. ." أ. هـ. * العبر: "وكان محدِّث ما وراء النهر في زمانه. ." أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "الحافظ العلامة المحدث" أ. هـ. * تاج التراجم: "لم يكن بما وراء النهر في عصره مثله. ." أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "وكان صدوقًا، ولكنه يروي الموضوعات في الأبواب ولا يوهيها" أ. هـ. * معجم المفسرين: "حافظ محدِّث، له اشتغال بالتاريخ، من فقهاء الحنفية" أ. هـ. وفاته: سنة (432 هـ) اثنتين وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "فضائل القرآن"، و"تاريخ نسف" و"معرفة الصحابة" وغيرها. 896 - جعفر القَيسي * اللغوي: جعفر بن محمَّد بن مكي بن أبي طالب بن محمَّد بن مِختار القيسي القرطبي، أبو عبد الله. ولد: بعد سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة بيسير. من مشايخه: أبوه محمَّد بن مكي، ولزم عبد الملك بن سراج الحافظ وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "وهو حفيد مكي المقرئ فقيه أديب لغوي متقن" أ. هـ. * الصلة: "كان عالمًا بالأداب واللغات ذاكرًا لهما متفننًا لما قيده منها ضابطًا لجميعها، عني بذلك العناية التامة وجمع من ذلك كتبًا كثيرة وهو من بيت علم ونباهة وفضل وجلالة" أ. هـ. * الذخيرة: "الوزير الفقيه النبيه أحد أعيان وقته ذكاءً ونبلًا وسَرْوًا كاملًا وفضلًا" أ. هـ. * الوافي: "له اليد الطولى الباسطة في علم اللسان. . ." أ. هـ. * المُغَرَّب: "وأثنى ابن بسام على جعفر. . وذكر الحجاري أنَّه حذو جده في الإقراء. ." أ. هـ. وفاته: سنة (535 هـ) خمس وثلاثين وخمسمائة. ¬

_ * الصلة (1/ 129)، بغية الملتمس (1/ 317)، إنباه الرواة (1/ 267)، السير (20/ 70، 86)، الوافي (11/ 149)، بغية الوعاة (1/ 487)، المغرب في حلى المغرب (1/ 108)، الذخيرة (1/ 1 / 814).

897 - الإربلي

897 - الإِربلي * النحوي: جعفر بن محمَّد بن محمود بن هبة الله بن أحمد بن يوسف الإربلي الشافعي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية: "كان فاضلًا في علوم كثيرة في الفقه على مذهب الشافعي، والحساب، والفرائض، والهندسة، والأدب والنحو، وما يتعلق بعلوم القرآن العزيز، وغير ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (604 هـ) أربع وستمائة. 898 - الأَعْرَجي * النحوي: جعفر بن محمَّد بن راضي الكاظمي الأعرجي. ولد: سنة (1274 هـ) أربع وسبعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام العراق الحديث: "مؤرخ نسابة، مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. * قلت: وهو شيعي، مع العلم أن معظم الشيعة المتأخرين هم رافضة اثنا عشرية، والله أعلم. وفاته: سنة (1332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "معالم اليقين في شرح أصول الدين"، و"غيبة الطلاب في علم الإعراب"، و"شرح قصيدة الحريري في الظاء". 899 - الوَزَّان * المقرئ: جعفر بن محمَّد بن أحمد بن يوسف، أبو القرشي الكوفي الصيرفي، أبو عبد الله المعروف بالوزّان ويعرف أيضًا بصنجة. من مشايخه: إبراهيم بن علي القصَّار، وعلي بن الحسين بن سلم وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن داود النقَّار، وعلي بن الحسين الرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "قال فيه الأهوازي: مقرئ متصدر من أئمة القراءة المشهورين. . قال ابن مجاهد: لا أعلم من الكوفيين أحدًا أعلم بكتاب الله من الوزان" أ. هـ. 900 - المُوصِلي * المقرئ: جعفر بن مكي بن جعفر الموصلي، محب الدين، أبو موسى. من مشايخه: عبد الله بن إبراهيم الجزري وغيره. من تلامذته: محمود بن محمَّد السمرقندي، والإمام قوام الدين عبد الله ابن الفقيه نجم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "شيخ شيراز ونزيلها، إمام ¬

_ * البداية والنهاية (13/ 55). * أعلام العراق الحديث (1/ 209)، معجم المؤلفين (1/ 495). * غاية النهاية (1/ 194). * غاية النهاية (1/ 198)، الأعلام (2/ 130)، معجم المؤلفين (1/ 499).

901 - أبو الفضل

فاضل كامل صالح، قال ابن الجزري: وقفت له على شرح الشاطبية، وأفرد السبعة أيضًا. ." أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (713 هـ)، وقيل (711 هـ) ثلاث عشرة، وقيل: إحدى عشرة وسبعمائة في شيراز. من مصنفاته: "الكامل الفريد في التجويد والتفريد". 901 - أبو الفضل * النحوي، اللغوي: جعفر بن موسى يعرف بابن الحداد، أبو الفضل. من مشايخه: قرأ على ابن المنادى، وأحمد بن يوسف التغلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "وقد كتب الناس عنه شيئًا من اللغة والغريب في الحديث، وما كان من كتب أبي عبيد مما سمعه من أحمد بن يوسف الثعلبي وغير ذلك. . . من ثقات المسلمين وخيارهم. . ." أ. هـ. وفاته: سنة (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين. 902 - أبو الغَيث المكي * اللغوي: جعفر بن يحيى بن محمَّد بن عبد القوي الغياث المكي المالكي، أبو الغيث، أخو معمر وفضل، وأبوهما يعرف بابن عبد القوي. ولد: في ذي الحجة سنة (856 هـ) ست وخمسين وثمانمائة. من مشايخه: يحيى العلمي، والجوجري، والسنهوري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "ولد بمكة وحفظ القرآن وكتبًا، عُرض في القاهرة على الشيوخ واشتغل في الفقه والعربية". وقال: "قدمه البرهان بن ظهيرة للتوقيع ببابه فسبق من قبله لثقته وأمانته وعقله وتواضعه وخفة مؤنته بحيث أقبل عليه أصحاب الاشتغال وتميز في ذلك" أ. هـ. * وجيز الكلام: "توفي دون ثمان وثلاثين سنة، وكثر الثناء عليه والأسف على فقده" أ. هـ. وفاته: في شعبان سنة (894 هـ) أربع وتسعين وثمانمائة. 903 - جُنادة الهُروي * اللغوي: جنادة بن محمَّد الأزدي الهروي، أبو أسامة. من مشايخه: أبو أحمد العسكري، وأخذ عن أبي منصور الأزهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "قتله الحاكم صاحب مصر مع صاحبه أبي الحسن المقرئ الأنطاكي في يوم واحد. . . . حكى ذلك الأمير المختار المعروف بالمسبحي في تاريخه" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 192)، المنتظم (13/ 10)، بغية الوعاة (1/ 487)، الوافي (11/ 155)، معجم الأدباء (2/ 798)، إنباه الرواة (1/ 268). * الضوء اللامع (3/ 70)، وجيز الكلام (3/ 1107). * معجم الأدباء (2/ 800)، وفيات الأعيان (1/ 372)، تاريخ الإسلام (وفيات 399) ط - ندمري، الوافي (11/ 192)، المقفى الكبير (3/ 73)، بغية الوعاة (1/ 488)، الأعلام (2/ 140).

904 - الجنيد البغدادي

* الوافي: "كان علّامة لغويًّا أديبًا وكان بينه وبين الحافظ عبد الغني الأزدي المصري وأبي الحسن علي بن سليمان الأنطاكي المقرئ النحوي اتحاد ومذاكرة وصحبة مصر" أ. هـ. * المقفى الكبير: "كان مكثرًا من حفظ اللغة ونقلها، عارفًا بحوشيها ومستعملها حضر مجلس الصاحب إسماعيل بن عبَّاد بشيراز، وهو شعث الزيّ ذو أخمار رثة وسخة فجلس قريبًا من الصاحب وكان مشغولًا، فلما بصر به قطَّب وقال: قم يا كلب من هاهنا! وقال له جُنادة: الكلب هو الذي لا يعرف للكلب ثلاثمائة اسم. فمدّ عند ذلك الصاحب يده وقال: قم إلى هاهنا فما يجب أن يكون مكانك حيث جلست، ورفعه إلى جانبه" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة. 904 - الجُنَيد البغدادي * المفسر: الجنيد بن محمَّد بن الجنيد النهاوندي (¬1) ثمَّ البغدادي القواريري، أبو القاسم. ولد: سنة نيف وعشرين ومائتين فيما حسب وأعلم. من مشايخه: خاله السري سقطي، والحارث المحاسبي، والحسن بن عرفة وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر الشبلي، وجعفر الخلدي، وأبو محمد الجريري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "وصحب جماعة من الصالحين. . ثمَّ اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية، وطريقة الوعظ وله أخبار مشهورة وكرامات مأثورة. . . حدثنا أحمد بن جعفر بن محمَّد بن عبيد الله المنادى قال: كان الجنيد محمَّد بن الجنيد قد سمع الحديث الكثير من الشيوخ، وشاهد الصالحين وأهل المعرفة ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ما لم يُرَ في زمانه مثله، عند أحد من قرنائه، ولا ممن أرفع سنًّا منه. ممن كان ينسب منهم إلى العلم الباطن والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدنيا وأبنائها." أ. هـ. * العبر: "الزاهد القطب، شيخ العصر. . وله المقامات والكرامات والكلام النافع في الصدق والمعاملات. رحمه الله" أ. هـ. * السير: "هو شيخ الصوفية. . أتقن العلم ثمَّ أقبل على شأنه، وتألّه وتعبَّد، ونطق بالحكمة، وقلَّ ما روى. قال ابن المُنادي: سمعَ الكثير، وشاهدَ ¬

_ * تاريخ الإِسلام (وفيات 198) ط - تدمري، معجم المفسرين (1/ 127)، السير (14/ 66)، حلية الأولياء (10/ 255)، تاريخ بغداد (7/ 241)، طبقات الحنابلة (1/ 127)، الأنساب (4/ 556)، المنتظم (12/ 118)، وفيات الأعيان (1/ 373)، العبر (2/ 110)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 260)، البداية (11/ 121)، النجوم (3/ 168)، الشذرات (3/ 416)، روضات الجنات (2/ 247)، الإمام الجنيد والتصوف في القرن الثالث الهجري - زهير ظاظا - دار الخير (1414 هـ - 1994)، طبقات الداودي (1/ 129)، الوافي (1/ 201). (¬1) نسبة إلى نهاوند: مثلثة، النون الأولى، مع فتح الهاء والواو بينهما ألف وإسكان النون الثانية. قاله ياقوت في معجمه (5/ 313) مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام.

الصَّالحين، وأهلَ المعرفة، ورُزقَ الذَّكاء وصوابَ الجواب. لم يُرَ في زمانِهِ مثلُه في عفَّة وعُزوفٍ عن الدُّنيا. قِيل لي: إنَّه قال مرَّة: كنتُ أفتي في حَلقة أبي ثور الكَلْبيِّ ولي عشرون سَنَة. وقال أحمد بن عطَاء: كان الجُنيد يُفتي في حَلقة أبي ثَوْر. عن الجُنيد قال: ما أخرجَ اللهُ إلى الأرض عِلمًا وجعلَ للخلْق إليه سبيلًا، إلا وقَد جعلَ لي فيه حظًا. وقيل: إنَّهُ كانَ في سُوقه وورْدُه كلَّ يومٍ ثلاثُ مئة رَكعة، وكذا وكذا ألف تَسْبيحَة. أبو نُعَيم حدثنا علي بن هارون وآخر قالا: سمعنا الجُنَيدَ غيرَ مرَّة يقول: عِلْمُنا مضبوطٌ بالكتابِ والسُّنَّة من لم يحفظِ الكتابَ، ويكتبِ الحديثَ، ولم يتفقَّهْ، لا يُقْتَدَى به. قال عَبد الواحد بن علوان: سمعتُ الجُنيدَ يقول: عِلمُنا -يعني التَّصوُّف - مُشبَّكٌ بحديثِ رسولِ اللهِ. وعن أبي العبَّاس بن سُريج: أنَّه تكلَّم يومًا فعجبُوا! فقال: ببَركة مُجالسَتي لأبي القاسم الجُنيد. وعن أبي القاسم الكَعْبي أنَّه قال مرَّة: رأيتُ لكم شَيخًا ببَغدَاد، يُقال له الجُنَيد، ما رأتْ عيناي مثلَه! كان الكَتَبَةُ -يعني البلغاء- يحضرونَه لألفاظِه، والفلاسفَةُ يحضُرونه لدقَّة معانيه، والمتكلَّمون يحضُرونه لزمِام علمه، وكلامُه بائنٌ عن فَهمهم وعِلمهِم. قال الخُلْدي: لم نَرَ في شيوخنا من اجتمع له علمٌ وحالٌ غير الجُنيد. كانت له حالٌ خطيرةٌ، وعلمٌ غزيرٌ، إذا رأيتَ حاله رجَّحْتَهُ على عِلْمِه، وإذا تكلَّم رجَّحْتَ علمَه على حالِه. أبو سهل الصُّعْلوكي: سمعتُ أبا محمَّد المرتعش يقول: قال الجُنيد: كنتُ بينَ يدي السَّريِّ ألعبُ وأنا ابنُ سبعِ سِنين، فتكلَّموا في الشُّكر، فقال: يا غلامُ ما الشُّكر؟ قلت: أنْ لا يُعْصى الله بنِعمهِ، فقال: أخْشى أن يكون حظَّك من اللهِ لسانُك. قال الجُنيد: فلا أزال أبكي على قوله. السُّلمي حدثنا جدِّي ابنُ نُجيد قال: كانَ الجُنيد يَفتح حانوته ويدخل، فَيُسيل السِّتْرَ ويصلِّي أربع مئة ركعة. . . قال أبو محمد الجَريري: سمعت الجُنيد يقول: ما أخذنا التَّصوُّف عن القال والقيل، بل عن الجوعِ، وترك الدُّنيا، وقطعِ المألوفات. قلت: هذا حَسن، ومراده: قطعُ أكثر المألوفات، وتركُ فضول الدنيا، وجوعٌ بلا إفراط. أمَّا مَنْ بالغ في الجُوع كما يفعله الرُّهبان، ورفضَ سائر الدُّنيا، ومألوفات النَّفسِ، من الغذاء والنَّومِ والأهل، فقد عرَّض نفسَه لبلاء عريض، وربَّما خُولِط في عقله، وفاته بذلك كثيرٌ من الحنيفيَّة السَّمْحَة، وقد جعل الله لكلِّ شيء قَدرًا، والسَّعادة في مُتابعة السُّنن، فزنِ الأمور بالعدل، وصُمْ وأفْطر، ونمْ وقُمْ، والزمِ الوَرَع في القوت، وارضَ بما قسمَ الله لك، واصمُتْ إلَّا مِن خَير، فرحمةُ اللهِ على الجُنيد، وأين مثلُ الجُنيد في علمه وحاله؟ . . ." أ. هـ. * الوافي: "قيل إن أباه كان قواريريًا يعني زجَّاجًا

وكان هو خزاز، وكان شيخ العارفين وقدوة السالكين وعَلَم الأولياء في زمانه" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "وسئل عن قرب الله تعالى فقال: قريب لا بالتَّلاق، بعيد لا بافتراق" أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "الإمام الجنيد" نذكر ما نصّه: "ولكي نستشف ضياع الجنيد بين هاتين المدرستين (¬1) نورد رأي الدكتور بسيوني، كونه يمثل طريقةً في تناول الجنيد لعلنا لم نتبعها في كتابنا. قال في كتابه "نشأة التصوف": أما الجنيد فأهميته في مجال المعرفة أنَّه أصدق مثل لمرحلة الصحو لا المحو التي شهدنا آثارها وأفكارها وشطحاتها عند البسطامي والحلاج والشبلي. قال: وصاحب اللمع يصور لنا هذه الفكرة بطريق غير مباشر حيث يشرح الجنيد شطحات الشبلي وأبي يزيد لأنَّ الرجل قد عانى على ما يبدو تجربة المحو ولكنه لزم الصحو، ويصور لنا السراج ذلك بطريق مباشر حين ينسب إلى الجنيد قوله: الشبلي رحمه الله سكران، ولو أفاق من سكره لجاء منه إمام ينتفع به. قال: ولقد وقف الجنيد في تاريخ التصوف موقفًا له خطره إذ أراد فكرة التوفيق بين الحقيقة والشريعة فحاول أن ينظم المذهب الصوفي ويطوره حتى استحق لقب سيد الطائفة، وانتهت جهوده في ذلك إلى أنَّه لا مجافاة بين الحقيقة والشريعة؟ ! . قال: وعلى الرغم من ذلك فإن الجنيد قد أثر عنه ما ينمُّ عن مروره بمنطقة المحو، وبدرت منه وهو في هذه المنطقة أحاديث لا تخلو من انحاء. يقول: قد كان يطربني وجدي فأقعدني ... عن رؤية الوجد ما في الوجد موجود الوجد يطرب مَنْ في الوجد راحته ... والوجد عند شهود الحق مفقود قال: ويعرف الجنيد التوحيد فيقول: معنى تضمحل فيه الرسوم وتندرج فيه العلوم، ويكون الله تعالى كما لم يزل. ويقول: التوحيد الخروج من ضيق رسول الزمانية إلى سعة فناء السرمدية، وهذا الموقف الذي ينمُّ عن السكر لقي عند العطار دهشة لمخالفته لطابع الجنيد المعروف. قال: ويبدو أنَّ الجنيد كان يحاول أن يوفق بين الشريعة والحقيقة في حياته بحيث ظهر ذلك في بعض أنماط سلوكه فقد كان يلبس لباس الفقهاء لا الصوفية، فلما سئل في ذلك قال: إنما الاعتبار بالحرفة وليس الاعتبار بالخرقة. قال: والجنيد رغم أنَّه من أهل الصحو لا المحو لا يكتمنا رأيه الحقيقي في هذا الصدد، يقول: قالت النار يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني ¬

_ (¬1) يقصد بالمدرستين: مدرسة الصحو والمحو، والمحو: رفع أوصاف العادة بحيث يغيب الصد عندها عن عقله، ويحصل منه أفعال وأقوال لا مدخل لعقله فيها كالسكر من الخمر (معجم مصطلحات الصوفية (158). أما الصحو فهو: رجوع العارف إلى الإحساس بعد غيبته وزوال إحساسه (معجم مصطلحات الصوفية (108).

بشيء مني؟ قال: نعم كنتُ أسلط عليك ناري الكبرى، قالت: وهل نارٌ أعظم مني وأشد؟ قال: نعم نار محبتي أسكنتها في قلوب أوليائي المؤمنين! ! . ونختم بحثنا هذا بلا مناقشة بما يفرِّق به الأستاذ العفيفي بين مذهب الجنيد والبسطامي والحلاج في الصحو والسكر. قال العفيفي في كتابه "الثورة الروحية في الإسلام": ويفضل أبو يزيد وأصحابه السكر على الصحو، لأنَّ الصحو في نظرهم يقتضي وجود الصفات البشرية التي هي أعظم حجاب يحول بين العبد وربه، أما السكر فهو محوٌ لهذه الصفات، ورفعٌ لحجب الاختيار والتصرف والتدبير. أما الجنيد وأصحابه فيفضلون الصحو على السكر، لأنَّ السكر يخرج العبد عن حالته الطبيعية ويفقده سلامة العقل الواعي والقدرة على التصرف والسكر في نظر الجنيد وأصحابه أشبه بميدان لعب الأطفال وأليق بالمبتدئين في الطريق الصوفي. قال: لما قطع الحلاج صلته بعمرو بن عثمان! ! أتى إلى الجنيد فسأله الجنيد: ما جاء بك إلينا؟ فقال الحلاج: جئت لصحبة الشيخ. فقال الجنيد: أنا لا أصحب المجانين، إن الصحبة تقتضي كمال العقل فإن لم يكن ذلك فالعاقبة كما ترى من مسلكك من سهل بن عبد الله وعمرو بن عثمان المكي. فقال الحلاج: يا شيخ إن الصحو والسكر صفتان للعبد والعبد محجوب عن ربه حتى يفنى عن صفاته! ! فقال الجنيد: يا ابن منصور إنك أخطأت في الصحو والسكر، إن الصحو سلامة الحال مع الله، والسكر المبالغة في الشوق والمحبة، وليس واحد من هذين يُنال بالكسب. يا ابن منصور إن في كلامك حماقة ومخرقة) (¬1). ثمَّ يتناول زهير ظاظا مسألة السماع وموقف الجنيد منها ويعرض لذلك كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية من مجموع الفتاوى (11/ 534)، فيقول: "وأنا مضطر قبل عرض نماذج مما نسب إلى الجنيد من الأقوال في السماع إلى الإشارة إلى ما فسَّر به ابن تيمية هذا التناقض آملًا أن يكون ذلك مثلًا لمعرفة فهم المسلمين في القرن الثامن الهجري لاضطراب النص الصوفي. قال ابن تيمية: وأما الاستماع إلى القصائد الملحنة والاجتماع عليها، فأكابر الشيوخ لم يحضروا هذا السماع، كالفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، وأمثالهم من المتأخرين كالشيخ عبد القادر، والشيخ عديّ بن مسافر، والشيخ أبي مدين، والشيخ أبي البيان، وأمثال هؤلاء المشايخ فإنهم لم يكونوا يحضرون هذا السماع. وقد حضره طائفة من الشيوخ وأكابرهم ثمَّ تابوا منه ورجعوا عنه، وكان الجنيد رحمه الله تعالى لا يحضره في آخر عمره، ويقول: مَنْ تكلف السماع فُتن به، ومَنْ صادفه السماع استراح به. قال: والذين حضروا السماع المحدث الذي جعله الشافعي من إحداث الزنادقة لم يكونوا ¬

_ (¬1) الإمام الجنيد ص (92 - 93).

يجتمعون مع مردان ونسوان، ولا مع مصلصلات وشبابات، وكانت أشعارهم مزهدات مرققات. وقد حضره من المشايخ طائفة، وشرطوا له المكان والإمكان والخلان والشيخ الذي يحرس من الشيطان، وأكثر الذين حضروه من المشايخ الموثوق بهم رجعوا عنه في آخر عمره كالجنيد، فإنَّه حضره وهو شاب، وتركه في آخر عمره، وكان يقول: من تكلف السماع. . . إلخ. . . فقد ذمّ من يجتمع له ورخص فيمن يصادفه من غير قصدٍ، ولا اعتماد للجلوس له. قال: وسبب ذلك أنَّه مجمل ليس تفصيل، فإن الأبيات المتضمنة لذكر الحب والوصل والهجر والقطيعة والشوق والتتيُّم والصبر على العذل واللوم ونحو ذلك هو قول مجمل يشترك فيه محب الرحمن، ومحب الإخوان، ومحب النسوان، ومحب المردان" (¬1). ثمَّ ينتقل إلى الكلام عن الإرادة وقول الجنيد فيها نقلًا عن شرح كلمات فتوح الغيب لشيخ الإِسلام ابن تيمية، فيقول: "وقال ابن تيمية: والناس في الإرادة ثلاثة أقسام: قوم يريدون ما يهوونه فهؤلاء عبيد أنفسهم والشيطان، وقوم يزعمون أنهم فرغوا عن الإرادة مطلقًا، ولم يبق لهم مراد إلا ما يقدَّره الرب وأن هذا المقام هو أكمل المقامات، ويزعمون أن من قام بهذا فقد قام بالحقيقة، وهي الحقيقة القدرية الكونية وأنه شهد القيومية العامة، ويجعلون الفناء في شهود الربوبية هو الغاية، وقد يسمّون هذا الجمع والفناء والاصطلام ونحو ذلك، وكثير من الشيوخ زلقوا في هذا الوضع. وفي هذا المقام كان النزاع بين الجنيد بن محمّد وبين طائفة من أصحابه الصوفية فإنهم اتفقوا على شهود توحيد الربوبية وأن الله خالق كل شيء، وربه ومليكه وهو شهود القدر، وسموا هذا مقام الجمع. فإنَّه خرج به عن الفرق الأوّل وهو الفرق الطبيعي بإرادة هذا وكراهة ورؤية فعل هذا وترك هذا، فإن الإنسان قبل أن يشهد هذا التوحيد يرى للخلق فعلًا يتفرق به قلبه في شهود أفعال المخلوقات، ويكون متبعًا لهواه فيما يريده فإذا أراد الحق خرج بإرادته عن إرادة الهوى والطبع، ثمَّ يشهد أنَّه خالق كل شيء، فخرج بشهود هذا الجمع عن ذاك الفرق. فلما اتفقوا على هذا ذكر لهم الجنيد الفرق الثاني وهو بعد هذا الجمع، وهو الفرق الشرعي: ألا ترى أنك تريد ما أمرت به، ولا تريد ما نهيت عنه، وتشهد أن الله هو يستحق العبادة دون ما سواه، وأن عبادته هي بطاعة رسله، فتفرَّق بين المأمور والمحظور، وبين أوليائه وأعدائه وتشهد وتوحد الألوهية. فنازعوه في هذا الفرق، منهم من أنكره، ومنهم من لم يفهمه، ومنهم من ادّعى أن المتكلم فيه لم يصل إليه. ثمَّ إنك تجد كثيرًا من الشيوخ إنما ينتهي إلى ذلك الجمع، وهو توحيد الربوبية والفناء فيه، كما في كلام صاحب منازل السائرين مع جلالة قدره، مع أنَّه قطعًا كان قائمًا بالأمر والنهي المعروفين لكن قد يدَّعون أن هذا لأجل العامة. ومنهم من يتناقض، ومنهم من يقول الوقوف مع ¬

_ (¬1) الإمام الجنيد ص (193).

الأمر لأجل مصلحة العامة، وقد يُعبّر عنهم بأهل المارستان، ومنهم من يسمِّي ذلك مقام التلبيس (¬1). ثمَّ ينقل كلام الجنيد فيما ينسب إليه من معنى التوحيد فيقول: "ويتوغل المتصوفة في نسبة العبارات الطنانة للجنيد فينقلون أنَّه قال: التوحيد معنى تضمحل فيه الرسوم، وتندرج فيه العلوم، ويكون الله تعالى كما لم يزل. وأن عقول العقلاء إذا تناهت في التوحيد تناهت إلى الخير. وأنه مباين لوجوده مفارق لعلمه، قد طوى بساطه منذ عشرين سنة، والناس يتكلمون في حواشيه. قال ابن تيمية: وأما ما نُقل عن الجنيد أنَّه قال: انتهى عقل العقلاء إلى الحيرة، فهذا لا أعرفه من كلام الجنيد، وفيه نظر هل قاله؟ ولعل الأشبه أنَّه ليس من كلامه المعهود، فإن كان قد قال هذا فأراد عدم العلم بما لم يصل إليه لم يرد بذلك أن الأنبياء والأولياء لم يحصل لهم يقين ومعرفة وهدى وعلم، فإن الجنيد أجل من أن يريد هذا، وهذا الكلام مردود على من قاله لكن إذا قيل إن أهل المعرفة مهما حصلوا من المعرفة واليقين والهدى فهناك أمور لم يصلوا إليها فهذا صحيح، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند وأبو حاتم في صحيحه (اللهم إني أسألك بكل اسم. . .) فقد أخبر أن لله أسماءُ استأثر بها في علم الغيب عنده، وهذه لا يعلمها مَلَك ولا بشر، فإذا أراد المريد أن عقول العقلاء لم تصل إلى معرفة مثل هذه الأمور فهذا صحيح، وأما إذا أراد أن العقلاء ليس عندهم علم ولا يقين بل حيرة وريب فهذا باطل قطعًا، وما ذكر عن ذي النون في هذا الباب من أنَّ ذا النون قد وقع منه كلام أنكر عليه وعزره الحارث بن مسكين، وطلبه المتوكل إلى بغداد واتهم بالزندقة، وجعله الناس من الفلاسفة فما أدري هل قال هذا أم لا، بخلاف الجنيد فإن الاستقامة والمتابعة غالبة عليه، وإن كان كل أحد يُؤخذ من قوله ويُترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. بذلك نستطيع أن نستنبط تصور شيخ الإِسلام ابن تيمية للجنيد، وكيف حكم على تلك العبارة بالوضع لأنها (ليست من كلامه المعهود)، ونقف عند قوله (ليست من كلامه المعهود) لأننا وجدنا فيما هو منسوب إلى الجنيد من الآراء والأحكام ما لا يضبطه ضابط ذلك أنَّه ليس فيما بين أيدينا من الكتب المنسوبة إلى الجنيد ما نجد فيه ما هو بين أيدينا من الآراء المنسوبة إليه التي تذخر بها مصادر التصوف الأولى. وقد جمعنا من ذلك ما هو حجة لنا فيما ذهبنا إليه من أن الذي نَسَب هذه الكتب للجنيد لم يكن مطلعًا تمامًا على مصادر التصوف الأولى، ولو كان لاستعان بها على بلوغ مناه. ولم يكن قصده أن يستكثر الكتب للجنيد، وإنما أن يعطي الكتاب الذي يلقيه على مريديه أهميةً تناسب مكانة الجنيد وبالتالي سيصبح موئلًا للمستجيزين من المتصوفة، وإن كانت كتبه لا تعدو أنها سلائل من حلية الأولياء وغيره من كتب ¬

_ (¬1) الإمام الجنيد ص (126).

التصوف بالإضافة إلى كون بعضها تغلب عليه عبارة المتصوفة في القرن السابع الهجري (¬1). من آراء الجنيد في بعض العقائد: هذه مقتطفات من آراء الجنيد في بعض العقائديات مأخوذة من كتاب (التعرُّف) لأنَّ الكلاباذي لم يتعرض في كتابه إلا للتصوف مذهبًا. قال فيمن نثر علوم الإشارة كتبًا ورسائل: وللجنيد رسائل وكلام كثير في تكذيب من ادعى رؤية الله من الصوفية. وممن قال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربَّه ليلة الإسراء الجنيد والنوري وأبو سعيد الخراز. وقال الجنيد والنوري وغيرهما من الكبار فيما أضيف إلى الأنبياء من الزلل: إن ما جرى على الأنبياء إنما جرى على ظواهرهم، وأسرارُهم مستوفاة بمشاهدات الحق، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]. وقالوا: فلا تصح الأعمال حتى يتقدمها العقود والنيات، وما لا عقد فيه ولا نية فليس بفعل، وقد نفى الله تعالى الفعل عن آدم بقوله: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]. قال الجنيد: الروح شيءٌ استأثر الله بعلمه، ولم يطلع عليه أحدًا من خلقه، ولا يجوز العبارة عنه بأكثر من موجود لقوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85]. وقال الجنيد وسهل وغيرهما من المتقدمين: إن التصديق يزيد ولا ينقص، ونقصانه يخرج من الإيمان، لأنه تصديق بأخبار الله تعالى وبمواعيده، وأدنى شك فيه كفر وزيادته من جهة القوة واليقين، وإقرار اللسان لا يزيد ولا ينقص، وعمل الأركان يزيد وينقص. قال الجنيد: وسبيل المكاسب لمن ربط به غيره ممن يلزمه فرضه سبيل الأعمال المقربة إلى الله. ولأبي العباس بن عطاء كتاب في رد الفاني إلى صفاته سماه (عودة الصفات وبدؤها) وأما الكبار منهم والمحققون فلم يروا رد الفاني إلى بقاء الأوصاف منهم الجنيد والخراز والنوري وغيرهم (¬2). الجنيد في كتاب "مدخل إلى التصوف الإسلامي": يرى الدكتور الغنيمي صاحب كتاب "مدخل إلى التصوف الإِسلامي": أن الجنيد انتمى إلى المحاسبي مؤسس المدرسة الصوفية ببغداد. قال (¬3): وكان أعمق صوفية القرنين الثالث والرابع وأعظمهم خطرًا. قال: وكان يمثل الجنيد في تصوف عصره اتجاهًا معتدلًا، وإن شئت قلت: يمثل تصوف الفقهاء المستند إلى الكتاب والسنة بشكل ظاهر، ولعل في عبارته التالية ما يشير إلى منهجه في التصوف: من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا الأمر. قال: وقد غلب على الجنيد الكلام في دقائق التوحيد وكتب تراجم الصوفية حافلة بالكثير من أقواله في هذا الصدد، فمن ذلك ما يرويه ¬

_ (¬1) الإمام الجنيد ص (127 - 128). (¬2) نفس المصدر ص (128 - 129). (¬3) مدخل إلى التصوف (ص: 113).

القشيري عنه: سُئل الجنيد عن التوحيد فقال: إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته بأنّه الواحد الذي لم يلد ولم يولد بنفي الأضداد والأنداد والأشباه وما عبد من دونه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قال (¬1) على أنَّه يتحدث عن التوحيد بمعناه الصوفي فيقول: إن العقل عاجز عن إدراكه لأنه إذا تناهت عقول العقلاء في التوحيد تناهت إلى الحيرة. وكان يقول: أشرف كلمة في التوحيد ما قاله أبو بكر - رضي الله عنه -: سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلًا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته. قال: والتوحيد الحقيقي عند الجنيد ثمرة الفناء عن كل ما سوى الله فيقول عن ذلك: التوحيد الذي انفرد به الصوفية هو إفراد القدم عن الحدث والخروج عن الأوطان وقطع المحاب وترك ما علم وجهل وأن يكون الحق سبحانه مكان الجميع. أما توحيد الخاصة كما يراه الجنيد فهو: أن يكون العبد شبحًا بين يدي الله عزَّ وجلَّ تجري عليه تصاريف تدبيره وهذا لا يكون إلا بالفناء عن نفسه ودعوة الخلق له بذهاب حسه وحركته لقيام الحق له فيما أراد منه وبهذا الفناء في التوحيد يتحقق للصوفي الخروج من ضيق رسوم الزمانية إلى سعة فناء السرمدية. قال (¬2) وواضح من كلام الجنيد أنَّه يشير إلى توحيد من نوع خاص يقوم على أساس من الفناء عن الإرادة وعما سوى الله بذهاب الحس والحركة مع الثقة التامة بأن الله يقوم للعبد بكل شيء. وسنجد الصوفية فيما بعد يريدون بهذا المعنى من معاني التوحيد الفناء عن السدى إرادةً وشهودًا. قال: والفناء في التوحيد معرفة نظرية تحققت بها نفس الإنسان في عالم آخر قبل أن تتصل بالبدن في هذا العالم. وهذه الفكرة عند الجنيد وعند غيره من الصوفية المتأخرين كابن عطاء الله السكندري شبيهة بفكرة أفلاطون عن سبق وجود النفس الإنسانية في عالم المثل قبل هبوطها إلى البدن وعن تحققها في ذلك العالم بالمعرفة الحقيقية وفي ذلك قال أفلاطون: العلم تذكر والجهل نسيان. فهو فطري في النفس ولكن البدن حجبها عنه. قال: ويدلنا على أن الجنيد يرى التوحيد فطريًا في النفوس قوله: التوحيد أن يرجع آخر العبد إلى أوله فيكون كما كان قبل أن يكون. قال: والفناء في التوحيد الذي ظهر القول به عند الجنيد وتابعه فيه الصوفية والسنيُّون! أمر يقره أشد خصوم الصوفية ويرون أن يتمشى مع السنَّة فيقول سعد الدين التفتازاني: إذا انتهى العبد في السلوك إلى الله يستغرق في بحر التوحيد والعرفان بحيث تستمر ذاته في ذاته، وصفاته في صفاته، ويغيب عن كل ما سوى الله، ولا يرى في ¬

_ (¬1) نفس المصدر (ص: 114). (¬2) نفس المصدر (ص: 115).

905 - أبو الكرم

الوجود إلا الله وهذا الذي يسمونه -أي الصوفية- الفناء في التوحيد وإليه الإشارة في الحديث القدسي: لا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل. وبالجملة هو طريق علم وعرفان وشأن وكمال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا عوج في بدايته ونهايته. قال (¬1) وكان الجنيد في الحقيقة شخصية هامة في تاريخ التصوف الإِسلامي، وترجع هذه الأهمية إلى خصوبة آرائه وإلى أنَّه كان يجمع فيها بين الشريعة والحقيقة، وأنه كان من أهل الرسوخ. والتمكين لا من أرباب الأحوال والشطح، فكان مؤثرًا للصحو على السكر وللبقاء على الفناء وكان أستاذًا قديرًا يجمع حوله المريدين ليعلمهم التصوف ويبصرهم بكمال العلم والعمل وله مدرسة مشهورة في التصوف نهج نهجها فيما بعد الغزالي والشاذلي! قال (¬2) وكان الجنيد يلتمس العذر لأرباب الأحوال المغلوبين على أمرهم والخاضعين للوجد ومن هذا شأنهم يظلون دائمًا في البدايات، ولا يكونون قدوةً لغيرهم وقد قال الصوفية: صاحب الحال لا يُقتدى به". * قلت: مما سبق يتضح لنا أنَّ ما كان عليه الجنيد من التصوف إنما هو تصوف منضبط بالكتاب والسنَّة كما صرح هو بذلك. أضف إلى ذلك ما قاله شيخ الإِسلام ابن تيمية في الدفاع عنه ونفى بعض شطحات الصوفية عنه بقوله: "فهذا لا أعرفه من كلام الجنيد، وفيه نظر هل قاله؟ ولعل الأشبه أنَّه ليس من كلامه المعهود". وما قال الإمام الذهبي بحقه: "فرحمة الله على الجنيد، وابن مثل الجنيد في علمه وحاله". وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإِسلام ابن تيمية (11/ 239) قال: "فإن الجنيد - قدس الله روحه - كان من أئمة الهدى". من أقواله: "أبو جعفر الفَرغاني: سمعتُ الجنيد يقول: أقلُّ ما في الكلام سقوطُ هيبة الرب جلَّ جلاله من القلب، والقلبُ إذا عَرِيَ من الهيبة عَرِيَ من الإيمان" أ. هـ. وفاته: سنة (297 هـ) وقيل (298 هـ) سبعٍ وتسعين، وقيل: ثمانٍ وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "أمثال القرآن" و"الرسالة". 905 - أبو الكَرَم * النحوي، اللغوي: جودي بن عبد الرحمن بن جودي بن موسى بن وهب بن عدنان القيسي الليوسي، أبو الكرم. كلام العلماء فيه: * إشارة التعيين: "من أهل وادي آش، أستاذ في النحو والأدب، من مشاهير نحاة الأندلس، مع الجودة في الشعر" أ. هـ. * البلغة: "أستاذ في النحو والأدب" أ. هـ. * البغية: "قال ابن الزبير: أستاذ في العربية والأدب شاعر مجيد خير فاضل عفيف حَييّ" أ. هـ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص: 116). (¬2) المصدر السابق (ص: 123). * البغية (1/ 490)، البلغة (77)، إشارة التعيين (78).

906 - العبسي

وفاته: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. 906 - العَبْسِي * النحوي: جوّديّ بن عثمان العبسي الموْدودي. من مشايخه: الكسائي، والفراء وغيرهما. من تلامذته: أبو حرشان عبد الله بن نافع وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "رحل إلى المشرق ولقي الكسائي والفرّاء وغيرهما، وعاد وقد صار معه طرف من هذا الشأن. وسكن قرطبة من مدن الأندلس بعد قدومه من المشرق، وأخذ الناس عنه وتصدر لإقراء الأدب. . ." أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان نحويًا عارفًا، درّس العربية وأدب بها أولاد الخلفاء، وظهر على من تقدمه وقال الزبيدي: . . . وهو أول من أدخل كتاب الكسائي إلى الأندلس، وولي القضاء بالبيرة. ." أ. هـ. وفاته: سنة (198 هـ) وقيل (193 هـ) ثمان وتسعين، وقيل ثلاث وتسعين ومائة. من مصنفاته: له تأليف في النحو يدعى "مُنبِّه الحجارة". 907 - الأَسْدي * المقرئ: جُوَيَّة بن عائد، وقيل: ابن عاتك، وقيل: ابن أبي أناس (¬1)، وقيل: ابن عبد الواحد النصري من بني نصر بن معاوية، ويقال: الأسدي (¬2) الكوفي. من مشايخه: روى القراءة عن عاصم وغيره. من تلامذته: نعيم بن يحيى وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "روى القراءة عن عاصم وذكر الداني أن له اختيارًا في القراءة. . وهو الراوي عن عاصم (ألم الله) بقطع الهمزة" أ. هـ. من أقواله: تاريخ دمشق: "وقد على معاوية وسأله. . فقال: يا جوية مالقرابة؟ قلت المودة. قال: فما السرور؟ فقلت: المواتاة. قال: فما الراحة؟ قلت: الجنة. قال: صدقت" أ. هـ. 908 - ابن حَاجِر * النحوي، المقرئ: حاجر بن حسين بن خلف المعافري، أبو عمر، الملقب بابن الحاجر. من مشايخه: السهيلي، وأبو العباس بن زرقون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "تصدر للإقراء ببلده والتعليم بالنحو" أ. هـ. * البغية: "من أهل الجزيرة الخضراء. قال ابن الزبير: كان نحويًا مقرئًا شاعرًا خطيبًا، ذا حظٍ من الأصول، من أحسن النَّاس خلقًا" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 802)، إنباه الرواة (1/ 271)، تكملة الصلة (1/ 249)، بغية الوعاة (1/ 490)، معجم المؤلفين (1/ 512)، البلغة (77). * تاريخ ابن عساكر (13/ 339)، غاية النهاية (1/ 199)، البغية (1/ 490). (¬1) في البغية: إياس. (¬2) انظر في اختلاف اسمه تاريخ دمشق (11/ 341). * بغية الوعاة (1/ 491)، تكملة الصلة (1/ 287)، وسماه حاجز بن حسن.

909 - الحارث

وفاته: في حدود سنة (595 هـ) خمس وتسعين وخمسمائة، وقيل (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. 909 - الحَارِث * المفسر: الحارث بن عبد الرحمن. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "عارف بالتفسير" أ. هـ. من مصنفاته: "تاريخ القرآن ومنسوخه". 910 - الهَمَداني الأعور * المقرئ: حارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور، أبو زهير. من مشايخه: عليّ بن أبي طالب، وابن مسعود (رضي الله عنهما) وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق السبيعي وغيره. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "قال شعبة: لم يسمع أبو إسحاق منه إلا أربعة أحاديث، وكذلك قال العجلي وزاد: وسائر ذلك كتاب أخذه. وروى مغيرة، عن الشعبي: حدثني الحارث الأعور - وكان كذابًا. وقال منصور، عن إبراهيم: إن الحارث اتُّهم. وروى أبو بكر بن عياش، عن مغيرة، قال: لم يكن الحارث يصدق عن عليّ في الحديث. وقال ابن المديني: كذاب. وقال جرير بن عبد الحميد: كان زيفًا. وقال ابن معين: ضعيف. وقال عباس، عن ابن معين: ليس به بأس. وكذا قال النسائي: وعنه قال: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن عديّ: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال يحيي القطان، عن سفيان، قال: كنا نعرف فضل حديث عاصم على حديث الحارث. وقال عُثْمَان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن الحارث الأعور، فقال: ثقة. قال عثمان: ليس يتابع يحيى على هذا. حُصَينٌ، عن الشعبي، قال: ما كذب على أحد من هذه الأمة ما كذب على عليّ - رضي الله عنه -. وقال أيوب: كان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن عليّ باطل. وقال الأعمش، عن إبراهيم: إن الحارث قال: تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين. وقال مُفَضَّلُ بن مُهَلْهِلٍ، عن مغيرة [سمع الشَّعْبيّ يقول: حدثني الحارث - وأشهد أنَّه أحد الكذابين. وروى محمَّد بن شيبة الضبي، عن أبي إسحاق، قال: زعم الحارث الأعور - وكان كذابًا - جرير، عن مغيرة] عن إبراهيم، عن علقمة قال: قرأت القرآن في سنتين، فقال الحارث ¬

_ * الفهرست لابن النديم (40)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 131)، معجم المفسرين (1/ 133). * غاية النهاية (1/ 201)، الطبقات لابن سعد (6/ 168)، المعارف (210، 587، 624)، الجرح والتعديل (3/ 78)، السير (4/ 152)، العبر (1/ 73)، ميزان الاعتدال (2/ 171)، تهذيب الكمال (5/ 245)، الوافي (11/ 253)، تهذيب التهذيب (2/ 126)، تقريب التهذيب (النجوم) (2/ 145)، الشذرات (1/ 290)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة السابعة) ط. تدمري.

911 - مجد الدين البهنسي

الأعور: القرآن هين، الوحي أشد من ذلك. وقال بَنْدَارٌ: أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي فضربا على نحوٍ من أربعين حديثًا من حديث الحارث عن علي. جرير عن الزيات، قال: سمع مرة الهمداني من الحارث أمرًا فأنكره، فقال له: اقعد حتى أخرج إليك، فدخل مرةً فاشتمل على سيفه، فأحس الحارث بالشر، فذهب. وقال ابن حبَّان: كان الحارث غاليًا في التشيع، واهيًا في الحديث، وهو الذي روى عن علي: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تفتحن على الإمام في الصلاة، رواه الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه عنه. وإنما هو قولُ علي". * ثمَّ قال: "قال أبو بكر بن أبي داود: كان الحارث الأعور أفقه الناس، وأفرض الناس، وأحسب الناس، تعلم الفرائض من علي. وحديث الحارث في السنن الأربعة والنسائيّ مع تعنُّته في الرجال، فقد احتج به وقوَّى أمره، والجمهور على تَوْهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشَّعْبيّ يكذبه، ثمَّ يروي عنه. والظاهر أنَّه كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوي فلا [وكان من أوعية العلم. قال مُرَّةُ بن خالد: أنبأنا محمَّد بن سيرين، قال: كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم، أدركت منهم أربعة، وفاتني الحارث، فلم أره. وكان يفضل عليهم، وكان أحسنهم، ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل: علقمة، ومسروق وعبيد" أ. هـ. *- السير: "العلامة الإمام. . ." ثمَّ ذكر عنه بعض الذي ذكره في الميزان ثمَّ قال: "وأنا متحير فيه! " أ. هـ. * غاية النهاية: "وقد تكلموا فيه، وكان شيعيًا" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "وقال ابن عبد البر في كتاب العلم له لما حكى عن إبراهيم أنَّه كذب الحارث أظن الشَّعْبيّ عوقب بقوله في الحارث كذاب ولم يبن من الحارث كذبه وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي، وقال ابن سعد كان له قول سوء وهو ضعيف في رأيه توفي أيام ابن الزبير وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح المصري الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن عليّ وأثنى عليه. قيل له فقد قال الشَّعْبي كان يكذب قال لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "كذبه الشَّعْبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، وليس له عند النسائي سوى حديثين" أ. هـ. وفاته: سنة (65 هـ) خمس وستين. 911 - مجد الدين البَهْنَسي * اللغوي: الحارث بن مهلب بن عرفات بن عليّ بن غياث ابن القاسم بن أبي صفرة، الأزدي، المهلبي، البهنسي، الشافعي، أبو الأشبال، مجد الدين. ¬

_ * تاريخ الإِسلام (وفيات 628 هـ) ط. تدمري، البداية والنهاية (13/ 140)، المقفى الكبير (3/ 141)، الأعلام (2/ 161).

912 - هنئ الدين القرطاجني

ولد: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة بمدينة بهنس. كلام العلماء فيه: * المقفى: "وكان قد اتصل بالصاحب صفي الدين عبد الله بن عليّ بن شكر وسافر معه إلى الشام، فنّوه به. وكان له يد طولى في اللغة، وله شعر جيد" أ. هـ. وفاته: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة بدمشق. 912 - هنئ الدين القَرْطَاجَني * النحوي، اللغوي: حازم بن محمَّد بن حسن بن محمَّد بن خلف بن حازم الأنصاري، أبو الحسن القرطاجني (¬2) الأندلسي. ولد: سنة (608 هـ) ثمان وستمائة. من مشايخه: أبو حيان، وابن رشيد وغيرهما. من تلامذته: روى عن جماعة يقاربون ألفًا. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "شيخ البلاغة والأدب، قال أبو حيان: هو أوحد زمانه في النظم والنثر والنحو واللغة والعروض وعلم البيان. . .". وقال: -قال أبو حيان-: "حبر البلغاء، وبحر الأدباء، ذو اختيارات فائقة، واختراعات رائقة، لا نعلم أحدًا ممن لقيناه جمع من علم اللسان ما جمع ولا أحكم من معاقد علم البيان ما أحكم، من منقول ومبتدع، وأما البلاغة فهو بحرها العذب والمتفرد بحمل رايتها أميرًا في الشرق والغرب وأما حفظ لغات العرب وأشعارها وأخبارها، فهو حمَّاد راويتها، وحمال أوقارها يجمع إلى ذلك جودة التصنيف وبراعة الخط، ويضرب بسهم في العقليات والدراية أغلب عليه من الرواية" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا بليغًا، ريان من الأدب نزل تونس وامتدح بها المنصور صاحب إفريقية أبا عبد الله محمَّد بن الأمير أبي زكريا يحيى بن عبد الواحد ابن أبي حفص" أ. هـ. وفاته: سنة (690 هـ) تسعين وستمائة، وقيل (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "سراج البلغاء" في البلاغة، و "القوافي "قصيدة في النحو وغيرهما. 913 - البَالوي * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: حامد بن عبد الفتاح البالوي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عالم بالقراءات، من فضلاء الروم" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1173 هـ) ثلاث وسبعين ومائة وألف. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 491)، إشارة التعيين (81)، البلغة (78)، الشذرات (7/ 676)، كشف الظنون (2/ 1347 و 1870)، معجم المؤلفين (1/ 519)، نفح الطيب (3/ 328)، الأعلام (2/ 155)، أزهار الرياض (3/ 172). (¬2) في بغية الوعاة: القرطبي، وقرطاجنة: شرقي الأندلس أ. هـ. من الأعلام. * الأعلام (2/ 162)، معجم المؤلفين (1/ 521)، معجم المطبوعات لسركيس (521).

914 - ابن حسنويه

من مصنفاته: "زبدة العرفان في وجوه القرآن" في القراءات العشر وبهامشه تعليقات كثيرة. 914 - ابن حَسْنَويه * المقرئ: حامد بن عليّ بن حسنويه، أبو الفخر الجاجاني القزويني. من مشايخه: أبو بكر محمَّد بن حامد الأصبهاني وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام بارع ناقل". وقال: "روى كثيرًا من كتب القراءات" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (600 هـ) ستمائة. من مصنفاته: "حلية القراء وزينة الإقراء" أتى بكتابه هذا بفوائد. كذا قال ابن الجزري. 915 - العِمَادي * المفسر: حامد بن عليّ بن إبراهيم بن عبد الرحيم بن عماد الدين الدمشقي المعروف بالعمادي. ولد: سنة (1103 هـ) ثلاث ومائة وألف. من مشايخه: أبو المواهب بن عبد الباقي مفتي الحنابلة، ومحمد بن عليّ الكاملي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "المحتشم الأجل المبجل العالم الفقيه الفاضل الفرضي كان عالمًا محققًا أديبًا نبيهًا كاملًا مهذبًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفتي دمشق وابن مفتيها، عالم بالفقه والفرائض والأدب من كبار فقهاء الحنفية، مولده ووفاته بدمشق تعلم بها وبمكة واستنبول ودرس بالجامع الأموي وغيره، ثمَّ تولى الإفتاء سنة (1137 هـ) واستمر إلى أن توفي "أ. هـ. وفاته: سنة (1171 هـ) إحدى وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "التفصيل بين التفسير والتأويل"، وله "الفتاوى" في مجلدين كبيرين نقحها محمَّد أمين بن عابدين وسماها "العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية" وغيرهما كثير. 916 - أبو الغَنائِم الضرير * النحوي، اللغوي: حَبْشِي بن محمَّد بن شعيب الشيباني، أبو الغنائم الضرير. من مشايخه: ابن الشجري، وأبو الفضل بن ناصر وغيرهما. من تلامذته: مصدوق بن شبيب وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان عارفًا بالنحو واللغة والعربية" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "شيخ العربية ببغداد" أ. هـ. * بغية الوعاة: "من أهل واسط، قرأ القرآن ¬

_ * غاية النهاية (1/ 202)، معجم المؤلفين (1/ 522). * سلك الدرر (2/ 11)، هدية العارفين (1/ 261)، إيضاح المكنون (1/ 311)، فهرس الفهارس (2/ 829)، الأعلام (2/ 162)، معجم المؤلفين (1/ 522)، معجم المفسرين (1/ 133). * بغية الوعاة (1/ 492)، معجم الأدباء (2/ 803)، إنباه الرواة (1/ 337)، تاريخ الإِسلام (وفيات 565) ط، تدمري، الوافي (11/ 286).

917 - المصيصي

الكريم واشتغل بشيء من الأدب. . . وأخذ بها - أي بغداد - عن ابن الشجري ولازمه حتى برع في النحو وبلغ فيه الغاية وسمع شيئًا من الحديث وكثيرًا من كتب الأدب. . . وكان متمكنًا في علم النحو قيمًا به وبغوامضه مع حسن طريقة وديانة" أ. هـ. وفاته: سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة. 917 - المَصِّيصي * المفسر: حجَّاج بن محمَّد المصيصي (¬1) الأعور، أبو محمَّد مولى أبي جعفر الهاشمي. من مشايخه: ابن جريج، وشعبة، وحريز بن عُثْمَان وغيرهم. من تلامذته: يحيى بن معين، وقتيبة بن سعيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال صالح بن أحمد بن حنبل: سُئل أبي: أيُّما أثبت عندك: حجاج الأعور أو الأسود بن عامر؟ فقال: حجاج. وقال الحسن بن محمَّد الزعفراني: سُئل يحيى بن معين: أيما أحب إليك: حجاج بن محمَّد أو أبو عاصم؟ فقال حجاج". ثمَّ قال: "قال إبراهيم بن إسحاق الحربي: أخبرني صديق لي قال: لما قَدِمَ حجاج الأعور آخر قَدْمَة إلى بغداد خلط، فرأيت يحيى بن معين عنده فرآه يحيى خلَّط، فقال لابنه: لا تدخل عليه أحدًا، قال: فلما كان بالعشي دخل النَّاس فأعطوه كتاب شعبة فقال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مُرّة، عن عيسى بن مريم عن خيثمة بن عبد الله فقال له رجل: يا أبا زكريا علي بن عاصم حدث عن ابن سويقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عبتم عليه، وهذا حدث عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عيسى بن مريم عن خيثمة فلم تعيبوا عليه؟ قال: فقال لابنه: قد قلت لك" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "قال الإمام أحمد: ما كان أضبطه، وأصح حديثه وأشد تعاهده للحروف ورفع أمره جدًّا وقال: كان صاحب عربية. قال أبو داود: رَحَل أحمد ويحيى إلى الحَجَّاج الأعور قال - أبو داود -: بلغني أن يحيى كتب عنه نحوًا من خمسين ألف حديث. وقال ابن معين: كان أثبت أصحاب ابن جريج. وقال إبراهيم بن عبد الله السُّلمي الخُشك: حجاج بن محمَّد نائمًا أوثق من عبد الرزاق ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 236)، تذكرة الحفاظ (1/ 345)، تهذيب الكمال (5/ 451)، العبر (1/ 349)، الفهرست لابن النديم (40)، ميزان الاعتدال (2/ 205)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 21) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 333)، التاريخ الكبير (2/ 380)، معجم البلدان (5/ 144)، الكامل (6/ 362)، السير (9/ 447)، البداية والنهاية (10/ 259)، الوافي (11/ 317)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 131)، تهذيب التهذيب (2/ 180)، النجوم (2/ 181)، الشذرات (3/ 32)، غاية النهاية (1/ 203)، معجم المفسرين (1/ 134)، طبقات الحفاظ (147). (¬1) المصيصة: بالفتح ثمَّ الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى كذا ضبطه الجوهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه، وتفرد الجوهري وخالد الفارابي بأن قالا المصيصة بتخفيف الصادين والأول أصح. معجم البلدان.

918 - ابن أبي حرشن

يقظانًا" أ. هـ. * السير: "قال محمَّد بن سعد: قدم حجاج بن محمَّد بغداد في حاجة وكان ثقة إن شاء الله، فمات ببغداد في شهر ربيع الأوّل سنة ست ومائتين، قال: وقد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد. قلت -أي الذهبي- ما هو تغيُّر يضر. كان من أبناء الثمانين وحديثه في دواوين الإِسلام، ولا أعلم له شيئًا أنكر عليه مع سعة علمه" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "قال أحمد بن حنبل: الكتب كلها قرأها على ابن جريج سوى التفسير فإنَّه سمعه إملاء من ابن جريج" أ. هـ. * معجم المفسرين: "من رجال الحديث، عارف بالتفسير، ترمذي الأصل من أهل بغداد. . . أخرج له أصحاب الكتب الستة، ووثقه جميع النقاد، وأثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل" أ. هـ. وفاته: سنة (206 هـ) ست ومائتين. من مصنفاته: "ناسخ القرآن ومنسوخه". 918 - ابن أبي حرْشُن * النحوي، اللغوي: حُرْشُن بن أبي حُرشن. كلام العلماء فيه: * البلغة: "أديب، لغوي بارع، وكان شديد التعصب للقحطانية، ودارت بينه وبين أحمد بن نعيم السلمي في ذلك أهاجٍ" أ. هـ. * بغية الوعاة: "ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الأندلس" أ. هـ. 919 - الطُّرَيحي * المفسر: حسام الدين بن جمال الدين بن محمَّد بن عليّ بن أحمد بن طريح المسيلمي العزيزي الطريحي الرماحي. ولد: سنة (1005 هـ) خمس وألف. كلام العلماء فيه: * أمل الآمل: "من فضلاء المعاصرين، عالم ماهر محقق جليل شاعر" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه إمامي، عارف بالتفسير والأصول والحديث واللغة، شاعر من أهل النجف مولدًا ووفاة" أ. هـ. وفاته: سنة (1095 هـ) خمس وتسعين وألف. من مصنفاته: "الوجيز في تفسير القرآن العزيز"، و"جامع الشتات في فروق اللغات". 920 - الإستجيّ * النحوي، اللغوي: حسان بن عبد الله بن حسان الإستجي، أبو علي. من مشايخه: عبيد الله بن يحيى، وسعد بن معاذ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ ابن الفرضي: "كان نبيلًا في الفقه، وحافظًا للرأي ومعتنيًا بالحديث والآثار ومتصرفًا في علم اللغة والإعراب والعروض ومعاني ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 493)، البلغة (80). * معجم المفسرين (1/ 134)، أمل الآمل (2/ 59)، معجم المؤلفين (1/ 529). * بغية الوعاة (1/ 544)، تاريخ ابن الفرضي (1/ 136)، بغية الملتمس (1/ 333)، الوافي (11/ 361).

921 - أبو عبدة الوزير

الشعر وربما صنعه، مع بصره بالفرض وعلم العدد" أ. هـ. وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. 921 - أبو عَبدة الوزير * اللغوي: حسان بن مالك بن أبي عبدة، أبو عبدة الوزير. من مشايخه: القاضي أبو العباس أحمد بن عبد الله بن ذكوان وغيره. من تلامذته: أبو محمَّد بن حزم وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "من الأئمة في اللغة والأدب ومن أهل بيت جلالة ووزارة" أ. هـ. * الصلة: "وكان من جلّة الأدباء وعلمائهم" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (320 هـ) (¬1) عشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "ربيعة وعقيل" وهو على غرار كتاب أبي السري سهل بن أبي غالب، الذي ألفَّه في أيام الرشيد. 922 - المَدَارِي * المفسر: حسان المداري. من مشايخه: عليّ بن الحسين زين العابدين وغيره. من تلامذته: ابن جريج وغيره. كلام العلماء فيه: * لسان الميزان: "ذكره الكشي في رجال الشيعة وقال: ثقة مستقيم الطريق" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث، عارف بالتفسير، أدرك بعض الصحابة" أ. هـ. وفاته: في القرن الثاني الهجري. 923 - المالقي * النحوي، اللغوي: الحسن بن إبراهيم بن محمَّد بن مفرّج بن الغيث أبو عليّ الجذامي المالقي. ولد: سنة (473 هـ) ثلاث وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو محمَّد بن عتَّاب، وابن سكرة الصدفي. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال القفطي في تاريخ النحاة (¬2): رحل فسمع بالإسكندرية من ابن المشرف الأنماطي، ثمَّ حج. . . وكان حافظًا للحديث قيمًا باللغة والنحو، محققًا ضابطًا ورعًا صدوقًا دينًا ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 333)، معجم الأدباء (2/ 806)، الصلة (1/ 153)، جدوة المقتبس (1/ 303)، الوافي (11/ 360)، بغية الوعاة (1/ 544)، الأعلام (1/ 177). (¬1) في جذوة المقتبس علق الناشر على عبارة (مات أبو عبدة اللغوي عن سن عالية قبل العشرين وثلاثمائة) بقوله (صوابه وأربعمائة والله أعلم): قلت (الزِركلي): وهذا الأرجح. * لسان الميزان (2/ 231)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 132)، معجم المفسرين (1/ 134). * بغية الوعاة (1/ 494)، تكملة الصلة (1/ 258)، تبيّن كذب المفتري (255)، في ترجمة أبي ذر الهروي. (¬2) لم يرد في "إنباه الرواة" النسخة المطبوعة.

924 - ابن عياش الخزاعي

وقورًا ساكنًا على قانون السَّلف .. " أ. هـ. وفاته: سنة نيف وعشرين وخمسمائة. 924 - ابن عيّاش الخُزاعي * النحوي، اللغوي: الحسن بن إبراهيم بن الحسن، المعروف بابن عياش، الخزاعي يلقب بقريعات، أبو علي. من مشايخه: أبو القاسم السهيلي، وابن ملكون وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن الغافقي وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "وإن محققًا ماهرًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أستاذ نحوي جليل ... وكان حسن العبادة في إلقائه، سهل الإلقاء، فاعتقد ناس أنه أعرف بالعربية من أبي عليّ الرَّندي فمالوا إليه وتركوا الرندي، فكان ذلك سبب خروج الرندي من سبتة إلى مالقة "أ. هـ. وفاته: سنة (595 هـ) خمس وتسعين وخمسمائة. 925 - ابن الحانِك * النحوي، اللغوي: الحسن (وقيل الحسين) بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود ابن سليمان الهمداني، ويعرف بابن الحائك. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "الأديب النحوي الطبيب المنجم الأخباري اللغوي ... نادرة زمانه وفاضل أوانه الكبير القدر، الرفيع الذكر صاحب الكتب الجليلة والمؤلفات الجميلة، لو قال قائل إنه لم تُخرج اليمن مثله لم يزل لأن المنجم من أهلها لا حظّ له في الطب، والطبيب لا يد له في الفقه وهو قد جمع هذه الأنواع كلها وزاد عليها" أ. هـ. * البلغة: "كان نادرة زمانه ووتد أوانه، وكان جده يعرف بالحائك لأن وإن شاعرًا وعند أهل اليمن: الشاعر الحايك، لأنه يحوك الكلام" أ. هـ. * البغية: "قال الخزرجي: هو الأوحد في عصره، الفاضل على من سبقه المبرز على من لحقه، لم يولد في اليمن مثله علمًا وفهمًا، ولسانًا وشعرًا ورواية وفكرًا وإحاطة العرب من النحو والبلاغة والغريب والشعر والأيام والأنساب والسير والمناقب والمثالب مع علوم العجم من النجوم والمساحة والهندسة والفلك. ولد بصنعاء ونشأ بها ثم ارتحل وجاور بمكة فنزل صعدة وهاجى شعراءها، فنسبوه إلى أنه هجا النبي - صلى الله عليه وسلم - "أ. هـ. * الأعلام: "مؤرخ عالم بالأنساب عارف بالفلك والفلسفة والأدب شاعر مكثر. من أهل اليمن كان يعرف بابن الحائك، وبالنسابة وبابن ذي الدَّمينة- نسبة إلى أحد أجداده: ذي الدمينة عمرو" أ. هـ. قلت: وهذا يفسر سبب ذكره مرتين في معجم الأدباء وبغية الوعاة. ¬

_ * بنية الوعاة (1/ 493)، تكملة الصلة (1/ 263). * البغية (1/ 498)، و (1/ 53)، تحت اسم الحسين بن أحمد بن يعقوب أبو محمّد الهمداني المعروف بابن الحائك، معجم الأدباء (2/ 809 و 810)، روضات الجنات (3/ 154)، البلغة (92)، معجم المؤلفين (1/ 537)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 334 هـ) ط. تدمري.

926 - أبو علي الفارسي

وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الإكليل في الأنساب"، "الحيوان"، "القوس"، "الأيام" وغيرها. 926 - أبو عليّ الفَارسي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار، الفارسي الفَسَوي، أبو عليّ، صاحب التصانيف. ولد: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين. من مشايخه: عليّ بن الحسين بن معدان، وأخذ عن الزجّاج وغيرهما. من تلامذته: عبيد الله الأزهري، وأبو محمّد الجوهري، وأخذ عنه ابن جِنِّي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "صنف كتبًا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها واشتهر ذكره في الآفاق، وكان متهمًا بالاعتزال" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان متهمًا بالاعتزال وقال أبو عليّ الفارسي ما أعلم أن لي شعرًا إلا ثلاثة أبيات في الشيب هي: خضبت الشيبَ لمَّا كان عيبًا ... وخضب الشيب أولى أن يعابا ولم أخضب مخافة هَجْرِ خِلٍّ ... ولا عيبًا خشيت ولا عتابا ولكنَّ المشيبَ بَدا ذميمًا ... فَصيَّرتُ الخضاب له عقابا * وفيات الأعيان: "كان إمام وقته في علم النحو، وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي عليّ الفسوي في النحو" أ. هـ. * الوافي: "وحكى ابن جني عن أبي عليّ أنه كان يقول: أخطئ في مائة مسئلة لغوية ولا أخطئ في واحدة قياسية" أ. هـ. * السير: "ومصنفاته كثيرة نافعة، وكان فيه اعتزال" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "كان متهمًا بالاعتزال لكنه صدوق في نفسه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ولد بفَسَا وقدم بغداد وسكنها .. ودخل الشام وأقام بطرابلس ثم بحلب، وقدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد وأقبل على الاشتغال والتصنيف، وعلت منزلته في النحو حتى فضَّله بعض تلامذته على المبرد، وخدم الملوك ونفق عليهم ... وكان مُتهمًا بالاعتزال" أ. هـ. * البداية والنهاية: "اتهمه قوم بالاعتزال، وفضله قوم من أصحابه على المبرَّد" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 275)، المنتظم (14/ 324)، معجم الأدباء (2/ 811)، الكامل (9/ 51)، إنباه الرواة (1/ 273)، بغية الطلب (5/ 2265)، وفيات الأعيان (2/ 80)، السير (16/ 379)، العبر (3/ 4)، الوافي (11/ 376)، البداية والنهاية (11/ 306)، غاية النهاية (1/ 206)، الصلة (1/ 141)، لسان الميزان (2/ 236)، النجوم (4/ 151)، الشذرات (4/ 407)، تذكرة الحفاظ (3/ 972)، الأعلام (2/ 179)، تاريخ الإسلام- ويات سنة (377 هـ) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 26)، روضات الجنات (3/ 76)، هدية العارفين (1/ 272)، كتاب "المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف .. " إعداد صالح بن عزم الله الغامدي: انظر: (1/ 99)، النحو وكتب التفسير (1/ 469).

* نفخ الطيب: "ذكر أبو حيان التوحيدي: أنه كان يشرب ويتخالع ويفارق هدى أهل العلم" أ. هـ. * قلت: وقد ذكر الدكتور رفيدة في كتابه "النحو وكتب التفسير" نصوصًا على ميله للاعتزال، مع الهوامش بقوله: "أغلب المراجع التي ترجمت لأبي علي تقول: وكان متهمًا بالاعتزال، وهي عبارة تتفق عليها هذه المراجع ولا تزيد، فيبدو أن اعتزاله لم يكن معلنًا ولا ظاهرًا وقد رأيت في الإغفال ما يوحي بأنه كان يميل إلى هذا المذهب وذلك في تعليقه على ما ذكره أبو إسحاق في تفسير قوله تعالى: {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ قَال لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَال سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (¬1). فقد فسر مفردات هذه الآية تفسيرًا عامًا بالمعروف عن عقيدة أهل السنة والجماعة، دون نقاش، ففسر- تجلى مثلًا "بان" فقال: "فلما تجلى ربه للجبل وبان .. " (¬2) ثم أجمل معنى الآية بما يؤكد هذه العقيدة وحكى عن قوم أن سؤال موسى - عليه السلام - ربه كان متعلقًا بأمر عظيم لا برؤيته سبحانه وأن معنى "تجلى ربه" تجلى أمر ربه، وقد رد أبو إسحاق هذا التأويل وقال: إنه غير معروف في اللغة قال: "وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى في الدنيا، وقال قوم: "وهذا معنى أرني أنظر إليك أرني أمرًا عظيمًا لا يرى مثله في الدنيا مما لا يحتمله نبيه موسى، قالوا فاعلمه الله أنه لا يرى ذلك الأمر، ومعنى فلما تجلى ربه للجبل أي تجلى أمر رب، وهذا خطأ لا يعرفه أهل اللغة ولا في الكلام دليل على أن موسى - عليه السلام - أراد أن يرى أمرًا عظيمًا من أمر الله تعالى وقد آتاه الله من الآيات ما لا غاية له بعده" (¬3). وهذا التأويل الذي رفضه أبو إسحاق هو معنى قول المعتزلة في تأويل هذه الآية وعليه يدور نظرهم لاعتقادهم استحالة الرؤية في الدنيا والآخرة وهي إحدى المسائل الأساسية في الخلاف بينهم وبين أهل السنة، وقد نسب الإمام القرطبي (¬4) تقدير المضاف في "تجلى ربه" على النحو السالف إلى قطرب وغيره، وقطرب معروف باعتزاله (¬5) والمذهبان يتفقان على استحالة الرؤية الجسمية المحددة الحاصرة. وقد أثار قول أبي إسحاق في هذه الرواية أبا علي فوصفه بالتحامل وعرض به ولم أره يصفه بذلك في غير هذا الموضع، مما يدل على أن القوم الذين رد عليهم أبو إسحاق يعنيه أمرهم بهم ارتباط وهم المعتزلة، قال: "قال أبو علي أقول: إنّ ما ذهب إليه من تخطئة من قال: إن معنى "فلما تجلى ربه للجبل" تجلى أمر ربه للجبل وأن ذلك لا يعرفه أهل اللغة فاسد، وفشو هذا في اللغة وكثرته واشتهاره فيها أظهر وأوضح من أن يخفى على المبتدئين بالنظر في اللغة وفضلًا عن ¬

_ (¬1) الأعراف: (143). (¬2) الوجيز للراحدي: (1/ 298) بهامش معالم التنزيل. (¬3): (1/ 291 - 298) للقاضي عبد الجبار. (¬4) ينظر الجامع لأحكام القرآن (7/ 278). (¬5) ينظر تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: (2/ 139).

المتوسطين ومن جاوزهم، أنه لتعريض واضح، ثم "وفي التنزيل من هذا ما لا يضبط كثرة، وقد حكى النحويون وأهل اللغة من هذا ما أغنوا عن إكثارنا فيه وإثباتنا له في هذا الكتاب" ثم ذكر بعض الآيات التي جاء فيها "أمر" مصرحًا به مضافًا للباري سبحانه وتعالى مثل {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} (¬1) وبعض الآيات التي لم يصرح فيها بالأمر وهو مراد بدليل نظائرها إلى أن قال: "والمضاف إليه في هذه المواضع قد أقيم مقام المضاف، وما أرى هذا الذي قاله في هذا إلا تحاملًا، ودافع هذا في اللغة كدافع الضرورات وجاحد المحسوسات في غير اللغة، وأبيات الكتاب لاشتهارها يستغني عن ذكرها، ثم ذكر شواهد شعرية بلغت سبعة من غير الكتاب لحذف المضاف، وهو على حق فيما قرره ومعروف. ويظهر أن أبا إسحاق يعني الحذف في هذه الآية بالذات لقوله: "وهذا خطأ لا يعرفه أهل اللغة ولا في الكلام دليل ... " فمنعه لعدم الدليل لا لأنه لا يقول بجواز حذف المضاف عند وجود الدليل، ولكن أبا علي جعلها قضية عامة في حذف المضاف وشن حملته عليه، وهو من الاختلاف في الاجتهاد والتفسير لاختلاف البواعث. وذكر أبو علي بعدما سبق اعتراضه على إنكار أبي إسحاق أن يكون طلب موسى رؤية أمر عظيم هو في غنى عنه لما أراه الله سبحانه من الآيات العظام مثل جعل العصا ثعبانًا، قال: "وأما دفعه أن يسأل موسى أمرًا عظيمًا لما آتاه الله من الآيات العظيمة فمن ذلك لا ينكر لموسى أن يطلبه وإن كان الله عزَّ وجلَّ قد آتاه من الآيات آيات باهرة لأنهم كانوا يقترحون عليه الآيات مع هذه الآيات التي أوتيها وشقالونه إياها" وقد ذكر لذلك بعض الأدلة والنظائر ولكنه ختم كلامه بالقول: "إن هذا التقدير -تقدير المضاف- إنما يحتاج إليه إذا كان السؤال أو الطلب لرؤية أمر عظيم أما إذا كان "إنما سأله عما سأله فلا حذف في الكلام" (¬2) والمعتزلة يجيزون أيضًا -أن يطلب موسى رؤية الله سبحانه وإن كانت مستحيلة عندهم، يقول القاضي عبد الجبار في حديثه عن هذه الآية: "وقد يسأل السائل عما لا يجوز إذا كان في ورود الجواب غرض يتعلق به أو بغيره" (¬3). وعلى أي حال فإن حديث أبي علي في هذه الآية وحملته على تأويل أبي إسحاق لها يدعواني إلى الاعتقاد بأن به ميلًا إلى الاعتزال. وقد ذكر ابن هشام أن أبا علي الفارسي قال في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} (¬4) أن رهبانية منصوب بفعل يفسره المذكور من باب الاشتغال وأن ابن الشجري اعترض عليه بأن المنصوب في هذا الباب شرطه أن يكون مختصًا ليصح رفعه ¬

_ (¬1) النحل: (33). (¬2) ينظر الأغفال: (2/ 806 - 816) "م 5 / من سورة الأعراف". (¬3) متشابه القرآن: (1/ 292). (¬4) الحديد: (27).

927 - ابن الليث الشيرازي

بالابتداء والمشهور أنه عطف على ما قبله وابتدعوها صفة ولا بد من تقدير مضاف أي وحب رهبانية، ثم قال ابن هشام: "وإنما لم يحمل أبو علي الآية على ذلك لاعتزاله، فقال: "لأن ما يبتدعونه لا يخلقه الله" (¬1) وقد ذكر ذلك أبو حيان أيضًا وأضاف إليه قوله: "واتبعه الزمخشري فقال: (¬2) وانتصابها بفعل مضمر يفسره الظاهر تقديره وابتدعوا رهبانية ابتدعوها يعني وأحدثوها من عند أنفسهم ونذروها -انتهى- وهذا إعراب المعتزلة وكان أبو علي معتزليًا وهم يقولون: "ما كان مخلوقًا لله لا يكون مخلوقًا للعبد" (¬3) فأبو علي معتزلي وأبو إسحاق سني سليم العقيدة وكما سلف في مبحثه -ولعل ذلك من أسباب هجومه عليه، كما هو واضح في هذا النموذج الأخير" أ. هـ. وفاته: سنة (377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الحجة" في علل القراءات، و "الإيضاح"، و "التكملة". وكتاب "التذكرة" وهو كتاب عزيز كبير الفائدة تكلم فيه على معاني آيات من القرآن وأحاديث ومعاني أبيات من أشعار العرب ومسائل في النحو والتصريف. 927 - ابن الليث الشيرازي * المفسر، المقرى: حسن بن أحمد بن محمد بن الليث، أبو علي الكشي، ثم الشيرازي. من مشايخه: إسماعيل الصفار، وعبد الله بن درستويه وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "قال محمد بن عبد العزيز الشيرازي: وكان أبو علي بقية الإسناد والقراء والشهود، عالما بالتفسير والمعاني ومعرفة الرجال وغيرهما" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان جليل القدر من أهل القرآن". ثم قال: "قال -أبو عبد الله الحاكم- هو متقدم في معرفة القراءات حافظ للحديث، رحال. قدم علينا أيام الأصم". وقال: "وذكره أبو عبيد الله القصار في (طبقات أهل شيراز) وأثنى عليه كثيرا" أ. هـ. وفاته: سنة (405 هـ) خمس وأربعمائة. ¬

_ (¬1) المغني: (1/ 639). (¬2) ينظر الكشاف: (4/ 384). (¬3) البحر المحيط: (8/ 228). * تاريخ الإسلام (وفيات 405) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 207)، الأنساب (5/ 78 و 151)، اللباب (3/ 43)، تذكرة الحفاظ (3/ 1037)، السير (17/ 209)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 302)، طبقات الحفاظ (409)، الذرات (5/ 31)، طبقات الشافعية للإسنوى (2/ 91).

928 - الغندجاني

928 - الغُنْدَجاني * اللغوي: الحسن بن أحمد الأعرابي، المعروف بالأسود الغُنْدَجاني (¬1)، النسّابة، أبو محمد. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان الأسود صاحب دُنيا وثروة، تصدى للأخذ على الأئمة القدماء، وكان لا يقنعه أن يَرُدَّ على أئمة العلم ردًّا جميلًا حتى يجعله من باب السخرية والتهكم والظن بهم" أ. هـ. * البغية: "قال أبو يعلى بن الهبارية الشاعر يعيره ويقول: ليت شعري، من هذا الأسود الذي تصدى للرد على العلماء والأخذ على القدماء! بماذا نصحح قوله ونبطل قول الأوائل ولا تعويل له في الرواية إلا على أبي الندى! ومن أبو الندى في العالم لا شيخ مشهور ولا ذو علمٍ منشور" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب "فرحَةِ الأديب في الردّ على يوسف بن أبي سعيدٍ السيرافي في شرح أبيات سيبويه"، وله مؤلفات كثيرة في الرد على العلماء. 929 - ابن البَنَّاء * النحوي، المقرئ: حسن بن أحمد بن عبد الله، أبو عليّ بن البناء الحنبلي. ولد: سنة (396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن عليّ بن أحمد الحمامي وغيره. من تلامذته: أبو عبد الله الحسين بن محمّد البارع، وأبو العز محمّد بن الحسن بن بندار القلانسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الحنابلة: "كان متقنًا في العلوم .. وكان أديبًا شديدًا على أهل الأهواء" أ. هـ. * المنتظم: "وقد حكى أبو سعد السمعاني: قال سمعت أبا القاسم السمرقندي يقول: كان واحد من أصحاب الحديث اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري وكان سمع الكثير، وكان ابن البناء يكشط من التسميع بوري ويمد السين". فقال: "وهذا القول بعيد الصحة لثلاث أوجه: ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 821)، الوافي (11/ 380)، لسان الميزان (2/ 194)، بغية الوعاة (1/ 498)، معجم المؤلفين (1/ 533)، كشف الظنون (1/ 87، 198)، إيضاح المكنون (2/ 186). (¬1) الغندجاني: نسبة إلى غندجان بليدة بفارس. * ذيل طبقات الحنابلة (1/ 41)، التاج المكلل (183)، كشف الظنون (1/ 212) و (2/ 1105)، هدية العارفين (1/ 276)، معجم المؤلفين (1/ 536)، المنهج الأحمد (2/ 165)، السير (18/ 380)، الكامل (10/ 112)، طبقات الحنابلة (2/ 243)، الوافي (11/ 381)، النجوم (5/ 107)، المقصد الأرشد (1/ 309)، غاية النهاية (1/ 206)، بغية الوعاة (1/ 495)، المنتظم (16/ 200)، معجم الأدباء (3 /)، إنباه الرواة (1/ 276)، تاريخ الإسلام (وفيات 471) ط. تدمري، لسان الميزان (2/ 237)، الشذرات (5/ 306)، العبر (3/ 275)، تذكرة الحفاظ (3/ 1177)، معرفة القراء (1/ 433).

أحدهما: أنه قال (كذا قيل) ولم يحل عن علمه بذلك فلا ينسب هذا، والثاني: أن الرجل مكثر لا يحتاج إلى الاستزادة لما يسمع، ومتدين ولا يحسن أن يظن بمتدين الكذب. والثالث: أنه قد اشتهرت كثرة رواية أبي عليّ بن البناء .. " أ. هـ. * معجم الأدباء: "وقال السمعاني: المقرئ الحافظ، أبو عليّ أحد الأعيان، والمشار إليه في الزمان، له في علوم القرآن والحديث والفقه والأصول والفروع عدة مصنفات .. وكان حلو العبارة .. " أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان متصدرًا للإفادة في كل علم عاناه، وكان حنبلي المعتقد، وقد تكلموا فيه. وسأل: هل ذكره الخطيب في التاريخ؟ ومع من ذكره؟ أمع الكذابين أم مع أهل الصدق؟ فقيل له: ما ذكرك أصلًا، فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذابين" أ. هـ. * السير: "قال ابن النجار: كان ابن البناء يؤدب بني جَرْدَة ... وكتب الكثير وتصانيفه تدل على قلة فهمه، كان يُصحف وكان قليل التحصيل وحدث ودرس وأفتى وشرح "الإيضاح" لأبي عليّ الفارسي وإذا نظرت في كلامه بأن لك سوء تصرفه، ورأيتُ له ترتيبًا في "الغريب" لأبي عبيد، قد خبط وصحف". وقال: "قال المؤتمن الساجي: كان له رواء ومنظر، ما طاوعتني نفسي للسماع منه". ثم قال: "هذا جرح بالظن، والرجل في نفسه صدوق، وكان من أبناء الثمانين -رحمه الله- وما التحنبل بعار -والله- ولكن آل منده وغيره يقولون في الشيخ: إلا أنه فيه تمشعر، نعوذ بالله من الشعر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ما تكلم فيه إلا أهل الكلام لكونه كان لهجًا بمخالفتهم كثير الذم لهم، معنيًا بأخبار الصفات" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال السلفي: كان يتصرف في الأصول بالتغيير والحك". وقال: "وقال السلفي في (أسئلة شجاع): سألته عن ابن البناء فقال: كان أحد القراء المجودين والشيوخ المذكورين سمعنا منه ولا أذكر عنه كثر من هذا، قال السلفي: كأنه أشار إلى ضعفه" أ. هـ. * المقصد الأرشد: "قال ابن شافع: وكان نقي الذهن جيد القريحة، تدل مجموعاته على تحصيله لفنون من العلم، وقد صنف في زمن شيخه القاضي أبي يعلى في المعتقدات وغيرها. وكتب له خطه بالإصابة والاستحسان ولقد رأيت في بعض مجاميعه في المعتقدات ما يوافق بين المذهبين الشافعي وأحمد ويقصد به تأليف القلوب واجتماع الكلمة وكان من شيوخ الإسلام الفصحاء الفقهاء النبلاء ويبعد أن يجتمع في شخص من التفنن في العلوم ما اجتمع فيه" أ. هـ. قلت: وما اختلف فيه العلماء محاله إلى فيما نقل عنه .. كما في المقصد الأرشد ... على التوافق بين مذاهب المسلمين لاجتماع الكلمة، وما قاله الذهبي في السير هو الصواب في أنه صدوق في نفسه، ولعل الاختلافات في منهج معتقده حول التوافق بين مذهب الإمام الشافعي وأحمد هو الذي قدح في ابن البناء عند بعض العلماء كما قال ابن شافع والله أعلم. * الشذرات: "قال ابن شافع: كتب الحديث عن

930 - أبو العلاء العطار

نحو ثلاثمائة شيخ، ما رأيت فيهم من كتب بخطه كثر من ابن البناء. قال: وقال لي هو رحمه الله، ما رأيت بعيني من كتب أكثر مني. وقال: وكان طاهر الأخلاق، حسن الوجه والشيبة محبًا لأهل العلم، مُكرمًا لهم" أ. هـ. وفاته: سنة (471 هـ) إحدى وسبعين وأربعمائة. 930 - أبو العلاء العَطَّار * اللغوي، المقرى: الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن سهل الهمذاني العّطار. ولد: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: عبد الرحمن بن حمد الدُّوني، ومحمد بن الفضل الفراوي وغيرهما. من تلامذته: عبد القادر الرُّهاوي، وأبو المواهب بن صَصْري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ متقن ومقرئ فاضل، حسن السيرة، جميل الأمر، مَرْضي الطريقة، عزيز النفس، سخي بما يملكه، مكرم للغرباء، يعرف الحديث والقراءات والآداب معرفة حسنة ... قال عبد القادر الرهاوي: وكان مهينًا للمال، باع جميع ما ورثه، وكان من أبناء التجار، فانفقه في طلب العلم ... وكان لا يأكل أموال الظلمة، ولا قبل منهم مدرسة قط ولا رباطا" إلى أن قال: "وكان يقرئ نصف نهاره الحديث، ونصفه القرآن والعلم ولا يخشى السلاطين، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يمكن أحدا في محبته أن يفعل منكرا، ولا سماعا، وكان ينزل كل إنسان منزلته، حتى تألفت القلوب على وحسن الذكر له في الآفات البعيدة، حتى أهل خوارزم الذين هم معتزلة مع شدته في الحنبلة .. إلى أن قال: وكانت السنة شعاره ودثاره اعتقادا وفعلا، بحيث إنه كان إذا دخل مجلسه رجل فقدم رجله اليسرى كلفه أن يرجع فيقدم اليمنى، ولا يمس الأجزاء إلا على وضوء" أ. هـ. * البداية والنهاية: "واشتغل بعلم القراءات واللغة حتى صار أوحد زمانه في علمي الكتاب والسنة وصنف الكتب الكثيرة المفيدة، وكان على طريقة حسنة. سخيا عابدا زاهدا صحيح الاعتقاد، حسن السمت له ببلده المكانة والقبول التام" أ. هـ. * الأعلام: "وكان لا تأخذه في الله لرمة لائم، مع التقشف في الملبس" أ. هـ. * غاية النهاية: " ... أحد حفاظ العصر ثقة دين خير كبير القدر" أ. هـ. وفاته: سنة (569 هـ) تسع وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "زاد المسافر" في التفسير، و"الوقف والابتداء" في القراءات، و"معرفة القراءة". ¬

_ * المنتظم (18/ 208)، معجم الأدباء (2/ 825)، العبر (4/ 206)، السير (21/ 40)، معرفة القراء (2/ 542)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 96)، البداية والنهاية (12/ 306)، الوافي (11/ 384)، غاية النهاية (1/ 204)، النجوم (6/ 72)، بغية الوعاة (1/ 494)، الشذرات (6/ 382)، الأعلام (2/ 181)، معجم المفسرين (1/ 135)، معجم المؤلفين (1/ 533).

931 - الأستراباذي النحوي

931 - الأستراباذي النحوي * النحوي، اللغوي: الحسن بن أحمد الأستراباذي، أبو علي. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "حسنة طبرستان، وأوحد ذلك الزمان" أ. هـ. وفاته: سنة (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الفصيح" في اللغة، و "شرح الحماسة". 932 - ابن هُبَل * المقرى: حسن بن أحمد بن هلال بن فضل الله الصرخدي الأصل، ثم الدمشقي، الشهير بابن هُبَل الصالحي الدقاق. ولد: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة. من مشايخه: الفخر بن البخاري، والتقي الواسطي وغيرهما. من تلامذته: ابن الجزري، والفخر بن الكويك وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "المعمر الرحلة .. وكان رجلًا جيدًا صالحًا صدوقًا صبورًا على السماع .. " أ. هـ. * الشذرات: "حدث بالكثير ورحل إليه الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (779 هـ) تسع وسبعين وسبعمائة. 933 - الجَلال اليمني * النحوي، المفسر: الحسن بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن صلاح بن أحمد بن الهادي، الحسني، العلوي المعروف بالجلال. ولد: سنة (1014 هـ)، وقيل: (1013 هـ) أربع عشرة، وقيل: ثلاث عشرة وألف. من مشايخه: أخذ عن القاضي الحسن بن يحيى حابس، والسيد الإمام محمّد بن عز الدين المفتي الصنعاني وغيرهما. من تلامذته: ولده محمّد بن الحسن، والقاضي الحسين بن عبد الحفيظ المهلا الشرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "برع في جميع العلوم العقلية والنقلية، وصنف التصانيف الجليلة، فمنها (ضوء النهار) جعله شرحًا للأزهار للامام المهدي، وحرر اجتهاداته على مقتضى الدليل، ولم يعبأ بمن وافقه من العلماء أو خالفه، وهو شرح لم تشرح الأزهار بمثله، بل لا نظير له في الكتب المدونة في الفقه، وفيه ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وهذا شان البشر، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم، وما أظن بسبب كثرة الوهم في ذلك الكتاب إلا أن هذا السيد كالبحر الزخار، وذهنه كشعلة نار فيبادر إلى تحريم ما ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 825)، الوافي (11/ 383)، بغية الوعاة (1/ 499)، معجم المؤلفين (1/ 533). * غاية النهاية (1/ 208)، الدرر (2/ 94)، الشذرات (8/ 451)، إنباء الغمر (1/ 248). * خلاصة الأثر (2/ 17)، البدر الطالع (1/ 191)، نشر العرف (2/ 568)، معجم المفسرين (1/ 136)، الأعلام (2/ 182)، معجم المؤلفين (1/ 536).

934 - حسن المغربل

يظهر له، واثقًا بكثرة علمه وسعة دائرته وقوة ذهنه". ثم قال: "ولكن مع اعترافي بعظيم قدره وطول باعه وتبريزه في جميع أنواع المعارف، وكان له مع أبناء دهره قلاقل وزلازل كما جرت به عادة أهل القطر اليمني من وضع جانب أكابر علمائهم المؤثرين لنصوص الأدلة على أقوال الرجال" أ. هـ. * نشر المعارف: "السيد الإمام الحافظ الناقد البارع المجتهد النظار .. وقد ترجمه السيد الحافظ إبراهيم بن القاسم بن المؤيد في الطبقات فقال: كان عالمًا متبحرًا منطقيًا أصوليًا، محققًا جدليًا، لا يجارى، له أنظار ثاقبة، ومسائل معروفة متناقلة، وحلاوة عبارته، ورشاقة مقالته، مما لم يسبق إليه. وكان مبرزًا في الفنون على أنواعها". ثم قال: "وترجمة السيد إبراهيم الحوئي الحسيني في نفحات العتب فقال: المحلى في حلية العلوم والفضائل، والأخير الذي أتى بما لم تستطعه الأوائل، برز في جميع العلوم العقلية والنقلية، وحقق جميع الفنون الأصلية والفرعية، والآلية واجتهد ونظر وأنصف، وترقى في مدارج السالكين إلى رب العالمين، حتى وصل إلى درجة الواصلين وأشرقت إليه الأنوار، وانفتحت له أبواب الأسرار، وكان ذا همة علية، ونفس أبية، وذكاء متوقد، وألمعية وفطانة، وسمات نبوية، وأخلاق مصطفوية، وشمائل علوية، واختلط لنفسه هجرة في الجراف، واستمر بها عامة عمره، معتزلًا" أ. هـ. من أقواله: ومن شعره في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قصيدته البائية: يا راكبًا يهوى لقبر محمّد ... عرج به متمسكلًا بزابه واقر السلام عليه من حب به ... يبلغ إليه القدس في محرابه ولك الشفاعة والكرامة عنده ... فاشفع بجاهك ماله منجا به وفاته: سنة (1084 هـ) أربع وثمانين وألف. من مصنفاته: "شرح الكافية" في النحو، و"تكملة الكشف على الكشاف" و"شرح الفصول في أصول الدين". 934 - حسن المُغرَبل * النحوي، اللغوي: حسن بن أحمد، المعروف بالمغربل، الشافعي الدمشقي. من مشايخه: الشيخ إسماعيل العجلوني، وقرأ على الشيخ حسن المصري نزيل بني السفرجلاني بالآلات التفسيرية والعلوم العقلية والشرعية وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "النحوي" اللغوي، كان كاتبًا حافظًا، له فضيلة سيما بالنحو والعربية، مشتغلًا في صنعة غربلة القمح. وكان عفيفًا دينًا له شرف نفس ووقار ... وكان له شعر قليل" أ. هـ. من أقواله: ومن نثره الذي كتبه إلى أحمد المنيني ¬

_ * سلك الدرر (2/ 19).

935 - الطويل

الدمشقي قوله: " ... سيدنا ومولانا بعد حمد الله تعالى مؤلف القلوب وإن كانت لأجساد نائية، والجامع بينها بعد بينها فأصبحت بقدرته في عيشة راضية، ولا برحت مرقاة السيادة مشرفة بلثم قدميه وأهد به سلامًا تتناسب جداول المحبة في رياض أسراره ... " وفيه كلام آخر يدل على تعلقه بالشيخ تعلق المريد بشيخه. وفاته: بعد سنة (1150 هـ) خمس ومائة وألف. من مصنفاته: كتب تاريخ الأمين مرات، وشرح دلائل الخيرات، وشرح تاريخ العتبي للشيخ أحمد المنيني. 935 - الطَّويل * المفسر حسن بن أحمد بن عليّ، أبو محمّد الطويل. ولد: سنة (1250 هـ)، وقيل (1256 هـ) خمسين، وقيل: ست وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: حسن العدوي الحمزاوي، والبرهان السقا، والشيخ محمّد الأشموني وغيرهم. من تلامذته: أحمد تيمور، والشيخ أحمد أبو خطوة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، محدث، أصولي من فقهاء المالكية ... درّس الحديث والتفسير والأصول بمدرسة دار العلوم، وكان شديد الإنكار على المبتدعة" أ. هـ. * شجرة النور: "العالم المتفنن في العلوم كان صالحًا تقيًا ورعًا زاهدًا متبعًا أوامر الشرع متجنبًا نواهيه عالمًا بموارد السنة متين الدين ... وتمهر في العلوم العقلية وصار في ذلك إمامًا وتحصن بحصن الشريعة الإسلامية في جميع تعاليمه وكان إليه المرجع في حل المشكلات تخرج عليه أغلب علماء الأزهر ... وأخذ الطريقة الخلوتية وكان على قدم متين فيها" أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "كان آخذًا بمذهب الإمام ابن تيمية في مسألة الاستغاثة بالقبور والاستشفاء بالموتى، منكرًا على المبتدعة أشد الإنكار" أ. هـ. وفاته: سنة (1317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "عنوان البيان في تفسير القرآن". 936 - حسن بانْدُوج * النحوي، المفسر: حسن بن أحمد باندُونج الأندونيسي الجاوي. ولد: سنة (1304 هـ) أربع وثلاثمائة وألف في سنغافورة. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "من رجال الإصلاح الإسلامي ... تلقى مبادئ الدين والعربية، واستقر في مدينة ¬

_ * شجرة النور (410)، الأعلام الشرقية (1/ 295)، تراجم أعيان القرن الثالث عشر (120)، الأعلام (2/ 183)، معجم المفسرين (1/ 136)، معجم المؤلفين (1/ 536)، معجم المطبوعات (763). * الأعلام (2/ 184).

937 - حسن بن أحمد

باندونج، ونسب إليها، وعمل في الدعوة إلى فهم حقيقة الإسلام، وحارب التقليد، وكان ضليعًا في الفقه والحديث وعلم الكلام، حاذقًا للعربية والإنكليزية وقواعدها وأدبيهما، إلى جانب لغته" أ. هـ. وفاته: سنة (1378 هـ) ثمان وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: أنشأ مجلة باسم "الدفاع عن الإسلام". وله "الفرقان في تفسير القرآن" بالأندونيسية، و"النبوة" وغيرها. 937 - حسن بن أحمد * النحوي: حسن بن أحمد بن عبد الله. من مشايخه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، والدارقطني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال القفطي (¬1) وابن النجار: ذكره عبد الواحد بن برهان فقال: كان يحسن الكتاب، ولم يقرأ إلا القليل على المتأخرين، وكان في التصريف ناقصًا، وفي فهم الكتاب صحفيًا، لأنه لم يقرؤه، وتتلمذ به جماعة، ولم يتخرجوا حق التخريج ... ووإن ثقة ثبتًا عدلًا رضيًا، لم يقل إلا الخير" أ. هـ. من مصنفاته: "الترجمان" في النحو، و "غيث التصريف"، وكتاب "الألف واللام". 938 - ابن أبي عُبادة * النحوي: الحسن بن إسحاق اليمني، المعروف بابن أبي عباد، أبو محمد. من مشايخه: صحب الفقيه يحيى بن أبي الخير وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "من وجوه اليمن، كان يصحب الفقيه يحيى بن أبي الخير" أ. هـ. وفاته: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة. من مصنفاته: مختصرًا في النحو يقرأه المبتدعون، ألفه في الحرم المكي، وله شعر. 939 - أبو نصر الفَارقي * النحوي، اللغوي: الحسن بن أسد بن الحسن الفارقي (¬2)، أبو نصر. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان في أيام نظام الملك والسلطان فلكشاه، وشمله منهما الجاه بعد أن قبض عليه وأساء إليه، فمنه كان مستوليًا على أحد وأعمالها مستبدًا باستئناء أموالها، فخلصه ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 495). (¬1) لم يرد في المطبوع من إنباه الرواة لدينا. * معجم الأدباء (2/ 840)، إنباه الرواة (1/ 290)، الوافي (11/ 400)، بغية الوعاة (1/ 500)، روضات الجنات (3/ 290)، معجم المؤلفين (1/ 538). * معجم الأدباء (2/ 841)، إنباه الرواة (1/ 294)، العبر (3/ 316)، الوافي (11/ 401)، فوات الوفيات (1/ 321)، النجوم (5/ 140)، بغية الوعاة (1/ 500)، الشذرات (5/ 372)، معجم المؤلفين (1/ 538). (¬2) الفارقي: منسوب إلى مدينه ميا فارقين، وهي مدينة بديار بكر.

940 - الشيخ حسن

الكامل الطبيب، وكان نحويًا رأسًا وإمامًا في اللغة يعتدى، وصنف في الآداب تصانيف تقوم له مقام شاهدي عدل بفضله، وعظم قدره" أ. هـ. ثم ذكر ياقوت قصة جرت بينه وبين الملك ابن مروان، فكتب الأمر بصلبه فصلب رحمه الله تعالى ... * الوافي: "شاعر رقيق حواشي النظم، كثير التجنيس، وإن رأسًا وإمامًا في اللغة وكان نحويًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ياقوت: كان نحويًا إمامًا لغويًّا، شاعرًا مليح النظم كثير التجنيس" أ. هـ. وفاته: سنة (487 هـ) سبع وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "شرح اللُّمَع" كبير، و "الإفصاح"، و "الألغاز". 940 - الشيخ حَسن * النحوي، المقرئ: حسن بن إسكندر بن حسن النصيبى الحلبي، ثم المصري الضرير الشافعي، المعروف بالشيخ حسن، بدر الدين. ولد: سنة (872 هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة. من مشايخه: محمد بن محمد بن أحمد الغزي والد صاحب الكواكب السائرة وغيره. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "كان عالما بارعا في الفقه، والقراءات، والنحو والتجويد. قال الشعراوي: شيخي وقدوتي إلى الله تعالى، العلامة الورع الزاهد ... مواظبا على الطهارة الظاهرة والباطنة، غزير الدمعة ... قال: وكان كريم النفس، جميل المعاشرة، أمارا بالمعروف، لا يداهن أحدا في دين الله تعالى، وهو من أكثر أشياخي نفعا لي ... " أ. هـ. * الكواكب السائرة: "قال شيخ الإسلام الوالد -أي والد صاحب الكواكب- وحضر دروسي في تقسيم الحاوي وغيره ... ورام الإقامة بدمشق فضاعت له دراهم، فتغير بسببها واضطرب ظاهرا وباطنا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (951 هـ) إحدى وخمسين وتسعمائة. 941 - البدر الهندي * النحوي، اللغوي: حسن بن البدر الهندي، الدمشقي، الحنفي، نزيل حماة. من مشايخه: الركن الخوافي وغيره. من تلامذته: الجمال بن السابق، وأخوه فرج وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "عالم علامة بحر محقق مدقق ذو فنون عديدة وأقوال سديدة متمكن من العقليات، كان متزهدا يلبس اللباد ونحوه. انتفع به الطلبة في النحو والصرف والأصلين وغيرها. وكان على نمط رفيقه الشرواني في تربية الطلبة وحدة الخلق" أ. هـ. وفاته: في جمادى الآخرة سنة (833 هـ) ثلاث وثلاثين وثمانمائة عن نحو السبعين ظنا. ¬

_ * الشذرات (10/ 413)، الكواكب السائرة (2/ 134). * الضوء اللامع (3/ 132).

942 - الآمدي

942 - الآمِدي * النحوي، اللغوي: الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي الكاتب، أبو القاسم. من مشايخه: الأخفش، والزجَّاج وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الفهرست: "مليح التصنيف جيد التاليف" أ. هـ. * إنباه الرواة: "إمام في الأدب، وله شعر حسن واتساع تام في علم الشعر ومعانيه رواية ودراية وحفظًا وصنف كتابًا في ذلك حسنًا". ثم قال: "كان يتعاطى مذهب الجاحظ فيما يعلمه من كتب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من أئمة الأدب" أ. هـ. * البلغة: "إمام في اللغة والأدب والمعاني" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان حسن الفهم، جيد الرواية والدراية" أ. هـ. وفاته: سنة (370 هـ)، وقيل: (371 هـ) سبعين، وقيل: إحدى وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الموازنة بين الطائيين" و "المختلف والمؤتلف" وغيرهما. 943 - البُوراني * النحوي: أبو الحسن البُوراني. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "هو من نحاة المعتزلة ووصف بالتدقيق في مسائل الكتاب لسيبويه، وكان من طبقة أبي عليّ الفارسي" أ. هـ. 944 - الإسكندراني * النحوي: الحسن بن جعفر بن حسن بن عبد الرحمن بن مروان الإسكندراني، أبو علي. من مشايخه: أبو الحسن مكي بن محمّد بن عيسى بن مروان، وعمر بن يعيش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال ابن مكتوم في تذكرته: له كتاب في النحو" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (517 هـ) سبع عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "المذهب" في النحو. 945 - العَبَّاسي * المقريء: الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل على الله، العباسي، الهاشمي، الحنبلي، ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 500)، الفهرست (172)، معجم الأدباء (2/ 847)، إنباه الرواة (1/ 285)، روضات الجنات (3/ 75)، كشف الظنون (1/ 462)، معجم المؤلفين (1/ 541)، إشارة التعيين (87)، تاريخ الإسلام (وفيات 370 ط. تدمرى)، معجم البلدان (1/ 57)، الكامل (9/ 9)، الوافي (11/ 407)، البلغة (82) الأعلام (2/ 185). * معجم الأدباء (3/ 1028)، بغية الوعاة (1/ 527). * البغية (1/ 501)، معجم المؤلفين (1/ 543). * المنتظم (18/ 137)، السير (20/ 387)، العبر (4/ 155)، الوافي (11/ 414)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 233)، الشذرات (6/ 285)، الأعلام (2/ 186)، معجم المؤلفين (1/ 543). تاريخ الإسلام (وفيات سنة 554 هـ) ط. تدمري، هدية العارفين (1/ 278).

946 - بدر الدين العاملي

أبو علي ولد: سنة (477 هـ) سبع وسبعين وأربعمائة ببغداد. من مشايخه: أبو غالب بن الباقلاني وغيره. كلام العلماء فيه: * العبر: "كان أديبًا شاعرًا صالحًا" أ. هـ. * في ذيل طبقات الحنابلة: "كان فيه لطف وظرف وأدب ويقول الشعر الحسن، مع دين وخير. قال ابن النجار: وكان صالحًا متدينًا صدوقًا. وذكره ابن السمعاني، وقال: كان صالحًا فاضلًا له معرفة بالأدب والشعر" أ. هـ. * الأعلام: "مؤرخ، أديب، مقرئ، حنبلي" أ. هـ. وفاته: سنة (554 هـ)، وقيل: (553 هـ) أربع، وقيل: ثلاث وخمسين وخسمائة. من مصنفاته: جمع "سيرة المسترشد"، و "سيرة المقتفي "، و"سرعة الجواب ومداعبة الأحباب"، وله شعر. 946 - بَدر الدِّين العَامِلي * النحوي، المقرئ: الحسن بن جعفر بن فخر الدين الأعرجي الحسيني الموسوي، العاملي الكركي. من مشايخه: عليّ الميسي وغيره. كلام العلماء فيه: * روضات الجنات: "أستاذ شيخنا الشهيد الثاني، شيخنا الفقيه الكبير العالم فخر السيادة وبدرها، ورئيس الفقهاء ... " أ. هـ. * الأعلام: "فقيه إمامي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (933 هـ) ثلاث وثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: "المحجة البيضاء والحجة الغراء" جمع فيه بين فروع الشيعة والحديث والتفسير للآيات الفقهية، و "مقنع الطلاب فيما يتعلق بكلام الأعراب" في علم العربية. 947 - ابن الحُبَاب * المقرئ: الحسن بن الحُبَاب بن مخلد بن محبوب الدقاق، البغدادي، أبو علي. من مشايخه: محمّد بن سليمان، ومحمد بن حميد الرازي، وكان يقرأ بقراءة أبي عمرو وغيرهم. من تلامذته: ابن المنادى، وأحمد بن كامل القاضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال حمزة بن يوسف سألت الدارقطني عنه فقال: ثقة" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ متصدر ثقة ضابط من كبار الحذاق" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان من شيوخ المقرئين وثقاتهم" أ. هـ. * معرفة القراء: "وهو الذي انفرد بزيادة لا إله إلا الله مع التكبير عن البزي قاله الذهبي: كان ¬

_ * الأعلام (2/ 186)، معجم المؤلفين (1/ 453)، إيضاح المكنون (2/ 89 و 442)، روضات الجنات (2/ 294). * تاريخ بغداد (7/ 301)، المنتظم (13/ 146)، السير (14/ 101)، معرفة القراء (1/ 229)، غاية النهاية (1/ 209)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 301 هـ) ط- تدمري.

948 - الحصائري

ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة، وقد قارب التسعين. 948 - الحَصَائري * المقرئ: الحسن بن حبيب بن عبد الملك، الدمشقي، الحَصَائري، الشافعي، أبو علي. ولد: سنة (242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين. من مشايخه: بكار بن قتيبة، وصالح بن أحمد بن حنبل، وتلا على هارون الأخفش وغيرهم. من تلامذته: عمر بن شاهين، وأبو بكر بن المقرئ، وتمام الرازي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "إمام مسجد باب الجابية، أحد الثقات الأثبات" أ. هـ. * السير: "قال عبد العزيز الكناني: هو ثقة نبيل حافظ لمذهب الشافعي" أ. هـ. * غاية النهاية: "فقيه مقرئ ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلثمائة. 949 - الحسن البصري * المفسر الحسن بن أبي الحسن يُسار، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت. ولد: سنة (21 هـ) إحدى وعشرين. من مشايخه: عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وأبو بَكْرة، وخلق كثير من الصحابة. من تلامذته: يونس بن عون، وحُميد الطويل، وجرير بن حازم وأمم لا يُحصون. كلام العلماء فيه: * السير: "سيد أهل زمانه علمًا وعملًا قال معتمر بن سليمان. كان أبي يقول: الحسن شيخ أهل البصرة". وقال: "والحسن مع جلالته فهو مدلس، ومراسيله ليست بذاك، ولم يطلب الحديث في صباه، وكان كثير الجهاد وصار كاتبًا لأمير خراسان الربيع بن زياد". وقال: "قال محمّد بن سعد: كان الحسن رحمه ¬

_ * بغية الطلب (5/ 2308)، تاريخ دمشق (13/ 49) تهذيب دمشق (4/ 159)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 317)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (6/ 326) السير (15/ 383)، العبر (2/ 247)، تاريخ الإسلام (وفيات 338)، ط- تدمري، معرفة القراء (1/ 289) طبقات الشافعية للسبكي (3/ 255)، غاية النهاية (1/ 209)، النجوم (3/ 300)، الشذرات (4/ 204) الإكمال (4/ 112). * طبقات المفسرين للداودي (1/ 150)، الشذرات (2/ 48)، روضات الجنات (3/ 25)، المنتظم (7/ 136)، تهذيب التهذيب (2/ 231)، تقريب التهذيب (236)، النجوم (1/ 267)، طبقات الحفاظ (28)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 11) ط- تدمري، المعارف (440)، الجرح والتعديل (3/ 40)، الكا مل (5/ 44)، حلية الأولياء (2/ 131)، الفهرست لابن النديم (202)، وفيات الأعيان (2/ 69)، صفة الصفوة (3/ 233)، تهذيب الكمال (6/ 95)، السير (4/ 563)، تذكرة الحفاظ (1/ 71)، ميزان الاعتدال (2/ 281)، البداية والنهاية (9/ 266)، الوافي (12/ 306)، غاية النهاية (1/ 235)، مشاهير علماء البصرة (27)، الأعلام (2/ 226)، معجم المفسرين (1/ 148).

الله جامعًا، عالمًا رفيعًا فقيهًا ثقة حجة مأمونًا، عابدًا، ناسكًا كثير العلم فصيحًا جميلًا وسيمًا وما أرسله فليس بحجة". ثم قال: "كان رجلًا تام الشكل، مليح الصورة، بهيًا، وكان من الشجعان الموصوفين" أ. هـ. قلت: وقد ردّ الذهبي في تاريخه على من رماه بالقدر وغلطه. حيث قال الذهبي: "قال حّماد بن زيد، عن أيوب قال: لا أعلم أحدًا يستطيع أن يَعِيب الحَسَن إلَّا به -يعني القدر- أنا نازَلْتُهُ في القَدَر غيرَ مرّةٍ حتى خوَّفْتُهُ السلطان فقال: لا أعود فيه بعد اليوم، وقد أدركتُ الحسن واللهِ ما يقولُهُ. وقال أبو سلمة التبوذكي: ثنا أبو هلال، سمعت حُمَيدًا وأيّوب يقولان، فسمعت حُميدًا يقول لأيوب: لَوَدِدْتُ أنه قُسّم علينا غُرْمٌ، وأن الحسن لم يتكلم بالذي تكلم به. وقال حماد بن زيد أيضًا، عن أيوب قال: كذب على الحسن ضربان من الناس: قوم القدر رأيهم لينفقوه بين الناس بالحسن، قوم في صدورهم شنآن وبغض للحسن، وأنا نازلته غير مرة في القدر حتى خوفته بالسلطان، فقال: لا أعود .. وقال حماد بن سلمة، عن حميد: سمعت الحسن يقول: الله خلق الشيطان وخلق الخير والشر. وقال سليمان بن حرب: ثنا أبو الأشهب، عن الحسن: {وَحِيلَ بَينَهُمْ وَبَينَ مَا يَشْتَهُونَ}. قال حيل بينهم وبين الإيمان. قال حماد بن سلمة، عن حميد قال: قرأت القرآن كله على الحسن، ففسره لي أجمع على الإثبات، وسألته عن قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ}. قال: الشرك سلكه في قلوبهم. وسألته عن قوله: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ}. قال: أعمال سيعملونها لم يعملوها. وقال حماد بن زيد، عن خالد الحذاء قال: سأل رجل الحسن فقال: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}. قال: أهل رحمته لا يختلفون: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}. فخلق هؤلاء لجنته وهؤلاء لناره. قال خالد الحذاء: فقلت: يا أبا سعيد آدم خلق للسماء أم للأرض؟ قال: للأرض خلق. قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة، قال: لم يكن بد من أن يأكل منها، فقلت: {مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ بِفَاتِنِينَ * إلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}. قال: نعم، الشياطين لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلى الجحيم. قال سليمان بن حرب: ثنا أبو هلال قال: دخلت على الحسن يوم جمعة ولم يكن جمع، فقلت: يا أبا سعيد أما جمعت؟ قال: أردت ذاك ولكن منعني قضاء الله. قال سليمان، وثنا حماد، عن حبيب بن الشهيد، ومنصور بن زاذان، قالا: سألنا الحسن عن ما بين {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}، إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ففسره على الإثبات. قلت: على إثبات أن الأقدار لله. وقال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء، عن ابن عون، عن الحسن قال: من كذب بالقدر فقد كفر. قال ابن عون: قيل لمحمد بن سيرين في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر فقال: كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل لو فسره لهم لساءهم.

قال أبو سعيد بن الأعرابي في كتاب "طبقات النُّسّاك": كان يجلس إلى الحسن طائفة من هؤلاء، وكان هو يتكلم في الخصوص حتى نسَبَتْه القدريّة إلى الجبْر، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السُّنَّة إلى القدر، كل ذلك لافتنانه وتفاوت الناس عنده، وتفاوتهم في الأخذ عنه، وهو بريء من القدر، ومن كل بدعة، فلما تُوُفي تكشَّفت أصحابه وبانت سرائرهم وما كانوا يتوةمونه من قوله بدلائل يُلزمونه بها لا نصًّا من قوله، فأما عمْرو بن عُبيد فأظهر القدر. وقال عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن، قال: الخير بقدر والشر ليس بقدر، هكذا رواه أحمد بن علي الأبار في تاريخه، قال: ثنا مُؤمِّل بن إهاب، ثنا عبد الرزاق قلت: هذه هي الكلمة التي قالها الحسن ثمّ أفاق على نفسه ورجع عنها وتاب منها. وقال ابن الأعرابي أيضًا: كان عامّة نُسّاك البصرة يأتونه ويسمعون كلامَه، وكان عمرو بن عُبيد، وعبد الواحد بن زيد من المُلازمين له، وكان للحسن مجلسُ خاصٌّ في منزله، لا يكاد يتكلّم فيه إلا في معاني الزُّهد والنُّسُك وعلوم الباطن، فمن سأله إنسانٌ غيرَها تبرم به، وقال: إنما خَلَوْنا مع إخواننا نتذاكر، فأمّا حلقتُه في المسجد فكان يمرّ فيها الحديث، والفقه، وعلوم القرآن، واللغة، وسائر العلوم، وكان ربما يُسأل عن التصوُّف فيُجيب، وكان منهم من يصحبه للبلاغة، ومنهم من يصحبُهُ للإخلاص وعلم الخصوص. قال أبو زُرعة الرازي: كلُّ شيءٍ قال الحسن قال رسول صلى الله عليه وسلم وجدت له أصلًا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "كان ثقة في نفسه، حجة رأسًا في العلم والعمل، وقد بدت منه هفوة في القدر لم يقصدها لذاتها فتكلموا فيه، فما التفت إلى كلامهم، لأنه لما هو حوقق عليها تبرًا منها" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال حماد بن سلمة عن حميد قرأت القرآن عن الحسن ففسره على الإثبات، يعني على إثبات القدر، وكذا قال حبيب بن الشهيد، ومنصور بن زاذان، وقال رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون سمعت الحسن يقول من كذب بالقدر فقد كفر ... " أ. هـ. * قلت: وقد نقلنا قول الذهبي في غلط هذه النسبة وأن الإمام الحسن البصري قد تبرأ منها ورد عنها، لقصد لم يكن لذاتها ... والله أعلم بالصواب. * تقريب التهذيب: "ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرًا ويدلس. قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز، ويقول: حدثنا وخطبنا: يعني قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (110 هـ) عشر ومائة. من مصنفاته: كتاب "التفسير للقرآن" روى عنه جماعة، وكتاب إلى عبد الملك ابن مروان في الرد على القدرية.

950 - السكري

950 - السُّكَري * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء المهلي السُّكري، أبو سعيد. ولد: سنة (212 هـ) اثنتي عشرة ومائتين. من مشايخه: يحيى بن معين، وأخذ العربية عن أبي حاتم السجستاني والرياشي وغيرهم. من تلامذته: أبو سهل بن زياد، ومحمد بن أحمد الحكيمي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة دَيّنًا صادقًا، يُقرئ القرآن، وانتشر عنه شيء كثير من كتب الأدب" أ. هـ. * معجم الأدباء: "الراوية الثقة المكثر" أ. هـ. * السير: "العلامة البارع شيخ الأدب" أ. هـ. * البداية والنهاية: "صاحب التصانيف النحوي اللغوي كان من أخصاء أصحاب الإمام أحمد، وعنده اختفى أحمد في زمن المحنة، وقال ابن الأثير: كان كثير الحديث، معدلًا عند الحكام" أ. هـ. * البلغة: "كان ثقة راوية للبصريين له مصنفات" أ. هـ. وفاته: سنة (275 هـ) خمس وسبعين ومائتين. من مصنفاته: كتاب "الوحوش"، و "النبات" و"شرح شعر أبي نواس". 951 - أبو علي الصَّوَّاف * المقرئ: الحسن بن الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر، أبو علي الصواف البغدادي. من مشايخه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل، ومحمد بن غالب وغيرهما. من تلامذته: بكار بن أحمد، وعبد الواحد بن أبي هشام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط قال سمعت أحمد بن عبد الله بن الخضر يقول سمعت أبا عيسى بن بكار بن أحمد يقول سمعت أبا بكر الجهبذ يقول ابن أبي القاسم الغزال يقول: رأيت في النوم كأن قائلًا يقول يا ملك الموت اقبض روح الرجل الصالح -يعني أبا علي الصواف- قال فخرجت في السحر فإذا الناس يقولون: قد مات أبو علي الصواف" أ. هـ * المنتظم: "كان ثقة فاضلًا نبيلًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "مقرئ، كبير القدر، عارف بالفن متصدر للإقراء، متصدر للإفادة" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ متصدر ماهر عارف بالفن" أ. هـ. وفاته: سنة (310 هـ)، وقيل: (318 هـ) عشر، وقيل: ثمان عشرة وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 296)، المنتظم (12/ 268)، معجم الأدباء (2/ 855)، إنباه الرواة (1/ 291)، السير (13/ 126)، تاريخ الإسلام (وفيات 275)، ط- تدمري، البداية والنهاية (11/ 54)، البلغة (56)، بغية الوعاة (1/ 502)، الأعلام (2/ 188). * غاية النهاية (1/ 210)، معرفة القراء (1/ 241)، تاريخ بغداد (7/ 297)، تاريخ الإسلام (وفيات 310) ط- تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 759)، المنتظم (13/ 212).

952 - ابن الطولوني

952 - ابن الطولوني * النحوي، المقرئ: الحسن بن حسين بن أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي البدر بن الطولوني، الحنفي، شط القاضي، جمال الدين محمود القيصري البدراني. ولد: سنة (836) ست وثلاثين وثمانماثة. من مشايخه: الأمين الأقصراني، والزين قاسم الحنفي، وأخذ عن السخاوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء: "عانى الأنغام في القراءات والأذان. كان قائما على بناء جامع الروضة المعروف بالمقسي وسكن هناك ... نعم الرجل. وقد حج في سنة ثمان وتسعين موسميا وكان على خير وهيئة حسنة" أ. هـ. * الطبقات السنية: "وفيه خير وأدب وتواضع وتودد للطلبة واحسان للفقراء واعتناء بالتأريخ" أ. هـ. وفاته: كان حيا قبل سنة (890 هـ) تسعين وثمانمائة. من مصنفاته: شرح مقدمة ابن الليث والآجرومية. 953 - أبو محمد الحنفي * اللغوي: الحسن (¬1) بن خاص بك البدر، الحنفي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان يجيد البحث مع الديانة والمروءة والعصبية لمذهبه وأهله" أ. هـ. * الضوء: "كان جنديا بارعا عالما مفننا في الفقه وأصوله والعربية مشاركا في غيرها تصدى للإفتاء والتدريس مدة وانتفع به الطلبة مع وجاهته عند الأكابر من الأمراء وغيرهم ... قال المقريزي: بعد الثناء عليه، إنه أحد أعيان الحنفية ومقدمي المماليك السلطانية سمعنا بقراءته بمكة" أ. هـ. وفاته: سنة (813 هـ) ثلاث عثرة وثمانمائة عن نحو ستين سنة. 954 - ابن الخطير النعماني * النحوي، المفسر: الحسن بن الخطير بن أبي الحسن (¬2) علي الفارسي، ظهير الدين، أبو علي النعماني (¬3). ولد: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 98)، الطبقات السنية (3/ 52)، معجم المؤلفين (1/ 546). * إنباء الغمر (6/ 258)، الضوء اللامع (3/ 100)، وجيز الكلام (1/ 409)، الشذرات (9/ 154)، الطبقات السنية (3/ 54). (¬1) سماه ابن حجر في الإنباء (محمد) وكذا في الشذرات والوجيز. * معجم الأدباء (2/ 857)، الجواهر المضية (2/ 52)، تاج التراجم (84)، الوافي (11/ 427)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 135)، بغية الوعاة (1/ 502)، هدية العارفين (1/ 280)، الطبقات السنية (3/ 55)، معجم المفسرين (1/ 139)، كشف الظنون (1/ 460)، روضات الجنات (3/ 92)، معجم المؤلفين (1/ 550). (¬2) في بعض المصادر ابن أبي الحسين. (¬3) نسبة إلى مدينة النعمانية بين بغداد وواسط في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزاب الأعلى وهي قصبته، وأهلها ضيعة غالية كلهم". ثم قال: "والنعمانية: أيضًا قرية بمصر" أ. هـ. انظر معجم البلدان (5/ 294) وهو من نعمانية (مصر).

من تلامذته: الشريف محمّد الإدريسي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان فقيهًا لغويًّا نحويًا". وقال: "حدثني تلميذه الشريف أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز الإدريسي الحسني الصعيدي بالقاهرة في سنة اثنتي عثرة وستمائة قال: كان الظهير يكتب على كتبه في فتاويه (الحسن النعماني) فسألته عن هذه النسبة فقال: أنا نعماني، وأنا من ولد النعمان بن المنذر ومولدي بقرية تعرف بالنعمانية ومنها ارتحلت إلى شيراز فتفقهت بها فقيل لي الفارسي وأنتحل مذهب النعمان وأنتصر له فيما وافق اجتهادي". وقال أيضًا: "وكان عالمًا بفنون من العلم: كان قارئًا بالعشر والشواذ عالمًا بتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه والفقه والخلاف والكلام والمنطق والحساب والهيئة والطب مبرزًا في اللغة والنحو والعروض والقوافي ورواية أشعار العرب وأيامها وأخبار الملوك من العرب والعجم .. ". ثم قال: "وكان قيمًا بمعرفة قانون الطب له، وكان عارفًا باللغة العبرانية ويناظر أهلها بها، حتى لقد سمعت بعض رؤساء اليهود يقول له: لو حُلّفْتُ أن سيدنا كان حبرًا من أحبار اليهود لحَلَفْتُ فإنه لا يعرف هذه النصوص بالعبرانية إلا من تدرَّب بهذه اللغة. وكان الغالب عليه علم الأدب، حتى لقد رأيتُ الشيخ أبا الفتح عثمان بن عيسى النحوي البلطي، وهو شيخُ الناس يومئذ بالديار المصرية، يسأله سؤال المستفيد عن حروف من حوشيّ اللغة. وسأله يومًا بمحضري عمَّا وقع في ألفاظ العرب على مال شقحطب فقال: هذا يسمى في كلام العرب المنحوت، ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحدة، فشقحطب منحوت من شق وحطب، فسأله البلطي أن يثبت له ما وقع من هذا المثال إليه ليعوّل في معرفتها عليه فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حفظه، وسماها "كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب". قال: ورأيت السعيد أبا القاسم هبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك يسأله على وجه الامتحان عن كلمات من غريب كلام العرب وهو يجيب عنها بشواهدها، وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم بن البيساني قد وضعه على ذلك. قال: وحدثني عن نفسه قال: لما دخلتُ خوزستان لقيتُ بها المجير البغدادي تلميذ الشهرستاني، وكان مبرزًا في علوم النظر، فأحبَّ صاحبُ خوزستان أن يجمع بيننا للمناظرة في مجلسه، وبلغني ذلك فأشفقتُ من الانقطاع لمعرفتي بوفور بضاعة المجير من علم الكلام، وعرفتُ أن بضاعته من اللغة نزرة، فلما جلسنا للمناظرة والجلسُ غاصٌ بالعلماء فقلتُ له بعرض الكلام: إذا اشرأبت الطلُّة إلى قرينها فأرَّها في وبْصانَ أو الجماد إذأ تأشَّبَ في المغث، فاحتاج إلى أن يستفسر ما قلتُ، فشنَّعْتُ عليه وقلت: انظر إلى المدَّعي رتبةَ الإمامة يجهل لغةَ العرب التي بها نزل كلام رب العالمين وجاء حديث سيد المرسلين، والمناظرة إنما اشتقْت من النظير، وليس هذا بنظيري لجهله بأحد العلوم التي يلزم المجتهدَ القيامُ بها، وكثر لغط أهل المجلس وانقسموا فريقين: فرقة لي وفرقة عليّ، وانفكّ المجلس على ذلك وضاع في الناس أني قطعته.

وكان الظهير قد أقام بالقدس مدة، فاجتاز به الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف فرآه عند الصخرة يدرس، فسأل عنه فعُرِّفَ منزلته من العلم، فأحضره عنده ورغبه في المصير معه ليقمعَ به شهابَ الدين أبا الفتح الطوسي لشيء نقمه عليه، فورد معه إلى القاهرة، وأجرى عليه كل شهر ستين دينارًا ومائةَ رطلٍ خبزًا وخروفًا وشمعة كلٍّ يوم، ومال إليه الناس من الجند وغيرهم من العلماء، وصار له سوقٌ قائم إلى أن قرَّرَ العزيز المناظرة بينه وبين الطوسي في غدِ عيد، وعزم الظهيرُ أنْ يسلك مع الطوسي وقتَ المناظرة طريق المجير من المغالطة، لأن الطوسي كان قليل المحفوظ إلا أنه كان جريئًا مقدامًا شديد العارضة، واتفق أنْ ركب العزيز يومَ العيد، وركب معه الظهير والطوسي، فقال الظهير للعزيز، في أثناء الكلام: أنت مولانا من أهل الجنة، فوجد الطوسي السبيل إلى مقتله فقال: وما يدريك أنه من أهل الجنة؟ وكيف تزكي على الله تعالى؟ فقال له الظهير: قد زكَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فقال: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، فقال له: أبيتَ يا مسكين إلا جهلًا، ما تفرّقُ بين التزكية عن الله والتزكية على الله، وأنت من أخبرك أن هذا من أهل الجنة؟ ما أنت إلا كما زعموا أن فأرة وقعتْ في دنِّ خمر فشربت فسكرتْ، فقالت: أين القطاط؟ فلاح لها هرٌ فقالت: لا تؤاخذِ السكارى بما يقولون. وأنت شربتَ من خمر دنِّ نعمة هذا الملك، فسكرت فصرت تقول خاليًا: أين العلماء؟ فأبلس [الظهير] ولم يحر جوابًا، وانصرف وقد انكسرت حرمته عند العزيز، وشاعت هذه الحكاية بين العوامِّ وصارت تُحكى في الأسواق والمحافل، فكان مآل أمره أن انضوى إلى المدرسة التي أنشأها الأمير تركون الأسدي يدرس بها مذهب أبي حنيفة إلى أن مات، وكان قد أملى كتابًا في تفسير القرآن وصل منه بعد سنين إلى تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253] في نحو مائتي ورقة، ومات ولم يختم تفسير سورة البقرة" أ. هـ. * تاج التراجم: "كان عالمًا بفنون من العلم وكان يحفظ كتاب (التفسير) لتاج القراء و (الجامع الصغير) لمحمد بن الحسن الشيباني ونظم النسفي "أ. هـ. * معجم المفسرين: "نحوي، لغوي، عروضي، عالم بالتفسير والفقه والخلاف والكلام والحساب والمنطق والهيئة والطب واللغة العبرية، مقرئ كبير، من فقهاء الحنفية. يقال له الفارسي لأنه تفقه بشيراز. دخل دمشق وأقام بالقدس مدة وعرف الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي منزلته في العلم فدعاه للإقامة في مصر" أ. هـ. وفاته: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة قال ياقوت: "مات بالقاهرة من الديار المصرية" أ. هـ. من مصنفاته: تفسير القرآن ويعرف بـ "التفسير النعماني"، وله "شرح الجَفع بين الصحيحين" للحميدي، و"تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب".

955 - ابن بليمة

955 - ابن بَلّيمة * المقرئ: الحسن بن خلف بن عبد الله بن بَلّيمة، القيرواني، المليلي الهواري، أبو علي. نزيل الإسكندرية. ولد: سنة (427 هـ) سبع وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: قرأ على أبي بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي، وعبد الملك بن داود القسطلاني وغيرهم. من تلامذته: أبو العباس أحمد الحطيئة، وعبد الرحمن بن خلف الله بن عطية وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المقفى: "عُني بالقراءات وتقدم فيها" أ. هـ. وفاته: سنة (514 هـ) أربع عشرة وخمسمائة بالإسكندرية. من مصنفاته: "تلخيص العبارات" في القراءات. 956 - أبو علي النَّقَّاد * النحوي، المقرئ: الحسن بن داود بن حسن بن عون بن منذر بن صبيح أبو علي النقاد (¬1) الكوفي القرشي، وصبيح مولى معاوية بن أبي سفيان أعتقه بخط يده. وقال الأهوازي: الحسن بن داود بن سليمان القرشي، قال ابن الجزري: والأول هو الصحيح. من مشايخه: محمّد بن لاحق، وجعفر بن محمّد بن يوسف وغيرهما. من تلامذته: زيد بن بلال، وعبد الواحد بن أبي هاشم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكر الحافظ أبو العلاء الهمذاني في (كتاب القراءات العشر) له في نسب النقاد ... وكان موصوفًا بحسن القراءة وطيب النغم جدًّا". ثم قال: "وقال ابن النجار في (تاريخ الكوفة): ... وكان حاذقًا بالنحو لفاظًا بالقرآن صاحب ألحان، وكان يصلي تراويح بالجامع بالكوفة، وصلى فيه ثلاثًا وأربعين سنة، وكان أحد المجودين" أ. هـ * معرفة القراء: "المقرى النحوي ... وكان ثقة قيمًا بحرف عاصم" أ. هـ. * غاية النهاية: "المعدل النحوي، مصدر حاذق ... وكان قيمًا بقراءة عاصم، ثقة، مأمونًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الداني: مضطلع بعلم العربية، مشهور ثقة، انتهت إليه الإمامة في القراءة بالكوفة" أ. هـ ¬

_ * السير (19/ 430)، العبر (4/ 32)، معرفة القراء (1/ 469)، تاريخ الإسلام (وفيات 514) ط- تدمري، الوافي (11/ 430)، غاية النهاية (1/ 211)، المقفى الكبير (3/ 362)، الشذرات (6/ 68)، تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 167)، معجم المؤلفين (1/ 550)، كشف الظنون (1/ 473). * تاريخ الإسلام (المتوفون في حدود الطبقة الخامسة والثلاثين) ط- تدمري، غاية النهاية (1/ 312)، معرفة القراء (1/ 304)، معجم الأدباء (2/ 860)، بغية الوعاة (1/ 503)، روضات الجنات (3/ 67)، الوافي (12/ 5)، معجم المؤلفين (1/ 550)، الفهرست (35)، إيضاح المكنون (1/ 93) (2/ 221). (¬1) في غاية النهاية وغيرها: النقار (بالراء).

957 - المطوعي

وفاته: قبل سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة، وقيل: (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب اللغة في مخارج الحروف وأصول النحو"، وله قراءة الأعشى. 957 - المُطَّوعي * المقرئ: الحسن بن سعيد بن جعفر العبّاداني المُطَّوعي، نزيل إصطخر، أبو العباس. ولد: نحو سنة (270 هـ) سبعين ومائتين. من مشايخه: أبو مسلم الكَجّي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وتلا على إدريس بن عبد الكريم المقرئ، كما ادعى هو (¬1) وغيرهم. من تلامذته: أبو نُعيم، وأبو بكر بن أبي علي، وتلا عليه أبو عبد الله الكازَريني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * أخبار أصبهان: "كان رأسًا في القراءات، وحفظه في حديثه وروايته لين" أ. هـ. * غاية النهاية: "مؤلف كتاب اللامات وتفسيرها إمام عارف ثقة في القراءة وأثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهمذاني ووثقه" أ. هـ. * المقفى: "انتهت إليه علوم الإسناد في القراءات ... وقال أبو بكر بن مردويه: ضعيف" أ. هـ. وفاته: سنة (371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة. 958 - النَافِعي * المقرئ: الحسن بن سليمان بن الخير الأنطاكي، المعروف بالنافعي (¬2)، أبو علي، من أهل أنطاكية. من مشايخه: أبو الفرج محمّد بن أحمد الشنبوذي، وأبو الفتح أحمد بن عبد العزيز بن جعفر المقرئ المعروف بابن بُدْهن وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن سعيد القزويني، وموسى بن حسين المعدل وغيرِهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "ذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني: أن أبا علي كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والغرائب من الروايات والشاذ من الحروف ومع ذلك يحفظ تفسيرًا كبيرًا ومعاني وإعرابًا وعللًا ... وكان يذهب مذهب الروافض، ويثير إلى القول بالتشيع بسبب السلطان. شاهدت ذلك منه وذاكرت به فارس ابن أحمد غير مرة، وكان لا يرضاه في دينه" أ. هـ * بغية الطلب: "سكن مصر وتصدر بها لإقراء القرآن" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقيل: كان يؤدب أولاد الوزير ابن فزَابة. قلت -أي الذهبي-: كان مُداخِلًا للدولة ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان (1/ 271)، السير (16/ 260)، العبر (2/ 359)، تاريخ الإسلام (وفيات 371) ط- تدمري، معرفة القراء (1/ 317)، الوافي (12/ 29)، غاية النهاية (1/ 213)، المقفى الكبير (3/ 316)، النجوم (4/ 141)، الشذرات (4/ 384)، تهذيب تاريخ دمشق (4/ 179)، ميزان الاعتدال (2/ 240)، لسان الميزان (2/ 251). (¬1) قالها الذهبي في السير. * بغية الطلب (5/ 2374)، غاية النهاية (1/ 215)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 399 هـ) ط- تدمري، تاريخ دمشق (13/ 106). (¬2) في تاريخ الإسلام: اليافعي.

959 - الشهاب البصروي

العُبيدية، فسلط عليه الحاكم قتله في آخر السنة " أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ ماهر حافظ ... وكان يترفض بسبب مداخلته العبيديين" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة، قتله صاحب مصر. 959 - الشهاب البُصْرَوي * النحوي، المقرئ: الحسن (¬1) بن سليمان بن فزارة بن بدر البصروي الحنفي، شهاب الدين، أبو عبد الله. ولد: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: قرأ القراءات على القاسم بن أحمد الأندلسي، وتفرد بالإقراء عنه، وسمع الحديث من عبد الدائم، وابن الدرجي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أحمد بن بلبان البعلبكي، ويوسف بن المبيض وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل العبر: "كان دينًا، خيرًا، عالمًا، فقيهًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "قال الذهبي: كان من صغره على طريقة حميدة وقد عمر وأسن وقصده القراء لعلو إسناده وذكره للقراءات" أ. هـ. * النجوم: "كان فقيهًا محدثًا ناب في الحكم وحمدت سيرته" أ. هـ. * المقفى: "وكان عارفًا بالنحو والأدب" أ. هـ. * الشذرات: "قال الذهبي: كان قاضيًا مفتيًا شيخ القراء" أ. هـ. وفاته: سنة (719 هـ) تسع عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الشاطبية". 960 - رُكن الدين الإِسْتَراباذِي * النحوي: حسن بن شرف شاه (¬2) الحسيني الإستراباذي، ركن الدين. صاحب التصانيف، العلوي، أبو الفضائل. وقيل: الحسن بن محمد بن شرفشاه الحسيني .. ولد: سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مشايخه: النصير الطوسي (¬3)، والسيف الآمدي وغيرهما. من تلامذته: تاج الدين علي بن عبد الله بن أبي الحسن الأردبيلي وغيره. كلام العلماء فيه: * مرآة الزمان: "كان لا يحفظ القرآن، ولا ¬

_ * ذيول العبر (106)، البداية والنهاية (7/ 97)، غاية النهاية (1/ 241)، المقفى الكبير (3/ 323)، الدرر الكامنة (2/ 142)، النجوم الزاهرة (9/ 245)، الشذرات (8/ 93). (¬1) في الشذرات وغاية النهاية: حسين بدل حسن. * ذيول العبر (83)، الدرر الكامنة (2/ 98)، النجوم (9/ 231)، الشذرات (8/ 65)، بغية الوعاة (1/ 521)، مرآة الجنان (4/ 191)، معجم المؤلفين (1/ 586)، روضات الجنات (3/ 96)، الأعلام (2/ 215)، كشف الظنون (1/ 626)، و (2/ 1021)، هدية العارفين (1/ 283). (¬2) في الدرر: شرفشاه. (¬3) الطوسي: هو نصير الدين الطوسي ... محمّد بن عبد الله الطوسي المتوفى سنة (672 هـ)، وهو متكلم إمامي، اشتغل على المعين سالم بن بدار بن علي المصري المعتزلي المتشيع فنزع فيه عروق كثير منه، حتى أفسد اعتقاده أ. هـ. راجع البداية والنهاية (13/ 283).

961 - ابن شهاب

بعضه .. " أ. هـ. * الدرر: "وكان من كبار تلامذة النصير الطوسي، وكان مبجلًا عند التتار وجيهًا متواضعًا حليمًا، يقال إنه كان يقوم لكل واحد حتى للسقاء" أ. هـ. * الشذرات: "كان علامة، متكلمًا، نحويًا مبالغًا في التواضع ... " أ. هـ. * روضات الجنات: قال بعد ما ذكر ملازمة المترجم له لشيخه نصير الطوسي: "وفي ملازمة الرجل إياه أيضًا من الدلالة على موافقته معه في المذهب، ما لا يخفى فليتأمل" أ. هـ. * قلت: والذي يعني به الخوانساري الشيعي بموافقته معه في المذهب يعني: تشيعه. وقد يكون في ذلك وجه، ولكن من عادة مصنفي الشيعة وضع من عرف ولو ذرة من صحبة لشيخ شيعي أو له مؤلف أو ذكر الشيعة بخير في مصاف مذهبهم وهذا معلوم عنهم .. نسأل الله عدم الخذلان. وأقول أيضًا: قد ذكر صاحب البغية "السيوطي" عن ابن رافع بعد أن كان ملازمًا للنصير الطوسي الإمامي وصار من رؤساء أصحابه، قد قدم على الموصل بعد وفاة النصير الطوسي واستوطنها، ودَرْس بالمدرسة النُّورية بها، وفوض إليه النظر في أوقافها، وشرح مقدمة ابن الحاجب .. وتكلم في أصول الفقه .. ثم فُوِّض إليه تدريس الشافعية بالسلطانية .. فمن هذا يدل أن صاحب الترجمة قد كان استأثر في بدء الأمر بالطوسي ومذهبه، ولكن بعد استوطانه الموصل قد تغير حاله وأصبح شافعيًّا -ولعلها دلالة على تسننه- والاختلاف إلى مذهب الشافعي ومعرفة أصوله، وترك مذهب الطوسي في الآخر .. والمثه أعلم بالصواب. 961 - ابن شِهاب * النحوي، المقرئ: الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب العُكبري الحنبلي، أبو علي. ولد: سنة (335 هـ) وقيل (331 هـ) خمس، وقيل إحدى وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: سمع الحديث على كبر السن من ابن الصواف وطبقته، ولازم أبا عبد الله بن بطة. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان فاضلًا يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل ويقرئ القرآن ويعرف الأدب ويقول الشعر كتبت عنه بعكبرا. سمعت أبا بكر البرقاني وذكر بحضرته أبو علي بن شهاب فقال ثقة أمين" أ. هـ. * المقصد الأرشد: "قال الرُّهاوي: ثقة أمين" أ. هـ. * الشذرات: "وله اليد الطولى في الفقه، والأدب، والإقراء، والحديث، والشعر، والفتيا ... وقال ابن شهاب: أقام أخي أبو الحطاب معي في الدار عشرين سنة، ما كلمته، وأشار إلى أنه كان ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 329)، المنتظم (15/ 257)، السير (17/ 542)، طبقات الحنابلة (2/ 186)، الوافي (12/ 55)، البداية والنهاية (12/ 43)، المقصد الأرشد (1/ 320)، الشذرات (5/ 143)، الأعلام (2/ 193)، معجم المؤلفين (1/ 554)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 428 هـ) ط- تدمري.

962 - ملك النحاة

ينسب إلى الرفض" أ. هـ. * الأعلام: "نساخ، من العلماء العارفين بالفقه والأدب ... من أهل عكبرا، مولدًا ووفاة" أ. هـ. من أقواله: في الأعلام: "كان يقول: كسبت في الوراقة (25) ألف درهم، كنت أشتري كاغدًا بخمسة دراهم، فأكتب فيه ديوان المتنبي، في ثلاث ليال، وأبيعه بمئتي درهم"! وفاته: سنة (428 هـ)، وقيل: (427 هـ) ثمان، وقيل: سبع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "الفقه"، و "الفرائض"، و "النحو". وله شعر جيد. 962 - ملك النحاة * النحوي: الحسن بن صافي بن عبد الله بن نزار بن أبي الحسن، الملقب بملك النحاة. ولد: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أحمد الأشنهي، وأبو طالب الزيني، وأبو الحسن بن أبي زيد الفصيحي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "برع في النحو حتى صار أنحى أهل طبقته إلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه بعلمه لقب نفسه (ملك النحاة) وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك ... وكان يقول هل سيبويه إلا من رعيتي وحاشيتي، ولو عاش ابن جني لم يسعه إلا حمل غاشيتي" أ. هـ. * بغية الطلب: "قال ابن العديم: "قال لي القاضي شمس الدين أبو نصر محمّد بن هبة الله بن محمّد بن مميِّل الشيرازي، قاضي دمشق: كان ملك النحاة حسن العقيدة عفيفًا، وسمعته يقول وأشار إلى لحيته: اللهم إن كنت تعلم أني زنيت زنية في الإسلام فلا تغفر لهذه الشيبة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أنحى أهل طبقته، وكان فصيحًا، ذكيًا، متقعرًا، مُعجبًا، فيه تيه وباد، ولكنه صحيح الاعتقاد .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "وفي هذه السنة -أي سنة (568 هـ) - توفي ملك الرافضة والنحاة، وكان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة، ولكنه كان رافضيًا خبيثًا متعصبًا للروافض، وكانوا في خفارته وجاهه، حتى أراح المسلمين منه في هذه السنة -أي سنة (568 هـ) - فلله الحمد والمنة وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحًا شديدًا، وأظهروا الشكر لله فلا تجد أحدًا منهم إلا يحمد الله فغضب الشيعة من ذلك، ونشأت بينهم فتنة بسبب ذلك" أ. هـ. * البغية: "من ظريف ما يحكى عنه أنه كان يستخف بالعلماء، فكان إذا ذكر واحد منهم قال: ¬

_ * تاريخ دمشق (13/ 71)، معجم الأدباء (2/ 866)، إنباه الرواة (1/ 305)، بغية الطلب (5/ 2390)، وفيات الأعيان (2/ 92)، السير (20/ 512)، العبر (4/ 204)، الوافي (12/ 56)، البداية والنهاية (12/ 272)، بغية الوعاة (1/ 504)، النجوم (6/ 68)، الشذرات (6/ 376)، الأعلام (2/ 193)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 568 هـ) ط- تدمري، المختصر المحتاج إليه (1/ 281)، إشارة التعيين (91)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 63)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 496)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 4)، روضات الجنات (3/ 85)، البلغة (84)، كشف الظنون (1/ 624)، (628)، معجم المؤلفين (1/ 554)، تهذيب تاريخ ابن عساكر (4/ 169).

963 - حسن بن صالح

كلب من الكلاب فقال له رجل: أنت إذا لست ملك النحاة، بل ملك الكلاب فاستشاط غضبا وقال: أخرجوا عني هذا الفضولي ...... وله عشر مسائل استشكلها في العربية سماها: المسائل العشر المتعبات إلى الحشر" أ. هـ. وفاته: سنة (568 هـ) ثمان وستين وخمسمائة وقد ناهز الثمانين. من مصنفاته: "الحاوي" مجلدتان، و "العمد" مجلدتان، و "المنتخب" مجلدتان كلها في النحو. 963 - حسن بن صالح * المقرئ: الحسن بن صالح بن حي (¬1) الهمذاني، أبو عبد الله. وقيل: الحسن بن صالح بن حي. ولد: سنة (100 هـ) مائة للهجرة. من مشايخه: والده، وسلمة بن كهيل، وسماك بن حرب وغيرهم. من تلامذته: ابن المبارك، ووكيع، وعلي بن الجعد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "كان من كبار الشيعة، وعظمائهم، وعلمائهم، وكان فقيها متكلما .. " أ. هـ. * طبقات ابن سعد: "وكان تقيا صحيح الحديث كثيره، وكان متشيعا" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "فيه بدعة تشيع قليل، وكان يترك الجمعة. وقال سفيان الثوري: الحسن بن صالح سمع العلم وترك الجمعة. وذكر عنده مرة، فقال: ذاك يرى السيف على الأمة، يعني الخروج على الولاة الظلمة. قال خلف بن تميم: كان زائدة -يعني ابن قدامة- يستتيب من أتى الحسن بن حي. وقال أبو زرعة: اجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد. قال وكيع: هو عندي إمام. فقيل له: إنه لا يترحم على عثمان، قال أفتترحم أنت على الحجاج؟ - قال الذهبي: هذا التمثيل مردود غير مطابق. وقال: ربما أصبحت وما معي درهم، وكأن الدنيا قد حيزت لي. قال: فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان" أ. هـ. * السير: "هو من أئمة الإسلام، لولا تلبسه ببدعة ... وقد ثبت أنه كان يرى السيف والخروج على الأئمة، ولا يرى الجهاد معهم ولا الجمعة، فكان لا يحضر صلاة الجمعة. قال ابن إدريس: ما أنا وابن حي؟ ! لا يرى ¬

_ * طبقات الحفاظ (92)، الوافي (12/ 59)، الجواهر المضية (2/ 61)، تقريب التهذيب (239)، الطبقات السنية (3/ 65)، الكامل في التاريخ (3/ 401)، صفة الصفوة (3/ 152)، تذكرة الحفاظ (1/ 216)، تاريخ البخاري (2/ 295)، طبقات ابن سعد (6/ 375)، حلية الأولياء (7/ 327)، تهذيب الكمال (6/ 177)، السير (7/ 361)، العبر (1/ 249)، ميزان الاعتدال (2/ 245)، تهذيب التهذيب (2/ 248)، الشذرات (2/ 298)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة عشرة) ط- تدمري، الجرح والتعديل (3/ 18)، الفهرست (227) وسماه الحسن بن صالح بن برجي. (¬1) حي: لقب، وجد أبيه اسمه حيان كما في التاريخ الكبير.

جمعة ولا جهادًا. قال الثوري: ذاك رجل يرى السيف على أمة محمّد - صلى الله عليه وسلم -". قال الذهبي: "كان يترك الجمعة، ولا يراها خلف أئمة الجور، بزعمه ... وكان عابدًا قوامًا صوامًا ورعًا". ثم قال: "قال وكيع: كان الحسن بن صالح وأخوه وأمهما قد جزؤوا الليل ثلاثة أجزاء، فكل واحد يقوم ثلثًا فماتت أمهما، فاقتسما الليل، ثم مات عليَّ، فقام الحسن الليلَ كله" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "وقولهم: (كان يرى السيف) يعني يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور، وهذا مذهب للسلف قديم، لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه، ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبر، وبمئل هذا الرأي لا يقدح في رجل قد ثبتت عدالته واشتهر بالحفظ والإتقان والورع التام. والحسن مع ذلك لم يخرج على أحد، وأما ترك الجمعة ففي رأيه أن لا يصلي خلف فاسق ولا يصحح ولاية الإمام الفاسق، فهذا ما يعتذر به عن الحسن، وإن كان الصواب خلافه، فهو إمام مجتهد. قال العجلي: ... وكان يتشيع إلا أن ابن المبارك كان يحمل عليه بعض الحمل المحال التشيع. وقال ابن حبان ... وممن تجرد للعبادة ورفض الرياسة، على تشيع فيه" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة فقيه عابد، رُمي بالتشيع" أ. هـ. * الشذرات: "ما رأيت أفضل منه، وقال أبو حاتم: ثقة حافظ متقن. وقال ابن معين: يكتب رأي الحسن بن صالح يكتب رأي الأوزاعي هؤلاء ثقات" أ. هـ. * قلت: ولقد ذكر صاحب كتاب "عقيدة السنة والجماعة في الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) الدكتور ناصر الشيخ: أن صاحب الترجمة له أتباع فكانت لذلك فرقة تسمى الصالحية، وإليك قول الدكتور ناصر عن الفرقة الصالحية أو البترية: "هم أتباع الحسن بن صالح بن حيّ، وكثير النواء (¬1)، وإنما سموا "بترية" لأن "كثيرًا" كان يلقب بالأبتر يزعمون أن عليًّا أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولاهم بالإمامة وأن بيعة أبي بكر ليست بخطأ لأن عليًّا ترك ذلك لهما ويقفون في عثمان وفي قتلته ولا يقدمون عليه بإكفار" (¬2). قال الرازي: "والصالحية الحسن بن علي بن حي الفقيه كان يثبت إمامة أبي بكر وعمر ويفضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة إلا أنه توقف في عثمان وقال: إذا سمعنا ما ورد في حقه من الفضائل اعتقدنا إيمانه، وإذا رأينا أحداثه التي نقمت عليه وجب الحكم بفسقه، فتحيرنا في أمره وفوضنا إلى الله تعالى" أ. هـ. (¬3) وقد اعتبر الشهرستاني: الصالحية أو البترية فرقتين مستقلتين حيث قال: "الصالحية أصحاب ¬

_ (¬1) هو كثير بن إسماعيل، أو ابن نافع النواء بالتشديد أو إسماعيل التميمي الكوفي ضعيف، من السادسة. تقريب التهذيب: (2/ 131). (¬2) مقالات الإسلاميين: (1/ 144). (¬3) محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين: (ص 361).

964 - ابن طيفور

الحسن بن صالح بن حي، والبنزية: أصحاب كثير النواء الأبتر وهما متفقتان في المذهب، وقولهم في الإمامة كقول السليمانية إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان، أهو مؤمن أم كافر؟ قالوا: إذا سمعنا الأخبار الواردة في حقه وكونه من العشرة المبشرين في الجنة، قلنا: يجب أن نحكم بصحة إسلامه وإيمانه وكونه من أهل الجنة، وإذا رأينا الأحداث التي أحدثها من استهتاره بتربية بني أمية وبني مروان واستبداده بأمور لم توافق سيرة الصحابة قلنا يجب أن نحكم بكفره فتحيرنا في أمره، وتوقفنا في حاله ووكلناه إلى أحكم الحاكمين" (¬1). فالصالحية أو البترية قولهم كقول سليمان بن جرير غير أنهم توقفوا في عثمان ولم يقدموا على ذمه وعلى مدحه، وهؤلاء -كما يقول البغدادي-"أحسن حالًا عند أهل السنة من أصحاب سليمان بن جرير (¬2) " أ. هـ. وفاته: سنة (167 هـ)، وقيل: (169 هـ) سبع، وقيل: تسع وستين ومائة. من مصنفاته: كتاب "التوحيد"، وكتاب إمامة ولد علي من فاطمة. 964 - ابن طيفُور * النحوي: الحسن بن طيفور بن محمد الساموكني أصلًا التزنيتي وطنًا، أبو علي. كلام العلماء فيه: * المعسول: "هذا السيد هو الذي انتشرت على يده الطريقة التيجانية (¬3) في سوس الأقطر، له مآثر لا يمكن فيها الحصر والاستقصا". ثم قال: فسيدي الحسن هذا درجته عالية في الفقه والدين، ومن المفتوح عليهم في علم القوم .. " أ. هـ. * الأعلام: "محدث، نحوي، سوسي، ... كان يميل إلى النحو، وأستاذه يحرضه على الفقه .. استقر في (تنزنيت) وتوفي بها" أ. هـ. وفاته: سنة (1278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: له مجموعة في "فتاويه الخاصة". قال المختار السوسي: رأيتها في الخزانة المسعودية، مجلد كبير يدل على تضلعه في الفقه. 965 - أبو علي الجمّال * المقرئ: الحسن بن العباس بن أبي مهران، الرازي، يعرف بالجمّال، أبو علي. من مشايخه: قالون، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأحمد بن عيسى وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو بكر بن شنبوذ، وأبو بكر النقاش وغيرهم. ¬

_ (¬1) الملل والنحل: (1/ 161). (¬2) الفرق بين الفرق: (ص 33 - 34). * المعسول (11/ 269)، الأعلام (2/ 194). (¬3) التيجانية: هي أحد الطرق الصوفية الرئيسية، والتي كانت منتثرة في بلاد المغرب العربي وما زالت. * تاريخ بغداد (7/ 397)، المنتظم (13/ 11)، معرفة القراء (1/ 235)، تاريخ الإسلام (وفيات 289) ط- تدمري، الوافي (12/ 62)، غاية النهاية (1/ 216)، المقفى الكبير (3/ 337).

966 - الرامهرمزي

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان إليه المنتهى في الضبط والتحرير" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ عارف حاذق مصدر ثقة إليه المنتهى في الضبط والتحرير" أ. هـ. * المقفى: "قال الخطيب: ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين. 966 - الرَّامُهْرمُزي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرامهرمزي (¬1)، أبو محمد. ولد: نحو سنة (265 هـ) خمس وستين ومائتين. من مشايخه: والده، ومحمد بن عبد الله مطيَّن الحضرمي، وأبو الحصين الوادعي وغيرهم. من تلامذته: أبو الحسين محمّد بن أحمد الصَّيداوي، والحسن بن الليث الشيرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الفهرست: "قاضي، حسن التأليف، مليح التصنيف، يسلك طريقة الجاحظ، قال لي ابن سوار الكاتب: إنه شاعر" أ. هـ. * الأنساب: "كان فاضلًا مكثرًا من الحديث" أ. هـ. * السير: "وهو مصنف كتاب المحدِّث الفاصل بين الراوي والواعي في علوم الحديث، وما أحسنه من كتاب! قيل: إنّ السلفي كان لا يكاد يفارق كمَّه يعني في بعض عمره". وقال: "وأول طلبه لهذا الشأن في سنة تسعين ومائتين وهو حدث فكتب وجمع وصنف وساد أصحاب الحديث وكتابه المذكور ينبيء بإمامته". وقال أيضًا: "لم أظفر بترجمته كما ينبغي وأظنه بقي إلى بعد الخمسين وثلاثمائة وكان أحد الأثبات، أخباريًا شاعرًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "حافظ، محدث أديب، شاعر، قاضٍ" أ. هـ. * قلت: ذكر محقق كتاب "المحدث الفاصل" الدكتور عجاج الخطيب في الهامش صفحة (10) ضمن المصادر التي ترجمت للرامهرمزي أعيان الشيعة (22/ 69)، وقال الدكتور محمّد عجاج: "لم يكن أبو محمّد متشعًا". وقال في (ص 16): "وإن كتابه (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) لينطق بحرصه على العلم وحفظه، والتفقه في الحديث والأمانة في الرواية، والحث على فهم الشريعة والعمل بها، والتسلح بالتعلم والفهم ضد أعداء السنن، ووقوفه إلى جانب الحق وغيرته على الحديث الشريف وحملته" أ. هـ. وفاته: سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "إمام التنزيل" في القرآن الكريم، و"المحدث الفاصل" وغيرهما. ¬

_ * الأنساب (3/ 30)، اللباب (1/ 453)، الوافي (12/ 64)، معجم الأدباء (2/ 923)، الفهرست (172)، السير (16/ 73)، الشذرات (4/ 311)، معجم المفسرين (1/ 140)، تذكرة الحفاظ (3/ 905)، العبر (2/ 321)، معجم المؤلفين (1/ 557)، إيضاح المكنون (1/ 124)، طبقات الحفاظ (369)، "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" (المقدمة) تحقيق الدكتور محمّد عجاج الخطيب طبعة دار الفكر- بيروت (1391 هـ - 1971 م). (¬1) نسبة إلى مدينة رامهرمز، إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان في إيران.

967 - القشتليوني

967 - القشْتَلْيُوني * المقرئ: الحسن بن عبد العزيز بن إسماعيل الشعار، أبو علي التجيبي الأندلسي القشتليوني (¬1). ولد: سنة (552 هـ)، وقيل: (548 هـ) اثنتين وخمسين، وقيل: ثمان وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن النعمة، وأيوب بن غالب صاحب ابن هذيل وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن محمّد بن عبد العزيز الفصال وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان يكتب المصاحف، وصار أخيرًا إلى مدينة تونس وأقرأ بها القرآن". قال: "ورأيت -أي ابن النجار- الأخذ عنه في سلخ شعبان سنة خمس وثلاثين وستمائة وعلى إثر ذلك توفي بها، قدمتها رسولًا من قبل والي بلنسية ودانية أبي جميل زيّان بن سعد في منتصف السنة التي بعدها فلم أجده" أ. هـ. وفاته: تقريبًا سنة (636 هـ)، وقيل: (635 هـ) ست وثلاثين، وقيل: خمسين وثلاثين وستمائة. 968 - الخَضْراوي * النحوي، اللغوي: الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عمر بن عبد الرحمن بن عذرة الأنصاري الأوسي الخضراوي، أبو الحكم. ولد: سنة (622 هـ) اثنتين وعشرين وستمائة. من مشايخه: أبو العلاء إدريس القرطبي، وابن عصفور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال ابن عبد الملك: كان نحويًا نبيلًا حاذقًا، ثابت الذهن، وقّاد الفكر. وقال ابن مكتوم في تذكرته وهو الشيخ الإمام البارع" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (644 هـ) أربع وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "المفيد في أوزان الرِّجز والقصيد" و"الإغراب في أسرار الحركات في الإعراب" و "منتهى السول في مدح الرسول". 969 - سبط الفقيه زِيادة * المقرئ: الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام بن فتح، الغماري الأصل، المعري المالكي، الملقب بسبط الفقيه زيادة. ولد: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مشايخه: سمع من أبي القاسم بن عيسى المقرئ، ومحمد بن عمر القرطبي وتفرَّد عنهما. من تلامذته: الذهبي، وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "شيخ حسن خير ¬

_ * غاية النهاية (1/ 216)، تكملة الصلة (1/ 266)، تاريخ الإسلام (وفيات 635) ط- بشار، معرفة القراء (2/ 621) وفيه ابن عبد العزيز. (¬1) القشتلويون: من عمل بَلَنْسِية، حصن من أعمال شنشبرية بالأندلس أ. هـ. انظر معجم البلدان (4/ 352). * البغية (1/ 510)، نفح الطيب (10/ 298)، كشف الظنون (1/ 125) وذكر وفاته (644 هـ)، إيضاح المكنون (2/ 573)، معجم المؤلفين (1/ 557). * معرفة القراء (2/ 734)، معجم شيوخ الذهبي (169)، المعجم المختص (63)، الوافي (12/ 73)، غاية النهاية (1/ 217)، السلوك (2/ 1 / 121)، الدرر الكامنة (2/ 102)، المقفى الكبير (3/ 340)، الشذرات (7/ 55).

970 - السيرافي

متردد" أ. هـ. * المعجم المختص: "وكان حسن الفهم" أ. هـ. * المقفى: "ومن جملة مسموعاته (الناسخ والمنسوخ) لأبي داود السجستاني بسماعه من السلفي، و (المحدث الفاصل) للرامهرمزي" أ. هـ. * الشذرات: "كان خيرًا، فاضلًا، كيسًا، يؤدِّب في منزله" أ. هـ. وفاته: سنة (717 هـ) (¬1) سبع عشرة وسبعمائة، وقيل: ستة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. 970 - السّيرافي * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسن بن عبد الله بن المرزُبان السِّيرافي، أبو سعيد نحوي بغداد، صاحب التصانيف. ولد: سنة (284 هـ) أربع وثمانين ومائتين. من مشايخه: أبو بكر بن دُريد، وابن زياد النيسابوري، وقرأ على ابن مجاهد وغيرهم. من تلامذته: علي بن أيوب القُمّي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال ابن أبي الفوارس: كان يُذكر عنه الاعتزال ولم يظهر منه" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان يذكر عنه الاعتزال، ولم يكن يظهر ذلك وقد أفردت أخباره في مصنف سميته (المفيد في أخبار أبي سعيد) وهو كتاب ممتع" أ. هـ. * السير: "وكان صاحب فنون، من أعيان الحنفية، رأسًا في نحو البصريين، تصدر لإقراء القراءات، واللغة، والفقه، والفرائض، والعربية والعروض ... وكان ديّنًا متورعًا، لا ياكل إلا من كسب يده، وكان ينسخ كل يوم كراسًا أجرته عشرة دراهم لحسن خطه" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان ينتحل مذهب أهل العراق في الفقه ونسبه بعضهم إلى الاعتزال وأنكره آخرون" أ. هـ. * البلغة: "كان يتجاهر بالاعتزال، وكان أبوه مجوسيًا واسمه بهزاد فأسلم فسماه ابنه عبد الله، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين" أ. هـ. * البغية: "من تصانيفه شرح كتاب سيبويه لم يسبق إلى مثله وحسده عليه أبو علي الفارسي وغيره من معاصريه وهجاه أبو الفرج صاحب الأغاني لمناقشة كانت بينهما بقوله: لعن الله كل شعرٍ ونحو ... وعروضٍ يجيءُ من سيرافِ ¬

_ (¬1) ذكره صاحب الشذرات في وفيات سنة (712). وكذا في غاية النهاية والدرر والوافي. * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 318 هـ) ط- تدمري، تاريخ بغداد (7/ 341)، المنتظم (14/ 264)، معجم الأدباء (2/ 876)، إنباه الرواة (1/ 313)، بغية الطلب (5/ 244)، وفيات الأعيان (2/ 78)، السير (16/ 247)، العبر (2/ 347)، الوافي (12/ 74)، البداية والنهاية (11/ 313)، غاية النهاية (1/ 218)، البلغة (86)، لسان الميزان (2/ 259)، النجوم (4/ 133)، بغية الوعاة (1/ 507)، الجواهر المضية (2/ 66)، روضات الجنات (3/ 70)، الشذرات (4/ 367)، الطبقات السنية (3/ 70)، طبقات المعتزلة لابن المرتضى (131)، الأعلام (2/ 195)، معجم المؤلفين (1/ 561).

971 - أبو محمد الطرازي

وقال: "العلامة إمام النحو صاحب التصانيف كان رأسًا في نحو البصريين دينًا متورعًا لا يأكل إلا من كسب يده" أ. هـ. * طبقات المعتزلة: "وقد بالغ أبو حيان التوحيدي في الثناء عليه حتى قال عن السيرافي إنه صام أربعين سنة أو أكثر الدهر كله وأفتى في جامع الرصافة خمسين سنة وما وجد له خطأ أو زلّة" أ. هـ. * قلت: ولهذا قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: "وكان أبو حيان التوحيدي (¬1) يبالغ في تعظيمه والثناء عليه في العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة، وقيل: (364) وقيل: (365)، والأول هو الصحيح وعمره (84 سنة). من مصنفاته: "الإقناع" في النحو، و"ألفات القطع والوصل"، و"أخبار النحاة" وقد جوّد شرح "كتاب سيبويه". 971 - أبو محمد الطِّرَّازِي * المقرئ: الحسن بن عبد الله بن محمّد بن أحمد بن محمّد الكاتب البغدادي، ويعرف بالطرازي، وبابن القريع، وقيل القُريق. من مشايخه: أبو بكر بن مجاهد، ومحمد بن أحمد المروزي وغيرهما. من تلامذته: عبد الباقي بن الحسن، ومحمد بن الحسين الكارزيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ مشهور خير صالح محقق من كبار أصحاب ابن مجاهد". وقال: "قال منصور بن أحمد العراقي وكان شيخًا صالحًا، قال الحذاء: ولم أرَ أضبط منه بقراءة أبي عمرو" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال منصور: كان من عباد الله الصالحين الفاضلين" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: جمع كتاب "الإشارة". 972 - أبو أحمد العَسْكري * النحوي، اللغوي: الحسن بن عبد الله (¬2) بن سعيد بن أحمد العسكري، أبو أحمد. ولد: سنة (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. من مشايخه: عبدان الأهوازي، وأبو القاسم البغوي وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي ¬

_ (¬1) في السير (17/ 119): وأبو حيان التوحيدي ضالٌّ ملحد صاحب زندقة وانحلال. * تاريخ الإسلام (وفيات 368) ط- تدمري، الوافي (12/ 90)، غاية النهاية (1/ 218). * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 382) ط- تدمري، المنتظم (14/ 387)، معجم الأدباء (2/ 911)، إنباه الرواة (1/ 310)، وفيات الأعيان (2/ 83)، السير (16/ 413)، البداية والنهاية (11/ 332)، النجوم (4/ 163 و 196)، الشذرات (4/ 430)، روضات الجنات (3/ 60)، معجم المؤلفين (1/ 559) وقد خلط بينه وبين الآتي ذكره الحسن بن عبد الله أبو هلال العسكري، بغية الوعاة (1/ 506)، الأنساب (4/ 193)، الوافي (12/ 76)، الشذرات (4/ 430)، كشف الظنون (1/ 233 / 411)، إيضاح المكنون (2/ 332). (¬2) قيل: عبيد الله كما في البداية والنهاية.

973 - أبو هلال العسكري

الأصبهاني، وأبو الحسن علي بن أحمد النُعيمي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "الراوية العلامة صاحب الفضل الغزير والتصنيف الحسن الكثير في الأدب واللغة والأمثال، وكان يميل إلى المعتزلة" أ. هـ. * السير: "الإمام المحدث الأديب العلامة صاحب التصانيف انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء" أ. هـ. * قلت: هو شيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رأس الإمامية صاحب التصانيف السائرة بين الرافضة، وقد روى أبو جعفر القمي عن شيخه الحسن بن عبد الله حديث موسى بن إسماعيل بن مومى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي - عليه السلام - في قوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إلا الْإِحْسَانُ} قال علي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله عزَّ وجلَّ قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة)، وهذا الحديث رواه القمي في كتاب التوحيد (28)، والذي يتصفح هذا الكتاب يجده مليئًا بالشرك حتى في مسائل الأسماء والصفات، وهو من مراجع الشيعة. وفاته: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة، وقيل: (382 هـ) اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وله (90 سنة). من مصنفاته: "المختلف والمؤتلف"، و"علم المنطق" وغيرهما. 973 - أبو هلال العَسْكري * اللغوي، المفسر: الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، أبو هِلال. من مشايخه: الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري أبو أحمد، خاله وغيره. من تلامدته: أبو سعيد السمَّان الحافظ بالري، وأبو الغنائم بن حَّماد المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * روضات الجنات: "هو تلميذ أبي أحمد العسكري (¬1) ... ، توافقا في الاسم واسم الأب والسنة، وكان موصوفًا بالعلم والفقه، والغالب عليه الأدب والشعر، وكان يتبزز احترازًا من الطمع والدناءة". ثم قال الخوانساري: "وقد عرفت فيما سبق وستعرف أيضًا فيما يأتي أن مثل هذين الرجلين المتوافقين في الاسم والنسب والطبقة، بين أصحابنا الإمامية أيضًا كثير ... " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالأدب، له شعر، نسبته من كور الأهواز" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (395 هـ) خمس وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التلخيص" في اللغة، و"المحاسن" في تفسير القرآن- خمس مجلدات، و"معاني الأدب". ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 918)، الوافي (12/ 78)، بغية الوعاة (1/ 506)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 138)، روضات الجنات (3/ 72)، معجم المفسرين (1/ 141)، الأعلام (2/ 196). (¬1) لقد ترجمنا له قبل أبي هلال هذا.

974 - ابن العرجاء

974 - ابن العَرْجاء * المقرئ: حسن بن عبد الله بن عمر بن العرجاء (¬1)، أبو علي القيرواني. من مشايخه: والده: وأبو معشر الطبري، وقال الذهبي: إنه روى القراءات عنه إجازة وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن معطي، وأبو قاسم محمّد بن وضاح وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "طال عمره، وقصده القراء لعلو سنده .. وبقي أبو علي هذا إلى حدود الأربعين وخمسمائة" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام في الفن متصدر" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. 975 - أبو علي الأزدي * المقرئ: الحسن بن أبي عبد الله بن صدقة بن أبي الفتوح الأزدي، الصقلي، أبو علي الصوفي. ولد: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على أبي الحسن السخاوي، وأجاز له المؤيد بن محمّد بن علي الطوسي وغيرهما. من تلامذته: أبو الفداء بن الحباب، وأبو الحسن علي بن محمّد بن القطَّان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان صاحب كرامات وكشف" أ. هـ. * العبر: "كان صالحًا ورعًا مخلصًا متقلّلًا من الدنيا، منقطع القرين" أ. هـ. * الوافي: "كان من العباد" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام زاهد كبير القدر" أ. هـ. * المقفى: "المقرئ، الإمام الزاهد ... وكان من السادات في زهده وتعبده وتقلله" أ. هـ. وفاته: سنة (669 هـ) تسع وستين وستمائة. 976 - ابن دَيحِيَان * المقرئ: حسن بن عبد الله بن دَيحِيَانْ الراشدي، التلمساني، الأستاذ أبو علي، من بني راشد قبيلة من البربر. من مشايخه: قرأ على الكمال بن شجاع الضرير، وابن الأزرق، وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه مجد الدين التونسي، وشهاب الدين أحمد بن جبارة المقدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان الشيخ حسن ثقة مأمونًا ¬

_ * غاية النهاية (1/ 217)، معرفة القراء (1/ 487)، المقفى (3/ 341). (¬1) العرجاء: وهي أم أبيه وإنما قيل لأبيه ابن العرجاء لأن أمه كانت فقيهة عرجاء عابدة تقعد في المسجد الحرام في صف بعد صف ابنها في نسوة يتبركن بها أ. هـ. في غاية النهاية. * ذيل مرآة الزمان (2/ 458)، معرفة القراء (2/ 675)، العبر (5/ 291)، الوافي (12/ 92)، غاية النهاية (1/ 219)، المقفى الكبير (3/ 342)، الشذرات (7/ 572). * العبر (5/ 352)، معرفة القراء (2/ 701)، الوافي (12/ 92)، المقفى الكبير (3/ 342)، الشذرات (7/ 681).

977 - لكدة

في قوله وحاشا أن يدعي ما لم يقع، كان أتقى لله وأورع من ذلك، ولصدق نيته، قد انتهى السؤدد في الإقراء إلى صاحيه شيخنا المجد وابن جُبارة ورأيتهما يثنيان على علمه ودينه" أ. هـ. * الوافي: "شيخ صالح صاحب صدق ومعاملة وإن إمامًا حاذقًا في القراءات بصيرًا بالعربية ... لم يكن عارفًا بالأسانيد ولا متقنًا لتجويد الحروف لأنه لم يقرأ على متقن وكان في لسانه شيء من رطانة البربر" أ. هـ. * المقفى: "وكان بصيرًا بالقراءات وعللها، عارفًا بالعربية صاحب عبادة وزهد وإخلاص واشتغال بنفسه لا يغتاب أحدًا وكان ثقة مأمونًا في قوله" أ. هـ. وفاته: سنة (685 هـ) خمس وثمانين وستمائة. من مصنفاته: كان ذاكرًا لقصيدة الشاطبي يشرحها لمن يقرأ عليه. وكان يحل ألفية ابن معطي ومقدمة ابن بابشاذ. 977 - لُكدة * النحوي، اللغوي: الحسن بن عبد الله الأصبهاني، ويعرف بلُغدَة أو لُكدة. من مشايخه: الباهلي صاحب الأصمعي، والكرماني صاحب الأخفش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان إمامًا في اللغة والنحو". وقال: "كان من طبقة أبي حنيفة الدَّينوري، مشايخهما سواء. وكان بينهما مناقضات. ثم لم يكن له آخر أيامه نظير بالعراق" أ. هـ. * روضات الجنات: "لم يكن له في آخر أيامه نظير بالعراق" أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب الصفات"، و"كتاب علل النحو"، و "كتاب مختصر في النحو"، و "الرد على ابن قتيبة في الحديث". 978 - سَعْفَص المراغي * النحوي: الحسن بن عبد المجيد بن الحسن بن بدل بن خطاب بن فَهْد، يعرف بسعفص المراغي، أبو أحمد، عز الدين. من مشايخه: قرأ علم النحو والتصريف على سعد الدين بن أحمد البياتي وغيره. وفاته: سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة. من مصنفاته: "شرح الدرّة الألفية" وله رسائل وأشعار. 979 - حسن الدَّيلمَي * النحوي: الحسن بن عبد الوهاب بن الحسين بن يحيى الحسني الطالبي، المعروف بالديلمي. ولد: سنة (1229 هـ) تسع وعشرين ومائتين وألف. من مشايخه: والده وجده، والسيد يحيى بن ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 873)، إنباه الرواة (3/ 43)، الوافي (12/ 86)، بغية الوعاة (1/ 509)، روضات الجنات (3/ 59)، معجم المؤلفين (1/ 559). * تلخيص مجمع الأداب (1/ 73)، بغية الوعاة (1/ 511). * نيل الوطر (1/ 340)، الأعلام (2/ 198)، معجم المؤلفين (1/ 562).

980 - البطايني

أحمد الديلمي، وأجازه محمّد بن علي الشوكاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * نيل الوطر: "كان إمامًا في الفروع والأصول، وله اليد الطولى، في العلوم الدقيقة كالرمل والمترب واللطيف والرياضي والطبيعي والإلهي" أ. هـ. * الأعلام: "باحث من فقهاء الزيدية (¬1) .. ولد ونشأ في ذمار (باليمن) وتوفي حاجًا بمكة" أ. هـ. وفاته: سنة (1281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تحفة الحبيب" في المنطق، و "نزهة الطرف في الصرف"، و "الإبريز المذاب في قواعد الإعراب". 980 - البَطَايني * المفسر: الحسن بن علي بن أبي حمزة سالم البطايني الكوفي. من تلامذته: الحسن بن علي بن فضال وغيره. كلام العلماء فيه: * فهرست الطوسي: "الحسن بن علي بن أبي حمزة له كتاب، أخبرنا به أحمد بن عبدون عن الأنباري عن حميد بن ميثم عن الحسن بن أبي حمزة" أ. هـ. * قلت: قال في هامش فهرست الطوسي (79): "قال ابن الغضائري: الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني مولى الأنصار أبو محمد واقفي ابن واقفي ضعيف في نفسه وأبوه أوثق منه، وقال الحسن بن علي بن فضال: إني لأستحي من الله أن أروي عن الحسن بن علي، وحديث الرضا - عليه السلام - فيه مشهور انتهى. ورويت في قدمه أخبار كثيرة، ورمي بالكذب واللعن، فهو غير معدل، ولا موثق" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. من مصنفاته: كتب عنه الحسن بن علي بن فضال تفسير القرآن قوله، وله من الكتب "البشارات"، و "الرجعة" وغيرهما. 981 - ابن فضَّال * المفسر: الحسن بن علي بن فضال التيمي بالولاء، أبو بكر الشيعي. من مشايخه: روى عن موسى بن جعفر وابنه علي بن موسى. من تلامذته: الفضل بن شاذان. كلام العلماء فيه: * لسان الميزان: "روى عنه الفضل بن شاذان وبالغ في الثناء عليه بالزهد والعبادة" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل، من مصنفي الإمامية، من ¬

_ (¬1) الزيدية: أحد فرق الشيعة، نسبتهم إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين، وقد عرفنا بهم سابقًا. * فهرست الطوسي (79، 80)، إيضاح المكنون (2/ 295)، معجم المفسرين (18141)، معجم المؤلفين (1/ 568). * لسان الميزان (2/ 266)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 141)، الأعلام (2/ 200)، معجم المفسرين (1/ 141)، معجم المؤلفين (1/ 570)، إيضاح المكنون (1/ 578).

982 - الحسن العسكري

أهل الكوفة" أ. هـ. وفاته: سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "الرد على الغالية"، و"التفسير"، و"البوادر"، و"الملاحم". 982 - الحسن العسكري * المفسر: الحسن بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا ... نسبته إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. الإمام الحادي عشر عند الإمامية الاثنى عشرية، الحسيني، الهاشمي، العسكري. ولد: سنة (231 هـ) إحدى وثلاثين، وقيل: اثنتين وثلاثين ومائتين. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ينزل بسر من رأى، وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "هو والد منتظر الرافضة. أحد أئمة الشيعة الذين تدعي الشيعة عصمتهم" أ. هـ. * الأعلام: "بويع بالإمامة بعد وفاة أبيه، وكان على سنن سلفه الصالح تُقىً، ونسكًا وعبادة" أ. هـ. * قلت: وقد ذكر الدكتور محمّد حسين الذهبي في كتابه "التفسير والمفسرون" بحثًا حول تفسير حسن العسكري، قال فيه: "عثرنا على هذا التفسير في دار الكتب المصرية فوجدناه منسوبًا إلى الإمام أبي محمّد الحسن العسكري، ومرويًا عنه برواية أبي يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد، وأبي الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن سيار، وهما من الشيعة الإمامية، وقد تلقيا هذا التفسير، وكتباه عن الحسن العسكري في سبع سنين، ولهما في تلقي هذا التفسير عن الحسن العسكري قصة غريبة في مقدمة الكتاب .. " أ. هـ. وقد ذكرها الدكتور الذهبي، وهي في الإرشاد لأتباع الإمام علي - رضي الله عنه - من الشيعة، ولأهل البيت كرمهم الله تعالى، فمن أراد التفصيل فليراجع "التفسير والمفسرون" والله تعالى الموفق. والآن نذكر بحث الدكتور الذهبي حول تفسير العسكري هذا نصه، مع أنه قد ذكر لكل ما وجد أو طبع من هذا التفسير، فقال: "هذا هو كل ما وجد وطبع من التفسير المنسوب إلى الحسن العسكري رحمه الله تعالى، وأرى أن أسوق لك بعض النماذج لتقف بنفسك على مسلكه في التفسير، وتأثره بمذهب الإمامية، ولترى بعد ذلك هل يمكن أن يكون هذا التفسير حقيقة لهذا الإمام الصالح، أو نسب إليه زورًا وبهتانًا" أ. هـ. قال الدكتور الذهبي: "ولاية علي: فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآية (8) من سورة البقرة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرين) ط- تدمري، السير: (12/ 265) دون ترجمة، بالكامل في التاريخ: (7/ 274)، المختصر في أخبار البشر (2/ 49)، مرآة الجنان (2/ 127)، تاريخ بغداد: (7/ 366)، وفيات الأعيان (2/ 94)، الشذرات (3/ 265)، الأنساب: (4/ 194)، "الأئمة الاثنا عشر" لابن طولون (193)، تاريخ اليعقوبي (2/ 503)، سفينة البحار (1/ 259)، نزهة الجليس (2/ 120)، ورجال الطوسي (427)، "التفسير والمفسرون" محمّد حسين الذهبي (2/ 79)، الأعلام (2/ 200)، معجم المؤلفين (1/ 572).

وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} يقول: قال العالم موسى بن جعفر: إن رسول الله لما أوقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف، ثم قال: يا عباد الله انسبوني، فقالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ثم قال: يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فنظر إلى السماء وقال: اللهم اشهد بقول هؤلاء -وهو يقول ويقولون ذلك ثلاثا- ثم قال: ألا فمن كنت مولاه وأولى به فهذا علي مولاه وأولى به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخل من خله، ثم قال: قم يا أبا بكر له بإمرة المؤمنين، فقام وبايع له، ثم قال: قم يا عمر فبايع له بإمرة المؤمنين، فقام فبايع له، ثم قال بعد ذلك لتمام التسعة رؤساء المهاجرين والأنصار فبايعوا كلهم، فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاه ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ثم تفرقوا عند ذلك وقد وكدت عليهم العهود والمواثيق. ثم إن قومًا من متمرديهم وجبابرتهم تواطئوا بينهم لئن كان محمّد كاننة ليدفعن هذا الأمر من علي ولا يتركونه، فعرف الله ذلك إلى الله وإليك هالينا فكفيتنا مؤنة الظلمة لنا، والمتجبرين في سياستنا، وعلم الله من قلوبهم خلاف ذلك من مواطأة بعضهم لبعض أنهم على العداوة مقيمون، ولدفع الأمر عن مستحقه مؤثرون، فأخبر الله عزَّ وجلَّ محمّدًا عنهم فقال: يا محمّد {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} الذي أمرك بنصب علي إمامًا وسايسًا لأمثك ومدبرًا، {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} بذلك، ولكنهم يتواطئون على إهلاكك وإهلاكه. يوطنون أنفسهم على التمرد على علي إن كانت بك كائنة) أ. هـ. وعند قوله تعالى في الآية (13) من سورة البقرة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} يقول: "قال موسى بن جعفر: إذ قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة، قال خيار المؤمنين كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار: آمنوا برسول الله وعلى الذي أوقفه موقفه وأقامه مقامه وأناط مصالح الدين والدنيا كلها به، وآمنوا بهذا النبي وسلموا لهذا الإمان، وسلموا له في ظاهر الأمر وباطنه كما آمن الناس المؤمنين كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار، قالوا في الجواب ولكنهم يذكرون لمن يفضون إليه من أهلهم والذين يثقون بهم من المنافقين ومن المستضعيفين من المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون بهم، يقولون لهم: {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} يعنون سلمان وأصحابه لما أعطوا علينا خالص ودهم ومحض طاعتهم، وكشفوا رؤوسهم بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه حتى أن اضمحل أمر محمّد طحطحهم أعداؤه، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفين لمحمد، فهم بهذا التعرض لأعداء محمد جاهلون سفهاء، قال الله عزَّ وجلَّ: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ} الأخفاء العقول والاراء، الذين لم ينظروا في أمر محمّد حق النظر فيعرفوا نبوته، ويعرفوا صحة ما ناطه بعلمه من أمر الدين والدنيا، حتى بقوا لتركهم تأمل حجج الله جاهلين، وصاروا خائفين وجلين من محمّد وذريته ومن مخالفيهم، لا يأمنون أيهم يغلب فيهلكون معه، فهم السفهاء حيث لا يسلم لهم بنفاتهم هذا لا محبة محمّد والمؤمنين ولا محبة

اليهود وسائر الكافرين، لأنهم يظهرون لمحمد من موالاته وموالة أخيه علي ومعاداة أعدائهم، فهم يقدرون فيهم نفاقهم معهم كنفاقهم مع محمّد وعلي، ولكن لا يعلمون أن الأمر كذلك وأن الله يطلع نبيه على أسرارهم فيخشاهم ويلعنهم ويسقطهم" أ. هـ. وعند تفسيره لقوله تعالى في الآيتين (159، 160) من سورة البقرة {مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} يقول (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات من صفة محمّد وصفة علي وحليته، والهدى بعدما بيناه للناس في الكتاب). قال: والذي أنزلناه هو ما أظهرناه من الآيات على فضلهم ومحلهم، كالغمامة التي تظل رسول الله في أسفاره، والمياه الأجاجة التي كانت تعذب في الآبار بريقه، والأشجار التي كانت تتهدل ثمارها بنزوله تحتها، والعاهات التي كانت تزول بمسح يده عليها أو بنفث ريقه فيها، وكالآيات التي ظهرت على عليّ من تسليم الجبال والصخور والأشجار قائلة: يا ولي الله ويا خليفة رسول الله، السموم القاتلة التي تناولها من سمي باسمه عليها ولم يصبه بلاؤها. وسائر ما خصه الله تعالى به من فضائله، فهذا من الهدى الذي بينه الله للناس في كتابه ... الخ. روايات مكذوبة في فضل أهل البيت: وعند تفسيره لقوله تعالى في الآية (3) من سورة البقرة { ... الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ} يقول "ثم وصف هؤلاء المتقين الذين هذا الكتاب هدى لهم فقال: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ} يعني بما غاب عن حواسهم من الأمور التي يلزمهم الإيمان بها، كالبعث، والنشور، والحساب، والجنة، والنار، وتوحيد الله تعالى، وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله عزَّ وجلَّ عليها كآدم، وحواء، وإدريس، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء الذين يلزمهم الإيمان بهم بحجج الله تعالى وإن لم يشاهدوهم، ويؤمنون بالغيب وهم من الساعة مشفقون، وذلك أن سليمان الفارسي مر بقوم من اليهود فسألوه أن يجلس إليهم ويحدثهم بما سمع من محمّد في يومه هذا، فجلس إليهم لحرصه على إسلامهم فقال. سمعت محمدًا يقول: إن الله عزَّ وجلَّ يقول: يا عبادي: أو ليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلا أن يتجمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقضونها كرامة لشفيعه؟ ألا فاعلموا أن كرم الخلق علي وأفضلهم لدى محمّد وأخوه علي، ومن بعده الأئمة الذين هم الوسائل إلى، ألا فليدعني من أهمته حاجة برد نفعها، أو دهته دهياء يريد كف ضررها بمحمد وآله الأفضلين الطيبين الطاهرين أقضها له أحسن مما يقضيها من تشفعون إليه بأعز الخلق عليه. قالوا لسلمان -وهم يستهزؤون به- يا عبد الله فما بالك لا تقترح على الله وتتوسل بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة؟ فقال سلمان: قد دعوت الله عزَّ وجلَّ بهم، وسألته ما هو أجل وأفضل وأنفع من ملك الدنيا بأسرها، وسألته بهم أن يهب لي لسانًا لتمجيد شأنه شاكرًا، وقلبًا لآلائه ملتمسي من ذلك، وهو

أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها وما يشتمل عليه من خيراتها مائة ألف مرة. قال: فجعلوا يهزؤون ويقولون: يا سلمان، لقد ادعيت مرتبة عظيمة يحتاج أن يمتحن صدقك من كذبك فيها وها نحن إذًا قائمون إليك بسياط عذابنا فضاربوك، فاسأل ربك أن يكف أيدينا عنك، فجعل سلمان يقول: اللهم اجعلني على البلاء صابرًا، وجعلوا يضربونه بسياطهم حتى أعيوا وملوا، وجعل سلمان لا يزيد على قوله: اللهم اجعلني على البلايا صابرًا، فلما ملوا وأعيا قالوا: يا سلمان، ما ظننا أن روحًا تثبت في مقرها على مثل هذا العذاب الوارد عليك، فما بالك لا تسأل ربك أن يكفنا عنك؟ قال: لأن سؤال ذلك ربي خلاف الصبر، بل سلمت؛ لإمهال الله تعالى لكم، وسألته الصبر، فلما استراحوا قاموا بعد إليه بسياطهم فقالوا: لا نزال نضربك بسياطنا حتى تزهق روحك أو تكفر بمحمد، فقال: ما كنت أفعل ذلك؛ فإن الله قد أنزل على محمّد {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ} وإن احتمالي لمكارهكم لأدخل في جملة من مدحه الله بذلك سهل عليَّ يسير، فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا، ثم قعدوا وقالوا: يا سلمان، لو كان لك عند ربك قدر لإيمانك بمحمد لاستجاب دعاءك وكفنا عنك، فقال سلمان: ما أجهلكم .. كيف يكون مستجيبًا دعائي إذا فعل بي خلاف ما أريد منه، أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي فصبرت، ولم أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون، فقاموا إليه ثالثة بسياطهم فجعلوا يضربونه وسلمان لا يزيد على قوله: اللهم صبرني على البلايا في حب صفيك وخليلك محمد، فقالوا له: يا سلمان، ويحك أو ليس محمّد قد رخص لي ذلك ولم يفرضه علي، بل أجاز لي ألا أعطيكم ما تريدون واحتمل مكارهكم، وجعله أفضل المنزلين، وأنا لا أختار غيره ثم قاموا إليه بسياطهم وضربوه ضربًا كثيرًا وسيلوا دماءه. وقالوا له وهم ساخرون: لو لم تسأل الله كفنا عنك ولا تظهر لنا ما نريد منك لنكف به عنك فادع علينا بالهلاك إن كنت من الصادقين في دعواك أن الله لا يرد دعاءك بمحمد وآله الطيبين الطاهرين، فقال سلمان: إني لأكره أن أدعو الله بهلاكهم نحافة أن يكون فيكم من قد علم الله أنه سيؤمن من بعد فأكون قد سألت الله اقتطاعه عن الإيمان، فقالوا: قل: اللهم أهلك من كان في علمك أنه يبقى إلى الموت على تمرده، فإنك لا تصادف بهذا الدعاء ما خفته، قال فانفرج له حائط البيت الذي هو فيه مع القوم وشاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا سلمان ادع عليهم بالهلاك فليس فيهم أحد يرشد، كما دعا نوح على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، فقال سلمان: كيف تريدون أن أدعو عليكم بالهلاك؟ فقالوا: تدعو الله بأن يقلب سوط كل واحد منا أفعى تعطف رأسها ثم تمشش عظام سائر بدنه .. فدعا الله بذلك، فما من سياطهم سوط إلا قلبه الله تعالى أفعى لها رأسان تتناول برأس رأسه وبرأس آخر يمينه التي كان فيها سوطه ثم رضضتهم ومششتهم وبلعتهم والتقمتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلسه: معاشر المؤمنين، إن الله تعالى قد نصر أخاكم سلمان ساعتكم هذه على عشرين فرقة من اليهود والمنافقين، قلبت سياطهم أفاعي

رضضتهم ومششتهم وهشمت عظامهم والتقمتهم فقوموابنا ننظر إلى تلك الأفاعي المبعوثة لنصرة سلمان، فقام رسول الله وأصحابه إلى تلك الدار وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود والمنافقين لما سمعوا ضجيج القوم بالتقام الأفاعي لهم، فإذا هم خائفون منها، نافرون من قربها، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجت كلها إليه عن البيت إلى شارع المدينة، وكان شارعًا ضيقًا فوسعه الله تعالى وجعله عشرة أضعافه، ثم نادت الأفاعي: السلام عليك يا محمد يا سيد الأولين والآخرين، السلام عليك يا علي يا سيد الوصيين، السلام على ذريتك الطيبين الطاهرين الذين جعلوا على الخلق قوامين، ها نحن سياط هؤلاء المنافقين الذين قلبنا الله تعالى أفاعي بدعاء هذا المؤمن سلمان قال: رسول الله: الحمد لله الذي جعل من يضاهي بدعائه عند قبضه وعند انبساطه نوحًا نبيه. ثم نادت الأفاعي: يا رسول الله .. قد اشتد غضبنا على هؤلاء الكافرين، وأحكامك وأحكام وصيك علينا جائزة في ممالك رب العالمين، ونحن نسألك أن تسأل الله تعالى أن يجعلنا أفاعي جهنم حتى نكون فيها لهؤلاء معذبين كما كنا لهم في هذه الدنيا ملتقمين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتكم إلى ذلك فالحقوا بالطبق الأسفل من جهنم، بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء أجسام هؤلاء الكافرين ليكون أتم لخزيهم وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين أظهرهم مدفونين، يعتبر بهم المؤمنون المارون بقبورهم، يقولون هؤلاء الملعونون المخزيون بدعاء ولي محمّد سلمان الخير من المؤمنين، فقذفت الأفاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم، فجاء أهلوهم فدفنوهم، وأسلم كثير من الكافرين، وأخلص كثير من المنافقين، وغلب الشقاء على كثير من الكافرين والمنافقين، فقالوا: هذا سحر مبين. ثم أقبل رسول الله على سلمان فقال: يا عبد الله، أنت من خواص إخواننا المؤمنين، ومن أحباب قلوب ملائكة الله المقربين، إنك في ملكوت السموات والحجب والكرسي والعرش وما دون ذلك إلى الثرى أشهر في فضلك عندهم من الشمس الطالعة في يوم لا غيم ولا قتر ولا غبار في الجو، فأنت من أفاضل الممدوحين بقوله {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ}. وعند تفسيره لقوله تعالى في الآية (210) من سورة البقرة {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} يقول ما نصه ( ... قال علي بن الحسين: طلب هؤلاء الكفار الآيات ولم يقنعوا بما أتاهم به منها بما فيه الكفاية والبلاغ، حتى قيل لهم {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} أي إذا لم يقتنعوا بالحجج الواضحة الدامغة، فهل ينظرون إلا أن يأتيهم الله؟ وذلك محال، لأن الإتيان على الله لا يجوز، كذلك النواصب اقترحوا على رسول الله في نصب أمير المؤمنين علي إمامًا، واقترحوا ... حتى اقترحوا المحال وذلك أن رسول الله لما نص على علي بالفضيلة والإمامة، وسكن إلى ذلك قلوب المؤمنين وعاند فيه أصناف الجاحدين من المعاندين، وشك في ذلك ضعفاء من الشاكين، واحتال في السلم من الفريقين من النبي وخيار أصحابه ومن أصناف أعدائه جماعة المنافقين، وفاض في صدورهم العداوة والبغضاء، والحسد والشحناء، حتى قال

قائل المنافقين: لقد أسرف محمّد في مدح نفسه، ثم أسرف في مدح أخيه علي، وما ذاك من عند رب العالمين، ولكنه في ذلك من المتقولين، يريد أن يثبت لنفسه الرياسة علينا حيًّا ولعلي بعد موته، قال الله تعالى: يا محمّد، قل لهم وأي شيء أنكرتم من ذلك؟ هو عظيم كريم حكيم، ارتضى عبادًا من عباده، قد اختصهم بكرامات، لما علم من حسن طاعتهم ولانقيادهم لأمره، ففوض إليهم أمور عباده، وجعل إليهم سياسة خلقه بالتدبير الحكيم الذي وفقهم له: أفلا ترون لملوك الأرض إذا ارتضى أحدهم خدمة بعض عبيده ووثق بحسن اصطناعه بما يندب له من أمور ممالكه، جعل ما وراء بابه إليه واعتمد في سياسة جيوشه ورعاياه عليه؟ كذلك محمّد في التدبير الذي رفعه له ربه، وعلى من بعده الذي جعله وصيه وخليفته في أهله، وقاضي دينه ومنجز عداته، والموازر لأوليائه والمناصب لأعدائه فلم يقنعوا بذلك ولم يسلموا، وقالوا: ليس الذي تسنده إلى ابن أبي طالب أمرًا صغيرأ أنما هو دماء الخلق، ونساؤهم، وأولادهم، وأموالهم، وحقوقهم، وأنصباؤهم، ودنياهم وأخراهم، فلتأتنا بآية تليق بجلالة هذه الولاية، فقال رسول الله: أما كفاكم نور على المشرق في الظلمات الذي رأيتموه ليلة خروجه من عند رسول الله إلى منزله؟ أما كفاكم أن عليًّا جازو الحيطان بين يديه ففتحت له وطرقت ثم عادت والتأمت؟ أما كفاكم يوم غدير خم أن عليا لما أقامه رسول الله رأيتم أبواب السماء مفتحة والملائكة فيها مطلعين تناديكم: هذا ولي الله فاتبعوه والا حل بكم عذاب الله فاحذروه؟ أما كفاكم رؤيتكم على ابن أبي طالب وهو يمشي والجبال إلى أماكنها؟ ثم قال اللهم زدهم آيات فمنها عليك سهلات يسيرات لتزيد حجتك عليهم تاكيدًا. قال: فرجع القوم إلى بيوتهم فارادوا دخولها فاعتقلتهم الأرض ومنعتهم ونادتهم: حرام عليكم دخولها حتى تؤمنوا بولاية علي، قالوا. آمنا ... ودخلوا ... ثم ذهبوا يلبسون ثياب الليل فثقلت عليهم ولم يقلوها، ونادتهم: حرام عليكم سهولة نزعنا حتى تقروا بولاية علي، فأقروا .. ونزعوها .. ثم ذهبوا يلبسون ثياب الليل فثقلت عليهم ونادتهم: حرام عليكم لبسنا حتى تعترفوا بولاية علي، فاعترفوا، ثم ذهبوا يأكلون فثقلت عليهم اللقم وما لم يثقل منها استحجز في أفواههم وناداهم: حرام عليكم أكلنا حتى تعترفوا بولاية علي، فاعترفوا ... ثم ذهبوا يبولون ويتغوطون فتعذبوا وتعذر عليهم، ونادتهم بطونهم ومذاكيرهم حرام عليكم السلامة منا حتى تعترفوا بولاية علي بن أبي طالب، فاعترفوا .. ثم ضجر بعضهم وقال: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) قال الله عزَّ وجلَّ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} (¬1) ... الخ. الشجرة التي نهي آدم عن الأكل منها: وعند تفسيره لقوله تعالى في الآية (35) من سورة البقرة {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ ¬

_ (¬1) في الآية (23) من سورة الأنفال.

الشَّجَرَةَ} يبين المراد من الشجرة ويعلل النهي عنها فيقول {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ: شجرة العلم، شجرة علم محمّد وآل محمد، الذين آثرهم الله عز وجل به دون سائر خلقه، فقال الله تعالى: لا تقربا هذه الشجرة، شجرة العلم، فإنها لمحمد وآله خاصة دون غيرهم، ولا يتناول منها أمر الله إلا هم ... ومنها ما كان يتناوله النبي، وعلي، وفاطمة والحسن، والحسين، لعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتى لم يحسوا بعد جوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب، وهي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة، إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعًا من الثمار والمأكول، وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر، والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة، فلذلك اختلف الحاكون لتلك الشجرة، فقال بعضهم: هي برة، وقال آخرون: هي عنبة، وقال آخرون: هي عنابة. قال الله تعالى: ولا تقربا هذه الشجرة تلتمسان بذلك دوحة محمّد وآل محمّد في فضلهم، فإن الله تعالى خصهم بهذه دون غيرهم، وهي الشجرة التي من يتناول منها بإذن الله عز وجل ألهم علم الأولين والآخرين من غير تعلم. ومن تناول منها بغير إذن الله خاب من مراده وعصى ربه، (فتكونا من الظالمين) بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أوثر بها غيركما كما إذا أردتما بغير حكم الله) أ. هـ. توسل الأنبياء والأمم السابقة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبأهل البيت: وقد جاء في هذا التفسير من الأخبار ما يدل على أن الأنبياء والأمم السابقين كانوا إذا حزبهم أمر وأهمهم توسلوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته رضوان الله تعالى عليهم. فمثلًا عند قوله تعالى في الآية (38) من سورة البقرة {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} نراه يقول " ... فلما زلت من آدم الخطيئة واعتذر إلى ربه عزَّ وجلَّ قال: يارب، تب علي واقبل معذرتي، وأعدني إلى مرتبتي، وارفع لديك درجتي فما أشد تبين بعض الخطيئة وذلها، بأعضائي وسائر بدني، قال الله تعالى: يا آدم، أما تذكر أمري إياك بأن تدعوني بمحمد وآله الطيبين عند شدائدك ودواهيك في النوازل تنزل بك؟ قال آدم: يا رب بلى، قال الله عزل وجل له: فتوصل بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين خصوصًا، فادعني أجبك إلى ملتمسك وأزدك فوق مرادك، وتغفر خطيئتي، وأنا الذي أسجدت له ملائكتك. وأبحته جنتك، وزوجته حواء أمتك وأخدمته كرام ملائكتك؟ قال الله: يا آدم .. إنما أمرت الملائكة بتعظيمك بالسجود إذ كنت وعاء لهذه الأنوار، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيئتك أن أعصمك منها وأن أفطنك لدواعي عدوك إبليس حتى تحذر منها لكنت قد جعلت ذلك، ولكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقًا لعلمي، فالآن بهم فادعني لأجبك، فعند ذلك قال آدم: اللهم بجاه محمّد وآله الطيبين، بجاه محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم لما تفضلت بقبول توبتي، وغفران زلتي. وإعادتي من كراماتك إلى مرتبتي، فقال الله عزَّ وجلَّ: قد قبلت توبتك وأقبلت برضواني عليك، ورزقت آلائي ونعمائي عليك، وأعدتك إلى مرتبتك من كراماتي، ووفرت نصيبك من رحماتي. فذلك

قوله عزَّ وجلَّ {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (¬1) " أ. هـ. ومثلًا عند قوله تعالى في الآية (50) من سورة البقرة: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَينَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} نجده يقول: (قال الله عز وجل واذكروا إذ جعلنا ماء البحر فرقًا ينقطع بعضه من بعض، فأنجيناكم هناك وأغرقنا فرعون وقومه وأنتم تنظرون إليهم وهم يغرقون، وذلك أن موسى لما انتهى إلى البحر أوحى الله عزَّ وجلَّ إليه: قل لبني إسرائيل جددوا توحيدي، وأمروا بقلوبكم ذكر محمّد سيد عبيدي وإمائي، وأعيدوا على أنفسكم الولاية لعلي محمّد وآله الطيبين، وقولوا: اللهم جوزنا على متن هذا الماء، فإن يتجول لكم أرضًا، فقال موسى لك، فقالوا: أتورد علينا ما نكره، وهل فررنا من آل فرعون إلا من خوف الموت، وأنت تقتحم بنا هذا الماء الغمر بهذه الكلمات، وما يدرينا ما يحدث من هذه علينا؟ فقال لموسى كالب بن يوحنا وهو على دابة له -وكان ذلك الخليج أربعة فراسخ- يا نبي الله، أمرك الله بهذا أن تقوله وندخل الماء؟ قال: نعم، قال وأنت تأمرني به؟ قال: نعم، فوقف وجدد على نفسه من توحيد ونبوة محمّد وولاية علي والطيبين من آلهما ما أمر به، ثم قال: اللهم بجاههم جوزني على متن هذا الماء، وإذا الماء قصته كأرض لينة، حتى بلغ آخر الخليج ثم عاد راكضًا، ثم قال لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل ... أطيعوا موسى، فما هذا الدعاء إلا مفتاح أبواب الجنان، ومغاليق أبواب النيران، ومستنزل الأرزاق، وجالب على عباد الله وإمائه رضا المهيمن الخلاق. فأبوا وقالوا: لا نسير إلا على الأرض، فأوحى الله: يا موسى .. اضرب بعصاك البحر وقل: اللهم بجاه محمّد وآله الطيبين لما فقلته، ففعل فانفلق وظهرت الأرض إلى آخر الخليج، فقال موسى: ادخلوها، قالوا: الأرض وحلة، نخاف أن نرسب فيها، فقالها الله عزَّ وجلَّ: يا موسى .. قل: اللهم بحق محمّد وآله الطيبين جففها، فقالها فأرسل الله عليها ريح الصبا فجفت، فقال موسى: ادخلوها، فقالوا: يا نبي الله .. نحن اثنتا عشرة قبيلة بنو اثني أبًا، وإن دخلناها رام كل فريق منا تقدم صاحبه ولا نأمن من وقوع الشر بيننا، فلو كان لكل فريق منا طريق على حدة لأمنا ما نخافه، فأمر الله موسى أن يضرب البحر بعددهم اثني عشر ضربة، في اثنتي عشرة موضعًا إلى جانب ذلك الموضع ويقول: اللهم بجاه محمّد وآله الطيبين بين الأرض لنا، وأقصر الماء عنا فصار فيه تمام اثني عشر طريقًا، وجف قرار الأرض بريح الصبا، فقال: ادخلوها، فقالوا: كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا يدري ما يحدث على الآخرين، فقال الله عزَّ وجلَّ: فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك، فضرب فقال: اللهم بجاه محمّد وآله الطيبين لما جعلت في هذا الماء طيقانًا واسعة يرى بعضهم بعضًا، فحدثت طيقان واسعة يرى بعضهم بعضًا، ثم دخلوها، فلما بلغوا آخرها جاء فرعون وقومه فدخل بعضهم، فلما دخل آخرهم وهمّ أولهم بالخروج أمر الله تعالى فانطبق عليهم فغرقوا، وأصحاب موسى ينظرون إليهم، ¬

_ (¬1) الآية (37) من سورة البقرة.

فذلك قوله عزَّ وجلَّ {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} أ. هـ. التقية: وهو يعترف بالتقية ويدين بها، ويروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث فيها، فمن ذلك أنه روى عن الحسن بن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الأنبياء إنما فضلهم الله على الخلق أجمعين لشدة مدارتهم لأعداء دين الله، وحسن تقيتهم لأجل إخوانهم في الله) أ. هـ. وروى عن أمير المؤمنين، أنه قال "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من سئل عن علم فكتمه يجب إظهاره وتزول عنه التقية، جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من النار" أ. هـ. وعند تفسيره لقوله تعالى في الآية (163) من سورة البقرة {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} يقول ... الرحيم بعباده المؤمنين من شيعة آل محمد، وسعة لهم في التقية، يجاهرون بإظهار موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه إذا قدروا، ويسرونها إذا عجزوا) أ. هـ. وعند تفسيره لقوله تعالى في الآية (173) من سورة البقرة {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيكُمُ الْمَيتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ... } إلى نهاية الآية، يقول: " .. نظر الباقر إلى بعض شيعته وقد دخل خلف بعض المنافقين إلى الصلاة، وأحس الشيعي بأن الباقر قد عرف ذلك منه بقصده وقال: أعتذر إليك يابن رسول الله عن صلاتي خلف فلان فإنها تقية، ولولا ذلك لصليت وحدي، قال له الباقر: يا أخي ... إنما كنت تحتاج أن تعتذر لو تركت، يا عبد الله المؤمن .. ما زالت ملائكة السموات السبع والأرضين السبع تصلى عليك، وتلعن إمامك ذاك، وإن الله تعالى أمر أن تحسب صلاتك بسبعمائة صلاة لو صليتها وحدك. فعليك بالتقية أ. هـ. تأثره بمذهب المعتزلة: وإنا لنجد في هذا التفسير تأثرًا بمذهب المعتزلة ومعتقداتهم، فمثلًا عند قوله تعالى في الآية (7) من سورة البقرة {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} نجد المؤلف لا يرتضى نسبة الختم إلى الله على ظاهره، ونراه يتأول هذا الختم بما يتفق ورأي المعتزلة فيقول "أي وسمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته إذا نظروا إليها بأنهم الذين لا يؤمنون، وعلى سمعهم كذلك بسمات، وعلى أبصارهم غشاوة، وذلك أنهم لما أعرضوا عن النظر فيما كلفوه، وقصروا فيما أريد منهم، جهلوا ما لزمهم من الإيمان به، فصاروا فيما على عينه غطاء لا يبصر ما أمامه؛ فمن الله عزَّ وجلَّ يتعالى عن العبث والفساد، وعن مطالبة العباد بما قد منعهم بالقهر منه، فلا يأمرهم بمغالبته ولا بالمسير إلى ما قد صدهم بالعجز". تأثره في تفسيره بآراء الشيعة في الفروع الفقهية. كذلك نجد المؤلف يجري في تفسيره على وفق ما يميل إليه من الأحكام الفقهية التي يقول بها الإمامية الاثنا عشرية. فمثلًا عند قوله تعالى في الآية (43) من سورة البقرة {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} نراه يروي حديثًا طويلًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤخذ منه صراحة أن فرض الرجلين في الوضوء مسحهما لا غسلهما وأن غسلهما لا يجوز إلا للتقية، وهذا الحديث هو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن العبد إذا

توضأ فغسل وجهه تناثرت ذنوب وجهه، وإذا غسل يديه إلى المرفقين تناثرت عنه ذنوب يديه، وإذا مسح رأسه تناثرت ذنوب رأسه، وإذا مسح برجليه، أو غسلهما تقية تناثرت ذنوب رجليه ... الخ. ... وهكذا نجد هذا التفسير يسير مع الهوى الشيعي، سيرًا فيه كثير من التطرف والغلو والخروج عن دائرة المعقول المقبول. وإذا كان هذا التفسير من عمل الحسن العسكري، الإمام المعصوم، الذي عنده علم القرآن كله، فتلك أكبر شهادة على أنه لا عصمة له ولا علم عنده، وكيف يصدر هذا التلاعب بنصوص القرآن من إمام له قيمته ومكانته. وإذا كان ما يذكره صاحب أعيان الشيعة من علمه وصلاحه أمرًا حقيقيًّا، فالظن بهذا الكتاب أن يكون منسوبًا إلى هذا الإمام زورًا وبهتانًا، وهذا ما أرجحه وأختاره، لأني لم أعثر على نقل صحيح يدل على غلو الرجل وتطرفه في التشيع كما فعل غيره" أ. هـ. * قلت: وهنا نذكر إشارة لطيفة، بل مهمة في قول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "منهاج السنة" حول صاحب الترجمة (حسن العسكري)، وابنه منتظر الرافضة وردهِ على الرافض ابن مطهر الحلي، وما قاله الأخير في صاحب الترجمة (4/ 85): "وكان ولده الحسن العسكري عالمًا زاهدًا فاضلًا عابدًا، أفضل أهل زمانه، وروت عنه العامة كثيرًا" أ. هـ. كلام الرافضي. فقال شيخ الإسلام: "فهذا من نمط ما قبله من الدعاوى المجردة، والأكاذيب البيّنة، فإن العلماء المعروفين بالرواية الذين كانوا في زمن هذا الحسن بن علي العسكري ليست لهم [عنه] رواية مشهورة في كتب أهل العلم، وشيوخ [أهل] الكتب الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، [والترمذي] والنسائي، وابن ماجة كانوا موجودين في ذلك الزمان، وقريبًا منه: قبله وبعده. وقد جمع الحافظ أبو القاسم بن عساكر أخبار شيوخ النبل، يعني شيوخ هؤلاء الأئمة، فليس في هؤلاء [الأئمة] من روى عن الحسن بن علي [هذا] العسكري مع روايتهم عن ألوف مؤلفة من أهل الحديث، فكيف يقال: روت عنه العامة كثيرًا؟ وأين هذه الروايات؟ وقوله: "إنه كان أفضل أهل زمانه" هو من هذا النمط" أ. هـ. ثم قال الرافضي في منتظرهم (محمد بن الحسن بن علي) ولد صاحب الترجمة (4/ 86): "وَوَلَدُهُ مولانا المهدي [محمد]- عليه السلام -. روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا) فذلك هو المهدي" انتهى كلام رافضي .. قال شيخ الإسلام: "فيقال: قد ذكر محمد بن جرير الطبري وعبد الباقي بن قانع وغيرهما من أهل العلم بالأنساب والتواريخ: أن الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل ولا عقب. والإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد يدَّعون أنه دخل السرداب بسامرًا وهو صغير. منهم من قال: عمره سنتان، ومنهم من قال: ثلاث، ومنهم من قال: خمس سنين وهذا لو كان موجودًا

معلومًا، لكان الواجب في حكم الله الثابت بنص القرآن والسنة والاجماع أن يكون محضونًا عند من يحضنه في بدنه، كأمه، وأم أمه، ونحوهما من أهل الحضانة، وأن يكون ماله عند من يحفظه: إما وصى أبيه إن كان له وصي، وإما غير [الوصي]: إما قريب، وإما نائب لدى السلطان، فإنه يتيم لموت أبيه. والله تعالى يقول: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيهِمْ أَمْوَالهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا} [النساء: 6]، فهذا لا يجوز تسليم ماله إليه حتى يبلغ النكاح ويؤنس منه الرشد، كما ذكر الله تعالى ذلك في كتابه، فكيف يكون من يستحق الحجر عليه في بدنه وماله إمامًا لجميع المسلمين معصومًا، لا يكون أحد مؤمنًا إلا بالإيمان به؟ ! "أ. هـ. * قلت: وهذه فائدة طيبة في معرفة مدى الضلال الذي عليه الشيعة على مختلف فرقهم قد تكلم شيخ الإسلام عن ردِّ ادعاء الشيعة، إمامهم المنتظر ووجوه أيضًا، (8/ 248 و 249) وغيرها فلتراجع والله ولي التوفيق. قال محقق كتاب "منهاج السنة": (إن الإمامية الرافضة أنفسهم يسجلون في كتبهم أنه لم يولد. يقول الأستاذ إحسان إلهي ظهير في كتابه "الشيعة وأهل البيت" (ص 294): "هذا وأما الثاني عشر الموهوم فكفى فيه القول أنهم يصرّحون في كتبهم أنفسهم أنه لم يولد ولم يعثر عليه ولم ير له أثر مع كل التفتيش والتنقيب، ثم يحكون حكايات، وينسجون الأساطير، ويختلقون القصص والأباطيل في ولادته وأوصافه: إما موجود ولد، وإما معدوم لم يولد؟ . ثم يورد الأستاذ إحسان نصًّا طويلًا من كتبهم يذكر أنه في كتاب الحجة للكافي (ص 505)، الأرشاد للمفيد (ص 339، 340)، كشف الغمة (ص 408، 409)، الفصول المهمة (ص 289)، جلاء العيون (2/ 762)، إعلام الورى (ص 377، 378). ووجدت هذا النص عندي في كتاب "الأصول من الكافي" للكليني (ط. طهران، 1381) في كتاب الحجة، باب مولد أبي محمّد الحسن بن علي عليهما السلام وهو من (ص 503 - 506). وسند هذا الخبر في الكافي هو: "الحسين بن محمّد الأشعري ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا: كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقُم، فجرى في مجلسه يومًا ذكر العلويّة ومذاهبهم، وكان شديد النصب، فقال: ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم" ثم يستطرد راوي الخبر إلى أن يقول (ص 504 - 506): "ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسين بن عليّ ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون، وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أن ابن الرضا قد اعتلّ، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة، ثم رجع مستعجلًا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته، فيهم نحرير، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرّف خبره وحاله، وبعث نفر من المتطبين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحًا ومساء، فلما

983 - ابن عليل

كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبر أنه قد ضعف، فأمر المتطّبين بلزوم داره، وبعث إلى قاضي القضاة، فأحضر مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلًا ونهارًا، فلم يزالوا هناك حتى توفي - عليه السلام -، فصارت سرّ من رأى ضجة واحدة، وبعث السلطان إلى داره فتّشها وفتش حجرها وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده، وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل، فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل، فجُعلت في حجرة، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته ... فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده، وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوقفوا عن قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وكّلوا بحفظ الجارية التي، تُوهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل، فلما بطل الحمل عنهن قُسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادّعت أمه وصيتّه وثبت ذلك عند القاضي، والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده، فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي .... فلم يأذن له في الدخول عليه، حتى مات أبي، وخرجنا وهو على تلك الحال، والسلطان أثر ولد الحسن بن عليّ) أ. هـ. وفاته: سنة (260) ستين ومائتين. من مصنفاته: "كشف الحجب" في التفسير. 983 - ابن عُلَيْل * اللغوي: الحسن بن علي بن الحسين بن علي العنزي، أبو علي. من مشايخه: يحيى بن معين، وهُدبة بن خالد وغيرهما. من تلامذته: قاسم بن محمّد الأنباري وغيره. كلام العلماء فيه: * الأصنام: "صاحب النوادر عن العرب، ... وكان صدوقًا" أ. هـ. * إنباه الرواة: "الأديب، اللغوي، الإخباري، ... وكان صدوقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (290 هـ) تسعين ومائتين في سامراء. من مصنفاته: "النوادر" في اللغة والأدب، وله شعر. 984 - النَّاصر العَلَوي * اللغوي، المفسر: الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين العلوي الهاشمي، أبو محمد الأطروشي، ثالث ملوك الدولة العلوية بطبرستان. ولد: سنة (225 هـ) خمس وعشرين ومائتين. ¬

_ * الأصنام (88) وفيه اسمه الحسن بن عُليل بن الحسن، وقال: اسم أبيه علي، ولقبه عُليل أ. هـ. إنباه الرواة (1/ 317) وفيه اسمه: الحسن بن عُلَيْل بن الحسين بن علي بن حُبيش بن سعد، الأعلام (2/ 200). * الكامل (8/ 81)، تاريخ الطبري (5/ 679)، السلوك (1/ 1 / 23)، تأسيس الشيعة (337)، روضات الجنات (2/ 256)، معجم المفسرين (1/ 142)، هدية العارفين (1/ 269).

985 - كردش الطوسي

كلام العلماء فيه: * الكامل: "وكان الأطروشي زيدي المذهب، شاعرًا مغلقًا ظريفًا علّامة إمامًا في الفقه والدين، كثير المجون، حسن النادرة حُكي عنه أنه استعمل عبد الله بن المبارك على جُرجان، وكان يرمى بالأُبنة (¬1) فاستعجزه الحسن يومًا في شغل له وأنكره عليه، فقال: أيّها الأمير! أنا أحتاج إلى رجال أجلاد يعينوني، فقال: قد بلغني ذلك" أ. هـ. * تاريخ الطبري: ذكره ضمن حوادث سنة (302 هـ) قال: "وفيها تنحى الحسن بن علي العلوي الأطروشي بعد غلبته على طبرستان عن آمل، وصار إلى سالوس فأقام بها. ووجّه صعلوك صاحب الرّي إليه جيشًا، فلم يكن لجيشه بها ثبات، وعاد الحسن بن علي إليها ولم ير الناس مثل عدل الأطروشي وحسن سيرته وإقامته الحق" أ. هـ. * معجم المفسرين: "شاعر، مشارك في التفسير والفقه والكلام والحديث والأدب والأخبار واللغة" أ. هـ. * تأسيس الشيعة: "المعروف بالناصر للحق، إمام الزيدية بزعمهم، وليس هو منهم بنص العلامة ابن المطهر في خلاصة الرجال، قال شيخنا البهائي لم يكن راضيًا بتلك الإمامة وذكره النجاشي وقال إنه منا وأنه صنف كتابًا في الإمامة صغير وآخر كبير، وله كتاب مواليد الأئمة الاثني عشرية بنص الشيخ أبي علي في منتهى المقال، وهو جد السيدين المرتضى والرضى الأعلى لأمهما لأن أمهم فاطمة بنت أحمد بن الحسن الناصر الأصم صاحب الديلم وهو أبو محمد الأطروشي شيخ الطالبين وعالمهم وزاهدهم وأديبهم وشاعرهم" أ. هـ. * روضات الجنات: "له تفسير كبير يوجد عنه النقل من تفاسير الزيدية كثيرًا وذلك لحسن اعتقادهم به وركونهم إليه بحيث ذكره ابن شهرآشوب في باب النون من "المعالم" بعنوان الناصر للحق إمام الزيدية وليس ما ذكره بقادح فيه لما نقل من تصريح شيخنا البهائي بأنه لم يكن نفسه راضيًا بتلك الإمامة وقال: إنه كان من أكابر سادات أفاضل الشيعة" أ. هـ. وفاته: سنة (304 هـ) أربع وثلاثمائة، وقيل: (302 هـ) اثنين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" في مجلدين، احتج فيه بألف بيت من ألف قصيدة. 985 - كُرْدُش الطُّوسي * المفسر: الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي، أبو علي الملقب بكردوش. ولد: سنة (222 هـ) اثنتين وعشرين ومائتين. من مشايخه: محمّد بن يحيى وأحمد بن حفص بن عبد الله وغيرهما. ¬

_ (¬1) الأُبنة: بالضم العُقدة في العود أو في العصا. قال ابن سيدة: وهو أيضًا مَخْرج الغصن في القوص. والأُبنة: العيب في الخشب والعود وأصله من ذلك. ويقال ليس في حسب فلان أبنة كقولك: ليس فيه وصمة. انظر لسان العرب (1/ 52). * تاريخ الإسلام (وفيات 312) ط- تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 261)، السير (14/ 287)، تذكرة الحفاظ (3/ 787)، لسان الميزان (2/ 272)، طبقات الحفاظ (330)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 141)، الشذرات (4/ 61)، معجم المفسرين (1/ 143)، معجم المؤلفين (1/ 574).

986 - العلاف

من تلامذته: إسحاق بن محمد الكيساني وابن سلمة القطان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "قال الخليلي: ثقة، عالم بهذا الشأن، سُئل عنه ابن أبي حاتم، فقال: ثقة معتمد عليه" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "حافظ يحمل عن بندار ومحمد بن رافع والطبقة" أ. هـ. * لسان الميزان: (قال أبو أحمد الحاكم: يتكلمون في روايته لكتاب (النسب) عن الزبير بن بكار انتهى". وقال: "تعلق مغلطاي على قول بعضهم: إن أبا حاتم روى عنه شيئًا فصار إذا ذكره يقول: قال أبو علي الطوسي شيخ أبي حاتم الرازي والواقع أن أبا حاتم في عداد شيوخ الطوسي وإنما روى عنه كما يروي الكبير عن الصغير" أ. هـ. وفاته: سنة (312 هـ)، وقيل: (308 هـ) اثنتي عشرة، وقيل: ثمان وثلاثمائة. من مصنفاته: "نظم القرآن" وكتاب "الأحكام". 986 - العلّاف * المقرئ: الحسن بن علي بن أحمد بن بشار النهرواني ثم البغدادي الضرير، المعروف بابن العلّاف، أبو بكر. من مشايخه: ونصر بن علي وغيرهما. من تلامذته: ابن حيّويه، وعمر بن شاهين، وتلا عليه أبو الفرج الشَّنبوذي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان من الشعراء المجيدين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان ظريفًا أديبًا، من نُدماء المعتضد". وفاته: سنة (318 هـ)، وقيل: (319 هـ) ثمان عشرة، وقيل: تسع عشرة وثلاثمائة عن مئة سنة. 987 - أبو عليّ المكفوف * النحوي: الحسن بن علي الزاهد، أبو عليّ المكفوف. كلام العلماء فيه: * رياض النفوس: "كان عالمًا باختلاف العلماء واتفاقهم مع المعرفة الواسعة بالنحو واللغة وعلوم القرآن وكان يحسن التعبير وولد أكمه، انتفع به خلق كثير من الناس. وكان معروفًا بالإجابة، متقللًا من الدّنْيا من المؤثرين على أنفسهم وله كان بهم خصاصة". ثم قال: "ذكر الإجدابي الفقيه عن أبي محمّد عبد الله بن نصر الخياط أنه كان يقال: إن أبا عليّ المكفوف يعرف اسم الله الأعظم، قال عبد الله: فكنت إذا سألته أن يعلمّنيه يتناعس لي، فلما ألححت عليه قال لي: لا أفعل فقلت له: لِمَ يا سيدي؟ فقال: لأنك لا تقوى على حمله علمته مرة لإنسان فمات وهو شص" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 379)، المنتظم (13/ 300)، وفيات الأعيان (2/ 107)، السير (14/ 514)، العبر (2/ 172)، معرفة القراء (1/ 243)، الوافي (12/ 169)، البداية والنهاية (11/ 177)، غاية النهاية (1/ 222)، النجوم (3/ 230)، الشذرات (4/ 85)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 318 هـ) ط- تدمري، روضات الجنات (3/ 55). * بغية الوعاة (1/ 516)، رياض النفوس (2/ 406).

988 - السبخي

بغية الوعاة: "إمام عالم ورع زاهد" أ. هـ. وفاته: سنة (342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة. 988 - السَبخي * النحوي، اللغوي: الحسن بن علي، ويعرف بالسَبخي. ولد: سنة (265 هـ) خمس وستين ومائتيتن. من مشايخه: أبو محمّد عبد الله الأموي وغيره. كلام العلماء فيه: * مشاهير التونسيين: "ولد أعمى وأدرك رجال سحنون وأخذ عنهم، كان عالمًا بالنحو واللغة وعلوم القرآن وانتفع به خلق من الناس" أ. هـ. * تراجم المؤلفين التونسيين: "اشتهر بالعربية والنحو وفتح مكتبًا قصده صغار الطلبة وكبارهم ودرسوا عليه وتخرج عليه أجيال، وقد طال عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أقيسة الأفعال" كتاب كبير على طريق الأمالي جمعه بعض تلاميذه. 989 - أبو عليّ الأهوازي * النحوي، المقرئ: الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، الأستاذ أبو علي. ولد: سنة (362 هـ) اثنتين وستين وثلاثمائة. من مشايخه: حدث عن أبي القاسم تمام بن محمّد الرازي، وأبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي وغيرهما. من تلامذته: أبي الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن الجلي الحلبي، والخطيب أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "كان ينال من ابن أبي البشر وعلّق في ثلبه والله يغفر لهما". * قلت: وفي حاشية السير: (ابن أبي البشر): "هو أبو الحسن الأشعري) له فيه كتاب (مثالب ابن أبي بشر الأشعري)، وقد رد عليه ابن عساكر ردًّا وافيًا في كتابه (تبيين كذب المفتري) ص (364 - 420) " أ. هـ. وقال أيضًا: "وقال عبد الله بن أحمد بن السمرقندي: قال لنا أبو بكر الخطيب: أبو عليّ الأهوازي: كذاب في القراءات والحديث جميعًا. قلت: -يعني الذهبي-: يريد تركيب الإسناد، وادعاء اللقاء، أما وضع حروف أو متون، فحاشا وكلا، ما أجوز ذلك عليه، وهو بحر في القراءات، تلقى المقرئون تواليفه ونقله للفن بالقبول، ولم ينقدوا عليه انتقاد أصحاب الحديث، كما أحسنوا الظن بالنقّاش وبالساحري، وطائفة راجوا عليهم" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أبو القاسم بن عساكر: كان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه. ¬

_ = مشاهير التونسيين (119 - 120)، تراجم المؤلفين التونسيين (3/ 7)، بغية الوعاة (1/ 516). * جم الأدباء (2/ 936)، بغية الطلب (5/ 2465)، السير (18/ 13)، العبر (3/ 210)، تاريخ الإسلام (وفيات 446) ط. تدمري، الوفي (12/ 122)، غاية النهاية (1/ 221)، الشذرات (5/ 199)، تهذيب تاريخ ابن عساكر (4/ 197)، الأعلام (2/ 245)، معجم المؤلفين (1/ 564)، ميزان الاعتدال (2/ 263)، لسان الميزان (2/ 277)، تبيين كذب المفتري (364)، معرفة القراء (1/ 322).

سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا". ثم قال: "وقال ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري): لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات". وقال أيضًا: "قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي عليّ الأهوازي: هو متهم. قلت -أي الذهبي-: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن عليّ الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي زر، عن لقيط بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: رأيت ربّي بمنى على جمل أورق عليه جبة. هذا كذب على الله ورسوله. وقد اتهم ابن عساكر أبا عليّ الأهوازي كما ترى. وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: نا جدي لأمي الحسن بن سعيد، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قتيبة من مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون أمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء، تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم، ثم يعرج إلى السماء. وأطم ما للأهوازي في كتاب "الصفات" له حديث: إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق. وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة" أ. هـ. * قلت: وقال ابن حجر في "لسان الميزان" في الحديث الموضوع هذا: "وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فحمله بعض من لا عقل له ورواه، وهو مما يقطع ببطلانه شرعًا وعقلًا" أ. هـ. * لسان الميزان: "وقال الكتاني: كان حسن التصنيف في القراءات مكثرًا من الحديث وفي إسناد القراءات غرائب، كان يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة، وأن شيوخه أخذوها كذلك. قال وانتهت إليه الرياسة في القراءات ما رأيت منه إلا خيرًا" أ. هـ. ثم قال في تاريخ الإسلام: "قال ابن عساكر: قرأت بخط الأهوازي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز، وكأنه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشد بياضًا من الشمس وأنور من القمر، حتى انتهيت إلى طاقةٍ أمام بيتٍ، فلم أزل أمشي عليه ثم انتهت. قال ابن عساكر: وأنبأنا أبو الفضائل الحسن بن

990 - أبو علي العطار

الحسن الكلابي قال: حدثني أخي عليّ بن الخضر العثماني قال: أبو عليّ الأهوازي تكلموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها. وأنبانا أبو طاهر الجائي، أنا الأهوازي، نا أبو حفص بن سلمون، ثنا عمرو بن عثمان، نا أحمد بن محمّد بن يوسف الأصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، نا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم الجمعة ينزل الله في قبلة كل مؤمن مقبلًا عليه، فإذا سلَّم الإمام صعد إلي السماء). وبه إلي عمرو بن ميمون، بإسنادٍ ذكره، عن أسماء، مرفوعًا: رأيت ربي بعرفات علي جملٍ أحمر عليه إزار. وهذان والله موضوعان. وحد السُّوفسطائي أن يشك في وضع هذه الأحاديث" أ. هـ. * الوافي: "وصنف كتابًا في الصفات، وروي فيه الموضوعات ولم يضعفها وما كأنه عرف بوضعها فتكلم فيه الأشاعرة لذلك، ولأنه كان ينال من الأشعري" أ. هـ. * تهذيب تاريخ دمشق: "قال ابن عساكر: كان مذهبه مذهب السالمية (¬1): يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة" أ. هـ. وفاته: سنة (446 هـ) ست وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "موجز في القراءات"، وله "الصفات"، وله "الوجيز" في شرح أداء القراء الثمانية. 990 - أبو عليّ العَطَّار * المقريء: حسن بن عليّ بن عبد الله، أبو عليّ العطار، المعروف بالأقرع (¬2). من مشايخه: عيسي بن الوزير، وأبو جعفر الكتاني وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر بن سوار، وأبو طالب ¬

_ (¬1) في تهذيب تاريخ ابن عساكر: "أن بعض ضعفاء العقول ممن ينتسب إلي العلم في زمننا هذا يسلكون مسلك السالمية علي غير معرفة بمذهبهم فيتمسكون بكل ما قيل إنه حديث فيأخذون بالموضرع والمفتري وإذا قيل لهم إن هذا حديث موضوع قالوا أو ليس قد قيل بأنه حديث ويزعمون أن فعلهم هذا محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونسوا الحديث المجمع على تواتره وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار، فتراهم يسردون الأحاديث المكذوبة في دروسهم ليغشوا بها العامة وليوهموا الإغراب على السامع ويكون كلامهم بدرجة أن كل غافل يأبى سماعه ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تحصل بالكذب عليه وهو - صلى الله عليه وسلم - يتكلم بما يناقضه العقل الصحيح والكتاب المبين فليربأ العاقل بنفسه عن نسبة شيء إلي الرسول تكون الزنادقة قد دسته لإفساد شرعه الطاهر بزعمهم ومن فعل ذلك كان ظهيرًا للزنادقة غاشًا للمسلمين" أ. هـ. قلت: ولقد علق الكوثري في هامشه علي تبيين كذب المفتري" (ص 369) بقوله: "السالمية: فرقة من المشبهة يقولون: إن الله تعالى يرى في صورة آدمي، وإنه تعالي يقرأ علي لسان كل قاريء، وإنهم إذا سمعوا القرآن من قاريء يرون أنهم يسمعونه من الله تعالى، ويعتقدون أن الميت يأكل في القبر ويشرب، وينكح إلي غير ذلك، وهذه النحلة معروفة بالبصرة وسوادها بالسالمية نسبة إلي مقالة الحسين بن محمّد بن أحمد بن سالم السالمي البصري وابنه أبي عبد الله المتصوف. وإلي هذه النحلة الشيعة ينتسب كثيرون من أهل الحديث والمتفقهة والأهوازي هذا من جملة هؤلاء" أ. هـ. * معرفة القراء (1/ 413)، غاية النهاية (1/ 224)، تاريخ بغداد (7/ 392)، تاريخ الإسلام (وفيات 447) ط. تدمري، المنتظم (5/ 51)، الوافي (12/ 123). (¬2) في تاريخ الإسلام: ويعرف بالقرع.

991 - الطائي

القزّاز وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كتبت عنه، ولم يكن به بأس" أ. هـ. * معرفة القراء: "المقريء المؤدب، والد فاطمة بنت الأقرع صاحبة الخط الفائق، من كبار القراء ببغداد" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ جليل ماهر ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (447 هـ) سبع وأربعين وأربعمائة. 991 - الطَّائي * النحوي: الحسن بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عبد العزيز الطائي، أبو بكر المرسي. ولد: سنة (412 هـ) اثنتي عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن عتال، وأبو عمران القطان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "نحوي، له علم بالفقه، وله شعر، من أهل مرسية" أ. هـ. وفاته: سنة (498 هـ) ثمان وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "المقنع" في شرح "كتاب ابن جني" في النحو. 992 - العُمانِي * المقريء: الحسن بن عليّ بن سعيد، أبو محمّد العماني. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام فاضل محقق". وقال: "لا أعلم علي من قرأ ولا من قرأ عليه غير أن السخاوي ذكره في فصل الوقف من كتابه جمال القراء، وأنكر عليه منعه الوقف علي قوله {كمَن كَانَ فَاسِقًا} مع أنه أجاز الوقف علي {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} وإجاز الابتداء بـ {لَا يَسْتَوُونَ} ولا فرق بينهما" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (500 هـ) خمسمائة. من مصنفاته: له كتابان في الوقف والابتداء أحدهما "المرشد" وهو أتم من الآخر وأبسط وأحسن فيه وأفاد وقد قسم الوقف فيه إلي التام ثم الحسن ثم الكافي ثم الصالح ثم المفهوم وزعم أنه تبع أبا حَاتِم السجستاني أ. هـ. قاله ابن الجزري. 993 - التَّاهِرْتِي * النحوي: الحسن بن عليّ بن طريف النحوي التاهرتي، أبو علي. من مشايخه: حجاج بن المأموني، وابن سعدون وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. ¬

_ * الصلة (1/ 137)، إنباه الرواة (1/ 317)، بغية الوعاة (1/ 515)، الأعلام (2/ 202)، معجم المؤلفين (1/ 573)، إيضاح المكنون (2/ 548)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 498 هـ) ط. تدمري. * غاية النهاية (1/ 223)، معجم المؤلفين (1/ 569). * الغنية (141)، بغية الوعاة (1/ 513).

994 - أبو علي المروزي

كلام العلماء فيه: * الغنية: "درس عليه القاضي عياض كثيرًا من كتب الأدب والنحو" أ. هـ. وفاته: سنة (501 هـ) إحدي وخمسمائة. 994 - أبو عليّ المَرُوزِي النحوي، اللغوي: الحسن بن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد القطّان، أبو عليّ المروزي البخاري. ولد: سنة (465 هـ) خمس وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عليّ القرشي وغيره. من تلامذته: عبد الرحيم بن السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان شيخًا فاضلًا، كبيرًا محترمًا قد أخذ بأطراف العلوم علي اختلافها وغلب عليه اسم الطب وله في كل نوع تصنيف مأثور وكان له دكان في رأس المربعة يقعد فيه للتطبب يؤذي النّاس ويشتمهم إذا سئل عن شيء في المداواة ... قال أبو سعد السمعاني: كان فاضلًا عالمًا بالطب واللغة والأدب، وعلوم الأوائل المهجورة وكان ينصر مذهبهم ويميل إليهم واشتغل بالفقه والحديث في ابتداء عمره، ثم أعرض عنه، وكان يسمع الحديث علي كبر سنه ويشتغل به ويصححه علي من يعلم من الغرباء الواردين إلي مرو تسترًا وإظهارًا للرغبة في العلوم الشرعية والله أعلم بالعقيدة الباطنة. انتهي ومات مقتولًا. قتله الغز لما وردوا خراسان وتغلبوا علي مرو فقبضوا عليه فيمن قبضوا وجعل يشتمهم وجعلوا يحثون التراب في فمه حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (548 هـ) ثمانٍ وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "دوحة الشرف في نسب أبي طالب" ثماني مجلدات، "سبائل الذهب" ورسالة "سارحة الرموز وفاتحة الكنوز" وغيرها. 995 - المُهذب * اللغوي، المفسر: الحسن بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد بن الزبير الغساني الأسواني، الملقب بالمهذب، صفي الدين، أبو محمّد عميد الدولة. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أخو الرشيد أحمد بن علي ... وكان من أهل أسوان من غسان، وكان الحسن هذا يلقب بالقاضي المهذب .. وكان كاتبًا مليح الخط، فصيحًا جيد العبارة، وكان أشعر من أخيه الرشيد، وكان قد اختص بالصالح ابن رزيك، وزير المصريين، وقيل: إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو عمل المهذب ... " أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 513)، معجم الأدباء (3/ 961)، الوافي (12/ 140)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 548) ط. تدمري. * معجم الأدباء (2/ 941)، فوات الوفيات (1/ 337)، الطالع السعيد (194)، الوافي (12/ 131)، المقفي (3/ 346)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 179)، الشذرات (6/ 329)، الأعلام (2/ 202)، معجم المفسرين (1/ 143)، معجم المؤلفين (1/ 564)، خطط مبارك (8/ 70)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 561 هـ) ط. تدمري، السير (20/ 405) دون ترجمة، وفيات الأعيان (1/ 161) خلال ترجمة أخيه.

996 - أبو محمد الكرخي

• خطط مبارك: "وقال ابن عين الدولة: رأيت له تفسيرًا في خمسين مجلدًا وقفت منها علي نيف وثلاثين جزءًا .. " أ. هـ. • الأعلام: "قال العماد الأصبهاني: لم يكن بمصر في زمن المهذب أشعر منه ... واشتغل في علوم كثيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (561 هـ) إحدي وستين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف تفسيرًا، وله "ديوان شعر" وله كتاب "الأنساب" في أكثر من عشرين مجلدة. 996 - أبو محمّد الكَرْخِي * النحوي، اللغوي، المقريء: الحسن بن عليّ بن بركة بن عبيدة بالفتح، أبو محمّد الكرخي. من مشايخه: سبط الخياط، وأبو منصور بن خيرون وغيرهما. من تلامذته: السيف عليّ بن الآمدي الأصولي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان فاضلًا قارئًا نحويًا لغويًّا فرضيًا" أ. هـ. • إنباه الرواة: "مقريء حسن القراءة جيد الأداء، له معرفة بالنحو ... كانت له معرفة بالفرائض وقسمة التركات، أقرأ النّاس مدة القرآن الجيد وتخرج به جماعة في علم النحو والفرائض" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من كبار القراء ... كان إمامًا أيضًا في معرفة الفرائض والحساب أقرأ النّاس وتخرج به جماعة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء كامل متصدر من شيوخ بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخسمائة. 997 - الإسْكافِي * النحوي، اللغوي: الحسن بن عليّ بن المعمر بن عبد الملك بن ناهوج الإسكافي (¬1) الأصل البغدادي، أبو البدر. من مشايخه: ابن الخشاب وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "من أهل باب الأزج، أحد الكتاب المتصرفين في خدمة الديوان الإمامي هو وأبوه، وكان فيه فضل وأدب بارع وعربية وتصرف في فنونها ويكتب خطًا علي طريقة ابن مقلة قلَّ نظيره فيه، وله خصائص ولقي المشايخ، وصنف تصانيف في الأدب حسنة، ... وعلق عن ¬

_ *غاية النهاية (1/ 224)، معجم الأدباء (2/ 939)، إنباه الرواة (1/ 316)، معرفة القراء (2/ 553)، النجوم (6/ 104)، تاريخ الإسلام (وفيات 582) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 511)، الوافي (12/ 130)، مرآة الزمان (8/ 390). * بغية الوعاة (1/ 514)، معجم الأدباء (3/ 957)، قلت: ذكر محقق المعجم الدكتور إحسان عباس بأن ترجمة الاسكافي قد اختلطت مع الذي بعده وهو القطان بسبب وجود سقط في الأصل، الوافي (12/ 139)، المختصر المحتاج إليه (2/ 19). (¬1) الإسكافي: منسوب الي (إسكاف بني الجنيد) قال ياقوت في معجم البلدان: "إسكاف بالكسر ثم السكون وكاف وألف وفاء: إسكاف بني الجنيد كانوا رؤوساء هذه الناحية وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم وهو إسكاف العليا، [من هامش المختصر المحتاج إليه].

998 - أبو علي الخطيب

ابن الخشاب تعاليق وقفت عليّ بعضها فوجدتها منبئة عن يد باسطة في هذا الفن من العلم ورأيت بخطه في حلب تعاليق وكتبًا واختيارات ونظمًا ونثرًا على قريحة سالمة ونفس عالمة تقلل النظير وتؤذن بالعلم الغزير .. " أ. هـ. وفاته: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة، عن نيف وستين سنة. 998 - أبو علي الخطيب * المقريء: حسن بن عليّ بن خلف الأموي، أبو عليّ الخطيب. ولد: سنة (514 هـ) أربع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن رضي، ومحمد بن صاف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان مائلًا إلي الأدب" أ. هـ. • غاية النهاية: "الأديب نزيل إشبيلية، إمام" أ. هـ. وفاته: سنة (602 هـ) اثنتين وستمائة. وله ثمان وثمانون سنة. من مصنفاته: كتاب "اللؤلؤ المنظوم في معرفة الأوقات والنجوم"، و"الأزهار في الأدب" وغيرهما. 999 - ابن عَمَّار * المفسر: الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمار الياسري الموصلي، محيي الدين، أبو علي، نسبه يرجع إلي عمار بن ياسر، المعروف بابن عمار. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "شيخ واعظ حلو الوعظ له تصانيف وشعر جيد" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل من أهل بغداد" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، فرضي، خطيب، له شعر وكان مقبول الشهادة عند الحكام" أ. هـ. وفاته: سنة (622) اثنتين وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "التفسير"، و"الفرائض"، وخطب ورسائل ونظم. 1000 - أبو علي الغرناطي * النحوي، اللغوي: الحسن بن عليّ بن الحسن بن سمعان بن محمّد بن سمعان بن الحسن بن خالد بن عمر بن يحيى بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، الغرناطي، أبو علي. من مشايخه: أبو الحسن الزيتوني، وأبو القاسم بن سحنون وغيرهما. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 223)، تاريخ الإسلام (وفيات 602 هـ) ط. بشار، تكملة الصلة (1/ 263). * الوافي (12/ 168)، البداية والنهاية (13/ 120)، معجم المفسرين (1/ 143)، الأعلام (2/ 203)، معجم المؤلفين (1/ 567)، تاريخ الإسلام (وفيات 622) ط. بشار وفيه الموصلي. * بغية الوعاة (1/ 512).

1001 - الأبيوردي

من تلامذته: ابن أبي الأحوص وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان من أهل العربية والأدب، أستاذًا متقدمًا في ذلك علي أهل بلده في وقته، مع مشاركة في فنون أخر. قال ابن عبد الملك: كان مبرزًا في العربية، عارفًا بالقراءات، ضابطًا محققًا، ذا حظٍ من الأصول أديبًا شاعرًا محسنًا متواضعًا. ولي القضاء بطريانة مع العفاف والصَّون" أ. هـ. وفاته: سنة (623 هـ) ثلاث وعشرين وستمائة عن نحو خمسين سنة. 1001 - الأبيَوْردي * النحوي، اللغوي: الحسن بن عليّ بن محمّد، وقيل: الحسن الأبيوردي، حسام الدين، الشافعي السرخسي. ولد: سنة (761 هـ) إحدي وستين وسبعمائة. من مشايخه: التفتازاني، والشمس الكرماني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان عالمًا بالمعقولات" أ. هـ. • الضوء: "اشتغل بعلوم علي جماعة من الكبار وكان أبوه يمنعه في الابتداء من الاشتغال بالعقليات ثم أذن له فُسرّ بذلك ولازم السعد التفتازاني ... ارتحل إلى قزوين فقرأ بها علي الشرف القزويني وصحب بها النور الشالكاني أحد مشايخ الصوفية المذكورين بالكشف" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان ديِّنًا زاهدًا" أ. هـ. بتصرف. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (816 هـ) ست عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "ربيع الجنان في المعاني والبيان" وله "حاشية علي شرح قطب الدين الرازي مطالع الأنوار" في المنطق للأرموي. 1002 - أبو عليّ الدُّمْياطِي * النحوي، المقريء: حسن بن عليّ بن أحمد البدر الدمياطي الأزهري، الشافعي، الضرير، أبو علي. من مشايخه: ابن حجر، والشرف السبكي، والونائي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قدم القاهرة فحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج الأصل وألفيه النحو والشاطبية وتوضيح النخبة ... أخذ الفقه والقراءات، وتصدر للإقراء زمنًا وانتفع به الطلبة وتنزع في صوفية سعيد السعداء. وكان فقيهًا فاضلًا متقنًا ضابطًا متحريًا مقرئًا مجودًا متعبدًا كثير التلاوة فقيرًا قانعًا. نِعمَ الرجل كان" أ. هـ. وفاته: في ربيع الأول سنة (881 هـ) إحدي وثمانين وثمانمائة عن نحو الستين. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 514)، إنباء الغمر (7/ 131)، معجم المؤلفين (1/ 566)، الضوء اللامع (3/ 109)، الشذرات (9/ 178)، كشف الظنون (1/ 833). * الضوء اللامع (3/ 106)، وجيز الكلام (3/ 875).

1003 - ابن الأسود

1003 - ابن الأَسْوَد * النحوي: حسن باشاد ابن علاء الدين عليّ الأسود الرومي، سكن (بروسة) وتوفي بها. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالنحو والصرف" أ. هـ. وفاته: سنة (1025 هـ) خمس وعشرين وألف. من مصنفاته: "الافتتاح" في شرح المصباح للمطرزي في النحو، و "المفراح شرح مراح الأرواح" في الصرف. 1004 - العَامِلِي * النحوي: حسن بن عليّ بن حسن بن أحمد بن محمود العاملي، الكوننيي الحانيني الشيعي. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "من أهل الفضل والأدب، جم الفائدة، كان شاعرًا مطبوعًا كثير النظم له فيه الباع الطويل" أ. هـ. • أعلام فلسطين: "من بيت حانيني قرب صفد، شاعر غزير النظم، له مجموعة قصائد" أ. هـ. • قلت: ولقد نسبه صاحب "هدية العارفين" إلي الشيعة وقال: "الحانيني الشيعي" أ. هـ. وهو كذلك والله أعلم. وفاته: سنة (1035 هـ) خمس وثلاثين وألف. من مصنفاته: "رسالة في النحو"، و "رسالة في الشفاعة" وغير ذلك. 1005 - الكفراوي * النحوي: حسن بن عليّ الكفراوي الشافعي الأزهري. من مشايخه: الشيخ أحمد السجاعي، والشيخ عمر الطحلاوي، والشيخ محمّد الحنفي، والشيخ عليّ الصعيدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "يتيمة الدهر، وعلامة القطر، الفاضل الكامل، والعالم العامل ... مهر في الفقه والمعقول وتصدر ودرس وأفتي وإشتهر ذكره". ثم قال: "واجتمع المترجم بالشيخ صادومة المشعوذ، ونوه بشأنه عند الأمراء والناس وأبرزه لهم في قالب الولاية ويجعل شعوذته وسيمياه من قبيل الخوارق والكرامات إلى أن اتضح أمره ليوسف بك فتحامل عليه وعلي قرينه الشيخ المترجم من أجله ... " أ. هـ. الأعلام: "ولد في كفر الشيخ حجازي، بالقرب من المحلة الكبري بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1202) اثنتين ومائتين وألف بالقاهرة. من مصنفاته: "إعراب الأجرومية" في النحو، و"الدر المنظوم بحل المهمات في الختوم". ¬

_ * الأعلام (2/ 204)، معجم المؤلفين (1/ 564)، كشف الظنون (2/ 1708). • خلاصة الأثر (2/ 29)، الأعلام (2/ 222)، أعلام فلسطين (2/ 163)، معجم المؤلفين (1/ 566)، هدية العارفين (1/ 296). * حلية البشر (1/ 481)، الجبرتي (2/ 61)، سركيس (1563)، الأعلام (2/ 205)، خطط مبارك (15/ 7).

1006 - البدري

1006 - البَدْرِي * النحوي، اللغوي، المقريء: حسن بن عليّ بن محمّد العوضي البَدْري الحجازي الأزهري، أبو الفضائل، بدر الدين. من مشايخه: أخذ عن والده وغيره. كلام العلماء فيه: • عجائب الآثار: "السيد الأفضل والسند الأكمل المقريء ابن المقريء والفهامة الذي بكل فن على التحقيق يدري ... وعارت وضح دقائق المشكلات بإتقان .. اتقن القراءات الأربع عشرة بعد أن أتقن العربية والفقه وباقي العلوم وحضر أشياخ الوقت ... وشهد له الفضلاء ... ورتب -أي علي بك- له تدريسًا بالمشهد الحسيني" أ. هـ. • الأعلام: "مقريء، فاضل من أهل دمشق" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "شاعر فقيه مقريء صوفي "أ. هـ. وفاته: سنة (1214 هـ) أربع عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "ديوان شعر" و "إسعاف السائل ورد تعسف الصائل"، و"فصل المقال علي نظم ابن غازي فواصل المحال" في القراءات وغير ذلك. 1007 - الخَلِيلي * النحوي: حسن بن عليّ قويدر الأزهري الخليلي. ولد: سنة (1204 هـ) أربع ومائتين وألف. من مشايخه: العلامة الشيخ حسن الأبطح، والشيخ حسن العطار، والشيخ حسن الباجوري، والشخ إبراهيم السقا وغيرهم. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "كان شافعي المذهب، خلوتي الطريقة، قد أخذها عن الأستاذ معدن السلوك والحققة العارف بالله تعالى صاحب الأمداد الشخ أحمد الصاوي أبي الإرشاد" أ. هـ. • أعلام فلسطين: "قال الشيخ عبد الرزاق البيطار: كان شافعي المذهب، خلوتي (¬1) الطريقة ... اشتهر في اللغة والأدب والشعر". أ. هـ. وفاته: سنة (1262 هـ) اثنتين وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: شرح منظومة الشيخ حسن العطار في علم النحو "نزهة الأبصار علي منظومة العطار"، و"نيل الأرب في مثلثات العرب" يشتمل على ما يثلث من الألفاظ، منظومة في أرجوزة وقد ترجمه إلي الإيطالية. ¬

_ * حلية البشر (1/ 525)، "عجائب الآثار، للجبرتي (2/ 356)، الأعلام (2/ 206)، معجم المؤلفين (1/ 570). * حلية البشر (1/ 504)، أعيان القرن الثالث عشر (158)، أعلام فلسطين (2/ 164)، الأعلام (2/ 224)، معجم المؤلفين (1/ 571). (¬1) خلوتي: نسبة إلى الطريقة الصوفية الخلوتية، وقد عرفنا بها سابقًا.

1008 - الشطي

1008 - الشَّطِّي * النحوي: حسن بن عمر بن معروف بن عبد الله بن مصطفي الشطي، الدمشقي الحنبلي، البغدادي الأصل. ولد: في صفر سنة (1205) خمس ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد الكزبري، وولده الشيخ عبد الرحمن، والملا عليّ السويدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السحب الوابلة: "تتلمذ له خلق من غير الحنابلة في الفنون الأخر، لصلاحه وورعه، وحسن تعليمه وانتفع به أهل دمشق، والنابلسيون الواردون إلها وغيرهم ... وله نصيب وافر من التصوف ومشرب رَوَيَ، صاحب عبادات وأذكار وأوراد ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1274 هـ) أربع وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: له في مذهب الإمام أحمد بن حنبل التآليف المفيدة النافعة، وله أيضًا في بقية العلوم الشريفة من توحيد وبيان وحساب. وقد شرح "الإظهار" في النحو، و"مختصر شرح عقيدة السفاريني. 1009 - الطَلْخاوي * اللغوي: حسن بن عليّ بن عليّ بن رضوان الطلخاوي، ثم القاهري، الوقاد أبوه، ثم هو بجامع الغمري. ونزيل مكة. ولد: سنة (853 هـ) ثلاث وخمسين وثمانمائة. من مشايخه: الشمس المسيري، ويحيي العلمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "درس الفقه والعربية والنحو تزوج بمكة ورزق الأولاد وفهم الفقه والعربية مع دربة وتقنع وارتفق ببعض التعاليم واستقر في مدرسة السلطان، ونِعم الرجل" أ. هـ. 1010 - أبو عليّ الأَشْنانِي * المقريء: حسن بن عليّ بن مالك بن أشرس بن عبد الله بن منجاب الشيباني، أبو محمّد الأشناني (¬1) البغدادي. من مشايخه: أحمد بن صالح وغيره. من تلامدته: ابنه عمر (¬2)، وأبو بكر بن مجاهد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال -أي ابن المنادي-: كتب النّاس عنه وكان به أدني لين" أ. هـ. ¬

_ * حلية البشر (1/ 478)، السحب الوابلة (1/ 359)، الأعلام (2/ 209)، معجم المؤلفين (1/ 576). * الضوء اللامع (3/ 112). * تاريخ بغداد (7/ 367)، المنتظم (12/ 301)، غاية النهاية (1/ 225)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 28) ط. تدمري. (¬1) في غاية النهاية: أبو علي. (¬2) في تاريخ الإسلام: ابنه عمروـ

1011 - ابن المبارك

1011 - ابن المبارك * المقريء: حسن بن غالب بن علي (¬1) بن غالب بن منصور بن صعلوك، أبو عليّ التميمي، ويعرف بابن المبارك. ولد: سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة. من مشايخه: عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي وغيرهما. من تلامذته: أبو غالب بن البنا، وأبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "حكي عن أبي الحسين بن سمعون، كتبنا عنه وكان له سمت وهيبة وظاهر وصلاح, وكان يقريء القرآن, فاقرأ بحروف خرق بها الإجماع، وادعي فيها رواية عن بعض الأئمة المتقدمين وجعل لها أسانيد باطلة مستحيلة، فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلي أن استتيب منها ... وادعي ابن غالب أشياء غير ما ذكرناه تبين فيها كذبه, وظهر فيها اختلاقه ... " أ. هـ. • المنتظم: "قال أبو عليّ بن البرواني: كان الحسن بن غالب متهمًا في سماعه من أبي الفضل الزهري, وجرت له أمور مع أبي الحسن القزويني بسبب قراءات أقرأ بها عن إدريس، وكتب عليه بذلك محضر وقال أبو محمّد بن السمرقندي: كان كذبًا ... " أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "ليس بثقة. قال ابن خيرون: حدث عن جماعة لم يوجد له عنهم ما يعول عليه، كأبي الفضل الزهري, والمفيد ... " أ. هـ. • البداية والنهاية: "قرأ القرآن علي حرف أنكرت عليه، وجرب عليه الكذب إما عمدًا وإما خطأ، واتهم في رواية كثيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (458 هـ) ثمان وخمسين وأربعمائة. 1012 - أبو محمّد الواسطي * النحوي، اللغوي: الحسن بن أبي الفتح بن أبي النجم بن وزير، أبو محمّد الواسطي. ولد: سنة (556 هـ) ست وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: إسماعيل الجواليقي، وأبو الحسين بن القصار وغيرهما. من تلامذته: ابن النجار وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "طلب الحديث وقتًا وشارك في العلوم" أ. هـ. • الوافي: "كان يكتب خطًا حسنًا ونقل نقلًا صحيحًا ويضبط مليحًا. وكان فاضلًا في علم النحو واللغة والأخبار صدوقًا حسن الطريقة" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (7/ 400)، غاية النهاية (1/ 226)، المنتظم (16/ 97)، المغني في الضعفاء (1/ 165)، ميزان الاعتدال (2/ 268)، البداية والنهاية (12/ 101)، لسان الميزان (2/ 282)، تاريخ الإسلام (وفيات 458) طـ. تدمري. (¬1) تاريخ الإسلام: حسن بن عليّ بن المبارك. * بغية الوعاة (1/ 516)، الوافي (12/ 200)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 620 هـ)، ط بشار.

1013 - فتيان

• بغية الوعاة: "قال القفطي (¬1): ... وكان فاضلًا عالمًا بالنحو واللغة والأخبار صدوقًا، حسن الطريقة، كاتبًا مجيدًا متدنيًا لطيف الأخلاق، متواضعًا كتب كثيرًا من كتب الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. 1013 - فَتْيان * اللغوي، المقيء: حسن خير الدين فتيان. كلام العلماء فيه: • أعلام فلسطين: "الشيخ الإمام العالم الفقيه الخطيب اللغوي ... تفقه علي علماء عصره، وأخذ عنهم علوم اللغة وأصبح خطيبًا في جامع النصر بنابلس وأمّ الشافعية فيها، ودرس اللغة العربية وآدابها" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (1342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "كفاية المريد" رسالة في التجويد، و "مناهل العرفان في تجويد القرآن". 1014 - الشَّرمقاني * المقريء: الحسن بن أبي الفضل (¬2) الشيخ، أبو عليّ الشرمقاني (¬3). من مشايخه: أبو الحسن الحمامي، وأبو الحسن بن العلاف وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر بن سوار، وأبو منصور عليّ بن محمّد الأنباري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أحد حفاظ القرآن ومن العالمين باختلاف وجوهها". وقال: "كتبت عنه وكان صدوقًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان زاهدًا ورعًا يقنع بالمنبوذ ويأوي إلي مسجده". وقال: "رآه ابن العلاف يأكل الورق فأخبر الوزير، فقال: أرسل إليه شيئًا قال: ما يقبله. قال: تحيل، وأمر غلامًا له أن يعمل لذلك المسجد مفتاحًا آخر، وقال: احمل إليه كل يوم رغيفًا ودجاجة وقطعة حلاوة، فكان أبو عليّ يجيء فيفتح فيجد ذلك فتعجب ويقول: لعل هذا من الجنة وكتم أمره, فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاف: ما لك قد سمنت فتمثل بهذا الشعر: من أطلعوه علي سرٍ فباحَ به ... لم يأمنوه علي الأسرار ما عاشا ثم أخذ يروي ولا يصرح فما زال به العلاف حتى أخبره بالكرامة فقال له: ينبغي أن تدعو للوزير ابن المسلمة ففهم القضية وانكسر قلبه ولم تطل بعدها مدته" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ مشهور ثقة حاذق" أ. هـ. • النجوم: "كان زاهدًا عابدًا ورعًا سليم الصدر، وكان لا يقبل من أحد ويقنع بورق ¬

_ (¬1) لم يرد في المطبوع من إنباه الرواة لدينا. * أعلام فلسطين (2/ 152). * غاية النهاية (1/ 227)، معرفة القراء (1/ 412)، تاريخ بغداد (7/ 402)، تاريخ الإسلام (وفيات 451) ط. تدمري، المنتظم (16/ 57)، الأنساب (3/ 423)، السير (18/ 104)، البداية والنهاية (12/ 89)، النجوم (5/ 65). (¬2) في معرفة القراء: الحسن بن الفضل. (¬3) شرمقان: من قري نسا، قال السمعاني: هي ببلدة قريبة من إسفرايين بنواحي نيسابور.

1015 - أبو علي الرازي

الخس" أ. هـ. وفاته: سنة (451 هـ) إحدي وخمسين وأربعمائة. 1015 - أبو عليّ الرازي * النحوي: الحسن بن القاسم، الرازي، أبو علي. من مشايخه: الصاحب بن عبّاد وغيره. وفاته: كان حيًّا قبل (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: المبسوط في اللغة. 1016 - غلام الهَّرَّاس * المقريء: الحسن بن القاسم بن عليّ الواسطي، المعروف بغلام الهراس، أبو علي. ولد: سنة (374) أربع وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: قرأ علي صاحب ابن مجاهد، ومحمد بن الحسين الكازريني، وعلي أبي القاسم وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه المقريء أبي قرّة، والدوريّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سؤالات الحافظ السلفي: "ثم عاد إلي واسط وقد كفَّ، وكان في قديمه أعور فجلس يقريء النّاس في الجامع، فرحل إليه النّاس في الآفاق وقرؤوا عليه، ورأيته وقبلت يده وجلست بين يديه كثيرًا ... وروي الحديث ... وكان اشتغاله بالقرآن أكثر" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال ابن السمعاني: قرأ أبو عليّ بالأمصار، وسافر في طلب القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة العصر ورحل النّاس إليه من الأقطار" أ. هـ. • العبر: "فيه لين" أ. هـ. • غاية النهاية: "ولبعض البغداديين فيه كلام، وعندي أنه ثقة ربما يهم" أ. هـ. • المقفي: "شيخ القراء ومسند العراق ... وللبغداديين فيه كلام ... قال فيه أبو الفضل بن خيرون، وقد سُئل عنه: مطرّز معلم كذّاب عن كذاب، وقال أيضًا: كان غلام الهراس مقرئًا، غير أنه خلط في شيء من القراءات وادعي إسنادًا في شيء لا حقيقة له، وروي عجائب ... وقال هبة الله بن المبارك السقطي، كنت أحد من رحل إلي أبي علي، فألفيت شيخًا عالمًا فهمًا صالحًا صدوقًا متيقظًا نبيلًا وقورًا" أ. هـ. • لسان الميزان: "وقال هبة الله السقطي: كنت أحَدَ من رحل إلي أبي عليّ غلام الةراس. فألفيت عالمًا صالحًا فهمًا، صدوقًا متيقظًا، مسندًا، نبيلًا وقورًا. قال ابن السمعاني: كذا قال، السقطي وقول الجماعة فيه بخلاف ذلك" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 975) , الوافي (12/ 203)، بغية الوعاة (1/ 517)، معجم المؤلفين (1/ 578). * المنتظم (16/ 173)، الكامل (10/ 101) , العبر (3/ 266)، معرفة القراء (1/ 427)، تاريخ الإسلام (وفيات 468) ط. تدمري، الوافي (12/ 204)، غاية النهاية (1/ 228)، المقفي الكبير (3/ 443)، الشذرات (5/ 291) , ميزان الاعتدال (2/ 269)، لسان الميزان (2/ 285)، سؤالات الحافظ السلفي (59)، ميزان الاعتدال (2/ 269)، تهذيب تاريخ ابن عساكر (4/ 242).

1017 - ابن أم قاسم

وفاته: سنة (468 هـ) ثمان وستين وأربعمائة. 1017 - ابن أم قاسم * النحوي، اللغوي، المفسر المقريء: حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المُرادي، المراكشي، المالكي، الشهير بابن أم قاسم، بدر الدين. من مشايخه: أبو عبد الله الطنجي، والسراج الدمنهوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "الفقيه النحوي اللغوي التصريفي البارع الأوحد في فنون من العلم" أ. هـ. • الدرر: "له كرامات كثيرة منها أنه رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال له يا حسن اجلس انفع الناس بمكان المحراب بجامع مصر العتيق بحوار المصحف ... وكان إمامًا في العربية" أ. هـ. • الشذرات: "كان تقيًا صالحًا، مات يوم عيد الفطر" أ. هـ. • معجم المفسرين: "نحوي مفسر، أصولي مقريء من فقهاء المالكية" أ. هـ. وفاته: سنة (755 هـ)، وقيل: (749 هـ) خمس وخمسين، وقيل: تسع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "الجني الداني" في حروف المعاني، شرح الجزولية والكافية الشافية والتسهيل، والفصول لابن معطي، وله تفسير القرآن في عشر مجلدات. 1018 - حسن الزَّبيدِي * النحوي، اللغوي: الحسن بن المبارك بن محمّد بن يحيى بن مسلم الرَّبعي، الزبيدي البغدادي الحنفي، أبو علي. ولد: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الوقت السجزي، وأبو عليّ أحمد بن الخزاز، وجماعة. من تلامذته: الأبرقوهي، وابن النجار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "أخو سراج الدين الحسين .. وكان إمامًا متقنًا صالحًا. قال السيف بن المجد: لم يُر في المشايخ مثله إلا يسيرًا" أ. هـ. • المختصر المحتاج إليه: "قلت -أي ابن الدبيثي- قرأت بخط ابن الحاجب الأميني كان الحسن بن الزبيدي حنبليًا ثم صار شافعيًّا ثم صار حنفيًا، ورأيتهم يرمونه بالاعتزال، ذكر ذلك ابن الحاجب في معجمه" أ. هـ. • البغية: "قال ابن النجار في تاريخ بغداد: "كان فاضلًا عالمًا أمينًا، متدينًا صالحًا حسن الطريقة له معرفة تامة بالنحو وكتب بخطه كثيرًا، وكانت أوقاته محفوظة. وقال الذهبي: حدّث ببغداد ومكة ¬

_ * غاية النهاية (1/ 227)، الدرر الكامنة (2/ 116)، بغية الوعاة (1/ 517)، الشذرات (8/ 274)، الأعلام (2/ 211)، معجم المفسرين (1/ 144)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 142)، روضات الجنات (3/ 101)، هدية العارفين (1/ 286). * المختصر المحتاج إليه (2/ 25)، الوافي (12/ 212)، الجواهر المضية (2/ 78)، العبر (5/ 113)، البغية (1/ 517)، الشذرات (7/ 229)، وفيه اسمه "حسين" وهو تحريف.

1019 - السراد

وكان حنبليًا ثم تحول شافعيًّا ثم استقر حنفيًا" أ. هـ. • قلت: لم نعثر على كلام الذهبي في البغية فيما بين أيدينا من كتبه. ولعله منقول من المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي، ولكن السيوطي لم ينسبه إلي ابن الحاجب كما نقلناه وإنما نسبه إلي الذهبي. والله أعلم. • الشذرات: "قدم بغداد وسكنها وكان خيرًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة، عالي الإسناد" أ. هـ. قلت: أخطأ من سماه الحسين فقد أوضح الذهبي ذلك في العبر كما نقلناه حيث إن "حسين" هو اسم أخيه مراج الدين الفقيه الإمام مسند الشام الحنبلي، وانظر تفصيل ذلك في هامش "ذيول تذكرة الحفاظ" المطبوع ص (258). وفاته سنة (629 هـ) تسع وعشرين وستمائة. 1019 - السَّرَّاد * اللغوي، المفسر الحسن بن محبوب السّراد، أو الزرّاد، أبو علي. ولد: سنة (149 هـ) تسع وأربعين ومائة. من مشايخه: جعفر الصادق، والحسن بن صالح بن حي، وجعفر بن سالم وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن محمّد بن عيسي، ومعاوية بن حكيم، ويونس بن عليّ العطّار وغيرهم. كلام العلماء فيه: • فهرست الطوسي: "كوفي ثقة، وكان جليل القدر" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه إمامي، من أهل الكوفة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر فرضي، من فقهاء الشيعة الإمامية، من أهل الكوفة" أ. هـ. • قلت: ذكره صاحب الفهرست ضمن فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم، والله ولي التوفيق. وفاته: سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "النوادر"، و"التفسير" و"الفرائض" ... 1020 - الصَّبَّاح الزَّعفَزاني * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن الحسين بن محمّد الصباح الزعفراني (¬1)، صاحب الإمام ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (1/ 143)، فهرست الطوسي (1/ 75)، معجم المفسرين (1/ 144)، الأعلام (2/ 212)، لسان الميزان (3/ 288)، الفهرست لابن النديم (272). * الفهرست لابن النديم (291)، الجرح والتعديل (3/ 36)، الثقات لابن حبان (8/ 177)، طبقات الحنابلة (1/ 138)، تاريخ بغداد (7/ 407)، المنتظم (12/ 158)، الأنساب (3/ 153)، الكامل في التاريخ (7/ 274)، وفيات الأعيان (2/ 73)، تهذيب الكمال (6/ 310)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرين) ط. تدمري، سير أعلام النبلاء (12/ 262)، العبر (2/ 20)، تذكرة الحفاظ (2/ 525)، مرآة الجنان (2/ 127)، الوافي (12/ 235)، البداية والنهاية (11/ 35)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 114)، تهذيب التهذيب (2/ 275)، تقريب التهذيب (242)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 32)، طبقات الحفاظ (230)، شذرات الذهب (3/ 264)، طبقات الشافعية للحسيني (27)، روضات الجنات (3/ 54)، معجم المؤلفين (1/ 856). (¬1) الزعفراني: بفتح الزاي المنقوطة، وسكون العين المهملة، وفتح الفاء، والراء المهملة، نسبة إلي الزعفرانية، وهي قرية من قري بغداد تحت كلواذا، وليس هي إلي بيع الزعفران أ. هـ. من الأنساب.

الشافعي. من مشايخه: سفيان بن عينية، وإسماعيل بن عُلْية وطبقتهما. من تلامذته: البخاري، وأبو داود، والتزمذي، والنسائي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "كتبت عنه مع أبي، وهو ثقة، سُئل أبي عنه، فقال: صدوق" أ. هـ. • طبقات الحنابلة: "وذكره أبو الحسن بن المنادي، فقال: أحد الثقات بالجانب الغربي من مدينة السلام" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "أخبرني الصوري، أخبرنا الخطيب بن عبد الله القاضي، قال: ناولني عبد الكريم، وكتب نخطه قال: سمعت أبي يقول: الحسن بن محمّد الزعفراني، أبو علي: ثقة" أ. هـ. • السير: "الإمام العلّامة، شيخ الفقهاء والمحدثين وكان مقدمًا في الفقه والحديث، ثقة جليلًا، عالي الرواية، كبير المحل. قال النسائي: ثقة. وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل، وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن بن محمّد الزعفراني هو الذي يتولي القراءة عليه ... ". ثم قال: "قال عليّ بن محمّد بن عمر الفقيه بالري، حدثنا أبو عمر الزاهد قال: سمعت الفقيه أبا القاسم بن بشار الأنماطي يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطيًا ينتحي عليّ حتى كأنه عربيّ، وأنا نبطي، فقيل له: من هو؟ قال الزعفراني" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "أحد (رواة القديم) كان إمامًا جليلًا فقيهًا محدثًا فصيحًا بليغًا ثبتًا. قال الماوردي: هو أثبت رواة القديم". ثم السبكي: "وذكر بعض المؤرخين: أنه لم يكن في عصر الزعفراني أحسن صورة منه. ولا أفصح لسانًا، وإنه لم يتكلم فيه أحد بسوء، ... وقال القاضي أبو حامد المروذي: كان الزعفراني من أهل اللغة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال أبو عمر الصدفي: سألت العقيلي عنه، فقال: ثقة من الثقات مشهور، ولم يتكلم فيه أحد بشيء، قال: وسألت عنه أبا عليّ صالح بن عبد الله الطرابلسي، فقال: ثقة ثقة، وقال ابن عبد البر: يُقال إنه لم يكن في وقته أفصح منه، ولا أبصر باللغة، ولذلك اختاره لقراءة كتب الشافعي، وكان يذهب إلي مذهب أهل العراق فتركه، وتفقه للشافعي، وكان نبيلًا ثقة، مأمونًا" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة" أ. هـ. • الشذرات: "وكان من أذكياء العلماء .. وللزعفراني هذا عدة مصنفات" أ. هـ. من أقواله: وفيات الأعيان: "كان يقول: أصحاب الأحاديث كانوا رقودًا حتى أيقظهم الشافعي، وما حمل أحد محبرة إلا وللشافعي عليه منَّة" أ. هـ. وفاته: سنة (260 هـ)، وقيل: (259 هـ) ستين ومائتين، وقيل: تسع وخمسن ومائتين.

1021 - الكانشي

1021 - الكَانِشِي * النحوي، اللغوي: حسن بن محمّد بن حسن الخولاني الكانشي، أبو الحسن. ولد: سنة (239 هـ) تسع وثلاثين ومائتين. من مشايخه: عيسي بن مسكين، ويحيى بن عمر وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن شبلون، وأبو الحسن اللواتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "كان صارمًا في مذهبه مجانبًا ولأهل الأهواء، ومن يخالف مذهب أهل المدينة ... • الديباج: "رجل صالح، فاضل فقيه، كثير النياحة والبكاء، حسن العربية، والنحو، واللغة، وشعر العرب ... كان الإيباتي إذا ذكره قال: ذلك العالم حقًّا". ثم قال: "وكان إذا أعجبه شيء من صاحبه قال: والله لأسُرَّنَّك في نفسك، فيقال له: بماذا؟ فيقول: بحسن الثناء عليك، فقيل له فأين الحديث في ذلك (احثوا التراب في وجوه المداحين) (¬1) فيقول: قد قال ابن عباس - رضي الله عنه -: إنما ذلك إذا مدح الرجل في وجهه بما ليس فيه، وإلا فواجب مدح الرجل في وجهه بما يجري من حُسن أفعاله" أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه العالم المشهور بالصلاح والدين المتين المتفق علي فضله الموافق والمخالف المجاب الدعوة ... رحل النّاس إليه من الآفاق وانتفعوا به" أ. هـ. من أقواله: كان يقول: "وعزتك وجلالك ما عصيتك استخفافًا بحقك، ولا مجودًا لربوبيتك، لكني حضرني جهلي، وغاب عني حِلمي، واستفزني عدُوي، وإني عليها يا إلهي لنادم" أ. هـ. وفاته: سنة (347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة. 1022 - الحَرْبِي * النحوي: الحسن بن محمّد بن أحمد بن كسيان، الحربي أبو محمد. من مشايخه: إسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي وغيرهما. من تلامذته: أبو عليّ بن شاذان، وأبو نعيم الحافظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "سألت الحافظ أبا نعيم عن أبي محمّد القاسم بن كيسان فقال: ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان ثقة من كبار شيوخ أبي نعيم" أ. هـ. • السير: "النحوي، الثقة" أ. هـ. ¬

_ * ترتيب المدارك (3/ 367) , الديباج المذهب (1/ 327) , شجرة النور (85). (¬1) أخرجه مسلم في كتاب الزهد: باب النهي عَن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة علي الممدوح. وابن ماجه في كتاب الأدب: باب المدوح, وأبو داود في كتاب الأدب: باب كراهية المدح, والترمذي في كتاب الزهد: باب ما جاء في كراهية المدح والمداحين. * تاريخ بغداد (7/ 422)، المنتظم (14/ 199)، إنباه الرواة (1/ 319)، السير (16/ 136)، العبر (2/ 311)، النجوم (4/ 28)، الشذرات (4/ 304)، تاريخ الإسلام (وفيات (358) ط. تدمري.

1023 - أبو القاسم النيسابوري

وفاته: سنة (358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة. 1023 - أبو القاسم النَّيسَابُوري * النحوي، اللغوي، المفسر المقريء: الحسن بن محمّد بن حبيب بن أيوب النيسابوري، أبو القاسم. من مشايخه: الأصم، وعبد الله بن الصفار، وأبو الحسن الكازري وغيرهم. من تلامذته: أبو إسحاق الثعلبي من خواص تلاميذه وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "وقد تكلم فيه الحاكم في رقعة نقلها عنه مسعود بن عليّ السّجْزي فالله أعلم" أ. هـ. • الوافي: "كان في داره بستان وبئر، وكان إذا قصده إنسان من الغرباء إن كان ذا ثروة، طمع في ماله وأخذ منه حتى يقرئه، وإن جاءه فقير، أمره بنزع الماء من البئر لبستان بقدر طاقته. وكان لا يفعل هذا بأهل بلده" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، واعظ، مفسر ... صنف القراءات والتفسير والأدب ... كان كرّامي المذهب، ثم تحول شافعيًّا" أ. هـ. • معجم المفسرين: "إمام عصره في معاني القرآن وعلومه" أ. هـ. • قلت: وفي كتاب "عقلاء المجانين" (¬1): كتب المحقق (ص 7): "والمترجمون جميعًا يذكرون أنه كان كرّامي (¬2) في المذهب، ثم تحول شافعيًّا، ودلالة هذا أن الرجل كان يعمل فكره، ويكثر من القراءة ومخالطة العلماء. وأحسب أن هذه الأطوار هي التي مالت به إلي نزعة صوفية في وعظه ومجالسه وأشعاره" أ. هـ. وفاته: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. من مصنفاته: "عقلاء المجانين"، و "التنزيل وترتيبه"، وله شعر جيد في الوعظ. 1024 - السَّامِرِي * المقريء: الحسن بن محمّد بن يحيى بن داود، أبو محمّد الفحام، الفقيه البغدادي السامري. من مشايخه: أبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد بن الخليل وغيرهما. من تلامذته: نصر بن عبد العزيز الفارسي، وأبو عليّ غلام الهراس، وأبو جعفر الطوسي شيخ الشيعة وغيرهم. ¬

_ * العبر (3/ 93)، السير (17/ 237)، تاريخ الإسلام (وفيات 406) ط. تدمري، الوافي (12/ 239)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 144)، بغية الوعاة (1/ 519)، الشذرات (5/ 41)، معجم المفسرين (1/ 145)، الأعلام (2/ 213). (¬1) "عقلاء المجانين" تأليف حسن بن محمّد بن حبيب النيسابوري، علق حواشيه ونشره وجيه فارس الكيلاني، القاهرة- المطبعة العربية، لسنة (1924 م). (¬2) الكرامي: نسبة إلي الكرامية أصحاب أبي عبد الله محمّد بن كرام السجستاني المتوفى منة (355 هـ)، وكان من المرجئة، وهم عدة فرق ... وكانوا جميعًا من الصفاتية وإن كانوا فد انتهوا إلي التجسيم والتشبيه" أ. هـ. راجع موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية (ص 327)، تأليف د. عبد المنعم حفني. * غاية النهاية (1/ 232)، تاريخ بغداد (7/ 424)، معرفة القراء (1/ 372)، تاريخ الإسلام (وفيات 408) ط. تدمري، المنتظم (15/ 126)، "طبقات أعلام الشيعة" (النابس في القرن الخامس: ص (55).

1025 - أبو علي البغدادي

كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة علي مذهب الشافعي، وكان يرمي بالتشيع" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان فقيهًا عارفًا بمذهب الشافعي، لكنه شيعي جلد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "شيخ مُسند متفنن". وقال: "كان فقيهًا علي مذهب الشافعي، فاضلًا ولكن كان يتشيع" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ مصدر بارع". وقال: "وطال عمره وليس هو بصاحب كتاب الآيات المنزلة في أهل البيت كما قيل" أ. هـ. • النابس في القرن الخامس: "يظهر من أمالي ابن الطوسي، أنه من مشايخ الطوسي وظاهر رواياته أنه من الخاصة كما استظهره شيخنا في (خاتمة المستدرك) وهو كذلك لأنه من مشايخ النجاشي" أ. هـ. وفاته: سنة (340 هـ) (¬1)، وقيل: سنة (408 هـ) وهو الصحيح، أربعين وثلاثمائة، وقيل: ثمان وأربعمائة. من مصنفاته: "انكار غسل الرجلين"، و"الآيات المنزلة في أهل البيت". 1025 - أبو عليّ البغدادي * المقريء: الحسن بن محمّد بن إبراهيم البغدادي، المالكي، أبو علي. من مشايخه: قرأ علي أبي أحمد عبيد الله بن محمّد الفرضي، وأحمد بن عبد الله السوسنجردي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أبو القاسم يوسف بن عليّ الهذلي، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن غالب الخيّاط وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الفقيه المالكي المقريء" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات، من أهل بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (438 هـ). ثمان وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "الروضة في القراءات الإحدي عشرة"، و"ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد، ومن لم يحدث عن شيخه إلا بحديث واحد". ¬

_ (¬1) الملاحظ من خلال ترجمته أن ابن الجزري صاحب غاية النهاية قد وهم عندما جعل وفاته سنة (340 هـ) وقال إنه غير صاحب كتاب الآيات المنزلة في أهل البيت. فالصواب ما قاله الذهبي في تاريخ الإسلام ومعرفة القراء والذي تابع فيه، الخطيب البغدادي وابن الجوزي في المنتظم حيث قال إن وفاته سنة (408 هـ)، والله أعلم. * العبر (3/ 188)، معرفة القراء (1/ 396)، تاريخ الإسلام (وفيات 438) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 230)، المقفي الكبير (3/ 447)، النجوم الزاهرة (5/ 42)، الشذرات (5/ 176)، معجم المؤلفين (1/ 580).

1026 - ابن الدهان

1026 - ابن الدَّهان * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن عليّ بن رجاه، المعروف بابن الدَّهان، أبو محمد. من مشايخه: عليّ بن عيسي الرُماني، والسيرافي وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق الشيرازي، وأبو زكريا التبريزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البلغة: "اللغوي المتبحر المعروف، مشهور بالفضل والتقدم وكان معتزليًا. قال أبو زكريا يحيى بن عليّ الخطيب التبريزي: كنا نقرأ اللغة علي الحسن ابن الدهان يومًا وليس عليه سراويل فانكشفت عورته، فقال بعض الحاضرين أيها الشيخ قُمُدّك، فنجمع، ثم انكشف ثانية فقال له الرجل: أيها الشيخ عَرْدك، فتجمع الشيخ، ثم انكشف ثالثة فقال له الرجل: أيها الشيخ عِجَانُك، فخجل الشيخ وقال له: يا مدبر، ما تعلمت من اللغة إلا أسماء هذا المردريك" أ. هـ. • لسان الميزان: "كان معتزليًا داعيًا" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن النجار والقفطي: أحد الأئمة النحاة المشهورين بالفضل والتقدم وكان متبحرًا في اللغة ويتكلم في الفقه والأصول ... وكان يلقب كل من يقرأ عليه ويتعاطي الترسل والإنشاء وكان بذّ الهيئة شديد الفقر سيء الحال يجلس في الحلقة وعليه ثوب لا يستر عورته" أ. هـ. • الجواهر المضية: "وقرأ الكلام علي مذهب المعتزلة" أ. هـ. وفاته: سنة (447 هـ) سبع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "ديوان العرب وميدان الأدب" في عشر مجلدات. 1027 - النَّسَوي * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن عليّ بن القومِسيّ النّسوي، أبو عامر. ولد: سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر بن المقريء وأبو القاسم عبد الله بن محمّد صاحب الحسن بن سفيان. من تلامذته: عبد المنعم بن القشيري وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "هو ثقة، عالم باللغة فقير علي شرط أهل العلم .. ذكره أبو محمّد عبد العزيز النخشبي في معجم شيوخه وقال: أبو عامر القومسي أهلًا، النَّسوي مولدًا ... شيخ من أهل السنة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: " ... النحوي الزاهد الشاعر وصنف (الديوان) المعروف، وكان كثير التَّطواف جم الفوائد دائم العبادة والصوم والتهجد يقال إنه من الأبدال" أ. هـ. ¬

_ * إنباه الرواة: (1/ 304)، الوافي (12/ 230)، لسان الميزان (2/ 290)، وفيه ابن البرهان، البلغة (88)، بغية الوعاة (1/ 523)، معجم المؤلفين (1/ 588)، كشف الظنون (1/ 800)، تاريخ الإسلام (وفيات 447) ط. تدمري، الجراهر المضيئة (2/ 85). * الأنساب (4/ 561)، تاريخ الإسلام (وفيات 449) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 524)، الوافي (12/ 245).

1028 - ابن عامل

• الوافي: "الأديب النحوي الفرضي الصوفي "أ. هـ. • البغية: "قال عبد الغافر: أديب نحوي صوفي يقال إنه من الأبدال كان يحدّث بنيسابور بمسند أبي يعلى الموصلي" أ. هـ. وفاته: سنة (449 هـ)، وقيل: (450 هـ) تسع وأربعين، وقيل: خمسين وأربعمائة. 1028 - ابن عامل * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن سليمان المالقي، أبو عليّ ويعرف بابن عامل. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: .. من جلة الأدباء وذوي النباهة، أقرأ العربية والأدب واللغة، وكان له تصرف في العلوم القديمة، وألف في العربية وله نظم ونثر" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (500 هـ) خمسمائة. 1029 - البَطِلْيُوسي * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن يحيى بن عُليم البطليوسي (¬1)، أبو الخرم. من مشايخه: أبو بكر بن موسى بن الغرَّاب وغيره. من تلامذته: أبو عليّ الغساني وغيره. كلام العلماء فيه: • البلغة: "أستاذ نحوي لغوي" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان مقدمًا في علم اللغة والأدب والشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح أدب الكاتب" لابن قتبة. 1030 - ابن كسْكَري * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن عليّ الأنصاري المالقي الموريّ الأصل أبو عليّ، يعرف بابن كسكرَي. من مشايخه: أبو بكر الكتندي وغيره. من تلامذته: أبو عمر بن سالم وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان متقدمًا في حفظ اللغات والآداب، مبرزًا في النحو، شاعرًا مجيدًا، حسن الخلق، كريم النفس، وقال ابن الزبير: كان من شيوخ العلم، عارفًا باللغات والإعراب، برع في ذلك أهل زمانه. وكان يؤثر الخمول علي الظهور معدودًا من أهل الفضل والدين" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (600 هـ) ستمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 521). * بغية الوعاة (1/ 525)، الصلة (1/ 127)، البلغة (87)، إنباه الرواة (1/ 320)، إشارة التعيين (97)، هدية العارفين (1/ 279). (¬1) بَطَليوس: بفتحتين وسكون اللام والياء مضمومة: وهي مدينة كبيرة غربي قرطبة بالأندلس. * بغية الوعاة (1/ 524).

1031 - الرضي الصغاني

1031 - الرَّضي الصّغّاني * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن الحسن بن حيدر بن عليّ القرضي العَدَوي، العُمري الصاغاني أو الصّغّاني الأصل، الهندي اللُهوري المولد، البغدادي الوفاة المكي المدفن، صاحب التصانيف، رضي الدين. ولد: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة في لاهور بالهند. من مشايخه: أبو الفتوح نصر ابن الحصري، وسعيد بن الرزّار وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان الغالب عليه علم اللغة والأحاديث النبوية" أ. هـ. • السير: "قال الدمياطي: كان شيخًا صالحًا صدوقًا صموتًا. إمامًا في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه الكثير .. وكان إليه المنتهي في معرفة اللسان العربي" أ. هـ. • فوات الوفيات: "وقال الشيخ شمس الدين: ... وكان إليه المنتهي في علم اللغة ومعرفة اللسان العربي .. " أ. هـ. • عقد الجمان: "الفقيه الحنفي المحدث اللغوي المنعوت بالرضي. وكان عالمًا صالحًا" أ. هـ. • الجواهر المضية: "وكان عالمًا صالحًا" أ. هـ. • الشذرات: "له بصر في الفقه مع الدين والأمانة" أ. هـ. من أقواله: كان يقول لأصحابه: "احفظوا غريب أبي عبيد فمن حفظه ملك ألف دينار، فإني حفظتها فملكتها وأشرت علي بعض أصحابي فحفظها فملكها". وفاته: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. من مصنفاته: "العباب الزاخر واللباب الفاخر"، و "مشارق الأنوار في الجمع بين الصحيحين"، و "الموضوعات"، و "مجمع البحرين" في اللغة. 1032 - الإِرْبلِي * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن أحمد بن نجا الإربلي، الفيلسوف الضرير، عز الدين. ولد: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. من تلامذته: الدمياطي، وابن أبي الهيجا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة المتفنن الفيلسوف الأصولي" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1015)، السير (23/ 282)، العبر (5/ 205)، الوافي (12/ 240)، فوات الوفيات (1/ 358)، النجوم (7/ 26)، عقد الجمان (1/ 72)، بغية الوعاة (1/ 519)، الشذرات (7/ 431)، روضات الجنات (3/ 94)، الأعلام (2/ 214)، معجم المؤلفين (1/ 583)، الجواهر المضية (2/ 83)، تاج التراجم (87)، مفتاح السعادة (1/ 112)، مقدمة كتابه "نقعة الصديان" تحقيق سيد كسروي حسن دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان. * العبر (5/ 259)، السير (23/ 353)، الوافي (12/ 247)، فوات الوفيات (1/ 362)، البداية (13/ 248)، النجوم (7/ 207)، ذيل مرآة الزمان (1/ 501)، البغية (1/ 518)، الشذرات (7/ 521)، الأعلام (2/ 215).

1033 - المطلبي

• العبر: "الفيلسوت الرافضي، ... كان بصيرًا رأسًا في العقليات، كان يقرئ المسلمين والذمة بمنزله، وله حرمة وهيبة مع فساد عقيدته وتركه للصلاة ووساخة هيئته" أ. هـ. • فوات الوفيات: "كان بارعًا في العربية والأدب رأسًا في علوم الأوائل ... ويقريء المسلمين وأهل الكتاب والفلاسفة ... وكان مخلًا بالصلوات يبدو منه ما يشعر بانحلاله، وكان يصرح بتفضيل علي على أبي بكر ... له شعر خبيث الهجو ... قال عز الدين بن أبي الهيجا: ... فلما أحس بشروع خروج الروح منه قال: قد خرجب الروح من رجلي. ثم قال: قد وصلت إلي صدري، فلما أراد المفارقة بالكلية تلا هذه الآية: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)} ثم قال: صدق الله العظيم، وكذب ابن سينا، ثم مات في ربيع الآخر ... وقال الشيخ شمس الدين: وكان قذرًا زري الشكل قبيح المنظر، لا يتوقي النجاسات، ابتلي مع العمي بقروح وطلوعات وكان ذكيًا جيد الذهن" أ. هـ. • البداية: "وكان يشتغل عليه أهل الذمة وغيرهم، وينسب إلي الانحلال وقلة الدين، وترك الصلوات وكان ذكيًا، وليس بذكي، عالم اللسان جاهل القلب، ذكي القول خبيث الفعل ... وله شعر أورد منه الشيخ قطب الدين في ترجمته، وهو شبيه بأبي العلاء المعري قبحهما الله" أ. هـ. • النجوم: "كان يصدر عنه من الأقوال ما يشعر بانحلال عقيدته" أ. هـ. • الأعلام: "كان يتردد عليه كثير من أهل الملل جميعها مسلمها ومبتدعها واليهود والنصاري والسامرة وغيرهم ويأخذون عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (660 هـ) ستين وستمائة. 1033 - المَطْلَبي * اللغوي، المقرئ: الحسن بن محمّد بن صالح بن محمّد بن محمّد بن عبد المحسن بن علي بن المجاور بن عبد الله القرشي المطلبي النابلسي الحنبلي، بدر الدين أبو محمد. ولد: في أوائل القرن الثامن. من مشايخه: يونس الدبوسي، وعبد الله بن محمّد بن نعمة وغيرهما. من تلامذته: شمس الدين ابن الجزري المقريء وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "وكنت أسمع الشيخ شمس الدين ابن القطان المصري يذكر أن الذهبي قال: وتعاني الحفظ فما بلغ ولا كاد. ولم أقف علي ذلك في المعجم المختص، فما أدري من أين له ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (772 هـ) اثنتين وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الملحة" في العربية، و "أخبار المهدي"، و "تحريم الغيبة". ¬

_ * ذيل تذكرة الحفاظ (155)، الوفيات لابن رافع (2/ 373)، ذيل العبر للعراقي (2/ 318)، غاية النهاية (1/ 231)، الدرر الكامنة (2/ 121)، السلوك (3/ 193 / 1)، النجوم (11/ 117)، وجيز الكلام (1/ 183)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 147)، الشذرات (8/ 382)، أعلام فلسطين (2/ 178)، معجم المؤلفين (1/ 586).

1034 - ابن يعيش

1034 - ابن يَّعِيش * النحوي، المفسر الحسن بن محمّد بن الحسن بن سابق الدين بن علي بن علي بن أحمد بن أسعد بن أبي السعود بن يعيش، المعروف بالنحوي الصنعاني الزيدي. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "عالم بالزيدية (¬1) في زمانه وشيخ شيوخهم وناشر علومهم كان يحضر حلقة تدريسه نحو ثمانين عالمًا وله تحقيق وإتقان لا سيما لعلم الفقه يفوق الوصف ... كان زاهدًا ورعًا متقشفًا متواضعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (791 هـ) إحدي وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "التذكرة الفاخرة" وله "التيسير في التفسير"، وتعليق علي "اللمع". 1035 - المَحْرَزي * النحوي، المقرئ: حسن بن محمّد بن سعيد الشظبي الحارثي المحرزي، بدر الدين. ولد: سنة (789 هـ) تسع وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: نفيس الدين العلوي، والإمام ابن الجزري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "أقام ببعض المدارس يدرس ويفيد كان فقيهًا، مقرئًا، نحويًا محدثًا ... قال العفيف: كان فقيهًا مقرئًا نحويًا" أ. هـ. • صلحاء اليمن: "كان إمامًا أنارت به بدور العلم. وشموسها ودان له منها حروفها وشموسها ... ختم صحيح مسلم علي الإمام الجزري" أ. هـ. وفاته: سنة (835 هـ)، وقيل: (834 هـ) خمس وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "تبصرة أولي الألباب في ضوابط الإعراب" في النحو، وله نظم "السحر الحلال والعذب السلسال". 1036 - نظام الدين النيسابوري * المفسر المقرئ: حسن بن محمّد بن الحسين القُمِّي النيسابوري. نظام الدين، ويُقال له: الأعرج. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "أصله وموطن أهله وعشيرته مدينة قم المحروسة، وكان منشؤه وموطنه بديار نيسابور التي هي من أحسن مدن خراسان". ثم قال: "وبالجملة فأمره في الفضل والأدب والتبحر والتحقيق، وجودة القريحة، في متأخري ¬

_ * البدر الطالع (1/ 210)، معجم المفسرين (1/ 145)، الأعلام (2/ 216)، معجم المؤلفين (1/ 584). (¬1) الزيدية: هم فرقة من فرق الشيعة نسبتهم إلي الإمام زيد بن علي بن الحسين، وقد عرفنا بهم سابقًا. * الضوء اللامع (3/ 124)، صلحاء اليمن (220)، مصادر الفكر الإسلامي (21). * بغية الوعاة (6/ 525)، كشف الظنون (1/ 460) (2/ 1195)، هدية العارفين (1/ 583)، روضات الجنات (3/ 102)، معجم المطبوعات (1527)، الأعلام (2/ 216)، معجم المؤلفين (1/ 585)، معجم المفسرين (1/ 145)، الكني والألقاب (3/ 256)، التفسير والمفسرون (1/ 321).

علماء العامة، أشهر من أن يذكر، وأبين من أن يسطر، وكان من كبراء الحفاظ والمفسرين, وتفسيره المقدم إليه الإشارة من أحسن شروح كتاب الله الجيد، وأجمعها للفرائد البفظية والمعنوية، وأحوزها للعوائد القشرية واللبية، وهو قريب من تفسير "مجمع البيان" كمًّا وكيفًا وسمة وترتيبًا بزيادة أحكام الأوقاف في أوائل تفسير الآي، ومراتب التأويل في أواخره، والإشارة إلي جملة من دقائق النكات العربية في البين وكان من علماء رأس المائة التاسعة (1) على قرب من درجة السيد الشريف، والمولي جلال الدّواني، وابن حجر العسقلاني وقرنائهم الكثيرين من علماء الجمهور، وتاريخ إنهاءات مجلّدات تفسيره المذكور صادفت حدود ما بعد الثمانمائة والخمسين من الهجرة. ويوجد أيضًا كما بالبال نسبة التشيع إليه في بعض مصنفات الأصحاب وكأنه شرح كتاب "من لا يحضره الفقيه" لمولانا محمّد تقي المجلسي رحمه الله تعالى عليه بناء علي اجتهاد له من جهة ما وصل إليه من علائم ذلك في ضمن التفسير معتضدًا بكونه من بلد لم يجبل إلا علي الإمامية منذ بني, وسمّي بالحسن مع كون أبيه محمّد بن الحسين مضافًا إلي أنه ذكر إسم المحقق الطّوسي رحمه الله تعالى في شرح تذكرته مع غاية التعظيم والتبجيل ووصفه فيه: بالأعلم المحقق والفيلسوف المحقق أستاذ البشر، وأعلم أهل البدو والحضر نصير الملة والدين محمّد بن محمّد بن محمّد الطوسي قدس الله نفسه، وزاد في حظائر القدس أنه، وظاهر أن أحدًا من أهل السنة لا يرضي بأن يذكر رجلًا من الشيعة بهذه الأوصاف ويدعو له بالخير" أ. هـ. • الأعلام: "له اشتغال بالحكمة والرياضيات .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، من كبار علماء الشيعة الإمامية في عصره، أصله من مدينة قم" أ. هـ. • قلت: والذي اعتمده صاحب معجم المفسرين في جعل المترجم له من علماء الشيعة، علي مصادر الشيعة أنفسهم لندرة ترجمته في مصادر السنة القديمة والحديثة بشكل عام، ولعدم تحري المحقق من اعتقاد وتوجه لعدد من ترجم لهم صاحب معجم المفسرين منهم النظام النيسابوري هذا، وصوف نورد التحقيق في التحقق من اتهامه بالتشيع من خلال نقلنا لمواضع من تفسيرها "غرائب القرآن"، وأيضًا ما يتوجه القول باعتقاده الذي اعتمده في الأسماء والصفات وغيرها، وذلك في السطور القادمة إن

شاء الله تعالى والله ولي التوفيق .. قلت: إن نسبة التشيع إليه، كما ذكر صاحب روضات الجنات بقوله: ونسبة التشيع إليه في بعض مصنفات الأصحاب، وكأنه يشرح كتاب "من لا يحضره الفقيه" لمولانا محمّد تقي المجلسي ... إلي آخر كلام الخوانساري .. وأيضًا لما ذكر من شرحه لـ "تذكرة" نصير الدين الطوسي في الهيئة وغير ذلك مع أن الخوانساري ذكر بنفسه أنه: "في متأخري علماء العامة ... أي علماء السنة. إذن الإشارة إلي تشيعه هو ما ذكرناه عن الخوانساري آنفًا، وإنّا قد اعتمدنا في تعليل ونفي إثبات التشيع له، والإمامة في التشييع والرأس فيها -كما زعموا- من مصفنها "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" (¬1) في التفسير فتوجه لدينا مما نقلناه منه: أنه سني، معتقده علي طريقة أهل الكلام من الأشعرية والماتريدية، وهو أقرب للأشعرية، مع ما يورده من نصوص للمعتزلة في تفسيره هذا كرأي آخر دون التعليق عليه في بعض المواضع؛ لأن التفسير عبارة عن نقولات كما ذكر هو ي مقدمته - من تفسيري الرازي والزمخشري، والأول أشعري المعتقد والثاني معتزلي كما هو معلوم. مع السلوك الصوفي عنده، ولعل هذا يؤيده ما قاله الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب (¬2) حول تفسير القمي هذا (ص 53) من كتابه "اتجاهات التفسير في العصر الراهن": "إذا مر علي آية من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الكون فإنه يخوض في أسرار الكون وكلام الطبيعيين والفلاسفة، وتساقطت إليه، هذه النزعة العلمية يتسبب مما يلي: الأول: التفسير الكبير للفخر الرازي، الذي اختصر تفسيره منه. والثاني: قدرته علي تأويل الآيات بلسان أهل الحقيقة، ومتفلسفة الصوفية الذين يرون أن لكل لفظة في القرآن ظهرًا واحدًا مطلقًا" أ. هـ. ثم ذكر بعض الأمثلة لذلك، كما سوف نذكر نحن أمثلة نبين سلوكه الصوفي هذا. وأيضًا تجدر الإشارة إلي أنه -أي النظام النيسابوري- يعتمد في أدلته الحديثية عند التفسير على الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها من كتب الحديث المعتمدة لدي السنة، ولم نجد أدلة حديثية من كتب الشيعة المعتمدة عندهم في الحديث كالكافي وغيره. مع أننا قد تتبعنا مواضع في تفسيره هذا التي يعتمدها أئمة الشيعة في تفاسيرهم علي الولاية والغلو في آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه - وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلم نجده، قد أولها أو صرفها كما صرفت الشيعة تلك الآيات لمعتقدها وأصولها، بل فسرها بما يفسرها أهل السنة في تفاسيرهم علي اختلاف مشاربهم ¬

_ (¬1) "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" لنظام الدين الحسن بن محمّد القمي النيسابوري. ضبط نصه وآياته وأحاديثه الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية (بيروت- لبنان) - الطبعة الأولى (1416 هـ-1996 م). (¬2) "اتجاهات التفسير في العصر الراهن" الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب، مكتبة النهضة الإسلامية، ط (3).

ومذاهبهم وإليك تلك النقولات: فمن المواضع التي تدل علي تأثره بالسلوك الصوفي وأقوال الصوفيين كما في (1/ 4) قوله في مقدمته في الدعاء والصلاة علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين ومن تبعهم إلي يوم الدين: "والصلاة والسلام علي عبيد، المخصوصين بتأييدك، المنزهين عن الأدناس الجسميَّة، المطهرين عن الأرجاس النفسية، الفائزين بأشرف مراتب الأنس، الواصلين إلي أعلي مدارج الأنس، الضاربين في أرقي معارج القدس، ولا سيما المصطفي محمّد الذي أشرق في سماء النبوة بدرًا، وأشرف على بساط الرسالة صدرًا، سيد الثقلين وسند الخافقين، إمام المتقين ورسول رب العالمين الكائن نبيًّا وآدم الكائن بين الماء والطين، والمعفر له جباه الأملاك، المشرف بلولاك لما خلقت الأفلاك، صلي الله عليه وعلي آله مفاتيح الجنة وأصحابه مصابيح الدجنة وسلم تسليمًا كثيرًا". وقوله نقلًا عن أهل الإشارة -أي الصوفية- في تفسيره لسورة الفاتحة (1/ 63) كلامًا عن "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ": "قال أهل الإشارة الباء حرف منخفض في الصورة، فلما اتصل بكتابة لفظ "الله" ارتفعت واستعلت. فلا يبعد أن القلب إذا اتصل بحضرة الله يرتفع حاله ويعلو شأنه". وأيضًا: "قال أهل الإشارة: الأصل في قولنا "الله" الإله وهو ستة أحرف ويبقي بعد التصرف أربعة في اللفظ: ألف ولامان وهاء، فالهمزة من أقصي الحلق، واللام من طرف اللسان، والهاء من أقصي الحلق، وهذه حال العبد يبتدئ من النكرة، والجهالة ويترقي قليلًا قليلًا في مقامات العبودية حتى إذا وصل إلي آخر مراتب الوسع والطاقة ودخل في عالم المكاشفات والأنوار، أخذ يرجع قليلًا قليلًا حتى ينتهي إلي الفناء في محر التوحيد كما قيل: النهاية رجوع إلي البداية". وقد تكلم النيسابوري حول الاسم والمسمي: ثم ذكر قول أهل التصوف وغيرهم في الرأي بالاسم الأعظم لله تعالي قوله وإليك (1/ 65): "هل لله تعالي بحسب ذاته المخصوصة اسم أم لا؟ ذكر بعضهم أن حقيقته تعالي لما كانت غير مدركة للبشر فكيف يوضع له اسم مخصوص بذاته؟ وما الفائدة في ذلك؟ أقول: لا ريب أن الإدراك التام عبارة عن الإحاطة التامة، والمحاط لا يمكن أن يحيط بمحيطه أبدًا، وأنه تعالي بكل شيء محيط فلا يدركه شيء مما دونه كما ينبغي، إلا أن وضع الاسم للذات لا ينافي عدم إداركه كما ينبغي، وإنما ينافي عدم إدراكه مطلقًا. فيجوز أن يقال الشيء الذي تدرك منه هذه الآثار واللوازم مسمي بهذا اللفظ، وأيضًا إذا كان الواضع هو الله تعالى وأنه يدرك ذاته لا محالة علي ما هو عليه، فله أن يضع لذاته اسمًا مخصوصًا لا يشاركه فيه غيره حقيقة، وإذا كان وضع الاسم لتلك الحقيقة المخصوصة ممكنًا فينبغي أن يكون ذلك الاسم أعظم الأسماء وذلك الذكر أشرف الأذكار، لأن شرف العلم والذكر بشرف المعلوم والمذكور. فلو اتفق لعبد من عبيده المقربين الوقوف علي ذلك الاسم حال ما يكون قد تجلي له معناه، لم يبعد أن تنقاد له عوالم الجسمانيات والروحانيات. ثم القائلون بأن الاسم الأعظم موجود اختلفوا فيه علي وجوه. منهم من قال:

هو ذو الجلال والإكرام ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" (¬1) ورد بأن الجلال من الصفات السلبية والإكرام من الإضافية، ومن البين أن حقيقته المخصوصة مغايرة للسلوب والإضافيات. ومنهم من يقول: إنه الحي القيوم لقوله - صلى الله عليه وسلم - لأبيّ بن كعب قال له: ما أعظم آية في كتاب الله؟ فقال: الله لا إله هو الحي القيوم. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليهنك العلم يا أبا المنذر" وزيف بأن الحي هو الدرّاك الفعال وهذا ليس فيه عظمة ولأنه صفة، وأما القيوم فمعناه كونه قائمًا بنفسه مقوّمًا لغيره، والأول مفهوم سلبي وهو استغناؤه عن غيره، والثاني إضافي. ومنهم من قال: إن أسماء الله تعالى كلها عظيمة لا ينبغي أن يفاوت بينها، ورد بما مرّ من أن اسم الذات أشرف من اسم الصفة، ومنهم من قال: إن الاسم الأعظم هو الله وهذا أقرب، وإننا سنقيم الدلالة علي أن هذا الاسم يجري مجري اسم العلم في حقه سبحانه، وإذا كان كذلك كان دالًا علي ذاته المخصوصة، ويؤيد ذلك ما روت أسماء بنت زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ .. } إلي: {هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} [البقرة: 163] وفاتحة سورة آل عمران {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وعن بريدة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال: "والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي". ولا شك أن اسم الله في لآية والحديث أصل والصفات مرتبة عليه هذا" أ. هـ. ثم نذكر مواضع دلالته علي اعتقاد أهل الكلام وهو ظاهر في تفسيره هذا مع إيراد كلام المعتزلة أيضًا بين الحين والآخر، فقد قال في المجاز وتأويل الصفات وغيرها من أصول الأشعرية والماتريدية مذاهبهم قال في المجاز (1/ 31): "المجاز خير من الاشتراك فإطلاق الكلمة علي الكلام المركب مجازًا إما من باب إطلاق الجزه علي الكل، وإما من باب المشابهة، لأن الكلام المرتبط يشبه المفرد في الموحدة. وأفعال الله تعالى كلماته إما لأنه حدث بقوله {كن} أو لأنه حدث في زمان قليل كما تحدث الكلمة كذلك. وعند النحويين الكلمة لفظ وضع لمعني مفرد. وفائدة القيود تذكر في ذلك العلم والكلام ما تضمن كلمتين بالإسناد. ومنكرو الكلام النفسي اتفقوا علي أن الكلام اسم لهذه الألفاظ والكلمات. والأشاعرة يثبتون الكلام النفسي ويقولون: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلًا وقد تسمي الكلمات والعبارات أحاديث لأن كل واحدة منها تحدث عقيب صاحبتها، قال تعالي: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} [الطور: 34]. وأيضًا ننقل قوله وتأويله حول الترجيح والاعتماد، وفي تأويله لآيات الصفات علي قول الأشعرية خاصة، في بعض المواضع. فقال في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} [الفتح: 10] ¬

_ (¬1) رواة الترمذي في كتاب الدعوات باب (91). أحمد في مسنده (4/ 177).

(1/ 48): "فإن اليد تحتمل القدرة والجارحة لكنها بالنسبة إلي القدرة مرجوحة فالرجحان مشترك بين النص والظاهر ويسمي بالمحكم، وعدم الرجحان مشترك بين الجمل والمؤول ويشملهما المتشابه. والنص يمتاز عن الظاهر بأنه لا يحتمل الغير، والظاهر يحتمله احتمالًا مرجوحًا، والمجمل يتميز بكونه غير مرجوح، والمؤول مرجوح، والتأويل اشتقاقه من آل يؤول أي رجح. وفي الاصطلاح، كما تقرر، حمل الظاهر علي المحتمل المرجوح فيشمل التأويل الفاسد والتأويل الصحيح؛ فإن أريد التأويل الصحيح فقط فقد زيد في الرسم بدليل مصيره راجحًا أي بحسب ذلك الدليل وإن كان مرجوحًا بحسب مفهوم اللفظ وضعًا أو عرفًا كما قلنا في اليد بمعني القدرة". وفي المجاز قوله أيضًا: "العلاقة المعتبرة في المجاز إنما تقع بحكم الاستقراء علي نيف وعشرين وجهًا؛ منها الاشتراك في صفة ظاهرة كالأسد علي الرجل الشجاع لا علي الأبخر لخفاء ذلك. وهذا معظم أنواع المجاز لأنه إطلاق اسم الملزوم علي اللازم. وأكثر المجازات بل جميعها يرجع إلي ذلك. ومنها الاشتراك في الشكل كالإنسان للصورة المنقوشة. ومنها كونه آيلًا إلي ذلك كالخمر للعصير، أو كائنًا عليه كالعبد علي من أعتق. ومنها الجاورة مثل جري الميزاب إذ الجاري في الحقيقة هو الماء لا الميزاب المجاور له. ومنها إطلاق اسم الحال علي المحل مثل {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)} [آل عمران: 107] أي في الجنة لأنها محل الرحمة. ومنها عكسه كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يفضض الله فاك) أي أسنانك، إذ الفم محل الأسنان. ومنها إطلاق اسم السبب علي المسبب كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "بلُّوا أرحامكم ولو بالسلام" أي صلوها فإنهم لما رأوا بعض الأشياء يتصل بالنداوة استعار - صلى الله عليه وسلم - البلّ للوصل. ومنها عكس ذلك كقولهم للخمر إثم، ليكون الإثم مسببًا عنها. ومنها العكس نحو الجزء، نحو {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} [البقرة: 19] أي أناملهم. ومنها إطلاق الكل علي {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} [القصص: 88] أي ذاته. ومنها اسم المطلق علي المقيد كقوله: فيا ليت كل اثنين بينهما هوي ... من الناس قبلَ اليوم يلتقيان أي قبل يوم القيامة. ومنها العكس كقول شريح: أصبحتُ ونصفُ الخلق علي غضبان، يريد المحكوم عليهم وظاهر أنهم ليسوا النصف سواء. ومنها اسم الخاص علي العام كقوله سبحانه {وَحَسُنَ أولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] أي رفقاء له تعالي. ومنها العكس كقوله سبحانه حكاية عن محمّد - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163] لأن الأنبياء قبله كانوا كذلك. ومنها كون المضاف محذوفًا نحو {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] ومنها كون المضات إليه محذوفًا كقوله: (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا). أي أنا ابن رجل جلا. ومنها إطلاق اسم آلة الشيء عليه مثل {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ} [الشعراء: 84] أي ذكرًا حسنًا، لأن اللسان آلة الذكر. ومنها إطلاق اسم الشيء علي بدله، كما يقال: فلان أكل الدم، أي دينه قال: (يأكلن كل ليلة إكافًا). أي ثمن إكاف. ومنها إطلاق النكرة للعموم كقوله

عز من قائل {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)} [التكوير: 14] أي كل نفس. ومنها إطلاق اسم أحد الضدين علي الآخر مثل {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40] إذ جزاء السيئة حسنة، ومنه قولهم: قاتله الله ما أحسن ما قال، يريدون الدعاء له. ومنها إطلاق المعرَّف باللام وإرادة واحد منكر كقوله تعالى {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [النساء: 154]، أي بابًا من أبوابها وسيجيء. ومنها الحذف نحو {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176]، أي لئلا تضلوا. ومنها الزيادة نحو {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} [الشورى: 11]. واعلم أن المجاز بالحقيقة فرع من فروع التشبيه؛ لأنك إذا قلت: زيد أسد، فكأنك قلت: زيد كالأسد في الجراءة، فيستدعي مشبهًا ومشبهًا به ووجه شبه بينهما". وقال في (1/ 50): "الاستعارة نوع من المجاز لأن المستعار له، وهو زيد مثلًا في قولك: زيد أسد، يبرز في معرض المستعار منه، وهو الأسد، نظرًا إلي الدعوي. وهذا شأن العارية. وإنما جرأهم علي الدعوي ما رأوا بينهما من الاشتراك في اللازم وهو الشجاعة". وفي (1/ 53) من مقدمته وبعد ذكر التقسيمات يعرف منها اصطلاحات مهمة ذكرها من أجل معرفة أوجه الكلام وعلمه واصطلاحته قال: "وإذا عرفت ما ذكرنا من التقسيمات لا يخفي عليك المقصود من إيرادها لأن معاني كتاب الله تعالي منها محكم ومتشابه، ومنها مجمل ومبين، ويندرج فيهما المنسوخ والناسخ باعتبار، لأن النسخ بيان انتهاء أمد الحكم الشرعي؛ ومنها عام وخاص، ومنها مطلق ومقيد؛ ومنها أمر ونهي؛ ومنها ظاهر ومؤول؛ ومنها حقيقة ومجاز؛ ومنها تشبيه وتمثيل؛ ومنها كناية وتصريح؛ ومنها الكلي والجزئي، ومنها الخبر والطلب بأقسامهما؛ ومنها الأحكام بأصنافها. ولا ريب أن تصور هذه الاصطلاحات وتذكرها في علم التفسير أمر مهم والله أعلم". وأجابَ في مقدمته العاشرة من تفسيره (1/ 54) في أن كلام الله تعالى قديم أم لا؟ قوله: "ذكر قوم من أئمة الأمة أن كلام الله تعالى قديم بعد أن عنوا بكلامه هذه الحروف المنتظمة المسموعة أما أن كلامه تعالي هو هذه الحروف فلقوله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6]. ومعلوم أن المسموع ليس إلا هذه الحروف. وأما أنها قديمة فلأن الكلام صفة لله تعالي، ومن المحال قيام الحادث بالقديم. وأيضًا كل حادث متغير والتغير علي ذات الله تعالى وصفاته محال. وزعم قوم أن الكلام المؤلف من الحروف والأصوات يمتنع أن يكون قديمًا بالبديهة؛ وكيف لا وإنها أصوات تحدث قارنها شيئًا بعد شيء فلو قلنا: إنها عين كلام الله تعالى لزمنا القول بأن الصفة الواحدة بعينها قائمة بذات الله تعالى، وحالة في بدن هذا الإنسان وهذا معلوم الفساد. وجمع قوم بين المذهبين فقالوا: للشيء وجودٌ في الأعيان، ووجودٌ في الأذهان، ووجودٌ في العبارة، ووجودٌ في الكتابة. فللقرآن وجود عني وهو القائم بذات الله تعالى، وأنه قديم لا محالة لا يتطرق إليه شيء من صمات النقص؛ ووجود ذهني كالحفاظ للقرآن، ووجود في العبارة وهو علي لسان

القاريء؛ ووجود كتابي وهو المثبت في المصاحف. ولا ريب أن القرآن من حيثيات هذه الوجودات حادث بل القرآن إنما يطلق علي المحفوظ والمتلو والمكتوب بالمجاز من حيث إنها دالة علي الكلام القائم بذات الله تعالى. واعلم أنه لا برهان علي أن كل صوت فإنه يقوم بجسم ولا علي أن كل حرف فإنما يقدر عليه ذو جارحة بل لعل في ذلك الشاهد فقط. فالكلام للقديم كمال قديم نطق وسمع وبصر ولا آلة ولا جارحة كما أنه إدراك وعلم من غير ما قوي وعضو، ومن لم يدركه كما ينبغي لم يدرك إدراكه كما ينبغي فلا يلومن إلا نفسه. كلامه كتاب، وكتابه صواب، وقوله فصل، وحكمه عدل، ونوره ظهور، ووجوده شهود, وعيانه بيان، والكفر بما سواه إيمان {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27]. وفي (1/ 64) حول ذكره للاسم والمسمي وقول العلماء والمذاهب في تعريفهم لهما يميل ويؤيد قول الأشعري في ذلك حيث قال: "قال بعض المتكلمين ومنهم الأشعري: إن الاسم غير المسمي وغير التسمية وهو حق، لأن الاسم قد يكون موجودًا والمسمي معدومًا كلفظ المعدوم والمنفي ونحو ذلك، وقد يكون بالعكس كالحقائق التي لم توضح لها أسماء، ولأن الأسماء قد تكون كثيرة مع كون المسمي واحدًا كالأسماء المترادفة وكأسماء الله التسعة والتسعين، أو بالعكس كالأسماء المشتركة، ولأن كون الإسم اسمًا للمسمي وكون المسمي مسمي له من باب الإضافة كالمالكية والمملوكية، والمضافان متغايران لا محالة. ولا يشكل ذلك بكون الشخص عالمًا بنفسه لأنهما متغايران اعتبارًا، ولأن الاسم أصوات وحروف هي أعراض غير باقية والمسمي قد يكون باقيًا بل واجب الوجود لذاته، ولأنه لا يلزم من التلفظ بالعسل وجود الحلاوة في اللسان، ومن التلفظ بالنار وجود الحرارة. وقال المعتزلة: الاسم نفس المسمي لقوله تعالى {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن: 78] مكان "تبارك ربك": والجواب أنه كما يجب علينا تنزيه ذات الله تعالى من النقائص يجب تنزيه اسمه مما لا ينبغي. وأيضًا قد يزاد لفظ الاسم مجازًا كقوله: إلي الحول ثم اسم السلام عليكما. قالوا: إذا قال الرجل: زينب طالق. وكان له زوجة مسماة بزينب طلقت شرعًا. قلنا: المراد الذات التي يعبر عنها بهذا اللفظ طالق فلهذا وقع الطلاق عليها، والتسمية أيضًا مغايرة للمسمي وللاسم لأنها عبارة عن تعيين اللفظ المعين لتعريف الذات المعينة، وذلك التعيين معناه قصد الواضع وإرادته، والاسم عبارة عن ذلك اللفظ المعين فافترقا". وأيضًا قال في تأويله لصفات أخرى (1/ 66): "ومنها الذات ولا شك في جواز إطلاقه عليه إذ يصدق علي كل حقيقة أنها ذات الصفات أي صاحبة الصفات القائمة بها، ويؤيد ذلك ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن إبراهيم لم يكذّب إلا في ثلاث: ثنتين في ذات الله) (¬1) -أي ¬

_ (¬1) رواه البخاري في كتاب الأنبياء باب (8) ومسمل في كتاب الفضائل حديث (154). أبو داود في كتاب الطلاق باب (16). الترمذي في كتاب تفسير سورة (21) باب (3).

في طلب مرضاته- ومنها النفس قال تعالي: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 116] وقال - صلى الله عليه وسلم -: (أنت كما أثنيت علي نفسك) أي علي ذاتك وحقيقتك. ومنها الشخص قال: (لا شخص أغير من الله تعالى ومن أجل غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) (ولا شخص أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المرسلين مبشرين ومنذرين) (ولا شخص أحب إليه المدحة من الله" (1)، والمراد بالشخص الحقيقة المتعينة الممتازة عما عداها. ومنها النور قال عز من قائل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] وليس المراد به ما يشبه الكيفية المبصرة وإنما المراد أنه الظاهر في نفسه المظهر لغيره. وإذ لا ظهور ولا إظهار فوق ظهوره وإظهاره فإنه واجب الوجود لذاته أزلًا وأبدًا، ومخرج جميع الممكنات من العدم إلي الوجود. فإن هو نور الأنوار تعالي وتقدس". وقال أيضًا: "وقيل في حديث آخر: (لا تقبحوا الوجه فإن الله تعالى خلق آدم علي صورة الرحمن) المراد من الصورة الصفة كما يقال: صورة هذه المسألة كذا أي خلقه علي صفته في كونه خليفة في أرضه متصرفًا في جميع الأجسام الأرضية كما أنه تعالي نافذ القدرة في جميع العالم. ويمكن أن يقال: الصورة إشارة إلي وجه المناسبة التي ينبغي أن تكون بين كل علة ومعلولها، فإن الظلمة لا تصدر عن النور وبالعكس، وكنا قد كتبنا في هذا رسالة. ومنها الجوهر وأنه لا يطلق عليه بمعني موجود لا في موضع، أي إذا وجد كان وجودهن بحيث لا يحتاج إلي محل يقوم به ويستغني المحل عنه، لأن ذلك ينبئ عن كون وجوده زائدًا علي ماهيته. وإنما يمكن أن يطلق عليه بمعني آخر وهو كونه قائمًا بذاته غير مفتقر إلي شيء في شيء أصلًا لكن الإذن الشرعي حيث لم يرد بذلك وجب الامتناع عنه. ومنها الجسم ولا يطلقه عليه إلا الجسمة، فإن أرادوا الجوهر القابل للأبعاد الثلاثة فمحال للزوم التركيب والتجزي، وإن أرادوا معني يليق بذاته من كونه موجودًا قائمًا بالنفس غنيًّا عن المحل فالإذن الشرعي لم يرد به فلزم الامتناع. ومنها الماهية والآنية أي الحقيقة التي يسأل عنها بما هي وثبوته الدال عليه لفظا "إن" ولا بأس بإطلاقهما عليه إذا أريد بهما الحقيقة والذات المخصوصة إلا من حيث الشرع. ومنها الحق فإنه تعالي أحق الأشياء بهذا الاسم، إما بحسب ذاته فلأنه الموجود الذي يمتنع عدمه وزواله، والحق يقال بإزاء الباطل والباطل يقال للمعدوم قال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل. وإما بحسب ما يقال إن هذا الخبر حق وصدق فهذا الخبر أحق وأصدق، وإما بحسب ما يقال إن هذا الاعتقاد حق فلأن اعتقاد وجوده ووجوبه أصوب الاعتقادات المطابقة". وقال في الصفات أيضًا (1/ 68): "الصفات الحقيقية المغايرة للوجود ولكيفيات الوجود. الفلاسفة والمعتزلة أنكروا قيام مثل هذه الصفات بذات الله تعالى أشد إنكار لأن واجب الوجود لذاته يجب أن يكون واحدًا من جميع جهاته, ولأن تلك الصفة لو كانت واجبة الوجود لزم

شريك للباري مع أن الجمع بين الوجود الذاتي وبين كونه صفة للغير، والصفة مفتقرة إلي الموصوف محال، وإن كانت ممكنة الوجود فلها علة موجدة، ومحال أن يكون هو الله تعالى لأنه قابل لها فلا يكون فاعلًا لها، لأن ذاته لو كانت كافية في تحصيل تلك الصفة فتكون ذاته بدون تلك الصفة كاملة في العلية وهو المطلوب، وإن لم تكن كافية لزم النقص المنافي لوجوب الوجود. حجة المثبتين أن إله العالم يجب أن يكون عالمًا قادرًا حيًّا، ثم إنا ندرك التفرقة بين قولنا: "ذات الله تعالى ذات" وبين قولنا: "ذاته عالم قادر" وذلك يدل علي المغايرة بين الذات وهذه الصفات. وإذا قلنا بإثبات الصفة الحقيقية فنقول: العلم صفة يلزمها كونها متعلقة بالمعلوم، والقدرة صفة يلزمها صحة تعلقها بإيجاد المقدور" إلي آخر كلامه. وله كلام طويل حول أقسام الصفات الحقيقية والسلبية وغيرها ونذكر قوله أيضًا (1/ 71) حول العلم واشتراكه: "والحكمة تشارك العلم من حيث إنه إدراك حقائق الأشياء كما هي وتباينه بأنها أيضًا صدور الأشياء عنه كما ينبغي. واللطيف قد يراد به إيصال المنافع إلي الغير بطرق خفية عجيبة، والتحقيق أنه الذي ينفذ تصرفه في جميع الأشياء. ومنها ما يرجع إلي الكلام {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أن يُكَلِّمَهُ اللهُ إلَّا وَحْيًا) [الشوري: 51] {وَإذْ قَال رَبُّكَ) [البقرة: 30] {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [ق: 30] {وَمَنْ أصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا} [النساء: 122] {إنَّمَا أمْرُهُ} [يس: 81] {إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ} [النساء: 58] {وَعْدَ اللهِ حَقًّا} [النساء: 122] {فَأَوْحَي إلَي عَبْدِهِ مَا أوْحَي} [النجم: 9] {وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147] {كَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا} [الدهر: 22] وذلك أنه أثني علي عبده بمثل قوله {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18] وهذا صورة الشكر. ومنها ما يرجع إلي الإرادات {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} [البقرة: 185] رضي الله عنهم أي صار مريدًا لأفعالهم {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] يريد إيصال الخير إليهم {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)} [الإسراء: 38]. الأشعرية: الكراهية عبارة عن إرادة عدم الفعل. المعتزلة: له صفة أخرى غير الإرادة. ومنها ما يرجع إلي السمع والبصر {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] , وأما الصفات الإضافية مع السلبية فكالأول لأنه مركب من معنيين: أحدهما أنه سابق علي غيره، والثاني لا يسبق عليه غيرهن وكالآخر فإنه الذي يبقي بعد غيره ولا يبقي بعد غيرهن، وكالقيوم فإنه الذي يفتقر إليه غيره ولا يفتقر هو إلي غيره، والظاهر إضافة محضة وكذا الباطن، أي أنه ظاهر بحسب الدلائل باطن بحسب الماهية. وأما الاسم الدال علي مجموع الذات والصفات الحقيقية والإضافية والسلبية فالإله، ولا يجوز إطلاق هذا اللفظ في الإسلام علي غير الله وأما الله، فسيأتي أنه اسم علم. وقد بقي ها هنا أسماء يطلقها عليه تعالي أهل التشبيه ككونه متحيزًا أو حالًا في المتحيز استبعادًا منهم أنه كيف يكون موجود خاليًا عن كلا الوصفين وهو عند أهل التقديس

بحال للزوم الافتقار". وقال عن الكرسي في سورة البقرة (2/ 15): "فقال {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} يقال وسع فلان الشيء إذا احتمله وأطاقه وأمكنه القيام به. قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي" أي: لم يحتمل غير ذلك وأما "الكرسي" فأصله من التركب والتلبد، ومنه الكرس بالكسر للأبوال والأبعار يتلبد بعضها علي بعض، والكراسة لتراكب بعض أوراقها علي بعض، والكرسي لما يجلس عليه لتركب خشباته. وللمفسرين في معناه ها هنا أقوال: فعن الحسن أنه جسم عظيم يسع السموات والأرض وهو نفس العرش لأن السرير قد يوصف بأنه عرش وبأنه كرسي لأن كل واحد منهما يصح التمكن عليه. وقيل إنه دون العرش وفوق السماء السابعة وقد وردت الأخبار الصحيحة بهذا. وعن السدي أنه تحت الأرض. وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسي موضع القدمين وينبغي أن تحمل هذه الرواية إن صحت عليّ ما لا يفضي إلي التشبيه ككونه موضع قدم الروح الأعظم أو ملك آخر عظيم القدر عند الله تعالي. وههنا أسرار لا أحبُّ إظهارها لو شاء الله أن يطلع عليها عبدًا من عبيده فهو أعلم بمحارم أسراره. وقيل: المراد من الكرسي أن السلطان والقدرة والملك له لأن الإلهية لا تحصل إلا بهذه الصفات، والعرب تسمي أصل كل شيء الكرسي، أو لأنه تسمية للشيء باسم مكانه؛ فإن الملك مكانه الكرسي. وقيل: المراد به العلم لأن موضع العالم هو الكرسي وأيضًا العلم هو الأمر المعتمد عليه. ومنه يقال للعلماء: كراسي الأرض كما يقال لهم أوتاد الأرض. وقيل: المقصود من الكلام تصوير عظمة الله وكبريائه ولا كرسي ثم ولا قعود ولا قاعد. واختاره جمع من المحققين كالقفال والزمخشري وتقريره: أنه يخاطب الخلق في تعريف ذاته وصفاته بما اعتادوا في ملوكهم، فمن ذلك أنه جعل الكعبة بيتًا له يطوف الناس به كما يطوفون ببيوت ملوكهم، وأمر الناس بزيارته كما يزور الناس بيوت ملوكهم. وذكر في الحجر الأسود أنه يمين الله في أرضه، ثم جعله مقبل الناس كما تقبَّل أيدي الملوك. وكذلك ما ذكر في القيامة من حضور الملائكة والنبيين والشهداء ووضع الموازين. وعلي هذا القياس أثبت لنفسه عرشًا فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5] ووصف عرشه فقال: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] ثم قال {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: 75] ثم قال {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ .. ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] ثم أثبت لنفسه كرسيًا. ولما توافقنا أن المراد من الألفاظ الموهمة للتشبيه في الكعبة والطواف والحجر هو تعريف عظمة الله وكبريائه فكذا الألفاظ الواردة في العرش والكرسي". وقال في (2/ 613) حول صفة اليد: " {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} قيل: في هذه الآية إشكال لأن اليهود مطبقون علي أنا لا نقول ذلك، كيف وبطلانه معلوم بالضرورة؛ لأن الله اسم لموجود قديم قادر علي خلق العالم وإيجاده وتكوينه، وهذا الموجود يمتنع أن تكون يده مغلولة وقدرته قاصرة. والجواب أن الله تعالى صادق في كل ما أخبر عنه فلا بد من تصحيح هذا النقل عنهم، فلعل القوم قالوا هذا علي سبيل الإلزام فإنهم لما

سمعوا قوله: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} قالوا من احتاج إلي القرض كان فقيرا عاجزا مغلول اليدين، أو لعلهم لما رأوا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - في غاية الفقر والضر قالوا: إن إله محمد كذلك. وقال الحسن: أرادوا أنه لا تمسهم النار إلا أياما معدودة إلا أنهم عبروا عن كونه تعالي غير معذب لهم إلي هذا القدر من الزمان بهذه العبارة الفاسدة فاستوجبوا اللعن لفساد العبارة وسوء الأدب. وقيل: لعلهم كانوا علي مذهب بعض الفلاسفة أنه تعالي موجب لذاته، وأن حدوث الحوادث عنه لا يمكن إلا علي نسق واحد فعبروا عن عدم اقتداره علي غير ذلك النسق بغل اليد. وقال المفسرون: كان اليهود أكثر الناس مالا وثروة، فلما بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وكذبوه ضيق الله عليهم المعيشة فعند ذلك قالوا: يد الله مغلولة أي مقبوضة عن العطاء علي جهة النعت بالبخل، والجاهل إذا وقع في البلاء والشدة قد يقول مثل هذه الألفاظ. وغل اليد وبسطها مجاز مستفيض عن البخل والجود ومنه قوله: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} [الإسراء: 29] وذلك أن اليد آلة لأكثر الأعمال لا سيما لأخذ المال وإعطائه، فأطلقوا اسم السبب علي المسبب فقيل للجواد فياض الكف مبسوط سبط البنان رطب الأنامل، وللبخيل أبتر الأصابع مقبوض الكف جعد الأنامل، ولا فرق عندهم بين هذا الكلام وبين ما وقع مجازا عنه حتى إنه يستعمل في ملك لا يعطي ولا يمنع إلا بالإشارة بل يقال للأقطع: ما أبسط يده بالنوال. وقد يستعمل حيث لا يصح اليد كقول لبيد: قد أصبحت بيد الشمال زمامها فجازاهم الله تعالى بقوله: {غلت أيديهم} وهو الدعاء عليهم بالبخل والنكد ومن ثم كانوا من أبخل خلق الله وأنكدهم، دعا به عليهم تعليما لعباده كما علمهم الاستثناء في قوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 29]. وقال: "ولا شك أن اليد بمعني الجارحة في حقه تعالي محال للدليل الدال علي أنه ليس بجسم ولا ذي أجزاء خلافا للمجسمة، وأما سائر المعاني فلا بأس بها. وكان طريقة السلف الإيمان بها وأنها من عند الله ثم تفويض معرفتها إلي الله. وقد جاء في بعض أقوال أبي الحسن الأشعري أن اليد صفة سوى القدرة من شأنها التكوين علي سبيل الاصطفاء لقوله: {لما خلقت بيدي} [ص: 75] والمراد تخصيص آم بهذا التشريف ونص القرآن ناطق بإثبات اليد تارة: {يد الله فوق أيديهم} [الفتح: 10]. وبإثبات اليدين أخرى كلما في الآية، وبإثبات الأيدي أخرى: {مما عملت أيدينا أنعاما} [يس: 71] ووجه التوحيد والجمع ظاهر. وأما وجه التثنية فذلك أن من أعطي بيديه فقد أعطي علي أكمل الوجوه فكان أبلغ في رد كلام القوم خذلهم الله، أو المراد نعمة الدين ونعمة الدنيا، أو نعمة الظاهر ونعمة الباطن، أو نعمة النفع ونعمة الدفع، أو نعمته علي أهل اليمين ونعمته علي أهل الشمال بل لطفه في حق أولئك وقهره في شأن هؤلاء أو المراد المبالغة في وصف النعمة نحو: لبيك وسعديك معناه إقامة علي طاعتك بعد إقامة وإسعادا بعد إسعاد. ثم أكد الوصف بالقدرة

والسخاء فقال: {يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} وفيه أنه لا ينفق إلا علي مقتضي الحكمة وقانون العدالة وعلي حسب المشيئة والإرادة، لا مانع له ولا مكره فمن أوجب عليه شيئًا أو اعترض علي فعل من أفعاله فقد نازعه في ملكه وحجر تصرفه وقيد وغل ونسبه إلي ما لا يليق به". وقال في الاستواء (3/ 246): "أما قوله سبحانه: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فحمل بعضهم الاستواء علي الاستقرار وزيف بوبجوه عقلية ونقلية منها: أن استقراره علي العرش يستلزم تناهيه من الجانب الذي يلي العرش، وكل ما هو متناهٍ فاختصاصه بذلك الحد بالمعين يستند لا محالة إلي محدث مخصص فلا يكون واجبًا. ولقائل أن يقول لم لا يجوز أن يكون الإله تعالي نورًا غير متناهٍ ويراد باستقراره علي العرش بلا تناهيه إحاطته به من الجوانب ونفوذه في الكل لا كإحاطة الفلك الحاوي بالمحوي، ولا كنفوذ النور المحسوس في الشرف، بل علي نحو آخر تعوزه العبارة. ومنها أنه تعالي لو كان في مكان وجهة لكمان إما أن يكون غير متناهٍ أو متناهيًا من بعضدها دون بعض. وعلي الأول يلزم اختلاطه بحميع الأجسام حتى للقاذورات ومع ذلك فالشيء الذي هو محل السموات، إما أن يكون عين الشيء الذي هو محل الأرض أو غيره، وعلي الأول يلزم أن يكون السماء والأرض حالين في محل واحد فهما شيء واحد لا شيئان. وعلي الثاني يلزم التركيب والتجزئة في ذاته تعالي. وأما إن كان متناهيًا من الجهات فلو حصل في جميع الأحياز فهو محال بالبديهة، وإن حصل في حيز واحد فلو كان جوهرًا فردًا لزم أن يكون واجب الوجود أحقر الأشياء وإلا لزم التبعيض لأن جهة الفوق منه تكون مغايرة لمقابلتها. وكذا الكلام فيه إن كان متناهيًا من بعض الجهات، ولو جاز أن يكون الشيء المحدود من جانب أو جوانب قديمًا أزليًا فاعلًا للعالم فلم لا يجوز أن يقال فاعل العالم هو الشمس والقمر أو كوكب آخر؟ وأيضًا يصح علي الشق المتناهي أن يكون غير متناهٍ وعلي غير المتناهي أن يكون متناهيًا، لأن الأشياء المتساوية في تمام الماهية كل ما يصح علي واحد منها صح علي الباقي فيصح النمو والذبول والزيادة والنقصان والتفريق والتمزق علي ذاته تعالي فيكون ممكنًا محدثًا لا واجبًا قديمًا. ولقائل أن يقول: إنه غير متناهٍ ولا يلزم من ذلك أن يكون محلًا للعالم ولا حالًا فيه، واستصحاب الشيء للمحل غير كونه نفس المحل أو مفتقرًا إلي المحل. وحديث اختلاطه بالقاذورات تخييل لا أصل له عند الرجل البرهاني. ومنها أنه لو كان الباري تعالي حاصلًا في المكان والجهة لكان الأمر المسمي بالجهة إما أن يكون موجودًا مشارًا إليه أو لا يكون. فإذا كان موجودًا كان له بعد وامتداد وللحاصل فيه أيضًا بعد امتداد فيلزم تداخل البعدين ومع ذلك يلزم كون الجهة والحيز أزليين ضرورة كون الباري تعالي أزليًا ومحال أن يكون ما سوى الواجب أزليًا، وإن لم يكن موجودًا لزم كون العدم المحض ظرفًا لغيره ومشارًا إليه بالحس وذلك باطل. واعترض بأن ذلك أيضًا وارد عليكم في قولكم: "الجسم حاصل في الحيز والجهة". وأجيب بأن مكان الجسم عندنا عبارة عن السطح الظاهر من الجسم المحوي وهذا المعني بالاتفاق في حق الله محال

فسقط الاعتراض". ثم قال في ذات الله تعالى: "فلو اختص ذاته تعالي بحيز معين لكان اختصاصه به لمختص مختار، وكل ما كان فعل الفاعل المختار فهو محدث، فحصوله في الحيز محدث وكل ما لا يخلو عن الحادث فهو أولي بالحدوث فالواجب محدث هذا خلف". وقال أيضًا: "وإن لم يكن حالًا ولا محلًا كان أجنبيًا مباينًا فتكون ذات الله تعالى مساوية لتمام الأجسام في الماهية ويصح عليه ما يصح عليها هذا محال، وعلي التقدير الثاني -وهو أن ذاته تعالي لا تمنع من حصول جسم آخر في حيزه- لزم سريانه في ذلك الجسم وتداخل البعدين كما مر والكل محال، فالمقدم وهو كونه تعالي في حيز محال". وقال في (3/ 250): "ثم إنه لا قدرة ولا قوة أشد من قدرة الواجب لذاته فيكون بريئًا من الحجم والجرم والكثافة والرزانة. وقلت: في الاستقراء نزاع إنه صحيح تام أولًا، ولكن لا نزاع في أن واجب الوجود تعالي شأنه بريء عن الحجمية والكثافة وعن كل شيء يقدح في قيوميته. وههنا حجج قد أوردت في أوائل صورة الأنعام في تفسير قوله سبحانه: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] وقد عرفت ما عليها فهذه حجج عقلية عول عليها الإمام فخر الدين الرازي - رضي الله عنه - في تفسيره الكبير، وقد أوردنا عليها ما كانت ترد من المنوع والاعتراضات لا اعتقادًا للتشبيه والتجسم أو تقليدًا لأولئك الأقوام بل تشحيذًا للذهن وتقريبًا إلي المعارف والحقائق وجذبًا بضبع المتأمل في المضايق والمزالق فليختر المنصف ما أراد الله الموفق للرشاد. ولعل هذا المقام مما لا يكشف المقال عنه غير الخيال والله أعلم بحقيقة الحال". ثم قال في الاستواء بعدها (3/ 251): "فلو كان المراد من الاستواء هو الاستقرار كان أجنبيًا عما قبله وعما بعده لأنه ليس من صفات المدح إذ لو استقر عليه بق وبعوض صدق عليه أنه استقر علي العرش. فإذن المراد بالاستواء كمال قدرته في تدبير الملك والملكوت حتى تصير هذه الكلمة مناسبة لما قبلها ولما بعدها. والجواب أن الاستقرار بالتفسير الذي ذكرناه أدل شيء علي المدح والثناء، وحديث البق والبعوض خراف وهل هو إلا كقول القائل: لو كان واجب الوجود بقًا أو بعوضًا صدق عليه أنه إله فلا يكون الإله دالًا علي المدح. ومنها أنه سبحانه حكم في آيات كثيرة بأنه خالق السموات فلو كان فوق العرش كان سماء لساكني العرش لأن السماء عبارة عن كل ما علا وسما، ومن هنا قد يسمي السحاب سماء فيلزم أن يكون خالقًا لنفسه. والجواب بعد تسليم أن كل ما سما وارتفع فهو سماء من غير اعتبار أنه نور أو جسم، أن ذاته صبحانه مخصوصة بدليل منفصل كقوله: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ} [الرعد: 16] هذا ولغير الموسومين بالجسمة والمشبهة في الآية قولان: الأول القطع بكونه متعاليًا عن المكان والجهة ثم الوقوت عن تأويل الآية وتفويض علمها إلي الله، والثاني الخوض في التأويل وذلك من وجوه: أحدها تفسير العرش بالملك والاستواء بالاستعلاء أي استعلي علي الملك.

وثانيها: أن "استوي" كقول الشاعر: قد استوي بشر علي العراق ... من غير سيف ودم مهراق وثالثها ذكر القفال أن العرش في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك، ثم جعل العرش كناية عن نفس الملك. يقال: استوي علي عرشه واستقر علي سرير ملكه إذا استقام له أمره واطرد. وفي ضده خلا عرشه أي انتقض ملكه وفسد. فالله تعالى دل علي ذاته وصفاته وكيفية تدبيره للعالم بالوجه الذي ألفوه من ملوكهم ورؤسائهم لتستقر عظمة الله تعالى في قلوبهم إلا أن ذلك مشروط بنفي التشبيه، فإذا قال: إنه عالم فهموا منه أنه تعالي لا يخفي عليه شيء، ثم علموا بعقولهم أنه لم يحصل ذلك العلم بفكرة أو روية ولا باستعمال حاسة وإذا قال: قادر. علموا منه أنه متمكن من إيجاد الكائنات وتكوين المكونات ثم عرفوا أنه غني في ذلك الإيجاد والتكوين عن الآلات والأدوات وسبق المادة والمدة والفكرة والروية، وكذا القول في كل صفاته. وإذا أخبر أن له بيتًا يجب علي عباده حجه فهموا منه أنه نصب موضعًا يقصدونه لمآربهم وحوائجهم كما يقصدون بيوت الملوك والرؤساء لهذا المطلوب، ثم علموا بعقولهم نفي التشبيه وأنه لم يجعل ذلك الببت مسكنًا لنفسه ولم ينتفع به لدفع الحر والبرد. وإذا أمرهم بتحميده وتمجيده فهموا منه أنه أمرهم بنهاية تعظيمه ثم علموا أنه لا يفرح بذلك التحميد والتمجيد ولا يحزن بتركه والإعراض عنه. وإذا أخبر أنه خلق السموات والأرض ثم استوي علي العرش فهموا منه أنه بعد أن خلقهما استوي علي عرش الملك والجلال. ومعني التراخي أنه يظهر تصرفه في هذه الأشياء وتدبيره لها بعد خلقها لأن تأثير الفاعل لا يظهر إلا في القابل. وقال أبو مسلم: العرش لغة هو البناء والعرش الباني قال تعالي: {وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ} [النحل: 18] فالمراد أنه بعد أن خلقها قصد إلي تعريشها وتسطيحها وتشكيلها بالأشكال الموافقة لها". وقال في صفة الساق في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [القلم: 42] (6/ 340): "احتجت المشبهة علي أن لله ساقًا وأيدوه بما يروي عن ابن مسعود مرفوعًا أنه يتمثل الحق يوم القيامة ثم يقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: إذا عرفنا نفسه عرفناه فعند ذلك يكشف الرحمن عن ساقه، فأما المؤمنون فيخرون سجدًا، وأما المنافقون فتكون ظهورهم كالطبق الواحد وذلك قوله {وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} حال كونهم {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} يعني يلحقهم ذل بسبب أنهم لم يكونوا مواظبين علي خدمة مولاهم في حال السلامة ووجود الأصلاب والمفاصل علي هيآتها المؤدية للركوع والسجود. وقال أهل السنة: الدليل الدال علي أنه تعالي منزه عن الجسمية وعن كل صفات الحدوث وسمات الإمكان دل علي أن الساق لم يرد بها الجارحة، فأولوه أنه عبارة عن شدة الأمر وعظم الخطب، وأصله في الروع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهن ومثله.

"وقامت الحرب بنا علي ساق". ومعناه يوم يشتد الأمر ويتفافم ولا كشف ثمة ولا ساق كما تقول للأقطع الشحيح "يده مغلولة" ولا يد ثمة ولا غل وإنما هو مثل في البخل، وهكذا في الحديث ومعناه يشتد أمر الرحمن ويتفاقم هوله. قال في الكشاف: ثم كان من حق الساق أن تعرف على ما ذهب إليه المشبه لأنها ساق مخصوصة معهودة عنده وهي ساق الرحمن. وإنما جاءت منكرة في التمثيل للدلالة علي أنه أمر فظيع هائل: قلت: الإنصاف أن هذا لا يرد علي المشبه فإن له أن يقول إنما نكر الساق لأجل التعظيم أي ساق لا يكتنه كنه عظمتها كما يقول غيره. وقال أبو سعيد الضرير: ساق الشيء أصله الذي به قوامه كساق الشجر وساق الإنسان، فمعني الآية يوم تظهر حقائق الأشياء وأصولها. وقيل: يكشف عن ساق جهنم أو عن ساق العرش أو عن ساق ملك مهيب. وقال أبو مسلم: هذا في الدنيا لأنه تعالي قال في وصف ذلك اليوم {وَيُدْعَوْنَ إلَي السُّجُودِ} ولا ريب أن يوم القيامة ليس فيه تعبد وتكليف فهو زمان العجز، أو آخر أيام دنياه فإنه في وقت النزع تري الناس يدعون إلي الصلاة بالجماعة إذا حضرت أوقاتها وهؤلاء لا يستطيعون الصلاة لأنه الوقت الذي لا ينفع نفسًا إيمانها. والتحقيق أن الذي ذكره محتمل إلا أن في تعليله ضعفًا فإنا نوافقه أن يوم القيامة ليس وقت تعبد وتكليف. ولكن لا مانع من الدعاء إلي السجود للتوبيخ والتفضيح علي رؤوس الأشهاد. وقال الجبائي: لما خصص عدم الاستطاعة بالآخرة دل علي أنهم كانوا يستطيعون فيبطل هذا قول من قال لا قدرة له علي الإيمان، والجمع بين المتنافيين محال فالاستطاعة في الدنيا أيضًا غير حاصلة على قول الجبائي. والجواب الصحيح عندي أن عدم الاستطاعة في الدنيا لمانع آخر وهو أنه تعالي لم يرد منهم الإيمان وعلم منهم الكفر وقدر لهم ذلك، وعدم الاستطاعة في الآخرة لمانع آخر له من السجود وهو لين المفاصل". وقال في صفة الرؤيا (6/ 404) من سورة القيامة في قوله تعالى {إلَي رَبِّهَا نَاظِرَة، وَوُجُوهٌ يَؤمَئِذٍ بَاسِرَةٌ}: "شديدة العبوس {تَظُنُّ أن يُفْعَلَ بهَا فاقِرَةٌ} فعل هو في شدته وفظاعته فاقرة أي داهية تقصم فقار الظهر كما توقعت الوجوه الناضرة أن يفعل بها كل خير. قال الأصمعي: الفقر أن يحز أنف البعير حتى يخلص إلي العظم أو يقرب منه ثم يجعل فيه خشبة يجر بها البعير، ومنه قيل: عملت به الفاقرة. وقال الكلبي: هي أن تحجب عن رؤية ربها فلا تنظر إليه. واعلم أن أهل السنة استدلوا بالآية علي إمكان رؤية الله تعالي في الآخرة بل علي وجوبها بحكم الوعد وحاصل كلامهم أن النظر إن كان بمعني الرؤية فهو المطلوب. وإن كان بمعنى تقليب الحدقة نحو المرئي فهذا في حقه تعالي محال لأنه منزه عن الجهة والمكان فوجب حمله علي مسببه وهو الرؤية وهذا مجاز مشهور وأما المعتزلة فزعموا أن النظر المقرون بـ "إلي" إنما يراد به تقليب الحدقة نحو المرئي التماسًا للرؤية فقد تحصل الرؤية وقد لا تحصل كما قال سبحانه {وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} ويقال: دور فلان متناظرة أي متقابلة ولا ريب أن تقليب الحدقة نحو الشيء يستدعي جهة لذلك الشيء وهذا في

حق الله تعالى محال فوجب حمل النظر علي الانتظار أي منتظرة ثواب ربها كقولك: أنا ناظر إلي فلان ما يصنع فيّ. والانتظار إذا كان في شيء متيقن الوقوع لا يوجب الغم والحزن بل يزيد اللذة والفرح. واعترض بأن النظر إذا كان بمعني الانتظار لا يعدّي بـ "إلي" كقوله {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: 13] وأجيب بأن ذلك إنما يكون إذا كان منتظرًا للشخص، أما إذا كان منتظرًا لرفده ومعونته فإنه يستعمل مقرونًا بإلي كقول الرجل: إنما نظري إلي الله ثم إليك. وقد يقول الأعمي: عني ناظرة إليك. سلمنا لكن لم لا يجوز أن يكون "إلي" واحد الآلاء أي نعمة ربها منتظرة، وتقديم المفعول لأجل الفاصلة أو للاختصاص أي لا ينتظرون إلا إلي نعمة الله ورحمته، قال في الكشاف: وهذا المعني أعني إفادة الاختصاص أحد الدلائل الدالة، علي أن النظر ها هنا ليس بمعني تقليب الحدقة ولا بمعني الرؤية لأنهم ينظرون إلي أشياء ويرون أشياء لا تدخل تحت الحصر فلا بد من حمل النظر علي معني يصح معه الاختصاص وهو التوقع والرجاء. وحين وصف القيامة الكبري أتبعه نعت القيامة الصغري فروّعهم عن إيثار العاجلة علي الآجلة، وذكرهم حالة الموت التي هي أول منزلة من منازل الآخرة". وقال في المجيء (6/ 498) في قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ}: "أي أمره بالجزاء والحساب أو قهره أو دلائل قدرته. ويجوز أن يكون تمثيلًا لهول ذلك اليوم كما إذا حضر الملك بنفسه وجنوده كان أهيب وتنزل ملائكة كل سماء" أ. هـ. • قلت: هذه بعض المواضيع التي تبين عقيدة النظام اليسابوري من خلال ما أوردناه وكما ذكرنا سابقًا، ومن أراد المزيد فليراجع تفسيره ... وبالله التوفيق. أما نسبته إلي التشيع فهذا بعيد عن الصحة، أو ضعيف في موقف صاحب تراجم الشيعة، وكتبهم في نسبته إلي التشيع، فمن تفسيرها "غرائب القرآن" ومن مواضع اعتمدها مفسرو الشيعة وعلمائهم في صرفها إلي معتقدهم وأصولهم للغلو بآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمقصود عندهم الإمام علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهم، في تأويل الآيات لهم وفي ولاية أبنائهم من بعدهم والحبُّ الغالي فيهم. إذن فالنظام النيسابوري لم يفسر تلك الآيات المعتمدة لدي الشيعة كما فعلوا هم، بل فسَّرها كما ورد في تفاسير أهل السنة، وسوف ننقل بعضًا من الآيات التي فسرها النظام النيسابوري والتي يصرفها أئمة الشيعة في تفاسيرهم إلي معتقدهم في أهل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأئمتهم وولايتهم وغير ذلك من معتقدائهم. قال النظام النيسابوري في تفسير قوله تعالى من سورة النساء (56): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (2/ 434): "ثم إنه سبحانه أمر الرعاة بطاعة الولاة كما أمر الولاة في الآية المتقدمة بالشفقة علي الرعاة فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ} الآية. عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: حق علي الإمام أن يحكم بما أنزل الله ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك فحق علي الرعية أن يسمعوا ويطيعوا. قالت المعتزلة: الطاعة موافقة الإرادة.

وقالت الأشاعرة: الطاعة موافقة الأمر. ولا نزاع أن موافقة الأمر طاعة إنما النزاع في أن المأمور به كإيمان أبي لهب هل يكون مرادًا أم لا. فعند الأشاعرة الأمر قد يوجد بدون الإرادة لئلا يلزم الجمع بين الضدين في تكليف أبي لهب مثلًا بالإيمان. وعند المعتزلة لا يأمر إلا بما يريد والخلاف بين الفريقين مشهور. قال في التفسير الكبير: هذه آية مشتملة علي كثر علم أصول الفقه لأن أصول الشريعة أربعة: الكتاب والسنة وأشار إليهما بقوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وليس العطف للمغايرة الكلية، ولكن الكتاب يدل علي أمر الله، ثم يعلم منه أمر الرسول لا محالة. والسنة تدل علي أمر الرسول ثم يعلم منه أمر الله. والإجماع والقياس. وأشير إلي الاجماع بقوله: {وَأُولِي الْأَمْرِ} لأنه تعالي أمر بطاعتهم علي سبيل الجزم. ووجب أن يكون معصومًا لأن لو احتمل إقدامه علي الخطأ والخطأ منهي عنه لزم اعتبار اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد وإنه محال. ثم ذلك المعصوم إما مجموع الأمة أو بعضها علي ما يقول الشيعة من أن المراد بهم الأئمة المعصومون، أو علي ما زعم بعضهم أنهم الخلفاء الراشدون، أو علي ما روي عن سعيد بن جبير وابن عباس أنهم أمراء السرايا كعبد الله بن حذافة السهمي أو كخالد بن الوليد إذ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية وكان معه عمار بن ياسر فوقع بينهما خلاف فنزلت الآية. أو علي ما روي عن ابن عباس والحسن ومجاهد والضحاك أنهم العلماء الذين يفتون بالأحكام الشرعية ويعلمون الناس دينهم لكنه لا سبيل إلي الثاني أما ما زعمه الشيعة فلأنا نعلم بالضرورة أنا في زماننا هذا عاجزون عن معرفة الإمام المعصوم والاستفادة منه، فلو وجب علينا طاعته علي الإطلاق لزم تكليف ما لايطاق ولو وجب علينا طاعته إذا صرنا عارفين به وبمذهبه صار هذا الإيجاب مشروطًا، وظاهر الآية يقتضي الإطلاق علي أن طاعة الله وطاعة رسوله مطلقة. فلو كانت هذه الطاعة مشروطة لزم أن تكون اللفظة الواحدة مطلقة ومشروطة معًا وهو باطل. وأيضًا الإمام المعصوم عندهم في كل زمان واحد، ولفظ أولي الأمر جمع". وقال في قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} [يونس: 62] (3/ 596): "التركيب يدل علي القرب فكأنهم قربوا منه تعالي لاستغراقهم في نور معرفته وجماله وجلاله. قال أبو بكر الأصم: هم الذين تولي الله هدايتهم بالبرهان وتولوا القيام بحق عبوديته والدعوة إليه. وقال المتكلمون: ولي الله من يكون آتيًا بالاعتقاد الصحيح المبني علي الدليل, ويكون آتيًا بالأعمال الصالحة الواردة في الشريعة وعنوا بذلك قوله تعالى في وصفهم أجازيه عليها غدًا إذا لقيني يوم القيامة، وكان يقول (فاطمة بضعة مني يؤذني ما يؤذيها) (¬1)، وثبت بالنقل المتواتر أنه كان يحب عليًّا والحسن والحسين، وإذا كان ذلك وجب علينا محبتهم لقول {فَاتِّبِعُوهُ} [الأنعام: 153] ¬

_ (¬1) رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب (16، 12) مسلم في كتاب فضائل الصحابة حديث (93، 94) أبو داود في كتاب النكاح باب (12) الترمذي في كتاب المناقب باب (60) ابن ماجة في كتاب النكاح باب (56) أحمد في مسنده (4/ 5، 326).

وكفي شرفًا لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفخرًا ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كل صلاة. قال بعض المذكرين: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق) وعنه - صلى الله عليه وسلم -: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، فنحن نركب سفينة حب آل محمّد - صلى الله عليه وسلم - ونضع أبصارنا علي الكواكب النيرة أعني آثار الصحابة لنتخلص من بحر التكليف وظلمة الجهالة ومن أمواج الشبه والضلالة. ثم أكد إيصال الثواب علي المودة بقوله {وَمَن يَقْتَرفْ حَسَنَةً} أي يكتسب طاعة، قال بعض أهل اللغة: الاقتراف مستعمل في الشر فاستعاره ها هنا للخير. عن السدي أنها المودة في آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزلت في أبي بكر الصديق ومودته فيهم، والظاهر العموم في كل حسنة ولا شك أن هذه مرادة قصدًا أوليًّا لذكرها عقيبها" أ. هـ. أما قوله في قوله الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] (5/ 460): "فاستعار للذنوب الرجس، وللتقوي الطهر، وإنما أكد إزالة الرجس بالتطهير؛ لأن الرجس قد يزول ولم يطهر المحل بعد و {أهْلَ الْبَيتِ} نصب علي النداء أو علي المدح وقد مر في آية المباهلة أنهم أهل عباء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه أصل، وفاطمة رضي الله عنهما والحسن والحسين رضي الله عنها بالاتفاق. والصحيح أن عليًّا - رضي الله عنه - منهم لمعاشرته بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - وملازمته إياه. وورود الآية في شأن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يغلب علي الظن دخولهن فيهن، والتذكير للتغليب. فإن الرجال وهم النبي وعلي وأبناؤهم غلبوا علي فاطمة وحدها أو مع أمهات المؤمنين. ثم أكد التكاليف المذكورة بأن بيوتهن مهابط الوحي ومنازل الحكم والشرائع الصادرة من مشرع النبوة ومعدن الرسالة". وقال أيضًا (6/ 73) في قوله تعالى: " {لا أسْألُكُمْ عَلَيهِ} علي هذا التبليغ {أجْرًا إلَّا الْمَوَدَّةَ} الكائنة {فِي الْقُرْبَي} جعلوا مكانًا للمودة ومقرًا لها ولهذا لم يقل "مودة القربي" أو "المودة للقربي" وهي مصدر بمعني القرابة أي في أهل القربي وفي حقهم. فإن قيل: استثناء المودة من الأجر دليل علي أنه طلب الأجر علي تبليغ الوحي وذلك غير جائز كما جاء في قصص سائر الأنبياء ولا سيما في "الشعراء". وقد جاء في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم - أيضًا {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} [سبأ: 47] {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)} [ص: 86] والمعقول منه أن التبليغ واجب عليه وطلب الأجر علي أداء الواجب لا يليق بالمروءة. وأيضًا أنه يوجب التهمة ونقصان الحشمة. قلنا: إن من جعل الآية منسوخة باللتين لا استثناء فيهما فلا إشكال عليه، وأما الآخرون فمنهم من قال: الاستثناء متصل ولكنه من قبيل تأكيد المدح بما يشبه الذم كقوله: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب والمعنى: لا أطلب منكم أجرًا إلا هذا وهو في الحقيقة ليس أجرًا لأن حصول المودة بين المسلمين أمر واجب ولا سيما في حق الأقارب كما قال عز من قائل: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [الرعد: 21] ومنهم من قال:

الاستثناء منقطع أي لا أسألكم عليه أجرًا البتة، ولكن أذكركم المودة في القربي، وفي تفسير {الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَي) أربعة أقوال: الأول: قال الشعبي: كثر الناس علينا في هذه الآية فكتبنا إلي ابن عباس نسأله عن ذلك فأجاب بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان واسطة النسب في قريش ليس بطن من بطونهم إلا وقد كان بينهم وبينه قرابة فقال الله: {قل لا أسألكم} علي ما أدعوكم إليه أجرًا إلا أن تودوني لقرابتي منكم يعني أنكم قومي وأحق من أجابني وأطاعني فإن قد أبيتم ذلك فاحفظوا حق القربي ولا تؤذوني ولا تهيجوا علي. القول الثاني: روي الكعبي عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده سعة فقال الأنصار: إن هذا الرجل قد هداكم الله علي يده وهو ابن أختكم وجاركم في بلدكم، فاجمعوا له طائفة من أموالكم ففعلوا. ثم أتوه فرده عليهم ونزلت الآية تحثهم علي مودة أقاربهم وصلة أرحامهم. القول الثالث: عن الحسن: إلا أن تودوا إلي الله وتتقربوا إليه بالطاعة والعمل الصالح. الرابع: عن سعد بن جبير: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم لقرابتك؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما. ولا ريب أن هذا فخر عظيم وشرف تام، ويؤيده ما روي أن عليًّا شكا إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسد الناس فيه فقال: أما ترضي أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسن وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا وعنه - صلى الله عليه وسلم -: (حرمت الجنة علي من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلي أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا {الَّذِينَ آمَنُوا})، وهو إشارة إلي كمال حال القوة النظرية {وَكَانُوا يَتَّقُونَ} وهو إشارة إلي كمال حال القوة العملية. ها هنا مقام آخر وهو أن يحمل الإيمان علي مجموع الاعتقاد والعمل ويكون الولي متقيًا في كل الأحوال، أما في موقف العلم فبأن يقدس ذاته عن أن يكون مقصورًا علي ما عرفه أو يكون كما وصفه، وأما في مقام العمل فإن يري عبوديته وعبادته قاصرة عما يليق بكبريائه وجلاله فيكون أبدأ في الخوف والدهشة. وأما نفي الخوف والحزن عنهم فقد مر تفسيره في أوائل سورة البقرة. وعن سعيد بن جبير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل من أولياء الله؟ فقال: هم الذين يذكر الله برؤيتهم. يعني أن مشاهدتهم تذكر أمر الآخرة لما فيهم من آثار الخشوع والإخبات والسكينة. وعن عمر سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن من عباد الله عبادًا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله. قالوا: يا رسول الله أخبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم. قال: هم قوم تحابوا في الله علي غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس. ثم قرأ الآية") (¬1). ¬

_ (¬1) رواه الترمذي في كتاب الزهد باب (53). أحمد في مسنده (5/ 229, 239, 241).

وقال في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)} [المؤمنون: 5] التي اعتمد الشيعة في تأويلها عن أساس إباحة المتعة عندهم، حيث قال في تفسيرها (5/ 110): "والمعنى أنهم مستمرون علي حفظ الفروج في كافة الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم. أو تعلق الجار بمحذوف يدل عليه {غَيرُ مَلُومِينَ} كأنه قيل: يلامون علي كل من يباشرونه إلا علي أزواجهم لأنهم غير ملومين عليهن". ثم قال في الآية التي بعدها: {فَمَنِ ابْتَغَى} أحدًا {وَرَاءَ ذَلِكَ} الحد الذي شرع وهو إباحة أربع من الحرائر وما شاء من الإماء وكفي به حدًّا فسيحًا {فَأُولَئِكَ هُمُ} الكاملون في العدوان المتناهون فيه. قيل: لا دليل فيه علي تحريم نكاح المتعة لأنها من جملة الأزواج إذا صح النكاح. ومنع من أنها من الأزواج ولو كانت زوجة لورث منها الزوج لقوله {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} [النساء: 12] ولو ورثت منه لقوله {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ} [النساء: 12] ثم الآية من العمومات التي دخلها التخصيص بدلائل أخر فيخرج منها الغلام بل الوطء في الدبر علي الإطلاق لأنه ليس موضع حرث، وكذا الزوجة والأمة في أحوال الحيض والعدة والإحرام ونحوها. وقال أبو حنيفة: الاستثناء من النفي ليس بإثبات فقوله "لا صلاة إلا بطهور" ولا نكاح إلا بولي"، لا يقتضي حصول الصلاة والنكاح بمجرد حصول الطهور والولي، ولا تخصيص عنده في الآية. والمعنى أنه يجب حفظ الفروج عن الكل إلا في هاتين الصورتين فإني ما ذكرت حكمهما لا بالنفي ولا بالإثبات، وهكذا نقله الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره". ونذكر الآن ما قاله في حادثة الإفك من سورة النور (الآية: 11)، وسبب نزول هذه الآية (5/ 166): "إنه سبحانه لما ذكر من أحكام القذف ما ذكر أتبعها حديث إفك عائشة الصدّيقة وما قذفها به أهل النفاق". ثم ذكر الأحاديث التي رويت في حادثة الإفك عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه -، وقد دافع عنها وجاء بتفسير الآية، ما اعتمده وفسَّره أهل السنة والجماعة، والرد علي من طعن في زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطاعنين من الشيعة خاصة وغيرهم من فرقهم ومن نحي منحاهم، نسأل الله تعالى العفو والعافية. حتى قال بعد أن ذكر تفسير الآية وذكر القصة ودواخلها (5/ 168): "قال العلماء: يجوز أن تكون زوجة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط، ولا يجوز أن تكون فاجرة لأن الأنبياء معصومون عن المنفرات البتة فإن حصول المنفر معه ينافي بعثته لكن الكفر غير منفر للكفرة". حتى قال بعد كلام طويل في ذلك: "وهذا القدر كافٍ في التزام أولئك الطاعنين، وإلا فهم في نفس الأمر بالنسبة إلي هذه الواقعة كاذبون كما مر تقريره آنفًا". ثم استبشع القاذف في محصنات المسلمين، وخاصة أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله (5/ 169): "والقذف كبيرة من الكبائر كما سبق لا سيما قذت زوجة النبي، وخاصة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فلهذا قال:

1037 - ملا حسن شلبي

{وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} " أ. هـ. • قلت: فبعد هذا، من أين يكون تشيعه، وقد ذكر الدكتور (محمد حسين الذهبي) في كتابه "التفسير النيسابوري قوله: "وليس في تفسير النيسابوري ما يدل علي تشيعه"، ثم قال: "وعلي كثرة ما قرأت في هذا التفسير لم أقع علي نص منه يدل علي تشيع مؤلفه" أ. هـ. ثم يتكلم الدكتور في عدم الدلالة عن ذلك ولعل ما ذكرناه من صرف مصنفي الشيعة، أهل العلم عن جميع مذاهبهم، إن وجد فيه أدني قول بتشيعه أو انتساب مؤلف له في ذكر آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي معتقدهم، أو شرح أحد كتب أئمتهم، أنهم من أهل التشيع، وذلك عندهم -أي مصنفي الشيعة- يسير، وفي ما يقولونه عليهم عسير، والله تعالي الهادي إلي خير السبيل. وفاته: بعد سنة (850 هـ) (¬1) خمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" يعرف بتفسير النيسابوري، و"لب التأويل)، و"أوقات القرآن" وغير ذلك. 1037 - مُلَّا حسن شلبي * المفسر: حسن بن محمّد شاه بن محمّد بن حمزة الفناري، شمس الدين، يقال له: مُلَّا حسن شلبي (¬2). ولد: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. من مشايخه: ملا فخر الدين، وملا علي طوسي، وملا خسرو وغيرهما. من تلامذته: الشمس الوزيري الخطيب وغيره. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "كان عالمًا فاضلًا صالحًا قسم أيامه بين العلم والعبادة، وكان يلبس الثياب الخشنة ولا يركب دابة للتواضع وكان يحب الفقراء والمساكين، ويعاشر مشايخ الصوفية". ¬

_ (¬1) هناك اختلاف واضح في سنة وفاته يدور حول قول صاحب "روضات الجنات" وحول سنة إنهاء تفسيره "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" واعتماد ما وضع علي غلاف التفسير لبعض مصادر ترجمته المذكورة حيث ذكر صاحب "روضات الجنات" الخوانساري: أنه من علماء رأس المائة التاسعة بالقرب من درجة السيد الشريف، والمولي جلال الدواني، وابن حجر العسقلاني .. إلي آخر كلامه، فلو أخذنا وفاة ابن حجر لكان منة (852 هـ) مثلًا فيؤيد قول الخوانساري بكلام نفسه، مع قوله: إن تفسيره قد انتهي بعد منة (850 هـ)، وتبعًا له في ذلك صاحب "الكني والألقاب" وصاحب "الأعلام" الزركلي، ومن اعتمد عليهما علي أن صاحب "معجم المطبوعات" سركيس ذكر قول الخوانساري ثم ذكر نسخة تفسيره وأنه توفي سنة (728 هـ). وهذا التاريخ الأخير يظهر لنا أنه (خطأ)، لأن اعتماده علي ما وضع علي نسخة التفسير، كما هو في المطبوع الآن، وهذا أيضًا -أي سنة (728 هـ) - اعتمده صاحبا "كشف الظنون" و"هدية العارفين" ولعلهما اعتمدا علي ما كتب علي غلاف النسخة من التفسير مع أن الزركلي قال: "أنه قد ألفه -أي التفسير- سنة (828 هـ) أ. هـ. إذن حصر الخلاف هوفي قول الخوانساري، والذين اعتمدوا علي ما كتب في تفسيره من نسخة الأصل. ونحن نميل إلي أنه توفي بعد سنة (850 هـ) علي ما قاله الخوانساري ... والله أعلم بالصواب. * الضوء اللامع (3/ 127)، نظم العقيان (105)، الشقائق النعمانية (114)، الشذرات (9/ 4858)، الطبقات السنية (3/ 109)، البدر الطالع (1/ 208)، معجم المفسرين (1/ 138)، الأعلام (2/ 216)، معجم المؤلفين (1/ 544)، الفوائد البهية (53)، معجم المطبوعات (757)، كشف الظنون (2/ 1479). (¬2) في الضوء: شلبي بمعني سيدي.

1038 - ابن الشويخ

ثم قال: "ومن أحواله الشريفة ما حكاه عنه أستاذي المولي محيي الدين الشهير بسيدي جلبي وقد كان معيدًا له قال طلبني يومًا وقت السحر فدخلت بيته ولما وصلت إلي باب حجرته سمعت بكاء عاليًا فتحيرت، وظننت أنه أصابته مصيبة عظيمة ثم دخلت وسلمت عليه فأمرني بالجلوس فجلست فقلت: ما سبب بكائكم؟ ! هذا قال: خطر ببالي في الثلث الأخير من الليل خاطر فلم أجد بدًا من البكاء، فسألته عن ذلك فقال: فكرت أنه لم يحصل لي ضرر دنيوي منذ ثلاثة أشهر قال: وقد سمعت من الثقات أن الضرر إذا توجه إلي الآخرة يتولي عن الدنيا ولهذا بكبت خوفًا من توجه الضرر إلي الآخرة وبينا نحن في هذا الكلام إذ دخل عليه واحد من غلمانه وهو حزين فقال له: ما سبب حزنك؟ قال: أمرتموني أن أذهب إلي المصلحة الفلانية فركبت البغلة اليضاوية الفلانية فسقطت البغلة وماتت فقال المولي: الحمد لله الذي حصل لي ضرر دنيوي وأنت يا غلام بشرتني بهذا فأنت حر لوجه الله تعالي شكرًا لذلك" أ. هـ. • الضوء: "برع في الكلام، والمعاني، والعربية، والمعقولات، وأصول الفقه" أ. هـ. • نظم العقيان: "إمام علامة محقق حسن التصنيف" أ. هـ. • الأعلام: "من علماء الدولة العثمانية، فقيه حنفي ... ولد ونشأ ببلاد الروم (تركيا). وهو حفيد الفناري الكبير محمّد بن حمزة برع في المعقولات وأصول الفقه" أ. هـ. وفاته: سنة (886 هـ)، وقيل: (879 هـ) ست وثمانين، وقيل: تسع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي" و"حاشية على شرح المطول للتفتازاني" في البلاغة، و"حاشية على شرح المواقف للشريف الجرجاني". 1038 - ابن الشُّويخ * المقرئ: الحسن بن محمّد الصوفي المقدسي، المعروف بابن الشويخ، بدر الدين. من مشايخه: الشيخ محمّد البسطامي، والحافظ الديمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "أخذ القراءات، ولبس خرقة التصوف من الشمس إمام الكاملية بحق لباسه لها من ابن الجزري المقرئ، ولبسها أيضًا من الشيخ محمّد البسطامي، وأخذ عليه العهد ... وكان إمامًا عالمًا، صالحًا رحمه الله تعالى" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "المقرئ الصوفي"أ. هـ. وفاته: سنة (906 هـ) ست وتسعمائة. 1039 - البُورِينِي * المفسر: الحسن بن محمّد بن محمّد بن حسن بن عمر بن عبد الرحمن الصفوري، البوريني، ¬

_ * الشذرات (10/ 42)، الكواكب السائرة (1/ 175). * لطف السمر (1/ 355)، خلاصة الأثر (2/ 51)، معجم المفسرين (1/ 146)، الأعلام (2/ 219)، معجم المؤلفين (1/ 589)، هدية العارفين (1/ 291)، كشف الظنون (1/ 139)، نفحة الريحانة (1/ 329)، ريحانة الألباب (1/ 42)، مقدمة كتاب "تراجم الأعيان" بقلم المحقق صلاح الدين المنجد- دمشق (1959 م)، شرح ديوان ابن الفارض لرشيد بن غالب- الطبعة الأولى المطبعة العامرة الشرفية- مصر - (1306 هـ).

الشافعي، بدر الدين. ولد: سنة (963 هـ) ثلاث وستين وتسعمائة في صفورية في بلاد الأردن. من مشايخه: إبراهيم بن الأحدب، والشيخ أبو بكر الذباح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لطف السمر: "لما مات الشيخ شمس الدين بن المنقار وجه الوعظ بالتكية السليمانية عنه للشيخ حسن ... ومن مشاهير مقاطيعه وأنشدنا إباه مرارًا: إلهي بتقديس النفوس الزكية ... وتجريدها من عالم البشرية أزل عن فؤادي ما يعاني من العنا ... فإني ضعيف الصبر عند البلية ولعل قوله: (تجريدها من عالم البشرية) مبني على اعتقاد من يعتقد من الصوفية أن الإنسان إذا ارتاح وجاهد في العبادة قد يلتحق بالملائكة الكرام حتى يطير في الهواء ويمشي علي الماء ... " أ. هـ. • الأعلام: "مؤرخ، من العلماء بالأدب، والحديث والفقه والرياضيات والمنطق .. ، وكان يجيد الفارسية والتركية .. وكان عذب المفاكهة، وفي شعره جودة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "الأشعري القادري" أ. هـ. • قلت: وشرح ديوان ابن الفارض لرشيد بن غالب المجتني حيث يقول في صفحة (2): "فيقول المفتقر إلي عون الله الغني رشيد بن غالب المجتني أنه لما كان مجموع قصائد الشيخ شرف الدين أبي حفص عمر المعروف بابن الفارض ديوانًا عذب المناهل بالراغبين فيه آهل وددت أن أطبعه مع شرح يبين ما فيه من المعاني الرقيقة وطلاوات البدائع الأنيقة ليسهل قنيانه للقصري والعمي فهمه للعالم والأمي ولكوني طالعت شرحًا للشيخ حسن البوريني كامل الفائدة وافر العائدة أبان فيه كل ما يختص باللغة والشعر والبديع وباقي الفنون العلمية ولم يتعرض لشيء مما يؤول إلي الطريقة الصوفية ووقفت علي شرح ثان للشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الصوفي استفرغ فيه جهوده ببيان المقاصد الدقيقة المختصة بأهل الطريقة أخذت شرح البوريني برمته ثم أضفت إلي آخر شرح كل بيت نبذة من كلام الشيخ النابلسي فيما تذهب إليه أهل أمته إلا بعض أبيات اقتصرت فيها علي كلام البوريني لمطابقة الشرحين" أ. هـ. من أقواله: خلاصة الأثر: "ومما يستطرف من مناسباته أنه يميل إلي غلام يتخلص برامي فجفاه مرّة ثم جاءه معتذر بإشارة خفية من جفنيه فأنشده بديهة قول ابن الفارض: رمي فأثبت سهمًا من لواحظه ... في وسط قلبي فوا شوقي إلي الرامي وفاته: سنة (1024 هـ) أربع وعشرين وألف في دمشق. من مصنفاته: "تراجم الأعيان، من أبناء الزمان"، و"حاشية علي أنوار التنزيل" في التفسير، و"السبع السيارة" سبعة مجاميع، وشرح ديوان ابن الفارض وهو أشهر تأليف له.

1040 - النورديني

1040 - النورَديني * النحوي، المفسر: حسن بن محمّد بن إبراهيم الكردي الصهراني النورديني، الشافعي. ولد: سنة (1038 هـ) ثمان وثلاثين وألف. من مشايخه: المولى رسول الصهراني، والمولى قرة قاسم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان في الزهد والورع غاية لا تدرك. ووقع له أحوال تدل على علو كعبه في الولاية ... كان من أجلاء علماء الأكراد وله الباع الطويل في حل الغوامض والغوص على المعاني" أ. هـ. من أقواله: خلاصة الأثر: "قال: إنه كان في موطنه يومًا يكتب مصحفًا فجلس يومًا للكتابة فرأى الدواة قد فاضت بالحبر حتى امتلأ ما حوله فنهض مذعورًا مسافة عشر خطواث ثم التفت فرأى خلفه بحرًا من حبر ثم غاض فرجع إلى مكانه وشرع يكتب وحدثني عنه من هذا الأسلوب بأشياء كثيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1078 هـ) ثمان وسبعين وألف. من مصنفاته: "رسالة في سورة المطففين" وكان شرع في تحرير شرح على "القطر" لابن هشام على أسلوب عجيب من الدقة وكتب منه حصة وافرة ولم يكمله. 1041 - السَّقَّا * المفسر: حسن بن محمّد بن حسن السَّقا. ولد: سنة (1262 هـ) اثنتين وستين ومائتين وألف. من مشايخه: السيد محمّد بن عبد الخالق شيخ مسجد السيدة نفيسة وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "خطيب الأزهر، من علماء الشافعية بمصر" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "من مدرسي وخطباء الأزهر"أ. هـ. وفاته: سنة (1326 هـ) ست وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الروضة البهية في فضل الطريقة السعدية"، وله ديوان خطب مثلث السجعات سماه "البغية السنية في الخطب المنبرية" ورسائل في التفسير والفقه، بعضها مطبوع. 1042 - العطار الأزهري * النحوي: حسن بن محمّد بن محمود الشهير بالعطار الأزهري، المصري مولدًا المغربي محتدا. ولد: سنة (1190 هـ)، وقيل: (1180 هـ) تسعين، وقيل: ثمانين ومائة ألف. ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 63)، معجم المؤلفين (1/ 580). * معجم المفسرين (1/ 147)، الأعلام (2/ 221)، معجم المطبوعات (1031)، معجم المؤلفين (1/ 584)، الأعلام الشرقية (1/ 294)، إيضاح المكنون (1/ 187). * حلية البشر (1/ 489)، أعين القرن الثالث عشر (155)، الأعلام (2/ 220)، معجم المؤلفين (1/ 587)، معجم المطبوعات (1335).

1043 - حسن حسني

من تلامذته: والد الشيخ عبد الرزاق البيطار صاحب "حلية البشر" وغيره. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "عظيم الشأن لا عيب يضاف إليه، سوى أن أهل عصره قد دار أمرهم في علومهم عليه، فهو مرد المعارف والعوارف وكعبة حرم اللطائف لكل طائف، به جمال محيا العلم قد ازدهى، وإليه كمال الفهم قد انتهى، فلله دره من همام قد ارتقى سماء الفضائل، وانتقى لنفسه أحسن الخصال والشمائل" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم أديب شاعر مشارك في الأصول والنحو والمعاني والبيان والمنطق والطب والفلك والزايرجة والهندسة والأصول" أ. هـ. وفاته: سنة (1235 هـ)، وقيل: (1250 هـ) خمس وثلاثين، وقيل: خمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية شرح قواعد الإعراب"، و"حاشية الأزهرية"، و"حاشية العصام على الوضعية"، وله حواشي في علم الطب والهندسة والتشريح. 1043 - حسن حُسْني * المفسر حسن حسني بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن درويش بن عبد الله الموصلي. ولد: سنة (1248 هـ)، وقيل (1247 هـ) ثمان وأربعين، وقيل: سبع وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: سليم العطار، وبكري العطار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "القاضي العام بدمشق الشام، عالم الأوان ومصنفه، ومقرظ البيان ومشنفة بتآليف كأنها الخرائد وتصانيف أبهى من القلائد .. "أ. هـ. • تاريخ علماء دمشق: "نشأ في حجر والده مكبًا على الطلب حتى نضج، وكان مع علمه الذي لا ينكر غلظة وكبْر طغى بهما على بعض علماء دمشق .. "أ. هـ. • أعلام دمشق: "عالم مصنف أديب ... لم يكن أهل دمشق ولا علماؤها في زمانه ممتنين من سيرته معهم كما يذكر الشطي" أ. هـ. وفاته: سنة (1316 هـ)، وقيل: (1317 هـ) ست عشرة، وقيل: سبع عشرة وثلاثمائة وألف، والأول أصح. من مصنفاته: "شرح الرائية في الحضرة الطائية"، والتفسير المسمى: "فتح الرحمن بتفسير القرآن" كتب فيه مجلدين إلى سورة الأنعام. وله شعر ونثر ومسامرة. 1044 - البوعقيلي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: الحسن [ويقال الأحسن] بن محمّد بو جمعة البوعقيلي [وقيل البعقيلي] البيضاوي. ¬

_ * حلية البشر (1/ 526)، الأعلام (2/ 187)، معجم المفسرين (1/ 139)، تاريخ علماء دمشق (1/ 148)، أعلام دمشق (72)، معجم المؤلفين (1/ 546)، أعيان دمشق (387). * المعسول (11/ 155)، معجم المفسرين (1/ 147)، الأعلام (2/ 185).

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "سكن الدار البيضاء، وتوفي بها"أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه متصوف أصولي مفسر مشارك"أ. هـ. • المعسول: "هذا السيد الجليل أحد السوسيين البارزين المشهورين في آفاق الطرق الصوفية. وقد كانت الطريقة الناصرية هي الوحيدة المشهورة في (سوس) منذ أوائل القرن الثاني عشر. يوم رفع رايتها أصحاب الشيخين سيدي محمّد ناصر وولده أحمد. وهذه الطريقة يقتصر عمل رؤسائها العلماء على تعليم الناس في المدارمى. وفقراتها الأميين على تعليم الناس في الأسواق والمجتمعات التوحيد ومبادئ الدين وأسسه. وتدريب الناس على عمارة المساجد. فكانت المدارس والمساجد مجالات أصحاب الطريقة الناصرية". وقال: "قال علي بن الحبيب: (الفقيه الصوفي الزاهد الولي. العارف بالله سيدي الحاج الحسن بن محمّد بن بو جمعة البعقيلي أصلًا. البيضاوي دارًا. كان هذا السيد ذا زهد وسكون، بالصلاح مقرون، وهو إمام في زاويته بـ (الدار البيضاء) يعظ الناس لاتعاظه في نفسه: لا يبلغ المرء في أوطانه شرفًا ... حتى يكيل تراب الأرض بالقدم استأنس بالله، ولم يبق مع الكون، ففتح له طريق الغيوب الملكوتية، واستقام له سير في فضاء المشاهدة الوحدانية، فسرح في محيطائها، راتع في هياكل ثمراتها، حسن العلم والرواية، كثير الدين، كثير الحياء مقدمًا في إرشاد الخلق، عظيم المنزلة عند الخاصة والعامة، له تلاميذ أخيار، كثيرون مباركون، نشأ في عفاف وطهارة وديانة، جميل اللقاء كثير الحياء والوقار، طلب العلم بعد حفظه للقرآن، نحوًا وأدبًا وفروعًا وأصولًا، ثم بعده أخذ في التصوف، وبحث عن أسراره الإلهية، حتى أشير إليه فيها، وتكلم في علم الأحوال والمقامات، وألف في ذلك تآليف، وانتفع به خلق كثير في التصوف، وكتبه شاهده له بكماله، علمًا وعملًا، كافية في تعريفه، مزيته معروفة شرقًا وغربًا، مع ما انضاف إلى ذلك من التحقيق بالعبودية، والبراءة من حول وقوة، لا يبالي بمدح ولا ذم، ولو لم أره قلت ما رأيت كمالًا، وهناك علمًا وجمالًا وكان أمة وحده، ولا شك أن العارف غريب الهمة، بعيد القصد، لا يساعد على قصده، ولا يرى لنفسه مزية، لغلبة هيبة الجلال عليه، ينظر لجميع العباد بعين الرحمة والشفقة، مع توفية الحقوق، ومن جملة حالاته الحسنة تألف قلوب الناس، فأحبوه محبة خارقة، ينتظرون خروجه للصلاة بزاويته، ويأتونه من كل فج، فإذا رأوه تزاحموا عليه، وتطارحوا على تقيل يده المباركة، وكذلك أكابر وقته يقدمون له ويزدحمون عليه، وهو لا يحفل بذلك، وقد منح الاستقامة والحلاوة، حتى استفز عقول المشارقة والمغاربة، حتى صاروا يبحثون بأبحاثهم العريضة على تآليفه المفيدة، وتأليفه أشهر، والتعريف به كمن يعرف بالشمس والقمر". ثم قال في ميدان تصوفه: "كان للرجل طموح وتعالي إلى المقامات العليا التي خلق لها، فتوجهت همته مبكرة إلى الطريقة الأحمدية، فأذن له فيها

1045 - ابن عزيز

الأستاذ سيدي الحاج الحسين الإيفراني، وسيدي عبد الله القشاش السويري، وقد ذكر ذلك في كتابه (أراءة عرائس شموس فلك الحقائق العرفانية"). وقال أيضًا: "كما ذكر أنه أخذ عن روحانية الشيخ التيجاني، وقد عبر عن ذلك بقوله: (تلقيت على سبيل الطريقة الأويسية من حضرة بحر روحانية الشيخ رضي الله عنه الإجازة المطلقة، وهو مضمن قوله لنا رضي الله عنه في عالم الخيال: أذنتك في طريقتي، فقبلت صدره الشريف، ثم قال لي: أذنتك في طريقين بنية الأسم الأعظم في جميع الأذكار منها، ثم قال: أنت رئيس العلماء، وسيدهم وإمامهم، هذا في معرض جواب أجيب به بعض شياطين الأغبياء، ذابًّا به عن حريم سيادته، بعد أن فصل بيده فصوله وأبوابه لنا في كراس"). من أقواله: في المعسول قال: "وقد ذكر في كتابه (الشرب الصافي) رؤيا وقعت له وهو في (14) من عمره حين كان يقرأ في (ايكضي) قال: رأيت رؤيا وهي من أقسام الوحي عام أربعة عشر في القرن الرابع عشر -الموافق لسن عمري حيئذ-". فقال بعد أن ذكر قصة الرؤيا التي رآها: " ... فأولتها لنفسي بأنه أكرمني بالدين ولباس التقوى، وأولت تتبع أثر شريعته وأولت متابعة الناس وأهل السماه بإمامة الدين، وأولت الشراب في الوادي الأول بالشريعة، الثلاثة بمراتبها الثلاثة، والثاني بالطريقة، والثلاثة بمراتبها الثلاثة، وأصل الوادين بالحقيقة، والثلاث بمراتبها الثلاثة، وأولت كمال الاتباع بكمال الاتباع والاهتداء، فرمت بها جازمًا بأنه لا يتطرق إليه شيطان، فظهر سره في فلله الحمد وتمام الشكر" أ. هـ. وفاته: سنة (1368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"إيضاح الأدلة بأنوار الأئمة"، و"أنساب شرفاء سوس". 1045 - ابن عُزَيز * النحوي، اللغوي: الحسن بن محمّد بن عُزيز، أبو منصور. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "لا أعرف من حاله شيئًا غير أني وجدت له كتابًا في اللغة في عشر مجلدات مرتبًا على حروف المعجم سماه (ديوان العرب وميدان الأدب) وخطُه عليه بالقراءة في شعبان سنة سبع وثلاثين وأربعمائة" أ. هـ. من مصنفاته: "ديوان العرب وميدان الأدب" في اللغة عشر مجلدات. 1046 - أبو علي الضرير * المفسر، المقرئ: الحسن بن مسلم بن سفيان، أبو علي الضرير. من مشايخه: زيد بن أخي يعقوب، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن إسحاق البخاري، ومحمد ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 523)، معجم الأدباء (3/ 999)، الوافي (12/ 244). * طبقات المفسرين للداودي (1/ 144)، غاية النهاية (1/ 233)، معجم المفسرين (1/ 147).

1047 - الجرموزي

بن عبيد الله الحسن الرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مقريء معروف مفسر، من أهل البصرة" أ. هـ. وفاته: القرن الثالث الهجري. 1047 - الجُرْمُوزِي * النحوي: الحسن بن مطهر بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن الداعي المنتصر بن محمّد بن أحمد ... ابن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني اليمنى الجُرْمُوزي. ولد: سنة (1044 هـ) أربع وأربعين وألف. من مشايخه: عبد الرحمن بن محمّد الحيمي، والقاضي محمّد بن إبراهيم السحولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "برع في النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والفقه والحديث والتفسير ... مدحه أعيان شعراء اليمن والبحرين وعُمان وعظمت رياسته وطار صيته ونال من العز ما لم يكن له في الحساب" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والفقه والحديث والتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (1100 هـ) مائة وألف. من مصنفاته: "شرح نهج البلاغة"، و"نظم الكافل" في أصول الفقه. 1048 - ابن الباقلاني * النحوي، اللغوي: الحسن بن مَعالي (¬1) بن مسعود بن الحسين بن الباقلاني، أبو علي الحِلي. ولد: سنة (568 هـ) ثمان وستين وخسمائة. من مشايخه: يوسف بن إسماعيل اللامغاني الحنفي، النصير عبد الله بن حَسن الطوسي (نصير الدين الطوسي) وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "هو أحد أئمة العربية في العصر ... وكان ذا فهم ثاقب وذكاء وحرص على العلم وكان كثير المحفوظ وكتب الكثير بخطه، ذا وقار مع التواضع ولين الجانب" أ. هـ. • • تاريخ الإسلام: "النحوي شيخ العربية في وقته ببغداد ... وكان ذا تفنن في العلوم، قاله البزوي". ثم قال: "وقال ابن النجار: ... وبرع في عدة علوم، وحاز قصب السبق وكان متواضعًا صدوقًا، خارق الذكاء" أ. هـ. • قلت: وفي ترجمة الذهبي الثانية له قال: "شيخ ¬

_ * البدر الطالع (1/ 210)، معجم المفسرين (1/ 147)، الأعلام (2/ 223)، معجم المؤلفين (1/ 594)، هدية العارفين (1/ 296). * معجم الأدباء (3/ 1027)، الوافي 12/ 273)، بغية الوعاة (1/ 526)، الجواهر المضيئة (2/ 92)، الطبقات السنية (3/ 116)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 637 هـ) ط -بشار، ثم ترجم له الذهبي في نفس الوفيات باسم: علي بن معالي. (¬1) في معجم الأدباء: ابن أبي المعالي.

1049 - المذحجي

النحو، ابن الباقلاني، الحلي، المتكلم، الحنفي، ثم الشافعي، من فضلاء زمانه ببغداد، وله نظم، كبر وشاخ"أ. هـ. • الوافي: "كتب بخطه كثيرًا من الأدب واللغة وسائر الفنون، وكان له هِمة عالية وحرص شديد وتحصيل الفوائد مع علو سنه، وضعف بصره، وكثرة محفوظه وصدقه وثقته، وحسن الطريقة، وتواضعه، وكرم أخلاقه. انتقل آخر عمره إلى مذهب الشافعي وانتهت إليه رئاسة النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. 1049 - المُذْحِّجي * النحوي، اللغوي: الحسن بن منصور بن نافع بن عبد الرحمن بن عامر بن نافع المذجحي، أبو علي. كلام العلماء فيه: • الحلة السيراء: من بيت قيادة وإمارة .. وكان .. يجمع إلى شرف آبائه وأهل بيته علمًا واسعًا وأدبًا كاملًا، وأقل ما تصرف فيه الشعر. وكان بصيرًا باللغة، نافذًا في النحو عالمًا بأيام العرب وأخبارها ووقائعها وأشعارها. 1050 - الأَهنومي * النحوي: الحسن بن نسر القاضي العلامة الأهنومي. من مشايخه: الفقيه المحدث علي بن إبراهيم عطية، والإمام يحيى بن حمزة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ملحق البدر الطالع: "كان علامة كبيرًا، فصيحًا عابدًا، فاضلًا" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه نحوي" أ. هـ. وفاته: حوالي بضع وخمسين وسبعمائة، وقيل: سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "اللمع" في النحو، و "الملتمع" في الفقه. 1051 - ابن العَرِيف * النحوي، اللغوي: الحسن بن الوليد بن نصر أبو بكر القرطي، المعروف بابن العريف. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان فقيهًا في المسائل حافظًا للرأي، وكان نحويًا متقدمًا خرج إلى المشرق ... فأقام بمصر ورأس فيها وتحلق به في جامعها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الفقيه النحوي .. كان بارعًا في النحو خرج إلى مصر في أواخر عمره، ورأس فيها، وكانت له حلقة بجامعها وبها توفي "أ. هـ. • الوافي: "صنع لولَدَي المنصور أبي عامر مسألة فيها من العربية (272068) مائتا ألف واثنان وسبعون ألفًا وثمانية وستون وجهًا وهي: ضَرَبَ الضاربُ الشاتمُ القاتلُ محبّك وادَّك قاصدك معجبًا خالدًا. ¬

_ * الحلة السيراء (1/ 187)، البغية (1/ 527). * ملحق البدر الطالع (78)، معجم المؤلفين (1/ 595). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 204)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 367) ط- تدمري، الوافي (12/ 296)، البغية (1/ 527)، روضات الجنات (3/ 69).

1052 - ابن المطهر الحلي

وسرد ذلك وعلله وبرهنه" أ. هـ. • قلت: وهو غير الحسين بن الوليد بن نصر المعروف بابن العريف أيضًا، حيث ذكر صاحب روضات الجنات أنه أخوه، والله أعلم. وفاته: سنة (367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة. 1052 - ابن المُطهر الحلّي * النحوي، اللغوي، المفسر: الحسن ويقال -الحسين- بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (¬1)، ويعرف بالعلامة، جمال الدين. نسبته إلى الحلة في العراق، مولده ووفاته فيها. ولد: سنة (648 هـ) ثمان وأربعين وستمائة. من مشايخه: نصير الدين الطوسي، وخاله نجم جعفر بن الحسن بن يحيى الملقب بالمحقق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • النجوم: "شيخ الرافضة ... المعتزلي" أ. هـ. • البداية والنهاية: "العراقي الشيعي شيخ الروافض بتلك النواحي وله التصانيف الكثيرة ... فِي الفقه والأصول والنحو والفلسفة والرفض وغير ذلك ... وله كتاب منهاج الاستقامة في إثبات الإمامة، ضبط فيه في المعقول والمنقول، ولم يدر كيف يتوجه إذ خرج عن الاستقامة وقد انتدب في الرد عليه الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية في مجلدات أتى فيها بما يبهر العقول من الأشياء المليحة الحسنة وهو كتاب حافل" أ. هـ • قلت: قال محمّد رشاد سالم في مقدمة "منهاج السنة النبوية، لابن تيمية (1/ 99) ما يلي: "إذا أردنا شيئًا من التفصيل وجدنا أن (منهاج الكرامة) يتضمن مقدمة وستة فصول هي كالآتي: الأول: في نقل المذاهب في هذه المسألة. الثاني: في أن مذهب الإمامية واجب الاتباع. الثالث: في الأدلة الدالة على إمامة علي بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -. الرابع: في إمامة باقي الأئمة الاثني عشر. الخامس: في أن من تقدمه لم يكن إمامًا. السادس: في نسخ حججهم على إمامة أبي بكر. أما مقدمة الكتاب فيبين فيها ابن المطهر موضوع كتابه وهو مسألة الإمامة، والغرض من تأليفه وهو تقديمه إلى السلطان خدابنده، وتقع المقدمة في حوالي صفحة واحدة. أما الفصل الأول فيقع في صفحتين (3، 4 ط، طهران)، ويبدأ بمقدمة يبين فيها ابن المطهر سبب وجود الإمامة وهو أن الله عادل حكيم يفعل ما فيه صلاح العباد وهذا يقتضي إرسال الرسل لإرشادهم، حتى كانت رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فأردفه الله بالأئمة المعصومين وهم اثنا عشر أولهم علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - وقد نص عليه الرسول- ¬

_ * البداية والنهاية (14/ 129)، الدرر الكامنة (2/ 71)، النجوم الزاهرة (9/ 267)، لسان الميزان (2/ 362)، روضات الجنات (2/ 269)، الأعلام (2/ 227)، معجم المؤلفين (1/ 598)، إيضاح المكنون (1/ 10، 72)، الوافي (13/ 85)، كشف الظنون (1/ 346)، مقدمة "منهاج السنة النبوية" لابن تيمية، بقلم محمّد رشاد سالم- مكتبة ابن تيمية- القاهرة- الطبعة الثانية (1409 هـ). (¬1) نسبته إلى الحلة، مولده ووفاته فيها.

وآخرهم محمّد بن الحسن، وقد نص كل إمام على من يليه. ويورد ابن المطهر بعد ذلك ما يقابل هذا من مذهب أهل السنة -على حد زعمه- فهم عنده ينكرون عدل الله وحكمته، ويقولون بأن المطيع قد يُعذّب والعاصي قد يُثاب، وينكرون عصمة الأنبياء. وأما في الإمامة فإنهم يقولون إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينص على إمام بعده، بل بايع عمر بن الخطاب أبا بكر برضاء أربعة من الصحابة، ثم بايع المسلمون عمر لنص أبي بكر عليه، ثم اختير عثمان من بين ستة نص عليهم عمر، ثم بايع الخلق كلهم علي بن أبي طالب، ثم اختلف الناس فيما بينهم وانتهى خلافهم بانتقال الخلافة إلى الأمويين، إلى أن انتهى حكمهم وانتقلت الخلافة بعدهم إلى العباسيين. وأما الفصل الثاني فهو أهم وأطول فصول الكتاب إذ يقع في حوالي خمس وأربعين صفحة (ص 4 - 50، ط. طهران). يقول ابن المطهر في أوله: إن اختلاف المسلمين وتفرقهم بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - يجعل من الواجب على المسلم تحري الحق، وقد وجد بعد البحث أن مذهب الإمامية واجب الاتباع لستة وجوه. الوجه الأول: منها هو أن مذهب الإمامية أحسن المذاهب في الأصول والفروع. وهنا يعرض ابن المطهر بإيجاز لمذهب الإمامية في الصفات والقدر، وهو في عرضه هذا لا يحيد مطلقًا عن آراء المعتزلة في هاتين المسألتين، على أنه يضيف إلى هذه الأصول ما يذهب إليه الإمامية من القول بعصمة الأنبياء والأئمة. وأما في المسائل الفرعية فإن الإمامية يأخذون أحكامهم نقلًا عن الأئمة المعصومين ويرفضون الرأي والاجتهاد والقياس والاستحسان. ويقارن ابن المطهر بعد ذلك مذهب الإمامية بالمذاهب الأخرى فيعرض لأقوال الأشاعرة والحشوية والمشبّهة والكرّامية في مسألة الصفات، ثم يعرض لما يعده مذهب أكثر المسلمين في القدر ومقتضاه القول بأن الله يفعل كل شيء حتى المعاصي والكفر والقبائح وأن العبد لا تأثير له في ذلك، ولا غرض لله تعالى في أفعاله ولا يراعى مصلحة العباد في فعله لها، وكل فعل للعبد فإنما يقع بإرادة الله تعالى. ثم يسرد ابن المطهر النتائج الشنيعة التي تترتب على هذه الأراء إذ لا يبقى هناك فرق بين الطاعة والمعصية والثواب والعقاب، وتنتفي الثقة بالله تعالى ورسله وأنبيائه. ويعود ابن المطهر فيعرض بالتفصيل لما أجمله من قبل فينقد رأي الأشاعرة في إمكان رؤية الله وفي أن كلام الله قديم، ويشرح مرة أخرى رأي مخالفي الإمامية والاسماعيلية (ونصه عليهم هنا- ص 12 ط. طهران- له دلالته الخاصة) في مسألة عصمة الأئمة، ويبين الأضرار الناجمة عن الأخذ بالقيامى والرأي في أحكام الشريعة. والوجه الثاني: من الوجوه الدالة على وجوب اتباع مذهب الإمامية قائم على حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها ناجية والباقي في النار، والفرقة الناجية التي يدل عليها الحديث عند ابن المطهر هي فرقة الإمامية. وهو هنا يرجع إلى شرح الخواجة نصير الدين الطوسي للحديث وينص

عليه (ص 14). وقد أشار الخوانساري إلى هذا الشرح وإلى نقل ابن المطهر له. أما الوجه الثالث: فهو أن الإمامية جازمون بحصول النجاة لهم يوم القيامة على عكس أهل السنة. والوجه الرابع: مبني على أن الإمامية أخذوا مذهبهم عن الأئمة المعصومين المشهورين بالعلم والفضائل المختلفة. وهنا يأخذ ابن المطهر في الكلام عن فضائل كل إمام من الأئمة الاثني عشر بالتفصيل. والوجه الخامس: مقتضاه أن الإمامية لم يذهبوا إلى التعصب في غير الحق بخلاف غيرهم. وهنا يعرض ابن المطهر بالتفصيل لعدة صور تدل في رأيه على تعصب أهل السنة، من ذلك ما يرويه عن حرمان أبي بكر فاطمة من أرض فَدَك التي ورثتها عن أبيها - صلى الله عليه وسلم -، ومنها تسميتهم عمر الفاروق وعدم تسميتهم علي بذلك، وتعظيمهم أمر عائشة - رضي الله عنها - مع مخالفتها لأمر الله في كثير من المسائل. والوجه السادس: عند ابن المطهر هو أن الإمامية وجدوا لعلي - رضي الله عنه - فضائل كثيرة اتفق عليها سائر المسلمين فاتخذوه إمامًا لهم، في حين أنهم وجدوا الجمهور ينقل عن غيره من الصحابة مطاعن كثيرة. وللتدليل على هذه النقطة يسرد ابن المطهر الكثير من النقول التي ينسبها إلى أهل السنة وغيرهم مما فيه الإشادة بفضائل علي، ثم يردف ذلك بذكر الكثير من المطاعن في غيره من الصحابة، ويتناول الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- فيروي كل خبر فيه مظنة الانتقاص منهم، على أنه يلجأ إلى تأويل هذه الأخبار تأويلًا يخرجها عن معناها المقصود منها، فإذا قال أبو بكر على منبر المسلمين: "فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني"، علَّق ابن المطهر على ذلك بقوله: وكيف يجوز إمامة من يستعين بالرعية على تقويمه مع أن الرعية تحتاج إليه؟ أما الفصل الثالث فهو يلي الفصل الثاني في الأهمية والطول إذ يقع في أربع وثلاثين صفحة (ص 50 - 84)، وفيه يحاول ابن المطهر أن يدلل على إمامة علي - رضي الله عنه - بالأدلة العقلية والنقلية. وهو يقدم لنا ذلك تحت اسم أربعة مناهج، المنهج الأول منها في الأدلة العقلية. وهناك خمسة من هذه الأدلة التي يعدها ابن المطهر عقلية وهي في الواقع مبنية على مسلمات يقبلها الشيعة وحدهم. فالأول من هذه الأدلة خلاصته أن الإمام يجب أن يكون معصومًا لأن المجتمع لا يسلم أمره بغير إمام، وهذا الإمام يجب أن لا يكون معرضًا للخطأ وإلا احتاج إلى إمام آخر يرشده، وهذا الإمام المرشد لا يجوز بدوره أن يتعرض للخطأ وإلا أدى بنا ذلك إلى التسلسل الباطل. فإذا سلمنا بهذه المقدمة الأولى فهناك مقدمة ثانية هي -كما يزعم ابن المطهر- أن الخلفاء الثلاثة لم يكونوا معصومين اتفاقًا في حين أن عليًّا معصوم -وهي مقدمة باطلة إذ لا يقول أهل السنة بعصمة علي ولا غيره من الصحابة رضوان الله عليهم- ومن هاتين المقدمتين تكون النتيجة الحتمية عند ابن المطهر هي أن عليًّا هو الإمام.

1053 - حسنين مخلوف

وهكذا يمضي ابن المطهر في سرد أدلته "العقلية" فيذكر أربعة أدلة أخرى كلها أضعف من هذا الدليل الأول. وينتقل ابن المطهر بعد ذلك إلى المنهج الثاني الذي يعتمد على الأدلة المأخوذة من القرآن فيذكر أربعين برهانا تستند إلى آيات الكتاب الكريم، يفسر بعضها كما يحلو له هواه، وتد يذكر تأويلات صحيحة ولكنه يستخرج منها نتائج باطلة. وأما المنهج الثالث فيعتمد على "الأدلة المستندة إلى السنة ... وهي اثنا عشر" وأكثر هذه "الأدلة" إما مستمد من كتب الشيعة وإما مأخوذ من الروايات الضعيفة الواردة في كتب التفسير والسيرة. وأما المنهج الرابع فيقوم على "الأدلة المستنبطة من أحواله - عليه السلام - وهي اثنا عشر" ويذكر ابن المطهر ضمن هذه "الأدلة" الكثير من مبالغات الشيعة وأمثلة عديدة على غلوهم وتعصبهم. وأما الفصول الثلاثة التالية فلا نستغرق كلها إلا ثماني صفحات، فالفصل الرابع هو "في إمامة باقي الأئمة الاثني عشر" وهو فصل قصير يقع في نصف صفحة يدلل فيه على إمامة هؤلاء الأئمة بواسطة ثلاثة طرق أعاد فيها ما سبق أن ذكره من قبل. وأما الفصل الخامس فهو كما ذكرنا من قبل "في أن من تقدمه لم يكن إمامًا" ويقع في حوالي صفحتين يحشوهما بعدة "وجوه" كلها طعن في الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم. وفي الفصل السادس الذي يقع في حوالي خمس صفحات يناقش ابن المطهر أدلة أهل السنة على إمامة أبي بكر منها ثلاثة أدلة يحاول إبطالها بكلام ضعيف متهافت" أ. هـ. وفاته: سنة (726 هـ) ست وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "تبصرة المتعلمين في أحكام الدين"، و"السر الوجيز في تفسير القرآن العزيز"، و"نهج الإيمان في تفسير القرآن". 1053 - حسنين مخلوف المفسر: حسنين (¬1) محمد مخلوف، العدوي، المالكي. ولد: سنة (1277 هـ) سبع وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد الروجي، وحسن العدوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أول من بدأ في إنشاء مكتبة الأزهر فقيه عارف بالتفسير، والأدب، مصري" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "المالكي الأزهري الخلوتي" أ. هـ. • معجم الشيوخ: "من أشهر علماء الأزهر ¬

_ * تفسير القرآن الكريم، ومعه صفوة البيان لمعاني القرآن تأليف حسنين مخلوف- ط- دار الفكر، معجم الشيوخ (1/ 94)، معجم المطبوعات (1648)، الأعلام (6/ 96)، معجم المؤلفين (3/ 244)، هدية العارفين (1/ 21). (¬1) واسمه أيضًا: محمّد حسنين بن محمد مخلوف العدوي، وهذا هو الأصح، ولكن لسبق القلم في وضعه هنا هو السابق، والله تعالى الموفق مع التنبيه على أن من عادة أهل مصر إضافة اسم محمد إلى أسمائهم.

اليوم، وذوي المشاركة التامة في كثير من العلوم كالفقه والأصلين والتصوف والمنطق وغيرها. دؤب على نشر العلم درسًا وتأليفًا وقد بلغت مؤلفاته (30)، كلها تدل على تضلعه وتحقيقه، وجودة نظره" أ. هـ. • قلت: هو مفتي الديار المصرية السابق، وعضو جماعة كبار العلماء وعند مراجعة تفسيره هذا يتضح للقارئ الكريم منهجه الاعتقادي فيه وهو المذهب الذي كانت عليه الأمة والسلف الصالح، ونذكر هنا بعض كلامه في مقدمته وخلال تفسيره لآيات الله تعالى: قال في المقدمة (1/ 8) في بحث المحكم المتشابه من القرآن الكريم: "من آيات القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب وأصله، وأخر متشابهات". والمحكم: ما عرف المعنى المراد منه. والمتشابه: ما استأثر الله تعالى بعلمه، كقيام الساعة، والحروف المقطعة في فواتح السور. وقيل: الحكم ما لا يحتمل من التأويل بحسب وضع اللغة إلا وجهًا واحدًا. والمتشابه: ما احتمل أوجهًا عديدة واحتاج إلى النظر؛ لحمله على الوجه المطابق. وقيل: المحكم ما اتضح معناه. والمتشابه بخلافه. وهناك أقوال أخرى في تفسيرهما. وسيأتي لذلك مزيد من بيان أول سورة آل عمران. وجعل الخطابي المتشابه على ضربين: أحدهما ما إذا رد إلى المحكم واعتُبر به عُرف معناه. والآخر ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته. فمن المتشابه ما يمكن الاطلاع على معناه، ومنه ما لا يعلمه إلا الله تعالى. ومن المتشابه آيات الصفات؛ نحو: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَينِي} {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. ومنه أحاديث الصفات. ومذهب جمهور أهل السنة -ومنهم سفيان الثوري وابن المبارك وابن عُيينة ووكيع، والأئمة الأربعة- أنه يجب الإيمان بها وتفويض علم معناها المراد منها إلى الله تعالى، وترك تأويلها مع تنزيهه تعالى عن حقيقتها؛ لاستحالة مشابهته تعالى للحوادث؛ قال تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. عن أم سلمة - رضي الله عنها - في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به من الإيمان، والجحود به كفر. وعن مالك فيه: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وعن محمّد بن الحسن: اتفق الفقهاء كلهم على الإيمان بالصفات من غير تفسير ولا تشبيه. وقال ابن الصلاح: على هذه الطريقة مضى صدر الأمة وساداتها، وإيّاها اختار أئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامهم. وقال إمام الحرمين أخيرًا (¬1) في الرسالة النظامية: ¬

_ (¬1) وقصده (أخيرًا) أي بعد رجوعه عن علم الكلام ومذهب الأشاعرة في تأويل الأسماء والصفات، إن مذهب سلف الأئمة، والذي ذكره صاحب التكملة عن إمام الحرمين هو قوله الأخير بعد رجوعه عن ذلك.

الذي نرتضيه دينًا، وندين به عقدًا، اتباع سلف الأمة، فإنهم درجوا على ترك التعرض لمعانيها. وممن ذهب إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم ومن تبعهما، وكثير من المفسرين كالبغوي والرازي والجلالين والآلوسي، وصاحب فتح البيان، وغيرهم. وذهبت طائفة من أهل السنة إلى تأويل هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات بما يليق بجلاله تعالى، مع تنزيهه عن حقيقتها؛ وهو مذهب الخلف. وقال الإمام الرازي: إن الذي اختاره الأئمة المحققون من السلف والخلف ترك الخوض في تعيين التأويل، بعد إقامة الدليل القاطع على أن حمل اللفظ على ظاهره محال. ومن المتشابه: الحروف المقطّعة في أوائل السور، فقد افتتحت تسع وعشرون سورة في القرآن بنصف أسماء حروف المعجم؛ وهي: الألف واللام، والميم والصاد، والراء والكاف، والهاء والياء، والعين والطاء، والسين والحاء، والقاف والنون. فالمبدوء منها بالألف واللام ثلاثة عشر، وبالحاء والميم سبعة، وبالطاء أربعة، وبكل من الكاف والياء والصاد والقاف والنون واحدة. وبعض هذه الحروف المبدوء بها أحادى، وهو: ص، ق، ن. وبعضها ثنائي، وهو: طه، وطس، ويس، حم. وبعضها ثلاثي، وهو: الم، والر، وطسم. وبعضها رباعي، وهو: المص، والمر. وبعضها خماسي، وهو: كهيعص، وحم. عسق. ولا تزيد على ذلك. والمختار فيها كما ذكره الجلال في الإتقان-: أنها من الأسرار التي لا يعلمها إلا الله تعالى. وعن أبي بكر الصديق: في كل كتاب سر، وسرّه في القرآن أوائل السور. وعن ابن عباس: عجزت العلماء عن إدراكها. وعن الشعبي: هي سر الله فلا تطلبوه. وممن ذهب إلى ذلك عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وسفيان والربيع. وخاض في معناها آخرون؛ فقال بعضهم: إن كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه تعالى؛ والعرب تنطق بالحرف الواحد، تدل به على الكلمة التي هو منها. وقيل: هي أسماء للسور. قال الزمخشري: وعليه إطباق الأكثر. وأما الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور مع قطع النظر عن معانيها في أنفسها فقيل: إنما ذكرت في مفتتح السور بيانًا لإعجاز القرآن، وأنه كلمات مركبة من حروف الهجاء التي تتألف منها الكلمات التي ينطقون بها، وقد عجز الخلق عن معارضته؛ فلو لم يكن وحيًا من عند الله تعالى لم تتساقط مقدرتهم دون معارضته. حكاه الرازي عن المبرد وجمع من المحققين، وحكاه القرطبي عن الفراء، ورجحه الزمخشري، وإليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ المزي. وقد ذكر العلماء لوقوع المتشابه في القرآن فوائد، منها في المتشابه الذي يمكن علمه: أنه يوجب مزيد المشقة في الوصول إلى المراد، وهي توجب مزيد الثواب. ومنها: ظهور التفاضل وتفاوت درجات الخلق في معرفة القرآن، إذ لو

كان كله محكمًا لا يحتاج إلى تأويل ونظر، لاستوت منازل الخلق فيه، ولم يظهر فضل العالم على غيره. ومنها في المتشابه الذي لا يمكن علمه: ابتلاء العباد بالوقوف عنده، والتوقف فيه، والتفويض والتسليم، والتعبد بالاشتغال به من جهة التلاوة، وإقامة الحجة علهم، لأنه لما نزل بلسانهم وعجزوا عن الوقوت على معناه مع بلاغتهم وأفهامهم، دلّ على أنه منزل من عند الله تعالى". وقد تتبعنا بعض آيات الصفات في تفسيره هذا فكان قول السلف هو القاطع في الأمر فيها كما في تفسيره لقوله تعالى من آية الكرسي {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} [البقرة: 255] (1/ 83) قال: "الكرسي غير العرش، وهما مخلوقان لله تعالى؛ كالسماوات والأرض. ومن المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، فتفوض علم حقيقتها إليه تعالى، مع كمال تنزيهه عن الجسمية، وعن مشابهة المحدثات، {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وعن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير الكرسي بالعلم؛ وهو قول مجاهد. وفُسّر بالملك والسلطان والقدرة، وهي معان مجازية". وأما في صفة اليد بقوله تعالى {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [البقرة: 64] (1/ 198) قال: "قال اليهود ذلك حين كفّ الله عنهم ما بسط لهم من الرزق، عقوبة على عصيانهم أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكنّوا بذلك على بخله تعالى بالعطاء، كما يكنى ببسط اليد الكناية من الجود والسخاء ومثله في الكتابة عن البخل: فلان جعد الأنامل مقبوض الكف". ولكن قال في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]، (2/ 454): "ذكر لهم يوم يشتد الأمر ويعظم الخطب .. ، وهو يوم القيامة. وكشف الساق والتشهير عنها: مثلٌ في ذلك. وأصله في الرّوع والهزيمة، وتشمير المخدرات عن سُوقهن، وإبداء حزامهن عند الهرب واشتداد الخطب. فكنى به عمّا ذكر؛ فلا ساق ولا كشف ثمّة. وهو كما يقال للأقطع الشحيح: يدُه مغلولة. ولا يد ثمة ولا غلّ، وإنما هو كناية عن البخل". وفي قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23] (2/ 487) فسرها بقوله: "ناظرة إلى ربها يوم القيامة، تراه على ما يليق بذاته سبحانه وكما يريد أن تكون الرؤية له عزَّ وجلَّ، بلا كيفية ولا جهة ولا ثبوت مسافة"أ. هـ. أما ما قاله في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] (2/ 539): "هذه الآية من آيات الصفات التي يجب الإيمان بها كما جاءت، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل، على ما ذهب إليه جمهور السلف وروى عن الحسن: جاء أمره وقضاءه وقيل: هو تمثيل لظهور آيات قدرته وسلطانه" أ. هـ. • قلت: هذه بعض النقولات التي تبين القول السديد في تفسيره لتلك الآيات وغيرها بما قاله جمهور سلف الأئمة، ولعله اعتمد في تفسيره هذا على تفسير ابن كثير، لأن هناك كثير من التشابه في النقول وتفسير الآيات عنده، والله أعلم بالصواب. والمعلوم بصوفيته الطريقة الخلوتية.

1054 - النطنزي

وفاته: سنة (1355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم" ومعه صفة البيان، "المدخل المثير في مقدمة علم التفسير"، ورسالة في حكم ترجمة القرآن الكريم وقراءته وكتابته بغير اللغة العربية، و"أوراد السادة الخلوتية المأثورة عن الحضرة الأحمدية" وغير ذلك. 1054 - النَّطْنَزِيّ * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: الحسين بن إبراهيم بن أحمد النظتزي (¬1) الملقب بذي اللسانين، أبو عبد الله، بديع الزمان. من مشايخه: سمع على أبي بكر بن ريذه، وأبي ذر محمّد بن إبراهيم الصالحاني وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي، في تاريخ الإسلام: أظن أن السلفي روى عنه أ. هـ. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "قال يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ في كتاب التاريخ لأصبهان: كان أديبًا فاضلًا بارعًا يلقب بذي اللسانين وكان من أهل السنة والجماعة محبًا لهم أنفق عمره في التعلم والتعليم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "صاحب التصانيف الأدبية وله النظم والنثر" أ. هـ. • الوافي: "كان الحسين من كبار أئمة العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (497 هـ)، وقيل: (499 هـ) سبع وتسعين، وقيل: تسع وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: له تصانيف في اللغة والأدب، منها: "دستور اللغة". 1055 - الهذَبَانِي * النحوي، اللغوي: الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن يوسف الأربلي، الشافعي، أبو عبد الله، شرف الدين الهذباني. ولد: سنة (568 هـ) ثمان وستين وخمسمائة. من مشايخه: الخشوعي، وحنبل، وعبد اللطيف بن أبي سعد وغيرهم. من تلامذته: الدمياطي، وأبو الحسين اليونيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة .. اللغوي .. كان رأسًا في الآداب .. ثقة خيرًا تخرج به الفضلاء" أ. هـ. • مرآة الزمان: "الشافعي الصوفي اللغوي" أ. هـ. ¬

_ * الأنساب (5/ 505)، معجم الأدباء (3/ 1028)، إنباه الرواة (1/ 320)، الوافي (12/ 319)، مفتاح السعادة (1/ 125) ذكر اسم كتاب الدستور فقط، بغية الوعاة (1/ 528)، الأعلام (2/ 229)، معجم المؤلفين (1/ 599)، تاريخ الإسلام (وفيات 497) ط. تدمري، معجم البلدان (5/ 292)، اللباب (3/ 230)، كشف الظنون (1/ 754). (¬1) النظنزي: هذه النسبة إلى نطَنز وهي بليدة بنواحي أصبهان أ. هـ. من الأنساب. * السير (23/ 354)، العبر (5/ 228)، الوافي (12/ 318)، مرآة الزمان (1/ 125)، بغية الوعاة (1/ 528)، الشذرات (7/ 474)، عيون التواريخ (20/ 168).

1056 - ابن خالويه

• عيون التواريخ: "كان من الفضلاء المشهورين، وأهل الأدب المذكورين، عارفًا بما يرويه، حسن الأخلاق، لطيف الشمائل، كثير المحاضرة والحكايات والنوادر والأشعار" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن رافع: كان أديبًا فاضلًا بارعًا مشهورًا بالفضل، والرواية حسن السمت عارفًا بكلام العرب، وصاحب معرفة جيدة باللغة"أ. هـ. • الشذرات: "وكان يعرف اللغة ويُقرئها" أ. هـ. وفاته: سنة (650 هـ)، وقيل: (653 هـ)، وقيل: (656 هـ) خمسين، وقيل: ثلاث وخمسين، وقيل: ست وخمسين وستمائة، بدمشق. 1056 - ابن خَالويه * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: الحسين بن أحمد بن خالويه بن حَمدان الهمذاني، أبو عبد الله، ذو النونين (¬1). من مشايخه: قرأ على أبي سعيد السيرافي، ومحمد بن بشار الأنباري وغيرهما. من تلامذته: عثمان بن أحمد بن الفلو، والقاضي المعافى بن زكريا النهرواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "صحب سيف الدولة ابن حمدان وأدّب بعض أولاده" أ. هـ. • البداية والنهاية: "وله مع المتنبي مناظرات" أ. هـ. • لسان الميزان: "ذكر في كتابه (ليس من كلام العرب) ما يدل على أنه كان إماميًا عالمًا بالمذهب. وقال الذهبي في تاريخه: كان صاحب سنة: قلت -القائل هو الحافظ بن حجر- يظهر ذلك تقربًا لسيف الدولة صاحب حلب فإنه كان يعتقد ذلك، وقد قرأ أبو الحسين النصيبي وهو من الإمامية عليه كتابه في الإمامة". وقال: "قال ابن أبي طي: كان إماميًا عالمًا بالمذهب" أ. هـ. • روضات الجنات: " ... وذكر النجاشي أنه كان عارفًا بمذهبنا مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر، وله كتب منها (كتاب في إمامة علي رضي الله عنه). وقال صاحب (مجالس المؤمنين) بعد ما ذكر أن النجاشي عده من جملة فضلاء الإمامية العارفين بالعربية: ولذا كان صدرًا في أبواب ملوك آل حمدان ومن تصانيفه (كتاب آل) في إمامة أمير المؤمنين رضي الله عنه ... ، ذكر في مفتتحه -كتاب آل- تفصيل مداليل هذه اللفظة -أي الآل- وإنها تنقسم إلى خمسة وعشرين قسمًا وما أقصر فيه ثم أخذ في تفصيل أسماء الأئمة ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 103)، إنباه الرواة (1/ 324)، وفيات الأعيان (2/ 178)، العبر (2/ 356)، الوافي (12/ 323)، البداية والنهاية (11/ 317)، غاية النهاية (1/ 237)، لسان الميزان (2/ 308)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 269)، النجوم (4/ 139)، بغية الوعاة (1/ 529)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 151)، الشذرات (4/ 378)، روضات الجنات (3/ 150)، الأعلام (2/ 231)، معجم المؤلفين (1/ 602)، كشف الظنون (1/ 123)، تاريخ الإسلام (وفيات 370) ط- تدمري، البلغة (90)، كتاب "ابن خالويه وجهوده في اللغة"، دراسة وتحقيق محمود جاسم محمّد مؤسسة الرسالة- بيروت- الطبعة الأولى (1407 هـ-1986 م). (¬1) قال ابن حجر في لسان الميزان: كان يقال له: ذو النونين، لأنه كان يكتب في آخر كتبه الحسين بن خالويه، فيطول النونين أ. هـ.

1057 - الزوزني

الاثني عشر من آل محمّد الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين وأسماء آبائهم وأمهاتهم وتواريخ مواليدهم ووفياتهم ... " أ. هـ. • الأعلام: "لغوي، من كبار النحاة" أ. هـ. من أقواله: وفيات الأعيان: "وهو القائل: دخلت يومًا على سيف الدولة بن حمدان فلما مثلت بين يديه قال لي: اقعد، ولم يقل اجلس، فتبينت بذلك اعتلاقه بأهداب الأدب، واطلاعه على أسرار كلام العرب، وإنما قال ابن خالوله هذا لأن المختار عند أهل الأدب أن يقال للقائم: اقعد، وللنائم أو الساجد: اجلس وعلل بعضهم بأن القعود هو الانتقال من العلو إلى الأسفل". وقال له رجل: أريد أن أتعلم من العربية ما أقيم به لساني فقال: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو، ما تعلمت ما أقيم به لساني. وفاته: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "شرح مقصورة ابن دريد"، و"مختصر في شواذ القرآن"، و"إعراب ثلاثين سورة من القرآن العزيز"، و "الجمل" في النحو. 1057 - الزوْزني * النحوي، اللغوي، المفسر حسين بن أحمد بن حسين الزوزني (¬1)، أبو عبد الله. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "بصير بالأدب خبير، وضرير ما له في دهره نظير، له يد في الأصول الكلامية، ومنزلته رفيعة في العلوم الأدبية". وقال: "كان موجودًا في المائة السادسة من الهجرة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال عبد الغافر: إمام عصره في النحو واللغة والعربية" أ. هـ. • معجم المفسرين: "إمام عصره في النحو واللغة والعربية" أ. هـ. • قلت: هناك اختلاف كبير في سنة وفاته، فقد ذكر صاحب "البغية" وصاحب "معجم المفسرين" و "معجم المؤلفين" أن وفاته سنة (486 هـ)، وقد أثبت صاحب "كشف الظنون" ذلك، ولكن قال صاحب "إنباه الرواة": إنه كان موجودًا في المائة السادسة، والله أعلم. وفاته: سنة (486 هـ) ست وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "ترجمان القرآن" بالعربية والفارسية، وكتاب "المصادر". 1058 - ابن قاوان * النحوي، المفسر، المقرئ: حسين بن أحمد بن محمّد بن أحمد البدر بن الخواجا الشهاب الكيلاني ثم المكي، الشافعي، ويعرف بابن قاوان. ولد: ليلة الاثنين في أواخر رجب سنة (842 هـ) ¬

_ * إنباه الرواة (1/ 320)، بغية الوعاة (1/ 531)، كشف الظنون (2/ 1703)، إيضاح المكنون (2/ 332)، هدية العارفين (1/ 310)، معجم المفسرين (1/ 150). (¬1) الزوزني: من أهل زوزن وهي بلدة كبيرة بين هراة ونيسابور. * الضوء اللامع (3/ 135)، وجيز الكلام (3/ 954)، معجم المفسرين (1/ 150)، معجم المؤلفين (1/ 603).

1059 - ذيني زاده

اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: الشيخ محمد المدعو حاجي الفرحي السجستاني الحنفي، والهمام الكرماني، والشهاب المرعشي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "أخذ الفرائض والمنطق عن الهمام الكرماني والشهاب المرعشي أخذ عنه التفسير والتصوف. وأخذ علم الكلام والتفسير والنحو والمنطق وعلم الخلاف وآداب البحث وأخذ الحساب والجبر والعروض والقراءات والحديث ... كان كثير الطواف والعبادة والأوراد مع خشوع وأدب" أ. هـ. • وجيز الكلام: "ممن تميز وصنف، وأقرأ وتعبد، مع سلامة الفطرة جدا، والمحبة في الفضائل، وفريد الخشوع والأدب، والترك للفضول، والخوض فيما لا يعنيه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم في الأصول والنحو والتصريف والتفسرين" أ. هـ. • معجم المفسرين: "صوفي عالم بالأصول والنحو والتفسير" أ. هـ. وفاته: منة (889 هـ) تسع وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "القواعد الصغرى" في النحو والتصريف، وكتب حاشية على خطبة تفسير البيضاوي، وشرح "أربعين النووي" وهو في مجلدين ولكنه أودع فيه تصوفا كثيرا. 1059 - ذيني زاده * النحوي: حسين بن أحمد زيني زاده التركي كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالنحو" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "نحوي، صرفي"أ. هـ. وفاته: سنة (1168 هـ) ثمان وستين ومائة وألف. من مصنفاته: "حل أسرار الأخبار" في إعراب الإظهار للبركلي، و"الفوائد الشافية على إعراب الكافية"، و"تعليق الفواضل على إعراب العوامل" اختصره من شرحه للعوامل. 1060 - المرصفي * اللغوي: حسين بن أحمد بن حسين بن حلاوة المرصفي. ولد: سنة (1231 هـ) إحدى وثلاثين ومائتين وألف. من تلامذته: حفني ناصف، والبارودي الشاعر، وعبد الله فكري، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الخطط التوفيقية: "من أجلاء العلماء وأفاضلهم، له اليد الطولى في كل فن، وقل أن ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (992)، الأعلام (2/ 232)، معجم المؤلفين (1/ 602)، هدية العارفين (1/ 326)، إيضاح المكنون (2/ 207). * الخطط التوفيقية (15/ 40)، الأعلام (2/ 232)، معجم المطبوعات (1735)، إيضاح المكنون (2/ 379 و 706)، هدية العارفين (1/ 330)، معجم المؤلفين (1/ 601)، الأعلام الشرقية (2/ 704).

1061 - ابن خيران البغدادي

يسمع شيئًا وإلا ويحفظه، مع رقة المزاج، وحدة الذهن، وشدة الحذق، اجتهد في التحصيل، وحفظ المتون حتى متن "جمع الجوامع، وتلخيص المفتاح" وتصدر للتدريس ... " أ. هـ. • الأعلام الشرقية: "وصاحب كثيرًا من العلماء والشعراء والأدباء في عصره منهم الشاعر الكبير محمود سامي البارودي باشا، وكانت بينهما مراسلات ومساجلات شعرية، وعبد الله باشا فكري، ومحمد عبده، ... وكان مرحًا، فكه الحديث، يجيد الدعابة، وله اليد الطولى في كل فن" أ. هـ. • قلت: من كتاب "الفكر الديني عند المرصفي" (¬1) قال الدكتور محمد سعد في تعريفه بالمرصفي: "هو العلامة اللغوي الأديب المحقق الشيخ .. ، ولد بمرصفا من أعمال محافظة القليوبية، ... وكان مكفوف البصر وبعد أن حفظ القرآن الكريم جيء به إلى الأزهر الشريف، فأخذ العلم عن كبار شيوخه حتى أدرك منه الكفاية، وبرع في علوم اللغة العربية وآدابها. وكان المرصفي شخصية متفتحة، وكان مرهف الحس، شديد الطموح، فتعلم اللغة الفرنسية، قراءة وكتابة في مدرسة العميان على طريقة (بريل) ... ودرس الأدب في الأزهر الشريف، ودار العلوم منذ إنشائها، ولقد كانت دروسه الأدبية بداية تحول كبير في النقد والدراسة الأدبية" أ. هـ. وفاته: سنة (1307 هـ)، وقيل: (1308 هـ) سبع، وقيل: ثمان وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الوسيلة الأدبية" في العلوم العربية، "دليل المسترشد في الإنشاء"، ورسالة دعاها بـ"الكلمات الثمان"، تحدث فيها عن معاني: الأمة، والوطن، والحكومة، والعدل، والنظام والسياسة، والحرية، والتربية ... وله غير ذلك من المؤلفات. 1061 - ابن خيران البَّغْدادي * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسين بن أحمد بن خيران البغداديّ. من مشايخه: أحمد بن عيسى بن رشدين وغيره. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن شهربان، وابن رستم الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "ذكره ابن رستم الطبري (¬2) في كتاب بشارة المصطفى بشيعة المرتضى) (¬3) أ. هـ. ¬

_ (¬1) كتاب "الفكر الديني عند المرصفي كما يبدو في كتابه (الوسيلة الأدبية) " للدكتور محمّد سعد، دار المعرفة الجامعية، لسنة (1992 م). * لسان الميزان (2/ 306)، بغية الوعاة (1/ 531)، "بشارة المصطفى بشيعة المرتضى، ، الطبعة الثانية- منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف (1383 هـ- 1963 م). (¬2) من علماء الشيعة الإمامية في القرن السادس. (¬3) قال مؤلفه: فإن الذي حملني على عمل هذا الكتاب، أني لما رأيت الخلق الكثير الجم والغفير يتسمون بالتشيع ولا يعرفونه ومرتبته ولا يؤدون حقوقه وحرمته والعاقل إذا كان معه شيء يحب أن يعرفه حق معرفته ليكرمه إذا كان كريمًا .. تعمدت إلى دفع مؤلف يشتمل على منزلة التشيع ودرجات الشبعة وكرامة أولياء الأئمة البررة على الله وماله. =

1062 - ملا حسين

• قلت: ذكره ضمن سنده في رواية الأحاديث التي استدل بها على معتقداتهم. • بغية الوعاة: "ذكره يحيى بن الحسن بن البطريق (¬1) في رجال الشيعة، قال: وكان أديبًا نحويًا عارفًا خبيرًا بالقراءات، كثير السماع، وله أرجوزة حميدة في النحو يقول فيها: يُنَزّلُ النحو من الكلام ... مَنزلَة الملح من الطّعام من مصنفاته: أرجوزة في النحو. 1062 - ملا حسين * المقرئ: حسين بن إسكندر الرومي، الملّا. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالقراءات، حنفي، من علماء الدولة العثمانية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "حنفي، فقيه متكلم، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (1084 هـ) أربع وثمانين وألف. من مصنفاته: "الجوهرة المنيفة في شرح وصية أبي حنيفة"، و"مفتاح العبادة"، و "مفتاح الفلاح وكيمياء السعادة والصلاح" يتعلق بشرب الدخان، و"لباب التجويد للقرآن الجيد". 1063 - ابن أيَّاز * النحوي: الحسين بن بدر بن أبياز بن عبد الله البغدادي، جمال الدين، أبو محمد. من مشايخه: قرأ على التاج الأرموي، وابن القبيطي وغيرهما. من تلامذته: أبو العلاء الفَرضَي، وابن الفوطي وجماعة. كلام العلماء فيه: • الوافي: "شيخ العربية بالمستنصرية ببغداد" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان أوحد زمانه في النحو والتصريف ... وكان دمث الأخلاق" أ. هـ. وفاته: سنة (681 هـ) إحدى وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "كتاب المطارحة" في النحو، وجوده، و"المحصول" في شرح الفصول لابن معطي. 1064 - البَابَصْري * النحوي، اللغوي: الحسين بن بدران بن داود البابصْري البغدادي، صفي الدين، أبو عبد الله. ولد: سنة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. من تلامذته: قرأ عليه ابن رجب "مختصر ¬

_ = قلت: ذكر أحاديث الشيعة التي تتحدث عن عقائدهم الباطلة. (¬1) يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد بن البطريق الحلي (ت 600 هـ). انظر روضات الجنات. * الأعلام (2/ 233)، معجم المؤلفين (1/ 604)، هدية العارفين (1/ 323)، إيضاح المكنون (1/ 386). * الوافي (12/ 342)، بغية الوعاة (1/ 532)، الأعلام (2/ 234)، معجم المؤلفين (1/ 605)، كشف الظنون (1/ 85). * الوفيات لابن رافع (2/ 101)، الدرر الكامنة (2/ 139)، الشذرات (8/ 277)، معجم المؤلفين (1/ 605)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 443).

1065 - القوصي

الإكمال" وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "الخطيب، الفقيه، الحنبلي، المُحدث النحوي، الأديب" أ. هـ. • الشذرات: "سمع الحديث متأخرًا، وعني بالحديث وتفقه وبرع في العربية والأدب، ونظم الشعر الحسن، وصنف في علوم الحديث وغيرها" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "ولي إفادة المحدثين بدار الحديث المستنصرية، فكان يقريء بها علوم الحديث وغيره، وحضرت مجالسه كثيرًا، وكان له مشاركة حسنة في علوم الحديث والتواريخ، مع براعة في الأدب والعربية والصيانة والديانة" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف مختصرًا في علوم الحديث، واختصر الإكمال لابن ماكولا. 1065 - القُوصِي * المفسر الحسين بن أبي بكر بن عياض بن موسى السبتي ثم القوصي، وينعت: بالمعين. من مشايخه: مجد الدين أبو الحسن القُشيري، والشيخ شمس الدين محمد بن محمود الأصبهاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "فقيه عالم فاضل، اشتغل بالفقه على مذهب الشافعي". وقال: "اختصر تفسير الثعلبي اختصارا حسنا وعنه أخذ طلبة أسوان في زمنه" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه شافعي أصولي، عارف بالتفسير، أصله من سبتة" أ. هـ. وفاته: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "مختصر الكشف والبيان في تفسير القرآن" للثعلبي. 1066 - الرَّبَعِي البغدادي * اللغوي، المقرئ: الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى، ابن الزبيدي، الربعي البغدادي، البابصري الحنبلي، سراج الدين، أبو عبد الله. ولد: سنة (546 هـ)، وقيل: (547 هـ) ست وأربعين، وقيل: سبع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الوقت السخزي، وأبو زُرعة المقدسي وغيرهما. من تلامذته: ابن الدبيثي، وآخر من حدث عنه أبو العباس الحجار الصالحي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان فقيهًا فاضلًا دينًا خيرًا حسن الأخلاق متواضعًا، حدث ببغداد" أ. هـ. • الجواهر المُضيَّة: "رأت بخط النواوي: وكان ثقة"أهـ. ¬

_ * الطالع السعيد (221)، معجم المفسرين (1/ 150)، معجم المؤلفين (1/ 605). * التكملة لوفيات النقلة (3/ 361)، السير (22/ 357)، العبر (5/ 124)، الوافي (13/ 30)، البداية والنهاية (13/ 143)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 188)، النجوم (6/ 286)، الشذرات (7/ 252)، الأعلام (2/ 253)، معجم المؤلفين (1/ 632)، تاريخ الإسلام (وفيات 631) ط- بشار، الجواهر المُضيّة (2/ 123)، الطبقات السنية (3/ 156).

1067 - الكندي

• الأعلام: "فقيه، له علم باللغة والقراءات، زَبيدي الأصل، بغدادي المولد والوفاة" أ. هـ. وفاته: سنة (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "منظومات" في اللغة والقراءات، و"البلغة" في الفقه. 1067 - الكِنْدِي * النحوي، المفسر الحسين (¬1) بن أبي بكر بن الحسين، عماد الدين الكندي الإسكندري المالكي. ولد: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مشايخه: شرف الدين الدمياطي وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج المذهب: "قاضي القضاة وشيخ الشيوخ وحيد عصره وفريد زمانه" أ. هـ. • الدرر: "اشتغل بالعلم خصوصًا العربية، وانتفع الناس به، وذكر ابن رافع أنه جمع تفسيرًا في عدة مجلدات" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، نحوي، محدث، من فقهاء المالكية ... وكان شيخ العلماء في وقته" أ. هـ. • قلت: قال صاحب "النحو وكتب التفسير" تعليقا على تفسيره "الكفيل بمعاني التنزيل" بعد ذكر فتنته بقوله: (عزل سنة (727 هـ) عن قضاء الإسكندرية، أثر فتنته بين المسلمين، وتجار النصرى، كان الوالي فيها ضد أعيان المسلمين وعلمائهم، فنكل بهم، وقتل عددًا كبيرًا منهم، وأهين عماد الدين الكندي -صاحب الترجمة- وعذب بوضع جامعة حديد في عنقه ثم عزل لاختياره إلى جانب الشعب المسلم" أ. هـ. وبعدها ذكر صاحب "النحو وكتب التفسير" أهمية هذا التفسير بالنسبة للنحو وكلام صاحب الترجمة عن ما قاله الزنحشري في كتابه حول القواعد النحوية وغيرها ثم تكلم حول إعجاب الكندي بالزمخشري ورفضه اعتزاله ونقده للقراءات قال: " ... نرى الكندي يناقش الزمخشري ويقوم أقواله ويردها في نقد القراءات، ونراه في بعض المواضع لا يخفي إعجابه به وبتمكنه من البيان ورسوخ قدمه في التفسير، وذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَينِكُمْ} (¬2) قال: "هذه الآية أشكل آية في كتاب الله، وهي أحق الآيات بفضل العناية في إشباع القول تفسيرًا وإعرابًا، وكل من صنف في التفسير من مختصر ومطول بسط القول فيها وخرج عن طريقته وعما التزمه لغموضها -فيما علمت إلا الزمخشري فإنه مشى فيها على طريقة واحدة وما ذاك إلا لملكته للكلام وبراعته وقوة صناعته ورسوخ قدمه، ويحكى عن الشيخ العز بن عبد السلام في مرض موته أنه قال: (أموت وما ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 312)، معجم المفسرين (1/ 151)، الدرر (2/ 161)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 164)، بغية الوعاة (1/ 532)، كشف الظنون (1/ 442)، الشذرات (8/ 227)، هدية العارفين (1/ 314)، معجم المؤلفين (1/ 605)، الأعلام (2/ 234). (¬1) اسمه في بعض مصادر الترجمة أبو الحسين بن أبي بكر. (¬2) الآية (106) المائدة.

1068 - السراني

فهمت هذه الآية، ، ثم ذكر كل ما قاله الزمخشري فيها وأعقبه بكلام طويل في تفسيرها بلغ اثنتي عشرة ورقة. أما آراؤه الاعتزالية فإنه شديد الرفض لها، قوى الإنكار على أصحابها، ومن ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]، فقد ذكر أن كل شيء كائن بمشيئة الله وتقديره، فهو الذي شاء كفر الكافرين -ولا يرضي به- ولو شاء إيمانهم لكانوا مؤمنين، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، بخلاف المعتزلة الذين ينكرون أن يكون الفعل المكتسب للعبد مخلوقًا لله سبحانه وتعالى فيلجأون إلى التأويل وتفسير المشيئة بالقسر والإلجاء أي لو شاء لخلق فيهم وتبهرهم فيتعللون بما يسمونه تأويلًا وإن كان في الحقيقة تعطيلًا فاحذره". وبعد فإن "الكفيل" موسوعة في التفسير واسعة - يحتاج إلى دراسة أوسع، ولكن ما ذكرته عنه يعرف به ويبين عن منهجه ويضعه في مرحلته من كتب التفسير والنحو ... ". وفاته: سنة (741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "الكفيل بمعاني التنزيل" قال صاحب "كشف الظنون": هو تفسير ضخم في ثلاث وعشرين مجلدة كبيرة وطريقته فيه أن يتلو الآية أو الآيات فإذا فرغ منها قال: قال الزمخشري ويسوق كلامه فإذا انتهي أتبعه بما عليه من مناقشة وما يحتاج إليه من توجيه، وما يكون هناك من الزيادات الواقعة في غير الكشاف من التفاسير، وأكثر نظره فيه في النحو فإنه كان متقدمًا في معرفته أ. هـ. 1068 - السَّرَّانِي * المقرئ: حسين بن حامد بن حسين السرائي التبريزي، ويلقب بيرو. من مشايخه: تلا بالسبع على الأمين عبد الوهاب بن يوسف بن سلار وغيره. من تلامذته: الشمس الحلبي قاضي الجن وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قال ابن خطيب الناصرية: المقرئ نزيل حلب كان عالمًا بالقراءات السبع، فاضلًا في الفقه دينًا ورعًا عاقلًا ساكنًا، كان يقرئ القراءات بجامع منكلي بغا الشمسي وهو من ذوي الأموال يتجر" أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. 1069 - أبو عبد الله الطوسي * النحوي: الحسين بن الحسن بن أيوب، الطوسي، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو حاتم الرازي ولازمه مدّة، وأبو يحيى بن أبي مسرة الحافظ وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو علي النيسابوري، وأبو عبد الله الحاكم، وابن منده الحافظ وغيرهم. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 239)، الضوء اللامع (3/ 139). * السير (15/ 358)، العبر (2/ 253)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 271)، الشذرات (4/ 219)، تاريخ الإسلام (وفيات 340) ط. تدمري.

1070 - ابن الشرف الشيرازي

كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام الحافظ النحوي الثبت .. الأديب من كبار أصحاب الحديث" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان من كبار المحدّثين وثقاتهم" أ. هـ. • الشذرات: "الأديب، ثقة رحّال مكثر" أ. هـ. وفاته: سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة، وقد قارب التسعين. 1070 - ابن الشرف الشيرازي * المقرئ: حسين بن حسن بن حسين بن علي بن محمّد بن حسن الغازي بن أحمد، الجمال، أبو محمد، وكناه ابن حجر: أبو عبد الله بن الشرف الشيرازي الشافعي، نزيل الحرمين، ويعرف بالفتحي؛ لكون جد والده فيما زعم بنى مسجدًا بشيراز وسماه مسجد الفتح. ولد: سنة (814 هـ) أربع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: ابن الجزري، وإبراهيم بن محمّد الخنجي، والجمال أبو البركات الكازروني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "حفظ القرآن وحفظ أربعي النووي والشاطبيتين والدرة لابن الجزري والحاوي في الفقه والكافية والشافية كلاهما لابن الحاجب ... أخذ خرقة التصوف من الشيخ الشهاب ابن رسلان. وهو إنسان ظريف كثير التودد والخبرة بمداخلة الناس شجي الصوت بالقرآن والحديث قرأ وطلب وبرع في القراءات وكتب بخطه الحسن كثيرًا وحصل بغيره أشياء ولكن في نقله توقف وفي قراءته وخط تصحيف وعنده جرأة وإقدام ولسان لا يتدبر ما يخرج منها أ. هـ. • وجيز الكلام: "أقرأ القراءات وكان ماهرًا فيها حسن الأداء لها، شجي الصوت، ذا خبرة بلقاء الناس ولسان طلق، تكرر قدومه القاهرة حتى بعد عماه، وأكرمه أتابكها لسابق احتصاصٍ به" أ. هـ. وفاته: سنة (895 هـ) خمس وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب". 1071 - الخَلْخالي * المفسر: حسين بن حسن الحسيني الخلخالي الحنفي. من مشايخه: حبيب الله الشهير بمرزاجان الشيرازي وغيره. من تلامذته: عبد الكريم بن سليمان بن عبد الوهاب الكوراني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالكلام والتفسير" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر نحوي منطقي فلكي، نسبته إلي خلخالة قرية في سورية جنوبي دمشق" أ. هـ. ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 139)، وجيز الكلام (3/ 1151). * خلاصة الأثر (2/ 122)، معجم المفسرين (1/ 152)، الأعلام (2/ 235)، معجم المؤلفين (1/ 606)، هدية العارفين (1/ 321)، كشف الظنون (1/ 192).

1072 - القرشي

• معجم المؤلفين: "مفسر، نحوي، منطقي، فلكي" أ. هـ. وفاته: سنة (1014 هـ) أربع عشرة وألف. من مصنفاته: "حاشية على شرح الدوّاني لتهذيب المنطق"، و"حاشية على شرح العضدية"، و"المفاتيح في حل المصابيح"، و"حاشية على تفسير البيضاوي" وغير ذلك. 1072 - القُرَشِي * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: حسين بن حسُّون المصري، أبو عبد الله، عماد الدين، المعروف الشاعر القرشي. من تلامذته: المنذري وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال في البدر السافر: تصدّر بجامع مصر لإقراء العربية والأدبيات. وكان حسن الأخلاق، لطيف المحاضرة حسن النظم والنثر .. " أ. هـ. 1073 - ابن جَاندار * النحوي: حسين بن شهاب الدين حسين بن جاندار البقاعي، الكركي العاملي. ولد: سنة (1012) اثنتي عشرة وألف. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "اشتغل بعلم الطب في آخر عمره فتحكم بالأرواح والأجسام بنهية وأمره، غير أنه كان فيه كثير الدعوة قليل الفائدة والجدوى لا تزال سهام رأيه فيه طائشة عن العرض، وإن أصابت فلا يخطيء نفوس أولي المرض" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، من الشعراء العلماء، كان متكلمًا حكيمًا، وانتقل إلى حيدر آباد فأقام إلى أن توفي فيها" أ. هـ. • معجم الأطباء: "كان أديبًا شاعرًا مطبوعًا مقتدرًا على الشعر جيد القريحة سهل اللفظ حسن الإبداع للمعاني" أ. هـ. • معجم المفسرين: "كان متكلمًا حكيمًا" أ. هـ. من أقواله: كما في أمل الآمل: من شعره الذي يدل على تشيعه: فخاض أمير المؤمنين بسيفه ... لظاها وأملاك السماء له جند وصاح عليهم صيحة هاشمية ... تكاد لها شُم الشوامخ تنةد غمام من الأعناق تهطل بالدما ... ومن سيفه برق ومن صوته رعد وصي رسول الله وارث علمه ... ومن كان في خم له الحل والعقد لقد ضلّ من قاس الوصي بضده ... وذو العرش يأبى أن يكون له ندّ ¬

_ * البغية (1/ 533). * خلاصة الأثر (2/ 90)، سلافة العصر (354)، الأعلام (2/ 235)، معجم المفسرين (1/ 153)، معجم المؤلفين (1/ 612)، هدية العارفين (1/ 323)، إيضاح المكنون (2/ 20)، أمل الآمل (1/ 70)، معجم الأطباء (171).

1074 - سنيد

وفاته: سنة (1076 هـ) ست وسبعين وألف. من مصنفاته: "شرح نهج البلاغة" كبير، و"هداية الأبرار" في أصول الدين، وأرجوزتان في النحو، و "حاشية على البيضاوي". 1074 - سُنَيد * المفسر: حسين بن داود، ولقبه سُنيد المِصّيصي، أبو علي المحتسب. من مشايخه: ابن المبارك، وحماد بن زيد وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر الأثرم، وأبو زرعة الرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الثقات لابن حبان: "ربما خالف" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "قلت: لا أعلم أي شيء غمصوا على سُنيد، وقد رأيت الأكابر من أهل العلم رووا عنه واحتجوا به ولم أسمع عنهم فيه إلا الخير وقد كان سنيد له معرفة بالحديث وضبط له" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: قد كان سُنيد لزم حجاجًا قديمًا، قد رأيت حجاجًا يملي وأرجو أن لا يكون حدّث إلا بالصدق". وقال: "وقال أبو عبيد الآجُري: سألت أبا داود عنه، فقال: لم يكن بذاك وكان يسكن الثغور. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه، قال: ضعيف". وقال أيضًا: "قال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي صاحب أبي علي الغساني في كتابه الذي صنفه على كتاب أبي نضر الكلاباذي: والصواب ما روت الجماعة وليس بمبعد! فإن سنيدًا هذا صاحب تفسير وذِكر ابن السكن له في التفسير من الأوهام المحتملة، لأنه إنما ذكره في بابه الذي هو مشهور به، فهو قريب بعيد، وبالله التوفيق" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "صدقه أبو حاتم وقال أبو داود: لم يكن بذاك. وقال النسائي: ليس بثقة، ومشّاه غيره" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان أحد أوعية العلم. قال أبو داود: لم يكن بذاك، كان ينزل الثغر. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي فتجاوز الحد: لم يكن ثقة، وهو مع معرفته وإمامته فيه ضعف لكونه كان يلقن حجاج بن محمّد شيخه"أ. هـ. وفاته: سنة (226 هـ) ست وعشرين ومائتين. من مصنفاته: صنف التفسير. ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 42)، السير (10/ 627)، ميزان الاعتدال (2/ 288) و (3/ 331)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 209)، الشذرات (3/ 120)، معجم المفسرين (1/ 152)، تاريخ الإسلام (وفيات 226) ط- تدمري وسماه سنيد، الجرح والتعديل (2/ 1 / 326)، الثقات لابن حبان (8/ 304)، الإكمال لابن ماكولا (5/ 84)، تهذيب الكمال (12/ 161)، تذكرة الحفاظ (2/ 459)، تهذيب التهذيب (4/ 214).

1075 - البروجردي

1075 - البروجردي * المفسر: حسين بن رضا البروجردي (¬1). ولد: سنة (1238 هـ) ثمان وثلاثين ومائتين وألف وقيل غير ذلك. من تلامذته: أورنك زيب ميرزا بن محمّد تقي ميرزا بن السلطان فتح على شاه القاجاري وغيره. كلام العلماء فيه: • أعلام الشيعة: "عبر عنه تلميذه في كتابه (جامع الجوامع) بأستاذنا المعاصر" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أديب أصولي متكلم مفسّر، من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (1268 هـ) وقيل (1276 هـ) ثمان وستين وقيل ست وسبعين ومائتين وألف وقيل غير ذلك. من مصنفاته: "تحفة المقال" أو "تحفة المقال في علم الرجال" تفسير القرآن، وغير ذلك. 1076 - أبو عليّ الآمدي * اللغوي: الحسين بن سعد بن الحسين بن محمّد الآمدي، أبو علي. من مشايخه: أبو يعلى الفراء، وأبو طالب بن غيلان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "فريد عصره في وقته نزل أصبهان، وأفاد واستفاد الناس منه" أ. هـ. • الأعلام: "لغوي، من الشعراء، ولد ونشأ بآمد، واستوطن أصبهان فتوفي فيها ... "أ. هـ. من أقواله، فمن شعره: تصدر للتدريس كل مهوس ... بليدٍ تسمّى بالفقيه المُدّرس فحُق لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس لقد هزُلت حتى بدا من هُزالِها ... كلاها وحتى سامها كلّ مفلسِ وفاته: سنة (444 هـ) (¬2)، أربع وأربعين وأربعمائة. 1077 - الأهوازي * المفسر: الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد الأهوازي. من مشايخه: علي بن موسى الرضا، وأبو ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 152)، أعلام الشيعة (1/ 365) وسماه حسين بن محمّد رضا، الأعلام (2/ 238)، معجم المؤلفين (1/ 610). (¬1) نسبة إلى بروجرد قرية هن بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخًا هن همدان أ. هـ. من معجم المفسرين. * معجم الأدباء (3/ 1062)، إنباه الرواة (1/ 323)، الوافي (12/ 368)، بغية الوعاة (1/ 533)، الأعلام (2/ 238)، معجم المؤلفين (1/ 611)، تاريخ الإسلام (وفيات 499) ط. تدمري. (¬2) في إنباه الرواة توفي سنة (499 هـ) وكذا في الوافي وتاريخ الإسلام. * معجم المفسرين (1/ 153)، الفهرست (277)، لسان الميزان (2/ 325)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 153)، فهرست الطوسي (87)، هدية العارفين (1/ 331)، معجم المفسرين (1/ 611).

1078 - الدجاني

جعفر الثاني وغيرهما. من تلامذته: الحسين بن الحسن بن أبان، وأحمد بن محمّد بن عيسى القمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "ذكره الطوسي والكَشي في الرواة عن علي بن موسى الرضا وغيره، وله تصانيف"أ. هـ. • معجم المفسرين: "أوسع أهل زمانه علمًا بالفقه والآثار والمناقب وغير ذلك من علوم الشيعة من أهل زمانه رحل إلى إيران واستوطن بقم"أ. هـ. وفاته: بعد سنة (300 هـ) ثلاثمائة. 1078 - الدَجَّانِي * النحوي: حسين بن سليم بن سلامة بن سلمان بن عوض بن داود الحسيني الدجَاني. ولد: سنة (1202 هـ) اثنتين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، والشيخ حسن العطار، والشيخ عبد الله الشرقاوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • جامع كرامات الأولياء: "مفتي يافا، هو الشيخ العارف بالله شيخ الطريقة والحقيقة والشريعة، الولي الكبير الشهير صاحب الكرامات المشهورة والمناقب المأثورة وهو شيخ شيخي الشيخ عبد القادر بن رباح الدجاني وابن عمه" أ. هـ. • قلت: وقد ذكر صاحب "جامع الكرامات" بعض الكرامات للمترجم له فيها الكشوفات المزعومة وغيرها، لم نذكرها للاختصار، والله ولي التوفيق. • حلية البشر: "وقد جمع الله له بين العلوم الباطنة والظاهرة، حتى كان في علم الشريعة والحقيقة آية باهرة، مقصودا للزيارة والرواية عنه من البلاد، مورودًا للبركة والدعاء والإمداد، وقد كان علامة المذهبين، مشتهر الفضيلة في الخافقين، أخذ الطريقة الخلوتية البكرية من العارف بالله ذي الإرشاد والتمكين، نجل المحقق الصوفي السيد مصطفى البكري الصديقي وهو السيد كمال الدين. وأخذ هذه الطريقة بعينها عن الفاضل المشهور في كل ناد السيد الشيخ أحمد الصاوي أبي الإرشاد، وتكمل على يد الأستاذ العلامة السيد الشيخ فتح الله المالكي خليفة الأستاذ الصاوي، حينما قدم ليافا عام مائتين وأربعين لزيارة البيت المقدس الذي هو لكل خير حاو، فأذن له بالخلافة والإرشاد، كما أذن له شيخه أبو الإرشاد، وأخذ عنه الطريقة الدسوقية الإبراهيمية، وحرر له بخطه إجازة سنية، وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ العماوي الفالوجي الهمام، والأحمدية البدوية عن الشيخ صالح العلائي السادة الكرام، والرفاعية عن صاحب الشرب الأنسي، الشيخ حسن الغزالي الرفاعي القدسي، والشاذلية عن والده السيد سليم الدجاني، ونال من الله الآمال والأماني، وكان له أطوار وأحوال، مع ثبات قدمه على نهج ذوي الكمال، فلم يمنعه ذلك عن دروسه وقراءته، ولا عن طاعته وتقواه وعبادته. ¬

_ * كشف الظنون (5/ 330)، جامع كرامات الأولياء (2/ 51)، الأعلام (2/ 239)، معجم المؤلفين (1/ 611)، حلية البشر (1/ 537).

1079 - الكفري

وكان في كل سنة يتوجه إلى القدس والخليل بقصد الزيارة، وله عدة قصائد في مدح السيد الخليل جعلها لنفسه أربح تجارة، وله قصائد عدة يمدح بها غيره من السادة الأخيار، قد جمعها في ديوانه المخصوص بالأشعار، وله بيتان كتبهما على باب سيدنا داود أبي سليمان، عليه وعلى إخوانه الصلاة والسلام والرضوان، وهما: إن (باب الخليفة) كعبة فضل ... لاح منه للعالمين ضياء في الرحاب الشريف نيل العطايا ... من نحاه له المني والعطاء وكان يصحبه في الزيارة جمع من المريدين والأخيار، من أكابر أهل العلم والطريق وذوي الصناعة والتجار، كالأستاذ الفاضل الشيخ محمّد الجسر الطرابلسي أبي الأحوال، والشيخ العارف الشيخ محمود الرافعي صاحب الكمال، والأستاذ الشيخ صالح اللاذقي الطويل، والأستاذ الكامل الشيخ محمّد القاوقجي الشاذلي ابن خليل، وكثير من ذوي المقامات العالية، والمناقب الرفيعة السامية، وكلهم يتأدبون بين يديه، ويعولون في مهمات أمورهم عليه، وأما كشوفاته وكراماته، وأخباره الغيبية وصلاته، ومقاماته المرتقية إلى ذروة الكمال، فلو أردنا بسطها لخرجنا عن الاختصار المطلوب إلى الإطالة في المقال" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، من فقهاء الحنفية له نظمه، نسبة إلى (بيت دجن) بقرب يافا في فلسطين، وتوفي حاجًا بمكة" أ. هـ. وفاته: سنة (1274 هـ) أربع وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "ديوان" من نظم، و"المنهل الشافي على متن الكافي" في العروض والقوافي، و"تحفة المريد" منظومة في العقائد والتصوف، وله تخميس قصيدة بانت سعاد، وله رسالة في جواز تقبيل أعتاب الأنبياء والأولياء. 1079 - الكَفْري * النحوي، المقرئ: الحسين (¬1) بن سليمان بن فزارة بن بدر بن محمّد بن يوسف الإمام، أبو عبد الله الكَفري الدمشقي، الحنفي، شهاب الدين القاضي. ولد: سنة (637 هـ) يبع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: علم الدين اللّورقي، والشيخ زين الدين الزواوي وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس أحمد بن الجندي البعلبكي، وأبو المحاسن بن المُبيّض وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قدم دمشق بعد الخمسين فحفظ القرآن وقرأ الفقه ... أقرأ بالزنجيلية وبالمقدمية وأمّ بالخاتونية وناب في القضاء وأفتى وكان مع صغره على طريقة حميدة وقد عُمّر وأسنّ، وقصده القراء لعلو إسناده ¬

_ * غاية النهاية (1/ 241)، معرفة القراء (2/ 716)، معجم شيوخ الذهبي (173)، ذيول العبر (106)، الوافي (12/ 377)، البداية (14/ 97)، الجواهر المضيئة (2/ 111)، الدرر الكامنة (2/ 142)، النجوم (9/ 245)، الشذرات (8/ 93)، الدارس (1/ 542)، الطبقات السنية (3/ 135)، المعجم المختص (137). (¬1) في البداية والنهاية: الحسن بن سليمان بن فزارة.

1080 - الأردبيلي

وذكره للقراءات" أ. هـ. • المعجم المختص: "شيخ القراء بالمقدمية، شيخ علم خير متواضع زكي الأخلاق" أ. هـ. • البداية: "كان يعرف النحو والأدب وفنونًا كثيرة وكانت مجالسته حسنة وله فوائد كثيرة"أ. هـ. • الوافي: "وكان دينًا خيرًا عالمًا" أ. هـ. • الدرر: "ناب في الحكم وكان خيرًا عالمًا أضر بأخرة فلزم داره يفتي ويقرئ" أ. هـ. • النجوم: "كان فقيهًا محدثًا. ناب في الحكم، وحمدت سيرته، وسمع الكثير وبرع في الفقه وغيره" أ. هـ. • الطبقات السنية: "درس وأفتى وكان في الجود بعلمه أكرم من الغيث وأفتى وناب في الحكم زمانًا، ونظم فيه مع الإجادة جُمانًا وكان خيرًا عالمًا دينًا لا يرى لسيف السنة ثالمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (719 هـ) تسع عشرة وسبعمائة. 1080 - الأَرْدَبيلي * المفسر: حسين بن عبد الحق، كمال الدين الأردبيلي. من مشايخه: عليّ الأملي، وأبو الحسين محمّد الحلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "فاضل عالم متبحر كامل شاعر جامع ماهر في العلوم العقلية والنقلية والتعليمية والطبية وكان إماميًا متصلبًا في التشيع ... ". وقال: "إن هذا الشيخ مع موفور تدينه وتشيعه قد يرمى بالتسنن، وهو والله منه بريء ووجهه واضح، فيتأمل"أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. • فلاسفة الشيعة: "وقيل إن له اتجاهًا شديدًا إلى التصوف وبعامل هذا الاتجاه شرح ديوان شيخ أهل العرفان والتصوف الشبنسري المعروف بـ (كلشن) على طريقة أهل الذوق والتصوف" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من كبار فقهاء الشيعة الإمامية في المعقول والمنقول عارف بالرياضيات والفلك والطب، كان في عصر الشاه إسماعيل الصفوي" أ. هـ. وفاته: سنة (950 هـ) خمسين وتسعمائة، وقد جاوز عمره سبعين سنة. من مصنفاته: تفسير القرآن في مجلد ويعرف بالتفسير "الإلهي"، وله تفسير بالفارسية يقع في مجلدين، وحاشية على شرح "العضدية" لمختصر ابن الحاجب، وفضائل الأئمة الاثنى عشر، وغير ذلك. 1081 - الاحتياطي * المقرئ: الحسين بن عبد الرحمن بن عباد بن ¬

_ * روضات الجنات (2/ 319)، معجم المفسرين (1/ 154)، فلاسفة الشيعة (253)، معجم المؤلفين (1/ 614)، هدية العارفين (1/ 518). * تاريخ بغداد (8/ 57)، غاية النهاية (1/ 242).

1082 - ابن الناظر

الهيثم بن الحسن بن عبد الرحمن، أبو علي الاحتياطي، وبعض الناس يسميه الحسن. من مشايخه: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس وغيرهما. من تلامذته: علي بن أحمد بن محمّد المسكي، وإبراهيم بن حميد الكلابزي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "أبو بكر المروذي: قال سألت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- عن الاحتياطي قلت تعرفه؟ قال: يقال له حسين أعرفه بالتخليط وذكر أنه دخل مع إنسان في شيء من أمر السلطان" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مشهور". وقال: "والاحتياطي شيخ كبير محدث صدوق ورع مستور سمعت أبا الفتح الأزدي الموصلي بها يقول: ابن عبد الرحمن الاحتياطي من أهل بلد ثقة كثير الحديث وكان الحسين أحمد بن حنبل يقدمه ويوقره ويعظمه" أ. هـ. 1082 - ابن النَّاظِر * النحوي، المقرئ: حسين بن عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن أبي الأحوص الجياني الأندلسي الفهري القرشي، المعروف بابن الناظر، أبو علي. ولد: سنة (603 هـ) ثلاث وستمائة. من مشايخه: قرأ على أبي محمّد بن الكواب، وأبي الحسن بن الدباج وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان، وأبو الحسن علي القيجاطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "الأستاذ المجود" أ. هـ. • بغية الوعاة: "ولي قضاء المرية ثم بسطة ثم مالقة فحمدت سيرته وكان من أهل الضبط والإتقان في الرواية ومعرفة الأسانيد نقالًا ذاكرًا للرجال متفننًا في معارف. قال أبو حيان في النُّضار: كان فيه بعض ترفع وتعتب على الدنيا حيث قدم من هو دونه وكان لا يحكم برأي أبي القاسم بل بما يرى أنه صواب" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان من أهل الضبط والإتقان في الرواية ومعرفة الأسانيد، نقّادًا ذاكرًا للرجال، متفننًا في معارف، آخذًا بحظ من كل علم، حافظًا للتفسير والحديث ذاكرًا للآداب واللغات والتواريخ، شديد العناية بالعلم، مكبًا على تحصيله وإفادته، حريصًا على نفع الطلبة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "محدث، مقرئ، أديب، نحوي، فقيه، صوفي"أ. هـ. وفاته: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة، وقيل: (679 هـ) تسع وسبعين وستمائة، وقيل: (680 هـ) ثمانين وستمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 535)، روضات الجنات (3/ 227)، معجم المفسرين (1/ 154)، الأعلام (2/ 241)، معجم المؤلفين (1/ 616)، كشف الظنون (1/ 604)، غاية النهاية (1/ 242)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 153).

1083 - الصيادي

من مصنفاته: "شرح المستصفى" للغزالي في أصول الفقه، و"شرح الجمل" للزجاجي في النحو، وكتاب في التجويد سماه "الترشيد". 1083 - الصَّيّادي * المقرئ: حسين بن عبد العَلّام الربعي الصيادي، برهان الدين. ولد: سنة (1096 هـ) ست وتسعين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل .. وعلت له شهرة في الفضل والتصوف ... ولد في قرية ربع (من أعمال البصرة) .. ورحل إلى بادية الشام لزيارة أخ له اسمه علي كان مقيمًا بالقرب من حران، فمات علي قبل وصوله، ومات حسين على أثره" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "صوفي، محدث، مقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (1146 هـ) ست وأربعين ومائة وألف. من مصنفاته: "تخريج أحاديث الإحياء"، و"الإتقان في علم تجويد القرآن"، و "الصراط الأقوم" في قصة المعراج، و"حالة أهل الحقيقة" رسالة في التصوف، وله نظم. 1084 - ابن سينا * النحوي، اللغوي: الحسين بن عبد الله بن سينا الرئيس، أبو علي العلامة الشهير الفيلسوف. كان أبوه من دعاة الإسماعيلية. ولد: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مشايخه: والده، وإسماعيل الزاهد، وأبو عبد الله النائلي وغيرهم. من تلامذته: أبو عبيد عبد الواحد الجوزجاني وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "هو رأس الفلاسفة الإسلامية لم يأت بعد الفارابي مثله، وقد كفره الغزالي في كتاب (المنقذ من الضلال) وكفر الفارابي" أ. هـ. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (الرد ¬

_ * تنوير الأبصار (90 - 98)، الأعلام (2/ 241)، معجم المؤلفين (1/ 616). * الكامل (9/ 456)، وفيات الأعيان (2/ 157)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (11/ 570)، "منهاج السنة" لابن تيمية (2/ 164)، العبر (3/ 165)، السير (17/ 531)، الوافي (12/ 391)، البداية والنهاية (12/ 45)، البلغة (90)، النجوم (5/ 25)، تاج التراجم (92)، الشذرات (5/ 132)، الطبقات السينة (3/ 136)، طبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس 63)، الطبقات السنية (3/ 136)، روضات الجنات (3/ 170)، الأعلام (2/ 241)، معجم المؤلفين (1/ 618)، الرد على المنطقيين (142)، لسان الميزان (2/ 332)، طبقات الأطباء (437)، تاريخ الإسلام (وفيات 428) ط. تدمري الإكمال لابن ماكولا (1/ 483)، ميزان الاعتدال (2/ 294)، الجواهر المضيئة (2/ 63)، معجم المطبوعات لسركيس (127)، جهود علماء الحنفية (3/ 1294)، "الماتريدية" للشمس الأفغاني (2/ 49 هـ 248 و 269)، درء تعارض العقل والنقل: (1/ 8 - 11) و (10/ 270) وغيرها.

على المنطقيين) (142) ما نصه: "ثم أن هؤلاء إن يتبعون كلام ابن سينا، وابن سينا يتكلم في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه ولا وصلت إليها عقولهم ولا بلغتها علومهم، فإن استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعيلية وكان أهل بيته من أهل دعوتهم من أتباع الحاكم العبيدي الذي كان هو وأهل بيته وأتباعه معروفين عند المسلمين بالإلحاد. أحسن ما يظهرونه دين الرفض، وهم في الباطن يبطئون الكفر المحض. وقد صنف المسلمون في كشف أسرارهم وهتك أستارهم كتبًا كبارًا وصغارًا، وجاهدوهم باللسان واليد، إذ كانوا أحق بذلك من اليهود والنصارى، ولو لم يكن إلا كتاب (كشف الأسرار وهتك الأستار) للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب، وكتاب عبد الجبار بن أحمد، وكتاب أبي حامد الغزالي، وكلام أبي إسحاق، وكلام ابن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، والشهرستاني وغير هؤلاء مما يطول وصفه. والمقصود هنا أن ابن سينا أخبر عن نفسه أن أهل بيته -أباه وأخاه- كانوا من هؤلاء الملاحدة، وأنه إنما اشتغل بالفلسفة بسبب ذاك، فإنه كان يسمعهم يذكرون "العقل" و"النفس". وهؤلاء المسلمون الذين كانوا ينتسب إليهم، هم مع الإلحاد الظاهر والكفر الباطن أعلم بالله من سلفه الفلاسفة، كأرسطو وأتباعه، فإن أولئك ليس عندهم من العلم بالله إلا ما عند عبّاد مشركي العرب ما هو خير منه. وقد ذكرت كلام أرسطو نفسه الذي ذكره في "علم ما بعد الطبيعة" في "مقالة اللام" وغيرها. وهو آخر منتهى فلسفته، وبينت بعض ما فيه من الجهل، فإنه ليس في الطوائف المعروفين الذين يتكلمون في العلم الإلهي مع الخطأ والضلال مثل علماء اليهود والنصارى وأهل البدع من المسلمين وغيرهم أجهل من هؤلاء، ولا أبعد عن العلم بالله تعالى منهم. نعم لهم في "الطبيعيات" كلام غالبه جيد، وهو كلام كثير واسع. ولهم عقول عرفوا بها ذلك. وهم قد يقصدون الحق، لا يظهر عليهم العناد. لكنهم جهال بن "العلم الالهي" إلى الغاية، ليس عندهم منه إلا قليل كثير الخطأ. وابن سينا لما عرف شيئًا من دين المسلمين -وكان قد تلقى ما تلقاه عن الملاحدة وعمن هو خير منهم من المعتزلة والرافضة- أراد أن يجمع بين ما عرفه بعقله من هؤلاء وبين ما أخذه من سلفه. فتكلم في الفلسفة بكلام مركب من كلام سلفه ومما أحدثه مثل كلامه في النبوات وأسرار الآيات والمنامات بل وكلامه في بعض الطبيعيات والمنطقيات وكلامه في واجب الوجود ونحو ذلك. وإلا فأرسطو وأتباعه ليس في كلامهم ذكر واجب الوجود ولا شيء من الأحكام التي لواجب الوجود. وإنما يذكرون العلة الأولى ويثبتونه من حيث هو علة غائبة للحركة الفلكية يتحرك الفلك للتشبه به. فابن سينا أصلح تلك الفلسفة الفاسدة بعض إصلاح حتى راجت على من لم يعرف دين الإسلام من الطلبة النظار وصاروا يظهر لهم

بعض ما فيها من التناقض فيتكلم كل منهم بحسب ما عنده، ولكن سلموا لهم أصولًا فاصدة في المنطق والطبيعيات والإلهيات ولم يعرفوا ما دخل فيها من الباطل فصار ذلك سببًا إلى ضلالهم في مطالب عالية إيمانية ومقاصد سامية قرآنية خرجوا بها عن حقيقة العلم والإيمان وصاروا بها في كثير من ذلك لا يسمعون ولا يعقلون بل يتسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال ابن أبي الدم الحموي الفقيه الشافعي شارح (الوسيط) في كتابه (الملل والنحل): لم يقم أحد من هؤلاء يعني فلاسفة الإسلام مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي بن سينا، وكان أبو على أقوم الرجلين وأعلمهم إلى أن قال: وقد اتفق العلماء على أن ابن سينا كان يقول بقدم العالم ونفي المعاد الجسماني ولا ينكر المعاد النفساني ونقل عنه أنه قال: إن الله لا يعلم الجزيئات بعلم جزئي بل بعلم كلي فقطع علماء زمانه ومن بعدهم من الأئمة ممن يعتبر تولهم أصولًا وفروعًا بكفره وبكفر أبي نصر. الفارابي من أجل اعتقاد هذه المسائل وإنها خلاف اعتقاد المسلمين ... وكان يعتمد على قوة مزاجه حتى صار أمره إلى أن أخذه القولج حتى حقن نفسه في يوم ثمان فظهر به سحج ثم صرع فنقل إلى أصبهان واشتد ضعفه ثم اغتسل وتاب وتصدق ورد كثيرًا من المظالم و. لازم التلاوة ومات بهمدان" أ. هـ. • طبقات الأطباء: "قال: الشيخ الرئيس: إن أبي كان رجلًا من أهل بلخ، وانتقل منها إلى بخارى في أيام نوح بن منصور واشتغل بالتصوف، وتولى العمل في أثناء أيامه بقرية يقال لها خرميثن من ضياع بخارى، وهي من أمهات القرى، وبقربها قرية يقال لها أفشنة، وتزوج أبي منها بوالدتي وقطن بها وسكن، وولدت منها بها. ثم ولدت أخي، ثم انتقلنا إلى بخارى. وأحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب، وأكملت العشر من العمر وقد أتيت على القرآن وعلى كثير من الأدب، حتى كان يقضى مني العجب، وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين ويعد من الإسماعيلية. وقد سمع منهم ذكر النفس والعقل على الوجه الذي يقولونه ويعرفونه هم، وكذلك أخي، وكانوا ربما تذاكروا بينهم وأنا أسمعهم وأدرك ما يقولونه ولا تقبله نفسي، وابتدأوا يدعونني أيضًا إليه، ويجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة والهندسة وحساب الهند، وأخذ يوجهني إلى رجل كان يبيع البقل، (ويقوم بحساب الهند حتى أتعلمه منه)، ثم جاء إلى بخارى أبو عبد الله النائلي وكان يدعى المتفلسف، ونزله أبي دارنا رجاء تعلمي منه. وقيل قدومه كنت أشتغل بالفقه والتردد فيه على إسماعيل الزاهد، وكنت من أجود السالكين، وقد ألفت طرق المطالبة ووجوه الاعتراض على الجيب على الوجه الذي جرت عادة القوم به. ثم ابتدأت بكتاب ايساغوجي على النائلي، ولما ذكر لي حد الجنس، أنه هو المقول على كثيرين مختلفين بالنوع في جواب ما هو، فأخذت في تحقيق هذا الحد بما لم يسمع بمثله، وتعجب مني كل العجب وحذر والدي من شغلي بغير العلم، وكان أي مسألة قالها لي أتصورها خيرًا منه، حتى قرأت ظواهر المنطق عليه. وأما دقائقه فلم يكن

عنده منها خبرة، ثم أخذت أقرأ الكتب على نفسي وأطالع الشروح حتى أحكمت علم المنطق. وكذلك كتاب اقليدس فقرأت من أوله خمسة أشكال أو ستة عليه، ثم توليت بنفسي حل بقية الكتاب بأسره. ثم انتقلت إلى المجسطي، ولما فرغت من مقدماته وانتهيت إلى الأشكال الهندسية، قال لي النائلي تول قراءتها وحلها بنفسك، ثم اعرضها علي لأبين لك صوابه من خطئه، وما كان الرجل يقوم بالكتاب، وأخذت أحل ذلك الكتاب فكم من شكل ما عرفه إلى وقت ما عرضته عليه وفهمته إياه. ثم فارقني النائلي متوجهًا إلى كركانج، واشتغلت أنا بتحصيل الكتب من الفصوص والشروح، من الطبيعي والإلهي، وصارت أبواب العلم تنفتح علي. ثم رغبت في علم الطب وصرت أقرأ الكتب المصنفة فيه، وعلم الطب ليس من العلوم الصعبة، فلا جرم أني برزت فيه في أقل مدة حتى بدأ فضلاء الطب يقرأون علي علم الطب. وتعهدت المرضى فانفتح على من أبواب المعالجات المقتبسة من التجربة ما لا يوصف، وأنا مع ذلك أختلف إلى الفقه وأناظر فيه. وأنا في هذا الوقت من أبناء ست عشرة سنة. ثم توفرت على العلم والقراءة سنة ونصفًا، فأعدت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة، وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها، ولا اشتغلت النهار بغيره وجمعت بين يدي ظهورًا، فكل حجة كنت أنظر فيها اثبت مقدمات قياسية، ورتبتها في تلك الظهور، ثم نظرت فيما عساها تنتج، وراعيت شروط مقدماته حثى تحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة، وكلما كنت أتحير في مسألة ولم أكن أظفر بالحد الأوسط في قياس ترددت إلى الجامع، وصليت وابتهلت إلى مبدع الكون، حتى فتح لي المنغلق، وتيسر المتعسر. وكنت أرجع بالليل إلى داري وأضع السراج بين يدي، وأشتغل بالقراءة والكتابة. فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف، عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريثما تعود الي قوتي، ثم أرجع إلى القراءة، ومهما أخذني أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها، حتى إن كثيرًا من المسائل اتضح لي وجوهها في المنام. وكذلك حتى استحكم معي جميع العلوم، ووقفت عليها بحسب الإمكان الإنساني. وكل ما علمته في ذلك الوقت فهو كما علمته الآن لم ازدد فيه إلى اليوم، حتى أحكمت على المنطق والطبيعي والرياضي، ثم عدلت إلى الإلهي، وقرأت كتاب ما بعد الطبيعة. فما كنت أفهم ما فيه، والتبس علي غرض واضعه، حتى أعدت قراءته أربعين مرة وصار لي محفوظًا. وأنا مع ذلك لا أفهمه ولا المقصود به، وأيست من نفسي وقلت: هذا كتاب لا سبيل إلى فهمه. وإذا أنا في يوم من الأيام حضرت وقت العصر في الوراتين، وبيد دلال مجلد ينادي عليه، فعرضه عليّ فرددته رد متبرم، معتقد أن لا فائدة من هذا العلم، فقال لي اشتر مني هذا فإنه رخيص أبيعكه بثلاث دراهم، وصاحبه محتاج إلى ثمنه، واشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض كتاب ما بعد الطبيعة: ورجعت إلى بيتي وأسرعت قراءته، فانفتح عليّ في الوقت أغراض ذلك الكتاب بسبب أنه كان لي محفوظًا على ظهر القلب. وفرحت بذلك وتصدقت في ثاني يومه

بشيء كثير على الفقراء شكرًا لله تعالى وكان سلطان بخارى في ذلك الوقت نوح بن منصور، واتفق له مرض اتلج الأطباء فيه، وكان اسمي اشتهر بينهم بالتوفر على القراءة، فأجروا ذكري بين يديه وسألوه إحضاري، فحضرت وشاركتهم في مداواته وتوسمت بخدمته فسألته يومًا الإذن لي في دخول دار كتبهم ومطالعتها وقراءة ما فيها من كتب الطب، فأذن لي فدخلت دارًا ذات بيوت كثيرة في كل بيت صناديق كتب منضدة بعضها على بعض، في بيت منها كتب العربية والشعر، وفي آخر الفقه وكذلك في كل بيت كتب علم مفرد. فطالعت فهرست كتب الأوائل وطلبت ما احتجت إليه منها، ورأيت من الكتب ما لم يقع اسمه إلى كثير من الناس قط، وما كنت رأيته من قبل ولا رأيته أيضًا من بعد، فقرأت تلك الكتب وظفرت بفوائدها، وعرفت مرتبة كل رجل في علمه، فلما بلغت ثماني عشرة سنة من عمري، فرغت من هذه العلوم كلها، وكنت إذ ذاك للعلم أحفظ، ولكنه اليوم معي أنضج، وإلا فالعلم واحد لم يتجدد لي بعده شيء. وكان في جواري رجل يقال له أبو الحسين العروضي، فسألني أن أصنف له كتابًا جامعًا في هذا العلم، فصنفت له المجموع وسميته به، وأتيت فيه على سائر العلوم سوى الرياضي، ولي إذًا إحدى وعشرون سنة من عمري، وكان في جواري أيضًا رجل يقال له أبو بكر البرقي، خوارزمي المولد، فقيه النفس، متوحد في الفقه والتفسير والزهد، مائل إلى هذه العلوم؛ فسألني شرح الكتب له فصنفت له كتاب الحاصل والمحصول في قريب من عشرين مجلدة؛ وصنفت له في الأخلاق كتابًا سميته كتاب البر والإثم، وهذان الكتابان لا يوجدان إلا عنده فلم يعر أحدًا ينسخ منهما، ثم مات والدي وتصرفت بي الأحوال، وتقلدت شيئًا من أعمال السلطان، ودعتني الضرورة إلى الإخلال ببخارى والانتقال إلى كركانج. وكان أبو الحسين السهلي المحب لهذه العلوم بها وزيرًا، وقدمت إلى الأمير بها وهو علي بن مأمون وكنت على زي الفقهاء إذ ذاك بطيلسان وتحت الحنك، وأثبتوا لي مشاهرة دارة بكفاية مثلي. ثم دعت الضرورة إلى الانتقال إلى نسا، ومنها إلى باورد، ومنها إلى طوس، ومنها إلى شقان، ومنها إلى سمنيقان ومنها إلى جاجرم رأس حد خراسان، ومنها إلى جرجان وكان قصدي الأمير قابوس، فاتفق في أثناء هذا أخذ قابوس وحبسه في بعض القلاع وموته هناك، ثم مضيت إلى دهستان ومرضت بها مرضًا صعبًا وعدت إلى جرجان، فاتصل أبو عبيد الجوزجاني بي وأنشأت في حالي قصيدة فيها بيت القائل: لما عظمت فليس مصر واسعي ... لما غلا ثمني عدمت المشتري • قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (11/ 570): "إنه متهم بالزندقة وهو الذي أحدث فلسفة ركبها من كلام سلفه اليونان ومما أخذه من أهل الكلام المبتدعين الجهمية ونحوهم وسلك طريق الملاحدة الإسماعيلية في كثير من أمورهم العلمية والعملية ومزجه بشيء من كلام الصوفية وحقيقته تعود إلى كلام إخوانه الإسماعيلية القرامطة الباطنية فإن أهل بيته كانوا من الإسماعيلية" أ. هـ.

• وقال في "منهاج السنة" (2/ 164): "وأما الجهمية وغيرهم كالمعتزلة ومن وافقهم من الشيعة والفلاسفة كابن سينا ونحوه فإنهم ينفون صفات الله عن الله ويقولون إن إثباتها تجسيم وتشبيه وتركيب" أ. هـ. • البلغة: "ذكر أن السلطان محمّد بن المظفر أخرجه من قبره وأحرقه" أ. هـ. • قلت: نقل ابن كثير تكفير الغزالي له في ثلاث مسائل وهي قوله: بقدم العالم، وعدم المعاد الجثماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي، ويقال إنه تاب عند الموت فالله أعلم. • تاريخ الإسلام: "ذكر الذهبي وصية له لأبي سعيد بن أبي الخير الصوفي الميهنِي، قال فيها: "ليكن الله تعالى أول فكر له وآخره، وباطن كل اعتبار وظاهره، ولتكن عين نفسك مكحولة بالنظر إليه، وقدمها موقوفة على المثول بين يديه، مسافرًا بعقله في الملكوت الأعلى وما فيه من آيات ربه الكبرى، وإذا انحط إلى قراره، فلينزه الله في آثاره، فإنه باطن وظاهر، تجلى لكل شيء بكل شيء، ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، فإذا صارت هذه الحال له مَلَكة انطبع فيها نقش الملكوت، وتجلى له قدس اللاهوت فألف الأنس الأعلى، وذاق اللذة القصوى، وأخذه عن نفسه من هو بها أولى، وفاضت عليه السكينة، وحقت له الطمأنينة، وتطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله، مستوهن لحبله، مستخف لثقله، مستخش به لعقله، مستضل لطرقه، وتذكر نفسه وهي بها بهجة، وببهجتها بهجة، فيعجب منها ومنهم تعجبهم منه، وقد ودعها، وكان معها كأن ليس معها، وليعلم أن أفضل الحركات الصلاة، وأمثل السكنات الصيام، وأنفع البر الصدقة، وأزكى السر الاحتمال، وأبطل السعي المراءاة، وأن تخلص النفس عن الدرن، ما التفتت إلى قيل وقال، ومنافسة وجدال، وانفعلت بحال من الأحوال، وخير العمل ما صدر عن خالص نية، وخير النية ما ينفرج عن جَنَابِ علم، والحكمة أم الفضائل، ومعرفة الله أول الأوائل {إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}. إلى أن قال: وأما المشروب فيهجر شربه تلهيًا لا تشفيًا وتداويًا، ويعاشر كل فرقة بعادته ورسمه ويسمح بالمقدور والتقدير من المال ويركب لمساعدة الناس كثيرًا مما هو خلاف طبعه ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية ويعظم السنن الإلهية والمواظبة على التعبدات. إلى أن قال: عاهد الله أن يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة والله ولي الذين آمنوا" أ. هـ. • قلت: وقال الشمس الأفغاني في كتابه "علماء جهود الحنفية ... " ما نصه: "حنفي المذهب، قُرمطي المشرب، باطني متفلسف، .... ولقد فصل بالإسلام ما فعل بولس اليهودي بالنصرانية من التحريف، قال فيه الإمام ابن الصلاح (643 هـ) في فتاواه (1/ 209): (كان شيطانًا من شياطين الإنس). وقال فيه العلامة أنور الكشميري الحنفي (1352 هـ) في فيض البادي (1/ 166): لسنا نقول كما يقول الملحد الـ ... زنديق صاحب منطق اليونان هو ابن سينا القرمطي غدا مدى ... شرك الردى وشريطة الشيطان قلت -الشمس الأفغاني-: مع هذا كله ترى

1085 - السعدي الغرناطي

الماتريدية يعظمونه حتى جعلوه وليًّا لله، صاحب كرامات، ... ويحاول الكوثري الدفاع عنه متهالكًا .. "تبديد الظلام" (137) الكوثري" أ. هـ. وقال الشمس الأفغاني في كتابه "الماتريدية" ذاكرًا لأحد نصوص ابن سينا في الصفات: "أن نصوص الصفات في الكتب السماوية والأحاديث النبوية لم يقصد بها الاعتقاد بها، وأن الرسل لم يتجبروا عن الله بما يطابق الواقع، بل هذه النصوص إنما جاءت لإقناع الجمهور العوام لاستدراجهم لمصلحة دعوتهم إلى الحق -وهو التنزيه- استدراجًا ورويدًا، ولو جاءت النصوص صريحة دفعة واحدة في بيان حقيقة التوحيد والتنزيه -من أن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت- لبادروا إلى العناد، وسارعوا إلى الإنكار". قال الشمس الأفغاني تعليقًا على هذا النص: "وهذهِ والله زندقة أيما زندقة، وإلحاد غاية الإلحاد، وتحريف الباطني قرمطي، وتكذيب صريح للرسل عليهم السلام، وتقوّل عليهم، وأنهم أخبروا عن الله كذبًا، وجاءوا بتوحيد مشوه إرضاءً للعوام! نعوذ بالله من هذهِ الكفريات"أ. هـ. وفاته: سنة (428 هـ) ثمان وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "المجموع"، و "الحاصل والمحصول" عشرون مجلدة، و "الإنصاف" عشرون مجلدة، و "المعاد" وغيرها كثير، وله السان العرب" لم يبيض في اللغة وغير ذلك. 1085 - السَّعْدِي الغرناطي * النحوي، المقرئ: الحسين بن عبد الله بن هشام السعدي، الغرناطي الجبّاني، القَلْعي (¬1). ولد: سنة (506 هـ) ست وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسين بن البادَش، وابنه أبو جعفر وغيرهما. من تلامذته: أبو علي الزندي، وابنا حَوْط الله وغيرهم. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا نحويًا، مقرئًا، فاضلًا، دينًا، عفيفًا متقبضًا"أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. 1086 - ابن حَسّون المصري * النحوي، اللغوي: الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن حَسّون المصري، أبو عبد الله عماد الدين القرشي، الفُوّي (¬2) الشافعي. ولد: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو القاسم عبد الرحمن بن سلامة وغيره. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 524). (¬1) القلعي: من قلعة يخصب. أ. هـ. من البغية. * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 6360 هـ) ط. بشار، بغية الوعاة (1/ 533)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 498)، الوافي (12/ 416)، المقفى (3/ 515). (¬2) قال المنذري: فُوّة: بضم الفاء وتشديد الواو وفتحها وتاء تأنيث: بلدة مشهورة بالقرب من الإسكندرية. أ. هـ. والفوّي: هذه النسبة إلى فُوّة، وظني أنها بنواحي البصرة أ. هـ. قاله السمعاني في الأنساب (4/ 409).

1087 - الشرف حسين المقدسي

من تلامذته: الحافظ زكي الدين المنذري، وابن مسدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الأجل الشافعي، حدث بشيء من شعره، سمعت منه، ... وتولى الخطابة بفُوّة وتولى الحكم ببعض النواحي" أ. هـ. • بغية الوعاة: "اللغوي النحوي الأديب الشاعر القرشي قال في البدر السافر: تصدر بجامع مصر لإقراء العربية والأدبيات، وكان حسن الأخلاق، لطيف المحاضرة، حسن النظم والنثر" أ. هـ. وفاته: (سنة 633 هـ)، وقيل: (636 هـ) ثلاث، وقيل: ست وثلاثين وستمائة. 1087 - الشرف حسين المقدسي * اللغوي: الحسين بن الإمام الخطيب شرف الدين أبي بكر عبد الله بن الشيخ أبي عمر المقدسي، قاضي القضاة، شرف الدين، أبو الفضل. ولد: سنة (638 هـ) ثمان وثلاثين وستمائة. من مشايخه: سمع من المرسي، وابن سلمة، وقرأ بنفسه على الكَفَرْطابي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "سمع الحديث وتفقه وبرع في الفروع واللغة، وفيه أدب وحسن المحاضرة" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "الحسن بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن قدامة المقدسي الصالحي، قاضي القضاة .. وهو والد الشيخ شرف الدين أبي العباس أحمد، المعروف بابن قاضي الجبل" أ. هـ. • الدارس: "قال الصفدي في تاريخه في حرف الحاء ... الشيخ القدوة الزهد .. وكان مديد القامة حسن الهيأة ... وفيه لطف كثير ومكارم وسيادة ومروءة وديانة وصيانة وأخلاق زكية وسيرة حسنة في الأحكام" أ. هـ. • الشذرات: "كان مليح الشكل حسن المحاضرة كثير المحفوظ. قال الذهبي كان من أئمة المذهب" أ. هـ. وفاته: سنة (695 هـ) وتسعين وستماثة. لم أجده (ابن حسنون المصري)؟ ؟ 1088 - ابن المُدَّرس * النحوي، اللغوي: حسين بن عبد الله التوقاتي الرومي، المعروف بابن المدرس. كلام العلماء فيه: • الشقائق: "كان فاضلًا محققًا منقطعًا بالكلية ... وبالجملة كان عالمًا ربانيًا مباركًا" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "كان فاضلًا منقطعًا عن الناس بالكلية مشتغلًا بالدرس والعبادة وكان لا يقدر على الحضور بين الناس وحشة منهم وحياء. وكان صالحًا مباركًا" أ. هـ. ¬

_ * الوافي (12/ 93)، البداية والنهاية (13/ 366)، المقصد الأرشد (1/ 323)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 334)، الدارمي (1/ 51) و (2/ 34)، الشذرات (7/ 751). * الكواكب السائرة (1/ 168)، الشذرات (10/ 197)، الشقائق النعمانية (251)، الأعلام (2/ 242)، معجم المؤلفين (1/ 617).

1089 البشدري

وفاته: سنة (926 هـ) ست وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح العوامل المئة" في النحو، و"تعيقات على حواشي شرح التجريد" وتعليقه على "أسباب قوس قزح". 1089 البَشْدَري * اللغوي، المفسر: حسين الملا عبد الله البشدري، نسبة إلى بشدر شمال العراق منطقة قلعة دزه. ولد: سنة (1229 هـ) تسع وعشرين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • تاريخ علم الفلك: "نعته السيد نعمان خير الدين الآلوسي بقوله: من أفاضل أذكياء الأكراد وصلحائهم الواردين إلى بغداد ... " أ. هـ. • أعلام العراق الحديث: "تعلم القرآن الكريم في صغره ودرس على علماء عصره، وكان ذكيًا نابهًا نابغًا، عارفًا بالعربية والفقه والتفسير والرياضيات والفلك" أ. هـ. وفاته: سنة (1324 هـ)، وقيل: (1322 هـ) أربع وعشرين، وقيل: اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "برهان الهدى" وهو تفسير ضخم للقرآن الكريم، و "مناقب الإمام أبي حنيفة"، و"شرح تهذيب الكلام" وغير ذلك. 1090 - الشَّمَّري * النحوي، اللغوي: حسين عوني بت عبد الله بن محمّد بن أحمد، من آل شمرّ العشيرة المشهورة بـ (الشّمّري). كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل عراقي .. له مقالات بالعربية والتركية والفارسية" أ. هـ. وفاته: سنة (1334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف عن نحو ستين سنة بالأعظمية، ودفن فيها. من مصنفاته: كتب بالعربية في: "المنطق"، و"المعاني والبيان"، و"النحو". 1091 - القَنسْرِيني * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسين بن عبد الواحد بن محمد بن عبد القادر القنسريني، أبو عبد الله. من مشايخه: قرأ على أبي الحسن أحمد بن رضوان، وعبيد الله بن الليث وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أبو المجد عبيد الله بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي جرادة، وأبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "كان مقرئًا مجيدًا نحويًا، وكان مقيمًا بحلب يفيد علم القراءات والعربية" أ. هـ. من مصنفاته: قال صاحب بغية الطلب: "صنف لجدي كتابًا مفيدًا في القراءات السبعة سماه (التهذيب) ". ¬

_ * أعلام العراق الحديث (1/ 282)، تاريخ جامع الإمام الأعظم (1/ 104)، "تاريخ علم الفلك في العراق" لعباس العزاوي (274). * الأعلام (2/ 251)، معجم المؤلفين (1/ 630). * بغية الطلب (6/ 2523).

1092 - أبو علي المجاهدي

1092 - أبو عليّ المجاهدي * المقرئ: الحسين بن عُثمَان بن علي بن أحمد، أبو عبد الله المجاهدي المضري البغدادي الضرير. من مشايخه: ابن مجاهد وغيره. من تلامذته: أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد العجلي الرازي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "ذكر لي أبو عليّ الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأهوازي أنه بغدادي سكن دمشق وقال لي: كان يذكر أن ابن مجاهد لقنه القرآن ... وهو آخر من مات في الدنيا من أصحاب ابن مجاهد، وكان قد جاوز المائة" أ. هـ. • غاية النهاية: "عمر دهرًا، وقيل إنه كان يأخذ على الإنسان الختمة بدينار" أ. هـ. وفاته: سنة (400 هـ)، وقيل: (404 هـ) أربعمائة، وقيل: أربع وأربعمائة. 1093 - الجُعْفِي * المقرئ: الحسين بن علي بن الوليد الجعفي، مولاهم الكوفي أبو عبد الله وأبو محمد. ولد: سنة (119 هـ) تسع عشرة ومائة. من مشايخه: الأعمش، والثوري، وتلا على حمزة، وأخذ الحروف عن أبي عمرو بن العلاء وغيرهم. من تلامذته: ابن عيينة، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وتلا عليه أيوب بن المتوكل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • طبقات ابن سعد: "كان عابدًا ناسكًا له فضل قارئًا للقرآن يقرئ الناس" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال عُثْمَان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة وقال أحمد بن عبد الله العجلي: ثقة، وكان يقرئ القرآن، رأس فيه، وكان رجلًا صالحًا لم أرَ رجلًا قط أفضل منه. وقال محمّد بن بشير المذكر، عن سفيان بن عيينة: عجبت لمن مرّ بالكوفة فلم يقبّل بين عيني حُسين الجُعْفي "أ. هـ. • السير: "قال أحمد: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي". قال الذهبي: "يريد بالفضل: التقوى والتأله، هذا عرف المتقدمين ... وكان ابن عيينة يجّله ويقبل يده، وقدم مرة حسين فقال ابن عيينة: قَدِم أفضلُ رجل يكون قط. وسئل الكسائي: من أقرأ الناس؟ قال: حسين الجعفي. وكان الثوري إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي"أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال يحيى بن يحيى النيسابوري: إنْ بقي من الأبدال أحد فحُسين الجُعفي. ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 84)، المنتظم (15/ 99)، معرفة القراء (1/ 360)، تاريخ الإسلام (وفيات 404) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 243). * طبقات ابن سعد (6/ 396)، تهذيب الكمال (6/ 449)، السير (9/ 397)، العبر (1/ 339)، معرفة القراء (1/ 164)، غاية النهاية (1/ 247)، تهذيب التهذيب (2/ 380)، لسان الميزان (2/ 346)، النجوم (2/ 174)، الشذرات (3/ 13)، التاريخ الكبير للبخاري (2/ 381)، الثقات لابن حبان (8/ 184)، الوافي (13/ 20)، طبقات الحفاظ (146)، تذكرة الحفاظ (1/ 318)، تاريخ الإسلام (وفيات 203) ط. تدمري، السابق واللاحق (186).

1094 - الجمال الأزرق

وقال محمّد بن رافع: ثنا الحسين الجعفي، وكان راهب أهل الكوفة ... وقيل إنه لم ينحر، ولم يطأ أنثى قط" أ. هـ. • اللسان: "الحسين بن عليّ بن نجيح الجعفي الكوفي: ذكره الطوسي في (رجال الشيعة): من رواة جعفر الصادق رحمه الله" أ. هـ. • قلت: وكلام العلماء في مدحه وبيان فضائله كثير من أراد المزيد فليرجع إلى مصادر ترجمته المذكورة وغيرها، وبالله التوفيق. من أقوالة: في تاريخ الإسلام: "رأى حسين الجعفي كأن القيامة قد قامت، وكان مناديًا ينادي: ليقم العلماءُ فيدخلوا الجنة، فقاموا وقمت معهم، فقيل لي: اجلس لست منهم فأنت لا تحدث. قال: فلم يزل يحدث بعد أن لم يكن يحدث حتى كتبا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث" أهـ. وفاته: سنة (203 هـ) ثلاث ومائتين عن (84 سنة). 1094 - الجمال الأزرق * المقرئ: الحسين بن علي بن حماد بن مهران، أبو عبد الله، وقيل: أبو علي الجمال الأزرق الرازي ثم القزديني. من مشايخه: الحلواني، ومحمد بن إدريس الدنداني صاحب نصير وغيرهما. من تلامذته: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن محمّد الرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "رفيق الحسن بن العباس بن أبي مهران في القراءة على الحُلْواني عُمّرَ، وأقرأ الناس". وقال: "كان محققًا لقراءة ابن عامر" أ. هـ. • غاية النهاية: "المقرئ ثبت محقق" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (300 هـ) ثلاثمائة. 1095 - الجُعَل * المفسر: الحسين بن علي بن إبراهيم البصري، أبو عبد الله، الملقب بالجُعَل الكاغدي. ولد: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين، وقيل: (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. من مشايخه: أبو الحسن الكرخي، وأبو القاسم بن سهلويه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الفهرست: "كان فاضلًا فقيهًا متكلمًا عالي الذكر نبيه القدر، عالم بمذهبه، منتشر الذكر في الأصقاع والبلدان وسيما بخراسان"أ. هـ. • تاريخ بغداد: "ينتحل في الفروع مذهب أهل ¬

_ * غاية النهاية (1/ 244)، معرفة القراء (1/ 236). * معجم المفسرين (1/ 155)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 159)، الفهرست (222)، تاريخ بغداد (8/ 73)، الوافي (13/ 17)، لسان الميزان (2/ 347)، الشذرات (4/ 373)، هدية العارفين (1/ 307)، المنتظم (14/ 272)، النجوم (4/ 135)، الأعلام (2/ 244)، معجم المؤلفين (1/ 623)، الطبقات السنية (3/ 154)، السير (17/ 224)، تاريخ الإسلام (وفيات 269) ط. تدمري، العبر (2/ 351)، الجواهر المضية (2/ 122)، أمل الآمل (2/ 91) ذكر اسمه فقط، طبقات الفقهاء للشيرازي (143)، آراء المعتزلة الأصولية: (ص 364)، "الماتريدية" للشمس الأفغاني: (2/ 49).

1096 - أبو عبد الله المقريء

العراق، وقال لي القاضي أبو عبد الله الصيمري: كان أبو عبد الله البصري مقدمًا في علم الفقه والكلام، مع كثرة أماليه فيهما وتدريسه لهما" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مقدمًا في الفقه والكلام، عاش ثمانين سنة وكان من كبار المعتزلة وله تصانيف على قواعدهم" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال الشيخ أبو إسحاق في (الطبقات) في فقهاء الحنفية: كان رأس المعتزلة صلى عليه أبو عليّ الفارسي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه، من شيوخ المعتزلة، انتهت إليه الرياسة في علم الكلام في عصره. قال أبو حيان: كان الرجل ملتهب الخاطر واسع أطراف الكلام مع غثاثة اللفظ يرجع إلى قوة عجيبة فِي التدريس وطول نفس في الإملاء مع ضيق صدر عند لقاء الخصم ومعاركة القرن بعيد العهد بالمصاع والدفاع والوقاع .. " أ. هـ. وفاته: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ" و"الإيمان"، و"الإقرار" وغيرها. 1096 - أبو عبد الله المقريء * المقرئ: الحسين (¬1) بن عثمان بن ثابت، أبو عبد الله. من تلامذته: أحمد بن محمّد العتيقي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان حافظًا ذكيًا" أ. هـ. • البداية: "ولد أعمى، وكان يحضر مجلس ابن الأنباري فيحفظ ما يقول وما يمليه كله، وقد سبق الشاطي إلى قصيدة عملها في القراءات السبع، وذلك في حياة النقاش، وكان تعجبه جدًّا، وكذلك شيوخ ذلك الزمان أذعنوا إليها" أ. هـ. وفاته: سنة (378 هـ) ثمان وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: له منظومة في القراءات السبع. 1097 - أبو العباس الحلبي * المقرئ: الحسين بن عليّ بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن أحمد بن يزيد، أبو العباس الحلبي. من مشايخه: أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، والقاسم الملطي وغيرهما. من تلامذته: عليّ بن أحمد النعيمي، وأبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "ما علمت من حاله إلا خيرًا وكان يوصف بالحفظ والمعرفة ... وفي حديثه غرائب مستطرفة" أ. هـ. • روى عنه الداني: أنه قال: لم يمنعني من أن أقرأ على أبي طاهر إلا أنه كان قطعيًّا، وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح، فكان ربما يضرب بها رأس القارئ إذا لحن، فخفت ذلك، فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 75)، المنتظم (14/ 303)، الوافي (13/ 18)، البداية والنهاية (11/ 327)، غاية النهاية (1/ 243)، معجم المؤلفين (1/ 622)، تاريخ الإسلام (وفيات 378 هـ) ط. تدمري. (¬1) في البداية والنهاية "الحسن". * تاريخ بغداد (8/ 76)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة (39) ط. تدمري)، غاية النهاية (1/ 246).

1098 - النمري

1098 - النمري * النحوي، اللغوي: حسين بن علي بن عبد الله (¬1) النمّري البصري. من مشايخه: أبو عبد الله الأزدي، وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان من صدور البصرة في الأدب والشعر". وقال: "قيل: كان أخفش العين سيء المنظر، قوي الطبقة بالأدب، عارفًا بالشعر يتكلم على معانيه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان شاعرًا محسنًا لغويًّا أديبًا" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالأدب واللغة، له شعر من أهل البصرة" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أسماء الفضة والذهب"، و"الخيل"، و "الملمع" في اللغة. 1099 - الرَّهَاوي * المقرئ: الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمّد الرهاوي السلمي، أبو علي، من أهل رها. من مشايخه: قرأ بحلب على أبي الطيب محمّد بن الحسن الزغري المقرئ وغيره. من تلامذته: أبو طاهر الخياط، وأبو علي غلام الهراس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "اشتغل بالقراءات وسافر للقراءة على الشيوخ" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ حاذق، شيخ القراء بدمشق مع الأهوازي" أ. هـ. وفاته: يوم الخميس (12 رمضان) سنة (414 هـ)، أربع عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: له تصنيف في القراءات كتابًا حافلًا. 1100 - الوزير المغربي * النحوي، اللغوي، المفسر: الحسين بن علي بن ¬

_ * إنباه الرواة (1/ 323)، الوافي (13/ 21)، بغية الوعاة (1/ 537)، روضات الجنات (3/ 156)، الأعلام (2/ 245)، معجم المؤلفين (1/ 626)، معجم الأدباء (3/ 1092)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 89). (¬1) في بغية الوعاة: حسين بن علي أبو عبد الله النمري. * بغية الطلب (6/ 2673)، تاريخ الإسلام (وفيات 414) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 245)، معجم المؤلفين (1/ 626). * المنتظم (15/ 185)، معجم الأدباء (3/ 1093)، بغية الطلب (6/ 2532)، وفيات الأعيان (2/ 172)، العبر (3/ 128)، الوافي (12/ 440)، البداية والنهاية (12/ 25)، المقفى الكبير (3/ 536)، لسان الميزان (2/ 345)، النجوم (4/ 418)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 155)، الشذرات (5/ 91)، مجمع الرجال (2/ 89)، "الكنى والألقاب" للقمي (3/ 286)، روضات الجنات (3/ 166)، معجم المفسرين (1/ 156). * تهذيب تاريخ دمشق (4/ 312)، الكامل (9/ 321)، تاريخ الإسلام (وفيات 418) ط. تدمري، السير (17/ 394)، طبقات أعلام الشيعة (الناس في القرن الخامس) (65)، معجم المؤلفين (1/ 624)، "أدب الخواص" في المختار من بلاغات قبائل العرب وأخبارها وأنسابها وأيامها، تأليف الحسين بن عليّ المغربي -صاحب الترجمة- أعده للنشر حمد الجاسر، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر لسنة (1400 هـ- 1980 م).

الحسين بن علي بن محمّد بن يوسف بن بحر بن بهرام المغربي ... (نسبه يعود إلى ملوك الفرس)، أبو القاسم ابن أبي الحسن الوزير. وأمه فاطمة بنت أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني من مشايخ الشيعة صاحب كتاب (الغنية). ولد: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو جعفر الطحاوي، وسمع من أبي ذر عبد بن أحمد الهروي وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين، وأبو الحسن بن الطيّب الفارقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان الوزير خبيث الباطن، شديد الحسد على الفضائل، وحمل إلى الكوفة بوصية منه، ودفن بها في تربة تجاور مشهد الإمام عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وأوصى أن يكتب على قبره من الخفيف: كنت في سفرة الغواية والجهـ ... ل مقيمًا فحان مني قدوم تبت من كل مأثم فعسى يمـ ... حي بهذا الحديث ذاك القديم بعد خمس وأربعين لقد ما ... طلت إلا أن الغريمَ كريم • بغية الطلب: "كان الوزير أديبًا فاضلًا عارفًا باللغة والنحو فصيحًا، حسن النظم والنثر عارفًا بالحساب". وقال: "إنه متهم بمعتقد الإسماعيلية ... وفيه كتاب كتبه الحسين نفسه في عقيدته ومنشأه وحاله، فليرجع إليه من شاء" أ. هـ. • العبر: "الحسين بن علي الشيعي ... إلى أن قال: وكان من أدهى البشر وأذكاهم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي- وكان جدهم يلقب بالمغربي لكونه كان كاتبًا على ديوان المغرب وأصله بصري. قصد أبو القاسم: فخر الملك أبا كان وتوصل إلى وزر سنة أربع عشرة. وكان بليغًا مفوهًا مترسلًا، يتوقد ذكاة" أ. هـ. • لسان الميزان: "كان ينسب إلى الدهاء وخبث الباطن مع ما فيه من التشيع" أ. هـ. • المقفى: "قال الشعر الجليل وبرع في الترسل، وصار إمامًا في كتابة الإنشاء وكتابة الحساب. وتصرّف في فنون من علم العربية واللغة ومهر في أكثر الفنون العلمية. وكان إذا دخل عليه الفقيه سأله عن النحو، والنحوي سأله عن الفرائض، والشاعر سأله عن القرآن ... وكان أبو القاسم أسمر شديد السمرة سنَاطًا (أي لا لحية له)، يرمى بحب الشباب، من الدهاة العارفين لولا هوج فيه، ذكر هذا مؤدبه أبو الحسن عليّ بن الفارج فقال: كان جنونه جنونًا، وأجنّ منه لا يكون، وقد أنشد: جنونك مجنون، ولست بواجدٍ ... طبيبًا يداوي من جنون جنون وقال: "قد صرّح -عفا الله عنه- أنه عدّو

1101 - الربعي

غضبان وقل أن تكون مع هذين سلامة من عدوان، فلا تلتفت إلى تحامله في كلامه، وتعديه في عتبه وملامه، لا سيما وهو مرميّ بالكذب واللين" أ. هـ. • قلت: قال حمد الجاسر، في مقدمة كتاب "أدب الخواص" (1/ 16): "هو شيعي المذهب وعندما يذكر أبا بكر الصديق يذكره بلقبه (ابن أبي قحافة) ولا يترضى عليه بينما يصلي على غيره، وهو لم يشر في رسالته التي وجهها إلى سدّة الخلافة إلى ما يفهم منه تشيعه من قريب أو بعيد ويظهر أنه تأثر بمذهبه هذا حينما كان في مصر، وإن كان يفهم عراقة بيته في التشيع .. " أ. هـ. وفاته: سنة (418 هـ) ثمان عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في "تفسير القرآن" أحسن فيه على اختصاره، قاله صاحب "بغية الطلب"، واختصر كتاب "إصلاح المنطق". 1101 - الرَّبَعي * النحوي: حسين بن علي بن عيسى بن الفرج بن صالح الدينوري الربعي، أبو البركات. من مشايخه: قرأ على أبيه وغيره. من تلامذته: أبو الكرم المبارك بن فاخر وغيره. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان ينوب عن الوزير ببغداد، وله معرفة بعلم الكتاب، وجن في شبيبته وادعى النبوة في جنون ثم برأ" أ. هـ. • بغية الوعاة: "النحوي ابن النحوي، قال ابن النجار: كان نحويًا فاضلًا" أ. هـ. • الأعلام: "شيرازي الأصل، من أهل بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (447 هـ) سب وأربعين وأربعمائة. 1102 - الفضل الكاشغْرِي * المفسر: الحسين بن علي بن خَلف بن جبريل، وقيل: جبيل، الألمعيّ الكاشغري (¬1)، ويعرف بالفضل. من مشايخه: عبد العزيز الأزجي، ومحمد بن عليّ الصوري وغيرهما. من تلامذته: محضد بن محمود السّره مرد، وأبو سفيان العَبدومي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "شيخ فاضل واعظ ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير، واسمه الحسين، غير أنه عرف بالفضل، صنف التصانيف الكثيرة في الحديث، لعلها تربى على مائة وعشرين مصنفًا، وعامتها مناكير" أ. هـ. ¬

_ * المنتظم (15/ 351)، الكامل (9/ 616)، بغية الوعاة (1/ 537)، الأعلام (2/ 246). * تاريخ الإسلام (وفيات 484) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 301)، الوافي (13/ 22)، لسان الميزان (2/ 305)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 158)، معجم المفسرين (1/ 156)، الأعلام (2/ 246)، معجم المؤلفين (1/ 625)، الأنساب (5/ 18)، اللباب (3/ 22). (¬1) هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الشرق، يقال لها كاشغر، وهي من ثغور المسلمين اليوم -يعني في زمن ابن السمعاني وهي الآن في تركستان الرقية التابعة للحكم الصيني- انظر الأنساب.

1103 - الدمنشي

• تاريخ الإسلام: "وكان بكاة خائفًا واعظًا، لا يخاف في الله لومة لائم، تاب على يديه خلق كثير، لكن في حديثه مناكير. قال السمعاني: قال محمّد بن عبد الحميد: كان الكاشغري يضع الحديث". ثم قال الذهبي: "قال السمعاني: وقرأت بخطه عطاء بن مالك النحوي فهرست تصانيف أبي عبد الله الكاشغري ... إلى أن ذكر السمعاني له أكثر من مائة تصنيف سائرها في التصوف والأداب الدينية" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: " ... متهم بالكذب، قال ابن النجار: كان شيخًا صالحًا متدينًا إلا أنه كتب الغرائب وقد ضعفوه واتهموه بالوضع، وقال شيرويه الديلمي: عامة حديثه مناكير إسنادًا ومتنًا، لا نعرف لتلك الأحاديث وجهًا"أ. هـ. وفاته: سنة (484 هـ) أربع وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "المُقْنِع في تفسير القرآن"، و "كتاب الورع"، و"كتاب الزهد" وغير ذلك. 1103 - الدِّمنشِي * المقرئ: الحسين بن علي، أبو عليّ المعروف بالدمنشي الدمشقي. من مشايخه: قرأ على أصحاب أبي علي الرهاوي، وسمع من أبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "بلغني أنه كان رافضيًا. وهو الذي سعى بأبي بكر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وأخبار خلفاء بني العباس في الجامع، فكان ذلك سبب إخراج الخطيب من دمشق، وكان لا يقرئ سورة الفاتحة لأحد. يزعم أنه قرأها على جبريل"أ. هـ. قال ابن الجزري بعد هذا الكلام: "ما وصل أحد إلى هذا البهتان" أ. هـ. وفاته: سنة (491 هـ) إحدى وتسعين وأربعمائة. 1104 - الصِّغْنَاقي * النحوي، اللغوي: الحسين بن عليّ بن الحَجّاج بن علي الصِّغناقي، الحنفي، حسام الدين. من مشايخه: عبد الجليل بن عبد الكريم. وغيره. من تلامذته: الغجدواني وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "كان عالمًا فقيهًا نحويًا جدليًا .. وهو أول من شرح الهداية" أ. هـ. • الطبقات السنية: "دخل بغداد، ودرس بمشهد ¬

_ *تاريخ دمشق (14/ 285)، مختصر تاريخ دمشق (14/ 285)، تاريخ الإسلام (وفيات 491) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 246)، وتهذيب تاريخ دمشق (4/ 352). * الدرر (2/ 147)، بغية الوعاة (1/ 537)، معجم المؤلفين (1/ 623)، مفتاح دار السعادة (2/ 266)، تاج التراجم (90)، الجواهر المضيئة (2/ 114)، كشف الظنون (1/ 112، 403)، (2/ 1775، 1849)، الطبقات السنية (3/ 150)، الفوائد البهية (52)، وسماه الحسن، كتاب "الماتريدية" للشمس الأفغاني (1/ 290).

1105 - ابن أبي شيخة

أبي حنيفة، ثم توجه إلى دمشق حاجًا فدخلها سنة (710 هـ .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، متكلم نحوي صرفي .. "أ. هـ. • قلت: وقد ذكره الشمس الأفغاني في كتابه "الماتريدية" ضمن أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم، وأهم مؤلفاتهم الكلامية، وقال في الهامش على المترجم له: "لغلوه في التعطيل قرن الإمام أبا حنيفة وغيره من الأئمة باليهود وغلاة الروافض، وهو لا يشعر". وقد بين ذلك الشمس الأفغاني في (2/ 543) في بيان العلو لله سبحانه، وهي فطرة الناس عند رفع أيديهم للدعاء وغيره، ولكن الماتريدية وخلطاءهم الأشعرية لما لم يجدوا حيلة لدفع هذهِ الفطرة الضرورية البدهية حرفوا هذا الدليل الفطري وقالوا: "إن رفع الأيدي إلى السماء وقت الدعاء أمر تعبدي كما أن التوجه إلى الكعبة أمر تعبدي، وأن الجهة الفوق قبلة الدعاء .. "، بل الماتريدية لم يكتفوا بتحريف هذا الدليل فقط، بل قالوا: إن الدليل متمسك غلاة الروافض واليهود والكرامية، وجميع المجسمة"، وقد ذكر الشمس الأفغاني هذا نقلًا عن "شرح الفقه الأكبر" للقارئ (173) عن صاحب الترجمة الصغناقي وأقره، وقال الأفغاني: "فقد جعلوا الإمام أبا حنيفة ومعه سلف هذه الأمة وأئمة السنة، وكل من استدل بهذا الدليل الفطري، على (فوقية الله تعالى) كما تقدم نصوحهم، ..... وهذا والله إلحاد وإفساد! فيشتمون السلف عامة، وإمامهم الأعظم أبا حنيفة فأخذ وهم لا يشعرون. انتهى بتصرف يسير. وقال الشمس الأفغاني في (2/ 60) تعليقًا على اتباع المسلمين لهؤلاء في عقلانياتهم لمعرفة العقيدة، فالأسماء والصفات وغيرها: "أم تلوذون بعقلية حسام الدين بن علي الصغناقي الحنفي الماتريدي، الذي جعل الإمام أبا حنيفة وغيره من أئمة للسلف في عداد غلاة الروافض اليهود والكرامية ... وأقره كثير من الماتريدية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (710 هـ) وقيل (711 هـ) وقيل (714 هـ) وقيل (738 هـ) عشرة وقيل إحدى عشرة وقيل أربع عشرة وقيل ثمان وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الهداية" و"شرح المفصل" وغير ذلك. 1105 - ابن أبي شَيخَة * اللغوي، المقرئ: الحسين بن علي بن سيد الدهل بن أيوب بن أبي صُفرة. ويقال: ابن سيد الكل بن أبي الحسين بن قاسم بن عمار، الأزدي المهلبي، الأسواني الشافعي، المعروف بابن أبي شيخة، نجم الدين. ولد: سنة (646 هـ) ست وأربعين وستمائة. من مشايخه: سمع من محمد بن عبد الخالق بن طَرْخان، والعماد المقدسي، وأخذ الفقه عن ¬

_ * الطالع السعيد (224)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 409)، الدرر الكامنة (2/ 147)، الشذرات (8/ 212)، الوافي (13/ 23)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 168)، الوفيات لابن رافع (1/ 245).

1106 - الواعظ الهروي

جعفر التَّزمنْتي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الوفيات لابن رافع: "تفقه وبرع وأفتى وشغل الناس بالعلم مدة كثيرة وأعاد بالشريفية والقطبية" أ. هـ. • طبقات الشافية للسبكي: "هو من أهل الخير والصلاح، صحب الشيخ أبا العباس الشاطر. قلت -أي السبكي- هذا الشاطر كان عظيم القدر بين الأولياء، معروفًا بقضاء الحوائج إذا كان للإنسان حاجة جاء إليه فيشتريها منه، يقول له: كم تعطي؟ فيقول كذا وكذا، فإذا اتفق معه قال: قضيت في الوقت الفلاني، وغالبًا تقضى في الوقت الحاضر، ولم نحفظ أنه عين وقتًا فتقدمت عليه الحاجة ولا تأخرت" أ. هـ. • الطالع السعيد: "وتجرّد مدّة مع الفقراء وسافر معهم إلى البلاد، وجرى على طريقتهم في القول بالشاهد" أ. هـ. • الدرر: "كان يفتي ويدرس ويقرئ في كل شيء في كتاب سئل فيه وانتفع به الناس. كان من أهل الخير والتعبد، وكان قوي النفس حاد الخلق مقدامًا في الكلام، كان سبب تحوله من الفقه وتزييه بزي الفقراء (لمدة) أنه حضر درس ابن بنت الأعز فأنشده شخص قصيدة نبوية فصرخ هو على العادة، وأنكر القاضي ذلك عليه، فقال: هذا شيء ما تذوقته أنت وقام وترك الفقاهة والمدرسة" أ. هـ. وفاته: سنة (739 هـ)، تسع وثلاثين وسبعمائة. 1106 - الواعظ الهرَوي * المفسر حسين بن علي الكاشفي البيهقي الهروي السبزواري، كمال الدين، المعروف بالواعظ الهروي. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "كان جامعًا للعلوم الدينية عارفًا بالمعارت اليقينيةكاشفًا عن الأسرار العرفانية واقفًا على السرائر الأفنانية معلمًا في مضامير الغرائب من العلوم ومسلّمًا في التفسير والحديث والريّاضي والنجوم، عادم العديل في إرشاد الخلائق محسن التقرير"أ. هـ. • معجم المفسرين: "محدث مفسر صوفي عارف بالأدب، من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (910 هـ) عشر وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة يوسف"، و"جواهر التفسير لتحفة الأمير" قال حاجي خليفة: وهو تفسير الزهراوين في مجلد ألفّه لأمير عليشير أورد في أوله العلوم المتعلقة بالتفسير وهي اثنان وعشرين فنًا في أربعة فصول، و "المواهب العلية في تفسير القرآن". 1107 - الحصْكَفِي * اللغوي: حسين بن عليّ الحصكفي، (الحصن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 157)، هدية العارفين (1/ 316)، كشف الظنون (1/ 446)، روضات الجنات (3/ 228)، معجم المؤلفين (1/ 627). * الكواكب السائرة (3/ 143)، الشذرات (10/ 526)، الأعلام (2/ 247)، معجم المؤلفين (1/ 625)، كشف الظنون (1/ 34).

1108 - أبو القاسم الهمذاني

كيفي) ويقال له الآن أسكيف بين جزيرة ابن عمرو باطمان في كردستان تركيا الشافعي، شمس الدين. ولد: سنة (932 هـ) اثنتين وثلاثين وتسعمائة. من مشايخه: بدر الدين الغزي، وشهاب الدين الطيبي المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "الشيخ البارع الفاضل ... وكان له وعظ في الجامع الأموي، وقال يخاطب الحاضرين هذا آخر العهد منكم وانتقل غدًا ثم لما انصرف من وعظه جُمّ. ومات في اليوم الثاني" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ نحوي صرفي، شاعر" أ. هـ. وفاته: سنة (971 هـ) إحدى وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: نظم تصريف الغزي وهو ابن أربع عشرة سنة، و"الجوهرة في القراءات" و"المقدمة الكافية" في النحو ثم شرحها وسماه "المفهمة الشافية". 1108 - أبو القاسم الهمَذاني * النحوي، اللغوي، المفسر: الحسين (¬1) بن الفتح بن حمزة بن الفتح الهمذاني، أبو القاسم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الأديب، من أولاد الوزراء والأعيان كان يرجع إلى معرفة اللغة، والمعاني والبيان" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان متكلمًا، مفسرًا، ماهرًا في الفرائض فائقًا في الشعر أديبًا لغويًّا .. وكان من أولاد الوزراء" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال السلفي: كان من أهل الفضل والتقدم في الفرائض والتفسير والأدب واللغة والمعاني والبيان والكلام ... قال ابن الصلاح: رأيت مجلدين من تفسيره، واسمه كتاب (البديع في البيان عن غوامض القرآن) فوجدته ذا عِناية بالعربية والكلام، ضعيف الفقه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (500 هـ) خمسمائة. من مصنفاته: له تفسير، وشعر. 1109 - أبو عليّ البَجْلي * اللغوي، المفسر: الحسين بن الفضل بن عُمَير البجَلي الكوفي، النيسابوري، أبو علي. ولد: قبل سنة (180 هـ)، وقيل: سنة (178 هـ) قبل ثمانين ومائة، وقيل: سنة ثمان وسبعين ومائة. ¬

_ * الوافي (12/ 200)، و (13/ 28)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 142)، معجم المفسرين (1/ 143)، تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا سنة 500) ط. تدمري، معجم المؤلفين (1/ 577)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 530). (¬1) وقيل الحسن، وترجم له صاحب الوافي ترجمتين الأولى سماه الحسن والثانية الحسين. * السير (13/ 414)، العبر (2/ 68)، الوافي (13/ 27)، لسان الميزان (2/ 352)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 159)، الشذرات (3/ 335)، معجم المفسرين (1/ 157)، الأعلام (2/ 251)، تاريخ الإسلام (وفيات 282) ط. تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (37)، مرآة الجنان (2/ 145).

من مشايخه: يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وابن كُلّاب (¬1) وغيرهم. من تلامذته: محمد بن عبد الله بن المبارك، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "قال الحاكم: الحسين بن الفضل بن عمير المفسر، إمام عصره في المعاني والقرآن. قال أبو القاسم المذكر: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يُذكر في عجائبهم. وعن الكرابيسي: كان في سكة عمار فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم فرفع حاجبه ثم قال لي: من هؤلاء، قلت: هذا أبو بكر بن خزيمة وجماعة معه، فقال: سبحان الله بعد أن كان يزورنا في هذا الدار إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع يمر بنا ابن خزيمة فلا يسلم" أ. هـ. • اللسان: " ... لم أرَ فيه كلامًا، لكن ساق الحاكم في ترجمته مناكير عدة، فالله أعلم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "سمعت إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم: سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن فضل بالمعاني إلهامًا من الله تعالى. فإنه كان تجاوز حد التعليم، وكان يركع في اليوم واليلة ستمائة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار. سمعت أبا زكريا العنبري يقول: لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر خُراسان قال: يا أمير المؤمنين لي حاجة. قال: مفضية، قال: تُسعفني بثلاثة: الحسين بن الفضل البجلي وأبو سعيد الضرير وأبو إسحاق القُرشي. قال: أسعفناك. وقد أخليت العراق من الأفراد. ثم ساق الحاكم من الأحاديث في الغرائب والأفراد نحو بضعة عشر حديثًا، فيها حديث باطل" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، كان رأسًا في معاني القرآن، أصله من الكوفة، مُعَمَّر، وانتقل إلى نيسابور، وقبره بها معروف" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، محدث ثقة، من أكابر فقهاء الشيعة الإمامية .. " أ. هـ. • قلت: لم أجد من ذكر تشيعه في المصادر التي ذكرناها سوى صاحب "معجم المفسرين"، وكان أحد مراجعه "أعيان الشيعة" جزء غير متوفر لدينا طبعته، ولعله -أي صاحب معجم المفسرين- ذكر ذلك اعتمادًا عليه، والله أعلم بالصواب. من أقواله: في اللسان: "من سئل عن مسألة فيها أثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعليه أن يجيب بحوابه، ولا يلتفت إلى من خالف ذلك من قياس أو استحسان، فإن السند لا يعارض بشيء من ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين وله (104 سنين). ¬

_ (¬1) ابن كلاب: هو عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم، الكناني المكي، توفي سنة (240 هـ)، وهو صاحب الحيدة. انظر تاريخ بغداد (10/ 449)، وطبقات الأسنوي (1/ 41)، وطبقات السبكي (2/ 144)، وغيرها: وانظر "درء تعارض العقل والنقل": (245 - 252).

1110 - العياني

1110 - العَيَّانِي * المفسر: الحسين بن القاسم بن علي العياني، المهدي لدين الله. ولد: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: * بلوغ المرام: "كان بينه وبين دعاة الباطنية، مثل الحسين بن طاهر الحميري مراسلات، .. " أ. هـ. * الأعلام: "من أئمة الزيدية (¬1) باليمن، قام بالإمامة بعد أبيه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "خامس الأئمة الزيدية باليمن، ولي الإمامة بعد أبيه المنصور بالله" أ. هـ. وفاته: سنة (404 هـ) أربع وأربعمائة. من مصنفاته: "التحدي للعلماء والجهَّال"، و"تفسير غريب القرآن"، و "كتاب الأسرار"، و"الصفات" غير ذلك. 1111 - النَيلي * النحوي، اللغوي: الحسين بن أبي القاسم البغدادي، المعروف بالنيلي، الملقب بعز الدين. من تلامذته: الإمام العلامة شهاب الدين عبد الرحمن بن عسكر البغدادي، وأخذ عنه من علماء الحنفية عالم زمانه الشيخ قوام الدين أبو حنيفة: أمير كاتب أبي محمّد بن غازي الأتقاني التركستاني. كلام العلماء فيه: * الديباج المذهب: "كان إمامًا فاضلًا نحويًا لغويًّا، إمامًا في الفقه، كان يدرس الطائفة المالكية في المدرسة المستنصرية" أ. هـ. * درة الحجال: "قاضي القضاة ببغداد، صاحب التصانيف المعتمدة" أ. هـ. * شجرة النور: "عرف بالنبيل الإمام العالم الجليل الفقيه الصدر العمدة" أ. هـ. وفاته: سنة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر كتاب ابن الجلاب، وله "مسائل الخلاف"، و "الإمهاد" وغيرها. 1112 - الكِتَّاني * المقرئ: الحسين بن مبشر بن عبيد الله، أبو عليّ، المزكي الدمشقي الكتاني. من مشايخه: محمّد بن يونس الدمشقي الإسكافي، وعبد الرحمن بن أبي نصر وغيرهما. من تلامذته: نجاء بن أحمد، وعلي بن طاهر النحوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان دينًا ثقة على مذهب الإمام أحمد" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مصدر صالح ... أقرأ ¬

_ * بلوغ المرام (35)، الأعلام (2/ 252)، معجم المفسرين (1/ 158)، معجم المؤلفين (1/ 631)، هدية العارفين (1/ 307)، البعثة المصرية لتصوير المخطوطات العربية في بلاد اليمن (18). (¬1) الزيدية: هي أحد فرق الشيعة، وقد عرفنا بهم سابقًا. * الديباج المذهب (1/ 324)، درة الحجال (1/ 243)، شجرة النور (203)، معجم المؤلفين (1/ 631). * غاية النهاية (1/ 249)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 453 هـ ط. تدمري, تاريخ دمشق (14/ 328)، تهذيب تاريخ دمشق (4/ 364).

1113 - الزعفراني

الناس بجامع بني أمية نحوًا من خمسين سنة. قال عبد العزيز الكتاني: كان دينًا ثقة على مذهب أحمد" أ. هـ. * تهذيب تاريخ دمشق: "وهو أستاذ في القراءات ... كان من أهل الدين والتستر ثقة فيما روى، وكان يذهب مذهب الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى -" أ. هـ. وفاته: سنة (453 هـ) ثلاث وخمسين وأربعمائة. 1113 - الزَّعْفَراني * المفسر الحسين بن محمّد بن عليّ الأصبهاني، أبو سعيد، المعروف بالزعفراني. من مشايخه: أبو القاسم البغوي، وابن صاعد وغيرهما. من تلامذته: أبو نُعيم، وأبو بكر بن أبي علي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذكر أخبار أصبهان: "كان بندار البلد في كثرة الحديث والأصول صاحب معرفةٍ وإتقان" أ. هـ. وفاته: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: تفسير القرآن، و "المسند"، و"الشيوخ". 1114 - ابن قائل القرطبي * النحوي، اللغوي: حسين بن محمّد بن قائل (¬1) القرطبي, أبو بكر. ولد: سنة (296 هـ) ست وتسعين ومائتين. من مشايخه: أسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن عمر بن لبابة وغيرهما. من تلامذته: ابن الفرضي وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ ابن الفرضي: "كان شيخًا صالحًا، وكان له حظ من حفظ الرأي وعقد الشروط، وكان متصرفًا في العربية، والغريب والشعر وكان شاعرًا، حدث وكتبت عنه كثيرًا وكانت فيه غفلة" أ. هـ. وفاته: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. 1115 - أبو علي الدّينوري * المقرئ: الحسين بن محمّد بن حبش بن حمدان، ويقال: ابن حمدان بن حبش, أبو علي الدينوري. من مشايخه: أبو عمران موسى بن جرير الرقي، وإبراهيم بن حرب الحراني وغيرهما. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان (1/ 283)، تذكرة الحفاظ (3/ 956)، طبقات المفسرين للسيوطي (38)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 160)، الأعلام (2/ 254)، معجم المؤلفين (1/ 640)، هدية العارفين (1/ 305)، السير (16/ 517)، الوافي (13/ 45)، طبقات الحفاظ (383)، الشذرات (4/ 373)، تاريخ الإسلام (وفيات 369) ط. تدمري. * بغية الوعاة (1/ 539)، تاريخ ابن الفرضي (1/ 134)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 372 - ط تدمري)، بغية الملتمس (1328). (¬1) في بغية الوعاة: ابن نائل. وفي تاريخ الإسلام: ابن نائل وكذا في بغية الملتمس، وفيه أيضًا اسم آخر (1/ 329)، الحسين بن نابل. كما ذكر هذا في جذوة المقتبس (1/ 300)، ولم يذكر الحسين بن محمد. * غاية النهاية (1/ 250)، معرفة القراء (1/ 322)، تاريخ الإسلام (وفيات 373 ط. تدمري)، العبر (2/ 365)، الشذرات (4/ 393).

1116 - الخالع الرافقي

من تلامذته: محمّد بن المظفر الدينوري، وأبو الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "وكان عالي الإسناد في الحديث" أ. هـ. * غاية النهاية: "حاذق ضابط متقن .. قال الداني: متقدم في علم القراءات مشهور بالإتقان ثقة مأمون. قلت: وكان يأخذ لجميع القراء بالتكبير في جميع السور وقرأت أنا بالتكبير من طريقه عن السوسي، وهو الذي يأخذ بالفتح في الوقف على الممال في الراء المتطرفة" أ. هـ. وفاته: سنة (373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة. 1116 - الخالع الرَّافِقي * النحوي: الحُسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين الخالع الرافقي. يقال: إنه من ذرية مُعَاوية بن أبي سفيان. ولد: سنة (333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو سعيد السيرافي، وأبو عليّ الفارسي وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "كذّاب، حدث عن أبي عمر غلام ثعلب" أ. هـ. * الوافي: "كان من كبار النحاة" أ. هـ. * لسان الميزان: "كذّاب .. قال أبو الفتح محمّد بن أحمد المصري الصواف: لم أكتب ببغداد عمن أطلق فيه الكذب غير أربعة، أحدهم أبو عبد الله الخالع" أ. هـ. من أقواله: فمن شعره: رأيتِ العقل لم يكن انتهابًا ... ولم تقسم على قدر السنينا فلو أن السنين تقسمته ... حوى الآباء أنصبة البنينا وفاته: سنة (388 هـ)، وقيل: (422 هـ)، (421 هـ) وقيل: ثمان وثمانين وثلاثمائة، وقيل: اثنتين وعشرين وأربعمائة، وقيل: إحدى وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب الشعراء"، و"كتاب المواصلة"، و"المفاصلة"، و"الأمثال" وغير ذلك. 1117 - الرَّاغِب الأَصْفهانِي النحوي، اللغوي، المفسر: حسين بن محمّد بن المفضل (¬1)، الأصفهاني، أو الأصبهاني (بالباء)، المعروف بالراغب، أبو القاسم. ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 105)، معجم الأدباء (3/ 1146)، ميزان الاعتدال (2/ 304)، الوافي (12/ 345)، اللباب (1/ 340)، بغية الوعاة (1/ 538)، روضات الجنات (3/ 155)، الأعلام (2/ 254) , لسان الميزان (2/ 355)، المنتظم (15/ 210)، معجم المؤلفين (1/ 635)، تاريخ الإسلام (وفيات 422) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 32). (¬1) تاريخ علماء الإسلام (112)، معجم الأدباء (3/ 1156)، سير أعلام النبلاء (18/ 120)، بغية الوعاة (2/ 297)، سقية البحار (1/ 528)، روضات الجنات (3/ 197)، الكنى والألقاب (2/ 268)، مع العلم أن الجزء (27) من أعيان الشيعة غير متوفر لدينا طبعته، الأعلام (2/ 255)، معجم المؤلفين (1/ 642)، معجم المفسرين (1/ 158) , مفتاح السعادة (2/ 79).

من تلامذته: * تاريخ حكماء الإسلام: "كان من حكماء الإسلام هو الذي جمع بين الشريعة والحكمة في تصانيفه" أ. هـ. * معجم الأدباء: "أحد أعلام العلم، ومشاهير الفضل متحقق بغير فن من العلوم، وله تصانيف كثيرة" أ. هـ. * السير: "العلامة الماهر، المحقق البارع .. كان من أذكياء المتكلمين، لم أظفر له بوفاة ولا بترجمه (¬1) "أ. هـ. * بغية الوعاة: "وقد كان في ظني أن الراغب معتزلي، حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي على ظهر نسخة من القواعد الصغرى لابن عبد السلام ما نصه: ذكر الإمام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في الأصول أن أبا القاسم الراغب من أئمة السّنة وقَرَنه بالغزالي، قال: وهي فائدة حسنة، فإن كثيرًا من الناس كانوا يظنون أنه معتزلي" أ. هـ. * الكنى والألقاب: "قال الماهر الخبير الميرزا عبد الله في ترجمته، ونقل الخلاف في اعتزاله وتشيعه ما هذا لفظه لكن الشيخ حسن بن علي الطبرسي قد صرح في آخر كتابه أسرار الإمامة أنه -أي الراغب- كان من حكماء الشيعة الإمامية " أ. هـ. * روضات الجنات: "صاحب اللغة والعربية والحديث والشعر والكتابة والأخلاق، والحكمة والكلام وعلوم الأوائل، وغير ذلك، فضله أشهر من أن يوصف ووصفه أرفع من أن يعرف، وكفاه منقبة أن له قبول العامة والخاصّة، وفيما تحقق له من اللغة خاصة وكان من الشافعية كما استفيد لنا من فقه محاضراته، وفي بعض الكتب أنه اختلف في تشيّعه وكأنه لما يترائى من تقويته جانب الحقّ في بعض مصنّفاته، وأنت خبير بأنّ مثل ذلك لو كان دليلًا على حقيّة الرّجل لما وجد للباطل بعد مصداق، كيف ولمّا يوجد بحمد الله لأشد النواصب إلى الآن مصنّف لم يكن فيه شيء من مديح أهل البيت، وشطر من مثالب مخالفيهم بالكناية أو التصريح، وإذن فالمرجع في تشخيص المذهب الحق إلى الموافقة لأهله في جملة الضروريات والاقتفاء لآثارهم المحمودة في أصول ¬

_ (¬1) قلت: وفي ندرة ترجمة الراغب قد قال الدكتور عمر الساريسي في تحقيقه لكتاب "رسالة في ذكر الواحد الأحد" للراغب الأصبهاني في مقدمته (ص 16): "إذا ثبت في الأذهان أن الراغب الأصبهاني كان في رأس المائة الخامسة للهجرة -كما تقدم- فإننا نطالب كتب الطبقات والتراجم التي تلت هذه الفترة بشيء من التعرض لحياته وآثاره. ولكننا تخيب فينا الآمال حينما لا نظفر بشيء من كل معجم الأدباء، ويتيمة الدهر، ووفيات الأعيان، والوافي بالوفيات، وفوات الوفيات، وعقود الجمان على وفيات الأعيان، وتاريخ الحكماء للقفطي، والخريدة، ودمية القصر، ونزهة الألباء في طبقات الأدباء، وطبقات الشافعيين للسبكي وللإسنوي وللحسيني، وطبقات أعلام الشيعة، وطبقات الحفاظ. كل هذه المراجع قد صمتت عن الراغب صمتًا غريبًا، وهذا يفتح مجال التفكير في الأسباب. فهل يكون السبب في تنقل الراغب بين أصفهان وبغداد؟ وهو أمر نحدس به حدسًا؟ أم أنه عدم تقرب الرجل من المناصب السياسية في الوزارة والكتابة؟ أم أن السبب يكمن في عدم انتماء هذا الكاتب إلى حزب سياسي عقائدي يكفل له النشر والخلود؟ أم يكمن في أسلوبه المتحرر من قيود الصنعة اللفظية التي كان تكفل لمحتذيها السمعة والصيت؟ أن الباحث المدقق في دراسة الراغب لا يستبعد كلا من الأسباب، بل قد يرى أنها تضافرت عليه فتركته نسيًا منسيًا" أ. هـ.

المذهب وفروعه لا غير، نعم في كثرة روايته عن أهل البيت المعصومين عليهم السلام وتعبيره عن سيّدنا الإمام الهمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام دائمًا بأمير المؤمنين المطلق، وعدم نقله عن سائر الخلفاء مهما استطاع، هداية المتدرب الفطن إلى رشده وهدايته إن شاء الله فلا تغفل". ثم قال ضمن إيراده لمصنفاته: "-له- كتاب في (الإيمان والكفر) بديع الطراز حسن الفوائد، قيل: ويظهر منه أنه كان أشعري في الأصول ... " أ. هـ. * قلت: مما سبق من المصادر يتضح اعتقاده الذي ادعاه أصحاب كتب الشيعة، وما ذكره السيوطي في البغية في أنه سُني، واختلف في ذلك، ولذلك سوف نورد بعض التحقيقات من محققي بعض كتب الراغب الأصبهاني في اعتقاده. ونذكرها بالنص، وإليك أولًا: قول محقق "رسالته في ذكر الواحد الأحد" (¬1) للدكتور عمر عبد الرحمن الساريسي في اعتقاده: "لقد تكرر إطلاق الراغب لقب أمير المؤمنين على الإمام علي بن أبي طالب من بين سائر الخلفاء الراشدين الذين قلما ذكرهم في مصنفاته. وهذا دعا بعض مؤلفي تراجم كتب الشيعة أن يعتدّوه من أئمتهم، وحينما صنف بعض مؤلفيهم "بيلوغرافيا" في مصنفات الشيعة جعله واحدًا ممن ذكر آثاره، ولم يفت صاحب أعيان الشيعة أن يدرجه واحدًا منهم، بل يحدد باحث آخر منهم أنه من حكماء الشيعة الإمامية. وحسبته العامة، وبعض الخاصة، من المعتزلة، وذلك للتوافق في بعض الأصول كما يذكر بعض الباحثين وهكذا كان يظن جلال الدين السيوطي، يقول: "حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي .. أن أبا القاسم الراغب من أئمة السنة .. وقرنه بالغزالي ... "، وهذا الذي يذكره كثير من الباحثين حينما يكررون أنه من حكماء الإسلام وأعلامه، بل يحدد بعضهم أنه من الشافعية (كما استفيد من فقه محاضراته). وقد يرجح الباحث هذا الرأي الأخير، فيما يدين به الراغب من بين الفرق الإسلامية، إذا قرأ مخطوطة له بعنوان (رسالة في الاعتقاد)، واكتفى منها بفقرة واحدة: (الفرق المبتدعة هي: المشبهة ونفاة الصفات والقدرية والمرجئة والخوارج والمخلوقية والمتشيعة. فالمشبهة ضلت في ذات الله، ونفاة الصفات ضلت في صفات الله، والقدرية في أفعاله، والخوارج في الوعيد، والمرجئة في الإيمان، والمخلوقية في القرآن، والمتشيعة في الإمامة، والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة الذين اقتدوا بالصحابة. فمعلوم أن الله عزَّ وجلَّ رضي عنهم حيث قال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}، ومعلوم أنه لم يرض عنهم إلا بعد صحة اعتقادهم وصدق مقالهم وصلاح أفعالهم) (¬2). وفي المخطوطة نفسها أن أئمة الإسلام هم: ¬

_ (¬1) رسالة في ذكر الواحد الأحد، تحقيق د. عمر عبد الرحمن الساريسي، دار الفرقان، سنة (1992 م). (¬2) في مكتبة سعيد علي باشا رقم (382): وهي إحدى مكتبات المكتبة السليمانية الكبرى، بإستانبول أ. هـ. المحقق د. عمر الساريسي.

مالك بن أنس، والليث بن سعد، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وابن عيينة، والشافعي، وأحمد بن حنبل. على أن للراغب نصيبًا من الحكمة والاشتغال بالأدلة العقلية إلى جانب أدلة الشرع النقلية" أ. هـ. ثانيًا: قول محقق كتاب "مقدمة جامع التفاسير، مع تفسير الفاتحة" (¬1) للدكتور أحمد حسن فرحات في مقدمته أيضًا (ص 13): "لقد أوتي الراغب الأصفهاني عقلًا كبيرًا، وقدرة فائقة على الجمع بين الأقوال التي يبدو أنها متعارضة كما يظهر ذلك من خلال كتبه ومؤلفاته، وكتابه هذا (جامع التفاسير) خير مثال لما نقول، وقد جرى في تفسيره على نفس الأصول التي قررها في المقدمة، وهو يحاول دائمًا تصحيح كل قول باعتبار يشهد له إن أمكن، ولا يردُّه إلا إذا كان ظاهر الفساد واضح البطلان، وقد وُفق الراغب في هذا النهج الذي سلكه توفيقًا كبيرًا نتيجة لقدرته الفائقة على السبر والتقسيم وإدراك الدقائق والفروق، ورد الجزئيات إلى كلياته، وعدم تعصبه لمذهب معين، مما جعله صاحب شخصية مستقلة في الفهم يصعب إدراجه ضمن مذهب محدد من المذاهب الكلامية المعروفة وهذا ما دعا المترجمين له إلى الاختلاف في بيان عقيدته". ثم ذكر الدكتور أحمد فرحات قول السيوطي في بغيته كما ذكرناه سابقًا وعقب عليه قائلًا: (فالسيوطي رغم اطلاعه الواسع وقراءاته الكثيرة كان يظن أن الراغب معتزلي حتى وجد نصًّا للزركشي يبين أنه من أهل السنة ويفرح لذلك ويعلّق عليه بقوله: "وهي فائدة حسنة فإن كثيرًا من الناس يظنون أنه معتزلي، ومبعث هذا الظن هو ما قدّمناه من عدم التزامه بمذهب معين، ومحاولته الجمع بين الأقوال باعتبارات متعدّدة ما أمكنه ذلك، إلا إذا كان الأمر لا يصح بأي اعتبار فإنه يردّه ولا يقبله. ويرى صاحب "روضات الجنات" أنه أقرب لأن يكون أشعريًا وذلك حين يقول: "قيل: ويظهر أنه كان أشعريّ الأصول". ولا يمكن الجزم بذلك نظرًا لعدم الالتزام الكامل كما قلنا بمذهب من المذاهب، نعم قد يستفاد هذا من بعض المواقف أو بعض الأقوال، لكن تعميم ذلك يحتاج إلى استقراء، وذلك يصعب توافره نظرًا لمنهج الراغب الذي يقوم على قبول الأقوال المتعددة باعتبارات مختلفة، ولعلّ الذي ينفي أنه من المعتزلة ويُثْبت أنه من الأشاعرة يعتمد على مثل هذا القول الذي ذكره الراغب في كتابه المفردات حيث قال في معرض تفسيره لمادة جبر: .. فأما في وصفه تعالى نحو "العزيز الجبار المتكبر": فقد قيل سُمِّي بذلك من قولهم: جبرتُ الفقير لأنه هو الذي يَجْبُر الناس بفائض نعمه. وقيل: لأنه يَجبُرُ الناس -أي: يقهرهم- على ما يريده، ودَفَع بعض أهل اللغة ذلك من حيث اللفظ فقال: لا يقال من "أفْعَلْتُ": "فَعَّال" فـ"جبّار" لا يبني من "أجبرت" فأجيب عنه بأن ¬

_ (¬1) "مقدمة جامع التفاسير، مع تفسير الفاتحة" حققه وقدم له، وعلق حواشيه الدكتور أحمد حسن فرحات، الطبعة الأولى، لسنة (1405 هـ - 1984 م)، دار الدعوة.

ذلك من لفظ "جَبَرَ" المرويّ في قوله: "لا جبر ولا تفويض" لا من لفظ "الإجبار". وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا: يتعالى الله عزَّ وجلَّ ذلك، وليس ذلك بمنكر فإن الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية، لا على ما تتوهمه الغواة الجهلة، وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث، وسخّر كلًّا منهم لصناعة يتعاطاها وطريقةٍ من الأخلاق والأعمال يتحراها، وجعله مُجبرًا في صورة مخيّر فإمّا راضٍ بصنعته لا يريد عنها حِوَلًا، وإما كاره لها يكابدها مع كراهيته لها لا يجد عنها بدلًا، ولذلك قال تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَينَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيهِمْ فَرِحُونَ} وقال عزَّ وجلَّ: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَينَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وعلى هذا الحدّ وصف بالقاهر وهو لا يقهر إلّا على ما تقتضي الحكمة أن يقهر عليه. وواضح من هذا النص ردُّه على قول المعتزلة واستعماله لمصطلح الأشاعرة: مجبر في صورة مخير. وذلك كما قلنا لا يكفي دليلًا جازمًا على أنه كان يلتزم مذهب الأشاعرة دائمًا. ولم ينحصر الخلاف بين المترجمين للراغب في كونه أشعريًا أو معتزليًا، بل إن بعض كتاب الشيعة ترجم له في طبقات أعلام الشيعة، فقد قال آغا بزرك الطهراني في كتابه طبعات أعلام الشيعة: اختلف في كونه شيعيًا، والعامّة صرّحوا بكونه من عامة المعتزلة، وكذا بعض الخاصة، لكن الشيخ حسن بن علي الطبرسي صاحب كامل بهائي صرح في آخر كتابه أسرار الإمامة أنه من حكماء الشيعة الإمامية. ويبدو أن الذين حاولوا نسبته إلى التشيُّع اعتمدوا في ذلك على بعض عباراته التي تجلُّ الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كأن يقول عنه دائمًا "أمير المؤمنين"، أو أن يقول أحيانًا " - صلى الله عليه وسلم -" بدلًا من " - رضي الله عنه -" وقد صرّح بذلك الدكتور محمّد أحمد خلف الله أثناء تعريفه بالراغب في مقدمة تحقيقه لكتاب المفردات حيث قال: "وكما يختلف الناس في تاريخ وفاته يختلفون في مذهبه الديني فهو سني عند البعض وشيعي عند البعض ومن المعتزلة عند الآخرين" إلى أن يقول: "ويبدو لي من احترامه الشديد للإمام علي -كرّم الله وجهه- أنه كان من الشِّيعة ويذكر الشيخ حسن بن علي الطبرسي أنه كان من حكماء الشيعة الإمامية". ولا شك أن هذا لايصلح دليلًا يعتمد عليه في مثل هذا المجال، وكما ذهب إلى ذلك صاحب "روضات الجنات" حيث قال: " .. وفي بعض الكتب أنه اختلف في تشيُّعه، وكأنه لما يتراءى من تقويته جانب الحق في بعض مصنّفاته، وأنت خبير بأن مثل ذلك لو كان دليلًا على حقيقة الرجل لما وجد للباطل بعد مصداق. كيف ولما يوجد بحمد الله لأشد النواصب إلى الآن مُصنّف لم يكن فيه شيء من مديح أهل البيت وشطر من مثالب مخالفيهم بالكتابة أو التصريح" ثم يقول بعد ذلك: "وإذن فالمرجع في تشخيص المذهب الحق إلى الموافقة لأهله في جملة الضروريات والاقتفاء لآثارهم المحمودة في أصول المذهب وفروعه لا غير". ويقصد بذلك أن الراغب لم يكن كذلك بالنسبة للشيعة فهو لا يوافقهم في أصل المذهب كما لا يوافقهم في فروعه، وهذا من أوضح

الواضحات. ثم يقول صاحب "روضات الجنات" عن الراغب: "نعم في كثرة روايته عن أهل البيت المعصومين، وتعبيره عن سيدنا الإمام الهمام علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين المطلق وعدم نقله عن سائر الخلفاء مهما استطاع هداية المتدرِّب الفطن إلى رشده وهدايته". فرجع الأمر كله إلى ما سبق أن أشرنا إليه من إجلال علي - رضي الله عنه - وتسميته بأمير المؤمنين، فأما عدم نقله عن سائر الخلفاء مهما استطاع، فهذا كلام لا يصح لأنه ينقل عن سائر الخلفاء الراشدين ولا يفرق بين واحد وواحد، كل ما هنالك أن الذي يتحكم في النقل طبيعة الموضوع وطبيعة المروي عن الخلفاء ودلالته بالنسبة لما يستشهد به عليه. ورغم هذا الاختلاف المذهبي بين الشيعة من جانب والراغب الأصفهاني من جانب آخر فإنهم يقدرونه ويحترمونه لما سبق أن أشرنا إليه من بعض عباراته في تمجيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بل ربما يستفيدون من كتبه اللغوية خاصة وكما يشير إلي ذلك صاحب "روضات الجنات": "وكفاه منقبة أن له قبول العامة والخاصة وفيما تحقق له من اللغة خاصة"- يريد بقوله: العامة والخاصة: السنة والشيعة. وكما رجح صاحب "روضات الجنات" أنه أشعري الأصول كذلك رجح أنه كان من الشافعية في الفروع حيث يقول: "وكان من الشافعية كما استفيد لنا من فقه محاضراته". ورغم أن الراغب سنيٍّ غيرُ شيعي بيقين إلا أنه لا يمكن حصره في واحد من مذاهب أهل السنة والجماعة نظرًا لِسَعَةِ إدراكه وبُعدِ نظراته، وقدرته على استيعاب وجوه الخلاف وتصحيحه للأقوال المتباينة باعتبارات متعددة) أ. هـ. ثالثًا: قول محقق كتاب "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (¬1) الدكتور أبي اليزيد العجمي، قال في مقدمة حول اعتقاد الراغب الأصبهاني وما اتهم به (ص 26) ما نصه: (اتهام الراغب الأصفهاني بالتشيع والاعتزال: وضح من الإشارات السابقة أن الراغب لم يكن من رجال الدولة ولا مشايعًا لحزب معين فيها، وقد عرف عن الراغب كذلك أنه لم يمحص كتابًا بعينه ليرد به على مذهب أو طائفة، وإنما كان جل اهتمامه بالإنسان وقضاياه في معاشه ومعاده (¬2). يضاف إلى هذا الغموض الذي شاب سيرة حياته، ولم يكن الغموض خاصًّا بأسفاره وأعماله، وإنما تخطى ذلك إلى مذهبه وانتمائه الفكري، وكان من نتيجة هذا أن عدّه أصحاب التراجم السنية عالمًا من علماء أهل السنة، كما عدّه أصحاب التراجم الشيعية علمًا وحكيمًا من حكمائهم، ونتج عن كل هذه الظروف أن ألصقت به تهمة التشيع حينًا، وتهمة الاعتزال حينًا آخر، وواضح أن هذا الاتهام لم يكن في حياته، وإنما كان بعد موته ولدى من ترجموا له، ¬

_ (¬1) "الذريعة إلى مكارم الشريعة" تحقيق ودراسة الدكتور أبو اليزيد العجمي، الطبعة الثانية لسنة (1408 هـ- 1987 م) دار الوفاء. (¬2) عباس محمّد أحمد (الراغب ومنهجه في المفردات) (ص 96). نقلًا عن هامش المحقق.

ولعله من باب الشغف بتصنيف الناس وكأن الأصل أن يكون المسلمون شيعًا وأحزابًا! ! اتهامه بالتشيع: بدهي أن الذين أثاروا هذه التهمة هم مترجمو الشيعة وإن بدا عندهم بعض الاضطراب كما في روضات الجنات حين ذكر صاحبه أن الراغب شافعي المذهب كما بدا في فقه محاضراته، وذكر أنه أشعري الأصول، ثم يذكر كذلك أنه مختلف في تشيعه، والدليل عنده على ذلك: حب الراغب لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروايته عنهم ومديحه إياهم، ثم تبلغ المبالغة بالخوانساري حدًّا يحتاج إلى نظر حين يقرر أن الراغب لم ينقل في كتبه عن الخلفاء غير علي وحاول ذلك جاهدًا. أما العاملي فيقول مثل سابقه بأنه مختلف في تشيع الرجل ثم يقول: "ولكن الشيخ حسين الطبرسي قد صرح في آخر كتابه أسرار الإمامة بأنه كان من حكماء الشيعة". ويربط العاملي بين هذا وبين اتهام الراغب بالاعتزال ليخلص من ذلك إلى أن هذا يؤكد شيعيته "أقول يؤيد تشيعه قول من قال إنه معتزلي فإنهم كثيرًا ما يخلطون بين الشيعي والمعتزلي للتوافق في بعض الأصول". وكأني به يوضح -عن غير قصد- اضطراب الخوانساري حين ذكر أنه أشعري الأصول ثم ذكر أنه شيعي وقيل إنه معتزلي، لأنه ما دامت -كما يقول العاملي- أصول الشيعة والمعتزلة متفقة في بعضها فليس من المنطقي أن تتفق أصول الأشاعرة مع واحدة منهما. أما دليل تشيعه الأكيد فهو كثرة رواياته عن أهل البيت وإيراده لبعض الأحاديث في فضل عليّ - رضي الله عنه -. وليت الأمر وقف عند هؤلاء الشيعة، فإن باحثًا معاصرًا حاول أن يفسر شيعية الراغب كما حاول أن يفسر اعتزاله، ومحاولته تتسم في نظرنا بالتوفيق المضطرب بين الآراء. إذ يرى هذا الباحث أنه -الراغب- كان شيعيًا معتدلًا بعيدًا عن المغالاة مستشهدًا على ذلك بكونه من أصفهان -وهي بيئة شيعية- وبروايته عن آل البيت رضوان الله عليهم، وبكونه اتهم بالاعتزال لقربه من التشيع -ولنلاحظ هنا كلام العاملي فيما سبق- ويورد عدة نقاط لا تخرج عن هذا الذي ذكرنا. ويرى أنه وضع بين أهل السنة لأنه لم يكفر الخلفاء ولم يشطح في تفسيره شطحات الشيعة. أما اعتزال الرجل فلأنه -كما يقول الباحث- اهتم بالعقل وبالإنسان ثم يقول: "كذلك سار الراغب على منهجهم -المعتزلة- في نفي الصفات عن الله وهو أحد الأصول الهامة في مذهب المعتزلة، وإن لم يفرد لها بابا خاصًّا في كتاباته، ولكنه جعلها في مفترق كلامه" ويشير الباحث إلى صفحة معينة في كتاب الذريعة. ويحاول الباحث أن يعتذر عن فهمه السابق حين يذكر أن الاهتمام بالعقل عند الراغب لعله من عدوى الفكر اليوناني، فكان عذره هذا أقبح من الذنب، لأنه -كما سنذكر- ليس غريبًا على الإسلام اهتمامه بالعقل. تعقيب: لعله وضح من أدلة هؤلاء أنهم يركزون على

حب الرجل لآل البيت، وعلى نقله عن الإمام عليّ - رضي الله عنه -، وهذا أمر لا يخلو منه قلب مؤمن بكتاب الله وسنة رسوله، فليس لهم في هذا دليل دامغ. أما أن الراغب ركز روايته عن علي متعمدًا عدم روايته عن غيره فهذا لا يتفق وحقيقة ما جاء في كتب الرجل، ففي "الذريعة" و"تفصيل النشأتين" روايات عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، كما أن الرجل يروي عن الزهاد كالحسن البصري والفضيل بن عياض وغيرهما، ولعل هذا يرد على سؤال لماذا يكثر النقل عن عليّ - رضي الله عنه -؟ إذ الأمر مرتبط بمناسبة النقطة التي يبحثها، هذا إلى جانب أن للإمام عليّ كلامًا مجموعًا يسهل الاستدلال منه. كذلك فإن أهل السنة الذين ترجموا للشيخ الراغب لم يشيروا إلى هذه النقطة، ولو كانت واردة كشائعة أو متضمنة في كتبه لما سكتوا عنها، بل ربما ما ترجموا للرجل ولا اهتموا به. وما أظن أن هناك مسوغًا لمحاولة افتعال موقف متوسط للرجل بين السنة والشيعة، وحسبنا أن نتذكر ما أجمع عليه المترجمون له، من عدم تمذهبه، ولا تورطه في فكر حزبي بل كان مشغولًا باستخراج طريق شرعي للإنسان من خلال فهمه للكتاب والسنة) أ. هـ. ثم ذكر المحقق اتهامه بالاعتزال، وأورد أيضًا "قول السيوطي في البغية" ثم قال المحقق معقبًا على قول السيوطي: (واستخدام كلمة "في ظني" من السيوطي العالم المؤرخ أمر له دلالته، فلم يكن الأمر عنده محققًا وبالغًا حد الاعتقاد مع معرفته بالفكر وغوصه في أبوابه وفروعه. كذلك نلحظ أن "كثيرًا من الناس يظنون" عبارة تدل على أن الأمر بين الناس كان في دائرة الشائعات التي تدور بين العامة، ربما عن قصد ممن أثارها لغرض بعيد، وربما لكلمة أطلقت بحسن قصد. ويبدو أن الاتهام بالاعتزال في هذا العصر كان شيئًا مألوفًا حتى بين العلماء أنفسهم أحيانًا، فقد اتهم ابن الصلاح الماوردي صاحب أدب الدنيا والدين (ت 450 هـ) بالاعتزال، كما جاء في طبقات السبكي، وبنى ابن الصلاح اتهامه على فهم فهمَه من كلام الماوردي، وإن كان قد أنصف الرجل حين قال "رجل لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة ... ثم هو ليس معتزليًا مطلقًا فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وغير ذلك". ويدفع هذه التهمة محقق أدب الدنيا والدين فيقول: "غير أنا نقول أن اتهام المحدثين للعلماء بالإعتزال والتشيع وبما هو أكبر من ذلك. وقد كثر وشاع. ولعل هذا الذي ذكره ابن الصلاح كان نوعًا من اجتهاد الماوردي، وترجيحه بين الآراء العلمية ترجيحًا عقليًا، يوافق بعض آراء المعتزلة أحيانًا. وهو بريء من الإعتزال جملة، وكل ما في الأمر أنه غلبت عليه صفة الفقيه العالم الذي يوازن بين الآراء، ويرجح بعضها على بعض، دون نظر إلى القائل بهذا

الرأي أو ذاك" (¬1). ويؤكد هذا بأن موافقة عالم من العلماء لطائفة ما في بعض آرائهم لا يسوغ عده منهم بل الموضوعية تقضي بأن نتحرى الموقف العلمي، وغاية ما نرتضيه أن نحكم على الرجل أنه حاد في كذا عن سمته الفكري. هذا والأمر لا يزال في دائرة الظن، والظن هنا لا يغني عن الحق شيئًا، لأن الأمر لا يخص واحدًا من عامة الناس، بل يخص عالمًا يملأ دنيا عصره، فكيف يقبل أن يكون فكره ومذهبه فيه مجهولين إلى حد الظن الذي يستوي فيه هنا العلماء والعامة. أما أن هذه التهمة ألصقت بالراغب لاهتمامه بالعقل في كتاباته، ونفي الصفات عن الله كما يقول البعض فهذا أمر يحتاج إلى وقفة ولو موجزة) أ. هـ. ثم ذكر المحقق الدكتور أبو اليزيد العجمي ثلاث نقاط جعل منها منطلقًا حول قيمة العقل بالإسلام، وجعله الله تعالى له ليكرمه عن بقية المخلوقات، ثم ذكر أقوال العلماء في ذلك، وكيف اهتم علماء المسلمين بذلك على مختلف الأزمان ثم تكلم المحقق حول أنواع العقل وجعل العقل عقلان: عقل غريزي وهو القوة المتهيئة لقبول العلم من حيث القوة موجود في كل خليفة من الآدميين. والثاني عقل مستفاد وهو الذي تقوى به تلك القوة. (¬2) ثم ذكر المحقق كما أنه قد اهتم الراغب بالعقل والكلام فإن شيخ الإسلام ابن تيمية قد اهتم بهذا الأمر فوق كل اهتمام سبقه، وقد أفرد لذلك سفرًا ضخمًا عديدة وهو "درء تعارض العقل والنقل"، ثم ينقل المحقق بعض النقولات من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية لإسناد تفصيل ذلك حول اتهام الراغب بالاعتزال، ثم قال المحقق (ص 35) عند نهاية النقطة الثانية: (فبعد هذه الإشارات الدالة على اهتمام العلماء يصلح أن نبني حكمًا بالاعتزال على عالم مسلم لمجرد أنه اهتم بالعقل في بحوثه؟ يغلب على الظن أن أمانة البحث تقضي بالإجابة بـ لا يصح هذا، وإلا اتهمنا الجميع بالاعتزال حتى أشد الناس سلفية وارتباطًا باهل السنة) أ. هـ. ثم بدأ المحقق بالنقطة الثالثة قائلًا: (بعد أن تداعت حجة الاهتمام بالعقل سببًا لاتهام الراغب بالاعتزال، نقول: أما بالنسبة لما ذكره أحد الباحثين من أن الشيخ الأصفهاني يوافق المعتزلة في نفيهم الصفات عن الله سبحانه. نقول: تفرد بهذا الزعم هذا الباحث، فلم نجده عند غيره ممن ذكرنا تعريفاتهم بالرجل شيئًا كهذا. وإلى جانب تفرده به فهو محض افتراء لأن الصفحة التي أشار إليها من "الذريعة، ليس بها ¬

_ (¬1) الماوردي: "أدب الدنيا والدين" تحقيق د. مصطفى السقا (ص 6) من المقدمة، ط، الأولى- نقلًا من هامش المحقق. (¬2) مقدمة المحقق أبو اليزيد العجمي "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص 34).

ما نسبه إلى الرجل، فضلًا عن أن دراستنا للذريعة تثبت أن الراغب الأصفهاني يذكر في أكثر من موضع أن صفات الله سبحانه نعلمها من الكتاب والسنة، ويقرر أنه لو لم ترد صفات كالرؤف والرحيم في القرآن وصفا لله لما تجاسر أحد على وصفه بها لأن البشر يصفون أنفسهم بها، وهو العالم اللغوي يدرك الفرق بين إطلاق اللفظ بالنسبة لله سبحانه وبينه صفة للبشر المخلوقين. وبهذا لم يبق لزاعم حجة، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. والله من وراء القصد) أ. هـ. ثم قال الدكتور أبو اليزيد العجمي في الهامش معقبًا: (الذريعة إلى مكارم الشريعة مبحث ذكر المكر والحيل والخديعة، وكذا الفصل السابع بمباحثه كلها هذا فضلًا عن عبارات عديدة تؤكد أنه ليس من النفاة للصفات كما زعم الزاعم) أ. هـ. * قلت: لقد نقلنا قول بعض محققي كتب الراغب الأصبهاني، والذي يُلخص من بحثهم أن الراغب هو نسيجٌ وحده، فإنه يدور مع العلم أو الدليل الذي يظنه يقع بالصحيح عند مسألة ما، ولذلك لغزارة علمه وذكائه فإنه لا يقف عند مذهب ما في تحرير مسألة أو تحقيقها، فهو ليس شيعيًا كما ذكره أصحاب تراجم الشيعة ومصنفيهم، ولا هو معتزليًا كما قال محققو الكتب آنفًا، وليس هو بأشعري فمن غير المعقول أن تتلاقى أصول المعتزلة مع الأشعرية فإن بينهما لتنافرًا، وما كان أبو الحسن الأشعري قد حرر مذهبه قبل رجوعه إلا ردًّا على كثير من أصول وكلام المعتزلة، وإنما الراغب هو خليطًا بينهم، يأخذ بقول أحد على أساس الإقتناع بالدليل في تلك المسألة إن وافق الأشعرية وإن وافق أصل من أصول الشيعة، وهكذا. والذي قاله السيوطي في "البغية" نقلًا عن الزركشي في القواعد الصغرى لابن عبد السلام: حول ما ذكره - عن الإمام فخر الدين الرازي، وهو أحد علماء الأمة على مذهب الأشعرية في (تأسيس التقديس) في الأصول: أن الراغب من أئمة السنة انتهى أي -من الأشعرية-، وهكذا قول آخر يؤيد ما يذهب إليه القراء إلى أن الراغب نسيجٌ وحدهُ في أمر معتقدهِ. والله أعلم بالصواب. إذًا فالرجل يأتي بالعلم وبمذهب على ما يقدمه من القول الذي يرتايه، وسوف ننقل إليك بعض المواضع من كتابه "مفردات ألفاظ القرآن" في تأويل بعض الصفات. قال في مادة سوا (¬1): " ... ومتى عُدّيَ بعلى اقتضى معنى الاستيلاء، كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وقيل معناه استوى له ما في السموات وما في الأرض، أي: استقام الكل على مراده بتسوية الله تعالى إياه، كقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}، وقيل: معناه استوى كل شيء في النسبة إليه، فلا شيء أقرب إليه من شيء، إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحالة في مكان دون مكان، وإذا عُدّيَ بإلى اقتضى معنى الانتهاء إليه إما بالذات أو بالتدبير وعلى الثاني قوله {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}. ¬

_ (¬1) المصدر نفسه (439).

1118 - البارع

وفاته: في المائة الخامسة للهجرة، وقيل سنة (502 هـ) اثنتين وخمسمائة وقيل غير ذلك (¬1). من مصنفاته: "مفردات ألفاظ القرآن"، "الذريعة في مكارم الشريعة"، "مقدمة جامع التفاسير مع تفسير الفاتحة"، ورسالة في ذكر الواحد الأحد، وغير ذلك. 1118 - البَارِع * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن عبيد الله بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب الوزير الحارثي من بني الحارث ... المعروف بالبارع أبو عبد الله البغدادي الدباس البكري. ولد: سنة (443 هـ) ثلاث وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط، وروى عن أبي جعفر بن المسلمة وغيرهما. من تلامذته: سمع منه الحافظ أبو الفرج بن الجوزي، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن مهجل الضرير الباقدرائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان شيخنا ابن ناصر -أي شيخ ابن الجوزي- يقول: فيه تساهل وضعف" أ. هـ. ¬

_ (¬1) قلت: لقد اختلف في سنة وفاته بشكل كبير، وقد ذكر ذلك الدكتور عمر الساريسي في تحقيقه لـ"رسالة الواحد الأحد" في مقدمته (ص 14)، حول ما ذكر المصادر المعتمد عليها في ترجمته حيث قال: "والاضطراب في تاريخ وفاته شديد. فبينما يذكر بروكلمان أنه توفي عام (502 هـ) الموافق (1108 م)، ويتبعه في ذلك أغلب المراجع الحديثة، يذكر صاحب الكنى والألقاب أنه توفي عام (565 هـ). وكذلك ينقل صاحب روضات الجنات عن تاريخ أخبار البشرية، ولكن صاحب أعيان الشيعة يخطئه في هذا التاريخ، لأنه يجد أن الخوانساري ذكر أن وفاة الراغب قد كانت قبل وفاة جار الله الزمخشري الواقعة في (538) للهجرة. ويذكر صاحب كشف الظنون أن الغزالي كان يستصحب كتاب الذريعة (وهو أحد كتب الراغب) دائمًا ويستحسنه لنفساته، وهذا يعني أن الراغب قد توفي حتمًا قبل 505 هـ بعشرات السنين. فهل نأخذ بما قال صاحب البرهان في علوم القرآن "من أن الراغب قد توفي عام 396 هـ"، أي بعد وفاة الصاحب ابن عباد بحوالي عشر سنوات؟ وهو الوزير الذي أكثر الراغب من ذكره في مؤلفاته في الأدب واللغة؟ وذكره له ولأقواله يدل على أن بين وفاة الرجلين أكثر من عقد من الزمان، لا يكفى لانتشار أقوال رجل مهما كانت شهرته السياسية، وهنا نجد أننا نميل إلى الأخذ بقول القائل أن الراغب كان في رأس المائة الخامسة للهجرة. أما من حدد وفاته بعام (402 هـ)، أو بعام (406 هـ)، فهي افتراضات لا تبعد عن الحقيقة، وإن كنا لا نستطبع الجزم بها. وربما ساعدتنا أمور كثيرة على تزكية هذه الفترة تاريخًا لأيام حياة الراغب الأخيرة، منها مثلًا أنه يروى الكثير من أشعار المتنبي (354 هـ) ولم يرو ولو بيتًا واحدًا لحكيم المعرة الذي توفي عام 447 هـ". ثم رجح الدكتور عمر الساريسي أحد الآراء في وفاته قائلًا (ص 19): وقد قادني البحث في عصر الراغب أن أرجح الرأي القائل أنه أدرك المائة الخامسة للهجرة على القول الآخر بأنه توفي عام 502 هـ. وقد أيدني في ذلك باحث ومحقق كبير هو الأستاذ إحسان عباس، وباحث آخر أيضًا" أ. هـ. قلت: الباحث هو: الأستاذ محمّد عدنان الجوهري في "مجلة مجمع اللغة العربية" بدمشق، مجلد (61) الجزء الأول (1968 م) (ص 191). والله تعالى الموفق. * المنتظم (17/ 259)، معجم الأدباء (1/ 1141)، إنباه الرواة (1/ 328)، وفيات الأعيان (2/ 181)، بغية الوعاة (1/ 539)، الشذرات (6/ 114)، روضات الجنات (3/ 159)، الأعلام (2/ 255)، معجم المؤلفين (1/ 639)، غاية النهاية (1/ 251)، البداية والنهاية (12/ 216)، النجوم (5/ 236)، معرفة القراء (1/ 476)، الوافي (13/ 33).

1119 - الطرطوشي

* وفيات الأعيان: "البارع المشهور الأديب النديم البغدادي، كان نحويًا لغويًّا مقرئًا، حسن المعرفة بصنوف الآداب خصوصًا بإقراء القرآن الكريم. وهو من بيت الوزارة ... وله مصنفات حِسان وتواليف غريبة وديوان شعر جيد، .. ومن شعره في قصيدة طويلة دالية يعاتب فيها صديقه ورفيقه الشريف أبا يعلى ابن الهبارية ويشير إلى أنه تغير عليه بسبب الخدمة، وأولها: يا ابن رُدِّي وابن متي ابنُ ردِّي ... غيّرتْ طرفَهُ الرياسةُ بَعْدي * معرفة القراء: "ذكره العماد الكاتب، فقال: من أهل السؤدد، كريم المحتد، نحوي زمانه، عديم النظر في أوانه، وسئل ابن عساكر عنه، فقال: ما كان به بأس" أ. هـ. * البداية والنهاية: "قرأ القراءات وسمع الحديث وكان عارفًا بالنحو واللغة والأدب، وله شعر حسن" أ. هـ. وفاته: سنة (524 هـ) أربع وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "الشمس المنيرة" في القراءات، وله ديوان شعر. 1119 - الطَرْطُوشي * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بن عَريِب -بالمهملة-، أبو علي الأنصاري الأندلسي الطرطوشي. ولد: سنة (477 هـ) سبع وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي بن سُكرة الصّدفي, وابن مؤمن الطرطوشي وغيرهما. من تلامذته: أبو الخطاب بن واجب، وأبو محمد بن غلبون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "تصدر لإقراء القراءات ببلده ... وانفرد في وقته في طريقة الإقراء. وأخذ عنه الناس وكانت له حلقة عظيمة وكان ربما علم العربية. والغالب عليه التجويد والتحقيق والإفادة للقراءة ... كان أديبًا حسن البلاغة سَلِسَ القياد في الخطابة، حسن الخط" أ. هـ. * بغية الملتمس: "فقيه مقرئ مشهور، خطيب مرسية، كان من المقرئين المجودين" أ. هـ. * معرفة القراء: "المقرى الفقيه ... وقد أقرأ بجامع مرسية وولي خطابتها. وكان رأسًا في الإقراء، ذا حلقة عظيمة، وذا صلاح ولُطف، ولين .. توفى ... وكانت جنازته مشهودة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الإمام أبو علي الأنصاري الطرطوشي المقرئ ... سمع (أدب الكاتب) لابن قتيبة بطرطوشة من أبي العرب الصّقلي الشاعر بقراءته عليه، ورواه بعلوّ عن أبي عمر بن عبد البر ... وتصدر للإقراء ببلده والخطابة. وأقرأ بجامع المريّة فلما دخلها الفرنج، استوطن مُرسية وتصدّر بها للإقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 554)، غاية النهاية (1/ 251)، تكملة الصلة (1/ 275)، بغية الملتمس (1/ 327)، معجم شيوخ الصدفي (88) تاريخ الإسلام (وفيات 563 هـ, ط. تدمرى)، الوافي (13/ 46).

1120 - الطيبي

1120 - الطيِّبي * اللغوي، المفسر: الحسين (¬1) بن محمّد بن عبد الله الطيبي، شرف الدين. من مشايخه: أبو حفص السهروردي وغيره. كلام العلماء فيه: * الدرر: "عقد مجلسًا عظيمًا لقراءة كتاب البخاري فكان يشتغل من بكرة إلى الظهر في التفسير ومن ثم إلى العصر لإسماع البخاري إلى أن كان يوم مات فإنه فرغ من وظيفة التفسير وتوجه إلى مجلس الحديث فدخل مسجدًا عند بيته فصلى النافلة قاعدًا وجلس ينتظر الإقامة للفريضة فقضى نحبه متوجهًا إلى القبلة. كان كريمًا متواضعًا حسن المعتقد شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة مظهرًا فضائحهم مع استيلائهم في بلاد المسلمين حينئذ، شديد الحب لله ولرسوله كثير الحياء، ملازمًا للجماعة ليلًا ونهارًا شتاءً وصيفًا مع ضعف بصره بآخرة عمره ملازمًا لأشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع بل يجد لهم ويعينهم ويعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم من أهل البلدان من يعرف ومن لا يعرف محبًا لمن عرف منه تعظيم الشريعة مقبلًا على نشر العلم آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "الإمام المشهور العلّامة في المعقول والعربية والمعاني والبيان " أ. هـ. * بغية الوعاة: "ذكر في شرحه على "الكشاف" أنه أخذ من أبي حفص السهروردي وأنه قبيل الشروع في هذا الشيء رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ناوله قدحًا من اللبن فشرب منه" أ. هـ. * قلت: ذكره الشمس الأفغاني في كتابه "الماتريدية" ضمن: "أسماء بعض كبار أئمة الإسلام الذين صرحوا بإجماع السلف على إثبات الصفات، وتقرير نصوصها بلا تأويل ولا تعطيل، وبلا تكييف، ولا تمثيل، ولا يختلف فيه منهم اثنان، ولم يتناطح في ذلك ... ". ثم أورد صاحب الترجمة من ضمنهم وقال: "علامة المعقول، والمنقول الإمام حسن بن محمّد الطيبي" أ. هـ. قال ابن حجر في "فتح الباري" من كتاب التوحيد نقلًا عن الطيبى في الصفات قوله: "قال الشيخ شهاب الدين السهروري في كتاب (العقيدة) له، أخبر الله في كتابه وثبت عن رسوله إخبار الله ورسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين، فلا يتصرف فيها بتشبيه ولا تعطيل، إذ لولا إخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى. قال الطيبي: هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح " أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب "شرح الطيبي على ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 156)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 146)، بغية الوعاة (1/ 522)، الشذرات (8/ 239)، البدر الطالع (1/ 229)، معجم المفسرين (1/ 159)، الأعلام (2/ 256)، معجم المؤلفين (1/ 639)، مفتاح السعادة (2/ 101)، روضات الجنات (3/ 98)، "الماتريدية" للشمس الأفغاني (2/ 237)، فتح الباري لابن حجر (13/ 402). (¬1) وقيل الحسن كما في الشذرات.

مشكاة المصابيح" (¬1) في مقدمته ذاكرًا لعقيدة صاحب الترجمة بعد قول ابن حجر، وابن خلدون فيه (1/ 19): "وهذا يدلنا على أن الطيبي كان على عقيدة أهل السنة والجماعة، مجانبًا مذاهب أهل الأهواء والبدع، وقد ظهر ذلك جليًا في مؤلفات الطيبي عامة، وفي حاشيته خاصة، بل لعل من أهم أهدافه في الحاشية هو الرد على الزمخشري في اعتزاله، وبيان أن البلاغة تتنزل على مذهب أهل السنة، لا على مذهب المعتزلة، كما يقول ابن خلدون، وإن لم يصرح الطيبي بذلك في مقدمة حاشيته. هذا، وقد كان لهذه العقيدة أثرها فيما كان عليه الطيبي من الورع والتقوى، والميل إلى الزهد في الدنيا، مع قدرته وغناه، فظل ينفق في وجوه الخيرات، حتى صار إلى الفقر في آخر عمره ... أما مذهب الطيبي التعبدي أو الفقهي فقد رجح محقق حاشيته (فتوح الغيب) أنه شافعي، غير أنه لم يذكر في طبقات الشافعية أو غيرها، ولم يتعرض لهذا الأمر أحد من الذين ترجموا له، ولا يبعد عندي أن يكون الطيبي غير ملتزم مذهبًا بعينه" أ. هـ. * قلت: أما قول المحقق: أنه من أهل السنة والجماعة ... هذا بعيد نسبيًا، لأن القارئ سوف يقرأ بعد قليل ما نقلناه عنه في "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح" لتأويله للصفات وقوله على مذهب الأشاعرة، وميله لهم لأسباب كثيرة -قد تكون- الرد على المعتزلة، فالأشعرية هم أحد أقوى المذاهب التي تصدت إلى المعتزلة كلامهم، وأيضًا نقل الطيبي الكثير لأقوال أئمة الأشعرية، كالإمام الفخر الرازي، والخطابي، وأبوحامد الغزالي وغيرهم، وسوف تنقل بالنص ما وجدناه في شرحه حول تأويله للصفات، أما رده على غير المعتزلة، مثل الزنادقة والرافضة، والخوارج، والحلولية، وأهل التجسيم والتشبيه ومنحرفي الصوفية وغيرهم، فذلك واضح لديه كما في: (8/ 2454) و (8/ 2497) وغيرهما. وأما مذهبه الفقهي، فهو كأنه يميل إلى الشافعية، وقد يكون ذلك واضحًا خلال كلامه على قنوت الفجر، الذي أوجبه الإمام الشافعي، دافع عنه الطيبي وقال (4/ 1232): "وقد شهد جماعة بالإثبات .. " أ. هـ. وتصحيح الرواية وثباتها .. مع ما يذكره في مواضع كثيرة من شرحه لقول الشافعي وتبنيه كما في مواضع: (4/ 1252) و (4/ 1257) وغيرها. وقد تكلم الطيبي أيضًا عن التصوف والمتصوفة، ذاكرًا أقوال الأئمة التصوف ومشايخهم، كذكره لكلام شيخه أبو جعفر السهروري في أهل التصوف، وأهل التصوف الأول: الذين علومهم كلها البناء عن وجدان، وانجراف إلى عرفان .... إلى آخر كلامه، واندراسهم في حقائقهم وأسرارهم. ثم قال الطيبي بعد إيراد قول أبو حامد الغزالي في تصوفه أهل الزمان على مختلف أزمانهم وأحوالهم، كمتصوفة السلف كالجنيد والشيخ عبد القادر الجيلاني وغيرهما من أهل العلم ¬

_ (¬1) "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح" د. عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة- الرياض، ط- الأولى, لسنة (1417 هـ -1997 م).

والخير والاتباع لكتاب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومن جاء بعدهم على مدى القرون والسنين ممن خاض في الانحرافات والانحلال، وسوء الفعل كالموسيقى والرقص والأمور المشينة للدين والنفس والجسد: " ... وأصناف غرور أهل الإباحة من المشتبهين بالصوفية لا تحصى، وأنواع الغرور في طريق السلوك إلى الله تعالى لا تحصر في مجلدات، ولا تستقصى إلا بعد شرح علوم المكاشفة، وذلك مما رخصة في ذكره، إذ السالك لهذا الطريق لا يحتاج إلى أن يسمعه من غيره، والذي لم يسلكه لم ينتفع بسماعه، بل ربما يستضر به، إذ يورثه ذلك دهشة من حيث يسمع ما لا يفهم" أ. هـ. وهذا كلامه يدلنا على أن له سلوكًا صوفيًا جيدًا معتدلًا، لا يرضى فيه إلا ما كان عليه أهل التصوف الأول الممدوح ... وقد تكلم عن آداب العزلة وكلام العلماء فيها كالإمام الغزالي وشيخه السهروري فلتراجع (10/ 3238). والآن وبعد الكلام السابق ننقل مواضع تأويله للصفات وغيرهما ... والله ولي التوفيق. وإليك أولًا قول الطيبي عن مشايخه الصوفية في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد أذنته بالحرب ... " الحديث: "ولسلفنا من مشايخ الصوفية في هذا الباب فتوحات غيبية، وإشارات ذوقية، تهتز منها العظام البالية، غير أنها لا تصلح إلا لمن سلك سبيلهم، فعلم مشربهم، وأما غيرهم فلا يؤمن عليه عند سماعها من الأغاليط التي تهوي بصاحبها إلى مهواة الحلول والاتحاد. وتعالى الله الملك الحق عن صفات المخلوقين، ونعوت المربوبين. وحسب ذوي الألباب من شواهد هذا الباب، أن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يقرر في قلوب السامعين عنه الواقفين معه أن عقد الميثاق مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - كعقده معه، أضاف المبايعة معه إلى نفسه بآكد الألفاظ وأخص المعاني، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} [الفتح: 10]. وقال في الإيمان (2/ 429): "فإن قيل: إذا جعل الإيمان عبارة عن مجموع التصديق، والإقرار والعمل، فمن أخلَّ بواحدة منها، يلزم أن يكون مؤمنًا، لأن الكل ينتفي بانتفاء الجزء. قلت: المراد بالإيمان ها هنا: هو الإيمان الكامل، وإذا كان المراد ذلك فإذا انتفى بعض منها ينتفي الإيمان الكامل، لا مطلق الإيمان" أ. هـ. وقال في (2/ 603) من حديث عائشة رضي الله عنها: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه بد فهو رد): "الأمر حقيقة في القول الطالب للفعل، مجاز في الفعل والشأن والطريق، وأطلق على الذين من حيث أنه طريقه ... " أ. هـ. وقال في (4/ 1208) من حديث أبي إمامة - رضي الله عنه -: (قال: قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ ... ) الحديث: "قوله: "أسمع" "تو": أي أرجى للإجابة، فالسمع هو الذي يرد بمعنى الإجابة مجازًا، لأن القول المسموع على الحقيقة هو ما يقترن بالقبول من السامع، وقد فسر الحديث في باب الذكر بعد الصلاة وذكر أن لا بد من مقدر إما في السؤال أي أيُّ أوقات الدعاء أقرب إلى الإجابة؟ وإما في الجواب أي الدعاء في جوف الليل" أ. هـ.

وقال في (6/ 1796): ""الواسع" مشتق من السعة، وهي تستعمل حقيقة باعتبار المكان، وهي لا يمكن إطلاقها على الله تعالى بهذا المعنى، ومجازًا في العلم والإنعام، والممكنة والمغني، قال تعالى: {وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} (¬1) وقال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (¬2) ولذلك فسر الواسع بالعالم المحيط علمه بجميع المعلومات كليها وجزئيها، موجودها ومعدومها، وبالجواد الذي عمت نعمته، وشملت رحمته كل بر وفاجر، ومؤمن وكافر، وبالغنى التام الغنى المتمكن مما يشاء وعن بعض العارفين: الواسع الذي لا نهاية لبرهانه، ولا غاية لسلطانه، ولا حد لإحسانه" أ. هـ. وقال في الاستواء، في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (2/ 619)، ذاكرًا قول الإمام مالك: "قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" أ. هـ. وهذا ما واجه به قول المعتزلة وهو رد صحيح، وحجة بالغة. وقال الطيبي في صفة الممل من حديث عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا). (4/ 1212): "قوله: "لا يمل" (قض": الملال فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء، فيوجب الكلال في الفعل والإعراض عنه. وأمثال ذلك على الحقيقة إنما يصدق في حق من يعتريه التغير والانكسار، فأما من تنزه عن ذلك فيستحيل تصور هذا المعنى في حقه، فإذا أسند إليه، أول بما هو منتهاه وغاية معناه، كإسناد الرحمة، والغضب، والحياء، والضحك إلى الله تعالى، فالمعنى -والله أعلم- اعملوا حسب وسعكم وطاقتكم، فإن الله تعالى لا يعرض عنكم إعراض الملول، ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم من نشاط وأريحية. فإذا فترتم فاقعدوا، فإنكم إذا مللتم عن العبادة وأتيتم بها على كلال وفتور، كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول عنكم" أ. هـ. وقال في (4/ 1217) من حديث: (عجب ربنا .. ): "أي عظم ذلك عنده، وكبر لديه، وإطلاق التعجب على الله مجاز، لأنه لا يخفى عليه أسباب الأشياء، والتعجب تغيير يعتري إنسان من رؤية ما خفى عليه سببه، وقيل: (عجب ربنا) أي رضي وأناب، والأول أوجه، لقوله تعالى للملائكة: (انظروا إلى عبدي) على سبيل المباهاة" أ. هـ. وقال في (4/ 1252) من حديث أبي أمامة: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من الركعتين يصليهما .. ): "قوله: "بمثل ما خرج منه قال ابن فورك: الخروج على وجهين: أحدهما خروج الجسم، وذلك بمفارقة مكانه واستبداله مكانا آخر، وذلك محال على الله تعالى، والثاني ظهور الشيء من الشيء كقوله: خرج لنا من كلامك نفع وخير، أراد ظهر لنا من كلامك خير. وهذا هو المراد. فالمعنى: ما أنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأفهم عباده. ثم قال ابن فورك: وقد قال قائلون: إن الهاء في قوله "خرج منه" عائد إلى العبد وخروجه منه وجوده على لسانه، محفوظا في صدره، مكتوبا بيده. "شف": أي ظهر الحق ¬

_ (¬1) غافر (7). (¬2) الطلاق (7).

من شرائعه بكلامه، أو خرج من كتابه المبين -وهو اللوح المحفوظ- وذكر عكرمة أنه شهد جنازة رجل مع ابن عباس رضي الله عنهما، فقال رجل: اللهم يارب القرآن اغفر له، فقال له ابن عباس: منه، أما علمت أن القرآن منه؟ قال: فغطى الرجل رأسه، كأنه أتى كبيرة. ومعنى "منه": أن القرآن صفة لله تعالى القائمة بذاته، فلا يجوز أن يوصف بما يصبر مربوبًا محدثًا. فإن قيل: فما معنى قول السلف "إن كلام الله منه خرج، وإليه يعوده؟ قلت: معناه: أنه تعالى به أمر، ونهى، وإليه يعود، يعني هو الذي يسألك عما أمرك، ونهاك. أقول: معنى قولهم: "منه بدأ" أنه أنزل على الخلق ليكون حجة لهم وعليهم قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالمِينَ نَذِيرًا} وقولهم "وإليه يعود" أن مآل أمره وعاقبته من تبين حقيقته، وظهور صدق ما نطق به، من الوعد والوعيد إلى الله تعالى. قال سبحانه: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْويلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}. وإذا تقرر هذا، فليس شيء من العبادات يتقرب العبد به إلى الله، ويجعله وسيلة له أفضل من القرآن" أ. هـ. وقال في (4/ 1312) حول صفة الغيرة: "قوله: "أغير من الله" "نه": الغيرة هي الحمية والأنفة، يقال: غرت على أهلي، أغار غيرة، فأنا غائر. غيور للمبالغة. "نه": "أن يزني" متعلق بـ"أغير" -وحذف الجار من "أن" قياس مستمر- ونسبة الغيرة إلى الله تعالى مجاز محمول على غاية إظهار غضبه على الزاني، وإنزال نكاله عليه. ووجه اتصال هذا المعنى بما قبله هو أنه - صلى الله عليه وسلم - لما خوف أمته من الكسوفيين، وحرضهم على الفزع والالتجاء إلى الله تعالى بالتكبير والدعاء، والصلاة، والتصدق، أراد أن يردعهم عن المعاصي كلها، فخص منها الزنا، وفخم شأنها في الفظاعة، وندب أمته بقوله: "يا أمة محمد" ونسب الغيرة إلى الله تعالى. ولعل تخصيص العبد والأمة بالذكر رعاية لحسن الأدب، لأن أصل الغيرة أن يستعمل في الأهل والزوج، فامتنع من نسبة ذلك إلى الله تعالى تنزيهًا لجنابة الأقدس عنه. ويجوز أن تكون نسبة هذه الغيرة إلى الله الانتقام وحلول العقاب المصرحة التبعية، شبه حالة ما يفعل تعالى مع عبده الزاني من الانتقام وحلول العقاب عليه بحالة ما يفعل السيد بعبده الزاني من الزجر والتعزيز، ثم كرر الندبة ليتعلق به ما ينتسبه به على الندبة، والفزع إلى الله تعالى من علم بالله تعالى وبغضبه" أ. هـ. وقال في (5/ 1566) في الوجه من حديث: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة): (قال: (وجه الله). ذاته، والوجه يعبر به عن الجملة والذات" أ. هـ. وقال في (5/ 1728): "قوله: وما ترددت عن شيء": التردد تعارض في الرأيين، وترادف الخاطرين، وهو وإن كان محالًا في حقه تعالى إلا أنه أسند إليه باعتبار غايته ومنتهاه الذي هو التوقف والتأني في الأمر، كذلك سائر ما يسند إلى الله تعالى من صفات المخلوقين كالغضب والحياء والمكر (¬1). فالمعنى: ما أخرت وما توقفت ¬

_ (¬1) قال المحقق في الهامش: "ما وصف الله تعالى به نفسه، من هذه الصفات، يصح وصفه به على النحو الذي وصف الله تعالى به نفسه، وذلك أن مثل هذه الصفات لم ترد إلا مفيدة على سبيل المجازاة، وذلك كقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} فلا يصح أن يقال هو ماكر بإطلاق، بل يقال يمكر بالماكرين ونحوه، على نحو ما ورد في كتابه تعالى.

توقف المتردد في أمر أنا فاعله إلا في قبض نفس عبدي المؤمن، أتوقف فيه حتى يُسهل عليه، ويمل قلبه إليه شوقًا إلى أن ينخرط في سلك المقربين، ويتبوأ في أعلى عليين" أ. هـ. قال في النزول (4/ 1204): "قوله: "ينزل ربنا" "قض": لما ثبت بالقواطع العقلية والنقلية أنه تبارك وتعالى منزه عن الجسمية والتحيز، والحلول، امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع أعلى إلى ما هو أخفض منه، بل المعنى به على ما ذكره أهل الحق دنو رحمته، ومزيد من لطفه على العباد، وإجابة دعوتهم، وقبول معذرتهم، كما هو ديدن الملوك الكرماء، والسادة الرحماء، إذا نزلوا بقرب قوم محتاجين، ملهوفين فقراء مستضعفين. وقد روى: "يهبط من السماء العليا إلى الدنيا" أي ينتقل من مقتضى صفات الجلال التي تقتضي الأنفة من الأرذال، وعدم المبالاة، وقهر العداة، والانتقام من العصاة، إلى مقتضى صفات الإكرام المقتضية للرأفة والرحمة، وقبول المعذرة، والتلطف بالمحتاج، واستعراض الحوائج، والمساهلة والتخفيف في الأوامر والنواهي، والإغضاء عما يبدو من المعاصي. انتهى كلامه. وقوله: "تبارك وتعالى" جملتان معترضتان بين الفعل والظرف، لما أسند ما لا يليق إسناده ما لا يليق إسناده بالحقيقة إليه، أتى بما يدل على التنزيه معترضًا، كقوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} [النحل: 57] " أ. هـ. وقال في الضحك (4/ 1206): "قوله: "يضحك الله إليهم" الضحك من الله سبحانه وتعالى محمول على غاية الرضا والرأفة. وفي "إلى" معنى الدنو والقرب، كأنه قيل: إن الله تعالى يرضى عنهم، ويدنو إليهم برأفته ورحمته، وإليه ينظر قوله في الحديث السابق: "وهو قربة لكم إلى ربكم" ويجوز أن يضمن الضحك معنى النظر، ويعدى تعديته بإلى، فالمعنى أنه تعالى ينظر إليهم ضاحكًا، أي راضيًا عنهم متعطفًا عليهم؛ لأن الملك إذا نظر إلى بعض رعيته بعين الرضا، لا يدع من إنعام وإكرام إلا فعل في حقه. وفي عكسه قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]. وعلى الوجه الأول: "يضحك" مستعار للرضا على سبيل التبعية، والقرينة الصارفة نسبة الضحك إلى من هو متعال عن صفات المخلوقين) (¬1) أ. هـ. وقال في صفة النفس (6/ 1932): "قال: "اجعل حبك أحب إلى نفسي" بدل اجعل نفسك، مراعاة للأدب حيث لم يرد أن يقابل بنفسه نفسه عزَّ وجلَّ، فإن قيل: لعله إنما عدل؛ لأن النفس لا تطلق على الله تعالى، قلت: بل إطلاقه صحيح، وقد ورد في التنزيل مشاكلة؛ قال تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 116]. وقوله: "ومن الماء البارد" أعاد "من" هنا ليدل بذلك على استقلال الماء البارد في كونه محبوبًا، وذلك في بعض الأحيان، فإنه يعدل بالروح، وعن بعض الفضلاء: ليس للماء قيمة، لأنه يباع إذا وجد، ولا يباع إذا فقد" أ. هـ. ¬

_ (¬1) قال المحقق في الهامش: "هذا الكلام غير مقبول لأنه لا مانع من إثبات ضحك لا مشابهة فيه للمخلوق بل على الوجه اللائق به سبحانه" أ. هـ.

وقال في صفة (العلي) (6/ 1792): ""العلي" فعيل من العلو، ومعناه البالغ في علو الرتبة إلى حيث لا رتبة إلا وهي منحطة عنه، وهو من الأسماء الإضافية. قال بعض الصالحين: العلي الذي علا عن الدرك ذاته، وكبر عن التصور صفاته. وقال آخر: هو الذي تاهت الألباب في جلاله، وعجزت العقول عن وصف كماله. وحظ العبد منه: أن يذل نفسه في طاعة الله ويبذل جهده في العلم والعمل، حتى يفوق جنس الإنس في الكمالات النفسانية، والمراتب العلمية والعملية" أ. هـ. وقال في الاسم والمسمى (6/ 1766): "روى الشيخ محيي الدين النواوي عن الإمام أبي القاسم القشيري: في الحديث دليل على أن الاسم هو المسمى، إذ لو كان غيره لكانت الأسماء لغيره. لخصَّ هذا المعنى القاضي، وأجاب عنه حيث قال: فإن قيل: إذا كان الاسم عين المسمى لزم من قوله (إن لله تسعة وتسعين اسمًا) الحكم بتعدد الإله؛ فالجواب من وجهين: الأول: أن المراد من الاسم هاهنا اللفظ، ولا خلاف من تعدد الأسماء تعدد المسمى. والثاني: أن كل واحد من الألفاظ على الله سبحانه يدل على ذاته باعتبار صفة حقيقية، أو غير حقيقية، وذلك يستدعي التعدد في الاعتبارات والصفات دون الذات، ولا استحالة في ذلك" أ. هـ. وقال في صفة القبضة (10/ 3161): "وقوله: "بحقوى الرحمن": استعارة أخرى مثلها. والقول الثاني على الكتابة الإيمانية. وهي أخذ الزبدة والخلاصة من مجموع الكلام من غير نظر إلى مفردات التركيب حقيقتها ومجازها. الكشاف في قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] الغرض من هذا الكلام إذا أخذته كما هو بجملته ومجموعه تصوير عظمته والتوقف على كنه جلاله لا غير، من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز. ثم قال: ولا ترى بابا في علم البيان أدق ولا ألطف من هذا الباب، ولا أنفع ولا أعون على تعاطي تأويل المتشابهات من كلام الله في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء! فإن أكثره وأغلبه تخيلات قد زلت فيها الأقدام قديمًا وحديثًا. والله أعلم بالصواب" أ. هـ. وقال في قول القائل: (أين كان عرش ربنا؟ ) أو (أين الله)؟ : "ولا بد في قوله: "أين كان ربنا؟ " مضاف محذوف كما حذف في قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ} [البقرة: 210] ونحوه، فيكون التقدير: "أين كان عرش ربنا؟ " يدل عليه قوله تعالى: {كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]. قال الأزهري: نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة، أي نجري اللفظ على ما جاء عليه من غير تأويل. أقول: لم يفتقر إلى التقدير، ولا بد لقوله: "في عماء" بالمد، من التأويل حتى يوافق الرواية الأخرى: "عمى" مقصورًا، وأما ما ورد في الصحاح عن عمران بن الحصين - رضي الله عنه -: "كان الله ولم يكن شيء وكان عرشه على الماء" وذلك أن قوله: "ما تحته هواء وما فوقه هواء" جاء تتميمًا وصونًا لما يفهم من قوله: "في عماء" من المكان فإن الغمام المتعارف محال أن يوجد بغير هواء فهو نظير قوله: "كلتا يديه يمين" على ما سبق،

1121 - المرعشي الآملي

فالجواب من الأسلوب الحكيم، سئل عن المكان فأجاب عن أن لا مكان، يعني إن كان هذا مكانًا فهو في مكان، وهو إرشاد له في غاية اللطف" أ. هـ. وقال في صفة الرحمة (11/ 3596): "قال: "أرحم بك من أشاء" وإلا فرحمة الله من صفاته التي لم يزل بها موصوفًا، ليس الله تعالى صفة حادثة ولا اسم حادث فهو قديم بجميع أسمائه وصفاته جل جلاله وتقدست أسماؤه، والقدم والرجل المذكوران في هذا الحديث من صفات الله تعالى المنزهة عن التكييف والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب والسنة كاليد والأصبع والعين والمجيء والإتيان والنزول، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدى من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] " أ. هـ. وقال في صفة الرؤيا (11/ 3574): "اعلم أن مذهب أهل السنة قاطبة أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلًا، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طوائف من أهل البدع (المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة) أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلًا، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابيًّا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة. وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم على أنها لا تقع في الدنيا، وحكى الإمام أبو القاسم القشيري في رسالته المعروفة عن أبي بكر بن فورك أنه حكى فيها قولين للإمام أبي الحسن الأشعري، أحدهما وقوعها، والثاني لا تقع. ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئى ولا غير ذلك، ولكن جرت العادة في رؤية بعضنا بعضًا بوجود ذلك على جهة الاتفاق لا على سبيل الاشتراط، وقد قرر أئمتنا المتكلمون ذلك بالدلائل الجلية. ولا يلزم من رؤية الله تعالى إثبات جهة له -تعالى عن ذلك- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمونه لا في جهة" أ. هـ. وفاته: سنة (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الكشاف" شرح كبير، وصنف في المعاني و"التبيان في المعاني والبيان" وشرحه وأمر بعض تلامذته باختصاره على طريقة نهجها له وسمَّاه "المشكاة" و"التفسير". 1121 - المِرْعَشِي الآمُلِي * المفسر: حسين بن محمّد بن محمود بن علي ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 160)، روضات الجنات (2/ 346)، معجم المؤلفين (1/ 641)، الأعلام (2/ 256)، أمل الآمل (2/ 92)، سلافة العصر (499).

1122 - الحدادي

الحسيني نسبًا المرعشي الآملي أصلًا الأصفهاني منشئًا وموطنًا، أبو طالب، علاء الدين، سلطان العلماء أو خليفة السلطان. ولد: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. كلام العلماء فيه: * أمل الآمل: "عالم محقق مدقق عظيم الشأن جليل القدر صدر العلماء" أ. هـ. * روضات الجنات: "كان من أعاظم الفضلاء الأعيان وأفاخم النبلاء في أفنان، محققًا في كل ما أتى عليه حق التحقيق ومدققًا في حل ما توجه إليه كل التدقيق عجيب الفطرة والوجدان. غريب الفكرة والإمعان بديع التصرف في العلوم. رفيع التدريب في الرسوم مالك أزمّة الحكومة بين الخلائق في زمانه وصاحب صدارة الأئمة والعلماء في أوانه مفوّضًا إليه أمر النصب والعزل من أهل العلم والفضل" أ. هـ. * معجم المفسرين: "وزير من أكابر علماء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (1064 هـ) أربع وستين وألف. من مصنفاته: حاشية على الكشاف للزمخشري في التفسير، وحاشية على معالم الأصول، في أصول الفقه، وغير ذلك. 1122 - الحدّادي * اللغوي، المفسر: حسنين بن محمّد الحدادي، البيله جوكي الرومي. وفاته: بعد سنة (1207 هـ) سبع ومائتين وألف. من مصنفاته: "معراج الدراية" رسالة في تفسير القرآن و"جامع الكليات" في اللغة وغير ذلك. 1123 - البالي * اللغوي: حسين بن محمّد بن مصطفى البالي الغزي. ولد: سنة (1235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد المغربي وغيره. من تلامذته: الشيخ أحمد الكواكبي، والشيخ أحمد الزويتيني، والشيخ طاهر الطيار الكيالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "كان مشاركًا في علوم الشريعة والأدب، تخرج به كثير من العلماء" أ. هـ. * أعلام النبلاء: "أخذ الطريقة النقشبندية (¬1) على ولي الله محمّد المغربي ... واختلى معه بالخلوة النقشبندية وأخفى ما لديه من علم" أ. هـ. * أعلام فلسطين: "أخذ الفقه عن علماء عصره، وأجاد نظم الشعر" أ. هـ. من أقواله ومن شعره: بجاه إمام الأنبيا أتوسل ... ومن جوده الأوفى شفائي أؤمل وأعرض للجاه العريض شكايتي ... وبثي وأحزاني وما أتجمل ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 160)، هدية العارفين (1/ 328)، إيضاح المكنون (2/ 51)، معجم المؤلفين (1/ 635). * أعلام النبلاء (7/ 281)، أعلام فلسطين (2/ 209)، الأعلام (2/ 257)، معجم المؤلفين (1/ 642). (¬1) النقشبندية: هي إحدى طرق الصوفية المشهورة.

1124 - أبو عبد الله الصوري

وأطلب منه كشف ضري وكربتي ... وعلمي يقينًا أنني لست أخذل وفاته: سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "رسالة في المجاز"، و"رسالة في إعراب لا سيما"، و"الكشف الوافي على متن الكافي" في العروض. 1124 - أبو عبد الله الصّوري * النحوي، اللغوي: حُسين بن محمّد بن الحسين، أبو عبد الله الصوري (¬1) الضّرّاب (¬2). من مشايخه: يوسف الميائجي، وأبو جعفر حفص عمر بن علي وغيره. من تلامذته: أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "كان في وقته نحوي البلدة ومدرسها، وكانت له حال واسعة حسنة، ومذهبه حسن في السنة" أ. هـ. 1125 - البغوي * المفسر: الحسين بن مسعود بن محمّد المعروف بالفراء (¬3) البغوي الشافعي، الملقب ظهير الدين، محيي السنة. ولد: سنة (436 هـ) ست وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: القاضي حسين بن محمد، وأبو عمر المليحي وغيرهما. من تلامذته: أبو منصور محمّد بن أحمد القطاريّ المعروف بحفده، وأبو الفتوح محمّد بن محمّد الطائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "ولم يحج وأظنه جاوز الثمانين. رحمه الله تعالى" أ. هـ. * البداية: "كان علامة زمانه فيها، وكان دينًا ورعًا زاهدًا عابدًا صالحًا" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "قد بورك في تصانيفه، ورزق القبول الحسن بنيته، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان قانعًا يأكل الخبز وحده، ثم عُذِل في ذلك فصار يأكل بالزيت" أ. هـ. * الشذرات: "المحدث المفسر صاحب التصانيف وعالم أهل خراسان .. وكان سيدًا زاهدًا قانعًا ... وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 539)، بغية الطلب (6/ 2747)، تاريخ دمشق (14/ 308) ذكر وفاته سنة أربعة عشرة ولم يعلم ما القرن الذي توفي فيه وكذا في بقية المصادر ... والله أعلم. (¬1) الصوري: "صور" بلدة كبيرة من بلاد ساحل الشام أ. هـ. الأنساب (3/ 564). (¬2) الضراب: نسبة إلى ضرب الدنانير والدراهم. أ. هـ الأنساب (4/ 14). (¬3) وفيات الأعيان (2/ 136)، العبر (4/ 37)، السير (9/ 439)، تذكرة الحفاظ (4/ 1257)، الوافي (13/ 63)، البداية والنهاية (12/ 206)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 75)، النجوم (5/ 223)، طبقات الحفاظ (457)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 160)، الشذرات (6/ 79)، طبقات الشافعية للإسنوي (200)، الكنى والألقاب (2/ 88)، روضات الجنات (3/ 187)، معجم المفسرين (1/ 161)، الأعلام (2/ 259).

* قلت: ومن مقدمة "تفسير البغوي" (¬1) بقلم المحقق خالد عبد الرحمن صفحة (18) وفي معرض كلامه عن (مكانته العلمية): "نُدرك مكانة الإمام البغوي من ظَفَرهِ بلقب "الإمام" و"مُحيي السنة" و "شيخ الإسلام"، وغير ذلك من النعوت التي أطلقها عليه بحق علماء زمانه ومن ترجم له، فهو حافظ لكتاب الله تعالى، ومُلِمٌّ بالقراءات، وعالم بما أثر عن الصحابة والتابعين في التفسير والفقه، وهو من أئمة الحديث وحفاظه، واسع المعرفة بمتونه وأسانيده، وأحوال رجاله ورواته، وهو ذو حافظة واعية، وشغف بالبحث والاطلاع، يجمع إلى صحة النقل وصدق الرواية، دِقّة التعبير ونَصاعَةِ الرأي، وجزالة البيان، وهو ذو أفقٍ واسع باللغة العربية وفقهها، عالم بعلومها وأساليبها ودقائقها، كما أنه واسع الاطلاع على المسائل الفقهية وخلافات الفقهاء، إذا أخذ بذكرها تجده بارعًا في جميعها وكأنه صاحب مذهب فيها، وهو لا يتعصب لمذهب ولا يندد بغيره من فقهاء المذاهب، حريص على نشر معارف وعلوم الكتاب والسنة، وتعميم تعاليمهما القويمة الصحيحة، والرجوع إلى الطريقة التي جرى عليها الصحابة والتابعون، ومن جاءوا بعدهم من الأئمة والسلف الصالح". وقال عندما تكلم عن مذهب البغوي في العقيدة: "الإمام البغوي من أئمة السلف الصالح الذي كانوا لا يألون جُهدًا في نشر مذهب الصحابة الكرام في العقيدة وآيات الصفات. وذلك دَأبُ السلف في نشر الإسلام وهديه، فهو من أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة، الذين يؤمنون بصفات الله تعالى التي نطق بها كتابه وتنزيلُه، وشهد بها رسولُه عليه الصلاة والسلام، على ما ورَدَت به الأخبارُ الصحاح، ونقلَهُ العدولُ الثقات، ولا يعتقدون تشبيهًا لصفات الرحمن ولا يكيّفونها بتكييف المُشبّهة والمؤوّلة. والإمام البغوى في ذلك كباقي السلف رضي الله عنهم، فهذا الإمام محمّد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة، ثبت عنه أنه قال: "اتفق الفقهاء من الشرق والغرب على أن الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفات الربّ عزّ وجل، من غير تفسير -أي: تأويل- ولا تشبيه، فمن فسّر شيئًا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفارق الجماعة، فإنهم لم يَصِفوا ولم يُفسّروا، ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة، فَمَن قال بقولِ جهَمٍ فارق الجماعة". فلم يشتغل الإمام البغوى نفسه بحشو المتفلسفة والمتكلمين من أمثال الجهمية والمعتزلة والجبرية، ومن ماثلهم ممّن نهج نهجهم ... وإنما كان حريصًا كل الحرص على اعتماد منهج الصحابة الكرام في الصفات والمُعتقَد .. ". وقال المحقق تحت عنوان أقوال العلماء فيه: "لقد أجمع علماء أهل السنة على جلالة قدّر الإمام البغوي ورسوخ علمه في الكتاب والسنة وعلومهما، لإمامته في التفسير والسنة والفقه. 1 - قال فيه الحافظ الذهبي: "الإمام العلّامة ¬

_ (¬1) تفسير البغوي- تحقيق خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار- دار المعرفة بيروت.

القدوة الحافظ، شيخ الإسلام، محيي السنة، صاحب التصانيف". 2 - وقال الحافظ السيوطي فيه: "هو إمامٌ في التفسير، إمامٌ في الحديث، إمامٌ في الفقه". 3 - وقال العلامة المؤرخ ابن العماد الحنبلي فيه: "المحدث، المفسّر، صاحب التصانيف، وعالم أهل خراسان". 4 - وقال العلامة المؤرخ ابن خلكان فيه: "كان بحرًا في العلوم، وصنّف في تفسير كلام الله تعالى، وأوضح المشكلات من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروى الحديث، ودرّس، وكان لا يُلقي الدرس إلا على طهارة". 5 - وقال فيه العلامة السبكي: "وكان البغوي يُلقب بمحيي السنَّة، وبركن الدين ... وقدرُهُ عالي في الدين، وفي التفسير، وفي الحديث، وفي الفقه .. فإنه جامع لعلوم القرآن والسنة والفقه". 6 - وقال فيه الحافظ ابن كثير: "برع في العلوم، وكان علّامة زمانه فيها، وكان ديّنًا ورعًا زاهدًا عابدًا صالحًا". 7 - وقال فيه العلامة المؤرخ ابن قاضي شهبة: "كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الفقه". 8 - وقال فيه العلامة الطيبي: "كان إمامًا في الفقه والحديث، متورعًا ثبْتًا حُجّة، صحيح العقيدة". 9 - وقال فيه العلامة ابن نقطة: "إمامٌ، حافظٌ, ثقةٌ، صالحٌ" أ. هـ. * مجلة "الحكمة" (¬1) العدد السابع صفحة (221): "أ) سُئل شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (13/ 286) السؤال التالي: أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة الزمخشري، أم القرطبي، أم البغوي، أم غير هؤلاء؟ "أما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة، والأحاديث الضعيفة البغوي، لكنه مختصر من تفسير الثعلبي، وحذف منه الأحاديث الموضوعة، والبدع التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك". (ب) في مقدمة أصول التفسير في "مجموع الفتاوى"، (13/ 354): "والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي لكن صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة، والآراء المبتدعة". (جـ) "منهاج السنة": "البغوي اختصر تفسيره من تفسير الثعلبي والواحدي لكن هما أخبر بأقوال المفسرين منه، والواحدي أعلم بالعربية من هذا وهذا، والبغوي أتبع للسنة منهما". (د) "منهاج السنة": "ولهذا لما اختصره أبو محمّد الحسين بن مسعود البغوي, وكان أعلم بالحديث، والفقه منه: والثعلبي أعلم بأقوال المفسرين، والنحاة، وقصص الأنبياء، فهذه الأمور نقلها البغوي من الثعلبي. ¬

_ (¬1) مجلة "الحكمة" العدد السابع جماد ثان (1416 هـ)، موضوع "رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في التفاسير المطبوعة" جمع وتعليق بشير جواد القيسي (ص 205).

وأما الأحاديث فلم يذكر في تفسيره شيئًا من الموضوعات التي رواها الثعلبي، بل يذكر الصحيح منها، ويعزوه إلى البخاري وغيره، فإنه مصنف كتاب "شرح السنة"، و"كتاب المصابيح" وذكر ما في الصحيحين والسنن، ولم يذكر الأحاديث التي تظهر لعلماء الحديث أنها موضوعة، كما يفعله غيره من المفسرين كالواحدي صاحب الثعلبي، وهو أعلم بالعربية منه، وكالزمخشري، وغيرهم من المفسرين الذي يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع" أ. هـ. ملاحظة: ذكر الدكتور رمزى نعناعة في كتابه "الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير" صفحة (280)، منتقدًا شيخ الإسلام في تقييمه للبغوي فقال: "إن ابن تيمية لم يكن دقيقًا في حكمه على البغوي بأنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة .. ولعله لم يطلع (¬1) على تفسير البغوي، ولكنه حكم عليه بما حكم، لما يعرفه عنه من أنه من رجال الحديث البارزين، ومن كان هذا شأنه يستبعد عليه -عادة- أن يغتر بموضوع فيرويه على أنه صحيح لا غبار عليه ... ". وقد ردّ هذا الانتقاد الدكتور الفاضل عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي في كتابه البديع "شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه" الذي نال فيه الشهادة العالمية (الدكتوراه) قال: "كلام شيخ الإسلام في هذا التفسير كان كلام خبير، ومطلع على ما فيه من حسن وقبح، وليس هو بالظن والتخمين كما يظنه الباحث، لأن مثل هذا الكلام لايستطيع أن يقوله أحد في أي كتاب مستقل، أو تلخيص إلا بعد قراءة متأنية، وكلام شيخ الإسلام حول هذا التفسير في أماكن متعددة يفيدنا بأن هذا التفسير اختصار من تفسير الثعلبي والواحدي، وأنه حذف منه الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والآراء المبتدعة، كما حذف أشياء أخرى، وسبب حذف هذه الأشياء ثقافته الواسعة في الدين، والعقيدة، والحديث والفقه. وأما ما اعتمد فيه على الثعلبي هو أقوال المفسرين، والنحاة، وقصص الأنبياء، فهذه الأمور نقلها منه. وقصص الأنبياء مما لم ينكر شيخ الإسلام وجوده في هذا التفسير، بل لم ينكر وجود الأحاديث الضعيفة، والموضوعة، وإنما ذكر أن تفسيره أحسن من هذه التفاسير في الجملة، لا النفي عن وجود بعض المآخذ سواء كان سبب وجود هذه الأشياء متابعة للثعلبي والواحدي، أو رأي رآه المؤلف فذكره بإسناده، فبرأ عن نفسه العهدة. وهناك كلام صريح منه في وجود الضعاف والموضوعات في تفسير البغوي لما في ذلك من تأييد لما ذكرته أن الكلام فيه في الجملة، ونظرًا إلى التفاسير الأخرى لا البت في أمر لا يمكن البتّ ¬

_ (¬1) قلت: في أثناء مشاركتي بجمع تفسير شيخ الإسلام لاحظت نقلًا دقيقًا وموسعًا من تفسير البغوي، وهذا يرد على الدكتور رمزي من أن الشيخ لم يطلع على تفسير البغوى. والحمد لله رب العالمين.

فيه في غير الصحيحين، فذكر حديث: "من يجيبني إلى هذا الأمر، ويؤازرني على القيام به يكن أخي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي من بعدي". وقال: كلام مفترى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: فإن قيل: فهذا الحديث قد ذكره طائفة من المفسرين، والمصنفين في الفضائل، كالثعلبي والبغوي وأمثالهما، والمغازلي. وقيل له: مجرد رواية هؤلاء لا توجب ثبوت الحديث باتفاق أهل العلم بالحديث، فإن في كتب هؤلاء من الأحاديث الموضوعة ما اتفق أهل العلم على أنه كذب موضوع، وفيها شيء كثير يعلم بالأدلة اليقينية السمعية العقلية أنها كذب بل فيها ما يعلم بالاضطرار أنه كذب) أ. هـ. قلت: وبعدما نقلنا من أقوال العلماء والمحققين في مكانته العلمية واعتقاده، نذكر الآن ما يوجه كلامنا، وما رأيناه من خلال تفسير البغوي، وما كتبه المغراوي في كتابه: "المفسرون بين التأويل والإثبات في إثبات الصفات" عن معتقده استخراجًا من تفسيره هذا حيث قال المغراوي: (الإمام البغوي، سلفي في عقيدة الأسماء والصفات يثبت لله ما أثبت لنفسه، له مقدمة مفيدة في كتابه شرح السنة بين فيها عقيدة السلف في الأسماء والصفات. قال في شرح حديث ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين (¬1). قال الشيخ الإمام: والأصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عزَّ وجلَّ، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح. وقال في شرح حديث "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير" (¬2). ثم ذكر أحاديث "لا تزال جهنم يلقى فيها، وتقول هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه" (¬3) وفي رواية أبي هريرة "حتى يضع الله رجله فيها". وفي حديث أبي هريرة في آخر من يخرج من النار فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة (¬4). وفي حديث جابر "فيتجلى لهم فيضحك" (¬5). وفي حديث أنس وغيره: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره". فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضًا فيها عن التأويل مجتنبًا عن التشبيه معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات ¬

_ (¬1) حديث صحيح أخرجه أحمد (2/ 168) ومسلم (4/ 45). (¬2) أخرجه البخاري في التهجد، الباب 14، ومسلم في المسافرين رقم الحديث: (168 - 170). (¬3) أخرجه البخاري في التفسير (595/ 8)، ومسلم في كتاب الجنة (2187/ 4). (¬4) أخرجه البخاري في الرقاق (419/ 11)، ومسلم في الإيمان (173/ 1). (¬5) أخرجه مسلم في الإيمان (177)، وأحمد (335/ 3).

الخلق كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق. قال الله سبحانه: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة تلقوها جميعًا بالإيمان والقبول وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل ووكلوا العلم فيها لله عزَّ وجلَّ كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم فقال عزَّ وجلَّ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، ثم ذكر أقوال السلف في إثبات الصفات لله تعالى (¬1). وأما تفسيره فالغالب عليه في الصفات الإثبات، وقد أوّل في بعضها تبعًا للثعلبي وسكت عن البعض وأجمل في البعض كما هو مبين في صفاته التي أثبتها) أ. هـ. قلت: هذا ما قاله المغراوي حول معتقد البغوي في الأسماء والصفات وما تميز به من النهج السلفي كما ضرب بذلك -المغراوي- الأمثلة السابقة من الحديث الشريف في كتاب البغوي "شرح السنة"، ونقلًا عن تفسيره أيضًا كما سنذكر ذلك نصًّا وبالله التوفيق. ذكر المغراوي عدة صفات أورد البغوي تفسيرها وتأويل بعضها في تفسيره وتعليق المغراوي عليها، وهي كالآتي: 1 - صفة الرحمة: "قال عند قوله تعالى من سورة الفاتحة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} والرحمة إرادة الله الخير لأهله وقيل: هي ترك عقوبة من يستحقها، وإسداء الخير إلى من لا يستحقه، فهي على الأول صفة ذات، وعلى الثاني صفة فعل (¬2). التعليق: وهذا هو التأويل المذموم، والصواب إثبات صفة الرحمة على ما يليق بالله تعالى، دون تأويل بإرادة الإحسان أو بالإحسان والإنعام". 2 - صفة الغضب: "قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب، هو إرادة الانتقام من العصاة، وغضب الله تعالى لا يلحق عصاة المؤمنين، إنما يلحق الكافرين (¬3). التعليق: وهذا هو التأويل المذموم، والصواب إثبات صفة الغضب على ما يليق بالله تعالى، دون تكييف أو تمثيل أو تحريف". 3 - صفة الاستهزاء: "قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} أي يجازيهم جزاء استهزائهم سمي الجزاء باسمه، لأنه بمقابلته، كما قال الله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} قال ابن عباس: هو أن يفتح له بابا من الجنة، فإذا انتهوا إليه سد عنهم وردوا إلى النار، وقيل: هو أن يضرب المؤمنين نور يمشون على الصراط، فإذا وصل المنافقون إليه، حيل بينهم وبين المؤمنين، كما قال الله تعالى: {وَحِيلَ بَينَهُمْ وَبَينَ مَا يَشْتَهُونَ} وقال الله تعالى: {فَضُرِبَ بَينَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ}. وقال الحسن: معناه الله يظهر المؤمنين على ¬

_ (¬1) شرح السنة (169 - 170 - 171/ 1). (¬2) تفسير البغوي (18 - 19/ 1). (¬3) تفسير البغوي (23/ 1).

نفاقهم (¬1). التعليق: والمختار إثبات صفة المكر والخداع، والاستهزاء على ما يليق به تعالى وذلك ومنه تعالى، عدل بين عباده". 4 - صفة الحياء: "قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. أي لا يتركه ولا يمنعه الحياء أن يضرب مثلًا. التعليق: والصواب إثبات صفة الحياء، ومن لوازم الإثبات الترك، وأما تفسير الصفة بلازمها، فليس مذهبًا للسلف". 5 - صفة الاستواء: "ذهب الشيخ البغوي في تفسيره، عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} مذهب السلف الصالح فقال رحمه الله (¬2): قال الكلبي، ومقاتل: استقر، وقال أبو عبيدة: صعد، وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأما أهل السنة يقولون الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله عزَّ وجلَّ، وسأل رجل مالكًا عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق رأسه مليًا وعلاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلا ضالًا، ثم أمر به فأخرج. وروى عن سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات أمررها كما جاءت بلا كيف". 6 - صفة الوجه: "قال عند قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يعني أينما تحولوا وجوهكم فثم، أي هناك وجه الله. قال الكلبي: فثم الله، يعلم ويرى، والوجه صلة، كقوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو. وقال الحسن، ومجاهد وقتادة، ومقاتل بن حيان، فثم قبلة الله، والوجه والوجهة، والجهة، القبلة، وقيل: رضا الله تعالى (¬3). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو وقيل: إلا ملكه، قال أبو العالية ما أريد به وجهه (¬4). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (*) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ذو العظمة والكبرياء (¬5). وقال عند قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي يريدون الله لا يريدون عرضًا من الدنيا (¬6). ¬

_ (¬1) تفسير البغوي (35/ 1). (¬2) تفسير البغوي (237/ 2). (¬3) تفسير البغوي (99/ 1). (¬4) تفسير البغوي (186/ 5). (¬5) تفسير البغوي (5/ 7). (¬6) تفسير البغوي (209/ 4).

وقال عند قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (*) إلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} يعني لا يفعل ذلك مجازاة لأحد بيد له عنده، ولكنه يفعله ابتغاء وجه ربه الأعلى وطلب رضاه (¬1). التعليق: فالبغوي في كل تفسيراته لم يظهر من الآية صفة الوجه، وغاية ما عنده بعض التفسيرات الإجمالية التي ربما يستأنس بها، أما معظم التفسيرات فهي على طريقة المؤولة". 7 - صفة المجيء والإتيان: "قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ}. والأولى في هذه الآية وفيما شاكلها، أن يؤمن الإنسان بظاهرها، أو يكل علمها إلى الله تعالى، أو يعتقد أن الله عز اسمه، منزه عن سمات الحدوث، على ذلك مضت أئمة السلف، وعلماء السنة، قال الكلبي: هذا من المكتوم الذي لا يفسر، وكان مكحول، والزهري، والأوزاعي، ومالك، وابن المبارك، وسفيان، والثوري، والليث بن سعد، وأحمد، وإسحاق، يقولون فيه وفي أمثاله: أمررها كما جاءت بلا كيف، قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه، فتفسيره قراءته والسكوت عليه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله (¬2). وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} بلا كيف لفصل القضاء بين خلقه في موقف القيامة) (¬3). وقال عند قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} قال الحسن: جاء أمره وقضاؤه، وقال الكلبي: ينزل حكمه (¬4). التعليق: والصواب ما أثبته الإمام البغوي في تفسيره آية البقرة، والأنعام من إتيان ومجيء بلا كيف منزه عن سمة الحدوث والتشبيه بالمخلوق. وأما ما ذكره عن الحسن فهو موجود ومنقول عن تفسير الثعلبي، وتفسير الثعلبي، مشحون بالموضوعات على الأنبياء والرسل، فكيف على الصحابة والتابعين، وهذه الرواية لو كان فيها خير لنقلها ابن جرير وغيره من أهل الخبرة بالأخبار والآثار، ولكن الثعلبي ينقل كل ما هبّ ودب. وهذه الرواية هي التي عوّل عليها بعض المعاصرين فجعلها حجة في التأويل وينبغي كما قيل: (إثبات العرش قبل النقش). وأما إطلاق الروايات عن الصحابة والتابعين فهذا مما لا ينبغي أن يجعل مكان الحجة إلا بعد إثباته والله المستعان". 8 - تفسير الكرسي: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. أي ملأ وأحاط به، واختلفوا في الكرسي فقال ¬

_ (¬1) شرح السنة (257/ 7). (¬2) شرح السنة (197 - 198/ 1). (¬3) شرح السنة (102/ 2). (¬4) شرح السنة (246/ 7).

الحسن: هو العرش نفسه. وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: الكرسي موضوع أمام العرش، ومعنى قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} أي سعته مثل سعة السموات والأرض وفي الأخبار أن السموات والأرض في جنب الكرسي، كحلقة في فلاة، والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة. ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن السموات السبع، والأرضين السبع في الكرسي، كدراهم سبعة ألقيت في ترس (¬1). وقال علي، ومقاتل كل قائمة من الكرسي، طولها مثل السموات السبع، والأرضين السبع، وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه، وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى، مسيرة خمسمائة عام، ملك على صورة سيد البشر، آدم - عليه السلام -، وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر، من السنة إلى السنة، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور، وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة، على وجهه غضاضة منذ عبد العجل، وملك على صورة سيد السباع، وهو الأسد، يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة، وملك على صورة الطير وهو النسر، يسأل الرزق للطير من السنة إلى السنة، وفي بعض الأخبار، أن ما بين حملة العرش، وحملة الكرسي سبعين حجابًا من ظلمة وسبعين حجابًا من نور، غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام، لولا ذلك لاحترقت حملة الكرسي من نور حملة العرش. وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: أراد بالكرسي علمه، وهو قول مجاهد، ومنه قيل لصحيفة العلم كراسة، وقيل كرسيه ملكه وسلطانه، والعرب تسمى الملك القديم كرسيًا (¬2). التعليق: والصواب في الكرسي أنه موضع القدمين، كما صحت الرواية بذلك عن ابن عباس وغيره. صفة النفس: "قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}. {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي يخوفكم الله عقوبته على موالاة الكفار، وارتكاب المنهى، ومخالفة المأمور (¬3). قال عند قوله تعالى: {قَال سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}. قال ابن عباس: تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، وقيل: تعلم سري ولا أعلم سرك. وقال أبو روق: تعلم ما كان مني في دار الدنيا، ولا أعلم ما يكون منك في الآخرة. وقال الزجاج: النفس عبارة عن جملة الشيء ¬

_ (¬1) الغالب أن هذا الخبر من الإسرائيليات. أ. هـ. نقلًا من هامش المغراوى. (¬2) تفسير البغوي (1/ 270). (¬3) شرح السنة (336/ 1).

وحقيقته، يقول تعلم جميع ما أعلم من حقيقة أمري، ولا أعلم حقيقة أمرك (¬1). التعليق: ما ذكره من التفسير بالعقاب فيه تأويل والصواب، إما التفسير بالذات، أو أنها صفة للذات كما ذكرت عند القرطبي". 10 - صفة المحبة: "قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (*) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}. (فإن الله لا يحب الكافرين) لا يرضى فعلهم، ولا يغفر لهم (¬2) ". 11 - صفة العندية: "قال عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}. يعني الملائكة المقربين بالفضل والكرامة. التعليق: مع علوهم على أهل الأرض هم أهل فضل وكرامة، فينبغي إثبات صفة العلو ثم لوازمها. 12 - صفة اليد: "قال عند قوله تعالى من سورة المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. ويد الله صفة من صفات ذاته كالسمع، والبصر، والوجه، وقال جل ذكره: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلتا يديه يمين" والله أعلم بصفاته، فعلى العبد فيها الإيمان والتسليم. وقال أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات: أمررها كما جاءت بلا كيف (¬3). التعليق: فهذا الذي قرره الإمام البغوي في تفسير هذه الآية، في إثبات صفة اليد وغيرها، هو مذهب السلف الصالح، الذين يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه من غير تكييف ولا تحريف، ولا تمثيل، ولا تعطيل، ولا تشبيه". 13 - صفة الفوقية: "قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} القاهر، الغالب، وفي القهر زيادة معنى على القدرة وهو منع غيره عن بلوغ المراد، وقيل: هو المفرد بالتدبير، يجبر الخلق على مراده {فَوْقَ عِبَادِهِ} هو صفة الاستعلاء الذي تفرد به الله عز وجل (¬4). التعليق: فعلوه على خلقه مما أجمع عليه السلف، وينبغي أن يثبت لأن النصوص تواترت بذلك، وأجمع على ذلك أهل الفطرة السليمة. وأما تفسير البغوي، فإن قصد بالاستعلاء العلو المطلق، فذاك هو الصواب وإن كان غير ذلك، فهو تفسير مرفوض عند من ينهج نهج السلف، ومن لوازمه العلو المطلق، كل ما ذكر من التفسيرات. 14 - إثبات الرؤية: "قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ ¬

_ (¬1) شرح السنة (114/ 2). (¬2) تفسير البغوي (338/ 1). (¬3) تفسير البغوي (2/ 71). (¬4) شرح السنة (2/ 123).

الْخَبِيرُ}. يتمسك أهل الاعتزال بظاهر هذه الآية في نفي رؤية الله عزَّ وجلَّ ومذهب أهل السنة إثبات رؤية الله عزَّ وجلَّ عيانًا، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (*) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وقال: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال مالك - رضي الله عنه -: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله الكفار بالحجاب، وقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وفسره بالنظر إلى وجه الله عز وجل. أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمّد بن يوسف حدثنا محمّد بن إسماعيل، حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، أنبأنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم سترون ربكم عيانًا". وأما قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} علم أن الإدراك غير الرؤية، لأن الإدراك هو الوقوف على كنه الشيء والإحاطة به، والرؤية المعاينة وقد تكون الرؤية بلا إدراك. قال الله تعالى في قصة موسى - عليه السلام -: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَال أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}. قال كلا وقال: {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} فنفي الإدراك مع إثبات الرؤية، فالله عز وجل يجوز أن يرى من غير إدراك وإحاطة، كما يعرف في الدنيا ولا يحاط به. قال الله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} فنفي الإحاطة مع ثبوت العلم. قال سعيد ابن المسيب: لا تحيط به الأبصار، وقال عطاء: كلّت أبصار المخلوقين عن الإحاطة به. وقال ابن عباس ومقاتل: لا تدركه الأبصار في الدنيا وهو يرى في الآخرة" (¬1). 15 - صفة العين: "قال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}. قال ابن عباس: بمرأى منا، وقال مقاتل: بعلمنا، وقيل: بحفظنا (¬2). التعليق: والصواب إثبات صفة العين على ما يليق به تعالى، ولا شك أنهم بمرأى وبحفظ وعلم منه تعالى. 16 - صفة المعية: "قال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}. {هُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} (بالعلم) (¬3). التعليق: نعم، معنا بالعلم دون توهم تأويل في الآية". 17 - صفة الرضا: "قال عند قوله تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. قال ابن عباس، والسدي: ولا يرضى لعباده ¬

_ (¬1) تفسير البغوي (2/ 167). (¬2) تفسير البغوي (3/ 229). (¬3) تفسير البغوي: (7/ 31).

1126 - الحلاج

المؤمنين الكفر، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ} فيكون عامًا في اللفظ خاصًّا في المعنى، كقوله تعالى: {عَينًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} يريد بعض العباد، وأجراه قوم على العموم، وقالوا: لا يرضى لأحد من عباده الكفر، ومعنى الآية لا يرضى لعباده الكفر أن يكفروا به ويروى ذلك عن قتادة، وهو قول السلف، قالوا: كفر الكافر غير مرضي لله عزَّ وجلَّ، وإن كان بإرادته {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} تؤمنوا بربكم وتطيعوه فيثيبكم عليه (¬1). التعليق: إثبات الرضا لله تعالى صفة، كما قال البغوي هو مذهب السلف وتأويلها بلوازمها هو مذهب الخلف) أ. هـ. وفاته: سنة (510 هـ) وقيل (516 هـ) عشر وقيل ست عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "التهذيب" في الفقه، و"شرح السنة" في الحديث، و"لباب التأويل في معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم". 1126 - الحلَّاج * المفسر: الحسين بن منصور بن محمى البيضاوي، أبو المغيث، وقيل: أبو عبد الله، المعروف بالحلَّاج (¬2). كان جده مجوسيًا "محمى" من أهل بيضاء فارس. من مشايخه: الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أخرج الحلَّاج إلى رحبة المجلس وأمر الجلاد بضربه بالسوط، واجتمع من العامة خلق كثير لا يحصى عددهم فضرب إلى تمام الألف سوط، وما استعفى ولا تأوه، ... ولما بلغ ألف سوط قطعت يده ثم رجله ثم يده ثم رجله ثم جُز رأسه وأحرقت جثته .. ولما صارت رمادًا ألقيت في دجلة. ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر" أ. هـ. * المنتظم: "أفعال الحلاج وأقواله وأشعاره كثيرة، وقد جمعت أخباره في كتاب سميته (القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلَّاج) فمن أراد أخباره فلينظر فيه، وقد كان هذا الرجل يتكلم بكلام الصوفية فتبدو له كلمات حسان، ثم يخلطها بأشياء لا تجوز وكذلك أشعاره" أ. هـ. * السير: "كان يصحح حاله أبو العباس بن عطاء، ومحمد بن خفيف، وإبراهيم أبو النصر آبادي وتبرأ منه سائر الصوفية والمشايخ والعلماء ... من سوء سيرته ومروقه، ومنهم من ¬

_ (¬1) تفسير البغوي (6/ 68). * تاريخ الإسلام (وفيات 309 هـ- ط تدمري)، معجم المفسرين (1/ 162)، معجم المؤلفين (1/ 645)، تاريخ بغداد (8/ 112) , المنتظم (13/ 201)، الكامل (8/ 126)، وفيات الأعيان (2/ 140)، العبر (2/ 138)، السير (14/ 313) , ميزان الاعتدال (2/ 306)، البداية والنهاية (11 /)، لسان الميزان (2/ 359)، الشذرات (4/ 41)، هدية العارفين (1/ 340)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 162). (¬2) الحلاج: سمي بذلك لأنه كان يتكلم على أسرار الناس وما في قلوبهم، ويخبر عنها فسمي حلاج الأسرار. أ. هـ. من تاريخ بغداد.

1127 - الجليس

نسبه إلى الحلول، ومنهم من نسبه إلى الزندقة وإلى الشعوذة والزوكرة وقد تستر به طائفة من ذوي الضلال والانحلال وانتحلوه وروجوا به على الجهال" أ. هـ. تاريخ الإسلام: "ومن نظر في مجموع أمره علم أن الرجل كان كذابًا مموّهًا ممخرقًا حُلُوليا، له كلام حلو يستحوذ به على نفوس جةال العوام, حتى ادعوا فيه الربوبية وقد اعتذر أبو حامد الغزالي عنه في كتاب (مشكاة الأنوار) وتأول أقواله على محامل حسنة" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "المقتول على الزندقة. ما روى ولله الحمد شيئًا من العلم وكانت له بداية جيدة وتألّه وتصوف، ثم انسلخ من الدين وتعلم السحر، واداعى المخاريق، أباح العلماء دمه" أ. هـ. * البداية والنهاية: "ونحن نعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يكن قاله، أو نتحامل عليه في أقواله وأفعاله" أ. هـ. * لسان الميزان: "والناس مختلفون فيه، وأكثرهم على أنه زنديق هالك" أ. هـ. * قلت: وما اختلف فيه إلا بعض الناس كما نقلنا ذلك عن السير سابقًا من الصوفية وأصحابه الذين خدعهم ببعض القصص والمخاريق، وقد أوردها الخطيب في تاريخه، وهي كلها ضلال وزندقة .. نسأل الله العافية والسلامة. وقال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني في كتابه: "الشامل": على أن طائفة من الأثبات الثقات قالوا: إن هؤلاء الثلاثة -الحلاج وأبو ظاهر سليمان بن أبي سعيد القرمطي الجنابي وابن المقفع- تواصوا على قلب الدولة، والتعرض لإفساد المملكة: واستعطاب القلوب واستمالتها، وارتاد كلُّ واحدٍ منهم قطرًا ... إلى آخر نقلًا من "وفيات الأعيان" فقال ابن خلكان تعقيبًا على ذلك: "وهذا كلام لا يستقيم عند أرباب التواريخ، لعدم اجتماع الثلاثة المذكورين في وقت واحد، أما الحلاج والجنابي فيمكن اجتماعهما لأنهما كانا في عصر واحد ولكن لا أعلم هل اجتمعا أم لا؟ ... " ثم ذكر فصلًا مختصرًا تاريخيًا عنهم نقلًا من ابن الأثير شيخه (الكامل في التاريخ) وتكلم عن الثلاثة ضمن هذا الفصل, فمن أراد المزيد فليراجع وفيات الأعيان (2/ 147) وبالله التوفيق. وفاته: سنة (309 هـ) تسع وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة الإخلاص" و"الذاريات ذروًا" في تفسير الذاريات وغيرهما. 1127 - الجَّلِيس * النحوي: حسين بن موسى بن هبة الله الدينوري، الجليس، أبو عبد الله. كلام العلماء فيه: * البغية: "أكثر أبو حيان في التذكرة من النقل عنه .. " أ. هـ. * قلت: وقد وصفه الشيخ مجد الدين في "البلغة" بـ: "الإمام". وذكر مصنفه الآنف الذكر. وفاته: بعد سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. ¬

_ * معجم المؤلفين (1/ 646)، البلغة (91)، بغية الوعاة (1/ 541)، وفيه الحسين بن هبة الله، روضات الجنات (3/ 185)، كشف الظنون (1/ 523).

1128 - النوري الضرير

من مصنفاته: "ثمار الصناعة" في النحو. 1128 - النُّوري الضرير * النحوي، اللغوي: حسين بن هُدّاب بن محمّد بن ثابت الدّيّري (¬1)، أبو عبد الله الضرير النوري (¬2). من مشايخه: أبو العز محمّد بن الحسين بن بُندار الواسطي، وأبو بكر محمّد بن الحسين بن علي المزرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نحويًا لغويًّا مقرئًا فقيهًا شاعرًا متفننًا ... سكن بغداد منعكفًا على نشر العلم والإقراء، فكان يقرئ النحو واللغة والقراءات، وكان يحفظ عدة دواوين من شعر العرب، وكان كثير الإفادة والعبادة عفيفًا دينًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وخمسمائة. 1129 - المرْوَزي * المفسر, المقرئ: حسين بن واقد القرشي المروزي القاضي، أبو عبد الله، وقيل: أبو علي، مولى الأمير عبد الله بن عامر. من مشايخه: عبد الله بن بُريدة ومحمد بن زياد وجماعة. من تلامذته: ابنه علي بن الحسين، والفضل السّيناني وآخرون. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن قال: سُئل أبو زُرعة عن حسين بن واقد؟ - قال: ليس به بأس" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال أحمد بن شَبويه عن علي بن الحسن بن شقيق، قيل لابن المبارك: من الجماعة؟ فقال: محمّد بن ثابت والحسين بن واقد وأبو حمزة السُّكري. قال أحمد بن شبويه: ليس فيهم شيء من الإرجاء". وقال: "قال أبو بكر الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في الحسين بن واقد؟ فقال: لا بأس به وأثنى عليه. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: وقال أبو زرعة والنسائي: ليس به بأس" أ. هـ. * السير: "الإمام الكبير، قاضي مرو وشيخها". وقال: "وقيل: كان يحمل الحاجة من السوق، وله جلالة وفضل بمرو" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة له أوهام" أ. هـ. وفاته: سنة (159 هـ)، وقيل: (157 هـ) تسع وخمسين، وقيل: سبع وخمسين ومائة. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1163)، الوافي (13/ 80)، بغية الوعاة (1/ 542). (¬1) الديري: نسبة إلى الدير، قرية من قرى النعمانية. أ. هـ. من معجم الأدباء. (¬2) النوري: نسبة إلى النورية، قرية على السّيب من الحلة السيفية. أ. هـ. معجم الأدباء. * طبقات ابن سعد (7/ 371)، الجرح والتعديل (3/ 66)، تهذيب الكمال (6/ 491)، معجم المفسرين (1/ 162)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 163)، العبر (1/ 226) , مرآة الجنان (1/ 260) , ميزان الاعتدال (2/ 307)، النجوم (2/ 31)، الفهرست لابن النديم (284)، وفيه الحسن بن واقد، تهذيب التهذيب (2/ 321)، الشذرات (2/ 256)، تقريب التهذيب (251).

1130 - ابن العريف

من مصنفاته: "كتاب التفسير"، و"كتاب الوجوه في القرآن". 1130 - ابن العَرِيف * النحوي: الحسين بن الوليد بن نصر، المعروف بابن العريف، أبو القاسم. من مشايخه: ابن القوطيّة، وأبو طاهر الذهلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان نحويًا عارفًا بالعربية متقدّمًا فيها" أ. هـ. * جذوة المقتبس: "إمام في العربية، أستاذ في الآداب، مقدم في الشعر، له في الأدب مؤلفات، وقد رأيت له كتابًا يشتمل على مسائل في النحو" .. " أ. هـ. * روضات الجنات: "وله حظ من الكلام" أ. هـ. وفاته: سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: له شرح على الجمل، وله في الآداب مؤلفات، وله كتاب يشتمل على مسائل في النحو اعترض يها على أبي جعفر أحمد بن محمّد النحاس النحوي، ذكرها أبو جعفر في كتابه المعروف بالكافي. 1131 - ابن زُلال * المقرئ: الحسين بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فتوح، الشيخ أبو علي, ابن زلال البلنسي الضرير. ولد: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن هذيل، وطارق بن موسى، وأبو طاهر السلفي وغيرهم. من تلامذته: سعيد بن علي بن زاهر. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "انتهت إليه أستاذية الإقراء لإتقانه وتحقيقه وتجويده وعلو إسناده وتفننه وذكائه وكان ضريرًا" أ. هـ. * الوافي: "كان محققًا مشاركًا في فنون كثيرة آية من آيات الله في الفطنة والذكاء والحَدس" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ علامة ... انتهت إليه أستاذية الإقراء لإتقانه وتحقيقه وتجويده" أ. هـ. وفاته: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة. 1132 - ابن أبي السَّرِّي * النحوي، اللغوي، المقرئ: الحسين (¬1) بن يوسف بن محمّد بن أبي السري الدُّجَيلي. نسبة إلى دُجيل نهر كبير بنواحي بغداد على قرى كثيرة. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 208)، جذوة المقتبس (1/ 300)، بغية الملتمس (1/ 329)، معجم الأدباء (3/ 1164)، الوافي (13/ 81)، إشار التعيين (105)، بغية الوعاة (1/ 542)، نفح الطيب (3/ 77)، روضات الجنات (3/ 69)، الأعلام (2/ 261)، معجم المؤلفين (1/ 647)، تاريخ الإسلام (وفيات 390) ط. تدمري. * غاية النهاية (1/ 253)، معرفة القراء (2/ 600)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 359)، تاريخ الإسلام (وفيات 613 هـ, ط- بشار)، الوافي (13/ 86). * الدرر الكامنة (2/ 134)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 417)، المقصد الأرشد (1/ 349)، الشذرات (8/ 173). (¬1) قيل الحسن بن يوسف والمثبت هو الأصح.

1133 - ابن مخارق

البغدادي الحنبلي. ولد: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مشايخه: إسماعيل بن الطبال، ومفيد الدين الضرير، وابن الدواليني وغيرهم. من تلامذته: جمال الدين يوسف السرمري، والشرف قاضي حرف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "كان خيرًا فاضلًا، متمسكًا بالسنة، كثير الذكاء حسن الشكل، دمث الأخلاق، متواضعًا". وقال: "كان في مبدأ أمره يسلك طريق الزهد والتقشف البليغ والعبادة الكثيرة، ثم فتحت عليه الدنيا وكان له مع ذلك أوراد ونوافل" أ. هـ. * المقصد الأرشد: "عني باللغة العربية" أ. هـ. * الشذرات: "الفقيه المقرئ الفرضي النحوي الأديب ... وكان في مبدأ أمره يسلك طريق الزهد والتقشف البليغ والعبادة الكثيرة، ثم فتحت عليه الدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "الوجيز في الفقه"، و"نزهة الناظر"، و"تنبيه الغافلين". 1133 - ابن مُخارِق * المفسر: حصين بن مخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي الكوفي، أبو جنادة. من مشايخه: الأعمش وغيره. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "من الشيعة المتقدمين" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال الدارقطني: يضع الحديث، ونقل ابن الجوزي أن ابن حبان قال: لا يجوز الاحتجاج به" أ. هـ. * لسان الميزان وتعليقًا على كلام الذهبي في الميزان: "وهو كما قال". ثم قال: "وأخرج الطبراني في المعجم الصغير من طريقه حديثًا وقال: حصين بن مخارق كوفي ثقة، ونسبه ابن النجاشي في مصنفي الشيعة فقال: ... وذكر أنه ضعيف، وأخرج الخليلي في فوائده من طريقه حديثًا وقال: غريب من حديث حصين بن مخارق .. " أ. هـ. * هدية العارفين: "السلولي الكوفي الشيعي من الإمامية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (200 هـ) مائتين. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"جامع العلم". 1134 - الرَّقَاشِي * المقرئ: حِطّان بن عبد الله الرقاشي، ويقال: ¬

_ * ميزان الاعتدال (2/ 314)، لسان الميزان (2/ 364)، الفهرست لابن النديم (243)، هدية العارفين (1/ 333)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 164)، معجم المفسرين (1/ 163). * معرفة القراء (1/ 49)، غاية النهاية (1/ 253)، تهذيب الكمال (6/ 562)، تقريب التهذيب (256)، الجرح والتعديل (3/ 303) مشاهير علماء الأمصار (157).

1135 - حفيص

السدوسي. من مشايخه: قرأ على أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -. من تلامذته: قرأ عليه الحسن البصري، ويونس بن جبير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال الحسن بن البراء عن علي بن المديني: ثبت روى له الجماعة سوى البخاري" أ. هـ. * معرفة القراء: "وكان كبير القدر صاحب ورع وعلم" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة من الثانية مات في ولاية بشر على العراق بعد السبعين" أ. هـ. * مشاهير علماء الأمصار: "من المتقشفة" أ. هـ. وفاته: قال الذهبي: أحسبه مات سنة نيف وسبعين. 1135 - حُفَيص * المقرئ: حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي بالولاء، البزاز، ويعرف بحفيص، أبو عمر. ولد: سنة (90 هـ) تسعين. من مشايخه: عاصم بن أبي النجُود، وسمّاك بن حرب وغيرهما. من تلامذته: عبيد بن الصباح، وابن أبي إياس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال الإمام أحمد: هو صالح ... متروك الحديث. قال علي بن المديني: متروك ضعيف الحديث. وقال عنه مسلم بن الحجاج متروك الحديث" أ. هـ. * معرفة القراء: "قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ... قال الذهبي: أما في القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث ... وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: متروك لا يُصدق. وقال ابن خِراش: كذّاب يضع الحديث" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أحمد بن حنبل: ما به بأس. وقال البخاري: تركوه. قال صالح جزَرة: لا يُكتب حديثه. وقال زكريا الساجي: حدث حفص عن قيس بن مسلم وجماعة أحاديث بواطيل. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم. قلت: إنما دخل عليه الدّاخل في الحديث لتهاونه به. ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 186)، تهذيب الكمال (7/ 11)، معرفة القراء (1/ 140)، ميزان الاعتدال (2/ 319)، غاية النهاية (1/ 254)، الشذرات (2/ 357)، الأعلام (2/ 264)، تاريخ الإسلام (وفيات 180) ط. تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (2/ 363)، الفهرست لابن النديم (31) ذكر اسمه فقط، العبر (1/ 276)، الكامل (5/ 394) , تقريب التهذيب (257)، الوافي (13/ 98)، تهذيب التهذيب (2/ 345).

1136 - أبو عمر الدوري

وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: وحفص متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "متروك الحديث مع إمامته في القراءة" أ. هـ. * الأعلام: "قارئ أهل الكوفة ... نزل بغداد، وجاور بمكة ... وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءته، وهو ابن امرأته وربيبه، ومن طريقه قراءة أهل المشرق". وفاته: سنة (180 هـ) ثمانين ومائة. 1136 - أبو عمر الدُّوري * المقرئ: حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهْبان، ويقال: صهيب الأزدي، مولاهم الدُّوريّ (¬1) الضرير، أبو عمر (¬2) نزيل سامراء. ولد: سنة بضع وخمسين ومئة. من مشايخه: ابن عيينة، وإسماعيل بن عياش، وتلا على الكسائي بحرفه، واليزيدي بحرف أبي عمرو، وسليم بحرف حمزة وغيرهم. من تلامذته: أحمد، ونصر بن علي الجهضمي، وروى هو عنهما، وأبو زرعة الرازي. وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال أحمد بن فرح: قلت للدوري: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق ... قال أبو حاتم: صدوق" أ. هـ. * السير: "قال أبو علي الأهوازي: رحل أبو عمر في طلب القراءات، وقرأ سائر حروف السبعة، وبالشواذ، وسمع من ذلك الكثير، وصنف القراءات وهو ثقة، وعاش دهرًا، وفي آخر عمره ذهب بصره، وكان ذا دين. وجمع القراءات وصنفها وهو فيها ثبت إمام" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "صدّقه أبو حاتم". قال أبو داود: "رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدُّوري" أ. هـ. * الوافي: "قال الشيخ شمس الدين: لولا تأخر وفاته لذكرته مع قالون وأقرانه نزيل سر من رأى وشيخ المقرئين بالعراق" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام القراءة وشيخ الناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع بالقراءات" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال الدارقطني: ضعيف، وقال العقيلي: ثقة، وقال ابن سعد: كان عالمًا بالقرآن وتفسيره، وقال الذهبي مات عن بضع وتسعين سنة" أ. هـ. * قلت: وهناك فائدة من السير في قول الدارقطني: أبو عمر الدوري، يقال له: الضرير، ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 203)، الأنساب (2/ 503)، معجم الأدباء (3/ 1185)، تهذيب الكمال (7/ 34)، السير (11/ 541)، العبر (446)، ميزان الاعتدال (1/ 566)، تذكرة الحفاظ (1/ 406)، معرفة القراء (1/ 191)، الوافي (13/ 102)، غاية النهاية (1/ 255)، تهذيب التهذيب (2/ 351) , طبقات المفسرين للداودي (1/ 165)، الشذرات (3/ 212)، الأعلام (2/ 264)، تاريخ الإسلام (وفيات 246) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 364)، الثقات لابن حبان (8/ 200)، الفهرست لابن النديم (287)، النجوم (2/ 323)، مفتاح السعادة (2/ 33)، معجم المؤلفين (1/ 648). (¬1) هذه النسبة إلى مواضع وحرفة، والدور محلة وقرية أيضًا ببغداد، والراجح أنها نسبة على مدينة الدور قرب سامراء بالعراق. (¬2) في العبر: أبو عمرو.

1137 - حفني ناصف

ضعيف. قال الذهبي: "يريد في ضبط الآثار -يعني الحديث- أما في القراءات، فثبت إمام وكذلك جماعة من القرّاء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع والكسائي وحفص، فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحررّوها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أن طائفة من الحفاظ أتقنوا الحديث ولم يُحكموا القراءة، وكذا شأن كل من برز في فن، ولم يعتَنِ بما عداه، والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (246 هـ)، وقيل: (248 هـ) ست وأربعين، وقيل: ثمان وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "ما اتفقت ألفاظه ومعانيه في القرآن"، و"أحكام القرآن"، و"السنن". 1137 - حفني ناصف * النحوي: حفني إسماعيل خليل ناصيف. ولد: سنة (1272 هـ) اثنتين وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الله نديم وغيرهم. من تلامذته: طه حسين، وأحمد لطفي السيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعلام نهضة العرب: "شاعر وأديب وقاص. شارك في الثورة العرابية، وهو أديب يعد أحد أركان نهضة مصر الحديثة" أ. هـ. * الأعلام: "وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره ... وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول ... وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي (20) عامًا" أ. هـ. * قلت: وفي مقدمة كتاب "شعر حفني ناصف- جمع ولده مجد الدين" بقلم والده (¬1): "كان وكيلًا لجمعية الاعتدال التي أنشأها أصحاب المقتطف في أول وفودهم على مصر لمحاربة الخمر وحث الناس على الاعتصام بالآداب القويمة .. وأسس محافل ماسونية موقرة في أغلب البلاد التي اشتغل فيها ... وأنشأ نادي دار العلوم ومن أهم آثار حفني في هذا النادي المناظرة التي أقامها والتي نجم عنها عدم تحريم إنشاء البنوك، ففتح الطريق لإنشاء بنك مصر فيما بعد، بعد أن قضى على المعارضة التي قامت باسم الدين لمناهضة فكرة إنشاء البنك ولعلها كانت من وحي الاحتلال" أ. هـ. إذا دجت الغياهب واكفهرت ... ولاذ الناس بالقطب الشمالي ألوذ بقطب أهل الله قطب الو ... رى قطب الهدى قطب الكمال دليل عشيرتى في أي أمر ... وقدوة جيرتي في كل حال وفاته: سنة (1338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * شعر حفني ناصف (22)، أعلام نهضة العرب في القرن العشرين (85) , الأعلام (2/ 265)، معجم المؤلفين (1/ 649)، معجم المطبوعات (782). (¬1) شعر حفني ناصف: (22).

1138 - الحماني

من مصنفاته: "تاريخ الأدب"، و"مميزات لغة العرب"، و"الدروس النحوية" أربعة أجزاء. 1138 - الحِمَّاني * المقرئ: حمّاد بن أبي زياد شعيب، أبو شعيب التميمي الحماني الكوفي. ولد: سنة (101 هـ) إحدى ومائة. من مشايخه: عاصم، وأبو بكر بن عيّاش وغيرهما. من تلامذته: يحيى بن محمّد العليمي، وروح بن عبد المؤمن بن قرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "ضعفه ابن معين وغيره وقال يحيى بن قرة: لا يكتب حديثه وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: أكثر حديثه مما لا يتابع عليه، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ جليل ضابط. قال ابن قرة: وكان فاضلًا جليلًا أدركته وقد نيف على الثمانين سنة" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال ابن عدي: يكنى أبا شعيب، ويكتب حديثه مع ضعفه، وقال أبو زرعة: ضعيف. ونقل ابن الجارود عن البخاري أنه قال فيه: منكر الحديث. وقال أبو داود: ضعيف. وفي موضع آخر: تركوا حديثه. وقال الساجي: فيه ضعف. قلت -ابن حجر- وأخرج له مع هذا الحاكم في مستدركه" أ. هـ. وفاته: سنة (190 هـ) تسعين ومائة. من مصنفاته: كتاب "حلية القراء". 1139 - حمَّاد بن سَلَمة * النحوي: حماد بن سلمة بن دينار، البصري، مولى آل ربيعة بن مالك. ولد في حياة أنس بن مالك ولم يلقه. شيخ الإسلام، الإمام القدوة. من مشايخه: ابن أبي مليكة، وثابت البُناني، وقرأ على عاصم وابن كثير وخلق. من تلامذته: ابن جريح، وابن المبارك، ويحيى القطان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * درء تعارض العقل والنقل (¬1): "قال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب -الإبانة- فأئمتنا ¬

_ * التاريخ الكبير (3/ 25)، غاية النهاية (1/ 258)، تاريخ الإسلام (وفيات 190 هـ)، ط. تدمري، ميزان الاعتدال (2/ 366)، الوافي (13/ 147)، لسان الميزان (2/ 395). * معجم الأدباء (3/ 1198)، إنباه الرواة (1/ 329)، درء تعارض العقل والنقل (6/ 250، 262)، السير (7/ 444)، العبر (1/ 248)، ميزان الاعتدال (2/ 361)، الوافي (13/ 145)، البلغة (94)، تقريب التهذيب (117)، بغية الوعاة (1/ 548)، الشذرات (2/ 296)، من مشاهير علماء البصرة (45)، الأعلام (2/ 272)، طبقات ابن سعد (7/ 282)، التاريخ الكبير (3/ 22)، الثقات لابن حبان (6/ 216)، حلية الأولياء (6/ 249)، الكامل (6/ 76)، تهذيب الكمال (7/ 253)، تذكرة الحفاظ (1/ 202)، الفهرست لابن النديم (279)، الجواهر المضية (2/ 149)، غاية النهاية (1/ 258)، النجوم (2/ 56)، طبقات الحفاظ (87)، روضات الجنات (3/ 249)، معجم المؤلفين (1/ 651). (¬1) درء تعارض العقل والنقل (6/ 250).

كسفيان الثوري ومالك وابن عيينه وحماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك .. وأحمد بن حنبل ... متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وأن علمه بكل مكان، وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش وأنه ينزل إلى سماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء فمن خالف شيئًا من ذلك فهو منهم برئ وهم منهم براء. وذكر الأوزاعي (¬1): أئمة أهل الحجاز ومصر وأهل الكوفة وأهل البصرة ومنهم حماد بن سلمة قال -أي الأوزاعي- وهؤلاء ونحوهم أئمة الإسلام شرقًا وغربًا في ذلك الزمان وهو قولهم إن الله فوق عرشه ويؤمنون بما وردت به السنة من صفاته" أ. هـ. * السير: "قال علي بن المديني: من تكلم في حماد فاتهموه في الدين ... وكان مع إمامته في الحديث، إمامًا كبيرًا في العربية، فقيهًا فصيحًا، رأسًا في السنة، صاحب تصانيف. وعن يحيى بن معين قال: إذا رأيت إنسانًا يقع في عكرمة وحماد بن سلمة فاتهمه في الإسلام. قال أحمد: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديدًا على المبتدعة. إن حمادًا كان يحدث بحديث نزول الرب عز وجل، فقال: من رأيتموه يُنكر هذا فاتهموه ... قال يونس النحوي: منْ حماد بن سلمة تعلمت العربية ورثاه يحيى اليزيدي النحوي بمرثيه قال فيها: يا طالب النحو ألا فابكه ... بعد أبي عمرو وحماد". وقال أيضًا: "وكان حماد يمر بالحسن البصري في المسجد فيدعه ويذهب إلى أصحاب العربية ليتعلم منهم " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقال شهاب بن معمر البلخي: كان حماد بن سلمة يُعَدُّ من الأبدال، وقال غيره. كان إمامًا رأسًا في العربية فقيهًا فصيحًا، بليغًا، كبير القدر، شديدًا على المبتدعة، صاحب أثر وسنة. له تصانيف قال حمّاد بن زيد: ما كنا نرى أحدًا بنيّة غير حمّاد بن سلمة، وما نرى اليوم من يعلم بنيّته غيره" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بآخره من كبار الثامنة" أ. هـ. * الأعلام: "كان حافظًا ثقة مأمونًا إلا أنه لما كبر ساء حفظه فتركه البخاري ... قال ابن نصر: هو أول من صنّف التصانيف المرضية" أ. هـ. من أقواله: السير: "إذا دعاك الأمير لتقرأ عليه (قل هو الله أحد) فلا تأته ... من طلب الحديث لغير الله تعالى، مُكِر به" أ. هـ. قلت: ونذكر فائدة ذكرها الذهبي في السير حيث قال: "ألطف عبد الله بن معاوية الجهمي حيث قال: حدثنا حماد بن سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم، وفضل ابن سلمة على ابن زيد كفضل الدينار على الدرهم" أ. هـ. وفاته: سنة (167 هـ) سبع وستين ومائة. ¬

_ (¬1) درء تعارض العقل والنقل (6/ 262).

1140 - أبو الفوارس

1140 - أبو الفَوارس * المقرئ: حمّاد بن مزيد بن خليفة، أبو الفوارس البغدادي الضرير، فخر الدين. من مشايخه: سعد الله بن نصر الدجاجي، وعلي بن عساكر البطايحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "ذكره ابن النجار فقال: ... وكان شيخًا صالحًا حسنًا ورَعًا زاهدًا له معرفة حسنة بوجوه القراءات، وطريقة مليحة في الأداء والتجويد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. 1141 - الدُّنيسِري * النحوي: حمدُ بن حُميد بن محمود بن حَميد، أبو محمد الدنيسري. من مشايخه: أبو كليب، وابن الجوزي، وأبو طاهر بن المعطوش وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الوافي: "قال ابن النجار: قدم علينا بغداد وكان شابًّا طالبًا للعلم (595 هـ)، وسكن المدرسة النظامية يقرأ الفقه ... وكان فقيهًا فاضلًا. كامل المعرفة بالنحو، وله يد في فنون من العلوم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة. 1142 - حَمْد الهمذاني * المقرئ: حَمْد بن علي بن نصر، الهمذاني، أبو الفرج. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عالم بالقراءات ... " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (400 هـ) أربعمائة. من مصنفاته: "كنز المقرئين"، في الوقف والإبتداء. قلت: قال ابن الجزري: وقفت على نسخة منه كتب في شوال سنة (468 هـ). 1143 - أبو سليمان الخطّابي * النحوي، اللغوي: حَمَد بن محمّد بن إبراهيم بن الخطاب البستي، أبو سليمان الخطابي -من ولد زيد بن الخطاب أخي عمر رضي الله عنه، قال السلفي: ذكر الجم الغفير أن اسمه "حمد" بفتح الحاء، وهو الصواب، وقيل اسمه: أحمد، وقال ¬

_ * غاية النهاية (1/ 259)، الوافي (13/ 153)، المختصر المحتاج إليه (2/ 50)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 358). * الوافي (13/ 156)، بغية الوعاة (1/ 546). * الوافي (13/ 157)، غاية النهاية (1/ 257)، الأعلام (2/ 272)، معجم المؤلفين (1/ 652). * بغية الوعاة (1/ 546)، المنتظم (14/ 129) وذكر فيه وفاته (349 هـ) وهو خطأ، الإكمال (3/ 114)، الأنساب (2/ 380)، اللباب (1/ 378)، البداية والنهاية (11/ 346)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 388 هـ) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1018)، العبر (3/ 39)، الشذرات (4/ 471)، النجوم (4/ 99)، مرآة الجنان (2/ 327)، إنباه الرواة (1/ 125)، معجم الأدباء (2/ 486) باسم: أحمد بن محمد، ثم ترجمه له مرة أخرى في (3/ 1205) باسم: حمد بن محمد، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 282)، وفيات الأعيان (2/ 214)، السير (16/ 495) دون ترجمة، مذهب أهل التفويض: ص (193).

السمعاني: سئل عن اسمه: فقال: هو حمد، لكن الناس كتبوه أحمد فتركته عليه. من مشايخه: أبو سعيد الأعرابي، وأبو محمد بن بكر بن داسة وغيرهما. من تلامذته: الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسين عبد الغفار بن محمد الفارسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "إمام فاضل كبير الشأن، جليل القدر، صاحب التصانيف الحسنة" أ. هـ. * المنتظم: "له فهم مليح وعلم غزير، ومعرفة باللغة والمعاني والفقه" أ. هـ. * البداية والنهاية: "أحد المشاهير الأعيان، والفقهاء المجتهدين المكثرين" أ. هـ. * البغية: "وذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور فقال: الفقيه الأديب البستي أبو سليمان الخطابي أقام عندنا بنيسابور سنتين وحدث بها وكثرت الفوائد من علومه" أ. هـ. * قلت ومن كتاب "أسماء الله الحسنى" قال مؤلفه: (إن الخطابي -رحمه الله- وإن كان من أعلام المحدثين؛ إلا أنه يعتقد العقيدة الأشعرية، فلا يأخذ بخبر الواحد في باب العقائد، ويقول: "ما لم يكن للصفات منها في الكتاب ذكر، ولا في التواتر أصل، ولا له بمعاني الكتاب تعلق، وكان مجيئه من طريق الآحاد، وأفضى: بدأ القول إذا أجرينا على ظاهره إلى التشبيه، فإننا نتأوله على معنى يحتمله الكلام، ويزول معه معنى التشبيه .. " (¬1). ويؤول بعض الصفات ومنها: [أ]: أول صفة (الضحك) وقال: "وتأويله على معنى الرضا أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدل على الرضا، والبشر، والاستهلال .. " (¬2). [ب]: وكذلك صفة (العجب) فقال: "معناه: أن يعجب الله ملائكته، ويضحكهم من صنيعها ... " (¬3). [جـ]: وأول صفتي (القدم، والرجل) وقال: "ذكر القدم هاهنا يحتمل أن يكون المراد به من قدمهم الله تعالى للنار من أهلها ... وقد تأول بعضهم الرجل على نحو من هذا ... " (¬4). وقال: "قلت: وفيه وجه آخر، وهو أن هذه الأسماء أمثال يراد بها إثبات معان لاحظ لظاهر الأسماء فيها من طريقة الحقيقة، وإنما أريد بوضع الرجل عليها نوع من الزجر لها ... وقد تستعمل الرجل أيضًا في القصد للشيء، والطلب له على سبيل جد وإلحاح ... " (¬5). [د]: أول (النزول) بقوله: "هو خبر عن قدرته، ورأفته بعباده، وعطفه عليهم، واستجابته دعاءهم، ومغفرته لهم ... " (¬6). ¬

_ (¬1) أعلام الحديث (3/ 1911). (¬2) أعلام الحديث (2/ 1367)، وانظر (3/ 1922). (¬3) أعلام الحديث (2/ 1368)، وانظر: (3/ 1923). (¬4) أعلام الحديث (3/ 1908). (¬5) أعلام الحديث (3/ 1909). (¬6) أعلام الحديث (1/ 639).

[هـ]: لا يثبت (علو الذات) في إثباته العلو؛ فقال: "العلي: هو العالي القاهر ... وقد يكون ذلك من العلو الذي هو مصدر: علا، يعلو، فهو عال، كقوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، ويكون ذلك من علاء المجد والشرف، يقال منه: على يعلى علاء، ويكون: الذي علا وجل أن تلحقه صفات الخلق، أو تكيفه أوهامهم (¬1). [و]: أول صفة (الفرح) فقال: "معناه: أرضى بالتوبة، وأقبل لها، والفرح الذي يتعارفه الناس في نعوت بني آدم غير جائز على الله عزَّ وجلَّ، إنما معناه الرضى" (¬2) أ. هـ. ثم نذكر كلام أحمد بن عثمان القاضي في كتابه "مذهل أصل التفويض" ما قاله حول الإمام الخطابي: "وقد اختط أبو سليمان لنفسه خطة في الصفات الخبرية، فأثبت الصفات القرآنية كاليد، والوجه، والعين، وأول ما سواها من الصفات الحديثية، وقعد لذلك قاعدة فقال: (فإن قيل: فهلا تأولت اليد والوجه على هذا النوع من التأويل (¬3)، وجعلت الأسماء فيها أمثالا كذلك. قيل: إن هذه الصفات مذكورة في كتاب الله -عز وجل- بأسمائها وهي صفات مدح. والأصل أن كل صفة جاء بها الكتاب، أو صحت بأخبار التواتر، أو رويت من طريق الآحاد، وكان لها أصل في الكتاب، أو خرجت على بعض معانيه، فإنا نقول بها، ونجربها على ظاهرها من غير تكييف. وما لم يكن له منها في الكتاب ذكر ولا في التواتر أصل، ولا له بمعاني الكتاب تعلق، وكان مجيئه من طريق الآحاد، وأفضى بنا القول إذا أجريناه على ظاهره إلى التشبيه، وهذا هو الفرق بين ما جاء من ذكر القدم، والرجل، والساق، وبين اليد، والوجه، والعين، وبالله العصمة ... ) (¬4). ولعل هذا التقعيد الذي اعتمده الإمام الخطابي، وتلقاه الناس من بعده، حتى أن البيهقي -رحمه الله- نقله بحروفه، يعد من المصادر الأولى التي سار عليها متكلموا الأشاعرة، واستنبطوا منها بعض أصولهم الخطيرة، مثل: 1 - عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في باب الاعتقاد، وتوهين دلالة السنة عمومًا في إثبات العقائد. 2 - تحكيم العقل في النقل، فما حكم العقل بإفضائه إلى التشبيه صرف عنه وجهه. 3 - التفريق بين المتماثلات في باب الصفات. وهو أحد معالم المذهب الأشعري. 4 - الإثبات الذي يدعيه الأشاعرة في الصفات الخبرية هو "إثبات التفويض"، أي إثبات لفظ الصفة مفرغة من المعنى. ¬

_ (¬1) شأن الدعاء، ص (66). (¬2) أعلام الحديث (3/ 2238). هذا، وقد بين غير واحد من العلماء أشعرية الإمام الخطابي، انظر على سبيل المثال: شرح (كتاب التوحيد من صحيح البخاري) الغنيمان (1/ 324) وكذلك موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الأشاعرة للمحمود ص (1100). (¬3) يشير إلى تأويله للقدم والرجل في الباب. (¬4) أعلام الحديث: (3/ 1911).

ونزيد هذه الأخيرة إيضاحًا -لكونها متعلقة بموضوعنا- من تطبيقات الخطابي -رحمه الله- لقاعدته السابقة، فيما قرره في صفة "الساق"، فقال بعد حديث أبي سعيد: "يكشف ربنا عن ساقه" (¬1): (قلت: وهذا الحديث مما قد تهيب القول فيه شيوخنا، فأجروه على ظاهر لفظه، ولم يكشفوا عن باطن معناه على نحو مذهبهم في التوقف عن تفسير كل ما لا يحيط العلم بكنهه من هذا الباب) (¬2). والخطابي -رحمه الله- جرى على مذهب أهل التأويل وارتضاه لنفسه، من حديث الجملة، لكن ما هو الإثبات الذي سلم به في الصفات القرآنية، وكيف فهم إثبات السلف للصفات؟ نلتمس الإجابة في النص التالي، بعد ذكره حديث القدم: (وكان أبو عبيد -وهو أحد أئمة أهل العلم- يقول: نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ (¬3) لها المعاني. ونحن أحرياء بأن لا نتقدم فيما تأخر عنه من هو أكثر علمًا وأقدم زمنًا وسنًا. ولكن الزمان الذي نحن فيه قد جعل أهله حزبين: * منكر لما يُروى من نوع هذه الأحاديث رأسًا، ومكذب به أصلًا، وفي ذلك تكذيب العلماء الذين رووا هذه الأحاديث، وهم أئمة الدين، ونقله السنن، والوسائط بيننا وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم -. * والطائفة الأخرى مسالمة للرواية فيها، ذاهبة في تحقيق الظاهر منها، مذهبًا يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه. ونحن نرغب عن الأمرين، ولا نرضى بواحدٍ منهما مذهبًا، فيحق علينا أن نطلب لما يرد من هذه الأحاديث إذا صحت من طريق النقل والسند تأويلًا يخرج على معاني أصول الدين، ومذاهب العلماء، ولا تُبطِل الرواية فيها أصلًا، إذ كانت طُرقُها مرضية، ونقلتُها عدولًا) (¬4)، ثم شرع في تأويل صفة القدم. ومن هذا العرض يمكن أن نميز أربعة اتجاهات حيال نصوص الصفات الخبرية: الأول: رواية الأحاديث دون طلب المعاني لها. وهي طريقة المتقدمين زمانًا وعلمًا وسنًّا، كأبي عبيد القاسم بن سلام، وهم السلف (¬5). الثاني: إنكار هذه الأحاديث وتكذيبها. الثالث: رواية هذه الأحاديث، وتحقيق ظواهرها تحقيقًا يكاد يفضي إلى التشبيه. الرابع: تأويل هذه الأحاديث تأويلًا يخرج على معاني أصول الدين. وقد صرح برغبته عن الإتجاهين الثاني والثالث، واختار الرابع. أما الاتجاه الأول، فقد شعر بأنه أحرى بالإتباع، لكنه استدرك باختلاف أهل زمانه. ولو كان -رحمه الله وعفا عنه- يرى في الإتجاه الأول غنية وكفاية لما التفت إلى ما سواه، وإنما رغب في التأويل لما يتضمنه من إثبات معانٍ ¬

_ (¬1) رواه البخاري، كتاب التفسير (6/ 72)، كتاب التوحيد (8/ 1872). (¬2) أعلام الحديث: (3/ 1930). (¬3) نريغ: من أرغت الصيد إراغة، إذا طلبت وأردته. أ. هـ. كتاب التفويض. (¬4) أعلام الحديث: (3/ 1907 - 1908). (¬5) مراد أبي عبيد -رحمه الله- اجتناب المعاني الباطلة التي يطلبها أهل التحريف، ويبتكرونها لصرف الكلام عن معناه الأصلي أ. هـ. من كتاب التفويض.

1144 - أبو جعفر الخولاني

لائقة بالله، تحول دون وقوع التشبيه -في نظره- ولا تُبطل الرواية أصلًا، وفي ذلك دلالة إلى أن الإتجاه الأول في نظره لا يتضمن إثبات معان، بل هو مجرد "رواية" للأحاديث دون "معان" تراغ لها، وهذه حقيقة التفويض. ومرة أخرى نستدل بمسألة "الحركة" في اكتشاف هذا الفهم الكامن وراء العبارات المتداولة في حكاية مذهب السلف، التي يحكيها المثبتة والمفوضة على حدٍّ سواء، فيقول -رحمه الله- في شرح حديث النزول عند أبي داود: ( ... والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه، وقد روي ذلك عن جماعة من الصحابة. وقد زل بعض شيوخ أهل الحديث ممن يرجع إلى معرفته بالحديث والرجال، فحاد عن هذه الطريقة، حين روى حديث النزول، ثم أقبل يسأل نفسه عنه فقال: إن قال قائل: كيف ينزل ربنا إلى السماء؟ قيل له: ينزل كيف شاء، فإن قال: هل يتحرك إذا نزل أم لا؟ فقال: إن شاء تحرك وإن شاء لم يتحرك. قلت: وهذا خطأ فاحش، والله -سبحانه- لا يوصف بالحركة، لأن الحركة والسكون يتعاقبان في محل واحد، وإنما يجوز أن يوصف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون، وكلاهما من أعراض الحدث، وأوصاف المخلوقين. والله جل وعز متعالٍ عنهما، ليس كمثله شيء. فلو جرى هذا الشيخ -عفا الله عنا وعنه- على طريقة السلف الصالح، ولم يدخل نفسه فيما لا يعنيه، لم يكن يخرج به القول إلى مثل هذا الخطأ الفاحش. وإنما ذكرت هذا لكي يتوقى الكلام فيما كان من هذا النوع، فإنه لا يُثمر خيرًا، ولا يُفيد رشدًا. ونسأل الله العصمة من الضلال. والقول بما لا يجوز من الفاسد المحال) (¬1). والحق مع الإمام الخطابي في عدم إطلاق القول بوصف "الحركة والسكون"، ولكن ليس للعلة التي ذكرها. فقد منع ذلك لكونها من أوصاف المخلوقين، وأعراض الحدث (¬2). والصواب أن علة المنع لكونها لم ترد بنفي ولا إثبات. ولذلك فالواجب منع نفيها وإثباتها، ونثبت اللفظ الوارد وهو "النزول" لفظًا ومعنىً. أما إثبات "نزول" لا يدل إلّا على حروفه فهو عين التفويض" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ) وقيل (388 هـ) ست وقيل ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، معالم السنن في شرح الأحاديث التي في السنن وغيرها. 1144 - أبو جعفر الخولاني * المقرئ: حمدان بن عون بن حكيم بن سعيد الخولاني المصري أبو جعفر. من مشايخه: قرأ على إسماعيل بن عبد الله النحّاس، وأحمد بن هلال وغيرهما. ¬

_ (¬1) معالم السنن: (5/ 101 - 102). (¬2) التعليل بهذه العلة من مقالة ثقاة الصفات، وهو ما لا يقوله الخطابي -رحمه الله- إذ أن طرد هذا القول منع صفات العلم والقدرة والإرادة والكلام ... الخ، مما يتصف به المخلوق أيضًا، والقول في بعض الصفات كالقول في الباقي، فلا يلزم من اتفاق الأسماء اتفاق المسميات. أ. هـ. كتاب التفويض. * تاريخ الإسلام (وفيات 340) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 299)، غاية النهاية (1/ 260)، المقفى الكبير (3/ 645).

1145 - ابن الحاج المرداسي

من تلامذته: قرأ عليه عمر بن محمّد بن عراك وإسماعيل بن عبد الله النحاس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "أحد الحذاق سماه بعضهم أحمد". وقال: "قال عمر بن محمّد بن عراك سمعت حمدان بن عون يقول قرأت على ابن هلال ثلاثمائة ختمة ثم أتى إلى إسماعيل النحاس فقال هذا تلميذي وقد قرأ عليّ وجوّد فخذ عليه فأخذ عليّ وقرأت عليه ختمتين يعني جوّد فيهما وحقق" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة. 1145 - ابن الحاج المرداسيّ * المفسر: حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون السلمي المرداسيّ، المعروف بابن الحاج، أبو الفيض. ولد: سنة (1174 هـ) أربع وسبعين ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ الطيب بن كيران، والشيخ التاودي وغيرهما. من تلامذته: ابناه محمّد الطالب، ومحمد، والشيخ الكوهن وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب، فقيه مالكي، من أهل فاس" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر، محدث، فقيه، صوفي، أديب ... " أ. هـ. * شجرة النور: "العلامة المحقق الأديب البليغ الفهامة العارف بالله صاحب التآليف الحسنة والفوائد المستحسنة والخطب النافعة والحكم الجامعة والنظم الرائق والنثر الفائق إليه انتهت الرياسة في جميع العلوم واستكمل أدوات الاجتهاد على الخصوص والعموم" أ. هـ. وفاته: سنة (1232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير أبي السعود"، و"تفسير سورة الفرقان"، "نفحة المسك الداري لقارئ صحيح البخاري"، وله أرجوزة في المنطق وأخرى في علم الكلام. 1146 - حَمْدي عبيد * المفسر: حمدي بن محمّد بن حسن بن يوسف بن عبيد (الذي تنتسب الأسرة إليه) ابن سليمان آغا. ولد: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام دمشق: "كان مع أخويه أحمد ومحمد توفيق من أصحاب المكتبة بدمشق .. وله مشاركة في بعض علوم الدين واللغة وكان أنيسًا لطيف المعشر متدينًا مستقيمًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "باحث، أديب، له اشتغال بالتفسير ... كان يعمل في العقادة ... ثم انضم مع ¬

_ * شجرة النور (379)، معجم المفسرين (1/ 164)، الأعلام (2/ 275)، معجم المؤلفين (1/ 654). * أعلام دمشق (81)، معجم المفسرين (1/ 164)، الأعلام (2/ 275).

1147 - أبو حمزة الكوفي

أخ له اسمه محمد توفيق، بعد الحرب العالمية الأولى إلى أخيهما الثالث الأستاذ الأديب أحمد عبيد مؤسس المكتبة العربية في دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1391 هـ) إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير غريب القرآن"، و "الأحاديث النبوية" وغيرهما. 1147 - أبو حمزة الكوفي * النحوي، المقرئ: حُمران بن أعْيَن، أبو حمزة الكوفي، مولى بني شيبان. من مشايخه: عبيد بن نُضَيلة، وأبو حرب بن أبي الأسود وغيرهما. من تلامذته: حمزة الزيات، والثوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن قال: قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: حُمْران بن، أعيَن ليس بشيء سألت أبي عنه فقال: شيخ" أ. هـ. • إنباه الرواة: "وقال عبد الله بن جعفر عن أحمد بن يحيى عن الفراء: وابن حمران من موالي جعفر، قارى نحوي حسن الصوت شاعر. قال عبد الله وقال غيره: كان حمران ضعيفًا في النحو والقراءة والرواية، قال: وكان يتشيع، وهو من شيعة جعفر بن محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقال: إنه حضر عند جعفر بن محمد - صلى الله عليه وسلم - فاستقرأه، فقرأ وأحسن، ثم تكلم في العلوم ففزع أهل المجلس، فقال من حضر: إنما أراد أن يرينا مثله من شيعته" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "كان يتقن القرآن". قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: رافضي. وقال النسائي: ليس بثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان شيعيًا جلدًا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال عثمان الدارمي عن ابن معين ضعيف، وقال أحمد: كان يتشيع هو وأخوه، ... وذكره ابن حبان في الثقات ... وقال ابن عدي: ليس بالساقط" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ضعيف، رمي بالرفض". أ. هـ وفاته: في حدود سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة أو قبلها. 1148 - أبو المحاسن الحُسيني * النحوي: حمزة بن أحمد بن علي بن محمد بن علي السيد عز الدين بن الشهاب أبي العباس بن أبي هاشم بن الحافظ شمس الدين أبي المحاسن الحسيني الدمشقي. ولد: سنة (818 هـ) ثمان عشرة وثمانمائة. من مشايخه: أخذ النحو عن العلاء القابوني، ¬

_ * غاية النهاية (1/ 261)، معرفة القراء (1/ 70)، إنباه الرواة (1/ 339)، ميزان الاعتدال (2/ 376)، تهذيب التهذيب (3/ 22)، تهذيب الكمال (7/ 306)، تقريب التهذيب (270)، الجرح والتعديل (3/ 265). * الضوء اللامع (3/ 163)، وجيز الكلام (2/ 814)، نظم العقيان (106)، الأعلام (2/ 276)، معجم المؤلفين (1/ 654)، كف الظنون (1/ 199)، إيضاح المكنون (486/ 2).

1149 - حمزة الزيات

وأخذ عن الحافظ ابن حجر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان فاضلًا مفننًا متواضعًا لطيف الذات والعشرة، كثير التودد والعقل والتواضع مع أحبابه" أ. هـ. • نظم العقيان: "كان مواظبًا على العلم حريصًا عليه". أ. هـ. وفاته: سنة (874 هـ) أربع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "طبقات النحاة واللغويين"، و"الإيضاح على تحرير التنبيه" للنووي. 1149 - حَمْزة الزَّيَّات * المقرئ: حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي، المعروف بالزيات، مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي، أبو عمارة، وكان أحد القراء السبعة. ولد: سنة (80 هـ) ثمانين. من مشايخه: حُمْران بن أعين، والأعمش وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن الكسائي، والثوري، وابن بكار وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "إنما قيل له الزيات: لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان إمامًا حجة ثقة ثبتًا رضيًا قيمًا بكتاب الله بصيرًا بالفرائض خبيرًا بالعربية حافظًا للحديث عابدً زاهدً خاشعًا قانتًا لله ورعًا عديم النظر"أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال الأزدي والساجي: يتكلمون في قراءاته إلى حاله مذمومة وهو صدوق في الحديث ليس بمتقن. قال السَّاجي: صدوق سيء الحفظ". أ. هـ • تاريخ الإسلام: "أحد القراء السبعة". وقال: "كان عديم النظر في وقته علمًا وعملًا، قيِّما بكتاب الله، رأسًا في الورع". وقال أيضًا: "وقال يحيى بن معين: سمعت ابن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة" أ. هـ. • الوافي: "وقد ذكره قراءة حمزة، ابن إدريس الأودي وأحمد بن حنبل وجماعة لفرط المد والإمالة والسكت على الساكن قبل الهمزة وغير ذلك حتى إن بعضهم رأى إعادة الصلاة وهذا غلُو. روى له مسلم والأربعة ... قال ابن معين: حمزة ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس" أ. هـ. • غاية النهاية: "قال عبد الله العجلي: قال أبو حنيفة لحمزة: شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض"أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر- ¬

_ * المنتظم (8/ 188)، معجم الأدباء (3/ 1219)، وفيات الأعيان (2/ 216)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 15) ط. تدمري، السير (7/ 90)، العبر (1/ 226)، معرفة القراء (1/ 111)، ميزان الاعتدال (2/ 377)، الوافي (13/ 172)، غاية النهاية (1/ 261)، الذرات (2/ 255)، الأعلام (2/ 277)، معجم المؤلفين (1/ 655)، التاريخ الكبير (3/ 52)، البداية والنهاية (10/ 115)، تهذيب التهذيب (3/ 24)، تقريب التهذيب (271).

1150 - الأصفهاني

ذكره ابن حبان في الثقات ... وقال العجلي: ثقة رجل صالح، وقال ابن سعد: كان رجلًا صالحًا عنده أحاديث وكان صدوقًا صاحب سنة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق زاهد، ربما وهم" أ. هـ. • الأعلام: "كان عالمًا بالقراءات، انعقد الإجماع على تلقي قراءته بالقبول". قال الثوري: "ما قرأ حمزة حرفًا من كتاب الله إلا بأثر" أ. هـ. • قلت: قد مدحه العلماء كثيرًا، ونقلت في مصادر ترجمته، فمن أراد المزيد فليراجع المصار المذكورة وبالله تعالى التوفيق. من أقواله: قال حمزة: القرآن (373250) حرف. وقال: "إن الهمز رياضة فإذا حسنها الرجل سهلها". وفاته: سنة (156 هـ) ست وخمسين ومائة، وله (76) سنة، وقيل: (158 هـ) ثمان وخمسين ومائة. 1150 - الأَصْفَهَانِي * النحوي، اللغوي: حمزة بن الحسن الأصفهاني، أبو عبد الله الأديب. ولد: سنة (280 هـ) ثمانين ومائتين. من مشايخه: عبدان بن أحمد، ومحمد بن صالح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "مشهور بالفضل، شائع الذكر، وله تصانيف جيدة، ... وكان مع ذلك رقيعًا ناقص العقل، غير ثبت، ولم يُر في عصره أعرف منه بالفارسية، ولا أحسن تصرفًا فيها منه". أ. هـ. • إنباه الرواة: "الفاضل الكامل، المصنف المطلع، الكثير الروايات، كان عالمًا في كل فن وصنف في ذلك، وتصانيفه في الأدب جميلة، وفوائده الغامضة جمة، وله كتاب (الموازنة بين العربي والعجمي) وهو كتاب جليل، دل على اطلاعه على اللغة وأصولها، لم يأت أحد بمثله، صنفه للملك عصر الدولة فناخسرو بن بويه. وكان ينسب إلى الشعوبية، وأنه يتعصب على الأمة العربية" أ. هـ. • قلت: الشعوبية وهي لفظ غلبت على العجم غير العرب، والذي يكون متعصبًا لأبناء وطنه على العرب، ولذلك فالمسلم غير العربي يجب أن يخلع تلك العنصرية الشعوبية، لأنها مدعاة إلى تفرقة المسلمين على مختلف جنسياتهم وألوانهم ولهجاتهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى). فالتقوى لله تعالى هي أحد الموازين في رفع الأمة الإسلامية بين الأمم ... والله الموفق إلى خير السبيل. وفاته: سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الشعوبية"، و "كتاب أصبهان وأخبارها"، و"التصحيف"، وكتاب "الأمثال على أفعل ويدخل فيه الشعرية والنثرية" وغير ذلك. ¬

_ * الفهرست لابن النديم (154)، إنباه الرواة (1/ 335)، معجم المؤلفين (1/ 655)، كشف الظنون (1/ 168) و (2/ 1464) معجم الأدباء (3/ 1220)، ذكر أخبار أصبهان (1/ 300).

1151 - ابن ثعلبة الأشعري

1151 - ابن ثعلبة الأشعري * النحوي، اللغوي، المقرئ: حمزة بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن عبد ربه بن القاسم بن زريق، ابن ثعلبة الأشعري الغرناطي، أبو الحسن. من مشايخه: عباس بن خلف، وسليمان بن نجاح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا مقرئًا جليلًا عارفًا بوجوه القراءات، وبالنحو والأدب، ... وإليه نسب مسجد حمزة بغرناطة " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (509 هـ) تسع وخمسمائة. 1152 - الشريف الطاهر * النحوي: حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمّد بن محمد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن عبد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسني الإسحاقي الحلبي، أبو المكارم، المعروف بالشريف الطاهر. ولد: في رمضان سنة (511 هـ) إحدى عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة وغيره. من تلامذته: الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي، والشيخ محمد بن جعفر المشهدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "كان شريفًا فاضلًا عالمًا فقيهًا من فقهاء الشيعة ومتكلميهم. له تصانيف على مذهب الإمامة" أ. هـ. • روضات الجنات: " ... من كبار فقهائنا الأصفياء النبلاء وبالجملة فهم بيت جليل من أجلاء بيوتات الأصحاب قل ما يوجد له نظير وحسب اشتهار أمرهم الرشيد بين قاطبة الإسلام بالفضيلة والكمال والتأييد أن صاحب "القاموس" يقول في مادتهم: وبنو زهرة شيعة بحلب" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "الشيعي، فقيه أصولي نحوي مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (585 هـ) خمس وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "غنية النزوع إلى علم الأصول والفروع"، وله مقدمة مختصرة في النحو سماها بكتاب "النكت" و "قبس الأنوار في نصرة العترة الأخيار". 1153 - ابن القُبيطي * المقرئ: حمزة بن علي بن حمزة بن فارس الإمام، أبو يعلى الحزاني، ثم البغدادي، المعروف بابن ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 548). * بغية الطلب (6/ 2946)، أعلام النبلاء (4/ 269)، روضات الجنات (2/ 374)، الأعلام (2/ 279)، معجم المؤلفين (1/ 656). * النجوم (6/ 191)، غاية النهاية (1/ 264)، التقييد لابن نقطة (257)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 92)، تاريخ الإسلام (وفيات 602 ط- بشار)، معرفة القراء (2/ 581)، السير (21/ 441)، العبر (5/ 4)، الوافي (13/ 177)، الشذرات (7/ 13).

1154 - القرماني

القبيطي. ولد: سنة (524 هـ) أربع وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: سبط الخياط وأبو الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الدُّبيثي، والضياء محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أحد القراء المحققين المسندين ... كان ثقة صادقًا، حسن الأخلاق". أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو شامة: كان عفيفًا زاهدًا ثقة، وقال ابن الظاهري: ثقة حجة في أئمة القراء المجودين" أ. هـ. • السير: "كتب وتعب وحصل الأصول لكن احترقت كتبه وكان مليح الكثابة متقنًا إمامًا" أ. هـ. • الوافي: "قرأ العربية وحصل منها طرفًا واسعًا ... قال ابن النجار محب الدين: وكان ثقة صدوقًا حجة نبيلًا من أئمة القراء المجودين موصوفًا بحسن الأداء والنغمة. وكان يقصده الناس في ليالي شهر رمضان من الأمكنة البعبدة. وما رأيت قارئًا أحلى نغمة منه ولا أحسن تجويدًا مع علو سنه وانقلاع ثنيته. وكان تام المعرفة بوجوه القراءات وعللها وحفظ أسانيدها وطرقها. وكان في صباه من أحسن أهل زمانه وجهًا وأظرفهم شكلًا مع عفة وصيانة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مسند محقق ثقة حجة مجود"أ. هـ. وفاته: سنة (602 هـ) اثنتين وستمائة، وقد قارب الثمانين. 1154 - القَرَماني * المفسر: حمزة بن محمود القرماني (¬1)، نور الدين. كلام العلماء فيه: • الشقائق: "قرأ على علماء عصره العلوم الشرعية والتفسير والحديث ومهر في كل منها وبلغ الفضيلة منتهاها واشتغل بالدرس والفتوى، وصنف حواشي على تفسير العلامة البيضاوي وهي حواشي مقبولة عند العلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (871 هـ) إحدى وسبعين وثمانماثة، وقيل غير ذلك على خلاف (¬2). من مصنفاته: "تفسير التفسير في التيسير والتسيير" حاشية على "أنوار التنزيل" للبيضاوي في تفسير الزهراوين وغير ذلك. ¬

_ * الشقائق النعمانية (62)، كشف الظنون (1/ 190)، هدية العارفين (1/ 337)، الفوائد البهية (59)، معجم المفسرين (1/ 164)، معجم المؤلفين (1/ 657). (¬1) القرماني: قرمان في وسط تركيا الآسيوية أ. هـ. معجم المفسرين. (¬2) قال صاحب معجم المفسرين (1/ 78) في ترجمة أحمد بن محمود الأصم القرماني: "وقد خلط بعض الباحثين بينه وبين حمزة بن محمود القرماني" أ. هـ. قلت: هو كما قال، ولكن هو أيضًا قد وهم عندها ذكر أن صاحب الشذرات قد ذكر حمزة بن محمود في وفيات (965 هـ) (10/ 500). وهذا الذي ذكره صاحب الشذرات غير الذي ترجمنا له، وذكره صاحب معجم المفسرين فهو: المولى نور الدين حمزة الكرماني الرومي الحنفي الصوفي، وقد ذكره أيضًا صاحب الشقائق (323) وكذا صاحب الكواكب السائرة (2/ 140)، وليس هو صاحب الترجمة كما أشار إليه صاحب معجم المفسرين إلى الاختلاف في وفاته، والله أعلم.

1155 - حميد بن زنجويه

1155 - حُميد بن زنجويه * المقرئ: حُمَيد بن مَخْلد بن قتيبة، الأزدي النسائي، أبو أحمد، ويسمى: حَمَيد بن زنجويه. ولد: سنة (180 هـ) ثمانين ومائة. من مشايخه: النضر بن شُميل، ويزيد بن هارون وغيرهما. من تلامذته: أبو داود والنسائي، والبخاري، ومسلم خارج الصحيح وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: صدوق" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال النسائي: ثقة. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتًا حجة. قال أبو حاتم بن حبان ... وهو الذي أظهر السنة بنسا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا ثبتًا إمامًا كبير القدر". أ. هـ. • السير: "وكان أحد الأئمة المجَودين: قال أبو حاتم البستي: هو الذي أظهر السنة بنَسَا. قال أبو عبيد القاسم بن سلّام: ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل حُميد بن زنجويه وأحمد بن شتويه" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت" أ. هـ. • الشذرات: "وكان من الثقات" أ. هـ. وفاته: سنة (251 هـ) إحدى وخمسين ومائتين، وقيل: (247 هـ) سبع وأربعين ومائتين، وقيل: (248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "الأموال"، و"الترغيب والترهيب". 1156 - أبو البقاء الأروشي * النحوي، اللغوي: حَيان بن عبد الله بن محمد بن هشام بن عبد الله بن حيّان بن فرحون بن عَكَم بن عبد الله، الأنصاري الأوسي البلنسي الأرْوَشي، أبو البقاء. من مشايخه: أبو الحسن بن النعمة وأبو الحسن بن إبراهيم بن سعد الخير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان نحويًا لغويًّا أديبًا، شاعرًا يشارك في الكتابة حسن الخط جيد الضبط وقد أقرأ وقتًا بجامع بلنسية" أ. هـ. وفاته: سنة (607 هـ)، وقيل: (609 هـ) سبع، وقيل: تسع وستمانة. 1157 - الآمُلي * المفسر: حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسني الآمُلي الطبري، القاشي، بهاء الدين. من مشايخه: أخذ عن ابن المطهر الحلي، وفخر ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 160)، المنتظم (12/ 51)، تهذيب الكمال (7/ 392)، العبر (2/ 1)، السير (12/ 19)، تذكرة الحفاظ (2/ 550)، البداية والنهاية (11/ 11)، طبقات الحنابلة (1/ 150)، الشذرات (3/ 235)، معجم المؤلفين (1/ 658)، تقريب التهذيب (276)، تاريخ الإسلام (وفيات 251 ط - تدمري)، الجرح (3/ 223). * البغية (1/ 549)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة- 607 - ط. بشار) تكملة الصلة (1/ 287). * الأعلام (2/ 290)، معجم المفسرين (1/ 165)، هدية العارفين (1/ 341)، روضات الجنات (2/ 377).

1158 - الصدر الهروي

الدين ابن العلاقة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الشيعي الإمامي نزيل بغداد" أ. هـ. • روضات الجنات: "هو من أجل علماء الظاهر والباطن، وأعاظم فضلاء البارز والكامن". ثم قال: "وقال في "جامع الأسرار" -أي المترجم له-: أخذت من لدن عنفوان الشباب بل من حين صباوتي إلى هذا الزمان في تحصيل المعارف الحقة على طريقة أجدادي الطاهرين والأئمة المعصومين، وهي التي في الظاهر شريعة للشيعة الإمامية وفي الباطن حقيقة من حقائق التصوف الإلهية إلى أن وفقت للتوفيق بين الطائفتين ... وسررت إلى أن صرت جامعا بين الشريعة والحقيقة وماديا بين الظاهر والباطن وأصلا مقام الاستقامة والتمكين قائلا قول من كان مثلي من أرباب اليقين: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله" أ. هـ. • معجم المفسرين: "متكلم، صوفي، مفسر، فقيه إمامي، كان متعصبا ثم صار صوفيا فترك التعصب واتخذ التسامح ... أقام في الحلة وأخذ عن ابن المطهر الحلي" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "الكشكول في بيان ما جرى على آل الرسول"، و"التفسير" أربعة كتب، رابعها على ألسنة أصحاب التأول، و"أمثلة التوحيد"، و"لب الاصطلاحات الصوفية" ... و "نص النصوص في شرح الفصوص، لابن عربي" وغير ذلك. 1158 - الصدر الهروي * النحوي، المفسر حيدر بن محمد بن إبراهيم الخوافي، أبو الحسن الهروى، الرومي الأصل، العجمي الحنفي الرفاعي الشيرازي، برهان الدين، المعروف بالصدر الهروي، والشيخ التاج، والسبع وجوه. ولد: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: والده، والتفتازاني، والسيد الجرجاني وغيرهم. من تلامذته: الكافيجي وغيره. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "المولى العالم الفاضل ... كان رحمه الله عالما فاضلا محققا مدققا بلغ مراتب الفضل أعلاها ... وكان رحمه الله ذا عفاف ومروءة وصاحب ورع وتقوى" أ. هـ. • الضوء اللامع: "صار يتردد إلى السلطان ويقعد بمجلسه وسكنه بالقرب من زاوية الرفاعية مدة إلى أن أنعم عليه بمشيخة زاوية قبة النسر بعد صرف محمود الأصبهاني منها وسكنها إلى أن مرض وطال مرضه، ثم مات .. ". ¬

_ * هدية العارفين (1/ 341)، بغية الوعاة (1/ 549)، الشذرات (9/ 212) وسماه: حيدر الشيرازي العجمي، كشف الظنون (2/ 1479) وفيه وفاته سنة (830 هـ)، الشقائق النعمانية (37)، الضوء اللامع (3/ 168)، وفيه اسمه حيدر بن أحمد بن إبراهيم، الوجيز (2/ 656)، بدائع الزهور (2/ 278).

1159 - ابن أبي حيوة

وقال: "حلو اللفظ والمحاضرة حافظ لكثير من الشعر فصيح باللغتين التركية والعجمية بل له فيهما النظم الجيد، انتهت إليه الرياسة في فني الموسيقى والألحان، وصنف فيهما مع الديانة وكثرة العبادة والعفة سيما عما ترمى الأعاجم به محبًا في الصحابة متبعًا للسنة سليم الباطن إلى الغاية، قل أن تكون في أبناء جنسه مثله، ولرقصه في السماع حفى ولأخيه إبراهيم الرياسة فيه ولم نر بعدهما من يدانيهما في فني الموسيقى والرقص وعمل الأوقات وجمع الفقراء ومعرفة آدابهم" أ. هـ. وفاته: سنة (854 هـ) أربع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "حاشية على سعد الدين مسعود التفتازاني على الكشاف في تفسير القرآن للزمخشري" و"شرح الإيضاح" للقزويني وغير ذلك. 1159 - ابن أبي حَيوة * المقرئ: حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي الشامي الحمصي، أبو العباس. من مشايخه: حدَّث عن أبيه، وعن إسماعيل بن عيّاش، وابن حمير وغيرهم. من تلامذته: روى عنه البخاري، وأبو داود، وأحمد بن حنبل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وقال محمد بن عوف: سمعت حيوة بن شريح يقول: أنا ويزيد بن عبد ربه صاحبا بقية من خالفنا عطب" أ. هـ. • السير: "الإمام المتقن المحدِّث الثبت ... وثقه الإمام يحيى بن معين وغيره" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة من العاشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. 1160 - أبو الحجاج الضُّبعي * المقرئ: خارجة بن مصعب، أبو الحجاج الضبعي (¬1) السَّرخسي (¬2). من مشايخه: نافع، وأبو عمر وغيرهما. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 265)، السير (10/ 668)، الجرح والتعديل (3/ 307)، تهذيب الكمال (7/ 482)، تذكرة: الحفاظ (2/ 425)، العبر (1/ 390)، الشذرات (3/ 109)، تاريخ الإسلام (وفيات 224، ط. تدمري)، تهذيب التهذيب (3/ 62)، تقريب التهذيب: (124). * غاية النهاية (1/ 268)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 17) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 371)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 205)، المعارف (468)، الضعفاء الكبير للعقيلي (2/ 25)، طبقات الصرفية للسلمي (512)، الجرح والتعديل (3/ 375)، الأنساب (4/ 9)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 294)، تاريخ دمشق (15/ 399)، مختصر تاريخ دمشق (7/ 324)، معجم البلدان (1/ 480)، تهذيب الكمال (8/ 16)، العبر (1/ 252)، ميزان الاعتدال (2/ 403)، السير (7/ 326)، الوافي (13/ 242)، تهذيب التهذيب (3/ 76)، تقريب التهذيب (283)، الشذرات (. . .). (¬1) الضبعي: هذه النسبة إلى (ضبيعة) بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي ... إلى معد بن عدنان نزل أكثرهم البصرة وكانت بها محلة تنسب إليهم يقال له: بنو ضُبيعة ... أ. هـ. من الأنساب. (¬2) السرخسي: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس اسم رجل من الزعار في زمن كيكاوس سكن هذا الموضع أ. هـ. الأنساب (3/ 244).

من تلامذته: العباس بن الفضل، وأبو معاذ النحوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "له شذوذ كثير عنهما -أي نافع وأبي عمر- لم يتابع عليه ... " أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال الأثرم، عن أحمد: لا يُكتب حديثه. وقال عبد الله بن أحمد: نهاني أبي أن أكتب عنه شيئًا من الحديث. وقال الدوري ومعاوية، عن ابن معين: ليس بثقة. وقالا عنه مرة: ليس بشيء. وقال عباس عنه: كذاب. وقال معاوية عنه: ضعيف. وقال عثمان الدارمي وغيره، عن ابن معين: ليس بشيء. وقال الحسين بن محمد القباني: قال لي أبو معمر الهذلي: أتدري لم تُرك حديث خارجة؟ فقال: لمكان رأيه. قال: لا، ولكن كان أصحاب الرأي عمدوا إلى مسائل لأبي حنيفة، فجعلوا لها أسانيد عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، فوضعوها في كتبه، فكان يُحدِّث بها. وقال البخاري: تركه ابن المبارك ووكيع. وقال يحيى بن يحيى: كان يُدلس عن غيَّاث بن إبراهيم، وغياث ذهب حديثه، ولا يُعرف صحيح حديثه من غيره. وقال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى وسُئل عن خارجة؟ فقال: مستقيم الحديث عندنا، ولم نكن ننكر من حديثه إلا ما يدلس عن غياث بن إبراهيم، فإنا كنا قد عرفنا تلك الأحاديث فلا نعرض لها. وقال النسائي: متروك الأحاديث. وقال مرة: ليس بثقة. وقال مرة: ضعيف وقال ابن سعد: اتقى الناس حديثه فتركوه. وقال الجوزجاني: كان يُرمى بالإرجاء. وذكره يعقوب بن سفيان في باب مَنْ يُرغب عن الرواية عنهم. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي، يُكتب حديثه ولا يحتج به، لم يكن محله محل الكذب. وقال ابن خراش، والحاكم أبو أحمد: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف، وأخوه علي ضعيف. وقال ابن عدي: له حديثٌ كثيرٌ وأصنافٌ فيها مُسْنَد ومنقطع، وعندي أنه يَغلَط ولا يتعمَّد الكذب، قلت: وقال يعقوب بن شيبة: ترك ابن المبارك حديثه. وقال: رأيت منه سهولة في أشياء، فلم آمن أن يكون أخذه للحديث على ذلك. وقال يعقوب: وهو ضعيف الحديث عند جميع أصحابنا. ووهاه الفضل بن موسى السيناني. وقال ابن المديني: هو عندنا ضعيف. وقال الآجري، عن أبي داود: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء. وقال أيضًا عنه: خارجة أودع كتبه عند غياث بن إبراهيم فأفسدها عليه. وقال ابن حبان: كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروي ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره. وذكره ابن الجارود، والعقيلي، وسعيد بن السكن، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو العرب الصقلي، وغيرهم في "الضعفاء" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "متروك، وكان يدلس على الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه" أ. هـ. وفاته: سنة (168 هـ) ثمان وستين ومائة.

1161 - المخزومي

1161 - المخزومي * اللغوي، المقرئ: خازم بن محمد بن خازم الشيخ، أبو بكر المخزومي القرطبي. ولد: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مشايخه: مكي بن أبي طالب، ويونس بن عبد الله القاضي وغيرهما. من تلامذته: محمد بن عبد الله بن خليل القيسي، وأبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عظيمة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان قديم الطلب، وافر الأدب، وهو كان الأغلب عليه، وله تصرف في اللغة وقول الشعر، فسمع الناس منه ولم يكن بالضابط لما رواه، وكان غلط في روايته وأسمعته وقفت على ذلك وقرأته في غير موضع بخطه ورأيته قد اضطرب في أشياء من روايته. وسألت شيخنا أبا الحسن بن مغيث فقال: كان أبو عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبو مروان بن سراج يتكلمان فيه ويضعفانه" أ. هـ. • معرفة القراء: "تصدر للإقراء، والتسميع، وطال عمره، وبعد صيته، إلا أنه ضعيف" أ. هـ. • لسان الميزان: "وقال أبو جعفر بن صابر الحافظ المالقي في تاريخه: وهو ضعيف" أ. هـ. وفاته: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. 1162 - خالد الأَزْهَري * النحوي: خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاوي الأزهري، وكان يعرف بالوقاد، زين الدين. ولد: سنة (838 هـ) ثمان وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: قرأ في العربية على يعيش المغربي، وداود المالكي وغيرهما. من تلامذته: ابن الحاجب المصري وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "نحوي، من أهل مصر، نشأ وعاش في القاهرة، وتوفي عائدًا من الحج قبل أن يدخلها" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "لغوي" أ. هـ. • قلت: وقد تكلم صاحب الترجمة في كتابه "موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب" (¬1) عن الأحرف الزائدة -التي اختلف في تسميتها بالزائدة- في القرآن الكريم، ومذهب الأشاعرة فيها، بعدم وقوعها -أي الزوائد- في القرآن ولا المهمل منها، وقد تكلم في ذلك خالد الأزهري مائلا: إلى مذهب الأشعرية، وخاصة الإمام الفخر الرازي، وإليك قوله بنصه (ص 169): "وينبغي أن يجتنب المعربُ أنْ يقول في حرفٍ منْ (كتاب الله تعالى: إنَّه زائد)، تعظيمًا لهُ، واحترامًا، ¬

_ * غاية النهاية (1/ 269)، الصلة (1/ 178)، بغية الملتمس (1/ 365)، معرفة القراء (1/ 445)، لسان الميزان (2/ 429)، تاريخ الإسلام (وفيات 496) ط. تدمري، تبصير المنتبه (1/ 387)، المغني في الضعفاء (1/ 200). * الضوء اللامع (3/ 171)، الكواكب السائرة (1/ 188)، الشذرات (10/ 38)، روضات الجنات (3/ 278)، الأعلام (2/ 297)، معجم المؤلفين (1/ 668). (¬1) "موصل الطلاب"- الطبعة الأولى لسنة (1411 هـ) - دار البشير.

(لأنه يسبق إلى إلى الأذهان أنَّ الزائد هو الذي لا معنى له) أصلًا (وكلامه سبحانه منزَّهٌ عن ذلك) لأنَّ ما من حرف فيه إلَّا ولهُ معنى صحيح "ومنْ فهمَ خلاف ذلك فقد وهِم". (وقد وقع هذا الوهمُ، بفتح الهاء مصدرُ وَهِمَ بكسرِها إذا غلط، الإمام فَخْرُ الدين خطيبُ الريِّ، قال الكافيجي: فإن قلتَ: منْ أينَ علمَ المصَنِّف أن هذا الوهم وقع للإمام فخر الدين الرازي؟ قلتُ: منْ أمرين: الأولُ: أنَّهُ نقل إجماعَ الأشاعرةِ على عدم وقوع المُهْمَلِ في كلام الله تعالى، وهو عينُ الإجماع على عدم وقوع الزائِد فيهِ، إذ الزائدُ بهذا المعنى هو عينُ المهَمل، فلوْ لم يقعْ له هذا الوهَمُ لما احتاج إلى التعرُّض لهذا الإجماع. والثاني: أنَّهُ حمَلَ ما في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ} على أنها استفهامية بمعنى التعجُّب كقوله تعالى: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} فأشار المصنَّفُ إلى الأول بقوله: (فقال) الفخْرُ الرازيُّ: (المحققون) من المتكلمين وهمُ الأشاعرة، (على أن المهمل لا يقع في كلام الله تعالى لترفُّعهِ عن ذلك. وأشار إلى الثاني بقوله: فأما "ما" في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ} فيمكنُ أن تكون استفهامية للتعجب والتقدير فبأيِّ رحمةٍ، يعني: زائدةٌ، انتهى كلامُ الفخر الرازي. والظاهرُ أنَّ هذا الوهم لا يقعُ لواحدٍ من العلماء، فضلًا عن أنْ يقع لمثلِ الإمام الرازيِّ، وإنما أنكر إطلاق القول بالزائد إجلالًا لكلام الله تعالى وللملازمة لباب الأدب كما هو اللائق بحاله. وأما حمْلُ "ما" في قوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ} يمكنُ أن تكونَ استفهامية بمعنى التعجب، على سبيل الجواز والإمكان الذي قاله المعربون. وعبارةُ بعضهم قيل: "ما" زائدة للتوكيد، وقيل: نكرة، وقيل: موصوفةُ برحمةٍ، وقيل: غيرُ موصوفةٍ، ورحمة بدل منها، فهو بمعزلٍ عن الدلالة على وقوع الوَهم منْهُ بمراحل. انتهى كلامُ الكافيجي. ولما فرغ المصنفُ من نقل كلامِ الإمام الرازيُّ وتوجيهه، وأراد إبطاله ببيانَ تعريف الزائد قائلًا: "والزائد عند النحويين هو الذي لم يُؤتَ به إلا لمجرَّد التقوية والتوكيد، لا إنَّ الزائد عندهُم هو (المُهْمل) كما توهمهُ الإمام الرَّازي. وأنت قد علمتَ أن الإمام الرازي برئٌ من ذلك. (والتوجيهُ المذكور) للإمام الرازي (في الآية باطل لأمرين): أحدهما: أنَّ "ما" الاستفهامية إذا خُفِضت وجب حذف ألفها، فرقًا بين الاستفهام والخبر، (نحو: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و"ما" في الآية ثابتةُ الألف ولو كانت استفهامية لحُذفت ألفُها، لدخول حرفِ الخفْض عليها، وأجيب بأن حذف ألف "ما" الاستفهامية إذا دخل الخافض أكثريٌ لا دائميٌ، فيجوز إثباتها للتنبيه على إبقاء الشيءِ على أصله. وعورض بأن إثباتَ الألفِ لغة شاذةٌ لا يحْسنُ تخريجُ التنزيلِ عليها. والأمرُ الثاني: (أنَّ خفض رحمةٍ حينئذٍ) أي حينَ إذ قال: إنَّ "ما" الاستفهامية (يُشْكِلُ) على القواعد (لأنه)، أي: خَفَضَ رحمةٍ، (لا يكون بالإضافة، إذ ليس في أسماء الاستفهام ما يضافُ إلَّا (أيَّ" عند) النحاةِ (الجميع، وكم عندَ) أبي

1163 - الكلبي

إسحاق (الزجَّاج) (ولا) يكونُ خفضُها (بالإبدال منْ ما) وذلك لا يجوز (لأنَّ البدلَ من اسم الاستفهام) لا بدَّ أنْ (يقترن بهمزة الاستفهام)، إشعارًا بتعلُّقِ معنى الاستفهام بالبدل قصدًا، واختصت الهمزة بذلك لأنها أصل الباب ووضعُهَا على حرفٍ واحدٍ نحو: كيف أنت، أصحيح أم سقيمٌ؟ ورحمة لم تقترن بهمزة الاسفهام فلا تكون بدلًا من "ما"، (ولا) يكونُ خفضها على أن تكون رحمة (صفة) لـ "ما"، لأن "ما" (لا توصف إذا كانت شرطية، أو استفهامية) وكلُّ ما لا يُوصفُ لا يكون له صفة، فوجب إلَّا يكون صفة لِمَا. ولا يكون خفضها على أن تكون رحمةً (بيانًا)، أي: عطفَ بيانِ على "ما" لأن "ما" (لا توصَفُ) وكل (ما لا يُوصفُ لا يُعطَفُ عليه عطفَ بيانٍ، كالمضمراتِ) عند الأكثرين. وللإمام الرازيِّ أن يقول لما كانت "ما" على صورة الحرف، نُقلَ الإعراب منها إلى ما بعدها فجرَّت بالحرفِ على حد: مررتُ بالضاربِ على القول باسمية "الْ" وهو الأصح. (وكثير من) النحاة (المتقدمين يسمون الزائد صلةً)، لكونه يتوصل به إلى نيل غرض صحيح كتحسين الكلام وتزيينه. (وبعضهم) يسميه (مؤكدًا)، لأنه يعطي الكلام معنى التأكيد والتقوية. (وبعضهم) يسميه (لغوًا)، لا لغاية، أي عدم اعتباره في حصول الفائدة به، (لكن اجتناب هذه العبارة الأخيرة في التنزيل واجبٌ لأنه يتبادر إلى الأذهان من اللغو الباطلُ، وكلام الله تعالى منزهٌ عن ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (905 هـ) خمس وتسعمائة. من مصنفاته: "المقدمة الأزهرية في علم العربية"، و"موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب"، و"شرح الآجرومية" و"شرح البردة" وغير ذلك. 1163 - الكلْبِي * النحوي، اللغوي: خالد بن كلثوم بن سمير الكلبي الكوفي. قال في معجم الأدباء: مولى شريح بن بسطام. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "لغوي راوية لأشعار القبائل وأخبارها وعارف بالأنساب والألقاب وأيام الناس، وله صنعة في الأشعار والقبائل" أ. هـ. • البغية: "وذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من اللغويين الكوفيين في طبقة أبي عمرو الشيباني" أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب الشعراء المذكورين" و"أشعار القبائل" وغير ذلك. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1236)، مراتب النحويين (72)، نور القبس (291)، إنباه الرواة (1/ 352) وفيه اسمه خالد بن كلثوم الكوفي، الفهرست (73)، إشارة التعيين (111)، البلغة (97)، بغية الوعاة (1/ 550)، هدية العارفين (1/ 343).

1164 - الكاهلي

1164 - الكاهِلي * المقرئ: خالد بن يزيد بن زياد الأسدي الكاهلي، أبو الهيثم الطبيب الكحَّال الكوفي. من مشايخه: حمزة الزيات، وإسرائيل وغيرهما. من تلامذته: البخاري، وأبوحاتم، وأبو زرعة ومحمد بن شاذان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "ثقة .. ". • الجرح والتعديل: "صدوق ... " أ. هـ. • الثقات لابن حبان: "يخطيء ويخالف" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان صدوقًا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: " ... ويعقوب بن سفيان وقال: كان ثقة" ثم قال: "قلت: .. وقال الحاكم عن الدارقطني: لا بأس به" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق مقرئ له أوهام" أ. هـ. وفاته: سنة (215 هـ) خمس عشرة ومائتين، وقيل: (212 هـ) اثنتي عشرة ومائتين. 1165 - خُشَّاف * النحوي، اللغوي: خُشَّاف الكوفي صاحب اللغة. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان من علماء أهل الكوفة باللغة، وهو قديم العهد، قال القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الكوفي العلامة: عدتُ خُشافًا في مرضه الذي مات فيه، فقال: يا أبا عبد الله، أشوقني إليك، ولولا أن بيتي قد أوْألَ وأكرس لأحببتُ أن تدخله، يريد بالوَألة بعد الشاه، كما قال بشر بن أبي خازم: عليه وَألةُ الضّان" أ. هـ. وفاته: سنة (175 هـ) خمس وسبعين ومائة. 1166 - الشِّنائِي" النحوي، اللغوي، المقرئ: خزعل بن عسكر بن خليل، الشيخ الفاضل، الشنائي المصري، الشافعي. من مشايخه: سمع من الحافظ السلفي، وقرأ على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري وغيرهما. من تلامذته: أبو شامة، والكبار، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "اجتمعت في جامع قفط، فرأيته كثير الدعوى، غثُ العبارة، قد تعلق بأطراف من العربية ... ثم رأيته بعد سنتين ببيت المقدس في مدرسة بها على طلب فقه الشافعي، ويزعم أنه ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (3/ 184)، الجرح والتعديل (3/ 360)، الثقات لابن حبان (8/ 224)، الإكمال (7/ 142)، تهذيب الكمال (8/ 191)، غاية النهاية (1/ 269)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 22) ط. تدمري، تهذيب التهذيب (3/ 114)، تقريب التهذيب (293). * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 18) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 551)، إنباه الرواة (1/ 355)، النجوم (2/ 82)، الوافي (13/ 318). * التكملة لوفيات النقلة (3/ 184)، بغية الطلب (7/ 3241)، إنباه الرواة (1/ 353)، السير (22/ 181)، الوافي (13/ 309)، النجوم (6/ 266)، المقفى الكبير (3/ 786)، بغية الوعاة (1/ 550)، الذيل على الروضتين (149).

1167 - الأسدي

يفيد النحو لطالبيه وما رأيت قارئًا له عليه ... " أ. هـ. • بغية الطلب: "رجل فاضل ورع له معرفة تامة بالقراءات والنحو ... أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن المرجي القوصي قال: أنشدني الإمام العالم المقرئ النحوي اللغوي العروضي تقي الدين أبو محمد خزعل بن عسكر لنفسه في أقسام الواوات في العربية وكنت سألته أن ينظمها حاله"أ. هـ. • السير: "كان رأسًا في العربية، وكان يُعظّم الحديث، ويحض على حفظه، وعند الطلاق لا يأخذ من أحد شيئًا، ويؤثر بما أمكنه" أ. هـ. • الوافي: "أقعد في آخر عمره وازدحم عليه الطلبة، وكان أعلم الناس بكلام العرب" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الصفيُّ خليل المراغي في مشيخته، هو أحد القراء المعروفين والفضلاء المشهورين، عالم بالنحو واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (623 هـ)، وقيل: (620 هـ)، وقيل: (610 هـ) ثلاث وعشرين: وقيل: عشرين، وقيل: سنة عشر وستمائة، وله (76) سنة ست سبعون. 1167 - الأَسَدِي * النحوي: خزيمة بن محمد بن خزيمة الأسدي. كلام العلماء فيه: • الوافي: "من أهل الحِلَّة المزيدية، قال ابن النجار: يقال: إنه أول من انتشر عنه النحو بتلك البلاد، وتخرج به جماعة ... وله شعر" أ. هـ. من أقواله: فمن شعره: قل لابن ناكيرا أبي طاهر ... وليس يُجدي عنده نفعا أخرجتني والمرءُ مع غيظه ... يرى على عرنينه جَدْعا 1168 - ناصِر خِسْرو * المفسر: خسرو بن حارث بن عيسى بن حسين بن محمّد العلوي الأصبهاني، ناصر الدين، المعروف بحجت. من مشايخه: أبو الحسن الخرقاني وغيره. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الصوفي الشاعر المتخلص .. " أ. هـ. • روضات الجنات: "ذكره صاحب (مقاطع الفضل) فقال ما ترجمته: قال في ترجمة صاحب (رياض الشعراء): كان الخواجة ناصر خسرو جامعًا لجميع العلوم الظاهرية والباطنية وصاحب اليد الباسطة في الفقه والحديث والمراتب الحكمية والعرفانية، وكان له أيضًا حظ وافر من العلوم العربية وتصرفات في الأمور العجيبة ... استفاد في أوائل أمره من خدمة الشيخ أبي الحسن الخرقاني -هو علي بن جعفر- توفي سنة ثمان ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1249)، الوافي (13/ 314)، بغية الوعاة (1/ 551). * معجم المفسرين (1/ 171)، هدية العارفين (1/ 345)، كشف الظنون (1/ 143)، روضات الجنات (8/ 162)، وقيل في روضات الجنات وغيرها: ناصر خسرو.

1169 - الموزوري

وعشرين وأربعمائة ... ويقال إنه كان ينكر طريقة الحكيم الفارابي ويظهر الموافقة للشيخ الرئيس أبي علي وكان من أهل الظاهر في زمانه يطعنون على مناهج عرفانه ... وقد غلطوا في ذلك لأنه من جملة العارفين الواصلين إلى أقوم المسالك، ونقل أيضًا أنه بلغ في الرياضة إلى حيث يتناول الطعام في كل شهر مرة وكانت له مهارة تامة في تسخير الجن وعلم الطلسمات". ثم قال: "ثم أورد منه قطعة بالفارسية تدل على شيعيته وحسن عقيدته" أ. هـ. • قلت: هكذا جعل صاحب (روضات الجنان) الشيعي، صاحب الترجمة شيعيا إلى جانب تصوفه المنحرف وإلحاده، وما نقله الخوانساري نفسه عن صاحب الترجمة من موافقته للرئيس ابن سينا لطريقته الفلسفية الإلحادية وغيرها من العلوم. وبعد كل هذا جعله ناصر خسرو (حسن العقيدة؟ ! ) فانظر إلى ما ساء الخوانساري إلى نفسه بكلمته هذه مقارنة بينهما .. نسأل الله تعالى العفو والعافية. وفاته: سنة (431 هـ) إحدى وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" على مذهب الملاحدة. قاله في هدية العارفين، وديوان شعره فارسي يزيد على ثلاثين ألف بيت وغير ذلك. 1169 - الموزُوري * النحوي، اللغوي: خصيب الكلبي الموزوري (¬1). كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان يستفتى من قبل الخليفة محمد بن عبد الرحمن في الكلمة في اللغة والمسألة من العربية، تحْدُث عندهم وصنف كتابًا في اللغة على نحو مصنف أبي عبيد" أ. هـ. • في بغية الوعاة: "قال الزبيدي وابن عبد الملك: كان نحويًا لغويًّا" أ. هـ. من مصنفاته: له مصنف في اللغة على نحو مصنف أبي عبيد القاسم بن سلام. 1170 - خَيْرُ الدِّين الرّومِي * النحوي، اللغوي: خضر بك بن القاضي جلال الدين أحمد باشا بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم، العلامة خير الدين، الرومي، الحنفي. ولد: سنة (810 هـ) عشر وثمانمائة. من مشايخه: تفقه بالبرهان صدر الخافي، والفناري وغيرهما. من تلامذته: المولى القسطلاني، والمولى مصلح الدين الشهير بخواجة زادة، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الطبقات السنية: "كان رحمه الله تعالى، من فضلاء دهره وأفاضل عصره ... وكان كثير المحبة ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 311)، البلغة (97)، بغية الوعاة (1/ 550). (¬1) موزور: اسم المفعول من الوزر: اسم لكورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال قرمونة وهي عن قرطبة بين الغرب والقبلة .. أ. هـ. معجم البلدان (5/ 222)، وفي التكملة (مورور) وكذا في البلغة. * الضوء اللامع (3/ 178)، الطبقات السنية (3/ 201)، معجم المطبوعات لسركيس (824)، الأعلام (2/ 306)، معجم المؤلفين (1/ 671). كشف الظنون (2/ 1348)، هدية العارفين (1/ 658)، إيضاح المكنون (1/ 165)، "الماتريدية" لشمس الأفغاني (1/ 303).

1171 - التوماني

للعلم، كثير الطلب له حتى كان يقال: لم يكن بعد الشمس الفناري بعلوم العربية أعلم منه" أ. هـ. • معجم المطبوعات لسركيس: "كان مستقيم الطبع كثير الحفظ واهتم بتربية القارئين عليه ... وله القصيدة النونية التوحيدية في العقائد" أ. هـ. • قلت: وذكره الشمس الأفغاني في "الماتريدية" ضمن أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية، وقال: له (جواهر العقائد) وهي قصيدة نونية معرفة بـ (عجالة ليلة أو ليلتين) لقوله في أولها: ألا يا أيها السلطان نظمي ... عجالة ليلة أو ليلتين وفاته: سنة (860 هـ)، وقيل: (863 هـ) ستين، وقيل: ثلاث وستين وثمانمائة. من مصنفاته: "حواشي على حاشية الكشاف" للتفتازاني، و"أرجوزة في العروض" وأخرى في "العقائد" وغير ذلك. 1171 - التُّوْماني * النحوي: الخضر بن ثروان بن أحمد الثعلبي التُّومائي، الفارقي الجزري، أبو العباس. ولد: سنة (505 هـ) خمس وخمسمائة بالجزيرة. من مشايخه: قرأ اللغة على ابن الجواليقي، والنحو على ابن الشجري، والفقه على أبي الحسن الأنبوسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: " ... كان عالمًا بالنحو مقرئًا فاضلًا أديبًا عارفًا حسن الشعر كثير المحفوظ" أ. هـ. • الوافي: "تفقه به للشافعي وسمع الحديث وقرأ الأدب، وكان فاضلًا ... ". أ. هـ. • الأعلام: "نحوي، ضرير، كان له علم بالأدب، وشعر حسن". وفاته: سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة في بخارى. 1172 - العُذري الغِرنَاطي * النحوي: الخضر بن رضوان بن أحمد العُذري الغرناطي، أبو الحسن. من مشايخه: علي بن الباذش وغيره. من تلامذته: أبو عبد الله النمري الحافظ وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "كان نحويًا فقيهًا حافظًا مقرئًا، موصوفًا بالنزاهة، فاضلًا حاذقًا ... وأقرأ العربية وغيرها، وأخذ عنه الناس كثيرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (522 هـ) اثتنين وعشرين وخمسمائة. 1173 - أبو القاسم الحموي * المقرئ: خضر بن عبد الرحمن بن خضر، الشيخ ¬

_ * الأنساب (3/ 105)، اللباب (1/ 187)، معجم الأدباء (3/ 1248)، إنباه الرواة (1/ 356)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 82)، الوافي (3/ 105)، بغية الوعاة (1/ 552)، خريدة القصر (2/ 466)، روضات الجنات (3/ 279)، الأعلام (2/ 306). * البغية (1/ 552). * ذيل مرآة الزمان (4/ 167)، معرفة القراء (2/ 687)، غاية النهاية (1/ 270).

1174 - الأزدي

سديد الدين أبو القاسم الحموي. ولد: سنة (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن محمد السخاوي وغيره. من تلامذته: إسماعيل بن محمد الفقاعي، وأبو الحسين بن اليونيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "المقرى ... وتصدر ببلده للأقراء، وعمر دهرًا ... وكان عارفًا بالفن" أ. هـ. وفاته: سنة (681 هـ) إحدى وثمانين وستمائة. 1174 - الأَزْدِي * المفسر خضر بن عبد الرحمن الأزدي، الدمشقي. وفاته: سنة (773 هـ) ثلاث وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "التبيان في تفسير القرآن" و"أنيس المنقطعين". 1175 - حاجي باشا * المفسر: خضر بن علي بن مروان (¬1) بن علي القونوي الأصل، المعروف بحاجي باشا الآيديني ثم المصري، جلال الدين. من مشايخه: أكمل الدين البابرتي، ومبارك شاه المنطقي وغيرهما. من تلامذته: مصلح الدين المسمى بخواجة زاده، وشمس الدين الشهير بخطيب زاده وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "متكلم طبيب مفسر من علماء الحنفية، أصله من قونية، ولد ونشأ في آيدين، وسكن مصر وتوفي بها" أ. هـ. • معجم الأطباء: "صنف قبل اشتغاله بالطب حواشي على شرح المطالع للقطب الرازي على تصوراته وتصديقاته" أ. هـ. وفاته: سنة (820 هـ) عشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "مجمع الأنوار في جميع الأسرار" تفسير كبير في مجلدات، و"شرح طوالع الأنوار" للبيضاوي في علم الكلام، و "مسالك الكلام" وغير ذلك. 1176 - الأَمَاسِي * المفسر: خضر بن محمد الأماسي الحنفي. كلام العلماء فيه: ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 172)، كشف الظنون (1/ 341)، هدية العارفين (1/ 345)، معجم المؤلفين (1/ 671). * معجم المفسرين (1/ 172)، هدية العارفين (1/ 345)، كشف الظنون (2/ 1598)، معجم الأطباء (182)، الفوائد البهية (59)، وقال وفاته سنة (863 هـ)، معجم المؤلفين (1/ 671) وذكر وفاته أنه كان حيًّا سنة (816 هـ)، الأعلام (2/ 307). (¬1) في معجم الأدباء ومعجم المؤلفين: خضر بن علي بن خطاب. * معجم المفسرين (1/ 172)، هدية العارفين (1/ 347) وذكر وفاته (1100 هـ) واعتمده الزركلي في الأعلام وهو خطأ وما أثبتاه هو الصحيح كما ذكره صاحب كشف الظنون وهو من معاصريه والله أعلم. الأعلام (2/ 307)، معجم المؤلفين (1/ 672)، إيضاح المكنون (1/ 108)، كشف الظنون (1/ 478) و (2/ 1250 و 1827).

1177 - العطوفي

• الأعلام: "فقيه حنفي فرضي متأدب من علماء الروم كان مفتي بلدية أماسية" أ. هـ. وفاته: سنة (1086 هـ) ست وثمانين وألف. من مصنفاته: "غصون الأصول في مختصر منار الأصول" للنسفي، وحاشية على "أنوار التنزيل في التفسير" للبيضاوي وغير ذلك. 1177 - العُطُوفي * المفسر: خضر بن محمود بن عمر المرزيفوني الأصل، الرومي، المعروف بخير الدين العطوفي. كلام العلماء فيه: • الطبقات السنية: "ذكره في (الشقائق) (¬1) وأثنى عليه بالفضيلة، وذكر أنه صار مُدرسًا ببعض المدارس وأنه رأى له بعض تعاليق على بعض المواضع منها: (حواشي) على قسم التصديقات من (شرح الشمسية) وأرخ وفاته سنة (953 هـ") أ. هـ. قال محقق الطبقات السنية في هامشه: "لم أجد له ترجمة في الشقائق ... إلا إلى ترجمة رجل يقال له "خير الدين" توفي في هذه السنة -أعني سنة ... (953 هـ") أ. هـ. • قلت: بعد مراجعة "الشقائق النعمانية" وجدناها كما قال محقق الطبقات السنية إلا أنه -أي صاحب الشقائق- ذكر مع "خير الدين" اسم "حضر" بالحاء، ثم وجدنا أن هناك من غير ما ذكر المحقق اسمين لم يذكر صاحب الشقائق اسمهما كاملًا غير اسم "خير الدين" وأحدهما توفي أيضًا سنة (953) (¬2)، والآخر سنة (950 هـ) (¬3) مع العلم أن صاحب الأعلام قد خطأ من قال أن وفاته سنة (953 هـ) ... والله أعلم. وفاته: سنة (948 هـ) ثمان وأربعين وتسعمائة، وقيل: (953 هـ) ثلاث وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "روض الإنسان" في الطب النبوي، و"حاشية على شرح الشريف الجرجاني لمقدمة المواقف" في العقائد، و"حاشية على أنوار التنزيل في التفسير للبيضاوي" وغير ذلك. 1178 - أبو العباس الإِرْبلي * المفسر: الخضر (¬4) بن نصر بن عقيل بن نصر الإربلي الشافعي، أبو العباس. ولد: سنة (478 هـ) ثمان وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: الكيا الهراسي، وابن الشاشي وغيرهما. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 173)، هدية العارفين (1/ 346)، كشف الظنون (2/ 1480)، الطبقات السنية (3/ 205)، معجم المؤلفين (1/ 672)، الأعلام (2/ 307)، "وقال بعد ما ذكر أن صاحب كشف الظنون قد سماه: خضر بن عمر، وأن وفاته منة (953 هـ) كلاهما خطأ" أ. هـ. (¬1) الشقائق (297). (¬2) المصدر نفسه (306). (¬3) المصدر نفسه (264). * تاريخ دمشق (16/ 449)، الوافي (13/ 337)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 168)، وفيات الأعيان (2/ 237)، البداية والنهاية (12/ 307)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 772)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 7)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 118)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 167)، الشذرات (7/ 152)، معجم المفسرين (1/ 173)، الأعلام (2/ 307)، معجم المؤلفين (1/ 672). (¬4) لم يسمه أحد الخصر (بالصاد) إلا صاحب وفيات الأعيان.

1179 - أبو القاسم الطوسي

من تلامذته: أبو عمرو عثمان بن عيسى بن درباس الذي شرح "المهذب"، وابن أخيه عز الدين أبو القاسم نصر بن عقيل بن نصر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "كان عالمًا بالمذهب -أي الشافعي- والخلاف بالفرائض، زاهدًا ورعًا متقللًا من الدنيا" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان فقيهًا عارفًا بالمذهب والفرائض والخلاف ... وهو أول من درس بإربل ... وكان رجلًا صالحًا زاهدًا عابدًا ورعًا متقللًا وثقة مباركًا" أ. هـ. • البداية والنهاية: "وكان دينًا فاضلًا، انتفع به الناس" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان فقيهًا صالحًا، وثقة مباركًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة، وقيل: (619 هـ) تسع عشرة وستمائة، كما في الشذرات وهو خطأ. من مصنفاته: له تصانيف حسان كثيرة في التفسير والفقه وغير ذلك، وله كتاب ذكر فيه ستًّا وعشرين خطبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلها مسندة. 1179 - أبو القاسم الطُّوسي * المقرئ: الخَضر بن الهيثم بن جابر بن الحسين الطوسي، أبو القاسم. من مشايخه: الحسن بن مالك الأشناني، وحفص بن عدي وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي، وأحمد بن عبد الله الجُبِّي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "شيخ مجهول، قرأ عليه العجلي في سنة عشر وثلاثمائة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مصدر عالي السند مُعمَّر". أ. هـ. وفاته: قريبًا من سنة (310 هـ) عشر وثلاثمائة. 1180 - القَرموني * النحوي: خطاب بن سلمة بن محمد بن سعيد بن تستري بن إسماعيل بن سليمان الأيادي، القرموني، أبو المغيرة. ولد: سنة (294 هـ) أربع وتسعين ومائتين. من مشايخه: محمد بن عمر بن لبانة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد وغيرهم. من تلامذته: ابن الفرضي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للرأي، بصيرًا بالنحو الغريب، نبيلًا" أ. هـ. • ترتيب المدارك: "قال محمد بن يحيى: كان خيرًا زاهدًا فاضلًا مجتهدًا في العبادة، منقبضًا عن ¬

_ * غاية النهاية (1/ 270)، معرفة القراء (1/ 253)، تاريخ الإسلام (وفيات من لم يعرف تاريخ موته من أهل الطبقة 31) ط. تدمري. * تاريخ علماء الأندلس (1/ 158)، ترتيب المدارك (4/ 567)، بغية الملتمس (1/ 363)، الوافي (13/ 344) وفيه اسمه: خطاب بن مسلمة، المقفى الكبير (3/ 759)، بغية الوعاة (1/ 553).

1181 - ابن هلال القرطبي

الناس، وكان من العلماء العاملين، سمع منه من القرطبين: ابن الفرضي، وابن الحداد، ومن أهل بلدنا ابن أبي مسلم القاضي، وناس كثير" أ. هـ. الوافي: "قال القاضي عياض كان زاهدًا مجاب الدعوة" أ. هـ. • المقفى: "كان من الأبدال. قاله رفيقه أبو بكر ابن سليم القاضي" أ. هـ. وفاته: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. 1181 - ابن هلال القُرطبي * النحوي: خطاب بن يوسف هلال القرطبي المازري، أبو بكر. من مشايخه: أبو عمر أحمد بن الوليد، وأبو عبد الله بن الفخار الفقيه وغيرهما. من تلامذته: ابناه عبد الله وعمر، وأبو الحزم بن عليم البطليوسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان من جلة النحاة ومحققيهم المتقدمين في المعرفة بعلوم اللسان على الإطلاق". أ. هـ. وفاته: بعد سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: اختصر "الزاهر" لابن الأنباري، وله شعر في ما يؤنث ويذكر، و"التوشيح" في النحو والذي ينقل عنه أبو حيان وابن هشام كثيرًا. * تكملة الصلة (1/ 291)، إشارة التعيين (112)، بغية الوعاة (1/ 553)، معجم المؤلفين (1/ 672)، كشف الظنون (1/ 507 و 948). 1182 - خلَّاد الشَّيبانِي * المقرئ: خلَّاد بن خالد (¬1) الشيباني، أبوعيسى، وقيل: أبو عبد الله، مولاهم الصيرفي الكوفي الأحول، صاحب سُلَيم القارئ. من مشايخه: روى القراءة عن حسين بن علي الجعفي وغيره. من تلامذته: روى القراءة عنه عرضًا أحمد بن يزيد الحلواني، وإبراهيم بن علي القصار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "قال أبو حاتم: صدوق" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان إمامًا في القراءة، ثقة عارفًا محققًا أستاذًا" أ. هـ. وفاته: سنة (220 هـ) عشرين ومائتين. 1183 - خلَف بن خَاقان * المقرئ: خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن خاقان، المصري، أبو القاسم. من مشايخه: قرأ على أحمد بن أسامة التجيبي، ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (3/ 189)، التاريخ الصغير للبخاري (227)، جرح وتعديل (3/ 368)، معرفة القراء (1/ 210)، تاريخ الإسلام (وفيات 220) ط. تدمري، العبر (1/ 379)، الوافي (13/ 375)، غاية النهاية (1/ 274)، الشذرات (3/ 96)، الأعلام (2/ 309). (¬1) قلت: وقد نقل الذهبي الاختلاف في اسمه، فقال: وقيل: ابن عيسى. * معرفة القراء (1/ 363)، تاريخ الإسلام (وفيات 402 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 271)، المقفى الكبير (3/ 761).

1184 - الحصار

وأحمد بن محمد بن أبي الرجاء ومحمد بن عبد الله المعافري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المقفى: "أحد الحذاق في قراءة ورش .... قال أبو عمرو الداني: كان ضابطًا لقراءة ورش، متقنًا لها، مجودًا، مشهورًا بالفضل والنسك، واسع الرواية، صادق اللهجة ... وذهب بصره ثمَّ عاد إليه ... " أ. هـ. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة، وهو في عشر الثمانين. 1184 - الحصَّار * المقرئ: خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد بن النَّخاس القرطبي، عرف بالحصَّار، أبو القاسم. ولد: سنة (427 هـ) سبع وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن عبد الوهاب المقرى، وأبو عبد الله محمد بن عابد وغيرهما. من تلامذته: يحيى أبو عبد المنعم بن الخلوف الغرناطي، ويحيى بن سعدون القرطى وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الغنية: "زعيم المقرئين بقرطبة ومتقلد خطبتها ... قرأ عليه الشيوخ والشهاب وكان بليغًا" أ. هـ. • الصلة: "كانت الرحلة في وقته إليه، ومدار الإقراء عليه، وكان ثقة صَدوقًا حسن الخطبة بليغ الموعظة، مليح الخير فكه المجلس" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ رحال ثقة" أ. هـ وفاته: سنة (511 هـ) إحدى عشرة وخمسمائة. 1185 - الأمير السَّجِسْتاني * المفسر: خلف بن أحمد بن محمد بن اللّيث، أمير بَخارى، وابن أميرها السجستاني، أبو أحمد المغربي. ولد: سنة (320 هـ)، وقيل: (326 هـ) عشرين، وقيل: ست وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: علي بن بندار الصوفي، ومحمد بن علي الماليني صاحب عثمان الدارمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان عالمًا فاضلًا أديبًا تقصده الشعراء، ... وكان في أول أمره على مذهب أهل الرأي، و: كان أهل مذهبه يغرونه بقتل من خالف مذهبه فقتل ألوفا كثيرة على ذلك أهل الرأي ثم إن الأمير خلف بن أحمد رجع عن مذهب أهل الرأي إلى مذهب أهل الحديث فقتل خلقًا كثيرًا من أهل الرأي". أ. هـ. • السير: "جمع عدة من الأئمة على تأليف تفسير عظيم حاوٍ لأقوال المفسرين والقراء والنحاة والمحدثين. فقال أبو النضر في كتاب ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 352)، الصلة (1/ 171)، معرفة القراء (1/ 465)، غاية النهاية (1/ 271)، المقفى الكبير (3/ 760)، الغنية (147). * الأنساب (7/ 44)، الكامل (9/ 82)، السير (17/ 116)، العبر (3/ 70)، الوافي (13/ 364)، الشذرات (4/ 520)، معجم المفسرين (1/ 173)، الأعلام (2/ 309)، معجم المؤلفين (1/ 673)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 399 هـ) ط. تدمري، معجم البلدان (3/ 192)، معجم الأدباء (3/ 1258).

1186 - خلف الأحمر

(اليميني) بلغني أنه أنفق عليهم في أسبوع عشرين ألف دينار" أ. هـ. • الوافي: "كان أوحد الملوك في إجلال أهل العلم والإفضال على العلماء ... توفي شهيدًا في الحبس ببلاد الهند" أ. هـ. • الأعلام: "نزل عن الإمارة مكرهًا إلى ابنه طاهر سنة (390)، ثم فتك بطاهر (وهو وحيده) وأراد إظهار القوة فانقلب عليه قواد جيشه وحاصره السلطان محمود بن سبكتكين سنة (393 هـ)، فاضطر إلى الاستسلام فبعثه إلى الجوزجان منفيًا" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: صنف "في تفسير القرآن" كتابًا كبيرًا نحو (120 مجلد). 1186 - خلَف الأحمر * النحوي، اللغوي: خلف الأحمر بن حيان بن محرز، أبو محرز، أو أبو محمد، المعروف بالأحمر (¬1): كان مولى أبي بردة بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. من تلامذته: الأصمعي، وخلق كثير من أهل البصرة. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان خلف رواية نفسه علامة يسلك الأصمعي طريقه ويحتذي حذوه حتى قيل هو معلم الأصمعي، وهو والأصمعي فتقا المعاني وأوضحا المذاهب وبينا المعالم". وقال: "قال الرياشي: سمعت الأخفش يقول: لم ندرك ها هنا أحدًا أعلم بالشعر من خلف الأحمر والأصمعي. قلت: أيهما كان أعلم؟ قال: الأصمعي. قلت: لِمَ؟ قال: لأنه كان أعلم بالنحو. قال خلف: أنا وضعت على النابغة القصيدة التي منها: خيلٌ صيامٌ وخيل غيرُ صائمة ... تحت العجاج وخيلٌ تعلك اللجما وقال أبو الطيب عبد الواحد اللغوي: كان خلف يصنع الشعرَ وينسبه إلى العرب فلا يعرف، ثم نسك وكان يختم القرآن في كل يوم وليلة، وبذل له بعض الملوك مالًا عظيمًا خطيرًا على أن يتكلم في بيت شعر شكُّوا فيه فأبى ذلك وقال: قد مضى لي فيه ما لا أحتاج أن أزيد عليه. وكان قد قرأ أهل الكوفة عليه أشعارهم وكانوا يقصدونه لما مات حماد الراوية، فلما نسك خرج إلى أهل الكوفة يعرفهم الأشعار التي أدخلها في أشعار الناس، فقالوا له: أنت كنت عندنا في ذلك الوقت أوثقَ منك الساعة، فبقي ذلك في روايتهم إلى الآن. واختص به أبو نواس وله فيه مراثٍ مشهورة" أ. هـ. ¬

_ *معجم الأدباء (1/ 1254)، الوافي (13/ 353)، المعارف (544)، مراتب النحويين (46) واسمه فيه: خلف بن حسان، في نزهة الألبا (53)، أخبار النحويين البصريين (52)، نرر القبس (72)، الفهرست لابن النديم (53)، إنباه الرواة (1/ 348)، بغية الوعاة (1/ 554)، تاريخ الأصلام (وفيات الطبقة 18) ط. تدمري، روضات الجنات (3/ 280)، الأعلام (2/ 310)، معجم المؤلفين (1/ 673)، كشف الظنون (1/ 727)، هدية العارفين (1/ 348). (¬1) قال صاحب روضات الجنات: تسميته بالأحمر لحمرة وجهه وبشرته ودموية طبيعته ... ".

1187 - الباجي

• إنباه الرواة: "وهو أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقاده والعلماء به وبقائليه، وصناعته، وله صنعة فيه، وهو أحد الشعراء المحسنين، ليس له في رواة الشعر أحد أشعر منه. وكان يبلغ من حذقه واقتداره على الشعر أن يشبه بشعر القدماء، حتى يُشبه بذلك على جلة الرواة، ولا يفرقون بينه وبين الشعر القديم .. " أ. هـ. وفاته: بعد وفاة الخليفة هارون الرشيد حيث توفي سنة (193 هـ) ثلاث وتسعين ومائة، وقيل: سنة (175 هـ) (¬1) خمس وسبعين ومائة. من مصنفاته: ديوان شعر حمله عنه أبو نواس، وكتاب "جبال العرب" ومقدمة في النحو. 1187 - البَاجِي * المفسر خلف بن جامع بن حاجب، وقيل: حبيب الباجي. وفاته: سنة (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. 1188 - خَلف الأَموي * النحوي، اللغوي، المقرئ: خلف بن مرزوق الأموي، أبو القاسم. ولد: سنة (407 هـ) سبع وأربعمائة. من مشايخه: أخذ عن أبي محمّد مكي بن أبي طالب المقرئ، وأبي بكر مُسَلَّم بن أحمد الأديب، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان رجلًا صالحًا متواضعًا دينًا ورعًا، أديبًا نحويًا لغويًّا. وكان يقرئ القرآن ويعلم العربية، جيد التعليم ونفع الله به" أ. هـ. • إنباه الرواة: "وكان أديبًا نحويًا لغويًّا، وكان إمامًا بمسجد الزجاجين بقرطبة، وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة، وكان يقريء القرآن، ويعلم العربية، وكان حسن التلقين، جيد التعليم" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ نحوي، صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (485 هـ) خمس وأربعين وأربعمائة. 1189 - القَبْتُوري * اللغوي: خلف بن عبد العزيز بن محمّد بن خلف بن خلف بن عبد العزيز الغافقي القبتوري (¬2) الإشبيلي، أبو القاسم. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: أبو الحسين الدباج، وعبد الله بن القاسم الأنصاري وغيرهما. ¬

_ (¬1) وقال السيوطي: مات في حدود سنة (180 هـ) ثمانين ومائة ومثله عند الزركلي في الأعلام. * معجم المفسرين (1/ 174)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 167)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 161). * بغية الملتمس (1/ 360)، الصلة (1/ 168)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 485 هـ) ط. تدمري، وفيه اسم: خلف بن مروان، غاية النهاية (1/ 272) وفيه اسمه: حلف بن مرزوق -ويقال ابن مروان-، وإنباه الرواة (1/ 352)، واسمه فيه: خلف بن زُريق. * الدرر الكامنة (2/ 174)، الوافي (13/ 371)، نفح الطيب (3/ 340)، درة الحجال (1/ 262)، بغية الوعاة (1/ 55). (¬2) في بغية الوعاة "القبثوري" بالمثلثة وهو تصحيف.

1190 - أبو القاسم الأخفش

كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان كاتبًا مترسلًا، وله نظم ونثر وجاور بمكة والمدينة وغيرهما. قال الذهبي: له باع مديد في الترسل والنظم مع التقوى والخير" أ. هـ. وفاته: سنة (704 هـ) أربع وسبعمائة. 1190 - أبو القاسم الأَخفَش * النحوي: خلف بن عمر الشُّقري البَلَنْسي، أبو القاسم الأخفش. من تلامذته: ابن عُزير وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "هو ثالث الأخفشين من النحاة. قال ابن عبد الملك: كان ماهرًا في العروض، وكان لملازمته النسخ ربما أشكل عليه بعض الألفاظ فأنِف من الجهل، وسمت همته إلى تعلم العربية فقرأها وهو في عشر الأربعين وبرع فيها حتى أقرأها، وكان حسن التفهم والتلقين، وراقًا محسنًا ضابطًا" أ. هـ. • قلت: ما قاله السيوطي وهو ثالث الأخفشين ليس يقصد هو أحد المشهورين الثلاث من الأخفشين الذين هم: الصغير أبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل، وأما الأوسط هو: أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، والأكبر هو: أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد من أهل هجر من مواليهم. أما المترجم له آنفًا فهو ليس منهم والذي قصده السيوطي هو تسلسله في كتابه "بغية الوعاة" حيث ذكر أن هناك أحد عشر أخفشًا وذكر أسماءهم وترجم لهم، ولذلك هو يقول ثالث أو ثاني كما في ترجمة أحمد بن محمّد الموصلي الذي كان تسلسله الثاني قبل المترجم له، ولهذا قال عنه ثان الأخفشين وهكذا ... والله أعلم. وفاته: بعد سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. 1191 - ابن أبي الموتى * النحوي، المقرئ: خلف بن فتح بن جُودّي القيسي، أبو القاسم، ويعرف بابن أبي الموتى. من مشايخه: أبو العاصي حكم بن المنذر البلوطي، وأبو عبدة حسَّان بن مالك وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان مقرئًا نحويًا للحديث، حاذقًا به غزير الرواية مقتفيًا آثار الصالحين" أ. هـ. وفاته: سنة (434 هـ) أربع وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب "الناهج" في شرح ما أشكل من الجمل للزجاجي. 1192 - أبو القاسم بن الدَّبَّاغ * المقرئ: خلف بن قاسم بن سهل بن محمّد بن ¬

_ *بغية الوعاة (2/ 389) وانظر الفهارس. *تكملة الصلة (1/ 296)، بغية الوعاة (1/ 556)، معجم المؤلفين (1/ 675)، كشف الظنون (1/ 243). * تاريخ دمشق (17/ 13)، بغية الطلب (7/ 46)، الوافي (13/ 364)، مختصر تاريخ دمشق (8/ 83)، غاية النهاية (1/ 272)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 163)، جذوة المقتبس (1/ 326)، بغية الملتمس (1/ 357)، تاريخ الإسلام (وفيات 393) ط. تدمري. الديباج المذهب (1/ 355)، الشذرات (4/ 500)، السير (17/ 113)، وكرر الترجمة في (17/ 241)، معجم البلدان (4/ 425)، تذكرة الحفاظ (3/ 1025)، النجوم (4/ 211)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 173).

1193 - خلف بن هشام

يونس بن الأسعد الأزدي، أبو القاسم بن الدباغ الأندلسي، ويقال أيضًا: ابن سَهُلون. ولد: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أحمد بن صالح صاحب ابن مجاهد، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أشتة وغيرهما. من تلامذته: أبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للحديث، عالمًا بطرقه منسوبًا إلى فهمه، وسمع الناس منه قديمًا وألف كتبًا حسانًا في الزهد وخرج من حديث الأئمة حديث مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج رحمهما الله وفي غير ذلك، وعدد شيوخه الذين كتب عنهم مائتان وستة وثلاثون شيخًا" أ. هـ. • جذوة المقتبس: "كان محدثًا مكثرًا حافظًا". ثم قال: "وكان أعلم الناس برجال الحديث وأكتبهم له، وأجمعهم لذلك وللتواريخ والتفاسير ولم يكن له بصر بالرأي ... وهو محدث الأندلس في وقته" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ المجود، ... وكان ابن عبد البر يعظمه ولا يقدم عليه أحدًا من شيوخه" أ. هـ. وفاته: سنة (393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة. 1193 - خلَف بن هِشام * المقرئ: خلف بن هشام بن ثعلب -ويقال له: خلف بن هشام بن طالب- بن غراب البزار الأسدي، أبو محمد. ولد: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مشايخه: سمع مالك بن أنس، وحماد بن زيد وغيرهما. من تلامذته: عباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال إدريس بن عبد الكريم الحداد: كان خلف بن هشام يشرب من الشراب على التأويل فكان ابن أخته يومًا يقرأ عليه سورة الأنفال حتى بلغ {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} فقال: يا خال إذا ميز الله الخبيث من الطيب، أين يكون الشراب؟ قال فنكس رأسه طويلًا ثم قال: مع الخبيث، قال: فترضى أن تكون مع أصحاب الخبيث؟ فقال يا بني امض إلى ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 322)، الأنساب (2/ 182)، وفيات الأعيان (2/ 241)، العبر (1/ 404)، السير (10/ 576)، تاريخ الإسلام (وفيات 230) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 208)، الوافي (13/ 358)، البداية والنهاية (10/ 302)، غاية النهاية (1/ 272)، النجوم (2/ 257)، الشذرات (3/ 135)، الأعلام (2/ 311)، الجرح والتعديل (3/ 372)، أخبار النحويين (21)، الكامل (7/ 11)، تهذيب الكمال (8/ 299)، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 153)، المختصر في أخبار البشر (2/ 32)، تهذيب التهذيب (3/ 141)، تقريب التهذيب (300)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 167)، المنهج الأحمد (1/ 174)، المقصد الأرشد (1/ 377).

1194 - أبو القاسم الأصبحي

المنزل فاصبب كل شيء فيه، وتركه، فأعقبه الله الصوم. فكان يصوم الدهر إلى أن مات. سئل عنه الإمام أحمد فقيل: يا أبا عبد الله إنه يشرب؟ فقال قد انتهى إلينا علم هذا عنه. ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين شرب أو لم يشرب" أ. هـ. • معرفة القراء: "وثقه ابن معين والنسائي. وقال الدارقطني: كان عابدًا فاضلًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان ثقة كبيرًا زاهدًا عابدًا عالمًا، وروينا أنه قال: أشكل علي باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته. قال ابن أشتة: كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفًا. قلت يعني في اختياره" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال اللالكائي: سُئل عباس الدوري عن حكاية عن أحمد بن حنبل في خلف بن هشام فقال: لم أسمعها، ولكن حدثني أصحابنا أنهم ذكروه عند أحمد، فقيل: إنه يشرب. فقال: قد انتهى إلينا علم هذا، ولكنه والله عندنا الثقة الأمين. وقال عباس: ووجَّهني خلف إلى يحيى فقال: كانت عندي كُتب حماد بن زيد فحدَّثت بها، وبقي عندي رقاع بعضها دارس، فاجتمعت عليه أنا وأصحابنا فاستخرجناها، فهل ترى أن أحدث بها؟ قال: فقال لي: قل له حدَّث بها يا أبا محمّد، فإنك الصدوق الثقة. وقال النسائي: بغدادي ثقة. وقال الدارقطني: كان عابدًا فاضلًا". ثم قال: "قال ابن حبان: وكان خيًرا فاضلًا، عالمًا بالقراءات، كتب عنه أحمد بن حنبل". وقال: "وحكى الخطيب في "تاريخه" عن محمّد بن حاتم الكندي قال: (3/ 157) سألت يحيى بن معين عن خلف البزار فقال: لم يكن يدري أيش الحديث. قال الخطيب: أحسبه سأله عن حُفاظ الحديث وثقاته، فأجابه بهذا. والمحفوظ عن يحيى توثيق خلف. وقال أبو عمرو الداني: قرأ القرآن عن سليم، وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي، وحرف عاصم عن يحيى بن آدم، وهو إمام في القراءات، وله اختيار عنه، متقدم في رواية الحديث، صاحب سُنة ثقة، مأمون" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "المقرئ البغدادي، ثقة، له اختيار في القراءات" أ. هـ. • الأعلام: "أحد القراء العشرة، كان عالمًا عابدًا ثقة، أصله من واسط، واشتهر ببغداد، وتوفي فيها مختفيًا، زمان الجهمية" أ. هـ. من أقواله: تاريخ بغداد: "قال خلف: أعدت صلاة أربعين سنة كنت أتناول قيها الشرب على مذهب الكوفيين" أ. هـ. وفاته: سنة (229 هـ) تسع وعشرين ومائتين. 1194 - أبو القاسم الأَصْبَحي * النحوي، المقرئ: خلف بن يعيش بن سعيد بن أبي القاسم الأصبحي، أبو القاسم. من مشايخه: الأعلم الشنتمري، وأبو علي الغساني وجماعة. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا جليلًا ¬

_ • بغية الوعاة (1/ 556).

1195 - الشنتريني

نحويًا حاذقًا، حسن التقييد ضابطًا متقنًا" أ. هـ. 1195 - الشَّنْترِيني * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: خلف بن يوسف فرتون الأبرشي، الأندلسي الشنتريني، أبو القاسم. من مشايخه: عاصم بن أيوب، وابن عُليم وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض، وأبو الوليد بن خيرة القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الغنية: "كان من أئمة النحاة والأدباء الثقات الأخيار المتفق على خيرهم وفضلهم ... قرأ عليه عدةُ من المشايخ والكهول والشباب كتب النحو واللغة والغريب والآداب. وبعض كتب الحديث" أ. هـ. • بغية الملتمس: "كان وحيد عصره في علم اللسان، ذا سبق فيه وإحسان" أ. هـ. • الصلة: "كان عالمًا بالآداب واللغات مقدمًا في معرفتها وإتقانهما مع الفضل والدين والخير والتواضع والانقباض" أ. هـ. • البغية: " ... كان من أهل الزهد والانقطاع إلى الله تبارك وتعالى قانعًا باليسير لا يدخل في ولاية ولا يُقبل على الإقراء في جامع ولا إمامة ودعي إلى القضاء فأنف منه وأبي، وكان له حظ وافر من الحديث والفقه والأصلين" أ. هـ. وفاته: سنة (532 هـ) اثنتين وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له ديوان شعر. 1196 - الفَراهِيدِي * النحوي، اللغوي: الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، أبو عبد الرحمن. ولد: سنة (100 هـ) مائة. من مشايخه: عيسى بن عمر، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهما. من تلامذته: سيبويه، والنضر بن شميل، والليث بن المظفر وخلق. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "قال محمّد بن سلام: سمعت مشايخنا يقولون: لم يكن في العرب بعد الصحابة، أذكى ¬

_ * الصلة (1/ 177)، بغية الملتمس (1/ 360)، الغنية (149)، بغية الوعاة (1/ 557)، روضات الجنات (3/ 285)، معجم المؤلفين (1/ 676). * المنتظم (7/ 279)، إنباه الرواة (1/ 341)، وفيات الأعيان (2/ 244)، تهذيب الكمال (8/ 326)، السير (7/ 429)، الوافي (13/ 385)، البداية والنهاية (10/ 166)، الشذرات (2/ 321)، من مشاهير علماء البصرة (92)، الأعلام (2/ 314)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة عشرة) ط. تدمري، المعارف (541)، الجرح والتعديل (3/ 380)، اخبار النحويين البصريين (48)، الثقات لابن حبان (8/ 229)، جمهرة أنساب العرب (380)، نزهة الألبا (45)، الإكمال (3/ 173)، الأنساب (9/ 257)، معجم الأدباء (3/ 1260)، الكامل (5/ 59)، مراتب النحويين (43)، المختصر في أخبار البشر (2/ 8)، العبر (1/ 68)، البلغة (99)، غاية النهاية (1/ 275)، تهذيب التهذيب (3/ 147)، تقريب التهذيب (301)، بغية الوعاة (1/ 557)، النجوم (1/ 311)، (2/ 82)، نور القبس (56)، روضات الجنات (3/ 289) مفتاح السعادة (1/ 106)، كشف الظنون (2/ 1441 و 1444)، هدية العارفين (1/ 350).

من الخليل ولا أجمع، ولا كان في العجم أذكى من ابن المقفع ولا أجمع" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "عن حماد بن زيد قال: كان الخليل بن أحمد يرى رأي الإباضية حتى منَّ الله عليه بمجالسة أيوب. وقال رجل للخليل: إنه قد وقع في نفسي شيء من القدر فبين لي ذلك. قال: تبصر شيئًا من مخارج الكلام، قال: نعم. قال: أين مخرج الحاء؟ قال: من أصل اللسان. قال: أين مخرج الثاء؟ قال: من طرف اللسان. قال: اجعل هذا مكان هذا، وهذا مكان هذا. قال: لا أستطيع. قال: فأنت عبد مُدَبَّر ... وقال إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة يعني أهل العربية منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي. وكان أمير الأهواز سليمان وجه إلى الخليل يلتمس منه الشخوص إليه وتأديب أولاده ويرغبه وكان الخليل بالبصرة فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزا يابسًا: وقال ما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي في سليمان فقال الرسول فما أبلغه عنك؟ فأنشأ يقول: أبلغ سليمان أني عنه في سعةٍ ... وفي غنى غير أني لستُ ذَا مالٍ سَخيَّ بنفسي أني لا أرى أحدًا ... يموتُ هُزْلًا ولا يبقى على حالٍ • السير: "كان رأسًا في لسان العرب دَيِّنًا ورعًا قانعًا متواضعًا كبير الشأن يقال إنه دعا الله أن يرزقه علمًا لا يسبق إليه ففتح له بالعروض وقيل: مرَّ بالصفارين فأخذه من وقع مطرقة على طست. قال النضر: أقام الخليل في خُصَّ -بيت من قصب- له بالبصرة، لا يقدر على فَلْسَين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال وكان كثيرًا ما ينشد: وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذُخرًا يكون كصالح الأعمالِ ومات ولم يتمم كتاب -العين- ولا هذبه ولكن العلماء يغترفون من بحره" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان خليل رجلًا صالحًا عاقلًا وقورًا كاملًا، كان متقللًا من الدنيا جدًّا، صبورًا على خشونة العيش وضيقه" أ. هـ. • الأعلام: "وفكر في ابتكار طريقة الحساب تسهله على العامة، فدخل المسجد وهو يعمل فكره، فصدمته سارية وهو غافل، فكانت سبب موته. ولم يسمِّ أحد بأحمد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل والد الخليل" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صاحب العروض والنحو، صدوق عالم عابد" أ. هـ. • الشذرات: "إمام اللغة والعروض والنحو، وهو الذي استنبط علم العروض، وحصر أقسامه في خمس دوائر، واستخرج فيها خمسة عشر بحرًا، وزاد فيها الأخفش بحرًا سماه (الخبب) ... ومن تأسيس بناء "كتاب العين" الذي يحصر لغة

أمةٍ من الأمم ... وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو: صفْ خُلق خَودٍ كمثلِ الشمس إذ بزغت ... يحظى الضجيع بها نجلاء معطار قال تلميذه: النضرُ بن شميل: جاءه رجل من أصحاب يونس يسأله، فأطرق الخليل يفكر، وأطال حتى انصرف الرجل فعاتبناه. فقال: ما كنتم قائلين فيها؟ قلنا: كذا وكذا، قال: فإن قال كذا وكذا؟ قلنا: نقول كذا وكذا. فلم يزل يغوص حتى انقطعنا وجلسنا نفكر فقال: إن المجيب يفكر قبل الجواب، وقبيح أن يفكر بعده ... وكان مع ذلك صالحًا قانعًا. وقال الواحدي في (تفسيره): الإجماع منعقد على أنه لم يكن أحد أعلم بالنحو من الخليل قاله ابن الأهدل" أ. هـ. • مشاهير علماء البصرة: "قال سفيان بن عيينة: من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد" أ. هـ. • قلت: قال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول: في كتاب كذا وكذا مسألة كُفر. وقال العباس بن مصعب: سئل النضر عن الكتاب الذي ينسب إلى الخليل ويقال له كتاب (العين) فأنكره فقيل له: لعله ألفه بعدك فقال: أوَ خرجت من البصرة حتى دفنت الخليل بن أحمد. وفي هذا الكلام نظر: 1 - أن النضر قال: أقمت بالبادية أربعين سنة. 2 - ذكروا من تصانيف النضر كتاب (المدخل إلى العين). 3 - أن الخليل لم يحش الكتاب كله وإنما فعل ذلك علماء مثل الليث بن نضر وآخرون. وقد حقق في هذه المسألة -أي بنسبة كتاب العين للخليل- الدكتور إبراهيم السامرائي في مائة وخمسون صفحة تقريبًا فأفاد وأجاد ونشر في مجلة الحكمة الصادرة في بريطانيا. قال ثعلب: إنما وقع الغلط في كتاب العين لأن الخليل لم يحشه ولو كان حشاه ما بقي فيه شبه، لأن الخليل رجل لم ير مثله وقد حشى الكتاب قوم علماء إلا أنه لم يؤخذ عنهم رواية وإنما وجد بنقل الوراقين ولذلك اختل الكتاب ... انتهى ملخصا كما في السير (7/ 430) والمعجم العربي نشأته وتطوره (2/ 254 - 271). من أقواله: في المنتظم: "قال الخليل: ثلاث تيسر المصائب: حرّ الليالي، والمرأة الحسناء، ومحادثة الرجال. وأنشد لنفسه: يكفيك من دهرك هذا القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت" وفي وفيات الأعيان: "قال عبيد الله بن محمّد بن عائشة: كان الخليل يحج سنة، ويغزو سنة حتى مات. ومن كلامه: لا يعلم الإنسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره ... وكان يقول: أكمل ما يكون الإنسان عقلًا وذهنًا إذا بلغ أربعين سنة، وهي السن التي بعث الله تعالى فيها عمدًا - صلى الله عليه وسلم -، ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثًا وستين سنة، وهي السن التي قبض فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر".

1197 - القيمري

وفاته: سنة (170 هـ) سبعين، وقيل: (175 هـ)، وقيل: خمس. وسبعين، وقيل: (160 هـ) ستين ومائة. من مصنفاته: "كتاب العين"، و"العروض"، و"الشواهد"، و"النقط والشكل" وغير ذلك. 1197 - القَيمَري * المقرئ: خيل بن أحمد بن عيسى بن الصلاح خليل بن عيسى بن محمّد القيمري، الكردي الأصل، الخليلي الشافعي، صلاح الدين. ولد: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: قرأ القرآن عند إسماعيل بن إبراهيم بن مروان، وجَوّده على الزراتيني وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تصدى للقراءات بمسجد الخليل، وقرأ على العامة فانتفع به في ذلك .. كان خيرًا دينًا عارفًا بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (867 هـ) سبع وستين وثمانمائة. 1198 - غَرس الدين بن النَّقِيب * المفسر خليل بن أحمد بن خليل، غرس الدين، المعروف بابن النقيب. ولد: سنة (900 هـ) تسعمائة. من مشايخه: حسن السيوفي، وأحمد بن عبد الغفار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العقد المنظوم: "شرع في إشاعة المعارف وإذاعة النوادر واللطائف واشتغل عليه كثير من السادة وفازوا منه بالاستفادة" أ. هـ. وقال: "كان رأسًا في جميع العلوم مستجمعًا الشروط الفضائل وجامعًا لعلوم الأواخر والأوائل يرغم في الرياضيات أنوف الرؤوس ويحاكي في الطب أبقراط وجالينوس وكان صاحب فنون غريبة قادرًا على أفاعيل عجيبة ماهرًا في وضع الآلات النجومية والهندسية كالربع والاسطرلاب وسائر الأسباب، وكان رحمه الله مظنة علم الكاف وعلم الزايرجة بلا خلاف، وكان رحمه الله مشهورًا بالمحل في التعليم والإفادة لأرباب الطلب والاستفادة ولم يقبل مدة عمره وظيفة السلطان، وقطع حبال الأماني من أرباب العزة بقدر الإمكان، وكان يكتسب بطبابته، ويقتات بهدايا تلامذته، وكان يلبس لباسًا خشنًا وعمامته صغيرة ويقنع من القوت بالنزر القليل والأمور اليسيرة وكان رحمه الله ينظم الأبيات أعذب من ماء الفرات" أ. هـ. • در الحبب: " ... توجه إلى القاهرة ماشيًا من غير زاد فاشتغل بها في الحساب والميقات والهيئة والهندسة والوقف والموسيقى والطب ... " أ. هـ. وفاته: سنة (971 هـ) إحدى وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "تذكرة الكتاب في علم ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 193). * أعلام النبلاء (6/ 57)، الشذرات (10/ 532)، كشف الظنون (1/ 192)، الأعلام (2/ 314)، معجم المؤلفين (2/ 678)، معجم المفسرين (1/ 174)، در الحبب (1/ 2 / 590)، العقد المنظوم (357)، وقد اختلف في اسمه بين المصادر فمنهم من سماه: غرس الدين جلبي بن إبراهيم بن أحمد وغير ذلك.

1199 - المغنيساوي

الحساب"، و "شرح جزءين من تفسير القاضي البيضاوي"، و"كتاب في علم الزايرجة" وغير ذلك. 1199 - المَغْنيسَاوي * المفسر خليل بن أحمد مسجي زاده المغنيساوي، (¬1) الملقب بنعيمي. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي فتكلم مفسر، ولي الإفتاء ببلدة مغنيسيا" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، من أهل مغنيسيا (قاعدة بلاد ساروخان في الأناضول الغربية) ولي الإفتاء بها، له حواشي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1230 هـ) ثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على التهذيب"، و"شرح العوامل" وغير ذلك. 1200 - الجُندِي * اللغوي: خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المالكي الجُنْدي، أبو المودة، ضياء الدين. من مشايخه: تفقه على أبي محمد عهد الله المنوفي وغيره. من تلامذته: "الأفقهسي، والحسن البصري، وخلف النحريري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان مشاركًا في فنون من العربية، والحديث والفرائض، فاضلًا في مذهب مالك، صحيح النقل ... " أ. هـ. • نيل الابتهاج: "كان مجمعًا على فضله وديانتة أستاذًا ممتعًا من أهل التحقيق" أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام الهمام أحد شيوخ الإسلام، الفقيه الحافظ المجمع على جلاله وفضله الجامع بين العلم والعمل" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين، وقيل: (767 هـ) سبع وستين، وقيل: (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح جامع الأمهات لابن الحاجب وسماه "التوضيح" ومختصر في المذهب ... وله شرح على المدونة لم يكمله وغير ذلك. ¬

_ *هدية العارفين (1/ 352)، معجم المفسرين (1/ 174)، إيضاح المكنون (1/ 142) و (2/ 572)، معجم المؤلفين (1/ 684) وذكره باسم خليل بن أحمد بن همت القونوي المتوفى سنة (1224 هـ). (¬1) في هدية العارفين (1/ 356) ترجمة أخرى باسم: خليل بن أحمد بن همت القونوي، وهو فقيه حنفي تولى إفتاء مغنيسيا وتوفي سنة (1224 هـ) وله نفس الحواشي والشروح التي ذكرت للمترجم له عدا حاشية على تفيسير البيضاوي وأغلب الظن أن الترجمتين لشخص واحد". قلت: وهو كما قال وذكر صاحب إيضاح المكنون في (1/ 142) حاشية سماها حاشية القونوي، فهذا أيضًا يؤيد ما ذهب إليه صاحب معجم المفسرين في أنهما واحد ... والله أعلم. * الديباج المذهب (1/ 357)، السلوك (3/ 1 / 124)، الدرر (2/ 175)، النجوم (11/ 92)، بدائع الزهور (1/ 2 / 41)، درة الحجال (1/ 357)، نيل الابتهاج (95)، شجرة النور (223)، الأعلام (2/ 315)، معجم المؤلفين (1/ 680).

1201 - السكوني

1201 - السُّكوني * النحوي، اللغوي، المقرئ: خليل بن إسماعيل بن عبد الملك بن خلف بن محمّد بن عبد الله السكوني، أبو الحسن وأبو محمد. من مشايخه: ابن الأخضر، وابن أبي العافية وغيرهما. من تلامذته: ابنه الحافظ أبو العباس وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "من أهل كبْله ... قال ابن الزبر وابن عبد الملك وغيرهما: كان من ذوي البيوت العلمية فقيهًا حافظًا مقرئًا متقنًا نحويًا ماهرًا ورعًا فاضلًا بارعًا في نظمه ونثره زاهدًا ... وهو من بيت علم ودين وفقه، سواء في ذلك رجالهم ونساؤهم وخدمهم". ثم قال: "أقرأ بليلة القرآن والنحو واللغة والحديث، وأم بجامعها وكان يؤثر الخمول، وطُلب للقضاء ففر، فوجه إليه فارسان فأدركاه فدفع إليهما دراهم ووعدهما بجزيل الأجر إن تركاه ففعلا، ونحا بنفسه وطلب مرة أخرى فأجاب، ثم رغب وألح في الاستعفاء فترك، وكان من كبار من جمع الله له العلم والعمل وربما استعان بكتب الوثيقة على طريقة لا تجرحه عن ورعه ولا تقدح في زهده وفضله" أ. هـ. وفاته: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. 1202 - الصَفَدِي * النحوي، اللغوي: خليل بن أيبك الصفدي، صلاح الدين، أبو الصفاء الشافعي. ولد: سنة (690 هـ)، وقيل: (696 هـ)، وقيل: (697 هـ) تسعين، وقيل: ست وتسعين، وقيل: سبع وتسعين وستمائة. من مشايخه: الحافظ المزي، والذهبي وغيرهما. من تلامذته: الحسيني، وابن كثير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: " ... الإمام العالم الأديب البليغ الأكمل ... وصنف والله يمده بتوفيقه" أ. هـ. • ذيول العبر: "كاتب السر بمدينة حلب، ثم وكيل بيت المال بدمشق، .. وألف كتبًا كثيرة في عدة فنون، وكان من بقايا الرؤساء والأخيار" أ. هـ. • المقفى: "قرأ الفقه على مذهب الشافعي، وشارك في الأصول، وعرف النحو، وبرع في الأدب نظمًا ونثرًا ... وعُني بالحديث" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 560). * الوفيات لابن رافع (2/ 268)، ذيل العبر (1/ 134)، المعجم المختص (67)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 119)، البداية والنهاية (14/ 318)، الدرر الكامنة (2/ 176)، المنهل الصافي (5/ 241)، بدائع الزهور (1/ 2 / 7)، مفتاح السعادة (1/ 258)، النجوم (11/ 19)، المقفى الكبير (3/ 767)، وجيز الكلام (1/ 135)، الشذرات (8/ 348)، البدر الطالع (1/ 243)، الأعلام (2/ 315)، معجم المؤلفين (1/ 680) ذيول العبر (264)، السلوك (3/ 1 / 87)، كشف الظنون (1/ 33) (ل / 1073) وغيرها، هدية العارفين (1/ 351)، وفهرس الفهارس (2/ 114)، إيضاح المكنون (1/ 291)، (2/ 67).

1203 - أبو الصفاء المراغي

• المنهل الصافي: "الشيخ الإمام البارع المفتي، الشاعر المشهور، وبرع في النحو واللغة، والأدب، والإنشاء" أ. هـ. وفاته: سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف في التاريخ والأدب: كتاب "الوافي بالوفيات"، و"التذكرة"، و"قطر الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم" وله غير ذلك. قلت: وله كتاب "الكشف والتنبيه على الوصف والتشبيه" قام الأخ وليد الحسين بتحقيقه مع الأستاذ هلال ناجي وطبع في مجلد. 1203 - أبو الصَّفاء المَراغِي * المقرئ: خليل بن أبي بكر بن محمّد بن صديق المراغي، الحنبلي، المعدّل الإمام صفي الدين، أبو الصفاء. ولد: بعد سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة بالمراغة. من مشايخه: سمع من القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن الحرستاني، وأبي الفتوح البكري وغيرهما. من تلامذته: بدر الدين محمد بن الجوهري، وأبو بكر الجعبري وجماعة. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان وافر الديانة كثير الورع" أ. هـ. • المقفى: "كان مجموع الفضائل، كثير المناقب، متين الديانة، عارفًا بالقراءات، بصيرًا بالمذهب، عالمًا بالخلاف والطب وغير ذلك ... وهو آخر من قرأ القراءات على ابن باسويه" أ. هـ. وفاته: سنة (685 هـ) خمس وثمانين وستمائة. 1204 - التِّيراوي * المفسر خليل بن حسن بن محمد التيراوي الرومي، المعروف بـ (قرة خليل). كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، مفسر منطقي قاضٍ، ولي قضاء العسكر بالروم إيلي" أ. هـ. وفاته: سنة (1123 كل) ثلاث وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة تبارك"، و "هدية النبي المستطاب في علم المناظر والأداب" وغير ذلك. 1205 - الإسْعردي * النحوي، المفسر المقرئ: خليل بن حسين الإسعردي، العمري، الكردي. ولد: سنة (1167 هـ) سبع وستين ومائة وألف. ¬

_ * ذيل مرآة الزمان (4/ 283)، العبر (5/ 352)، معرفة القراء (2/ 682)، الوافي (13/ 396)، غاية النهاية (1/ 275)، المقفى الكبير (3/ 770)، النجوم (7/ 370)، درة الحجال (1/ 256)، الشذرات (7/ 681). * هدية العارفين (1/ 354)، معجم المفسرين (1/ 175)، معجم المؤلفين (1/ 683). * هدية العارفين (1/ 357)، معجم المفسرين (1/ 175)، الأعلام (2/ 317)، معجم المؤلفين (1/ 683).

1206 - السيرطي

كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، محدث، من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (1259 هـ) تسع وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تبصرة القلوب من كلام علام الغيوب" في التفسير مختصر، و"تفسير القرآن" مطول لم يكمل، و"تأسيس قواعد العقائد على ما نسخ من أهل الظاهر والباطن من الفوائد"، و"منهاج السنة السنية في آداب سلوك الصوفية" وغير ذلك. 1206 - السْيَرْطي * المفسر خليل بن عبد الله السيرطي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الشافعية نسبته إلى بلدة سيرط (على مرحلة من مدينة وإن") أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: له تفسير القرآن المسمى "تفسير الخليلي". 1207 - المُشَبِّب * المقرئ: خليل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الجليل القرافي المصري، المعروف بالمُشبِّب، أبو الصفاء. ولد: سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. من مشايخه: الشيخ إبراهيم الحكري، والبدر بن جماعة على ما قيل وغيرهما. من تلامذته: الزرزاري، وابن الطباخ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "محرر، ضابط، مجود، دين، صالح، من خيار عباد الله" أ. هـ. • إنباء الغمر: "أقرأ الناس بالقرافة دهرًا طويلًا، وكان منقطعًا بسفح الجبل .... " ويقول ابن حجر: "اجتمعت به مرارًا وسمعت قراءته وصليت خلفه وما سمعت أشجى من صوته في المحراب" أ. هـ. • الضوء: "قال المقريزي: وسيرته حسنة وطريقته جميلة، وقد حبس رزقه الجيزة جعل مآلها للحرمين" أ. هـ. • السحب الوابلة: "قال بعضهم: كانت له طريقة في القراءة معروفة، وكان ينكر على جماعته من قراء الأجواق بحيث إنه كان إذا مر بهم وهم يقرءون يسد أذنيه. وسيرته حسنة وطريقته جميلة. " أ. هـ. • الأعلام: "من سكان القرافة، يُظَن أنه حنبلي .. وكان للظاهر برقوق وغيره اعتقاد كبير فيه" أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. من مصنفاته: "تحفة الإخوان فيما تصح فيه تلاوة القرآن"، وألَّف كراسًا في النحو. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 356)، معجم المؤلفين (1/ 685)، معجم المفسرين (1/ 175). * غاية النهاية (1/ 276)، إنباء الغمر (4/ 58)، الضوء اللامع (3/ 200)، وجيز الكلام (1/ 340)، السحب الوابلة (1/ 388)، الأعلام (2/ 320)، معجم المؤلفين (1/ 687)، السلوك (3/ 3 / 975).

1208 - خليل البصير

1208 - خَليل البَصِير * النحوي: خليل (البصير) بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن داود بن شمس الدين محمّد الباهر الموصلي. ولد: سنة (1112 هـ) اثنتي عشرة ومائة وألف بالموصل. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "صاحب البصيرة الوقادة، كان نادرة من النوادر مع علم وعمل ... وكان في الحفظ آية باهرة ... وكان له في النحو والصرف والعلوم العقلية اليد الطولى ... ". أ. هـ. • الأعلام: "أديب" نحوي، له شعر حسن .. وبرع في الموسيقى، ونظم بالتركية والفارسية والعربية. من أسرة آل الفخري الحسينية الأعرجية المشهورة في العراق. نشأ كفيف البصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1176 هـ) ست وسبعين ومائة وألف بالموصل. من مصنفاته: له أراجيز منها: "ملحمة" عربية في وصف حصار شاه إيران (نادر شاه) لمدينة الموصل وثبات أهلها في الدفاع عنها ودحر المهاجمين، وأرجوزة في النحو سماها "الدرر المنظومة والصرر المختومة". 1209 - القَزْويني * المفسر: خليل بن الغازي القزويني. ولد: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. من مشايخه: حاج حمود البرناني، وحاج حسين اليزدي وغيرهما. من تلامذته: علي أصغر بن محمّد يوسف القزويني، الآقارضي الدين محمّد بن الحسن القزويني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الشيعي الإمامي، ولد بقزوين ... " أ. هـ. • أمل الآمل: "عالم علامة حكيم متكلم محقق مدقق، فقيه محدث ثقة ثقة، جامع للفضائل ماهر" أ. هـ. • روضات الجنات: "وفي رياض العلماء: ... وكان رحمه الله دقيق النظر، قوي الفكر، حسن التقرير، جيد التحبير، من مشاهير علماء عصرنا ... ". وقال: "ومن متفرداته أيضًا: القول بثبوت المعدومات وكون العمل بالعلم في فروع الشريعة بالنسبة إلى هذا الزمان، وعندي أنه كان معوج السليقة غايته في فهم عبارات الأئمة والأصحاب، وترجمتها بالفارسية مع تمام مهارته في اللغة وعمله بقوانين العربية، وقد اشتبه جدًّا في تفسير طائفة منها كما عرف ذلك منه مرارًا، ¬

_ * سلك الدرر (2/ 102)، الأعلام (2/ 320)، معجم المؤلفين (1/ 681). * هدية العارفين (1/ 354)، روضات الجنات (3/ 269)، الأعلام (2/ 321)، معجم المؤلفين (1/ 687)، أمل الآمل (2/ 112).

1210 - السكاكيني

وكان يقدح كثيرًا في سياق أرباب الحكمة والعرفان بل الأطباء وأصحاب النجوم". وقال أيضًا: "وقد كتب هو أولًا شطرًا وافيًا في تحريم الجمعة بالفارسية من جملة ما علّقه على الكافي، فكتب الفاضل القمّي ردًّا شديدًا فيه طعن كثيرًا عليه برسالة مفردة له في عينيه الجمعة، فكتب هو ثانيًا رسالة شديدة البأس في الإنكار عليه سالكًا فيه طريقة الوسط ثم ألّف ثالثة من الرسائل فيه الأخذ بطريقة الإنصاف والاجتناب عن قانون التمحل والاعتساف وقد حكم فيها بمعذورية من استنبط من الأخبار وجوبها أو استحبابها وتفضّل إنه لم يذهب فيها إلى تفسيق من فعلها على سبيل الإطلاق، وكان منشأ ما جرى بينهما بعد هذه الترديدات. وحكى لنا سيدنا المسمى المرحوم وبقار العلوم ونائب العصوم أن المولى خليلًا المذكور: كان من المحرمين لشرب التتن غايته وقد كتب في ذلك رسالة لم يأل جهدًا في إجادتها وتنقيحها" أ. هـ. وفاته: سنة (1089 هـ) تسع وثمانين وألف. من مصنفاته: حاشية على "مجمع البيان في تفسير القرآن" للطبرسي، و"الرسالة النجفية" و"الرسالة القيمية" وغير ذلك. 1210 - السَّكَاكِيني * النحوي: خليل قسطندي السكاكيني. ولد: سنة (1295 هـ) خمس وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • أعلام نهضة العرب: "أديب من كبار أدباء فلسطين ومن طلائع القوميين العرب. وخليل أرسله والده قسطندي السكاكيني إلى مدرسة الروم الأرثوذكس ولكنه تركها ودخل مدرسة إحدى الجمعيات التبشيرية. وكان أديبًا متعدد المواهب والهوايات وكان يعزف على الكمنجة" أ. هـ. • الأعلام: "كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، والمجمع اللغوي بالقاهرة" أ. هـ. • قلت: ويظهر من ترجمته بشكل جلي أنه كان قوميًا، عازفًا على الكمنجة، تخرج من المدارس النصرانية ... نسأل الله العفو والعافية. وفاته: سنة (1372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الجديد في القراءة العربية" أربعة أجزاء، و"عليه قس" في النحو و"الأصول في تعليم اللغة العربية". 1211 - صلاح الدين العلائي * النحوي، المفسر خليل بن كَيكَلْدي العلائي الدمشقي، الشافعي، صلاح الدين. ¬

_ * أعلام نهضة العرب في القرن العشرين (90)، الأعلام (2/ 321)، معجم المؤلفين (1/ 688). * المعجم المختص (67)، معجم شيوخ الذهبي (180)، الوافي (13/ 410)، البداية والنهاية (14/ 280)، ذيول العبر (335) للحسيني، الرد الوافر (173)، الوفيات (2/ 226)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 239)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 121)، الدرر (2/ 179)، النجوم (10/ 337)، الوجيز (1/ 205)، الدارس (1/ 59)، ذيل تذكرة الحفاظ (360)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 169)، الشذرات (8/ 327)، الأنس الجليل (2/ 106)، البدر الطالع (1/ 245)، معجم المؤلفين (1/ 688)، معجم المفسرين (1/ 175).

ولد: سنة (694 هـ) أربع وتسعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ شرف الدين الفزاري، ونجم الدين القحفازي، وزكي الدين زكري وغيرهم. من تلامذته: ابن كثير، والسيد الحسيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "كان من الأذكياء" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان ذكيًا فصيحًا كريمًا، ذا رئاسة" أ. هـ. • الدرر الكامنة: "وذكر أن السبكي سئل من تخلف بعدك؟ فقال: العلائي، ولكنه وهم في وفاته فقال مات سنة ستين .. ". وقال: "تفقه وناظر وله ذوق في معرفة الرجال، وذكاء وفهم وانتقى على جماعة من شيوخه وقرأ بنفسه وكتب بخطه ونظم الشعر، ودرس بأماكن ... ". أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "قال الحافظ زين الدين العراقي: درس وأفتى وجمع بين العلم والدين والكرم والمروءة، ولم يخلف بعده مثله ... وجمع الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كتبه لشيخه برهان الدين في قضية ابن تيمية" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "يصنف ويفيد وينشر العلم ويحيى السنة وكان بينه وبين الحنابلة خصومات كبيرة" أ. هـ. • الشذرات: "قال السبكي: كان حافظًا، ثبتًا، ثقة، عارفًا بأسماء الرجال والعلل والمتون فقيهًا متكلمًا، أديبًا، شاعًا، ناظمًا، متفننًا، أشعريًا، صحيح العقيدة، سُنيًا، لم يخلف بعده في الحديث مثله، لم يكن في عصره من يدانيه فيه ... " أ. هـ. • قلت: لقد اتهم العلائي ونسب إليه أنه هو الذي نقل "النصيحة الذهبية"، وعداوته لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولكن ذكر في "الرد الوافر" كلامه وتعظيمه لشيخ الإسلام بنعته بشيخه وسيده عند روايته عنه حيث قال: "أخبرنا شيخنا وسيدنا شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ... وذكر أحاديث انتقاها الحافظ صلاح الدين العلائي المذكور من (جزء ابن عرفة) " أ. هـ. من الرد الوافر خلال ترجمته للعلائي. ثم نذكر ما قاله محقق "الرد الوافر" زهير الشاويش في رده على هذا الاتهام خلال تحقيقه لترجمة الذهبي وأيضًا العلائي: قال المحقق (ص 70) في هامشه تعليقًا على ثناء ومدح الذهبي لشيخه ابن تيمية وما ينسب إليه من (النصيحة الذهبية): "ولا تصح "النصيحة الذهبية" للإمام الذهبي، وهو المدافع عن ابن تيمية طوال حيانه، وبعد مماته، والزعم بأنها بخط العلائي مردود كذلك .. وكذلك نسبتها للبرهان ابن جماعة أمر فيه نظر ... " أ. هـ. وفاته: سنة (761 هـ)، وقيل: (760 هـ) إحدى وستين، وقيل: ستين وسبعمائة. من مصنفاته: "النفحات القدسية" في مجلد كبير يشتمل على تفسير آيات وشرح أحاديث، و"برهان اليسير في عنوان التفسير"، و"نزهة السَّفرة في تفسير خواتيم سورة البقرة" وغير ذلك.

1212 - خليل الصوفي

1212 - خليل الصوفي * المقرئ: خليل بن محمّد الجندي الصوفي. من مشايخه: شرف الدين خادم (السمساطية) وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "الصوفي بالخاتونية المقرئ ... " أ. هـ. وفاته: سنة (813 هـ) ثلاث عشرة وثمانمائة. 1213 - الجَّنَايني * المقرئ: خليل بن محمّد بن غنيم الجناني. وفاته: سنة (1346 هـ)، وقيل: (1347 هـ) ست وأربعين وقيل: سبع وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: رسالة "البرهان الوقاد" رد بها على رسالة: "الآيات البينات في حكم القراءات" لأبي بكر الحداد، وله "هدية القرآن والمقرئين". 1214 - جَابي زَاده * المفسر خليل بن مصطفى بن عيسى فايض، المنجم الشهري، الرومي، المعروف بجابي زاده. ولد: سنة (1085 هـ) خمس وثمانين وألف. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فاضل، مشارك في بعض العلوم، مات منتحرًا باسطنبول" أ. هـ. وفاته: سنة (1134 هـ) أربع وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: رسالة تفسيرية، و"شرح الحسينية"، و "رسالة الدخان" و"الصولة النهي البرية في المسائل الجبرية". 1215 - خليفة بن خياط * المقرئ: خليفة بن خياط العُصْفُري البصري، الملقب بشباب، أبو عمرو. من مشايخه: إسماعيل بن عُلَيَّة، وبشر بن الفضل، وأبو داود الطيالسي وغيرهم. من تلامذته: البخاري، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وأبو يعلى الموصلي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أحدث عنه هو غير قوي، كتبت من مسنده أحاديث ثلاثة عن أبي الوليد فأتيت أبا الوليد وسألته عنها فأنكرها وقال: ما هذه من حديثي، فقلت: كتبتها من كتب شباب العصفري، فعرفه وسكن غضبه، قال أبو محمد: انتهى أبو زرعة إلى ¬

_ * إنباء الغمر (6/ 245)، الضوء اللامع (3/ 205). * الأعلام (2/ 323)، معجم المؤلفين (1/ 689). * معجم المفسرين (1/ 176)، هدية العارفين (1/ 355)، سلك الدرر (2/ 105)، معجم المؤلفين (1/ 690)، إيضاح المكنون (2/ 179، 72). * غاية النهاية (1/ 275)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 24) ط. تدمري، الضعفاء الكبير للعقيلي (2/ 22)، الجرح والتعديل (3/ 378)، الأنساب (4/ 202)، الكامل (6/ 50)، اللباب (2/ 140)، تهذيب الكمال (8/ 413)، السير (11/ 472)، ميزان الاعتدال (2/ 457)، العبر (1/ 431)، تذكرة الحفاظ (2/ 436)، وفيات الأعيان (2/ 243)، البداية والنهاية (10/ 322)، الوافي (13/ 381)، تهذيب التهذيب (3/ 145)، نقريب التهذيب (301)، طبقات الحفاظ (190)، كشف الظنون (2/ 1099)، معجم المؤلفين (1/ 676)، الأعلام (2/ 312).

أحاديث كان أخرجها في فوائد عن شباب العصفري فلم يقرأ علينا فضربنا عليه، وترك الرواية عنه" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ العلامة الأخباري". وقال: "كان صدوقًا نسابة، عالمًا بالسير والأيام والرجال وثقه بعضهم. وقال ابن عدي: هو صدوق من متيقظي الرواة. قلت -أي الذهبي-: لينه بعضهم بلا حجة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال الحسن بن يحيى الرُّزِّي عن علي بن المديني: في دار عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة: وشباب الخياط شجر يحمل الحديث ... وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنًا عالمًا بأيام الناس وأنسابهم". وقال: "لم يحدث عنه البخاري إلا مقرونًا، وإذا حدث عنه لمفرده علق أحاديثه ... وقال الكديمي عن علي بن المديني: لو لم يحدث شباب لكان خيرًا له، وتعقب ابن عدي هذه الحكاية بضعف الكديمي، وقال مسلمة الأندلسي: لا بأس به" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق ربما أخطأ، وكان أخباريًا علامة" أ. هـ. • شذرات الذهب: "وكان ثبتًا يقظًا" أ. هـ. • قلت: ذكر الدكتور أكرم ضياء العمري في تحقيقه لتاريخ خليفة بن خياط قوله: "عاصر خليفة انتعاش حركة المعتزلة في خلافتي المأمون والمعتصم فوقف في صف خصومها بصراحة، ذكر وكيع: أن بعض المعتزلة بالبصرة رفعوا شكوى على قاضيها أحمد بن رياح الذي تولى سنة (223 هـ) فأمر القاضي بالشخوص وشخص معه وجوه أهل البصرة منهم: أبو الربيع الزهراني وحسين بن محمّد الذراع، وخليفة بن خياط وغيرهم (¬1). وهكذا وقف خليفة إلى جانب القاضي دون أن يخشى خصومه المعتزلة بالبصرة، بل ودون أن يرهب المعتصم الذي كان صريحًا في اعتناق آراء المعتزلة والانتصار لها، وهذا الموقف يكشف بعض ملامح شخصية خليفة ومدى صلابة عقيدته .. ". ثم ذكر الدكتور أكرم ضياء العمري في ثوثيقه معلقًا على كلام ابن حجر الذي نقلناه آنفًا في أن البخاري لم يحدث عنه إلا مقرونًا .. الخ، قال: "وقد وهم ابن حجر العسقلاني بقوله .. فقد روى البخاري في صحيحه عن خليفة بن خياط في ثمانية عشر موضعًا في خمسة عشر منها كمتابع بتمام أو نقصان أو كشاهد وفي ثلاثة منها منفردًا، ومن هذه المواضع الثلاثة موضعان لا يصلحان للاستدلال على توثيق البخاري ... أما الموضع الثالث الذي روى فيه البخاري عن خليفة منفردًا دون أن يقرنه ولا يعلق حديثه والرواية تتعلق بأمر غيبي عقائدي (¬2). وهذه الرواية دليل على توثيق البخاري لشيخه خليفة بن خياط وإن لم يعتبره في الطبقة الأولى ¬

_ (¬1) أخبار القضاة لوكيع (2/ 175). (¬2) البخاري (9/ 196) حديث: "لما قضى الله الخلق كتب كتابًا عنده، غلبت أو سبقت رحمتي غضبي، فهو عنده فوق العرش".

1216 - الحوزي

من شيوخه، حيث إن لهذا الحديث متابعًا ذكره البخاري بعده مباشرة". ثم قال ما ملخصه بعد عرض أقوال العلماء في توثيقه: "ونخلص إلى توثيق شباب فقد وثقه البخاري وعلي بن المديني وابن عدي الجرجاني وذكره محمّد بن حبان البستي في "الثقات" ووثقه ونقل عنه القاضي أبو بكر ابن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" وكفاه توثيقًا رواية البخاري عنه في صحيحه" أ. هـ. قول الدكتور أكرم ضياء العمري. وفاته: سنة (240 هـ) أربعين، وقيل: (230 هـ) ثلاثين، وقيل: (246 هـ) ست وأربعين ومائتين، قال الذهبي: في السير: وقد أخطأ من قال مات سنة (246 هـ). من مصنفاته: "الطبقات" و"التاريخ" و"طبقات القراء" وغير ذلك. 1216 - الحَوْزِي * النحوي، اللغوي: خميس بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن بن سلامويه أبو الكرم الواسطي الحَوْزي (¬1). من مشايخه: أبو القاسم بن البُسري، وعلي بن محمّد النديم وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر السِّلْفي، وسعد بن عبد الكريم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "من فضلاء واسط ومحدثيها من المتأخرين" أ. هـ. • معجم الأدباء: "من الفضلاء النبلاء العلماء النحاة، جمع بين حفظ القرآن وعلمه والحديث وحفظه ومعرفة رجاله، وإليه انتهت الرياسة في وقته بواسط". ثم قال: "قال الحافظ أبو طاهر السلفي: كان خميس من حفاظ الحديث المحققين بمعرفة رجاله ومن أهل الأدب البارع، وله شعر غاية في الجودة، وفي شيوخه كثرة، وقد علقت عنه فوائد ... " أ. هـ. • السير: "وكان السِّلفي يُثنى عليه، وقال: كان عالمًا ثقة يُملي من حفظه كلّ ما أسأله عنه وكان لا يُؤبه له" أ. هـ. • قلت: قال محقق "سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحَوْزي" مطاع الطرابيشي في مقدمته: " كان خميس على مذهب أهل الحديث سنيًّا سلفيًّا يمقت البدع ويجرح أصحابها، ونظرة لامحة على أجوبته للسؤالات تشعرنا بذلك كله ... "أ. هـ. وهذا صحيح، ولعل ما ذكرنا عنه من الأبيات ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 561)، إنباه الرواة (1/ 358)، معجم الأدباء (3/ 1274)، العبر (4/ 20)، تذكرة الحفاظ (3/ 1262)، الوافي (13/ 420)، عيون التواريخ (12/ 68)، تاريخ الإسلام (وفيات 510) ط. تدمري، مرآة الجنان (3/ 152)، طبقات الحفاظ (458)، الشذرات (5/ 44)، السير (19/ 346)، الأنساب (2/ 288)، معجم السفر للسلفي (80)، (سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحَوْزي" مقدمته: (4)، معجم البلدان (2/ 318)، تبصير المنتبه (1/ 473)، الأعلام (2/ 324)، معجم المؤلفين (1/ 691). (¬1) الحَوْز: قرية بإزاء واسط من شرقيها الأعلى أ. هـ. من إنباه الرواة وانظر معجم البلدان.

1217 - خيرو ياسين

تدل أيضًا على ذلك ... والله أعلم. وفاته: سنة (510 هـ) عشر وخمسمائة. 1217 - خيرو ياسين * النحوي، المقرئ: خيرو بن صالح بن أحمد بن خليل ياسين. ولد: سنة (1334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: الشيخ حسن حبنكة، والمقرئ الشيخ عز الدين العرقسوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "قصده طلاب كثيرون من سوريا والأردن وفلسطين ولبنان وتركيا والهند والسعودية، اشتهر بعضهم وتولى بعضهم المناصب. شغل وقته كله في حلقات العلم التي لم يكن يفضل عليها شيئًا البتة، يبدأ فيها منذ الفجر حتى ما بعد العشاء وبقي على تلك الطريقة ما يزيد على ثلاثين سنة. جمع ميزان العالم والعاقل على فاتصف بأخلاق نادرة، أفاض طلابه ومن يعرفه بالحديث عنها. من أبرز صفاته: التوكل على الله قولًا وعملًا، ظاهرًا وباطنًا يلمس هذا من يخالطه. لم يكن يتظاهر بالصوفية ولا يحضر مجالس الصوفيين، مع علمه بالحقائق الباطنية للروح والنفس والقلب والنفحات الربانية، ولم يكن يطلب من أحد الانصراف إلى الصوفية، بل يرغب طلابه في العلم الذي يصل به المرء إلى الفهم من الله، لصقل القلب وتهذيب الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (1400 هـ) أربعمائة وألف. 1218 - الرَّمْلي * النحوي، اللغوي، المفس: خير الدين بن أحمد بن علي بن زين الدين بن عبد الوهاب الأيوبي، العليمي، الفاروقي، الرملي. ولد: سنة (993 هـ) ثلاث وتسعين وتسعمائة. من مشايخه: موسى بن حسن الشافعي، وعبد الله بن محمّد النحريري الحنفي وغيرهما. من تلامذته: الجليل محمّد الأشعري مفتي الشافعية بالقدس، وعبد الرحيم بن أبي اللطيف مفتي الحنفية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "الإمام المفسر المحدث الفقيه اللغوي الصرفي النحوي البياني العروضي المُعَمَّر، شيخ الحنفية في عصره، وصاحب الفتاوى السائرة وله غيرها من التآليف النافعة في الفقه ... وقال: من كراس للأديب إبراهيم بن سليمان الجنيني الحنفي: وكانت خيراته عامة على أهله وأتباعه وجيرانه بل على أهل بلده وانتفعوا به دينًا ودنيا ورمم كثيرًا من جوامعها -أي الرملة- ومساجدها ومدافن الأولياء وحصل من الكتب كثيرًا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1081 هـ) إحدى وثمانين وألف. ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (2/ 946). * خلاصة الأثر (2/ 134)، فهرس الفهارس (1/ 287)، هدية العارفين (1/ 358)، معجم المفسرين (1/ 176)، الأعلام (2/ 327)، معجم المؤلفين (1/ 694).

1219 - ابن منكلي

من مصنفاته: "حاشية على البحر الرائق"، و"حاشية على الزيلعي"، و "حاشية على جامع الفصولين" وغير ذلك. 1219 - ابن مُنْكلِي * المقرئ: دانيال بن منكلي بن صِرفا القاضي ضياء الدين، أبو الفضائل التركماني، الكركي الشافعي، قاضي الشوبك. ولد: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مشايخه: أبو المنجي بن اللتي، والسخاوي وجماعة. من تلامذته: شرف الدين الفزاري وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان فقيهًا مقرئًا عالمًا مجموع الفضائل، مليح الشكل، مديد القامة، ولي قضاء الشوبك مدة، ثم سكن دمشق مدة، وولي القضاء بأماكن وخَرَّج له علاء الدين بن بلبان مشيخة" أ. هـ. • المستدرك على العبر: "وكان رواية ومنظر ولديه فضائل" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان مقرئًا فقيهًا فاضلًا ... " أ. هـ. وفاته: منة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة. 1220 - التَلاتِلي * النحوي: داود بن إبراهيم التلاتلي الجربي، أبو سليمان. من مشايخه: العلامة أبو يحيى زكرياء بن إبراهيم الهواري، وابن يوسف يعقوب بن صالح الجناوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تراجم المؤلفين التونسيين: "الجربي الإباضي، .. انتصب للتدريس والوعظ، وأحرز شهرة وصيتًا والتفّ حوله سكان الجزيرة لما امتاز به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وقال: "يبدو أنه آخر من تولى رئاسة العزابة وكان لغزارة علمه وقوة شخصيته وصلابة إرادته يبدو وكأنه يقف في الميدان متفردًا ليتولى جميع الشؤون، وهذا ما عبر عنه العلامة أبو إسحاق اطفيش بقوله: "حتى كان في مكانته بمنزلته الإمام العامل في تنفيذ الأحكام، والسهر على أمن الأمة وراحتها، والحقيقة أن مجلس العزابة يقوم في طور الكتمان بعمل الحكومة الجمهورية، وشيخ العزابة يكون بمثابة رئيس الجمهورية والإمام العادل ينفذ الأحكام ... ونظام العزابة المعروف عند الإباضية في وادي ميزاب "الجزائر"، وذلك أن المجلس يختار من أعضائه شيخًا يسمى شيخ الحكم يسند إليه القيام بالشؤون السياسية والدينية، تحت استشارة مجلس العزابة ... " أ. هـ. ¬

_ *معرفة القراء (2/ 713)، غاية النهاية (1/ 278)، تبصير المنتبه (3/ 1213)، الشذرات (6/ 760)، مستدرك العبر (24). * تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 237).

1221 - الملهمي

قلت: هو أحد أئمة الإباضية (¬1) في المغرب العربي، وتآليفه هناك مشهورة، حتى أشاد بها إمام الإباضية أبو إسحاق إبراهيم اطفيش وذكر أن الآجرومية والعقيدة قل أن يوجد مما هم أدركوهم من العلماء والتلاميذ لم يكن من محفوظاته ... وفاته: سنة (967 هـ) سبع وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح على الآجرومية" كان عمدة المبتدئين من الإباضية في عصره وبعده، و"العقيدة" مقدمة التوحيد للشيخ عمر بن جميع الجربي. 1221 - المُلْهِميُّ * المقرئ: داود بن أحمد بن يحيى الملهمي، أبو سليمان العبادي الداوودي، الضرير. من مشايخه: أبو الفضل أحمد بن محمّد بن شُنيف، وعلي بن عساكر البطائحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان ينتحل في الفقه مذهب داود بن عليّ الظاهري (¬2)، وقيل: إنه أخذ ذلك من الكتب من غير أن يلقى أحدًا من أصحابه" أ. هـ. • مرآة الزمان: "كان يسكن رباط المأمونية، وكان على رأي الأوائل، وإنما كان يتستر بمذهب الظاهرية، وكان فاضلًا إلا أنه كان يسقف من جنس ابن الراوندي (¬3) قال لي يومًا، قد بلغني أنك جميل الصورة، فصيح اللسان واشتغل بعلم الأوائل ... " أ. هـ. • معرفة القراء: "تأدب على ابن عَبِيدة، وكان ينتحل مذهب داود ويفهمه" أ. هـ. • الوافي: "تفقه على مذهب أهل الظاهر، وقرأ الأدب، وبرع فيه، وكان مولعًا بشعر أبي العلاء المعري، ويحفظ منه كثيرًا، قال محب الدين بن النجار: كنت أراه كثيرًا يصلي في الجماعة، وما سمعت منه كلمة أنقمها عليه، وكان النّاس يسيئون الثناء عليه ويرمونه بسوء العقيدة" أ. هـ. • غاية النهاية: "وكان ينتحل مذهب داود الظاهري قال ابن النجار: كنت أراه يصلي في الجماعة، وما سمعت منه كلمة أنتقدها عليه" أ. هـ. • لسان الميزان: "اعتنى بشعر المعري، وثبته له، إذ قال ابن النجار: كان النّاس يسيئون عليه، وابن بابويه سيف لعقبة، ولم أسمع منه كلمة أنقمها عليه ... " أ. هـ. وفاته: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. ¬

_ (¬1) والإباضية: هي فرقة من الخوارج، أتباع عبد الله بن أباض التميمي المتوفى (86 هـ) وإليه نسبهم. ومذهبهم يعود إلي جَابر بن زيد الذي أخذ علمه عن عبد الله بن عباس وقيل غير ذلك وقد عرّفنا بهم في مواضع غير هذا فلينظر .. "جامع الفرق والمذاهب الإسلامية" (ص 10). * معرفة القراء (2/ 607)، غاية النهاية (1/ 278)، تاريخ الإسلام (وفيات 651) ط. بشار، مرآة الزمان (8/ 593)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 420)، المختصر المحتاج إليه (2/ 64)، الوافي (13/ 458)، نكت الهيمان (150)، لسان الميزان (2/ 482). (¬2) داود بن عليّ بن خلف الظاهري، توفي سنة (270 هـ)، وقد ترجمنا له في مكانه فليراجع. (¬3) الراوندي: هو أحمد بن يحيى بن إسحاق الملحد، عدو الدين صاحب التصانيف في الحط على الملة، وكان يلازم الرافضة والملاحدة توفي سنة (298 هـ) انظر السير (14/ 59).

1222 - القشيري

1222 - القُشَيري * المفسر: داود بن أبي هند دينار بن عُذافر، القُشَيري بالولاء، البصري، أبو بكر، ويقال: أبو محمّد الخراساني. من مشايخه: سعيد بن المسبب، وأبو العالية، والشَّعْبِيّ وجماعة، ورأى أنس بن مالك - رضي الله عنه -. من تلامذته: شعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "قال النسائي، ويحيى بن معين وغيرهما: ثقة، وقال حماد بن زيد: ما رأيتُ أحدًا أفقهَ من داود. وعن سفيان بن عيينة، قال: عجبًا لأهل البصرة يسألون عُثمَان البَتِّي، وعندهم داود بن أبي هند. قال ابن جريج: ما رأيت مثل داود بن أبي هند، إن كان يقرع العلم قرعًا. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن داود بن أبي هند، فقال: مثل داود يسأل عنه؟ داود: ثقة ثقة، وقال العجلي: كان صالحًا ثقة، خياطًا، قال يزيد بن زريع: كان داود مفتي أهل البصرة" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "حجة، ما أدري لِمَ لم يخرج له البخاري" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وكان من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وقال الحاكم: لم يصح سماعه من أنس، وقال ابن أبي حَاتِم: سألت أبي عن داود وعوف وقرة فقال: داود أحب إلي وهو أحب إليّ من عاصم وخالد الحذاء، وقال ابن خراش: بصري ثقة، وقال الأثرم عن أحمد: كان كثير الاضطراب والخلاف" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة، متقن، كان يهم بآخره" أ. هـ. من أقواله: السير: "عن داود بن أبي هند قال: ثنتان لو لم تكونا لم ينتفع النّاس بدنياهم: الموت والأرض تنشف الندى". وفاته: سنة (139 هـ) تسع وثلاثين، وقيل: (140 هـ) أربعين ومائة عن (75) سنة. من مصنفاته: تفسير القرآن. 1223 - الرَّحماني * النحوي: داود بن سليمان بن علوان بن نور الدين بن عبد الله بن محمّد بن محمّد ابن ولي بن عبد الوهاب بن عليّ بن السيد نفيس، الرحماني، المصري الشافعي. من مشايخه: الشمس محمّد الشوبري، وعامر الشبراوي وغيرهما. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 181)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 174)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الرابعة عشرة) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (3/ 17)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 411)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 231)، تذكرة الحفاظ (1/ 146)، العبر (1/ 189)، السير (6/ 376)، تهذيب الكمال (8/ 461)، تهذيب التهذيب (3/ 177)، تقريب التهذيب (309)، الشذرات (2/ 190). * خلاصة الأثر (2/ 140)، الأعلام (2/ 332)، معجم المؤلفين (1/ 699)، هدية العارفين (1/ 362)، إيضاح المكنون (1/ 243، 251).

1224 - داود الظاهري

كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان من أجلاء المشايخ الملازمين لإقراء العلم والإفتاء والتدريس بالجامع الأزهر ومن المشهورين بالدين المتين والورع والعقل الرصين" أ. هـ. الأعلام: "فقيه شافعي أزهري مشارك في علوم عصره لازم التدريس والإفتاء بالأزهر". وفاته: سنة (1078 هـ) ثمان وسبعين وألف. من مصنفاته: "الجواهر السنية في أصول الطريقة الصوفية"، و"حاشية على شرح الجلال المحلي"، و"حاشية على شرح القطر لابن هشام" وله "التحفة السندسية لمن يشتغل بشرح السندسية" وغير ذلك. 1224 - داود الظاهري * المفسر: داود بن عليّ بن خلف الأصبهاني، أبو سليمان البغدادي، الملقب بالظاهري، مولى المهدي. ولد: سنة (201 هـ) إحدى ومائتين. من مشايخه: سليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، والقُعنبي وغيرهم. من تلامذته: ابنه محمد، وزكريا بن يحيى الساجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "هو إمام أصحاب الظاهر، وكان ورعًا ناسكًا زاهدًا، وفي كتبه حديث كثير، إلا أن الرواية عنه عزيزة جدًّا". وقال: "قال: أبو العباس ثعلب -وقد سئل عن داود الأصبهاني- فقال: كان عقله أكثر من علمه". وقال المحاملي: رأيت داود بن عليّ يصلي، فما رأيت مسلمًا يشبهه في حسن تواضعه". ثم قال: "قلت: وكان داود قد حُكيَ لأحمد بن حنبل عنه قول في القرآن بَدَّعَهُ فيه وامتنع من الاجتماع معه بسببه. فأنبأنا أبو بكر البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر ابن النجم حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي. قال: كنا عند أبي زرعة، فاختلف رجلان من أصحابنا في أمر داود الأصبهاني والمزني، وهم فضل الرازي، وعبد الرحمن بن خراش البغدادي، فقال ابن خراش: داود كافر، وقال فضل المزني: جاهل، ونحو هذا من الكلام، فأقبل عليهما أبو زرعة يوبخهما وقال لهما: ما واحد منهما لكما بصاحب، ثم قال: من كان عنده علم فلم يصنه، ولم يقتصر عليه. والتجأ إلى الكلام، فما في أيديكما منه شيء ثم ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (1/ 171)، معجم المفسرين (1/ 181)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة والعشرون) ط. تدمري، الفهرست لابن النديم (271)، تاريخ بغداد (8/ 369)، الأنساب (1/ 175)، المنتظم (12/ 235)، وفيات الأعيان (2/ 255)، السير (13/ 97)، العبر (2/ 47)، تذكرة الحفاظ (2/ 572)، ميزان الاعتدال (3/ 26)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 284)، البداية والنهاية (11/ 51)، لسان الميزان (2/ 490)، النجوم (3/ 47)، طبقات الحفاظ (253)، الشذرات (3/ 297)، مفتاح السعادة (2/ 312)، الوافي (13/ 473)، الكامل (7/ 412)، التاج المكلل (45)، روضات الجنات (3/ 302)، كشف الظنون (2/ 1839)، هدية العارفين (1/ 359)، الأعلام (2/ 333)، معجم المؤلفين (1/ 700)، الجواهر المضية (2/ 419).

قال: إن الشافعي لا أعلم تكلم في كتبه بشيء من هذا الفضول الذي قد أحدثوه، ولا أرى امتنع من ذلك إلا ديانة، وصانه الله لما أراد أن ينفذ حكمته، ثم قال: هؤلاء المتكلمون لا تكونوا منهم بسبيل فإن آخر أمرهم يرجع إلى شيء مكشوف ينكشفون عنه، هانما يَتموَّه أمرهم سنة، سنتين، ثم ينكشف، فلا أرى لأحد أن يناضل عن أحد من هؤلاء، فإنهم إن تهتكوا يومًا قيل لهذا المناضل أنت من أصحابه، وإن طلب يومًا طلب هذا به، لا ينبغي لمن يعقل أن يمدح هؤلاء، ثم قال لي: ترى داود هذا؟ لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة، ولكنه تعدى. لقد قدم علينا من نيسابور فكتب إلي محمد بن رافع ومحمد بن يحيى وعمرو بن زرارة وحسين بن منصور ومشيخة نيسابور بما أحدث هناك، فكتمت ذلك لما خفت من عواقبه، ولم أبدِ له شيئًا من ذلك، فقدم بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حسن، فكلم صالحًا أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك؟ قال: ما اسمه؟ قال: داود، قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أي شيء صناعته؟ قال: وكان صالح يروغ عن تعريفه إياه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال هذا قد كتب إلى محمد بن يحيى النيسابوري في أمره إنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله: أحمد بن محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إلي. أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال: وفي شهر رمضان منها -يعني سنة سبعين ومائتين- مات داود بن علي بن خلف الأصبهاني يكنى أبا سليمان، وهو أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفى القياس في الأحكام قولًا، واضطر إليه فعلًا، فسماه دليلًا. وأخبرني الحسين بن إسماعيل المحاملي -وكان به خبيرًا- قال: كان داود جاهلًا بالكلام. وأخبرني أبو عبد الله الوراق أنه كان يورق على داود، وأنه سمعه -وسئل عن القرآن- فقال أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق، وأما الذي هو بين النّاس فمخلوق". وقال أيضًا في تاريخ بغداد: "أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن حميد اللخمي حدثنا القاضي بن كامل إملاء، قال حدثني أبو عبد الله الوراق المعروف بجوار. قال: كنت أورق على داود الأصبهاني، وكنت عنده يومًا في دهليزه مع جماعة من الغرباء، فسئل عن القرآن فقال: القرآن الذي قال الله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إلا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] وقال {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [الواقعة: 78] غير مخلوق، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهو مخلوق، قال القاضي: هذا مذهب يذهب إليه الناشئ المتكلم، وهو كفر بالله، صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن يناله العدو، فجعل - صلى الله عليه وسلم - ما كتب في المصاحف، والصحف، والألواح وغيرها قرآنا. والقرآن على أي وجه قرئ وتلى فهو واحد غير مخلوق" أ. هـ. • المنتظم: "قدم داود بغداد فسأل صالح بن

أحمد بن حنبل أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فاستأذن له، فقال أحمد: قد كتب إلي محمد بن يحيى النيسابوري في أمره، أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني، وفي رواية عنه: أنه قال الذي في اللوح المحفوظ غير مخلوق، والذي يقرأ الناس مخلوق" أ. هـ • السير: "قال أحمد بن كامل القاضي: أخبرني أبو عبد الله الوراق: أنه كان يورق على داود بن علي، وأنه سمعه يسأل عن القرآن، فقال: أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق. قلت: هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله، فيما علمت، وما زال المسلمون على أن القرآن العظيم كلام الله، ووحيه وتنزيله، حتى أظهر المأمون القول: بأنه مخلوق، وظهرت مقالة المعتزلة، فثبت الإمام أحمد بن حنبل، وأئمة السنة على القول: بأنه غير مخلوق. إلى أن ظهرت مقالة حسين بن علي الكرابيسي، وهي: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن ألفاظنا به مخلوقة، فأنكر الإمام أحمد ذلك، وعدَّه بدعة، وقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو جهمي. وقال أيضًا: من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع، فزجر عن الخوض في ذلك من الطرفين. وأما داود فقال: القرآن محدث. فقام على داود خلق من أئمة الحديث، وأنكروا قوله وبدعوه، وجاء من بعده طائفة من أهل النظر، فقالوا: كلام الله معنى قائم بالنفس، وهذه الكتب المنزلة دالة عليه، ودققوا وعمقوا، فنسأل الله الهدى واتباع الحق، فالقرآن العظيم، حروفه ومعانيه وألفاظه كلام رب العالمين، غير مخلوق، وتلفظنا به وأصواتنا به من أعمالنا المخلوقة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: زينوا (القرآن بأصواتكم). ولكن لما كان الملفوظ لا يستقل إلا بتلفظنا، والمكتوب لا ينفك عن كتابة، والمتلو لا يسمع إلا بتلاوة تالٍ، صعب فهم المسألة، وعسر إفراز اللفظ الذي هو الملفوظ من اللفظ الذي يعني به التلفظ، فالذهن يعلم الفرق بين هذا وبين هذا، والخوض في هذا خطر. نسأل الله السلامة في الدين وفي المسألة بحوث طويلة، الكفُّ عنها أولى، ولا سيما في هذه الأزمنة المزمنة وقال: "وقيل إنه كان في مجلسه أربع مئة صاحب طيلسان أخضر، وكان من المتعصبين للشافعي، وصنف كتابين في فضائله والثناء عليه، وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد، وأصله من أصفهان، ومولده بالكوفة، ومنشؤه ببغداد، وقبره بها في الشونيزية. وقال أبو بكر الخلّال: أخبرنا الحسين بن عبد الله، قال: سألت المروذي عن قصة داود الأصبهاني، وما أنكر عليه أبو عبد الله، فقال: كان داود خرج إلى خراسان، إلى ابن راهويه، فتكلم بكلام شهد عليه أبو نصر بن عبد الجيد والآخر. شهدا عليه أنه قال: القرآن محدث. فقال لي أبو عبد الله: من داود بن علي؟ لا فرج الله عنه. قلت: هذا من غلمان أبي ثور. قال: جاءني كتاب محمّد بن يحبى النيسابوري أن داود الأصبهاني قال ببلدنا: إن القرآن محدث. قال المروذي: حدثني عند بن إبراهيم النيسابوري، أن إسحاق بن راهويه لما سمع كلام داود في بيته،

وثب على داود وضربه، وأنكر عليه. الخلال: سمعت أحمد بن محمّد بن صدقة، سمعت محمّد بن الحسين بن صبيح، سمعت داود الأصبهاني يقول: القرآن محدث، ولفظي بالقرآن مخلوق". ثم قال: "لا ريب أن كل مسألة انفرد بها، وقطع ببطلان قوله فبها، فإنها هدر وإنما يحكيها للتعجب، وكل مسألة له عضدها نص، وسبقه إليها صاحب أو تابع فهي من مسائل الخلاف، فلا تهدر. وفي الجملة، فداود بن عليّ بصير بالفقه، عالم بالقرآن، حافظ للأثر رأس في معرفة الخلاف، من أوعية العلم، له ذكاء خارق وفيه دين متين، وكذلك في فقهاء الظاهرية جماعة لهم علم باهر، وذكاء قوي، فالكمال عزيز، والله الموفق" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "فهؤلاء الظاهرية كذلك، يُعتد بخلافهم، فإن لم نفعل صار ما تفردوا به خارقًا للإجماع، ومن خرق الإجماع المتيقن فقد مرق من الملة، لكن الإجماع المتيقن هو ما علم بالضرورة من الدين: كوجوب رمضان، والحج، وتحريم الزنا، والسرقة، والربا، واللواط. والظاهرية لهم مسائل شنيعة، لكنها لا تبلغ ذلك، والله أعلم. وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: الذي اختاره أبو منصور وذكر أنه الصحيح من المذهب إنه يعتبر خلاف داود. قال ابن الصلاح: هذا هو الذي استقر عليه الأمر آخرًا هو الأغلب الأعرف من صفوة الأئمة المتأخرين الذين أوردوا مذهب داود في مصنفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوردي، وأبي الطيب، فلولا اعتدادهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفاتهم. قال: ورأى أن يعتبر قوله إلا فيما خالف فيه القياس الجليّ، وما أجمع عليه القياسيون من أنواعه، أو بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها، واتفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله التغوط في الماء الراكد، وتلك المسائل الشنيعة، وقوله: لا زنا في السُّنَّة المنصوص عليها، فخلافه في هذا ونحوه غير مُعتدّ به، لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه، والله أعلم" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "هذا أدل شيء على جهله بالكلام، فإن جماهيرهم ما فرقوا بين الذي في اللوح المحفوظ وبين الذي في المصاحف، فإن الحدث لازم عندهم لهذا ولهذا وإنما يقولون القائم بالذات المقدسة غير مخلوق، لأنه من علمه تعالى، والمنزل إلينا محدث، ويتلون قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] والقرآن كيفما تلي أو كتب أو سمع فهو وحي الله وتنزيله غير مخلوق" أ. هـ. • البداية والنهاية: "وقد كان من الفقهاء المشهورين، ولكن حصر نفسه بنفيه للقياس الصحيح، فضاق بذلك ذرعه في أماكن من الفقه، فلزمه القول بأشياء قطعية صار إليها بسبب اتباعه الظاهر الجرد من غير تفهم لمعنى النص، وقد اختلف الفقهاء القياسيون بعده في الاعتداد بخلافه. هل ينعقد الإجماع بدونه مع خلافه أم لا؟ على أقوال ... " أ. هـ.

1225 - الشاذلي

• لسان الميزان: "وقد ذكره ابن أبي حاتم فأجاد في ترجمته، فإنه قال: روى عن إسحاق الحنظلي، وجماعة من المحدثين، وتفقه للشافعي رحمه الله تعالى، ثم ترك ذلك، وتفقه القياس. وألف في الفقه على ذلك كتبا شذ فيها عن السلف، وابتدع طريقة هجره أكثر أهل العلم عليها، وهو مع ذلك صدوق في روايته ونقله واعتقاده، إلا أن رأيه أضعف الآراء، وأبعدها من طريق الفقه، وأكثرها شذوذا. ونقل وراق داود، عن أبي حاتم أنه قال في داود: ضال مضل، لا يلتفت إلى وساوسه وخطراته. وقال مسلمة بن قاسم: كان داود من أهل الكلام والحجة واستنباط لفقه الحديث، صاحب أوضاع، ثقة إن شاء الله تعالى. وقال النباتي في "الحافل"، بعد أن حكى قول الأزدي: لا يقنع برأيه ولا بمذهبه، تركوه. ماضر داود ترك تارك مذهبه أمن، ورائه فرأى كل أحد، ومذهبه متروك، إلا أن يعضده قرآن أو سنة، وداود بن علي، ثقة فاضل إمام من الأئمة، لم يذكره أحد بكذب ولا تدليس في الحديث، رحمه الله تعالى" أ. هـ. وفاته: سنة (270 هـ) سبعين ومائتين. 1225 - الشاذلي * النحوي: داود بن عمر بن إبراهيم الشاذلي (¬1) الإسكندري، أبو سليمان. من مشايخه: تاج الدين بن عطاء الله. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قرأت بخط الشيخ كمال الدين والد شيخنا الشمني: من الأئمة الراسخين، تفقه على مذهب مالك، له فنون عديدة، وتصانيف مفيدة، صحب الشيخ تاج الدين بن عطاء الله، وأخذ عنه طريق التصوف، وكان يتكلم على طريق القوم". أ. هـ • معجم المؤلفين: "صوفي، فقيه، نحوي بياني ... " أ. هـ. وفاته: سنة (733 هـ) ثلاث وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: مختصر التلقين للقاضي عبد الوهاب في الفقه، ومختصر الجمل للزجاجي، اللطيفة المرضية في شرح دعاء الشاذلية، وكتاب في المعاني والبيان وغير ذلك. 1226 - الأودني * المفسر: داود بن محمد بن موسى بن هارون الأودني، أبو سليمان. من مشايخه: والده وغيره. من تلامذته: عمر بن منصور البخاري وغيره. وفاته: سنة (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "فضائل القرآن"، و"ذكر ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 562)، معجم المؤلفين (1/ 701)، كشف الظنون (1/ 481 و 661)، إيضاح المكنون (1/ 557) و (2/ 133)، روضات الجنات (3/ 305)، شجرة النور (204). (¬1) الشاذلي: نسبة إلى الشاذلية، إحدى فرق الصوفية. * تاج التراجم (101)، الجواهر المضية (2/ 191)، هدية العارفين (1/ 359)، كف الظنون (2/ 1277)، معجم المؤلفين (1/ 702)، الأنساب (1/ 380)، الإكمال (1/ 149)، الطبقات السنية (3/ 231).

1227 - القنوجي

الصالحين" وغيرهما. 1227 - القِنوجي * المقرئ: داود بن محمد بن شهاب، ظهر الدين القنوجي (¬1). من مشايخه: ابن اللبان وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخ مدينة هراة في وقتنا مقرئ عالم صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (796 هـ)، وقيل: (797 هـ) ست، وقيل: سبع وتسعين وسبعمائة. 1228 - ابن نُصير الطائي * اللغوي: داود بن نُصير الطائي (¬2) الكوفي، أبو سليمان. من مشايخه: أبو حنيفة الإمام، والأعمش وغيرهما. من تلامذته: ابن عيينة، وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وثقه ابن معين. وفيه عن محارب بن دثار: لو كان داود الطائي في الأمم الماضية لقص الله علينا من خبره. عن أبي الربيع الأعرج قال: دخلت على داود الطائي ببيته بعد المغرب، فقرب إلي كسيرات يابسة، فعطشت، فقمت إلى دن فيه ماء حار، فقلت: رحمك الله لو اتخذت غير هذا يكون فيه الماء؟ فقال لي: إذا كنت لا أشرب إلا باردًا ولا آكل إلا طيبًا، ولا ألبس إلا لينًا، فما أبقيت لآخرتي؟ قال: قلت: أوصني، قال: صم الدنيا، واجعل إفطارك فيها الموت. وفر من الناس فرارك من السبع، وصاحب أهل التقوى إن صحبت، فإنهم أقل مؤونة وأحسن معونة، ولا تدع الجماعة حسبك هذا إن عملت به" أ. هـ. • الأنساب: "اشتغل بالعلم مدة ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة، وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها، إلى آخر عمره، وحكى عن سفيان بن عيينة أنه قال: كان داود الطائي ممن علم وفقه، وكان يختلف إلى أبي حنيفة رحمه الله حتى أنفد في ذلك الكلام، قال فأخذ حصاة فحذف بها إنسانًا، فقال له: يا أبا سليمان طال لسانك وطالت يدك! قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فأغرقها في الفرات، ثم أقبل على العبادة وتخلى ... " أ. هـ. • السير: "الإمام الفقيه القدوة الزاهد، كان ¬

_ * غاية النهاية (1/ 280). (¬1) القنوجي: نسبة إلى بليدة من الهند. انظر غاية النهاية. * تاريخ بغداد (8/ 347)، المنتظم (8/ 278)، وفيات الأعيان (2/ 259)، الكامل (6/ 50)، السير (7/ 422)، العبر (1/ 238)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة عشرة) ط. تدمري، الشذرات (2/ 284)، طبقات ابن سعد (6/ 367)، البداية والنهاية (10/ 145)، الجرح والتعديل (3/ 426)، الثقات لابن حبان (6/ 282)، حلية الأولياء (7/ 335)، وطبقات الصرفية للسلمي (85)، الأنساب (4/ 36)، صفة الصفوة (3/ 131)، تهذيب الكمال (8/ 455)، ميزان الاعتدال (3/ 35)، مرآة الجنان (1/ 272)، الوافي (13/ 495)، الجواهر المضية (2/ 194)، تهذيب التهذيب (3/ 176)، تقريب التهذيب (309)، الطبقات السنية (3/ 234). (¬2) في الأنساب: الطابي (بالباء).

1229 - ابن أبي طيبة

الثوري يعظمه ... ، وقال ابن المبارك هل الأمر إلا ما كان عليه داود، وقال أبو نُعيم: رأيت داود الطائي، وكان أفصح الناس، وأعلمهم بالعربية .. ومناقب داود كثيرة، كان رأسا في العلم والعمل، ولم يسمع بمثل جنازته حتى قيل: بات الناس ثلاث ليالٍ مخافة أن يفوتهم شهوده" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وما يُذكر من قصة لبس الخرقة، وأن داود الطائي صحب حبيبًا العجمي فمطأ، لم يصحبه، ولا عرفنا لداود رواحًا إلى البصرة ولا لحبيب قدومًا إلى الكوفة. ثم أبعد من ذلك قولهم: إن معروفًا الكرخي أخذها من داود، فما علمنا أن داود ومعروفًا اجتمعا ولا التقيا والله أعلم" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "الطائي، من كبار الزهاد، وهو ثقة بلا نزاع، وثقة ابن معين" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة فقيه زاهد" أ. هـ. فائدة، من أقواله: في الشذرات: "صم عن الدنيا، واجعل فطرك الموت، وفر من النَّاس فرارك من الأسد" أ. هـ. وفاته: في المنتظم ذكره ضمن وفيات سنة (165 هـ) خمس وستين ومائة. وفي العبر ضمن وفيات (162 هـ) اثنتين وستين ومائة. 1229 - ابن أبي طَيبة * النحوي، المقرئ: داود بن أبي طيبة هارون بن يزيد، أبو سليمان المصري، مولى آل عمر بن الخطاب. من مشايخه: ورش وهو من جلة أصحابه، وعلي بن كيسة وغيرهما. من تلامذته: ابنه عبد الرحمن، ومواس بن سهل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "وقد رآه بعض النَّاس في النوم فقال له: إلى ما صرت؟ قال: رحمني الله بتعليم القرآن" أ. هـ. * غاية النهاية: "ماهر محقق" أ. هـ. وفاته: سنة (223 هـ) ثلاث وعشرين ومائتين. 1230 - أبو سعد الأنباري * النحوي، اللغوي: داود بن الهيثم بن إسحاق بن البُهلول بن حسَّان بن سنان الأنباري التنوخي، أبو سعد. أحد أصحاب ابن السَّكيت ثم ثعلب. ولد: سنة (228 هـ) ثمان وعشرين ومائتين بالأنبار، وقيل: (229 هـ) تسع وعشرين ومائتين. من مشايخه: ابن السكيت، وثعلب، وعمر بن شَبّة وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن إسحاق الأزرق وجماعة. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 279)، معرفة القراء (1/ 182)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة والعشرون) ط. تدمري. * تاريخ بغداد (8/ 379)، المنتظم (13/ 274)، تاج التراجم (101)، معجم الأدباء (3/ 1283)، السير (14/ 483)، الوافي (13/ 496)، النجوم (3/ 221)، الجواهر المضية (2/ 196)، بغية الوعاة (1/ 563)، الطبقات السنية (3/ 239)، روضات الجنات (3/ 304)، الأعلام (2/ 335)، معجم المؤلفين (1/ 703)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 319 هـ) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 723).

1231 - السعدي

كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان نحويًّا لغويًّا حسن الكلام بالعروض واستخراج المعمى، وصنف كتبًا في اللغة والنحو على مذهب الكوفيين .. وكان يقول الشعر الجيد، ولقي من الأخبار وبين جماعة، منهم حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، حدثني عليّ بن المحسن عن أحمد بن يوسف الأزرق. قال: كان أبو سعد داود بن الهيثم كثير الحديث، كثير الحفظ للأخبار، والآداب، والنحو، واللغة والأشعار" أ. هـ وفاته: سنة (316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة، وعمره (88 سنة). من مصنفاته: له كتاب كبير في خلق الإنسان وغيره. 1231 - السَّعدي * النحوي: داود بن يزيد، أبو سليمان السعدي الغرناطي. من مشايخه: أبو الحسن بن الباذش، وأبو محمَّد بن عتاب وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن أبي زمنين، وأبو الحسن بن خروف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "بقية النحويين بالأندلس .. وكان له مشاركة في علم الحديث" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: بقية النحاة بالأندلس، الأستاذ الفاضل الورع الزاهد، صدر النحويين في عصره، وبقية الزهاد في دهره. روى عن ابن الباذش وأخذ عنه، ولازمه إلى أن مات، وكان أجل أصحابه وتصدر للإقراء في حياته، وكان يجله ويؤثره بطائفة من طلبته وكتب له إجازة طنّانة، وصفه فيها بالتحقيق وجلالة المرتبة في العربية ... وكان يقرئ العربية والأدب واللغة، ويستفتح مجلسه بأمِّ القرآن تبركًا ويسمع الحديث في رمضان بدلًا من كتب الأشعار. وكان غزير الدمعة، كثير الخشية عند قراءة القرآن والحديث، وكان يأكل الشعير، ولم يأكل لحمًا من الفتنة الأولى لأجل المغانم والمكاسب .. وكان آخر النحاة بغرناطة والزهاد بها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخسمائة. 1232 - دَحْمان المالقي * النحوي، المقرئ: دحمان بن عبد الرحمن بن القاسم بن دحمان بن عُثْمَان بن مطرِّف الأنصاري، المالقي أبو عامر. من مشايخه: أبو مروان بن مجير البكري وغيره. من تلامدته: ابنه أبو بكر عبد الرحمن وغيره. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 573) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 563)، الوافي (13/ 499)، البلغة (100)، وفيه اسمه: داود بن عبد الله السعدي. * بغية الوعاة (1/ 564)، غاية النهاية (1/ 380).

1233 - الجبي

1233 - الجُبِّي * المقرئ: دعوان بن عليّ بن حماد بن صدقة، أبو محمّد الجبي (¬1) البغدادي الضرير. ولد: سنة (463 هـ) ثلاث وستين وأربعمائة. من مشايخه: رزق الله التميمي، وعبد القاهر المكي وجماعة. من تلامذته: منصور بن أحمد الحُميلي، ومحمد بن محمد الحلي بن الكال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان متعبدًا للخلاف بين يديه، وحدث وأقرأ وانتفع به الناس، وكان ثقة دينًا، ذا تستر وصيانة وعفاف وطريق محمودة على سبيل السلف الصالح" أ. هـ. * مرآة الزمان: "كان صالحًا عفيفًا، على مذهب السلف سمع منه خلق كثير" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان من أعيان القراء ببغداد متميزًا بالقراءة بصيرًا بالعربية، حسن الطريقة والسمت ... " أ. هـ. * معرفة القراء: "أحكم الفقه، وأعاد لشيخه، وكان ذكيًا حافظًا، متصوفًا على طريقة السلف" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "حدث وأقرأ وأفاد الناس وكان يعيد الخلاف بين يدي أبي سعد شيخه، وكان خيرًا دينًا متصاوفًا على طريق السلف" أ. هـ. وفاته: سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة. 1234 - التفّتي * المقرئ: راشد بن عبد الله بن صالح التفّتي (¬2). كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "قرأ عليه خلق كثير ... كان يذكر أنه من ذرية معاذ ويغلط في ذلك فإن معاذًا لم يعقب ... ولم يكن لسانه يفتر" أ. هـ. وفاته: سنة (779 هـ) تسع وتسعين وسبعمائة. 1235 - الصُّميدي * المقرئ: رافع بن هِجْرِس بن محمَّد بن شافع بن نعمة بن محمَّد الجمال، أبو محمد، وقيل: أبو العلاء، الصميدي السلامي، الشافعي. ولد: سنة (669 هـ)، وقيل: (667 هـ) تسع وستين، وقيل: سبع وستين وستمائة. من مشايخه: محمَّد بن حسن الأربلي، والمسكين الأسمر وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 501)، غاية النهاية (1/ 280)، المنتظم (18/ 58)، معجم الأدباء (3/ 1291)، مرآة الزمان (8/ 196)، تذكرة الحفاظ (4/ 1294)، العبر (4/ 115)، تاريخ الإسلام (وفيات 542) ط. تدمري، عيون التواريخ (12/ 412)، نكت الهميان (150)، الشذرات (6/ 214)، الوافي (14/ 18)، ذيل على طبقات الحنابلة (1/ 212)، الأنساب (2/ 24)، المقصد الأرشد (1/ 385). (¬1) الجبي: نسبة إلى قرية بسواد بغداد عند العقر على طريق خراسان. انظر ذيل طبقات الحنابلة. * إنباء الغمر (1/ 252). (¬2) التفتي: وهي قرية بعجلون أ. هـ. من إنباء الغمر. * غاية النهاية (1/ 282) وفيه رافع بن هجرش، الوافي (14/ 71)، وفيه رافع بن هِجرس، الدرر (2/ 198) السير (17/ 431) ط- علوش.

1236 - البكري

من تلامذته: أبو محمد عبد الرحمن بن البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "الإمام المقرئ المحدِّث الفقيه الزاهد الخير ... الصوفي ... مات رحمه الله تعالى كهلًا" أ. هـ. * السير: "المقرئ المحدث الإمام الخيِّر، نزيل القاهرة، وشارك في الفضائل، وولي عقد الأنكحة، وسمع الكثير، وقرأ ونسخ وارتحل بولده الحافظ أبو المعالي، وكان خيرًا وقورًا، ساكنًا، جيد الفضيلة، مشهورًا" أ. هـ. * الدرر: "وقال ولده: ... كان محدثًا زاهدًا مقرئًا صالحًا مفننًا طارحًا للتكلف محبًا في الإيراد، أعاد ببعض المدارس ودرس وولي عقود الأنكحة" أ. هـ. وفاته: سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة عن نيف وخمسين سنة. 1236 - البَكْرِي * المفسر ربيع بن أنس البكري البصري، ثم الخراساني الحنفي. من مشايخه: أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وأبو العالية الرياحي وغيرهما. من تلامذته: سليمان التيمي، والأعمش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "سمعت أبي يقول: هو صدوق" أ. هـ. * السير: "عالم مرو في زمانه .. وقال ابن أبي داود: سجن بمرو ثلاثين سنة قلت -أي الذهبي- سجنه أبو مسهم تسعة أعوام، وتحيل ابن المبارك حتى دخل إليه فسمع منه ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال النسائي: ليس به بأس ... " أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال العجلي بصري صدوق، ... قلت -أي ابن حجر-: وقال ابن معين: كان يتشيع قنوط، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأنه في أحاديثه عنه اضطرابًا كثيرًا .. " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق له أوهام، ورُمي بالتشيع" أ. هـ. وفاته: سنة (139 هـ) تسع وثلاثين ومائة. من مصنفاته: له "تفسير القرآن" قال صاحب "معجم المفسرين": "قال صاحب تاريخ التراث العربي: يرجع أكثر هذا التفسير إلى أبي العالية (ت 90 هـ)، وقد استخدمه الطبري بالرواية الآتية: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس، ويبدو أن أجزاء كثيرة من هذا التفسير قد دخلت في تفسير الطبري، وذلك بواسطة النقول في التفاسير الأخرى، وأما الثعلبي في كتابه "الكشف والبيان" فيأخذ منه على أنه تفسير أبي ¬

_ * الثقات لابن حبان (6/ 300)، السير (6/ 169)، طبقات ابن سعد (7/ 369)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة / الرابعة عشرة) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 189)، تهذيب التهذيب (3/ 207)، تقريب التهذيب (318)، تهذيب الكمال (9/ 160)، الجرح والتعديل (3/ 454)، المعارف (236).

1237 - أبو يزيد الكوفي

العالية والربيع" أ. هـ. 1237 - أبو يزيد الكوفي * المقرئ: ربيع بن خُثَيم بن عائذ بن عبد الله بن موهوب، أبو يزيد الكوفي. من مشايخه: عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وغيره. من تلامذته: أبو زرعة بن عمرو بن جرير وغيره. كلام العلماء: * الجرح والتعديل: "عن الشعبي قال: الربيع بن خثيم كان من معادن الصدق". ثم قال: "عن يحي بن معين قال: الربيع بن خثيم ثقة لا يسأل عنه" أ. هـ. * السير: "كان يُعد من عقلاء الرجال .. وعن الشعبي قال: كان الربيع أورع أصحاب عبد الله .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عبدًا صالحًا جليلًا ثقة نبيلًا، كبير القدر" أ. هـ. * قلت: أما مناقبه ومآثره كثيرة أورد منها أبو نعيم في "الحلية"، والذهبي وغيرهما، ومن أراد المزيد فليراجع تلك المصادر وغيرها في معرفة فضل هذا التابعي .. * تهذيب التهذيب: "قال أبو حيان في الثقات أخباره في الزهد والعبادة أشهر من أن يحتاج إلى الأغراق في ذكره". وقال: "قال منذر والثوري: شهد مع علي صفين، ... وقال علقمة بن مرثد انتهى الزهد إلى ثمانية فأما الربيع فذكر شيئًا من حاله" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة عابد مخضرم ... قال له ابن مسعود: لو رآك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحبك" أ. هـ. وفاته: سنة (90 هـ) تسعين. 1238 - ربيع القَطّان * المفسر: ربيع بن سليمان بن عطاء الله القرشي النوفلي، أبو سليمان. ولد: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين. كلام العلماء فيه: * ترتيب المدارك: "كان ربيع من الفقهاء المعدودين والعُباد والمجتهدين، والنساك، أهل الورع والدين، كان عالمًا بالقرآن وقراءته، وتفسيره ومعانيه، حافظًا للحديث، عالمًا بمعانيه، وعلله ورجاله، وغريبه. معتنيًا بالمسائل والفقه، كانت له بجامع القيروان حلقة ... وكان عالمًا بالوثائق، حسن الخط، ... وكان عالمًا باللغة والنحو ... وكان يؤلف الخطب والرسائل، ويقول الشعر، وكان لسان أفريقية في زمانه في الزهد، والرقائق". ثم قال: "قال ابن أبي دليم: وكان من أهل ¬

_ * غاية النهاية (1/ 283)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة، وكرره في الطبقة التاسعة والعاشرة) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (6/ 182)، الثقات لابن حبان (4/ 224) , الجرح والتعديل (3/ 1 / 459)، جمهرة أنساب العرب (201)، حلية الأولياء (2/ 105)، الكامل (4/ 122) , السير (4/ 258)، تهذيب الكمال (9/ 70)، تذكرة الحفاظ (1/ 57)، الوافي (14/ 80)، تهذيب التهذيب (3/ 210)، تقريب التهذيب (319). * ترتيب المدارك (3/ 323)، رياض النفوس (2/ 323)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 176)، الأعلام (3/ 15)، شجرة النور الزكية (83)، معجم المفسرين (1/ 189).

الدراسة والاعتناء بالعلم والمسائل وحفظ الوثائق، ثم لزم الانقباض، والاشتغال بنفسه". وقال: "فقال ابن حارث: كان من أجل الحفظ والفهم، فقيهًا مفتيًا، حسن التصرف. نظرت في مذاهب الناس، وأهل النظر، مع الالتزام لمذهب مالك، وكان صاحبي في كل مجلس علم، وسماع، ومناظرة ... وانحرف عن كل ما كان عليه من التكلم في الرأي، وذهب إلى العلم الباطن والنسك والعبادة، وتلاوة القرآن، وتفهمه على طريق اهل الإرادة، وصار داعية إليه، فنفع الله به خلقًا كثيرًا .. ". ثم قال القاضي عياض في ترتيبه ذاكرًا جملة من براهينه وكراماته: "قيل لأبي الحسن القابسي: هل بلغك أن أحدًا اجتمع مع الخضر - عليه السلام -، قال: نعم، فذكر أنه كان يجتمع مع ربيع في غرفته. ثم قال: "قال بعضهم: كثيرًا ما كنت أغشى مجلس ربيع، أريد سؤاله عن أشياء تختلج في صدري، فأنصرف. فعلم ما اردت منه دون مسألة. وهذا خطر ببالي يومًا من بعض كرامات الصالحين، ما هالني واستعظمته. فنظر إلي وقال: قالوا أتعجبن من أمر الله. وقال: حكى ابن يوسف -وكان مختصًا به- عنه، قال: كنت أمشي وحدي في خلاء من الأرض، وبين يدي جبل، فوقع في قلبي شيء من القرب إلى الله تعالى. فخشيت أن تكون نفسي سخرت. وأنه ليس من الحق. فقلت: اللهم أن كان هذا شيئًا من قبلك، فأرني برهانه، لئلا أشك فيه لتطمئن إليه نفسي. فنظرت إليه، فإذا الجبل كله ذهب، يلوح. فنظرت إليه، ثم أعرضت عنه. وقال إبراهيم بن مسرور: وفي سري الحاجة ضقت بها. فبينما أنا نائم أقبل إلى شخص عليه بردة، ورائحة طيبة. فقال: ما لك ضقت لحاجتك. اذهب إلى الوالي، فإنه يجريها الله على يديه. قلت: ومن الوالي؟ قال: الوالي كما ذكرت لك. فكررت عليه. فقال: هو ربيع القطان، فاذهب إليه، وبشره بالولاية. فأتاه فبشره. فقال له ربيع: أما علمت يا أخي أن المؤمنين كلهم أولياء الله". ثم ذكر في الترتيب بقية أخباره ووفاته فقال: "وكان ربيع رحمه الله تعالى، ممن عقد الخروج لغزو الروافض. وجد في ذلك، كما قدمناه، في أخبار الممسي، فقتل شهيدًا، رحمه الله تعالى، في وادي المالح، في حصار المهدية، لسنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. وكان أبو علي بن الكاتب العابد، يقول: ما رأيت ربيعًا قط إلا ورأيت دم الشهادة يلوح على وجهه. قال القابسي: وكانت رغبة بني عبيد ورجالهم أخذ ربيع حيًّا، ليشفوا من نفوسهم. فلما لقوه في القتال، أقبل وهو يطعن فيهم، ويضرب وهم يتوقفون عنه، رجاء أخذه. فلما أثخنهم بالضرب حملوا عليه، فقتلوه. وأخذوا رأسه، ومضوا به إلى إمامهم، فطيف برأسه. قال بعضهم: رأيت السيف يثخن فيه، وهو يقول: قد وهن المشركون يقتلون المؤمنين. وما ولى دابرًا حتى قتل" أ. هـ. * رياض النفوس: "كان حافظًا لكتاب الله عز

1239 - أبو سليمان القرطبي

وجل، قارئًا له بالروايات عالمًا بتفسيره ومعانيه وغريبه، حافظًا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عالمًا بمعانيه وعلله وغريبه وأسماء رجاله وكناهم وقويهم من ضعيفهم، سمع ممن صحب سحنون ومن غيرهم وسمع بمصر ومكة، مات شهيدًا في قتال بني عبيد، كان في أول عمره شديد الطلب للعلم، كثير الحرص فلما تفقه أقبل على العبادة وترك دراسة العلم وأكثر الناس فيه الأقاويل" أ. هـ. * شجرة النور: "الإمام الفقيه الجامع بين العلم والعمل المتفنن لسان إفريقية في رقته في الزهد والرقائق والأدب والشعر" أ. هـ. * الأعلام: "زاهد من الكتاب، العلماء بالتفسير والحديث والوثائق، من أهل القيروان، كان له حانوت يبيع فيه القطن ويأتيه إليه الناس يسألونه في بعض العلوم، وحج سنة (324 هـ) فلما عاد انصرف إلى علم "الباطن" والنسك والعبادة فكانت له حلقة في جامع القيروان يجتمع إليه فيها أهل طريقته، قال القاضي عياض، شعره كثير وخطبه من رسائله كثيرة معقدة مشطحة على طرائق كلام الصوفية ورموزهم، ثم كان ممن خرج لنصره مخلد بن كيداد على العبيديين فقتل شهيدًا في حصار المهدية" أ. هـ. من أقواله: ترتيب المدارك: "الدنيا أمل ووجل، والآخرة جزاء وعمل، ومتوسط بينهما أجل". وفاته: سنة (333 هـ)، وقيل: (334 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وثلاثمائة. 1239 - أبو سليمان القرطبي * اللغوي: ربيع بن أبي الحسين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع، الأشعري، القرطبي، أبو سليمان. ولد: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر غالب بن أبي القاسم الشراط، وابن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان رجلًا صالحًا، عدلًا في أحكامه بنية القدر والبيت، حدِّث بيسير" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قاضي قرطبة ... وكان بارعًا في اللغة، عارفًا بالحديث والأدب" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير وابن عبد الملك: كان حافظًا للغة ذاكرًا للآداب محدثًا مكثرًا صالحًا نزهًا ضابطًا متقنًا ... وولي قضاء قرطبة وكان وجيهًا ببلده من ذوي البيوت الشهيرة بالفضل" أ. هـ. وفاته: سنة (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. 1240 - الذِّماري * اللغوي: ربيعة بن الحسن بن علي بن عبد الله بن ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 566)، تاريخ الإسلام (وفيات 633) ط. بشار، تكملة الصلة (1/ 323). * العبر (5/ 31)، تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. بشار، التكملة لوفيات النقلة (2/ 251)، تذكرة الحفاظ (4/ 1393)، السير (22/ 14)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 501)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 144)، النجوم (6/ 207)، بغية الوعاة (1/ 566)، الشذرات (7/ 69).

يحيى بن نزار اليمني الحضرمي الصنعاني الذماري، أبو نزار. ولد: سنة (525 هـ) خمس وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: محمَّد بن عبد الله بن حماد، وأبو المطهر القاسم بن الفضل الصيلاني وغيرهما. من تلامذته: البرزالي، والمنذري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "كانت أصوله أكثر ما باليمن، وهو أحد من لقيته ممن يفهم بهذا الشأن، وكان عارفًا باللغة معرفة حسنة كثير التلاوة للقرآن كثير التعبد والانفراد" أ. هـ. * السير: "قال عمر بن الحاجب: كان أبو نزار إمامًا عالمًا حافظًا ثقة أديبًا شاعرًا، حسن الخط ذا دين وورع، مولده بشبام من قرى حضرموت .... " أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "كان فقيهًا صالحًا عارفًا باللغة كثير التلاوة والعبادة أديبًا شاعرًا حسن الخط" أ. هـ. لجرائم والآثام وبنائه المذهب على التأويلات الهوائية الفاسدة من غير دليل مع أن أوّل مراتب الإلحاد كما استفاضت عليه الكلمة فتح باب التأويل ممَّا ليس لأحد من المتدربين لكلماته عليه نقاب، ولا لأحد من المتأملين في تصنيفاته موضع تأمل وارتياب. إلا أنّه سامحه الله تبارك وتعالى فيما أفاد، لما كان أول من جلب قلبه إلى تمشية هذا المراد، وسلب لبَّه على محبة أهل بيت نبيَّه الأمجاد، ولم يكن من المقلدة الذين هم يمشون على أثر ما يسمعونه، ويقبلون من المشايخ كلما يدعونه، ولا يستكشفون عن حقيقة ما يشرعونه، ويكونون بمنزلة عبدة الأصنام الذين اتبعوا أسلافهم المستقبلين إليها في عبادتهم من غير بصيرة لهم، بأن ذلك العمل من أولئك إنما كان لتذكّر عبادات من كان على صور تلك الأصنام من قدمائهم المتعبدين كما ورد عليه نص المعصوم - صلى الله عليه وسلم - فمن المحتمل الرَّاجح إذن في نظر من تأمل أن يكون هو الناجي المهدي إلى سبيل المعرفة بحقوق أهل البيت عليهم السلام ومقلِّدوه مقلدون بسلاسل النّقمة على كل ما لهجوا به عليه في حق أولئك من كيت وكيت. وإن احتمل أن يكون بروز نائرة هذه الفتنة النَّائمة من لدن تعرض روابي التفسير المنسوب إلى الإمام - رضي الله عنه - لوضع ذلك من البدو إلى الختام على حسب المرام أو من زمن شيوع تفسير قرأت بن إبراهيم الكوفي، أم وقوع تفصيل فارس بن حاتم القزويني الصوفي على أيدي الأنام، بل من آونة انتشار المفضَّل بن عمر وجابر بن يزيد الجعفيين بين هذه الطائفة وتدوين طائفة منها في "بصائر الضَّفَّار" و"مجالس الشيخ" و"كشف الغمَّة" و"خرائج الرَّاوندي" و"فضائل شاذان" وولده وسائر كتب المناقب والفضائل العربية والفارسية وتفاسير المرتفعين والأخبارية. وأن يكون أول من تكلَّم بهذه الخطابيات المنطبعة في قلوب العوام بالنسبة إلى أهل البيت عليهم السلام أيضًا هم أمثال أولئك أو من نظائر أبي الحسين بن البطريق الأسدي في كتاب عمدته وخصائصه والسيد الرَّضي ورضى الدين بن طاوس وبعض فضلاء البحرين وقم المطهّر في

جملة من كتبهم ثم إن يكون كل من جاء على أثر هذا المذهب وأشرب في قلوبهم الملائمة لهذا المشرب زاد في الطنبور نغمة وهتك عصمة ورفع وقعًا وأبرع وضعًا وجمع جمعًا وأسمع سمعًا وأراق عارًا وأظهر شنارًا وردّ على فقيه من فقهاء الشيعة وهدّ سدًّا من سنون الشريعة إلى أن انتهت النَّوبة إلى هذا الرَّجل فكتب في ذلك كتابًا وفتح أبوابًا وكشف نقابًا وخلّف أصحابًا فسمّى اتباعهم المقلِّدة له في ذلك بالكشفية. لزعمهم الاطّلاع على الأسارير المخفيِّة، ثم اتباع أتباعهم الذين آلت معاملة التأويل في هذه الأواخر. وهم في الحقيقة أعمهون بكثير من غلاة زمن الصدوقين في قم الذين كانوا ينسبون الفقهاء الأجلّة إلى التقصير بسمة الشيخية والبشت سرية، من اللغات الفارسية لنسبتهم إلى الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتقدم ذكره وترجمته، وكان هو يصلي الجماعة بقومه خلف الحضرة المقدسة الحسينية في الحائر الشريف، بخلاف المنكرين على طريقته من فقهاء تلك البقعة المباركة، فأنهم كانوا يصلونها من قبل رأس الإمام - رضي الله عنه - ولهذا يسمون عند أولئك بالبالاسريَّة. ولا يذهب عليك عبّ ما ذكرته لك كله أن منزلة ذلك الشيخ المقدِّم من هذه المقلّدة الغاوية المغوية، إنما هي منزلة العلوج الثلاثة الذين ادعوا النصرانية وأفسدوها بإظهارهم البدع الثلاث من بعد أن عرج بنبيهم المسيح بن مريم - صلى الله عليه وسلم -، كيف لا وقد ارتفع بهذه المقلدة المتمردة، والله، الأمان في هذه الأزمان، ووهنت بقوتهم أركان الشريعة والإيمان، بل حداهم خذلان الله، وضعف سلسلة العلماء، إلى أن ادعوا البابية والنيابية الخاصَّة عن مولانا الحجة صاحب العصر والزمان - رضي الله عنه -، وظهر فيهم من أظهر التحدي فيما أتى به من الكلمات الملحونة على أهل البيان، ووسم أقاويله الكاذبة ومن خرفاته الباطلة والعياذ بالله تبارك وتعالى بوسمة الصحيفة والقرآن، بل لم يكتف بكل ذلك حتى أنه طالب المجتهدين الأجلَّة بأن يتعرضوا لمثل هذا الإتيان ويظهروا من نظاير ذلك التبيان، ويبارزوا معه ميدان المبارزة لدى جماعة الأجامرة والنّسوان. مع أن على كلّ ما انتحله من الباطل، أم أولعه من الفاسد العاطل، وصمة من وصمات الملعنة، والخروج عن الإسلام إلى دين جديد، مضافًا إلى ما انكشف من تعومه وسفهه عن الحق لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وما انحسر عنه من أكاذيبه الواضحة فيما أخبر به من ظهور نور الحق في ما سلف عنا من قرب هذا الزمان، ثم اعتذر عنه لما أن ظهر كذبه الصريح بإمكاني وقوع البدأ فيما أحى إليه من جهة الشيطان. ونحن فقد بذلنا الجهد حسب الوسع، والطَّاقة بمعونة صاحب القريعة في إطفاء نائرته وإخفائ دائرته، وتفضيح اتباعه جرة الملاعين، وتضييع أشياعه الكفرة بالأدلة والبراهين، إلى أن أعلنت والحمد لله كلمة الحق عليه وعلى أتباعه ودارت عليهم دائرة السَّوء التي لا تدع إن شاء الله تعالى شيئًا من شعبه وأفراعه وصار من رهائن بعض القلاع القاسية عن المسلمين بأمر سلطانهم المسخَّر له وجوه الممالك الواسعة من الطَّول والعرض، فصدق عليه: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}. ثم قتل في بلدة تبريز المحروسة مع رجل آخر من أتباعه بهجوم صف من الجند المؤيّد عليهما بتفنجاتهم العادية بل القيت جثته الخبيثة عند

1241 - أبو محمد التميمي

الكلاب العاوية فأكلن السمكة حتى رأسها ولم يخفن في ذلك بأسها، ومع هذا كله بقي جماعة من بعده يفسدون في الأرض ويعدون في عدَّة، وينتظرون الفرصة، لزمان الإضلال، وظهور فتنة الدجال، مثل جماعة انتظروا ظهور الحلّاج من بعد صلبه وحرقه، وانتشار رماده في دجلة بغداد والله لا يحب الفساد" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث مفسر، شاعر، من غلاة فقهاء الشيعة الإمامية، نسبته إلى قرية (بُرْس) بين الحلة والكوفة" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (318 هـ) ثمان عشرة وثلثمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة الإخلاص"، و"الدر الثمين في ذكر خمسمائة آية نزلت في شأن أمير المؤمنين" و"مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين". 1241 - أبو محمد التميمي * اللغوي، المفسر المقرئ: رزق الله ابن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الحارث بن سليمان الأسود، أبو محمد التميمي، البغدادي الحنبلي. ولد: سنة (400 هـ)، وقيل: (396 هـ) أربعمائة، وقيل: ست وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن الحمامي، وأبو القاسم عبد الله بن محمَّد الخفاف وغيرهما من تلامذته: أبو علي بن أبي سكرة الصدفي، ومحمد بن الخضر المحولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان قد اجتمع للتميمي القرآن والفقه والحديث والأدب والوعظ، وكان جميل الصورة فوقع له القبول بين الخواص والعوام وجعله الخليفة رسولًا إلى السلطان في مهام الدولة وله الحلقة في الفقه والفتوى والوعظ بجامع المنصور ... وقال ابن عقيل: كان سيد الجماعة من أصحاب أحمد يمنًا ورياسة وحشمة أبو محمد التميمي، وكان أحلى الناس عبارة في النظر وأجرأهم قلمًا في الفتيا وأحسنهم وعظًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "المقرئ الفقيه الواعظ ... وكان إمامًا مقرئًا فقيهًا محدثًا واعظًا أصوليًا مفسرًا لغويًّا فرضيًا كبير الشأن وافر الحرمة" أ. هـ. * السير: "قال السمعاني: هو فقيه الحنابلة وإمامهم ... وعمر حتى قصد من كل جانب، وكان مجلسه جم الفوائد كان يجلس في حلقة له بجامع المنصور للوعظ والفتوى، وكان فصيح اللسان". وقال: "وقال أبو زكريا بن مُندة: سمعت أبا محمد رزق الله الحنبلي بأصبهان يقول: أدركت من أصحاب ابن مجاهد واحدًا يقال له أبو القاسم ¬

_ * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (116)، الوافي (14/ 112)، السير (18/ 609)، غاية النهاية (1/ 284)، المنتظم (17/ 19)، معجم الأدباء (3/ 1304)، معجم القراء (1/ 441)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 77)، الإكمال (1/ 109)، الكامل (10/ 253)، تذكرة الحفاظ (4/ 1208)، العبر (3/ 320)، البداية والنهاية (12/ 160)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 177)، التاج المكلل (189)، تاريخ الإسلام (وفيات 488) ط. تدمري مذهب أهل التفويض (57).

1242 - القنوجي

عبيد الله بن محمَّد الخفَّاف. قرأتُ عليه سورة البقرة، وقرأها على ابن مجاهد، وأدركت أيضًا أبا القاسم عمر بن تعويذ من أصحاب الشِّبلي وسمعته يقول: رأيت أبا بكر الشبلي وقد اجتاز على بقَّال يُنادي على البقل: يا صائم من كل الألوان. فلم يزل يكررها ويبكي، ثم أنشأ يقول: خليلَيَّ إنْ دَامَ هَمُّ النُّفوسِ ... على ما أراهُ سَريعًا قتَلْ فَيا سَاقِيَ القَوْمِ لا تنْسَني ... ويَا ربَّةُ الخِدْر غنِّي رَمَلْ لقد كانَ شيءٌ يُسمَّى السُّرورُ ... قديمًا سَمِعْنا به ما فَعَلْ؟ قال أبو علي الصَّدفي: قرأت على رزق الله التميمي برواية قالون ختمةً، وكان كبير بغداد وجليلها، وكان يقول: كلُّ الطوائف تدعيني. وسمعته يقول: يَقبُح بكم أن تستفيدوا منا، فلا ثم تذكرونا تترحَّموا علينا. رحمه الله". ثم قال: "قال السلفي: سألت المؤتمن عن رزق الله، فقال: هو الإمام عِلمًا ونفسًا وأبُوَّة، وما يذكر عنه، فتحَامُل من أعدائه. وقال أبو عامر العَبْدري: كان أبو محمد ظريفًا لطيفًا، كثير الحكايات والمُلح، ما أعلم منه إلا خيرًا. وقال ابن ناصر: ما رأيت شيخًا ابن سبعٍ وثمانين سنة أحسنَ سمتًا وهديًا واستقامة قامةٍ منه، ولا أحسن كلامًا، ولا أظرف وعظًا، وأسرع جوابًا منه. فلقد كان جمالًا للإسلام -كما لُقِّب- وفخرًا لأهل العراق خاصةً، ولجميع البلاد عامة، ما رأينا مثله، وكان مُقَدِّمًا وهو ابن عشرين سنةً، فكيف اليوم؟ وكان ذا قدرٍ رفيعٍ عند الخُلفاء" أ. هـ. * قلت: وإليك ما قاله مؤلف كتاب "مذهب أهل التفويض" أحمد بن عبد الرحمن القاضي، حين الكلام في الصراع بين السلف والأشاعرة، وخاصة بين الحنابلة والأشعرية: "وكان بين الأشاعرة في بغداد وبين (التميميين) -وأشهرهم صاحب الترجمة- من الحنابلة تقارب بسبب تساهل التميميين في إثبات الصفات الخبرية. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: (وأما التميميون كأبي الحسن وابن أبي الفضل وابن رزق الله فهم أبعد عن الإثبات، وأقرب إلى موافقة غيرهم، وألين لهم، ولهذا تتبعهم الصوفية، ويميل إليهم فضلاء الأشعريةكالباقلاني والبيهقي، فإن عقيدة أحمد التي كتبها أبو الفضل هي التي اعتمدها البهيقي، مع أن القوم ماشون على السنة)) (¬1) أ. هـ. وفاته: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. 1242 - القَنْوجي * المفسر: رستم بن علي بن علي أصغر القنوجي، الحنفي، الهندي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الحنفية، من أهل الهند" أ. هـ. وفاته: سنة (1178 هـ) ثمان وسبعين ومائة وألف. ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى "لابن تيمية": (6/ 53). * معجم المفسرين (1/ 190)، هدية العارفين (1/ 367)، إيضاح المكنون (1/ 354)، معجم المؤلفين (1/ 714).

1243 - التباني

من مصنفاته: "الجامع الصغير في التفسير". 1243 - التَّبَّاني * اللغوي: رسولا بن أحمد بن يوسف بن طوع رسلان الثِّيري، جلال الدين التباني، وقيل: جلال الحنفي. من مشايخه: أخذ النحو عن الشيخ جمال الدين بن هشام، والشيخ بدر الدين ابن أم قاسم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان بارع في العربية" أ. هـ. * تاريخ ابن قاضي شهبة: "انتصب للإشتغال والفتوى والإفادة من مدة طويلة ... كان من أهل الصيانة والدين" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان حسن العقيدة شديدًا على الإلحادية والمبتدعة محبًا للسنة انتهت إليه رئاسة الحنفية في زمانه" أ. هـ. * الشذرات: "انتهت إليه رئاسة الحنفية، وعرض عليه القضاء مرارًا فامتنع وأصرَّ على الامتناع" أ. هـ. * البدر الطالع -وهو يتحدث عن مصنفاته-: "وآخر في أن الإيمان يزيد وينقص وكان محبًا للحديث حسن الاعتقاد شديدًا على الاتحادية والمبتدعة .. " أ. هـ. وفاته: في (13) رجب سنة (793 هـ) ثلاث وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "قطعة على تلخيص المفتاح"، و"رسالة في زيادة الإيمان ونقصانه". 1244 - ابن ما شاءَ الله * المقرئ: رشا بن نظيف بن ما شاء الله، أبو الحسن الدمشقي. ولد: في حدود سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مشايخه: علي بن داود الداراني وغيره. من تلامذته: عبد العزيز الكتاني، وعلي بن الحسين بن صصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تبيين كذب المفتري: "كان ثقة، مأمون قضي على سواد وأمر جميل ... انتهت إليه الرياسة في قراءة ابن عامر رحمه الله" أ. هـ. * معرفة القراء: "قال الكتاني: كان ثقة مأمونًا، انتهت إليه الرياسة في قراءة ابن عامر" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة حاذق أستاذ" أ. هـ. وفاته: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. 1245 - رشيد الكردي * المفسر: رشيد بن حسن آغا، المشهور بحمكا الكردي. ¬

_ * تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 401)، إنباء الغمر (3/ 87)، النجوم (12/ 123)، بغية الوعاة (1/ 488)، تاريخ التراجم (79)، الشذرات (8/ 561)، معجم المؤلفين (1/ 713، 500)، البدر الطالع (1/ 186)، روضات الجنات (2/ 238). * غاية النهاية (1/ 284)، معرفة القراء (1/ 401)، تبين كذب المفتري (260)، الشذرات (5/ 194)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 324)، تاريخ الإسلام (وفيات 444) ط. تدمري، مختصر تاريخ دمشق (8/ 324)، تاريخ دمشق (18/ 148)، العبر (3/ 206). * تاريخ علماء بغداد (200).

1246 - رشيد عطية

من مشايخه: العلامة المولوي غلام رسول الهندي، والعلامة محمود شكري الألوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء بغداد: "كان سلفي العقيدة لا يميل إلى التأويل ومن أشد الناس على البدع والخرافات لا تأخذه في الله لومة لائم" أ. هـ. وفاته: سنة (1374 هـ) أربع وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له "تفسير القرآن الكريم". 1246 - رشيد عطية * اللغوي: رشيد بن شاهين بن أسعد عطية اللبناني الأديب. ولد: سنة (1299 هـ) تسع وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب لغوي، من كبار الكتاب صحفي، مدرس، نعته صيرح بشيخ الصحافة ومعلم اللغة العربية في البرازيل، ولد وتعلم في سوق الغرب (بلبنان)، ودرس في المدرسة البطريركية" أ. هـ. * قلت: وهو نصراني. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الإعراب عن قواعد لغة الإعراب"، "أقرب الرسائل في إنشاء الرسائل" وغير ذلك. 1247 - الشَرْتَوني * اللغوي: رشيد بن عبد الله بن ميخائيل بن إلياس بن الخوري، شاهين الرامي. ولد: سنة (1281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب نسبته إلى (شرتون) من قرى لبنان، ولد بها، وتعلم بكسروان، وأحسن السريانية والفرنسية ودرّس الآداب العربية في الكلية اليسوعية ببيروت (23 سنة) ومات ببيروت" أ. هـ. وفاته: سنة (1324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تمرين الطلاب في التصريف والإعراب" و"مبادئ العربية" وترجم عن الفرنسية "تاريخ لبنان" للأب فرتين اليسوعي. 1248 - الهمَذَاني * المفسر: رضا بن محمَّد أمين الهمذاني. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر متكلم من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. ¬

_ * الأعلام (3/ 23)، معجم المطبوعات لسركيس (1340)، معجم المؤلفين (1/ 717). * الأعلام (3/ 24)، معجم المؤلفين (2/ 716)، معجم المطبوعات لسركيس (1111). * معجم المفسرين (1/ 190)، معجم المؤلفين (1/ 719)، أعيان الشيعة (32/ 46)، إيضاح المكنون (1/ 454).

1249 - أبو الرضا العقبي

وفاته: سنة (1247 هـ) سبع وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم"، و"مفتاح النبوة في إثبات النبوة الخاصة". 1249 - أبو الرضا العقبي * المقرئ: رضوان بن محمَّد بن يوسف بن سلامة ابن البهاء بن سعيد الزين العقبي ثم القاهري الصحراوي الشافعي. المستقلي، البارع، مفيد القاهرة، أبو النعيم، وأبو الرضا. ولد: سنة (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. من مشايخه: النور أبي الحسن علي الدميري المالكي (أخو بهرام)، والفخر البلبيسي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان خيرًا دينًا ساكنًا بطيء الحركة ربض الخلق صادق اللهجة غزير المروة متواضعًا منطرح النفس وقورًا بسامًا مهيبًا بهيًا نير الشيبة حسن السمت كثير التلاوة والعبادة غاية في النصح سليم الباطن محبًا في الحديث وأهله، سمحًا بارعًا كتبه وأجزاءه منجمعًا عن الناس قانعًا بالقليل عديم النظير على طريقة السلف، قل أن ترى العيون في مجموعة مثله" أ. هـ. * التبر المسبوك: "وولي شيخ مشيخة الإسماع بالشيخونة بعد الزين الزركشي والخدمة بالأشرفية ... " أ. هـ. وفاته: سنة (852 هـ) اثنتين وخمسين وثمانمائة. 1250 - الشَّيرازِي * المفسر رضي الدين بن محمَّد بن الحسيني الشيرازي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "محدث مفسر، من فقهاء الشيعة الإمامية، أقام بأصفهان وحدَّث ودرس بها" أ. هـ. وفاته: سنة (1112 هـ) اثنتي عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: له تفسير القرآن؟ 1251 - رفيع الأَزْبَكي * النحوي، اللغوي: رفغ الأزبكي النقشبندي (¬1)، نزيل دمشق. من مشايخه: الشيخ محمَّد البخلي وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "قدم دمشق مع شيخه الأستاذ الشيخ محمَّد البخلي، وكان إمامًا وكان من ¬

_ * التبر المسبوك (238)، نظم العقيان (112)، الضوء اللامع (3/ 226)، وجيز الكلام (2/ 624)، شذرات الذهب (9/ 401)، الأعلام (3/ 27)، معجم المؤلفين (1/ 721). * معجم المفسرين (1/ 190)، أعيان الشيعة (32/ 109)، معجم المؤلفين (1/ 722). * سلك الدرر (2/ 116). (¬1) النقشبندية: هي أحد طرق الصوفية المشهورة.

1252 - دماذ

العلماء الأجلاء، فصيح العبارة ماهرًا بالعربية عالمًا بالنحو والمنطق والصرف والحكمة والصف والأوفاق، وله حسن حظ وتصرف في مثل الجنون واللوقة والسوداء، ماهرًا في غالب الفنون مكتسبًا للآداب محشمًا ورعًا صدوقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1132 هـ) اثنتين وثلاثين ومائة وألف. 1252 - دَماذ * النحوي، اللغوي: رفيع بن سلمة، المعروف بدَماذ، ومعناه العسيلة. من مشايخه: أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره. من تلامذته: المازني وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة "كان كاتب أبي عبيدة في الأخبار، وكان من أوثق الناس عن أبي عبيدة في الأخبار، وكان أبو حاتم إذا ذكروا في شيء منها قال: عليكم بذاك الشيخ -يعني أبا غسان" أ. هـ. * الوافي: "وكان شاعرًا هجَّاءً خبيث اللسان فلما أسن أنكر ما هجا به الناس" أ. هـ. * البلغة: "وكان كاتب أبي عبيدة، وأوثق الناس به"أ. هـ. 1253 - أبو العالية * المفسر المقرئ: رُفيع بن مهران، أبو العالية الرياحي البصري، كان مولى لامرأة من بني رياح بن يربوع، ثم من بني تميم. من مشايخه: عمر، وعلي، وابن مسعود، وعائشة، وأبيُّ رضي الله عنهم، وغيرهم. من تلامذته: شعيب بن الحَبْحَاب، والأعمش، والربيع بن أنس، وأبو عمرو بن العلاء وخلق كثير. كلام العلماء فيه: * حلية الأولياء: "قال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه، فأتفقد صلاته، فإن وجدته يحسنها أقمت عليه، وأن أجده يضيعها رحلت ولم أسمع منه، وقلت: هو لما سواها أضيع" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "ذكره أبي عن إسحاق بن ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 568)، البلغة (100)، الوافي (14/ 139)، إنباه الرواة (2/ 5)، الفهرست لابن النديم (60). * طبقات ابن سعد (7/ 112)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 326)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 510)، حلية الأولياء (2/ 207)، تاريخ دمشق (18/ 159)، بغية الطلب (8/ 3679)، السير (4/ 207)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (3/ 81)، معرفة القراء (1/ 60)، العبر (1/ 108)، غاية النهاية (1/ 284)، الإصابة (2740)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 178)، الشذرات (1/ 367)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 326)، معجم المفسرين (1/ 191)، تهذيب الكمال (9/ 214)، تهذيب التهذيب (3/ 253)، تقريب التهذيب (328)، ذكر أخبار أصبهان (1/ 314)، الكامل (4/ 548)، الثقات لابن حبان (4/ 239)، الوافي (14/ 138)، طبقات الحفاظ (22).

1254 - رمسيس جرجس

منصور عن يحيى بن معين: قال رفيع أبو العالية ثقة، حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن أبي العالية رفيع فقال: بصري ثقة" أ. هـ. * الطبقات لابن سعد: "قال أبو خِلدة: قال أبو العالية: لما كان زمان علي ومعاوية وإني لشاب القتال أحب إلي من الطعام الطيب، فتجهزت بجهاز حَسَن حتى أتيتهم فإذا صفان ما يُرى طرفهما، إذا كبر هؤلاء، كبر هؤلاء وإذا هلَّل هؤلاء، هلَّل هؤلاء، فراجعت نفسي فقلت: أي الفريقين: أنزله كافرًا، ومن أكرهني على هذا، فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال عاصم الأحول: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام وتركهم". وقال: "قال أبو خلدة: ذكر الحسن لأبي العالية فقال: رجل مسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأدركنا الخير وتعلمنا قبل أن يولد الحسن" أ. هـ. * السير: "قال أبو العالية: "كان ابن عباس يرفعني على السرير وقريش اسفل من السرير فتغامزت بي قريش، فقال ابن عباس: هكذا العلم يزيد الشريف شرقًا ويجلس المملوك على الأسرة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال العجلي: تابعي ثقة، من كبار التابعين، ويقال أنه لم يسمع من علي، وإنما يرسل عنه، وعن أبي خلدة عنه قال: رحم الله الحسن، قد سمعت العلم قبل أن يولد. وروى أبو أحمد الحاكم عن أبي خلدة قال: قلت لأبي العالية: أدركت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا .. جئت بعد سنتين أو ثلاث" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة، كثير الارسال" أ. هـ. * الشذرات: "قال الأصمعي: كان أبو العالية ومكحول -أي مكحول الأزدي- جميلين، وكان مَزَّاحًا، وقال مسلم بن إبراهيم: سألت أبو العالية عن قتل الدَّرِّ فجمع منهن شيئًا كثيرًا، وقال: مساكين ما أكيسهن، ثم قتلهن وضحك" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "أنه كان يقول: أنتم أكثر صلاة وصيامًا ممن كان قبلكم، ولكن الكذب جرى على ألسنتكم" أ. هـ. وفاته: سنة (93 هـ) ثلاث وتسعين، وقيل: (90 هـ) تسعين، وقيل: (96 هـ) ست وتسعين. 1254 - رمسيس جرجس * النحوي، اللغوي: رمسيس جرجس. ولد: سنة (1312 هـ) اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "طبيب مصري من أعضاء مجمع اللغة العربية بها، له تسعة معاجم في اللغة والمصطلحات ما زالت مخطوطة، وفي المجمع دراست له محفوظة، مخطوطة مولده ووفاته بالقاهرة" أ. هـ. قلت: وهو نصراني. وفاته: سنة (1379 هـ) تسع وسبعين وثلثمائة وألف. من مصنفاته: له تسعة معاجم في اللغة ¬

_ * الأعلام (1/ 32)، معجم المؤلفين (1/ 725).

1255 - رؤبة بن العجاج

والمصطلحات. 1255 - رُؤْبَة بن العجَّاج * اللغوي: رُؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة بن أسد بن صخر ابن كثيف بن عميرة التميمي، أبو الجحاف، أو أبو محمد السعدي. من مشايخه: والده، والنسابة البكري وغيرهما. من تلامذته: يحيى بن سعيد القطان، والنضر بن شُميل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان رؤبة يأكل الفأر؛ فعوتب في ذلك فقال هي أنظف من دواجنكم ودجاجكم اللاتي يأكلن العذرة، وهل يأكل الفأر إلا نقي البر أو لباب الطعام" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال يحيى القطان: أما أنه لم يكذب" أ. هـ. * السير: "كان رأسًا في اللغة، وكان أبوه قد سمع من أبي هريرة" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال النسائي رؤبة ليس بالقوي. وقد علق عنه البخاري في بدأ الخلق شيئًا ... وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العقيلي: يروي عن أبيه لا يتابع عليه ولا يحفظ إلا عنه، ولم يكن يتابع. قال ابن معين: دعه، وقال المرزباني: قال بعضهم: كان أفصح من أبيه، ولما ظهر إبراهيم بن عبد الله بن حسن على البصرة خرج إلى البادية هربًا من الفتنة ... وكان يتأله، وكان آدم ضخمًا وهو القائل: قد رفع العُجَّاج ذكري فارْعِني ... بأسمي إذا الأنساب طالت تكْفِني" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "لين الحديث فصيح" أ. هـ. * الشذرات: "كان عارفًا باللغة وحشيها وغريبها" أ. هـ. * تهذيب تاريخ دمشق: "هو الراجز المشهور من أعراب البصرة، وهو مخضرم" وقال: "رؤبة أكثر شعرًا من أبيه، وقال بعضهم أنه أفصح من أبيه ولا أحسب ذلك صحيحًا لأنه يؤخذ عليه في قصيدته التي يقول فيه: وخاتم الأعماق خاوي المخترق ... مشتبه الأعلام لماع الخنق" أ. هـ. * الأعلام: "راجز من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كان أكثر مقدمه في البصرة، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة، وكانوا يحتجون بشعره، ويقولون بإمامته في اللغة، مات في البادية وقد أسن" أ. هـ. وفاته: سنة (145 هـ)، وقيل: (147 هـ)، وقيل: (148 هـ) خمس وأربعين، وقيل: سبع وأربعين وقيل: ثمان وأربعين ومائة. ¬

_ * تهذيب تاريخ دمشق (5/ 334)، مختصر تاريخ دمشق (8/ 334)، تاريخ دمشق (18/ 212)، تهذيب التهذيب (3/ 250)، معجم الأدباء (3/ 1311)، وفيات الأعيان (2/ 303)، السير (6/ 162)، البداية (10/ 96)، لسان الميزان (2/ 538)، الشذرات (2/ 221)، الأعلام (3/ 34)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) ط. تدمري، تقريب التهذيب (329)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 521)، ميزان الاعتدال (3/ 84).

1256 - ابن هود

1256 - ابن هود * النحوي: رَوْح بن أحمد بن يوسف الجُذامي، أبو زرعة القرطبي، المعروف بابن هُود. من مشايخه: ابن الشرّاط أبي القاسم، وابن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان فاضلًا كبيرًا عدلًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان عارفًا بالفقه، مبرزًا في النحو، ريان في الأدب، فاضلًا هيِّنًا عدلًا تام المروءة" أ. هـ. وفاته: سنة (620 هـ) عشرون وستمائة عن (65 سنة). 1257 - رَوْح بن عُبادة * المفسر: روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي البصري، أبو محمد. من مشايخه: هشام بن حسان، وأسامة بن زيد المدني، وأيمن بن نابل وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "قال الأثرم قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: روح بن عبادة؟ فقال: حديثه عن سعيد صالح". وقال: "سُئل يحيى بن معين عن روح بن عبادة فقال: صدوق ثقة، حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن روح بن عبادة، فقال: صالح محله الصدق" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان من أهل البصرة، فقدم بغداد وحدث بها مدة طويلة، ثم انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث ... وكان ثقة. وقال: "حدثنا محمَّد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي، قال: روح بن عبادة كان أحد من يتحمل الحمالات، وكان سريًا مريًا كثير الحديث جدًّا صدوقًا ... ". وقال: "حدثني محمَّد بن عمر قال: سألت يحيى بن معين عن روح بن عبادة فقال: ليس به بأس صدوق، حديثه يدل على صدقه ... قال: قلت ليحيى: زعموا أن يحيى القطان كان يتكلم فيه، فقال: باطل، ما تكلم يحيى القطان فيه بشيء، هو صدوق ... ". ثم قال: "قال علي -أي ابن المديني- لقد كان عبد الرحمن بن مهدي يطعن علي روح بن عبادة، ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 568)، تاريخ الإسلام (وفيات 620) ط. بشار. * معجم المفسرين (1/ 191)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 179)، تاريخ البخاري (3/ 309)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرون) ط. تدمري، سؤالات الآجُري لأبي داود (3/ 224)، الجرح والتعديل (3/ 498)، الثقات لابن حبان (8/ 243)، تاريخ بغداد (8/ 401)، تهذيب الكمال (9/ 283)، تذكرة الحفاظ (1/ 349)، العبر (1/ 347) ميزان الاعتدال (3/ 87)، السير (9/ 402)، الوافي (14/ 153)، تهذيب التهذيب (3/ 253)، تقريب التهذيب (329)، النجوم (2/ 179)، طبقات الحفاظ (146)، الشذرات (3/ 28)، الفهرست لابن النديم (283)، كشف الظنون (1/ 448)، معجم المؤلفين (1/ 727)، الأعلام (3/ 34)، طبقات ابن سعد (7/ 296).

وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب عن الزهري مسائل كانت عنده، قال علي: فلما قدمت على معن بن عيسى بالمدينة سألته أن يخرجها لي قال فقال لي معن: ما تصنع بها؟ هي عند بصري لكم يقال له روح، كان عندنا ها هنا حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب، قال علي: فأتيت عبد الرحمن بن مهدي فأخبرته فأحسبه قال: استحله لي ... ". وقال: "حدثنا سليمان بن الأشعث قال: قيل لأحمد بن حنبل: روح؟ قال روح لم يكن به بأس لم يكن متهمًا بشيء من هذا - وكان قد جرى ذكر الكذب ... ". ثم ذكر الخطيب قول يحيى بن معين فقال عندما سُئل عن روح: "وليس به بأس .. ". وقال: "صدوق ... ". وأيضًا قال -أي يحيى بن معين-: "صدوق ثقة" وسئل عنه مرة أخرى فقال: صالح" أ. هـ. * السير: "قال أحمد بن الفرات: طعن علي روح بن عباد أثنا عشر أو ثلاثة عشر، فلم ينفذ قولهم فيه ... ". ثم قال: "وقيل: إن عبد الرحمن تكلم فيه: وهم في إسناد حديثه. وهذا تعنت، وقلة إنصاف في حق حافظ قد روى ألوفًا كثيرة من الحديث، فوهم في إسناد، فروح لو أخطأ في عدة أحاديث في سعة علمه لاغتفر له ذلك أسوة نظرائه، ولسنا نقول: إن رتبة روح في الحفظ والإتقان كرتبة يحيى القطان بل ما هو دون عبد الرزاق ولا أبي النضر. وقد روى الكتاني عن ابن أبي حاتم قال: روح لا يحتج به. وقال النسائي في (الكنى) في أثناء كتاب العتق: ليس بالقوي" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي-: صدقه ابن معين وغيره وما تكلم فيه أحد بحجة: وتكلم فيه ابن مهدي ثم رجع عن ذلك" أ. هـ .. * ميزان الاعتدال: "ثقة مشهور حافظ من علماء أهل البصرة ... وتكلم فيه القواريري بلا حجة ... ". وقال: "يحيى بن معين: هذا القواريري يحدث عن عشرين شيخًا من الكذابين ثم يقول: لا أحدث عن روح ... ثم قال يعقوب: وسمعت عفان لا يرضى أمر روح بن عبادة، ثم بلغني عنه أنه قوَّاه ... ". ثم قال الذهبي: "نعم عبد الرحمن بن مهدي أقوى منه، وأما هو فصدوق صاحب حديث". وقال: "قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: أكثر ما أنكر القواريري على روح تسعمائة حديث حدَّث بها عن مالك سماعًا" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال أبو بكر البزار في مسنده: ثقة مأمون، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله ... ". ثم قال: "قال الخليل: ثقة أكثر عن مالك وروى عنه الأئمة" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة فاضل له تصانيف" أ. هـ. وفاته: سنة (205 هـ) خمس ومائتين. من مصنفاته: صنف الكتب في السنن والأحكام، وجمع التفسير.

1258 - الهذلي

1258 - الهُذلي * المقرئ: رَوْح بن عبد المؤمن، أبو الحسن البصري الهذلي مولاهم. من مشايخه: ابن عوانة، وحماد بن زيد وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن يزيد الحلواني، وأبو الطيب بن حمدان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه، قال: صدوق" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان متقنًا مجودًا ... وذكره ابن حبان في الثقات" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "مقرئ صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (233 هـ)، وقيل: (234 هـ)، وقيل: (235 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين، وقيل: خمس وثلاثين ومائتين. 1259 - البَقْلِي * المفسر: روزبهان بن أبي نصر البقلي الفسوي الشيرازي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "محدث مفسر، فقيه أصولي متكلم أصله من فسا، وسكن شيراز فنسب إليها" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. من مصنفاته: "عرائس البيان في حقائق القرآن" أو "كشف البيان في تفسير القرآن" وهو تفسير على طريقة أهل التصوف. كما قال صاحب كشف الظنون. 1260 - رُوَيم * المقرئ: رُويم بن أحمد -وقيل ابن محمَّد- بن يزيد بن رويم بن يزيد البغدادي الظاهري، وهو رويم الصغير، أما الكبير فجده، كان في أيام المأمون. من مشايخه: داود بن علي الأصبهاني الظاهري وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أخبرنا محمَّد بن الحسين السلمي قال سمعت أحمد بن إبراهيم يحكي عن أبي عمرو الزجاجي. قال: نهاني الجنيد أن أدخل على رويم. فدخلت عليه يومًا -وكان قد دخل في ¬

_ * الثقات لابن حبان (8/ 244)، وفيات الأعيان (1/ 391)، معرفة القراء (1/ 214)، غاية النهاية (1/ 285)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 310)، الجرح والتعديل (3/ 496)، تهذيب التهذيب (3/ 255)، تقريب التهذيب (329)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الرابعة والعشرون) ط. تدمري، تهذيب الكمال (9/ 246). * معجم المفسرين (1/ 191)، كشف الظنون (2/ 1131)، معجم المؤلفين (1/ 728)، هدية العارفين (1/ 371)، إيضاح المكنون (1/ 567). * حلية الأولياء (10/ 296)، تاريخ بغداد (8/ 430)، "طبقات الصوفية" للسلمي (180)، المنتظم (13/ 162)، صفة الصفوة (2/ 286)، السير (14/ 234)، تاريخ الإسلام (وفيات 303) ط. تدمري، البداية (11/ 133)، النجوم (3/ 189)، الأعلام (1/ 37).

1261 - زائدة

شيء من أمور السلطان- فدخل عليه الجنيد فرآني عنده، فلما أن خرجنا. قال الجنيد: كيف رأيته يا خراساني قلت لا أدري، قال إن الناس يتوهمون أن هذا نقصان في حاله ووقته، وما كان رويم أعمر وقتًا منه في هذه الأيام، ولقد كنت أصحبه بالشونيزية في حال الإرادة، وكنت معه في خرقتين، وهو الساعة أشد فقرًا منه في تلك الحالة، وفي تلك الأيام، وقال السلمي سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا العباس بن عطاء يقول: رويم أتم حالًا من أن تغيره تصاريف الأحوال" أ. هـ. * المنتظم: "كان عالمًا بالقرآن ومعانيه، وكان يتفقه لداود بن علي. قال جعفر الخلدي: من أراد أن يستكتم سرًّا فليستكتم كما فعل رويم، كتم حب الدنيا أربعين سنة فقيل له كيف؟ قال: كان يتصوف أربعين سنة تولى بعد ذلك إسماعيل بن إسحاق القاضي قضاء بغداد وكانت بينهما مودة وكيده، فجذبه إليه وجعله وكيلًا على بابه فترك التصوف ولبس الخز والقصب والدبيقي وركب الخيل وأكل الطيبات وبنى والدور وإذا هوكان يكتم حب الدنيا لما لم يجدها فلما وجدها أظهر ما كان يكتم من حبها" أ. هـ. * السير: "الإمام الفقيه المقرئ الزاهد العابد ... شيخ الصوفية، ومن فقهاء الظاهرية، تفقه بداود" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الصوفي البغدادي، كان ظاهري المذهب". وقال: "قيل: إن رويمًا دخل في شيء من أمور السلطان فلم يتغير عن حاله، ولا توسع، فليم في ذلك فقال: كذب الصوفية أحوجني إلى ذلك، وكان له عائلة". ثم قال: "وقد امتحن رويم في فتنة الصوفية لما قام عليهم غلام خليل فذكر السلمي أن غلام خليل قال: إني سمعته يقول: ليس بني وبين الله حجاب، فأحوجه ذلك إلى الخروج إلى الشام وتغيب" أ. هـ. من أقواله: السير: "من جيد أقواله: السكون إلى الأحوال اغترار. الصبر ترك الشكوى، والرضى استلذاذ البلوى. رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين". طبقات الصوفية: "سمعت محمدًا يقول سمعت رويم بن أحمد يقول: لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا فإن اصطلحوا هلكوا". وفاته: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة. 1261 - زائدة * المقرئ: زائدة بن قدامة الثقفي، الكوفي، أبو الصلت. من مشايخه: زياد بن علاقة، وسماك، وأبو إسحاق السَّبيعي، وعاصم بن أبي النَّجُود، وغيرهم. من تلامذته: ابن المبارك، وابن مهدي، وأبو ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (4/ 432)، طبقات ابن سعد (6/ 378) الجرح والتعديل (3/ 613)، الكامل (6/ 56) سير أعلام النبلاء (7/ 375) العبر (1/ 236)، غاية النهاية (1/ 288)، تهذيب التهذيب (3/ 306)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 181)، شذرات الذهب (2/ 276)، تاريخ الإسلام (وفيات 161) ط- تدمري، تقريب التهذيب (1/ 307).

1262 - الشيخ زاده العجمي

داود الطيالسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "قال أبو داود: حدثنا زائدة وكان لا يحدث قدريًا، ولا صاحب بدعة يعرفه، وقال الثوري: عليك بزائدة بن قدامة، وسفيان بن عيينة، قال أبو حاتم: ثقة، صاحب سنة، وقال أحمد العجلي: ثقة، صاحب سنة لا يحدث أحدًا حتى يسأل عنه، فإن كان صاحب سنة حدثه، وإلا لم يحدثه، وقال أحمد بن يونس: رأيت زهير بن مُعَاوية جاء إلى زائدة، فكلمه في رجل يحدثه فقال: أمن أهل السنة هو؟ قال: ما أعرفه ببدعة فقال زهير: متى كان النَّاس هكذا؟ فقال زائدة: متى كان الناس يشتمون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما -؟ ". ثم قال الذهبي: "وقد كان صنف حديثه، وألف في القراءات وفي التفسير الزهد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان إمامًا حجة، صاحب سنة واتباع .. وقال أبو أسامة. كان من أصدق الناس وأبرَّهم" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة ثبت صاحب سنة" أ. هـ. وفاته: سنة (161 هـ) إحدى وستين ومائة. من مصنفاته: له كتاب "التفسير" و"كتاب السنن" و"كتاب القراءات". 1262 - الشيخ زاده العجمي * النحوي، اللغوي: زاده العجمي الخرزباني الحنفي، ويعرف بالشيخ زاده. كلام العلماء فيه: * الضوء: "هو شيخ ساكن يتكلم في العلم بسكون ويتعانى حل المشكلات فنزل بحوار المحب بن شحنة فشغل الناس، وكان عالمًا بالعربية والمنطق والكشاف، مقتدر على حل المشكلات من هذه العلوم، ولي تدريس الشيخونية ومشيختها فأقام فيها مدة طويلة" أ. هـ. وفاته: سنة (808 هـ) ثمان وثمانمائة، وقيل: (809 هـ) تسع وثمانمائة، والأول أصح. 1263 - زَاهِر السَّرْخَسِي * المقرئ: زاهر (¬1) بن أحمد بن محمَّد بن عيسى السَّرخسي الشافعي، أبو علي. ولد: سنة (293 هـ) ثلاث وتسعين وقيل: (294) أربع وتسعين ومائتين. من مشايخه: البغوي، ويحيى بن صاعد وغيرهما. ¬

_ * إنباء الغمر (5/ 321)، بغية الوعاة (1/ 568)، الضوء اللامع (3/ 231)، وجيز الكلام (1/ 384)، درة الحجال (1/ 277)، شذرات الذهب (9/ 111). * تبيين كذب المفتري (206)، المنتظم (15/ 15)، سير أعلام النبلاء (16/ 476)، العبر (3/ 43)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 389. ط. تدمري)، الوافي بالوفيات (14/ 167)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 293)، البداية والنهاية (11/ 348)، غاية النهاية (1/ 288)، النجوم الزاهرة (4/ 200)، شذرات الذهب (4/ 277)، طبقات الشافعية لابن هدايه الله (105)، تذكرة الحفاظ (3/ 1021)، الكامل (9/ 155)، وقد أسقط اسمه (زاهر) وسمَّاه (أحمد بن محمد ... ). (¬1) اتفقت جميع المصادر على تسمية (زاهر) بالراء المهملة، إلا البداية والنهاية ففيه (زاهد) بالدال المهملة. وهو =

1264 - أبو شجاع الأصبهاني

وتلا على: ابن مجاهد، وأخذ الأدب والنحو عن أبي بكر بن الأنباري، والجدل والكلام عن أبي الحسن الأشعري وغيرهم. من تلامذته: الحاكم، وأبو عُثْمَان بن الصابوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "أخذ عن أبي الحسن الأشعري علم الكلام، وشهده وهو يقول عند الموت: لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا" أ. هـ. * السير: "شيخ القراء والمحدثين العلامة فقيه خراسان ... قال الحاكم: هو أبو عليّ السرخسي الشافعي شيخ عصره بخراسان، ثم نقل: عن يحيي بن عمار قوله: سمعت زاهر بن أحمد وكان للمسلمين إمامًا" أ. هـ. * العبر: "وأخذ علم الكلام عن الأشعري وعمر دهرًا". هـ. * طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: "قلت -أي السبكي-: وشيخنا الذهبي عدّ الحاكم في الرواة عنه، فلعله لروايته عنه من غير الأحاديث المسندة" أ. هـ. * طبقات الشافعية: "هو المقرر الفقيه المحدث" أ. هـ. وفاته: سنة (389 هـ) تسع وثمانين وثلاثمائة، وعليه الأكثرون، وفي العبر: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة. 1264 - أبو شُجَاع الأَصْبهانِي * المقرئ: زاهر بن رستم، أبو شجاع الأصبهاني، ثم البغدادي الشافعي. ولد: سنة (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمَّد سبط الخياط، وأبو الكرم الشهرزوري وغيرهما. من تلامذته: الزكي البرزالي، والضياء المقدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التقييد: "كان ثقة صحيح السماع والقراءات" أ. هـ. * معرفة القراء: "الشيخ المقرئ الفقيه الشافعي ... صحب الصوفية، ثم جاور وأم بالمقام وروى الكثير" أ. هـ. * السير: "الإمام العالم المفتي المقرئ المجّود القدوة ... الصوفي المجاور إمام المقام" أ. هـ. * العبر: "كان ثقة بصيرًا بالقراءات" أ. هـ. * الوافي: "كان صوفيًا، قال محب الدين بن النجار: كتبت عنه وكان ثقة حسن الطريقة متدينًا فاضلًا أديبًا جيد التلاوة، فقيه النفس دمثًا مليح المجالسة حفظة للحكايات والأشعار. وكان يورق بالأجرة ... وتولى الإمامة بالمسجد الحرام في مقام ¬

_ * معرفة القراء (2/ 599)، غاية النهاية (1/ 288)، التقييد لابن نقطة (273)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 260)، تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. بشار، تذكرة الحفاظ (4/ 1390)، السير (22/ 17)، الشذرات (7/ 70)، الوافي (14/ 166)، العبر (5/ 31)، المختصر المحتاج إليه (2/ 74).

1265 - أبو عمرو بن العلاء

إبراهيم" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (609 هـ) تسع وستمائة. 1265 - أبو عمرو بن العلاء * النحوي، اللغوي، المقرئ: زبّان، وقيل: العريان أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني البصري، وقيل غير ذلك. ولد: سنة (65 هـ)، وقيل: (68 هـ) خمس، وقيل: ثمان وستين، وقيل: (70 هـ) سبعين. من مشايخه: أنس بن مالك، ويحيى بن معمر، ومجاهد وغيرهم. من تلامذته: شعبة، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان يونس بن حبيب يقول: لو كان أحد يؤخذ بقوله في كلّ شيء كان ينبغي أن يؤخذ بقول أبي عمرو بن العلاء" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "عن إبراهيم الحربي قال: كان أهل البصرة -يعني أهل العربية- منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب، والأصمعي" أ. هـ. * فوات الوفيات: "قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس به بأس وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم فلسان: فلس يشتري به ريحانًا وفلس يشتري به كوزًا فيشم الريحان يومه ويشرب من الكوز يومه فإذا أمسى تصدق بالكوز، وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأشنان، ثم يستجد غير ذلك" أ. هـ. * السير: "قال إبراهم الحربي: كان أبو عمرو من أهل السنة انتهى شيخ القراء والعربية برز في الحروف والنحو واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم. قال أبو عبيدة: كان أعلم النَّاس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب وكانت دفاتره ملءَ بيت إلى السقف ثم تنسَّك فأحرقها، ... قليل الرواية للحديث وهو صدوق حجة في القراءات" أ. هـ. * الوافي: "كان رأسًا في العلم في أيام الحسن البصري" أ. هـ. * الأعلام: "من أئمة اللغة والأدب وأحد القراء السبعة ولد بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة، قال أبو عبيدة: كان أعلم الناس بالأدب والعربية والقرآن والشعر وكانت عامة أخباره عن عرب أدركوا الجاهلية" أ. هـ. من أقواله: السير: "قال أبو حَاتِم عن أبي عبيدة: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في قصيدة الأعشى وأستغفر الله منه: وأنكرتني وما كان الذي أنكَرتْ ... من الحوادث إلا الشيبُ والصَّلَعا .. " أ. هـ. قلت: وله مناظرة مع عمرو بن عبيد القدري ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1316)، وفيات الأعيان (3/ 136)، فوات الوفيات (2/ 28)، السير (6/ 407)، تهذيب الكمال (5/ 505)، معرفة القراء (1/ 100)، العبر (1/ 23)، تاريخ الإسلام (وفيات 154 ط. تدمري) الوافي (14/ 171)، البداية والنهاية (10/ 112)، غاية النهاية (1/ 288)، النجوم (2/ 22)، بغية الوعاة (2/ 213)، شذرات الذهب (2/ 248)، روضات الجنات (3/ 388)، الأعلام (3/ 41).

1266 - الزبيري

ألزمه فيها الحجة، ذكرها الذهبي في السير (6/ 408 - 409) وغيره .. وفاته: سنة (154 هـ) أربع وخمسين ومائة. 1266 - الزُّبيري * المفسر، المقرئ: الزُبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم الزبيري (¬1) الأسدي البصري الشافعي، أبو عبد الله الضرير. من مشايخه: محمّد بن سنان القزاز وغيره. من تلامذته: أبو بكر النقاش، وعمر بن بشران وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان أحد الفقهاء على مذهب الشافعي ... وقدم بغداد وحدث بها". وقال: "كان ثقة وكان ضريرًا" أ. هـ. * السير: "العلامة شيخ الشافعية ... وكان من الثقات الأعلام وهو صاحب وجه في المذهب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان ثقة إمامًا مقرئًا" أ. هـ. * مرآة الجنان: "كان إمام أهل البصرة في عصره ومدرسها، حافظ المذهب، مع حظ من الأدب، .. وكان ثقة صحيح الرواية" أ. هـ. وفاته: سنة (317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة، وقيل: (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. 1267 - العمري * المقرئ: الزبير بن محمَّد بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن العمري. من مشايخه: قالون وغيره. من تلامدته: جعفر بن محمَّد بن كوفي بن مطيار، ومحمد بن أحمد بن شنبوذ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "راوي قراءة أبي جعفر عن قالون. كان إمام جامع المدينة، ولقبه سُمنة بضم السين وإسكان الميم والنون وهو ثقة تلقى النَّاس روايته عن أبي جعفر بالقبول مع ما فيها من غرائب التسهيل، قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذه رواية جليلة وإسناد صحيح" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (270 هـ) سبعين ومائتين. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 317 هـ) وكرره في (وفيات 320 هـ) ط- تدمري معجم المفسرين (1/ 195)، تاريخ بغداد (8/ 471)، وفيات الأعيان (2/ 69)، ومرآة الجنان (2/ 209)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 295)، نكت الهميان (153)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 53)، السير (15/ 57)، الوافي (14/ 186)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 182). (¬1) نسبة إلى الزبير بن العوّام رضي الله عنه. * غاية النهاية (1/ 293).

1268 - زر بن حبيش

1268 - زِرُّ بن حُبَيش * النحوي، المقرئ: زِرُّ بن حبيش بن حباشة بن أوس الأسدي الكوفي ويكنى أبا مُطَرِّف، الإمام أبو مريم، أدرك أيام الجاهلية. من مشايخه: عمر، وأبو وائل، وعثمان، وعلي، وابن مسعود رضي الله عنهم وغيرهم. من تلامذته: المنهال بن عمرو، وأبو بردة بن أبي موسى، يحيى بن وثاب، وعاصم بن بَهدلة، والأعمش وغيرهم. كلام العلماء فيه: * أسد الغابة: "أدرك الجاهلية ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو من كبار التابعين" أ. هـ. * السير: "كان زرُّ من أعرب النَّاس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية". ثم قال: "قال عاصم: كان أبو وائل عثمانيًّا وكان زر بن حبيش علويًا، وما رأيت واحدًا منهما قط تكلم في صاحبه حتى ماتا، وكان زر أكبر من أبي وائل فكانا إذا جلسا جميعًا لم يحدث أبو وائل مع زر -يعني-: يتأدب معه لسنّه" أ. هـ. ثم قال: "وعن الأعمش: قال: أدركت أشياخنا زرًا وأبا وائل، فمنهم من عُثْمَان أحبُّ إليه من عليّ ومنهم من عليّ أحب إليه من عثمان، وكانوا أشد شيء تحابًا وتوادًا". هـ. * تذكرة الحفاظ: "الإمام القدوة ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال شيبان عن عاصم، عن زر قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة وأيم الله إن حرّضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلما قدمت المدينة أتيت أُبي بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسي وصاحبي، فقال أُبي: يا زر ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر- ... كان عالمًا بالقرآن قارئًا فاضلًا، وأثر إسماعيل أخرجه النسائي من طريق ابن إدريس قال رأيت زرًا في المسجد يختلج لحياه كبرًا، وقال العجلي كان من أصحاب عليّ وعبد الله ثقة، وقال أبو جعفر البغدادي قلت لأحمد فزر وعلقمة والأسود، قال: هؤلاء أصحاب ابن مسعود وهم الثبت فيه" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة جليل، مخضرم" أ. هـ. * الأعلام: "تابعي من جلتهم أدرك الجاهلية والإسلام، ولم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان عالمًا بالقرآن، فاضلًا، وكان ابن مسعود يسأله عن العربية، سكن الكوفة وعاش مائة وعشرين سنة، مات بوقعة بدير الجماجم" أ. هـ. وفاته: سنة (81 هـ) إحدى وثمانين، وقيل (82 هـ) اثنتين وثمانين، وقيل (83 هـ) ثلاث وثمانين. ¬

_ * طبقات ابن سعد (6/ 104)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 447)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 622)، حلية الأولياء (4/ 181)، المنتظم (6/ 196)، سير أعلام النبلاء (4/ 166)، الوافي بالوفيات (14/ 190)، غاية النهاية (1/ 294)، شذرات الذهب (1/ 335)، الأعلام (3/ 43)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 377)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة) ط. تدمري، الثقات لابن حبان (4/ 269)، الإكمال (4/ 183)، الكامل (4/ 497)، أسد الغابة (2/ 312)، تهذيب الكمال (9/ 335)، وفيات الأعيان (3/ 9)، تذكرة الحفاظ (1/ 57)، تهذيب التهذيب (3/ 277)، تقريب التهذيب (336)، طبقات الحفاظ (19).

1269 - أبو يحيى الحفصي

1269 - أبو يحيى الحَفْصِي * النحوي، اللغوي: زكريا بن أحمد بن محمَّد بن يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص اللحياني الهنتاني الحفصي، أمير بلاد المغرب، أبو يحيى. ولد: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية: "قرأ الفقه والعربية، وكان شجاعًا مقدامًا، وهو أول من أبطل ذكر ابن التومرت من الخطبة، مع أن جده أبا حفص الهنتاني كان من أخص أصحاب ابن التومرت" أ. هـ. * قلت: ابن التومرت أول من أدخل المذهب الأشعري إلى المغرب العربي. * الدرر: "كان فاضلًا متقنًا للعربية حسن النظم كثير الفضل وكان يعاب بالشح وأنكر عليه أهل بيته إسقاط ذكر المهدي من الخطبة" أ. هـ. * الأعلام: "من ملوك الدولة الحفصية في إفريقية، ولد بتونس، وقرأ الفقه والعربية والأدب وصار إليه الملك سنة (680 هـ)، وخلع ثم عاد إليها وبعدها ذهب إلى القاهرة، فأكرمه السلطان محمَّد بن قلاوون، واستمر في البلاد المصرية إلى أن توفي بالإسكندرية" أ. هـ. وفاته: سنة (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. 1270 - الأَنْقَرَوي * المفسر: زكريا بن بيرم الأنقروي الرومي الحنفي. ولد: سنة (920 هـ) عشرين وتسعمائة. من مشايخه: عبد الباقي المعروف بعرب زاده وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "مفتي الممالك الإسلامية علم العلماء المتبحرين في جميع العلوم، وكان إليه النهاية في التحقيق، وهو أمهر أهل عصره في الفقه والأصول أصله من أنقرة وبها ولد ونشأ ثم قدم إلى القسطنطينية واشتغل بها" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه مفسر، أديب، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على شرح السيد لمفتاح العلوم" للسكاكي وغير ذلك. 1271 - الدُّمَيرِي * المقرئ: زكريا بن حسن بن محمَّد الزين الدميري الأصل، القاهري الشافعي. ولد: تقريبًا سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. ¬

_ * الوافي بالوفيات (14/ 208)، البداية والنهاية (14/ 135)، الدرر الكامنة (4/ 206)، النجوم الزاهرة (9/ 268)، بغية الوعاة (1/ 569)، درة الحجال (1/ 277)، الأعلام (3/ 45). * معجم المفسرين (1/ 196) كشف الظنون (1/ 192)، هدية العارفين (1/ 374)، معجم المؤلفين (1/ 733)، خلاصة الأثر (2/ 173). * الضوء اللامع (3/ 233).

1272 - الخفاف

من مشايخه: ابن حجر، والعيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "وصفه ابن أسد في إجازة لولده بأنه شيخ القراء ومعدن الإقراء الشيخ الإمام العالم النافع المفيد لخلق الله في العلوم فيدرس ويعيد" أ. هـ. 1272 - الخَفَّاف * المفسر زكريا بن داود بن بكر النيسابوري، أبو يحيى الخفاف. من مشايخه: يحيى بن يحيى ويزيد بن صالح وغيرهما. من تلامذته: أبو حامد الشَّرفي، ومحمد بن مخلد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قدم بغداد وحدَّث بها .. وكان ثقة" أ. هـ. * المنتظم: "كان ثقة" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "قال الحاكم: هو المقدم في عصره صاحب التفسير الكبير" أ. هـ. وفاته: سنة (286 هـ) ست وثمانين ومائتين. من مصنفاته: التفسير الكبير. 1273 - زكريا بَيْلَة * اللغوي: زكريا بن عبد الله بن حسن بيلة، الأندونيسي السمطري، المكي. ولد: سنة (1329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: الشيخ حسن بن محمَّد المشاط، والشيخ العلامة عبد الله نيازي الننقاني البخاري وغيرهما. وفاته: سنة (1413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "المنهل العذب المستطاب"، شرح منظومة قواعد الإعراب. 1274 - الأنصاري السُّنَيكِي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: زكريا بن محمَّد بن أحمد بن زكريا، زين الدين، الأنصاري السنيكي المصري الأزهري، الشافعي، أبو يحيى. ولد: سنة (823 هـ) ثلاث وعشرين، وقيل: (824 هـ) أربع وعشرين، وقيل: (826 هـ) ست وعشرين وثمانمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 462)، تذكرة الحفاظ (2/ 676)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 182)، المنتظم (12/ 407)، معجم المؤلفين (1/ 733)، الأعلام (3/ 46). * نشر الرياحين (1/ 187). * الضوء اللامع (3/ 234)، الكواكب السائرة (1/ 196)، الأعلام (1/ 46)، النور السافر (1/ 196)، خطط مبارك (12/ 62)، الرسالة القشيرية في علم التصوف وعليه هوامش من شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري -مكتبة ومطبعة محمَّد علي صبح وأولاده، "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير" للخطيب الشربيني وبهامشه "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن" للإمام أبي يحيى زكريا الأنصاري -المجلد الرابع-.

من مشايخه: ابن حجر، والشرف موسى بن أحمد السبكي، والقاياتي، والبلقني وغيرهم. من تلامذته: الشيخ جمال الدين بن عبد الله الصافي، والشيخ نور الدين المحاي وابن حجر الهيتمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان أحد من كتب في تائية ابن الفارض بل هو أحد من عظم ابن عربي واعتقده وسماه وليًّا، وأودع ذلك في شرحه للروض من مخالفته الماتن في ذلك" أ. هـ. * الكواكب السائرة: "كان صوفيًا وكان يعتقد بولاية ابن عربي وابن الفارض". ثم قال: "وكان رضي الله تعالى عنه يعتقد ابن عربي وابن الفارض وأنظارهما من كبار الصوفية ويتأول كلامهم بتآويل جليلة، قال المسند زين الدين ابن الشماع محدث جلي وكان قد رحل إلى مصر وأخذ عن صاحب الترجمة وغيره قال أول ما اجتمعت به قال لي ما اسمك قلت عمر فترنم لهذا الاسم ثم قال والله يا سيدي أنا أحب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأحب من اسمه عمر لأجل سيدي عمر، وقال الشعراوي لما وقعت فتنة الشيخ برهان الدين البقاعي في شأن سيدي عمر بن الفارض أرسل السلطان إلى العلماء فكتبوا بحسب ما ظهر وامتنع الشيخ زكريا ثم اجتمع بالشيخ محمَّد الأصطنبولي فقال له: اكتب وانصر القوم وبيِّن في الجواب أنه لا يجوز لمن لم يعرف مصطلح القوم ذوقًا أن يتكلم في حقهم بشيء آخر لأن دائرة الولاية من وراء طور العقل لبنائها على الكشف" أ. هـ. مختصرًا. * خطط مبارك: "-ترجمة ابن إياس فقال: -هو الإمام العالم العامل شيخ الإسلام والمسلمين مفتي الأنام في العالمين بقية السلف وعمدة الخلف عالم الوجود على الإطلاق ومن ذكره قد شاع في الآفاق آخر علماء الشافعية بالديار المصرية" أ. هـ. * الأعلام: "قاض مفسر من حفاظ الحديث، ولد في مصر وتعلم بالقاهرة وكف بصره نشأ فقيرًا، ولي قضاء القضاة في مصر فعزله السلطان بسبب اعتراضه عليه على الظلم فعاد إلى اشتغاله بالعلم إلى أن توفي" أ. هـ. * قلت: من خلال اطلاعنا على بعض مصنفات شيخ الإسلام الأنصاري وجدنا أنه أشعري المعتقد في الأسماء والصفات إذ أنه يؤول صفات الله سبحانه وتعالى، فنراه مثلًا يؤول صفة مجيء الله بأنه مجيء أمر الله ويؤول النظر إلى الله بأنه مجاز. وفي موضع آخر يؤول قوله تعالى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} فيقول: "المعنى من ملكوته في السماء التي هي مسكن ملائكته ومحل عرشه وكرسيه" ثم يذكر ذلك بشكل صريح فيقول: "وأما نحو قوله - صلى الله عليه وسلم - للجارية (أين الله) وقولها له: (في السماء) مع تقريره لها عليه فمؤول" وإليك عزيزي القاريء هذه النصوص وهي من كتابيه "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن" و"شرح الرسالة القشيرية" وهي في التصوف: 1 - في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي أمره. فتح الرحمن (4/ 515). 2 - في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (إن قلت) الذي يوصف بالنظر

1275 - الكلاعي

بمعنى الإبصار النظر بالعين لا بالوجه (قلت) أطلق الوجه فيه وأراد جزأه، ففي لفظ وجوه النظر إلى ناضرة وناظرة، جمع بين الحقيقة والمجاز وهو جائز. فتح الرحمن (4/ 418). 3 - في قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (إن قلت) كيف قال من في السماء مع أنه تعالى ليس فيها ولا في غيرها بل هو منزه عن كل مكان (قلت) المعنى من ملوكته في السماء التي هي مسكن ملائكته ومحل عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ وفيها تنزل أقضيته وكتبه. (فتح الرحمن 4/ 293). 4 - وأما نحو قوله - صلى الله عليه وسلم - للجارية (أين الله)، وقولها له (في السماء) مع تقريره لهما فمؤول. شرح القشيرية (ص 6). 5 - (قرنك بصفات ذاته) فإذا ذكرت الله تعالى بصفات ذاته فقد قرنك بها أي جمع قلبك عليها وإذا ذكرته بصفات فعله فقد قرنك بها وهي متسعة فبعد قلبك بالفكرة فيها عن الفكرة في الذات وصفاتها وكل من القسمين فضل من الله تعالى عليك لكن فرق بين جمع القلب مع الحق وتفرق البال في تفاصيل الخلق وتحرير ذلك إن صفات الذات كالعلم والقدرة قديمة عند أهل الحق وصفات الفعل كالتخليق والترزيق إضافات واعتبارات عقلية عند المحققين، مثل كونه تعالى قبل كل شيء ومعه وبعده ومعبودا لنا ومميتا ومحييا لكن مبدؤها من القدرة والإرادة قديم فهي قديمة بهذا الاعتبار ومن قال: إنها حادثة مطلقا يلزمه قيام الحوادث بذات الله وهو ممتنع. شرح القشيرية (ص 9). 6 - (الله يرى) أي ما صدر منه أي يعلمه فيجازيه عليه. شرح القشيرية ص (89). * قلت: وهكذا فإن الأشعرية يرجعون كل الصفات إلى صفات سبعة يعتبرونها هي الأصل والبقية مشتقة منها كما ذكرها السفاريني عنهم في منظومته: له الحياة والكلام والبصر ... علم إرادة وخلق واقتدر من أقواله: الكواكب السائرة، ومن شعره: إلهي بحق الهاشمي محمد ... أجرني من النيران إني في وجل وباللطف والعفو الجميل تولني ... وبالخير فامنن عند خاتمة الأجل وفاته: سنة (926 هـ) ست وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: في التفسير (فتح الرحمن)، "تحفة الباري على صحيح البخاري" و"فتح الجليل" تعليق على تفسير البيضاوي في القراءات "مختصر المرشد للعماري"، وشرح الجزرية، وفي النحو والتصريف "حاشية على ابن المصنف" وشرح رسالة القشيري في التصوف، و"شرح البهجة، شرح الروض". 1275 - الكلاعي * المقرئ: زكريا بن يحيى الكلاعي القرطبي، أبو يحيى. ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 371)، تكملة الصلة (1/ 327)، غاية النهاية (1/ 294)، معجم المؤلفين (1/ 371).

1276 - أبو الجارود

من مشايخه: مواس بن سهل، وبكر بن سهل وغيرهما. من تلامذته: أهل قرطبة في عصره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "صنف كتابًا في الأصول عمل أهل قرطبة بما فيه" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ متصدر ضابط" أ. هـ. وفاته: سنة (300 هـ)، وقيل: بعد (300 هـ) ثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب في الأصول. 1276 - أبو الجارُود * المفسر: زياد بن المنذر الهمذاني الخراساني، أبو الجارود. من مشايخه: أبو جعفر الباقر وغيره. كلام العلماء فيه: * خطط المقريزي -في كلامه على فرق الشيعة-: "والفرقة الرابعة الزيدية أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ... وهم يوافقون المعتزلة في أصولهم كلها إلا في مسألة الإمامة .. وهم أربع فرق: الجارودية اتباع أبي الجارود، ويكنى أبا النجم زياد بن المنذر العبدي زعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على إمامة عليّ بالوصف لا بالتسمية، وأن النَّاس كفروا بتركهم مبايعة عليّ - رضي الله عنه - والحسن والحسين وأولادهما" أ. هـ. * الأعلام: "رأس (الجارودية) من الزيدية، من أهل الكوفة، كان من غلاة الشيعة، افترق أصحابه فرقًا، وفيهم من كفَّر الصحابة بتركهم بيعة عليّ بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وكان يزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على إمامة عليّ بالوصف لا بالتسمية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مصنفاته: "التفسير" رواية عن أبي جعفر الباقر. 1277 - ابن أبي زياد القاريء * المقرئ: زياد بن ميسرة، وهو زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. من مشايخه: مولاه ابن عياش، وأسامة بن زيد وغيرهما. من تلامذته: إسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن أنس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "قال مالك بن أنس: كان زياد مولى ابن عياش رجلًا عابدًا معتزلًا لا يزال يكون وحده يذكر الله، وكانت فيه لكنة، وكان يلبس الصوف ولا يأكل اللحم وكانت دريهمات يعالج له فيها، وكان صديقًا لعمر بن عبد العزيز وقدم عليه وهو خليفة فوعظه، وقربّه عمر وخلا به".أهـ. ¬

_ * فهرست الطوسي (102)، الأعلام (3/ 55)، مختصر الفرق بين الفرق (22)، خطط المقريزي (2/ 352). * طبقات ابن سعد (5/ 305)، الجرح والتعديل (1/ 2 / 545)، الوافي بالوفيات (15/ 15)، تهذيب تاريخ دمشق (5/ 433)، تاريخ دمشق (19/ 242)، مختصر تاريخ دمشق (9/ 98)، بغية الطلب (9/ 3934)، السير (5/ 456)، تهذيب التهذيب (3/ 317)، تقريب التهذيب (345)، تهذيب الكمال (9/ 465)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة عشرة) ط. تدمري.

1278 - أبو النماء المصري

* تاريخ دمشق: "قال مالك: وكان زياد قد أعانه النَّاس على فكاك رقبته، وأسرع إليه في ذلك ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد إلى من كان أعانه بالحصص، وكتبهم زياد عنده، فلم يزل يدعو لهم حتى مات، قال: وكان زياد رجلًا معتزلًا لا يكاد يجلس معه أحد، إنما هو أبدًا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح" أ. هـ. * السير: "كان متعبدًا منعزلًا، وله دراهم يُعالج له فيها، وفيه عُجمة، وكان يلبس الصوف ويهجر اللحم" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عابدًا صالحًا زاهدًا كبير القدر" أ. هـ. * الوافي: "وفيه يقول الفرزدق عندما قيل له: رجل من أهل المدينة من القراء عبد مملوك! : يا أيها القارئ المقضيُّ حاجته ... هذا زمانك إني قد مضى زَمني وكان زياد عابدًا يلبس الصوف، ويكون وحده لا يكاد يجالس أحدًا وفيه لكنة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر- قال ابن عبد البر: كان أحد الفضلاء العباد الثقات لم يكن في عصره أفضل منه وذكر أبو القاسم الجوهري في سند الموطأ أنه توفي سنة خمس وثلاثين ومائة قال: وكان من أفضل أهل زمانه ويقال إنه: كان من الأبدال" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة عابد" أ. هـ. من أقواله: تهذيب تاريخ دمشق: "قال محمّد بن المنكدر: تركت زيادًا في المسجد يخاصم نفسه ويقول لها: اجلسي أين تريدين أن تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد انظري إلى ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟ وكان يقول لنفسه: ما لك من الطعام إلا هذا الخبز والزيت ومالك من الثياب إلا هذين الثوبين ومالك من النساء إلا هذه العجوز" أ. هـ. وفاته: سنة (135 هـ) خمس وثلاثين ومائة، وقيل غير ذلك. 1278 - أبو النماء المصري * النحوي، المقرئ: زيادة بن عمران بن زيادة، أبو النماء المصري المالكي. من مشايخه: أبو الجود غياث بن فارس، وأبو المنصور ظافر وغيرهما. من تلامذته: سبطه حسن بن عبد الكريم وغيره. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "حَدَّث وتصدر بالجامع العتيق بمصر، وبالمدرسة الفاضلية بالقاهرة إلى حين وفاته وكان فاضلًا وانتفع به جماعة" أ. هـ. * معرفة القراء: "الفقيه المقرئ الضرير ... تصدر للإقراء بمصر وبالفاضلية" أ. هـ. *غاية النهاية: "مقرئ نحوي متصدر ... " أ. هـ. وفاته: سنة (629 هـ) تسع وعشرين وستمائة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 639)، غاية النهاية (1/ 295)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 315)، تاريخ الإسلام (وفيات 629) ط. بشار.

1279 - زيد بن أسلم العدوي

1279 - زَيد بن أَسلم العَدَوي * المفسر: زيد بن أسلم العَدَوي مولى عمر بن الخطاب الفقيه المدني أبو أسامة، ويقال: أبو عبد الله. من مشايخه: والده أسلم مولى عمرو عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وغيرهم. من تلامذته: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * حلية الأولياء: "الحليم الأحلم، والسليم الأسلم، .. كان بالعدل قائلًا وبالفضل عاملًا، وعن الجهل عادلًا" أ. هـ. * التاريخ الكبير للبخاري: "قال زكريا بن عدي ثنا هشيم عن محمَّد بن عبد الرحمن القرشي قال: كان عليّ بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم ويتخطى مجالس قومه فقال له نافع بن جبير بن مطعم تتخطى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب فقال عليّ: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عن أبيه وأبي زرعة وأبي حَاتِم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش: ثقة" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "حجة ثقة، قال حماد بن زيد: قدمت المدينة وهم يتكلمون في زيد بن أسلم فقال لي عبيد الله بن عمر، ما نعلم به بأس إلا أنه يفسر القرآن برأيه" أ. هـ. * السير: "الإمام الحجة القدوة ... وكان له حلقة للعلم في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيهًا أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا وما رأيت في مجلسه متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا". وقال: "قلت -أي الذهبي-: لزيد تفسير رواه عنه ابنه عبد الرحمن، وكان من العلماء العاملين، أرخ ابنه وفاته في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة. ظهر لزيد من المسند أكثر من مئتي حديث" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة عالم، كان يرسل" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه، مفسر، من أهل المدينة كان مع عمر بن عبد العزيز أيام خلافته واستقدمه الوليد بن يزيد، في جماعة من فقهاء المدينة إلى دمشق، مستفتيًا في أمر، وكان ثقة، كثير الحديث، له حلقه في المسجد النبوي" أ. هـ. من أقواله: مختصر تاريخ دمشق: "قال زيد بن أسلم: القدر قدرة الله، فمن كذب بالقدر فقد جحد قدرة الله" أ. هـ. ¬

_ * التاريخ الكبير (3/ 287)، الكامل (5/ 459)، تهذيب الكمال (10/ 12، طبعة د. بشار) السير (5/ 316)، العبر (1/ 183)، ميزان الاعتدال (3/ 145)، الوافي بالوفيات (15/ 23)، غاية النهاية (1/ 296)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 182)، شذرات الذهب (2/ 159)، مختصر تاريخ دمشق (9/ 158)، الأعلام (3/ 56)، معجم المؤلفين (1/ 739)، معجم المفسرين (1/ 197)، تاريخ دمشق (19/ 274)، الجرح والتعديل (1/ 2 / 55)، حلية الأولياء (3/ 221)، تهذيب التهذيب (3/ 341)، تقريب التهذيب (350)، تذكرة الحفاظ (1/ 132)، طبقات الحفاظ (53)، مختصر تاريخ دمشق (9/ 108).

1280 - الفايشي

وفاته: سنة (143 هـ) ثلاث وأربعين، وقيل: (133 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: (136 هـ) ست وثلاثين ومائة. من مصنفاته: له كتاب فيه تفسير القرآن، رواه عنه ولده عبد الرحمن. 1280 - الفَايِّشِي * المفسر: زيد بن الحسن بن محمَّد بن أحمد بن ميمون بن عبد الله عبد الحميد بن أيوب اليماني، ابن عبد الحميد بن أيوب الفايشي الشافعي. ولد: سنة (458 هـ) ثمان وخمسن وأربعمائة. من مشايخه: أسعد بن الهيثم، وأبو بكر المخائي وغيرهما. من تلامذته: أولاده: أحمد وعلي وقاسم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "جمع علومًا في التفسير والقرآن والحديث واللغة والنحو والكلام والفقه والخلاف والدّوْر والحساب وكان كثير الحج والمجاورة .. وكان شيخ الشافعية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "التهذيب في الفروع" و"شرح الوسيط" للغزالي وغير ذلك. 1281 - تاج الدين أبو اليُمن الكندي * النحوي، المقرئ: زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن سعيد الكندي، الملقب تاج الدين البغدادي المولد والمنشأ، الدمشقي الدار والوفاة، الأديب أبو اليُمن. ولد: سنة (520 هـ) وقيل: (510 هـ) عشرين، وقيل: عشر وخمسمائة. من مشايخه: محمَّد بن عبد الله بن عليّ البغدادي، وأبو محمَّد سبط أبي منصور الخياط، وأخذ النحو عن ابن الشجري وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر محمَّد بن عبد الباقي الأنصاري، المؤرخ سبط ابن الجوزي والملك عيسى، بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب كان يقرأ عليه دائمًا كتاب سيبويه وغيرهم. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان أوحد عصره في فنون الأدب وعلو السماع" أ. هـ. * السير: "الشيخ الإمام العلامة شيخ العربية قال القفطيّ: كان لينًا في الرواية، معجبًا بنفسه فيما يذكره ويرويه واشتهر عنه أنه لم يكن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 198)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 183)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 85)، هدية العارفين (1/ 376). * معجم الأدباء (3/ 1330)، إنباه الرواة (2/ 10)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 383)، بغية الطلب (9/ 4002)، وفيات الأعيان (2/ 339)، إشارة التعيين (122)، سير أعلام النبلاء (22/ 34)، معرفة القراء الكبار (2/ 586)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 613، ط، د. بشار) الوافي بالوفيات (15/ 50)، البداية والنهاية (13/ 78)، غاية النهاية (1/ 297)، النجوم الزاهرة (6/ 216)، بغية الوعاة (1/ 570)، الأعلام (1/ 57).

1282 - الحجري

صحيح العقيدة. قلت - (القائل هو الذهبي معلقًا على كلام القفطي) - ما علمنا عنه إلا خيرًا، وكان يحب الله ورسوله وأهل الخير وشاهدت له فتيا في القرآن تدل على خير وتقرير جيد، لكنها تخالف طريقة أبي الحسن، فلعل القفطي قصد أنه حنبلي العَقْد، وهذا شيءٌ قد سَمُجَ القولُ فيه، فكل من قصد الحق من هذه الأمة فالله يغفر له، أعاذنا الله من الهوى والنفس" أ. هـ. * الوافي: "كان حنبليًا فصار حنفيًا وتقدم في مذهب أبي حنيفة، وأفتى، ودرَّس، وصنف، وأقرأ القراءات والنحو واللغة والشعر، وكان صحيح السماع، ثقة في النقل، ظريفًا في العشرة" أ. هـ. * البداية والنهاية قال: "فاق أهل زمانه شرقًا وغربًا في اللغة والنحو وغير ذلك من فنون العلم، وعلو الإسناد وحسن الطريقة والسيرة وحسن العقيدة، .. وكان حنبليًا ثم صار حنفيًا، قال السخاوي: كان عنده من العلوم ما لا يوجد عند غيره، ومن العجب أن سيبويه قد شرح عليه كتابه وكان اسمه عمرو، واسمه زيد فقلت في ذلك: لم يكن في عهد عمرو مثله ... وكذا الكنديُّ في آخر عصرِ فهما زيدٌ وعمرو إنما ... بُني النحو على زيد وعمر وأثنى عليه أبو المظفر سبط ابن الجوزي، فقال: قرأت عليه وكان حسن العقيدة ظريف الخلق لا يسأم الإنسان من مجالسته" أ. هـ. * بغية الوعاة قال الذهبي: لا أعلم أحدًا من الأئمة عاش بعد ما قرأ القرآن ثلاثًا وثمانين سنة غيره". هـ. * الأعلام: "أديب، من الكتاب الشعراء العلماء ولد ونشأ ببغداد، وسافر إلى حلب سنه (563 هـ) وسكن دمشق وقصده الناس يقرأون عليه" أ. هـ. من أقواله: وفيات الأعيان: "ونقل من خطه: كان الزمخشري أعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه، وأكثرهم أمنًا واطلاعًا على كتبها وبه ختم فضلاؤهم، وكان متحققًا بالاعتزال، قدم علينا بغداد سنة (533 هـ) ورأيته عند شيخنا أبي منصور الجواليقي رحمه الله تعالى، مرتين قارئًا عليه بعض كتب اللغة من فواتحها ومستجيزًا لها، لأنه لم يكن له على ما عنده من العلم -لقاء ولا رواية- عفا الله عنه وعنا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة. من مصنفاته: "نقض اللحية من ابن دحية"، "شرح ديوان المتنبي" "ديوان شعر". 1282 - الحَجْرِي * اللغوي: زيد بن الربيع بن سليمان الحجري، المعروف بالبارد. من مشايخه: عبيد الله بن يحيى وغيره. من تلامذته: أولاد دَيسَم بن إسحاق وغيرهم. كلام العلماء فيه: ¬

_ * البلغة (102)، إنباه الرواة (2/ 15)، بغية الوعاة (1/ 573)، تكملة الصلة (1/ 331).

1283 - زيد بن علي

* تكملة الصلة: "كان حسن الضبط للكتب، متقنًا لها معتنيًا بتصحيحها، وهو الذي جمع بين الأبواب في كتبها الأخفش فاقتدى به الناس، وكانت مفرقة" أ. هـ. * البلغة: "لغوي أديب، رتب أبواب كتاب الأخفش وكانت متفرقة" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الزبيدي وابن عبد الملك: كان ذا حظ من العربية واللغة، ويقرض الشعر وهو الذي جمع الأبواب في كتب الأخفش، وكانت مفرقة فاقتدى به الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (300 هـ) ثلاثمائة. 1283 - زَيد بن علي * المفسر: زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، أبو الحسين العلوي الهاشمي القرشي. ولد: سنة (79 هـ) تسع وسبعين، وقيل: (80 هـ) ثمانين للهجرة. من مشايخه: أبوه زين العابدين، وأخوه الباقر وغيرهما. من تلامذته: ابن أخيه جعفر بن محمد، وشعبة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "من أهل المدينة، وفد على هشام بن عبد الملك فرأى منه جفوة، فكان ذلك سبب خروجه وطلبه الخلافة، وخرج بالكوفة .. " أ. هـ. * السير: "كان ذا علم وجلالة وصلاح، جفا وخرج فاستشهد. وفد على متولى العراق يوسف بن عمر، فأحسن جائزته ثم رُدّ فأتاه قوم من الكوفة، فقالوا: ارجع نبايعك، فما يوسف بشيء فأصغى إليهم وعسكر فبرز لحربه عسكر يوسف، فقتل في المعركة ثم صلب أربع سنين". ثم قال: "قال عيسى بن يونس: جاءت الرافضة زيدًا فقالوا: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى ننصرك، قال: أتولاهما، قالوا: إذًا نرفضك، فمن ثم قيل لهم: الرافضة، وأما الزيدية فقالوا بقوله، وحاربوا معه. وذكر إسماعيل السدي عنه، قال الرافضة حزبنا مرقوا علينا، وقيل: لما انتهره هشام وكذبه قال: من أحب الحياة ذل ثم تمثل: إن الحكم ما لم يرتقب حسدًا ... أو مُرهف السيف أو وَخز القنا هتفا مَنْ عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبًا ... موتًا على عجل أو عاش فانتصفا" وقال: "قال عباد الرُّواجني: أنبأنا عمرو بن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 198)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة عشرة) ط. تدمري، التاريخ الكبير (3/ 403)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 17)، تاريخ دمشق (19/ 450)، مختصر تاريخ دمشق (9/ 149)، تهذيب التهذيب (3/ 362)، تقريب التهذيب (355)، طبقات ابن سعد (5/ 325) و (6/ 316)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 568)، مقاتل الطالبيين (127)، وفيات الأعيان (5/ 122)، فوات الوفيات (2/ 35)، الوافي (15/ 33)، السير (5/ 389)، الشذرات (2/ 92)، الأعلام (3/ 59)، تاريخ الطبري (4/ 204) وما بعدها، الكامل (5/ 79) وما بعدها، بغية الطلب (9/ 4027)، كتاب "الإمام زيد بن عليّ المفتري عليه" تأليف شريف الشيخ صالح أحمد الخطيب- لسنة (1404 هـ) منشورات المكتبة الفيصلية.

القاسم قال: دخلت على جعفر الصادق، وعنده ناس من الرافضة، فقلت: إنهم يبرؤون من عمك زيد فقال: برأ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم ما تركنا وفينا مثله ... ". ثم قال: "خرج متأولًا وقتل شهيدًا، وليته لم يخرج، وكان يحيى ولده لما قتل بخراسان ... ثار يحيي بخراسان وكاد أن يملك" أ. هـ. وذكر الذهبي أيضًا مقتل يحيى ولده سنة خمس وعشرين ومائة ... رحمهم الله تعالى. * تاريخ الإسلام: "كان أحد العلماء الصلحاء بدت منه هفوة فاستشهد، فكانت سببًا لرفع درجته في آخرته" أ. هـ. * فوات الوفيات: "سأل زيد بن عليّ بعض أصحابه عن قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10]، قال: أبو بكر وعمر، ثم قال: لا أنا لنبي الله شفاعة جدي إن لم أوالهما، وقال: أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر لحكمت مثل ما حكم به أبو بكر في جدك. وقال أيضًا: "الرافضة حربي وحرب أبي في الدّنْيا والآخرة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات وقال: رأى جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. " ثم قال: "وأعاد ابن حبان ذكره في طبقة أتباع التابعين، وقال روى عن أبيه وإليه تنسب الزيدية من طوائف الشيعة" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة .. هو الذي ينسب إليه الزيدية، خرج في خلافة هشام بن عبد الملك فقتل بالكوفة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "قرأ على واصل بن عطاء (رأس المعتزلة) وكانت له آراء في العقيدة تأثر فيها به، ثار على الأمويين، محاولًا الاستيلاء على الحكم (سنة 122 هـ) وقتل أثناء ذلك تنسب إليه الطوائف الزيدية، من آثاره تفسير غريب القرآن، رواه عنه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، قال صاحب "تاريخ التراث العربي" وهذا التفسير يناهض القدرية، ويخالف رأي المعتزلة في خلق الأفعال مخالفة واضحة، بيد أن زيدًا يشارك المعتزلة في كثير من آرائهم ... وفي هذا التفسير شروح لمواضع ليست ذات دلالة عقيدية .. " أ. هـ. * قلت: أما القول الأخير في مشاركة الإمام زيد بن عليّ المعتزلة في بعض آرائه، وأنه قرأ على واصل بن عطاء رأس المعتزلة، فهذا قول مردود، وقد تكلم في ذلك بشيء من التفصيل شريف الشيخ صالح أحمد الخطيب في كتابه "الإمام زيد بن عليّ المفترى عليه"، ورد قول: إن الإمام زيد بن عليّ تتلمذ على واصل بن عطاء وذلك في الصفحات (53 - 65) من الكتاب المذكور أعلاه جعلها في ست نقاط نفى فيها أن زيد بن عليّ أخذ الاعتزال وتتلمذ على واصل بن عطاء من خلال دراسته التحليلية المقارنة للروايات التاريخية والأقوال المأثورة وشهادات العلماء في مختلف مصادر الترجمة وغيرها. وقال المؤلف بعد ذلك: "إن زيد بن عليّ لم يتتلمذ على واصل بن عطاء، ولم يكن معتزليًا كما يزعم المعتزلة والزيديون، وإنه كان من أهل السنة والجماعة، وكان على عقيدتهم". وقد تكلم صاحب الكتاب حول آرائه

1284 - العجلي الكوفي

الاعتقادية وجعلها في خمسة فصول: التوحيد، والعدل، والإيمان، وحكم مرتكب الكبيرة، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتكلم عن قول الإمام زيد بن عليّ في كل واحدةٍ من تلك المعتقدات منها: أنه يقول إن كلام الله غير مخلوق، وإنه نفى التشبيه عن الله عز وجل والتجسيم، وأما ما قاله المعتزلة في خلق أفعال العباد فإن الإمام زيدًا اعتبر الإنسان حرًّا مختارًا في طاعته وعصيانه، وأن المعصية ليست قهرًا على الله تعالى، وفي هذا خلاف رأي المعتزلة. وخالف الإمام زيد المعتزلة في الإيمان وقال بما قال السلف: الإيمان يزداد وينقص، قال المؤلف: "مع أنه لم يرد عنه -أي الإمام زيد بن علي- نص صريح في ذلك، إلا أنه كان يعد كما قدمنا من قبل من سلف أهل السنة، ورأي جمهور أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص". أما فيما يتعلق بالخلود في النار لمرتكب الكبيرة، فلم يقل الإمام زيد بن عليّ بذلك، وكان القول بخلوده في النار من جملة القول بوجوب الوعد والوعيد أو من لوازمه فكيف يقال إن زيدًا وافق المعتزلة في القول بالوعد والوعيد! هذا ما لم يقله زيد بن علي. وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد تكلم شريف الشيخ صالح حول هذا الموضوع وما كانت من فتنة خروج الإمام زيد على الخليفة في وقته وأنه -أي الإمام زيد- لم يخرج كما تقول الخوارج: في أن ما رآه دينًا ليس بدين، فإنهم يعتقدون رأيًا هو خطأ وبدعة ويقاتلون النَّاس عليه بل يكفرون مخالفيهم ... وهذا القول لم يكن عند الإمام زيد وإنما خرج -كما قال الذهبي رحمه الله- متأولًا، كما في وقعة الجمل وصفين والحرة وغيرها، لظنه أن بالقتال تحصل المصلحة المطلوبة فلا يحصل بالقتال ذلك وتعظم المفسدة عندها، أن الإمام زيدًا أراد مصلحة المسلمين ولكن لم يقدر الله ذلك، وحصلت الفتنة وقتل شهيدًا، وهو لم يخرج داعيًا إلى معتقد باطل ولا إلى بدعة من بدع المعتزلة، وإنما خرج غضبًا لله، ولترك السلطان العمل بالكتاب والسنة وانتشار البدع مع العلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن الخروج على السلطان الجائر لم يكن مبدأ أو أصلًا من أصول المعتزلة من أول الأمر في زمن واصل بن عطاء. إذن لم يخرج الإمام زيد بن عليّ إلا مجتهدًا في النصوص، وخرج لإعادة الحق ... هذا ما اختصرناه من كتاب شريف الشيخ صالح ومن أراد المزيد فليراجع الكتاب ... والله ولي التوفيق. وفاته: سنة (122 هـ) اثنتين وعشرين، وقيل: (120 هـ) عشرين ومائة، وقيل غير ذلك. من مصنفاته: تفسير غريب القرآن. 1284 - العجلي الكوفي * المقرئ: زيد بن عليّ بن أحمد بن محمَّد بن ¬

_ * تاريخ بغداد (8/ 449)، تاريخ الإسلام (وفيات 358) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 314)، غاية النهاية (1/ 298)، الشذرات (4/ 305).

1285 - الفسوي

عمران بن أبي بلال، أبو القاسم العجلي الكوفي. من مشايخه: أحمد بن فرح، وعبد الله بن جعفر السَّواق وغيرهما. من تلامذته: بكر بن شاذان الواعظ، وأبو الحسن بن الحمامي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان صدوقًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "أحد الحذاق، وشيخ العراق" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ العراق، إمام حاذق ثقة" أ. هـ. * الشذرات: "شيخ الإقراء ببغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة. 1285 - الفَسَوي * النحوي، اللغوي: زيد بن علي بن عبد الله الفارسي الفسوي أبو القاسم. من مشايخه: أبو الحسن بن أبي الحديد الدمشقي، وأحمد بن أبي الفضل السلمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "كان فاضلًا عالمًا بعلم اللغة والنحو عارفًا بعلوم كثيرة" أ. هـ. * بغية الطلب: "كان فاضلًا عالمًا عارفًا بعلوم كثيرة، أقرأ النحو بحلب، قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر قال: سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسي النحوي غير مرة الإنكار لصحة أحكام المنجمين واستسخاف عقل المصدق بها" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالأدب، أقام زمنًا في حلب ودمشق، ومات في طرابلس الشام" أ. هـ. وفاته: سنة (467 هـ) سبع وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "شرح الإيضاح" لأبي عليّ الفارسي في النحو، "شرح ديوان الحماسة" لأبي تمام. 1286 - الموصلي الرافضي * النحوي: زيد مَرْزَكَّة الموصلي الأديب، من قرية من قراها تدعى: عين سعي. من مشايخه: عليّ بن دبيس النحوي الموصلي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان نحويًّا شاعرًا أديبًا إلا أنه كان رافضيًا دجالًا" أ. هـ. * معجم الأدباء: "وقال يرثي الحسين - رضي الله عنه -: فلولا بكاء المزن حزنًا لفقده ... لما جاءنا بعد الحسين غمام ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1337)، إنباه الرواة (2/ 17)، بغية الطلب (9/ 4051)، بغية الوعاة (1/ 573)، روضات الجنات (3/ 393)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 27)، مفتاح السعادة (1/ 140)، الأعلام (3/ 60)، معجم المؤلفين (1/ 739)، تاريخ الإسلام (وفيات 467) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 212)، "طبقات أعلام الشيعة" النابس في القرن الخامس (83). * خريدة القصر (2/ 301)، معجم الأدباء (3/ 1338)، الوافي بالوفيات (15/ 58)، بغية الوعاة (1/ 574)، روضات الجنات (3/ 394).

1287 - أبو المعالي السعدي

ولو لم يشق الليل جلبابه أسى ... لما انجاب من بعد الحسين ظلامًا" أ. هـ. من أقواله: الوافي: "ومن شعره الذي أبان فيه عن سوء مذهبه قوله يستطرد بأبي بكر - رضي الله عنه -: وإذا لزمت زمامها قَلِقَتْ ... قَلَقَ الخلافة في أبي بكرٍ" أ. هـ. 1287 - أبو المعالي السَّعدِي * المفسر: زيدان بن أحمد (المنصور بالله) بن محمَّد الشيخ المهدي بن عبد الله (القائم بأمر الله) من آل زيدان، أبو المعالي السعدي المالكي من ملوك دولة الأشراف السعديين بمراكش. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "كان عالمًا عادلًا" أ. هـ. * أعلام الناس: "فقيه علامة مشارك متضلع نقاد شهم أديب بارع شجاع عالم بمكايد الحروب وخدعها ذو مروءة ومتانة دين جامع لخصال الفضل والكمال ولكنه غير مخظوظ ولا متوقف في الدماء ولا مبال بالعظائم كثير المراء والمجادلة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "كان عالمًا بالتفسير والفقه، عارفًا بالأدب بويع بفاس بعد وفاة والده وتوفي بمراكش" أ. هـ. وفاته: سنة (1037 هـ) سبع وثلاثين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" اعتمد فيه على ابن عطية والكشاف. 1288 - الهزار * المفسر: زين الدين بن محمَّد باقر الهزار جريبي الخوانساري (¬1). ولد: سنة (1188 هـ) ثمان وثمانين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "من الشيعة الإمامية هو والد صاحب روضات الجنات ... توفي مطعونًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه إمامي أصولي، مشارك في بعض العلوم ... ولد وتعلم بالنجف .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1245 هـ) خمس وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "البدر الباهر في تفسير بعض الآيات المتعلقة بالقصص والنوادر"، و"البحر الزاخر في فقه الإمامية" وغيرهما. 1289 - زين العابدين التونسي * النحوي، اللغوي: زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن عمر التونسي. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 199)، إتحاف أعلام النَّاس بجمال أخبار مكناس (3/ 67)، هدية العارفين (1/ 376). * معجم المفسرين (1/ 199)، هدية العارفين (1/ 380)، إيضاح المكنون (1/ 170). (¬1) نسبة إلى خوانسار بإيران. * تاريخ علماء دمشق (2/ 932)، مشاهير التونسيين (161)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 136)، معجم المؤلفين (1/ 742)، "شروح رسالة الشيخ أرسلان في علم التوحيد والتصوف" تأليف عزة حصرية- مطبعة العلم- دمشق - (1389 هـ).

1290 - السنيكي

ولد: سنة (1306 هـ)، وقيل: (1316 هـ)، وقيل: (1317 هـ) ست، وقيل: ست عشرة، وقيل: سبع عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: شقيقه الشيخ محمّد الخضر حسين، والشيخ طاهر بن عاشور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "تخرج به المئات من المثقفين الذين دأب على تربيتهم في المساجد والمدارس والبيوت، فكان منهم المتخصصون في شتى العلوم الدينية والكونية. والده شيخ الطريقة الخلوتية في تونس والجزائر، وكان ذا خلق كريم يصل الأرحام، ويحسن الجوار، ويتلطف بالناس" أ. هـ. * مشاهير التونسيين: "تلقى علومه في جامع الزيتونة ثم تصدر للتدريس وتخصص في العلوم العربية والدينية، ثم رحل من تونس إلى دمشق سنة (1913 م) مع شقيقه محمّد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر. قام بتدريس علوم اللغة والأدب والدين في مدارس دمشق الابتدائية والثانوية ودور المعلمين طيلة أربعين سنة" أ. هـ. * قلت: قال مؤلف كتاب "شروح رسالة الشيخ أرسلان" في علم التوحيد والتصوف (ص 8): إنني عرضت المقدمات التي كتبتها عن حقائق علم التوحيد والتصوف والإيمان على علمائنا الأجلاء الأساتذة والسادة مع حفظ الألقاب ... " أ. هـ. وكان أحد هؤلاء هو الشيخ صاحب الترجمة كما مرّ آنفًا، وهذا الكتاب يُعنى بذكر علم التوحيد والتصوف والإيمان في المدرسة المثالية الأرسلانية، وعرض شروح الرسالة الأرسلانية الخمسة بنصوصها الأصلية، ومن ثمَّ قد ذكر الشروح التي شرحت تلك الرسالة منها للشيخ عبد الغني النابلسي "خمرة الحان ورنة الألحان"، وشرح الشيخ أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي الخزرجي ... وهذه المدرسة -كما قال مؤلف الكتاب- احتمت بالفقه وملازمته للتصوف والعكس مع الإيمان والتوحيد، ومن أراد المزيد فليراجع الكتاب. وفاته: سنة (1397 هـ)، وقيل: (1376)، وقيل: (1377 هـ)، سبع وتسعين، وقيل: ست وسبعين، وقيل: سبع وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "معجم النحو والصرف"، و"المعجم في مفردات القرآن". 1290 - السُنَيكي * المقرئ: زين العابدين بن محيي الدين بن ولي الدين بن جمال الدين يوسف بن زكريا أبي يحيى بن محمّد الأنصاري السُنَيكي (¬1). ولد: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. من مشايخه: والده، وشارك الشَّبْرامَلَّسي في كثير من شيوخه. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "الإمام الفاضل العالم العامل، ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 199)، إيضاح المكنون (2/ 398 و 677)، هدية العارفين (1/ 379)، الأعلام (3/ 65)، معجم المؤلفين (1/ 744). (¬1) السُنَيكي: نسبة إلى بليدة شرق مصر، كما في خلاصة الأثر.

1291 - ساتكين

كان أحد عباد الله تعالى الصالحين والأجلاء المعتقدين المخصوصين بالأخلاق الرضية والشمائل البهية المرضية ... كان الشَّبْرامَلَّسي يحبه ويثني عليه ويعظمه في جميع شؤونه ... " أ. هـ. * الأعلام: "فاضل، من أهل مصر. ويظهر أنه كان ينتسب إلى جده كما هو بخطه" أ. هـ. قلت: جده هو القاضي زكريا بن محمّد الأنصاري تقدمت ترجمته. وفاته: سنة (1068 هـ) ثمان وستين وألف. من مصنفاته: حاشية على شرح الجزرية في القراءات سماها "النكت اللوذعية على شرح الجزرية"، وله شرح على رسالة جده المسماة بالفتوحات الإلهية سماه "المنح الربانية". 1291 - ساتكين * النحوي: ساتكين (¬1) بن أرسلان التركي، المالكي، أبو منصور. من تلامذته: أبو عبد الله محمَّد بن علي بن أحمد بن قيس وغيره. وفاته: سنة (487 هـ) سبع وثمانين وأربعمائة، وقيل: (488 هـ). ثمان وثمانين وأربعمائة، بالقدس. من مصنفاته: له مقدمة في النحو. 1292 - المنتخب الحاجب * النحوي، اللغوي: سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصقر التميمي، الحاجب، المعروف بالمنتخب (¬2)، العروضي البغدادي، أبو المرجي. من مشايخه: أبو البقاء العكبري، وسمع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي وغيرهما. من تلامذته: ياقوت الحموي حيث قرأ عليه العربية والعروض ببغداد وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان تاجرًا ذا ثروة عظيمة مبخلًا .. وكان أديبًا فاضلًا نحويًّا متفردًا بالعروض .. وكان محبوبًا حسن الأخلاق" أ. هـ. *الوافي: "له معرفة بالأدب والعروض توحّد في معرفة العروض. وكان حسن الأخلاق متوددًا محبوبًا إلى الناس. وقال ياقوت: هو أول شيخ قرأتُ عليه بدمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (611 هـ). إحدى عشرة وستمائة، وقد جاوز الخمسين. من مصنفاته: صنف في النحو: "الملحة"، وكتابًا في صناعة الشعر، وفي القوافي، وفي العروض. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1339)، تاريخ دمشق (20/ 19)، إنباه الرواة (2/ 69)، تاريخ الإسلام (وفيات 487) ط. تدمري، الوافي (15/ 75)، بغية الوعاة (1/ 575)، روضات الجنات (4/ 28)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 44). (¬1) في بغية الوعاة: سائلين. * معجم الأدباء (3/ 1339)، إنباه الرواة (2/ 67)، تاريخ الإسلام (وفيات 611) ط. بشار، الوافي (15/ 78)، بغية الوعاة (1/ 575)، روضات الجنات (4/ 28)، الأعلام (3/ 70)، معجم المؤلفين (1/ 749). (¬2) وقيل المنتجب كما في روضات الجنات، ومعجم الأدباء.

1293 - ابن قيراط

1293 - ابن قِيرَاط * المقرئ: سُبَيع بن المُسَلّم بن علي بن هارون، أبو الوحش، المعروف بابن قيراط الدمشقي الضرير. ولد: سنة (419 هـ) تسع عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي الحسن بن علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف وغيرهما. من تلامذته: إسماعيل بن علي بن بركات العساني شيخ عبد الوهاب بن برغش، والخضر بن شبل الحارثي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "انتهت إليه رئاسة الإقراء بدمشق، وكان يُقرئ في حلقة الكتاني من ثلث الليل إلى قريب الظهر لا يحتاج إلى تجديد طهارة مع طعنه في السن ... سمعت منه وكان ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "انتهت إليه الرئاسة في الدعوة بدمشق وصار أعلى الناس فيها إسنادًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "قال أبو القاسم الحافظ: كان ثقة" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ دمشق كان ضريرًا ثقة كبيرًا ... وكان يقرئ الناس تلقينًا ورواية من المسبح إلى قريب الظهر بالجامع الأموي وأقعد وكان يُحمل إلى الجامع وأظنه هو الذي أشهر قراءة أبي عمرو تلقينًا بدمشق بعد ما كانوا يتلقون لابن عامر والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (508 هـ) ثمان وخمسمائة. 1294 - أبو الحسين اللغوي * اللغوي: سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله، الإمام أبو الحسين. ولد: سنة (439 هـ) تسع وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبوه الحافظ أبو مروان، وله سماع عن الفقيه أبي عبد الله ابن عتّاب وغيرهما. من تلامذته: الوليد بن خير، والقاضي عياض وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الغنية: "زعيم وقته، وإمام أهل طريقته والمقدم في مصره بذاته وسليقته .. درس كتاب سيبويه، وقلَّ مشهود إلا وَقد أخذ عنه" أ. هـ. * الصلة: "كان حسن الخلق، كامل المروءة، من بيت علم ونباهة وفضل وجلالة" أ. هـ. * الوافي: "كان من أذكياء العالم" أ. هـ. * الديباج: "الإمام العالم، الحافظ المتقن مع التقدم في علم الأدب" أ. هـ. * بغية الوعاة: "النحوي ابن النحوي، قال في الريحانة: هو عالم الأندلس في وقته ... وكان من ¬

_ * غاية النهاية (1/ 301)، معرفة القراء (1/ 462)، تاريخ الإسلام (وفيات 508) ط. تدمري، العبر (4/ 16)، الشذرات (6/ 37)، تاريخ دمشق (20/ 139)، مختصر تاريخ دمشق (9/ 208)، عيون التواريخ (12/ 49)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 66). * الصلة (1/ 222)، بغية الملتمس (2/ 388)، معجم الأدباء (3/ 1342)، إنباه الرواة (1/ 66)، الوافي (15/ 128)، الديباج المذهب (1/ 398)، بغية الوعاة (1/ 576)، الغنية (201)، تاريخ الإسلام (وفيات 507) ط. تدمري.

1295 - القيصري

أعلم الناس بالتصريف والاشتقاق ... وكان من أكمل عصره مروءة، وأكثرهم صيانة، وأوسعهم مالًا، وأعظمهم جاهًا ومهابةً تجتمع إليه الأربعون والخمسون من مهرة النحاة كابن الباذش وابن الأبرش، وكانوا إليه مفتقرين" أ. هـ. وفاته: سنة (507 هـ) وقيل: (508 هـ) سبع، وقيل: ثمان وخمسمائة. 1295 - القَيصَري * النحوي: سراج بن مسافر بن زكريا بن يحيى بن إسلام بن يوسف القيصري الرومي، ثم المقدسي الحنفي، سراج الدين. ولد: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مشايخه: لزم الفندي، وصحب الزين أبا بكر الخافي. من تلامدته: الكمال بن أبي شريف وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان متين الديانة عفيفًا عن الوظائف وما في أيدى الناس، ذا ورع زائد وصدق وصحة اعتقاد وترك للتكلف، وكان يبالغ في التحذير من ابن عربي. وكان ينظر فيما كتبه ابن تيمية في الرد على ابن عربي ويثنى على رده. وكان يذكر أنه خالط المشتغلين بكلام ابن عربي في بلاد الروم وغيرهما ووجد كثيرًا منهم زائغًا يتسير بالتأويل ظاهرًا وهو في الباطن غير مؤول بل يعتقد ما هو أقبح من الكفر" أ. هـ. من مصنفاته: له كتاب رد فيه على ابن عربي، وله نظم متوسط ونثر. وفاته: سنة (856 هـ). ست وخمسين وثمانمائة. 1296 - سَرْج الغُول * النحوي: سرج الغول. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الدارقطني: رجل من أهل مصر، عالم باللغة يعرف بلقبه. قال الربيع بن سليمان: كان لا يقول أحد شيئًا من الشعر إلا تمرضة عليه. وكان الشافعي يقول: يا ربيع ادع لي سرجًا فيأتي به فيذاكره ويناظره ثم يقول سرج الغول، ويقول: يا ربيع أن نحتاج نستأنف طلب العلم" أ. هـ. 1297 - المَرْوُذي * المفسر المقرئ: سُرَيج بن يونس بن إبراهيم المروذي البغداي. أبو الحارث. من مشايخه: سفيان بن عيينة، وهشيم، وابن علية وغيرهم. ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 243)، وجيز الكلام (2/ 743). * بغية الوعاة (1/ 576). * معجم المفسرين (1/ 205)، تاريخ بغداد (9/ 219)، الفهرست لابن النديم (287)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 185)، العبر (1/ 421)، النجوم (2/ 282)، الشذرات (3/ 164)، هدية العارفين (1/ 382)، تاريخ الإسلام (وفيات 235) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 357) وسماه شريحًا، التاريخ الكبير (4/ 205)، الإكمال (4/ 272)، الكامل (7/ 53)، وفيات الأعيان (1/ 67) ضمن ترجمة أحمد بن عمر بن سريج، تهذيب الكمال (10/ 221)، السير (11/ 146)، الوافي (15/ 142)، البداية والنهاية (10/ 315)، غاية النهاية (1/ 301)، تهذيب (3/ 397)، طبقات الحفاظ (213).

1298 - المارديني

من تلامذته: روى عنه البخاري، ومسلم، وبقي بن مخلد، وأبو يحيى صاعقة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال سليمان بن الأشعث: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن سريج بن يونس فقال: ليس به بأس. قال يحيى بن معين: سريج بن يونس ليس به بأس وهو كيس". وقال: "قال أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قيل له. يعني لأبي داود السجستاني، سريج ابن يونس، قال ثقة". ثم قال: "قال إسحاق بن إبراهيم الختلي سمعت سريج بن يونس. الشيخ الصالح الصدوق. يقول: رأيت فيما يرى النائم. خيرًا لنا وشرًّا لأعدائنا كأن الناس وقوف بين يدي الله وأنا في أول الصف في آخره عن يمنيي رجل في الصف ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى، نرى بياض ثياب وهو يريد أن يحدث فينا ونحن خائفون إذ صار من موضعه إلى السماء فقال أي شيء تريدون أصنع بكم؟ فسكت الناس، فقال سريج، فقلت أنا في نفسي: ويحهم قد أعطاهم كل ذا من نفسه وهم سكوت فقنعت رأسي بملحفتي، وأبرزت عينًا وجعلت أمشي وجزت الصف الأول بخُطَى، فقال لي إيش تريد؟ فقلت رحمان سَرْ يسَرْ -يعني: رأسًا برأس- وإن أردت أن تعذبنا فلم خلقتنا؟ قال قد خلقتكم ولا أعذبكم أبدًا، ثم غاب في السماء فذهب" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "الزاهد العابد صاحب الكرامات" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال محمّد بن عوف: قال لي أحمد بن حنبل اكتب عنه. وقال الغلاني عن يحيى: سريج بن النعمان ثقة، وسريج بن يونس أفضل منه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: صاحب خير. وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت رب العزة في المنام فقال: سل حاجتك قلت: رحمان سر بسر -يعني: رأس برأس-. قلت -أي الذهبي -: وكان سريج من الزهاد والعباد ببغداد، له حكايات شبه الكرامات رحمه الله. وكان إمامًا في السنة" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة مشهور صالح" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "ثقة عابد" أ. هـ. * الشذرات: "العابد أحد أئمة أصحاب الحديث" أ. هـ. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"القراءات". وفاته: سنة (235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين. 1298 - المارديني * المقرئ: سريجا بن محمّد بن سريجا بن أحمد ¬

_ * غاية النهاية (1/ 302)، الدرر (2/ 225)، إنباه الغمر (2/ 233)، الشذرات (8/ 517)، الأعلام (3/ 82)، معجم المؤلفين (1/ 755).

1299 - أبو عثمان الجذامي

الملطي، المارديني، قطب الدين أبو عقيل الشافعي. ولد: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من تلامذته: ولده عقيل، وبدر الدين بن سلام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "كتب بخطه لبعض أصحابنا وقد أخبره بالشاطبية عن شخص يقال له الشريف المكي ذكر أنه قرأ عليه عن قراءته على الكمال بن فارس عن الشاطبي وقد بالغ في تعظيم شيخه المذكور وتعظيم ابن فارس ووصفه بأنه إمام علامة وأكثر من ذاك فحسبت أنه ممن يرجع إلى الحق فكتبت إليه وعرفته أن هذا الإسناد مفتعل وأن هذا الشريف إن كان له وجود فقد كذب لأن ابن فارس لم يلق الشاطبي ولا رآه بل ولد بعده بست سنين وأشرت إلى ما اتفق للشيخ على الواسطي من نظير هذه الدعوى وظهور كذبه بذلك ولعل هذا المكي تعلم ذلك منه فكبر ذلك عليه ولم يقبل وصمم على صحة هذا الإسناد ولم يرجع فعلمت حينئذ ما كان بلغني عنه والله يغفر لنا وله" أ. هـ. * الشذرات: "كان من أعيان تلك البلاد في زمانه في الفقه، والقراءات والأدب وغير ذلك" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات والمنطق، شافعي من أهل ملطية، سكن ماردين وتوفي فيها" أ. هـ. من مصنفاته: له قصيدة في القراءات سماها "نهاية الجمع في القراءات السبع" بلغت عدتها ألف ومائتي بيت وزيادة و"نثر فوائد المربعين النبوية في نشر فوائد الأربعين النووية". وفاته: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة وله (68 سنة). 1299 - أبو عثمان الجذامي * النحوي: سعد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله، أبو عثمان الجذامي، الأندلسي، البياني المالكي، سراج الدين. من تلامذته: الشرف الدمياطي، وابن إياز وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "روى عنه الشرف الدمياطي وقال: رأيته ببغداد يقرئ النحو ... ) من مصنفاته: "شرح الجزولية". وفاته: كان حيًّا سنة (650 هـ). خمسين وستمائة. 1300 - المُرْزُبانِي * اللغوي: سعد بن خليل بن سليمان الروميّ المرزبانيّ، الحنفي، الشيخ سعد الدين. من مشايخه: الشيخ ركن الدين عمر بن قدير وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "خازن الكتب بالشيخونية والخادم الكبير بها، كان عالمًا بارعًا فاضلًا علامة في الفقة والعربية وغيرهما" أ. هـ. من مصنفاته: "شرح القُصاري في التصريف". وفاته: في حدود سنة (814 هـ) أربع عشرة وثمانمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 577). * بغية الوعاة (1/ 578)، معجم المؤلفين (1/ 756).

1301 - سعد الرابية

1301 - سعد الرَّابِيَّة * النحوي: سعد بن شداد، هو سعد الرابية (¬1). من مشايخه أبو الأسود الدؤلي وغيره. كلام العلماء فيه: الوافي: "كان مزَّاحًا مضحكًا. اختلفت بنوراسب والطّفاوة إلى زياد بن أبيه في مولود، فقال: سعد الرابية: أيها الأمير يُلقى هذا المولود في الماء فإن رسب فهو من راسب، وإن طفا فهو من طفاوة، وأخذ زياد نعله وقام ضاحكًا وقال: ألم أنهك عن هذا الهزل في مجلسي؟ 1302 - أبو القاسم القُميِّ * المفسر: سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري (¬2) القمي، أبو القاسم. كلام العلماء فيه: الفهرس للطوسي: "جليل القدر واسع الأخبار، كثير التصانيف ثقة" أ. هـ. معجم المفسرين: "فقيه إمامي محدث مفسر من أهل قم" أ. هـ. معجم المؤلفين: "من كبار محدثي الشيعة" أ. هـ. قلت: ذكره ابن النديم ضمن الفن الخامس من المقالة السادسة وهي فقهاء الشيعة ومحدثوهم وعلماؤهم. من مصنفاته "مقالات الإمامية" لعله "المقالات والفرق" و"فضل قم والكوفة" و"الرد على الغلاة". وفاته: سنة (299 هـ)، وقيل: (300 هـ)، وقيل: (301 هـ) تسع وتسعين ومائتين، وقيل: ثلاثمائة، وقيل: إحدى وثلاثمائة. 1303 - الوَحِيد * النحوي، اللغوي: سعد بن محمّد بن علي بن الحسين بن معبد بن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان الأزدي، أبو طالب، المعروف بالوحيد أو الوحيدي. من مشايخه أبو غالب بن بُشران وغيره. من تلامذته أبو رياش، وأبو الحسن بن لنكك وغيرهما. كلام العلماء فيه: معجم الأدباء: "كان شاعرًا حسن الشعر وعلمه أكثر من شعره، وأدبه أظهر من نباهته، وكان جيد التصنيف مليح التأليف .. وكانت ¬

_ * الوافي (15/ 164)، بغية الوعاة (1/ 579). (¬1) سمي الرابية بموضع كان يعلّم فيه النحو. * معجم المفسرين (1/ 205)، هدية العارفين (1/ 384) وفيه سعد بن إبراهيم ومثله في الفهرست لابن النديم (274)، أعيان الشيعة (34/ 188)، الفهرست للطوسي (105)، الأعلام (3/ 86)، معجم المؤلفين (1/ 756)، رجال الطوسي (431). (¬2) نسبة إلى أشعر وهي قبيلة مشهورة من اليمن انظر معجم المؤلفين. * تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 580 و 588)، إشارة التعيين (127)، البلغة (103) وفيه سعيد بن علي، معجم الأدباء (3/ 1356)، معجم المؤلفين (1/ 757)، الوافي (15/ 176).

1304 - المشاط

بضاعته في الأدب قوية، ومعرفته بالشعر جيدة، وقد ردّ على المتنبي في عدة مواضع وكان مع هذا ضيق الرزق محارفًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "من كبار الأدباء، وفحول الشعراء" أ. هـ. * إشارة التعيين: "إمام في النحو واللغة، وله شرح على ديوان أبي الطيب، بين فيه خطأه في عدة مواضع رواه الناس عنه، وكان ذا حظ مليح صحيح، وكان ضيق الرزق" أ. هـ. * البغية: "قال ابن النجار: كانت بضاعته في الأدب قوية، ومعرفته بالشعر جيدة، يجمع اللغة والنحو والقوافي والعروض، متقدمًا في كل ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة، وعاش ثمانين سنة. من مصنفاته: "شرح ديوان المتنبي"، و"الرد على ابن جني في تفسير شعر المتنبي". 1304 - المَشَّاط * المفسر: سعد بن محمّد بن محمّد بن أحمد، أبو الفضائل، المشاط الرازي. ولد: سنة (479 هـ) تسع وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو المحاسن الروياني، وأبو الفرج محمّد القزويني الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التحبير في المعجم الكبير: "له يد باسطة في علم الكلام ومعرفة تامة بذاك النوع من العلم، وكان يعظ ويتكلم في مسائل الخلاف، وله قبول بين أصحابنا من عوام الري وأهل قزوين ... لقيته بالري يوما في الطريق وكان يخضب بالسواد ويلبس الحرير ويحمل معه سيفًا شاهرًا وسمعت أن طريقته ليست مرضية، ولما دخلتُ داره لم أرَ به سمت الصالحين، وسمعت منه شيئًا يسيرًا منصرفي من العراق" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "المتكلم الواعظ" أ. هـ. * الوافي: "له يد باسطة في علم الكلام. كان يلبس الحرير ويخضب بالسواد ويحمل سيفًا مشهورًا، وكان يذب عن الأشعري" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "فقيه متكلم واعظ مفسر مذكر عارف بالمذهب والخلاف" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر، متكلم، واعظ، من فقهاء الشافعية، من أهل الرَّي" أ. هـ. طبقات الشافعية: "فقيه متكلم، واعظ مفسر، مُذكر، عارف بالمذهب والخلاف". وفاته: سنة (546 هـ) ست وأربعين وخمسمائة. 1305 - ابن الدَّيرِي * المفسر: سعد بن محمّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح، أبو السعادات، سعد الدين، ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 205)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 185)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 90)، الوافي (15/ 181)، تاريخ الإسلام (وفيات 546) ط. تدمري، التحبير في المعجم الكبير (1/ 295). * معجم المفسرين (1/ 26)، الضوء اللامع (3/ 249)، نظم العقيان (115)، هدية العارفين (1/ 385)، البدر الطالع (1/ 264) وسماه سعيد بن محمد، الشذرات (9/ 453)، الأعلام (3/ 87)، معجم المؤلفين (1/ 757)، "الماتريدية" لشمس الأفغاني (1/ 303).

النابلسي الأصل، المقدسي، المعروف بابن الدَّيري (¬1). ولد: سنة (768 هـ) ثمان وستين وسبعمائة. من مشايخه: أبو الخير العلائي، ووالده، والكمال السريحي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "شيخ المذهب وطراز علمه المذهب العالم الكبير وحامل لواء التفسير". وقال: "اجتمع بحماعة من مشايخ الصوفية كالشيخ محمّد القرمي وعبد الله البسطامي وسعد الهندي وأبي بكر الموصلي قال: وكنت ودعته عند توجهي للحج في سنة سبع وتسعين ودعا لي، وكان والدي أوصاني أن لا أنزل إلا في وسط الناس فلم يمكني ذلك إلا في عرفة بل كنا إذا نزلنا في الوسط يرتحل من بجانبنا اتفاقًا حتى نبقى في الطرف فكنت أتعجب من ذلك قال ومع هذا فإننا حفظنا ولم نفقد مما معنا سوى سكين كنت أشتريها في الطريق وكان يختلج في فكري أن فيها شبهة، ولا زلت أتعجب مما اتفق لنا إلى أن لقيت بأراضي غزة شيخًا يتكلم بكلام جيد في علم التصوف فكنت أتعجب منه إلى أن أعلمني أنه أدرك جماعة منهم الموصلي المشار إليه كان قد حج به قال وأنه لم يزل يوصيني أن لا أنزل إلا في طرف الناس فإنه أطيب راحة وأقر لقضاء الحاجة والمحفوظ من حفظ الله؛ قال حينئذ علمت أن ما اتفق لنا في الانفراد كان من مدده". ثم قال: "وبالجملة فكان إمامًا عالمًا علامة جبلًا في استحضار مذهبه قوي الحافظة حتى بعد كبر السن سريع الإدراك شديد الرغبة في المباحثة في العلم والمذاكرة به مع الفضلاء والأئمة، مقتدرًا على الاحتجاج لما يروم الانتصار له بل لا ينهض أحد يزحزحه غالبًا عنه، ذا عناية تامة بالتفسير لا سيما معاني التنزيل؛ وبالمواعيد يحفظ من متون الأحاديث ما يفوق الوصف غير ملتزم الصحيح من ذلك؛ وعنده من الفصاحة وطلاقة اللسان في التقرير ما يعجز عن وصفه لكن مع الإسهاب في العبارة وصار منقطع القرين مفخر العصرين ذا وقع وجلالة في النفوس وارتفاع عند الخاصة والعامة على الرؤوس من السلاطين والأمراء والعلماء والوزراء فمن دونهم بحيث عرض على كل من ابن همام والأمين الاقصرائي الاستقرار في القضاء عوضه فامتنع مصرحًا بأنه لا يحسن التقدم مع وجوده وقدم أولهما مرة من الحج فابتدأ بالسلام عليه في المؤيدية قبل وصوله إلى بيته؛ وعقد مجلس بالصالحية بسبب وقف العجمي سبط الدميري فسئل الأمين إذ ذاك عن الحكم فأجاب بقوله: أنا أفتيت ولا شعور عندي بكون الاستفتاء متعلقًا بحكم مولانا، وأشار إليه فإن الذي عندي أن مشايخنا المتأخرين لوكانوا في جهة وهو في جهة كان أرجح وأوثق. وأما شيخنا فكان أمرًا عجبًا في تعظيمه والاعتراف بمحاسنه، وترجمته له في "رفع الأصر" مع كونها مختصرة شاهدة لعنوان ذلك. وكذا كان صاحب الترجمة يكثر التأسف على فقد شيخنا بعد موته ولا يزال يترحم عليه ويذكر ما معناه: أنه صار بعده غريبًا فريدًا. ¬

_ (¬1) نسبة إلى قرية الدير بجبل نابلس.

ويحكي من مذاكرته معه جملة ويقبح من كان يمشي بينهما بالإفحاش المقتضي للاستيحاش فرحمهما الله تعالى فلقد كان للزمان بوجودهما البهجة، وبهما في كل حادثة المحجة، ولذلك سمع هاتف يقول بعد أحمد وسعد ما يفرح أحد، وقد اشتهر ذكره وبعد صيته ونشره حتى إن شاة رخ بن تيمور ملك الشرق وسأل من رسول الظاهر جقمق عنه في جماعة فلما أخبره ببقائهم أظهر السرور وحمد الله على ذلك. وكثرت تلامذته وتبجح الفضلاء من كل مذهب وقطر بالانتماء إليه والأخذ عنه حتى أخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وألحق الأبناء بالآباء بل الأحفاد بالأجداد وقصد بالفتاوى من سائر الآفاق، وحدث بالكثير قرأت عليه أشياء وكتبت من فوائده ونظمه جملة أوردت الكثير من ذلك في معجمي وفي الذيل على رفع الأصر. وقرظ لي بعض تصانيفي في سنة خمسين ووصفني بخطه بالشيخ الإمام الفاضل المحدث الحافظ المتقن وكنت أشهد منه مزيد الميل والمحبة، ومما حكاه أنه كان عنده في القدس وهو شاب يهودي طبيب منجم؛ وكان حاذقًا فامتحنوه فيما حكى له بأن أخذوا بول حمار فجعلوه في قنينة وقالوا له انظر بول هذا العليل فنظر فيه طويلًا ثم قال اذهبوا به إلى البيطار؛ وأنه قال لهم أنا أموت في هذه السنة فكان كذلك. وكان مع ما تقدم قد رزقه الله السمت الحسن وصحة الحواس وكبر السن الذي لا يتأخر بسببه عن عظيم رغبته في الإلمام بأهله لكن أعانه على ذلك ما سمعته منه غير مرة من أن الناس كلما تقدموا في السن غالبًا يتغير مزاجهم من الحرارة إلى البرودة وأنه هو بالضد من ذلك ولهذا كان لم يزل محمر الوجنتين كل هذا مع كثرة البشر ولين الجانب والمحاضرة الفكهة وفرط التواضع؛ والقرب من كل أحد مع الوقار والمهابة والشهامة على بني الدنيا والتقلل من الاجتماع بهم والدين المتين وسلامة الصدر جدًّا ومزيد التعصب لمذهبه والميل الزائد لأصحابه وانقياده معهم واتباع هواهم تحسينًا للظن بهم؛ وما أتى إلا من قبل ذلك، مذكورًا بإجابة الدعوة عظيم الرغبة في القيام بأمر الدين وقمع من يتوهم إفساده لعقائد المسلمين. اتفق أنه أحضر إليه شيخ من أهل العلم حصنى فادعى عليه بين يديه أن عنده بعض تصانيف ابن عربي وأنه ينتحلها واعترف بكونها عنده وأنكر ما عدا ذلك فأمر بتعزيره فعزر بحضرته بضرب عصيات ثم أمر به الظاهر جقمق فنفى رحمهما الله كيف لو أدرك هذا الزمن الذي حل به الكثير من الرزايا والمحن؛ ولم يشغل رحمه الله نفسه بالتصنيف مع كثرة اطلاعه وحفظه ولذلك كانت مؤلفاته قليلة فمما عرفته منها شرح العقائد المنسوبة للنسفي، وقد قرأه عليه الزيني قاسم الحنفي والكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات اقتفى فيه أثر السروجي مع زيادات كثيرة والسهام المارقة في كبد الزنادقة في كراريس" أ. هـ. * البدر الطالع: "برع في الفقه حتى صار المرجوع إليه وشارك في سائر الفنون وتولى قضاء الحنفية وصار معظمًا عند الملوك والوزراء والأمراء" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا علامة شيخ مذهب

1306 - السلماسي

النعمان في زمنه" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، متكلم، قاضٍ، من فقهاء الحنفية". وقال: "وضعف بصره، فاعتزل القضاء" أ. هـ. • قلت: وذكر الشمس الأفغاني في كتابه "الماتريدية" صاحب الترجمة ضمن أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية ... من مصنفاته: "شرح عقائد النسفي "، و"الكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعة إلى الأموات"، و"السهام المارقة في كبد الزنادقة" وغير ذلك. وفاته: سنة (867) هـ سبع وستين وثمانمائة. 1306 - السَّلَماسِي * المقرئ: سعد الله بن حسين الفارسي السلماسي الحنفي. ولد: سنة (810 هـ) عشر وثمانمائة. من مشايخه: سعد الدين بن الديري، والشمس بن النجار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "استقر في إمامة الحنفية بالأقصى وباشرها على هدى واستقامة وبهاء مع تصديه لإقراء القرآن وغيرهما، وكان نيرًا ذا شيبة حسنة ووقار وصولة وحرمة وشهامة وصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم أثنى عليه في فضيلة، وكذا في مباشرته للأنظار المضافة لإمامة الصخرة وعمارته لها" أ. هـ. وفاته: سنة (890 هـ) تسعين وثمانمائة. 1307 - سَعْدِي جَلَبي * اللغوي، المفسر: سعد الله بن عيسى بن أمير خان القسطموني، ثم الرومي، الحنفي، الشهير بسعدي جلبي، أو سعدي أفندي. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "كان فائقًا على أقرانه في تدريبه وفي قضائه مرضي السيرة، محمود الطريقة، وكان في إفتائه مقبول الجواب، وكان طاهر اللسان لا يذكر أحدًا إلا بخير، وكان صحيح العقيدة مراعيًا للشريعة، محافظًا على الأدب، وكان من جملة الذين صرفوا جميع أوقاتهم في الاشتغال بالعلم الشريف وقد ملك كتبًا كثيرة واطلع على عجائب منها وكان ينظر فيها ويحفظ فوائدها وكان قوي الحفظ جدًّا" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "الأمير الفاضل والهمام الكامل المولى سعد الدين المعروف بسعدي جلي أحد صدور العلم ومواليها المشهورين بالعلم والدين والرئاسة. وذكره والدي -أي والد الغزي- في المطالع البدرية فقال: قاضي قضاة المسلمين، وأولى ولاة الموحدين وينبوع العلم واليقين العادل العدل في أحكامه والمراقب لله في فعله وكلامه، إنسان عين الزمان، وإنسان عين ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 246)، الوجيز (3/ 964). * معجم المفسرين (1/ 206)، الكواكب السائرة (2/ 236) وسماه عيسى بن أميرخان، الشقائق النعمانية (265) وفيه سعد الله بن عيسى، هدية العارفين (1/ 386)، الشذرات (10/ 373)، معجم المؤلفين (1/ 759)، الأعلام (3/ 88) جهود علماء الحنفية (3/ 1340).

1308 - أبو سعيد الحموي

البيان -إلى أن قال-: ما قرن به فاضل من الروم إلا رجحه ولا ألقي إليه فضل من العلم إلا كشفه وأوضحه له صادقات عزائم، لا تأخذه في الله لومة لائم إلى عفة ونزاهة وإبانة وهمة علية وصيانة". • الشذرات: "الإمام العامل العلامة أحد موالي الروم المشهورين بالعلم والدين والرئاسة" أ. هـ. • قلت: ذكره صاحب "جهود علماء الحنفية" ضمن من تكلم على كفريات ابن عربي، فقال: "وقد رفع السؤال إلى المفتي الإمام شيخ الإسلام سعدي أفندي الجلبي (945 هـ) وهو استفتاء فيه ذكر أمثلة لكفريات الاتحادية، الإلحادية الموجودة في فصوص كفر هذا الملحد. وفي آخر هذا الاستفتاء بعد ذكر كفرياته ما نصه: (أفتونا مأجورين بالوضوح والبيان، كما أخذ الله الميثاق للبيان، لأن الملحدين بسبب هذا الكتاب (فصوص الكفر لابن عربي الملحد) يجعلون الكفر إيمانًا، والجهل عرفانًا، والشرك توحيدا، والعصيان طاعة، لا يستحق العاصي عنده وعيدًا. ولا فرق عنده بين عبادة الأصنام و (بين عبادة) الصمد، وأن من سجد للصنم هو عنده أعظم ممن كفر به .. ) فأفتى شيخ الإسلام المذكور قائلا: (الجواب يرحمك الله تعالى: الله يقول الحق، وهو يهدي إلى السبيل، ما تضمنته هذه الصحيفة، من الكلمات الشنيعة السخيفة، يأباه المعقول، وترده النقول، بعضه سفسطة، وبعضه كفر وزندقة، ومروق من الدين، وخرق لإجماع المسلمين بل المِلّيين. وإنكار لما هو من ضروريات الإسلام، وإلحاد في كلام المهيمن العلام، فمن صدقه، بل تردد، أو شك فيه -فهو كافر بالله العظيم، وإن أصرَّ عليه- ولم يتب يقتل" أ. هـ. وفاته: سنة (945 هـ) خمس وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على العناية شرح الهداية" في فروع الفقه الحنفي، و"حاشية على القاموس للفيروز آبادي" في اللغة وغير ذلك. 1308 - أبو سعيد الحمويّ * النحوي، المقرئ: سعد الله بن غنائم بن علي بن ثابت -وقيل: قانت- أبو سعيد الحمويّ الضرير. من مشايخه: أبو الأصبغ عبد العزيز بن الطحّان وغيره. من تلامذته: ابن العديم وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الطلب: "رجل فاضل عارف بالقرآن والنحو، قدم حلب ... وصنف فيه -ابن العربي كتابيه وقرأهما عليه بحماة لإقراء القرآن العظيم وعلم النحو" أ. هـ. • الوافي: "كان ذا دين متين وظن جميل" أ. هـ. • أعيان العصر: "كان ذا دين متين وفضل مبين ضرير النظر غزير البحث والنظر، أقرأ الناس وأفاد وفاز منهم بشكر ماله من نفاد" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 580)، الدرر الكامنة (2/ 227)، الوافي (15/ 189)، معجم المؤلفين (1/ 759)، إيضاح المكنون (1/ 222)، أعيان العصر (1/ 386) مخطوط، بغية الطلب (9/ 4236).

1309 - الدقاق

•الدرر الكامنة: "كان قيمًا بالعربية واستفاد منه جماعة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "مهر في العربية .. وتصدر بحماة لإقراء القرآن والنحو وأخذ عنه الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (614 هـ)، وقيل (610 هـ) أربع عشرة، وقيل: عشر وستمائة. وقيل: سنة (710 هـ) (¬1) عشر وسبعمائة. من مصنفاته: (التبصرة) وغيرها في العربية. 1309 - الدقّاق * المقرئ: سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق، أبو الحسين البغدادي. من مشايخه: أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبو علي محمد بن سعيد بن نبهان- وغيرهما. من تلامذته: عبد العزيز بن الأخضر، وعبد الوهاب بن سُكينة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان شيخًا صالحًا متدينًا كثير السماع صحيحه حاذقًا، حسن الطريق، مشتغلًا بالإقراء" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال عمر بن علي القُرشي: كان جالسًا في مسجده بدرب السلسلة يُقرئ فمال ووقع ميتًا أ. هـ. وفاته: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. 1310 - أبو عثمان الضرير * النحوي: سعدان بن المبارك الضرير، أبو عثمان. من مشايخه: أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره. من تلامذته: محمّد بن الحسن بن دينار وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "مولى عاملة مولاة المهدي امرأة المعلي بن طريف الذي ينسب إليه نهر المعلى ببغداد وكان أحد رواة العلم والأدب، كوفي المذهب" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، راوية، ضرير، من أهل بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (220 هـ) عشرين ومائتين. من مصنفاته: "خلق الإنسان"، و"كتاب الوحوش"، و"النقائض". 1311 - الجُذامي * اللغوي: سعدون بن إسماعيل الجذامي، مولاهم أبو عمان من ريّة. من مشايخه: الخُشَني، وابن وضاح وغيرهما. ¬

_ (¬1) في أعيان العصر والدرر الكامنة توفي سنة (710 هـ)، وأما في باقي المصادر توفي (610 هـ) أو (614 هـ) وعلى القول الثاني لا يصح ذكره في أعيان العصر؛ لأنه ليس من معاصريه ولا في الدرر لأنه ليس من أعيان المئة الثامنة. والله أعلم. * الوافي (15/ 184)، غاية النهاية (1/ 302)، تاريخ الإسلام (وفيات 563) ط. تدمري، المنتظم (18/ 178). * تاريخ بغداد (9/ 203)، معجم الأدباء (3/ 1346)، إنباه الرواة (2/ 55)، الو افي (15/ 190)، بغية الوعاة (1/ 581)، الأعلام (3/ 19)، الفهرست لابن النديم (77)، معجم المؤلفين (1/ 758). * بغية الوعاة (1/ 581)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 323)، بغية الملتمس (2/ 404)، جذوة المقتبس (1/ 367).

1312 - المرادي

كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالفرائض واختلاف الناس فيها مع العلم باللغة والشعر ضابطًا، حسن التقييد لما كتب، وكان زاهدًا ورعًا متقللًا لم ينكح ولا تسرى ولا اشتغل بشيء من الدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين. 1312 - المُرادِيّ * اللغوي: سعدون بن مسعود المرادي اللِّبلِي (¬1)، أبو الفتح. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان متقدمًا في علم العربية والأدب، حسن المشاركة في الفقه، حسن الخلق ... وقضى بلَبلَة. وله مسألة في نفي الزكاة عن التين ناظر فيها أبا القاسم بن منظور قاضي إشبيلية" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة. 1313 - تَاج بَك * اللغوي: سعدي بن ناجي بيك، أخو المولى جعفر جلبي بن ناجي بيك، الرومي الحنفي، المعروف بتاج بك. من مشايخه: قرأ على جماعة من الموالي، منهم: المولى قاسم الشهير بقاضي زاده، والمولى محمّد بن الحاج حسين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "برع وكان فاضلًا في سائر الفنون، خصوصًا العربية، وله باللسان العربي إنشاء وشعر في غاية الجودة" أ. هـ. • الشقائق النعمانية: "كان رحمه الله تعالى عالمًا فاضلًا في جميع العلوم سيما في علوم العربية، وكان صالحًا كريم النفس حميد الخصال صادق القول وكان المولى الوالد يقول في حقه: لو قلت في حقه إنه لم يكذب مدة عمره لما كذبت. وله قصائد بلسان العربية أجاد فيها كل الإجادة بحيث من طالعها ظنها من قصائد فصحاء العرب" أ. هـ. وفاته: سنة (922 هـ) اثنتين وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: له حواشي على "شرح المفتاح" للسيد الشريف، وحاشية على باب الشهيد من شرح الوقاية" لصدر الشريعة، ونظم "عقائد النسفي "بالعربية. 1314 - ابن المَيدَانِي * النحوي، اللغوي: سعيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الميداني، وأبو الفضل، هو أحمد والد سعيد، هو صاحب كتاب (مجمع ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 581). (¬1) لَبلَة: بالأندلس، شرق عن أكشونية، وغرب من قرطبة، وتعرف بالحمراء. معجم البلدان (5/ 10). * الكواكب السائرة (1/ 208)، الشذرات (10/ 154)، الشقائق النعمانية (197)، معجم المؤلفين (1/ 759). * الأنساب (5/ 429)، معجم الأدباء (3/ 1309)، إنباه الرواة (3/ 51)، وفيات الأعيان (1/ 142)، السير (19/ 490) دون ترجمة، الوافي (15/ 199)، بغية الوعاة (1/ 582)، الشذرات (6/ 94)، معجم المؤلفين (1/ 761)، التحبير (1/ 302)، اللباب (3/ 200)، كشف الظنون (1/ 90)، تاريخ الإسلام (وفيات 539) ط. تدمري.

1315 - أبو عثمان السلمي

الأمثال). ولد: سنة (472 هـ) اثنتين وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: الواحدي المفسر، وأبو بكر أحمد الشيرازي وغيرهما. من تلامذته: السمعاني، وابن عساكر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التحبير: "شيخ أديب فاضل عالم كثير المحفوظ، عارف بالأدب واللغة، ساكت وقور". • وفيات الأعيان: "كان فاضلًا دينًا" أ. هـ. • الوافي: "له كتاب اشتق له اسمًا من كتاب أبيه المسمى (السامي في الأسامي) كذا قال ياقوت. قلت: أظنه الأسمى في الأسماء ... " أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "الأسمى" في الأسماء، وكتاب "غرائب اللغة"، و "نحو الفقهاء". 1315 - أبو عثمان السلمي * المقرئ: سعيد بن إدريس بن يحيى السلمي، أبو عثمان الإشبيلي. ولد: سنة (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الطيب بن غلبون، وأبو بكر الاذفوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "انصرف إلى الأندلس وقد برع، واستفاد من علم القرآن كثيرًا، وكان قوي الحفظ معدوم القرين" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "رجع إلى الأندلس، وقد برع في علم القراءات. وكان حسن الحفظ، مجودًا، فصيحًا، طيب الصوت، معدوم المثل. وكان إمام المؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبة" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (428 هـ)، وقيل: (429 هـ) ثمان وعشرين، وقيل: تسع وعشرين وأربعمائة. 1316 - الدِّيار بَكري * المفسر سعيد بن إسماعيل الماويلي السهراني الديار بكري (¬1)، سعد الله. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "باحث عارف بالتفسير والفقه، من فقهاء الحنفية" أ. هـ. وفاته: سنة (1247 هـ) سبع وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "الرسالة الفتحية المحمودية في بيان مراتب الجليلة العلية، في تفسير سورة النصر، ألفها برسم السلطان محمود خان الثاني، ورسالة في إثبات الواجب. ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 393)، الصلة (1/ 215)، غاية النهاية (1/ 304)، تاريخ الإسلام (وفيات 429) ط. تدمري. * معجم المفسرين (1/ 207)، هدية العارفين (1/ 386)، معجم المؤلفين (1/ 761). (¬1) نسبة إلى ديار بكر: مدينة في تركيا على شاطح دجلة الأيسر.

1317 - سعيد بن أوس

1317 - سعيد بن أوس * النحوي، اللغوي: سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثابت بن زيد بن قيس أبو زيد الأنصاري البصري، صاحب التصانيف. ولد: سنة نيف وعشرين ومئة، وقيل: سنة (119 هـ) تسع عشرة ومائة. من مشايخه: سليمان التيمي، وابن عون، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم. من تلاميذه: أبو عبيد القاسم بن سلَّام، وأبو حاتم الرازي، وتلا عليه خلف البزّار وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح وتعديل: "قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يُجمل القولَ فيه، ويرفع شأنه ويقول: هو صدوق" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "قال أبو عثمان المازني: كنا عند أبي زيد فجاء الأصمعي، فأكب على رأسه وجلس، وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة، فنحن كذلك، إذ جاء خلَف الأحمر، فأكب على رأسه، وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنة". • المنتظم: "كان ثقة ثبتًا من أهل البصرة ... قال المازني يقول سمعت أبا زيد النحوي يقول: وقفت على قصّاب وقد أخرج بطنين سمينين موفورين فعلقهما، فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان فغطيت رأسي وفررت لئلا يسمع الناس فيضحكوا" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "سئل أبو زيد الأنصاري عن أبي عبيدة والأصمعي فقال كذابان. وسئلا عنه فقالا: ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان من أئمة الأدب، وغلبت عليه اللغات والنوادر والغريب، وكان يرى رأي القدر، وكان ثقة في روايته .. " أ. هـ. • في السير: "قال المبرّد: الأصمعي وأبو عبيدة وأبو زيد، أعلم الثلاثة بالنحو أبو زيد. وكانت له حلقة بالبصرة. وكان يقول أبو زيد: كل ما قاله سيبويه: أخبرني الثقة، فأنا أخبرته، وكان أبو زيد قد مات بعد سيبويه بنيف وثلاثين سنة. فالله أعلم" أ. هـ. • البداية والنهاية: "أحد الثقات الأثبات ويقال إنه كان يرى ليلة القدر" أ. هـ. • الشذرات: "قال بعث العلماء: كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة، وكان صدوقًا صالحًا. وغلبت عليه النوادر كالأصمعي، مع أن الأصمعي كان يقبل رأسه ويقول: أنت سيدنا منذ (50 سنة). وكان ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 77)، المتنظم (10/ 268)، معجم الأدباء (3/ 1359)، إنباه الرواة (2/ 30)، وفيات الأعيان (2/ 378)، السير (9/ 494)، العبر (1/ 367)، غاية النهاية (1/ 305)، إشارة التعيين (128)، الوافي (15/ 200)، البداية والنهاية (10/ 282)، تهذيب التهذيب (4/ 4)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 4)، النجوم (2/ 210)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 186)، الشذرات (3/ 70)، الأعلام (3/ 92)، بغية الوعاة (1/ 582)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية والعشرين) ط. تدمري، الكامل (6/ 418)، تهذيب الكمال (10/ 330)، ميزان الاعتدال (3/ 188)، تقريب التهذيب (374)، كتاب "أبو زيد الأنصاري وأثره في دراسة اللغة، د. إبراهيم يوسف السيد، جامعة الرياض- ط / 1، لسنة (1400 هـ-1980 م).

1318 - سعيد الأزدي

سفيان الثوري يقول: الأصمعي أحفظ الناس، وأبو عبيدة أجمعهم، وأبو زيد أوثقهم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال صالح جزرة: ثقة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال مسلم في "الكنى": يذكر بالقدر، وقال النسائي في "الكنى": نسب إلى القدر، وقال الحاكم في "المستدرك": كان ثقة ثبتًا، وقال عبد الواحد في "مراتب النحويين": كان ثقة مأمونًا عندهم ويذكر بالتشيع وكان من أهل العدل، وكان الخليل رجع إلى قوله، وقال الأزهري في "التهذيب": وثقه أبو عبيد وأبو حاتم. وقال ثعلب: يصدق" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق له أوهام، رمي بالقدر" أ. هـ. • الأعلام: "أحد أئمة الأدب واللغة. من أهل البصرة. ووفاته بها. كان يرى رأي القدرية وهو من ثقات اللغويين، قال ابن الأنباري: كان سيبويه إذا قال (سمعت الثقة) عنى أبا زيد" أ. هـ. • قلت: وقد ذكر الدكتور إبراهيم السيد في ردِّه على المستشرق الألماني الذي عقب على عبارة سيبويه "أخبرني الثقة"، أو "سمعت الثقة"، وغيرها من المدح وبيان ثقة وصدق صاحب الترجمة، فأراد هذا المستشرق التشكيك في كل العبارات بقوله: "وقد حملها بعض المتأخرين غلطًا على أبي زيد الأنصاري ... " أ. هـ. فيثير شيئًا من عدم الثقة والشك في أئمة علماء المسلمين، وهذا ديدن المستشرقين؟ ! فكان رد الدكتور إبراهيم عليه تبيانا لخطئه وافترائه، فليراجع قوله من الكتاب المذكور (ص 20) وما بعدها، ذكرنا، وعدم الاغترار بما يقوله أعداء المسلمين كالمستشرقين وغيرهم. وفاته: سنة (215 هـ)، وقيل: (214) وقيل: (216) خمس عشرة، وقيل: أربع عشرة، وقيل: ست عشرة ومائتين، وعاش (93 سنة). من مصنفاته: "النوادر" في اللغة، و"الهمز"، و"المطر"، و"لغات القرآن". 1318 - سعيد الأزدي * المفسر: سعيد بن بشير الأزدي بالولاء، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو سلمة، ويقال: إنه مولى بني نصر بن معاوية. ولد: سنة (98 هـ) ثمان وتسعين. من مشايخه: قتادة، والزهري وغيرهما. من تلامذته: ابن مهدي، وأبو مسهَر، وأبو الجماهر وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان من أوعية العلم. قال أبو مُسْهرِ: لم يكن في بلدنا أحد أحفظ منه، وهو مُنْكر الحديث. وقال أبو حاتم: محله الصِّدق. قلت لأحمد بن صالح: كيف هذه الكثرة له عن قتادة؟ قال: كان أبوه شريك أبي عَرُوبة، فأقدم ابنه سعيدًا البصرة، فبقي بها يطلب الحديث مع ¬

_ * مختصر تاريخ دمشق (9/ 290)، السير (7/ 304)، العبر (1/ 253)، تاريخ الإسلام (وفيات 168) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (3/ 189)، تهذيب التهذيب (4/ 8)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 187)، النجوم (2/ 65)، الشذرات (2/ 303)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 123)، معجم المفسرين (1/ 207)، الأعلام (3/ 92)، معجم المؤلفين (1/ 762).

1319 - سعيد بن جبير

سعيد بن أبي عروبة. وقال ابن سعد: كان قدريًا. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال بقيّة: سألت شُعبة، عن سعيد بن بشير فقال: ذاك صدوق اللسان، قال بقية: فحدّثث بهذا سعيد بن عبد العزيز، فقال: بثَّ هذا -رحمك الله- في جُندنا، كان الناس قد تكلّموا فيه. قال مروان الطاطري: سمعت سُفيان بن عُيينة على جَمرة العقبة يقول: حدثنا سعيد بن بشير، وكان حافظًا. وقال أبو زرعة النضريّ: قلت لأحمد: ما تقول في سعيد بن بشير؟ قال: أنتم أعلم به، قد حدّث عنه أصحابنا وكيع، والأشهب. وقال دحيم: يوثق به، كان حافظًا. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن مهدي يحدّث عنه ثم تركه. وقال أبو زرعة: محلّه الصِّدق، ولا يُحتج به. وقال أبو حاتم: لا ينبغي أن يُذكر في الضعفاء. وقال البخاري: يتكلمون في حفظه. وروى جماعة، عن ابن معين: ضعيف، وكذا تبعه النسائي. أبو زرعة: سمعت أبا مسهر يقول: أتيت أنا، وابن شابور، سعيد بن بشير فقال: والله لا أقول إن الله يُقدر على الشر ويعذّب عليه، ثم قال: أستغفر الله، أردت الخير فوقعت في الشر. أنبأني قتادة في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} قال: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا. ثم قال أبو مسهر: قد اعتذر من كلمته واستغفر. قال أبو زرعة: فقلت لأبي الجماهر: كان سعيد بن بشير قدريًا، قال: معاذ الله" أ. هـ. • طبقات المفسرين: "قال البخاري يتكلمون في حفظه وهو محتمل، من الطبقة الثامنة، خرج له الأربعة" أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "له مصنف في التفسير رواه الوليد عنه" أ. هـ. • الأعلام: "من رجال الحديث. تعلم في البصرة وهو دمشقي المولد والوفاة". 1319 - سعيد بن جبير * المفسر، المقرئ: سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالي مولاهم الكوفي، أبو محمد ويقال أبو عبد الله. ولد: في خلافة الحسن بن علي، وقيل سنة (45 هـ)، خمس وأربعين للهجرة. من مشايخه: ابن عباس فأكثر عنه وجوّد، وعائشة، وأبو هريرة رضي الله عنهم وغيرهم. ¬

_ * المنتظم (7/ 6)، وفيات الأعيان (2/ 371)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العاشرة) ط. تدمري، السير (4/ 321)، العبر (1/ 112)، معرفة القراء (1/ 68)، الوافي (15/ 206)، البداية والنهاية (9/ 103)، غاية النهاية (1/ 305)، تهذيب التهذيب (4/ 9)، النجوم (1/ 228)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 188)، معجم المفسرين (1/ 208)، الأعلام (3/ 93)، الطبقات لابن سعد (6/ 256)، التاريخ الكبير (3/ 461)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 9)، حلية الأولياء (4/ 272)، تذكرة الحفاظ (1/ 76)، تقريب التهذيب (374)، طبقات الحفاظ (31)، الشذرات (1/ 370).

1320 - ابن غورك

من تلامذته: أبو صالح السمان، وابن أبي الشعثاء، وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "حكى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتاب (المهذب) أن سعيد بن جبير كان يلعب بالشطرنج استدبارًا ذكره في كتاب الشهادات في فصل اللعب بالشطرنج" أ. هـ. • السير: "كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أمِّ الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير. قال ابن عباس لسعيد: حدِّث. قال: أحدث وأنت ها هنا؟ . قال: أوَ ليس من نعمة الله عليك أن تحدِّث وأنا شاهد، فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علمتك. سأل رجل ابن عمر عن فريضة، فقال ائتِ سعيد بن جبير، فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض فيها ما أفرض. وقال ميمون: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحدّ إلا وهو محتاج إلى علمه. عن حصيف، قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم في الحلال والحرام طاووس، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير ... أن سعيد بن جبير لما ندَرَ (يعني: سقط) رأسه هلل ثلاث مرات يفصح بها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "عن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء. وقال إبراهيم النخعي: ما خلّف سعيد بن جبير بعده مثله". وقال: "قال معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: كان الشعبيّ يرى التقية، وكان سعيد بن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتي بالرجل قال له: أكفرت إذ خرجت عليّ؟ فإن قال نعم، تركه، وإن قال لا قتله، فأتي بسعيد بن جبير، فقال له: كفرت إذ خرجتَ عليّ؟ قال: ما كفرت منذ آمنت. قال: اختر أي قتلة أقتلك؟ فقال: اختر أنت فإن القصاص أمامك" أ. هـ. • الشذرات: "أحد أعلام الدنيا وسيد التابعين" أ. هـ. • قلت: مناقبه كثيرة وكلام العلماء عنه وفير وقصته مع الحجاج مشهورة وبالتفصيل فمن أراد المزيد فليراجع المصادر المذكورة. • السير: "التوكل على الله هو جماع الإيمان، وكان يدعو: اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك ... وقيل له لم لم تحدث بأصبهان، قال: انشر برّك حيث تعرف. وقيل له: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم وكان لا يرى المتقين". أ. هـ. وفاته: سنة (95 هـ) خمس وتسعين، وقيل: (94 هـ) أربع وتسعين، وله تسع وأربعون سنة. 1320 - ابن غُورك * النحوي، اللغوي، المقرئ: أبو سعيد بن حرب بن غورك القيرواني. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان عارفًا بالقرآن والنحو، ¬

_ • معجم الأدباء (3/ 1364)، البغية (1/ 586).

1321 - ابن الحكم القرشي

كثير الوقار، قليل الكلام" أ. هـ. • البغية: "ذكره الزبيدي في نحاة القيروان، وقال: كان يقال: إنه أعلم من المَهري بالقرآن وصدور النحو، وكان المهري أوسع منه رواية، وأعلم باللغة والشعر، وكان كثير الوقار، قليل الكلام، وكان ينسب من أجل ذلك إلى الكبر، وكان لا يبتسم في مجلسه فضلًا عن أن يضحك" أ. هـ. 1321 - ابن الحكم القرشي * اللغوي: سعيد بن حكم بن عمر بن حكم بن عبد الغني القرشي، (وقيل: بن عبد العزيز). ولد: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن السراج الإشبيلي، والفقيه الصالح أبو الحسن علي بن أبي نصر البجائي وغيرهما. من تلامذته: أبو الربيع سليمان كثير، والفقيه الراوية أبو عبد الله التلمساني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "فقيه، وله علم بالعربية والأدب، وله نظم ونثر وكتابة مستحسنة، وله مشاركة في العلوم ... وله صلة بالفقيه أبي بكر بن محرز الزهري، وأبي العباس بن خضر وغيرهما ... " أ. هـ. وقال: "قال في أعمال الأعلام ... لديه حظ جزيل من رواية الحديث، وقرض الشعر وحسن الخط إلّا أنه كان شديد القسوة والعقاب، مستهينًا بالدماء ... " أ. هـ. • البغية: "كان ذا حظٍ صالح من الطلب ... استولى على مُزقة فضبطها أحسن ضبط وسار فيها أحسن سيرة فهابه النصارى واستقام أمر المسلمين وهو مع ذلك لا يفتر عن النظر في العلم وإفادته" أ. هـ. وفاته: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. 1322 - الفَارِقِي * النحوي: سعيد بن سعيد الفارقي، أبو القاسم. من شيوخه: الربعي، وابن خالويه. من تلامذته: أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، وأبو محمّد الحسن بن محمّد الخلال الحافظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان بارعًا في العربية، أديبًا فاضلًا". • الأعلام: "نحويّ، مات مقتولًا بالقاهرة" أ. هـ. • الوافي: "كان من أصحاب علي بن عيسى الربعي، وابن خالويه" أ. هـ. وفاته: سنة (391 هـ) إحدى وتسعين وثلثمائة. من مصنفاته: "تقسيمات العوامل وعللها" في النحو، و"تفسير المسائل المشكلة في أول المقتضب للمبرد". ¬

_ * عنوان الدراية (303)، بغية الوعاة (1/ 583)، الأعلام (3/ 93). * معجم الأدباء (3/ 1366)، بغية الطلب (9/ 4301)، الوافي (15/ 223)، بغية الوعاة (1/ 584)، روضات الجنات (3/ 154)، الأعلام (3/ 95)، معجم المؤلفين (1/ 764).

1323 - أبو محمد الباهلي

1323 - أبو محمّد البَاهِلِي * اللغوي: سعيد بن سَلْم بن قتيبة بن مسلم، أبو محمّد الباهلي البصري الأصل. من مشايخه: عبد الله بن عَوْن وطبقته. من تلامذته: محمّد بن زياد الأعرابي صاحب اللغة وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "هو حفيد الأمير قتيبة بن مسلم الباهلي الشهير" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الحاكم: كان عالمًا بالحديث والعربية إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس ... سكن خراسان ثم قدم بغداد زمن المأمون فحدّث بها"أ. هـ. وفاته: سنة (217 هـ) سبع عشرة ومائتين. 1324 - أبو عثمان الهمَدانِي * المقرئ: سعيد بن سليمان، أبو عثمان الهمداني الهذلي الأندلسي، الملقب بنافع. من مشايخه: أبو الحسن علي بن بشر الأنطاكي وغيره. من تلامذته: ابن أبي نعيم وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل العلم بالقرآن والعربية ومن أهل الضبط والإتقان والستر الظاهر" أ. هـ. • غاية النهاية: "مجود عارف بحرف نافع .. وتصدر للإقراء حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. 1325 - أبو عثمان الضرير * المقرئ: سعيد بن عبد الرحيم بن سعيد، أبو عثمان الضرير البغدادي المؤدب. من مشايخه: أبو عمر الدوري وهو من كبار أصحابه وغيره. من تلامذته: أبو الفتح بن بُدهن، وعبد الواحد بن أبي هاشم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "المقرئ، المؤدب الضرير صاحب الدَّوري من جلة القراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "مؤدب الأيتام مقرئ حاذق ضابط" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (310 هـ) عشر وثلاثمائة. 1326 - ابن أَبي سهل النِّيلي * النحوي: سعيد بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن عبد المؤمن بن طيفور ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 74)، الوافي (15/ 225)، بغية الوعاة (1/ 584). * الصلة (1/ 212)، تاريخ الإسلام (وفيات 421) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 306). * معرفة القراء (1/ 242)، تاريخ الإسلام (من لم يعرف وفاته من الطبقة الحادية والثلاثون) ط. تدمري، تاريخ بغداد (9/ 103)، غاية النهاية (1/ 306). * معجم الأدباء (3/ 1368)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 387)، الوافي (15/ 240)، بغية الوعاة (1/ 585)، معجم الأطباء (204)، الأعلام (3/ 97)، معجم المؤلفين (1/ 764)، تاريخ الإسلام (وفيات 420) ط. تدمري.

1327 - الفريشي

أبو سهل النيلي (¬1) النيسابوري. ولد: سنة (353 ها ثلاث وخمسن وثلائماثة. من مشايخه: أبو عَمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحافظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "رجل جليل نحوي، فقيه شافعي، شاعر، إمام في الطب متبحر فيه بمرّة، ثقة في الحديث". • الوافي: "كان أديبًا نحويًّا فقيهًا شاعرًا طبيبًا" أ. هـ. • معجم الأطباء: "فقيه، شاعر، إمام في الطب، ثقة في الحديث ... مات فجأة سنة (420) (67 سنة) أ. هـ. وفاته: سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "اختصار المسائل لحُنين"، و"تلخيص شرح جالينوس لكتاب الفصول مع نُكت من شرح الرازي". 1327 - الفِرّيشي * اللغوي: سعيد بن عبد الله بن دحيم الأزدي الفِرّيشي (¬2)، أبو عثمان، نزيل إشبيلية. من مشايخه: أبو نصر هارون بن موسى، ومحمد بن عاصم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان عالمًا بالنحو إمامًا في كتاب سيبويه ذا حظ وافر من علم العربية واللغة وشروح الأشعار وضروب الأداب والأخبار" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان ذا حظّ وافر في علم اللغة "أ. هـ. وفاته: سنة (429 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة. 1328 - قطب الدين الراوندي * المقرئ: سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله بن الحسن، أبو الحسين، ويقال: أبو الحسن، قطب الدين الراوندي (¬3). من مشامخه: الشيخ أبو علي الطبرسي صاحب "مجمع البيان"، وأبو الصمصام الحسيني وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن علي بن عبد الجبار الطبرسي القاضي، والشيخ أبو الفضل ظهير الدين محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "ذكره ابن بابويه في (تاريخ الري) وقال: كان فاضلًا في جميع العلوم ... وكان على مذهب الشيعة" أ. هـ. ¬

_ (¬1) النّبليّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى النيل، وهي بُليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. * الصلة (1/ 216)، إنباه الرواة (2/ 55)، تاريخ الإسلام (وفيات 429) ط. تدمري، الوافي (15/ 233)، بغية الوعاة (1/ 584). (¬2) في الوافي: القرشي. * معجم المفسرين (1/ 208)، هدية العارفين (1/ 392) واسمه فيه سعيد بن هبة الله، وإيضاح المكنون (434)، معجم المؤلفين (1/ 765)، لسان الميزان (3/ 55)، روضات الجنات (4/ 5)، رياض العلماء (2/ 419). (¬3) نسبة إلى قرية راوند من قرى كاشان بينها وبين أصفهان.

1329 - الشرتوني

• روضات الجنات: "فقيه، عين، ثقة" أ. هـ. • رياض العلماء: "بعد الترجمة -إنه فاضل عالم جامع متبحر فقيه محدث متكلم بصير بالأخبار شاعر .. أول من شرح نهج البلاغة .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم أديب مفسر، من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "خلاصة التفاسير" في عشر مجلدات، و"شرح آيات الأحكام" و"اللباب في فضل آية الكرسي من الكتاب، وغيرها. 1329 - الشرَّتوني * اللغوي: سعيد بن عبد الله بن ميخائيل بن إلياس بن الخوري شاهين الرامي الشرّتوني. ولد: سنة (1265 هـ) خمس وستين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "لغوي، باحث، من أهل شرتون (بلبنان) ولد فيها، وتعلم في مدرسة عبية الأمريكية، ثم عكف على تدريس العربية في مدرسة اليسوعيين ببيروت" أ. هـ. • قلت: هو نصراني. وفاته: سنة (1330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أقرب الموارد وذيله" وهو معجم لغوي في ثلاثة مجلدات. وله "شروح على كتاب بحث المطالب" في الصرف والنحو. 1330 - ابن القَزّاز القرطبي * اللغوي: سعيد بن عثمان بن سعيد بن محمّد بن سعيد بن عبد الله بن يوسف بن سعيد البربري الأندلسي، ويعرف: بابن القزاز، القرطبي، المعروف بلحية الزبل. ولد: سنة (315 هـ) خمس عشرة وثلثمائة. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُليم وغيرهما. من تلامذته: ابن عبد البر وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان حافظًا للغة والعربية، حسن القيام بها، ضابطًا لكتبه متقنًا في نقله. له كتاب في الرد على صاعد بن الحسن اللغوي البغداي في مناكير كتابه في النّوادر والغريب المسمى بالفصوص. كانت له عناية بالحديث ورواية عالية عن قاسم بن أصبغ وغيره. وكان ثقة من أصحاب القالي" أ. هـ. • السير: "الإمام المحدث الثقة شيخ اللغة". وقال: "كان أحد الثقات" أ. هـ. وفاته: سنة (400 هـ) أربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في الرد على صاعد بن ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (1112)، الأعلام (3/ 98). * الصلة (1/ 204)، إنباه الرواة (2/ 44)، السير (17/ 205)، الوافي (15/ 242)، بغية الوعاة (1/ 585)، معجم المؤلفين (1/ 766).

1331 - أبو عثمان البلنسي

الحسن اللغوي البغدادي. 1331 - أبو عثمان البَلَنسي * اللغوي، المقرئ: سعيد بن علي بن محمّد بن عبد الرحمن بن زاهر الأنصاري البلنسي، أبو عثمان. ولد: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه، المقرئ الأستاذ الصالح المتعفف .. لقي بالأندلس رجالًا منهم: الفقيه أبو عبد الله محمّد بن نوح الغافقي، وأبو جعفر أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الألبيري، عرف بالحصّار وغيرهم ... له علم بالقراءات، وحظ من العربية، محكم الرواية، متقن الدراية وله زهد ونسك ... " أ. هـ. وفاته: سنة (654 هـ)، أربع وخمسين وستمائة. 1332 - البُصْرَوي * النحوي، اللغوي: سعيد بن علي بن سعيد، العلامة رشيد الدين، البصروي الحنفي. من تلامذته: ابن الخبّاز، وابن البرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "أحد أئمة المذهب وكان دينًا ورعًا نحويًّا شاعرًا" أ. هـ. • تالي كتاب وفيات الأعيان: "الفقيه الحنفي، كان من الفضلاء الأكابر، عالمًا زاهدًا منقطعًا أ. هـ. • الوافي: "كان إمامًا مفتيًا مدرسًا بصيرًا بالمذهب جيد العربية متين الديانة شديد الورع، عُرض عليه القضاء أو ذكر له فامتنع. قال شمس الدين ابن أبي الفتح: لم يخلف الرشيد سعيد بعده مثله في المذهب، وكان خبيرًا بالنحو" أ. هـ. • البغية: "مدرس الشبلية" أ. هـ. وفاته: سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة، وقد قارب الستين. 1333 - القَصَرِي الأصفر * النحوي، اللغوي: سعيد بن عيسى بن أحمد بن لب الرعيني الطليطلي القصري الأصفر، أبو عثمان. ولد: سنة (381 هـ) إحدى وثمانين وثلثمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن سليمان الزهراوي، وأبو عبد الله بن فضل الله وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن بن عبد الرحمن بن أفلح المالقي وغيره. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان عارفًا بعلوم اللسان نحوًا ولغة وأدبًا ... " أ. هـ. • الصلة: "كان عالمًا بالنحو واللغة" أ. هـ. ¬

_ * عنوان الدراية (289). * بغية الوعاة (1/ 585)، الوافي (15/ 245)، تالي وفيات الأعيان (76)، العبر (5/ 347)، الشذرات (7/ 672)، الدارس (1/ 532)، البداية والنهاية (13/ 324). • الصلة (1/ 218)، الذيل والتكملة (4/ 39)، إنباه الرواة (2/ 47)، تاريخ الإسلام (وفيات 462) ط. تدمري، روضات الجنات (3/ 285)، معجم المؤلفين (1/ 768).

1334 - التجيبي

وفاته: سنة (462 هـ) وقيل (460 هـ) اثنتين وستين، وقيل: ستين وأربعمائة، وقيل نحو (460 هـ). وعاش إحدى وثمانين سنة. من مصنفاته: له شرح على الجمل سماه "الحلل" وآخر على أبياته، ورسائل في فنون من العلم شتى. 1334 - التُّجيبي * اللغوي: سعيد بن فتحون بن مُكرَم التجيبي القرطي النحوي، أبو عثمان، أخو محمّد بن فتحون. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان متمكنًا من علوم اللسان، وألف في العروض مختصرًا ومطولًا، وله حظ من علوم الفلاسفة، وامتحن من قبل المنصور بن أبي عامر، فسجن ثم أطلق فاستوطن صقليّة إلى أن مات بها" أ. هـ. من مصنفاته: ألّف في العروض مختصرًا ومطولًا. 1335 - الرّشاش * النحوي، اللغوي: سعيد بن فرج، أبو عثمان مولى بني أمية، المعروف بالرشاش، وقيل: سعيد بن محمّد بن فرج. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "عالم أديب شاعر، وقد ينسب إلى جده فيقال: سعيد بن فرج وبالجد شهُر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "ذكره الزبيري في الطبقة من حاة الأندلس وقال: كان من أهل الرواية للشعر والحفظ للغة" أ. هـ. وفاته: من أهل المائة الثالثة. 1336 - أبو البَخْتَرَي * المقرئ: سعيد بن فيروز الطائي مولاهم الكوفي، أبو البختري. من مشايخه: ابن عباس، وابن عمر، وأبو سعيد رضي الله عنهم، وغيرهم. من تلامذته: عمرو بن مرة، وعطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "وثقه يحيى بن معين وكان مقدم الصالحين القرّاء الذين قاموا على الحَجّاج في فتنة ابن الأشعث ... قال حبيب بن أبي ثابت: إجتمعت أنا وسعيد بن جبير وأبو البختري فكان أبو البختري أعلمنا وأفقهنا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال العجلي: تابعي ثقة فيه تشيع، ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير، وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى ليس بالقوي ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 586). * بغية الوعاة (1/ 586)، جذوة المقتبس (1/ 354)، بغية الملتمس (2/ 391) المغرب في حلى المغرب (2/ 57). * تهذيب الكمال (11/ 32)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 54)، حلية الأولياء (4/ 379)، السير (4/ 279)، العبر (1/ 96)، تهذيب التهذيب (4/ 65)، الشذرات (1/ 340)، طبقات ابن سعد (6/ 292)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 506)، تقريب التهذيب (386).

1337 - ناصح الدين البغدادي

عندهم كذا قال وهو سهو" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، فيه تشيع قليل، كثير الإرسال" أ. هـ. وفاته: سنة (82 هـ) اثنتين وثمانين، وقيل: (83 هـ) ثلاث وثمانين. 1337 - ناصح الدين البغداديّ * اللغوي، المفسر: سعيد بن المبارك بن الدهان البغدادي، ناصح الدين، أبو محمد، صاحب التصانيف. ولد: سنة (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: ابن الحُصَين، وأبو غالب بن البناء وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان مع سعة علمه سقيم الخطّ، كثير الغلط وهذا عجيب من أمره" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "وكان سيبويه عصره ... وكان في زمن أبي بكر المذكور ببغداد من النحاة الجواليقي وابن الخشاب وابن الشجري، وكان الناس يرجحون أبا محمّد المذكور على الجماعة المذكورين مع أن كل واحد منهم إمام " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "هو شاب فاضل له معرفة بالنحو ويد باسطة في الشعر" أ. هـ. • الوافي: "قال الحافظ السمعاني: سمعتُ الحافظ ابن عساكر الدمشقي يقول: سمعتُ سعيد بن المبارك الدهان يقول: رأيتُ في النوم. شخصًا أعرفه وهو يُنشد شخصًا كأنه حبيب له: أيها الماطِلُ ديني ... أملي وتماطِلْ علل القلب فإني ... قانِعُ منك بباطلْ قال ابن السمعاني: فرأيت ابن الدهان وعرضتُ عليه الحكاية، فقال: ما أعرفه ولعل ابن الدهّان نسي، فإنّ ابن عساكر من أوثق الرواة، ثم استملى ابن الدهان مني الحكاية وقال: أخبرني السمعاني عن ابن عساكر عني، فروى عن شخصين عن نفسه" أ. هـ. وفاته: سنة (569 هـ) تسع وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح كتاب الإيضاح والصلة"، و "الفصول الكبرى"، و "الفصول الصغرى"، و"شرح كتاب اللمع لابن جني" وغيرها. 1338 - أبو عُثمَان الحداد * اللغوي: سعيد بن محمّد الغساني، أبو عُثمان الحداد. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1369)، إنباه الرواة (2/ 47)، وفيات الأعيان (2/ 382)، إشارة التعيين (129)، السير (20/ 581)، العبر (4/ 207)، الوافي (15/ 250)، النجوم (6/ 72)، بغية الوعاة (1/ 587)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 190)، الشذرات (6/ 384)، روضات الجنات (4/ 54)، معجم المفسرين (1/ 209)، الأعلام (3/ 100)، معجم المؤلفين (1/ 768)، الكامل (11/ 411)، تاريخ الإسلام (وفيات 569) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 72 و 116)، هدية العارفين (1/ 391). * بغية الوعاة (1/ 589)، الوافي (15/ 179 و 256).

1339 - ابن الحداد المغربي

كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الزبيدي: كان أستاذًا في غير ما فن، عالمًا بالعربية واللغة، وكان الجدل أغلب الفنون عليه، وكان دقيق النظر جدًّا، ثابت الحجة، شديد المعارضة، حاضر الجواب" أ. هـ. من مصنفاته: "توضيح المشكل في القرآن"، و "كتاب الأمالي"، وكتاب "عصمة النبيين". 1339 - ابن الحَدَّاد المغربي * النحوي، اللغوي، المقرئ: سعيد، وقيل: [سعد]- بن محمّد بن صبيح بن الحدّاد المغربي، أبو عُثمَان شيخ المالكية. من تلامذته: ابنه أبو محمد، وعبد الله شيخ ابن أبي زيد، وأبو العرب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "كان من رؤوس السنة. وقال: وله مع شيخ المعتزلة الفرّاء مناظرات بالقيروان، رجع بها عدد من المبتدعة. قال ابن حارث: له مقامات كريمة، ومواقف محمودة في الدفع عن الإسلام، والذب عن السنة، ناظر فيها أبا العباس المعجوقي أخا أبي عبد الله الشيعي الداعي إلى دولة عبيد الله [الدولة العبيدية] فتكلم ابنُ الحداد ولم يخف سطوة سلطانهم، حتى قال له ولده أبو محمد: يا أبة! اتق الله في نفسك ولا تبالغ. قال: حسبى من له غضبتُ، وعن دينه ذببت. قال موسى القطان: لو سمعتم سعيد بن الحداد في تلك الحافل، يعني مناظرته للشيعي، وقد اجتمع فيه جهارة الصوت، وفخامة المنطق، وفصاحة اللسان وصواب المعاني، لتمنيتم أن لا يسكت. وله مناظرات كثيرة ومواقف حميدة وأقوال طيبة تدل على حسن سيرته وصفاء عقيدته. وكان لا يقول بالجاز، ولا يعتقد مسألة إلا بحجة" أ. هـ. • الوافي: "كان إمامًا متفننًا ... وكان يذمّ التقليد، ويقول: هو من نقص العقول ودناءة الهمم ... قال البُرزالي، رحمه الله تعالى: وسئل الشيخ أبو عُثمَان عن قوله عزَّ وجلَّ: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} قال: يتقِ الزنا ويصبر على العُزبة" أ. هـ. • الأعلام: "قال ابن قاضي شهبة: المالكي المقرئ الإمام الجتهد إلا أنه كان يحط على المالكية، ويسمي المدونة (المدودة) فسبه المالكية وقاموا عليه، ثم اغتفروا له بعد ذلك وأحبوه لما ناظر الشيعي داعي بني عبيد" أ. هـ. • معالم الإيمان: "قال: كان فقيهًا صالحًا فصيحًا متعبدًا، وأحد رجال زمانه في المناظرة والرد على الفرق، مقدمًا في ذلك، ثقة كثير الخشوع، لم يُرَ أسرع منه دمعة. وقال ابن الحارث: كان مذهب أبي عثمان: ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1373)، إنباه الرواة (2/ 53)، السير (14/ 205)، العبر (2/ 118) و (2/ 122)، تاريخ الإسلام (وفيات 302) ط. تدمري، الوافي (15/ 179) و (15/ 256)، بغية الوعاة (1/ 579)، الشذرات (4/ 12)، معالم الإيمان (2/ 295)، الأعلام (3/ 100)، معجم المؤلفين (1/ 757).

المناظرة، وفهم القرآن والمعرفة بمعانيه. قال ابن الحارث: ألفّ الشيخ أبو عثمان: سعيد بن الحداد تأليفًا رد به على الشافعي، وبعث به إلى المزني وابن أبي سعيد، فلما ورد على المزني رآه وسكت، فجعل رجل من البغداديين يحركه في جوابه، والمزني يُعرض عنه، فلما كثر عليه رمى إليه بالكتاب، وقال: (أما أنا فقرأته وسكتُّ فمن كان عنده علم فليتكلم). وقال المالكي: كان سعيد بن الحداد معظمًا لمالك، ويسئ الرأي في أبي حنيفة وأصحابه، وروى عنه أنه قال: (تذكرت بقلي مسائل لأبي حنيفة، ركب فيها المحال اضطرارًا نحوًا من أربعمائة مسألة). وكان - رضي الله عنه - لا يدخل على السلاطين، ولا يسير إلى الشيعي حتى يوجه إليه ولما بعث فيه وفي أصحابه ودخل عليه قال: أين أصحابك؟ قال: (هم أولاء على أثري) وتكلّم معه يومًا، فغضب عليه من كلامه رجل من كتابه يعرت بأبي موسى شيخ المشايخ وقام إليه بالرمح، فمنعه أبو عبيد الله من ذلك، ثم عطف على أبي عُثمَان وقال له: يا شيخ لا تغضب أتدري إذا غضب هذا الشيخ يغضب لغضبه اثنا عشر ألف سيفِ؟ فقال له أبو عُثمَان: ولكني أنا يغضب لغضبي: الله الواحد القهار الذي أهلك عادا وثمود وأصحاب الرسّ وقرونًا بين ذلك كثيرًا. وقال أبو الأسود: (موسى القطان: لو سمعتم سعيد بن محمّد في تلك المحافل يعني مناظرته للشيعي -وقد اجتمع له جهارة الصوت، وفخامة المنطق، وفصاحة اللسان، وصوابة المعاني- لتمنيتم أن لا يسكت). ويحكى أن أبا عبد الله الشيعي قال له يومًا: إن القرآن يقول: إن محمدًا ليس بخاتم النبيين! فقال له: وأين ذلك؟ قال في قوله: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} وخاتم النبيين غير رسول الله، فقال له: هذه الواو ليست من واوات الابتداء؛ وإنما هي من واوات العطف، كقوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} فهل أحد يوصف بهذه الصفات غير الله؟ " أ. هـ. من أقواله: الوافي: "وكان يقول: سل ربك العافية من بلاء يضطرك إلى معصية. وسئل عن الإسلام فقال: هو الانقياد، والإيمان: هو التصديق". في السير: "التقليد: هو من نقص العقول أو دناءة الهمم. - القرب من السلطان في غير هذا الوقت حتف من الحتوف فكيف اليوم؟ - ما صد عن الله مثل طلب المحامد، وطلب الرفعة". قلت: لقد وقعت في هذه الترجمة عدة أوهام لمن ترجم لهذا الإمام وهي كالآتي: أولًا: أورد الخشني في كتابه "قضاة قرطبة وعلماء إفريقية" ترجمتين الأولى صفحة (201)، والثانية (257)، ثم إنه لم يذكر وفاة أي منهما. والذي يتضح أن الترجمتين لرجل واحد، وذلك من متابعة ترجمة ابن الحداد، شيخ المالكية. ثانيًا: أما ياقوت فقد أورد ترجمة واحدة لـ (ابن الحداد) في معجم الأدباء (3/ 1373) ذكر فيها

أنه مات شهيدًا سنة (400) في بعض الوقائع، ثم ذكر موقفه بالرد على الشيعة وذبه عن السنة، وقوله: قد أربيت على التسعين، ... ، ثم قال: وذلك أنهم -أي الشيعة- لما ملكوا البلد أظهروا تبديل الشرائع والسنن وبدروا إلى رجلين من أصحاب سحنون قتلوهما وعرّوا أجسادهما ونودي عليهما ... الخ. ثم ذكر لياقوت هنا وهم واضح: وهو أنه جمع ترجمتين لشخصين مختلفين في ترجمة واحدة، وهما: سعيد بن صبيح المعروف بابن الحداد المتوفى سنة (302) والثاني وهو سعيد بن محمّد المعروف بابن الحداد، وهو الذي توفي شهيدًا في إحدى الوقائع سنة (400) وليست له هذه المؤلفات وليس له من الثناء كما لشيخ المالكية الأول ثم إنه ليس له مناظرات مع الشيعة -أعني الثاني- ومما يرجح ذلك أيضًا: 1 - قول صاحب الترجمة: "قد أربيت على التسعين"، وهذا هو قول الأول شيخ المالكية، والثاني هو المترجم له في الصلة كما سيأتي. 2 - وقوله أعني ياقوت: "وبدروا إلى رجلين من أصحاب سحنون ... " فأصحاب سحنون لم يبق منهم أحد إلى سنة (400) -قطعًا- فسحنون إمام المالكية توفي سنة (240). 3 - قول ياقوت: "لما ملكوا البلد -يعني الشيعة" وإنما كان دخول الشيعة وتملكهم في أواخر القرن الثالث وأما في سنة (400) فإن دولة بني عبيد قائمة، انظر (الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والأندل [2/ 172] والشذرات [4/ 523]). فالذي تصدى لهم قطعًا هو ابن الحداد شيخ المالكية- وهو الأول المتوفى سنة [302]. 4 - وأظن أن الذي أوقع ياقوت في هذا الوهم أنه ينقل عن الصلة لابن بشكوال والبغية للضبي، والتكملة وغيرها فقد أورد ابن بشكوال ترجمة واحدة لسعيد بن محمد، أبي عثمان، ويعرف بابن الحداد، ثم ذكر أنه مات شهيدًا في إحدى الوقائع بعد سنة (400)، انظر الصلة (1/ 209)، وهو الذي تأتي ترجمته بعد هذا. فهذا الذي مات شهيدًا هو رجل آخر وليس هو شيخ المالكية قطعًا لعدة أمور منها: - اختلاف سنة الوفاة وسببها فالأول مات (302) والثاني في (400) أو بعدها)، في إحدى الوقائع شهيدًا. - اختلاف المشايخ فالأول تلميذ سحنون والثاني تلميذ ابن الغوطية. - اختلاف الموطن فالأول قيروانن والثاني قرطبي. - اختلاف أحوالهم، فالأول شيخ المالكية، والآخر لغوي. - اختلاف المؤلفات. فللأول مؤلفات كثيرة ذكرت بعضها في ترجمته وهي في معجم الأدباء (3/ 1373)، والوافي (15/ 157). - ثم إن الأول هو صاحب المواقف مع الشيعة، وليس للثاني مثل هذا. - من أجل ما تقدم جميعًا جزمنا أن صاحب الترجمة هو المتوفى سنة (302) وهو المقصود بكل ذلك الثناء والمواقف المحمودة وهو شيخ المالكية وأن الثاني هو الذي مات شهيدًا سنة (400)

1340 - الأنصاري

فجعلنا لهما ترجمتين لكل واحد ترجمة مستقلة. ثالثًا: ووقع الصفدي في نفس وهم صاحب معجم الأدباء، وكأنه نقل عنه لكنه وهم حيث ذكر ترجمتين الأولى (15/ 179) باسم (سعيد بن محمّد بن صبيح القيرواني، أبو عثمان) وذكر أنه توفي في حدود سنة (300) ثم ذكر مؤلفاته. ثم ترجم في (15/ 256) د: (سعيد بن محمد، أبو عُثْمَان المعروف بابن الحداد القيرواني) وأنه من علماء اللغة، ثم ذكر أنه مات شهيدًا سنة (400) في بعض الوقائع، ثم نقل نفس الكلام المذكور في معجم الأدباء، وقد وقع للصفدي هنا أوهام: 1 - تابع ياقوت في إيراد ترجمة (شيخ المالكية ابن الحداد) في ترجمة (ابن الحداد -تلميذ ابن القوطية- اللغوي) وابن القوطية توفي سنة (367 هـ). 2 - أنه زاد على ذلك الوهم بأن أورد ترجمة لـ (شيخ المالكية) لكن باسم (سعد) وليس (سعيد). ثم إنه قال (القيرواني في الثاني) وإنما هو (قرطبي). 3 - وشيء آخر وهو أنه: جعل مؤلفات الأول ومواقفه للثاني مع أنه ترجم ترجمتين بخلاف ياقوت الذي اكتفى بترجمة واحدة. رابعًا: وقد نبه السيوطي على وهم الصفدي كما في البغية (1/ 579)، لكن وقع له أوهام كما وقع لغيره منها: 1 - تابع الصفدي في تسمية (شيخ المالكية) بـ (سعد) وهو الذي ترجم له في البغية (1/ 579). 2 - أورد مؤلفات (شيخ المالكية) في ترجمة (الثاني) في البغية (1/ 589). 3 - نسب الثاني فقال (الغساني) وإنما هو (المعافري السرقسطي) والغساني هو (ابن الحداد الأول شيخ المالكية). - ومن نبه على وهم الصفدي محقق رياض النفوس وبعد: فهذا من توفيق الله سبحانه، وثمرة من ثمار البحث العلمي الدقيق، والتحقق من كلام كل عالم من كتابه، وعدم الاتكال وترك الكسل والتواني. والحمد لله أولًا وآخرًا. وفاته: سنة (302 هـ) اثنتين وثلاثمائة. من مصنفاته: "توضيح المشكل في القرآن"، و"المقالات في الأصوال"، و "الرد على الملحدين"، و "الاستواء". 1340 - الأنْصاري * اللغوي، المفسر، المقرئ: سعيد بن محمّد بن شعيب بن أحمد بن نصر الله الأنصاري، أبو عثمان. من مشايخه: أبو الحسن الأنطاكي، وأبو زكريا العابدي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان شيخًا صالحًا، من أئمة أهل القرآن، عالمًا بمعانيه وقراءاته، وعالمًا بفنون العربية ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 209)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 189)، الصلة (1/ 212)، معجم البلدان (4/ 304)، تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا في الطبقة 42) ط. تدمري، معجم البلدان (4/ 27).

1341 - النيسابوري

متقدمًا في ذلك كله، حافظًا فيها ثبتًا، وكان طريف الحكايات والأخبار" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان عالمًا بمعاني القرآن وقراءاته متقدمًا في العربية، حافظًا ثبتًا" أ. هـ. • معجم المفسرين: "حافظ خطيب، أديب عالم، من أهل جزيرة قَبْثوُر بالأندلس" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة. 1341 - النَّيسَابُوري * المفسر سعيد بن محمّد بن حسن بن حاتم، أبو رشيد النيسابوري. من مشايخه: قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد، وأبو عمرو بن حمدان وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد السَّمان وغيره. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "كان من أكابر المعتزلة" أ. هـ. • طبقات المعتزلة: "كان بغدادي المذهب فاختلف إلى القاضي فدرس عليه، وقبل عنه أحسن قبول، وصار من أصحابه واليه انتهت الرياسة بعد قاضي القضاة". وقال: "وكان القاضي يخاطبه بالشيخ ولا يخاطب به غيره" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "إعجاز القرآن"، و "مسائل الخلاف بين البصريين والبغداديين وغير ذلك. 1342 - المؤدب * اللغوي: سعيد بن محمّد بن عبد الله المؤدب، أبو محمد، وكان يقال له: السعيد بالألف واللام. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان عارفًا باللغة والآدب ... وهو أشعري" أ. هـ. وفاته: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة. 1343 - أبو عُثمَان الأزدي * النحوي: سعيد بن محمّد بن أحمد بن مالك بن محمد بن سهل بن مالك الأزدي، أبو عثمان. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: تفنن في ضروب من العلوم منقولًا ومعقولًا، ورأس في علم النحو وتحصيل القوانين للسان العرب، وأحكم كتاب سيبويه قراءة وتفقهًا ونظر في الطريقة الأدبية والنثر وله بصر بالتوثيق، نشأ على الطهارة والرضا والتواضع وحسن الخلق إلى أن مات" أ. هـ. 1344 - الملياني * اللغوي: سعيد بن محمّد بن سعيد الملياني المغربي المالكي. من مشايخه: أبو حيان التوحيدي وغيره. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 209)، طبقات المعتزلة (116)، لسان الميزان (3/ 49)، الأعلام (3/ 101)، معجم المؤلفين (1/ 768)، فضل الاعتزال (382). * الوافي (15/ 256)، بغية الوعاة (1/ 588). * بغية الوعاة (1/ 588). * الدرر الكامنة (2/ 230)، بغية الوعاة (1/ 588).

1345 - العقباني

كلام العلماء فيه: • الدرر الكامنة: "كان شيخًا فاضلًا في اللغة من أعيان المالكية خيرًا متحرزًا من سماع الغيبة لا يمكن أحدًا يستغيب فإن لم يسمع نهيه قام من المجلس وكان شيخ الخانقاه السامرية" أ. هـ. • بغية الوعاة: "رحل من المغرب إلى القاهرة سنة (720 هـ) وسمع بها من جماعة وأخذ عن أبي حيان وتحول إلى دمشق وتصدر بها لإقراء العربية إلى أن مات" أ. هـ. وفاته: سنة (771 هـ) إحدى وسبعين وسبعمائة. 1345 - العُقْباني * المفسر: سعيد بن محمّد بن محمد (¬1) التجيي العقباني التلمساني المالكي، أبو عثمان. ولد: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من مشايخه: محمد بن إبراهيم الآبلي، وابني الإمام أبي يزيد، وأبي موسى وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم المعموري، وأبو يحيى الشريف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "إمام عالم فاضل، فقيه مذهب مالك متفنن في العلوم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من أكابر فقهاء المالكية، قاض، مفسّر، من أهل تلمسان، وكان إمامها وعلامتها في عصره ... والعقباني نسبة لـ (عُقبان) قرية بالأندلس " أ. هـ. • الأعلام: "حمدت سيرته" أ. هـ. وفاته: سنة (811 هـ) إحدى عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير سورتي الأنعام والفتح"، و "شرح البردة"، و "شرح العقيدة البرهانية" في أصول الدين. 1346 - السَّمَّان * اللغوي: سعيد بن محمّد بن أحمد السَّمَّان الشافعي الدمشقي. ولد: سنة (1118 هـ) ثمان عشرة ومائة وألف. من مشايخه: قرأ القرآن على الشيخ ذيب بن المعلى، والشيخ أحمد المنيني في النحو وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان بارعًا في اللغة والأدب وغيرهما متضلعًا من ذلك عارفًا أديبًا أريبًا ماهرًا ... وله معرفة بالألحان وعلم الموسيقى بحسن الصوت والأداء" أ. هـ. وفاته: سنة (1172 هـ) اثنتين وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: له رسائل أدبية وديوان شعر سماه "منائح الأفكار في مدائح الأخيار" قال صاحب سلك الدرر: "أخبرني بعض أودائه ورفقاته أن المترجم نظم المغني في النحو وألف ¬

_ * الديباج المذهب (1/ 394)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 189)، تعريف الخلف (2/ 161)، شجرة النور (250)، معجم أعلام الجزائر (75)، معجم المفسرين (1/ 209)، الأعلام (3/ 101)، معجم المؤلفين (1/ 769). (¬1) في تعريف الخلف: سعيد بن محمّد بن محمّد بن محمّد. * سلك الدرر (2/ 141)، الأعلام (3/ 101).

1347 - الخادمي

حاشية على الكامل للمبرد. 1347 - الخَادِمِي * المفسر: سعيد بن محمّد بن مصطفى بن عُثمَان الخادمي الرومي الحنفي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، له اشتغال بالتفسير مشارك في بعض العلوم، تركي مستعرب، انتقل إلى الحجاز واستوطن مكة إلى أن توفي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1213 هـ) ثلاث عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و "حاشية على الخيالي"، و"شرح قصيدة البردة". 1348 - سعيد بن محمّد ديب حوى * المفسر سعيد بن محمّد ديب حوى وينتهي نسبه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولد: سنة (1354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: محمّد الحامد، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ محمّد علي مراد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تتمة الأعلام: "أبرز الدعاة الإسلاميين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين ... وقد عاصر في شبابه أفكار الاشتراكيين والقوميين والإخوان المسلمين، وانضم إلى الإخوان عام (1372 هـ) (وهو في الصف الأول الثانوي، وقد مرت به أحداث كثيرة جرت في سورية، وله ذكريات وملاحظات وتغييرات على ما جرى في وقته، مثل الاحتلال الفرنسي، وأول دستور لسورية بعدم الاستقلال ... وتنظيم الإخوان المسلمين ... والسجن ... دوّنها وغيرها في ذكرياته التي نشرت بعنوان (هذه تجربتي وهذه شهادتي) ... ". ثم قال: "شارك مشاركة رئيسية وفعالة في أحداث الدستور سنة (1973 م) وسجن خمس سنوات .. كما كان عضوا في قيادة الإخوان المسلمين في سوريا للفترة (1978 - 1982) " أ. هـ. • قلت: ننقل بعض المواضع من كتابه "الأساس في التفسير" والذي من خلاله يمكن ملاحظة منهجه ومذهبه الاعتقادى على قدر المستطاع، ومنهجه يأتي بما يمليه عليه منهج الإخوان المسلمين حول تذبذبهم الاعتقادي عن أساس الدعوة إلى الإسلام وجعل المنهج الذي يحتوي جميع طوائف المسلمين، وهو ينقل كثيرًا من تفسير ابن كثير وخاصة في ما يتعلق بآيات الصفات والمتشابهات، وينقل عن النسفي والآلوسي وسيد قطب وسوف ننقل بعض المواضع من هذا التفسير والله الموفق. - قال تحت عنوان (فصل في مسألة اعتقادية) ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 210)، معجم المؤلفين (1/ 769)، هدية العارفين (1/ 393)، إيضاح المكنون (2/ 45، 679). * تتمة الأعلام (1/ 207)، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 112)، الغلو في الدين (210)، كتاب الأساس في التفسير لسعيد حوى- دار السلام- ط 1 (1405 هـ-1985 م).

(1/ 47): "من المسائل التي وقع فيها خلاف كثير بين أهل السنة والجماعة وبين المعتزلة مسألة تسمى بمسألة خلق الأفعال. فأهل السنة يروْن أن كل شيء يجري في هذا الكون إنما هو بعلم الله وإرادة الله وقدرة الله، وذلك لا ينافي اختيار الإنسان وهو موضوع سنبسطه في أكثر من مكان. والمعتزلة يقولون بالقوة المودعة، وأن الإنسان يخلق أفعال نفسه الاختيارية. وهو كلام ظاهره براق لأنه يتفق مع النظرة الحسيّة، ولكنه منقوض عقلًا ونقلًا كما سنرى. ومناقشات أهل السنة والجماعة لهم في هذا الموضوع كثيرة، ونادرًا ما تجد سورة من سور القرآن إلا ولأهل السنة حجّة فيها على المعتزلة في هذا الشأن، ومما استدلوا به على المعتزلة من سورة الفاتحة كلمة الحمد لله، فإن الألف واللام للاستغراق، وهذا يفيد أن كل أنواع الحمد لله. وهذا لا يتأتى إلا إذا كان الله هو الفاعل لكل شيء قال ابن كثير: والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى كما جاء في الحديث" اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله"، واستدلوا من الفاتحة على المعتزلة بقوله تعالى: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وبقوله تعالى: {اهْدِنَا} فلولا أن الله هو الخالق فكيف يُستعان؟ وكيف تُطلب الهداية منه؟ وهذا موضوع سنرى حيثياثه في أمكنة أخرى". وقال (1/ 110) في فصل قضايا عقدية وتعقيبًا على ما سبق: "مر معنا في هذا المقطع قوله تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} فدل ذلك على أن الله عز وجل هو الذي يخلق الهداية والضلال، على أن ذلك له أسبابه كما رأينا {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} وهذا يؤيد ما اتجه إليه أهل السنة والجماعة في مسألة خلق الأفعال في أنهم يثبتون الأسباب ويسندون الخلق لله، فكل شيء بعلمه جل جلاله وإرادته وقدرته ابتداءً واستمرارًا، ولقد رأينا النقول التي نقلناها بمناسبة قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} وكيف أن الصحابة اعتبروا من مخلات التوحيد الاعتماد على الأسباب أو نسبة الأفعال إليها دون ملاحظة أن ذلك لم يكن إلا بالله. وأهل السنة والجماعة يرون أن الإيمان هو التصديق، ويعتبرون العمل بالإسلام علامة كمال، ومن ثم فلا يحكمون بكفر من صدّق إذا أخلّ إلا إذا كان في تصديقه خلل، أو أتى ناقضًا يخل بأصل الإيمان، ومن أدلتهم على ذلك قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فالعطف في اللغة العربية يقتضي المغايرة، ومن ثمّ فإن العمل الصالح غير الإيمان. ولعل أحدًا من الناس يضايقه ذكر مثل هذه المعاني ولهؤلاء نقول: إننا لسنا أمام خيار، فلقد ثارت هذه المسائل في التاريخ وأثيرت وإما أن نقدم للمسلمين اليوم خلاصة التحقيق فيها ليكون عند المسلم مناعة ضد الخطأ، أو نسكت فيقع المسلم في الاتجاهات الخاطئة، ونحيل المسلم على رسالتنا "جولات في الفقهين الكبير والأكبر" ليرى فيها ضرورة ما ذكرنا".

قلت: ومما ذكر حول الإيمان هو التصديق، واعتبار العمل بالإسلام علامة كمال نقلًا عن أهل السنة والجماعة؛ هذا قول الأشعرية، ولعل سعيد حوى مال إليه لذكره إليه وجعله ضمن (الأخيار) حول هذه المسألة. ثم نذكر بعض المواضع التي تكلم فيها صاحب الترجمة من صفات عنها ونقله من أئمة التفسير: قال في الاستواء (4/ 1914): "قال ابن كثير: (وأما قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدًّا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والأوزاعي والثوري والليث ابن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا: وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري، قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله ما وردت به الآيات القديمة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى". وتكلم في مواضع (5/ 2725) و (7/ 3344) عن الاستواء وقال في العرش (5/ 2424): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: "قال ابن كثير: (والعرش أعظم المخلوقات وسقفها)، أقول: العرش مخلوق غيبي، يجب الإيمان به، ونمسك عن التفصيل في شأنه، إلا في الحدود التي فصلت فيها النصوص، والنص في سياقه يفيد أن من كانت السماوات والأرض خلقه، والعرش سلطانه، فكيف يستغرب أن يوحي إلى خلقه ليوجههم ويأمرهم وينهاهم". قلت: ولكن هناك روايات أخرى تقول بأن القلم هو أول ما خلق الله تعالى قال ابن كثير في تفسيره لسورة القلم (4/ 402): "وأوردوا -أي الأئمة- في ذلك الأحاديث الواردة في ذكر القلم، فقال ابن أبي حاتم .. عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعساني أبي حين حضره الموت فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب! قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب القدر وما هو كائن إلى الأبد) ". قال ابن كثير: "وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد من طرق عن الوليد بن عبادة عن أبيه به، وأخرجه الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي به، وقال: حسن صحيح غريب. ورواه أبو داود في كتابه السنة من سننه .. " أ. هـ. قول ابن كثير بتصرف. وقال القرطبي في تفسيره لسورة القلم (8/ 225) بعدما ذكر بعض الروايات وقول ابن عباس - رضي الله عنه - وقتادة "قال غيره: فخلق الله القلم الأول فكتب ما يكون في الذكر ووضعه عنده فوق عرشه، ثم خلق القلم الثاني ليكتب به في الأرض" أ. هـ.

ثم فسّر معنى "القلم" في سورة العلق (20/ 120): وذكر ثلاث مسائل، وجعل رواية "أول ما خلق الله القلم .. " الحديث وغيرها ثابتة وصحيحة، وقسّم الأقلام إلى ثلاث .. القلم الذي خلق الله تعالى بيده، وأقلام الملائكة، وأقلام الناس .. وفي ذلك اتساع وللمزيد فليراجع كتب التفسير، وفي ذلك فائدة ذكرناها .. والله تعالى الموفق. قال سعيد حوى في اليد في سورة آل عمران (2/ 800) في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ .. } الآية: "أي الأمور كلها تحت تصرفه، وهو المعطي المانع، يمنّ على من يشاء بالإيمان والعلم، والتصرف التام .. " أ. هـ. وقال في سورة المائدة (3/ 1437) في قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: "أي بخيلة، قال ابن عباس: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكن يقولون بخيل يعني: أمسك ما عنده بخلًا، تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا" أ. هـ. ثم نقل قول ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} من سورة الفتح (9/ 5360) عن معنى اليد. وقال في صفة المجيء من سورة الفجر (11/ 6518) في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}: (قال ابن كثير: فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء، كما يشاء والملائكة يجيئون بين يديه صفًّا، وقال النسفي: أي: ينزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفًّا بعد صف محدقين بالجن والإنس" أ. هـ. ثم يكرر كلام ابن كثير في المجيء (11/ 6523). وقال في معنى "أعيننا" في قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا .. } الآية (5/ 3556): "قال ابن كثير: بمرأى منا. أقول: في ذلك تطمين له من أن يزيغ في صنعته عن الصواب" أ. هـ. ثم يذكر معنى أعيننا في مواضع أخرى كما في (7/ 3642) و (10/ 5609) يذكر فيها قول ابن كثير أيضًا، والنسفي. وقال في معنى الكرسي في تفسير آية الكرسي (1/ 596): {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: للعلماء في تفسير الكرسي هنا أقوال. منهم من فسّره بالعلم، ومنهم من فسّره بالعرش، ومنهم من فسّره بمخلوق عظيم محيط دون العرش، ومنهم من فسّره بالقدرة، ومنهم من فسره بالملك، وقد ذكر ابن كثير ذكر تفسير الكرسي هنا بالعلم، نقلًا عن ابن عباس. ومن عادته في هذه الحالة، أن يقدم الأرجح عنده، ثم نقل قول ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن المسيب مثله. ونستطيع أن نقول: إن أجود ما يفسر به الكرسي، إن أخرجناه عن لفظه هذا التفسير. وأما إذا لم تخرجه عن لفظه، فأجود ما يقال فيه، ما قاله ابن كثير، والصحيح، أن الكرسي غير العرش. والعرش أكبر منه، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وإذن صار معنى النص على القول الأول: أحاط علمه السماوات والأرض. وعلى القول الثاني: إن كرسيه الذي هو دون العرش، محيط بالسماوات والأرض، ومن كان مثل هذا خلقه، ما أعظمه".

• قلت: ونذكر الآن ما قال عبد الرحمن اللويحق في كتابه "الغلو في الدين" حول الغلوفي مفهوم الجماعة حيث قال (210): "ولقد وقع الغلو في مفهوم الجماعة في العصر الحديث حيث اعتقد بعض الناس المنتمين لجماعة من الجماعات أن جماعتهم جماعة المسلمين، وجعلوا كل حديث ورد في النهي عن مفارقة الجماعة منزلًا على جماعتهم الخاصة، وسأورد مثالين من كتابات بعض المنتمين لبعض الجماعات فيما يلي: المثال الأول: يقول الشيخ سعيد حوى -رحمه الله-: "إنه من استقراء عام لجميع النصوص ولواقع المسلمين الحالي، واحتياجهم نستطيع أن نحدد مواصفات الجماعة التي تعتبر جماعة المسلمين، والتي يجب على كل مسلم أن يضع يده بيدها، كفتوى عصر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) .. ومع أن المرشد الأول والثاني للإخوان المسلمين لم يعتبرا من سوى الإخوان المسلمين خارجًا عن جماعة المسلمين، ومع أنه لم يزل فقهاء الدعوة المعتمدون يعتبرون الإخوان المسلمين جماعة من المسلمين تسعى لأن تتحقق بمواصفات جماعة المسلمين، وأنها متى استطاعت أن تطور نفسها نحو ذلك فعندئذ تصبح جماعة المسلمين، مع أن فقهاء الدعوة المعتمدين يعتبرون أن الأمر كذلك، فإن الأدلة كلها -كما سنرى- تدل على أن هذه الجماعة هي أقرب الجماعات على الإطلاق، لأن تكون جماعة المسلمين، ولا ندعي العصمة، ولكن غيرنا كذلك غير معصوم، ولا ندعي الكمال، وغيرنا كذلك ليس كاملًا". قلت: والمثال الثاني في ذلك هو شكري مصطفى ولكن اقتصرنا على المثال الأول لصاحب الترجمة. ثم نقول: هل لسعيد حوى مسلك صوفي؟ يجيب عليه صاحب كتاب (تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي "بقوله (112): "ومما يؤسف له أن بعض الدعاة المعاصرين الذين نهلوا من المناهل الصوفية -رغم بعض مواقفهم الإيجابية في رد جملة من الفكر الصوفي الساقط- لم يستطيعوا التخلص من هذه العقيدة الباطلة، فيقول الشيخ سعيد حوى (¬1) -وهو يذكر الدور الذي يجب أن يضطلع به الشيخ الصوفي في التربية والتعليم-: "وهذا لا يتأتى للشيخ إذا لم يكن عالمًا في الكتاب والسنة، قادرًا على تربية النفس البشرية، محيطًا بعلوم الإسلام والثقافة الإسلامية، عارفًا بعصره وبالتاريخ" (¬2) أ. هـ. وفاته: سنة (1409 هـ) تسع وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "الأساس في التفسير"، و"الأساس في اللغة"، وكتاب "الإسلام"، "الخمينية" شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف، وغير ذلك. ¬

_ (¬1) كاتب صوفي معاصر له كلمات جيدة في بيان عوار الفكر الصوفي لكنها قليلة. (¬2) تربيتنا الروحية (225).

1349 - الأخفش الأوسط

1349 - الأخفش الأوسط * النحوي، اللغوي: سعيد بن مسعدة البلخي المجاشعي البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط. من مشايخه: الخليل بن أحمد، ولزم سيبويه حتى بَرَع، وهو أكبر سنًّا من سيبويه، والكلبي وهشام بن عروة وغيرهم. من تلامذته: أخذ عنه المازني، وأبو حَاتِم السجستاني، والكسائي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "قال أبو حَاتِم السجستاني: كان الأخفش قدريًا رجل سَوْء، كتابه في المعاني صويلح وفيه أشياء في القدر. وكان المازني يقول: كان الأخفش أعلم النّاس بالكلام، وأحذقهم بالجدل. وقال ثعلب: كان أوسع النّاس علمًا. وكان أجْلع -وهو الذي لا تنطبق شفتاه على أسنانه-" أ. هـ. • البلغة: "قرأ النحو على سيبويه وكان أسنَّ منه ولم يأخذ عن الخليل، وكان معتزليًا" أ. هـ. • قلت: وهناك ثلاثة من أئمة النحو كلهم يقال له الأخفش ولكن عُرف أحدهم بالأخفش الأصغر وهو علي بن سليمان بن الفضل والثاني الأخفش الأوسط وهو سعيد بن مسعدة، والثالث الأخفش الكبير وهو عبد الحميد أبو الخطاب البصري شيخ سيبويه وهؤلاء الثلاثة هم المشهورون. • مفتاح السعادة: "سكن البصرة، وقرأ النحو على سيبويه وكان أسن منه، ولم يأخذ عن الخليل وكان معتزليًا" أ. هـ. • الأعلام: "زاد في العروض بحر (الخبب) وكان الخليل قد جعل البحور خمسة عشر فأصبحت ستة عشر" أ. هـ. • قلت: عند مراجعة كتابه "معاني القرآن" وجدناه يعمل على تأويل بعض صفات الله سبحانه وتعالى ويصرفها عن معناها الحقيقي على رأي المعتزلة، فمثلًا: "قال في (1/ 261) في معنى الآية {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ} فذكروا أنها العطية والنعمة، وكذلك: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} كما تقول: إن لفلان عندي يدًا، أي: نعمة وقال: {أُولِي الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} أي: أولي النعم، وقد تكون اليد في وجوه، تقول: بَين يدي الدار، يعني قدامها، وليست للدار يدان. وقال في (2/ 406) في قوله تعالى {عَلَى ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1374)، إنباه الرواة (2/ 36)، وفيات الأعيان (2/ 380)، السير (10/ 206)، تاريخ الإسلام (الطبقة 22) ط. تدمري، إشارة التعيين (131)، البلغة (104)، البداية والنهاية (10/ 306)، الوافي (10/ 258)، بغية الوعاة (1/ 590)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 191)، الشذرات (3/ 73)، الأعلام (3/ 101)، معجم المؤلفين (1/ 769)، الفهرست لابن النديم (58)، روضات الجنات (4/ 51)، مفتاح السعادة (1/ 158)، كشف الظنون (1/ 201)، "معاني القرآن" للمترجم له، بتحقيق الدكتور فائز فارس -الطبعة الثانية- (1401 هـ- 1981 م) -المطبعة العصرية- الكويت، كتاب "منهج الأخفش الأوسط في الدراسة النحوي"، تأليف عبد الأمير محمّد أمين الورد، بغداد- ط 1، لسنة (1395 هـ-1975 م).

1350 - سعيد بن المسيب

الْعَرْشِ اسْتَوَى}: يقول علا، ومعنى عَلا: قدَر ولم يزل قادرًا، ولكن أخبر بقدرته. وقال في (2/ 518) في قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}: يعني -والله أعلم- بالنظر إلى الله: إلى ما يأتيهم من نعمه ورزقه، وقد تقول: والله ما أنظر إلا إلى الله وإليك، أي: أنتظر ما عند الله وما عندك" أ. هـ. من أقواله: وفيات الأعيان: "وكان يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئًا إلا وعرضه عليّ، وكان يرى أنه أعلم به مني، وأنا اليوم أعلم به منه "أ. هـ. وفي الوافي: "سأل المؤرخ الأخفش هذا عن قوله تعالى: {وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ} ما العلة في سقوط الياء منه؟ وإنما تسقط عند الجزم فقال: لا أجيبك ما لم تبت على باب داري! قال: فبت على باب داره، ثم سألته، فقال: اعلم أن هذا مصروف عن جهته، وكلما كان مصروفًا عن جهته فإن العرب تبخس حظه من الإعراب نحو قوله تعالى: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} أسقط الهاء لأنها مصروفة من فاعلة إلى فعيل. قلت: وكيف صرفه؟ قال: الليل لا يسري! وإنما يسرى فيه" أ. هـ. وفاته: سنة (210 هـ) عشر ومائتين، وقيل: (نيف عشرة ومئتين). وقيل: (215 هـ) خمس عشرة ومائتين، وقيل: (221 هـ) إحدى وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير معاني القرآن"، و"كتاب الملوك"، و"القوافي". 1350 - سعيد بن المسيب * المقرئ: سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران المخزومي، أبو محمّد عالم التابعين. ولد: في خلافة عمر لأربع مضين منها، وقيل لسنتين مضتا منها. من مشايخه: عُثمَان وعلي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وغيرهم. من تلامذته: الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال أسامة بن زيد عن نافع قال ابن عمر: سعيد بن المسيب هو والله أحد المفتين. وقال قتادة: ما رأيت أحدًا أعلم من سعيد بن المسيب". وقال: "قال علي بن المديني: لا أعلم من التابعين أوسع علمًا منه، هو عندي أجل التابعين. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 308)، الطبقات لابن سعد (5/ 119)، المعارف (437)، الجرح والتعديل (4/ 59)، حلية الأولياء (2/ 161)، التاريخ الكبير (3/ 510)، صفوة الصفوة (2/ 79)، وفيات الأعيان (2/ 375)، السير (4/ 217)، العبر (1/ 110)، البداية والنهاية (9/ 99)، الوافي (15/ 262)، تهذيب التهذيب، تقريب التهذيب (181)، النجوم (1/ 228)، طبقات الحفاظ (17)، الشذرات (1/ 370)، الكامل في التاريخ (4/ 582)، الأعلام (3/ 102)، تذكرة الحفاظ (1/ 54)، تاريخ الإسلام (وفيات 94) ط. تدمري.

1351 - الأموي

وقال أحمد بن حنبل وغيره: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح". ثم قال: "قال أبو طالب: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد بن المسيب عن عمر حُجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يُقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟ " أ. هـ. • قلت: الكلام فيه كثير جدًّا وكفاه فخرًا أن يشهد له أحد الصحابة أنه من المفتين، وقد أجمع علماء الأمة من السلف والخلف على فضله لذلك لا نريد الإطالة في ترجمته ومن أراد التفصيل فليراجع مصادر الترجمة. فائدة: تاريخ الإسلام: "ضُرب سعيد حين دعي إلى بيعة الوليد، إذ عقد له أبوه عبد الملك بالخلافة فأبى سعيد وقال: انظر ما يصنع الناس فضربه هشام وطوف به وحبسه فأنكر ذلك عبد الملك ولم يرضه، فأخبرنا محمّد بن عمر ثنا عبد الله بن جعفر وغيره، أن عبد العزيز بن مروان توفي، فعقد عبد الملك لابنه العهد وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان وأن عامله يومئذ على المدينة هشام المخزومي فدعا النّاس إلى البيعة فبايعوا وأبي سعيد بن المسيب أن يبايع لهما، وقال: حتى أنظر فضربه ستين سوطًا، وطاف به في تبّان من شعر حتى بلغ به رأس الثنية فلما كرّوا به قال: إلى أين؟ قالوا: السجن، قال: والله لولا أني ظننت أنه الصلب ما لبست هذا التبان أبدًا، فردّوه إلى السجن. وكتب هشام إلى عبد الملك بخلافه، فكتب إليه عبد الملك يلومه في ما صنع به، ويقول: سعيد كان والله أحوج إلى أن تصل رَحِمَهُ من أن تضربه وإنّا لنعلم ما عند سعيد شقاق ولا خلاف" أ. هـ. وفاته: سنة (94 هـ) أربع وتسعين، عن عمر (99) سنة، وقيل توفي سنة (91 هـ) إحدى وتسعين، وقيل: (92 هـ) اثنتين وتسعين، وقيل: (93 هـ) ثلاث وتسعين، والأول هو الصحيح. 1351 - الأموي * النحوي: سعيد بن مُعَاوية بن عبد الجبار بن عباس وقيل عيّاش، أبو عثمان. ولد: سنة (357 هـ) سبع وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: ابن العريف وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان يعلم اللغة والعربية والأشعار ويؤخذ ذلك عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. 1352 - الطالقاني * المفسر: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني المروزي الطالقاني البلخي، أبو عثمان. ¬

_ * الصلة (1/ 212)، إنباه الرواة (2/ 44). * معجم المفسرين (1/ 210)، تهذيب التهذيب (4/ 78)، ميزان الاعتدال (3/ 231)، تذكرة الحفاظ (2/ 416)، الشذرات (3/ 126)، هدية العارفين (1/ 388)، طبقات ابن سعد (5/ 502)، التاريخ الكبير (3/ 516)، الوافي (15/ 263)، طبقات الصوفية للسلمي (440، 462) ذكره في الهامش، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 177)، معجم البلدان (2/ 350)، ذكر خراسان فقط، تهذيب الكمال (11/ 77)، البداية والنهاية (10/ 299)، طبقات الحفاظ (179)، تاريخ الإسلام (وفيات 227) ط. تدمري، العبر (1/ 399)، السير (10/ 586).

1353 - التاج الحلبي

من مشايخه: حجر بن الحارث، وسفيان بن عيينة، وشريك وطبقتهم. من تلامذته: روى عنه مسلم، وأبو داود، وأحمد بن حنبل، والأثرم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قيل إنه نشأ ببلخ ورحل وطَوَّف وصار من الحفاظ المشهورين والعلماء المتقنين وجاور بمكة. قال سلمة بن شبيب: ذكرته لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخمّ أمره. قال أبو حاتم: ، ثقة من المتقنين الأثبات ممّن جمع وصنف. قال حرب الكرماني: أملى علينا نحوًا من عشرة آلاف حديث من حفظه ثم صنف بعد ذلك الكتب وكان موسَّعًا عليه. وقال حنبل: سألت أبا عبد الله عنه فقال: من أهل الفضل والصدق". وقال: "وقال الفضل بن زياد: سُئل أحمد بن حنبل مَن بمكة؟ قال: سعيد بن منصور. قلت -أي الذهبي-: من نظر سُنن سعيد بن منصور عرف حفظ الرجل وجلالته" أ. هـ. • السير: "كان ثقة صادقًا من أوعية العلم". وقال: "قال يعقوب الفسوي: كان إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه. قلت -أي الذهبي-: أين هذا من قرينه يحيى بن يحيى الخُراساني الإمام الذي كان إذا شكّ في حرفٍ أو تردد، ترك الحديث كله ولم يروه" أ. هـ. • تهذيب ابن عساكر: "وثّقه ابن خراش" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "كان محمّد بن عبد الرحيم إذا حدث عنه وأثنى عليه وأطراه يقول: حدثنا سعيد بن منصور وكان ثبتًا" أ. هـ. • البداية والنهاية: ذكر من توفي في هذه السنة وقال: "وسعيد بن منصور صاحب السنن المشهورة التي لا يشاركه فيها إلا قليل" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن قانع: ثقة ثبت. وقال الخليلي: ثقة متفق عليه، ووثقه أيضًا مسلمة بن القاسم. وقال يعقوب بن سفيان: كان سعيد وهو بمكة يقول لا تسألوني عن حديث حماد بن زيد فإن أبا أيوب يعني سليمان بن حرب يجعلنا على طبق ولا تسألوني عن حديث ابن عيينة فإن هذا الحميدي يجعلنا على طبق" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من حُفّاظ الحديث الثقات، مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (227 هـ) سبع وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير القرآن" استخدمه الثعلبي مصدرًا في كتابه "الكشف والبيان " و"السنن". 1353 - التاج الحلبي * اللغوي: سعيد بن أبي منصور الحلبي، التاج، أبو القاسم. من مشايخه: أبو الرجاء بن حرب، والتاج الكندي وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 591).

1354 - ابن أبي عروبة

كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال القفطي (¬1): تصدّر بجامع حلب لإقراء العربية والقرآن، قُرِّر له رزق من وقف الجامع وكان بخيلًا بعلمه، شديد الطلب للدنيا، يدخل في دنيّات الأمور، ويعامل المعاملات المخالفة للشرع، إلى أن حصل منها جملة، ولم ينتفع بها، وخلفها لولده" أ. هـ. وفاته: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. 1354 - ابن أبي عروبة * المفسر سعيد بن أبي عروبة مهران العدوي بالولاء البصري، أبو النضر. ولد: نحو سنة (70 هـ) سبعين. من مشايخه: قتادة، والحسن البصري، وابن سيرين وغيرهم. من تلامذته: سفيان، وشعبة، ويزيد بن زريع وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال أبو عوانة: ما كان عندنا في ذلك الزمان أحد أحفظ من سعيد بن أبي عروبة. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن لسعيد كتاب وإنما كان يحفظ ذلك كله، وزعموا أنه قال: لم أكتب إلا تفسير قتادة وذلك أن أبا معشر كتب إليّ أن أكتبه، وقال ابن معين: أثبتهم في قتادة سعيد والدستوائي وشعبة. وقال بندار: ثنا عبد الأعلى وكان قدريًا عن سعيد بن أبي عروبة وكان قدريا عن قتادة وكان قدريًا. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه. وروى الكوسج عن ابن معين قال: سعيد ثقة. وقال أبو زرعة: ثقة مأمون. وقال أبو حاتم: هو ثقة قبل أن يختلط وكان أعلم الناس بحديث قتادة". وقال: "قال أحمد بن حنبل في تدليس سعيد لم يسمع من الحكم ولا من الأعمش ولا من حماد ولا من عمرو بن دينار ولا من هشام بن عروة ولا من إسماعيل بن أبي خالد ولا من عبيد الله بن عمر ولا من أبي بشر ولا من ابن عقيل ولا من زيد بن أسلم ولا من عمر بن أبي سلمة ولا من أبي الزناد قد حدّث عن هؤلاء ولم يسمع منهم شيئًا" أ. هـ. • السير: "وقال أحمد بن حنبل: من سمع منه قبل الهزيمة فسماعه جيد، عنى هزيمة نوبة إبراهيم بن عبد الله بن حسن وهي في شوال سنة (145 هـ) أ. هـ. • العبر: "شيخ البصرة وعالمها، وأول من دون العلم بها، وكان قد تغير حفظه قبل موته بعشر سنين" أ. هـ. ¬

_ (¬1) قلت: لم نجده في إنباه الرواة المطبوع لدينا. * العبر (1/ 225)، تهذيب الكمال (11/ 5)، الكامل (5/ 594)، السير (6/ 413)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشر) ط. تدمري، الأعلام (3/ 98)، هدية العارفين (1/ 387)، طبقات ابن سعد (7/ 273)، التاريخ الكبير (3/ 504)، الوافي (15/ 263)، تذكرة الحفاظ (1/ 177)، تهذيب التهذيب (4/ 56)، ميزان الاعتدال (3/ 220)، الشذرات (2/ 254)، معجم المفسرين (1/ 211).

1355 - الأشنانداني

• ميزان الاعتدال: "قال عبدة بن سُليمان: سمعت من سعيد في الاختلاط". وقال: "قال ابن عدي: سعيد من الثقات، وله أصناف كثيرة، ومن سمع منه في الاختلاط فلا يعتمد عليه" أ. هـ. • الوافي: "وكان قدريًا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن السكن كان يزيد بن زريع يقول اختلط سعيد في الطاعون يعني سنة (132 هـ)، وكان القطان ينكر ذلك ويقول إنما اختلط قبل الهزيمة -يعني سنة (40 هـ) -. قلت -أي ابن حجر-: والجمع بين القولين ما قاله أبو بكر البزار أنه ابتدأ به الاختلاط سنة (133 هـ) ولم يستحكم ولم يطبق به واستمر على ذلك ثم استحكم به أخيرًا وعامة الرواة عنه سمعوا منه قبل الاستحكام وإنما اعتبر الناس اختلاطه بما قال يحيى القطان والله أعلم" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: قيل إنه كان يقول بالقدر سرًّا وعده ابن قتيبة في القدرية" أ. هـ. وفاته: سنة (156 هـ)، وقيل: (157 هـ) ست وخمسين، وقيل: سبع وخمسين ومائة. 1355 - الأَشْناندانِيّ * النحوي، اللغوي: سعيد بن هارون، أبو عُثمَان الأشنانداني (¬1) مولى عبد الله بن معمر التيمي. من مشايخه: أبو محمّد التوزي وغيره. من تلامذته: أبو بكر بن دريد وغيره. كلام العلماء فيه: • نزهة الألباء: "كان من أئمة اللغة" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان نحويًّا لغويًّا من أئمة اللغة"أ. هـ. • البلغة: "لغوي كبير" أ. هـ. فائدة: معجم الأدباء: "قال ابن دريد: سألت أبا حَاتِم السجستاني عن اشتقاق ثادق اسم فرس فقال: لا أدري، وسألت الرياشي فقال: يا معشر الصبيان إنكم تتعمقون بالعلم، وقال: سألت أبا عُثمَان الأشنانداني فقال: هو من ثدق المطر من السحاب إذا خرج خروجًا سريعًا نحو الودق" أ. هـ. وفاته: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين، وقيل (256 هـ) أو (257 هـ) ست وخمسين أو سبع وخمسين ومائتين كما ذكر ذلك صاحب كشف الظنون. من مصنفاته: كثاب "معاني الشعر" يرويه عن ابن دريد، وكتاب "الأبيات" وغير ذلك. 1356 - أبو عُثْمَان التنوخي * المقرئ: سعيد بن يحيى بن محمّد بن سلمة ¬

_ * البلغة (105)، معجم الأدباء (3/ 1376)، الفهرست لابن النديم (66)، بغية الوعاة (1/ 591)، نزهة الألباء (155)، اللباب (1/ 53)، الأعلام (3/ 103)، معجم المؤلفين (1/ 770)، كشف الظنون (2/ 1729)، هدية العارفين (1/ 388). (¬1) نسبة إلى أشنان محله ببغداد وزادوا الدال فيها كما زادوا الهاء في الأشنهي نسبة إلى أشنا. *الصلة (1/ 214)، تاريخ الإسلام (وفيات 426) ط. تدمري، معجم المؤلفين (1/ 771).

1357 - الثوري

التنوخي، أبو عثمان. من مشايخه: ابن أبي زمنين، وأبو أيوب الروح بُونه وغيرهما. من تلامذته: ابن خزرج وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من خيار المسلمين وفضلائهم وعقلائهم وأعلامهم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "تولى إمامة المسجد الجامع بإشبيلية"أ. هـ. وفاته: سنة (426 هـ) ست وعشرين وأربعمائة، وله من العمر (70 سنة). من مصنفاته: له تواليف في القراءات وغيرها. 1357 - الثَّوري * المفسر سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع الثوري (¬1)، أبو عبد الله الكوفي. ولد: سنة (97 هـ) سبع وتسعين. من مشايخه: عمرو بن مرة، وسلمة بن كهيل، وعمرو بن دينار وغيرهم. من تلامذته: ابن عجلان، وأبو حنيفة، وابن جريح وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "سيد أهل زمانه علمًا وعملًا". وقال: "كان أبوه من ثقات المحدثين، وطلب سفيان العلم وهو مراهق وكان يتوقد ذكاءً. صار إمامًا منظورًا إليه وهو شاب". وقال أيضًا: بعد أن ذكر تلامذته: "حتى إن ابن الجوزي بالغ وذكر في مناقبه أنه روى عنه أكثر من عشرين ألفًا، وهذا مدفوع بل لعله روى عنه نحو من ألف نفس". ثم قال: "قال ابن عيينة: كان العلم يمثل بين يدي سفيان، يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد. وقال شعبة وابن معين وجماعة: سُفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سُفيان. وقال ورقاء: لم ير الثوري مثل نفسه" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "الحجة الثبت، متفق عليه، مع أنه كان يدلس عن الضعفاء، ولكن له نقد وذوق ولا عبرة لقول من قال: يدلس ويكتب عن الكذابين" أ. هـ. • قلت: قال المحقق امتياز عليّ في مقدمة "تفسير الثوري" وتحت عنوان مرتبته في التفسير (صفحة 15): وكان رحمه الله من أكابر مفسري ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 161) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 211)، طبقات ابن سعد (6/ 371)، التاريخ الكبير (4/ 92)، تاريخ الطبري (8/ 58)، طبقات الصوفية للسلمي في الهامش (2/ 27)، الفهرست لابن النديم (281، وانظر: 226 و 227)، تاريخ بغداد (9/ 151)، الأنساب (1/ 517)، الكامل في التاريخ (6/ 56)، وفيات الأعيان (2/ 386)، تهذيب الكمال (11/ 154)، السير (7/ 229)، ميزان الاعتدال (3/ 244)، تذكرة الحفاظ (1/ 203)، العبر (1/ 235)، الوافي (15/ 278)، غاية النهاية (1/ 308)، تهذيب التهذيب (4/ 99)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 193)، طبقات الحفاظ (88)، النجوم (2/ 39)، الشذرات (2/ 274)، الأعلام (3/ 104)، كتاب "نفسبر سفيان الثوري، تحقيق امتياز عليّ عرشي- دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط. 1 لسنة (1403 هـ -1983 م). (¬1) فهو من ثور مضر لا من ثور همدان على الصحيح كذا نسبه ابن سعد والهيثم بن عدي وغيرهما.

عصره وكان علمه بالقرآن واسعًا جدًّا حتى كان يأخذ المصحف فلا يكاد يمر بآية إلا فسرها وكان يقول: سلوني عن المناسك والقرآن فإني بهما عالم وكان رحمه الله لا يقول في القرآن برأيه -بل كان يتبع ما قال به الصحابة والتابعون، لأنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: من قال في القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار- وروى عن الشعبي، قال: لأن أكذب على محمد - صلى الله عليه وسلم -، أحب إلي من أن أكذب في القرآن كذبة. إنما يقضي الكاذب في القرآن إلى الله، وكان لا يفسر من القرآن إلا ما أشكل، لأنه روى عن ابن عباس أنه قال: "تفسير القرآن على أربعة وجوه: 1 - تفسير يعلمه العلماء 2 - وتفسير تعرفه العرب 3 - وتفسير لا يعذر أحد بحهالته يقول من الحلال والحرام 4 - وتفسير لا يعلم تأويله إلا الله- من ادعى علمه فهو كاذب. ولأجل هذا كان يعجبه من التفسير ما كان حرفًا حرفًا -وكان لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها مثل الكلبي- وكان يقول: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك. وكان اعتماده على مجاهد أكثر وكان يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد، فحسبك به. وقال وتحت عنوان عقيدته -أي عقيدة سفيان الثوري- صفحة (16): "اختلف المؤرخون في عقيدة الثوري- فعده ابن قتيبة وابن رسته من الشيعة- وقال ابن النديم إنه كان زيديًا- وذكر الطبري أنه كان شيعيًا في بدء الأمر- فلما ذهب إلى البصرة لطلب الحديث ولقى ابن عون وأيوب، ترك التشيع وسلك مسلك أهل السنة- ويؤيد قول الطبري ما حكاه الكفوي أنه سئل مرة عن عُثمَان وعلي رضي الله عنهما، فقال: أهل البصرة يقولون بتفضيل عثمان، وأهل الكوفة بتفضيل علي- قيل له: فأنت؟ قال: أنا رجل كوفي. ومعلوم أن أهل الكوفة قاطبة كانوا من شيعة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكان التشيع في تلك الأيام منحصرًا في تفضيل عليّ على عُثمَان رضي الله عنهما -فلا يبعد أن يكون الثوري يفضل هذا على ذاك حين إقامته في الكوفة- ولذا ذكر في الكتب التاريخية أنه كان شيعيًا مطلقًا أو زيديًا خاصة. فهل ترك الثوري مسلك أهل التشيع واختار مذهب أهل السنة بعدما دخل البصرة كما ادعى ابن جرير؟ الجواب نعم، لأن ما لدينا من آرائه في الفروع والأصول، التي قد تواتر النقل بها من راو إلى راو ومن كتاب إلى كتاب، برهان على كونه من أهل السنة والجماعة -ولضيق المجال نترك البحث عن الفروع لمن له فرصة لمطالعة الكتب الفقهية، ونقتصر بذكر ما أملى الثوري في العقائد على ما روى الذهبي بإسناده عن شعيب بن حرب- قال شعيب، قلت لسفيان الثوري: "حدث بحديث في السنة ينفعني الله به- فإذا وقفت بين يديه وسألني عنه، قلت: يا رب، حدثني بهذا سفيان -فأنجو أنا وتؤخذ- فقال اكتب: بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيم القرآن كلام الله غير مخلوق -منه بدأ وإليه يعود- من قال غير هذا، فهو كافر -والإيمان

1358 - البلنسي

قول وعمل ونية -يزيد وينقص- وتقدمة الشيخين (إلى أن قال): يا شعيب، لا ينفعك ما كتبت، حتى ترى المسح على الخفي، وحتى ترى أن إخفاء "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" أفضل من الجهر به. وحتى تؤمن بالقدر، وحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد ماض إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان جائر أو عدل. فقلت: "يا عبد الله، الصلاة كلها"؟ قال: "لا، ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت -وأما سائر ذلك، فأنت مخير- لا تصل إلا خلف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة- إذا وقفت بين يدي الله، فسألك عن هذا، فقل: يا رب، حدثني بهذا سفيان الثوري، ثم دخل بيني وبين الله عزَّ وجلَّ". فيظهر من هذا الكتاب أن الثوري كان يعتقد كسائر أئمة أهل السنة، وكان يقدم الشيخين- أما عُثْمَان وعلي رضي الله عنهما، فلعله كان يسكت عن تقديم أحدهما على الآخر، ويحب كليهما، لأنه كان يقول: "لا يستقيم حب علي وعثمان، رضي الله عنهما، إلا في قلب نبلاء الرجال، وإن الخلفاء الراشدين خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهم، ومن اعتقد خلاف هذا، فهو متجاوز عن الحد". وعده الشهرستاني في الصفاتية الذين لم يتعرضوا للتأويل في الصفات ولا تهدفوا للتشبيه. وكان يبغض المرجئة الذين يقولون إن الإيمان تصديق فقط، ولذا لا يزيد ولا ينقص، حتى إنه سئل مرة أن يصلى على مرجئ قد مات، فأبى. وروى القفطي أنه لقى مرة ما شاء الله اليهودي المنجم، فقال له: "ما شاء الله! أنت تخاف الزحل وترجو المشتري- وأنا أخاف ربهما") أ. هـ. • قلت: ورغم ما ذُكر فهو إمام أهل السنة، الثقة الإمام الورع، ولعل ما نقلناه عن الذهبي يوجه القول، ويأتي بخير لرجال أمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال علي بن ثابت: سمعته يقول: طلبت العلم فلم تكن لي نية، ثم رزقني الله النية. قال داود بن يحيى بن اليمان: سمعت أبي يقول: قال الثوري: لما هممت بطلب الحديث ورأيت العلم يُدرَس، قلت أي رب إنه لا بد لي من معيشة فاكفني أمر الرزق وفرغني لطلبه فتشاغلت بالطلب فلم أر إلا خيرًا إلى يومي هذا". عن سفيان قال: لا يجتمع حب علي وعثمان رضي الله عنهما إلا في قلوب نبلاء الرجال. وعنه قال: امتنعنا من الشيعة أن نذكر فضائل عليّ - رضي الله عنه -. وعنه قال: الجهمية كفار. وعنه قال: من سمع من مبتدع لم يسمعه الله بما سمع" أ. هـ. وفاته: سنة (161 هـ) إحدى وستين ومائة. 1358 - البلنسي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: سفيان بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن البلنسي، أبو بحر ابن المدينة. ولد: سنة (594 هـ) أربع وتسعين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 592).

1359 - أبو سفيان بن العلاء

من مشايخه: أبو الحسن بن واجب وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان نحويًّا ماهرًا تاريخيًا حافظًا زاهدًا، شديد العناية بالتقييد والضبط ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. 1359 - أبو سفيان بن العلاء * النحوي، المقرئ: أبو سفيان بن العلاء، أخو أبي عمرو بن العلاء. من مشايخه: شعبة وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الزبيدي والقفطي: كان من النحويين وأصحاب القراءات، قائمًا بعلم النسب، واسمه كنيته ... ووثقه يحيى" أ. هـ. وفاته: سنة (165 هـ) خمس وستين ومائة. 1360 - سفيانه بن عُيينة * المفسر: سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، أبو محمد. ولد: سنة (107 هـ) سبع ومائة. من مشايخه: أبان بن تغلب، وإبراهيم بن عقبة، وإبراهيم بن ميسرة وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم بن بشار الرمادي، وإبراهيم بن دينار التمار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال عليٌّ وسمعت بشر بن المفضل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "أحد الثقات الأعلام، قال أحمد بن حنبل: هو أثبت الناس في عمرو بن دينار. وقال أحمد: كنت أنا وابن المديني فذكرنا أثبت من يروي عن الزهري فقال علي: سفيان بن عيينة، وقلت أنا: مالك فإن مالكًا أقل خطأ وابن عيينة يخطئ في نحو من عشرين حديثًا عن الزهري ثم ذكرت ثمانية عشر منها ... " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان طلبة العلم يحجون وما همهم إلا لقي سُفيان، فيزدحمون عليه في الموسم ازدحامًا عظيمًا إلى الغاية لإمامته وعلو إسناده وحفظه، كان من بُحور العلم". وقال: "قال الترمذي: سمعت محمدًا، يعني البخاري، يقول: ابن عُيينة أحفظ من حمّاد بن زيد. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أحدًا فيه من آلة العلم ما في سُفيان وما رأيت أكف عن الفتيا منه. وما رأيت أحدًا أحسن لتفسير الحديث منه. وقال ابن وهب: لا أعلم أحدًا أعلم بالتفسير من ابن عُيينة. ¬

_ * معجم الأدباء (2/ 1379)، بغية الوعاة (1/ 592). * تاريخ بغداد (9/ 174)، وفيات الأعيان (2/ 391)، تهذيب الكمال (11/ 177)، العبر (1/ 326)، ميزان الاعتدال (3/ 246)، الوافي (15/ 281)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 196)، الشذرات (2/ 466)، معجم المفسرين (1/ 212)، الأعلام (3/ 105)، معجم المؤلفين (1/ 771)، طبقات ابن سعد (5/ 497)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرين) ط. تدمري، التاريخ الكبير (4/ 94)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 225)، الثقات لابن حبان (6/ 403)، حلية الأولياء (7/ 270)، ترتيب المدارك (2/ 19)، السير (8/ 400)، تذكرة الحفاظ (1/ 262)، غاية النهاية (1/ 308)، تهذيب التهذيب (4/ 104)، تقريب التهذيب (395).

وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسُّنن منه. قال وكيع: كتبنا عن ابن عُيينة أيام الأعمش". ثم قال: "قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ابن عيينة ثبتًا في الحديث وكان حديثه نحوًا من سبعة آلاف، ولم يكن له كتب" أ. هـ. • الوافي: "وهو معروف بالتدليس لكنه لا يدلس إلا عن ثقة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن عمار سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول اشهدوا أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة فمن سمع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شيء. قلت -أي ابن حجر-: قرأت بخط الذهبي أنا أستبعد هذا القول وأجده غلطًا من ابن عمار فإن القطان مات أول سنة (98 هـ) عند رجوع الحَجّاج وتحدثهم بأخبار الحجاز فمتى تمكن من سماع هذا حتى يتهيأ له أن يشهد به، ثم قال فلعله بلغه ذلك في وسط السنة انتهى. وهذا الذي لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين وما المانع أن يكون يحيى بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانوا كثيرًا فشهد على استفاضتهم وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئًا يصلح أن يكون سببًا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعيد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوى إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال سمعت يحيى بن سعيد يقول قلت لابن عيينة كنت تكتب الحديث وتحدث اليوم وتزيد في إسناده أو تنقص منه فقال عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت أو سئمت" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ فقيه، إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بآخره، وكان ربما دلس لكن عن الثقات، من رؤوس الطبقة الثامنة، وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار" أ. هـ. • الأعلام: "محدّث الحرم المكي من الموالي ولد بالكوفة. وسكن مكة وتوفي بها، كان حافظًا ثقة، واسع العلم، كبير القدر، قال الشافعي لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز وكان أعور وحج سبعين سنة. قال علي بن حرب: كنت أحبّ أن لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدَّث" أ. هـ. • قلت: إن مصادر ترجمته أكثر من أن تحصى، وأخباره مبثوثة في مئات الكتب، فمن أراد المزيد فليراجع المصادر المذكورة وغيرها. والجدير بالذكر أن صاحب (الفهرست) ابن النديم، قد ذكر سفيان بن عُيينة، ضمن الزيدية، وقال: "وكثر المحدثين على هذا المذهب، مثل سفيان بن عيبنة، وسفيان الثوري، .. وغيرهم" أ. هـ. ومعروف عن ابن النديم أنه شيعي المذهب، ولعل ما نسبه إليه من التشيع كما نسب أن الإمام سفيان الثوري، والرجوع عنه، وقد تكلمنا عن ذلك في ترجمة سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة من أئمة أهل السنة والجماعة، والله تعالى أعلم. وفاته: سنة (198 هـ) ثمان وتسعين ومائة. من مصنفاته: "الجامع" في الحديث، وكتاب في "التفسير".

1361 - سقلاب

1361 - سَقْلاب * المقرئ: سَقْلاب بن شيبة، وقيل: شنينة، وهو الصحيح، أبو سعيد المصري. من مشايخه: نافع بن أبي نعيم وغيره. من تلامذته: يوسف بن عمرو الأزرق، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "كان يقرئ بمصر مع ورش ... وروي عنه أنه قال: قال لي نافع بين النون في هذه الأحرف إذا لقيتها عند الحاء والخاء والعين والغين والألف والهاء" أ. هـ. وفاته: سنة (191 هـ) إحدى وتسعين ومائة. 1362 - المصموديّ * اللغوي: سُكتان بن مروان بن خُبيب بن واقف بن يعيش ابن عبد الرحمن بن مروان بن سُكتان المصمودي، أبو مروان. ولد: سنة (278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين. من مشايخه: عبيد الله بن يحيى، ومحمد بن عمر بن لبابة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا عالمًا باللغة، حافظًا للفرائض، متواضعًا، أخبرني عنه إسماعيل بن إسحاق وأثنى عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة. 1363 - أبو المنذر المزني * النحوي، المقرئ: سلّام بن سليمان، أبو المنذر المزني مولاهم البصري ثم الكوفي الطويل. من مشايخه: عاصم، وأبو عمرو وغيرهما. من تلامذته: يعقوب الحضرمي، وإبراهيم بن الحسن العلاف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "القارئ النحوي ... وصار شيخ القراء في عصره". وقال: "قال يحيى بن معين: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال يعقوب الحضرمي: لم يكن في وقته أعلم منه. كان فصيحًا نحويًّا وقيل له لم يكن أحد مثله في الإنكار على القدرية. وقال أبو داود: كان نصر بن علي ينكر عليه بعض شيئًا من الحروف. وعن عفان بن مسلم قال: كنت عنده فأتاه رجل بمصحفٍ فقال: أليس هذا ورق وزاج؟ فقال سلّام: قم يا زنديق" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال العقيلي: لا يتابع على حديثه" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 308)، معرفة القراء (1/ 160)، تاريخ الإسلام (وفيات 191) ط. تدمري، الإكمال (4/ 264). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 341)، بغية الوعاة (1/ 592). * بغية الوعاة (1/ 594)، تاريخ الإسلام (وفيات 171) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 282)، التاريخ الكبير (4/ 134)، ميزان الاعتدال (3/ 254)، غاية النهاية (1/ 309)، الشذرات (2/ 328)، وفيات الأعيان (6/ 390)، ذكر اسمه ضمن ترجمة تلميذه يعقوب الحضرمي.

1364 - الحلواني

• غاية النهاية: "ثقة جليل ومقرئ كبير" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الصفدي: لم يكن مثله أحد في الإنكار على القدرية. قال ابن مغيث: لا بأس به. قال أبو حاتِم صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (171 هـ) إحدى وسبعين ومائة. 1364 - الحلواني * المقرئ: سلامة (¬1) بن الحسين بن عليّ بن نصر بن عاصم بن عبد الله بن إبراهيم الحلواني، أبو الفضل، ويقال: أبو نصر الحلواني، الموصلي. من مشايخه: إسماعيل النحاس، وحاتم بن إسماعيل، ومحمد بن عبديل وغيرهم. من تلامذته: الحسن بن محمّد بن الفحام، وأحمد بن محمّد الرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (282 هـ)، وقيل (283 هـ) اثنتين وقيل ثلاث وثمانين ومائتين. 1365 - أبو الرجاء النحوي النحوي، اللغوي: سلامة بن سليمان بن سلامة الرقي، الرافعي، بهاء الدين، أبو الرجاء. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان من أئمة العربية" أ. هـ. • البغية: "قال الذهبي (¬2): كان من كبار أئمة العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة وقد ناهز الثمانين. 1366 - أبو الخَير الأَنْبَاري * اللغوي، المقرئ: سلامة بن عبد الباقي بن سلامة الضرير، أبو الخير الأنباري. ولد: سنة (503 هـ) ثلاث وخمسمائة. من مشايخه: أبو طاووس المقرئ، وسعد الخير وغيرهما. من تلامذته: عبد الوهاب بن وردان وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان عالمًا بالقراءات والعربية وفنون الأدب ... ونصدر بجامع عمرو بن العاص يقرئ القرآن والنحو" أ. هـ. • التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الفاضل ... اشتغل بالأدب وتقدم فيه وتصدر بالجامع العتيق ¬

_ • غاية النهاية (1/ 309). (¬1) وقال القاضي أسعد فيما أسنده عن أبي العز سلامة بن علي بن الحسين بن نصير بن عاصم بن عبد الله بن إبراهيم، قال الحافظ أبو العلاء والأول أشبه بالصواب ولكنه أورده في كتبه سلامة بن علي بن الحسين وقال هكذا قال أبو عليّ الواسطي عن الفحام. انظر غاية النهاية. * الوافي (15/ 329)، بغية الوعاة (1/ 592). (¬2) قلت قول الذهبي هذا غير موجود في مصادر الترجمة المتوفرة لدينا، لعله في تاريخ الإسلام وفيات سنة (680) وهو غير مطبوع. * بغية الوعاة (1/ 593)، الوافي (15/ 329)، معجم الأدباء (3/ 1379)، تاريخ الإسلام (وفيات 590) ط. تدمري، التكملة لوفيات النقلة (1/ 212)، كشف الظنون (2/ 1789)، معجم المؤلفين (1/ 773).

1367 - الكفرطابي

بمصر مدة وانتفع به ... وحدّث" أ. هـ. • بغية الوعاة: "من أهل العلم والورع ومجانبة أهل الزيغ والباع، كان عالمًا بفنون الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة، عن ثمان وثمانين سنة. من مصنفاته: "شرح على مقامات الحريري". 1367 - الكَفَرْطابي * اللغوي: سلامة بن غيّاض بن أحمد، الكفَرطابي. من مشايخه: ابن القطاع الصقلي، وأبو الحسن عليّ بن جعفر العِرقي وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتح بن زُرَيق الحداد، وأبو محمّد بن الخشاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالعربية، زار مصر وبغداد وإيران، ومات بحلب نسبته إلى (كفر طاب) بين المعرة وحلب" أ. هـ. • إنباه الرواة: "وكان -رحمه الله- حَسَن الضبط والخط كثير التنقيب والتحقيق" أ. هـ. وفاته: سنة (533 هـ)، وقيل: (534 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "التذكرة" في النحو عشر مجلدات، ورسالة في "فضل العربية والحضّ على تعليمها". 1368 - أبو العزائم المَزَّاحي * المقرئ: سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل المَزَّاحي المصري الأزهري الشافعي، أبو العزائم. ولد: سنة (985 هـ) خمس وثمانين وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ الإمام المقرئ سيف الدين بن عطا الله الفضالي، والنور الزيادي وغيرهما. من تلامذته: الشمس البابلي، والعلامة الشبراملسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "إمام الأئمة وبحر العلوم وسيد الفقهاء وخاتمة الحفاظ والقرّاء، فريد العصر وقدوة الأنام وعلامة الزمان الورع العابد الزاهد الناسك الصوّام القوّام" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "شيخ القراء بالقاهرة على الإطلاق ومرجع الفقهاء بالاتفاق" أ. هـ. من أقواله: في خلاصة الأثر: "قال: من أراد أن يصير عالمًا فليحضر درسي". قلت: لأنه كان في كل سنة يختم نحو عشرة كتب في علوم عديدة". وفاته: سنة (1075 هـ) خمس وسبعين وألف. من مصنفاته: له مؤلف في القراءات الأربع الزائدة على العشر من طريق القباقبي، وله ¬

_ • معجم الأدباء (3/ 1380)، إنباه الرواة (2/ 67)، تاريخ الإسلام (وفيات 533) ط. تدمري، البلغة (106)، إشارة التعيين (133)، بغية الوعاة (1/ 593)، الأعلام (3/ 107)، معجم المؤلفين (1/ 733)، كشف الظنون (1/ 393). * خلاصة الأثر (2/ 210)، الأعلام (1/ 108)، معجم المؤلفين (1/ 774).

1369 - الخابوري

"حاشية على شرح المنهج للقاضي زكريا في فقه الشافعية". 1369 - الخابوري * النحوي، المقرئ: سلطان بن ناصر بن أحمد الجبوري، الخابوري. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "من أفاضل بغداد، نسبته إلى الجبور وهي قبيلة كبيرة تنزل على نهر الخابور، رحل إلى بغداد والحجاز ودمشق، توفي في طريق الحج العراقي" أ. هـ. وفاته: سنة (1138 هـ) ثمان وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: كتاب في: "النحو"، وآخر في "القراءات السبع" وسماه: "القول المبين". 1370 - أم الخير * المقرئة: سلمى (¬1) بنت محمد بن محمد، أم الخير. من شيوخها: والدها. كلام العلماء فيها: * غاية النهاية: "شرعث في حفظ القرآن سنة ثلاث عشرة وحفظت مقدمة التجويد وعرضتها ومقدمة النحو، ثم حفظت طيبة النشر الألفية وحفظت القرآن، وعرضته حفظا بالقراءات العشر، وأكملته في الثاني عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة قراءة صحيحة مجودة مشتملة على جميع وجوه القراءات، بحيث وصلت في الاستحضار إلى غاية لا يشاركها أحد في وقتها وتعلمت العروض والعربية وكتبت الخط الجيد ونظمت بالعربي والفارسي" أ. هـ. 1371 - النهرواني * اللغوي، المفسر المقرئ: سلمان (¬2) بن عبد الله بن محمد بن الفتى الحلواني، أبو عبد الله بن أبي طالب النهرواني، الملقب بابن الفتى. من مشايخه: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي، وعمر بن ثابت الثمانيني وغيرهما. من تلامذته: السلفي، وأبو زكريا بن منده، وأبو القاسم إسماعيل الطلحي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "ذكره يحيى بن مندة في تاريخ أصبهان، وكان جميل الطريقة فاضلا أديبا، حسن الخلق، إماما في اللغة والنحو" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من كبار أئمة العربية ... وله شعر جيد". وقال: "قال السلفي: هو إمام في اللغة، أخذ عن ¬

_ * الأعلام (3/ 110)، معجم المؤلفين (1/ 774). * غاية النهاية (1/ 310). (¬1) وهي بنت صاحب غاية النهاية ابن الجزري. * طبقات المفسرين للسيوطي (40)، كشف الظنون (1/ 163)، الإكمال (7/ 137)، المنتظم (17/ 56)، معجم الأدباء (3/ 1381 و 1390)، إنباه الرواة (2/ 26)، البلغة (107)، الوافي (15/ 311)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 198)، بغية الوعاة (1/ 595)، الشذرات (5/ 404)، روضات الجنات (4/ 83)، معجم المفسرين (1/ 212)، الأعلام (3/ 111)، معجم المؤلفين (1/ 774)، تاريخ الإسلام (وفيات 493) ط. تدمري. (¬2) في إنباه الرواة: سليمان.

1372 - صاحب الفراء

ابن برهان وطائفة" أ. هـ. • الوافي: "كان إمامًا في اللغة والنحو" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالأدب، من أهل نهروان قرب موقع بغداد، جال في العراق" أ. هـ. وفاته: سنة (494 هـ). وقيل: (493 هـ). أربع وتسعين وقيل: ثلاث وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "التفسير"، وشرح "الإيضاح"، وله في اللغة "القانون" في عشر مجلدات، وله "علل القراءات". وله شعر. 1372 - صاحب الفرّاء * النحوي، اللغوي: سلمة بن عاصم النحوي، أبو محمّد صاحب الفراء. من مشايخه: أبو الحارث الليث بن خالد وغيره. من تلامذته: أحمد بن يحيى ثعلب، ومحمد بن فرج الغساني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة ثبتًا، دينًا عالمًا" أ. هـ. • الوافي: "كان ثقة عالمًا حافظًا. وسلمة هذا والد المفضل بن سلمة النحوي. قال الكسائي: كان في أبي محمّد سلمة دُعابة، سألته يومًا عن شيء فقال لي: على السقيط خُبرتْ، يريد: على الخَبيرِ سقطت! " أ. هـ. • البلغة: "كان يناظر الفراء، وكتاب سلمة أجود كتب العربية" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية من أهل الكوفة" أ. هـ. وفاته: سنة (310 هـ) عشر وثلاثمائة. من مصنفاته: "معاني القرآن"، و"غريب الحديث"، و"كتاب الملوك " في النحو. 1373 - سُلَيْم الرازي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: سُلَيم بن أيوب بن سُلَيم -بالتصغير فيهما- الرازي الشافعي. ولد: سنة (365 هـ) خمس وستين وثلثمائة. من مشايخه: أبو حامد الإسفراييني، روى عن أحمد بن محمّد البصير وغيرهما. من تلامذته: الشيخ نصر المقدسي، والكتاني، وأبو بكر الخطيب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "قال ابن قاضي شهبة: تفقه وهو ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 134)، معجم الأدباء (3/ 1385)، إنباه الرواة (1/ 56)، الوافي (15/ 324)، البلغة (106)، غاية النهاية (1/ 311)، بغية الوعاة (1/ 596)، الأعلام (3/ 113)، معجم المؤلفين (1/ 775). * إنباه الرواة (2/ 69)، وفيات الأعيان (2/ 397)، العبر (3/ 213)، السير (17/ 645)، تاريخ الإسلام (وفيات 447) ط. تدمري، مختصر تاريخ دمشق (10/ 197)، الوافي (15/ 334)، طبقات الشافعية السبكي (4/ 388)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 233)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 562)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (2/ 127)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 202)، الشذرات (5/ 202)، روضات الجنات (4/ 73)، معجم المفسرين (1/ 213)، الأعلام (3/ 116)، معجم المؤلفين (1/ 777)، تبيين كذب المفتري (262)، الوافي (15/ 334)، كشف الظنون (1/ 98)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (147)، هدية العارفين (1/ 406).

1374 - الموصلي

كبير لأنه كان اشتغل في صدر عمره باللغة والنحو والتفسير والمعاني ثم لازم الشيخ أبا حامد ... فتخرج عليه أئمة ... وكان ورعًا زاهدًا ... قال الشيخ أبو إسحاق: إنه كان فقيهًا أصوليًا. وسئل ما الفرق بين مصنفاتك ومصنفات رفيقك المحاملي؟ يُعَرِّض السائل بأن تلك أشهر، فقال: الفرق أن تلك صنفت بالعراق ومصنفاتي صنفت بالشام" أ. هـ. • طبقات المفسرين: "كان ورعًا زاهدًا يحاسب نفسه على الأوقات لا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة" أ. هـ. • السير: "قال النسيب: هو ثقة فقيه مقرئ محدث "أ. هـ. • الشذرات: "الشافعي المفسر صاحب التصانيف والتفسير الفقيه" أ. هـ. وفاته: سنة (447 هـ) سبع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: ، كتاب التفسير" سماه "ضياء القلوب" وغير ذلك من الكتب النافعة. 1374 - الموصلي * النحوي: سليم حسون الموصلي. ولد: سنة (1290 هـ) تسعين ومائتين وألف. وفاته: سنة (1366 هـ) ست وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الأجوبه الشافية" في الصرف والنحو، و "تعليم الطلاب" كالأول. 1375 - سليم تقلا * اللغوي: سليم بن خليل بن إبراهيم. ولد: سنة (1265 هـ) خمس وستين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مؤسس جريدة الأهرام المصرية ... درَّس العربية مدة في (البطريركية) ... ونكب في أيام الثورة العرابية لامتناعه عن مناصرتها وأحرق العرابيون مطبعته فانتقل إلى سورية ثم عاد إلى القاهرة فاستأنف إصدار الأهرام، فمرض فعاد إلى لبنان، ومات في قرية (بيت مري) " أ. هـ. قلت: وهو نصراني. وفاته: سنة (1310 هـ) عشر وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "مدخل الطلاب إلى فردوس لغة الأعراب". 1376 - سُلَيم الحنفي * المقرئ: سُلَيم بن عيسى بن سُلَيم بن عامر الحنفي، مولاهم الكوفي، أبو عيسى وأبو محمد. ولد: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. من مشايخه: الثوري، وحمزة الزيات، وهو ¬

_ * معجم المؤلفين العراقيين (2/ 54)، الأعلام (3/ 117). * الأعلام (3/ 117). * السير (9/ 375)، العبر (1/ 300)، ميزان الاعتدال (3/ 324)، تاريخ الإسلام (وفيات 200) ط. تدمري، وذكره في (وفيات 188) وفيه سُليم بن عامَر، معرفة القراء (1/ 138)، غاية النهاية (1/ 318)، الشذرات (2/ 406)، الأعلام (3/ 119)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 215)، الوافي (15/ 335).

تلميذ حمزة في القراءة، وغيرهما. من تلاميذه: أحمد بن حُميد، وتلا عليه خلف البزار، والدوري، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ ضابط محرر حاذق" أ. هـ. وقال: "قال ابن سعدان: توفي سنة مائتين عن سبعين سنة وستة أشهر" أ. هـ. • الأعلام: "قال العقيلي: مجهول" أ. هـ. • السير: "وهو تلميذ حمزة، وأحذق أصحابه، وهو خَلَفُه في الإقراء، وقيل إنه تلا على حمزة عشر ختم" أ. هـ. • معرفة القراء: "وقال يحيى بن سليمان الجعفي: حدثنا يحيى بن المبارك قال كنا نقرأ على حمزة ونحن شباب، فإذا جاء سليم قال لنا حمزة: تحفظوا وتثبتوا قد جاء سليم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "صاحب حمزة وبقية الحذاق، فإنه جوّد على حمزة الزيات عشر ختمات، وكان الكسائي يهابه ويتأدب معه، انتصب للأقراء مرة" أ. هـ. • في هامش تاريخ الإسلام: "ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب (عمر عبد السلام تدمري): ذكر العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 163، 164 رقم 674): سليم بن عيسى: مجهول في النقل، حديثه منكر غير محفوظ، حدثناه يحيى بن عثمان، قال حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال: حدثنا سليم بن عيسى أبو يحيى، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أبغض العباد إلى الله -عزَّ وجلَّ- من كان ثوباه خيرًا من عمله أن يكون ثيابه ثياب الأنبياء وعمله عمل الجبَّارين). وقد شك المؤلف الذهبي -رحمه الله- في كون الذي ذكره العقيلي هو صاحب الترجمة هذا فقال في ميزان الاعتدال (2/ 231 رقم 3540): (سليم بن عيسى الكوفي القارى إمام في القراءة، روى عن الثوري خبرًا منكرًا ساقه العقيلي، ولعل هذا الرجل غير القارى)، ثم ذكر الحديث نقلًا عن العقيلي وقال في آخره: (هذا باطل). وفي (المغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2641) جزم الذهبي بأن الذي ذكره العقيلي هو القاريء صاحب الترجمة، فقال: (سليم بن عيسى، عن الثوري. قال العقيلي: مجهول، وحديثه منكر. قلت -أي الذهبي-: بل إمام في القراءة، جائز الحديث. ويقول خادم العلم (عمر): الله أعلم بصحّة ذلك، فصاحب الترجمة هنا يكنى: أبا عيسى، أما الذي في ضعفاء العقيلي، فكنيته: أبو يحيى. ولعل اسم "عيسى" تصحِّف إلى (يحيى) وهو أشبه. وبسبب هذا الإشكال ذكر المؤلف هنا اسم (سليم) مفردًا، وقال: هو صاحب حمزة الزيات، ثم أعاد اسمه كاملًا، وكأنه جزم بأن الذي عند العقيلي هو هذا نفسه، وهذا ما نرجحه، خصوصًا أن البخاري يذكر أن سُليمًا القارئ سمع الثوري، وحمزة الزيات. (التاريخ الكبير 4/ 127 رقم 2198) ومثله قال ابن أبي حاتم، وابن حبان " أ. هـ. من أقواله: أتاه رجل -أي إلى سليم- فقال له

1377 - سليم بن عبد الله

يا أبا عيسى جئتك لأقرأ عليك بالتحقيق، فقال: يا ابن أخي شهدت حمزة، وأتاه رجل في مثل هذا فبكى، وقال يا ابن أخي إنما التحقيق صون القرآن، فإن صنته فقد حققته، هذا هو التحقيق، فمضى الرجل ولم يقرأ عليه. وفاته: سنة (188 هـ)، وقيل: (189 هـ) ثمان وثمانين، وقيل: تسع وثمانين ومائة، وقيل: (190 هـ) نسعين ومائة. 1377 - سليم بن عبد الله * اللغوي: سليم بن عبد الله بن جرجس بن نوفل. ولد: سنة (1243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "باحث من أهل طرابلس الشام، انتدب لتدريس العربية في جامعة بطرسبرج (في روسية) وتعلم بها الروسية، وتقدم المناصب وتوفي فيها" أ. هـ. • قلت: هو نصراني. وفاته: سنة (1320 هـ) عشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له نظم قليل بالعربية وقصتان. 1378 - العَطّار * المفسر سليم بن ياسين بن حامد العطار الشافعي. ولد: سنة (1233 هـ)، ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد الرحمن الكزبري، وعبد الرحمن الطيبي وغيرهما. من تلامذته: جمال الدين القاسمي، وعبد المحسن الأسطواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "كان عالمًا فاضلًا فصيحًا نطوقًا جسورًا حفاظًا وجيهًا، ذا همة وإقدام ولم يكن له ما يطعن في مقامه سوى أنه كان محبًا لأخذ الدراهم وتناولها بدون تحر وكان يتعاطى أكثر القضايا وينظر بها لمحل نفعه" أ. هـ. • أعيان دمشق: "تولى تدريس البخاري ... فكان يتكلم على الحديث من سائر العلوم، ومزجه بشيء من التصوف ويأتي بالأحاديث المناسبة له ... ودرس في التكية السليمانية. ولا ينكر أحد أنه كان ينتفع من بعض القضايا الخاصة انتفاعًا كثيرًا، ولكنه لم يبطل حقًّا ولم يحق باطلًا فكان ينفق ما يجنبه من هذا القبيل، ومن راتب التكية السليمانية ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: يلقي دروس التفسير كل ليلة بين العشاءين في محراب الشافعية. 1379 - البَلْوي * المفسر: سليمان بن إبراهيم بن حمزة، أبو أيوب البَلْوي. من مشايخه: أبو عمر الطلمنكي، وحسون ¬

_ * الأعلام (3/ 119). * حلية البشر (2/ 680)، تاريخ علماء دمشق (1/ 89)، أعيان دمشق (338)، منتخبات التواريخ لدمشق (2/ 722). * معجم المفسرين (1/ 214)، الصلة (1/ 196)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 203).

1380 - القيسي

القاضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان مجودًا للقرآن، عالمًا بكثير من معانيه متصرفًا في فنون من العربية، حسن الفهم، خيرًا فاضلًا، وكان زوجًا لابنة أبي عمر الطلمنكي ... وكان محسنًا في العبادة، مطبوعًا فيها .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه مالكي محدث، عالم بعلوم القرآن، من أهل مالقة بالأندلس، روى عن شيوخها" أ. هـ. وفاته: سنة (435 هـ) خمس وثلاثين وأربعمائة. 1380 - القَيسي * المفسر سليمان بن إبراهيم بن هلال، أبو الربيع القيسي. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان رجلًا صالحًا زاهدًا عالمًا بأمور دينه، تاليًا للقرآن، مشاركًا في التفسير، والحديث ورعًا فرق جميع ما له وانقطع إلى الله عزَّ وجلَّ، ولزم الثغور، وتوفي بحصن غُرقاج، وذكر أن النصارى يقصدونه ويتبركون بقبره -رحمه الله-" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (578 هـ) ثمان وسبعين وخمسمائة. 1381 - الطبَّراني * المفسر: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، الطَّبراني أبو القاسم. ولد: سنة (260 هـ) ستين ومائتين. من مشايخه: هاشم بن مرشد الطبراني، وأبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وغيرهم. من تلامذته: أبو خليفة الفضل بن الحُباب، وأبو العباس بن عُقدة، وأحمد بن محمّد الصحاف وهو من شيوخه وآخرون كثيرون. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الحافظ المشهور مسند الدنيا". وقال: "قال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار عن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 214) طبقات المفسرين للداودي (1/ 203)، الصلة (1/ 196). * تهذيب تاريخ دمشق (6/ 240)، النجوم (4/ 59)، * معجم المفسرين (1/ 214)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 204)، معجم المؤلفين (1/ 783)، الشذرات (4/ 310)، الأعلام (3/ 121)، العبر (2/ 315)، وفيات الأعيان (2/ 407)، المنتظم (14/ 206)، الوافي (15/ 344)، السير (16/ 119)، البداية والنهاية (11/ 287)، تاريخ الإسلام (وفيات 360) ط. تدمري، تاريخ دمشق (22/ 163)، غاية النهاية (1/ 311)، طبقات الحنابلة (2/ 49)، تذكرة الحفاظ (3/ 912)، لسان الميزان (3/ 86)، ميزان الاعتدال (3/ 278)، طبقات الحفاظ (372)، هدية العارفين (1/ 396)، مختصر تاريخ دمشق (10/ 103)، : "المعجم الكبير" للطبراني بتحقيق حمدي السلفي مطبعة الزهراء الحديثة- موصل- العراق- الطبعة الثانية، وكتاب "مسند الشاميين" للطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط.1 مؤسسة الرسالة، لسنة (1409 هـ-1989 م).

1382 - الإشبيلي

يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، فلم أجد إلا أحاديث معدودة وقد روى الطبراني عن إدريس عن يزيد كثيرًا. قلت: هذا لا يدل على شيء، فإن الطبراني لما وقع له هذا الشيخ اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به ولم يعتن به أهل بلده" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "الحافظ الثبت المعمر". وقال: "لا ينكر له التفرد في سعة ما روى. ليّنه الحافظ أبو بكر بن مردويه لكونه غلط أو نسي، فمن ذلك أنه وهم وحدث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي، وإنما أراد عبد الرحيم أخاه، فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه، ويسميه أحمد. وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو كثر، والى الطبراني المنهتى في كثرة الحديث وعلوه، فإنه عاش مائة سنة وسمع وهو ابن ثلاث عشرة سنة وبقي إلى سنة ستين وثلاثمائة، وبقي صاحبه ابن ريذة إلى سنة أربعين وأربعمائة فكذلك العلو" أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة "المعجم الكبير" بقلم المحقق حمدي عبد المجيد السلفي (1/ 18): "قال الحافظ -أي ابن حجر- وقد عاب عليه إسماعيل بن محمّد بن الفضل التيمي جمعه الأحاديث بالأفراد مع ما فيها من النكارة الشديدة والموضوعات، وفي بعضها القدح في كثير من القدماء من الصحابة وغيرهم. وقد أجاب الحافظ عن هذه الطعون الثلاثة في اللسان ... " أ. هـ. قلت: ومن أراد معرفة كلام الحافظ ابن حجر حول هذه الطعون والدفاع عن الطبراني فليراجع لسان الميزان، والطبراني أحد أئمة السنة الذين نفخر بمثلهم أمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعلى ما كان عليه أئمة السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. • الأعلام: "أصله من طبرية الشام وإليها نسبته. ولد بعكا، ورحل إلى الحجاز واليمن ومصر والعراق وفارس والجزيرة، توفي بأصبهان" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال أحمد بن جعفر الفقيه: سمعت أبا عبد الله بن حمدان وأبا الحسن المدني وغير هما يقولون: سمعنا الطبراني يقول: هذا الكتاب روحي يعني "المعجم الأوسط" أ. هـ. وفاته: سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مصنفاته: له ثلاثة "معاجم، في الحديث، وله "التفسير"، و "الأوائل". 1382 - الإشْبِيلِي * اللغوي، المقرئ: سليمان بن أحمد بن سليمان اللخمي الإشبيلي، أبو الحسين. من مشايخه: ابن الرمّاك، وعبد السلام بن المؤذن. من تلامذته: الشلّوبين وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ كامل مجود مصدر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا ¬

_ * غاية النهاية (1/ 312)، بغية الوعاة (1/ 596).

1383 - الشارعي

متقدمًا متحققًا بالعربية دينًا فاضلًا أقرأ ودرس العربية كثيرًا ..... " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (580 هـ)، وقيل: (582 هـ)، ثمانين وقيل: اثنتين وثمانين وخمسمائة. 1383 - الشّارِعِي * المقرئ: سليمان بن أحمد بن عليّ، أبو الربيع، السعدي الشارعي المصري، يعرف بابن المغربل. ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: الفقيه رسلان بن عبد الله، والشيخ محمّد بن إبراهيم الكيزاني وهو آخر من روى عنه. من تلامذته: الزكي المنذرى، والقاضيان ابن الخويِّجي، وابن حمزة الحنبلي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ ثقة ... قال الذهبي (¬1): محله الصدق" أ. هـ. وفاته: سنة (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. 1384 - الجوهري * المقرئ: سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الصمد بن أبي البحر العلم بن الشهاب البغدادي الأصل القاهري، الجوهري. ولد: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مشايخه: سمّع على أبيه السنن لابن ماجه .. ، وعلى ابن أبي المجد البخاري وغيرهم. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تعانى قراءة الأسباع وكان يرتزق منها وحدث باليسير .. وكان خيرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (854 هـ)، وقيل: (855 هـ) أربع وخمسين، وقيل: خمس وخمسن وثمانمائة. 1385 - أبو داود السَجِسْتاني * المفسر: سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، الإمام أبو داود الأزدي السجستاني (¬2)، صاحب السنن. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 311)، تاريخ الإسلام (وفيات 633) ط. تدمري، السير (22/ 388). دون ترجمة. (¬1) لم نجد كلام الذهبي في كتبه المتوفرة بين أيدينا والله أعلم. * الضوء (3/ 261). * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 28) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 215)، الجرح والتعديل (4/ 101)، الثقات لابن حبان (8/ 282)، تاريخ بغداد (9/ 55)، طبقات الحنابلة (1/ 159)، تاريخ دمشق (22/ 191)، مختصر تاريخ دمشق (10/ 109)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 246)، المنتظم (12/ 268)، وفيات الأعيان (2/ 404)، اللباب (1/ 533)، الكامل (7/ 142)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 293)، السير (13/ 203)، العبر (2/ 54)، تذكرة الحفاظ (2/ 591)، البداية والنهاية (11/ 58)، الوافي (15/ 353)، تهذيب التهذيب (4/ 149)، تقريب التهذيب (404)، طبقات الحفاظ (261)، مفتاح السعادة (2/ 135)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 207)، الشذرات (3/ 313)، كشف الظنون (1/ 760)، معجم المؤلفين (1/ 784)، الأعلام (3/ 122)، تهذيب الكمال (11/ 355)، هدية العارفين (1/ 395). (¬2) سَجستان: قال الذهبي في تاريخه: سجستان: إقليم منفرد متاخم لبلاد السند، يذهب إليه من ناحية هراة وقد قيل: إن أبا داود من سجستان: قرية من قرى البصرة وهذا ليس بشيء بل دخل بغداد قبل أن يجيء إلى البصرة.

ولد: سنة (202 هـ) اثنتين ومائتين. من مشايخه: الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن يونس وخلق كثير. من تلامذته: النسائي، وأحمد بن داود بن سُليم، وأبو بكر أحمد بن محمّد الخلال الفقيه. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "أحد من رحل وطوف، وجمع وصنف وكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين والجزريين ... ". وقال: "وكان أبو داود قد سكن البصرة، وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف في السنن بها، ونقله عنه أهلها، ويقال: إنه صنفه قديمًا، وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه". وقال أيضًا: "أخبرنا أحمد بن محمد بن ياسين الهروي قال: سليمان بن الأشعث أبو داود السجزي، كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمه وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف، والصلاح والورع، من فرسان الحديث" أ. هـ. • تاريخ دمشق: "قال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو داود هذا الكتاب -أي السنن- ألين لأبي داود الحديث، كما ألين لداود - عليه السلام -، الحديد" أ. هـ. • السير: "الإمام، شيخ السنة، مقدم الحفاظ، أبو داود الأزدي السجستاني محدث البصرة". وقال: "قال أبو حاتم بن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا، واتقانًا جمع وصنف وذبَّ عن السنن. قال الحافظ: أبو عبد الله بن منده: الذين خرَّجوا وميَّزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم ثم أبو داود والنسائي. قال أبو عبد الله الحاكم: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة ... ". ثم قال: "كان أبو داود مع إمامته في الحديث وفنونه من كبار الفقهاء فكتابه يُدل على ذلك، وهو من نجباء أصحاب الإمام أحمد لازم مجلسه مدة، وسأله عن دِقاق المسائل في الفروع والأصول. وكان على مذهب السلف في اتباع السنة والتسليم لها، وترك الخوض في مضائق الكلام" أ. هـ. من أقواله: تاريخ بغداد: "عن أبي بكر بن داسه يقول: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب -يعني كتاب السنن- جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث أحدها قوله - عليه السلام -: (الأعمال بالنيات)، والثاني قوله: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، والثالث قوله: (لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه)، والرابع قوله: (الحلال والحرام بيِّن، وبين ذلك أمور مشتبهات). وفاته: سنة (275 هـ) خمس وسبعين ومائتين. من مصنفاته: "السنن"، و "ناسخ القرآن ومنسوخه، وغيرهما.

1386 - صاحب البصري

1386 - صاحب البَصْري * المقرئ: سليمان بن أيوب بن الحكم، أبو أيوب الخياط البغدادي، يعرف بصاحب البصري. من مشايخه: حماد بن زيد، واليزيدي (¬1) وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن حرب المعدل، وإسحق بن مخلد الدقاق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال الحسين بن حبان: قال ابن معين: سليمان صاحب البصري من الحُفاظ الثقات، كان يتحفظ عند يحبى بن سعيد، يأنف أن يكون عنده. وقال علي بن الجُنيد: كان من الحفاظ، لم أرَ بالبصرة أنبل منه" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ جليل ثقة". وقال: "قال ابن معين: أبو أيوب صاحب البصري ثقة صدوق حافظ لما يكتب عنه" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين. 1387 - الدَّقِيقِي * اللغوي: سليمان بن بُنين بن خلف بن عوض الدَّقيقي، تقي الدين. من مشايخه: سمع من إسماعيل الزيات، وعبد الله بن بري وغيرهما. من تلامذته: الزكي عبد العظيم وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالأدب مصري، توفي بالقاهرة" أ. هـ. • التكملة لوفيات النقلة: "حدّث وسمعت منه"أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب نحوي فرضي عروضي" أ. هـ. وفاته: سنة (613 هـ)، وقيل: (614 هـ) ثلاث عشرة، وقيل: أربع عشرة وستمائة. من مصنفاته: "اتفاق المباني وافتراق المعاني" في اللغة، و"لباب الألباب" في شرح كتاب سيبويه الجزء الأول. 1388 - الفَارِقَي * النحوي، المقرئ: سليمان بن أبي حرب الكفري الفارقي، علم الدين، أبو الربيع. ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 48)، أخبار القضاة لوكيع (1/ 23)، تاريخ الإسلام (وفيلت 235) ط. تدمري، الثقات لابن حبان (8/ 279)، غاية النهاية (1/ 312)، معرفة القراء (1/ 194)، وسماه سليمان بن الحكم، السير (11/ 453)، تذكرة الحفاظ (2/ 461)، تهذيب التهذيب (4/ 152)، تقريب التهذيب (405). (¬1) وقيل: إنه عرض على أبي عبد الرحمن بن اليزيدي، وإن ثبت ذلك فلا يمنع عرضه على اليزيدي نفسه فقد صح ذلك عندنا -أي ابن الجزري- من غير طريق. انظر غاية النهاية. * معجم الأدباء (3/ 1386)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 408)، تاريخ الإسلام (وفيات 614) ط. بشار، إشارة التعيين (134)، البلغة (108)، بغية الوعاة 1/ 597)، روضات الجنات (4/ 88)، الأعلام 3/ 122)، معجم المؤلفين (1/ 785). * الوافي (15/ 360)، بغية الوعاة (1/ 598).

1389 - ابن قدامة المقدسي

من مشايخه: ابن مالك وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان من تلاميذ ابن مالك، ... وأنه عرض عليه أرجوزته الكبيرة المعروفة بالكافية الشافية، وأنه بحث أكثرها عليه وأنه قرأ القراءات السبع بدمشق ... وكان حنفي المذهب" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن مكتوم: كانت فيه حدة أخلاق وتحامل في البحث، وجرأة في الكلام. بحث يومًا مع أعور، وقال له: متى زدت علي قلعت عينك الأخرى، فإذا قلعت عيني بها صرت أنت أعمى وأنا أعور. وكان ضيق الرزق، مطعونًا عليه في دينه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (609 هـ) تسع وستمائة. 1389 - ابن قدامة المقدسي * اللغوي: سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر، ابن قدامة المقدسي، تقي الدين. ولد: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. من مشايخه: ابن الزبيدي، والحافظ الضياء، وكريمة وغيرهم. من تلامذته: ابن تيمية والذهبي والعلائي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "كان كيسًا متواضعًا حسن الأخلاق وافر الجلالة ذا تعبد وتهجد وإيثار" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: " .. عديم الشر له معاملة مع الله تعالى، ولولا القضاء لعد كلمة إجماع" أ. هـ. • البداية: "كان من خيار الناس وأحسنهم خلقًا وأكثرهم مروءة" أ. هـ. • السير: "القاضي الحنبلي الشيخ الإمام الفقيه المفتي شيخ المذهب، مسند الشام بقية الأعلام". وقال: "كان ضخمًا، تام الشكل، أبيض الشعر، منوّر الشيبة، حليم النفس، منشرحًا لقضاء الحوائج، في العريكة، محمودًا في القضاء، عاليًا، ولولا القضاء لكان عليه إجماع فالله يرضى عنه ويسامحه". ثم قال: "فيه دين متين وتمسك كذهب السلف، له تهجد لا يقطعه". وقال: "جرت محنة الشيخ تقي الدين ابن تيمية في سنة خمس وسبعمائة وحصل للحنابلة أذى كثير بمصر ودمشق، فجاء البريد بإلزام الحنابلة بالرجوع عن معتقدهم وهددّوا، فتلطف القاضي تقي الدين في الأمر، ولم يظهر عليه ألم ولا غضب، ودارى بحسن خلقه وأخذ يدافع ويماطل وما كتب شيئًا، وخمد الشر، وأرادوا منه أن يكتب بالبراءة من معتقد ابن تيمية، فامتنع وترفق بهم" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال البرزالي: شيوخه بالسماع نحو مائة شيخ، وبالإجازة أكثر من ¬

_ * المعجم المختص (76)، معجم شيوخ الذهبي (215)، الوافي (15/ 370)، البدية والنهاية (14/ 77)، الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 264)، ذيل العبر للعراقي (85)، الدرر الكامنة (2/ 146)، المقصد الأرشد (1/ 412)، الدارس (1/ 52)، الشذرات (8/ 66)، الأعلام (3/ 124)، معجم المؤلفين (1/ 787)، السير (17/ 411) ط. علوش، فوات الوفيات (2/ 83)، النجوم (9/ 231).

1390 - سليمان الحلبي

سبعمائة ... وكان شيخًا جليلًا، فقيهًا كبيرًا، بهي المنظر ... مواظبًا على حضور الجماعات وعلى قيام الليل والتلاوة والصيام ... لين الجانب، حسن الخلق، متوددًا إلى الناس. وقال الذهبي: ولكنه يجري في أحكامه ما الله به عليم، والآفة من سبطه والله المستعان، ولولا دخوله في القضاء لعدَّ من العلماء العاملين" أ. هـ. • المقصد الأرشد: "قال الحافظ العلائي: رحم الله شيخنا الفاضي سليمان سمعته يقول: لم أصل الفريضة قط منفردًا إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط"أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنبلي، مقدسي الأصل، دمشقي المولد والوفاة، كان مسند الشام في وقته له مشاركة في العربية والفرائض والحساب. ولي القضاء عشرين سنة. نعته الذهبي بقاضي القضاة" أ. هـ. وفاته: سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة، وله (88 سنة). من مصنفاته: "معجم" في مجلدين وغير ذلك. 1390 - سليمان الحلبي * النحوي: سليمان بن خالد بن عبد الجبار الحنفي الحلبي. من مشايخه: الشيخ يحيى المغربي وغيره. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "العالم الفاضل البارع المفضال النحوي المفنن المحقق ... وتوطن حلب واشتهر بها بالنحو، وتولى تدريس جامع الفردوس وغيره ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1141 هـ) إحدى وأربعين ومائة وألف عن نيف وثمانين سنة. 1391 - الطُّليطليّ * النحوي، اللغوي: سليمان بن الخراساني الطُّليطليّ. من تلامذته: أبو بكر بن عزيز وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان محدثًا فقيهًا، ذا معرفة بالنحو واللغة، درسها أحيانًا وخرج من طليطلة لما تغلّب الروم فيها فسكن إشبيلية حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (501 هـ) إحدى وخمسمائة. من مصنفاته: صنف في الحديث. 1392 - السَّامِرِي * المقرئ: سليمان (¬1) بن خلّاد، أبو خلاد السامري المؤدب. من مشايخه: اليزيدي، وإسماعيل بن جعفر وغيرهما. من تلامذته: القاسم بن محمّد بن بشار، ومحمد بن أحمد بن قطن وغيرهما. ¬

_ * سلك الدرر (2/ 158)، أعلام النبلاء (6/ 447). * بغية الوعاة (1/ 604). * غاية النهاية (1/ 313)، معرفة القراء (1/ 194)، الجرح والتعديل (4/ 110)، تاريخ بغداد (9/ 53). (¬1) وقيل: سليم بن خلّاد، وقيل: سليمان بن خالد، والمثبت هو الصحيح.

1393 - التجيبي

كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق" أ. هـ. • معرفة القراء: "حدّث عنه ... عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال صدوق" أ. هـ. • غاية النهاية: "النحوي ... المؤدب صدوق مصدر" أ. هـ. وفاته: سنة (261 هـ) إحدى وستين ومائتين. 1393 - التُّجَيبِي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطي الباجي، القاضي أبو الوليد. ولد: سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مشايخه: أبو الأصبغ، ومحمد بن إسماعيل، وابن محرز، وأبو الطيب الطبري وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر الطرطوشي، والقاضي ابن شبرين، وأبو جعفر المرسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان يستعمله الرؤساء في الرسل بينهم، ويقبل جوائزهم. ولما تكلم أبو الوليد في حديث البخاري المروي في عمرة القضاء والكتابة إلى قريش، وذكر قول من قال بظاهر اللفظ -أنكر عليه أبو بكر بن الصائغ الزاهد، وكفّره بإجازته الكتب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتى أطلقوا عليه اللعن، فلما رأى ذلك ألف رسالته (بتحقيق المذهب) بين فيها المسألة لمن يفهمها وأنها لا تقدح في المعجزة، كما لا تقدح القراءة في ذلك فوافقه أهل التحقيق بأسرار العلم وكتب بها لشيوخ صقلية فأنكروا على ابن الصائغ ووافقوا أبا الوليد على ما ذكره ... وقد أثنى عليه أبو بكر بن العربي في كتابه (العواصم والقواصم) بعد ذكر ما وقع في الغرب من الفتن فقال: ... ولولا أن الله تعالى من بطائفة تفرقت في ديار العلم، وجاءت بلباب منه كالقاضي أبي الوليد الباجي، وأبي محمّد الأصيلي، فهشّوا من ماء العلم على هذه القلوب الميتة ... " أ. هـ. • طبقات المفسرين: "أقام بالموصل سنة على أبي جعفر السَّمناني (¬1) فأخذ عنه العلقيات وبرع في الحديث وعلله وفي الفقه وغوامضه وخلافه وفي الكلام ومضايقه". • نفح الطيب: "وبلغني عنه ابن حزم أنه كان ¬

_ * الإكمال (1/ 468)، الأنساب (2/ 18)، الصلة (1/ 197)، بغية الملتمس (2/ 385)، معجم الأدباء (3/ 1387)، اللباب (1/ 82)، وفيات الأعيان (2/ 408)، مختصر تاريخ دمشق (10/ 115)، العبر (3/ 280)، السير (18/ 535)، تاريخ الإسلام (وفيات 474) ط. تدمري، الوافي (15/ 372)، البداية والنهاية (12/ 130)، فوات الوفيات (2/ 64)، الديباج المذهب (1/ 377)، النجوم (5/ 114)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 208)، الشذرات (5/ 315)، شجرة النور (120)، معجم المفسرين (1/ 215)، معجم المؤلفين (1/ 788) موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 238). (¬1) أبو جعفر السمناني: محمّد بن أحمد بن محمّد بن السمناني، أبو جعفر، توفي سنة (444 هـ) حنفي المذهب، أصول الاعتقاد عنده عن المذهب الأشعري. راجع (الماتريدية) للشمس الأفغاني (1/ 408).

1394 - الهامشي

يقول: لو لم يكن لأصحاب المذهب المالكي بعد عبد الوهاب إلا مثل أبي الوليد الباجي لكفاهم"أ. هـ. • شجرة النور: "ومما يفتخر به أنه روى عنه حافظًا المشرق والغرب أبو بكر الخطيب وابن عبد البر وهما أسن منه" أ. هـ. • معجم المفسرين: "حافظ للحديث مفسر متكلم أصولي أديب". "ولما قدم الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة، إلا أنه خارجًا عن لمذهب، ولم يكن بالأندلس عن يشتغل بعلمه، فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه واتبعه في رأيه جماعة من أهل الجهل، وحلّ بجزيرة ميرُوقة فرأس فيها وأتبعه أهلها فما قدم أبو الوليد كلموه في ذلك فدخل عليه وناظره وشهر باطله، وله معه مجالس كثيرة" أ. هـ. • قلت: قال الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" عند أقسام العلماء وأنواعهم في مدى معرفتهم بالمعقول والمنقول في القسم الثاني ما نصه: "عن يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ويغلط فيها ما غلط غيره فيشارك لجهمية في بعض أمولهم الفاسدة، مع أنه لا يكون له عن الخبرة بكلام السلف والأئمة في هذا الباب ما كان لأئمة السنة، وإن كان يعرف متون الصحيحين وغيرهما، وهذا حال أبي محمّد بن حزم، وأبي الوليد الباجي -صاحب الترجمة- والقاضي أبي بكر بن العربي، وأمثالهم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (474 هـ) أربع وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "الاستيفاء في شرح الموطأ"، ومختصره "المنتقى في شرح الموطأ"، و"أحكام الفصول في أحكام الأصول"، و"تفسير القرآن" لم يكمل. 1394 - الهامشي * المقرئ: سليمان بن داود بن داود بن عليّ بن عبد الله بن عباس، أبو أيوب الهاشمي البغدادي العباسي. من مشايخه: إسماعيل بن جعفر وله منه نسخة ولا تصح قراءته على ابن جماز كما ذكره الهذلي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وغيرهما. من تلامذته. أحمد ابن أخي خيثمة، ومحمد بن الجهم، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان شريفًا جليلًا، عالمًا ثقة سَريًّا. بلغنا عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان يصلح للخلافة". وقال: "قال الزّعفراني، قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 313)، تاريخ الإسلام (وفيات 319) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 343)، التاريخ الكبير (4/ 10)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 113)، الثقات لابن حبان (8/ 277)، تاريخ بغداد (9/ 31)، الكامل في التاريخ (6/ 454)، تهذيب الكمال (11/ 410)، العبر (1/ 376)، النجوم (2/ 231)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 139)، البداية والنهاية (10/ 282)، الوافي (15/ 389)، تهذيب التهذيب (4/ 164)، الشذرات (3/ 92).

1395 - الزهراني

وقال النسائي وغيره: ثقة" أ. هـ. • الوافي: "كان أميرًا شريفًا جليلًا ثقة سريًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "ضابط مشهور ثقة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن طراش بلغني عن أحمد بن حنبل لو قيل لي اختر للأمة رجلًا استخلف عليهم استخلفت سليمان بن داود، وقال العجلي ويعقوب بن شيبة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والخطيب: ثقة، زاد يعقوب صدوق، وزاد النسائي مأمون" أ. هـ. من أقواله: • تاريخ الإسلام: "عن ابن دارة: سُمع سليمان بن داود يقول: ربما أتحدث بحديث واحد ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيّرت نيتي وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات" أ. هـ. وفاته: سنة (219) تسع عشرة ومائتين. 1395 - الزَّهْراني * المقرئ: سليمان بن داود، أبو الربيع الزهراني (¬1) البصري الأزدي. ولد: سنة (140 هـ) أربعين ومائة. من مشايخه: جعفر بن سليمان، وبريد بن عبد الواحد، وعبيد بن عقيل وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن سعيد بن شاهين، ومحمد بن حماد بن ماهان، وغيرهما، كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "الحافظ الثقة المقرئ" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن خراش: تكلم الناس فيه، وهو صدوق. قلت -أي الذهبي- هذه مجازفة من عبد الرحمن، فإنّا لا نعلم أحدًا ضعّف الزهراني بل أجمعوا على الاحتجاج به ... ووقع لي من موافقاته العالية وكان عن أئمة العلم" أ. هـ • تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر - وقال ابن قانع ثقة صدوق، وقال الساجي سمعت عبد القدوس بن محمّد يقول: قال لي عبد الله بن داود الخريبي أقرأ على أبي الربيع فإنه موضع يقرأ عليه، وقال مسلمة بن قاسم بصري ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، ولا أعلم أحدًا تكلم فيه بخلاف ما زعم ابن خراش" أ. هـ. وفاته: سنة (234 هـ) أربع وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: قال أبو عَمرو والداني: له كتاب "جامع في القراءات"، وله مصنف في الحديث مرتب على الأبواب الفقهية. ¬

_ * معجم المؤلفين (1/ 789)، العبر (1/ 417)، غاية النهاية (1/ 313)، تاريخ الإسلام (وفيات 234) ط. تدمري، التاريخ الكبير (4/ 11)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 113)، تاريخ بغداد (9/ 38)، الإكمال لابن ماكولا (3/ 222)، الأنساب (3/ 180)، الكامل (7/ 45)، تهذيب الكمال (11/ 423)، السير (10/ 676)، تذكرة الحفاظ (2/ 468)، البداية والنهاية (10/ 312)، الوافي (15/ 389)، تهذيب التهذيب (4/ 166)، طبقات الحفاظ (203)، الأعلام (3/ 125). (¬1) الزَّهْراني: بفتح الزاي وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بني زهران.

1396 - الرشديني

1396 - الرُّشْديني * المقرئ: سليمان بن داود بن حماد بن سعد، أبو الربيع الرشديني المهري المصري، هو: ابن أخي رشدين بن سعد. ولد: سنة (178 هـ) ثمان وسبعين ومائة. من مشايخه: ورش، وعبد الله بن وهب، وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر محمّد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وعمر البجيرمي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الثقات لابن حبان: "كان عابدًا من العباد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من جلّة المقرئين وعُبّادهم ومُسنديهم لكن لم نشهد طريقه". وقال: "كان زاهدًا، وكان فقيهًا على مذهب مالك". ثم قال: "قال أبو داود السختياني: قلّ من رأيت في فضله" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة صالح إمام مقرئ" أ. هـ. • شجرة النور: "الثقة القدوة الأمين العارف بالحديث الإمام الفقيه في مذهب مالك" أ. هـ. وفاته، سنة (253 هـ) ثلاث وخمسين ومائتين. 1397 - مُسْتَقيم زَاده * النحوي، المفسر، سليمان بن عبد الرحمن (أمن الله) بن محمّد الرومي، الحنفي سعد الدين، الشهير بمُستقيم زاده. ولد: سنة (1131 هـ) إحدى وثلاثين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الرومي الأديب الحنفي الصوفي ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "أديب، صوفي، مفسر، مشارك في أنواع من العلوم، من علماء الدولة العثمانية، من أهل اسطنبول، له أكثر من خمسين كتابًا ورسالة " أ. هـ. وفاته: سنة (1202 هـ) اثنتين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حصن الحصين" في النحو، و"تفسير الفاتحة"، و"الخلاصة الهدية في بيان مشايخ الخلوتية"، و "سلسلة النقشبندية"وغيرها. 1398 - الطُّوفِي * اللغوي، المفسر: سليمان بن عبد القوي بن ¬

_ * غاية النهاية (1/ 313)، الجرح والتعديل (4/ 114)، تاريخ الإسلام (وفيات 253) ط. تدمري، الديباج المذهب (1/ 375)، تهذيب التهذيب (4/ 164)، شجرة النور (67)، معرفة القراء (1/ 183)، الثقات لابن حبان (8/ 279)، تهذيب الكمال (11/ 409). * هدية العارفين (1/ 405)، معجم المؤلفين (1/ 79)، معجم المفسرين (1/ 216)، إيضاح المكنون (1/ 79، 90) و (2/ 64). * ذيل العبر للعراقي (88)، الدرر الكامنة (2/ 249)، المقصد الأرشد (1/ 425)؛ بغية الوعاة (1/ 599)، الشذرات (8/ 71)، روضات الجنات (4/ 89)، معجم المفسرين (1/ 216)، الأعلام (3/ 127) "أصول مذهب الشيعة "للقفاري (3/ 1195)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 366)، المنهج الأحمد (5/ 5): السير (17/ 428) ط - علوش).

عبد الكريم الطوفي الصرصري أبو الربيع، نجم الدين. ولد: سنة (657 هـ) سبع وخمسين وستمائة. من مشايخه: الفارقي، ومحمد بن الحسين الموصلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "وكان في الشعر الذي نسبوه إليه مما يصرح بالرفض قوله: كم بين من شك في خلافته ... وبين من قيل إنه الله وكان موته ببلد الخليل في رجب سنة (716 هـ)، وعاش أبوه بعده سنوات، وقال الكمال جعفر: كان كثير المطالعة، أظنه طالع أكثر كتب خزائن قوص. قال: وكانت قوته في الحفظ أكثر منها في الفهم ومن شعره في ذم دمشق: قوم إذا دخل الغريب بأرضهم ... أضحى يفكر في بلاد مقام بثقالة الأخلاق منهم والهوى ... والماء وهي عناصر الأجسام وزعورة الأرضين فامتن وقع ... ونم كبعير المستعجل التمتام بجوار قاسيون هم وكأنهم ... من جرمه خلقوا بغير خصام وقال الذهبي: كان دينًا ساكنًا قانعًا ويقال: إنه تاب عن الرفض ونسب إليه أنه قال عن نفسه: حنبلي رافضي ظاهري ... أشعري إنها إحدى الكبر • ذيل طبقات الحنابلة: "وله نظم كثير رائق، وقصائد في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقصيدة طويلة في مدح الإمام أحمد وكان مع ذلك كله شيعيا منحرفا في الاعتقاد عن السنة، حتى إنه قال في نفسه: حنبلي رافضي أشعري؟ ... هذه أحد العبر ووجد له في الرفض قصائد، وهو يلوح في كثير من قصائده، حتى إنه صنف كتابًا سماه "العذاب الواصب على أرواح النواصب". ومن دسائسه الخبيثة: أنه قال في شرح الأربعين للنووي: اعلم أن من أسباب الخلاف الواقع بين العلماء: تعارض الروايات والنصوص، وبعض الناس يزعم أن السبب في ذلك: عمر بن الخطاب، وذلك أن الصحابة استأذنوه في تدوين السنة من ذلك الزمان، فمنعهم من ذلك وقال لا أكتب مع القرآن غيره مع علمه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اكتبوا لأبي شاه خطبة الوداع" وقال: "قيدوا العلم بالكتابة". قال: فلو ترك الصحابة يدون كل واحد منهم ما روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لانضبطت السنة، ولم يبق بين آخر الأمة وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل حديث إلا الصحابي الذي دون روايته، لأن تلك الدواوين كانت تتواتر عنهم إلينا، كما تواتر البخاري ومسلم ونحوهما. فانظر إلى هذا الكلام الخبيث: أن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - هو الذي أضل الأمة، قصدا منه وتعمدا. ولقد كذب في ذلك

الخبيث: أن أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - هو الذي أضل الأمة، قصدا منه وتعمدا. ولقد كذب في ذلك وفجر. ثم إن تدوين السنة أكثر ما يفيد صحتها وتواترها. وقد صحت بحمد الله تعالى، وحصل العلم بكثير من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها -أو أكثرها- لأهل الحديث العارفين به من طرق كثيرة، دون من أعمى الله بصيرته، لاشتغاله عنها بشبه أهل البدع والضلال، والاختلاف لم يقع لعدم تواترها، بل وقع من تفاوت معانيها. وهذا موجود، سواء دونت وتواترت أم لا. وفي كلامه إشارة إلى أن حقها اختلط بباطلها، ولم يتميز. وهذا جهل عظيم. وقد كان الطوفي أقام بالمدينة النبوية مدة يصحب الرافضة: السكاكيني المعتزلي ويجتمعان على ضلالتهما، وقد هتكه الله، وعجل الانتقام منه بالديار المصرية. قال تاج الدين أحمد بن مكتوم القيسي في حق الطوفي: قدم علينا -يعني الديار المصرية- في زي أهل الفقر، وأقام على ذلك مدة، ثم تقدم عند الحنابلة، وتولى الإعادة في بعض مدارسهم، وصار له ذكر بينهم. وكان يشارك في علوم، ويرجع إلى ذكاء وتحقيق، وسكون نفس، إلا أنه كان قليل النقل والحفظ، وخصوصا للنحو على مشاركة فيه، واشتهر عنه الرفض، والوقوع في أبي بكر وابنته عائشة رضي عنهما، وفي غيرهما من جملة الصحابة رضي الله عنهم، وظهر له في هذا المعنى أشعار بخطه، نقلها عنه بعض من كان يصحبه ويظهر موافقة له، منها قوله في قصيدة: كم بين من شك في خلافته ... وبين من قيل إنه الله فرفع أمر ذلك إلى قاضي قضاة الحنابلة سعد الدين الحارثي، وقامت عليه بذلك البينة، فتقدم إلى بعض نوابه بضربه وتعزيره وإشهاره، وطيف به، ونودي علبه بذلك، وصرف عن جميع من كان بيده من المدارس، وحبس أياما، ثم أطلق. فخرج من حينه مسافرًا فبلغ إلى قوص من صعيد مصر، وأقام بها مدة ثم حج في أواخر سنة أربع عشرة. وجاوز سنة خمس عشرة ثم حج، ثم نزل إلى الشام إلى الأرض المقدسة فأدركه الأجل في بلد الخليل - عليه السلام - في شهر رجب سنة ست عشرة وسبعمائة. قلت: وقد ذكر بعض شيوخنا عمن حدثه عن آخر: أنه أظهر له التوبة وهو محبوس. وهذا من تقيته وثقافته، فإنه في آخر عمره لما جاور بالمدينة كان يجتمع هو والسكاكيني شيخ الرافضه ويصحبه. ونظم في لك ما يتضمن السب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد ذكر ذلك عنه شيخنا المطري، حافظ المدينة ومؤرخها. وكان قد صحبه بالمدينة، وكان الطوفي بعد سجنه قد نفي إلى الشام فلم يمكنه الدخول إليها، لأنه كان قد هجا أهلها وسبهم، فخشي منهم، فسيّر إلى دمياط، فأقام بها مدة، ثم توجه إلى الصعيد" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الصفدي: كان فقيهًا شاعرًا أديبًا، فاضلًا قيمًا بالنحو واللغة والتاريخ، مشاركًا في الأصول، شيعيًا يتظاهر بذلك، وجد بخطه هجو في الشيخين ففوض أمره إلى بعض القضاة وشُهد عليه بالرفض، فضرب ونفي إلى قوص، فلم ير منه بعد ذلك ما يشين" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنبلي من العلماء ولد بقرية طوف، (من أعمال صرصر بالعراق) أ. هـ.

1399 - الخضراوي

• قلت: قال الدكتور ناصر القفاري في كتابه "أصول مذهب الشيعة" متكلما حول دخول بعض الشيعة في مذهب السنة -في الظاهر- للإضلال: "قام بعض شيوخهم المتستربن بالانتساب للسنة بابتداع بعض الأفكار المشابهة للفكر الشيعي وطرحها في الوسط الإسلامي ... ويرى الشيخ محمّد أبو زهرة بأن السلوفي نجم الدين (المتوفى سنة 716) قد تعمد الترويج للمذهب الشيعي بهذه الوسيلة في بحثه عن المصلحة الذي قرر فيه بأن المصلحه تقدم على النص، لأن هذا مسلك شيعي حيث عند الشيعة أن للإمام أن يخصص أو ينسخ النص بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالطوفي قد أتى بالفكرة كلها، وإن لم يذكر كلمة الإمام وأبدلها بالمصلحة ليروج القول وينشر الفكرة، ثم يقرر أبو زهرة بأن الطوفي في تهوينه من شأن النص ونشر فكرة نسخه أو تخصيصه بالمصالح المرسلة قد أراد تهوين القدسية التي تعطيها الجماعة الإسلامية لنصوص الشارع". وقال الدكتور القفاري في الهامش: وقد اعتمد أبو زهرة في حكمه على الطوفي بما جاء عنه في طبقات الحنابلة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "بغية المسائل في أمهات المسائل" في أصول الدين، و"الإكسير في قواعد التفسير" و "العذاب الواصب على أرواح النواصب". 1399 - الخَضْراويّ * النحوي، المقرئ: سليمان بن عبد الله التُّجيبي الخضراوي، أبو الربيع الخُشيني. من مشايخه: خلف بن الأبرش وغيره. من تلامذته: أجاز لابني حوط الله سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من أئمة التجويد للقرآن، ذا خطٍ وافر من النحو ورواية الحديث، عَدْلًا فاضلًا" أ. هـ. 1400 - ابن بُرْطَلة * النحوي: سليمان بن عبد الله بن علي بن عبد الملك بن يحيى بن عبد الملك الأزدى المرسي، أبو أيوب بن بُرْطلة. من مشايخه: روى عن أهل بلده. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة "قال ابن عبد الملك: كان نحويًّا محققًا، ورعًا فهمًا، متيقظًا حلو الشمائل، يتقوت من ضيعة له"أ. هـ. وفاته: سنة (531 هـ) إحدى وثلاثين وخمسمائة عن (82 سنة). ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 599). * بغية الوعاة (1/ 598).

1401 - الهواري

1401 - الهوَّاري * المفسر، المقرئ: سليمان بن عبد الله بن يوسف الهوَّاري الجلولي. من مشايخه: أبو محمد عبد الله بن بري النحوي، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "قرأ القرآن الكريم بالقراءات، .... واشتغل بالأدب والتفسير ... كتبت عنه شيئًا. وكان دينًا عفيفًا كثير البر والإيثار لأصحابه ... وهو التقلل من الدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. 1402 - الحَمِيرِي * النحوي: سليمان بن عبد الله بن شاوي، الحميري العبيدي البغدادي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: " أديب، من شيوخ بادية العراق. ولد ونشأ في بغداد، وأقبل على الأدب ... وكان كما يقول ابن سند: من أفراد الدهر عقلًا وحلمًا وكرمًا وشجاعة" أ. هـ. وفاته: سنة (1209 هـ) تسع ومائتين وألف. من مصنفاته: "سكب الأدب على لامية العرب"، و"نظم قطر الندى" في النحو. 1403 - سليمان آل الشيخ * النحوي، المفسر سليمان بن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب، من آل الشيخ. ولد: سنة (1200 هـ) مائتين وألف. من مشايخه: والده، والشيخ أحمد بن ناصر بن معمر، وأخذ العربية عن الشيخ حسين بن غنام وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه من أهل نجد، من حفدة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب، مولده بالدرعية، كان بارعًا في التفسير والحديث والفقه" أ. هـ. • معجم المفسرين: "وشى به بعض المنافقين إلى إبراهيم باشا بن محمّد عليّ باشا بعد استيلائه على الدرعية، فأمر بقتله، فقتل رميًا بالرصاص" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، متكلم، مفسر، محدث" أ. هـ. • عنوان المجد: "كان آية في العلم له المعرفة التامة في الحديث ورجاله وصحيحه وحسنه وضعيفه والفقه والتفسير والنحو وكان آمرًا بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتضاعف ضعيف أتى إليه يطلب فائدة أو يستنصره" أ. هـ. • قلت: سلفي العقيدة والمنشأ، أخذ العلم عن أبيه وغيره قد أباع في الفنون، ووشى به بعض المنافقين إلى إبراهيم باشا، بعد استيلائه على ¬

_ * التكلمة لوفيات النقلة (2/ 341)، تاريخ الإسلام (وفيات 612) ط. بشار، بغية الوعاة (1/ 599). * الأعلام (3/ 129)، معجم المؤلفين (1/ 792). * عنوان المجد (1/ 212)، معجم المفسرين (1/ 216)، الأعلام (3/ 129)، معجم المؤلفين (1/ 793).

1404 - الأبشيطي

الدرعية، فقتله بعد أن أراد إغاظته بإظهار المنكرات أمام الشيخ. انتهى مختصرًا، انظر مقدمة "تيسير العزيز الحميد". (ص 12). وفاته: سنة (1233 هـ) ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد" الأصل من تأليف جده ولم يتمه فأكمله الإمام عبد الرحمن آل الشيخ. 1404 - الأَبْشِيطِي * اللغوي: سليمان بن عبد الناصر بن إبراهيم بن محمّد الصدر الأبشيطي الشافعي. ولد: سنة بضع وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: الميدومي، والقلانسيّ، وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر، والجمال الزيتوني، والجمال القمصي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان ماهرًا في العربية والأصول والفقه والآداب ..... وجمع ومهر في العلوم ودرّس وأفتى، وكتب الخط الحسن، ولي قضاء سرياقوس وحصلت له غفلة، استحكمت في آخر عمره، وتغيّر قبل موته قليلًا"أ. هـ. • الضوء اللامع: "كان أحد صوفية الشيخونية، وطلبة المدرسة المجاورة للشافعي" أ. هـ. • الشذرات: "وكانت فيه سلامة، وكان الصدر المنادى يعظمه" أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة، وقيل: (811 هـ) إحدى عشرة وثمانمائة وهو الأصح. من مصنفاته: شرح الألفية لابن مالك. 1405 - التِّلْمِسَانِي * النحوي: سليمان بن عليّ بن عبد الله بن علي بن ياسين العابدي، الكوفي ثم التلمساني. من مشايخه: السخاوي، وابن الصَّلاح، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • درء تعارض العقل والنقل: "واعلم أن هؤلاء غلطوا في مسمى واجب الوجود وفيما يقتضيه الدليل من ذلك، حتى صاروا في طرفي نقيض، فتارة يثبتونه ويجردونه عن الصفات حتى يجعلوه وجودًا مطلقًا، ثم يقولون: هو الوجود الذي في الموجودات، فيجعلون وجود كل ممكن وحادث هو الوجود بنفسه كما يفعل ذلك محققو صوفيتهم كابن عربي وابن سبعين والقونوي والتلمساني وأمثالهم". وقال بعد كلام طويل (5/ 4): "وآخر تحقيقهم ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 600)، الشذرات (9/ 136)، إنباء الغمر (6/ 118)، الضوء اللامع (3/ 265)، وجيز الكلام (1/ 397)، معجم المؤلفين (1/ 793). * العبر (5/ 367)، البداية والنهاية (13/ 345)، فوات الوفيات (2/ 72)، النجوم (8/ 29)، الشذرات (7/ 719)، الأعلام (3/ 130)، معجم المؤلفين (1/ 794)، السير (17/ 242) ط. علوش، الوافي (15/ 408)، تالي وفيات الأعيان (82)، درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (3/ 239)، مجموع الفتاوى (2/ 471) جهود علماء الحنفية (3/ 325، 1352)، غاية الأماني (1/ 400)، جلاء العينين (92).

استحلال المحرمات وترك الواجبات كما كان يفعل أبرع محققيهم: التلمساني وأمثاله". وقال بعد الكلام عن علو الله سبحانه وتعالى (6/ 86): "وعلى هذا كانت أئمتهم كالقرامطة الباطنية الذين قادوا حقيقة قولهم، وكذلك الباطنية الصوفية الذين وافقوهم كأصحاب ابن عربي وابن سبعين، فإن الذين عرفوا حقيقة قولهم كالتملساني كانوا من أبعد الناس عن عبادة الله وطاعته وطاعة رسله، وأشدهم فجورًا وتعديًا لحدود الله، وانتهاكًا لمحارمه، ومخالفة لكتابه ولرسوله ... ". وقال (6/ 151): "القائلون بالحلول العام، الذين يقولون في جميع المخلوقات نحوًا مما قالته النصارى في المسيح - عليه السلام -، أو ما هو شر منه، ويقولون: النصارى إنما كفروا لأنهم خصَّصوا كما يقول ذلك الاتحادية أصحاب صاحب الفصوص (¬1) وأمثاله وهم كثيرون في الجهمية. بل عامة عبّاد الجهمية وفقهائهم، وعامة الذين ينتسبون إلى التحقيق من الجهمية هم من هؤلاء، كابن الفارض وابن سبعين والقونوي والتملساني وأمثالهم" أ. هـ. • مجموع الفتاوى "لابن تيمية": "الفاجر التلمساني: فهو أخبث القوم وأعمقهم في الكفر، لا يفرق بين الوجود والثبوت كما يفرق ابن عربي، ولا يفرق بين المطلق والمعين كما يفرق الرومي، ولكن عنده مأثم غير ولا سوى بوجه من الوجوه. وإن العبد يشهد السوى ما دام محجوبا، فإذا انكشف حجابه رأى أنه مأثم غير يبين له الأمر. ولهذا: كان يستحل جميع المحرمات، حتى حكى عنه الثقات أنه كان يقول البنت والأم والأجنبية شيء واحد، ليس في ذلك حرام علينا، وإنما هؤلاء المحجوبون قالوا حرام فقلنا حرام. وكان يقول القرآن كله شرك ليس فيه توحيد وإنما التوحيد في كلامنا. وكان يقول: أنا ما أمسك شريعة واحدة، وإذا أحسن القول يقول، القرآن يوصل إلى الجنة، وكلامنا يوصل إلى الله تعالى، وشرح الأسماء الحسنى على هذا الأصل الذي له. وله ديوان شعر قد صنع فيه أشياء، وشعره في صناعة الشعر جيد؛ ولكنه كما قيل: (لحم خنزير في طبق صيني) وصنف للنصيرية (¬2) عقيدة؛ وحقيقة أمرهم أن الحق بمنزلة البحر وأجزاء الموجودات بمنزلة أمواجه" أ. هـ. • السير: "المغربي النُصيري الاتحادي الشاعر الكاتب". وقال: "قال قطب الدين اليونيني: كان يدعي العرفان ويتكلم على اصطلاحهم قال: ورأيت ¬

_ (¬1) هر ابن عربي. (¬2) النصيرية: طائفة من الباطنية القرامطة الكفرة، يقطنون في جبال سوريا، ثم انتشروا في غيرها نسبتهم إلى تلك الجبال، وقيل: إلى النصارى لتشابه قوي بين عقائدهم وبين عقائد النصارى، والأقرب أن نسبتهم إلى رجل اسمه، أبو شعيب محمّد بن نصير المنبري (260 هـ)، وهم كفر من اليهود والنصارى. أ. هـ. من هامش "جهود علماء الخفية".

1406 - الجمل

جماعة ينسبونه إلى رقة الدين، والميل إلى مذهب النصيرية، وكان حسن العشرة، كريم الأخلاق له حرمة ووجاهة، خدم في علة جهات بدمشق يعني جهات المكس وحدث عن السخاوي وابن الصلاح، وكان يُرمى برذائل. وقيل إنه عمل أربعينيات بالروم وجاع وشرح الأسماء الحسنى على طريق زهّاد الفلاسفة وشرح مقامات النقري، وقال في مرضه: من عرف الله كيف يخاف، والله لو عرفته ما خفته بل رجوته. قلت -أي الذهبي-: هذا كلام مردود. ونظمه في غاية الحسن لولا ما شأنه بالاتحاد" أ. هـ. • العبر: "وقد قيل له مرة أأنت نُصيري؟ فقال النُصيري بعض مني" أ. هـ. • البداية والنهاية: "الشاعر المتقن المتفنن في علوم منها: النحو والأدب، والفقه، والأصول .. وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض، ويذكر عنه أنه عمل أربعين خلوة كل خلوة أربعين يومًا متتابعة فالله أعلم" أ. هـ. • الأعلام: "وكان يتصوف ويتكلم على اصطلاح (القوم) يتبع طريقة ابن عربي في أقواله وأفعاله" أ. هـ. وفاته: سنة (690 هـ) تسعين وستمائة. من مصنفاته: له شرح مواقف النفر، وشرح أسماء الله الحسنى، وله ديوان مشهور، ولولده محمّد ديوان آخر. 1406 - الجَمَل * المفسر: سليمان بن عمر بن منصور العجيلي الأزهري، المعروف بالجَمَل. من مشايخه: الحفني، وأخذ عنه طريقة الخلوتية ولقنه الأسماء، والشيخ عطية الأجهوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عجائب الآثار: "الصوفي الصالح ... واشتهر بالزهد والصلاح ويتردد كئيرًا لزيارات المشايخ والأولياء، ولم يزل على حالته حتى مات" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر من فقهاء الشافعية، فاضل من أهل منية عجيل (إحدى قرى الغربية بمصر) انتقل إلى القاهرة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "درس الفقه والحديث والتفسير بالمدرسة الأشرفية والمشهد الحسني" أ. هـ. • قلت: والآن نذكر بعض المواضع من حاشية الجمل على تفسير الجلالين، وهذه المواضع هي تفسيره لآيات تتضمن الصفات وتأويلها على المذهب الأشعري، وهو ما سيلاحظ من خلال المواضع الآتية، وهو يفوض الصفات أو بعضها، كما في صفة الاستواء. ¬

_ * حلية البشر (2/ 692)، "عجائب الآثار" للجبرتي (2/ 88)، معجم المفسرين (1/ 217)، الأعلام (3/ 131)، معجم المطبوعات لسركيس (710)، معجم المؤلفين (1/ 795)، "حاشية الجمل، على الجلالين".

قال في صفة اليد (1/ 508): "قوله بل يداه مبسوطتان عطف على مقدر يقتضيه المقام أي ليس الأمر كذلك بل هوفي غاية الجود أ. هـ. أبو السعود وعبارة الخازن اختلف العلماء في معنى اليد على قولين أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وعلماء أهل السنة وبعض المتكلمين أن يد الله صفة من صفات ذاته كالسمع والبصر والوجه فيجب علينا الإيمان بها وإثباتها له تعالى بلا كيف ولا تشبيه فقد نقل الفخر الرازي عن أبي الحسن الأشعري أن اليد صفة قائمة بذات الله وهي صفة سوى القدرة من شأنها التكوين على سبيل الاصطفاء قال والذي يدل عليه أنه تعالى جعل وقوع خلق آدم بيده على سبيل الكرامة لآدم واصطفائه له فلو كانت اليد عبارة عن القدرة امتنع كون آدم مصطفى بذلك لأن ذلك حاصل في جميع المخلوقات فلا بد من إثبات صفة أخرى وراء القدرة يقع بها الخلق والتكوين على سبيل الاصطفاء والقول الثاني قول جمهور المتكلمين أهل التأويل فإنهم قالوا اليد تذكر في اللغة على وجوه أحدها الجارحة وهي معلومة ثانيها النعمة ثالثها القدرة رابعها الملك يقال هذه الصيغة في يد فلان أي في ملكه أما الجارحة فمنتفية عنه تعالى بشهادة العقل والنقل وأما المعاني الثلاثة الباقية فممكنة في حقه تعالى لأن أكثر العلماء من المتكلمين ذهبوا إلى أن اليد في حق الله تعالى عبارة عن القدرة وعن الملك وعن النعمة وههنا إشكالان أحدهما أن يقال إذا فسرت اليد في حق الله تعالى بالقدرة فقدرة الله تعالى واحدة فما وجه تثنيتها في الآية وأجيب عنه بأن اليهود لما جعلوا قوله تعالى يد الله مغلولة كناية عن البخل أجيبوا على وفق كلامهم فقال بل يداه مبسوطتان أي ليس الأمر على ما وصفتموه من البخل بل هو جواد كريم على سبيل الكمال فإن من أعطى بيديه فقد أعطى على أكمل الوجوه، الإشكال الثاني أن اليد إذا فسرت بالنعمة فنعم الله كثيرة لا تحصى بنص القرآن فما وجه التثنية هنا وأجيب بأن التثنية بحسب الجنس أي النعم جنسان: مثل نعمة الدنيا ونعمة الدين ونعمة الظاهر ونعمة الباطن ونعمة الدفع ثم يدخل تحت كل واحد من الجنسين أنواع كثيرة لا نهاية لها فالمراد بالتثنية المبالغة في وصف النعمة أ. هـ. ملخصًا وقوله أما الجارحة فممتنعة عليه تعالى الخ هذا الامتناع هو عند المؤمنين وأما اليهود فتقدم أنهم مجسمة فيصح حمل اليد على الجارحة بحسب اعتقادهم الفاسد" أ. هـ. وانظر (4/ 160). وقال في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} الآية (4/ 389): "أي هذا التركيب وهو يكشف عن ساق عبارة الخ أي من قبيل الكناية أو الاستعارة التمثيلية وأصل هذا الكلام يقال لمن شمر عن ساقه فاستعير الساق والكشف عنها لشدة الأمر انتهت ونائب فاعل يكشف هو قوله عن ساق وقال الزمخشري الكشف عن الساق والإبداء عن الحزام مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب وأصله في الزوع والهزيمة وتشمير المخدرات عن سوقهن في الحرب وإبداء حزامهن عند ذلك أ. هـ. سمين، وفي القرطبي قال أبو عبيدة: إذا اشتد الأمر والحرب قيل كشف الأمر عن ساقه والأصل فيه من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد شمر عن ساقه فاستعير الساق والكشف في

موضع الشدة وقيل ساق الشيء أصله الذي به قوامه كساق الشجرة وساق الإنسان أي يوم يكشف عن أصل الامر فتظهر حقائق الأمور وأصولها وقيل: يكشف عن ساق جهنم وقيل عن ساق العرش وقيل يريد وقت اقتراب الأجل وضعف البدن أي يكشف المريض عن ساقه ليبصر ضعفه"أ. هـ. وقال في العرش (2/ 149): "يسمى فيها أيضًا مجلس السلطان عرشًا اعتبارًا بعلوه في العرف عن السلطان والمملكة بالعرش هذا وأما المراد به هنا فهو الجسم النوراني المرتفع على كل الأجسام المحيط بكلها. أ. هـ. شيخنا". ثم قال في الاستواء: " (قوله استواء يليق به) هذه طريقة السلف الذين يفوضون علم المتشابه إلى الله بعد صرفه عن ظاهره وطريقة الخلف التأويل بتعيين مجمل للفظ فيؤولون الاستواء بالاستيلاء أي التمكن والتصرف بطريق الاختيار أي ثم استولى على العرش يتصرف فيه بما يريد منه أ. هـ. شيخنا". وقال عن الاستواء في (2/ 488) أيضًا: " (وقوله استواء يليق به) هذا مذهب السلف"أ. هـ. والذي يعني به التفويض لعلم المتشابه إلى الله بعد صرفه عن ظاهره، كما سبق. وكرر قوله هذا أيضًا (3/ 82): "تقدم في سورة الأعراف أن هذا على طريقة السلف المفوضين لعلم المتشابه إلى الله تعالى وأما على طريقة الخلف المؤولين والمفسرين له بمعنى مخصوص فيقال المراد بالاستواء الاستيلاء بالتصرف والقهر أ. هـ.". وقال في معنى الكرسي لتفسيره لآية الكرسي من سورة البقرة (1/ 207): "أي سلطانه إشارة إلى أن كرسيه مجاز عن علمه أو ملكه مأخوذ من كرسي العالم والملك أو هو تمثيل لعظمته مجرد كقوله وما قدروا الله حق قدره ... ". وقال في (2/ 331) من سورة يونس: "قد اعترض بعضهم على هذا التفسير أن العرش غير الكرسي وأن الكرسي أصغر من العرش فكيف يفسر به وهو مدفوع بأن المسألة خلافية فالمشهور ما سمعته وقيل إنهما اسمان لشيء واحد فالعرش والكرسي معناهما الجسم العظيم المحيط بجميع المخلوقات المسمى بالعرش على القول وهذا القول نقله الخازن عن الحسن في تفسير سورة البقرة فيكون الشارع قد جرى عليه هنا فالاعتراض عليه من القصور" أ. هـ. وقال في قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} (2/ 394): (قوله بأعيننا) وذلك أن جبريل قال له ربك يأمرك أن تصنع الفلك فقال كيف أصنعها ولست نجارًا قال فإن ربك يقول لك اصنع فإنك بأعيننا فأخذ القدوم وجعل ينجر فلا يخطئ أ. هـ. خازن والباء للملابسة أي ملتبسا بأعيننا أي بإبصارنا لك وتعهدنا وقيل هم الملائكة تشبيها لهم بعيون الناس أي اللذين يتفقدون الأخبار والجمع حينئذ على حقيقته أ. هـ. وفي الكرخي قوله بمرأى منا وحفظنا أشار بهذا إلى أنه لا يمكن إجراءه على ظاهره لوجوه أحدها أنه يقتضي أن يكون لله أعين كثيرة وهذا يناقض قوله تعالى ولتصنع على عيني وثانيها أنه يقتضي

1407 - أبو الربيع القاضي

أن يصنع الفلك بتلك الأعين كقولك قطعت بالسكين وكتبت بالقلم ومعلوم أن ذلك باطل وثالثه أنه تعالى منزه عن الأعضاء والأبعاض فوجب المصير إلى التأويل وهو أن معنى بأعيننا بنزول الملك فيعرفه بخبر السفينة يقال فلان بعين فلان أي ناظر إليه وأن من كان عظيم العناية بالشيء فإنه يضع عينه عليه فلما كان وضع العين على الشيء سببا لمبالغة الحفظ جعلت العين كناية عن الاحتفاظ" أ. هـ. وانظر أيضًا (3/ 188). وقال في الرؤيا من سورة القيامة (4/ 448): "قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} وجوه مبتدأ وناضرة خبر ويومئذ منصوب بالخبر وسوغ الابتداء بالنكرة هنا العطف عليها وكون الموضع موضع تفضيل كقوله: فثوبًا ليست وثوبًا أجر وناظرة خبر ثان أو خبر مبتدأ محذوف وإلى ربها متعلق بناظرة وعبارة السين قوله وجوه يومئذ ناضرة فيه وجهان أحدهما أن يكون وجوه مبتدأ وناضرة نعت له ويومئذ منصوب بناضرة وناظرة خبره وإلى ربها متعلق بالخبر والمعنى أن الوجوه الحسنة يوم القيامة ناظرة إلى الله تعالى وهذا معنى صحح وتخريج سهل والناضرة من النضرة وهي التنعم ومنه غصن ناضر الثاني أن يكون وجوه مبتدأ أيضًا وناضرة خبره ويومئذ منصوب بالخبر كما تقدم وسوغ الابتداء هنا بالنكرة كون الموضع موضع تفصيل ويكون ناظرة نعتا لوجوه أو خبرًا ثانيًا أو خبر المبتدأ محذوف وإلى ربها متعلق بناظرة كما تقدم" أ. هـ. وقال في المجيء لقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} سورة الفجر (4/ 534) بعد تفسيره في الجلالين: "أي أمره" أ. هـ. قال الجمل: "أي حصل تجليه على الخلائق وظهر سلطانه وظهرت أهوال يوم الموقف وغير ذلك مما لا يكاد يحصر وفي البيضاوي وجاء ربك أي ظهرت آيات قدرته وآثار ذلك بما يظهر عند ظهور السلطان من آثار هيبته وسياسته" أ. هـ. وفاته: سنة (1204 هـ) أربع ومائتين وألف. من مصنفاته: "الفتوحات الإلهية" بتوضيح تفسير الجلالين بالدقائق الخفية أربع مجلدات. 1407 - أبو الربيع القاضي * اللغوي: سليمان بن الفضل القاضي، أبو الربيع. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الجَنَدي: "هو شيخ اللغة، وصدر الشريعة، وجمال الخطباء، وتاج الأدباء وله شعر رائق. وقال الخزرجي: وكان أحد الأئمة المشهورين، والعلماء المذكورين، محققًا مذكورًا ولي القضاء الأكبر من صنعاء وعدن" أ. هـ. 1408 - ابن قَتّة * المقرئ: سليمان بن قَتّة التيمي مولاهم البصري. من مشايخه: معاوية، وعرض ختمة على ابن عباس (رضي الله عنهم)، وغيرهما. من تلامذته: موسى بن أبي عائشة، وحُميد ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 600). * السير (4/ 596)، غاية النهاية (1/ 314)، التاريخ الكبير للبحاري (4/ 32)، الجرح والتعديل (2/ 1 / 136).

1409 - الحامض

الطويل، وعاصم الجحدري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "ثقة" أ. هـ. • السير: "من فحول الشعراء ... وثقه ابن حصين، وقَتّة هي أمه .. " أ. هـ. 1409 - الحَامِض * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: سليمان بن محمّد بن أحمد البغدادي، المعروف بالحامض (¬1). من مشايخه: ثعلب وغيره. من تلامذته: أبو عمر الزاهد، وأبو جعفر الأصبهاني المعروف ببزرويه غلام نفطويه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "صحب ثعلب أربعين سنة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا في نحو الكوفيين". وقال: "وكان صالحًا خيرًا" أ. هـ. • الوافي: "كان أحد المذكورين العلماء بنحو الكوفيين ... وكان قد أخذ النحو عن البصريين وخلط النحويين ... وكان يتعصب لهم ... وكان ديّنًا صالحًا، وكان أوحد الناس في البيان واللغة والشعر. وأوصى بكتبه لأبي فاتك المقتدري بخلًا بها أن تصير إلى أحد أهل العلم" أ. هـ. وفاته: سنة (305 هـ)، وقيل: (306 هـ) خمس، وقيل: ست وثلاثمائة. من مصنفاته: "خلق الإنسان"، و"كتاب في النحو" وغير ذلك، وكتاب "الوحوش". 1410 - ابن الطَّراوَة * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: سليمان بن محمّد بن عبد الله السبائي المالقي، أبو الحسين بن الطراوة. من مشايخه: أبو الحجاج الأعلم، وأبو مروان بن سراج، وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق بن شنيع، وأبو الأصبغ عيسى بن يحيى بن الليطاني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أديب، من كتّاب الرسائل، له شعر، وله آراء في النّحو تفرّد بها. تجول كثيرًا في بلاد الأندلس. قال ابن سمحون: ما يجوز على الصراط أعلم منه بالنحو" أ. هـ. • بغية الملتمس: "الأستاذ الأوحد ... كان إمامًا في النحو لم يكن أحد أحفظ منه لكتاب سيبويه ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 61)، نزهة الألباء (181)، المنتظم (13/ 176)، معجم الأدباء (3/ 1400)، إنباه الرواة (2/ 21)، اللباب (1/ 271)، وفيات الأعيان (2/ 406)، السير (14/ 228)، تاريخ الأعلام (وفيات 305) ط. تدمري، الوافي (15/ 426)، النجوم (3/ 193)، بغية الوعاة (1/ 601)، الأعلام (3/ 132)، معجم المؤلفين (1/ 796). (¬1) ولقب بالحامض وذلك لأنه كان ضيق الصدر، سيء الأخلاق. * السير (19/ 609) ذكر وفاته وقال عنه نحوي زمانه فقط، بغية الملتمس (2/ 387)، معجم الأدباء (3/ 1402)، تكملة الصلة (2/ 704)، الذيل والتكملة (4/ 79)، فوات الوفيات (2/ 79)، البلغة (108)، الوافي (15/ 422)، بغية الوعاة (1/ 602)، الأعلام (3/ 132)، معجم المؤلفين (1/ 796).

1411 - الخلي

ولا أعلم به، ولا أوقف منه عليه" أ. هـ. • إشارة التعيين: "كان معروفًا بدينه وأمانته" أ. هـ. • فوات الوفيات: "كان عالم الأندلس بالنحو، وأخذ عنه أئمة العربية بالأندلس ... " أ. هـ. • الذيل والتكلمة: "كان نحويًّا ماهرًا، أديبًا بارعًا، يقرض الشعر وينشيء الرسائل، وله آراء في النحو انفرد بها لا يعتقد الصواب في غيرها وكتبه الموضوعة فيه مشحونة بتلك الآراء والمذاهب التي خالف فيها جمهور النحويين. وعلى الجملة فكان مبرّزًا في علوم اللسان نحوًا ولغة وأدبًا لولا ارتكابه شواذ تلك الآراء. فمن مثنٍ عليه بالإمامة والتقدم في الصناعة كأبي بكر بن سمحون فإنه كان يغلو في الثناء عليه ويقول: ما يجوز على الصراط أعرف منه بالنحو ومن غامز بحهله وبنسبه إلى الإعجاب بنفسه والافتتان برأيه في مخالفة مآخذ النحويين كأبي الحسن بن خروف" أ. هـ. وفاته: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "الترشيح" في النحو، ومختصر "المقدمات في كتاب سيبويه". 1411 - الخَلّي * النحوي، اللغوي: سليمان بن محمّد بن سليمان بن عليّ بن شبيل الخَلّي (¬1) اليمنى التميمي، جمال الدين، أبو الربيع. ولد: سنة (587 هـ) سبع وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: محمّد بن أبي القاسم الحبّائي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "خرج إلى مصر وتوصل إلى ملكها الكامل وحضر مجلسه -وللكامل غرام بعلم النحو يشتهي أن يخالط النحاة ليستفيد منهم ويكره نحاة مصر- فقرّب هذا الغريب على بعد داره وقرر له معلومًا هو بالنسبة إلى العدم قريب ففتح به المذكور" أ. هـ. • إشارة التعيين: "كان محبًا للحديث وأهله ... وكان يقرئ كتاب سيبويه قراءة جيدة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان من كبار النحاة، سكن مصر ودرس بالفيوم وحكم بها وأقرأ الكتاب إقراء جيّدًا، واختص بالملك الكامل" أ. هـ. وفاته: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. 1412 - الشَّاورِي * النحوي، اللغوي: سليمان بن محمّد بن الزُّبَيْر بن أحمد الجَيشي الشاوري. من مشايخه: إبراهيم بن عُجيل وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا عالمًا، فاضلًا محققًا مشهورًا، غلب عليه اللغة والنحو ... انتهت إليه الرّياسة في بلده، وكان على الطريق المرضيّ" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 601)، إشارة التعيين (136)، إنباه الرواة (2/ 22)، البلغة (108)، معجم البلدان (2/ 385). (¬1) خَلّي: بفتح الخاء، وتشديد اللام: قرية باليمن قرب عدن أبين عند سبأ صُهيب لبني مسيلمة. انظر معجم البلدان. * بغية الوعاة (1/ 601).

1413 - زين الدين العاملي

وفاته: سنة نيف وتسعين وستمائة، وله مائة وخمس سنين. 1413 - زين الدين العاملي * اللغوي: سليمان بن محمّد بن عليّ بن حمود ظاهر، العاملي، زين الدين. ولد: سنة (1290 هـ) تسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالأدب، شاعر، من أعضاء المجمع العلمي العربي، وكان هو وأحمد رضا حاملي لواء العربية لغة وقومية، ولادته ووفاته في النبطية" أ. هـ. وفاته: سنة (1380 هـ) ثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "آداب اللغة العربية"، و "تأريخ الشيعة السياسي"، و "تأريخ الشيعة الديني والأدبي والسياسي". 1414 - الحجاريّ * النحوي: سليمان بن مطروح الحجاري - بالراء - القرطبي الأصل. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من أعلم أهل وقته بالنحو وأحفظهم للغريب، يكاد يملي الغريب المصنّف لأبي عبيد وغيره من حفظه، حسن القيام على الحديث، خيرًا ورعًا منفردًا عن الأهل" أ. هـ. وفاته: قريبًا من سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. 1415 - السِّنْجي * النحوي، اللغوي: سليمان بن معبد، أبو داود النحوي السِّنجي (¬1) المروزيّ. من مشايخه: النضر بن شميل، والأصمعي، وجماعة. من تلامذته: أبو بكر بن أبي داود، ومحمّد بن حمدويه المروزي، وروى عنه مسلم بن الحجاج وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان قد رحل في العلم إلى العراق والحجاز ومصر واليمن وقدم بغداد وذاكر الحفاظ بها ... وكان ثقة" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان ثقة ثبتًا له معرفة تامة بالعربية واللغة" أ. هـ. • العبر: "كان مقدمًا في العربية أيضًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان محدثًا نحويًّا فصيحًا"أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال النسائي: ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (257 هـ) سبع وخمسين ومائتين. ¬

_ * الأعلام (3/ 134). * بغية الوعاة (1/ 603). * بغية الوعاة (1/ 603)، تاريخ بغداد (9/ 51)، الوافي (15/ 428)، تاريخ الإسلام (وفيات 257) ط. تدمري، المنتظم (12/ 131)، معجم البلدان (3/ 264)، تهذيب الكمال (12/ 67)، العبر (2/ 14)، تذكرة الحفاظ (2/ 502)، تهذيب التهذيب (4/ 192)، الشذرات (3/ 257)، معجم المؤلفين (1/ 797)، معجم الأدباء (3/ 1403)، إنباه الرواة (2/ 20)، النجوم (3/ 27). (¬1) سِنج: من قرى مرو.

1416 - الأعمش

1416 - الأعمش * المقرئ: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي، أبو محمّد، الأعمش. ولد: سنة (61 هـ) إحدى وستين. من مشايخه: أنس بن مالك حكاية، وعنه وعن عبد الله بن أبي أوفى تدليسًا، وزر بن حبيش، ومجاهد، وغيرهم. من تلامذته: الحكم بن عتيبة، والسبيعي، وتلا عليه حمزة الزيات، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ المقرئين والمحدثين. قال أحمد العجلي: الأعمش ثقة ثبت، ... إلى أن قال: وكان فيه تشيع". قال أبو داود: قيل للأعمش: لو أدركت عليًّا قاتلت معه؟ قال: لا، ولا أسأل عنه، لا أقاتل مع أحد أجعل عرضي دونه، فكيف ديني دونه؟ " أ. هـ. • قلت: يشير الأعمش رحمه الله إلى أهمية وضع العلم في عله، وعدم اللعب به بوضعه بأيدي من لا يستحقه ولا يقوم بحق ذلك العلم. • تاريخ الإسلام: "الكوفي الحافظ المقرئ، أحد الأئمة الأعلام". وقال: "قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض. وقال أبو حفص الفلاس: كان يسمى المصحف من صدقه. وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام. وقال وكيع: بقي الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى. وقال الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه، وكان - رضي الله عنه - صاحب سُنَّة". ثم قال: "قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة ثبتًا، كان محدث الكوفة في زمانه، ويقال: ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب وكان يقرئ القرآن رأسًا فيه، وكان فصيحًا، وكان أبوه مهران من سبي الدَيلم. قال وكان الأعمش عسرًا سيء الخلق وكان لا يلحن حرفًا وكان عالمًا بالفرائض. وكان فيه تشيع. كذا قال، وليس هذا بصحيح عنه بل كان صاحب سنة". وقال: "قال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة ففي حديث الأعمش اضطراب كثير" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "أحد الأئمة الثقات، عداده في صغار التابعين، ما نقموا عليه إلا التدليس". وقال: "قال جرير بن عبد الحميد: سمعت مغيرة يقول: أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) ط. تدمري، الجرح والتعديل (2/ 1 / 146)، التاريخ الكبير (4/ 37)، ميزان الاعتدال (3/ 315)، تهذيب التهذيب (4/ 195)، تقريب التهذيب (414)، حلية الأولياء (5/ 46)، الوافي (15/ 429)، طبقات ابن سعد (6/ 342)، تاريخ بغداد (9/ 3)، الكامل (5/ 589)، وفيات الأعيان (2/ 400)، السير (6/ 226)، تذكرة الحفاظ (1/ 154)، غاية النهاية (1/ 315)، الشذرات (2/ 217).

1417 - الكلاعي

هذا، كأنه عني الرواية عمن جاء، وإلا فالأعمش عدل صادق ثبت، صاحب سُنة وقرآن، يحسن الظن بمن يحدثه ويروي عنه، ولا يمكننا أن نقطع عليه بأنه عَلِمَ ضعف ذلك الذي يدلسه، فإن هذا حرام". ثم قال: "قلت -أي الذهبي -: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال: (عن) تطرّق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان؛ فإن روايته عن هذا المصنف محمولة على الاتصال. قال ابن المديني: الأعمش كان كثير الوهم في أحاديث هؤلاء الضعفاء" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ، عارف بالقراءة ورع، لكنه يدلس" أ. هـ. من أقواله: السير: "قال الأعمش: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط فذكر حديثًا، فقلت: من ذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج، فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي فلا أمر ببعرة ولا خنفس إلا حملتها؟ ! . وقال: "قال الأعمش: انظروا لا تنثروا هذه الدنانير على الكنائس- وقال: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير. وجاءه أناس فقيل له: لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال: من يعلق الدر على الخنازير". وفاته: سنة (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة، وقيل: (147 هـ) سبع وأربعين ومائة. 1417 - الكلاعي * المقرئ: سليمان بن موسى بن سالم، أبو الربيع الكلاعي الأندلسي الحافظ، خطيب بلنسية. ولد: سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن حميد، وأبو العطاء بن نذير، وغيرهما. من تلامذته: الرضي محمد بن علي بن يوسف الشاطبي، وابن الأبار، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام العلامة الحافظ المجود الأديب البليغ شيخ الحديث والبلاغة بالأندلس". وقال: "وكان من كبار أئمة الحديث". ثم قال: "قال -أي ابن الأبار- وكان إماما في صناعة الحديث بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك، وفي حفظ أسماء الرجال، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره، وكتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم، ¬

_ * غاية النهاية (1/ 316)، معجم المؤلفين (1/ 798)، السير (23/ 134)، الوافي (15/ 432)، الشذرات (7/ 287)، تذكرة الحفاظ (4/ 1417)، فهرس الفهارس (1/ 488)، الديباج المذهب (1/ 385)، كشف الظنون (1/ 141)، إيضاح المكنون (1/ 53، 54)، الأعلام (3/ 136)، التكملة لوفيات القلة (3/ 461)، العبر (5/ 137)، فوات الوفيات (2/ 80)، النجوم (6/ 298)، شجرة النور (1/ 180) جهود علماء الحنفية (2/ 1050).

خطيبًا، فصيحًا، مفوهًا، مدركًا، حسن السَّرْد والمَسَاق بما يقوله، مع الشارة الأنيقة، والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في المجالس، والمبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلَنْسِية في أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنونٍ عديدة، ألف كتاب "الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة الخُلفا" وهو في أربع مجلدات، وله كتاب حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يُكمله، وكتاب "مصباح الظُّلم" يُشبه كتاب "الشِّهاب"، وكتاب "أخبار البُخاريّ" وكتاب "الأربعين" وغير ذلك. وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه. إلى أن قال: انتفعتُ به في الحديث كلَّ الانتفاع، وأخذت عنه كثيرًا". ثم قال: "قال الحافظ ابن مسدي: لم ألق مثله جلالةً ونُبلًا، ورياسةً وفَضْلًا، كان إمامًا مبرزًا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون، جامعًا للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد. وأما الأدب فكان ابن بجدته، وأبا نجْدَتِه، وهو ختام الحفاظ، ندِبَ لديوان الإنشاء فاستعفى. أخذ القراءات عن أصحاب ابن هُذيل، وارتحل، واختصّ بالحافظ أبي القاسم ابن حُبيشٍ بمُرسيةَ، أكثرتُ عنه" أ. هـ. • غاية: النهاية: "له تصانيف نافقة وبلاغة وفضائل قتل شهيدًا مقبلًا غير مدبر" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "محدث حافظ مؤرخ أديب ناثر شاعر خطيب" أ. هـ. من أقواله: السير: "قال أبو عبد الله بن الأبار: كان رحمه الله أبدًا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها، وهو آخر الحفّاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد في كائنه أنيشة على ثلاث فراسخ من مرسية مُقبلًا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة" أ. هـ. • وذكر الشمس الأفغاني في كتابه "جهود علماء الحنفية" صاحب الترجمة، ضمن مؤلفات القبورية بالاستغاثة بالأموات عند الكربات، وكتبًا سموها بأسماء تشعر بالاسثغاثة بغير الله تعالى، وكتاب صاحب الترجمة الذي ذكره الشمس الأفغاني هو "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام". ونقله الشمس الأفغاني من كتاب كشف الظنون (2/ 1706) وقال: "هكذا فيه ولكني أشك في نسبة هذا الكتاب إليه؛ لأن هذا الرجل محدث، إمام، لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الكتاب، كتاب الوثنية". ثم ذكر المصادر المعتمدة لدينا، ثم قال: "فقد ذكروا له كتاب (مصباح الظلام) بأنه على غرار (الشهاب) في الحديث، فلعله اشتبه على صاحب الكشف ... ، فظن أنه كتاب (مصباح الظلام) القبوري، فالصواب أنه لابن النعمان -المالكي المغربي (683 هـ) - أو لقبوري آخر" أ. هـ. وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة، وله سبعون سنة. من مصنفاته: له تصانيف نافعة منها "الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة خلفا" أربع مجلدات، وديوان شعر وغيرها.

1418 - ابن الجون

1418 - ابن الجَوْن * اللغوي: سليمان بن موسى بن سليمان بن علي بن الجون الأشعري نسبًا الزبيدي بلدًا، أبو الربيع. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا كثيرًا، عالمًا ناسكًا فاضلًا، عارفًا بالفقه، والنحو واللغة والأدب، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنفي، عارف باللغة والأدب، من أهل اليمن، كانت إقامته في زبير فرحل إلى الحبشة" أ. هـ. وفاته: سنة (652 هـ) اثنتين وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "الرياض الأدبية". 1419 - السُّمْهُودي * النحوي، المقرئ: سليمان بن موسى بن بهزام السُّمهودي الشافعي، الشيخ تقي الدين بن الهمام. ولد: سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "كان فقيهًا عاملًا عالمًا، نحويًّا مُقرئًا، شاعرًا عروضيًا، وكان من الصالحين، ولا تعرف له شيخًا ... وكان كثير العبادة والتقشف ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (736 هـ) ست وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف في العروض أرجوزة، وله نظم. 1420 - الأَرَغِيانِي * المفسر: سلمان (¬1) بن ناصر بن عمران الأنصاري، النيسابوري الأرغياني، الصوفي، أبو القاسم. من مشايخه: أبو المعالي الجويني، وأبو القاسم القشيري وغيرهما. من تلامذته: ابن السمعاني، وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان بارعًا في الأصول والتفسير ... وخدم الإمام القشيري مدة ... وكان زاهدًا إمامًا عارفًا من أفراد الأئمة. وهو من كبار المصنفين في الأصول" أ. هـ. • تهذيب تاريخ دمشق: "قال البوشنجي: كان ذا دين وورع وتقدم في علم الكلام وله تصانيف في "أصول الدين وهو شرح كتاب الإرشاد ... وقال ابن حبيب: إماما في التفسير وعلم الكلام. وقال عبد الغافر: الصوفي الإمام الدين الورع ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 604)، كشف الظنون (5/ 400)، الأعلام (3/ 136)، معجم المؤلفين (1/ 798). * الطالع السعيد (254)، الوافي (15/ 436)، النجوم (9/ 311)، السلوك (2/ 2 / 405)، بغية الوعاة (1/ 603)، معجم المؤلفين (1/ 798). * مختصر تاريخ دمشق (10/ 58)، الوافي (15/ 314)، العبر (4/ 27)، طبقات الشافعية للحسيني (196)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 199)، الشذرات (6/ 56)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 213)، معجم المفسرين (1/ 213)، الأعلام (3/ 112)، معجم المؤلفين (1/ 775)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 314)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 64). (¬1) وقيل: سليمان، كما في طبقات الشافعية للحسيني وغيره.

1421 - أبو داود الأندلسي

الزاهد، فريد عصره في فقه، بيته بيت الصلاح والتصوف والزهد ... وزار مشاهد الأنبياء وبقي بها مدة ... وكان له معرفة بالطريقة وقدم في التصوف .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية للحسيني: "كان فقيهًا إمامًا في علم الكلام والتفسير، زاهدًا ورعًا راسخًا في علم التصوف، ذا طريقة حسنة" أ. هـ. • الأعلام: "ضعف سمعه وبصره في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة، وقيل: (511 هـ) إحدى عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح كتاب الإرشاد" لشيخه، وكتاب "الغنية" في فروع الشافعية. 1421 - أبو داود الأندلسي * المقرئ: سليمان بن نجاح بن أبي القاسم الأموي بالولاء الأندلسي، أبو داود. ولد: سنة (413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبو عمرو المقرئ، القاضي أبو الوليد الباجي، وأبو العباس العذري وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم بن جماعة البكري الداني، وأحمد بن سحنون المرسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "محدث، فاضل، زاهد، كان إمام وقته في الإقراء، رواية ومعرفة. له تواليف كثيرة تدل على سعة علمه ومعرفته بالإقراء ... وأخبرت أن أبا علي بن سكرة الحافظ قابل أصليه بالكتابين المذكورين -كتب البخاري ومسلم بخطه- وناهيك بهما صحة، وتقييدًا وضبطًا"أ. هـ. • الصلة: "كان دينًا فاضلًا ثقة فيما رواه، وله تواليف كثيرة في معاني القرآن" أ. هـ. • الوافي: "قرأ على أبي عمرو الداني وأكثر عنه، وهو أثبت الناس فيه" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ القراء وإمام الإقراء" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "أخذ عنه جماعة ووصفوه بالعلم والفضل والدين" أ. هـ. وفاته: سنة (496 هـ)، وقيل: (490 هـ) ست وتسعين، وقيل: تسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "البيان في علوم القرآن"، و"التبيين لهجاء التنزيل". 1422 - ابن العماد * المقرئ: سليمان بن هشام بن وليد بن كليب، المعروف بابن العماد، أبو الربيع القرطبي. من مشايخه: أبو الحسن الأنطاكي، وأبو الطيب بن غلبون، وغيرهما. من تلامذته: أبو عمرو الداني، وغيره. ¬

_ * الصلة (1/ 200)، بغية الملتمس (2/ 386)، السير (19/ 168)، العبر (3/ 343)، تاريخ الإسلام (وفيات 496) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 450)، الوافي (15/ 437)، غاية النهاية (316/ 1)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 213)، الشذرات (5/ 412)، معجم المفسرين (1/ 217)، الأعلام (3/ 137)، معجم المؤلفين (1/ 798). * الصلة (1/ 192)، غاية النهاية (1/ 317).

1423 - أبو داود القرطبي

كلام العلماء فيه: • الصلة: "ذكره أبو عمرو بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيت بالقراءات، وأكثرهم للإقراء بالليل والنهار وكان أطيب من لقيت صوتًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، حافظ، ضابط" أ. هـ. وفاته: سنة (400 هـ)، أربعمائة كهلًا. 1423 - أبو داود القرطبي * اللغوي، المقرئ: سليمان بن يحيى بن سعيد بن داود، أبو داود القرطبي المعافري. من مشايخه: أبو داود، وابن الدش، وابن البياز وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن خير، وعبد المنعم بن الخلوف، والحسن بن الضحاك، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "تصدر للإقراء والعربية بقرطبة وكان مقرئًا ماهرًا محققًا" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا محققًا مجودًا ماهرًا حتى كان يعرف بأبي داود الصغير، لينًا هينًا متواضعًا متقللًا من الدنيا، أقرأ القرآن، ودرّس العربية بمسجد ابن السقاء من القرطبة، وهو مسجد العطارين زمانًا وأسن فعلت روايته وقصده الناس للأخذ عنه وانفرد في وقته بروايته عن الحصري وقد تكلم الناس فيه بعضهم فيما ذكر أبو محمد بن القرطبي" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ كامل مصدر ... وكان يعرف بأبي داود الصغير" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. 1424 - اللَّارِدِيّ * النحوي، المقرئ: سليمان بن يوسف بن عوانة الأنصاري اللاردي، أبو الربيع. من مشايخه: محمّد بن سعيد الضرير، وأبو محمّد بن السيّد، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان مقرئًا متقنًا نحويًّا فاضلًا زاهدًا، عاكفًا على أعمال البر، حريصًا على نشر العلم وإفادته" أ. هـ. 1425 - البِجِائِي * اللغوي: سليمان بن يوسف بن إبراهيم الحسباوي البجائي، المغربي المالكي. من مشايخه: عمه أبو الحسن علي بن إبراهيم، ومحمد بن أبي القاسم المشدالي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان يصرح ببلوغه رتبة الاجتهاد ويخالف إمامه في كثير من الفروع وغيرها مع ديانة وتعبد وكرم مع ضيق عيشِه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه عارف بالفرائض والحساب والمنطق والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (887 هـ) سبع وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب شرحًا للمدونة، وصنف في ¬

_ * غاية النهاية (1/ 317)، معرفة القراء (1/ 508)، الذيل والتكملة (4/ 96). * بغية الوعاة (1/ 604). * الضوء اللامع (3/ 270)، معجم المؤلفين (1/ 799)، إيضاح المكنون (2/ 33).

1426 - ابن العطار

الفرائض والحساب والمنطق وأشير إليه بالجلالة، و "سير السالكين وسراج الهالكين". 1426 - ابن العَطَّار * النحوي، المفسر: سهل بن إبراهيم بن سهل بن نوح بن عبد الله بن خمار، نسبة في البربر ويوالي بني أمية من أهل أسْتَحبة، أبو القاسم، ويعرف بابن العطار. ولد: سنة (299 هـ) تسع وتسعين ومائتين. من مشايخه: أحمد بن خالد، وقاسم بن أصبغ، وغيرهما. من تلامذته: ابن الفرضي، وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان فاضلًا زاهدًا عاقلًا ذكيًا، عالمًا بمعاني القرآن والحديث، بصيرًا بالمذهب حافظًا للإعراب والحساب ... ولزم الانقباض والعبادة إلى أن توفي، وسمع منه الناس قديمًا وحديثًا وطال عمره حتى ساوى الصغار الكفار فيه" أ. هـ. وفاته: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة. 1427 - التَّسْتُرِي * المفسر: سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله التستري، أبو محمد. ولد: سنة (200 هـ) مائتين. من مشايخه: خاله محمّد بن سوار، ولقي أبا الفيض ذا النون المصري، وغيرهما. من تلامذته: عمر بن واصل، وأبو محمد الجريري، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "القدوة العارف .. الزاهد .. ، وله مواعظ وأحوال وكرامات وكان من أكبر مشايخ القوم" أ. هـ. • السير: "قال أبو يونس: شيخ العارفين أبو محمد التستري، الصوفي الزاهد ... " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من أعيان الشيوخ في زمانه، يُعد مع الجُنيد. وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك". وقال: "قال الحسين الدقيقي، سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 217)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 215) وفيه ابن حجاز، تاريخ علماء الأندلس (1/ 26)، بغية الملتمس (2/ 405)، بغية الوعاة (1/ 605)، تاريخ الإسلام (وفيات 387 هـ) ط. تدمري. * المنتظم (12/ 362)، اللباب (1/ 176)، وفيات الأعيان (2/ 429)، حلية الأولياء (10/ 189)، العبر (2/ 70)، السير (13/ 330)، تاريخ الإسلام (وفيات 290) ط. تدمري، النجوم (3/ 98)، طبقات الصوفية (260)، الشذرات (3/ 342)، روضات الجنات (4/ 93)، معجم المفسرين (1/ 218)، الأعلام (3/ 143)، الفهرست لابن النديم (237)، البداية والنهاية (11/ 79)، الوافي (16/ 16)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 215)، الطبقات الكبرى للشعراني (1/ 77)، تذكرة الحفاظ (2/ 685)، "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" (1/ 68).

1428 - أبو حاتم السجستاني

الحديث، فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة. قلت -أي الذهبي-: هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسُّنة لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة" أ. هـ. • الطبقات الكبرى للشعراني: "وسئل -أي صاحب الترجمة- عن الذي لم يكل طعامًا أيامًا كثيرة أين يذهب لهب جوعه؟ فقال: يطفئه نور القلب، وكان يقول: حياة القلوب التي تموت بذكر الحي الذي لا يموت، وكان يقول: من كمل إيمانه لم يخف من شيء سوى الله تعالى، وكان يقول: خيار الناس العلماء الخائفون وخيار الخائفين المخلصين الذين وصلوا إخلاصهم بالموت رضي الله تعالى عنهم" أ. هـ. • قلت: وأخباره كثيرة وخاصة في التصوف وكلام الزهد والحث على طلب العلم. فمن أراد المزيد فليرجع إلى تاريخ الإسلام والطبقات الكبرى للشعراني وغيرها. • طبقات الصوفية: "أحد أئمة القوم وعلماتهم والمتكلمين في علوم الرياضيات، والإخلاص، وغيوب الأفعال". وقال: "سمعت أبا بكر الرازي يقول، سمعت محمّد بن أحمد بن سالم يقول: سمعتُ سهل بن عبد الله يقول: الذي يلزمُ الصوفيَّ ثلاث أشياء: حفظ سرِّه، وأداء فرضه، وصيانة فقره. وسمعت أبا نصر يقول سمعت الدَّمِّي يقول سمعت أبا بكر الفرغاني، يحكى عن سهل بن عبد الله قال أصولنا سبعة أشياء: التمسك بكتاب الله تعالى والإقتداء بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكل الحلال وكف الأذى واجتناب الأنام، والتوبة، وأداء الحقوق. سمعتُه يقول: سمعت ابن عصام يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: الآيات لله، والمعجزات للأنبياء، والكرامات للأولياء والمغوثات للمريدين، والتمكين لأهل الخصوص" أ. هـ. • الأعلام: "أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين في علوم الاخلاص والرياضيات وغيوب الأفعال" أ. هـ. وفاته: سنة (283 هـ)، وقيل: (293 هـ) ثلاث وثمانين وقيل ثلاث وتسعين ومائتين وقيل: توفي سنة (273 هـ) وليس بشيء، والصواب الأول. من مصنفاته: "تفسير القرآن" مختصر، و "رقائق المحبين" وغير ذلك. 1428 - أبو حاتم السِّجستاني * النحوي، اللغوي، المقرئ: سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني البصري؛ أبو حاتم، صاحب التصانيف. من مشايخه: يزيد بن هارون، والأصمعي، ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1406)، إنباه الرواة (2/ 58)، وفيات الأعيان (2/ 430)، السير (12/ 268)، العبر (1/ 455)، معرفة القراء (1/ 219)، تاريخ الإسلام (وفيات 251 - 260)، ط. تدمري، الوافي (16/ 14)، البداية والنهاية (3/ 11)، البلغة (109)، غاية النهاية (1/ 320)، النجوم (2/ 332)، بغية الوعاة (1/ 606)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 226)، الشذرات (3/ 230)، الأعلام (3/ 143)، الجرج والتعديل (2/ 1 / 204)، الثقات لابن حبان (8/ 293)، الكامل (7/ 136)، تهذيب الكمال (12/ 201)، تهذيب التهذيب (4/ 226)، تقريب التهذيب (420)، هدية العارفين (1/ 411).

1429 - أبو علي الأصبهاني

ويعقوب الحضرمي، وقرأ عليه القرآن، وغيرهم. من تلامذته: أبو داود، والنسائي في كتابيهما، والبزار، وأبو العباس المبرد، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "وكان جماعة لكتب يتجر فيها، وله باع طويل في اللغات والشعر، والعروض، واستخراج المعمى، وقيل: لم يكن باهرا بالنحو" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان أبو حاتم يتهم بحب الصبيان، وكان بريئا من ذلك. وإنما كثير الدعابة، فوجد ذلك السبيل إلى عرضه" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان صالحا كثير الصدقة والتلاوة، وكان يتصدق كل يوم بدينار ويقرأ كل أسبوع بختمة" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام البصرة في النحو والقراءة واللغة والعروض وكان يخرج المغمى" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان جماعة للكتب يتجر فيها. وله يد طولى في اللغة والشعر والعروض، واستخراج المغمى ولم يكن حاذقا في النحو" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر-: قال مسلمة بن قاسم أرجو أن يكون صدوقا، وقال أبو بكر البزار: مشهور لا بأس به، وقال أبو عمرو الداني في طبقات القراء: أخذ القراءة عرضا عن يعقوب وهو أكبر أصحابه وله اختيار في القراءة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "النحوي المقريء البصري، صدوق فيه دعابة" أ. هـ. وقال أبو حاتم لتلميذه: إذا أردت أن تضمن كتابًا سرا فخذ لبنا حليبا فاكتب به قرطاس، فيذر المكتوب إليه عليه رمادا سخنا من رماد القراطيس فيظهر المكتوب، وإن كتبه بماء الزاج الأبيض، فإذا ذر عليه المكتوب إليه شيئًا من العفص ظهر وكذا بالعكس" أ. هـ. وفاته: سنة (255 هـ) خمس وخمسين ومائتين، وقيل: (250 هـ) خمسين ومائتين، وقيل: (248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين، وقيل: (246 هـ) ست وأربعين، وقيل: (240 هـ) أربعين ومائتين. مصنفاته: "لا إعراب القرآن"، و"ما يلحن فيه العامة"، و "القراءات" وغير ذلك. 1429 - أبو علي الأصبهاني * المقرئ: سهل بن محمد بن أحمد بن الحسين بن طاهر، أبو علي الأصبهاني الحاجي. ولد: بعد سنة (450 هـ)، وقيل: (455 هـ) خمسين، وقيل: خمس وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم يوسف بن علي الهذلي، وإسماعيل بن مسعدة، وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد بن السمعاني، وأبو موسة المديني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "شيخ كبير، فاضل، مكثر من الحديث، أديب، خير مبارك". وقال: "وكان شيخ القراء بأصبهان" أ. هـ. • معرفة القراء: "وهو آخر من روى عن ¬

_ * غاية النهاية (1/ 319)، معرفة القراء (1/ 503)، تاريخ الإسلام (وفيات 543) ط. تدمري، معجم المؤلفين (1/ 802).

1430 - أبو الحسن الأزدي

الهذلي"أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ ماهر صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "مفاريد العشرة بعللها"، وله "الكامل في القراءات". 1430 - أبو الحسن الأَزْدِي اللغوي: سهل بن محمّد بن سهل بن مالك الأزدي الغرناطي، أبو الحسن. ولد: سنة (559 هـ) تسع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: خالد أبو عبد الله بن عروس، وأبو القاسم بن حبيش وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر بن خلف، والطوسي، وأبو جعفر الطبّاع وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال الأبار: كان من جلة العلماء الأدباء والأئمة البلغاء الخطباء مع التفنن في العلوم، وكان رئيسًا في بلده جوادًا محسنًا معظمًا" أ. هـ. • الديباج المذهب: "كان رأس الفقهاء، وخطيب الخطباء البلغاء" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان من أفضل أهل عصره تفننًا في العلوم، وبراعة في المنثور والمنظوم، محدثًا ضابطًا، عدلًا ثقة ثبتًا حافظًا للقرآن العظيم، مجوّدًا له، متفننًا للعربية وافر النصيب من الفقه وأصوله كاتبًا مجيد النظم متين الدين، تام الفضل" أ. هـ. • الأعلام: "أديب" من الكتاب الشعراء. من أهل غرناطة ووفاته بها. وامتحن أيام ابن هود" أ. هـ. وفاته: سنة (639 هـ)، وقيل: (640 هـ) تسع وثلاثين، وقيل: أربعين وستمائة. من مصنفاته: له في العربية كتاب مفيد رتبه على أبواب كتاب سيبويه، وله تعاليق جليلة على كتاب "المستصفى" في أصول الفقه للغزالي. 1431 - المَرْصَفي * اللغوي: سيد بن علي المرصفي الأزهري. من تلامذته: طه حسين وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالأدب واللغة، مصري كان من جماعة كبار العلماء في الأزهر. تولى تدريس "اللغة" فيه إلى أن نالت منه الشيخوخة" أ. هـ. • قلت: ومن كتاب "تجديد ذكرى أبي العلاء": "كان كثير الحط على أبي العلاء وتلميذه الخطيب التبريزي " أ. هـ. وفاته: سنة (1349 هـ)، وقيل: (1350 هـ) تسع وأربعين، وقيل: خمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "رغبة الأمل من كتاب الكامل" ¬

_ * برنامج شيوخ الرعيني (59)، تاريخ الإسلام (وفيات 640) ط. بشار، الديباج المذهب (1/ 395)، بغية الوعاة (1/ 605)، الأعلام (3/ 143)، معجم المؤلفين (1/ 802)، الذيل والتكلملة (4/ 2 / 101)، الوافي (19/ 23). * الأعلام (3/ 147)، معجم المطبوعات لسركيس (1736)، "تجديد ذكرى أبي العلاء، لطه حسين، الطبعة الثانية: (5)، معجم المؤلفين (1/ 804).

1432 - سيد قطب

ثمانية أجزاء، و "أسرار الحماسة". 1432 - سَيِّد قُطْب * المفسر سيد قطب بن إبراهيم. ولد: سنة (1324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "قال خالد محيي الدين أحد أقطاب الثورة المصرية -فيما كتب عنه: كان سيد قبل الثورة من كثر المفكرين الإسلاميين وضوحًا. ومن العجيب أنه انقلب -بعد قيام الثورة- ناقمًا متمردًا على كل ما يحدث حوله، لا يراه إلا جاهلية مظلمة". وقال: "ولما وصل خبر استشهاده إلى المغرب أقيمت على روحه صلاة الغائب وأصدر أبو بكر القادري عددًا خاصًّا به من مجلة "الإيمان" ولما كانت النكسة (أو النكبة) عام (1967 م) قال علّال الفاسي: ما كان الله لينصر حربًا يقودها قاتل سيد قطب" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "باحث إسلامي مصري ... " أ. هـ. • قال المغراوي في كتابه "المفسرون بين التأويل والإثبات": "سيد قطب هو نتيجة أو تلميذ من تلامذة مدرسة حسن البنا رحمة الله عليهما، جاهد في الله حق جهاده وبذل أغلى ما يعطى فبذل نفسه في سبيله وتأثم به طاغوت من طواغيت الأرض عليه ما يستحق من ربه. موهبة قوية، وشخصية بارزة، وعاطفة نظيفة وقلم غزير وفكر متقد، سعى لإقامة حكم الله في الأرض بكل ما أوتي، حاول أن يبث فكره ودعوته مرتبطة بالقرآن لأنه مصدر يصلح لهذا الغرض. دعوة إلى الحركية وإلى إقامة الحكومة الإسلامية بين خطوة وأخرى تحت ظلال القرآن. ولكن نشأته الأدبية وغلبة سحر البيان عنده قد يوقعه في عبارات يجنح بها شيئًا عن درب السلف فاسمع له يقول في سورة الحديد: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ}. {وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ}: علم الحقيقة الكاملة فحقيقة كل شيء مستمدة من الحقيقة الإلهية، وصادرة عنها فهي مستغرقة إذن بعلم الله اللدني بها العلم الذي لا يشاركه أحد في نوعه وصفته وطريقته مهما علم المخلوقون عن ظواهر الأشياء. فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في قلب فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله سبحانه؟ وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود حتى ذلك القلب ذاته -إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى. وكل شيء وهم ذاهب حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء. وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة فأما قبل أن يصل إلى هذا ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 219)، معجم المؤلفين (1/ 804)، الأعلام (3/ 147)، "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات، لمحمد بن عبد الرحمن المغراوي (2/ 319) "الغلو في الدين" للويحق (105).

الاستقرار فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد وكفى. ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئًا غيره في الوجود وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال. إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه إلإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور. والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها، بينما يقول بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهاد لتحقيق منهج الله في الأرض باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصورًا متزنًا متناسقًا مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقها الله (¬1). وأما بالنسبة لعقيدته في الصفات: فقد وقع في بعض التأويل بل قال في تفسير سورة الزمر عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. قال: (وكل ما ورد في القرآن وفي السنة من مثل هذه إنما هو تقريب للحقيقة، فالله تبارك وتعالى وضعها في أسلوب يقرب بها، ويمثل). فالصفات التي وردت في القرآن وفي السنة في نظر سيد قطب إنما هو مجرد تصوير لا حقيقة لها، وهذه العبارة التي نقلت معناها هي قريبة جدًّا من عبارة الزمخشري في تفسيره: ومن كذب بهذا أو شك فليرجع إلى الظلال وليقرأ متجردًا عن الهوى والحمية، والحب الأعمى الذي يتصف به مع الأسف ممن ينتسب إلى طلب العلم. والنصيحة واجبة للمسلمين وما تعبدنا الله بالأشخاص ولا بكلامهم ولا بفكرهم فهم يصيبون ويخطئون، ويعلمون ويجهلون، ولعل العذر الذي يمكن أن يلتمس لسيد قطب أنه ما اطلع على ما كتبه أئمة السلف في هذا الباب، وأنه قد شغله سعيه الحرير الدائب لنصرة الدين ولتوضيح وتفصيل قضية الحاكمية عن سبر مثل هذه القضايا وإن كان لا ينبغي أن يغفل عنها، فرحمة الله على الجميج وغفر لنا ولهم وجعلنا ممن يقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم. صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وما أباس من مستهزئ به جبار السموات والأرض وما أشقاه وأن الخيال ليمتد إلى مشهد مفزع رهيب وإلى مصير تقشعر من هوله القلوب. وهو يقرأ {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} فيدعهم يخبطون على غير هدى في طريق لا يعرفون غايته، واليد الجبارة تتلقفهم في نهايته كالفئران الهزيلة تتواثب في الفخ غافلة عن المقبض المكين، وهذا هو الاستهزاء الرعيب لا كاستهزائهم الهزيل الصغير. ¬

_ (¬1) تفسير سيد قطب (3479/ 6).

وهنا كذلك تبدو تلك الحقيقة التي أشرنا من قبل إليها حقيقة تولي الله سبحانه للمعركة التي يراد بها المؤمنون وما وراء هذا التولي من طمأنينة كاملة لأولياء الله ومصير رعيب بشع لأعداء الله الغافلين المتروكين في عماهم يخبطون المخدوعين يمد الله لهم في طغيانهم وإمهالهم بعض الوقت في عداواتهم والمصير الرعيب ينتظرهم هنالك وهم غافلون يعمهون (¬1). صفة الاستواء: قال عند قوله تعالى من سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء (¬2). وقال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} قال: أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق استنادًا إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أن الله سبحانه لا تتغير عليه الأحوال. فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش، ثم تتبعها حالة استواء. والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولا ندرك كيفيته لا يفسر قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى} والأولى أن نقول: انه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا والتأويل هنا لا يخرج عن المنهج الذي أشرنا إليه آنفًا، لأنه لا ينبع من مقررات وتصورات من عند أنفسنا. إنما يستند إلى مقررات القرآن ذاته، وإلى التصور الذي يوحيه عن ذات الله سبحانه وصفاته (¬3). صفة الكلام: قال عند قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} قال: ثم يأتي السياق للمشهد التاسع المشهد الفذ الذي اختص الله به نبيه موسى - عليه السلام - مشهد الخطاب المباشر بين الجليل سبحانه وعبد من عباده المشهد الذي تتصل فيه الذرة المحدودة الفانية بالوجود الأزلي الأبدي، بلا واسطة ويطيق الكائن البشري أن يتلقى عن الخالق الأبدي، وهو بعد على هذه الأرض ولا ندري نحن كيف؟ لا ندري كيف كان كلام الله لعبده موسى ولا ندري بأية حاسة أو جارحة أو أداة تلقى موسى كلمة الله، فتصوير هذا على وجه الحقيقة متعذر علينا نحن البشر المحكومين في تصوراتنا بنصيبنا المحدود من الطاقة المدركة وبرصيدنا المحدود في التجارب الواقعة ولكننا نملك بالسر اللطيف المستمد من روح الله الذي في كياننا أن نستروح وأن نستشرف هذا الأفق السامق المضيء ثم نقف عند هذا الاستشراق لا نحاول أن نفسده بسؤالنا عن الكيفية نريد أن نتصورها بإدراكنا القريب المحدود. التعليق: ما ذكره سيد قطب من أنا لا ندري بأية حاسة أدرك موسى كلام الله تبارك وتعالى، فظاهر الآية القرآنية على أن موسى سمع كلام الله بأذنيه وأدركه بقلبه على سنة الله في خلقه في أي بشر. ¬

_ (¬1) تفسير سيد قطب (1/ 45). (¬2) نفس المصدر (2368/ 4). (¬3) تفسير سيد قطب (3480/ 6).

فهذا هو الأصل حتى يأتي دليل يخرجه عن هذا الأصل والدليل مفقود وليست هناك إلا أساطير وإسرائيليات حكاها بعض المفكرين رجمًا بالغيب. وأما كلام الله لعبده موسى فكان بصوت وحرف صدر منه تعالى كيف شاء. صفة الوجه: والذي يظهر أن السيد قطب يثبت صفة الوجه لكن بتحفظ فقال: في سورة البقرة عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} فهي توحي بأنها جاءت ردًّا على تضليل اليهود في ادعائهم أن صلاة المسلمين إذًا إلى بيت المقدس كانت باطلة وضائعة ولا حساب لها عند الله، والآية ترد عليهم هذا الزعم وهي تقرر أن كل اتجاه قبلة فثم وجهه، حيثما توجه إليه عابد وإنما تخصيص قبلة معينة هو توجيه من عند الله فيه طاعة لا أن وجه الله سبحانه في جهة والله لا يضيق على عباده ولا ينقصهم ثوابهم، وهو عليم بقلوبهم ونياتهم ودوافع اتجاهاتهم وفي الأمر سعة والنية لله أن الله واسع عليم (¬1). وقال في قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} فكل شيء زائل، وكل شيء ذاهب المال، والجاه، والسلطان، والقوة، والحياة، والمتاع وهذه الأرض ومن عليها وتلك السموات ومن فيها، وما فيها وهذا الكون كله ما نعلمه منه وما نجهله كله هالك فلا يبقى إلا وجه الله الباقي متفردًا في البقاء (¬2). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وفي ظل هذا النص القرآني تخفت الأنفاس وتخشع الأصوات وتسكن الجوارح وظل الفناء يشمل كل حي، ويطوي كل حركة ويغمر آفاق السموات والأرض، وجلال الوجه الكريم الباقي يظلل النفوس والجوارح والزمان والمكان ويغمر الوجود كله بالجلال والوقار -ثم ذكر كلامًا وقال بعده- ويعقب على هذه اللمسة العميقة الأثر بنفس التعقيب فيعد استقرار هذه الحقيقة الفناء، لكل من عليها وبقاء الوجه الجليل الكريم وحده بعد استقرار هذه الحقيقة نعمة يواجه بها الجن والإنس (¬3). وقال عند قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} ثم ماذا ينتظر هذا الأتقى الذي يؤتي ماله تطهرًا ابتغاء وجه ربه الأعلى إن الجزاء الذي يطالع القرآن به الأرواح المؤمنة هنا عجيب ومفاجئ على غير المألوف (¬4). التعليق: سيد قطب في تفسيراته لهذه الآيات لا يؤولها بل يبقيها على ظاهرها فنحن نحمله على المتبادر إلى الذهن من إثبات الصفة. صفة الإتيان والمجيء: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} وهو سؤال ¬

_ (¬1) تفسير سيد قطب (105/ 1). (¬2) نفس المصدر (2716/ 5). (¬3) نفس المصدر (3454/ 6). (¬4) نفس المصدر (3923/ 6).

استنكاري على علة انتظار المترددين المتلكئين الذين لا يدخلون في السلم كافة، ما الذي يقعد بهم عن الاستجابة ماذا ينتظرون وماذا يرتقبون؟ . تراهم سيظلون هكذا في موقفهم حتى يأتيهم الله سبحانه في ظلل من الغمام وتأتيهم الملائكة وبتعبير آخر هل ينتظرون ويتلكأون حتى يأتيهم اليوم الرعيب الموعود، الذي قال الله سبحانه أنه سيأتي فيه في ظلل من الغمام وتأتي الملائكة صفًّا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابًا؟ وفجأة وبينما نحن أمام السؤال الاستنكاري الذي يحمل طابع التهديد الرعيب، نجد أن اليوم قد جاء وأن كل شيء قد انتهى وأن القوم أمام المفاجأة التي كان يلوح لهم بها ويخوفهم إياها (وقضي الأمر) (¬1). وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} فأما مجيء ربك والملائكة صفًّا صفًّا فهو أمر غيبي لا ندرك طبيعته ونحن في هذه الأرض ولكنا نحس وراء التعبير بالجلال والهول، كذلك المجيء بجهنم، يأخذ منه قربها منه وقرب المعذبين منها وكفى، فأما حقيقة ما يقع وكيفيته فهو من غيب الله المكنون ليومه المعلوم. إنما يرتسم من وراء هذه الآيات ومن خلال موسيقاها الحادة التقسيم، الشديدة الأسر مشهد ترجف له القلوب، وتخشع له الأبصار، والأرض تدك دكًا! والجبار المتكبر يتجلى ويتولى الحكم والفصل، وتقف الملائكة صفًّا صفًّا (¬2). التعليق: والذي يظهر أن سيد قطب يثبت صفة المجيء وإن كانت عبارته غير مفصحة تمامًا لكن سياقاته تدل على الإثبات. تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. وقد جاء التعبير في هذه الصورة الحسية في موضع التجريد المطلق على طريقة القرآن، التعبير التصويري لأن الصورة تمنح الحقيقة فالمراد تمثيلها للقلب قوة وعمقًا وثباتًا، فالكرسي يستخدم عادة في معنى ذلك، فإذا وسع كرسيه السموات والأرض فقد وسعهما سلطانه، وهذه هي الحقيقة من الناحية الذهنية ولكن الصورة التي ترسم في الحس من التعبير بالمحسوس أثبت وأمكن وكذلك التعبير بقوله {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} فهو كناية عن القدرة الكاملة ولكنه يجئ في هذه الصورة المحسوسة صورة انعدام الجهد والكلال لأن التعبير القرآني يتجه إلى رسم صور للمعاني تجسمها للحس فتكون فيه أوقع وأعمق وأحس. ولا حاجة بنا إلى كل ما ثار من الجدل حول مثل هذه التعبيرات في القرآن إذا نحن فقهنا طريقة القرآن التعبيرية ولم نستعر من تلك الفلسفات الأجنبية الغربية التي أفسدت علينا كثيرًا من بساطة القرآن ووضوحها، ويحسن أن أضيف هنا أنني لم أعثر على أحاديث صحيحة في شأن الكرسي والعرش تفسر وتحدد المراد مما ورد ¬

_ (¬1) تفسير سيد قطب (212/ 1). (¬2) نفس المصدر (3906/ 6).

منها في القرآن ومن ثم أوثر أن لا أخوض في شأنها بأكثر من هذا البيان (¬1). التعليق: وقول سيد قطب أنه لم يعثر على حديث في تفسير الكرسي هذا مبلغ علمه رحمه الله وقد صحت الآثار عن ابن عباس وغيره في تفسير الكرسي بأنه موضع القدمين وهو من هو؟ فهو المعلم والمدعو له ممن لا يرد دعاؤه بالفقه في الدين. صفه النفس: قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}. قال في معرض تفسير الآية، ولما كان الأمر في هذه الحالة متروكًا للضمائر ولتقوى القلوب وخشيتها من علام الجوب فقد تضمن التهديد تحذير المؤمنين من نقمة الله وغضبه في صورة عجيبة من التعبير حقًّا (¬2). صفة اليد: قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}. وذلك من سوء تصور اليهود لله سبحانه فقد حكى القرآن الكريم من سوء تصورهم ذاك وقد قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء، عندما سئلوا النفقة وقالوا: يد الله مغلولة يعللون بذلك بخله فالله بزعمهم لا يعطي الناس ولا يعطيهم إلا القليل فكيف ينفقون. وقد بلغ من غلظ حسهم وجلافة قلوبهم ألا يعبروا عن المعنى الفاسد الكاذب الذي أرادوه، وهو البخل بلفظه المباشر اختاروا لفظًا أشد وقاحة وتهجمًا وكفرًا فقالوا: يد الله مغلولة ويجئ الرد عليهم بإحقاق هذه الصفة عليهم ولعنهم وطردهم من رحمة الله جزاء: على قولهم {غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} وكذلك كان فهم أبخل خلق الله بمال، ثم يصحح هذا التصور الفاسد السقيم ويصف الله سبحانه بوصفه الكريم وهو يفيض على عباده من فضله بلا حساب {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} وعطاياه التي لا تكف ولا تنفد لكل مخلوق ظاهرة للعيان شاهدة باليد المبسوطة والفضل الغامر والعطاء الجزيل ناطقة بكل لسان، ولكن اليهود لا تراها لأنها مشغولة عنها باللم والصم، والكنود، وبالجحود، والبذاءة حتى في حق الله (¬3). وقال عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ما منعك لما خلقت بيدي والله خالق لكل شيء فلا بد أن تكون هناك خصوصية في خلق هذا الإنسان، تستحق هذا التنويه هي خصوصية العناية الربانية بهذا الكائن وإبداعه نفخة من روح الله دلالة على هذه العناية (¬4). ¬

_ (¬1) تفسير سيد قطب (290/ 3). (¬2) تفسير سيد قب (386/ 3). (¬3) نفس المصدر (929/ 2). (¬4) نفس المصدر (3528/ 5).

1433 - الفضالي

وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. نعم ما قدروا الله حق قدره، وهم يشركون به بعض خلقه وهم لا يعبدونه حق عبادته وهم لا يدركون وحدانيته وعظمته وهم لا يستشعرون بجلاله وقوته. ثم يكشف لهم جانبًا من عظمة الله وقوته على طريقة التصوير القرآنية التي تقرب للبشر الحقائق الكلية، في صورة جزئية يتصورها إدراكهم المحدود؟ {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. وكل ما يرد في القرآن وفي الحديث من هذه الصور والمشاهد، إنما هو تقريب للحقائق التي لا يملك البشر إدراكها بغير أن توضع لهم في تعبير يدركونه، وحتى صورة يتصورونها ومنه هذا التصوير لجانب من حقيقة القدرة المطلقة التي لا تتقيد بشكل ولا تتحيز في حيز ولا تتحدد بحدود. التعليق: وتأويله في هذه الصفة واضح جدًّا بل عبارته تكاد تكون مثل عبارة الزمخشري صاحب الكشاف انظر الرد على القرطبي في تأويل هذه الصفة"أ. هـ. • قلت: قال صاحب "الغلو في الدين" عبد الرحمن اللويحق في كلامه على الحاكمية وصلتها بمظاهر الغلو: "ولسيد قطب في هذا الموضوع كتابات كثيرة بل هو الذي وسع ونشر هذا المصطلح وأذاعه وبينه في مواضع كثيرة من كتبه إذ يقول: (إن الحاكمية لله وحق تعبيد الناس، وتشريع الشرائع لهم، هي أولى خصائص الألوهية التي لا يدعيها لنفسه مؤمن بالله ولا يقره عيها مؤمن بالله كذلك، وإن الذي يدعي حق الحاكمية، وحق تعبيد الناس لما يشرعه لهم من عند نفسه إنما يدعي حق الألوهية ... " أ. هـ. وقال عبد الرحمن اللويحق في الهامش مترجما لسيد قطب: "هو سيد بن قطب بن إبراهيم من الدعاة والمجاهدين من المعاصرين ولد بأسيوط، وتخرج بكلية العلوم، ثم أرسل إلى أمريكا للدراسة وعاد منتقدا لما يخالف الإسلام انتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وأوذي وسجن، وعكف على التأليف فكان من إنتاجه (في ظلال القرآن) وغيره من الكتب، توفي شهيدا إن شاء الله عام 1387 هـ" أ. هـ. وفاته: سنة (1387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "معالم في الطريق"، و"في ظلال القرآن"، و"المستقبل لهذا الدين" وغيرها. 1433 - الفَضالي المقرئ: سيف الدين أبو الفتوح بن عطاء الله الوفائي الفضالي الشافعي. من مشايخه: شحادة اليمني، وأحمد بن عبد الحق، وغيرهما. ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 220)، كشف الظنون (2/ 1570)، إيضاح المكنون (1/ 423)، هدية العارفين (1/ 413)، الأعلام (3/ 149)، معجم المؤلفين (1/ 805) و (2/ 614).

1434 - شبل المكي

من تلامذته: الشيخ سلطان المزاجي، ومحمد بن علاء الدين البابلي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "قال بعض الفضلاء في حقه جنى فواكه جنية من علوم القرآن، وتقدّم في علومه على الأقران" أ. هـ. • الأعلام: "مقريء شافعي، بصير، كان شيخ القراء بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1020 هـ) عشرين وألف. من مصنفاته: له مؤلفات مفيدة نافعة منها، شرح بديع على الجزرية، ورسائل كثيرة في القراءات، و"الحواشي المحكمة على ألفاظ المقدمة" يعني الأجرومية. 1434 - شِبل المَكِّي * المفسر، المقرئ: شبل بن عباد المكي، أبو داود. ولد: سنة (70 هـ) سبعين. من مشايخه: أبو الطفيل، وسعيد المقبري وغيرهما. من تلامذته: إسماعيل القسط، وعكرمة بن سليمان، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "سئل يحيى بن معين عن شبل بن عباد المكي فقال: ثقة .. نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن شبل وورقاء بن أبي نجيح أيهما أحب إليك؟ قال: شبل أحب إلي"أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: ثقة إلا أنه رمي بالقدر .. " أ. هـ. • معرفة القراء: "صاحب ابن كثير، ومقريء مكة، قال ابن جاهد: وشبل هو مولى عبد الله بن عامر الأموي، وهو أحد أصحاب ابن كثير الذين خلفوه في القراءة بمكة .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مكة، ثقة ضابط من أجل أصحاب ابن كثير" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة رمي بالقدر" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من آثاره "تفسير القرآن" قال صاحب تاريخ التراث العربي: هو من الكتب التي حصل على إجازة روايتها الخطيب البغدادي في دمشق ولقد استخدمه الطبري في تفسيره وفي تاريخه .. وهذا التفسير أحد مراجع الثعلبي في كتابه (الكشف والبيان) " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (160 هـ) ستين ومائة، وقبل: (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة. قال الذهبي: وما أحسبه صحيحًا، فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة أ. هـ. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) طـ. تدمري، معجم المفسرين (1/ 225)، تهذيب التهذيب (4/ 268)، تقريب التهذيب (430)، التاريخ الكبير للبخاري (4/ 257)، الجرح والتعديل (4/ 380)، العبر (1/ 210)، مرآة الجنان (1/ 240)، الوافي (16/ 99)، الشذرات (2/ 221)، تهذيب الكمال (12/ 356)، معرفة القراء (1/ 129)، غاية النهاية (1/ 323).

1435 - شبيل الضبعي

1435 - شُبيل الضُّبعي * اللغوي: شبيل بن عَزْرة بن عمير الضُّبعي، أبو عمرو. من مشايخه: أنس، وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي وغيرهما. من تلامذته: شعبة، وجعفر بن سليمان الضبعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان شاعرًا، وكان يتشيع سبعين سنة، ثم صار بعد ذلك خارجيًا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال إسحاق بن منصور عن ابن معين ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ .. وكان من أئمة العربية وهو ختن قتادة، قلت: وقال ابن حبان في كتاب "روضة العقلاء كان من أفاضل أهل البصرة، وقرائهم، وقال المرزباني: له مع أبي عمرو بن العلاء، ويونس بن عبيد النحوي أخبار .. وقيل إنه كان يرى الخوارج ثم رجع عنه، وأنشد في كلا الأمرين شعرًا، وقال الجاحظ في كتاب "البيان" كان راوية خطيبًا وشاعرًا ناسبًا، وكان سبعين سنة رافضيًا ثم تحول خارجيًا. قال البلاذري: لم يكن خارجيًا، وإنما كان يقول في ذلك على سبيل التقية" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق يهم" أ. هـ. • الأعلام: "راوية، خطيب، شاعر، نسابة من أهل البصرة. كان يرى رأي الخوارج ثم رجع عنه. وله في كلا الحالين شعر" أ. هـ. • ديوان شعر الخوارج: "قال ابن الجراح: ولقال إنه كان يرى رأي الخوارج" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (140 هـ) أربعين ومائة. من مصنفاته: "الغريب" في اللغة، وله شعر. 1436 - ابن سيِّدُهم * المقرئ: شجاع بن محمّد بن سيدهم بن عمر بن حديد بن عسكر أبو الحسن المدلجي المصري المالكي. ولد: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو العباس أحمد بن الحُطية، وأحمد بن محمّد بن حموشة وغيرهما. من تلامذته: الكمال علي بن شجاع الضرير وغيره. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "تصدر بالجامع العتيق بمصر، وقرأ وحدث، وانتفع به جماعة .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرى كامل، مصدر ثقة" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (3/ 1412)، إنباه الرواة (2/ 76)، تهذيب التهذيب (4/ 272)، الأعلام (3/ 157)، ديوان شعر الخوارج (226) جمع وتحقيق الدكتور إحسان عباس. تقريب التهذيب (431)، تهذيب الكمال (12/ 373)، الجرح والتعديل (4/ 381) الثقات لابن حبان (4/ 369)، البيان والتبين (1/ 363). * غاية النهاية (1/ 324)، معرفة القراء (2/ 575)، التكملة لوفيات القلة (1/ 220)، تذكرة الحفاظ (4/ 1372)، العبر (4/ 276)، السير (21/ 251)، ذكر ممن توفى في هذه السنة ففط ضمن الطبقة، الشذرات (6/ 501).

1437 - الفلاس

وفاته: سنة (591 هـ) إحدى وتسعين وخمسمائة. 1437 - الفَلَّاس * المفسر: شجاع بن مخلد الفَلَّاس البغوي، نزيل بغداد، أبو الفضل. ولد: سنة (155 هـ) خمس وخمسين ومائة. من مشايخه: حدّث عن سفيان بن عيينة، ووكيع، وإسماعيل بن علية، وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن عبيد الله المناوي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "سئل عنه يحيى بن معين: فقال: أعرفه ليس به بأس نعم الشيخ -أو نعم الرجل- ثقة .. وقال عنه الحسين بن فهم .. وهو ثقة ثبت"أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت يحيى معين عن شجاع بن مخلد، فقال أعرفه، ليس به بأس، نِعم الشيخ أو نعم الرجل، ثقة، وقال صالح بن محمّد البغدادي: صدوق .. "أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "أحد الثقات وثقه ابن معين. روى عنه مسلم وجماعة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال أبو زرعة ثقة ... وذكره العقيلي في الضعفاء" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق، وهم في حديث واحد رفعه وهو موقوف، فذكره بسببه العقيلي في الضعفاء"أ. هـ. • معجم المفسرين: "أثنى عليه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما، وعدّه ابن حبان في الثقات" أ. هـ. وفاته: سنة (235 هـ). خمس وثلاثين ومائتين، ببغداد. من مصنفاته: له كتاب في الحديث، وكتاب في التفسير. 1438 - ابن أبي نصر * المقرئ: شجاع بن أبي نصر، أبو نعيم البلخي ثم البغدادي. من مشايخه: أبو عمرو، والأعمش وغيرهما. من تلامذته: أبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن غالب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال أبو عبيد: حدثنا شجاع بن أبي نصر، وكان صدوقًا مامونًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "وثقه أبو عبيد، وسُئل عنه أحمد بن حنبل، فقال: بخٍ بخٍ وأين مثله اليوم" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 251)، تهذيب الكمال (12/ 379)، تاريخ الإسلام (وفيات 235) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (3/ 365)، طبقات الحنابلة (1/ 171)، الوافي (16/ 117)، تهذيب التهذيب (4/ 274)، الجرح والتعديل (4/ 379)، معجم المفسرين (1/ 226)، الإكمال لابن ماكولا (7/ 89)، تقريب التهذيب (431)، طبقات ابن سعد (7/ 352). * الجرح والتعديل (4/ 379)، الثقات لابن حبان (8/ 313)، تهذيب الكمال (12/ 381)، معرفة القراء (1/ 162)، غاية النهاية (1/ 324)، تهذيب التهذيب (4/ 275)، تقريب التهذيب (431)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة عشرة) ط. تدمري.

1439 - ابن حبيب الغزي

• غاية النهاية: "الزاهد، ثقة، كبير" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "أبو نعيم المقرئ، صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (190 هـ) تسعين ومائة. 1439 - ابن حبيب الغَزِّي * النحوي، المفسر: شرف الدين بن عبد القادر بن بركات بن إبراهيم بن حيب الغزي الحنفي. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "أحد العلماء الأجلاء من أهل التحرير والإتقان، وكان فقيهًا متمكنًا مفسرًا نحويًّا كبير الشأن عالي الهمة" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه، حنفي، عارف بالتفسير والعربية، من أهل غزة بفلسطين" أ. هـ. وفاته: سنة (1005 هـ) خمس وألف. قلت: قد ذكر صاحب معجم المؤلفين أنه كان حيًّا سنة (1034 هـ) وذلك اعتمادًا على قوله. ومن مؤلفاته: "تنوير البصائر على الأشباه والنظائر. فرغ من تأليفه في (5 شوال) سنة (1034 هـ) وأظن أن هذا التاريخ وهمٌ منه لأن جميع المصادر -عدا خلاصة الأثر لأنه لم يذكر وفاته في المطبوع- ذكرت وفاته سنة (1005 هـ) مع العلم أن صاحب هدية العارفين ذكر هذه الوفاة وقال إن له مصنف (تنوير البصائر على الأشباه والنظائر) لابن نجيم، ولم يذكر أنه انتهى منه في سنة كذا المصادر في وفاته هذه" أ. هـ. من مصنفاته: حاشية على الأشباه والنظائر لابن نجيم سماها "تنوير البصائر"، وله "محاسن الفضائل بجمع الرسائل " وهو ثلاث رسائل ثنتان له واحدة للحسن البوريني وهي في معنى قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ} [الفرقان: 16]. 1440 - الرُّعَيني * المقرئ: شُريح بن محمّد بن شريح بن أحمد بن شريح الرُّعيني الإشبيلي المالكي، أبو الحسين. ولد: سنة (451 هـ) إحدى وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: والده، وأبو محمّد بن خزرج وغيرهما. من تلامذته: ابن حزم، والقاضي عياض، وابن بشكوال وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من جلة المقرئين، معدودًا من الأدباء والمحدثين خطيبًا بليغًا حافظًا محسنًا، حسن الخط، واسع الخلق" أ. هـ. • السير: "الإمام الأوحد المعمَّر الخطيب، شيخ المقرئين والمحدثين" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال إليسع بن حزم: هو إمام في التجويد والإتقان علم من أعلام البيان، ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 223)، إيضاح المكنون (2/ 440)، هدية العارفين (1/ 599)، الأعلام (3/ 161)، معجم المؤلفين (1/ 813)، معجم المفسرين (1/ 226). * الصلة (1/ 229)، بغية الملتمس (2/ 411)، العبر (4/ 107)، السير (20/ 142)، تاريخ الإسلام (وفيات 539 هـ) ط. تدمري معرفة القراء (1/ 490)، بغية الوعاة (2/ 3)، الشذرات (6/ 200)، الغنية (213)، الأعلام (3/ 161)، معجم المؤلفين (1/ 813)، النجوم (5/ 276).

1441 - أبو حيوة الحضرمي

بزَّ في صناعة الإقراء، وبرّز في العربية مع علم الحديث، وفقه الشريعة كان إذا صعد على المنبر حَنّ إليه جذع الخطابة وسُمِع له أنين الاستطابة مع خشوع ودموع" أ. هـ. • غاية النهاية: "وكان فصيحًا بليغًا خيرًا .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات أندلسي، كان قاضي إشبيلية ومسندها وخطيبها مولده ووفاته بها. تقلد خطبتها نحو من (50 سنة) وأسن ورحل الناس إليه حتى روى عنه الآباء والأبناء والأجداد والأحفاد" أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة عن (89 سنة)، وقيل: (537 هـ). سبع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "الاختلاف بين الإمام يعقوب البصري والإمام نافع"، و "الجمع والتوجيه" في القراءات. كلاهما في التيمورية. 1441 - أبو حَيوة الحَضْرمي * المقرئ: شريح بن يزيد، أبو حيوة الحضرمي الحمصي. من مشايخه: أبو البرهم عمران بن عثمان، والكسائي وغيرهما. من تلامذته: ابنه حيوة، ومحمد بن عمرو بن حنان الكلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "المقرئ المؤذن، .. وله اختيار في القراءة شاذة" أ. هـ. • غاية النهاية: "صاحب القراءة الشاذة، ومقرئ الشام، وهو أحد الثلاثة الذين سموا لأبي عبيد، ونسي اسمه. قال الداني عن شيخه أبي الفتح، وهذا هو الصحيح والله أعلم. وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وهو والد حيوة بن شريح الحافظ، وله اختيار في القراءة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (203 هـ) ثلاث ومائتين. 1442 - مؤذن زادَه * المفسر: شعبان بن أيوب الرومي، الشهير بمؤذن زاده. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الرومي من محلة أبي أيوب الأنصار بالآستانة تولى قضاء بغداد" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، قاضي من فقهاء الحنفية، تركي مستعرب" أ. هـ. وفاته: سنة (1099 هـ) تسع وتسعين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" صنفه باسم الوزير أحمد باشا الفاضل. 1443 - شَعْبان المصري * اللغوي: شعبان بن علي بن إبراهيم المصري ¬

_ * غاية النهاية (1/ 325)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، الجرح والتعديل (4/ 334)، الثقات لابن حبان (8/ 313). * معجم المفسرين (1/ 226)، هدية العارفين (1/ 417)، معجم المؤلفين (1/ 814). * إنباء الغمر (4/ 280)، الضوء اللامع (3/ 300)، الشذرات (9/ 48)، غاية النهاية (1/ 325).

1444 - زين الدين الآثاري

الحنفي، شرف الدين. من مشايخه: ابن السلار، والقاضي أبو العباس الكفري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أخذ مشيخة الزنجيلية والتربة الأشرفية وتدريس الفتحية والعزية وغير ذلك ولم يتقدم في هذا العلم ولا كاد ولا انتفع أحد به .. وكان قد تغير عقله قبل موته بأكثر من خمس سنين لمرض اعتراه رحمه الله" أ. هـ. • إنباء الغمر: "سمع من أصحاب الفخر وكان بصيرًا بمذهبه ودرس في العربية وحصل له خلل في عقله ومع ذلك يدرس ويتكلم في العلم" أ. هـ. وفاته: في شوال سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 1444 - زين الدين الآثاري * النحوي، اللغوي: شعبان بن محمّد بن داود الموصلي المصري المعروف بالآثاري، زين الدين. ولد: سنة (765 هـ)، وقيل: (759 هـ) خمس وستين، وقيل: تسع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: الغماري، والبدر الطنبذي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قال المقريزي في عقوده إنه لم يكن مرضي الطريقة ولا رضي الأخلاق يرميه معارفه بقبائح. قال ابن قاضي شهبة: وكان ممن يتقى لسانه ويخاف شره" أ. هـ. وفاته: سنة (828 هـ) ثمان وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "لسان العرب في علوم الأدب"، و"ألفية" في النحو سماها "كفاية الغلام" وأرجوزة في النحو سماها "الحلاوة السكرية" وغير ذلك. 1445 - شُعْبة بن الحَجّاج * المفسر شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم الواسطي ثم البصري، أبو بسطام. ولد: سنة (82 هـ) اثنتين وثمانين. من مشايخه: أبان بن تغلب، وإبراهيم بن مهاجر، وإسماعيل بن سميع وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم بن سعد الزهري، وإبراهيم بن طهمان، وإسماعيل بن علية وغيرهم. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 82)، الضوء اللامع (3/ 301)، وجيز الكلام (2/ 487)، الشذرات (9/ 267)، الأعلام (3/ 164)، معجم المؤلفين (1/ 814). * معجم المفسرين (1/ 226)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة عشرة) ط. تدمري، تاريخ بغداد (9/ 255)، تذكرة الحفاظ (1/ 193)، تهذيب التهذيب (4/ 297)، تقريب التهذيب (436)، طبقات ابن سعد (7/ 280)، العبر (1/ 234)، وفيات الأعيان (2/ 469)، الجرح والتعديل (4/ 469)، حلبة الأولياء (7/ 144)، صفوة الصفوة (3/ 263)، الوافي (16/ 155)، الشذرات (2/ 269)، معجم المؤلفين (1/ 815)، الأعلام (3/ 164)، السير (7/ 202)، المعارف (501)، الكامل (6/ 50)، تهذيب الكمال (12/ 479)، طبقات الحفاظ (83)، الأنساب (4/ 153)، هدية العارفين (1/ 417)، كشف الظنون (1/ 415).

1446 - شعبة القارئ

كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: شعبة بن الحجاج ثقة، ثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: أثبت أصحاب أبي إسحاق الثوري شعبة وإسرائيل، وشعبة أحب إلي من إسرائيل" أ. هـ • طبقات ابن سعد: "كان ثقة مأمونًا ثبتًا صاحب حديث حجة" أ. هـ. • السير: "كان أبو بسطام إمامًا ثبتًا حجة، ناقدًا، جهبذًا، صالحًا، زاهدًا قانعًا بالقوت، رأسًا في العلم والعمل، منقطع القرين، وهو أول من جرح وعدّل، أخذ عنه هذا الشأن يحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي وطائفة، وكان سفيان الثوري يخضع له ويجله ويقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث، وقال الشافعي: لولا شعبة لما عُرف الحديث في العراق. قال أبو عبد الله الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث". وقال: "قال أحمد بن حنبل: شعبة أثبت من الأعمش في الحكم، وشعبة أحسن حديثًا من الثوري، قد روى عن ثلاثين كوفيًا، لم يلقهم سفيان، قال: وكان شعبة أمةً وحده في هذا الشأن. قال عبد السلام بن مُطهر: ما رأيت أحدًا أمعن في العبادة من شعبة رحمه الله. قال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس يُعطي السائل ما أمكنه. وقال أبو قطن: كان ثياب شعبة كالتراب، وكان كثير الصلاة سخيًّا". ثم قال: "قال الأصمعي: لم نرَ قط أعلم من شعبة بالشعر". ثم قال: عن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيت أحدًا أكثر تقشفًا من شعبة. وقال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين .. ". وقال أيضًا: "قال علي بن المديني: شعبة أحفظ للمشايخ، وسفيان أحفظ للأبواب" أ. هـ. • قلت: قد ذكر الذهبي في "السير" من مآثره وقول العلماء فيه وعلمه وزهده ما يطول إيراده فمن أراد المزيد فليراجع مصادر ترجمته. • تهذيب التهذيب: "كان من سادات أهل زمانه حفظًا وإتقانًا وورعًا وفضلًا، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاه والمتروكين وصار علمًا يقتدى به، وتبعه عليه بعده أهل العراق" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ متقن .. وكان عابدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (160 هـ) ستين ومائة. 1446 - شُعبة القارئ * المقرئ: شعبة بن عياش بن سالم الأزدي الكوفي ¬

_ * تاريخ بغداد (14/ 371)، المنتظم (9/ 232)، الكامل (6/ 226)، تهذيب الكمال (33/ 129)، الجرح والتعديل (9/ 328)، السير (8/ 495)، العبر (1/ 311)، معرفة القراء (1/ 134)، تاريخ الإسلام (وفيات 193) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (7/ 337)، غاية النهاية (1/ 325)، تهذيب التهذيب (12/ 37)، تقريب التهذيب (1118)، النجوم (2/ 144)، حلية الأولياء (8/ 203)، الشذرات (2/ 430)، الأعلام (3/ 165).

الخياط، أبو بكر. قال في الجرح والتعديل: "اختلف في اسمه: قال بعضهم اسمه وكنيته واحد، وقال آخرون: اسمه سالم .. إلى آخر كلامه" أ. هـ. ولد: سنة (95 هـ) خمس وتسعين. من مشايخه: عاصم، وعطاء بن السائب، وأسلم المنقري وغيرهم. من تلامذته: أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى، وعبد الرحمن بن أبي حماد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية الأولياء: "حدثنا عبد الله بن محمّد ثنا عمر بن بحر الأسدي قال سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت أبا بكر بن عياش يقول وهو يدعو يا ملكي ادعو الله لي فإنكما أطوع لله مني. حدثنا عبد الله بن محمد ... ثنا سهل بن عاصم عن أبي بكر بن عياش قال: إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه يقول: إنا لله، ذهب درهمي ولا يقول ذهب يومي ما عملت فيه". وقال أيضًا: "القاريء الهشاش، العابد البشاش .. كان في العداد واحدًا وفي العبادة واحدًا .. " أ. هـ. • السير: "المقرئ، الفقيه، المحدث، شيخ الإسلام، وبغية الأعلام، مولى واصل الأحدب". وقال: "فأما في القراءة، فقيم بحرف عالم .. حجة في القراءة، لين في الحديث". وقال: "سئل أبو بكر عن القرآن فقال: هو كلام الله غير مخلوق .. ". ثم قال الذهبي: "قال أحمد بن يونس: قلت لأبي بكر بن عياش: لي جار رافضي قد مرض. قال: عُدّهُ مثل ما تعود اليهودي والنصراني، لا ننوي فيه الأجر .. ". وقال الذهبي أيضًا: "وأما الحديث، فيأتي أبو بكر فيه بغرائب ومناكير" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وعرض القرآن أيضًا على عطاء بن السائب، وأسلم المِنْقَري، وعُمِّر دهرًا، وكان يقول: أنا نصفُ الإسلام. وكان سيدًا إمامًا حجة، كثير العلم والعَمَل، منقَطِع القرين. قال أحمد بن حنبل: ثقة ربما غلط، صاحب قرآن، وخير. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدًا أسرعَ إلى السنة من أبي بكر بن عيّاش. وقال عثمان بن أبي شيبة: أحضر الرشيد أبا بكر بن عَيَّاش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل ووكيع يقوده فأدناه الرشيد، وقال: أدركتَ أيامَ بني أمية وأيامنا، فأيّنا خير؟ قال: أولئك كانوا أنفع للناس، وأنتم أقومُ بالصلاة فصرفه الرشيد وأجازه بستة آلاف دينار، وأجاز وكيعًا بثلاثة آلاف دينار، رواها محمّد بن عثمان عن أبيه. وقال أبو داود: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي -وكان ثقة- قال: سألتُ أبا بكر بن عياش، فقلت: قد بلغك ما كان من أمر ابن عُليَّة في القرآن؟ قال: ويلك، من زعم أن القرآن مخلوق، فهو عندنا كافر زنديق عدو زنديق، لا نجالسه ولا نكلمه. وقال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر يقول: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في

القرآن، لأن الله تعالى يقول: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8]، فمن سماه الله صادقًا، فليس يكذِبُ، هم قالوا: يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ يعقوب بن شيبة: كان أبو بكر معروفًا بالصلاح البارع، كان له فقه وعلم بالأخبار، في حديثه اضطراب. وقال أبو نعيم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطًا منه. وقال يزيد بن هارون: كان أبو بكر خيرًا فاضلًا، لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة. أحمد بن زهير: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، حدثني يحيى بن سعيد، قال: زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة، فما رأيتُ أورع منه، ولقد أهدى له رجل من أهل الكوفة رُطبًا، فبلغه أنه من الذي قبض عن خالد بن سلمة المخزومي، فأتى إلى مكة فاستحلّهم، وتصدق بثمنه. وقال الفَسَوي: وحدثنا أحمد بن يونس، وذكروا له حديثًا أنكروه من حديث أبي بكر عن الأعمش، قال: كان الأعمش يضربهم ويشتمهم، ويطردهم، ويأخذ يدَ أبي بكر، فيجلس معه في زاوية، فقال رجل: ولِمَ يفعل ذا؟ قال: لحال القرآن. وعن أبي بكر قال: الدخولُ في العلم سهل، والخروج منه إلى الله شديد" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ولما ذكره ابن حبان قال اختلفوا في اسمه والصحيح أن اسمه كنيته، وكان من العباد الحفاظ المتقنين وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وكان شريك يقول رأيت أبا بكر عند أبي إسحاق يأمر وينهى كأنه رب البيت. مات هو وهارون الرشيد في شهر واحد سنة ثلاث وتسعين ومائة وكان قد صام سبعين سنة وقامها وكان لا يعلم له بالليل نوم والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم وقال العجلي كان ثقة قديمًا صاحب سنة وعبادة وكان يخطئ بعض الخطأ تعبد سبعين سنة. وقال ابن سعد: عُمِّر حتى كتب عنه الأحداث وكان من العباد نزل بالكوفة في جمادى الأولى في الشهر الذي مات فيه الرشيد وكان ثقة صدوقًا عارفًا بالحديث والعلم إلا أنه كثير الغلط وقال أبو عمر بن عبد البر: إن صح له اسم فهو شعبة وهو الذي صحح أبو زرعة رواية أبي سعيد الأشج عن أبي أحمد الزبيري قال سمعت سفيان الثوري يقول للحسن بن العياش أقدم شعبة وكان أبو بكر غائبًا. قال أبو عمر كان الثوري وابن المبارك وابن مهدي يثنون عليه وهو عندهم في أبي إسحاق مثل شريك وأبي الأحوص إلا أنه يهم في حديثه وفي حفظه شيء وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالحافظ عندهم. وقال مهنأ سألت أحمد أبو بكر بن عياش أحب إليك أو إسرائيل قال: إسرائيل قلت لم قال لأن أبا بكر كثير الخطأ جدًّا قلت كان في كتبه خطأ قال لا كان إذا حدث

1447 - الصيريفيني

من حفظه. وقال يعقوب بن شيبة شيخ قديم معروف بالصلاح البارع وكان له فقه كثير وعلم باخبار الناس ورواية للحديث يعرف له سنة وفضل وفي حديثه اضطراب" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة، عابد إلا أنه لما كَبر ساء حفظه، وكتابه صحيح"أ. هـ. وفاته: سنة (193 هـ)، وقيل: (194 هـ)، ثلاث وتسعين، وقيل: أربع وتسعين ومائة. 1447 - الصَّيريفيني * المقرئ: شعيب بن أيوب بن زُريق بن معبد بن شيطا، أبو بكر، ويقال: أبو أيوب الصريفني (¬1). من مشايخه: يحيى بن آدم وغيره. من تلامذته: محمّد بن عمرو بن عون، وأحمد بن يوسف القافلاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "بلغني أنه ولي قضاء جند نيسابور .. " أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أبو عبيد الآجُري، عن أبي داود: إني لأخاف الله في الرواية عن شعيب بن أيوب -يعني يذمه-. وقال الدارقطني: تقي ولي القضاء" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان رأسًا في قراءة عاصم، وثقه الدارقطني وغيره، وتوقف فيه أبو داود". ثم قال: "وكان فقيها، محدثًا، مقرئًا قاضيًا ماضيًا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ولما ذكره ابن حبان في الثقات قال: كان على قضاء واسط يخطئ ويدلس، كلما حدث جاء في حديثه من المناكير مدلسة، وقال الحاكم: ثقة مأمون" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "القاضي، أصله من واسط، صدوق يدلس" أ. هـ. وفاته: سنة (261 هـ) إحدى وستين ومائتين. 1448 - ابن بسَّام * المقرئ: شعيب بن حرب بن بسام بن يزيد المدائني، أبو صالح البغدادي. من مشايخه: حمزة الزيات، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وشعبة وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي وآخرون. ¬

_ * العبر (2/ 22)، الثقات لابن حبان (8/ 309)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة والعشرين) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 327)، معرفة القراء (1/ 206)، الجرح والتعديل (4/ 342)، تاريخ بغداد (9/ 244)، ميزان الاعتدال (3/ 378)، تهذيب الكمال (12/ 505)، تهذيب التهذيب (4/ 305)، تقريب التهذيب (436)، المنتظم (12/ 166) وفيه ابن زريق وكذا في التهذيب، تذكرة الحفاظ (2/ 559)، الوافي (16/ 164)، الأنساب (4/ 536). (¬1) الصريفيني: صريفين واسط وليس صريفين بغداد. انظر تاريخ الإسلام. * طبقات ابن سعد (7/ 320)، التاريخ الكبير (4/ 222)، الجرح والتعديل (4/ 342)، الثقات لابن حبان (8/ 308)، تاريخ بغداد (9/ 239)، وفيات الأعيان (2/ 470)، تهذيب الكمال (12/ 511)، العبر (1/ 263)، السير (9/ 188)، الوافي (16/ 162)، غاية النهاية (1/ 327)، تهذيب التهذيب (4/ 306)، تقريب التهذيب (437)، الشذرات (2/ 457)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرين) ط. تدمري.

1449 - أبو محمد اليابري

كلام العلماء فيه: • طبقات ابن سعد: "كان من أبناء خراسان من أهل بغداد فتحول إلى المدائن فنزلها واعتزل بها، وكان ثقة له فضل" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وقال: "-عن- عثمان بن سعيد الدرامي يقول: وسألته -يعني يحيى بن معين- عن شعيب بن حرب ما حاله؟ فقال: ثقة .. ". ثم قال: "قال أبو زكريا: شعيب بن حرب ثقة". وقال: "حدثنا العباس بن محمّد قال سمعت يحيى يقول: شعيب بن حرب ثقة مأمون" أ. هـ. • السير: "الإمام القدوة العابد، شيخ الإسلام .. ". وقال: "قال النسائي: ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان منعوتًا بالعبادة والورع، أمارًا بالمعروف، أثنى عليه سري السقطي. وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع .. وفد كان قرأ القرآن غير مرة على حمزة الزيات وصحبه "أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال الدارقطني والحاكم ثقة، .. وقال العجلي: ثقة رجل صالح قديم الموت .. " أ. هـ. • تقريب التهذيب: "نزبل مكة، ثقة عابد" أ. هـ. وفاته: سنة (196 هـ)، وقيل: (197 هـ) ست وتسعين، وقيل: سبع وتسعين ومائة. 1449 - أبو محمّد اليَابُري * النحوي، المقرئ: شعيب بن عيسى بن علي بن جابر، أبو محمّد، وقيل: أبو مدين، وقيل، غير ذلك، اليابري، الأشجعي الأندلسي. من مشايخه: خلف بن شعيب، وأبو بكر عياش بن محراش وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن خير، وهشام بن أبان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان بصيرًا بعلل القراءات، غواصًا على المعاني، عالي السند، عارفًا بالأدب، له مصنفات في القراءات" أ. هـ. • غاية النهاية: "نزيل إشبيلية، مقرئ حاذق أديب .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان من مجودي القرآن، متقدمًا في العربية، ذاكرًا للآداب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة، وقيل: (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة، والأول أصح. من مصنفاته: "التقريب والأشعار في مذاهب القراء السبعة أئمة الأمصار". 1450 - أبو مدين التونسي* النحوي، اللغوي: شعيب بن محمّد بن جعفر بن ¬

_ * غاية النهاية (1/ 328)، معرفة القراء (1/ 479)، فهرست ابن خير (34)، معجم المؤلفين (1/ 816)، الوافي (16/ 164)، بغية الوعاة (2/ 4). * الدرر الكامنة (2/ 290)، بغية الوعاة (2/ 4)، الشذرات (8/ 374).

1451 - الخولاني

شعيب بن أحمد بن شعيب بن أحمد بن شعيب التونسي، أبو مدين، رضي الدين. ولد.: سنة (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: ابن عبد السلام، والهواري، ومحمد بن إبراهيم الأربلي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • في الدرر: "إنه كان أحد أذكياء العلم، .. وكان علامة في الفقه والنحو واللغة والفرائض والحساب والمنطق جيد القريحة وآخر الفضل، أتقن علومًا عدة حتى الكتابة والتزميك" أ. هـ. وفاته: سنة (770 هـ). سبعين وسبعمائة. 1451 - الخَوْلاني * النحوي، اللغوي: شعيب بن يوسف، الخولاني الشَّنتريني، أبو عمرو. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من أهل العلم والفهم والعدالة والثقة، بصيرًا بالعربية حافظًا للغات أقرأ أهل بلده دهرًا وأم وخطب فوق خمسين سنة وعُمّر فوق تسعين"أ. هـ. 1452 - ابن حَمْدَويه * النحوي، اللغوي: شمر بن حمدويه الهروي، أبو عمرو. من مشايخه: الرياشي، وأبو حاتم السجستاني وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عمود بن مقاتل وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أحد الأثبات للغات الحفاظ للغريب وعلم العرب، وكان عالمًا فاضلًا ثقة نحويًّا لغويًّا راوية للأخبار والأشعار" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان رأسًا في العربية والآداب وكان من أئمة السنة والجماعة" أ. هـ. • الأعلام: "لغوي، أديب من أهل هراة، (بخراسان) زار بلاد العراق في شبابه وأخذ من علمائها" أ. هـ. وفاته: سنة (255 هـ) خمس وخمسين ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في اللغة ابتدأه بحرف الجيم، غرق في النهروان. وله "غريب الحديث" كبير جدًّا. 1453 - شِمْر بن نُمير * اللغوي: شمر بن نمير، أبو عبد الله، مولى بني أمية، ثم لآل سعيد بن العاصي. من مشايخه: حسين بن عبد الله بن ضُميرة وغيره. من تلامذته: نافع بن يزيد، وعبد الله بن وهب بن مسلم وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 4). * معجم الأدباء (3/ 1420)، إنباه الرواة (2/ 77)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، الوافي (16/ 180)، البلغة (111)، إشارة التعيبن (141)، بغية الوعاة (2/ 4)، الأعلام (3/ 175)، معجم المؤلفين (1/ 819)، كشف الظنون (2/ 1205). * بغية الوعاة (2/ 5)، إنباه الرواة (2/ 75)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 243)، ميزان الاعتدال (3/ 385)، البلغة (111)، المغني في الضعفاء (1/ 300)، لسان الميزان (3/ 180).

1454 - ابن شرنفة

كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "أخبرني أبو عبد الله عن أبي سعيد قال: شمر بن نمير الأندلسي .. منكر" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان من أهل العلم بالعربية واللغة، ورحل من قرطبة بعد التأدب بها إلى المشرق، فلقى رجالًا من أهل الحديث .. " أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال الجوزجاني: كان غير ثقة .. قال سفيان بن وكيع: وفيه مقال". ثم قال: "قال ابن يونس: منكر الحديث، .. وقال البخاري في "التاريخ الأوسط": تركه علي، وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة، وهو أحسن حالًا من شيخه الحسين بن عبد الله ابن صغيرة" أ. هـ. 1454 - ابن شُرْنَفة * المقرئ: شهاب بن شرنفة (¬1)، المجاشعي البصري. من مشايخه: أبو رحماء العطاردي، وهارون بن موسى الأعور وغيرهما. من تلامذته: سلام القاري، وسعيد بن مسعدة الأخفش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "كان من جلة المقرئين بعد أبي عمرو مع الثقة والصلاح" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (160 هـ) ستين ومائة. 1455 - العِمَادي * المفسر: شهاب الدين بن عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد العمادي الدمشقي. ولد: سنة (1007 هـ) سبع وألف. من مشايخه: الحسن البوريني، والعلامتان الشهابان أحمد العيثاوي، وأحمد الوفائي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "رأيت له ترسيلات وأشعارًا كثيرة يتظلم فيها من الزمان فمن ذلك قوله من رسالة إلى مفتي الدولة والعلم الشريف محيط بمظلوميتنا التي هي أبين من فلق الصبح وأوضح من الضح من عزلنا ظلمًا وغدرًا عن خدمتنا الموروثة لنا عن الأباء من سالف الأعمار وتقديم غير الأهل بالإجبار من غير موجب يقتضيه العقوق بعد الحقوق إلا الجدّ والاجتهاد بالاضطرار في مداراة من تحار في مرضاته الأفكار وما هو إلا الدهر جاز فحار برقه خلب وهو أشعب فلذلك أعضب وأشعب وبالله المستعان وصنع الله أغلب. • أعلام الفكر في دمشق: "كان أديبًا شاعرًا، واشتغل في مبدأ أمره على مجموعة من العلماء" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل من أهل دمشق، له نظم حسن" أ. هـ. وفاته: في رجب سنة (1078 هـ) ثمان وسبعين وألف. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 328). (¬1) غاية النهاية: وقد صحفه بعضهم فجعله شريفة بالياء أ. هـ. * خلاصة الأثر (2/ 231)، نفحة الريحانة (2/ 94)، أعلام الفكر في دمشق (160)، الأعلام (3/ 178)، معجم المؤلفين (1/ 821).

1456 - الشامي

من مصنفاته: "كتاب في التفسير والفقه" وألّف كتابًا يتضمن مدائحه وبعض التعليقات الأدبية. 1456 - الشامي * المقرئ: شَهْر بن حَوْشَبِ الأشعري الشامي، أَبو سعيد، ويقال: أَبو عبد الله، ويقال غير ذلك، مولى أسماء بنت يزيد رضي الله عنها. ولد: سنة (20 هـ) عشرين. من مشايخه: أسماء بنت يزيد الأنصارية، وأَبو هريرة، وعائشة، وقرأ على ابن عباس وغيرهم. من تلامذته: قتادة، ومعاوية بن قرة وخلق كثير. كلام العلماء فيه: * السير: "من كبار علماء التابعين .. الإمام المقرى وعن ابن أبي نهيك قال: قرأت القرآن على ابن عباس، وابن عمرو وجماعة، فما رأيت أحدًا أقرأ من شهر بن حوشب". وقال الذهبي: "روى حرب الكرماني، عن أحمد بن حنبل: شَهر ثقة، ما أحسن حديثه. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: شهر ليس به بأس. وقال الترمذي: قال محمد -يعني البخاري-: شهر حسن الحديث، وقوى أمره .. ". ثم قال: "وقال أَبو زُرعة وغيره: لا بأس به، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: لا يحتج به، ولا يتديّن بحديثه، وقال أَبو حاتم الرازي: ليس هو بدون أبي الزبير المكي، ولا يحتج به. وروى معاوية بن صالح، وأحمد بن زهير، عن يحيى بن معين ثقة .. ". وقال: "قال أَبو حفص الفلاس: كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن شهر وكان عبد الرحمن يحدث عنه. قلت -أي الذهبي-: يعني الاحتجاج وعدمه .. ". وقال أيضًا: "يعقوب بن شيبة: شهر ثقة، طغى فيه بعضهم. وقال يعقوب بن سفيان: شُهر وإن تكلم به ابن عون: فهو ثقة. قلت -أي الذهبي-: الرجل غيرُ مدفوع عن صدق، وعلم والاحتجاج به مرجح" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال حنبل عن أحمد: ليس به بأس. وقال عثمان الدارمي: بلغني أن أحمد كان يثني على شهر. قال الترمذي: قال أحمد: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر. وقال الترمذي عن البخاري: شهر حسن الحديث. وقال العجلي: شامي، تابعي ثقة". ثم قال: "وقال الساجي فيه ضعف، وليس بالحافظ، وكان شعبة يشهد عليه أنه رافق رجلًا من أهل الشام فخافه، وقال ابن حبان كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات ¬

_ * تهذيب الكمال (12/ 578)، السير (4/ 372)، العبر (1/ 119)، ميزان الاعتدال (3/ 389)، البداية والنهاية (9/ 176)، غاية النهاية (1/ 329)، تهذيب التهذيب (4/ 336)، حلية الأولياء (6/ 95)، النجوم (1/ 271)، الشذرات (1/ 404)، الأعلام (3/ 178)، تقريب التهذيب (441)، طبقات ابن سعد (7/ 449)، الجرح والتعديل (4/ 382)، تاريخ ابن عساكر (23/ 217)، مختصر تاريخ دمشق (11/ 5).

1457 - شهفور

المقلوبات، وقال الحاكم أَبو أحمد: ليس بالقوي عندهم .. وقال الدارقطني يخرج حديثه، وقال البيهقي: ضعيف، وقال ابن حزم: ساقط، وقال أَبو الحسن بن القطان الفاسي: لم أسمع لمضعفه حجة، وما ذكروا من تزييه بزي الجند، وسماعه الغناء بالآلات، وقذفه بأخذ الخريطة، فإما لا يصح، أو هو خارج على مخرج لا يضره، وشرّ ما قيل فيه أنه يروي منكرات عن ثقات، وهذا إذا كثر منه سقطت الثقة به، وقال يحيى القطان، عن عباد بن منصور حججنا مع شهر فسرق عيبتي .. " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق، كثير الإرسال والأوهام " أ. هـ. وفاته: سنة (100 هـ) مائة، وذكر الذهبي في السير، الاختلاف في تاريخ موته -رحمه الله تعالى -. 1457 - شَهْفور * المفسر شهفور بن طاهر بن محمد الأسفراييني، أَبو المظفر. من مشايخه: سمع الحديث من أصحاب الأصم، وأصحاب ابن علي الرفاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "الإمام الأصولي الفقيه المفسر، ارتبطه نظام الملك بطوس" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "سافر في طلب العلم، وحصل الكثير وارتبطه نظام الملك بطوس فأقام بها سنين، ودرس بها سنين، ودرس بها العلوم، وأفاد الكثير واستفاد الناس منه. * الأعلام: "عالم بالأصول، مفسر، من فقهاء الشافعية" أ. هـ. * قلت: وهو أشعري المعتقد، وذلك من خلال كتابها التبصير في الدين"، فقد نقل الدكتور عبد القادر بن محمّد عطا صوفي في كتابه "الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات .. "، حينما تكلم على قول أئمة الأشاعرة حول حدوث العالم بحدوث الأجسام كالباقلاني، والذي بعده عبد القاهر البغدادي، وأيضًا صاحب الترجمة الأسفراييني، قال الدكتور عبد القادر: " .. زعم أن الأجسام حادثة؛ لأنها لا تخلو من الحوادث، وما لا يخلو من الحوادث لا يستحق أن يكون مُحدثًا، وما لا يستحق أن يكون مُحدثًا كان مُحدثًا مثلها". وقد ادعى الأسفراييني أن أهل السنة والجماعة -يقصد الأشاعرة- على هذا المعتقد. واستدل على حدوث الأعراض، وحدوث الأجسام بأدلة قريبة من أدلة أسلافه" (¬1). ¬

_ * طبقات الشافعية للسبكي (5/ 11)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 218)، معجم المفسرين (1/ 227)، الأعلام (3/ 179)، معجم المؤلفين (1/ 821)، وفي (2/ 13)، سماه: طاهر بن محمد .. المشهور بشاهفور، كشف الظنون (1/ 268) وهدية العارفين (2/ 430) تبيين كذب المفتري (276)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم (1/ 387). (¬1) "التبصير في الدين" للأسفراييني، تحقيق محمّد زاهد الكوثري، مطبعة الأنوار، الطبعة الأولى لسنة (1359 هـ - 1940 م): (ص 153 - 154).

1458 - أبو معاوية التميمي

وفاته: سنة (471 هـ) إحدى وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "التفسير" الكبير المشهور واسمه "تاج التراجم في تفسير القرآن للأعاجم"، وصنف في "الأصول"، و"التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من فرق الهالكين". 1458 - أَبو معاوية التميمي * النحوي، اللغوي: شيبان بن عبد الرحمن التميمي، مولاهم النحوي البصري، أَبو معاوية. من مشايخه: الحسن البصري، وقتادة، وروى القراءة عن عاصم وغيرهم. من تلامذته: أَبو حنيفة، وابن مهدي، وروى القراءة عنه حسين الجعفي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال أَبو أحمد العسكري: إن شيبان النحوي نسب إلى بطن يقال لهم بنو نحو .. وقال: هم بنو نحو بن شُمس -بضم الشين- من بطن من الأزد" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وذكر أَبو الحسين بن المنادي: المنسوب إلى القبيلة من الأزد التي يقال لها نحو هو يزيد النحوي، لا شيبان. وقال أَبو بكر عبد الله بن سليمان الأشعث: يزيد النحوي هو يزيد بن أبي سعيد، وهو من بطن الأزد يقال لهم بنو نحو، ليس من نحو العربية ولم يرو منهم الحديث إلا رجلان. أحدهما يزيد هذا، وسائر من يقال له النحوي فمن نحو العربية، شيبان بن عبد الرحمن وهارون بن موسى وأَبو يزيد النحوي" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ النحوي الثقة" أ. هـ. * قلت: والذي يظهرِ أن قول الذهبي (في السير) في نسبته (النحوي) نسبة إلى بطن يقال لهم: بنو نحو، وليس منسوبًا إلى علم النحو، انظر هامش تاريخ الإسلام. * تهذيب الكمال: "وقال محمد بن سعد، وأحمد بن عبد الله العجلي، والنسائي: ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: كان صاحب حروف وقراءات مشهور بذلك، كان يحيى بن معين يوثقه .. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن حراش: كان صدوقًا" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "ثقة مشهور. قال صالح بن أحمد، قال أبي: هو ثبت صالح، وقال أَبو حاتم: صالح الحديث، لا يحتج به" أ. هـ. قلت: قال الذهبي في السير: "قول أبي حاتم فيه: لا يحتج به، ليس بجيد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قد وثقه الناس، واحتج به أهل الصحاح .. " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة، صاحب كتاب .. " أ. هـ. * الأعلام: "مؤدب، من رجال الحديث ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 271)، الأنساب (5/ 468)، معجم الأدباء (3/ 1423)، إنباة الرواة (2/ 72)، تهذيب الكمال (12/ 595)، السير (7/ 406)، العبر (1/ 243)، تاريخ الإسلام (وفيات 164) ط تدمري، ميزان الاعتدال (3/ 391)، تذكرة الحفاظ (1/ 158)، الوافي (16/ 200)، غاية النهاية (1/ 329)، تهذيب التهذيب (4/ 326)، التقريب (441)، الشذرات (2/ 289)، الأعلام (3/ 180)، معجم المؤلفين (1/ 821)، وكرر ترجمته في نفس الصفحة باسم: شيبان بن معاوية أبو معاوية النحوي المؤدب ووفاته سنة (164 هـ).

1459 - شيبة بن نصاح

والعربية ولد بالبصرة وسكن الكوفة وتوفي في بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (164 هـ) أربع ومتين ومائة. من مصنفاته: له "كتاب" في الحديث. 1459 - شَيبَة بن نَصَّاح * المقرئ: شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب، أَبو ميمونة المدني، مولى أم سلمة رضي الله عنها. من مشايخه: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، والقاسم بن محمّد وغيرهما. وقال الذهبي في معرفة القراء: ووهم من قال: إنه قرأ على أبي هريرة، وابن عباس رضي الله عنهما، فإنه لم يدرك ذلك. من تلامذته: نافع، واسماعيل بن جعفر وآخرون. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قال الدوري: حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: قرأت على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة، فكان إمام أهل المدينة في القراءة قال إسماعيل: وأخبرني سليمان بن مسلم: أن شيبة أخبره أنه أتي به إلى أم سلمة وهو صغير، فمسحت رأسه، وبركت عليه". وقال: "قال قالون: كان نافع أكثر اتباعًا لشيبة منه لأبي جعفر. قال النسائي وغيره: شيبة، ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقيل: إن شيبة ولي قضاء المدينة فالله أعلم" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام ثقة، مقرئ المدينة مع أبي جعفر وقاضيها .. وقال الحافظ أَبو العلاء هو من قراء التابعين الذين أدركوا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وروينا أنه لما ماتت سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قوم شيبة بن نصاح فصلى عيها، وإنما قوم لفضيلة القرآن .. وهو أول من ألف في الوقف وكتابه مشهور" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "كان قاضيًا بالمدينة .. وكان إمام أهل المدينة في القراءات ولا نعلم أحدًا روى عن أبيه نصاح إلا شيبة .. ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير، وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "القاريء المدني القاضي، ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. 1460 - ضياء الدين القناوي النحوي، اللغوي: شيث بن إبراهيم بن محمّد بن حيدرة بن الحاج القناوي القفطي، أَبو الحسن، ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة مرة) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 329)، التاريخ الكبير (4/ 241)، تهذيب التهذيب (4/ 330)، تهذيب الكمال (12/ 608)، تقريب التهذيب (442)، الجرح والتعديل (4/ 335)، المعارف (528)، الوافي (16/ 203)، معجم المؤلفين (1/ 822). * معجم الأدباء (3/ 1424)، إنباه الرواة (2/ 73)، الوافي (16/ 203)، فوات الوفيات (2/ 108)، البلغة (111)، إشارة التعيين (142)، الديباج المذهب (1/ 402)، الطالع السعيد (262)، بغية الوعاة (2/ 6)، الأعلام (3/ 181)، معجم المؤلفين (1/ 822).

1461 - الأعرجي

ضياء الدين. ولد: سنة (511 هـ)، وقيل: (510 هـ) إحدى عشرة، وقيل: عشر وخمسمائة. من مشايخه: السِّلفي، وأَبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحُباب وغيرهما. من تلامذته: الشيخ الحسن بن الشيخ عبد الرحيم وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أحد أكابر الأدباء المعاصرين، برع في العربية واللغة وفنون الأدب وتقدم بها ... وحدث ودرس، وكان ذا هيبة ووقار، وله مقامات معروفة، ومواقف بين يدي السلاطين والأمراء، وكانوا يحترمونه ويوقرونه" أ. هـ. * إنباه الرواة: "الفقيه النحوي الزاهد العالم المتفنن .. وأهله أهل قرآن وخير وصلاح، أصحاب سنة وجماعة، أرباب تعصب في ذلك، وقد كانوا يتظاهرون به في الدولة العلوية القصرية، وعلم منهم ذلك فلم يعارضوا .. ". وقال: "وكان يتفقه على مذهب مالك بن أَنس، وله مسائل وتعاليق في الفقه جميلة وله كلام في الرقائق. وقد كان -رحمه الله- حسن العبارة مخلوقًا من حذر، لم يره أحد ضاحكًا قط ولا هازلًا، وكان يسير في أفعاله على سنن السلف الصالح، وكان ملوك البلاد يجلون قدره ويرفعون ذكره .. " أ. هـ. * الطالع السعيد: "وذكره ابن سعد وقال: سمعتُ البهاء زُهير يقول: سمعتُ ابن الغَمر الأديب يقول: رأيت في النوم الفقيه (شيث) يقول شعرًا وهو: أنبئكم يا أهل ودِّي بأنّ لي ... ثمانين عامًا أردفت بثمان ولم يبقَ إلا صفوة أو صبابة ... فجذ يا إلهي منك لي بأمانِ قال: فأصبحت وجئت إلى الفقيه شيث، وقصصت عليه الرؤيا فقال: لي اليوم ثمان وثمانون سنة، وقد نعيت لي نفسي" أ. هـ. * الديباج: "كان فقيهًا فاضلًا نحويًّا بارعًا .. وكان يسير في أفعاله وأقواله سير السلف الصالح" أ. هـ. * بغية الوعاة: "وكان ينكر على الشيخ عبد الرحيم القناوي فدعا عليه أن يخمل ذكره" أ. هـ. وفاته: سنة (599 هـ)، وقيل: (598 هـ) تسع وتسعين وقيل: ثمان وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: له تصانيف في العربية منها: "كتاب الإشارة في تسهيل العبارة"، و"المعتصر من المختصر" وغير ذلك. 1461 - الأَعْرجي * النحوي: صادق بن علي بن الحسن الحسيني الأعرجي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "نحوي، أديب" أ. هـ. وفاته: سنة (855 هـ) خمس وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "شواهد القطر" في أوقاف بغداد، نحو. ¬

_ * الأعلام (3/ 186)، الكشاف أطلس (185).

1462 - الربعي

1462 - الرَّبْعِي * اللغوي: صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي البغدادي، أَبو العلاء. من مشايخه: القاضي أَبو سعيد بن الحسن بن عبد الله السيرافي، وأَبو سليمان الخطابي وغيرهما. من تلامذته: ابن حبَّان وغيره. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان يتهم بالكذب وقلة الصدق فيما يورده" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان عارفًا باللغة وفنون الأدب والأخبار، سريع الجواب حسن الشعر، طيب المعاشرة ممتع المجالسة" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان فصيح اللسان حاضر الجواب سريعًا يجيب عن كل ما يُسأل عنه، غير متوقف فنسب لإكثاره إلى الكذب وكان يصنف كتابًا في أخبار العشاق، ويسمى أسماء غريبة لا أصل لها، وينسب إليها كلامًا منظومًا ومنثورًا يرصعها من قوله وقول غيره، وسأله يومًا -وقدامه تمر يأكل منه- ما "التمر كل" في كلام العرب؟ فقال: يقال "التمر كل" الرجل إذا التف بكسائه، فقال إنما ركبت له اسمًا من التمر والأكل فقال قد وافق ذلك أمرًا كان وله من هذا كثير" أ. هـ. * إشارة التعيين: "كان خليعًا يؤثر الشراب واللعب فلذلك لم يؤخذ عنه" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال "بن مكتوم: كان مقدمًا في علم العربية ومعرفة العويص وكان أحضر الناس شاهدًا، وأوراهم لكلمة غريبة وإنما حطه عن أهل الأدب فأغلب عليه من حب الشراب والبطالة وإيثار السخف والفكاهة فلم يثقوا بنقله، ولا استكثروا منه" أ. هـ. * نفح الطيب: "قال ابن بسام: وكان شديد البديهة في ادعاء الباطل قال له المنصور يومًا ما الخنبشار؟ فقال حشيشة يعقد بها اللبن ببادية الأعراب وفي ذلك يقول شاعرهم: لقد عقدت محبتها بقلبي ... كما عَقَدَ الحليب الخنبشار" أ. هـ. * الشذرات: "لما ظهر للمنصور كذبه في النقل وعدم تثبته وفي كتابه (الفصوص) في البحر، لأنه قيل له: جميع ما فيه. لا صحة له، فعمل فيه بعض شعراء عصره: قد غاص في البحر كتاب الفصوص ... وهكذا كل ثَقيل يغوصُ فلما سمع صاعد هذا البيت أنشد: عادَ إلى عُنصرهِ إنما ... يخرجُ من قعرِ البحور الفصوص" أ. هـ. وفاته سنة (410 هـ)، وقيل: (417)، وقيل: (419 هـ) عشر، وقيل: سبع عشرة، وقيل: تسع ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 373)، الصلة (1/ 222)، بغية الملتمس (2/ 413)، معجم الأدباء (4/ 1439)، إنباه الرواة (2/ 85)، وفيات الأعيان (2/ 488)، العبر (3/ 124)، تاريخ الإسلام (وفيات 417) ط. تدمري، الوافي (16/ 226)، إشارة التعيين (146)، البداية والنهاية (12/ 23)، البلغة (114)، بغية الوعاة (2/ 7)، الشذرات (5/ 85)، نفح الطيب (4/ 65)، معجم المؤلفين (1/ 827).

1463 - صافي البغدادي

عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا سماه "الفصوص" في الآداب والأشعار والأخبار، وله كتاب "النوادر". وله كتب غريبة في أسمائها ككتاب "الجوامق بن معطّل المذحجي مع ابنةَ عمه عفراء" وغيره. 1463 - صافي البغدادي المقرئ: صافي بن عبد الله، أَبو الفضل البغدادي، مولى ابن الخرقي. من مشايخه: رزق الله التميمي، ويحيى بن أحمد السيبي وغيرهما. من تلامذته: أَبو سعد السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "مقرئ مجود عالي الإسناد، كثير التعبد والأوراد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "مقرى مجود صالح متعبد، ... احترقت كتبه" أ. هـ. وفاته: سنة (546 هـ) ست وأربعين وخمسمائة. 1464 - الإسْعَرْدي * المقرئ: صالح بن إبراهيم بن أحمد بن نصر بن قريش، ضياء الدين الملقب بالضياء الإسعردي الأصل، الفارقي المولد، الدشقي الدار المصري الوفاة: أَبو العباس. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: السخاوي، وابن الحاجب وغيرهما. من تلامذته: النور علي بن يوسف الشطنوفي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "الإمام النحوي الكبير، ... وقرأ القراءات وأتقن العربية، للإقراء وتعليم النحو، وكان ساكنًا خيرًا فاضلًا .. وكتب عنه المحدثون .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام جامع الحاكم بالقاهرة، شيخ ماهر" أ. هـ. وفاته: سنة (665 هـ) وستين وستمائة. 1465 - المُنيِّر الدمشقي * النحوي، المفسر: صالح (¬1) بن أحمد بن سعيد، الشهير بالمنيِّر الدمشقي الشافعي، ينسب "إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما. ولد: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. من مشايخه: بكري العطار، والشيخ محمود الحمزاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "الدمشقي، الشافعي، من طائفه ¬

_ * معرفة القراء (1/ 503)، غاية النهاية (1/ 331)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 546) ط. تدمري، الوافي غاية النهاية (1/ 332)، وفيه اسمه: صالح بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم ... وقال وفاته بعد سنة (680 هـ)، بغية الوعاة (2/ 8). * حلية البشر (2/ 729)، تاريخ علماء دمشق (1/ 209)، معجم المؤلفين (3/ 351). (¬1) في معجم المؤلفين: سماه محمّد صالح.

1466 - أبو سهل البغدادي

ذات حسب ونسب وجاه عظيم وعلم وأدب، وكان المترجم من أحسنهم لطفًا، وأجملهم نباهة وظرفًا، ... وطلبته الطلبة من كل جانب، ومالت إليه أعناق الرغائب .. " أ. هـ. * تاريخ علماء دمشق: "عالم، شاعر، وقرأ عليه ولده النحو والمنطق والفقه والتوحيد والحديث .. أولع بمطالعة الثوراة والإنجيل، وكان يذهب إلى الكنائس والبيع ليجادل أهلها" أ. هـ. وفاته: سنة (1321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الطل من المجاز المرسل" "منظومة في علم البيان"، "العقود الغالية في قواعد المنطق العالية". 1466 - أَبو سهل البغدادي * المقرئ: صالح بن إدريس بن صالح بن شعب، أَبو سهل البغدادي الورَّاق. من مشايخه: ابن مجاهد، ويحيى بن صاعد وغيرهما. من تلامذته: عبد المنعم بن غلبون، وعلي بن محمد الأنطاكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "المقرئ، أحد الحذَّاق، ... وكان شابًّا صالحًا ناسكًا، منقطع القرين، من سادة المقرئين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "المقرى المحقق، عُني بالقراءات وبرع فيها، وأخذها عن جلة القراء، ... وكان صالحًا ناسكًا ورعًا، قانعًا، توفي شابًّا" أ. هـ. * غاية النهاية: "نزيل دمشق، أستاذ ماهر ضابط متقن" أ. هـ. وفاته: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة وله نيف وأربعون سنة. 1467 - الجَرْمي * النحوي: صالح بن إسحاق الجَرمي (¬1) البصري، أَبو عمر صاحب التصانيف. من مشايخه: يزيد بن نُديع، وأخذ العربية عن سعيد الأخفش، واللغة عن يونس بن حبيب وغيرهم. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 332)، معرفة القراء (1/ 302)، تاريخ الإسلام (وفيات 345) ط. تدمري، تاريخ بغداد (9/ 331)، تاريخ دمشق (23/ 313)، مختصر تاريخ دمشق (11/ 25)، تهذيب التهذيب (6/ 367). * تاريخ بغداد (9/ 313)، الأنساب (2/ 48)، نزهة الألباء (114)، المنتظم (11/ 101)، إنباه الرواة (2/ 80)، وفيات الأعيان (2/ 485)، السير (10/ 562)، العبر (1/ 394)، الوافي (16/ 249)، البداية والنهاية (10/ 293)، غاية النهاية (1/ 332)، النجوم (2/ 243)، بغية الوعاة (2/ 8)، الشذرات (3/ 115)، الأعلام (3/ 189)، معجم المؤلفين (1/ 828)، الجرح والتعديل (4/ 394)، الثقات لابن حبان (8/ 317)، مراتب النحويين (75)، وأخبار النحويين البصريين (55)، ذكر أخبار أصبهان (1/ 346)، الفهرست لابن النديم (62)، نور القبس (214)، معجم الأدباء (4/ 1442)، روضات الجنات (4/ 133)، البلغة (113)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة والعشرين) ط. تدمري. (¬1) الجرمي: نسبة إلى جرم بن زبان مولاه، وجرم من قبائل اليمن، وقيل هو مولى جميلة بن أنمار بن إراش بن الغوث، وإنما قيل له الجرمي، لأنه كان ينزل فيهم، وقيل إنه مولى قريش أ. هـ معجم الأدباء.

1468 - ظهوري

من تلامذته: أحمد بن مُلاعب، والمبرد، وأَبو خليفة الجرمي وغيرهم. * كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد وكان يحيى بن أبي كثير يثني عليه خيرًا ... قال أَبو سعيد: كان ذا دين، وأخا ورعٍ" أ. هـ. * السير: "قال المُبرِّد: كان الجَرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه، وعليه قرأت الجماعة، وكان عالمًا باللغة، حافظًا لها وكان جليلًا في الحديث والأخبار، وكان أغوصَ على الاستخراج من المازني. وإليهما انتهى علم النحو في زمانهما ... إمام الحربية، كان صادقًا ورعًا خيرًا وحصل له بالأدب دنيا واسعة وحشمة" أ. هـ. * الوافي: "كان يلقب بالكلب، وبالنباح لأنه كان يذهب إلى أبي زيد الأنصاري فيناظره ويصايحه فلقبه بذلك وكان يلقب بالمهارش لأنه كان لا يرى إلا ناظرًا أو مناظرًا" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان فقيهًا فاضلًا نحويًّا بارعًا عالمًا باللغة حافظًا لها، دَيِّنًا ورعًا حسن المذهب صحيح الاعتقاد، صنف كتاب الفرخ -يعني كتاب سيبويه -" أ. هـ. * الشذرات: "قال ابن الأهدل: كان دَيِّنًا ورعًا حسن العقيدة، صنف في النحو، وناظر القرّاء" أ. هـ. * الأعلام: "من أهل البصرة، سكن بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (225 هـ) خمس وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "المختصر"، و"الأبنية"، و"العروض" وغير ذلك. 1468 - ظهوري * المفسر صالح بن إسحاق الشرواني الأصل القسطنطيني القره باغي الرومي، الحنفي، المعروف بظهوري، وإسحق زاده. ولد: سنة (1031 هـ) إحدى وثلاثين وألف. من مشايخه: محمد الكردي وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "قاضي قضاة مصر وأحد فضلاء العصر الذي اتفقت على فضله كملة الكلمة وكان من حسنات الروم وأحد أدبائها ... وكان عالمًا بأيام الناس والأنساب والتورايخ وكان يحفظ من الشعر والأخبار شيئًا كثيرًا وله مصنفات حسنة الأسلوب تدل على زيادة تبحره ... وكان مغرمًا بالكيمياء وعملها وله مهارته كلية في تحقيق علمها وألف فيها مؤلفات وأتلف عليها مالًا كثيرًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "قاض مفسر، عارف بالتواريخ والأنساب، شاعر تولى القضاء ببيروت ثم بمصر وتوفي بها وهو قاض" أ. هـ. وفاته: سنة (1083 هـ) ثلاث وثمانين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي". ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 231)، خلاصة الأثر (2/ 237)، هدية العارفين (1/ 423)، ووفاته فيه (1073 هـ) ومثله في إيضاح المكنون (1/ 141)، معجم المؤلفين (1/ 829).

1469 - الأوثبي

1469 - الأَوْثَبِيّ * المقرئ: صالح بن أبي القاسم خلف بن عمر الأنصاري الأوثبي المالقي، أَبو الحسن بن السكني. ولد: سنة (500 هـ) خمسمائة. من مشايخه: ابن الطَّراوة، أَبو عبد الله المازري وغيرهما. من تلامذته: أَبو سليمان ابن حوط الله وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان متقدمًا في علم الكلام والعقليات" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان عارفًا بالقراءات، ماهرًا في العربية ذا حظ صالح من الشعر، متقدمًا في علم الكلام" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. 1470 - السُّوسي * المقرئ: صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود، الرُّستي السوسي الرقي، أَبو شعيب. ولد: سنة (173 هـ) ثلاث وسبعين، وقيل: نيف وسبعين ومئة. من مشايخه: سفيان بن عيينة، وجوَّد القرآن على يحيى اليزيدي وغيرهما. من تلامذته: أَبو بكر بن أبي عاصم، وتلا عليه موسى بن جرير، وأَبو عثمان النحوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "قال عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: صدوق" أ. هـ. * السير: "وكان صاحب سنّة، دعا له الإمام لما بلغه، أن ختنه تكلم في القرآن، فقام أَبو شعيب عليه ليُفارق بنته" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرى ضابط محرر ثقة" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال النسائي: ثقة، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وادعى الحافظ ابن عساكر أن النسائي روى عنه، وذكره في مشايخ النبل، وقال أَبو الحجاج الكلبي: لم أقف على روايته عنه. قلت -أي الذهبي-: لم يرو عن النسائي إلا رواية عمرو، رواها الحسن بن رشيق عن النسائي عنه" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "رواية النسائي عنه للقرآن ذكرها أَبو عمرو الداني، وضعفه مسلم بن قاسم الأندلسي بلا مستند، وقال ابن أبي عاصم في بعض تصانيفه ثنا صالح بن زياد وكان خيارًا، وفي الصيام من شعب البيهقي عن مطين، قال صالح بن زياد السوسي بالرقة، وهو أفضل من رأيته" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "نزيل الرقة: ثقة" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 9) وفيه صالح بن خلف بن عامر، تاريخ الإسلام (وفيات 586) ط. تدمري. * تهذيب التهذيب (4/ 343)، تقريب التهذيب (445)، الجرح والتعديل (4/ 404)، الأنساب (3/ 335)، تهذيب الكمال (13، 50)، السير (12/ 380)، الثقات لابن حبان (8/ 319)، تذكرة الحفاظ (2/ 559)، العبر (2/ 22)، تاريخ الإسلام (وفيات 261) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 193)، الوافي (16/ 258)، طبقات الحنابلة (1/ 176)، غاية النهاية (1/ 332)، الشذرات (3/ 268)، الأعلام (3/ 191)، معجم المؤلفين (1/ 831).

1471 - العذري

وفاته: سنة (261 هـ) إحدى وستين ومائتين، وقد قارب التسعين سنة. 1471 - العُذريُّ * النحوي: صالح بن عادي العُذريُّ الأنماطي القفطي. من مشايخه: ابن برِّي وغيره. من تلامذته: القفطي، والفاضي الخطيب، وأَبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر بن عبد الباقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "العبد الصالح، شيخي نزيل قفط .. وكان النحو على خاطره طريًا، وكنب بخطه بأصوله، وحشاها، وكانت في غاية التحقيق والصحة، وكان كثير المطالعة لكتب النحو، وكان على غاية من الدين والورع والنزاهة، وقيام الليل ولزوم سمت المشايخ الصالحين، مستجاب الدعوة". ثم قال: "كان يجلس للإفادة ما بين الظهر والعصر بجامع قِفط، وانتفع بركته كل من صحبه وأدركه في آخر عمره نوع من الفالج فاعتقل له لسانه عن بعض النطق" أ. هـ. وفاته: سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. 1472 - الكُوفي * المفسر صالح بن عبد الله بن جعفر بن علي بن صالح الأسدي الحنفي الكوفي، محيي الدين بن الصباغ. وفي الوافي اسمه "عبد الله بن جعفر بن علي ... ". ولد: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: الرضي الصاغاني، والموفق الكواشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "أحد الأعلام، وله أدب وفضائل، نظم الفرائض، وفيه عبادة وزهادة، وله جلالة، عرض عليه تدريس المستنصرية فأبى، وكان فاضل الكوفة" أ. هـ. * الدرر: "كان فريدًا في علوم التفسير .. كان زاهدًا فاضلًا ورعًا، ألقى الكشاف دروسًا من صدره ثماني مرات مع بحث وتدقيق وإيارد وتشكيك وطلب لرئاسة الحنفية بالمستنصرية فامتنع. وكان نادرة العراق في علوم التفسير والفقه" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مشارك في الأدب والشعر والتصوف" أ. هـ. وفاته: سنة (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 83)، الطالع السعيد (267)، بغية الوعاة (2/ 9). * الوافي (17/ 109) اسمه فيه: عبد الله بن جعفر بن علي، الدرر الكامنة (1، 299)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 129)، بغية الوعاة (2/ 10)، معجم المفسرين (1/ 231)، معجم المؤلفين (1/ 832).

1473 - ابن أبي التقى

1473 - ابن أبي التقى * النحوي، المقرئ، صالح بن علي بن زيدان بن أحمد، أَبو محمد بن أبي التقى الأموي المكي. من مشايخه: أَبو طاهر السِّلفي، وأَبو محمد بن بري وغيرهما. من تلامذته: المنذري، والزكي البرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "برع في الفقه، وكتب بخطه الكثير، وكان مفيد مصر في زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. 1474 - ابن المعلم * النحوي: صالح بن علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سلمة الأنصاري المالقي، أَبو التقى بن المعلم. من مشايخه: أَبو علي الزندي، وابن حوط الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من أهل الاجتهاد في طلب العلم والاعتناء التام بالرواية والتصرف الحسن في النحو والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. 1475 - السَّكْسَكي * النحوي، اللغوي: صالح بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل، البُريهي السكسكي الشافعي، أبو عبد الله. ولد: سنة (635 هـ) خمس وثلاثين وستمائة. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فاضلًا، وإمامًا كاملًا، عارفًا بالفقه، والنحو واللغة والفرائض والجبر والمقابلة" أ. هـ. وفاته: سنة (714 هـ) أربع عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الكافي" في الفرائض لإسحاق بن يوسف الصردفي. 1476 - أَبو البقاء البَلْقِينِي * اللغوي، المفسر صالح بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني العسقلاني الشافعي البلقيني، علم الدين، أَبو البقاء بن شيخ الإسلام، سراج الدين، البلقيني. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 10). " بغية الوعاة (2/ 11). * معجم المفسرين (1/ 231)، الضوء اللامع (3/ 312)، رفع الإصر (2/ 256)، الذيل على رفع الإصر (155)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 220)، البدر الطالع (1/ 286)، نظم العقيان (119)، الشذرات (9/ 454)، الأعلام (3/ 194)، معجم المؤلفين (1/ 832)، الوجيز (2/ 759). *معجم المفسرين (1/ 231)، الضوء اللامع (3/ 312)، رفع الإصر (2/ 256)، الذيل على رفع الإصر (155)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 220)، البدر الطالع (1/ 286)، نظم العقيان (119)، الشذرات (9/ 454)، الأعلام (3/ 194)، معجم المؤلفين (1/ 832)، الوجيز (2/ 759).

1477 - الشيخ صالح

ولد: سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: الولي العراقي، وابن حجر وغيرهما. من تلامذته: السخاوي، والسيوطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان متصوفًا متقللًا من الدنيا غاية في الذكاء وسرعة الحفظ ... ". ثم قال: "كان إمامًا فقيهًا عالمًا قوي الحافظة سريع الإدراك طلق العبارة فصيحًا يتحاشى عدم الإعراب في مخاطباته بحيث لا يضبط عليه في ذلك شاذة ولا فاذة حسن الاعتقاد في الصالحين كثير التودد إليهم .. " أ. هـ. * نظم العقيان: "إمام الفقهاء في عصره وحامل لواء مذهب الشافعي في عراقه وحجازه وشامه ومصره" أ. هـ. * رفع الإصر: "كان متصوفًا بالنسبة لأقاربه ... واستقر في قضاء الشافعية ... وأعانه على ذلك قصره أمير خور، وابن الكويز كاتب السر وقاضي الحنابلة ابن المغلى فما كان إلا أن استقر في المنصب فشمخت نفسه، فرأى غيره منه ما لا يرى وسار سيرة عجيبة، يجمع بين دناءة النفس والطمع والحق. ". ثم قال: "وأما أوقات الحرمين والصدقات فتحيل على الانفراد بها بكل صلة. وأما المدارس ومتحصلها فلم يصرف للطلبة إلا اليسير .. " أ. هـ. وفاته: سنة (868 هـ) ثمان وستين وثمانمائة. من مصنفاته: تفسير القرآن في ثلاثة مجلدات، وشرح على الجامع الصحيح للبخاري لم يكمل. 1477 - الشيخ صالح * النحوي: صالح بن قاسم بن أحمد بن أسعد بن محمّد بن الفضل بن مياس المرادي اليمني الصنعاني الحنفي، ويعرف بالشيخ صالح. ولد: سنة (833 هـ) ثلاث وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: لازم التقي الشمني في الفقه والعربية، وأخذ عن التقي الحصني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "تميز في العربية والصرف والمنطق والمعاني والبيان، وعرف بالصلاح والفصاحة مع تقلله وانجماعه وعدم مزاحمته لبني الدنيا بحيث عرض عليه القضاء فأبى" أ. هـ. 1478 - الأَسْدي * المفسر: صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر الأسدي البغدادي، أَبو علي، ويقال: أَبو جعفر الملقب بـ (جزرة) (¬1)، مولى أسد ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 314). * تاريخ بغداد (9/ 322)، الكامل (7/ 553)، تاريخ دمشق (23/ 385)، مختصر تاريخ دمشق (11/ 40)، تهذيب تاريخ دمشق (6/ 383)، المنتظم (13/ 52)، السير (14/ 23)، العبر (2/ 97)، تذكرة الحفاظ (2/ 641)، مرآة الجنان (2/ 166)، البداية والنهاية (11/ 108)، الوافي (16/ 269)، النجوم (3/ 161)، طبقات الحفاظ (281)، الشذرات (3/ 396)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثلاثين) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 232)، هدية العارفين (1/ 422)، معجم المؤلفين (1/ 843)، الأعلام (3/ 195). (¬1) قال الخطيب في تاريخه عن سبب تلقيبه بـ (جزرة): وعن سبب ذلك قال صالح (جزرة): قدم علينا بعض الشيوخ من الشام وكان عنده عن جرير بن عثمان، =

ابن خزيمة. ولد: سنة (205 هـ)، وقيل: (210 هـ) خمس، وقيل: عشر ومائتين. من مشايخه: سعيد بن سليمان، وعلي بن الجعد، وخالد بن خداش وغيرهم. من تلامذته: مسلم بن الحجاج، وأحمد بن علي بن الجارود، وأَبو نعيم أحمد بن سهل البخاري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان حافظًا عارفًا من أئمة الحديث وممن يرجع إليه علم الآثار، ومعرفة نقلة الأخبار، رحل كثيرًا، ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان، وانتقل عن بغداد إلى بخارى فسكنها، فحصل حديثه عند أهلها وحدث دهرًا طويلًا من حفظه، ولم يكن معه كتاب استصحبه ... وكان صدوقًا ثبتًا أمينًا، وكان ذا مزاح ودعابة مشهورًا بذلك. ثم قال: "حديثه عند البخاريين، وكان ثقة صدوقًا، حافظًا عارفًا، حدثني الحسين بن محمّد أَبو علي الحافظ الملقب بحزرة ما أعلم كان في عصره بالعراق وخراسان في: الحفظ مثله ... وما أعلم أخذ عليه مما حدث خطأ أو شيء ينقم عليه" أ. هـ. * السير: "قال الدارقطني: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس أقام ببخارى، وحديثه عندهم، قال: وكان ثقة حافظًا غازيًا .. ". وقال: "قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول لأبي زرعة: حفظ الله أخانا صالح بن محمّد لا يزال يضحكنا شاهدًا وغائبًا". ثم قال: "قال بكر بن محمّد الصَّيرفي: سمعتُ صالحًا يقول: كانَ عبدُ اللهِ بن عمرَ ابن أبان يَمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التّشَيُّع، فقال لي: مَن حفَرَ بئر زمزم؟ قلت: معاوية، قال: فمَن نقلَ تُرابَها؟ قلت: عَمْرو بن العاص، فصاح فيَّ وقام". وقال: "قال الحاكم: سمعت أبا النضر الطوسي يقول: مرض صالح جَزَرَة، فكان الأطباء يختلفون إليه، فلما أعياهُ الأمرُ: أخذ العَسَلَ والشُّونِيز، فزادت حُمّاه، فدخلوا عليه وهوَ يرتعِدُ ويقول: بأبي أنتَ يا رسول الله، ما كان أقلَّ بَصَرك بالطِّب. قلت: هذا مزاح لا يجوزُ مع سيِّد الخَلق، بل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم النَّاسِ بالطب النبوي، الذي ثبَتَ أنه قاله على الوجه الذي قَصَدَه، فإنَّه قاله بوحي، "فإنَّ الله لَم يُنْزل داءً، إلا وأنْزَل له دواءً" فعلّم رسولَه ما أخبرَ الأمةَ به ولعلَّ صالحًا قال هذه الكلمة من الهُجْرِ في حال غَلَبَة الرَّعدَة، فما وعى ما يقول، أو لعلَّه تابَ منها، واللهُ يعفو عنه. قال عليُّ بن محمَّد المروزي: حدثنا صالحُ بن محمد: سمعتُ عبَّادَ بنَ يعقوبَ يقول: اللهُ أعدلُ مِن أنْ يُدخِلَ طلحةَ والزُّبير الجنة. قلت: ويلَكَ! ولمَ؟ قال: لأنَّهما قاتلَا عليًّا بعد أن بايعاه" أ. هـ. ¬

_ = فقرأت أنا عليه حدثكم جرير بن عثمان قال: كان لأبي أمامة خرزه يرقي بها المريض، فصحفت الخرزة، فقلت: كان لأبي أمامة جزرة وإنما هي خرزة .. " وقيل غير ذلك كما ذكره الخطيب أيضًا والله أعلم.

1479 - الصرخدي

* البداية والنهاية: "وقد كان حافظًا مكثرًا جوالًا رحالًا، طاف الشام ومصر وخراسان .. وكان ثقة صدوقًا أمينًا" أ. هـ. وفاته: سنة (294 هـ)، وقيل: (293 هـ) أربع وتسعين، وقيل: ثلاث وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير القرآن" وغيره. 1479 - الصَّرْخَدي * المقرئ: صالح بن محمّد بن صالح، أَبو محمد الصرخدي. ولد: بعد سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. من مشايخه: ابن اللبان، وأَبو بكر الموصلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرى ناقل خيِّر ... وكان قد ترك له والده بصرخد دنيا فوقف الجميع على مدرسة أنشأها هناك، وانقطع للعبادة والتسبب، وملازمة الشيخ أبي بكر ... وكان له نظم كثير سهل، ولا أعلمه أقرأ بالروايات" أ. هـ. وفاته: سنة (796 هـ) ست وتسعين وسبعمائة. 1480 - التُوقادي * المفسر صالح محمد الخذائي التوقادي، صلاح الدين، الرومي الحنفي. كلام العلماء فيه: هدية العارفين: "كان يدرس ويعظ بجامع الفاتح ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أسهل المناهج في تفسير سورة المعارج". 1481 - اليافي * المفسر: صالح منصور اليافي. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "أحد المجاورين في المدرسة الباذرائية الشافعي الخلوتي. كان إمامًا بارعًا عابدًا، وصالحًا تقيًا زاهدًا، قد اشتغل بالإرشاد وربى المريدين وأفاد، وكان مستمرًا على هذه الحالة الحسنة والمنقبة المستحسنة ... وكان على طريق السادة الصوفية والقادة الخلوتية" أ. هـ. وفاته: سنة (1250 هـ) خمسين ومائتين وألف، وقيل: كان حيًّا سنة (1268 هـ) ثمان وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "مختصر التفسير"، و"الحكم في كلام القوم". 1482 - المَقْبِلي * اللغوي، المفسر: صالح بن مهدي بن علي بن ¬

_ * غاية النهاية (1/ 334). * هدية العارفين (1/ 425)، معجم المؤلفين (1/ 833)، معجم المفسرين (1/ 233). * حلية البشر (2/ 716)، معجم المؤلفين (1/ 834)، هدية العارفين (1/ 425). * البدر الطالع (1/ 288)، معجم المفسرين (1/ 233)، الأعلام (3/ 197)، معجم المؤلفين (1/ 835).

عبد الله بن سليمان بن محمّد بن عبد الله بن سليمان بن أسعد بن منصور المقبلي ثم الصنعاني ثم المكي. ولد: سنة (1047 هـ)، وقيل: (1040 هـ) سبع وأربعين، وقيل: أربعين وألف. من مشايخه: السيد العلامة محمّد بن إبراهيم بن مفضل وغيره. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "برع في جميع علوم الكتاب والسنة وحقق الأصلين والعربية والمعاني والبيان والحديث والتفسير وفاق في جميع ذلك. أكثر الحط على المعتزلة في بعض المسائل الكلامية، وعلى الأشعرية في بعض آخر، وعلى الصوفية في غالب مسائلهم، وعلى الفقهاء في كثير من تفريعاتهم، وعلى المحدثين في بعض غلوهم، ولا يبالي إذا تمسك بالدليل بمن يخالفه كائنًا من كان" أ. هـ. * معجم المفسرين: "له مشاركة في التفسير وعلوم القرآن والحديث واللغة والتصوف والفقه ... وكان على مذهب الإمام زيد (¬1) ولكنه نبذ التقليد" أ. هـ. * قلت: وبعد مراجعة كتابه "العَلَم الشامخ" (¬2)، وإلى جانب معرفتنا السابقة بمذهبه الزيدي، فهو أيضًا فيه اعتزال، بل إنه يدافع على بعض أصولهم ومعتقداتهم على أساس الاجتهاد، ونقده للبعض الآخر منهم وخاصة نفاة الصفات من المعتزلة، وهو أيضًا له القول على الشيعة والروافض وإعراضه عليهم، بل وحتى تعديهم، والكلام على معتقداتهم المنحرفة، فضلًا أنهم على نقيضي الحق بينهم وبين الزيدية، وما عليه أهل السنة والجماعة من السلف الصالح، ففي ذلك بون واسع. وسوف ننقل بعض المواضع من كتابه السابق الذكر، وهو مشحون بمذاهب الفرق الإسلامية والرد على بعضها ونقد الآخر والدفاع عن غيرها، لما يجده صاحب الترجمة من الحق حسب ما يراه، وخاصة نذكر رده على الصوفية وانحرافاتهم والأشاعرة، وهذا قد يكون ديدن من مال إلى الاعتزال والمعتزلة، والعكس أيضًا صحيح، والآن نذكر تلك المواضع بدون تعليق: قال في الزيدية بعد أن ذكر مختلف عقائد الفرق وكيف أحدها يتداخل بالأخرى، فقال عن الزيدية (ص 12): "الزيدية في هذا الجبل من اليمن هم معتزلة في كل الموارد إلا في شيء من مسائل الإمامة وهي مسألة فقهية وإنما عدها المتكلمون من فنهم لشدة الخصام كوضع بعض الأشاعرة المسح على الخفين في مسائل الكلام وقد صرح غير واحد كابن الهمام في الأولى، وسعد الدين في الأخرى بما ذكرنا. والمخالف في مثل هذه المسائل لا ينبغي أن يعد فرقة ما قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير رحمه الله تعالى وهو أشد الناس شكيمة في نصرة مذهب الزيدية والتعصب لهم والرد على ¬

_ (¬1) هو الإمام زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الذي تنسب إليه الزيدية، أحد فرق الشيعة. (¬2) "العلم الشامخ" لصالح مهدي المقبلي، الطبعة الثانية لسنة (1405 هـ- 1985 م)، دار الحديث، بيروت - لبنان.

مخالفيهم فقال فيهم وفي المعتزلة: "وإنما فرقة واحدة في التحقيق إذ لم يختلفوا فيما يوجب الإكفار والتفسيق" ذكر هذا في خطبة منظومته التي سماها (رياض الأبصار) عدد فيها أئمة الزيدية وعلماءها وعلماء المعتزلة متوسلًا بهم فذكر الأئمة الدعاة من الزيدية ثم علماء المعتزلة ثم علماء الزيدية من أهل البيت ثم من شيعتهم واعتذر عن تقديم المعتزلة على الزيدية بما لفظه "وأما المعتزلة فقد ذكرت بعض أكابرهم، وكراسي منابرهم، مع إجمال واهمال، إذ هم الأعداد الكثيرة، والطبقات الشهيرة، ورأيت تقديمهم على الزيدية لأنهم سادتها وعلماؤها فألحقت سمطهم بسمط الأئمة وذلك لتقدمهم في الرتبات، ولأنهم مشايخ سادتنا وعلمائا القادات" وهذا الذي قال هو حقيقة الأمر في اتحاد هاتين الفرقتين كما لا يخفى على من صح أن يُعدّ من أهل هذا الشأن". ثم قال (ص 13): "وعلى الجملة فهذا أمر أوضح من أن يشرح حتى قال بعض الأشاعرة وقد عدد الفرق: وأما الزيدية فلا ينبغي أن يعدوا فرقة مستقلة وإنما هم مقلدون للمعتزلة في الأصول وللحنفية في الفروع. لما رأى في الموافقة، لكنه تعصب في هذا الكلام وما أنصف، أو خبط وجازف، فكم فيهم من إمام نظار، وسابق لا يشق له غبار، وأيضًا فليس موافقتهم للحنفية غالبة بل ذلك في بعض أئمتهم، وبعضهم يغلب على مذهبه مذهب الشافعي كالناصر الأطروش". وقال (ص 14): "وإنما أطلت لك الكلام في اتحاد الفريقين مع وضوحه لما ظهر في بعض أهل العصر من اعتقاد التباين الكلي بينهما بسبب أن بعض المتأخرين (¬1) ألف كتابًا يقول فيه: أئتمنا كذا المعتزلة كذا أو خلافًا للمعتزلة أو نحو ذلك، وإنما هو اختيار في غالب كتابه كلام البغدادية وكان الغالب على هذه الجهة مذهب البصرية بل البهشمية فيخيل للقاصرين أن تلك المقالات تختص أهل البيت وهي مذهب البغدادية، وأئمة الزيدية فضلًا عن غيرهم يخالفون تلك المذاهب وليت أهل عصرك عرفوا حقيقة ذلك الكتاب وساروا بسيره، ولكنهم فاتهم حقيقته وحقيقة غيره". ثم نذكر ما قاله حول تفسير الآيات كآيات الرحمة، وآيات الصفات وغيرها ثم يقول (ص 48): "ويجري على نحو هذا سائر الآيات كما يفعله صاحب الكشاف إلا أنه ينزل على مذهبه في الوعيد كما هي عادة غالبة على الناس في جعل المذاهب مركزًا وتنزيل الكتاب والسنة عليها وإذا قلت لهم في ذلك قالوا قاد إليه الذي دل على صحة المذهب وإذا نظرت إلى ذلك المذهب ودليله وجدت بين ذلك الدليل وبين ما عطفوه إليه ما بين السماء والأرض وإن شئت فانظر وعادل بين العمومات التي يدندن حولها الوعيدية ويبين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وانظر كيف طرح الزمخشري صناعته الباهرة. ونكص عن إمامته الظاهرة، فقال معنى الآية إن الله لا يغفر الشرك ولا ما دونه بأن جمعهما في نفي أو ¬

_ (¬1) صاحب الأساس.

إثبات أو قرنهما مع تقييد أحدهما بأحدهما وعكسه. ومن عمى التعصب أنه ضرب مثلًا هو نقيض الآية وجعله نصيرًا لها فقال ونظيره قولك إن الأمير لا يبذل الدينا ويبذل القنطار لمن يستأهله يريد لا يبذل الدينار لمن لا يستأهله ويبذل القنطار لمن يستأهله ونظير هذا في كلام الأشاعرة قولهم في قوله تعالى: {لَا تُدْركُهُ الأَبْصَارُ} الآية صيروا معناها لا تدركه بعض الأبصار وتدركه بعضها في بعض الأوقات فعلى هذا لو قال تدركه الأبصار لبقي ذلك المعنى المراد بزعمهم على حاله وهذا لعمرك التحريف ويكفيك صنع الفريقين في هاتين الآيتين آية ثم تتبع بعد أن تغسل قلبك بماء وسدر من وسخ العصبية فكلام الزمخشري على هذا النمط في رعاية المذهب فإن صادف محلًا غريبًا خاليًا عن المذاهب فالإمام الذي لا يطاول، والهزبر الذي لا ينازل، ثم قابله الآخذون من كتابه كالبيضاوي الذي قلما يحصلون على طائل غير ما في كتابه كان أعجبك شيء زادوه في موضع فهو مأخوذ من كلامه في موضع آخر وإنما مرمى غرضهم إزالة مذهب الزمخشري وتجريد فوائده ولم يقدروا على ذلك فكثيرًا ما يبنون كلامهم على مذهب الاعتزال مع اجتهادهم أن ينزلوا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه على تلك القواعد المنهارة من نفي الحكمة والغرض وصفات الأفعال ومن الجبر ووجوب المراد وغير ذلك، وهذا شيء عارض في هذا الموضع أوجبه الشغف بنصيحة الأمثال والتنويه بما أنعم الله به وله المنة من التبرؤ من الاعتصام بمذهب مخصوص غثه وسمينه واعتقاد أن ما عداه بدعة وضلال، فلقد صار الاقتصار على مذهب معين في الأصول وفي الفروع أمرًا محتومًا، وكان الأخذ من كل قول أحسنه صار بطلانه من الدين معلومًا، بل أخص من هذا وهو اشتراط أن يكون المتمذهب للآباء والأسلاف، وعلى طريقة من سقط رأسك في حجره من الأخلاف ... " إلى آخر كلامه. وننقل الآن ما قاله في شيخ الإسلام ابن تيمية حين نقل عنه رده عن الفلاسفة وإاثبات جهة الفوقية (ص 87): "وقد أحسن القول وأشبع الفصل معهم ابن تيمية ولكنه حين جاء إلى مذهب سلفه من إثبات جهة فوق ناقض وتخبط وادعى على جمع السلف موافقته على دعواه العاطلة وجعل حجته الظواهر الشاهدة بالفوقية مع موافقته للناس فيما سواها مما يدل على غير جهة الفوق ولا مخصص (¬1) إلا ذهاب سلفه إلى ذلك وأما دعواه على السلف فكاذبة بأنه لم يجيء عنهم نفي ولا إثبات وكل واحد مما ذهب إلى أي مذهب قال هو مذهب سلف الأمة (¬2): ¬

_ (¬1) يعني لاثبات جهة فوق. (¬2) قد جرأ المصنف تعززه بالاستقلال على كل أحد، وهون عليه الخروج أحيانًا عن محيط الأدب، فابن تيمية أقوى منه استقلالًا، وأصح اجتهادًا، وأوسع علمًا وأدق فهمًا، وقد استفاد هو من كلامه كثيىرًا، فما كان ينبغي لمثله على تقصيره في الحفظ أن يكذب ابن تيمية علم الحفاظ بغير حجة ولا سند، وينكر عليه تأييد مذهب السلف، على أنه لم يطلع على جمع ما كتب في ذلك، كما علم من كلامه في غير هذا الموضع، وقد قرأنا لابن تيمية وتلاميذه التصريح بصفة العلو والفوقية، مع التنزيه عن الكيفية ولا أدري أي كلامه من كتبه يريد المصنف هنا فهو لم ينقله بنصه، ولم يعزه إلى موضعه. أ. هـ. (كتاب العلم الشامخ).

وكل يدعي وصلًا لليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا فليتنبه لهذه النكتة فإنها من المتممات. وأما إثبات الجهة ونفيها فهو من جملة تكييف الصفات وقد أخطأ المتكلمون فيهما قطعًا لأنه فرع معرفة كيفية الاختصاص المتفرع على معرفة ماهية الذات المقدس والله سبحانه إنما قال لنا: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} وأراد نفي مماثلة تستلزم النقص أما بذاتها كالعجز ونحوه أو بكيفيتها فإنه موجود عالم لكن صفانه غير مكيفة فالآية شاملة لكن مدلولها أمر نفي كما عرفت فإن أراد مثبت الجهة أو نافيها ما عقلناه من اختصاص الجسم في السمع أو في العقل والنافي أشد خطرًا والمثبت خاطر في القطع وفي التخصيص من غير مخصص ولم يجد أَبو العباس ابن تيمية فارقًا غير دعوى الإجماع وقد أخطأ في ذلك خطأ فاحشًا فإنه في نفسه مسلّم مذهب السلف في ترك التأويل مع التنزيه عما لا يليق بصفات الكمال والجزم بنفي ما عدا جهة فوق ينافي السكوت والتسليم والقطع بأن لذلك معنى صحيحًا صادقًا ولا يكيف له كسائر الصفات، ويا سبحان الله ما الفرق بين صفة وصفة، ومذاهب المتكلمين وكلماتهم هنا فارغة عن التحصيل، أجنبية عن محل النزاع". وفي الزيدية يقول أيضًا: (ص 208): "والسبب أن الزيدية ما زال فيهم قائم في الأشراف وعوامهم يكادون يلحقون الإمام بالنبي يحاربون معه بلا جعل لا كسائر الملوك ومن مذهبهم وجوب الخروج على الظلمة والجورة وأن يكون القاتم عدلًا مقسطًا وهو على الإيمان ورضاء الرحمن ومن مذهبهم تقديم علي رضي الله عنه في الإمامة بل هو أول الأئمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - قام أو قعد وينحصر بعده في السنين وولدهما إلى آخر الدهر مع كمال الشرائط عندهم ويخصون الثلاثة المشايخ رضي الله عنهم بالتأويل ولا يتأولون لمعاوية ونحوه من المخالفين فكل باغ يجب الخروج عليه وهذا شيء معلوم من قديم الدهر في الزيدية وبه انفصلوا عن سائر المذاهب وليس لهم كبير خلاف بعد ذلك بل يوافقون المعتزلة في العقائد وأما الفروع فأئمتهم يختلفون: منهم من يغلب عليه مذهب الحنفية ومنهم من يغلب عليه مذهب الشافعي موافقة لا تقليدًا ومنهم من لم يكن كذلك بل شأنهم شأن سائر المجتهدين إنما يعظم الخلاف التعصب، ألا ترى سجود السهو صار كالعلم لهم حتى نرى أهل المذاهب الأربعة يتركونه البتة ما شهدناهم يفعلونه قط والسبب إنما هو قوة تحري الزيدية واحتياطهم كفعلهم في الوضوء حتى نقم عليهم الدامغاني كثرة الوضوء وقال هو مخالفة للسنة وصدق وسجود السهو من ذلك القبيل وهو نوع من الغلو في الدين كما قال بعضهم إن الشك في الوضوء إنما يقع للمتدين البالغ كالمحقق ابن دقيق العيد فالزيدية أفرطوا والمذاهب الأربعة فرطوا". وهذه فائدة نذكرها عنه عند قول الذهبي في "الميزان" عن أبان بن تغلب وقد ترجمة للأخير في موضعه من الموسوعة: "قال الذهبي في الميزان في ترجمة أبان بن تغلب الكوفي: شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته وقد وثقه أحمد وابن معين وأَبو حاتم وأورده ابن عدي، وقال

كان غاليًا وقال الجوزجاني زائغ مجاهر. فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحق الثقة العدالة والإتقان فكيف يكون عدلًا من هو صاحب بدعة؟ وجوابه أن البدعة على ضربين فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحريف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو ذهب حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء إلى ذلك فهذا النوع لا يحتج به ولا كرامة ولا أستحضر الآن رجلًا صادقًا ولا مأمونًا، بل الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، أما غلاة الشيعة في عرف السلف فهو في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليًّا رضي الله عنه أو تعرض لسبهم والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضًا وهذا ضال مغتر ولم يكن أبان بن تغلب ممن يتعرض للشيخين أصلًا بل قد يعتقد أن عليًّا أفضل منهما انتهى كلام الذهبي وهو من أشد الناس على الشيعة ومؤدى كلام غيره من المعتبرين نحوه فمن هذا لعلم أن الزيدية ليسو من الرافضة بل ولا من غلاة الشيعة في عرف المتأخرين ولا في عرف السلف فإنهم الآن مستقر مذهبهم الترضي على عثمان وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم فضلًا عن الشيخين وفليل منهم يتوفف كتوقف متفسقة الخوارج في علي - رضي الله عنه - لأنه رويت ثوبته بزعمهم الفاسد وإن كان بين الفريقين بون بعيد، فهذا مذهب الزيدية وها هم يفيضون من دائرة اليمن ويلتضون في كل مفصل في الحجاز سيما بين الحرمين الشريفين وبادية المدينة المشرفة حتى إن الأفراد من المذاهب الأربعة إذا مروا بهم في محالهم المعروفة يتقونهم ويتظهرون بالتشيع لا محاض البادية فيهم مع غلوهم في عدم الاعتداد بمن ليس بشيعي إنما الظهور والخفاء بحسب الدولة ولو أنصفت لعلمت أن بدعتهم دون باع غيرهم مما قد ذكرنا في هذه الأبحاث. وها أنا نشأت فيهم وبرأني الله من بدعتهم هذه ونجاني منها كما نجاني من غيرها من بدع غيرهم مما عرفت حتى لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكر في ذلك ويحذر من التهاون بحانب الصحابة رضي الله عنهم. وقال عن المعتزلة (ص 222): "وأما المعتزلة فهم فريقان وليسو كلهم يكفرون بالتأويل كما تراه في كتب الأشاعرة ولكن صار كل من الفرق يحكي الشر عن مخالفه ويكتم الخير بل يروي الكذب والبهت كما قدمناه وكما تذكر الأشاعرة أن المعتزلة تنكر عذاب القبر ترى ذلك فاشيًا بينهم حتى القشيري في التخيير شرح الأسماء الحسنى وكأنه استند في ذلك إلى الكشف. وأما النقل فباطل وهو شبيه قذف الغافلات فإن المعتزلة لا يكاد يظن قائلًا يقول هذا إلا شذوذًا مثل المريسي وضرار وهما بيت الغرائب مع أن ضرارًا ليس من المعتزلة في روايتهم لأنهم رووا عنه القول بالرواية بحاسة سادسة ورووا عنه القول بخلق الأفعال وإنه رجع عن الاعتزال بسبب شبهة أن يكون فعل العبد أشرف من فعل الله تعالى وعلى الجملة فليس شذوذ عن الفريقين بغريب وإنما المنكر إلزام المعتزلة قوله وإنما هذه

المسألة كسائر المسائل بل لا بد فيها من شذوذ كشذوذات العنبري والظاهرية وهذا شيء كبير يطلعك عليه كتب المقالات ودع عنك المتكلمين". ثم ذكر كتاب "الصراط المستقيم" لابن تيمية، وقوله في زيارة القبور (ص 249): "وقد صنف ابن تيمية كتابه الصراط المستقيم في أعياد أصحاب الجحيم وذكر أن أصل إحداث المسلمين لهذه الأعياد لها أصل منهم إما من اليهود أو النصارى أو المجوس عبدة الأوثان والنار ولذا يكثرون في بعضها النيران وذكر أشياء طويلة مفصلة مفيدة لكن يدل أن هذا شيء قد يختلف كثيرًا بحسب البلدان والأزمان لأن بعض ما ذكر ما سمعنا به وكأنه في الشام لأنها بلده ورأينا أشياء لم يذكرها وهذا الكتاب هو الذي يذكر عن ابن تيمية فيه أنه أنكر زيارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشنعوا عليه ومن عرف كلامه عرف أنهم لم ينصفوه إنما أنكر هذه العوارض والحوادث وكيف وهو مصرح شرعية زيارة القبور ولكن الناس يعادون من خالهم حتى بهته السبكي بزيادة من عنده في أنه خالف الإجماع وقال وكيف يقبل قول من لا يكاد يخالف أصحابه شعرة مع دعواه الاجتهاد والعلم الكثير على من يقول قولًا ويسرد من الأدلة ما يملأ السمع والبصر كتابًا وسنة". لم يتكلم عن تفسير الآيات، وما نقله من "الكشاف" وقول الزمخشري في تفسير الآيات حيث قال (ص 388): "إذا تحققت هذا فنحن نصحح تفاسير الزمخشري لهذه الآيات بالمعنى الذي يبقى معه الاختيار خلا أنا لا نحصر الأمر عليه وهذا كله بناء على أن معنى الإلجاء عند المعتزلة أمر متحقق وقد قدمنا أن كلامهم فيه متهافت وقد اعترف لي فيه شيخنا مع أنه في معرفة كلامهم والذب عنهم بمنزلة لا يوجد اليوم نظيره فيما أظن وأعني به شيخنا في الكلام وهو القاضي مهدي ابن عبد الهادي الثلاني عرف بالحسوسة تفسيرهم أي الأشاعرة لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَال ذَرَّةٍ} الخ كأنه نبض للسيد الصفوي هنا عرق فقال في جامع البيان في تفسير قوله تعالى: {وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالمِينَ} لأنه حكم عدل لا يجري في ملكه إلا من يشاء فلا يحتاج إلى ظلم لأحد فلهذا قال: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} فيجازي بما وعد وأوعد". وإليك عزيزي القاريء قوله في مقتضى تفسير بعض الآيات، والقول بخلق أفعال العباد (ص 232): "قوله مع أن مذهبه يقتضي إلخ. يعني مع ضم هذه الآية الكريمة وجعلها صغرى هكذا {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} وكل ما أراده الله واقع، فكل يسر واقع، {وَلَا يُرِيدُ بكُمُ الْعُسْرَ} وكل ما لم يرده الله لم يقع، فكل عسر غير واقع. ولا شك في عموم اليسر والعسر في الآية للسياق وللام الجنسية وأيضًا يلزم من عدم العموم ما قلنا في {لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} من تعطيل ما لا شك في إرادته (فإن قلت) لا بد من تخصيص اليسر والعسر لوقوعهما من أفعاله تعالى وكل أفعاله تعالى مرادة (قلت) هذا كما ذكرنا في مسمى الخير والشر أنه يكون بالنظر إلى ذات المسمى تارة وبالنظر إلى ما يلازمه أخرى فمشقة التكليف مثلًا يسر نظرًا إلى مآلها كما سميناه خيرًا

1483 - الحيدري

وكذلك المصائب بالذنوب للتطهير أو للابتلاء اللازم عنه قرب الخير أو السلامة من الشر ويسر المستلذات المحرمة مثلًا عسر بمثل ما ذكر، هذا في أفعاله تعالى، وأفعال العباد المراد منها له سبحانه كذلك، وعلى نحوه وهذا لا يتمشى على مذهب الأشعري لأن متعلق الإرادة عنده كل واقع وعندنا كل حكمة وبينهما عموم وخصوص من وجه" أ. هـ. وكتابه "العلم الشامخ" فيه ما يرجوه صاحب المعرفة في معارف الفرق ومعتقدهم وهو كتاب قيم لمن أراد معرفة الخلاف بين الفرق عن مختلف المعتقدات، لمن كان له علم جيد في العقيدة وأصول الدين .. والحمد لله رب العالمين. وفاته: سنة (1108 هـ) ثمان ومائة وألف. من مصنفاته: "العلم الشامخ" اعترض فيه على علماء الكلام والصوفية، وتفسير "الاتحاف لطلبة الكشاف"، انتقد على الزمخشري، و"الأبحاث المسددة" جمع مباحث تفسيرية حديثية وفقهية وأصولية. 1483 - الحَيدري * المفسر: صبغة الله بن إبراهيم بن حيدر الحيدري. ولد: سنة (1161 هـ) إحدى وستين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "الحجة البالغة، والمحجة التابعة ... وعمدة الأحكام الشرعية، ونخبة السادة الشافعية، ... ونشأ في العلم والطاعة وبرئ من الكسل والإضاعة، وأخذ عن مشايخ عصره، وأئمة مصره مع الهمة والاجتهاد إلى أن بلغ رتبة الترجيح والانتقاد، فأجازه الأفاضل، وشهدوا له بالفضائل، ... مع الزهد والورع، والبعد من المصانعة والطمع ... انتقل من بلده (ماروان) إلى دار السلام بغداد، فاشتهر بها أمره، وعلا قدره وطار في الآفاق ذكره وعرفت قدره الوزراء، والعلماء والفضلاء، وتولى إفتاء السادة الشافعية في مدينة العراق السنية، فكان للحق ناصرًا، وللباطل حاسرًا، وللحق وزيرًا وللمبطل نذيرًا، وكان ذا أخلاق حسنة، وصفات مستحسنة، وقد أخذ الطريقة النقشبندية العالية من قطب العرفان ذي المعارف السامية مولانا الشيخ خالد ... وتقدم من أرباب الطريق على غيره ... " أ. هـ. وفاته: سنة (نيف وعشرين ومائتين وألف، وقيل: (1187 هـ) سبع وثمانين ومائة وألف، والأول أقرب إلى الصحة. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي" في التفسير، وحواشي على "المحاكمات والعقائد" لأحمد بن حيدر وغير ذلك. 1484 - البَرْوَجِي * المفسر: صبغة الله بن روح الله بن جمال لله ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 233)، معجم المؤلفين (1/ 837)، الأعلام (3/ 200)، حلية البشر (2/ 736)، كشف الظنون (1/ 189). * لطف السمر (2/ 476)، خلاصة الأثر (2/ 243)، الأعلام (3/ 200)، معجم المؤلفين (1/ 837).

1485 - المسحراتي

البروجي الحسيني النقشبندي (¬1) السندي. كلام العلماء فيه: * لطف السمر: "كان يلازم بيته للتدريس والتصنيف والتحرير ... وله شهامة ودعوى عريضة وكان يلازم الصلوات الخمس في الجماعة بالمسجد النبوي الشريف عند الشباك الشرقي من الحجرة النبوية وكان له شهامة وسخاء مفرط" أ. هـ. * خلاصة الأثر: "كان له أحوال وخوارق في باب الولاية عجيبة جدًّا حكى عنه تلميذه الملا نظام الدين المذكور، قال لما كنت في خدمته تذكرت ليلة وطني وأهلي فغلبني البكاء والنحيب ففطن بي الأستاذ فقال لي ما يبكيك فقلت له: طالت شقة النوى وزاد في الشوق إلى الوطن والأهل، وكان ذلك بعد صلاة العشاء بهنيهة، فقال لي: ادن مني فدنوت من السجادة التي يجلس عليها فرفعها فتراءت لي بلدتي وسكني، ثم لم أشعر إلا وأنا ثمة والناس قد خرجوا من صلاة العشاء، فسلمت ودخلت إلى وادي واجتمعت بأهلي تلك اليلة، وأقمت عندهم إلى أن صليت معهم الصبح، ثم وجدت نفسي بين يدي الأستاذ ... وقبره ظاهر يزار ويتبرك به" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه متصوف أصله من أصفهان. ولد في بروج (بالهند) وسكن المدينة إلى أن توفي فيها" أ. هـ. وفاته: سنة (1015 هـ) خمس عشرة وألف. من مصنفاته: "إرادة الدقائق" حاشية على تفسير البيضاوي، وكتاب "باب الموحدة". 1485 - المُسْحَراتِي * المقرئ: صدقة بن سلامة بن حسين بن بدران بن إبراهيم بن حملة الضرير الجيدوري ثم الدمشقي المسحرائي. ولد: سنة بضع وخمسين وسبعمائة، وقيل: (760 هـ) سنين وسبعمائة. من مشايخه: العسقلاني قرأ عليه الشاطبية أمام جامع ابن طولون، وأَبو الحسن الغافقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "معلم أولادي -أي لابن الجوزي- مقرئ ناقل أستاذ مستحضر ... وجلس بالجامع الأموي متصدرًا، وانتفع به جماعة" أ. هـ. * إنباء الغمر: "عني بالقراءات. وأقرأ القراءات بالجامع الأموي، وأدب خلقًا وانتفعوا به، وله تواليف في القراءات" أ. هـ. * غاية النهاية: "معلم أولادي مقرئ ناقل مستحضر، قرأ علي للعشر بطرق إلى آخر التوبة" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات، ضرير، من أهل (مسحرا) من أعمال الجيدور على مقربة من دمشق من جهة حوران تعلم واشتهر وتوفي بدمشق" أ. هـ. ¬

_ (¬1) النقشبندي: نسبة إلى إحدى طرق الصوفية المسماة بالطريقة النقشبندية. * غاية النهاية (1/ 336)، إنباء الغمر (7/ 475)، الضوء اللامع (3/ 317)، الشذرات (9/ 247)، الأعلام (3/ 202)، معجم المؤلفين (1/ 839)، إيضاح المكنون (1/ 400).

1486 - السوادي

وفاته: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "التتمة في قراءات الثلاثة الأئمة"، و"شرح على أصول الشاطبية في القراءات" في الأزهرية. 1486 - السَّوادِي * النحوي: صديق بن رسام بن ناصر السوادي الصعدي. من مشايخه: لطف الله بن محمد الغياث وغيره. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "وفاق فيه -أي علم الآلة- الأقران وصار بعد شيخه المرجوع إليه في ذلك الفن، وأخذ عنه جماعة من النبلاء، وتميزوا في حياته، ورحل بعد موت شيخه لطف الله، وهو من مشاهير العلماء وأكابر النبلاء وله خلف صالح فيهم العلماء والفضلاء والنبلاء، واتصل في آخر أيامه بالإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم فولاه القضاء في بلاد خولان الشام بمغارب صعدة، ولم يزل على ذلك حتى توفاه الله" أ. هـ. وفاته: سنة (1079 هـ) تسع وسبعين وألف. من مصنفاته: له حواشي على كتب النحو والصرف مفيدة منقولة في كتب أهل صعدة. 1487 - أمين القرآن * المقرئ: صديق بن سيد بن ثايب المنشاوي. ولد: سنة (1898 م). من مشايخه: والده، والمسعودي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بدأ الشيخ صديق حفظ القرآن على يد والده فقد كان محفظًا جيدًا للقرآن وعلى سعة كبيرة من العلم، وكمل حفظ القرآن وهو يبلغ من العمر تسع سنين. والتحق الشيخ بالأزهر الشريف من أجل هدف واحد، وضعه نصب عينيه وعلم اللغة، إلى أن تمكن مع إتقانه للقراءات العشر الكبرى، فعاد إلى بلدته سوهاج واشتهر عنه وقتها أنه القارئ الوحيد على مستوى الصعيد، فلم يكن هناك قراء مشهورون. وهنا نذر نفسه لتلاوة القرآن، فكان يجد حياته مع كتاب الله وفي ضيافته بين دفتيه مترنمًا بكلماته، ولم يتقاض أجرًا على القراءة ولم يتفق على أجر معين طوال حياته المديدة، حتى لقي ربه وهو عنه راضٍ. ارتبط الشيخ صديق المنشاوي بمجالس الصالحين من أهل الزهد والتصوف. وكان يذهب إليهم ووراءهم في أي مكان، وكان الصعيد عامرًا بالأقطاب وأولياء الله الصالحين أمثال الشيخ أبي الوفاء الشرقاوي في نجع حمادي، فكان دائمًا ما يخصص يومًا أو يومين في الشهر لزيارة الشيخ وكان الشيخ أَبو الوفا يشعر بمقدم الشيخ صديق المنشاوي، فيطلب من مريديه وأتباعه أن يفسحوا له المكان؛ وكان يدخل عليه دون رسميات. وفاته: سنة (1984 م). ¬

_ * البدر الطالع (1/ 292)، معجم المؤلفين (1/ 839). * أوراق خاصة.

1488 - ابن المطيب الزبيدي

1488 - ابن المطيب الزبيدي * اللغوي، المفسر: صديق وقيل (الصديق) بن علي بن محمّد بن علي القاضي العلامة رضي الدين المطيب الزبيدي الحنفي، والد عبد الرحمن ويعرف بابن المطيب. من مشايخه: حمزة الناشري. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان رئيس الحنفية ورأسهم وإليه مرجعهم، وله وقع في القلوب، مع الديانة والصيانة غير أنه يتغالى في تعظيم أهل مذهبه والقيام بهم. كان بارعًا في العربية والمعاني والبيان والمنطق والأصلين والتفسير والفقه" أ. هـ. وفاته: سنة (893 هـ) ثلاث وتسعين وثمانمائة. 1489 - أبو الصفا المالكي * المقرئ: أَبو الصفا بن إبراهيم المالكي. ولد: سنة (1245 هـ) خمس وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: أحمد الحلواني وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "أحد شيوخ القراء بدمشق .. كان يقرأ حصة من القرآن الكريم في مشهد الحسين بالجامع الأموي بعد صلاة العصر من كل يوم خلال شهر رمضان ... واشتهر بإتقانه وحسن مخارج حروفه ... " أ. هـ. * أعيان دمشق: "الحافظ المتقن الإمام الملاذ، مَنْ اشتهر فضله في الديار الشامية، وشهد له الكل بأنه من ذوي المعرفة العلية" أ. هـ. وفاته: سنة (1325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: ألف رسالة في التجويد سماها "فتح الجيد في علم التجويد"، وقرظها عدد من العلماء. 1490 - المُفتِي * النحوي، المفسر: أبو الصفا بن أحمد بن أيوب العدوي، الحنفي، الصالحي الدمشقي الخلوتي (¬1). ولد: سنة (1045 هـ) خمس وأربعين وألف. من مشايخه: إبراهيم الفتال الدمشقي، والشيخ محمود الكردي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ الإمام الصدر الرئيس العلامة العالم الفاضل البارع المحتشم الفقيه المفسر النحوي، كان مفننًا بالعلوم من القائمين آناء الليل وأطراف النهار المجتهدين في الأسحار ... أخذ عن أبيه طريق الخلوتية وأجازه وكتب إليه وصيته، وفي وصيته إليه يقول له: يا أبا الصفا ستنال المقام العلى والوفا فلا تتكبر ولا تتجبر ... انتهى. ¬

_ * الضوء اللامع (3/ 320)، الوجيز (3/ 1055). * تاريخ علماء دمشق (1/ 230)، أعيان دمشق (334)، معجم المؤلفين (1/ 840). * سلك الدرر (1/ 62). (¬1) الخلوتي: وهي نسبة إلى إحدى طرق الصوفية المسماة بالطريقة الخلوتية.

1491 - المؤيدي

برع وتفوق وصارت له فضيلة علم ودرس بالمدرسة العذراوية وترقى إلى معالي المناصب فولي قضاء قارا ... وظهر قدره وتمت حرمته وسماحته وأقبلت عليه الدنيا بحذافيرها ولم يزل كذلك إلى أن مات، وبالجملة فقد كان صدرًا جليلًا عالمًا فاضلًا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف. 1491 - المؤَيَدي * النحوي: صلاح بن أحمد بن مهدي المؤيدي الحسني. ولد: سنة (1019 هـ) تسع عشرة وألف، وقيل: (1015 هـ) خمس عشرة وألف. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "كان من عجائب الدهر وغرائبه فإن مجموع عمره تسع وعشرون سنة وقد فاز من كل فن بنصيب وافر وصار له في الأدب قصائد طنانة يعجز أهل الأعمار الطويلة اللحاق به فيها" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه يماني، من مجتهدي الزيدية (¬1) ... ولاه الإمام المؤيد (محمد بن القاسم) ولاية عامة. كان فارسًا شجاعًا، مظفرًا في جميع حروبه، معمور المجلس بالعلماء والأدباء. وفاته بقلعة غمار (بضم الغين) من جبل رازح" أ. هـ. وفاته: سنة (1048 هـ) ثمان وأربعين وألف. من مصنفاته: "شرح شواهد النحو"، وشرح "الفصول" شرحًا حافلًا. 1492 - الأَخْفَشْ الصَّنْعانِي * النحوي: صلاح بن حسين بن يحيى بن علي الأخفش الصنعاني الشبامي. من مشايخه: محمّد إبراهيم السحولي، والقاضي علي بن يحيى البرطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "العالم المحقق الزاهد المشهور المتقشف المتعفف". * الأعلام: "نحوي زاهد، من فقهاء الزيدية باليمن. من أهل صنعاء. كان زاهدًا لا يأكل إلا من عمل يده، يصنع القلانس ويبيعها ولا يقبل من أحد شيئًا وعاش مقبول القول عظيم الحرمة" أ. هـ. "برع في النحو والصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "كان على مذهب الجابردية من الزيدية، فتحول إلى مذهب الصالحية" (¬2) أ. هـ. ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 245)، كشف الظنون (5/ 427)، البدر الطالع (1/ 93)، الأعلام (3/ 207)، معجم المؤلفين (1/ 841). (¬1) الزيدية: إحدي فرق الشيعة، المنتسبون إلي زيد بن علي رحمه الله، وقد عرفنا بهم سابقًا. * البدر الطالع (1/ 296)، الأعلام (3/ 207)، معجم المؤلفين (1/ 841)، هدية العارفين (1/ 427)، إيضاح المكنون (2/ 476). (¬2) والمذاهب التي ذكرها صاحب معجم المؤلفين في تحول صاحب الترجمة بينهما هي فرق من الزيدية الشيعة، والجابردية: هي فرق الجارودية نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، والصالحية: وهي أيضًا من في الشيعة الزيدية أصحاب الحسن بن صالح بن حي الكوفي المتوفى سنة (169 هـ). انظر "مروج الذهب" للمسعودي (3/ 220)، "وجامع الفرق والمذاهب الإسلامية" (ص / 66 و 136).

1493 - صنع الله

وفاته: سنة (1142 هـ) اثنتين وأربعين ومائة وألف. من مصنفاته: كتاب في النحو سماه "نزهة الطرف في الجار والمجرور والظرف"، ورسالة في "الصحابة والإمامة". 1493 - صنع الله * المفسر صنع الله بن جعفر الحنفي. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "شيخ الإسلام، ومفتي التخت العثماني في عهد السلطان محمّد وولده السلطان أحمد، الإمام الكبير الفقيه الحجة الحبر، كان في وقته إليه النهاية في الفقه والاطلاع على مسائله وأصوله، وفتاواه مدونة شهيرة خصوصًا في بلاد الروم يعتمدون عليها، ويراجعون مسائلها في الوقاتع وكلهم متفقون على ديانته وتوثيقه واحترامه وقد درس بالمدارس العلية حتى انتهى أمره. إلى أن صار قاضي قسطنطينية ... " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (1021 هـ) إحدى وعشرين وألف. من مصنفاته: "حاشية على أوائل الكشاف" للزمخشري في التفسير، وله فتاوى مدونة. 1494 - أَبو محمّد البخاري * النحوي، اللغوي: ضبغوث أَبو محمّد البخاري (¬1) القيرواني الإفريقي المغربي. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "أحد النحاة في ذلك القطر، وله بينهم اشتهار وذكر" أ. هـ. * البلغة: "يعُد من النحاة اللغوين" أ. هـ. 1495 - أَبو الأزهر النحوي النحوي، اللغوي: الضحاك بن سلمان بن سالم بن دهّاية، أَبو الأزهر الألوسي المرئيّ (¬2). من مشايخه: أَبو بكر محمد بن الخضر خطيب المحّول وغيره. كلام العلماء فيه: * نزهة الألبا: "له معرفة بالنحو واللغة، وله قريحة جيدة في الشعر" أ. هـ. * الوافي: "كان يعلم الصبيان، وله معرفة بالنحو واللغة وله شعر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الأديب الشاعر ... وشعره جيد مليح".أ. هـ. وفاته: سنة (547 هـ)، وقيل: (563 هـ) سبع ¬

_ * معجم المؤلفين (1/ 843)، معجم المفسرين (1/ 234)، خلاصة الأثر (2/ 256)، كشف الظنون (2/ 1481). * بغية الوعاة (2/ 12)، البلغة (115)، إنباه الرواة (2/ 84)، وفيه صيغون أبو محمّد البخاري القيرواني الأفريقي. (¬1) في بغية الوعاة الحياري. والخياري: نسبة إلى خيار بن مالك بن زيد بن كهلان. * بغية الوعاة (2/ 12)، الوافي (16/ 361)، معجم الأدباء (4/ 1451)، نزهة الألباء (284)، تاريخ الإسلام (وفيات 563) ط. تدمري. (¬2) منسوب إلى امرئ القيس بن مالك.

1496 - أبو عاصم النبيل

وأربعين، وقيل: ثلاث وستين وخمسمائة. 1496 - أَبو عاصم النبيل * النحوي، اللغوي: الضحاك بن مخلد بن مسلم، أَبو عاصم النبيل، الشيباني البصري، التاجر في الحرير. ولد: سنة (122 هـ) اثنتين وعشرين ومائة. من مشايخه: جعفر الصادق، وبَهز بن حكيم، وابن جريج وغيرهم. من تلامذته: جرير بن حازم، وأحمد بن حنبل، وروى عنه البخاري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال أَبو حاتم: صدوق، وهو أحب إليّ من روح بن عبادة". وقال: "قال محمد بن سعيد، كان ثقة فقيهًا". ثم قال: "قال الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني: متفق عليه زُهدًا وعلمًا وديانة وإتقانًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قيل إنّ فيلًا قدم البصرة فخرج الناس يتفرجون، فقال ابن جريج لأبي عاصم: ما لك لا تخرج؟ قال: لم أجد منك عوضًا. قال: أنت نبيل. وقيل: لُقب به لأنه كان فاخر البَزّة. وقيل: حلف شعبة أن لا يحدث شهرًا فقصده أَبو عاصم وقال: حدث وغُلامي حر كفارةً عنك. وكان أَبو عاصم حافظًا ثبتًا، لم يُر في يده كثاب قط. وكان فيه مُزاح وكيس". وقال: "قال ابن معين: ثقة ولم يكن يعرب. * العبر: "قال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت، أن الغيبة حرامًا" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "أحد الأثبات تناكر العُقيلي، وذكره في كتابه وساق له حديثًا، خولف في سنده هكذا زعم أَبو العباس النباتي، وأنا فلم أجده في كتاب العُقيلي. وقال النباتي: ذكر لأبي عاصم أن يحيى بن سعيد يتكلم فيك. فقال: لست بحيّ ولا ميت إذا لم أذكر. قلت -أي الذهبي-: أجمعوا على توثيق أبي عاصم، وقال عمر بن شبة: والله ما رأيت مثله". أ. هـ. تقريب التهذيب: "ثقة ثبت" أ. هـ. * البلغة: "قال عباس: قال لي أَبو عاصم: كان مهر بالأدب والشعر وأيام العرب، وإنما وقعنا إلى الأحاديث اليوم، وكان في حداثته ضعيف العقل ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 12)، البلغة (115)، معجم الأدباء (4/ 1452)، تذكرة الحفاظ (1/ 366)، إنباه الرواة (2/ 91)، الأعلام (3/ 251)، معجم المؤلفين (2/ 5)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 222) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (7/ 295)، التاريخ الكبير للبخاري (4/ 336)، أخبار القضاة لوكيع (2/ 157)، الثقات لابن حبان (6/ 483)، تاريخ دمشق (24/ 356)، الكامل (6/ 416)، تهذيب الكمال (13/ 281)، العبر (1/ 362)، السير (9/ 480)، ميزان الاعتدال (3/ 445)، البداية والنهاية (10/ 267)، الوافي (16/ 359)، الجواهر المضية (2/ 272)، تهذيب التهذيب (4/ 395)، طبقات الحفاظ (156)، تقريب التهذيب (459)، النجوم (2/ 204)، الشذرات (3/ 58).

1497 - الضحاك بن مزاحم

يقال له: كيف تصغير الضحاك فيقول ضحيحيك، قال: ثم نسأله فيقول، ولو كان له عقل كفاه. ثم نبل حتى يزري على غيره" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان حافظًا ثبتًا وفيه مزاح وكيس، رأى أبا حنيفة وقد اجتمع الناس عليه وآذوه فقال: ما هنا يأتني بشرطي! فقدم إليه فقال: يا أبا حنيفة تريد شرطيًا؟ فقال نعم: فقال أقرأ علي هذه الأحاديث التي معي، فلما قرأها قام عنه، فقال: أين الشرطي؟ فقال: إنما قلت: تريد ولم أقل لك أجيء به! فقال: انظروا، أنا احتال على النّاس منذ كذا وكذا وقد احتال على هذا الصبي. وكان كبير الأنف، تزوج امرأة، فأراد أن يقبلها فمنعه أنفه، فشدّ أنفه على وجهه فقالت المرأة، نح ركبتك عن وجهي" أ. هـ. وفاته: سنة (212 هـ)، وقيل: (213 هـ)، وقيل: (214 هـ) اثنتي عشرة، وقيل: ثلاث، وقيل أربع عشرة ومائتين. 1497 - الضحاك بن مزاحم * المفسر: الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني الهلالي، أَبو محمد، وأَبو القاسم. من مشايخه: ابن عباس، وأَبو سعيد، وابن عمر وغيرهم، وقيل لم يلق ابن عباس. من تلامذته: عمارة بن أبي حفصة، وأَبو جناب الكلبي، ونهشل بن سعيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "قال قبيصة بن قيس العنبري: كان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى، فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ثقة مأمون. وقال أَبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، وأَبو زرعة: ثقة. وقال زيد بن الحُباب، عن سفيان الثوري: خذوا التفسير من أربعة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك" أ. هـ. * السير: "قال: أدركتم وما يتعلون إلا الورع وكان هجيراه إذا سكت: لا حول ولا قوة إلا بالله". وقيل: "قال سفيان الثوري، كان الضحاك يعلم ولا يأخذ أجرًا وروى شعبة عن مُشاش، قال: سألت الضحاك: هل لقيت ابن عباس؟ فقال لا. وروى شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، قال: لم يلقَ الضحاك ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جُبير بالري فأخذ عنه التفسير. قال يحيى القطان: كان شعبة يُنكر أن الضحاك لقي ابن عباس قط. ثم قال القطان: والضحاك عندنا ضعيف. وأما أَبو جناب الكلبي فروى عن الضحاك، ¬

_ * المنتظم (7/ 100)، تهذيب الكمال (13/ 291)، السير (4/ 598)، العبر (1/ 124)، ميزان الاعتدال (3/ 446)، الوافي (13/ 356)، البداية والنهاية (9/ 231)، غاية النهاية (1/ 337)، تهذيب التهذيب (4/ 453)، النجوم (1/ 248)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 222)، الشذرات (2/ 18)، معجم المفسرين (1/ 237)، الأعلام (3/ 215)، طبقات ابن سعد (6/ 300) و (7/ 369) ذكره مرتين. في الأولى ترجمته كاملة، التاريخ الكبير للبخاري (4/ 332).

1498 - الضبي

قال: جاورت ابن عباس سبع سنين. قلت -أي الذهبي- أَبو جناب ليس بالقوي، والأول أصح" أ. هـ. * الوافي: "ضعفه يحيى القطان وغيره واحتج به النسائي وغيره وكان مدلسًا ... له اليد الطولى في التفسير والقصص" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر كان يؤدب الأطفال كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. قال الذهبي: كان يطوف عليهم على حمار! وذكره ابن حبيب تحت عنوان (إشراف المعلمين وفقهائهم) " أ. هـ. وفاته: سنة (102 هـ)، وقيل: (105 هـ)، وقيل: (106 هـ) اثنتين، وقيل: خمس، وقيل: ست ومائة. من مصنفاته: "التفسير". 1498 - الضبي * المفسر: ضرار بن عمرو الضبي الغطفاني. من مشايخه: واصل بن عطاء وغيره. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "من بدعية المعتزلة. قال كان طريق أَبو يوسف صاحب أبي حنيفة إذا أراد المصلى على ضرار، فمر به يوم النحر يريد صلاة العيد، وضرار يذبح الشاة وهو يسلخ فقال له أَبو يوسف يا أبا عمرو ما هذا أتذبح قبل أن يصلي الإمام، قال: فقال له ضرار: كنت أظن أن مجالسة العلماء أدَّبتك وأي إمام ها هنا فانتظر صلاته" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان في هذا العصر من رؤوس البدع" أ. هـ. * السير: "قال أحمد: دخلت على ضرار ببغداد وكان مشوهًا به فالج وكان معتزليًا فأنكر الجنة والنار، وقال: اختلف فيهما هل خُلقتا بعد أم لا؟ فوثب عليه أصحاب الحديث وضربوه. وقال أحمد بن حنبل: إنكار وجودهما كفر، قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيهَا غُدُوًا وَعَشِّيًا} [غافر: 46] " أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قلت -أي الذهبي- هذا المدبر لم يرو شيئًا" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "معتزلي جلد، له مقالات خبيثة". وقال: "قال ابن حزم: كان ضرار ينكر عذاب القبر" أ. هـ. * معجم المفسرين: "صاحب مذهب الضرارية من فرق الجبرية، كان في بدء أمره تلميذًا لواصل بن عطاء المعتزلي، ثم خالفه في خلق الأعمال وإنكار عذاب القبر. ويحكى عنه أنه كان ينكر حرف عبد الله بن مسعود وحرف أُبي بن كعب، ويقطع بأن الله لم ينزله. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 237)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 222)، ميزان الاعتدال (3/ 450)، لسان الميزان (3/ 239)، الفهرست لابن النديم (214)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 19) ط. تدمري، وذكر الذهبي أن قد ترجم له فيما بعد ولم نعثر على الترجمة، السير (10/ 544)، فضل الاعتزال (391)، الفرق بين الفرق (188) الفصل في الملل والنحل (4/ 67)، موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (1/ 399)، المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف (1/ 301)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (3/ 192).

1499 - القزويني

قال أحمد بن حنبل: شهدت على ضرار عند سعيد بن عبد الرحمن الجمحي القاضي، فأمر بضرب عنقه فهرب، وقيل إن يحيى بن خالد الرمكي أخفاه" أ. هـ. * قلت: قد وضح صاحب الفرق بين الفرق معنى الضرارية حيث قال: "وأما الضرارية: فهم أتباع ضرار بن عمرو الذي وافق أصحابنا -أي الأشعرية- في أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وأكسابٌ للعباد، وفي إبطال القول بالتولد، ووافق المعتزلة في أن الاستطاعة قبل الفعل، وزاد عليهم بقوله: إنها قبل الفعل، ومع الفعل، وبعد الفعل، وإنها بعض المستطيع، ووافق النجار في دعواه أن الجسم أعراض مجتمعة من لون وطعم ورائحة ونحوها من الأعراض التي لا يخلو الجسم منها. وانفرد بأشياء منكرة: منها: قوله بأن الله تعالى يُرى في القيامة بحاسة سادسة بها المؤمنون ماهية الإله. وقال: لله تعالى ماهية لا يعرفها غيره يراها المؤمنون بحاسة سادسة. وتبعه على هذا القول حفص القرد. وأنه أنكر حرف ابن مسعود، وحرف أُبيِّ بن كعب، وشهد بأن الله تعالى لم ينزلهما فنسب هذين الإمامين من الصحابة إلى الضلالة في مصحفيهما. ومنها: أنه شك في جميع عامة المسلمين، وقال: لا أدري لعل سرائر العامة كلها شرك وكفر. ومنها: قوله: إن معنى قولنا (إن الله تعالى عالم، حي) هو أنه ليس بجاهل ولا ميت. وكذلك قياسه في سائر أوصاف الله تعالى من غير إثبات معنى أو فائدة سوى نفى الوصف بنقيض تلك الأوصاف عنه" أ. هـ. من أقواله: طبقات المفسرين للداودي: (قال: يمكن أن يكون جميع من يظهر الإسلام كفارًا في الباطن لجواز ذلك على كل فرد منهم في نفسه". وفاته: نحو سنة (190 هـ) تسعين ومائة. من مصنفاته: "كتاب التوحيد"، و"كتاب الرد على جميع الملحدين"، و"كتاب المخلوق" وغيرها كثير، وله كتاب في الرد على الرافضة والحشوية. 1499 - القزويني * اللغوي، المفسر: ضياء بن سعد الله بن محمّد بن عُثمَان القزويني القرمي، ويعرف بقاضي القرم، ويسمى أيضًا: عبد الله ضياء الدين العفيفي. من مشايخه: والده، والبدر التستري، والخلخالي وغيرهم. من تلامذته: سعد الدين التفتازاني وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "العلامة المتفنن أحد العلماء الأكابر، كان إمامًا عالمًا بالتفسير والعربية والمعاني والبيان والفقه والأصلين ملازمًا للاشتغال والإفادة، حتى في حال مشيه وركوبه يتوقد ذكاءً". * الشذرات: "وكان يستحضر المذهبين ويفتي فيهما ويحسن إلى الطلبة بجاهه وماله مع الدين ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 238)، الشذرات (8/ 459)، وفيه ضياء الدين عبد الله بن سعد الله، إنباء (1/ 282)، الدرر (2/ 309)، بغية الوعاة (2/ 13)، وفيه ضياء بن سعيد، طبقات المفسرين للداودي (1/ 222)، وفيه كما في بغية الوعاة.

1500 - ابن أبي الضوء

المتين والتواضع الزائد، وكثرة الخير وعدم الشر وكانت لحيته طويلة جدًّا بحيث تصل إلى قدميه ولا ينام إلَّا وهي في كيس، وكان إذا ركب يفرقها فرقتين وكان عوام مصر إذا رأوه قالوا: سبحان الخالق، فكان يقول: عوام مصر مؤمنون حقًّا لأنهم يستدلون بالصنعة على الصانع" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه شافعي عالم بالتفسير والفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان تفقه في بلاده وحج فسمع بالمدينة. وكان اسمه عبيد الله فغيره لموافقته اسم عبيد الله بن زياد قاتل الحسين" أ. هـ. من أقواله: طبقات المفسرين للداودي: "كان يقول: أنا حنفي الأصول، شافعي الفروع، وكان يستحضر المذهبين ويفتي فيهما ... ويحسن إلى الطلبة بجاهه وماله مع الدين المتين والتواضع الزائد والعظمة وكثرة الخير وعدم الشر" أ. هـ. وفاته: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. 1500 - ابن أبي الضوء * اللغوي: ضياء بن أبي الضوء القرطبيّ. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "من أهل قرطبة، كان عالمًا بالعربية والشعر حافظًا لأيام العرب ومشاهدها" أ. هـ. 1501 - أبو أحمد الأزْدي النحوي، المقرئ: طالب بن عُثْمَان بن محمّد الأزدي المؤدب، أَبو أحمد البغدادي. ولد: سنة (319 هـ) تسع عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: محمد بن حَمْدَويه المروزي، وأَبو بكر بن الأنباري وغيرهما. من تلامذته: علي بن محمد المالكي، ومحمد بن محمد الحسين العطار، وأَبو الحسين بن المهتدي الخطيب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "وكان ثقة، وكف بصره في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (396 هـ)، وقيل: (397 هـ) ست وتسعين، وقيل: سبع وتسعين وثلاثمائة. قلت: ذكر الخطيب في تاريخ بغداد وفاته فقال: "حدثنا العتيقي قال: سنة ست وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أَبو أحمد طالب بن عُثمَان النحوي المؤدب الثقة. قال لي الحسن بن محمّد الخلال: مات أَبو أحمد طالب بن عُثْمَان الضرير في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة". قلت -أي الخطيب -: والأول أصح والله أعلم" أ. هـ. 1502 - ابن السراج * النحوي: طالب بن محمد بن قشيط (¬1) ويعرف بابن السراج، أَبو أحمد. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 15)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 357). * بغية الوعاة (2/ 16)، تاريخ بغداد (9/ 365)، تاريخ الإسلام (وفيات 396) ط. تدمري. * معجم الأدباء (4/ 1455)، الوافي (16/ 387)، الأعلام (3/ 218)، معجم المؤلفين (2/ 8)، كشف الظنون (2/ 1631)، إيضاح المكنون (1/ 133)، بغية الوعاة (2/ 16). (¬1) وقيل: نشيط كما في الوافي.

1503 - الحموي

من مشايخه: أَبو بكر بن الأنباري وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان عارفًا بالعربية قيمًا بها" أ. هـ. * الأعلام: "أديب" أ. هـ. وفاته: سنة (401 هـ) إحدى وأربعمائة. من مصنفاته: "مختصر في النحو"، و"عيون الأخبار وفنون الأشعار". 1503 - الحموي * المقرئ: طاهر بن إبراهيم بن سعد بن عواد الحموي الشافعي البصير. ولد: سنة (1143 هـ)، ثلاث وأربعين ومائة وألف. من مشايخه: قرأ على أبي عبد الله محمّد بن عليّ الدمشقي، وعلى أبي إسحاق إبراهيم بن عباس بن عليّ الدمشقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "شيخ القراء بحماة الحافظ الكبير والمقرئ الشهير والفاضل الفقيه والكامل البنية .. درس العربية والفقه، وقرأ المنطق والمعاني والبيان والتوحيد وسمع الحديث وغالب كتب الصحاح. أجاز له غالب شيوخه ومهر وتفوق وأتقن وحفظ واستفاد وشهد له شيوخه بالنبل والتفوق. وكان من مشاهير القراء بالديار الشامية" أ. هـ. وفاته: سنة (1205 هـ) خمس ومائتين وألف. من مصنفاته: ألف في القراءات "الفوائد". 1504 - ابن بابشاذ * النحوي: طاهر بن أحمد بن بابشاذ (¬1)، المصري، أَبو الحسن الجوهري. من مشايخه: والده، وأَبو نصر القاسم بن محمّد بن مباشر الواسطي وغيرهما. من تلامذته: أَبو القاسم بن الفحّام المقرئ، ومحمد بن بركات السِّعِيدي شيخ ابن برّي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نزهة الألباء: "وكان هو وأَبو عليّ بن فضال المجاشعي من حذاق النحاة المصريين على مذهب البصريين" أ. هـ. * البداية: "قال ابن خلكان: كان بمصر إمام عصره في النحو ... سقط من سطح جامع عمرو بن العاص بمصر فمات من ساعته" أ. هـ. * البلغة: "وتزهد في آخر عمره، وسببه أن قطًا كان يأنس إليه ولا يخطف من مائدته شيئًا فخطف في بعض الأيام وتكرر ذلك منه فتبعه يومًا فوجده يلقي بما يخطفه إلى هرٍ أعمى في ¬

_ * حلية البشر (2/ 750). * نزهة الألباء (361)، المنتظم (16/ 186)، معجم الأدباء (4/ 274)، إنباه الرواة (2/ 95)، وفيات الأعيان (2/ 515)، السير (18/ 439)، العبر (3/ 271)، تاريخ الإسلام (وفيات 469) ط. تدمري، الوافي (16/ 390)، البداية والنهاية (12/ 124)، إشارة التعيين (151)، البلغة (116)، النجوم (5/ 105)، الشذرات (5/ 297)، روضات الجنات (4/ 150)، الأعلام (3/ 220)، معجم المؤلفين (2/ 9)، الكامل (10/ 109)، بغية الوعاة (2/ 17)، كشف الظنون (1/ 111)، هدية العارفين (1/ 429). (¬1) بايشاذ: كلمة عجمية تتضمن الفرح والسرور. انظر وفيات الأعيان.

1505 - البندنيجي

يومًا فوجده يلقي بما يخطفه إلى هرٍ أعمى في أخريات الدار فقال ابن بابشاذ: إذا كان في داري قط أعمى، وقدّر الله له من يأتيه برزقه فأنا أولى فانقطع وتزهد" أ. هـ. وفاته: سنة (469 هـ) تسع وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "شرح الجمل" للزجاجي، و"شرح كتاب الأصول" لابن السراج، و"المقدمة" في النحو. 1505 - البَنْدنيجي * النحوي، اللغوي: طاهر بن الحسين، أَبو الوفاء البندنيجي الهَمذانيّ كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان شاعرًا مبرزًا، له قوة في لزوم ما لا يلزم، وله قصيدتان إحداهما في مدح نظام الملك وهي نيف وأربعون بيتًا غير معجمة كلها، أولها: لاموا ولو علموا ما اللوم ما لاموا ... ورد لومهمُ همٌّ وآلام وأخرى معجمة كلها نحوها فِي العدد، وكان قويًّا في علم النحو واللغة والعروض ولم يمدح لابتغاء عرض، وكان يعد ذلك عارًا" أ. هـ. * الوافي: "كان شاعرًا، له معرفة تامة بالنحو واللغة والعروض، لم يمدح أحدًا لابتغاء جائز" أ. هـ. وفاته: سنة (480 هـ) ثمانين وأربعمائة. 1506 - ابن سُبَيطة * النحوي، اللغوي: طاهر بن عبد الرحمن بن سعيد بن أحمد الأنصاري الأندلسي الدّاني، أَبو الحسن، وأَبو بشر بن سُبَيطة. من مشايخه: أَبو محمّد بن السيد وغيره. من تلامذته: أَبو الحجَّاج بن أيوب، وأَبو زكريا بن سيد بُونة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "أستاذ نحوي، روى عن أبي محمد بن السيد واختص به وكان من كبار تلاميذه، وكان من أهل الذكاء والنبل والفهم، تصدر لتدريس العربية والآداب، وألف" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أديب عارف بعلوم العربية، له حظ من علم النجامة، وألف في ذلك" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. 1507 - الرُّعينيّ * اللغوي: طاهر بن عبد العزيز بن عبد الله الرُّعيني القرطبي، أَبو الحسن. من مشايخه: الخُشني، وبقي بن مخلد وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن بشر، ومحمد بن خالد وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 18)، الوافي (16/ 393)، المنتظم (16/ 271)، الكامل (10/ 163)، البداية والنهاية (12/ 142). * بغية الوعاة (2/ 18)، معجم المؤلفين (2/ 12)، تكملة الصلة (1/ 341). * بغية الوعاة (2/ 19)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 358)، تاريخ الإسلام (وفيات 305) ط. تدمري، جذوة المقتبس (1/ 384)، بغية الملتمس (2/ 422)، البلغة (117).

1508 - ابن غلبون الحلبي

كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان ضابطا لما كتب، وكان علم اللغة والخبر أغلب عليه، ولم يكن له بالحديث ولا بالفقه كبير علم" أ. هـ. * بغية الملتمس: "كان رجلًا فاضلًا فهمًا ورعًا، عارفًا باللغة" أ. هـ. * البلغة: "محدث لغوي، أدرك علي بن عبد العزيز وحمل عنه علم أبي عبيد" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن يونس: كان عاملا عارفًا بعلوم اللغة فهما" أ. هـ. من أقواله: بغية الملتمس: "قال: العلم ثلاث: كتاب الله الناطق، وسنة ماضية، ولا أدري" أ. هـ. وفاته: سنة (304 هـ)، وقيل: (355 هـ) أربع، وقيل: خمس وثلاثمائة. 1508 - ابن غلبون الحلبي * المقرئ: طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المصري، أَبو الحسن. من مشايخه: قرأ على والده، وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أَبو عمرو الداني، وابن بابشاذ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية ... قرأ عليه القراءات أَبو عمرو الداني وقال لم نر في وقته مثله في فهمه وعلمه مع فضله وصدق لهجته، كتبنا عنه كثيرا" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: صنف كتاب "التذكرة في القراءات". 1509 - أَبو الحسين الأصبهاني * المقرئ: طاهر بن عرب بن إبراهيم بن أحمد، فخر الدين، أَبو الحسين الأصبهاني. ولد: سنة (786 هـ) ست وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: ابن الجزري صاحب غاية النهاية وغيره. من تلامذته: سلمى بنت مؤلف كتاب غاية النهاية وغيرها. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "الإمام الفاضل العالم المحقق المدقق المجود المرتل المقرئ الكامل الجيد المفيد أستاذ القراء وصفوة العلماء نخبة المحققين وعمدة المقرئين فخر الدين أَبو الحسين الأصبهاني أدام الله النفع به ووصل أسباب شهرة علم القرآن بسببه" أ. هـ. * قلت: وقد وهم صاحب الأعلام (الزركلي) فجعل سنة ولادته هي سنة وفاته وكذا في هدية العارفين. من مصنفاته: "نظم الجواهر" قصيدة في اختلاف الآيات، و"الطاهرية" منظومة لامية (1153 بيت) ¬

_ * العبر (3/ 70)، تاريخ الإسلام (وفيات 399) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 369)، تذكرة الحفاظ (3/ 1029)، الوافي (16/ 404)، غاية النهاية (1/ 339)، معجم المؤلفين (2/ 12)، البلغة (117)، أعلام النبلاء (4/ 70). * غاية النهاية (1/ 339)، الأعلام (3/ 222)، هدية العارفين (1/ 431).

1510 - النويري

في القراءات العشر. 1510 - النُّويري * اللغوي، المقرئ: طاهر بن محمّد بن عليّ بن محمد بن محمد، مكين الدين، أَبو الحسن بن الشمس بن النور النويري، ثم القاهري الأزهري المالكي. ولد: بعد سنة (790 هـ)، وقيل (795 هـ). ثسعين وقيل خمس وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: الشمس أَبو عبد الله الحريري الشراربي، والنور الحبيبي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي، والنور السنهوري، والشيخ القلصاوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء: "انتفع به الفضلاء وكثرت تلامذته كل ذلك مع الانجماع عن النّاس والمحافظة على أسباب الخيرات ومزيد التواضع والخلق الرضي ... كان عالمًا بالعربية والقراءات" أ. هـ. * الوجيز: "وكثرت تلامذته مع سلوك طريق أهل الصلاح والخير والتحرز عن الفتيا بل قل أن ترى الأعين في معناه مثله" أ. هـ. * نظم العقيان: "ولازم القاياتي في المعقولات، وصار أحد أئمة المالكية في جمعه للفنون جامعًا بين العلم والعمل، والتواضع والعفة والانقطاع عن الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (856 هـ) ست وخمسين وثمانمائة. 1511 - طاهر الجزائري * المفسر، المقرئ: طاهر بن محمد صالح بن أحمد بن موهوب السمعوني، الوغليسي، المشهور بالجزائري. ولد: سنة (1268 هـ) ثمان وستين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد الغني العيثمي الميداني، وعبد الرحمن البستاني وغيرهما. من تلامذته: جمال الدين القاسمي، ومحمد كرد عليّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعلام دمشق: "عالم مؤرخ، متكلم، مفسر، أصولي، لغوي، رَحَلة، من رجال النهضة الإصلاحية الاجتماعية العلمية في بلاد الشام" أ. هـ. * الأعلام: "بحاثة من أكابر العلماء باللغة والأدب في عصره. أصله من الجزائر ومولده ووفاته في دمشق. ساعد في إنشاء (دار الكتب الظاهرية) كان يحسن كثيرًا من اللغات الشرقية، ¬

_ * الضوء اللامع (4/ 5)، الوجيز (2/ 669)، نظم العقيان (120)، شجرة النور (242)، بدائع الزهور (2/ 294). * أعلام دمشق (149)، الأعلام (3/ 221)، أعلام نهضة العرب في القرن العشرين (133)، تاريخ علماء دمشق (1/ 366)، معجم المؤلفين (2/ 11)، وفيه طاهر بن صالح، معجم المطبوعات لسركيس (688)، هدية العارفين (1/ 432)، الأعلام الشرقية (1/ 316)، إيضاح المكنون (1/ 22).

له نحو عشرين مصنفًا" أ. هـ. * أعلام نهضة العرب في القرن العشرين: "أتقن لغات شرقية حية وميتة وهي: العبرية والسريانية والزواوية والتركية والفارسة والحبشية" أ. هـ. * تاريخ علماء دمشق: "كان في مذهبه الديني مجتهدًا، وكان في تأليفه مقلدًا يمشي على آثار القدماء اختلف علماء دمشق في الحكم عليه، فمنهم من أعجب به ورغب في صحبته، ومنهم من أنكر بعض ما يقول طاعنًا في سلامة عقيدته، وأما جمهورهم فقد وقف في أمره علي. ابتعد منذ صغره عن التصوف وطرقه مع أنه من بيئة أكثر أفرادها متصوفون أو من شيوخ الطرق لأنه وجد فيها قيودًا لا بد من التزامها. قال عنه تلميذه سعيد الباني: كان يدعو المارقين إلى التدين ولكن بالدين الذي تركنا عليه الشارع - صلى الله عليه وسلم -. ونهج عليه سلف الأمة الصالح ويتحاشى الجمود والتقليد الأعمى، ويرفض كل ما ألصق بالدين من الحرج والتنطع والحشو والبدع مما لا يلتئم مع الإسلامية السمحاء، يدعو إلى الأخذ بالنافع من التمدن الحديث ماديًا أو أدبيًا ونبذ الضار فيه. وقال الأستاذ محمد كرد علي: سعى الشيخ طول حياته لنشل المسلمين من سقطتهم ونشر العلوم القديمة والحديثة بين أبنائهم ولولا ما قام به من التذرع بحميع الذرائع لتأخرت نهضة المسلمين في الشام أكثر من نصف قرن" أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "وكان يكره الاستعمار كرهًا شديدًا، ويحب المدنية ويحث على تعلم لغات الغرب، وكان عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق" أ. هـ. * قلت: له كتاب صغير سماه "الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية". وتطرق فيه على المسائل المهمة في علم الكلام قريبة المأخذ للأفهام وجعلها على طريق السؤال والجواب وتساهل في عباراتها تسهيلًا للطلاب فتكلم عن العقيدة والإيمان بالله وصفاته والملائكة والكتب السماوية والإيمان بالقضاء والقدر وغيرها من المسائل الكثيرة المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، حيث قال في الصفحة (3): "س: كيف الإيمان بالله سبحانه وتعالى تفصيلًا؟ ج: هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالوجود، والقدم، والبقاء، والمخالفة للحوادث، والقيام بنفسه، والوحدانية، والحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وأنه حي، عليم، قادر، مريد، سميع، بصير، متكلم". وقال في صفحة (48): "س: إذا كان العقل لا يدرك ذاته تعالى فكيف الوصول إلى معرفته تعالى مع أن المعرفة واجبة على كل أحد؟ ج: إنَّ معرفته تعالى تحصل بمعرفة صفاته من الوجود والقدم والبقاء ومخالفته للحوادث والقيام بنفسه والوحدانية والحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام". وفاته: سنة (1338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التفسير الكبير"، مخطوط ويقع في أربع مجلدات، و"مبتدأ الخبر في مبادئ علم

1512 - العبدي

الأثر"، وكتاب في التجويد اسمه "تدريب اللسان على تجويد البيان" وغير ذلك. 1512 - العَبْدي * المقرئ: طفيل بن محمّد بن عبد الرحمن بن طفيل، أَبو نصر بن عظيمة العَبْدي الإشبيلي. من مشايخه: أَبوه أَبو الحسن محمد، وأَبو الحسن شريح بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: أَبو عليّ الشلُّوبين، وابن الطيلسان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان مجودًا ضابطًا، من بيت إقراء وتعليم شهروا به، ونسبوا إليه وطال عمره حتى أخذ عنه الآباء والأبناء" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "وكان مكتبًا مقدمًا في جودة تعليم كتاب الله العزيز وإتقانه وتجويده وآرائه" من بيت إقراء وتعليم شهروا به ونسبوا إليه، وعمر طويلًا حتى عمت بركة تعليمه الأبناء والآباء والأجداد وعظم انتفاعهم به، أعظم الله أجره" أ. هـ. * غاية النهاية: "عارف ضابط مجود" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. 1513 - الحلبي * النحوي، المقرئ: طلحة (¬1) بن عبد الله الشافعي الحلبي. ولد: سنة نيف وسبعين وستمائة. من مشايخه: قرأ السبع على الموفق ابن أبي العلاء، وأخذ وهو كبير عن الجعبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان يقرئ مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه ويقرره تقريرًا حسنًا وكان يراعي الإعراب في دروسه وفي كلامه" أ. هـ. * غاية النهاية: "الملقب بالعلم مقرئ كامل مجود شيخ حلب" أ. هـ. وفاته: سنة (725 هـ)، وقيل: (726 هـ)، خمس وعشرين، وقيل: ست وعشرين وسبعمائة. 1514 - الشاهد البغدادي * المقرئ: طلحة بن محمّد بن جعفر، الشاهد البغدادي. ولد: سنة (290 هـ) تسعين ومائتين. من مشايخه: أَبو القاسم البغوي، وأَبو حمزة ¬

_ * معرفة القراء (2/ 578)، تكملة الصلة (1/ 346)، الذيل والتكملة (4/ 159)، غاية النهاية (1/ 341). * الدرر الكامنة (2/ 328)، غاية النهاية (1/ 341)، بغية الوعاة (2/ 20)، أعلام النبلاء (4/ 516). (¬1) في الدرر كان اسمه سنجر، فسمي: طلحة. * تاريخ بغداد (9/ 351)، المنتظم (14/ 345)، العبر (3/ 13)، ميزان الاعتدال (3/ 468)، معرفة القراء (1/ 344)، تاريخ الإسلام (وفيات 380) ط. تدمري، السير (16/ 396)، الوافي (16/ 485)، غاية النهاية (1/ 342)، النجوم (4/ 158)، الشذرات (4/ 422)، لسان الميزان (3/ 253)، الأعلام (3/ 229).

1515 - اليابري

الكاتب، وتلا على ابن مجاهد وغيرهم. من تلامذته: عبيد الله الأزهري، وأَبو القاسم التنوخي، وتلا عيه أَبو العلاء الواسطي وغيرهم. * كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال ابن أبي الفوارس: كان طلحة سيء الحال في الحديث وكان يذهب إلى الاعتزال ويدعو إليه. وقال الحسن بن محمد الخلال: كان معتزليًا داعية يجب أن لا يُروى عنه ... وقال الأزهري صاحب ابن مجاهد: ضعيف في روايته وفي مذهبه ... إلى أن قال: كان المتقدم في وقته على جماعة الشهود ويذهب مذهب الاعتزال" أ. هـ. * غاية النهاية: " ... ولم يكن بمتقن إلا أنه صحيح القراءة" أ. هـ. * السير: "المقرئ، الأخباري، العالم" أ. هـ. وفاته: سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة عن تسعين سنة. من مصنفاته: "أخبار القضاة". 1515 - اليابُري * النحوي، اللغوي، المقرئ: طلحة بن محمّد بن طلحة بن محمّد بن عبد الملك الأمويّ اليابُري الإشبيلي، أَبو محمّد بن أبي بكر النحوي بن النحوي. ولد: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة. من مشايخه: أَبوه، والدبَّاج، والشلوبين وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "قيد كثيرًا واعتنق صغيرًا وكبيرًا وشارك في الأدب وعُني بالقراءات والعربية مع الضبط وحسن الخط" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان نحويًّا ماهرًا مقرئًا متقنًا عروضيًا حاذقًا ذا حظٍ وأفر من الأدب عارفًا بطريق الرواية وتواريخ الرجال وأحوالهم، اعتنى بباب الرواية". وقال: "واستجيز وهو ابن عشرين سنة، ولم يزل عاكفًا على العلوم، صابرًا على شدة الفقر وقلّة ذات اليد، وخَرْج له معجمًا. وله خطب وشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (642 هـ)، وقيل: (643 هـ)، وقيل: (644 هـ)، وقيل: (645 هـ) اثنثين، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وقيل خمس وأربعين وستمائة. قلت: وقد جزم ابن عبد الملك أن وفاته سنة (643 هـ)، انظر بغية الوعاة. 1516 - اليامي * المقرئ: طلحة بن مصِّرف بن عمرو بن كعب اليامي الهمذاني الكوفي، أَبو محمد. من مشايخه: أَنس بن مالك، وعبد الله بن أبي ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 20)، تكملة الصلة (1/ 338). * تاريخ البخاري (4/ 346)، طبقات ابن سعد (6/ 308)، المنتظم (7/ 154)، السير (5/ 191)، العبر (1/ 139)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 11) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 343)، تهذيب التهذيب (2/ 23)، الشذرات (2/ 65)، حلية الأولياء (5/ 14)، الأعلام (3/ 230)، الكامل في التاريخ (5/ 175)، تهذيب الكمال (13/ 433)، الوافي (16/ 483).

1517 - العلثي

أوفى، وتلا على يحيى بن وثاب وغيرهم. من تلامذته: ابنه محمد، والأعمش، وشعبة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان ثقة صالحًا عابدًا" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، وأَبو حاتم، وأحمد بن عبد الله العجلي: ثقة". وقال: "وقال عبد الله بن إدريس: ما رأيت الأعمش يثني على أحدٍ أدركه إلا على طلحة بن مُصرِّف" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان يحرم النبيذ ويفضل عُثْمَان على علي" أ. هـ. * السير: "قال فضيل بن غزوان: قيل لطلحة بن مصرَّف: لو ابتعت طعامًا ربحت فيه، قال: إني أكره أن يعلم الله من قلبي غلًا على المسلمين. وشهد وقعة الجماجم -بين الحَجّاج وابن الأشعث- قال: خمار ميتُ ولا طعنتُ ولا ضربت ولوددت أن هذه سقطت هاهنا ولم أكن شهدتها ... قال أحمد العجلي: كان طلحة يُحرم النبيذ قلت -يعني الذهبي- وكان يحب عُثْمَان - رضي الله عنه - فهاتان خصلتان عزيزتان في الرجل الكوفي"أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال ابن معين وأَبو حَاتِم والعجلي ثقة ... قلت: وقال ابن سعد كان ثقة وله أحاديث صالحة وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن أبي حَاتِم في المراسيل، قيل لابن معين سمع طلحة من أَنس فقال: لا. وسمعتُ أبي يقول طلحة أدرك أنسًا، وما ثبت له سماع فيه" أ. هـ. * الشذرات: "كان يسمى سيد القرَّاء، ولما علم إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من بها، ذهب ليقرأ على الأعمش رفيقه لتنزل رتبته في أعينهم، ويأبى الله إلا رفعته" أ. هـ. * الأعلام: "أقرأ أهل الكوفة في عصره، كان يسمى (سيد القراء) وهو من رجال الحديث الثقات ومن أهل الورع والنسك. شهد وقعة الجماجم وقال: رميت فيها بأسهم ولوددت أن يدي قُطعت ولم أشهدها" أ. هـ. من أقواله: في السيرة: قال طلحة: قد أكثرتم عليَّ في عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يُحبَّه وقال الحسن بن عمرو: قال لي طلحة بن مصرَّف: لولا أني على وضوءٍ لأخبرتك بما تقول الرافضة". وفاته: سنة (112 هـ) اثنتي عشرة ومائة. 1517 - العَلْثي * المفسر: طلحة بن مظفر بن غانم، تقي الدين، أَبو محمد العَلْثي (¬1). من مشايخه: أَبو الفرج بن الجوزي، وعلي البطائحي، والبرهان الحصري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "وانقطع في آخر عمره إلى العبادة وتعليم العلم" أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "وكان أديبًا شاعرًا ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 242)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 226)، الشذرات (6/ 512)، الذيل على طبقات الحنابلة (1/ 390)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 295). (¬1) والعَلث: بفتح المهملة وسكون اللام وبعدها مثلثة، قرية من نواحي دجيل، بين عكبرا وسامراء.

1518 - طنطاوي جوهري

فصيحًا واشتهر اسمه، ورزق القبول من الخلق وكثر اتباعه وانتفع به الناس" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "الفقيه الخطيب المحدث الفرضي النظار المفسر الزاهد الورع ... وكان يقرأ الحديث فيبكي ويتلو القرآن في الصلاة فيبكي، وكان متواضعًا لطيفًا لا يسفه على أحد فقيرًا مجردًا، ويرحم الفقير ولا يخالط الأغنياء" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه حنبلي محدث مفسر فرضي زاهد من أهل علث تفقه ببغداد وكان موصوفًا بحسن الخط" أ. هـ. وفاته: سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. 1518 - طنطاوي جوهري * النحوي، المفسر: طنطاوي جوهري المصري. ولد: سنة (1287 هـ) في الشرقية بمصر. سبع وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "له اشتغال بالتفسير والعلوم الحديثة .. تعلم بالأزهر مدة ثم بالمدرسة الحكومية وعني بدراسة الإنكليزية، ناصر الحركة الوطنية" أ. هـ. * معجم المفسرين: "تفسيره نحا فيه منحًا خاصًّا، ابتعد في كثره عن معنى التفسير وأغرق في سرد أقاصيص وفنون عصرية وأساطير" أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "وكان من المشتغلين بالعلم والأدب والفلسفة والتفسير والتأليف وتولى رئاسة جمعية المواساة الإسلامية" أ. هـ. * قلت: من يلاحظ تفسيره وما وضع فيه من الخزعبلات والخرافات وترك الموضوع الرئيسي ألا وهو تفسير القرآن وبدأ يسرد القصص وأنواع العلوم والفنون والاكتشافات العصرية الكبيرة والمعجزات الكثيرة الموجودة في القرآن وغير ذلك. ووضع في تفسيره الصور واللوحات وخصص جزءًا قليلًا إلى التفسير الفعلي للآيات، أو ما يسمى التفسير اللغوي لها، وقد نقلنا بعض المواضع التي تغني عن الكثير حيث كان يستخدم التأويل والمجاز، ولا يثبت لله سبحانه اليد أو السمع أو البصر أو غيرها وإليك بعض المواضع التي نقلناها من تفسيره المسمى الجواهر في تفسير القرآن الكريم: حيث قال في تفسير {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 4 - 6]: "استعلى بالقهر والغلبة كما جاء في الآية الأخرى {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيتُمْ عَلَيهِ} والعرش إما بمعنى الملك أو بمعنى البناء، فكل بناء يسمى عرشًا وبانيه يسمى عارشًا". وقال في تفسير سورة هود (6/ 128): {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} وقد تقدم تفسير هذا في أول سورة يونس بأن الماء العلم: أي وكان ملكه قائمًا ¬

_ * الأعلام (3/ 230)، معجم المفسرين (1/ 242)، معجم المؤلفين (2/ 15)، الأعلام الشرقية (1/ 318)، معجم المطبوعات (1243)، إيضاح المكنون (2/ 201)، "الجواهر في تفسير القرآن الكريم" للمترجم له - المكتبة الإسلامية - الطبعة الثانية - مصر، التفسير والمفسرون (2/ 505)، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (2/ 34)، اتجاهات التفسير في العصر الحديث (213 و 272).

على العلم ولا يزال كذلك وإنما خلق السموات والأرض ليربي ذوي الأرواح فيهما بالخير والشر". وقال في تفسير سورة البقرة (1/ 114): {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} أي جهة رضاه وليس الله مختصًا بمكان، بل هو (واسع) الفضل (عليم) بتدبر خلقه". وفي تفسير سورة المائدة (3/ 196): " {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} فهو مجاز إما عن البخل أو الفقر .. {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ثنى اليد مبالغة في نفي البخل وإثبات الجود". قال صاحب رسالة معدة لنيل درجة الماجستير الموسومة بـ "طنطاوي جوهري ومنهجه في التفسير" (¬1) إعداد أنور يوسف، ذكر فيها حياة الجوهري، وعصره وجميع ما يتعلق محالته الشخصية والاجتماعية والدينية والثقافية، وصور ذلك من خلال مختلف تأليفاته وخاصة نفسيره "الجواهر" حيث قال صاحب الرسالة في ثقافة الطنطاوي (ص 65)، وننقل بعض المواضع مع الهوامش للفائدة: "إن أصدق كلمة يمكن أن نَصِفَ بها ثقافة طنطاوي هي (الموسوعية) فقد كان بحث (دائرة معارف) جمعت بين العلوم القديمة والعلوم العصرية، وبين علوم الدين وعلوم الدنيا، ففي الأزهر الشريف درس العلوم الشرعية واللغوية حتى برعَ فيها، وفي دار العلوم دَرَس العلوم الطبيعية والرياضية حتى بذ فيها سائر أقرانه. لكن نفسه كانت تَهْفُو إلى أكثر من ذلك، فقرر أن يحصِّل العلم بنفسه، فشحذ همّته، وأقبل على دراسة مختلف العلوم والفنون؛ قديمها وحديثها، وتعلم اللغة الإنجليزية، وبها استطاع الاطلاع على علوم الغربيين وثقافتهم، ونهل منها قدرًا وافرًا. درس طنطاوي -بجهده الخاص- الفلسفة القديمة من أصولها (¬2). وركز كثيرًا على الفلسفة اليونانية وأتقن فهمها. حتى شهد له المستشرق الألماني (ماركس) أنه "عالم بالفلسفة اليونانية والتصوف" (¬3)، ثم انبرى للفلسفة الحديثة وأشبعها درسًا وفهمًا. وألّف فيها، وكانت له نظراته الفلسفية الخاصة به (¬4). درَّس طنطاوي التصوف، فكان أستاذًا فيه، ولا أدل على ذلك من أنه مكث تسع سنوات متواصلة يدرّس فيها "الرسالة القشيرية" للمستشرقة الروسية (مدام ليبديف) ويحل لها ¬

_ (¬1) رسالة ماجستير بعنوان "طنطاوي جوهري ومنهجه في التفسير، إعداد أنور يوسف، الجامعة الأردنية، لسنة (1408 هـ / 1988 م). (¬2) الجواهر (26/ 78). (¬3) عبد العزيز جادو "الشيخ طنطاوي جوهري" (ص 53). (¬4) انظر تقييمًا سريعًا لفلسفة الشيخ طنطاوي في كتاب "أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث" فهمي جدعان (ص 232).

رموز الكتاب (¬1)، ثم قامت بترجمة الرسالة إلى الفرنسية، فكانت أتقن ترجمة عرفتها فرنسا -كما شهد المستشرقون- (¬2). وكانت له معرفة بالمذاهب والعقائد الدينية، وقد مكّنه ذلك من مجادلة بعض أهل تلك المذاهب والرد عليهم بخاصّة النصرانية (¬3). أما أكثر العلوم التي طالعها طنطاوي، وأولاها جل اهتمامه، فهي العلوم الحديثة، من فلك وكيمياء، ورياضيات، وطب، وغيرها، وكان يتابع فيها كل جديد من خلال الكتب، والصحف، والمجلات، ولشدة معرفته بهذه العلوم أصبح كأنه واحد من المتخصصين فيها، فكان يشرح مبادئها في كتبه، حتى الموضوعات الصعبة منها، وكان يحاضر للناس فيها، مثل محاضراته الطبية التي سبق الإشارة إليها. وقد تكلم صاحب الرسالة أيضًا عن تفسيره "الجواهر" ومصادر طنطاوي فيه، فذكر صاحب الرسالة التفاسير التي اعتمد عليها: كتفسير البيضاوي، والفخر الرازي "مفاتيح الغيب" وقال فيه (ص 130): "لاحظت رجوع طنطاوي إلى تفسير الرازي، تصريحًا، في سبع مسائل -مع تكرار بعضها- نقل عنه نصًّا في إمكانية تلاقي الأرواح في المنام (¬4) ونقل عنه كلامًا في إمكانية تلاقي الروح بعد وفاة صاحبها مع بدن رجل آخر بسبب المشاكلة (¬5) ونقل عنه رأيه في نسخ قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَينِ} [الأنفال: 65]، ونقل عنه عقيدة الثنوية في الإله (¬6)، ونقل عنه كلامًا خلاصته أن الإيمان بالقرآن مبني على العقل أولًا ثم النقل ثانيًا وأن التقليد غير كافي في الإيمان (¬7)، ونقل عنه الحكم الشرعي في إعطاء الذين يحضرون قسمة الميراث عند تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} [النساء: 8] (¬8)، كما نقل عنه بعض الأحكام الشرعية في فرائض الوضوء (¬9). ولقد تبين لي أن الشيخ طنطاوي نقل أشياء أخرى من تفسير الرازي دون الإشارة إليه، فكثير من القضايا الفقهية في الجواهر مستمدة من الرازي، مثال، ذلك ما ذكره طنطاوي من أن للعلماء سبعة أقوال في دبغ جلد المتة. ثم عدّدها مع ذكر من يقول بها، وهو الكلام نفسه ¬

_ (¬1) الجواهر (1/ 68)، كانت هذه المستشرقة عالمة بالتصوف، وتتقن أربع عشرة لغة منها العربية، وقد جاءت إلى مصر سنة (1906 م) من أجل شرح (الرسالة القشيرية) وترجمتها للفرنسية، الشيخ طنطاوي جوهري (ص 52 - 54). (¬2) الشيخ طنطاوي جوهري (53). (¬3) للاطلاع على بعض تلك المجادلات التي ذكرها طنطاوي في تفسيره، مثل مجادلته لمستشرقة في عقيدة (الفداء). ومجادلته لمبشر في شأن عيسى - عليه السلام - وأنه ابن الله، انظر: الجواهر (1/ 68) و (197 - 198). (¬4) الجواهر (4/ 16)، وكرر النص عليه مرات في (16/ 34) و (16/ 12)، و (20/ 118) و (25/ 31)، وانظر الرازي "مفاتيح الغيب" (31/ 31). (¬5) المرجع السابق (2/ 109) و (2/ 169)، وانظر أيضًا "مفاتيح الغيب" (19/ 13). (¬6) الجواهر (1/ 39)، مفاتيح الغيب (2/ 112). (¬7) الجواهر (21/ 54)، مفاتيح الغيب (27/ 260). (¬8) الجواهر (3/ 16)، مفاتيح الغيب (9/ 196 - 197). (¬9) الجواهر (3/ 129)، مفاتيح الغيب (11/ 157).

والترتيب عينه في تفسير الرازي (¬1). إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة (¬2). كما وجدت في الجواهر كلامًا لطنطاوي يوضّح فيه معنى المُحكم والمتشابه وكأنه قول له، مع أنه للإمام الرازي في تفسيره (¬3). وتجدر الإشارة إلى عدم دقة ما ذكره علي الجمبلاطي من أن الشيخ طنطاوي "تأثر بكتاب الفخر الرازي في التفسير العلمي للقرآن، في كثير من مواطنه" (¬4)، إذ لم أجد لهذا القول ما يسنده، إلا إذا كان الجمبلاطي يقصد أنه تأثر بنزعته العلمية" أ. هـ. ثم ذكر بقية التفاسير المعتمد عليها في تفسير "الجواهر" كتفسير الطبري، والخازن، و"الكشاف" للزمخشري وغيرها. ونقل صاحب الرسالة أيضًا المصادر والكتب المعتمدة فيه من بقية العلوم كعلوم القرآن والحديث وعلومه، والسيرة النبوية، والفقه، وحتى اعتماده على مصادر العقيدة والأديان لبقية الطوائف والملل، قال صاحب الرسالة: "نقل طنطاوي من كتب لعلماء مسلمين، منها: "الفرق بين الفرق" للبغدادي، و"المواقف" للإيجي، و (الأسماء والصفات) للبيهقي، و"الملل والنحل" للشهرستاني، و (والمقصد الأسنى) للغزالي (¬5). ورجع إلى الكتب الدينية عند الملل الأخرى مثل: إنجيل برنابا، والتلمود، والتوراة، والقيد الهندية (¬6)، كما أفاد من كتب عصرية تتحدث عن الأديان الأخرى مثل: العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، أو خرافات المصريين الوثنيين (البرتشرد) والأدب والدين عند قدماء المصريين (¬7) " أ. هـ. ثم ذكر عنه -أي طنطاوي- مصادره من الفلسفة، كاليونانية (¬8)، وفلاسفة الإسلام كنقله من "الإشارات" لابن سينا، ورسائل إخوان الصفا (¬9)، وغيرها. وتكلم صاحب الرسالة عن مصادره الصوفية فقال: "يتقدم هذه المصادر كتاب (إحياء علوم الدين) للغزالي، الذي تأثر به طنطاوي كثيرًا، ونقل منه جملة صالحة (¬10). كما نقل من كتب أخرى كثيرة مثل: (مشارق الأنوار). و (المنن الكبرى)، و (درر الغواص)، ¬

_ (¬1) الجواهر (1/ 167)، مفاتيح الغيب (5/ 17). (¬2) الجواهر (1/ 166)، (حكم السمك الميت). مفاتيح الغيب (5/ 18)، الجواهر (5/ 18)، (أحكام الاعتكاف) ومفاتيح الغيب (5/ 124 - 126)، الجواهر (1/ 209) (عدة المطلقة). ومفاتيح الغيب (6/ 126). (¬3) الجواهر (2/ 42)، مفاتيح الغيب (6/ 94). (¬4) علي الجمبلاطي "في ذكرى طنطاوي جوهري" (ص 27). (¬5) الجواهر (3/ 220)، و (6/ 25 و 141)، و (9/ 182)، و (15/ 113). (¬6) المصدر نفسه (1/ 63)، و (2/ 46)، و (4/ 217)، و (6/ 156). (¬7) المصدر نفسه (3/ 225)، و (10/ 34)، و (13/ 104). (¬8) المصدر نفسه (7/ 39 و 87)، و (8/ 193)، و (11/ 168). (¬9) المصدر نفسه (1/ 255)، و (3/ 193)، و (11/ 168). (¬10) الجواهر (1/ 43 و 66)، و (3/ 178)، و (5/ 182) وغيرها.

و (الجواهر والدرر) وجميعها للشعراني، و (الإبريز) لأحمد بن المبارك، و"الرسالة القشيرية" للإمام القشيري، و (الفتوحات المكية)، لابن عربي -أحد زعماء الإلحاد ووحدة الوجود- و (معارف العوارف) للسهروردي وغيرها" أ. هـ. قلت: وقد نقل صاحب كتاب "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي "قصة نقلها الطنطاوي في مؤلفاته نذكر أولًا ما قاله في الهامش ترجمة له: "هو طنطاوي بن جوهري، مصري تعلم في الأزهر، وتأثر بالصوفية تاثرًا بالغًا فأغرق في مؤلفاته في سرد أقاصيص وأساطير التصوف. مات سنة (1358 هـ - 1940 م) " أ. هـ. والآن ننقل ما قاله صاحب كتاب "تقديس الأشخاص" حول ما نقله طنطاوي من خرافات الصوفية ما نصه: "وأخيرًا نجد عند الشيخ طنطاوي جوهري قصة غريبة زعم فيها رجعة هارون الرشيد ومقابلته إياه، فيقول تحت عنوان "هارون الرشيد يخاطبني": إن هارون الرشيد طلب منه طلبًا ألح عليه فيه فقال: "بحق الله، بحق النبي، بحق القرآن إلا فعلته؟ فأكدت له أني أفعل ذلك. فقال: والله إن جعفرًا ما زنى بأخت العباسية ولا زوّجته لها، ولكنه رجل خانني فقتلته. فهل تعاهدني أن تسهر الليل وتجد النهار وتقرأ في الكتب وتبحث فيها حتى تؤلف كتابًا به تطفئ النار المتأججة في الشرق والغرب وتدفع الأكاذيب التي نشرها جورجي زيدان؟ فعاهدته على ذلك، ثم ذكر أنه بعد هذه المقابلة قام يبحث فوجد في المكتبة كتابًا اسمه (العباسة أخت هارون الرشيد) فاشتراه ووقف على تفاصيل القصة وبحث في كتب التاريخ فوجد أنها رواية خيالية يكذبها العلم، فألف كتابًا استجابة لطلب الرشيد اسمه (براءة العباسة أخت هارون الرشيد) (¬1). هكذا ساق الرجل هذه القصة بكل بساطة -إن لم أقل وقاحة- تحت مبحث إمكان مقابلة الأحياء للأموات وذكر قصصًا كثيرة مماثلة احتج بها على ذلك، وهو أمر غريب ما كان ليقع فيه رجل أزهري عاش في القرن الرابع عشر لولا التضلع من الخرافات الصوفية. ولا بد من القول بأنها قصة بعيدة الوقوع، ومتنها منكر جدًّا، إذ ما كان الرشيد رحمه الله ليحلف بحق النبي - صلى الله عليه وسلم -. وما كان ليختار طنطاوي بين علماء الأمة مع وجود علماء راسخين في علم الكتاب والسنة" أ. هـ. ونعود إلى صاحب رسالة الماجستير، وما نقله من مصادر التي اعتمدها طنطاوي في تفسيره، كالجغرافيا أيضًا والطب وغيرها من مختلف العلوم الدينية والدنيوية وهو كما قيل فيه: "فيه كل شيء إلا التفسير". ثم ذكر صاحب الرسالة الآراء الناقدة فيه، والأراء المؤيدة له، ثم المعتدلون في حكمهم على تفسير طنطاوي جوهري، ويمكن أن نلخص تلك الأقوال، برأي صاحب الرسالة وخلاصته فيها بعد جميع ما ذكر بقوله (ص 352): "بعد أن وقفنا طويلًا على تفسير الجواهر ومضامينه، وعشنا بين جنباته وصفحاته، وأفكاره وآرائه، ¬

_ (¬1) كتاب "الأرواح" لطنطاوي: (ص 323).

صار لزامًا عليّ أن أقول رأي فيه. وكم ترددت في ألّا أصدر حكمًا أراه الأخير في هذا البحث، لكن خطورة وأهمية الموضوع والأمانة الشرعية فرضت على أن أذكر قناعاتي المتواضعة اتجاه هذا التفسير، والله من وراء القصد. أولًا: لقد كان تفسير الجواهر نتاج مرحلة قلقة عاشتها الأمة الإسلامية، وظروف قاسية هيمنت على جلّ العالم الإسلامي ومنه مصر، لذلك حاول الشيخ طنطاوي أن يمدّ يد العون، حتى يرفع من شأن الأمة ما استطاع، وقد أوصله اجتهاده إلى أن العلم طريق الخلاص، لكنه أخطأ الطريق حينما سخّر القرآن الكريم من أجل نشر العلم وتعليم المسلمين. وفي رأيي إنه لم يوفق في الوصول إلى هدف القرآن، كما أنه لم يوفق في تحديد الوسيلة المناسبة لعرض آرائه وأفكاره. وكنا نود لو أنه صنف كتابًا أو كتبًا خاصة تتضمن هذه الآراء والأفكار. ثانيًا: إن تفسير الجواهر يمثل اتجاهًا موازيًا لمدرسة فكريّة قديمة، كان روادها من الفلاسفة الذي حاولوا التوفيق بين الدين والفلسفة، على أثر انبهار أولئك من الفلسفة اليونانية حينما ترجمت كتيها إلى العربية وغزت العالم الإسلامي. وهكذا يعيد التاريخ نفسه، فحينما ذهل المسلمون من التفوق العلمي الذي نهض في أوروبا راحوا يسعون إلى التوفيق بين الدين والعلم، وبهذا يكون العلم الحديث قد حل مكان الفلسفة في الاتجاه المعاصر. ثالثًا: يلاحظ أن تفسير الجواهر جاء يخاطب عصره لا أكثر، لأنه محمد بطبيعة ذلك العصر وأحواله ومشكلاته، ولقد أضعف ذلك صلاحية التفسير لزمن تجاوز زمن المؤلف أو تجاوز المشكلات التي ذكره بعد أن تمّ حلّها. ولئن كان للجواهر شهرة في عصره أو كان ذا تأثير قوي -بخاصة خارج مصر- فإننا نلمح أن فعاليته تكاد تتلاشى في هذا الزمن الذي تجاوز دعوة الشيخ، ولعل من دلائل ما أقول انصراف العلماء والناس عنه إلى حدّ بعيد. رابعًا: لقد قضى الشيخ طنطاوي -رحمه الله- سنوات من عمره في تحضير وتحبير تفسيره، ربما ضاع معظمها سدى - والأجر من الله - لأنه لم يأت بجديد على تفسير الأولين، بل خرج عن مناهج السلف في تفسير كتاب الله تعالى. ولأن الجديد الذي فيه من العلوم هي علوم موجودة في كتب العلم لم يخترعها الشيخ ولا أبدع يها، وإنما ساقها إلى غير أماكنها المعهودة، في كتاب الله الذي لم يأت موسوعة للعلم ونظرياته وتجاربه، ولم يكن -ولن يكون- حقلًا للعلوم البشرية المضطربة. خامسًا: إن طنطاوي لم يقدّم لنا تفسيرًا كاملًا للقرآن بجهده وفكره، ولو أنه جعل من تفسير آيات العلوم التي رآها كتابًا سماه مثلًا تفسير آيات العلوم أو أي اسم يشابه ذلك لكان أولى. سادسًا: أرى أنه لا يمكن اعتماد تفسير الجواهر على أنه تفسير يعتدّ بما فيه لأنه ترك التفسير بالمأثور، وغالى في الاعتماد على العقل فأكثر من التفسير برأيه وخالف قواعد التفسير. لكنه يصلح أن تُؤخذ منه بعض اللطائف الجيّدة -بعد التأكد من صحتها- وبعض الموضوعات

1519 - طه الراوي

التي أجاد فيها. سابعًا: يظهر لي من خلال دراسة شخصية طنطاوي وآثاره أنه كان حسن النية فيما ذهب إليه، وأن تفسيره كان اجتهادًا اجتهده، ورأيًا رآه وأجره عند ربه تعالى. لكن طيب النية - التي مجالها الآخرة - لا يغيّر شيئًا مما أخذه العلماء على تفسيره، أو مما نقدتُه به. وأسأل الله تعالى العفو إن كنت أخطأت في رأيي وليعذرني الباحثون والدارسون إن رأوا رأيًا يخالف ما ذهبتُ إليه، ولست أدّعي أنني وصلت الغاية التي لا مزيد بعدها" أ. هـ. قلت: هذا ما تيسر نقله من هذه الرسالة، وللفائدة، وزيادة العلم بما نحن بصدده من ترجمة طنطاوي جوهري ومعتقده ومنهجه، يمكن أيضًا، مراجعة كتاب "التفسير والمفسرون" فقد تطرق لتفسيرها الجواهر، وحلله وحقق القول فيه من نقد ونقل وغيره، وفيه فائدة جيدة، وما ذكرناه يكفي لما نرجوه، والله تعالى الموفق. وفاته: سنة (1358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الجواهر في تفسير القرآن الكريم"، في 26 جزء، و"الفوائد الجوهرية في الطرق النحوية"، و"التاج المرصع بجواهر القرآن" وله كتاب في الموسيقى وغيرها. 1519 - طه الراوي * اللغوي، المفسر طه بن صالح الفُضَيل الراوي (¬1). ولد: سنة (1307 هـ)، وقيل: (1312 هـ) سبع وثلاثمانة، وقيل: اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: محمود شكري الآلوسي، ومحمد سعيد الراوي، والشيخ يحيى الوتري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب باحث" عراقي، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق" أ. هـ. * تاريخ علماء العراق: "عين أستاذًا للتاريخ الإسلامي بدار المعلمين العالية، وأسند إليه تدريس علم البلاغة في جامعة آل البيت ثم التفسير وأصوله وتاريخه وتاريخ العرب والإسلام في الجامعة نفسها. تخرج عليه جمهور من أرباب البحث وأعمدة الفكر العربي في العراق" أ. هـ. وفاته: سنة (1365 هـ)، وقيل: (1366 هـ) خمس وستين، وقيل: ست وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير بعض آيات القرآن الكريم"، و"تاريخ علوم اللغة العربية"، و"بدائع الإيجاز". 1520 - الحلبي الجبرتي * المفسر: طه بن مهنا الشافعي المحتدا، الحلبي المولد الجبرتي. ولد: سنة (1084 هـ) (¬2) أربع وثمانين وألف. ¬

_ * الأعلام (3/ 232)، تاريخ علماء العراق (301)، معجم المفسرين (1/ 242)، معجم المؤلفين (2/ 17). (¬1) نسبة إلى راوة قرية مشرفة على الفرات تقابل مدينة عانة. * سلك الدرر (2/ 219)، إعلام النبلاء (7/ 36). (¬2) وفي هامش الأعلام لمحققه محمّد كمال يقول: الصواب أن ولادته سنة (1105) كما في تاريخ ابن ميرو.

1521 - اللؤللؤي النقاش

من مشايخه: أَبو محمّد عبد الله بن سالم البصري، والشيخ عبد المصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "العالم الفاضل المتقن العلامة المحقق واحد الدهر في الفضائل المفسر المحدث صاحب الإحاطة بالعلوم العقلية والنقلية". وقال: "وقد رأيت بعض من ترجمه ذكر أنه في فجر يوم وفاته وعنده جماعة منهم أولاد شقيقته وبعض أقاربه من النساء الخيرات إذ دخل عليه طائر أخضر وحام حوله مرارًا والحاضرون ينظرون ذلك ويعجبون ثم جلس على صدره هنية وطار" أ. هـ. وفاته: سنة (1178 هـ). ثمان وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: كتب على صحيح البخاري قطعة صالحة وصل بها إلى المغازي، وله تراجم أهل بدر الكرام (رضي الله عنهم). 1521 - اللؤللؤي النقاش * المقرئ: الطيب بن إسماعيل بن أبي التراب الذهلي، البغدادي، اللؤلؤي، النقاش (للخواتم). من مشايخه: روى الحروف عن الكسائي، ويعقوب الحضرمي، وروى عن سفيان بن عيينة وغيرهم. من تلامذته: إسحاق بن سنين الختلي، وسليمان بن يحيى الضبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "نقل الخطيب في تاريخه أن أبا حمدون كان له صحيفة فيها ثلاثمائة نفس من أصحابه، وكان يدعو لهم كل ليلة ويسميهم فنام عنهم ليلة فقيل له في النوم: يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك، قال: فقعد ودعا لهم". * المنتظم: "من الأخيار الزهاد المشهورين بالقراءات وكان يقصد المواضع التي ليس فيها أحد يقرئ الناس فيقرؤهم حتى إذا حفظوا انتقل إلى آخرين بهذا النعت، وكان يلتقط المنبوذ كثيرًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "قصده الطلبة لدينه وورعه وإتقانه وحذقه بالأداء". وقال: "وكان على قدم عظيم من التقلل والقناعة والعبادة، بلغنا أنه كان يلتقط المنبوذ ويتقوت به" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ضابط حاذق ثقة صالح" أ. هـ. وقال: "كان صالحًا زاهدًا .. أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدينوري: قال سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن مهدي - بواسط - يقول سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ بن صليح يقول إن أبا حمدون الطيب بن إسماعيل كف بصره فقاده قائد ليدخله المسجد فلما بلغ إلى المسجد قال له قائده: يا أستاذ اخلع نعلك، قال لم يا بني أخلعها؟ قال لأن فيها أذى فاغتم أَبو حمدون وكان من عباد الله الصالحين فرفع يديه ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 360)، الوافي (16/ 510)، غاية النهاية (1/ 343)، المنتظم (11/ 300)، طبقات الحنابلة (1/ 179)، وفيات الأعيان (6/ 183)، معرفة القراء (1/ 211)، تاريخ الإسلام (وفيات 242) ط. تدمري.

1522 - أبو القاسم المرسي

ودعا بدعوات ومسح بها وجهه فرد الله بصره ومشى" أ. هـ. وفاته: سنة (242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين. 1522 - أَبو القاسم المرسيّ * اللغوي: الطييبّ بن محمّد بن الطيب بن الحسين بن هرقل بن الطيب الكناني المرسي، أَبو القاسم. من مشايخه: السُّهيلي، وابن مضاء، وابن بَشْكوُال وغيرهم. من تلامذته: أَبو عبد الله بن أبي الفضل المرسي وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "وكان من أهل المعرفة الكاملة والنباهة، مع المشاركة في الأدب، ونوظر عليه في كتب الرأي وأصول الفقه، وتقدم أهل بلده رياسة ورجاحة" أ. هـ. * بغية الوعاة: "من بيت مشهور، كان متقدمًا في طلبه متفننًا يتعاطى درجة الاجتهاد" أ. هـ. وفاته: سنة (618 هـ)، وقيل: (619 هـ) ثمان عشرة، وقيل: تسع عشرة وستمائة. 1523 - الجندي * النحوي: طَيبَرسْ بن عبد الله الجندي النحوي، علاء الدين. ولد: تقريبًا سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان ابن عبد الهادي يثني عليه وكان كثير التلاوة والصلاة بالليل حسن المذاكرة" أ. هـ. * الأعلام: "أديب نحوي، من المماليك اشتراه أحد الأمراء في (البيرة) وعلمه القرآن والخط وأعتقه فقدم دمشق فتفقه ومهر في الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون في صالحية دمشق. من مصنفاته: نظم الألفية ومقدمة ابن الحاجب جامعًا بينهما وسماه "الطرفة" فجاءت تسعمائة بيت. 1524 - أَبو الأسود الدُّؤلي * اللغوي، المفسر ظالم (¬1) بن عمرو بن سفيان بن ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 21)، تاريخ الإسلام (وفيات 619) ط. بشار، تكملة الصلة (1/ 339). * الدرر الكامنة (2/ 330)، بغية الوعاة (2/ 21)، الشذرات (8/ 275)، الأعلام (3/ 235)، معجم المؤلفين (2/ 19). * الأنساب (2/ 508)، اللباب (1/ 430)، المنتظم (6/ 96)، وفيات الأعيان (2/ 535)، إنباه الرواة (1/ 13)، بغية الطلب (10/ 4325)، السير (4/ 81)، العبر (1/ 77)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 7) ط. تدمري، البداية والنهاية (10/ 315)، غاية النهاية (1/ 345)، تهذيب التهذيب (12/ 10)، النجوم (1/ 184)، البيان والتبيين (1/ 324)، بغية الوعاة (2/ 23)، الشذرات (1/ 396)، الكنى والألقاب (1/ 9)، تهذيب تاريخ دمشق (7/ 107)، روضات الجنات (4/ 162)، من مشاهير علماء البصرة (56)، الأعلام (3/ 236)، معجم الأدباء (4/ 1464)، طبقات ابن سعد (7/ 99)، الكامل (3/ 211)، تقريب التهذيب (1108)، بغية الوعاة (2/ 22)، الوافي (16/ 533). (¬1) هناك اختلاف كبير في اسمه فقيل أَبو الأسود الديلي، ويقال الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، ويقال: عمرو بن ظالم ويقال: بالتصغير فيهما، ويقال: عمرو بن عثمان أو عثمان بن عمه. انظر تقريب التهذيب.

جندل الكناني، أَبو الأسود الدؤلي. ولد: سنة (1 ق. هـ) واحد قبل الهجرة. من مشايخه: عمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم وغيرهم. من تلامذته: ابنه، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * البيان والتبيين: "قال الجاحظ: أَبو الأسود مقدم في طبقات الناس وكان معدودًا في الفقهاء والشعراء والمحدثين والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة، والحاضري الجواب، والشيعة، والنبلاء والضُّلع الأشراف" أ. هـ. * المنتظم: "وكان يحب عليّا - رضي الله عنه - الحب الشديد وهو القائل: يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر لا تنسى عليًّا أحِبَّ محمدًا حبًا شديدًا ... وعباسًا وحمزة والوصِيّا فإن يك حبهم رشدًا أصبه ... ولستُ بمخطئ إن كان غيًّا قال محمّد بن سلام: أول من أسس العربية، ووضع باب الفاعل والمفعول به، والمضاف، وحروف الرفع والنصب والجر والجزم ... روى أَبو العباس المبرد، قال: حدثنا المازني قال: السبب الذي وضعت له أَبواب النحو وعليه أصَّلت أصله أن ابنة أبي الأسود قالت له: ما أشدّ الحرِّ، قال: الحصباء بالرمضاء، قالت: إنما تعجبت من شدَّته، فقال: أوَقد لحِن الناس. فأخبر بذلك عليًّا - رضي الله عنه -، فأعطاه أصولًا بنى منها وعُمل بعده عليها. وهو أول من نقط المصاحف، وأخذ النحو عن أبي الأسود عنبسة الفيل، ثم أخذه عن عنبسة ميمون الأقرن، ثم أخذه عن ميمون عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، ثم أخذه عنه عيسى بن عمر، وأخذه عن عيسى الخليل بن أحمد الفراهيدي، ثم أخذ عن الخليل سيبويه، ثم أخذه عن سيبويه الأخفش وهو سعيد بن مسعدة المجاشعي .. وقال الشاعر في وضع عيسى بن عمر في النحو كتابي (الجامع) و (المكمل): بطل النحو جميعًا كله ... غير ما أحدث عيسى بن عمر ذلك الجمال وهذا جامع ... فهنا للناس شمس وقمر" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "وكان ينزل البصرة في بني قشير وكانوا يرجمونه بالليل لهبته عليًّا كرم الله وجهه" أ. هـ. * السير: "قال العجلي، ثقة، كان أول من تكلم في النحو. قال الواقدي: أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال غيره: قاتل أَبو الأسود الدؤلي يوم الجمل مع علي بن أبي طالب، وكان من وجوه الشيعة. ومن أكملهم عقلًا ورأيًا، وقد أمره عليّ - رضي الله عنه - بوضع شيء في النحو لمّا سمع اللحن، قال: فأراه أَبو الأسود ما وضع، فقال علي: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت. فمن ثَمَّ سُمي النحو نحوًا.

1525 - الشويري

ثم قال: فيجيء في أبي الأسود: الدولي، والدِّيلي، والدوَلي، والدئلي. وقال ابن السيد: الدئل بكسر الهمزة، لا أعلم فيه خلافًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ونقل ابن دأب أن أبا الأسود وفد على معاوية بعد فضل علي فأدنى مجلسه وأعظم جائزته ... قال محمّد بن سلام الجمحي: أول من أسس العربية وفتح بابها وأنهج سبيلها ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلي وكان علوي الرأي" أ. هـ. * البداية والنهاية: "قال يحيى بن معين وأحمد بن عبد الله العجلي: كان ثقة. وقال ابن خلكان: وقد كان أبو الأسود يبخل" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة جليل أول من وضع مسائل في النحو" أ. هـ. وفاته: (سنة 69 هـ)، وقد مات أبو الأسود في طاعون الجارف في البصرة سنة تسعة وستين والذي دام ثلاثة أيام تقريبًا لكن الضحايا في كل يوم سبعون ألفًا حتى عجزوا عن نقل الموتى لكثرتهم فصارت الوحوش تدخل البيوت فتصيب منهم حتى إنه لم يحضر الجمعة إلا سبعة نفروا مرة واحدة. 1525 - الشويري * النحوي: ظاهر (¬1) بن إلياس بن خير الله عطايا صليبا الشويري. ولد: سنة (1250 هـ). خمسين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "نحوي، من أهل الشوير بلبنان"أ. هـ. * قلت: وهو نصراني. * الأعلام الشرقية: "تفرغ للاشتغال بالعلم والأدب في كهولته، فأصاب بجده ما لم ينله أساتذة زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (1334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الأمالي التمهيدية في مبادئ اللغة العربية"، و "رسائل لغوية" في الصرف. 1526 - ابن ظهيرة * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: ظهيرة بن محمّد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة، ظهير الدين أبو الفرج بن الرضى أبي حامد بن القطب أبي الخير بن الكمال أبي السعود القرشي المكي المالكي. ولد: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: أخذ الفقه والعربية عن القاضي عبد القادر وسمع من الزين الأميوطي، وابن الهمام وغيرهم. ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (1161)، الأعلام (3/ 213)، معجم المؤلفين (1/ 401)، الأعلام الشرقية (2/ 728). (¬1) قيل ضاهر والأصح ما أثبتناه، سماه صاحب معجم المؤلفين أمين ظاهر. * الضوء اللامع (4/ 15)، وجيز الكلام (2/ 762)، بدائع الزهور (2/ 424)، البدر الطالع (1/ 308).

1527 - عائشة الباعونية

كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان دينًا حييًا متصوفًا بارعًا في الفقه والعربية كثير المحاسن .. برع في العربية" أ. هـ. * قلت: أثنى عليه السخاوي، والحنفي، والشوكاني. * وجيز الكلام: "ممن تميز بالفضيلة مع الديانة والحياء والتصوف وكثرة المحاسن، وتأسف الناس عليه، وصبر أبوه على فقده" أ. هـ. وفاته: سنة (868 هـ). ثمان وستين وثمانمائة. 1527 - عائشة الباعونية * اللغوية: عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الباعوني، أم عبد الوهاب. من مشايخها: تنسكت على يد السيد الجليل إسماعيل الخوارزمي، ثم على خليفة المحيوي موسى الأرموي وغيرهما. كلام العلماء فيها: * الشذرات: "الصالحة الأديبة العالمة العاملة أم عبد الوهاب الدمشقية أحد أفراد الدهر ونوادر الزمان فضلًا وأدبًا وعلمًا شعرًا وديانة وصيانة" أ. هـ. * الكواكب السائرة: "الشيخة الأديبة العالمة العاملة الصوفية الدمشقية .. تنسكت على يد السيد الجليل إسماعيل الخوارزمي .. وأجيزت بالإفتاء والتدريس وألَّفت عدة كتب منها الفتح الحقي يشتمل على كلمات لدنية .. ومعان سنية وكتاب الملامح الشريفة والآثار المنيفة، يشتمل على إنشادات صوفية، ومعارف ذوقية" أ. هـ. * الأعلام: "نسبتها إلى باعون (من قرى عجلون في شرق الأردن) ومولدها ووفاتها بدمشق. تلقت اللغة والأدب ورحلت إلى القاهرة" أ. هـ. وفاتها: سنة (922 هـ) اثنتين وعشرين وتسعمائة. من مصنفاتها: "بديعة"، و"الفتح الحقي من منح التلقي" يشتمل على كلمات نحت بها منحى الصوفية. 1528 - البطليوسي * النحوي: عاصم بن أيوب البَطَلْيوسي، أبو بكر. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن الغراب، وأبو عمرو الصفاقسي وغيرهما. من تلاميذته: أبو محمد بن السيد. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "وكان لغويًّا أديبًا فاضلًا خيرًا ثقة" أ. هـ. * الأعلام: "نحوي، عالم باللغة .. " أ. هـ. * البلغة: "إمام في اللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. وفي البلغة توفي سنة (194 هـ) أربع وتسعين ومائة ¬

_ * الكواكب السائرة (1/ 287)، الشذرات (10/ 157)، أعلام النساء (3/ 196)، الأعلام (3/ 241). * الصلة (2/ 427)، إنباه الرواة (2/ 384)، تاريخ الإسلام (وفيات 494) ط. تدمري، الوافي (16/ 563)، البلغة (118)، بغية الوعاة (2/ 24)، الأعلام (3/ 248)، معجم المؤلفين (2/ 26).

1529 - عاصم بن أبي النجود

وهو خطأ. من مصنفاته: "شرح ديوان امرئ القيس"، و "شرح المعلقات". 1529 - عاصم بن أبي النجود * المقرئ: عاصم بن أبي النّجود الأسدي مولاهم الكوفي، واسم أبيه: بهدلة، وقيل: بهدلة اسم أمه، وليس بشيء بل هو أبوه، أبو بكر. من مشايخه: أبو وائل، ومصعب بن سعد، وقرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش الأسدي وغيرهم. من تلامذته: عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمان، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "أدرك عاصم ثلاثة عشر صحابيًّا ... وكان كثير الرواية" أ. هـ. * السير: "قال أحمد العجلي: صاحب سنة وقراءة، كان رأسًا في القرآن، قدم البصرة فأقرأهم. وكان عثمانيًّا". ثم قال: "قال أحمد بن حنبل: عاصم رجل صالح خير ثقة، قلت -يعني ابنه عبد الله- أي القراءات أحبّ إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم. وقد تكلم فيه بعض العلماء من جهة حفظه للحديث لا للقرآن". وقال: "كان عاصم ثبتًا في القراءة صدوقًا في الحديث وقد وثقه أبو زرعة وجماعة وقال أبو حاتم: محله الصدق وقال الدارقطني: في حفظه شيء -يعني للحديث لا للحروف-، وما زال في كل وقت يكون العالم إمامًا في فن مقصرًا في فنون كذلك كان صاحبُه حفص بن سليمان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث، وكان الأعمش بخلافه كان ثبتًا في الحديث، لينًا في الحروف، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب "المنهج" وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر. والله أعلم. قال النسائي: عاصم ليس بحافظ". وفي السير أيضًا: "قال الحسن بن الصباح: ما رأيت أحدًا قط أفصح من عاصم بن أبي النجود، إذا تكلم كاد يدخله خيلاء" .. وقال: "وسُئل عاصم فقيل له: على ما تضعون هذا من علي - رضي الله عنه -: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر) وعلمت مكان الثالث؟ فقال: ما نضعه إلا أنه عنى عثمان. هو كان أفضل من أن يزكي نفسه" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "أحد السبعة القراء .. وهو في الحديث دون الثبت صدوق يهم .. قال أبو خِراش: في حديثه نكرة. قلت: هو حسن الحديث وقال أحمد وأبو زرعة: ثقة. قلت: خرَّج له الشيخان لكن مقرونًا بغيره لا أصلًا وانفرادًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ¬

_ * المنتظم (7/ 273)، وفيات الأعيان (3/ 9)، السير (5/ 256)، العبر (1/ 167)، معرفة القراء (1/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 128) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (4/ 13)، الوافي (16/ 572)، غاية النهاية (1/ 346)، تقريب التهذيب (471)، الشذرات (2/ 122)، الأعلام (3/ 248).

1530 - ابن محزر

سألت أبي عن عاصم بن بهدلة، فقال: رجل صالح خير ثقة" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق له أوهام حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون" أ. هـ. * الأعلام: "أحد القراء السبعة تابعي من أهل الكوفة. وفاته فيها، كان ثقة في القراءات. صدوقًا في الحديث" أ. هـ. * الوافي: "لما مات أبو عبد الرحمن السلمي جلس عاصم مكانه" أ. هـ. من أقواله: السير: "قال عاصم: من لم يحسن من العربية إلا وجهًا واحدًا لم يحسن شيئًا" أ. هـ. وفاته: سنة (127 هـ) سبع وعشرين ومائة، وقيل: (128 هـ) ثمان وعشرين ومائة، وقيل: (129 هـ) تسع وعشرين ومائة. 1530 - ابن مُحْزر * المقرئ: العاصي (وقيل العاص) بن خلف بن مُحرز، الإشبيلي، أبو الحكم. من مشايخه: أبو عمرو الداني، ومكي القيسي وغيرهما. من تلامذته: عبد الله بن محمد بن خلف الداني وغيره. كلماء العلماء فيه: * الصلة: "كان من أهل المعرفة بالقراءات وطرقها وجمع فيها كتابًا" أ. هـ * غاية النهاية: "أستاذ ماهر" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات. من أهل إشبيلية" أ. هـ. وفاته: سنة (470 هـ) سبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "التذكرة في القراءات السبع" , و"كتاب التهذيب". 1531 - الغزنوي * النحوي، اللغوي، المفسر عالي (¬1) بن إبراهيم بن إسماعيل الغزنوي البلقي الحنفي، تاج الشريعة ونظام الإسلام. من مشايخه: أبو القاسم محمّد بن عمر الزمخشري وغيره. من تلامذته: عبد الوهاب بن يوسف وغيره. كلام العلماء فيه: * تاج التراجم: "إمام في التفسير والفقه واللغة والعربية والأصول والجدل" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "الإمام ناصر الدين .. صاحب فنون، إمام في التفسير، والفقه والعربية والأصول والجدل" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه حنفي، مفسر. كان قيمًا في حلب"أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. ¬

_ * الصلة (2/ 427)، معرفة القراء (1/ 461)، غاية النهاية (1/ 346)، الأعلام (3/ 247)، معجم المؤلفين (2/ 26)، تاريخ الإسلام (وفيات 470) ط. تدمري. * الوافي (16/ 573)، تاج التراجم (173)، الجواهر المضية (2/ 686)، الفوائد البهية (85)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 228)، بغية الوعاة (2/ 140)، كشف الظنون (466، 1804)، معجم المفسرين (1/ 252)، الأعلام (3/ 249)، معجم المؤلفين (2/ 26). (¬1) في تاج التراجم اسمه غالي.

1532 - ابن جني

من مصنفاته: "تقشير التفسير" في مجلدين ضخمين. قال صاحبا كشف الظنون والجواهر المضية: أبدع فيه أ. هـ.، وشرح مقدمة النحو لابن بابشاذ. 1532 - ابن جنِّي * النحوي: عالي بن عثمان بن جني البغدادي، أبو سعد بن أبي الفتح. من مشايخه: تمام بن محمد، وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير وغيرهما. من تلامذته: الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا، وحِفاط بن سلمة الناسخ. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نحويًّا أديبًا حسن الخط" أ. هـ. وفاته: سنة (457 هـ) سبع وخمسين، وقيل: (458 هـ) ثمان وخمسين، وقيل: (459 هـ) تسع وخمسين وأربعمائة وقيل غير ذلك. 1533 - الفزاري * النحوي، اللغوي: عامر بن إبراهيم بن العباس الفزاري، القيرواني الأفريقي. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "النحوي الشاعر اللغوي، ... كان شاعرًا بصيرًا باللغة مع خُبث وإقدام ورأي ومكر، وكان يلي أمور الأموال لملوك تلك الجهات، وجبى خراجًا في بعض سواحل إفريقية، فلما استمكنه أخذه وهرب إلى مصر ... وفي ذلك يقول محمّد التونسي في ولده أبي القاسم: دَعي فزارة من لؤمهِ ... إلى طَلْعَةِ اللؤم أسبقهْ أبٌ هارب بخراج الإماء ... وجدٌّ قتيل على الزندقه وكان ينتسب إلى حمل بن بدر، حتى أعلمه أبو بكر الحسن بن أحمد بن نافذ أن حمل بن بدر لم يُعقب، وأراه ذلك في بعض الكتب، فخلى عن ذلك وقال: نحن من ولد عُيينة بن حِصْن، وكان أبو القاسم ولده بصيرًا بالأداب وله أشعار كثيرة، يغلب عليها الهجاء، وكان يزعم أنه ولد أسماء بن خارجة) (¬1) أ. هـ. 1534 - ابن الجد الفهري * النحوي، اللغوي: أبو عامر بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج بن الجد الفهري الإشبيلي. من مشايخه: ابن الأخضر وغيره. ¬

_ * الإكمال (2/ 585)، معجم الأدباء (4/ 1475)، إنباه الرواة (2/ 385)، تاريخ الإسلام (وفيات 452 و 459) ط. تدمري، الوافي (16/ 574)، بغية الوعاة (2/ 24)، تهذيب ابن عساكر (7/ 137)، تاريخ دمشق (25/ 306). * إنباه الرواة (2/ 383)، البلغة (118)، بغية الوعاة (2/ 24). (¬1) هو أسماء بن خارجة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري، توفي سنة (60 هـ). انظر ابن حجر، الإصابة (1/ 107). * بغية الوعاة (1/ 25).

1535 - عامر السيد عثمان

من تلامذته: أبو بكر بن القابلة وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: من علية أعيانها -إشبيلية- أخذ كتاب سيبويه عن ابن الأخضر وأحكمه ومهر في فهم أغراضه وغوامضه، فكان من أجل أصحاب ابن الأخضر حتى قال فيه ابن ملكون، وهو من أقرانه: من قرأ كتاب سيبويه على ابن الجد فما عليه إلا يقرأه على سيبويه، وكان شيخه ابن الأخضر يصفه بالتقدم في علم العربية ويقول: لو أدرك الأعلم لفرح به وأقر له ... وقال بعض معاصريه: لقد فقد علم العربية بانقباضه" أ. هـ. وفاته: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. 1535 - عامر السيد عثمان * المقرئ: عامر السيد عثمان. ولد: سنة (1319 هـ) تسع عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: عطية سلاة، والشيخ محمّد المسعودي، وإبراهيم مرسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تتمة الإعلام: "عالم، فقيه، متمكن في أصل القراءات وطرقها الصحيحة، حجة في علوم القرآن، مرجع في تصحيح المصاحف وضبطها في مختلف الدول العربية والإسلامية. .. أصبح إمامًا كبيرًا في القراءات، ولذلك عين أول أستاذ للقراءات عند إنشاء أول معهد للقراءات بالأزهر عام (1943 م) .. سافر إلى السعودية بعد إلحاح شديد ليكون مستشارًا لمجمع الملك فهد بالمدينة المنورة لتصحيح المصاحف عام 1984 م" أ. هـ. * قلت: أستاذ علم أجيالًا فنون التجويد. وهو الرجل الذي لا يحيد عن الحق، وفي سبيل ذلك خاض معارك كثيرة كان خلالها صاحب النصر، وكيف لا وهو يذود عن دين الله، فلم يركن إلى قراءة القرآن فقط، بل شق له طريقًا آخر إلى البحث والتنقيب في أمهات الكتب يحقق ويتحقق، طاف آلاف المخطوطات تاركًا له بصمة في كل كتاب أو مخطوطة تتعلق بعلم القراءات الذي شغفه حبًا، فصار علمًا من أعلامه، بل أستاذًا لا يبارى في هذا العلم، عاش مع القرآن وبالقرآن زاهدًا في أعلامه، بل كل شيء إلا حب الله .. وكان للشيخ عامر عثمان معرفة تامة بمخارج الحروف وصفاتها كذلك كان شديد الاعتناء بالوقوف. وفاته: سنة (140 هـ) ثمان وأربعمائة وألف. من مصنفاته: تحقيق كتاب "تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم"، و"حل العسير من أوجه التكبير"، و "تتمة في تحرير طرق ابن كثير وشعبة". 1536 - أوقية * المقرئ: عامر بن عمر، أبو الفتح المَوصلي الملقب بأوقية. ¬

_ * تتمة الأعلام (1/ 262). * معرفة القراء (1/ 220)، تاريخ الإسلام (وفيات 250) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 350)، الوافي (16/ 590).

1537 - أبو عكرمة الضبي

من مشايخه: يحيى بن المبارك اليزيدي، ووكيع وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن سمعويه، وعيسى بن رصاص وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان فصيحًا مجودًا لكتاب الله" أ. هـ. * معرفة القراء: "قاضي الموصل" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. 1537 - أبو عكرمة الضبي * النحوي، اللغوي: عامر بن عمران بن زياد الضبي السرمدي، أبو عكرمة. من أهل سر من رأى. من مشايخه: مسعود بن بشر المازني، وعبد الله بن محمد التوزي وغيرهما. من تلامذته: القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، وأبو الحسين بن القاسم الكوكبي وكيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نحويًّا لغويًّا أخباريًا ... وكان أعلم الناس بأشعار العرب وأرواهم لها، وكان في أخلاقه شراسة" أ. هـ. * الوافي: "كانت أخلاق ابن عكرمة شرسة، وهو أعلم الناس بأشعار العرب" أ. هـ. وفاته: سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. من مصنفاته: "كتاب الخيل"، و "كتاب الإبل"، و"كتاب الأمثال" وغير ذلك. 1538 - عامر الأنصاري * النحوي، المقرئ: عامر بن محمّد الأنصاري: طليطلي سكن قرطبة، أبو الحسن. من مشايخه: تفقه بأبي بكر عبد الله بن أدهم، وأبي جعفر عبد الصمد بن موسى بن هذيل وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر بن مضاء. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "كان من أهل العلم والعمل" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا نحويًّا من أهل العلم والعمل". وقال: "آخر تلامذة ابن أدهم بقرطبة" أ. هـ. وفاته: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة، وقد أربى على (80 سنة). 1539 - الضرير البغدادي * النحوي، المقرئ: عامر بن موسى بن طاهر بن بشكم، أبو محمد الضرير البغدادي. من مشايخه: علي بن المحسن التنوخي، وعلي بن محمّد بن علي بن قشيش وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1479)، الوافي (16/ 592)، بغية الوعاة (2/ 24)، الأعلام (3/ 254)، معجم المؤلفين (2/ 28). * صلة الصلة (153)، الذبل والتكملة (5/ 1 / 106)، تكملة الصلة (4/ 29) طبعة عبد السلام الهراس. * بغية الوعاة (2/ 25)، الوافي (16/ 593)، غاية النهاية (1/ 351).

1540 - الطالقاني

كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان فقيهًا شافعيًّا يتكلم في مسائل الخلاف ويعرف القراءات والنحو معرفة تامة، وكان يقوم في شهر رمضان بالإمام المقتدي" أ. هـ. وفاته: سنة (486 هـ) ست وثمانين وأربعمائة. 1540 - الطَالقانِي * المفسر: عبّاد بن عباس بن عباد، أبو الحسن الطالقاني (¬1). ولد: سنة (326 هـ) ست وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: الفضل بن الحباب وغيره. من تلامذته: أبو بكر بن مردويه، وابنه أبو القاسم الوزير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان صدوقًا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث، وهو والد الوزير الصاحب بن عباد" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن"، وقال صاحب هدية العارفين: ينصر فيه مذهب الاعتزال أ. هـ. 1541 - الزَرزاري * اللغوي: عبادة بن علي بن صالح بن عبد المنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فهد بن عمرو الزين الأنصاري الخزرجي الزرزاري (¬2) القاهري المالكي. ولد: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: التنوخي، والصلاح الزفتاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "أخذ الناس عنه من أهل كل مذهب طبقة بعد أخرى وانتفعوا به في الفقه وأصوله والعربية وغيرها من الفنون مع حسن تربيته للطلبة وعدم مسامحته لهم بل يغلظ على من لم يرتض فهمه أو بحثه منهم. كان فصيحًا طلق اللسان حسن التقرير علامة مبرزًا في المعقول والمنقول صالحًا خيرًا زاهدًا ورعًا صلبًا في الدين غاية في التقشف خصوصًا في آخر أمره سالكًا طريق السلف. وكان يقول مشيرًا لشدة أعباء الزواج على سبيل المماجنة لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءًا. وقال العيني: إنه كان من أهل العلم والدين" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 253)، المنتظم (14/ 380)، البداية والنهاية (11/ 339)، النجوم (4/ 172)، هدية العارفين (1/ 436)، معجم المؤلفين (2/ 29). (¬1) طالقان التي ينسب إليها ولاية بين قزوين وأبهر وهي عدة قرى يقع عليها هذا الاسم، بلدة من بلاد خراسان. * الضوء اللامع (4/ 16)، وجيز الكلام (2/ 586)، إنباه الغمر (9/ 193)، التبر المسبوك (51)، الشذرات (9/ 376)، بدائع الزهور (12/ 236)، بغية الوعاة (2/ 26)، النجوم (15/ 492). (¬2) وزرزارة: من قرى مصر.

1542 - شرف الدين المصري

* وجيز الكلام: "العلامة شيخ المالكية ممن تصدى للإقراء في علوم وانتفع به الأئمة من كل مذهب ودرس بالشيخونية والبرقوقية والأشرفية أول ما فتحت. واختفى حين طلب للقضاء الأكبر وتخلى للعبادة ولم يخلف بعده للمالكية مثله"أ. هـ. * بدائع الزهور: "كان عالمًا فاضلًا علَّامة في مذهبه"أ. هـ. وفاته: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. 1542 - شرف الدين المصري * المقرئ: عباس بن حسين بن بدر التميمي، شرف الدين الشافعي المصري. من مشايخه: إبراهيم بن عبد الله الحكري وغيره. من تلامذته: عثمان بن عبد الله الجبرتي وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ كامل مصدر شافعي رأيته يُقرِئ بجامع أصلم ظاهر القاهرة .. " أ. هـ. * الدرر: "تصدى للتدريس في القراءات فكان الطالب يلازمه إلى أن يستيقظ فيتوجه إلى درس الشيخ سراج الدين فكان كثير النفع للطلبة" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان ينفع الطلبة بالقراءات" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة الشيخ العالم المفتي المقريء .. وسمعت بعض الفقهاء المصريين من تلامذة الشيخ البلقيني يثني على المذكور ويصفه بالعلم والدين وحسن الخلق ونفع الطلبة" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة، وقيل (792 هـ) اثنتين وتسعين وسبعمائة. 1543 - الرَّيَّاشِي * النحوي، اللغوي: عباس بن الفَرَج البصري الرياشي، أبو الفضل. ولد: بعد الثمانين ومائة. وقيل: سنة (177 هـ) سبع وسبعين ومائة. من مشايخه: معمر بن المثنى، والأصمعي، ومسدد، والطيالسي وغيرهم. من تلامذته: أبو داود، وإبراهيم الحربي، وأبو العباس المبرد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قدم الرياشي بغداد، وحدّث، بها، وكان ثقة، وكان من الأدب وعلم النحو بمحل عال، كان يحفظ كتب أبي زيد، وكتب الأصمعي كلها، وقرأ على أبي عثمان المازني (كتاب سيبويه) فكان المازني يقول: قرأ علي ¬

_ * طبقات الشافعية لابن قاض شهبة (3/ 211)، الدرر الكامنة (2/ 343)، الشذرات (8/ 474)، غاية النهاية (1/ 352). * تاريخ بغداد (12/ 138)، المنتظم (12/ 132)، معجم الأدباء (4/ 1483)، الكامل (7/ 250)، الأنساب (3/ 111)، إنباه الرواة (2/ 367)، وفيات الأعيان (3/ 27)، السير (12/ 372)، العبر (2/ 14)، تاريخ الإسلام (وفيات 257) ط. تدمري، الوافي (16/ 652)، البداية والنهاية (11/ 33)، البلغة (118)، النجوم (3/ 27)، بغية الوعاة (2/ 27)، الشذرات (3/ 257)، الأعلام (3/ 264)، معجم المؤلفين (2/ 33).

1544 - الواقفي

الرياشي (الكتاب) وهو أعلم به مني ... قتلته الزنج لما دخلوا البصرة، ووجدوه في المسجد مُلقى مستقبل القبلة، صحيح الخلقة، لم يتغير له حال إلا أن جلده لصق بعظمه ويبس، وهذا بعد مقتله بسنتين، رحمه الله) (¬1) أ. هـ. * الأنساب: "كان من أهل السنة" أ. هـ. * السير: "وكان ثعلب يفضله ويقدمه على المبرد ... العلامة الحافظ شيخ الأدب كان من بحور العلم" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان عالمًا بأيام العرب والسير وكان كثير الاطلاع ثقة عالمًا" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو سعد بن السمعاني: كان ثقة، وقال مسلمة: ثقة صاحب عربية وقال ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "نحوي ثقة .. استشهد بأيدي الزنج" أ. هـ. * الشذرات: "وكان إمامًا في اللغة والنحو .. أخباريًا علَّامة ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (257 هـ) سبع وخمسين ومائتين. وفيات الأعيان: "وسئل في عقب ذي الحجة سنة (254): كم يعدُّ سنّه؟ فقال: أظن (77) سنة. وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه الكبير أنه قتل في سنة (265) قتله الزنج بالبصرة وهو غلط، إذ لا خلاف بين أهل العلم بالتاريخ أن الزنج دخلوا البصرة وقت صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال سنة (257") أ. هـ. من مصنفاته "كتاب الخيل"، و"كتاب الإبل" أ. هـ. 1544 - الواقفي * المقرئ: عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة الأنصاري، الواقفي (¬2)، أبو الفضل. ولد: سنة (105 هـ) خمس ومائة. من مشايخه: أبو عمرو بن العلاء، وخارجة بن مصعب وغيرهما. من تلامذته: حمزة بن القاسم، وعامر بن عمر الموصلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "سئل أبو زرعة عن العباس بن الفضل الأنصاري فقال: كان لا يصدق" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال يحيى بن معين: ليس بشيء. قال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى بن معين، فقال: ليس بثقة فقلت، لِمَ يا أبا زكريا؟ قال: حدّث عن سعيد عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس: إذا كان سنة مائتين ... حديث موضوع .. وقال البخاري: العباس بن الفضل نزل الموصل منكر الحديث وقال النسائي: ¬

_ (¬1) لتفصيل قتلَة الزنج يُنظر الكامل في التاريخ، والسير. * معرفة القراء (1/ 161)، ميزان الاعتدال (4/ 52)، غاية النهاية (1/ 352)، تهذيب التهذيب (5/ 110)، الأعلام (3/ 264)، معجم المولفين (2/ 33)، تقريب التهذيب (487)، الجرح والتعديل (6/ 212). (¬2) والواقفي: نسبة إلى واقف، وهو بطن من الأوس.

1545 - الرازي

متروك" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ حاذق ثقة" أ. هـ. ثم قال: "كان عظيم القدر جليل المنزلة في العلم والدين والورع مقدمًا في القراءة والحديث ... قال الذهبي: وإنما لم يشتهر لأنه لم يجلس للإقراء" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "متروك، واتهمه أبو زرعة، وقال ابن حبان: حديثه عن البصريين أرجى من حديثه عن الكوفيين" أ. هـ. * الأعلام: "قاض، من رجال الحديث، من أهل البصرة كان عالمًا بالقرآن والشعر. ولي قضاء الموصل، في أيام الرشيد العباسي، ومات فيها" أ. هـ. وفاته: سنة (186 هـ) ست وثمانين ومائة. من مصنفاته: "القراءات". 1545 - الرازي * المقرئ، المفسر العباس بن الفضل بن شاذان بن عيسى الرازي. من مشايخه: أبوه، وأحمد بن أبي سريج وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر محمد بن أحمد الداجوني، وأحمد بن عجلان، وأبو بكر النقاش وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "إمام محقق مجود، كان يقرئ مع والده بالري". * تاريخ الإسلام: "المقريء المفسر" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ متقن مشهور صاحب المقاطع والمبادئ" أ. هـ. وفاته: سنة (311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة. 1546 - الجَزِيرِي * اللغوي: عباس بن ناصح، أبو المعلى الجزيري الأندلسي الثقفي. من مشايخه: الأصمعي وغيره. من تلامذته: عباس بن عبد الرحمن بن عباس بن ناصح وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان عباس من أهل العلم باللغة العربية وكان جزل الشعر يسلك في أشعاره مسالك العرب القديمة وكان له حظ من الفقه والرواية ولم تُشهر عنه، لغلبة الشعر عليه"أ. هـ. * المغرب: "ذكره أبو بكر الزبيدي في كتاب طبقات العلماء وقال: إنه كان مُنجبًا في الولادة، قد ولي قضاء بلده مع شذونة ووليه في بيته علماء شعراء ... قال ابن حبان: كان عالمًا شاعرًا أثيرًا عند الخلفاء المروانيين" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان من أهل العلم والعربية، ومن ذوي الفصاحة في شعره ولسانه ويذهب في شعره مذاهب العرب، وولي قضاء شذونة ¬

_ * معرفة القراء (1/ 236)، غاية النهاية (1/ 352)، تاريخ الإسلام (وفيات 310) ط. تدمري. * بغية الوعاة (2/ 28)، الوافي (16/ 644)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 504)، المغرب في حُلى المغرب (1/ 324)، إنباه الرواة (2/ 365)، البلغة (119).

1547 - أبو ذر الهروي

والجزيرة الخضراء) (¬1) أ. هـ. * البلغة: "أديب، لغوي، فصيح، شاعر مفلق، يذهب في شعره مذهب العرب الأوائل في أشعارهم" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (230 هـ) ثلاثين ومائتين. 1547 - أبو ذر الهرَوي * المفسر: عبد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن غُفير الأنصاري الهروي المالكي، أبو ذر (¬2). ولد: سنة (355 هـ)، وقيل: (356 هـ) خمس وخمسين وقيل: ست وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الفضل بن خميرويه الهروي، وبشر بن محمّد المزني وغيرهما. من تلامذته: علي بن عبد الغالب الضراب، وعلي بن محمّد أبي الهول وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة ضابطًا سخيًّا صوفيًا" أ. هـ. * ترتيب المدارك: "كان رحمه الله، مالكي المذهب، إمامًا في الحديث حافظًا له، ثقة ثبتًا متفننًا، واسع الرواية متحريًا في سماعه، كثير المعرفة بالصحيح، والسقيم، وعلم الرجال. حسن التأليف في ذلك كثيرًا. وكان مع ذلك زاهدًا متقشفًا، فاضلًا متقللًا. نزل مكة وجاور بها أزيد من ثلاثين سنة. وكان سكن منها بسراة بني سبابة. وكان يتحرى في الفتيا، ويحيل على من يحضره من فقهاء المالكية للسماع منه. قال أبو محمد الشتنجالي: من رأى أبا ذر، رآه على هدى السلف الصالح من الصحابة، والتابعين. رضي الله عنهم. قال حاتم بن محمد: كان أبو ذر مالكيًا خيرًا، فاضلًا متقللًا من الدنيا، بصيرًا بالحديث وعلله، ويميز الرجال" أ. هـ. * تبيين كذب المفتري: "أخبرنا الشيخ أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني قال حدثني أبو علي الحسين بن أحمد بن أبي حريضة قال بلغني أن أبا ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ ... وكان على مذهب مالك وعلى مذهب أبي الحسن الأشعري" أ. هـ. * النجوم: "كان إمامًا فاضلًا سخيًّا صوفيًا" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "قال أبو الوليد الباجي في كتاب "فرق الفقهاء" عند ذكر أبي بكر الباقلاني: لقد أخبرني أبو ذرّ وكان يميل إلى مذهبه فسألته: من أين لك هذا؟ قال كنت ماشيًا مع الدارقطني فلقيا القاضي أبا بكر، فالتزمه الدارقطني وقيل وجهه وعينيه، فلما افترقنا قلت: من هذا؟ قال: هذا إمام المسلمين، والذابّ عن ¬

_ (¬1) الجزيرة الخضراء: مدينة مشهورة بالأندلس، وهي شرق شذونة وقبلي قرطبة. (إنباه الرواة 2/ 365). * طبقات المفسرين للداودي (1/ 372)، نفح الطيب (1/ 253)، الشذرات (5/ 164)، شجرة النور (104)، معجم المفسرين (1/ 253)، الأعلام (3/ 269)، معجم المؤلفين (2/ 38)، تبيين كذب المفتري (255)، تاريخ بغداد (11/ 141)، ترتيب المدارك (4/ 696)، المنتظم (15/ 287)، الكامل (9/ 514)، السير (17/ 554)، العبر (3/ 180)، تاريخ الإسلام (وفيات 434) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1103)، البداية والنهاية (12/ 54)، النجوم الزاهرة (5/ 36)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 527). (¬2) في البداية والنهاية سماه زر الهروي وهو تحريف.

1548 - عبد بن حميد

الدين، القاضي أبو بكر بن الطيّب. فمن ذلك الوقت تكررت إليه. قال الحسن بن بقي المالقي: حدثني شيخ قال لأبي ذر: أنت هرويّ، فمن أين تمذهبت بمذهب مالك ورأي الأشعريّ؟ قال: قدمت بغداد، فذكر نحوًا مما تقدم وقال: فاقتديت بمذهبه. وقال عبد الغافر في "تاريخ نيسابور": كان أبو ذرّ زاهدًا ورعًا، عالمًا، سخيًّا لا يدخر شيئًا. وصار من كتاب مشيخة الحرم مشارًا إليه في التصوف. قال حاتم بن محمد: كان أبو ذر مالكيًا خيرًا فاضلًا متقللًا من الدنيا، بصيرًا بالحديث وعلله وتمييز الرجال" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالحديث، من الحفاظ من فقهاء المالكية. يقال له ابن السماك، أصله من هراةٍ نزل مكة ومات بها" أ. هـ. * معجم المفسرين: "من فقهاء المالكية، أشعري العقيدة. وهو أحد رواة صحيح البخاري" أ. هـ. * موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "أبو ذر الهروي، عبد بن أحمد، الأشعري، والذي نقل المذهب الأشعري إلى الحرم، ثم أخذ عنه المالكية هذا المذهب" أ. هـ. * قلت: وهو أول من أدخل المذهب الأشعري إلى الحرم المكي، والله أعلم. وفاته: سنة (434 هـ) أربع وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"المستدرك على الصحيحين". 1548 - عَبْد بن حمُيد * المفسر: عبْد بن حميد بن نصر الكشي (¬1)، وقيل: الكسي، أبو محمد. ولد: بعد السبعين ومائة. من مشايخه: أبو داود، ومسلم، والترمذي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان أحد الحفاظ بما وراء النهر" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة حافظ" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان من الأئمة الثقات" أ. هـ. * الشذرات: "وكان ثقة ثبتًا" أ. هـ. * الأعلام: "من حفاظ الحديث، قيل اسمه عبد الحميد وخفف" أ. هـ. وفاته: سنة (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين. من مصنفاته: تفسير للقرآن الكريم، و"مسند". ¬

_ * تقريب التهذيب (634)، الأنساب (5/ 78)، معجم البلدان (4/ 460)، تهذيب الكمال (18/ 524)، السير (12/ 235)، العبر (1/ 454)، تاريخ الإسلام (وفيات 249) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 5)، تهذيب التهذيب (6/ 397)، النجوم (2/ 330)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 374)، الشذرات (3/ 227)، الأعلام (3/ 269)، معجم المؤلفين (2/ 38)، معجم المفسرين (1/ 253). (¬1) وهو تعريب كلمة الكجي ونسبته إلى كش (من بلاد السند).

1549 - أبو المحاسن الحراني

1549 - أبو المحاسن الحراني * المقرئ: عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد الحراني الأصل، الحلبي الحنبلي الدمشقي، أبو المحاسن. ولد: سنة بضع عشرة وسبعمائة. من مشايخه: قرأ القراءات على الفخر خطيب جبرين، وقرأ على جد السخاوي الأعلى، وعلى عم جدته وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه البرهان الحلبي واجتمع به ابن خطيب الناصرية غير مرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "ناب في الحكم بحلب ... قال القاضي علاء الدين في تاريخه: كان دينًا ظريفًا حسن المحاضرة مع كبر سنه ثم وقع في يد الططر فعاقبوه" أ. هـ. * الضوء: "كان شيخًا دينًا ظريفًا حسن المحاضرة" أ. هـ. * أعلام النبلاء: "وإنه كان حفظ المختار فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: يا رسول الله على أي مذهب أشتغل؟ فقال: على مذهب أحمد وأشار إليه لذلك ولده" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. من مصنفاته: صنف "كافية القاريء في فنون المقارئ" في القرآن وغيره. 1550 - عبد الأعلى بن وهب * النحوي، اللغوي: عبد الأعلى بن وهب بن عبد الرحمن، مولى قريش. من مشايخه: يحيى بن يحيى، ومطرف بن عبد الله، وأصبغ وغيرهم. من تلامذته: ابن لبابة، وابن وضاح وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان: عبد الأعلى رجلًا عاقلًا، حافظًا للرأي، مشاركًا في علم النحو واللغة، متدينًا زاهدًا. سمع منه: محمّد بن وضاح قديمًا، وسمع منه: محمد بن عمر بن لبابة وصحبه طويلًا، ولم يكن لعبد الأعلى معرفة بالحديث، وكان ينسب إلى القدر؛ وذكر خالد عن أسلم بن عبد العزيز: وكان ابن لبابة ينكر ذلك عنه، وكان عبد الأعلى يذهب: إلى أن الأرواح تموت. أخبرني سليمان بن أيوب قال: سألت محمّد بن عبد الملك أيمن عن الأرواح، فقال لي: كان محمّد بن عمر بن لبابة يذهب إلى أنها تموت. وسألته عن ذلك فقال: كذا كان يذهب عبد الأعلى بن وهب فيها. قال ابن أيمن فقلت له: إن عبد الأعلى كان قد طالع كتب المعتزلة، ونظر في كلام المتكلمين. فقال: إنما قلدت عبد الأعلى. ليس عليَّ من هذا شيء" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (4/ 285)، الضوء اللامع (4/ 21)، السحب الوابلة (2/ 437)، أعلام النبلاء (5/ 136)، معجم المؤلفين (2/ 38). * تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (1/ 323)، جذوة المقتبس (2/ 459)، بغية الملتمس (509)، بغية الوعاة (2/ 71)، الديباج المذهب (2/ 54). تاريخ الإسلام (وفيات 281) ط. تدمري.

1551 - ابن أم ولد

* الديباج: "وكان مشاركًا في علم النحو واللغة، متدينًا زاهدًا، ولم تكن له معرفة بالحديث، وطالع كتب المعتزلة، وكان يحيى، وابن حبيب، وإبراهيم بن حسين بن عاصم يطعنون عليه بذلك أشد الطعن" أ. هـ. وفاته: سنة (361) إحدى وستين وثلاثمائة، والصحيح توفي سنة (261) إحدى وستين ومائتين، وقيل: (281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين. 1551 - ابن أم وَلَد * النحوي، المفسر عبد الأول بن حسين بن حسن بن حامد الرومي، المعروف بابن أم ولد. من مشايخه: المولى خسرو، والمولى علاء الدين العربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الشقائق النعمانية: " ... صار قاضيًا بالبلاد الكبيرة المشهورة ثم صار معتوهًا واعتقل لسانه فاعتزل عن الناس ولازم بيته بقسطنطينية وسنه إذ ذاك قريب من المائة ومات وهو على تلك الحال وكانت له مشاركة في العلوم وخاصة في الفقه والحديث وعلوم القراءات، وكان أكثر المواضع من الكشاف محفوظًا له وكان في حفظه كثير من القصائد العربية، وله حواشي على شرح الخبيصي للكافية ومن نظر فيها يعرف فضله في العلوم العربية وكان متواضعًا لأهل الدنيا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه حنفي تركي الأصل، مشارك في علوم التفسير والحديث والنحو والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (950 هـ) خمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية على الكشاف" في التفسير للزمخشري، و "حاشية على شرح الخبيصي للكافية" في النحو. 1552 - المرشِدِي * النحوي: عبد الأول بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن سديد الدين، أبو الوقت بن الجمال المرشدي المكي الحنفي. ولد: سنة (817 هـ) سبع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: ابن حجر، وابن الهمام، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "قال عنه شيخه ابن الهمام: العالم سليل العلماء الأماثل إنه يقرئ ما شاء من العلوم اللغوية، صرف، ونحو، وبيان، وبديع، والعقلية المركبة، كأصول الفقه، والكلام ويفتي بعد التأمل والمراجعة، وألقى أبحاثًا شريفة دالة على رسوخ ملكته في الفنون دلالة نرتقي على مجرد الظنون فاستحق بذلك أن يجثى بين يديه وأن يعول الأفاضل في ذلك عليه". ثم قال: "وكان يناضل عن ابن عربي كوالده" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 253)، هدية العارفين (1/ 493)، كشف الظنون (2/ 1481)، الشقائق النعمانية (202)، معجم المؤلفين (2/ 39)، إيضاح المكنون (2/ 258). * الضوء اللامع (4/ 21)، وجيز الكلام (2/ 795)، الشذرات (9/ 468).

1553 - الصعيدي

* وجيز الكلام: "كان مشارًا إليه بالفضائل، مع الفصاحة والظرف، ولطف النسمة، وسرعة الانحراف، تابعًا لأبيه في حب ابن عربي" أ. هـ. وفاته: سنة (872 هـ) اثنتين وسبعين وثمانمائة. 1553 - الصعِيدي * المقرئ: عبد الباري بن عبد الرحمن الصعيدي المقرئ المجود، أبو محمد. من مشايخه: قرأ بالروايات على أبي القاسم بن عيسى وغيره. من تلامذته: عبد النصير المريوطي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "صنف في القراءات ... ". وقال: "وكان مقرئًا صالحًا". ثم قال: "قال الشيخ شمس الدين: وقد روى ولده أبو بكر عن سبط السلفي" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ناقل ... وولي مشيخة الإقراء بالمدرسة الحافظية السلفية" أ. هـ. وفاته: سنة (656 هـ). ست وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "مختصر كتاب البحر الأزخر" لأبي القاسم بن عيسى، و"مفردة قراءة يعقوب". 1554 - المَلَطي * اللغوي، المفسر عبد الباسط بن خليل بن شاهين الملطي ثم القاهري، زين الدين الشهير بابن الوزير. ولد: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: أبوه، قوام الدين، وحميد الدين النعماني وغيرهم. من تلامذته: ابن إياس وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "دخل المغرب فأخذ دروسًا في النحو والكلام والطب بل أتقنه بخصوصه مع جماعة ... وبرع في كثير من الفنون، وشارك في الفضائل ... وهو إنسان ساكن أصيل منجمع عن الناس متودد سمعت من نظمه وفوائده بل امتدحني بما كتبه لي بخطه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مؤرخ, له اشتغال بالتفسير واللغة وفقه الحنفية" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مؤرخ، مفسر، لغوي، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب (نزهة الأساطين) محمد كمال الدين عز الدين علي في مقدمة تحقيقه: "له من المؤلفات في الفقه الحنفي -مذهب طبقته من أولاد الناس والعربية والنحو والمعاني والبيان والمنطق والحكمة وعلم الكلام والطب والتاريخ ... وكان طويل القامة نحيف الجسم، له ذؤابة شعر - على طريقة الصوفية وأنف وافر جدًّا. كما كان ضنينًا بنفسه، ذا شمم زائد وسكون وانجماع عن الناس. ويبدو أنه -ما نال من تعظيم الأتراك والأمراء له- لم يتنزل في وظيفة، مكتفيًا بما كان يحصله من ¬

_ * الوافي (18/ 11)، غاية النهاية (1/ 356)، معجم المؤلفين (2/ 40). * معجم المفسرين (1/ 254)، هدية العارفين (1/ 494)، الضوء اللامع (4/ 27)، الأعلام (3/ 270)، معجم المؤلفين (2/ 40)، كشف الظنون (1/ 298)، النزهة الأساطين فيمن ولي مصر من السلاطين" -المقدمة- بقلم المحقق محمّد كمال الدين عز الدين علي، مكتبة الثقافة الدينية -القاهرة- ط (1)، (1987 م).

1555 - عبد الباسط عبد الصمد

العلوم (الخانقاه الشيخونية) التي تنزل فيها صوفيًا إلى حين وفاتها" أ. هـ. وفاته: سنة (920 هـ) عشرين وتسعمائة مسلولًا. من مصنفاته: "القول الخاص في تفسير سورة الإخلاص"، و "النفحة الفائحة في تفسير سورة الفاتحة" وغيرهما. 1555 - عبد الباسط عبد الصمد * المقرئ: عبد الباسط محمد عبد الصمد. ولد: سنة (1346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: محمّد سليم صمادة وغيره. كلام العلماء فيه: * فجر الإسلام: "تأثر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بشخصيتين .. الأولى، هي شخصية الشيخ محمد رفعت .. وأما الشخصية الثانية شخصية مصطفى إسماعيل قارئ القصر الملكي، وكان الشيخ عبد الباسط يثنى على أخلاقه كثيرًا". وقال: "قام بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص لإذاعة جمهورية مصر العربية كما شارك بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص أيضًا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وكذلك لإذاعة السعودية والكويت والمصحف المرتل برواية ورش عن نافع لإذاعة المملكة المغربية رحمه الله رحمة واسعة" أ. هـ. * تتمة الأعلام: "شيخ المقرئين المصريين، رئيس نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم في مصر، عضو المجلس الأعلى الإسلامي. كان من رواد قراءة القرآن الكريم في الإذاعة والتلفزيون .. قرأه لأكثر من (35) عامًا. وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين من ملوك ورؤساء العالم .. قلت -صاحب التتمة-: .. وذكر لي أن والده من أكراد العراق، تزوج من والدته المصرية". ثم قال صاحب التتمة عن أحد أعضاء مجلس إدارة نقابة القراء عن سيرة عبد الباسط: " .. وفي عام (1950 م) قام بأول زيارة إلى القاهرة .. وكان اليوم قبل الأخير لمولد السيدة زينب .. وقدمه إمام المسجد الشيخ على سبيع للقراءة، وكان يعرفه لأنه من قنا، وكان الشيخ عبد الباسط يعتذر لهيبة الموقف .. ولكنه قال له: لا بدّ أن تقرأ حتى تحصل لك البركة، وسوف يفتح الله عليك .. فامتلأ المسجد بالناس لسماع هذا الصوت الذي شَدّ انتباههم وجذب آذانهم، وسيطر على قلوبهم". ثم قال: "وقد عُيِّن عام (1372 هـ) قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ثم قارئًا لمسجد سيدنا الحسين خلفًا لزميله الشيخ محمود البنا سنة (1406 هـ). " أ. هـ. من أقواله: فجر الإسلام: "كان رحمه الله يقول إن بركة أهل البيت هي سبب شهرتي وذيوع صيتي". وفاته: سنة (1410 هـ) عشرة وأربعمائة وألف. 1556 - التاجر * النحوي: عبد الباقي بن أحمد الموصلي الشافعي التاجر. ¬

_ * فجر الإسلام (42)، تتمة الأعلام (1/ 265). * سلك الدرر (2/ 230)، الأعلام (3/ 271)، معجم المؤلفين (2/ 41).

1557 - ابن فقيه فصة

ولد: سنة (1093 هـ) ثلاث وتسعين وألف. من مشايخه: إسماعيل بن جحش الموصلي وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "عالم وقته وفريد دهره كان له الذكاء المفرط والفطنة التامة والمعرفة الكاملة مبرزًا في المعقول والمنقول ... وكان على جانب عظيم من الصلاح"أ. هـ. وفاته: سنة (1137 هـ) سبع وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "منظومة" في النحو. 1557 - ابن فقيه فِصَّة * المفسر: عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي البعلي الأزهري الدمشقي: تقي الدين، الشهير بابن البدر. ولد: سنة (1005 هـ) خمس وألف. من مشايخه: محمود بن عبد الحميد الحنبلي خليفة الحكم العزيز بدمشق، والشيخ أحمد بن أبي الوفا المفلحي وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم الكوراني، والسيد العالم محمّد بن عبد الرسول البرزنجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أخذ طريق الصوفية عن ابن عمه الشيخ نور الدين البعلي خليفة الشيخ محمّد العلمي القدسي". وقال: "كان شيخ القراء بدمشق ونظم الشعر إلا أنّ شعره شعر العلماء ولقد رأيت من شعره الكثير فلم أرَ فيه ما يصلح للإيراد وبالجملة ففي ذكر ما اشتمل عليه من العلوم والأوصاف الفائقة ما يغني عن الشعر وأشباهه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه حنبلي، مقرئ. له اشتغال بالتفسير والحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (1071 هـ) إحدى وسبعين وألف. من مصنفاته: تفسير قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا (29)} [الأنفال: 29]، و"شرح الجامع الصحيح للبخاري" لم يكمل، و"اقتطاف الثمر في موافقات عمر" وغيرها. 1558 - ابن مُغَيزِل * المفسر: عبد الباقي بن عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن مغيزل، الشافعي الدمشقي، الشريف لامه. ولد: في حدود سنة (1060 هـ) ستين وألف. من مشايخه: أخذ الفقه عن محمد العيني، والشخ علي الكاملي. وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "ومن محاسنه أنه كانت له منقبة عجيبة ماتت بموته وهي أنه كان إذا حضر في محضر فيه أحد من أهل العلم ذكر في التفسير مبحثًا من تفسير الزمخشري أو تفسير البيضاوي أو مبحثًا في الفقه أو في المعاني والبيان أو في معنى ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 254)، فهرس الفهارس (1/ 450)، هدية العارفين (1/ 497)، خلاصة الأثر (2/ 283)، الأعلام (3/ 272)، معجم المؤلفين (2/ 43)، السحب الوابلة (2/ 439). * نفحة الريحانة (1/ 496)، سلك الدرر (2/ 231).

1559 - العشاقي

بيت شعر فينتشر البحث ويستفيد غالب الحاضرين ... وكان دينًا مواظبًا على حضور الجماعات بالجامع الأموي وعيادة المرضى وشهود الجنائز ... وترجمه الأديب السيد الأمين المحبي في نفحته وذكر له من شعره .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1139 هـ) تسع وثلاثين ومائة وألف. 1559 - العشاقي * المفسر: عبد الباقي بن عبد الرحيم بن حسام الدين، العشاقي الرومي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "قاضٍ، مفسر من فقهاء الحنفية، تركي الأصل" أ. هـ. وفاته: سنة (1090 هـ) تسعين وألف. من مصنفاته: له تصانيف بالعربية والتركية، فمن العربية "حاشية" على أوائل تفسير البيضاوي، وديوان شعر تركي وغير ذلك. 1560 - ابن عبد الله النحوي * النحوي: عبد الباقي (¬1) بن محمد بن الحسن بن عبد الله النحوي. من مشايخه: أبو علي الفارسي، ويوسف بن أبي سعيد وغيرهما. وفاته: سنة نيف وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب (الدواة واشتقاقها)، و"النكت المختارة في شرح حروف العطف" وغيرهما. 1561 - ابن الشحنة * المفسر: عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمّد (أربع مرات) بن محمود، أبو البركات بن المحب، سري الدين الحنفي الحلبي ثم القاهري المعروف بابن الشحنة، سبط الولوي السفطي. ولد: سنة (851 هـ) إحدى وخمسين وثمانمائة. من مشايخه: ابن جماعة، والتقي أبو بكر القلقشندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "ذكر بذكاء وفطنة بحيث أذن له في التدريس والإفتاء من أبيه ونحوه ... وحج صحبة والده، وناب عنه في القضاء بل كان هو المستبد في أكثر الأوقات بالتعايين خصوصًا الاستبدالات ونحوها وكثرت المقالات فيه بسببها وبسبب غيرها .. ". وقال: "وولي الخطابة بجامع الحاكم عوضًا عن الناصري الأخميمي الحنفي ... والتفسير بالجمالية ¬

_ * هدية العارفين (1/ 496)، معجم المفسرين (1/ 254). * إنباه الرواة (2/ 155)، الوافي (18/ 13)، بغية الوعاة (2/ 71)، معجم المؤلفين (2/ 44). (¬1) في إنباه الرواة: عبد الباقي بن محمد بن بانيس النحوي، توفي لعشرين بقين من ربيع الأول سنة (400). * أعلام النبلاء (5/ 358)، الشذرات (10/ 141)، الضوء اللامع (4/ 33)، هدية العارفين (1/ 498)، الأعلام (3/ 277)، الكواكب السائرة (1/ 219)، معجم المؤلفين (2/ 45)، كشف الظنون (1/ 97، 150)، و (2/ 1515)، وإيضاح المكنون (1/ 311)، در الحبب (1/ 2 / 743).

1562 - القاضي عبد الجبار المعتزلي

عوضًا عن التقي الحصني ... وغير ذلك. بل لما عجز أبوه ناب عنه في الشيخونية تصوفًا وتدريسًا وكذا في تدريس الحديث بالمؤيدية، وتسلط على الكتابة في عدة فنون .. ". ثم قال: "وليس بثقة فيما ينقله، ولا عمدة فيما يقوله، بل هو غاية في الجرأة والتقول، وقد اتهم بإخفاء تفسير الفخر الرازي في مجلد من أوقات المؤيدية. وعاد الضرر على الكثيرين بسببها أ. هـ. * الكواكب السائرة: "قال الحمصي: كان عالمًا متفننًا للعلوم الشرعية والعقلية، قال ابن طولون: ولم يثن الناس عليه خيرًا، وذكر الحمصي أن عبيدًا السلموني شاعر القاهرة هجاه بقصيدة قال في أولها: فشا الزور في مصر وفي جنباتها ... ولم لا وعبد البر قاضي قضاتها وعقد على السلموني بسبب ذلك عقد مجلس ... بحضرة السلطان الغوري وأحضر في الحديد، فأنكر ثم عزر بسببه بعد أن قرئت القصيدة بحضرة السلطان وأكابر الناس وهي في غاية البشاعة والسلموني المذكور، كان هجاء خبيث الهجو، ما سلم منه أحد من أكابر مصر، فلا يُعَد هجوه جرحًا في مثل القاضي عبد البر، وقد كان له في ذلك العصر حشمة وفضل وكان تلميذه القطب ابن سلطان مفتي دمشق يثني عليه خيرًا ويحتج بكلامة في مؤلفاته" أ. هـ. وفاته: سنة (921 هـ) إحدى وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح جمع الجوامع للسبكي" في أصول الفقه، و"عقود اللآلئ والمرجان فيما يتعلق بفوائد القرآن"، و"غريب القرآن" وغير ذلك. 1562 - القاضي عبد الجبار المعتزلي * المفسر عبد الجبار بن أحمد الهمداني المعتزلي قاضي قضاة الريّ، القاضي أبو الحسن. من مشايخه: إبراهيم بن سلمة القزويني، وعبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني، وغيرهما. من تلامذته: أبو يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني، وأبو عبد الله الحسن بن علي الصيرفي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع ومذاهب المعتزلة في الأصول وله في ذلك مصنفات"أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "كان من غلاة المعتزلة بعد الأربعمائة" أ. هـ. * الوافي: "شيخ الاعتزال وهو صاحب التصانيف المشهورة في الاعتزال وتفسير القرآن، وكان مع ذلك شافعي المذهب. ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 113)، الكامل (9/ 334)، السير (17/ 244)، العبر (3/ 119)، ميزان الاعتدال (4/ 238)، الوافي (18/ 31)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 97) لسان الميزان (3/ 442)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 262)، الشذرات (5/ 78)، معجم المفسرين (1/ 255)، تاريخ الإسلام (وفيات 414، 415) ط تدمري.

1563 - الطرسوسي

وهو شيخ المعتزلة ورئيس طائفتهم، يزعم أن المسلم يخلدُ في النار على ربع دينار، وجمع هذا المال -كان عنده مال كثير- من القضاء والحُكم بالظلم والرشا وتولّاها عن قوم هم في مذهبه ظلمة بل كفرة" أ. هـ. * قال الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" (¬1) وتحت بند التفاسير المعتزلة قبل الحاكم الجشمي (ص 140): "قال الحاكم: وليس تحضرني عبارة تنبئ عن محله في الفضل وعلو منزلته في العلم، فإنه الذي فتق الكلام ونشره، ووضع فيه الكتب الكثيرة الجليلة التي سارت بها الركبان وبلغت المشرق والمغرب، وضمنها من دقيق الكلام وجليله ما لم يتفق لأحد مثله، وظل عمره مواظبًا على التدريس والإملاء حتى طبق الأرض بكتبه وأصحابه وبعد صوته وعظم قدرَه وإليه انتهت الرياسة في المعتزلة حتى صار شيخها وعالمها غير مدافع، وصار الاعتماد على كتبه ومسائله حتى نسخ كتب من تقدم من المشايخ" أ. هـ. وفاته: سنة (414 هـ). أربع عشرة وأربعمائة، وقيل: (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة، وزاد سنه على التسعين. من مصنفاته: من كتبه المطبوعة: "شرح الأصول الخمسة"، و"تنزيه القرآن عن المطاعن" وغيرهما. 1563 - الطّرَسُوسي * المقرئ: عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرَسُوسي (¬2) ويعرف بالطويل، أبو القاسم. نزيل مصر. ولد: سنة (331 هـ) إحدى وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: قرأ على أحمد السامري، وأبي بكر الأذفوي وغيرهما. من تلامذته: أبو الطاهر إسماعيل بن خلف، وإبراهيم بن ثابت بن أخطل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "شيخ الإقراء بمصر في زمانه" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ مصر ثقة ... قال الداني: كان شيخًا فاضلًا ضابطًا، ذا عفاف ونسك" أ. هـ. * الشذرات: "شيخ الإقراء بالديار المصرية" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة. (420 هـ) عشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "المجتبى الجامع" أو"المجتبى في القراءات"، و"العنوان". ¬

_ (¬1) "الحكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة. * فهرست ابن الخير (25)، معرفة القراء (1/ 382)، غاية النهاية (1/ 357)، الشذرات (5/ 100)، الأعلام (3/ 274)، معجم المؤلفين (2/ 46)، تاريخ الإسلام (وفيات 420) ط تدمري. (¬2) بفتح الطاء، والراء المهملتين، والواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة والثانية مكسورة هذه النسبة إلى طرسوس. وهي من بلاد الثغر بالشام (الأنساب 4/ 60).

1564 - العكبري

1564 - العُكبَرِي * المفسر عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبي نصر بن عبد الباقي بن عَكبر، أبو محمد، جلال الدين. ولد: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة، وقيل: (620 هـ) عشرين وستمائة. من مشايخه: سمع من ابن اللتي، ونصر بن عبد الرزاق وغيرهما. من تلامذته: ابن الفوطي، وأبو العلاء بن الفرضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "كان شيخ الوعاظ ببغداد" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان وحيد الدّهر في علم الوعظ ومعرفة التفسير" أ. هـ. *. الشذرات: "اشتغل بالفقه، والأصول، والتفسير، والوعظ، والطب وبرع في ذلك. وله النظم والنثر والتصانيف الكثيرة" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر، من فقهاء الحنابلة، له إشتغال بالأدب والطب. من أهل بغداد. كان شيخ الوعاظ فيها ودرّس بالمستنصرية. وأسر في إحدى الوقائع، فافتداه بدر الدين صاحب الموصل ثم عاد إلى بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (681 هـ) إحدى وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" ثماني مجلدات سماه "مشكاة البيان في تفسير القرآن"، و "المقدمة في أصول الفقه". 1565 - ابن أصْبَغ * النحوي، اللغوي: عبد الجبار بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ، القرطبي المرواني، أبو طالب. ولد: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو جعفر بن رزق، وأبو القاسم خلف بن رزق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان من أهل المعرفة بالآداب واللغة والعربية والشعر، ذكيًا نبيهًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان أديبًا أخباريًا، شاعرًا ذكيًا" أ. هـ. * الأعلام: "مؤرخ من أهل قرطبة، مرواني النسب ... كان من أهل المعرفة بالعربية والأدب، وله شعر" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة، وقيل: (510 هـ) عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "عيون الإمامة ونواظر السياسة" في التاريخ. 1566 - الخوارزْمي* النحوي، اللغوي: عبد الجبار بن عبد الله ¬

_ * الوافي (18/ 47)، الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 300)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 263)، الشذرات (7/ 652)، معجم المفسرين (1/ 255)، الأعلام (3/ 274)، معجم المؤلفين (2/ 47). * الصلة (1/ 361)، تاريخ الإسلام (وفيات 516) ط. تدمري، الوافي (18/ 35)، بغية الوعاة (2/ 72)، الأعلام (3/ 275)، معجم المؤلفين (2/ 48). * إنباء الغمر (5/ 103)، الضوء اللامع (4/ 35)، الشذرات (9/ 79).

1567 - أبو طالب المعافري

الخوارزمي الحنفي. ولد: سنة (763 هـ) ثلاث وستين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان إمامًا بارعًا في العربية والمعاني والبيان ... كان إمامًا بارعًا متفننًا في الفقه والأصلين والمعاني والبيان والعربية واللغة انتهت الرئاسة في أصحاب تيمور بحيث كان عظيم دولته". وقال: "وتعقبه ابن حجر ووصفه بأنه معتزلي" أ. هـ. * إنباه الغمر: "قال القاضي علاء الدين في تاريخ حلب، وذكر أنه اجتمع به بقلعة حلب لما طرقتها اللنكية في شهر ربيع الأول سنة ثلاث قال: فوجدته ذكيًا فاضلًا"أ. هـ. * الشذرات: "المعتزلي .. عالم الدشت، صاحب تيمورلنك وإمامه وعالمه ... كان فصيحًا باللغات الثلاث العربية والعجمية والتركية وكانت له ثروة ووجاهة وعظمة وحُرمة زائدة إلى الغاية، وكان ينفع المسلمين في غالب الأحيان عند تيمور وكان يتبرم من صحبة تيمور ولا يسعه إلا موافقته" أ. هـ. وفاته: سنة (805 هـ) خمس وثمانمائة. 1567 - أبو طالب المعافري * النحوي، اللغوي: عبد الجبار بن محمد بن علي بن محمّد المعافري المغري، أبو طالب. من تلامذته: قرأ عليه أبو محمد عبد الله بن بري، وأبو محمد الجذامي السبتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في اللغة وفنون الأدب .. وأكثر ما كتب في الأدب. وكتاب (المسلسل) للشيخ أبي الطاهر محمّد بن يوسف بن عبد الله التميمي وهو يروي الكتاب عن مؤلفه" أ. هـ. * الوافي: "قدم البلاد، وأقرأ العربية بمصر وببغداد ... " أ. هـ. * مرآة الجنان: "كان إمامًا في اللغة وفنون الأدب، اشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به، واشتغل ببغداد ودخل الديار المصرية" أ. هـ. من أقواله: وفيات الأعيان: "رأيت بخطه على ظهر كتاب (المذيل) في اللغة بيتين وهما: أقسم بالله على كل من ... أبصرَ خطي حيثما أبصَرَه أن يَدعُوَ الرحمن لي مخلصًا ... بالعفو والتوبة والمغفرة وفاته: سنة (566 هـ) ست وستين وخمسمائة. من مصنفاته: له "شرح مشكلات المقامات للحريري". 1568 - الشمنْتاني* النحوي، المَقرئ: عبد الجبار بن موسى بن ¬

_ * وفيات الأعيان (3/ 215)، الوافي (18/ 40)، بغية الوعاة (2/ 72)، معجم المؤلفين (2/ 48)، تاريخ الإسلام (وفيات 566) ط. تدمري، مرآة الجنان (3/ 285). * بغية الوعاة (2/ 72).

1569 - ابن جميل

عبيد الله الجذامي المرسي الشمنتاني، أبو محمد. من مشايخه: مالك بن عامر القيسي وغيره. من تلامذته: أبو محمد عبد المؤمن بن الفرس، والقاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمّد بن عبد الرحيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان نحويًّا حاذقًا أديبًا بارعًا، مقرئًا مجودًا دينًا فاضلًا متقدمًا في ذلك كله، متصدرًا للإفادة بمرسية زمانًا. قال ابن الزبير: ذكره القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمّد بن عبد الرحيم فقال: قرأت عليه وناظرته في كتاب سيبويه، وكان من أهل الحذق والدين" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (505 هـ) خمس وخمسمائة. 1569 - ابن جَميل * النحوي، المفسر: عبد الجليل أحمد بن عبد الرزاق من آل جميل. ولد: سنة (1287 هـ) سبع وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فاضل، من أعيان بغداد. مولده ووفاته فيها، اشتغل بالتدريس. ثم عين مفتيًا بالكاظمية واحتل البريطانيون بغداد سنة (1335 هـ) فاعتقلوه وأرسلوه إلى الهند، ثم أعيد إلى بغداد فرجع إلى التدريس" أ. هـ. وفاته: سنة (1376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "العجالة" في النحو، و"تنوير الأذهان" في المنطق، و"المحاضرات" في أصول الفقه والتفسير، "إرشاد العباد في علم الاعتقاد". 1570 - الأموي * المقرئ: عبد الجليل بن عبد العزيز بن محمّد الأموي، أبو الحسن القرطبي. ولد: سنة (452 هـ): اثنتين وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي الغساني، ومالك بن عبد الله العتبي وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان عارفًا بالقراءات وله مشاركة في الحديث وعناية بسماعه وروايته ومعرفة بأسماء رجاله ونقلته، مع حظ وافر من الأدب واللغة، ولم يزل طالبًا للعلم ومقيدًا له، ومعتنيًا به إلى أن مات ... وكان متواضعًا" أ. هـ. * معجم الصدفي: "شيخ مقرئيها ورُواتها في علم القرآن والحديث، مع مشاركة في علم الإعراب والآداب" أ. هـ. * معرفة القراء: "أحد الحذاق ... ورأس في القراءات وعللها وشارك في علم الحديث ومعرفة ¬

_ * معجم المؤلفين العراقيين لكوركيس عواد (2/ 220)، الأعلام (3/ 275)، معجم المؤلفين (2/ 49). * بغية الملتمس (2/ 504)، معجم أصحاب الصدفي (270)، الصلة (1/ 368)، معرفة القراء (1/ 480)، غاية النهاية (1/ 358).

1571 - عيسى

اللغة والأدب" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقريء حاذق، إمام كامل" أ. هـ. وفاته: سنة (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة، وقيل: (532 هـ) اثنتين وثلاثين وخمسمائة. 1571 - عيسى * المفسر: عبد الجليل عيسى. كلام العلماء فيه: * قلت: من خلال مراجعتنا للمصحف الميسر الذي هو عبارة عن مصحف ألحق به المصنف تفسيرًا يسيرًا، بعبارة وجيزة، ليبين معاني بعض الكلمات التي تحتاج إلى تفسير. وبعد تتبعنا لهذا التفسير وجدنا أن مؤلفه يميل إلى التأويل على مذهب أهل التأويل من الأشاعرة والماتريدية، وهذه بعض المواضع التي تبين ما قلناه. 1. أوَّلَ الحياء. بمعنى الترك. فقال: "لا يستحيي: المراد لا يترك". 2. أولَ الإتيان بمعنى إتيان العذاب فقال: "يأتيهم الله: أي عذابه". 3. أول معنى اليد فقال: "يدان مبسوطتان: العرب تقول: (الكريم يعطي بكلتا يديه) فالكلام كناية عن العطاء الواسع الكثير". 4. وأوَّلُ معنى (اليمين) فقال: " (مطويات بيمينه) أصل الطي ضد النشر. والمراد خاضعات لتصرفه سبحانه وحده". 5. أول الاستواء فقال: " (استوى إلى السماء) استواء يليق به. والذي نفهمه أن إرادته توجهت إلى خلق السماء". وفي موضع آخر يقول: " (استوى) استواء يليق به سبحانه لا نعرف ما هو الذي نفهمه أنه شرع يتصرف في ملكه" أ. هـ. وفاته: (1401 هـ) واحد وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "المصحف الميسر". 1572 - ابن فيروز * النحوي، اللغوي: عبد الجليل بن فيروز بن الحسن الغزنوي. من مصنفاته: كتاب الباب التصريف"، وكتاب "الهداية في النحو"، وكتاب "معاني الحروف"، وكتاب "مؤنس الإنسان ومُذهب الأحزان". 1573 - اللَّكِّي * اللغوي: عبد الجليل بن محمّد بن عبد الجليل الأنصاري القّرطبي، أبو محمد اللكي. من مشايخه: السُّهيلي، وأبو سليمان السعدي وغيرهما. من تلامذته: أبو الربيع بن سالم وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان متقدمًا في صناعة العربية وله فيها مسائل تدل على بصيرة بها، وتبريزه في معرفتها" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (600 هـ) ستمائة. ¬

_ * "كتاب المصحف الميسر" عبد الجليل عيسى- دار القلم. * الوافي (18/ 50)، بغية الوعاة (2/ 73). * بغية الوعاة (1/ 73).

1574 - ابن عبد الهادي العمري

1574 - ابن عبد الهادي العمري * المقرئ: عبد الجليل بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن تقي الدين بن أبي بكر، المعروف بابن عبد الهادي العمري، الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (1055 هـ) خمس وخمسين وألف. من مشايخه: قرأ العقائد والتصوف على والده، والعلامة إبراهيم الفتال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "الصوفي الفاضل .. تصدر للإقراء بجامع الأموي مدّة وانتفع به جماعة". وقال: "ومن كلماته في الحقيقة: لا تزال في ربقة الأماني ما دمت في ساحة المباني، البقاء مرآة التجلي، والفناء منهل التخلي، والجمع منصة التحلي الركوب للغير، قطيعة في السير، الزهد في الظاهر، رغبة في المظاهر، إتقان الحواس وظيفة الإفلاس، ورؤية الإيناس مظنة الوسواس حركة الشوق عصا السوق ... " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "صوفي، فلكي مهندس، عارف بعلم الرمل، شاعر" أ. هـ. وفاته: سنة (1087 هـ) سبع وثمانين وألف. من مصنفاته: شرح الجزرية سماه: "الدرة السنية"، و "شرح رسالة الشيخ أرسلان" في التصوف، وكتاب "الممتنع السهل في علم الرمل". 1575 - الْمَواهِبِي * النحوي، اللغوي: عبد الجليل بن أبي المواهب محمّد بن عبد الباقي الدمشقي التغلبي، وقيل: البعلي المواهبي. ولد: سنة (1079 هـ) تسع وسبعين وألف. من مشايخه: إبراهيم الفتال، والشيخ إسماعيل الحائك وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السحب الوابلة: "برع في المعقولات ... كان عجبًا في تقرير العبارة ويؤيدها بفصاحة وبيان. كان وقورًا ساكنًا كثير البر بوالده وشوهد مرارًا أنه إذا كان في درسه ومر عليه والده يقوم من الدرس ويأخذ مداسه منه" أ. هـ. * سلك الدرر: "الشيخ العالم المحقق المدقق الإمام الفاضل". وقال: "برع في المعقولات لا سيما النحو والصرف والمعاني والبيان". ثم قال: "كان والده يحبه كثيرًا ويحزمه ويدعو له لما كان عليه من البر والديانة والصيانة وملازمة الطاعات وكف اللسان عن اللغو والانقطاع عن الناس، وكان ينظم الشعر الباهر" أ. هـ. * أعلام الفكر بدمشق: "درس النحو والصرف والعروض والبيان والفقه حتى غدا مفتي الحنابلة ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 300)، الأعلام (3/ 275)، معجم المؤلفين (2/ 49)، هدية العارفين (1/ 501): * سلك الدرر (2/ 234)، السحب الوابلة (2/ 451)، أعلام الفكر في دمشق (175)، الأعلام (3/ 276)، معجم المؤلفين (2/ 49)، هدية العارفين (1/ 501).

1576 - القصري

بدمشق. كان نحويًّا وشاعرًا مترسلًا ووقورًا كثير البر والاحترام" أ. هـ. من أقواله: سلك الدرر: من شعره: رفقا يا رب بمن يرجو ... منك التفريج لكربته ارحمه وجد بالعفو فأنت ... هو الغفار لزلته بمحمد المختار وبالآ ... ل الأطهار وشيعته وفاته: سنة (1119 هـ) تسع عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: أرجوزة في العروض، التشطير على (ألفية ابن مالك) في النحو، و "نظم الشافية" في الصرف وشرحها. 1576 - القَصري * المفسر: عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل الأنصاري الأوسي القرطبي القصري، أبو محمد. من مشايخه: أبو الحسن بن حنين، وفتح بن محمّد المغربي وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن الغافقي، وأبو عبد الله الأزدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "قال أبو عبد الله الأزدي: من شيوخنا صاحب الأحوال والمقامات والعلم والمعاملات ووصفه بالزهد والتبتل" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ذكره ابن الزبير، فبالغ في وصفه، وقال: كلامه في طريقة التصوف سهل محرر، مضبوط بظاهر الكتاب والسنة وله مشاركة في علوم شتى وتصرف في العربية. ختم به بالمغرب التصوف على الطريقة الواضحة، ورُزق من عليّ الصيت والذكر الجميل ما لم يُرزق كبير أحدٍ من الناس" أ. هـ. * السير: "الشيخ الإمام العلامة العارف القدوة شيخ الإسلام". وقال: "كلامه في الحقائق رفيع بديع منوط بالأثر في أكثر أموره، وربما قال أشياء باجتهاده وذوقه، والله يغفر له" أ. هـ. * الوافي: "كان رأسًا في العلم والعمل منقطع القرين فارغًا عن الدنيا" أ. هـ. * طبقات المفسرين للسيوطي: "القصري الصوفي الزاهد، من قصر عبد الكريم، شيخ الإسلام، كان متقدمًا في الكلام، مشاركًا في فنون، رأسًا في العلم والعمل منقطع القرين، متصوفًا زاهدًا ورعًا عن الدنيا" أ. هـ. * الأعلام: "باحث، متصوف من المفسرين نعته الزبيدي في التاج: بالإمام. أصله من قرطبة ونسبته إلى قصر كتامه يسمى الآن القصر: مدينة في المغرب" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه مالكي، متكلم، مفسر، صوفي ... أثنى عليه ابن الأبار"أ. هـ. ¬

_ * السير (21/ 420) و (22/ 11)، تاريخ الإسلام (وفيات 601 و 608) ط. بشار، الوافي (18/ 51)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 265)، معجم المفسرين (1/ 256)، الأعلام (3/ 276)، معجم المؤلفين (2/ 50)، تكملة الصلة (3/ 132)، طبقات المفسرين للسيوطي (49)، صلة الصلة (30)، عنوان الدراية (192).

1577 - المخزومي

وفاته: سنة (608 هـ) ثمان وستمائة. قلت: في هامش كتاب تاريخ الإسلام: قال المحقق: "كان المؤلف الذهبي قد ترجم له أولًا في وفيات (601 هـ)؛ لأنه أجاز في تلك السنة لأبي محمّد بن حوط الله، ثم لما عرف وفاته ترجم له في هذه السنة -أعني سنة (608 هـ) - وألحق ترجمته على حواشي النسخة، وكتب بخطه على ترجمته له في سنة (601 هـ) "يحول" وأضاف بعد نهاية الترجمة قوله: "مات سنة ثمان" أ. هـ. قول محقق السير. من مصنفاته: "التفسير"، و"شرح الأسماء الحسنى"، وله "شعب الإيمان". وكلامه في العرفان بديع مقيد بظواهر الأثر. 1577 - المَخْزُومي * المفسر: عبد الحسين بن إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى المخزومي القرشي العاملي. ولد: سنة (1279 هـ) تسع وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد حسين الكاظمي، وحبيب الله الرشتي وحسين الخليلي وغيرهم. من تلامذته: الأديب عبد الرضا في بغداد، والشيخ محمد تقي في لبنان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "فقيه إمامي، مفسر، مؤرخ، شاعر، من أهل النجف" أ. هـ. * نقباء البشر: "عالم جليل وفقيه فاضل وأديب كبير". وقال: "كان المترجم له أيام اشتغاله في النجف أحد وجوه أهل الفضل البارزين ورجال العلم البارعين وأعلام الكمال والأدب المرموقين برع في كثير من العلوم الإسلامية وتقدم في الفقه حتى اعترف له مشايخ الاجتهاد في وقته بالتضلع فيه ونبغ في الشعر حتى شهد له أعلام الأدب وشيوخ القريض بالتفوق، عاصر جماعة من فحول الشعر له أمراء البيان فطارحهم وطارحوه وله في زعماء الدين والعلم ورجال الأسر الدينية النجفية مدائح وتهان ومراث تدل على براعته ومواهبه العالية" أ. هـ. وفاته: سنة (1361 هـ) إحدى وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الوجيز في تفسير آيات الأحكام"، و "المواهب السنية في فقه الإمامية" وغير ذلك. 1578 - الأميني * المفسر: عبد الحسين بن أحمد الأميني. ولد: سنة (1320 هـ) عشرين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 256)، أعلام الشيعة نقباء البشر (1030)، معجم المؤلفين العراقيين (2/ 230)، معجم المؤلفين (2/ 52). * معجم المفسرين (1/ 256)، الأعلام (3/ 278)، معجم المؤلفين العراقيين (2/ 225)، معجم المولفين (2/ 52)، "الغدير في الكتاب والسنة والأدب" للمترجم له- دار الكتاب العربي، بيروت- لبنان، ط (3) لسنة (1387 هـ- 1967 م).

1579 - الرشتي

كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مؤرخ، أديب، من فقهاء الإمامية مولده ووفاته بإيران. نشأ وأقام في النجف" أ. هـ. * قلت: كتاب "الغدير في الكتاب والسنة والأدب" للمترجم له أورد فيه خزعبلات وأكاذيب كثيرة جدًّا، بل إن الكتاب من بدايته إلى نهايته مبني على الأحاديث الضعيفة الموضوعة والكلام المكذوب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين وغيرهم. من يلاحظ الكتاب يرى العجب فقد جعل في (2/ 33) ترجمة علي - رضي الله عنه - كما يلي: "أمير المؤمنين، وسيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين وأول القوم إيمانًا وأوفاهم بعهد الله، وأعظمهم مزية، وأقومهم بأمر الله، وأعلمهم بالقضية ورواية الهدى ومنار الإيمان، وباب الحكمة، والمسوس في ذات الله، خليفة النبي الأقدس صلى الله عليهما وآلهما، علي بن أبي طالب، الهاشمي الطاهر، وليد الكعبة المشرفة، ومطهرها من كل صنم ووثن، الشهيد في البيت الإلهي (جامع الكوفة). فوليد البيت فاض شهيدًا في بيت هو من أعظم بيوت الله .. " أ. هـ. انظر كيف بالغ في جعل جامع الكوفة من أعظم بيوت الله. وقد ذكر في الجزء الثاني من كتابه هذا أن نزول آية {أفَمَن شَرَحَ اللْهُ صَدرَهُ} للإسلام في علي - رضي الله عنه -، وكذلك {أفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا} في علي، و {هُوَ أيدَكَ بنَصرهٍ وَبالمُؤمِنِينَ} والمؤمنين: {يأَيُهَا النبي حَسبُكَ اللْهُ وَمَنِ اتَبعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} في علي و {مِنَ المُؤمِنِينَ رجَال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ} في علي، وغيرها كثير. وكتابه هذا لا يخلو من شتم الصحابة (رضوان الله عليهم)، وخاصة معاوية وعمرو بن العاص وغيرهما كثير. وفاته: سنة (1392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شهداء الفضيلة"، و "رياض الأنس" في التفسير، وله "كامل الزيارة" لجعفر بن محمّد قولويه، وله كتاب "الغدير في الكتاب والسنة والأدب" وغير ذلك. 1579 - الرُّشتي * المفسر: عبد الحسين بن عيسى بن يوسف بن علي بن عبد الغني الرشتي الكيلاني النجفي. ولد: سنة (1292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: ملا محمد كاظم الآخوند الخراساني، والشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مجتهد إمامي. ولد في كربلاء. وتعلم في رشت (عاصمة كيلان)، واستقر بالنجف سنة (1322 هـ) إلى أن توفي"أ. هـ. * معارف الرجال: "أستاذ في الفلسفة وعلم الكلام" أ. هـ. ¬

_ * معارف الرجال (2/ 48)، الأعلام (3/ 278)، معجم المؤلفين العراقيين (2/ 227) , معجم المفسرين (1/ 256)، معجم المؤلفين (2/ 52).

1580 - ابن الخراط

وفاته: سنة (1372 هـ) وقيل (1373 هـ) اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "كشف الاشتباه"، و"البيان في تفسير القرآن". 1580 - ابن الخَرَّاط * اللغوي: عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الأزدي، الإشبيلي، أبو محمد، يعرف بابن الخراط. ولد: سنة (510 هـ)، وقيل: قبل (514 هـ). عشر وقيل أربع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن شُريح، وابن برجان، وأبو حفص عمر بن أيوب وغيرهم. من تلامذته: أبو الحسن المعافري، وأبو الحجاج بن الشيخ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "فقيه، محدث مشهور، حافظ زاهد فاضل أديب شاعر، له تواليف حسان قرأت عليه بعضها، وناولني أكثرها، وكان رحمه الله متواضعًا، متقللًا من الدنيا، قسم نهاره على أقسام، كان إذا صلى الصبح في الجامع أقرأ إلى وقت الضحى، ثم قام فركع ثمان ركعات، ونهض إلى منزله، واشتغل بالتأليف إلى صلاة الظهر، فإذا صلى الظهر أدى الشهادات وقُريء عليه في أثناء ذلك إلى العصر، فإذا صلى العصر مشى في حوائج الناس" أ. هـ. * تكملة الصلة: "كان فقيهًا حافظًا عالمًا بالحديث وعلله عارفًا بأسماء رجاله ونقلته وأوهامه لا يخلو من مثلها من الحفاظ موصوفًا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة والتقلل من الدنيا مشاركًا في الأدب ضاربًا في نظم القريض بسهم"أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ البارع المجود العلامة" أ. هـ. * الديباج: "وكان فقيهًا حافظًا عالمًا بالحديث وعلله، عارفًا بالرجال، مَوصُوفًا بالخير والصلاح، مشاركًا في الأدب، وقول الشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين، وقيل: (580 هـ)، ثمانين وخمسمائة، وقيل: (بعد 582 هـ)، اثنتين وثمانين وخمسمائة. عنوان الدراية: "وفاته سنة (582 هـ)، وكان تاريخ وفاته مكتوبًا في رخامة عند قبره ... " أ. هـ. من مصنفاته: "الجمع بين الصحيحين"، وله كتاب في اللغة حافل ضاهى كتابًا "الغريبين" للهروي أبي عبيد، وكتاب "الواعي" في اللغة، وغيرها. 1581 - ابن الهاشم * المفسر عبد الحق بن عبد الواحد بن محمد، ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 508)، السير (21/ 198)، العبر (4/ 243)، فوات الوفيات (2/ 256)، الديباج المذهب (2/ 59)، عنوان الدراية (41)، الشذرات (6/ 444)، الأعلام (3/ 281)، معجم المؤلفين (2/ 58)، تاريخ الإسلام (وفيات 582) ط. تدمري، تكملة الصلة (3/ 120)، صلة الصلة (4)، تذكرة الحفاظ (4/ 1350)، الوافي (18/ 64)، النجوم (6/ 100)، طبقات الحفاظ (479)، كشف الظنون (1/ 19)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 61) , شجرة النور (155). * نشر الرياحين (1/ 316)، معجم المفسرين (1/ 257) , الأعلام (3/ 281).

1582 - ابن عطية المحاربي

أبو محمد بن الهاشم، يرجع نسبه إلى بني عدّي. ولد: سنة (1302 هـ) اثنتين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * نشر الرياحين: "أجيز له بالتدريس من نحو أربعين شيخًا ذكرهم في (ثبت) كبير صنفه. وتصدر للتدريس في مدينة (أحمد فور الشرقية) ... وصنف نحو (50) كتابًا في العربية" أ. هـ. * معجم المفسرين: "عالم بالحديث والتفسير" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (1368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "نصر الباري في شرح تراجم البخاري" أربع مجلدات، و"تفسير القرآن" أتم منه تسعة مجلدات وغيرهما. 1582 - ابن عَطِية الْمُحارِبي * النحوي، اللغوي، المفسر عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن -وقيل عبد الملك- بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية المحاربي المالكي، أبو محمد. ولد: سنة (481 هـ) إحدى وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي الغساني، وأبو عبد الله بن محمّد بن فرج مولى الطلاع وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن أبي جمرة، وأبو محمد عبيد الله، وأبو القاسم حبيش وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "فقيه، حافظ، محدث مشهور أديب، نحوي، شاعر، بليغ، كاتب" أ. هـ. * الصلة: "كان واسع المعرفة، قوي الأدب، متفنّنًا في العلوم أخذ الناس عنه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الإمام الكبير قُدوة المفسرين، أبو محمد ابن الحافظ الناقد الحجة" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة شيخ المفسرين". وقال: "كان إمامًا في الفقه، وفي التفسير، وفي العربية، قوي المشاركة، ذكيًا فطنًا مدركًا، من أوعية العلم" أ. هـ. * الوافي: "كان فقيهًا عارفًا بالأحكام والحديث والتفسير بارعًا في الأدب ذا ضبط وتقييد وتجويد وذهن سيّال، ولو لم يكن له إلا تفسيره لكفى" أ. هـ. * نفح الطيب: "قال في الإحاطة: حسن التقييد له نظم ونثر ... وكان غاية في الذكاء والدهاء والتهمم بالعلم، سَري الهمة في اقتناء الكتب، توخى الحق وعدل في الحكم، وأعز الخطة" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان فقيهًا جليلًا عارفًا بالأحكام والحديث والتفسير، نحويًّا لغويًّا أديبًا، بارعًا شاعرا مفيدًا، ضابطًا سنيًا، فاضلًا من بيت علم وجلالة، غاية في توقد ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 506)، فهرست ابن خير (437)، الصلة (1/ 367)، الوافي (18/ 66)، فوات الوفيات (2/ 256)، المرقبة العليا (109)، الديباج المذهب (2/ 57)، قلائد العقيان (207)، بغية الوعاة (2/ 73)، نفح الطيب (3/ 269)، طبقات المفسرين السيوطي (50)، البلغة (129)، شجرة النور (129)، معجم المفسرين (1/ 257)، الأعلام (3/ 282)، معجم المؤلفين (2/ 59)، صلة الصلة (2)، المغرب (2/ 117)، السير (19/ 587)، طبقات المفسرين للداودي، كشف الظنون (1/ 439)، هدية العارفين (1/ 502)، تاريخ الإسلام (وفيات 541) ط. تدمري، مجلة الحكمة- العدد السابع جمادى ثان، سنة (1416 هـ)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 19).

الذهن وحسن الفهم وجلالة التصرف" أ. هـ. * كشف الظنون: "ابن عطية أجل من صنف في علم التفسير وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير، وقيل كتابه أقل وأجمع وأخلص، وكتاب الزمخشري الخص وأغوص" أ. هـ. * قلت: ومن مجلة "الحكمة" العدد السابع (ص 214): "كلام ابن تيمية في تفسير ابن عطية: أ. مجموع الفتاوى (13/ 361): "وتفسير ابن عطية وأمثاله، أتبع للسنة والجماعة، وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل، فإنه كثيرًا ما ينقل عن تفسير محمّد بن جرير الطبري، وهو من أجل التفاسير المأثورة وأعظمها قدرًا، ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف، لا يحكيه بحال ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة، من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة، لكن ينبغي أن يعطي كل ذي حق حقه، ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب. فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآية قول، وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه، وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة، والتابعين لهم بإحسان صاروا مشاركين للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا". ب. مجموع الفتاوى (13/ 385) عندما سئل عن مجموعة من التفاسير: "وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري وأبعد عن البدع، كان اشتمل على بعضها، بل هو خير منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير، لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها". ج. منهاج السنة (5/ 257) ذكر قولًا لابن عطية منقولًا عن ابن عباس ثمّ ردّهُ. ثم ننقل ما قاله المغراوي في "المفسرون بين التأويل والإثبات" حول تفسير ابن عطية ما نصه: "اشتهر بفصاحته، ودقة عبارته، له خبرة بعلم الكلام وفنيته، اتخذه المتأخرون مصدرًا للنقل من تفسيره إلى تفاسيرهم، وقد ضم معظم تفسيره أبو عبد الله القرطبي كما قدمت الكلام عليه، بل كثيرًا ما ينقل عبارته ولا ينسبها إليه، ضاهى الزمخشري في الشهرة بالنسبة إلى تفاسير الأشاعرة". ثم قال: "فهذه كلمة خبير بالتفسير وأصوله ومؤلفات التفسير وأنواعها. وأما عقيدته في تفسيره في الصفات: فالمطبوع الذي بين أيدينا لم يتجاوز سورة الأنفال، حتى نستطيع أن نأخذ كل الصفات من المصدر نفسه، لكن معظم الصفات وأهمها أخذناه من الجزء الموجود في المطبوع، وهي كافية في إظهار عقيدة الرجل، بل الصفات المأخوذة هي مخ الصفات وأعظمها، ففيها تستبدل العبارة بالعبارة التي تليها يظهر ميلًا إلى التأويل فيها. فالاستواء، والوجه، واليد، والإتيان والمجيء، هذه هي أهم الصفات فأبو محمّد بن عطية عبد الحق: مؤول أشعري يدافع عن التأويل الأشعري بما يراه ويسميه التحقيق، على أن القول عن ابن

عطية في باقي الصفات موجودة ميسرة والحمد لله. وتفسيره قد اختصره الثعالبي الجزائري، وذكر أهم ما يوجد في تفسير ابن عطية وقد بينا ما فيه من الكلام عليه فليرجع إليه. صفة الاستهزاء قال عند قوله تعالى: {الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون}. اختلف المفسرون في هذا الاستهزاء، فقال جمهور العلماء: هي تسمية العقوبة باسم الذنب. والعرب تستعمل ذلك كثيرا، ومنه قول الشاعر: ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا وقال قوم: إن الله تعالى يفعل بهم أفعالا هي في تأمل البشر هزؤ حسبما يرى أن النار تجمد كما تجمد الإهالة فيمشون عليها ويطئونها. وما يروى أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن، وقال قوم: استهزاؤه بهم هو استدراجهم من حيث لا يعلمون، وذلك أنهم بدور نعم الله الدنيوية عليهم يظنون أنه راض عنهم وهو تعالى قد حتم عذابهم فهذا على تأمل البشر كأنه استهزاء (¬1). صفة الغضب قال عند قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم} وغضب الله تعالى عبارة عن إظهاره عليهم محنا وعقوبات وذلة، ونحو ذلك، مما يدل على أنه قد أبعدهم عن رحمته بعدا مؤكدا مبالغا فيه (¬2). التعليق: والتأويل في هذه الصفة واضح. صفة الحياء قال عند قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقها} واختلف المتأولون في معنى: (يستحي) في هذه الآية فرجح الطبري أن معناه يخشى، وقال غيره: معناه يترك، وهذا هو الأولى، ومن قال يمتنع أو يمنعه الحياء فهو يترك أو قريب منه. ولما كان الجليل القدر في الشاهد لا يمنعه في الخوض في نازل القول إلا الحياء من ذلك رد الله بقوله {إن الله لا يستحي} عن القائلين كيف يضرب الله مثلًا بالذباب ونحوه، أي أن هذه الأشياء ليست من نازل القول، إذ هي من الفصيح في المعنى المبلغ أغراض المتكلم إلى نفس السامع، فليس مما يستحي منه. وحكى المهدوي أن الاستحياء في هذه الآية راجع إلى الناس، وهذا غير مرضي. (¬3) صفة الاستواء أما أبو محمد بن عطية فيمزج بين الأشعرية والاعتزال، ويميل أحيانا إلى الاعتزال، وفي هذه الصفة بالخصوص ذهب مذهب المتأولة، وهاك ما قاله عند قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات}. قال: ثم هنا هي لترتيب الأمر في نفسه، ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية: (1/ 125). (¬2) تفسير ابن عطية: (1/ 86). (¬3) المصدر نفسه: (1/ 151).

واستوى، قال قوم: معناه: علا دون تكييف ولا تحديد، هذا اختيار الطبري، والتقدير علا أمره وقدرته، وسلطانه. وقال ابن كيسان: معناه قصد إلى السماء، قال أبو محمد: أي بخلقه واختراعه، وقيل معناه: كل صنعة فيها، كما تقول استولى الأمر. قال القاضي أبو محمد: وهذا قلق، وحكى الطبري عن قوم: إن المعنى أقبل وضعفه، وحكى عن قوم المستوى هو الدخان، وهذا أيضًا يأباه وصف الكلام، وقيل المعنى: استوى كما قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق وهذا إنما يجيء في قوله تعالى: {عَلَى العَرشِ استَوَى} والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استوى القدرة والسلطان (¬1). صفة المحبة قال عند قوله تعالى: {قُل إن كُنتُم تحِبونَ اللهَ فَاتبعُوني يُحببكُمُ اللْهُ وَيَغفِر لَكُم ذنوبَكُم وَاللهُ غَفُور رحِيم}. ومحبة الله للعبد، أمارتها للمتأمل أن يرى مهديًا ومسددًا، ذا قبول في الأرض، فلطف الله بالعبد ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يتفسر لفظه المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل (¬2). التعليق: المفسر تحدث عن أمارة الصفة ولم يتحدث عن الصفة نفسها وواضح أن صفة المحبة هي حقيقة من غير مشابهة للبشر. صفة الكلام وقد ذهب أبو محمّد بن عطية في تفسير الكلام إلى مذهب الأشاعرة فقال عند قوله تعالى: {وَكلَّمَ اللهُ مُوسَى تكلِيمًا} وكلام الله لنبي موسى - عليه السلام - دون تكييف ولا تحديد، ولا تجويز حدوث ولا حروف ولا أصوات، والذي عليه الراسخون في العلم أن الكلام هو المعنى القائم في النفس، ويخلق الله لموسى أو جبريل إدراكًا من جهة السمع يتحصل به الكلام، وكما أن الله تعالى موجود لا كالموجودات، معلوم لا كالمعلومات، فكذلك كلامه لا كالكلام، وما روي عن كعب الأحبار وعن محمّد بن كعب القرظي ونحوهما: من أن الذي سمع موسى كان كأشد ما يسمع من الصواعق، وفي رواية أخرى كالرعد الساكن، فذلك كله غير مرضي عند الأصوليين (¬3). صفة الوجه " موقف القاضي أبي محمد بن عطية من صفة الوجه". ابن عطية هو شيخ القرطبي في تأويل الصفات، وقد نقل عنه في تفسيره معظم تأويلاته في آيات الصفات، وفي هذه الصفة بالخصوص مؤول معطل، تبعًا لمذهبه الأشعري الممزوج بالاعتزال. ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية (1/ 160). (¬2) تفسير ابن عطية (59 - 60/ 3). (¬3) تفسير ابن عطية: (312/ 4).

قال ما نصه عند قوله تعالى: {فأينمَا توَلوا فَثم وَجهُ اللهِ} واختلف الناس في تأويل الوجه الذي جاء مضافًا إلى الله تعالى في مواضع من القرآن، فقال الحذاق: ذلك راجع إلى الوجود، والعبارة عنه بالوجه من مجاز كلام العرب، إذ كان الوجه أظهر الأعضاء في الشاهد وأجلها قدرًا، وقال بعض الأئمة: تلك الصفة ثابتة بالسمع، زائدة على ما توجبه العقول من صفات القديم تعالى، وضعف أبو المعالي هذا القول ويتجه في بعض المواضع كهذه الآية خاصة أن يراد بالوجه، الجهة التي وجهنا إليها في القبلة جسمًا يأتي في أحد الأقوال. وقال أبو منصور في المقنع: يحتمل أن يراد بالوجه هنا الجاه، كما تقول: فلان وجه القوم أي موضع شرفهم فالتقدير فثم جلال الله وعظمته. (¬1) صفة المجيء بالإتيان قال عند قوله تعالى: {هَل يَنظُرُونَ إلا أن يَأتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَل مْنَ الغمَام وَالمَلائِكَةُ}. والمعنى: يأتيهم حكم الله وأمره ونهيه وعقابه إياهم، وذهب ابن جريج وغيره إلى أن هذا التوعد بما يقع في الدنيا (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {هَل يَنظُرُونَ إلا أن تأتِيهُمُ المَلائِكَةُ أو يَأتِيَ رَبُّكَ أو يَأتيَ بَعضُ آيَاتِ رَبكَ}. قال الطبري: لموقف الحساب يوم القيامة وأسند ذلك إلى قتادة وجماعة من المتأولين. وحكى الزجاج أن المراد بقوله: أو يأتي ربك، أي العذاب الذي يسلطه الله في الدنيا على من يشاء من عباده، كالصيحات والرجفات والخسف ونحوه. قال القاضي أبو محمد: وهذا الكلام على كل تأويل فإنما هو محذف مضاف تقديره أمر ربك، أو بطش ربك، أو حساب ربك، وإلا فالإتيان المفهوم من اللغة مستحيل في حق الله تعالى، ألا ترى أن الله تعالى يقول: {فَأتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيثُ لَم يَحتسِبُوا} فهذا إتيان قد وقع على المجاز وحذف المضاف. (¬3) أما ظاهر اللفظ لو وقفنا معه فيقتضي أنه توعده بالشهير الفظيع من أشراط الساعة دون أن يخص من ذلك شرطًا، يريد بذلك الإبهام الذي يترك السامع مع أقوى تخيله، لكن لما قال بعد ذلك {يومَ يَأتِي بَعضُ آياتِ رَبكَ لَا يَنفَعُ نفْسًا إيمَانهَا} وبينت الآثار الصحاح في البخاري ومسلم أن الآية التي معها هذا الشرط هي طلوع الشمس من مغربها أو يأتي بعض آيات ربك إنما هي إلى طلوع الشمس من مغربها أو يأتي بعض آيات ربك، وقال بهذا التأويل مجاهد، وقتادة والسدي وغيره، ويقوي أيضًا أن تكون الإشارة إلى غرغرة الإنسان عند الموت. التعليق: وعجبًا لأبي محمد بن عطية كيف يذهب هذا المذهب وقد اطلع على ما ذكر الطبري في تفسيره ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية: (335/ 1). (¬2) تفسير ابن عطية: (146 - 147/ 2). (¬3) نفس المصدر السابق: (186 - 187/ 6).

واختياره لمذهب السلف والله يخبر في القرآن أنه يأتي ويجيء، وهؤلاء يقدرون المضافات التي يرونها تخلصهم من ورطة التشبيه التي تخيلوها في أذهانهم، وتمسكوا ببعض الشبه التي ألجأتهم إلى ما هم عليه كقوله تعالى: {فَأَتى اللهُ بُنيانهُم منَ الْقَوَاعِدِ} وقوله: {فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}. تفسير الكرسي قال عند قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بشَيءٍ منْ عِلمِهِ إلا بمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. واختلف الناس في الكرسي الذي وصفه الله تعالى بأنه وسع السموات والأرض، فقال ابن عباس: كرسيه علمه ورجحه الطبري، وقال: ومن الكراسة للصحائف التي تضم العلم، ومنه قيل للعلماء الكراسي، ولأنهم هم المعتمد عليهم، كما يقال أوتاد الارض، وهذه الألفاظ تعطي نقض ما ذهب إليه من أن الكرسي العلم. قال الطبري، ومنه قول الشاعر: تحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسي بالأحداث حين تنوب يريد بذلك علماء بحوادث الأمور ونوازلها. وقال أبو موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل، وقال السدي: هو موضع قدميه (¬1). صفة النفس قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}. وقوله تعالى: {وَيُحَذِّرْكُمُ اللهُ .. } وعيد وتنبيه، ووعظ وتذكير بالآخرة، وقوله (نفسه) نائبة عن إياه وهذه مخاطبة على معهود ما يفهمه البشر، والنفس في مثل هذا راجع إلى الذات، وفي الكلام حذف مضاف، لأن التحذير إنما هو من عقاب وتنكيل ونحوه، فقال ابن عباس والحسن: ويحذركم عقابه. (¬2) صفة العندية قال عند قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (عند ربهم) فيه حذف مضاف، تقديره عند كرامة ربهم، لأن عند تقتضي غاية القرب، ولذلك لم تصغر، قاله سيبويه (¬3). التعليق: أثبت الصفة ثم أثبت اللازم لأن التأويل لا ينفع عند الله لأنه أخو الكذب كما قال بعض السلف. صفة اليد قال أبو محمد بن عطية في تفسير عند قوله ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية: (278/ 2). (¬2) تفسير ابن عطية (56/ 3). (¬3) تفسير ابن عطية (293/ 3).

تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} الآية. العقيدة في هذا المعنى نفي التشبيه عن الله تعالى، وأنه ليس بحسم ولا جارحة ولا يشبه، ولا يكيف، ولا يتحيز في جهة كالجواهر، ولا تحله الحوادث، تعالى عما يقول المبطلون. ثم اختلف العلماء فيما ينبغي أن يعتقد في قوله تعالى: {بل يَدَاهُ} وفي قوله: {بيدي} و {عملته أيدينا} و {يد الله فوق أيديهم} و {لتصنع على عيني} و {لتجري بأعيننا} [القمر: 14]، {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} [الطور: 48] , و {كل شيء هالك إلا وجهه} ونحو هذا. فقال فريق من العلماء، منهم الشعبي، وابن المسيب، وسفيان، يؤمن بهذه الأشياء وتقرأ كما نص الله، ولا تعنى لتفسير أولًا يشقق النظر فيها. قال القاضي أبو محمّد وهذا قول يضطرب، لأن القائلين به يجمعون على أنها ليست على ظاهرها في كلام العرب، فإذا فعلوا هذا فقد نظروا وصار السكوت عن الأمر بعد هذا مما يوهم العوام ويتيه الجهلة. وقال جمهور الأمة: بل تفسير هذه الأمور على قوانين اللغة ومجاز الاستعارة وغير ذلك عن أفانين كلام العرب، فقالوا في العين والأعين: أنها عبارة عن العلم والإدراك، كما يقال فلان من فلان بمرأى ومسمع، إذا كان يعني بأموره وإن كان غائبًا عنه. وقالوا في الوجه: إنه عبارة عن الذات وصفاتها، وقالوا في اليد واليدين والأيدي أنها تأتي مرة بمعنى القدرة كما تقول العرب لا يد لي بكذا، ومرة بمعنى القدرة كما تقول العرب لا يدلي بكذا، ومرة بمعنى النعمة كما يقال: لفلان عند فلان يد، وتكون بمعنى الملك كما يقال: يد فلان على أرضه، وهذه المعاني إذا وردت عن الله تبارك وتعالى عبر عنها باليد أو اليدين استعمالًا لفصاحة العرب ولما في ذلك من الإيجاز، وهذا مذهب أبي المعالي والحذاق. وقال قوم من العلماء: منهم القاضي ابن الطيب؛ هذه كلها صفات زائدة على الذات، ثابت لله دون أن يكون في ذلك تشبيه ولا تحديد، وذكر هذا الطبري وغيره. وقال ابن عباس في هذه الآية: يداه نعمتاه، ثم اختلفت عبارة الناس في تعيين النعمتين، فقيل: نعمة الدنيا ونعمة الآخرة. وقيل النعمة الظاهرة والنعمة الباطنة، وقيل: نعمة المطر، ونعمة النبات. قال القاضي أبو محمد: والظاهر أن قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبسُوطَتَانِ} عبارة عن إنعامه على الجملة، وعبر عنه بيدين جريًا على طريقة العرب في قولهم فلان ينفق بكلتى يديه ومنه قول الشاعر: وهو الأعشى: يداك يدا مجد فكف مفيدة ... وكف إذا ما ضنَّ بالمال تنفق ويؤيد أن اليدين هنا بمعنى الإنعام قرينة الإنفاق (¬1). ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية (150/ 5).

التعليق: وهذا الذي استظهره أبو محمد رغم حرصه على التنزيه إلا أنه تابع فيه أهل التأويل الذي يؤدي إلى تعطيل صفات الله عزَّ وجلَّ. صفة الفوقية قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوقَ عِبَادِهِ وَهوَ الحَكِيمُ الخبيرُ}، {وهو القاهر} وهو عز وجل المستولي المقتدر، وفوق نصب على الظرف لا في المكان، بل في المعنى الذي تضمنه لفظ القاهر كما تقول زيد فوق عمرو في المنزلة، وحقيقة فوق في الأماكن، وهي في المعاني مستعارة، شبه بها من هو رافع رتبة في معنى ما، لما كانت في الأماكن تنبئ حقيقة عن الأرفع وحكى المهدوي: أنها بتقدير الحال، كأنه قال: وهو القاهر غالبًا. (¬1) قال القاضي أبو محمد: وهذا لا يسلم من الاعتراض أيضًا والأول عندنا أصوب. التعليق: هذا بحسب ظنه ولكن الأصوب مذهب السلف كما سلف. إثبات الرؤية قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. أجمع أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة، يراه المؤمنون. وقال ابن وهب عن مالك بن أنس: والوجه أن يبين جواز ذلك عقلًا ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز واختصار تبيين ذلك يعتبر بعلمنا بالله عزَّ وجلَّ، فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيز ولا مقابل ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود، جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذي ولا مكيفًا ولا محدودًا، وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول: مسألة العلم حلقت لحى المعتزلة ثم ورد الشرح بذلك وهو قوله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} وتعدية النظر بإلى إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهبت إليه المعتزلة وذكر هذا المذهب مالك. فقال فأين هم عن قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)} قال القاضي أبو محمد، فقال بدليل الخطاب ذكره النقاش ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله: "إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر" ونحوه من الأحاديث على اختلاف ترتيب ألفاظها وذهبت المعتزلة إلى المنع من جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة، واستحالة ذلك آراء مجردة، وتمسكوا بقوله تعالى: {لا تدركُهُ الأَبصَارُ} وانفصل أهل السنة عن تمسكهم بأن الآية مخصوصة في الدنيا، ورؤية الآخرة ثابتة بأخبارها وانفصال آخر، وهو أن يفرق بين معنى الإدراك ومعنى الرؤية. ونقول: إنه عزَّ وجلَّ تراه الأبصار ولا تدركه، وذلك الإدراك، يتضمن الإحاطة بالشيء والوصول إلى أعماقه وحوزه من جميع جهاته، وذلك كله محال في أوصاف الله عزَّ وجلَّ، والرؤية لا تفتقر إلى أن يحيط الرائي بالمرئي ويبلغ غايته، وعلى هذا التأويل يترتب العكس في قوله وهو يدرك الأبصار ويحسن معناه ونحو هذا. ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية: (19/ 6).

1583 - السنباطي

روي عن ابن عباس، وقتادة، وعطية العوفي، فرقوا بين الرؤية والإدراك. أما الطبري رحمه الله ففرق بين الرؤية والإدراك، واحتج بقولة بني إسرائيل {إنا لمدركون} فقال: إنهم رأوهم ولم يدركوهم. قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذا كله خطأ، لأن هذا الإدراك ليس بإدراك البصر، بل هو مستعار منه أو باشتراك، وقال بعضهم: إن المؤمنين يرون الله تعالى بحاسة سادسة تخلق يوم القيامة، وتبقى هذه الآية في منع الإدراك بالأبصار عامة سليمة قال: وقال بعضهم: إن هذه الآية مخصوصة في الكافرين، أي أنه لا تدركه أبصارهم لأنهم محجوبون عنه). قال القاضي أبو محمد: وهذه الأقوال كلها ضعيفة، ودعاوى لا تستند إلى قرآن ولا حديث (¬1). التعليق: ومع تفويض الكيفية والإيمان بالنص على ظاهره لا يحتاج لمثل هذه التأويلات" أ. هـ. من أقواله: من شعره: راء الزمان وأهلهِ ... راء تعزّ له العلاجُ طلَعتُ في ظلماته ... رأيًا كما سطح السِراجُ وفاته: سنة (542 هـ)، وقيل: (541 هـ)، وقيل: (546 هـ) اثنتين وأربعين، وقيل: إحدى وأربعين، وقيل: ست وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: ألف في التفسير كتابًا ضخمًا، أربى فيه على كل متقدم وسماه "الجامع المحرر الصحيح الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، وهو أصدق شاهد له بإمامته في العربية وغيرها. 1583 - السُّنباطي * المفسر المقرئ: عبد الحق بن محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد بن محمّد بن عبد العال الشرف بن الشمس السنباطي، ثم القاهري الشافعي. ولد: سنة (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: الجلال المحلي، وابن الهمام، وابن حجر وغيرهم. من تلامذته: ولده شهاب الدين أحمد، وبدر الدين العلائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "ولي تدريس الحديث والتفسير والفقه وتصدى للإقراء في الأزهر وكثر الآخذون عنه. هو على طريقة جميلة من التواضع والسكون والعقل وسلامة الفطرة مع إزدياد من الخير. ولكن لا يحمد منه مزيد شكواه وإظهار تأوهه وبلواه مع إضافة ما يزيد على كفايته إليه ونظافة أحواله المقتضية لتجنبه ما لعله ينكر عليه ... وولي مشيخة الصوفية بالأزبكية" أ. هـ. * النور السافر: "كان شيخ الإسلام وصفوة ¬

_ (¬1) تفسير ابن عطية (122 - 123/ 6). * الضوء اللامع (4/ 37)، الكواكب السائرة (1/ 221)، النور السافر (152)، الشذرات (10/ 248).

1584 - عبد الحكيم الأفغاني

العلماء الأعلام، على أجمل طريق من العقل والتواضع ... واجتمع فيه كثير من الخصال الحميدة كالعلم والعمل والتواضع، والحلم، وصفاء الباطن، والتقشف، وطرح التكلف، بحيث علم ذلك من طبعه، ولا زال على ذلك حتى توفي وكثر التأسف عليه" أ. هـ. * الكواكب السائرة: "الإمام شيخ الإسلام، الحبر البحر العلامة الفهامة السنباطي القاهري الشافعي خاتمة المسندين". وقال: "انتهت إليه الرئاسة بمصر في الفقه والأصول والحديث، وكان عالمًا عابدًا متواضعًا طارحًا للتكلف من رآه شهد فيه الولاية والصلاح قبل أن يخالطه" أ. هـ. وفاته: سنة (931 هـ) إحدى وثلاثين وتسعمائة. 1584 - عبد الحكيم الأفغاني * المفسر المقرئ: عبد الحكيم الأفغاني القندهاري. ولد: (1251 هـ) إحدى وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد بن محمّد الخافي الدمشقي وغيره. من تلامذته: عبد الحفيظ الفاسي وغيره. كلام العلماء فيه: * رياض الجنة: "العالم العلامة المحقق الصالح رحمه الله تعالى كان هذا السيد من أفضل علماء دمشق في عصره عالمًا متبحرًا مشاركًا محققًا في كثير من العلوم متضلعًا في الحديث والتفسير متمكنًا في الفقهيات على طريقة السلف من تأييد المسائل بالقرآن والسنة وإجماع الأمة وكان قد وزع أوقاته كلها للعبادة والتأليف ونفع طالبي الاستفادة تدريسًا وتأليفًا ولم يختلف أحد في علمه وصلاحه وزهده ترك الدنيا وملاذها الشهية ورضي بالكفاية من القوت والملبس والمسكن ولم يبخل بما بيده ولم ينتظر ما في غده حميد السيرة سليم السريرة عالي الهمة نافع للأمة" أ. هـ. * أعلام دمشق: "عالم فقيه، حنفي جريء، ورع، زاهد، كان يأكل من عمل يده ولا يقبل من أحد شيئًا وله جرأة مع الكبراء في الحق مع تواضع لأهله" أ. هـ. * تراجم أعيان دمشق: "عالم محقق وزاهد من الطراز الأول" أ. هـ. * قلت: عند مراجعة كتابه (كشف الحقائق شرح كنز الدقائق) تبين أنه قام بشرح كتاب كنز الدقائق الذي ألفه عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، وهو عبارة عن كتاب فقهي يتناول الأبواب الفقهية ابتداء من كتاب الطهارة إلى آخر كتاب الفرائض. وفاته: سنة (1326 هـ) ست وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: حاشية على تفسير النسفي، شرح "الشاطبية" وغيرهما. ¬

_ * رياض الجنة (2/ 66)، تراجم أعيان دمشق (339)، أعلام دمشق (164)، الأعلام (3/ 283)، معجم المفسرين (1/ 258)، معجم المؤلفين (2/ 59)، كتابه "كشف الحقائق شرح كنز الدقائق"- المكتبة الأدبية، مصر - ط (1)، لسنة (1318 هـ).

1585 - السلكوتي

1585 - السَّلَكوتي * المفسر: عبد الحكيم بن شمس الدين الهندي السلكوتي (¬1). كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "إمام العلوم وترجمان المظنون فيها -أي الهند- والمعلوم أنه كان من كبار العلماء وخيارهم مستقيم العقيدة صحيح الطريقة صادعًا بالحق مجاهرًا به الأمراء والأعيان ولم يبلغ أحد من علماء الهند في وقته ما بلغ من الشأن والرفعة" أ. هـ. قلت: عند مراجعة حاشيته على شرح محمد أسعد الصديقي الشهير: "بالجلال الدواني على العقائد العضدية": تبين أنه يدافع بشكل كبير عن الماتريدية والأشاعرة، حيث قال (ص 4) عند الكلام عن أصول المذاهب وفروعها: "أصول المذاهب: أي التي تتشعب عنها المذاهب أقل من هذا العدد- المقصود (73 فرقة) - لأنها على ما ذكره ثمانية كما في المواقف أو ستة كما في الغنية والتمهيد أو أربعة كما في الملل والنحل (قوله على مايشمل الفروع)؛ لأن المعتزلة على ما قال من المواقف تتشعب إلى عشرين، والشيعة إلى اثنتين وعشرين، والخوارج إلى عشرين، والمرجئة إلى خمسة، والنجارية إلى ثلاث، والجبرية والمشبهة والناجية، فهذه ثلاث وسبعون فرقة لكن بعض تلك الفرق يتشعب إلى فرق كالناجية تتَشعب إلى الأشعرية والماتريدية وأصحاب الحديث ... ". وقال (ص 6): " (قوله من مباحث الذات) من إثبات الوجود والوحدة والصفات الثبوتية والسلبية والفعلية لها ومباحث الصفات إثبات أحوال الصفات لها. (قوله أصولًا) لتفرع صحة الأعمال عليها (قوله وهم الأشاعرة) ومن يحذو حذوهم ومن يتفق معهم في الاعتقاديات كالماتريدية وأما الصحابة والتابعون والسلف الصالحون فهم قبل الافتراق فلا وجه لإدراجهم في الفرقة الناجية". (قوله التابعون في الأصول) أي أكثر أصول الاعتقاديات وإن خالفوا في قليل منها كالتكوين فإنه صفة وجودية عند الماتريدية، اعتبارية عن الأشاعرة .. "أ. هـ. * الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية: "إمام في المنطق، والكلام ومن أهم شخصيات الماتردية له حاشية على حاشية الخيالي على شرح التفتازاني للعقائد النسفية (لنجم الدين عمر النسفي) وهي في غاية من الأهمية، وضعوها في صلب المنهج الدراسي ومطبوعة مرارًا، وله حاشية على شرح العقائد النسفية للتفتازاني" أ. هـ. قلت: العقائد النسفية هي في العقيدة الماتردية والدفاع عنها. وفاته: سنة (1067 هـ) سبع وستين وألف. ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 318)، الأعلام (3/ 283)، معجم المؤلفين (2/ 60)، معجم المفسرين (1/ 258)، كتاب "حاشية عبد الحكيم على شرح محمّد أسعد الصديقي الشهير بالجلال الدواني على العقائد العضدية" المطبعة الخيرية- مصر- ط 1 (1322 هـ)، الماتردية وموقفهم من الأسماء والصفات (1/ 323). (¬1) وفي معجم المفسرين: السّيالكوتي: نسبة إلى سيالكوت التابعة للاهور بالهند.

1586 - البهنسي الدمشقي *

من مصنفاته: له حاشية على تفسير البيضاوي على بعض سورة البقرة، وله حاشية على شرح العقائد النسفية للسعد التفتازاني، وغيرهما. 1586 - البَهْنسِي الدمشقي * النحوي: عبد الحليم بن برهان الدين بن محمد البهنسي الدمشقي، المعروف بابن شقلبها الحنفي. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أنبل آل بيته في عصرنا كان من الفضلاء المتضلعين في فنون شتى لكن غلب اشتهاره بالفقه". وقال: "كان على ما شاهدته من أطواره أحد عجائب المخلوقات لا يستقر في أمر المشرب على حال وكان ينظم الشعر إلا أن شعره في غاية القلاقة والتعقيد ولم أرَ له ما يحسن إيراده" أ. هـ. وفاته: (1090 هـ) تسعين وألف. من مصنفاته: شرح على "ألفية ابن مالك" في النحو، ونظم "مغني اللبيب" لابن هشام في النحو. 1587 - صَنْدُقْلي * النحوي، المفسر عبد الحليم بن بير قرم بن نصوح بن موسى الرومي الحنفي، الشهير بصندقلي. كلام العلماء فيه: * معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، نحوي ولي القضاء بدمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1088 هـ) ثمان وثمانين وألف. من مصنفاته: "حاشية على الزهراوين" -البقرة وآل عمران- على تفسير البيضاوي، و "حاشية على شرح الكافي" للجامي وغير ذلك. 1588 - أخو زادة * المفسر: عبد الحليم بن محمد الرومي، المعروف بأخي زادة، القطسنطيني الحنفي. ولد: سنة (963 هـ) ثلاث وستين وتسعمائة. من مشايخه: حسام الدين بن قرة جلبي، وعبد الرؤوف الشهير بعرب زادة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "كان النجم وحده في ثقوب الذهن وصحة الإدراك والتضلع من الفنون". وقال: "قال النجم الغزي حدثني شيخنا القاضي محب الدين الحنفي على رأس الألف قال اتفق أهل الروم قاطبة على أن أستانبول ليس من نشأ فيها الآن من أولاد العلماء وغيرهم أفضل رجلين شابين أحدهما عبد الحليم هذا والثاني أسعد بن المولى سعد الدين ثم اختلفوا في أيهما أفضل، قال: وبلغني أن عبد الحليم أفقه، ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 319)، أعلام الفكر في دمشق (178)، معجم المؤلفين (2/ 60). * معجم المفسرين (1/ 258)، هدية العارفين (1/ 505)، وفيه عبد الحليم بن بيش قرم بن نصوح، إيضاح المكنون (1/ 139) وفيه عبد الحليم بن نصوح، معجم المؤلفين (2/ 60)، كشف الظنون (1/ 855). * معجم المفسرين (1/ 259)، خلاصة الأثر (2/ 319)، هدية العارفين (1/ 504)، إيضاح المكنون (1/ 601)، معجم المؤلفين (2/ 61)، الأعلام (3/ 284)، كشف الظنون (1/ 855).

1589 - الشرقاوي

وأسعد كان عبد الحليم أعلم بالمعقولات، وبالجملة فإن فضله مسلم عند أهل الروم وليس فيهم من ينكره" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه حنفي قاضٍ، عارف بالتفسير، من علماء الدولة العثمانية" أ. هـ. وفاته: سنة (1013 هـ) ثلاث عشرة وألف. من مصنفاته: رسالة في تفسير قوله تعالى {ما كَانَ عَلَى النبي مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ .. }، و"تعليقة على الأشباه والنظائر"، و"حاشية على جامع الفصولين" وغيرها. 1589 - الشَّرقاوي * النحوي: عبد الحميد بن إبراهيم الشرقاوي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "خطيب منبري من علماء النحو"أ. هـ. وفاته: سنة (1315 هـ) خمس عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تسهيل الفوائد" حاشية في النحو، و"المبادئ النحوية". 1590 - الخطيب * المفسر: عبد الحميد بن أحمد بن عبد اللطيف الخطيب. ولد: (1316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * نشر الرياحين: "كان والده رحمه الله يلقنه العقائد السلفية من كتاب الله وسنة رسوله ويحذره من مطالعة كتب علماء الكلام والفلاسفة، فنشأ قوي الإيمان صحيح العقيدة لا يستسيغ ما لا يقره العقل من الخرافات المستنكرة والبدع التي تمجها النفوس السليمة" أ. هـ. * أعلام دمشق: "تولى الخطابة في مقام الإمام الشافعي فقيل له الخطيب" أ. هـ. * قلت: لقد اطلعنا على جزء واحد فقط من تفسيره وهو تفسير جزء من سورة الناس، وكان تفسيرًا لطيفًا بعيدًا عن علم الكلام والفلسفة، وإنما هو تفسير واضح يترجم ما جاء في الآيات ويربطها بالواقع والمجتمع. وفاته: (1381 هـ) إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير الخطيب المكي" بأسلوب عصري جذاب يبث في النفوس روح العقيدة الصحيحة. وله "سيرة ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - وهو نظم من ألفي بيت. 1591 - الأخفش الأكبر * اللغوي: عبد الحميد بن عبد الجيد مولى قيس ابن ثعلبة، أبو الخطاب البصري، الملقب بالأخفش الأكبر. ¬

_ * الأعلام (3/ 284)، معجم المطبوعات (1274). * الأعلام (3/ 284) , نشر الرياحين (1/ 318)، معجم المؤلفين (2/ 65)، معجم المفسرين (1/ 259)، أعلام دمشق (165). * إنباه الرواة (2/ 157)، وفيات الأعيان (2/ 380) ترجم له مع الأخفش الأوسط، السير (7/ 323)، البلغة (130)، إشارة التعيين (178)، النجوم الزاهرة (2/ 86)، الوافي (18/ 80)، بغية الوعاة (2/ 74)، الشذرات (3/ 73) وقد ترجم له مع الأخفش الأوسط الأعلام (3/ 288).

1592 - الجماعيلي

من مشايخه: أبو عمرو بن العلاء وغيره. من تلامذته: أبو عبيدة، والكسائي، وسيبويه وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "شيخ العربية .. وهو تلميذ سيبويه ولولاه ما اشتهر". وقال: "وله أشياء غريبة ينفرد بنقلها عن العرب" أ. هـ. قلت: وقد سقطت ترجمته من المطبوع من معجم الأدباء لياقوت النسخة المعتمدة لدينا. * الوافي: "وكان ورعًا دينًا ثقة .. قال المرزباني: هو أول من فسَّر الشعر تحت كل بيت، وما كان الناس يعرفون ذلك قبله، وإنما كانوا إذا فرغوا من القصيدة، فسروها" أ. هـ. من أقواله: الوافي: وقف أبو الخطاب على أعرابي يريد الحج فقال له: أتقرأ من القرآن شيئًا؟ قال: نعم، قال: فاقرأ، فقال: فأن كنت قد أيقنت أنك ميت ... وأنك مجزي بما كنت تفعلُ فكن رجلًا من سكرةَ الموت خائفًا ... ليوم به عنك الأقارب تشغلُ فقال له: ليس هذا من القرآن، قال بلى فاقرأ أنت، فقرأ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)}، فقال: هذه أخت التي تلوتها سواء إلا أنها بعد لم تنتظم لك" أ. هـ. وفاته: (177 هـ) سبع وسبعين ومائة. 1592 - الجماعيلي * المقرئ: عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي، عماد الدين. ولد: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: الجَنزوي، والخُشُوعي وغيرهما. من تلامذته: والده العز أحمد شيخ الذهبي، والبرزالي، والدمياطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "كان صحيح السماع، ثقة فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. 1593 - عبد الحميد كشك * المفسر: عبد الحميد كشك. كلام العلماء فيه: * في رحاب التفسير (1/ 499): {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ} قال ابن عباس: كرسيه أي علمه. وقال آخرون بالكرسي موضع القدمين". - في (2/ 1331): {ثمَّ استوى علَى العرش} استوى في اللغة بمعنى استقر ومنه استوى على الكرسي وعلى ظهر الدابة أي استقر. استوى ¬

_ * السير (23/ 339)، العبر (5/ 246)، الوافي (18/ 83)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 460)، الشذرات (7/ 506). * في رحاب التفسير -المكتب المصري الحديث- القاهرة، في ظلال الإيمان -مكتب التراث الإسلامي- القاهرة، مجلة الأسرة.

بمعنى قصد واستوى بمعنى استولى وظهر والمواد يتصرف فيه بما يريد". - وفي (3/ 2361): "قال الإمام مالك - رضي الله عنه -: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب، ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ فإنه تعالى كان ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان لم تتغير عما كان أ. هـ. وهذا هو قول السلف الصالح تفويض وتسليم بلا تعطيل ولا تأويل الله جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" أ. هـ. - وفي (4/ 3721): "كما قال تعالى: {وَيَبْقَى وَجهُ رَبِّكَ ذو الْجَلالِ وَالإكِرَام} فعبر بالوجه عن الذات وهكذا قوله ها هنا: {كلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي: إلا إياه وقد ثبت في الصحيح من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلا" وقال مجاهد والثوري في قوله: {كلُّ شَيءٍ هالكٌ إلا وجْههُ} أي: إلا ما أريد به وجهه، وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له، قال ابن جرير: ويستشهد من ذلك بقول الشاعر: أستغفر الله ذنبًا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة، والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته -تعالى وتقدس- فإنه الأول والآخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء" أ. هـ. - قال في كتاب (في ظلال الإيمان) وتحت عنوان توحيد الأسماء والصفات (89): "بعد ما تبين لنا أن الإخلاص واجب في عبادة الله وفي اعتقاد ألوهيته وربوبيته رأينا أن نسجل هنا عقيدة الفرقة الناجية التي بشر بها الصادق المعصوم - صلى الله عليه وسلم - في حديث الفرق وعلى رأس تلك العقائد التي تنجي صاحبها من خزي الدنيا وعذاب الآخرة أن يعلم المسلم نوحيد الله وصفاته اعتقادًا كاملًا علمًا وعملًا. يقول العلماء: "إن اعتقاد الفرقة الناجية إلى قيام الساعة هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه من غير تحريف في كتابه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شي وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته صفات خلقه لأن الله سبحانه لا سمي له ولا كفاء له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1418 هـ) ثمان عشرة وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "عالم الملائكة"، و "في رحاب التفسير"، و"تفسير كلمات القرآن، وغير ذلك.

1594 - ابن باديس

1594 - ابن باديس * المفسر: عبد الحميد بن محمّد المصطفى بن مكي بن باديس. ولد: سنة (1305 هـ)، وقيل: (1308 هـ) خمس، وقيل: ثمان وثلاثمائة وألف. من مشايخه: حمدان لونيسي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. من بدء قيامها (1931 م) إلى وفاته. ولد في قسنطينة وأتم دراسته في الزيتونة بتونس. وكان شديد الحملات على الاستعمار ... وقيل إنه مات مسمومًا" أ. هـ. * قلت: قال مؤلف كتاب "ابن باديس وعروبة الجزائر" (ص 11): "نظمت في الجزائر جمعية علماء جزائريين لنشر مذهب المنار، كانت الجمعية تعارض بصفة خاصة المرابطين والطرق الصوفية. وذهب الجزائريون إلى أبعد مما ذهب إليه حزب المنار. فزيادة عن دعايتهم المطبوعة والشفوية، شرعوا في إحياء المدارس القرآنية الابتدائية وإنشائها في جميع أنحاء البلاد للتأثير على الجيل الصاعد .. ". وقال في صفحة (ص 12): "لم يلبث ابن باديس, أن شعر بعد تفرغه للتدريس, تحقيقًا لحلمه بأن حلقات الدرس في الجامع الأخضر لا تكفي لتحقيق ما يطمح إليه من تغيير وما يصبوا إليه من تجديد. لذلك أسس منذ سنة (1925 م) صحيفة المنتقد التي كان عنوانها وحده عبارة عن برنامج كامل، فقد أرادها تحطيمًا لعالم قديم، عالم كانت تهيمن عليه الزوايا والطرق الصوفية. وتحاول مع رياح من الدخول إليه بواسطة تجسيم شعارها آنذاك (اعتقد ولا تنتقد) " أ. هـ. * قال في مقدمة تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير (ص 8): "واحد من العلماء المصلحين المفكرين الرواد في الوطن الإسلامي والعربي، وهم -مع الأسف- لم يكونوا كثرة في العدد، وإن كانوا قوة في الأثر. إنهم كانوا قلة لأن ما لهم من خصائص فكرية وإيمانية، تجعل منهم نماذج فقط، والوقت الذي عاشوه بما لهم من سمات، وبما دار فيه من اتجاهات، ووقع فيه من أحداث، يرى هؤلاء فلتات خرجوا على طبيعته، ونشروا عن سنن الحياة فيه. إن "عبد الحميد بن باديس" حلقة في سلسلة ابتدأت بـ "جمال الدين الأفغاني" و "محمد عبده" في القرن التاسع عشر، وثنت بـ "رشيد رضا" في القرن العشرين. إنه واحد من أولئك الذين رأوا الإسلام نظامًا لحياة الإنسان لأنه إنسان، في أي وقت وفي أي مكان, ورأوا الإيمان بالله غاية الحياة الدنيا, ورأوا القرآن وحدة لها اكتفاؤها الذاتي في التوجيه واكتفاؤها الذاتي في التفسير، واكتفاؤها الذاتي ¬

_ * معجم أعلام الجزائر (82)، معجم المفسرين (1/ 259)، الأعلام (3/ 289)، معجم المؤلفين (2/ 66)، "ابن باديس وعروبة الجزائر" بقلم محمد الميلي، دار الثقافة- بيروت- ط (1) (1973 م)، هـ"تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"، دار الفكر- ط (2).

في تحديد معالم البشرية وتاريخها، وقوانين تطورها. ومن قبله رأى ذلك جمال الدين الأفغاني، وترجم هذا الرأي محمد عبده في تفسيره، وأفصح عنه رشيد رضا في مناره. وعبد الحميد بن باديس في تفسيره في مجالس التذكير، اتخذ هذا الرأي قاعدة فيما شرح، ودستورًا لقوله ومنطقه فيما دعا وتحدث. وسنة للعمل فيما طبق. لم ينافق ولم يمالي، ولم يطلب دنيا بدين، ولا متاعًا عارضًا بإيمان، ولم يليس في تذكره ومجلسه وفي رسالته لباس الحرفة والمهنة، ولم يخدع نفسه ومواطنيه". * وقال في المقدمة أيضًا (ص 24) عن إرهاصات التجديد: "فكانت إرهاصات التجديد لهذا العلم ظاهرة في ثلاثة من أذكى علمائنا وأوسعهم اطلاعًا: الشوكاني، والألوسي، وصديق حسن خان. مع تفاوت بينهم في قوة النزعة الاستقلالية، وفي القدرة على التخلص من الصبغة المذهبية التقليدية. إمام المفسرين: ثم كانت المعجزة بعد ذلك الإرهاص بظهور إمام المفسرين بلا منازع "محمد عبده" (¬1) أبلغ من تكلم في التفسير، بيانًا لهديه، وفهمًا لأسراره، وتوفيقًا بين آيات الله في القرآن، وبين آياته في الأكوان؛ فبوجود هذا الإمام وجد علم التفسير وتم، ولم ينقصه إلا أنه لم يكتبه بقلمه كما بينه بلسانه، ولو فعل لأبقى للمسلمين تفسيرًا لا للقرآن بل لمعجزات القرآن. تلميذه: ولكنه مات دون ذلك. فخلفه ترجمان أفكاره ومستودع أسراره "محمد رشيد رضا" (¬2) فكتب في التفسير ما كتب، ودون آراء الإمام فيه، وشرع العلماء منهاجه، ومات قبل أن يتمه. فانتهت إمامة التفسير بعده في العالم الإسلامي كله، إلى أخينا وصديقنا، ومنشيء النهضة الإصلاحية العلمية بالجزائر، بل بالشمال الإفريقي (عبد الحميد بن باديس). خصائص التفسير الباديسي: كان للأخ الصديق "عبد الحميد بن باديس" رحمه الله ذوق خاص في فهم القرآن كأنه حاسة زائدة خص بها. يرفده -بعد الذكاء المشرق، والقريحة الوقادة؛ والبصيرة النافذة- بيان ناصع؛ واطلاع واسع؛ وذرع فسيح في العلوم النفسية والكونية، وباع مديد في علم الاجتماع، ورأي سديد في عوارضه وأمراضه. يمد ذلك كله شجاعة في الرأي، وشجاعة في القول، لم يرزقهما إلا الأفذاذ المعدودون من البشر. وله في القرآن رأي بنى عليه كل أعماله في العلم، والإصلاح، والتربية والتعليم: وهو أنه لا ¬

_ (¬1) انظر ترجمة محمد عبده وما كتبناه عنه وعن تفسيره. (¬2) انظر لزامًا ترجمة محمد رشيد رضا وما كتبناه عنه وعن منهج المدرسة الإصلاحية في التفسير.

1595 - عبد الحي البهنسي

فلاح للمسلمين إلا بالرجوع إلى هدايته، والاستقامة على طريقته وهو رأي الهداة المصلحين من قبله. السبب في عدم التدوين: وكان يرى -حين تصدى لتفسير القرآن- أن تدوين التفسير بالكتابة مشغلة عن العمل المقدم؛ لذلك آثر البدء بتفسيره درسًا تسمعه الجماهير فتتعجل من الاهتداء به ما يتعجله المريض المنهك من الدواء، وما يتعجله المسافر العجلان من الزاد. وكان -رحمه الله- يستطيع أن يجمع بين الحسنيين، لولا أنه كان مشغولًا مع ذلك بتعليم جيل، وتربية أمة، ومكافحة أمية، ومعالجة أمراض اجتماعية، ومصارعة استعمار يؤيدها. فاقتصر على تفسير القرآن درسًا ينهل منه الصادي، ويتزود منه الرائح والغادي، وعكف عليه إلى أن ختمه في خمس وعشرين سنة. ولم يختم التفسير درسًا ودراية بهذا الوطن غيره، منذ ختمه (أبو عبد الله الشريف التلمساني) في المائة الثامنة" أ. هـ. وفاته: سنة (1359 هـ) تسع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم" اشتغل به تدريسًا زهاء (14) عامًا ونشر قسم منه باسم "مجالس التذكير" وله غير ذلك. 1595 - عبد الحي البَهْنَسي * النحوي: عبد الحي بن إبراهيم بن عبد الحي المعروف بالهنسي، الحنفي، الدمشقي. ولد: سنة (1135 هـ) خمس وثلاثين ومائة وألف. من مشايخه: قرأ على الشيخ إبراهيم الحافظ الدمشقي، وقرأ العربية على الشيخ محمّد الخمسي المغربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشاب الأديب الفاضل العروضي الماهر المتفوق. كان رحمه الله من الأفاضل الكمل فقيهًا نحويًّا. وله خط حسن وتقوى وعفاف" أ. هـ. وفاته: سنة (1173 هـ) ثلاث وسبعين ومائة وألف. 1596 - الأَدْرَنوي * المفسر: عبد الحي صاجلي إبراهيم الأدرنوي. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: ""الصوفي الواعظ الخلوتي، تنقل إلى القسطنطينية، وتولى مشيخة زاوية الهدائي" أ. هـ. وفاته: سنة (1117 هـ) سبع عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة يس، والفتح، والرحمن، والنبأ، والنازعات، وعبس، وكورت، والانفطار، الهمزة، والكوثر"، و"فتح البيان لحصول النصر والفتح والأمان" وغير ذلك. ¬

_ * سلك الدرر (2/ 240). * معجم المفسرين (1/ 260)، هدية العارفين (1/ 509)، معجم المؤلفين (2/ 67).

1597 - ابن الزين

1597 - ابن الزين * المقرئ: عبد الخالق بن الزين بن محمد الزين بن الصديق بن عبد الباقي المزجاجي الزبيدي. ولد: (1116 هـ) ست عشرة ومائة وألف. من مشايخه: والده، والسيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل وغيرهما. من تلامذته: السيد محمد بن إسحاق، والسيد محمد بن إسماعيل الأمير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: عالم بالقراءات، حنفي يماني. ولد ونشأ في زبيد ... وتقدم في علم الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (1152 هـ) اثنتين وخمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "إتحاف البشر في القراءات الأربعة عشر". 1598 - أبو محمد القرشي * النحوي، اللغوي: عبد الخالق بن أبي التقى صالح بن علي بن زيدان بن أحمد بن مفرج بن النضر بن الفضل القرشي الأموي المِسكي الأصل، المصري المولد والدار، الشافعي، أبو محمد. من مشايخه: سمع من أبي الحسن علي بن نصْر بن محمد بن غُفير الأرتاحي، وأبي طاهر أحمد بن محمد السلفي وغيرهما. من تلامذته: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وابن نقطة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "برع في اللغة ... وسمعت منه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ريدان -بالراء- قيده ابن نقطة، وأخذ عنه، ووثقه" أ. هـ. وفاته: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. 1599 - الصابوني الخفَّاف * المقرئ: عبد الخالق بن أبي الفتح عبد الوهاب بن محمّد بن الحسين ابن الصابوني، أبو محمد البغدادي، الخفاف. ولد: سنة (507 هـ) سبع وخمسمائة. من مشايخه: علي عبد الواحد الدينَوَري وأحمد بن محمد بن البخاري وغيرهما. من تلامذته: ابن علي وغيره. ¬

_ * ملحق البدر الطالع (114)، الأعلام (3/ 291)، معجم المؤلفين (2/ 69). * معجم البلدان (5/ 128)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 410)، تاريخ الإسلام (وفيات 614) ط. بشار، الوافي (18/ 91)، تاج العروس (8/ 130) ط. الكويت، بغية الوعاة (2/ 10) و (2/ 75)، تنبيه: وقد أورد السيوطي ترجمة عبد الخالق في بغية الوعاة (2/ 75) على الصواب، لكنه قدم ترجمة باسم أبيه في (2/ 10) هي نفس ترجمة عبد الخالق ولادة ووفاة وأخبارًا، مما يُعد -جزمًا- أن الترجمة الأولى هي من قبيل الوهم. والصواب هي الترجمة الثانية. فسبحان الله العليم الخبير. * التكملة لوفيات النقلة (1/ 268)، السير (21/ 274)، العبر (4/ 279)، مرآة الزمان (8 / القسم الثاني / 450)، الشذرات (6/ 506)، معجم البلدان (3/ 387)، تقييد ابن نقطة (379).

1600 - المزجاجي

كلام العلماء فيه: * السير: "قال ابن النجار: كان شيخًا صدوقًا لا بأس به، عسرًا في الرواية" أ. هـ. وفاته: سنة (592 هـ) اثنتين وتسعين وخمسمائة. 1600 - المِزْجاجي * المقرئ: عبد الخالق بن علي بن محمّد المِزْجاجي الزبيدي اليمني الهندي الحنفي. من مشايخه: محمّد بن علاء الدين المزجاجي، وعبد القادر بن خليل المدني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "علامة التحقيق، وفهامة التدقيق، ويعوب الأفاضل، ونخبة الأماثل، من طار في الآفاق ذكره، وانتشر في العالم مقامه وقدره". وقال: "كان أثريًا على مذهب السلف يعمل بالحديث" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات والحديث، من أهل زبيد (باليمن) كان أثريًا على مذهب السلف يعمل بالحديث" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الأشعري، النقشبندي، الحنفي مقرئ مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1201 هـ) إحدى ومائتين وألف. من مصنفاته: "نصائح الجنان وروائح الجنان من مواهب المنان على صلاة شيخنا القطب السمان"، و"فتح الباري شرح نظم الداري" وغير ذلك. 1601 - الحديدِي * المقرئ: عبد الدائم بن علي الحديدي ثم القاهري الأزهري، الشافعي، أبو محمد. من مشايخه: تلا بالسبع على الزراتيتي، والشهاب السكندري وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه النور أبو عبد القادر الأزهري وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان فاضلًا خيرًا متواضعًا طارحًا للتكلف سليم الفطرة حاد الخلق سريع الانحراف قانعًا ... ولشدة استقصائه في التجويد لم يثبت كثيرون للأخذ عنه بل لم يكن هو يذعن لكبير أحد ممن ينسب إلى القراءات بمعرفة الفن" أ. هـ. وفاته: سنة (870 هـ) سبعين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب على منظومة شيخه ابن الجزري في التجويد شرحًا، وكذا شرع في شرح الطيبة له فوصل إلى سورة هود، وشرح الهداية إلى علوم الدراية لابن الجزري. 1602 - ابن مرزوق * اللغوي: عبد الدايم بن مرزوق بن جبر ¬

_ * حلية البشر (2/ 826)، الأعلام (3/ 292)، معجم المؤلفين (2/ 70)، فهرس الفهارس (2/ 731)، هدية العارفين (1/ 510)، إيضاح المكنون (1/ 16)، التاج المكلل (499). * الضوء اللامع (4/ 42)، وجيز الكلام (2/ 776)، معجم المؤلفين (2/ 70)، كشف الظنون (2/ 1118). * بغية الملتمس (2/ 519)، الصلة (1/ 372)، وفيه عبد الدائم بن مروان، إنباه الرواة (2/ 158)، بغية الوعاة (2/ 75)، مشاهير التونسيين (208)، ورقات عن الحضارة العربية بأفريقية التونسية (1/ 184).

1603 - القونوي

القيرواني. من مشايخه: أبو العلاء المعري، ومحمّد بن الحسين وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر محمّد بن حكم السرقسطي، وأبو حيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • مشاهير التونسيين: "رحل صغيرًا في طلب العلم إلى المشرق ... ، وكان أول من أدخل دواوين شعر المعري إلى المغرب ... " أ. هـ. وفاته: سنة (473 هـ) ثلاث وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "حلى المعري" معجم في اللغة، و "المكتفي" شرح ديوان المتني. 1603 - القُونَوي * المفسر: عبد الرحمن بن إبراهيم القونوي. القرماني الرومي، الشهير بأزلي زادة. كلام العلماء فيه: • قلت: ذكره صاحب هدية العارفين، قائلًا: "الحنفي الصوفي"أ. هـ. وفاته: سنة (972 هـ) اثنتين وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "بحر العلوم" في تفسير القرآن. 1604 - الصُّهْرِي * المفسر: عبد الرحمن بن إبراهيم الكردي الصهري (¬1). من مشايخه: ملا جلبي الجزري وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "العلامة المحقق" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من علماء الشافعية في وقته، مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (1064 هـ) وقيل (1065 هـ) أربع وقيل خمس وستين وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة يس"، و "حاشية على حاشية عصام الدين إبراهيم بن محمّد ابن عربشاه على تفسير البيضاوي" من أول سورة النبأ إلى آخر القرآن. 1605 - أبو الفضل العِجْلي * النحوي، المقرئ: عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بُندار، العجلي الرازي، أبو الفضل. ولد: سنة (370 هـ)، وقيل: (371 هـ) سبعين، وقيل: إحدى وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أحمد بن فِراس، وعلي بن جعفر السيرواني شيخ الحرم، وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس المستغفري، وأبو بكر ¬

_ * هدية العارفين (1/ 545)، إيضاح المكنون (1/ 165)، معجم المؤلفين (2/ 72)، معجم المفسرين (1/ 261). * معجم المفسرين (1/ 261)، خلاصة الأثر (2/ 345)، إيضاح المكنون (1/ 308)، معجم المؤلفين (2/ 72). (¬1) نسبة إلى صُهْران بضم الصاد وسكون الهاء. * مختصر تاريخ دمشق (14/ 185)، السير (18/ 135)، العبر (3/ 232)، تاريخ الإسلام (وفيات 454) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 417)، الوافي (18/ 101)، غاية النهاية (1/ 361)، النجوم (5/ 71)، بغية الوعاة (2/ 75)، الشذرات (5/ 229)، الأعلام (3/ 294)، معجم المؤلفين (2/ 74)، معجم المفسرين (1/ 261)، كشف الظنون (2/ 1277)، تاريخ دمشق (34/ 116)، التقييد لابن نقطة (334)، تذكرة الحفاظ (3/ 1128).

1606 - ابن القصير

الخطيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال أبو سعد في "الذيل": كان مقرئًا فاضلًا، كثير التصانيف، حسن السيرة زاهدًا متعبدًا، خشن العيش، منفردًا عن الناس، قانعًا، أكثر أوقاته يُقرئ ويسمع. وكان يسافر وحده ويدخل البراري ... وكان من أفراد الدهر علمًا وورعًا". ثم قال: " ... ثقة، ورع، متدين، عارف بالقراءات والرّوايات، عالم بالأدب والنَّحو. وهو أكبر من أن يدُلّ عليه مثلي. وهو أشهر من الشمس، وأضوأ من القمر، ذو فنون من العلم. وكان مهيبًا، منظورًا، فصيحًا، حسن الطريقة، كبير الوزْن". وقال: "وقال الخلَّال: كان أبو الفضل الرّازي في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطّاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك، فقال: إنما منعتهم لأنّ الذي كانوا يأخذونه منّي كان حلالّا. وربما كنت لا أجد مثله حلالًا. ودخل كرْمان في هيتةٍ رثّة، وعليه أخلاق وأسمال، فحُمل إلى الملك، وقالوا: هو جاسوس. فقال الملك: ما الخبر؟ قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السماء؟ فإن كنت تسألني عن خبر السّماء، فـ {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}. وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، فـ {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ}. فتعجّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالًا، فلم يقبله". وقال أيضًا: "وكان إمامًا من الأئمة الثقات في الحديث والرّوايات والسنة والقراءات، وذكره يملأ الفم، ويذرف العين. قدم أصبهان مرارًا، الأولى في أيام ابن مندة، وسمع منه. سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلًا مهيبًا، مديد القامة، وليًّا من أولياء الله، صاحب كرامات" أ. هـ. • السير: "الإمام القُدوة، شيخ الإسلام". وقال: "قرأت على إسحاق الأسدي: أخبرنا ابن خليل، أخبرنا خليل بن بدر، أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الدقّاق قال: ورد علينا الإمام الأوحد أبو الفضل الرازي -لقّاه الله رضوانه، وأسكنه جنانه- وكان إمامًا من الأئمة الثقات في الحديث والرواية والسنة والآيات، ذِكره يملئ الفم، ويذرف العين" أ. هـ. • الوافي: "كان فاضلًا كثير التصيف، عارفًا بالقراءات والأدب والنحو، وله شعر" أ. هـ. وفاته: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "جامع الوقوف" وغيره. 1606 - ابن القَصير * اللغوي: عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن أحمد الأزدي، ويعرف بابن القصير، (¬1) الغرناطي. من مشايخه: أبو الوليد بن رشيد، وأبو محمد عبد الحق بن عطية وغيرهما. ¬

_ * الديباج (1/ 486)، أزهار الرياض (3/ 14)، جذوة الاقتباس (القسم الثاني / 394)، شجرة النور (153)، الأعلام (3/ 294)، مشاهير التونسيين (212) تاريخ الإسلام (وفيات 576) ط. تدمري. (¬1) في جذوة الاقتباس (ابن النصير).

1607 - ابن الدقوقي

من تلامذته: أبو الحسن بن مؤمن، وأبو عبد الله بن خلف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان وجيها في بلده، من بيت تقدم، وكان كثير العناية بالرواية وله حظ وافر من الفقه والأدب، وصنف تصانيف منها شيء من مناقب أهل عصره" أ. هـ. • صلة الصلة -نقلا عن أزهار الرياض-: "من بيت شورى وجلالة .. وكان فقيها مشاورا رفيع القدر جليلا بارع الأدب .. " أ. هـ. • الديباج المذهب: "كان فقيها مشاورا، بارع الأدب، عارفا بالوثيقة نقادا لها صاحب رواية ودراية .. " أ. هـ. • أزهار الرياض: " ... وقد سألت -أي ابن البردعي- عنه شيخنا أبا عبد الله المذكور يعني ابن رشيد فقال لي: لم يعرف به أحد من أهل الصلات. قلت ولا الملاحي أيضًا ... قلت -أي صاحب أزهار الرياض-: ما ذكره ابن رشيد وتلميذه ابن البردعي من أن عبد الرحمن المذكور لم يعرف به أحد من أهل الصلات قصور واضح. وكذا قول ابن البردعي إن الملاحي لم يذكره، فقد ذكره الملاحي وأبو جعفر بن الزبير في "صلة الصلة" (¬1)، وكناه أبا جعفر لا أبا القاسم كما كناه ابن جابر وغيره ممن ذكرنا ... قلت: ولعل الحامل لابن رشيد وتلميذه على هذا القصور، اعتمادهما على الكنية، التي هي أبو زيد وأبو القاسم، كما سبق، وقد عرفت أن صاحب الصلة قد كناه بأبي جعفر فقط، فلعلهما لم يقفا على ماذكرناه من التعريف به أصلا، أو وقفا على أوله، فحين رأيا صاحب الصلة كناه بأبي جعفر، ظنا أنه غيره، ولم يمعنا النظر في الترجمة إلى آخرها. وإلى الله مرجع الأمور. ثم إن الغلط في أمره وقع قبلهما لصاحب الذيل، كما قاله ابن الزبير. والله سبحانه أعلم بالصواب" أ. هـ. وفاته: سنة (570 هـ) وقيل (576 هـ) سبعين وقيل ست وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: اختصر كتاب "الجمل" لابن خاقان الأصبهاني، و "استخراج الدرر وعيون الفوائد والخبر". وله خطب ورسائل ومقامات. 1607 - ابن الدقوقي * المقرئ: عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الأعلى بن الدقوقي، أبو محمد. ولد: سنة (668 هـ) ثمان وستين وستمائة. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "قال الذهبي: شيخ دين وقور متواضع كثير الأسفار" أ. هـ. • الأعلام: "من التجار، ولد بخان بالق من بلاد الخطا. ونشأ بالموصل. وتوفي بناحية ماردين" أ. هـ. وفاته: سنة (735 هـ) خمس وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "الحواشي المفيدة في شرح القصيدة" يعني الشاطبية، في القراءات. ¬

_ (¬1) لم نجده في المطبوع من صلة الصلة لدينا. * غاية النهاية (1/ 363)، الأعلام (3/ 294)، معجم المؤلفين (2/ 75)، الدرر الكامنة (2/ 429).

1608 - عضد الدين الإيجي

1608 - عَضُد الدين الإيجي * المفسر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار بن أحمد، أبو الفضل، عضد الدين الإيجي، الشيرازي. ولد: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة. من مشايخه: زين الدين الهنكي، وفخر الدين الجاربردي وغيرهما. من تلامذته: شمس الدين الكرماني، والتفتازاني، والضياء القرمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان إمامًا في المعقول قائمًا بالأصول والمعاني والعربية مشاركًا في الفنون". وقال: "وقع بينه وبين الأبهري منازعات وماجريات، وكان كثير المال جدًّا، كريم النفس يكثر الأنعام على الطلبة، وجرت له محنة مع صاحب كرمان فحبسه بالقلعة" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا بارعًا مفتنًا فقيهًا مصنفًا وله اليد الطولى في علم المعقول والمنقول ... وكان رحمه الله كريمًا عفيفًا جواد أحسن السيرة مشكور الطريقة" أ. هـ. • طبقات ابن قاضي شهبة ناقلًا عن السبكي: "كان إمامًا في المعقولات عارفًا بالأصلين والمعاني والبيان والنحو مشاركًا في الفقه له في علم الكلام كتاب المواقف وغيرها" أ. هـ. • الشذرات: "قال التفتازاني في الثناء عليه: لم يبق لنا سوى اقتفاء آثاره والكشف عن خبيئات أسراره، بل الاجتناء من بحار ثماره، والاستضاءة بأنواره" أ. هـ. • روضات الجنات: "كان في عالي مرتبة من مراتب التصرف والتحقيق، وقاضي درجة من مدارج التعمق والتدقيق، عديم النظر في أفنانه، وفقيد البديل في أمثاله وأقرانه" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم بالأصول والمعاني والعربية والتفسير والكلام قاض، من فقهاء الشافعية" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة، حيث قال المؤلف في معرض كلامه عن كتاب (المواقف في علم الكلام) للمترجم له: "ومنزلة هذا الكتاب عند الأشاعرة -ممن جاء بعده كبيرة- فهو يمثل الصياغة النهائية لمذهبهم، وهو أيضًا يضارع ما بلغ المغني للقاضي عبد الجبار بالنسبة للمعتزلة، وما بلغه كتاب الشفاء لابن سينا بالنسبة للفلاسفة، وذلك أنه بشرح الجرجاني يعد حصيلة تراث الأشاعرة كما يعد المغني حصيلة تراث المعتزلة على أن النسق الذي اتبعه الإيجي في كتابه لم يجعل الكتاب مقصورًا في موضوعاته على علم الكلام، إذا اختلطت هذه الموضوعات بالفلسفة والمنطق حتى أصبحت هذه سمة علم الكلام لدى متأخري الأشاعرة، وإذا كانت هذه ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 262)، الدرر الكامنة (2/ 429)، البدر الطالع (1/ 326)، بغية الوعاة (2/ 75)، هدية العارفين (1/ 527)، مفتاح السعادة (1/ 211)، إيضاح المكنون (1/ 264)، روضات الجنات (5/ 49)، الأعلام (3/ 295)، معجم المولفين (2/ 76)، الشذرات (8/ 298)، معجم المطبوعات لسركيس (1331) طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 238)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 33)، النجوم (10/ 288)، المنهل الصافي (7/ 158) موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 689).

السمة معروفة لدى الرازي قبله فالواقع أن الإيجي كان تابعًا له في نسقه الكلامي وإن كان قد تخلص مع كثرة التفريعات المعروفة عن الرازي هذا ولقد كان الإيجي أكثر اتساقًا عن الرازي في موقفه الأشعري فلم يُغلّب الفلسفة على علم الكلام تغليب الرازي، ولم يتناقض في آرائه بين مؤلفاته مما جعله أكثر تمثيلًا لعلم الكلام للأشعري من الرازي. وقد كان دعم هذا الكتاب للمذهب الأشعري مع سهولته ودقة تبويبه أن اصبح مقررًا دراسيًا في العصور المتأخرة لدى كثير من المعاهد والجامعات في بعض أنحاء العالم الإسلامي" أ. هـ. • قلت: إن المترجم له هو مؤلف: "العقائد العضدية" المشهورة وصاحب كتاب "المواقف في علم الكلام" وغيرهما من كتب الاعتقاد والفلسفة والكلام وهو الإمام المشهور والقاضي المعروف، فأما مذهبه فهو شافعي، وأما اعتقاده فهو أشعري وأحد أئمتهم في ذلك، ولو رجعنا إلى كتبه لوجدنا ذلك واضحًا جدًّا، فمثل كتاب "المواقف" تجد أنه يتكلم في علم الكلام وكيف يوظف هذا العلم لمعرفة المذاهب -كما قال في مقدمة الكتاب-: "في إثبات الصانع وتوحيده وتنزيهه عن مشابهة الأجسام واتصافه بصفات الجلال والإكرام، وإثبات النبوة التي هي أساس الإسلام وعليه مبنى الشرائع والأحكام .. " الخ. ومنهجه في كتابه أنه يذكر اختلاف الأقوال في الاعتقاد من الأسماء والصفات والنبوة وغيرها ويجعلها على شكل مواقف، ويذكر فيه أقوال أئمة الأشاعرة واختلافهم في ذلك على عدة مقاصد ذكرها، فهو يذكر أقوال الرازي والغزالي وابن فورك وغيرهم من أئمة الأشاعرة، فمثلًا يذكر في المرصد الثاني من الموقف الأول في مطلق العلم عدة مذاهب يورد قول الأئمة ثم يذكر الراجح والمختار حيث يقول: "أنه صفة -أي العلم- توجب لمحلها مميزًا بين المعاني لا يحتمل النقيض، وأورد العلوم العادية فأنها تحتمل النقيض" (¬1) أ. هـ.، هذه إثبات لصفة العلم أحد الصفات السبعة التي أثبتها الأشاعرة دون باقي الصفات لله تعالى. وأيضًا نذكر بعض المواضع التي تثبت أشعريته حيث قال في صفة العلم منها مكتسبة وضرورية بعد توجيهها على عدة مذاهب، ونقض مذاهب ضعيفة في ذلك: "أن الكل ضروري -أي العلم- وبه قال ناس وهو قول الإمام الرازي، وهؤلاء فرقتان، فوقة تسلم توقفه على النظر فيكون النزاع معهم في مجرد التسمية، وفرقة تمنع ذلك، وهؤلاء إن أرادوا أنه لا يتوقف على النظر، وجوبًا، بل عادة أو أن العلم بعده غير واقع به أو بقدرتنا بل بخلق الله تعالى، فهو مذهب أهل الحق من الأشاعرة، وإن أرادوا أنه لا يتوقف عليه أصلًا فهو مكابرة ... " (¬2) أ. هـ. هذه بعض المواضع ومن أراد التفصيل والاستزادة فليراجع كتابه هذا حيث يذكر ويتكلم حول ما ذكرناه آنفًا من المعتقدات التي اعتمد فيها المذهب الأشعري؛ كإثبات الصفات السبعة العلم والقدرة والإرادة والمعرفة لله تعالى ¬

_ (¬1) المواقف (ص 11)، ط. عالم الكتب- بيروت. (¬2) المواقف (ص 12).

1609 - ابن البغدادي

والنبوة وغيرها وهو فيه يوافق أئمة المذهب الأشعري ويحرص على اختيار القول الأقرب للصواب عندهم، بعد إيراد المذاهب التي ذهب إليها أئمة الكلام إن كان من الأشعرية أو المعتزلة أو غيرهما من الفرق ويخلص إلى الإختيار إلى أحد مذاهب الأشاعرة والدفاع عنه. وفاته: سنة (756 هـ)، وقيل: (753 هـ) ست وخمسين، وقيل: ثلاث وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم" ذكره البغدادي وسماه "تحقيق التفسير في تكثير التنوير"، و"العقاند العضدية" وغير ذلك. 1609 - ابن البَغْدادي * النحوي، المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن المبارك، يعرف بابن البغدادي، تقي الدين، أبو محمد الواسطي. ولد: سنة (702 هـ)، وقيل: (703 هـ) اثنتين، وقيل: ثلاث وسبعمائة وقيل: (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. من مشايخه: تلا على التقي الصائغ، وسمع من حسن سبط زيادة، وتاج الدين ابن دقيق العيد وغيرهم. من تلامذته: العراقي، وابن الجزري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل على العبر للعراقي: "وكان في ذلك مزجيّ البضاعة، ... وكان لطيف المزاح، مؤثرًا للراحة، فيه دعابة، وعنده نوادرا" أ. هـ. • غاية النهاية: "انتهت إليه مشيخة الإقراء بالديار المصرية مع الصيانة والخير والانقطاع عن الناس ... " أ. هـ. • النجوم: "تصدر للإقراء بمدرسة الحاج آل ملك (¬1) والجامع الطولوني، وتولى مشيخة الحديث بالخانقاه الشيخونية" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، مصري المولد والدار والوفاة انتهت إليه مشيخة الإقراء في الديار المصرية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ، مفسر، نحوي" أ. هـ. وفاته: سنة (781 هـ)، وقيل: (780 هـ) إحدى وثمانين، وقيل: ثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "اختصار البحر المحيط" لأبي حيان في التفسير، و"شرح الشاطبية"، ونظم "غاية الإحسان" في النحو وغير ذلك. ¬

_ * ذيل العبر للعراقي (2/ 486)، تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 15)، غاية النهاية (1/ 364)، الدرر الكامنة (2/ 431)، إنباء الغمر (1/ 316)، النجوم الزاهرة (11/ 196)، السلوك (3/ 1 / 375)، بدائع الزهور (1/ 2 / 252)، بغية الوعاة (2/ 76)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 267)، الشذرات (8/ 467)، معجم المؤلفين (2/ 77)، الأعلام (3/ 295)، معجم المفسرين (1/ 262). (¬1) قلت: وقد ذكر محقق كتاب "النجوم" في الهامش (10/ 176): "قال المقريزي في "خطط المدرسة المالكية": أنها -أي مدرسة الحاج آل ملك- تسير بخط المشهد الحسيني في القاهرة".

1610 - ابن عياش

1610 - ابن عَيَّاش * النحوي، المقرئ: عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن يوسف بن علي بن عيَّاش الدمشقي الأصل المكي الشافعي، الزين أبو الفرج، وأبو بكر بن الشهاب أبي العباس. ولد: سنة (772 هـ) اثنتين وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، وقرأ على الشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد العسقلاني "القراءات العشرة" فساوى والده في علو السند، وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "وصفه ابن الجزري فيما قرأته بخطه -أي السخاوي- بالشيخ الإمام العلامة شيخ الإقراء وأوحد القراء المشار إليه في وقته من بين أهل العصر بالتجويد والأداء والمنفرد بالحرمين الشريفين بالتصدر ونفع المسلمين" أ. هـ. • نظم العقيان: "أثنى عليه ابن الجزري في كتاب له وعظّمه إلى الغاية مع تقدم وفاته بدهر" أ. هـ. • الأعلام: "مقرئ، مسند، شافعي نحوي. ولد ونشأ بدمشق. برع في القراءات ورحل إلى القاهرة وثم استقر في مكة، ودرّس فيها القراءات بالمسجد الحرام. وصار شيخ الإقراء بلا منازع توفي بها" أ. هـ. وفاته: سنة (853 هـ) ثلاث وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "التهذيب" في القراءات، وله نظم منه "لامية" في القراءات. 1611 - الجَّامِي * المفسر: عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد الجامي، نور الدين. ولد: سنة (817 هـ) سبع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: سعد الدين كاشغري، وخواجة عبيد الله السمرقندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جامع كرامات الأولياء: "أن مولانا سيف الدين أحمد قدم المنزل العلوي ومعه حملة من المدرسين فعمل له ضيافة وعزم على الجامي فأقاموا الذكر بالدفوف والمنشدين على العادة فقال بعض الحاضرين للشيخ يا مولانا كيف استماع الغناء والضرب بالدفوف والرقص ما هو خلاف الشرع فحول الشيخ وجهه إليه وتكلم في أذنه خفية فظهر منه صوت عجيب وحصل له وجد بالسماع وضرب الدف ولما أفاق أعتذر للشيخ" أ. هـ. • الشذرات: "كان رحمه الله تعالى أعجوبة دهره علمًا وعملًا وأدبًا وشعرًا" أ. هـ. ¬

_ * الضوء اللامع (4/ 59)، وجيز الكلام (2/ 634)، التبر المسبوك (280)، نظم العقيان (122)، الشذرات (9/ 404)، الأعلام (3/ 296)، معجم المؤلفين (2/ 77). * الشذرات (9/ 543)، جامع كرامات الأولياء (2/ 61)، البدر الطالع (1/ 327)، روضات الجنات (5/ 69)، معجم المفسرين (1/ 262)، الأعلام (3/ 296)، معجم المؤلفين (2/ 77)، جهود علماء الحنفية (مواضع مختلفة مثبتة عند إيراد الكلام منها).

• روضات الجنات: "وأما في الطريقة والمذهب فالظاهر أنه كان حنفيًا أشعريًا، بل سنّيًا ناصبيًا كما هو الغالب على أهل بلاده التركستان وما وراء النهر، ولذا بالغ في التشنيع عليه القاضي نور الله التستري مع كونه معروفًا بكثرة التزكية والتشنيع". وقال أيضًا: "ولقد أخبرني جدي العلّامة، عصمة الله من أهوال يوم الطامّة، عن والده عن جده يعني به ظاهرًا المولى درويش محمّد بن الحسن النطنزى، الذي هو من جملة مشايخ الإجازات، راويًا عن الشيخ علي بن العالي رحمه الله، أنه قال: كنت مرافقًا مع الفاضل الجامي، في سفر زيارة الغرى، على مشرّفه أفضل الصلوات، وكنت أتقيه ولم أبرز عنده التشيع حتى وصلنا إلى بغداد وذهبنا إلى ساحل الشطّ جلسنا فيه للتنزه، فجاء درويش قلندر، وقرأ قصيدة غرّاء بليغة في مدح مولانا أمير المؤمنين، ولمّا سمعها الفاضل الجامي بكى، ثم سجد وبكى في سجوده. ثم طلب القاري وأعطاه جائزة نامية، ثم قال لِمَ لم تسألني عن سبب البكاء والسجود، واعطاء الجائزة للقارئ، فقلت لظهور الوجه فيه إذ أمير المؤمنين رابع الخلفاء، ويجب تعظيمه، فقال لم يكن رابعهم بل أولهم، وينبغي الآن إرتفاع حجاب التقية بيني وبينك لخلوص المودّة بيننا، ورفع الخوف والإظهار عند المخالف، واعلم أني من خاص الشيعة الإمامية، ولكن التقية واجبة، ولذلك لم أبرز ما في قلبي وسترت مذهبي وهذه القصيدة منى أنشدتها بلا ذكر اسم قائلها في آخرها كما هو عادة الشعراء تقية من الأعداء، وأمرت بنشرها جماعة من الأحباء فصارت بحمد الله مرضية للطباع، مقبولة للأسماع، محفوظة للأذهان بحيث يقرأها القارئ في هذا المكان، وكل ذلك علامة للوصول، إلى درحة القبول، فبكيت وسجدت وأعطيت الجائزة شكرا لتلك النعمة الفاضلة. وأخبرني أيضًا بعض من الأفاضل الثقات نقلًا ممن يثق به إلى أن انتهى إلى جماعة من خدمه وأصحابه وأهل بيته، إن كل من كان في داره من الخدم والعيال والعشيرة، على مذهب الإمامية الاثني عشرية، ونقلوا عنه أنه كان يبالغ في الوصية، بأعمال التقية، سيّما إذا اراد سفرًا، وأنت خبير بأنه بعد ذلك يزول الشك في تسيّعه فرحمه الله وضاعف أجره ورفع درجته وقدره، انتهى" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر من فقهاء الحنفية، نحوي" أ. هـ. • الأعلام: "ولد في جام (من بلاد ما وراء النهر)، مفسر، فاضل، صحب مشايخ الصوفية" أ. هـ. • وقد ذكره الدكتور شمس الدين السّلفي الأفغاني في "جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية"، وقال عنه مترجمًا له بعد ذكر معتقده في زيارة القبور حيث قال (ص 648): " .. نقل عن العارف السامي الجامي: أنه أفرز الزيارة عن الحج، وهو أقرب إلى مذهب المحبين .. ". وقال في (ص 1343) في معنى كلمة "لا إله إلا الله" نقلًا عن العلامة القاري (ت 1014 هـ): "ما ذكره المولوي الجامي: أن معنى (لا إله إلا الله): ليس شيء مما يدعى إلهًا غير الله، فهو غير

1612 - الصناديقي

صحيح، بل كفر صريح، محصله: كل ما يدعي إلهًا فهو إله، أي كل شيء إله، وهذا كقول ابن عربي: من عبد الصنم فقد عبد الصمد! نعوذ بالله من هذا الباطل، وإنما هو من مشرب الوجودية" أ. هـ. قلت: كذا نقل الدكتور شمس الدين الكلام السابق، عن الجامي هذا وما يدعيه من الوجودية والاتحاد، ثم ترجم له في الهامش قائلًا: (نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الحنفي القبوري الصوفي الحلولي الإلحادي الاتحادي النقشبندي (ت 898 هـ) شارح "فصوص" الكفر لابن عربي الملحد الزنديق .. شارح "القصيدة الخمرية" لابن الفارض (ت 632 هـ)، له كتاب "الدرة الفاخرة" برهان على زندقته وإلحاده، له صيت كبير، وإجلال عظيم في البلاد الشرقية، الهندية والأفغانية والتركية) أ. هـ. وفاته: منة (898 هـ) ثمان وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"شرح فصوص الحكم لابن عربي"، و "الدرر الفاخرة" في التصوف والحكمة، وكتاب "سلسلة الذهب" حط فيه على الرافضة وله غير ذلك. 1612 - الصَّنَاديقي * النحوي: عبد الرحمن بن أحمد الصناديقي الشافعي الدمشقي. من مشايخه: الإمام السيد علي الضرير وغيره. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان علامة فهامة ذكيًا أصوليًا فقيهًا نحويًّا .. وجاور بمصر مرتين". وقال: "وكتب بخطه كتبًا كثيرة، وكلها مملؤة بالحواشي وتقريرات مشايخه على طريقة المصريين في كتابه جميع ما يقرأون". ثم قال: "وكان يحب العزلة ولا يخلو من سوداء في طبعه" أ. هـ. وفاته: سنة (1164 هـ) أربع وستين ومائة وألف. من مصنفاته: شرح على البردة على الشمائل، وله رسالة في إعراب (فضلًا، وتارةً)، ونحوهما من بقية العشرة كلمات التي ألف فيها ابن هشام رسالة فاختصرها المترجم. 1613 - الإدْرَيسِي * اللغوي، المفسر: عبد الرحمن بن إدريس بن محمّد بن أحمد المنجري، الإدريسي الحسني التلمساني ثم الفاسي، أبو زيد المالكي. ولد: سنة (1111 هـ) إحدى عشر ومائة وألف. من مشايخه: والده والمناوي وغير ذلك. كلام العلماء فيه: • فهرس الفهارس: "هو إمام القراءات بالمغرب، إمام الحرم الإدريسي وخطيبه الأستاذ .. وله فهرسة في نحو كراستين هي عندي صدرها ¬

_ * سلك الدرر (2/ 281)، الأعلام (3/ 297)، معجم المؤلفين (2/ 75)، هدية العارفين (1/ 553). * معجم المؤلفين (2/ 78)، الأعلام (3/ 298)، معجم المفسرين (1/ 263)، شجرة النور (354)، فهرس الفهارس (2/ 9)، دليل مؤرخ المغرب (289).

1614 - الزجاجي البغدادي

بالكلام على نسبه وختمها بأحواله وتنقلاته في البلاد وطرزها بذكر أسانيده في القراءات وكتبها وأسانيد بعض كتب العلوم المتداولة في زمانه، وسنده في الطريقة الشاذلية) (¬1) أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام العلامة المتفنن شيخ القراء الأستاذ المؤلف المتقن" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ، مشارك في اللغة، وعلوم العربية والأصول والمنطق والفقه، والتفسير والحديث والتصوف" أ. هـ. وفاته: سنة (1179 هـ) تسع وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على فتح المنان"، و"حاشية على المرادي" وغير ذلك. 1614 - الزَّجاجي البغدادي * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، أبو القاسم البغدادي النهاوندي، والزجاجي: نسبة إلى شيخه الزَجَّاج. من مشايخه: قرأ على أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، وأبي جعفر بن رستم الطبري وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن علي الحبّال الحلي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ العربية .. ويقال: إنه أخرج من دمشق لتشيعه، وكان حسن السمت، وكان في الدماشقة بقايا نصب ... وقيل: إنه ما بيَّض مسألة في "الجُمل" إلا وهو على وضوء فلذلك بورك فيه" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: " .. ويقال إنه كان متشيعًا، فكان إذا قام من مجلسه بجامع دمشق غسلوا موضعه لأجل تشيعه .. " أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: " ... ورُوي عن أبي علي الفارسي أنه قال: وقد وقف على كلامه في النحو: لو رآنا لا ستحيا .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال الكتاني: ... وبلغنا أنه صنف "الجمل" بمكة. وكان إذا فرغ الباب طاف به أسبوعًا، ودعا بالمغفرة، وللنحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع به خلق من المشارقة والمغاربة" أ. هـ. قلت: لقد تم مراجعة كتبه وبعض الكتب التي تطرقت عن حياته فلم نجد تفصيلًا دقيقًا عن عقيدته غير الذي ذكر عن تشيعه. وفاته: سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة. وقيل: (339 هـ) وقيل: (337) تسع وثلاثين، وقيل: سبع وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الجُمل" و" الإيضاح في النحو"، و"الزاهر" في اللغة، وغيرها. ¬

_ (¬1) الشاذلية: وهي إحدى الطرق الصوفية الرئيسية، أتباع أبي الحسن الشاذلي، نسبة إلى شاذلة إحدى قرى تونس (ولد سنة 593 هـ - توفي سنة 656 هـ) تلقى الطريقة على ابن مشيش. انظر "موسوعة الفرق والجماعات": (253). * مختصر تاريخ دمشق (14/ 212)، إنباه الرواة (2/ 160)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 154)، الأنساب (3/ 140)، السير (15/ 475)، العبر (2/ 254)، وفيات الأعيان (3/ 136)، البداية (11/ 239)، الوافي (18/ 112)، النجوم (3/ 302)، البلغة (131)، بغية الوعاة (2/ 77)، الشذرات (4/ 219)، الأعلام (3/ 299)، تاريخ الإسلام (وفيات 340) ط. تدمري، تاريخ دمشق (34/ 202)، الكامل (8/ 491)، هدية العارفين (1/ 513)، روضات الجنات (5/ 28)، معجم المؤلفين (2/ 78)، إشارة التعيين (180).

1615 - أبو القاسم الأزدي

1615 - أبو القاسم الأزدي * المقرئ: عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي التونسي، يعرف بابن الحداد، أبو القاسم. ولد: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مشايخه: الشاطبي، وابن برّي وغيرهما. من تلامذته: ابن مرّي وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "علامة أستاذ" أ. هـ. وفاته: سنة (625 هـ)، وقيل: (626 هـ) خمس وعشرين، وقيل: ست وعشرين وستمائة. من مصنفاته: له "شرح الشاطبية" قال ابن الجزري، ويحتمل أن يكون هو أول من شرحها. 1616 - أبو شامة * المفسر، النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عباس (أبو القاسم)، شهاب الدين المقدسي، المعروف بأبي شامة. ولد: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: علم الدين السخاوي، وسمع من أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز وغيرهما. من تلامذته: الشيخ شهاب الدين حسين الكَفْري، والشهاب أحمد اللبان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان مع فرط ذكائه وكثرة علمه متواضعًا مطرحًا للتكلف، ربما ركب الحمار بين المداوير" أ. هـ. • البداية: "بالجملة لم يكن في وقته مثله في نفسه وديانته وعفته وأمانته ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "الشيخ الإمام العلامة الحجة والحافظ ذو الفنون، وقيل له: أبو شامة، لأنه كان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "كان مؤرخًا باحثًا مقرئًا نحويًّا محدثًا وفقهيًا. قال الذهبي: كتب الكثير من العلوم وأتقن الفقه والحديث. وبرع في اللغة العربية وجمع وألف وصنف في فنون العلوم كتبًا كثيرة ومع ذلك عرف بتواضعه وحسن معاشرته" أ. هـ. • قلت: ومن مؤلفاته كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" وهو كتاب قيم عظيم النفع أصله في الرد على بدعة مشهورة وهي صلاة الرغائب لكنه لم يقف عند هذا الحد بل ذكر فوائد كثيرة، ورد على باع متفشية، بالدليل القاطع الساطع، والحجة الباهرة. وقد ساق الآيات والأحاديث والآثار التي تحذر ¬

_ * الوافي (18/ 113)، غاية النهاية (1/ 366)، بغية الوعاة (2/ 78)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 117)، تاريخ الإسلام (وفيات 605 هـ) ط. بشار. * العبر (5/ 280)، معرفة القراء (2/ 673)، الوافي (18/ 113)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 165)، البداية والنهاية (13/ 264)، غاية النهاية (1/ 365)، المنهل الصافي (7/ 164)، فوات الوفيات (2/ 269)، النجوم (7/ 224)، بغية الوعاة (2/ 77)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 268)، الدارس (1/ 23)، الشذرات (7/ 553)، معجم المفسرين (1/ 263)، الأعلام (3/ 299)، معجم المؤلفين (2/ 77)، أعلام الفكر في دمشق (192)، السير (17/ 76) ط. عبد السلام علوش، تذكرة الحفاظ (4/ 1460).

1617 - أبو القاسم المالقي

من الابتداع في الدين ومن شر ذلك الهوى فانتظمها أحسن انتظام. ثم تكلم عن صلاة الرغائب وفندها. ثم تكلم عن صلاة رجب، والصلاة قبل الجمعة التي يعتقدها النَّاس (سنة قبلية) والكلام وقراءة القرآن مع الجنائز، وتقديم الخطبة على صلاة العيد، وبعض ما يفعله الخطباء، وفي أثناء ذلك ذكر معنى البدعة، وذكر قواعد مهمة لتمييز السنة عن البدعة، إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة وهو في كل مسألة يأتي بها يبحثها بحثًا جيدًا، فيذكر متى ظهرت ومن أول من فعلها، وكيف انتشرت؟ ثم يذكر مخالفة ذلك للسنة الثابتة فيأتي بالأدلة فيسوقها أحسن سياق، ويوردها أفضل إيراد وهو كثير النقل عن الطرطوشي من كتابه "البدع والنهي عنها". وقد طبع "الباعث" عدة طبعات، لكن وقع له بعض الشيء مثل جعله بعض البدع من البدع الحسنة مثل الصدقة وإظهار الزينة ... إلخ في يوم مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهو يقسم البدعة إلى قسمين: 1 - مذموم: وهو الذي يخالف الشريعة. 2 - غير مذموم: وهو ما أحدث من الخير الذي لا يخالف الشريعة (¬1) والله أعلم. وفاته: سنة (665 هـ) خمس وستين وستمائة. من مصنفاته: له شرح نفيس للشاطبية، واختصر "تاريخ دمشق" مرتين، وشرح القصائد النبوية للسخاوي، وكتاب "الذيل" و"مقدمة النحو" وغير ذلك. 1617 - أبو القاسم المالقي * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن أيوب بن تمّام، أبو القاسم الأنصاري المالقي. من مشايخه: أبو بكر بن العربي، وأبو الحسن شُريح، وأبو جعفر البطروحي وغيرهم. من تلامذته: ابن شَرِيك وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من جلة النحويين وحُذّاقهم، لغويًّا حافظًا حسن المشاركة في الفقه والحديث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان عالمًا بالعربية واللغة والآداب مبرزًا فيها، مع مشاركة في الفقه والحديث استوطن دانية وأقرأ بها العربية وأسمع الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنثين وثمانين وخمسمائة، وقيل: (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة، وقد أربى على الثمانين. 1618 - وجيه الدين الرُّكْني * النحوي: عبد الرحمن بن أبي بكر الشويهر، وجيه الدين الركني، اليماني الحنفي. من مشايخه: العفيف الناشري، وغيره. ¬

_ (¬1) انظر "الباعث على إنكار البدع والحوادث": (ص 35) وما بعدها من (ط. عادل عبد المنعم أبو العباس). * الوافي (8/ 123)، بغية الوعاة (2/ 79)، تاريخ الإسلام (وفيات 581) ط. تدمري، تكملة الصلة (3/ 33). * الضوء اللامع (4/ 72)، وجيز الكلام (2/ 803)، طبقات صلحاء اليمن (315).

1619 - ابن العيني

كلام العلماء فيه: • الضوء: "النحوي الحنفي الشاعر، كان عالمًا ورعًا أديبًا منجمعًا عن التدريس والإفادة مبارك الإقراء قَلَّ من أخذ عنه إلا وانتفع في مدة قريبة لإخلاصه، وله نظم مشهور يتداوله النّاس لحسنه ... وكان مائلًا في العقيدة لمذهب الحنابلة، قاله العفيف الناشري" أ. هـ. • طبقات صلحاء اليمن: "فقيه حنفي فرضي نحوي، له الباع الأطول في العلوم العقليات، وفيه الزهادة والعبادة، ومنه تجتنى نخب العلم المستفادة" أ. هـ. وفاته: سنة (873 هـ) ثلاث وسبعين وثمانمائة، وقيل: (874 هـ) أربع وسبعين وثمانمائة. 1619 - ابن العَيني * النحوي، المقرئ: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمّد، الزين بن العز الدمشقي، زين الدين المعروف بابن العيني الدمشقي. ولد: سنة (837 هـ) سبع وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: يوسف الرومي، والشهاب بن أسد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "صنف في العربية والعروض بل وفي أصولهم مع نظم وعقل ومداراة ولكنه تسلط بنفسه وبطلبته على فقيه بلده وشيخه العز بن الحمراء ليكون هو المشار إليه وكان نعم الرجل رحمه الله" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "حفظ القرآن وأصول الفقه عند علماء دمشق، وسافر إلى القاهرة وأكمل على مشايخها علم القراءات ... صنف عدة كتب في اللغة العربية والنحو والعروض، وألف كتابًا في تفسير اللغة التركية مع نظمه الشعر في المناسبات. تولى وظيفة قضاء الحنفية بقصد الوجاهة بين النّاس حيث عرف بينهم برجاحة عقله وحسن مداراته أمورهم وأحوالهم" أ. هـ. وفاته: سنة (893 هـ) ثلاث وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك" في النحو، و"شرح المنار في أصول الفقه". 1620 - الجلال السيوطي * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمّد بن سابق الدين بن الفخر عُثْمَان بن ناظر الدين محمّد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب الخُضيري الأسيوطي. ولد: سنة (849 هـ) تسع وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: الشمس محمّد بن موسى الحنفي، والعلم البُلْقيني، والشرف المُنَاوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: ¬

_ * الوجيز (3/ 1056)، الضوء اللامع (4/ 71)، معجم المفسرين (1/ 263)، الأعلام (3/ 300)، أعلام الفكر في دمشق (191)، معجم المؤلفين (2/ 85). * الضوء اللامع (4/ 65)، معجم المفسرين (1/ 264)، الشذرات (10/ 74)، الكواكب السائرة (1/ 226)، البدر الطالع (1/ 328)، معجم المؤلفين (2/ 82)، حسن المحاضرة (1/ 142)، ترجم لنفسه، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 181)، المسائل الاعتزالية (1/ 31)، الأعلام (3/ 301).

• حسن المحاضرة قال عن نفسه: "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع على طريقة العرب والبلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة" أ. هـ. • قال صاحب كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" في معرض كلامه عن تفسير الجلالين: "أما الجلالان، فالسيوطي شهرته تغني عن ذكره، فقد ضرب به المثل في ميدان التأليف نثره ونظمه، واشتهر بتلخيصه لكثير من كتب المتقدمين في كل الفنون، في النحو، والفقه الشافعي، والحديث، والتفسير، ومن أعظم كتبه في التفسير: الدر المنثور، والجامع الكبير، والصغير في الحديث، وألفية المصطلح التي قال: إنه نظمها في خمسة أيام قال في آخرها: نظمتها في خمسة أيام ... بقدرة المهيمن العلام وله كتاب في ذم الكلام وأهله، والمنطق وعلمه، سماه: صون المنطق، لخص فيه كتاب الهروي وزاد عليه. وأما في التفسير المسمى بالجلالين، فهو أشعري كبير، ما ترك صفة إلا أولها، وما قلناه في السيوطي، يقال في صديقه الجلال المحلى في التأويل، فكلاهما مؤول للصفات على مذهب الأشاعرة. 1 - صفه الاستواء: قال عند قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} هو سرير الملك، استواء يليق به (¬1). وقال في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (¬2). 2 - صفة الرحمة: قال في تفسير {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. أي ذي الرحمة، وهي إرادة الخير لأهله (¬3). 3 - صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}. يجازيهم باستهزائهم (¬4). 4 - صفه الوجه: الجلالان يؤولان الصفات التي أثبتها السلف ويعطلانها عن معناها، ومن ذلك صفة الوجه. عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} إلا إياه (¬5). وعند قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} ذاته (¬6). وعند قوله تعالى: {إلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} أي طلب ثواب الله (¬7)، وليس في واحدة من هذه الآيات إثبات لصفة الوجه عند الجلالين فتأمله. 5 - صفة المجيء والإتيان: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}. ¬

_ (¬1) تفسير الجلالين: (1/ 182). (¬2) نفس المصدر: (2/ 26). (¬3) نفس المصدر: (2/ 1). (¬4) نفس المصدر: (6/ 1) (¬5) نفس المصدر: (123). (¬6) نفس المصدر: (282). (¬7) نفس المصدر: (367).

أي أمره كقوله: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} أي عذابه (¬1). وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ أوْ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} أي أمره بمعنى عذابه (¬2). وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي أمره (¬3). 6 - تفسير الكرسي قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}. قيل: أحاط علمه بهما، وقيل: ملكه، وقيل: الكرسي نفسه مشتمل عليهما لعظمته، لحديث (ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس) (¬4) 7 - صفة النفس قال عند قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أن يغضب عليكم (¬5). قال عند قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}. أي ما يخفيه من معلوماتك (¬6). 8 - صفة المحبة: قال عند قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}. لا يحبهم بمعنى أنه يعاقبهم. وقال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ} بمعنى يثيبكم (¬7). 9 - صفة الفوقية قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} وهو القاهر، القادر الذي لا يعجزه شيء مستعليًا فوق عباده (¬8). وقال عند قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} يخافون أي الملائكة حال من ضمير يستكبرون. ربهم من فوقهم، حال منهم أي عاليًا عليهم بالقهر (¬9). 10 - صفة اليد: ذهب الجلالان في تفسيرهما إلى تأويل صفة اليد وتعطيلها عن معناها، جاء في تفسير قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} يد الله مغلولة، مقبوضة عن إدرار الرزق علينا، كنوا به عن البخل -تعالى الله عن ذلك- {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} مبالغ في الوصف بالجود، وثني اليد لإفادة الكثرة، إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه (¬10). وجاء عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم، فإن كل مخلوق تولى الله خلقه (¬11). وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ ¬

_ (¬1) تفسير الجلالين: (42/ 1). (¬2) نفس المصدر: (174/ 1). (¬3) نفس المصدر: (363/ 2). (¬4) نفس المصدر: (54/ 1). (¬5) نفس المصدر: (68/ 1). (¬6) نفس المصدر: (1/ 149). (¬7) تفسير الجلالين: (67/ 1). (¬8) نفس المصدر: (152/ 1). (¬9) نفس المصدر: (305/ 1). (¬10) تفسير الجلالين: (136/ 1). (¬11) نفس المصدر: (194/ 2).

1621 - الخزرجي القرطبي

قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. {قَبْضَتُهُ} أي مقبوضته له أي في ملكه وتصرفه بيمينه بقدرته (¬1). إثبات الرؤية قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. أي لا تراه، وهذا مخصوص برؤية المؤمنين له في الآخرة، لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. وحديث الشيخين: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر) وقيل: لا تحيط به {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أي يراها ولا تراه، ولا يجوز في غيره أن يدرك البصر، وهو لا يدركه ولا يحيط به علمًا (¬2). وفاته: سنة (911 هـ) إحدى عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "الدر المنثور" في التفسير، و"الإتقان في علوم القرآن"، و"بغية الوعاة" وغيرها كثير. 1621 - الخَزْرجِي القُرطبي * المقرئ: عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي الأندلسي القرطبي، أبو القاسم. من مشايخه: عبد الله بن الحسن بن حسنون السامريّ، وأبو الطيب بن غلبون وغيرهما. من تلامذته: خلف بن إبراهيم خطيب قرطبة، وأحمد بن عبد الرحمن الخزرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "أستاذ مقرئ عارف مجود" أ. هـ. • الصلة: "قال أبو عمر بن مهدي: كان أبو القاسم من أهل العلم في القراءات، حافظًا للخلف بين القراء، بصيرًا بالعربية مع الحج والخير والأحوال المستحسنة" أ. هـ. • معرفة القراء: "مسند أهل الأندلس في زمانه" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ كامل صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (446 هـ) ست وأربعين وأربعمائة بقرطبة. من مصنفاته: كتاب "القاصد" وغيره. 1622 - ابن رُسْتُم * المفسر: عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن سام بن كسرى من أصل فارسي. من مشايخه: أبو عبيدة وغيره. كلام العلماء فيه: ¬

_ (¬1) نفس المصدر: (202/ 2). (¬2) تفسير الجلالين: (165/ 1). * الصلة (1/ 319)، بغية الملتمس (2/ 471)، تاريخ الإسلام (وفيات 446) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1124)، معرفة القراء (1/ 410)، غاية النهاية (1/ 367)، الأعلام (3/ 304)، معجم المؤلفين (2/ 87). * معجم البلدان (1/ 815)، البيان المغرب (1/ 196)، تاريخ الجزائر العام (2/ 165)، الأزهار الرياضية (2/ 37 و 132)، معجم المفسرين (1/ 265)، الأعلام (3/ 306)، معجم أعلام الجزائر (85).

• معجم أعلام الجزائر: "مؤسس أول دولة إسلامية جزائرية مستقلة وأول من ملك من الرستميين فيها ... كان من فقهاء الإباضية في إفريقيا، معروفًا بالزهد والتواضع وكان على جانب عظيم من العلم والعمل والعدل" أ. هـ. • الأزهار الرياضية: "لما ولي عبد الرحمن بن رستم ما ولي من أمور الناس، شمر مئزره وأحسن سيرته، وجلس في مسجده للأرملة والضعيف، لا يخاف في الله لومة لائم، وطار صيته في أطراف الأرض شرقًا وغربًا، حتى اتصل ذلك بإخوانهم أهل البصرة وغيرها من بلاد الشرق، فتباشروا وقالوا: قد ظهر بالمغرب إمام ملأه عدلًا، وسوف يملك الشرق ويملؤه عدلًا أيضًا فانشطوا لإمداده وجدوا لإعانته ورب يوم يأتي يشملكم فيه عدله، ويعمكم حكمه، إن قدر الله بذلك وأراد بكم خيرًا". • قلت: هذا ملخص عن الدولة الرستمية (160 - 296) ونشأتها ونظامها الحكومي منقول عن كتاب "تاريخ الجزائر العام" (2/ 165): "نشأتها: خرج أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري إمام الإباضية من القيروان سنة (141 هـ -758 م) لقمع شوكة قبيلة وفرجومة المقيمة بطرابلس، واستخلف عنه القاضي عبد الرحمن بن رستم، وبقي أبو الخطاب هنالك إلى سنة (144 هـ - 761 م) حيث بعث لابن رستم ليلتحق به في وقائع الأمير محمّد بن الأشعث، وما كاد ابن رستم يتصل في جنوده وعساكره الجرارة بأبي الخطاب حتى بلغه نعيه وانهزام جيشه، وشاهد يومئذ ابن رستم في قابس حوادث ثورات الأهالي على العامل بها، فما وسعه إلا الرجوع إلى القيروان فصادفها كذلك في ثورة عامة عارمة فتسلل منها في أهله وولده وخرج مختفيًا عن الأعين إلى أن حل بالمغرب الأوسط فنزل على قبيلة (لماية) بجبل منيع يسمى سوفجج. فاستقبله أهالي الجبل بما يليق به من الإكرام، وشاع يومئذ ذكره في الآفاق فوفدت عليه وجوه الإباضية من العلماء الأعيان وأخذوا حينئذ في تدبير أمرهم وتنظيم شؤونهم من رفع شأن الخوارج بإنشاء دولة لهم. وبينما القوم يخوضون في ذلك إذ فاجأتهم جنود ابن الأشعث فأحاطت بالجبل ثم ارتدوا عنه بأمر أميرهم، ويومئذ خرج ابن رستم في أصحابه يطلبون مكانًا منيعًا يتخذونه كمركز لبث دعوتهم ونشر مبادئهم بتلك النواحي. فكان ذلك المكان بعمالة وهران على غيضة بين ثلاثة أنهر عند سفح جبل جزول، هو (تيهرت) المعروفة اليوم بتاقدمت غرب المدينة الرومانية (تيارات) الحالية أي على نحو خمسة أميال منها، وكان شروعهم في ذلك سنة (148 هـ -765 م)، ثم كانت بيعة عبد الرحمن بن رستم بالإمامة فيه سنة (160 هـ -776 م)، فكان بذلك عبد الرحمن أول مؤسس لدولة إسلامية جزائرية مستقلة، وحالف التوفيق عبد الرحمن بن رستم في ذلك حيث إنه قد سبق وأخبر إقليم تاهرت منذ أن التجأ إليه عقب خروجه لأول مرة من القيروان سنة (144 هـ - 761 م) أمام زحف قوات القائد العباسي محمّد بن الأشعث على إباضية طرابلس

1623 - ابن أسلم

وإفريقية، فصارت لهذا الإمام الإباضي دراية بإقليم تاهرت وأحوال أهله ووجد فيه الصلاحية لتحقيق هدفه في السيادة والسلطان، ويبدو من عدم مقاومة الأمير العباسي بالقيروان لهذه الدولة الجزائرية الناشئة أن الإمارة العربية كانت ضعيفة بالمغرب العربي يومئذ، كما أن إهمال الأغالبة لها هو كذلك من بواعث نشاط هذه الدولة في توطيد ملكها بهذه الديار. ولقد نجحت هذه الدولة في تأسيس مركزها هذا فوفقت فيه غاية التوفيق فإن قرب تيهرت من الصحراء يمنعها من الوقوع في يد العدو في أيام الحرب، كما أن موقعها هذا بين جبال الأطلس إلى بلاد التل الخصيبة جعلها تهيمن على بلاد المغرب من جهاتها الأربع، فلا هي متطرفة جنوبًا ولا شمالًا، ثم إنها كانت حسب موقعها الجغرافي أيضًا متوسطة بين ولاية تونس والمغرب الأقصى. نظامها الحكومي: يرتكز محور نظام الحكم بهذه الدولة على أساس الكتاب والسنة حسب ما تؤديه قواعد اجتهاد أئمة المذهب الإباضي تحت إدارة وإشراف رئيسها الأعلى الملقب بالإمام -إذ لا خلافة وراثية عندهم- رغم أننا نرى حكام هذه الدولة كلهم من أحفاد المؤسس وأسباطه، والإمام يتعين في منصبه هذا بالانتخاب والكفاءة أو العهد إليه من سلفه، وله مستشارون ومحتسبون وأمناء بيت المال، وللقاضي السلطة المطلقة في تنفيذ الأحكام الشرعية وهو في الغالب يكون من غير أهل البلد ليهابه الناس، وهناك شرطة لحماية الأمن العام وجند مختلط من العرب والعجم والبربر. وماليتها متكونة مما يتجمع في خزينتها من مال الزكاة والجزية والخراج مع ما كان يتجمع لديها من تبرعات خوارج المشرق أيضًا. فكانت الحكومة تنفق منها بالعدل وما فضل عنها ردته على الفقراء والمساكين، وللحكومة سكة مضروبة باسمها أما لغتها الرسمية فهي العربية وبحانبها البربرية وكثيرًا ما ترجمت إليها كتب العلم والدين والدواوين أيضًا وحتى القرآن الكريم، ولقد تعاقب على ملك هذه الدولة ثمانية من الأئمة" أ. هـ. وفاته: سنة (171 هـ) إحدى وسبعين ومائة. من مصنفاته: له "تفسير القرآن". 1623 - ابن أسلم * المفسر: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، أخو أسامة وعبد الله، العُمَري المدني. من مشايخه: أبوه، وابن المنكدر وغيرهما. من تلامذته: قتيبة، وهشام بن عمار وغيرهما. كلام العلماء فيه: ¬

_ * تقريب التهذيب (282)، تهذيب الكمال (17/ 114)، السير (8/ 349)، العبر (1/ 282)، تاريخ الإسلام (وفيات 182) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (4/ 282)، تهذيب التهذيب (6/ 162)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 271)، الشذرات (2/ 365)، معجم المفسرين (1/ 265)، معجم المؤلفين (2/ 89)، تاريخ التراث العربي (1/ 88).

1624 - ابن الوراق

• ميزان الاعتدال: "قال أبو يعلى الموصلي: سمعث يحيى بن معين يقول: بنو زيد ابن أسلم ليسو بشيء، وقال النسائي ضعيف وقال البخاري: عبد الرحمن ضعَّفه عليٌّ جدًّا" أ. هـ. • السير: "كان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير جمع تفسيرًا في مجلد ... وفيه لين" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ضعيف" أ. هـ. • معجم المفسرين: "ضعيف، كثير الحديث. أخرج له الترمذي وابن ماجه" أ. هـ. • تاريخ التراث العربي: "قال فؤاد سزكين: يحتوي جزء كبير منه على شروح لغوية ويبدو أنه كان أحد المراجع الهامة لتفسير الطبري، فقد استخدمه في حوالي (1800 موضع) بالرواية الآتية: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. كما استخدمه الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) " أ. هـ. وفاته: سنة (182 هـ) اثنتين وثمانين ومائة. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ"، و "تفسير القرآن". 1624 - ابن الورّاق * المقرئ: عبد الرحمن بن سعيد بن هارون الفهمي السَّرقُسْطي، أبو المطرف، ويعرف بابن الورّاق. ولد: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله المغامي، وأبو داود المقرئ وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أبو محمّد عبد الله بن سعدون الوَشقي، وأبو مروان بن الصَّيقل وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "أقرأ النّاس بالمسجد الجامع بقرطبة، وكان ثقة فيما رواه وعُني بها" أ. هـ. • معرفة القراء: "أحد الحذاق بالقراءات" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "ثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق محقق ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (522 هـ) اثنتين وعشرين وخسمائة. 1625 - مفيد الدين الضرير * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن سليمان بن عبد العزيز بن المجلخ الحربي الضرير، مفيد الدين أبو محمد. من مشايخه: سمع من الشيخ مجد الدين بن تيمية وروى كتاب الخرقي عن فضل الله بن عبد الرزاق الجيلي، وغيرهم. من تلامذته: سمع منه الدقوقي وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل طبقات الحنابلة: "كان من أكابر الشيوخ وأعيانهم، عالمًا بالفقه والحديث والعربية" أ. هـ. ¬

_ * الصلة (1/ 334)، تاريخ الإسلام (وفيات 522) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 478)، غاية النهاية (1/ 369). * ذيل طبقات الحنابلة (2/ 344)، المقصد الأرشد (2/ 89)، الدرر (2/ 346)، (وفيه الملجج)، بغية الوعاة (2/ 80)، الشذرات (7/ 798).

1626 - أبو شعر

• الدرر: "تفقه ومهر في الفقه والعربية والحديث وتقدم حتى صار عين الحنابلة في زمانه ببغداد .. " أ. هـ. وفاته: (700 هـ) سبعمائة، وقيل بعدها، وقيل: (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. 1626 - أبو شعَر * المفسر عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الزين، أبو الفرج، الدمشقي الصالحي الحنبلي، ويعرف بأبي شعر. ولد: (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: ابن الموصلي، والزين ابن رجب وغيرهما. من تلامذته: المحيوي عبد القادر المالكي، والعلاء المرداوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان معظمًا للسنة وأهلها، بارعًا في التفسير، وعرف عنه المثابرة على التلاوة والتهجد والعبادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحبة الزائدة للعلم والرغبة في مطالعته واقتناء كتبه" أ. هـ. • الشذرات: "وكانت هيئته تذكر بالسلف الصالح ... وكان متبحرًا بكلام الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى أن وقع له كائنة مع بعض النّاس فلزم بيته بصالحية دمشق .. " أ. هـ. • القلائد: "قال ابن مفلح في طبقات الحنابلة: الشيخ الإمام الحافظ القدوة .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "قال البقاعي: له في التفسير عمل كثير ويد طولى، وذكره المقريزي في عقوده وقال: برع في التفسير وكثر استحضاره له .. " أ. هـ. وفاته: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. 1627 - الدَّدْو * النحوي، المقرئ: عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد الغساني الغرناطي، أبو القاسم، ويلقب بالدَّدْو. ولد: سنة (534 هـ) أربع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن عروس وغيره. من تلامذته: أبو سليمان السعدي، وأبو عبد الله الطراز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال الأبار: تصدر ببلده للإقراء وتعليم العربية، وولي الخطابة ومدَّ وطال عمره" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان مقرئًا نحويًّا أديبًا فقيهًا عفيفً، منقبضًا، عارفًا بوجوه القراءات، وبإقراء العربية، تصدر لإقرائهما ببلده وولي بهما الصلاة والخطبة وكان يوثق" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ)، وقيل: (618 هـ) تسع عشرة، وقيل: ثمان عشرة وستمائة. ¬

_ * الضوء (4/ 82)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 271)، القلائد الجوهرية (2/ 438)، الشذرات (9/ 367)، السحب الوابلة (2/ 489)، معجم المفسرين (1/ 266). * غاية النهاية (1/ 371)، بغية الوعاة (2/ 82)، تاريخ الإسلام (وفيات 618)، وكرره في (وفيات 619) ط. بشار.

1628 - الفويرة

1628 - الفُوَيْرة * المقرئ: عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمّد بن وَرِّيدة، أبو الفرج البغدادي، الحنبلي البزاز، الملقب بفويرة (¬1). ولد: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: الفخر محمّد بن أبي الفرج الموصلي، وأبو أحمد بن سكينة صاحب الشهرزوري وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "انفرد عن أقرانه وكنت أتحسر على الرحلة إليه. وما أتجسر خوفًا من الوالد فإنه كان يمنعني" أ. هـ. • نص مستدرك من كتاب العبر: "مسند العراق ... شيخ المستنصرية. وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات والحديث" أ. هـ. • الوافي: "شيخ دار الحديث المستنصرية .. انتهى إليه علو الإسناد في عصره ... ذكره الفرضي فقال: شيخ جليل ثقة مسند مكثر" أ. هـ. وفاته: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. 1629 - السُّهيلي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن الحسين بن سعدون، أبو زيد، ويقال: أبو القاسم، ابن الخطيب أبي عمر بن أبي الحسن الخثعمي السُّهيلي (¬2) الأندلسي المالقي الحافظ. ولد: سنة (508 هـ)، وقيل: (509 هـ) ثمان، وقيل: تسعٍ وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن عبد الله بن العربي، وأبو مروان عبد الملك بن سعيد بن بونة القرشي العبدري وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه عمر بن عبد المجيد الزيدي، وعبد الله بن عبد العظيم الزهري وغيرهما. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 372)، النجوم (8/ 114)، الشذرات (7/ 765)، الوافي (18/ 159)، معرفة القراء (2/ 695)، نص مستدرك من كتاب العبر (31). (¬1) من الفروهية تصغير فاره لحسن فهمه. انظر غاية النهاية. * بغية الملتمس (2/ 477)، إنباه الرواة (2/ 162)، وفيات الأعيان (3/ 143)، العبر (4/ 244)، الوافي (18/ 170)، البداية والنهاية (12/ 339)، غاية النهاية (1/ 371)، البلغة (131)، الديباج المذهب (1/ 480)، بغية الوعاة (2/ 81)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 272)، نفح الطيب (3/ 400)، الشذرات (6/ 445)، روضات الجنات (5/ 44)، معجم المفسرين (1/ 267)، الأعلام (3/ 313)، معجم المؤلفين (2/ 94)، مقدمة كتاب "الروض الأنف"، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، رسالة ماجستير بعنوان "السهيلي ومنهجه في النحو واللغة" نضال محمّد هاشم -جامعة البصرة- (1404 هـ - 1984 م)، "نتائج الفكر في النحو" للسهيلي- تحقيق الدكتور محمّد إبراهيم البنار دار الاعتصام، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 244). (¬2) وسهيل قرية من عمل مالقة لا يرى سهيل في جميع الأندلس إلا من جبلها" أ. هـ. (غاية النهاية).

وكلام العلماء فيه: • الوافي: "كان عالما بالعربية واللغة والقراءات، بارعا في ذلك تصدر للإقراء والتدريس والحديث، جمع بين الرواية والدراية" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كانت له قوة قريحة وجودة الذهن وحسن التصنيف" أ. هـ. • الديباج المذهب: "وعقيدته عقيدة السلف الصالح" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم بالعربية واللغة والسير والتفسير والقراءات" أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة كتاب "الروض الأنف" قال المحقق: "وقد كان الرجل أشعري العقيدة -والأشعرية دين الدولة في أيامه- فأشرت في تعليقاتي إلى ما يجانب الحق القرآني مما ذهب إليه، وذكرت ما آمن به سلفنا الصالح، وما قالوه عن صفات الله سبحانه" أ. هـ. ومن كتاب "السهيلي ومنهجه في النحو واللغة" نذكر ما نصه: "ذكر محقق كتاب الروض الأنف أن السهيلي كان من الأشاعرة، ومع أني وجدت ما يدعو إلى هذا الرأي ويسنده في الكثير من آراء السهيلي ومناقشاته في الأمور الفقهية والعقائدية نحو قوله في قضية الاسم والمسمى: (وكيف غاب ما قلتموه عن بعض الملة القدماء كالباقلائي ومن تبعه من الأشعرية وهم أرباب التحقيق والمؤيدون بالتسديد والتوفيق) (¬1). ثم إنه كان كثير النقاش للمعتزلة، وكثير النقض لآرائهم فقد ذهب في مسألة الاسم والمسمى إلى أن الاسم غير المسمى، وأن القرآن قديم لا محالة، وتعسا لمن يخالف فيه من فرق الضلالة (¬2). وحين ينتهي من إدلاء رأيه في المسألة يقول: (وأصلنا المتقدم مواقف للغة، مواقف مذهب أهل السنة مخالف لمذهب أهل المعتزلة، لأنهم لا يقولون بقدم الكلام فالاسم المخلوق وهذا باطل وبدعة) (¬3). على أن السهيلي لم يكن يسلم بجميع ما يقوله الأشعرية دون أن يناقش آراءهم ويعرضها للجدل والحوار ثم إنك قد تجده مخالفا لهم في بعض الأحيان من ذلك مخالفته لهم فيما ذهبوا إليه إلى أن نعوت الأعراض بالصفات النفسية مثل سواد شديد، بياض ناصع ترجع إلى كثرة الأجزاء المتصفة بها فهي ليست كصفات الألوان ولا الأعراض ولا معنوية ولا نفسية، يخالف السهيلي هذا الرأي وينتصر للرأي القائل بأنها صفات نفسية عبر عنها بالكيفيات إلى هذا القول اذهب، فما تميز سواد من سواد، ولا بياض من بياض حتى صارت أنواعا مختلفة إلا بصفات ذاتية وأحوال نفسية وهي الكيفيات" أ. هـ. قلت: إن نقاش السهيلي لآراء الأشعرية هو من باب تبيينها وعرضها بشكل واضح، على أنه قد يذهب إلى خلاف ما قاله أبو الحسن الأشعري -وهذا كما نعلم- مسألة عادية إذ أن متأخري الأشاعرة قد ذهبوا إلى خلاف ما ذهب إليه إمام مذهبهم -الذي رجع عن هذه العقيدة- وانظر مثلًا ما ذكره في إثبات صفة اليد التي سنذكرها لاحقا. ¬

_ (¬1) نتائج الفكر في النحر (ص 41). (¬2) نفس المصدر (ص 42). (¬3) نفس المصدر (ص 43).

أما قوله -أي صاحب رسالة الماجستير- إنه يخالفهم في بعض الأحيان فليس فيه دليل على أنه لم يكن أشعريًا، وخصوصًا إذا علمنا أن الأشعرية قد مرّت بعدة أطوار، فكان كل من يأتي من أعلامهم يضيف إليها أشياء، ويقرُّ أخرى. وانظر لذلك كتاب "ابن تيمية وموقفه من الأشاعرة" ففيه تفصيل واف لهذا الأمر. ومما يؤيد ذهابه مذهب الأشعرية في تأويل صفات الله سبحانه وتعالى ما ذكره في كتابه "نتائج الفكر في النحو"، وإليك بعض هذه المواضع: أول صفة الرحمة بمعنى الجود والفضل: فقال (159): "ورحمة العباد: رقة في القلب إذا وجدها الراحم من نفسه انعطف على المرحوم وأثنى عليه، ورحمة الله للعباد: جود منه وفضل، فإذا صلى عليه فقد أفضل عليه وأنعم. وكل هذه الأفعال -كانت من الله عزَّ وجلَّ، أو من العبد- فهي متعدية بعلى ومخصوصة بالخير لا تخرج عنه إلى غيره، فقد رجعت كلها إلى معنى واحد، إلا أنها في معنى الدعاء والرحمة صلاة معقولة، أي: انحناء معقول غير محسوس، ثمرته من العبد الدعاء، لأنه لا يقدر على أكثر منه، وثمرته من الله -تعالى- الإحسان والإنعام، فلم تختلف الصلاة في معناها؛ إنما اختلفت ثمرتها الصادرة عنها". وفي الصفحة (293) أثبت صفة اليد لله سبحانه وتعالى تبعًا لقول أبي الحسن الأشعري ولكنه بعد ذلك يذهب إلى أنها قد تعني القدرة ضمن معنى خاص من معاني اليد، وكلا القولين هما للأشعرية، قال: "وأما اليد فهي عندي في أصل الوضع كالمصدر، عبارة عن صفة لموصوف، ألا ترى قول الشاعر: يدينُ على ابن حسحاس بن عمرو ... بأسفل ذي الجذاة يد الكريم فيديتُ: فعل مأخوذ من مصدر لا محالة، والمصدر صفة لموصوف، ولذلك مدح سبحانه بالأيدي مقرونة مع الأبصار في قوله تعالى: {الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} ولم يمدحهم بالجوارح، لأن المدح لا يتعلق إلا بالصفات لا بالجواهر. وإذا ثبت هذا فصح قول أبي الحسن الأشعري: إن "اليد" من قوله: "وخلق آدم بيده"، ومن قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} صفة ورد بها الشرع، ولم يقل إنها في معنى القدرة كما قال المتأخرون من أصحابه، ولا في معنى [النعمة]، ولا قطع بشيء من التأويلات تحرزًا منه لمخالفة السلف، وقطع بأنها صفة تحرزًا منه عن مذاهب أهل، التشبيه والتجسيم. فإن قيل: وكيف خوطبوا بما لا يفهمون ولا يستعملون؛ إذ اليد بمعنى الصفة لا يفهم معناه؟ قلنا: ليس الأمر كذلك، بل كان معناها مفهومًا عند القوم الذين نزل القرآن بلغتهم، ولذلك لم يستفت أحدٌ من المؤمنين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن معناها، ولا خاف على نفسه توهم التشبيه، ولا احتاج مع فهمه إلى شرح وتنبيه. وكذلك الكفار لو كانت اليد عندهم لا تعقل إلا في الجارحة لتعلقوا بها في دعوى التناقض، واحتجوا بها على الرسول، ولقالوا: زعمت أنه ليس كمثله

1630 - الخزازي

شيء ثم تخبر أن له يدًا كأيدينا، وعينًا كأعيننا؟ ! ولما لم ينقل ذلك عن مؤمن ولا كافر [علم أن الأمر] كان فيها عندهم جليًا لا خفيًّا، وأنها صفة سميت الجارحة بها مجازًا، ثم استمر المجاز فيها حتى نسيت الحقيقة. ورب مجاز كثر واستعمل حتى نسي أصله وتركت حقيقته! والذي يلوح في معنى هذه الصفة أنها قريب من معنى القدرة، إلا أنها أخص منها معنى، والقدرة أعم، كالمحبة مع الإرادة والمشيئة، فكل شيء أحبه الله فقد أراده، وليس كل شيء أراده أحبه، وكذلك [كل] شيء حادث فهو واقع بالقدرة [وليس كل واقع بالقدرة] واقعًا باليد، [فاليد] أخص معنى من القدرة، ولذلك كان [فيها] تشريف لآدم - عليه السلام -" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "وإذا كان أهل الفلسفة حصروا منهجهم العلمي بالمنطق والقياس فإن هناك طائفة قابلتهم في هذا الباب فراوا أن مصدر المعرفة ليست في شيء من ذلك، وجعلوا مصدرها ما عندهم من خيالات صوفية، وفيوضات قد تكون فيوضات شيطانية وغفل هؤلاء وهؤلاء عن الطريقة الشرعية، ولذلك كان بعض العلماء (¬1) يتعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي"أ. هـ. وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة، وقيل: (583 هـ) ثلاث وثمانين وخمسمائة، وعاش اثنتين وسبعين سنة. من مصنفاته: "الروض الأنف" في شرح السيرة، وله "التعريف والإعلام بما في القرآن من الأسماء والأعلام"، و"شرح آية الوصية"، ومسألة "رؤية الله تعالى ورؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام" وغير ذلك. 1630 - الخَزَّازي * المفسر: عبد الرحمن بن عبد الله بن داود بن إبراهيم بن أحمد بن سليمان بن محمّد بن عبد الله بن عليّ بن سليمان بن محمّد بن عبد الله الشَّعْبيّ الخولاني الخرازي. من تلامذته: الإمام القاسم، والعلامة عبد الهادي الحسوسة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "ذكره ابن أبي الرجال في تاريخه وقال في حقه: العلامة المحدث المجتهد العابد السائح المتأله شيخ الشيوخ وإمام الرسوخ صاحب العبادة والزهادة والسياحة والأمر بالمعروف وكان لا يلحق في علم الكلام إمامًا في العربية مفسرًا للقرآن. صنف تفسيرًا وكتبه في مصحف جمع فيه صناعات المصاحف وصيره إمامًا يقتدى به واستقصى على ما في المصحف العثماني وجمع فيه ما لا يوجد بغيره واصطنع الكاغد بيده ليكون طاهر بالأجماع والحبر وخدمه خدمة فائقة" أ. هـ. وفاته: سنة (1003 هـ) ثلاث وألف. ¬

_ (¬1) من هؤلاء العلماء صاحب الترجمة أبو القاسم السهيلي وغيره. * خلاصة الأثر (2/ 360)، معجم المفسرين (1/ 267)، معجم المؤلفين (2/ 96).

1631 - المغنيساوي

من مصنفاته: له تصنيف يعرف بـ "تفسير الخولاني" وله رسالة في "نظر الأجنبية". 1631 - المغْنِيسَاوي * اللغوي، المفسر: عبد الرحمن بن عبد الله القدوسي المغنيساوي، الرومي، الخلوتي (¬1). كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، لغوي، تركي الأصل من أهل مغنيسيا" أ. هـ. وفاته: سنة (1080 هـ) ثمانين وألف. من مصنفاته: "حاشية" على تفسير البيضاوي، و"تحفة الملوك في شرح منظومة الشاهدي" في اللغة، وغير ذلك. 1632 - مَوْج زاده * المفسر عبد الرحمن بن عبد الله البرسوي، المعروف بموج زاده. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الحنفية، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1161 هـ) إحدى وستين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل" للبيضاوي، وحاشية على مير أبي الفتح وغير ذلك. 1633 - الجِشْتِيمي * المفسر عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد، أبو زيد الجشتيمي (¬2). ولد: سنة (1185 هـ) خمس وثمانين ومائة وألف. من مشايخه: أحمد الجرفي الأيبوركي، وعبد الله بن محمّد الكرسيفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعسول: "كان الأستاذ عبد الرحمن علمًا من أعلام قطره، وكوكبًا من كواكب عصره ... وأن تكون لبدره هالة علمية تنير بسيره وتقف عند أمره ونهيه، وأن يتكون له مبدأ خاص في العلم والتصوف". وقال: "إن الغالب على الجشتيمي هو الورع والتقشف ومحاسبة النفس والفرار من التظاهر بالصلاح والتثبت بالناصرية القديمة التي يحتمل صدورها ما يصدر عن الحديثة من المقالات ... ". ثم قال: "وقد اشتهر أيضًا هو في نفسه -أي المترجم له- بالإمعان في تطلب الإخلاص في العمل ... ثم إنه مستفرغ الوسع في العلوم، محب أن يضرب في كل الفنون الممكنة بسهم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مؤرخ نحوي، عارف بالتفسير، من فقهاء المالكية" أ. هـ. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 549)، إيضاح المكنون (1/ 142)، معجم المفسرين (1/ 267)، معجم المؤلفين (2/ 97). (¬1) الخلوتي: هي نسبة إلى الطريقة الصوفية الخلوتية. وقد عرفت بها سابقًا. * هدية العارفين (1/ 553)، معجم المفسرين (1/ 268)، معجم المؤلفين (2/ 95). * المعسول (6/ 21)، دليل مؤرخ المغرب (1/ 23)، معجم المفسرين (1/ 268). (¬2) الجشتيمي: نسبة إلى أجشتيم من قرى السوس في المغرب أ. هـ. معجم المفسرين.

1634 - الصفراوي

• قلت: وله توسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكره صاحب المعسول خلال أشعاره حيث قال: فيا رب أكرمني بحب نبينا ... بحرمته لا تحرمني مقصدي تفضل على قلبي بصدق وداده ... بلا محنة من فضلك المتعدد وله أيضًا: فيا ربنا أنت اللطيف لما تشا ... تفضل عليّ بالذي كنت أطلب لنفسي وأسلافي وشيخي وعترتي ... ومن كان في الإسلام مثل بذنب بجاه إمام الأنبياء محمّد ... عليه الصلاة والسلام المطيب وله أيضًا شعرًا في التصوف يقول فيه: من يعرف القرآن والحديثا ... عجبت منه أن يكن خبيثًا من لم تكن عنده مكاشفة ... بباطن الخلق لم يصلح لصلحهم وفاته: سنة (1269 هـ) تسع وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "الحضيكيون" في تاريخ الحضيكي ومعاصريه، و"إعراب القرآن" وغير ذلك. 1634 - الصَّفْراوي * المقرئ: عبد الرحمن بن عبد المجيد بن إسماعيل بن عُثْمَان بن يوسف الصفراوي، أبو القاسم جمال الدين .. والصفراوي نسبة إلى وادي الصفراء بالحجاز. ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أحمد بن جعفر الغافقي، وعبد الرحمن بن خلف الله وغيرهما. من تلامذته: عليّ بن موسى بن الدهان، وأبو بكر بن الدر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الإمام العالم .. كان من العلماء المشهورين والفضلاء المذكورين" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من الأئمة الأعلام انتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ببلده، ونزل الناس بموته -في القراءات- درجة .. وقد درَّس وأفتى، وتخرج عليه جماعة نبلاء في القراءات والفقه وكان صاحب ديانة وعدالة وجلالة" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام العالم المفتي المقريء المجود عالم الإسكندرية ... شيخ المقرئين .. كان من جلة العلماء" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان إمامًا كبيرًا مفتيًا على ¬

_ * التكملة للمنذري (3/ 503)، العبر (5/ 150)، الوافي (18/ 174)، النجوم (6/ 314)، غاية النهاية (1/ 373)، الشذرات (7/ 314)، الأعلام (3/ 314)، معجم المؤلفين (2/ 97)، تاريخ الإسلام (وفيات 636) ط. تدمري.

1635 - ابن الفرس

مذهب مالك انتهت إليه رئاسة العلم ببلده" أ. هـ. • الأعلام: " ... مقرئ من فقهاء المالكية، له اشتغال بالتاريخ" أ. هـ. وفاته: سنة (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "الإعلال" في القراءات و"التقريب والبيان في معرفة شواذ القرآن". 1635 - ابن الفَرس * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الرحمن بن عبد المنعم بن محمّد بن عبد الرحيم، أبو يحيى بن الفرس الوزير الحافظ الخزرجي الأندلسي. ولد: سنة (574 هـ) أربع وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو الحسن بن كوثر وجماعة. من تلامذته: ابن الأبار، وابن فرتون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "أحد الأعلام، قال ابن الزبير: .. كان ذاكرًا لما يقع في الإسناد من مشكل الأسماء، وحدث كثيرًا ... وكانت فيه كفلة قصرّت به عن قضاء بلده وخطبته، حتى استحكمت به بآخرة" أ. هـ. وفاته: سنة (663 هـ) ثلاث وستين وستمائة. من مصنفاته: "غريب القرآن". 1636 - أبو الزَّعْراء البغدادي * المقرئ: عبد الرحمن بن عَبْدوس، أبو الزعراء البغدادي. من مشايخه: أبو عمر الدوري وغيره. من تلامذته: أبو بكر بن مجاهد، وعلي بن حسين الرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "من جلة أهل الأداء وحُذاقهم وأرفع أصحاب أبي عمر الدوري" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة ضابط محرر أخذ القراءة عرضًا عن أبي عمر الدوري بعدة روايات وأكثر عنه قال أبو عمرو الحافظ وهو من أكبر أصحابه وأجلهم وأضبطهم وأوثقهم" أ. هـ. وفاته: سنة بضع وثمانين ومائتين. 1637 - ابن الفَحَّام الصَّقَلِّي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن خلف، أبو القاسم الصقلي، المعروف بابن الفحّام. ولد: (425 هـ) وقيل (422 هـ) خمس وعشرين، وقيل: اثنتين وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: ابن الهاشمي وعبد الباقي بن فارس وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 83)، كشف الظنون (2/ 1208)، معجم المفسرين (1/ 268)، معجم المؤلفين (2/ 98)، هدية العارفين (1/ 519)، وفيه وفاته سنة (564 هـ). * غاية النهاية (1/ 373)، معرفة القراء (1/ 238). * إنباه الرواة (2/ 164)، العبر (4/ 37)، السير (19/ 387)، معرفة القراء (1/ 472)، غاية النهاية (2/ 98)، النجوم (5/ 225)، الوافي (18/ 127)، الشذرات (6/ 81)، معجم المؤلفين (2/ 98).

1638 - الطرطوشي

من تلامذته: أبو العباس أحمد بن الحطيئة وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "من كبار القراء ... وكان حافظًا للقراءات، صدوقًا متقنًا، عالم كبير السن ... قال أبو بكر الربيع سليمان بن عبد العزيز المقرئ الحمصي، حمص الأندلس: ما رأيت أعلم بالقراءات ووجوهها منه لا بالمغرب ولا بالمشرق، وإنه ليحفظ القراءات كما نحفظ نحن القرآن" أ. هـ. • السير: "وقد ذكره السلفي فقال: هو من خيار القراء ... وكان حافظًا للقراءات صدوقًا متقنًا، عالمًا .. " أ. هـ. • معرفة القراء: "وثقه السِّلفي وعلي بن المفضل .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "الأستاذ الثقة المحقق .. " أ. هـ. • النجوم: "قصده النّاس من النواحي لعلو إسناده وإتقانه" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة، ونيف على التسعين. من مصنفاته: "التجريد في القراءات"، وشرح مقدمة "ابن بَابْشَاذ" في النحو. 1638 - الطُرْطوشي * اللغوي: عبد الرحمن بن عليّ بن عبد الملك بن عائد الطُرطوشي. ولد: سنة (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء ورواة الأندلس: "كان عالمًا بالعربية حافظًا للغة بليغًا موثقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. 1639 - ابن الجوزي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي القرشي التميمي البغدادي الحنبلي المشهور بابن الجوزي، أبو الفرج. ولد: سنة (510 هـ)، وقيل: (514 هـ)، وقيل: (508 هـ) عشر، وقيل: أربع عشرة، وقيل: ثمان وخمسمائة. من مشايخه: سمع من أبي القاسم بن الحسين، وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي وغيرهم. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 84)، تاريخ علماء ورواة الأندلس (1/ 430). * وفيات الأعيان (3/ 140)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 394)، السير (21/ 365)، العبر (4/ 297)، البداية والنهاية (13/ 31)، الوافي (18/ 186)، مرآة الزمان (8/ 481)، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (1/ 399)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 155)، غاية النهاية (1/ 375)، النجوم الزاهرة (6/ 174)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 275)، طبقات المفسرين للسيوطي (50)، الشذرات (6/ 537)، معجم المفسرين (1/ 268)، الأعلام (3/ 316)، معجم المولفين (2/ 100)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 35) موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 236).

من تلامذته: حدث عنه الحافظ عبد الغني، وابن الدبيثي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "له في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو .. " أ. هـ. • الوافي: "له اطلاع على متون الحديث، وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدّثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين، فإنه كثير الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة مع كونه كثير السياق لتلك الأحاديث في الموضوعات، والتحقيق أنه لا ينبغي الاحتجاج بها ولا ذكرها في الموضوعات، وربما ذكر في الموضوعات أحاديث حسانًا قوية، وكلامه في السّنة مضطرب تراه في وقت سُنيًا وفي وقت متجهمًا محرفًا للنصوص والله يرحمه ويغفر له. وغالى بعض النّاس فيه فقال: جُمعت كراريسه التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خصّ كل يوم تسعة كراريس وهذا مما لا يكاد العقل يعيه، ويقال: إنه جمعت براية أقلامه فكان شيئًا كثيرًا وأوصى أن يسخن به الماء الذي يغسّل به ففعل ذلك وفضل منها .. " أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "نقم عليه جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم ميله إلى التأويل في بعض كلامه، وأسند نكيرهم عليه في ذلك ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان مطلعًا على الأحاديث والآثار فلم يكن خبيرًا يحل شبه المتكلمين وبيان فسادها، وكان معظمًا لأبي الوفاء بن عقيل، متابعًا لأكثر ما يجده من كلامه، وإن كان قد رَدّ عليه في بعض المسائل. وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار فلهذا يضطرب في هذا الباب وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابع له في هذا التلون. قال الشيخ موفق الدين المقدسي: ... وكان حافظًا للحديث، وصنف فيه إلا أننا لم نرض تصانيفه في السُّنة ولا طريقته فيها" أ. هـ. • المفسرون بين التأويل والإثبات: "الإمام ابن الجوزي من أعلام القرن السادس، اشتهر شهرة فائقة، ذهب بحديثه الركبان في المشرق والمغرب، اشتهر بفصاحته وجودة خطابته، يقال إنه كان يجتمع في مجلسه آلاف الناس، وساهم في المكتبة الإسلامية بمؤلفات قيمة في مختلف الفنون وله خبرة بالسير والحوادث والرجال. أما عقيدته في الأسماء والصفات: فالذي حكى عنه أصحاب مذهبه أنه كان مضطربًا فيثبت بعض الصفات ويؤول بعضها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما جاء في المجموع: إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب، لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظمًا ونثرًا ما أثبت به كثيرًا من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف، فهو في هذا الباب مثل كثيرين من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس، يثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من

الصفات، كما هو حال أبي الوفاء بن عقيل وأبي حامد الغزالي (¬1) ". ثم قال: "وقال ابن قدامة: كما في ذيل طبقات الحنابلة: كان ابن الجوزي إمام عصره إلا أننا لم نرتضِ تصانيفه في السنة ولا طريقته فيها (¬2). والذي يرجع إلى التفسير يرى أن ابن الجوزي في تفسيره بين مذهب المؤولة ومذهب المفوضة، فتراه في الاستواء يحكي إجماع السلف على قراءة الآية فقط، ولم يزيدوا على ذلك وتراه في باقي الصفات يؤول، وربما استدل لتأويله بما نقل عن الإمام أحمد في تأويل صفة الإتيان والمجيء، وقد بينا كذب ذلك نقلًا عن ابن تيمية في الكلام على القرطبي (¬3)، ومما يدل على أنه كان لا يرى مذهب السلف في الإثبات ما ذكره في (صيد الخاطر) عن ابن عبد البر قال: ولقد عجبت لرجل أندلسي يقال له ابن عبد البر صنف كتاب (التمهيد) فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا، فقال هذا يدل على أن الله تعالى على العرش؛ لأنه لولا ذلك لما كان لقوله ينزل معنى وهذا كلام جاهل بمعرفة الله عزَّ وجلَّ، لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الأجسام فقاس صفة الحق عليه (¬4). والخلاصة أن ابن الجوزي يميل إلى التأويل ويرى أنه من أئمة الأشاعرة فينصر مذهبه كما هو واضح في تفسيره. صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} الآية. اختلف العلماء في المراد باستهزاء الله بهم، على تسعة أقوال: أحدها: أنه يفتح لهم باب من الجنة وهم في النار فيسرعون إليه فيغلق ثم يفتح لهم باب آخر فيسرعون فيغلق فيضحك منهم المؤمنون، روي عن ابن عباس. الثاني: أنه إذا كان يوم القيامة جمدت النار كما تجمد الإهالة في القدر فيمشون فتنخسف بهم. روي عن الحسن البصري. الثالث: أن الاستهزاء بهم إذا ضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فيبقون في الظلمة فيقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا. الرابع: أن المراد به يجازيهم على استهزائهم فقوبل اللفظ بمثله لفظًا وإن خالفه معنى فهو كقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وقوله {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ} وقال عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا أراد فنعاقبه بأغلظ من عقوبته. الخامس: أن الاستهزاء من الله التخطئة لهم والتجهيل، فمعناه الله يخطئ فعلهم ويجهلهم في الإقامة على كفرهم. السادس: أن استهزاءه استدارجه إياهم. ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (169/ 4). (¬2) ذيل طبقات الحنابلة: (415/ 1). (¬3) المفسرون بين الإثبات والتأويل (375). (¬4) صيد الخاطر: (97).

السابع: أنه إيقاع استهزائهم بهم ورد خداعهم ومكرهم عليهم، ذكر هذه الأقوال محمّد بن القاسم الأنباري. الثامن: أن الاستهزاء بهم أن يقال لأحدهم في النار وهو في غاية الذل (ذق إنك أنت العزيز الكريم) الدخان، ذكره شيخنا في كتابه. التاسع: أنه لما أظهروا من أحكام إسلامهم في الدّنْيا خلاف ما أبطن لهم في الآخرة كان كالاستهزاء بهم (¬1). صفة الحياء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} والحياء بالمد، الانقباض والاحتشام غير أن صفات الحق عز وجل لا يطلع لها على ماهية وإنما تمر كما جاءت، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن ربكم حيى كريم). وقيل: معنى لا يستحي: لا يترك وحكى ابن جرير الطبري عن بعض اللغويين أن معنى لا يستحي لا يخشى ومثله {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} أي تستحي منه فالاستحياء والخشية ينوب كل واحد منهما عن الآخر وقرأ مجاهد وابن محيصن (لا يستحي) بياء واحدة وهي لغة (¬2). صفه الاستواء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. قال: وإجماع السلف منعقد على ألا يزيدوا على قراءة الآية وبعضهم يقول: استوى بمعنى استولى ويحتج بقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق ويقول الشاعر أيضًا: هما استويا بفضلهما جميعًا ... على العرش الملوك بغير زور وهذا منكر عند اللغويين. قال ابن الأعرابي: العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى، ومن قال ذلك فقد أعظم، قالوا: وإنما يقال استولى فلان على كذا إذا كان بعيدًا عنه غير متمكن منه ثم تمكن منه والله عزَّ وجلَّ لم يزل مستوليًا على الأشياء والبيتان لا يعرف قائلهما، كذا قال ابن الفارس اللغوي، ولو صحا فلا حجة فيهما لما بينا من استيلاء من لم يكن مستوليًا نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة (¬3). صفة الوجه: ابن الجوزي ممن يؤولون صفة الوجه ويعطلونها عن حقيقتها تبعًا لمذهبه الأشعري المزعوم وينصر في ذلك مذهب المؤولة، وها أنا أنقل ما ذكر عند صفة الوجه في مواردها في القرآن قال في سورة البقرة عند قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فيه قولان: ¬

_ (¬1) تفسير ابن الجوزي: (35 - 36/ 1). (¬2) تفسير ابن الجوزي: (213/ 3). (¬3) تفسير ابن الجوزي (213/ 3).

أحدهما: فثم الله، يريد علمه معكم، أين كنتم وهو قول ابن عباس، ومقاتل. والثاني: فثم قبلة الله قاله عكرمة ومجاهد (¬1). وقال في قوله تعالى {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} فيه قولان: أحدهما: ما أريد به وجهه، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الثوري. والثاني: إلا هو، قاله الضحاك، وأبو عبيدة (¬2). وقال في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أي ويبقى ربك (¬3). "صفة المجيء والإتيان": وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا وذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال: المراد به قدرته وأمره، قال: وقد بينه في قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} (¬4). وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. قال الحسن: أو يأتي أمر ربك. وقال الزجاج: أو يأتي إهلاكه وانتقامه إما بعذاب عاجل أو بالقيامة (¬5). التعليق: تقدم أنه لا يصح ما نقله عن أحمد والحسن فتنبه واعلم أنه لم يرد حرف واحد في التأويل عن السلف وكل ما نقل فهو كذب واختراع. صفة المعية: قال عند قوله تعالى من سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} أي بعلمه وقدرته (¬6). تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية أي احتمل وأطاق وفي المراد بالكرسي ثلاثة أقوال. أحدها: أنه كرسي فوق السماء السابعة دون العرش، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة" وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء. والثاني: أن المراد بالكرسي علم الله تعالى، رواه ابن جبير عن ابن عباس. والثالث: أن الكرسي هو العرش قاله الحسن (¬7). ¬

_ (¬1) نفسير ابن الجوزي: (135/ 1). (¬2) نفس المصدر السابق: (251 - 252/ 6). (¬3) نفس المرجع السابق: (114/ 8). (¬4) تفسير ابن الجوزي (225/ 1). (¬5) نفس المرجع السابق (156/ 3). (¬6) تفسير ابن الجوزي: (161/ 8). (¬7) تفسير ابن الجوزي: (304/ 1).

صفة النفس: قال عند قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} قال الزجاج: تعلم ما أظهره ولا أعلم ما عندك علمه والتأويل تعلم ما أعلم وأنا لا أعلم ما تعلم (¬1). صفة اليد: ابن الجوزي في صفة اليد مؤول معطل قال عند قوله تعالى {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}. قال الزجاج: وقد ذهب قوم إلى أن معنى يد الله نعمته وهذا خطأ ينقضه {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} فيكون المعنى على قولهم: نعمتاه ونعم الله أكثر من أن تحصى والمراد بقوله: بل يداه مبسوطتان أنه جواد ينفق كيف يشاء وإلى نحو ذلك ذهب ابن الأنباري. قال ابن عباس: إن شاء وسع الرزق وإن شاء قدر (¬2). صفة المحبة: قال عند قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}. {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} قال ابن عباس: لا يرضى بالمعاصي وقد احتجت المعتزلة بهذه الآية فأجاب أصحابنا بأجوبة: منها أنه لا يحبه دينًا ولا يريده شرعًا فأما أنه لا يريده وجودًا فلا. والثاني: أنه لا يحبه للمؤمنين دون الكافرين. والثالث: أن الإرادة معنى غير المحبة فإن الإنسان قد يتناول المر ويريد بط الجرح ولا يحب شيئًا من ذلك، وإذا بان في العقول الفرق بين الإرادة والمحبة بطل ادعاؤهم التساوي بينهما وهذا معتمد، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (¬3). صفة الفوقية: وقال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} القاهر الغالب، والقهر الغلبة، والمعنى أنه قهر الخلق فصرفهم على ما أراد طوعًا وكرهًا فهو المستعلي عليهم وهم تحت التسخير والتذليل. إثبات الرؤية: قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} في الإدراك قولان: أحدهما: أنه بمعنى الإحاطة. والثاني: بمعنى الرؤية، وفي الأبصار قولان: أحدهما: أنها العيون، قاله الجمهور. والثاني: أنها العقول، رواه عبد الرحمن بن مهدي عن أبي حصين القاري ففي معنى الآية ثلاثة أقوال: أحدهما: لا تحيط به الأبصار رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال سعيد بن المسيب وعطاء، ¬

_ (¬1) تفسير ابن الجوزي: (464/ 2). (¬2) تفسير ابن الجرزي: (393/ 2). (¬3) تفسير ابن الجوزي (222/ 1).

1640 - الخضراوي

وقال الزجاج: معنى الآية: الإحاطة بحقيقته وليس فيها دفع للرؤية لما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرؤية وهذا مذهب أهل السنة والعلم والحديث. والثاني: لا تدركه الأبصار، إذا تجلى بنوره الذي هو نوره رواه عكرمة عن ابن عباس. الثالث: لا تدركه الأبصار في الدّنْيا رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال الحسن، ومقاتل ويدل على أن الآية مخصوصة بالدنيا قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فقيد النظر إليه بالقيامة وأطلق في هذه الآية والمطلق يحمل على المقيد) (¬1) أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة: وتحت عنوان أقسام العلماء وأنواعهم في مدى معرفتهم بالمعقول والمنقول حيث قال: "كثيرا ما يردد شيخ الإسلام بن تيمية في ردوده على أهل الكلام والنفاة أن كثرهم قليل المعرفة بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والسلف وقد أورد اعتراضًا على قوله هذا ثم أجاب عنه. فقال: فإن قيل: قلّت: إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في ثفسير القرآن وأصول الدين، وما بلغوه عن الرسول، ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك. قيل هؤلاء أنواع: نوع ليس لهم خبرة بالعقليات، بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية، وليس لهم قوة على الاستقلال بها، بل هم في الحقيقة مقلدون فيها، وقد اعتقد أقوال هؤلاء، فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك، بل إما أن يظنونه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه، وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي، ومثل أبي ذر الهروي، وأبي بكر البيهقي، والقاضي عياض، وأبي الفرج بن الجوزي، وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم" أ. هـ. من أقواله: الوافي: "وقال يومًا في وعظ للخليفة: يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك، وإن سكت خفت عليك، فأنا أقدّم خوفي عليك على خوفي منك، إن القائل اتقِ الله خير من القائل أنتم أهل بيت مغفور لكم" أ. هـ. وفاته: سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: منها كتابه في التفسير المشهور بـ "زاد المسير" وله تفسير أبسط منه لكنه ليس بمشهور، وله "جامع المسانيد" استوعب به غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي ... وله مؤلفات كثيرة. 1640 - الخَضْراوي * اللغوي: عبد الرحمن بن عليّ بن يحيى بن القاسم الجَزيري الخَضْراوي أبو القاسم. من مشايخه: أبو إسحاق بن ملكون، وأبو الوليد بن رشد وغيرهما. من تلامذته: القاضيان أبو الخطاب بن خليل، ¬

_ (¬1) تفسير ابن الجوزي (98 - 99/ 3). * بغية الوعاة (2/ 84).

1641 - المكودي

وأبو عبد الله بن عياض وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان من أهل المعرفة بالعربية وصناعة التوثيق، معتدل الخلق، سالم الصدر، عدلًا فاضلًا ... وكان ممن رحل إليه إلى سَبْتة وأخذ عنه كتاب سيبويه وغيره. قال ابن عبد الملك: كان متفننًا في المعارف مقرئًا مجودًا، نحويًّا ماهرًا فقيهًا حافظًا متحققًا بذلك كله، تصدر لإقراءه والإفادة به" أ. هـ. وفاته: سنة (608 هـ) ثمان وستمائة. 1641 - المكُّودي * اللغوي: عبد الرحمن بن عليّ بن صالح المكوُّدي، ويعرف بالمُطَرِّزي، أبو زيد. من تلامذته: أبو عبد الله الكاواني أحد أشياخ ابن غازي وجماعة. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "من بيت علم وفضل وصلاح، الإمام الفقيه النحوي الفاضل المتفنن العالم الكامل" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية نسبته إلى بني مَكُّود (قبيلة قرب فاس) ومولده ووفاته بفاس" أ. هـ. وفاته: سنة (807 هـ) سبع وثمانمائة، وقيل: (801 هـ) إحدى وثمانمائة. قلت: في الشذرات والنور السافر جعلوا وفاته سنة (901) وهو وهم واضح؛ لأنهم اعتمدوا على قول السخاوي في الضوء اللامع بقوله (توفي سنة إحدى) وقصده سنة (801 هـ)، والله أعلم. قال الزركلي في حاشية الأعلام: وكلاهما خطأ. من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك" في النحو، "شرح مقدمة ابن آجروم"، و"البسط والتعريف في علم التصريف"، والمقصورة في مدحه - صلى الله عليه وسلم -. 1642 - شُقَيْر * المفسر عبد الرحمن بن عليّ بن إسحاق بن محمّد بن حسن زين الدين، أبو الفرج التميمي الداري الخليلي الشافعي يعرف بشقير. ولد: سنة (793 هـ)، وقيل: (795 هـ) ثلاث وتسعين، وقيل: خمس وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، والشهاب بن الهائم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "قال: إنه لبس الخرقة من الشهاب بن الناصح ... وصحب الزين الحافي وتلقن منه الذكر واختلى عنده، ... ولي مشيخة تدريس الحديث والتفسير عند السرداب ببلده، وتعانى النظم وسهل عليه أمره وغالبه دون الوسط". ¬

_ * جذوة الاقتباس (2/ 403)، الضوء اللامع (4/ 97)، النور السافر (13)، بغية الوعاة (2/ 83)، الشذرات (10/ 9)، درة الحجال (3/ 84)، شجرة النور (249)، الأعلام (3/ 318)، معجم المؤلفين (2/ 100). * الضوء اللامع (4/ 95)، هدية العارفين (1/ 533)، معجم المفسرين (1/ 269).

1643 - مؤيد زاده

وقال: "قد لقيته بغزة ثم بالقاهرة مرارًا بل حضر عندي في الإملاء، وحملت عنه أشياء، وكان فاضلًا طلق العبارة، ذا فضل واستحضار في الجملة ولكن في كلامه تسامح .. ". ثم قال: "وقد قال البقاعي: رأيته إنسانًا حسنًا تغلب عليه سلامة الفطرة .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، محدث، أديب، ناظم، من أهل مدينة الخليل بفلسطين، مولدًا ووفاة رحل إلى غزة والقاهرة والحجاز" أ. هـ. وفاته: سنة (876 هـ) ست وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "مدد الرحمن في أسباب نزول القرآن"، و "الذخائر في الأشباه والنظائر" و"الإصابة فيما رواه السادة الصحابة" وغير ذلك. 1643 - مؤيد زاده * المفسر: عبد الرحمن بن عليّ بن مؤيد الأساسي الرومي الحنفي. ولد: سنة (860 هـ) ستين وثمانمائة. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "العالم الفاضل الكامل المولى ... كان رحمه الله تعالى بالغًا إلى الأمد الأقصى من العلوم العقلية، ومنتهيًا إلى الغاية القصوى من الفنون النقلية، بارعًا في الفنون الأدبية وشيخًا في العلوم العربية، وماهرًا في التفسير والحديث وسائر ما دوّن في العلوم من القديم والحديث، وكان ينظم بالتركية والفارسية والعربية وكان حسن الخط جدًّا يكتب أنواع المخطوط" أ. هـ. وفاته: سنة (922 هـ) اثنتين وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة القدر"، و"رسالة في المواضع المشكلة في علم الكلام" و"الفتاوى" وغير ذلك. 1644 - العَبْدلياني * المفسر: عبد الرحمن بن عمر بن أبي القاسم البصري الحنبلي، نور الدين، أبو طالب العَبْدِلياني. ولد: سنة (624 هـ) أربع وعشرين وستمائة. من مشايخه: الشيخ حسن بن دويرة، وسمع المجد بن تيمية وغيرهما. من تلامذته: حنفي بن عبيد، وأجاز للبررنالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "ذكر ابن الساعي: أنه لم يلبس الطرحة أعمى بعد أبي طالب بن الخل سوى الشيخ نور الدين هذا قال عنه صفي الدين بن عبد المؤمن بن عبد الحق: كان شيخًا من العلماء المجتهدين، والفقهاء المنفردين، وكان له فطنة عظيمة ونادرة عجيبة" أ. هـ. ¬

_ * الفوائد البهية (74)، هدية العارفين (1/ 531)، كشف الظنون (1/ 450)، الشذرات (10/ 154)، الشقائق النعمانية (176)، الكواكب السائرة (1/ 232)، معجم المؤلفين (2/ 99). * الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 313)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 283)، طبقات المفسرين للسيوطي (51)، الشذرات (7/ 674)، الأعلام (3/ 319)، معجم المفسرين (1/ 270).

1645 - الحبيشي

• الأعلام: "فقيه مفسر من العلماء. ولد في قرية (عبدليا) من نواحي البصرة. وكف بصره وأذن له بالإفتاء سنة (648 هـ). رحل إلى بغداد سنة (657 هـ)، فوض إليه تدريس الحنابلة في المدرسة البشرية" أ. هـ. وفاته: (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "جامع العلوم" في التفسير أربع مجلدات. وكتاب "الحاوي" في الفقه في مجلدين. 1645 - الحُبَيشي * النحوي، اللغوي، المفسر عبد الرحمن بن عمر بن محمّد بن عبد الله بن سلمة الحُبَيشي، وجيه الدين. ولد: سنة (685) خمس وثمانين وستمائة. من مشايخه: الفقيه عفيف الدين عبد الله بن محمّد بن أسعد، والفقيه تقي الدين عمر بن عبد الله بن صالح اليحيويان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات الخواص: "كان فقيهًا عالمًا مجوَّدًا محققًا صوامًا قوامًا كثير التلاوة للقرآن الكريم والمساعدة للطلبة، .. وكان على قدم كاملٍ من الصلاح والعبادة، وكان قد تولى القضاء ... فحمدت سيرته وكان صادعًا بالحق عاملًا به مجاهدًا للولاة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكانت له منامات صالحة ... قال من حضر موته: لقد رأينا له من الأنوار والعلامات الدالة على الخير أشياء صالحة عجيبة ... " أ. هـ. قلت: ويذكر له كثير من المناسبات التي رآها تدل على صوفيته والله أعلم. • تاريخ وصاب: "وكان كثير العبادة" أ. هـ. من أقواله: طبقات الخواص: "من مناماته: رأى في المنام أنه كوشف بالوقت الذي يموت فيه وذلك قبل موته بعدة سنين فقال في بعض شعره يخاطب بذلك نفسه: إذا ما انقضى السبع المئين وبعدها ... ثمانون فاعلم أن موتك واقع وفاته: سنة (780 هـ)، وقيل: (782 هـ) ثمانين، وقيل: اثنتين وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: كتاب "بلغة الأريب إلى معرفة الغريب"، وكتاب "الاعتبار لذوي الأبصار"، و"المعتقد للألباب والمعتمد في الآداب". 1646 - البُلْقِيني * المفسر عبد الرحمن بن عمر بن رَسْلان بن نصير بن صالح الكناني العسقلاني الأصل، ثم البُلْقني المصري، أبو الفضل جلال الدين. ولد: سنة (763 هـ)، وقيل: (762 هـ) ثلاث وستين، وقيل: اثنثين وستين وسبعمائة. ¬

_ * طبقات الخواص (169)، تاريخ وصاب (233)، طبقات صلحاء اليمن (27)، الأعلام (3/ 319)، معجم المؤلفين (2/ 104). * إنباء الغمر (7/ 440)، النجوم (14/ 74)، الضوء اللامع (4/ 106)، وجيز الكلام (2/ 467)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 282)، الشذرات (9/ 242)، معجم المفسرين (1/ 270)، الأعلام (3/ 320)، معجم المؤلفين (2/ 103).

1647 - السفرجلاني

من مشايخه: ابن أميلة، والصلاح بن أبي عمر، والبدر بن الهبل وغيرهم. وكلام العلماء فيه: • النجوم: " .. مات ولم يخلف بعده مثله في كثرة علومه وعفته عما يرمى به قضاة السوء، وكان مولده سنة (762 هـ) وهكذا سمعته من لفظه غير مرة ... على أنه كان فيه بادرة وحدة مزاج ... " أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان قد اعتراه وهو بالشام قولنج فلازمه في العود وحصل له صرع فكتموه ولما دخل القاهرة عجز عن الركوب في الموكب فأقام أيامًا عند أهله ثم عاوده الصرع في يوم الأحد ثم عاوده إلى أن مات وقت أذان العصر. كان يذكر النّاس في التفسير كل يوم جمعة من حين وفاة أبيه إلى شوال سنة (823 هـ) وكان ابتدأ فيه من الموضع الذي انتهى إليه أبوه وقطع عند قوله {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} أ. هـ. • الضوء: "كان دينًا عفيفًا مهابًا جليلًا معظمًا عند الملوك رقيق القلب زائد الاعتقاد في الصالحين ونحوهم كثير الخضوع لهم" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان مفرط الذكاء، قوي الحافظة، أعجوبة من عجائب الدّنْيا في سرعة الفهم وجودة الحفظ، فمهر في مدة يسيرة .. وكان إمامًا ذكيًا مفتيًا، مفسرًا، فصيحًا بليغًا ... مستقيم الذهن جيد التصور حتى إن الحافظ ابن حجر قال: إنه كان أحسن تصورًا من والده .. دينًا عفيفًا، مهابًا معظمًا عند الملوك ... رقيق القلب، سريع الدمعة، زائد الاعتقاد في الصالحين، كثير الخضوع لهم ... وكان ابتلي بحب القضاء، وكان يبحث في فنون التفسير في كلام ابن حيّان والزمخشري ويبدي في كل فن منه ما يدهش الحاضر" أ. هـ. • الأعلام: "انتهت إليه رئاسة الفتوى بعد وفاة أبيه. وولي القضاء بالديار المصرية مرارًا" أ. هـ. وفاته: سنة (824 هـ) أربع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: ألّف في التفسير، والفقه، و"حواشي على الروضة" في فروع الشافعية وغير ذلك. 1647 - السَّفَرْجَلاني * المفسر: عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم السفرجلاني الدمشقي الشافعي. من مشايخه: محمّد الكاملي، وعبد الباقي المغيزلي، وعبد الغني النابلسي وغيرهم. من تلامذته: إسماعيل العجلوني، وعبد الله البصروي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "صدر دمشق ورئيس علمائها، كان من العلماء المحتشمين، فقيهًا فاضلًا، وقورًا كاملًا عاقلًا طاهرًا ورعًا حائزًا للخصال الحميدة، وأعطاه الله السعة الزائدة والثروة التامة مع العلم والفضل الغض". وقال: "كان هو بحاثًا في العلوم لا يشتغل إلا ¬

_ * سلك الدرر (2/ 308)، هدية العارفين (1/ 553)، إيضاح المكنون (1/ 140)، الأعلام (3/ 320)، معجم المؤلفين (2/ 102)، معجم المفسرين (1/ 270).

1648 - الهمداني

بذكرها رافضًا حوادث الدنيا، دأبه مذاكرة العلم والمطالعة، ومجالسه مشحونة بالمذاكرة العلمية والمسائل الأدبية، وأعطاه الله القبول والإجلال ... وأعطي تولية وتدريس المدرسة الجقمقية، والمدرسة الجوزية ... وأعطى تدريس السليمية بصالحية دمشق وكذلك أعطي رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي والمدرسين، وبالجملة فقد كان خاتمة الأعيان الأجواد العلماء الذين أنجبتهم الأيام وفضله وعلمه لا ينكر فيهما، ولم يزل على حالته معظمًا محترمًا إلى أن مات ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على البيضاوي"، وشرحًا على حزب البحر، وكان له تحريرات وغير ذلك. 1648 - الهَمَداني * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كاتب الأمير بكر بن عبد العزيز بن أبي دُلف العجلي، له من التصانيف كتاب الألفاظ" قال الصاحب بن عباد: لو أدركته لأمرت بقطع يده ولسانه: لأنه جمع شذوذ العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة، فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب ورفع عن المتأدبين تعب الدّرس والحفظ والمطالعة .. " أ. هـ. وفاته: (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الألفاظ الكتابية" وله "صفو الراح من مختار الصحاح". 1649 - المُرْشِدِي * النحوي، المفسر: عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد أبو الوجاهة العمري المعروف بالمرشدي الحنفي. ولد: سنة (975 هـ) خمس وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: الملا عليّ القاري الهروي والشمس النحراوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "عالم شاعر، مشارك في علوم التفسير والنحو والفقه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "العمري الحنفي المعروف بالمرشدي، (أبو الوجاهة) عالم، أديب، مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1030 هـ) ثلاثين وألف، وقيل (1037 هـ) سبع وثلاثين وألف. من مصنفاته: "الفتح القدسي" في تفسير آية الكرسي. و"شرح عقود الجمان في المعاني" للأسيوطي و "تعميم الفائدة بتتميم سورة المائدة". ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 165)، فهرست ابن النديم (169)، الوافي (18/ 215)، الأعلام (3/ 321)، معجم المطبوعات (1897)، معجم المؤلفين (2/ 105). * خلاصة الأثر (2/ 369)، نفح الريحانة (4/ 60)، وفيه ذكر وفاته سنة (ت 1037 هـ)، تراجم الأعيان (2/ 316)، نزهة الجليس (2/ 284)، خلاصة الكلام (69)، حديقة الأفراح (64)، معجم المفسرين (1/ 271)، معجم المطبوعات لسركيس (1733)، هدية العارفين (1/ 548)، كشف الظنون (2/ 1233)، معجم المؤلفين (2/ 105).

1650 - ابن السراج

1650 - ابن السَّرَّاج * اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن القاسم بن يوسف بن محمّد المِغيلي، أبو القاسم، ويعرف بابن السراج. من مشايخه: أبو محمّد بن عبد الله، وأبو القاسم بن حُبيش وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن الطيلسان وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "عارف بالقراءات والعربية معتن بالرواية" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان من أهل العربية، معروفًا في أهلها ومقرئيها، أصله من مدينة فاس ... تكلم فيه بعض الجلّة، وكان لا يُرضى حاله" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة. 1651 - المِكْناسِي * المقرئ: عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي، أبو زيد المِكْناسي الأصل، الفاسي، المالكي. ولد: سنة (999 هـ) تسع وتسعين وتسعمائة. من مشايخه: أبو المحاسن يوسف الفاسي فهو شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق، والشيخ محمّد النابلسي وغيرهما. من تلامذته: أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي، وأبو عبد الله محمّد بن محمّد الأفران وغيرهما. وكلام العلماء فيه: • شجرة النور: "بيتهُ بيت علم يعرف بالقديم بابن أبي العافية" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه كان مرجع المغرب في أحكام القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (1082 هـ) اثنتين وثمانين وألف. من مصنفاته: "طبقات الصوفية"، و"الإيضاح لما ينبهم على الورى في قراءة عالم أم القرى" وغير ذلك. 1652 - أبو بكر الأصم * المفسر: عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم. من تلامذته: إبراهيم بن إسماعيل بن عُليّة. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه معتزلي مفسر، قال ابن المرتضى: كان من أفصح النّاس وأفقههم وأورعهم، خلا أنه كان يخطئ عليًّا - عليه السلام - في كثير من أفعاله ويصوّب مُعَاوية في بعض أفعاله" أ. هـ. • لسان الميزان: "ذكره عبد الجبار الهمذاني في "طبقاتهم". وقال: كان من أفصح الناس، ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 85)، تاريخ الإسلام (وفيات 619) ط. تدمري. * شجرة النور (312)، الأعلام (3/ 323)، معجم المؤلفين (2/ 106). * لسان الميزان (3/ 490)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 274)، معجم المفسرين (1/ 271)، الأعلام (3/ 323)، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن للدكتور عدنان زرزور مؤسسة الرسالة.

1653 - ابن أبي ليلى

وأورعهم، وأفقههم، وله تفسير عجيب. قلت: وهو من طبقة أبي الهذيل العلاف وأقدم منه، وقال القاضي عبد الجبار: كان جليل القدر يكاتبه السلطان" أ. هـ. • قال الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" وتحت عنوان تفاسير المعتزلة قبل الحاكم الجشمي (ص 131): "وهو أحد مصادره الرئيسية -أي مصادر الحاكم الجشمي- من رجال الطبقة السادسة التي وضع القاضي على رأسها أبا الهذيل العلاف (ت 235) وكان الأصم من أفصح الناس وأفقههم وأورعهم، كما وصفه القاضي عبد الجبار وكان لأبي الهذيل معه مناظرات، وقد وصف القاضي تفسيره بأنه: (تفسير عجيب حسن) وذكر أن أبا علي الجبائي كان لا يذكر غيره، وإذا ذكره قال: لو أخذ في فقهه ولغته لكان خيرًا له ... " أ. هـ. • قلت: جعله صاحب كتاب "آراء المعتزلة الأصولية" ضمن كبار معتزلة البصرة. وفاته: (225 هـ) خمس وعشرين ومائتين. من مصنفاته: له "تفسير" وصف بأنه عجيب، و "مقالات" في الأصول. 1653 - ابن أبي ليلى * المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن أبي ليلى (¬1)، الأنصاري الكوفي الفقيه، أبو عيسى. ولد: في خلافة الصديق - رضي الله عنه -. من مشايخه: عمر، وابن مسعود، وأبيّ رضي الله عنهم، وغيرهم. من تلامذته: عمرو بن مرة، والأعمش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كوفي، تابعي، ثقة، وقال عبد الملك بن عمير: لقد رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمعون لحديثه وينصتون له، فيهم البراء بن عازب" أ. هـ. • السير: "قال الأعمش: رأيت ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج، وكأن ظهره مِسْحٌ [كساء من الشعر] وهو متكيء على ابنه وهم يقولون: العن الكذابين، فيقول: لعن الله الكذابين، يقول: اللهُ اللهُ، عليّ بن أبي طالب، عبد الله بن الزبير، المختار بن أبي عبيد، قال: وأهل الشام كأنهم حَمير لا يدرون مما يقصد وهو يُخْرِجهم من اللعن. قلت: ثم كان عبد الرحمن من كبار من خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث من العلماء والصلحاء. وكان له وفادة على مُعَاوية ذكرها ولده القاضي محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وذكر أن الحَجّاج استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء ثم عزله، ثم ضربه ليسب أبا تراب رضي الله عنه، وكان قد شهد النهروان مع علي" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 199)، وفيات الأعيان (3/ 126)، تهذيب الكمال (17/ 372)، السير (4/ 262)، العبر (1/ 96)، غاية النهاية (1/ 376)، النجوم (1/ 206)، حلية الأولياء (4/ 350)، الشذرات (1/ 340)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 269)، تقريب التهذيب (597). (¬1) اسم أبي ليلى يسار، ويقال بلال، ويقال داود بن بليل بن أحيحة بن الجلاح ..

1654 - أبو يحيى الرازي

• تقريب التهذيب: "ثقة من الثانية اختلف في سماعه من عمر" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال أحمد بن يونس: كان ابن أبي ليلى أفقه أهل الدنيا، وقال العجلي: كان فقيهًا صدوقًا صاحب سنة جائز الحديث، قارئًا عالمًا بالقرآن قرأ على حمزة" أ. هـ. وفاته: سنة (82 هـ)، وقيل: (83 هـ) اثنتين، وقيل: ثلاث وثمانين. 1654 - أبو يحيى الرازي * المفسر عبد الرحمن بن محمّد بن سَلْم الرازي، أبو يحيى. ولد: (211 هـ) إحدى عشرة ومائتين. من مشايخه: حدث عن سهل بن عُثْمَان، وعبد العزيز بن يحيى وطبقتهم. من تلامذته: حدث عنه القاضي أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان من علماء أصبهان" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "كان من الثقات" أ. هـ. • الأعلام: "من حفاظ الحديث، كان إمام جامع أصبهان" أ. هـ. وفاته: (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "مسند" و"تفسير". 1655 - ابن أبي حاتم * المفسر: عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو محمّد بن أبي حَاتِم التميمي الحنظلي. ولد: (240 هـ) أربعين ومائتين. من مشايخه: سمع من أبيه، وأبي زرعة الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة وغيرهم. من تلامذته: ابن عدي، وحسين بن عليّ التميمي، والقاضي يوسف المَيائحِي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "قال أبو يعلى الخليلي: أخذ أبو محمّد علم أبيه، وأبي زرعة، وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، صنّف في الفقه، وفي اختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار. قال: وكان زاهدًا، يُعد من الأبدال. قلت: له كتاب نفيس في "الجرح والتعديل"، أربع مجلدات، وكتاب "الرد على الجهمية"، مجلد ضخم، انتخبت منه، وله "تفسير" كبير في عدة مجلدات، عامته آثار بأسانيده، من أحسن التفاسير. ¬

_ * طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 222) وفيه عبد الرحمن بن محمّد بن سالم، تذكرة الحفاظ (2/ 690)، النجوم الزاهرة (3/ 133)، طبقات الحفاظ (300)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 288)، الأعلام (3/ 324)، معجم المؤلفين وفيه ولادته (211)، معجم المفسرين (1/ 271)، تاريخ الإسلام (وفيات 291) ط. تدمري. * طبقات الحنابلة (2/ 55)، السير (13/ 263)، العبر (2/ 208)، ميزان الاعتدال (4/ 315)، تاريخ الإسلام (وفيات 327) - ط. تدمري، الكامل (8/ 358)، تاريخ دمشق (35/ 356)، البداية (11/ 203)، النجوم (3/ 265)، تذكرة المقفى (4/ 69)، طبقات المفسرين (8/ 285)، الشذرات (4/ 139)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 324)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 416)، لسان الميزان (3/ 496).

قال الحافظ يحيى بن منده: صنف ابن أبي حَاتِم "المسند" في ألف جزء، وكتاب "الزهد" وكتاب "الكنى"، وكتاب "الفوائد الكبير"، وفوائد "أهل الري"، وكتاب "تقدمة الجرح والتعديل". قلت: وله كتاب "العِلل"، مجلد كبير. وقال الرازي، المذكور في ترجمة عبد الرحمن: سمعت عليّ بن محمّد المصري -ونحن في جنازة ابن أبي حاتم- يقول: قلنسوة عبد الرحمن من السماء، وما هو بعجب، رجل منذ ثمانين سنة على وتيرة واحدة، لم ينحرف عن الطريق. وسمعت عليّ بن أحمد الفَرَضي يقول: ما رأيت أحدًا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط. وسمعت عباس بن أحمد يقول: بلغني أن أبا حَاتِم قال: ومن يقوى على عبادة عبد الرحمن! لا أعرف لعبد الرحمن ذنبًا. وسمعت عبد الرحمن يقول: لم يدعني أبي أشتغل في الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان الرازي، ثم كتبت الحديث. قال الخليلي: يقال: إن السنة بالري ختمت بابن أبي حاتم، وأمر بدفن الأصول من كتب أبيه وأبي زرعة، ووقف تصانيفه، وأوصى إلى الدّرستيني القاضي. وسمعت الواعظ أبا عبد الله القزويني يقول: إذا صليتَ مع عبد الرحمن فسلم إليه نفسك، يعمل بها ما شاء، دخلنا يومًا بغلس على عبد الرحمن في مرض موته، فكان على الفراش قائمًا يصلي، وركع فأطال الركوع. وقال الإمام أبو الوليد الباجي: عبد الرحمن بن أبي حَاتِم ثقة حافظ" أ. هـ. • البداية: "كان من العبادة والزهادة والورع والحفظ والكرامات الكثيرة المشهورة على جانب كبير. رحمه الله" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "الحافظ الثبت .. كان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن ... وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السليماني له فبئس ما صنع، فإنه قال: ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليًّا على عثمان: الأعمش، النعمان بن ثابت، شعبة بن الحجاج، عبد الرزاق، عبيد الله بن موسى، عبد الرحمن بن أبي حاتم" أ. هـ. • لسان الميزان: "مباشرة بعد كلام الذهبي السابق-: "وكان يلزم المؤلف على هذا أن يذكر شعبة، بل كان من حقه أن لا يذكر ابن أبي حَاتِم صاحب "الجرح والتعديل .. " أ. هـ. • قلت: وفي هذا إشارة إلى خطأ ما ذكره السليماني عن ابن أبي حاتم. وتفسيره عبارة عن تفسير بالأثر، ولا تجد فيه كلامه هو، وابن أبي حَاتِم هو إمام الجرح والتعديل، وهو أشهر من أن نذكر عقيدته، فهو سلفي العقيدة والله تعالى الموفق. فائدة: ومن كلامه: قال: وجدت ألفاظ التعديل والجرح مراتب: فإذا قيل: ثقة: أو: مُتقن. احثج به، وإن قيل: صدوق، أو: محله الصدق، أو: لا بأس به، فهو ممن يكتب حديثه، وينظر فيه [وهي المنزلة الثانية]، وإذا قيل: شيخ، فيكتب حديثه، وهو دون ما قبله، وإذا قيل: صالح الحديث، فيكتب حديثه وهو دون ذلك يكتب للاعتبار، وإذا قيل: لين، فدون ذلك، وإذا قالوا: ضعيف الحديث، فلا يطرح حديثه، بل

1656 - أبو المطرف الأسدي

يعتبر به، فإذا قالوا: متروك الحديث، أو: ذاهب الحديث، أو: كذاب، فلا يكتب حديثه أ. هـ. وفاته: سنة (327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الجرح والتعديل" وهو من أجل الكتب المصنفة في هذا الشأن و "التفسير" الذي اشتمل على النقل الكامل الذي يربو فيه على تفسير ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين، وله كتاب "العلل" المصنفة المرتبة على أبواب الفقه وغير ذلك من المصنفات النافعة. 1656 - أبو المطرِّف الأسدي * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن عثمان بن أبي إسماعيل الأسدي القرطبي، أبو المُطرِّف. من مشايخه: أبو جعفر العدوي، وأبو الخصيب الفارسي النحوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان أصم أصخ -أي ذاهب السمع-، وكان نحويًّا لغويًّا، فصيح اللسان، شاعرًا جزل الشعر، ومرسلًا بليغًا، طويل القلم، وكان يرمز (إليه) بالشفاه، فيفهم وكان الشعر أغلب أدواته ... " أ. هـ. وفاته: سنة (335 هـ) خمس وثلاثين وثلاثمائة. 1657 - ابن السَّكَّان * اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن عليّ المالقي، أبو المطرف يعرف بابن السّكان. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن مُعَاوية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان متفننًا في علم المسائل واللغة العربية والشعر ... كان أمينًا في الكورة وجيهًا عند السلطان" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان حسن المشاركة في العلوم والآداب رئيسًا" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. 1658 - أبو المطرِّف * المقرئ: عبد الرحمن بن محمّد بن عيسى بن فُطَيس بن أصبغ، أبو المطرِّف. ولد: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: محمّد بن إبراهيم الخشني، وأبو بكر خلف بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: أبو عمر بن عبد البر، وأبو عبد ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 446)، بغية الوعاة (2/ 88). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 455)، بغية الوعاة (2/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري. * ترتيب المدارك (4/ 671)، وفيه وفاته (440)، الصلة (1/ 298)، العبر (3/ 78)، السير (17/ 210)، تذكرة الحفاظ (3/ 1061)، الديباج (1/ 478)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 291)، النجوم (4/ 231)، الشذرات (5/ 11)، الرسالة المستطرفة (44)، شجرة النور (102)، الأعلام (3/ 325)، معجم المؤلفين (2/ 118)، معجم المفسرين (1/ 272).

1659 - ابن زنجلة

الله بن عائذ وغيرهما. عقيدته، ومنهجه، وكلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "من مشاهير علماء القرطبيين وجلتهم وفضلائهم وكان الغالب عليه الحديث .. قال محمّد بن حزم .. وكان واحد زمانه في جمع الحديث وروايته .. قال أبو حيان: كان مشهورًا بالزهد والفقه والصلابة .. قال أبو عمر بن الحذاء: كان من أهل أبناء الدّنْيا فلما ولي القضاء ترك زي الوزارة ولزم زيًا أخضر -زي الفقهاء- وكان عدلًا شديدًا في أحكامه عالمًا بالحديث والتقييد" أ. هـ. • الصلة: "كان من جهابذة المحدثين ... عارفًا بأسماء رجال الحديث، ونقلته يَبْصُر المعدلين منهم والمجروحين .. وكان مشهورًا في أحكامه بالصلابة في الحق، ونصرة المظلوم وقمع الظالم وإعزار الحكومة له بذلك في الناس أخبار مأثورة .. " أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: " .. كان يملي من حفظه .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "العلامة أبو المطرف، قاضي الجماعة بقرطبة .. وكان من جهابذة المحدثين وكبار العلماء والحفاظ، عالمًا بالرجال وله مشاركة في سائر العلوم .. وكان عدلًا سديدًا في أحكامه، من بحور العلم رحمه الله" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "وكان ذا صلابة في الحق ونصرة للمظلوم ودفع للظالم" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالتفسير والحديث وتاريخ الرجال من أهل الأندلس، ولي بها المظالم ثم القضاء سنة (394 هـ) .. قال ابن ناصر الدين: بيعت كتبه بعد موته بأربعين ألف دينار .. " أ. هـ. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة. من مصنفاته: "القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن" أكثر من مائة جزء. وله "كتاب كرامات الصالحين ومعجزاتهم". 1659 - ابن زنجلة * المقرئ: عبد الرحمن بن محمد، أبو زرعة بن زنجلة. من مشايخه: أحمد بن فارس وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالقراءات كان قاضيًا مالكيًا" أ. هـ. وفاته: حوالي سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مصنفاته: "حجة القراءات"، و"شرف القراء في الوقف والابتداء"، ومن مقدمة المحقق الأستاذ سعيد الأفغاني لكتاب "حجة القراءات" للمترجم له: أن له "كتاب تفسير" نجد الإشارة إليه غير مرة في كتاب حجة القراءات" أ. هـ. 1660 - أبو سعيد النَّيسَابُوري * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن ¬

_ * الأعلام (3/ 325)، "حجة القراءات" للمترجم، له تحقيق سعيد الأفغاني، منشورات جامعة بنغازي، الطبعة الأولى لسنة (1394 هـ- 1974 م): ص (26 - 230). * يتيمة الدهر (4/ 325)، دمية القصر (2/ 230)، المنتخب من سياق نيسابور (309)، إنباه الرواة (2/ 167)، فوات الوفيات (2/ 297)، السير (17/ 509)، تاريخ الإسلام (وفيات 431) ط. تدمري، وفيات الأعيان (1/ 129)، الوافي (18/ 254)، تاج التراجم (125)، بغية الوعاة (2/ 89)، الجواهر المضية (2/ 403)، معجم المؤلفين (2/ 119).

1661 - أبو محمد القرطبي

محمّد بن عزيز بن محمّد بن دُوْسْت أبو سعد النيسابوري. ولد: سنة (357 هـ) سبع وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عمرو بن حمدان، وأبو أحمد الحاكم وغيرهما. من تلامذته: الواحدي، أبو الحسن صاحب التفسير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "أحد أئمة العصر في الأدب وروايته كتبه، والمعتمد عليه، والمرجوع إليه" أ. هـ. • فوات الوفيات: "أحد الأعيان الأئمة بخراسان في العربية .. وله ردٌّ على الزجاجي فيما استدركه على ابن السِّكيت في "إصلاح المنطق" ... وكان أوجه من قرأ اللغة على الجوهري صاحب الصحاح .. " أ. هـ. • السير: "كان أصم "أطروشًا" لا يسمع شيئًا .. وكان ذا زهد وصلاح ... " أ. هـ. وفاته: سنة (431 هـ) إحدى وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "ردّ على الزجاجي" وديوان شعر. 1661 - أبو محمّد القرطبي * المقرئ: عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن بن عيّاش، أبو محمّد القرطبي. ولد: سنة (391 هـ)، وقيل: (392 هـ) إحدى وتسعين، وقيل: اثنتين وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: مكي بن أبي طالب، وحاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من جلة المقرئين وخيارهم، عارفًا بالقراءات ضابطًا لها مجوّدًا لحروفها مع الخير والعفاف والدين والفضل" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ ضابط خير" أ. هـ. وفاته: سنة (472 هـ) اثنتين وسبعين وأربعمائة. 1662 - ابن عتَّاب * المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن محمّد بن عُتَّاب بن محسن أبو محمّد القرطبي. ولد: سنة (433 هـ) ثلاث وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ، وأبو عبد الله محمّد بن عابد وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن الجد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل الفضل والحكم والتواضع ... وكان أبو القاسم هذا فاضلًا دينًا متصونًا" أ. هـ. • السير: "الشيخ العلامة المحدث الصدوق مسند الأندلس" أ. هـ. • العبر: " .. مع الحلم والتواضع والزهد ¬

_ * معرفة القراء (1/ 439)، غاية النهاية (1/ 377)، الصلة (1/ 325)، تاريخ الإسلام (وفيات 472) ط. تدمري. * الصلة (2/ 512)، السير (19/ 514)، العبر (4/ 47)، تذكرة الحفاظ (4/ 1271)، الديباج المذهب (1/ 479)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 291)، الشذرات (6/ 101)، الأعلام (3/ 327)، معجم المؤلفين (2/ 116)، معجم المفسرين (1/ 272).

1663 - ابن الرمال

وكانت الرحلة إليها" أ. هـ. • الديباج: "هو آخر الشيوخ الجلة الأكابر بالأندلس في علو الإسناد وسعة الرواية، وكان عالمًا بالقراءات السبع وكثير من التفسير وغريبه ومعانيه مع حظ وافر من اللغة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (520 هـ) عشرين وخسمائة. من مصنفاته: "شفاء الصدور" في الزهد والرقائق. 1663 - ابن الرَّمَّال * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن بن عيسى، أبو القاسم الإشبيلي، المعروف بابن الرمّاك. من مشايخه: عبد الله بن أبي العافية، وأبو الحسن بن الأخضر وغيرهما من تلامذته: أبو بكر بن خير، وأبو إسحاق بن مَلْكون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان عالمًا بالعربية إمامًا في صناعتها مسلمًا له ذلك متصدرًا لإقرائها والتعليم بها قائمًا على كتاب سيبويه. وجدَّ في إنجاب التلاميذ فقل مشهور إلا قد أخذ عنه. وكان أبو عليّ الشلوبين يقول: ابن الرمّال عليه نعلم طلبة الأندلس الجلة" أ. هـ. • السير: "قلَّ أن ترى العيون مثله" أ. هـ. • الوافي: "كان أستاذًا في العربية مدققًا قيمًا بكتاب سيبويه ... قال أبو عليّ الشلوبين: ابن الرمال عليه تعلم طلبة الأندلس" أ. هـ. وفاته: سنة (541 هـ) إحدى وأربعين وخمسمائة. 1664 - الكرْماني * المفسر: عبد الرحمن بن محمّد أميرويه بن محمد، ركن الدين، أبو الفضل الكرماني. ولد: سنة (457 هـ) سبع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: القاضي محمّد بن الحسين، والقاضي الأرسابندي وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • التحبير في المعجم الكبير: "لم يزل يرتفع حاله لاشتغاله بالعلم ونشره وتكاثر الفقهاء عليه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "تزاحم عليه الطلبة، وتخرج به الأصحاب وانتشرت سيرته في الآفاق، وصار معظمًا عند الخاص والعام. وكان في رمضان يقرأون عليه التفسير والحديث" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، انتهت إليه ¬

_ * السير (20/ 175)، تاريخ الإسلام (وفيات 541) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 86)، الوافي (18/ 234)، وفيه "ابن الرمّاك" ولعله تصحيف لأن كل المصادر تذكرة "بابن الرمّال" تكملة الصلة (3/ 23)، طبعة عبد السلام هراس. * معجم المفسرين (1/ 273)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 287)، الجواهر المضية (2/ 388)، طبقات المفسرين للسيوطي (53)، الأعلام (3/ 327)، اللباب (3/ 37)، الأنساب (5/ 57)، تاريخ الإسلام (وفيات 543) ط. تدمري، التجبير (1/ 405)، الكامل (11/ 137)، السير (20/ 206)، تاج التراجم (122)، كشف الظنون (1/ 96)، هدية العارفين (1/ 519)، معجم المؤلفين (2/ 109)، مفتاح السعادة (2/ 283)، وسماه عبد الله بن محمد.

1665 - الحلواني

رياسة المذهب بخراسان" أ. هـ. وفاته: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "الجامع الكبير"، و "التجريد" في الفقه وغيرهما. 1665 - الحَلْوانِي * المفسر: عبد الرحمن بن أبي الفتح محمّد بن عليّ بن محمّد الحلواني الحنبلي (¬1). ولد: سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. من مشايخه: عليّ بن أيوب البزّار، والمبارك بن عبد الجبار وخلق. من تلامذته: سمع منه يحيى بن طاهر بن النجار الواعظ وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين: "قال ابن النجار: كان موصوفًا بالخير والصلاح والفضل وقال ابن شافع: كان فقيهًا في المذهب يفتي وينتفع به جماعة من أهل محلته" أ. هـ. • الشذرات: "ذكره ابن شافع وابن النجار وأثنيا عليه ... وذكره ابن الجوزي وقال: كان يتجر في الخلّ ويقتنع به ولم يقبل من أحد شيئًا ... وصلى عليه الشيخ عبد القادر" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، فقيه حنبلي، عارف بالأدب". وفاته: سنة (546 هـ) ست وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" في (41) جزءًا و"التبصرة" فقه، و"الهداية" أصول فقه. 1666 - أبو محمد المكِنْاسي * اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد السُّلمي الأندلسي، أبو محمّد، يعرف بالمكناسي. من مشايخه: أبو عبد الله بن سعادة، وغيره. من تلامذته: أبو القاسم الملاحي، وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "ختمت به البلاغة بالأندلس، ورأس في الكتابة وديوان رسائله بأيدي النّاس يتنافسون فيه. وكتب لأبي عبد الله محمّد بن سعد وغيره من الأمراء" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان عارفًا بضروب الآداب واللغات، ذاكرًا لأيام العرب وفرسانها، كاتبًا بارع الكتابة، جيد النظم حلو الأغراض، ينشيء الرسائل اللزومية، وبلغ في اللزوم مبلغًا أعجز فيه غيره، قرأ وتأدب على أشياخ مُرسية وغيرها". ثم قال: "قال ابن عبد الملك: كان شديد العناية بالآداب حتى رأس في الكتاب، وأحسن المشاركة ¬

_ * ذيل طبقات الحنابلة (1/ 221)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 280)، وفيه (عبد الرحمن بن علي)، الشذرات (6/ 237)، الأعلام (3/ 327)، معجم المؤلفين (2/ 102)، وفيه عبد الرحمن بن عمار، معجم المفسرين (1/ 273). (¬1) والحلواني نسبة إلى بيع الحلوى وقال ابن رجب: المعروف أنه بضم الحاء وما أظنه منسوبًا إلا إلى حُلْوان البلد المعروف بالعراق. * بغية الوعاة (2/ 89) وفيه وفاته (591 هـ) وهو خطأ، معجم المؤلفين (2/ 119)، تاريخ الإسلام (وفيات 571) ط. تدمري، تكملة الصلة، الوافي (18/ 258).

1667 - أبو البركات الأنباري

في قرض الشعر، وله مقامات في أغراض شتى" أ. هـ. وفاته: سنة (571 هـ) إحدى وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: له رسائل جليلة، ومفاخرة بين السيف والرمح. 1667 - أبو البركات الأنباري * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن أبي الوفاء محمّد بن عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله بن أبي سعيد بن الحسن بن سلمان الأنباري (¬1)، أبو البركات، كمال الدين. ولد: سنة (513 هـ) ثلاث عشرة وخمسمائة. من مشايخه: ابن الجواليقي، وابن الشجري وأبو منصور الرزّار وغيرهم. من تلامذته: ابن الدبيثي وأبو بكر المبارك بن المبارك النحوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "قال ابن النجار: كان إمامًا كبيرًا في النحو، ثقة عفيفًا، مناظرًا، غزير العلم، ورعًا، زاهدًا، عابدًا تقيًا لا يقبل من أحد شيئًا وكان خشن العيش، جَشْبَ المأكل والملبس. لم يتلبس من الدّنْيا بشيء مضى على أسد طريقة". ثم قال: "قال الموفق عبد اللطيف: الكمال شيخنا لم أرَ في العباد المنقطعين أقوى منه في طريقه ولا أصدق منه في أسلوبه، جد محض لا يعتريه تصنع ولا يعرف الشرور ولا أحوال العالم" أ. هـ. • العبر: "النحوي العبد الصالح ... إلى أن قال: وكان زاهدًا مخلصًا ناسكًا تاركًا للدنيا، له مائة وثلاثون مصنفًا في الفقه والأصول والزهد، وأكثرها في فنون العربية .. " أ. هـ. • وفيات الأعيان: "وكان نفسه مباركًا ما قرأ عليه أحد إلا تميز وانقطع في آخر عمره في بيته مشتغلًا بالعلم والعبادة وترك الدّنْيا ومجالسة أهلها" أ. هـ. • الوافي: "كان إمامًا ثقة صدوقًا فقيهًا مناظرًا غزير العلم ورعًا، زاهدًا تقيًا عفيفًا .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "أقرا النّاس العلم على طريقة سديدة وسيرة جميلة من الورع والجاهدة والتقلل والنسك وترك الدّنْيا ومحاسن أهلها" أ. هـ. • البداية والنهاية: "الفقيه العابد الزاهد، كان خشن العيش ولا يقبل من أحد شيئًا، ولا من الخليفة، وكان يحضر نوبة الصوفية بدار الخلافة" أ. هـ. • قلت: ومن كتاب "ابن الأنباري وجهوده في النحو": (وعلى الرغم من أن علم ابن الأنباري ومكانته كانا يمكنانه من التمتع بوثير الفراش وجديد الرياش، فإنه نبذ كل ذلك واحتقره "فقد كان خشن العيش والملبس لم يتلبس من الدّنْيا ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 171)، وفيات الأعيان (3/ 139)، السير (21/ 113)، العبر (4/ 231)، فوات الوفيات (2/ 292)، البداية (12/ 331)، الوافي (18/ 247)، النجوم الزاهرة (6/ 90)، الشذرات (6/ 425)، بغية الوعاة (2/ 86)، الأعلام (3/ 327)، إشارة التعيين (185) البلغة (133)، روضات الجنات (5/ 30)، معجم المفسرين (1/ 273). (¬1) "ابن الأنباري وجهوده في النحو"، الدكتور جميل علوش، الدار العربية للكتاب، ليبيا- تونس لسنة (1981 م).

بشيء" وكان من يزوره في بيته يجد رجلًا تجرد من نعيم الدّنْيا ورفاهيتها وزهد في جمالها وفتنها "فكان يليس في بيته ثوبًا خلقًا وتحته حصير قصب" وكان كذلك يبقى منعزلًا في بيته طوال أيام الأسبوع إلا في يوم الجمعة حيث كان ينزع ذلك الثوب الخلق، ويلبس ثوبًا جديدًا وعمامة قطن ويخرج إلى المسجد للصلاة. ومن البديهي أن تنتهي هذه الصفات بصاحبها إلى سلوك طريق التصوف والمتصوفين، وبخاصة أن الإقبال على هذا المسلك كان كثيرًا، وأن الدولة كانت تشجع عليه، كما ذكرنا في حديثنا عن الحالة الدينية في العصر السلجوقي. وقد وردت عدة إشارات تثبت ميله للمذهب الصوفي ومشاركته للمتصوفين في حلقاتهم فقد "كان يحضر نوبة الصوفية بدار الخلافة" وكذلك "كان ممن قعد في الخلوة عند الشيخ أبي النجيب". وأكثر من ذلك أنه "كان مقيمًا برباط له شرقي بغداد في الخاتونية" فيبدو من هذا كله أنه كان متصوفًا أو أنه على رأي بعضهم اقترب اقترابًا شديدًا من التصوف وبخاصة بعد أن اتصل بالشيخ أبي النجيب الصوفي. وأن أخلاقه وطبيعته لتحبِّبُ إليه هذا المذهب الصوفي فقد اشتهر في حياته كلها بالورع والزهد. والذي يدلنا أنه كان يقترب من المذهب الصوفي تدريجًا كلما تقدمت به السن، أن علاقته بهذا المذهب لم تكن وثيقة في أيام الشباب، فثمة بعض الدلائل التي تظهر أنه لم يكن يستسيغ هذا المذهب ولا يميل إليه. جاء في نزهة الألباء ضمن حديثه عن أستاذه أبي منصور الجواليقي ما يلي: "وحضرت حلقته يومًا وهو يقرأ عليه كتاب الجمهرة لابن دريد، وقد حكى عن بعض النحويين أنه قال: أصل (ليس) (لا أيس) فقلت: هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية، فكأن الشيخ أنكر عليّ ذلك الخ". إن هذه الواقعة تثبت أن ابن الأنباري لم يكن بعد قد استماله المذهب الصوفي، وهو أكثر من ذلك يتنذَّر عليهم أو يسخر من كلامهم من طرف خفي، حين يشبه كلام الجواليقي بكلامهم، وظاهر أن وجه الشبه في ذلك الغموض والاستغلاق. وإنكار الجواليقي لتشبيه ابن الأنباري، أكبر دليل على ما في تضاعيفه من التندُّر والسخرية. وصفوة الكلام أن صاحبنا وجد من الأسباب والدواعي، الداخلية والخارجية والسياسية والاجتماعية، ما جعله يقترب رويدًا رويدًا من مذهب المتصوفة، فيجالسهم ويشاركهم في حلقاتهم ويستمع إلى مواعظهم ويمارس رياضتهم الروحية، ويسالك مسلكهم في مواجهة أمور الحياة حتى يحسب كأنه واحد منهم في أواخر أيامه". ثم تحدث عن مذهبه الفقهي فقال: "كان نظام الملك ميالًا إلى المذهب الشافعي متعصبًا له، ولذلك جعل من شروط دخول المدرسة النظامية الانتساب إلى هذا المذهب والتمسك به. وقد تخرج ابن الأنباري في نظامية بغداد فلا بدع أن تفقه على مذهب الشافعي. وقد عمل لنصره مذهبه بجد وإخلاص. فصنف المؤلفات الجليلة في خدمته. ومن تصانيفه في مذهب الشافعي "هداية الذاهب في معرفة المذاهب" "وبداية الهداية". وعلى الرغم من انتساب صاحبنا إلى المذهب الشافعي وخدمته له فإنه كان متسامحًا متسع

1668 - المريي

الأفق. ويشهد على ذلك علاقته الطيبة والمتينة بشيخه ابن الشجري على الرغم من شيعيته. فقد كان نقيب الطالبيين في الكرخ، نيابة عن والده الطاهر. وكان صاحبنا يرى أن من مهمته تبصير النشء بالمذاهب المختلفة، وتمكينهم من الوقوف على ما بينها من فروق واختلافات حتى يكون في وسعهم اتخاذ الموقف المناسب والرأي الفاصل بهذا الشأن حين تدعو الضرورة. هذا بالإضافة إلى أن الإلمام بالمذاهب كان يعد جزءًا من الثقافة الدينية في ذلك العصر .. ". ثم ذكر خلاصة القول في ثقافته فقال: "وصفوة القول أن ثقافة ابن الأنباري كانت في أساسها ثقافة دينية تضرب في الحديث والفقه والأصول بسهم وافر. ثم اتسعت؛ لأن تشمل النحو واللغة والأدب بصفة عامة، غير أنه اشتهر بالنحو وتميز به وأعطى فيه كثر مما أعطى في غيره من الموضوعات) أ. هـ. وفاته: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "النور اللائح في اعتقاد السلف الصالح" و"أسرار العربية" و"إعراب القرآن" و"ديوان اللغة". 1668 - المريّي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن يوسف بن أبي عيسى بن حبيش الإمام، أبو القاسم الأنصاري المريي الأندلسي. ولد: سنة (504 هـ) أربع وخمسمائة. من مشايخه: قرأ بالروايات على أحمد بن عبد الرحمن القصبي، وأبي القاسم بن أبي رجاء البلوي وغيرهما. من تلامذته: أبو الخطاب بن دحية وعلي بن أبي الصافية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "كان أكثر كلامه فيما يسأل عنه لا أدري أو ربما كان يجيب فيما بعد قوله لا أدري على الفور" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "قال أبو عبد الله بن عَيّاد: كان عالمًا بالقراءات إمامًا في علم الحديث عارفًا بعلله واقفًا على رجاله لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه، أقر له بذلك أهل عصره مع تقدمه باللغة والأدب واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كبير حافظ علامة صالح ... مات بمرسية ... وكادت الناس أن تهلك من الزحمة على عرشه .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان أحد الأئمة بالأندلس في الحديث وغريبه ولغته وله المغازي مجلدات" أ. هـ. • الشذرات: "كان من أئمة الحديث والقراءات، والنحو واللغة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "المغازي" وكتاب "اقتضاء صلة ابن بشكوال". ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 465)، التكملة للمنذري (1/ 79)، العبر (4/ 252)، السير (21/ 118)، تذكرة الحفاظ (4/ 1354) غاية النهاية (1/ 378) / النجوم (6/ 108) بغية الوعاة (2/ 85)، شذرات (6/ 460)، معجم المؤلفين (2/ 115) الأعلام (3/ 327).

1669 - ابن الشراط

1669 - ابن الشَّرَّاط * اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن محمد بن غالب، أبو القاسم بن الشَّرَّاط الأنصاري. من مشايخه: أبو القاسم الحجازي، وأبو الحسن شريح وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الفاضل ... أقرأ الناس بالجامع بقرطبة وغيره زمانا. وكان الناس يرحلون إليه لجلالته وعلو روايته" أ. هـ. * معرفة القراء: "مقرى أهل قرطبة ... كان مقرئا محققا زاهدا عابدا أقرأ دهرا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال الأبار: وكان عارفا بالقراءات، رأسًا في تجويدها بصيرًا بالعربية، زاهدًا ورعًا صاحب ليل، أقرأ الناس القراءات والنحو وحدث ... ولم يتخلف عن جنازته كبير أحد" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. 1670 - الواسطي * المقرئ: عبد الرحمن بن أبي الفتح محمد بن أبي المظفر عبد السميع بن أبي تمام عبد الله بن عبد السميع القرشي الهاشمي الواسطي. ولد: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ القرآن بواسط على أبي السعادات أحمد بن علي بن خليفة، وعلى أبي حميد عبد العزيز بن علي الأندلسي وغيرهما. من تلامذته: الدبيثي، وأبو الطاهر بن الأنماطي وجماعة. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "هو من بيت قراءة ورواية وعدالة وصلاح .. " أ. هـ. • السير: "الإمام العدل المأمون المقريء الجود المحدث .. وكتب وجع وصنف وروى الكثير، وكان صدرًا نبيلًا عالما ثقة حسن النقل وله .. أرجوزة في الاعتقاد يتطرق إليها الانتقاد ويلقب بالشِّيناتي .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من أكابر أهل بلده وعلمائهم ومن بيت العلم والدين وكان ثقة، حسن النقل .. " أ. هـ. • معرفة القراء: "ألف أشياء مفيدة مع الثقة والجلالة .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء، جليل، ثقة، مفيد" أ. هـ. وفاته: سنة (621 هـ) إحدى وعشرين وستمائة. من مصنفاته: له كتاب "لُباب المنقول في فضائل الرسول" و"فضائل الأيام والشهور" وغير ذلك. 1671 - الوجيه * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الرحمن بن محمد ¬

_ * معرفة القراء (2/ 562)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 139)، تاريخ الإسلام (وفيات 586) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1360)، غاية الغاية (1/ 379). * التكملة للمنذري (3/ 114)، السير (22/ 185)، العبر (5/ 83)، معرفة القراء (2/ 611)، غاية النهاية (1/ 377)، النجوم (6/ 260) شذرات الذهب (7/ 167)، تاريخ الإسلام (وفيات 621) ط. بشار. * الطالع السعيد (295)، المقفى (4/ 75)، الوافي (18/ 259)، وفيه لقبه: وجيه الدين ونسبته القوصي، تاج التراجم (124)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 290)، وفيه: (قال الحافظ الدمياطي: ويدعى أيضًا عبد الرحيم .. )، الجواهر المضية (2/ 394)، الأعلام (3/ 328)، معجم المفسرين (1/ 374).

1672 - المصمودي

بن عبد العزيز بن سليمان، أبو القاسم، اللّخمي الحنفي، وينعت بالوجيه. ولد: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: ابن بري، وتفقه على أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن سعد البجلي. وغيرهما. من تلامذته: سمع منه الحافظ أبو محمّد القاسم بن علي بن عبد الرحمن، والحافظ المنذري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجواهر المضية: "قال الدمياطي: كان شيخًا، فاضلًا، شاعرًا، مع ما فيه من التبحر في مذهب أبي حنيفة ... ودرس بالمدرسة الحنفية بحارة زويلة إلى أن مات .. " أ. هـ. • المقفى: "كان شيخًا فاضلًا شاعرًا متبحرًا في مذهب أبي حنيفة .. وله مصنفات في فنون، نظمًا ونثرًا، في الفقه واللغة والتفسير والوعظ والإنشاء" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنفي، له مشاركة في كثير من العلوم. كان ينعت بالوجيه مولده بقوص في الصعيد المصري" أ. هـ. وفاته: سنة (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "حدائق الأزهار في شرح مشارق الأنوار للصاغاني" وغير ذلك. 1672 - المَصْمُودِي * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن، الأستاذ أبو القاسم بن رحمون المصمودي. من مشايخه: ابن خروف وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان ذا لسان وفصاحة .. وكان يقرئ كتاب سيبويه، وله صيت وشهرة، ومشاركة في فنون" أ. هـ. وفاته: سنة (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. 1673 - البَعْلي * المفسر عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن بن يوسف البعلي ثم الدمشقي، أبو بكر فخر الدين. ولد: سنة (685 هـ) خمس وثمانين وستمائة. من مشايخه: ابن البخاري، والشيخ تقي الدين الواسطي وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "صديقنا ورفيقنا ... وخرج لنفسه وللكبار وقرأ للعامة ونفعهم نفعه الله بما علم وغفر له" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "أخبرني بعض أقاربه -وكان يخدمه في مرضه الذي توفي فيه- قال: آخر ما سمعت عند موته، أن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من كان آخر قوله لا اله إلا الله، ثم مات" أ. هـ. • الدرر: "كان فيه دين وخير ونفع للعامة" أ. هـ. ¬

_ * الوافي (18/ 239)، بغية الوعاة (2/ 86). * طبقات المفسرين للداودي (1/ 289)، معجم المفسرين (1/ 274)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 419)، ذيل العبر (175)، الشذرات (8/ 176)، الدرر (2/ 451)، معجم المؤلفين (2/ 114)، المعجم المختص (99)، معجم الشيوخ للذهبي (300).

1674 - التلمساني

* طبقات المفسرين للداودي: "خرج لغير واحد من الشيوخ وأفاد وتفقه وأفتى في آخر عمره، وولي مشيخة الصدرية والإعادة بالمسمارية". وقال: "كان فقيهًا محدثًا، كثير الاشتغال بالعلم عفيفًا دينًا، حج مرات وأقام بمكة أشهرا وكان مواظبًا على قراءة جزءين من القرآن في الصلاة كل ليلة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث، مفسر، فقيه حنبلي" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وشعمائة. من مصنفاته: "تفسير" بعض القرآن الكريم، و"الثمر الرائق المجتبى من الحقاتق". 1674 - التِلِمساني * المفسر عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني التلمساني، أبو يحيى. ولد: سنة (757 هـ) سبع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: الشريف التلمساني، وأبو عُثْمَان العقباني وغيرهما. من تلامذته: أبو زيد الجاوري، والعلامة ابن زاغو وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تعريف الخلف: "الشريف الإمام العلامة المحقق الأعرف. . . كان من الآيات في القيام بتحقيق العلوم والإتقان لها ومعرفتها محققًا، نظارًا، حجه قال الإمام أبو العباس: الإمام العلامة الأوحد شريف العلماء، وعالم الشرفاء، آخر المفسرين من علماء الظاهر والباطن" أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام العلامة العمدة الفهامة شريف العلماء وخاتمة المفسرين الفضلاء، كان آية من آيات الله في القيام بتحقيق العلوم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم بالتفسير، حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية" أ. هـ. وفاته: سنة (826 هـ) ست وعشرين وثمانمائة. 1675 - القَلْقَشَنْدِي * المفسر: عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي القلقشندي الأصل المقدسي المعروف بالزين القلقشندي. ولد: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، وخاله الشهاب بن العلائي وجماعة. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "أحب الحديث وطلبه، وكتب الطباق بخطه، وصنف ونظم، وكان فاضلًا نبيهًا. . . وكان حسن العقل والخط حاذقًا رجع إلى بلده فمات بها وأسفنا عليه رحمه الله تعالى" أ. هـ. • الضوء: "بل كان علامة حسن الشكالة متحركًا كيسًا جيد النظم شهمًا غاية في الكرم. . وأفتى وحدث وخطب بالأقصى ودرس بالطازية والخاصكية والميمونية والقشتمرية والكريمية ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 275)، شجرة النور (251)، تعريف الخلف (القسم الأول / 208). * الضوء اللامع (4/ 122)، الشذرات (9/ 253)، هدية العارفين (1/ 530)، إيضاح المكنون (1/ 306)، معجم المؤلفين (2/ 109)، إنباء الغمر (8/ 29).

1676 - ابن الحلال

والملكية وأعاد بالصلاحية، وصار مفتي بيت المقدس وكان العز المقدسي يتكلم فيه فيما قيل، وهو المنتدب في بلده للهروي وأشار على المصرين بعدم الاتفاق معه على آية أو حديث لأنه أحفظ الناس بل يأخذونه على غفلة" أ. هـ. وفاته: سنة (826 هـ) ست وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة الفاتحة" و"تعليق" على شرح السراج للبلقيني لجامع الصحيح البخاري وغير ذلك. 1676 - ابن الحلّال * النحوي، المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن محمد الزين بن العلامة سعد الدين القزويني الجزيري البغدادي الحلَّالي وقيل ابن الحلّال. ولد: سنة (773 هـ) ثلاث وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: والده، وتفقه بخاله قاضي بغداد النظام عمود السديدائي وغيرهما. من تلامذته: الشهاب الكوراني، والجمال محمّد بن إبراهيم المرشدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "برع في القراءات والتفسير وكان عالمًا بالمعاني والبيان والعربية. . . قال القاضي علاء الدين: واجتمعت به فرأيته عالمًا بالفقه والمعاني والبيان والعربية وله صيت كبير في بلاده وكان عالمها. . . " أ. هـ. • الضوء: "عالم بالمعاني والبيان والعربية والقراءات. . . وصفه الكوراني بعلم جم وسيرة جميلة ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "وابن الحَلَّال لحل أبيه المشكلات التي اقترحها العضد عليه. ." أ. هـ. وفاته: سنة (836 هـ) ست وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف في القراءات، وشرح الطوالع وغير ذلك. 1677 - السَّنْدبيسِيّ * النحوي، المفسر: عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد بن يحيى الزين أبو الفضل بن التاج السندبيسي (¬1). ولد: سنة (785 هـ) تقريبا، خمس وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: لازم ابن حجر وسمع من التنوخي والصلاح وغيرهم. من تلامذته: السخاوي وسمع منه النجم بن فهد وغيرهما. ¬

_ * إنباه الغمر (8/ 290)، الضوء (4/ 154)، الوجيز (2/ 526) وسماه عبد الرحيم، بدائع الزهور (2/ 105)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 293)، الشذرات (9/ 316)، معجم المفسرين (1/ 275). * إنباء الغمر (3/ 415)، وذكر اسمه محمد بن محمّد بن يحيى السندبيسي ضمن وفيات سنة (800 هـ) وهو خطأ بائن نبه عليه السخاوي إضافة إلى محقق كتاب إنباء الغمر. وهو غير محمد بن محمد بن يحيى بن يحيى الشيخ تاج الدين السندبيسي الشافعي العلوي أبو العلاء الواسطي المتوفى سنة (540) الضوء (4/ 150)، وجيز الكلام (2/ 625)، التبر المسبوك (242)، بغية الوعاة (2/ 89)، نظم العقيان (126)، بدائع الزهور (2/ 262). (¬1) السندبيسي: نسبة إلى سندَبيس من الوجه البحري بمصر أ. هـ. من هامش الرجيز.

1678 - الثعالبي الجزائري

كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان البرهان يقول: هو شارح عظيم وربما نبه على ما حصل السهو فيه. . ثم قال: وكان يغلب عليه إقامته بخلوة له فيها، وفضل وتقدم ودخل دمياط، والمحلة وحج وولى تدريس التفسير بالحسنية برغبة شيخنا له عنه. . . وقصده الطلبة للاشتغال وصار أحد الأعيان، وكان إنسانًا عالمًا صالحًا خيرًا ثقة متقنا بارعًا في فنون مع توقف فهمه متقدمًا في العربية مشاركًا في كثير من الفضائل خبيرًا بالكتب، كثير التردد لسوقها، وربما كان فيها مع التواضع والانجماع عن الناس والمشي على طريقة السلف والمبالغة في التحري بحيث أفضى إلى نوع من الوسواس خصوصا في النية" أ. هـ. • البغية: "كان عالمًا فاضلًا مفننًا خيرًا بارعًا، مواظبًا على الاشتغال، حسن الديانة، كثير التواضع، أقرأ الناس وقتًا، وحدث ودرس الحديث بجامع الحاكم" أ. هـ. وفاته: سنة (852 هـ) اثنتين وخمسين وثمانمائة. 1678 - الثعالبي الجزائري * المفسر عبد الرحمن بن محمّد بن مخلوف الثعالي الجزائري المغربي المالكي. ولد: سنة (786 هـ) ست وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: أبو العباس النقاوسي وعلي بن عُثمَان المانجلاقي وغيرهما. من تلامذته: ابن مرزوق الكفيف والشيخ السنوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "الإمام علم الأعلام الفقيه المفسر المحدث الراوية العمدة الفهامة الهمام الصالح الفاضل العارف بالله الواصل أثنى عليه جماعة بالعلم والصلاح والدين المتين" أ. هـ. • المفسرون بين التأويل والإثبات: "أما عقيدة الأسماء والصفات في تفسيره: فهو ينقل عبارات ابن عطية ويقرها، وعلى كل حال، هو مؤول أشعري في جميع الصفات، يرى أن المذهب الحق هو مذهب المؤولة من المتكلمين. وخير حجة وبرهان، هو الوقوف على عين المكان، فانظر بنفسك في تأويلاته في الصفات التي أثبتها مأخوذة من تفسيره حتى لا يكون علمك من باب الظن والتخمين، ولكن من باب علم اليقين فيه وفي غيره من المفسرين. صفه الغضب: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} غضب الله تعالى، عبارة عن إظهاره عليهم مسخًا وعقوبة وذلة ونحو ذلك، مما يدل على أنه قد أبعدهم عن رحمته بعدًا مؤكدًا (¬1). صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} اختلف المفسرون في هذا الاستهزاء، فقال جمهور ¬

_ * الضوء (4/ 152)، شجرة النور (264)، الأعلام (3/ 331)، معجم المؤلفين (2/ 122)، معجم أعلام الجزائر (88)، المفسرون بين التأويل والأثبات في آيات الصفات (2/ 172). (¬1) تفسير الثعالبي: 1/ 26.

العلماء: هي تسمية العقوبة باسم الذنب. . والعرب تستعمل ذلك كثيرًا. وقال قوم: إن الله سبحانه يفعل بهم أفعالًا هي في تأمل البشر هزء، روي أن النار تجمد كما تجمد الإهالة، فيمشون عليها ويظنون أنها منجاة فتخسف بهم، وما روي أن أبواب النار تفتح لهم فيذهبون إلى الخروج. نحا هذا المنحى ابن عباس والحسن. قلت: وقوله تعالى: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} (¬1) يقوي هذا المنحى، هكذا نص عليه في اختصار الطبري. انتهى وقيل: استهزاؤه بهم، هو استدارجهم بدور النعم الدنيوية (¬2). صفة الاستواء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. معناه عند أبي المعالي وغيره من حذاق المتكلمين: الملك والسلطان. وخص العرش بالذكر تشريفًا، إذ هو أعظم المخلوقات (¬3). صفه العندية: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}. وقوله (عند): إنما يريد به المنزلة والتشريف والقرب في المكانة لا في المكان، فهم بذلك عنده (¬4). صفة الكلام: قال عند قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وكلم الله سبحانه موسى بكلام دون تكييف، ولا تحديد، ولا حرف، ولا صوت والذي عليه الراسخون في العلم، أن الكلام هو المعنى القائم في النفس، ويخلق الله لموسى إدراكًا من جهة السمع يتحصل به الكلام، وكما أن الله تعالى موجود لا كالموجودات معلوم لا كالمعلومات، فكذلك كلامه لا كالكلام (¬5). صفة العين: قال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} وقوله "بأعيننا" يمكن أن يريد بمرأى منا فيكون عبارة عن الإدراك والرعاية والحفظ، ويكون جمع الأعين للعظمة، لا للتكثير، كما قال عز من قائل {فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} (¬6) والعقيدة أنه تعالى منزه عن الحواس والتشبيه، والتكييف لا رب غيره. ويحتمل قوله "بأعيننا" أي بملائكتنا الذين جعلناهم عيونًا على مواضع حفظك، ومعونتك فيكون الجمع على هذا التأويل للتكثير (¬7). صفة الوجه: قال عند قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ووجه الله معناه الذي وجهنا إليه، كما تقول: سارت في وجه كذا أي في جهة كذا، ويتجه في بعض المواضع من القرآن كهذه الآية أن يراد بالوجه التي فيها رضاه، وعليها ثوابه، ¬

_ (¬1) سورة الحديد: الآية: 13. (¬2) تفسير الثعالبي: 1/ 24. (¬3) تفسير الثعالبي: 2/ 23. (¬4) تفسير الثعالبي: 2/ 80. (¬5) تفسير الثعالبي: 1/ 433. (¬6) سورة المرسلات، الآية: 23. (¬7) تفسير الثعالبي: 2/ 204 - 205.

كما تقول: تصدقت لوجه الله ويتجه في هذه الآية خاصة أن يراد بالوجه الجهة التي وجهنا إليها في القبلة (¬1). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} قالت فرقة: المعنى كل شيء هالك إلا هو سبحانه، قاله الطبري وجماعة منهم أبو المعالي رحمه الله، وقال الزجاج: إلا إياه (¬2). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} أي على الأرض فإن، والإشارة بالفناء إلى جميع الموجودات على وجه الأرض من حيوان وغيره. . والوجه عبارة عن الذات، لأن الجارحة منفية في حقه سبحانه. قال الداودي: وعن ابن عباس ذو الجلال، قال: ذو العظمة والكبرياء (¬3). صفة الإتيان والمجيء: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}. قال: أي ينتظرون، والمراد هؤلاء الذين يزلون، والظلل جمع ظلة وهي ما أظل من فوق، والمعنى يأتيهم حكم الله وأمره ونهيه وعقابه إياهم، وذهب ابن جريج وغيره إلى أن هذا التوعد هو مما يقع في الدنيا. وقال قوم: بل هو توعد بيوم القيامة. وقال قوم: {إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} وعيد بيوم القيامة (¬4). تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية قال ابن عباس: كرسيه علمه، ومنه الكراسة. قال ابن عطية: والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش أعظم منه. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس". وقال أبو ذر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت في فلاة من الأرض (¬5). صفه المحبة: قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} قال ابن عطية: والمحبة إرادة يقترن بها إقبال من النفس وميل بالمعتقد، وقد تكون الإرادة المجردة فيما يكره المريد، والله تعالى يريد وقوع الكفر ولا يحبه، ومحبة العبد لله تعالى يلزم عنها -ولا بد- أن يطيعه، ومحبة الله تعالى أمارتها للمتأمل، أن يرى العبد مهديًا مسددا ذا قبول في الأرض، فلطف الله تعالى بالعبد ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يفسر لفظ المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل (¬6). ¬

_ (¬1) تفسير الثعالبي: 1/ 101. (¬2) نفس المصدر السابق: 3/ 186. (¬3) نفس المصدر السابق: 4/ 242 - 243. (¬4) تفسير الثعالبي: 1/ 162. (¬5) تفسير الثعالبي: 1/ 201. (¬6) تفسير الثعالبي: 1/ 258 - 259.

صفة الفوقية: قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيكُمْ حَفَظَةً} القاهر: إن أخذ صفة فعل أي مظهر القهر بالصواعق والرياح والعذاب فيصح أن تجعل فوق ظرفية للجهة، لأن هذه الأشياء إنما تعاهدها العباد من فوقهم، لأن أخذ القاهر صفة ذات بمعنى القدرة والاستيلاء، ففوق لا يجوز أن تكون للجهة، وإنما هي لعلو القدر والشأن، على حد ما تقول: الياقوت فوق الحديد، والأحرار فوق العبيد (¬1). "صفة اليد": قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}. العقيدة في هذا المعنى، نفي التشبيه عن الله سبحانه، وأنه ليس بجسم ولا له جارحة، ولا يشبه، ولا يكيف، ولا يتحيز ولا تحله الحوادث، تعالى عما يقول المبطلون علوا كبيرا. قال ابن عباس في هذا الآية: يداه نعمتاه ثم اختلفت عبارة الناس في تعيين النعمتين، فقيل: نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، وقيل النعمة الظاهرة والنعمة الباطنة، والظاهر أن قوله سبحانه {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} عبارة عن أنعامه على الجملة، وعبر عنها باليدين جريا على طريقة العرب في قولهم: فلان ينفق كلتا يديه، ومنه قول الأعشى: يداك يدا مجد فكف مفيدة ... وكف إذا ما ضن بالمال تنفق ويؤيد أن اليدين هنا بمعنى الإنعام قرينة الإنفاق (¬2). إثبات الرؤية: قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أجمع أهل السنة على أن الله عز وجل يُرى يوم القيامة، يراه المؤمنون والوجه أن يبين جواز ذلك عقلًا، ثم يستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز، واختصار تبيين ذلك أن يعتبر بعلمنا بالله عزَّ وجلَّ، فمن حيث جاز أن نعلمه لا في مكان ولا متحيزًا، ولا مقابلا، ولم يتعلق علمنا بأكثر من الوجود جاز أن نراه غير مقابل ولا محاذي، ولا مكيفا ولا محددا. وكان الإمام أبو عبد الله النحوي يقول: مسألة العلم حلقت لحى المعتزلة ثم ورد الشرع بذلك كقوله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} وتعدية النظر بإلى إنما هو في كلام العرب لمعنى الرؤية لا لمعنى الانتظار على ما ذهب إليه المعتزلة، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه وتواتر وكثر نقله "إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة القدر" ونحوه من الأحاديث الصحيحة على اختلاف ألفاظها (¬3) " أ. هـ. وفاته: سنة (875 هـ) خمس وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" أربعة مجلدات و"الذهب الإبريز في غريب القرآن العزيز" وغير ذلك. ¬

_ (¬1) تفسير الثعالبى: 1/ 527. (¬2) تفسير الثعالبي: 1/ 494. (¬3) نفس المصدر (4/ 161).

1679 - العليمي

1679 - العُلَيمي * المفسر عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العليمي، أبو اليمن، مجير الدين الحنبلي، والعليمي: نسبة إلى علي بن عليم المقدسي صاحب "المنهج الأحمد في تراجم الإمام أحمد". ولد: سنة (860 هـ) ستين وثمانمائة. من مشايخه: قرأ على العلاء علي الغزي، ولازم الشيخ شهاب الدين العمري وغيرهما. من تلامذته: الشيخ جار الله وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مؤرخ باحث، من أهل القدس. . كان قاضي قضاة القدس" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مؤرخ، باحث مفسر" أ. هـ. • كتاب الأنس الجليل للمترجم (1/ 10) في خلق العرش والكرسي والريح حيث قال في أثناء كلامه بعد ذكره لأثر عن ابن عباس في ذلك: (. . . فالعرش عرش العظمة والكبرياء والكرسي كرسي الجلال والبهاء؛ لأن الله تعالى لا حاجة له إليهما فقد كان قبل تكوينهما لأعلى مكان. .). وفي موضع آخر من نفس الكتاب (1/ 91): نراه يؤول اليد بالقدرة فيقول في ذكره قصة الرؤية التي حدثت لموسى - عليه السلام -: (فأمره الله أن يقطع الألواح من صخرة صماء فقطعها وكتب الله فيها التوراة بيد القدرة). ثم نراه يجيز التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول (1/ 225) في ذكر آداب زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ثم يأتي الروضة فيصلي فيها ما يسر الله له، ويصلي عند المنبر أيضًا ثم يدعو عند انصرافه فيقول: اللهم إني أتيت قبر نبيك - صلى الله عليه وسلم - متقربا إليك بزيارته متوسلا لديك به، وأنت قلت وقولك الحق ولا تخلف الميعاد {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}، اللهم اجعلها زيارة مقبولة وسعيا مشكورا وعملا متقبلا مبرورا ودعاء تدخلنا به جنتك وتسبغ علينا رحمتك، اللهم اجعل سيدنا محمدا أنجح السائلين). وفي موضع آخر (1/ 226) يقول: (ثم يخرج غير مستدبر القبر الشريف ويبدأ برجله اليسرى قائلا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وافتح لي أبواب فضلك وحط عني أوزاري بزيارة نبيك وأحسن منقلي إلى أهلي ووطني ببركته - صلى الله عليه وسلم - يا رب العالمين يا أرحم الراحمين أدخلنا في شفاعته أجميعن). وفاته: سنة (928 هـ) ثمان وعشرين وتسعمائة، وقيل: (927 هـ) سبع وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "فتح الرحمن في تفسير القرآن، و"الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، وغير ذلك. 1680 - القَصري * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الرحمن بن محمّد ¬

_ * السحب الوابلة (2/ 516)، الأنس الجليل (المقدمة، 9، 91، 225، 226)، وفيه أن وفاته (927 هـ)، الأعلام (3/ 331)، معجم المؤلفين (2/ 112)، معجم المفسرين (1/ 276)، معجم المطبوعات (358). * معجم المؤلفين (2/ 123)، هدية العارفين (1/ 548)، خلاصة الأثر (2/ 378)، معجم المفسرين (1/ 276).

1681 - العمادي

بن يوسف القصري الفاسي، أبو العز، وقيل: أبو محمد. ولد: سنة (972 هـ) اثنتين وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: أخوه أبو المحاسن يوسف الفاسي، وأبو زكريا بن محمّد السراج وغيرهما. من تلامذته: أبو النصائح محمد بن محمد عبد الله معن، وابن أخيه عبد القادر الفاسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان إمامًا عمدة في العلم والعمل الظاهر والباطن. . . وكراماته كثيرة شهيرة، وكان بعض الناس في عصره يلازم تنبيه الأنام كثيرًا، فذكر ذلك له فقال: انظروا هل أنتج له شيء من كثرة صلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلا فاعلموا أن باطنه مشوب، فدل كلامه على أن الطاعات ولا سيما الصلاة على الوسيلة العظمى - صلى الله عليه وسلم - الذي هو أصل كل خير" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في النحو واللغة، والتفسير والفقه والأصول والكلام والمنطق والبيان والموسيقى، درس بفاس التفسير والحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (1036 هـ) ست وثلاثين وألف. من مصنفاته: "حاشية" على البخاري، وحاشية على شرح الصغرى للسنوسي (¬1)، وحاشية على تفسير الجلالين وغير ذلك. 1681 - العِمَادِي * المفسر: عبد الرحمن بن محمد بن محمّد بن محمد بن محمد بن محمد، عماد الدين، العِمَادي. ولد: سنة (978 هـ) ثمان وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: الحسن البوريني، والشمس بن المنقار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "أحد أفراد الدهر وأعيان العلم وأعلام الفضل. . ورؤيت له منامات صالحة بعد موته واتفق له أنه وقف في آخر درس من دروسه التفسيرية في المدرسة السليمانية على قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} أ. هـ. • الأعلام: "مفتي دمشق ومن أجلاء شيوخها" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر أديب من فقهاء الحنفية" أ. هـ. • قلت جاء في مقدمة كتابه "الروضة الريا فيمن دفن بداريا" (ص 55): "الحمد لله الذي نوع لهذه الأمة أسباب الخيرات، ووسع لهم أبواب المثوبات والبركات والصلاة والسلام على نبيه، الذي بين للمؤمنين سبل الطاعات، وحسن زيارة الصالحين في الحياة وبعد الممات، وعلى صحابته والتابعين ¬

_ (¬1) هو محمد بن يوسف السنوسي (توفي 895 هـ) ترجمنا له في موضعه وهو إمام الشافعية والاعتقاد الأشعري في وقته. * خلاصة الأثر (2/ 380)، سلافة العصر (372)، الأعلام (3/ 332)، معجم المؤلفين (2/ 121)، معجم المفسرين (1/ 277)، "الروضة الريا فيمن دفن بداريا"، تحقيق عبدة علي الكوشك -دار المأمون للتراث- ط (1)، لسنة (1408 هـ-1988 م).

1682 - شيخي زاده

لهم بإحسان، على مر الدهور، وكر الأزمان، وبعد: فيقول الفقير إلى لُطف ربه الخفي، وبره الوفي، عبد الرحمن العمادي الحنفي: إن زيارة الصالحين من أقرب القربات، وهي لاستمطار سحائب البركات من الأمور المجربات، وقد أمرنا بالتعرض للنفحات، ولا شك أن مواطنهم من أكبر مظنات إجابة الدعوات". قلت: قال المحقق: لا شك أن زيارة الصالحين من أهل العلم والتقوى في حياتهم تعدّ قربة عظيمة إلى الله سبحانه. لكن تخصيص قبورهم بالزيارة لم يندب إليه الشرع ولم يقل به إمام فيما أعلم. وإنما حثت شريعتنا الغرّاء على زيارة قبور المسلمين عامة، للعظة والاعتبار والتسليم عليهم والدعاء لهم" أ. هـ. قلت: وإنما شرع هذه الزيارة -أي زيارة قبور الأنبياء والصالحين والتبرك بهم والدعاء عندهم وغير ذلك من الضلالات والانحرافات- هم الصوفية وحملتها، وغيرهم من الفرق كالشيعة ومن نحى منحاهم، وهذا بطلان وسوء اعتقاد، نسأل الله العفو والعافية. وفاته: سنة (1051 هـ) إحدى وخمسين وألف. من مصنفاته: "تحرير التأويل" في التفسير، و"المستطاع من الزاد" في مناسك الحنفية وغير ذلك. 1682 - شيخي زاده * المفسر: عبد الرحمن بن محمّد بن سليمان، المعروف بشيخي زاده، ويعرف بداماد شيخ الإسلام. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه حنفي مفسر، من أهل كليبولي بتركيا، ولي قضاء الجيش بالروم إيلي" أ. هـ. • قلت ذكره صاحب كتاب "جهود علماء الحنفية" ضمن أئمة الحنفية الذين يبطلون توسلات القبورية حيث قال بعد أن ذكر أسماء هؤلاء الأئمة: مقالتهم: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله تعالى إلا به والدعاء المأذون فيه والمأثور به: ما استفيد من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، وكره قوله: بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك، أو بحق البيت. . . أقول: هذه المقالة لهؤلاء الأئمة الحنفية تقطع دابر القبورية المتوسلين بالأموات. ونبطل التوسل بحق فلان والوجه والجاه والطفيل والخاطر والحرمة والشرف والبركات. وإذا تبين بطلان التوسل بمثل هذه الكلمات بطل ما هو عين الاستغاثة بالأموات" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 277)، هدية العارفين (1/ 549)، معجم المطبوعات (1170)، الأعلام (3/ 332)، معجم المؤلفين (2/ 111)، جهود علماء الحنفية (3/ 1470)، "نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي وقع فيها الاختلاف بين الماتريدية والأشعرية في العقائد". ط- المطبعة الأدبية -مصر - (1317 هـ)، الماتريدية (1/ 316).

1683 - المحلي

• قلت: عند مراجعة كتابه "نظم الفرائد" وجدنا أنه عبارة عن مسائل مختلف فيها بين الماتريدية والأشعرية. فيعمل على أخذ كل مسألة ويذكر فيها رأي الماتريدية وأدلتهم واستنتاجاتهم وبعدها يطرح رأي الأشعرية وأدلتهم واستنتاجاتهم. وبعد ذلك يكتب الجواب الذي يمثل رأيه وغالبًا يكون لصالح رأي الماتريدية وبعدها يذكر فائدة -ليس دائمًا- متعلقة تلك المسألة. والمسائل التي تطرق إليها كثيرة منها تفسير الوجوب وهل أن الوجوب عدمي أم لا، وكذلك صفة السمع والبصر وصفة الكلام وصفة التكوين وبيان القضاء والقدر وغيرها كثير. المتتبع للكتاب يلاحظ أنه يميل في أكثر الأحيان إلى رأي الماتريدية. ومما يؤيد ما ذهبنا إليه أن الشيخ شمس الدين الأفغاني قد ذكر شيخي زاده ضمن أشهر أعلام الماتريدية في كتابه "الماتريدية وموقفهم من الصفات الإلهية". وكل هذا إذا صح نسبة كتاب "نظم الفرائد" إليه، حيث شك الشمس الأفغاني في نسبة الكتاب بقوله: "لقد طبع هذا الكتاب باسم "عبد الرحيم بن علي" المعروف بشيخ زاده (944 هـ). . . والذي يظهر لي أن هذا الكتاب ليس له لأنه توفي (944 هـ)، والكتاب فيه عمن تأخر عنهن فقد ينقل عن الملا علي القاري (1014 هـ)، وكمال الدين البياضي (1098 هـ). ثم رأيت الشيخ عبد الجبار بن عبد الرحمن نسبه إلى عبد الرحمن بن محمّد المعروف بشيخي زاده (1078 هـ)، مؤلف (مجمع الأنهر). قلت -أي الأفغاني-: الشك لا زال موجودًا، مع العلم بأن هذا الكتاب من أهم كتب الماتريدية، ولا سيما في بيان الخلاف بينهم، وبين زملائهم الأشعرية، وهو مطبوع مرارًا" والله أعلم أ. هـ. وفاته: سنة (1078 هـ) ثمان وسبعين وألف. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل" في التفسير للبيضاوي، و"مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، في فروع الفقه الحنفي، وله "نظم الفرائد" (¬1) في مسائل الخلاف بين الماتريدية والأشعرية. 1683 - المحلي * المفسر: عبد الرحمن المحلي الشافعي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه شافعي مصري، سكن دمياط وتوفي فيها" أ. هـ. وفاته: سنة (1098 هـ) ثمان وتسعين وألف. من مصنفاته: "حاشية في تفسير البيضاوي" و"كشف القناع عن متن وشرح أبي شجاع". ¬

_ (¬1) نبه صاحب كتاب الماتريدية على أن الكتاب تم نسبته خطأ إلى (عبد الرحيم بن علي) المعروف بشيخ زاده (ت 944) وذلك لأنه ينقل عن الملا علي القاري (ت 1014). * الأعلام (3/ 323)، إيضاح المكنون (2/ 364)، معجم المفسرين (1/ 277).

1684 - الخلاوي

1684 - الخلاوي * اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد بن علي، الشهير بالبهلول، الخلاوي الشافعي الدمشقي. من مشايخه: عبد الغني النابلسي وغيره. كلام العلماء فيه: • حوادث دمشق: "وهذا البهلول صاحب القبول هو صاحب قصيدة التي مدح بها الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي (¬1) المحتوية على أكثر من مائة تاريخ في كل شطر منها تاريخ. ولما قدم القصيدة لأستاذه الممدوح ورأى حضره الشيخ أنها مزيدة في بابها بهذا النسق المدهش العجيب قال له: لقد استخرنا الله تعالى يا شيخ عبد الرحمن وعملناك شيخ الأدب في الشام" أ. هـ. • سلك الدرر: "الشيخ الأديب الشاعر اللغوي البارع. . . فإنه انفرد بالتاريخ مع معرفته بالعلوم خصوصا اللغة والشعر والتاريخ والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (1163 هـ) ثلاث وستين ومائة وألف. 1685 - الحائك * النحوي، المفسر عبد الرحمن بن محمّد التطواني الحائك. ولد: سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف ظنا. من مشايخه: الشيخ التاودي، والشيخ البناني، والشيخ جسوس وغيرهم. من تلامذته: الشيخ الرهوني، والشيخ الجلال الحسني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "له فتاوى غاية في التحرير جمعها تلميذه المأمون" أ. هـ. • الأعلام: "من نحاة المالكية وأدبائهم بتطوان ولي قضاءها ثلاث مرات. . " أ. هـ. • معجم المفسرين: "نحوي، أديب، قاض، مفسر، كان كثير التأليف" أ. هـ. وفاته: سنة (1237 هـ) سبع وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير الجلالين" و"إعراب مختصر خليل" أربع مجلدات كبيرة. 1686 - القَرَداغي * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن محمّد القرداغي. ولد: سنة (1253 هـ) ثلاث وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: أبوه (فقيه كردستان العراق) والزهاوي. ¬

_ * سلك الدرر (2/ 310)، معجم المؤلفين (2/ 117)، حوادث دمشق اليومية (139)، أحمد البديري الحلاق، ط (1)، لسنة (1959 م)، الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. (¬1) في طبقات الأولياء: هو أستاذ الأساتذة وجهبذ الجهابذة قطب الأقطاب الذي لم تنجب مثله الأحقاب العارف بربه والفائز بقربه وحبه، ذو الكرامات الظاهرة والمكاشفات الباهرة. وانظر ترجمته لاحقا فيمن اسمه عبد الغني. * شجرة النور (375)، الأعلام (3/ 333)، معجم المفسرين (1/ 277). * الأعلام (3/ 334)، معجم المؤلفين (2/ 118)، تاريخ السليمانية (262)، مشاهير الكرد (2/ 11).

1687 - الناشري

كلام العلماء فيه: • تاريخ السليمانية: "انتظم في قره داغ في سلك منسوبي الطريقة النقشبندية على يد الشيخ سراج ألدين وتلقى منه الإجازة أيضًا. . دفن في تكية بابا كركر ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1335 هـ) خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "دقائق الحقائق" في النحو (¬1)، و"مواهب الرحمن" في علم البيان (¬2). 1687 - النَّاشِري * المقرئ: عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى، الإمام تقي الدين، أبو القاسم، الناشري الشافعي. ولد: سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ القراءات على أبي الجود غياث بن فارس، وسمع من الحافظ علي بن المفضل وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه التقي محمّد بن أحمد الصائغ وغيره. كلام العلماء فيه: • تذكرة الحفاظ: "شيخ القراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق عارف متقن" أ. هـ. • المقفى: "المقريء الفقيه. . . وكان عارفًا بالقراءات صالحًا فاضلًا وافر الحرمة" أ. هـ. وفاته: سنة (661 هـ) إحدى وستين وستمائة. 1688 - القَنازِعِي * المفسر، المقرئ: عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الأنصاري، المعروف بالقنازعي (¬3)، أبو المطرف المالكي. ولد: سنة (341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عيسى الليثي وأبو عبد الله بن الحزاز وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه جعفر بن عبد الله اللخمي وعبد الرحمن بن خلف بن البنا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "ذكره الفقيه أبو عبد الله بن عتاب فقال: كان خيرًا فاضلًا. . . قال ابن عبد البر: كان خيرًا ورعًا عفيفًا. . قال ابن الحصار: ¬

_ (¬1) حاشية على شرح الأنموذج للزمخشري والشرح لسعد الدين سعد الله البردعي ومخطوطتها في مجمع العلمي الكردى ببغداد واسمه حدائق الدقائق. (¬2) وهو شرح على بنان البيان لأبي بكر الميرورستمي الكردي وله عدة مخطوطات. * معرفة القراء (2/ 659)، العبر (5/ 265)، تذكرة الحفاظ (4/ 1453)، غاية النهاية (1/ 379)، المقفى (4/ 100)، النجوم (7/ 212)، الشذرات (7/ 531). * ترتيب المدارك (4/ 726) وفيه عبد الرحمن بن هارون، جذوة المقتبس (2/ 441)، بغية الملتمس (2/ 482)، الصلة (1/ 309)، المغرب (1/ 166)، السير (17/ 342)، العبر (3/ 112)، تاريخ الإسلام (وفيات 413) ط. تدمري. غاية النهاية (1/ 380)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 293)، الشذرات (5/ 70)، الأعلام (3/ 337)، شجرة النور (111)، وفيه: عبد الرحمن بن هارون، معجم المؤلفين (2/ 123)، معجم المفسرين (1/ 278). (¬3) والقنازعي نسبة إلى عمل القنازع والفنازع يرجح أنها صناعة القلانس.

1689 - الحارثي

كان ورعًا زاهدًا صالحًا. . . قال ابن حبان وذكره فقال: الفقيه المقرئ الراوية الحافظ الزاهد المخبت الورع، المتقشف الفاضل العالم أحد من تناهت فيه خلال الصلاح بقرطبة، وعظمت به المنفعة ظاهرة وباطنة، وسلك سبيل السلف المتقدمين من هذه الأمة في الزهد في الدنيا والبعد عن الأمراء والقناعة باليسير. . " أ. هـ. • الصلة: "كان عالمًا عاملا وفقيهًا حافظًا متيقظًا دينًا ورعًا، فاضلا، متصاونًا، متقشفًا متقللًا من الدنيا راضيًا منها باليسير دؤوبًا على العلم كثير الصلاة والصوم متهجدًا بالقرآن، عالمًا بتفسيره وأحكامه وحلاله وحرامه، بصيرا بالحديث ... " أ. هـ. • السير: "كان إمامًا متفننًا حافظًا متألهًا خاشعًا متهجدًا مفسرًا بصيرًا بالفقه واللغة امتنع من الشورى، كان زاهدًا ورعًا قانعًا باليسير مجاب الدعوة بعيد الصيت رأسًا في القراءات، صاحب تصانيف" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ حافظ كبير القدر كثير التواليف، كان زاهدًا خيرًا" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان إمامًا عالمًا عاملًا فقيهًا حافظًا، عالمًا بالتفسير والأحكام، بصيرًا بالحديث حافظًا للرأي ورعًا زاهدًا متقشفًا قانعًا باليسير، مجاب الدعوة وله معرفة باللغة والأدب" أ. هـ. من أقواله: المغرب في حُلى المغرب: "وقال (أي القنازعي): كنت بمصر وشهدت العيد مع الناس، فانصرفوا إلى ما أعدوه وانصرفت إلى النيل، وليس معي ما أفطر عليه إلا شيء من بقية ترمُس بقي عندي في خرقة، فنزلت على الشط، وجعلت آكله وأرمي بقشره إلى مكان منخفض تحتي وأقول في نفسي: تُرى إن كان اليوم بمصر في هذا العيد أسوأ حالًا مني؟ فلم يكن إلا ما رفعت رأسي وأبصرتُ أمامي فإذا برجل يلقط قِشَرَ التُرمس الذي أطرحه ويأكله فعلمتُ أنه تنبيه من الله عزَّ وجلَّ، وشكرته. ." أ. هـ. وفاته: سنة (413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: جمع في "تفسير الموطأ" كتابًا حسنا مفيدا ضمنه ما نقله يحيى بن يحيى في موطأه ويحيى بن بكير أيضًا في موطأه، واختصر "تفسير ابن سلام" في القرآن. 1689 - الحارثي * النحوي، المفسر: عبد الرحمن بن مسعود بن أحمد، العلامة شمس الدين، ابن قاضي القضاة سعد الدين الحارثي الحنبلي. ولد: سنة (671 هـ) إحدى وسبعين وستمائة. من مشايخه: سمع من العز الحراني، وغازي الحلاوي، وجماعة. كلام العلماء فيه: • المقفى: "برع في الفقه والنحو والأصول. . . مع الديانة والصيانة والوقار والسمت الصالح والصدق" أ. هـ. • ذيول العبر: "كان من العلماء العاملين" أ. هـ. ¬

_ * ذيول العبر (76)، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (2/ 420)، المقفى (4/ 101)، الدرر (2/ 456)، الوافي (18/ 270)، المقصد الأرشد (2/ 111)، معجم المفسرين (1/ 278).

1690 - الهواري

• الدرر: "كان عالم الحنابلة ورئيسهم وأحد النظار في المجالس مع العلم بالفروع والأصول واستحضار المتون" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. 1690 - الهواري * المفسر المقرئ: عبد الرحمن بن موسى الهواري، أبو موسى. من مشايخه: لقي مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة ونظراءهما من الأئمة، ولقي الأصمعي وأبا زيد الأنصاري وغيرهما من رواة الغريب. من تلامذته: محمد بن أحمد العتبي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان فصيحًا ضربًا في الإعراب وكان حافظًا للفقه والتفسير والقراءات. ." أ. هـ. • المقفى: "وكان إذا قدم قرطبة لم يفت مفتوها عيسى ويحيى وسعيد بن حسان حتى يرحل عنها، . . وكانت العبادة أغلب عليه من العلم" أ. هـ. وفاته: سنة (216 هـ) ست عشرة ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في "تفسير القرآن". 1691 - ابن سَعْدي * المفسر عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد السعدي التممي الحنبلي، أبو عبد الله، الشهير بعلامة القصيم. ولد: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر من علماء الحنابلة، من أهل نجد مولده ووفاته في عنيزة (بالقصيم) " أ. هـ. • قلت: لقد نهج ابن سعدي في العقيدة منهج السلف الصالح واقتفى آثارهم وترسم خطاهم وذلك بتلقي العقيدة وأخذها من منبعها الأصيل كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفهم السلف الصالح لا بالأهواء والتشهي والبدع والظنون الفاسدة. ومن تأمل كتبه وسبرها عرف شدة عنايته بهذه العقيدة وحرصه على نشرها وتصديه لمخالفيها. قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز: كان رحمه الله كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم، وكان يرجح ما قام عليه الدليل. . . وكان كلامه قليلًا إلا في مسائل العلم. وكان متواضعًا حسن الخلق، ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه وعنايته بالدليل فرحمه الله رحمة واسعة" أ. هـ. قال الشيخ محمد حامد الفقي: لقد عرفت الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي من أكثر من عشرين سنة فعرفت فيه العالم السلفي المحقق، الذي يبحث عن الدليل الصادق وينقب عن البرهان الوثيق. . . عرفت فيه العالم السلفي الذي فهم الإسلام الفهم الصادق، وعرف فيه دعوته القوية الصادقة. أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 439)، جذوة المقتبس (2/ 440)، الديباج (1/ 471)، المقفى (4/ 77)، بغية الوعاة (2/ 90)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 267)، معجم المؤلفين (2/ 124)، معجم المفسرين (1/ 278). * الأعلام (3/ 340)، معجم المفسرين (1/ 279)، كتاب "الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة" بقلم عبد الرزاق بن عبد المحسن العبّاد، المفسرون بين التأويل والإثبات (1/ 281).

1692 - النحراوي

هذا نقلًا ملخصًا من كتاب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقدة بقلم عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد، وفيه تفاصيل كثيرة عن عقيدته السلفية الصافية فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه. قلت: وقد فصّل أيضًا القول في عقيدته في الأسماء والصفات الأستاذ المغراوي في كتابه "المفسرون بين التأويل والإثبات"، وهو كما أسلفنا سابقًا، سلفي العقيدة، فليرجع إلى هذا الكتاب لمزيد الفائدة. وفاته: سنة (1376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: كثيرة تصل إلى (30) كتابًا منها: "تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن" ثلاثة أجزاء منه و"تيسير اللطيف المنان في خلاصة مقاصد القرآن" في مجلد وغير ذلك. 1692 - النحراوي * المقروء: عبد الرحمن النحرَاوي الأجهوري. من مشايخه: عطية الأجهوري، والشيخ الحنفي وغيرهما. وكلام العلماء فيه: • عجائب الآثار: "خدم العلم وحضر فضلاء الوقت ودرس وتمهر في المعقول والمنقول. . . ودرس بالجامع الأزهر وأفاد الطلبة، وأخذ طريق الخلوتية عن الشيخ الحنفي ولقنه الأذكار وألبسه الخرقة والتاج وأجازه بالتلقين والتسليك، وكان يجيد حفظ القرآن بالقراءات ويلازم المبيت في ضريح الإمام الشافعي في كل ليلة سبت يقرأ مع الحفظة بطول الليل، وكان إنسانا متواضعا لا يرى لنفسه مقاما. يحمل طبق الخبز على رأسه ويذهب به إلى الفرّان ويعود به إلى عياله" أ. هـ. • الأعلام: "مقرئ مصري، أظن نسبته إلى (النحارية) على غير قياس وهي قرية بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1210 هـ) عشر ومائتين وألف. من مصنفاته: "النكات الحسان على شرح شيخ الإسلام لمقدمة تجويد القرآن" وهو حاشية على شرح زكريا لمقدمة الجزرية. 1693 - الأعرج * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الرحمن بن هرمز بن أبي سعد، أبو داود المدني الأعرج. من مشايخه: أبو هريرة، وأبو سعيد، وابن عيينة وغيرهم. من تلامذته: الزهري، وأبو الزناد، وتلا عليه نافع بن أبي نعيم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "قال أهل العلم: إنه أول من وضع علم العربية والسبب في هذا أنه أخذ عن ¬

_ * عجائب الآثار (2/ 173)، الأعلام (3/ 340). * التاريخ الكبير للبخاري (5/ 360)، تقريب التهذيب (603)، الجرح والتعديل (5/ 297)، طبقات ابن سعد (5/ 283)، تاريخ دمشق (36/ 23)، إنباه الرواة (2/ 172)، تهذيب الكمال (17/ 467)، السير (5/ 69)، العبر (1/ 145)، معرفة القراء (1/ 77)، تاريخ الإسلام (وفيات 117) ط- تدمري، غاية النهاية (1/ 381)، النجوم (1/ 276)، البغية (2/ 91)، الشذرات (2/ 80).

1694 - ابن يخلفتن

أبي الأسود الدؤلي، وأظهر هذا العلم بالمدينة، وهو أول من أظهره وتكلم فيه بالمدينة، وكان من أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش وما أخذ أهل المدينة النحو إلا منه، ولا نقلوه إلا عنه. . . ويروى أن مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رضي الله عنه - اختلف إلى عبد الرحمن بن هرمز عدة سنين في علم لم يبثه في الناس، فمنهم من قال: تردد إليه لطلب النحو واللغة قبل إظهارها وقيل كان ذلك من علم أصول الدين، وما يُردُّ به مقالة أهل الزيغ والضلالة" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أحمد بن عبد الله العجلي: مدني تابعي، ثقة. وقال أبو زرعة وابن خراش: ثقة. . . ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وقال: كان ثقة كثير الحديث" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ الحجة المقرئ. . عن أبي النضر قال: كان عبد الرحمن بن هرمز أول من وضع العربية وكان أعلم الناس بأنساب قريش، وقيل أنه أخذ العربية عن أبي الأسود الدِّيلي" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت عالم" أ. هـ. من أمواله: غاية النهاية: "ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان" أ. هـ. وفاته: سنة (117 هـ) سبع عشرة ومائة. 1694 - ابن يَخْلَفْتِن * النحوي، اللغوي: عبد الرحمن بن يَخلَفْتِن بن أحمد، أبو زيد الفازازي القرطي، نزيل تلمسان. ولد: سنة (550 هـ) خسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو القاسم السهيلي، وأبو الوليد بن بقيّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان شاعرا محسنا، بليغا فصيحًا فقيهًا، متكلما لغويا كاتبا. . . كتب للأمراء زمانا وكان شديدا على المبتدعة، مال إلى التصوف. ." أ. هـ. • الوافي: "مال إلى التصوت، وكان شديدًا على المبتدعة بمراكش. . ولأبي زيد قصائده المشهورة في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي العشرونيات" أ. هـ. • الإحاطة: "كان حافظًا نظارًا ذكيًّا ذا حظ وافر من معرفة أصول الفقه وعلم وافر الكلام، وعناية بشأن الرواية، متبذلًا بهيئته ولباسه. . فاضلا سنيا شديد الإنكار والإنحاء على أهل البدع، مبالغا في التحذير منهم يطلب العلم شغفًا به، وانطباعا إليه وحبا فيه وحرصا عليه، آية من آيات الله في سرعة البديهة. ." أ. هـ. وفاته: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. من مصنفاته: انظر الأعلام ومعجم المؤلفين وغيرهما. 1695 - الكردي * المفسر: عبد الرحمن بن يوسف الكردي الدمشقي الشافعي، زين الدين. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 627) - ط بشار، عقود الجمان (3/ 228)، الوافي (18/ 302)، بغية الوعاة (2/ 91)، الأعلام (3/ 342)، معجم المؤلفين (2/ 126)، تحفة القادم (191)، الإحاطة (3/ 517). * إنباء الغمر (7/ 233)، الضوء (4/ 160)، الشذرات (9/ 201)، معجم المفسرين (1/ 279).

1696 - البهوتي

من مشايخه: الشرف بن الشريشي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "تعانى عمل المواعيد فنفق سوقه فيها، وصار ذهنه في التفسير والحديث وأسماء الرجال شيء كثير، وكان رائجًا عند العامة مع الديانة وكثرة التلاوة. وكان يعاب بأنه قليل البضاعة في الفقه ولا يسأل مع ذلك عن شيء إلا بادر بالجواب. له أشياء كثيرة من التنطعات ولم يزل بينه وبين الفقهاء منافرة، ويقال: أنه يرى حِل المتعة -متعة الحج- على طريقة ابن القيم وذويه. مات مطعونًا" أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة. 1696 - البَهْوَتي * المفسر عبد الرحمن بن يوسف بن علي البهوتي، المصري، زبن الدين الحنبلي. من مشايخه: والده، وجده، والتقي الفتوحي وغيرهم. من تلامذته: منصور بن يونس البهوتي، وعبد الباقي الحنبلي الدمشقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "خاتمة المُعمرين البركة العمدة، ولد بمصر ونشأ بها، وقرأ الكتب الستة وغيرها من كتب الحديث ... ". ثم قال: "وكان في سنة أربعين وألف موجودًا في الأحياء" أ. هـ. وفاته: سنة (1089 هـ) تسع وثمانين وألف. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي" وغير ذلك. 1697 - مجد الدين الجَزْرِي * النحوي: عبد الرحيم بن أبي بكر، مجد الدين الجزري. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان من كبار النحاة، وله حلقة أشغال، وفيه عِشرة وانطباع. . . ابتلي بحب شاب وقويت عليه السويداء ففسدت مخيلته، فأغلق عليه الخانقاه الشهابية وطلع إلى السطح وألقى نفسه إلى الطريق فمات. . . يوم الجمعة وقت الصلاة" أ. هـ. وفاته: سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. 1698 - الإسْنوي * النحوي، المفسر: عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأموي الإسنوي، جمال الدين، أبو محمد. ولد: سنة (704 هـ) أربع وسبعمائة. ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 405)، هدية العارفين (1/ 550)، إيضاح المكنون (1/ 140)، معجم المفسرين (1/ 280)، معجم المؤلفين (2/ 128). * الوافي (18/ 324)، بغية الوعاة (2/ 91). * لحظ الألحاظ (155)، ذيل العبر لابن العراقي (2/ 314)، السلوك (3/ 1: 193)، الدرر (2/ 463)، النجوم (11/ 114)، بغية الوعاة (2/ 92)، بدائع الزهور (1/ 2: 103)، درة الحجال (3/ 114)، الشذرات (8/ 383)، روضات الجنات (5/ 76)، البدر الطالع (1/ 352)، الأعلام (3/ 344)، معجم المؤلفين (2/ 129)، معجم المفسرين (1/ 280) مقدمة كتاب "طبقات الشافعية" للمترجم بقلم عبد الله المجبوري.

1699 - العراقي

من مشايخه: أخذ عن القطب السنباطي، والجلال القزويني، وغيرهما. من تلامذته: سراج الدين بن الملقن والحافظ العراقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السلوك: "انتهت إليه رئاسة العلم. . " أ. هـ. • الذيل على العبر: "قال العراقي في وصف كتاب المهمات للإسنوي: أبدت مهماتُه إذ ذاك رتبته ... إن المهمات فيها يعرف الرجل وأفرد العراقي له ترجمة سمعناها عليه وحكى عنه فيها كشفا ظاهرا" أ. هـ. • الشذرات: "الإمام العلامة منقح الألفاظ ومحقق المعاني. . . " أ. هـ. • الدرر: "وكان فقيها ماهرا ومعلما ناصحا ومفيدا صالحًا مع البر والدين والتودد والتواضع وكان يقرب الضعيف المتهان ويحرص على إيصال الفائدة للبليد. . . وكان مثابرا على إيصال البر والخير لكل محتاج. . . وقد أفرد له شيخنا العراقي ترجمة ذكر فيها كثيرًا من فضائله ومناقبه. . . قال شيخنا ابن الملقن: الشيخ جمال الدين شيخ الشافعية ومفتيهم ومصنفهم ومدرسهم ذو الفنون، وقال شيخنا العراقي: اشتغل في العلوم حتى صار أوحد زمانه وشيخ الشافعية في وقته. . . وتخرج به طلبة الديار المصرية. . . لين الجانب كثير الإحسان، ولما توفي كانت جنازته مشهودة تشهد له بالولاية" أ. هـ. وفاته: سنة (772 هـ) اثنتين وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح التسهيل لابن مالك"، و"شرح أنوار التنزيل للبيضاوي في التفسير"، وله "تلخيص الرافعي الكبير"، وغيرها. 1699 - العِرَاقي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الزين، أبو الفضل الكردي الرازياني الأصل المهراني المصري الشافعي، ويعرف بالعراقي. ولد: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: العلاء التركماني، والعز بن عبد السلام، وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر والحافظ الهيثمي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "حافظ العصر. . . ولم نرَ في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرج غالب أهل عصره ومن أخصهم به صهره شيخنا نور الدين الهيثمي" أ. هـ. • الضوء اللامع: "كان كثير الحياء والعلم والتواضع محافظًا على الطهارة نقي العرض وافر الجلالة والمهابة على طريق السلف غالب أوقاته، في تصنيف أو إسماع، مع الدين والأوراد وإدامة الصوم وقيام الليل، كريم الأخلاق حسن الشعر ¬

_ * الرد الوافر (191)، غاية النهاية (1/ 382)، إنباء الغمر (5/ 170)، وجيز الكلام (1/ 372)، الضوء (4/ 171)، ذيل تذكرة الحفاظ (370)، طبقات الحفاظ (538)، الشذرات (9/ 87)، البدر الطالع (1/ 354)، الأعلام (3/ 344)، معجم المؤلفين (2/ 130).

1700 - الشبونتي

والأدب. . . وكان عالمًا بالنحو واللغة والغريب والقراءات والحديث والفقه وأصوله غير أنه غلب عليه فن الحديث فاشتهر به وانفرد بالمعرفة فيه مع العلو. . . • البدر الطالع: "كان عالمًا بالنحو واللغة والغريب والقراءات والفقه وأصوله غير أنه غلب عليه الحديث فاشتهر به" أ. هـ. 1700 - الشُبونتيّ * النحوي، المقرئ: عبد الرحيم الشبونتي. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أقرأ القرآن والعربية والحساب بمُرسية، وخطب بجامعها مدة. . . وكان فاضلًا كثير السلام على من لقي من صغير أو كبير" أ. هـ. من مصنفاته: أرجوزة عارض فيها ابن سِيدَة، وتأليف في القراءات. 1701 - ابن الفَرَس * النحوي، اللغوي: عبد الرحيم بن عبد الرحيم الخزرجي، أبو القاسم بن الفرس، ويعرف بالمهر. من مشايخه: صهره عبد المنعم بن عبد الرحيم، وابن عروس، وابن مسعدة، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان فقيهًا جليل القدر، رفيع الذكر، عارفا بالنحو واللغة والأدب، باهر الكتابة، رائق الشعر، سريع البديهة، جاريا على أخلاق الملوك في مركبه وملبسه وزيه. . . ونفقه ومهر في العقليات والعلوم القديمة. . . وكان من نبهاء وقته، ثم دعا إلى نفسه فأجابه الجم الغفير، ودعوه بالخليفة وحيوه بتحية الملك، فأحاطت به جيوش الناصر، وهو في جيش عظيم، فقُطع رأسه وعُلِّق على باب مراكش" أ. هـ. وفاته: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة، وهو ابن ست وثلاثين سنة. 1702 - أبُو نَصْرِ القُشَيرِي * النحِوي، المفسر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو نصر. من مشايخه: سمع أبا حفص بن مسرور، وأبا عثمان الصابوني، وعبد الغافر الفارسي، وغيرهم. من تلامذته: حدث عنه سبَطُه أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار وأبو الفتوح الطائي، وخطيب الموصل أبو الفضل الطوسي، وغيرهم. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 94). * بغية الوعاة (2/ 93). * المنتظم (17/ 514)، الكامل (9/ 206)، وفيات الأعيان (3/ 207)، فوات الوفيات (2/ 312)، السير (19/ 424)، العبر (4/ 33)، البداية والنهاية (14/ 200)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 159)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 302)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (158)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 298)، شذرات (6/ 73)، طبقات الشافعية (199)، الأعلام (3/ 346)، معجم المؤلفين (2/ 132)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 316)، تبيين كذب المفتري (308) وفيه تفاصيل الفتنة التي وقعت بين الحنابلة والأشاعرة.

كلام العلماء فيه: • السير: "الشيخ الإمام المفسر العلامة. . . بن الإمام شيخ الصوفية أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشَيري. . . النحوي المتكلم وهو الولد الرابع من أولاد الشيخ. اعتنى به أبوه، وأسمعه، وأقرأه حتى برع في العربية والنظم والنثر والتأويل، وكتب الكثير بأسرع خط، وكان أحد الأذكياء، لازم إمام الحرمين، وحصل طريقة المذهب والخلاف، وساد، وعَظُمَ قدرهُ، واشتهر ذكره. وحج، فوعظ ببغداد، وبالغ في التعصب للأشاعرة، والغضِّ من الحنابلة، فقامت الفتنة على ساق، واشتد الخطبُ، وشمّر لذلك أبو سَعْد أحمدُ بن محمّد الصوفي عن ساق الجد، وبلغ الأمرُ إلى السيف، واختبطت بغداد، وظهر مبادرُ البلاء، ثم حج ثانيا، وجلَسَ، والفتنةُ تغلي مراجلها، وكتب ولاة الأمر إلى نظام الملك ليطلب أبا نصر بن القشيري إلى الحضرة إطفاء للنائرة، فلما وفَدَ عليه، أكرمه وعظّمه، وأشار عليه بالرجوع إلى نيسابور، فرجع، ولزمَ الطريق المستقيم، ثم ندِبَ إلى الوعظ والتدريس، فأجاب، ثم فتر أمره، وضعف بدنه، وأصابه فالج، فاعتُقِل لسانه إلا عن الذكر نحوا من شهر، ومات. ذكره عبد الغافر في "سياقه"، فقال: هو زينُ الإسلام أبو نصر عبدُ الرحيم، إمامُ الأئمة، وحبرُ الأمة، وبحرُ العلوم، وصدرُ القروم، أشبههم بابيه خلقًا، حتى كأنه شُقَّ منه شقا، كمُل في النظم والنثر، وحاز فيهما قصَبَ السبق، ثم لَزِمَ إمام الحرمين، فأحكم المذهبَ والأصول والخلافَ، ولازمه يقتدي به، ثم خرج حاجا، ورأى أهلُ بغدادَ فضلَه وكماله، ووجد من القبول ما لم يُعهَدْ لأحد، وحضر مجلسَه الخواصُّ، وأطبقوا على أنهم ما رأوا مثلَه في تبحره. إلى أن قال: وبلغ الأمرُ في التعصُّب له مبلغًا كان أن يؤدي إلى الفتنة" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمام الأئمة، وبرع في الأصول والتفسير والنظم والنثر ومسائل الحساب. . . وجرى له مع الحنابلة وقائع وفتن وتعصب، وقتل من الفريقين أناس كثيرة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال الرافعي آخر باب النذر في "تفسير القشيري" أن القفَّال قال: من التزم بالنذر أن لا يكلم الآدميين. يحتمل أن يقال: يلزمه، لأنه مما يتقرب به ويحتمل أن يقال: لا، لما فيه من التضييق والتشديد. وليس ذلك من شرعنا، كما لو نذر الوقوف في الشمس" أ. هـ. • الشذرات: "هو الذي كان أصل الفتنة ببغداد بين الأشاعرة والحنابلة" أ. هـ. من أقواله: طبقات السبكي: وهو القائل: شيئان مَن يَعْدُلني فيهما ... فهو على التحقيق مني بَري حبُّ أبي بكر إمام التقى ... ثم اعتقادي مذهب الأشعري وفاته: سنة (514 هـ) أربع عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"الموضح" في فروع الفقه الشافعي.

1703 - الإسنائي

1703 - الإِسْنائيّ * النحوي: عبد الرحيم بن علي بن هبة الله الإسنائي الصوفي. من مشايخه: كان من أصحاب الشيخ الحسن ابن الشيخ عبد الرحيم القنائي. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "جمع في النحو كتابًا سماه "المفيدا. . . وله قصائد مدح بها سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان متعبدا. . " أ. هـ. • الوافي: "وكان نحويا شاعرا. . " أ. هـ. وفاته: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة. من مصنفاته: "المفيد" في النحو. 1704 - عَبْد الرَّحيم بن قَاسِمْ * النحوي، المقرئ: عبد الرحيم بن قاسم بن محمد، أبو الحسن. من مشايخه: خازم بن محمّد، ومحمد بن المودة، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل المعرفة والفهم والذكاء وكان دينا فاضلًا خيرا كثير الصلاة صاحب ليل وعبادة كثير البكاء حتى أثر ذلك في عينه" أ. هـ. وفاته: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة. 1705 - القُدْسِي * النحوي، المفسر عبد الرحيم بن أبي اللطف بن إسحاق بن محمّد بن أبي اللطف الحنفي القدسي، مفتي الحنفية بالقدس. ولد: (1037 هـ) سبع وثلاثين وألف. من مشايخه: العلامة الشيخ حسن الشربنلالي، والشيخ أحمد الشوبري، وغيرهما. من تلامذته: العلامة المولى أحمد بن سنان البياضي، والمولى أحمد جاوش زاده وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان هاشمي الطبع حسن الأخلاق، مرضي الهمة. . . عالما مفسرًا فقيهًا نحويًّا ملازم للإفادة والتدريس، إماما مقتدى ومستوفي العلوم العقلية والنقلية. . . حقق وأفاد" أ. هـ. • قلت: كان عنده توسل واستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. كما في شعره: ويا نفس إن غبت عني فوقتنا ... لقد طاب قومي والعيون الهواجع وقولي بك السؤل مولاي إنني ... إليك بجاه المصطفى العمر ضارع إلهي بجاه الأبطحي محمد ... وعترته فرج وعفوك واسع نبي له الخلق العظيم سجية ... وفي وجهه نور النبوة ساطع ¬

_ * الطالع السعيد (309)، الدرر (2/ 469)، الوافي (18/ 386)، بغية الوعاة (2/ 93)، روضات الجنات (5/ 78)، معجم المؤلفين (2/ 134). * الصلة (1/ 370)، تاريخ الإسلام (وفيات 543) ط. تدمري. * سلك الدرر (3/ 2)، معجم المؤلفين (2/ 135).

تبارك من أيدي نبيًا وآدم ... بطينته الجدول فيه الودائع وأظهره منها نتيجة جدلها ... رسولا لدعواه الأنام تسارع أتيت رسول الله شمس هداية ... لها في قلوب المؤمنين مطالع وأعربت عن علم العيوب بأمره ... فأنت خيار الخلق للسر جامع جليل إمام المرسلين وخاتم ... وهل أنت إلا في زها العز يانع (منها) فيا خير خلق الله أنت ملاذنا ... إذا ضاق أمر أو رمتنا المواجع فجاهك أضحى للعصاة وقاية ... لها في قبول المذنبين مواقع إلى فضلك المأثور سرنا كائبا ... ومن ضره الحوباء ثم لواقع رعى الله ذاك الفضل إن عيونه ... بنيل الهدى للشاربين قنائع أيا رب قبل الموت والعود أحمد ... بسرك في أهل السعاد ذائع أنلنا إلهي بالني محمد ... نبيك من فينا بأمرك صادع وصل وسلم دائمين كلاهما ... وتب واعف عني إنني لك طائع فبابك مقصود وعبدك واقف ... وفضلك موجود وعفوك رائع هذا النبي الهاشمي محمّد ... يوم اللقا سبل النجاة يبلغ بمقامه المحمود خص مشفعا ... جمع الخلائق بالشفاعة يسبغ قامت له الأملاك تحت لوائه ... والرسل صغو ليس عنه مروع كل يشير إليه ليس لغيره ... في فتح باب الفضل ما يتسوغ ما نال هذا قبله أحد ولا ... من بعده أضحى لذاك مسوغ فتباهت الأزمان والعليا به ... والعيش مذ جاء الكريم يرغرغ كم جاء بشرى الأنبياء لقومهم ... بالخاتم المختار أن قد يبزغ ومحا الظلام ظهوره وبفجره ... يعلو الهدى فوق الضلال ويدمغ يا ليلة غراء أسفر صبحها ... والضوء من شمس الهداية ينبغ فيها ابتهاج والسرور مكررا ... للدين حقا إذا أتاه مبلغ

1706 - البمباني

يا سيد الرسل الكرام ومن به ... غوث الورى أنت الكريم المسبغ أنت الشفيع بباب جاهك صبحت ... منا القلوب يثقلها تمترغ واستوثقت بالحب من زمن الصبا ... وازداد ما عن بابه تتروغ وفاته: سنة (1104 هـ) أربع ومألة وألف. من مصنفاته: "الفتاوى الرحيمية" وله كتابة على "منح الغفار" نحوا من عشر كراريس، وكتابة على الرمز شرح الكنز للعيني. 1706 - البَمْبَانِي * النحوي: عبد الرحيم بن محمّد بن عبد الرحيم بن علي، تقي الدين، البمباني. من مشايخه: قرأ النحو والأدب على الشمس الروي وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان فاضلًا نحويًّا أديبًا شاعرًا. . . وكان خفيفًا لطيفًا" أ. هـ. وفاته: سنة (706 هـ) وقيل (705 هـ) ست وقيل خمس وسبعمائة. 1707 - السمْهُورِي * النحوي، اللغوي: عبد الرحيم بن محمد بن يوسف السمهوري. من مشايخه: محيي الدين النووي، والزكي عبد الله البهلوي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "خطيب سمهور. . . وكان فقيهًا شافعيا أديبا نحويًّا شاعرا. . . وكان ظريفا لطيفا خفيف الروح، جاريا على مذهب أهل الأدب في حبّ الشراب والشباب والطرب وكان ضيق الخلق قليل الرزق. . . وكان يقرئ الفروض والنحو والأدب ... " أ. هـ. • الدرر: "قال الكمال جعفر حكى لي: أنه ربما ألجأته الفاقة إلى أن يأخذ ورقا معتقًا فيكتب فيه قلفطريات (وهي الطلاسم) ويبيعه. بحملة فيقتات به قال: وحكى لي ذلك أبو حيان عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. 1708 - الطَّواقِيّ * النحوي: عبد الرحيم بن محمد المعروف بالطواقي الحنفي. ولد: سنة (1085 هـ) خمس وثمانين وألف. من مشايخه: قرأ على جماعة من الشيوخ منهم: العلامة الشيخ عثمان القطان، والمنلا عبد الرحيم الهندي، وغيرهما. ¬

_ * الطالع السعيد (311)، الدرر الكامنة (2/ 471)، الوافي (18/ 392)، بغية الوعاة (2/ 94). * الطالع السعيد (313)، الدرر (2/ 472)، الوافي (18/ 392)، بغية (2/ 94)، المنهل الصافي (7/ 251). * سلك الدرر (3/ 10)، الأعلام (3/ 348)، معجم المؤلفين (1/ 135).

1709 - الرسعني

كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان والده من أهل العلم فأشغله بطلب العلم. . . وبرع في الفقه والنحو والمعاني والبيان والأصلين. . . وكان سليم الصدر عفيف النفس" أ. هـ. وفاته: سنة (1123 هـ) ثلاث وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: نظم مسوغات الابتداء بالنكرة في أرجوزة وشرحها. وألّف حاشية على شرح التنوير للشيخ علاء الدين الحصكفي. 1709 - الرَّسْعَنِيّ (¬1) * المفسر، المقرئ: عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الجزري، أبو محمد، عز الدين الرسعني الحنبلي. ولد: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: عبد العزيز بن منينا، وأبو اليمن الكندي، وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي، والأبرقوهي في معجمه بالإجازة وغيره. كلام العلماء فيه: • تذكرة الحفاظ: "كان من أوعية العلم والخير" أ. هـ. • الوافي: "الإمام الحافظ المفسر. . . المحدث الحنبلي" أ. هـ. • البداية: "المحدث المفسر، سمع الكثير، وحدَّث وكان من الفضلاء والأدباء. . . له مكانة عند البدر لؤلؤ صاحب الموصل، وعند صاحب سنجار ... " أ. هـ. • دينًا صالحًا في فنون العلم والأدب. . . وله في تفسيره مناقشات مع الزمخشري وغيره في العربية. . . وكان متمسكا بالسنة والآثار، ويصدع بالسنة عند المخالفين من الرافضة وغيرهم ... " أ. هـ. • الأعلام: "مفسر من علماء الحنابلة، كان عالم الجزيرة في الفراتية في عصره. . . رحل إلى بغداد ودمشق في طلب الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (661 هـ) إحدى وستين وستمائة. من مصنفاته: "رموز الكنوز" في التفسير، أربع مجلدات ضخمة يروي فيه بأسانيده، وله قصيدة نونية في "الفرق بين الظاء والضاد" سماه "درة القاريء" وغيرهما. ¬

_ (¬1) نسبة إلى بلدة رأس العين مركز قضاء في محافظة الجزيرة في سوريا. * تلخيص مجمع الآداب (1/ 192)، ذيل مرآة الزمان (1/ 545)، البداية (7/ 254)، العبر (5/ 264)، تذكرة الحفاظ (1452)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 274)، غاية النهاية (1/ 384)، النجوم (7/ 210)، الوافي (18/ 409)، طبقات المفسىدن للسيوطي (55)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 300)، الشذرات (7/ 529)، الأعلام (3/ 292)، معجم المؤلفين (2/ 140)، معجم المفسرين (1/ 281).

1710 - الصنعاني

1710 - الصنعاني * المفسر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحِميَري، مولاهم أبو بكر الصنعاني (¬1). ولد: سنة (126 هـ) ست وعشرين ومائة. من مشايخه: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي الكوفي، والحجاج بن أرطاة، وخلق كثير. من تلامذته: أحمد بن محمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه وغيرهما، كثير. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "قال عبد الرحمن قال: سألت أبي عن عبد الرزاق. . . قال: يكتب حديثه ولا يحتج به" أ. هـ. • الثقات لابن حبان: "كان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر وكان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه على تشيع فيه" أ. هـ. • السير: "الحافظ الكبير، عالم اليمن، الثقة الشيعي ... ". وقال: "قال أحمد العجلي: عبد الرزاق ثقة، كان يتشيع". ثم قال: "قال الفَسَوي: حدثنا محمد بن أبي السري، قلت لعبد الرزاق: ما رأيك أنت؟ -يعني في التفصيل- قال: فأبى أن يخبرني، وقال كان سفيان يقول: أبو بكر وعمر ويسكت، ثم قال لي سفيان: أحب أن أخلو بأبي عروة -يعني مَعْمَرا- فقلنا لمعمر، فقال: نعم، فخلا به، فلما أصبح قلت: يا أبا عُروة كيف رأيته؟ قال: هو رجل، إلا أنه قلما تُكاشف كوفيا إلا وجدت فيه شيئًا -يريد التشيع-". وقال أيضًا: "قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: كان عبد الرزاق يُفرط في التشيع؟ قال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئًا ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس أو الأخبار. محمد بن أيوب بن ضريس: سألت محمد بن أبي بكر المقدمي عن حديث لجعفر بن سليمان فقلت: روى عنه عبد الرزاق، فقال: فقدت عبد الرزاق ما أفسد جعفرا غيره -يعني في التشيع- قلت أنا: بل ما أفسد عبد الرزاق سوى جعفر بن سليمان" أ. هـ. ميزان الاعتدال: "قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ ¬

_ * الضعفاء للعقيلي (3/ 107)، الكامل في الضعفاء لابن عدي (6/ 538)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 302)، معجم المفسرين (1/ 281)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية والعشرون) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (5/ 548)، التاريخ الكبير (6/ 130)، المعارف (506، 624)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 38)، الثقات لابن حبان (8/ 412)، الفهرست لابن النديم (248)، فهرست ابن الخير (236)، الكامل (6/ 406)، وفيات الأعيان (3/ 216)، تهذيب الكمال (18/ 52)، العبر (1/ 360)، ميزان الاعتدال (4/ 342)، السير (9/ 563)، تذكرة الحفاظ (1/ 364)، البداية والهاية (10/ 365)، نكت الهميان (191)، تهذيب التهذيب (6/ 278)، تقريب التهذيب (607)، لسان الميزان (7/ 335)، النجوم (2/ 206)، طبقات الحفاظ (154)، الشذرات (3/ 55)، معجم المؤلفين (2/ 142)، مفتاح السعادة (2/ 79)، كشف الظنون (1/ 452)، و (2/ 1008)، إيضاح المكنون (1/ 285)، هدية العارفين (1/ 566). (¬1) هذه النسبة إلى المدينة صنعاء، وهي من أشهر مدن اليمن، وزادوا النون في النسبة إليها. وهي نسبة شاذة، أ. هـ. وفيات الأعيان.

حديث معمر؟ قال: نعم. قيل له: فمن أثبت في ابن جريج؛ عبد الرزاق أو البرساني؟ قال: عبد الرزاق. وقال لي: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر؛ ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال هشام بن يوسف: كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة. وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث: "النار جُبار" فقال: هذا باطل، من يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد بن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا منه بعد ما عمي. كان يُلقن فلقنه، وليس هو في كتبه. وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي. وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة. روي عنه أحاديث مناكير. وقال ابن عدي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع. وقال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على مَعمَر في أحاديث. وقال عبد الله بن أحمد: سمعتُ يحيى يقول: رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث؛ فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها؟ قال: بعضها سمعتها، وبعضها عرضًا، وبعضها ذكره؛ وكل سماع. ثم قال يحيى: ما كتبتُ عنه من غير كتابه سِوى حديث واحد. وقال البخاري: ما حدثه عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح. وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: فقدت عبد الرزاق، ما أفسد جعفر بن سليمان غيره. أبو زرعة عبيد الله، حدثنا عبد الله المسندي، قال: ودعت ابن عيينة قلتُ: أريد عبد الرزاق؟ قال: أخاف أن يكونَ من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا" أ. هـ. وقال: "العُقيلي، حدثني أحمد بن زُكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري، سمعتُ مخلدا الشعيري يقول: كنتُ عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية، فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان. محمدُ بن عُثمان الثقفي البصري، قال: لما قدم العباس بن عبد العظيم من صنعاء من عند عبد الرزاق أتيناه، فقال لنا -ونحن جماعة: ألستَ قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق ووصلت إليه، وأقمت عنده، والله الذي لا إله إلا هو إن عبد الرزاق كذاب، والواقدي أصدق منه. قلتُ: هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى" أ. هـ. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: "قلت: وهذا إقدام على الإنكار بغير تثبت فقد ذكر الإسماعيلي في المدخل عن الفرهياني أنه قال حدثنا عباس العنبري عن زيد بن المبارك قال كان عبد الرزاق كذابًا يسرق الحديث وعن زيد قال لم يخر أحد من هؤلاء الكبار من ها هنا إلا وهو مجمع أن لا يحدث عنه انتهى وهذا وإن كان مردودا على قائله فعرض من ذكره الإشارة إلى أن للعباس بن عبد العظيم موافقا" أ. هـ. وقال في ميزان الاعتدال: "العقيلي، سمعتُ

1711 - الطريحي

علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه، ثم خرق كتبه، ولزم محمّد بن ثور، فقيل له في ذلك؛ فقال: كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث ابن الحدثان، فلما قرأ قول عمر - رضي الله عنه - لعليّ والعباس رضي الله عنهما فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته من أبيها. قال عبد الرزاق: انظر إلى هذا الأنوك يقول: من ابن أخيك، من أبيها! لا يقول: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال زيد بن المبارك: فقمتُ فلم أعد إليه، ولا أروي عنه. قلت: في هذه الحكاية إرسال، والله أعلم بصحتها، ولا اعتراض على الفاروق - رضي الله عنه - عنه فيها فإنه فيها قد تكلم بلسان قسمة التركات". قلت: وقد علق الذهبي على هذا الكلام في السير فقال: "قلت: هذه عظيمة، وما فهم قول أمير المؤمنين عُمر، فإنك يا هذا لو سكت، لكان أولى بك، فإن عُمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة، وإلا فعُمرُ - رضي الله عنه - أعلمُ بحق المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطع، بل الصواب أن نقول عنك: انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل -عفا الله عنه- كيف يقول عن عمر هذا، ولا يقول: قال أميرُ المؤمنين الفاروق؟ ! وبكل حال فنستغفرُ الله لنا ولعبد الرزاق، فإنه مأمون على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صادق" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن عدي: قد رحل إلى عبد الرزاق ثقات المسلمين وأئمتهم، وكتبوا عنه، ولم يروا محديثه بأسا، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع. وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال أبو داود وكان عبد الرزاق يعرض بمعاوية". وقال: "وقال العجلي ثقة يتشيع وكذا قال البزار، وقال الذهلي كان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث وكان يحفظ وقال إبراهيم بن عباد الدبري كان عبد الرزاق يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ، مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع" أ. هـ. وفاته: سنة (216 هـ)، وقيل (211 هـ) ست عشرة ومئتين، وقيل إحدى عشرة ومائتين. 1711 - الطُرَيحي * النحوي: عبد الرسول ابن الطريحي النجفي الأصل الحلي المولد. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الأديب الفاضل (¬1) الشاعر النحوي الكاتب. . . كان بارعًا بالأدب والمعاني والبيان والعروض والنحو والأدب والشعر. . . وكان معروفا بالخلاعة والمجون والمداعبة وهو شيعي مشهور بذلك ومن مجونه الفاضح قوله في هجاء نفسه: عبد الرسول ابن الطريحي فتى ... بكل ما يحرم فعلا أحاط ¬

_ * سلك الدرر (3/ 24). (¬1) قلت: من أين له الفضل وهذا المجون الفاضح الذي ذكره المترجم.

1712 - المناوي

قد شرب الخمر ورأس الزنا ... وقبَّل المرد وغنى ولاط وأعجب من ذلك أنه طلب تشطيرهما من الفاضل الأديب الشيخ محمد سعيد السويدي البغدادي وألح عليه بذلك حتى أخرجه له دواة وقرطاسا من عنده فشطرهما له بقوله: عبد الرسول ابن الطريحي فتى ... سما على إبليس وقت النشاط ومثل ما بان له عارض ... بكل ما يحرم فعلا أحاط قد شرب الخمر وداس الزنا ... وحسن الفسق وذم الرباط وجاوز الكفر بلا شبهة ... وقبل المرد وغنى ولاط وفاته: سنة (1186 هـ) ست وثمانين ومائة وألف. 1712 - المَناوي * المفسر عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين، الملقب زين الدين الحدادي، ثم المناوي القاهري الشافعي. من مشايخه: الشمس الرملي، وعلي بن غانم المقدسي، وغيرهما. من تلامدته: الشيخ سليمان البابلي، والسيد إبراهيم الطاشكندي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "أجل أهل عصره من غير ارتياب وكان إمامًا فاضلًا زاهدًا عابدا قانتا لله خاشعًا له كثير النفع. . . وحضر دروس الأستاذ محمد البكري في التفسير والتصوف. . . وأخذ التصوف عن جمع وتلقن الذكر من قطب زمانه الشيخ عبد الوهاب الشعراوي. ثم أخذ طريق الخلوتية عن الشيخ محمد المناخلي أخي عبد الله وأخلاه مرارا ثم عن الشيخ محرم الرومي حين قدم مصر بقصد الحج، وطريق البيرامية عن الشيخ حسن الرومي المنتشوي، وطريق الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي، وطريق النقشبندية عن السيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندي" أ. هـ. • قلت: بعد مراجعتنا لكتاب "فيض القدير شرح الجامع الصغير" للمناوي وجدنا أنه يقول بتأويل الأسماء والصفات على مذهب الأشاعرة ولا يرى الإثبات، فنراه مثلًا يؤول النظر بأنه عبارة عن الإحسان ويؤول الوجه بمعنى الذات، ويؤول الرحمة بأنها إرادة الإحسان إلى غير ذلك من التأويلات التي هي بعيدة كل البعد عن منهج السلف، وإليك بعض هذه المواضع: (1/ 5) في معنى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: "أي الموصوف بكمال الإحسان بجميع النعم أصولها وفروعها عظمائها ورقائقها أو بإرادة ذلك؛ فمرجعها صفة فعل أو صفة ذات. ووصفه تعالى ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 412)، معجم المؤلفين (2/ 143)، فهرس الفهارس (2/ 560)، "فيض القدير شرح الجامع الصغير" -عبد الرؤوف المناوي، دارة المعرفة بيروت، لبنان.

1713 - أبو محمد الأنصاري

بالرحمة التي هي العطف من إطلاق السبب على المسبب وهو الإنعام والإحسان، إذ الملك إذا رق فأحسن فإطلاقه عليه مجاز مرسل أو استعارة تمثيلية". (1/ 149) في معنى النظر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اثنان لا ينظر الله إليهم": "نظر رحمة ولطف أو نفي النظر عبارة عن غضبه عليهم كمن غضب على صاحبه يصرمه ويعرض عنه". (1/ 414) في معنى القدم في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (والساجد يسجد على قدمي الله): "استعارة تمثيلية" أ. هـ. (1/ 473) في معنى (من في السماء) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (يرحمك من في السماء): "اختلف بالمراد بمن في السماء فقيل هو الله أي ارحموا من في الأرض شفقة يرحمكم الله تفضلًا والتقدير يرحمكم من أمره نافذ في السماء أو من فيها ملكه وقدرته وسلطانه، أو الذي في الجلال والرفعة لأنه تعالى لا يحل في مكان فكيف يكون فيه محيطًا فهو من قبيل رضاه من السوداء بأن تقول في جواب (أين الله؟ ) فأشارت إلى السماء معبرة عن الجلال والعظمة لا عن المكان". (5/ 128) في معنى الوجه من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (وبوجهه الكريم): "أي ذاته إذ الوجه يعبر به عن الذات بشهادة (كل شيء هالك إلا وجهه) أي ذاته". (6/ 29) في معنى (حب الله) من قوله - صلى الله عليه وسلم - (أحب الله لقاءه): "أي أفاض عليه فضله وأكثر عطاياه". (6/ 459) في معنى (اليد) من قوله - صلى الله عليه وسلم - (يد الله على) وفي رواية مع (الجماعة): "أي حفظه ورعايته وكلاءته عليهم. قال الزمخشري: يعني أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله ووقايته فوقهم فأقيموا في كنف الله بين ظهرانيهم ولا تفارقوهم. أ. هـ. وقال الطيبي: معنى (على) كمعنى (فوق) في آية "يد الله فوق أيديهم" فهو كناية عن النصرة والغلبة" أ. هـ. وفاته: سنة (1031 هـ) إحدى وثلاثين وألف. من مصنفاته: له مؤلف في التصوف وأصول الدين وأصول الفقه سماه "فتح الرؤوف الصمد بشرح صفوة الزبر". وله كتاب آخر سماه "الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية"، وله تفسير على سورة الفاتحة وبعض سورة البقرة، وشرح على شرح العقائد للتفتازاني"، وشرح على متن النخبة كبير سماه "نتيجة الفكر". 1713 - أبو مُحمد الأَنْصَاري * المفسر: عبد السلام بن أحمد بن غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسين عز الدين، أبو محمد الأنصاري المقدسي. من مشايخه: لازم جده الشيخ غانم. كلام العلماء فيه: • عقد الجمان: "الواعظ المطيق المفلق، الشاعر ¬

_ * ذيل مرآة الزمان (4/ 14)، العبر (5/ 321)، البداية (13/ 306)، عقد الجمان (2/ 238)، تاريخ ابن الفرات (7/ 166)، الوافي (18/ 414)، المنهل الصافي (7/ 260)، إيضاح المكنون (1/ 416) و (2/ 84) وفيه وفاته (978 هـ) ويبدو أنه تصحيف.

الفصيح الذي ينسج على منوال ابن الجوزي وأمثاله. . . وكان له قبول من الناس" أ. هـ. • ذيل مرآة الزمان: " [ثم بعد ذلك لازم كلام جده الشيخ غانم -رحمه الله- فانتفع به، وكان مبدأ شروعه في الوعظ أنه طلب منه مجلس تذكير في حال الخلوة ابن عمه أبو الحسن في حياة عمه الشيخ عبد الله فاطر به، وبلغ الشيخ عبد القادر ذلك فطلبه إليه، وسأله الجلوس، فجلس واشتهر وقُصد لسماع كلامه لا عن قصد منه، ثم توجه إلى الديار المصرية، فطلب منه الجلوس بها فجلس وحصل له قبول، فأقام بالقاهرة، وبنى له زاوية وبالغ جماعة من الناس في الإحسان إليه، فأقام بالديار المصرية على كره لفراق والده وأهله، وعقد بها مجالس، وفتح عليه في ذلك، قيل: إنه كان يعمل خطب المواعيد ارتجالا، ولا يثبت شيئًا يقوله]، وكان يتردد إلى القدس لزيارة والده وأهله، ويتردد من القدس إلى دمشق فيجلس بها في الجامع الأموي، ويحضر مجلسه جماعة من العلماء والفضلاء والزهاد وغيرهم. ويستحسنون كلامه، وينتفعون به، [و] عمل بدمشق مجلسا في حدود السبعين والستمائة فارتجل فيه خطبة، أولها: "الحمد لله الذي ملأ الوجود جودا وإحسانا. وأسبغ على كل موجود من سوابغ نعمه سرا وإعلانا. وجعل السجود لقربان حضرته قربانا. وأوفر القلوب بتحقيق شهوده إتقانا. نور بصائر أوليائه، فشاهدوه بعين اليقين عيانا. كلما جليت عليهم صفاته، هاموا إليها ولهانا. وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا. زفت عليهم عروس محبته، فجعلوا النفوس عليها سكرانا. واستبدلوا من الملبوس أشجانا وأحزانا. ونثروا الدموع على الخدود فسالت غدرانا. فلما وثقوا العقود وحفظوا العهود، أعطوا من الصدود أمانا. فلو رأيتهم وقد جن عليهم الليل، لحسبتهم في ثياب الخشوع رهبانا. وفي مصابرة الولوع فرسانا. صفوا على سرير الصفا إخوانا. لا تجد فيهم خوّانا. وأصبحوا في خلوة الوفاء ندمانا. لا تعرف فيهم ندمانًا. نصبوا للنصب أشباحهم، ورفعوا للرعب نواحهم. وخفضوا من الرهب جباههم، وفيهم نائح باك، وصائح شاك. يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا. قد تجلى لهم الجليل، ونادى يا جبريل! أنم فلانًا، وأقم فلانًا. وقل يا طالبي وصلي هلمّوا ... فإنا لا نخيب من أتانا حمانا للذي نهواه رحيب ... إذا ما جاءنا يبغي لقانا يراق له شراب من وصال ... يمازجه رُضاب من رضانا هوانا للذي نهوى نعيما ... فلا كان الذي يهوى سوانا فلو كشف الحجاب لعاشقينا ... وأبدينا الجمال لهم عيانا وله رحمه الله تعالى: يا من أناجيه في سري وفي علني ... ومن أرجيه في بؤسي وفي حزني أفردتني عن جميع الناس يا سكنى ... وأنت أنسي إذا استوحشت من سكني وأنت روحي إذا جردت عن بدني

1714 - القيلوي

وأنت راحة قلبي في تقلبه ... وأنت غاية قصدي في تطلبه من لي من مغيث أستغيث به ... إذا تضايق أمر في تكربه ومن أرجو إذا أدرجت في كفن ... إذا ذكرنك زال الهم من فكري وأن شهدتك عاد الكل من نظري ... أنه حضرتك لا ألوى على بشر كان مررت على شيء من السمر ... فغير ذكرك لا تصغي له أذني ما لي وحقك عن جلواك منصرف ... ولا عناني إلى الأغبار منحرف فأمني فإني بما قدمت معترف ... فإن عطفت فكل الناس منعطف وإن وصلت فكل الناس يسعدني ... ومحق حبك ما قلبي بمنقلب إلى سواك ولا حبلي بمنجذب ... ولا أراك بدمع فيك منسكب حتى أراك بطرف غير محتجب ... في حضرة القدس لا في خضرة الدمن • قلت: آثار التصوف واضحة عليه وعلى كلامه، والله أعلم. وفاته: سنة (678 هـ) ثمان وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" في مجلد و"حل الرموز ومفاتيح الكنوز" في التصوف واصطلاحات التصوف وغير ذلك. 1714 - القَيلوي * اللغوي: عبد السلام بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمّد بن كيدوم بن عمر بن أبي الخير سعيد، العز الجد أبو محمّد الشهاب أبي العباس بن الشرف الحسني القيلوي البغدادي، ثم القاهري الحنبلي، ثم الحنفي. ولد: سنة (776 هـ) وقيل (780 هـ) ست وسبعين وسبعمائة وقيل ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: محمّد بن الهادي، ومحمد بن الكيلاني، وغيرهما. من تلامدته: قرأ عليه التقي القلقشندي، والبقاعي، والسخاوي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان يعتذر عن عدم الإكثار من التصانيف والتصدي لها بأنه ليس من عدة الموت لعدم الإخلاص فيه. . . كان يقرئ تائية ابن الفارض ويترنم بقصائده" أ. هـ. • الوجيز: "أخذ عنه الأئمة طبقة بعد طبقة حتى صار أعيان الديار المصرية من تلامذنه مع الطلاقة والبلاغة والتواضع وعلوّ الهمة والكرم والفتوة والمحاسن الوافرة. . " أ. هـ. • نظم العقيان: "وكان مع تفننه في العلوم خيرًا زاهدًا قانعًا منقطعًا عن الناس ذا عفة وصبر على اشتغال الطلبة واحتمال لجفاهم، وطلاقة لسان، ¬

_ * الضوء اللامع (4/ 198)، وجيز الكلام (2/ 693)، نظم العقيان (128)، شذرات الذهب (9/ 430)، معجم المؤلفين (2/ 145).

1715 - الواجكا

ولم يعتن بالتصنيف" أ. هـ. • الشذرات: "قال البرهان البقاعي في عنوان الزمان: . . وعنده رياضة زائدة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (859 هـ) تسع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "تعليق على إيساغوجي"، و"الشمسية والألفية"، و"التوضيح". 1715 - الواجكا * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد السلام بن الحسن بن محمّد بن عبد الله البصري أبو أحمد القرميسيني، ويعرف بالواجكا اللغوي. ولد: سنة (329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمانة. من مشايخه: محمّد بن إسحاق بن عباد التمار، وابن خُشنام المالكي، وغيرهما. من تلامذته: عبد العزيز الأزجي، وعبد الوهاب بن شيطا، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "حدث ببغداد وكان صدوقا عالمًا أديبا قارئا للقرآن عارفًا بالقراءات وكان يتولى النظم ببغداد في دار الكتب، وكان سمحا جوادا وربما جاءه السائل وليس معه شيء يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة. . " أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ عارف ثقة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان عالمًا باللغة والآداب والقرآن، صدوقًا أديبًا سخيًّا. . " أ. هـ. وفاته: سنة (405 هـ) خمس وأربعمائة. 1716 - القَادِري الفَاسِي * المفسر عبد السلام بن الطيب بن محمّد القادري الحسني الفاسي، أبو محمد. ولد: سنة (1058 هـ) ثمان وخمسين وألف. من مشايخه: الشيخ عبد القادر الفاسي، وولداه محمد، وعبد الرحمن، وغيرهم. من تلامذته: أبو العباس أحمد الفلالي، وولده الطيب، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • فهرس الفهارس: "من أعلام علماء فاس وصدور أئمتها المشهور لهم بالتبحر في علوم العربية والبيان والمنطق والكلام والأصول والحديث وكان نسابة لا سيما أنساب بني هاشم والعلويين منهم، وإليه كان يرجع فيهما" أ. هـ. • شجرة النور: "العلامة محيي السنة والملة. وإمام الأئمة الجلة، شريف العلماء وعالم الشرفاء" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "شيخ المشايخ وطود العلوم الرواسخ ولد بفاس، وأكب على اقتناء العلوم حتى تضلع من روايتها وكشف عن مخدراتها فسما بها مع تواضعه على الأقران ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 57)، المنتظم (15/ 108)، إنباه الرواة (2/ 175)، الكامل (8/ 85)، وفيه أحمد بن عبد السلام، معرفة القراء (1/ 377)، غاية النهاية (1/ 385)، الوافي (18/ 429)، وفيه وفاته (329) وهو خطأ واضح، النجوم (4/ 238)، بغية الوعاة (2/ 95)، وفيه وفاته (329) وهو خطأ. * معجم المفسرين (1/ 282)، هدية العارفين (1/ 572)، معجم المطبوعات (1478)، شجرة النور (328)، فهرس الفهارس (1/ 188)، الأعلام (4/ 5).

1717 - ابن برجان

وقارن بين العلم والصلاح أحسن قران" أ. هـ. وفاته: سنة (1110 هـ) عشر ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة الإخلاص"، و"الإشراف على أنساب الأقطاب الأربعة الأشراف"، و"الجواهر المنطقية" منظومة في المنطق. 1717 - ابن بَرَّجان * النحوي، المفسر المقرئ: عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، أبو الحكم اللخمي الإفريقي الإشبيلي، المعروف بابن برجان. من مشايخه: سمع الحديث من ابن منظور، وابن ملكون، وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم القَنْطري، وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان عبدا صالحًا. . وله تفسير القرآن العظيم وأكثر كلامه فيه على طريق أرباب الأحوال والمقامات" أ. هـ. • فوات الوفيات: "الصوفي العارف. . " أ. هـ. • العبر: "العارف شيخ الصوفية. . " أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام العارف القدوة. . شيخ الصوفية. . . قال ابن الأبار: صدوقا ثقة كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث، والتحقيق بعلم الكلام المتصوف مع الزهد والإجتهاد في العبادة. . " أ. هـ. • لسان الميزان: "عابوا عليه الإمعان في علم الحرف حتى استعمله في تفسير القرآن" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "كان أحفظ أهل زمانه باللغة مسلمًا له بذلك صدوقًا ثقة. . " أ. هـ. • الأعلام: "كثر كلامه في تفسيره على طريق الصوفية ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "متصوف، مفسر، مقرئ، محدث من كبار الصالحين" أ. هـ. وفاته: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: تفسير القرآن العظيم سماه "الإرشاد" ما زال مخطوطًا وهو تفسير كبير في مجلدات و"شرح أسماء الله الحسنى". 1718 - أبو البركات بْنُ تَيمِية * المفسر المقرئ: عبد السلام بن عبد الله بن أبي ¬

_ * وفيات الأعيان (4/ 236)، فوات الوفيات (2/ 323)، السير (20/ 72)، العبر (4/ 100)، تاريخ الإسلام (وفيات 536)، ط. تدمري، البلغة (134)، النجوم (5/ 270)، بغية الوعاة (2/ 95)، طبقات المفسرين للسيوطي (57)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 306)، ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد (73)، مفتاح السعادة (2/ 111)، الشذرات (6/ 185)، الأعلام (4/ 6). * فوات الوفيات (2/ 323)، السير (23/ 291)، العبر (5/ 212)، البداية (13/ 198)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 249)، غاية النهاية (1/ 385)، السلوك (1/ 2: 395)، المنهل الصافي (7/ 263)، الوافي (18/ 428)، النجوم الزاهرة (7/ 33)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 303)، الشذرات (7/ 442)، الأعلام (4/ 6)، معجم المؤلفين (2/ 148)، معجم المفسرين (1/ 283)، جلاء العينين (28).

1719 - الزواوي

القاسم الخضر بن محمد بن علي، شيخ الإسلام مجد الدين أبو البركات بن تيمية الحراني. ولد: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة. من مشايخه: الحافظ عبد القادر الرُّهاوي، وأبو بكر بن غنيمة الحلاوي، وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي، وشهاب الدين عبد الحكيم، وجماعة. كلام العلماء فيه: • السير: "الشيخ الإمام العلامة فقيه العصر شيخ الحنابلة. . انتهت إليه الإمامة في الفقه. . . انبهر علماء بغداد لذكائه وفضائله. . قال الشيخ تقي الدين: كان جدنا عجبًا في سرد المتون وحفظ مذاهب الناس وإيرادها بلا كلفة انتهى وصنف التصانيف مع الدين والتقوى وحسن الاتباع. وجلالة العلم" أ. هـ. قلت: الشيخ أبو البركات بن تيمية أشهر من أن نتكلم في عقيدته. • الوافي: "كان إمامًا حجة بارعًا في الفقه والحديث وله يد طولى في التفسير ومعرفة تامة بالأصول واطلاع على مذاهب الناس. . . قال الشيخ شمس الدين: وحدثني الشيخ تقي الدين بن تيمية قال: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: ألين للشيخ مجد الدين الفقه كما ألين لداود الحديد. . وحكى البرهان المراغي أنه اجتمع به فأورد نكتة عليه، فقال، مجد الدين: الجواب عنها من مائة وجه: الأولى كذا والثانية كذا، وسردها إلى آخرها، ثم قال للبرهان: قد رضينا منك الإعادة، فخضع له وانبهر" أ. هـ. • غاية النهاية: "انتهت إليه رئاسة العلم في زمانه. كان آية في الذكاء أعجوبة في المناظرة. غاية في سرد الأحاديث وحفظ مذاهب السلف وايرادها متقنًا للتفسير والقراءات" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال الذهبي .. كان فريد زمانه في معرفة المذهب مفرط الذكاء متين الديانة كبير الشأن" أ. هـ. • الشذرات: "قال الذهبي: وكان الشيخ مجد الدين معدوم النظير في زمانه رأسًا في الفقه وأصوله، بارعًا في الحديث ومعانيه، له اليد الطولى في معرفة القراءات والتفسير ... " أ. هـ. وفاته: سنة (652 هـ) اثنتين وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "أطراف أحاديث التفسير" و"المحرر" في الفقه وأرجوزة في القراءات و"تفسير القرآن العظيم". 1719 - الزّوَاوي * المقرئ: عبد السلام بن علي بن عمر بن سيد الناس، أبو محمّد الزواوي المالكي. ولد: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على أبي القاسم بن عيسى، وأبي العز بن محمّد بن عبد الخالق، وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه إبراهيم بن فلاح الإسكندري، والحسين بن يوسف الكفري، وغيرهما. ¬

_ * العبر (5/ 335)، ذيل مرآة الزمان (4/ 173)، السلوك (1/ 2: 711)، الوافي (18/ 431)، المنهل الصافي (7/ 265)، غاية النهاية (1/ 386)، الشذرات (7/ 652)، الأعلام (4/ 6)، معجم المؤلفين (1/ 149).

1720 - القزويني

كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان إمامًا زاهدًا ورعًا، كبير القدر، قليل المثل ... " أ. هـ. • ذيل مرآة الزمان: "كان إمامًا عالمًا عاملًا ورعًا متقللًا من الدنيا قانعا منها بالكفاف وسالكًا نموذج السلف ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "كان إمامًا بارعًا صالحًا. محققًا فقيها ثقة .. " أ. هـ. • الأعلام: "انتهت إليه رئاسة الإقراء في دمشق ... " أ. هـ. وفاته: سنة (681 هـ) إحدى وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "عدد الآي" و"التنبيهات على معرفة ما يخفى من الوقوفات". 1720 - القَزْوينِي * المفسر: عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بُنْدار، أبو يوسف القزويني. ولد: سنة (393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: قرأ على عبد الجبار الهمذاني، وروى الحديث عن أبي عمر بن مهدي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم السمرقندي، وأبو غالب بن البناء، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "قال ابن عقيل: كان رجلا طويل اللسان بعلم تارة وبسفه أخرى، ولم يكن محققا في علم، وكان يفتخر ويقول: أنا معتزلي، وكان ذلك جهلا منه لأنه يخاطر بدمه في مذهب لا يساوي، قال وبلغني عنه لما وكل به الأتراك مطالبه بما اتهموه به من إيداع بني جهير الوزراء عنده أموالا. فقيل له: ادع الله فقال: فالله في هذا شيء هذا فعل الظلمة. أ. هـ. قال شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي دخل أبو يوسف على نظام الملك وعنده أبو محمد التميمي ورجل آخر أشعري، فقال له: أيها الصدر قد اجتمع عندك رؤوس أهل النار؟ فقال: كيف؟ فقال: أنا معتزلي، وهذا مشبه، وذاك أشعري، وبعضنا يكفر بعضا. أ. هـ .. وما تزوج إلا في آخر عمره .. " أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "المتكلم على مذهب المعتزلة" أ. هـ. • قال الدكتور عدنان زرزور في كتابه الحاكم الحبشمي ومنهجه في تفسير القرآن (147) وتحت عنوان تفاسير المعتزلة قبل الحاكم: "وهو يعد في الطبقة الثانية عشرة من المعتزلة لأنه ممن قرأ على القاضي عبد الجبار ومن هو في طبقته، وهو أقرب مفسري المعتزلة وفاة من مصنفنا الحاكم وأشهر رؤوس المعتزلة في النصف الثاني من هذا القرن، وكان يدعو إلى الاعتزال ويفخر به ويتظاهر به حتى على باب نظام الملك -كما ذكر السبكي- ¬

_ * المنتظم (17/ 20)، الكامل (10/ 253)، مختصر تاريخ دمشق (15/ 117)، مرآة الجنان (3/ 147)، السير (18/ 616)، العبر (3/ 321)، تذكرة الحفاظ (1208)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 121)، البداية (12/ 160)، الجواهر المضية، (2/ 421)، لسان الميزان (4/ 11)، الوافي (18/ 433)، النجوم (5/ 156)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 308)، الشذرات (5/ 381)، الأعلام (4/ 7)، معجم المفسرين (1/ 283)، تاريخ الإسلام (وفيات 488 هـ)، ط. تدمري. "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن"- بقلم الدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة.

1721 - ابن مزروع

فيقول لمن يستأذن عليه: قل أبو يوسف القزويني المعتزلي، وكان يقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري. قال السمعاني: "كان أحد المعمرين والفضلاء المتقدمين، جمع التفسير الكبير الذي لم يُر في التفاسير أكبر منه ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة وبث فيه معتقده، وهو في ثلاثمائة مجلد، منها سبع مجلدات في الفاتحة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "شيخ المعتزلة. . . وكان داعية إلى الاعتزال" أ. هـ. • الوافي: "ودرس الكلام على مذهب الاعتزال. . وكان من أعيان الفضلاء كثير المحفوظ داعية إلى الاعتزال" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "وقيل إنه كان زيدي المذهب في الفروع" أ. هـ. • البداية: "شيخ المعتزلة ... " أ. هـ. • لسان الميزان: "قال ابن عساكر: سمعت من يحكي أن ابن البراج من منكلمي الرافضة قال له: ما تقول في الشيخين؟ فقال: سفليان ساقطان. فقال: من تعني؟ قال: أنا وأنت" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال ابن النجار: كان طويل اللسان ولم يكن محققًا إلا في التفسير فإنه نهج في التفاسير حتى جمع كتابًا بلغ خمسمائة مجلد، حشا فيه العجائب" أ. هـ. • علام: "شيخ المعتزلة في عصره. . " أ. هـ. • معجم المفسرين: "قال السمعاني: لم يرَ في التفاسير أكبر منه ولا أجمع منه ولا أجمع للفوائد لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة وبث فيه معتقده وهو في ثلاثمائة مجلد" أ. هـ. وفاته: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: له "تفسير القرآن" نحو ثلاثمائة مجلد (وقيل سبعمائة مجلد)، سبعة منها في الفاتحة وفي قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيمَانَ} مجلدة، وكان يقول من قرأ عليّ هذا التفسير وهبته إياه، فلم يقرأ عليه أحد وسماه "حدائق ذات بهجة". 1721 - ابْن مزروع * النحوي: عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن غَزْان البصري، ثم المدني الحنبلي، عفيف الدين، أبو محمد. ولد: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. من مشايخه: المؤتمن بن القيمرة، وفضل الله الجيلي، وغيرهما. من تلامذته: ابن رشد والبرزالي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "الإمام المحدث القدوة. . . وجاور بالمدينة أكثر عمره، وحج أربعين حجة متوالية، وكان من محاسن الشيوخ، وله نظم" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "عني بالأثر وقرأ بنفسه. . إمام فاضل، عالم فقيه زاهد عابد عارف بفنون العلم والأدب. قال البرزالي: شيخ عالم متدين عارف بفن الأدب. جاور بالمدينة مدة طويلة ودرس بها وأفتى على مذهب الإمام أحمد". ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 95)، الوافي (18/ 435)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 334)، الشذرات (7/ 760).

1722 - ألكاملي

وقال: "الشيخ الإمام الحافظ السيد القدوة، عفيف الدين. كان رجلا فاضلا عاقلا خيرًا، حسن الهيئة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "النحوي ابن النحوي" أ. هـ. وفاته: سنة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة. 1722 - أَلْكامِليّ * النحوي: عبد السلام بن محمّد بن علي بن محمّد المعروف بالكاملي -وأصحه الكامدي بالدال نسبة إلى كامد اللوز قرية في البقاع- الشافعي الدمشقي. ولد: بعد سنة (1080 هـ) ثمانين وألف تقريبا. من مشايخه: الشيخ إبراهيم الفتال، والشيخ عبد القادر العمري، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الإمام العالم العلامة الفقيه النحوي الأديب الأصولي. . . كان ورعًا عاقلا ساكنًا ذا وقار، ودين وللناس فيه محبة واعتقاد. . . وله اليد الطولى في النحو والمعاني والبيان وأصول الفقه. . وتصدر بالإفادة بمدرسة البادرائية وبالجامع الأموي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1147 هـ) سبع وأربعين ومائة وألف. 1723 - ابن الحُصرِي * المفسر: عبد الصمد بن إبراهيم بن خليل البغدادي، جمال الدين أبو أحمد، ويعرف بابن الحصري. من مشايخه: الدواليبي، وابن عبد الصمد، والدقوقي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البداية: "كان محدث بغداد، وواعظها، وكان من أهل السنة، له مرثية في ابن تيمية" أ. هـ. وفاته: سنة (765 هـ) خمس وستين وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر تفسير الرسعني بعد أن ألقاه دروسًا في لفظه بمسجد بالس ببغداد، و"رموز الكنوز". 1724 - أبُوْ الخير الحنْبَلِي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش بن عبد الله البغدادي، مجد الدين أبو أحمد وأبو الخير الحنبلي. ¬

_ * سلك الدرر (3/ 25)، ذيل نفحة الريحانة (39). * البداية (14/ 323)، وفيات ابن رافع (2/ 293)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 413)، الذيل على العبر لابن العراقي (1/ 169)، الدرر (2/ 476)، لحظ الألحاظ (145)، الشذرات (8/ 350)، وفيه ابن الخضري، روضات الجنات (5/ 78)، معجم المؤلفين (2/ 152)، معجم المفسرين (1/ 284). * العبر (5/ 311)، معرفة القراء (2/ 665)، تذكرة الحفاظ (4/ 1474)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 290)، غاية النهاية (1/ 387)، بغية الوعاة (2/ 96)، شذرات الذهب (7/ 615)، معجم المؤلفين (2/ 152)، السير (17/ 304) ط. عبد السلام علوش، الوافي (18/ 443).

1725 - النهشلي

ولد: سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ بالراويات على الفخر الموصلي، وعلى ابن الدبيثي. من تلامذته: قرأ عليه الشيخ إبراهيم الرَّقي الزاهد وأبو بكر الجزري المِقَصَّاتي). كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: " ... كان إمامًا محققًا، بصيرا بالقراءات وعللها وغريبها، صالحًا، ورعًا، زاهدًا، كبير القدر، بعيد الصيت، قرأت بخط السيف ابن المجد قال: كنت ببغداد، فبنى المستنصر مسجدا وزخرفه، وجعل به من يُقريء ويسمع، فاستدعى الوزير جماعة من القراء وكان منهم عبد الصمد بن أحمد، فقال له: تنتقل إلى مذهب الشافعي؟ فامتنع فقال: أليس مذهب الشافعي حسنا؟ قال: بلى ولكن مذهبي ما علمت به عيبًا أتركه لأجله، فبلغ الخليفة ذلك، فأعجبه قوله، وقال: هو يكون إمامه دونهم، وعرضت عليه العدالة فأباها" أ. هـ. • العبر: "الرجل الصالح مقريء العراق" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "صار عين شيوخ زمانه، والمشار إليه في وقته، مع الدين والصلاح والزهد والورع والتقشف والتعفف، والصبر والتجمل. . . وذكر شيخنا صفي الدين القراءات والحديث بها، كان من العلماء العاملين والأئمة الموصوفين بالعلم والفضل والزهد ... وتوفي ... وأخرج من يومه، وصلى عليه بجامع ابن بهليقا وعدة مواضع وأغلق البلد يومئذٍ وازدحم الخلق على حمله" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام عارف أستاذ محقق زاهد ثقة ورع ... " أ. هـ. • الشذرات: "المقرئ النحوي اللغوي الفقيه، الحنبلي، الخطيب، الواعظ، الزاهد شيخ بغداد وخطيبها ... " أ. هـ. • الوافي: "الإمام المقرئ المجود الزاهد القدوة" أ. هـ. وفاته: سنة (676 هـ) ست وسبعين وستمائة. من مصنفاته: له ديوان خطب في سبع مجلدات. 1725 - النَّهْشَلِي * النحوي، المقرئ: عبد الصمد بن حامد بن أبي البركات بن عبد الصمد النهشلي الشافعي، نظام الدين، أبو محمد. من مشايخه: العلامة فخر الدين الجاربردي، والطيبي، والإمام شمس الدين القزويني، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "له اليد الطولى في علم الفلك مع الدين الأمانة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "الفقيه العلامة النحوي المقرئ المفسر المفتي القاضي، صدر القراء وأوحد البلغاء" أ. هـ. وفاته: سنة (703 هـ)، ثلاث وسبعمائة. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 284)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 309)، غاية الغاية (1/ 388).

1726 - ابن قراقياش

1726 - ابنُ قَرَاقِياش * اللغوي، المقرئ: عبد الصمد بن سلطان بن أحمد بن الفرج الجُذامي الصويتي، معتمد الدين، أبو محمَّد بن قراقيش. ولد: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على الشريف أبي الفتوح وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "النحوي الطبيب. . . كان إمامًا بارعًا في الطب والعربية ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "قال أبو عبد الله: كان متقنا للعربية رأسًا في الطب" أ. هـ. وفاته: سنة (608 هـ) ثمان وستمائة. 1727 - الَّلبَسِيّ * اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء، أبو محمد البَلَوي الوادي آشي الأندلسي، ويعرف باللبسي (¬1). ولد: في حدود سنة (534 هـ) أربع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو العباس الجزولي، وغيرهما. من تلامذته: ابن مسدي، والحافظ أبو عبد الله محمّد بن سعيد الطراز، أو غيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أبو حيان النحوي فيما كتب إلي: إن عبد الصمد هذا روى عن أبيه القرآن تلاوة وسمع منه عدة كتب، ومات أبوه ولذا نحو من عشر سنين ومع ذلك روى الناس عنه، ووثقوه، سألت أبا علي بن أبي الأحوص عنه فوثقه" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "المقرئ، مسند القراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء مصدر راوية ثقة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للسيوطي: "قال ابن الأبار: كان راوية مكثرا واعظا عالمًا بالقراءات والتفاسير، مشاركا في الحديث والعربية، اعتمد في ذلك على أبيه" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة. 1728 - ابن حَيُّوَيه * النحوي: عبد الصمد بن محمّد بن عبد الله بن حَيُّويه، أبو محمد، وأبو القاسم البخاري. من مشايخه: سهل بن حسن البخاري الحافظ، ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة للمنذري (2/ 225)، تاريخ الإسلام (وفيات 608) ط. دار، معرفة القراء (2/ 597)، غاية النهاية (1/ 388)، بغية الوعاة (2/ 99)، وفيه توفي سنة (680)، وهو خطأ واضح، الوافي (18/ 445). * معجم المفسرين (1/ 285)، طبقات المفسرين للسيوطي (58)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 310)، معرفة القراء (2/ 610)، غاية النهاية (1/ 389)، تاريخ الإسلام (وفيات 619)، ط. بشار، تذكرة الحفاظ (4/ 1403). (¬1) نسبة إلى لبسة ويقال لبصة: من قرى الأندلس، وأصله منها. انظر تاريخ الإسلام (وفيات 619) ط. بشار. * تاريخ بغداد (11/ 42)، تاريخ دمشق (36/ 256)، الإكمال (2/ 361)، إنباه الرواة (2/ 177)، وفيه: توفي سنة (359)، السير (16/ 290)، بغية الوعاة (2/ 97).

1729 - الغزنوي

ومكحول البيروتي وغيرهما. من تلامذته: الحاكم وتمام الرازي وعبد الغني الأزدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "النحوي الحافظ الرحال. . قال الحاكم: عبد الصمد الحافظ الأديب من أعان الرحالة، قدم علينا نيسابور وأقام سنوات ثم دخل العراق ومصر والشام. استخرج على "صحيح البخاري" وجوده ... " أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثماثة. 1729 - الغَزْنَوي * المفسر: عبد الصمد بن محمود بن يونس الغزنوي، أبو الفتح. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه حنفي، مفسر، قاض" أ. هـ. من مصنفاته: تفسير القرآن وسماه "تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء". 1730 - عَبدُ الصَّمدِ الضَّرِير * النحوي: عبد الصمد بن يوسف بن عيسى الضرير. من مشايخه: قرأ على ابن الخشاب. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان كثير التلاوة للقرآن المجيد. . . له أوراد من الصلاة -رحمه الله- وأوقات من الذكر ... " أ. هـ. • الوافي: "أقام بواسط يقرئ أهلها النحو ويفيدهم" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. 1731 - أبُو مُحمد الجَذَّامي * المقرئ: عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة، رشيد الدين أبو محمد الجُذامي المصري، من ذرية رَوْح بن زنباع. من مشايخه: أبو الجود غياث، وأبو يعقوب يوسف بن خُززاد النجيرمي وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي، والنظام التبريزي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان ذا حرمة وافرة وجلالة ظاهرة وخبرة تامة بوجوه القراءات انتهت إليه رئاسة الفن في زمانه" أ. هـ • الوافي: "سمع وتصدر للإقراء مدة وتخرج به جماعة، وكان مقرئ الديار المصرية في زمانه" أ. هـ. • غاية النهاية: "المقرئ الضرير إمام بارع مصدر محقق" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 285)، هدية العارفين (1/ 574)، إيضاح المكنون (1/ 309). * إنباه الرواة (2/ 178)، الوافي (18/ 463)، وفيه وفاته (566)، بغية الوعاة (2/ 97). * الوافي (18)، غاية النهاية (1/ 391)، النجوم (7/ 24)، العبر (5/ 202)، الشذرات (7/ 424)، بغية الوعاة (2/ 97)، معرفة القراء (2/ 650)، حسن المحاضرة (1/ 500).

1732 - ابن بزيزة

• حُسن المحاضرة: "برع في العربية وتصدر للإقراء، وانتهت إليه رئاسة الفن في زمانه، وكان ذا جلالة ظاهرة وحرمة وافرة وخبرة تامة بوجوه القراءة" أ. هـ. • الشذرات: "شيخ الإقراء بالديار المصرية، كان عارفًا بالنحو أيضًا" أ. هـ. وفاته: سنة (649 هـ) تسع وأربعن وستمائة. من مصنفاته: "شرح العنوان"، وكتاب "قبضة العجلان في مخارج الحروف"، وغيرها. 1732 - ابن بُزَيْزَة * النحوي، المفسر عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد التيمي القرشي، المعروف بابن بزيزة. ولد: سنة (616 هـ) ست عشرة وستمائة. من مشايخه: تفقه على محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وأبي الحسن علي بن أحمد الحرّالي التجيبي الصوفي. من تلامذته: محمد بن صالح بن أحمد بن رحيمة الكناني الشاطي. كلام العلماء فيه: • نيل الابتهاج: "كان رحمه الله عالمًا فقيهًا جليلًا" أ. هـ. بتصرف. • تراجم المؤلفين التونسيين: "من الفقهاء والصوفية وعلماء التفسير والكلام، ورواة الحديث والأدب، ومن أئمة المالكية. . وكان مشاركًا في سائر العلوم ومن أهل الدين. . . وترك آثارا جليلة على قصر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري، وشرح "المفصل" للزمخشري في النحو وشرح العقيدة البرهانية (¬1) وغيرهما. 1733 - ابن مُغَلِّس * اللغوي: عبد العزيز بن أحمد بن السيد بن مُغلِّس القيسي الأندلسي البلنسي. من مشايخه: قرأ اللغة على أبي علاء صاعد البغدادي، وعلى أبي يعقوب يوسف بن خرزاذ النجيرمي، وغيرهما. من تلامذته: أبو الربيع سليمان بن أحمد بن محمد الأندلسي السرقسطي ببغداد، وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل اللغة والعربية، مشارا إليه فيها" أ. هـ. • السير: "الأستاذ اللغوي. . . من أئمة الأدب" أ. هـ. • الوافي: "اللغوي. . أحد العلماء باللغة والعربية ... " أ. هـ. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 581)، معجم المؤلفين (2/ 152)، معجم المفسرين (1/ 285)، وفيه ولد: (606)، وتوفي (673)، تراجم المؤلفين التونسيين (127)، نيل الابتهاج (155). (¬1) وتسمى "قوة الإرشاد" لأبي عمرو عثمان بن عبد الله بن عيسى القيسي المعروف بالسلالجي إمام أهل المغرب في الكلام والتصوف. "شجرة النور 163". * جذوة المقتبس (269)، بغية الملتمس (2/ 499)، الصلة (1/ 351)، وفيات الأعيان (3/ 193)، السير (17/ 541)، تاريخ الإسلام (وفيات 427) ط. تدمري، الوافي (18/ 465)، نفح الطيب (2/ 346)، بغية الوعاة (2/ 98).

1734 - الديريني

وفاته: سنة (427 هـ)، وقيل (429 هـ) سبع وعشرين، وقيل: تسع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: ديوان شعر. 1734 - الديرِيني * المفسر: عبد العزيز بن أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمِيري الديرِيني الشافعي. ولد: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. من مشايخه: الشيخ عز الدين بن عبد السلام، ثم صحب أبا الفتح بن أبي الغنائم الرسعَني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية للسبكي: "الشيخ الزاهد القدوة، ذو الأحوال المذكورة والكرامات المشهورة والمصنفات الكثيرة والنظم الشائع. . . وقد ذكره شيخنا أبو حيان وقال: كان متقشفا مخشوشنا، من أهل العلم يترك به الناس. . . وهذا من أبي حيان كثير لولا أن هذا الشيخ ذو قدم راسخ بالتقوى لما شهد له أبو حيان بهذه الشهادة فإنه كان قليل التزكية للمتصلحين، وكان سليمَ الباطن، حَسن الأخلاق، حكِيَ أنه دخل إلى المحلة الغربية في بعض أسفاره، وعليه عمامة متغيرة اللون، فظنها بعضُ من رآه زرقاء، فقال: قُلْ أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. فقالها، فنزع العِمةَ من رأسه، وقال له: اذهب إلى القاضي لتُسلم على يديه. فمضى معه وتَبِعَهم صبيان وخلق كثير، على عادةِ مَن يُسلم، فلما نظره القاضي عرفه، فقال له: ما هذا يا سيدي الشيخ؟ قال: قيل لي قُل الشهادتين، فقلتُهما، فقيل: امضِ معنا إلى القاضي لتنطق بهما بين يديه، فجئتُ. وله كتاب "طهارة القلوب في ذكر علام الغيوب" كتاب حَسن في التصوف، وكان يعرِف علمَ الكلام على مذهب الأشعري. وفيها أيضًا: ومنه، وكنتُ أسمعُ الحافظ تقي الدين أبا الفتح السبكي ابن العم، رحمه الله، يُنشده، وأحسبه روى لنا عن جدِّه عم أبي الشيخ صدر الدين يحيى السبكي عنه: اللهُ ربي وحَسبي ... اللهَ أرجُو وأحمَد وشافِعي يومَ حَشري ... خيرُ الخلائقِ أحمَد صلَّى عليه إلهِي ... أوفى صلاة وأحمَد ومالِك والحَنيفي ... والشافِعي وأحمَد ¬

_ * طبقات الشافعية للسبكي (8/ 199)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 310)، شذرات الذهب (7/ 784)، معجم المؤلفين (2/ 157)، معجم المفسرين (1/ 285)، وفيه وفاته سنة (694)، كتاب التيسير في علوم التفسير - للديريني الصفحات (4، 6، 13، 24، 86، 113، 115)، طبعة مطبعة التقدم العلمية- مصر.

وسيِّدي ابن الرفاعي ... قُطبِ الحقيقةِ أحمَد هذا مَقالُ الدمِيري ... عبدِ العزيز بنِ أحمَد • قلت: بعد إطلاعنا على كتابه المسمى "كتاب التيسير في علوم التفسير" تبين لنا أن المُترجَم له يؤول صفات الله سبحانه وتعالى على مذهب الأشاعرة، فقد أول الوجه بالذات وأول الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وأول الكرسي بمعنى العلم والملك وأول مجيء الله بأن الأجل قد حان وأول الإتيان بإتيان العذاب، كما أنه أثبت ثمان صفات اعتبرها أزلية وباقي الصفات مشتقة عنها. وإليك نص ذلك من كتابه المذكور: قال في تفسير الرحيم من سورة الفاتحة (ص 4): والراحم المريدُ للاكرام ... رحمتُه إرادة الإنعام أو أثر الرحمة بالإحِسَان ... كالغيث والرسول والقرآن ثم قال (ص 6): رحمتُه إرادة الإكرام ... رأفتُهُ إرادة الإنعام وحبُّه إرادة التقريب ... وكل خير في رضي المحبوب كلامُه وصفٌ له لا فعل ... قد شهد العقل به والنقل لا يشبه الحروف والأصواتا ... ولا يضاهي النطق والصماتا حياته وعلمُهه وقدرته ... وقوله وسمعه ورؤيته والوصف بالبقاه والإرادة ... صفاته بالنقل والشهادة وبالدليل الثابتِ العقلي ... قديمة بالنظر الجَلي ثم قال (ص 13): والله يستهزي يجازيهم على ... هزئهم واسم الجزا قد نقلا ثم قال (ص 24): كرسيه العرش وقيل الكرسي ... مَنْ دونه مُتَّسعُ في الحسي وقيل بل كرسيه المذكورُ ... أي علمه وملكه المشهورُ وفي تفسير سورة القصص (ص 86): وكل شيء هالك إلا هو ... والوجه يعني الذات يبقى الله وفي تفسير سورة الحديد (ص 113): قل جاء أمرُ الله أي حان الأجل ... وفدية يفدى بها من الوَجَل وفي تفسير سورة الجادلة (ص 115): أتاهم الله أتى عذابه ... وهكذا في مثلِه جوابه

1735 - سراج الهند

أضف إلى ذلك فإن علامات التصوف بادية على تفسيره وخصوصا في تفسير أوائل السور. انظر مثلًا (ص 11) وما قاله في معنى (الم)، وكذلك فإنه وصف القشيري بالولاية (انظر ص 3)، والله تعالى أعلم. • الشذرات: "الفقيه الشافعي العالم الأديب الصوفي الرفاعي. . . وتكلم في الطرائق وغلب عليه الميل إلى التصوف .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه شافعي، صوفي مفسر أديب. . نسبة إلى قرية (دِمرين) بلدة من أعمال الغربية بمصر .. " أ. هـ. من أقواله: طبقات السبكي: ومن كلامه في "طهارة القلوب"، إلهي عرَفْتنا بربُوبيتك وغرقتنا في بحار نعمتك، ودَعوتنا إلى دار قُدسك، ونعمتنا بذكرك وأنسك. إلهي إن ظُلمة ظلمنا لأنفُسنا قد عمت، وعار الغفلة على قلوبنا قد طمت، فالعَجزُ شامل، والحَصر حاصل، والتسليم أسلم، وأنت بالحال أعلم. إلهي، ما عَصَيناك جهلا بعقابك، ولا تعرّضًا لعذابك، ولكن سَوَّلَت لنا نفوسُنا، وأعانتْنا شِقوَتنا، وغرَّنا سترك علينا، وأطمعنا في عَفْوك برُّك بنا، فالآن من عذابك من يستنقذنا؟ وبحبلِ من نعتصم إن قطَعْتَ حبْلك عنَّا؟ واجعلنا من الوُقوف عزًّا بين يديك، وافضيحتنا إذا عُرضتْ أعمالنا القبيحة عليك. اللهم اغفر ما علمت، ولا تفتِك ما سترت. وفاته: سنة (699 هـ) وقيل (694 هـ) تسع وقيل أربع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: تفسير سماه "المصباح المنير في علم التفسير" في مجلدين ونظم أرجوزة فِي التفسير سماها "التيسير في التفسير" وكتاب "طهارة القلوب في ذكر علام الغيوب" في التصوف. 1735 - سِرَاج الهنْد * المفسر عبد العزيز بن أحمد ولي الله بن عبد الرحيم العمري الفاروقي، الملقب سراج الهند. ولد: سنة (1159 هـ) تسع وخمسين ومائة وألف. من تلامذته: الشيخ رفيع الدين المراد آبادي، وغيره. كلام العلماء فيه: • جهود أهل الحديث في خدمة القرآن الكريم: "حامل علوم أبيه وخليفته بعده، قد قضى حياته في الدرس والإفادة والتأليف وترك مؤلفات قيمة في التفسير والحديث فله في التفسير "تفسير فتح العزيز" بالفارصية المعروفة بـ"التفسير العزيزي" وهو تفسير قيم، وله أهمية كبيرة في حل غوامض التفسير وشرح بعض القضايا المهمة، ولكن للأسف أن معظمه قد تلف في الثورة التحريرية سنة (1857 م). قال فيه الأستاذ عبد الحي الحسني: الأول من الأول إلى قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيرٌ لَكُمْ} ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 182)، الأعلام (4/ 14)، معجم المفسرين (1/ 286)، معجم المؤلفين (2/ 158)، "جهود أهل الحديث في خدمة القرآن الكريم، - طبعة إدارة البحوث الإسلامية والدعوة والإفتاء بالجامعة السلفية بنارس الهند: (ص 12).

1736 - غلام الخلال

والثاني من سورة الملك إلى آخر القرآن. صنفها الإمام بعد ذهاب البصر. وهو تفسير حسن جيد في حسن الإنشاء وجزالة التعبير وإيراد اللطائف والظرائف، وربط الآيات بعضها ببعض. وقد جمع تلميذه وتلميذ والده الشيخ رفيع الدين المرادآبادي إفاداته التفسيرية باسم: الإفادات العزيزية والتحقيقات النفيسة. كما قام بإعداد تكملة لتفسيره الشيخ حيدر على الفيض أبادي" أ. هـ. وفاته: سنة (1239 هـ) تسع وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "فتح العزيز" في التفسير لم يتمه و "بستان المحدثين" و"التحفة الإثنى عشرية". 1736 - غلام الخلال المفسر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يَزْداد بن معروف البغوي، أبو بكر، غلام الخلال. ولد: سنة (285 هـ) خمس وثمانين ومائتين. من مشايخه: أبو بكر بن الخلال، وروى عن موسى بن هارون، وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق بن شاقلا، وأبو عبد الله بن بَطّة، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "كان كبير الشأن، من محور العلم، له الباع الأطول في الفقه، ومن نظر في كتابه "الشافي" عرف عله من العلم لولا ما بشَّعهُ بغض بعض الأئمة، مع أنه ثقة فيما ينقله. . . ويذكر عنه عبادة وثالثه وزهد وقنوع ... " أ. هـ. • طبقات الحنابلة: "كان من أهل الفهم، موثوقًا به في العلم، متسع الرواية، مشهورا بالديانة، موصوفًا بالأمانة، مذكورا بالعبادة. . . سأله رافضي عن قوله عزَّ وجلَّ: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} من هو؟ فقال له: أبو بكر الصديق. فرد عليه، وقال: بل هو علي. فهمّ به أصحابه، فقال لهم: دعوه ثم قال له اقرأ ما بعدها {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} وهذا يقتضي أن يكون هذا المصدق ممن له إساءات سبقت. وعلى قولك أيها السائل: لم يكن لعلي إساءات، فقطعه. وهذا استنباط حسن لا يعقله إلا العلماء. فدلّ ذلك على علمه وحلمه وحسن خلقه، فإنه لم يقابل الرافضي على جناية، وعدل إلى العلم. . . وهاجر من داره لما ظهر سب السلف إلى غيرها، وهذا يدل على قوة دينه وصحة عقيدته رحمة الله عليه ... " أ. هـ. وفاته: سنة (363 هـ) ثلاث وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: له المصنفات في العلوم المختلفات: "الشافي"، و"المقنع"، و"تفسير القرآن" و"الخلاف مع الشافعي"، و"كتاب القولين"، و"زاد المسافر، و"التنبيه" وغير ذلك. ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 459)، المنتظم (14/ 230)، طبقات الحنابلة (2/ 119)، السير (16/ 143)، العبر (2/ 330)، البداية (11/ 296)، النجوم (4/ 105)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 312)، الشذرات (4/ 334)، الأعلام (4/ 10)، معجم المؤلفين (2/ 159)، معجم المفسرين (1/ 486)، تاريخ الإسلام (وفيات 363 هـ) ط. تدمري، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام (2/ 859).

1737 - القواس

1737 - القَوَّاس * النحوي: عبد العزيز بن جمعة بن زيد بن عزيز القواس الموصلي، عز الدين، أبو الفضل. ولد: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. من مشايخه: قرأ النحو على جمال الدين أبي محمّد حسين بن إياد، ونصير الدين الطوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • مجمع الآداب: "انتقل إلى مذهب مالك ورتب معيد الطائفة المالكية بالمستنصرية. . . وكان كريم الصحبة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة. من مصنفاته: شرح كتاب الدرة الألفية، وكتاب الأنموذج في النحو. . 1738 - أبُو الأَصْبَغ القُرْطُبِي * النحوي: عبد العزيز بن حكم بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن الخليفة عبد الملك بن مروان، أبو الأصبغ القرطبي. ولد: سنة (310 هـ) عشر وثلاثمائة. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وعبد الله بن يونس، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالنحو والغريب والشعر، شاعرًا مائلا إلى الكلام والنظر، وشهر بانتحال مذهب ابن مسرة (¬1)، فغض ذلك عنه. وكان أديبا حليما حدث وسمع منه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان أديبًا شاعرًا نحويًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة. 1739 - الجَزْوَي * النحوي، المقرئ: عبد العزيز بن خلوف الجزوري النحوي. كلام العلماء فيه: • الوافي: "قال ابن رشيق في "الأنموذج": شاعر مغلق ذو ألفاظ حسنة، ومعان متمكنة. . . يشبه في المنظوم والمنثور بأبي علي البصير، وله من سائر العلوم حظوظ وافرة، وحقوق ظاهرة، أغلبها عليه علم النحو والقراءات، وما يتعلق بها ... " أ. هـ. من أقواله: في الوافي: ومن شعره قوله أول الأبيات "الصبر من خلق الرجال": خلقنا رجالًا للتجلد والأسى ... وتلك الغواني للبكا والمآتم ¬

_ * تلخيص مجمع الآداب (1/ 210)، الأعلام (4/ 16)، وفيه وفاته بعد (694). * بغية الوعاة (2/ 99)، تاريخ الإسلام (وفيات 387)، ط. تدمري، تاريخ علماء الأندلس (1/ 472). (¬1) وقد مر التعريف به في حرف الألف في ترجمة (أبان بن عثمان). * إنباه الرواة (2/ 180)، الوافي (18/ 477)، بغية الوعاة (2/ 99).

1740 - ابن دلف

1740 - ابْن دُلَف * المقرئ: عبد العزيز بن دُلَف بن أبي طالب بن دُلَف بن القاسم البغدادي الحنبلي، أبو محمد، وأبو الفضل، عفيف الدين. ولد: سنة (551 هـ)، وقيل: (552 هـ) إحدى وخمسين، أو: اثنتين وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري، وسمع الحديث من أبي علي الرحبي، وغيرهما. من تلامذته: عبد الصمد بن أبي الجيش، وروى عنه ابن النجار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التقييد: "كان ثقة صالحًا ... " أ. هـ. • السير: "روى عنه ابن النجار، وقال: كان دائم الصلاة والصيام، كثير العبادة سعاء في مصالح الناس لم تر العيون مثله ... " أ. هـ. • معرفة القراء: "وعنى بالحديث، وكان صالحًا عابدا، تام المروءة كثير الصدقة بادي المحاسن ... " أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن الساعي: كان شيخًا صالحًا عابدا، مشكور السيرة محمود الطريقة، لم يزل مواظبا على الخير والعبادة والتلاوة. وكان يسرد الصوم، ويديم القيام باليل قلَّ أن تمضي عليه ليلة إلا وختم فيها القرآن في الصلاة ... " أ. هـ. • تلخيص مجمع الآداب: "الصوفي ... " أ. هـ. ومن الهامش، قال: (مصطفى جواد)، قال ابن الدبيثي: "كان فيه عسر في الرواية سمعنا منه ولعله ما روى لغيرنا والله أعلم" أ. هـ. • الشذرات: "قال الناصح بن الحنبلي: كان إمامًا في القراءة وفي علم الحديث .. وجد يصوم الدهر ... وقال ابن النجار ... كان ثقة صدوقا، نيلا، عزيز الفضل ... " أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. 1741 - المُوْصِلِي * النحوي، اللغوي: عبد العزيز بن زيد بن جمعة الموصلي. من مشايخه: أبو الحسن بن السَبَّاك، وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن رافع: شرح الألفية والأنموذج. قلت -أي السيوطي- هو المشهور بابن القواس" أ. هـ. من مصنفاته: طشرح ألفية ابن معطي"، و"شرح كافية ابن الحاجب". 1742 - ابن صُنع الله * النحوي: عبد العزيز بن سالم بن صنع الله ابن علي. ¬

_ * التقييد (365)، تلخيص مجمع الآداب (1/ 492)، الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 217)، السير (23/ 44)، العبر (5/ 157)، معرفة الفراء (2/ 626)، غاية النهاية (1/ 393)، تاريخ الإسلام (وفيات (637)، ط. بشار، النجوم (6/ 317)، المقصد الأرشد (2/ 129)، الشذرات (7/ 322)، تاريخ علماء المستنصرية (2/ 69). • بغية الوعاة (2/ 99). • معجم المؤلفين العراقين (2/ 288)، تاريخ علماء بغداد (389).

1743 - البرهان

ولد: سنة (1336 هـ) ست وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: أحمد الراوي الرفاعي، وعبد الوهاب البدري. من تلامذته: يعتبر معظم علماء محافظة الأنبار طلاب هذا الشيخ الجليل. وفاته: سنة (1395 هـ) خمس وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "إيضاح متن الآجرومية بالجداول، و "جداول الأمثلة" في الصرف. 1743 - البُرْهَانْ * النحوي، المقرئ: عبد العزيز بن سحنون بن علي الغماري النادلي، المنعوت بالبرهان. ولد: (554 هـ) أربع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني، والحافظ أبي محمّد عبد الله بن برِّي بن عبد الجبار، وغيرهما. من تلامذته: الحافظ المنذري، وغيره. كلام العلماء فيه: * التكملة: "النحوي العَدْل ... تصدر بالجامع العتيق بمصر لإقراء العربية إلى حين وفاته .. وحدّث وسمع" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كامل .. تلا بالسبع .. وصار شيخ العربية بمصر". وفاته: سنة (624 هـ) أربع وعشرين وستمائة. 1744 - الخَشْنِيّ * النحوي، اللغوي: عبد العزيز بن أبي سهل الخشني الضرير. كلام العلماء فيه: * الوافي: "قال ابن رشيق في الأنموذج: كان مشهورًا باللغة والنحو، مفتقرًا إليه فيهما بصيرًا بغيرها من العلوم ولم يُرَ ضريرٌ قط أطيب نفسًا منه ولا أكثر حياة، مع دين وعفة وكان شاعرًا مطبوعًا يلقي الكلام إلقاءً ويسلك طريق أبي العتاهية في سهولة الطبع ولطف التركيب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. 1745 - عبد العزيز بن مهذب * اللغوي: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب، أبو العلاء. من مشايخه: أبو الحسين المهلبي، وأبو محمّد الحسن بن عبد الرحمن المنداسي وغيرهما. من مصنفاته: صنف كتابًا كبيرًا في اللغة. ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (3/ 213)، تاريخ الإسلام (وفيات 624) ط. بشار, غاية النهاية (1/ 393)، بغية الوعاة (2/ 100). * إنباه الرواة (2/ 178)، الوافي (18/ 512)، بغية الوعاة (2/ 100). * إنباه الرواة (2/ 184)، بغية الوعاة (2/ 101).

1746 - العز بن عبد السلام

1746 - العز بن عبد السلام * المفسر عبد العزيز بن عبد السلام بن القاسم بن الحسن بن محمّد المهذب، الشيخ عز الدين بن عبد السلام، أبو محمّد السُّلَمي، الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (577 هـ)، وقيل: (578 هـ) سبع وسبعين، وقيل: ثمان وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: الخشوعي، وعبد اللطيف بن إسماعيل الصوفي وغيرهما. من تلامذته: تقي الدين بن دقيق العيد: وهو الذي لقّبه: سلطان العلماء، وعلاء الدين أبو الحسن علي الباجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * فوات الوفيات: "كان ناسكًا ورعًا، أمّارًا بالمعروف نهّاءً عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "وذكر أن الشيخ عز الدين لبس خرقة التصوف من الشيخ شهاب الدين السُّهْرَوَرْدِيّ، وأخذ عنه، وذكر أنه كان يقرأ بين يديه "رسالة القُشيري"، فحضره مرّة الشيخُ أبو العباس المرْسيّ لما قدِم من الإسكندرية إلى القاهرة. فقال له الشيخ عز الدين: تكلّم على هذا الفصل. فأخذ المرسي يتكلم، والشيخ عز الدين يزحفُ في الحلقة، ويقول: اسمعوا هذا الكلام الذي هو حديث عهدٍ بربه. وقد كانت للشيخ عزّ الدين اليد الطّولى في التصوف، وتصانيفه قاضية بذلك. وحكى قاضي القضاة بدرُ الدين بن جماعة، رحمه الله، أن الشيخ لما كان بدمشق وقع مرّة غلاء كبيرٌ حتى صارت البساتين تُباع بالثمن القليل، فأعطته زوجته مصاغًا لها وقالت: اشترِ لنا به بُستانًا نصيفُ به، فأخذ ذلك المصاغ وباعه وتصدّق بثمنه، فقالت له: يا سيّدي اشتريت لنا؟ قال: [نعم] بستانًا في الجنة، إني وجدتُ الناس في شدّة فتصدقتُ بثمنه. فقالت له زوجته: جزاك الله خيرًا. وحكى أنه كان مع فقره كثير الصّدقات، وأنه ربما قطع من عمامته، وأعطى فقيرًا يسأله إذا لم يجدْ معه غيرَ عمامته، وفي هذه الحكاية ما يدل على أنه كان يلبَس العمامة، وبلغني أنه كان يلبس قبع لبَّادٍ وأنه كان يحضر المواكب السلطانية به، فكأنه كان يلبسُ تارة هذا وتارةً هذا، على حسب ما يتّفق من غير تكلُّف. قال شيخ الإسلام ابن دقيق العيد: كان ابن عبد السلام أحدَ سلاطين العلماء، وعن الشيخ جمال الدين بن الحاجب أنه قال: ابنُ عبد السلام أفقه من الغزالي. وحكى القاضي عزُّ الدين الهكاري بن خطيب ¬

_ * فوات الوفيات (1/ 350)، العبر (5/ 260)، البداية (13/ 248)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 209)، ذيل مرآة الزمان (2/ 172)، المختصر من أخبار البشر (3/ 215)، النجوم (7/ 208)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 137)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 315)، الشذرات (7/ 522)، الأعلام (4/ 21)، معجم المؤلفين (2/ 162)، معجم المفسرين (1/ 287)، عقد الجمان (1/ 338)، "الإمام العز بن عبد السلام وأثره في الفقه الإسلامي" لعلي الفقير -دار أنس بن مالك- عمان- الأردن- ط (1) لسنة (1409 هـ- 1989 م)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 681).

الأشمونين في مصنَّف له، ذكر فيه سيرة الشيخ عزّ الدين، أن الشيخ عزّ الدين أفتى مرةً بشيء ثم ظهر له أنه خطأ، فنادى في مصر والقاهرة على نفسه: من أفتى له فلان بكذا فلا يعملْ به فإنه خطأ" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان يحضر السماع ويرقص ويتواجد .. " أ. هـ. * قلت: قال مؤلف كتاب (الإمام العز بن عبد السلام وأثره في الفقه الإسلامي) لعلي الفقير قال (ص 96): "لعل حديثنا عن عقيدة الشيخ عز الدين من نافلة القول، إذا علمنا أنه أحد الأشاعرة المتفق معهم في معتقدهم، وعقيدته عقيدة أهل الكتاب والسنة، وبحثنا فيه سيكون من باب تكرار ما كتبه العلماء في العقائد، فلا داعي لذكر معتقده بالتفصيل، وسأقتصر في هذا المبحث على بعض المسائل التي له فيها رأي بارز، ومعتقد يجدر بنا أن نشير إليه، ومن هذه الأمور: عليه بسبب عقيدته في الصفات التي يوافق بها ما عليه السلف الصالح، لنتطرق إلى حوادث الفتنة والمراحل التي مرّت فيها ثم وسأذكر ما نقله ابن السبكي عن عبد اللطيف بن الشيخ عز الدين في هذا الموضوع، فهو واف بكل جوانب عقيدة الشيخ رحمه الله. ذكر عبد اللطيف أن طائفة من مبتدعة الحنابلة القائلين بالحرف والصوت، كانوا يكرهون الشيخ عز الدين ويطعنون فيه، وكان السلطان يصحبهم في صغره وتربى على معتقدهم في ذلك، وقرروا في ذهنه أن الذي هم عليه اعتقاد السلف، وأنه اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - وفضلاء أصحابه، واختلط هذا بلحم السلطان ودمه، وصار يعتقد أن مخالف ذلك كافر حلال الدم، فلما أخذ السلطان في الميل إلى الشيخ عز الدين دست هذه الطانفة إليه وقالوا: إنه أشعري العقيدة يخطئ من يعتقد الحرف والصوت أولًا: تعريف الإيمان، وهل يزيد وينقص؟ وتعليقه بالمشيئة. عرّف الإمام العز -رحمه الله- الإيمان بأنه "تصديق القلب بما أوجب الرب التصديق بها، وهذا هو الإيمان الحقيقي. أما الإيمان المجازي فهو عبارة عن فعل كل طاعة وترك كل معصية، لأنهما مسببان عن الأيمان الحقيقيا. وقال في معرض كلامه عن الأيمان بالصفات والقول فيها (102): (أخرت الكلام عن هذا الموضوع نظرًا لما ترتب عليه من فتنة للإمام العز من قبل الحنابلة عندما أغروا السلطان الأثرف ويبدعه. ومن جملة اعتقاده أنه يقول بقول الأشعري أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق، فاستهال ذلك السلطان واستعظمه ونسبهم إلى التعصب عليه، فكتبوا فتيا في مسألة الكلام وأوصلوها إليه، مريدين أن يكتب عليها بذلك فيسقط موضعه عند السلطان وكان الشيخ قد اتصل به ذلك كله، كلما جاءته الفتيا، قال: هذه الفتيا كتبت امتحانًا لي، والله لا كتبتُ إلا ما هو الحق، فكتب العقيدة المشهورة: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله: الحمد لله ذي العزة والجلال والقدرة والكمال،

والإنعام والإفضال، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ليس بحسم مصور، ولا جوهر محدود مقدر، ولا يشبه شيئًا، ولا يشبهه شيء، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السماوات كان قبل أن يكون المكان، ودبّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، خلق الخلق وأعمالهم وقدّر أرزاقهم وآجالهم، فكل نعمة منه فهي فضل، وكل نقمة منه فهي عدل: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزهًا عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول، والانتقال فتعالى الله الكبير المتعال، عما يقول أهل الغي والضلال، بل لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، مقهورون في قبضته، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، مطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر، حي مريد، سميع بصير، عليم قدير، متكلم بكلام، قديم أزلي ليس محرف ولا صوت، ولا يتصور في كلامه أن ينقلب مدادًا في الألواح والأوراق، شكلًا ترمقه العيون والأحداق، كما زعم أهل الحشو والنفاق، بل الكتابة من أفعال العباد، ولا يتصور في أفعالهم أن تكون قديمة، ويجب احترامها لدلالتها على كلامه، كما يجب احترام أسمائه لدلالتها على ذاته، وحق لما دلّ عليه وانتسب إليه أن يعتقد عظمته وترعى حرمته، ولذلك يجب احترام الكعبة والأنبياء والعباد والصلحاء: أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا وما حبّ الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا ولمثل ذلك يقبل الحجر الأسود، ويحرم على المحدِث أن يمس المصحف، أسطره وحواشيه التي لا كتابة فيها، وجلده وخريطته التي هو فيها، فويل لمن زعم أن كلام الله القديم شيء من ألفاظ العباد، أو رسم من أشكال المداد". وقال في (115): "ومما تجدر الإشارة إليه أن الإمام العز لا يكفر المجسمة وإنما يفسقهم ويبدعهم، وقد سئل عن قول ابن، أبي زيد المالكي ( .. بأن الله على عرشه بذاته) هل هو اعتقاد بالجهة؟ فأجاب: بأنه اعتقاد بالجهة فلا يكفر من يقول بالجهة وكذلك سائر المبتدعة لأن العلماء لم يخرجوهم عن الإسلام بذلك، بل حكموا لهم بالإرث من المسلمين وبالدفن في مقابرهم وفي تحريم أموالهم ودمائهم وإيجاب الصلاة عليهم، ولا مبالاة بمن كفّرهم لمراغمته لما عليه الناس. وذكر ابن التلمساني أن القائلين بالحلولية لا يكفرون، وادعى الإجماع على ذلك، وادعى أيضًا أن ظاهر نص الإمام العز يفيد ذلك، أي في عدم تكفير الحلولية. ورد عليه ابن حجر بقول: لا يسلم له ذلك لأنه لا مطابقة بين الأمرين فما يستدل به على الحلولية لا ينطبق على مسألة الجهة.

قلت: لقد نصّ الإمام العز على المسألتين في كتابه القواعد -أعني مسألة الحلولية ومسألة اعتقاد الجهة- فذكر أن اعتقاد الجهة خطأ معفو عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه، لأن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العلم ولا متصل به، ولا داخل فيه ولا خارج عنه، لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم، فلأجل هذه المشقة، عفا الله عنها في حق العامة، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يلزم العامة بالبحث في ذلك واكتفى منهم بظاهر الإيمان فقط، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون، ولولا أن الله قد سامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه. وأما الحلول فقد ذكر: أن من زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر لأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسيم على الناس، فإنهم لا يفهمون موجودًا في غيى جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به، ولا يخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه. بعد هذا اللفظ الصريح من الإمام في تكفير معتقد الحلول فلا يسلم لابن التلمساني ما نسبه إلى الإمام العز رحمه الله". * موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "الإمام العلم المشهور، وهو أحد تلامذة الآمدي، ويلاحظ أن وفاته كانت قبل ولادة شيخ الإسلام ابن تيمية بسنة واحدة تقريبًا، وقد تميز العز بن عبد السلام بكونه من أعلام العلماء وغيرهم، ولذلك فدفاعه عن مذهب الأشاعرة وتقريره له في كتبه له أثر في الناس، وقد كانت إحدى محنه الكبار بسبب مسألة الحرف والصوت، وقد ألف في ذلك عقيدته المسماة "الملحة في اعتقاد أهل الحق" قرر فيها مذهب الأشاعرة في كلام الله وإنكار الحرف والصوت وشنع على مخالفيه من الحنابلة، ووصفهم بالحشو وأغلظ عليهم، وقد أفرد ولده عبد اللطيف ما جرى له في رسالة، ونقلها السبكي، الذي نقل أيضًا "الملحة" بكاملها، ومما تجدر ملاحظته أن شيخ الإسلام رد على العز في رسالته هذه -وأغلظ عليه أحيانًا- مع أنه مدحه في أول الجواب عن الفتوى. والأدلة على أشعرية العز واضحة، وقد سجل خلاصة لعقيدته في كتابه المشهور قواعد الأحكام، أما تأويله لبعض الصفات، فواضح في كتابه الإشارة إلى الإيجاز فقد أول صفات المجيء، والقبضة، واليدين، والنزول، والضحك، والفرح، والعجب، والإستواء، والهبة، والغضب، والسخط وغيرها، وهو ممن ينفي العلو والفوقية ويتأولهما، كما أن الشيخ له ميل إلى التصوف، فقد ذكر في كتابه القواعد أنواع العلوم التي يمنحها الأنبياء والأولياء فذكر منها: (الضرب الثاني: علوم إلهامية، يكشف بها عما في القلوب، فيرى أحدهم بعينيه من الغائبات ما لم تجر العادة بسماع مثله ... ومنهم من يرى الملائكة والشياطين والبلاد النائية، بل ينظر إلى ما تحت الثرى، ومنهم من يرى السموات وأفلاكها وكواكبها وشمسها وقمرها على ما هي عليه، ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه، وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات

1747 - عبد العزيز المكناسي

الملائكة والجان، ويفهم أحدهم منطق الطير، فسبحان من أعزهم وأدناهم"، وهذا تصوف غال، وقد أباح في فتاويه السماع وذكر أنواعه، ومنع من الرقص المصاحب له. والملاحظ في منهج العز -رحمه الله- أنه مع قسوته على مخالفيه في مسألة كلام الله إلا أنه ذكر في بعض كتبه وفتاويه وجوها من الأعذار لهم، فذكر في الفتاوي مثلًا أن معتقد الجهة لا يكفر، كما ذكر أن من قال بالحرف والصوت مسلم ويجب رد السلام عليه، أما في القواعد فقد ذكر أن مسائل قدم كلام الله، والصفات الخبرية كالوجه واليدين، والجهة وغيرها" مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه، بل الحق مع واحد منهم، والباقون مخطئون معفوا عنه لمشقة الخروج منه والإنفكاك عنه ولا سيما قول معتقد الجهة ... "أ. هـ. وفاته: سنة (660 هـ) ستين وستمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير" و "الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز" في مجاز القرآن و ... بداية السؤال في تفضيل الرسول". 1747 - عبد العزيز المِكْناسي * المفسر، المقرئ: عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمّد بن موسى المغربي المِكنْاسي المالكي. من مشايخه: أجاز له الشمس السفيري، والموفق ابن أبي ذر وغيرها. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "الإمام العالم الأديب، شيخ القراء بالمدينة. كان فاضلًا علامة فطنًا، شاعرًا، صالحًا، دمث الأخلاق، كثير التواضع" أ. هـ. * الكواكب: "شيخ القراء بالمدينة المنورة .. " أ. هـ. * معجم المفسرين "من فقهاء المالكية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (964 هـ) أربع وستين وتسعمائة. من مصنفاته: له عدة منظومات منها "نظم جواهر السيوطي" في علم التفسير و"غنية الأعراب" في النحو و "منهج الوصول ومهيع السالك للأصول" في أصول الدين. 1748 - الشَهْرزُوْري * المفسر عبد العزيز بن علي الشهرزوري (¬1)، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو زيد المروزي، وأبو إسحاق القرطبي، وأبو بكر الأبهري، وغيرهم. من تلامذته: ابن خزْرج وغيره. كلام العلماء فيه: * الصلة: "دخل دانية وركب البحر منصرفًا منها إلى الشرق فقتلته الروم في البحر سنة سبع وعشرين وأربع مائة. وقد قارب المائة سنة" أ. هـ. ¬

_ * در الحبب (1/ 2: 800)، الكواكب السائرة (2/ 169)، الشذرات (10/ 496)، الأعلام (4/ 22)، معجم المفسرين (1/ 288)، وقد وهم صاحب الأعلام بالإحالة إلى درة الحجال (3/ 132). * معجم المفسرين (1/ 288)، طبقات المفسرين للدودي (1/ 329)، الصلة (1/ 357)، تاريخ الإسلام (وفيات 427) ط. تدمري. (¬1) نسبة إلى شهرزور وهي بلدة بين الموصل وزنجان بناها زُور بن الضحاك فقيل شهرزور: يعني بلد زور.

1749 - ابن الطحان

* طبقات المفسرين للداودي: "كان شيخًا جليلًا أخذ من كل علم بأوفر نصيب وكانت علوم القرآن وتعبير الرؤيا أغلب عليه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "عالم مشارك في كثير من العلوم، وكانت علوم القرآن وتعبير الرؤيا أغلب عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (427 هـ) سبع وعشرين وأربعمائة. 1749 - ابن الطّحّان * المقرئ: عبد العزيز بن علي بن محمّد بن سلمة بن عبد العزيز الأندلسي أبو الأصبغ المعروف بابن الطحان الإشبيلي. ولد: سنة (498 هـ) ثمان وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: سمع من شريح بن محمّد بن أحمد بن يوسف بن عبد الله بن شريح الرّعيني، ومن أبي بكر بن سعادة القرطبي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الأثير أبو الحسن محمّد بن أبي العلاء، وأبو طالب بن عبد السميع وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "أستاذ كبير وإمام محقق بارع مجود ثقة" أ. هـ. * الوافي: "من القراء المجودين الموصوفين بإتقان القراءات ومعرفة وجوهها وله في ذلك مصنفات .. قال أبو محمد بن الأثيري: ليس في المغرب أحدٌ أعلم من ابن الطحان بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مصنفاته: "نظام الأداء في الوقف والابتداء" و "مقدمة في أصول القراءات". 1750 - السُّماتي * النحوي، اللغوي: عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن زيدان السُّماتي القرطبي، نزيل فاس، أبو محمد. ولد: سنة (549 هـ) تسع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو إسحاق بن قرْقول، ونجبة بن يحيى، وأبو الحسن بن حُنين وهو أكبر شيوخه وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال ابن مسدي: هو علّامة زمانه، ورئيس أقرانه، كان آخر من حدّث بفاس عن الكناني .. خرج لنفسه مشيخة ولم يكن بفاس أنبل منه. قلت -أي الذهبي-: هذا من أعيان الرواة بالمغرب" أ. هـ. * الوافي: "كان من أهل الفقه والحديث والنحو واللغة والتاريخ والأخبار وأسماء الرجال، متصرفًا في أمور كثيرة، أديبًا نحويًّا شاعرًا مقدّمًا في العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (624 هـ) أربع وعشرين وستمائة. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 395)، الوافي (18/ 529)، وفيه ولد (508 هـ)، نفح الطيب (3/ 376) وفيه وفاته (559 هـ)، الأعلام (4/ 22). * بغية الوعاة (2/ 101)، تاريخ الإسلام (وفيات 624) ط. بشار، تكملة الصلة (3/ 99) ط- عبد السلام هراس.

1751 - العز المقدسي

1751 - العز المقدسي * المفسر: عبد العزيز بن الإمام العلّامة علاء الدين أبي الحسن علي بن العز بن عبد العزيز بن عبد المحمود، عز الدين، أبو البركات المقدسي، الحنبلي. ولد: سنة (770 هـ)، وقيل: (768 هـ) سبعين، وقيل: ثمان وستين وسبعمائة. من مشايخه: العماد محمّد بن عبد الرحمن بن عبد المحمود السهروردي، وابن اللحّام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عجبًا في بني آدم كثير الدهاء والحيل ونقل عنه أشياء مضحكة" أ. هـ. * الضوء: "لم يكن بالمحمود ويحكى عنه في كل الرشوة العجائب .. ". وقال: "كان فقيهًا متقشفًا طارحًا للتكلف في ملبسه ومركبه بحيث يردف عبده معه على بغلته .. وتنقل عنه أشياء مضحكة توسع في حكاية كثير منها كحمله السمك في كمه وهو في قرطاس وحضوره كذلك للتدريس وغفلته عن ذلك بحيث ضرب القطة بكمه فانتشر ما فيه كل ذلك لكثرة دهائه ومكره وحيله .. قال العيني: ولم يكن طويل الباع في العلم بل كان شديد الخفة والتقشف بحيث يضحك الناس منه وربما لم يسلم الناس من لسانه" أ. هـ. * الدارس: "وكان منفورًا، لم تحمد سيرته في القضاء .. " أ. هـ. * الشذرات: "قاضي الأقاليم .. الشيخ الإمام العالم المفسر .. ولي قضاء بيت المقدس بعد فتنة اللنك .. وهو أول حنبلي ولي القدس .. وكان فقيهًا دينًا متقشفًا" أ. هـ. وفاته: سنة (846 هـ) ست وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: مختصر المغني، وشرح الشاطبية، وصنف في المعاني والبيان و"جنة المتوكلين الأخيار" تشتمل على تفسير آيات الصبر والتوكل في مجلد. 1752 - أبو مُسْلم الشَّيرازي * النحوي، اللغوي: عبد العزيز بن محمّد بن أحمد، أبو مسلم الشيرازي. من مشايخه: القشيري وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان من أفراد الدهر وأعيانه متفننًا لغويًّا نحويًّا فقيهًا متكلمًا مترسلًا شاعرًا، له مصنفات كثيرة في كل فن، وكان حافظًا للتواريخ" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال السلفي: كان من أفراد الدهر وأعيان العصر، متفننًا نحويًّا لغويًّا فقيهًا، متكلمًا شاعرًا له مصنفات كثيرة، وكان حافظًا للتواريخ ما رأينا في معناه مثله" أ. هـ. ¬

_ * المنهل الصافي (7/ 289)، حوادث الدهور (1/ 80)، إنباء الغمر (9/ 194)، الضوء اللامع (4/ 222)، الوجيز (2/ 586)، التبر المسبوك (54)، الدارس (2/ 53)، الشذرات (9/ 377)، السحب الوابلة (2/ 545)، معجم المفسرين (1/ 289). * تاريخ الإسلام (وفيات 499) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 102)، الوافي (18/ 539).

1753 - ابن زرقانة

وفاته: سنة (499 هـ) تسع وتسعين وأربعمائة، وقد نيف على التسعين. 1753 - ابن زرقانة * النحوي: عبد العزيز بن محمّد بن عبد المحسن بن محمّد بن منصور بن خلف الأنصاري الأوسي الدمشقي، شرف الدين، أبو محمد. ولد: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبو اليُمْن الكندي، وأبو كُليب، وعبد الله بن أبي المجد الحربي وغيرهم. من تلامذته: الدمياطي، وأبو الحسين اليُونيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "برع في علم الأدب، وكان من الأذكياء المعدودين وله محفوظات كثيرة .. وكان صدرًا كبيرًا نبيلًا معظمًا وافر الحرمة كبير القدر". وقال: "قال الشيخ شمس الدين: وقرأت له عدة قصائد على تاج الدين عبد الخالق قرأها عليه. قلت: لا أعرف في شعراء الشام من بعد الخمس مائة وقبلها من نظم أحسن منه ولا أجزل ولا أفصح ولا أصنع ولا أسرى ولا أكثر" أ. هـ. * المنهل الصافي: "قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في تاريخه (¬1): وتفقه وبرع في العلم والأدب والشعر، وكان من أذكياء بني آدم المعدودين، وله محفوظات كثيرة" أ. هـ. * الشذرات: "له محفوظات كثيرة وفضائل شهيرة وحرمة وجلالة ولين جانب، يكرم من يعرف ولا يعرف" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "كانت منزلته العلمية في صُعَد مستمر، فأصبح يدعى بشيخ شيوخ حماة فاحترمه ملوكها واستشاروه في كثير أمرهم، وأسهم شرف بما له من مكانة في توطيد الصِلات بين ملوك مصر والشام على السواء" أ. هـ. من أقواله: من شعره في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -: لله كم كربةِ تجلّت ... به وكم مفخرٍ تجدّد وكم سفاه عليه أبدى ... وكم صواب إليه أرشد وكم قطعنا إلى ذراهُ ... من مهمةٍ موحش وفَدْفَد حتى وفدنا إلى ضريحٍ ... جنابه للموفود مَشْهد نأمنُ في ظلّه إذا ما ... أبرق من كادنا وأرعد ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 102)، الوافي (18/ 546)، تالي كتاب وفيات الأعيان (97)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 258)، فوات الوفيات (2/ 354)، العبر (5/ 268)، تذكرة الحفاظ (4/ 1443)، النجوم (7/ 214)، المنهل الصافي (7/ 293)، الشذرات (7/ 533)، معجم المؤلفين (2/ 168)، هدية العارفين (1/ 580)، كشف الظنون (1/ 383). (¬1) اعتمدنا على المنهل الصافي في نقل عبارة الذهبي الموجودة في تاريخ الإسلام، وذلك لأن هذه الطبقة -أي سنة وفات المترجم له- غير متوفرة ضمن المطبوع من تاريخ الإسلام.

1754 - الجلودي

وغير بدع لمستجيرٍ ... به إذا نال كل مقصد وفاته: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة. من مصنفاته: "لزوم ما لا يلزم" مجلد كبير. 1754 - الجَلُوديّ * المفسر: عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى، أبو أحمد الجلودي (¬1) الأزدي البصري. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "من أكابر الشيعة الإمامية، والرواة للآثار والسير" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مؤرخ أديب، كان شيخ الإمامية بالبصرة" أ. هـ. وفاته: سنة (332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتب تقارب المائتين منها "الناسخ والمنسوخ"، و "المرشد والمسترشد"، و "المتعة وما جاء في تحليلها"، و "كتاب ما للشيعة بعد علي - عليه السلام -". 1755 - الحافظ المنذري * اللغوي: عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله، أبو محمّد، زكي الدين، المنذري. ولد: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: تفقه على أبي القاسم عبد الرحمن بن محمّد القرشي، وسمع من عبد المجيد بن زهير وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي، وأبو الحسين اليونيني، وابن دقيق العيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "الإمام العلّامة الحافظ المحقق شيخ الإسلام .. قال الحافظ عز الدين الحسيني: .. وكان عديم النظر في علم الحديث على اختلاف فنونه ثبتًا حجة ورعًا متحريًا .. قلت: كان متين الديانة ذا نسكٍ وورع وسمت وجلالة" أ. هـ. * البداية: "له اليد الطولى في اللغة والفقه والتاريخ وكان ثقة حجة متحريًا زاهدًا" أ. هـ. * الوافي: "كانت بينه وبين الشيخ شرف الدين الدمياطي صورة جرت العادةُ بها بين المتناظرين في الطلب والاشتغال وكان الشيخ زكي الدين يعرف بينهما من التحاسد والعداوة" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 290)، هدية العارفين (1/ 576)، الفهرست لابن النديم (246)، سفينة البحار (1/ 167)، الفهرست للطوسي (149)، معجم المؤلفين (2/ 170). (¬1) نسبة إلى قرية الجلود. * فوات الوفيات (2/ 296)، ذيل مرآة الزمان (1/ 248)، طبقات الشافعي للسبكي (8/ 259)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 223)، السير (23/ 319) , العبر (5/ 232)، البداية (13/ 225)، المختصر في أخبار الشر (33/ 197)، السلوك (1/ 2 / 412)، عقد الجمان (1/ 188)، الوافي (14/ 19)، النجوم (7/ 68)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 140)، الأعلام (4/ 30).

1756 - ابن أبي الإصبع

* طبقات السبكي: "الحافظ الكبير الورع الزاهد .. ولي الله، والحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والفقيه على مذهب ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُرتَجى الرحمة بذكره، ويستنزل رضا الرحمن بدعائه، كان -رحمه الله- قد أوتي بالمكيال الأوفى من الورع والتقوى، والنصيب الوافر من الفقه، وأما الحديث، فلا مراء في أنه كان أحفظ أهل زمانه وفارس أقرانه، له القدم الراسخ في معرفة صحيح الحديث من سقيمه، وحفظ أسماء الرجال حفظ مفرط الذكاء عظيمه، والخبرة بأحكامه، والدراية بغريبه وإعرابه واختلاف كلامه .. " أ. هـ. * قلت في مقدمة كتابها "التكملة لوفيات النقلة" بقلم د. بشار عواد قال: "احتل المنذري في الحديث وعلومه مكانة عظيمة في النصف الأول من القرن السابع الهجري حتى عدَّه المؤرخون حافظ عصره دون منازع، فكان حافظًا بارعًا وجهبذًا من جهابذة الحديث، وناقدًا ماهرًا في علم الجرح والتعديل. وكان فقيهًا مفتيًا، معنيًا بالأدب والأدباء والشعر والشعراء، فكان مكثرًا من رواية الأشعار، لُغويًا بارعًا في العربية. وعُرِفَ المنذريُّ بزهده وورعه وديانته، يأنس إلى الاجتماع بمشاهير الفقراء والصوفية، ويقصدهم ليسمع من كلامهم، ويناظرهم في أمور طريقتهم، ويكتب عنهم شيئًا كثيرًا، حتى قال عنه تلميذه الإمام العالم الزاهد المشهور ابن دقيق العيد: كان أدين مني وأنا أعلم منه. وفاته: سنة (656 هـ) ست وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "الترغيب والترهيب"، و "مختصر صحيح مسلم" وغير ذلك. 1756 - ابن أبي الإصبع * المفسر: عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن أبي الإصبع العدواني البغدادي ثم المصري، زكي الدين، أبو محمد. ولد: سنة (595 هـ) خمس وتسعين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: * فوات الوفيات: "الشاعر المشهور الإمام في الأدب له تصانيف حسنة في الأدب وشعر رائق" أ. هـ. * النجوم: "الإمام العلامة .. كان أحد الشعراء المجيدين، وهو صاحب التصانيف المفيدة في الأدب وغيرها" أ. هـ * قلت: نذكرها قاله في كتابه بديع القرآن (24): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فالمستعار الاستواء، والمستعار منه كل جسم مستوٍ، والمستعار له الحق عزَّ وجلَّ، ليتخيل السامع عند سماع لفظ هذه الاستعارة ملكًا فرغ من ترتيب (ممالكه) وتشييد ملكه، وجميع ما تحتاج إليه رعاياه، وجنده من عمارة بلاده، وتدبير أحوال عباده، استوى على سرير ملكه استيلاء عظمة، فيقيس السامع ما غاب عن حسه من أمر الإلهية على ما هو متخيله من أمر المملكة الدنيويّة عند سماع هذا الكلام: "ولهذا لا يقع ذكر الاستواء ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 290)، النجوم (7/ 37)، الشذرات (7/ 458)، فوات الوفيات (2/ 363)، "بديع القرآن"، ابن أبي الإصبع، تقديم وتحقيق حنفي محمّد شرف، ط (1)، لسنة (1377 هـ-1957 م)، مكتبة نهضة مصر بالفجالة.

على العرش إلا بعد الإخبار بالفراغ من" "خلق السموات والأرض وما بينهما، وإن لم يكن ثمَّ سريرٌ منصوب" ولا جلوس محسوس، ولا استواء، على ما يدل عليه الظاهر من تعريف الهيئة مخصوصة، ومن ذلك قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} فالمستعار البسط، والمستعار منه يد المنفق، والمستعار له يد الحق سبحانه وتعالى اللتان يراد بهما ها هنا التصرف في الملك بالأرزاق، وذلك ليتخيل السامع عند سماع ذلك أنّ ثم يدين مبسوطتين بالإنفاق، ولا يدان في الحقيقة ولا بسط على ما يدل عليه الظاهر، وإنما جاء الكلام على ما جاء عليه الازدواج، حيث قالت اليهود لعنهم الله: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} فقال سبحانه في الجواب: {غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} فخرج هذه الجملة المعترضة بين الكلام والجواب مخرح الالتفات، ثم عاد إلى الجواب فقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} فجاء هذا الالتفات بالدعاء عليهم معترضًا بين الدعوى والرد بلفظ التعطف في قوله: {مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ} وحصل الرد بعد ابدعاء عليهم المشعر بكفرهم من قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}؛ لأن غلّ اليد عن الإنفاق لا يقع إلا من أحد منفقين: منفق فوقه قاهر يأخذ على يديه، ومنفق يخاف الفقر فيمسك عن الإنفاق، والحق سبحانه فوق كل قاهر، وغناه لا يخاف معه الإملاق، فيَنْدمج في ضمن الردّ عليهم ما يدل عليه فحوى الرد من (التمدح بالعلوّ على كل شيء بالغنى الأكبر كما اندمج في ضمن الدعاء عليهم) واستحقاقهم الذم على كفرهم، فحصل من مجموع ذلك ضرب من البديع يقال له الافتنان، وهو جمع كلام بين فنّين متغايرين فصاعدا كهذا الكلام. الذي جمع بين هجاء اليهود ومدح الحق نفسه الذي لزم من الردّ عليهم". وقال في صفحة (56): "والضرب الثالث من المبالغة إخراج الكلام مخرج الإخبار عن الأعظم الأكبر للمبالغة، والأخبار عنه مجاز، كقول من رأى موكبًا عظيمًا أو جيشًا خضمًا، جاء الملك نفسه، وهو يعلم حقيقة أن ما جاء جيشه، وقد جاء من ذلك في الكتاب الكريم قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}، فجعل مجيء جلائل آياته مجيئًا له سبحانه للمبالغة وكقوله تعالى: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}، فجعل نقله بالهلكة من دار العمل إلى دار الجزاء وجدانًا للمجازى". وقال في صفحة (299): "وقد جاء في الكتاب العزيز من هذا الافتنان نوع غريب، وهو الجمع بين التعزية والفخر، وذلك في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، فإنه سبحانه عزى جميع المخلوقات من الإنس والجن وسائر أصناف الحيوانات ومشى على الأرض من كل قابل للحياة، وملائكة السموات، وتمدّح بالانفراد بالبقاء بعد فناء الموجودات في عشر لفظات، مع وصفه سبحانه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام، وحقّ له ذلك سبحانه" أ. هـ. * قلت: ومن كلامه هذا يدلنا على أنه يذهب مذهب الأشاعرة، حيث إنهم في الإستواء تأويلين أحدهما: بالإستيلاء، وهذا تأويل نفاه العلو من متأخري الأشاعرة، ولعل صاحب الترجمة (ابن أبي الإصبع) من هؤلاء كما في تأويله لصفة الاستواء وقوله سابقًا: " ... استوى على سرير ملكه استيلاء عظمة ... " وقوله في العلو عند رد

1757 - الخونساري

الله سبحانه على اليهود في اليدين: " ... فيندمج في ضمن الرد عليهم ما يدلُّ عليه فحوى الرد من التمدّح بالعلوّ على كل شيء بالغنى الأكبر كما اندمج في ضمن الدعاء عليهم .. " أ. هـ. وثاني تأويلهم: بأنه -أي الإستواء- فعل فعله الله في العرش سماه استواء، وهذا قول الأشعري وكثير من أصحابه الذين يثبتون العلو، ولكن ينفون قيام الصفات الفعلية به، انظر "موقف أبي تيمية من الأشاعرة" (3/ 1214). وفاته: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "تحرير التحبير في البديع" لم يصنف مثله، و "البرهان في إعجاز القرآن"، و"بديع القرآن" وغير ذلك. 1757 - الخُوَنْساري * المفسر: عبد العلي بن جعفر بن مهدي الخونساري النجفي، أبو تراب. ولد: سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: محمد باقر الموسوي، ومحمد هاشم الموسوي الخونساري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، أصولي، من فقهاء الإمامية" أ. هـ. * أحسن الوديعة: "محط رجال الطالبين وموئل ذوي الهمم من الراغبين الواحد الذي اجتمعت الأمة عليه والواصل إلى ما لا تطمح الأمال إليه والبحر الذي لا ساحل له، والحبر الذي حمل أعباء السنة كاهله، لم أر فيمن رأيت يستجمع شرائط الاجتهاد إلا إياه، ولم أجد أفضل منه فيمن عاشرته سواه" أ. هـ. قلت: وقد أثنى عليه صاحب أحسن الوديعة، وكيف لا وهو من أئمة الشيعة الإمامية في القرن الرابع عشر. وفاته: سنة (1346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "البيان في تفسير القرآن"، و"سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد" في عشر مجلدات في الفقه. 1758 - الحويزي * المفسر: عبد العلي بن ناصر بن رحمة الحويزي ثم البصري. كلام العلماء فيه: خلاصة الأثر: "الأديب الشاعر المشهور كان أوحد زمانه في الأدب الغض والشعر البديع" أ. هـ. * معجم المفسرين: "أديب، من كبار الشعراء في عصره، مشارك في أنواع من العلوم قرّبه ولاة البصرة فعاش في ظلهم إلى أن مات، وكان يجيد النظم بالتركية والفارسية" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 291) , أحسن الوديعة (2/ 187)، الأعلام (4/ 30)، معجم المؤلفين (2/ 172). * معجم المفسرين (1/ 290)، هدية العارفين (1/ 586)، خلاصة الأثر (2/ 427) , سلافة العصر (546)، معجم المؤلفين (2/ 173)، إيضاح المكنون (1/ 499).

1759 - عبد الغافر الفارسي

* قلت: ذكره في "سلافة العصر"، وقد مدح شعره ونظمه كثيرًا وأطال في ذلك. من أقواله: "خلاصة الأثر": ومن شعره: له في الألحان الفارسية المشهورة مسرت آباد في نغمة العراق وضربه ثقيل وجام جم في نغمة الحسيني وضربه خفيف وغير ذلك وأشهر ماله في الشعر قوله في راقص: وراقص كقضيب البان قامته ... تكاد تذهب روحي في تنقله لا تستقر له في رقصة قدم ... كأنما نار قلبي تحت أرجله وكثير من أهل الأدب يظنون أنه مخترع هذا المغني ولم يعلموا أنه اختلسه من قول السري الرفاء في وصف الجواد: لا يستقر كان أربعة ... فرش الثرى من تحتها جمرا وأشعاره وأخباره كثيرة وكان يسمي نفسه كلب علي ويروى له في هذا المعرض بيت هو قوله: فتية الكهف نجا كلبهم ... كيف لا ينجو غدا كلب علي وفاته: سنة (1053 هـ)، وقيل: (1075 هـ) ثلاث وخمسين، وقيل: خمس وسبعين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"مناهج الصواب في علم الإعراب" وغيرهما. 1759 - عبد الغافر الفارسي * اللغوي: عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد الفارسي أبو الحسن. ولد: سنة (451 هـ) إحدى وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، وأبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني، وغيرهما. من تلامذته: ابن عساكر بالإجازة، وعبد الرحمن بن أبي عثمان الصابوني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التحبير: "كان إمامًا فاضلًا متغنيًا، عارفًا بالحديث واللغة ونتف وطرف وتصانيفه تدل على كمال فضله وتبحره في الأدب" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في الحديث والعربية" أ. هـ. * السير: "الإمام العالم البارع، الحافظ .. كان فقيهًا محققًا وفصيحًا مفوهًا ومحدثًا مجودًا وأديبًا كاملًا" أ. هـ. * الأعلام: "وهو سبط أبي القاسم القشيري صاحب الرسالة القشيرية من علماء العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (529 هـ) تسع وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "المفهم لشرح غريب مسلم" و "السياق لتاريخ نيسابور". ¬

_ * وفيات الأعيان (3/ 225)، التقييد (346)، السير (20/ 16)، العبر (4/ 79)، البداية والنهاية (12/ 253) في حوادث الدهور (551)، تذكرة الحفاظ (4/ 1275)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 171)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 275)، الشذرات (6/ 152) الأعلام (4/ 31)، التحبير (1/ 507).

1760 - الحضيني

1760 - الحُضَيني * المقرئ: عبد الغفار بن عبيد الله بن السري، أبو الطيب الحضيني، الكوفي ثم الواسطي. من مشايخه: جعفر الطبري، وقرأ على أبي العباس أحمد بن سعيد الضريري، وغيرهما. من تلاميذه: قرأ عليه أبو عبد الله الكارزيني، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقريء ثقة شيخ واسط .. وقال القاضي أسعد كان مقرئًا معروفًا متقنًا نحويًّا أديبًا ... وثقه الحوزي" أ. هـ. * معرفة القراء: "شيخ الإقراء بواسط" أ. هـ. وفاتة: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب في "القراءات". 1761 - الجَوْهَرِي * النحوي: عبد الغفور بن محمد المعروف بالجوهري، الشافعي النابلسي. من مشايخه: قرأ القرآن على الشيخ أبي بكر الأخرمي، وأخذ طريق السادة الشاذلية عن الأستاذ الشيخ محمد المزطاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ النحوي المنطقي الفقيه .. أثنى عليه شيخه (أبو بكر الأخرمي) في قوة الفهم .. وكان عالمًا محدثًا فقيهًا ... وكان له قدم راسخ في التصوف وأخذ طريق السادة الشاذلية .. وله رسائل في التصوف. وفاته: سنة (1091 هـ) إحدى وتسعين وألف. من مصنفاته: شرح على "ألفية ابن مالك، في النحو وله شرح لطيف على قصيدة الشيخ أبي مدين الغوث و"شرح الجامع الصغير" في الحديث في مجلدين وغيرها. 1762 - النَّابُلسي * اللغوي، المفسر: عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي الصالحي، الحنفي، النقشبندي، القادري، النابلسي. ولد: سنة (1050 هـ) خمسين وألف من مشايخه: الشيخ محمد المحاسني، ومحمد بن أحمد الأسطواني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "أستاذ الأساتذة .. صاحب المصنفات التي اشتهرت شرقًا وغربًا .. وأخذ طريق النقشبندية عن الشيخ سعيد البلخي .. ¬

_ * الإكمال (3/ 38)، الأنساب (2/ 335)، معرفة القراء (1/ 253)، تاريخ الإسلام (وفيات 367) ط- تدمري, غاية النهاية (1/ 397) وفيه أنه توفي (367 أو 369 هـ) , الوافي (19/ 22) توفي (366)، وفي البغية (2/ 103) وفيه توفي (366) , الأعلام (4/ 32). * سلك الدرر (3/ 29)، معجم المؤلفين (2/ 175). * سلك الدرر (3/ 30)، نفحة الريحانة (2/ 137)، عجائب الآثار (1/ 232)، طبقات الأولياء (12/ 194)، الأعلام (4/ 32)، جهود علماء الحنفية (2/ 625). تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 544) الماتريدية (1/ 327).

وأدمن المطالعة في كتب محيي الدين بن العربي، وكتب السادة الصوفية كابن سبعين والعفيف والتلمساني" أ. هـ. * معجم المفسرين: "شاعر عالم بالدين والأدب رحالة متصوف كان له اطلاع واسع على علوم عصره، تيتم صغيرًا ودخل في الطريقة القادرية النقشبندية وله نحو من (223) مصنف في التصوف والرحلة والأدب واللغة والشعر والتفسير والمنطق" أ. هـ. * طبقات الأولياء: "أستاذ الأساتذة وجهبذ الجهابذة قطب الأقطاب الذي لم تنجب بمثله الأحقاب، العارف بربه والفائز بقربه وحبه، ذو الكرامات الظاهرة والمكاشفات الباهرة، وبالجملة فهو الأستاذ الأعظم والملاذ الأعصم والعارف الكامل والعالم الكبير العامل القطب الرباني والغوث الصمداني .. وله كرامات لا تحصى وكان لا يحب أن تظهر عليه ولا أن تحكى عنه، هذا مع إقبال الناس عليه ومحبتهم له واعتقادهم فيها" أ. هـ. قلت: وعبد الغني النابلسي من الصوفية المنحرفين جدًّا عن جادة الصواب ومن الداعين إلى الشرك وزيارة القبور وتعظيمها والتبرك بها ودعاء الأموات وتعظيم الأولياء -بزعمه- وكتبه خير شاهد على ذلك. ونضع بين يديك عزيزي القارى نصًّا من كتابه "كشف النور" نقلًا عن كتاب جهود الحنفية لأننا لم نجد كتابه فيما بين أيدينا من المراجع حال كتابتنا لما تقرأ -حتى يتبين لك ما قصدنا من قولنا السابق. من تعظيم الأولياء بناء القبب على قبورهم، والستور والثياب عليها، لأنهم أفضل من الكعبة، وكسوة الكعبة أمر مشروع، ومن تعظيم الأولياء إيقاد القناديل والشموع، عند قبورهم، وكذا وضع اليدين على القبور والتماس البركة من مواضع روحانيات الأولياء، ومن تعظيمهم نذر الزيت والشمع للأولياء لتوقد عند قبورهم وكذا نذر الدراهم والدنانير للأولياء. وأما قول بعض المغرورين: إن هذه الأمور كلها حرام، لأنها وسيلة إلى الشرك بالله واعتقاد العوام التصرف في الأولياء- فهذا إهانة للأولياء، بل هو كفر صريح مأخوذ من فرعون" أ. هـ. تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: "إن الطريقة النقشبندية تعد من الطرق الصوفية التي اشتهرت باعتناق أهلها عقيدة وحدة الوجود، حتى قال عبد الرحمن دمشقية: "ومن أخطر ما عند النقشبندية عقيدة الفناء ووحدة الوجود". ثم نقل عن الفاروقي النقشبندي قوله: "وجدت الله عين الأشياء كما قاله أرباب التوحيد الوجودي مِن متأخري الصوفية، ثم وجدت الله في الأشياء من غير حلول ولا سريان ... ثم ترقيت في البقاء وهو ثاني قدم في الولاية فوجدت الأشياء ثانيًا فوجدت الله عينها بل عين نفسي، ثم وجدته تعالى في الأشياء ثم بل نفسي ثم مع الأشياء بل مع نفسي". وباعتبار النابلسي أحد أتباع هذه الطريقة فلا ينتظر منه أن يعتقد غير ما يعتقد أهلها، ولكننا اخترناه من بين النقشبنديين لأمرين: أ- لشهرته ومشاركاته العلمية الكثيرة حتى في

علوم السنة النبوية، فيقصد من وراء اختيار التعريف بحقيقته حتى يأخذ كل قارئ لكتبه ما يلزم من الحيطة والحذر حتى لا يتأثر بكل ما يكتب هذا الرجل. ب- التنبيه إلى خطورة سلوك هذه الطرق الصوفية، لأن سالكها حتى وإن كان من المشتغلين فسيلقي علم الكتاب والسنة وراء ظهره ويعتنق العقائد الفلسفسية والنصرانية التي توارثوها من البسطامي والحلاج وابن الفارض وابن عربي والغزالي وابن سبعين والتلمساني. أما النصوص التي نمثل بها من هذا الرجل فمن كتاب "جواب عبد الغني في حكم شطح الولي" لأنه من آخر ما كتب حيث كتبه قبل موته بأربع سنين فقط، ولا ريب أنه لم يكتبه إلا بعد أن قطع جميع المراحل الصوفية ولأنه كتب في الموضوع الذي نحن بصدده. أما ظروف تحرير هذا الجواب فإن سؤالًا من أهل جاوا -من أقصى الهند- ورد إلى الملا إبراهيم الكوراني في سنة (1086) جاء فيه: "ماذا تقولون في قول بعض من أهل جاوة ممن ينسب إلى العلم والورع: أن الله نفسنا ووجودنا، ونحن نفسه ووجوده هل له تأويل صحيح كما قال بعض أهل جاوة، أم هو كفر صريح كما قال بعض العلماء الواردين إليها؟ ... فأجاب عليه الكوراني جوابًا لعله لم يعجب النابلسي فأجاب عليه جوابًا آخر بعد خمسين سنة من جواب الكوراني مما يؤكد أن قصده الرد عليه وإن لم يعلن ذلك حيث يقول في المقدمة: "وقد أجاب الملا إبراهيم المذكور عند ذلك عندما فتح له سالكا أحسن المسالك، ونحن الآن نجيب بما يفيض الله تعالى علينا من البيان ... ". ومما ورد في هذا الجواب: 1 - قوله: "إن الله تعالى قال في القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} [الفتح: 10] فقد أخبر تعالى أن نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو الله تعالى وتقدس، وبيعته بيعة الله ويده التي مده هي يد الله، تعالى كما سمعت من الآية الشريفة". 2 - قوله: تحت قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَال لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 8 - 12] "وهذا هو الهدى الذي كان يتوقعه موسى - عليه السلام - لمعرفته بأن الله يظهر حسب ما يريد، وما في العالم سواه". 3 - قوله تحت قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} [طه: 13]: "أي: وأنا اخترتك لنفسي بأن تكون أنا وكون أنا أنت. {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} وهذا نظير حديث الإنسان الغافل لنفسه يحدثها وتحدثه". نلاحظ: أنه أحس بأن في الآية موحيًا وموحى إليه وهذا يقتضي الغيرية والاثنينية وينقض عقيدتهم فبادر من أجل ذلك إلى تأويله وتحريفه بهذا الأسلوب البارد. 4 - وتحت قوله تعالى: {وَأَلْقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَينِي} [طه: 39] يقول: (أي: على ذاتي فأظهر بك وتغيب أنت، وتظهر أنت

وأغيب أنا، وما هما اثنان بل عين واحدة". 5 - وتحت قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ} [محمد: 19] يقول: "أي: لا موجود إلا الله". 6 - وعن آية الدعوة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108] يقول: {قل} يا محمّد {هذه سبيلي} أي طريقي في رجوع الأعيان الكثيرة إلى العين الواحدة. وذلك رجوع الكثرة إلى الموحدة وهو التوحيد الحقيقي والإيمان الكامل {أدعو إلى الله} أي أرجع كل عين حادثة إلى عينه القديمة {على بصيرة} أي: معرفة تامة حقيقية. {أنا ومن اتبعني} فورث علومي الحقيقية لا الخيالية. {وسبحان الله وما أنا من المشركين} أي: الذين ألهاهم التكاثر: الكثرة عن الموحدة، حتى زرتم المقابر، أي: ماتوا على كثرة أعيانهم ولم يرجعوا إلى العين الواحدة". نلاحظ هنا: أ- كيف أنه سار على نهج من قبله من أهل وحدة الوجود فيجعل الموحدة هي التوحيد والإيمان الكامل، وبطلان ذلك معروف عند صبيان الموحدين. ب- أن المشرك عندهم هو من شغله الفرق عن الجمع وهذا التقرير جار على قواعدهم في أن التوحيد الحقيقي هو وحدة الوجود، لأن معنى ذلك أن من لم ير الموحدة فهو المشرك ولذا سهل على هؤلاء الناس أن يقارفوا كل أنواع الشرك والفسوق والعصيان ما داموا مؤمنين بالوحدة. جـ- كيف أنه لم يستح حتى جعل علوم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمين: علوم حقيقية وعلوم خيالية، وذلك هو منتهى الوقاحة والحماقة. خاصة إذا علمت أنه يقصد بالعلوم الحقيقية وحدة الوجود. ويكفينا هنا لدحض باطله وتأويلاته التعسفية أن نورد هنا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية عن آية الفتح حيث قال: "إن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} لم يرد بك أنك أنت الله، وإنما أراد أنك أنت رسول الله، ومبلغ أمره ونهيه فمن بايعك فقد بايع الله، كما أن من أطاعك فقد أطاع الله، ولم يرد بذلك بأن الرسول هو الله، ولكن الرسول أمر الله به فمن أطاعه فقد أطاع الله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصا الله ومن عصى أميري فقد عصاني، ومعلوم أن أميره ليس هو إياه، ومن ظن في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} أن المراد به أن فعلك هو فعل الله، أو المراد أن الله حال فيك ونحو ذلك فهو مع جهله وضلاله بل كفره وإلحاده فقد صلب الرسول خاصيته وجعله مثل غيره، وذلك أنه لو كان المراد به أنه خاك لفعلك لكان هناك قدر مشترك بينه وبين سائر الخلق، وكان من بايع أبا جهل فقد بايع الله، ومن بايع مسيلمة فقد بايع الله، ومن بايع قادة الأحزاب فقد بايع الله، وعلى هذا التقدير فالمبايع هو الله أيضًا فيكون الله قد بايع الله". وفي آخر جوابه قال: "وهذا الذي كتبناه من فيض الوارد الرحماني والفاتح الرباني، فمن آمن به وصدق فهو من عند الله من المؤمنين الصادقين ومن جحد وأنكر فحسابه عند رب العالمين. فرغ ما جرى به قلم الإمداد ورسمه في الطرس روح الاستعداد، بصورة اسم عبد الغني

1763 - الثقفي

في عشية نهار الجمعة الثالث عشر من شعبان لسنة تسع وثلاثين ومائة وألف". قلت من تأمل هذا الجواب علم يقينا أنه وارد شيطاني، ونفخ من نفخ الخناس الذي يوسوس في صدور الناس. وأن من آمن كدلول تلك الكلمات التي أملاها عليه إبليس واقترفت يمينه أو شماله جريمة تدوينه، فقد وجب عليه أن يجدد إسلامه، فإنه خارج عن دائرة الإسلام، إذا دخلها من قبل". نسأل الله العافية" أ. هـ. قلت قد ذكرها صاحب كتاب الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية ضمن أشهر أعلام الماتريدية. وفاته: سنة (1143 هـ) ثلاث وأربعين ومائة وألف. من مصنفاته: "التحرير الحاوي بشرح تفسير البيضاوي) و "الرد على من تكلم في ابن عربي" و "أجمع الأسرار في منع الأشرار عن الطعن في الصوفية الأخيار وأهل التواجد بالأذكار". 1763 - الثَّقَفي * المفسر: عبد الغني بن سعيد بن عبد الرحمن الثقفي، مولاهم المصري أبو محمد. من مشايخه: موسى بن عبد الرحمن الصفاني، وغيره. من تلامذته: بكر بن سهل الدمياطي، وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "متروك، قال ابن يونس: ضعيف الحديث" أ. هـ. * قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن حجر عن ذلك: ابن يونس أعلم به وقد ذكره في "تاريخه" أ. هـ. وفاته: سنة (229 هـ) تسع وعشرين ومائتين، وقيل: (227 هـ) سبع وعشرين ومائتين. من مصنفاته: قال الداودي في طبقاته: صاحب التفسير. 1764 - المدني * المفسر: عبد الغني بن القاسم بن الحسن المصري الحجاري المدني، أبو محمد. من تلامذته: عبد الله بن خلف المسكي وغيره. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "اختصر (ضياء القلوب) في تفسير القرآن الكريم تصنيف أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي اختصارًا حسنًا، وقال: أخبرنا بضياء القلوب الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المقرئ -رحمه الله- قال: أنا الفقيه أبو الفتح سلطان بن إبراهيم، قال: أنا الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، قال: أنا الشيخ العالم أبو الفتح ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة والعشرون) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 291)، ميزان الاعتدال (4/ 381)، لسان الميزان (4/ 52)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 330) , الثقات لابن حبان (8/ 424). * معجم المفسرين (1/ 292)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 331)، طبقات المفسرين للسيوطي (58)، هدية العارفين (1/ 588)، معجم المؤلفين (2/ 180)، كشف الظنون (2/ 109)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 55)، تاريخ الإسلام (وفيات 582) ط. تدمري.

1765 - عبد الغني بن تيمية

سليم بن أيوب الرازي -رحمه الله- " أ. هـ. * معجم المفسرين: "مقرئ، مفسر من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) ائنتين وثمانين وخمسمائة، وقيل: (572 هـ) اثنتين وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "اختصار ضياء القلوب" في التفسير لأبي الفتح سليم ابن أيوب الرازي، قال حاجي خليفة: اختصره اختصارًا حسنًا. 1765 - عبد الغني بن تيمية * المفسر: عبد الغني بن محمد بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني سيف الدين، أبو محمد الحنبلي. ولد: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: والده، وعبد القادر الرهاوي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "كان يخطب ويعظ ويدرس ويلقي التفسير في الجامع على الكرسي". قال ابن حمدان: الشيخ الإمام العالم الفاضل، سيف الدين، قام مقام والده في التفسير والفنون، والوعظ والخطابة، وكان خطيبًا فصيحًا، رئيسًا ثابتًا رزين العقل" أ. هـ. وفاته: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "الزوائد على تفسير الوالد، في تفسير القرآن، و "إهداء القرب إلى ساكني الترب" وغير ذلك. 1766 - عبد الفتاح الإمام * المفسر: عبد الفتاح الإمام. ولد: سنة (1294 هـ) أربع وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: قرأ على شيوخ دمشق. كلام العلماء فيه: * أعلام دمشق: "باحث مفسر دمشقي، كان نباتًا متقشفًا في حياته الخاصة .. وألَمَّ بالعلوم الطبيعية، وكان متشددًا وعاش عزبًا" أ. هـ. * الأعلام: "باحث مفسِّر .. وكان ينكر البدع" أ. هـ. وفاته: سنة (1384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التفسير العصري"، و "الإسلام والعلم". 1767 - خليفة * المفسر: عبد الفتاح خليفة المصري. ولد: سنة (1301 هـ) إحدى وثلاثمائة وألف. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 639) ط. بشار، معجم المفسرين (1/ 292)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 222)، الشذرات (7/ 354)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 331)، هدية العارفين (1/ 589)، إبضاح المكنون (1/ 615)، معجم المؤلفين (2/ 180)، المنهج الأحمد (4/ 237)، العبر (5/ 161)، المقصد الأرشد (2/ 184)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 570)، السير (23/ 79). * الأعلام (4/ 35) وفيه ولد: (1287 هـ) وتوفي (1383 هـ)، أعلام دمشق (181)، معجم المؤلفين (2/ 181) , معجم المفسرين (1/ 292). * الأعلام (4/ 35)، معجم المؤلفين (2/ 181) , معجم المفسرين (1/ 292).

1768 - الصعيدي

كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مدرس له اشتغال بالتفسير تعلم بالقاهرة وتخرج بدار العلوم، ودرس بها وانتخب رئيسًا لرابطة القرّاء" أ. هـ. وفاته: سنة (1365 هـ) خمس وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: صنف "تفسير سورة الأحزاب" و "قطوف لغوية". 1768 - الصعيدي * اللغوي: عبد الفتاح الصعيدي المصري. ولد: سنة (1310 هـ) عشر وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "من أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة ومن أركانه" أ. هـ. وفاته: سنة (1391 هـ) إحدى وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له مشاركة في تأليف "الإفصاح في فقه اللغة" و"متن اللغة والمحفوظات للمدارس الثانوية". 1769 - المرصفي * المفسر المقرئ: عبد الفتاح بن عجمي بن العَسَنْ المرصفي المصري موطنًا الشافعي مذهبًا الأزهري ثم المدني. ولد: سنة (1341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: الشيخ زكي بن محمّد عفيفي بن نصر المرصفي، والشيخ رفاعي بن محمّد بن أحمد المجولي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ أحمد البرعي الحسني، والشيخ عبد الرحيم البرعي وغيرهما كثير. كلام العلماء فيه: * قلت: من كتابه "هداية القاري" نذكر ترجمته: "المقرئ الشهير والعلامة النحرير المحقق المدقق صاحب التصانيف المفيدة والأسفار الفريدة. نشأ الشيخ في أسرة علمية صالحة من أهل القرآن، ولا شك أن الشجر الطيب ينبت ثمارًا طيبة بإذن الله. كان والده من أهل القرآن، وكان حافظًا مقرئًا للقرآن الكريم في بلدة مرصفًا وتخرج على يده العلماء المراصفة في عصره، وكان يقرأ على أبي عمرو البصري. درَس الشيخ عبد الفتاح البلاغة والصرف والفقه والتفسير في الأزهر الشريف. وفي عام (1397 هـ) رحل الشيخ إلى المدينة المنورة حيث درَّس في الجامعة الإسلامية وانتفع به خلق كثير. وخلال وجوده في المدينة المنورة أخرج الشيخ كتابه العجيب الموسوم بـ"هداية القاري إلى تجويد كلام الباري" ونال هذا الكتاب النفيس القبول من أهل الاختصاص والفنون وأثنى عليه الكثير من العلماء لما حوى من طيب الكلام وأنفس الجواهر العلمية فيه". وقال تلميذه الشيخ أحمد الزعبي الحسني في مقدمته لكتاب هداية القاري الطبعة الثانية: "كان بيت الشيخ في المدينة المنورة حافلًا بالطلاب ¬

_ * الأعلام (4/ 36)، معجم المؤلفين (2/ 181). * هداية القاري إلى تجويد كلام الباري للمترجم له، تتمة الأعلام: (1/ 307).

1770 - السباعي

الذين يقرؤون عليه فكانوا يزدحمون على بيته -رأيت ذلك بعيني- حتى كان بعضهم يقرأ عليه أثناء تناوله الطعام. كان رحمه الله متضلعًا في العلم وكأنما ألين له العلم حتى استظهر متونه كلها، حتى إن بعض المدرسين في الجامعة كانوا يأخذون عنه. ورغم مرضه الشديد كان يقرئ الطلاب ولا يمنع أحدًا أ. هـ. كان كثير القراءة للقرآن، وكان رحمه الله يصلي كل يوم الوتر في بيته إحدى عشر ركعة يقرأ فيهن جزءين من القرآن، وأما في شهر رمضان فكان يترك الإقراء ويعتكف على صلاته وتهجده فكان يصلي التراويح في بيته ويقرأ خمسة أجزاء في كل يوم" أ. هـ. مخلصًا. وفاته: سنة (1409 هـ) تسع وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "الطريق المأمون إلى أصول رواية قالون"، "وهداية القاري إلى تجويد كلام الباري" وغيرهما. 1770 - السِّباعي * النحوي: عبد الفتاح بن محمد، المعروف بالسباعي، الحنفي الحمصي، الشاذلي، الصوفي. من مشايخه: عبد الغني المغربي، وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ العالم الفاضل اللوذعي ذو الفضل كان محققًا في العلوم مستخرجًا للعبارات .. فحصل له نفحة نبوية فتمكن من العلوم، وتفوق مع طلب يسير وظهر له بعض تأليف في النحو والفقه والتوحيد .. وأخذ طريق الشاذلية عن الشيخ عبد الغني المغربي" أ. هـ. وفاته: سنة (1111 هـ) إحدى عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: له تأليف في النحو والفقه والتوحيد. 1771 - الكَوكبانِي * النحوي، اللغوي: عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام الهندي بن يحيى الحسني، اليمني، الكوكباني الصنعاني. ولد: سنة (1135 هـ) خمس وثلاثين ومائة وألف. من مشايخه: محمد بن إسماعيل الأمير، وهاشم بن يحيى، وغيرهما. من تلامذته: ابنه السيد إبراهيم بن عبد القادر، والسيد أحمد بن محمد الحسين، والشوكاني، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * نيل الوطر: "وذكر جحاف في (درر نحو الحور العين) أن الوافد كان يحدث عن صاحب الترجمة أيام مهاجرته بمكة بحسن العشرة والمروءة، وأنه كان يخرج المال إلى ابن السبيل المنقطع .. مع حسن الخلق وشفقته على الضعفاء والمساكين ¬

_ * سلك الدرر (3/ 46)، معجم المؤلفين (2/ 183). * البدر الطالع (1/ 360)، نيل الوطر (2/ 44)، معجم المؤلفين (2/ 184).

1772 - ابن شقرون

فلزمته الديون .. وترجمه تلميذه الشوكاني ... كان متبحرًا في جميع المعارف العلمية على اختلاف أنواعها .. والحاصل أنه من عجائب الزمن ومحاسن الزمن يرجع إليه أهل كل فن .. وفيه من لطف الطباع وحسن المحاضرة وجميل المذاكرة والبشاش ومزيد التواضع وكمال التودد وملاحظة النادرة ما لا يمكن الإحاطة بوصفه أ. هـ. حامل علوم الاجتهاد على كاهل حفظه السيد الإمام الفقيه الأصولي المنطقي اللغوي الأخباري الناقد للمعارف، والعارف لما ضمه الموافق والمخالف، وفي النفحات: إنه لما كان الصلح انتقل صاحب الترجمة من جبل بريط إلى صعدة واستقر بها نحو سنتين يفيد الطالبين وينشر العلوم وينصر الحق وأهله" أ. هـ. * البدر الطالع: "ولم يأخذ (الشوكاني) عن أحد يساويه في مجموع علومه" أ. هـ. وفاته: سنة (1207 هـ) سبع ومائتين وألف. من مصنفاته: شرح "نزهة الطرف في الجار والمجرور والظرف، وهو شرح مفيد في مجلد، وحاشية على حاشية عصام الدين على شرح الجامي وغير ذلك. 1772 - ابن شَقْرُون * النحوي، اللغوي: عبد القادر بن أحمد بن العربي العُنتبهي المدغري، أبو محمد، ابن شقرون المكناسي. من مشايخه: أخذ عن الطبيب أبي العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد أذراق، والطبيب أبي إسحاق إبراهيم بن القائد، وغيرهما. من تلامذته: السلطان المولى سليمان بن محمد العلوي، وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأطباء: "فقيه نحوي أديب أريب لغوي حكيم طبيب ماهر قبر فاضل علامة مشارك كامل مدرس نفاع رحل إلى الحج، وزيارة خير رسول الله ودخل الإسكندرية ومصر وغيرهما من البلاد وأفاد واستفاد قال في حقه أبو عبد الله محمد بن الطيب الشريف العلمي في (أنيسه المطرب) ما نصه: شاعر مصيب رتع في البلاغة بمرعى خصيب وأحرز من الديانة أوفر نصيب ودخل بيوت العربية من أوضح المسالك، وطرز في حديث السنن نحو ابن مالك بفقه مالك واختار الموحدة وانفرد بالخمول وحده ورغب عن الولدان واعتزل الإخوان والأخدان وضم إلى علم الأديان علم الأبدان، فركب الأدوية وانتشرت له بين الحكماء ألوية وعرف الأمراض وأرسل سهام الرقى فأصابت الأغراض ورحل إلى المشرق فأدى فرضه ثم رجع قاصدًا أرضه فناهيك من علم اجتُلب ومن درّ نظم ودَرّ احتلب قال ولقيته بمسجده من مكناسة الزيتون عند ضريح ولي الله تعالى أبي العباس أحمد بن خضراء رضي الله عنه فتلقاني بوجه وسيم ومر لي معه حديث أروى من النسيم" أ. هـ. وفاته: سنة (1219 هـ) تسع عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح العشرة الثانية من ¬

_ * شجرة النور (374)، الأعلام (4/ 37)، معجم الأطباء (272)، معجم المؤلفين (2/ 191).

1773 - ابن بدران

الأربعين النووية" و"الأرجوزة" المعروفة بالشقرونية في الطب. 1773 - ابن بَدْران * النحوي، اللغوي، المفسر عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بن بدارن، ويعرف لقبًا بابن بدران. ولد: سنة (1265 هـ) خمس وستين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمد الطنطاوي، والشيخ محمد بن عثمان بن الحنبلي المشهور بخطيب دومًا وغيرهما. من تلاميذه: محمد أحمد دهمان، ومحمد سليم الجندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * منتخبات التواريخ لدمشق: "كان سلفي العقيدة يحب التقشف ويميل طبعه للانفراد عن الناس والانزواء والبعد عن الأمراء، سبق كثيرًا من إخوانه وأقرانه في الأدب واللغة وله اختصاص تام في علم الآثار والكتب القديمة ومعرفة أسماء الرجال ومؤلفاتهم من صدر الإسلام إلى اليوم مات عقيمًا سنة 1346 قال أحد أدباء دمشق عند كتابته عن وفاته في الصحف أنه كان خصمًا شديد الخصومة لرجال الحشويين الذين ملؤوا هذا الدين السهل خرافات وسخافات هو براء منها -حتى رموه بأنه زنديق أو أنه وهابي كما كانت الوهابية (إثمًا) زمن السلطان عبد الحميد يرمي بها كل من أتاه نصيبًا من الحكمة وبعد النظر، وأنه ليؤلمك كثيرًا أن تعلم أن هذا الفاضل الراحل قد توفي في مدرسة من مدارس الأوقاف في غرفة حقيرة وأن الألم ليزداد في نفسك إذ تعلم أن جنازة هذا العالم الشيخ بدران لم يمش وراءها أديب أو عالم أو لم يحس بها أحد على الأرجح تلك هي حالة هذا العالم الأديب عاش شريفًا فقيرًا ومات كما عاش انتهى كلامه. أقول: ما ذهب إليه الكاتب الفاضل هو الصواب والراجح أن وفاته لم تبلغ الناس ليشيع جنازته العالم والتاجر والأديب والذي علمته أنه مات في مستشفى الغرباء" أ. هـ. * تاريخ علماء دمشق: "كان ذا نزعة فلسفية، اطلع على أمهات الكتب في المذاهب الفقهية الأربعة وعلى مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم" أ. هـ. * أعيان دمشق: "عالم متطرف .. وفي الهامش بقلم محمد بهجت البيطار لا ندري ما الحامل للمؤلف على أن يصف هذا الشيخ الجليل بالتطرف مع أنه كان -كما تشهد بذلك مؤلفاته- من أفضل علماء عصره اقتفاء لطريقة السلف الصالح في التماس الحق والبحث عنه من غير تعصب لمذهب من المذاهب، ومن أشدهم تمسكًا بمنطوق الكتاب العزيز والسنة المطهرة ¬

_ * الأعلام الشرقية (1/ 334)، أعيان دمشق (345)، منتخبات التواريخ (2/ 762)، الأعلام (4/ 37)، معجم المفسرين (1/ 293)، أعلام دمشق (186)، تاريخ علماء دمشق (1/ 422)، معجم المؤلفين (3/ 184)، مختصر طبقات الحنابلة (176)، كتاب "علامة الشام عبد القادر ابن الدمشقي حياته وآثاره، بقلم: محمّد بن ناصر العجمي- دار البشائر الإسلامية: (ص 17 - 25).

ومفهومهما، ومن أحرصهم على محاربة البدع المستنكرة والأفكار المنحرفة التي تحول دون تقدم المسلمين ونهوضهم" أ. هـ. * أعلام دمشق: "فقيه أصولي حنبلي أثري، عارف بالأدب والتاريخ .. فيه نزعة فلسفية، سلفي العقيدة حسن المحاضرة، كان كارهًا للمظاهر قانعًا بالكفاف متقشفًا في مسكنه وملبسه ومعيشته" أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "وكان سلفي العقيدة يحب التقشف، ويميل بطبعه للانفراد عن الناس والانزواء والبعد عن الأفراد" أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "علّامة الشام عبد القادر بدران" ننقل ما نصه: عاش العلّامة ابن بدران في بيئة كانت فيها الصوفية منتشرة، والجهل فيها متفش، وقد قرأ على بعض الشيوخ الذي كان مسلكهم صوفيًا وقد صَرّح بفضل الله عليه وأنه اتبع منهج السّلف الذي هو أحكم وأعلم، وهو طريقة القرون المفضلة، ومنهاج الأئمة المصلحين. يقول ابن بدران ذاكرًا فضل الله عليه في السّير على هذا النهج السّوي والطريق الأثري: " ... إنني لَمَّا منّ اللهُ عليَّ بطلب العلم، هجرت له الوطنَ والوَسَن، وكنتُ أبكر فيه بكورَ الغراب، وأطوف المعاهد لتحصيله، وأذهب فيه كلَّ مذهب، وأتَّبع فيه كلَّ شعب ولو كان عسرًا، أشْرِفُ على كلَّ يفاع، وآتي كلَّ غوْر، فتارة أطوِّحُ بنفسي فيما سلكه ابن سينا في "الشفا" و "الإشارات" وتارة أتلقف ما سبكه أبو نصر الفارابي من صناعة المنطق وتلك العبارات، وتارة أجول في مواقف "المقاصد" و "المواقف"، وأحيانًا أطلبُ "الهداية" ظنًّا مني أنها تهدي إلى رشد، فاضُمُّ إليها ما سلكه ابنُ رشد، ثم أردِّدُ في الطبيعي والإلهي نظرًا، وفي تشريح الأفلاك أتطلب خُبْرًا أو خَبَرًا، ثم أجولُ في ميادين العلوم مدةً كعدد السبع البقرات العجاف، فارتد إلى الطرفُ خاسئًا وهو حسير، ولم أحصل من معرفة الله جل جلاله إلا على أوهام وخطرات، ووساوس وإشكال، نشأ من البحث والتدقيق، فأدفعه بما أقنع نفسي بنفسي، فلما همتُ في تلك البيداء التي هي على حد قول أبي الطيِّب: يَتَلَوّنُ الخِرِّيتُ من خوف التوى ... فِيها كَمَا تَتلَوّن الحِرْباءُ ناداني منادي الهدى الحقيقي: هلُمَّ إلى الشَّرف والكمال، ودع نجاة ابن سينا الموهومة إلى النجاة الحقيقية، وما ذلك إلا بأن تكون على ما كان عليه السلف الكرام من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن الأمر ليس على ما تتوهم، وحقيقة الرَّبِّ لا يمكن أن يدركها المربوب، وما السلامة إلا بالتسليم، وكتاب الله حق، وليس بعد الحق إلا الضلال. فهنالك هدأ روْعي، وجعلت عقيدتي كتاب الله، كل علم صفاته إليه بلا تجسيم ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، وانجلى ما كان على قلبي من رين أورثته قواعد أرسطو طاليس، وقلتُ: ما كان إلا من النظر في تلك الوساوس والبدع والدسائس، فمن أين لعباد الكواكب يرشدوننا إلى الصراط المستقيم وما كانوا مهتدين؟ ومن أين لأصحاب المقالات أن يعلموا حقيقة قيوم

الأرض والسماوات؟ ولو كانت حقيقة صفات الله تعالى تدرك بالعقول، لوصل أصحاب رسائل "إخوان الصفا" إلى الصفا، ولوصل صاحب "النجاة" و "الشفا" إلى النجاة وغليل لبه شفا، ولكن {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255]، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، وأين هم من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"؟ لكن من اتبع هواه هامَ في كل واد، ولم يبال بأي شعب سلك، ولا بأي طريق هلك". هذا نقل من كتاب ابن بدران يبين لنا حقيقة معتقده السليم، وما كان عيه من قبل، وقد قرر عقيدته في أكثر من موضع من كتبه، فمن ذلك أيضًا: ما قاله في معرض كلام له حول شرط واقف المدرسة الرواحية بدمشق حيث قال: "قال الحافظ الذَّهبي: إن واقف الرواحية اشترط على من يقيم بها من الفقهاء والمدرسين شروطًا صعبة، لا يمكن القيام ببعضها، ولم يبين الذهبي تلك الشروط، ثم قال: وشرط أن لا يدخل مدرسته يهودي، ولا نصراني، ولا حَنْبلي حشوي، انتهى. فاشتراطه عدم دخول اليهود والنصارى إلى مدرسته علة مفهومة وأما اشتراطه عدم دخول حنبلي حشوي، فليس بمفهوم، لأن الحنابلة لا يتصفون بهذه الصفة، وهذا من التعصب الناشئ عن الجهل، والسعي في تفريق اجتماع هذه الأمة المحمدية، ويمكن أن يكون أراد بالحشوية الذين يقرؤون آيات الصفات، ويقولون: نمرها كما جاءت، ونكل تفسيرها إلى الله تعالى من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، فالاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] استواء يليق بذاته تعالى لا نعلم حقيقته، لأنا إذا فسرناه بقولنا: استولى، نكون أخطأنا، لأن من استولى على شيء، لا بد وأن يكون خارجًا عن يده قبل استيلاته عيه، كما يشير قول الشاعر: قد استوى بشْرٌ على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق ومعناه أن بشرًا استولى على العراق، واستخلصها من يد غيره بدون سل سيف، أو إراقة دم، وتعالى الله عن أن يكون استولى على ملكله بهذه الصفة، ومثله يقال في السميع والبصير وأشباههما: إن الله أثبت لنفسه صفة السمع والبصر والكلام، وأخبرنا في كتابه العزيز بأنه متصف بذلك، ولكننا لا نعلم حقيقة تلك الصفات، وليس يجب علينا إلا أن نؤمن بها، ونترك علمها إلى المتصف بها ... ". هذا جانب من عقيدته، وهناك جانب آخر لا يقل عنه أهمية، وهو نبذ الخرافة والبدع المنكرة من الصوفية التي تختلق الكرامات وتنقلها عن أقطابها. فمنه قوله -رحمه الله تعالى-: "أقول: إن نقل الكرامات أصبح أمرًا عسيرا لأن أصحاب الرجل يستعملون الغلو دائمًا، والأخبار تحتمل الصدق والكذب. وكثيرًا ما أرى كرامة لرجل قد نسبها له المتأخرون، ثم أراها بعينها في ترجمة من قبله ومن قبله.

وتارة ينقل المترجم الكرامة ولا يتفطن لمناقضتها الشرع والعقل، وأنا أضرب لك مثالًا لأوضح به المرام، وهو ما حكاه ابن خلكان وصاحب "شذرات الذهب" عن الشيخ يونس، ذلك أن ابن خلكان قال: سألت رجلًا من أصحابه عنه، فقال: كنا مسافرين والشيخ يونس معنا، فنزلنا في الطريق بين سنجار وعانة وهي مخوفة، فلم يقدر واحد منا أن ينام من شدة الخوف، ونام الشيخ يونس، فلما انتبه قلنا: كيف قدرت تنام؟ فقال: والله ما نمت حتى جاء إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- وتدارك القفل، ودخلنا سالمين ببركة الشيخ يونس. فانظر أولًا إلى المتكلم، ولو حملناه على محمل حسن وقلنا: إنه صادق، فهل يليق به أن يجعل سيدنا إسماعيل أو والده الخليل -عليهما الصلاة والسلام- حارسين عنده لينام نومًا هنيئًا وهما ساهران كالأجير الذي يأخذ أجرته، ويدافع عن مال سيده؟ ! وهب أن الأمر صحيح، فكيف جاز له الاتكال على غير الله سبحانه وتعالى؟ ! نعم! لو قال: إني قبل نومي دعوت الله تعالى، وفوضت أمري وأمر القافلة إليه، لكان كلامه مقبولًا! ثم ليت شعري هل ذلك الراوي صادق فيما نقله، أو هو عدل مرضي الشهادة أم لا؟ ، مع أن رواة الحديث لا نصدقهم حتى تتحقق لنا عدالتهم، ونعلم صدقهم! فكيف نجيز قبول خبر واحد مجهول الحال؟ ! تالله ما هذا إلا هذيان، وعدم تمكن من العلم الصحيح! وقال محمد تقي الدين الحصني: "وكان سلفي العقيدة" ثم قال: "قال أحد الأدباء عند كتابته عن وفاته في الصحف إنه كان خصمًا شديد الخصومة لرجال الحشويين الذين ملؤوا هذا. الدين السفل خرافات وسخافات هو براء منها، حتى رموه بأنه زنديق أو أنه وهابي، كما كانت الوهابية إثمًا زمن السلطان عبد الحميد، يرمى بها كل من آتاه الله نصيبًا من الحكمة وبعد النظر". وقال المؤرخ خير الدين الزركلي: "كان سلفي العقيدة" أ. هـ. وحدثني الأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي -أجزل الله له الأجر والمثوبة- حينما سألته عن العلامة ابن بدران فقال: "كانت الوهابية تعد تهمة خطيرة مخيفة، وكانوا يحذروننا من الاجتماع بهم، فوقفت مرة في حلقة ابن بدران العالم الحنبلي المعروف، وكان هناك طلاب يمرون في الأسواق فرأوني في حلقة ابن بدران وقدموا لن تقريرًا إلى المشايخ فضربت (فلقة) في رجلي". قلت: وسبب هذا الأمر أن ابن بدران كان على منهج السلف رحمه الله وكتب له الأجر والمثوبة. وقد كان رحمه الله تعالى أحد محبي شيخ الإسلام ابن تيمية وعارفي قدره وفضله، فإنه حينما سئل عنه قال: "أما الإمام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية فرجل قرع باب الصفا ففتح له، فرأى هناك ما أنساه الدنيا ولذتها، فكان شديد الوله والإنابة واتقى الله، فأطلعه على أسرار الشريعة وأمده بفهم الكتاب والسُّنة، فأخذ يبني الأحكام على حكمتها، ويبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم على منهاج ما كان عليه الصحابة والتابعون بإحسان، ويناهض حصون العادات السيئة والبدع فيدكها، ولا يخشى في الله لومة لائم، فهب قوم قصروا عن مداه، ولم يصلوا إلى

1774 - الجبالي

ما وصل إليه من الحكمة، فعاندوه حسدًا وبغيًا، وتبعهم كل محجوب رضي بالدون، ونادى على نفسه بالجهل بأحكام الشريعة وحكمتها، واستعانوا عليه بسطوة الأمراء والحكام لقصورهم عن إفحامه في مقام المناظرة. فسُجن وأهين، وشمسه لم تزل في ازدياد وارتقاءه، ولم يزل في مزيد، فهم من هذه الجهة كادوا يكونون معذورين لو أن في الجهل عذرًا لصاحبه، ولو كان في القرن الثاني أو الثالث لما قصر عن أئمتها، ولو أن له شأن مثل شأن علمائهما، فليس له عيب سوى أنه متأخر، والتأخر عيب عند كل جامد حقود حسود، ولا شك أنه بلغ رتبه الاجتهاد المطلق فعليه رحمة الله تعالى". هذا ما قاله ابن بدران عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى. وأما مذهبه فقال محمد بن سعيد الحنبلي: "وكان شافعيًّا، ثُم تحنبل، وسبب ذلك -كما قاله بعض الخواص عنه-: كنتُ في أول عمري ملازمًا لمذهب الإمام الشافعي رحمه الله، سالكًا فيه سبيل التقليد، ثم مَنَّ الله عليّ فحبب إليَّ الاطلاع على كتب التفسير والحديث وشروحها، وأمهات كتب المذاهب الأربعة، وعلى مصنفات شيخ الإسلام وتلميذه الحافظ ابن القيم، وعلى كتب الحنابلة، فما هو إلا أن فتح الله بصيرتي وهداني للبحث عن الحق من غير تحزُّب لِمَذهب دون مذهب، فرأيت أن مذهب الحنابلة أشد تمسكًا بمنطوق الكتاب العزيز والسنة المطهرة ومفهومها، فكنت حنبليًا من ذلك الوقت أ. هـ. وفاته: سنة (1346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "جواهر الأفكار ومعادن الأسرار" في التفسير لم يكمل وله "رسالة" تهكمية على الصوفية و "إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم" على شرح الألفية لابن مالك في ثلاث مجلدات و "تهذيب تاريخ ابن عساكر" ستة مجلدات. 1774 - الجبالي * النحوي، اللغوي: عبد القادر بن خالد بن زيد القيسي المطماطي الجبالي. من مشايخه: الشيخ الغماري الكبير، ومحمد بن إبراهيم فتاتة ومن في طبقتهما. من تلامذته: سعيد الشريف، ومحمد الزوابي القيرواني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "الإمام المحقق العلامة المتفنن في العلوم الفهامة .. له قصائد غزيرة في مدحه - صلى الله عليه وسلم - واعتنى بالبردة" أ. هـ. * تراجم المؤلفين التونسيين: "وصفه ابن أبي دينار بقوله: وفيه نية وتدين وعفاف" أ. هـ. وفاته: (1122 هـ) اثنتين وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: شرح "شواهد قواعد الإعراب" و"ومقدمة" ابن هشام و "تحفة الحبيب" على شواهد المغني اللبيب. ¬

_ * شجرة النور (323)، الأعلام (4/ 38)، معجم المؤلفين (2/ 187)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 12).

1775 - الحمصي

1775 - الحِمْصِي * المقرئ: عبد القادر بن سعيد الحمصي، البصير الحافظ. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "مقرئ، فاضل، أديب، كان يقرأ في المآتم والمناسبات .. صنف مولدًا نبويًا عربيًّا نحا به نحو مذهب الصوفية، أوله: الحمد لله الذي أظهر من باطن خفاء عماء ليل هويته الأحمدية، مطالع أنوار فجر صبح حضرة الحقيقة الهمدية ... وقد اشتهر هذا المولد في دمشقًا أ. هـ. * منتخبات التواريخ لدمشق: "الحافظ يقرأ في المآثم كان فاضلًا أديبًا له فطانة في اللمس وذكاء زائد غريب وإحساس عجيب" أ. هـ. * أعيان دمشق: "قال عنه تقي الدين في تاريخه: "الشيخ الحافظ البصير كان فاضلًا أديبًا يقرأ في المآتم" أ. هـ. وفاته: تقريبًا سنة (1320 هـ) عشرين وثلاثمائة وألف. 1776 - أبو بكر الحضرمي * المفسر عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس، الملقب محيي الدين، أبو بكر اليمنى الحضر موتي، الهندي. ولد: سنة (978 هـ) ثمان وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: حاتم بن أحمد الأهول، ودرويش بن حسين الكشميري وغيرهم. من تلامذته: جمال الدين محمد بن يحيى الشامي المكي، وبدر الدين حسن بن داود الكوكني الهندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * النور السافر -وهو يتكلم عن نفسه-: "فلم تفتني بحمد الله سبحانه إشارة صوفية، أو مسألة علمية أو نكتة أدبية، ولكني مع ذلك أظهر التجاهل في ذلك؛ لأن الكلام على إشارات التصوف ومقامات الصوفية لا ينبغي للشخص أن يصفها إلا إذا كان متحققًا بها. ومن شعره: أنا شيعي لآل محمّد ... ومن مذهبي حب شيعته وكتب إلى الفقيه الصالح محمد بن عبد الرحيم باجابر في بعض الأوراق في أمر يطلب مني أن أفعله، وكان فيه نوع صعوبة، فقال: لا تستبعد هذا يا شيخ عبد القادر فإنك من الذين يتصرفون في الكون، وتنفعل لهم الأشياء بإذن الله تعالى". ثم ذكر بعد هذا الكلام: "قلت -أي المترجم له- وذكري لهذه الأشياء إنما هو من باب التحدث بنعمة الله" أ. هـ. * معجم المطبوعات: "صنف الكتب المفيدة وذاع صيته في البلاد، وأخذ عنه غير واحد من الأعلام ولبس منه خرقة التصوف جم غفير من الأعيان" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (1/ 206)، معجم المؤلفين (2/ 188)، منتجات التواريخ لدمشق (2/ 755)، أعيان دمشق (418) وفيه عبده الحمصي. * معجم المفسرين (1/ 293)، خلاصه الأثر (2/ 440)، ملحق البدر الطالع (123)، معجم المطبوعات (1400)، هدية العارفين (1/ 600)، النور السافر (334).

1777 - الخطيب القيسي

قلت: هو صوفي صاحب طريقة ويبدو ذلك واضحًا من عباراته في كتابه "النور السافر"، وهو متشيع، كما قال عنه نفسه من بيت الشعر المذكور سابقًا، والله أعلم. وفاته: سنة (1038 هـ) ثمان وثلاثين وألف. من مصنفاته: "فتح القدسي في تفسير آية الكرسي"، و "والفتوحات القدسية في الخرقة العيدروسية" و "تعريف الأحياء بفضائل الإحياء". 1777 - الخطيب القيسي * المقرئ: عبد القادر بن عبد الرزاق بن صفر آغا الخطيب القيسي. ولد: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: العلامة قاسم القيسي، والشيخ أحمد الجوادي، وأمجد الزهاوي وغيرهم. من تلامذته: عبد الكريم الزبيدي، وصالح كاظم الربيعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: تاريخ علماء بغداد: "اختص سماحته بعلم القراءات وإليه انتهت مشيختها في العراق، واختير رئيسًا لجمعية رابطة العلماء في العراق" أ. هـ. 1778 - الوَرْديغي * النحوي: عبد القادر بن عبد الكريم الوَرْدِيغي الشفشاوني المغربي الخيراني البريشي. من مشايخه: عبد القادر بن عجيبة، ومحمد المدني جنون. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "كان حاد الذهن خيرًا من المتواضعين كثير الدفاع والمناضلة عن المنتسبين لله سيفًا صارمًا على المنكرين" أ. هـ. * الفكر السامي: "عالم بارع فقيه مدقق" أ. هـ. وفاته: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "سعد الشموس والأقمار وزبدة شريعة النبي المختار" في فقه المذاهب الأربعة و"شمس الهداية" في القضاء على المذاهب الأربعة. 1779 - الكنغراوي * النحوي: عبد القادر صدر الدين بن عبد الله بن عبد القادر بن عبد الله بن حسن الكنغراوي، الأستانبولي، الحنفي، السلفي، أبو طلحة. ولد: سنة (1278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين وألف. ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (411). * الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (4/ 307)، شجرة النور (431)، الأعلام (4/ 39)، معجم المؤلفين (2/ 189)، معجم المطبوعات (1914). * مقدمة "الموفي في النحو الكوفي" (7 - 8)، بقلم: محمد بهجة الأثري، تاريخ علماء دمشق (1/ 448)، الأعلام (4/ 40)، معجم المؤلفين (2/ 190).

1780 - عبد القادر البغدادي

من مشايخه: محمد الجوخدار، ومحمد الزهاوي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "له كتابًا كشف الغمة عن افتراق الأمة: ذكر فيه فتنة المرتدين ومسيلمة وفتنة السبئية ومقالات الرافضة الوعيدية، والمبتدعة من المرجئة والقدرية والمعتزلة والجهمية والرد عليها" أ. هـ. وفاته: سنة (1349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الموفي "في النحو الكوفي، رسالة في النحو، ومختصر تهذيب الكمال في الحفاظ. 1780 - عبد القادر البغدادي * النحوي، اللغوي: عبد القادر بن عمر البغدادي ثم المصري. ولد: سنة (1033 هـ) ثلاث وثلاثين وألف. من مشايخه: محمد بن كمال الدين، والنجم محمد بن يحيى الفرضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "هو أحسن المتأخرين معرفة باللغة والأشعار والحكايات البديعة مع التثبت في النقل وزيادة الفضل وقوة الذاكرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1093 هـ) ثلاث وتسعين وألف. من مصنفاته: "شرح شواهد شرح الكافية" للرضي الاسترابادي في ثمان مجلدات جمع فيه علوم الأدب واللغة ومتعلقاتها، وكذلك شرح شواهد شرح الشافية". 1781 - السعدي * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد القادر بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد الأنصاري السعدي العبادي المكي. ولد: سنة (814 هـ) أربع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: محمد بن أبي يزيد الكيلاني، ومحمد بن موسى بن عائد الموانوغي وغيرهما. من تلامذته: السيوطي، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "انتصب للإفادة والتدريس حتى انتفع به الفضلاء من أهل بلده والقادمين إليها لحسن إرشاده وتعليمه وتقريره وتفهيمه وصار شيخ بلده في مذهبه والعربية غير مدفوع فيهما .. وهو من نوادر الوقت علمًا وفصاحة ووقارًا وبهاءً وتواضعًا وحشمة وأدبًا وديانة وتعبدًا وصيامًا وقيامًا وتلاوة ممتع الجالسة .. وقال البقاعي: له ذهن رائق وتصور بديع مع السمت الحسن والعقل الوافر" أ. هـ. * بغية الوعاة: "نحوي مكة العلامة، المفنن، أما التفسير فإنه كشاف خفياته وأما الحديث فإليه ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 451)، هدية العارفين (1/ 602)، الأعلام (4/ 41)، معجم المؤلفين (2/ 192). * معجم المفسرين (1/ 293)، الضوء اللامع (4/ 283)، بغية الوعاة (2/ 104)، الشذرات (9/ 492)، هدية العارفين (1/ 597)، الوجيز (2/ 868)، الأعلام (4/ 42).

1782 - الحسيني الطبري

الرحلة في رواياته ودراياته، وأما الفقه فإنه مالك في زمانه وناصب أعلامه، وأما النحو فإنه محيي ما درس من رسومه، ومبدي ما أبهم من معلومه، وإذا ضل طالبوه عن محجته اهتدوا إليها بنجومه، ورثه لا عن كلالة، وقام به أتم قيامٌ فلو رآه سيبويه لأقر له لا محالة، وأما آدابه ومحاضراته فحدث عن البحر ولا حرج، وأما مجالساته فأبهى من الروض الأنف إذا تفتح زهره وأربع، وأما زهده في قضاياه فقد سارت به الركبان، وأما غير ذلك من محاسنه فكثير يقصر عن سردها اللسان والبنان، فهو في العلم بحر، وفي الرشد نجم، ولطلابه محط الرحال". وقال: "وتصدر بمكة للإفتاء وتدريس الفقه والتفسير والعربية وغير ذلك، وهو إمام علامة بارع في هذه العلوم الثلاثة، ليس بعد شيخي الكافيجي والشمني أنحى منه مطلقًا، ويتكلم في الأصول كلامًا حسنًا، حسن المحاضرة جدًّا، كثير الحفظ للآداب والنوادر، والأشعار والأخبار، وتراجم الناس وأحوالهم، فصيح العبارة جدًّا، طلق اللسان، قادر على التعبير عن مراده بأحسن عبارة وأعذبها وأفصحها، لا تمل مجالسته، كثير العبادة والصلاة والقراءة والتواضع ومحبة أهل الفضل والرغبة في مجالستهم" أ. هـ. وفاته: سنة (880 هـ) ثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "هداية السبيل في شرح التسهيل" يعتني بضبط ألفاظه وتفسيرها خصوصًا ما يتعلق باللغة، لم يتم، "وحاشية على التوضيح"، "وحاشية على شرح الألفية للمكودي" وغيرها. 1782 - الحسيني الطبري * اللغوي، المفسر: عبد القادر بن محمد بن يحيى بن مكرم بن محب الدين بن رضي الدين بن محب الدين بن شهاب الدين بن إبراهيم .. الحسني الطبري. ولد: سنة (976 هـ) ست وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: الرملي، والشيخ عبد الرحيم بن أبي بكر بن حسان الحنفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "إمام في العربية" أ. هـ. * معجم المفسرين: "عالم أديب، ناظم، مشارك في أنواع من العلوم من أفاضل الشافعية في الحجاز مولده ووفاته بمكة، وولي الإمامة والإفتاء بها" أ. هـ. وفاته: سنة (1018 هـ)، وقيل: (1033) ثمان عشرة، وقيل: ثلاث وثلاثين وألف. من مصنفاته: رسالة في قوله تعالى: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ} سماها: "عرائس الأبكار وغرائس الأفكار"، و"كشف النقاب عن أنساب الأربعة الأقطاب" وغير ذلك. ¬

_ * خلاصة الأثر (2/ 457)، سلافة العصر (42)، نزهة الجليس (2/ 264)، البدر الطالع (1/ 371)، وفيه ولد (972 هـ)، وتوفي (1032 هـ)، الأعلام (4/ 44)، وفيه أن وفاته (1033 هـ)، معجم المؤلفين (2/ 197)، معجم المفسرين (1/ 293).

1783 - الحسيني الجزائري

1783 - الحسيني الجزائري * النحوي، اللغوي: عبد القادر بن محمد بن محمد المبارك الحسيني الجزائري الدمشقي. ولد: سنة (1304 هـ) خمس وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: تلقى عن والده الكثير، وقرأ على الشيخ بدر الدين الحسيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "كان راوية حافظًا لكتب الأخبار والتراجم والتاريخ، أما ثقافته الدينية فلا تبلغ حد الاختصاص وإنما هي من قبيل المشاركة وكان والده صوفيًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1365 هـ)، وقيل: (1364 هـ) خمس وستين، وقيل: أربع وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح مقصورة ابن دريد" في اللغة، و "فرائد الأدبيات العربية". 1784 - عبد القادر ملا حويش * اللغوي، المفسر عبد القادر محمد ملّا حويش آل غازي العاني. ولد: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: حسين الأزهري وبدر الدين الحسني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تتمة الأعلام: "العالم المفسّر القاضي درَّس في بغداد، رحل إلى دير الزور في سوريا واستوطن بها .. عين قاضيًا في دير الزور .. كان وقورًا مهيبًا، هادئًا صوفيًا، نقشبندي الطريقة" أ. هـ. قلت: ومما يؤيد تصوفه. تلك الإشارات الصوفية التي ذكرها في تفسيره، فقد أورد في الجزء الثاني من القسم المكي (ص: 381) مطلبًا في نبذة فيما يتعلق بالرابطة لدى السادة والصوفية، كما إنه من المعظمين لابن عربي صاحب وحدة الوجود، فعندما يذكره يقول: قدّس الله سرَّه. أما عن مذهبه في الأسماء والصفات فهو تارة يثبت وتارةً يؤول، فمثلًا يذكر معنى الاستواء في الجزء الأول في القسم المكي في سورة طه: "استواء يليق بذاته ويراد منه الظهور والاستيلاء والتمكن" ولا يخفى أن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو من قول المعتزلة. وفي مكان آخر في الجزء الثاني في القسم المكي. (ص: 386) نراه يرد على المعتزلة في مسألة الرؤية وفي مكان آخر يرد على الذين يقولون بتأويل الاستواء بمعنى الاستيلاء ويقول بأنه ممنوع ومحال، وعلى الذين قالوا بأن الاستواء هو بمعنى العلو والارتفاع -قال البخاري- ويقول بأنه ممنوع أيضًا، وهذه صور مختلفة لتقلبه بين مسلك السلف والخلف، وهكذا هي حال أكثر المتأخرين، يختارون الأقوال التي تكون في ظنهم أقرب إلى الصواب، فتراهم تارة على مذهب السلف وتارة على مذهب أهل ¬

_ * الأعلام الشرقية (2/ 913)، تاريخ علماء دمشق (2/ 605)، الأعلام (4/ 45)، معجم المؤلفين (2/ 196)، معجم المطبوعات (1216، 1694). * تتمة الأعلام (2/ 301)، بيان المعاني على حسب ترتيب النزول (1382 هـ-1962 م) مطبعة الترقي.

التأويل من الأشاعرة والماتريدية وأهل الكلام وإليك عزيزي القارئ بعض المواضع من تفسير صاحب الترجمة تؤيد ما ذكرنا: (الجزء الأول- القسم المكي- ص 182). 1 - في معنى الاستواء: "وهو "الرحمن" الذي وسعت رحمته كل شيء عزت قدرته وجلّت على العرش استوى، استواء يليق بذاته ويراد منه الظهور والاستيلاء والتمكن. مطلب العرش ومعنى الاستيلاء عليه: والعرش لغة السرير ذو القوائم، أما عرش الرحمن فهو شيء يليق بذاته لا يعلم حقيقته على الحقيقة إلا الله إلا أنه شيء يحمل لقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 15]، في جـ 2 وهذه الآية تدل على عظمته، لأن الملك الواحد يقوى على حمل الأرض بما فيها، فكيف إذا كانوا ثمانية أملاك، ومن هنا تعلم عظمته، قالوا هو كالقبة فوق السماوات له قوائم، بدليل ما رواه البخاري عن أبي سعيد، قال: جاء رجل من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد لطم وجهه، فقال يا محمّد رجلٌ من أصحابك قد لطم وجهي! فقال - صلى الله عليه وسلم -: ادعوه فقال لم لطمت وجهه؟ فقال يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت يا خبيث وعلى محمّد - صلى الله عليه وسلم -، فأخذتني الغضبة فلطمته. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تميزوا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون وأكون أول من يفيق، فإذا بموسى عليه السلام أخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور. أي لم يصعق وهو فوق السماوات بدليل ما رواه أبو داود عن جبير بن محمّد بن مطعم عن أبيه عن جده قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس، ونهكت الأموال، فاستق لنا، فإنا نستشفع بك إلى الله ونستشفع بالله تعالى عليك فقال - صلى الله عليه وسلم - ويحك أتدري ما تقول؟ وسبّح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال يسبّح حتى عرف ذلك في وجهه أصحابه، ثم قال ويحك إنه لا يستشفع بالله تعالى على أحد من خلقه، شأن الله تعالى أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما الله؟ إن الله تعالى فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته هكذا وقال بأصابعه مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد بالراكب، أي من عظمة الرب جل وعلا وهيبته، وهو منزه عن الثقل والخفة وسائر أوصاف خلقه، وهذا مما يدل على عظمته أيضًا. وقد روى أبو ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمعه يقول ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض. وجاء في خبر آخر: إن أرضكم هذه بالنسبة لعرش الرحمن كحلقة ملقاة في فلاة، هذا وقد وصفه الله تعالى في قوله جل قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 256] في جـ 3، ووصفه بالمعظم في آيات، وناهيك بذلك. هذا، وقد روي عن ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش، والحاكم في مستدركه، وقال على شرط الشيخين، وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله، وبما أن هذه من آيات الصفات التي جرى السلف على ظاهرها دون تأويل أو تفسير، ومشى الخلف على خلافه، فقال بعضهم إن العوشق كناية عن ملك الله وسلطانه، وهو غير سديد لمنافاته ظاهر القرآن والحديث، لأنه إذا كان كما قيل فكيف نقتنع بقول الله {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ} الخ الآية

المذكورة آنفًا، وقوله تعالى: {يحملون العرش} [المؤمنين: 18] في جـ 2، أيقال يحملون ملكه وسلطانه؟ كلا، وهل كان موسى آخذًا بقوائم الملك والسلطان في الحديث المار؟ كلا وما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم والبخاري عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول اهتزّ عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه، فهل يقال اهتز ملكه وسلطانه، كلا لا يقال شيء من ذلك أصلًا لأن ذلك أمر معنوي لا يحمل ولا يمسك ولا يهتز لذلك فلا يقوله من له أدنى مسكة من علم أو ذوق، فإن صاحب هذا القول على فرض صحته أراد به تنزيه الله تعالى على طريقة الخلف من كل ما يدل على المكان، لأنه جل ذكره لا يحويه مكان، ولكنه فلك من الأفلاك أو الفلك الأطلس أو الفلك التاسع، فليس بصحيح، لأن قولهم مبني على الحدس والظن، كيف وقد ثبت أنه له قوائم وأنه محمول وممسوك، والفلك التاسع عندهم متحرك محركة متشابهة وهو لا ثقيل ولا خفيف كما يزعمون، وقد جاء في خبر أبي داود ذكر عن جبير بن مطعم المتقدم ذكره من أنه مثل القبة، لا يستلزم أن يكون مستديرًا محيطًا كما قالوا، وهؤلاء القوم ما زالوا قبلًا والى اليوم وإلى أن ينفخ في الصور لا يقدرون على حصر الأفلاك بأنها تسعة، وأن التاسع أطلس ولا كوكب فيه، وأنه غير الكرسي علمت قال أمية بن الصلت: مجّدوا الله فهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرا بالبناء العالي الذي بهر النا ... س وسوى فوق السماء سريرا شرجعًا لا يناله طرف عين ... وترى حوله الملائك صورا جمع أصور وهو المائل العنق لنظره إلى العلو، والشرجع العالي المفرط بعلوه، واستوى بمعنى استولى على أكثر أقوال المفسرين أوضعناه في الآية 54 من الأعراف المارة، ودلّنا عليه بشواهد كثرِة اتباعًا لغيرنا، إلا أنه مع شواهده لا يطمئن له الضمير، كما أن ما جاء أنه بمعنى العلو والارتفاع في رواية البخاري، أو أنه بمعنى الاستقرار كما في قوله: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44]، وبقوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف: 12] ممنوع، لأنه مستحيل على الله تعَالى، وذلك لأن الاستيلاء معناه حصول الغلبة بعد العجز وهو محال في حقه تعالى، ولأنه لا يقال استولى على كذا إلا إذا كان له منازع فيه، وهذا في حقه تعالى محال أيضًا، وإنما يقال استوى إذا كان المستولى عليه موجودًا قبل، والعرش إنما حدث بتخليقه تعالى وتكوينه له، وأيضًا الاستيلاء واحد بالنسبة إلى كل المخلوقات، فلا يبقى إلى تخصيص العرش بالذكر فائدة، لذلك فالأولى أن يفسر بما فسرناه هنا من أنه استواء يليق بذاته كما هو الحال في آيات الصفات، من المجيء، واليد، والقبضة، وغيرها، لأن القانون الصحيح وجوب حمل كل لفظ ورد في القرآن العظيم على ظاهره، إلا إذا قامت الأدلة القطعية على وجوب الانصراف عن الظاهر، ولا داعي للتأويل بما قد يوجب الوقوع في الخطأ وزلة القدم. وانظر ما قاله السلف الصالح في هذا الباب. روى البيهقي بسنده عن

عبد الله بن وهب أنه قال كنا عند مالك بن أنس، فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فكيف استواؤه؟ قال فأطرق مالك وأخذته الرَّحضاء (العرق الذي يحصل من أثر الحمى) ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه، فأخرج الرجل، وفي رواية سمي بن يحيى قال: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى، فكيف استواؤه؟ فأطرق مالك رأسه حتى علته الرحضاء ثم قال الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا متبدعًا، فامر به أن يخرج. وروي عن علي - عليه السلام - أنه قال: الاستواء غير مجهول: (لم يقل معلومًا تأدبًا، وكان مالك أخذ هذه الجملة عنه - صلى الله عليه وسلم - إن لم نقل أنها من توارد الخاطر) والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وأخرج اللالكائي في كتاب السنة عن طريق الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أنها قالت الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر. وجاء من طريق ربيعة بن عبد الرحمن أنه سئل كيف استوى ربنا على العرش؟ فقال الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، وعلى الله تعالى إرساله، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم، وروى البيهقي بسنده عن ابن عيينة قال كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه. قال البيهقي والآثار عن السلف في مثل هذا كثيرة وإليه ذهب أبو حنيفة وأحمد بن حنبل والحسن بن الفضل الجبلي، ويدل عليه مذهب الشافعي ومشى عليه من المتأخرين أبو سليمان الخطابي، وأهل السنة يقولون في الاستواء على العرش صفة لحمله بلا كيف، يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم به إلى الله، وروي عن سفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء أهل السنة أن هذه الآيات التي فيها الصفات المتشابهة تقرأ كما جاءت بلا كيف، هذا والذي ذهب إليه الإمام الرازي أن الاستواء بمعنى الاستيلاء، والاستيلاء بمعنى الاقتدار، وهو كما ترى وأقوال السنة وبعض العلماء في هذا الباب لا تحصى، وقد قدمنا غير مرة بأن طريقتنا في هذا التفسير الجيل حمل كل لفظ ورد في القرآن العظيم على ظاهره، إلا إذا لم نتوصل لفهمه وورود الدليل القاطع النقلي والعقلي يصرفه عن ظاهره، فإنما نعدل عنه ضرورة ونرجع إلى التأويل بما نقتبسه أولًا من القرآن لأن في بعضه تفسيرًا لبعض، ثم في الحديث لأن قول الرسول شرح له، ثم إلى أقوال الأصحاب الكرام الخزامى الذين قال بحقهم - صلى الله عليه وسلم - أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" (¬1). وفي (ص: 95) من تتمة القسم الأول من القسم المكي قال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} استواء يليق بذاته ويراد به الاستيلاء. والله أعلم". 2 - وفي مسألة الرؤية وإثباتها والرد على المعتزلة يقول: (الجزء الثاني: القسم المكي / 386): "هذه الآية إشارة لرؤية الله في الآخرة لا نفيها كما استدلت به المعتزلة، لأنه جل ¬

_ (¬1) هذا حديث ضعيف جدًّا أو موضوع.

شأنه قد تمدح على عباده بذلك على طريق الإعجاز فلو لم يكن جائزًا لما كان هذا التمدح واقعًا لأن المعدوم لا يتمدح به ولا يلزم من عدم الرؤية مدح، ولو لم يكن جائز الرؤية لما سألها موسى - عليه السلام - إذ مثله لا يسأل عما لا يجوز، ويدل على جوازها تعليق الله جلت عظمته الرؤية على استقرار الجبل واستقراره جائز والمعلق على الجائز جائز، وهذا إثبات جواز الرؤية من حيث العقل ويدل عليها من الكتاب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 16] في جـ 1، وقوله تعالى في حق الكفار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 16]، الآتية إذ يفهم أن المؤمنين غير محجوبين عنه، قال الإمام مالك: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعبر تبارك وتعالى عن الكفار بالحجاب، وقد أجمع المفسرون على أن كلمة وزيادة وقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] المارة هي رؤية الله تعالى، ومما يدل عليها من السنة كثير صحيح قدمناه في الآية من سورة النجم والآية 13 من سورة القيامة والآية 114 من سورة الأعراف المارات في ج 1، أما ما تمسك به أهل البدع والأهواء والمرجئة من أنه تعالى مستحيل الرؤيا احتجاجًا بمطلع هذه الآية ولأن الإدراك فيها عبارة عن الرؤية لا عدم الإحاطة كما درجت عليه أهل السنة والجماعة إذ لا فرق عندهم بين أدركته ورأيته وهو خطأ صريح، لأن الإدراك الإحاطة بكنه الشيء وحقيقة الرؤية معاينة الشيء ومشاهدته لأنها قد تكون بغير إدراك، قال تعالى في قصة أصحاب موسى: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} قال: {كلا} [الشعراء: 62] المارة في جـ 1، وكان قوم فرعون رأوا قوم موسى إلا أنهم لم يدركوهم فنفى موسى عنهم الإدراك مع إثبات الرؤية بقوله كلا، ومما لا شك فيه أن رؤية الله في الآخرة تكون من غير إدراك لاستحالة الإحاطة به لأنه منزه عن الحد والجهة والأبعاد الثلاثة والجهات الست، قال في بدء الأمالي: يراه المؤمنون بغير كيف ... وإدراك وضرب من مثال فينسون النعيم إذا رأوه ... فيا خسران أهل الاعتزال أي يا قوم احذروا خسران المعتزلة من رؤية الله لأنهم يقولون بعدمها فجزاهم الله حرمانها جزاءً وفاقًا، أما إذا قالوا إنه لا يرى في الديا فهذا مما لا جدال فيه وما وقع لسيدنا محمّد - صلى الله عليه وسلم -، فهو خاص به وما من عموم إلا وخص منه البعض، هذا وقد أوضحنا كيفية رؤيته تعالى وثبوتها بالصحائف المشار إليها أعلاه فراجعها ترشد لما تريد وزيادة". 3 - وفي صفة المجيء قال (الجزء الثاني: القسم المكي / 428): (قال تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]، وهذه الآية من آيات الصفات من قسم المتشابه الذي ذهب السلف الصالح إلى إبقاته على ظاهره وتأوله الخلف بما يلائم المقام". 4 - وفي الكلام بصورة عامة عن آيات الصفات يقول (الجزء الأول: القسم المكي / 58): "هذا، وقد سبق أن ذكرنا في تفسير الآية 54 من

1785 - الطرابلسي

الأعراف والآية 30 من سورة ق المارتين بأن آيات الصفات كهذه الآية مما لم يقطع بتفسيرها، إذ أن السلف أبقوها على ظاهرها وأطلقوا معناها عليه، وتأولها بعض الخلف وقال المتكلمون وبعض أهل الرأي أنه جل شأنه له يد لا كالأيدي ورجل لا كالأرجل وهكذا وهو مما طعن فيه كثر الخلف لشدة تنزيههم الحضرة الإلهية عن مثله، وكل ما هو من شأن البشر، ولهذا فإنّهم أوّلوا اليد بالقوة والنعمة والقدرة تحاشيًا عن ذلك). قلت: وبعد هذا النقل من تفسير صاحب الترجمة، نخلص إلى القول بأن صاحب الترجمة ليس على منهج السلف فيما يتعلق بمسألة الأسماء والصفات على الرغم أنه ينقل أقوال السلف في بعض المواطن ولكن فيما يبدو أنه لا ينقلها على سبيل الترجيح وأنها هي الحق ويدافع عنها. ومما يؤيد اختيار مذهب أهل التأويل قوله بنفي الجهة على مذهب أهل التأويل، ونقله لكلام إمام الحرمين في مسألة المكان ورفع الأيدي إلى السماء وترجيحه له، وإقراره بضرورة التأويل عند عدم التوصل لفهم المراد من الآية وورود الدليل القاطع النقلي والعقلي بصرفها عن ظاهرها والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1398 هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: كتاب في قواعد اللغة العربية و"بيان المعاني على حسب ترتيب النزول" تفسير للقرآن الكريم وغيرها. 1785 - الطرابلسي * اللغوي: عبد القادر بن مصطفى المغربي الطرابلسي. ولد: سنة (1284 هـ) أربع وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: أبوه، وحسين الجسر، وبعض علماء دمشق وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "نشأ المترجم في بيت أبيه، بيت علم ودين وعراقة في القضاء والفتيا، حفظ متون الفقه واللغة والأدب، وتلقى عن بعض المفكرين من شيوخ عصره واتصل بالشيخ جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، ونهج نهجهما في التعليم والإرشاد والإصلاح، كان همه أن يثبت أن المعرب عربي واستعماله في الكلام الفصيح لا يحط من قدر فصاحته ولا يخرج البليغ من بلاغته وكان كاتبًا مرموقًا يحرر وينقد ويدعو إلى نهضة اجتماعية شاملة على صفحات الجرائد وفي مختلف المجالات" أ. هـ. * تراجم أعلام المعاصرين: "وللعلامة المغربي دعوة إلى المرأة وتعليمها وتحريرها فقد حمل هذا اللواء بين عام (1906 - 1911) في رسائل ومقالات طال فيها الجدل بينه وبين معارضيه ¬

_ * الأعلام (4/ 47)، تراجم الأعلام المعاصرين (263)، أعلام الأدب والفن (2/ 120)، تاريخ علماء دمشق (2/ 168)، أعلام دمشق (191)، "تفسير جزء تبارك"- تأليف عبد القادر المغربي- المطبعة الأميرية بالقاهرة، لسنة (1366 هـ-1947 م).

وخصومه من رجال الدين" أ. هـ. * أعلام دمشق: "نائب رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق الأسبق من العلماء باللغة والأدب" أ. هـ. * قلت: بعد اطلاعنا على كتابه "تفسير جزء تبارك" تبين لنا ما يلي: 1 - أنه قد أول صفة اليد في قوله تعالى "تبارك الذي بيده الملك" على الرغم من أنه حكى في معنى هذه الآية قول السلف، ولكنه أتبعه بتأويل صفة اليد فقال: "بيده الملك" أي أن التصرف المطلق في هذه الكائنات له تعالى لا لغيره، ويراد من ذكر اليد في مثل هذا الاستعمال إفادة معنى التمكن من الشيء والاستيلاء التام عليه" أ. هـ. 2 - أنه قرر قاعدة وهي: أن أفضل ما يحمل عليه كلام الله المعجز من الأساليب ما عرف عند بلغاء العرب وتداولته ألسنتهم وشاع استعماله بينهم، وهذه القاعدة تخطئ كثيرًا وتصيب قليلًا، فترى -مثلًا- أن أكثر أهل اللغة والنحو في عصرنا الحديث -بتطبيقهم لهذه القاعدة- يميلون إلى أحد المذاهب الكلامية كالاعتزال والأشعرية والماتريدية لا عن اعتقاد بصحتها ولكن عملًا بهذه القاعدة والله أعلم بما نفوس العالمين. فترى -عبد القادر المغربي- في تفسيره لقوله تعالى "يوم يكشف عن ساق" في سورة "ن" ينقل قول ابن عباس في تفسير هذه الآية ثم يتبعه، كيف إن العرب كانوا يستعملون كشف الساق كناية عن اشتداد الأمر وعظمته كما أنهم يستعملونه في الجد والمضاء وقوة الإرادة، ثم يصل إلى نتيجة وهي: "فالأصل في هذا التعبير -أعنى كشف الساق مرادًا به الشدة والهول- أن يكشف عن الساق بالفعل عند الخطب واشتداد النازلة، ثم كثر واستفاض حتى صار يفهم منه اشتداد الأمر، واستفحال الخطب، ولو لم يكن ثمة ساعد ولا ساق، ولا كشف ولا تشمير" أ. هـ. وبعد هذا يذكر شواهد أخرى تؤيد ما ذهب إليه من أن كشف الساق كناية عند اشتداد الأمر وعظمته وفي النهاية يصل إلى ما يريد أن يقوله في هذه والأية وغيرهما فيقول: "وهكذا استعمال [كشف الساق] في هول يوم القيامة، يراد به الهول فظاعة الأمر، وإن لم يكشف عن السوق بالفعل، فإن يوم القيامة -وإن تكن فيه سوق- لا ثياب تلبس ولا زلازل تكشف في ذلك اليوم العصيب، كما ورد الحديث في وصفه: (يحشرون حفاة عراة غرلًا). وإنما أطلنا الكلام في هذا تنبيهًا إلى أن أفضل ما يحمل عليه كلام الله المعجز من الأساليب ما عرف عند بلغاء العرب وتداولته ألسنتهم، وشاع استعماله بينهم، والعدول عن هذا المعنى الكنائي إلى غيره -كالقول بأن المعنى: يكشف عن ساق [الرحمن] تعالى وتقدس، اعتمادًا على بعض الآثار الواردة في ذلك، أو عن ساق [العرش] أو ساق [ملك مهيب] من الملائكة- كل ذلك لا حاجة إليه بعد الشواهد التي ذكرناها من أقوال فصحاء العرب، ومختلف أساليبهم، في بليغ تراكيبهم، مما يدل دلالة واضحة على ما قلناه، ويكفي شاهدًا نقليًا عليه أن ابن عباس كان يقول في تفسير (يوم يكشف عن ساق) يكشف عن أمر عظيم، ألا تسمعون العرب تقول: "وقامت الحرب بنا على ساق" وتقول "كشف هذا الأمر عن ساقه"

إذا صار إلى شدة" أ. هـ. 3 - أنه أوّل معنى حمل العرش في قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} فقال: "وحمل عرش الرب في الآية قد يكون تمثيلًا لكمال عزته سبحانه، وانفراده بالجلالة والعزة والملك في ذلك اليوم، وأن تأثير هيبته سبحانه وتعالى في القلوب في ذلك اليوم يحكي تأثير ملوك الدنيا، -وهم على عروشهم التي تحف بها جلة وزرائهم وكبار قوادهم- في قلوب رعيتهم المستعبدين لهم، وأين هذا من ذاك، ولله المثل الأعلى، وإنما هو تنزل لأفهام المخاطبين، وإفراغ للمعاني الغيبية في قوالب ما ألفوه من تراكيب لغتهم العربية، واصطلحوا عليه من أساليب التخاطب بينهم فيها، وإلا فإن خالق الكون تقدست أسماؤه ليس جسمًا يحمل على العروش، ولا مخلوقًا تزدهيه الزخارف والنقوش". ولم يقل السلف هذا المعنى في تفسير هذه الآية والله أعلم. 4 - نقل الخلاف في مسألة النظر إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بين المعتزلة القائلين بنفيها، وأهل السنة القائلين بإثباتها، وعلق على ذلك فقال: "هذا ولو كان لمثلي مقال في هذا الجال لفضلت السكوت عن هذه المسألة وأمثالها مما اختلفت فيه ظواهر النصوص، ولم يلزم منه مس جانب الألوهية، ولا ينشأ عنه ضرر في الدين ولا تعطيل في مصالح البشر، ولو قال المعتزلي لربه يوم القيامة: إني يارب لم أنف الرؤية إلا تمجيدًا لذاتك، وتنزيهًا لها عن مماثلة الحوادث، وقال السني: إني يا رب لا أعتقد أن الرؤية تمس مقام ألوهتك، ولم أثبتها وأعتقدها إلا طمعًا في القرب منك وتلذذًا برؤية وجهك لو قال كل منهما ذلك ما كان الله إلا راضيًا عنهما، ومسبلًا ذيل عفوه عليهما، وساخطًا من حصول التفرقة في دار الدنيا بينهما. ويا ليت المسلمين أضربوا في صدرهم الأول عن الاختلاف في أمثال هذه المسألة، مما كان الخلاف فيه لفظيًّا أو فلسفيًا، أو لا تكون له نتيجة عملية، أو لا ينقض أصلًا من أصول الدين، ويا ليتهم مذ اختلفوا لم يوغلوا، ولم يجعلوا الاختلاف سببًا للتفرقة، وهذا قرآنهم يهتف من فوق رؤوسهم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ} ونبيهم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه" أي إذا شعرتم بأن النظر في الآيات، وتقليب وجوه الاحتمال في معانيها، يؤثر في رابطتكم الدينية- فدعوا النظر بالكلية خشية التفرقة. ولعمري إن انصراف المسلمين منذ قرون عن العلم النافع، وإعراضهم عن النظر فيما يهذب أخلاقهم، ويرقى اجتماعهم ويشد عرى الإخاء بينهم -هو الذي جعلهم يوغلون في مسألة الرؤية وأمثالها، ويفرغون للخوض والنزاع فيها، وبذلك تقلص ظل العمل من ديارهم، وقام مقامه الجدل في مجالسهم وأسفارهم، حتى أوشكوا أن ينطبق عليهم حديث: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل وحموا العمل" أ. هـ. * قلت: ولا ندري لعل التخبط في فهم الاعتقاد الصحيح ديدن أكثر المعاصرين، لتأثرهم بأفكار الغرب كالعلمانية والقومية والشعوبية وغيرها من جهة، وعدم الانتهاء إلى مصادر النبع الطيب في معرفة العقيدة الصحيحة من جهة

1786 - عبد القاهر البغدادي

أخرى: ولذا أصبح الدفاع عن العقيدة الصحيحة أمرًا يسبب الفرقة بين المسلمين؟ أم أن مذهب الإعتزال وتقديم العقل على النقل أصبح أمرًا بديهيًا فلا داعي للإنكار عليه؛ لأنه يسبب فرقة؟ والذي نريد أن نقوله إن العقيدة الصحيحة في أسماء الله وصفاته والإيمان واعتقاد السلف يجب أن تبين وتنشر بين طلبة العلم وأن ما يضادها ويناقضها يجب أن يبين وينشر أيضًا، لئلا يغتر مغتر بصحتها وأنها هي العقيدة الصحيحة على أن ذلك يجب أن يكون ضمن الضوابط الشرعية التي حددها الشارع وفهم سلف الأمة الصالح للأدلة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير جزء تبارك" و"على هامش التفسير" "السفور والحجاب" و "المعجم اللغوي لألفاظ العصري" وصل فيه إلى حرف الذال. 1786 - عبد القاهر البغدادي * النحوي، المفسر: عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الأسفراييني. من مشايخه: سمع أبا عمرو بن نُجيد، وأبا عمرو محمد بن جعفر بن مطر وغيرهما. من تلامذته: البيهقي، والقشيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "إمام عظيم القدر جليل المحل كثير العلم، حبر لا يساجل في الفقه وأصوله والفرائض والحساب، وعلم الكلام .. وقال جبريل: قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني: كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل والتحصيل بديع الترتيب غريب التأليف والتهذيب تراه الجلة صدْرًا مُقدَّمًا وندعوه الأئمة إمامًا مُفخَّمًا ومن خراب نيسابور اضطرار مثله إلى مفارقتها" أ. هـ. * طبقات المفسرين: "إمام عظيم القدر جليل المحل، كثير العلم، قال ابن الصلاح ورأيت له كتابًا في معنى لفظتي "التصوف والصوفي "جمع فيه أقوال الصوفية، زهاء ألف قول .. قال الصابوني .. نراه الجلة صدرًا مقدمًا، أو ندعوه الأئمة إمامًا مفحمًا" أ. هـ. * قلت: بعد اطلاعنا على كتابه "أصول الدين" تبين لنا بما لا يقبل الشك أن عبد القاهر البغدادي أشعري العقيدة، إذ أنه غالبًا ما يقول أثناء كلامه في كتابه قال: أصحابنا. ومنهم أبو الحسن الأشعري، كما إنه سلك في مسألة تأويل الأسماء والصفات مسلكهم، ودافع عن ذلك ضد بقية الفرق وبين أن الأشاعرة على حق وغيرهم على النقيض من ذلك، وإليك بعضًا من هذه المواضع، قال: ¬

_ * وفيات الأعيان (3/ 203)، فوات، (2/ 370)، السير (17/ 572) تاريخ الإسلام (وفيات 429) ط- تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 136)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 194)، البداية (12/ 48)، بغية (2/ 105)، إنباه الرواة (2/ 185)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 333) مفتاح السعادة (2/ 325)، الأعلام (4/ 48)، معجم المفسرين (1/ 294)، تبيين كذب المفتري (253)، كتاب "أصول الدين" (106 - 113)، عبد القاهر البغدادي- الطبعة الثالثة - (1401 هـ- 1981 م)، دار الكتب العلمية بيروت "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" (2/ 565 - 580)، أصول مذهب الشيعة (3/ 1255).

"أجمع أهل الحق على أن كلام الله تعالى صفة له أزلية قائمة وهي أمره ونهيه وخبره ووعده ووعيده، وزعمت الكرامية أن كلامه قدرته على قوله وقوله حادث في ذاته، وزعمت القدرية أن كلام الله حادث في جسم من الأجسام، وزعم أبو الهذيل أن قوله للشيء: كن. عرض حادث لا في محل وسائر قوله حادث في جسم ما وقد أبطلنا قبل هذا قول الكرامية محلول الحوادث وأبطلنا أيضًا قول من أجاز وجود قول وإرادة أو شيء من الأعراض لا في محل، والدليل على أن كلام الله صفة له أزلية لا محدثة هو أن كلامه لو كان؟ ودليلنا على أن كلامه ليس بمحدث أنه لو كان حادثًا لم يجز حدوثه فيه لاستحالة كونه محلًا للحوادث ويستحيل حدوثه لا في محل لأن العرض لا يكون إلا في محل، ولو حدث كلامه في جسم من الأجسام لكانت الأسماء الصادرة من خصوص أوصاف الكلام راجعة إلى محله فكان محله به آمرًا ناهيًا مخبرًا كالحياة والقدرة والعلم إذا حدثت في محل كان المحل بها قادرًا عالمًا حيًّا وإذا استحال أن يأمر وينهي بكلام الله غيره صح أن كلامه أزلي قائم به لا بغيره". وقال في الأصل في تأويل الوجه والعين من صفاته: "اختلفوا في هذه المسألة فزعمت المشبهة أن لله وجهًا وعينًا كوجه الإنسان وعينه [وزعم بعضهم أن له وجهًا وعينًا هما عضوان ولكنهما ليس كوجه الإنسان وعينه بل هما خلاف الوجه والعيون سواهما، وزعم بعض الصفاتية أن الوجه والعين المضافين إلى الله تعالى صفات له. والصحيح عندنا أن وجهه ذاته وعينه رؤيته للأشياء وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو} معناه ويبقى ربك ولذلك قال ذو الجلال والإكرام بالرفع لأنه نعت الوجه ولو أراد الإضافة لقال ذي الجلال والإكرام بالخفض، وقوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَينِي} أي على رؤية مني كما قال: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} وقوله في سفينة نوح: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أراد بها العيون التي جرت بها السفينة من الماء لأنه قال: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}، فجرت السفينة بتلك العيون المفجرة والمراد بقوله: كل شيء هالك إلا وجهه، بطلان كل عمل لم يقصد به وجه الله تعالى: [خلاف البيانية من الغلاة في دعواها أن كل شيء من الإله يفنى إلا وجهه، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا". وقال في الأصل في معنى الاستواء المضاف إليه: "اختلفوا في تأويل قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فزعمت المعتزلة أنه بمعنى استولى كقول الشاعر: [قد] استوى بشر على العراق أي استولى وهذا تأويل باطل لأنه يوجب أنه لم يكن مستوليًا عليه قبل استوائه عليه، وزعمت المشبهة أن استواءه على العرش بمعنى كونه مماسًا لعرضه من فوقه وأبدلت الكرامية لفظ المماسة بالملاقات، وزعم بعضهم أنه لا يفضل منه على العرش شيء [عن عرض العرش وهذا يوجب كونه في العرش على مقدار عرض العرش، وزعم آخرون أنه أكبر من العرش وأنه لو خلق عن يمين العرش وعن يساره عرشين آخرين كان ملاقيًا بحميعها من فوقها بلا واسطة وهذا يوجب أن يكون كل عرش كبعضه فيكون متبعضًا، واختلف أصحابنا في هذا فمنهم من قال إن آية الاستواء من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وهذا قول مالك بن أنس وفقهاء المدينة والأصمعي ورويَ أن مالكًا سُئل عن الاستواء

فقال: الاستواء معقول وكيفيته مجهولة والسؤال عنها بدعة والإيمان به واجب، ومنهم من قال: أن استواءه على العرش فعل أحدثه في العرش سماه استواء كما أحدث في بيان قوم فعلًا سماه إتيانا ولم يكن ذلك نزولًا ولا حركة وهذا قول أبي الحسن الأشعري، ومنهم من قال: إن استواءه على العرش كونه فوق العرش بلا مماسة وهذا قول القلانسي وعبد الله بن سعيد ذكره في كتاب الصفات، والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره" أ. هـ. * قلت: ذكر الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه القيم "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" عبد القاهر البغدادي ضمن أهم أعلام الأشاعرة، قال عنه: "البغدادي أحد أعلام الأشاعرة في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس والبغدادي يميزه كتبه خاصة "أصول الدين" إنه ينقل أقوال أصحابه من الكلابية والأشعرية ويذكر الخلاف بينهم إن وجد، لذلك فقد يتبادر إلى الناظر أنه مقلد للأشاعرة وهذا الكلام فيه شيء من الحق لكن البغدادي له ترجيحات خاصة تعتبر بمثابة منعطف في تطور المذهب الأشعري. والبغدادي لا يخالف من سبقه من الأشاعرة في مسائل العقيدة والكلام كما أنه يعتبر من نفاة العلو ومؤولة الاستواء، كما إن أبرز تطور جاء على يد البغدادي هو قوله في الصفات الخبرية، حيث إنه قال بتأويلها، وهو بهذا يكون قد سبق الجويني بهذا القول حيث اشتهر أنه أول من أوّل الصفات الخبرية. ومن المعالم البارزة في منهج البغدادي، مما كان له أثر فيمن أتى بعده: صياغته لمذهب الأشاعرة على أنه مذهب أهل السنة والجماعة، حتى إنه كاد يستقر في أذهان كثير ممن ينتسب إلى الفقه والعلم أن أقوال الأشاعرة تمثل المذهب الصحيح الذي هو مذهب السلف" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه، شافعي، أصولي، متكلم، مفسر، كان صدر الإسلام في عصره .. قال الصابوني: ومن خراب نيسابور اضطرار مثله إلى مفارقتها أ. هـ. وقال عبد الغافر الفارسي: "كان ذا مال وثروة أنفقه على العلم والبحث حتى افتقر" أ. هـ. * من أقواله في كتاب (أصول مذهب الشيعة): "يقول: وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم. وقال: وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء، وقولهم بأنه قد يريد شيئًا ثم يبدو له، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه، فإنما نسخه لأنه بدا له فيه .. وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض" أ. هـ. وفاته: سنة (429 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ" و "تفسير القوآرن" و"الفرق بين الفِرَق" و "فضائح المعتزلة" و "نفي خلق القرآن" و "فضائح الكرَّامية".

1787 - أبو بكر الجرجاني

1787 - أبو بكر الجرجاني * النحوي، اللغوي، المفسر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني أبو بكر. من مشايخه: أبو الحسين محمد بن الحسن بن أخت أبي علي الفارسي، وغيره. من تلامذته: علي بن أبي زيد الفصيحي وغيره. كلام العلماء فيه: * السير: "شيخ العربية كان شافعيًّا عالمًا أشعريًا ذا نسك ودين، وقال السلفي: كان ورعًا قانعًا دخل عليه لص فأخذ ما وجد وهو ينظر، وهو في الصلاة فما قطعها وكان آية في النحو" أ. هـ. * العبر: "كان شافعيًّا أشعريًا" أ. هـ. * البغية: "الإمام المشهور أخذ النحو عن ابن أخت الفارسي ولم يأخذ عن غيره لأنه لم يخرج من بلده وكان من كبار أئمة العربية والبيان، وكان أشعريًا" أ. هـ. * الوافي: "كان من كبار أئمة العربية .. وكان شافعي المذهب أشعري الأصول مع دين وسكون" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شُهْبة: "كان شافعي المذهب متكلمًا على طريقة الأشعري، وفيه دين وله فضيلة تامة في النحو .. " أ. هـ. * الأعلام: "واضع أصول البلاغة، كان من أئمة اللغة .. " أ. هـ. * قلت: ونرى الجرجاني في كتابه "أسرار البلاغة، يجري الجاز على صفات الله حتى ينفي حقيقتها على غرار مذهب الأشاعرة، فقال في الكتاب المذكور (ص 287) في قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}: "إن مثل الأرض في تصرفها تحت أمر الله وقدرته وإنه لا يشذ شيء مما فيه عند سلطانه عزَّ وجلَّ مثل الشيء يكون في قبضة الأخذ له -كذلك حقنا أن نسلك بقوله: {مطويات بيمينه} هذا الملك فكان المعني والله أعلم إنه عزَّ وجلَّ يخلق فيها صفة الطيء حتى ترى كالكتاب المطوي بيمين الواحد منكم .. ". وقال أيضًا (312): (فما تجد عليه قولًا في نحو قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ}، وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} و {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأشباه ذلك من النبؤ عند أقوال أهل التحقيق. فإذا قيل: إن الإتيان والمجيء انتقال من مكان إلى مكان، وصفة من صفات الأجسام، وإن الاستواء إن حمل على ظاهره لم يصح إلا في جسم يشغل حيّز أو يأخذ مكانًا والله عزَّ وجلَّ خالق الأماكن والأزمنة ومنشئ كل ما تصح عليه الحركة ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 188)، فوات الوفيات (2/ 369)، إشارة التعيين (188)، السير (18/ 432)، العبر (3/ 277)، تاريخ الإسلام (وفيات 471)، ط- تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 149)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 491)، البلغة (134)، الوافي (19/ 49)، النجوم (5/ 108)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 271)، بغية (2/ 106)، طبقات المفسرين للداودي (11/ 336)، مفتاح السعادة (1/ 177)، والشذرات (5/ 308)، روضات الجنات (5/ 89)، الأعلام (4/ 48)، معجم المفسرين (1/ 295) "أسرار البلاغة في علم البيان" -عبد القاهر الجرجاني- الطبعة السادسة لسنة (1379 هـ-1959 م) مكتبة القاهرة- مصر [طبعة محمد رشيد رضا].

1788 - الوأواء

والنقلة والتمكن والسكون والانفصال والاتصال" أ. هـ. من أقواله: الوافي: ومن شعره: لا تأمن النفثة من شاعر ... ما دام حيًّا سالمًا ناطقًا فإن مَنْ يمدحكم كاذبًا ... يحسن أن يهجوكم صادقًا وفاته: سنة (471 هـ) إحدى وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "إعجاز القرآن" مطبوع، "التلخيص" في البلاغة، "المغني في شرح الإيضاح" نحو ثلاثين مجلدًا و "شرح الفاتحة" وغير ذلك. 1788 - الوَأْوَاء * النحوي، اللغوي: عبد القاهر بن عبد الله بن الحسين أبو الفرج الشيباني الحلبي المعروف بالوَأواء. كلام العلماء فيه: * مختصر تاريخ دمشق: "أصله من بزاعة ونشأ بحلب وتأدب بها، كان يقرئ النحو في دمشق" أ. هـ. * الوافي: "قرأ النحو وكان حاذقًا به" أ. هـ. * الأعلام: "وهو غير الوأواء الدمشقي صاحب الديوان المعروف" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من فحول الشعراء" أ. هـ. وفاته: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: شرح ديوان المتنبي. 1789 - السُّهْرَوَرْدي * المفسر: عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عَمُّويه بن سعد السُّهْرَوَرْدِي القرشي الصديقي البكري، أبو النجيب الشافعي. ولد: سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي بن نبهان، وزاهر بن طاهر وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وأبو أحمد بن سكينة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان يذكر أنه من أولاد محمد بن أبي بكر الصديق" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ ابن عساكر (9/ 409)، الكامل (11/ 217)، إنباه الرواة (2/ 186)، مختصر تاريخ دمشق (15/ 169)، تاريخ الإسلام (وفيات 551)، ط- تدمري، الوافي (19/ 52)، النجوم (5/ 322)، بغية الوعاة (2/ 106)، الشذرات (6/ 262)، أعلام النبلاء (4/ 232)، الأعلام (4/ 49)، معجم المؤلفين. * معجم المفسرين (1/ 295)، العبر (4/ 181)، الشذرات (6/ 346)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 173)، هدية العارفين (1/ 606)، اللباب (1/ 579)، الأعلام (4/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 202)، تاريخ دمشق (36/ 412)، الأنساب (3/ 340)، المنتظم (18/ 180)، معجم البلدان (3/ 289)، الكامل (11/ 333)، وفيات الأعيان (3/ 204)، مختصر تاريخ دمشق (15/ 170)، السير (20/ 475)، (طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 64)، البداية والنهاية (12/ 273)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 10)، النجوم (5/ 380)، تاريخ الإسلام (وفيات 563) ط- تدمري، كشف الظنون (1/ 43).

1790 - التبريزي

* تاريخ دمشق: "اشتغل بالزهد والمجاهدة مدة حتى إنه كان يستقي الماء ببغداد، ويأكل من كسبه، ثم اشتغل بالتذكير وحصل له فيه قبول، وبني له يغداد رباطات للصوفية من أصحابه، وولي المدرسية النظامية ببغداد وأملى ببغداد الحديث" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الصوفي الزاهد، الواعظ، الفقيه .. وكان يحضر المشايخ عنده وسمع الناس بإفادته وتحصل الأصول والنسخ، ويعظ الناس في مدرسته. ذكره ابن النجار فقال: كان مذهبه في الوعظ اطراح الكلفة وترك التسجيع .. وكان له خربة على دجلة يأوي هو وأصحابه إليها يحضر عنده الرجل والرجلان والجماعة إلى أن اشتهر اسمه وظهر وصار له القبول عند الملوك فكان السلطان يزوره والأمراء فبنى تلك الخربة رباطًا، وبنى إلى جانبها مدرسة فصار حمىً. لمن لجأ إليه من الخائفين يجيره من الخليفة والسلطان". وقال: "ثم صحب الشيخ أحمد الغزالي الواعظ، وتسلكه وجرت له أحوال ومقامات". ثم قال: "وقال عمر بن علي القرشي: أبو النجيب إمام من أئمة الشافعية عَلَمَ من أعلام الصوفية" أ. هـ. * السير: "المتفنن الزاهد العابد القدوة شيخ المشايخ". وقال: "آثر الانقطاع فتجرد، ودخل البرية حافيًا، وحج، وجرت له قصص، وسلك طريقًا وعرًا في المجاهدة، ودخل أصبهان وجال في الجبال ثم صحب الشيخ حمادًا الدباس ثم شرع في دعاء الخلق إلى الله فأقبل الناس عليه، وصار له قبول عظيم، وأفلح بسببه أمة صاروا سرجًا". وقال: "قد أوذي عند موت السلطان مسعود، وأحضر إلى باب النوبي فأهين وكشف رأسه وضرب خمس درر وحبس مدة لأنه درّس بجاه مسعود" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "الصوفي الزاهد الفقيه الإمام الجليل، أحد أئمة الطريقة ومشايخ الحقيقة، من هداة الدين وأئمة المسلمين" أ. هـ. وفاته: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "آداب المريدين"، "ومختصر مشكاة المصابيح" للبغوي، ومصنف في طبقات الشافعية وغيرها. 1790 - التِّبْريزي * اللغوي: عبد القاهر بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم بن موسى، التَّبْريزي ثم الحراني. ولد: سنة (648 هـ) ثمان وأربعين وستمائة. من مشايخه: الزرعي، وتاج الدين الفزاري، والنجم المرغاني، وغيرهم. من تلامذته: الذهبي وغيره. ¬

_ * فوات الوفيات (2/ 367)، معجم شيوخ الذهبي (325)، وسماه عبد القاهر بن عبد الواحد، الدرر (3/ 7)، الوافي (19/ 54)، الأعلام (4/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 202)، السير (17/ 545)، ط- عبد السلام علوش.

1791 - الأسنائي

كلام العلماء فيه: * السير: "عزله القزويني لكونه أثبت ولم يتأول وكان مليح الصورة أبيض مستدير اللحية، فصيح العبارة فاخر البزة، عارفًا باللغة خبيرًا بالأحكام قوي المشاركة، وله نظم رائق ومحاسن كثيرة" أ. هـ. * الدرر: "قال البدر النابلسي: كان عالمًا فاضلًا على معتقد السلف حسن الشكل" أ. هـ. وفاته: سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. 1791 - الأسنائي * النحوي: عبد القوي بن عبد الرحمن بن علي بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن سليمان بن الحسن بن الحسين بن عمر بن الحكم .. بن عبد الملك بن مروان، نجم الدين، الأموي الأسنائي. كلام العلماء فيه: * الطالع السعيد: "كان نجم الدين متدينًا خيرًا" أ. هـ. * الوافي: "كان فقيهًا. فاضلًا نحويًّا" أ. هـ. قلت: له قصيدة ذكرها الذهبي تبين حسن عقيدته. وفاته: سنة (686 هـ) ست وثمانين وستمائة. 1792 - الغافقي * المفسر: عبد الكبير بن محمد بن عيسى بن محمد بن بقي أبو محمد الغافقي المرسي. ولد: سنة (536 هـ) يست وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو العباس أحمد بن عبد العزيز الأزدي، وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه بالإجازة الشيخ أبو جعفر، وأبو عبد الله الطنجاليان، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "وكان معتنيًا بعلوم القرآن .. مشاركًا في الحديث ومعرفته مستبحرًا في الفقه عالمًا بأصوله، متقدمًا في عقد الشروط .. عارفًا بالطب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال الأبّار: كان فقيهًا حافظًا حسن الهدي والسمت" أ. هـ. * الوافي: "كان فقيهًا مشاركًا في الحديث بصيرًا بالشروط متقدمًا في الفتيا" أ. هـ. * معجم المفسرين: "اثنى عليه ابن الأبار" أ. هـ. وفاته: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مصنفاته: صنف "تفسيرًا" نحا فيه منحى ابن عطية وتفسير الزمخشري و "مختصر في الحديث" جمع فيه بين كتب مسلم والترمذي وأبي داود. 1793 - القُطب الجِيلي * المفسر عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم الجيلي القادري قطب الدين ابن سبط الشيخ عبد القادر الجيلاني. ¬

_ * الطالع السعيد (332)، الوافي (19/ 69). * صلة الصلة (44)، الذيل والتكملة (4/ 232)، الوافي (19/ 72)، طبقات المفسرين للسيوطي (59)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 337)، الأعلام (4/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 203)، معجم المفسرين (1/ 296)، تاريخ الإسلام (وفيات 617) ط- بشار. * معجم المطبوعات لسركيس (728)، هدية العارفين (1/ 610)، كشف الظنون (2/ 1525)، معجم المؤلفين (2/ 204)، الأعلام (4/ 50).

1794 - الكوراني

ولد: سنة (767 هـ) سبع وستين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "القادري (¬1) الصوفي الحنبلي من خلفاء الشيخ إسماعيل الجبرتي" أ. هـ. وفاته: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: (تفسير القرآن)، و "الكهف والرقيم في شرح بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" و "الإنسان الكامل في معرفة الأوامر والأوائل" في التصوف، وغير ذلك. 1794 - الكُوْرَاني * المفسر عبد الكريم بن أبي بكر بن هداية الله الحسيني المريواني الكوراني. من مشايخه: والده، وأحمد الكردي المُجلَي وغيرهما. من تلامذته: المنلا إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "الشيخ الإمام العلامة المفيد". وقال: "أقام على بث العلم ونشره" أ. هـ. * معجم المفسرين: "نزيل المدينة المنورة، مفسر، واعظ شافعي المذهب، وهو ابن صاحب "طبقات الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (1050 هـ) خمسين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم"، وصل فيه إلى سورة النحل، في ثلاث مجلدات، وكتاب "المواعظ". 1795 - التِّكَكي * النحوي، المفسر المقرئ: عبد الكريم بن الحسن بن المحسن بن سوار، أبو علي، المصري التُّكَكي. من مشايخه: أخذ القراءات عن علي بن محمد بن حميد الواعظ، وعلي بن الحسن المصري، وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر بن سِلَفة وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "مقرئ فاضل من فضلاء القرّاء، ومن العارفين بالقرآن وعلومه وتفسيره .. وسئل عن مولده سنة (517 هـ) فقال لي ستون سنة" أ. هـ. * معرفة القراء: "برع في القراءات وعللها والتفسير ووجوه والعربية وغوامضها" أ. هـ. * الوافي: "كان عارفًا بالقراءات والتفسير والإعراب وكانت له حلقة إقراء" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ ماهر مقرئ كامل" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مقريء مشهور، مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (525 هـ) خمس وعشرين وخمسمائة، وله ثمانٍ وستون سنة. ¬

_ (¬1) نسبة إلى الطريقة القادرية المنسوبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني فضلًا على أن صاحب الترجمة ابن سبط الشيخ عبد القادر. * معجم المفسرين (1/ 296)، خلاصة الأثر (2/ 474)، هدية العارفين (1/ 612)، إيضاح المكنون (1/ 308). * إنباه الرواة (2/ 191)، معرفة القرّاء (1/ 480)، غاية النهاية (1/ 400)، الوافي (19/ 76)، طبقات المفسرين للسيوطي (59)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 338)، وفيه توفي وله ثمان وستين سنة، معجم المفسرين (1/ 296).

1796 - البعلبكي

1796 - البَعْلَبْكي * اللغوي: عبد الكريم بن حسن بن جعفر بن خليفة، العلامة صفي الدين اللغوي، أبو طالب البعلبكي. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الشيخ الفقيه: كان مليئًا بعلم اللغة، ثقة" أ. هـ. * الوافي: "من كبار الأدباء وكان مليئًا بعلم اللغة، ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (600 هـ) ستمائة وقيل (610 هـ) عشر وستمائة. من مصنفاته: "شرح المقامات" قال عنه شرف الدين شيخ الشيوخ بحماه في غاية الجودة. 1797 - الخطيب * المفسر عبد الكريم الخطيب. ولد: سنة (1910 م). كلام العلماء فيه: * قلت: ومن كتاب "نشأة التصوف" للمترجم له تنقل ما نصه: "قلت إن الفرق واضح بين زهد الصحابة رضوان الله عليهم وبين هذا التجاه الجديد الذي اتجه إليه "المتصوفة" بزهدهم .. ونقول إن ظهور كلمة التصوف تشعر بأن شيئًا جديدًا حدث في الملة، وأن هذا الذي حدث يلزم أن يستدل عليه باسم يعرف به .. فلم يعد في الإمكان أن يرضى الصوفية بأنهم مسلمون وحسب .. فهم مسلمون وشيء آخر .. هو هذا النهج الذي ساروا عليه في ظاهر حياتهم وباطنها .. وفي الحق أن لفظ الإسلام لم يعد وحده كافيًا في التعريف بهم والدلالة عليهم .. وإذا كان زهد الصحابة وتعبدهم وورعهم هو الإسلام في صميمه، فإن ما صار إليه هذا الزهد وهذا التعبد والورع تحت اسم التصوف -وخاصة بعد أن تراخى الزمن به- يجب أن يكون له اسم يعيش به مع الإسلام أو إلى جانب أو بعيدًا عن الإسلام على حسب ما يطرأ على التصوف من أحوال وما تحدث له من تطورات .. وقد يبدو من هذا القول أننا نعزل التصوف عن الإسلام أو على الأقل أننا نخاف على الإسلام من أن يحسب عليه. وفي الحق أننا نفرق بين تصوف وتصوف -فأما التصوف الذي كان عليه سلف الأمة من صحابة رسول الله وتابعيهم فإننا نتشوق إليه ونشد العزم على أن نلحق به ونقتفي أثره إذ كان هو الدين الخالص والشريعة المشرقة الوضيئة .. وإذ كان هو مورد المسلمين جميعًا .. وأما التصوف الذي صار علمًا على جماعة بذاتها من جماعات المسلمين فإن موقفنا منه يكون على حسب ما نرى من آثاره في جماعة المتصوفة .. فهناك أنماط وأشكال مختلفة من المتصوفة، بعضها في درجة رفيعة من السمو الروحي والخلقي لأنها قامت على أساس سليم، ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 610) ط- بشار، الوافي (19/ 75). * نشأة التصوف للمترجم له -المكتب الفني للنشر- القاهرة (1380 هـ- 1960 م)، سلسلة الثقافة الإسلامية، التفسير القرآن للقرآن - دار الفكر العربي، اتجاهات التفسير في العصر الراهن (76)، رسالة ماجستير (منهج التفسير القرآني للقرآن)، لعبد الكريم الخطيب، إعداد: محمد محمد دخل الله، لسنة (1411 هـ-1992 م).

وسارت على بصيرة وهدى .. وبعضها مختلط متخبط، يخلط الحسن بالسيء والجمي بالقبيح .. وبعضها شر محض لا خير فيه! من الخير إذن أن يكون للتصوف حساب خاص به .. فما كان فيه من خير فهو من الإسلام وإلى الإسلام، وما كان من شر فلن يضاف إلى هذا الدين ولن يحسب عليه". * قلت: عند مراجعتنا لتفسيره "التفسير القرآن للقرآن" لاحظنا أنه تفسير شامل لكل القرآن الكريم حيث يورد الآية أو مجمعة الآيات ثم يفسرها ويحاول ربطها بالواقع والعلم الحديث. وعند ملاحظتنا لآيات الصفات لاحظنا أنه يسلك مسلك المتأخرين، حيث نراه يفسر بعض الصفات كما فسرها السلف الصالح من هذه الأمة وفي بعضها يسلك مسلك المفوضة وتارة يؤول بعض الصفات كما تفعل الأشاعرة، وتارة يؤول كما أوّل النظر إلى الله بالنظر إلى رحمة الله سبحانه وتعالى وغير ذلك. وإليك بعض المواضع التي أوّل فيها: 1 - سورة القلم (5/ 1110): {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هو كناية عن يوم القيامة وما فيه من شدائد وأهوال .. فإن العادة قد جرت أنه حين يشتد الأمر يشمّر الإنسان عن ساقه، حتى لا تعوقه ملابسه عن الحركة والجري في مواجهة الشدائد أو الفرار منها .. وفي هذا يقول الشاعر: قد شمّرت عن ساقها فشُدّوا ... وجدّت الحرب بكم فجدوا 2 - سورة القيامة (5/ 1338): " {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أكثر المفسرون في المقولات التي تقال في تأويل الوجوه الناظرة إلى ربها، وهل في الإمكان رؤية الله؟ إن الرؤية معناها تحديد المرئي وتجسيده، والله سبحانه منزه عن التحديد والتجسيد .. فكيف يمكن رؤيته؟ وهذه القضية استنفدت كثيرًا من جهد العلماء، من المتكلمين وأهل السنة، ولو أنصف هؤلاء وهؤلاء عقولهم لأمسكوا بها عن الخوض في لجج هذا البحر الذي لا سالح له، فإن عقولنا تلك إنما خلقت لهذا العالم الأرضي، ولكشف ما فيه من حقائق، أما عالم الآخرة فعقولنا بمعزل عنه، فكيف بذات الله سبحانه وتعالى، وكيف بعقولنا المحدودة القاصرة يُراد لها أن تحتوي هذا الجلال الذي لا حدود له، والذي وسع كرسيه السماوات والأرض؟ ولهذا، فإن خير ما يُحمل عليه قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} هو ما ذهب إليه السلف من أن المراد بالنظر إلى الله، هو النظر إلى رحمة الله والطمع في رضوانه (¬1)، والتعلق بالرجاء فيه، في ذلك اليوم الذي ينقطع فيه كل رجاء إلا منه جلا وعلا .. وهذا النظر إلى رحمة الله لا يختلف عن معنى الرغبة إلى الله، والرجوع إليه، كما يقول ¬

_ (¬1) قلت: هل القول في النظر إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ليس قول السلف كلما قال صاحب الترجمة، أما قول السلف فهو الذي نقله ابن كثير في تفسيره (4/ 475) حيت قال: " {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي تراه عيانًا كما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه (إنكم سترون ربكم عيانا) وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عزَّ وجلَّ في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عن أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها" أ. كل. قول ابن كثير. ثم أرود بعد ذلك أحاديث تثبت تلك الرؤية، والله أعلم.

سبحانه {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} وكما يقول جل شأنه {وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ} أما النظر في وجه الله سبحانه وتعالى في الآخرة وأما إمكانه وكيفيته، فذلك -إن صحت الأخبار المروية عنه- مما نؤمن به غيبًا، ولا نبحث عنه صورة وكيفًا! ! 3 - سورة الفجر (5/ 1561): {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي جاء أمر الله وسلطانه ونُصبت موازين الحساب، ووقف الملائكة في المحشر جندًا حراسًا ينفذون أمر الله ويسوقون أهل الضلال إلى النار وأهل الإيمان إلى الجنة". أ. هـ. قلت: وفي رسالة الماجستير التي بعنوان (منهج التفسير القرآني للقرآن) تناول صاحبها اهتمام الخطيب بمسائل علوم القرآن من النسخ والقراءات والمحكم والمتشابه وأسباب النزول، فمذهبه في النسخ الإبطال وهذا مخالف لما عليه جمهور العلماء من المسلمين في تجويز النسخ عقلًا وشرعًا، وتكلم أيضًا حول استدلال الجمهور بأدلة تثبت ذلك (ص 50). وأما في القراءات قال صاحب الرسالة (ص 55): "كما أن الخطيب كان يرد القراءات الشاذة ولا يعتمد إلا القراءات المتواترة". وقال (ص 53): "وقد كان منهج الخطيب في القراءات ترجيح بعض القراءات على بعض مستنبطًا المعنى الذي ذهب إليه ومالت إليه نفسه من هذه القراءات، ولذلك فهو يوجه القراءة التي ذهب إليها ورجحها". قلت: وهذا ما كان عليه علماء وأئمة ومفكري الإسلام في تآليفهم وكتبهم في العصر الحديث، رأيهم وحكم وتأويلاتهم وغيرها من علوم الإسلام وأصولهم على ما هم يميلون إليه، إن كان موافقًا لأغراض فرقة كالمعتزلة أو الأشعرية أو الشيعة وغيرهم، أو إلى قول الحق وأئمة السلف الصالح، فعلمهم على ما تهوى الأنفس وتميل إليه من أحكام في العلم لا تقاس أو تُحكم بأحكام الكتاب والسنة وقول أئمة المسلمين من السلف الصالح وخاصة القرون الثلاثة المفضلة .. والله الهادي إلى سواء السبيل. ثم نعود إلى الرسالة وقول صاحبها عن الخطيب في كتابه "التفسير القرآني للقرآن" وقوله: في المحكم والمتشابه قال: "يرى الخطيب أن المتشابه هو الآيات التي تكشف عن غامضة تختفي وراء ستر أو أستار .. وقد اعتمد الخطيب في فهمه لهذا الفهم على معرفة المعنى اللغوي لكلمة التأويل الواردة في الآية وهي قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلا اللَّهُ} .. ". وقال: "وإن المحكم عند الخطيب هو الآيات التي تعطي دلالتها محددة واضحة لأول نظرة فيها .. ". قال: "وعلى هذا فإن الخطيب يرى أن الراسخين في العلم لا يعلمون المتشابه من القرآن الكريم، ويرى أن الوقف عند لفظ الجلالة في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلا اللَّهُ} وقوف لازم". ثم قال: "يعرض رأي ابن تيمية في المحكم والمتشابه ويعقب على هذه الآراء بتعقيب يذهب فيه إلى أن المتشابه مما يعلمه الراسخون في العلم". هكذا غيَّر الخطيب رأيه عن الذي سبق في معرفة الراسخين في العلم تأويله المتشابه في

القرآن لاحتمالين قالهما صاحب الرسالة: أولها: أنه لم يملك الأدوات، ولم يكن فارس هذا الميدان. ثانيهما: أنه كان متأثرًا بفكر العلماء أثناء إقامته في السعودية عندما عمل مدرسًا في جامعة الرياض إذ أن علمائهم يرتضون مذهب ابن تيمية ويأخذون بآرائه .. وتكلم صاحب الرسالة عن الخطيب في موقفه عن أسباب النزول (ص 64) وكيف يحلل السور المكية منها والمدنية عن أسس السياق القرآني في قراءة السور، وهذا رد عليه صاحب الرسالة وجعله موقفًا خطيرًا -وهو كذلك- لأن أسباب النزول تأخذ من الرواية والنقل الصحيح. والآن ننقل لك عزيزي القارئ بعض المقتطفات في الرسالة، نوضح بها معتقده ورأيه في بعض مسائل الشرع، ففي مسألة الأسماء والصفات، وبالذات في معنى الاستواء والرؤية قال صاحب الرسالة (ص 81): "نرى أن الأستاذ الخطيب لم يكن مستقرًا على رأي واحد في مسألة الاستواء فمرة يفوض مؤيدًا في ذلك عقيدة السلف ومرة يحمل الاستواء على حقيقته ومرة يفسر الاستواء بمعنى الاستيلاء وهو رأي المعتزلة وبعض المتكلمين وقد حملوا العرش على معناه والاستواء بمعنى الاستيلاء. قلت: إن مذهب السلف ليس هو التفويض كما زعم صاحب الرسالة ولكن مذهبهم هو إثبات الاستواء لله سبحانه على ما يليق به كما أخبر من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل وكما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وفي مسألة الرؤية قال (ص 86): "ينكر الخطيب رؤية الله عزَّ وجلَّ ويقول إن هذه القضية قد استنفدت كثيرًا من جهد العلماء من المتكلمين وأهل السنة ولو أنصفت هؤلاء عقولهم لأمسكوا بها عن الخوض في لجج هذا البحر الذي لا ساحل له. ويميل مع الرأي يقول إن النظر المقصود به النظر إلى رحمة الله والطمح في رضوانه والتعلق بالرجاء فيه في ذلك ثم يقول ولهذا فإن خير ما يحمل عليه قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} هو ما ذهب إليه السلف من أن المراد بالنظر إلى الله هو النظر إلى رحمة الله، والصحيح أن السلف قد اختلفوا في الرؤية على ثلاثة أقوال: الرأي الأول: وهو إنكار الرؤية في الدنيا وهذا الرأي هو رأي عائشة وابن مسعود وأبي هريرة وقالت السيدة عائشة من رواية مسروق كما هو في صحيح مسلم: "من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية". الرأي الثاني: وهو رأي ابن عباس وهو يجوز رؤية سيدنا محمّد لربه. قال ابن عباس: أما نحن بنو هاشم فنقول إن محمدًا رأى ربه مرتين. ويقول ابن عباس: قال أبيّ بن كعب والحسن وابن مسعود كما حكَاه بعض المتكلمين وقد قال عكرمة وفي قول عن أبي هريرة وحكى عن أحمد بن حنبل وقد قال أنا أقول بحديث ابن عباس

بعينه رآه رآه وإلى هذا الرأي ذهب أبو الحسن الأشعري. والقول الثالث: أنه رآه بقلبه وفؤاده وهذا الرأي مروي عن الربيع بن أنس وابن عباس وعكرمة وأحمد بن حنبل. وفي قول عن مالك بن أنس أنه لم ير في الدنيا لأنه باقٍ ولا يرى الباقي بالفاني واستحسن هذا الرأي القاضي عياض. والخطيب في تأويله للرؤية يسير مع مذهب المعتزلة الذين ينكرون الرؤية في الدنيا وفي الآخرة يقول الزمخشري عند قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. فاختصاصه بنظرهم إليه لو كان منظورًا إليه محال فوجب حمله على معنى يصح معه الاختصاص والذي يصح أن يكون من قول الناس أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي تريد معنى التوقع والرجاء". ثم يشرع صاحب الرسالة بإيراد بعض المسائل التي أوردها الخطيب في تفسيره ومنها مسألة تناسخ الأرواح ويوم القيامة، والبعث، والإسراء والمعراج ومعجزة اشنقاق القمر، وخروج الدابة، وعملية شق صدر النبي - صلى الله عليه وسلم -، والطير الأبابيل، ومنها يتضح جليًا، المنحى العقلاني الواضح لدى الخطيب، وكيف أنه أنكر معجزة انشقاق القمر لمجرد أن العقل لا يحتملها، وكذلك خروج الدابة والطير الأبابيل وغيرها من المسائل، وإليك عزيزي القارئ هذه المواضع: أولًا: رد الخطيب على عقيدة تناسخ الأرواح: وللخطيب موقف ينبغي أن يسجل له في دفعه للشبه وتفنيد العقائد الزائفة الفاسدة فهو يناقش الماديين الذين أنكروا فكرة تأجيل الحساب والجزاء إلى حياة بعد هذه الحياة الدنيا فقالوا بمذهب تناسخ الأرواح الذي يجعل الجزاء موصولًا بهذه الحياة الدنيا. وفكرة التناسخ هذه تقوم على أساس أن الروح تنتقل من جسد إلى جسد فإذا كانت خيرة حلّت في جسد تجد فيه الراحة والنعيم وإذا كانت آثمة حلّت في جسد تجد فيه الويل والثبور. وهم يقولون بأن النفس خالدة وأن الأبدان هي المتغيرة فهي تشبه الأيان أو الأعوام في حياة الفرد الواحد. وقد هاجم الخطيب هذه العقيدة ووصفها بأنها ضرب من ضروب الخداع للنفس وهي عبارة عن وسيلة لملأ الفراغ الذي يجده أولئك الناس عند وقوفهم على حدود هذه الدنيا دون النظر إلى حياة أخرى بعدها، وما كان دافعهم لهذه العقيدة إلا أنهم وجدوا أن أعمالًا صالحة كثيرة لم يجز أصحابها الجزاء المناسب، وأن أعمالًا شريرة لم يلق أصحابها ومرتكبوها العقاب المناسب. والحقيقة أن عقيدة التناسخ ليس لها في الواقع وجود ولا دليل لأصحابها عليها، فهل يجد من يقول بالتناسخ أن روحه التي تحل به تعطيه من الإحساس والشعور أنها كانت في كائن آخر سواه فكيف يعتقد أنها بعد موته تنتقل إلى كائن آخر سواه من إنسان أو حيوان؟ ذلك ما لا يقع في إحساس أي إنسان. وهذه العقيدة تصادم العقل لأن الإيمان بهذه

العقيدة يستلزم الإيمان بعدة أمور كلها متنافية مع العلم والعقل. وقد سار مع هذه عقيدة التناسخ - الشيعة الإمامية وتمسكوا بهذا الرأي لأنهم يعتقدون برجعة الإمام أبو القاسم محمّد بن الحسن وطائفة منهم تدين بالرجعة ويتأولون هذه الرجعة بأنها رجوع الدولة والأمر والنهي إلى آل البيت وليست رجوع أعيان الأشخاص. ثم يخلص الخطيب إلى نتيجة وهي أن القول بالناسخ أو القول بالرجعة إنما هو توكيد لفكرة البعث وضرورته وأن البعث لا بد منه لينال المحسن جزاء إحسانه وينال المسيء جزاء إساءته، وما كانت فكرة التناسخ إلا من قبيل اعتساف العقل الإنساني وتخبطه وقبوله لفرضيات لا يجد له عليها شاهدًا أو دليلًا والحقيقة أن هذا الموقف ينبغي أن يسجل للخطيب في تفسيره". رأي الخطيب بيوم القيامة: يرى الخطيب أن الانقلاب الشامل الذي يحدث يوم القيامة لا يقع على الموجودات من أرض وجبال وبحار وسماء ونجوم وشموس وأقمار وإنما يحدث هذا الانقلاب في الإنسان نفسه حيث تتغير طبيعته بعد البعث ويصبح له من القوى في حواسه أضعاف أضعاف ما كان له في حياته وهذا الكلام خطير وغير مقبول لأنه يصادق ويناقض بعض النصوص التي تصرح بخراب هذا الكون وتصرح كذلك بأن الإنسان يبعث بجسده ولكن هذا الرأي من الخطيب يسير جنبًا إلى جنب مع عقيدته التي تميل إلى البعث الروحي. يقول الخطيب: "إن هذه التغير ليست واقعة على الموجودات من أرض وجبال وبحار ومن سماء ونجوم وشمس وقمر، وإنما التغير الذي يحدث هو في الإنسان المتلقي لهذه الموجودات حيث تغيرت طبيعته بعد البعث وأصبح له من القوى في حواسه ومدركاته أضعاف ما كان له في حياته الأولى. قال البخاري (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجًا) حدثنا محمّد حدثنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون يومًا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرًا. قال أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال ثم ينزل الله من السماء ماءً فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة. وهذا الحديث كفيل بالرد على الخطيب في رأيه الزائغ حول يوم القيامة، ويستشهد الخطيب على كلامه برأي الإمام محمّد عبده إذ يقول: يتغير في ذلك اليوم يوم القيامة نظام الكون فلا تبقى أرض على أنها تقل ولا سماء على أنها تظل بل تكون السماء بالنسبة للأرواح مفتحة الأبواب بل تكون أبوابًا فلا يبقى علو ولا سفل ولا يكون مانع يمنع الأرواح من السير حيث تشاء إلى أن يقول والآخرة عالم آخر غير عالم الدنيا الذي نحن فيه فنؤمن بما ورد به الخبر في وصفه ولا نبحث عن حقائقه ما دام الوارد غير محال .. ولا شك أن امتناع السماء علينا إنما هو لطبيعة أجسامنا في هذه الحياة الدنيا أما النشأة الأخرى فقد تكون السماء بالنسبة لنا أبوابًا ندخل من أيها شئنا بإذن الله.

والحقيقة أن الانقلاب يحدث على هذه الموجودات وليس كما يعتقد الخطيب، وهذا هو رأي السلف وعامة العلماء. يقول ابن عباس عند قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} تتحرك تحريكًا وهو رأي قتادة وفي قول آخر عن ابن عباس تشققها. وقال الضحاك استدارتها وتحركها لأمر الله وموج بعضها في بعض وهذا هو اختيار ابن جرير أنه التحرك في استدارة واستدل عليه ببيت الأعشى قال: كان مشيتها من بيت جارتها ... مور السحابة لا ريث ولا عجل فالجبال تدك وتنبسط فتصبح بسطة واحدة والسماء تتصدع وتنفطر وتنشق لنزول ما فيها من ملائكة، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} قال ابن عباس تتشقق سماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس، ثم تنشق السماء فينزل أهلها وهم أكثر ممن في سماء الدنيا ثم كذلك حتى تنشق السماء السابعة ثم ينزل الكروبيون وحملة العرش (¬1) وهو معنى قوله تعالى: {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} قال الزمخشري: والمعنى أن السماء تنفتح بغمام يخرج منها وفي الغمام الملائكة ينزلون وفي أيديهم صحف أعمال العباد. وهذا الرأي من تشقق السماء هو الذي اختاره ابن جرير الطبري وهو قول عكرمة وابن عباس وأورد كلام ابن عباس السابق. وفي حديث ابن مسعود عن الإسراء، لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة ... وفيه قال الإمام أحمد قال يزيد بن هارون ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم. من خلال هذا العرض نرى أن الخطيب قد ضل وأضلّ عندما ذهب إلى أن أهوال القيامة تقع على الإنسان وحده ولا يقع على الموجودات من أرض وسماء وجبال وما إليها وبهذا فهو يخالف ما عليه جمهور علماء المسلمين من أن أهوال يوم القيامة تقع على كل الموجودات وهذا ما يصرح به كثير من الآيات القرآنية. ثالثًا: موقف الخطيب من البعث: للخطيب موقف خطير من هذه القضية وهو أنه يقول بالبعث الروحاني فالإنسان في البعث من حيث طبيعته قد صار كائنًا روحانيًا محلقًا فوق هذا العالم الأرضي على حد قوله الخطيب ويذكر الخطيب أن تشبيه الناس بالفراش يوم البعث هو تشبيه حقيق إذ أن الفراشة على حد زعم الخطيب تمثل الدورة الإنسانية كلها من مولد الإنسان إلى مماته إلى مبعثه من قبره إلى طيرانه إلى محشره فالفراشة تكون بيضة على حين يكون الإنسان نطفة ثم يكون دودة على حين يكون الإنسان وليدًا يتحرك في الحياة أشبه بالدودة، ثم تكون عذراء داخل الشرنقة على حين يكون الإنسان قد خرج من قبره كما تخرج الفراشة من الشرنقة وقد تخلقت لها أجنحة تسبح بها في ¬

_ (¬1) الكروبيون: هم سادة الملائكة منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل هم المقربون والكرب هو القرب.

الفضاء فالناس عند الخطيب يكونون يوم القيامة كالفراش المبثوث حقيقة فحين يخرجون من الأجداث يطيرون في خلة كما يطير الفراش المنطلق نحو النار ولكن إلى أين يطير هذا الفراش الآدمي؟ يا للعجب هكذا فراش آدمي فالفراش يطير نحو النار والضوء والناس يطيرون نحو النار التي سعرت وتأججت وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} إلى أن يقول الخطيب: "وأكاد أن أقول أن الناس سيكونون يوم القيامة على صورة الفراش حقيقة لا تشبيهًا وذلك لهذا التوافق العجيب الدقيق بين الصورتين صورة الفراش الحشري وصورة الفراش البشري في الملامح والألوان والظلال. وهذا كلام خطير يتناقض مع النصوص التي تثبت حشر الأجساد، والخطيب في مذهبه هذا يغلق بابا واسعًا في القرآن الكريم وهو باب الكناية والحقيقة، أن هذا شبه شبهه الله فالناس يوم القيامة يكونون كالجراد المنتشر الذي يركب بعضه بعضًا ويكونون كالفراش المبثوث حين يموجون فزعين لا يهتدون أين يتوجهون. موقف الخطيب من الإسراء والمعراج: يرى الخطيب أن الإسراء كان بروح النبي - صلى الله عليه وسلم - وجسده معًا وهو بهذا يسير مع عقيدة أهل السنة والجماعة وما عليه جمهور المفسرين. ويذهب إلى أن الإسراء لو كان بالروح فقط لما جاء التعبير القرآني بلفظ (أسرى) الذي يدل على ذاته على الستر والخفاء ولما جعل هذا الستر في مضمونه ستر آخر هو الليل كما يقول سبحانه {لَيلًا} وهو في هذا يسير مع الرأي الراجح والمعتمد وهو أن الإسراء كان بالروح والجسد معًا إذ لو كان الإسراء رؤيا منامية لما قوبل بالاستغراب والاستهجان ولو كان بالروح لما كان له كذلك مثل هذا الاستغراب. ولكن الخطي أخطأ عندما قال إن الإسراء لم يكن معجزة وإنما هو رحلة روحي واستضافة من الله الرحمن الرحيم للنبي في رحاب ملكوته. خامسًا: آية انشقاق القمر: على عادة الخطيب في تفسير وهي إنكاره لبعض الأحاديث الصحيحة وردها فإنه ينكر آية انشقاق القمر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم أن هذه الأحاديث التي تثبت هذه المعجزة أو الآية قد رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما، يقول القاضي عياض: وإن أكثر طرق هذه الأحاديث صحيحة والآية مصرحة ولا يلتفت إلى اعتراض مخذول بأنه لو كان هذا لم يخف على أهل الأرض إذ هو شيء ظاهر لجميعهم. ويؤكد الخطيب رده لتلك الأحاديث بالطعن في سند تلك الأحاديث التي تؤيد هذه المعجزة، يقول الخطيب: "وكما لا نخالف ونحن نعتقد بصحة هذه الأحاديث فإنما نخالفها ونحن نشك في صحة السند، وإذا شككنا في صحة السند كان المتن مجرد قول يضاف إلى آخر راوٍ روي عنه ويخالف الخطيب هذا القول. القول بانشقاق القمر في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمور: 1 - لم يكن للرسول معجزة متحدية قائمة على الزمن إلا القرآن الكريم.

2 - إذا كان للرسول معجزة مادية متحدية فينبغي أن لا تكون معلقة في السماء، لأن العرب لم يتحدوه بمثل تلك المعجزة وإنما كان تحديهم له بمعجزة أرضية. 3 - لو كان انشقاق القمر معجزة متحدية لحدد لهم تلك الليلة. 4 - القمر آية من آيات الله فلا ينبغي أن يشق كما نفى - صلى الله عليه وسلم - خسوف الشمس لموت ولده إبراهيم. 5 - كان الأولى أن يختار النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرًا محسوسًا بين يديه ولا يختار انشقاق القمر وتمزقه قطعًا في السماء. أما بالنسبة للأمر الأول فالمعجزة المادية لا تبقى قائمة على الزمن وإنما تكون في حياة صاحب الرسالة، وأما الأمر الثاني فالمعجزة السماوية أبلغ في التحدي من المعجزة الأرضية، أما بالنسبة للأمر الثالث فلو حدد لهم تلك الليلة لنسبوه إلى أن قد أعمل سحره في تلك الليلة، وأما بالنسبة للأمر الرابع فهذا قياس مع الفارق، وهو أمر غير مسلم له لأن هذه معجزة المقصود منها إثبات نبوته وإن كان القمر آية من آيات الله. بالنسبة للأمر الخامس فيرد عليه بما يرد على الأمر الأول، وناحية أخرى أن المعجزة المادية إذا ثبتت نسلم بها وكذلك فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس الذي هو يختار المعجزة، ولهذا فإن الخطيب يرى أن انشقاق القمر حدث من أحداث الساعة، وليس معجزة من المعجزات التي أجراها الله عز وجل على يدي النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -. قلت، ولكن الأحاديث الواردة في هذه المعجزة صحيحة ومستفيضة ولا يلتفت إلى قول الخطيب الذي يستعظم على قدرة بعض الآيات جاء في فتح الباري رواية ابن مسعود قال: "انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اشهدوا. وروى مثلها في بعض الروايات أن هذه المعجزة لم تكن مرئية لأهل مكة فقط وإنما رآها في تلك الليلة من كان في بعض الأسفار. ومن جهة أخرى أن هذا هو رأي السلف والخلف، قال الواحد: وجماعة من المفسرين على هذا إلا ما روى عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال المعنى سينشق القمر والعلماء كلهم على خلافه. ومن جهة ثالثة ولو نقل إلينا عمن لا يجوز تمالؤهم لكثرتهم على الكذب لما كانت علينا به حجة، إذ قد يحول دونه سحاب أو جبال كما هو في الكسوفات في بعض البلاد دون بعض. كما أن معجزة الانشقاق ليلًا والعادة من الناس باليل الهدوء والسكون وإيجاف الأبواب وقطع التصرف ولا يكاد يعرف من أمور السماء شيء إلا من رصد ذلك واهتبل به، ولذلك ما يكون الكسوف القمري كثيرًا في البلاد وأكثرهم لا يعلم به حتى يخبر. سادسًا: إنكار الدابة: ينكر الخطيب في تفسيره ظهور الدابة الواردة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}. كما ينكر أن تكون هذه الآية من أشراط الساعة وينكر على المفسرين أقوالهم المختلفة في شأن الدابة وأوصافها ويقول معقبًا على تلك الأقوال

المختلفة، "وهكذا تجمع في الدابة جميع الحيوانات المختلفة ومختلف الدواب". ويحاول الخطيب أن يربط الآية التي ذكرت فيها الدابة مع سياق الآيات التي قبلها، إذ أن الآيات التي قبلها كانت تتحدث عن المشركين الضالين الذي ماتت مشاعرهم وعميت أبصارهم وصمت آذانهم فلا يعقلون ولا يبصرون ولا يسمعون شيئًا مما يتلى عليهم من آيات الله، وبينما هم على تلك الحال إذ يطرقهم طارق الموت وإذا هم يعقلون ويسمعون ويبصرون، وإذا هم يفهمون حديث دواب الأرض وقد كانوا من قبل لا يفهمون آيات الله التي تحدثهم بلسان عربي مبين، ويفسر وقوع القول عليهم بالموت فقوله {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهِمْ} إشارة إلى نزول الموت بهم فوقوع الشيء مجيئة من جهة عالية حيث لا يملك أحد رده ويؤيد رأيه الخاطئ بشأن الدابة بقراءة {تُكَلِّمُهُمْ} وهو من الكلم والجرح؛ أي إن في كلام الدواب لهم جرحًا لشعورهم وإيذاءً لهم، إذ أنهم دون هذه الدواب العجماء فهمًا وإدراكًا. ولا أدري كيف ينكر الخطيب مثل هذه الآية والروايات الواردة في شأنها صحيحة، جاء في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا، طلوع الشمس من مغربها، والدّجال، ودابة الأرض. ومن جهة أخرى فإن استئناس الخطيب بقراءة تكلمهم بمعنى تجرحهم غير مقبول لأن الطبري لم يستجز هذه القراءة، يقول: والقراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار، وهي تكلمهم بمعنى تخاطبهم وتنبئهم، وهذا يؤيده قراءة أبي (تنَبِّئُهُمْ). سابعًا: إنكار عملية الشرح أو شق الصدر: ينكر الخطيب في تفسيره حادثة الشرح التي حدثت لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في صغره ويفسر الشرح بأنه إخلاء الصدر من وساوس الحيرة والقلق وإجلاء خواطر الهم والغم التي تعشش فيه .. إلى أن يقول وبهذا يتسع لبلابل الفرح والبهجة أن تصدح في جنباته وأن تغرد على أفنانه، يقول الخطيب: "إن ما يروى من أخبار شق صدر الرسول الكريم بما يشبه العملية الجراحية على يد ملكين كريمين يقال إن الله بعثهما لهذه المهمة فشقا صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - وختما قلبه وغسلاه وملآه حكمة وعلمًا، فهذا مما ينبغي مجاوزته وعدم الوقوف طويلًا عنده إلى أن يقول: إن الأمر يحتاج إلى نظرة فاحصة من علماء المسلمين جميعًا وإلى كلمة في هذه المرويات المتهافتة التي تضاف إلى الصفوة المختارة من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد نكون مع الخطيب في تفسيره للشرح ولكن لا نكون معه في إنكار عملية شق الصدر، لأن السبيل الموصل إلى قبول مثل هذه الأمور ليس العقل وإنما ما ثبت من الروايات عن طريق النقل الصحيح. فقد جاء في صحيح مسلم من رواية أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب

بماء زمزم ثم لأَمَه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني ظئره) (¬1) فقالوا إن محمدًا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. ولعل الخطيب في هذه المسألة يسير مع جمهور المفسرين إذا ذهبوا إلى أن المقصود بالشرح انفتاح الصدر حتى إنه كان يتسع لجميع المهمات لا يقلق ولا يضجر ولا يتحير بل هو في حالتي البؤس والفرح منشرح مشتغل بأداء ما كلف به .. ويجب أن نفرق بين معنى الشرح كما ورد عند جمهور المفسرين وبين قضية شق الصدر، فتفسير الشرح بانفتاح الصدر حتى إنه كان يتسع لجميع المهمات شيء وقضية شق الصدر شيءآخر وقد ينشق ووردت بها الروايات الصحيحة. وقد أورد مثل هذا المعنى صاحب روح المعاني، قال فالمعنى ألم نفسح لك صدرك حتى حوى عالمي الغيب والشهادة وجمع بين ملكتي الاستفادة والإفادة فما صدك الملابسة بالعلائق الجسمانية عن اقتباس أنوار الملكات الروحانية .. وقد فسر الملابسة بالعلائق الجسمانية عن اقتباس أنوار الملكات الروحانية .. وقد فسر السيوطي الشرح كذلك بأن شرح الله صدره للإسلام. ثامنًا: الطير الأبابيل هي الجدري: وكأن الخطيب غفر الله له يتعاظم على قدرة الله الوسيلة التي يهلك بها أعداءه، ولهذا فهو يذهب إلى أن هلاك الأحباش الذين غزو البيت الحرام لهدم الكعبة كان بسبب الجدري فيفسر الطير الأبابيل بالجدري وهذا القول فيه مخالفة صريحة للآيات ومنطوقها وخروج بها عن صريح الكتاب العزيز، يقول الخطيب: "وفي صبيحة اليوم الذي تأهب فيه أبرهة لدخول البلد الحرام فشا في جيشه الجدري فهلك الجيش جميعه. وهذا الكلام فيه معارضة صريحة لما دلت عليه الأسانيد الصحاح أنها طير دون الحمام ذات أرجل حمر يحمل كل طير ثلاثة أحجار في منقاره وفي رجله، وقد وصف ابن كثير الروايات الواردة في شأن هذه الطير بأنها ذات أسانيد صحيحة وليس كما يقول الخطيب أنه فشا فيهم الجدري والخطيب في هذه المسألة يسير مع الأستاذ محمّد عبده حين مال إلى أن الذي هلك به الأحباش هو داء الجدري، يقول الأستاذ محمّد عبده فيما ينقله عنه الأستاذ سيد قطب: وفي اليوم الثاني فشا في الجند داء الجدري والحصبة .. فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض". يقول صاحب الظلال بعد تأييده لتلك الخارقة وأنها كغيرها من الخوارق التي تحدث صباح ومساء خارجة على مألوف الناس ومعهودهم يقول: "إن تسليط طير كائنًا ما كان يحمل حجارة مسحوقة ملوثة بميكروبات الجدري والحصبة وغلقائها في هذه الأرض في هذا الأوان وإحداث هذا الوباء في الحبش في اللحظة التي يهم فيها باقتحام البيت إن جريان قدر الله على هذا النحو خارقة بل عدة خوارق كاملة الدلالة على القدرة والتقدير وليست بأقل دلالة ولا عظمة من أن يرسل الله طيرًا خاصًّا يحمل حجارة تفعل ¬

_ (¬1) الظئر: هي المرضعة ويقال أيضًا لزوج المرضعة ظئر.

بالأجسام فعلًا خاصًّا في اللحظة المقررة هذه من تلك هذه خارقة وتلك خارقة على السواء". قلت: إن تفسير طير الأبابيل بالجدري فيه تضييق لمسألة الخوارق والمعجزات وكأن الذين يفسرون هذا التفسير يتعاظمون على قدرة الله إرسال مثل هذه الطير ومن جهة أخرى أننا لو فسرنا ذلك بالجدري وبالحصبة إنه من الخوارق وكذلك أن تصيب هذه الأوبئة الجيش ولا تصيب العرب الذين عاينوا ذلك الحدث. ومن جهة ثالثة أن أعراض الجدري تختلف عما أصيب به الجيش فالجدري لا يؤدي إلى تساقط الأعضاء، ولا يؤدي إلى صدق الصدر كما جاء في بعض الروايات أن أبرهة لم يصل إلى بلده حتى صدق صدره، ولعل الخطيب ومن تأثر بهم في هذه المسألة قد التبس عليهم الأمر إذ أن الجدري قد فشا في جزيرة العرب في ذلك العام عقب هلاك جش الأحباش، ولم يكن هلاك جيش الأحباش بالجدري. وفي مسألة الإيمان وموقف الخطيب من هذه المسألة قال صاحب الرسالة: "يسير الخطيب في هذه المسألة مع أهل السنة والجماعة فيذهب إلى أن الله خلق الكافر وكفره فعل له وكسب مع أن الله خالق الكفر وخلق المؤمن وإيمانه فعل له وكسب مع أن الله خالق الإيمان، فالله سبحانه وتعالى خلق المؤمن مهيأ للإيمان مستعدًا له وخلق الكافر مهيأ للكفر ومستقبلًا له. والخطيب في هذه المسألة يوافق الأشاعرة الذين يقولون أن الله تعالى خلق أفعال العباد وهذا هو المذهب الحق، فإن فعلهم كان بخلق الله فيهم فكان مفعولهم المتوقف على فعلهم أول بذلك" أ. هـ. * قلت: وتكلم صاحب الرسالة أيضًا عن المنهج الفقهي عند الخطيب، قصد ذكر أيضًا عن الخطيب رده على من يطعن في الأحكام الشرعية الإسلامية في عمومها وخصوصها، وهذه من مناقبه كما أشار إليها صاحب الرسالة. وأيضًا تكلم عن الاتجاهات الأخرى لدى الخطيب من نظام الأسرة، والزواج والطلاق، وغيرها من المسؤوليات المقتضية معها الأمور الشرعية في الأحوال الاجتماعية، ولا نطيل في ذكر منهج الخطيب خلال كتابه "التفسير القرآني للقرآن" كما قاله صاحب الرسالة إلى ما وجدناه من قصور في توجيه كلام صاحب الرسالة في نقد منهج الخطيب، والرد عليه وخاصة في مسائل الاعتقاد وعلى شاكلة الفرق الأخرى مثل الإشارة إلى التفويض عند رده على قول الخطيب في مسائل الصفات .. ولا يعنينا صاحب الرسالة على بعض الأخطاء فيه ولكن توجيهه لبعض النقود الصحيحة عند ضمن مؤلف عبد الكريم الخطيب. وأيضًا ذكر صاحب الرسالة ما قاله الخطيب في اليهود والنصارى، ورأيه بهما وبالاستعمار الحديث وغيرها من الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة خاصة، وعلوم القرآن والتفسير في الحديث من التاريخ والقديم منها. ونقول: وكان المهم لدينا المنهج الاعتقادي عند الخطيب، وقد اهتممنا بنقله من هذه الرسالة

الجامعية .. والله الموفق إلى خير السبيل. ونزيد على ما ذكرنا ما ذكره الدكتور عبد المجيد عبد السلام المحتسب في كتابه "اتجاهات التفسير في العصر الراهن" حول تفسير عبد الكريم الخطيب "التفسير القرآني للقرآن" بقوله بعد أن ذكر منهج الخطيب فيه (ص 76): "نجد عند المؤلف جنوحًا وميلًا حذرًا إلى الاتجاه العلمي في التفسير. والمرجح أن هذا الميل الحذر أثر من آثار مدرسة الشيخ محمد عبده في التفسير. يقول: "وقد يفهم من قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} بعد قوله سبحانه {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} -قد يفهم من هذا أن خلق السماوات جاء تاليًا لخلق الأرض. ولكن، مع قليل من النظر، يتضح أن ذلك كان بعد خلق السماوات والأرض .. فالأرض كانت مخلوقة، ثم خلق الله بعد ذلك، ما فيها من مخلوقات .. وكذلك السماء، كانت قائمة، فجعلها الله سبحانه سبع سماوات. وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة، في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت: 11]. وهذا لا يصادم ما يقول به العلم الحديث، من أن الأرض وليدة انفجار في الشمس، تسبب عنه انفصال أجرام منها، وكانت الأرض واحدة من تلك الأجرام فعوالم السماء مخلوقة قبل الأرض، والأرض مولود من مواليدها" (¬1). ومع هذا الميل الحذر إلى النزعة العلمية في فهم القرآن وشرحه نراه يرجع إلى الصواب والدقة في فهم كتاب الله كما يجب على المسلمين أن يفهموه فيقرر أن القرآن ليس كتاب علم، وأن الرسالة الإسلامية لم تجئ لتقرير حقائق علمية - فإن في عرضه لمشاهد الكون وفي كشفه عن مظاهر الوجود، لمحات مضيئة، وإشارات مشرقة، يجد فيها العلم الحديث مستندًا لمقولاته، ومجازًا لمقرراته" (¬2). وقال عنه د. عبد المجيد أنه يميل إلى اللون الأدبي النفسي في تفسيره كما في (1/ 185) وتكلم حول رؤية الخطيب بالإنسان كونه مخيرًا أو مسيرًا، وقدرته وإرادته، كما في (1/ 46) وما بعدها. ورد الخطيب على الدكتور طه حسين، وأحمد خلف الله في كتابه "الفن القصصي في القرآن" كما أشار إليه صاحب "الاتجاهات" في حذو أحمد خلف الله وطه حسين في اعتبار القصص القرآني لونًا من الأساطير والخيال والوهم الذي لم يكن واقعًا حقيقيًّا: ولا شك أن طه حسين كان علمانيًا في رأيه كما كان الثاني، وقد قاس الإثنان الله سبحانه عن البشر (¬3). وردّ أيضًا الخطيب على الشيعة في زواج المتعة، قال الدكتور عبد المجيد: "وعندما يتصدى عبد الكريم الخطيب لتفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيكُمْ فِيمَا تَرَاضَيتُمْ ¬

_ (¬1) التفسير القرآني للقرآن (1/ 48). (¬2) المصدر نفسه (1/ 66). (¬3) اتجاهات التفسير (80).

قال الدكتور عبد المجيد: "وعندما يتصدى عبد الكريم الخطيب لتفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيكُمْ فِيمَا تَرَاضَيتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 124] نراه يعقد عنوانًا لزواج المتعة والرأي فيه. ويحكي تعلق الشيعة في حل زواج المتعة بهذه الآية. ويورد أقوال الطبرسي وهو من كبار علماء الشيعة الإمامية في تفسيره المعروف "مجمع البيان". ويورد أقوال أهل السنة الذين قالوا بنسخ نكاح المتعة، واستندوا في هذا إلى أحاديث تروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند من يقول بنسخ القرآن بالسنة المتواترة، ومنهم من يقول إنها منسوخة بالقرآن. ويورد الأحاديث التي تأخذ بها الشيعة وتضيف إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه هو الذي أبطل نكاح المتعة، وأن ذلك كان عن رأي رآه، واجتهاد اجتهده. فهم والأمر كذلك غير محجوبين بما وضعه عمر، ما دام في أيديهم كتاب الله الذي أباح المتعة حسب تأويلهم لقوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} وما صح من إجماع المسلمين على أنها كانت جائزة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي خلافة أبي بكر، وبعض خلافة عمر، ثم ما يظاهر ذلك من أحاديث ثبت عندهم صحتها، ولم تثبت عندهم الأحاديث التي قيل إنها حرّمتها. ثم ينتهي إلى حقيقتين، الأولى: أن القرآن الكريم لم يجر فيه ذكر بإباحة المتعة، وأن الآية التي يستشهدون بها لهذا إنما هي لتقرير حكم من أحكام الزواج الشرعي الدائم، وهذا الحكم هو المهر الواجب لصحة عقد الزواج. والثانية: أن إباحة المتعة كانت مما أباحه الرسول - عليه السلام -بإذن ربه- في حال خاصة، حيث كان المجاهدون من المسلمين في حال غربة، ولم يكونوا قد اصطحبوا نساءهم معهم، فخافوا الفتنة على أنفسهم. وعلى هذا فإن المتعة أبيحت بالسنة في حالة خاصة، في ظرف اضطراري، وأنها قد حرمت بالسنة بعد زوال هذا الظرف، وأن عمر بن الخطاب إنما كان موقفه منها هو توكيد هذا التحريم. فلو أن نكاح المتعة كان مباحًا على إطلاقه لفسد نظام المجتمع، ولا نحلّت روابط الأسرة، ولما رغب الرجال عنه إلى الزواج واحتمال تبعاته. والزنا الصراح خير من هذا الزنا المتخذ اسم المتعة مجازًا له) (¬1) أ. هـ. وهكذا أشار وتكلم صاحب "اتجاهات التفسير" عن المرأة والميل لها في آرائه وقول الخطيب في قصة آم - عليه السلام - دون الاعتماد على الإسرائيليات أو الأساطير، وقول المفسرين فيها قال صاحب "الاتجاهات": "هو ما استوحى فهمه الذي ذكرناه من مدرسة الشيخ محمّد عبده في التفسير" أ. هـ. ثم ذكر الدكتور عبد المجيد بعد عرض الإيجاب والمآخذ في تفسير الخطيب: "وهناك غير هذه المآخذ التي أضرب عنها صفحًا مخافة الخروج عن حدود البحث وإطاره العام. وقد يقول معترض: وكيف أدرجت تفسير الأستاذ الخطيب في جملة التفاسير ذات الاتجاه ¬

_ (¬1) التفسير القرآني (5/ 741).

1798 - الصاعقة

السلفي وهو على هذه الشاكلة؟ فنقول: إن تفسير القرآن بالقرآن جى عليه المفسرون من السلف رحمهم الله. وعنوان تفسيره: "التفسير القرآني بالقرآن". وقد لاحظنا أنه نحا منحى المفسرين من السلف إلى التفسير الموضوعي في مواضع عديدة من تفسيره. ولا جدال في أنه كان متأثرًا بمدرسة الشيخ محمّد عبده في التفسير. ويمثل ذلك أصدق تمثيل محاولاته للتوفيق بين الأديان وجرأته وتحامله على المفسرين القدامى والفقهاء رحمهم الله، ومخالفته إجماع المفسرين في كثير من تفسيره" أ. هـ. من مصنفاته: "نشأة التصوف" و"التفسير القرآن للقرآن" و"قضية الألوهية بين الفلسفة والدين" وغير ذلك. 1798 - الصاعقة * المفسر: عبد الكريم بن السيد عباس الأزجي الشيخلي الحسني، الملقب بأبي الصاعقة. ولد: سنة (1285 هـ) خمس وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ نعمان خير الدين الآلوسي، ومحمود شكري الآلوسي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ صبحي السامرائي، والشيخ شاكر البدري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء بغداد: "العلّامة المحدث .. كان يحارب البدع والخرافات والأهواء شديد التمسك بكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - كما كان يحب الزهد النظيف المقيد بالكتاب والسنة كزهد الإمام الجنيد البغدادي، وكان مهيب الجانب قوي الإرادة غيورًا على دين الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وله أراء في التفسير واللغة وفقه الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (1379 هـ) تسع وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "نظرات في التفسير" وهو رد على بعض المفسرين حيث تكلم فيه على الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة والضعيفة في كتب التفسير، وبعض التأويلات الفاسدة الباطنية والمخالفة للسنة واللغة العربية، و"أصول الحديث". 1799 - ابن كَرِشان * المفسر: عبد الكريم بن عبد الجبار بن إبراهيم بن كرشان التبريزي. ولد: سنة (757 هـ) سبع وخمسين وسبعمائة. من تلامذته: ابن فهد وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين -حيث ذكر ما مكتوب في كتابه (المحاكمات) - بقوله: "ذكر فيها أن (شرح الكشاف) لقطب الدين الرازي، ، كتاب جليل الشأن، لكن جمال الدين الأقسرائي اعترض عليه اعتراضات فكتب هو الأجوبة وسماها ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (437). * معجم المفسرين (1/ 297)، الضوء اللامع (4/ 310)، كشف الظنون (2/ 1478).

1800 - الطبري

(المحاكمات) " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (831 هـ) إحدى وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "المحاكمات" حاشية على الكشاف، وصل فيها إلى آخر الزهراوين، وأشار فيها إلى أجوبته عن اعتراضات الاقسرائي والقطب الرازي، وله تفسير. 1800 - الطّبري * المقرئ: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد القطان الطبري الشافعي. من مشايخه: قرأ على أبي القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي، وأبي عبد الله الكازريني وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الحسن بن بليمة، وإبراهيم بن عبد الملك القزويني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "شيخ أهل مكة إمام عارف محقق أستاذ كامل ثقة صالح" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال أبو طاهر: سمعت أبا سعد الحربي بـ (هراة) يقول: لم يكن سماع أبي معشر في جزء ابن نظيف صحيحًا وإنما أخذ نسخة فرواها، قلت: وهذا قدح مردود" أ. هـ. وفاته: سنة (478 هـ) ثمان وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "الدرر" تفسير، و"طبقات القراء"، و"عيون المسائل" في التفسير، وغير ذلك. 1801 - الرَّوْضي * المفسر: عبد الكريم بن عبد الله بن محمد، أبو طالب الحسين اليمني الروضي من نسل المنصور بالله القاسم بن محمد. ولد: سنة (1224 هـ) أربع وعشرين ومائتين وألف. من مشايخه: إسماعيل بن حسين بن نعمان، وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "محدث زيدي (¬1)، مفسر، مولده ووفاته في مدينة الروضة من أعمال صنعاء، باليمن" أ. هـ. * مصادر الفكر: "وكان مؤثرًا للزهد والتواضع صادعًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أ. هـ. وفاته: سنة (1309 هـ) تسع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التحفة" في تفسير القرآن، و"العقد النضيد فيما اتصل به من الأسانيد" وغير ذلك. ¬

_ * فهرست ابن الخير (29)، ميزان الاعتدال (4/ 385)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 152)، لسان الميزان (4/ 59)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 338)، غاية النهاية (1/ 401)، شذرات (5/ 338)، معرفة القراء (1/ 435)، الأعلام (4/ 52). * معجم المفسرين (1/ 298)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (74). (¬1) زيدي: نسبة إلى مذهب الزيدية من فرق الشيعة نسبتهم إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين، وقد عرفنا بهم سابقًا.

1802 - أبو الفضل الزهري

1802 - أبو الفضل الزُهريّ * النحوي: عبد الكريم بن عطايا بن عبد الكريم بن علي، أبو الفضل القرشي، الزهري الإسكندري. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "حدّث وسمع من غير واحد" أ. هـ. * الوافي: "كان عارفًا باللغة العربية والشعر" أ. هـ. * البغية: "الشيخ الصالح الفاضل العدل الإسكندراني نزيل قرافة مصر الكبرى" أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. من مصنفاته: صنف "شرح أبيات الجمل" في النحو، وكتابًا في "زيارة قبور الصالحين بقرافتي مصر". 1803 - ابن بنت العراقي * اللغوي، المفسر: عبد الكريم بن علي بن عمر الأنصاري، علم الدين، ابن بنت العراقي. من مشايخه: أخذ الفقه عن ابن عبد السلام، والحديث عن المنذري وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان، والسبكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للإسنوى: "كان عالمًا فاضلًا في فنون كثيرة، خصوصًا التفسير وفيه دعابة كثيرة مأثورة" أ. هـ. * المقفى: "عالم مصر" أ. هـ. * الدرر: "مهر في الفقه والأصول والعربية وكتب خط حسن ومهر في الكتابة والحساب وله نظم ونثر وأضر في آخر عمره، ودرس التفسير بالمنصورية، قال الذهبي: كان كيسًا متواضعًا ومدحه بهاء الدين بن النحاس وكان ذا دعابة وتواضع واطراح للتكلف" أ. هـ. * مفتاح السعادة: "له اليد الباسطة في التفسير .. وهو مصري، وقيل له العراقي لأن أبا إسحاق العراقي (شارح المهذب) كان جده لأمه" أ. هـ. وفاته: سنة (704 هـ) أربع وسبعمائة. من مصنفاته: له مختصر في "تفسير القرآن"، ومختصر في "أصول الفقه"، وله كتب في الانتصار للزمخشري من ابن المنير وعوتب على ذلك فقال هذا الكتاب ردًّا لرد. 1804 - ابن السّمْعَاني * المفسر: عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر المنصور عبد الجبار السمعاني المروزي، الشافعي، ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (2/ 346)، تاريخ الإسلام (وفيات 612)، ط - بشار، الوافي (19/ 81)، البغية (2/ 107)، معجم المؤلفين (2/ 208)، الأعلام (4/ 53). * ذيل العبر للذهبي (29)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 234)، السلوك (2/ 1301)، الدرر (3/ 13)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 340)، مفتاح السعادة (2/ 363)، الأعلام (4/ 53)، معجم المفسرين (1/ 398). * تاريخ دمشق (36/ 446)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (172)، المنتظم (18/ 171)، اللباب (1/ 562)، السير (20/ 456)، العبر (4/ 178)، تذكرة الحفاظ (4/ 1316)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 180)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 55)، مفتاح السعادة (1/ 260)، الشذرات (6/ 340)، البداية (12/ 187)، النجوم (5/ 375)، الأعلام (4/ 55)، معجم المؤلفين (2/ 211)، مقدمة كتاب "الأنساب" بقلم الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ط 2 - لسنة (1400 هـ - 1980 م)، الناشر محمد أمين دمج، بيروت - لبنان، الصفحات (19 - 23)، أصول مذهب الشيعة.

قوام الدين، أبو سعد. ولد: سنة (506 هـ) ست وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله الفَرَاوي، وأبو المظفر بن القشيري وغيرهما. من تلامذته: ولده عبد الرحيم مفتى مرو، وأبو القاسم بن عساكر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "دخل إلى بغداد سنة اثنتين وثلاثين، وسمع معنا على المشايخ وسافر في طلب الحديث وذيل [على] تاريخ بغداد، وكان قد كتب شجاع الذهلي من التذييل شيئًا وكتب أبو المفضل بن خيرون وفيات المشايخ فجمع هو ذلك وتلقف من أشياخنا كعبد الوهاب ومحمد بن ناصر ومن بقي من الأشياخ يصلح أن يذكر من زمن الخطيب إلى زمانه إلى أنه كان يتعصب على مذهب أحمد، ويبالغ فذكر من أصحابنا جماعة وطعن فيهم بما لا يوجب الطعن مثل أن قال عن عبد القادر كان يلقي الدرس المشستكة، وإنما كان الرجل مريض العين. وقال عن ابن ناصر: كان يحب الطعن في الناس، وهذا وقد أخذ أكثر كتابه عنه، واحتج بقوله في الجرح والتعديل فقد أزرى بما قال على نفسه في كل ما أورده عنه، من جرح أو تعديل، وما كان ينبغي أن يحتج به في شيء، ثم قد كان يلزمه أن يقول طعن في فلان، وليس بموضع الطعن وأي شغل للمحدث غير الجرح والتعديل، فمن عد ذلك طعنًا مذمومًا فما عرف العلم فشفى أبو سعد غيظه بما لا معنى فيه في كتابه، فلم يرزق نشره لسوء قصده فتوفي وما بلغ الأمل ولو أن متتبعًا يتبع ما في كتابه من [الأغاليط] والأنساب المختلطة ووفاة قوم هم [في الأحياء] وغير ذلك من الأغاليط؛ لأخرج أشياء كثيرة غير أن الزمان أشرف من أن يضيع في مثل هذا. وهذا الرجل كانت له مشقعة عجيبة فإنه كان يأخذ الشيخ البغدادي فيجلس معه فوق نهر عيسى ويقول حدثني فلان من وراء النهر، ويجلس معه في رقة بغداد، ويقول: حدثني فلان بالرقة، في أشياء من هذا الفن لا تخفى على المحدثين، في المدح، وقال في عجوز يقرأ عليها الحديث وهي من المشرقين، وكان فيه سوء فهم، وكان يقول في ترجمة الرجل حسن القامة وليست هذه عبارة المحدثين أبوها محدث وزوجها محدث وقد بلغت سبعين أو زادت فقال: كانت عفيفة، وهذا ليس بكلام من يدري كيف الجرح والتعديل، وذكر في ترجمة ابن الصيفي الشاعر فقال: المجان ببغداد يقولون هو الحيص بيص، وله أخت اسمها دخل وخرج، ومثل هذا لا يذكره عاقل ولا نرى التطويل بمثل هذه القبائح" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ الكبير الأوحد الثقة محدث خراسان" أ. هـ. * العبر: "كان حافظًا ثقة مكثرًا واسع العلم كثير الفضائل طريفًا متجملًا نظيفًا نبيلًا شريفًا" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "كان ذكيًا فهمًا سريع الكتابة مليحها درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج وكان ثقة حافظًا حجة واسع الرحلة عدلًا دينًا جميل السيرة .. قال ابن النجار:

سمعت من يذكر عدد شيوخه سبعة آلف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد .. ثقة صدوقًا دينًا" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "حفظه الله لنشر السنة والعمل بعمل أهل الجنة" أ. هـ. * البداية: "الفقيه الشافعي الحافظ المحدّث رحل وسمع الكثير حتى كتب عن أربعة آلاف شيخ" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان إمامًا عالمًا فقيهًا محدثًا أديبًا جميل السيرة لطيف المزاج كثير الأناشيد" أ. هـ. * قلت: مقدمة كتاب "الأنساب": في ذكر شيوخ السمعاني: "وفي ترجمة الكرجي من طبقات الشافعية ثناء عاطر من أبي سعد (كأنه في التحبير) على الكرجي، ومنه: "إمام عالم ورع عاقل فقيه مفت محدث شاعر أديب مجموع حسن أفنى طول عمره في جمع العلوم ونشرها"، وأن أبا سعد قال: "وله قصيدة بائية في السنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره بالكرج". وذكر ابن السبكي أبياتًا من القصيدة وفيها التصريح بالعلو الذاتي وغير ذلك وذم للأشعري فراح ابن السبكي يتشكك ويشكك، ويزعم أن ابن السمعاني أشعري؟ وأن ذلك يقتضي أحد أمور إما أن لا تكون تلك القصيدة هي التي عناها أبو سعد، وإما أن يكون الأبيات التي تخالف مذهب الأشعري وتذمه مدسوسة منها، وإما سقوط هذه الاحتمالات. وإن أبا سعد سلفي العقيدة فإن شيوخه الذين يبالغ في الثناء عليهم سلفيون ولم أر في الأنساب ما هو بين في خلاف ذلك، وقد حاول ابن الجوزي الحنبلي في "المنتظم" أن يعيب زميله أبا سعد وجهد في ذلك، ولم يذكر ما يدل على أنه أشعري، نعم زعم أن أبا سعد "كان يتعصب على مذهب أحمد ويبالغ"، ومعنى هذا أنه شافعي، ولو أراد أنه أشعري لقال: كان يتعصب على أهل السنة، أوكان يتعصب لأهل البدع، أو نحو ذلك، ومع هذا حاول ابن الجوزي أن يقيم شهادة على دعواه فلم يصنع شيئًا ... ، نعم لم يكن أبو سعد يتصدى لعيب الأشعرية والطعن فيهم، بل إذا اتفق ذكر أحد منهم أثنى عليه بما فيه من المحاسن أو حكى ثناء غيره، وكذلك الحنفية الذين آذوا جده ابلغ أذية، تراه يسوق تراجمهم ويبالغ في الثناء عليهم، وقوله في بعضهم أنه كان يتعصب لمذهبه، حكاية للواقع ... " أ. هـ. ثم قال المحقق: (وقال الذهبي في التذكرة: "الحافظ البارع العلامة .. وكان ذكيًا فهمًا سريع الكتابة مليحها، درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج، وكان ثقة حافظًا حجة واسع الرحلة عدلًا دينًا جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ"، وقال في ترجمة ابن ناصر بعد أن ذكر تجني ابن الجوزي على زميله أبي سعد في قوله في شيخهما ابن ناصر: أنه كان يحب الطعن في الناس. قال الذهبي (¬1) يخاطب ابن الجوزي: لا ريب أن ابن ناصر متعصب في الحط على بعض الشيوخ ¬

_ (¬1) تذكرة الحفاظ (4/ 1289).

1805 - الرافعي القزويني

فدع الانتصار فأبو سعد أعلم بالتاريخ وأحفظ منك ومن شيخك وقد قال في ابن ناصر إنه ثقة حافظ دين متقن ثبت لغوي عارف بالمتون والأسانيد كثير الصلاة والتلاوة غير أنه يحب أن يقع في الناس وهو صحيح القراءة والنقل قال المعلمي: وكلام ابن الجوزي تجن محض أوقعه فيه إفراط غبطته لزميله المتفوق عليه غفر الله للجميع) أ. هـ. من أقواله: قال صاحب (أصول مذهب الشيعة) عن السمعاني: "قال رحمه الله: واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة، وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم" أ. هـ. وفاته: (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف "السير"، و"التاريخ"، و"الأنساب" و"الذيل" على تاريخ الخطيب البغدادي. 1805 - الرافعي القزويني * المفسر: عبد الكريم ابن العلّامة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي (¬1) القزويني. ولد: سنة (558 هـ) ثمان وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، عبد الله بن أبي الفتوح بن عمران الفقيه، وحامد بن محمود الخطيب الرّازي، وغيرهما. من تلامذته: أجاز لأبي الثناء محمود بن أبي سعيد الطاووس، وعبد الهادي بن عبد الكريم، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان من العلماء العاملين يذكر عنه تعبُّد ونسك وأحوال وتواضع انتهت إليه معرفة المذهب .. قال ابن الصلاح: أظن أني لم أرَ في بلاد العجم مثله، كان ذا فنون حسن السيرة، جميل الأمر انتهى. وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفراييني الصَّفار: هو شيخنا إمام الدين ناصر السنة صدقًا، أبو القاسم، كان أوحد عصره في الأصول والفروع ومجتهد زمانه ومزيد وقته في تفسير القرآن والمذهب، كان له مجلس للتفسير، وتسميع الحديث بجامع قزوين، صنف كثيرًا وكان زاهدًا ورعًا سمع الكثير" أ. هـ. قال الإمام النووي: "هو من الصالحين المتمكنين، كانت له كرامات كثيرة ظاهرة" أ. هـ. * العبر: "وكان مع براعته في العلم صالحًا ¬

_ * فوات الوفيات (2/ 376)، السير (22/ 252)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 623)، ط بشار وفيه ولد سنة (555 هـ)، العبر (5/ 94)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 281)، النجوم (6/ 266)، طبقات المفسرين للسيوطي (60)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 341)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (218)، معجم المفسرين (1/ 298)، معجم المؤلفين (2/ 210)، الشذرات (7/ 189). (¬1) الرافعي: منسوب إلى رافعات بلدة في بلاد قزوين. وقيل: هو منسوب إلى رافع بن خُديج رضي الله عنه كما قاله القاضي مظفر الدين القزويني أ. هـ. انظر طبقات الشافعية للحسيني.

1806 - الفكون

زاهدًا ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "كان الإمام الرافعي متضلعًا من علوم الشريعة تفسيرًا وحديثًا وأصولًا .. وكان رحمه الله ورعًا زاهدًا تقيًا نقيًا طاهر الذيل مراقبًا لله له السيرة المرضية والطريقة الزكية والكرامات الباهرة" أ. هـ. * "طبقات الشافعية": لابن هداية الله: "شيخ الإسلام إمام الدين .. كان إمامًا في الفقه والتفسير والحديث، طاهر اللسان في التصنيف كثير الأدب شديد التثبت والاحتراز عن النقل" أ. هـ. * معجم المفسرين: "من كبار فقهاء الشافعية، مفسر محدث مؤرخ" أ. هـ. وفاته: سنة (624 هـ)، وقيل: (623 هـ) أربع وعشرين، وقيل: ثلاث وعشرين وستمائة. من مصنفاته: له "الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة"، و"العزيز". 1806 - الفَكُّون * النحوي: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفَكُّون. من مشايخه: والده وغيره. من تلامذته: ابنه محمد وعيسى الثعالبي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "العمدة القدوة الفهامة الجامع بين علمي الظاهر والباطن" أ. هـ. * معجم أعلام الجزائر: "قال العياشي في رحلته: "كان في غاية الانقباض والانزواء عن الخلق، ومجانبة علوم أهل الرسوم بعدما كان على حضرته بالقلب والقالب والتزود إلى الحرمين الشريفين مع كبر السن" أ. هـ. وفاته: سنة (1073 هـ) ثلاث وسبعين وألف. من مصنفاته: له شرح على "التعريف في علم التصريف" للمكودي و"شرح" على شواهد الشريف على الآجرومية وغير ذلك. 1807 - الموصلي * المفسر: عبد الكريم بن محمود بن مودود بن محمود بن بَلْذجي الموصلي، أبو الفضل. ولد: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة. كلام العلماء فيه: * الجواهر المضية: "فقيه فرضي، عالم بالتفسير" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "الفقيه الإمام الحنفي المفسر" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه حنفي، عالم بالتفسير، من أهل الموصل" أ. هـ. ¬

_ * نفح الطيب (3/ 229)، شجرة النور (309)، الأعلام (4/ 56)، معجم أعلام الجزائر (97)، معجم المؤلفين (2/ 210). * معجم المفسرين (1/ 299)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 344)، الجواهر المضية (2/ 453).

1808 - القشيري

1808 - القشيري * المفسر: عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري. ولد: (376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر بن محمد الطوسي، وأخذ الكلام عن أبي بكر بن فورك، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة وكان يقص وكان حسن الموعظة، مليح الإشارة وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري والفروع على مذهب الشافعي" أ. هـ. * الأنساب: "الأستاذ الإمام .. أحد مشاهير الدنيا بالفضل والعلم والزهد" أ. هـ. * المنتظم: "كان يهوى مخالفة أهل الدنيا، فحضر عند أبي علي الدقاق فجذبه إليه .. ثم اختلف إلى أبي بكر بن فورك فأخذ عنه الكلام .. وصار رأسًا في الأشاعرة .. وخرج إلى الحج في رفقة فيها أبو المعالي الجويني، وأبو بكر البيهقي فسمع معهما الحديث ببغداد .. ولم يدخل أحد من أولاده بيته ولا مسّ ثيابه ولا كتبه إلا بعد سنين احترامًا له وتعظيمًا" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان علامة في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة وعلم التصوف .. جمع بين الشريعة والحقيقة .. فاتفق حضوره إلى نيسابور مع الشيخ أبي علي الحسن بن علي النيسابوري المعروف بالدقاق وكان إمام وقته فلما سمع كلامه -أعجبه ووقع في قلبه فرجع عن ذلك العزم- في تعلم الحساب- وسلك طريق الإرادة فقبله الدقاق وأقبل عليه، وتفرس فيه النجابة فجذبه بهمته وأشار عليه بالاشتغال بالعلم .. ثم تردد إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني .. وجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك" أ. هـ. * النجوم: "فجذبه أبو علي الدقاق فصار من الصوفية" أ. هـ. * الشذرات: "الصوفي الزاهد .. قال أبو سعد السمعاني، لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين الشريعة والحقيقة". ثم قال: "قال السخاوي: المفسر المحدث الفقيه الشافعي، المتكلم الأصولي الأديب النحوي، الكاتب الشاعر، الصوفي، لسان عصره وسيد وقته سيد لم ير مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "عالم بالفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة وعلم التصوف" أ. هـ. * دمية القصر: "لو قدح الصخر بسوط تحذيره لذاب، ولو ربط إبليس في مجلسه لتاب" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 83)، الأنساب (4/ 503)، المنتظم (16/ 148)، اللباب (2/ 264)، إنباه الرواة (2/ 193)، الرسالة المستطرفة (124)، دمية القصر (2/ 993)، وفيات الأعيان (3/ 205)، تاريخ الإسلام وفيات (465)، ط- تدمري، السير (18/ 227)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 153)، البداية (12/ 114)، النجوم (5/ 91)، طبقات المفسرين للسيوطي (61)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 344)، مفتاح السعادة (2/ 107)، الشذرات (5/ 275)، روضات الجنات (5/ 94)، الأعلام (4/ 57)، معجم المؤلفين (2/ 212)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 591 - 599).

* موقف ابن تيمية من الأشاعرة - متحدثًا عن عقيدة القشيري في الأسماء والصفات بعد استعراض كتبه: (ومع ذلك فليس من العسير استخلاص مذهبه وآرائه في العقيدة، - التي وافق فيها المشهور من مذهب الأشاعرة - من خلال ما يشير إليه في ثنايا كتبه المختلفة. فالقشيري ممن ينكر قيام الصفات الاختيارية بالله -وهي مسألة حلول الحوادث- ولذلك فهو يقول بأزلية المحبة، والرضا والغضب، كما أنه ينكر العلو، وينقل عن غيره من الصوفية تأويلاتهم للاستواء، وأنه لا يدل على العلو، ويقول: إن الله يرى بلا مقابلة، وهو يثبت الصفات السبع من صفة البقاء، ويستدل لبعضها بالعقل، وبتأول صفة المحبة، والضحك وفي القدر مع إثباته له ينكر التعليل، ويقول: إن القدرة مع الفعل فقط، كما هو مذهب الأشاعرة، وحين يتحدث عن معنى "التوحيد" يرى أنه يشمل الأقسام الثلاثة المشهورة عند أهل الكلام: وهو أن الله واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، كما أنه يرى أن الواجب الاشتغال بالتأويل الصحيح، ويرد على من يسميهم بالحشوية، ويرى أن كثيرًا ممن يناظره في زمنه ليس له تحقيق ولا تحصيل، وفي مسألة النبوة والمعجزات ينقل عن الباقلاني). ثم يتكلم عن دور القشيري في المذهب الأشعري وتطويره، وأنه قد تمثل في جانبين -فيقول-: (أما دور القشيري في المذهب الأشعري وتطويره فتمثل في جانبين: أحدهما: دفاعه عن الأشاعرة وقت المحنة التي مروا بها، وقد فاق في دفاعه عنهم أقطاب الأشاعرة في زمنه، وكتب رسالته "الشكاية" يبث فيها أشجانه ويدافع عن الأشعري وعن الأشاعرة ويرد على التهم الموجهة إليهم، ويصور الأمر وكأنه ليس في الأمة الإسلامية إلا الأشاعرة، والمعتزلة، وأن قول الأشاعرة إذا بطل لا يبقى إلا قول المعتزلة فهل يكون هو المعتمد؟ يقول القشيري بعد كلام طويل: "وإذا لم يكن في مسألة لأهل القبلة غير قول المعتزلة، وقول الأشعري قول زائد، فإذا بطل قول الأشعري فهل يتعين بالصحة أقوال المعتزلة، وإذا بطل القولان فهل هذا إلا تصريح بأن الحق مع غير أهل القبلة؟ وإذا لعن المعتزلة والأشعري في مسألة لا يخرج قول الأمة عن قوليهما، فهل هذا إلا لعن جميع أهل القبلة؟ ". ثم يقول: (وبهذا الدفاع الذي جاء بأسلوب بث الشكوى برز القشيري كعلم من أعلام الأشاعرة، وكان لذلك دوره في تبني ما كان عنده من تصوف. الجانب الآخر: إدخال التصوف في المذهب الأشعري، وربطه به، وذلك حين ألف القشيري رسالته المشهورة في التصوف وأحواله وتراجم رجاله المشهورين، فذكر في أحد فصول الرسالة، وفي ثناياها أن عقيدة أعلام التصوف هي عقيدة الأشاعرة فنسب إليهم أنهم يقولون: "إنه أحدي الذات، ليس يشبه شيئًا من المصنوعات، ولا يشبهه شيء من المخلوقات ليس بجسم ولا

جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض، ولا يتصور في الأوهام، ولا يتقدر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت وزمان، ولا يجوز في وصفه زيادة ولا نقصان، ولا يخصه هيئة حد، ولا يقطعه نهاية وحد، ولا يحله حادث، ولا يحمله على الفعل باعث .. ولا يقال له: أين، ولا حيث ولا كيف .. يرى لا عن مقابلة .. خالق أكساب العباد". ويركز على نفى أن الله في جهة العلو، ثم يقول في أواخر الرسالة: "فإذا كان أصول هذه الطائفة أصح الأصول، ومشايخهم أكبر الناس وعلماؤهم أعلم الناس، فالمريد الذي له إيمان بهم: إن كان من أهل السلوك والتدرج إلى مقاصدهم فهو يساهمهم فيما خصوا به من مكاشفات الغيب، فلا يحتاج إلى التطفل على من هو خارج عن هذه الطائفة، وإن كان مريدًا طريقة الاتباع وليس بمستقل بحاله، ويريد أن يعرج في أوطان التقليد إلى أن يصل إلى التحقيق فليقلد سلفه وليجر على طريقة هذه الطبقة فإنهم أولى به من غيرهم" فهو يرى أن من أراد دخول طريقة التصوف كوشف مع شيوخه، ومن لم يرد دخول طريقة التصوف فعليه بتقليدهم في العقائد؛ لأنهم أولى من غيرهم. ودعوى القشيري أن هذه عقائد شيوخ الصوفية ليست مسلمة، وليس هذا موضع مناقشة ذلك ولكن الذي حدث هو تبني أعلام الأشاعرة للتصوف وتمثل ذلك بشكل واضح في الغزالي ومن جاء بعده). ثم يتكلم د. عبد الرحمن المحمود عن تصوف القشيري، وأنه لم يكن تصوفًا سنيًا بعيدًا عن شطحات وبدع الصوفية، بل على العكس من ذلك، فيذكر أمثلة على ذلك، منها: 1 - صلته بطائفة الملامتية (¬1)، التي انتشرت في بلده نيسابور، وقد ترجم لبعض أعلامها، ويربط بعض الدارسين بين ما عند هذه الطائفة من كتمان لأحوالهم وما عند الرافضة من التقية، ويشير إلى أمر مستغرب وهو أن القشيري لم يرد على طائفة الباطنية الذين عظم شأنهم في زمنه. 2 - إيمانه بوجود القطب (¬2)، والأوتاد (¬3)، ¬

_ (¬1) سبق في (ص: 167) التعريف بطائفة من الطوائف المنتسبة إليهم وهم اليونسية، وهنا نعرف بهم تعريفًا عامًا بأنهم الذين لم يظهر على ظواهرهم مما في بطونهم أثر، لأنهم يجتهدون في الإخلاص، والملامتي لا يظهر خيرًا ولا يضمر شرًّا، ولذلك فهم يسترون صلاحهم بأمور تتداولها العوام ليست بمخالفات ولا معاص مبالغة في الخفاء، وينسب انتشار هذا المذهب في نيسابور إلى أبي صالح حمدون بن أحمد القصار المتوفى سنة (271 هـ)، انظر: الرسالة القشيرية (1/ 114)، وعوارف العوارف (ص: 71)، ومعجم مصطلحات الصوفية (ص: 249)، وانظر: عن نشأتهم: "القشيري" لإبراهيم بسيوني (ص: 17) وما بعدها. (¬2) القطب عند الصوفية: عبارة عن رجل واحد هو موضع نظر الله تعالى من العالم في كل زمانه وهو على قلب إسرافيل - عليه السلام -، وحين يلتجأ إليه يسمي الغوث: انظر: اصطلاحات الصوفية للكاشاني (ص، 45)، ومعجم اصطلاحات الصوفية (ص: 217). (¬3) الأوتاد عند الصوفية: الرجال الأربعة على منازل الجهات الأربع من العالم، بهم يحفظ الله تلك الجهات لكونهم محال نظره تعالى، اصطلاحات الصوفية (ص: 23)، ومعجم مصطلحات الصوفية (ص: 264).

والأبدال (¬1)، والغوث (¬2)، وتفسير القرآن بما يوافق ذلك، فمثلًا يقول في قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَال} [الكهف: 47]: "كما تقتلع الأرض يوم القيامة بأوتادها، تسير اليوم بموت الأبدال الذين هم والقطب كجبال الأرض، إذ هم في الحقيقة أوتاد العالم. 3 - إقراره لما يقع للمتصوفة في حال فنائهم بربهم إلى حد أن يقول أحدهم: أنه الحق أو سبحاني، يبرر ذلك. 4 - قوله أن "هو" اسم موضوع للإشارة، وأنه عند الصوفية إخبار عن نهاية التحقيق، وينقل عن ابن فورك أنه قال: "هو: حرفان، هاء وواو، فالهاء تخرج من أقصي الحلق، وهو آخر المخارج، والواو تخرج من الفم، وهو أول المخارج، فكأنه يشير إلى ابتداء كل حادث منه وانتهاء كل حادث إليه" ويقول: إن أهل الإشارة يقولون: "إن الله كاشف الأسرار بقوله هو وكاشف القلوب بما عداه من الأسماء". 5 - دعوته إلى أدب المريد مع الشيخ، وأنه يجب عليه أن يكون بره بشيخه أكثر من بره بوالديه، ويروي عن أبي عبد الرحمن السلمي يقول: "سمعت الأستاذ أبا سهل الصعلوكي يقول: من قال لأستاذ: لم، لا يفلح أبدًا". 6 - ينصح المريدين بسلوك طريق الصوفية، ويفضلهم على أهل النقل والأثر وأرباب العقل والفكر، ويرى أن الصوفية أهل الوصال، والأنس أهل الاستدلال، ويرى ليس هناك عصر من العصور إلا وفيه شيخ من شيوخ هذه الطائفة، وأن علماء الوقت يخضعون له ويتبركون به، ويذكر قصة لأحمد بن حنبل والشافعي مع شيبان أحد الصوفية، ويرى على المريد إذا لم يجد من يتأدب معه في بلده أن يهاجر إلى من هو منصوب في وقته لإرشاد المريدين، ثم يقيم عليه ولا يبرح عن سدته -أي داره- إلى وقت أن يأذن له الشيخ، ثم يعقب القشيري بكلام خطير حيث يقول: "إن تقديم معرفة رب البيت -سبحانه- على زيارة البيت واجب، فلولا معرفة رب البيت ما وجبت زيارة البيت، وينعى على الشبان الذين يحجون من غير إشارة الشيوخ". 7 - إباحته للسماع، وذكره للأدلة في ذلك، ومناقشته للمخالفين ثم يتم كلامه عن القشيري فيقول: هذه مقتطفات من منهج وأصول القشيري أحد أعلام الأشاعرة، وهي تبين مدى صلته بالصوفية وتمكنه فيها حتى صار شيخًا فيها، ومدى ثقته بعقيدة الأشاعرة حتى نسب إلى شيوخ الصوفية أنهم لا يخالفونها، ولا شك أن القشيري يمثل مدرسة كان لها الأثر الكبير في عقائد ومنهج الأشاعرة أ. هـ. ¬

_ (¬1) ويقال البدلاء، وهم مجموعة - اختلف الصوفية في عددهم - على قلب إبراهيم - عليه السلام -، إذا سافر احد منهم عن موضع ترك فيه جسدًا على صورته بحيث لا يعرف أحد أنه فقد، انظر: اصطلاحات الصوفية (ص: 36)، والتعريفات للجرجاني (ص: 24)، والصلة بين التصوف والتشيع (ص: 458). هذه الهوامش من كتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة". (¬2) الغوث -عند الصوفية- هو القطب حين يلتجأ إليه، ولا يسمي في غير ذلك الوقت غوثًا، اصطلاحات الصوفية (ص: 167)، والتعريفات (ص: 87).

1809 - ابن ولي الدين

وفاته: سنة (465 هـ) خمس وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير" وهو من أجود التفاسير وأوضحها و"الرسالة". 1809 - ابن ولي الدين * المفسر: عبد الكريم بن ولي الدين بن يوسف بن ولي الدين. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "محدث، فقيه مفسر، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (1100 هـ) مائة وألف. من مصنفاته: تفسير سورة يوسف، و"المعارج الوصولية إلى الآي القرآنية" و"رسالة في دوران الصوفية" وغير ذلك. 1810 - الشرجي اليماني * النحوي، اللغوي: عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر السراج أبو عبد الله الشرجي الزبيدي اليماني، المالكي نسبًا، الحنفي مذهبًا. ولد: سنة (747 هـ) سبع وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: الشهاب أحمد بن عثمان بن بصيص، ومحمد بن أبي بكر الجزولي، وغيرهما. من تلامذته: قرأ الأشرف عليه بعض تصانيفه، وكذلك ابنه الناصر، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "إمام في النحو" أ. هـ. * الشذرات: "كان عارفًا بالعربية مشاركًا في الفقه" أ. هـ. * الأعلام: "نحوي من العلماء بالعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (802 هـ) اثنتين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح ملحمة الإعراب" و"مقدمة في علم النحو". 1811 - ابن الْمُرحِّل * النحوي، المقرئ: عبد اللطيف بن عبد العزيز بن يوسف بن أبي العز عزيز بن نعمة بن ذوالة الحرافي الأصل الشافعي، المعروف بابن المرحل شهاب الدين، يكنى أبو الفرج بن عز الدين. من مشايخه: ابن الحبوبي، والبكري، وشهاب المحسني، وغيرهم. من تلامذته: جمال الدين بن هشام، وشمس الدين بن الصائغ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان علامة في النحو يتثبت فيما ينقله .. ولكنه رحمه الله فيه جمود يسير" أ. هـ. * أعيان العصر: "كان في النحو علّامة له فيه أمارات بينة وعلامة وكان فيه جمود يسير وما ¬

_ * هدية العارفين (1/ 613)، إيضاح المكنون (1/ 225، 333) و (2/ 435، 471)، معجم المؤلفين (2/ 213)، معجم المفسرين (1/ 300). * إنباء الغمر (4/ 167)، الضوء (4/ 325)، البغية (2/ 107)، الشذرات (9/ 32)، الأعلام (4/ 58). * الوفيات لابن رافع (1/ 446)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 465)، الدرر (3/ 20)، الوافي (19/ 119)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 36)، السلوك (2/ 3: 659)، درة الحجال (3/ 170)، الشذرات (8/ 244)، أعيان العصر (2/ 121).

1812 - تقي الدين المحبي

اعتقد ذاك الجمود عن تلاوة ولكنه كان ذا تثبت في النقل" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان أبوه يبيع الرحال للجمال فلذلك قيل له ابن المرحل، وكان فاضلًا في النحو واللغة والمعاني والبيان والقراءات، وكان هو تاجر في الكتب اعتنى بالعربية وكان شديد التثبت وكان أخوه فاضلًا وكان أسن منه ومات قبله" أ. هـ. * الدرر: "في تاريخ حلب: وهذا شهاب الدين اسمه عبد اللطيف وأخوه أحمد يلقب أيضًا شهاب الدين فغلط الإسنوي فظن أن النحوي هو المحدث" أ. هـ. * الشذرات: "قال ابن شهبة: .. ومهر في النحو وقد انتهت إليه وإلى الشيخ أبي حيان مشيخة النحو بالديار المصرية وأخذ عنه جمال الدين بن هشام وهو الذي نوه باسمه وعرف بقدره، وقال: إن الاسم في زمانه كان لأبي حيان والانتفاع بابن المرحل" أ. هـ. * الوفيات لابن رافع: "وخرجت له (جزءًا) من حديثه عن بعض شيوخه" أ. هـ. وفاته: سنة (744 هـ) اربع وأربعين وسبعمائة. 1812 - تقي الدين المحبي * المفسر: عبد اللطيف بن محمد بن محب الدين بن أبي بكر، تقي الدين المحبي. ولد: (966 هـ) ست وستين وتسعمائة. من مشايخه: والده، والبدر الغزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تراجم الأعيان: "وكان متعففًا متورعًا متصلفًا أ. هـ. * خلاصة الأثر: "كان فيما أعلم من أحواله دراية وخبرًا من أنبل أهل عصره معرفة وإتقانًا وجمعية للفنون" أ. هـ. وفاته: سنة (1023 هـ) ثلاث وعشرين وألف. من مصنفاته: ألف تآليف تدل على تمكنه وإحاطته منها: "تفسير" على سورة الفتح، وكتاب جمعه في خمسة علوم التفسير والحديث والفقه والتصوف والأدب. 1813 - المطحَّن * النحوي، اللغوي: عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد، موفق الدين، أبو محمد الموصلي الأصل، البغدادي الشافعي، المعروف قديمًا بابن اللبَّاد، ويعرف بالمطحن وقيل: المطحَّن. ولد: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من ابن البطي، وأبي زرعة ¬

_ * تراجم الأعيان (2/ 245)، خلاصة الأثر (3/ 19)، نقحه الريحانة (2/ 184)، معجم المؤلفين (2/ 217)، معجم المفسىرين (1/ 301). * عيون الأنباء (2/ 201)، الذيل والتقييد لابن نقطة (2/ 157)، إنباه الرواة (2/ 193)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 297)، فوات الوفيات (2/ 385)، السير (22/ 320)، العبر (5/ 115)، تذكرة الحفاظ (4/ 1414)، تاريخ الإسلام (وفيات 629)، ط- بشار، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 173)، طبقات السبكي الكبرى (8/ 313)، طبقات الأسنوي (1/ 273)، النجوم (6/ 279)، وفيه (ت 627 هـ)، بغية الوعاة (2/ 106)، الشذرات (7/ 232).

المقدسي وجماعة. من تلامذته: البرزالي، والمنذري، وابن النجار وغيرهم. كلام العلماء فيه: * عيون الأنباء: "وكان أبي وعمي يشتغلان عليه واشتغل عليه عمي بكتب أرسطو طاليس، وكان قلمه أجود من لفظه، وكان يتنقص بالفضلاء، الذين في زمانه وكثير من المتقدمين وخصوصًا الرئيس ابن سينا، ثم ساق من سيرته ما ذكرته أنا، ثم قال: وقال موفق الدين: إن من مشايخه ولد أمين الدولة ابن التلميذ وبالغ في وصفه وكرمه، وهذا تعصب، وإلا فولد أمين الدولة لم يكن بهذه المثابة، ولا قريبًا منها. ثم قال الموفق: دخلت الموصل، فأقمت بها سنة في اشتغال متواصل ليلًا ونهارًا، وزعم أهلها أنهم لم يروا من احد قبلي ما رأوا مني من سعة المحفوظ، وسرعة الخاطر، وسكون الطائر، وسمعت الناس يهرجون في حديث السهروردي المتفلسف، ويعتقدون أنه قد فاق الأولين والآخرين، فطلبت من الكمال ابن يونس شيئًا من تصانيفه -وكان يعتقد فيها- فوقعت على (التلويحات) و (اللمحة) و (المعارج) فصادفت فيها يدل على جهل أهل الزمان، ووجد لي تعاليق لا أرتضيها هي خير من كلام هذا الأنوك، وفي أثناء كلامه يثبت حروفًا مقطعة يوهم بها أنها أسرار إلهية" أ. هـ. * إنباه الرواة: -في الهامش نقلًا عن تلخيص ابن مكتوم-: "قال ابن النجار: كان غزير الفضل كامل العقل، حسن الأخلاق متواضعًا محبًا للعلم وأهله .. وكتبت عنه وكان صدوقًا" أ. هـ. * التكملة لوفيات النقلة: "واشتغل بالنحو واللغة، وبرع فيهما واشتغل بالطب والكلام وغير ذلك وهو من بيت العلم والحديث" أ. هـ. * السير: "الشيخ الإمام العلامة الفقيه النحوي اللغوي .. وكان يوصف بالذكاء وسعة العلم ذكره الجمال القفطي في تاريخ النحاة فما أنصفه فقال: كان يدعي النحو واللغة وعلم الكلام والعلوم القديمة والطب ودخل مصر وادعى ما ادعاه .. وكان دميم الخلقة نحيلها أ. هـ. ويظهر الهوى من كلام القفطي حتى نسبه إلى ملة الغيرة، وقال الدبيثي: غلب عليه علم الطب والأدب وبرع فيهما. وقال ابن نقطه: كان حسن الخلق، جميل الأمر، عالمًا بالنحو والغريبين، وله يد في الطب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قلت: سافر الموفق من حلب ليحج من الدرب العراقي، فدخل حران وحدث بها، وسافر، فمرض ودخل بغداد مريضًا، فتعوق عن الحج، ثم مات ببغداد في ثاني عشر المحرم وصلى عليه شهاب الدين السهروردي، ودفن بالوردية" أ. هـ. * الوافي: "لقبه تاج الدين الكندي بالجدي المطجَّن لدقة وجهه وتجعده ويبسه .. وكان أحد الأذكياء المتضلعين من الأداب والطب وعلوم الأوائل إلا أن دعاويه كانت أكثر من علومه" أ. هـ. من أقواله: "قال ومن لم يحتمل ألم التعلم، لم يذق لذة العلم، ومن لم يكدح لم يفلح، وإذا خلوت من التعلم والتفكر، فحرك لسانك بذكر

1814 - الخبري

الله وتسبيحه وخاصة عند النوم، وإذا حدث لك فرح بالدنيا، فاذكر الموت وسرعة الزوال، وأصناف المنغصات، وإذا حز بك أمر، فاسترجع، وإذا اعترتك غفلة فاستغفر، واجعل الموت نصب عينك، العلم والتقى زادك إلى الآخرة، وإذا أردت أن تعصي الله، فاطلب مكانًا لا يراك فيه، وعليك أن تجعل باطنك خيرًا من ظاهرك فإن الناس عيون الله على العبد يريهم خيره وإن أخفاه، وشره وإن ستره، فباطنه مكشوف لله، والله يكشفه لعباده، واعلم أن للدين عبقة وعرفًا ينادي على صاحبه ونورًا وضياء يشرق عليه ويدل عليه، كتاجر المسك لا يخفى مكانه". وفاته: سنة (669 هـ) تسع وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "شرح مقدمة ابن بابشاذ" في النحو، والرد على الفخر الرازي في تفسير سورة الإخلاص، و"قوانين البلاغة"، و"تهذيب كلام أفلاطون"، وغيرها كثير. 1814 - الخَبْرِيّ * النحوي، اللغوي: عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن حكيم الخبري (¬1)، أبو حكيم المعلم الشافعي. من مشايخه: أبو إسحاق الشيرازي، وأبو محمد الجوهري وجماعة. من تلامذته: سبطه أبو الفضل بن ناصر، وأبو العز بن كادش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "عارفًا بالنحو والأدب واللغة والفرائض ... برع في الفرائض والحساب وصنف فيهما" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كانت له معرفة تامة بالفرائض والأدب واللغة، وكان مرضيّ الطريقة ديّنًا، سمع الكثير من مشايخ زمانه ... وكان يكتب خطًا حسنًا صحيحًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال السّلفي: سألت الذُّهلي، عن أبي حكيم فقال: كان يسمع معنا من الجوهري ومن بعده، وكان قيمًا بعلم الفرائض، وله فيها مصنف، وله معرفة بالآداب صالحة" أ. هـ. * السير: "إمام الفرضيين ... وانتهت إليه الإمامة في الفرائض وفي الأدب" أ. هـ. * الوافي: "كان مرضي الطريقة متدينًا صدوقًا" أ. هـ. وفاته: سنة (476 هـ) ست وسبعين وأربعمائة، وقيل (477 هـ) سبع وسبعين وأربعمائة. قلت: ذكره صاحب المنتظم ضمن وفيات سنة (489 هـ) وكذا في البداية والنهاية. من مصنفاته: شرح الحماسة، وديوان البحتري، وعدة دواوين وغير ذلك. ¬

_ * معجم المؤلفين (2/ 220)، بغية الوعاة (2/ 29)، إنباه الرواة (2/ 99)، الأنساب (2/ 319)، اللباب (1/ 343)، معجم الأدباء (4/ 1486)، المنتظم (17/ 34)، الوافي (17/ 5)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 62)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 471)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 263)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (172)، البداية والنهاية (12/ 163)، النجوم (5/ 159)، تاريخ الإسلام (وفيات 476) ط. تدمري، الإكمال (3/ 51)، السير (18/ 558)، الشذرات (5/ 329)، روضات الجنات (5/ 114)، الأعلام (3/ 63). (¬1) وخَبْر: إحدى بلاد فارس، وهي ناحية بنواحي شيراز.

1815 - أبو محمد القرطبي

1815 - أبو محمد القرطبي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن إبراهيم بن سعيد القرطبي، أبو محمد الواعظ. من مشايخه: أبو خالد يزيد بن عبد الجبار المرواني وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان معلمًا بالعربية، وله رواية" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "كان نحويًّا متحققًا ذا حظ من الرواية" أ. هـ. وفاته: سنة (527 هـ) سبع وعشرين وخمسمائة. 1816 - أبو محمد الحنبلي * المقرئ: عبد الله بن إبراهيم بن محمود بن رفيعا الجزري ضياء الدين، أبو محمد الحنبلي. من مشايخه: أبو عمرو بن الحاجب، وقرأ بالسبع على علي بن مفلح البغدادي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه ابن خروف الموصلي الحنبلي، وجعفر بن مكي الموصلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "شيخ القراء بالموصل أستاذ ماهر" أ. هـ. * الشذرات: "صنف التصانيف في القراءات وغيرها" أ. هـ. وفاته: (679 هـ) تسع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: نظم في القراءات والفرائض، قصيدة معروفة لامية. 1817 - ابن الشيشري * اللغوي: عبد الله بن إبراهيم الشهير بابن الشيشري الحنفي الرومي. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائر: "قرأ على علماء العجم وبرع هناك في العربية والمعقولات ... وعمل قصيدة بالفارسية نحو ثلاثين بيتًا أحد مصراعي كل بيت تاريخ لسلطنة السلطان سليمان والمصراع الثاني من كل بيت تاريخ فتح رودس" أ. هـ. وفاته: سنة (926 هـ) تقريبًا ست وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: له حواش على "شرح الطالع" للسيد الشريف، وشرح على "الكافية"، ورسالة في المعمَّى فارسية. 1818 - الشرفي * المفسر: عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمّد بن صلاح بن محمّد بن القاسم الحسني الشرفي. من مشايخه: الإمام القاسم بن محمّد الشرفي، ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 29)، الذيل والتكملة (4/ 2 / 176)، تكملة الصلة (2/ 820). * ذيل طبقات الحنابلة (2/ 298)، غاية النهاية (1/ 403)، الشذرات (7/ 634) وفيه الجَدَري، معجم المؤلفين (2/ 220). * الكواكب السائرة (1/ 217) وفيه الشبشيري، شذرات (10/ 201)، معجم المؤلفين (2/ 219). * ملحق البدر الطالع (126)، معجم المؤلفين (2/ 221).

1819 - ابن أبي الهيثم

وعبد الحفيظ مهلا وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ملحق البدر الطالع: "وهو من أكابر علماء القرن الحادي عشر" أ. هـ. من مصنفاته: له التفسير الموسوم بالمصابيح الساطعة الأنوار المجموعة من تفسير الأئمة الأطهار، ستة مجلدات. يدل على تمكنه في العلوم واطلاعه على أقوال الأئمة عليهم السلام. 1819 - ابن أبي الهيثم * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الله بن أحمد بن أسعد بن أبي الهيثم، أبو محمد. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الخزرجيّ: كان فقيهًا فاضلًا، عارفًا بالفقه والقراءات والنحو واللغة" أ. هـ. من مصنفاته: "الإيضاح في القراءات"، و"التَّبصرة في النحو". 1820 - أبو الهفَّان * النحوي، اللغوي: عبد الله بن أحمد بن حَرْب بن خالد، أبو الهفان المهزمي. من مشايخه: الأصمعي وغيره. من تلامذته: يموت بن المزرّع، وأحمد بن أبي ماهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان له محل كبير في الأدب" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان على البصرة أيام المأمون" أ. هـ. * لسان الميزان: "كان كبير المحل في الأدب، لكنه أتى عن الأصمعي بخبر باطل .. كان شاعرًا لغويًّا، كثير الأخبار" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان من النحاة اللغويين الأدباء، راوية أهل البصرة، وكان مقترًا ضيق الحال، شرّابًا للنبيذ" أ. هـ. وفاته: سنة (195 هـ)، وقيل: (255 هـ) خمس وتسعين ومائة، وقيل: خمس وخمسين ومائتين. من مصنفاته: "صناعة الشعر"، و"أخبار الشعراء". 1821 - أبو القاسم الكعبي * المفسر: عبد الله بن أحمد بن محمود، أبو القاسم الكعبي البلخي المعتزلي. من مشايخه: أبو الحسن بن أبي عمرو الخياط ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 31). * بغية الوعاة (2/ 31)، معجم الأدباء (4/ 1486)، الفهرست لابن النديم (161)، تاريخ بغداد (9/ 370)، الوافي (17/ 27)، نزهة الألبا (204)، لسان الميزان (3/ 303)، معجم المؤلفين (2/ 223)، البلغة (120). * تاريخ بغداد (9/ 284)، المنتظم (13/ 301)، الكامل (8/ 236)، وفيات الأعيان (3/ 45)، تاريخ الإسلام (وفيات 319) ط. تدمري، العبر (2/ 176)، السير (14/ 313)، الوافي (17/ 25)، البداية والنهاية (11/ 175)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 229)، الشذرات (4/ 93)، معجم المفسرين (1/ 303)، الأعلام (4/ 65)، معجم المؤلفين (2/ 228)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، للدكتور عدنان زرزور - مؤسسة الرسالة.

شيخ المعتزلة وغيره. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان من كبار المتكلمين، وله اختيارات في علم الكلام، من ذلك أنه كان يزعم أن أفعال الله تقع بلا اختيار منه ولا مشيئة" أ. هـ. * السير: "شيخ المعتزلة ... من نظراء أبو علي الجُبَّائي" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان الكعبي يقول: الله مريد لأفعاله بمعنى: أنه خالق لها على وفق علمه .. ودخل نسف فأكرموا مورده إلا الحافظ عبد المؤمن بن خَلَف، فإنه ما سلم عليه وكان يكفره. فسأل الكعبي عنه، فقالوا: لا يدخل على أحد. فقال: نحن نأتيه، فأتاه، فلما دخل عليه لم يقم له ولم يلتفت إليه من محرابه، فعلم الكعبي، وحلف من بعيد: بالله عليك يا شيخ، أي: لا تقم، ودعا له قائمًا وانصرف ودفع الخجل عن نفسه" أ. هـ. * الوافي: "رأس المعتزلة ورئيسهم في زمانه وداعيتُهم. قال جعفر المستغفري: لا أستجيز الرواية عن أمثاله. ناهيك عن فضله وتقدمه اجماع العالم على حسن تأليفه للكتب الكلامية والتصانيف الحكمية التي بزّت أكثر كتب العلماء. انفرد عن شيخه بمسائل منها قوله: إن إرادة الرب تعالى ليست قائمة بذاته ولا هو مريد إرداته، ولا إرادته حادثة في محل، ولا في محل بل إذا أطلق عليه أنه مُريد لأفعاله فالمراد أنه خالق لها على وفق علمه وإذا قيل أنه مريد لأفعال عبادِه فالمراد أنّه راضٍ بها لا آمر بها" أ. هـ. * البداية والنهاية: "أحد مشايخ المعتزلة، وتنسب إليه الطائفة الكعبية منهم. وقد خالف الكعبي نص القرآن في غير ما موضع. قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} و {وَلَوْ شِئْنَا لآتَينَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} و {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} الآية. وغيرها مما هو معلوم بالضرورة وصريح العقل والنقل" أ. هـ. * قلت: وقد اتفقت جميع المصادر على أنه شيخ المعتزلة وداعيتهم المتكلم. * قال الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" وتحت عنوان تفاسير المعتزلة قبل الحاكم (ص 134): "وصفه الحاكم نقلًا عن بعضهم بأنه رئيس نبيل غزير العلم، وأن له في الذبّ عن الدين وفي وصف مذاهب المخالفين وفي غير ذلك من صفوف العلم كتبًا جليلة كثيرة الفوائد. قال القاضي عبد الجبار: وله كتاب التفسير وقد أحسن، وهو متقن في علم الكلام وفي علم الفقه أيضًا، فأما الأدب فناهيك به! ومن كتبه المشهورة التي وصلت إلينا: (المقالات) في علم الكلام، وهو الذي اعتمد عليه الأشعري في وضع كتابه المعروف بمقالات الإسلاميين" أ. هـ. وفاته: سنة (319 هـ) تسع عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" على رسم لم يُسبق إليه -إثنا عشر مجلد- و"النقض على الرازي في الفلسفة الإلهية".

1822 - المغلس

1822 - المغلِّس * المفسر: عبد الله بن أحمد بن محمّد بن المغلّس، أبو الحسن. من مشايخه: جعفر بن محمّد بن شاكر، وأبو قلابة الرَّقاشي، وإسماعيل القاضي وغيرهم. من تلامذته: أبو الفضل الشيباني، وعبد الله بن محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة فاضلًا فهمًا ... وعن ابن المغلس انتشر علم داود ... أي داود الظاهري - في البلاد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الفقيه الداوديّ الظاهري أحد أئمة الظاهر ... وكان ثقة إمامًا واسع العلم، كبير المحل" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة فقيه العراق ... وكان من بحور العلم" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "لم ير مثله فيما بعد وكان فاضلًا عالمًا نبيلًا صادقًا ثقة، مقدمًا عند جميع الناس ومنزله ببغداد على نهر مهدي، يقصده العالم من سائر البلدان" أ. هـ. وفاته: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن"، و "الموضح" وغيرهما. 1823 - الشِّلبْيّ * اللغوي: عبد الله بن أحمد بن عمروس بن لبّ بن قاسم الشِّلبي، أبو محمد الأندلسي، المالكي. من مشايخه: أبو الحسن بن مغيث، وأبو بكر بن العربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان فقيهًا، حافظًا، مشاورًا لُغويًا فاضلًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان حافظًا للحديث، ذاكرًا لرجاله" أ. هـ. وفاته: سنة (546 هـ) ست وأربعين وخمسمائة. 1824 - ابن الخشاب * النحوي، اللغوي: عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، أبو محمد البغدادي، ابن الخشاب. ولد: سنة (492 هـ) (¬1) اثنين وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم علي بن الحسين ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 303)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 228)، تاريخ بغداد (9/ 385)، العبر (2/ 201)، الشذرات (4/ 128)، الفهرست (269)، المنتظم (13/ 362)، السير (15/ 77)، البداية والنهاية (11/ 199)، تاريخ الإسلام (وفيات 324) ط. تدمري. * بغية الوعاة (2/ 33)، تاريخ الإسلام (وفيات 546) ط. تدمري، تكملة الصلة (2/ 831). * المنتظم (8/ 198)، معجم الأدباء (4/ 1494)، الكامل (11/ 375)، إنباه الرواة (2/ 99)، مرآة الزمان (8/ 288)، وفيات الأعيان (3/ 102)، فوات الوفيات (2/ 156)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 134)، السير (20/ 523)، العبر 4/ 196)، البداية (12/ 289)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 316)، البلغة (120)، الوافي (17/ 14)، النجوم الزاهرة (6/ 65)، بغية (2/ 29)، الشذرات (6/ 365)، الأعلام (4/ 67)، معجم المؤلفين (2/ 221). (¬1) لابن خلكان اعتراض على سنة ولادته فليراجع.

1825 - الحجري

الرِّبعي، ويحيى بن مندة، وأبو السعادات بن الشجري وغيرهم. من تلامذته: السمعاني، والحافظ عبد الغني، وأبو البقاء العكبري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "وكان ثقة في الحديث والنقل، صدوقًا نبيلًا حجة إلا أنه كان بخيلًا، ولم يكن في دينه بذاك وكان متبذلًا في مطعمه وملبسه ومعيشته متهتكًا في حركاته، قليل المبالاة بحفظ ناموس العلم. وكان يلعب بالشطرنج على قارعة الطريق مع العوام ويقف بالشوارع على أصحاب اللهو، وكان كثير المزاح واللعب طيب الأخلاق" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة المحدث إمام النحو ... قال السمعاني: (هو شاب كامل فاضل، له معرفة تامة بالأدب واللغة والنحو والحديث يقرأ الحديث قراءة حسنة صحيحة سريعة مفهومة) أ. هـ. يضرب به المثل في العربية حتى قيل: إنه بلغ رتبة أبي علي الفارسي ... وقال ابن النجار: (كان بخيلًا متبذلًا يلعب بالشطرنج على الطريق، ويقف على المشعوذ ويمزح) أ. هـ ... ، وقال ابن النجار قرأت بخط الشيخ الموفق: كان ابن الخشاب إمام أهل عصره في علم العربية حضرت كثيرًا من مجالسه، ولم أتمكن من الإكثار عنه لكثرة الزحام عليه، وكان حسن الكلام في السنة وشرحها" أ. هـ. * العبر: "وكان إليه المنتهى في حسن القراءة وسرعتها وفصاحتها، مع الفهم والعذوبة. وانتهت إليه الإمامة في النحو. وكان ظريفًا مزّاحًا قذرًا وسخ الثياب يستقي في جرة مكسورة. وما تأهل قط ولا تسرّى" أ. هـ. * الوافي: "كان أعلم أهل زمانه بالنحو حتى يقال أنه كان في درجة أبي علي الفارسي وكانت له معرفة بالحديث واللغة والفلسفة والحساب والهندسة" أ. هـ. * البداية: "وكان رجلًا صالحًا متطوعًا، وهذا نادرة في النحاة، ورؤي في المنام فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي وأدخلني الجنة إلا أنه أعرض عني وعن جماعة من العلماء تركوا العمل واشتغلوا بالقول" أ. هـ. * الشذرات: "قال ابن القطيعي: انتهت إليه معرفة علوم جمة أنهاها وشرح الكثير من علومه وكان ضنينًا بها مع لطف مخالطة وعدم تكبر، واطراح تكلف، مع تشدد في السنة، وتظاهر بها في محافل علومه، ينتصر لمذهب أحمد .. " أ. هـ. * الأعلام: "كان عارفًا بعلوم الدين، مطلعًا على شيء من الفلسفة .. مستهترًا في حياته .. ويتعمم بالعمامة حتى تسود وتتقطع" أ. هـ. وفاته: (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة. من مصنفاته: شرح مقدمة الوزير ابن هبيرة في النحو و"نقد المقامات الحريرية" وشرح "الجمل" لعبد القاهر الجرجاني. 1825 - الحَجْري * اللغوي: عبد الله بن أحمد بن عليّ بن قُريش ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 32)، تاريخ الإسلام (وفيات 575) ط. تدمري، تكملة الصلة (2/ 853).

1826 - اليحصبي

الحَجْريّ القرطبي، أبو الوليد. من مشايخه: جده لأمه أبو الحسن بن النّعمة، وأبو الوليد بن الدّباغ وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن سعادة النحوي وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "مهر في صناعة العربية واللغة، وجلس لإقرائهما، وله النظم والنثر" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: "كان ماهرًا في العربية والآداب، مبرّزًا في ضَبْط اللغات قعد لأقرائها، وله حظ من النظم والنثر" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. 1826 - اليَحْصبيّ * النحوي، المقرئ: عبد الله بن أبي أحمد بن حَرْب اليحصبي، أبو محمد. من مشايخه: أبو جعفر بن الباذش وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "كان مقرئًا مجوّدًا، متقنًا، عارفًا بالنحو والأدب" أ. هـ وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. 1827 - ابن قدامة * المفسر: عبد الله بن أحمد بن محمّد بن قدامة الحنبلي، الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي، أبو محمد. صاحب التصانيف. ولد: سنة (541 هـ) إحدى وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من الشيخ عبد القادر، ومن هبة الله الدقائق، وابن البطي. من تلامذته: ابن أخيه الشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وروى عنه ابن الدبيثي والمنذري. كلام العلماء فيه: * البداية والنهاية: "برع وأفتى وناظر وتبحر في فنون كثيرة مع زهد وعبادة وورع وتواضع وحسن أخلاق وجود وحياء وحسن سمت ونور وبهاء وكثرة تلاوة وصلاة وصيام وقيام وطريقة حسنة وإتباع للسلف الصالح، وكانت له أحوال ومكاشفات. وقد قال الشافعي رحمه الله تعالى: إن لم يكن العلماء العاقلون أولياء الله فلا أعلم لله وليًّا" أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "كان كثير المتابعة للمنقول في باب الأصول وغيره، لا يرى ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 31)، الذيل والتكملة (4/ 2 / 178). * مرآة الزمان (8/ 2 / 627)، معجم البلدان (2/ 159)، العبر (5/ 79)، السير (22/ 165)، تاريخ الإسلام (وفيات 620) ط. بشار، الوافي (17/ 37)، البداية والنهاية (13/ 107)، فوات الوفيات (2/ 158)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 133)، النجوم (6/ 256)، الشذرات (7/ 155)، معجم المفسرين (1/ 304)، الأعلام (4/ 67)، معجم المؤلفين (2/ 227)، "ابن قدامة المقدسي ومنهجه في الفقه"، رسالة دكتوراة للطالب فؤاد عبد اللطيف سرطاوي، 1411 هـ- 1991 م، المملكة المغربية.

إخلاصه ما لم يؤثر من العبارات ويأمر بالإقرار والإمرار لما جاء في الكتاب والسُّنة من الصفات من غير تغيير ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل ولا تعطيل" أ. هـ. * الشذرات: "قال أبو العباس بن تيمية: ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق رحمه الله. وقال الضياء: كان -رحمه الله تعالى- إمامًا في القرآن، إمامًا في التفسير، إمامًا في علم الحديث ومشكلاته، إمامًا في الفقه، بل أوحد زمانه فيه، إمامًا في علم الخلاف، أوحد زمانه في الفرائض، إمامًا في أصول الفقه، إمامًا في النحو، إمامًا في الحساب، إمامًا في النجوم السيارة والمنازل. وكان يفحم الخصوم بالحجج والبراهين، ولا يتحرج ولا ينزعج وخصمه يصيح ويحترق" أ. هـ. * قلت: ومن رسالة الدكتوراة المسماة "ابن قدامة ومنهجه في الفقه" في رأي ابن قدامة في مسألة التأويل قال صاحب الرسالة في (ص 200): "رأيه في التأويل: يذهب الموفق إلى عدم جواز التأويل للمعاني القرآنية، بل ويذم فاعله مستدلًا على صحة مذهبه بالآيات القرآنية وفهمه المتبادر منها. يقول تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}. وقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} حيث فهم منها الشيخ أن كل تابع في الدنيا مع متبوعه في الآخرة، وسالك حيث سلك، موعودًا بما وعد به متبوعه، من خير أو شر، لأن الله عز وجل قال في مقابل ذلك: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وقال: {فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} فجعلهم أتباعًا له في الآخرة إلى النار". وفي الصفحة (202) في ردة على مثيري الشبهات حول موقف القائلين بذم التأويل من اتهامهم لهم بالتأويل -نقل قول ابن قدامة- فقال: "حيث يقول: "فإن قيل فقد تأولتم آيات وأخبار، فقلتم قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} أي بالعلم، ونحو هذا من الآيات والأخبار، فيلزمكم ما لزمنا، قلنا: نحن لا نتأول شيئًا، وحمل هذه الألفاظ على هذه المعاني، ليس بتأويل، لأن التأويل صرف اللفظ عن ظاهره، وهذه المعاني هي الظاهر من هذه الألفاظ، بدليل أنه المتبادر إلى الأفهام منها، وظاهر اللفظ هو ما يسبق إلى الفهم منه، حقيقة كان أو مجازًا، ولذلك كان ظاهر الأسماء العرفية، المجاز، دون الحقيقة كاسم الرواية والظعينة وغيرهما من الأسماء العرفية، فإن ظاهر هذا المجاز دون الحقيقة، وصرفها إلى الحقيقة يكون تحويلًا يحتاج إلى دليل، وكذلك الألفاظ التي لها عرف شرعي، وحقيقة لغوية، كالوضوء والطهارة، والصلاة والصوم، والزكاة والحج، إنما ظاهرها العرف الشرعي دون الحقيقة اللغوية، وإذا تقرر هذا، فالمتبادر إلى الفهم من قولهم: "الله معك" أي بالحفظ والكلاءة، ولذلك قال الله تعالى فيما أخبر

عن نبيه: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، وقال لموسى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ولو أراد أنه بذاته، مع كل أحد، لم يكن لهم بذلك اختصاص، لوجوده في حق غيرهم، كوجوده فيهم، ولم يكن ذلك موجبًا لنفي الحزن عن أبي بكر ولا علة له، فعلم أن ظاهر هذه الألفاظ، هو ما حملت عليه، فلم يكن تأويلًا، ثم لو كان تأويلًا، فما نحن تأولناه، وإنما السلف رحمة الله عليهم، الذين ثبت صوابهم، ووجب اتباعهم، هم الذين تأولوه، فعن ابن عباس والضحاك ومالكا، وكثيرًا من العلماء، قالوا في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} أي علمه". ثم يتكلم صاحب الرسالة عن اعتقاد ابن قدامة في مسألة الأسماء والصفات، فينقل قول ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة -الذي نقلناه عنه آنفًا- ومفاده أن ابن قدامة يؤمن بصفات الله وأسمائه من غير تفسير ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل ولا تعطيل. ثم يقول: "فنجد الموفق يثبت لله عزَّ وجلَّ جميع الصفات التي ذكرت في كتاب الله أو على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". ثم يشرع بذكرها ومنها: الوجه، اليدان، النفس، المجيء، الرضا، الحب، الغضب، السخط، الكره، الاستواء، النزول، العجب، الضحك. وكل ذلك على مذهب السلف، ويطيل الكلام على ما يتعلق بصفتي النزول والاستواء باعتبار أنها أثارت جدلًا بين العلماء، فينقل قول الإمام مالك وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وكيف أن ابن قدامة قد استدل بأقوالهما في الكلام على مسألة الاستواء يستدلا به على أن هذا هو الاعتقاد الصحيح في هذه المسألة. ثم ينقل صاحب الرسالة ملخص اعتقاد ابن قدامة في مسألة الصفات فيقول (ص 205): "ومجمل قول ابن قدامة في موضوع الصفات يذكره بنفسه في كتاب الاعتقاد فيقول: "فكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، من صفات الرحمن، وجب الإيمان به، وتلقيه بالتسليم والقبول، وترك التعرض له بالرد والتأويل، والتشبيه والتمثيل، وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا، وترك التعرض لمعناه، ونرد علمه إلى قائله، ونجعل عهدته على ناقله، أتباعًا لطريق الراسخين، الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} فيعترفون بأن الاستواء صفة من صفات الله الفعلية، يجب الإيمان بها، والاعتقاد بأن الله فوق سماواته، مستو على عرشه، استواء يليق بذاته وعظمته". ثم يذكر في (ص 206) رأي ابن قدامة في مسألة كلام الله تعالى فيقول: "يرى الإمام الموفق أن الكلام صفة قديمة من صفات الله عزَّ وجلَّ، فهو متكلم بكلام قديم، لا يمكن أن يسمع كلامه أحد إلا أن يشاء ذلك، وقد سمع كلام الله عز وجل كل من موسى - عليه السلام - وجبريل عليه السلام، وورد في الأخبار الصادقة عن الرسول - عليه السلام - أن المؤمنين في الآخرة يكلمهم الله عزَّ وجلَّ ويكلمونه، ويؤيد الموفق هذا الرأي، ويدعمه بفهمه للآيات القرآنية الواردة بالنص في وصف الله عزَّ وجلَّ بالكلام، وأظهرها ما ورد في

1828 - المالقي

حق سيدنا موسى - عليه السلام - من قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وقوله: {يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي} وغيرها من الآيات والأحاديث، التي أوردها الإمام للتدليل على مذهبه في هذا الموضوع". ثم في (ص 210) يذكر ملخص اعتقاد ابن قدامة في مسألة القرآن وأنه كلام الله: "وعلى هذا، فإن القرآن عند الشيخ الموفق، وهو كلام الله وكتابه المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وهو سور محكمات، وآيات بينات، وحروف وكلمات، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، له أول وآخر، وأجزاء وأبعاض، متلو بالألسنة، محفوظ في المصحف، فيه محكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، وأمر ونهي". وفي (ص 211) يذكر اعتقاد ابن قدامة في مسألة العلو فيقول: "يرى الإمام الموفق -كما يرى السلف الصالح- إثبات العلو لله تعالى، دون تأويل ولا تحريف لمعاني الآيات التي يفهم منها العلو، التزامًا لطريق الحق، المتمثل في اتباع طريق المحدثين، المخالف لطريق الأشاعرة والماتريدية في فهم الآيات" أ. هـ. وفاته: سنة (620 هـ) عشرون وستمائة. من مصنفاته: "البرهان في مسألة القرآن" و"جواب مسألة وردت من صَرخد في القرآن"، و"الاعتقاد"، و"مسألة العلو"، وهو صاحب كتاب "المغني". 1828 - المالقيّ * اللغوي: عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عطية القيسي المالقي، أبو محمد. ولد: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمد القرطبي، وابن زرقون، وابن حُبيش وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "رحل حاجًا: فأدّى الفريضة وسمع بالمشرق .. وكان من أهل الزهد والفضل، وقد كتب إليّ مع بعض أصحابنا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان بارعًا في العربية، حافظًا للغة راوية عدلًا، ضابطًا متقنًا جمع الله له العلم والعمل، آخر الورعين بالأندلس، مقتصدًا في لباسه". وقال: "وكان شديد الورع لا يأكل إلا ممن يتحقق طيب كسبه، ولا سيما بعد حدوث الفتن، فإنه قطع أكل اللحم، وكان يختم القرآن كل جمعة، منقبضًا عن الناس، لا يجلس إليهم إلا في الإثنين والخميس" أ. هـ. وفاته: سنة (648 هـ)، وقيل: (646 هـ) ثمان وأربعين، وقيل: ست وأربعين وستمائة. 1829 - القَرْموني * النحوي، المفسر: عبد الله بن أحمد الأنصاري القرموني، المعروف بابن الأخرش، وقيل: ابن ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 906)، بغية الوعاة (2/ 33). * بغية الوعاة (2/ 33)، الوافي (17/ 59).

1830 - النسفي

الأخرس، أبو جعفر. من مشايخه: أبو الحسن الأُبّذي الحافظ وغيره. من تلامذته: أبو حيان وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "أخبرني العلامة الشيخ أثير الدين أبو حيان قال: المذكور أديب فاضل نحوي، بحث في كتاب سيبويه وغيره". وقال: "قال الشيخ أثير الدين: وأبو جعفر هذا أول مَنْ فهمْني شيئًا من النحو، قرأت عليه من أول (الجُمَل) إلى باب الابتداء. ومن (الفصيح) وأعربت عليه في شعر أبي إسحاق الألبيري الزاهد، وكان له اعتناء بالتفسير" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (670 هـ) سبعين وستمائة. 1830 - النَّسَفِي * المفسر: عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، حافظ الدين أبو البركات. من مشايخه: شمس الأئمة الكردري، روى الزيادات عن أحمد بن محمّد العتابي وغيرهما. من تلامذته: سمع منه الصغناقي وغيره. كلام العلماء فيه: * الجواهر المضيئة: "أحد الزهاد المتأخرين. صاحب التصانيف المفيدة في الفقه والأصول" أ. هـ. * المفسرون بين التأويل والإثبات: "من غلاة الأشعرية المؤولة، أول جميع الصفات بدون استثناء، بل هو متعصب في التأويل، يتمحل لمذهبه قدر ما يستطيع. صفة الغضب: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} وغضب الله إرادة الانتقام من المكذبين وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على من تحت يده (¬1). صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} الآية أي يجازيهم على استهزائهم فسمى جزاء الاستهزاء باسمه كقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ} فسمى جزاء السيئة سيئة، وجزاء الاعتداء اعتداء وإن لم يكن الجزاء سيئة واعتداء وهذا لأن الاستهزاء لا يجوز على الله تعالى من حيث الحقيقة لأنه من باب العبث وتعالى عنه. قال الزجاج: هو الوجه المختار (¬2). صفة الحياء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. أي لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي أن يتمثل بها لحقارتها، وأصل الحياء ¬

_ * الدرر الكامنة (2/ 352)، تاج التراجم (111)، الجواهر المضيئة (2/ 294)، مفتاح السعادة (2/ 188)، معجم المفسرين (1/ 304)، الأعلام (4/ 67)، معجم المؤلفين (2/ 228)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 111)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات (1/ 290)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (2/ 125). (¬1) تفسير النسفي (1/ 7). (¬2) تفسير النسفي (1/ 18).

تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب به ويذم، ولا يجوز على القديم التغير وخوف الذم ولكن الترك لما كان من لوازمه عبر عنه به، ويجوز أن تقع هذه العبارة في كلام الكفرة، فقالوا: أما يستحيي رب محمّد أن يضرب مثلًا بالذباب والعنكبوت فجاءت على سبيل المقابلة وأطباق الجواب على السؤال وهو فن من كلامهم بديع (¬1). صفة الاستواء: ذهب النسفي في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} من سورة الأعراف مذهب الجهمية فقال: أضاف الاستيلاء إلى العرش وإن كان سبحانه وتعالى مستوليًا على جميع المخلوقات لأن العرش أعظمها وأعلاها، وتفسير العرش بالسرير والاستواء بالاستقرار كما تقوله المشبهة باطل لأنه تعالى كان قبل العرش ولا مكان وهو الآن كما كان لأن التغير من صفات الأكوان والمنقول عن الصادق والحسن وأبي حنيفة، ومالك رضي الله عنهم أن الاستواء معلوم والتكييف فيه مجهول والإيمان به واجب والجحود له كفر والسؤال عنه بدعة (¬2). قلت: والنسفي ينقل قولة الإمام مالك المشهورة ومع ذلك يتنكب عنها ويثبت خلافها، هذا إن كان يدري معناها وأما إن كان لا يدري فتلك مصيبة والله يهدينا إلى سبيل الرشاد. صفة الكلام: قال عند قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} بلا واسطة ولا كيفية، وروى أنه كان يسمع الكلام من كل جهة، وذكر الشيخ في التأويلات أن موسى - عليه السلام - سمع صوتًا دالًا على كلام الله تعالى وكان اختصاصه باعتبار أنه أسمعه صوتًا تولى تخليقه من غير أن يكون ذلك الصوت مكتسبًا لأحد من الخلق وغيره يسمع صوتًا مكتسبًا للعباد فيفهم منه كلام الله تعالى (¬3). التعليق: ويلاحظ من عبارة الشيخ التمحل الكبير الذي لا يصدر إلا من أشعري مغرق في الأشعرية مثله ولو رجعوا إلى مذهب السلف لأراحوا أنفسهم من هذه التصورات الخيالية التي لا تستند إلى نص ولا إلى عقل". قلت: يبدو أن الأستاذ المغراوي في كتابه هذا لا يفرق بين الأشعرية والماتريدية فالذين قالوا بأن كلام الله لا يسمع، إنما يسمع ما هو عبارة عنه، وموسى إنما سمع صوتًا وحروفًا خلقها الله دالة على كلامه هم الماتريدية وليس الأشعرية، وهذه المسألة هي إحدى المسائل المهمة التي وقع فيها الخلاف بين الماتريدية والأشعرية. وذهب الأشاعرة في هذه المسألة إلى جواز سماع كلام الله تعالى، وأن ما سمعه موسى - عليه السلام - هو كلام الله تعالى النفسي، وذلك يكون بخلق إدراك في المستمع. [انظر كتاب الماتريدية دراسة وتقويمًا ¬

_ (¬1) نفس المصدر (1/ 28، 29). (¬2) تفسير النسفي (2/ 43). (¬3) نفس المصدر (2/ 57).

1831 - ابن الفصيح الهمذاني

لـ (أحمد اللهيبي الحربي)] ثم يذكر المغراوي شواهد أخرى على تأويلة: صفة الوجه: النسفي من المؤولين لصفة الوجه والمعطلين لها في جميع موادرها في القرآن. وقال عند قوله تعالى من سورة الكهف: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ و} رضا الله (¬1). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا إياه فالوجه يعبر عن الذات وقال مجاهد: يعني علم العلماء إذا أريد به وجه الله (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة الروم: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ... يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} [الروم: 38] أي ذاته أي يقصدونه بمعروفهم إياه خالصًا (¬3). وقال عند قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ذاته ذو الجلال، ذو العظمة والسلطان وهو صفة الوجه (¬4). وقال عند قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} أي وما لأحد عند الله نعمة يجازيه بها إلا أن يفعل فعلًا يبتغي به وجه ربه فيجازيه عليه (¬5). قلت: والملاحظة أن النسفي في سورة الرحمن يصف الوجه أو يثبت صفة الوجه بقوله: {ذُو الْجَلَالِ} ومع ذلك يفسرها بالذات وفي سورة الليل يفسرها بعموم الوجه. فالظاهر كما تقدم في معظم تفاسير الآيات أنه يؤولها ويعطلها وما ورد من ذلك مما يوهم الإثبات فهو محمول على المفسر - والله أعلم-" أ. هـ. قلت: ذكر الأستاذ المغراوي بقية الصفات التي أولها النسفي فمن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب الآنف الذكر. * الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات: "هو من كبار أئمة الحنفية وأهم أعيان الماتريدية ولكتبه أهمية بالغة له (عمدة عقائد أهل السنة) و (الاعتماد شرح عمدة العقائد) وهو شرح للمتن المذكور ولأهمية هذا المتن عند الماتريدية قام جمع بشرحه ونظمه بتصرف بسيط" أ. هـ. قلت: والصحيح ما قاله صاحب كتاب الماتريدية من أن النسفي ماتريدي العقيدة وليس أشعري العقيدة كما ذهب إلى ذلك المغراوي ويؤيد أنه ماتريدي صاحب كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات حيث قال: "إما من أئمة الماتريدية ويلقب عندهم بـ (حافظ الدين") أ. هـ. والله أعلم. وفاته: سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. من مصنفاته: "مدارك التنزيل" ثلاث مجلدات في تفسير القرآن، و"كنز الدقائق" وغير ذلك. 1831 - ابن الفصيح الهمذاني * المقرئ: عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد بن ¬

_ (¬1) تفسير النسفي (3/ 9). (¬2) نفس المرجع (3/ 190). (¬3) نفس المرجع (3/ 209). (¬4) نفس المرجع (4/ 109). (¬5) نفس المرجع (4/ 271). * وفيات ابن رافع (1/ 480)، المعجم المختص (86)، الدرر الكامنة (2/ 349)، الوافي (17/ 61)، بغية الوعاة (2/ 32)، الأعلام (4/ 68)، معجم المؤلفين (2/ 226).

1832 - الغرياني

الفصيح الهمذاني الكوفي، جلال الدين، العراقي الحنفي. ولد: (702 هـ) اثنتين وسبعمائة. من مشايخه: ابن الدواليبي وعلي بن عبد الصمد بن أبي الجيش وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان فاضلًا له نظم حسن وكتابة قوية .. " أ. هـ. وفاته: (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "عمدة القرّاء وعدة الإقراء" قصيدة في الفرق بين الظاءات والضادات وقصيدة "عقد الحر" في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -. 1832 - الغُرِّياني * اللغوي: عبد الله بن أحمد اللخمي التونسي الغُرِّياني. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان فاضلًا مشاركًا في الفقه والعربية والفرائض مع الدين والخير" أ. هـ. وفاته: سنة (812 هـ) اثنتين عشرة وثمانمائة. 1833 - البَشْبيشي * النحوي: عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن أبي بكر، العذري، جمال الدين البَشْبيشي. ولد: سنة (762 هـ) اثنتين وستين وسبعمائة. من مشايخه: العمادي، وابن الملقن وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "تكسب بالوراقة وكتب الخط المجيد، ناب في الحسبة عن الشيخ تقي الدين المقريزي .. " أ. هـ. * الشذرات: "برع في الفقه والعربية واللغة .. " أ. هـ. وفاته: (820 هـ) عشرين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا جليلًا في الألفاظ المعربة، وكتابًا في شواهد العربية أوسع الكلام فيه. 1834 - الفَاكِهِي * اللغوي: عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الفاكهي المكي، جمال الدين الشافعي. ولد: سنة (899 هـ) تسع وتسعين وثمانمائة. كلام العلماء فيه: * النور السافر: "أمه أم ولد حبشية ... وكان من كبار العلماء، مشاركًا في جميع العلوم وله مصنفات مفيدة ... وبالجملة، فإنه لم يكن له نظير في زمانه في علم النحو، فإنه كان فيه آية من آيات ¬

_ * إنباء الغمر (6/ 188)، الضوء اللامع (5/ 7)، وجيز الكلام (1/ 404)، الشذرات (9/ 145). * إنباء الغمر (7/ 287)، الضوء اللامع (5/ 7)، وجيز الكلام (2/ 450)، الشذرات (9/ 214)، وفيه البَشبيتي، الأعلام (4/ 68). * النور السافر (277)، الشذرات (10/ 536)، الأعلام (4/ 69)، معجم المطبوعات (1432)، معجم المؤلفين (2/ 226).

1835 - الشرابي

الله تعالى حتى قيل أنه سيبويه عصره .. " أ. هـ. * معجم المطبوعات: " .. وكتبه تدل على غزارة علمه ودقة فهمه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (972 هـ) اثنتين وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "الفواكه الجنية على متممة الأجرومية" و"مجيب الندى إلى شرح قطر الندى". 1835 - الشرابي * المفسر: عبد الله بن أحمد، المعروف بالشرابي الشافعي، النابلسي. ولد: قبل سنة (1100 هـ) مائة وألف بعدة أعوام. من مشايخه: قرأ على الشيخ عبد الحق بن أبي بكر الأخرمي، وأجازه الأستاذ الشيخ مصطفى الصديقي الدمشقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ العالم الفاضل الفقيه المفرد الإمام النحرير المحقق الشهير الصافي الشرب الودود الصالح ... تضلع في الفقه والتفسير والحديث .. وأخذ الطريقة الشاذلية عن الأستاذ المزطادي المغربي وجدّ في التهجد بأوراد سيدي أبي الحسن الشاذلي. والصلاة المشيشة واستجاز من الأستاذ الشيخ مصطفى الصديقي الدمشقي بها وكتب شرحه عليها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1147 هـ) سبع وأربعين ومائة وألف. 1836 - ابن إدريس * المقرئ: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي، أبو محمد. ولد: سنة (120 هـ) عشرين ومائة وقيل غير ذلك. من مشايخه: هشام بن عروة، والأعمش، وتلا على نافع وغيرهم. من تلامذته: مالك، وابن المبارك، وأحمد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "قال ابن أبي حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين ثقة. وقال النسائي: ثقة ثبت" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "قال أحمد بن حنبل: كان ابن إدريس نسيج وحده. وقال بشر بن الحارث: ما شرب أحد ماء الفرات فسَلِم إلا عبد الله بن إدريس. وقال العجلي: ثقة ثبت، صاحب سنة، زاهد صالح، وكان عثمانيًّا ويحرم النبيذ. قال الخليلي: ثقة، متفق عليه" أ. هـ. * السير: "المقرئ الحافظ، شيخ الإسلام ... ¬

_ * سلك الدرر (3/ 82). * التاريخ الكبير للبخاري (5/ 47)، الجرح والتعديل (5/ 8)، تاريخ بغداد (9/ 415)، العبر (1/ 308)، السير (9/ 142) تاريخ الإسلام (وفيات طبقة 20) ط. تدمري، الوافي (17/ 64)، البداية والنهاية (10/ 208)، غاية النهاية (1/ 409)، تهذيب التهذيب (5/ 126)، الشذرات (2/ 422)، تقريب التهذيب (238).

1837 - ابن التبان

وكان من أئمة الدين، قال ابن عرفة: لم أرَ بالكوفة أفضل منه. لما نزل به الموت، بكت بنته، فقال: لا تبكي يا بنية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة. وكان إذا لحن أحد في كلامه، لم يحدثه. وأراده الرشيد للقضاء فامتنع، فأرسل له بالمال فامتنع، وحلَف ألا يكلم حفص بن غياث لأنه تولى للرشيد" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة فقيه عابد" أ. هـ. وفاته: سنة (192 هـ)، وقيل: (194 هـ) اثنتين وتسعين، وقيل: أربع وتسعين ومائة. 1837 - ابن التَّبان * اللغوي: عبد الله بن إسحاق، المعروف بابن التبان، أبو محمد، شيخ المالكية. ولد: سنة (311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: ابن اللبَّاد وغيره. من تلامذته: سمع منه أبو القاسم المنستيري، ومحمد بن إدريس بن الناظور، وابن اللبيدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * ترتيب المدارك: "كان فصيح اللسان حافظًا للقرآن، بعيدًا عن الرياء والتصنع" أ. هـ. * الديباج: "الفقيه الإمام، كان من الحفاظ، وكان يميل إلى الدقة، وحكايات الصالحين، عالمًا باللغة والنحو والحساب والنجوم. ذكره القابسي فقال: رحمك الله يا أبا محمّد فقد كنت تغار على المذهب -مالك- وتذبُّ عن الشريعة وكان أشد الناس عداوة لبني عبيد" أ. هـ. * السير: "عالم القيروان وشيخ المالكية" أ. هـ. * شجرة النور: "إمام الفقهاء الراسخين والعلماء المبرزين المتفنن في العلوم الحافظ المجاب الدعوة، ضربت له أكباد الإبل من الأقطار" أ. هـ. من أقواله: الديباج: "من أقواله: العلم إذا لم يعمل به صاحبه فهو وبال عليه وإذا عمل به كان حجّة له ونورًا يوم القيامة" أ. هـ. وفاته: سنة (371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: ألف كتابًا في النوازل. 1838 - اليافعي * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: عبد الله بن أسعد بن علي بن سُليمان بن فلاح اليافعي اليمني ثم المكي الشافعي، عفيف الدين، أبو محمد. ولد: قبل سنة (700 هـ) سبعمائة بقليل، وقيل: (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. ¬

_ * ترتيب المدارك (4/ 517)، العبر (2/ 360)، السير (16/ 319)، تاريخ الإسلام (وفيات 371) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 950)، النجوم (4/ 141)، الديباج المذهب (1/ 431)، الشذرات (4/ 385)، شجرة النور (95). * الوفيات لابن رافع (2/ 313)، الدرر الكامنة (2/ 352)، ذيل العبر لابن العراقي (1/ 225)، السلوك (3/ 1 / 146)، جامع كرامات الأولياء (2/ 275)، النجوم (114/ 93)، بدائع الزهور (1/ 2 / 55)، مفتاح السعادة (1/ 267)، الشذرات (8/ 362)، البدر الطالع (1/ 378)، روضات الجنات (5/ 142)، الأعلام (4/ 72)، معجم المؤلفين (2/ 229)، مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية (2/ 631).

من مشايخه: العلاق أبو عبد الله البصَّال، وعلي الطوشي وهو الذي سلكه الطريق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "وكان منقطع القرين في الزهد أخبرني شيخي أبو الفضل العراقي أنه قال لهم في كلام ذكر فيه الخضر: إن تقولوا إنه حي وإلا غضبت عليكم، وحفظ عنه تعظيم ابن عربي والمبالغة في ذلك" أ. هـ. * الشذرات: "وكان مربيًا للطلبة والمريدين ... وكان يتعصب للأشعري، وله كلام في ذم ابن تيمية، ولذلك غمزه بعض من يتعصب لابن تيمية من الحنابلة وغيرهم" أ. هـ. * روضات الجنات: "وعن الأسنوي الأصولي: أنه قال لم يمت اليافعي إلا وقد قطب، وهو من قطب أو التفصيل منه، والظاهر كون المراد أنه لم يتهلل وجهه في حالة الموت بنيل ما كان يسره، بل انقبض وجهه إذ ذاك مع ملاحظة ما كان يسؤه، نعوذ بالله من سوء العاقبة وخسران المنقلب وسيئات الأعمال" أ. هـ. * قلت: لقد اطلعنا على الكتب المطبوعة للمترجم له، واقتطفنا منها بعض الفقرات والمواضيع والعبارات التي توضح عقيدته الصوفية الثابتة عليه والمنافح عنها بشكل أو آخر، المائل إلى الإعتزال، وطريقة المتكلمين، رغم أنه قد ردَّ عليهم في كتابه "مرهم العلل" الذي سنذكر فيه بعض الفقرات، ودفاعه عن أبي حامد الغزالي، وإليك تلك النقولات: 1 - نقلًا من كتابه "مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة"، حيث يقول في سؤال السائل حول قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ} [محمد: 19] ص (46 - 48): "فأما قول السائل أولًا: في نفي الثاني عن الله تعالى في قوله عزَّ وجلَّ: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ} هل هو مترتب على معرفة الله تعالى أو معرفة الله تعالى مترتبة عليه؟ فكان ينبغي أن يقول نفي إله غير الله لمطابقة الآية التي ذكر، فإنها نافية لكل إله سواه عزَّ وجلَّ وليس فيها لتعلق ذكر الثاني مدخل. وأن يقول: أم معرفة الله بـ "أم" عوضًا عن أو. وأما ما ذكره من أن الطريق إلى معرفة الله تعالى السمع عندنا، فليس بصحيح، بل الطريق إليها عندنا وعندهم النظر. لكن عندنا يجب النظر فيها بالسمع وعندهم بالعقل؛ فالسمع عندنا طريق إلى معرفة وجوب النظر الموصل إلى المعرفة لا إلى المعرفة نفسها، كما زعم، لأن الأمر بها موجب للنظر المعرف وقد يخلف النظر بخلف امتثال الأمر فتخلف المعرفة لخلف المعرف، ولا يلزم وجوده وجودها. أعني لا يلزم من وجود الأمر الذي هو السمع وجود المأمور به الذي هو المعرفة. ودليلنا على أن الموجب للنظر فيها هو السمع دون العقل: النقل والعقل. أما وجوب ذلك بالسمع فيدل عليه النقل، وأما عدم وجوده بالعقل فيدل عليه العقل والنقل. أما الأول، وهو قولنا أن الموجب النظر فيها هو السمع، فقوله تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس: 101] ونحو ذلك من الآيات الكريمات، وكذلك الإجماع، كما سيأتي كلام إمام الحرمين في ذلك في "الفصل الرابع" إن

شاء الله تعالى. وأما الثاني، وهو عدم وجوبه بالعقل فسيأتي بيانه هادمًا لجميع ما بنوا عليه مذهبهم الفاسد من التحسين والتقبيح العقلي في جميع العقائد. وأما جواب السؤال عن أبي من نفي الثاني ووجود المعرفة مترتب على الآخر، فلنقدم على ذكره بيان الطريق الموصلة إلى المعرفة. فبذلك يتصح إن شاء الله بيان الطريق إلى معرفة الصانع جلَّ وعلا. اعلم أن الطريق إلى معرفته تبارك وتعالى هي النظر في مصنوعاته في الملكوت العليا والسفلى، وما اشتملت عليه من الإتقان والانتظام والحكم والإحكام؛ وغير ذلك مما يشهد بوجود الصانع وجلاله وعظمته وكماله تعالى في ذاته وصفاته. قال قدوتنا وسيدنا الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي؛ - رضي الله عنه -: وأولى ما يستضاء به من الأنوار ويسلك من طريق الاعتبار ما أرشد إليه القرآن، فليس بعد بيان الله بيان. وقد قال الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَال أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} إلى قوله تعالى: {أَلْفَافًا} [النبأ: 6]. وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ} إلى قوله تعالى: {لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164]. وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} إلى قوله تعالى: {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} [نوح: 15 - 18]. وقال تعالى: {أَفَرَأَيتُمْ مَا تُمْنُونَ} إلى قوله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوينَ} [الواقعة: 58 - 73]. قال: وليس يخفى على من معه أدنى مسكة إذا تأمل بأدنى فكرة مضمون هذه الآيات، وأدار نظره على عجائب خلق الله في الأرض والسموات، وتدبر فطرة الحيوان والنبات أن هذا الأمر العجيب والترتيب المحكم لا يستغني عن صانع يدبره، وفاعل يحكمه ويقدره، بل تكاد فطرة النفوس تشهد بكونها مقهورة تحت التسخير ومصرفة بمقتضى تدبير، لذلك قال الله تعالى: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10] وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25]، [الزمر: 38] انتهى مختصرًا". ثم قال في دفاعه عن الإمام الغزالي ص (51): "ما أنكره بعض الناس على حجة الإمام أبي حامد الغزالي والرد عليهم: قلت: وأما ما أنكره بعض النّاس على الإمام حجة الإسلام، - رضي الله عنه -، ونسبه إليه من الكفر، وزعمه أنه حصر القدرة في قوله - رضي الله عنه -: (ليس في الإمكان أبدع من هذا الوجود)، فقد أجبت عنه لما أرسل إليَّ بعض الفقهاء الطاعنين فيه يسأل عن الجواب في ذلك في معرض التعريض بالإنكار عليه، والإشعار بالكفر الذي نسبه إليه فذكرت في الجواب ما يقتضي الإنكار على المنكر عليه. وقلت: التكفير على المكفر له بما نسبه إليه، وها أنا أشير إلى ما ذكرته بتقرير قدرته. وذلك أن كمال الصنعة يدلّ على كمال الصانع، والنقص على النقص. فيلزم على قول المنكر أن يكون

صنعة هذا الوجود ناقصة بالنسبة إلى صنعة أكمل منها، وذلك يستلزم نسبة النقص إلى الصانع، ونسبة النقص إلى الصانع تعالى هي عين الكفر" أ. هـ. وقد مدح عقيدة أهل السنة والتي ذكر فيها ثنائه على الإمام الغزالي ومدح شيخ طريقته الشاذلية الشاذلي في قصيدة. 2 - أما كتابه: "الدر النظيم في خواص القرآن العظيم" فما هو إلا كتاب أحشاه بالخرافات في إمكانية جعل كلمات القرآن والذكر التي وردت في القرآن والأحرف فيه على أشكال وأرقام وجداول وغيرها من أمور البدع، والتصوف المبني على العقائد والأنحرافات الزائغة عن الكتاب والسنة وإليك بعضها: قال ص (22): "فصل اعلم أني أخذت الحروف المفتتح بها السور وحذفت منها المكرر فصارت (14) حرفًا ال م ص ر ك هـ ي ع ط س ق ن ح فحسبتهما على حساب الجمل على رأي المغاربة فجاءت 93 ثم نظرت ووضعت وفقًا مسدسًا في قلبه وفق مخمس فيه الأحرف النورية التي هي فواتح لسور القرآن غير مكررة وهي عجيبة فتأمله وهو هذا عدديًا حرفيًّا والله النافع بمنه وكرمه. وصورته هكذا فتأمله ترشد". ثم جعل بعد هذا الكلام جدولًا فيه من الأحرف والأرقام، ما تعجب عند رؤيته، وقال: "هذا الوفق ينفع لقضاء الحاجات"! ثم قال ص (23): "ووجدت إحدى وثلاثين آية مكتوبة بخط الشيخ أبي العباس المرسي ولا أدري هل تكتب أو يحمل أو تقرأ في كل يوم من أيام الشهر فأثبتناها هنا. وهي هذه ومما رزقناهم ينفقون كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا إلى بغير حساب وارزقنا وأنت خير الرازقين .. " الخ كلامه في إيراد آيات من سور القرآن الكريم، من أجل ذكرِ ما أنزل الله فيه من سلطان. وقال أيضًا ص (25): "واعلم أن اسمه الباسط إذا ذكر وحمل أثر سعة الرزق وتفريج الكرب وتفريح النفس وإذا داوم على ذكره ذاكر أربع ساعات من أربعة أيام أو اثنين وسبعين مرة في كل يوم ختام 72 يومًا ثبته الله على الطاعة وخفف عنه كل ثقل ولطف به فيما قدر عليه ورزقه. والطاء إذا نقشت في لوح من ذهب والشمس في سعدها تنقش 9 طاآت و 4 هاآت وحملها إنسان معه قهر الله بها قلوب الجبارين من الجن والإنس وحبب إليه أعمال البر كلها ومن علقها عليه زال ما يشكوه من وجع الرأس". وقال: "ومن كتب آخر حرف من ذي الطول 30 مرة أو كتب كما هو 7 مرات في سابع ساعة من سابع الشهر بنية ما يرومه على ذكر وطهارة يسر الله عليه". ثم ذكر عن شيخه أبي الحسن الشاذلي من هذه الأمور ما يلي: قال ص (47): "ورأيت بخط الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه هذه الأشكال وقد شاع بأنها اسم الله الأعظم وقسم من أقسام الله المكرم. وهذه صورته -كتب أشكال غريبة من خرافات الصوفية- وفيها نظم عن الإمام علي كرم الله وجهه وهو هذا:

ثلاث عصيّ قد صفقْت بعد خاتم ... على رأسها مثل السهام المقوّم وميم طميس أبتر ثم سلم ... إلى كل مأمول وليس بسلم وأربعة مثل الأنامل صفقت ... تشير إلى الخيرات من غير معصم وخاتم خير ثم هاء مقوّس ... كأنبوب حجام وليس بمحجم فذاك هو اسم الله جل جلاله ... اسم عظيم في الكتاب المكرم عليه من النور البهي جلالة ... إلى كل إنس من فصيح ومعجم يريك من الآيات ما فيه عبرة ... وأمر جسيم في القضية معدم فيا حامل الاسم الذي ليس مثله ... توق به كل المكاره تسلم وقيل في الدعاء بها: اللهم إني أسألك بالهاء الموقوفة من اسمك الأعظم وبالثلاث من بعدها وألف المقوّم وبالجيم والميم الطميس الأبتر والسلم والأربع التي هي كالكف بلا معصم وبالهاء المشقوقة والواو المعظم صورة إسمك الكريم الأعظم أن تصلي على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد كل حرف جرى به القلم وأن تقضي لي حاجتي وهي كذا وكذا .. " الخ هذه الأمور التي نسأل الله تعالى البراء منها ... والله المستعان. 3 - وأما كتابه "نشر المحاسن العالية في فضل المشايخ الصوفية أصحاب المقامات العالية" حيث يقول ص (11) في رده عن عدة أسئلة حول كرامات الأولياء والفرق بين أولياء وآخرين وغير ذلك من الأسئلة المنحرفة المنهج، فأجاب عليها، ونذكر منها جوابه حول كرامة الولي هل تبلغ المعجزة فقال: "أقول وبالله سبحانه التوفيق: يجوز أن تبلغ الكرامة مبلغ المعجزة في جنسها وعظمها على القول الصحيح المحقق المختار، وأستدل على ذلك بالمعقول والمنقول عن أئمة الأصول، وبوقوع ذلك في كثير من الأولياء وبالإسناد الصحيح الموصول، أما المعقول فأقول: لا يخلوا إما أن يكون المنع من ذلك من جهة النقل، أو من جهة العقل، والأول باطل إذ ليس في منع ذلك نقل يوجد، بل النقل متظاهر في جوازه كما سيأتي، والثاني، إما أن يمتنع لذاته أو لغيره، والأول باطل إذ خرق العادة مطلقًا في الصغير والكبير للنبي والولي وغيرهما من الشريف والحقير لا يحيله العقل في قدرة الرب القدير، والثاني إما أن يكون لالتباس النبي بالمتنبي أو غيره، والثاني باطل إذ ليس فيه دافع لأصل ولا قاح في معجزة، والأول إما أن لا يكون مقرونًا بدعوى النبوة أو يكون، والأول باطل إذ ليس فيه التباس فتعين الثاني، وهو حصر الالتباس المحصور فيه المنع في الخارق المقرون بدعوى النبوة فلا التباس في غير الخارق، المقرون بالدعوى المذكورة، فلا منع من كل خارق ليس مقرونًا بدعوى النبوة وهو المطلوب والحمد لله. قلت: وهذا التقرير الذي قررته في جواز عظام

الكرامات يلزم منه بطلان مذهب المعتزلة في منعهم جواز مطلق الكرامات، إذ جواز عظيمها يلزم منه جواز صغيرها، ويلزم منه أيضًا بطلان أقوال ضعيفة لبعض القائلين بجواز الكرامات، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى. وأما المنقول: فالدليل على المعتزلة المانعين لجملة الكرامات قد قدمناه في الفصل الأول من القرآن والأخبار والآثار، والدليل على أصحاب الأقوال الضعيفة من المجوزين لها سأذكره من أقوال أئمة الأصول المحققين النظار المدققين". وقال في ص (428): "وقال بعض المشايخ أيضًا لمنكر عليه من الفقهاء في قراءته: لئن لحنت في قراءة القرآن لقد لحنت أنت في الإيمان، وذلك أنه لما أنكر عليه وخرج من عنده قصده السبع فغشي عليه من خوفه لضعف إيمانه وقلة ثقته بالله تعالى، إذ السبع كلب من الكلاب ودابة من الدواب التي لا يتحرك شيء منها إلا بإذن رب الأرباب، ولا يجري شيء من الوجود إلا بما سبق به القضاء في أم الكتاب وفي معنى ذلك قلت (ثم ساق أبيات له). قلت: وقد تقدم قول المشايخ العارفين بالله: أقل عقوبة المنكر على الصالحين أن يحرم بركتهم، قالوا: ويخشى عليه سوء الخاتمة، نعوذ بالله من سوء القضاء. وتقدم أيضًا قول الشيخ العارف بالله تعالى الإمام معدن العلوم والأسرار، ناصر الشريعة والحقيقة صاحب كتاب الأنوار رضي الله تعالى عنه: من رأيتموه يزدرى بالأولياء، وينكر مواهب الأصفياء، فاعلموا أنه محارب لله، مبعود مطرود عن حقيقة قرب الله تعالى. وقال الشيخ الكبير العارف بالله تعالى الشهير أبو تراب النخشبي رضي الله تعالى عنه: إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة في أولياء الله تعالى. وقال الشيخ الجليل العارف بالله تعالى شاه بن شجاع الكرماني رضي الله تعال عنه: ما تعبد متعبد بأكبر من التحبب إلى الأولياء، لأن محبة أولياء الله تعالى دليل على محبة الله عزَّ وجلَّ. وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رضي الله تعالى عنه: وقبول قلوب المشايخ لمريد أصدق شاهد لسعادته، ومن رده قلب شيخ من الشيوخ فلا محالة يرى غب ذلك ولو بعد حين، ومن خذل بترك حرمة الشيوخ فقد أظهر رقم شقاوته وذلك لا يخطئ انتهى كلامه. قلت: وقد أدرك توفيق الله سبحانه جماعة منكرين عليهم من الفقهاء والنساك، وأنقذهم من العمى والعقوبة بعد ما أشرفوا على الهلاك، فصاروا منهم معتقدين لهم ومنتسبين إليهم، بعد ما طال معاداتهم لهم وإنكارهم عليهم، ومطاعنين دونهم بعد ما كانوا طاعنين فيهم. قلت: وليس بين المنكر عليهم وبين ترك الإنكار من الفقهاء والجهال إلا أن يذوق راح المحبة التي ذاقوا عند مشاهدة الجمال، فيصير صوفيًا شاء أو أبي، ويخلع العذار وينشد لسان حاله ما قاله شارب العقار: سقوني وقالوا لا تغنى ولو سقوا ... جبال حنين ما سقونى لغنت

1839 - النهمي

ثم قال ص (431): "وعلى الجملة فمجموع هذا الكتاب مشتمل على نبذة يسيرة من محاسن السادات الأحباب المقربين إلى تلك الحضرة، الذين لو أقسم أحدهم على الله لأبره، ومن هذا الإبرار المذكور الذي هو عنهم مشهور وعدده غير محصور" أ. هـ. * ثم ننقل من كتاب "مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية" ما نصه: "قال النبهاني: قال عبد الله اليافعي الغوث: روى عن بعض الكبار أنه طلب منه بعض الناس أن يدعو له الله تعالى أن يرزقه ولدًا ذكرًا فقال: إن أحببت ذلك فسلم للفقراء مائة دينار فسلم إليه ذلك ثم جاء بعد ذلك بمدة وقال له: يا سيدي وعدتني بولد ذكر وما وضعت امرأتي إلا أنثى فقال له الشيخ: الدنانير التي سلمتها ناقصة فقال: يا سيدي ما هي ناقصة إلا شيئًا يسيرًا فقال له الشيخ: ونحن أيضًا ما أنقصناك إلا شيئًا يسيرًا فإن أحببت أن نوفي لك فأوف لنا فقال: نعم يا سيدي ثم ذهب وعاد إليه بتوفية ذلك النقصان فقال له الشيخ: اذهب فقد أوفيناك كما أوفيت فرجع إلى منزله فوجد غلامًا بقدرة الله تعالى وإكرامًا لأوليائه عز وجل" أ. هـ. * قلت: ومما تقدم نعلم، عقيدته الصوفية التي تميل إلى الإنحرافات وميله إلى الإلتزام بطريق شيخه وطريقة المتكلمين وله مصنفات أخرى اطلعنا عليها ككتاب: "الإرشاد والتطريز في فضل ذكر الله تعالى .. " ويشمل على عشرة أبواب، في مدح الصالحين ورباطهم وأقوالهم ومعاملاتهم وذكر ما ورد من الأذكار، وفي مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - وغير ذلك مثل ما تقدم مع إيراد الأشعار والقصائد فيه ... ولولا التطويل وما أوردناه -وهو يكفي لبيان أمر المترجم له- لأوردت أكثر من ذلك، وما عرضناه يكفي والله المستعان، وما كان ما ذكرناه إلا نبين مقتطفات من كتبه لإعلام القارئ الكريم، ومعرفة عقيدته، وأسلوب علمه، في عرض الأحكام والأمور الشرعية، والله سبحانه وتعالى أعلم. وفاته: سنة (768 هـ) ثمان وستين وسبعمائة. من مصنفاته: قصيدة مشتملة على قريب من عشرين علمًا إلا أن بعضها متداخل، كالتصريف مع النحو، والقوافي مع العروض، وله "مرهم العلل المعضلة" في أصول الدين، و"الإرشاد والتطريز" في التصوف. 1839 - النهمي * النحوي، المفسر: عبد الله بن إسماعيل بن حسن بن هادي النهمي الصغاني. ولد: سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف. من تلامذته: الشوكاني وغيره. كلام العلماء فيه: * نيل الوطر: "برع في النحو والصرف وحقق في المنطق والمعاني والبيان والأصول وشارك في الفقه والحديث والتفسير ... وكانت له عناية تامة بتخريجهم والمواظبة على التدريس وجلب الفوائد للطلبة" أ. هـ. * البدر الطالع: "أخذت عنه في النحو والمنطق ¬

_ * البدر الطالع (1/ 379)، نيل الوطر (2/ 69).

1840 - أبو محمد المقدسي

وأصول الفقه والحديث ... وفيه كرم أنفاس وبسبب ذلك أتلف ما ورثه من والده وهو شيء واسع وصار الآن مُملقًا لطف الله به، ... وقد فتر عزمه عن التدريس ولم يبق للطلبة رغوب إليه وصار معظم إشتغاله بما لا بدَّ منه من أمر المعاش مع ركة حاله لاطفه الله ولم أزل راعيًا معظمًا لشأنه معرضًا عما بدر منه -أي مع الشوكاني-" أ. هـ. وفاته: سنة (1228 هـ) ثمان وعشرين ومائتين وألف. 1840 - أبو محمد المقدسي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن بَرّي بن عبد الجبار بن (بريِّ)، المقدسي، ثم المصري النحوي الشافعي، أبو محمد. ولد: سنة (499 هـ) تسع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: عبد الجبار بن محمّد المعافري، وابن الحُطيئةَ وغيرهما. من تلامذته: عبد الغني المقدسي، وابن الجُمَّيزِيِّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان ثقة" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وكان ثقة دينًا .. وكان فيه غفلة" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "مثال على حديثه الملحون، حيث قال لأحد تلامذته في النحو: إشتر لي قليل هندبا بعرُوقو فقال له التلميذ: هندبًا بعروقِهِ، فعزّ عليه كلامه وقال: لا تأخذه إلا بعروقو، وإن لم يكن بعروقو فما أريده" أ. هـ. * السير: "تصدر بجامع مصر للعربية، وتخرّج به أئمة، وقصد من الآفاق. وكان يتحدث ملحونًا ويتبرم بمن يتفاصح" أ. هـ. * العبر: "وانتهى إليه علم العربية في زمانه وقُصد من البلاد لتحقيقه وتبحرُّه ومع ذلك فله حكايات في التغفل وسذاجة الطبع، كان يلبس الثياب الفاخرة، ويأخذ في كمه العنب مع الحطب والبيض، فيقطر على رجله ماء العنب فيرفع رأسه ويقول: العجب أنها تمطر مع الصحو" أ. هـ. * الوافي: "كان نحويًّا لغويًّا، شايع الذكر، مشهورًا بالعلم لم يكن للمصريين مثله" أ. هـ. * البداية والنهاية: "أحد أئمة اللغة والنحو في زمانه وكان عليه، تعرض الرسائل بعد ابن بابشاد، وكان كثير الاطلاع عالمًا بهذا الشأن وله التصانيف المفيدة" أ. هـ. * المقفى: "تصدر للإشتغال بالنحو في جامع عمرو بن العاص، وكان إمامًا مقدّمًا في النحو واللغة .. عالمًا بكتاب سيبويه وعلله، قيمًا باللغة وشواهدها .. وكان مع ما آتاه الله من العلم ساذج الطباع في ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1510)، إنباه الرواة (2/ 110)، وفيات الأعيان (3/ 108)، السير (21/ 136)، العبر (4/ 247)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 58)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 121)، البداية والنهاية (12/ 341)، إشارة التعيين (161)، الوافي (17/ 80)، البلغة (121)، المقفى (4/ 450)، النجوم (6/ 103)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 267)، بغية الوعاة (2/ 34)، الشذرات (6/ 449)، الأعلام (4/ 73)، معجم المؤلفين (2/ 231)، تاريخ الإسلام (وفيات 582) ط. تدمري.

1841 - العيدروس

أمور الدنيا مبارك الصحبة ميمون الطلعة، وفيه تغفل عجيب يستبعد من سمعه أن يجتمع رجل متين العلم. وكانت ثيابه وسخة وله في التغفل أخبار شائعة بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "الحواشي على الصحاح للجوهري" في ست مجلدات، و"جواب المسائل العشر". 1841 - العَيدروس * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف المعروف بالعيدروس، أبا علوي الشريف الحسني، عفيف الدين. من تلامذته: السراج عمر بن عبد الرحمن أبو علوي الحضرمي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "شيخ حضر موت وركنها، توفي أبوه وهو صغير فنشأ في حجر عمه الشريف عمر بن عبد الرحمن أبا علوي على قدم نفيس ثم استمر يترقى بصحبة سادات الشيوخ والتأدب بآدابهم والتخرج بهم حتى بلغ مرتبة الأكابر وأكب على مطالعة الإحياء حتى كاد أن يحفظه، وكذا أكثر من مطالعة الرسالة وغيرها من تصانيف الغزالي كل ذلك مع لطفه ومعرفته وحسن محاضرته ولطف محاورته ومخالطته الفقهاء والفقراء بما يناسبهم وكان أولًا ينكر السماع ثم صار السماع غالب أوقاته، واشتهرت عنه كرامات جمة بحيث أفردها بعض أصحابه في جزء، وصحبه جماعة كثيرون ... أفاده لي بعض الآخذين عني في صلحاء اليمن مطولًا، وقال لي في موضع أنه أحد الأولياء الكبار ... وأنه جمع من مناقبه جزءًا لطيفًا فيه جملة من كراماته ... " أ. هـ. * الشذرات: "اليمني الصوفي، كان شيخ حضر موت وركنها وصوفيها، وزاهدها له أتباع وخدم، مع الولاية الظاهرة، والأسرار الباهرة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "متصوف، عارف بالتفسير والفقه والحديث، من أهل كريم (الحضر موت) مولدًا ووفاة، وكان نقيب العلويين فيها، أخباره كثيرة. قال في المشرع الروي: برع في التفسير والحديث والفقه والنحو واللغة والهيئة وفنون التصوف، وانتهت إليه الرئاسة الدينية والإصلاحية بحضر موت كلها" أ. هـ. وفاته: سنة (865 هـ) خمس وستين وثمانمائة. 1842 - ابن بُنُنَان * النحوي: عبد الله بن بُننان المغربي، نزيل إشبيلية، أبو محمد. من مشايخه: أبو عبد الله بن يونس الحجازي، وعاصم بن أيوب وغيرهما. ¬

_ * الضوء اللامع (5/ 16)، الوجيز (2/ 743)، الشذرات (9/ 450)، معجم المفسرين (1/ 305). * بغية الوعاة (2/ 35)، الوافي (17/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 509) ط. تدمري.

1843 - التوزي

من تلامذته؛ أبو الوليد بن خيرة، وأبو عامر بن ربيع الأشعريّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان حافظًا لكتب الآداب، ذاكرًا (للكامل) للمبرّد، و (أمالي الفالي). علّم الناس النحو بقرطبة" أ. هـ. وفاته: سنة (509 هـ) تسع وخمسمائة. 1843 - التَّوزي * النحوي، المقرئ: عبد الله بن ثابت بن يعقوب، أبو عبد الله التّوّزي. ولد: سنة (223 هـ) ثلاث وعشرين ومائتين. من مشايخه: عمرو بن شبة وغيره. من تلامذته: عمر بن السماك، ومحمد بن يوسف الناقد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "سكن بغداد" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (308 هـ) ثمان وثلاثمائة. 1844 - أبو محمد اللّوْشي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن الجِبير بن عثمان بن عيسى بن الجبير اليحصبي، أبو محمد اللوشي. من مشايخه: غانم الأديب، وابن السراج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان أديبًا شاعرًا، من بيت نباهة وأدب، وله ولابنه -أبي عمرو محمد- رواية وعناية" أ. هـ. • البغية: "قال ابن الزبير: من أعيان ذوي الشرف والجلالة. كان أديبًا بارعًا في الأدب، عارفًا بالنحو والآداب واللغات، كاتبًا بليغًا شاعرًا مطبوعًا لسنًا مفوّها. . . وكان مال في شيبته إلى الجندية لشهامته وعزّة نفسه، فكان في عسكر المأمون بن عَبّاد وحظي عنده، وكان من أظرف الناس وأملحهم شيبة، وأحسنهم شارة، وأتمّهم معرفة" أ. هـ. وفاته: سنة (518 هـ) ثمان عشرة وخمسمائة. 1845 - ابن دَرَسْتويه * المفسر النحوي، اللغوي: عبد الله بن جعفر بن دَرَسْتَوَيه بن المَرْزُبان الفارسي، أبو محمد، تلميذ المبرد، شيخ النحو العلامة. ولد: سنة (258) ثمان وخمسين ومائتين. من مشايخه: يعقوب الفَسَوي، وأخذ النحو والعربية عن المبرِّد، وثعلب وغيرهم. من تلامذته: الدارقطني، وابن شاهين، وابن ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 426)، المنتظم (13/ 197)، تاريخ الإسلام (وفيات 308) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 141)، غاية النهاية (1/ 411). * بغية الوعاة (2/ 35)، تكملة الصلة (2/ 817). * تاريخ بغداد (9/ 428)، المنتظم (14/ 115)، إنباه الرواة (2/ 113)، وفيات الأعيان (3/ 44)، العبر (2/ 276)، السير (15/ 531)، تاريخ الإسلام (وفيات 347) ط. تدمري، الوافي (17/ 301)، البداية والنهاية (11/ 248)، مفتاح السعادة (1/ 166)، بغية الوعاة (2/ 36)، الشذرات (4/ 248)، معجم المفسرين (1/ 305)، الأعلام (4/ 76)، معجم المؤلفين (2/ 233).

1846 - السلمي

مندة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان عالمًا فاضلًا" أ. هـ. • السير: "وقد كان ثقة، بارعًا بالعربية حسن التصنيف" أ. هـ • تاريخ الإسلام: "ضعفه هبة الله اللالكائي وقال: بلغني عنه أنه قيل له: حدَّث عن عباس الدوري حديثًا ونعطيك درهمًا. ففعل ولم يكن سمع منه. قال الخطيب: سمعت هبة الله يقول ذلك. وهذه الحكاية باطلة لأن ابن درستويه كان أرفع قدرًا من أن يكذب" أ. هـ. • العبر: "لم يضعفه أحد بحجة" أ. هـ. • الوافي: "كان شديد الانتصار للبصريين في النحو واللغة" أ. هـ. • البداية والنهاية: "أثنى عليه غير واحد، منهم أبو عبد الله بن مندة ووثقه" أ. هـ. وفاته: سنة (347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الإرشاد" في النحو، و"غريب الحديث"، و"شرح الفصيح"، و"المعاني في القراءات". 1846 - السُّلمي * المقرئ: عبد الله بن حبيب بن ربيعة السُّلمي الكوفي، أبو عبد الرحمن، من أولاد الصحابة. ولد: في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. من مشايخه: قرأ على عثمان وعلي وابن مسعود، وحدث عن عمر وعثمان وغيرهم. من تلامذته: عطاء بن السائب، وعلقمة بن مرثد، وقرأ عليه عاصم بن أبي النجود وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "مقريء الكوفة الإمام. . . من أولاد الصحابة. . وقد كان ثبتًا في القراءة، وفي الحديث، حديثه مخرج في الكتب الستة. . قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضًا عن عثمان وعلي وزيد وأبي وابن مسعود" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "مقريء مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت" أ. هـ. من أقواله: السير: "عن أبي عبد الرحمن قال: أخذنا القرآن عن قومٍ أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عَشرَ آياتٍ لم يجاوزوهن إلى العَشر الأُخر حتى يعلموا ما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم" أ. هـ. وفاته: سنة (94 هـ) أربع وتسعين، وقيل: غير ذلك. 1847 - الشَّرْقاوي * النحوي: عبد الله بن حجازي بن إبراهيم ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 430)، الأنساب (7/ 112)، الكامل (5/ 126)، تهذيب الكمال (14/ 408)، السير (4/ 267)، تاريخ الإسلام (وفيات طبقة 8) ط. تدمري، العبر (1/ 96)، معرفة القراء (1/ 52)، الوافي (17/ 121)، البداية والنهاية (9/ 6)، غاية النهاية (1/ 413)، تهذيب التهذيب (5/ 161)، تقريب التهذيب (499). * حلية البشر (2/ 1005)، أعيان القرن الثالث عشر (159)، الأعلام (4/ 78)، معجم المؤلفين (2/ 234)، "شرح الحكم العطانية" لابن عبَّاد النفري وبهامشه شرح الحكم العطانية لعبد الله الشرقاوي، الطبعة الأخيرة بشركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر لسنة (1358 هـ-1939 م).

الشافعي الأزهري الشهير بالشرقاوي. ولد: تقريبًا سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف. من مشايخه: سمع من الملوي، والجوهري، والحفني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "العلامة النحرير، والفهامة الشهير والأصولي الفقيه، والفاضل النبيه، شيخ الإسلام، وعمدة الأنام، نشأ في غاية الكمال واللطف، وأخذ الطريقة على الشيخ محمود الكردي" أ. هـ. * قلت: عند مراجعة كتابه (شرح الحكم العطائية) وجدنا فيه كثير من الأمور والأحوال الصوفية بل فيه كثير من تأويلات الأشعرية فانظر إليه مثلًا وهو يؤول الاستواء بالاستيلاء ويؤول الرحمة بالإحسان. . الخ حيث قال في صفحة (11): "والإخلاص يختلف باختلاف الناس فإِخلاص العباد سلامة أعمالهم من الرياء الجلي والخفي وكل ما فيه حظ للنفس فلا يعملون العمل إلا لله تعالى طلبًا للثواب وهربًا من العقاب مع نسبة العمل إليهم والاعتماد عليه في تحصيل ما ذكر وإخلاص المحبين هو العمل لله إجلالًا وتعظيمًا لأنه تعالى أهل لذلك لا لقصد ثواب ولا هرب من عقاب ولذا قالت رابعة العدوية ما عبدتك خوفًا من نارك ولا طمعًا في جنتك فنسبت العبادة إليها وإخلاص العارفين شهودهم انفراد الحق بتحريكهم وتسكينهم من غير أن يروا لأنفسهم في ذلك حولًا ولا قوّة فلا يعملون العمل إلا بالله لا بحولهم ولا قوتهم وهذا أرفع مما قبله. وقال في ص (20): " (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء) لتحقق هذا الاسم له أزلا وابدأ فظهوره تعالى ذاتي له غير مكتسب ولا مستفاد ولا معلول وظهور الأكوان ناشئ من تجليه عليها بصفة الظهور فكيف تكون حاجبة له (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء) لأن الوجود أظهر من العدم على كل حال ولأن الظهور الذاتي أقوى من العرضي والظهور المطلق أقوى من المقيد والدائم أقوى من المنصرم وإنما لم يدرك للعقول مع شدة ظهوره لأن شدة الظهور لا يطيقها الضعفاء كالخفاش يبصر بالليل دون النهار لا لخفاء النهار واستنارته بل لشدة ظهوره فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرقت فيكون شدة ظهور النهار مع ضعف بصره سببًا لامتناع إبصاره فلا يرى شيئًا إلا إذا امتزج الظلام بالضوء وضعف ظهوره فكذلك العقول ضعيفة وجمال الحضرة الإلهية في غاية الإشراق والاستنارة فصارت شدة ظهوره سببًا لخفائه (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء) إذ كل شيء سواء عدم لا وجود له على التحقيق فليس ثم شيء سواه عدم لا وجود له على التحقيق فليس ثم شيء يحجبه إذ الوجود الحقيقي كله له ولا شيء منه لغيره (كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء) لثبوت إحاطته بك وقيوميته عليك قال تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. فهو قريب لنا بذاته عند أهل الشهود وأما أهل الحجاب فيقولون هو قريب بعلمه وقدرته وإرادته إلى غير ذلك (كيف يتصور أن يحجبه

شيء ولولاه ما كان وجود كل شيء) حتى استدل به المشاهدون على الأشياء قال تعالى {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ} ومقتضى ولو أسقط لفظ كل لكان أظهر في إفادة العموم والقصد بهذا الكلام المبالغة في نفي الحجاب فلا يضر كون هذا الوجه بمعنى الوجه الأول وبعضهم أئبتت التغاير بينهما بما فيه كلفة (يا عجبًا كيف يظهر الوجود في العدم) لأن العدم ظلمة والوجود نور وهما ضدان لا يجتمعان (أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم) لأن الحادث باطل والله تعالى حق والباطل لا يثبت مع ظهور الحق قال تعالى {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. فالظاهر والثابت هو الحق تعالى لا الكون وما بدا إلا وجهه الحق فهو المظهر والظاهر والموجود دون كل المظاهر والتعجب المذكور ناشيء من غلبة الشهود فإنه إذا قوى على العبد اضمحلت الأكوان في نظره وفنى عنها بالمرة. وقال في صفحة (33 - 34): "ثم قال (شعاع البصيرة) ويعبر عنه بنور العقل وبعلم اليقين (يشهدك قربه منك وعين البصيرة) ويعبر عنه بنور العلم وبعين اليقين (يشهدك عدمك لوجوده وحق البصيرة) يعبر عنه بنور الحق وبحق اليقين (يشهدك وجوده لا عدمك ولا وجودك). والحاصل أن السالك يهتف على قلبه أنوار إلهية يعبر عنها بهذه العبارات ويترتب على كل واحد ثمرات وفوائد. قال بعضهم لا يبلغ العبد حقيقة التواضع إلا عند لمعان نور المشاهدة في قلبه فعند ذلك تذوب النفس وتنطبع للحق وللحق بمحو آثارها وسكون وهجها وغبارها وبين المصنف أن الذي ينكشف بالنور الأول قرب الله منك وثمرة ذلك ونتيجته مراقبته تعالى والاستحياء منه حتى لا يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك والذي ينكشف بالثاني عدمية كل موجود في وجود الحق تعالى فبشهد الأكوان عدمًا فلا يعبأ بها ولا يلتفت إليها إذ وجودها عارية والوجود الحقيقي له سبحانه وتعالى وثمرة ذلك أن لا يبقى في نظرك ما تستند إليه ولا ما تستأنس به فيتم لك التوكل والتفويض والرضا والاستسلام والذي ينكشف بالثالث الذات المقدسة وثمرة ذلك الفناء الكامل الذي هو دهليز البقاء فيفنى عن فنانه وعدمه استهلاكًا في وجود سيده وناهيك بما يحصل له حينئذ من المواهب والأسرار الإلهية فإذا ترقى عن ذلك حل في مقام البقاء لا يحجبه الحق عن الخلق ولا الخلق عن الحق والفاني محجوب بالحق عن الخلق أ. هـ. (كان الله ولا شيء معه) يعني أن هذا حال من هو متحقق بمقام الفناء وهو عدم رؤيته غير مولاه (وهو الآن على ما عليه كان) أي أن الأمر الذي حصل لذلك الشاهد وهو أن الوجود الحقيقي له سبحانه وتعالى وغيره لا وجود له هو الوصف المتحقق له سبحانه في الواقع وعدم إدراك ذلك له قبل ذلك إنما هو لوجود الحجاب فقوله وهو الآن أي عند مشاهدة هذا السالك له على هذا الوصف على ما عليه كان أي هو متصف به في الواقع وقبل إدراك هذا المشاهد له لكن عدم إدراكه ذلك إنما هو للحجاب القائم به. وقال في صفحة (37): " (ولكن ارحل من الأكوان إلى المكوّن) بأن تخلص عملك لمولاك وحده دون حظ عاجل أو آجل فمن عمل لأجل

الدرجات أو المقامات فهو عبدلها ومن عمل لله فهو عبد الله وهو راحل من الأكوان إلى المكوّن (وأنّ إلى ربك المنتهى) أي فقد انتهى سيره إلى الله وصار متحققًا بمعنى هذه الآية نحلاف المرتحل من كون إلى كون فإنه غير منته له ولا واصل إليه". وقال في دعاء ختم الكتاب صفحة (105 - 106): " (وأنت أملي) أي الذي أمات العطاء منه لأن عادتك الإحسان (أم كيف أهان) أي بحصل لي هوان وذل (وعليك متكلي) أي اتكالي واعتمادي (إلهي كيف أستعز) أي يحصل لي عزّ في نفسي (وأنت في الذلة أركزتني) أي أقمتني في الذلة وجعلتها مركزًا ومكانًا لي لا أفارقها (أم كيف لا أستعز) أي يحصل لي عزّ بك (وإليك نسبتني) أي وقد نسبتني إليك نسبة خاصة بإفاضة الأنوار على ظاهري وباطني حتى صار كل من رآني يقول هذا وفي الله فأنا ذليل من وجه عزيز من آخر (أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني) نهو صفة لازمة لي ومن لازمة الذلة فيرجع لما قبله (أم كيف أفتقر وأنت الذي بوجودك) أي بشهودك وفي بعض النسخ بجودك أي إحسانك إليّ بالشهود فيرجع لما قبله (أغنيتني) حتى حصل لي عز بك فالافتقار يرجع للذلة والاستغناء للعزة وتلونه في هذه الأوصاف المتضادة بحسب الظاهر لما يغلب عليه من مشاهدة ما يوجبها والذلة المثبتة هنا هي ذلة الخليقة والعبودية والنسبة التي أشار إليها هي سر الخصوصية كما تقرر (أنت الذي لا اله غيرك) يعبد أو يستند إليه في شيء (تعرفت لكل شيء) أي جعلت نفسك معروفًا لكل شيء بما أودعته فيه من النور الذي عرفك به (فما جهلك شيء) بل صار كل شيء يعرفك "وأنت الذي تعرفت إليه في كل شيء" بأن أودعت في نورًا "فرأيتك في كل شيء" بسبب ذلك النور (فأنت الظاهر لكل شيء) مفرع على ما قبله (يا من استوى) أي استولى (برحمانيته) أي برحمته (على عرشه) فصار العرش تحت حكمه وقهره كاستيلاء السلطان بجنوده على أهل بلد فشبه المولى بسلطان ورحمته بالجنود وعرشه بأهل القرية (فصار العرش غيبًا) أي غائبًا ليس له وجود (في رحمانيته) أي بالنسبة لرحمته (كما صارت العوالم) أي السموات والأرضون وما فيها (غيبًا) أي غائبة (في عرشه) أي ليس لها وجود بالنسبة له ثم بين ذلك بقوله (محقت) يا الله (الآثار) وهي السموات والأرضون وما بينهن (بالآثار) وهو العرش لأنه أثر الرحمة والعوالم بالنسبة له كلا شيء (ومحوت الأغبار) وهو العرش (بمحيطات أفلاك الأنوار) أي بالأنوار الشبيهة بالأفلاك المحيطة بالعرش وهي تلك الرحمة. والحاصل أن رحمته تعالى أي إحسانه هو الذي اقتضى وجود العوالم كلها من عرشها لفرشها ولولا إحسانه لها بالوجود ما وجدت فالمراد بالرحمة الرحمة العامة التي وسعت كل شيء (يا من احتجب) أي امتنع (في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار) أي في عزه الشبيه بالسرادقات جمع سرادق بمعنى الخيمة التي تنصب على صحن الدار فالسرادقات الخيام وهو من إضافة المشبه به للمشبه فكما أن الخيمة تمنع من رؤية ما بعدها كذلك عز الله أي قوته العظيمة يمنع عن رؤيته بالأبصار ثم إن أريد رؤية الإحاطة فهي ممتنعة في الدنيا والآخرة وإن أريد مطلقها فهي ممتنعة في

1848 - الكلابي

الدنيا واقعة في الآخرة للمؤمنين فعزه تعالى اقتضى حجب ما سواه عن رؤيته فإن العزيز معناه المنيع الذي لا يوصل إليه يقال حصن عزيز إذا تعذر الوصول إليه وقيل العزيز الذي لا يرتقي إليه وقيل العزيز الذي ضلت العقول في عظمته وحارت الألباب عن إدراك أنى نعته وكلت الألسن عن استيفاء مدحته (يا من تجلى) على قلوب العارفين (بكمال بهائه) أي بمحاسن صفاته أي بصفة جلاله وجماله (فتحققت عظمته) أي كونه عظيمًا عظمًا لا نهاية له (الأسرار) أي بواطن القلوب (كيف تخفى وأنت الظاهر) بذاتك أي في جميع الأشياء كما يقوله أهل الشهود أو بظهور أفعالك وتصرفاتك في العالم كما يقول غيرهم (أم كيف تغيب وأنت الرقيب) أي المراقب لنا في حركاتنا وسكناتنا (الحاضر) الذي ليس بغائب وأتى به لأنه لا يلزم من المراقبة الحضور إذ قد تحصل الإحاطة بأفعال الغير وأحواله بالمكاتبة والمراسلة" أ. هـ. قلت: وصف الشرقاوي نفسه في بداية شرحه هذا بأنه خلوتي الطريقة، وهذا يدل على أنه كان من أرباب طرق التصوف وليس من المعجبين بها فقط ثم وصف نفسه بأنه الأشعري المعتقد. وفاته: سنة (1220 هـ)، وقيل: (1227 هـ) عشرين، وقيل: سبع وعشرين ومائتين وألف. من مصنفاته: شرح مختصر في العقائد والفقه والتصوف مشهور في بلاد داغستان، و"شرح ورد السحر للبكري"، ومختصر المغني في النحو، وله "شرح الحكم" الوصايا الكردية في التصوف. 1848 - الكَلَّابيّ * اللغوي: عبد الله بن حرب بن إبراهيم بن عبد الملك بن يحيى بن إدريس الكلابي، أبو محمد القرطبي. ويقال له: بجنين. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان مؤدبًا بالعربية" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "روى عن جماعة من أهل العلم وسمع منهم وتردد عليهم. . . كان عالمًا باللغة والعربية رواية للأشعار، أدب بالقرآن ثم بالإعراب" أ. هـ. • البلغة: "أديب، نحوي، دقيق النظر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الزبيدي: كان من أهل العلم بالنحو، دقيق النظر فيه" أ. هـ. وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. 1849 - المروزي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن بن شجاع المروزي، أبو بكر. ولد: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان عالمًا بالعربية على مذهب الكوفيين، وله تأليف في النحو على مذهبهم" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 36)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 319)، الذيل والتكملة (4/ 2 / 1091)، البلغة (122). * الصلة (1/ 286)، تاريخ الإسلام (وفيات 424) ط. تدمري، الوافي (17/ 128)، بغية الوعاة (2/ 38)، معجم المؤلفين (2/ 235).

1850 - السعدي

وفاته: بحدود سنة (424 هـ) أربع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "الابتداء"، وله كتاب مختصر من علم أبي حنيفة في سبعة أجزاء واسمه "المغني". 1850 - السَّعْدي * اللغوي، المقرئ: عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن يزيد السّعدي اليَحْصُبي، أبو محمد، يعرف بابن الأديب. من مشايخه: أبو جعفر البطروجي، وأبو الحسن بن الباذش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "وكان عارفًا بالقراءات متقدمًا في الفقه متحققًا بالعربية والأدب يستظهر كتاب سيبويه كسورة من القرآن فدَّ أهل وقته في ذلك، وكانت له مشاركة في فنون من العلم غير ما ذكرنا" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا نحويًّا، من أهل المعرفة التامة بالعربية والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (557 هـ)، وقيل: (559 هـ) سبع وخمسين، وقيل: تسع وخمسين وخسمائة. 1851 - ابن القُرطبيّ * النحوي، اللغوي: عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري القرطبي المالقي، أبو محمد. ولد: سنة (556 هـ)، وقيل: (558 هـ) ست وخمسين، وقيل: ثمان وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو بكر بن الجد، وأبو عبد الله بن زَرْقون وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم بن الطيلسان، وأبو أحمد جعفر بن زعرور وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "وعني أتم العناية بالرواية ولقاء الشيوخ والرحلة في سماع العلم، وكتب الكثير. . . واستوسع في ذلك". وقال: "وكان من أهل المعرفة الكاملة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان لها والحفظ لأسماء الرجال والتقدم -في ذلك- على الكمال. مع المعرفة بالقراءات ووجوهها، والمشاركة في علم العربية والآداب. وقد نوظر عليه: في كتاب سيبويه. إلا أن الذي شهر به، ومال إليه علم الحديث والتصرف في فنونه والتحقق بالضبط، مع جودة الخط. ورث براعته عن أبيه، وأورثها بعده بنيه. ولم يكن أحد يدانيه في حفظ التواريخ والجرح والتعديل إلا أفراد من أهل عصره. قال ابن حوط الله: المحدثون بالأندلس ثلاثة: أبو محمد بن القرطبي، وأبو الربيع بن سالم، ويسكت عن الثالث فيُرَوْنه يُريد نفسه. قلت -أي ابن الأبار- ولم يكن أبو القاسم الملاحي بدونهم. وكان أبو محمد هذا كريم الخلال، حميد العشرة، ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 38)، الذيل والتكملة (4/ 2 / 217). * بغية الوعاة (2/ 37)، تكملة الصلة (2/ 879)، تاريخ الإسلام (وفيات 611) ط. بشار، الذيل والتكملة (4/ 2 / 191)، تذكرة الحفاظ (4/ 1396)، الشذرات (7/ 88)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 320)، السير (22/ 69)، الأعلام (4/ 78).

1852 - الحسني

موصوفًا بالدماثة ولين الجانب محببًا إلى الناس معظمًا في الخاصة والعامة. وكان الذي بينه وبين أبي علي -عمر بن عبد المجيد الرُّندي- متباعدًا جدًّا" أ. هـ .. • تاريخ الإسلام: "عُني بالحديث وروى العالي والنازل" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "كان محدثًا حافلًا مفيدًا ضابطًا حافظًا إمامًا في وقته نحويًّا أديبًا لغويًّا كاتبًا شاعرًا متقنًا عارفًا بالقراءات وطرقها فقيهًا مدركًا زاهدًا ورعًا عابدًا عاملًا رحل الناس إليه واعتمدوا إمامته اخترمته المنية قبل التعمير" أ. هـ. • السير: "وقد كان ابن القرطبي ذا عظمة في النفوس عند الخاصة والعامة" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان في وقته ببلده كامل المعارف صدرًا في المقرئين المجودين رئيس المحدثين وإمامهم، واسع المعرفة مكثرًا ثقة عدلًا أمينًا مكين الدراية رائق الخط". وقال: "وكان أبو محمد بن القرطبي من كبر مفاخر زمانه" أ. هـ. • الشذرات: "الحافظ المالكي، كان إمامًا في الثقات" أ. هـ. وفاته: سنة (611 هـ) إحدى عشرة وستمائة. من مصنفاته: له تصانيف في العروض والقراءات. 1852 - الحَسَني * المفسر عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الحسني العلوي الرسي، صاحب الزعفران الزيدي. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "مفسر زيدي المذهب، ولد بالمدينة، وكان يسكن (الفرع) من أرض الحجاز مع أخيه يحيى وأبيه وأعمامه. ونشأ فقيهًا ورعًا، وراسل أبو العتاهية (وكان من ملوك اليمن) يحيى ودعاه إلى بلاده فقصدها مع أخيه عبد الله ونزلا بصعدة سنة (283 هـ) وبويع يحيى وخوطب بأمير المؤمنين وتلقب بالهادي إلى الحق. . ." أ. هـ. • مصادر الفكر: "وكان أعلم أهل زمانه توفي بصعدة بعد الثلاثمائة، وأخباره في سيرة الهادي العلوي" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (300 هـ) ثلاثمائة. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ". 1853 - ابن أخت العاهة * النحوي، اللغوي: أبو عبد الله بن حُسين بن محمّد التميمي العنبري الدَّاروني القيرواني، الإفريقي، يعرف بابن أخت العاهة. من تلامذته: أبو محمد المكفوف وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال القفطي (¬1): كان إمامًا في اللغة والنحو أقرأ في زمان أبي محمّد المكفوف، وكان معجبًا بعلمه، شديد الافتخار يتجاوز الحدّ ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 306)، تاريخ التراث العربي (1/ 209)، معجم المؤلفين (2/ 238)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (15). * بغية الوعاة (2/ 41). (¬1) لم نجده في إنباه الرواة المطبوع لدينا.

1854 - السامري

في ذلك، ولا يحضر مجلسًا إلّا افتخر به، ويسرف في ذلك حتى يملّ وينسب إلى السُّخف" أ. هـ. وفاته: سنة (343 هـ) ثلاث وأربعين وثلائمائة. 1854 - السَّامري * المقرئ: عبد الله بن الحسين بن حسنون السَّامري البغدادي، أبو أحمد، شيخ القراء. ولد 4 سنة (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين. من مشايخه: ابن مجاهد بقراءة الدوري، ولقالون على ابن شَنَبوذ وغيرهما. من تلامذته: أبو الفضل الخُزاعي، وأبو الفتح فاس بن أحمد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان عارفًا بالقراءات شديد الاعتناء بها. . . وقد سألت أبا حيان محمّد بن يوسف عن أبي أحمد، فأثنى عليه، ووثقه، ومشى أمره" أ. هـ. وقال: "لا أشك في ضعف أبي أحمد، وأعلى ما وقع لي إسناد القراءات من طريقه، ولكن الحق يقال: فمن ضعفه أنه روى عن أبي العلاء الكوفي، وعبد الله بن المزرّع. . ." أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "شيخ القراء بمصر وصاحب ابن مجاهد وابن شنبوذ. قال الداني: أخذ القراءة عرضًا عن محمد بن حمدون الحذاء -إلى أن قال- مشهور ضابط ثقة مأمون، غير أن أيامه طالت، فاختل ضبطه وحفظه، ولحقه الوهم" أ. هـ. • المقفى: "قال أبو عمرو الداني في حقه: مشهور ضابط ثقة مأمون، غير أنّ أيامه طالت فاختل حفظه ولحقه الوهم، وقل من ضبط عنه في أخريات أيامه. . . قال محمّد بن علي الصوري الحافظ: قال لي أبو القاسم العنابي البزار: كنّا يومًا عند أبي أحمد السامري حدَّثنا عن أبي العلاء عند بن أحمد الوكيعي، فاجتمعت بالحافظ عبد الغني بن سعيد فذكرت له ذلك فاستعظمه، وقال: سَلّه متى سمع من أبي العلاء؟ فرجعت إليه فسألته: فقال: سمعتُ منه بمكة في الموسم سنة ثلاثمائة. فأتيت عبد الغني فأخبرته فقال: مات أبو العلاء عندنا أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرتُ مع عبد الغني بعد مدّة، وأبو أحمد قاعد يقرئ فقلت: ألا تسلّم عليه؟ فقال: لا أسلم على من يكذب في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الذهبي: . . . هذا لو كان أبو العلاء حج عامئذ، كيف وكان قد مات" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ) ست وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "اللغات في القرآن" رواه بسنده إلى ابن عباس. 1855 - المَرُوزِي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن الحسين (¬1) بن ¬

_ * تاريخ بغداد (9/ 442)، العبر (3/ 32)، السير (16/ 515)، تاريخ الإسلام (وفيات 386) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (4/ 83)، معرفة القراء (1/ 327)، غاية النهاية (1/ 415)، لسان الميزان (3/ 326)، النجوم (4/ 175)، المقفى (4/ 393)، الشذرات (4/ 452)، معجم المفسرين (1/ 306)، الأعلام (4/ 79)، معجم المؤلفين (2/ 236). * بغية الوعاة (2/ 40)، معجم المؤلفين (2/ 235)، الصلة (1/ 286). (¬1) في الصلة ومعجم المؤلفين (الحسن).

1856 - أبو البقاء العكبري

عبد الرحمن بن شجاع المروزي أبو بكر الحنبلي. ولد: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. من تلامذته: ابن خزرج وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان فاضلًا دينًا حنبلي المذهب متفننًا واسع الرواية قديم الطلب. . وكان متمتعًا بذهنه وجميع جوارحه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فاضل واسع الرواية، عالم بالعربية على مذهب الكوفيين" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (424 هـ) أربع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "الابتداء" في النحو، و"المغني" وهو كتاب مختصر من علم أبي حنيفة في سبعة أجزاء. 1856 - أبو البقاء العُكْبُري * المفسر، النحوي: عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين العُكبري الأصل، البغدادي المولد والدار، الحنبلي، محب الدين. ولد: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمد بن الخشاب، وسمع الحديث من أبي الفتح محمّد عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الأزهري، وأبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمّد بن بركة الحرّاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "الفقيه الحنبلي الحاسب الفرضي، النحوي الضرير" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "وكان ثقة، عزيز الفضل، كامل الأوصاف، كثير المحفوظ، متدينًا، حسن الأخلاق" أ. هـ. • العبر: "وكان دينًا ثقة" أ. هـ. • الوافي: "أضرّ في صباه بالجدري" أ. هـ. • البداية والنهاية: "قال القاضي ابن خلكان عنه أنه ذكر في شرح المقامات: أن عنقاء مغرب كانت تأتي إلى جبل شاهق عند أصحاب الرس فربما اختطفت بعض أولادهم فشكوها إلى نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا عليها فهلكت. قال: وكان وجهها كوجه الإنسان وفيها شبه من كل طائر. . . وذكر الزمخشري في كتابه (ربيع الأبرار) مثله. قلت: وكل واحد من خالد بن سنان وحنظلة بن صفوان كان في زمن الفترة وكان صالحًا ولم يكن نبيًّا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي) أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "وحكى ابن الصيرفي عن أبي البقاء: أنه كان يختار جواز أخذ بني ¬

_ * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 141)، إنباه الرواة (2/ 116)، وفيات الأعيان (3/ 100)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 461)، العبر (5/ 61)، السير (22/ 91)، تاريخ الإسلام (وفيات 617) ط. بشار، إشارة التعيين (163)، الوافي (17/ 139)، البداية والنهاية (13/ 92)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 109)، البلغة (122)، النجوم (6/ 246)، بغية الوعاة (2/ 38)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 231)، الشذرات (7/ 121)، روضات الجنات (5/ 130)، معجم المفسرين (1/ 307)، الأعلام (4/ 80)، معجم المؤلفين (2/ 237).

1857 - بافقيه

هاشم من الزكاة إذا منعوا حقهم من خمس الغنيمة. وقال ابن الصيرفي أيضًا: خرَّجت جواز دفع الرشوة إلى القاضي الظالم لدفع ظلمه على عامل الخراج، وذاكرت بذلك شيخي أبا البقاء، فلم يصوبه. قال: ثم رأيت ابن عقيل في فنونه صرح بما خرجته. . ." أ. هـ. • الشذرات: "قال ناصح الدين بن الحنبلي: كان إمامًا في علوم القرآن، إمامًا في اللغة، إمامًا في النحو، إمامًا في العروض، إمامًا في الفرائض، إمامًا في الحساب، إمامًا في معرفة المذهب، إمامًا في المسائل النظريات وله في هذه الأنواع من العلوم مصنفات مشهورة" أ. هـ. • الأعلام: "كانت طريقته في التأليف أن يطلب ما صنف من الكتب في الموضوع، فيقرأها عليه بعض تلاميذه، ثم يملي من آرائه وتمحيصه وما علق في ذهنه" أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ)، وقيل: (616 هـ) عشر، وقيل: عن عشرة وستمائة. من مصنفاته: شرح كتاب "الإيضاح" لأبي علي الفارسي، وشرح ديوان المتنبي، وله كتاب "إعراب القرآن الكريم" في مجلدين. . 1857 - بافقيه * النحوي: عبد الله بن حسين بن محمّد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن محمّد، الشهير بمولى عيديد، ويعرف ببا فقيه. من مشايخه: عبد الرحمن السقاف، والقاضي أحمد بن حسين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "أحكم على الرمل والهيئة والأسماء والأوقاف واجتهد في علم الكيميا غاية الإجتهاد ويقال أنه ناله. وكان مع ذلك كله ذا قدم راسخة في الصلاح والتقوى والدين مقبلًا على الطاعة. . وأخذ التصوف على أثر مشايخه المذكورين، ولبس الخرقة من غير واحد وجدّ في الطلب. . ." أ. هـ. • ملحق البدر الطالع: "كان أحد أكابر علماء الإسلام. . وحاز قصب السبق في النظم والنثر وله قصائد غريبة وله قدم راسخ في التقوى والصلاح" أ. هـ. وفاته: القرن الحادي العاشر. من مصنفاته: "شرح الآجرومية"، و"شرح الملحة". 1858 - العَلَوي * النحوي: عبد الله بن حسين بن طاهر العلوي. ولد: سنة (1191 هـ) إحدى وتسعين ومائة وألف. من تلامذته: عيدروس الحبشي وغيره. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 39)، ملحق البدر الطالع (130)، معجم المؤلفين (2/ 238). * نيل الوطر (2/ 76)، تاريخ الشعراء الحضرميين (3/ 162)، الأعلام (4/ 81)، معجم المؤلفين (2/ 237).

1859 - ابن مذحج

كلام العلماء فيه: • نيل الوطر: "وقد ترجمه تلميذه السيد عيدروس الحبشي فقال: إمام المريدين وأستاذ السالكين، وإنسان عين الناظرين الحافظ لزمانه وأوقاته المقبل على طاعة ربه وعباداته" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، نحوي، صوفي. ." أ. هـ. • الأعلام: "قرأ على علماء مكة والمدينة" أ. هـ. وفاته: سنة (1272 هـ) اثنتين وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "سلم التوفيق" في الفقه، و"مفتاح الإعراب" في النحو. ورسالة تشتمل على عقيدة وجيزة، وكافية في سند الأخذ والتلقي. 1859 - ابن مَذحج * النحوي، اللغوي: عبد الله بن حَمُّود بن عبد الله بن مَذحج الزُّبيدي، أبو محمد. من مشايخه: أبو علي البغدادي، وأبو سعيد السيرافي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "صاحب أبي علي الفارسيّ الذي يذكره في تصانيفه، الذي يقول (سألني الأندلسي) و (قال الأندلسي). ." أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان من كبار النحاة، وكان شاطًّا مُشذبًا" أ. هـ. • الوافي: "وكان إذا سمع كلام الجاحظ إنحدر وتسير عجبًا به وكان يقول: وقد رضيت في الجنة بكتب الجاحظ عوضًا من نعيمها! وكان من فرسان النحو واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: جمع شرحًا في كتاب سيبويه. 1860 - البيَّاسِي * المقرئ: عبد الله بن خلف بن بقي، الأستاذ أبو محمد القيسي، الأندلسي، البياسي. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي الحسن البياز، وأبي الحسن بن الدوش، وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أبو بكر محمّد بن حسنون وغيره. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان مقرئًا زاهدًا مجاهدًا تصدر للإقراء ببلده ولم يكن الكامل التيقظ في ضبط الأسانيد ولذلك يُلغى الخلل في بعض ما يصدر عنه من ذلك" أ. هـ. • معرفة القراء: "برع البياسي في القراءات ورأس فيها مع الصلاح والزهد والجهاد" أ. هـ. • غاية النهاية: "إستاذ صالح ثقة" أ. هـ. • المقفى: "برع في القراءات، ورأس فيها، مع الصلاح والزهد والجهاد" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 783)، إنباه الرواة (2/ 118)، الوافي (17/ 151)، البلغة (123)، بغية الوعاة (2/ 41)، معجم المؤلفين (2/ 239). * معرفة القراء (1/ 508)، غاية النهاية (1/ 418)، المقفى الكبير (4/ 397)، النيل والتكملة (4/ 2/ 221).

1861 - الكفرطابي

1861 - الكَفَرطابي * النحوي: عبد الله بن خلف بن عبد الله الكَفَرْطابي. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن عمر المعروف بابن منيرة وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "درس النحو في حماة في جامعها مدة اثنتي عشرة سنة وسافر إلى حلب فأقام بها خمس عشرة سنة يدرّس النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (566 هـ) ست وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "التحفة السنية في فضائل علم العربية"، و"مسار في الأسم والفعل والحرف". 1862 - ابن المُقَفَّعُ * اللغوي: عبد الله بن المُقَفَّع، واسم أبيه ذادويه، وقيل رادويه. كلام العلماء فيه: • السير: "أحد البلغاء الفصحاء، ورأس الكتَّاب، كان من مجوس فارس فأسلم وكان ابن المقفع يتهم بالزندقة، وروي عن المهدي قال: ما وجدتُ كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع. وهو الذي غَرَّب كليلة ودمنة: وكان ابن المقفع مع سعة فضله، وفرط ذكائه فيه طيش" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وحكى البلاذري أن سفيان ألقاه في البئر. وقيل: إن قتله كان في سنة خمس وأربعين ومائة" أ. هـ. • البداية والنهاية: "وكان متهم بالزندقة. . . وكان فاضلًا بارعًا فصيحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (145 هـ)، وقيل: (144 هـ) خمس وأربعين، وقيل: أربع وأربعين ومائة. من مصنفاته: كتاب "الأدب الكبير"، وكتاب "الأدب الصغير". 1863 - الزِّيادي * النحوي، المقرئ: عبد الله بن أبي إسحاق زيد بن الحارث الحضرمي البصري، الزِّيادي. ولد: سنة (29 هـ) تسع وعشرين. من مشايخه: يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم وغيرهما. من تلامذته: أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "وحكى يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان أشد الناس تسليمًا للعرب، وكان ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر يطعنان على العرب. . . ¬

_ * تاريخ دمشق (28/ 15)، تاريخ الإسلام (وفيات 566) ط. تدمري. * المنتظم (8/ 52)، وفيات الأعيان (2/ 151)، السير (6/ 208)، الوافي (17/ 633)، البداية والنهاية (10/ 96)، لسان الميزان (3/ 421)، الأعلام (4/ 140)، معجم المؤلفين (2/ 301). * التاريخ الكبير للبخاري (5/ 43)، الجرح والتعديل (5/ 4)، إنباه الرواة (2/ 104)، تهذيب الكمال (14/ 305)، تاريخ الإسلام (وفيات 117) ط. تدمري، الوافي (17/ 66)، تهذيب التهذيب (5/ 129)، غاية النهاية (1/ 410)، من مشاهير علماء البصرة (62)، الأعلام (4/ 71)، تقريب التهذيب (238).

1864 - العجلوني

وكان ابن سيرين يبغض النحويين، وكان يقول: لقد بغض إلينا هؤلاء المسجد، وكانت حلقته إلى جانب حلقة ابن أبي إسحاق. وكان يبغض الفرزدق فأراد أن يهجوه الفرزدق". • تاريخ الإسلام: "وكان ابن أبي إسحاق أول من بعج النحو، ومد القياس، وشرح العلل" أ. هـ. • غاية النهاية: "أحد العشرة، وقال عيسى بن عمر: قال عبد الله لبكر بن حبيب ما ألحن حرفًا واحدًا فمرت به سفور فقال أخسأ، فقال هذه ألا قلت اخسئ. قال معمر بن المثنى: أول من وضع النحو أبو الأسود ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبي إسحاق" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ويقال أنه كان أشد تجريدًا للقياس وسمعت رجلًا يسأل يونس عن ابن أبي إسحاق وعلمه فقال: لو كان هو المجد سيرًا أتى هو الغاية. فقال: فأين علمه من علم الناس اليوم؟ قال لو كان في الناس اليوم من لا يعلم إلا علمه لضُحِكَ به ولو كان فيهم أحد لهم ذهنه ونفاذه ونظره فانظرهم كان أعلم الناس" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ. • الأعلام: "فرَّع النحو وقاسه، وكان أعلم أهل البصريين به" أ. هـ. وفاته: سنة (117 هـ) سبع عشرة ومائة، وقيل: (129 هـ) تسع وعشرين ومائة ولم يصح، عن (88) سنة. 1864 - العجلوني * النحوي، اللغوي: عبد الله بن زين الدين العمري الحنفي العجلوني، نزيل دمشق. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "فإن سيبويه زمانه وفريد وقته وأوانه عالمًا فاضلًا نحريرًا مشهورًا. قطن في مدرسة القحماسية ودرس بها، . . . وكان آية الله الكبرى في النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (1112 هـ) اثنتي عشرة ومائة وألف. 1865 - ابن أبي جمرة الأزدي * المفسر: عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "مؤرخ محدث مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (695 هـ) خمس وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" ويعرف "بتفسير ابن أبي جمرة"، و"بهجة النفوس وتحليلها بمعرفة ما لها وما عليها" وغيرها. 1866 - القَرْمي * اللغوي، المفسر عبد الله (¬1) بن سعيد الله بن محمّد ¬

_ * سلك الدرر (3/ 86)، معجم المؤلفين (2/ 243). * معجم المفسرين (1/ 308)، الأعلام (4/ 89)، معجم المؤلفين (2/ 243)، وذكر وفاته (675 هـ)، هدية العارفين (1/ 462). * الدرر الكامنة (2/ 309)، ذيل العبر لابن العراقي (2/ 479)، السلوك (3/ 1 / 52)، وجيز الكلام (1/ 240)، الشذرات (8/ 459). (¬1) في الوجيز (عبيد الله).

1867 - أبو سعيد الأشج

بن عثمان القَرمي ابن قاضي القرم العفيفي، الشيخ ضياء الدين القزيني. ولد: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: شمس الدين الخلخالي، والبدر التستري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل العبر: "وكان يقول: أنا حنفي في الاعتقاد والعبادات. . وكان دينًا خيرًا. . . وله تهجد وأوراد لم يقطع ورده ولا ليلة موته على ما بلغني" أ. هـ. • السلوك: "وانتفع به جماعة كثيرة مع صدق في الديانة، وتواضع وبر وخير كثير" أ. هـ. • الدرر: "ولاه الأشرف مشيخة مدرسته ودرس فيها قبل أن تكمل وسماه شيخ الشيوخ وأمر بإسقاط هذا الاسم عن شيخ سرياقوس. كان من ذوي المروءات كثير الإحسان إلى الطلبة، سليم الباطن" أ. هـ. • وجيز الكلام: "الحجة العلامة ضياء ويسمى أيضًا عبيد الله. . . وكان يقول: أنا حنفي الأصول شافعي الفروع، مع استحضاره للمذهبين، وإتقانه فيهما، وتصديه للإقراء، بحيث لا يمل منه، حتى في حال مشيه وركوبه، ويحل (الكشاف) و (الحاوي) حلًا إليه المنتهى. كل ذلك بدون مطالعة مع العظمة الزائدة، هذا مع الدين المتين والتواضع الزائد" أ. هـ. • الشذرات: "وكان اسمه عبيد الله فغيره لموافقته لاسم عبيد الله ابن زياد قاتل الحسين -يعني غيره إلى عبد الله-. وكانت لحيته طويلة جدًّا بحيث تصل إلى قدميه، ولا ينام إلا وهي في كيس، وإذا ركب فرقها فرقتين فكان عوام مصر إذا رأوه قالوا: سبحان الخالق، فكان يقول: إنهم مؤمنون حقًّا لأنهم يستدلون بالصفة على الصانع" أ. هـ. وفاته: سنة (780 كل) ثمانين وسبعمائة. 1867 - أبو سعيد الأَشج * المفسر: عبد الله بن سعيد بن حُصين، الأشجّ، الكندي، الكوفي، أبو سعيد. من مشايخه: هشيم، وأبو بكر بن عياش وغيرهما. من تلامذته: وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "رأيت تفسيره مجلد. . قال أبو حاتم الرازي: هو إمام أهل زمانه. المفسر الإمام الحافظ الثبت، شيخ الوقت" أ. هـ. • الوافي: "محدث الكوفة، وحافظها في عصره ومسند وقته" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس به بأس، ولكنه يروي عن قوم ضعفاء، وقال النسائي: صدوق، وقال مرة: ليس ¬

_ * تذكرة الحفاظ (2/ 501)، العبر (2/ 15)، السير (12/ 182)، تاريخ الإسلام (وفيات طبقة 26) ط. تدمري، الوافي (17/ 197)، تهذيب الكمال (15/ 27)، تقريب التهذيب (511)، تهذيب التهذيب (5/ 208)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 235)، الشذرات (3/ 257)، معجم المفسرين (1/ 308)، الأعلام (4/ 90)، معجم المؤلفين (2/ 244).

1868 - الشقاق

به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخليلي ومسلمة بن قاسم: ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة" أ. هـ. • الشذرات: "كان ثقة حجة" أ. هـ. وفاته: سنة (257 هـ) سبع وخمسين ومائتين. من مصنفاته: له تفسير، وتصانيف. 1868 - الشَقّاق * النحوي، المفسر المقرئ: عبد الله بن سعيد بن عبد الله الأموي القرطبي، ويعرف بابن الشَقّاق. ولد: سنة (346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو محمد عبد الله بن محمّد بن قاسم القلعي، وعن ابن عمر أحمد بن عبد الملك الأشبيلي وغيرهما. من تلامذته: ابن رزق، ومحمد بن فرج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان يقرئ الناس بالقراءات السبع ويضبطها ضبطًا عجيبًا، وكان بصيرًا بالحساب والفرْض والنحو مقدمًا في ذلك أجمع" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو عمر بن مهدي: كان فقيهًا جليلًا، احفظ أهل عصره للمسائل وأعربهم بعقد، الوثائق. وحاز الرئاسة بقرطبة في الثوري والفتيا وولى تضاء الرّدّ والوزارة. وكان يقرأ الناس بالقراءات، ويضبطها ضبطًا عجيبًا. . وكان بصيرًا بالحساب والنحو وغير ذلك" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال أبو مروان: كان أحد علماء الأندلسيين من النحارير المبرزين في الفقه والحفظ بالفتوى والشروط والفرائض والحساب إمامًا في القراءات والتفسير. . . وانفرد هو وصاحبه أبو محمد بن دحون برئاسة العلم بقرطبة. قال أبو حيان: وكانا يرخصان في السماع" أ. هـ. وفاته: سنة (426 هـ) ست وعشرين وأربعمائة. 1869 - الخَوافيّ * اللغوي: عبد الله بن سعيد بن مهديّ الخَوَافي (¬1)، أبو منصور الكاتب. من مشايخه: أبو يحيى خالد بن الحسين الأبهري الأديب وغيره. من تلامذته: شجاع بن فارس الذهليّ وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "من أهل خواف سكن بغداد، وكان أديبًا كاتبًا فاضلًا موصيًا حاسبًا شاعرًا ذا مروءة تامة" أ. هـ. ¬

_ * ترتيب المدارك (4/ 729)، الصلة (1/ 258)، العبر (3/ 159)، تاريخ الإسلام (وفيات 426) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 420)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 235)، الشذرات (5/ 125)، شجرة النور (113)، معجم المفسرين (1/ 309). * بغية الوعاة (2/ 43)، إنباه الرواة (2/ 120)، الأنساب (2/ 411)، معجم المؤلفين (2/ 245)، إيضاح المكنون (1/ 438)، هدية العارفين (1/ 452)، الوافي (17/ 196)، معجم الأدباء (4/ 1527)، البلغة (124). (¬1) الخوافي: هذه النسبة إلى خوَّاف: وهي ناحية من نواحي نيسابور، كثيرة القرى والخضرة، وهي متصلة بحدود الزوزن، وفيها أودية كثيرة وكروم.

1870 - أبو محمد الأندلسي

• إنباه الرواة: "أديب شاعر، لغوي فرضي حاسب. كان من أتم الناس مروءة وكبرهم نفسًا، كثير الرواية لكتب الأدب، وله في اللغات تصانيف، وجمع مجاميع في كل فن" أ. هـ. • البلغة: "الإمام المشهور، قدم بغداد وأقام بها، وكان نحويًّا لغويًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (480 هـ)، وقيل: (460 هـ) ثمانين، وقيل: ستين وأربعمائة. من مصنفاته: "خلق الإنسان على حروف المعجم"، و"رجمة العفريت" ردّ فيه على المعري، وأشياء في فنون. 1870 - أبو محمد الأندلسي * النحوي، المقرئ: عبد الله بن أبي سعيد الأندلسي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: • معجم السفر: "فاضل في النحو، وكانت له حلقة في جامع عمرو للإقراء، وله شعر كثير" أ. هـ. وفاته: سنة (520 هـ) عشرين وخمسمانة. 1871 - المنجد * المقرئ: عبد الله بن سليم بن عبد الله المنجد الدمشقي مولدًا، الشافعي، أبو الحسن. ولد: سنة (1288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد الشرقاوى المصري، والشيخ المقرئ محمّد دهمان وغيرهما. من تلامذته: الشيخ توفيق البابا، والشيخ عبد القادر بن أحمد قويدر العربيلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعلام دمشق: "شافعي المذهب، شيخ قراء البلاد الشامية في عصره بالاتفاق، الثقة المتقن. فإن ثقة متقنًا ضابطًا جمع إلى علمه الواسع بالقراءات واللهجات خلقًا محمديًا، علّم الناس طريق الطيبة" أ. هـ. • تاريخ علماء دمشق: ، كان أول مقرئ في دمشق تلقى القراءات العشر الكبرى دون غيره، وجمع إلى علمه الواسع بالقراءات واللهجات حسن الخلق، ولين الجانب وحلاوة المعاشرة وإحترام العلم والعلماء وتخلق بالقرآن الكريم عملًا وفهمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1359 هـ) تسع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "نزهة النظر في القراءات الأربعة عشر". ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 43)، معجم السفر (157). * التمدن الإسلامي (6/ 132)، أعلام دمشق (194)، تاريخ علماء دمشق (1/ 529)، معجم المؤلفين (2/ 245).

1872 - ابن أبي داود

1872 - ابن أبي داود * المفسر المقرئ: عبد الله بن سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني أبو بكر بن أبي داود. ولد: سنة (230 هـ) ثلاثين ومائتين. من مشايخه: علي بن خشرم المروزي، وأبو داود سليمان بن معبد وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "قلت -أي الذهبي- لعل قول أبيه فيه -إن صح- أراد الكذب في لهجته لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويؤرِّي في كلامه، ومن زَعَم أنه لا يكذب أبدًا، فهو أرعن، نسأل الله السَّلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى. . . كان شهمًا قوي النفس وقع بينه وبين ابن جرير وبين ابن صاعد وبين الوزير ابن عيسى الذي مرّ به. . قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث. قلت: وكان رئيسًا عزيز النفس مُدِلًا بنفسه سامحه الله. . . وقد ذكره أبو أحمد ابن عدي في (كامله) وقال: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود قال: وقد تكلم فيه أبوه، وإبراهيم ابن أوزمة وينسب في الابتداء إلى شيء من النصب ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط، ثم ردَّه الوزير على ابن عيسى فحدَّث وأظهر فضائل علي - رضي الله عنه - ثم تحنبل فصار شيخًا منهم. . . قال ابن عدي: أنبأنا علي بن عبد الله الداهري، سمعت أحمد بن محمّد بن عمرو كركرة، سمعت علي بن الحسين الجُنيد سمعت أبو داود يقول: ابني عبد الله كذاب. . . قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: كل الناس مني في حل، إلا من رماني ببغض علي - رضي الله عنه -. قال أبو أحمد بن عدي: سمعت علي بن عبد الله الزاهري يقول: سألت ابن أبي داود عن حديث الطير، فقال: إن صح حديث الطير فنُبُوَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - باطل، لأنه حكى عن حاجب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيانة يعني أنسًا وحاجب النبي لا يكون خائنًا. قلت: هذه عبارة رديئة، وكلام نحسٌ، بل نبوة محمّد - صلى الله عليه وسلم - حق قطعي، إنْ صح خبر الطير، وإن لم يصح، وما وجْه الارتباط؟ هذا أنس قد خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحتلم، وقبل جَرَيان القلم، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة. فرضنا أنه كان محتلمًا، ما هو بمعصوم من الخيانة، بل ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان (2/ 66)، تاريخ بغداد (9/ 464)، المنتظم (13/ 275)، وفيات الأعيان (2/ 404) ذكره ضمن ترجمة والده، ميزان الاعتدال (4/ 113)، العبر (2/ 164)، السير (13/ 221)، تاريخ الإسلام (وفيات 316) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 767)، طبقات الحنابلة لأبي يعلى (2/ 51)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 307)، غاية النهاية (1/ 420)، لسان الميزان (3/ 348)، النجوم (3/ 221)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 236)، الشذرات (4/ 78)، معجم المفسرين (1/ 309)، الأعلام (4/ 91)، معجم المؤلفين (2/ 245)، طبقات الحفاظ (326) الكامل لابن عدي (4/ 1577)، "لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية"- للسفاريني- دراسة وتحقيق عبد الله البصيري- مكتبة الرشد- الرياض - (1415 هـ- 1994 م).

فعل هذه الجناية الخفيفة متأولًا، ثم إنه حبسَ عليًّا عن الدخول كما قيل، فكان ماذا؟ والدعوة النبوية قد نفذت واستُجيبت، فلو حبسه، أو رده مراتٍ، ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه إلا، اللهم إلا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قصد بقوله: "إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي" عددًا من الخيار، يصدُق على مجموعهم أنهم أحب الناس إلى الله، كما يصح قولنا: أحب الخلق إلى الله الصالحون، فيقال: فمن أحبهم إلى الله؟ فنقول: الصديقون والأنبياء. فيقال: فمن أحب الأنبياء كلهم إلى الله؟ فنقول: محمّد وإبراهيم وموسى، والخطب في ذلك يسير. وأبو لبابة -مع جلالته- بدت منه خيانة، حيث أسار لبني قريظة إلى حلقِه، وتاب الله عليه. وحاطب بدت منه خيانة، فكاتب قريشًا بأمر تخفى به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوهم، وغفر الله لحاطب مع عظم فعله - رضي الله عنه -. وحديث الطير- على ضعفه- فله طرق جمّة، وقد أفردتها في جزء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه، وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أن لا يخطى ولا يغلط ولا يسهو. والرجل فمن كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفَّاظ رحمه الله تعالى" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وسمعت عبْدان، سمعت أبا داود السجستاني يقول: ومن البلاء أنَّ عبد الله يطلب القضاء. وسمعت محمّد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمّد بن يحيى بن منده بين يدي الله أنه قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزُّهري عن عُروة، قال: حفيت أظافير فلان من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -. قلت: هذا لم يسنده أبو بكر إلى الزهري، فهو منقطع، ثم لا يُسمع قول الأعداء بعضهم في بعض. ولقد كاد أن تضرب عنق عبد الله لكونه حكى هذا، فشدّ منه، محمّد بن عبد الله بن حفص الهمداني، وخلصه من أمير "صفهان "أبي ليلى، وكان انتدب له بعض العلوية خصمًا، ونسب إلى عبد الله المقالة، وأقام الشهادة عليه ابن منده المذكور، ومحمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود؛ فأمر أبو ليلى بقتله؛ فأتى الهمداني وجرّح الشهود، فنُسب ابن منده إلى العُقوق، ونسب أحمد إلى أنه يأكل الربا، وتكلم في الآخر، وكان ذا جلالة عظيمة، ثم قام وأخذ بيد عبد الله، وخرج به من فك الأسد؛ فكان يدعو له طول حياته، ويدعو على الشهود. حكاها أبو نعيم الحافظ، وقال: فاستُجيب له فيهم، منهم من احترق، ومنهم من خلط وفُقد عقله" أ. هـ. • طبقات المفسرين: "قال أبو بكر الخلال: كان ابن أبي داود أحفظ من أبيه. قال صالح بن أحمد الهمداني: فإن ابن أبي داود إمام أهل العراق ونصب له السلطان المنبر وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، فلم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو. وقال محمّد بن عبيد الله بن الشخير: كان ابن أبي داود زاهدًا ناسكًا صلى عليه يوم مات نحو ثلاثمائة ألف إنسان" أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة كتاب "لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية شرح قصيدة ابن

أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية" (هامش ص 98): "أما ما يتعلق بعقدته فإنه رحمه الله كان على مذهب السلف من الإيمان بالله وبأسمائه وإثبات صفاته على الوجه اللائق بالله كما قال تعالى {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. ولعل قصيدته في العقيدة وهي التي شرحها العلامة السفاريني في كتابه هذا خير دليل على ذلك. فقد جاء عنه أنه قال بعد أن ذكرها: (هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك من أهل العلم ممن بلغنا قوله فمن قال على غير هذا قد كذب). وأما ما قيل فيه من الجرح فسأذكر ما قيل فيه ثم أذكر الجواب عنه فأقول: جاء في ترجمته أنه تكلم فيه أبوه فقال: إبني عبد الله كذاب، وكذا قال إبراهيم بن أورمة الأصبهاني وكان ابن صاعد يقول كفانا ما قاله أبوه فيه. الكامل لابن عدي (4/ 1577). وقال أبو القاسم البغوي -وقد كتب إليه عبد الله يسأله عن لفظ حديث-. . أنت عندي والله منسلخ من العلم. سير أعلام النبلاء (13/ 228). وكذا قال ابن جرير: حينما أخبر أن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي - رضي الله عنه - فقال: تكبيرة حارس، يعني أنه قاله خوفًا. وقال ابن عدي: كان في الابتداء نسب إلى شيء من النصب فنفاه ابن الفرات من بغداد فرده على بن عيسى الوزير فحدث وأظهر فضائل علي - رضي الله عنه - ثم تحنبل فصار شيخًا فيهم. الكامل (4/ 1577). هذا ملخص الكلام حول عبد الله وفي الجواب عنه نقول: أما تهمة النصب ببغض علي - رضي الله عنه - فلم يثبت عنه شيء في ذلك بل ثبت عنه أنه قال: "كل من بيني وبينه شيء ويذكرني بشيء فهو في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب" وكذا قال الذهبي رحمه الله: لم يثبت عنه شيء في ذلك. سير أعلام النبلاء (13/ 229). أما جرح أبيه فقال: الذهبي: "لعل قول أبيه فيه - إن صح- أراد الكذب في لهجته لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، وكان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدًا فهو أرعن نسأل السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى. سير أعلام النبلاء (13/ 231). وقال أيضًا في تذكرة الحفاظ: "أما قول أبيه فالظاهر أنه -إن صح- عنه فقد عنى أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي وكأنه قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد". تذكرة الحفاظ (2/ 772). وقال ابن عدي: "وأبو بكر بن أبي داود لولا شرطنا أول الكتاب أن كل من تكلم عنه متكلم ذكرته في كتابي وإلا لما ذكرته. . إلى أن قال: وهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فما أدري أيش تبين له منه". الكامل (4/ 1577). قلت: لعل الخلاف الذي وقع بين أبي داود

1873 - درود

وابنه بسبب طلبه القضاء مما دعاه إلى أن يقول ذلك، فقد ورد عنه أنه قال: "من البلاء أن عبد الله يطلب القضاء". سير أعلام النبلاء (13/ 228). وعلق عليه السيوطي بقوله: "هذا ليس بكلام بل تواضع"، طبقات الحفاظ (ص 326). أما كلام ابن صاعد وابن جرير وغيرهما فلا يقبل فيه فإن هؤلاء كان بينهم وبينه عداوة، وهم من الأقران لا يقبل جرح بعضهم في بعض، وقد كذب ابن أبي داود أيضًا ابن صاعد كما ورد عنه. لذا قال الذهبي: لا ينبغي سماع قول ابن صاعد فيه كما لا نعتد بتكذيبه لابن صاعد فقف في كلام الأقران بعضهم في بعض. تذكرة الحفاظ (2/ 772). وقد تقدم قول ابن عدي أنه لم يذكره في كتابه إلا لوجود الكلام حوله وقد اشترط ذلك على نفسه وإلا لما ذكره. وكذا قال الذهبي في الميزان: "إنما ذكرته لأنزهه". الميزان (3/ 348). وبهذا يتبين أن عبد الله من كبار الأئمة الحفاظ ومن أهل الصدق والأمانة، وإن صح عنه شيء أيام شبيبته فهذا لا يضره، فقد كبر وساد وفاق الأقران. والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "التفسير"، و"القراءات"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"المسند"، و"السنن". 1873 - درود * النحوي: عبد الله بن سليمان بن المنذر بن عبد الله بن سالم الأندلسي القرطبي، المعروف بدرود، وبعضهم يُصَغْره فيقول: دُرَيود. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "من أهل النحو والشعر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال السِّلفي: معروف بالنحو والأدب، وكان أعمى" أ. هـ. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب في العربية شرح به كتاب الكسائي، وهو مذكور في كتاب "الحدائق". 1874 - الأُنْدي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن سليمان بن داود بن عمر بن حوط الله الأنصاري، الحارثي الأُنْدي، أبو محمد. ولد: سنة (549 هـ) تسع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: ابن بشكوال، وابن حُبيش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان موصوفًا بالدين ¬

_ * جذوة المقتبس (2/ 414)، بغية الملتمس (2/ 446)، بغية الوعاة (2/ 44)، معجم المؤلفين (2/ 246). * التكملة لوفيات النقلة (2/ 357)، العبر (5/ 40)، السير (22/ 41)، تاريخ الإسلام (وفيات 612) ط- بشار، تذكرة الحفاظ (4/ 1397)، الديباج المذهب (1/ 447)، بغية الوعاة (2/ 44)، الشذرات (7/ 91)، روضات الجنات (5/ 128)، الأعلام (4/ 91)، معجم المؤلفين (2/ 246).

1875 - أبو محمد المرسي

والصلاح والفضل" أ. هـ. • السير: "الحافظ الإمام محدث الأندلس .. وكان منشئا خطيبا بليغا شاعرا نحويا تصدر للقراءات والعربية وأدب أولاد المنصور بمراكش. ونال عزا ودنيا واسعة، وولي قضاء قرطبة وأماكن وحمد" أ. هـ. تذكرة الحفاظ: "وقال الآبار: . . . روى العالي والنازل وكان إماما في هذا الشأن بصيرا به معروفا بالإتقان حافظا لأسماء الرجال. . . ولم يكن في زمانه أحد أكثر سماعا منه ومن أخيه. . . وكان حميد السيرة محببا إلى الناس جزلا مهيبا في الحق على حدة فيه ربما أوقعته فيما يكره، أخذ الناس عنه" أ. هـ. • الديباج: "كان فقيها جليلا، أصوليا، نحويا كاتبا، أديبا، شاعرا. . . وكان يميل إلى الاجتهاد في نظره، ويغلب عليه طريق الظاهر. وكان من العلماء العاملين سنيا مجانبا لأهل البدع والأهواء" أ. هـ. • روضات الجنات: "قال في النضار. . .: كان عبد الله المذكور فقيها جليلا أصوليا نحويا أديبا. . . ورعا دينا حافظا ثبتًا، مشهورا بالفضل والعقل معظما عند الملوك. . ." أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. 1875 - أبو محمد المرسي * المقرئ: عبد الله بن سهل بن يوصف الأنصاري الأندلسي المرسي، أبو محمد. من مشايخه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو عبد الله محمد بن سفيان وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع، وأبو بحر شيخ ابن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "إمام الإقراء والتجويد، فاضل، له تواليف في القراءات تدل على معرفته" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان رأسا في القراءات وعللها ومعانيها. . . وقال أبو الأصبغ بن سهل أشكلت على مسائل من علم القرآن لم أجد من يشفيني فيها حتى لقيت أبا محمد بن سهل" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ الأندلس أستاذ ماهر محقق مصدر ثقة. قال أبو علي بن سكرة: هو إمام وقته في فنه. . . وجرت بينه وبين شيخه الداني عند قدومه منافسة ومقاطعة. وكان أبو محمد شديدا على أهل البدع قوالا بالحق مهيبا جرت له في ذلك أخبار كثيرة وامتحن ولفظته البلاد وغرب وغمزه كثير من الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (480 هـ) ثمانين وأربعمائة. 1876 - القرطبي * اللغوي: عبد الله بن سوار بن طارق القرطبي. من مشايخه: الحسن بن عرفة، والرياشي وغيرهما. ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 448)، الصلة (1/ 276)، العبر (3/ 296)، تاريخ الإسلام (وفيات 480) ط- تدمري، معرفة القراء (1/ 436)، لسان الميزان (3/ 351)، غاية النهاية (1/ 421)، الشذرات (5/ 347). * بغية الوعاة (2/ 45)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 374)، البلغة (124).

1877 - أبو أحمد العجلي

من تلامذته: محمّد بن جُنادة الإشبيلي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان من أهل العلم باللغة، متصرفًا في علم الأدب، وله رحلة، سمع فيها" أ. هـ. • البلغة: "لغوي متفنن" أ. هـ. وفاته: سنة (275 هـ) خمس وسبعين ومائتين. 1877 - أبو أحمد العَجْلي * المقرئ: عبد الله بن صالح بن مسلم، العجلي الكوفي، أبو أحمد، والد الحافظ أحمد العجلي صاحب التاريخ. ولد: سنة (141 هـ) إحدى وأربعين ومائة. من مشايخه: أسباط بن نصر، وحماد بن سلمة، وقرأ القرآن على حمزة الزيات وغيرهم. من تلامذته: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم الحربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "عبد الله بن صالح من ثقات أئمة الكوفة صاحب قرآن وسنة" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "وقال الأشرم: سُئل أبو عبد الله عن عبد الله بن صالح بن مسلم الذي كان بـ (بغداد) فقال: لا أدري ما كتبت عنه، وكأنه فيما ظننت لم يعجبه" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وقد أخطأ من زعم أن العجلي هذا مات سنة إحدى عشرة، وقد ذكره ابنه أحمد أنه توفي سنة (211 هـ) بل بقي سنوات بعدها" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال أبو حاتم: صدوق. قال ابن حبان: مستقيم الحديث. قيل أن البخاري روى عنه وما صح ذلك" أ. هـ. • السير: "المقريء الثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مشهور ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق كثير الغلط، ثبْت في كتابه، وكانت فيه غفلة" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (220 هـ)، وقيل: (221 هـ) عشرين، وقيل: إحدى وعشرين ومائتين، وله خمس وثمانون سنة. 1878 - دَحْلان * النحوي: عبد الله بن صدقة دَحْلان. ولد: سنة (1291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "نحوي، له اشتغال بعلم الفلك، كان إمامًا بالمسجد الحرام" أ. هـ. وفاته: سنة (1360 هـ) ستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "إتحاف الطلاب بفرائد قواعد الإعراب"، و"زبدة السيرة النبوية" ثلاثة أجزاء. ¬

_ * الضعفاء للعقيلي (2/ 267)، تاريخ بغداد، (9/ 477)، تهذيب الكمال (15/ 109)، العبر (1/ 360)، السير (10/ 403)، تاريخ الإسلام (الطبقة 22 صفحة 216) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 165)، ميزان الاعتدال (4/ 126)، الوافي (17/ 212)، البداية والنهاية (10/ 265)، غاية النهاية (1/ 423)، تهذيب التهذيب (5/ 225)، تقريب التهذيب (5/ 5). * الأعلام (4/ 93).

1879 - ابن طاووس

1879 - ابن طاووس * النحوي: عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني النحوي. من تلامذته: ابن جريج، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب التهذيب: "قال أبو حاتم والنسائي: ثقة. . . وقال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال العجلي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة فاضل عابد" أ. هـ. • الشذرات: "قال معمر: كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خُلُقًا، وما رأيت ابن فقيه مثله. دخل مع مالك على المنصور فقال: حدثني عن أبيك. قال: حدثني أبي أن أشدَّ الناس عذابًا يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فأدخل عليه الجور في حكمه، فأمسك المنصور. قال مالك: فضممت ثيابي خوفًا أن يصيبني دمه. ثم قال له: ناولني الدواة، فلم يفعل، فقال: لم لا تناولني؟ فقال أخاف أن تكتب بها معصية. قال: قوما عني، قال: ذلك ما كنا نبغي. قال ما لك: فما زلت أعرف فضله" أ. هـ. • قلت: وقد علق الذهبي على هذه الرواية قائلًا: "هذا لا يستقيم لأن ابن طاووس مات قبل أيام المنصور لأنه مات في سنة (132 هـ). انظر تاريخ الإسلام. وفاته: سنة (132 هـ) اثنتين وثلاثين ومائة. 1880 - ابن طرفة المكي * المفسر عبد الله بن طرفة المكي الشافعي. من مشايخه: عيسى الجعفري؛ والشيخ محمّد بن سليمان، والشيخ محمّد الشرنبلالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "وانقطع في آخر عمره في بيته فلا تراه إلا راكعًا أو ساجدًا أو تاليًا ليلًا ونهارًا. . . الفقيه، المحدث، المفسر، النحرير". وقال: "وكان فاضلًا نبيهًا متفننًا في العلوم تصدر للتدريس بالحرم الشريف وانتفع به الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (5/ 123)، تهذيب الكمال (15/ 130)، العبر (1/ 176)، السير (6/ 103)، تاريخ الإسلام (وفيات 132) ط. تدمري، تهذيب التهذيب (5/ 234)، الشذرات (2/ 145)، الأعلام (4/ 94)، الجرح والتعديل (5/ 88)؛ الوافي (17/ 224)، وفيات الأعيان (2/ 511)؛ بغية الوعاة (2/ 46)، تقريب التهذيب (516).

1881 - أبو عمران اليحصبي

1881 - أبو عمران اليَحْصُبي * المقرئ: عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر، أبو عمران اليحصبي، الدمشقي. ولد: سنة (21 هـ) إحدى وعشرين. من مشايخه: معاوية، والنعمان بن بشير، وقرأ على أبي الدرداء وغيرهم. من تلامذته: ربيعة بن يزيد القصير، ويحيى الدَّماري، وتلا عليه يحيى بن الحارث وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال العجلي والنسائي: ثقة" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "مقرئ الشاميين صدوق، ما علمت به بأسًا. وقد تكلم في قراءته من لا يعلم وهي قراءة حسنة" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال هشام بن عمار: حدثني الهيثم بن عمران، قال: كان يزعم أنه من حمير، وكان يُغمز في نسبه" أ. هـ. • السير: "قال يحيى الدَّماري: كان ابن عامر قاضي الجند -يعني جند دمشق وهي البلد وما يلتحق بها من السواحل والقلاع- وكان على بناء مسجد دمشق، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيرها. يقال ولد عام الفتح وهذا بعيد والصحيح ما قال تلميذه يحيى بن الحارث أن مولده سنة (21) أ. هـ. • الوافي: "وهو أحد القراء السبعة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة من الثالثة" أ. هـ. وفاته: سنة (118 هـ) ثمان عشرة ومائة. 1882 - الدَّلاصي * المقرئ: عبد الله بن عبد الحق بن عبد الله بن عبد الأحد المخزومي المصري الدَّلاصي الشافعي. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: أبو محمد لب بن خيرة، وأبو محمد بن فارس وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أحمد بن الرضي الطبري، والشيخ خليل المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البداية: "بقية السلف، شيخ الحرم بمكة أقام فيه أزيد من ستين سنة يقرأ الناس القرآن احتسابًا" أ. هـ. • الوافي: "كان صاحب حال وتأله وأوراد، أحيا الليل سنوات" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام عارف مصدر ثقة صالح" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ البخاري الكبير (5/ 156)، الجرح والتعديل (2/ 122)، تاريخ دمشق (29/ 271)، المنتظم (7/ 189)، تهذيب الكمال (15/ 143)، السبر (5/ 292)، تاريخ الإسلام (وفيات 118) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 82)، تذكرة الحفاظ (1/ 103)، ميزان الاعتدال (4/ 131)، الوافي (17/ 227)، غاية النهاية (1/ 423)، الشذرات (2/ 85)، الأعلام (4/ 95)، تقريب التهذيب (517). * البداية والنهاية (14/ 103)، الدرر الكامنة (2/ 371)، غاية النهاية (1/ 427)، النجوم (9/ 251)، السلوك (2/ 1 / 235)، درة الحجال (3/ 48)، الوافي (17/ 238).

1883 - شرف الدين بن تيمية

• الدرر: "أقام في مكة يقرئ الناس زمانًا مع الدين والعقيدة، وأقام ستين سنة يقرئ القرآن تجاه الكعبة أحيانًا" أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. وله أزيد من (90 سنة). 1883 - شرف الدين بن تيمية * النحوي، اللغوي: عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن تيمية، الحراني الدمشقي الحنبلي، شرف الدين أخو شيخ الإسلام ابن تيمية. ولد: سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة. من مشايخه: سمع من أبي اليسر، ومن الجمّال البغدادي، وابن أبي الخير وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "وكان بصيرًا بكثير من علل الحديث ورجاله فصيح العبارة عارفًا بالعربية نقالًا للفقه، كثير المطالعة لعلوم الفقه، حلو المذاكرة مع الدين والتقوى، وإيثار الإنقطاع وترك التكلف والقناعة باليسير والنصح للمسلمين - رضي الله عنه - " أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "ما علمته صنف شيئًا" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "ومما اشتهر عنه: أنه كثير الصدقات، والإيثار بالذهب والفضة في حضره وسفره مع فقره وقلة ذات اليد. وكان رفيقه في المحمل في الحج يفتش رحله فلا يجد فيه شيئًا ثم يراه يتصدق بذهب كثير جدًّا. وهذا أمر مشهور معروف عنه" أ. هـ. • المقفى: "برع في الفقه والنحو ومعرفة السير والتاريخ وكثير من أسماء الرجال. وكان أخوه تقي الدين يتأدب معه ويحترمه لقوة نفسه في طاعة الله تعالى" أ. هـ. الدرر: "كان أخوه يكرمه ويعظمه، وكان فقهاء عصرهما يقولون هو أقرب من أخيه إلى طريق العلماء وأقعد بمباحث الفضلاء" أ. هـ. وفاته: سنة (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. 1884 - أبو محمد السمرقندي * المفسر: عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد الدارمي، التميمي، السمرقندي الحافظ، أبو محمد. صاحب المسند. ولد: سنة (181 هـ)، وقيل: (182 هـ) إحد ى وثمانين، وقيل: اثنتين وثمانين ومائة. ¬

_ * ذيول العبر (153)، المعجم المختص (88)، معجم شيوخ الذهبي (260)، الوافي (17/ 240)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 382)، الدرر الكامنة (2/ 371)، المقفى الكبير (4/ 401)، المقصد الأرشد (2/ 41)، الشذرات (8/ 136). * تاريخ بغداد (10/ 29)، الأنساب (2/ 441)، المنتظم (12/ 92)، مختصر تاريخ دمشق (13/ 10)، طبقات الحنابلة لأبي يعلى (1/ 188)، العبر (2/ 8)، السير (12/ 224)، تاريخ الإسلام (وفيات 255) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 534)، الوافي (17/ 242)، تهذيب التهذيب (5/ 285)، المقفى (4/ 415)، النجوم (3/ 22)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 242)، الشذرات (3/ 245)، معجم المفسرين (1/ 311)، الأعلام (4/ 95)، معجم المؤلفين (2/ 251)، تقريب التهذيب (522).

1885 - ابن أبي زيد المالكي

من مشايخه: يزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون وغيرهم. من تلامذته: حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي، وبقي بن مخلد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أحد الرحالين في الحديث والموصوفين بجمعه وحفظه والإتقان له، مع الثقة والصدق والورع والزهد. كان على غاية العقل، وفي نهاية الفضل يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة والاجتهاد والعبادة والتقلل والزهاد. . وكان ثقة وزيادة" أ. هـ. • المنتظم: "كان أبو الفضل محمّد بن إبراهيم يقول: كنت عند أحمد بن حنبل فذكر عبد الله بن عبد الرحمن فقال: ذلك السيد، ثم قال أحمد: عرض عليّ الكفر فلم أقبل، وعرضت عليه الدنيا فلم يقبل" أ. هـ. • السير: "وقال أبو حاتم بن حبان: كان الدارمي من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع، وتفقه، وصنف وحدَّث، وأظهر السنة ببلده، ودعا إليها وذبَّ عن حريمها، وقمع من خالفها. . . قلت -أي الذهبي-: قد كان الدارمي ركنًا من أركان الدين، قد وثقه أبو حاتم الرازي والناس. . ." أ. هـ. • الوافي: "كان من أوعية العلم يجتهد ولا يقلد. . . كان أحد الرحالين والحُفاظ، موصوفًا بالثقة والزهد، يُضرب به المثل في الديانة والزهد. . . قال أبو حاتم: ثقة صدوق، له مناقب كثيرة" أ. هـ. • المقفى: "قال عبد الرحمن بن سليمان البلخي: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني، فقال: تركناه لقول عبد الله بن عبد الرحمن، لأنه إمام. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه. وقال محمّد بن إبراهيم الشيرازي: كان الدرامي على غاية من العقل، والديانة ممن يضرب به المثل في الحلم والدراية والحفظ والعبادة والزهاد، أظهر على الأثر بسمرقند، وكان مفسرًا كاملًا وفقهًا عالمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (255 هـ)، وقيل: (254 هـ) خمس وخمسين، وقيل: أربع وخمسين ومائتين. من مصنفاته: "المسند"، و"التفسير"، و"كتاب الجامع". 1885 - ابن أبي زيد المالكي * المفسر: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الزيد المالكي النفزي القيرواني، أبو محمد. ولد: سنة (310 هـ) عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: محمّد بن مسرور العسال، وزياد بن موسى وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو سعيد البرادغي وغيرهما. ¬

_ * ترتيب المدارك (4/ 492)، تاريخ الإسلام (وفيات 389) ط. تدمري، الوافي (17/ 249)، النجوم (4/ 200)، الشذرات (4/ 477)، شجرة النور (96)، معجم المفسرين (1/ 312)، الفهرست (253)، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام (1/ 107).

1886 - ابن عقيل

كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "إمام المالكية في وقته، وقدوتهم، وجامع مذهب مالك وشارح أقواله. وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية وكتبه تشهد بذلك. فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله. ذابًا عن مذهب مالك، قائمًا بالحجة عليه، بصيرًا بالرد على أهل الأهواء يقول الشعر ويجيده. . ويجمع إلى ذلك صلاحًا تامًّا، وورعًا وعفة. . وحاز رئاسة الدين والدنيا. . . وذكره أبو الحسن القابسي، فقال: إمام موثوق به في درايته، وروايته. . . قال الداودي: وكان سريع الانقياد إلى الحق. ." أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "شيخ المالكية بالمغرب. . كان واسع العلم، كثير الحفظ ذا صلاح وورع" أ. هـ • الوافي: "فقيه القيروان وشيخ المالكية بالمغرب كان أبوه قد جمع مذهب مالك وشرح أقواله، وكان واسع العلم، كثير الحفظ، ذا صلاح وورع وعفة، ونجب أصحابه وهو الذي لخص المذهب. وكان يسمى مالك الصغير، وقطب المذهب" أ. هـ. • شجرة النور: "كان واسع العلم كثير الحفظ والرواية". أ. هـ. • معجم المفسرين: "قال الذهبي: كان على أصول السلف في الأصول ولا يدري الكلام ولا التأويل. . ." أ. هـ. من أقواله: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام: "قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة: وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآمنوا به ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وأن لا يذكر أحد من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم حسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ)، وقيل: (389 هـ). ست وثمانين، وقيل: تسع وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "النوادر"، و"المعرفة"، و"التفسير"، و"إعجاز القرآن"، و"الرسالة في الرد على القدرية"، و"رسالة التوحيد". 1886 - ابن عقيل * المفسر، المقرئ: عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل بن عبد الله بن محمّد بن محمّد الحلبي الشافعي، ابن محمّد، أو ابن عقيل، بهاء الدين. ولد: سنة (700 هـ)، وقيل: (694 هـ). سبع مائة، وقيل: أربع وتسعين وستمائة. ¬

_ * ذيل العبر لابن العراقي (1/ 245)، الوفيات (2/ 326)، غاية النهاية (1/ 428)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 129)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 239)، رفع الإصر (2/ 284)، الدرر الكامنة (2/ 372)، السلوك (3/ 1 / 165)، النجوم (11/ 100)، بدائع الزهور (1/ 2 / 66)، مفتاح السعادة (2/ 109)، بغية الوعاة (2/ 47)، طبقات المفسرين المداودي (1/ 239)، درة الحجال (3/ 65)، الشذرات (8/ 367)، البدر الطالع (1/ 386)، روضات الجنات (5/ 136)، معجم المفسرين (1/ 313)، الأعلام (4/ 96)، معجم المؤلفين (2/ 251)، "جزء في الأصول -أصول الدين- مسألة القرآن، تحقيق الدكتور سليمان بن عبد الله العُمير مكتبة دار السلام- ط (1)، لسنة (1413 هـ-1993 م).

من مشايخه: أبو حيان، والقونوي، والقزويني وغيرهم. من تلامذته: العراقي وابنه، والبلقيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "ختم القرآن تفسيرًا في الجامع الطولوني في مدة (23) سنة. ولي الزاوية الخشاببة بعد عز الدين بن جماعة وكان يتعانى التأنق البالغ في ملبسه ومأكله ومسكنه، ومات وعليه دين، وكان غير محمود في التصرفات المالية حاد الخلق" أ. هـ. • بدائع الزهور: "وكان عالمًا فاضلًا نحويًّا محدثًا. وكان رجلًا صالحًا من أولياء الله، رحمة الله عليه" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال الأسنوي: وكان إمامًا في العربية والبيان ويتكلم في الأصول والفقه كلامًا حسنًا، وكان غير محمود التصرفات المالية حاد الخُلق، جوادًا مُهيبًا لا يتردد إلى أحد" أ. هـ. • البدر الطالع: "كان إمامًا في العربية والمعاني والبيان مشاركًا في الفقه والأصول عارفًا بالقرءات السبع. . . كان جوادًا مهيبًا لا يتردد إلى أحد من أرباب الدولة" أ. هـ. • روضات الجنات: "وقد ذكره الأسنوي في طبقاته فقال: وكان إمامًا في العربية والبيان، ويتكلّم في الأصول والفقه كلامًا حسنًا، وكان غير محمود التصرفات المالية، حاد الخلق، جوادًا مهيبًا لا يتردد إلى أحد، ولما تولى جاءه ابن جماعة فهنأه. . . وقد غمز عليه بعضهم فيما ذكره في حق الرجل فقال: ما أنصف الشيخ جمال الدين الأسنوي ابن عقيل، وفي كلامه تحامل عليه، لأن ابن عقيل كان لا ينصفه في البحث في مجلس أبي حيان وربَّما خرج عليه" أ. هـ. • الأعلام: "قال عنه ابن حيان: ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل. كان مهيبًا، مترفعًا عن غشيان الناس ولا يخلو مجلسه من المترددين عليه، كريمًا كثيرًا العطاء لتلاميذه في لسانه لثغة" أ. هـ. • قلت: وكان ذكيًا حاد الذهن فصيحًا إلا أن فيه لثغة، من بسط النفس، كريمًا لا يبقي على شيء ولذلك لم يخلف تركة وخلف دَينًا، وكان قليل الكتب جدًّا بالنسبة إلى جلالته. أ. هـ. من كلام ابن العراقي بتصرف. وفي "رفع الإصر" ذكر الشيخ ابن حجر الحادثة التي وقعت بينه وبين الموفق الحنبلي. حتى حصل بينهما وحشة بسبب ذلك. من أراد التفصيل في ذلك فليراجع كتاب رفع الإصر. وقال الدكتور سليمان بن عبد الله العُمير في تحقيقه لكتاب "جزء في الأصول" (ص 4): "وقد ألف ابن عقيل هذا الجزء على مذهب السلف وضمنه الرد على الأشاعرة في مسألة القرآن. وهذا التأليف يمثل الجانب المشرق من حياة ابن عقيل الذي استهله بإعلان توبته ورجوعه عما كان يعتقده أو صنفه مما هو مخالف لمنهج السلف من مذاهب المبتدعة: كالاعتزال وغيره. وهو دليل على صدق توبته وصحة رجوعه عن تلك الأفكار الدخيلة، والآراء المضلة التي كان يتبناها قبل توبته" أ. هـ.

1887 - الدنوشري

قلت: قد تكلم الإمام ابن عقيل في هذا الكتاب عن دعوى الأشاعرة موافقة أحمد بن حنبل، وقال بإبطال هذه الدعوة كما في صفحة (66)، وكذا تكلم عن إنكار الأشاعرة للحرف والصوت والجواب عنه كما في صفحة (70) وغيرها من مسائل الأشاعرة فليراجع، والحمد لله رب العالمين. وفاته: سنة (769 هـ). تسع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح التسهيل"، و"شرح الألفية"، وقطع من التفسير سماه "التعليق الوجيز على الكتاب العزيز". 1887 - الدنُوشَري * النحوي، المفسر: عبد الله بن عبد الرحمن بن علي بن محمّد الدنوشري الشافعي. من مشايخه: الشمس الرملي، والشهاب بن قاسم العبادي، والشمس محمّد العلقمي وغيرهم. من تلامذته: الشمس البابلي، والنور الشبراملسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • كشف الظنون: "الشافعي الصوفي"أ. هـ. وفاته: سنة (1025 هـ). خمس وعشرين وألف. من مصنفاته: ألف كتب كثيرة في النحو منها حاشية على شرح التوضيح للشيخ خالد وله جوهرة النفس في معرفة التاريخ المستعمل، وحل درجة الشمس. 1888 - أبو موسى الضرير * النحوي: عبد الله بن عبد العزيز الضرير، البغدادي، أبو موسى. من مشايخه: حدث عن أحمد بن جعفر الدينوري، وجعفر بن مُهلهل بن صفوان الراوي وغيرهما. من تلامذته: يعقوب بن يوسف بن خرُزَّاد النجيرمي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "كان يؤدب ولد المهتدي بالله العباسي" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. من مصنفاته: أملى كتبًا صغيرة منها "الكتاب وصفة الدواة والقلم وتصريفهما، وله كتاب في الفرق. 1889 - أبو عُبيد الأندلسي * اللغوي: عبد الله بن عبد العزيز بن أبي مصعب ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 53)، هدية العارفين (1/ 474)، معجم المفسرين (1/ 314)، الأعلام (4/ 97)، معجم المؤلفين (2/ 251). * الوافي (17/ 292)، بغية الوعاة (2/ 49)، الأعلام (4/ 98). * بغية الملتمس (2/ 449)، الصلة (1/ 277)، الحلة السيراء (2/ 180)، المغرب في حلى المغرب (1/ 347)، عيون الأنباء (500)، السير (19/ 35)، الوافي (17/ 290)، بغية الوعاة (2/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 253)، مقدمة كتابه "معجم ما استعجم" بقلم المحقق مصطفى السقا، تاريخ الإسلام (وفيات 487) ط. تدمري، روضات الجنات (5/ 117).

1890 - الجوهري

البكري، أبو عبيد الأندلسي. من مشايخه: أبو مروان بن حيان، وأبو بكر المصحفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "من أهل اللغة والآداب الواسعة والمعرفة بمعاني الأشعار والغريب والأنساب متقنًا لما قيده. . . جميل الكتب متهيبًا بها، كان يمسكها بسبابي الشرب وغيرها إكرامًا لها وصيانة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا، لغويًّا أخباريًا، متفننًا، علامة. صنف كتابًا في أعلام النبوة. . . وكان من أوعية العلم وبحور الأدب" أ. هـ. • الوافي: "كان أميرًا بساحل كورة لَبْلة، وصاحب جزيرة شلطيش، بلدة صغيرة من قرى إشبيلية، كان معاقرًا للراح لا يصحو من خمارها يُدمنها أبدًا. . . كان إمامًا لغويًّا إخباريًا متفننًا" أ. هـ. وله شعر في الخمر ومدحها. وفاته: سنة (480 هـ)، وقيل: (487 هـ) ثمانين، وقيل: سبع وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "اللآلي في شرح نوادر أبي علي القالي"، و"اشتقاق الأسماء"، و"معجم ما استعجم من البلاد والمواضع". 1890 - الجوهري * النحوي: عبد الله بن عبد الغفور الجوهري الشافعي النابلسي. من مشايخه: قرأ القرآن على عمه الشيخ عبد المنان، وتفقه على والده. وأخذ طريق الشاذلية عن الأستاذ المزطاري المغربي. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الفقيه النحوي الفرضي الصوفي. . . أخذ طريق الشاذلية عن الأستاذ المزطاري المغربي حين أجاز والده" أ. هـ. وفاته: سنة (1137 هـ) سبع وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: له "حاشية على شرح الآجرومية للشيخ خالد" في النحو، ورسائل في التصوف. 1891 - الفرخاوي * النحوي: عبد الله بن أبي عبد الله الفرخاوي، جمال الدين الدمشقي. من مشايخه: العنابي. سمع من جماعة من شيوخ ابن حجر بدمشق وفرخا وغيرهم. كلام العلماء فيه: إنباء الغمر: "مهر له النحو، وكان يعتني بصحيح مسلم ويكتب منه نسخًا" أ. هـ. وفاته: سنة (818 هـ) ثمان عشرة وثمانمائة. 1892 - التاجر الواسطي * النحوي: عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه بن عبد الله بن علي بن المبارك التاجر الواسطي، تاج ¬

_ * سلك الدرر (3/ 88)، الأعلام (4/ 99)، معجم المؤلفين (2/ 254). * إنباء الغمر (7/ 199)، الضوء اللامع (29/ 5)، بغية الوعاة (2/ 47)، الشذرات (9/ 195). * معجم شيوخ الذهبي (262)، غاية النهاية (1/ 429)، الدرر الكامنة (4/ 376)، الأعلام (4/ 100)، معجم المؤلفين (2/ 256).

1893 - شارح الفصوص

الدين، ويقال: نجم الدين. ولد: سنة (671 هـ) إحدى وسبعين وستمائة. من مشايخه: التقي الصائغ والذهبي، وقرأ النحو على ابن المعلم وغيرهم. من تلامذته: الذهبي، وقرأ عليه العز حسن العسكري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "المقرئ البارع" أ. هـ. • غاية النهاية: "المحقق الثقة المشهور، كان شيخ العراق في زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (741 هـ)، وقيل: (740 هـ) إحدى وأربعين، وقيل: أربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "الكفاية ونظمها" قال عنه الذهبي: إنه كتاب نفيس في القراءات العشر، و"المختار"، و"الكنز" في القراءات، وله مقدمة في النحو سماها "الملمعة الجلية". 1893 - شارح الفصوص * المفسر: عبد الله بن عبدي بن محمّد الرومي البوسنوي البيرامي. المعروف بشارح الفصوص. ولد: سنة (992 هـ) اثنتين وتسعين وتسعمائة. من تلامذته: غرس الدين الخليلي، ومحمد ميرزا الدمشقي الصوفي، ومحمد بن أبي بكر القعود وغيرهم. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "العارف بالله تعالى وأحد علماء الروم وعظمائهم الأمجاد المشهور الذكر المتحقق بحق اليقين، كان عالمًا عاملًا عارفًا بالدقائق والحقائق، متبحرًا في العلوم النقلية والعقلية، إلى جاه عظيم وقدر جسيم ومنظر بهي ووجه نوراني، ولد بالروم وبها نشأ وأخذ عن أكابر العارفين ولبس الخرقة، وتلقى الذكر من كثيرين، وبرع في جميع العلوم حتى صار منقطع القرين" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل متصوف، من أهل البوسنة يعرف عند أهلها باسم "غائبي" وورد ذكره في كشف الظنون باسم "عبدي". . .". ثم قال: "والبيرامي نسبة إلى الطريقة البيرامية وكان من مشايخها" أ. هـ. • قلت: والبيرامية هي فرقة صوفية تنسب لمؤسسها حاجي بيرام ولي، وتشتق من الخلوتية، بدعوى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عهد إلى أبي بكر بالذكر الخفي، وإلى علي بالذكر الجلي، وتخص البيرامية أتباعها بالذكر الخفي، وبعد وفاة مؤسس هذه الطريقة انقسمت إلى بيرامية شمسية وبيرامية ملامتية فالأولى أخذت بالذكر الجلي، والثانية اتبعوا الملامتية وهجروا الذكر والورد وتكاياهم وفلسفتهم تحريم إظهار التقوى. والمبتديء في البيرامية يمارس العبادة على أساس توحيد الأفعال أو فنائها في فعل الله باعتبار أنها جميعًا من عند الله، فليس العبد هو الفاعل، وإنما الفاعل الحقيقي هو الله ثم تأتي المرحلة التي يفهم فيها أن الأفعال هي كشف لصفاته وتلك الصفات أو فنائها في صفات الله، ثم تأتي المرحلة الأخيرة والتي يفهم فيها أن ¬

_ * الجوهر الأسنى (94)، خلاصة الأثر (3/ 86)، هدية العارفين (1/ 476)، الأعلام (4/ 101)، معجم المؤلفين (2/ 257)، كشف الظنون (2/ 205)، إيضاح المكنون (1/ 228) و (2/ 224).

1894 - عبد الله بن عطية

الصفات وقد فنيت في صفات الله، ولم يعد غير صفات الحق التي هي تجلياته لذاته فإن الوجود يصبح في حقيقته واحدًا وهذه هي مرحلة توحيد الذات، أو فناء كل الذوات في ذات الله تعالى. انتهى ملخصًا من "موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية" للدكتور عبد المنعم الحفني، ولعل شرحه لفصوص ابن عربي الإلحادي وشيخ وحدة الوجود، دلالة قاطعة على سوء الإعتقاد لصاحب الترجمة، وانحرافه، والله تعالى أعلم. وفاته: سنة (1054 هـ) أربع وخمسين وألف. من مصنفاته: "تجليات عرائس الفصوص في منصات الفصوص للشيخ الأكبر"، و "أنفس الواردات في شرح الفتوحات"، و"شرح التائية الكبرى" لابن الفارض، ورسائل التفسير والمواضيع الصوفية في مصطلحاتهم ووحدة الوجود. 1894 - عبد الله بن عطية * المفسر، المقرئ: عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب، أبو محمد. من مشايخه: أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن جعفر بن حمدان بن سليمان، والحسن بن حببب وغيرهما. من تلامذته: علي بن داود الداراني، وعبد الله بن سلمة المكتب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "قال الداني: وكان ثقة ضابطًا خيرًا فاضلًا وقال عبد العزيز الكتاني: كان يحفظ فيما يقال خمسين ألف بيت للأستشهاد على معاني القرآن" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "المقرئ المفسر العدل إمام ثقة" أ. هـ. • الأعلام: "يميز عن ابن عطية الأندلسي (عبد الحق بن غالب) المفسر أيضًا، بأن يقال لصاحب هذه الترجمة (المتقدم) ولعبد الحق (المتأخر) ". وفاته: سنة (383 هـ) ثلاث وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: له "تفسير ابن عطية". 1895 - سبط الخياط * النحوي، اللغوي، المقريء: عبد الله بن عليّ بن أحمد، سبط الإمام الزاهد أبي منصور الخياط، أبو محمد. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 349)، تذكرة الحفاظ (3/ 1017)، تاريخ الإسلام (وفيات 383) ط. تدمري، الوافي (17/ 320)، غاية النهاية (1/ 433)، النجوم (4/ 165)، مفتاح السعادة (2/ 106)، الدارس (2/ 335)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 245)، معجم المفسرين (1/ 316)، الأعلام (4/ 103)، معجم المؤلفين (2/ 285). * المنتظم (18/ 51)، معجم الأدباء (4/ 1539)، إنباه الرواة (2/ 122)، الكامل (11/ 118)، مرآة الزمان (8/ 1 / 193) ط. الهند، العبر (4/ 113)، السير (20/ 130)، معرفة القراء (1/ 494)، الوافي (17/ 331)، البداية والنهاية (12/ 238)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 209)، غاية النهاية (1/ 434)، الشذرات (6/ 210)، الأعلام (4/ 105)، معجم المؤلفين (2/ 260)، تاريخ الإسلام (وفيات 541) ط. تدمري، عيون التواريخ (12/ 411)، كشف الظنون (1/ 52)، هدية العارفين (1/ 455).

1896 - الصيمري

ولد: سنة (464 هـ) أربع وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن الفاعوس، وجده أبو منصور الخياط، وأبو منصور العُكبري وغيرهم. من تلامذته: ابن عساكر، والسمعاني، وابن الجوزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "لم أسمع قارئًا قط أطيب صوتًا منه، ولا أحسن أداءً على كبر سنه، وكان لطيف الأخلاق، ظاهر الكياسة والظرافة، حسن المعاشرة للعلوم والخواص ما رأيت كثر جمعًا من جمع جنازته" أ. هـ. بتصرف. • السير: "الإمام العلامة، مقرئ العراق، شيخ النحاة. ذكره أحمد بن صالح، وبالغ في تعظيمه وقال: لم يخلف في فنونه مثله، قال السمعاني: وله تصانيف في القراءات، وعلوم القرآن، وخولف في بعضها، وشنعوا عليه، ثم سمعت أنه رجع عن ذلك، كتبت عنه، وعلقت عنه من شعره" أ. هـ. • العبر: "وكان الجمع في جنازته يفوق الإحصاء" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي-: كان عارفًا باللغة، إمامًا في النحو والقراءات وعللها، ومعرفة رجاله، وله شعر حسن" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن نافع: سار ذكر سبط الخياط في البلاد والأغوار والأنجاد ورأس أصحاب الإمام أحمد، وصار أوحد وقته ونسيج وحده، لم أسمع في جميع عمري من يقرأ الفاتحة أحسن ولا أوضح منه، وكان جمال العراق بأسره. وكان ظريفًا كريمًا لم يخلف مثله في أكثر فنونه. • غاية النهاية: "الأستاذ البارع الكامل الصالح الثقة شيخ الإقراء ببغداد" أ. هـ. • الشذرات: "نقلًا عن ابن الجوزي أنه قال: وكان قويًّا في السنة وفي نفس الموضع عن ابن نقطة أنه قال: كان شيخ العراق يرجع إلى دين وثقة وأمانة، وكان ثقة صالحًا، بن أئمة المسلمين، وله شعر حسن" أ. هـ. بتصرف. وفاته: سنة (541 هـ) إحدى وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "المبهج" في القراءات الثمان، و "الإيجاز" في القراءات السبع، و"الكفاية" في القراءات الست. 1896 - الصَّيمرَيّ * النحوي، اللغوي: عبد الله بن عليّ بن إسحاق الصَّيمَريّ، أبو محمد. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "قدم مصر، وحُفظ عنه شيء من اللغة وغيرها، وكان فهمًا عاقلًا" أ. هـ. • قلت: قال صاحب بغية الوعاة معلقًا على كتاب التبصرة: "أكثر أبو حيان النقل عنه. وله ذكر في جمع الجوامع" أ. هـ. وفاته: سنة (541 هـ) إحدى وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "التبصرة" في النحو أحسن فيه ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 49)، الوافي (17/ 337)، إنباه الرواة (2/ 123)، كشف الظنون (1/ 339)، معجم المؤلفين (2/ 260).

1897 - الفرغاني

التعليل على مذهب البصريين، ولأهل المغرب باستعماله عناية تامة، ولا يوجد لهذا الكتاب نسخة إلا من جهة المقاربة. انظر إنباه الرواة. 1897 - الفَرغانيّ * النحوي، اللغوي: عبد الله (¬1) بن عليّ بن صاين بن عبد الجليل الفَرْغانيّ الحنفي الخطيب. ولد: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: ابن الأخضر، وأحمد بن محمود الصابوني، وعبد الرحمن بن محمّد المروزي وغيرهم. من تلامذته: الدُّبيثي وغيره. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان فهمًا حسنًا. وله معرفة بالأدب" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "خرّج أربعين حديثًا، وحدث بفرغانة وبغداد. وكان فاضلًا أديبًا". وقال: "روى عنه الدبيثي وقال: بلغنا أنه قتلته الكفار التتار لما دخلوا سمرقند في ذي الحجة" أ. هـ. • الجواهر المضية: "وكان إمامًا كبيرًا في المذهب والخلاف والجدل ومعرفة الحديث والنحو واللغة. وله النظم والنثر. وما رأت عيناي إنسانًا جَمع حُسْن الصورة، مع لطف الأخلاق، وكمال التواضع وغزارة الفضل ومتانة الدين والورع والنزاهة وحُسن الخط، وسرعة القلم والقُدرة على الإنشاء نظمًا ونثرًا، وفصاحة اللسان وعُذوبة الألفاظ والصدق والنبل والثقة غيره. ولقد كان من أفراد الدهر ونوادر العصر، كامل الصفات بعيد المثل قل أن تلد النساء مثله ولقد تأدبنا بأخلاقه واقتدينا بأفعاله وتعلمنا من فوائده وفرائده واقتبسنا من علومه ما يُنقش على الحجر" أ. هـ. وفاته: سنة (616 هـ) ست عشرة وستمائة. 1898 - التقي السَّرُوجي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن عليّ بن منجد بن ماجد بن بركات المنعوت بالتقي السروجي، أبو محمد، تقي الدين. ولد: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. كلام العلماء فيه: • الوافي: "وكان لي به اختلاط وصحبة، ولي فيه اعتقاد. . . قال القاضي شهاب الدين محمود: كان يكره مكانًا فيه امرأة ومن دعاه يقول: شرطي معروف أن لا تحضر امرأة" أ. هـ. • المقفى: "كان رجلًا عفيفًا يتلو القرآن، وله معرفة بالنحو واللغة والأدب، متقللًا من الدنيا. يغلب عليه حب الجمال مع العفة التامة والصيانة، وكان مأمون الصحبة، طاهر اللسان، يتفقد أصحابه وكان كثير الانقطاع لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 50)، تاريخ الإسلام (وفيات 616) ط. بشار، الوافي (17/ 332)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 487)، الجواهر المضية (2/ 314). (¬1) في تاريخ الإسلام: سماه عبد الله بن علي بن أبي بكر. * فوات الوفيات (2/ 196)، الوافي (17/ 341)، المقفى الكبير (4/ 618).

1899 - ابن التركماني

وفاته: سنة (693 هـ) ثلاث وتسعين وستمائة. 1899 - ابن التُرُكمانِي * المفسر عبد الله بن علي بن عُثْمَان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان، المارديني الأصل، المعروف بابن التركماني الحنفي، أبو محمّد، جمال الدين بن علاء الدين. ولد: سنة (719 هـ) تسع عشرة وسبعمائة. من مشايخه: علي بن عمر الواني ويوسف بن عُمَر الختني. من تلامذته: عبد القادر بن محمّد القرشي. كلام العلماء فيه: • المقفى: "وباشر القضاء أجمل مباشرة من الحشمة والرئاسة وكثرة الأفاضل لسائر من يقصده مع لين الجانب والحياء والمعرفة التامة بالأحكام، والقوة على أرباب الدولة والشدة عليهم مع تعظيمهم له ومحبتهم فيه وإعتقادهم إجلاله دينًا يثابون عليه وتواضعه في الفقراء وتقريبه أهل العلم وإكرامهم والإحسان إليهم. . . وإعتراف فضلاء مذهبه له بالفضيلة التامة. وبالجملة فما يجد حاسده ما يعيبه به. . . فلقد كان فخرًا من مفاخر الدهر وزينًا لقضاة مصر" أ. هـ. • الدرر: "قال ابن حبيب: كان وافر الوقار لطيف الذات مقدمًا عند الملوك رحمه الله تعالى وكان عارفًا بالأحكام لين الجانب شديدًا على المفسدين متواضعًا مع أهل الخير وسد أبواب الريب وامتنع من استبدال الأوقات وصمم على ذلك ولم يخلّف بعده مثله خصوصًا من الحنفية". . ثم قال: "درس في التفسير بالجامع الطولوني واستمر إلى أن مات مطعونًا في شهر رمضان" أ. هـ. • رفع الإصر: "وكانت ولايته القضاء نحو العشرين سنة متوالية، لم يدخل عليه فيها بغض ولا نسب فيها إلى ما يعاب. وكان مع موفق الدين الحنبلي كالروح في الجسد مع ابن جماعة لا يخالف بعضهم بعضًا وماتا في سنة واحدة وسبقهما ابن جماعة" أ. هـ. وفاته: سنة (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. 1900 - قاضي صُور * النحوي، اللغوي: عبد الله بن عليّ بن عمر السنجاري الحنفي المعروف بقاضي صُور (¬1) -بفتح الصاد المهملة- أبو محمد، تاج الدين. ولد: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: العلامة علاء الدين القونوي الحنفي، والعلامة شمس الدين محمّد الأصبهاني وغيرهم. ¬

_ * وفيات ابن رافع (2/ 331)، ذيل العبر لابن العراقي (1/ 251)، الدرر الكامنة (4/ 381)، رفع الإصر (2/ 286)، المقفى (4/ 615)، السلوك (3/ 1 / 166)، النجوم (11/ 99)، بدائع الزهور (1/ 2 / 69)، وجيز الكلام (1/ 165)، الجواهر المضية (2/ 316). * معجم البلدان (3/ 434)، الدرر الكامنة (2/ 382)، إنباء الغمر (3/ 346)، النجوم (12/ 162)، تاج التراجم (117)، وجيز الكلام (1/ 325)، الشذرات (8/ 621). (¬1) في معجم البلدان: (صُور) بالضم وقال: هي قرية على شاطئ الخابور، بينها وبين الفرات نحو أربعة فراسخ.

1901 - ابن شوذب

كلام العلماء فيه: • الشذرات: "وكان إمامًا عالمًا بارعًا مفننًا في الفقه، والأصلين، والعربية، واللغة. . . وكان من محاسن الدنيا" أ. هـ. • إنباء الغمر: "وكان حسن الأخلاق لين الجانب، لطيف الذات" أ. هـ. وفاته: سنة (800 هـ)، وقيل: (799 هـ) ثمانمائة، وقيل: تسع وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "البحر الجاري" وقيل "البحر الحاوي" في الفتاوى، و"نظم المختار" في الفقه، و"نظم السراجية" في الفرائض. 1901 - ابن شَوْذَب * المقرئ: عبد الله بن عمر بن أحمد بن عليّ بن شَوْذّب، الواسطي، أبو محمد. ولد: سنة (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين. من مشايخه: شعيب بن أيوب، وجعفر بن محمّد الواسطي وغيرهما. من تلامدته: أبو عبد الله بن مندة، وابن جُميع الصّيداوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سؤالات الحافظ السلفي: "وكان ثقة ثبتًا معتقدًا للسُّنَّة أمّارًا بالمعروف نهّاءً عن المنكر، أنكر على أبي إبراهيم العلوي القاضي بعض أمره. . ." أ. هـ. السير: "قال أبو بكر بن بيري: ما رأيت أحدًا أقرأ لكتاب الله منه" أ. هـ. • العبر: "كان من أعيان القراء" أ. هـ. وفاته: سنة (342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة. 1902 - عُبَيد الفقيه * المقرئ: عبد الله (¬1) بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر القيسي الشافعي، أبو القاسم، ويعرف بعبيد الفقيه. ولد: سنة (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين. من مشايخه: أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسن بن شنبوذ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "قال عنه محمّد بن يحيى: منسوب إلى الكذب، وكان فقيهًا على مذهب الشافعي، إمامًا فيه، بصيرًا به، عالمًا بالأصول والفروع، حسن النظر والقياس، وكان مع ذلك إمامًا في القراءات ضابطًا للحروف كثير الرواية للحديث إلا أنه لم يكن ضابطًا لما روى منه وكان التفقه أغلب عليه من الحديث" أ. هـ. ¬

_ * معجم شيوخ ابن جُميع (300)، سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي (64)؛ الأنساب (3/ 469)، العبر (2/ 259)، السير (15/ 466)، تاريخ الإسلام (وفيات 342) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 437)، الشذرات (4/ 226). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 433)، بغية الملتمس (2/ 460)، الكامل (8/ 612)، مختصر تاريخ دمشق (15/ 345)، معرفة القراء (1/ 342)، تاريخ الإسلام (وفيات 360) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (5/ 19)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 343) غاية النهاية (1/ 489). (¬1) في طبقات الشافعية للسبكي والكامل: عبيد بن عمر بن أحمد.

1903 - البيضاوي

• مختصر تاريخ دمشق: "وقد سمعت محمّد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب ووقفت على بعض ذلك في كتاب (تاريخ أبي زرعة) الدمشقي" أ. هـ. وفاته: سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مصنفاته صنف كتابًا في القراءات والفرائض، وغير ذلك. 1903 - البَيضاوي * النحوي، المفسر: عبد الله بن عمر بن محمّد بن علي الشيرازي البيضاوي، أبو سعيد، ناصر الدين. كلام العلماء فيه: • السير: "من كبار الأئمة في المعقول" أ. هـ. • الوافي: "صاحب التصانيف البديعة المشهورة". . الإمام العالم، العَلَّامة، المحقق، المدقق" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "قاضٍ، عالم بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق والحديث لم يعرف أنه مؤرخ وإنما هو قاض وفقيه أصولي ومفسر تجول في إيران. ولم تمض مدة على إكمال تحصيله إلا رأيناه قاضيًا في تبريز يزاول الحكم من جهة التدريس والتأليف" أ. هـ. • المفسرون بين التأويل والأثبات: "له علم بالمعقول وليس له علم بالمنقول عن السلف والرسول - صلى الله عليه وسلم -، ألف تفسيره المسمى (بأنوار التنزيل وأسرار التأويل) على منهج الخلف لخص فيه عبارة الرازي، والزمخشري، بل نقل معظم تأويلات الزمخشري إلى تأويله في الصفات، وقد اعتنى به علماء الأزهر، فاعتكفوا على دراسته، وجعلوا الحواشي عليه، فممن حشى عليه الشيخ الشهاب الخفاجي، والشيخ زادة وهو يقع في حجم كبير. أما مذهبه في تفسيره في الأسماء والصفات فمؤول كبير، على مذهب الأشاعرة في تأويل الصفات. صفة الرحمة: قال في تفسير البسملة: والرحمن الرحيم: اسمان بنيا للمبالغة من رحم كالغضبان من غضب والعليم من علم، والرحمة في اللغة رقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ومنها الرحيم لانعطافها على ما فيها وأسماء الله تعالى إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات (¬2). التعليق: وهذا إنما هو رأي المؤولة المتصورين للتشبيه ¬

_ * المفسرون بين التأويل والأثبات (2/ 95)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 157)، الوافي (17/ 379)، نزهة الجليس (2/ 138)، البداية والنهاية (13/ 327)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 283)، مفتاح السعادة (2/ 103)، بغية الوعاة (2/ 50)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 248)، الشذرات (7/ 685)، روضات الجنات (5/ 134)، معجم المفسرين (1/ 318)، الأعلام (4/ 110)، معجم المؤلفين (2/ 266)، السير (17/ 258) ط. علوش، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 687). (¬2) تفسير البيضاوي (3).

فلماذا لا تثبت صفة الرحمة لله تعالى على ما يليق به؟ صفه الغضب: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. والغضب: ثوران النفس لإرادة الإنتقام فإذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر (¬1). التعليق: والصواب إثبات صفة الغضب على ما يليق به تعالى وطرح التأويل المذموم الممقوت الذي سيسأل الله عنه أصحابه. صفة الإستواء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: استوى أمره واستولى، وعند أصحابنا أن الإستواء على العرش صفة لله بلا كيف والمعنى: أن الله تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الاستقرار والتمكن (¬2). صفه الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} الآية. يجازيهم على استهزائهم، سمي جزاء الاستهزاء باسمه كما سمي جزاء السيئة سيئة، إما لمقابلة اللفظ باللفظ أو لكونه مماثلًا له في القدر أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم أو ينزل بهم الحقارة أو الهوان الذي هو لازم الإستهزاء والغرض منه، أو يعاملهم معاملة المستهزئ أما في الدّنْيا فبإجراء أحكام المسلمين عليهم واستدارجهم بالأمهال والزيادة في النقمة على التمادي في الطغيان وأما في الآخرة فبأن يفتح لهم وهم في النار بابا إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب وذلك قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} وإنما استؤنف به ولم يعطف ليدل على أن الله تعالى تولى مجازاتهم ولم يحوج المؤمنين إلى أن يعارضوهم وأن استهزاءهم لا يؤبه به في مقابلة ما يفعل الله بهم، ولعله لم يقل الله مستهزئ بهم ليطابق قولهم إيماء بأن الإستهزاء يحدث حالًا فحالًا ويتجدد حينًا بعد حين، وهكذا كانت نكاية الله فيهم كما قال: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَينِ} (¬3). التعليق: والصواب إثبات استهزاء ومكر وخداع لله على ما يليق به فهذه الصفات منه عدل. صفة الحياء: وقال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. والحياء انقباض النفس عن القبيح مخافة الذم وهو الوسط بين الوقاحة التي هي الجرأة على القبائح وعدم المبالاة بها والخجل الذي هو انحصار النفس عن الفعل مطلقًا واشتقاقه من ¬

_ (¬1) تفسير البيضاوي: (5). (¬2) تفسير البيضاوي: (2 - 8). (¬3) نفس المصدر (13).

الحياء فإنه انكسار يعتري القوة الحيوانية فيردها عن انفعالها فقيل حيي الرجل، كما يقال نسي وحشي إذا اعتلت نساه وحشاه وإذا وصف به الباري تعالى كما جاء في الحديث (إن الله يستحي من ذي الشيبة أن يعذبه) (وإن الله حي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفرًا حتى يضع فيهما خيرًا). فالمراد به الترك اللازم للإنقباض كما أن المراد من رحمته وغضبه إصابة المعروف والمكروه اللازمين لمعنييهما ونظيره قول من يصف إبلا. وإنما عدل به عن الترك لما فيه من التمثيل والمبالغة وتحتمل الآية خاصة أن يكون مجيئه على المقابلة لما وقع في كلام الكفرة (¬1). التعليق: كل ما ذكره البيضاوي من التأويل لا حاجة إليه والصواب إثبات الصفة على ما تليق به. صفه الكلام: قال عند قوله تعالى من سورة طه: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى} قيل إنه لما نودي قال: من المتكلم؟ قال: إني أنا الله فوسوس إليه إبليس لعلك تسمع كلام الشيطان فقال: أنا عرفت أنه كلام الله بأني أسمعه من جميع الجهات وبحميع الأعضاء وهو إشارة إلى أنه عليه الصلاة والسلام تلقى من ربه كلامًا تلقيًا روحانيًا ثم تمثل ذلك الكلام لبدنه فانتقل إلى الحس المشترك فانتقش به من غير اختصاص بعضو وجهة. التعليق: وهذا كلام من لم يثبت لله الكلام الحقيقي المبني على الإختيار والمشيئة الذي لا يكيف بكيفية، والذي يدعوه إلى هذا هو وأمثاله هو مذهبه الفاسد الذي يريد بزعمه أن ينزه الله وهو في الحقيقة مذهب التأويل المذموم -والله المستعان- (¬2). صفة الوجه: البيضاوي على عادته في تأويل الصفات التي تخالف مذهبه يؤول صفة الوجه ويعطلها عن معناها وهذه تفسيراته لصفة الوجه في مواردها في القرآن فقال عند قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي جهته التي أمر بها فإن مكان التولية لا يختص بمسجد أو مكان فثم ذاته هو عالم مطلع بما يفعل فيه (¬3). وقال في سورة الكهف عند قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} رضا الله وطاعته (¬4). وقال عند قوله تعالى من سورة القصص: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إلا هُوَ كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} إلا ذاته فإن ما عداه ممكن هالك في حد ذاته معدوم (¬5). وقال عند قوله تعالى من سورة الرحمن: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ذاته ولو استقريت جهات الموجودات ¬

_ (¬1) تفسير البيضاوي (21). (¬2) تفسير البيضاوي (414). (¬3) تفسير البيضاوي (24). (¬4) نفس المصدر: 391. (¬5) تفسير البيضاوي: 524.

وتفحصت وجوهها، وجدتها بأسرها فانية في حد ذاتها إلا وجه الله تعالى أي الوجه الذي يلي جهته (¬1). صفة المجيء والإتيان: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} أي يأتيهم أمره أو بأسه كقوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} (أو يأتيهم الله ببأسه) فحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} أي أمره بالعذاب أو كل آياته يعني آيات القيامة والعذاب والهلاك الكل. لقوله: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من آثار هيبته وسياسته (¬3). تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} تصوير لعظمته وتمثيل مجرد كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ولا كرسي في الحقيقة ولا قاعد، وقيل: كرسيه مجاز عن علمه أو ملكه مأخوذ من كرسي العالم، والملك وقيل: جسم بين يدي العرش ولذلك سمي كرسيًا محيط بالسموات السبع لقوله عليه الصلاة والسلام: (ما السموات السبع والأرضون السبع مع الكرسي إلا كحلقة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة) على تلك الحلقة ولعله الفلك المشهور بفلك البروج وهو في الأصل اسم لما يقعد عليه ولا يفضل على مقعده القاعد وكأنه المنسوب إلى الكرسي وهو الملبد) (¬4). التعليق: ما ذكره البيضاوي من تفسير للكرسي روى بعضه عن بعض السلف. والصواب ما صحت به الرواية عن ابن عباس في تفسير الكرسي من أنه موضع القدمين كما تقدم. صفة اليد: قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. أي هو ممسك يقتر بالرزق وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجهد ولا قصد فيه إلى إثبات يد وغل أو بسط وذلك يستعمل حيث لا يتصور لك. ¬

_ (¬1) نفس المصدر: 706. (¬2) نفس المصدر: 45. (¬3) نفس المصدر: (17). (¬4) تفسير البيضاوي (171).

ووهاده ونظيره من المجازات المركبة ثابت له الليل وقيل معناه: أنه فقير كقوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} {غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}، دعاء عليهم بالبخل والنكد أو بالفقر والمسكنة أو بغل الأيدي حقيقة يغلون أسارى في الدُّنيا ومسحبين إلى النار في الآخرة، فتكون المطابقة من حيث اللفظ وملاحظة الأصل كقولك سبّني سبّ الله دابره، بل يداه مبسوطتان، ثني اليد مبالغة في الرد ونفي البخل عنه تعالى وإثباتًا لغاية الجود فإن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه وتنبيهًا على منح الدّنْيا والآخرة وعلى ما يعطى للإستدارج وعلى ما يعطى للإكرام (¬1). فكلام البيضاوي في تفسير هذه الآية ظاهر في التأويل والتعطيل والقول بالمجاز في آية الصفات هو مذهب أهل التأويل وهو غطاء يجعلونه في تحريف الصفات عما أراد الله بها، وهذا هو ما فعله البيضاوي اللهم غفرًا. وقال عند قوله تعالى من سورة "ص": {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} خلقته بنفسي من غير توسط كتاب وأم والتثنية لما في خلقه من مزيد القدرة واختلاف الفعل (¬2). وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} تنبيه على عظمته، وكمال قدرته وحقارة الأفعال العظام التي تتحير فيها الأوهام بالإضافة إلى قدرته ودلالة على أن تخريب العالم أهون شيء عليه على طريقة التمثيل والتخييل من غير اعتبار القبضة واليمين حقيقة ولا مجازًا كقولهم: شابت له الليل والقبضة المرة من القبض (¬3). التعليق: لقد أغرق البيضاوي في تفسير هذه الآيات التي وردت فيها صفة اليد في التعطيل وأغراه الزمخشري بأسلوبه الثعلبي فسار في ركبه وقلده في مذهبه. اللهم غفرًا. إثبات الرؤية: قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. أي لا تحيط به الأبصار جمع بصر وهو حاسة النظر وقد يقال: للعين من حيث أنها محلها واستدل به المعتزلة على امتناع الرؤية وهو ضعيف لأنه ليس الإدراك مطلق الرؤية ولا النفي في الآية عامًا في الأوقات فلعله مخصوص ببعض الحالات ولا في الأشخاص فإنه في قوة قولنا لا كل بصر يدركه مع أن النفي لا يوجب الامتناع وهو يدرك الأبصار يحيط علمه بها (¬4). وقال عند قوله تعالى: {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ قَال لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}. أرني نفسك بأن تمكنني من رؤيتك وتنجلي لي فأنظر إليك وأراك وهو دليل على أن رؤيته ¬

_ (¬1) تفسير البيضاوي: 152. (¬2) تفسير البيضاوي: 606. (¬3) تفسير البيضاوي: 616. (¬4) نفس المصدر: 186.

جائزة في الجملة لأن طلب المستحيل من الأنبياء محال وخصوصًا ما يقتضي الجهل بالله ولذلك رده بقوله تعالى: {لَنْ تَرَانِي} دون لن أرى ولن أريك أو لن تنظر إليّ تنبيهًا على أنه قاصر عن رؤيته لتوقفها على معد في الرائي ولم يوجد فيه بعد وجعل السؤال لتبكيت قومه الذين قالوا: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} خطأ إذ لو كانت الرؤية ممتنعة لوجب أن يجعلهم ويزيح شبههم كما فعل بهم حين قالوا: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ} كما قال لأخيه: {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} والاستدلال بالجواب على استحالتها أشد خطأ إذ لا يدل الأخبار عن عدم رؤيته إياه على ألا يراه أبدًا وألا يراه غيره أصلًا فضلًا عن أن يدل على استحالتها ودعوى الضرورة فيه مكابرة أو جهالة بحقيقة الرؤية (¬1). صفة العين: وقال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} ملتبسًا بأعيننا عبر بكثرة آلة الحس الذي يحفظ به الشيء ويراعي عن الاختلال والزيغ عن المبالغة في الحفظ والرعاية على طريقة التمثيل (¬2). التعليق: وهذا هو التأويل الذي ذهبت به صفات الباري وأرجعها أصحاب طاغوت التأويل مجرد تمثيل. والصواب: إثبات صفة العين تعالى على ما يليق به. صفة المعية: وقال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}؟ . وهو معكم أينما كنتم، لا ينفك علمه، وقدرته عنكم بحال (¬3) " أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 687): "والذي يعنينا هنا كتابه الأخير الذي قال فيه السبكي: أما الطوالع -أي طوالع الأنوار في علم الكلام- فهو عندي أجل مختصر ألف في علم الكلام. أ. هـ. كلام السبكي". وقال: "الطوالع يعتبر من كتب الأشاعرة التي نهجها متأخر والأشعرية في الإعتماد على المقدمات الطويلة ثم ذكر ما يتعلق بالإلهيات، وقد استغرقت الإلهيات عند البيضاوي ما يقارب ثلث الكتاب فقط، والباقي في المقدمات العقلية والطبيعية وما شابهها، وليس هناك جديد فيما عرضه في مسائل الإلهيات سوى أنه قال في مسألة كلام الله (والأطناب في ذلك قليل الجدوى) وكأنه ضاق بتناقضات من سبقه في ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (685 هـ) خمس وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" يعرف بتفسير البيضاوي، و"طالع الأنوار" في التوحيد، و"منهاج الوصول إلى علم الأصول" وغير ذلك. ¬

_ (¬1) تفسير البيضاوي: 221. (¬2) تفسير البيضاوي: 296. (¬3) تفسير البيضاوي: 714.

1904 - الخزرجي

1904 - الخزرجي * النحوي: عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد الشلبي (¬1) الأندلسي الأنصاري الخزرجي، أبو محمد. ولد: سنة (484 هـ) أربع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: الحسن بن عمر الهَوْزني، وأبو بحر بن العاص وغيرهما. من تلامذته: ابن السمعاني، وولده عبد الرحيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "ولد ببلاد الأندلس وهو من بيت العلم والوزارة وصرف عمره في طلب العلم وولي القضاء بالأندلس مدة، . . . وكان غزير العلم في الحديث والفقه والأدب. ." أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان من أهل العلم بالأصول والفروع والحفظ للحديث ورجاله ومسائل الخلاف، وكان من أهل الدين والخير والزهد، وامتحن بالأمراء في قضاء بلده. بعد أن تقلده نحو تسعة أعوام لإقامته الحق، وإظهار العدل حتى أدى ذلك إلى اعتقاله بقصر إشبيلية. . . ودخل العراق وخراسان وأقام بها أعوامًا. وطار ذكره في هذه البلاد، وعظم شأنه في العلم والدين ولبيته نباهة ووجاهة وثروة" أ. هـ. • السير: "العلامة ذو الفنون. . . من بيت علم ووزارة وقضاء" أ. هـ. • بغية الوعاة: "الحافظ النحوي الفقيه الأديب. قال السمعاني: بحر لا ينزف في الحديث والفقه والأدب والنحو، سمع الكثير بالأندلس والعراق وخراسان وحج وجاور، وأقام ببغداد وبلخ ونيسابور مدة، وكان ولي القضاء بالأندلس" أ. هـ. • الوافي: "من بيت العلم والوزارة حصّل من العلم ما لم يحصله غيره. ." أ. هـ. وفاته: سنة (548 هـ) ثمان وأربعين وخمسمائة. 1905 - العَكِّي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن فائد بن عبد الرحمن العكي، أبو محمد. من مشايخه: ابن الطْرَاوة وغيره. من تلامذته: "ابنه أبو الحسن، وابن الفخَّار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان لغويًّا نحويًّا ماهرًا، جليلًا فاضلًا ورعًا. . ودرس اللغة العربية والقرآن بمالقة، وخطب بجامعها، وكان متفننًا في العلوم" أ. هـ. • قلت: سماه ابن عبد الملك بن عبد الرحمن بن فائز، فخالف تسمية ابن الزبير من وجهين. انظر بغية الوعاة. وفاته: سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 51)، تاريخ الإسلام (وفيات 548) ط. تدمري، المنتظم (18/ 93)، تكملة الصلة (2/ 834)، معجم شيوخ الصدفي (229) وذكر أنه توفي سنة (551)، السير (20/ 297)، الوافي (17/ 396). (¬1) الشَّلبي نسبة إلى شِلب وهي مدينة من غرب الأندلس، وهي اليوم في البرتغال. * بغية الوعاة (2/ 52).

1906 - غلام أبي علي القالي

1906 - غلام أبي عليّ القالي * اللغوي: أبو عبد الله الفهري، غلام أبي عليّ القالي. من مشايخه: أبو عليّ القالي وغيره. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "من أهل الأدب واللغة لازم أبا عليّ إسماعيل بن القاسم حتى نسب إليه، لطول ملازمته له وانتفاعه به" أ. هـ. فائدة: جذوة المقتبس: "عن أبي عبد الله الفهري اللغوي قال: دعاني يومًا رجل من إخواني إلى حضور عُرس له في أيام الشبيبة والطلب، فحضرت مع جماعة من أهل الأدب، وأحضر جماعة من المهلبين، وفيهم ابن مقيم الزَّامر، وكان طيب المجلس، صاحب نوادر فلما أطمأن المجلس، استمر السرور بأهله انحرف ابن المقيم إلينا وأقبل علينا، فقال: يا معشر أهل الإعراب واللغة والأداب، ويا أصحاب أبي علي البغدادي، أريد أن أسألكم عن مسألة حتى أرى مقدار علمكم، وسعة جمعكم، فقلنا له: هات بالله قل: وأعد يا طيب الخبر، فقال: بماذا تسمى الدويبة السوداء التي تكون في البقلاء، عند أهل اللغة العلماء؟ فرجعنا إلى أنفسنا نفكر فوالله ما عرفنا ما نقول فيها، ولا مرّت بأذننا قط، وبهتنا، ثم قلنا له ما نعرف. فقال: سبحان الله، ما هذا وأنتم الضابطون للناس لغتهم بزعمكم، فقلنا له: أفدنا ما عندك، فقال: نعم، هذه تسمى البيقران. قال الفهري: فتصورت والله في ذهني، والله في ذهني، وقلت: فيعلان من بَقَر يبقر، يوشك أن يكون هذا، وعدُدتها فائدة، فبينا نحن بعد مدة عند أبي عليّ إذ سألنا عن هذه المسألة بعينها، قال الفهري: فأسرعت الإجابة ثقة بما جرى، فقلت: تسمى البَيقُران، فقال: من أين تقول هذا؟ فأخبرته بالمشهد الذي جرى فيها، والحال في استفادتها فقال: إنّا لله، رجعت تأخذ اللغة من أهل الزَّمْر، لقد ساءني مكانك، وجعل يؤنبني، ثم قال: هي الدِّفْنِس، والدِّنفس، قال المهري يطيب الحكاية: فتركت روايتي عن ابن مقيم لروايتي على أبي علي" أ. هـ. 1907 - الدَّارِي * المقرئ: عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمر، الكناني الداري (¬1) المكي، أبو معبد، أحد القراء السبعة فارسي الأصل. ولد: سنة (45 هـ)، وقيل: (48 هـ) خمس، وقيل: ثمان وأربعين. ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 703)، جذوة المقتبس (2/ 630)، بغية الوعاة (2/ 70). * تاريخ البخاري الكبير (5/ 181)، وفيات الأعيان (3/ 41)، تهذيب الكمال (15/ 468)، العبر (1/ 152)، السير (5/ 318)، تاريخ الإسلام (وفيات 120) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 86)، الوافي (17/ 409)، غاية النهاية (1/ 443)، تهذيب التهذيب (5/ 322)، الشذرات (2/ 89)، الأعلام (4/ 115)، تقريب التهذيب (537). (¬1) الداري: بلغة أهل مكة تعني العطّار.

1908 - ابن سيف

من مشايخه: ابن الزبير، وعكرمة، ومجاهد وغيرهم. من تلامذته: أيوب، وابن جريج، وتلا عليه أبو عمرو بن العلاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "أثنى عليه جمع من العلماء من ابن المديني، وابن سعد، وابن عيينة، وجرير بن حازم، ولم يذكر شيء يقدح فيه" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال ابن معين: ثقة، . . . وقال سفيان بن عيينة رأيته يخضب بالصفرة ويقص للجماعة. . . تصدر للإقراء وصار إمام أهل مكة في ضبط القراءات. . . كان فصيحًا بليغًا مفوهًا. . . عليه سكينة ووقار" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "أحد الأئمة صدق" أ. هـ. • قلت: ذكر صاحب "وفيات الأعيان" نقلًا عن مصنف كتاب (الإقناع): "ما ذكر من وفاته هو كالإجماع بين القراء ولا يصح عندي، لأن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ عليه ومولد ابن إدريس سنة (115 هـ)، فكيف تصح قراءته عليه لولا أن ابن كثير تجاوز سنة (120 هـ)، وإنما الذي مات فيها: عبد الله بن كثير القرشي وهو غير القارئ، وأصل الغلط في هذا من أبي بكر بن مجاهد والله أعلم". ورد ابن الجزري على هذا الكلام فقال: لأن ابن البادش -صاحب الإقناع- هذا توفي سنة (546 هـ)، ثم قال: "وهو معذور فيما قال: غير أن الصواب في ذلك أن ابن إدريس الودي لم يقرأ على ابن كثير" أ. هـ. وفاته: سنة (120 هـ)، وقيل: (122 هـ) عشرين: وقيل: اثنتين وعشرين ومائة. 1908 - ابن سيف * المقرئ: عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، أبو بكر. من مشايخه: محمّد بن رمح، وتلا على أبي يعقوب الأزرق وغيرهما. من تلامذته: تلا عليه إبراهيم بن محمّد بن مروان، وأبو عدي بن الإمام وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "شيخ الإقليم في القراءات في زمانه" أ. هـ. • السير: "الإمام المقرئ الكبير. . . وقعت لنا روايته في حرف ورش بإسناد عالٍ" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، مصدر، محدث، إمام ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (307 هـ) سبع وثلائمائة. ¬

_ * العبر (2/ 134)، السير (14/ 440)، معرفة القراء (1/ 231)، تاريخ الإسلام (وفيات 307 هـ) ط. تدمري، الوافي (17/ 417)، غاية النهاية (1/ 445)، الشذرات (4/ 36).

1909 - ابن المبارك

1909 - ابن المبارك * اللغوي: المفسر عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم المروزيُّ، أبو عبد الرحمن، كان أبوه تركيًا مولى لرجل من التجار من بني حنظلة من أهل همذان. ولد: سنة (118 هـ) ثمان عشرة ومائة. من مشايخه: هشام بن عروة، وحُميد الطويل وغيرهما. من تلامذته: حدّث عنه ابن معين، وابن مشيع، وأحمد بن حنبل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال موسى بن إسماعيل عن سلام بن أبي مطيع: ما خلّف بالمشرق مثله. وقال عُبيد الله بن عمر القواريري: لم يكن عبد الرحمن بن مَهْدي يُقدم أحدًا في الحديث على مالك وابن المبارك". وقال: "قال عباس الدوري، عن يحيى بن معين، ما رأيث أحدًا يُحدث لله إلا ستة نفرٍ، منهم ابن المبارك" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك والثوري وحماد بن زيد وابن المبارك. وقال ابن مهدي: ابن المبارك أفضل من الثوري. وعن شعيب بن حرب قال: ما لقي ابنُ المبارك مثل نفسه. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وقال يحيى بن معين: كان ثقة متثبتًا". وقال: "قال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس. قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمر ابن المبارك فاتهمه على الإسلام" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، فقيه عالم، جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير" أ. هـ. • الديباج: "قال النسائي: ما نعلم في عصر ابن المبارك أجلّ منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه. . قال جماعة من أهل العلم: اجتمع في ابن المبارك، العلمُ والفتيا والحديث والمعرفة بالرجال، والشعر، والأدب، والسخاء، والعبادة، والورع. قال مالك: ابن المبارك فقيه خراسان" أ. هـ. • الشذرات: "الإمام العلم. . . الفقيه الحافظ الزاهد، ذو المناقب. قال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 152)، ترتيب المدارك (1/ 300)، حلية الأولياء (8/ 162)، تاريخ دمشق (32/ 396)، وفيات الأعيان (3/ 32)، العبر (1/ 280)، السير (8/ 378)، تاريخ الإسلام (وفيات 181) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 274)، تهذيب الكمال (16/ 5)، الجواهر المضية (2/ 324)، الوافي (17/ 419)، البداية والنهاية (10/ 184)، غاية النهاية (1/ 446)، تهذيب التهذيب (5/ 382)، الديباج المذهب (1/ 407)، النجوم (2/ 103)، الشذرات (2/ 361)، الأعلام (4/ 115)، معجم المؤلفين (2/ 271)، الطبقات لابن سعد (7/ 372)، التاريخ الكبير (5/ 212)، الجرح والتعديل (2/ 2 / 179)، الثقات لابن حبان (7/ 7)، أخبار القضاة لوكيع (2/ 12)، تقريب التهذيب (540).

1910 - ابن اليزيدي

أطلب للعلم منه. . . جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر وفصاحة العرب، مع قيام الليل والعبادة" أ. هـ. • قلت: ومناقبه كثيرة جدًّا وأقوال العلماء عن شخصه تُجمع في كتاب كامل لمن أراد التفصيل، فهو إمام من أئمة الدّنْيا وقاعدة من قواعد المسلمين. من أقواله: سُئل: مَن الناس؟ قال: العلماء، قيل فمن الملوك؟ قال: الزهاد، قيل فمن الغوغاء؟ قال: خُزيمة وأصحابه، قيل: فمن السُفهاء؟ قال: الذين يعيشون برأيهم. وعنه قال: ليكن مجلسك مع المساكين، وإيّاك أن تجلس مع صاحب بدعة. وعنه قال: إذا عرف الرجل نفسه صار أذل من الكلب. وفاته: سنة (181 هـ) إحدى وثمانين ومائة. من مصنفاته: له كتاب في التفسير، وكتاب الزهد. 1910 - ابن اليزيدي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن أبي يحيى محمّد بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف بابن اليزيدي، أبو عبد الرحمن. من مشايخه: يحيى بن زياد الفرّاء وغيره. من تلامذته: ابن أخيه الفضل بن محمّد اليزيدي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أديبًا عالمًا، عارفًا بالنحو واللغة. قال أحمد بن يحيى النحوي: ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله ابن أبي محمّد اليزيدي" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان عالمًا بالنحو واللغة" أ. هـ. من مصنفاته: "غريب القرآن"، وكتابًا في النحو مختصرًا، وكتاب "الوقف والإبتداء". 1911 - أبو بكر بن أبي شيبة * المفسر: عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة إبراهيم بن عُثْمَان بن خواستي الإمام أبو بكر العَبسي، مولاهم الكوفي الحافظ. ولد: سنة (159 هـ) تسع وخمسين ومائة. من مشايخه: شريك، وأبو الأحوص، وعبد السلام بن حَرب وغيرهم. من تلامذته: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، وأحمد بن حنبل وابنه عبد الله وغيرهم. ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 198)، الأنساب (5/ 693)، نزهة الألباء (1329)، إنباه الرواة (2/ 134)، معجم المؤلفين (2/ 291). * تاريخ بغداد (10/ 66)، المنتظم (11/ 229)، الأنساب (4/ 140)، تهذيب الكمال (16/ 34)، العبر (1/ 421)، السير (11/ 122)، تاريخ الإسلام (وفيات 235) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (4/ 182)، الوافي (17/ 442)، تهذيب التهذيب (6/ 5)، النجوم (2/ 282)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 252)، الشذرات (3/ 165)، معجم المفسرين (1/ 320)، معجم المؤلفين (2/ 271).

1912 - أبو عبد الرحمن النيسابوري

كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "متقنا حافظا مكثرا. . . وكان أشد تقدما من أخيه عثمان" أ. هـ. • المنتظم: "وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: انتهى الحديث إلى أربعة: أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، فأبو بكر أسردهم للحديث، وأحمد أفقهم فيه، ويحيى أجمعهم له، وعلي بن المديني أعلمهم به. وكان حافظا متقنا صدوقا مكثرا" أ. هـ. • السير: "الإمام العلم، سيد الحفاظ. . . وهم -أخويه وابنه وابن أخيه- بيت علم وأبو بكر أجلهم. . وكان بحرا من بحور العلم، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ. . . قال إبراهيم نفطويه: في سنة أربع وثلاثين ومائتين أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان فيهم مصعب بن عبد الله الزبيري. . . وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وكانا من الحفاظ. فقسمت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكل أن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية. ." أ. هـ. • الوافي: "قال ابن حنبل: صدوق هو أحب إلي من أخيه عثمان. قال العجلي: ثقة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال صالح بن محمد: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني وأحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة" أ. هـ. • قلت: وله كتاب (الإيمان) بتحقيق الشيخ الألباني: حيث قال في مقدمة الكتاب -أي الألباني-: ". . . وهذه لبعض الأئمة المعروفين بالحفظ والعلم والعقيدة الصحيحة. وقال: أما بعد فهذه أربع رسائل من آثار سلفنا الصالح وأئمتنا المحدثين. . ." أ. هـ. وفاته: سنة (235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: "المسند"، و"الأحكام" و"التفسير". 1912 - أبو عبد الرحمن النيسابوري * النحوي: عبد الله بن محمد بن هانئ، أبو عبد الرحمن النيسابوري. من مشايخه: محمد بن جعفر غندر، ويحيى بن سعيد وغيرهما. من تلامذته: شمر بن حمدويه، وأبو بكر بن أبي الدنيا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان عارفا بعلم الأدب، بصيرا بالنحو. . . وكان ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "النحوي تلميذ الأخفش الأوسط" أ. هـ. • إنباه الرواة: "عالم بهذا الشأن -أي اللغة- أدرك المصدر الأول. . . وكان في طبقة أبي عبيد القاسم بن سلام وأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني. قال عبد الله بن محمد بن هانئ النيسابوري هذا: أنفق أبي على الأخفش أثنى عشر ألف دينار. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 61)، الوافي (17/ 525)، تاريخ بغداد (10/ 72)، إنباه الرواة (2/ 127)، تاريخ الإسلام (وفيات 236) ط. تدمري.

1913 - التوزي

وكان جمّاعة للكتب كثير الحفظ لها إلى أن صارت جملة عظيمة، وأبيعت بأربعمائة ألف درهم" أ. هـ. وفاته: سنة (236 هـ) ست وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: له كتاب كبير يُوفي على ألفي ورقة، في نوادر العرب وغرائب ألفاظها، وفي المعاني والأمثال. 1913 - التّوّزي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن هارون التَّوَّزيّ، ويقال التوجي مولى قريش، أبو محمد. من مشايخه: أبو عبيدة، والأصمعي، وأبو زيد وغيرهم. من تلامذته: الحسن بن خليل وعمر بن شبة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "قال المبرد: ما رأيت أعلم بالشعر منه. وكان أعلم من الرياشي والمازني وأكثرهم رواية عن أبي عبيدة" أ. هـ. • الوافي: "وهو من أكابر أئمة اللغة قال المبرد: كان التوزي أعلم من الرياشي والمازني" أ. هـ. وفاته: سنة (238 هـ) ثمان وثلاثين ومائتين، وقيل سنة (232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين كما في بغية الوعاة، وقيل (230 هـ) ثلاثين ومائتين كما في إنباه الرواة. من مصنفاته: "كتاب الأمثال"، و"كتاب الأضداد"، و"كتاب الخيل وسبقها وشياتها". 1914 - أبو البُخْتري * المقرئ: عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبري البغدإدي أبو البختري. من مشايخه: أبو أسامة، وأخذ حروف عاصم عن يحيى بن آدم وغيرهما. من تلامذته: المحاملي، وابن أبي حاتم، وأبو بكر بن مجاهد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الشيخ المحدث الثقة المقريء. . قال الدارقطني: ثقة صدوق" أ. هـ. • طبقات الحنابلة: "قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (270 هـ) سبعين ومائتين. 1915 - النَّاشِيء * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن ¬

_

1916 - الجزيري

شِرشير (¬1) الأنبارى الناشئ، أبو العباس. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال المرزباني: كان أبو العباس متهوسًا شديد الهوس وشعره كثير وهو مع كثرته قليل الفائدة، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالًا ينقض بها ما هم عليه فسقط ببغداد. • السير: "من كبار المتكلمين ورؤوس المنطق وكان قوى العربية والعروض أدخل على قواعد الخيل شبهًا ومثَّلها بغير أمثلة الخيل وصنف في المنطق وله قصيدة في عدة فنون نحو أربعة الآف بيت وكان من أذكياء العالم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "المتكلم الشاعر المشهور ... وكان من كبار المعتزلة الأرْعواء .. " أ. هـ. • البداية والنهاية: "معتزلي أصله من الأنبار ... كان يعاكس الشعراء ويرد على المنطقيين والفرضيين، وكان شاعرًا مطبقًا إلا أنه كان به هوس" أ. هـ. وفاته: سنة (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. 1916 - الجُزَيرِي * اللغوي: عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن بدرون الأندلسي الجزيري. من مشايخه: محمّد بن أحمد العتبي، وأحمد ابن أخي ابن وهب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان بليغًا بصيرًا باللغة والإعراب، من أهل الزهد والورع" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان أديبًا لغويًّا، وفيه زهد وورع" أ. هـ. وفاته: سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة. 1917 - أبو محمّد المكفوف * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد -وقيل ابن محمود- القيرواني، أبو محمّد المكفوف. من مشايخه: المهري، وحمدون النعجة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان من أعلم خلق الله تعالى بالعربية والغريب والشعر وتفسير المشروحات وأيام العرب وأخبارها ووقائعها" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان عالمًا بالعربية والغريب، وتفسير أيام العرب وأخبارها وكانت الرحلة إليه ¬

_ (¬1) في الأنساب: "وشِرْشير: بكسر الشين الأولى والثانية المعجمتين وبينهما راء ساكنة ثم ياء مثناة من تحتها وبعدها راء. وهو في الأصل إسم طائر يصل إلى الديار المصرية في البحر في زمن الشتاء، وبإسمه سمي الرجل". * تاريخ علماء الأندلس (1/ 380)، جذوة المقتبس (1/ 389)، بغية الملتمس (2/ 428)، تاريخ الإسلام (وفيات 301) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 56). * بغية الوعاة (2/ 62)، البلغة (126)، إنباه الرواة (2/ 147)، معجم المؤلفين (2/ 290).

1918 - الدينوري

من جميع إفريقية، لأنه كان أعلم خلق الله بالنحو واللغة والشعر والأخبار" أ. هـ. وفاته: سنة (308 هـ) ثمان وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب في العروض يفضله أهل العلم على سائر الكتب المؤلفة فيه لما بيّن فيه وقرب، وله كتاب في شرح صفة أبي يزيد الطائي للأسد، وله شعر. 1918 - الدِّينَوَري * المفسر عبد الله بن محمّد بن وهب الدينوري، أبو محمّد، وقيل في إسمه: عبد الله بن حمدان بن وهب، وقيل: عبد الله بن وهب. من مشايخه: أبو سعيد الأشج، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو عليّ النيسابوري، وجعفر الفريابي وهو أكبر منه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "قال الحافظ أبو علي: بلغني أن أبا زرعة الرازي كان يعجز عن مذاكرة ابن وهب الدينوري. ورماه عمر بن سهل والدارقطني بالكذب. قال الدارقطني: متروك الحديث. وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: كان يضع الحديث، وقال مرة أخرى: متروك. قال ابن عدي: قد قبل قوم ابن وهب الدينوري وصدقوه. قال الحاكم: سألت أبا عليّ الحافظ عن ابن وهب الدينوري، فقال: كان حافظًا" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال ابن عدّي: كان يحفظ ويعرف رماه بالكذب عمر بن سهل بن كدّو فيما سمعته يقوله، وسمعت ابن عقدة يقول: كتب إليّ ابن وهب جزأين من غرائب سفيان الثوري فلم أعرف فيهما إلا حديثين. وكان قد سوّاها عامتها على شيوخه الشاميين فكنت أتهمه" أ. هـ. وفاته: سنة (308 هـ) ثمان وثلاثمائة. من مصنفاته: "الواضح في تفسير القرآن" موجز. 1919 - ابن أخي رُفيع * المفسر عبد الله بن محمّد بن حسن (وقيل حسين) بن عبد الله بن عبد الملك الكلاعي، مولاهم أبو محمّد، المعروف بابن أخي رفيع، وقيل: ابن أخي ربيع. من مشايخه: محمّد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام وغيرهما. من تلامذته: أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الحافظ، وأبو إسحاق إبراهيم النسائي القاضي وغيرهما. ¬

_ * الكامل لابن عدي (4/ 268)، العبر (2/ 137)، السير (14/ 400)، تاريخ الإسلام (وفيات 308) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 754)، ميزان الاعتدال (4/ 187)، لسان الميزان (3/ 332)، الشذرات (4/ 39)، معجم المفسرين (1/ 321)، الأعلام (4/ 119)، معجم المؤلفين (2/ 294). *معجم المفسرين (1/ 321)، تذكرة الحفاظ (891)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 253)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 262)، الأعلام (4/ 119).

1920 - الخراز النحوي

كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان معتنيًا بالحديث، إمامًا فيه بصيرًا بعلله، حسن التأليف للكتب له مؤلفات روى النّاس عنه بالمشرق والأندلس، سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد يُوَثّقه ويثني عليه" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "الحافظ الثبت العلامة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودى: "الحافظ الثبت العلامة ... وكان بصيرًا بالرجال والعلل ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "محدث حافظ، عارف بالتفسير من أهل قرطبة ... وكان بصيرًا بالرجال والعلل ... " أ. هـ. وفاته: سنة (318 هـ) ثمان عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "مختصر تفسير بقي بن مخلد"، و"مختصر مسند بقي بن مخلد". 1920 - الخرّاز النحوي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن سفيان الخَرّاز، أبو الحسن. من مشايخه: المبرّد، وثعلب وغيرهما. من تلامذته: عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وكان ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "المعاني" خلط المذهبين، وله مصنفات في علوم القرآن منها كتاب مختصر في علم العربية، و "المقصور والمدود"، و "المذّكر والمؤنث". 1921 - ابن أبي دُليم * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أبي دُليم القرطبي، من أولاد شيوخ الأندلس. من مشايخه: أسلم بن عبد العزيز، وعمر بن حفص بن أبي تمام غيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان نبيلًا في الحديث، ضابطًا لما روى، بصيرًا بالإعراب خبر الكتاب -يعني الكتابة-". وقال: "ذاكرت محمّد بن أحمد بن مفرج محل عبد الله بن أبي دليم من المستنصر فقال لي: سمعته يقول بعد موت ابن أبي دليم: ما اتصلت بي قط عنه زلة" أ. هـ. وفاته: سنة (351 هـ)، وقيل: (261 هـ)، والأول هو الأصح ولعل صاحب البغية وهم فذكر أنه توفي سنة (261 هـ)، والله تعالى أعلم. ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 123)، المنتظم (13/ 369)، الكامل (8/ 339)، إنباه الرواة (2/ 130)، تاريخ الإسلام (وفيات 325) ط. تدمري، الوافي (17/ 528)، البداية والنهاية (11/ 200)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 253)، بغية الوعاة (2/ 55)، كشف الظنون (2/ 1458)، معجم المفسرين (1/ 321)، الأعلام (4/ 119)، معجم المؤلفين (2/ 280). * بغية الوعاة (2/ 57)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 339)، تاريخ الإسلام (وفيات 351) ط. تدمري.

1922 - أبو الشيخ الأصبهاني

1922 - أبو الشيخ الأصبهاني * المفسر عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان الأنصاري الأصبهاني، أبو محمّد، المعروف بأبي الشيخ. ولد: سنة (274 هـ) أربع وسبعين ومائتين. من مشايخه: إبراهيم بن سعدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن الهمذاني وخلق كثير. من تلامذته: ابن مندة، وأبو سعيد النقاش، وأبو الحسين محمّد بن أحمد الكسائي وآخرون. كلام العلماء فيه: • ذكر أخبار أصبهان: "أحد الثقات والأعلام، صنف الأحكام ... كان يفيد عن الشيوخ ويصنف لهم ستين سنة ... وكان ثقة" أ. هـ. • السيرة "الإمام الحافظ الصادق، محدث أصبهان، صاحب التصانيف ... ". ثم قال: "قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنف التفسير والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك. وقال أبو بكر الخطيب: كان أبو الشيخ حافظًا، ثبتًا، متقنًا. وقال أبو القاسم السودّرجاني: هو أحد عباد الله الصالحين، ثقة مأمون". وقال: "قد كان أبو الشيخ من العلماء العالمين، صاحب سُنة واتباع، لولا ما يملأ تصانيفه بالواهيات" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان حافظًا عارفًا بالرجال والأبواب، كثير الحديث إلى الغاية، صالحًا عابدًا قانتًا لله ... " أ. هـ. وفاته: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التفسير"، و "الأحكام". 1923 - القبّاب * المفسر المقرئ: عبد الله بن محمّد بن محمّد بن فُورَك بن عطاء الأصبهاني القباب. من مشايخه: محمّد بن إبراهيم الجِيرْاني، وأبو بكر بن أبي عاصم، وقرأ على أبي الحسن بن شَنَبُوذ وغيرهم. من تلامذته: أبو نعيم الحافظ، والفضل بن أحمد الخياط، وتلا عليه أبو بكر محمّد بن عبد الله بن المَرْزُبان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام الكبير المقرئ وما أعلم به بأسًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "قال الحافظ أبو العلاء: فأما أبو بكر القباب فإنه من أجلة قراء أصبهان ومن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 321)، تاريخ الإسلام (وفيات 369) ط. تدمري، ذكر أخبار أصبهان (2/ 90)، العبر (2/ 351)، الشذرات (5/ 373)، تذكرة الحفاظ (3/ 945)، غاية النهاية (1/ 447)، النجوم (4/ 146)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 246)، الوافي (17/ 485)، هدية العارفين (1/ 447)، الأعلام (4/ 120)، معجم المؤلفين (2/ 276)، السير (16/ 276)، اللباب (1/ 331)، كشف الظنون (2/ 1406)، طبقات الحفاظ (381). * الأنساب (4/ 438)، اللباب (2/ 239)، السير (16/ 257)، العبر (2/ 356)، غاية النهاية (1/ 454)، النجوم (4/ 139)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 257)، الشذرات (4/ 379)، معجم المفسرين (1/ 322).

1924 - الأموي

العلماء بتفسير القرآن كثير الحديث ثقة نبيل" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال الحافظ أبو العلاء: .... فمن جلة قراء أصبهان، ومن العلماء بتفسير القرآن كثير الحديث ثقة نبيل" أ. هـ. • معجم المفسرين: "إمام وقته، مقرئ، مفسر، مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (370) سبعين وثلاثمائة. 1924 - الأَمَوي * النحوي: عبد الله بن محمّد بن نصر بن أبيض بن محبوب بن ثابت الأموي، أبو محمد. من مشايخه: خلف بن قاسم، وعباس بن أصبغ وغيرهما. من تلامذته: القاضي أبو عمر بن سميق، وحكم بن محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "عنى بالحديث وجمعه وتقييده وضبطه وجمع كتابًا في الرد على محمّد بن عبد الله بن مسرة (¬1) أكثر فيه من الحديث والشواهد وهو كتاب كبير حافل" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ)، وقيل: (400 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة، وقيل: أربعمائة. من مصنفاته: جمع كتاب في الرد على محمّد بن عبد الله بن مسرة. 1925 - أبو محمد الخطّابي * النحوي: عبد الله بن محمّد بن حرب بن خطاب الخطّابي، أبو محمد، اشتهر بكنيته أكثر من إسمه. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "من نحاة الكوفة" أ. هـ. • الوافي: "من نُحاة الكوفة. وكان شاعرًا يغلب عليه السخْفُ والألفاظ الغريبة" أ. هـ. وفاته: سنة (410 هـ) عشرٍ وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب النحو الكبير"، و "كتاب النحو الصغير"، و "كتاب عمود النحو" و "كتاب المكتم في النحو". 1926 - ابن الأَسْلَمي * النحوي: عبد الله بن محمّد بن عيسى بن وليد، يعرف بابن الأسلمي. من مشايخه: أبو الحسن عليّ بن مُعَاوية بن مصلح، وأبو عبد الله محمّد بن مسعدة وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن يونس وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل العلم بالعربية واللغة متحققًا بها، بارعًا فيهما مع وقار مجلس ونزاهة ¬

_ * الصلة (1/ 243)، تاريخ الإسلام (وفيات 399) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 60)، معجم المؤلفين (2/ 293). (¬1) انظر في الكلام على ابن مسرة، ترجمة أبان بن عثمان. * إنباه الرواة (1/ 357)، الوافي (17/ 528)، بغية الوعاة (2/ 54)، فهرست ابن النديم (76)، معجم المولفين (2/ 277). * الصلة (1/ 253)، تكملة الصلة (2/ 794)، إنباه الرواة (2/ 127)، تاريخ الإسلام (وفيات 405) ط. تدمري، الوافي (17/ 537)، بغية الوعاة (2/ 59)، الأعلام (4/ 121)، معجم المؤلفين (2/ 273).

1927 - الهروي

نفس ... ذكر عنه أنه كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يومًا" أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان صاحب رواية وعناية أحد الأئمة المتفننين في العلوم، المشار إليهم بالكمال" أ. هـ. • بغية الوعاة: "له كلام على أصول النحو، ومعرفة بالحديث، ورواية له، ومشاركة في الفقه وكلام في الإعتقاد" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (420 هـ)، وقيل: (410 هـ) كما في معجم المؤلفين، وقيل: (405 هـ) عشرين، وقيل: عشر، وقيل: وخمس وأربعمائة. من مصنفاته: "تفقيه الطالبين"، وتأليف في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَينِكُمْ} الآية إلى آخر الآي الثلاث، وله "الإرشاد إلى إصابة الصواب" في الأشربة. 1927 - الهَرَوي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الله بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن جعفر الأنصاري، أبو إسماعيل. ولد: سنة (396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: سمع من عبد الجبار بن محمّد الجرّاحي، والقاضي أبي منصور محمّد بن محمّد الأزدي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن طاهر، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي، والمؤتمن الساجي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "قال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي إسماعيل الأنصاري، فقال: كان آية في لسان التذكير والتصوف، من سلاطين العلماء ... قلت: كان يدري الكلام على رأي الأشعري، وكان شيخ الإسلام أثريًا قُحًا، ينال من المتكلمة، فلهذا أعرض عن الحيريّ، والحيريُّ: ثقة عالم، أكثر عنه البيهقي والناس .. قلت: ... ولقد بالغ أبو إسماعيل في (ذم الكلام) على الإتباع فأجاد، ولكنه له نفس عجيب لا يشبه نفس أئمة السلف في كتابه (منازل السائرين) ففيه أشياء مُطربة، وفيه أشياء مشكلة، ومن تأمَّله لاح له ما أشرتُ إليه ... وكان طودًا رأسًا في السنة لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدَّر كتابه (الفاروق في الصفات) بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها، والله يغفر له بحسن قصده ... قلتُ: قد انتفع به خلق، وجهل آخرون فإن طائفة من صوفية الفلسفة والإتحاد يخضعون لكلامه في (منازل السائرين) وينتحلونه، ويزعمون أنه موافقهم، كلا، بل هو رجل أثري، لهج بإثبات نصوص الصفات، منافر للكلام ¬

_ * المنتظم (16/ 278)، التقييد لابن نقطة (322)، طبقات الحنابلة لأبي يعلى (2/ 247)، العبر (3/ 297)، السير (18/ 503)، تذكرة الحفاظ (3/ 1183)، الوافي (17/ 567)، البداية والنهاية (12/ 144)، الذيل على طبقات الحنابلة (1/ 64)، طبقات المفسرين للسيوطي (46)، طبقات الحفاظ (441)، الشذرات (5/ 349)، معجم المفسرين (1/ 322)، الأعلام (4/ 122)، تاريخ الإسلام (وفيات 481) ط. تدمري، الكامل (10/ 168)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 255)، كشف الظنون (1/ 56)، إيضاح المكنون (1/ 310)، هدية العارفين (1/ 452)، معجم المؤلفين (3/ 288).

وأهله جدًّا، وفي (منازله) إشارات إلى المحو والفناء، وإنما مرادهُ بذلك الفناء هو الغيبة عن شهود السوِّى، ولم يُردْ محوَ السِّوى في الخارج، ويا ليته لا صنف ذلك، فما أحلى تصوف الصحابة والتابعين ما خاضوا في هذه الخطرات والوساوس ... وسمعت خادمه أحمد بن أميرجه يقول: ... قال العلويُّ الدبوسي: يأذن الشيخ الإمام أن أسأل؟ قال سل. قال: لم .. تلعن أبا الحسن الأشعري؟ فسكت الشيخ، وأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعة، قال الوزير: أجبه، فقال: لا أعرف أبا الحسن، وإنما ألعنُ من لم يعتقد أن الله في السماء وأن القرآن في المصحف". ثم قال أيضًا: "قال -أي خادمه أحمد بن أميرجه-: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل، وسلّموا عليه، وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج، ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنمًا من نحاس صغيرًا، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ، وخرجوا، وقام الشيخ إلى خلوته، ودخلوا على السلطان، واستغاثوا من الأنصاري، وأنه مجسم، وأنه يترك في محرابه صنمًا يزعم أن الله تعالى على صورته، وإن بعث السلطان الآن يجده، فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلامًا وجماعة، فدخلوا، وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، فألقى الغلام الصنم، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري، فأتى فرأى الصنم والعلماء، وقد اشتد غضب السلطان، فقال له السلطان: ما هذا؟ قال: صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة. قال: لستُ عن ذا أسألك. قال: فعمّ يسألني السلطان؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته. فقال شيخ الإسلام بصولةٍ وصوتٍ جهوري: سبحانك! هذا بهتان عطيم. فوقع في قلب السلطان أتهم كذبوا عليه. فأمر به، فأخرج إلى داره مكرمًا، وقال لهم: اصدقوني. وهددهم، فقالوا: نحن في يد هذا في بلية من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شره عنا. فأمر بهم. ووكل بهم، وصادرهم، وأخذ منهم وأهانهم. قال ابن طاهر: وسمعت أبا إسماعيل يقول: كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم. قلت: ولم؟ قال: لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه. وبينها، فيصل إلى فائدته كل فقيهٍ وكل محدث. وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان أبو إسماعيل الأنصاري على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب، إمامًا كاملًا في التفسير، حسن السيرة في التصوف، غير مشتغلٍ بكسب، مكتفيًا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ، فيحصل على ألوفٍ من الدنانير وأعداد من الثياب والحُلي، فيأخذها، ويفرقها على اللحام والخباز، وينفق منها. إذا انصرف إلى بيته، عاد إلى المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم، ولا يتميز بحال،

1928 - ابن ناقيا

وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر، وتسمية الأولاد غالبًا بعبدٍ المضاف إلى أسماء الله تعالى قال أبو سعد السمعاني: كان أبو إسماعيل مظهرًا للسنة، داعيًا إليها، محرضًا عليها، وكان مكتفيًا بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة شيئًا، وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة، معتقدًا ما صح، غير مصرح بما يقتضيه تشبيه وقال مرة: من لم ير مجلسي وتذكيري، وطعن فيّ، فهو مني في حل. قلت: غالب ما رواه في كتاب "الفاروق" (¬1) صحاح وحسان، وفيه باب إثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة بائنًا من خلقه من الكتاب والسنة، فساق دلائل ذلك من الآيات والأحاديث إلى أن قال: وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش، وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي- خرّج أبو إسماعيل خلقًا كثيرًا بهراة، وفسر القرآن زمانًا، وفضائله كثيرة. وله في السوق كتاب (منازل السائرين) وهو كتاب نفيس في التصوف، ورأيت الإتحادية تعظم هذا الكتاب وتنتحله وتزعم أنه على تصوفهم الفلسفي. وقد كان شيخنا ابن تيمية بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحط عليه ويرميه بالعظائم بسبب ما في هذا الكتاب -أي منازل السائرين- نسأل الله العفو" أ. هـ. • الأعلام: "كان مظهرًا للسنة داعيًا إليها، إمتحن وأوذي وسمع يقول عُرضت على السيف خمس مرات، لا يقال إلي ارجع عن مذهبك، لكن يقال إسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت! " أ. هـ. وفاته: سنة (481 هـ) إحدى وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "ذم الكلام وأهله"، و "الفاروق في الصفات" و "منازل السائرين" و "سيرة الإمام أحمد" وغير ذلك. 1928 - ابن ناقِيا * اللغوي: عبد الله (¬2) بن محمّد بن الحسين بن ناقيا، أبو القاسم، ويقال له: البندار. ولد: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "الأديب اللغوي المترسّل هو من أهل الحريم الطاهري وهي محلة ببغداد ... وذكره العماد الأصبهاني في كتاب (الخريدة) وأثنى عليه وذكر طرفًا من أحواله. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "أخبرنا شهاب الحاتمي قال سمعت ابن السمعاني يقول: سألتُ ¬

_ (¬1) قلت: لا تناقض بين ما ذكره سابقًا من أن في هذا الكتاب أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها إذ قال هنا "غالب ما رواه" والغالب لا يعني الكل. والله أعلم. * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (145)، المنتظم (16/ 307)، إنباه الرواة (2/ 133)، الكامل (10/ 218)، وفيات الأعيان (3/ 98)، تاريخ الإسلام (وفيات 485) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (4/ 238)، البداية والنهاية (12/ 151)، الجواهر المضية (2/ 329)، لسان الميزان (3/ 441)، بغية الوعاة (2/ 67)، معجم المفسرين (1/ 322)، الأعلام (4/ 122). (¬2) في المنتظم وتاريخ الإسلام إسمه عبد الباقي.

1929 - الشنتريني

عبد الوهاب الأنماطي عن ابن ناقيا فأساء إلينا عليه وقال: ما كان يصلي وكان يقول: في السماء نهر من خمر، ونهر من لبن، ونهر من عسل لا ينقط منه شيء ينقط هذا الذي يخرب البيوت ويهدم السقوف ... " أ. هـ. • تاريخ الإسلام -في ترجمته قال الذهبي-: "اللهم لا ترحم الزنادقة" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قد اتهم بالزندقة، نسأل الله العفو" أ. هـ. • الأعلام: "كان كثير المجون، ينسب إلى مذهب المعطلة، ويتهم بالطعن علي الشريعة" أ. هـ. • وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "وهذا الكلام كفر من قائله" أ. هـ. وفاته: سنة (485 هـ) خمس وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "ملح الممالحة" مجموع، و "تفسير الفصيح" لثعلب، و "الجمان في تشبيهات القرآن". 1929 - الشَنْتَرِينيّ * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن سارة، ويقال صارة بالصاد، أبو محمّد البكري الشَنتريني (¬1). من مشايخه: أبو الحسن بن الأخضر، وقاسم بن ثابت وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر بن الباذش، وأبو الطاهر التميمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان شاعرًا ماهرًا ناظمًا ناثرًا إلا أنه كان قليل الحظ إلا من الحرمان، لم يسعه مكان ولا اشتمل عليه سلطان" أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان أديبًا ماهرًا، شاعرًا مفلقًا، مخترعًا مولدًا، قائمًا على جمهرة، من اللغة والنحو ورواية الشعر، حسن الخط، جيد النقل والضبط" أ. هـ. • السير: "شاعر الأندلس ... نسخ بخطه المليح للناس كثيرًا، ومدح الإمراء وكتب لبعضهم وله ديوان مشهور" أ. هـ. • الوافي: "كان شاعرًا مفلقًا لغويًّا مليح الكتابة نسخ الكثير بالأجرة وهو قليل الحظ" أ. هـ. • قلائد العقيان: "الأستاذ الأديب، سابق الحَلْبة وعقد تلك اللَبَّة، لا يشق غبارة في ميدان نظام، ولا تنساق أخباره في قلة ارتباط وانتظام، أعان على نفسه الزمان واستجلب لها الخمول والحرمان ... له بدائع تستحسن وتستطاب كأنها الوَسَن" أ. هـ. وفاته: سنة (517 هـ) سبع عشرة وخمسمائة. ¬

_ * الوافي (17/ 562)، بغية الوعاة (2/ 57)، قلائد العقيان (809)، بغية الملتمس (2/ 438)، تكملة الصلة (2/ 816)، وفيات الأعيان (3/ 93)، المغرب في حلى المغرب (1/ 419)، السير (19/ 459)، العبر (4/ 40)، الشذرات (6/ 89). (¬1) نسبة إلى شنترين مدينة من عمل باجة في غرب الأندلس.

1930 - البطليوسي

1930 - البَطَلْيَوْسي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن السَّيد (¬1) البطليوسي التنسي، أبو محمد. نزيل بلنسية. ولد: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر عاصم بن أيوب الأديب، وأبو سعيد الورّاق وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض، وابن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الغنية: "شيخ الأدباء في وقته، مقدّم في علم النحو واللغات والآداب والشعر والبلاغة وله شعر حسن جيد الضبط متقنًا" أ. هـ. • بغية الملتمس: "إمام في اللغة والأداب، سابق مبرز. وتواليفه دالة على رسوخه، واتساعه، ونفوذه، وامتداد باعه وكان ثقة، مأمونًا على مقيد، وروى ونقل وضبط" أ. هـ. • الصلة: "كان عالمًا بالآداب واللغات مستبحرًا منهما، مقدمًا في معرفتهما واتقانهما يجتمع النَّاس إليه ويقرؤون عليه ويقتبسون منه" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان عالمًا بالآداب واللغات متبحرًا فيهما مقدمًا في معرفتهما وإتقانهما. سكن مدينة بلنسية، وكان حسن التعليم جيد التفهيم ثقة ضابطًا" أ. هـ. • قلت قال حسن عبد الرحمن علقم في رسالته الجامعية (ابن السِّيد البطليوسي) (ص 50) في كلامه عن الذات والصفات: (بحث ابن السيد المشكلات الميتافيزيقية التي دار من حولها الجدل بين مفكري الإسلام وحاول تفسيرها بمصطلحات رياضية إضافة إلى اعتماده على التحليل اللغوي في تفسير دلالات المصطلح الفلسفي. ويمكن حصر المباحث التي عالجها في النقاط التالية: أ - الذات الإلهية: "يرى ابن السيد أن الله تعالى هو "السبب الأول والعلة الأولى وعلة العلل"، ذلك أن الموجودات جميعها قد فاضت عنه بتوسط علل أخرى هي العقول العشرة، فكل عقل علة لما بعده من عقول، والعقل العاشر علة للعالم المحسوس الذي صدر عنه، ولأن هذه العلل قد صدرت عن الله فهو علتها، والموجودات بهذا المعنى تفتقر إليه ولا توجد إلا به في حين أنه غني عنها، فبالإضافة إلى صدورها عنه فإن تهويها راجع إلى أثر الموحدة الإلهية السارية فيها والذي يحفظ كيانها ووجودها، وإذا غاب هذا الأثر عدمت وفقدت موجوديتها. أنه واهب الوجود الذي لا يحده الزمان ولا يحيط به المكان. ¬

_ * الغنية (158)، بغية الملتمس (2/ 436)، الصلة (1/ 282)، إنباه الرواة (2/ 141)، وفيات الأعيان (3/ 96)، السير (19/ 532)، إشارة التعيين (170)، الوافي (17/ 568)، البداية والنهاية (12/ 212)، البلغة (126)، غاية النهاية (1/ 449)، الديباج المذهب (1/ 441)، بغية الوعاة (2/ 55)، قلائد العقيان (192)، نفح الطيب (2/ 175)، المغرب في حلى المغرب (1/ 385)، الشذرات (6/ 106)، شجرة النور (130)، روضات الجنات (5/ 118)، معجم المؤلفين (2/ 281)، الأعلام (4/ 123)، هدية العارفين (1/ 454)، "الجوانب الفلسفية في كتابات ابن السيد البطليوسي" - إعداد حسن عبد الرحمن علقم، وهي رسالة جامعية مقدمة لنيل درجة الماجستير في الفلسفة بكلية الآداب في الجامعة الأردنية. (¬1) السَّيد: هو من جملة أسماء الذئب سمي الرجل به.

يفرق ابن السيد عند حديثه عن الزمان بين مفهومين: الزمان والدهر، فالزمان مدة الأشياء المحسوسة، بينما الدهر مدة الأشياء المعقولة، والله لا يحد بالدهر أو الزمان لأن له "المرتبة الأولى من الوجود وهو متوحد بوجوده لا يشركه في وجوده شيء كما لا يشركه في شيء من صفاته ... والباري تعالى لا يوصف بالمكان وكذلك كل معقول لا مادة له". وبذلك تنقسم الموجودات إلى ثلاثة أقسام من حيث صلتها بالزمان أو المكان: فما لله كائن لا يوصف بالمكان أو الزمان أو الدهر، والأشياء المعقولة: لا مكان ولا زمان لها ولكن لها دهرًا، والأشياء المحسوسة: لها مكان وزمان. ب - منطق الصفات الإلهية: "ابن السيد من المفكرين الذين تأولوا الصفات التي وردت في القرآن الكريم ولم يأخذوا بها على ظاهرها، إذ لا يمكن قياس الصفات الإلهية على صفات الإنسان، فوصفنا للباري تعالى بأنه سميع بصير مختلف عن وصفنا للإنسان بهذه الصفات، فالإنسان يسمع ويبصر بحدقة وجوارح بينما الله منزّه عن ذلك، ومعنى هذا أنه لا شيء مشترك بين الله والإنسان في هذا الصدد إلا الألفاظ الصفات، أما معاني هذه فمختلفة ومن هنا فإن الصفات الإلهية دون غيرها هي التي يسلم بها دون قياس أو تشبيه. يمضي ابن السيد خطوة جديدة فيقول أن الصفات التي تطلق على الإنسان إذا أريد بها الباري وجب تخصيصها بحيث لا تنطبق إلا عليه مثال ذلك قولنا: يا جوادًا لا يبخل، ويا حليمًا لا يعجل، ويا عالمًا لا يجهل، فالإنسان مهما علت صفاته وسما في أخلاقه، فلا بد أن يبخل وأن يعجل، وأن يجهل في حكمه، وفائدة هذا التخصيص أنه يخلق تباينًا لفظيًّا ومعنويًا بين الصفات الإنسانية والإلهية. فإذا قال قائل "يا عليم ويا جواد ويا عالم فإنما يقع التباين والخلاف بالمعاني لا بالألفاظ، وإذا انفصل الشيئان لفظًا ومعنى كان أبلغ في التباين من أن ينفصلا معنى لا لفظًا". ولتحقيق هذا التباين يعتمد ابن السيد التأويل في تفسيره لآيات القرآن الكريم، فإذا قرأ قوله تعالى {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} قال: إن الفعل الإلهي موضوع الآية هو: إتيان فعل، لا إتيان ذات، فالله لا يوصف شأن المحدثات بالانتقال فالكلام في الآية على سبيل المجاز. ويدخل ابن السيد في حوار لغوي فلسفي مع بعض علماء النحو الذين أخذوا الآيات على ظاهرها حتى كفروا من قال بأن "قائمًا" هي حال في الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. وتتلخص حجة هؤلاء النحويين في أن "الحال" صفة متنقلة و "فضلة في الكلام". لذا فإن من الحال إعراب "قائمًا" بأنها حال، لأننا حينئذ نجوّز الإنتقال والحركة على الله، فضلًا عن كون "القيام بالقسط" صفة لله تعالى لم يزل موصوفًا بها ولا يزال، ولا يصح فيها الانتقال، وقد وصف ابن السيد هؤلاء النحاة بقلة البصر بصناعة العربية وسوالفهم، ذلك أن "النحويين لم يريدوا بقولهم أن الحال فضلة في الكلام بأنه

1931 - ابن أبي جعفر

يستغني عنها في كل موضع على من يتوهم من لا دربة له بهذه الصناعة ... وأما القيام الذي وصف الله به نفسه في هذه الآية فليس يراد به المثول والانتصاب لأن هذا من صفة الأجسام تعالى الله عن ذلك، وإنما المراد بالقيام هنا، القيام بالأمور والمحافظة عليها". يرى ابن السيد أن الصفات نوعان: 1 - نوع يقصد به إزالة الإشتراك بين موصوفين متشابهين فنعطي لموصوف صفة يختلف فيها عن الأخر. 2 - نوع لا يقصد به إزالة الإشتراك ولكن المدح أو الذم، والمخاطب غني عن أن يوصف له المذكور كقولنا (تقابلت مع أستاذنا النبيل)، وصفات الله من هذا النوع لكنه تعالى يختلف عن سائر مخلوقاته، فكل وصف نصفه به لا يدانيه فيه غيره أبدًا (والمدح ثلاثة أنواع: افراط، واقتصاد، وتقصير) - فالإفراط أن نرفع الممدوح إلى درجة أعلى مما يستحق، والإقتصاد أن لا يتجاوز المادح في الوصف ما يستحق الممدوح من منزلة، والتقصير أن نحط من مرتبة الموصوف فلا نعطيه حقه من الدح، والنوعان الأولان غير جائزين في حق الله تعالى ونحن مقصرون في اعطاء الذات الإلهية حقها من المدح اللائق بها مهما حاولنا في ذلك. فإذا أطلقنا الصفات المعهودة: حي، عالم، قادر، سميع، على الباري تعالى وقصدنا بها ما هو معهود في عالمنا عن المعاني فإننا نكون قد قصرنا في حقه تعالى من المدح" أ. هـ. • قلت: لا حظنا من خلال هذه النقول البسيطة كيف يؤول ابن السيد البطليوسي صفات الله سبحانه وتعالى على طريقة الفلاسفة والعقلانيين. وفاته: سنة (521 هـ) إحدى وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "المثلث" في مجلدين أتى فيه بالعجائب ودل على اطلاع عظيم، وله "الأقتضاب في شرح أدب الكُتاب"، و "شرح الزند" لأبي العلاء المعري، وهو أجود من شرح شعر أبي العلاء صاحب الديوان الذي سماه (ضوء السقط). 1931 - ابن أبي جعفر * المفسر: عبد الله بن محمّد بن عبد الله الخشني المالكي، أبو محمّد، المعروف بابن أبي جعفر. ولد: سنة (447 هـ) سبغ وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الوليد الباجي، وأبو عبد الله محمّد بن سفدون القروي وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "واحد وقته بشرق الأندلس حفظًا ومعرفة وعلمًا بالفروع وسبقًا فيهما، غير منازع، مشهور بالفضل، محافظ على نشر العلم، وصونه تعظمه الأمراء وتعرف له حقه ويتبرك به وبصالح دعائه ولم يكن قبله ولا بعده بمُرسية إلى الآن أكثر صدقة منه، ولم يزل كذلك طول حياته إلى أن توفي" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 323)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 254)، بغية الملتمس (2/ 436)، الصلة (1/ 284)، تاريخ الإسلام (وفيات 526) ط. تدمري، العبر (4/ 69)، الشذرات (6/ 129).

1932 - الكرجي

• الصلة: "كان حافظًا للفقه على مذهب مالك وأصحابه مقدمًا فيه على جميع أهل وقته، بصيرًا بالفتوى، مقدمًا في الشورى، عارفًا بالتفسير ذاكرًا له يؤخذ عنه الحديث ويتكلم في بعض معانيه، وانتفع طلاب العلم بصحبته وعلمه وشهر بالعلم والفضل، وكان رفيعًا عند أهل بلده، معظمًا فيهم كثير الصدقة والذكر لله تعالى" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "العلامة الفقيه ... قال محمّد بن حمادة الفقيه: كان الغالب عليه الفقه". ثم قال: "طال عمره ورحل النّاس إليه من الأقطار" أ. هـ. • العبر: "انتهت إليه رئاسة المالكية" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "شيخ فقهاء وقته بشرق الأندلس وأحفظهم للمذهب مع المعرفة بالتفسير لكتاب الله تعالى، والتفنن في المعارف، والمشاركة في العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة. 1932 - الكَرَجي * المفسر عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم بن الحسن الكرجي، أبو محمد. من مشايخه: والده، وأبو سعد الحصيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "إمام مرجوع إليه مقبول القول فقيه مناظر مفسر ... كان يحفظ الفقه، ويكرر عليه على كبر السن" أ. هـ. وفاته: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف في التفسير مجموعًا كبيرًا. 1933 - ابن أبي عَصْرُون * المقرئ: عبد الله بن محمّد بن هبة الله بن المطَهّر بن عليّ ابن أبي عصرون بن أبي السَّرِي، التميمي الحديثي الأصل الموصلي الشافعي. ولد: سنة (492 هـ) اثنتين وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر المرزوقي، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد البارع وغيرهما. من تلامذته: الموفق بن قدامة، وأبو القاسم بن صَصْرَي، وابن الجُمَّيزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "وبالجملة فلا شك في فضله" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام، المقرئ الأوحد، قاضي القضاة. قرأت بخط الشيخ الموفق، قال: سمعنا درسه مع أخي أبي عمر وأنقطعنا فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد فقال: لم إنقطعتم عني؟ قلت: إن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 323)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 54). * الكامل في التاريخ (12/ 42)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 117)، وفيات الأعيان (3/ 53)، العبر (4/ 256)، السير (21/ 125)، الوافي (17/ 571)، البداية والنهاية (12/ 355)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 132)، غاية النهاية (1/ 455)، النجوم (6/ 110)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 193)، الخريدة (2/ 351)، السلوك (1/ 1 / 103)، الدارس (1/ 399)، الشذرات (6/ 465)، الأعلام (4/ 124)، معجم المؤلفين (2/ 294)، تاريخ الإسلام (وفيات 585) ط. تدمري، الوافي (17/ 578)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 361)، الدارس (1/ 303).

1934 - الحجري

ناسًا يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري -هذا معنى الحكاية-" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "وأخشى أن تكون الحكاية موضوعة، للقطع بأن ابن أبي عصرون أشعري العقيدة وغلبة الظن بأن أبا عمر لا يجترئ أن يذكر هذا القول .. " أ. هـ. قلت: ثم تكلم السبكي بكلام سيء على الذهبي شيخه. • البداية والنهاية: "وكان من الصالحين والعلماء العاملين" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان إمامًا كبيرًا علامة فقيهًا مقرئًا خيرًا ألف التواليف بأخرة" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن الصلاح: كان من أفقه أهل عصره وإليه المنتهى في الفتاوى والأحكام" أ. هـ. قلت: وأثنى عليه العماد الكاتب كثيرًا في الخريدة. وفاته: سنة (585 هـ) خمس وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "صفوة المذهب على نهاية المطلب" في سبع مجلدات، و"المرشد" مجلدان، و "الذريعة في معرفة الشريعة". 1934 - الحَجْري * المقرئ: عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمّد ابن ذي النون الرُّعيني الحَجْري الأندلسي المالكي الزاهد، أبو محمد. ولد: سنة (505 هـ)، وقيل: (503 هـ) خمس، وقيل: ثلاث وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن موهب، وتلا بالسبع على يحيى بن الخلوف، وسمع من ابن العربي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن إبراهيم الأنصاري، وتلا عليه أبو الحسن الشارِّي وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان غاية في الورع والصلاح والعدالة ... وهو رأس الصالحين، ورئيس الأثبات الصادقين، حالف عمره الورع وسمع من العلم الكثير، وأسمع" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام، العلامة المعمر، المقرئ المجود المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام وقال ابن رشيد: وقيل: مكث أربعين سنة لا يحضر الجمعة لعذر به، ثم أنكر ابن رشيدٍ هذا، وقال: لم ينقطع هذه المدة كلها عن الجمعة. قلت -أي الذهبي- كأنه انقطع بعض ذلك لكبره وسنَّه، وكان أهل سبته يتغالون فيه، ويتبركون برؤيته، رحمه الله". قال ابن سالم: إذا ذُكر الصالحون، فحي هلا بابن عبيد الله ... قال طلحة بن محمد: ثلاثة من أعلام المغرب في هذا الشأن، ابن بشكوال، وأبو بكر بن خير، وابن عبيد الله" أ. هـ. وفاته: سنة (591 هـ) إحدى وتسعين وخمسمائة. ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 865)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 217)، العبر (4/ 277)، السير (21/ 251)، تذكرة الحفاظ (4/ 1370)، الوافي (17/ 575)، غاية النهاية (1/ 453)، الشذرات (6/ 501)، الأعلام (4/ 124).

1935 - الأغماتي

1935 - الأَغَماتِي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن يحيى الأغماتي، أبو محمد. من مشايخه: ابن خروف عليّ بن محمّد بن علي بن محمّد أبو الحسن وغيره. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه، النحوي المنطقي، الأستاذ الجليل، اللغوي التأريخي، وكان في علم العربية بارعًا ... وكان أعلم النّاس بكتاب سيبويه، وأما كراس أبي موسى الجزولي ومفصل الزمخشري فكانا عنده من المبادئ، وكان له تحصيل لعلم المنطق، وكان جيد الفقه ... يتصل إسنادي عنه من طريق شيخنا أبي عبد الله الأديب، وشيخنا أبي محمّد عبد الحق بن ربيع" أ. هـ. وفاته: القرن السابع الهجري. 1936 - التُّجَيبي * النحوي: عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أبي يحيى بن محمّد ابن مطروح التُّجيبيُّ، أبو محمّد من أهل بلنسية. ولد: سنة (574 هـ) أربع وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو العطاء بن نذير، وأبو عبد الله بن نَسَعَ وغيرهم. من تلامذته: ابن الأبار وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان فقيهًا، عارفًا بالأحكام، عاكفًا على عقد الشروط، من أهل الشورى والفُتيا، أديبًا شاعرًا مقدمًا فكهًا، صدوقًا في روايته. سمعت منه حكايات وأخبار، وأنشدني لنفسه ولغيره كثيرًا. وأجاز لي غير مرة لفظًا، جميع ما رواه وأنشأه وروى عنه بعض أصحابنا" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أديبًا نحويًّا، فقيهًا مشاركًا في علوم أقرأ الفقه والنحو ببلده. مات قبل استيلاء العدو على بلنسية" أ. هـ. وفاته: سنة (635 هـ) خمس وثلاثين وستمائة. 1937 - ابن أبي النَّجِيب * المفسر: عبد الله بن محمّد بن شاهاور بن أنو شروان بن أبي النجيب الأسدي الرازي، نجم الدين، أبو بكر. ولد: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. من مشايخه: سمع عبد العز الهرري، ومنصور بن الهراوي وغيرهما. من تلامذته: شرف الدين الدمياطي، وقطب الدين القسطلاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "كان حافظًا فاضلًا غزير العلم، صاحب مقامات وكرامات وآثار" أ. هـ. ¬

_ * عنوان الدراية (223). * بغية الوعاة (2/ 60)، تكملة الصلة (2/ 899). * العبر (5/ 218)، الوافي (17/ 579)، الشذرات (7/ 457)، معجم المفسرين (1/ 323)، الأعلام (4/ 125)، معجم المؤلفين (2/ 281).

1938 - ابن النكزاوي

• الوافي: "شيخ الطريقة والحقيقة، كان كبير الشأن من أصحاب الحال والمقامات" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، متصوف" أ. هـ. وفاته: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "بحر الحقانق والمعاني في تفسير السبع المثاني"، و "كشف الحقائق وشرح الدقائق" تصوف وغير ذلك. 1938 - ابن النَّكزْاوي * النحوي، المقرئ: عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن عمر النكزاوي الأسكندري، معين الدين، أبو محمد. ولد: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. من مشايخه: قرأ على الصفراوي، وأبو العباس المرجاني وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عليّ الحرازى وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "تصدر وأفاد، وتخرج به جماعة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ كامل مصدر عارف" أ. هـ. وفاته: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الشامل" في القراءات السبع، و "الاقتداء في معرفة الوقف والابتداء". 1939 - البَلْخي * المفسر عبد الله بن محمّد بن سليمان بن حسن بن الحسين البلخي، ثم المقدسي الحنفي، جمال الدين. ولد: سنة (611 هـ) إحدى عشرة وستمائة. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "وكان شيخًا فاضلًا في التفسير، وله فيه مصنف حافل كبير جمع فيه خمسين مصنفًا من التفسير. وكان يقصدون زيارته بالقدس الشريف ويتبركون به" أ. هـ. وفاته: سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مصنفاته: له كتاب في "التفسير" جمعه من خمسين تفسيرًا. 1940 - المَرْجاني * المفسر عبد الله بن محمّد بن عبد الملك المرجاني، أبو محمّد. ولد: سنة (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. كلام العلماء فيه: • الطبقات الكبرى للشعراني: "هو الإمام القدوة الواعظ المفسر أحد الأعلام في الفقه والتصوف" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 682)، غاية النهاية (1/ 452)، بغية الوعاة (2/ 58)، الأعلام (4/ 125)، معجم المؤلفين (2/ 285). * البداية والنهاية (14/ 5)، معجم المفسرين (1/ 323)، الأعلام (4/ 125)، معجم المؤلفين (2/ 280). * الشذرات (7/ 787)، شجرة النور (193)، معجم المفسرين (1/ 323)، الأعلام (4/ 125)، معجم المؤلفين (2/ 286)، تراجم المؤلفين التونسيين (4/ 300)، تذكرة الحفاظ (4/ 1489)، العبر (5/ 408)، الطبقات الكبرى للشعراني (1/ 203).

1941 - ابن إسماعيل الطائي

• الشذرات: "قال ابن الأهدل الولي الشهير: توفي بتونس، قيل له: قال فلان رأيت عمود نور ممتدًا من السماء إلى فم الشيخ المرجاني في حال كلامه، فلما سكت الشيخ ارتفع العمود، فتبسم وقال: لم يعرف كيف يعبر، بل لما ارتفع العمود سكت، يعني أنه كان يتكلم عن مدد الأنوار، فلما ارتفع النور انقطع الكلام" أ. هـ. • شجرة النور: "الشيخ الصالح العالم العامل المعتقد عند العامة والخاصة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "صوفي، مفسر، مؤرخ" أ. هـ. وفاته: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: أملى في التفسير دروس جمعها ابن السكري من كلامه وسماها "الفتوحات الربانية في المواعيد المرجانية" في التصوف، و "بهجة الشموس والأسرار في تاريخ هجرة المختار". 1941 - ابن إسماعيل الطائي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن هارون بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي القرطبي الأندلسي المالكي، أبو محمد. ولد: سنة (603 هـ) ثلاث وستمائة. من مشايخه: الدبّاج والشلوبين، وعصام بن خلصة وغيرهم. من تلامذته: أبو حيان، والوادي آشي، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "المالكي الكاتب البليغ". وقال: "كتب إلينا بمروياته في سنة سبعمائة وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعمائة وعلى هذا فقد تغير قبل موته تغير الهرم" أ. هـ. • الدرر الكامنة: "ونحط ناصر الدين الغرناطي شيخنا -أي شيخ ابن حجر- أبو محمّد بن هارون فيه تشيع وانحراف عن مُعَاوية وأبي سفيان، فطعن عليهما نظمًا ونثرًا وكانت بدت منه مبادئ اختلاط عند اجتماعي به على ما قيل ولم أطلع منه على شيء من ذلك، ثم بعد انفصالي عنه بنحو خمس سنين بلغني عنه من جهات أنه قد اختلط" أ. هـ. • بغية الوعاة: "وهو من بيت علم وجلالة، برع في النحو واللغة وسائر علوم الآداب والتواريخ وله نظم ونثر كثير. وكان شديد التشيع، اختلط قبل موته قليلًا، وانفرد بعلو الإسناد" أ. هـ. • الشذرات: "مسند المغرب الإمام الأديب" أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه العالم العامل المحدث الراوية الإمام الفاضل" أ. هـ. وفاته: سنة (702 هـ) اثنتين وسبعمائة. 1942 - البُريهي * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الله بن محمد بن ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 61)، الشذرات (8/ 14)، معجم شيوخ الذهبي (274)، الوافي (17/ 586)، تذكرة الحفاظ (4/ 1483)، الدرر (2/ 409)، المعجم المختص (93)، شجرة النور (199). * معجم المفسرين (1/ 324)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 256)، بغية الوعاة (2/ 59)، العقود اللولؤية (2/ 113).

1943 - اليعمري

عمر بن أبي بكر بن إسماعيل البريهي السكسكي، أبو محمد. كلام العلماء فيه: • العقود اللؤلؤية: "وكان فقيهًا فاضلًا ورعًا صالحًا عالمًا عاملًا صوفيًا جمع بين الطريقتين وحاز شرف المنزلتين وكانت له كرامات ومقامات وكان مشاركًا في عدة من أنواع العلوم فقيهًا نحويًّا لغويًّا محدثًا مفسرًا صوفيًا تحكم على يد جماعة من الفضلاء وحج بيت الله الحرام عدة سنين". ثم قال: "كان حسن الأخلاق عذب المنطق له صيت عظيم على التدريس" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم بالتفسير والحديث والفقه والنحو واللغة والتصوف من الزهاد، اشتغل بالتدريس" أ. هـ. وفاته: سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. 1943 - اليَعْمُرِي * النحوي، اللغوي، المفسر عبد الله بن محمّد بن أبي القاسم فرحون بن محمّد بن فرحون اليعمري التونسي الأصل المدني المولد والمنشأ، أبو محمد. ولد: سنة (693 هـ) ثلاث وتسعين وستمائة. من مشايخه: والده، وأبو عبد الله بن محمّد بن حريث البلنسي ثم السبتي ورضي الدين الطبري وغيرهما. من تلامذته: سمع منه الحافظ العراقي وغيره. كلام العلماء فيه: من تلامذته: سمع منه الحافظ العراقي وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان من أكابر الأئمة الأعلام، ومصابيح الظلام، عالمًا بالفقه والتفسير وفقه الحديث ومعانيه ... وكان بارعًا في العربية وبهمته وسياسته أزال الله تعالى أحكام الطائفة الإمامية من المدينة ... " أ. هـ. • الوجيز: "كان فاضلًا خيرًا ساكنًا بهيًا" أ. هـ. من أقواله: الديباج: "قال: لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أحفظه". وفاته: سنة (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "الدر المخلص في التقصي المخلص"، و "العدّة في إعراب العمدة" في العربية إعراب عمدة الأحكام في الحديث، و "التيسير" في علمي البناء والتغيير في النحو. 1944 - النُّقرة كَار * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد بن أحمد الحسيني النيسابوري الحنفي، الشريف جمال الدين، العالم الشهير بالإمام النُّقرة كار (¬1). ولد: سنة (706 هـ) ست وسبعمائة. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان يتشيع وكان أحد أئمة ¬

_ * الدرر الكامنة (2/ 406)، الديباج المذهب (1/ 454)، وجيز الكلام (2/ 694)، الأعلام (4/ 126)، معجم المؤلفين (2/ 290). * الدرر الكامنة (2/ 392)، إنباء الغمر (1/ 118)، السلوك (3/ 1 / 245)، بدائع الزهور (1/ 2 / 151)، بغية الوعاة (2/ 54)، الشذرات (8/ 418)، الأعلام (4/ 126)، معجم المؤلفين (2/ 272). (¬1) النقرة كار: صائغ الفضة.

1945 - كمال الدين بن الأثير

المعقول" أ. هـ. • الدرر: "لم يكن له في وقته نظير عين أئمة علم المعقول وبارع عصر في الفقه والأصول ... وكان زمخشري زمانه ... شافعي المذهب ... لكن رأيته ينتصر للحنفية في شرحه للمنار، وإذا ذكر أدلتهم قال عندنا كذا وعند الشافعي كذا ويوجه غالبًا كلام الحنفية فلا أدري هل ذلك توجيه اعتراف بالحق مع مخالفة المذهب أو توجيه مذهبي" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح المنار" في الأصول، و "شرح التسهيل" في النحو، و "شرح لب الألباب" في النحو. 1945 - كمال الدين بن الأثير * اللغوي: عبد الله بن محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن سعيد الحلبي، ثم المصري، جمال الدين بن كمال الدين بن الأثير. ولد: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة. من مشايخه: الحجار وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل العبر: "قرأ الفقه، والنحو والأصلين وبرع وساد وولي توقيع الدست بالقاهرة ثم كتابة السر بدمشق ومشيخة الشيوخ بها، ثم صُرف عنها وأقام بالقاهرة مُنقطعًا على العلم والعبادة إلى أن أدركه أجه. وكان غالب مكثه بسطح جامع الأزهر وبيته بجانبه" أ. هـ. • إنباء الغمر: "حدث بالصحيح، وفي آخر عمره انقطع للعبادة" أ. هـ. • السلوك: "وكان فاضلًا له عدة تصانيف" أ. هـ. وفاته: سنة (778 هـ) ثمان وسبعين وسبعمائة. 1946 - القِرافِي * النحوي، اللغوي: عبد الله بن محمّد القرافي، جمال الدين. من مشايخه: أبو الحسن الأندلسي وغيره. من تلامذته: ابن خضر شيخ السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "مهر في العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (826 هـ) ست وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: عمل مقدمة لطيفة يتوصل بها إلى معرفة الإعراب بأسهل طريق. 1947 - النَّجْري * النحوي، المفسر: عبد الله بن محمّد بن أبي القاسم بن عليّ الزيدي، العبسي العكي، المعروف بالنجري (¬1). ¬

_ * إنباه الغمر (1/ 211)، ذيل العبر لابن العراقي (2/ 437)، السلوك (3/ 1 / 297)، بدائع الزهور (1/ 2 / 197)، بغية الوعاة (2/ 54)، الشذرات (8/ 443). * إنباء الغمر (8/ 29)، الضوء اللامع (5/ 68)، بغية الوعاة (2/ 62)، معجم المؤلفين (2/ 290)، إيضاح المكنون (2/ 545). * الضوء اللامع (5/ 62)، البدر الطالع (1/ 397)، معجم المفسرين (1/ 324)، الأعلام (4/ 127)، معجم المؤلفين (2/ 290). (¬1) نسبة إلى نجرة، قرية في اليمن.

1948 - الطبلاوي

ولد: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: ابن قديد، وأبو القاسم النويري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "وإشتهر فضله وامتد صيته ولا سيما في العربية" أ. هـ. • البدر الطالع: "وتستر مدة بقاءه هنالك (أي في مصر) فلم ينتسب زيديًا بل انتسب حنفيًا، ولهذا ترجمة البقاعي والسخاوي فقال الحنفي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه زيدي" أ. هـ. وفاته: سنة (877 هـ) سبع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "معيار أنوار الأفهام في الكشف عن مناسبات الأحكام" فقه، و "مرقاة الأنظار المنتزع من غايات الأفكار" في علم الكلام، و "شمس المقتدي في شرح هداية المبتدي" نحو. 1948 - الطَّبْلاوي * اللغوي، المقرئ: عبد الله بن محمّد بن عبد الله الحسيني المغربي القاهري الشافعي المعروف بالطبلاوي. من مشايخه: الشيخ العلامة ناصر الدين الطبلاوي الشافعي، وأبو نصر الطبلاوي، والرملي وغيرهم. من تلامذته: الشيخ سليمان اليساري وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان كريم النفس، حسن الخَلْق والخُلُق من بيت علم ودين ... واستمر حسن السيرة جميل الطريقة إلى أن نقل من مجاز دار الدّنْيا إلى الحقيقة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ، نحوي، لغوي، عروضي بياني" أ. هـ. وفاته: سنة (1027 هـ) سبع وعشرين وألف. من مصنفاته: له حواشي على شرح الشاطبية للجعبري، واختصر لسان العرب لم يكمله، وله شرح على عقود الجمان في المعاني والبيان للسيوطي. 1949 - يوسف زادة الحِلْمي * المفسر المقرئ: عبد الله بن محمّد بن يوسف بن عبد المنان الحلمي الحنفي، الإسلامبولي، الأماسي. ولد: سنة (1066 هـ) ست وستين وألف. من مشايخه: أبوه، ثم خليل، ثم سليمان الواعظ، وأخذ الطريق عن إلياس السامري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الفاضل، المحدث، المفسر، رئيس القراء" أ. هـ. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 66)، هدية العارفين (1/ 475)، الأعلام (4/ 129)، معجم المؤلفين (2/ 284)، إيضاح المكنون (1/ 574). * سلك الدرر (3/ 87)، إيضاح المكنون (1/ 142)، الأعلام (4/ 129)، معجم المؤلفين (2/ 294)، كشف الظنون (2/ 1148)، هدية العارفين (1/ 582)، معجم المفسرين (1/ 325).

1950 - التوني جوق زادة

• الأعلام: "عالم بالتفسير والقراءات" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "متكلم مقرئ واعظ منطقي" أ. هـ. وفاته: سنة (1167 هـ) سبع وستين ومائة وألف. من مصنفاته: له شرح على صحيح البخاري، وحاشية على تفسير البيضاوي، وله شعر بالألسن الثلاث، و"حاشية على العقائد النسفية". 1950 - التوني جوق زادة * المفسر: عبد الله بن محمّد، المعروف بالتوني جوق زادة (¬1)، الحنفي. من مشايخه: محمّد المدني وغيره. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "أحد صدور العلماء الأفاضل وأركان الدولة أصحاب الرفعة والجاه والسلطان". وقال: "واشتهر بين علماء الحجاز وعظم لديهم وعرفوا مكانه من العلم والفهم". ثم قال: "كان فاضلًا محققًا فقيهًا عالمًا بالفروع والأصول خبير بالمسائل والفنون" أ. هـ. وفاته: سنة (1183 هـ) ثلاث وثمانين ومائة وألف. من مصنفاته: "جمع الحاوي في شرح تفسير البيضاوي"، و "حاشية على أنوار التنزيل". 1951 - شُبَّر * المفسر عبد الله بن محمّد رضا شبر الحسيني الكاظمي، الشهير بشُبَّر. ولد: سنة (1188 هـ) ثمان وثمانين ومائة وألف. من مشايخه: أبوه السيد محمّد رضا، ومحسن الأعرجي وغيرهما. من تلامذته: عبد النبي الكاظمي وغيره. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "كان من أعيان فضلاء هذه الأواخر ومحدثيهم، فقيهًا متبحرًا جامعًا متتبعًا متوطنًا بأرض الكاظميين ... " أ. هـ. • الأعلام: "شيعي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مجتهد إمامي، مفسر" أ. هـ. • قلت: عند مراجعة كتابه "مصابيح الأنوار" تجد فيه الطامات الكبرى، حيث عمل على أخذ أحاديث واردة عند الشيعة وبدأ يفسرها ويؤولها، فمنها: أحاديث أن الشيعة خلقهم الله من غير الطينة التي خلق منها الآخرين، وقد أثبت نوعًا من أنواع البداء على الله سبحانه وتعالى وناقش ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 325)، سلك الدرر (3/ 106)، هدية العارفين (1/ 485). (¬1) التوني جوق زادة: معناه بالعربية ابن كثير الذهب تلقب بهذا والده لتزايد ثروته وتوفر جاهه. * روضات الجنات (4/ 261)، معجم المؤلفين العراقيين (2/ 327)، معجم المفسرين (1/ 325)، الأعلام (4/ 131)، معجم المؤلفين (2/ 279)، كتابه "مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار" -تحقيق السيد عليّ بن محمّد بن عليّ بن حسين نجل المؤلف- مطبعة الزهراء- بغداد.

1952 - ابن الشيخ

معنى الرؤية وناقش وذهب إلى الرأي القائل المنزلة بين المنزلتين، وكذلك ناقش أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - علم عليّ - رضي الله عنه - ألف باب كل باب يفتح ألف باب من العلم وغيرها كثير. من أراد التفصيل فليراجع الكتاب المذكور ليرى القاريء الكريم مدى تشيعه ورفضه واعتزاله، نسأل الله تعالى العفو والعافية. وفاته: سنة (1242 هـ) إثنتين وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "الوجيز في تفسير القرآن"، و "الأنوار اللامعة" وغير ذلك. 1952 - ابن الشيخ * اللغوي، المفسر عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب شيخ الإسلام الجدد. ولد: سنة (1165 هـ) خمس وستين ومائة وألف. من مشايخه: والده وغيره. من تلامذته: ابنه الشيخ سليمان، والشيخ محمّد بن سلطان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "برع في التفسير والعقائد وعلوم العربية" أ. هـ. • مشاهير علماء نجد: "الإمام العلامة الأوحد، الثقة الثبت التقي الورع الجاهد المحتسب، ذو الهمة العالية والشجاعة المتناهية، الذي خلف والده شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب في مؤازرة الإمام عبد العزيز بن محمّد بن سعود، وخلفه في بث العلم والقيام بدعوة التوحيد ونشرها، والدفاع عنها بالقلم واللسان، والحجة والبيان، عالم نجد بعد أبيه ومفتيها من له الفتاوى السديدة والأجوبة العديدة، والردود العظيمة، من ضربت إليه أكباد الإبل من سائر بلدان نجد وتوالت عليه الأسئلة من جميع قرى نجد ومدنها ... وكان عالمًا مبرزًا في علم التفسير والعقائد وأصول الدين، عارفًا بالحديث ومعانيه، وبالفقه وأصوله وعلم النحو واللغة". وقال: "والشيخ عبد الله كان إلى جانب قيامه بتعليم العلم وبثه ونشر مذهب السلف ودعوة التوحيد والإسلام مرجع قضاة المملكة العربية السعودية في عهد الإمام عبد العزيز بن محمّد بن سعود، وابنه الإمام سعود وابنه الإمام عبد الله، فكان في ذلك الوقت بمثابة رئيس قضاة ومفت" أ. هـ. • قلت: وقد رد على بعض علماء الزيدية، فيما اعترض به على دعوة التوحيد السلفية في كتابه "جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة الزيدية". نقتصر في ترجمته على ما ذكر آنفًا؛ ذلك لأنه لا يخفى على أحد، وهو أحد المجددين لهذا الدين بعد والده الشيخ محمّد بن عبد الوهاب والحمدُ لله رب العالمين. وفاته: سنة (1242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "جواب أهل السنة النبوية" رسالة في الرد على إعتراضات بعض الشيعة ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 325)، الأعلام (4/ 131)، مشاهير علماء نجد (48).

1953 - رئيس القراء

والزيدية، و "الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة". 1953 - رئيس القراء * المفسر المقرئ: عبد الله بن محمّد بن صالح الأيوبي، المعروف برئيس القراء. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "واعظ من علماء الروم. تصدى لتدريس العلوم الآلية في جامع أبي أيوب الأنصاري باسطنبول فعرف بالأيوبي" أ. هـ. وفاته: سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: صنف كتبًا منها "تفسير سورة الفتح"، وله "تلخيص رسائل الرماة"، و "هدية الحاج" مناسك. 1954 - النَّبَراوي * المفسر: عبد الله بن محمّد الشافعي النبراوي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه، شافعي، مفسر، فرضي" أ. هـ. وفاته: سنة (1275 هـ) خمس وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "قرة العين ونزهة الفؤاد" على تفسير الجلالين في أربعة مجلدات بخطه في الأزهرية، و "حاشية على الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" في فقه الشافعية. 1955 - العلمي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الله بن محمّد بن صلاح الدين بن مصطفى بن صلاح الدين بن مصطفى بن سعد الدين بن نور الدين، الغربي العلمي. ولد: سنة (1279 هـ) تسع وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: سليم العلمي، وعبد اللطيف الخازندار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "درس التفسير في جامع المجيدية وكان يحرر باب التفسير في مجلة (الروضة) البيروتية، وعين مدرسًا للتفسير في الجامع الأموي ... له آراء في التفسير خالف بها جمهور المفسرين، وله فيها دلائل ضمنها طيّات تفسيره الكبير الذي إشتغل فيه على ما يربو على عشر سنين وإهتم بالتفسير وبمجادلة من يسمون بالمبشرين من الديانات الأخرى ودرس لأجل ذلك التوراة والإنجيل" أ. هـ. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 489)، معجم المفسرين (1/ 326)، الأعلام (4/ 131)، معجم المؤلفين (2/ 282). * معجم المطبوعات لسركيس (1837)، معجم المفسرين (1/ 326)، الأعلام (4/ 131)، معجم المؤلفين (2/ 293). * تاريخ علماء دمشق (1/ 498)، معجم المطبوعات لسركيس (1349)، معجم المفسرين (1/ 326)، الأعلام (4/ 133)، معجم المؤلفين (2/ 259)، "مؤتمر تفسير سورة يوسف" للمترجم له -قدم له محمّد بهجت البيطار- الطبعة الأولى مطابع دار الفكر بدمشق (1381 هـ).

1956 - ابن قتيبة

• قلت: قال الأستاذ محمد بهحة البيطار في مقدمة كتابًا "مؤتمر سورة يوسف" (ص 13): "قد رتبه رحمه الله ترتيبا غريبا خالف فيه أسلوب المفسرين، ذلك بأنه عقد ليوسف وأبيه وإخوته عليهم السلام مؤتمرا في بيت المقدس من أرض فلسطين موطنهم وموطن المؤلف الأول، ودعا إليه مئات العلماء من أقطار العرب والإسلام. وطريقته في التفسير أنه يورد الآية ثم يعرضها على أعضاء المؤتمر في الجلسة المنعقدة لتفسيرها وبعض ما يورده معروف في كتب التفسير ومعزو إليها أو مشهور فيها، وبعضه مما استفاده المفسر من مطالعاته في غيرها، ومنها ما هو من تحقيقاته وآرائه الخاصة، فإذا اختلف مفسرو الأقطار الحاضرون في المؤتمر في تفسير آية كان للأستاذ رئيس المؤتمر القول الفصل في الموضوع، فهو تارة ينصر بعض هذه الأقوال على بعض، وتارة ينفرد عنهم بقول آخر، وهو يوجه القول ويعززه بالدليل والبرهان". قلت: والذي يراجع الكتاب المذكور يراه عبارة عن تفسير لآيات سورة يوسف، ولكن بأسلوب جديد ويحتوي على كثير من الأمور الخارجة عن التفسير؛ لأن مؤلف الكتاب يعمل على مناقشة الآية الواحدة بل في بعض الأحيان الكلمة الواحدة. وفي بعض الأحيان يعمل مقارنة ما بين القرآن والتوارة عن الأشخاص المذكورين في السورة، فالذي يقرأ الكتاب يلاحظ أن المؤلف يركز كثيرا على بني إسرائيل. ويقارن القصة المذكورة في القرآن والمذكورة في التوراة ويحاول أن يثبت أن التي في التوراة هي محرفة أو موضوعة والله تعالى أعلم. وفاته: سنة (1355 هـ) خمس وخمسن وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: تفسير للقرآن سماه "سوانح تفسيرية"، رسالة مختارات العلمي من صحيح البخاري ومسلم وغيرها كثير، وله "شرح الرحبية". 1956 - ابن قتيبة * النحوي، اللغوي: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (¬1)، وقيل: المروزي، أبو محمد. ولد: سنة (213 هـ) ثلاث عشرة ومائتين. من مشايخه: إسحاق بن راهويه، وأبو إسحاق إبراهيم بن سفيان بن سليمان بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن زياد بن أبيه الزيادي وغيرهما. من تلامذته: ابنه أحمد، وابن درستويه الفارسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: تاريخ بغداد: "كان ثقة دينا فاضلا ولي قضاء ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 170)، المنتظم (12/ 276)، إنباه الرواة (2/ 143)، وفيات الأعيان (3/ 42)، العبر (2/ 56)، السير (13/ 296)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 27) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (4/ 198)، الوافي (17/ 607)، البداية والنهاية (11/ 52)، لسان الميزان (3/ 414)، البلغة (127)، النجوم (3/ 75)، بغية الوعاة (2/ 63)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 251)، الشذرات (3/ 318)، روضات الجنات (5/ 104)، معجم المفسرين (1/ 327)، الأعلام (4/ 137)، معجم المؤلفين (2/ 297)، "عقيدة الإمام ابن قتيبة" للدكتور علي بن نفيع العلياني -مكتبة الصديق- الطائف- المملكة العربية السعودية ط 1 (1412 هـ)، أصول مذهب الشيعة (3/ 1255). (¬1) نسبة إلى دينور: وهي مدينة قرب القرميسين في كردستان الإيرانية.

الدينور وكان رأسا في اللغة والعربية والأخبار وأيام الناس" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان فاضلا ثقة" أ. هـ. • السير: "كان رأسا في علم اللسان العربي والأخبار وأيام الناس. قال أبو بكر البيهقي: كان يرى رأي الكرامية. ونقل الشيخ يوسف قزأوغلي (سبط ابن الجوزي) في مرآة الزمان بلا إسناد عن الدارقطني أنه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه". قال الذهبي: "هذا لم يصح، وإن صح عنه فسحقا له فما في الدين محاباة ... قال السلفي: . ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة". قال الذهبي: "ثم ما رأيت لأبي محمد في كتاب مشكل الحديث ما يخالف طريقة المثبتة والحنابلة ومن أن أخبار الصفات تمر ولا تتأول" أ. هـ. • قلت: ويرد على من قال أن ابن قتيبة مشبه ما ثبت عن ابن قتيبة في كتبه ومنها كتاب "الرد على الجهمية والمشبهة" (ص 243) حيث قال: "وعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صح منها بنقل الثقات لها فنؤمن بالرؤية والتجلي وأنه يعجب وينزل إلى السماء وأنه على العرش استوى وبالنفس واليدين من غير أن نقول في ذلك بكيفية أو بحد أو أن نقش على ما جاء مما لم يأت فنرجوا أن نكون في ذلك القول والعقد على سبيل النجاة غدا إن شاء الله". ثم قال الذهبي: "وقال أبو عبد الله الحاكم: إجتمعت الأمة على أن القتبي -أي ابن قتيبة- كذاب. قلت: -أي الذهبي- هذه مجازفة وقلة ورع، فما علمت أحدا إتهمه بالكذب قبل هذه القوله بل قال الخطيب إنه ثقة. وعن حماد الحراني أنه سمع السلفي ينكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابن قتيبة. ويقول: ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة، ثم قال: لكن الحاكم قصده لأجل المذهب. مات أبو محمد بن قتيبة فجاءة، صاح صيحة سمعت من بعد، ثم أغمي عليه، وكان أكل هريسة، فأصاب حرارة، فبقي إلى الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ فما زال إلى السحر ومات" أ. هـ. • قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في كتابه "عقيدة الإمام ابن قتيبة"، قال تحت عنوان منهجه في توضيح العقيدة (ص 134): "المتتبع لما كتب ابن قتيبة في مؤلفاته المتعددة يلحظ أن له منهجا واضح المعالم في توضيح العقيدة استطعنا أن نلخصه في سبع قواعد. القاعدة الأولى: إن ابن قتيبة يثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير أن يقول في ذلك بكيفية. يدل على هذه القاعدة قوله: (فنحن نقول كما قال الله تعالى وكما قال رسوله ولا نتجاهل ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي التشبيه على أن ننكر ما وصف به نفسه ولكنا لا نقول

كيف) (¬1) وقوله: (إن الله وضع عنا أن نفكر فيه كيف كان وكيف قدر وكيف خلق ولم يكلفنا ما لم يجعله في تركيبنا ووسعنا) (¬2). وقوله رحمه الله في مناقشة المنكرين لرؤية الله تعالى يوم القيامة: ( ... فإن قالوا لنا كيف ذلك النظر والمنظور إليه قلنا نحن لا ننتهي في صفاته جل جلاله إلا إلى حيث انتهى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا ندفع ما صح عنه لأنه لا يقوم في أوهامنا ولا يستقيم على نظرنا بل نؤمن بذلك من غير أن نقول فيه بكيفية أوحد أو نقيس على ما جاء ما لم يأت) (¬3). وما ذهب إليه ابن قتيبة يرحمه الله في هذه القاعدة الجليلة من قواعد المنهج السلفي هو ما عليه علماء السلف قديما وحديثا. القاعدة الثانية: إن ابن قتيبة ينزه الله عما نزه الله نفسه عنه سبحانه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير أن يعطل النصوص عن معانيها الواردة لها في لسان الشرع يدل على ذلك تفسيره لقوله تعالى {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ولسورة الإخلاص فهو يقول ليس كمثله شيء أي ليس كهو شيء (¬4). ولم يكن له كفوا أحد. أي مثيلا (¬5). ويقول في قوله تعالى هل تعلم له سميا أي شبيها (¬6). وهذه القاعدة هي من القواعد التي ينبني عليها مذهب السلف الصالح، يقول الشنقيطي: (أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يرتكز على ثلاثة أسس ... أحد هذه الأسس الثلاثة هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين وهذ الأصل يدل عليه قوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} [الشورى: 11]، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَال} [النحل: 74]، ... فيلزم كل مكلف أن ينزه ربه جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة الخلق ... ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئًا من صفات الخلق فهو جاهل ملحد ضال ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل، وهذا التحقيق هو مضمون ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهذه الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجب عن جميع الأسئلة حول الموضوع ذلك؛ لأن الله قال وهو السميع البصير بعد قوله ليس كمثله شيء ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات فكان الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه، بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس ليس كمثله شيء فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت (¬7) ". ¬

_ (¬1) اختلاف اللفظ (136). (¬2) نفس المصدر (243). (¬3) تأويل مختلف الحديث (208). (¬4) غريب القرآن (391). (¬5) نفس المصدر (455). (¬6) المصدر السابق (272). (¬7) منهج ودراسات (423).

القاعدة الثالثة: إن ابن قتيبة يمسك عما لم يرد ذكره في كتاب الله ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من إثباتٍ أو نفي يدل على هذه القاعدة عند قوله: (وإن سُئلنا نقتصر على جملة ما قال الله ونمسك عما لم يقل) (¬1). وقوله: (إن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله إلى حيث انتهى في صفاته أو حيث انتهى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب ونضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك) (¬2). وهذه القاعدة السلفية التي سار عليها ابن قتيبة هي من أجل القواعد فإن النّاس لا يعلمون من الله إلا ما أعلمهم به فمن سوء الأدب مع الله أن يثبت شخص صفة أو إسمًا لم يذكرها الله لنفسه فكان لسان حال هذا الشخص يقول أنا أعلم بالله من الله أو ينفي عنه شيئًا لم ينفه عن نفسه كحال بعض المبتدعة الذين يتوسعون في النفي بعبارات مبتدعة لم يرد بها كتاب ولا سنة فيقولون ليس بحسم ولا جوهر ولا عرض ولا يحس ولا يُلمس ولا ولا .. إلى آخر هذيانهم. القاعدة الرابعة: إن ابن قتيبة لا يعتمد على المقايسات العقلية في إثبات ما يجب لله أو يمتنع عليه سبحانه بل يشنَّع على من يسلك هذا المنهج ويعتقد أن القياس العقلي في باب الاعتقادات سبب ضلال كثير من المتأخرين عن القرون المفضلة يدلُّ على هذا قوله: (وكنت أسمعهم يقولون إن الحق يدرك بالمقايسات والنظر ويلزم من لزمته الحجة أن ينقاد لها ثم رأيتهم في طول تناظرهم وإلزام بعضهم بعضًا الحجة في كل مجلس مرات لا يزولون عنها ولا ينتقلون ... وسأل آخر آخر عن العلم فقال له أتقول أن سميعًا في معنى عليم؟ قال نعم. قال لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير هل سمعه حين قالوه؟ قال نعم. قال فهل سمعه قبل أن يقولوه؟ قال لا قال فهل علمه قبل أن يقولوه؟ قال نعم قال له فأرى في سميع معنى غير معنى عليم فلم يجب قلت له لزمتك الحجة فلم لاتنتقل عما تعتقد إلى ما الزمتك الحجة فقال لو فعلت ذلك لا تنقاد في كل يوم مرات قلت فإذا كان الحق إنما يعرف بالقياس والحجة وكنت لانتقاد لهما بالإتباع كلما تنقاد بالانقطاع فما تصنع بهما التقليد أربح لك والمقام على أثر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أولى بك). ويقول ابن قتيبة رحمه الله في نقد أصحاب المنهج العقلي الذين لا يثبتون إلا ما اثبتته عقولهم بزعمهم: (فقد كان يجب مع ما يدعونه من معرفة القياس وإعداد آلات النظر أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحساب والمساح والمهندسون لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد إلا على شكل واحد وكما لا يختلف حذاق الأطباء في الماء وفي نبض العروق لأن الأوائل قد وقفوهم من ذلك على أمر واحد. فما بالهم أكثر الناس اختلافًا لا يجتمع إثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين، فأبو الهذيل ¬

_ (¬1) اختلاف اللفظ (236). (¬2) نفس المصدر (243).

العلاف (¬1) يخالف النظام والنجار يخالفهما (¬2). وهشام بن الحكم (¬3) يخالفهم كذلك .. وليس منهم واحد إلا وله مذهب في الدين يدان برأيه وله عليه تبع ولو كان اختلافهم في الفروع والسنن لا تسع لهم العذر عندنا -وإن كان لا عذر لهم مع ما يدعونه لأنفسهم- كما اتسع لأهل الفقه ولكن اختلافهم في التوحيد وفي صفات الله تعالى وفي قدرته وفي نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار وعذاب البرزخ وفي اللوح وفي غير ذلك من الأمور التي لا يعلمها نبي إلا بوحي من الله تعالى ولن يعدم هذا من رد مثل هذه الأصول إلى استحسانه ونظره وما أوجبه القياس عنده لاختلاف النّاس في عقولهم وإرادتهم واختياراتهم فإنك لا تكاد ترى رجلين متفقين حتى يكون كل واحد منهما يختار ما يختاره الآخر ويرذل ما يرذله الآخر إلا من جهة التقليد والذي خالف بين مناظرهم وهيئاتهم وألوانهم ولغاتهم وأصواتهم وحظوظهم وآثارهم حتى فرق القائف بين الأثر والأثر وبين الأنثى والذكر هو الذي خالف بين آرائهم) (¬4). القاعدة الخامسة: إن ابن قتيبة لا يعتمد على علم الكلام في فهم نصوص العقيدة ولا في الدفاع عنها ويرى أن هذا المنهج هو سبب الضلال في العقيدة يدل على هذا قوله: (فأما الكلام فليس من شأننا ولا أرى أكثر من هلك إلا به) (¬5). وقوله وقد تدبرت مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون ويفتنون النّاس بما يأتون ويبصرون القذى في عيون النّاس وعيونهم تطرف على الأجذاع ويتهمون غيرهم في النقل ولا يتهمون آراءهم في التأويل ومعاني الكتاب والحديث وما ادعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة لا يدرك بالطفرة والتولد والعرض والجوهر والكيفية والكمية والأينية ولو ردوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما وضح لهم المنهج واتسع لهم المخرج ولكن يمنع من ذلك طلب الرئاسة وحب الأتباع واعتقاد الأخوان بالمقالات (¬6). وابن قتيبة في نقده لأهل الكلام وبيانه لانحرافهم ليس مقلدًا لأحد بل عايشهم وحضر مجالسهم وبصر خطأهم عن كثب وعرف ما يدور في حلقاتهم مشاهدة وليس الخبر كالمعاينة يقول عن نفسه: (وقد كنت في ¬

_ (¬1) هو أبو الهذيل محمّد بن الهذيل بن عبد الله البصري العلاف شيخ المعتزلة ومقدمهم ومقرر طريقتهم والمناظر عليها والذاب عنها أخذ الإعتزال عن عُثْمَان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء. توفي سنة 226 وقيل 235 هـ. انظر هامش الفرق بين الفرق (ص 122). (¬2) هو أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله النجار كان حائطًا في طراز العباس بن محمّد الهاشمي وهو من متكلمي المجبرة وله مع النظام مناظرات وزعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص. توفي سنة 230 هـ تقريبًا. انظر الفرق بين الفرق (ص 208)، الملل والنحل (ص 88). (¬3) هشام بن الحكم أبو محمّد مولى بني شيبان كوفي تحول إلى بغداد وهو من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمّد وهو من متكلمي الشيعة ممن فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب وكان منقطعًا إلى يحيى بن خالد البرمكي وكان القيم بمجالس كلامه ونظره. توفي بعد نكبة البرامكة بمدة مستترًا وله كتب عديدة. انظر عنه الفهرست لابن النديم (ص 250). (¬4) تأويل مختلف الحديث (14). (¬5) اختلاف اللفظ (225). (¬6) تأويل مختلف الحديث (12، 14).

عنوان الشباب وتطلب الآداب أحب أن أتعلق من كل علم بسبب وأن أضرب فيه بسهم فربما حضرت بعض مجالسهم وأنا مغتر بهم طامع أن أصدر عنه بفائدة أو كلمة تدلي على خير أو تهدي لرشد فأرى من جرأتهم على الله تبارك وتعالى وقلة توقيهم وحملهم أنفسهم على العظائم لطرد القياس أو لئلا يقع انقطاع ما أرجع معه خاسرًا نادمًا. وابن قتيبة في هذه القاعدة الجليلة سائر على منهج السلف الصالح الذين ذمُّوا علم الكلام وحذروا منه". القاعدة السادسة: ابن قتيبة يعتبر أن ما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - على الحقيقة لا على المجاز يدل على هذه القاعدة قوله: (وذهب قوم في قول الله وكلامه إلى أنه ليس قولًا ولا كلامًا على الحقيقة وإنما هو إيجاد للمعاني وصرفوه في كثير من القرآن إلى المجاز وقد تبين لمن قد عرف اللغة أن أفعال المجاز لا تخرج منها المصادر ولا تؤكد بالتكرار: والله تعالى يقول: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} النساء: 164، فوكد بالمصدر معنى الكلام ونفى عنه المجاز وقال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} النحل: 40، فوكد القول بالتكرار ووكد المعنى بإنما) (¬1). وعقد رحمه الله بابا في كتابه تأويل مُشكل القرآن بعنوان: (باب القول في المجاز) واستعرض فيه صورًا كثيرة من أساليب المجاز ولم يورد فيه شيئًا من آيات الصفات أو أحاديثها مما يدل على أنه يرى أن صفات الله تعالى على الحقيقة لا على المجاز (¬2). وهذه القاعدة سلفية ولا شك. يقول الحافظ ابن عبد البر: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لم يكيفوا شيئًا من ذلك) (¬3) ". القاعدة السابعة: "ابن قيبة يجري نصوص الصفات على ظاهرها مع اعتقاده أن ظاهرها يليق بالله ولا يشبه صفات المحدثات يدل على هذا قوله: (الواجب علينا أن ننتهي في صفات لله إلى حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب ونضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك (¬4). ثم إن ابن قتيبة عقد بابا في كتابه تأويل مشكل القرآن بعنوان (باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه) وعدد من ذلك أشياء ليس فيها شيء من نصوص الصفات فدلّ على أنه يرى إجراءها على ظاهرها. وهذه القاعدة مشهورة عند علماء السلف". ثم قال مؤلف الكتاب (ص 157 - 172) وفي معرض كلامه عن بعض صفات الله سبحانه وتعالى، ناقلًا قول ابن قتيبة أو معتقده في تلك الصفات: ¬

_ (¬1) ملخصًا من مشكل القرآن (111، 106). (¬2) تأويل مشكل القرآن (103 - 134). (¬3) العلو للذهبي (182). (¬4) اختلاف اللفظ (237).

1957 - القيرواني

1 - صفة علو الله واستوائه على عرشه: "ابن قتيبة يعتقد أن الله في السماء مستوٍ على عرشه بائن من خلقه كما يليق بجلاله يدل على هذا قوله: (والأمم كلها عربيها وعجميها تقول أن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم وفي الحديث أن رجلًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله تعالى؟ فقالت في السماء. قال: فمن أنا قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عليه الصلاة والسلام: هي مؤمنة" وأمره بعتقها هذا أو نحوه" (¬1). 2 - رؤية المؤمنين لله يوم القيامة: "ابن قتيبة رحمه الله يعتقد أن الله يرى يوم القيامة، يراه المؤمنون دون الكافرين يدل على هذا الإعتقاد قوله: ( ... أن الله جل وعز احتجب عن جميع خلقه في الدنيا ويتجلى لهم يوم الحساب ويوم الجزاء والقصاص فيراه المؤمنون كما يرون القمر ليلة البدر ولا يختلفون فيه كما لا يختلفون في القمر" (¬2). 3 - صفة اليدين لله تعالى: "يثبت ابن قتيبة رحمه الله تعالى لله يدين حقيقيتين تليق بالله لا تشبه أيدي المخلوقين يدل على هذا قوله في تفسير قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]: (فإن قيل لنا ما اليدان ها هنا؟ قلنا: هما اليدان اللتان تعرف النّاس كذلك قال ابن عباس في هذه الآية (اليدان اليدان)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كلتا يديه يمين). فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ها هنا نعمة أو نعمتين وقال تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، فنحن نقول كما قال الله تعالى وكما قال رسوله ولا نتجاهل ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي التشبيه على أن ننكر ما وصف به نفسه ولكنا لا نقول كيف اليدان وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال. ونمسك عما لم يقل) (¬3) ". من أقواله: أصول مذهب الشيعة: "قال -أي ابن قتيبة-: بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته عليه، وادعاءهم له شركة النبي - صلى الله عليه وسلم - في نبوته، وعلم الغيب، للأئمة من ولده وتلك الأقاويل، والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة" أ. هـ. وفاته: سنة (276 هـ)، وقيل: (270 هـ)، وقيل: (271 هـ) ست وسبعين، وقيل: سبعين، وقيل: إحدى وسبعين ومائتين، والأول أصح الأقوال. من مصنفاته: "المعارف"، و "أدب الكاتب"، و "غريب القرآن والحديث" أما كتاب "الإمامة والسياسة" فمنسوب إليه ولا تصح نسبته إليه. وغير ذلك. 1957 - القيرواني * النحوي، اللغوي: عبد الله بن مسلم القيرواني، أبو محمد. ¬

_ (¬1) تأويل مختلف الحديث (272). (¬2) تأويل مختلف الحديث (205). (¬3) اختلاف اللفظ (235، 236). * بغية الوعاة (2/ 64)، إنباء الرواة (2/ 147)، الوافي (17/ 611).

1958 - ابن آمنة

من تلامذته: أبو منصور بن الجواليقي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كانت له معرفة بالنحو واللغة وندب إلى درسها بدار الكتب بمدرسة النظامية ببغداد، واستفاد منه قوم وهو مستور الحال" أ. هـ. • الوافي: "قدم بغداد، وأقام بها وتولى تدريس العربية بالنظامية .. وكان من أهل الصلاح والدين" أ. هـ. وفاته: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. 1958 - ابن آمنة * المفسر: عبد الله بن مطرف بن محمّد المعروف بابن آمنة، أبو محمد. من مشايخه: ابن وضاح. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "من فقهاء المالكية ... كان رجلًا مغفلًا صالحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: ألف كتابًا في تفسير القرآن حذف منه الإسناد. 1959 - الأَقْفَهِسِي * المفسر عبد الله بن مقداد بن إسماعيل الأقفهسي ثم القاهري، جمال الدين. ولد: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: الشيخ خليل وغيره. من تلامذته: الشيخ البساطي، والشيخ عبد الرحمن البكري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان فقيهًا بارعًا عرف بالصيانة والدين والصرامة ... وحسن مباشرة وتودد مع قلة الأذى والكلام في المجالس ومزيد تقشفه وتواضعه وطرحه للتكلف" أ. هـ. • الوجيز: "كان مزجي البضاعة بغير الفقه، قليل الكلام في المجالس" أ. هـ. • الأعلام: "حُمدت سيرته إلى نهاية عمر" أ. هـ. وفاته: سنة (823 هـ) ثلاث وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: شرح "المختصر" لشيخه، صنف كتابًا في التفسير ثلاث مجلدات. 1960 - ابن الباقلاني * المقرئ: عبد الله بن منصور بن عمران بن ربيعة، الرَّبَعي الواسطي، أبو بكر. ولد: أول سنة (500 هـ) خسمائة. من مشايخه: تلا بالعشر على أبي العز القلانسي، وسبط الخياط، وسمع من خميس ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (1/ 395)، معجم المفسرين (1/ 328)، معجم المؤلفين (2/ 299). * بدائع الزهور (2/ 52)، السلوك (4/ 1 / 544)، الضوء اللامع (5/ 71)، وجيز الكلام (2/ 462)، الشذرات (9/ 234)، شجرة النور (1/ 240)، معجم المفسرين (1/ 328)، الأعلام (4/ 140)، معجم المؤلفين (2/ 301). * الكامل (12/ 130)، التقييد لابن نقطة (327)، تاريخ دمشق لابن عساكر (34/ 226)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 277)، العبر (4/ 281)، السير (21/ 246)، معرفة القراء (2/ 565)، الوافي (17/ 640)، غاية النهاية (1/ 460)، لسان الميزان (3/ 422)، النجوم (6/ 142)، الشذرات (6/ 514).

1961 - البستاني

الحَوْزي وغيرهم. من تلامذته: السمعاني، وابن عساكر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "قال الواسطي: قرأ ابن الباقلاني على أبي العز (الإرشاد) للخليلي، وما سوى ذلك فإنه كان يزوّره. قال الدُّبيثي: انفرد بالعشرة عن أبي العز، وادّعى رواية شيء من الشواذ، فتكلم النّاس فيه ووقفوا في ذلك، وكان عارفًا بوجوه القراءات" أ. هـ. • الوافي: "كان أحد المشايخ القراء المشهورين بالفضل والعرفة وتجويد القراءة ووجوهها وطرقها وعلوّ الأسانيد فيها. ضعفه غير واحد إلا ما صحت قراءته به على القلانسي ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ القراء ومسندهم بواسط في زمانه أستاذ عارف كامل" أ. هـ. • لسان الميزان: " ... وقال محمّد بن أحمد ابن أخت عبد السميع الهاشمي: قد كان قرأ بالإرشاد على أبي العز، وقراءاته به صحيحة، وما سوى ذلك فإنه كان يزوره ... " أ. هـ. وفاته: سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. 1961 - البُسْتَاني * اللغوي: عبد الله بن ميخائيل بن ناصيف البستاني الماروني. ولد: سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: ناصيف اليازجي، ويوسف الأسير وغيرهما. من تلامذته: شكيب أرسلان، ووديع عقل، وبشارة الخوري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "ماروني -دفن في دير القمر بلبنان" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب، ناثر، ناظم، لغوي، صحافي" أ. هـ. • أعلام نهضة العرب في القرن العشرين: "علامة ولغوي تخرج من المدرسة الوطنية في بيروت. وكان لطيفًا، كريم الأخلاق، متواضعًا في حياته التي قضاها في خدمة اللغة العربية" أ. هـ. • قلت: لا داعي للرجوع إلى مؤلفاته لمعرفة عقيدته لكونه ماروني، نصراني. وفاته: سنة (1348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "البستان"، و "فاكهة البستان" معجم لغوي، وله شعر ونثر. 1962 - ابن أبي نَجِيح * المفسر: عبد الله بن أبي نجيح الثقفي المكي، ¬

_ * كوثر النفوس (398)، الأعلام (4/ 141)، معجم المؤلفين (2/ 296)، أعلام نهضة العرب في القرن العشرين (156). * الكامل (5/ 445)، تهذيب الكمال (16/ 215)، العبر (1/ 173)، السير (6/ 125)، ميزان الاعتدال (4/ 215)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 14) ط. تدمري، الوافي (17/ 680)، تهذيب التهذيب (6/ 50)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 258)، الشذرات (2/ 136)، التاريخ الكبير (5/ 233)، الجرح والتعديل (2/ 2 / 203)، تقريب التهذيب (552).

1963 - الرشيد

وأسم أبيه يسار مولى الأخنس بن شريف الصحابي. أبو يسار. من مشايخه: مجاهد، وطاووس، وعطاء وغيرهم. من تلامذته: شعبة، والثوري، وابن عيينة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "رماه جلة العلماء بالقدر والإعتزال. قال يحيى بن القطان: كان معتزليًا. وقال أحمد: أفسدوه بأخرة، وكان جالس عمرو بن عبيد. وقال ابن المديني: كان يرى الإعتزال. قال يعقوب السدوسي: هو ثقة قدري. قال البخاري: كان يتهم بالإعتزال والقدر. وأما في التفسير فهو أخص النّاس بمجاهد. وقال ابن المديني: أما التفسير فهو فيه ثقة يعلمه، قد قفز القنطرة، واحتج به أرباب الصحاح ولعله رجع عن البدعة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال سويد بن سعيد: ثنا الزنجي عن ابن جريج قال: رأيت ابن أبي نجيح في النوم في المنارة قائمًا يقول: ما لقيت شيئًا مثل الذي لقيت في القدر. وقال يحيى القطان: أخبرني ابن موجل عن ابن صفوان قال: قال لي ابن أبي نجيح أدعوك إلى رأي الحسن يعني القدر" أ. هـ. • هامش تهذيب الكمال: "قال أحمد بن حنبل: أصحاب ابن أبي نجيح قدرية كلهم ولم يكونوا أصحاب كلام. قال النسائي وأبو زرعة: ثقة. عن أحمد بن حنبل: ابن أبي نجيح ثقة، وكان أبوه من خيار عباد الله. قال العجلي: ثقة ويقال إنه كان يري القدر ويقال إن عمرو بن عبيد أفسده" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "ثقة رُمي بالقدر وربما يدلس" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة، رمي بالقدر، وربما يدلس" أ. هـ. • الشذرات: "قال القطان: لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم ابن أبي بزّة، وقد ذكره الجوزجاني فيمن رُمي بالقدر، هو، وزكريا ابن إسحاق، وعبد الحميد بن جعفر، وإبراهيم بن نافع، وابن إسحاق، وعمر بن أبي زائدة، وشبل بن عبّاد، وابن أبي ذئب، وسيف بن سليمان" أ. هـ. وفاته: سنة (131 هـ) إحدى وثلاثين ومائة. 1963 - الرَّشيد * النحوي: عبد الله بن نصر بن سعد القوصيُّ المنعوتُ بالرَّشيد. ولد: سنة (600 هـ) ستمائة. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "وتصدَّر لإقرائه مدَّة، وتولى عدَّة ولايات، وسمع الحديث وحدَّث. وذكره الفقيه المحدَّث عبد الغفار بن عبد الكافي ¬

_ * تاريخ ابن الفرات (7/ 71) ط، الجامعة الأمريكية، الطالع السعيد (282)، بغية الوعاة (2/ 65).

1964 - ابن اليزيدي

في معجمه: وقال عنه: اللغوي ويعرف بالهزيع. وقال: كان إماما في اللغة، وقال: إنه ذكر أنه وهو صغير سمع كتاب الترمذي من أبي الحسن بن البنا، وقال: قرأ عليه الجزء الأول منه" أ. هـ. وفاته: سنة (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة. 1964 - ابن اليزيدي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الله بن يحيى بن مبارك بن المغيرة العدوي البغدادي اليزيدي (¬1)، أبو عبد الرحمن. من مشايخه: يحيى بن زياد الفراء، وأبو عمرو وغيرهما. من تلامذته: ابنا أخيه العباس، وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد، وأحمد بن إبراهيم وراق خلف وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان عالما بالنحو واللغة". وقال: "قال أبو العباس ثعلب: ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله محمد اليزيدي في القرآن خاصة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مشهور ثقة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "ثقة مشهور. قال أبو عمرو الداني: وهو من أجل الناقلين عنه، وله كتاب حسن في "غريب القرآن" أ. هـ. • بغية الوعاة: "وهو كثير الشعر، متفنن في الأداب، من أهل بيت علم وأدب" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أديب، شاعر، عالم بالنحو واللغة مقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (237 هـ) سبع وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: "إقامة اللسان على المنطق"، و"غريب القرآن"، و "الوقف والإبتداء". 1965 - ابن صاحب الصلاة * اللغوي: النحوي: عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتوح، أبو محمد الحضرمي الداني، المعروف بعبدون، وبابن صاحب الصلاة. ولد: سنة (517 هـ) سبع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن سعيد، وأبو الحسن طاهر بن سبيطة وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر الذهبي، وأبو الحسن بن صريق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "نزل شاطبة فأقرأ بها. ودرس الأدب والنحو زمانا ثم نقله السلطان إلى بلنسية وأستأدبه لبنيه لما كان عليه من التصاون والعدالة وأباح له الإقراء فكان يعلمهم العربية بالقصر ويعلم الناس أيضًا بمسجد رحبة القاضي بها. وكان أديبا، مبرزا في صناعة العربية مشاركا في ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 329)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 257)، غاية النهاية (1/ 463)، بغية الوعاة (1/ 265)، إنباه الرواة (2/ 134)، الفهرست لابن النديم (57)، معجم المؤلفين (2/ 305)، هدية العارفين (1/ 440). (¬1) اليزيدي: منسوب إلى يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد الحميري خال المهدي العباس، وكان أبوه يحيى بن المبارك منقطع إليه. * الوافي (17/ 668)، بغية الوعاة (2/ 65)، تكملة الصلة (2/ 857)، تاريخ الإسلام (وفيات 578) ط. تدمري.

1966 - ابن جرح

الفقه والأدب وقرض الشعر، ظاهر التواضع، طاهر الخُلُق" أ. هـ. • الوافي: "أقرأ النحو بشاطبة زمانًا وأدب بني صاحب بلنسية وكان مبرزًا في العربية مشاركًا في الفقه ويقول الشعر وفيه تواضع وطيبة أخلاق" أ. هـ. وفاته: سنة (578 هـ) ثمان وسبعين وخمسمائة. 1966 - ابن جَرْح * النحوي: عبد الله بن يحيى بن أبي عامر بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري القرطبي، أبو القاسم، يعرف بابن جرح. من مشايخه: أبوه، وأبو جعفر بن يحيى الحميري، وابن خروف وغيرهم. من تلامذته: ابن الزبير، وأبو حيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أديبًا كاتبًا، نحويًّا شاعرًا فقيهًا أصوليًا، مشاركًا في علوم، محبًا في القراءة، وطيئًا عند المناظرة متناصفًا سنيًا، أشعري النسب والمذهب، مصممًا على طريق الأشعري ملتزمًا للمذهب المالكي، من بقايا الناس وجلتهم ومن آخر طلبة الأندلس المشاركين الجلّة المصممين على مذاهب أهل السنة، المنافرين لمذاهب الفلاسفة وأهل الزيغ" أ. هـ. وفاته: سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة. 1967 - العَدَوي * المقرئ: عبد الله بن يزيد بن عبد الرحمن الأهوازي الأصل، البصري ثم المكي مولى آلٍ عمرُ بن الخطاب، أبو عبد الرحمن. ولد: في حدود سنة (120 هـ) عشرين ومائة. من مشايخه: ابن عون، ومالك، وأخذ الحروف عن نافع بن أبي نُعيم وغيرهم. من تلامذته: البخاري، وأحمد وإسحاق، وتلا عليه بنه محمّد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال أبو حاتم: صدوق. قال النسائي: ثقة". وقال: "قال أبو يعلى الخليلي: ثقة، حديثه عن الثقات محتج به ويتفرد بأحاديث، وابنه محمّد ثقة متفق عليه" أ. هـ. • السير: "كان ابن المبارك إذا سُئل عنه، قال: كان ذهبًا خالصًا. وهو من كبراء شيوخ البخاري ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كبير في الحديث، ومشهور في القراءات لقن القرآن سبعين سنة، ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة فاضل ... وهو من كبار شيوخ البخاري" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 66). * التاريخ الكبير للبخاري (5/ 228)، تهذيب الكمال (16/ 320)، العبر (1/ 364)، السير (10/ 166)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 22) ط. تدمري، البداية والنهاية (10/ 267)، غاية النهاية (1/ 463)، تهذيب التهذيب (6/ 76)، الشذرات (3/ 60)، الأعلام (4/ 146)، الجرح والتعديل (2/ 2 / 201)، الثقات لابن حبان (8/ 342)، تذكرة الحفاظ (1/ 367)، تقريب التهذيب (558)، طبقات الحفاظ (156)، مذهب أهل التفويض (429).

1968 - الجويني

• مذهب أهل التفويض: "روى ابن خزيمة -رحمه الله- وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (قال في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَينَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع إبهامه على أذنه وأصبعه التي تليها على عينه قال أبو هريرة: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك) رواه أبو داود وقال في آخره: (قال ابن يونس -أحد رجال السند-: قال المقرئ -أي العدوي- (أن الله سميع بصير) يعني أن لله سمعًا وبصرًا. قال أبو داود: وهذا ردٌّ على الجهمية" أ. هـ. وفاته: سنة (212 هـ)، وقيل (213 هـ) اثنتين وقيل ثلاث عشرة ومائتين. من مصنفاته: ورقة في الحديث بعنوان "أحاديث أبي عبد الرحمن مما وافق الإمام أحمد". 1968 - الجُوَينيُّ * النحوي، المفسر: عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمّد بن حيُّويه الطائي السِّنْبسيُّ (¬1)، أبو محمّد، والد إمام الحرمين. من مشايخه: أبو الطيب الصعلوكي، وأبو بكر القفال وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو المعالي، وعلي بن أحمد بن الأخرم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان ورعًا دائم العبادة شديد الإحتياط مبالغًا فيه" أ. هـ. • فهرست اللبّلي: "الفقيه الأصولي الأديب النحوي المفسر، أوحد زمانه، تخرج به جماعة من أئمة الإسلام وكان لصلابة ديانته مهيبًا محترمًا بين التلامذة ولا يجري بين يديه إلا الجد والحث والتحريض على التحصيل" أ. هـ. • المنتظم: "وكان يحتاط لدينه فربما أدى الزكاة مرتين" أ. هـ. • السير: "وكان يرى تكفير من تعمد الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. • الوافي: "كان إمامًا بارعًا فقيهًا شافعي المذهب مفسرًا نحويًّا أديبًا" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "عن أبي صالح المؤذن أنه قال: غَسَّلت أبا محمّد فلما لففته في الكفن، رأيت يده اليمني إلى الأبط منيرة كلون القمر، فتحيرتُ وقلت: هذه بركات فتاويه". وقال: "أوحد زمانه علمًا ودينًا وزهدًا وتقشفًا زائدًا وتحريًا في العبادات" أ. هـ. ¬

_ * المنتظم (15/ 306)، الكامل (9/ 535)، فهرست اللبّلي (50)، تبيين كذب المفتري (257)، وفيات الأعيان (3/ 47)، العبر (3/ 188)، السير (17/ 617)، الوافي (17/ 682)، البداية والنهاية (12/ 59)، طبقات الشافعية (144)، الوفيات لابن رافع (1/ 252)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 73)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 338)، النجوم (5/ 42)، طبقات المفسرين للسيوطي (45)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 258)، الشذرات (5/ 176)، معجم المفسرين (1/ 329)، الأعلام (4/ 146)، معجم المؤلفين (2/ 307)، تاريخ الإسلام (وفيات 438) ط. تدمري، الأنساب (2/ 129)، إنباه الرواة (2/ 152)، النجوم (5/ 42)، مفتاح السعادة (2/ 324). (¬1) سِنبس: بطن من العرب.

1969 - ابن هشام

• طبقات الشافعية للأسنوي: "عن شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني قوله: لو كان الشيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنقلت إلينا شمائله وافتخروا به" أ. هـ. • طبقات الشافعية: "كان إماما في التفسير، والحديث والأدب" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "يشتمل -أي تفسيره- على عشرة أنواع من العلوم في كل آية" أ. هـ. وفاته: سنة (438 هـ) وقيل سنة (434 هـ) ثمان وثلاثين وقيل أربع وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "التبصرة" في الفقه، و "التذكرة"، و "التفسير الكبير"، و "التعليقة". 1969 - ابن هشام * النحوي، اللغوي: عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن يوسف، أبو محمد، جمال الدين بن هشام الأنصاري المصري. ولد: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة. من مشايخه: الشيخ شهاب الدين عبد اللطيف بن المرجل، وتلا على ابن السراج وسمع من حيان ديوان زهير بن أبي سلمى وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "انفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة والتحقيق البالغ والإطلاع المفرط والإقتدار على التصرف في الكلام والملكة التي كان يتمكن بها من التعبير عن مقصوده بما يريد مسهبا وموجزا مع التواضع والبر والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب" أ. هـ. • البدر الطالع: "كان شافعيا ثم تحنبل وأتقن العربية ففاق الأقران ولم يبق له نظير فيها" أ. هـ. • الأعلام: "قال عنه ابن خلدون: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام أنحى من سيبويه" أ. هـ. • قلت: الإمام المعروف صاحب "مغني اللبيب" و "أوضح المسالك" وغيرهما من كتب النحو المشهورة، رأيت له تفسيرًا لآية ذكرها في أوضح المسالك إلى الفية ابن مالك (3/ 168) على منهج الأشاعرة قال {وجاء ربك} أي: أمر بك. وأراد الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في تعليقه على الكتاب أن يصحح له هذا التقدير فوقع بما وقع به ابن هشام فقال: وخير من تقدير المؤلف المحذوف بأمر تقديره برسول، لأن الأمر من المعاني، والمجيء لا يتعلق إلا بالأجسام ومن أجل أن الله تعالى منزه عن الجسمية وجب تقدير مضاف مناسب. • قال محمد محيي الدين عبد الحميد في مقدمة أوضح المسالك (1/ 6): "تخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم وتصدر لنفع الطالبين وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع والإطلاع المفرط، ¬

_ * الوفيات لابن رافع (2/ 234)، ذيول العبر للحسيني (336)، المنهل الصافي (7/ 131)، الدرر الكامنة (2/ 415)، السلوك (3/ 1 / 55)، النجوم (10/ 336)، مفتاح السعادة (1/ 198)، بغية الوعاة (2/ 68)، الشذرات (8/ 329)، البدر الطالع (1/ 400)، الأعلام (4/ 147)، معجم المولفين (2/ 305)، "أوضح المسالك إلى الفية ابن مالك" -محمد محيي الدين عبد الحميد- دار الفكر- بيروت.

1970 - القبيصي

والاقتدار على التصرف في الكلام، وكانت له ملكة يتمكن بها من التعبير عن مقصوده بما يريد مسهبًا وموجزًا، وكان مع ذلك كله متواضعًا برًا ومث الخلق شديد الشفقة رقيق القلب". وفاته: سنة (761 هـ) إحدى وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب"، و "الجامع الصغير" نحو، و "قطر الندى"، و "التذكرة" خمسة عشر جزءًا. 1970 - القَبِيصيّ * المقرئ: عبد المجير بن محمّد بن عشائر، كمال الدين القَبيصي المَوْصلي، أبو محمد. ولد: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: ابن سعدون القرطبي وغيره. من تلامذته: الصاحب مجد الدين بن العديم، وعبد الصمد بن أبي الجيش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان من القراء المجودين ومن أعيان الفقهاء" أ. هـ. تاريخ الإسلام: "شيخ معمر فاضل". وقال: "كان عالي الإسناد في القراءات. ولا أعلم أحدًا ممن قرأ عليه" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ إمام مجود فقيه". وقال: "قال عبد العظيم الحافظ: كان من القراء المجودين ومن أعيان الفقهاء قلت -أي ابن الجزري- عمر دهرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. 1971 - ابن جُنْدي * النحوي، اللغوي، المفسر عبد المحمود بن أحمد بن علي، أبو محمد، ويعرف بابن الجندي، الشافعي. من مشايخه: أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن البُوقيّ، وأبو جعفر المبارك بن محمّد المواقيتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "نظر في العربية والنحو وله معرفة حسنة بذلك وبالتفسير". وقال: "درس الفقه بواسط وذكر التفسير وأفتى، وقدم بغداد وجالس العلماء بها، وكتب عن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي شيئًا من كتبه، وعاد إلى بلده، عالمًا عاملًا ناسكًا حسن الطريقة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عارف بالنحو والعربية والتفسير، ولد بقرية تعرف بالحدادية" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الفقيه الصالح ... درس وأفتى ومات كهلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 446)، معرفة القراء (2/ 629)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 367)، تاريخ الإسلام (وفيات 631) ط. بشار. * معجم المفسرين (1/ 331)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 362)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 130)، تاريخ الإسلام (وفيات 586) ط. تدمري.

1972 - السخاوي

1972 - السَّخَاوي * المفسر عبد المعطي بن أحمد بن محمّد السخاوي. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد بن محمّد السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "من بيت علم وفضل، الفقيه العالم المصنف المحقق العمدة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، مؤرخ، فقيه، من بيت علم وفضل، من أهل المدينة المنورة وأصله من سخا بمصر، وإليها نسبته" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (960 هـ) ستين وتسعمائة. من مصنفاته: "فتح المجيد" في التفسير، في ستة أسفار، و "تاريخ المدينة"، و "شرح الشامل". 1973 - باكثير * المفسر عبد المعطي بن حسن بن عبد الله باكثير، المكي ثم الحضرمي. ولد: سنة (905 هـ) خمس وتسعمائة. من مشايخه: شيخ الإسلام الأنصاري وغيره. من تلامذته: العيدروسي وغيره. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "وكان من الأولياء والعلماء" أ. هـ. • الأعلام: "عارف بالتفسير والحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (989 هـ)، وقيل: (994 هـ) تسع وثمانين، وقيل: أربع وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: "أسماء رجال البخاري" كتب منه مجلدًا ضخمًا ولم يتمه. 1974 - الوزير ابن شُهَيد * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد، الوزير، أبو مروان، القرطبي. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وصحب المنصور أبا عامر وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن عابد وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان أوحد الناس بالتقدم في علم الخبر والتاريخ، واللغة والأشعار وسائر ما يحاضر بن الملوك. مع سعة روايته للحديث والآثار ... ذكره أبو عبد الله بن عابد في شيوخه فقال: الوزير العالي القدْر، معدن الدراية والرواية" أ. هـ. • الوافي: "وكان إمامًا في اللغة والأخبار" أ. هـ. • نفح الطيب -وقد سرد قصة عنه- قائلًا: " ... حتى انتهى الدور إلى ابن شُهيد فأقامه الوزير أبو عبد الله بن عباس، فجعل يرقص وهو ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 332)، كشف الظنون (1/ 453)، شجرة النور (279)، معجم المؤلفين (2/ 314). * الكواكب السائرة (1/ 255)، الشذرات (10/ 612)، النور السافر (364)، معجم المفسرين (1/ 332)، الأعلام (4/ 155)، معجم المؤلفين (2/ 314). * جذوة المقتبس (2/ 444)، بغية الملتمس (2/ 487)، الصلة (1/ 338)، تاريخ الإسلام (وفيات 393) ط. تدمري، الوافي (19/ 151)، إشارة التعيين (191) وذكر وفاته سنة (393)، البلغة (136)، الديباج المذهب (2/ 18)، نفح الطيب (4/ 229)، بغية الوعاة (2/ 108)، معجم المؤلفين (2/ 316).

1975 - ابن أبي يداس

متوكئ، ويرتجل ويومئ إلى المنصور وقد غلب عليه السكر: هاك شيخًا قاده عذر لكا ... قام في رصتِه مستهلكا لم يُطِقْ يرقصها مستثبتًا ... فأثنى يرقصها مستمسكا عاقه عن هزها منفردًا ... نقرسُ أخنا عليه فاتكا من وزير منهمُ رقاصة ... قام للسكر يناغي ملكا أنا لو كنت كما تعرفني ... قمت إجلالا على رأسي لكا قهقه الإبريق مني ضاحكًا ... ورأى رعشة رجلي فبكا ومن شعره: أقصرت عن شأوي فعاديتني ... أقْصِرْ فليس الجهل من شأني إن كان قد أغناك ما تحتوي ... نجلًا فإن الجود أغناني" أ. هـ. وفاته: سنة (493 هـ)، وقيل: (393 هـ) ثلاث وتسعين وأربعمائة، وقيل: ثلاث وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التاريخ الكبير". 1975 - ابن أبي يَدَّاس * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد الملك بن أحمد بن أبي يدّاس بن سعيد الصنهاجي. ولد: سنة (510 هـ) عشر وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر بن أبي الركب، وأخذ بالمرية عن أبي إسحاق بن صالح وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن بن أحمد الشقوري، وأبو عبد الله بن سلمة المعمر، وأبو عمر يوسف بن عياد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا نحويًّا لغويًّا أديبًا ... ذا حظ من قرض الشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. 1976 - ابن الفراء * النحوي، المقرئ: عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الملك، التجيبى اللورقي أبو مروان، ابن الفراء. من مشايخه: أبو الحسن شريح وغيره. من تلامذته: أبو بكر بن أبي نصير، وأبو عبد الله بن رُشيد بن باز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا نحويًّا" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا في غرة ربيع الآخر سنة (558 هـ) ثمان وخمسين وخمسمائة. ¬

_ * الذيل والتكملة (5/ 1 / 9)، تاريخ الإسلام (وفيات 560) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 108). * الذيل والتكملة (5/ 1 / 13)، بغية الوعاة (2/ 109).

1977 - أبو الفرج النهرواني

1977 - أبو الفرج النَّهْرَواني * المقرئ: عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء القطان، أبو الفرج، من أهل النهروان. من مشايخه: زيد بن أبي بلال، وعبد الواحد بن أبي هشام وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الحسن بن محمّد البغدادي، والحسن بن علي العطار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وكان ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من أعيان المقرئين بالروايات بالعراق ... وكان عبدًا صالحًا ثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ أستاذ حاذق ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (404 هـ) أربع وأربعمائة. من مصنفاته: له مصنف في القراءات. 1978 - الملا عصام * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن جمال الدين بن إسماعيل العصامي الإسفراييني، المشهور بالملا عصام. ولد: سنة (978 هـ) ثمان وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: والده، وعمه القاضي علي بن صدر الدين المشهور بالحفيد، وغيرهما. من تلامذته: الإمام محمّد بن علان، والقاضي تاج الدين المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "لقب بـ (خاتمة المحققين) وعدّ من أرباب الفضل واليقين إلى زهد وصلاح وتقوى" أ. هـ. • البدر الطالع: "ولد بمكة ونشأ فيها وأخذ عن مشايخها، وبرع في العلوم وصنف" أ. هـ. وفاته: سنة (1037 هـ) سبع وثلاثين وألف. من مصنفاته: له "حاشية على شرح الكافية"، و "شرح الإرشاد في النحو" وله منظومة في الألغاز النحوية" و "شرح القطر". 1979 - ابن حبيب السلمي * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جاهمة، وقيل: جناهمة، بن عباس بن مرداس السلمي، أبو مروان. ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 431)، العبر (3/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 404) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 371)، غاية النهاية (1/ 467)، الشذرات (5/ 28)، معجم المؤلفين (2/ 316)، السير (17/ 209). * خلاصة الآثر (3/ 87)، هدية العارفين (1/ 628)، البدر الطالع (1/ 402)، الأعلام (4/ 157)، معجم المؤلفين (2/ 316). * تاريخ علماء الأندلس (1/ 459)، جذوة المقتبس (2/ 447)، بغية الملتمس (2/ 490)، ترتيب المدارك (3/ 30)، إنباه الرواة (2/ 206)، العبر (1/ 427)، السير (12/ 101)، تذكرة الحفاظ (2/ 537)، ميزان الاعتدال (4/ 395)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 24) ط. تدمري، الوافي (19/ 158)، إشارة التعيين (190)، البلغة (135)، النجوم (2/ 293)، الديباج المذهب (2/ 8)، طبقات الحفاظ (233)، بغية الوعاة (2/ 109)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 353)، الشذرات (3/ 174)، الأعلام (4/ 157)، معجم المؤلفين (2/ 316)، وفيات الأعيان (6/ 145)، البداية والنهاية (10/ 318)، تهذيب التهذيب (6/ 347)، تقريب التهذيب (622)، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام (2/ 865).

من مشايخه: صعصعة بن سلام، وزياد بن عبد الرحمن، وسمع ابن الماجشون وغيرهم. من تلامذته: سمع منه إبناه: محمّد وعبيد الله، وبقي بن مخلد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "ذكر عنه أنه كان يتساهل في رواية الحديث ويحمل على سبيل الإجازة كثر روايته، وكان طويل اللسان" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "أحد الأئمة مصنف الواضحة، كثير الوهم صحفي، وكان ابن حزم يقول ليس بثقة ... قال أبو بكر: وضعفه غير واحد، ثم قال وبعضهم إتهمه بالكذب" أ. هـ. • السير: "وعن محمّد بن وضاح أن إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال له: أتاني صاحبكم عبدُ الملك بن حبيب بغِزارةٍ مملوءةٍ كتبًا، فقال لي: هذا علمك نجيذه لي؟ فقلت له: ما قرأ على منه حرفًا، ولا قرأته عليه. وكان محمّد بن عمر بن لبابة، يقول: ابن حبيب عالم الأندلس، ويحيى بن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها. قال أبو القاسم بن بشكوال: قيل لسحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات عالم الأندلس! بل -والله- عالم الدنيا. حكى بعضهم قال: هاجت الريح، فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعًا يديه، متعلقًا بحبال المركب، يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت ابتغاء وجهك وما عندك فخلّصنا. قال: فسلّم الله. قال أبو عمر أحمد بن سعيد الصدفي: قلت لأحمد بن خالد: إن "الواضحة" عجيبة جدًّا، وإن فيها علمًا عظيمًا فما يدخلها؟ قال: أول ذلك أنه حكى فيها مذاهب لم نجدها لأحد من أصحابه، ولا نُقلت عنهم. قال أبو عمر الصدفي في "تاريخه": كان كثير الرواية، كثير الجمع، يعتمد على الأخذ بالحديث، ولم يكن يميزه، ولا يعرف الرجال، وكان فقيهًا في المسائل. قال: وكان يطعن عليه بكثرة الكتب. وذُكر أنه كان يستجيز الأخذ بلا رواية ولا مقابلة، وأنه أخذ بالإجازة كثيرًا. قال: وأشير إليه بالكذب، سمعت أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك، ويتنقصه غير مرة. وقال: ظهر كذبه في "الواضحة" في غير شيء، فسمعت محمّد بن وضّاح، يقول: أخبرني ابن أبي مريم، قال: كان ابن حبيب بمصر، فكان يضع الطويلة، وينسخ طول نهاره. فقلت له: إلى كم ذا النسخ، متى تقرؤه على الشيخ؟ قال: قد أجاز لي كتبه، يعني: أسد بن موسى، فأتيت أسدًا، فقلت: تمنعنا أن نقرأ عليك، وتُجيزُ لغيرنِا؟ فقال: أنا لا أرى القراءة، فكيف أجيز؟ فاخبرتُه. فقال إنما أخذ مني كتبي، فيكتب منها، ليس ذا علي. وممن ضعف ابن حبيب أبو محمد بن حزم، ولا ريب أنه كان صحفيًا، وأما التعمد، فكلأ" أ. هـ. • الديباج: "وكان حافظًا للفقه على مذهب مالك غير أنه لم يكن له علم بالحديث، ولا معرفة بصحيحه من سقيمه. قال أحمد بن عبد البر: كان جماعًا للعلم، كثير الكتب، طويل اللسان، نحويًّا عروضيًا شاعرًا نسابة إخباريًا ...

1980 - الدباس

وذكره ابن الفرضي في طبقات الأدباء، فجعله صدرًا فيهم وقال: قد جمع إلى إمامته في الفقه التبجح في الأدب، والتفنن في ضروب العلم، وكان فقيهًا مفتيًا: نحويًّا لغوي نسابة إخباريًا عروضيًا .. كان أبو عمر بن عبد البر: يكذبه، وكان ابن وضاح لا يرضى عنه وقال: لم يسمع من أسد، وأكثر ما تجد أحد يقول: كذب عبد الملك أو أخطأ، ثم لا يأتي بدليل على ماذكره" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "الفقيه المشهور، صدوق، ضعيف الحفظ كثير الغلط" أ. هـ. • طبقات الحفاظ: "وهو أول من أظهر الحديث بالأندلس ولم يكن بالمتقن له، ولايميزه ولا يفهم صحيحه من سقيمه، ولا يدري الرجال ويقنع بالمناولة" أ. هـ. من أقواله: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام: "قال ابن حبيب: من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراءة منه أدِّب أدبًا شديدًا، ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد ويكرر ضربه ويطال سجنه، حتى يموت ولا يبلغ به القتل إلا في سب النبي - صلى الله عليه وسلم - أ. هـ. وفاته: سنة (232 هـ)، وقيل: (239 هـ)، وقيل (238 هـ) اثنتين وثلاثين، وقيل: تسع وثلاثين، وقيل: ثمان وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: "الجامع"، و "فضائل الصحابة"، و "غريب الحديث"، و "إعراب القرآن". 1980 - الدبّاس * المقرئ: عبد الملك بن الحسن بن أحمد بن خيرون بن إبراهيم الدباس، أبو القاسم. من مشايخه: أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، وأبو بكر أحمد بن محمّد ابن غالب البرقاني وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، وعبد الوهاب شيخ ابن الجوزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان رجلًا صالحًا من خيار البغداديين" أ. هـ. • ذيل تاريخ بغداد: "كان مقرئًا مجنودًا، حسن الصوت بالقرآن، وكان صالحًا، متدينًا، متعففًا" أ. هـ. وفاته: سنة (480 هـ) ثمانين وأربعمائة عن ثمانين سنة. 1981 - الطبْني * اللغوي: عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين بن محمّد بن أسد التميمي ثم الحمّاني من بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم الطبني. ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (15/ 31)، المنتظم (16/ 272). * جذوة المقتبس (2/ 449)، الصلة (1/ 343)، بغية الملتمس (2/ 492)، المغرب في حلى المغرب (1/ 92)، مطمح الأنفس (268)، مسالك الأبصار (11/ 398)، تاريخ الإسلام (وفيات 457) ط. تدمري، الوافي (19/ 163)، بغية الوعاة (2/ 109)، نفح الطيب (2/ 496)، الأعلام (4/ 158).

1982 - ابن سراج

ولد: سنة (396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: القاضي يونس بن عبد الله، وأبو المطرف القنازعي وغيرهما. من تلامذته: أبو علي الغساني وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "قال الحميدي: هو من أهل بيت جلالة من أهل الحديث والأدب إمام في اللغة" أ. هـ. • المغرب: "ذكر الحجازي أنه كان إمامًا في علم الحديث، ووصفه بالبخل المفرط: كان يترك أهل داره يأكلون الخبز بلا إدام، فإذا طلبوا الإدام حَرَد عليهم. وقال: هذه عادة سوء، فخنقوه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان ذا عناية تامة بالحديث. وكان أديبًا لغويًّا شاعرًا" أ، هـ. • الأعلام: "قال ابن حيان: قتلته جواريه لتقتيره عليهن، وكان يوصف بالبخل" أ. هـ. وفاته: سنة (456 هـ) وقيل (457 هـ) ست وقيل سبع وخمسين وأربعمائة. 1982 - ابن سَرَّاج * النحوي، اللغوي، المفسر: عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمّد بن سراج، أبو مروان. ولد: سنة (400 هـ) أربعمائة. من مشايخه: القاضي يونس بن عبد الله، وأبو سهل الحراني وغيرهما. من تلامذته: القاضي أبو عبد الله بن الحاج وغيره. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "الوزير أبو مروان الحافظ اللغوي النحوي إمام الأندلس في وقته في فنه، وأذكرهم للسان العرب، وأوثقهم على نقله" أ. هـ. • الصلة: "كان واسع المعرفة، حامل الرواية، بحر علم، عالمًا بالتفسير ومعاني القرآن، ومعاني الحديث. كان الرحلة في وقته إليه ومدار أصحاب الأدب واللغة عليه، وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيث فقال: كان أبو مروان من بيت خير وفضل من مشاهير الموالي بالأندلس" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال إليسع بن حزم: كان ابن سراج زين الإيمان، وحسنه الزمان، العلّامة النسابة، ذو الدعوة المستجابة والتسهيل والإجابة. كان المعتمد يزوره ويعظمه". وقال: "كان واسع الرواية والمعرفة، حافِلَهُما، بحر علم، عالمًا بالتفاسير، ومعاني القرآن ومعاني الحديث، أحفظ النّاس للسان العرب، وأصدقهم فيما يحمله. وأقومهم بالعربية والأشعار والأخبار والأيام والأنساب. عنده يسقط حفظ الحفاظ ودونه يكون علم العلماء، فاق الناس في وقته، وكان حسنة من حسنات الزمان وبقية الأشراف ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 494)، الديباج المذهب (2/ 17)، ترتيب المدارك (4/ 816)، الصلة (1/ 346)، المغرب في حلى المغرب (1/ 115)، إنباه الرواة (2/ 207)، السير (19/ 133)، العبر (3/ 325)، تاريخ الإسلام (وفيات 489) ط. تدمري، الوافي (19/ 164)، بغية الوعاة (2/ 110)، الشذرات (5/ 392)، شجرة النور (220)، الأعلام (4/ 159)، قلائد العقيان (3/ 605)،

1983 - ابن الصيقل

والأعيان" أ. هـ. • الوافي: "كان إمام اللغة، وقور المجلس، لا يجرء أحد على الكلام به مهابة له، روى عنه جماعة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. 1983 - ابن الصَّيقل * النحوي، المقرئ: عبد الملك بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة، مولى الأمويين الوشقي، أبو مروان بن الصّيقل. من مشايخه: أبو الحسن البرجي، وأبو الحسن بن شفيع، وأبو الحسن بن كرز وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن هذيل، وأبو جعفر بن نصرون، وأبو عبد الله بن نوح وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا مجودًا فقيهًا أديبًا فصيحًا متيقظًا فهمًا. كتب بخطه الرديء كثيرًا، وأتقن ضبطه وتقييده" أ. هـ. • معرفة القراء: "أحد الحذاق. قال الآبار: كان من أهل الضبط والفصاحة والذكاء" أ. هـ. وفاته: سنة (540 هـ) أربعين وخسمائة وقد نيف 1984 - البَجَّانِّي * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن شاختج، أبو مروان البَجَّانّي. من مشايخه: فضل بن سلمة البجاني وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للرأي، ومتصرفًا في الفقه والعربية، وعبارة الرؤيا، ورحل إلى المشرق رحلتين سمع فيهما وناظر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان عارفًا بالعربية، من العلماء الحكماء الفضلاء الحفاظ، استخرج من الواضحة وكتب ابن المواز ما لم يكن في المدوّنة ولا المستخرجة حج ورجع إلى الأندلس، ثم انصرف إلى مصر والشام، ومات بسواحلها على إصلاح كبير وعبادة باسطة" أ. هـ. 1985 - ابن طَريف * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن طريف الأندلسي، أبو مروان النحوي. من مشايخه: أبو بكر بن القوطية وغيره. ¬

_ * الذيل والتكملة (5/ 1 / 19)، تاريخ الإسلام (وفيات 540) ط. تدمري، معرفة القراء (2/ 533)، غاية النهاية (1/ 468)، بغية الوعاة (2/ 115)، تكملة الصلة (3/ 76) طبعة جديدة. * تاريخ علماء الأندلس (1/ 465)، بغية الوعاة (2/ 110). * جذوة المقتبس (2/ 642)، بغية الملتمس (2/ 719)، الصلة (1/ 340)، إنباه الرواة (2/ 208)، إشارة التعيين (192)، الوافي (19/ 170)، البلغة (136)، بغية الوعاة (2/ 111)، كشف الظنون (2/ 1394)، معجم المؤلفين (2/ 317)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 20)، تكملة الصلة (3/ 65)، طبعة جديدة.

1986 - ابن دعسين

كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "مولى العبديين، نحوي مشهور، زاد في كتاب الأفعال لمحمد بن عمر بن القوطية زيادات استفيدت منه، وأخذت عنه" أ. هـ. • تكملة الصلة: "وكان رجلًا صالحًا محمود السيرة" أ. هـ. • إشارة التعيين: "وكان إمامًا في اللغة وله كتاب الأفعال حسن جدًّا .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "وكان حسن التصرف في اللغة" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (400 هـ) أربعمائة. من مصنفاته: وله كتاب في "الأفعال". 1986 - ابن دَعْسِين * المفسر، النحوي، اللغوي: عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الحفيظ بن عبد الله بن دعسين بن عبد الله الأموي، القرشي اليمني. ولد: سنة (952 هـ) اثنتين وخمسين وتسعمائة. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان عالمًا بالكتاب والسنة عاملًا بهما ناصرًا لشرع الله مثابرًا على نشره. قال عنه حاتم الأهدل: إمام المصنفين وعلامة المؤلفين. وفيه يقول بعض الشعراء: لم تر عيني في أديم الفلك ... مثل الإمام الندب عبد الملك وكان حسن الأخلاق عظيم التواضع سخي النفس، وبالجملة فهو خير كله من فرقه إلى قدمه" أ. هـ. • ملحق البدر الطالع: "له اليد الطولى في الحديث والتفسير والفقه والتصوف والأصلين والفرائض والحساب والنحو والصرف والعروض واللغة والمعاني والبيان والهيئة والفلك والشعر والتأريخ والأنساب ... كان عاملًا بالكتاب والسنة حافظًا لكتاب الله مواظبًا على تلاوته ناصرًا لشرع الله قائمًا بما جرى عليه سلفه الصالح من الأوراد والأذكار" أ. هـ. وفاته: سنة (1006 هـ) ست وألف. من مصنفاته: "منحة الملك الوهاب بشرح ملحة الإعراب"، و "إعداد الزاد بشرح ذخر المعاد في معارضة بانتِ سعاد"، وشرح بانت سعاد وسماه "جواهر السلوك المتملي بها جيد السلوك إلى ملك الملوك" إلا أنه نحا فيه منحى الصوفية. 1987 - ابن جُرَيج * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: عبد الملك ابن ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 88)، ملحق البدر الطالع (141)، معجم المفسرين (1/ 333)، الأعلام (4/ 159)، معجم المؤلفين (2/ 318). * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 15) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 333)، تهذيب التهذيب (6/ 357)، وفيات الأعيان (3/ 163)، تاريخ بغداد (10/ 400)، تذكرة الحفاظ (1/ 169)، العبر (1/ 213)، ميزان الاعتدال (4/ 404)، غاية النهاية (1/ 469)، تقريب التهذيب (624)، طبقات ابن سعد (8/ 140)، ذكر رواية عنه، الكامل (5/ 594)، السير (6/ 325)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 358)، تهذيب الكمال (18/ 338)، الأعلام (4/ 160)، هدية العارفين (1/ 623)، الشذرات (2/ 226)، التاريخ الكبير للبخاري (5/ 422)، معجم المؤلفين (2/ 318).

عبد العزيز بن جريج، أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية. ولد: سنة (80 هـ) ثمانين. من مشايخه: أبوه، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. من تلامذته: وكيع، وابن وهب، وحجّاج بن محمّد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج علمت أنه يخشى الله، قال وما رأيت مصليًا قط مثله". وقال: "قال صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في أشياء قال ابن جريج أثبت عندنا منه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "عالم أهل مكة، وكان أحد أوعية العلم. وهو أول من صنف التصانيف في الحديث". وقال: "قال أحمد بن حنبل: كان ابن جريج أحد أوعية العلم. قال أبو غسان ربيح: سمعت جريرًا يقول: كان ابن جريج يرى المتعة تزوج بستين امرأة. وقال يحيى القطان: لم يكن ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال ابن المديني: لم يكن في الأرض أعلم بعطاء من ابن جريج. وبلغنا أن ابن جريج ما سمع من الزهري شيئًا وإنما أخذ عنه مناولة وإجازة. قال عبد الرزاق: ما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج. قلت -أي الذهبي-: مع إتفاقهم على ثقة ابن جريج كان ربما دلس، وكان صاحب تعبدٍ وخير وما زال يطلب العلم حتى شاخ. وقيل أنه جاوز المائة، ولم يصح ذلك بل ولا جاوز الثمانين" أ. هـ. • العبر: "ولم يطلب العلم إلا في الكهولة، ولو سمع في عنفوان شبابه لحمل عن غير واحد من الصحابة فإنه قال: كنت أتبع الأشعار العربية والأنساب: حتى قيل لي: لو لزمت عطاء فلزمته ثمانية عشر عامًا" أ. هـ. • السير: "قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج: لمن طلبتم العلم؟ كلهم يقول لنفسي غير ابن جريج فإنه قال طلبته للناس. قلت -أي الذهبي-: ما أحسن الصدق! واليوم تسأل الفقيه الغبي: لمن طلب العلم؟ فيبادر ويقول: طلبته لله، ويكذب إنما طلبه للدنيا، وياقلة ما عرف منه. وروى الأثرم عن أحمد بن حنبل قال: إذا قال ابن جريج: قال فلان وقال فلان، وأخبرت جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعت فحسبك به". وقال: "وروى إسماعيل بن داود المخراقي، عن مالك بن أنس قال: كان ابن جُريج حاطب ليل. وقال محمّد بن منهال الضرير، عن يزيد بن زريع قال: كان ابن جُريج صاحب غثاء، وقال محمّد بن إبراهيم بن أبي سُكينة الحلبي عن إبراهيم بن أبي يحيى قال: حكم الله بيني وبين مالك، هو سماني قدريًا، وأما ابن جريج فإني

1988 - إمام الحرمين الجويني

حدثته عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من مات مرابطًا مات شهيدًا) فنسبني إلى جدي من قبل أمي، وروى عني: (من مات مريضًا مات شهيدًا) وما هكذا حدثته. ثم قال: "الرجل في نفسه ثقة حافظ، لكنه يدلس بلفظة (عن)، و (قال") أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "أحد الأعلام الثقات، يدلس، وهو في نفسه مجمع على ثقته مع كونه قد تزوج نحوًا من سبعين امرأة نكاح متعة، كان يرى الرخصة في ذلك، وكان فقيه أهل المدينة في زمانه. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جُريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها -يعني قوله: أخبرت، وحُدثت عن فلان" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال ابن معين: لم يسمع ابن جريج من حبيب بن أبي ثابت إلا حديثين حديث أم سلمة ما أكذب العرائب وحديث الراقي، وقال الدارقطني: تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس في يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم ابن أبي يحيى، وموسى بن عبيدة وغيرهما، وأما ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل" أ. هـ. وفاته: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مصنفاته: "كتاب السنن". 1988 - إمام الحرمين الجويني * المفسر عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمّد ابن حيُّويه، إمام الحرمين، أبو المعالي الجويني (¬1)، ضياء الدين. ولد: سنة (417 هـ)، وقيل: (419 هـ) سبع عشرة، وقيل: تسع عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبوه، ومنصور بن رامش وخلق كثير. من تلامذته: الخوافي، والغزالي، والكيا الهراسي وغيرهم. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 333)، تاريخ الإسلام (وفيات 478) ط. تدمري، الأنساب (2/ 129)، المنتظم (16/ 244)، تبيين كذب المفتري (278)، المنتخب من السياق (361)، معجم البلدان (3/ 193)، الكامل (10/ 145)، وفيات الأعيان (3/ 167)، المختصر في أخبار البشر (2/ 196)، العبر (3/ 291)، السير (18/ 468)، ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (15/ 85)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (174)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 165)، طبقات الشافعبة للأسنوي (1/ 409)، البداية والنهاية (12/ 136)، مرآة الجنان (3/ 94)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 275)، النجوم (5/ 121)، مفتاح السعادة (2/ 110)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (174)، كشف الظنون (1/ 68 و 702)، الشذرات (5/ 338)، روضات الجنات (5/ 165)، إيضاح المكنون (1/ 288)، هدية العارفين (1/ 626)، الأعلام (4/ 160)، معجم المؤلفين (2/ 318)، مرقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 600) وما بعدها. (¬1) الجويني: نسبة إلى جُوَين: اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسميها أهل خراسان كُويان فعربت فقيل جُوين. أ. هـ. معجم البلدان.

كلام العلماء فيه: • الأنساب: "الإمام ... المعروف بإمام الحرمين إمام وقته ومن تغني شهرته عن ذكره، بارك الله تعالى له في تلامذته، حتى صاروا أئمة الدنيا ... وكان قليل الرواية للحديث معرضًا عنه" أ. هـ. • المنتظم: "كان الجويني قد بالغ في الكلام، وصنف الكتب الكثيرة فيه، ثم رأى أن مذهب السلف أولى" أ. هـ. • قلت: الكلام عنه كثير جدًّا لذلك حاولنا الإختصار وكذلك الإقتصار على كتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة"؛ لما فيه من تفاصيل دقيقة عن معتقديه فقال: "اشتهر الجويني -خاصة بعد فتنة الأشاعرة والتي بسببها جاور في الحرمين وسمي إمام الحرمين- كأحد أعلام الشافعية والأشعرية بعد تدريسه في نظامية نيسابور قرابة ثلاثين عامًا إلى أن توفي ". وقال تحت عنوان "منهج الجويني وأثره في تطور المذهب الأشعري": (يعتبر الجويني إمام الحرمين من أعظم أعلام الأشاعرة، ولا يكاد يذكر المذهب الأشعري إلا ويسبق إلى الذهن هذا الإمام المشهور؛ كأحد من يتمثل هذا المذهب في أقواله وكتبه، ولذلك فاستعراض عقيدته وأقواله التي تدل على أشعريته وموافقته لشيوخه الأشاعرة مما لا داعي لبسطه هنا، وإنما المقصود الإشارة إلى عموم منهجه الذي طور فيه هذا المذهب، ويمكن عرض ذلك من خلال ما يلي: أ - تجديده في داخل المذهب الأشعري، فالجويني وإن تبنى أقوال شيوخه السابقين ونقلها إلا أنه رد أو ناقش منها ما يرى أنه يستحق الرد والمناقشة بل إمام الأشاعرة أبو الحسن الأشعري الذي يذكره الجويني غالبًا بقوله: قال شيخنا أو وذهب شيخنا، ودافع عن كتابه "اللمع" فيما وجه إليه من المطاعن من قبل المعتزلة وغيرهم؛ لم يسلم من تضعيف أقواله، ومن الأشاعرة -بعد الأشعري- الذين نقل أقوالهم الجويني وناقش بعضها: الباقلاني وأبو إسحاق الإسفراييني، وابن فورك، ومن ثم فيلاحظ في منهج الجويني بهذا الخصوص ما يلي: 1 - إن الجويني ضعف التأويل المشهور -والمنسوب للأشعري- لبعض الصفات الفعلية مثل الاستواء والنزول والمجيء من أنه فعل فعلة الله في العرش سماه استواء، أو فعل يفعله كل ليلة، أو يوم القيامة سماه نزولًا أو مجيئًا، وترجيحه التأويل بالملك والغلبة بالنسبة للاستواء، وبنزول أو مجيء أمره أو بعض ملائكته. 2 - نقده لمذهب الأشعري في مسألة تكليف ما لا يطاق، يقول: "نقل الرواة عن الشيخ أبي الحسن الأشعري - رضي الله عنه - أنه كان يجوز تكليف ما لا يطاق، ثم نقلوا اختلافًا عنه في وقوع ما جوزه من ذلك، وهذا سوء معرفة بمذهب الرجل، فإن مقتضى مذهبه أن التكاليف كلها واقعة على خلاف الاستطاعة، وهذا يتقرر من وجهين: أحدهما: أن الاستطاعة عنده لا تتقدم على الفعل، والأمر بالفعل يتوجه على المكلف قبل وقوعه، وهو إذ ذاك غير مستطيع ... والثاني: أن فعل العبد عنده واقع بقدرة الله تعالى، والعبد مطالب بما هو من فعل ربه، ولا ينجي من ذلك

تمويه المموه بذكر الكسب، فإنا سنذكر سر ما نعتقده في خلق الأعمال"، ثم رجح منع تكليف ما لا يطاق، ورجح جواز ورود الصيغة به دون الطلب كقوله تعالى {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]، وخلاصة قوله: "إنه يكلف المتمكن، ويقع التكليف بالممكن، ولا نظر إلى الاستصلاح ونقيضه"، فالجويني بهذا القول يكون قد بعد عن مذهب الأشاعرة في هذه المسألة، ويزيدها إيضاحًا قوله في مسألة "قدرة العبد" هل تقارن المقدور أو تسبقه. 3 - وفي مسألة الاستطاعة، أو القدرة الحادثة للعبد، ذكر مذهب أبي الحسن الأشعري أن القدرة الحادثة نقارن حدرث المقدور ولا نسبقه ثم قال بعد شرحه: "ومذهب أبي الحسن -رحمه الله- متخبط عندي في هذه المسألة"، ثم قال: "ومن أنصف من نفسه علم أن معنى القدرة التمكن من الفعل، وهذا إنما يعقل قبل الفعل وهو غير مستحيل في واقع حادث في حالة الحدوث". 4 - وفي مسألة أزلية كلام الله تعالى والخلاف الواقع بين الكلابية والأشعرية في أزلية الأمر والنهي -وهما من أجزاء الكلام عندهم- قال: "اشتهر من مذهب شيخنا أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري - رضي الله عنه - مصيره إلى أن المعدوم وقع في العلم وجوده واستجماعه شرائط التكليف فهو مأمور -معدومًا- بالأمر الأزلي، وقد تمادى المشغبون عليه، وانتهي الأمر إلى إنكفاف طائفة من الأصحاب عن هذا المذهب، وقد سبق القلانسي رحمه الله من قدماء الأصحاب إلى هذا، وقال: كلام الباري تعالى في الأزل لا يتصف بكونه أمرًا ونهيًا ووعدًا ووعيدًا وإنما يثبت له هذه الصفات فيما لا يزال عند وجود المخاطبين"، ثم رد الجويني على القلانسي -الذي يمثل مذهبه مذهب الكلابية-، ثم ذكر مسلكين لأئمة الأشاعرة في إثبات أن المعدوم مأمور، ثم ذكر طريقة أبي الحسن الأشعري في ذلك، ثم قال معلقًا: "هذا منتهى مذهب الشيخ [الأشعري]- رضي الله عنه - فأقول: إن ظن ظان أن المعدوم مأمور فقد خرج عن حد المعقول، وقول القائل: إنه مأمور على تقدير الوجود تلبيس، فإنه إذا وجد، ليس معدومًا، ولا شك أن الوجود شرط في كون المأمور مأمورًا" -ثم قال بعد هذا الكلام مباشرة- معلنًا حيرته في هذه المسألة العظيمة المتعلقة بكلام الله تعالى: "وإذا لاح ذلك بقي النظر في أمر بلا مأمورًا" وهذا معضل الأرب، فإن الأمر من الصفات المتعلقة بالنفس، وفرض متعلق لا متعلق له محال، والذي ذكره في قيام الأمر بنا في غيبة المأمور تمويه، ولا أرى ذلك أمرًا حاقًا، وإنما هو فرض تقدير -وما أرى الأمر لو كان كيف يكون- إذا حضر المخاطَب قام بنفس الأمر إلحاق المتعلق به، والكلام الأزلي ليس تقديرًا، فهذا مما نستخير الله تعالى فيه، وإن ساعف الزمان أملينا مجموعًا من الكلام ما فيه شفاء الغليل إن ضاء الله تعالى" هذا منتهاه في مسألة من أهم المسائل التي نميز بها المذهب الأشعري. 5 - ويري الجويني أن الأشاعرة وضعوا بعض الأصول مثل: نفي التجسيم عن الله ومثل نفي العلو (الجهة)، ثم ذكر أن المعتزلة عجزوا عن نصب الأدلة على استحالة كون القديم جسمًا،

كما أن نفي الجهة لا يستقيم على أصولهم أيضًا، والجوني بهذا الأسلوب يبرز مذهب الأشاعرة على أنه أكثر أصالة وأقوى أدلة في نفي بعض الصفات، ونفى العلو عن الله تعالى -من المعتزلة- الذين هم أهل التجهم والتعطيل، وهذا منهج للجويني في إعلاء المذهب الأشعري يعتمد على أسلوب غريب، إذ لو أنه ذكر أن أصول المعتزلة لا تستقيم على نفي الصفات السبع، أو الرؤية أو أن القرآن كلام الله غير محلوق لكان هذا معتادًا غير مستغرب، أما أن يذكر أن أصولهم لا تستقيم على نفي العلو وإنما تستقيم الأدلة على أصولنا نحن الأشاعرة فهذا هو الذي يلفت الانتباه. 6 - وفي مسألة أخبار الآحاد -وإفادتها للعلم ثم حجيتها في العقيدة- يسير الجويني في ركب غالب شيوخه في أنها لا تفيد العلم، وفي أحد المواضع في "التأمل" ذكر قولين أحدهما قول الباقلاني: إنه لا يقطع بها في القطعيات، والآخر قول الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني الذي ذكره قائلًا: "وذهب الأستاذ أبو إسحاق إلى أن الحديث المدون في الصحاح الذي لم يعترض عليه أحد من أهل الجرح والتعديل، هو مما يقضي به في القطيعات، وليس من أصله أنه يبلغ مبلغ التواتر، إذ لو بلغه لأوجب العلم الضروري، ولكنه مما يوجب العلم استدلالًا ونظرًا" ثم قال الجويني: "والصحيح في ذلك طريقة القاضي"، وفي البرهان كانت عبارة قاسية جدًّا فيمن يقول إن خبر الواحد العدل يفيد العلم، يقول: (ذهبت الحشوية من الحنابلة، وكتبة الحديث إلى أن خبر الواحد العدل يوجب العلم، وهذا خزي لا يخفى مدركه على ذي لب". ب- تأويله للاستواء وللصفات الخبرية: في العرض السابق لأقوال شيوخ الأشاعرة -قبل الجويني- تبين أن تأويل هذه الصفات كان موجودًا قبل الجويني، وليس كما اشتهر من أنه أول من تأولها، ومع ذلك فللجويني مذهب متميز فيها، قرب فيه من مذهب المعتزلة. ويوضح ذلك أن السابقين كابن فورك ومن بعده قالوا بنفي الجهة، ثم قالوا في الاستواء: إنه بمعنى العلو بالقهر والتدبير -كما يقول ابن فورك- أو على معنى الملك -كما يقول البغدادي- لكنهم أبطلوا تأويل المعتزلة استوي باستولى، فلما جاء الجوني ذكر أن الاستواء بمعنى الاستيلاء فقال: "لم يمتنع منا حمل فلان على الممالك إذا احتوى على مقاليد الملك، واستعلى على الرقاب، وفائدة تخصيص العرش بالذكر أنه أعظم المخلوقات في ظن البرية، فنص تعالى عليه تنبيهًا بذكره على ما دونه، فإن قيل: الاستواء بمعنى الغبة ينبيء عن سبق مطامحه ومحاولة؟ قلنا: هذا باطل، إذ لو أنبأ الاستواء عن ذلك لأنبأ عنه القهر، ثم الاستواء بمعنى الاستقرار بالذات ينبئ عن اضطراب واعوجاج سابق، والتزام ذلك كفرأ، ثم ذكر أنه لا يبعد تفسير الاستواء بالقصد، ثم ذكر التفويض ورده. وأما في "التأمل" فذكر عدة أقوال فيه: منها التفويض مع القطع بنفي الجهات والمحاذيات، بحيث يكون الاستواء من الأسرار التي لا يطلع عليها الخلائق، والله تعالى مستأثر بعلمها، ثم قال: "ذهب بعضهم إلى أن المراد بالاستواء: الاقتدار

والقهر والغلبة، وذلك سائغ في اللغة، شائع فيها، إذ القائل يقول: استوى الملك على الإقليم، إذا احتوى على مقاليد الملك فيه، ومنه قول القائل: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق وقول الآخر: ولما علونا واستوينا عليهم ... تركناهم صرعى لنسر وكاسر" ثم ذكر الاعتراض الذي أورده في الإرشاد وأجاب عنه بمثل ما أجاب به هناك، ثم ذكر القول الآخر أنه بمعنى القصد والإرادة، وقول الأشعري أنه فعل فعله في العرش واستبعده، وأما في لمع الأدلة -المختصر في العقائد- فلم يذكر سوى التأويل: حيث قال: "المراد بالاستواء القهر والغلبة والعلو، ومنه قول العرب: استوى فلان على المملكة -أي استعلى عليها واطردت له، ومنه قول الشاعر: قد استوى بشر ... "، وفي "النظامية" -وهي من آخر مؤلفاته- قطع بتنزيه الله عن الاختصاص ببعض الجهات، ثم ذكر أن مذهب السلف إجراؤها على ظاهرها دون تأويل، وهو ما رجحه. هذه خلاصة أقوال الجويني في الاستواء، ومنه يتبين أن ما اختاره في لمع الأدلة وقال بجواز القول به في الإرشاد والشامل هو قول المعتزلة، الذي رده شيوخ الجويني، كابن كلاب والأشعري والباقلاني والبيهقي وغيرهم، وبذلك يصبح الجويني أول من ارتضى هذا التأويل الاعتزالي المشهور. أما الصفات الخبرية فقسمان: ما عدا صفة الوجه والعين واليدين، فقد تأوله غالب الأشاعرة ومنهم أبو الحسن الطبري، والبغدادي والبيهقي وغيرهم ومشى على طريقتهم الجويني، وذلك مثل صفة القدم، والساق، والأصابع وغيرها، فالجويني ليس في مذهبه جديد في هذا، أما صفة الوجه والعين واليدين فجمهور شيوخ الجويني من الأشاعرة على إثباتها بلا تأويل، والذي أثر عنه تأويلها عبد القاهر البغدادي -كما سبق تفصيل ذلك- ولم يقل بقول البغدادي في تأويلها أحد من تلامذته، ومنهم البيهقي الذي أثبتها بلا تأويل، فلما جاء الجويني قطع بتأويلها، وإن كان قد رجع عن ذلك في النظامية، يقول الجويني في الإرشاد: "ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل، والذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة، وحمل العينين على البصر، وحمل الوجه على الوجود" ثم شرح ذلك ورد على الذين يعتقدون أنها صفات لله تعالى لورود النصوص الصريحة بذلك، ثم يسوق الجويني كلامًا في الرد على شيوخه الأشاعرة المثبتين لهذه الصفات نهج فيه منهج المعتزلة الذين يصفون الأشاعرة حين يثبتون بعض الصفات دون بعض بأنهم متناقضون لأن مساق الصفات واحد فإما أن تثبت جميعًا أو تؤول جميعًا، يقول الجويني هنا: "ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات [أي صفات اليدين والعين والوجه] بظواهر هذه الآيات ألزمه سوق كلامه أن يجعل

الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات، تمسكًا بالظاهر، فإن ساق تأويلها فيما يتفق عليه، لم يبعد أيضًا طريق التأويل فيما ذكرناه"، ولا شك أن الجويني معه الحق فيما يقول، لأن تأويل شيوخه لصفات الإستواء والنزول والمجيء ليس بأولى من تأويل الصفات الخبرية، ودلالات النصوص واحدة. وفي الشامل تأول الجويني النصوص الواردة في العين، أما في النظامية فقد رجع عن التأويل فيها كلها إلى التفويض. ومما سبق يتبين أن الجويني وإن كان قد سبق إلى تأويل الإستواء والوجه واليدين والعين- إلا أن مذهبه فيها تميز بأمرين: الأول: اختيار تأويل الإستواء بالاستيلاء والملك -كقول المعتزلة- وهذا التأويل بالذات رده شيوخ الأشاعرة ومنهم عبد القاهر البغدادي الذي قال بعد أن رد تأويل المعتزلة بأن الصحيح تأويل العرش على معنى الملك أي أن الملك ما استوى لأحد غيره، وهذا القول للبغدادي ليس ببعيد من قول المعتزلة، ومع ذلك فلم يجسر على مخالفة شيوخه الذين ردوا تأويل المعتزلة للاستواء. فلما جاء الجويني أزال هذا الحاجز، ورآى أنه لا فرق بين التأويلين، ولذلك نص على تأويل المعتزلة واختاره. الثاني: التأويل الصريح لصفة الوجه واليدين والعين، مع إلزام الأشاعرة أن تأويلها لازمهم كتأويل الاستواء والنزول. جـ - قربه من المعتزلة ومذهبهم: يجمع الباحثون على تأثر الجويني بالمعتزلة أكثر مما سبقه من الأشاعرة، وما تقدم -في الفقرة السابقة- دليل واضح على قربه منهم وتأثره بهم، ومن الأدلة والشواهد على ذلك ما يلي: 1 - إن الجويني في مسألة كلام الله والقرآن، لما شرح مذهب الأشاعرة، ورد على المعتزلة قال: "واعلموا بعدها أن الكلام مع المعتزلة وسائر المخالفين في هذه المسألة يتعلق بالنفي والإثبات، فإن ما أثبتوه وقدروه كلامًا فهو في نفسه ثابت، وقولهم: إنه كلام الله تعالى [لعل صوابها إذا] رد إلى التحصيل آل الكلام إلى اللغات والتسميات فإن معنى قولهم: هذه العبارات كلام الله، أنها خلقه، ونحن لا ننكر أنها خلق الله، ولكن نمتنع من تسمية خلق الكلام متكلمًا به، فقد أطبقنا على المعنى، وتنازعنا بعد الاتفاق في تسميته، والكلام الذي يقضي أهل الحق بقدمه هو الكلام القائم بالنفس، والمخالفون ينكرون أصله ولا يثبتونه"، والجويني لم يخالف في هذا بقية الأشاعرة لأنهم يفرقون بين كلام الله القائم بالنفس، وبين القرآن المتلو، فالأول قائم بالله لا يجوز انفصاله عن الله بحال، كما لا يجوز حدوثه، بل هو أزلي كأزلية الحياة والعلم كما أنه واحد ليس بحروف ولا أصوات أما الكلام المتلو فهم وإن صرحوا أنه كلام الله إلا أنهم عند التحقيق يقولون: إن هذا الكلام -بعباراته- فهمه جبريل أو غيره من الله، ولذلك فهو حكاية لكلام الله أو عبارة عنه، فالقرآن المتلو على هذا القائل به هو جبريل أو غيره -وقد ذكر ما يدل على ذلك من قول الباقلاني-، لكن الجديد في قول الجويني تصريحه بأنه لا ينكر أن تكون العبارات -أي القرآن المتلو- خلق الله، وهذا مذهب المعتزلة، وإن

خالفهم في أن الكلام هو الكلام القائم بالنفس، ولتوضيح قول الجويني هذا ننقل ما ذكره الإيجي في المواقف- الذي يعتبر من أهم كتب الأشاعرة التي استقر عليها مذهبهم في القرون المتأخرة، يقول -حول صفة الكلام-: "وقالت المعتزلة: أصوات وحروف يخلقها الله في غيره، كاللوح المحفوظ، وجبريل أو النبي، وهو حادث. وهذا لا ننكره، لكننا نثبت أمرًا وراء ذلك، وهو المعنى القائم بالنفس ... ثم نزعم أنه قديم، لامتناع قيام الحوادث بذاته تعالى، ولو قالت المعتزلة: إنه هو إرادة فعل يصير سببًا لاعتقاد المخاطب علم المتكلم بما أخبره به، أو إرادته لما أمر به لم يكن بعيدًا -لكني لم أجده في كلامهم- إذا عرفت هذا فاعلم أن ما يقوله المعتزلة: وهو خلق الأصوات والحروف، وكونها حادثة قائمة فنحن نقول به، ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك، وما نقوله من كلام النفس فهم ينكرون ثبوته". فالجويني في نصه السابق يخفف من حدة المعركة بين الأشعرية والمعتزلة في مسألة خلق القرآن، ويصرح بأن المذهب الأشعري يعارض قول المعتزلة، ومن ثم فالخلاف معهم في أنهم لا يثبتون الكلام النفسي. 2 - دفاعه عن المعتزلة فيما نقل من مذاهبهم، فمثلًا في مسألة التحسين والتقبيح العقلي الذي قال به المعتزلة يقول الجويني: "واضطرب النقلة عنهم في قولهم يقبح الشيء لعينه أو يحسن، فنقل عنهم أن القبح والحسن في المعقولات من صفات أنفسها ونقل عنهم أن القبح صفة النفس، وأن الحسن ليس ذلك، ونقل ضد هذا عن الجبائي، وكل ذلك جهل بمذهبهم، فمعنى قولهم يقبح ويحسن الشيء لعينه أنه يدرك ذلك عقلًا من غير إخبار مخبر"، ثم رد على المعتزلة في قولهم هذا وهذا يدل على اطلاعه على كتبهم، ومعرفته بأقوالهم. 3 - وفي مسألة المخاطب إذا خص بالخطاب ووجه الأمر إليه وهو في حالة إتصال الخطاب به هل يعلم أنه مأمور، رجح الأشاعرة أنه يعلم، وقال المعتزلة: إنه لا يعلم إلا بعد مضي زمان الإمكان الذي يسعه فعل المأمور به، وقد رجح الجويني مذهب المعتزلة وقال "المختار ما عزي إلى المعتزلة في ذلك". 4 - وللجويني صلة خاصة بكتب أبي هاشم الجبائي، الذي يرد في كتبه كثيرًا، وأقرب مثال على ذلك قول الجويني بالأحوال، وتأكيده على ذلك بعد أن ذكر تردد الباقلاني في القول بها، ومما يلاحظ أن الباقلاني لما قال بالأحوال لم يوافق أبا هاشم الجبائي في أن الحال لا معدومة ولا موجودة، ولا معلومة ولا مجهولة -كما سبق بيان قوله- لكن الجويني وافق الجبائي في عدم اتصاف الحال بالوجود والعدم، وإن قطع بأنها معلومة مقدورة مرادة، مع تفسير معين لهذه المعاني. ومن الأدلة على صلة الجويني بأبي هاشم دفاعه عنه فيما نسب إليه في مسألة تعريف العلم، وأن علم المقلد هل يعتبر علمًا أو لا، يقول: "نقول: عقد المقلد إذا لم يكن له مستند عقلي فهو على القطع من جنس الجهل، وبيان ذلك بالمثال: إن من سبق إلى عقده أن زيدًا في الدار، ولم يكن فيها، ثم استمر العقد، فدخلها زيد، فحال المعتقد

لا يختلف وإن اختلف المعتقد، وعن ذلك نقل النقلة عن عبد السلام بن الجبائي -وهو أبو هاشم- أنه كان يقول: العلم بالشيء والجهل به مثلان، وأطال المحققون ألسنتهم فيه، وهذا عندي غلط عظيم في النقل، فالذي نص عليه الرجل في كتاب الأبواب: إن العقد الصحيح مماثل للجهل، وعني بالعقد اعتقاد المقلد". وفي مسألة الصلاة في الدار المغصوبة ذكر قول أبي هاشم الجبائي: إنها لا تصح، وبعد كلام ذكر معارضته المعترضين لكلامه ثم قال: "وأبو هاشم لا يسلم ذلك ولا أمثاله، وليس هو ممن تزعه التهاويل"، ويذكر في إحدى المسائل أنه اطلع على مصنفاته. د- صلته بالفلسفة وعلوم الأوائل: لم يكن الجويني فيلسوفًا، أو متبنيًا لأفكار الفلاسفة، وإنما اطلع على كتبهم واستفاد منها في تأصيل المذهب الأشعري في بحوثه الكلامية ولذلك جاء تفكيره -كما عبر البعض- متسمًا بنزعة فلسفية عميقة، وتأثر الجويني بكتب الأوائل من الفلاسفة تمثل فيما يلي: 1 - نقوله عنهم، يقول في مسألة إحاطة الإنسان بأحكام الإلهيات وحقائقها: "أقصي إفضاء العقل إلى أمور جملية منها، والدليل القاطع في ذلك على رأي الإسلاميين: إن ما يتصف به حادث، وموسوم بحكم النهاية، يستحيل أن يدرك حقيقة ما لا يتناهى، وعبر الأوائل عن ذلك بأن قالوا: تصرف الإنسان في المعقولات بفيض ما يحتمله من العقل عليه، ويستحيل أن يدرك الجزء الكل، ويحيط جزء طبيعي له حكم عقلي بما وراء عالم الطبائع، وهذه العبارات وإن كانت مستنكرة في الإسلام، فهي محومة على الحقائق". 2 - مسألة علم الله بالجزئيات، التي أثارت جدلًا بالنسبة للجويني، وهل وافق الفلاسفة في قولهم: إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات، والحق أن عبارة الجويني موهمة وذلك حين يقول: "وبالجملة علم الله تعالى إذا تعلق بجواهر لا تتناهى فمعنى تعلقه بها استرساله عليها من غير فرض تفصيل الآحاد"، وقد شنع عليه من العلماء الإمام المازري وقال: "إنما سهل عليه ركوب هذا المذهب إدمانه النظر في مذهب أولئك"، والجويني الذي قال العبارة الموهمة السابقة هو الذي يقول في نفس الكتاب "إن الرب تعالى كان عالمًا في أزله تفاصيل ما يقع فيما لا يزال " وهذا نص في إثبات علم الله بالجزئيات، ولذلك دافع السبكي -بحق- في طبقاته عن الجويني وأطال الكلام حول هذه المسألة وأنى بالنقول من كتب الجويني الأخرى كالشامل والإرشاد، كما نبه إلى النص الذي نقلناه آنفًا من البرهان وهي نقول تدل على إثباته لعلم الله بالجزئيات". 3 - ومن معالم تأثره بالكتب الفلسفية ما هو واضح في منهجه من التحديد الدقيق للمصطلحات في كتبه، فهو قبل أن يبدأ في الكلام في أي باب يبدأ بتعريف المصطلحات والتعريفات، وتأخذ هذه المقدمات - أحيانًا - قسطًا كبيرًا من كتبه، وهذا المنهج الذي سلكه الجويني ظهر جليًا في كتب متأخري الأشعرية، حيث يصل الأمر أن تبلغ المقدمات أكثر من ثلثي الكتاب قبل أن يدخل المؤلف في المقصود من

الكتاب وهو البحث في الإلهيات، ومن الأمثلة على ذلك كتاب شرح المقاصد، والمواقف وشروحه. هـ - الفقه وأصوله عند الجويني وعلاقة ذلك بمذهبه الكلامي: يعتبر الجويني من أئمة الشافعية، وقد سبقت الإشارة إلى أنه كتب كتابًا يفضل فيه مذهب الشافعي ويرى أنه الأحق بالاتباع، وهو ما صرح به أيضًا في البرهان. ومن الأمور الملفتة والبارزة في منهجه إدخاله مسائل المنطق والكلام في أصول الفقه، ولما كان كتابه من الكتب الأصولية المتقدمة فقد تأثر بمنهجه هذا من جاء بعده من الأشاعرة وغيرهم مثل الغزالي والرازي والآمدي وغيرهم. يقول النشار في عرضه لمسألة إدخال المنطق الأوسطي في أصول الفقه: "أما الأشاعرة فقد احترزوا بأصولهم عن منطق أرسطوا، ونجد هذا واضحًا لدى عدو ممتاز اليوناني -أبي بكر الباقلاني- وهو شخصية ضخمة لم تبحث بعد، ولم يصل إلينا انتاجها الأصولي إلا خلال كتب المتأخرين أيضًا". "ولكن ما لبث علم الأصول أن اتجه وجهة أخرى على يد إمام الحرمين (478 هـ)، وقد كان المظنون أن إمام الحرمين سار على منهج المدرسة الكلامية الأصولية الأولى، إلا أنه تسنى لي بحث مخطوطة نادرة لكتاب "البرهان" فتبين لي أنه وإن كان إمام الحرمين خالف المنطق الأرسططاليسي في نقاط كثيرة إلا أنه تأثر به إلى حد ما، بل قد تجد عنده أول محاولة لمزج منطق أرسطو بأصول الفقه، فكما أنه خالف متكلمي أهل السنة في القول بالواسطة أولًا، ثم وافق أبا هاشم الجبائي في أقوال له كثيرة ... تراه يخالفهم أيضًا في محاولته مزج المنطق الأرسططاليسي في الأصول، ويمهد الطريق بذلك لتلميذه أبي حامد الغزالي"، وقد أدخل الجويني مسائل كلامية كثيرة في أصول الفقه ومنها صيغ الأمر، والكلام النفسي، وعلم الله، وتكليف ما لا يطاق، والاستطاعة، والمعجزة، والتحسين والتقبيح وغيرهما. و- حيرة الجويني ورجوعه: لما كان الجويني ممن خاض في مسائل علم الكلام كثر ممن سبقه، وما تميزت به شخصيته من استقلال واعتداد، بحيث لا يرى غضاضة في مخالفة شيوخه وتزييف أقوالهم أحيانًا ولوكانوا أعلامًا كالأشعري، والباقلاني، وابن فورك، وأبي إسحاق الإسفراييني وغيرهم، لهذا ولما يحسب من قصده الحق وتجرده فقد برز في كتبه ما يدل على تراجعه عن بعض أقواله، وانتهاء الأمر عنده إلى الحيرة ويمكن عرض الشواهد التالية من كتبه. 1 - في أثناء جواب الجويني عن المطاعن التي وجهت إلى اللمع للأشعري، ومنها استدلاله في إثبات حدث العالم بالنطفة وأنه لم يوضح الدلالة على حدثها القائم على إثبات الأعراض، وبعد مناقشات يقول الجويني: "ثم نقول: لا يتوقف ثبوت حدوث العالم على إثبات الأعراض، ولكن من علم تعاقب الأحوال المتناقضة على بعض الذوات، علم استحالة عروه منها، فهذا يفضي به إلى العلم محدث الذات، وإن لم يتعرض لكون الأحوال موجودات وكونها أغيارًا للذات، فلم

يتوقف إذًا إثبات حدث الجواهر على إثبات الأعراض، هكذا قال ابن مجاهد والقاضي رضي الله عنهما، فاستبان بما قلناه أنه لا يتوقف العلم بحدث العالم على العلم بثبوت الأعراض، فإن المقصد يثبت دون ذلك". فالجويني يصرح هنا بأن دليل حدوث العالم لا يتوقف على دليل حدوث الأعراض، ولكنه لما أخذ يرد على الكرامية في مسألة القول بأن الله جسم قال: "وسبيل الكلام أن يسألوا عن دلالة حدث العالم، فإن ترددوا فيها، ولم يستقلوا بإيرادها بأن عجزهم عن قاعدة الدين، وأصل المعارف، فإن السبيل الذي به تتوصل إلى معرفة المحدث ثبوت الحدث، وإن راموا ذكر الدلالة على حدث الأجسام، لم يطردوا دلالة إلا نقرر عليهم مثلها في الجسم الذي حكموا بقدمه"، ومن أصول أدلة حدوث العالم عند الجويني أن الجواهر لا تخلو من الأعراض. فالجويني في رده على الكرامية سد طرق إثبات حدوث العالم إلا بطريق حدوث الأجسام والأعراض، وهو هناك في رده على خصوم الأشعري يصرح بأنه لا يتوقف إثبات حدوث الجواهر على حدوث الأعراض؟ . وقد رجح الجويني في إثبات الصانع ادعاء الضرورة في أن هذا العالم لا بد له من خالق دون الدخول في طرائق الاستدلال، يقول الجويني بعد كلام ومناقشات حول ما ذكره الأشعري من أدلة إثبات الصانع وأن هذا الكون لا بد له من خالق كما أن البناء لا بد من بان والكتابة لا بد لها من كاتب-: "قال- عبد الملك بن عبد الله: أسد الطرق عندي في المسألة ادعاء الضرورة، ومن لم يسلك هذا المسلك أولًا اضطرته الحاجة إلى سلوكه آخرًا"، وهذا الذي يدعي فيه الجويني الضرورة كتب حول الاستدلال له كلامًا طويلًا. 2 - حيرته في مسألة هل المعدوم مأمور؟ وقد تقدم كلامه في ذلك حين قال: وهذا مما نستخير الله تعالى فيه. 3 - في مسألة قدرة العبد ذكر في الشامل والإرشاد ولمع الأدلة أنه لا تأثير لها كما هو مذهب جمهور الأشاعرة ثم رجع في النظامية إلى أن لها تأثيرًا. 4 - ومن الأمور المهمة رجوعه في نظرته إلى السلف، فإنه قال في كتابه -الكافية في الجدل- في الجواب عن الاعتراض الذي يقول: إن السلف لم يستخدموا بعض أنواع القياس في الرد على الخصم فقال بعد ذكر عدة أجوبة: "وأيضًا فإنهم [أي السلف] لما علموا أنه قد يكون بعدهم من لعل الله سبحانه يخصه بجودة قريحة، وزيادة فهم، وفطنة وذكاء ... لم يطولوا واقتصروا على النبذة والإشارة"، فهذه العبارات توحي بتجهيل وسلبية للسلف، لكنه يقول عنهم في الغياثي الذي ألفه بعد النظامية فهو من آخر كتبه -موصيًا مغيث الدولة الذي هو نظام الملك- قائلًا: "والذي أذكره الآن لائقًا بمقصود هذا الكتاب أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذاهب السلف السابقين، قبل أن نبغت الأهواء، وزاغت الآراء، وكانوا -رضي الله عنهم- ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات، والإمعان في ملابسة المعضلات، والاعتناء بجمع

الشبهات، وتكلف الأجوبة عما لم يقع من السؤالات، ويرون صرف العناية إلى الاستحثاث على البر والتقوى، وكف الأذى، والقيام بالطاعة حسب الاستطاعة، وما كانوا ينكفون -رضي الله عنهم- عما تعرض له المتأخرون عن عي وحصر، وتبلد في القرائح، هيهات، قد كانوا أذكى الخلائق أذهانًا، وأرجحهم بيانًا .. ". 5 - حيرته في مسألة العلو -وقصته مع الهمذاني مشهورة-، وقد صرح بالحيرة في هذه المسألة في النظامية بعد كلام طويل. 6 - رجوعه عن علم الكلام، وهو من الأمور المشهورة التي لا ينازع فيها إلا من يحمل في قلبه تعصبًا أعمى للأشاعرة وعلومهم الكلامية، ومن أقواله في رجوعه: أ- ما رواه الفقيه غانم الموشيلي: سمعت الإمام أبا المعالي يقول: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام". ب- ما حكاه أبو الفتح الطبري الفقيه قال: دخلت على أبي المعالي في مرضه، فقال: اشهدوا على أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور". جـ - وروي عنه أنه قال: "قرأت خمسين ألفًا في خمسين ألفًا، ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الإسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني". د- وقال أبو الحسن القيرواني الأديب -وهو من تلاميذ الجويني-: سمعت أبا المعالي بقول: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به". وقد حاول السبكي رد هذه الأقوال المروية عن الجويني بأساليب معهودة عند السبكي حين يتعلق الأمر بالطعن علي الأشاعرة. 7 - رجوع الجويني في النظامية: اشتهر عن الجويني أنه رجع في النظامية وأبرز ما رجع فيه مسألتان: أ- مسألة القدرة الحادثة وقوله: إنها مؤثرة بعد أن كان يرى أنها غير مؤثرة -وقد سبقت الإشارة إلى ذلك-. ب- مسألة الصفات الخبرية، فإنه قال: "اختلفت مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهل الحق اعتقاد فحواها، وإجراؤها على موجب ما تبتدره أفهام أرباب اللسان منها، فرأى بعضهم تأويلها وإلتزام هذا المنهج في آي الكتاب وما يصح من سنن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب تعالى، والذي نرتضيه رأيًا، وندين الله به عقلًا اتباع صلف الأمة، فالأولى الاتباع وترك الابتداع، والدليل السمعي القاطع في ذلك: أن إجماع الأمة حجة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة. وقد درج أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم

1989 - ابن شابور البغدادي

على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهو صفوة الإسلام، والمستقلون بأعباء الشريعة ... "، ورجوع الجويني في النظامية لم يكن رجوعًا كاملًا إلى مذهب السلف في جمع مسائل العقيدة وعلم الكلام، والدليل على ذلك: 1 - أن رجوعه بالنسبة للصفات كان إلى التفويض، وليس هذا مذهب السلف. 2 - أن الجويني أبقي على بعض المسائل وعرضها كما هي في مذهبه الأول ومنها مسألة حدوث الأجسام، وكلام الله، ومنع حلول الحوادث التي هي مسألة الصفات الاختيارية، والرؤية بلا مقابلة، كما أنه أول بعض الصفات مثل المحبة أولها بالإرادة، وفي الإيمان ذكر أولًا أنه التصديق، ثم ذكر عند الكلام على زيادة الإيمان ونقصانه قول السلف: إنه معرفة بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وقال: "هذا غير بعيد في التسمية"، لكنه ذكر بعده القول الآخر؛ إنه التصديق، ولم يرجح بينهما. هذا هو الجويني في أحواله وأقواله، ومما سبق يتبين كيف خطأ بالمذهب الأشعري نحو الاعتزال، والتأصيل الكلامي) أ. هـ. وفاته: سنة (478 هـ) ثمان وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "نهاية المطلب في دراية المذهب"، و"الشامل"، و"تفسير القرآن" وغير ذلك. 1989 - ابن شابور البغدادي * المقرئ: عبد الملك بن علي بن شابور بن الحسين البغدادي الخرقي، أبو نصر. من مشايخه: سمع من أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي وغيره. من تلامذته: أبو القاسم المسلم بن علي بن إسحاق بن الفرج المصري، وأبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "كان عارفًا بالقراءات ووجوهها" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ مقرئ متصدر ناقل معروف" أ. هـ. وفاته: سنة (445 هـ) خمس وأربعين وخمسمائة. 1990 - الهَرَوي * اللغوي، المفسر: عبد الملك بن علي الهروي. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان مؤذنًا بهراة، وقرأ عليه أكثر فضلائها" أ. هـ. • معجم المفسرين: "ذكره الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) وعدّه من أهل البدع ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (15/ 113)، الوافي (19/ 182)، غاية النهاية (1/ 469). * معجم المفسرين (1/ 334)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 360)، بغية الوعاة (2/ 111)، كشف الظنون (1/ 447)، الوافي (19/ 183).

1991 - أبو مروان الغرناطي

والأهواء" أ. هـ. وفاته: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "المنتخب من تفسير الرماني" و"المحيط في اللغة" وغيرهما. 1991 - أبو مروان الغِرْناطي * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن علي بن طاهر بن محمّد بن منتصر المريُّ الغرناطي، أبو مروان. من مشايخه: داود بن يزيد السعدي لازمه وعول عليه، وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا جليلًا، ذكيًا فائقًا، عارفًا بالنحو والأدب واللغة، من أعظم الناس حياء وأتمهم ورعًا ... وأخذ العلم عن غيره، وقرأ عليه كثير من أهل بلده، وانتفعوا به، ومات شهيدًا، خرج قاصدًا لصلاة الصبح بالجامع فقتل في الطريق .. " أ. هـ. وفاته: سنة (568 هـ) ثمان وستين وخمسمائة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وقيل: هو ابن ثمان وخمسين سنة، وهو أقرب. 1992 - البابي الحلبي * اللغوي، المقرئ: عبد الملك بن علي بن أبي المني بن عبد الملك بن عبد الله بن عبد الباقي بن عبد الله بن أبي المنلا البابي الحلبي الشافعي، جمال الدين، ويعرف بعُبَيد. ولد: في حدود سنة (766 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: العز الحاضري، والشرف الأنصاري، وابن صديق وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "اشتغل بالفقه والعربية والقراءات ... وناب في الخطابة بالجامع، ولم يكن صينًا ... تقدم في العربية والقرآن وشغل الناس كثيرًا، وأخذ عنه جمع جمّ" أ. هـ. • الضوء اللامع: "ناب في الخطابة والإمامة بالجامع الأموي بحلب وجلس للإقراء بها وانتفع به الناس، وكان إمامًا عالمًا بالعربية والقراءات متقدمًا فيهما فاضلًا بارعًا خيرًا دينًا منجمعًا عن الناس، قليل الرغبة في مخالطتهم عفيفًا لا يقبل من أحد شيئًا". وقال: "أثنى عليه ابن خطيب الناصرية وقال أنه رفيقه في الطلب على المشايخ وصار إمامًا في النحو والقراءات وغيرها مع الدين والمداومة على الاشتغال والاشغال بحيث انتفع به جماعة من الأولاد وغيرهم" أ. هـ. وفاته: سنة (839 هـ) تسع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: جمع كتابًا في الفقه مما ليس في الرَّوضة وأصلها والمنهاج. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 111). * بغية الوعاة (2/ 111)، إنباء الغمر (8/ 400)، الضوء (5/ 87)، الشذرات (9/ 336).

1993 - الأصمعي

1993 - الأَصمعي * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن قُرَيب بن عبد الملك بن علي بن أصْمَع، الأصْمَعي البصري الأخباري، أبو سعيد. ولد: سنة بضع وعشرين ومئة، وقيل: (123 هـ) ثلاث وعشرين ومائة. من مشايخه: ابن عون، وأبو عمرو بن العلاء، وشعبة، وتلا على نافع بن أبي نعيم وغيرهم. من تلامذته: أبو عبيد القاسم بن سلام، وابن معين، ونصر الجَهضمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • ما معنى محرمًا؟ قال الكسائي: إحرام بالحج، فقال الأصمعي: والله ما كان أحرم بالحج، ولا أراد الشاعر أنه أيضًا في شهر حرام، يقال: أحرم إذا دخل فيه، كما يقال: أشهر إذا دخل في الشهر وأعام إذا دخل في العام، فقال الكسائي: ما هو غير هذا؟ إلا فما أراد؛ فقال الأصمعي: ما أراد عدي بن زيد بقوله: قتلوا كسرى ليل محرَمًا ... فتولى لم يمتع بكفن أي إحرام لكسرى؟ فقال الرشيد: ما تطاق فما المعنى؟ قال: كل مَنْ لم يأت شيئًا يوجب عليه عقوبة فهو محرم لا يحل شيء منه. فقال الرشيد: ما تطاق في الشعر يا أصمعي" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة يعني أهل العربية منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة. أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي" أ. هـ. • السير: "قال المبرد: كان الأصمعي بحرًا في اللغة لا نعرف مثله فيها. وقال الشافعي: ما عبّر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي. وقال ابن معين: كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه. وقد أثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنّة" أ. هـ. • الوافي: "كان إمام زمانه في اللغة وقال أبو داود: صدوق، وكان يتقي أن يفسر حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يتقي أن يفسر القرآن. قال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي: كان الأصمعي صدوقًا في كل شيء من أهل السنة. ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 410)، المنتظم (10/ 221)، إنباه الرواة (2/ 197)، وفيات الأعيان (3/ 170)، تهذيب الكمال (18/ 382)، العبر (1/ 370)، السير (10/ 175)، ميزان الاعتدال (4/ 408)؛ الوافي (19/ 187)، غاية النهاية (1/ 470)، تهذيب التهذيب (6/ 415)، النجوم (2/ 190)، بغية الوعاة (2/ 112)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 360)، الشذرات (3/ 76)، مشاهير علماء البصرة (104)؛ معجم المفسرين (1/ 334)؛ الأعلام (4/ 162)، معجم المؤلفين (2/ 320)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية والعشرين) ط. تدمري؛ التاريخ الكبير (5/ 428)، الجرح والتعديل (5/ 363)، الفهرست (60)، الأنساب (1/ 177)، الكامل (6/ 418)، البداية والنهاية (7/ 270)، تقريب التهذيب (626)، روضات الجنات (5/ 149)، كتاب "الاشتقاق" تحقيق الدكتور سليم النعيمي -مطبعة أسعد بغداد- (1968 م)، المسائل الإعتزالية (1/ 129).

فأما ما يحكي العوام وسُقّاط الناس من نوادر الأعراب ويقولون: هذا مما إفتعله الأصمعي، ويحكون أن رجلًا رأى ابن أخيه عبد الرحمن فقال له: ما يفعل عمك؟ فقال: قاعد في الشمس يكذب على الأعراب! فهذا باطل نعوذ بالله منه ... وقال أبو قِلابة عبد الملك بن محمد: سألت الأصمعي، ما معنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الجار أحق بَسَقبه)؟ فقال: أنا لا أفسر حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن العرب تزعمُ أن السقب: اللزيق" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق سنّيّ، من التاسعة" أ. هـ. • مشاهير علماء البصرة: "لقد كان الأصمعي ذا فطنة وحضور ذهن، وذكاء متقد، ومعرفة واسعة باللغة والشعر والنوادر" أ. هـ. • الأعلام: "كان الرشيد يسميه (شيطان الشعر)، قال الأخفش: ما رأينا أحدًا أعلم بالشعر. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلم بالشعر وأحضرهم حفظًا" أ. هـ. • المسائل الإعتزالية: "والذي كان معروفًا عند أئمة السنة الإنكار على الجهمية الذين يقولون: أسماء الله مخلوقة، وهم الذين أطلقوا القول بأن الإسم غير المسمى ولهذا يروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنهم قالوا: إذا سمعت الرجل يقول، الإسم غير المسمى، فاشهد عليه بالزندقة" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب (الاشتقاق) للأصمعي الدكتور سليم النعيمي (ص 8): "كان يتجنب القياس ولا يعمل به، لأنه كان يرى رأي أهل الحديث الذين يعتقدون بأن العمل بالقياس في تفسير القرآن والحديث، يسبب الاختلاف في الرأي، ويسمح لدخول البدع في الدين، ولذلك لم يفسر القرآن ولا شيئًا من اللغة له نظير اشتقاق في القرآن. وكان يأخذ على أبي عبيدة تفسيره للقرآن بالرأي" أ. هـ. من أقواله: تاريخ بغداد: قال الأصمعي: قال لي شعبة: لو تفرغت لجئتك. وقال أيضًا: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله - عليه السلام -: (من كذب علي متعمدًا فليتبؤ مقعده من النار). وقال أيضًا: أحفظ ستةَ عشر أرجوزة". ومن شعره: ما قاله في جعفر البرمكي: إذا قيل من الندى والعلى ... من الناس قبل الفتى جعفر وما إن مدحتُ فتى قبله ... ولكن بني جعفر جوهرُ وفاته: سنة (215 هـ)، وقيل: (216 هـ)، وقيل: (224 هـ)، وقيل: (225 هـ) خمس عشرة، وقيل: ست عشرة، وقيل: أربع وعشرين، وقيل: خمس وعشرين ومائتين. من مصنفاته: وصنف كُتبًا أكثرها مختصرات، وقد فقد جُلّها، ومنها "كتاب الهمزة"، و"كتاب المقصور والممدود"، و"كتاب الصفات" ...

1994 - ابن قطن

1994 - ابن قُطن * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن قطن المهري القيرواني، أبو الوليد. من مشايخه: لقي جماعة من العلماء بالعربية والمعروفين بالرواية، منهم ابن الطّرماح الأعرابي، وأبو المنيع الأعرابي وغيرهما. من تلامذته: أخذ عنه أهل القيروان. كلام العلماء فيه: • إشارة التعيين: "وكان شاعرًا خطيبًا بليغًا، من عقلاء العلماء وجوادًا كريمًا لا يمسك درهما" أ. هـ. • الوافي: "شيخ أهل الأدب بالمغرب .. كان أحفظ أهل الزمان لأنساب العرب ووقائعهم وأشعارهم" أ. هـ. • البلغة: "شيخ اللغة والنحو والرواية، ورئيسها المقدم في عهده وزمانه" أ. هـ. • رياض النفوس: "كان شيخ أهل اللغة والرواية ورئيسهم وعميدهم والمقدم في زمانه وبلده .. وذكر في الطبقة الرابعة من فقهاء مدينة القيروان وعبادها" أ. هـ. وفاته: سنة (256 هـ) ست وخمسين ومائتين. من مصنفاته: "اشتقاق الأسماء"، و"تفسير مغازي الواقدي " و"الألفاظ". 1995 - أبو مروان المالقي * النحوي، المقرئ: عبد الملك بن مجبر بن محمّد البكري المالقي، أبو مروان. من مشايخه: أبو الحسين بن الطراوة، وأبو عبد الله بن مزاحم وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن صالح بن خلف، وأبو زيد السهيلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "وكان من أهل المعرفة بالقراءات والنحو والأدب ... وشهر بالنبل والفضل" أ. هـ. 1996 - الثعالبي * اللغوي: عبد الملك بن محمّد بن إسماعيل، أبو منصور الثعالبي (¬1)، النيسابوري. ولد: سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "قال ابن بسّام صاحب ¬

_ * الكامل (7/ 190) وفيه توفي 254، إنباه الرواة (2/ 209)، البلغة (137)، تاريخ الإسلام (الطبقة 26) ط. تدمري، الوافي (19/ 193)، رياض النفوس (1/ 403)، البغية (2/ 114)، الأعلام (4/ 162)، معجم المؤلفين (2/ 320)، كشف الظنون (1/ 102). * الذيل والتكملة (5/ 1 / 46)، بغية الوعاة (2/ 114)، تكملة الصلة (3/ 78). * وفيات الأعيان (3/ 178)، السير (17/ 437)، العبر (3/ 172)، تاريخ الإسلام (وفيات 430) ط. تدمري، الحلة السيراء (1/ 263)، البداية والنهاية (12/ 47)، الوافي (19/ 194)، روضات الجنات (5/ 162)، الأعلام (4/ 163)، مفتاح السعادة (1/ 231)، الشذرات (5/ 151)، هدية العارفين (1/ 625)، كشف الظنون (1/ 14)، "التوفيق للتلفيق" تحقيق هلال الناجي وزهير زاهد- عالم الكتب بيروت، ط (1) لسنة (1417 هـ). (¬1) والثعالبي: نسبة إلى خياطة جلود الثعالب وعملها، قيل له ذلك لأنه كان فرّاء.

1997 - ابن باتانة

(الذخيرة) في حقه: كان في وقته راعي تلعات العلم، وجامع أشتات النثر والنظم، رأس المؤلفين في زمانه، وإمام المصنفين بحكم قرانه .. " أ. هـ. • الوافي: "وكان يلقب بحافظ زمانه" أ. هـ. • البداية: "كان إمامًا في اللغة والأخبار وأيام الناس، بارعًا مفيدًا" أ. هـ. • روضات الجنات: "له كتاب "من غاب عنه المطرب" يشتمل على محاسن الألفاظ الدعجة وبدائع المعاني الأرجة من الربيعيات والغزليات والخمريات والأخوانيات" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب (التوفيق للتلفيق) هلال ناجي، وزهير زاهد (ص 9): "ولقد نهل أبو منصور من لذائذ العيش ما سمح به عمره وزمنه، وخلّف لنا أنموذجات كثيرة من شعر الغزل والخمرة، وليس يخفى أنه أمضى عهد صباه وشبابه في نيسابور وهي إحدى جنان الدنيا، وربما كانت أبياته التالية خير أنموذج لشعر اللهو الذي كتبه في صباه: هذه ليلة لها بهجة الطا ... ووس حُسْنًا ولونُها الغُدافِ رَقَد الدهر فانتبهنا وسارة ... ناه حَظًا من السرور الشافي بمُدام صافٍ وخِلٍّ مُصافٍ ... وحبيبٍ وافَ وسعْدٍ مُوافِ قلت: وهو يميل إلى التشيع، فذلك ملاحظة من كتبه، في نقله عن أئمة أهل البيت عند الإمامية والشيعة، وليس هناك دلالة كاملة على تشعه، إلا نقولاته في تأليفه ومسكنه في نيسابور المنوِّه إلى الميل نحو التشيع فليحرر ذلك، والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (429 هـ)، وقيل: (430 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة، وقيل: ثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "فقه اللغة"، و"يتيمة الدهر"، أربعة أجزاء في تراجم شعراء عصره "سحر البلاغة" وغير ذلك. 1997 - ابن باتانة * المقرئ: عبد الملك بن محمّد بن يوسف بن باتانة، أبو الحسن المغربي. من مشايخه: سمع الحديث من أبي العز محمّد المختار بن المؤيد بالله، ومن أبي بكر محمّد بن عبد الباقي البزاز وغيرهما. من تلامذته: سمع منه أحمد، وأبو بكر محمد بن المبارك وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "قرأت في كتاب أبي بكر محمّد بن علي بن عمر الليثي المقرئ بخطه قال أبو الحسن عبد الملك بن محمّد بن يوسف المقرئ: سمعت منه عن عمر بن مظفر وكان من المتقنين والحفاظ المجودين والأئمة المحققين. يعطي الحروف حقوقها في تلاوته. حسن طريقته" أ. هـ. وفاته: سنة (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة. ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (15/ 139 - 140)، تاريخ الإسلام (وفيات 567) ط. تدمري.

1998 - الوشقي

1998 - الوَشْقي * النحوي: عبد الملك بن مسلمة بن عبد الملك الوشقي، ويعرف بابن الصّقيل. من مشايخه: أبو محمد بن السيد وغيره. من تلامذته: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا نحويًّا جليلًا" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. 1999 - أبو المجد القرشي * النحوي، المقرئ: عبد الملك بن نصر بن عبد الملك بن عتيق بن مكي، الشيخ الإمام شرف الدين، أبو المجد، القرشي الفهري. ولد: سنة (579 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: • الوافي: "واشتغل بالأدب، وبرع فيه، واشتهر باللغة والنحو وانتفعوا به" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الذهبي: اشتهر باللغة والنحو وبرع في الأدب وانتفع به" أ. هـ. وفاته: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة. 2000 - ابن هشام صاحب السيرة * النحوي، اللغوي: عبد الملك بن هشام بن أيوب، أبو محمد، الذهلي الحميري المعافري البصري، نزيل مصر. من مشايخه: زياد بن عبد الله البكائي صاحب ابن إسحاق، وعبد الوارث المنتوري وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وأخوه عبد الرحيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "وكان ابن هشام نحويًّا أديبًا إخباريًا فاضلًا رحمه الله". وقال: "وثقه أبو سعيد بن يونس"أ. هـ. • السير: "العلامة الأخباري النحوي ... قال المزني: قدم علينا الشافعي، وكان بمصر عبد الملك بن هشام، وكان علامة أهل مصر بالعربية والشعر، فقيل له في المسير إلى الشافعي، فتثاقل، ثم ذهب إليه، فقال: ما ظننت أن الله يخلق مثل الشافعي" أ. هـ. • البداية: "راوي السيرة عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق مصنفها، وإنما نسبت إليه فيقال سيرة ابن هشام، لأنه هذبها وزاد فيها ونقص منها وحرر أماكن واستدرك أشياء". ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 115). * الوافي (19/ 213)، بغية الوعاة (2/ 115). * إنباه الرواة (2/ 211)، وفيات الأعيان (3/ 177)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 22) ط. تدمري، البداية والنهاية (10/ 294)، السير (10/ 428)، الوافي (19/ 214)، الشذرات (3/ 91)، بغية الوعاة (2/ 115)، الأعلام (4/ 166)، معجم المؤلفين (2/ 323).

2001 - المسكي

وقال: "كان إمامًا في اللغة والنحو" أ. هـ. وفاته: سنة (218 هـ) وقيل (213 هـ) ثمان عشرة وقيل ثلاث عشرة ومائتين. من مصنفاته: "السيرة النبوية" المعروفة بسيرة ابن هشام، "القصائد الحميرية" في أخبار اليمن وملوكها في الجاهلية وغيرها. 2001 - المسكي * اللغوي: عبد المنعم بن صالح بن أحمد بن محمّد التيمي القرشي، أبو محمد المسكي. ولد: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: ابن برّي، وحمّاد الحرّاني وغيرهما. من تلامذته: الزكي المنذري، وابن مَسْدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "وروى عنه ابن مسدي الحافظ في (معجمه) فقال: ومِسْكَة: من أعمال الإسكندرية. وكان علامة ديار مصر أدبًا ونحوًا وشيخ مجونها لعبًا ولهوًا، له النوادر الغريبة والأُبد العجيبة. أكثر عن ابن بري. وكان يذكر أنه سمع من السلفي ومن العثماني" أ. هـ. • الوافي: "كان علامة مصر في النحو ... وروى ديوان ابن هانئ المغربي بسند غريب" أ. هـ. وفاته: سنة (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: له "تحفة المعرب وطرفة المغرب" رتبه على أبواب في كل باب آية وبيت من الشعر ومسألة نحوية ومثل. و"تقويم البيان وتحرير الأوزان". 2002 - ابن غَلْبُون * المقرئ: عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون بن المبارك الحلبي الشافعي، أبو الطيب. ولد: سنة (309 هـ) تسع وثلاثمائة. من مشايخه: قرأ على إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بن عبد الله، ونصر بن يوسف المُجاهدي وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه ولده، والحسن بن عبد الله الصقلي، وأبو عمر الطلمنكي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "ذكره الثعالبي في كتابه (اليتيمة) فقال: كان على دينه وفضله وعلمه بالقرآن ومعانيه وإعرابه متفننًا في سائر علوم الأدب ... " أ. هـ. • معرفة القراء: "قال أبو علي الغساني: كان ثقة خيرًا. قال أبو عمرو الداني: كان حافظًا للقراءة ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (2/ 411)، تاريخ الإسلام (وفيات 633) ط. بشار، بغية الوعاة (2/ 115)، الأعلام (4/ 167)، الوافي (19/ 219)، معجم المؤلفين (2/ 323). * تذكرة الحفاظ (3/ 1021)، تاريخ دمشق (37/ 187)، وفيات الأعيان (5/ 277)، العبر (3/ 44)، تاريخ الإسلام (وفيات 389) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 355)، الوافي (19/ 223)، غاية النهاية (1/ 470)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 338)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 400)، الشذرات (4/ 478)، تاريخ التراث العربي (1/ 47)، الأعلام (4/ 167)، معجم المؤلفين (2/ 324).

2003 - ابن الفرس

ضابطًا، ذا عفاف ونسك وفضل وحسن تصنيف" أ. هـ. • الشذرات: "وكان ثقة محققًا بعيد الصيت" أ. هـ. وفاته: سنة (389 هـ) (¬1) تسع وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الإرشاد" في القراءات السبع، و"الاستكمال لبيان مذاهب القراء السبعة في التفخيم والإمالة". 2003 - ابن الفرس * النحوي، المفسر: عبد المنعم بن محمّد بن عبد الرحيم بن محمّد بن فرج الخزرجي، يكنى أبا محمّد، ويعرف بابن الفرس. ولد: سنة (524 هـ)، وقيل: (525 هـ) أربع وعشرين، وقيل: خمس وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه الحافظ أبو عبد الله، وجده أبي القاسم، وأبو بكر بن النفيس وغيرهم. من تلامذته: الحافظ بن محمّد القرطبي، وأبو علي الرندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان له تحقق بالعلوم على تفاريقها وأخذ في كل فن منها وله تقدم في حفظ الفقه وبصر بالمسائل مع المشاركة في صناعة الحديث والعكوف عليها، وتميز في أبناء عصره بالقيام على الرأي والشفوف عليهم" أ. هـ. • صلة الصلة: "كان فقيهًا حافظًا جليلًا عارفًا بالنحو والأدب واللغة بارعًا شاعرًا مطبوعًا شهير الذكر عليّ الصيت" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام، شيخ المالكية بغرناطة في زمانه"أ. هـ. • البلغة: "إمام في العربية واللغة والتفسير، ولي الحسبة والشرطة وحمدت سيرته" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "تميز في أبناء عصره بالقيام على الرأي والشغوف عليه ... واضطرب في روايته قبل موته بقليل لإختلال أصابه من علة خدر، فطاولته فترك الأخذ عنه" أ. هـ. • شجرة النور: "كان آية في الذكاء بيته عريق في العلم والنباهة مع الجلالة والوجاهة ... وحضر جنازته خلق كثير وكسر نعشه واقتسموه" أ. هـ. وفاته: سنة (598 هـ)، وقيل: (599 هـ) ثمان وتسعين، وقيل تسع وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "كتاب الأحكام"، و "اختصر ناسخ القرآن ومنسوخه" لابن شاهين، واختصر كتاب "المحتسب" لابن جني، وألف كتاب في المسائل التي اختلف فيها النحويون من أهل البصرة والكوفة. ¬

_ (¬1) أخطأ صاحب وفيات الأعيان فجعل سنة الوفاة هي نفس سنة الولادة. * تكملة الصلة (3/ 127) طبعة جديدة، صلة الصلة (17)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 440)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 58)، تاريخ قضاة قرطبة (110)، السير (21/ 364)، إشارة التعيين (196)، الوافي (19/ 227)، البلغة (138)، النجوم (6/ 180)، الديباج المذهب (2/ 133)، بغية الوعاة (2/ 116)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 362)، شجرة النور (150)، معجم المفسرين (1/ 335)، الأعلام (4/ 168)، معجم المؤلفين (2/ 325).

2004 - ابن الخلوف الحميري

2004 - ابن الخُلوف الحِمْيَرِي * المقرئ: عبد المنعم بن يحيى بن خلف بن نفيس بن الخلوف، أبو الطيب، الحميري الغرناطي. من مشايخه: والده، وأبو الحسن شريح، وأبو عبد الله النوالشي وغيرهم. من تلامذته: أبو الحسن بن المُفَضَّل، وأبو البركات محمّد بن محمّد البلوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان عارفًا بالقراءات ذاكرًا لها ذا حظ من العربية وطرف صالح من رواية الحديث رديء الخط غير ضابط لأسماء شيوخه، خرج من وطنه في الفتنة ونزل مراكش وأكتب بها القرآن ثم رحل إلى المشرق" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "نزل مراكش مدة، فأدّب بالقرآن زمانًا وأقرأ القراءات" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال أبو عبد الله الأبار: أخذ عنه ولم يكن بالضابط لأسماء شيوخه، مع رداءة خطه، وكان له حظ من العربية" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام في القراءة قيم بها كامل مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. 2005 - الخطيب قُطب الدين * المفسر: عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن عبد الله بن محمّد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، أبو الزكا. ولد: سنة (603 هـ) ثلاث وستمائة. من مشايخه: سمع من داود بن ملاعب، وعبد الله بن البناء وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "خطيب بيت المقدس أربعين سنة، وكان من الصلحاء الكبار محبوبًا عند الناس، حسن الهيئة مهيبًا، عزيز النفس، يفتي الناس ويذكر التفسير من حفظه في المحراب بعد صلاة الصبح" أ. هـ. • الأنس الجليل: "وكان الناس يقصدونه لإعتقادهم في علمه ودينه ويلتمسون دعاءه وبركته" أ. هـ. وفاته: سنة (687 هـ) سبع وثمانين وستمائة. 2006 - الحَضْرَمي * اللغوي: عبد المهيمن بن محمّد بن عبد المهيمن بن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله الحضرمي، أبو محمد. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 556)، غاية النهاية (1/ 471)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 130)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 64)، صلة الصلة (16)، تاريخ الإسلام (وفيات 586) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1360)، النجوم (6/ 112). * نص مستدرك على العبر (12)، البداية والنهاية (13/ 331)، الوافي (19/ 232)، تاريخ ابن الفرات (8/ 74) ط. الجامعة الأمريكية، السلوك (1/ 3 / 746)، الأنس الجليل (2/ 136)، الشذرات (7/ 701). * بغية الوعاة (2/ 116).

2007 - الأصبحي

ولد: سنة (676 هـ) ست وسبعين وستمائة. من مشايخه: أبو جعفر بن الزبير، وأبو بكر بن عبيدة وجماعة. من تلامذته: ابن مرزوق وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان خاتمة الصدور ذاتًا وسلفًا وجلالة، له القدح المعلى في علم العربية، والمشاركة الحسنة في الأصلين، والإمامة في الحديث، والتبريز في الأدب والتاريخ واللغات والعروض، كثير الاجتهاد والملازمة، والتفنن والمطالعة مقصورًا على الإفادة والاستفادة إلى أن تولى كتابة الإنشاء، فلم يفضل من أوقاته ما يسع الأشغال. واستمر موصوفًا بالنزاهة والصدق، رفيع الرتبة، متصل الاجتهاد والتقييد يغلب عليه ضجر يكاد يخلّ به" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة، بتونس في الطاعون العام. 2007 - الأَصْبَحي * النحوي: عبد المولى بن أحمد بن محمّد الأصبحي الظَّفاري، أبو محمد. من تلامذته: إدريس الحيوصيّ وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فاضلًا إمامًا في النحو، حتى كان يسمى سيبويه زمانه، وكان معلمًا لإدريس الحيوصيّ، فلما صار الملك إليه استوزره، وكان يتبرك برأيه، ولا يكاد يفعل أمرًا دونه، وكان غالب أحواله النظر في قراءة الكتب وإقرائها، وله شعر جيد وتصنيف حسن في الأحكام" أ. هـ. وفاته: سنة (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة. 2008 - المُذحِجي * النحوي، اللغوي: عبد المولى بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعادة المذحجي، الغرناطي، أبو محمد. من مشايخه: أبوه، وأبو الحسن بن الباذش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • صلة الصلة: "قعد للإقراء بجامع غرناطة. وكان من أهل المعرفة بالنحو والأدب، واللغة والشعر والإقراء جيد النظم والنثر ... ذكره الملاحي وقال: إنه اختلت حاله، وساء انتحاله، وأخلد إلى الراحة والبطالة إلى أن توفي .. عفا الله عنه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 117). * صلة الصلة (43)، بغية الوعاة (2/ 117).

2009 - الدمياطي

2009 - الدُّمْياطِي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف، الدمياطي، الشافعي، شرف الدين، وكان يعرف بابن الجامد. ولد: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة. من مشايخه: سمع من أصحاب السَّلفي، وابن المقير، ويوسف ابن عبد المعطي المخيلي وغيرهم. من تلامذته: ابن العديم، وأبو الحسين اليونيني، وأبو حيان، والمزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "أحد الأئمة الأعلام، وبقية نقاد الحديث" أ. هـ. • فوات الوفيات: "الإمام البارع الحافظ النسابة المجوّد الحجة، علم المحدثين عمدة النقاد ... وكان مليح الهيئة، حسن الأخلاق، بسامًا فصيحًا نحويًّا لغويًّا مقرئًا سريع القراءة ... وكان كافًا عن الدخول في الكلام" أ. هـ. • الدرر: "وكان جميل الصورة جدًّا حتى كان أهل دمياط إذا بالغوا في وصف العروس قالوا كأنها ابن الجامد. تشاغل بالفقه ثم الحديث" أ. هـ. • طبقات الحفاظ: "العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدثين ... كان إمامًا حافظًا صادقًا متقنًا جيد العربية غزير اللغة واسع الفقه رأسًا في النسب كيسًا متواضعًا" أ. هـ. • الأعلام: "قال المزي: ما رأت أحفظ منه" أ. هـ. وفاته: سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة. من مصنفاته: كتاب "الصلاة الوسطى"، و "الإسناد في حديث أهل بغداد" وغير ذلك. 2010 - الغَسَّاني * النحوي، المقرئ: عبد المؤمن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الصمد الغسّاني الغرناطي، أبو محمد. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: أبو الحسن الخشني، وعلي بن محمّد بن علي بن يوسف الكناني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان نحويًّا مقرئًا متفننًا حافظًا لخلاف السبعة، عدلًا فاضلًا بارع الخط، جيد الضبط، حسن الإلقاء والتعليم " أ. هـ. وفاته: سنة (688 هـ) ثمان وثمانين وستمائة. ¬

_ * فوات الوفيات (2/ 409)، السلوك (2/ 1 / 21)، طبقات الحفاظ (512)، درة الحجال (3/ 164)، معرفة القراء (2/ 729)، معجم شيوخ الذهبي (336)، تذكرة الحفاظ (4/ 1477)، البداية والنهاية (14/ 42)، ذيول العبر (33)، غاية النهاية (1/ 472)، الدرر الكامنة (3/ 30)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 552)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 286)، النجوم (8/ 218)، الدارس (1/ 22)، الشذرات (8/ 23)، البدر الطالع (1/ 403)، الأعلام (4/ 169)، معجم المؤلفين (2/ 326). * بغية الوعاة (2/ 118).

2011 - الحموي

2011 - الحَمَوي * المفسر: عبد النافع بن عمر الحموي الحنفي. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان على شهامته بذيء اللسان مغرى بالهجا، وكان في أول أمره ساقط الرتبة فخدم القاضي محمّد بن الأعوج بإقراء أولاده القرآن" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب، مشارك في التفسير والحديث والكلام" أ. هـ. وفاته: سنة (1016 هـ)، وقيل: (1010 هـ) ستة عشرة وألف، وقيل: عشر وألف. من مصنفاته: منظومة في العقائد سماها "الرسالة الهادية إلى اعتقاد الفرقة الناجية"، و"تفسير سورة الإخلاص" في مجلد. 2012 - أبو الفتح القَيسي * المقرئ: عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي بن عيسى الشيخ، أبو الفتح القيسي المصري، الشافعي، خطيب جامع المقياس. ولد: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: الأستاذ أبو الجود، والقاسم بن إبراهيم المقدسي وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر الجَعْبري المؤذن، والدواداري، والدمياطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "تفرد في الدنيا بالرواية عن جماعة وروى الكثير وكان صالحًا خيرًا كثير التلاوة". وقال: "ولم يكن بالماهر في القراءات" أ. هـ. • العبر: "كان صالحًا كثير التلاوة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ صالح خير". وقال: "وعمّر حتى تفرد في الدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (671 هـ) إحدى وسبعين وستمائة. 2013 - المُرْشِدِي * النحوي، اللغوي: عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الغُوِّيُّ الأصل، ثم المكي، جلال الدين، أبو المحامد، الشهير بالمرشدي. ولد: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مشايخه: النشاوري، والأميوطي وغيرهما. من تلامذته: المحيوي عبد القادر وابن أبي اليمن المالكيان والبرهان ابن ظَهيرة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "مهر في العربية وكان نحويًّا .. كان نِعم الرجل مروءة وصيانة" أ. هـ. • الضوء: "كان إمامًا علامة نحويًّا انتهت إليه ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 90)، كشف الظنون (5/ 632)، نفحة الريحانة (2/ 417)، ريحانة الألبا (2/ 145)، معجم المفسرين (1/ 335)، معجم المؤلفين (2/ 327)، هدية العارفين (1/ 632). * معرفة القراء (2/ 663)، غاية النهاية (1/ 473)، العبر (5/ 295)، الشذرات (7/ 583)، النجوم (7/ 240)، الوافي (19/ 246). * إنباء الغمر (8/ 364)، الضوء اللامع (5/ 53)، وجيز الكلام (2/ 537)، بغية الوعاة (2/ 118)، الشذرات (9/ 331).

2014 - أبو عمر المليحي

رياسة العربية بمكة ودرس فيها وفي غيرها وأفتى وانتفع به خلق لحرصه على الإرشاد وصار حسنة من حسنات الدهر وزينة لأهل مكة". وقال: "قال ابن ظهيرة: سيدنا وشيخنا قدوة العلماء الأعلام المرجوع لقوله وقلمه عند اضطراب الأقلام نحوي عصره والمحمود في أمره وكان مشهورًا مع تفرده بالعربية بحودة النظر وصحة الفهم وفقه النفس وحسن المناظرة والبحث" أ. هـ. وفاته: سنة (838 هـ) ثمان وثلاثين وثمانمائة. 2014 - أبو عُمَر المَلِيحي * المفسر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم بن محمّد بن داود بن أبي حاتم، أبوعمر المليحي (¬1) الهروي. ولد: سنة (367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين وغيره. من تلامذته: محيي السنة أبو محمد البغوي، وخلف بن عطاء الماوردي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التقييد: "حدثني محمّد بن عبد الواحد الحافظ الجبلي بالجبل، من ظاهر دمشق قال: أنبا أبو طاهر السلفي إجازة قال: وسألته -يعني أبا نصر المؤتمن بن أحمد الساجي البغدادي- ببغداد عن أبي عمر المليحي. فقال: كان ثقة صالحًا قديم المولد .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "محدث هراة في وقته ومسندها" أ. هـ. • السير: "الشيخ الصدوق، مسند هراة" أ. هـ. • الوافي: "من أهل الأدب والحديث أ. هـ. وفاته: سنة (463 هـ) ثلاث وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "الرد على أبي عبيد" في غريب القرآن، و"الروضة" وغير ذلك. 2015 - ابن شيطا المقرئ * المقرئ: عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا، أبو الفتح، مقرئ العراق. ولد: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مشايخه: علي بن يوسف بن العلاف، وأبو الحسن بن الحمامي وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن محمّد الباقرحي، ¬

_ * الأعلام (4/ 174)، معجم المؤلفين (2/ 332)، الشذرات (5/ 266)، روضات الجنات (5/ 169)، هدية العارفين (1/ 634)، بغية الوعاة (2/ 119)، الوافي (19/ 250)، الأنساب (5/ 382)، التقييد (383)، تاريخ الإسلام (وفيات 463) ط. تدمري، الإكمال (7/ 321)، معجم البلدان (5/ 196)، اللباب (3/ 177)، تذكرة الحفاظ (3/ 1311)، العبر (3/ 254)، السير (18/ 255)، مرآة الجنان (3/ 68)، كشف الظنون (1/ 901) (2/ 1204). (¬1) المَلِيحي: نسبة إلى قرية من ريف مصر تعرف بمليح أ. هـ. من الإكمال. وقال الذهبي في السير مليح من قرى هراة. * تاريخ بغداد (11/ 16)، المنتظم (16/ 40)، إنباه الرواة (2/ 213)، العبر (3/ 222)، تاريخ الإسلام (وفيات 450) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 415)، الوافي (19/ 254)، غاية النهاية (1/ 473)، الشذرات (5/ 217)، معجم المؤلفين (2/ 333)، كشف الظنون (1/ 383)، هدية العارفين (1/ 633).

2016 - الصفار

والخطيب البغدادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كتبنا عنه، وكان ثقة عالمًا بوجوه القراءات بصيرًا بالعربية، حافظًا لمذاهب القراء" أ. هـ. • المنتظم: "وكان ثقة، بصيرًا بالعربية، عالمًا بوجوه القراءات حافظًا لمذاهب القراء" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان من كبار أئمة الإقراء" أ. هـ. • الوافي: "كان ابن شيطا المذكور من أهل الرصافة، وبقي أربعين سنة يعبر في كل يوم إلى الجانب الغربي لأخذ العلم والقراءة على الأشياخ وكان لا ينزل السفينة إلا وفي كمه أمهار: وهو حبل يعلق فيه مجذاف السفينة. فاتفق يومًا أن هبت ريح شديدة وقطعت مهار السفينة التي هو فيها فتحيّر الملّاح، وكاد أهل السفينة يغرقون فأخرج ابن شطا ذلك المهار من كُمّه وأعطاه الملّاح فتعجب منه من كان في السفينة فقال: أنا منذ أربعين سنة أحمله في كُمي لأجل هذا اليوم" أ. هـ. وفاته: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "التذكار" في القراءات. 2016 - الصَّفَّار * المقرئ: عبد الواحد بن سعد بن يحيى بن معالي بن أحمد بن القاسم بن عبد الله، أبو الفتح بن أبي البركات الصفار. ولد: سنة (518 هـ) ثمان عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو منصور الجواليقي، وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهما. من تلامذته: ابن النجار، والمنذري، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "وكان صدوقًا أمينًا صالحًا متدينًا، حسن الطريقة، مرضي السيرة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (600 هـ) ستمائة. 2017 - الأَحْدَب * النحوي: عبد الواحد بن سّلام الأحدب القرطبي، أبو الفخر. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان من أهل العلم بالنحو، وأدّب به، وله فيه كتاب مؤلف هو بأيدي الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (209 هـ) تسع ومائتين. 2018 - العَطَّار * المقرئ: عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان بن بختيار العطار، أبو الفضل البَيّع. ولد: سنة (521 هـ) إحدى وعشرين وخمسمائة. ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (15/ 236)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 6). * بغية الوعاة (2/ 119)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 494). * ذيل تاريخ بغداد (15/ 245)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 129)، العبر (5/ 10)، تاريخ الإسلام (وفيات 604) ط. بشار، معرفة القراء (2/ 584)، غاية النهاية (1/ 474)، النجوم (6/ 195)، الشذرات (7/ 25).

2019 - خطيب الزملكاني

من مشايخه: أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصبور الخياط، وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري وغيرهما. من تلامذته: المجد بن تيمية، وإبراهيم بن الحسن وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "كان صدوقًا أمينًا نزهًا عفيفًا متدينًا، حسن الطريقة، مرضي السيرة" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان صالحًا خيرًا بصيرًا بصناعة الإقراء عالي الإسناد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان دينًا صالحًا عالي الإسناد في القراءات مشهورًا" أ. هـ. وفاته: سنة (604 هـ) أربع وستمائة. 2019 - خطيب الزَمْلَكاني * المفسر عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري الزملكاني (¬1) الشافعي أبو المكارم، كمال الدين، ويقال: له ابن خطيب زملكا، وبابن الزملكاني. من مشايخه: ابن المرحل محمد بن عبد الله وغيره. كلام العلماء فيه: • العبر: "العلامة .. صاحب علم المعاني والبيان: كان قوي المشاركة في فنون العلم، خيرًا متميزًا. وكان سريًا ولي قضاء صَرْخد ودرس عدة ببعلبك" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "قال أبو شامة: كان عالمًا خيرًا متميزًا في علوم عدة. قلت: وهو جد الشيخ كمال الدين محمّد بن علي بن عبد الواحد الزملكاني، وكانت له معرفة تامة بالمعاني والبيان، وله فيه مصنف وله شعر حسن" أ. هـ. وفاته: سنة (651 هـ) إحدى وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "نهاية التأميل في أسرار التنزيل " في التفسير، و"التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن". 2020 - أبو الطيّب اللغوي * اللغوي: عبد الواحد، بن علي أبو الطيب العسكري، من عسكر مُكرَم. من مشايخه: أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، ومحمد بن يحيى الصولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "أحد الحذاق العلماء المبرزين المتقنين لعلمي اللغة والعربية" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 335)، هدية العارفين (1/ 635)، الشذرات (6/ 438)، العبر (5/ 209)، الأعلام (4/ 176)، مرآة الجنان (4/ 98)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 316)، بغية الوعاة (2/ 119). (¬1) زملكان: بفتح الزاء المعجمة وسكون الميم وفتح اللام والكاف قرية بغوطة دمشق. * كشف الظنون (2/ 1650)، "الأبدال" للمترجم له تحقيق عز الدين التنوخي- دمشق (1379 هـ -1960 م)، إشارة التعيين (197)، الوافي (19/ 261)، البلغة (138)، بغية الوعاة (2/ 120)، هدية العارفين (1/ 633)، أعلام النبلاء (4/ 38)، الأعلام (4/ 176)، معجم المؤلفين (2/ 334)، "مراتب النحويين" للمترجم له تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم - مكتبة النهضة - القاهرة (طبعة قديمة).

2021 - ابن برهان العكبري

• البلغة: "الإمام الأوحد اللغوي ... وكان بينه وبين ابن خالويه منافسة فسماه ابن خالويه قرموطة الكبرثل يعني دحروجة الجُقَلْ" أ. هـ. • قلت: من مقدمة كتابه "الأبدال" بقلم عز الدين التنوخي (1/ 56): "مات شهيدًا لقتاله الروم" أ. هـ. وقال محقق كتاب (مراتب النحويين) محمّد أبو الفضل إبراهيم صفحة (5): "قال ابن القارح: حدثني أبو علي الصقلي بدمشق قال: كنت في مجلس ابن خالويه إذ وردت عليه من سيف الدولة مسائل تتعلق باللغة، فاضطرب لها ودخل خزانته، وأخرج منها كتب اللغة وفرقها على أصحابه يفتشونها ليجيب عنها، وتركته وذهبت إلى أبي الطيب اللغوي وهو جالس، وقد وردت عليه المسائل بعينها وبيده قلم الحمرة: فأجاب به ولم يغيره؛ قدرة على الجواب. وقد ذكر أبو العلاء المعري: أنه كان يتعاطى شيئًا من النظم، وله شيء منه في كتاب المراتب؛ لكنه نظم ضعيف "أ. هـ. من أقواله: الوافي: "وقال أبو الطيب: وللخليل ثلاث أبيات على قافية واحدة يستوي لفظها ويختلف معناها، وأراد بهذا أن يبني أن تكرار القوافي ليس بضار إذا لم تكن بمعنى واحد وليس بإبطاء أو الأبيات: يا ويح قلبي من دواعي الهوى ... إذ رحل الجيران عند الغروب (¬1) اتبعتهم طرفي وقد أمعنوا ... ودمع عيني كفيض الغروب (¬2) بانوا وفيهم طفلة حُرة ... تفترُ عن مثل أقاحي الغروب (¬3) وفاته: سنة (351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "مراتب النحويين"، و"الأبدال"، و"شجر الدر". 2021 - ابن بَرْهان العُكْبَري * النحوي، اللغوي: عبد الواحد بن علي بن بَرْهان الأسدي العكبري، أبو القاسم، ذو الفنون. من مشايخه: أبو عبد الله بن بطة، وأخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان مضطلعًا بعلوم كثيرة، منها النحو واللغة ومعرفة النسب والحفظ لأيام العرب وأخبار المتقدمين وله أنس شديد بعلم ¬

_ (¬1) غروب الشمس. (¬2) الدلاء الكبار المملوءة. (¬3) الوهاد المنخفضة. * الإكمال لابن ماكولا (1/ 246)، تاريخ بغداد (11/ 17)، المنتظم (16/ 89)، الكامل (10/ 42)، إنباه الرواة (2/ 213)، دمية القصر (3/ 1512)، إشارة التعيين (199)، السير (18/ 124)، العبر (3/ 237)، ميزان الاعتدال (4/ 427)، تاريخ الإسلام (وفيات 456) ط. تدمري، فوات الوفيات (2/ 414)، الوافي (19/ 265)، البداية والنهاية (12/ 98)، البلغة (138)، لسان الميزان (4/ 100)، النجوم (5/ 75)، بغية الوعاة (2/ 120)، الشذرات (5/ 237)، هدية العارفين (1/ 634)، الأعلام (4/ 176)، معجم المؤلفين (2/ 334)، الجواهر المضيئة (2/ 481).

2022 - ابن أبي هاشم

الحديث" أ. هـ. • المنتظم: "وكان ابن برهان يقدح في أصحاب أحمد ويخالف إعتقاد المسلمين إذ كلهم أجمعوا على خلود الكفار. إنه كان يميل إلى المُرِدْ الصِباح ويقبلهم من غير ريبة. نقلًا عن محمّد بن عبد الملك. قلت -أي ابن الجوزي- رادًا على كلام محمّد بن عبد الملك: من غير ريبة، بأن النظر إليهم ممنوع فكيف بالتقبيل، وقال: وهل يكون التقبيل بغير شهوة. قال ابن عقيل: وكان يختار مذهب المرجئة المعتزلة، وينفي خلود الكفار ويقول قوله تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} أي أبدًا من الآباد وحالًا غاية له لا يجمع ولا يقبل الثنية فيقال آبدان وآباد، ويقول، دوام العقاب في حق من لا يجوز عليه التشفي لا وجه له مع ما وصف به نفسه من الرحمة وهو إنما يوجد من الشاهد لما يعتري الغضبان غليان قلبه للانتقام وهذا مستحيل في حقه سبحانه وتعالى" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "فيه إعتزال بيّن في مسائل عدة"أ. هـ. • السير: "أنه كان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، ويعتقد أن الكفار لا يُخلَّدون في النار" أ. هـ. • فوات الوفيات: "أنه كان يقول: لو كان علم الكيمياء حقًّا لما إحتجنا إلى الخراج، ولو كان علم الطلاسم حقًّا لما احتجنا إلى الجنود ولو كان علم النجوم حقًّا لما احتجنا إلى الرسل والبريد" أ. هـ. • قلت: وكان شديدًا على الرافضة: ففي "البداية والنهاية" قال: "أن مهيار الديلمي كان مجوسيًا فأسلم إلا أنه سلك سبيل الرافضة، وكان يسب الصحابة في شعره، فقال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار إنتقلت من زاوية في النار إلى زاوية أخرى في النار، كنت مجوسيًا فأسلمت فصرت تسب الصحابة" أ. هـ. بتصرف • لسان الميزان: "شيخ العربية، فيه اعتزال بيّن في مسائل عدة. وقال ابن ماكولا: كان يميل إلى مذهب مرجئ المعتزلة وذهب بموته علم العربية" أ. هـ. • بغية الوعاة: "صاحب العربية واللغة كان أول أمره منجِّمًا فصار نحويًّا وكان حنبليًا فصار حنفيًا وكان يتكبر على أولاد الأغنياء وكان متعصبًا لأبي حنيفة" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ماكولا: ذهب بموته علم العربية من بغداد ... وقال ابن الأثير: له إختيار في الفقه، وكان يتمشى في الأسواق مكشوف الرأس، ولا يقبل من أحد شيئًا" أ. هـ. وفاته: سنة (456 هـ) ست وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "الاختيار" في الفقه، و"أصول اللغة"، و "اللمع" في النحو. 2022 - ابن أبي هاشم * النحوي، المقرئ: عبد الواحد بن عمر بن محمّد ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 7)، المنتظم (14/ 129)، إنباه الرواة (2/ 215)، العبر (2/ 282)، السير (16/ 21)، معرفة القراء (1/ 312)، الوافي (19/ 268)، البداية والنهاية (11/ 252)، غاية النهاية (1/ 475)، البلغة (139)، النجوم (3/ 325)، بغية الوعاة (2/ 121)، الشذرات (4/ 258)، معجم المؤلفين (2/ 335)، تاريخ الإسلام (وفيات 349) ط. تدمري.

2023 - الشيرازي

بن أبي هاشم البغدادي أبو طاهر. ولد: سنة (280 هـ) ثمانين ومائتين. من مشايخه: جعفر بن محمّد القتان، وأحمد بن سهل الأُشناني، وتلا على أبي بكر بن مجاهد وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وعلي بن محمّد الجوهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان من أعلم الناس بحروف القرآن ووجوه القراءات، وله في ذلك تصانيف عدة وكان ثقة أمينًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "ولم يكن بعد ابن مجاهد من أبو طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته" أ. هـ. • السير: "وقد طوّل أبو عمرو الداني ترجمته، وعظمه، وقال: لم يكن بعد ابن مجاهد مثل ابن أبي هشام في علمه وفهمه مع صدق لهجته، واستقامة طريقته. وكان ينتحل مذهب الكوفيين، ولما توفي ابن مجاهد أجمعوا على تقديم أبي طاهر، وأن يقرئ موضعه، فقصده الأكابر، وتحلقوا عنده وكان قد خالف جمع أصحابه في إمالة (الناس) (¬1) لأبي عمرو، وكان القراء ينكرون ذلك عليه" أ. هـ. • الوافي: "كان ينتحل في النحو مذهب الكوفيين، وهو من أهل البصرة. قال عبد الله بن محمّد بن عبد الله الشاهد كنت يومًا مع ابن أبي هاشم المقرئ، وكان أستاذي، فاجتزنا بمقابر الخيزران فوقف عليها ساعة، ثم التفت إليّ، وقال: يا أبا القاسم! ترى لو وقفوا هؤلاء هذه المدة الطويلة على باب ملك الروم ما رحمهم؟ فكيف تظن بمن هو أرحم الراحمين؟ ! وبكى" أ. هـ. وفاته: سنة (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الشواذ السبعة"، و "الياءات"، و"الخلاف بين أبي عمرو والكسائي" وغيرهم. 2023 - الشِّيرازِي * المفسر: عبد الواحد بن محمّد بن علي بن أحمد، أبو الفرح الحنبلي الشيرازي الأصل الحراني المولد. وكان يعرف في بغداد بالمقدسي. من مشايخه: أبو الحسن علي بن السّمسار، وعبد الرزاق بن الفضل الكلاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الشيخ القدوة ... الفقيه الحنبلي، الواعظ الحنبلي الشيرازي". وقال: "وصنف التصانيف في الفقه والأصول. قال أبو الحسين بن الفراء: صحب والدي وسافر ¬

_ (¬1) أي إمالة فتحة النون في لفظة (الناس) في موضع الجر. * معجم المفسرين (1/ 336)، طبقات الحنابلة (2/ 248)، الكامل (10/ 228)، العبر (3/ 312)، السير (19/ 51)، تذكرة الحفاظ (3/ 1199)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 68)، تاريخ الإسلام (وفيات 486) ط. تدمري، الدارس (2/ 65)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 366)، الشذرات (5/ 369)، إيضاح المكنون (1/ 155)، هدية العارفين (1/ 634)، معجم المؤلفين (2/ 335)، المنهج الأحمد (3/ 7)، المقصد الأرشد (2/ 179)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 936).

إلى الشام وحصل له الأتباع والغلمان. قال: وكانت له كرامات ظاهرة، ووقعات مع الأشاعرة، وظهر عليهم بالحجة في مجالس السلطان بالشام. قال أبو الحسين: ويقال أنه اجتمع مع الخضر مرتين (¬1)، وكان يتكلم على الخاطر، كما كان يتكلم على الخاطر الزاهد ابن القزويني، وكان تُتُش يعظمه لأنه تم له معه مكاشفة. وكان ناصرًا لاعتقادنا متجردًا في نشره، وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول" أ. هـ. • العبر: "ونشر بالشام مذهب أحمد، وتخرج به الأصحاب وكان إمامًا عارفًا بالفقه والأصول صاحب حال وعبادة وتأله" أ. هـ. • السير: "الإمام القدوة، شيخ الإسلام ... من كبار أئمة الإسلام" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قرأت بخط الناصح عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الشيخ أبي الفرج قال: حدثنا الشريف الجواني النسابة عن أبيه قال: تكلم الشيخ أبو الفرج -أي الشيرازي الخزرجي- في مجلس وعظه، فصاح رجل متواجدًا، فمات في الجلس وكان يومًا مشهودًا، فقال المخالفون في المذهب: كيف نعمل إن لم يمت في مجلسنا أحد، وإلا كان وهنًا. فعمدوا إلى رجل غريب دفعوا له عشرة دنانير، فقالوا: احضر مجلسنا، فإذا طاب الجلس فصح صيحة عظيمة، ثم لا نتكلم حتى نحملك ونقول: مات. ونجعلك في بيت، فاذهب في الليل وسافر عن البلد ففعل، وصاح صيحة عظيمة، فقالوا: مات، وحمل فجاء رجل من الحنابلة، وزاحم حتى حصل تحته، وعصر على خُصاه فصاح الرجل فقالوا: عاش، عاش. وأخذ الناس في الضحك، وقالوا المحال ينكشف" أ. هـ. • المنهج الأحمد: "كان وافر العلم، متين الدين، حسن الوعظ، محمود السمت" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان إمامًا عارفًا بالفقه والأصول، شديدًا في السنة، زاهدًا عارفًا، عابدًا متالهًا، ذا أموال وكرامات" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة، قال في كلامه عن مسألة (أول واجب على المكلف): "هذه المسألة مبنية على مسألة أخرى، وهي كيفية حصول المعرفة بالله عند الإنسان، حيث وقع الخلاف فيها على ثلاثة أقوال: القول الأول: أن معرفة الله لا تحصل إلا بالنظر، وهذا قول كثير من المعتزلة والأشاعرة وأتباعهم من أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم. القول الثاني: أن المعرفة يبتديها الله اختراعًا في قلوب العباد من غير سبب يتقدم، ومن غير نظر ولا بحث، وهذا قول كثير من الصوفية والشيعة، ومعنى هذا القول أن المعرفة بالله نفع ضرورة ¬

_ (¬1) وهذا مبني على أن الخضر حي لم يمت بعد، وهو قول مرجوح لا يصح، فقد صرح بموته جمهور أهل العلم فيما نقله أبو حيان في (البحر المحيط) وذكر الحافظ في (الإصابة) منهم إبراهيم الحربي، وعبد الله بن المبارك، والبخاري، وأبا طاهر بن العبادي، وأبا الفضل بن ناصر، وأبا بكر بن العري، وابن الجوزي وغيرهم. انظر هامش السير. وقال في هامش طبقات الحنابلة: إن خرافة الخضر قد بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من الأئمة ما فيها من الأباطيل وأنها من اختلاق الصوفية لأهواء شيطانية ضارة بالناس وبعقائدهم أ. هـ.

القول الثالث: أن المعرفة بالله يمكن أن تقع ضرورة، ويمكن أن يقع بالنظر، وهذا قول جماهير طوائف المسلمين. إذا تبين هذا فالذين قالوا بأن المعرفة لا تحصل إلا بالنظر اختلفوا في أول واجب على المكلف: 1. فقال بعضهم: أول واجب النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدوث العالم. 2. وقالت طائفة: أول واجب القصد إلى النظر الصحيح. 3. وقالت طائفة أخرى: أول واجب الشك. 4. وقالت طائفة رابعة: أول واجب المعرفة بالله. ويقابل هذه الأقوال من يرى أن أول واجب على المكلف الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، وإفراد الله بالعبودية. وهذه المعرفة التي يوجبها الأشاعرة مباشرة أو بوسائلها من النظر أو القصد إلى النظر هي معرفة الله تعالى، أي الإقرار بوجوده تعالى وأنه خالق العالم وأن ما سواه مخلوق محدث. وشيخ الإسلام يوضح في هذا الباب أمرين مهمين: أحدهما: أن الخلاف الذي وقع بين الأشاعرة حول أول واجب: هل هو المعرفة أو النظر أو القصد إلى النظر أو الشك -خلاف لفظي-، "فإن النظر واجب الوسيلة، من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والمعرفة واجبة وجوب المقاصد، فأول واجب وجوب الوسائل هو النظر، وأول واجب وجوب المقاصد هو المعرفة، ومن هؤلاء من يقول: أول واجب هو القصد إلى النظر، وهو أيضًا نزاع لفظي، فإن العمل الإختياري مطلقًا مشروط بالإرادة". فهذا تحليل لحقيقة الخلاف، وأن من قال: إن أول واجب النظر أو القصد، لم يقصد حقيقة ذلك، وإنما قصد أنهما مؤديان إلى المعرفة بالله فوجوبهما لذلك. أما القول بأن أول واجب هو الشك -وهو قول منسوب إلى أبي هاشم الجبائي المعتزلي، وقد أخذ به الغزالي- كما مر -ونسبه ابن حزم إلى الأشعرية- فيرى شيخ الإسلام أنه مبني على أصلين: "أحدهما: أن أول الواجبات النظر المفضي إلى العلم، والثاني: أن النظر يضاد العلم، فإن الناظر طالب العلم، فلا يكون في حال النظر عالمًا"، أي أنه لو كان غير شاك لما احتاج إلى النظر. الثاني: أن حكاية الأقوال -في كثير من مسائل العقيدة- إنما يحكيها هؤلاء وينسبوها إلى أئمة أهل السنة بحسب ما يعتقدون هم، لا بحسب المروى حقيقة عن هؤلاء الأئمة، يقول شيخ الإسلام: "ولما كان الكلام في هذه الأبواب المبتدعة مأخوذًا في الأصل عن المعتزلة والجهمية ونحوهم، وفد تكلم هؤلاء في أول الواجباب: هل هو النظر، أو القصد، أو الشك، أو المعرفة؟ . صار كثير من المنتسبين إلى السنة والمخالفين للمعتزلة في جمل أصولهم يوافقونهم على ذلك، ثم الواحد من هؤلاء إذا انتسب إلى إمام من أئمة العلم كمالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وصنف كتابًا في هذا الباب يقول فيه: قال أصحابنا، واختلف أصحابنا، فإنما يعني بذلك أصحابه الخائضين في هذا الكلام، وليسوا من

2024 - الجذامي

هذا الوجه من أصحاب ذلك الإمام؛ فإن أصحابه الذين شاركوه في مذهب ذلك الإمام إنما بينهم وبين أصحابه المشاركين له في ذلك الكلام عموم وخصوص، فقد يكون الرجل من هؤلاء، وبالعكس، وقد يجتمع فيه الوصفان". ويضرب لذلك مثلًا يقول أبي الفرج المقدسي الحنبلي في كتابه "التبصرة في أصول الدين": "فصل في أول ما أوجب الله على العبد المكلف، وفي ذلك وجهان لأصحابنا: أحدهما: أن أول ما أوجب الله على العبد معرفته، والثاني: أن أول ما أوجب الله على البد النظر والإستدلال المؤديان إلى معرفة الله تعالى". يقول شيخ الإسلام معلقًا: "قلت فهذا الكلام وأمثاله يقول كثير من أصحاب الأئمة الأربعة، ومعلوم أن الأئمة الأربعة لا قالوا هذا القول، ولا هذا القول، وإنما قال ذلك من أتباعهم من سلك السبيل المتقدمة" أي المبتدعة والتي سبق أن ذكرها شيخ الإسلام من دليل الأعراض وغيره. والغرض من ذكر هذه الحقيقة هنا -مع أنها لا تختص في هذا الموضع- الإشارة إلى أمرين: أحدهما: أن هذا جزء من منهج شيخ الإسلام ابن تيمية، فهو دائمًا يركز على وجوب الإهتمام بصحة نسبة الأقوال إلى أصحابها، ولما كان البحث هنا في أول مسألة من المسائل التي خالف فيها الأشاعرة مذهب أهل السنة، ناسب ذكر هذه المسألة التي تدل على خطأ منهجي وعلمي يمارسه كثير من أهل الكلام، والأمر الثاني: أن شيخ الإسلام ضرب مثالًا برجل حنبلي، وخطأه فيما نسب إلى أئمة الحنابلة من أقوال حين شمل بتعميمه جميع الحنابلة من كان منهم سائرًا على مذهب السلف ومن كان خائضًا فيما خاض فيه أهل الكلام، وكأن شيخ الإسلام قصد أن هذا الأسلوب إذا كان قد وقع لبعض الحنابلة حين نسبوا إلى بعض أئمتهم ما لم يقولوه فلأن يقع في غيرهم من باب أولى، ومع ذلك فهو يدل على العدل والإنصاف الذي تحلى به شيخ الإسلام في أحكامه وأقواله؛ إذ لم يمنعه ميله إلى الحنابلة ودفاعه عنهم بأنهم أقل الطوائف انحرافًا -وإن كان قد يوجد فيهم من وافق أهل الأهواء- لم يمنعه ذلك من ضرب المثال بخطأ أحد أعلامهم" أ. هـ. وفاته: سنة (486 هـ) ست وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "المبهج"، و "الإيضاح"، و "التبصرة في أصول الدين، وله "الجواهر في تفسير القرآن". 2024 - الجذامي * اللغوي، المقرئ: عبد الواحد محمّد بن بقي بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن تقي الجذامي، مالقي سكن بآخرة مراكش، أبو عمرو بن تقي. من مشايخه: أبو بكر عتيق بن فنتزال، وأبو جعفر الجيار، وأبو الخطاب بن واجب. من تلامذته: إبنا أخته: أبو عبد الله، وأبو جعفر الطنجاليان، وأبو الحسين عبيد الله بن عاصم الرازي. ¬

_ * صلة الصلة (26)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 68)، تاريخ الإسلام (وفيات 637) ط. بشار.

2025 - المالقي

كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا محدثًا. ماهرًا في علم العربية. ورعًا، ناسكًا، فاضلًا، سنيًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. 2025 - المالقي * النحوي، المقرئ: عبد الواحد بن محمّد بن علي بن أبي السداد، الشهير بالمالقي. من مشايخه: عبد الرحمن بن حوط الله وأحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي وغيرهما. من تلامذته: محمد بن يحيى بن بكر الصعيدي، وأبو بكر محمّد بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن الزيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أستاذ كبير ... " أ. هـ. • الإحاطة: "كان رحمه الله بعيد المدى منقطع القرين في الدين المتين والصلاح وسكون النفس، ولين الجانب والتواضع وحسن الخلق إلى وسامة الصورة وملاحة الشيبة وطيب القراءة، مولي النعمة على الطلبة من أهل بلده .... مقسوم الأزمنة على العلم وأهله، كثير الخضوع والخشوع، قريب الدمعة ... " أ. هـ. • الديباج: "كان فقيهًا نحويًّا أصوليًا حسن التعليم" أ. هـ. • البغية: "كان أستاذًا حافلًا، متفننًا مضطلعًا إمامًا في القراءات وعلوم القرآن ... منقطع القرين، في الدين المتين والصلاح وسكون النفس ولين الجانب والتواضع وحسن الخلق ... كثير الخشوع والخضوع قريب الدمعة" أ. هـ. وفاته: سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة. من مصنفاته: "الدر النثير والعذب النمير في شرح كتاب التيسير لأبي عمرو الداني" في القراءات، وله تأليف في فقرات، وله شعر. 2026 - عزَّ القضاة * المفسر: عبد الواحد بن منصور بن محمّد بن المنير الأسكندري المالكي، أبو محمد، فخر الدين، ويلقب عزِّ لقضاة. ولد: سنة (651 هـ) إحدى وخمسين وستمائة. من مشايخه: عمَيه ناصر الدين، وزين الدين، وعن نجم الدين عبد العزيز بن سلطان الربعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان مخرج فقهاء المالكية وصدرهم" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 477)، الديباج المذهب (2/ 63)، بغية الوعاة (2/ 121)، الأعلام (4/ 474)، معجم المؤلفين (2/ 335)، كشف الظنون (1/ 520)، الإحاطة (3/ 553)، درة الحجال (3/ 137)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 366)، "جهود المالقي الصوتية في كتابة الدر النثير" -رسالة جامعية لنيل درجة الدكتوراة في الأداب مقدمة من الطالب محمّد حسّان الطيّان جامعة دمشق- كلية الآداب (1414 هـ). * البداية والنهاية (14/ 163)، الدرر الكامة (3/ 36)، الديباج المذهب (2/ 63)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 365)، شجرة النور (205)، معجم المفسرين (1/ 336)، الأعلام (4/ 177)، معجم المؤلفين (2/ 336)، هدية العارفين (1/ 635).

2027 - ابن شيدانة

• الديباج: "كان فقيهًا فاضلًا أديبًا، وهو ابن أخي القاضي ناصر الدين بن المنير" أ. هـ. وفاته: سنة (733 هـ)، وقيل: (736 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: ست وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير" في ستة مجلدات، و"أرجوزة" في القراءات السبع، و"ديوان" في المدائح النبوية. 2027 - ابن شِيدانَة * المقرئ: عبد الواحد بن يوسف بن محمّد بن إبراهيم بن الوليد المصري، أبو الحسين. من مشايخه: حدّث عن محمّد بن جعفر الفريابي، وأبي محمّد الخزاز وأبي بكر محمّد بن الحسين بن مقسم العطار وغيرهم. من تلامذته: أبو أحمد الحلاب النحوي الشيرازي نديم الملك، وإبراهيم بن علي المؤدب وغيرهما. من مصنفاته: له كتاب " الموجز" في القراءات. 2028 - العنبري * المقرئ: عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، العنبري، مولاهم البصري، أبو عبيدة الشُّذري. ولد: سنة (102 هـ) اثنتين ومائة. من مشايخه: أيوب السختياني، وعمرو بن عبيد، وقرأ على أبي عمرو وغيرهم. من تلامذته: ولده عبد الصمد، ومسدد بن مسرهد، وابن المديني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الثقات لابن حبان: "كان قدريًا متقنًا في الحديث، كان شعبة يقول يعرف الإتقان في قفاه" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: ثقة، صدوق. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال محمّد بن سعد: كان ثقة حجة" أ. هـ. • السير: "وكان عالمًا مجودًا، من فصحاء أهل زمانه ومن أهل الدين والورع، إلا أنه قدري مبتدع. قال الحسن بن الربيع: كنا نسمع من عبد الوارث، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم نصل خلفه. وقيل عبد الله بن المبارك: كيف رويت عن عبد الوارث، وتركت عمرو بن عبيد؟ قال: إن عمرًا كان داعيًا. وكان حماد بن زيد ينهى عن الأخذ عن عبد الوارث لِمَكَانِ القدر. وقال يزيد بن زريع: من أتى مجلس عبد الوارث، فلا يقربني. وقال البخاري: قال عبد الصمد: إنه لمكذوب على أبي، وما سمعته منه قط، يعني القدر. ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (15/ 306). * تهذيب الكمال (17/ 478)، العبر (1/ 276)، السير (8/ 300)، ميزان الاعتدال (4/ 430)، تذكرة الحفاظ (1/ 257)، تاريخ الإسلام (وفيات 180) ط. تدمري، الوافي (19/ 285)، غاية النهاية (1/ 478)، الأعلام (4/ 178)، طبقات ابن سعد (7/ 289)، تهذيب التهذيب (6/ 441)، التاريخ الكبير للبخاري (6/ 118)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 75)، الثقات لابن حبان (7/ 140)، الكامل (6/ 145)؛ البداية والنهاية (10/ 176)، تقريب التهذيب (632).

2029 - العلفي

وذُكر ليحيى بن القطان، أن عبد الوارث قال: سألت شعبة عن الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فأمرني به (¬1)، فأنكر ذلك يحيى، وقال: كان شعبة لا يراه في يوم صفين ولا يرى الخروج مع علي - رضي الله عنه -، أيرى الخروج مع إبراهيم؟ أنا سمعت شعبة يقول: ما أدري أخطؤوا أم أصابوا" أ. هـ. بتصرف. • الوافي: "كان إمامًا حجة متعبد لكنه قدري" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "لم يتأخر عنه أحد لإتقانه ودينه وتركوه وبدعته" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: (قلت -أي الذهبي- قد كان عبد الوارث إمامًا حجة متعبدًا، لكنه قدري، نسأل الله العفو. قال محمود بن غيلان: قيل لأبي داود الطيالسي: لمَ لا تحدث عن عبد الوارث؟ قال: أحدثك عن رجل كان يزعم أنّ يومًا من عمرو بن عبيد أكثر من عمر أيوب، وابن عون ويونس؟ "أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، رمي بالقدر ولم يثبت عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (180 هـ) ثمانين ومائة. 2029 - العَلَفِي * النحوي، المفسر: عبد الواسع بن عبد الرحمن بن محمّد القرشي الأموي العلفي اليمني، نسبه ينتهي إلى عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية. ولد: سنة (1026 هـ) بمدينة حيدان من جهات بلاد صعدة. من مشايخه: محمّد بن أحمد الجربي في النحو، وعن التهامي في الصرف، وعن القاضي عبد الرحمن بن محمّد الحيمي. من تلامذته: السيد محمّد بن حسين الكبسي، والسيد حسين بن أحمد زبارة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • نشر العرف: "وكان الإمام المتوكل على الله إسماعيل يقول من أراد النحو فليقرأ على القاضي عبد الواسع" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "واعظ، خطيب، مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (1108 هـ) ثمان ومائة وألف. من مصنفاته: وله تفسير لطيف على سورة الإخلاص، وله مجموع في خطب السنة. ¬

_ (¬1) خروج إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان على المنصور في البصرة، وكانت بين جيشهما وقائع انتهت بمقتل إبراهيم سنة (145 هـ). * البدر الطالع (1/ 409)، نشر العرف (2/ 160)، معجم المفسرين (1/ 336)، معجم المؤلفين (2/ 377).

2030 - الزنجاني

2030 - الزَّنجاني * النحوي، اللغوي: عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمّد الخزرجي الزنجاني، عز الدين، أبو محمد. من مشايخه: استملى من الشيخ شمس الدين بن الخباز وغيره. كلام العلماء فيه: • تلخيص مجمع الآداب: "كان فاضلًا عالمًا أديبًا عارفًا بالمنقول والمعقول، واستوطن تبريز. وكان عالمًا بالنحو واللغة والتصريف وعلم المعاني والبيان. ولما دخل مولانا السعيد نصير الدين الطوسي تبريز إلتمس منه أن يصنف له شيئًا في علم الهيئة فصنف له كتاب (التذكرة") أ. هـ. • روضات الجنات: "كان غزير العلم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب، عالم بالنحو واللغة والتصريف والمعاني والبيان والعروض مشارك في غيرها من العلوم النقلية والعقلية" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب (معيار النظار في علوم الأشعار) الدكتور محمّد علي رزق الخفاجي (1/ 7) من خلال تكلمه عن خصائص الزنجاني: "ومن خصائصه العقلية قدرته على إدراك جوانب التفوق والقصور في الأعمال العلمية التي يقوم بتقديمها بصورة ميسرة موجزة، فلو يتمتع بملكية علمية نافذة، ويتضح ذلك من الإضافات الكثيرة التي أضافها من عنده، والتي قد رآها متممة للعمل العلمي كما يلجأ كثيرًا إلى حذف الزوائد التي لا يرى لها نفعًا وإنما تجلب الملال وتصيب القارئ من أهل زمانه بالفتور". وقال (1/ 26): "يتابع الزنجاني بعد عرضه للجناس فنون البديع المختلفة وهو يعرضها من الوجهة التي يراها، فنجده في فن السجع لا يتحرج من إطلاق اسم السجع على ما في القرآن من فواصل متفقة، وهو يتبع في ذلك الجاحظ ومن سلك طريقه، لأن العلة في تحريم إطلاق اسم السجع على القرآن قد زالت بزوال الجاهلية والقرب منها". وفاته: سنة (660 هـ) ستين وستمائة. من مصنفاته: "التذكرة المجدّية"، و "الهادي" في النحو وغير ذلك. 2031 - ابن بُكَير العطَّار * المقرئ: عبد الوهاب بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن محمد أبو محمد المقرئ المعروف بابن بكير العطار. من مشايخه: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وغيرهما. من تلامذته: عبد القادر بن أحمد بن السماك ¬

_ * تلخيص مجمع الآداب (1/ 234)، بغية الوعاة (2/ 122)، كشف الظنون (2/ 1139)، روضات الجنات (5/ 173)، الأعلام (4/ 179)، معجم المؤلفين (2/ 337)، مفتاح السعادة (1/ 143)، هدية العارفين (1/ 638)، "معيار النظار في علوم الأشعار" للزنجاني تحقيق الدكتور محمّد علي رزق الخفاجي دار المعارف - القاهرة. * ذيل تاريخ بغداد (15/ 313)، تاريخ الإسلام (وفيات 444) ط. تدمري.

2032 - ابن وهبان

الواعظ، وابنه محمّد بن عبد القادر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "روى عنه أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ شيئًا من تصانيفه في القراءات ... ذكر أبو الفضل بن خيرون أن عبد الوهاب بن بكير المقرئ مات يوم الإثنين ودفن يوم الثلاثاء السابع عشر من محرم" أ. هـ. وفاته: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. 2032 - ابن وَهْبان * النحوي، المقرئ: عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي، أمين الدولة، أبو محمد. ولد: سنة (726 هـ) وقيل: (730 هـ) ست وعشرين، وقيل: ثلاثين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: • الدرر: "اشتغل وتمهر وتميز بالعربية والفقه والقراءات والأدب ودرس وولي قضاء حماة من سنة (760 هـ) إلى أن مات". وقال: "كان مشكور السيرة ماهرًا في الفقه والأدب ونظم قصيدة على قافية الراء من البحر الطويل ألف بيت ضمنها غرائب المسائل في مذهب الحنفية وشرحها في مجلدين" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان مشكور السيرة ماهرًا في الفقه والأدب" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "عرف بمهارته في علوم اللغة العربية والفقه والقراءات والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (768 هـ) ثمان وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "درّة الشغوف في مخارج الحروف"، "غاية الاختصار في أصول القراءات". 2033 - ابن بُزْغِش * المقرئ: عبد الوهاب بن بُزْغِش بن عبد الله العِيَّني، أبو الفتح بن أبي محمد. ولد: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخسمائة. من مشايخه: سعد الله بن نصر الله بن الدجاجي، وعبد الوهاب بن محمّد بن الصابوني وغيرهما. من تلامذته: النظام محمّد بن مسلم وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "ختن شيخنا أبي الفرج بن الجوزي. تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وقرأ الخلاف وسمع الحديث الكثير، وكتب بخطه وحصل الأصول وكان حسن المعرفة ¬

_ * الدرر الكامنة (3/ 37)، ذيل العبر لابن العراقي (1/ 232)، السلوك (3/ 1 / 146)، بدائع الزهور (1/ 2 / 63)، تاج التراجم (138)، درة الحجال (3/ 151)، بغية الوعاة (2/ 123)، وجيز الكلام (1/ 157)، الشذرات (8/ 364)، الأعلام (4/ 180)، معجم المؤلفين (2/ 34)، أعلام الفكر في دمشق (235). * ذيل تاريخ بغداد (15/ 329)، التقييد لابن نقطة (373)، التكملة لوفيات النقلة للمنذري (2/ 352)، تاريخ الإسلام (وفيات 612)، ط. بشار، معرفة القراء (2/ 602)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 88)، غاية النهاية (1/ 478)، الشذرات (7/ 95).

2034 - البدري

بالقراءات. وكان صدوقًا، حسن الطريقة، متدينًا، فقيرًا، صبورًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان أحد الموصوفين بالتجويد والمعرفة والإتقان" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "وكان إمام مسجد إسمه قطينة، لأن عبد الوهاب هذا كان يلقب قطينة لبياضه فنسب المسجد إليه" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، إمام، حاذق، صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. 2034 - البدري * اللغوي: عبد الوهاب بن حسن بن أحمد بن مرعي البدري. ولد: سنة (1294 هـ) أربع وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد سعيد النقشبندي، والشيخ قاسم الغواص وغيرهما. من تلامذته: يونس السامرائي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء سامراء: "-ذا- علم وأدب وفضل وتقوى، ودين وصلاح وأخلاق سامية، وصفات جليلة". وقال: "قرأ عيهم -أي شيوخه- الفقه والتفسير والحديث والنحو والصرف والنطق والبلاغة وأحاط بالمعقول والمنقول" أ. هـ. وفاته: سنة (1373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المعاني والبديع والبيان"، و"دحض آراء إيساغوجي في علم المنطق". 2035 - أبو مِسْحَل * النحوي، المقرئ: عبد الوهاب بن حَريِش (¬1) الأعرابي، الملقب بأبي مسحل، أبو محمد. ولد: نحو سنة (170 هـ) سبعين ومائة. من مشايخه: الكسائي، وعلي بن مبارك الأحمر وغيرهما. من تلامذته: ثعلب، ومحمد بن يحيى الكسائي المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان من أهل العلم بالقرآن، ووجوه إعرابه، عارفًا بالعربية" أ. هـ. • الوافي: "قال أبو بكر الصولي، قال ثعلب حدثني أبو مسحل قال: كنت يومًا مع بعض ولد طاهر إذ ذكر شيئًا من التصريف فمر بنا الأصمعي فقال: من هذا الداخل في علمنا؟ فقلت له: والله إنك لتعلم أن ذا ليس من علمك، إنما علمك الشعر واللغة! فقال: وهذا أيضًا! فقلت له: فإن كان كما تزعم فابنِ من رأيت مثل: وصالياتٍ ككما يؤثقين! فسكت" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (474)، تاريخ علماء سامراء (59)، معجم المؤلفين العراقيين (2/ 363)، معجم المؤلفين (2/ 341). * تاريخ بغداد (11/ 25)، إنباه الرواة (2/ 218)، الوافي (19/ 292)، البلغة (108)، غاية النهاية (1/ 478)، بغية الوعاة (2/ 123)، الأعلام (4/ 182). (¬1) في الوافي وبغية الوعاة: عبد الوهاب بن أحمد.

2036 - الحجازي

وفاته: نحو سنة (230 هـ) ثلاثين ومائتين. من مصنفاته: "النوادر" في جزئين، و "الغريب". 2036 - الحُجازِي * النحوي: عبد الوهاب بن عبد الفتاح بن محمود أغا الحجازي. ولد: سنة (1248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: العلامة محمّد فيضي الزهاوي وغيره. من تلامذته: عبد الوهاب النائب وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء بغداد: "كان أقوى العلماء بيانًا وأجودهم حكمة وبرهانًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الأجوبة البصرية على الأسئلة النحوية"، و"هداية الوصول لبيان الفرق بين النبي والرسول". 2037 - ابن الحَنْبَلي * المفسر: عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمّد بن علي الشيرازي الأصل، الدمشقي، أبو القاسم. من شيوخه: حدّث عن أبيه وأبي طالب بن يوسف وغيرهما. من تلامذته: سمع منه أبو بكر بن كامل، ودرّس نظر بن عبد الكريم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان له القبول التام في وعظه ... وكان رئيسًا محتشمًا عالمًا". وقال: "قال حماد الحراني: سمعت السلفي يثني عليه ويقول: كان فاضلًا له لَسَن. وكان كبيرًا في أعين الناس والسلطان. وكان متقدمًا وكان ثقة" أ. هـ. • السير: "أثنى عليه السلفي ووثقه". وقال: "قلت: كان يناظر على قواعد عقائد الحنابلة، جرى بينه وبين الفقيه الفندلاوي بحوث وسب، وكان الفندلاوي أشعريًا، رحم الله الجميع" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن النجار حدث عن والده بحديث منكر" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "شيخ الحنابلة بالشام في وقته، وكان فقيهًا بارعًا وواعظًا فصيحًا وصدرًا معظمًا، ذا حرمة وحشمة وسؤدد ورياصة ووجاهة وجلالة وهيبة. ذكره أبو المعالي بن القلانسي في (تاريخه) فقال كان على الطريقة المرضية والخلال الرضية ووفور العلم وحسن الوعظ، وقوة الدين، والتنزه عما يقدح في أفعال غيره من المتفقهين" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، أصولي، متكلم، من فقهاء الحنابلة" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (465)، معجم المؤلفين العراقيين (2/ 366). * الكامل (11/ 90)، هدية العارفين (1/ 638)، ذيل تاريخ بغداد (1/ 349)، مختصر تنبيه الطالب (124)، العبر (4/ 100)، السير (20/ 103)، تاريخ الإسلام (وفيات 536) ط. تدمري، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 198)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 368)، ذيل طبقات الحفاظ (72)، الشذرات (6/ 185)، معجم المفسرين (1/ 337)، الأعلام (4/ 184) معجم المؤلفين (2/ 343).

2038 - خلاف

وفاته: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "المنتخب" مجلدان فقه، و"البرهان" في أصول الدين. 2038 - خَلّاف * المفسر: عبد الوهاب بن عبد الواحد خلَّاف. ولد: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي من أهل مصر. درّس الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بحامعة القاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أحكام الوقف في الشريعة الإسلامية"، و "نور من القرآن الكريم" تفسير. 2039 - ابن وَرْدان * المقرئ: عبد الوهاب بن أبي الفضل عتيق بن أبي القاسم هبة الله بن الميمون بن عتيق بن وردان، أبو الميمون. ولد: سنة (554 هـ) أربع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من العلامة أبي محمّد عبد الله بن بري النحوي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن حسين السِّيبي وغيرهما. من تلامدته: المنذري، وابن مَسْدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "وكان محبًا لأصحاب الحديث معظمًا لهم ... وكان بيته غالبًا مجمع الحديث من الشيوخ والطلبة أهل البلد والقادمين عليها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن مسدي: ربما غلط وأوهم ولهذا لم يتعرض لتجريح وقد كتب عمن أقبل وأدبر حتى كتب عن الشبان، لم أكثر عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (626 هـ) ست وعشرين وستمائة. 2040 - القيسي * النحوي: عبد الوهاب بن علي بن محمّد القيسي، يكنى أبا محمّد، من أهل مالقة. من مشايخه: أبو العباس بن سيد، وأبو مروان عبد الملك وغيرهما. من تلامدته: صديقه الحاج أبو الحجاج، وإبناه أبو محمّد عبد الله وعبد الرحيم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • صلة الصلة: "تأدب بهم وكان ورعًا زاهدًا أديبًا حافلًا بارع الأدب، لا يُشَقُّ غُباره، إذا نظم أو كتب رشاقة جبل عليها" أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان ورعًا متقللًا من الدنيا أديبًا صاحب نظم ونثر" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان فقيهًا عاقدًا للشروط بصيرًا بعللها ونافذًا في العربية ريان من الأدب ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 338)، الأعلام (4/ 184)، معجم المؤلفين (2/ 341). * التكملة لوفيات النقلة (3/ 245)، السير (22/ 314)، تاريخ الإسلام (وفيات 626) ط. بشار. * صلة الصلة (28)، تكملة الصلة (3/ 110) طبعة جديدة، الذيل والتكملة (5/ 1 / 75).

2041 - ابن سكينة

مجيدًا في النظم والنثر، ناقدًا ورعًا زاهدًا فاضلًا منبسط النفس طريف الدعابة متين الديانة، قليل الرواية نازلها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "كتاب في العروض"، و"نظم مثلث قطرب". 2041 - ابن سُكَينَة * المقرئ: عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الإمام، أبو أحمد، ابن سُكينة، الغدادي، الصوفي، ضياء الدين، الشافعي. ولد: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: زاهر الشحامي، وأبو بكر قاضي المرستان، وأبو غالب الماوردي وغيرهم. من تلامذته: موفق بن قُدامة، وتقي الدين بن الصلاح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان من الصالحين والعباد العاملين لازمًا لطريقة السلف الصالح مشتغلًا بما ينفعه في الآخرة من المتجر الرابح" أ. هـ. • معرفة القراء: "المقرئ الصوفي شيخ العراق في عصره". وقال: "تفقه في المذاهب والخلاف على شيخ الشافعية سعيد بن الرَّزاز وقرأ العربية على ابن الخشاب. ولبس الخرقة من جده لأمه أبي البركات النيسابوري وصحبه ... وطال عمره وانتهت إليه مشيخة العلم، وكان إمامًا صالحًا قدوة، مقرئًا مجودًا كثير المحاسن. ذكره ابن النجار فقال: عُمر حتى حدث بجميع مروياته مرارًا، وقصده الطلبة من البلاد، وكانت أوقاته محفوظة، فلا تمضي له ساعة إلا في قراءة أو ذكر أو تهجد أو تسميع، وكان كثير الحج والمجاورة والطهارة ولا يخرج إلا لحضور جمعة أو عيد أو جنازة ولا يخضر دور الرؤساء ويديم الصوم غالبًا ويستعمل السنة في أموره ويتواضع لجميع الناس وكان ظاهر الخشوع غزير الدمعة، قد ألبس رداء من البهاء وحسن الخلقة وقبول الصورة وجلالة العبارة، وكانت له في القلوب منزلة عظيمة صحبته قريبًا من عشرين سنة وطفت البلاد، فما رأيت أكمل منه، ولا أكثر عبادة ولا أحسن سمتًا وقرأت عليه بالروايات وكان ثقة حجة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال الإمام أبو شامة: وفيها توفي ضياء الدين عبد الوهاب بن سُكينة وحضره أرباب الدولة، وكان يومًا مشهودًا ثم قال: وكان من الأبدال" أ. هـ. • العبر: "آخر من له إجازة الكمال المكبر" أ. هـ. • السير: "عُني بالحديث عناية قوية، وبالقراءات فبرع فيها". وقال: "حدث بمصر والشام والحجاز، وكان ثقة ¬

_ * معرفة القراء (2/ 582)، غاية النهاية (1/ 480)، الكامل (12/ 295)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 201)، تاريخ الإسلام (وفيات 607) ط. بشار، السير (21/ 502)، العبر (5/ 23)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 324)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 60)، البداية والنهاية (13/ 67)، النجوم (6/ 201)، الشذرات (7/ 48)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 73).

2042 - تاج الدين السبكي

فهمًا صحيح الأصول ذا سكينة ووقار" أ. هـ. • البداية والنهاية: "ابن سكينة صوفي، كان بعد من الأبدال" أ. هـ. • النجوم: "كان فاضلًا محدثًا عابدًا زاهدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (607 هـ) سبع وستمائة. 2042 - تاج الدين السبكي * اللغوي: عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي، تاج الدين. ولد: سنة (727 هـ)، وقيل: (728 هـ) سبع وعشرين، وقيل: ثمان وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: المزي، والذهبي، وزينب بنت الكمال وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "اشتغل بالفقه والأصول والعربية حتى مهر وهو شاب" أ. هـ. • البدر الطالع: "لازم الاشتغال بالفقه والأصول والعربية. كان ذا بلاغة وطلاقة جيد البديهة، طلق اللسان، حسن النظم والنثر" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "ومن أسباب انتشار المذهب الأشعري أن جمهرة من العلماء اعتمدوه ونصروه، وخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين، والأعلام الذين تبنوه: الباقلاني، وابن فورك، والبيهقي، والإسفراييني والشيرازي، والجويني، والقشيري، والبغدادي، والغزالي، والرازي، والآمدي، والعز بن عبد السلام، وبدر الدين بن جماعة، والسبكي، وغيرهم كثير، ولم يكن هؤلاء أشاعرة فقط، بل كانوا مؤلفين ودعاة إلى هذا المذهب، ولذلك ألفوا الكتب العديدة، وتخرج على أيديهم عدد كبير من التلاميذ" أ. هـ. • مذهب أهل التفويض: "مؤرخ فقيه شافعي، بحاثة أشعري متعصب" أ. هـ. • قلت: إليك بعض النقولات من كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) التي تبين لك كيف يدافع عن أئمة الأشاعرة وكيف يتطاول على شيخه الذهبي في كثير من مواضع هذا الكتاب. فقال (2/ 12): "ومما ينبغي أن يُتفقد عند الجرح حالُ العقائد واختلافها، بالنسبة إلى الجارح والجروح، فربما خالف الجارج الجروح في العقيدة فجرحه لذلك، واليه أشار الرافعي بقوله: وينبغي أن يكون المزكّون بُرآء من الشَّحناء والعصبية في المذهب، خوفًا من أن يحملهم ذلك على جرح عدل أو تزكية فاسق، وقد وقع هذا لكثير من الأئمة، جُرِّحوا بناءً على معتقدهم وهم المخطئون، والجروح مصيب. وقد أشار شيخ الإسلام سيد المتأخرين تقي الدين بن دقيق العيد في كتابه "الاقتراح" إلى هذا، وقال: أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها ¬

_ * المعجم المختص (108)، الوفيات لابن رافع (2/ 362)، الوافي (17/ 315)، الدرر الكامة (3/ 39)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 140)، ذيل العبر للعراقي (2/ 303)، المنهل الصافي (7/ 385)، النجوم (11/ 108)، بدائع الزهور (1/ 2 / 98)، الدارس (1/ 37)، السلوك (3/ 1 / 187)، الشذرات (8/ 378)، البدر الطالع (1/ 410)، الأعلام (4/ 184)، معجم المؤلفين (2/ 343)، القلائد الجوهرية (2/ 51)، الرسالة المستطرفة (105)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 502)، مذهب أهل التفويض (65).

طائفتان من الناس، المحدثون والحكام. قلت: ومن أمثلة ما قدمنا قول بعضهم في البخاري: تركه أبو زرعة وأبو حاتم، من أجل مسألة اللفظ. فيالله والمسلمين! أيجوز لأحد أن يقول البخاريّ متروك! وهو حامل لواء الصناعة، ومقدَّم أهل السنة والجماعة! ثم يالله والمسلمين، أتجعل ممادحه مذامّ! فإن الحق في مسألة اللفظ معه، إذ لا يستريب عاقل من المخلوقين في أن تلفظه من أفعاله الحادثة التي هي مخلوقة لله تعالى، وإنما أنكرها الإمام أحمد - رضي الله عنه - لبشاعة لفظها. ومن ذلك قول بعض المجسِّمة في أبي حاتم ابن حبان: لم يكن له كبير دين، نحن أخرجناه من سجستان، لأنه أنكر الحدَّ لله. فيا ليت شعري من أحق بالإخراج؟ من يجعل ربه محدودًا أو من ينزِّهه عن الجسمية؟ ! وأمثة هذا تكثر، وهذا شيخنا الذهبي رحمه الله من هذا القبيل، له علم وديانة، وعنده على أهل السنة تحمّل مفرط، فلا يجوز أن يعتمد عليه. ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي رحمه الله ما نصه: الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي لا أشك في دينه وورعه وتحرِّيه فيما يقوله الناس، ولكنه غلب عيه مذهب الإثبات، ومنافرة التأويل، والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافًا شديدًا عن أهل التنزيه، وميلًا قويًّا إلى أهل الإثبات، فإذا ترجم واحدًا منهم يُطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن، ويبالغ في وصفه، ويتغافل عن غلطاته، ويتأول له ما أمكن، وإذا ذكر أحدًا من الطرف الآخر كإمام الحرمين، والغزالي ونحوهما، لا يبالغ في وصفه، ويكثر من قول من طعن فيه، ويعيد ذلك ويبديه، ويعتقده دينا، وهو لا يشعر، ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها؛ وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها. وكذلك فعله في أهل عصرنا، إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته: والله يصلحه، ونحو ذلك. وسببه المخالفة في العقائد. انتهى. والحال في حق شيخنا الذهبي أزيد مما وصف، وهو شيخنا ومعلِّمنا، غير أن الحق أحقُّ أن يُتبع. وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يُسخر منه. وأنا أخشى عليه يوم القيامة من غالب علماء المسلمين، وأئمتهم الذين حملوا لنا الشريعة النبوية، فإن غالبهم أشاعرة، وهو إذا وقع بأشعري لا يُبقي ولا يَذر. والذي اعتقده أنهم خصماؤه يوم القيامة عند من لعل أدناهم عنده أوجه منه. فالله المسؤول أن يخفف عنه، وأن يلهمهم العفو عنه، وأن يشفعهم فيه. والذي أدركنا عليه المشايخ النهيُ عن النظر في كلامه، وعدم اعتبار قوله، ولم يكن يستجري أن يُظهر كتبه التاريخية إلا لمن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يُعاب عليه. وأما قول العلائي رحمه الله: "دينه وورعه وتحريه فيما يقوله"، فقد كنت أعتقد ذلك، وأقول عند هذه الأشياء [إنه] ربما اعتقدها دينا، ومنها أمور أقطع بأنه يعرف بأنها كذب، وأقطع بأنه لا يختلقها، وأقطع بأنه يجب وضعها في كتبه لتنشر، وأقطع بأنه يحب أن يعتقد سامعها صحتها، بغضًا للمتحدث فيه، وتنفيرًا للناس عنه، مع قلة

معرفته بمدلولات الألفاظ، ومع اعتقاده أن هذا مما يوجب نصر العقيدة التي يعتقدها هو حقًّا، ومع عدم ممارسته لعلوم الشريعة، غير أني لما أكثرت بعد موته النظر في كلامه عند الاحتياج إلى النظر فيه، توقفت في تحرِّيه فيما يقوله، ولا أزيد على هذا غير الإحالة على كلامه، فلينظر كلامَه من شاء، ثم يبصر هل الرجل متحرٍّ عند غضبه أو غير متحرٍّ، وأعني بغضبه: وقت ترجمته لواحد من علماء المذاهب الثلاثة المشهورين، من الحنفية، والمالكية والشافعية، فإني أعتقد أن الرجل كان إذا مد القلم لترجمة أحدهم غضب غضبًا مفرطًا، ثم قرْطم الكلام ومزقه، وفعل من التعصب ما لا يخفى على ذي بصيرة، ثم هو مع ذلك غير خبير لمدلولات الألفاظ كما ينبغي، فربما ذكر لفظة من الذم لو عقل معناها لما نطق بها، ودائمًا أتعجب من ذكره الإمام فخر الدين الرازي في كتاب "الميزان" في الضعفاء، وكذلك السيف الآمدي، وأقول: يالله العجب! هذان لا رواية لهما، ولا جرَّحهما أحد، ولا سُمع من أحد أنه ضعّفهما فيما ينقلانه من علومهما، فأيّ مدخل لها في هذا الكتاب؟ ثم إنا لم نسمع أحدًا يسمى الإمام فخر الدين بالفخر، بل إمّا الإمام، وإما ابن الخطيب، وإذا تُرجم كان من المحمّدين، فجعله في حرف الفاء، وسماه الفخر، ثم حلف في آخر الكتاب أنه لم يتعمد فيه هوى نفسه، فأي هوى نفس أعظم من هذا. فأما أن يكون ورّى في يمينه، أو استثنى غير الرواة، فيقال له: فلم ذكرت غيرهم؟ وإما أن يكون اعتقد أن هذا ليس هوى نفس، وإذا وصل إلى هذا الحد والعياذ بالله فهو مطبوع على قلبه". وقال في طبقاته (2/ 22): "إن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس، ورفعوا أناسًا؛ إما لتعصب أو لجهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به، أو غير ذلك من الأسباب. والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل. وكذلك التعصب قل أن رأيت تاريخًا خاليًا من ذلك. وأما تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله له، فإنه على حسنه وجمعه مشحون بالتعصب المفرط، لا واخذه الله، فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين، أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعيين والحنفيين، ومال فأفرط على الأشاعرة، ومدح فزاد في المجسِّمة. هذا وهو الحافظ المِدْرَه والإمام المبجّل؛ فما ظنك بعوامّ المؤرخين! فالرأي عندنا أن يُقبل مدح ولا ذم من المؤرخين إلا بما اشترطه إمام الأئمة وحبر الأمة، وهو الشيخ الإمام الوالد رحمه الله حيث قال، ونقلته من خطه في مجاميعه: يشترط في المؤرخ الصدقُ، وإذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى، وألا يكون ذلك الذي نقله أخذه في المذاكرة، وكتبما بعد ذلك، وأن يسمّى المنقول عنه. فهذه شروط أربعة فيما ينقله. ويشترك فيه أيضًا لما يترجمه من عند نفسه ولما عساه يطول في التراجم من النقول ويقصد أن يكون عارفًا بحال صاحب الترجمة؛ علمًا ودينًا وغيرهما من الصفات، وهذا عزيز جدًّا، وأن يكون حسن العبارة، عارفًا بمدلولات الألفاظ، وأن يكون حسن التصور، حتى يتصور حال

ترجمته جميع حال ذلك الشخص، ويعبر عنه لا تزيد عليه ولا تنقص عنه، وأن لا يغلبه الهوى فيخيَّل إليه هواه الإطناب في مدح من يحبه والتقصير في غيره، بل إما أن يكون مجردًا عن الهوى وهو عزيز، وإما أن يكون عنده من العدل ما يقهر به هواه ويسلك طريق الإنصاف. فهذه أربعة شروط أخرى، ولك أن تجعلها خمسة؛ لأن حسن تصوره وعلمه قد لا يحصل معهما الاستحضار حين التصنيف، فيُجعل حضور التصور زائدًا على حسن التصور والعلم. فهي تسعة شروط في المؤرخ، وأصعبها الاطلاع على حال الشخص في العلم، فإنه يحتاج إلى المشاركة في علمه والقرب منه، حتى يعرف مرتبته. انتهى. وذكر أن كتابته لهذه الشروط كانت بعد أن وقف على كلام ابن مَعين في الشافعي، وقول أحمد بن حنبل: إنه لا يعرف الشافعي، ولا يعرف ما يقول. قلت: وما أحسن قوله: ولما عساه يطول في التراجم من النقول ويقصر. فإنه أشار به إلى فائدة جليلة، يغفل عنها كثيرون، وبحترز منها الموفَّقون، وهي تطويل التراجم وتقصيرها؛ فربّ محتاطٍ لنفسه لا يذكر إلا ما وجده منقولًا، ثم يأتي إلى من يُبغضه فينقل جميع ما دُكر من مذامّه، ويحذف كثيرًا مما نقل من ممادحه، ويجيء إلى من يحبه فيعكس الحال فيه، ويظن المسكين أنه لم يأت بذنب؛ لأنه ليس يجب عليه تطويل ترجمة أحد، ولا استيفاء ما ذكر من ممادحه، ولا يظن المغترّ أن تقصيره لترجمته بهذه النية، استزراءٌ به، وخيانة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين في تأدية ما قيل في حقه؛ من حمد وذم، فهو كمن يُذكر بين يديه بعض الناس فيقول: دعونا منه، وإنه عجيب، أو الله يصلحه، فيظن أنه لم يغتبه بشيء من ذلك، وما يظن أن ذلك من أقبح الغيبة. ولقد وقفت في تاريخ الذهبي رحمه الله على ترجمة الشيخ الموفق ابن قدامة الحنبلي، والشيخ فخر الدين بن عساكر، وقد أطال تلك وقصر هذه، وأتى بما لا يشك لبيب أنه لم يحمله على ذلك إلا أن هذا أشعري وذاك حنبلي، وسيقفون بين يدي رب العالمين. وكذلك ما أحسن قول الشيخ الإمام: وأن لا يغلبه الهوى. فإن الهوى غلّاب، إلا لمن عصمه الله. وقوله: فإما أن يتجرد عن الهوى، أو يكون عنده من العدل ما يقهر به هواه. عندنا فيه زيادة، فيقول: قد لا يتجرد من الهوى، ولكن لا يظنه هوى، بل يظنه لجهله أو بدعته حقًّا، وذلك لا يتطلب ما يقهر هواه؛ لأن المستقر في ذهنه أنه محقٌ؛ كما يفعل كثير من المتخالفين في العقائد بعضهم في بعض، فلا ينبغي أن يُقبل قول مخالف في العقيدة على الإطلاق، إلا أن يكون ثقة، وقد روى شيئًا مضبوطًا عاينه أو حققه. وقولنا: مضبوطًا. احترزنا به عن رواية ما ينضبط من التُّرَّهات، التي لا يترتب عليها عند التأمل والتحقق شيء. وقولنا: عاينه أو حققه. ليخرج ما يرويه عمن غلا أو رخص؛ ترويجًا لعقيدته.

وما أحسن اشتراطه العلم ومعرفة مدلولات الألفاظ، فلقد وقع كثيرون لجهلهم بهذا. وفي كتب المتقدمين جرح جماعة بالفلسفة، ظنًّا منهم أن علم الكلام فلسفة، إلى أمثال ذلك مما يطول عدُّه. فقد قيل في أحمد بن صالح الذي نحن في ترجمته: إنه يتفلسف. والذي قال هذا لا يعرف الفلسفة. وكذلك قيل في أبي حاتم الرازيّ، وإنما كان رجلًا متكلمًا. وقريب من هذا قول الذهبي في المِزِّيّ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة المزيّ في الطبقة السابعة أن يعرف مضايق المعقول، ولم يكن المِزِّيّ ولا الذهبي يدريان شيئًا من المعقول. والذي أفتي به، أنه لا يجوز الاعتماد على كلام شيخنا الذهبيّ في ذم أشعريٍّ ولا شكر حنبليٍّ. والله المستعان". وقال السبكي خلال ترجمته لأبي الحسن الأشعري (3/ 352): "وأنت إذا نظرت ترجمة هذا الشيخ، الذي هو شيخ السنة وإمام الطائفة في "تاريخ شيخنا الذهبي"، ورأيت كيف مزَّقها، وحار كيف يصنع في قدْره، ولم يمكنه البَوْحُ بالغَضِّ منه، خوفًا من سيف أهل الحق، ولا الصبر عن السكوت، لما جُبلت عليه طوَّيته من بُغضه، بحيث اختصر ما شاء الله أن يختصر في مدحه، ثم قال في آخر الترجمة: من أراد أن يتبحر في معرفة الأشعري فعليه بكتاب "تبين كذب المفتري" لأبي القاسم ابن عساكر، اللهم توفَّنا على السنة وأدخلنا الجنة، واجعل أنفسنا مطمئنة، تحب فيك أولياءك، ونُبغض فيك أعداءك، ونستغفر للعصاة من عبادك، ونعمل بمُحكم كتابك، ونؤمن بمُتشابهه، ونصفك بما وصف به نفسك، انتهى. فعند ذلك تقضي العجب من هذا الذهبيّ، وتعلم إلى ماذا يشير المسكين! فويحه ثم ويحه. وأنا قد قلت غير مرة: إن الذهبي أستاذي، وبه تخرَّجت في علم الحديث، إلا أن الحق أحقُّ أن يُتبع، ويجب على تبيين الحق، فأقول: أما حوالتك على "تبيين كذب المفتري" وتقصيرك في مدح الشيخ، فكيف يسعك ذلك؟ مع كونك لم تترجم مجسِّمًا يشبِّه الله بخلقه إلا واستوفيت ترجمته، حتى إن كتابك مشتمل على ذكر جماعة من أصاغر المتأخرين من الحنابلة، الذي لا يُؤبه إليهم، وقد ترجمت كل واحد منهم بأوراق عديدة، فهل عجزت أن تعطيَ ترجمة هذا الشيخ حقها وتترجمه، كما ترجمت من هو دونه بألف ألف طبقة، فأيُّ غرض وهوى نفس أبلغ من هذا؟ وأقسم بالله يمينًا برَّه ما بك إلا أنك لا تحب شياع اسمه بالخير، ولا تقدر في بلاد المسلمين على أن تفصح فيه بما عندك من أمره، وما تضمره من الغَضِّ منه، فإنك لو أظهرت ذلك لتناولتك سيوف الله؛ وأما دعاؤك بما دعوت به فهل هذا مكانه يا مسكين؟ وأما إشارتك بقولك "ونبغض أعداءك" إلى أن الشيخ من أعداء الله، وأنك تبغضه، فسوف تقف معه بين يدي الله تعالى، يوم يأتي وبين يديه طوائف العلماء من المذاهب الأربعة، والصالحين من الصوفية، والجَهابذة الحفّاظ من المحدثين، وتأتي أنت تتكَّسع في ظلم التجسيم، الذي تدّعي أنك

2043 - أبو إسحاق المكي

بريء منه؛ وأنت من أعظم الدعاة إليه، وتزعم أنك تعرف هذا الفن، وأنت لا تفهم فيه نقيرًا ولا قطميرا، وليت شِعْرِي! من الذي يصف الله بما وصف به نفسه؟ ومن شبّهه بخَلقه؟ أم من قال: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} والأولى بي على الخصوص إمساك عنان الكلام في هذا المقام، فقد أبلغتُ، ثم أحفظ لشيخنا حقه وأمسك" أ. هـ. وفاته: سنة (771 هـ) إحدى وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح مختصر ابن الحاجب"، و "شرح منهاج البيضاوي" وغيرها. 2043 - أبو إسحاق المكي * المقرئ: عبد الوهاب بن فليح بن رياح، أبو إسحاق المكي، مولى عبد الله بن عامر بن كُرَيز. من مشايخه: داود بن شبل بن عباد، ومحمد بن بَزيع وغيرهما. من تلامذته: إسحاق بن أحمد الخُزاعي، ومحمد بن عمران الدِّينوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن: قال سئل أبي عنه فقال: مكي صدوق" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام أهل مكة في القراءة في زمانه، صدوق" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال النقاش: نا محمّد بن عمران: سمعت عبد الوهاب بن فُليح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسًا منهم مَنْ قرأت عليه، ومنهم من سألته عن الحروف المكية". وفاته: في حدود سنة (250 هـ) خمسين ومائتين، وقال بعضهم توفي (270 هـ) سبعين ومائتين، وهو بعيد. كما قال الذهبي. 2044 - أبو وهب * اللغوي: عبد الوهاب بن محمّد بن عبد الرؤوف، أبو وهب بن عبد الرزاق. كلام العلماء فيه: • البلغة: "كان بصيرًا بالعربية، حاذقًا بارعًا وكان سناطًا. والسناط من لا لحية له، وكان يسخر من صاحب اللحية ومن شعره في ذلك: ليس بمن ليست له لحيةٌ ... بأس إذا حَصَّلْتَه ليسا وصاحبُ اللحية مستقبحٌ ... يشبه في طلعته التبسا إن هبت الريح تلاهت به ... وماست به الريح ميسا وكان ذا كبر عظيم وبأو مفرط، ويظهر مع ذلك زهادة". • بغية الوعاة: "سماه عبد الوهاب بن محمّد بن عبد الرؤوف. وكان بصيرًا بالعريية، حاذقًا فيها" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 180)، غاية النهاية (1/ 480)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 73)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة والعشرين) ط. تدمري، الثقات لابن حبان (8/ 411). * البلغة (139)، بغية الوعاة (2/ 124).

2045 - ابن رامين

2045 - ابن رامين * المفسر: عبد الوهاب بن محمّد بن عمر البغدادي، نور الدين، المعروف بابن رامين. من مشايخه: أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي وغيره. كلام العلماء فيه: معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الشافعية، من أهل بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "الاستغناء" في تفسير القرآن. 2046 - ابن عبد القُدّوس * المقرئ: عبد الوهاب بن محمّد بن عبد الوهاب بن عبد القدوس، القرطبي، أبو القاسم. ولد: سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مشايخه: أبو على الأهوازي، وأبو القاسم الزيدِي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم خلف بن النحاس، وعلي بن أحمد بن كرز وغيرهما. كلام العلماء فيه: الصلة: "كان من جُلة المقرئين، ومن الخطباء الحفاظ الجودين، عارفًا بالقراءات وطرقها، حسن الضبط لها" أ. هـ. غاية النهاية: "مقرئ محرر أستاذ كامل متقن كبير رحال ... " أ. هـ. الأعلام: "كانت الرحلة إليه في وقته، وكان عجبًا في تحرير القراءات ومعرفة فنونها" أ. هـ. وفاته: سنة (461 هـ) إحدى وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "المفتاح" في القراءات. 2047 - الفَامِي * المفسر: عبد الوهاب بن محمّد بن عبد الوهاب بن محمّد، الفامي، الفارسي، الفقيه الشافعي، أبو محمد. ولد: سنة (414 هـ) أربع عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن الليث الحافظ، ومحمد ابن أحمد بن عبدان بن عبدك الحبال وغيرهما. من تلامذته: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو الفضل بن ناصر وغيرهما. كلام العلماء فيه: ميزان الاعتدال: "رمي بالاعتزال وعُزل ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 339)، هدية العارفين (1/ 637)، معجم المؤلفين (2/ 346). * الصلة (1/ 362)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 96)، معرفة القراء (1/ 453)، تاريخ الإسلام (وفيات 461) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 482)، نفح الطيب (3/ 379)، الأعلام (4/ 185)، معجم المؤلفين (2/ 346)، كشف الظنون (2/ 1770)، هدية العارفين (1/ 637). * هدية العارفين (1/ 637)، ذيل تاريخ بغداد (1/ 390)، المنتظم (17/ 104)، الكامل (10/ 439)، السير (19/ 248)، تاريخ الإسلام وفيات (500)، ميزان الاعتدال (4/ 436)، الوافي (19/ 329)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 229)، البداية والنهاية (12/ 180)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 273)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 292)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 370)، الشذرات (5/ 428)، معجم المفسرين (1/ 339)، الأعلام (4/ 185)، معجم المؤلفين (2/ 346).

2048 - ابن الصابوني

فتسحّب". وقال: "سأله بعض أصدقائي -أي الطَّرقيّ- عن جامع الترمذي: هل سمعته فقال: ما الجامع؟ ومن أبو عيسى الترمذي ما سمعت بهذا الكتاب قط، ثم رأيته بعدُ يسميّه في مسموعاته. قال الطرقي: فلما أراد عبد الوهاب أن يُملي في جامع القصر قلت له: لو استعنت بحافظ؟ فقال: إنما يفعل ذلك من قلَّت معرفته، إنما حفظي يُغنيني فأملى، وامتُحنتُ بالاستملاء عليه، فرأيته يسقط رجُلًا ويبدل رجلًا برجل، ويجعل الرجل اثنين وفضائح، فجاء الحسن بن سفيان، حدثنا يزيد بن زُريع، فأمسك أهلُ المجلس، وأثاروا إليّ. قلت: سقط محمّد بن منهال، أو أمية بن بسطام، فقال: اكتبوا كما في أصلي" أ. هـ. الوافي: "قال -أي المترجم له- صنفت سبعين تأليفًا في ثمانية عشر عامًا، ولي كتاب في التفسير ضمنته مائة ألف بيت شاهدًا. وقد رمى بالاعتزال حتى فر بنفسه. وأملى حديثًا متنه (صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين) فصحف وقال: كنار في غلس! فسُئل: ما معناه؟ فقال: النارُ في الغلس تكون أضؤا! " أ. هـ. طبقات الشافعية للإسنوي: "قال السمعاني: كانت له يد في المذهب، وقال ابن منده: إنه أحفظ من رأيناه لمذهب الشافعي" أ. هـ. طبقات المفسرين للداودي: "وكان يملي الحديث إلا أنه ربما صحف التصحيف الشنيع فرد عليه فلم يرجع وربما أسقط من الإسناد وحاصل أمره أنه ذو وهم بالغ في الكثرة" أ. هـ. وفاته: سنة (500 هـ) خمسمائة. من مصنفاته: "كتاب الفقهاء"، و"كتاب الآحاد"، وألف تفسيرًا ضمنه مائة ألف بيت شعر شواهد للتفسير. 2048 - ابن الصابوني * المقرئ: عبد الوهاب بن محمّد بن الحسين المالكي، البغدادي الصابوني، أبو الفتح، أبوه: الخفّاف الحنبلي. ولد: سنة (482 هـ)، وقيل: (281 هـ) اثنتين وثمانين، وقيل: إحدى وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: قرأ بالعشر على ابن بدران، وأبي العز القَلانسي، وسمع من ابن الطيوري وغيرهم. من تلامذته: روى سبطه عمر بن كرم له، وابن الأخضر وغيرهما. كلام العلماء فيه: الأنساب: "صدوق صالح، حسن السيرة بكتاب الله، يأكل من كدِّ يده" أ. هـ. السير: "وكان يصنع خِفاف النساء" أ. هـ. ذيل تاريخ بغداد: "وكان قيمًا بمعرفة القراءات، وطرق الروايات، تقيًا صدوقًا، صالحًا، حسن الطريقة ... ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (15/ 386)، الأنساب (5/ 178)، اللباب (3/ 87)، العبر (4/ 160)، السير (20/ 354)، تاريخ الإسلام (وفيات 556) ط. تدمري، معرفة القراء (2/ 523)، الوافي (19/ 330)، غاية النهاية (1/ 481)، النجوم (5/ 361)، الشذرات (6/ 296)، معجم المؤلفين (2/ 346).

2049 - أبو محمد الشهبي

من ساكني الجعفرية ... وهو حنبلي المذهب" أ. هـ. وفاته: سنة (556 هـ) ست وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: من آثاره أربعون حديثًا. 2049 - أبو محمّد الشَّهَبي * النحوي، اللغوي: عبد الوهاب بن محمّد بن عبد الوهاب بن ذؤيب الأسدي كمال الدين، أبو محمّد الشهبي الشافعي. ولد: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة. من مشايخه: الشيخ تاج الدين الفزاري، ولازم أخاه الشيخ شرف الدين وأخذ عنه النحو واللغة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "الشيخ الإمام العالم شيخ الطلبة ومفيدهم ... وكان بارعًا في الفقه والنحو ... وكان يعتكف جميع شهر رمضان ولم يتزوج قط. متقللًا من الدنيا" أ. هـ. • المنهل الصافي: "كان فقيهًا، عالمًا، فاضلًا، بارعًا تصدر للإفتاء والتدريس مدة طويلة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "عرف النحو حتى صار دليلًا يرشد إليه وعلمًا دالًا عليه ... وكان حسن التفهيم والخلق لين الجانب معظمًا في الصدور ... وكان عنده وسواس" أ. هـ. طبقات الشافعية: "كان عارفًا بالمذهب والنحو، مجدًا في تعليم الطلبة، يشغلهم مدة مديدة بالجامع الأموي" أ. هـ. وفاته: سنة (726 هـ) ست وعشرين وسبعمائة. 2050 - ابن السَّلار * اللغوي، المقرئ: عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم بن السلار بن محمود بن بختيار، أمين الدولة. ولد: سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مشايخه: ابن بضحان، والتقي الصائغ، وسمع من أسماء بنت صصري وغيرهم. من تلامذته: شمس الدين ابن الجزري وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "كان إمامًا خيرًا دينًا منقطع القرين جامعًا لفنون من العلم كالنحو والفقه والتفسير" أ. هـ. • الدرر: "ألف في القراءات وكان يقرئ العربية والفرائض. وله خطب مدونة. وكان يقظًا دينًا صحيح النقل" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان ثقة صحيح النقل وحضر دروسه الأعيان وأثنوا عليه". • الوجيز: "صاحب المؤلفات المفيدة المحررة في فنه ... وكان مع ذلك عارفًا بالفرائض والعربية، صحيح النقل، مشاركًا في الفقه" أ. هـ. ¬

_ * البداية والنهاية (14/ 131)، المنهل الصافي (7/ 397)، طبقات الشافعية للسبكي (10/ 124)، الدرر الكامنة (3/ 44)، بغية الوعاة (2/ 124). * الدرر الكامنة (3/ 45)، إنباء الغمر (2/ 29)، غاية النهاية (1/ 482)، وجيز الكلام (1/ 252)، الشذرات (8/ 274)، الأعلام (4/ 186)، معجم المؤلفين (2/ 247).

2051 - أبو محمد النهشلي

• الأعلام: "قال ابن قاضي شهبة: دفن عند قبر ابن تيمية وكان يعد في أصحابه وهو متزوج بعض أقاربه" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف في القراءات، وله نظم، وخطب مدونة. 2051 - أبو محمّد النَّهْشَلي * المقرئ: عبيد بن الصَّبَّاح بن أبي شريح بن صبيح، أبو محمّد النهشلي، الكوفي، ثم البغدادي، وهو أخو عمرو بن الصَّبَّاح (¬1). من مشايخه: حفص -وهو من أجل أصحابه- وغيره. من تلامذته: أحمد بن سهل الأشناني، وعبد الصمد بن محمّد العينوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال عليّ بن محمّد الهاشمي شيخ ابن غلبون: حدثنا الأشناني قال: قرأتُ على عبيد فكان ما علمته من الورعين المتقين" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء ضابط صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين، وقيل: (219 هـ) تسع عشرة ومائتين، ورجح ابن الجزري الثاني. 2052 - التيمي * النحوي، اللغوي: عبيدة بن حُميد بن صهيب، أبو عبد الرحمن التيمي الكوفي، الحذّاء. ولد: سنة (107 هـ) سبع ومائة. من مشايخه: سمع منصور بن المعتمر، والأعمش وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن حنبل، وعمرو بن محمّد الناقد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "عبيدة بن حميد شيخ كتب النّاس عنه ولم يكن من الحفاظ المتقنين. قال يحيى بن معين: عبيدة بن حميد لم يكن به بأس أ. هـ. قال زكريا الساجي: قال: عبيدة بن حميد ليس بالقوي في الحديث وهو من أهل الصدق" أ. هـ. • المنتظم: "كان كوفيًا وكان أحمد يثني عليه، وكان مؤدبًا للأمين .. قال محمّد بن سعد: عبيدة بن حميد كان ثقة صالحًا، صالح الحديث صاحب نحو وعربية، وقراءة قرآن" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وثقه أحمد ويحيى بن معين .. " أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 495)، معرفة القراء (1/ 204)، تاريخ الإسلام (وفيات 235) ط. تدمري. (¬1) قال أبو عليّ الأهوازي: وليس عمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح بأخوين، وقال الحافظ أبو عمرو الداني: هما أخوان. وذكر ابن الجزري أن بعضهم. أغرب فقال هما: واحد أ. هـ. معرفة القراء. * تاريخ بغداد (11/ 120)، المنتظم (9/ 187)، السير (8/ 508)، العبر (1/ 306)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 190) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (5/ 33)، تهذيب التهذيب (7/ 73)، الوافي (19/ 436)، الشذرات (2/ 417)، الأعلام (4/ 199)، بغية الوعاة (2/ 131)، طبقات ابن سعد (7/ 329)، التاريخ الكبير (6/ 86)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 92)، الثقات لابن حبان (7/ 162)، تقريب التهذيب (654).

2053 - الخزاعي

• السير: "قال ابن عمار: ثقة .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان حجة ثبتًا عالمًا صاحب حديث ونحو وعربية وقرآن". وقال: "روى عُثْمَان الدارمي، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بخت، عابوه بأنه يقعد عند أصحاب الكتب. وقال عبد الله بن علي بن المَدِيني، عن أبيه: أحاديثه صحاح، وما رويت عنه شيئًا، وضعّفه، وقال في موضع آخر: ما رأيت أصح حديثًا منه" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال العجلي: لا بأس به ... " أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق نحويّ ربما أخطأ" أ. هـ. وفاته: سنة (190 هـ) تسعين ومائة. 2053 - الخُزَاعِي * المقرئ: عُبَيد بن نضيلة (وقيل: نضلة)، أبو مُعَاوية الخزاعي الكوفي. من مشايخه: سمع من المغيرة بن شعبة، ومسروق، وعَبِيدة السَّلْماني وغيرهم. من تلامذته: حُمران بن أعْيَن، ويحيى بن وثاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التاريخ الكبير: "قال عاصم: تعلم يحيى بن وثاب من عبيد آية آية وكان والله قارئًا للقرآن" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال العجلي: كوفي تابعي ثقة وقال النسائي: ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مقرئ أهل الكوفة في زمانه، ويقال: إنه قرأ على ابن مسعود رواه يحيى بن آدم، عن الكسائي، عن أبي محمّد الأنصاري، عن الأعمش قال: قرأت على يحيى بن وثاب، قلت: فيحيى على من قرأ؟ قال: على عبيد بن نُضيلة وقرأ عبيد على ابن مسعود" أ. هـ. • البداية: "وهو مقرئ أهل الكوفة، مشهور بالخير والصلاح .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "تابعي ثقة ..... وقال عنه الكسائي: كان من خيار أصحاب عبد الله روى له الجماعة سوى البخاري" أ. هـ. وفاته: سنة (72 هـ)، وقيل: (75 هـ) اثنتين، -وقيل: خمس- وسبعين. 2054 - النَّسَائِي التَّفْتَازانِي * المفسر: عبيد الله بن إبراهيم بن أبي بكر النسائي التفتازاني. من مشايخه: نصر الله الخشني، وإسماعيل بن ¬

_ * تهذيب الكمال (19/ 239)، تاريخ الأعلام (الطبقة السابعة) ط. تدمري، البداية (10/ 333)، تهذيب التهذيب (7/ 68)، غاية النهاية (1/ 497)، الوافي (19/ 428)، وفيه توفي بحدود الثمانين، طبقات ابن سعد (6/ 117)، التاريخ الكبير للبخاري (6/ 5)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 3)، الثقات لابن حبان (5/ 138)، تهذيب التهذيب وتقريب التهذيب لابن حجر والكاشف للذهبي. * معجم المفسرين (1/ 340)، طبقات المفسرين للسيوطي (63)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 375)، اللباب (1/ 178)، الأنساب (1/ 471)، تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا في عشر الخمسين وخمسمائة) ط. تدمري.

2055 - جخجخ

عبد الغافر، وصاعد بن سيار وغيرهم. من تلامذته: عبد الرحيم بن السمعاني، وعبد الكريم السمعاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "إمام فاضل عارف بالتفسير والقراءات والمذهب والأصول حسن الوعظ"أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي "قال ابن السمعاني (¬1): كان إمامًا مفننًا مفسرًا محدثًا، واعظًا، مشتغلًا بالعبادة يتولى الحرث والحصاد بنفسه ويأكل من كدِّه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. 2055 - جُخْجُخ * النحوي: عبيد الله بن أحمد بن محمد، المعروف بحخجخ .. - وقيل جحجح- أبو الفتح. ولد: سنة (286 هـ) ست وثمانين ومائتين. من مشايخه: سمع البغوي وطبقته وابن دريد وغيرهم. من تلامذته: سمع منه أبو الحسين بن الفرات ومحمد بن أبي الفوارس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان ثقة .. صحيح الكتاب كتب بخطه حتى قال الناس، إن يدَّه من حديد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب العزلة والانفراد" وكتاب "الحديث المسند" وكتاب "مجالسات العلماء" وغيرها. 2056 - ابن البّواب * المقرئ: عبيد الله بن أحمد بن يعقوب البغدادي، أبو الحسين بن البواب. من مشايخه: الحسن بن الحسين الصواف، وإسماعيل بن موسى الحاسب وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن محمّد الخلال، وعبيد الله الأزهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال العتيقي ... وكان ثقة مأمونًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وثقة الزهري" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ثقة" أ. هـ. * السير: "الإمام المقرئ المحدث" أ. هـ. وفاته: سنة (376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة، في عشر التسعين. ¬

_ (¬1) لم نجد ما ذكره عن ابن السمعاني في الأنساب. وما ذكره عن ابن السمعاني في الأنساب قد أثبتناه.-ولعل هذا منقول من مكان آخر أو أن القائل عبد الرحيم بن السمعاني تلميذه الآخر والله أعلم. * تاريخ بغداد (10/ 358)، المنتظم (14/ 199)، نزهة الألباء (226)، معجم الأدباء (4/ 1574)، الوافي (19/ 346)، بغية الوعاة (2/ 126)، روضات الجنات (5/ 175)، معجم المؤلفين (2/ 349)، إنباه الرواة (2/ 152). * غاية النهاية (1/ 486)، تاريخ الإسلام (وفيات 376) ط. تدمري، تاريخ بغداد (10/ 362)، المنتظم (14/ 319)، الأنساب (1/ 406)، السير (16/ 369).

2057 - الفزاري

2057 - الفزاري * النحوي، اللغوي: عبيد الله بن أحمد بن معروف الفزاري، أبو محمّد، الحنفي. ولد: سنة (306 هـ) ست وثلاثمائة. من مشايخه: حدث عن يحيى بن محمّد بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه أبو محمّد الخلال، والأزهري، والعتيقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة ... وكان من أجلاء الرجال وألباء الناس، مع تجربة وحنكة، ومعرفة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ناصبة، ضاربًا في الأدب بسهم وآخذًا من علم الكلام بحظ، وكان يجمع وسامة في منظره، وطرفًا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، وبلاغة في خطابه، وعفة عن الأموال، ونهوضًا بأعباء الأحكام، وهيبة في قلوب الرجال، ... قال العتيقي ... ولم يكن له سماع كثير، وكان مجردًا في مذهب الاعتزال، وكان عفيفًا نزهًا في القضاء لم نر مثله في نزاهته وعفته ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قاضي القضاة المعتزلي .. ". أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "أملى المجالس، ويروي عنه القاضي أبو يعلى. ووثقه الخطيب لكنه معتزلي" أ. هـ. * السير: "قاضي القضاة، شيخ المعتزلة ... وكان من أجلاد الرجال وألباء القضاة ذا ذكاء وفطنة وعزيمة ماضية وبلاغة وهيبة إلا إنه كان مجردًا في الاعتزال بلية ... ووثقه بحهل الخطيبُ، وبالغ في تعظيمه" أ. هـ. * البداية: "وكان من العلماء الثقات العقلاء الفطناء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (381 هـ) إحدى وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: له تصانيف منها: كتاب في "صناعة الإعراب"، وكتاب "عيون الإعراب" شرحه عليّ بن فضال الجاشعي. 2058 - البَرْدَسِيري * النحوي، اللغوي: عبيد الله بن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله ابن دارس الكاتب البر دسيري. من أهل بردسيركرمان. من تلامذته: السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: * التحبير في المعجم الكبير: "كان أديبًا فاضلًا عارفًا باللغة والأدب، له تصانيف كثيرة، كتب إلي الإجازة بجميع تصانيفه وشعره بتحصيل أبي ¬

_ * يتيمة الدهر (3/ 107)، تاريخ بغداد (10/ 365)، المنتظم (14/ 358)، السير (16/ 426)، العبر (3/ 18)، ميزان الاعتدال (4/ 3)، تاريخ الإسلام (وفيات 381) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 975)، البداية والنهاية (11/ 331) وفيه عبد الله، لسان الميزان (4/ 116)، الوافي (19/ 347)، النجوم (4/ 162)، بغية الوعاة (2/ 126)، هدية العارفين (1/ 647)، الأعلام (4/ 191)، الكامل (9/ 91)، الشذرات (4/ 427)، معجم المؤلفين (2/ 350). * التحبير في المعجم الكبير (1/ 388)، الوافي (19/ 357)، بغية الوعاة (2/ 125).

2059 - ابن أبي الربيع

المكارم الأشهبي في الحجة سنة (521) " أ. هـ. * الوافي: "كان عارفًا بالأدب واللغة" أ. هـ. وفاته: نيف وخمسمائة. من مصنفاته: "عقود المرجان في شواهد الكشف والبيان للثعلبي"، و"مسك العُباب في شرح الشهاب" عربية وفارسية، و"مختصر في النحو". 2059 - ابن أبي الرَّبيع * النحوي، المقرئ: عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أبي الربيع، القرشي، الأموي، العثماني الإشبيلي. ولد: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسين بن الدّباج، والشلوبين، وقرأ القراءات على أبي عمر محمّد بن أبي هارون التيمي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن عبيدة الإشبيلي، وإبراهيم الغافقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "أستاذ كبير" أ. هـ. * بغية الوعاة: "إمام أهل النحو في زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (688 هـ) ثمان وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "شرح كتاب سيبويه"، و"شرح الجمل، عشر مجلدات، و"الإفصاح في شرح الإيضاح". 2060 - الأَوْزَبَكي * المفسر: عبيد الله خان بن محمود سلطان الأوزبكي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "من أمراء الأتراك في ما وراء النهر" أ. هـ. وفاته: سنة (976 هـ) ست وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "الفوائد الخاقانية العبيدية" في التفسير. 2061 - أبو بكر الخيّاط * النحوي: عبيد الله أبو بكر الخيّاط الأصبهاني. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره حمزة فقال: هو واحد زمانه في علم النحو ورواية الشعر، أتقن كتاب سيبويه صغيرًا ثم كتاب مسائل الأخفش ثم كتاب حدود الفراء. وهو في الأخبار والأيام وسائر الآداب متقدم على كل من تفرد بفن منها". وقال: "ومن كتاب الوزراء لهلال بن المحسن: حدثني أبو السري الأصبهاني ابن أخت أبي بكر ¬

_ * إشارة التعيين (174)، الوافي (19/ 359)، غاية النهاية (1/ 484)، بغية الوعاة (2/ 125)، الإحاطة (1/ 289)، درة الحجال (3/ 70)، روضات الجنات (5/ 174)، الأعلام (4/ 191)، معجم المؤلفين (2/ 350)، هدية العارفين (1/ 649)، كشف الظنون (2/ 1428)، فهرس الفهارس (1/ 444)، البلغة (128). * معجم المفسرين (1/ 341)، كشف الظنون (2/ 1297)، هدية العارفين (1/ 650)، معجم المؤلفين (2/ 354). * بغية الوعاة (2/ 130)، معجم الأدباء (4/ 1579).

2062 - اليحصبي

الخياط الأصبهاني قال: كان أبو بكر خالي يحفظ دواوين العرب ويقوم عليها قيامًا تامًّا ويتصرف في كتاب سيبويه ومسائل الأخفش تصرفًا قويًّا فحدثني أن أبا الفضل بن العميد كان يقرأ عليه "كتاب الطبائع" لأبي عُثمَان الجاحظ، فاتفق أن كان في بعض الأيام عنده وقد نزع نعله، فأخذه كلب زيني في الدار وأبعده عن موضعه، وأراد أبو بكر الطهارة فقام ولم يره، وطلبه فلم يجده فتقدم أبو الفضل أن يقدم إليه نعل نفسه فاستسرف ذلك من فعله استسرافًا بلغه، فقال: أُلام على تعظيم رجل ما قرأت عليه شيئًا من "الطبائع" إلا عرف ديوان قائله وقرأ القصيدة من أولها حتى ينتهي إليه؟ ولقد كنت وغيري نتهم أبا عُثمَان الجاحظ فيما يستشهد به من غريب الشعر حتى دلنا على مواضعه وأنشد القصيدة حتى انتزع منها من حفظه، أفما يستحق مَنْ هذه الصفة صفته هذه الكرامة اليسيرة في جنب هذه الفضيلة الكبيرة؟ ! " أ. هـ. من مصنفاته: له تأليفان في النحو: مبسوط ومختصر. 2062 - اليحصبي * المقرئ: عبيد الله بن سلمة بن حزم، أبو مروان اليحصبي الأندلسي الشافعي. من مشايخه: عبد الله بن عطية، والمظفر بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو عمرو الداني وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال أبو عمرو الداني: وهو الذي علمني عامة القرآن. وكان خيرًا فاضلًا صدوقًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (405 هـ) خمس وأربعمائة. 2063 - ابن زنَين * النحوي، اللغوي: عبيد الله بن عليّ بن عبيد الله بن زُنَين، الرقي، العلوي، أبو القاسم. ولد: سنة (361 هـ) إحدى وستين وثلاثمائة. من مشايخه: الرَّبعي، والمعري وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان أحد العلماء بالنحو والأدب واللغة، عارفًا بالفرائض وقسمة المواريث ... وكان صدوقًا" أ. هـ. * قلت: أخطأ صاحب المنتظم بتسمية أبيه (أحمد) حيث ذكر السمعاني أن اسم أبيه (علي)، وكذلك ذكر الخطيب اسم أبيه (علي) وهو أصح لأن الخطيب قال: كتبت عنه. وذكر الصفدي في الوافي نفس الشخص لكنه سمى جده بعد عبيد الله بن زُنين والأرجح أنهما واحد، والله أعلم. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 405) ط. تدمري، الصلة (1/ 209)، غاية النهاية (1/ 487). * تاريخ بغداد (10/ 387)، الأنساب (3/ 384)، المنتظم (16/ 40)، تاريخ الإسلام (وفيات 450) ط. تدمري، الوافي (19/ 394)، بغية الوعاة (2/ 127)، الأعلام (4/ 195)، معجم المؤلفين (2/ 352).

2064 - أبو القاسم القيسي

وفاته: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في القوافي. 2064 - أبو القاسم القيسي * المقرئ: عبيد الله (¬1) بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر، أبو القاسم القيسي، البغدادي، نريل قرطبة. ولد: سنة (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين، وقال صاحب غاية النهاية: (175 هـ). من مشايخه: ابن مجاهد، وأحمد بن يعقوب التائب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "تفقه ببغداد على مذهب الشافعي، وتحقق فيه وناظر فيه". وقال: "وكان فقيهًا على مذهب الشافعي، إمامًا فيه بصيرًا به، عالمًا بالأصول والفروع، حسن النظر والقياس، وكان مع ذلك إمامًا في القراءات ضابطًا للحروف، كثير الرواية للحديث، إلا أنه لم يكن ضابطًا لما روى عنه، وكان التفقه أغلب عليه من الحديث". وقال: "سمعت محمّد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك في تاريخ أبي زرعة الدمشقي من أصوله". وقال أيضًا: "ولعبيد الله بن عمر هذا كتب مؤلفة كثيرة في الفقه والحجة والرد والقراءات والفرائض وغير ذلك وكان الحكم قد أنزله وتوسع له في الجراية ولم يزل يؤلف له إلى أن مات" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "له معرفة تامة بالقراءات" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان إمامًا في مذهب الشافعي - رضي الله عنه -، كثير التصنيف في أصول الفقه وغير ذلك ويعرف بعُبيد" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مقرئ علامة" أ. هـ. وفاته: سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة، وله خمس وستون سنة. 2065 - أبو مروان الإشبيلي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عبيد الله بن عمر -وقيل بن عمرو- بن هشام، أبو محمّد، وأبو مروان، الحضرمي، الإشبيلي. ولد: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس، وأبي الحسن عَوْن الله بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: حدَّث عنه أبو ذرٍّ بن أبي رُكبُ، ¬

_ * معرفة القراء (1/ 342)، غاية النهاية (1/ 489)، الكامل (8/ 612)، تاريخ الإسلام (وفيات 360) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (5/ 19)، تاريخ علماء الأندلس (1/ 433)، معجم المؤلفين (2/ 352)، تاريخ دمشق (38/ 54)، بغية الملتمس (2/ 460)، ولسان الميزان. (¬1) وقيل عبد الله كما في تاريخ الإسلام وتاريخ علماء الأندلس. * تكملة الصلة (2/ 933)، تاريخ الإسلام (وفيات 550) ط. تدمري، معرفة القراء (2/ 521)، إشارة التعيين (175)، غاية النهاية (1/ 490)، البلغة (128)، البغية (2/ 127)، الوافي (19/ 398)، كشف الظنون (2/ 1709)، إيضاح المكنون (2/ 547)، هدية العارفين (1/ 649)، معجم المؤلفين (2/ 352).

2066 - الطوطالقي

وأبو عمر بن عيّاد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "قصد المغرب، وتصدر للإقراء، والتعليم بالعربية والآداب" أ. هـ. * الوافي: "أحكم العربية ... وكان شاعرًا فاضلًا جوالًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مقرئ كامل أديب حاذق" أ. هـ. وفاته: ما زال حيًّا إلى سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "الإفصاح في اختصار المصباح" و"شرح مقصورة ابن دريد" وله كتاب "قراءة نافع". 2066 - الطَّوْطَالِقي * النحوي: عبيد الله بن فَرْج بن مروان الطوْطالقي (¬1) القرطبي، أبو مروان. ولد: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عليّ البغدادي القالي، وأبو عبد الله الرباحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "ألف كتابًا متقنًا في اختصار المدونة استحسنه القاضي أبو بكر بن زرب" أ. هـ. * إنباه الرواة: "تحقق بالأدب واللغة، وعني بذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ) ست وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: اختصر المدونة. 2067 - أبو محمّد القَصْري * النحوي: عبيد الله بن محمّد بن أبي بُردة، أبو محمّد القصري. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "ذكره أبو الفتح منصور بن المقدر النحوي المعتزلي محتجًا به وبأمثاله على أبي بكر الباقلاني لأنه قال: إن الكُلَّابية (¬2) تقول: إن النظر إذا قُرِن بالى لم يحتمل إلا الرؤية، وإن المعتزلة تبطل ذلك بقول الشاعر: إني إليك لما وعدتَ لناظرِ ... نَظرَ الفقير إلى الغني الموسرِ قال: هذا اعتراض باطل، لأن الشاعر قال (إليك) والله قال: {إِلَى رَبِّهَا} وأحدهما غير الآخر لأن أحدهما بالياء والآخر بالألف. قال: من يخاصم المعتزلة الذين هم ذوو اللسن والفصاحة بهذا الكلام لا يكون غبيًا بل أنقص حالة من الأغبياء. وقد كان يحضر منهم في زمن أمراء المؤمنين المطيع والطائع والقادر نحو من المائة المجالس، كل منهم أو جمهورهم قد قرأ كتاب سيبويه وإليه انتهى كعلي بن عيسى ¬

_ * الصلة (1/ 289)، إنباه الرواة (2/ 153)، تاريخ الإسلام (وفيات 386) ط. تدمري، معجم المؤلفين (2/ 353)، عمدة (هدية العارفين): "معجم البلدان" (1/ 447). (¬1) نسبة إلى طوطالقة بلدة في الأندلس من إقليم باجة. * بغية الوعاة (2/ 127)، معجم الأدباء (4/ 1575). (¬2) أتباع أبي محمّد بن كُلَّاب، عبد الله بن سعيد بن كُلَّاب القطان البصري، رأس المتكلمين في زمانه بالبصرة، شهر بالرد على المعتزلة. انظر السير (11/ 174).

2068 - ابن اليزيدي

الرماني وأبي سعيد السيرافي وذكر جماعة، ثم قال: وأبو محمّد عبيد الله بن محمّد بن أبي بردة القصري ... " أ. هـ. * البغية: "من قصر الزيت بالبصرة، معتزلي ولي قضاء فارس .. " أ. هـ. من مصنفاته: "الانتصار لسيبويه على المبرد" في كتاب الغلط، ومسائل سألها أبا عبد الله البصري في إعجاز القرآن، وغير ذلك. 2068 - ابن اليزيدي * اللغوي: عبيد الله بن محمّد بن يحيى بن المبارك بن مغيرة، أبو القاسم العدوي المعروف بابن اليزيدي. من مشايخه: سمع محمّد بن المبارك بن المغيرة، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وغيرهما. من تلامذته: عمه إبراهيم بن يحيى وأخوه أحمد بن محمّد عن جده أبي محمّد اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء حروفه في القرآن وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان رأسًا في اللغة والأخبار" أ. هـ. وفاته: سنة (284 هـ) أربع وثمانين ومائتين. 2069 - أبو القاسم الأزدي * النحوي: عبيد الله بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الله الأزدي، أبو القاسم النحوي. من مشايخه: حدَّث عن محمّد بن الجهم السمري، وابن أبي الدّنيا، وابن قتيبة وغيرهم. من تلامذته: المعافى بن زكريا الجريري، وإبراهيم بن أحمد الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "سألت أبا يعلى محمّد بن الحسين السراج المقرئ عن أبي القاسم الأزدي فقال: ضعيف" أ. هـ. وفاته: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الاختلاف" وكتاب "النطق". 2070 - ابن جَرُو الأَسْدي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عبيد الله بن ¬

_ * تاريخ بغداد (10/ 338)، تاريخ الإسلام (طبقة 29) ط. تدمري. * تاريخ بغداد (10/ 358)، معجم الأدباء (4/ 1576)، الوافي (19/ 410)، البغية (2/ 128)، الأعلام (4/ 197)، معجم المؤلفين (2/ 354)، تاريخ الإسلام (وفيات 348) ط. تدمري. * معجم الأدباء (4/ 1577)، إنباه الرواة (2/ 154)، ذيل تاريخ بغداد (17/ 117)، تاريخ الإسلام (وفيات 387) ط. تدمري، لسان الميزان (4/ 136)، الوافي (19/ 402)، طبقات المفسرين للسيوطي (63)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 377)، البغية (2/ 127)، معجم المؤلفين (2/ 353)، معجم المفسرين (1/ 341)، روضات (5/ 173)، الأعلام (4/ 197)، كشف الظنون (2/ 1774)، هدية العارفين (1/ 645)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة.

2071 - ابن أبي مسلم البغدادي

محمّد بن جرو الأسدي، أبو القاسم الموصلي. من مشايخه: أبو سعيد السيرافي، وأبو عليّ الفارسي وغيرهما. من تلامذته: سمع منه ولده أبو الفتح أحمد وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: " ... وكان ذكيًا حاذقًا جيد الخط صحيح الضبط" أ. هـ. * ذيل تاريخ بغداد: "معتزلي" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "النحوي العروضي المعتزلي" أ. هـ. * الوافي: "كان حسن الخط صحيح النقل، جيد الضبط .. وله مصنفات في علوم القرآن والعروض والقوافي، وكان معتزليًا .. التمس عضد الدولة من أبي عليّ إمامًا يصلي به يكون يجمع بين القراءة والعربية، فأحضروا له ابن جرو فصلى به فلما كان من الغد سأل أبو علي عضد الدولة عنه، فقال هو كما وصفت إلا أنه لا يقيم الراء فقال: هي عادة لساني لا أستطيع تغييرها، فقال له أبو عليّ ضع ذبابة القلم تحت لسانك لترفعه بها وأكثر مع تلك ترديد اللفظ بالراء، ففعل فاستقامت له" أ. هـ. * الأعلام: "معتزلي" أ. هـ. * قلت: ذكره الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن"، وقال عنه (ص 140): النحوي الموصلي من معتزلة بغداد" أ. هـ. وذكر أن له تفسيرًا ولم نعثر على شيء منه. وفاته: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: له "تفسير القرآن" و"الموضح" في العروض و"الأمد" في القراءات. 2071 - ابن أبي مسلم البغدادي * المقرئ: عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن مهران، أبو أحمد بن أبي مسلم البغدادي. من مشايخه: أبو الحسن أحمد بن بُويان، وهو آخر من قرأ في الدّنْيا عليه، ويوسف بن البهُلول وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن محمّد بن إبراهيم البغدادي، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة صادقًا دينًا ورعًا، سمعت العتيقي ذكره فقال: ثقة مأمون ما رأينا مثله في معناه. وسمعت الأزهري ذكره فقال: كان إمامًا من الأئمة حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني قال: سمعت عليّ بن الواحد بن مهدي يقول: اختلفت إلى أبي أحمد الفرضي ثلاث عشرة سنة لم أره ضحك فيها، غير أنه قرأ علينا يومًا كتاب الانبساط، فأراد أن يضحك فغطى فمه. وقال لي عيسى: كان أبو أحمد إذا جاء إلى أبي حامد الإسفراييني قام أبو حامد من مجلسه إلى ¬

_ * معرفة القراء (1/ 364)، تاريخ بغداد (10/ 380)، تاريخ الإسلام (وفيات 406) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1064)، العبر (3/ 94)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 233)، غاية النهاية (1/ 491)، الشذرات (5/ 42)، الأنساب (4/ 366)، السير (17/ 212).

2072 - أبو مروان القرطبي

باب مسجده ومشى حافيًا مستقبلًا له، وكتب أبو حامد مع رجل خراساني كتابًا إلى أبي أحمد يشفع له أن يأخذ عليه القرآن، فظن أبو أحمد أنها مسألة قد استفتى فيها، فلما قرأ الكتاب غضب ورماه من يده وقال: أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة -أو كما قال- حدثني أبو القاسم منصور بن عمر الفقيه الكرخي قال: لم أرَ في الشيوخ من يعلم العلم لله خالصًا لا يشوبه بشيء من الدنيا غير أبي أحمد الفرضي، فإنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجل العلم. قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من علم، وقرآن، وإسناد، وحالة متسعة في الدنيا، وغير ذلك من الأسباب التي يداخل بمثلها السلطان وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، وكان يبتدئ كل يوم بتدريس القرآن، ويحضر عنده الشيخ الكبير ذو الهيئة، فيقدم عليه الحدث لأجل سبقه، وإذا فرغ من إقراء القرآن تولى قراءة الحديث علينا بنفسه، فلا يزال كذلك حتى تستنفد قوته، ويبلغ النهاية من جهده في القراءة، ثم يضع الكتاب من يده، فحينئذ يقطع المجلس وينصرف، وكنت أجالسه فأطيل القعود معه وهو على حالة واحدة لا يتحرك، ولا يعبث بشيء من أعضائه، ولا يغير شيئًا من هيئته، حتى أفارقه، وبلغني أنه كان يجلس مع أهله على هذا الوصف، ولم أرَ في الشيوخ مثله" أ. هـ. * الأنساب: "كان إمامًا فاضلًا ثقة مأمونًا من الأئمة الورعين، وكان رأسًا في القراءات" أ. هـ. * السير: "الإمام القدوة شيخ العراق" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الإمام المقرئ الفرضي، أحد شيوخ العراق، من سار ذكره في الآفاق" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "أحد شيوخ العراق السائر ذكرهم" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كبير ثقة ورع" أ. هـ. وفاته: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة، عن اثنتين وثمانين سنة. 2072 - أبو مروان القرطبي * المفسر: عبيد الله بن محمّد بن مالك، أبو مروان القرطبي، المالكي. ولد: سنة (400 هـ) أربعمائة. من مشايخه: أبو بكر بن مغيث، وأبو القاسم حَاتِم بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: أبو الوليد بن طريف وغيره. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان حافظًا للمسائل والحديث ومعاني القرآن وتفاسيره، عالمًا بوجوه الاختلاف بين فقهاء الأمصار والمذهب، متواضعًا عفًا كثير الورع مجاهدًا ... وكان متبذلًا في لباسه متواضعًا في أموره كلها" أ. هـ. قلت: نقل ابن بشكوال قصة تدل على قوة حفظه. وفاته: سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 341)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 378) , الصلة (1/ 292)، طبقات المفسرين للسيوطي (64)، تاريخ الإسلام (وفيات 460) ط. تدمري.

2073 - الباغي

من مصنفاته: "مختصر في الفقه"، و"ساطع البرهان". 2073 - البَاغِي * اللغوي، المقرئ: عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن الوليد، المذحجي، الباغي، أبو الحسين. ولد: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو بكر بن عيّاش بن فرج الأزدي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن الطيلسان وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "عني بلقاء الشيوخ المقرئين والأطباء والمحدثين. وكان ناظمًا ناثرًا ماهرًا في الطب، وأبوه وأجداده أطباء" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان متقدمًا في العربية أديبًا بارعًا، مجودًا متقنًا للقراءات حسن الكلام في المواعظ والأدب والزهد نظمًا ونثرًا كثير التلاوة لكتاب الله تعالى شديد العناية بلقاء الشيوخ، رائق الخط. وقال ابن الزبير: كان عارفًا بالأدب والعربية، بارع الكتابة والخط، ماهرًا في الطب ... وكان آباؤه كلهم أطباء" أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. 2074 - أبو الحسن النَّفْزِي * النحوي، اللغوي: عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله بن فتوح النَّفْزي، أبو الحسن. كلام العلماء فيه: * عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه كان عالمًا بالفقه وأصوله، وعلم العربية والنحو واللغة والأدب، له شعر بارع وأدب غضّ يانع وله تقدم في علم المنطق ... وبلغ من الزهد والورع مبلغًا فاضلًا، وكان على ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم في ملبسه ومطعمه ومشربه وتصرفه وفي قضاء حاجته .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه أصولي أديب لغوي نحوي مؤرخ" أ. هـ. وفاته: سنة (642 هـ) اثنتين وأربعين وستمائة. عن مصنفاته: "تقييد" على "كتاب المفصل" وله "اختصار حلية الأولياء" لأبي نعيم. 2075 - العَبْسي * المقرئ: عبيد الله بن موسى بن باذام، أبو محمّد ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 129)، الوافي (19/ 418)، تكملة الصلة (2/ 940)، تاريخ الإسلام (وفيات 612) ط. بشار. * عنوان الدراية (193)، معجم المؤلفين (2/ 354). * معرفة القراء (1/ 168)، غاية النهاية (1/ 493)، طبقات ابن سعد (6/ 400)، التاريخ الكبير (5/ 401)، الجرح والتعديل (2/ 2 / 334)، تذكرة الحفاظ (1/ 353)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية والعشرين) ط. تدمري، العبر (1/ 364)، ميزان الاعتدال (5/ 21)، تقريب التهذيب (645)، النجوم (2/ 207)، طبقات الحفاظ للسيوطي (151)، تهذيب الكمال (19/ 164)، الشذرات (3/ 61)، الثقات لابن حبان (7/ 152)، السير (9/ 553)، تهذيب التهذيب (7/ 46).

بن أبي المختار، العبسي مولاهم، الكوفي. ولد: في حدود سنة (120 هـ) عشرين ومائة. من مشايخه: عيسى بن عمر الهمداني، وعلي بن صالح بن حي، وأخذ الحروف عن حمزة وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن جُبَير الأنطاكي، وأيوب بن علي، وحدث عنه أحمد بن حنبل قليلًا ويحيى بن مَعِين وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن صعد: "كان ثقة صدوقًا إن شاء الله كثير الحديث حسن الهيئة، وكان يتشيع ويروي أحاديث في التشيع منكرة فضُعّف بذلك عند كثير من الناس، وكان صاحب قرآن" أ. هـ. * معرفة القراء: "الحافظ الشيعي شيخ البخاري". وقال: "وثقه أبو حَاتِم وغيره، وكان ثبتًا في بن يونس. قال أحمد بن عبد الله العجلي: عالم بالقرآن، رأس فيه، ما رأيته رافعًا رأسه، وما رؤي ضاحكًا قط. وقال أبو داود: كان شيعيًا محترقًا. قلت -أي الذهبي-: حديثه في الكتب الستة بواسطة، وعند البخاري بلا واسطة، وكان صاحب عبادة وتهجد وزهد، صحب حمزة الزيات وتخلق بسيرته إلا في التسنن" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال ابن معين: ثقة. وقال أبو الحسن الميموني: ذكر عند أحمد بن حنبل عُبيد الله بن موسى فرأيته كالمنكر له. وقال كان صاحب تخليط. قال أحمد بن حنبل: حدث بأحاديث سوء وأخرج تلك البلايا فحدث بها. قلت -أي الذهبي-: هو من كبار شيوخ البخاري" أ. هـ. * السير: "روى أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال: كان شيعيًا محترقًا، جاز حديثه. قلت -أي الذهبي-: كان صاحب عبادة وليل، صحب حمزة وتخلق بآدابه إلا في التشيع المشؤوم فإنه أخذه عن أهل بلده المؤسس على البدعة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال يعقوب بن سفيان شيعي، وإن قال قائل: رافضي لم أنكر عليه، وهو منكر الحديث: وقال الجوزجاني: وعبيد الله بن موسى أغلى وأسوأ مذهبًا وأروى للعجائب. قال الحاكم: سمعت قاسم بن قاسم السياري، سمعت أبا مسلم البغدادي الحافظ يقول: عبيد الله بن موسى من المتروكين، تركه أحمد لتشيعه، وقد عوتب على روايته عن عبد الرزاق فذكر أن عبد الرزاق رجع. وقال ابن شاهين في "الثقات"، قال عُثْمَان بن أبي شيبة صدوق ثقة، وكان يضطرب في حديث سفيان اضطرابًا قبيحًا. وقال ابن قانع: كوفي صالح يتشيع، وقال الساجي: صدوق كان يفرط في التشيع. قال أحمد: روى مناكير وقد رأيته بمكة فأعرضت عنه وقد سمعت عنه قديمًا سنة (85)، وبعد ذلك عتبوا عليه ترك الجمعة مع إدمانه على الحج ... أمر لا يشبه بعضه بعضًا" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة كان يتشيع. من التاسعة. قال أبو حَاتِم: كان أثبت في إسرائيل من

2076 - أبو الوليد العثماني

أبي نعيم واستصغر في سفيان الثوري" أ. هـ. وفاته: سنة (213 هـ) ثلاث عشرة ومائتين. 2076 - أبو الوليد العثماني * المقرئ: عُتبة بن عبد الملك بن عاصم بن الوليد بن عُتْبة بن عبد المهيمن بن المغيرة بن محمّد بن عبد الرحمن بن أبان بن عبد الرحمن بن عُثمَان، من أبان بن عُثْمَان ابن عفان أبو الوليد العثماني المغربي. من مشايخه: قرأ على أبي أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي، وأبي حفص عمر بن محمّد بن عراك بن محمّد بن عراك الحضرمي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه القرآن بالروايات أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، وأبو بكر أحمد بن حسين القطان، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل تاريخ بغداد: "من أعيان القراء المشهورين .. كان رجلًا صالحًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان موصوفًا بالدين والصلاح ومعرفة القراءات، عالي الإسناد عديم النظير" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ صالح معروف .. " أ. هـ. * جذوة المقتبس: "قال أبو الفضل أحمد بن الحسن المعدل: كان رجلًا صالحًا، وقد كتب عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (445 هـ) خمس وأربعين وخمسمائة، وقد ناهز التسعين أو جاوزها. 2077 - الجَرَاويّ * النحوي: عُتبة بن محمّد بن عُتبة الجراوي، الوادي آشي الأصل، الإلبيرى. من مشايخه: ناهض بن إدريس، وأبو عبد الله بن عَرُوس، وأبو بكر الكتندُي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: شيخ جليل القدر، رفيع الذكر". وقال: "ولي قضاء غرناطة فحمدت سيرته، وكان جَزلًا في أحكامه، ماضي الأمر، مسموع القول، مع نزاهة وشرف نفسي وعلوّ همة وانقباض وصَوْن وطيب مجالسة يذكر التاريخ ويحفظ الشعر، استعان به المتوكل في أمور غرناطة، وأشركه في تدبيرها، فقتل مستهل رمضان" أ. هـ. وفاته: سنة (635 هـ) خمس وثلاثين وستمائة. 2078 - البَيَّاسِي * النحوي، المقرئ: عتيق بن الحسين بن عبد الله بن محمّد بن أبي عبد الله رشيق التغلبي البَيَّاسي. ولد: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسين بن زرقون، وأبو سليمان بن حوط الله وغيرهما. ¬

_ * الصلة (2/ 427)، ذيل تاريخ بغداد (16/ 183)، تاريخ الإسلام (وفيات 445) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 409)، غاية النهاية (1/ 499)، الوافي (19/ 441)، جذوة المقتبس (2/ 512). * بغية الوعاة (2/ 131). * الذيل والتكملة (5/ 1 / 119).

2079 - ابن قنترال

من تلامذته: أبو محمّد مولى سعيد بن حكم وغيره. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "كان مقرئًا محدثًا فقيهًا نحويًّا أديبًا تاريخيًا أخذ بحظ وافر من علم الطب، عارفًا بعلم الكلام وأصول الفقه فرضيًا عدديًا عاقدًا للشروط .. " أ. هـ. وفاته: سنة (661 هـ) إحدى وستين وستمائة. من مصنفاته: صنف في الحديث وغيره. 2079 - ابن قَنَترال * المقرئ: عتيق بن عليّ بن خلف بن أحمد، أبو بكر القرشي، الأموي، المرواني الأندلسي المُربَيطريُّ، المعروف بابن قَنتَرال. من مشايخه: أبو الحسن بن النعمة، وأبو محمّد بن دحمان وغيرهما. من تلامذته: يوسف بن إبراهيم بن أبي ريحانة، وأبو سليمان بن حَوْط الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الأبار: كان مقرئًا صالحًا ورعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. 2080 - البِرْمَاوي * اللغوي، المقرئ: عُثْمَان بن إبراهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن نجم بن عبد المعطي بن فخر الدين البرْمَاوي (¬1) الشافعي. ولد: بعد سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: العراقي، والفخر البلبيسي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ الزين رضوان وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "اشتغل ومهر في القراءات وولي التدريس في الظاهرية بعد الشيخ فخر الدين إمام الجامع الأزهر، وكان نبيهًا بالعربية وسمع الحديث كثيرًا وناب في الحكم. مات فجأة عند خروجه من الحمام ... " أ. هـ. * الضوء: "كان نبيهًا في القراءات وفي العربية .. " أ. هـ. * الشذرات: "قال في المنهل: كان إمامًا بارعًا في معرفة القراءات، عالمًا بالفقه والحديث والعربية تصدر للإقراء عدة سنين" أ. هـ. وفاته: سنة (816 هـ) ست عشرة وثمانمائة، ولم يكمل الخمسين. 2081 - ابن الضَّابط * اللغوي، المقرئ: عُثمَان بن أبي بكر بن حمود الصدفي، ويعرف بالسفاقسي، وابن الضابط. ولد: سنة (385 هـ) خمس وثمانون وثلاثمائة. من مشايخه: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وعن غيره كثير. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 612) ط. بشار، غاية النهاية (1/ 500). * إنباء الغمر (7/ 133)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 40)، الضوء (5/ 123)، وجيز الكلام (2/ 428)، الشذرات (9/ 179). (¬1) نسبة إلى برْما من الغربية بمصر وهي تتبع مركز طنطا. * بغية الملتمس (2/ 536)، الديباج (2/ 85)، الأعلام (4/ 204)، معجم المؤلفين (2/ 357).

2082 - ابن جني

كلام العلماء فيه: * الديباج: "كان حافظًا للحديث، متفننًا في علومه، متقنًا لها، عارفًا باللغة والإعراب والحديث والغريب والأدب وله شعر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (440 هـ)، وقيل: نحو (442 هـ) أربعين، وقيل: نحو اثنتين وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "الاقتصاد" في القراءات السبع، و"رحلة" إلى المشرق. 2082 - ابن جني * النحوي، اللغوي: عُثْمَان بن جني، أبو الفتح الموصلي. ولد: قبل سنة (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة، وقيل: (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عليّ الفارسي، وأبو الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني وغيرهما. من تلامذته: الثمانيني، وعبد السلام البصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لم يتكلم أحد في التصريف أدق كلامًا منه" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في علم العربية" أ. هـ. * البداية والنهاية: "صاحب التصانيف الفائقة المتداولة في النحو واللغة، وكان جني عبدًا روميًا مملوكًا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي" أ. هـ. * الوافي: "وله كتاب "البُشرى والظفر" صنعه لعضد الدولة مقداره خمسون ورقة في تفسير بيت واحد من شعر عضد الدولة وهو: أهلًا وسهلًا بذي البشرى وتوبتها ... وباشتمال سرايانا على الظفر واجتاز أبو عليّ الفارسي الموصل، فمرّ بالجامع وأبو الفتح يقرئ النحو وهو شاب فسأله أبو عليّ مسألة في التصريف، فقصر فيها أبو الفتح، فقال له: زَبَّبْت قبل أن تحُصرم فلزمه من يومئذٍ مدة أربعين سنة واعتنى بالتصريف" أ. هـ. * الشذرات: "وله أشعار حسنة، ويقال: إنه أعور ... وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني" أ. هـ. * قلت: قال أحمد مطر عطية في رسالته لنيل درجة الماجستير صفحة (11): "عرف أبو الفتح بطيب الأخلاق والعفة والإخلاص في الود. ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 311)، المنتظم (15/ 33)، الكامل (9/ 179)، معجم الأدباء (4/ 1585)، إنباه الرواة (2/ 335)، وفيات الأعيان (3/ 246)، إشارة التعيين (200)، العبر (3/ 53)، السير (17/ 17)، تاريخ الإسلام (وفيات 392) ط. تدمري، الوافي (19/ 472)، البداية والنهاية (11/ 353)، البلغة (141)، النجوم (4/ 205)، مفتاح السعادة (1/ 134)، بغية الوعاة (2/ 132)، الشذرات (4/ 494)، روضات الجنات (5/ 176)، الأعلام (4/ 204)، معجم المؤلفين (2/ 358)، الفهرست لابن النديم (95)، اللباب (1/ 243)، تذكرة الحفاظ (3/ 1024)، هدية العارفين (1/ 651)، "سر صناعة الإعراب" لابن جني، تحقيق أحمد مطر عطية وهي رسالة لنيل درجة الماجستير- جامعة دمشق- كلية الآداب- قسم اللغة العربية (1403 هـ)، "ابن جني النحوي" للدكتور فاضل صالح السامرائي، جامعة بغداد- دار النذير (1389 هـ - 1969 م).

وكان رجل جد وامرأ صدق في أقواله وأفعاله، وكان متصفًا بما يجب أن يتصف به جلة العلماء من دأب على التحصيل ورحلة في سبيل العلم وملازمة الشيوخ، كان يحب الجد في الأمر كله، ويبتعد عن سفاسف الأمور والمزاح. وكان عف اللسان والقلم، يتجنب الألفاظ المخجلة والكلمات النابية ويدل على ذلك أنه كان يغير في الشعر ما يقبح" أ. هـ. قلت: قال الدكتور فاضل صالح السامرائي في كتابه "ابن جني النحوي" صفحة (52): (من الثابت أن ابن جني كان معتزليًا، تتردد آراؤه في الاعتزال في كتبه وتطبع بحث أحيانًا. ومما يدل على اعتزاله: 1 - ما جاء في (الخصائص): الحمد لله الواحد العدل القديم، وفي مكان آخر، أنه أراد به عنصر القديم، وفي مكان آخر يقول: وكذلك أفعال القديم سبحانه، وغير ذلك. وتأكيد أن "القدم" من أخص معتقدات المعتزلة، قال صاحب (الملل والنحل) والذي يعم طائفة المعتزلة من الاعتقاد والقول بأن الله تعالى قديم و"القدم" أخص وصف ذاته ونفوا الصفات القديمة أصلًا وقال الجمهور غير المعتزلة إنه عالم بعلم وحي بحياة وقادر بقدرة وإن هذه الصفات قديمة معه. 2 - جاء في (الخصائص): وكذلك أفعال القديم سبحانه نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله ألا ترى أنه عز اسمه لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا ولو كان حقيقة لا مجازًا لكان خالقًا للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا. وهذا رأي المعتزلة جاء في (مقدمة في أصول التفسير): وأما عدلهم فمن مضمونه أن الله لم يشأ جميع الكائنات بل عندهم أن أفعال العباد لم يخلقها الله لا خيرها ولا شرها. واتفقوا على أن العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها. وأن الله تعالى ليس خالقًا لأفعال العباد. 3 - جاء في (الخصائص): فأما قوله سبحانه: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} فحقيقة لا مجاز وذلك أنه سبحانه ليس عالمًا بعلم فهو إذن العليم فوق ذوي العلوم أجمعين ويقول أيضًا، ولسنا نثبت له سبحانه علمًا لأنه عالم بنفسه. وهذا رأي المعتزلة ويسمى التوحيد عندهم، ومضمونه نفي الصفات ... وأنه (سبحانه) لا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع وإنما هو عالم بذاته قادر بذاته حي بذاته لا بعلم ولا قدرة وحياة. 4 - المنزلة بين المنزلتين -عقد في (الخصائص) بابا (في الحكم يقف بين الحكمين) محاولًا تطبيق هذا المبدأ على مسائل نحوية كالكسرة قبل ياء المتكلم في نحو (غلامي) أهي حركة إعراب أم بناء؟ وما فيه اللام والإضافة نحو (الرجل وكلامك) أهو منصرف أم غير منصرف؟ وغير ذلك، وقرر أن هذه منزلة بين المنزلتين ولا شك أن هذا مبدأ معتزلي. 5 - قال في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} حتى ذهب بعض هؤلاء الجهال في قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} أنها ساق ربهم ويقول أيضًا "فأما قول من طغى به جهله وغلبت

عليه شقوته حتى قال في قول الله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} أنه أراد به عضو القديم ... فأمر نحمد الله على أن نزهنا عن الإلمام بحراه". ولا شك أنه يعني أهل السنة إذ جاء في صحيح البخاري. قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى كل من كان يسجد في الدنْيا رياء وسمعة فيذهب يسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا". 6 - جاء في (المبهج): وقال لي مرة بعض أصحابنا من المتكلمين وجاء في (الخصائص باب في قوة اللفظ لقوة المعنى) وذاكرت بهذا الموضع بعض أشياخنا من المثكلمين فسرّ به وحسن في نفسه فهو يذكر المتكلمين ويذكر أنهم أصحابه وأشياخه. فليس هناك شبهة في أنه معتزلي. قال السيوطي: إن ابن جني كان معتزليًا كشيخه الفارسي. وقال في (المزهر) عنه: وكان هو وشيخه أبو عليّ الفارسي معتزليين. هل كان شيعيًا؟ اختلف المترجمون لابن جني أكان شيعيًا أم لا؟ فذهب قوم إلى أنه كان شيعيًا: 1. فقد ورد اسمه في (أعيان الشيعة) أبو الفتح عُثْمَان بن جني وهو من مشايخ السيد الرضى. 2. وورد ذكر قسم من مؤلفاته في كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) "الخصايص" ويقال له (خصايص العربية) في فلسفة هذه اللغة وهو في النحو لأبي الفتح عُثمَان بن جني النحوي. 3. الصلاة على (علي): ومنه قول عليّ صلوات الله عليه إلى الله أشكو عجري وبجري وقد كان هذا من تقاليد الشيعة وما يحرصون عليه، ويذكر المقريزي أن جوهرًا القائد بعد أن تم له فتح مصر لسيد المعتز أمر بالجهر بالصلاة على عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة الزهراء. 4. التسليم على علي: ومن كلام ابن عباس في صفة أمير المؤمنين عليهما السلام وهو من عادات الشيعة في الغالب. 5. الصلاة على الحسن: قال الحسن صلوات الله عليه لرجل سأله عن صائم قاء ... 6. ونراه في خطبة "الخصائص" يقول: وصلى الله على صفوته محمّد وآله المنتجبين عليهم السلام أجمعين .. ونراه يغفل ذكر الصحابة رضوان الله عليهم في هذا المقام وكان هذا من شعار الشيعة ونراه أيضًا في هذا المقام لا يدخل (على) على الآل وهذا مما يلتزمه الشيعة، وفي حاشية عصمت على الجامى (ص 7)، منع الشيعة إدخال (على) على (الآل) عند التصلية على النبي وآله. 7. نزوله في دار الشريف أبي علي الجواني نقيب العلويين في واسط. 8. علاقته الوثيقة بالشريف الرضى نقيب العلويين إذ هو من مشايخه -كما مر- ورثاه الشريف بقصيدة، ويهتم ابن جني بقصائد الشريف الرضى فيؤلف كتابًا خاصًّا بها

سماه "تفسير العلويات وعلاقته بالسيد المرتضى". وهو مما يستأنس به على أنه شيعي، وليس دليلًا قاطعًا فقد رثى الشريف أبا إسحاق الصابي فهل كان الصابي شيعيًا؟ 9. ويرى أحد تلاميذ ابن جني عليّ بن أبي طالب في المنام يأمر ابن جني بإتمام كتاب المحتسب ويثبت هذه الرؤيا ابن جني بخطه على ظهر نسخة كتاب المحتسب. 10. علاقته الوثيقة بعضد الدولة وعضد الدولة شيعي من قوم شيعيين وكان البويهيون حراصًا على إظهار شعائر الشيعة. ومن ذلك أنه في سنة (352 هـ) في يوم عاشوراء ألزم معز الدولة أهل بغداد بالنوح وإقامة المآتم على الحسين - رضي الله عنه - وأمر بإغلاق الأسواق وعلقت عليها المسوح. 11. قصة الزبزب وهي: أن عليّ بن عيسى الرَّبَعي كان على شاطئ دجلة في يوم شديد الحر فاجتاز عليه الشريف المرتضى ومعه ابن جني وعليهما مظلة تظلهما من الشمس، فهتف الربعي بالمرتضى وقال له: ما أحسن هذا التشيع! عليّ تنقلي كبده في الشمس من شدة الحر وعثمان عندك في الظل لئلا تصيبه الشمس، فقال المرتضى للملاح: جد وأسرع قبل أن يسبنا. وجاء في "معجم الأدباء" أن ذلك كان مع الشريفين الرضى والمرتضى وأنه قال لهما: من أعجب أحوال الشريفين أن يكون عُثْمَان جالسًا معهما في الزبزب -وهو السفينة- وعلي على الشط بعيدًا عنهما. فبينما يفهم مقدمو (سر الصناعة) من هذه القصة أن الربعي (به لوثة وجسارة وبداوات لا تؤمن وأنه كان شيعيًا وإن ابن جني لم يكن شيعيًا يفهم الدكتور الشلبي العكس فيقول- "وأنت ترى القصة لا تنتهي بنا إلى هذه النتيجة التي انتهى السادة الأساتذة إليها بل هي دليل على ثبوت التشيع عند ابن جني". 12.- اعتزاليته -والعلاقة بين التشيع والاعتزال وثيقة يقول منز- أما من حيث العقيدة والمذهب فإن الشيعة هم ورثة المعتزلة ... وأن عضد الدولة وهو من الأمراء المتشيعين يعمل على حسب مذهب المعتزلة ويصرح المقدسي بأن الفاطميين يوافقون المعتزلة في أكثر الأصول ونجد الشيعة الزيدية يرتقون بسند مذهب المعتزلة حتى ينتهي إلى عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - ويقولون إن واصلًا أخذ عن محمّد بن عليّ بن أبي طالب وأن محمدًا أخذ عن أبيه (منية الأمل لأحمد بن يحيى المرتضى 1316 هـ ص 5) والزيدية يوافقون المعتزلة في أصولهم كلها إلا في مسألة الإمامة. (خطط المقريزي 2/ 352). "أما علاقة الشيعة بالمعتزلة فيقول كولد تسيهر: إن الصلة بينهم أمر لا سبيل إلى الشك فيه ... ومن الشيعة فرع الزيدية وهم كثر من غيرهم ميلًا إلى مذهب المعتزلة". وهناك آخرون يرون أن ابن جني لم يكن شيعيًا وإنما كان يصانع الشيعة لأن بيدهم السلطان، فالأستاذ محمّد النجار يقول في مقدمة الخصائص: "ولم يعرف عن ابن جني أنه كان شيعيًا، ولكن

يبدو من أمره أنه كان يصانع الشيعة ويحطب في حبلهم ويأخذ أخذهم" وكذلك قال محققوا سر الصناعة. وأرى أن الرأي الثاني هو الصواب، أن ابن جني لم يكن شيعيًا وإنما كان يصانعهم وذلك لما يلي: 1. الترضي عن عمر جاء في "المنصف" ومنه قول عمر - رضي الله عنه -: "اخشوشنوا وتمعددوا" وجاء فيه "وقرأ عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ورضوانه "الله لا اله إلا هو الحي القيوم" ونحوه في أماكن أخرى. 2. الصلاة على الصحابة مع النبي: جاء في (المقتضب): والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد النبي وآله وصحبه وسلم تسليمًا" وفي (التصريف الملوكي). "وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم". 3. الفصل بين الصلاة على الرسول وآله بـ"على" وإن ورد في أماكن أخرى بغير فصل كما قال الأستاذ الشلبي، وهو من شعائر الشيعة -كما مر- جاء في (التصريف الملوكي): "وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم". 4. الترضي عن علي: جاء في (الخصائص): أولًا يعلم أن أمير المؤمنين عليًّا - رضي الله عنه - هو البادئ والمنبه عليه -يعني النحو- وشعار الشيعة التسليم عليه. 5. الترضي عن الحسن والترحم عليه -جاء في (الخصائص) - "ومنه قراءة الحسن - رضي الله عنه - (صادِ والقرآن) وجاء فيه أيضًا" وقد حكي عن الحسن رحمه الله أنه كان يقول: "آمين اسم من أسماء الله عزَّ وجلَّ وهو هنا يعني الحسن البصري، وعلى أي حال فهو دليل على عدم شيعيته فإن كان يعني الحسن بن عليّ فشعار الشيعة هو السلام عليه وإن كان الحسن البصري فهو واضح. وجاء فيه أيضًا: فأما الحكاية عن الحسن - رضي الله عنه - وقد سأله رجل عن مسألة. 6. أمثاله التي يضربها تشعر بذلك، فهو يقول في (الخصائص) ألا تراك لو قلت: دخلت البصرة فرأيت أفضل من ابن سيرين لم يسبق الوهم إلا إلى الحسن - رضي الله عنه - وفي مكان آخر يقول: وذلك نحو قولك فلان يقول بقول أبي حنيفة ويذهب إلى قول مالك. لقد كان في رجال الشيعة غنى لو كان كذلك. 7. الترحم على أصحاب أبي حنيفة- جاء في الخصائص: هذا موضع كان أبو حنيفة رحمه الله يراه ويأخذ به. 8. الترحم على أصحاب أبي حنيفة، فقد جاء في (الخصائص): وقلت مرة لأبي بكر أحمد بن عليّ الرازي رحمه الله، وهو شيخ الحنفية ببغداد، وفي مكان آخر يقول: وكذلك محمّد بن الحسن رحمه الله إنما ينتزع أصحابنا منها العلل. 9. له كتاب (مسألتان من كتاب الإيمان لمحمد بن الحسن الشيباني الفقيه الحنفي -فاتيكان ثالث- ملحق 32) ونكتفي بذلك. ولذا أرجح أن ابن جني لم يكن شيعيًا وإنما كان مصانعًا للشيعة.

أكان شعوبيًا أم مفضلًا للعرب على غيرهم؟ لقد علمنا أن ابن جني لم يكن عربيًّا في النسب وإن كان عربي المنشأ والثقافة، ولكن كان روميًا يونانيًا. وهو يذكر ذلك في أبياته التي نقلناها عنه: فإن أصبح بلا نسب ... فعلمي في الورى نسبي على أني أؤول إلى ... قروم سادة نجب قياصرة إذا نطقوا ... أرم الدهر ذو الخطب ألاك دعا النبي لهم ... كفى شرفًا دعاء نبي أفكان شعوبيًا يبغض العرب والعربية، أم كان يحبهم ويفضلهم؟ نستطيع أن ننظر إلى هذا الأمر من ناحيتين: أ- موقفه من العرب. ب- موقفه من العربية. أ- أما موقفه من العرب فإنه موقف الحب والإعجاب والتقدير البالغ لهم. وهو يكرر هذا الأمر في كثير من المناسبات في كتبه ومن أمثلة ذلك: 1 - جاء في (الخصائص): فإن قلت ومن أين يعلم أن العرب قد راعت هذا الأمر واستشفته وعنيت بأحواله وتتبعه حتى تحامت هذه المواضع التحامي الذي نسبته إليها وزعمته مرادًا لها؟ وما أنكرت أن يكون القوم أجفى طباعًا وأيبس طينًا من أن يصلوا من النظر إلى هذا القدر اللطيف الدقيق الذي لا يصح لذي الرقة والدقة منا أن يتصوره إلا بعد أن توضح له أنحاؤه بل أن تشرح له أعضاؤه. قيل له: "هيهات ما أبعدك عن تصور أحوالهم وبعد أغراضهم ولطف أسرارهم". 2 - وجاء في (الخصائص) - قيل: لن يخلو ذلك أن يكون خبرًا روسلوا به أو تيقظًا نبهوا على وجه الحكمة فيه. فإن كان وحيًا أو ما يجري مجراه فهو أنه له واذهب في شرف الحال به لأن الله سبحانه إنما هداهم لذلك ووقفهم عليه لأن في طباعهم قبولًا له وانطواء على صحة الوضع فيه لأنهم مع ما قدمناه من ذكر كونهم عليه في أول الكتاب من لطف الحس وصفائه ونصاعة جوهر الفكر ونقائه لم يؤتوا هذه اللغة الشريفة المنقادة الكريمة إلا ونفوسهم قابلة لها محسة لقوة الصنعة فيها معترفة بقدر النعمة عليهم بما وهب لهم منها. 3 - وجاء في (الخصائص) عن أعرابي قرأ (طوبى) (طيبي) ولم ينفع معه التكرار في قراءتها (طوبى)، أفلا ترى إلى هذا الأعرابي وأنت تعتقده جافيًا كزًا لا دمثًا ولا طبعًا كيف نبا طبعه عن ثقل الواو إلى الياء فلم يؤثر فيه التلقين ولا ثنى طبعه عن التماس الخفة هزّ ولا تمرين وما ظنك به إذ خلي مع سومه وتساند إلى سليقته ونجره؟ ". ب- حبه للعربية -وكما كان محبًا للعرب كان ممتلئا حبًا للعربية وهو يكرر ذلك في مواطن كثيرة بحيث لا يبقى للقارئ في كتبه أي شك في إعجابه الكبير بها ومن أمثلة ذلك:

2083 - أخو ابن دحية

1 - جاء في (الخصائص) عن العرب- وقد ذكرناه قبلًا: أنهم، لم يؤتوا هذه اللغة الشريفة الكريمة إلا ونفوسهم قابلة محسة لقوة الصنعة فيها معترفة بقدر النعمة عليهم بما وهب لهم منها. 2 - وجاء فيه: لو أحست العجم بلطف صناعة العرب في هذه اللغة وما فيها من الغموض والرقة والدقة لاعتذرت من اعترافها بلغتها فضلًا عن التقديم لها والتنويه بها. 3 - وجاء فيه: وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والرقة والإرهاف والدقة ما يملك عليّ جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر. 4 - وجاء: وكلام العرب لمن عرفه وتدرب بطريقها فيه جار مجرى السحر لطفًا وأن جسا عنه أكثر من ترى وجفا. 5 - ويقول فيه: فهذا أمر قدمناه أمام القول على الفرق بين الكلام والقول ليرى منه غور هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة ويعجب من وسع مذاهبها وبديع ما أمد به واضعها ومبتدئها. ولا يذهبن بك الظن أن الأبيات التي قالها تدل على شعوبية فيه وعلى بغض للعرب يطويه فهو لم ينتقص أمة ولا شعبًا وإنما ذكر انتسابه إلى العلم وهو من أجل الأنساب. فإن انتسب أحد إلى فلان أو فلان فهو ينتسب إلى العلم وينتمي إليه، مع أن نسبه ليس قاصرًا فهو ينتمي إلى قياصرة ملكوا الدنيا، فهل في هذا بأس؟ وهل فيه انتقاص لأمة أو شعب؟ أو أن ذكر نسبه بخير عدّ هذا انتقاصًا لنسب الآخرين؟ لا شك أن ابن جني -كما نقلنا طرفًا من نصوصه- لا ينطوي على شيء من الشعوبية بل العكس تمامًا كان قلبه مفعمًا بالحب الكبير والتقدير البالغ للعرب ولغتهم) أ. هـ. وفاته: سنة (392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "الخصائص"، و"سر الصناعة"، و"التلقين في النحو". 2083 - أخو ابن دحية * النحوي، اللغوي: عُثمَان بن حسن بن عليّ بن محمّد بن فَرْح الجُميِّل، السَّبْتي، أبو عمرو الكلبي. من مشايخه: ابن بشكوال، وأبو القاسم السُّهيَلي وغيرهما. من تلامذته: الجمال أبو محمّد الجزائري وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: قال أثناء ذكر شيوخها "وأبو القاسم السهيلي وكان لا يحدث عنه ويقع فيه" أ. هـ. * السير: "تركه ابن نقطة لتوقيعته في الأمامين مالك والشافعي. قال ابن نقطة: رأيته بالإسكندرية لما قدم وهم يسمعون منه (الترمذي) فقلت لرجل أمن أصل؟ ¬

_ * العبر (5/ 147)، السير (23/ 26)، تذكرة الحفاظ (4/ 1420)، تاريخ الإسلام (وفيات 634) ط. بشار، الوافي (19/ 479)، البداية والنهاية (13/ 157)، النجوم (6/ 301)، بغية الوعاة (2/ 133)، الشذرات (7/ 293)، معجم المؤلفين (2/ 359)، لسان الميزان (4/ 157)، تكملة الصلة (3/ 172).

2084 - ورش

فقال: قد قال الشيخ: لا أحتاج إلى أصل، اقرأوا فإني أحفظه ثم ظهر منه كلام قبيح في ذم مالك والشافعي وغيرهما فتركت الاجتماع به". وقال: "قال ابن مَسْدِي: أربى على أخيه بكثرة السماع، كما أربى أخوه عليه بالفطنة وكرم الطباع، وكان متزهدًا، لم يكن له أصول، وكان شيخه ابن الجد يصله ويعطيه ثم نَهَدَ إلى أخيه فنزل عليه إلى أن خَرفِ أخوه فيما أنهي إلى الكامل فجعله عوضه" أ. هـ. * الوافي: "وكان مولعًا بالتقعير في كلامه ورسائله لهجًا بذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة عن (88 سنة). من مصنفاته: "المنتخب" في الأحكام. 2084 - وَرْش * النحوي، اللغوي، المقرئ: عُثمَان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو القيرواني، القبطي، أبو سعيد، وأبو عمرو الإفريقي. مولى آل الزبير. ولد: سنة (110 هـ)، وقيل: (115 هـ) عشر، وقيل: خمس عشرة ومائة. من مشايخه: أخذ القراءة عن نافع وغيره. من تلامذته: تلا عليه أحمد بن صالح الحافظ، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "كان ماهرًا بالعربية، انتهت إليه رئاسة الإقراء. وقال يونس: كان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ يهمز ويمدّ ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه. يقال: إنه تلا على نافع أربع ختمات في شهر واحد. لقبه نافع بورش لشدة بياضه، والورش: لبن يصنع، وقيل: لقبه بطائر اسمه ورشان، ثم خُفف، فكان لا يكرهه، ويقول: نافع أستاذي سماني به" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان ثقة حجة في القراءة: قال إسماعيل النحاس: قال لي أبو يعقوب الأزرق: إن ورشًا لما تعمق في النحو وأحكمه، اتخذ لنفسه مَقرَأ يسمى مَقرَأ ورش" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان في حداثته رأسًا فيما قيل، ثم اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالدّيار المصرية. وكان بصيرًا بالعربية، وكان أبيض أشقر أزرق، سمينًا مربوعًا، يلبس ثيابًا قصارًا". وقال: "هو ثبت حجة في القراءة" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ القراء المحققين، وإمام أهل الأداء المرتلين، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ... وذكر الهذلي أنه روى الحروف عن غير نافع قلت: وفي صحة هذا كله نظر ولا يصح، وله اختيار خالف فيه نافعًا رويناه عنه من طريقه بإسناد جيد ... ¬

_ * الجرح والتعديل (3/ 1 / 153)، المنتظم (10/ 42)، معجم الأدباء (4/ 1601)، معرفة القراء (1/ 152)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 20) ط. تدمري، السير (9/ 295)، العبر (1/ 324)، غاية النهاية (1/ 502)، النجوم (2/ 155)، التحفة اللطيفة (3/ 383)، الشذرات (2/ 457)، الأعلام (4/ 205).

2085 - أبو عمرو الداني

وكان جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه" أ. هـ. وفاته: سنة (197 هـ) سبع وتسعين ومائة. 2085 - أبو عَمْرو الداني * المفسر, المقرئ: عُثمَان بن سعيد بن عُثْمَان بن سعيد، أبو عمرو الداني، المالكي، ويقال له: ابن الصيرفي. وعرف بالداني لسكناه دَانِيَة. ولد: سنة (371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو مسلم الكاتب، وأحمد بن فراس، وأبو الحسن القابسي وغيرهم. من تلامذته: مفرج الإقبالي، وأبو داود بن نجاح صاحب (التنزيل) في الرسم وهو من أشهر تلامذته وغيرهما. كلام العلماء فيه: * جذوة المقتبس: "محدث مكثر، ومقرئ متقدم" أ. هـ. * الصلة: "كان أحد الأئمة في علم القرآن وروايته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك كله تواليف حسانًا مفيدة يكثر تعدادها ويطول إيرادها. وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن في العلم، وكان دينًا فاضلًا ورعًا سُنيًّا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي- وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني وتحقيقه وإتقانه، وعليه عُمْدتهم فيما ينقله من الرسم والتجويد والوجوه" أ. هـ. * غاية النهاية: "الإمام العلامة الحافظ أستاذ الأستاذين وشيخ مشايخ المقرئين ... قرأت بخط شيخنا الحافظ عبد الله بن محمّد بن خليل رحمه الله: قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره بمدد أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه وكان يقول ما رأيت شيئًا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان بين الداني وابن حزم الظاهري منافرة عظيمة أفضت إلى المهاجاة بينهما ولكل واحد منهما في الآخر هجاء يقذع فيه، غفر الله لهما ... وكتبه في غاية الحسن والإتقان" أ. هـ. * الشذرات: "قال المُغامي: كان مجاب الدعوة، مالكي المذهب" أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب (السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها) الدكتور ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 538)، جذوة المقتبس (2/ 483)، الصلة (2/ 385)، معجم الأدباء (4/ 1603)، إنباه الرواة (2/ 341)، السير (18/ 77)، العبر (3/ 207)، تاريخ الإسلام (وفيات 444) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 406)، غاية النهاية (1/ 503)، مفتاح السعادة (2/ 47)، النجوم (5/ 54)، نفح الطيب (2/ 350)، "السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها"، تحقيق د. رضاء الله بن محمد المباركفوري دار العاصمة، ط (1)، لسنة (1416 هـ 1995 م)، الديباج المذهب (2/ 84)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 379)، الشذرات (5/ 195)، روضات الجنات (5/ 181)، شجرة النور (115)، معجم المفسرين (1/ 342)، الأعلام (4/ 206)، معجم المؤلفين (2/ 360)، تذكرة الحفاظ (3/ 1120)، كشف الظنون (1/ 135)، هدية العارفين (1/ 653).

رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري (1/ 102)، (إن أبا عمرو الداني كان في عقيدته من أهل السنة والجماعة متمسكًا بمذهب السلف الصالح فيما يخص المسائل العقيدية، وقد صرح بسنيته ابن بشكوال وتناقله المؤرخون المترجمون له من أمثال الذهبي وابن الجزري وغيرهما مقرين له. ولا أدل على إلتزامه بنصوص الكتاب والسنة الصحيحة وتمسكه بمذهب السلف في المسائل العقيدية من أرجوزته التي نظمها في أصول السنة -وقد نقلنا بعض الأبيات منها- يتضح منها موقفه الموافق للسلف في جملة من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الأمة الإسلامية وعلى رأسها مسألة توحيد الأسماء والصفات التي قد زلت فيها أقدام كثيرين من النّاس حيث ذهبت بهم الفلسفة الهندية واليونانية الغازية ووليدتها المسماة بعلم الكلام إلى متاهات تاهوا فيها بغير هدى وسلطان ونرى المؤلف أنه أوضح في أرجوزته المذكورة موقفه المتمثل في إثبات الصفات لله تعالى على طريقة السلف). وقال في صفحة (1/ 106): (كما وضح المؤلف فيها موقفه الموافق لما كان عليه السلف في مسائل أخرى عقيدية، منها ما يتعلق بزيادة الإيمان ونقصه، وبعذاب القبر والمنكر والنكير، وموالاة الصحابة - رضي الله عنه - وأن أفضلهم الصديق ثم الفاروق ... وكذلك ما يتعلق بقبول خبر الواحد إذا كان رواته من الثقات العدول، وحذر فيها من أصحاب البدع والأهواء، فقال: أهْون بقول جَهْم الخسيس ... وواصل وبشْر المَريِسي ذي السُّخْف والجهل وذي العِنَادِ ... مُعَمَّر وابن أبي دُوَاد وابن عُبَيدٍ شيخ الاعتزال ... وشارعِ البدعة والضلال وهكذا عدد الكثير من كبراء الجهمية والمعتزلة ووصى النّاس بأخذ الحيطة والحذر منهم. وهذه الأرجوزة قد وصفها الذهبي بقوله "الأرجوزة السائرة" مما يدل على أنها مشهورة إلى عصره، ونوجد منها نسخة خطية في الخزانة الملكية بالرباط (رقم 5459)، وقد قام مؤخرًا بتحقيقها وكاك الحسن المغربي، وحصل به على شهادة الدكتوراه من دار الحديث الحسنية بالرباط، والجدير بالذكر أن بعض الباحثين يذكرون للمؤلف أرجوزتين، إحداهما باسم "أرجوزة في أصول السنة" والثانية باسم "الأرجوزة المنبهة .. ". والصواب أنهما أرجوزة واحدة، وهي المسماة بالمنبهة، وهي في أصول السنة وأصول القراءات والقراء السبعة ورواتهم، كما أفادني بذلك الدكتور وكاك الحسن في رسالة خاصة بعث بها إلي، وذكر فيها أنه ردّ على أولئك الذين جعلوها اثنتين. وأما الفضل في تمسك المؤلف بعقيدة السلف فهو -فيما يبدو لي- يعود بعد الله تعالى إلى شيوخه الذين تلقى عنهم العلم في حلّه وترحله،

وهم جميعًا من المتمسكين بالعقيدة السلفية، ولم يوجد فيهم -حسب تتبعي- من عرف بميلانه عن جادة الحق أو بانحرافه عن العقيدة السليمة، وعلى رأس هؤلاء الشيوخ أبو عبد الله بن أبي زمنين (ت 399 هـ) صاحب كتاب أصول السنة. سبق أن أشرت إلى شدة تعلقه به، وأن له تأثيرًا في تكوين وجهاته العلمية، وقد كان هذا الرجل من أشد النّاس تمسكًا بعقيدة السلف، وأكثر النّاس ابتعادًا عن أقوال المبتدعة والمنحرفين، ومن شدة تحريه في هذا الباب أنه ابتعد في كتابه عن عرض شبه الفرق الضالة المنحرفة، وتجنب ذكر أقوالهم حتى لا يسطر كلامهم ويخلد في الكتب، وقد صرح بذلك هو نفسه في كتابه. والفضل في ذلك يرجع أيضًا إلى البيئة التي نشأ فيها الداني، فقد كانت هذه البيئة على الفطرة السليمة، ولم تكن نعرف الفلسفة وعلم الكلام وهما اللذان يفسدان على النّاس دينهم وعقيدتهم غالبًا. وقد أشار إلى هذا الذهبي، إذ ذكر دخول علم الكلام ورأى الأشعري في المغرب بواسطة أبي ذر الهروى وأنه هو الذي حمله عنه المغاربة، ثم قال بعده: "وقبل ذلك كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام بل يتقنون الفقه والحديث والعربية ولا يخوضون في المعقولات .. ". وذكر جماعة من العلماء ممن كانوا على ذلك، منهم المؤلف وابن عبد البر وأبو عمر الطلمنكى. وأما مذهبه في الفروع فقال المُغامي: "وكان أبو عمرو مالكي المذهب" وهو بنفسه يدعو صراحة في أرجوزته المذكورة إلى الاعتماد على الإمام مالك منوهًا به وبأحد الأصول التي بني عليها المذهب المالكي، ألا وهو عمل أهل المدنية، فيقول: تدري أخي أين طريق الجنة ... طريقها القرآن ثم السنة كلاهما ببلد الرسول ... وموطن الأصحاب خير جيل فاتبعَنْ جماعة المدينة ... فالعلم عن نبيهم يروونه وهم فحُجة على سواهم ... في النقل والقول وفي فتواهم واعتمدن على الإمام مالك ... إذ قد حوى على جميع ذلك في الفقه والفتوى إليه المنتهى ... وصحة النقل وعلم من مضى ولا نظن بالمؤلف أنه دعا النّاس بهذا الكلام إلى حصر الاتباع في الإمام مالك رحمه الله تعالى، فإن ذلك ليس لأحد إلا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولعل قصده بهذا دعوتهم إلى الاستنارة بفقه الإمام مالك في الفروع، وأما تنويهه بعمل أهل المدينة فهو مما اختلف فيه علماء الأصول، وهو مبسوط في موضعه من كتب الأصول، والجمهور على أن إجماعهم ليس بحجة، لأن الإجماع المعتبر إجماع مجتهدي أمة محمّد - صلى الله عليه وسلم - وليس أهل المدينة هم كل المجتهدين) أ. هـ. من أقواله: ومن شعره في أرجوزته السائرة:

2086 - ابن الصلاح

كلم الله موسى عبده تكليما ... ولم يزل مُدَبِّرًا حَكيما كلامه وقوله قديمُ ... وهو فوق عرشه العظيم والقول في كتابه المفصل ... بأنه كلامه المنزّ على رسوله النبي الصادق ... ليس بمخلوق ولا بخالق من قال فيه: إنه مخلوق ... أو محدث فقولهُ مُرُوق والوقف فيه بدْعةٌ مضله ... ومثلُ ذلك اللفظ عند الجلَّهْ كلا الفريقين من الجهميهْ ... الواقفون فيه واللفظيهْ أهونْ بقَولِ جَهْمٍ الخسيس ... وواصلٍ وبشر المريسي وفاته: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: له أكثر من مئة مصنف منها "التيسير" في القراءات السبع، و"المقنع" في رسم المصحف ونقطه، و"البيان في عد آي القرآن". 2086 - ابن الصَّلاح * المفسر عُثمَان بن عبد الرحمن (صلاح الدين) بن عُثمَان بن موسى بن أبي النصر النصري الشهرزوري الكردى الشرخاني، أبو عمرو، تقي الدين، المعروف بابن الصلاح. ولد: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: عبيد الله بن السمين، ونصر الله بن سلامة وغيرهما. من تلامذته: حدّث عنه فخر الدين عمر الكرجي، ومجد الدين بن المهتار، والشيخ زين الدين الفارقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تذكرة الحفاظ: "كان سلفيًا حسن الاعتقاد كافًا عن تأويل المتكلمين مؤمنًا بما ثبت من النصوص غير خائض ولا معمق وكان وافر الجلالة" أ. هـ. * السير: "قلت -أي الذهبي- كان ذا جلالة عجيبة، ووقار وهيبة وفصاحة وعلم نافع وكان متين الديانة سلفي الجملة، صحيح النحلة، كافًا ¬

_ * وفيات الأعيان (3/ 243)، تذكرة الحفاظ (4/ 1430)، البداية والنهاية (13/ 179)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 326)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 133)، النجوم (6/ 354)، مفتاح السعادة (2/ 60)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 382)، الأنس الجليل (2/ 449)، الشذرات (7/ 383)، معجم المفسرين (1/ 342)، الأعلام (4/ 207)، معجم المؤلفين (2/ 361)، السير (23/ 140)، العبر (5/ 177)، طبقات الحفاظ (499)، "أدب المفتي والمستفتي" تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر -مكتبة العلوم والحكم- المدينة المنورة، ط (1)، لسنة (1407 هـ-1986 م).

عن الخوض في مَزَلّات الأقدام، مؤمنًا بالله وبما جاء عن الله من أسمائه ونُعوته، حسن البزَّة وافر الحرمة- مُعظَّمًا عند السلطان .. " وقال: "وكان مع تبحره في الفقه مجودًا لما ينقله، قوي المادة من اللغة والعربية متفننًا في الحديث متصونًا، مُكِبًا على العلم، عديم النظير في زمانه، وله مسألة ليست من قواعده شذّ فيها وهي صلاة الرَّغائب قواها ونصرها مع أن حديثها باطل بلا ترددٍ، ولكن له إصابات وفضائل. ومن فتاويه أنه سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب: الفلسفة أسُّ السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبَّس بها قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمّد - صلى الله عليه وسلم -، إلى أن قال: واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة والرقاعات المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية -ولله الحمد- افتقار إلى المنطق أصلًا، هو قعاقع قد أغنى الله عنها كلَّ صحيح الذهن فالواجب على السلطان أعزه الله أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم من المدارس ويبعدهم" أ. هـ. * البداية: "وكان دينًا زاهدًا ورعًا ناسكًا، على طريق السلف الصالح كما هو طريق متأخري أكثر المحدثين" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا كبيرًا فقيهًا محدثًا زاهدًا ورعًا مفيدًا معلمًا" أ. هـ. * طبقات الشافعية للأسنوي: "كان ورعًا زاهدًا، ملازمًا لطريقة السلف الصالح لا يمكن أحدًا في دمشق من قراءة المنطق والفلسفة، والملوك تطيعه على ذلك" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "أفتى وتخرج به الأصحاب، وكان من أعلام الدنيا ... قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث ... وقال أبو حفص بن الحاجب في معجمه: إمام ورع وافر العقل حسن السمت متبحر في الأصول والفروع، بالغ في الطلب، حتى صار يضرب به المثل، وأجهد نفسه في الطاعة والعبادة، كان وافر الجلالة، حسن البزَّة، كثير الهيبة، مُوقَّرًا عند السلاطين والأمراء ... ودفن بمقابر الصوفية وقبره ظاهر يزار" أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب "أدب المفتي والمستفتي" (ص 15): "كانت عقيدة ابن الصلاح رحمه الله تعالى عقيدة سلفية نظيفة بعيدة عن علم الكلام والجدل والتأويل وغير ذلك من الأمور التي تبعد المسلمين عن الصواب في عقيدتهم" أ. هـ. من أقواله: طبقات الشافعية للسبكي: "إن ابن الصلاح قال: ما فعلت صغيرة في عمري قط" أ. هـ. ومن شعره: احذر من الواوات أربـ ... عة فهنّ من الحتوف واو الوصية والوديـ ... عة والوكالة والوقوف

2087 - فخر الدين المقرئ

وفاته: سنة (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "معرفة أنواع علم الحديث" تعرف بمقدمة ابن الصلاح، و"الأمالي" و"الفتاوى" جمعه بعض أصحابه. 2087 - فخر الدين المقرئ * المقئ: عُثْمَان بن عبد الرحمن بن عُثْمَان المخزومي البلبيسي، ثم المصري الشافعي. ولد: سنة (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. من تلامذته: قرأ عليه الأوحدي، وعثمان بن إبراهيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام جامع الأزهر شيخ الديار المصرية، إمام كامل ناقل" أ. هـ. * إنباء الغمر: "قرأ عليه خلق كثير حتى من الجن، انتفع به من لا يحصى عددهم في القراءة. كان صالحًا خيرًا أقام بالجامع الأزهر يؤم فيه مدة طويلة" أ. هـ. * الضوء اللامع: "قال المقريزي: أم بالأزهر زمانًا وأخذ النّاس عنه القراءات ورحلوا إليه من الأقطار وتخرج به خلائق وكان خبيرًا بالقراءات عارفًا بتقليلها صبورًا على الإقراء خيرًا دينًا هينًا معتقدًا. تخشع القلوب لقراءته ولنداوة صوته ولم يزل على ذلك حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (804 هـ) أربع وثمانمائة. 2088 - المُلَّا عُثمان الموصلي * المقرئ: عُثْمَان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المنسوب إلى بيت الطحان الموصلي المولوي. ولد: سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "وأخذ الطريقة القادرية من حضرة المرشد الكامل العارف الفاضل المرحوم السيد محمّد أفندي النوري، وبرخصته بل بعد استشارته واستخارته توجه راحلًا منها إلى مركز الخلافة العظمى وخصص له ببلدته خير معاش، يستوجب الانتعاش، وأخذ فيها الطريقة الرفاعية، من حضرة صاحب السماحة الصارم الهندي، الشيخ أبي الهدى السيد محمّد أفندي". وقال: "إذا غنى ظننت الموصلي إبراهيم، أو قرأ حزبًا من القرآن الكريم، تخيلت أبيًا يترنم بصوته الرخيم" أ. هـ. * الأعلام: "وكان يجيد القراءات العشر. وكان يجيد الضرب على العود والعزف ببعض الآت الطرب واللعب بالشطرنج" أ. هـ. من أقواله: ومن نظمه يمدح السيد الرفاعي: ¬

_ * غاية النهاية (1/ 506)، إنباء الغمر (5/ 36)، الضوء اللامع (5/ 130)، وجيز الكلام (1/ 363)، الشذرات (9/ 71). * حلية البشر (2/ 1052)، معجم المؤلفين العراقين (2/ 375)، معجم المطبوعات لسركيس (1309)، الأعلام (4/ 209)، معجم المؤلفين (2/ 363) , إيضاح المكنون (1/ 12).

2089 - السرقوسي

بباب الرفاعي بت استبق الركبا ... ليصبح جفني لاثمًا ذلك التربا امام له في الخافقين مفاخر ... بها امتاز بين الأولياء ولا ريبا فمنها إذا نادى محبوه باسمه ... على النار أطفوها ولو أوقدت لهبا ومنها سيوف الهند تنبو لبأسه ... وأسد الشرى ترتاع من ذكره رعبا وأعظمها تقبيل يُمْنى نبينا ... بها لم يكن من قومه غيره يحبى أمدت له في محفل خير محفل ... وقد صيرت كل الكرام له حزبا تردى بأثواب المحبة والحجا ... ومن شرع طه المصطفى أخذ اللبا أرى ذل حالي فيه خير معزتي ... وأبكي وتعذيبي أراه به عذبا لقد جئته مستبقيا سيب جوده ... أناديه يا من قد شغفت به حبا بجدك ذي الخلق العظيم ومن سما ... على الرسل إذ كل لدعوته لَبّا بوالدك الكرار باب علوم من ... أماط عن التوحيد في بعثه الحجبا بريحانتي خير الوجود وفاطم ... وما قد حواه ذلك البيت من قربى أتيتك يا شيخ العواجز راجيًا ... منائحك العليا التي تنعش القلبا أيدهشني يا آل طه بحيكم ... خطوب وإني قد عرفت بكم صبا أحبة قلبي ما لعثمان ملجأ ... سواكم وأنتم ملجأ الكون في العقبى عليكم صلاة الله ما انهلَّ وابل ... بواسط أوهبت بأرجائها النكبا وفاته: سنة (1341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له "الأبكار الحسان في مدح سيد الأكوان"، و"مجموعة سعادة الدارين"، و"تضمين لامية البوصيري"، وله كتاب "خواتم الحكم في التصوف". 2089 - السَّرْقوسيّ * النحوي، اللغوي، المقرئ: عُثْمَان بن عليّ بن عمر السرقوسي (¬1) الصِّقِلِّي، أبو عمرو. من مشايخه: ابن الفحّام وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "كان عالمًا نحويًّا لغويًّا ... وكانت له في جامع مصر حلقة للإقراء وانتفع به الناس، ونقلوا كلامه، وكتبوا تصانيفه، وتنافس فيه أهل ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 134)، معجم الأدباء (4/ 1606)، إنباه الرواة (2/ 342)، إشارة التعيين (202)، معجم السفر (244)، البلغة (142). (¬1) السرقوسي: منسوب إلى سرقوسة، وهي من مدن صقلية المشهورة.

2090 - الطائي

العلم" أ. هـ. * البلغة: "الإمام في اللغة ... وكان متصدرًا للإقراء بجامع عمرو بمصر" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال السلفي: كان من أهل العلم بمكان نحوًا ولغة، وله تآليف في القراءات والنحو والعروض" أ. هـ. من مصنفاته: حاشية على كتاب "الإيضاح" وهي في غاية الجودة، و"مختصر عمدة ابن رشيق". 2090 - الطائي * المقرئ: عُثْمَان بن عليّ بن عمر بن إسماعيل بن إسماعيل بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب بن عليّ بن عبد الله بن ناجية الطائي الحلبي، فخر الدين بن خطيب جبرين القاضي الفقيه الشافعي. ولد: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة. من مشايخه: نجم الدين بن مكي، وشمس الدين بن بهرام وغيرهما. من تلامذته: نجم الدين ابن السقاح الحلبي، والشيخ عليّ السرميني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "فقيه حلب ومقرئها وفقيهها" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان إمامًا عالمًا بالفقه والأصول، وقال زين الدين ابن الوردي سمعته يقول: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، والإعراض عنها قدح في الشرع، ومحوها نقص في العقل فمن جعل السبب موجبًا قد أخطأ. ومن محاه ولم يجعل له أثر فقط أخطأ. ومن جعل السبب سببًا والمسبب هو الفاعل المختار فقد أصاب" أ. هـ. * الدرر: "مهر في الفنون حتى كان يدرس لكل من قصده في أي كتاب أراده من أي علم أحضره، ولم ير النّاس له في ذلك تعظيمًا إلا ما حكى عن ابن يونس فكان يقرئ في الحاوي وغيره من الفروع، والشاطبية والفرائض وأنواع الحساب والعربية والتصريف والحكمة والطب" أ. هـ. * المنهل الصافي: "وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي: كان ينوب للقاضي الشافعي والحنفي ويحكم لكل منهما بمذهبه، وعنده دين، وبيده سبحة كلما خلا من الكلام سبح بها" أ. هـ. * البدر الطالع: "وأثنى عليه ابن حبيب فقال: حاكم قدره كبير وعالم ليس له نظير، قدوة في معرفة الفروع والأصول مشار إليه بالتقديم في المحافل والجموع" أ. هـ. * إعلام النبلاء: "وكان رحمه الله سريع الغضب سريع الرضى كثير الذكر لله تعالى" أ. هـ. وفاته: سنة (738 هـ)، وقيل: (739 هـ) ثمان وثلاثين، وقيل: تسع وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح التعجيز"، و"شرح ¬

_ *. هدية العارفين (1/ 655)، ذيول العبر (205)، البداية والنهاية (14/ 196)، غاية النهاية (1/ 507)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 393)، الدرر الكامنة (3/ 58)، المنهل الصافي (7/ 19 4)، النجوم (9/ 320)، الشذرات (8/ 214)، البدر الطالع (1/ 412)، إعلام النبلاء (4/ 525)، الأعلام (4/ 210)، معجم المؤلفين (2/ 364)

2091 - المودورنه وي

الشامل الصغير" وصنف في المناسك وفي اللغة. 2091 - المودورنه وي * المفسر: عُثمَان بن عليّ المودورنه وي الرومي النقشبندي الحنفي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "عارف بالتفسير، صوفي فقيه حنفي، من علماء الدولة العثمانية" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر صوفي "أ. هـ. وفاته: سنة (1211 هـ) إحدى عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "قواعد التفسير"، و"رسالة النقشبندية"، و"مسلك السالكين" في التصوف. 2092 - ابن الحاجب * النحوي، اللغوي، المقرئ: عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، أبو عمرو الدُّويني الأصل، الإسنائي المولد، المالكي، المعروف بابن الحاجب. ولد: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو القاسم البوصيري، وبهاء الدين بن عساكر وغيرهما. من تلامذته: المنذري، والدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "الفقيه المالكي ... اشتغل بالفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه وبالعربية والقراءات ... وكان الأغلب عليه علم العربية .. وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة .. " أ. هـ. * الطالع السعيد: "وكان .. من المحسنين الصالحين المتقين .. وذكره ابن خلكان وأثنى عليه ثناءًا جميلًا .. وذكره ابن مَسْدَي وأثنى على دينه وعلمه .. " أ. هـ. * معرفة القراء: "كان حاد القريحة يتوقد ذكاءًا .. " أ. هـ. * الوافي: "ذكره الأميني فقال: هو فقيه مفتي وناظر مبرز في عدة علوم متبحر مع ثقة ودين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكلف .. " أ. هـ. * البداية: "كان أبوه صاحبًا للأمير عز الدين موسَك الصلاحي، واشتغل هو بالعلم فقرأ القراءات وحرر النحو تحريرًا بليغًا، وتفقه وساد أهل عصره، ثم كان رأسًا في علوم كثيرة، منها الأصول والفروع، والعربية والتصريف والعروض والتفسير وغير ذلك. وقد كان استوطن دمشق في سنة سبع عشرة وستمائة، ¬

_ * معجم المؤلفين (2/ 366)، معجم المفسرين (1/ 344)، هدية العارفين (1/ 660). * المختصر في أخبار البشر (3/ 178)، عيون التواريخ (20/ 24)، الطالع السعيد (352)، السير (23/ 264)، العبر (5/ 189)، معرفة القراء (2/ 648)، وفيات الأعيان (3/ 248)، البداية (13/ 188)، الديباج (2/ 86)، غاية النهاية (1/ 508)، البلغة (143)، الوافي (19/ 489)، النجوم (6/ 360)، الدارس (2/ 3)، الشذرات (7/ 405)، شجرة النور (167)، الأعلام (4/ 211)، معجم المؤلفين (2/ 366)، بغية الوعاة (2/ 134)، مفتاح السعادة (1/ 138)، رسالة دكتوراه دراسة وتحقيق "الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب" أعدها إبراهيم محمد عبد الله -جامعة دمشق- كلية الآداب- قسم اللغة العربية، آراء المعتزلة الأصولية (174).

ودرس بها للمالكية بالجامع حتى كان خروجه بصحبة الشيخ عز الدين بن عبد السلام في سنة ثمان وثلاثين، فصارا إلى الديار المصرية حتى كانت وفاة الشيخ أبي عمرو في هذه السنة بالإسكندرية، ودفن بالمقبرة التي بين المنارة والبلد. قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: وكان من أذكى الأئمة قريحة، وكان ثقة حجة متواضعًا عفيفًا كثير الحياء منصفًا محبًا للعلم وأهله، ناشرًا محتملًا للأذى صبورًا على البلوى، قدم دمشق مرارًا آخرها سنة سبع عشرة، فأقام بها مدرسًا للمالكية وشيخًا للمستفيدين عليه في علمي القراءات والعربية، وكان ركنًا من أركان الدين في العلم والعمل، بارعًا في العلوم متقنًا لمذهب مالك بن أنس رحمه الله تعالى. وقد أثنى عليه ابن خلكان ثناءً كثيرًا، وذكر أنه جاء إليه في أداء شهادة حين كان نائبًا في الحكم بمصر وسأله عن مسألة اعتراض الشرط على الشرط، إذا قال: إن أكلت إن شربت فأنت طالق، لم كان يقع الطلاق حين شربت أولًا؟ وذكر أنه أجاب عن ذلك في تؤدة وسكون. قلت: ومختصره في الفقه من أحسن المختصرات، انتظم فيه فوائد ابن شاش، ومختصره في أصول الفقه، استوعب فيه عامة فوائد الأحكام لسيف الدين الآمدي" أ. هـ. * الشذرات: "وبرع في الأصول والعربية وتفقه في مذهب الإمام مالك .. " أ. هـ. * شجرة النور: "كان ركنًا من أركان الدين علمًا وعملًا .. خاتمة الأئمة المبرزين الأخيار .. " أ. هـ. * الأعلام: "من كبار العلماء بالعربية .. " أ. هـ. * قلت: قال إبراهيم محمّد عبد الله صاحب رسالة الدكتوراه لدراسة وتحقيق كتاب ابن الحاجب المسمى "الإيضاح في شرح المفصل" (ص 6): "عرف ابن الحاجب بأنه كان محسنًا صالحًا تقيًا، ثقة متواضعًا عفيفًا كثير الحياء منصفًا محبًا للعلم وأهله ناشرًا له محتملًا للأذى، صبورًا على البلوى، مطرحًا للتكلف، كما عرف بذكائه فقد قال عنه السيوطي: وكان من أذكياء العالم. واشتهر بأنه قرن العلم بالعمل، وكان مصدقًا عنه معاصريه، فقد جاء ابن خلكان مرارًا بسبب أداء شهادات وعرف بوفائه ووده لأصدقائه" أ. هـ. * آراء المعتزلة الأصولية وخلال الكلام على مسألة هل العقل يدرك الأشياء الحسن والقبح وذكر أقوال "قال ابن الحاجب رحمه الله تعالى: لا حكم إلا بما به الله فالعقل لا يحسن ولا يقبح أي: لا يحكم بأن الفعل حسن وقبيح لذاته، أو بوجوه واعتبارات في حكم الله تعالى" أ. هـ. وفاته: سنة (646 هـ) ست وأربعين وستمائة. من مصنفاته: له شرح المفصل، والأمالي في العربية، والمقدمة المشهورة في النحو، اختصر فيها مفصل الزمخشري وشرحها، وقد شرحها غيره أيضًا، وله التصريف وشرحه، وله عروض على وزن الشاطبية رحمه الله ورضي عنه.

2093 - البلطي

2093 - البَلْطِي * النحوي، اللغوي: عُثْمَان بن عيسى بن منصور، وقيل: بن هيجون، وقيل: ابن ميمون، البلطي (¬1)، أبو الفتح. ولد: سنة (524 هـ) أربع وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: الزبداني، وأبو محمّد سعيد بن المبارك بن الدهان وغيرهما. من تلامذته: الشريف أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال الإدريسي: كان عالمًا إمامًا لغويًّا أخباريًا مؤرخًا شاعرًا عروضيًا، وكان يخلط المذهبين في النحو، ويحسن القيام بأصولهما وفروعهما، وكان مع ذلك خليعًا ماجنًا شِرِّيبًا للخمر منهمكًا على اللذات" أ. هـ. * إنباه الرواة: "رأيته بمصر يفيد الطلبة علمي النحو والعروض فإنه كان بهما قيمًا، ولم أسمع أحدًا يذكر صيانته، وكان متهم الخلوة لا يردّه ملام عن رشف المدام، ولا يسمع الكلام في ذمِّ الغلام، ولم يزل عزبًا قذِر الهيئة خشن الملبوس. مبدد الأطراف، في تصرفه ما يدل على نقص مروءته وكان شريف النفس في أمر واحد وهو قلة الإكتراث بأهل المناصب" أ. هـ. * الوافي: "كان طويلًا ضخمًا كثير اللحية ويلبس عمامة كبيرة، وثيابًا كثيرة من الخز وكان إذا دخل فصل الشتاء اختفى ولم يكد يظهر، وكانوا يقولون له: أنت في الشتاء من حشرات الأرض! وإذا دخل الحمّام يدخل وعلى رأسه مزدوجة مبطنة بقطنٍ، فإذا صار عند الحوض كشف رأسه بيده الواحدة وصب الماء الحار الناضج بيده الأخرى على رأسه ثم يغطيه إلى أن يملأ السطل ثم يكشفه ويصب عليه ثم يغطيه يفعل ذلك مرارًا ويقول: أخاف من الهواء. وكان إمامًا نحويًّا مؤرخًا شاعرًا. وحضر يومًا عند البلطي بعض المطربين فغناه صوتًا أطربه فبكى البلطي وبكى المطرب فقال البلطي: أما أنا فإني طربت فأنت علام تبكي؟ فقال: تذكرت والدي فإنه كان إذا سمع هذا الصوت بكى! فقال البلطي: فأنت إذًا والله ابن أخي وخرج فأشهد على نفسه جماعة من عدول مصر بأنه ابن أخيه ولا وارث له سواه ولم يزل المطرب يعرف بابن أخي البلطي ... وكان البلطي ماجنًا خليعًا خميرًا منهمكًا على الشراب والملذات" أ. هـ. وفاته: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "العروض الكبير"، و"العروض الصغير"، و"العِظات والموقِظات". ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1610)، خريدة القصر (2/ 385)، إنباه الرواة (2/ 344)، فوات الوفيات (2/ 443)، الوافي (19/ 497)، لسان الميزان (4/ 175)، بغية الرعاة (2/ 135)، روضات الجنات (5/ 183)، الأعلام (4/ 212)، معجم المؤلفين (2/ 367)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 432). (1) في الأعلام البليطي وسمى جده: بـ (ميمون)، وسمى جده صاحب "الوافي": بـ (هيجون).

2094 - فضلي

2094 - فَضْلي * المفسر: عُثْمَان بن فتح الله الشُّمُنِيّ الرومي، الملقب بفضلي، والشهير بآت بازاري. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "الصوفي المتخلص بفضلي من مشايخ الخلوتية" أ. هـ. * معجم المفسرين: "صوفي، من مشايخ الخلوتية، مشارك في عدة علوم درّس في مسجد آت بازاري في القسطنطينية فنسب إليه، ووعظ في جوامع السلاطين" أ. هـ. وفاته: سنة (1102 هـ) اثنتين ومائة وألف. من مصنفاته: "مرآة أسرار العرفان على إعجاز البيان" حاشية على إعجاز البيان في تفسير أم القرآن للقونوي، و"حاشية على شرح الفصوص" للشيخ الأكبر وغيرهما. 2095 - عُثْمَان بن أبي شيبة * المفسر عُثمَان بن محمّد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عُثمَان بن خُواسْتَى العبسي، مولاهم الكوفي، أبو الحسن صاحب التصانيف. أخو الحافظ أبي بكر صاحب المصنف. ولد: بُعيد سنة (160 هـ) ستين ومائة. من مشايخه: جرير بن عبد الحميد، وابن عيينة، وابن المبارك وغيرهم. من تلامذته: البخاري، ومسلم، وأبو حاتم، وعلي بن سهل بن المغيرة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال يحيى بن معين: ثقة" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال عبد الله بن محمّد بن جعفر القزويني: سمعت أبا حليم يقول: سمعت رجلًا يسأل محمّد بن عبد الله بن نُمير عن عُثمَان بن أبي شيبة قال: فقال محمّد بن عبد الله: سبحان الله ومثله يسأل عنه، وإنما يُسأل هو عنا ... وقال أحمد بن عبد الله العجلي: .. عُثْمَان كوفي ثقة" أ. هـ. * السير: "سئل عنه أحمد بن حنبل، فأثنى عليه وقال: ما علمت إلا خيرًا. وهو مع ثقته صاحب دُعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم سامحه الله ومن ذلك أنه قرأ {أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} فقالها: ألف لام ميم، قلت: إما سبق لسان، أو انبساط محرم. وقرأ مرة أخرى في التفسير (فلما جهزهم بجهازهم جعل) السفينة، فنادوا: (السقاية). فقال أنا وأخي لا نقرأ لعاصم" أ. هـ. قلت: وهذا الانبساط حرام، لا ينبغي التساهل في حكمه، فإن الأمر يتعلق بصفة الله تعالى ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 344)، هدية العارفين (1/ 657)، إيضاح المكنون (1/ 456)، معجم المؤلفين (1/ 368). * تاريخ بغداد (11/ 283)، تهذيب الكمال (19/ 478)، تاريخ الإسلام (وفيات 239) ط. تدمري، السير (11/ 151)، العبر (1/ 430)، تذكرة الحفاظ (2/ 444)، ميزان الإعتدال (5/ 48)، البداية والنهاية (10/ 318)، تهذيب التهذيب (7/ 35)، النجوم (2/ 301)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 384)، الشذرات (3/ 177)، معجم المفسرين (1/ 344)، الأعلام (4/ 213)، معجم المؤلفين (2/ 368)، التاريخ الكبير للبخاري (6/ 250)، الجرح والتعديل (3/ 1/ 166)، الفهرست لابن النديم (285)، الكامل (7/ 45)، تقريب التهذيب (668)، طبقات الحفاظ (193).

2096 - التوزري

وتتعلق بكتاب هذه الأمة الأجل الأعظم. فمثل هذه الدعابات الفارغة، لا تجوز في أي حال من الأحوال" أ. هـ. * ميزان الميزان: "قال عبد الله: وقلت لأبي: حدثنا عثمان، حدثنا جرير عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت الحسين بن عليّ عن فاطمة الكبرى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لكل بني أبٍ عُصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة أنا عصبتهم). وقلت له: حدثنا عثمان، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير، عن جَابِر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تسليم الرجل بأُصبع واحدةٍ يُشير بها فعلُ اليهود). فأنكر أبي هذه الأحاديث مع أحاديث من هذا النحو أنكرها جدًّا، وقال: هذه موضوعة أو كأنها موضوعة. وقال أبي: أبو بكر أخوه أحب إلي من عثمان. فقلت: لأنّ يحيى بن معين يقول: إن عُثْمَان أحب إلي. فقال أبي: لا. ورواها أبو عليّ بن الصواف عن عبد الله عن أبيه وزاد فقال: ما كان أخوه أبو بكر لا يُطنِّفُ نفسه لشيءٍ من هذه الأحاديث. نسأل الله السَّلامة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: ابن أبي شيبة ما تقول فيه -أعني أبا بكر- فقال: ما علمت إلا خيرًا وكأنه أنكر المسألة عنه قلت لأبي عبد الله: فأخوه عُثْمَان فقال: وأخوه عُثمَان ما علمت إلا خيرًا وأثنى عليه ... ابن أبي شيبة فقال مات محمّد بن مهران الحمال فكرر محمّد بن مسلم عليه فكرر ثلاثًا لا يزيد على ذلك وقال فضلك الرازي سألت ابن معين عن محمّد بن حميد الرازي فقال: ثقة، وسألته عن عُثْمَان بن أبي شيبة فقال: ثقة فقلت: من أحب إليك ابن حميد أو عُثْمَان؟ فقال: ثقتين أمينين مأمونين. وقال الحسين بن حيان عن يحيى: ابنا أبي شيبة عُثْمَان وعبد الله ثقتان صدوقان ليس فيه شك وقال أبو حَاتِم: سمعت رجلًا يسأل محمّد بن عبد الله بن نمير عن عُثْمَان فقال سبحان الله ومثله يسأل عنه إنما يسأل هو عنا وقال ابن أبي حَاتِم عن أبيه: كان عُثمَان أكبر من أبي بكر إلا أن أبا بكر صنف قال وقال أبي هو صدوق" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة حافظ شهير وله أوهام، وقيل كان لا يحفظ القرآن" أ. هـ. * الأعلام: "كان ثقة مأمونًا، وحُكيت عنه تصحيفات لبعض الآيات كأنها على سبيل الدعابة" أ. هـ. وفاته: سنة (239 هـ) تسع وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: صنف "المسند"، و"التفسير". 2096 - التَّوْزَري * المقرئ: عُثمَان بن محمّد بن عُثمَان بن أبي بكر بن محمّد بن داود التَّوْزَري، فخر الدين، المالكي، المجاور بمكة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 733)، غاية النهاية (1/ 510)، معجم شيوخ الذهبي (347)، تذكرة الحفاظ (4/ 1502)، السلوك (2/ 1 / 133)، الدرر الكامنة (3/ 64)، درة الحجال (3/ 209)، الشذرات (8/ 60)، ذيول العبر (74)، المعجم المختص (109).

2097 - أبو عمرو المالقي

ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: ابن الجُمَّيزِي، والكمال الضرير وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الغزناطي، وأبو زكريا يحيى الفاسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص: "كان جيد المعرفة صحيح القراءة ثم جاور بمكة سنين، وكان فيه دين وتعبد وقناعة" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "المحدث المفيد المقرئ بقية السلف شيخ الحرم" أ. هـ. * غاية النهاية: "فقيه مقرئ محدث، جاور بمكة حتى مات". وقال: "كان دينًا خيرًا ثقة عالمًا" أ. هـ. * الدرر الكامنة: "بلغت مشيخته نحو الألف، وحدث بالكثير وانقطع بمكة متعبدًا، وله أصول وفهم حسن ومحاضرة مليحة" أ. هـ. * السلوك: "كان إمامًا في الحديث والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (713 هـ) ثلاث عشرة وسبعمائة. 2097 - أبو عَمرو المالقي * اللغوي: عُثْمَان بن محمّد بن يحيى بن محمّد بن منظور القيسي المالقي، أبو عمرو. من مشايخه: أبو عبد الله بن الفخّار، ولازم أبا محمّد بن السداد الباهلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الديباج: "فقيه عارف بالعربية برز فيها وفي أصول القراءات والطب والمنطق، وله شعر قليل" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: من بيت معمور بالنباهة، كان صدرًا في علماء بلده، أستاذًا ممتعًا، من أهل النظر والاجتهاد والتحقيق ثاقب الذهن، أصيل البحث مضطلعًا بالمشكلات" أ. هـ. وفاته: سنة (735 هـ) خمس وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "بغية الباحث في معرفة مقدمات الموارث"، و"اللمع الجدلية في كيفية التحدث في علم العربية". 2098 - ابن محمّد شَطَّا * المفسر: عُثْمَان بن محمّد شَطا البكري الشافعي، أبو بكر. ولد: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "فقيه شافعي مفسر، متصوف من أهل دمياط بمصر استقر بمكة" أ. هـ. وفاته: سنة (1310 هـ) عشر وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن العظيم" وصل فيه إلى سورة المؤمنون، و"تحفة الأذكياء" شرح قصيدة سلوك طريق الأولياء المليباري و"كفاية ¬

_ * الديباج المذهب (2/ 90)، بغية الوعاة (2/ 136)، معجم المؤلفين (2/ 369). * معجم المفسرين (1/ 345)، هدية العارفين (1/ 241)، معجم المؤلفين (2/ 369)، معجم المطبوعات لسركيس (577)، الأعلام (4/ 214).

2099 - الياسري

الأتقياء" تصوف. 2099 - اليَاسِرِي * المفسر عُثمَان بن مقبل بن قاسم بن عليّ الياسري ثم البغدادي، أبو عمرو. ولد: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسين بن يوسف، وأبي محمّد بن الخشاب وغيرهما. من تلامذته: ابن أبي الجيش، وعبد الرزاق الرسغي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل تاريخ بغداد: "لم يكن له معرفة بالحديث والإسناد وقد صنف كتبًا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ وفيها غلط كثير لقلة معرفته بالنقل لأنه كان صحفيًا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ وكان متدينًا صالحًا حسن الطريقة" أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "قال الناصح ابن الحنبلي: وتقدم في الوعظ إلى غاية تميز بها عن نظائره في صلاح ودين وسمت" أ. هـ. * معجم المفسرين: "واعظ من فقهاء الحنابلة مشارك في علوم التفسير والتاريخ" أ. هـ. وفاته: سنة (616 هـ) ستة عشرة وستمائة. من مصنفاته: له كتاب في التفسير والوعظ والفقه والتاريخ. 2100 - الكَمَّاخي * المفسر: عُثمَان بن يعقوب بن حسين بن مصطفى الكماخي، الإسلامبولي، الرومي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "واعظ مفسر من فقهاء الحنفية" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الرومي، عالم مشارك في بعض العلوم. درس ووعظ بالقسطنطينية" أ. هـ. وفاته: سنة (1171 هـ) إحدى وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير سورة النبأ للبيضاوي"، و"بركات الأبرار" في العقائد، و"شرح الحزب الأعظم". 2101 - البلِجِيطي * المقرئ: عُثْمَان بن يوسف بن أبي بكر بن عبد البر بن سيدي بن ثابت، أبو عمرو، الأنصاري، السرقسطي، المعروف بالبلجيطي. ولد: سنة (487 هـ) سبع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو زيد الوراق، ويحيى بن محمّد القطعي وغيرهما. من تلامذته: أبو عمر بن عباد، وأبو عبد الله ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (16/ 240)، تاريخ الإسلام (وفيات 616) ط. بشار، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 122)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 345)، الشذرات (7/ 124)، معجم المؤلفين (2/ 369)، معجم المفسرين (1/ 345). * معجم المفسرين (1/ 345)، هدية العارفين (1/ 659)، معجم المؤلفين (2/ 370)، إيضاح المكنون (1/ 177). * تاريخ الإسلام (وفيات 577) ط. تدمري، صلة الصلة (75)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 140)، غاية النهاية (1/ 510).

2102 - عراك المري

الشوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "أستاذ مقرئ محقق ضابط من طبقة أبي الحسن بن هُذيل أخذ النّاس عنه، أفادنيه من أثق به" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "كان مقرئًا مجودًا عاقدًا للشروط بصيرًا بالأحكام جيد الدربة فيها، تردد في كثير من كور بلنسية وأقرأ فيها واستوطن لرية" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان محققًا للقراءات، ضابطًا أخباريًا ذاكرًا ماهرًا بالقضاء والشروط" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ بارع محقق" أ. هـ. وفاته: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. 2102 - عِراك المُرِّي * المقرئ: عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المُرِّي الدمشقي، أبو الضحاك. من مشايخه: أبوه، يحيى بن الحارث الزماري وغيرهما. من تلامذته: هشام بن عمار، والربيع بن ثعلب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الثقات لابن حبان: "ربما أغرب وخالف" أ. هـ. * معرفة القراء: "صاحب يحيى الذمِّاري، مقرئ أهل دمشق في عصره". وقال: "قال أبو حَاتِم الرازي: مضطرب الحديث، وليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا بأس به. قلت -أي الذهبي-: لم يخرجوا له في الكتب الستة شيئًا" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال عُثمَان الدارمي عن دحيم ما كان له به بأس، وقال أبو حَاتِم: مضطرب الحديث ليس بقوي. وقال الدارقطني لا بأس به. قلت -أي ابن حجر-: قال أبو جعفر الطبري: والذي حكى أن ابن عامر قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وأن المغيرة قرأ على عُثْمَان وأن عثمان قرأ على رجل مجهول لا يعرف بالنقل ولا بالقرآن يقال له: عِراك بن خالد المري ذكر ذلك عنه هشام بن عمار وخالد" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "لين من السابعة" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (200 هـ) مائتين. 2103 - ابن الأشعث النحوي * النحوي، اللغوي: عَزيز بن الفضل بن فضالة بن مخراق بن عبد الرحمن الهذلي، المعروف بابن الأشعث. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أخباري، راوية لغوي نحوي"أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 150)، غاية النهاية (1/ 511)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرون) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (5/ 80)، تهذيب التهذيب (7/ 155)، تهذيب الكمال (19/ 544)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 38)، الثقات لابن حبان (8/ 525)، تقريب التهذيب (673). * بغية الوعاة (2/ 137)، معجم الأدباء (4/ 1622)، الفهرست لابن النديم (127).

2104 - المعدل

من مصنفاته: "لغات هذيل"، و"صفات الجبال والأودية وأسمائها". 2104 - المعدَّل * المقرئ: عساكر بن عليّ بن إسماعيل، أبو الجيوش المصري، الشافعي، المعدَّل. ولد: سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسين أحمد بن محمّد بن شُمول، وعلي بن عبد الرحمن الحضرمي، ونِفطويه وغيرهم. من تلامذته: علم الدين السخاوي، والحسن بن سيف المصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قرأ العربية وتصدر للإقراء بدار العلم بالجامع الظافري، وانتفع به الناس، وكان ذا صلاح ودين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان صالحًا خيرًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "فقيه مقرئ كامل إمام صادق صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. 2105 - العسكري * اللغوي: عسل بن ذكوان العسكري، أبو علي. من مشايخه: المازني، والرياشي، ودماذ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "كان في أيام المبرد" أ. هـ. * معجم الأدباء: "من أهل عسكر مكرم" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أديب عالم بالعربية" أ. هـ. قلت: ذكره ابن النديم في الفهرست ضمن وراقي المبرد وسماه عبيد بن ذكوان. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (286 هـ) ست وثمانين ومائتين. من مصنفاته: كتاب "الجواب المسكت"، وكتاب "أقسام العربية". 2106 - عطاء بن أبي رباح * المفسر: عطاء بن أسلم -أبي رباح- بن صفوان، أبو محمد. ولد: سنة (27 هـ) سبع وعشرين. من مشايخه: ابن عباس، وأبو هريرة رضي الله عنهما وغيرهما. من تلامذته: مجاهد بن جبر، وأبو إسحاق السَّبيعي وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 552)، غاية النهاية (1/ 512)، تاريخ الإسلام (وفيات 581) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1336)، النجوم (6/ 101)، السير (21/ 130) دون ترجمة. * بغية الوعاة (2/ 137)، معجم المؤلفين (2/ 378) , معجم الأدباء (4/ 1622)، الفهرست لابن النديم (65). * معجم المفسرين (1/ 345)، الشذرات (2/ 69)، تقريب التهذيب (331)، ميزان الاعتدال (5/ 89)، وفيات الأعيان (3/ 261) , العبر (1/ 141)، تذكرة الحفاظ (98)، السير (5/ 78)، تاريخ الإسلام (وفيات 114) ط. تدمري، الجرح والتعديل (3/ 1 / 330)، غاية النهاية (1/ 513).

2107 - عطاء بن دينار

كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن عطاء بن أبي رباح فقال: مكي ثقة" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "سيد التابعين علمًا وعملًا وإتقانًا في زمانه بمكة .. وكان حجة إمامًا كبير الشأن ... وقال أحمد: ليس في المرسل أضعف من مرسل الحسن وعطاء، كانا يأخذان عن كل أحد" أ. هـ. * السير: "الإِمام شيخ الإِسلام، مفتي الحرم ... سمعت -أي الذهبي- بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور أفطس أشلّ أعرج ثم عَمي، وكان ثقة فقيهًا عالمًا كثير الحديث ... وقال جرير بن حازم: رأيت يد عطاء شلّاء، ضربت أيام بن الزبير، وعن خالد بن أبي نوف عن عطاء قال: أدركت مائتين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الثوري عن عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن أمه أنها أرسلت إلى ابن عباس تسأله عن شيء فقال: يا أهل مكة تجتمعون عليّ وعندكم عطاء .. وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: كان عطاء يطيل الصمت, فإذا تكلم يخيل لنا أنه يُؤيَّد ... وروى أيوب بن سويد عن الأوزاعي قال: مات عطاء بن أبي رباح يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان يشهد مجلسه إلا تسعة أو ثمانية ... قال عبد العزيز بن رُفيع، سُئل عطاء عن شيء، فقال: لا أدري. قيل: ألا تقول رأيك؟ قال: إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال، من الثالثة مات سنة أربع عشرة على المشهور وقيل: إنه تغير بآخره ولم يكثر ذلك منه" أ. هـ. فائدة: قال لنا عطاء بن أبي رباح: إن من قبلكم كانوا يَعُدُّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين كرامًا كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحيي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته. وفاته: سنة (114 هـ)، وقيل: (115 هـ) أربع عشرة، وقيل: خمس عشرة ومائة. من مصنفاته: له تفسير القرآن استخدمه الطبري والثعلبي في تفسيرهما، و"غريب القرآن" وهو دراسة لشروح ابن عباس. 2107 - عطاء بن دينار * المفسر عطاء بن دينار الهذلي بالولاء، المصري، يُكنى أبا طلحة. من مشايخه: عمار بن سعد التجيبي، وحكيم بن شريك الهذلي، وسعيد بن جبير وغيرهم. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 13) ط. تدمري، التاريخ الكبير (6/ 473)، تهذيب التهذيب (7/ 179)، ميزان الاعتدال (5/ 89)، تقريب التهذيب (677)، كشف الظنون (1/ 453)، الأعلام (4/ 235)، معجم المؤلفين (2/ 378)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 332)، تهذيب الكمال (20/ 67).

2108 - ابن ميسرة

من تلامذته: عمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "قال أحمد بن حنبل: عطاء بن دينار من أهل مصر، ثقة. قال أحمد بن صالح: عطاء بن دينار هو من ثقات أهل مصر وتفسيره فيما يروي عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع سعيد بن جبير. حدثنا عبد الرحمن قال: سئل أبي عن عطاء بن دينار فقال: هو صالح الحديث إلا أن تفسيره أخذه من الديوان فإن عبد الملك بن مروان كتب يسأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن فكتب سعيد بن جبير بهذا التفسير إليه فوجده عطاء بن دينار فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو سعيد بن يونس: مستقيم الحديث معروف بمصر وداره بها في الحمراء في بني بَحْر نحو دار الليث بن داود لها بابان عظيمان" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "وثقه أحمد" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق إلا أن روايته عن سعيد بن جبير من صحيفة" أ. هـ. وفاته: سنة (126 هـ) ست وعشرين ومائة. من مصنفاته: له تفسير يرويه عن سعيد بن جبير. 2108 - ابن مَيسَرة * المفسر عطاء بن أبي مسلم بن ميسرة الخراساني، أبو عثمان. ولد: سنة (50 هـ) خمسين للهجرة. من مشايخه: روى عن الصحابة مرسلًا كابن عباس وعدي بن عدي الكندي والمغيرة، وعن سعيد بن المسيب وعبد الله بن بريدة وغيرهم. من تلامذته: عُثمَان ابنه، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان وغيرهم. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "قال الترمذي في كتاب (العلل): قال محمَّد -يعني البخاري- ما أعرف لمالك رجلًا يروي عنه يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني. قلت: ما شأنه؟ قال: عامة أحاديثه مقلوبة. ثم قال الترمذي: عطاء ثقة، روى عنه مثل مالك، ومَعْمَر ولم أسمع أن أحدًا من المتقدمين تكلم فيه" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "قال سعيد بن عبد العزيز: كان عطاء الخراساني إذا جلس ولم يجد من يحدثه أتي المساكين فحدّثهم" أ. هـ. ¬

_ * حلية الأولياء (5/ 193)، ميزان الاعتدال (5/ 92)، تاريخ الإسلام (الطبقة 14) ط. تدمري، العبر (1/ 182)، التيسير (6/ 140)، تهذيب التهذيب (7/ 190)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 385)، الشذرات (2/ 156)، معجم المفسرين (1/ 346)، معجم المؤلفين (2/ 379)، الأعلام (4/ 235)، تقريب التهذيب (679)، طبقات ابن سعد (7/ 379)، التاريخ الكبير للبخاري (6/ 474)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 334)، تهذيب الكمال (20/ 106)، النجوم (1/ 33)، طبقات الحفاظ (60)، السير (6/ 140).

2109 - أبو روق

* السير: "قال ابن حبان: أصله من بلخ، وعِداده في البصريين، وإنما قيل له: الخراساني، لأنه دخل إلى خراسان، وأقام، ثم رجع إلى العراق، وكان من خيار عباد الله، غير أنه كان رديء الحفظ، كثير الوهم، فلما كثر ذلك في روايته، بطل الاحتجاج به. قلت -أي الذهبي- هذا القول فيه نظر" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال ابن معين: ثقة، وقال ابن أبي حَاتِم عن أبيه: ثقة صدوق، قلت: يحتج به؟ قال: نعم. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدرقطني: ثقة في نفسه، إلا أنه لم يلق ابن عباس ... وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ ولا يعلم فيصل الاحتجاج به ... وقال ابن سعد: كان ثقة روى عنه مالك، وقال الطبراني: لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أنس" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق يَهِم كثيرًا ويرسل ويدلّس ... ولم يصح أن البخاري أخرج له" أ. هـ. * الأعلام: "كان يغزو ويكثر التهجد في الليل" أ. هـ. فائدة: تهذيب الكمال: "قال الحافظ أبو بكر الخطيب: كل حديث يرويه ابن جُريج عن عطاء غير منسوب عن ابن عباس، ويذكر فيه سماع عطاء من ابن عباس فهو عطاء بن أبي رباح, لأن عطاء الخُراسانيّ لم يسمع من ابن عباس ولا لقيه، وإنما كان يرسل الرواية عنه، وكل حديث يرويه ابن جُريج عن عطاء الخُراساني إلا وهو يعرفه. وأما أحاديث عطاء بن أبي رباح فأكثرها بل عامتها، يقول فيها ابن جريج: أخبرني عطاء من غير أن ينسبه والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (135 هـ)، وقيل: (133 هـ) خمس وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين ومائة. من مصنفاته: "التفسير" أوراق منه، و"الناسخ والمنسوخ" جزء منه، كلاهما في الظاهرية. 2109 - أبو رَوْق * المفسر: عطية بن الحارث، أبو روق الهمذاني الكوفي. من مشايخه: الضحاك بن مزاحم، وعكرمة البربري وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم بن الزبرقان، وبشر بن خالد الكوفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ليس به بأس. وكذلك قال النسائي. وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: صالح. وقال أبو حاتم: صدوق. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صاحب التفسير، صدوق" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 347)، التاريخ الكبير (7/ 13)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 386)، طبقات ابن سعد (6/ 369)، تهذيب التهذيب (7/ 200)، تقريب التهذيب (680)، تهذيب الكمال (20/ 143)، الثقات (7/ 277).

2110 - العوفي

* معجم المفسرين: "محدث مفسر" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (105 هـ) خمس ومائة. من مصنفاته: التفسير. 2110 - العوفي * المفسر: عطية بن سعد بن جُنَادة العَوْفي الجَدَلي القيسي الكوفي، أبو الحسن. من مشايخه: ابن عباس، وأبو سعيد، وابن عمر رضي الله عنهم، وغيرهم. من تلامذته: الحسن، وحجاج بن أرطأة، وقُرَّة بن خالد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "من مشاهير التابعين ضعيف الحديث ... وكان شيعيًا" أ. هـ. * العبر: "قد ضربه الحَجّاج أربعمائة سوط على أن يشتم عليًّا رضي الله عنه فلم يفعل" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال أبو حاتم: يكتب حديثه ضعيف، وقال سالم المرادي: كان عطية يتشيع، وقال ابن معين: صالح، وقال أحمد: ضعيف الحديث ... وقال أحمد: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنى بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد. قلت: يعني يوهم أنه الخدري" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "يروى أن الحَجّاج ضربه أربعمائة سوط على أن يلعن عليًّا، فلم يفعل، وكان شيعيًا رحمه الله، ولا رحم الحجاج" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلسًا" أ. هـ. * تحرير التقريب: "بل ضعيف ضعفه هشيم ويحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل وسفيان الثوري، وأبو زرعة الرازي وابن معين في عدة روايات، وقال في أخرى: ليس به بأس، وضعفه أبو حَاتِم والنسائي والجوزجاني وابن عدي وأبو داود، وابن حبان والدارقطني والساجي، فهو مجمع على تضعيفه، ما وثقه سوى ابن سعد! فلا ندري من أين جاء بعبارته: صدوق يخطيء كثيرًا ... الخ" أ. هـ. * معجم المفسرين: "قال صاحب تاريخ التراث العربي: ويعد عن الكلبي حجة في تفسير القرآن، وكان يأتي في تفسيره تعبيرات المشبهة بشروح مجازية" أ. هـ. وفاته: سنة (111 هـ) إحدى عشرة ومائة. من مصنفاته: تفسير القرآن نقل الطبري منه نقولًا استخدمها في (1506) موضعًا في تفسيره. 2111 - الأجْهُوري * المفسر عطية -ويقال: عطية الله- بن عطية ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 347)، ميزان الاعتدال (5/ 100)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 382)، تقريب التهذيب (333)، السير (5/ 325)، تاريخ الإِسلام (وفيات 111) ط. تدمري، الشذرات (2/ 62)، العبر (1/ 137)، تحرير التقريب (3/ 20). * معجم المفسرين (1/ 347)، سلك الدرر (3/ 265)، عجائب الآثار (1/ 488)، هدية العارفين (1/ 665)، إيضاح المكنون (1/ 60)، معجم المؤلفين (2/ 380)، فهرس الفهارس (2/ 778)، الأعلام (4/ 238)، خطط مبارك (8/ 34).

2112 - عطية السلمي

البرهاني الأُجْهُوري (¬1). من مشايخه: العشماوي، ومصطفى العزيزي وغيرهما. من تلامذته: هبة الله التاجي وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ الهمام العالم العلامة الحبر البحر الفاضل النحرير الفهامة". وقال: "كان علم الفضل المشهور نتيجة الأيام والدهور من لم تسمع الآذان ولم تر العيون بمثل تحقيقاته التي تستوضح الشمس الخاص والدون مبرزًا للتحقيق على طرف التمام" أ. هـ. * عجائب الآثار: "أتقن في الأصول وسمع الحديث ومهر في الآلات وأنجب ودرس المنهج والتحرير مرارًا وكذا جمع الجوامع" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الشافعي البرهاني الضرير، عالم فقيه مشارك في الحديث وأصوله والمنطق والتفسير والنحو" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه شافعي مفسر، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1190 هـ)، وقيل: (1194 هـ) تسعين، وقيل: أربع وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه من القرآن"، وكتاب (الكوكبين النيرين في حلّ ألفاظ الجلالين". 2112 - عطية السُّلَمي * المفسر: عطية بن علي بن حسن السُّلَمي المكي، زين العابدين. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عالم مكة وفقيهها في عصره" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه مفسر من أهل مكة" أ. هـ. وفاته: سنة (983 هـ) ثلاث وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن العظيم" ثلاثة أجزاء. 2113 - المَذْبُوح * المقرئ: عطية بن قيس، أبو يحيى الكلابي الحمصي الدمشقي، المعروف بالمذبوح. ولد: سنة (7 هـ) سبع للهجرة في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. من مشايخه: معاوية، وعبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن العلاء بن زبر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "كان معروفًا وله أحاديث" أ. هـ. ¬

_ (¬1) من أهل أجهور بغرب قليوبية بمصر. * معجم المفسرين (1/ 348)، الأعلام (4/ 238)، معجم المؤلفين (2/ 381). * طبقات ابن سعد (7/ 460)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 9)، تهذيب الكمال (20/ 153)، السير (5/ 324)، تاريخ الإِسلام (الطبقة 13) ط. تدمري 6 تهذيب التهذيب (7/ 203)، غاية النهاية (1/ 513)، الأعلام (4/ 238)، تقريب التهذيب (681)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 383).

2114 - الموروري

* تهذيب الكمال: "استشهد له البخاري بحديث واحد، وروى له الباقون، وقد وقع لنا حديث البخاري بعلو" أ. هـ. * السير: "الإمام القانت مقرئ دمشق .. قال سعيد بن عبد العزيز: لم نكن نطمع أن يفتح ذكر الدّنْيا في مجلس عطية" أ. هـ. * غاية النهاية: "تابعي قارئ دمشق بعد ابن عامر ثقة ... وردت الراوية عنه في حروف القرآن. قال أبو حَاتِم: صالح الحديث، قال عبد الله: كان الناس يصلحون مصاحفهم عليه" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة مقرئ" أ. هـ. * الأعلام: "من كبار القراء، مُعمَّر، قيل عاش (104) سنين، غزا في زمن معاوية، وحدث عن الصحابة" أ. هـ. وفاته: سنة (121 هـ) إحدى وعشرين ومائة، وقال صاحب السير: "قال أبو مسهر: مولده سنة طبع وتوفي سنة (110 هـ)، وروى جماعة عن أبي مسهر أيضًا أنه مات سنة (121 هـ) " وأما في تهذيب التهذيب: قال ابن حبان كان مولده سنة (17)، ومات قبل مكحول سنة (121 هـ") أ. هـ .. 2114 - الموروري * اللغوي: عُفير بن مسعود بن عُفير بن بشر بن فضَالة بن عبد الله الغساني الموْروري، أبو الحزم. ولد: سنة (210 هـ)، وقيل: (220 هـ) عشر، وقيل: عشرين ومائتين. من مشايخه: محمد بن عبد السلام الخشنيّ وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للغة، وأخبار العرب ووقائعها وأيامها ومشاهدة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواية الشعر .. وكان مؤدبًا" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "كان حافظًا للغة والسِّير، إخباريًا" أ. هـ. * البلغة: "النسابة اللغوي" أ. هـ. وفاته: سنة (317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة، وقيل جاوز المائة. 2115 - الخُولاني * اللغوي، المقرئ: عقيل بن محمّد بن أحمد بن عبد الله الخولاني: شلبي باجي الأصل -باجة المغرب- أبو الحسن الباجي، وابن العقل. من مشايخه: أبو بكر بن المفرج الربوبلة، شريح، وابن الدش، وأبو داود بن يحيى وغيرهم. من تلامذته: أبو البقاء يعيش، وأبو بكر محمّد بن علي بن يزيد الكاتب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "كان مقرئًا مجودًا عارفًا بطرق القراءات، واختلاف القراء، حسن الضبط لما يتولاه من ذلك، ذا حظ وافر من رواية ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 138)، البلغة (144)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 575)، تاريخ الإسلام (وفيات 317) ط. تدمري. * صلة الصلة (159)، الذيل والتكملة (1/ 149)، غاية النهاية (1/ 514)، تكملة الصلة (4/ 32)، طبعة جديدة.

2116 - عكرمة البربري

الحديث مبرزًا في علم العربية، زاهدًا فاضلًا متواضعًا" أ. هـ. * تكملة الصلة: "وكان شيخًا صالحًا عارفًا بالقراءات" أ. هـ. من مصنفاته: "الأمثال الكامنة في القرآن". 2116 - عكرمة البَرْبَري * المفسر عكرمة بن عبد الله البربري المدني، أبو عبد الله، مولى عبد الله بن عباس. ولد: سنة (25 هـ) خمس وعشرين. من مشايخه: ابن عباس، وأبو هريرة، وعائشة رضي الله عنهم وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم النخعي، والشعبي، وأبو الشعثاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "قال محمّد بن عمر: حدثني خالد بن القاسم البياضي، قال: مات عكرمة وكثَيِّر عَزّة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة فرأيتهما جميعًا صُلّي عليهما في موضع واحد بعد الظهر في موضع الجنائز فقال الناس: مات اليوم أفقه النّاس وأشعر الناس. وقال غير خالد بن القاسم: وعجب النّاس من اجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما، عكرمة يُظَنّ أنه يرى رأي الخوارج، يكفر بالنظرة، وكُثَيِّر شيعي يؤمن بالرجعة" أ. هـ. * السير: "رماه غير واحد من الأئمة بأنه يرى رأي الخوارج، وقيل رأي الصّفرية (¬1)، وقيل النجدات (¬2)، وقيل البيهسية وقيل الإباضية. ومن الأئمة الذين رموه بذلك: مالك بن أنس ولذلك لم يدخله في الموطأ. قال يحيى بن معين: إنما لم يذكر مالك عكرمة -يعني في الموطأ- لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصُّفرية. وعن عطاء: كان عكرمة إباضيًا، وعن أبي مريم قال: كان عكرمة بَيهسيًا. وقال أبو الأسود: كان أول من أحدث في أفريقية رأي الصفرية هو عكرمة. وقال ابن لهيعة: وكان يحدّث برأي نجدة الحروري. وقال أحمد: إنما أخذ أهل أفريقية رأي الصفرية من عكرمة لما قدم عليهم، وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم. وقد وثقه أحمد، وابن معين والبخاري والنسائي والعجلي وغيرهم واحتجوا بحديثه. قال أحمد العجلي: مكي تابعي ثقة بريء مما ¬

_ * وفيات الأعيان (3/ 265)، السير (5/ 12)، ميزان الاعتدال (5/ 116)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 11) ط. تدمري، حلية الأولياء (3/ 326)، البداية والنهاية (9/ 254)، تهذيب التهذيب (7/ 234)، النجوم (1/ 263)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 386)، الشذرات (2/ 32)، معجم المفسرين (1/ 348)، الأعلام (4/ 244)، تقريب التهذيب (687)، طبقات ابن سعد (5/ 287)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 49)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 7)، تهذيب الكمال (20/ 364)، تذكرة الحفاظ (1/ 95)، العبر (1/ 131)، طبقات الحفاظ (37). (¬1) الصُّفرية: فرقة من الخوارج. (¬2) النجدات: وهي فرقة تسمى النجدية أطلق هذا الاسم على أتباع نجدة بن عامر الحروري الحنفي رأس الفرقة النجدية. انفرد عن سائر الخوارج بآراء.

2117 - السيرامي

يرميه به الناس من الحَرورية -يعني من رأيهم- وقال البخاري: ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن معين: إذا رأيت إنسانًا يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة، فاتهمه على الإِسلام. قال الذهبي: وهذا محمول على الوقوع فيهما بهوىً وحيف في وزنهما. أما من نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف فقد أصاب" أ. هـ. بتصرف. * ميزان الاعتدال: "يروى عن ابن المسيب أنه كذب عكرمة والخصيب بن ناصح، حدثنا خالد بن خدامن، شهدتُ حماد بن زيد في آخر يوم مات فيه، فقال: أحدثكم حديث لم أحدث به قط, لأني أكره أن ألقى الله ولم أحدث به. سمعت أيوب يحدث عن عكرمة، قال: إنما أنزل الله متشابه القرآن ليضل به. قلت: ما أسوأها عبارة، بل أخبثها، بل أنزله ليهدي به وليضل به الفاسقين" أ. هـ. * البداية والنهاية: "أحد التابعين، والمفسرين المكثرين والعلماء الربانيين والرحالين والجوالين. قال الإِمام أحمد: أعلمهم بالتفسير عكرمة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "وقال الجوزجاني: قلت لأحمد: عكرمة كان إباضيًا؟ فقال يقال إنه كان إباضيًا. وقال خلاد بن سليمان عن خالد بن أبي عمران: دخل علينا عكرمة أفريقية وقت الموسم فقال: وددت أني اليوم بالموسم بيدي حربة أضرب بها يمينًا وشمالًا، قال: فمن يومئذ رفضه أهل أفريقية. وقال مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج وزعم أن مولاه كان كذلك، وقال أبو خلف الخزاز عن يحيى البكاء سمعت ابن عمر يقول لنافع اتق الله ويحك يا نافع ولا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عباس" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا تثبت عنه بدعة، من الثالثة" أ. هـ. من أقواله: السير: "قال عكرمة: طلبت العلم أربعين سنة، وكنت أفتي بالباب وابن عباس في الدار. وقال: كان ابن عباس يقول: انطلق فأفْتِ الناسَ وأنا لك عون. وقال له مرة: انطلق فأفْتِهم فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته، فإنك تطرح عنك ثلثي مؤنة الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (105 هـ) خمس ومائة، وقيل: (104 هـ) أربع ومائة. من مصنفاته: له "تفسير القرآن" اعتمد فيه على تفسير ابن عباس. 2117 - السِّيرَامِي * اللغوي: العلاء بن أحمد بن محمد بن أحمد السِّيرامي، علاء الدين. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان إليه المنتهى في علم المعاني ¬

_ * الدرر الكامنة (1/ 328)، إنباء الغمر (2/ 302)، النجوم (11/ 316)، وجيز الكلام (1/ 287)، الشذرات (8/ 537).

2118 - علقمة النخعي

والبيان، وكان متوددًا إلى النّاس محسنًا إلى الطلبة قائمًا في مصالحهم لا يطوي بشره على أحد، مع الدين المتين والعبادة الدائمة" أ. هـ. * الدرر: "فلما أنشأ الظاهر برقوق مدرسته بين القصرين استدعاه، فقدم في سنة (788) فاستقر شيخ الصوفية بها ومدرسة الحنفية وذلك في ثاني عشر شهر رجب منها، فتكلم على قوله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}، ثم أقرأ الهداية وغير ذلك من كتب الفقه والأصول. وكان شيخنا عز الدين بن جماعة يقرظه ويفرط في وصفه بالفهم والتحقيق، ويذكر أنه تلقف من أشياء لم يجدها مع نفاستها في الكتب، ولم يزل على حالته موصوفًا بالديانة والخير والانجماع والتواضع" أ. هـ. وفاته: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. 2118 - علقمة النَّخَعي * المقرئ: علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سَلامان بن كهل، أبو شبل النخعي الكوفي، عمّ الأسود، وخال إبراهيم النخعي. ولد: في أيام الرسالة المحمدية. من مشايخه: عمر، وابن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما. من تلامذته: الشعْبيّ، وإبراهيم النخعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "مقرئ الكوفة وعالمها الإِمام .. وكان طلبته يسألونه ويتفقهون به والصحابة متوافرون .. قال إبراهيم النخعي: كان أصحاب عبد الله [يعني ابن مسعود] الذين يقرئون الناس القرآن ويعلمونهم السنة، ويَصْدِرُ الناس عن رأيهم ستة: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة وأبو ميسرة -عمرو بن شرحبيل- والحارث بن قيس انتهى ... قال بعض الحفاظ -وأحسن-: أصح الأسانيد، منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "كان فقيهًا إمامًا مقرئًا، طيب الصوت بالقرآن، ثبتًا حُجة، وكان أعرج". وقال "قال خليفة وغيره: إنه شهد صِفين مع عليّ". ثم قال: "قال الشعبي: إن كان أهل بيت خُلقوا للجنة فهم أهل هذا البيت: علقمة والأسود" أ. هـ. * معرفة القراء: "قال عبد الرحمن بن يزيد النخعي، قال ابن مسعود: ما أعلم شيئًا، أو ما أقرأ شيئًا إلا وعلقمة يعلمه. وقال قابوس بن أبي ظبيان: قلت لأبي: لأي شيء كنت تأتي علقمة وتدع الصحابة؟ قال: أدركت ناسًا من الصحابة وهم يسألونه ¬

_ * الجرح والتعديل (3/ 1 / 404)، تاريخ بغداد (12/ 296)، السير (4/ 53)، العبر (1/ 66)، تهذيب الكمال (20/ 300)، البداية (8/ 219)، الإصابة (5/ 105)، تهذيب التهذيب (7/ 244)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة السابعة) ط. تدمري، النجوم (1/ 157)، الشذرات (1/ 281)، الأعلام (4/ 248)، تقريب التهذيب (689)، حلية الأولياء (2/ 98)، طبقات ابن سعد (6/ 86)، التاريخ الكبير (7/ 41)، الكامل (3/ 132)، تذكرة الحفاظ (1/ 48)، البداية والنهاية (8/ 217)، غاية النهاية (1/ 516)، طبقات الحفاظ (12)، معرفة القراء (1/ 51).

2119 - أبو الحسن المالقي

ويستفتونه" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال أبو طالب عن أحمد: ثقة من أهل الخير، وقال عُثمَان بن سعيد قلت لابن معين: علقمة أحب إليك أو عبيدة فلم يخير. قال عُثمَان: كلاهما ثقة وعلقمة أعلم بعبد الله وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة .. " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، فقيه عابد" أ. هـ. من أقواله: السير: "أنه أوصى: إذا أنا حُضِرْتُ فأجلسوا عندي من يلقنني: لا إله إلا الله وأسرعوا بي إلى حضرتي، ولا تنعوني إلى الناس، فإني أخاف أن يكون ذلك نعيًا كنعي الجاهلية .. ". وفاته: سنة (62 هـ) اثنتين وستين، وقيل غير ذلك. قلت: قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: "قال أبو نعيم مات سنة (61 هـ)، وقال ابن معين وغير واحد مات سنة (62 هـ)، وقيل سنة (63)، وقيل سنة (65) وقيل سنة (72 هـ) وقيل سنة (73 هـ) وقال هارون بن حَاتِم عن عبد الرحمن بن هانئ مات وله تسعون سنة، قلت: ... وقال أبو مسعود أخبرنا الفضل بن دكين قال: مات علقمة بالكوفة سنة (62) .. " أ. هـ. 2119 - أبو الحسن المالقي * اللغوي: علي بن إبراهيم بن علي الأنصاري المالقي، أبو الحسن. من مشايخه: أبو عبد الله بن الفخار، وأبو عمرو بن منظور، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: آية الله في الحفظ وثقوب الذهن والنجابة في الفنون وفصاحة الإلقاء، إمامًا في العربية، لا يشق فيه غبار خطًا وبحثًا وتوجيهًا واطلاعًا وعثورًا على سقطات الأعلام ذاكرًا للغات والآداب، قائمًا على التفسير، مقصودًا للفتيا عاقدًا للوثيقة ينظم وينثر، سليم الصدر أبي النفس كثير المشاركة ... سكن بلا وأقرأ بها اللغة والتفسير والعربية وناظر بها ونوّه به" أ. هـ. 2120 - القُمِّي * المفسر علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، أبو الحسن. من مشايخه: ابن أبي داود، وابن عُقدة، والكُلَيني، وجماعة. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "من العلماء الفقهاء" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "رافضي جلد، له تفسير فيه مصائب" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 141). * معجم المفسرين (1/ 349)، معجم الأدباء (4/ 1641)، ميزان الاعتدال (5/ 137)، لسان الميزان (4/ 232)، الفهرست للطوسي (119)، هدية العارفين (1/ 678)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 392)، معجم المؤلفين (2/ 389)، الفهرست لابن النديم (277).

2121 - القزويني القطان

* طبقات المفسرين للداودي: "من مصنفي الشيعة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مؤرخ، مفسر، من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"فضائل القرآن" وغيرها. 2121 - القِزْويني القطّان * النحوي، اللغوي، المفسر: علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القِزْويني القطّان. ولد: سنة (254 هـ) أربع وخمسين ومائتين. من مشايخه: ابن ماجة، أبو حاتم الرازي وطبقته. من تلامذته: الزبير بن عبد الواحد، وأحمد بن علي بن لال، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لم يكن له نظير، دينًا وديانةً وعبادة" أ. هـ. * تاريخ الإِسلام: "قال ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطّان بعدما عَلَمت سِنُّه يقول: كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ القدوة، شيخ الإِسلام". وقال: "سمعت جماعة من شيوخ قزوين، يقولون: لم ير أبو الحسن رحمه الله مثل نفسه في الفضل والزهد أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تُعَد". وقال: "قال ابن فارس وسمعته -أي أبا الحسن القطان- يقول: أصبت ببصري، وأظن أني عُوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة. قلت -أي الذهبي-: صَدَق والله، فقد كانوا مع حُسن القصدِ، وصحة النية غالبًا يخافون من الكلام. وإظهار المعرفة والفضيلة، واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم، وسوء القصد. ثم إنّ الله يفضحهم، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما عَلموه، فنسأل الله التوفيق والإخلاص" أ. هـ. * الشذرات: "قال الخليلي: أبو الحسن القطان، شيخ عالم بجميع العلوم، والتفسير والفقه، والنحو، واللغة، وفضائله أكثر من أن تعد .. ". أ. هـ. وفاته: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: جمع وصنف وتفنن في العلوم. 2122 - ابن الخازن * اللغوي: علي بن إبراهيم بن علي التّبْريزي ويعرف بابن الخازن أبو الحسن. ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1642)، تاريخ الإِسلام (وفيات 345) ط. تدمري، السير (15/ 463)، العبر (2/ 267)، تذكرة الحفاظ (3/ 856)، غاية النهاية (1/ 516)، النجوم (3/ 315)، طبقات الحفاظ (353)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 388)، الشذرات (4/ 241)، معجم المفسرين (1/ 349)، الأعلام (4/ 350)، معجم المؤلفين (2/ 386). * الصلة (2/ 406)، إنباه الرواة (2/ 221).

2123 - الحوفي

ولد: سنة (371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر بن الطيب وغيرهما. من تلامذته: سمع منه جماعة من علماء الأندلس. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان من أهل العلم بالآداب واللغات، حسن الخط جيد الضبط، عالمًا بفنون العربية، ثقة فيما رواه، كان عنده غرائب وفوائد جمة وكان شافعي المذهب" أ. هـ. 2123 - الحَوْفِي * النحوي، المفسر, المقرئ: علي بن إبراهيم بن سعيد الحَوْفي (¬1)، أبو الحسن. من مشايخه: أبو بكر بن علي الأدْفوي، وسمع أبا حاتم الرازي وغيرهما. من تلامذته: تخرج به المصريون. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان عالمًا بالعربية، وتفسير القرآن الكريم، وله تفسير جيد" أ. هـ. * السير: "العلامة، نحوي مصر" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان نحويًّا قارئًا" أ. هـ. وفاته: سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "إعراب القرآن" في عشر مجلدات، و"البرهان" وهو تفسير للقرآن في ثلاثين مجلدًا، و"الموضح" في النحو. 2124 - ابن سعد الخير * النحوي، اللغوي: علي بن إبراهيم بن محمّد بن عيسى بن سعد الخير الأنصاري. بَلَنْسِي مشتيلي (¬2) الأصل، أبو الحسن. ولد: في حدود سنة (510 هـ) عشر وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن نعمة، وأبوي محمَّد: ابن السيد، وعبد الله بن عيسى القلني وغيرهم. من تلامذته: أبو إسحاق بن محمّد بن مفرج، وأبو بحر صفوان بن إدريس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "أديب بارع الخطأ" أ. هـ. * تكملة الصلة: "كان عالمًا بالعربية واللغة والآداب إمامًا في ذلك وأقرأ بها حياته كلها وكان حسن التعليم والتفهيم من أحسن الناس ¬

_ * الأنساب (2/ 290)، معجم الأدباء (4/ 1643) , إنباه الرواة (2/ 219)، وفيات الأعيان (3/ 300)، السير (17/ 521)، العبر (3/ 172)، تاريخ الإِسلام (وفيات 430) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 50)، النجوم (3/ 315)، مفتاح السعادة (2/ 107)، بغية الوعاة (2/ 140)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 388)، الشذرات (5/ 152)، معجم المفسرين (1/ 350)، معجم المؤلفين (2/ 387)، الأعلام (4/ 250)، طبقات المفسرين للسيوطي (70)، كشف الظنون (1/ 241)، هدية العارفين (1/ 687). (¬1) الحوفي: نسبة إلى حُوْف مصر، من أعمال الشرقية. * صلة الصلة (91)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 187)، المغرب في حلى المغرب (2/ 317)، فوات الوفيات (2/ 460)، نفح الطيب (5/ 140)، الأعلام (4/ 251)، معجم المؤلفين (2/ 389)، تاريخ الإِسلام (وفيات 571) ط. تدمري، تكملة الصلة (3/ 212)، كشف الظنون (1/ 581). (¬2) مشتيل الحبيب: هي من أعمال شنتمرية الشرق في الأندلس.

2125 - ابن نجية

خطًا وأجودهم ضبطًا، كاتبًا بليغًا، شاعرًا مجيدًا مولدًا على غفلة كانت فيه معروفة منه ولم يكن الحديث بضاعته، غلب عليه علم النحو والآداب" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان إمامًا متقدمًا بارعًا في علوم اللسان نحوًا ولغة وأدبًا. وكانت فيه غفلة شديدة عُرف بها وشهرت عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (571 هـ) إحدى وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "اختصار العقد"، و"القرط المذيل على كتاب الكامل للمبرد". 2125 - ابن نُجَيَّة * المفسر: علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري، زين الدين، أبو الحسن، المعروف بابن نُجَيَّة. ولد: سنة (508 هـ) ثمان وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن أحمد بن قُبَيس، وخاله شرف الإسلام عبد الوهاب، وغيرهما. من تلامذته: السِّلَفي، والحافظ عبد الغني، وابن خليل، والضياء المقدسي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الشيخ الإمام العالم الرئيس الجليل الواعظ الفقيه". وقال: "كان صدرًا محتشمًا نبيلًا، ذا جاه ورياسة وسؤددٍ وأموالٍ وتجملٍ وافر واتصالٍ بالدولة". ثم قال: "قال ابن النجار: كان مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الإيراد، كثير المعاني، متدينًا، حميد السيرة، ذا منزلة رفيعة، وهو سبط الشيخ أبي الفرج. قال أبو شامة: كان كبير القدر، مُعظَّمًا عند صلاح الدين وهو الذي نَمَّ على الفقيه عمارة اليمني وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلب الدولة فشنقهم صلاح الدين، وكان صلاح الدين يكاتبه ويُحْضِرُه مجلسه وكذلك ولده الملك العزيز من بعده، وكان واعظًا مفسرًا سكن مصر وكان له جاه عظيم وحرمة زائدة، وكان يجري بينه وبين الشهاب الطوسي العجائب لأنه كان حنبليًا وكان الشهاب أشعريًا واعظًا، جلس ابن نُجيَّة يومًا في جامع القرافة فوقع عليه وعلى جماعة سقف، فعمل الطوسي فصلًا ذكره فيه {فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 26]، جاء يومًا كلب يشق الصفوت في مجلس ابن نجية فقال: هذا من هناك: وأشار إلى جهة الطوسي" أ. هـ. • العبر: "كان من رؤوساء العلماء، له وجاهة ودنيا واسعة وهمة عالية" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان يعيش عيشًا أطيب من عش الملوك في الأطعمة والملابس وكان عنده أكثر من عشرين سرية من أحسن النساء كل واحدة بألف دينار يطوف عليهن ويغشاهن وبعد هذا كله مات فقيرًا ولم يخلف كفنًا" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ناصح الدين: كان ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 350)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 436)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 390)، النجوم (6/ 183)، الشذرات (6/ 554)، الكامل (11/ 399)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 463)، العبر (4/ 307)، السير (21/ 393)، البداية والنهاية (13/ 39).

2126 - أبو الحسن الوداعي

أهل السنة بمصر لا يخرجون عما يراه لهم زين الدين -يعني ابن نُجَيَّة- وكثير من أرباب الدولة، وقال له الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين: إذا رأيت مصلحة في شيء فاكتب إليّ بها، فأنا ما لا أعمل إلا برأيك" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "الحنبلي الواعظ المفسر". وقال: "قال أبو شامة: كان صلاح الدين يكاتبه ويحضر مجلسه هو وأولاده العزيز وغيره" أ. هـ. من أقواله: الشذرات: "قال ناصح الدين: قال لي والدي زين الدين -أي صاحب الترجمة-: أنا أسعد بدعاء والدتي، كانت صالحة حافظة، تعرف التفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. 2126 - أبو الحسن الوداعي * اللغوي، المقرئ: علي بن إبراهيم بن المظفر، أبو الحسن الوداعي الكندي، ويعرف بالكاتب، ابن وداعة، وقيل: علي بن مظفر بن إبراهيم .. ولد: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ علم الدين القاسم اللورقي، والشيخ شمس الدين أبو الفتح، وعبد الله بن الخُشوعي وغيرهم. من تلامذته: الحافظ أبو بكر محمّد بن عبد الله المقدسي، والشيخ تاج الدين أحمد بن محبوب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أتقن القراءات والعربية والحديث، ثم ترك وعالج الكتابة وتعانى الخِدْمة، وقال الشعر، وكان غير حميد السيرة" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "كان قليل الدين متهاونًا بالصلاة، في عقيدته مقال إلا أنه متثبت فيما ينقله" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "ولم يكن عليه ضوء في دينه حملني الشدة على السماع من مثله والله يسامحه كان يخل بالصلوات ورمى بعظائم" أ. هـ. • البداية: "كان يلوذ بشيخ الإسلام ابن تيمية" أ. هـ. • فوات الوفيات: "وكان شيعيًا، وكان شاهدًا بديوان الجامع الأموي" أ. هـ. • ذيول العبر: "وكان من جياد الطلبة على رقّة في دينه وهنات وله النظم والنثر وحسن الكتابة" أ. هـ. • غاية النهاية: "كاتب مقرئ أديب ... وله يد بيضاء في النظم والنثر" أ. هـ. • الدرر: "قال البرزالي: جمعت شيوخه بالسماع من سنة أربعين فما بعدها فبلغوا نحو المائتين". وقال: "كان لسانه هجاء فكان الناس ينفرون عنه لذلك وكان شديدًا في مذهب التشيع من غير سب ولا رفض وزعموا أنه كان يخل بالصلاة" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 517)، معرفة القراء (2/ 738)، تالي كتاب وفيات الأعيان (162)، تذكرة الحفاظ (4/ 1503)، ذيول العبى للذهبي (87)، معجم شيوخ الذهبي (389)، فوات الوفيات (3/ 98)، البداية (14/ 80)، السلوك (2/ 1 / 167)، الدرر الكامنة (3/ 204)، النجوم (9/ 235)، الدارس (1/ 114)، درة الحجال (3/ 222)، الشذرات (8/ 71)، البدر الطالع (1/ 498)، المعجم المختص (123).

2127 - الكبشي

• درة الحجال: "كان فاضلًا أديبًا عالي الهمة في تحصيل العلوم" أ. هـ. • البدر الطالع: "كان يتشيع من غير سب ولا رفض" أ. هـ. وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة، وهو في عشر الثمانين. من مصنفاته: جمع كتابًا في نحو من خمسين مجلدًا، فيه علوم جمة أكثرها أدبيات سماها "التذكرة الكندية". 2127 - الكَبْشِي * المفسر: علي بن إبراهيم بن أبي بكر الأنصاري، نور الدين المقسي ويعرف بالكبشي أو الكلبشاوي. ولد: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. من مشايخه: المناوي، والعلم البلقيني، والشرواني، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قطن جامع الزاهد قائمًا بوظائف العبادة مع التقنع باليسير وربما خطب به وأم". وقال: "هو مع تفننه وفضله وسكونه قوي النفس جدًّا وقد أكثر من التردد إلي وسمع علي ومني أشياء وأوقفني على تصنيف له سماه (الفيض القدسي على آية الكرسي) في كراريس أجاد فيه" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، فقيه شافعي" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (873 هـ) ثلاث وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الفيض القدسي على آية الكرسي". 2128 - الحلبي * النحوي، اللغوي: علي بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن عمر الحلبي، نور الدين بن برهان الدين، صاحب السيرة الحلبية. ولد: سنة (975 هـ) خمس وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: لازم الشمس الرملي، وأخذ عن الأستاذ محمّد البكري وغيرهما. من تلامذته: النور الشبراملسي، والشمس محمّد الوسيمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان جبلًا من جبال العلم وبحرًا لا ساحل له، واسع الحلم، علامة جليل المقدار، جامعًا لأشتات العلى، صارفًا نقد عمره في بث العلم النافع ونشره". وقال: "كان غاية في التحقيق حاد الفهم قوي الفكرة متحريًا في الفتاوى جامعًا بين العلم والعمل صاحب جد واجتهاد عم نفعه الناس" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مؤرخ، فقيه، أصولي، نحوي، لغوي، صوفي" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 351)، الضوء اللامع (5/ 152)، إيضاح المكنون (2/ 215)، معجم المؤلفين (2/ 387). * خلاصة الأثر (3/ 122)، هدية العارفين (1/ 755)، الأعلام (4/ 251)، معجم المؤلفين (2/ 386)، فهرس الفهارس (1/ 344).

2129 - حفيد صاحب سبل السلام

وفاته: سنة (1044 هـ) أربع وأربعين وألف. من مصنفاته: "شرح زهر المزهر"، وهو مختصر "المزهر" للسيوطي في اللغة، و"التحفة السنية شرح الآجرومية"، وله رسالة لطيفة في التصوف، و"شرح على البردة للبوصيري"، ولها النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية". 2129 - حفيد صاحب سبل السلام * اللغوي: علي بن إبراهيم، حفيد صاحب "سبل السلام". ولد: سنة (1171 هـ) إحدى وسبعين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "نشأ من أول أمره على الطاعة والعبادة والتقوى والزهادة، وله في التصوف اليد العالية والمعارف السامية، كان له في الوعظ إسلوب حسن، وله في القلوب تأثير يسري على الكبير والصغير" أ. هـ • البدر الطالع: "له فصاحة وبراعة وقوة نفس وعفة وإنكار للمنكر بما يستطيعه وتبلغ إليه قدرته" أ. هـ. وفاته: سنة (1219 هـ) تسعة عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "السر المصون في نكتة الإظهار والإضمار"، و"النفحات الربانية واللمحات الرحمانية في إحراز ذخائر الصلات بإبراز ضمائر الصلوات". 2130 - الكُوْفي * المفسر: علي بن أحمد العلوي الكوفي، أبو القاسم. كلام العلماء فيه: • فهرست الطوسي: "كان إمامًا مستقيم الطريقة، وصنف كتبًا كثيرة بسديدة منها كتاب الوصايا وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ثم خلط وأظهر مذهب المخمسة وصنف كتبًا في الغلو والتخليط وله مقالة تنسب إليه" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "من الفقهاء المعاصرين للصدوق" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه أصولي متكلم مفسر حكيم من غلاة الشيعة، من أهل الكوفة، كان في بدايته على طريقة الإمامية، وصنف كتبًا في الفقه والأوصياء ثم أظهر مذهب (المخمسة) القائلين بألوهية علي بن أبي طالب، وبأن سلمان الفارسي، والمقداد، وأبا ذر، وعمارًا، وعمرو بن أمية الضمري هم الموكلون بمصالح العالم من قرب الرب. وألف كتابًا في هذا وغيره" أ. هـ. وفاته: سنة (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"فساد أقاويل الإسماعيلية"، و"تناقض أقاويل المعتزلة" وغيرها. ¬

_ * حلية البشر (2/ 1091)، البدر الطالع (1/ 420)، معجم المؤلفين (2/ 386). * معجم المفسرين (1/ 351)، أعيان الشيعة (41/ 44)، هدية العارفين (1/ 681) , فهرست الطوسي (121)، الأعلام (4/ 253)، إيضاح المكنون (1/ 309).

2131 - القزويني

2131 - القِزْويني * المقرئ: علي بن أحمد بن صالح بن حّماد القزويني، أبو الحسن. ولد: سنة (283 هـ) ثلاث وثمانين ومائتين. من مشايخه: يوسف بن عاصم الرازي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن الحسين بن علي الأزرق وغيرهم. من تلامذته: الخليلي، وقرأ عليه أبو الفضل الخزاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإرشاد: "قيم القراءات، من المعمرين" أ. هـ. • السير: "قدم بغداد وجالس ابن مجاهد وتباحث معه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان فهمًا بالقراءات، عُمِّر دهرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (381 هـ) إحدى وثمانين وثلاثمائة عن (98 سنة). 2132 - المُهلَّبي * النحوي، اللغوي: علي بن أحمد المهلبي، أبو الحسن وأبو الحسين. من مشايخه: أبو إسحاق إبراهيم النجيرمي وغيره. من تلامذته: أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي، وابنه بهزار، وخلق كثير. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان إمامًا في النحو واللغة ورواية الأخبار وتفسير الأشعار ... وذكر علي بن حمزة البصري النحوي في "كتاب الرد على ابن ولاد في المقصور والممدود" أن أبا الحسن المهلبي كان لقيطًا وكان له اختصاص بالمعز والعزيز" أ. هـ. قلت: وذكر له قصة مع المتنبي انتصر فيها عليه لغويًّا. • إنباه الرواة: "كان أديبًا نحويًّا لغويًّا فاضلًا كاملًا، أحد علماء هذا النوع روى عنه المصريون وأكثروا، وتنافسوا في خطه والرواية عنه إلى زماننا هذا -أي العصر الذي عاش فيه القفطي- ووصل لهم رواية كتب كثيرة من كتب الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة، وله فيما قيل (151 سنة). 2133 - ابن الحَمَّامي * المقرئ: علي بن أحمد بن عمر بن حفص ¬

_ * السير (16/ 410)، تاريخ الإسلام (وفيات 381) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 975)، معرفة القراء (1/ 340 و 349) حيث أعاد ترجمته، غاية النهاية (1/ 519)، "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للخليلي (2/ 745) تحقيق د. محمّد سعيد بن عمر، طبعة دار الرشد - الرياض - ط (1)، لسنة (1409 هـ-1989 م). * تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، معجم الأدباء (4/ 1645)، بغية الوعاة (2/ 147)، إنباه الرواة (2/ 222). * تاريخ بغداد (11/ 329)، الإكمال (3/ 289)، المنتظم (15/ 179)، الأنساب (2/ 255)، اللباب (1/ 315)، الكامل (9/ 356)، العبر (3/ 125)، السير (17/ 402)، تاريخ الإسلام (وفيات 417) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1073)، معرفة الفراء (1/ 376)، البداية والنهاية (12/ 23)، غاية النهاية (1/ 521)، النجوم (4/ 265)، الشذرات (5/ 88)، تاريخ التراث =

2134 - الرزاز

المعروف بابن الحَمَّامي، أبو الحسن. ولد: سنة (328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفر الخلدي وغيرهم. من تلامذته: الخطيب البغدادي، وأبو الفتح بن شِيطا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كتبنا عنه وكان صدوقًا دينًا، فاضلًا حسن الاعتقاد، وتفرد بأسانيد القراءات، وعلوها في وقته" أ. هـ. • السير: "الإمام المحدث، مقريء العراق" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ العراق ومسند الآفاق، ثقة بارع مصدر" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا محدثًا كبير الشأن" أ. هـ. وفاته: سنة (417 هـ) سبعة عشرة وأربعمائة. وقيل بحدود (420 هـ) عشرين وأربعمائة. من مصنفاته: له "الاعتكاف"، و"الفوائد الصحاح". 2134 - الرَّزَّاز * المقرئ: علي بن أحمد بن محمّد بن داود، أبو الحسن الرزاز (¬1) البغدادي، المعروف بأبي الطيب. ولد: سنة (333 هـ)، وقيل: (335 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: خمس وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: عثمان بن سماك، وأبو بكر النجاد وغيرهما. من تلامذته: عبد السيّد بن عتاب، وأبو بكر البيهقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "من أهل بغداد ثقة صالح" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "قلت - الخطيب البغدادي - قد شاهدت أنا جزءًا من أصول الرزاز بخط أبيه فيه أمالي عن ابن السماك، وفي بعضها سماعه بالخط العتيق، ثم رأيته قد غير فيه بعد وقت وفيه إلحاق بخط جديد وكان الرزاز مع هذا كثير السماع كثير الشيوخ، وإلى الصدق ما هو" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "صدوق، سمع ابن السماك وطبقته "أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ متصدر ضابط لرواية خلف عن حمزة" أ. هـ. وفاته: سنة (419 هـ) تسع عشرة وأربعمائة. ¬

_ = العربي لسزكين (1/ 470)، معجم المؤلفين (2/ 394). • غاية النهاية (1/ 523)، تاريخ الإسلام (وفيات 419) ط. تدمري، تاريخ بغداد (11/ 330)، الأنساب (3/ 57)، اللباب (1/ 464)، العبر (3/ 132)، السير (17/ 369)، ميزان الاعتدال (5/ 139)، لسان الميزان (4/ 238)، الشذرات (5/ 96). (¬1) هذه النسبة إلى الرزّ وهو الأرز، وهر اسم لمن يبيع الرز.

2135 - الواحدي

2135 - الواحدي * النحوي، اللغوي، المفسر: علي بن أحمد بن محمّد بن علي بن منوية الواحدي المنوي، صاحب التفاسير المشهورة. من مشايخه: الثعلبي، وابن مَحْمَش، وأبو بكر الحِيري وغيرهم. من تلامذته: عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الخُواري، وعمر بن عبد الله بن أحمد الأَرْغِياني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان أستاذ عصره في النحو والتفسير" أ. هـ. • الشذرات: "أحد من برع في العلم، وكان شافعي المذهب" أ. هـ. • طبقات الشافعية: "كان إمامًا في النحو واللغة وغيرها. وأستاذ الفقه والتفسير في عصره. وكان شاعرًا مليحًا" أ. هـ. • قلت: إليك بعض النقولات من تفسير الواحدي المسمى (الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)، حيث قال (1/ 183) في تفسير {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} أي: احتملهما وأطاقهما. يعني: ملكه وسلطانه، وقيل: هو الكرسي بعينه، وهو مشتمل بعظمته على السموات والأرض. وروي عن ابن عباس أنّ كرسيه علمه". وقال في تفسير {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (1/ 327): "قيل: معناه: الوصف بالمبالغة في الجود والإنعام، وقيل: نِعمهُ مبسوطة ودلت التثنية على الكثرة كقولهم لبيك وسعديك وقيل: نعمتاه: أي نعمة الدنيا، ونعمة الآخرة". وقال في تفسير {وَجَاءَ رَبُّكَ} (2/ 1201): "أي: أمر ربك وقضاؤه" أ. هـ. قلت: قال الدكتور جودة المهدي في كتابه (الواحدي ومنهجه في التفسير) (ص 78): "فإننا نجده في مواقفه الكلامية المنبئة في تفاسيره: أشعريًا من الطراز الأول، ذاثدًا عن حمى أهل السنة والجماعة، شهابًا رصدًا لأهل البدع والضلالة، فله مع القدرية مواقف ومواقف ومجادلات ومنازلات. ومع سائر الفرق المبتدعة من المشبهة والجسمة وغيرهم صولات وجولات ولهذه المنزلة التي تمتع بها الواحدي بين أساطين عصره من حماة المذهب الأشعري. ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1659)، الكامل (10/ 101)، إنباه الرواة (2/ 223)، وفيات الأعيان (3/ 303)، السير (18/ 339)، العبر (3/ 267)، تاريخ الإسلام (وفيات 468) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 121)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 240)، غاية النهاية (1/ 523)، البلغة (145)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 538)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 277)، النجوم (5/ 104)، مفتاح السعادة (2/ 66)، بغية الوعاة (2/ 145)، طبقات المفسرين للسيوطي (66)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 394)، الشذرات (5/ 291)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (169)، روضات الجنات (5/ 244)، معجم المفسرين (1/ 352)، الأعلام (4/ 255)، معجم المؤلفين (2/ 400)، كشف الظنون (1/ 76)، إيضاح المكنون (2/ 673)، هدية العارفين (1/ 692)، تفسيره "الوجيز في تفسير الكتاب العريز، تحقيق صفوان عدنان داودي - دار القلم - ط (1) لسنة (1415 هـ-1995 م)، الواحدي ومنهجه في التفسير، د. جودة محمّد محمّد المهدي، مصر - وزارة الأوقاف، مجلة "الحكمة" - العدد السابع (ص 220).

وجدنا الوزير السني المقيض لرفع لواء هذا المذهب (نظام الملك) يحتفي بالواحدي ويكرمه ويعظمه وكذا أخوه من بعده وكان حقيقًا بهذا الاحترام والإعظام، لما قام به من جهد في نصرة مذهب أهل السنة والجماعة في وقت تظاهر فيه أهل البدع باللسان والسنان والسلطان واستطار شرار الفتن الدامية التي عرضنا لها في تصوير الحالة الدينية في عصره. فلم يقف الواحدي مكتوف الأيدي، كما أنه لم يندفع في أتون الفتنة، بل خلد إلى قلمه ومحبرته وقرطاسه وأطلق سهامه النارية بقلمه في صدور الملاحدة ودعاة الفرقة المذهبية". وقال أيضًا (ص 367): "حينما نطل على الجانب الكلامي من تفسير الواحدي فإننا نقف من خلاله على حقيقة لا تقبل الشك، وهي أن أبا الحسن الواحدي كان - بحق - أحد حماة المذهب السني الأشعري، وفارسًا من فرسان حلبته المغاوير الذين ذادوا عن عرين عقيدته ومبادئه في القرن الخامس الهجري، حيث بلغت الصراعات المذهبية والفتن الدينية ذروة احتدامها وإشتغالها وكان الجانب الأعظم من تلك الفتن والصراعات قائمًا بين أهل السنة والأشاعرة من جانب وبين المعتزلة والشيعة من جانب آخر، وكم لقى أهل السنة في مطلع القرن الخامس من اضطهاد الشيعة والمعتزلة الذين كان يؤازرهم ويناصرهم حكام البويهيين، حيث كانوا يدينون بالتشيع والاعتزال، فانتشرت مبادئهم بالتسلط والإرهاب. بيد أن الله جلت قدرته قد قيض للحق من يذود عن كلمته وينافح عن مبادئه باللسان والسنان، فكانت هبة السلطان محمود الغزنوي على أهل البدع ثم سلاطين السلاجقة من بعده، وفي ذات الوتت برز أساطين وأعلام من أئمة الأشاعرة قاموا بتطهير العقول والقلوب من البدع والأهواء فكان في طليعتهم في هذا العصر: أبو إسحق الإسفراييني وإمام الحرمين وأبو بكر بن فورك وأبو منصور البغدادي ثم حجة الإسلام الغزالي وغيرهم. وقد تلقى الواحدي عن كابر متكلمي هذا العصر كالإمام الإسفراييني وعبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت: 429 هـ) صاحب (الفرق بين الفرق) وغيرهما من كبار علماء الكلام، وتخرج على أيديهم إمامًا يجله العلماء والحكماء، وكفى دلالة على مكانته ونصرته لمذهبه أن نظام الملك -نصير أهل السنة- كان يلحظه بعين الإعزاز والإكرام كما ذكر ياقوت وما ذاك إلا لكون الواحدي - فوق منزلته العلمية - واحدًا من حماة مذهب الأشاعرة الذين ردوا سهام المبتدعة إلى نحورهم ونصروا دعوة الحق بالعلم. ولقد وجد الواحدي في تفسيره أصلح مجال وأرحب ميدان لنصرة عقيدته ومذهبه، ورد شبه المارقين وكشف ضلالات المحرفين لمعاني التنزيل وفق آرائهم ومبادئهم، فاستعان بخبرته العظيمة في فهم أسرار لغة القرآن وإدراك معانيه وعمق النظر في تفحص مراميه على درء خطر التأويلات المذهبية الفاسدة وإقرار مبادئ مذهب أهل السنة والجماعة من منطلق قرآني مستقيم وفي إطار مقاييس اللغة وضوابطها وفي ضوء فهم السلف لمعاني التنزيل من خلال ما أثر عنهم من

تفسير وتبيان. والحق أن أبا الحسن الواحدي -كما سنرى في معالجاته الكلامية- قد أضاف بعدًا جديدًا وجانبًا خصبًا إلى أبعاد وجوانب شخصيته العلمية، حيث تجلى مراسه العقلي، ونضجه الفكري وقدرته الجدلية المنطقية في ثبات أصول مذهبه السني الأشعري وتقرير مبادئه ثم في إبطال مزاعم الفرق المبتدعة التي كانت تناهض مذهب أهل السنة والجماعة وكان على رأسها، وأشدها خطرًا فرقة المعتزلة القدرية التي اقتحمت بمبادئها إقليم خراسان بمناصرة ملوك ووزراء بني بويه ففرضت مذهبها فرضًا، وطوع علماؤها نصوص التنزيل لمبادئهم فصنفوا في التفسير مصنفات تبلغ عشرات الجلدات حافلة بالتأويلات الاعتزالية كما فعل القاضي عبد الجبار وأبو مسلم الأصفهاني والشريف الرضى وغيرهم. ومن ثم تعينت فرضية الدفاع عن عقيدة أهل السنة على مفسريهم مثلًا بمثل، بل وأوفى في الكيل وبنفس المنهج العقلي اللغوي الاستنباطي حق على مفسري أهل السنة أن يميطوا عن حرم التنزيل أذى التأويلات البدعية، فكانت القضية، وكان لها أبو الحسن الواحدي، فقد ذاد بحق عن عرينه وطهر ساحة التنزيل من فساد الرأي وشطط التأويل. وحين نسلط ضوء البحث على الجانب الكلامي في تفاسير الواحدي نجده يتمثل في نمطين رئيسيين: أحدهما: النمط التقريري الابتدائي، وهو ما يعني فيه بتقرير أصول العقيدة وفق منهج أهل السنة الأشاعرة دون نظر إلى مزاعم الفرق المضادة في تأويل النص القرآني. وثانيهما: وهو الطابع الأعم والأغلب في تفسيره: النمط الجدلي، وهو ما يعني فيه عناية بالغة بتفنيد شبه خصومه المعتزلة وإبطال مبادئهم وتأويلاتهم لآي التنزيل وفق أصولهم الاعتقادية، وفي هذا الجانب أبرز أبو الحسن الواحدي مقدرته وطاقته العقلية واستغل تبحره اللغوي أبرع استغلال في تجسيد معطيات النص ولفظ كل دخيل عليه في التأويل. فمن أمثلة النمط التقريري الذي نقف عليه في تفسير الواحدي: بيانه لصفة الوحدانية لله تعالى عند تفسير قوله سبحانه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} قال في تفسيره (البسيط): (قال أصحابنا: حقيقة الواحد في وصف الباري سبحانه، أنه واحد لا قسيم له في ذاته، ولا بعض له في وجوده، بخلاف الجملة الحاملة التي يطلق عليها لفظ الواحد مجازًا، كقولهم دار واحدة وشخص واحد، ولهذا قال أصحابنا: التوحيد هو نفي الشريك والقسيم والشبيه، فالله سبحانه وتعالى واحد في أفعاله لا شريك له يشاركه في إثبات المصنوعات، وواحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا يشبه الخلق فيها). في هذا النص الوجيز: قدم لنا الواحدي خلاصة عقيدة أهل السنة في صفة الوحدانية، الشاملة لوحدانية الذات، ووحدانية الصفات، ووحدانية الأفعال، واستجمع أركان هذه الوحدانية الشاملة في عبارة أصحابه الأشاعرة:

التوحيد نفي الشريك والقسيم والشبيه، وفرع عن كل ركن متعلقه في شمول وإحكام جامعين مانعين. ونجده في تفسيره (الوسيط) يعرض لمبحث رؤية الباري سبحانه وتعالى عند قوله عزَّ وجلَّ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ... } فيقول: (الإدراك: الإحاطة بكنه الشيء وحقيقته، وهو غير الرؤية، لأنه يصح أن يقال: رآه وما أدركه، فالأبصار ترى الباري ولا تحيط به، كما أن القلوب تعرفه ولا تحيط به، قال الله تعالى {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} قال ابن عباس - في رواية عطاء - كلت أبصار المخلوقين عن الإحاطة به، وقال سعيد بن المسيب، لا تحيط به الأبصار. وعلى هذا التفسير نقول: إن الباري سبحانه يُرَى ولا يُدْرَك، لأن معنى الإدراك الإحاطة بالمرئي، وإنما يجوز ذلك على من كان محددًا وله جهات. وذهب جماعة من أهل التفسير إلى تخصيص هذه الآية، قال ابن عباس - في رواية أبي صالح - تنقطع عنه الأبصار في الدنيا، وقال مقاتل: لا تراه الأبصار في الدنيا وهو يُرى في الآخرة. والدليل على أن هذه الآية مخصوصة بالدنيا. قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فقيد النظر إليه بيوم القيامة وأطلق في هذه الآية، والمطلق يحمل على المقيد، أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا أبو بشر محمّد بن عمران بن الجنيد، حدثنا أبو بكر الصفار البصري، حدثنا عباد بن صهيب عن عمر وعن الحسن في قوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} قال: في الدنيا، وقال الحسن: يراه أهل الجنة في الجنة واحتج بقوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: ينظرون إلى وجه الله عزَّ وجلَّ). في هذا المبحث الكلامي الذي عرض له الواحدي في هذا النص: نجده يبني موقفه على أساسين رئيسيين: أولهما دلالة اللغة، وثانيهما: النظرة السلفية، فاللغة نقول إن الإدراك غير الرؤية لأن معناه الإحاطة، ومن ثم فهي لا تنتفي بانتفائه، وقد استعمل السلف الإدراك على معنى الإحاطة في صريح كلامهم، وإذا ما حمل معنى الإدراك على الرؤية: كان هناك منطلق آخر لفهم النص وهو حمل المطلق في هذه الآية - وهو انتفاء الرؤية - على المقيد في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} حيث قيد النظر إليه تعالى بيوم القيامة في دار الكرامة، وقد عزز الواحدي حمل المطلق على المقيد بما ورد عن السلف، حيث روى بسنده عن الإمام الحسن قوله: يراه أهل الجنة في الجنة، جعلنا الله تعالى في زمرتهم. وإذا: فقد عرض الواحدي لهذه المسألة وفقًا لمذهبه السني الأشعري ومن منطلق سلفي بحت، وأوردها على النمط التقريري الابتدائي، حيث لم يشر إلى معارضيه من المعتزلة أو غيرهم ولم يتخذ موقفًا جدليًا كما فعل في مواقفه الأخرى. كذلك نجد من المباحث التي طرقها الواحدي أيضًا: مبحث النبوات، فقد تناول مسألة العصمة للأنبياء والرسل قبل البعثة والوحي وبعدهما في أكثر من موضع في تفسيره، فمن ذلك ذكره في (البسيط) عند تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَال لَهُ رَبُّهُ

أَسْلِمْ ... } حيث قال: (ولأهل التفسير في قوله "أسلم" طريقان: أحدهما أنه أراد بقوله (أسلم) ابتداء الإسلام، فقد قال ابن عباس: إنما قال له ذلك حين خرج من السرب فنظر إلى الكوكب والقمر والشمس كما ذكره الله تعالى في سورة الأنعام. وقال أصحاب هذا القول: إن الأنبياء يجوز عليهم قبل الوحي من الشرك والكبائر ما جاز على غيرهم، وإنما عصموا من وقت البعثة وإنزال الوحي، وهذا مذهب جماعة من أهل الأصول. وقال عدة من المفسرين: فوله "أسلم" معناه: دم واثبت على الإسلام، كقوله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ ... } وكقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا ... } في أحد الوجهين، وعند أصحاب هذا القول: لا يجوز على الأنبياء في سابقة حالهم الشرك والكبائر، بل عصمهم الله سبحانه ودفع عنهم ما لم يدفع عن غيرهم. فأما (محمد) - صلى الله عليه وسلم -: فعامة أصحابنا على أنه ما كفر بالله طرفة عين ولا كان مشركًا قط، ثم قال بعضهم: كان قبل البعث على دين عيسى، ومنهم من قال: كان يعبد الله على دين إبراهيم). ثم يضيف الواحدي إلى هذا المبحث مزيدًا من التبيان والتحقيق عند تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَينَا إِلَيكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} فيقول في نفسيره البسيط: (قوله {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ} قبل الوحي "ولا الإيمان" اختلفوا في هذا مع إجماع أرباب الأصول على أنه لا يجوز على الرسل قبل الوحي ألا يكونوا مؤمنين، فذهب كثير من أهل العلم إلى أن المراد بالإيمان ها هنا: شرائعه ومعالمه، وهي كل ما يجوز أن يسمى إيمانًا. واختار إمام الأئمة محمّد بن إسحاق بن خزيمة هذا القول وخصه بالصلاة محتجًا بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي صلاتكم. وقيل هذا من باب حذف المضاف، فجعل التقدير: ما الكتاب ولا أهل الإيمان، يعني: من الذي يؤمن ومن الذي لا يؤمن، وهذا اختيار الحسين بن الفضل. وجعل أبو العالية التقدير: ولا دعوة الإيمان، لأنه كان قبل الوحي ما كان يقدر أن يدعو إلى الإيمان بالله. وذهب بعض أهل المعاني إلى التخصيص بالوقت، فقال: المعنى: ولا ما الإيمان قبل البلوغ. وهذا المذهب هو اختيار شيخنا أبي إسحاق الإسفراييني رحمه الله، فقد حكى بعض أصحابنا الكبار أنه سأله عن هذه الآية فقال: يعني حين كان في المهد، وقالوا إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قبل الوحي كان يعبد الله على دين عيسى، والصحيح أنه كان يعبد الله على دين إبراهيم). لقد عرض الواحدي في النصين السابقين لعصمة الأنبياء والرسل قبل البعثة والوحي وبعدهما، وسلك في عرضها النمط التقريري حيث أورد أقوال العلماء والمتكلمين من أصحابه الأشاعرة، غير أنه يبدو في النص الأخير انضج منه في النص الأول وكثر إيضاحًا، فبينما هو ينسب - في النص الأول - لجماعة من أهل الأصول القول بعدم عصمة الأنبياء قبل البعثة من الشرك والكبائر نجده في النص الثاني ينقل

إجماع أرباب الأصول - ويعني بهم أصحاب أصول العقيدة - على عصمة الرسل قبل الوحي من الشرك قطعًا - وكذا الكبائر بالتبعية - وينبذ قول من حكى عنهم خلاف ذلك ويعرض عن ذكره لتطرفه الجامع. ثم نجده يفرع على القول بالعصمة قبل الوحي وجوه المراد بالإيمان. ثم نجده أخيرًا يرجح الرأي القائل بأن نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان يعبد الله قبل البعثة على دين الخليل - عليه السلام - على الرأي القائل بعبادته على دين المسيح عليه السلام. وقد حكى القولين في النص الأول بدون ترجيح بينهما، ومن ثم لم يخرج الواحدي في هذا المبحث الذي عرضه في هذين النصين عن النمط التقريري الذي يعني فيه بعرض الموضوع وإبراز جوهره في ضوء النص القرآني ومن خلال الآراء الي تناولته، وكأنه يعالج مبحثًا تفسيريًا عاديًا، فلا نجده يتخذ المسلك الجدلي الذي يقف فيه موقف المناظر المحاج بالرهان والحاسم وبالدليل. وهذا المسلك التقريري معلل في رأيي أما باستواء الحجة على أطراف القضية استواء يبعث على تجاهل الخصم كما في مبحثي الوحدانية والرؤية وإما بعدم وجود الخصم المنازع، واعتبار الرأي محل إجماع غالبًا كما في مبحث العصمة. وأما عن النمط الجدلي الكلامي في تفسير الواحدي: فإننا نجده يمثل الطابع العام الغالبي، فلقد وقف الواحدي في تفسيره موقف المدافع الكفء والنصير المبرز لمذهب أهل السنة والأشاعرة، وتعقب خصومه المعتزلة في آرائهم وأصولهم الاعتقادية التي حاولوا أن يطوعوا نصوص التنزيل لإقرارها والاحتجاج لها" أ. هـ. قلت: لقد أكثر الدكتور جودة المهدي من الإطراء على تفسير الواحدي الأشعري، في عباراته السابقة حول جعل الواحدي كأنه من حماة أهل السنة والجماعة في وقته، على النقيض مما نراه من سوء المعتقد والكلام والبدع التي فيه، وعلى الرغم من أن الدكتور قد يكون على نهج الواحدي إلا أننا ذكرنا ما سبق للفائدة، ومعرفة عقيدة صاحب الترجمة - الواحدي - بقول من يهتم به، ويرفع شأنه وبعد ذلك سنذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الواحدي وتفسيره ... والله تعالى الموفق. • مجلة الحكمة (العدد السابع صفحة 220) نقل كلام ابن تيمية في تفسير الواحدي حيث قال: (أكثر المواطن التي ذكر فيها شيخ الإسلام الثعلبي ذكر فيها تلميذه الواحدي ونلخص بعض ما قاله شيخ الإسلام: أ. مجموع الفثاوى (13/ 354): (الواحدي صاحبه (الثعلبي) كان أبصر منه بالعربية". ب. مجموع الفتاوى (13/ 354): "أبعد عن السلامة واتباع السلف -أي من الثعلبي". جـ. منهاج السنة (7/ 355): "إن تفسير الواحدي فيه كذب". د. منهاج السنة (7/ 434): "ذكر أمثلة من الكذب منها حديث في فضائل سور القرآن في بداية كل سورة". هـ. منهاج السنة (7/ 12): "ذكر أن الواحدي كشيخه حاطب ليل". و. الرد على البكري (14): "أن الواحدي كشيخه لا يميز بين الصحيح والضعيف والغث والسمين".

2136 - ابن ظنير

ز. مجموع الفتاوى (13/ 385): "وأما الواحدي فإنه تلميذ الثعلبي، وهو أخبر منه بالعربية لكن الثعلبي فيه سلامة من الباع، وإن ذكرها تقليدًا لغيره وتفسيره وتفسير الواحدي البسيط والوسيط والوجيز فيها فوائد جليلة، وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها" أ. هـ. وفاته: سنة (468 هـ) ثمان وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "البسيط" في تفسير القرآن الكريم، وكذلك "الوجيز" و"الوسيط" و"أسباب النزول" وغير ذلك. 2136 - ابن ظُنَّير * النحوي، اللغوي: علي بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الأنصاري أبو الحسن، يعرف بابن ظُنَّير، وقيل ابن طُبيز. من مشايخه: سمع من أبي عمر يوسف بن عبد الله النمري، وأبي محمّد غانم بن وليد المخزومي وغيرهما. من تلامذته: سمع منه: الحافظ أبو عبد الله الحميدي. كلام العلماء فيه: • مختصر تاريخ دمشق: "قيل: إنه كان قد ركب في البحر إلى بلاد الزنج، وكان معه من العلوم أشياء، فما نفق عندهم إلا النحو، ثم إنه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها، فلما وصل إلى البصرة وقع عن الجمل فمات" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "قال الحافظ أبو طاهر السِّلفي: سألت أبا الكرم خميس الحافظ عن أبي الحسن علي النحوي الأندلسي، فقال: قدم علينا، وكان فاضلًا في النحو، متقدمًا في العربية" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان محدثا مكثرًا عدلًا، ثقةً حافظًا للغة ضابطًا لها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من علماء اللغة والنحو، دينًا، فاضلًا، فقيهًا، عارفًا بمذهب مالك كتب بصور عامة تصانيف أبي بكر الخطيب وحصّلها" أ. هـ. وفاته: سنة (475 هـ) خمس وسبعين وأربعمائة. 2137 - أبو الخطاب * المقرئ: علي بن أحمد بن عبد الله الصوفي المؤدب البغدادي. ولد: سنة (392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن الحَمَّامي وغيره. من تلامذته: قرأ عليه أبو الفضل بن المهتدي، وروى عنه الحديث أبو بكر بن عبد الباقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "كان من شيوخ الإقراء ببغداد المشهورين، ومن حنابلتها الجتهدين، وكان سابقًا ¬

_ * الإكمال (5/ 258)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 164)، إنباه الرواة (2/ 230)، مختصر تاريخ دمشق (17/ 182)، تاريخ الإسلام (وفيات 477) ط. تدمري، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 179)، بغية الوعاة (2/ 144)، تاريخ دمشق (41/ 221). * الشذرات (5/ 329)، معجم المؤلفين (2/ 395).

2138 - ابن كرز

شافعيًّا، ثم رأى - في المنام - الإمام أحمد، وسأله عن أشياء، وأصبح وقد تحنبل وصنف فيه معتقدهم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرى صوفي مؤدب"أ. هـ. وفاته: سنة (476 هـ) ست وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: له مصنف في السبعة، وقصدة في السنة، وقصيدة في عدد الآي. 2138 - ابن كُرْز * المقرئ: علي بن أحمد بن كُرز، أبو الحسن الأنصاري، الغَرْناطي. من مشايخه: أبو القاسم بن عبد الوهاب المقرى، وأبو عبد الله الطرفي وغيرهما. من تلامذته: علي بن عبد الله بن ثابت الخزرجي، وعبد الرحمن بن أبي رجاء البَلَوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "مقرئ، فقيه، فاضل، متقدم في طريقة الإقراء" أ. هـ. • الصلة: "عني بالإقراء، وسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم، وكان ثقة فاضلًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ فاضل، ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (511 هـ) إحدى عشرة وخمسمائة. 2139 - الفَنْجَكِرْدي * اللغوي، علي بن أحمد الفَنْجَكِرْدي (¬1). من مشايخه: يعقوب بن أحمد الأديب، والقاضي الناصحي وغيرهما. من تلامذته: ابن السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان عفيفًا خفيفًا ظريف المحاورة قاضيًا للحقوق محمود الأحوال" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان أديبًا فاضلًا ذكره الميداني في خطبة (كتاب السامي) وأثنى عليه. وذكره البيهقي في (الوشاح) فقال: الإمام علي بن أحمد الفَنْجَكِرْدي الملقب بشيخ الأفاضل أعجوبة زمانه وآية أقرانه وشيخ الصناعة والممتطي غوارب البراعة. وذكره عبد الغافر الفارسيّ فقال: علي بن أحمد الفَنْجَكِرْدي الأديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة .. وأصابته علة لزمته في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (513 هـ)، وقيل: (512 هـ) ثلاث عشرة، وقيل: اثنتي عشرة وخسمائة، عن ثمانين سنة. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 483)، غاية النهاية (2/ 312)، الصلة (2/ 403)، بغية الملتمس (2/ 547)، تاريخ الإسلام (وفيات 511) ط. تدمري. * بغية الوعاة (2/ 148)، الأنساب (4/ 402)، معجم الأدباء (4/ 1464)، اللباب (2/ 223). (¬1) الفنجكردي: هذه النسبة إلى فنجكرد وهي من قرى نيسابور.

2140 - ابن الغزال

2140 - ابن الغَزَّال * النحوي، المقرئ: علي بن أحمد بن محمّد بن الغَزَّال، من أهل نيسابور. من مشايخه: أبو نصر محمّد بن محمّد بن محمّد بن هميماه الرامشي المقرئ، والحفصي وأحمد بن منصور بن خلف المغربي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • التحبير في المعجم الكبير: "الإمام المقرئ الزاهد العالم العامل بعلمه. كان من وجوه أئمة القراء المشهورين بالعراق وخراسان، كان عارفًا بوجوه القراءات واختلاف الروايات، والنحو ... لزم طريقة العبادة والتصوف والزهد حتى كان يقصد من البلاد ويستفاد منه" أ. هـ. • معجم الأدباء: "الإمام المقرئ الزاهد العامل، من وجوه أئمة القراءة المشهورين بخراسان والعراق العارف بوجوه القراءات واختلاف الروايات، الإمام في النحو وما يتعلق به من العلل، وإليه الفتوى فيه ... ولزم طريق التصوف والزهد حتى كان يُقصد من البلاد ويستفاد منه، وقل ما كان يخرج من بيته إلا في الجنائز" أ. هـ. • بغية الوعاة: "اختل بأخرة، ثم أصابه مرض طويل حتى سقطت قوته" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: له تصانيف مفيدة في النحو والقراءات والوقف. 2141 - ابن بَاذِش الأنصاري * النحوي، اللغوي، المقرئ: علي بن أحمد بن خلف بن محمّد الأنصاري، أبو الحسن، المعروف بابن باذِش. ولد: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: محمد بن هشام المصْحفي، وأبو جعفر بن رزق، وغيرهما. من تلامذته: سمع الناس منه كثيرًا، وكتب لابن بشكوال إجازة ما رواه بخطه القاضي عياض وابن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الغنية: "من أهل غرناطة، شيخ مقرئيها ورواتها في علم القرآن والحديث والآداب والأصول والضبط للحديث والقراءات واللغات والإتقان في ذلك، والمقدم في محدثيها المتفنن ونحاتها المبرِّزين وأحد الفضلاء المتقننين في المعارف ... وكان مع تقدمه وتصدره لا يقطع الطلب والسماع والرحلة" أ. هـ. • بغية الملتمس: "كان من أحفظ الناس لكتاب سيبويه وأرفقهم عليه، مع ورع صادق، وزهد في الدنيا خالص لم يزل على ذلك إلى أن توفي "أ. هـ. • الصلة: "كان من أهل الرواية والإتقان ¬

_ * التحبير في المعجم الكبير (1/ 563)، بغية الوعاة (2/ 149)، معجم الأدباء (4/ 1665)، غاية النهاية (1/ 524)، معجم المؤلفين (2/ 400). * بغية الملتمس (2/ 546)، الصلة (2/ 404)، إنباه الرواة (2/ 227)، السير (19/ 609)، غاية النهاية (1/ 518)، الديباج المذهب (2/ 107)، الغنية (174)، بغية الوعاة (2/ 142)، شجرة النور (131)، الأعلام (4/ 255)، معجم المؤلفين (2/ 393)، هدية العارفين (1/ 696).

2142 - ابن قبيس

والدراية، مع الدين والفضل ... والتقدم في علم القراءات والضبط للرواية وكان حسن الخط، جيد التقييد، وله مشاركة في الحديث ومعرفة بأسماء رجاله ونقلته" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ محقق حاذق كامل" أ. هـ. • الديباج المذهب: "كان إمام الفريضة بجامع غرناطة، وكان واحدًا في زمانه إتقانًا ومعرفة ومشاركة في العلوم، وانفرادًا بعلم العربية، مشاركًا في الحديث، عالمًا بأسماء رجاله ونقلته، مع الدين والزهد، والفضل، والانقباض عن أهل الدنيا" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: أوحد زمانه إتقانًا ومعرفة وتفردًا بعلم العربية ومشاركة في غيرها" أ. هـ. وفاته: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: له في النحو كتب منها: على كتاب سيبويه، وعلى كتاب "المقتضب"، و"شرح كتاب الإيضاح"، وله كلام على "الجُمل" لأبي القاسم و"الكافي "لابن النحاس. 2142 - ابن قُبَيس * النحوي: علي بن أحمد بن منصور بن محمّد بن قُبَيس الغساني الدمشقي المالكي، أبو الحسن. ولد: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر الخطيب، وأبو القاسم السُّمَيساطي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن عساكر، والسِّلَفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "كان ثقة متحرزًا متيقظًا، منقطعًا في بيته بدرب النقاشة أو بيته في المنارة الشرقية بالجامع وكان فقيهًا مفتيًا، يقرئ النحو والفرائض. وكان متغاليًا في السنة، محبًا لأصحاب الحديث. قال لي غير مرة: إني لأرجو أن يحيي الله بك هذا الشأن في هذا البلد، وكان لا يحدث إلا من أصل، سمعت منه الكثير" أ. هـ. • السير: "قال السِّلَفي: كان زاهدًا عابدًا ثقة، لم يكن في وقته مثله بدمشق وهو مقدم في علوم شتى، محدِّث ابن محدِّث ابن مُحدِّث" أ. هـ. وفاته: سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. 2143 - اليَزْدي * المقرئ: علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي، الشافعي، أبو الحسن. ولد: سنة (473 هـ) ثلاث وسبعين وأربعمائة ظنًّا. من مشايخه: الحسن بن خوَانْشير، وأبو المكارم محمّد بن علي الفَسَوي وغيرهما. ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 232)، مختصر تاريخ دمشق (17/ 190)، السير (20/ 18)، العبر (4/ 82)، النجوم (5/ 259)، الشذرات (6/ 155)، تاريخ دمشق (41/ 237). * معرفة القراء (2/ 531)، غاية النهاية (1/ 517)، الأنساب (5/ 690)، تاريخ الإسلام (وفيات 551) ط. تدمري، العبر (4/ 143)، مرآة الجنان (3/ 228)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 211)، النجوم (5/ 324)، الشذرات (6/ 263).

2144 - أبو الحسن الكتاني

من تلامذته: ابن سُكينة، وابن الأخضر، والدولعي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "من المتأخرين الأخوان الإمامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه اليَزْديان نزيل بغداد، وكانا من الدين والعلم والورع بمكان، سمعت منهما. وكان علي يقول: أنا وأخي نحيي الليل، أنا أطالع النصف الأول، ومحمد أخي يصلي النصف الأخير" أ. هـ. • معرفة القراء: "بَرع في المذهب، وصنف التصانيف وأقرأ القراءات والفقه وكان صالحًا زاهدًا عابدًا ممن جمع بين العلم والعمل، مع الثقة والجلالة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو سعد السمعاني: فقيه فاضل زاهد، حسن السيرة عزيز النفس، سخي بما يملك، قانع بما هو فيه، كثير الصوم والعبادة ... كان حسن الأخلاق دائم البشر متواضعًا انتهى. وقال ابن النجار في (تاريخه): كان من أعيان الفقهاء مشهوري العبادة" أ. هـ. • العبر: "برع في القراءات والمذهب وصنف في القراءات والفقه والزهد، وكان رأسًا في الزهد والورع" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان من الفقهاء المتعبدين" أ. هـ. • غاية النهاية: "الإمام الفقيه المقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة، عن (78 سنة). 2144 - أبو الحسن الكتاني * المقرئ: علي بن أحمد بن حنين، أبو الحسن الكِتاني، القرطبي، نزيل فاس. ولد: سنة (476 هـ) ست وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن العبسي، وخازم بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن بقي، وأبو زكريا التادلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان مقرئًا للقرآن العظيم كثير الاعتناء برواياته مجودًا متقنًا، فاضلًا صالحًا مشهورًا بإجابة الدعوة كريم الجالسة، وأسن فكان من آخر الرواة عن بعض هؤلاء الشيوخ والتزم الإمامة بمسجده والإقراء فيه ستًّا وستين سنة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قرأ بِجَبَّان على: أبي عامر محمّد بن حبيب، ثم حج سنة خمسمائة، ولقي أبا حامد الغزالي وصحبه كذا قال أبو عبد الله الأبار: وفي هذا نظر، إلا أن يكون دخل خراسان وهو محتمل على بُعد". وقال: "وكان من أسند أهل وقته" أ. هـ. • معرفة القراء: "المقرئ الفقيه" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ متصدر كامل متقن. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 518)، معرفة القراء (2/ 545)، تاريخ الإسلام (وفيات 569) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1327)، العبر (4/ 208)، الشذرات (6/ 387)، صلة الصلة (102)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 150)، السير (21/ 56) دون ترجمة.

2145 - أبو الحسن البكري

قال الأبار: وأقام تسعة أشهر يقرئ ببيت المقدس وطال عمره وتصدر للإقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (569 هـ) تسع وستين وخمسمائة. 2145 - أبو الحسن البكري * اللغوي: علي بن أحمد بن بكري. وقيل: علي بن عمر بن أحمد بن عبد الباقي بن بكري، أبو الحسن، خازن كتب النظامية. من مشايخه: أبو السعادات بن الشجري، وأبو منصور الجواليقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "له معرفة جيدة بالأدب". وقال: "كان فاضلًا عارفًا حسن الأمر مليح الخط جيد الضبط، قد كتب من كتب الأدب الكثير الذي يفوت الحصر" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. 2146 - ابن لَبَّال * اللغوي، المقرئ: علي بن أحمد بن علي بن فتح بن لَبَّال بن إسحاق بن أمية .... الأموي، الشريشي، أبو الحسن. ولد: سنة (508 هـ) ثمان وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر: ابن طاهر، وابن العربي، وأبو الحسن بن محمّد بن مسلم الأديب وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن الغزال بن خليفة، وأبو الحسن بن الفخار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان معتنيًا بالقراءات ... وافر الحظ من الآداب، حافظًا للتاريخ والنسب، متقدمًا في علم العربية، وكان من أفضل قضاة - شرش - زمنه صدعًا للحق في قضائه وقيامًا بالعدل ... أكثر لبسه جبة صوف لا شعر لها" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرى كامل أديب" أ. هـ. وفاته: سنة (583 هـ)، وقيل: (582 هـ) ثلاث وثمانين، وقيل: اثنتين وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: له شرح مفيد على مقامات الحريري، ومقالة نبيلة سماها "روضة الأديب في التفضيل بين المتنبي والحبيب"، ومقدمة في العروض. 2147 - المحاربي * المقرئ: علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن كوثر المحاربي، الغرناطي، أبو الحسن. ولد: سنة (529 هـ) تسع وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: إمام المقام أبو بكر بن أبي الحسن الطوسي، وأبو الحسن بن خلف بن رضا الأنصاري البَلَنْسي وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1666)، بغية الوعاة (2/ 142). * صلة الصلة (108)، غاية النهاية (1/ 521)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 169)، تاريخ الإسلام (وفيات 583) ط. تدمري، معجم المؤلفين (2/ 397)، تكملة الصلة (3/ 216) طبعة عبد السلام هراس. * صلة الصلة (111)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 173)، معرفة القراء (2/ 562)، غاية النهاية (1/ 524)، معجم المؤلفين (2/ 401)، تاريخ الإسلام (وفيات 589) ط. تدمري، تكملة الصلة (3/ 217) طبعة عبد السلام هرّاس.

2148 - ابن الدباس

من تلامذته: أبو بكر بن وضاح، وأبو جعفر بن عبد المجيد الجبار، وابن يوسف الوانسري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان حسن الضبط والأداء وله تأليف في القراءات" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "حمل عن السِّلَفي كثيرًا، وتصدر بغرناطة للإقراء والرواية" أ. هـ. • الذيل والتكلملة: "كان من جلة المقرئين وكبار المجوّدين، محدثًا راوية عدلًا، فاضل الأخلاق جوادًا سمحًا كريم النفس" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ، مسند، ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: له في القراءات مصنف نافع سماه "العروس". 2148 - ابن الدَّبَاس * المقرئ: علي بن أحمد بن سعيد بن الدباس، أبو الحسن، الواسطي. ولد: سنة (527 هـ أو 528 هـ) سبع أو ثمان وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على أبي محمّد عبد الرحمن بن الحسين بن الدَّجاحي، وأبي الفتح المبارك بن أحمد بن زُرَيق الحَدّاد وغيرهما. من تلامذته: كتب عنه ابن النجار، وروى عنه الفخر علي بن أحمد المقدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ذيل تاريخ بغداد: "كان حسن الأخلاق طيب الملقى متواضعًا متوددًا لطيف الطبع" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "كان عالمًا بالقراءات، ووجوهها، وعللها عارفًا بالنحو، حسن الأخلاق، متواضعًا، وله شعر" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "شيخ القراء ببغداد، اتهم في قراءته على أبي الكرم الشهرزوري" أ. هـ. • معرفة القراء: "المقرئ العدل .. أقرأ الناس دهرًا وكان رأسًا في معرفة القراءات وعللها بصيرًا بالعربية، حسن التواضع" أ. هـ. • المختصر المحتاج إليه: "قال عبد العزيز بن عبد الملك الشيباني الدمشقي: وقفت على رقعة فيها خط مزور على خط أبي الكرم الشهرزوري بقراءة ابن الدباس عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (607 هـ) سبع وستمائة. 2149 - الغَسَّانِي * النحوي: علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف بن مروان بن عمر الغساني، أبو الحسن. ¬

_ * ذيل تاريخ بغداد (17/ 58)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 178)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 209)، تاريخ الإسلام (وفيات 607) ط. بشار، معرفة القراء (2/ 595)، ميزان الاعتدال (5/ 139)، غاية النهاية (1/ 119)، لسان الميزان (4/ 239)، المختصر المحتاج إليه (3/ 116). * تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. بشار، الذيل والتكملة (5/ 1 / 176)، الديباج المذهب (2/ 114) و (2/ 118)، معجم المؤلفين (2/ 401)، تكملة الصلة (3/ 225) طبعة عبد السلام هرّاس.

2150 - ابن خيرة البلنسي

ولد: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو إسحاق بن عبد الرحيم القيسي، وأبو القاسم بن حبيش وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن عبد النور، وأبو جعفر بن الدلال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال الأبار: كان صاحب فنون وتصانيف، ... توفي وله ستون سنة" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "نظم شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم - رسالة بديعة تشتمل على نظم ونثر، كتب بها إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - " أ. هـ. • الديباج: "كان فقهًا حافظًا يقظًا، حسن النظر، أديبًا، شاعرًا مجيدًا، كاتبًا بليغًا، فاضلًا" أ. هـ. • قلت: ترجم له صاحب "الديباج المذهب" مرتين: الأولى (2/ 114)، والثانية (2/ 118)، ولم يذكر في الترجمتين اختلاف. والظاهر إنه وهم في ذلك. قال في ترجمته الأولى: عنده معرفة بالفقه، ومشاركة في الحديث ومعرفة بالنحو والأدب، وقد أخطأ عندما قال: إنه ولد سنة (507 هـ)، والصحيح ما ذهب إليه صاحب (الذيل والتكملة) الذي ذكر ولادته سنة (547 هـ)، والله أعلم. وفاته: سنة (609 هـ) تسع وستمائة. من مصنفاته: "نهج المسالك للتفقه في مذهب مالك"، و"اقتباس السراج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج"، و"الوسيلة" في الأسماء الحسنى وغير ذلك. 2150 - ابن خِيَرَة البَلَنْسي * المقرئ: علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو الحسن، ابن خيرة البلنسي. من مشايخه: أبو جعفر طارق بن موسى، وأبو جعفر أحمد بن عون الله وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبار، وابن الغمّاز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال الأبار: وانصرف إلى بلده وأقام على حاله من الانقباض وحسن السمت إلى أن قُلِّد الصلاة، فتولاها أربعين سنة لم يحفظ عنه سهو فيها إلا في النادر وأقرأ القرآن وقتًا وحدث وأخذ الناس عنه. وكان عدلًا راجح العقل وفي (مشيخته) كثرة". هـ. • غاية النهاية: "خطيب بلنسية ومقرئها، إمام عارف" أ. هـ. وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 520)، تاريخ الإسلام (وفيات 634) ط. بشار.

2151 - الحرالي

2151 - الحَرَالِّي * المفسر علي بن أحمد بن الحسن الحَرَالّي التُّجيبي، أبو الحسن. من مشايخه: أبو الحسن بن خروف، وأبو الحجاج بن نمر وغيرهما. من تلامذته: عبد الحق بن الربيع وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "شارك في فنون وأخذ عنه ومال إلى النظريات وعلم الكلام وتوجه إلى المشرق" أ. هـ. • قلت: من كتاب شيخ الإسلام: "درء تعارض العقل والنقل" في كلامه عن الحلول والاتحاد: " ... يقول ابن سبعين وأمثاله: وهو في كل شيء بصورة ذلك الشيء، فهو في الماء ماء وفي النار نار وفي الحلو حلو وفي المر مر. وقد وقع نوع من الحلول والاتحاد في كلام غير واحد من شيوخ الصوفية. ولهذا كان الأئمة منهم، كالجنيد وأمثاله، يتكلمون بالمباينة كقول الجنيد: التوحيد إفراد الحدوث عن القِدم وفي كلام الشاذلي والحَرَالّي، بل وابن بُرَّجان، بل وأبي طالب وغيرهم من ذلك ما يعرفه من فهم حقيقة الحق، وفهم مقاصد الخلق" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "صنَّف (تفسيرًا) وملأه بحقائق ونتائج فكره، وكان الرجل فلسفي التصوف، وزعم أنه يستخرج من علم الحروف وقت خروج الدجال ووقت [طلوع] الشمس من مغربها. وهذه علوم وتحديدات ما علمتها رسل الله، بل كل منهم حتى نوح - عليه السلام - يتخوف من الدجال، وينذر أمته الدجال، وهذا نبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه)، وهؤلاء الجهلة إخوته يدَّعون معرفة متى يخرج. نسأل الله السلامة" أ. هـ. • السير: "لقي العلماء، وجال في البلاد، ولهج بالعقليات، وسكن حماة، وعمل تفسيرًا عجيبًا ملأه باحتمالات لا يحتمله الخطاب العربي أصلًا، وتكلم في علم الحروف والأعداد ... وكان شيخنا مجد الدين التونسي يتغالى في تعظيم تفسيره، ورأيت علماء يحطون عليه والله أعلم بسره، وكان يضرب بحلمه المثل" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان شيخنا ابن تيمية وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "ويُذكر عن أبي الحسن الحَرَالِيّ مشاركة قوية في الفضائل، وحُسن سمت ولا أعلم له رواية" أ. هـ. • الأعلام: "من علماء المغرب أطال الغبريني في الثناء عليه وإيراد أخباره، وقال: ما من علم إلا له فيه تصنيف. أصله من حَرالَّة من أعمال مرسية، ولد ونشأ في مراكش" أ. هـ. ¬

_ * تكملة الصلة (3/ 251) طبعة عبد السلام هرّاس، شجرة النور (181)، هدية العارفين (1/ 707)، العبر (5/ 157)، السير (23/ 47)، تاريخ الإسلام (وفيات 637) ط. بشار، ميزان الاعتدال (5/ 140)، لسان الميزان (4/ 245)، النجوم (6/ 317)، طبقات المفسرين للسيوطي (65)، عنوان الدراية (143)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 392)، الشذرات (7/ 330)، معجم المفسرين (1/ 352)، الأعلام (4/ 256)، معجم المؤلفين (2/ 392)، "درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية (10/ 286).

2152 - الجلاد الركبي

• شجرة النور: "الإمام العالم الزاهد بقية السلف وقدوة الخلف كان من أعلم الناس بمذهب مالك متفنن في كثير من العلوم مجاب الدعوة كثير الكرامات" أ. هـ. من أقواله: طبقات المفسرين للداودي: "وذكر ابن الأبار أنه أقام ببلبيس مدة وذكر عنه أنه قال: إذا أذّن العصر أموت، فلما جاء العصر أجاب المؤذن ومات رحمه الله تعالى". وفاته: سنة (638 هـ)، وقيل: (637 هـ) ثمان وثلاثين، وقيل: سبع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل" في التفسير، قال ابن حجر: جعله قوانين كقوانين أصول الفقه، و"المعقولات الأول" منطق. 2152 - الجلّاد الرَّكبيّ * النحوي، اللغوي: علي بن أحمد بن موسى بن الجلّاد الركبي النخلي الحنفي. من مشايخه: أبو زيد محمّد بن عبد الرحمن السراج، وابن بصيص وغيرهما. كلام العلماء فيه: بغية الوعاة: "قال الخزرجي: أحد علماء العصر المجوّدين، وأحد السادة المجتهدين، كان عارفًا بالفقه والنحو واللغة والقراءات والحديث والفرائض والحساب والهندسة، بارعًا في فنونه كلها ذكيًا نقالًا لأشعار العرب، كامل الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. 2153 - الفوّيّ * اللغوي: علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن مهدي الفوّي المدني المدلجي، نور الدين. ولد: في حدود سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من مشايخه: ابن شاهد الجيش، وأبو حيان الميدومي، وغيرهما. من تلامذته: أبو حامد بن ظهيرة، وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل العبر: "كان رجلًا صالحًا، أمّارًا بالمعروف، نهاءً عن المنكر، متقشفًا ملازمًا على طريقة السلف، لا يكثر الإقامة ببلد ولا ينقطع في الغالب إلى معلوم، وكان غالب إقامته بالحرمين" أ. هـ. • الدرر: "مهر في العربية والحديث ... ودرّس بمدرسة إسماعيل بن زكريا ببغداد واتفق وهو ببلاد العجم أن شخصًا حدثه بحديث عن آخر عنه، فقال له: أنا الفوّي، فاسمعه مني يعلو سندك، وكان عارفًا بالعربية وغيرها أقام بالمدينة ودرّس بها" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان ماهرًا في الحديث، وحدث عن أصحاب النجيب والفخر، وأقام بالمدينة النبوية فترة ودرس بها" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 146). * البغية (2/ 141)، ذكر وفاته سنة (786 هـ) وهو وهم، الدرر (3/ 10)، إنباء الغمر (2/ 30)، الشذرات (8/ 474)، الذيل على العبر للعراقي (2/ 498)، درة الحجال (3/ 219).

2154 - الزبيدي

وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. 2154 - الزَّبيدِي * اللغوي: علي بن أحمد بن علي بن سالم الزبيدي موفق الدين، أصله من مكة. ولد: سنة (747 هـ) سبع وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: الكمال بن حبيب، والعفيف الشاوري وغيرهما. من تلامذته: التقي الفاسي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "عني بالعلم وبرع في الفقه والعربية ودخل إلى مصر والشام وأخذ عن جماعة ثم رجع إلى مكة وتحول إلى زَبيد فمات فيها" أ. هـ. • الضوء: "كان خيرًا دينًا ذا مروءة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "وكان بصيرًا بالعربية والعروض والفقه والفرائض والحساب" أ. هـ. وفاته: سنة (818 هـ) ثمانية عشرة وثمانمائة. 2155 - السلمي * المقرئ: علي بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف السلمي المكي الشافعي، نور الدين بن سلامة. ولد: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: قرأ على التقي البغدادي، وابن كثير وغيرهما. من تلامذته: زين الدين رضوان وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "عني بطلب الحديث ورحل فيه، وحدث بمكة والقاهرة وصار مسندها. ولم يكن يشكر في شهادته مع التأله والتعبد .. خرج له ابن فهد معجمًا، وانتزع أكثره من معجم ابن ظهيرة تخريج الأقفهسي" أ. هـ. • الضوء: "كان شيخًا عارفًا عالمًا بالقراءات السبع والفقه ذا فوائد حديثية وأدبية يذاكر بها". وقال: "كثير التواضع حسن العشرة، ذو حظ من عبادة ومداومة على ورد الليل وفيه خير ومروءة" أ. هـ. • الوجيز: "ممن حدث وأقرأ ودرس وأفتى ونظم، مع التأله والتعبد، ولم يخل من مقال" أ. هـ. وفاته: سنة (828 هـ) ثمان وعشرين وثمانمائة. 2156 - المخْدوم المَهَائِمي * المفسر: علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن المهائمي (¬1) الهندي، المعروف بالمخدوم، أبو الحسن، علاء الدين، الدَّكَني، الحنفي. ولد: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 200)، الضوء اللامع (5/ 182)، بغية الوعاة (2/ 144)، الشذرات (9/ 196). * إنباء الغمر (8/ 85)، الضوء اللامع (5/ 183)، الوجيز (2/ 484)، الشذرات (9/ 267). * معجم المطبوعات لسركيس (1717)، معجم المفسرين (1/ 353)، الأعلام (4/ 257)، معجم المؤلفين (2/ 390)، هدية العارفين (1/ 730)، جهود علماء الحنفية (3/ 1563)، أبجد العلوم (3/ 219). (¬1) المهائمي: مهائم من بنادر كوكن، وهي ناحية من الدكن بالهند مجاورة للبحر المحيط: انظر معجم المفسرين.

2157 - الشيرازي

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "باحث مفسر كان يقول بوحدة الوجود" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه متكلم مفسر صوفي "أ. هـ. • جهود علماء الحنفية: "الهندي الحنفي الماتريدي الصوفي الوجودي، المعروف بالمخدوم" أ. هـ. • أبجد العلوم: "كان الشيخ من علمائها الصوفية -أي علماء الدكن- وكان مثبتًا للتوحيد الوجودي، مقتفيًا بالشيخ ابن عربي" أ. هـ. وفاته: سنة (835 هـ) وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "تبصير الرحمن وتيسير المنان ببعض ما يشير إلى إعجاز القرآن"، مجلدان و"خصوص النعم في شرح فصوص الحكم" لابن عربي. 2157 - الشِّيرَازي * المفسر علي بن أحمد بن محمّد الشِّيرازي، ثم المكي، علاء الدين. ولد: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "اشتغل بالعلم في كبره وأخذ عن غير واحد وجال وصحب الرجال إلى أن برع في الفقه وأصوله والنحو والمنطق والتصوف وغيرها وصنف تفسيرًا وشرحًا على الحاوي وغير ذلك وتكلم على الناس في علم التوحيد بعبارة بليغة فصيحة دالة على غزارة مدده وتحققه بكلام القوم وأما في علوم الأوائل فكان لا يجارى فيها وكذا كان إليه المنتهى في علم الرمل". وقال: "كان نير الشيبة فصيحًا مفوهًا، حسن الظاهر، وسريرته في تصوفه إلى الله" أ. هـ. • الأعلام: "متصوف من فقهاء الشافعية، له اشتغال بالتفسير" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه شافعي أصولي مفسر نحوي منطقي صوفي" أ. هـ. وفاته: سنة (861 هـ) إحدى وستين وثمانمائة. من مصنفاته: "جواهر المعاني في تفسير السبع المثاني"، و"تحفة الملوك والسلاطين فيما يقوم به أسس أركان الدين". 2158 - الهِيتي * اللغوي: علي بن أحمد الهيتي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "لغوي متفقه ... نسبته إلى هِيت في العراق. كان إمامًا في جامع الحسين بالقاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1020 هـ) عشرين وألف. من مصنفاته: "السيف الباتر" ردٌّ على الشيعة، و"مختصر القاموس"، و"فضائل الصحابة والحث ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 353)، الضوء (5/ 189)، معجم المؤلفين (2/ 399)، كشف الظنون (1/ 375)، الأعلام (4/ 257)، وجيز الكلام (2/ 706). * الأعلام (4/ 258)، معجم المؤلفين (2/ 403)، هدية العارفين (1/ 754).

2159 - الرسموكي

على محبتهم". 2159 - الرَّسْمُوكي * النحوي، اللغوي: علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف الرجراجي الجَزُولي الرَّسْمُوكي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "له علم في النحو ... كان دائبًا على التدريس والتصنيف والإفتاء" أ. هـ. وفاته: سنة (1049 هـ) تسع وأربعين وألف. من مصنفاته: "شرح فرائض ابن ميمون"، و"شرح ألفية ابن مالك"، و"مبرز القواعد الإعرابية". 2160 - أبو الحسن الكوفي * المفسر علي بن أسباط بن سالم الكوفي، أبو الحسن. من مشايخه: الرضا أحد الأئمة الاثني عشر عند الروافض الإمامية. كلام العلماء فيه: • كتاب الرجال: "روى عن الرضا - عليه السلام - قبل ذلك، وكان من أوثق الناس وأصدقهم لهجة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه إمامي مفسر مقرئ من أهل الكوفة، كان حيًّا في أواسط القرن الثالث الهجري" أ. هـ. وفاته: في القرن الثالث الهجري. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"كتاب الدلائل"، و"كتاب المرار" وغيرها. 2161 - أبو الحسن الأشعري * المفسر علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بُردة بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري. ولد: سنة (260 هـ) ستين ومائتين، وقيل: سنة (270 هـ) سبعين ومائتين. من مشايخه: أبو علي الجبّائي، وزكريا الساجي، وسهل بن نوح وغيرهم. من تلامذته: زاهر بن أحمد السَّرَخْسِي، وأبو عبد الله بن مجاهد، وأبو الحسن الطبري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "المتكلم صاحب التصانيف في الكلام والأصول .. كان معتزليًا ثم تاب من الاعتزال .. وصعد يوم الجمعة كرسيًا بجامع البصرة ونادى بأعلى صوته: من عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق ¬

_ * الأعلام (4/ 258)، معجم المؤلفين (2/ 399). * معجم المفسرين (1/ 354)، كتاب الرجال (481)، هدية العارفين (1/ 673)، إيضاح المكنون (1/ 309). * تاريخ بغداد (11/ 346)، الأنساب (1/ 166)، المنتظم (14/ 29)، السير (15/ 85)، العبر (2/ 202)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 347)، البداية والنهاية (11/ 199)، الجواهر المضية (2/ 544)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 81)، النجوم (3/ 259)، الشذرات (4/ 129)، شجرة النور الزكية (79)، تاريخ الإسلام (وفيات 324)، معجم المفسرين (1/ 354)، تبيين كذب المفتري وأغلبه في ترجمة الأشعري والدفاع عنه ضد مخالفيه، وترجمة أتباعه، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 377 - 409).

القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب معتقد الرد على المعتزلة مبين لفضائحهم ... وقال أبو الحسن علي بن محمّد بن يزيد الحلبي: سمعت أبا بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم" أ. هـ. • السير: "العلامة إمام المتكلمين ... كان عجبًا في الذكاء وقوة الفهم، ولما برع في معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة ويهتك عِوَارَهم ... قلت -أي الذهبي- رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات، وقال فيها تمر كما جاءت، ثم قال: وبذلك أقول وبه أدين، ولا تؤول ... ولأبي الحسن ذكاء مفرط وتبحر في العلم، وله أشياء حسنة وتصانيف جمة تقضي له بسعة العلم ... رأيت -أي الذهبي- للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العَبْدَوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: اشهد عليَّ أني لا أكفر أحدًا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات قلت -أي الذهبي- وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول، أنا لا أكفر أحدًا من الأمة، ويقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم" أ. هـ. • المنتظم: "تشاغل بالكلام، وكان على مذهب المعتزلة زمانًا طويلًا حتى عنَّ له مخالفتهم وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة، وكان الناس لا يختلفون في أن هذا المسموع كلام الله وأنه نزل به جبريل على محمّد - صلى الله عليه وسلم - فالأئمة المعتمد عليهم قالوا هو مخلوق، فوافق الأشعري المعتزلة في أن هذا مخلوق، وقال: ليس هذا كلام الله، إنما كلام الله صفة قائمة بذاته، فأنزل ولا هو مما يسمع. وما زال منذ أظهر هذا خائفًا على نفسه لخلافه أهل السنة حتى استجار بدار أبي الحسن التميمي خدرًا من القتل ثم تبع أقوام السلاطين مذهبه فتعصبوا له وكثر أتباعه حتى تركت الشافعية معتقد الشافعي - رضي الله عنه - ودانوا بقول الأشعري" أ. هـ. • الشذرات: "قلت -أي ابن العماد- ومما بيض به وجوه أهل السنة النبوية وسوّد به رايات أهل الاعتزال والجهمية، فأبان به وجه الحق الأبلج ولصدور أهل الإيمان والفرقان أثلج، مناظرته مع شيخه الجبّائي، التي بها قصم ظهر كل مبتدع ومرائي" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين، والساعي إلى حفظ عقائد المسلمين، سعيًا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين" أ. هـ. • قلت: قد بالغ السبكي كثيرًا في أثناء ترجمته لأبي الحسن الأشعري ولا عجب في ذلك فهو أشعري من رأسه حتى أخمص قدميه، وفي نفس الوقت بالغ كثيرًا في التنقص من الإمام الذهبي واتهمه بتعصبه لمذهبه الاعتقادي، ولا أدري من

المتعصب هو أم الإمام الذهبي؟ فدونك كتب الإمام الذهبي وكتاب طبقات الشافعية للسبكي؛ لتحكم على ذلك، وعندها ستعلم علم اليقين أن السبكي هو المتعصب الغالي لمذهبه الأشعري. وأن الإمام الذهبي قد ترجم للأشعري ترجمة وافيه في كتابه "تاريخ الإسلام" لا كما زعم السبكي، وكذلك في كتابه "سير أعلام النبلاء". قلت: (أبو الحسن الأشعري صاحب العقيدة المشهورة غني عن التعريف فقد أسهبت كتب التراجم -فضلًا عن الكتب التي تناولته بالتفصيل- في التعريف به وبعقيدته ومن هم شيوخه وتلامذته وما هي كتبه ومؤلفاته ولعل المسألة المهمة التي يجب أن نتطرق إليها ونحن نترجم لأبي الحسن الأشعري هي مسألة الأطوار (العقدية) التي مرّ بها الأشعري. فالشيخ أبو الحسن الأشعري مرّ في حياته بأطوار، منها ما هو متفق عليه بين العلماء والمترجمين له، ومنها ما وقع حوله خلاف، وقد شغل الناس قديمًا وحديثًا في هذا الأمر، ولا شك أن التطور الذي حدث لمذهب الأشعرية - بعد الأشعري - كان من أسباب طرق هذا الموضوع الذي يتصل بمؤسسه ومن ينتسبون إليه؛ وذلك من خلال علاقته ودوره في هذا التطور الذي حدث للمذهب الأشعري، وشيء آخر وهو محاولة الدفاع عن هذا المذهب من خلال بيان سلامة عقيدة من ينتسبون إليه ورجوعه إلى مذهب السلف. وسيكون الكلام حول هذا الموضوع من خلال ما يلي: أ- طور الأشعري الأول، المتفق عليه: لم يشك أحد في أن الأشعري نشأ على مذهب المعتزلة، وأنه أقام على ذلك فترة طويلة من الزمن وليس أدل على ذلك من اعترافه هو حين قال في كتابه "العمد" يعدد مؤلفاته: "وألفنا كتابًا كبيرًا في الصفات عن مسائل أهل الزيغ والشبهات، نقضنا فيه كتابًا كنا ألفناه قديمًا فيها على تصحيح مذهب المعتزلة، لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق فرجعنا عنه، فنقضناه وأوضحنا بطلانه، وفي هذا النص نلمح للمستوى الذي وصل إليه في مرحلة الاعتزال، وكيف أنه صار يؤلف الكتب على مذهبهم بل أن هذا الكتاب المنقوص يذكر أنه لم يؤلف للمعتزلة مثله. ب - رجوعه عن الاعتزال وتاريخه وأسبابه: أعلن الأشعري رجوعه عن الاعتزال، فقد غاب في بيته ثم خرج إلى الناس بعد صلاة الجمعة وأعلن رجوعه عليهم، وأنه يتبرأ من جميع أقواله السابقة وأظهر بعض مؤلفاته الجديدة، والملاحظ أن مترجمي الأشعري يشيرون إلى أن مدة مقدمه في الاعتزال أربعون سنة، فإذا كان الأشعري ولد سنة (260 هـ) والجبائي توفي سنة (303 هـ) ورجوع الأشعري كان قبل وفاة الجبائي لأن الجبائي نفسه ردّ على الأشعري، فالأولى أن يعتبر هذا الكلام تقريبًا وأن المقصود أن رجوع الأشعري كان وهو قريب من الأربعين في عمره، ولذلك عبر المقريزي في خططه (2/ 359) بأن إقامة الأشعري في الاعتزال كانت عدة سنين. أما عن الأسباب التي دفعت الشيخ أبو الحسن

2162 - الخاشع

الأشعري إلى الرجوع عن مذهب الاعتزال فمتعددة ونحيلك عزيزي القارئ إلى كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 372 - 377) خشية الإطالة. فقد فصّل مؤلفه الدكتور صالح المحمود حفظه الله ذلك تفصيلًا جيدًا ومهما قيل في أسباب الرجوع فإن أيًا من هذه الأسباب لا يرمي إلى درجة اليقين، إذ لم يرد عن الأشعري بطريق صحيح أو في أحد كتبه المعتمدة السبب المباشر لتحوله ورجوعه، لذلك لا بد من التماس ذلك في أكثر من سبب، علمًا بأن الرجوع إلى الحق ونبذ الباطل إنما هو عودة إلى الهداية الموافقة للفطرة. وهو أمر يقذفه الله في قلب عبده المؤمن فليس الأمر غريبًا أو مخالفًا للمعقول حتى يتلمس له السبب، والله أعلم. جـ- مذهب الأشعري بعد رجوعه، هل كان طورًا أو طورين، ويمكننا تلخيص الأقوال الواردة في مسألة رجوع الأشعري -رحمه الله- كما يلي: 1. أن الأشعري تحول عن الاعتزال إلى التوسط، أو ما يسمى بمذهب الأشعري، وإن ما رجع إليه هو الحق. 2. أنه رجع إلى مذهب السلف والقول الحق - الذي هو مذهب الإمام أحمد - ولم تختلف أقواله ولا كتبه. 3. أنه رجع إلى مذهب الحق لكنه تابع ابن كلاب وبقيت عليه بقايا اعتزالية. 4. أنه رجع أولًا إلى التوسط ومتابعة ابن كلاب، ثم رجع إلى مذهب السلف رجوعًا كاملًا. 5. أنه رجع أولًا إلى مذهب السلف، ثم انتقل إلى التوسط واستقر عليه. والراجح من هذه الأقوال هو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية من أن الأشعري وإن كان في "الإبانة" قد قرب كثيرًا من مذهب أهل السنة إلا أنه قد بقيت عليه بقايا من مذهب ابن كلاب، والله أعلم، مختصرًا من "موقف ابن تيمية من الأشاعرة". وفاته: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة، وقيل (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة، وقيل: سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "المختزن" في علوم القرآن. قال السبكي: "وهو كتاب عظيم جدًّا بلغ فيه سورة الكهف"، وله كتاب "الإبانة" عامَّتهُ في عقائد أهل السنة وهو مشهور. قاله الذهبي وله كتب كثيرة. 2162 - الخاشع * المقرئ: علي بن إسماعيل بن الحسن بن إسحاق البصري القطان، أبو الحسن، المعروف بالخاشع. من مشايخه: أبو بكر بن محمّد بن عيسى بن بندار صاحب قنبل، والأستاذ إبراهيم بن عبد الرزاق وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر محمّد بن عمر بن زلال النهاوندي، وأبو علي الأهوازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أحد من اعتنى بالأداء ... أقرأ ببغداد [مدة واشتهر ذكره وطال عمره وصنف في ¬

_ * غاية النهاية (1/ 526)، معرفة القراء (1/ 339).

2163 - ابن سيدة

القراءات] (¬1) ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ مشهور رحال محقق اعتنى بالفن ... " أ. هـ. وفاته: بقي إلى حدود سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. 2163 - ابن سِيدَة * اللغوي: علي بن إسماعيل (¬2)، المعروف بابن سيده المُرْسي، أبو الحسن. ولد: سنة (398 هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو عمر الطَلَمَنْكي، وصاعد البغدادي وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله محمّد بن خلعته الشذوني، وأبو بكر محمّد بن علي بن خلف المعروف بابن طرشميل، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "كان منقطعًا للأمير أبي الجيش مجاهد بن عبد الله العامري ثم حدثت له نَبْوة بعد وفاته في أيام إقبال الدولة بن الموفق، خافه فيها وهرب إلى بعض الأعمال الجاورة لأعماله، وبقي بها مدة، ثم استعطفه بقصيدة أولها: ألا هَلْ إلى تقبيل راحتك اليمنى ... سبيل فإنّ الأمنَ في ذاك واليُمنا ضحيتُ فهل في برد ظلّك نومة ... لِذي كبد حرى وذي مقلة وسنى" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي- لكنه حجة في اللغة، موثق في نقلها لم يكن في عصره أحد يدانيه فيها" أ. هـ. • السير: "إمام اللغة صاحب كتاب (المحكم) في لسان العرب وأحد من يضرب بذكائه المثل وكان أعمى بن أعمى. قال إليسع بن حزم: كان شعوبيًا يفضل العجم على العرب، وحط عليه أبو زيد السُّهَيلي في (الروض) فقال: تَعَثَّرَ في (المحكم) وغيره عثرات يرمى منها الأظلُّ، ويدحض دحضاتٍ تخرجه إلى سبيل من ضل، حتى أنه قال في الجِمَار: هي التي ترمى بعرفة" أ. هـ. • نكت الهميان: "وكان ابن سيدة ثقة في اللغة، حجة لكنه عثر في المحكم عثرات ... وكذلك يهم في النسب" أ. هـ. • المغرب: "من المسهب: لا يُعلم بالأندلس أشد اعتناءً من هذا الرجل باللغة ولا أعظم تواليف، تفخر مُرسيه به أعظم فخر ... وهو ¬

_ (¬1) ما بين [] ذكره ابن الجزري عن الذهبي وهو غير موجود ضمن كتاب "معرفة القراء" المطبوع لدينا. * جذوة المقتبس (2/ 493)، فهرست ابن الخير (423)، بغية الملتمس (2/ 545)، الصلة (1/ 396)، مطمح الأنفس (291)، المغرب في حلى المغرب (2/ 259)، معجم الأدباء (4/ 1648)، إنباه الرواة (2/ 225)، وفيات الأعيان (3/ 330)، تاريخ الإسلام (وفيات 458) ط. تدمري، السير (18/ 144)، العبر (3/ 243)، البداية والنهاية (12/ 101)، لسان الميزان (4/ 247)، الديباج المذهب (2/ 106)، مفتاح السعادة (1/ 114)، بغية الوعاة (2/ 143)، نكت الهميان (204)، الشذرات (5/ 250)، طبقات الأمم (100)، الأعلام (4/ 263)، معجم المؤلفين (2/ 405)، كشف الظنون (2/ 1616)، هدية العارفين (1/ 619)، كتاب "ابن سيدة" تأليف الدكتور - عبد الكريم شديد النعيمي - منشورات وزارة الثقافة والإعلام - العراق - (1984 م). (¬2) وقيل علي بن أحمد بن إسماعيل.

عندي فوق أن يوصف محافظ، أو عالم وأكثر شهرته في علم اللغة" أ. هـ. • طبقات الأمم: "عني بعلوم المنطق عناية طويلة وألف تأليفًا كبيرًا مبسوطًا ذهب فيه إلى مذهب متى بن يونس" أ. هـ. • قلت: وقد علق الحافظ ابن حجر في لسان الميزان على فتواه في الجمار قائلًا: "والغالط في هذا يعذر لكونه لم يكن فقيهًا ولم يحج ولا يلزم من ذلك أن يكون غلط في اللغة التي هي فنه الذي يحقق به من هذا القبيل" أ. هـ. • الشذرات: "كان أعمى ابن أعمى رأسًا في العربية، حجة في نقلها" أ. هـ. • الأعلام: "كان ضريرًا وكذلك أبوه، واشتغل بنظم الشعر مدة ونبغ في آداب اللغة ومفرداتها، وصنف (المخصص) سبعة عشر جزءًا, وهو من أثمن كنوز العربية" أ. هـ. • قلت: قال الدكتور عبد الكريم النعيمي في كتابه "ابن سيده" (ص 39)، وتحت عنوان شعوبية ما نصه: (ترددت في بعض المصادر إشارات مقتضبة تصرح أو تلمح بنسبة ابن سيده إلى الشعوبية، فقد ذكر الذهبي أن اليسع بن حزم قال عن ابن سيده أنه (كان شعوبيًا يفضل العجم على العرب). كما نقل ابن عبد الملك صاحب كتاب "الذيل والتكملة" فصلًا من رسالة الأستاذ أبي العلاء إدريس بن محمّد القرطبي التي سماها (تفضل العرب وتمييز النبع من الغرب) قال فيه القرطبي عن رسالته: " ... فجاءت فائدة انتجاع الطالب المقيم والمرتحل، وفائدة أشباع ابن سيدة الناحل وابن غرسيه المنتحل .. ". والجدير بالملاحظة في شأن هذه الرسالة أنها كتبت ردًّا على رسالة ابن غرميه في الشعوبية، كما يلاحظ أن أبا العلاء قد قرن فيها بين ابن غرسيه الشعوبي، وهاتان الملاحظتان تشعران بوجود علاقة بين ابن سيده وما كتبت الرسالة للرد عليه وهو الشعوبية، وهذا اعتقاد مستنتج من روح النص لا من صريح عبارته ومن ثمّ فهو محتاج إلى ما يسنده ويقويه من نص وثيق أو شاهد من آثار المؤلف، وما خلا قول إليسع بن حزم وما ورد في هذه الرسالة لا نجد من المؤرخين من يذكر الشعوبية بين صفات ابن سيدة، ولا في آثار ابن سيده نفسه ما يدل على ذلك، بل فيها ما يشهد له بحب العرب والعربية، فهو لا يذكر لغتهم إلا بالإعجاب والتقدير، فأي عبارة أجمل وأبرع في التعبير عن خصائص اللغة العربية مما أورده في هذا القول: " ... وذلك لأنا إذا تأملنا حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدنا فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علينا جانب الفكر حتى يطمح بنا أمام غلوة السحر". فهذا كلام لا يردده إلا عاشق للعرب والعربية لا تشوب حبه وإعجابه شائبة الشعوبية" أ. هـ. وفاته: سنة (458 هـ): وقيل: (460 هـ) ثمان وخمسين، وقيل: ستين وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب المحكم" في اللغة، وكتاب "المخصص".

2164 - أبو الحسن السخاوي

2164 - أبو الحسن السخاوي * النحوي: علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جُبارة، شرف الدين أبو الحسن السخاوي المالكي. ولد: سنة (554 هـ) أربع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: السِّلَفي وغيره. من تلامذته: الحافظ المنذري، والتاج العراقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "القاضي الأجل المالكي العَدْل ... تأدب وقال الشعر وتقلَّب في الخِدمة الديوانية بمصر وغيرها. وأقرأ النحو مدّة وحدّث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من أئمة العلم. أضرّ بأخرة نظر في الديوان وخَدمَ الدولة بالمحلة. وكان يقرئ النحو" أ. هـ. • البغية: "قال الذهبي: كان أديبًا نحويًّا، شاعرًا ذكيًا، مشهور الأصالة مذكور بالعدالة وكان من أئمة العلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: له "ديوان" شعر كبير، و"نظم الدرّ في نقد الشعر". 2165 - القُونَوي * المفسر علي بن إسماعيل بن يوسف القُونوي، علاء الدين الفقيه، الشافعي التبريزي. ولد: سنة (668 هـ) ثمان وستين وستمائة، من مشايخه: إبراهيم بن عنبر، والمارديني، وابن دقيق العيد وغيرهم. من تلامذته: جمال الدين الإسنوي، وتخرج به أكثر علماء الديار المصرية. كلام العلماء فيه: • البداية: "له معرفة جيدة بكشاف الزمخشري وفهم الحديث وفيه إنصاف كثير، وأوصاف حسنة وتعظيم لأهل العلم ... وكان يتواضع لشيخنا المِزِّي كثيرًا" أ. هـ. • طبقَات الشافعية للأسنوي: "كان إمامًا عالمًا، ضابطًا، متثبتًا، صالحًا حافظًا لأوقاته لا يصرف شيئًا منها إلا في عمل صالح ... قال في حقه السلطان ابن قلاوون: لا أعرف في مملكتي أحدًا مثله. وكان أجمع من رأينا للعلوم خصوصًا العقلية واللغوية، لا يشار فيها إلا إليه، وكان قليل المثل من عُقلاء الرجال صالحًا كثير الإنصاف. طاهر ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 149)، تاريخ الإسلام (وفيات 632) ط. بشار, تكملة الصلة (3/ 398). * المعجم المختص (114)، البداية والنهاية (14/ 153)، ذيول العبر (162)، الدرر الكامنة (3/ 93)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 234)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 356)، النجوم (9/ 279)، الدارس (1/ 161)، بغية الوعاة (2/ 150)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 398)، الشذرات (8/ 158)، البدر الطالع (1/ 436)، معجم المفسرين (1/ 354)، الأعلام (4/ 264)، كشف الظنون (1/ 411)، هدية العارفين (1/ 717)، معجم المؤلفين (2/ 406).

2166 - ابن الساعي

اللسان مهيبًا وقورًا وكان الناصر يعظمه ويثني عليه" أ. هـ. • الدرر: "ولي مشيخة سعيد السعداء. له معرفة في التفسير والفقه والأصول والتصوف. كان كثير الفنون منصفًا في المباحث كثير الرياضة معظمًا للسنن ولم يغير عمامته الصوفية. وكان محكمًا للعربية قوي الكتابة. كان يعظم الشيخ تقي الدين بن تيمية ويذب عنه مع مخالفته له في أشياء وتخطئته له. قال الذهبي: حدثني ابن كثير أنه حضر مع المزي عند القونوي فجرى ذكر الفصوص فقال القونوي: لا ريب أن الكلام الذي فيه كفر وضلال، فقال له بعض أصحابه أفلا يتأوله مولانا فقال: لا إنما يتأول كلام المعصوم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه متكلم، أصولي أديب صوفي "أ. هـ. وفاته: (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الحاوي"، و"مختصر المنهاج للحليمي"، وله "التصرف في التصوف". 2166 - ابن السَّاعي * المفسر علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله، تاج الدين أبو طالب، ابن الساعي. ولد: سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: ابن النجار، وأبو البقاء العكبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "لم يكن بالحافظ ولا الضابط المتقن وأوصى إليه ابن النجار حين توفي وله تاريخ كبير عندي أكثره. ومصنفات أخر مفيدة" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "قرأ على ابن النجار تاريخه الكبير لبغداد وتكلم فيه فالله أعلم. وله أوهام" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "الإمام المحدث البارع المؤرخ الكبير". وقال: "كان فقيهًا قارئًا بالسبع محدثًا مؤرخًا شاعرًا لطيفًا كريمًا". ثم قال: "قال الذهبي - في تذكرة الحفاظ -: وقد أورد الكازَروني في ترجمة ابن الساعي أسماء المصنفات التي صنفها وهي كثيرة جدًّا لعلها وقر بعير. قال -أي الداودي-: وكان يحصل له من الدولة ذهب جيد على عمل هذه التآليف وله أوهام وعُمِّرَ واشتهر وما هو من أحلاس الحديث. بل عداده في الأخبارين" أ. هـ. • الشذرات: "هو شافعي المذهب" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "كان فقيهًا أخباريًا محدثًا مؤرخًا". وقال: "له كتاب تاريخ ينقل عنه الكفعمي في (الجنة الواقية) المعروف (بالمصباح) قال فهي ¬

_ * معجم المفسرين (4/ 1469)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 400)، الشذرات (7/ 599)، تذكرة الحفاظ (4/ 1469)، البداية والنهاية (13/ 286)، أعيان الشيعة (41/ 98)، هدية العارفين (1/ 712)، الجواهر المضية (2/ 546)، معجم المؤلفين (2/ 408) , الأعلام (4/ 265)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 178)، كشف الظنون (1/ 114)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 70).

2167 - عليان

صفحة (170). وفي تاريخ علي بن أنجب المعروف بابن الساعي أن من واظب على هذا الدعاء تيسر له الرزق وتسهلت له أسبابه: اللهم يا سبب من لا سبب له، يا سبب كل ذي سبب، يا مسبب الأسباب من غير سبب صلي على محمّد وآل محمّد وأغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عن سواك يا حي يا قيوم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مؤرخ من كبار المصنفين، كان خازن الكتب للمستنصر العباسي" أ. هـ. وفاته: سنة (674 هـ) أربع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "مختصر تفسير البغوي"، و"ذيل على الكامل لابن الأثير"، وله "شرح على مقامات الحريري" وغيرها. 2167 - عُلَيَّان * اللغوي: علي بن أيوب بن منصور بن الزبير المقدسي، علاء الدين، أبو الحسن، الملقب عُليان - بالتصغير -. ولد: سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة. من مشايخه: الفخر بن البخاري، وعبد الرحمن بن الزين وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "الإمام الفقيه البارع المتقن المحدث بقية السلف قرأ بنفسه ونسخ أجزاء، مات فقيرًا" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "الإمام الأوحد علاء الدين ... أحد أوعية العلم" أ. هـ. • الدرر: "عني بالحديث واشتغل بالفقه على مذهب الشافعي، وبرع في الفقه والعربية ودرس بالأسدية ثم ولي تدريس الصلاحية بالقدس. كان يحب كلام ابن تيمية، وحصل له في أواخر عمره مبادى اختلاط فكان يلهج بذكر الجن وأنهم وعدوه أن يجروا له نهرًا من النيل إلى منزله بالقدس ونهرًا من الزيت من نابلس إلى منزله أيضًا" أ. هـ. وفاته: سنة (748 هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة. 2168 - ابن أُوزُن * اللغوي: علي بن بالي (¬1) بن محمّد أوزُن الطويل، ويعرف بمنق، الرومي الحنفي. ولد: سنة (934 هـ) أربع وثلاثين وتسعمائة. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "مؤرخ تركي، أديب من العلماء بالعربية" أ. هـ. • الأعلام: "من العلماء بالعربية. كان بعض الظرفاء يسميه (منق علي) لميله إلى السكون، فلقب به" أ. هـ. ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (362)، المعجم المختص (114)، ذيول العبر (265)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 40)، الدرر الكامنة (3/ 99)، وجيز الكلام (1/ 31)، الدارس (1/ 64 و 214)، الشذرات (8/ 264). * هدية العارفين (1/ 749)، الأعلام (4/ 265)، معجم المؤلفين (2/ 489)، معجم المطبوعات لسركيس (1357). (¬1) وقيل علي بن لالي بالي الرومي الحنفي.

2169 - البدري

• معجم المؤلفين: "أديب، بياني، مؤرخ فقيه، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (992 هـ) اثنتين وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: "خير الكلام في التقصي عن غلط العوام"، و"إفاضة الفتاح"، حاشية على شرح المفتاح في البلاغة وغيرها، و"العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم" وغير ذلك. 2169 - البَدْري * المقرئ: علي البدري. من مشايخه: أحمد الأسقاطي الحنفي، والجمال عبد الله بن محمّد الشبراوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "شيخ القراءات والقراء بالديار المصرية الشيخ الإمام المقرئ العالم النحرير ... وكان صاحب الترجمة في غاية الإتقان في القراءات لم تر الأعين ولم تسمع الآذان بمحقق مثله في القراءات. نجيب يقريء في رواق المغاربة والأروام بعد الظهر من طريق السبع والعشر والأربعة عشر من طريق الشاطبية والدرة والطيبة والقباقبية من غير مراجعة ولا تأمل. وبقية العلوم يقرأ بها صبيحة كل يوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1190 هـ) تسعين ومائة وألف. 2170 - المَرْغِيناني * المفسر: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفَرْغاني المَرْغِيناني (¬1)، أبو الحسن، برهان الدين الحنفي. ولد: سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: الإمام نجم الدين أبو جعفر عمر بن محمّد بن أحمد النَّسَفي، وضياء الدين أبو محمّد صاعد بن أسعد وغيرهما. من تلامذته: شمس الأئمة محمّد بن عبد الستار الكرْدَري وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة، عالم ما وراء النهر ... وكان من أوعية العلم رحمه الله" أ. هـ. • الجواهر المضية: "العلامة المحقق ... أقر له أهل عصره بالفضل والتقدم كالإمام فخر الدين قاضي خان والإمام زين الدين العتابي ... ونثر المذهب وتفقه عليه الجم الغفير ... سمعت قاضي القضاة شمس الدين بن الجريري يذكر عن العلامة جمال الدين بن مالك، أن "صاحب الهداية" كان يعرف ثمانية علوم" أ. هـ. • الفوائد البهية: "كان ... محققًا نظارًا مدققًا زاهدًا ورعًا بارعًا فاضلًا ماهرًا أصوليًا أديبًا ¬

_ * سلك الدرر (3/ 257). * معجم المفسرين (1/ 356)، الفوائد البهية (116)، هدية العارفين (1/ 702)، الجواهر المضية (2/ 627)، تاج التراجم (148)، الأعلام (4/ 266)، معجم المؤلفين (2/ 410)، معجم المطبوعات لسركيس (1739)، السير (21/ 232). (¬1) نسبة إلى مرغينان - مدينة في فرغانة.

2171 - الحميري

شاعرًا لم تر العيون مثله في العلم والأدب وله اليد الباسطة في الخلاف والباع الممتد في المذهب" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "شيخ الإسلام ... كان إمامًا فقيهًا محدثًا مفسرًا جامعًا للعلوم ضابطًا للفنون. ذكره ابن كمال باشا من طبقة أصحاب الترجيح القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض برأيهم النجيح وعده من الجتهدين في المذهب إلى العقل السليم أقرب" أ. هـ. • الأعلام: "من أكابر ففهاء الحنفية، كان حافظًا مفسرًا محققًا أديبًا من المجتهدين" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر حافظ، محدث، فرضي، من كبار فقهاء الحنفية في عصره" أ. هـ. وفاته: سنة (593 هـ) ثلاث وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "بداية المبتدي" فقه، و"الهداية في شرح البداية"، و"التجنيس والمزيد". 2171 - الحِمْيَري * المقرئ: علي بن أبي بكر بن محمّد بن علي بن شداد الحِمْيري اليمني البُرَعي، موفق الدين، أبو الحسن. من مشايخه: قرأ على أحمد بن يوسف الرِّيمي، وسالم بن حاتم الجبلي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ أحمد بن سعيد بن كحل اليمني، ومحمد بن شريف العدّلي الجبري شيخ اليمن بعده وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "قال الخزرجي: كان فقيهًا، عالمًا، نحويًّا، لغويًّا، محدثًا، عارفًا، محققًا في فنونه. انتهت إليه الرئاسة في اليمن في القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (771 هـ) إحدى وسبعين وسبعمائة. 2172 - الفخر التركي * النحوي، اللغوي: علي بن بكمش بن بزال، -وقيل: مُزَّان- البغدادي، المعروف بالفخر التركي ... ولد: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من الحافظ أبي بكر محمّد بن موسى الحازمي، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن نجا بن شائيل وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان مشهورًا بمعرفة النحو، وله شعر، وصنف في العروض تصنيفًا" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب عروضي" أ. هـ. وفاته: سنة (626 هـ) ست وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "غاية اللذات في شرح الهوى"، و"نزهة الناظر"، و"تحفة العشاق". ¬

_ * غاية النهاية (1/ 528)، الشذرات (8/ 380)، طبقات صلحاء اليمن (62) انظر حاشية محققه الأستاذ عبد الله محمّد الحبشي. * التكملة لوفيات النقلة (3/ 248)، ذيل تاريخ بغداد (17/ 222)، تاريخ الإسلام (وفيات 626) ط. بشار، بغية الوعاة (2/ 151)، معجم المؤلفين (2/ 412)، هدية العارفين (1/ 706)، كشف الظنون (1/ 370).

2173 - الكندي

2173 - الكِنْدي * النحوي، اللغوي: علي بن ثروان، وقيل: -بردوان- بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حِمير الكندي البغدادي الحنبلي، شمس الدين. ولد: سنة (500 هـ) خمسمائة أو قبلها. من مشايخه: ابن الجواليقي، وإسماعيل السمرقندي، وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن هبة الله، وهبة الله بن عساكر، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان موثوقًا بقوله، مصبوحًا مغبوقًا على نور الدين بطوله، وكان أديبًا فاضلًا، أديبًا كاملًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "أديب شاعر، هو الذين أفاد تاج الدين وأحضره مجالس الأدب وحثّه من الصغر على العلم" أ. هـ. • الشذرات: "كان أعلم باللغة والنحو من ابن عمه أبي اليمن" أ. هـ. وفاته: سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة. 2174 - الدَّبَّاج * اللغوي، المقرئ: علي بن جابر بن علي الإشبيلي الدّباج، أبو الحسن. ولد: سنة (566 هـ) ست وستين وخمسمائة. من مشايخه: أخذ القراءات عن أبي الحسن نَجية بن يحيى، والعربية عن أبي ذر ابن أبي رُكب الخُشَني وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن بن عصفور، وأبو جعفر بن الطباع وغيرهما. كلام العلماء فيه: • صلة الصلة: "كان نحويًّا أديبًا ومقرئًا جليلًا فاضلًا آخر المقرئين الجلة بإشبيلية" أ. هـ. • تكملة الصلة: "تصدر لإقراء القرآن وتعليم العربية نحوًا من خمسين سنة مع الدين والصلاح والهدي الحسن يجمع إلى ذلك جودة الخط وحسن التقييد والضبط" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان حسن السمت والهدي دينًا صالحًا سنيًا فاضلًا، ظريف الدعابة حسن اللوذعية، مقرئًا مجودًا ... وكان مبارك التعليم فنفع الله بصحبته والأخذ عنه خلقًا كثيرًا" أ. هـ. • المغرب: "شيخ جليل القدر ... مشهور بالفضل، وهو مع هذا في نهاية اللطف، والمداعبة ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1667)، إنباه الرواة (2/ 235)، ذيل تاريخ بغداد (17/ 230)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 313)، بغية الوعاة (2/ 152)، الشذرات (6/ 357)، روضات الجنات (5/ 253)، المختصر المحتاج إليه (3/ 120)، تاريخ الإسلام (وفيات 565) ط. تدمري. * صلة الصلة (137)، المغرب في حلى المغرب (1/ 260)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 198)، إشارة التعيين (212)، السير (23/ 209)، العبر (5/ 190)، معرفة القراء (2/ 647)، غاية النهاية (1/ 528)، البلغة (148)، النجوم (6/ 361)، بغية الوعاة (2/ 153)، نفح الطيب (3/ 461)، الشذرات (7/ 407)، تكملة الصلة (3/ 240).

2175 - الحذاء

للغلمان والتنذير في شأنهم" أ. هـ. • معرفة القراء: "تصدر للعلمين زمانًا طويلًا، وكان من أهل الصلاح والصيانة، أمّ بجامع العَدَبِّس" أ. هـ. • السير: "توفي بعد دخول الروم - لعنهم الله - صلحًا بأيام، فإنه تأسف، وهاله نطق النواقيس، وخَرَس الآذان، فاضطرب وارتمض إلى أن قضى نحبه وقيل بل مات يوم دخولهم. قلت -يعني الذهبي - كان حجة في النقل مسددًا في البحث، يقرئ كتاب سيبويه" أ. هـ. وفاته: سنة (646 هـ) ست وأربعين وستمائة. 2175 - الحَذَّاء * المقرئ: علي بن جعفر بن سعيد، أبو الحسن، السَّعِيدي الرازي. من مشايخه: أبو بكر النقاش، وأحمد بن نصر الشذائي وغيرهما. من تلامذته: نصر بن عبد العزيز الشيرازي وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "مقرئ أهل فارس، ... وله مصنف في القراءات رأيته" أ. هـ. • غاية النهاية: "نزيل شيراز، أستاذ معروف ... وكان شيخ أهل فارس، وله مصنف في القراءات الثمان، وجزءٌ في التجويد رويناه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (400 هـ) أربعمائة، وقال ابن الجزري: لا أدري متى مات إلا أنه بقي إلى حدود (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مصنفاته: له مصنف في القراءات الثمان، وآخر في التجويد. 2176 - ابن القَطَّاع * اللغوي: علي بن جعفر بن محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن زيادة الله بن محمّد بن الأغلب السَّعْدي الصَّقَلي. ولد: سنة (433 هـ) ثلاث وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: قرأ على أبي بكر محمّد بن البر الصَّقَلي، وغيره. من تلامدته: أبو البركات محمّد بن حمزة بن أحمد التنوفي، وأبو الحسن هبة الله بن علي بن الحسن، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان إمام وقته بمصر في علم العربية" أ. هـ. • إنباه الرواة: "فاضل ابن فاضل" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان النقاد المصريين ينسبونه إلى التساهل في الرواية. وذلك لأنه لما قدم سألوه ¬

_ * معرفة القراء (1/ 370)، غاية النهاية (1/ 529). *معجم الأدباء (4/ 1669)، إنباه الرواة (2/ 236)، وفيات الأعيان (3/ 322)، إشارة التعيين (213)، السير (19/ 433)، العبر (4/ 35)، تاريخ الإسلام "وفيات 515) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 201)، البلغة (149)، لسان الميزان (4/ 250)، النجوم (5/ 209)، مفتاح السعادة (1/ 219)، بغية الوعاة (2/ 153)، الشذرات (6/ 74)، روضات الجنات (5/ 248)، الأعلام (4/ 269)، معجم المؤلفين (2/ 415)، هدية العارفين (1/ 695)، عيون التواريخ (12/ 121)، كتاب "البارع في علم العروض"، تحقيق أحمد محمّد عبد الدايم - دار الثقافة العربية القاهرة - (ط 1)، لسنة (1402 هـ).

2177 - النوري

عن كتاب (الصحاح) للجوهري، فذكر أنه لم يصل إلى صَقَلية. ثم إنه لما رأى اشتغالهم فيه ركب له إسنادًا، وأخذه الناس عنه مقلدين له" أ. هـ. • البداية: "كان ينسب إلى التساهل في الدين، وله شعر جيد قوي" أ. هـ. • البلغة: "الإمام اللغوي المشهور" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب "البارع" (ص 23): "كان ابن القطاع واسع الثقافة فياض المعرفة، غزير العلم، كان في النحو إمامًا في الصرف عالمًا فذًّا، وصاحب مدرسة في العروض، بز علماء عصره في رواية، وفاق أقرانه في قرض الشعر، كان عالمًا بالتاريخ وأيام العرب والأنساب، كثير الثناء عليه لفضله وعلمه، وأستشهد بآرائه وأقواله في اللغة والأبنية والنحو والعروض والأدب، وعلى الرغم أن معظم كتبه لم تر النور حتى الآن إلا أن النقول عنه وافية في كثير من المؤلفات" أ. هـ. وفاته: سنة (515 هـ) خمسة عشرة وخمسمائة، وقيل: (509 هـ) تسع وخمسمائة، وقيل: (514 هـ) أربعة عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "الأفعال" الذي برز فيه على ابن القوطية، و"الدرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة". 2177 - النُّوْرِي * المفسر: علي بن جمشيد النوري المازندراني (¬1) ثم الأصفهاني. من مشايخه: محمّد البيد آبادي، والميرزا أبو القاسم المدرس الأصفهاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "كان من الحكماء المتدينين والعلماء المتشرعين معروفًا بالحكمة الإلهية الحقة في زمانه مقدمًا في المراتب الحكمية على جميع أمثاله وأقرانه حسن الاعتقاد، جيد الاجتهاد مواظبًا للسن والآداب المأثورة مراعيًا للاحتياط الشديد في أموري المعاني والصورة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "شيعي مفسر متكلم حكيم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه مفسر متكلم حكيم من علماء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (1246 هـ) ست وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة التوحيد" في مجلد، و"حجة الإسلام"، و"حواشي أسرار الآيات". 2178 - القَزْويني * المفسر: علي بن جعة بن زهيى بن قحطبة الأزدي، أبو الحسن القزويني. من مشايخه: أبوه، وهارون بن هزاري، ويحيى بن عَبْدَك وغيرهم. من تلامذته: علي بن أحمد الأستاذ، وعمر بن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 357)، روضات الجنات (4/ 408)، هدية العارفين (1/ 774)، معجم المؤلفين (2/ 416). (¬1) مازندران: بلاد واقعة في إيران جنوبي بحر قزوين وشمال جبال البرز. * طبقات المفسرين للداودي (1/ 401)، معجم المفسرين (1/ 357).

2179 - المروزي

عبد الله بن زاذان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "كان ديِّنًا عالمًا بالآداب والتفسير والحديث" أ. هـ. • معجم المفسرين: "عالم بالأدب والتفسير والحديث، من أهل قزوين" أ. هـ. وفاته: سنة (328 هـ)، وقيل: (329 هـ) ثمان وعشرين، وقيل: تسع وعشرين وثلاثمائة. 2179 - المَرْوَزِي * المفسر علي بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مُخَادِش بن مُشَمْرخ السَّعْدي المرْوَزيّ، أبو الحسن. ولد: سنة (154 هـ) أربع وخمس ومائة. من مشايخه: شريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عَمْرو الرَّقّي، وغيرهما. من تلامذته: عَبْدان بن محمّد المروزي، والحسن بن سفيان، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان صادقًا متقنًا حافظًا" أ. هـ. • الأنساب: "إمام أهل مرو في عصره" أ. هـ. • السير: "الحافظ العلامة الحجّة ... وقد كان علي بن حجر من أوعية العلم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "ثقة حافظ رحال عالي الإسناد كبير القدر .. وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ. وقال أبو بكر الأعْيَن: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة بن سعد، وعلي بن حُجر ومحمد بن مهران الرازي" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ" أ. هـ. وفاته: سنة (244 هـ)، وقيل: (241 هـ) أربع وأربعين، وقيل: إحدى وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "أحكام القرآن". 2180 - ابن النَّفِيس * اللغوي: علي بن أبي الحزم (¬1) القرشي الدمشقي الشافعي، العلامة علاء الدين، ابن النفيس. من مشايخه: في الطب: مهذب الدين الدخوار وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ الأطباء، وساد أهل زمانه، وكان لا يضاهى ولا يجارى في هذا الشأن، استبحارًا، واستكثارًا، واستنباطًا واستحضارًا". وقال: (قلت -أي الذهبي-: خلّف أموالًا ووقف أملاكه على البيمارستان المنصوري وكتبه، ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 357)، تذكرة الحفاظ (1/ 450)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 401)، العبر (1/ 443)، النجوم (2/ 319)، تقريب التهذيب (691)، اللباب (1/ 544)، تاريخ بغداد (11/ 416)، تاريخ الإسلام (وفيات 244) ط. تدمري، الأنساب (3/ 257)، طبقات الحنابلة (1/ 222)، السير (11/ 507). * البداية والنهاية (13/ 331)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 305)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 506)، النجوم (7/ 377)، مفتاح السعادة (1/ 329)، الدارس (2/ 131)، الشذرات (7/ 701)، معجم الأطباء (292)، الأعلام (4/ 270)، معجم المؤلفين (2/ 419)، السير (17/ 238) ط. عبد السلام علوش، العبر (3/ 365). (¬1) قيل الحزم كما في البداية والنهاية والنجوم، وقيل الحرم كما في السير، وقيل المحرم كما في العبر.

وكان من أبناء الثمانين ولم يخلف بعده مثله في الطب, لم يرزق سعادة في معالجته بالنسبة إلى علمه، وله نظم حسن" أ. هـ. • البداية والنهاية: "الحكيم الرئيس" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "أما في الطب فلم يكن على وجه الأرض مثله، وقيل: ولا جاء بعد ابن سينا مثله، قالوا: وكان في العلاج أعظم من ابن سينا" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "إمام وقته في فنه شرقًا وغربًا بلا مدافعة، أعجوبة فيه، وصنف في الفقه وأصوله وفي العربية والجدل والبيان ... " أ. هـ. • الشذرات: "صاحب التصانيف، انتهت إليه معرفة الطب، مع الذكاء المفرط، والذهن الخارق، والمشار إليه في الفقه، والأصول والحديث، والعربية، والمنطق. قال الذهبي: ألف في الطب كتاب (الشامل) وهو كتاب عظيم تدل فهرسته على أنه ثلاثمائة مجلد" أ. هـ. • معجم الأطباء: "شرح الهداية لابن سينا في المنطق وكان لا يميل في هذا الفن إلا إلى طريقة المتقدمين كأبي نصر وابن سينا ويكره طريقة الأفضل الخَوَنْجي والأثير الأبهري وصنف في أصول الفقه والفقه والعربية والحديث وعلم البيان وغير ذلك ولم يكن في هذه العلوم بالمتقدم إنه كان له فيها مشاركة ما وقد أحضر فمن تصنيفه في العربية كتاب في سفرين أبدى فيه عللًا تخالف كلام أهل الفن ولم يكن قرأ في هذا الفن سوى الأنموذج للزمخشري قرأه على ابن النحاس وتجاسر به على أن صنف في هذا العلم وعليه وعلى العماد النابلسي تخرج الأطباء. حكى أنه في علته التي توفي فيها أشار عليه بعض أصحابه الأطباء بتناول شيء من الخمر إذا كان صالحًا لعلته على ما زعموا فأبى أن يتناول شيئًا منه وقال لا ألقى الله تعالى في باطني شيء من الخمر. وكان يغص من كلام جالينوس ويصفه بالعي والإسهاب الذي ليس تحته طائل. كان العلاء بن النفيس إذا أراد التصنيف توضع له الأقلام مبرية ويدير وجهه إلى الحائط ويأخذ في التصنيف إملاء من خاطره ويكتب مثل السيل إذا انحدر فإذا كلّ القلم وحفى به رمى به وتناول غيره لئلا يضيع عليه الزمان في بري القلم. قال نجم الدين الصفدي: أن ابن النحاس كان يقول لا أرضى بكلام أحد في القاهرة في النحو غير كلام ابن النفيس أو كما قال وقد رأيت له كتابًا صغيرًا عارض به رسالة حي بن يقظان لابن سينا ووسمه بكتاب فاضل بن ناطق وانتصر فيه لمذهب أهل الإسلام وآرائهم في النبوات والشرائع والبعث الجثماني وخراب العالم ولعمري لقد أبدع فيها ودل ذلك على قدرته وصحة ذهنه وتمكنه من العلوم العقلية" أ. هـ. وفاته: سنة (687 هـ) سبع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الشامل" في الطب، وصنف شرحًا على "التنبيه"، وصنف في أصول الفقه وفي المنطق والعربي.

2181 - الرميلي

2181 - الرُّميلي * النحوي، اللغوي: علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن، الرُّميلي الشافعي. من مشايخه: يوسف الدمشقي، وأبو الحسن بن الأبنوسي، وأبو الفضل الأرموي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال الذهبي: كان فاضلًا عارفًا بالفقه والأصول والخلاف والنحو حافظًا للغة، وله الخط البديع على طريقة ابن البّواب، حسن الأخلاق متواضعًا" أ. هـ. من مصنفاته: له تعليقة على الخلاف. 2182 - ابن فَضَّال * المفسر علي بن الحسن بن علي بن فَضَّال، أبو الحسن. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "من أهل الكوفة، من فقهاء الإمامية يعدونه من الثقات" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم، فقيه، محدث، مفسر، واعظ، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. • قلت: "لقد ذكره ابن النديم في الفهرست تحت عنوان (الكتب المؤلفة في فضائل القرآن) كتاب علي بن حسن بن فَضَّال من الشيعة" أ. هـ. وكذا نقله الداودي في طبقاته مع أننا قد ترجمنا لشخص آخر اسمه: حسن بن علي بن فضال الذي توفي سنة (224 هـ) وهو من الشيعة وله تفسير وغيره من الكتب، ولا نعلم هل هما واحد أم اثنان كما نرجم لهما بعض المصادر وهذا سبب عدم توفر كتب الشيعة التي اعتمدت عليها بعض المصادر في الفصل بينهما فيحرر ذلك. وفاته: سنة (290 هـ) تسعين ومائتين، وفيل: (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "فضائل القرآن"، و"كتاب الرجال"، و"عجائب بني إسرائيل" وغير ذلك. 2183 - كُرَاع النَّمْل * النحوي، اللغوي: علي بن الحسن الهُنائي الأَزدي، أبو الحسن. من مشايخه: أبو يوسف الأصبهاني وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان لغويًّا نحويًّا من علماء مصر، خلط المذهبين، وأخذ عن النحويين البصرين والكوفيين، وكان إلى قول البصريين أميل، وصنف كتابًا في اللغة" أ. هـ. • الأعلام: "لقب بـ (كُراع النَّمْل) لقصره أو لدمامته" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 156). * معجم المفسرين (1/ 357)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 403)، هدية العارفين (1/ 675)، إيضاح المكنون (1/ 303)، معجم المؤلفين (2/ 452) فيه اسمه علي بن الحسن بن فضال بن عمر بن أيمن الكوفي .. ، الأعلام (4/ 272)، الفهرست لابن النديم (39). * معجم الأدباء (4/ 1673)، إنباه الرواة (2/ 240)، إشارة التعيين (251)، البلغة (151)، مفتاح السعادة (1/ 108)، بغية الوعاة (2/ 158)، روضات الجنات (5/ 204)، الأعلام (4/ 272) , معجم المؤلفين (2/ 448)، الفهرست لابن النديم (91).

2184 - ابن أبي زروان

• معجم المؤلفين: "كان كوفيًا أخذ عن البصريين" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (309 هـ) تسع وثلاثمائة. من مصنفاته: "المنضد" في اللغة، و"المنتظم"، و"الأوزان". 2184 - ابن أبي زِرْوان * المقرئ: علي بن الحسن بن علي بن ميمون، أبو الحسن، الربعي الدمشقي الحافظ، يعرف بابن أبي زرْوان. ولد: سنة (363 هـ) ثلاث وستون وثلاثمائة تقريبًا. من مشايخه: أحمد بن عُتبة بن مَكِين، وعبد الوهاب الكلّابي وغيرهما. من تلامذته: أبو سَعْد السّمّان، ونجا بن أحمد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "كان ثقة مأمونًا، صاحب أصول حسنة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال الكتاني: كان يحفظ ألف حديث بأسانيدها من حديث ابن جَوْصا ويحفظ كتاب (غريب القرآن) لأبي عبيد، وانتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين. وكان ثقة مأمونًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ حافظ" أ. هـ. وفاته: سنة (436 هـ)، وله ثلاث وسبعون سنة. 2185 - الصَّنْدَلي * المفسر: علي بن الحسن بن علي الصَّندلي النيسابوري، أبو الحسن الحنفي. من مشايخه: أبو عبد الله الصيمري، وقرأ على الحسن الصعبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "ذكره عبد الغافر فقال: وَجْهُ أئمة أصحاب أبي حنيفة في عصره، وصاحب القبول الخارج عن الحد المعهود" أ. هـ. • الجواهر المضية: " ... وكان الكيا أبو الحسن المعروف بالهَرَّاسي يحكى عن الصندلي حدة الخاطر، مع التَّهاتر" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال الهمذاني: كان الصندلي يستعمل السنة في ملابسه ويسعى ماشيًا إلى الجمعة فيسلم على كل من اجتاز به وكانت بينه وبين أبي محمّد الجويني إمام الشافعية وابنه أبي المعالي بعده مخالفة في الأصول والفروع ولكل واحد منهما طائفة ... وله اليد الطولى في الكلام على مذهب المعتزلة" أ. هـ. • الأعلام: "معتزلي - من الوعاظ - تزهد وانقطع عن زيارة السلاطين فرآه السلطان ملكشاه في الجامع فعاتبه، فقال: أردتُ أن تكون ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 436) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 532)، تاريخ دمشق (41/ 328)، مختصر تاريخ دمشق (17/ 218)، تذكرة الحفاظ (3/ 1108)، السير (17/ 580)، طبقات الحفاظ (425). * الجواهر المضية (2/ 554)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 402)، معجم المفسرين (1/ 358)، الأعلام (4/ 273)، معجم المؤلفين (2/ 426)، تاريخ الإسلام (وفيات 484) ط. تدمري، هدية العارفين (1/ 693).

2186 - جمال الأئمة

من خير الملوك حيث تزور العلماء ولا أكون من شر العلماء حيث أزور الملوك" أ. هـ. وفاته: سنة (484 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في تفسير القرآن. 2186 - جمال الأئمة * النحوي، المفسر المقرئ: علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن أبي الفضائل الماسح الكِلابي الدمشقي الشافعي، أبو القاسم، المعروف: بجمال الأئمة. ولد: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الوحش سبيع صاحب الأهوازي، وجمال الإسلام أبو الحسن السُّلمي وغيرهما. من تلامذته: ابن عساكر، وأبو المواهب بن صَصْرى وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان يقريء القرآن، ويذكر دروسًا في الفقه والتفسير والنحو ... وكان حريصًا على الإفادة، ذا عصبية ومروءة وكان يعرف الفرائض والمناسخات وحدّث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من علماء دمشق الكبار ... وكان حريصًا على الإفادة. وعليه كان الاعتماد في الفتوى وقسمة الأرضين" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان عليه الاعتماد في الفتوى. وكانت له حلقة بجامع دمشق للإقراء والفقه والنحو، درّس بالمجاهدية وأعاد بالأمينية" أ. هـ. بتصرف. • غاية النهاية: "إمام مقرئ كامل فرضي" أ. هـ • طبقات الشافعية للإسنوي: "مفتي أهل دمشق وفرضيهم، ونحويهم، ومقرئهم" أ. هـ. وفاته: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وخمسمائة. 2187 - شُمَيمُ الحِلِّي * النحوي، اللغوي: علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلي، أبو الحسن، الملقب بشُمَيم. من مشايخه: ملك النحاة أبو نزار، وابن الخشاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قدمت آمد فقصدته فوجدته شيخًا كبيرًا نحيف الجسم، ... وجعل يُزري على المتقدمين ويمدح نفسه ويجهِّل الأوائل، فعجبت منه وقلت: أنشدني شيئًا من شعرك فأنشدني: أمزج بمسبوك اللُّجين ... ذهبًا حكتهُ دموع عيني لمّا نعى ناعي الفِرا ... قِ ببين من أهوى وبيني ¬

_ * معرفة القراء (2/ 524)، غاية النهاية (1/ 530)، إنباه الرواة (2/ 214)، تاريخ الإسلام (وفيات 562) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 214)، بغية الوعاة (2/ 155)، السير (20/ 467)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 438)، الدارس (1/ 203) وسماه ابن المائح، النجوم (5/ 375). * معجم الأدباء (4/ 1689)، إنباه الرواة (2/ 243)، ذيل تاريخ بغداد (17/ 311)، وفيات الأعيان (3/ 339)، تاريخ الإسلام (وفيات 601) ط. بشار، السير (21/ 411)، العبر (5/ 2)، البداية والنهاية (13/ 45)، النجوم (6/ 188)، بغية الوعاة (2/ 156)، الشذرات (7/ 8)، الأعلام (4/ 274)، معجم المؤلفين (2/ 426).

فذكر عشرة أبيات فاستحسنت ذلك، فغضب وقال لي: ويلك يا جاهل، ما عندك غيرُ الاستحسان؟ قلت: فما أصنع؟ قال: تصنع هكذا، ثم قام يرقص ويصفق! إلى أن تعب ثم جلس. وقال: ما أصنع بهؤلاء الذين لا يفرقون بين الدر والبعر، والياقوت والحجر؟ فاعتذرت إليه ... " أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان حجم الفضيلة إلا أنه كان بذيء اللسان كثير الوقوع في الناس مُسلطًا على ثلب أعراضهم. لا يثبت لأحد من الفضل شيئًا، وذكره ابن المستوفي (تاريخ إربل) وقبّح ذكره بأشياء نسبها إليه: من قلة الدين وتركه للصلوات المكتوبة ومعارضته للقرآن الكريم واستهزائه بالناس وذكر مقاطيع من شعره. وفي شعره تعسف" أ. هـ. • ذيل تاريخ بغداد: "كان أحمق قليل الدين رقيقًا يستهزئ بالناس ولا يحترم أحدًا ويحكى عنه حكايات عجيبة في رقاعته وقلة دينه وفساد عقيدته. سمعت القاضي أبا القاسم العقيلي بحلب يقول سمعت محمّد بن يوسف بن الخضر الحنفي يقول: كان الشميم النحوي يبقى أيامًا لا يأكل إلا التراب فكل ما يلقيه من الرجيع يابسًا قليل الرطوبة ليس بمنتن فيحطه في جيبه فكل من دخل إليه يخرجه من جيبه ويشمه إياه ويقول أنظروا إلى ما ألقيه وشموا رائحته فإنني قد تجوهرت، فلذلك دعي بالشميم" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "ثم شطح في الكلام وقال: ليس في الوجود إلا خالقان واحد في السماء وواحد في الأرض، فالذي في السماء هو الله تعالى، والذي في الأرض أنا" أ. هـ. • السير: "متقعر رقيق أحمق، قليل الخير. كان كثير الدعاوى ... إلى أن قال: فهو في عداد مجانين العقلاء حطّ عليه ابن المستوفي وابن النجار وغيرهما، وأنه كان يتكلم في الأنبياء ويستخف بمعجزاتهم وأنه عارض القرآن. وكان إذا تلاه يخشع ويسجد له" أ. هـ. • البداية: "كان شيخًا أديبًا لغويًّا شاعرًا جمع من شعره حماسة كان يفضلها على حماسة أبي تمام له خمريات يزعم أنه أفحل من التي لأبي نواس. قال أبو شامة في الذيل: كان قليل الدين ذا حماقة ورقاعة وخلاعة. قال ابن السباعي: قدم بغداد فأخذ النحو عن ابن الخشاب" أ. هـ. • الشذرات: "سئل لم سمي شميمًا؟ قال: أقمت مدة آكل كل يوم شيئًا من الطين، فإذا وضعته عند قضاء الحاجة شممته فلا أجد له رائحة، فسميت بذلك شميمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة عن تسعين سنة. من مصنفاته: جمع من نظمه كتابًا سماه "الحماسة"، و"المخترع في شرح اللمع" لابن جني.

2188 - ابن معالي

2188 - ابن مَعالِي * النحوي، اللغوي: علي بن تقي الدين الحسن بن معالي الحليِّ، فخر الدين، أبو الحسن، يعرف بابن الباقلاني. ولد، سنة (601 هـ) إحدى وستمائة. من تلامذته: ابن الفوطي وغيره. كلام العلماء فيه: • تلخيص مجمع الآداب: "أحد مشايخنا الذين أدركناهم بمدينة السلام، كان عالمًا بالنحو واللغة ومعاني الشعر ولغة الحديث رأيته وكتبت عنه، وكان حسن الأخلاق ... وكتب لي الإجازة الجامعة". وفاته: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة. 2189 - ابن الجنيد الرازي * المفسر: علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، أبو الحسن. من مشايخه: أبو جعفر النُّفَيلي، والمعافى بن سليمان وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن إسحاق الصِّبْغي الفقيه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان واسع الرحلة، بصيرًا بهذا الفن خبيرًا بالرجال والعلل". وقال: "قال ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. وأرخه الخليلي سنة ثمانٍ وثمانين وقال: هو حافظ علم مالك بن أنس صاحبه" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ الحجة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "محدث، حافظ، كان بصيرًا بالرجال والعلل، عرف في بلده بالمالكي لأنه جمع حديث مالك" أ. هـ. وفاته: سنة (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين، وقيل (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين، والأول هو الصحيح كما قال الذهبي في السير. من مصنفاته: "أمثال القرآن". 2190 - ابن بَابَوَيه * المفسر: علي بن الحسين بن موسى بن بَابوَيه، أبو الحسن القّمِّي، والد أبي جعفر أحد أئمة الشيعة. من تلامذته: ولده أبو جعفر بن بابويه، وجعفر بن محمّد بن قولويه، والفقيه أحمد بن داود بن علي القمي وغيره. كلام العلماء فيه: • الفهرست للطوسي: "كان جليلًا ثقة" أ. هـ. • روضات الجنات: "والد شيخنا -أقول صاحب روضات الجنات- الصدوق القمي، ¬

_ * تلخيص مجمع الآداب (3/ 243). * معجم المفسرين (1/ 358)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 4403)، تذكرة الحفاظ (2/ 671)، العبر (2/ 89)، الشذرات (3/ 385)، تاريخ الإسلام (وفيات 291) ط. تدمري، السير (14/ 16)، طبقات الحفاظ (292)، معجم المؤلفين (2/ 429). * روضات الجنات (4/ 273)، معجم المفسرين (1/ 358) , الأعلام (4/ 277)، معجم المؤلفين (2/ 434)، فهرست الطوسي (123)، هدية العارفين (1/ 678)، طبقات أعلام الشيعة (نوابغ الرواة في رابعة المئات) (185)، لؤلؤة البحرين (381)، الكنى والألقاب (1/ 222).

2191 - أبو الفرج الأصبهاني

وأستاذه الذي تلمذ لديه، وصاحب الرسالة المعروفة، ينقل عنها في كتاب (من لا يحضره الفقيه) كان من أجلاء فقهاء الأصحاب والأدلاء على صراط آل محمّد الأنجاب الأطياب، غيورًا في أمر الدين، مدمر أساس الملحدين، معظمًا من مشايخ الشيعة، مفخمًا من أركان الشريعة، صاحب كرامات ومقامات، ومساعي وانتظامات" أ. هـ. • الأعلام: "شيخ الأمامين بقم في عصره" أ. هـ. • قلت: أورد صاحب كتاب (لؤلؤة البحرين) بعض الأمور التي وقعت للمترجم له منها ما هو متعلق بصاحب الزمان -عند الشيعة الإمامية- وكيف أن دعا له ورزق ولدين وغيرها من الحكايات التي هي أشبه بالخرافات والكذب، نسأل الله تعالى العفو والعافية. وفاته: سنة (329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التوحيد"، و"التفسير". 2191 - أبو الفرج الأصبهاني * اللغوي: علي بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن الهيثم المَرْواني الأموي القرشي، أبو الفرج الأصبهاني. ولد: سنة (284 هـ) أربع وثمانين ومائتين. من مشايخه: محمّد بن عبد الله الحضرمي مُطّيَّن، ومحمد بن جعفر القَتَّات وغيرهما. من تلامذته: الدارقطني، وأبو إسحاق الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب فيشتري شيئًا من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها" أ. هـ. • معجم الأدباء: "قال أبو الفرج: كنت في أيام الشبيبة والصبا آلف فتى من أولاد الجند في السنة التي توفي فيها معز الدولة وولي بختيار، وكانت لأبيه حال كبيره ومنزلة من الدولة ورتبة، وكان الفتى في نهاية حُسْنِ الوجه وسلاسة الخلق وكرم الطبع ممن يحبُّ الأدب ويميل إلى أهله، ولم يترك قريحته حتى عرف صدرًا من العلم وجمع خزانة من الكتب حسنة، فمضت لي معه سير لو حُفظت لكانت في كتاب مفرد من مكاتبات ومعاتبات وغير ذلك مما يطول شرحه؛ منها ما يشبه ما نحن فيه أنني جئته يوم جمعة غدوةً فوجدته قد ركب إلى الحلبة وكانت عادته أن يركب إليها في كلِّ يوم ثلاثاء ويوم جمعة. فجلست على دكةٍ على باب دار أبيه في موضع فسيح كان عَمرها وفرشها، فكنا نجلس عليها للمحادثة إلى ارتفاع النهار ثم ندخل إذا أقمت عنده إلى حجرةً لطيفة كانت مفردةٍ له لنجتمع ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 398)، المنتظم (14/ 185)، معجم الأدباء (4/ 1707)، الكامل (8/ 581)، إنباه الرواة (2/ 251)، وفيات الأعيان (3/ 307)، ميزان الاعتدال (4/ 151)، السير (16/ 201)، تاريخ الإسلام (وفيات 356) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 208)، لسان الميزان (4/ 261)، النجوم (4/ 15)، الشذرات (4/ 292)، روضات الجنات (5/ 220)، الأعلام (4/ 278)، معجم المؤلفين (4/ 432)، الفهرست (127)، العبر (2/ 305)، مفتاح السعادة (1/ 184)، هدية العارفين (1/ 681)، السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني، لوليد الأعظمي.

على الشراب والشطرنج وما أشبههما، فطال جلوسي في ذلك اليوم منتظرًا له فأبطأ، وتصبح من أجل رهان كان بين فرسين لبختيار، فعرض لي لقاء صديق فقمت لأمضي ثم أعود إليه، فهجس لي أن كتبت على الحائط الذي كنا نستند إليه هذه الأبيات: يا من أظلُّ ببابِ داره ... ويطول حبسي لانتظارهْ وحياةِ طرفِكَ واحوراره ... ومجال صُدْغِك في مدارهْ لا حُلْتَ عمري عن هوا ... ك ولو صَليتُ بحرِّ نارهْ وقمت، فلما عاد قرأ الأبيات وغضب من فعلي لئلا يقف عليه من يحتشمه، وكان شديد الكتمان لما بيني وبينه ومطالبًا بمثل ذلك، مراقبةً لأبيه، إلا أن ظرفه ووكيد محبته لي وميله إليّ لم يدعه حتى أجاب عنها بما كتب تحتها، ورجعت من ساعتي فوجدته في دار أبيه، فاستأذنت عليه، فخرج إليّ خادم لهم فقال: يقول لك لا التقينا حتى تقف على الجواب عن الأبيات فإنه تحتها، فصعدت الدكة فإذا تحت الأبيات بخطه: مع هذه الشناعة، ومن فسح لك في هذه الإذاعة، وما أوجب خروجك عن الطاعة؟ ولكن أنا جنيتُ على نفسي وعليك، ملكتك فطغيت، وأطعتك فتعديت، وما أحتشم أن أقول: هذا تعرض للإعراض عنك والسلام. فعلمتُ أنني قد أخطأت، وسقطت -شهد الله- قوتي وحركتي فأخذتني الندامة والحيرة، ثم أذن لي فدخلت فقبلت يده فمنعني، وقلت: يا سيدي غلطة غلطتها وهفوة هفونها فإن لم تتجاوز عنها وتعفُ هلكت، فقال لي: أنت في أوسع العذر بعد أن يكون لها أخت، وعاتبني على ذلك عتابًا عرفتُ صحته، ولم تمض إلا مديدة حتى قبض على أبيه، وهرب، فاحتاج إلى الاستتار، فلم يأنس هو وأهله إلا بكونه عندي، فأنا على غفلة إذا دخل في خفٍ وإزار، وكادت مرارتي تنفطر فرحًا، فتلقيته أقبل رجليه وهو يضحك ويقول: يأتيها رزقها وهي نائمة، هذا يا حبيي بختُ مَنْ لا يصومُ ولا يصلي في الحقيقة، وكان أخف الناس روحًا وأمتعهم لنادرة، وبتنا في تلك الليلة عروسين لا نعقل سكرًا، واصطحبنا وقلت هذه الأبيات: بت وبات الحبيب نَدماني ... من بعد نأي وطولِ هجرانِ نشربُ فقصيَّة معتّقة ... بحانةِ الشطّ منذ أزمانِ وكلما دارت الكؤوس لنا ... ألثمني فاه ثم غناني الحمدُ لله لا شريكَ له ... أطاعني الدهرُ بعد عصيانِ ولم يزل مقيمًا عندي نحو الشهر حتى استقام أمر أبيه ثم عاد إلى داره" أ. هـ. وقال أيضًا: "كان أبو الفرج الأصفهاني وسخًا قذرًا، ولم يغسل له ثوبًا منذ فصّله لي قطعة، وكان الناس على ذلك يحذرون لسانه ويتقون هجاءه،

ويصيرون على مجالسته ومعاشرته ومؤاكلته، ومشاربته وعلى كل صعب من أمره، لأنه كان وسخ في نفسه، ثم في ثوبه وفعله .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "قال التنوخي: "ومن الرواة المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال أبو الفتح ابن أبي الفوارس: خَلَط قبل موته" أ. هـ. • السير: "العلامة الأخباري كان بحرًا في نقل الآداب وكان بصيرًا بالأنساب وأيام العرب جيد الشعر، والعجب أنه أمويّ شيعي. قال أبو علي التنوخي: "كان أبو الفرج يحفظ اللغة والنحو والمغازي. وكان وسخًا زريّا وكانوا يتقون هجاءه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي-: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحًا إلا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت" أ. هـ. • لسان الميزان: "شيعي، وهذا نادر في أموي" أ. هـ. • روضات الجنات: "وأيًا ما وجد في كلماته من مديح -يعني أهل البيت- ففيه أوّلًا أنه غير صريح، ولم سلم فهو محمول على قصده التقرب إلى أبواب ملوك ذلك العصر، المظهرين لولاية أهل البيت غالبًا، والطمع في جوائزهم العظيمة بالنسبة إلى مادحيهم، كما هو شأن كثير من شعراء ذلك الزمان، فإن الإنسان عبد الإحسان، مع أني تصفحت كتاب أغانيه المذكور إجمالًا، فلم أر فيه إلا هزلًا أو ضلالًا، أو بقصص أصحاب الملاهي اشتغالًا، وفي علوم أهل البيت الرسالة اعتزالًا .. ". • قلت: في مقدمة كتابه "الأغاني": "كان عالمًا بأيام الناس والأنساب والسير قال التنوخي: ومن المتشيعيين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث والنسب ما لم أرَ قط من يحفظ دون ذلك من علوم أخر منها اللغة والنحو والخرافات والسير والمغازي ومن آلة المنادمة شيئًا كثيرًا من علم الجوارح والبيطرة ونتف من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك وله شعر يجمع إتقان العلماء وإحسان الظرفاء والشعراء" أ. هـ. • قلت: وقد اشتهر عنه أنه كان يعشق المُرْدان، وربما وقعت منه الفاحشة معهم. وأما شربه الخمر فثابت مستقر، وقد أثبت الفاحشتين على نفسه مرارًا في كتابه (الأغاني) مما يدل على قلة دينه، وعدم تقواه، وإنعدام حيائه، عافانا الله تعالى من هذا الخذلان. إذ أنه لم يكتف بفعل الفاحشة بل يسطرها على نفسه ليُذكر وليعرفها الناس وبالله المستعان. وكل من يطلع على كتابه (الأغاني) يرى فيه الطامات من الكذب والخلاعة والمجون ووصف الفواحش وذكرها، وذكر تفاصيلها. وفاته: سنة (356 هـ) ست وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الأغاني" واحد وعشرون جزءًا لم يعمل في بابه مثله جمعه في خمسين سنة، و"مقاتل الطالبين"، و"الخمارون والخمارات" ...

2192 - المرتضى

2192 - المرتضى * اللغوي، المفسر علي بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الموسوي، أبو طالب. ولد: سنة (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: سهل بن أحمد الديباجي، وأبو عبد الله المرزباني وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي، وأبو جعفر الطوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تلخيص مجمع الآداب: "كانت إليه نقابة الطالبيين بمدينة السلام، وكان رئيس الإمامية في زمانه. وكان يقول مع ذلك بالاعتزال، وكان مجمعًا على فضله متوحدًا في علوم كثيرة" أ. هـ. • السير: "العلامة ... نقيب العلوية ... القرشي العلوي الحسيني الموسوي البغدادي من ولد موسى الكاظم ... إلى أن قال: وكان من الأذكياء الأولياء المتبحرين في الكلام والاعتزال والأدب والشعر، لكنه إمامي جلد، نسأل الله العفو. قال ابن حزم: الإمامية كلهم على أن القرآن مبدل، وفيه زيادة ونقص سوى المرتضى، فإنه كفّر من قال ذلك وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي. قلت -أي الذهبي-: وفي تواليفه سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنعوذ بالله من علم لا ينفع" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان شاعرًا ماهرًا متكلمًا ذكيًا، له مصنفات جمّة على مذهب الشيعة". وقال: "وهو أخو الشريف الرضي. قلت -أي الذهبي-: كل منهما رافضي، وكان المرتضى رأسًا في الاعتزال كثير الاطلاع والجدل". ثم قال: "قلت -أي الذهبي-: وقد اختلف في كتاب (نهج البلاغة) المكذوب على علي عليه السلام، هل هو من وضعه، أو وضع أخيه الرضي. وقد حكى عنه ابن برهان النحوي أنه سمعه ووجهه إلى الحائط يُعاتب نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واستُرحما فرحما، أفأنا أقول ارتدّا؟ ". وقال: "قلت -أي الذهبي-: وفي تصانيفه سب الصحابة وتكفيرهم" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 162)، تاريخ بغداد (11/ 402)، إنباه الرواة (2/ 249)، وفيات الأعيان (3/ 313)، تلخيص مجمع الآداب (1/ 600)، تاريخ الإسلام (وفيات 436) ط. تدمري، العبر (3/ 186)، السير (17/ 588)، ميزان الاعتدال (5/ 152)، البداية والنهاية (12/ 56)، لسان الميزان (4/ 263)، النجوم (5/ 39)، الشذرات (5/ 168)، أعيان الشيعة (41/ 188)، روضات الجنات (4/ 294)، معجم المفسرين (1/ 358)، الأعلام (4/ 278)، معجم المؤلفين (2/ 435)، المنتظم (15/ 294)، معجم الأدباء (4/ 1728)، الكامل (9/ 526)، فهرست الطوسي (129)، هدية العارفين (1/ 688)، طبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) (120)، "أمالي المرتضى" أو "غرر الفوائد ودرر القلائد"، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم - إحياء الكتب العربية - ط (1)، لسنة (1373 هـ-1954 م)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" للدكتور عدنان زرزور - مؤسة الرسالة، أصرول مذهب الشيعة (1/ 389).

• النابس في القرن الخامس: "كان عماد الشيعة ونقيب الطالبين ببغداد، وأمير الحاج والمظالم بعد أخيه الرضي، وهو منصب والدهما" أ. هـ. • أصول مذهب الشيعة: "المتكلم الرافضي المعتزلي" أ. هـ. • قلت: قال محمّد أبو الفضل إبراهيم في مقدمة تحقيقه لكتاب "أمالي المرتضى" (1/ 18): "وحيثما يستعرض الباحث كتب العربية النفيسة التي حوت ألوان المعارف، وزخرت بأشتات الطرائف، وحفظت بين دفتيها نتاج القرائح، وحقائق السير والتاريخ والأخبار، ونصوص الشعر واللغة والغريب فإنه لا مِراء منها كتاب أمالي المرتضى -أو كما يسميه مؤلفه غرر الفوائد ودرر القلائد- وينظمه في العقد الذي يضم كتاب الكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والعقد لابن عبد ربه، والأغاني لأبي الفرج، وغيرها من الكتب التي حلّقت في سماء الآداب العربية كالنجوم، وأرست قواعدها كالأطواد، وعمرت بها مجالس العلماء وسوامر الأدباء؛ وتدارسها المتأدبون جيلًا بعد جيل؛ وتداولها النساخ، وعدّت في مكتبات الدارسين من أكرم الذخائر وأنفس الأعلاق وهي مجالس مختلفة، أملاها في أزمان متعاقبة، تنقل فيها من موضوع إلى موضوع، ومن غرض إلى آخر؛ اختار بعض آي القرآن الكريم، مما يُغَمُّ تأويلهُ على الخاصة، بله العامة، ويدور حولها السؤال، ويثار الاستشكال؛ وعالج تأويلها وتوجيههما على طريقة أصحابه من المعتزلة، أو أصحاب العدل كما كان يسميهم؛ وحاول جهده أن يوفِّق بين تأويل الآيات المتشابهة، وما دار على ألسنة العرب من نصوص الشعر واللغة، وفي هذا أبدى تفوقًا عجيبًا؛ وأبان عن ذهن وقّاد، وذكاء متلهب، وبصر نافذ؛ وأعانه فيما فسَّر واولووجَّه وفرةُ محفوظة من الشعر واللغة ومأثور الكلام. وكان الطابع الذي يغلب عليه عرض الوجوه المختلفة؛ والآراء المحتملة، مجوّزًا في ذلك إمكان الأخذ بالآراء جميعًا. وترجع قيمة ما عرض له الشريف في هذه المجالس من تأويل الآيات إلى أنها تعدُّ صورة لتفسير القرآن الكريم عند علماء المعتزلة؛ مما لم يصل إلينا من كتبهم إلا القليل النادر. واختار أيضًا طائفة من الأحاديث التي يختلف العلماء في تأويلها؛ ويبدو التعارض فيما بينها وحاول تفسيرها وتأويلها؛ بالمنهج الذي عالج به تأويل آي القرآن؛ مستعينًا بشواهد الشعر واللغة موضحًا مذهب أصحابه من أهل العدل؛ مُدْليًا بحجتهم على من خالف تأويلهم من جماعة أهل السنة، وأهل الجبر كما كان يسميهم؛ وناقش ابن قتيبة وأبا عبيد القاسم بن سلام وابن الأنباري في ذلك على الخصوص. ثم عرض لمسائل في علم الكلام مما اشتجر فيها الرأي، ودار حولها الجدل؛ واصطرعت الأقلام، وأقيمت المناظرات؛ مثل القول برؤية الله، وخلق أفعال العباد؛ وإرادة الله للقبائح، والقول بوجوب الأصلح، وقرر رأي أصحابه؛ وحاجّ عنهم، واحتج على خصومهم؛ وكان فيما جادل وناقش رفيقًا في الجدل عفيفًا في المقال. وأودع في الكتاب بجانب ما بسط من تأويل الآيات والأحاديث وعرض المسائل مختارات من

2193 - الجامع

المصطفى المنخول من الشعر وحرّ الكلام، تناولها بالشرح والنقد والموازنة وذكر صدرًا من تراجم الشعراء والعلماء والأدباء وأصحاب الأهواء والآراء الخاصة؛ وأورد طائفة من أشعارهم وأقوالهم ونوادرهم، ثم استروح بذكر فيض من الطرائف النادرة، والأجوبة الحاضرة المسكتة، والأفاكية الرفيعة؛ معتمدًا فيما أورده على ما وصل إليه من كتب الجاحظ وابن قتيبة والمبرد وأبي حاتم والآمدي وغيرهم، أو ما رواه عن شيوخه، وأبي عبيد الله المرزباني على الخصوص. واختار أيضًا بعض الموضوعات التي كانت مقاصد شعراء العربية في الجاهلية وصدر الإسلام؛ كالمدائح والأهاجي والمراثي والسير ووصف الشيب والطيف وغيرها، وأورد ما قاله الشعراء فيها؛ ووازن بين الكثير منها، وتناولها بالنقد في كثير من الأحيان. وبهذه الفنون المتنوعة؛ والفصول المختلفة؛ والمباحث الجليلة اجتمع للكتاب ميزة كبرى بين الكتب العربية؛ وعدّ مصدرًا ينقل عنه العلماء، ويحتج به الأدباء؛ ويرد شرعته القارئون على ممرّ الأجيال" أ. هـ. وقال الدكتور عدنان زرزور في "كتابه الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن"، وتحت عنوان تفاسير المعتزلة قبل الحاكم (ص 149): "أمالي المرتضى علي بن الحسين المتوفى سنة (436 هـ)، التي اشتملت على مجالس كثيرة في تأويل عدد من الآيات المشكلة والمتشابهة، وهي التي يظهر فيها بوضوح أثر اختلاف المناهج بين المفسرين، وقد كان الشريف المرتضى من أصحاب قاضي القضاة درس عليه ببغداد، وعده الحاكم من رجال الطبقة الثانية عشرة من المعتزلة، وكان إماميًا يميل إلى الإرجاء، ونقل الذهبي أن ابن حزم جعل الشريف المرتضى ثاني اثنين من الإمامية ليس على إيمانهما مطعن، لذهابهما إلى أن القرآن لم يدخله زيادة أو نقصان أو تحريف، وقال إنهما وافقا في ذلك عامة المسلمين في حين حكم على باقي الإمامية بالكفر لهذه البدعة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (436 هـ) ست وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "درر القلائد وغرر الفوائد" ويسمى "أمالي المرتضى"، و "تفسير القرآن"، و"الذريعة". 2193 - الجامع * النحوي، المفسر: علي بن الحسين بن علي الأصفهاني الباقولي، أبو الحسن، المعروف بالجامع. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "من نظر في تصانيفه علم أنه لا حق سبق السابقين" أ. هـ. * الوافي: "ذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب (الوشاح) فقال: هو في النحو والإعراب كعبة، لها أفاضل العصر سدنه، والفضل بعد جفائه أسوة حسنة" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1736)، إنباه الرواة (2/ 247)، إشارة التعيين (216)، الوافي (21/ 12)، البلغة (151)، روضات الجنات (5/ 261)، معجم المفسرين (1/ 359)، الأعلام (4/ 279)، معجم المؤلفين (2/ 430)، بغية الوعاة (2/ 110)، هدية العارفين (1/ 697).

2194 - برهان الدين

* الأعلام: "مفسر ضرير له (كشف المشكلات) ناقص من أوله بخزانة صوفيًا في علل القراءات النحوية واللغوية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (535 هـ)، وقيل: (543 هـ) خمس وثلاثين، وقيل: ثلاث وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "البيان في شواهد القرآن"، و"شرح اللمع"، و "كشف المعضلات وإيضاح المشكلات". 2194 - بُرْهان الدِّين * المفسر: علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد، أبو الحسن، برهان الدين، الغزنوي. من مشايخه: حمزة بن الحسين القايني، وأبو سعيد بن الطيوري وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد بن السمعاني، وأبو الفضل محمّد بن يوسف الغزنوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان يميل إلى التشيع، ويدل بمحبة الأعاجم، فلا يعظم بيت الخلافة كما ينبغي، فسمعته يقول تتولانا وتغفل عنا وأنشد: فما تصنع بالسيف ... إذا لم تك قتالًا فغير حلية السيف ... وضعه لك خلخالًا ثم قال: تولي اليهود فيسبون نبيك يوم السبت ويجلسون عن يمينك يوم الأحد وصاح: اللهم هل بلغت فكانت هذه الأشياء تبلغ فتثبت في القلوب حتى إنه منع من الوعظ فقدم السلطان مسعود فاستدعاه فجلس بجامع السلطان فحدثني ابن البغدادي الفقيه أنه لما جلس يومئذ حضر السلطان فقال له يا سلطان العالم محمّد بن عبد الله أمرني أن أجلس، ومحمد بن عبد الله منعني أن أجلس يعني المقتفي، وكان إذا نبغ واعظ سعى في قطعه. وأراد ابن الغزنوي قد قام للناس؛ لأنه كان يلقب بالبرهان وهذا من عجيب ذكاء البغداديين فلما مات السلطان مسعود تتبع الغزنوي وأذل لما كان تقدم مع انبساطه وكان معه قرية أصلها للمارستان فأخذت وطولب بنمائها بين يدي الحاكم وحبس ثم سئل فيه فأطلق ومنع من الوعظ" أ. هـ. * البداية: "كان له قبول كثير من العامة وبنت له الخاتون زوجة المستظهر رباطًا بباب الأزج ووقفت عليه أوقافًا كثيرة وحصل له جاه عريض وزاره السلطان وكان حسن الإيراد مليح الوعظ". أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان يتكلم بالعربى والعجمي، جيد الكلام مليح الإيراد حسن المعرفة بالفقه والتفسير حنفي، تام المروءة والسخاء كثير البذل" أ. هـ. * معجم المفسرين: "كان حنفيًا يميل إلى التشيع" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 359)، تاريخ الإسلام (وفيات 551) ط. تدمري، المنتظم (18/ 108)، الكامل (11/ 216)، السير (20/ 324)، الوافي (21/ 29)، عيون التواريخ (12/ 493)، البداية (12/ 252)، النجوم (5/ 323)، الشذرات (6/ 264)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 404).

2195 - ابن شيخ العوينة

من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال: حِزمة حُزنٍ خيرٌ من أعدال أعمال. وقال ابن السمعاني: سمعته يقول: رُبَّ طالبٍ غير واجد، وواجد غير طالب وقال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع" أ. هـ. وفاته: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. 2195 - ابن شيخ العُوَينة * اللغوي، المفسر علي بن الحسين بن القاسم بن منصور بن علي الموصلي، زين الدين، أبو الحسن بن شيخ العوينة الشافعي. ولد: سنة (681 هـ) إحدى وثمانين وستمائة. من مشايخه: عبد الله الواسطي النحرير، والشيخ شمس الدين الوراق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "الشيخ الإمام العالم الفاضل المتبحر المفتي العلامة الأصولي الفقيه النحوي الكامل" أ. هـ. * الدرر: "قرأ القراءات والشاطبية. قال ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد: كان حسن العبارة لطيف المحاضرة مليح البزة جميل الهيئة، كثير التودد متواضعًا خيرًا دينًا" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "كان جده الأعلى (علي) من الصالحين واحتفر عينًا في مكان لم يعهد بالماء فقيل له شيخ العوينة ... " أ. هـ. * الشذرات: "قال ابن حبيب: إمام، بحر علمه محيط، وظل ذوقه بسيط، وألسنة معارفه ناطقة، وأفنان فنونه باسقة، كان بارعًا في الفقه وأصوله خبيرًا بأبواب كلام العرب وفصوله، نظم "الحاوي" وشنَّف سمع الناقل والراوي، وبينه وبين الشيخ صلاح الدين الصفدي مكاتبات" أ. هـ. من أقواله: الوافي: "وأنشدني -قال الصفدي- لنفسه يمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنشدها في الحرم الشريف سنة ثمانٍ وثلاثين وسبعمائة: دَعاها تواصل سَيرها بسُراها ... ولا تَردَعاها فالغرام دعاها ولا تخشيا منها كلالًا من السّرى ... وحقكُما إن الكلال عدَاها فإن ملَّ حاديها وحار دَليلها ... هداها إلى تلك القباب سناها عسى ينقضي في مسجد الخيف خوفها ... وتلقى مُناها في نزول مِناها وتجرعُ من ماء الأُجَيرع شربةً ... وتنفع من حَرِّ الدَّميل صداها متى ما تخللت النخيل بيثربٍ ... عد من تثريبها وعَناها ¬

_ * الوافي (21/ 52)، الوفيات لابن رافع (2/ 177)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 43)، الدرر الكامنة (3/ 113)، النجوم (10/ 297)، بغية الوعاة (2/ 161)، وجيز الكلام (1/ 77)، الشذرات (8/ 305)، البدر الطالع (1/ 442)، روضات الجنات (5/ 252)، الأعلام (4/ 280)، معجم المؤلفين (2/ 432)، هدية العارفين (1/ 720).

2196 - الجامعي

ولم يبق من أكوارها في ظهورها ... ظهور إذا ما بطن مرّ حواها إليك رسول الله سعيُ عصابةٍ ... تعُدُّ خُطاها فيك محو خطاها أتت وقراها مُوقر بذنوبها ... فأحسن كعادات الكريم قراها وليس لها عند الإله وسيلةٌ ... سِواك إذا ما النارُ شب لظاها وفاته: سنة (755 هـ) خمس وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح مختصر ابن الحاجب"، و"شرح الفروع لابن الساعاتي"، و"نظم الحاوي الصغير"، و"تفسير (بينج) الحمد وهو خمس سور من القرآن الكريم أول كل سورة الحمد. 2196 - الجامعي * المفسر: علي بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي نور الدين العاملي، الحارثي الهمذاني، من آل أبي جامع. ولد: سنة (1070 هـ) سبعين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر أصولي أديب من أهل النجف" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر، من علماء الشيعة الإمامية، ولي مشيخة الإسلام وبعض الوظائف الشرعية في بلدة خلف آباد" أ. هـ. وفاته: سنة (1135 هـ) خمس وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "توقيف السائل على أدلة المسائل"، في الفقه، و"الوجيز في تفسير القرآن العزيز". 2197 - الكِسَائِي * النحوي، اللغوي، المقرئ: علي بن حمزة بن عبد الله بن بَهمن بن فيروز، أبو الحسن الأسدي، مولاهم الكوفي، الملقب بالكسائي. من مشايخه: جعفر الصادق، والأعمش، وتلا على حمزة وابن أبي ليلى وغيرهم. من تلامذته: يحيى الفرَّاء، وأبو عبيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان عظيم القدر في دينه وفضله" أ. هـ. ¬

_ * أعيان الشيعة (42/ 159)، معجم المفسرين (1/ 359)، الأعلام (4/ 281)، معجم المؤلفين (2/ 531). * تاريخ بغداد (11/ 403)، المنتظم (9/ 168)، معجم الأدباء (4/ 1737)، إنباه الرواة (2/ 256)، وفيات الأعيان (3/ 259)، إشارة التعيين (217)، تاريخ الإسلام (وفيات 189) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 120)، العبر (1/ 302)، السير (9/ 131)، الوافي (21/ 65)، البداية والنهاية (10/ 209)، غاية النهاية (1/ 535)، البلغة (152)، تهذيب التهذيب (7/ 267)، النجوم (2/ 130)، بغية الوعاة (2/ 162)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 404)، الشذرات (2/ 407)، روضات الجنات (5/ 194)، أعيان الشيعة (41/ 235)، معجم المفسرين (1/ 360)، الأعلام (4/ 283)، معجم المؤلفين (2/ 436)، "ما تلحن فيه العامة" للكسائي - تحقيق وتعليق الدكتور رمضان عبد التواب الطبعة الأولى، لسنة (1403 هـ - 1982 م)، الناشر، مكتبة الخايجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض.

* المنتظم: "قال الفراء: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر، وكان سبب تعلمه: أنه جاء يومًا وقد مشى حتى أعيا، فجلس إلى الهبارين، فقال: قد عييت، فقالوا له: أتجالسنا وأنت تلحن؟ فقال: كيف لحنت؟ فقالوا له: إن كنت أردت من التعب فقل أعييت، وإن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتدبير والتحير في الأمر فقل عييت فخففه، فأنف من هذه الكلمة وقام من فوره فسأل عمن يعلم النحو ... " أ. هـ. * معجم الأدباء: "حكي أنه كان يشرب الشراب ويأتي الغلمان" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان قد تعلم النحو على كبر وصفه أحمد بن الحارث الخزاز بأنه: كان سخيًّا جيل الأخلاق" أ. هـ. بتصرف بسيط. * وفيات الأعيان: "إمام في النحو واللغة والقراءات" أ. هـ. * السير: "قال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. وعن خلف قال: كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يتلو، وينقطون على قراءته مصاحفهم. قراءته هي إحدى القراءات السبع المتواترة. وسمي بالكسائي لكساء أحرم فيه، وقيل لأنه التف في كساء وهو يتلو على حمزة، قال ابن الأنباري: اجتمع فيه أنه كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وأوحد في علم القرآن" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان نحويًّا لغويًّا أحد أئمة القراء، أصله من الكوفة ثم استوطن بغداد. وقد أدب الرشيد وولده الأمين" أ. هـ. * قلت أورد محقق كتاب "ما تلحن فيه العامة" لأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، الدكتور رمضان عبد التواب بعض المؤاخذات والطعونات التي أوردها ياقوت في "معجم الأدباء" عن الخزاز وابن الإعرابي واليزيدي في الكسائي، ودافع عنه ورجح أن أغلب هذه الأمور هي محض افتراء وحسد مستدلًا على ذلك بما سبق من مدح العلماء له في علمه ودينه، ومرجحًا أن هذا الأمر هو من قبيل المنافسة بين الأقران، وخصوصًا إذا علمنا أن اليزيدي والكسائي مثلًا كانا يؤدبان أولاد الرشيد، وكل واحد منهما يريد أن يعلو على صاحبه وقد بلغ من عداوة أعدائه له، أنهم طعنوا عليه في علمه أيضًا، فينقل الدكتور عبد التواب ما ذكره ياقوت في معجمه عن أبي حاتم السجستاني وأبي زيد الأنصاري وما ذكره السيوطي في "بغية الوعاة" عن ابن درستويه. ويرد على ذلك فيقول: "ومعلوم أن هذه الآراء كلها، هي آراء البصريين، الذي يختلفون عن الكوفيين في منهج البحث، والقياس الذي يوضع أساسًا للأخذ عن العرب، فقد اختار البصريون قبائل معينة للأخذ عنها، وتركوا ما عداها محتجين بفساد لغتها، وكانوا يسمون لغات هذه القبائل، باللغات الشاذة التي لا يعمل بها. أما الكوفيون فإنهم كانوا يوثقون كل العرب على السواء، ويعدون كل ما جاء عنهم حجة، فيعتدون بأقوالهم، ويؤسسون عليها نحوهم وقواعدهم" أ. هـ. ملخصًا من مقدمة كتاب "ما تلحن فيه العامة" أ. هـ.

2198 - أبو النعيم

من أقواله: الشذرات: "قال: لا أُسأل عن مسألة في الفقه إلا أجبت من قواعد النحو، فقال له محمَّد بن الحسن: ما تقول فيمن سها في سجود السهو، يسجد؟ قال: لا، لأن المصغّر لا يُصغّر". وفاته: سنة (189 هـ)، وقيل: (182 هـ)، وقيل: (183 هـ) تسع وثمانين، وقيل: اثنتين وثمانين، وقيل ثلاث وثمانين ومائة. من مصنفاته: "معاني القرآن"، و "مختصر في النحو"، كتاب في القراءات. 2198 - أبو النُعيم * اللغوي: علي بن حمزة، أبو النُعيم البصري. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان من أعيان الفضلاء العارفين بصحيح اللغة وسقيمها" أ. هـ. * قلت: أورد له صاحب معجم الأدباء ترجمتين الأولى (4/ 1754)، والثانية (4/ 1755). وذكره صاحب جذوة المقتبس ضمن ترجمة ثابت ابن محمّد الجرجاني (1/ 284). وفاته: سنة (375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الرد على أبي زياد الكلابي"، و"الرد على أبي عمرو الشيباني". 2199 - المُحْدَثي * المقرئ: علي بن خطاب بن مقلد، موفق الدين، الواسطي المُحْدَثي (¬1). ولد: سنة (561 هـ) إحدى وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن عباس خطيب شافيا، وأبو بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني وغيرهما. من تلامذته: عبد الصمد بن أبي الجيش وغيره. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "حدّث وأفتى وأعاد بالمدرسة الفخرية بعقد المصطنع. وكان فاضلًا في المذهب والخلاف" أ. هـ. * معرفة القراء: "الإمام المقرئ الضرير كان إمامًا في القراءات ومعرفتها عارفًا بمذهب الشافعي - رضي الله عنه -" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الفقيه المقرئ ... كان بارعًا في المذهب والخِلاف درّس وأعلا وأفاد وأفتى .. وكان يقرأ في رمضان تسعين ختمة، وفي باقي السنة في كل يومين ختمة. وكان قيمًا بعلم العربية أقبلت عليه الدنيا في آخر عمره، وجالس الإمام المستنصر" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "درّس وأفتى ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 284)، معجم الأدباء (4/ 1754) و (4/ 1755)، تاريخ الإسلام (وفيات (375) ط. تدمري، الوافي (21/ 74)، بغية الوعاة (2/ 165)، روضات الجنات (5/ 229)، الأعلام (4/ 283)، معجم المؤلفين (2/ 436). * معرفة القراء (2/ 628)، غاية النهاية (1/ 541)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 316)، تاريخ الإسلام (وفيات 629) ط. بشار، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 294)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 552). (¬1) نسبة إلى المُحْدث: قرية من قرى واسط. انظر تكملة المنذري.

2200 - العبسي

وكان عالمًا بالعربية والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (629 هـ) تسع وعشرين وستمائة. 2200 - العَبْسي * المقرئ: علي بن خلف بن ذي النون بن أحمد بن عبد الله بن هُذيل بن جحيش أبي سنان بن فومة بن عياض العبسي، أبو الحسن. ولد: سنة (417 هـ) سبع عشرة وأربعمائة. من مشايخه: أبو العباس أحمد بن نفيس المقرئ، ومحمّد بن الوليد الأندلسي وغيرهما. من تلامذته: عبد الجليل بن عبد العزيز الأموي، وعبد الله بن موسى القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان من جلة المقرئين وعلمائهم، وكان ثقة فيما رواه، ضابطًا لما كتبه، شُهر بالخير والصلاح والتواضع والزهد في الدنيا والرضا منها باليسير والتقلل منها وشُهرت إجابته دعوته" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ عارف رحال ثقة صالح ... وبالغ اليسع بن حزم في تعظيمه في العلم والعمل" أ. هـ. وفاته: سنة (498 هـ)، وقيل: (499 هـ) ثمان وتسعين، وقيل: تسع وتسعين وأربعمائة. 2201 - أبو الحسن الغرناطي * المقرئ: علي بن خلف بن الحسن، أبو الحسن الغرناطي. من مشايخه: منصور بن الخير، وأبو القاسم بن واجب، وعتيق بن علي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "كان ذا معرفة بالقراءات وطرقها مجودًا ضابطًا سمحًا سخيًّا خرج من بلده في الفتنة فاستوطن دانية وخطب بجامعها حينًا ثم تحول إلى ميورقة وأقرأ بها القرآن وأسمع الحديث وكان من أهل العناية به متسع الرواية عدلًا، وكفّ بصره بأخرة من عمره نفعه الله" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكف بصره بأخرة" أ. هـ. * معرفة القراء: "سكن ميورقة، أقرأ القراءات، وكان عارفًا بها، سخيًّا جوادًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ عارف" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. 2202 - علاء الدين الغَزِّي * المفسر: علي بن خلف بن خليل، -وقيل: كامل- بن عطاء الله، علاء الدين، السعدي ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 550) , فهرست ابن الخير (435)، الصلة (2/ 402)، معرفة القراء (1/ 460)، تاريخ الإسلام (وفيات 498) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 541). * معرفة القراء (2/ 550)، غاية النهاية (1/ 541)، تاريخ الإسلام (وفيات 570) ط. تدمري، وسماه علي بن خلف بن عمر، صلة الصلة (97)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 207). * الدرر الكامنة (3/ 116)، الشذرات (8/ 553)، معجم المفسرين (1/ 360)، الأعلام (4/ 285)، معجم المؤلفين (2/ 438).

2203 - ابن المنقى

الغزي الشافعي. ولد: سنة (709 هـ) وقيل (712 هـ) تسع وقيل اثنتي عشرة وسبعمائة. من مشايخه: سمع من أبي بكر بن عنتر، وزينب بنت ابن عبد السلام وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الفقه أخوه شمس الدين محمد، والشيخ عماد الدين إسماعيل الحسباني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مولده ووفاته بغزة، تولى القضاء بها مدة وعزل لسوء سيرة أولاده، فانقطع إلى العبادة" أ. هـ. وفاته: سنة (792 هـ) اثنتين وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "التبيان في تفسير القرآن"، اختصر (تاريخ الإسلام) للذهبي ورأى ابن قاضي شهبة قسمًا منه بخطه وقال: بلغني أنه اختصر التاريخ جميعه. 2203 - ابن المُنقَّى * النحوي: علي بن خليفة بن علي الموصلي، أبو الحسن بن المنقى. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان إمامًا فاضلًا تأدّب عليه أكثر أهل عصره من بلده، وكان يجلس في المسجد المعروف بمسجد النبي يونس - عليه السلام - بالموصل ... وكان زاهدًا ورعًا مقدامًا ذا سورة وغضب" أ. هـ. وفاته: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وخمسمائة. قلت: في معجم الأدباء ذكر وفاته سنة (562 هـ)، وقال: إن ولده أبا عبد الله الحسين توفي سنة (593 هـ) أ. هـ. من مصنفاته: مقدمة في النحو سمّاها "المَعُونةَ". 2204 - الدَّارَانِي * المقرئ: علي بن داود، أبو الحسن الداراني القطان. من مشايخه: أبو الحسن بن الأخرم، وأحمد بن عثمان بن السباك وغيرهم. من تلامذته: رشأ بن نظيف، وعلي بن الحسن الرَّبعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "سمعت أبا الحسن علي بن المُسلّم الفقيه يحكي عن بعض شيوخه. أن أبا الحسن بن داود لما كان يصلي في جامع دمشق تكلم فيه بعض الحشوية، فكتب إلى القاضي أبي بكر محمّد بن الطيب بن الباقلاني (¬1) إلى بغداد يعرفة ذلك، ويسأله أن يرسل إلى دمشق من ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1757)، الوافي (21/ 80)، بغية الوعاة (2/ 165)، معجم المؤلفين (2/ 439). * غاية النهاية (1/ 541)، معرفة القراء (1/ 366)، تبيين كذب المفتري (214)، تاريخ الإسلام (وفيات 402) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1062)، الشذرات (2/ 12) , تاريخ دمشق (41/ 469)، العبر (3/ 79). (¬1) ابن الباقلاني: متكلم أشعري، من كبار أصحاب الأشعري.

2205 - القحفازي

أصحابه من يوضح لهم الحق بالحجة، فبعث القاضي تلميذه أبا عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي فعقد مجلس التذكير في جامع دمشق في حلقة أبي الحسن بن داود، وذكر التوحيد ونزه المعبود، ونفى عليه التشبيه والتحديد، فخرج أهل دمشق من مجلسه وهم يقولون: أحد أحد ثم قال بسنده: "أن أبا الحسن بن داود كان يؤم أهل داريا فمات إمام جامع دمشق فخرج أهل دمشق إلى داريا ليأتوا به للصلاة بالناس في جامع دمشق ... فلما ركب التفت إلى ابن النصيبي فقال: أيها القاضي الشريف مثلي يصلح أن يكون إمام الجامع، وأنا علي بن داود كان أبي نصرانيًّا فأسلم وليس لي جد في الإسلام؟ فقال له القاضي: قد رضي بك المسلمون" أ. هـ. * معرفة القراء: "إمام جامع دمشق ومقرئه ... وقال رشأ: لم ألق مثله حذقًا وإتقانًا في رواية ابن عامر ... قال الكتاني: كان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين ومعنى على سداد، وكان يذهب مذهب أبي الحسن الأشعري" أ. هـ. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة. 2205 - القَحْفازي * اللغوي، المقرئ: علي بن داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جُبارة ابن عبد الملك بن موسى بن جُبارة .. الزبيري القحفازي الحنفي الدمشقي، نجم الدين. ولد: سنة (668 هـ)، وقيل: (667 هـ) ثمان وستين، وقيل: سبع وستين وستمائة. من مشايخه: ابن الدّرْجي، والشيخ جلال الدين الخبازي وغيرهما. من تلامذته: سمع منه البَرْزالي وغيره. كلام العلماء فيه: * الجواهر المضية: "كان زاهدًا فقيهًا، أصوليًا، نحويًّا، أديبًا شاعرًا قرشيًا بصرويًا" أ. هـ. * الوفيات: "اشتغل عليه بالعربية جماعة من فضلاء بلده، وسئل على قضاء فامتنع، وكان حسن الخلق مليح المحاضرة حُلوُ النادرة" أ. هـ. * الدرر: "درس القراءات والعربية وقرأ النحو واعتنى بالأدب ومهر في العروض وحل المترجم وكان مطبوعًا حاذقًا. وكان بقية الشاميين في العربية كتب عنه البرزالي من نظمه ووصفه بالتميز في الفقه والعربية وصحة المناظرة وملازمة الاستغال، كان من أذكياء وقته مع الديانة والورع" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ)، وقيل: (744 هـ) خمس وأربعين، وقيل: أربع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: قال: فإني رغبت عن ذلك (التصنيف) لمؤاخذتي للمصنفين، فكرهت أن أجعل نفسي عَرضًا لمن يأخذ علي، غير أني جمعت منسكًا للحج، أفردت فيه أنواع الجنايات ومع كل نوع ما يجب من الجزاء. ¬

_ * الوافي (21/ 83)، ذيول العبر للحسيني (245)، الجواهر المضية (4/ 283)، البداية والنهاية (14/ 225)، الوفيات لابن رافع (1/ 493)، فوات الوفيات (3/ 23)، الدرر الكامنة (3/ 116)، الدارس (1/ 547)، بغية الوعاة (2/ 166)، الشذرات (8/ 248)، الأعلام (4/ 286)، معجم المؤلفين (2/ 440).

2206 - اللكهنوئي

2206 - اللُكهنُوئي * المفسر: علي بن دلدار اللكهنوئي الهندي. ولد: سنة (1200 هـ) مائتين وألف. من مشايخه: والده وغيره. كلام العلماء فيه: * أعيان الشيعة: "قرأ في لكهنوء ... وسافر إلى العراق ... ولقى العلماء وباحث معهم الفقه ثم رجع إلى لكهنوء، وسافر ثانيًا إلى خراسان، وبعد زيارة الرضا - عليه السلام - عاد إلى العراق" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه إمامي، مفسر، له مشاركة في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1259 هـ) تسع وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "التوضيح الجيد في تفسير كلام الله المجيد"، ورسالة في إقامة عزاء الحسين، ورسالتان في المتعة وغير ذلك. 2207 - الرَدَماوي * النحوي: علي بن زيد بن عَلوان بن صبرة بن مهدي بن حَريز الردماوي الزبيدي، تسمى: بأخرة عبد الرحمن. ولد: سنة (741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: اليافعي، وابن كثير، وابن خطيب يبرور وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "برع في فنون من حديث وفقه ونحو وتاريخ وأدب وكان يستحضر من الحديث كثيرًا ومن الرجال ويذاكر من كتاب سيبويه ويميل إلى مذهب ابن حزم وتحول إلى البادية فأقام بها نحو عشرين سنة يدعو إلى الكتاب والسنة ثم قدم القاهرة وقد ضعف بصره وكان شهمًا قوي النفس، له معرفة بأحوال الناس على اختلاف طبقاتهم" أ. هـ. وفاته: سنة (813 هـ) ثلاث عشرة وثمانمائة. 2208 - ابن أبي طلحة * المفسر: علي بن سالم -أبي طلحة- بن المخارق الهاشمي بالولاء، أبو الحسن الشامي، ويقال: أبو محمد. من مشايخه: مجاهد بن جبر، وأبو الوَدَّاك جبر بن نَوف وغيرهما. من تلامذته: داود بن أبي هند، ومعاوية بن صالح وغيرهما. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 361)، أعيان الشيعة (41/ 254)، معجم المؤلفين (2/ 440). * الشذرات (9/ 152)، البغية (2/ 167)، الضوء اللامع (5/ 221) , إنباء الغمر (6/ 250)، قال ابن حجر: نقلت ترجمته من خط الشيخ تقي الدين المقريزي والعهدة فيه عليه أ. هـ. * طبقات ابن سعد (7/ 458)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 188)، ميزان الاعتدال (4/ 163)، معجم المفسرين (1/ 361)، تاريخ بغداد (11/ 428)، التاريخ الكبير (6/ 281)، تهذيب التهذيب (7/ 288)، تقريب التهذيب (698)، فتح الباري (8/ 438 - 439)، العجاب لابن حجر (1/ 207)، تهذيب الكمال (20/ 490) , هدية العارفين (1/ 667)، كشف الظنون (1/ 428)، الثقات لابن حبان (7/ 211)، تذكرة الحفاظ (3/ 1107)، الناسخ والمنسوخ للنحاس (75) , الإتقان للسيوطي (2/ 188).

كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن، حدثنا أبي قال: سمعت دُحَيمًا يقول: لم يسمع علي بن أبي طلحة من ابن عباس التفسير" أ. هـ. * تاريخ بغداد: " .... حدثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود وسئل عن علي بن أبي طلحة فقال: هو إن شاء الله في الحديث مستقيم، ولكن له رأي سوء وكان يرى السيف". وقال: "روى عنه الثقات مثل بُدَيل بن ميسرة، والحكم بن عتيبة ... فلا أدري هو كوفي أو شامي أو بصرى، لأنه روى عنه الكوفيون والشاميون وغيرهم" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال النسائي ليس به بأس. وقال يعقوب بن إسحاق بن محمد: وسُئل يعني صالح بن محمّد عن علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير؟ قال: من لا أحد. وقال يعقوب: روى شعبة وحماد بن زيد عن بُدَيل بن ميسرة عن علي بن أبي طلحة وهو ضعيف الحديث، ليس بمحمود المذهب. وقال يعقوب في موضع آخر: علي بن أبي طلحة أبو الحسن الهاشمي شامي ليس هو بمتروك ولا هو حجة. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .. " أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال الميموني عن أحمد: له أشياء منكرات وهو من أهل حمص". وقال: "قلت: ونقل البخاري في تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس شيئًا كثيرًا في التراجم وغيرها ولكنه لا يسميه يقول قال ابن عباس أو يذكر عن ابن عباس وقد وقفت على السبب الذي قال فيه أبو داود يرى السيف وذلك فيما ذكره أبو زرعة الدمشقي عن علي بن عياش الحمصي قال لقي العلاء بن عتبة الحمصي علي بن أبي طلحة تحت القبة فقال: يا أبا محمّد تؤخذ قبيلة من قبائل المسلمين فيقتل الرجل والمرأة والصبي لا يقول أحد الله الله والله لئن كانت بنو أمية أذنبت لقد أذنب بذنبها أهل المشرق والمغرب يشير إلى ما فعله بنو العباس لما غلبوا علي بني أمية وأباحوا قتلهم على الصفة التي ذكرها قال: فقال له علي بن أبي طلحة: يا عاجز أو ذنب على أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أخذوا قومًا بجرائرهم وعفوا عن آخرين قال: فقال له العلاء: وإنه لرأيك قال: فقال نعم له العلاء: لا كلمتك من فمي بكلمة أبدًا إنما أحببنا آل محمّد بحبه فإذا خالفوا سيرته وعملوا بخلاف سنته فهم أبغض الناس إلينا ووثقه العجلي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ارسل عن ابن عباس ولم يره ... صدوق قد يخطئ" أ. هـ. وفي العجاب: "وعلي صدوق لم يلق ابن عباس. لكنه إنما حمل من ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة" أ. هـ. وفي الفتح قال: "قال أبو جعفر النحاس في كتاب معاني القرآن له بعد أن ساق رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تأويل الآية: هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية: هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية وأعلاه وأجله، ثم أسند عن أحمد بن حنبل قال: بمصر صحيفة في التفسير

2209 - أبو الحسن النوري

رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدًا ما كان كثيرًا انتهى. وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرًا -على ما بيناه في أماكنه- وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبيان أبي صالح انتهى" أ. هـ. * الناسخ والمنسوخ: "والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع عن ابن عباس وإنما أخذ عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق" أ. هـ. * الإتقان: "قال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير، قال ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (143 هـ) ثلاث وأربعين ومائة. 2209 - أبو الحسن النُّوري * المقرئ: علي بن محمّد بن سالم، أبو الحسن، النوري الصَّفاقُسي. ولد: سنة (1053 هـ) ثلاث وخمسين وألف. من مشايخه: قرأ على الشيخ عاشور القسنطيني، والشيخ سليمان الأندلسي وغيرهما. من تلامذته: ابنه أحمد، ومحمد المؤدب الشرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "الإمام المقرئ المحدث المسند العلامة الفقيه المتكلم المحقق المتفنن حامل راية العلوم باليمين القدوة المربي المتمسك بعرى الدين السالك سنن المهتدين والفضلاء الواصلين" أ. هـ. * ذيل البشائر: "المربي السالك مسلك الطريقة والحقيقة ... وبنى دار زاوية ومدرسة لطلب العلم والقراءات. وكان يحسن للطلبة، ويطعمهم الطعام، ويكسوهم من كسبه، ويربيهم أحسن تربية. وزاد فضله، وشاع ذكره واشتهر في الآفاق، وازدحمت الناس على بابه، ساس الأمة، وكشف الغمة، وعمّت به النعمة. وكثرت طلبته ومريدوه، واستفادت منه الناس بإرشاده في الطريقة والحقيقة. وفي كل ليلة تجتمع الطلبة، ويقرؤون القرآن العظيم في حضرته على أسلوب الدّوري البصري. صاحب مكاشفات، وله كلام كثير في الحقائق. ومن مشائخه بمصر الشيخ محمّد بن نصر المغربي، وتوقف في إجازته. حتى أخبره برؤيته للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وشبه خلفه، ولم يدركه. فلما قص رؤياه على الشيخ، قال له: "مشيئة على سنته وعدم إدراكك له مقبول، إذ حارت فيه الأكابر قبلك وحقّت لك الإجازة، فأجازه. وأثنى عليه، قال المملي: ¬

_ * شجرة النور (321)، الأعلام (5/ 14)، معجم المؤلفين (2/ 506)، كتاب "تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين" للمترجم له (المقدمة). الطبعة الأولى (1406 هـ- 1986 م)، مكتبة الثقافة الدينية القاهرة- مصر، مشاهير التونسيين (280) وقد سماه علي بن سالم بن محمّد بن سالم النوري، ذيل البشائر (127)، معجم المطبوعات (1873).

2210 - ابن ذؤابة

"لازمته كثيرًا فما رأيته خالف السنّة قط وفي حجته أراد الإقامة بالمدينة المنورة، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره بالرحلة إلى المغرب، وإقامة السنة به" أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ من فقهاء المالكية .. " أ. هـ. * مشاهير التونسيين: "كان من العلماء العلمين الجاهدين، إذ أنشأ مراكب للجهاد كانت لها أثر محدود في رد عادية فرسان مالطا على صفاقس ولا يأكل إلا من عمل يده ... " أ. هـ. * قلت: ومن مقدمة كتاب "تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين" للمترجم بقلم نخبة من العلماء: "ومع ما اشتهر به الشيخ النوري من إحياء السنة يريد الشيخ محمود مقدش في (نزهة الأنظار) أن يلزه من ينتقدهم حين يذكر أنه وقف بخط المترجم على أنه ما نصه: "قال كاتبه لطف الله به قرأت على شيخنا الشيخ شرف الدين ابن شيخ الإسلام الأنصاري من صحيح مسلم .. واجتمعت بالشيخ الصالح الشنواني بعد زيارة سيدي أحمد البدوي وأخذت عليه الطريقة الأحمدية وتلقيت منه الذكر وأخذت عليه الورود وهو أخذ عن قطب الزمان عن سيدي أحمد الخامي" أ. هـ. وعقب صاحب النزهة على كلامه السالف بأن هذا بعدما كان ينكر على أهل الحال. وما استنتجه صاحب النزهة من أنه رجع عن إنكاره بسبب ما نقله هنا لا قيمة له لأن ما كتبه بخطه كتبه وهو يدرس بمصر وذلك في أوائل حياته ثم إن أفكاره إنما أبداها حتى تصدر للتدريس والإفادة بصفاقس ورأى ما عليه فقراء المتصوفة في زمنه وما يصدر عنهم من أفعال هي بعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية لما فيها من أمور إذا عرضت على قواعد الإسلام أباها فإنكاره متأخر على ما كتبه .. أما التصوف الصحيح بذكر الله تعالى وما يتماشى وقواعد الإسلام فإنه لا ينكره ... قال بعضهم إنه من العلماء العاملين الذين أحبوا الاعتناء بالسنة ونشروا طربقة الإسناد .. وهم متمسكون بالسنة أشد التمسك بعيدون عن البدع ومحاربون لها .. " أ. هـ. * قلت: في نهاية كتابه ص (51) قال: "والله تعالى ... أسأل وبنبيه العظيم وبكل محبوب ومحب لله أتوسل" أ. هـ. قلت: هذا من التوسل الممنوع الذي لم يأذن به الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل هو من أصول الصوفية ومبتدعيهم ... نسأل الله تعالى السلامة. وفاته: (1118 هـ) ثمان عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: "غيث النفع في القراءات السبع" و "عقيدة" في التوحيد سماها "العقيدة النورية في معتقد السادة الأشعرية" و "حاشية على المواهب اللدنية" وغيرها. 2210 - ابن ذُؤابة * المقرئ: علي بن سعيد بن الحسن، أبو الحسن بن ذؤابة البغدادي القزاز. من مشايخه: إساحق بن أحمد الخُزاعي، وأبو عبد الله اللهبي وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسنن الدارقطني، وصالح بن ¬

_ * معرفة القراء (1/ 299)، غاية النهاية (1/ 543).

2211 - أبو الحسن القرطبي

إدريس وعامة البغداديين. كلام العلماء فيه: * معرفة: "كان من جلة أهل الأداء، مشهور ضابط محقق". وقال: "قال أبو عمرو الداني: مشهور بالضبط والإتقان، ثقة مأمون" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مشهور ضابط ثقة" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة. 2211 - أبو الحسن القرطبي * المقرئ: علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان، أبو الحسن الأنصاري القرطبي. من مشايخه: ابن حوط الله، ويوسف بن إبراهيم بن أبي ريحانة وغيرهما. من تلامذته: أبو البركات محمد بن محمد بن إبراهيم البلفيقي قاضي الجماعة بغرناطة، ومحمد بن محمّد بن عمر اللخمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ فاس" أ. هـ. من مصنفاته: ألف كتابًا في كيفية جمع القراءات. 2212 - الزَّهْراوي * النحوي، المفسر, المقرئ: علي بن سليمان بن محمّد الزهراوي الحاسب، أبو الحسن. من مشايخه: أبوه، وأبو بكر الزبيدي، وأبو الحسن الأنطاكي وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر المصحفي، وأبو عثمان سعيد بن عيسى الأصفر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "كان عالمًا بالهندسة والعدد والطب، وليس هو صاحب كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) ذاك خلف بن عباس" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "كان مقرئًا مجودًا فقيهًا حافظًا نحويًّا عدديًا مهندسًا وهما أغلب عليه" أ. هـ. * الديباج: "كان من أهل العلم، والتفسير، والقراءات، والفرائض" أ. هـ. * معجم المفسرين: "عالم بالتفسير والقراءات والفرائض والعدد والهندسة ... كان إمام جامع غرناطة والخطيب به" أ. هـ. وفاته: سنة (431 هـ) إحدى وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "المعاملات على طريق البرهان"، و"الزهراوي في الطب"، وكتاب كبير في تفسير القرآن. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 544). * بغية الملتمس (2/ 551)، الصلة (2/ 392)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 218)، طبقات الأطباء (484)، طبقات الأمم (192)، الديباج (2/ 117)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 409)، معجم المفسرين (1/ 362)، معجم المؤلفين (2/ 447)، هدية العارفين (1/ 686).

2213 - الأخفش الصغير

2213 - الأخفش الصغير * اللغوي: علي بن سليمان بن الفضل، أبو الحسن البغدادي، وهو الأخفش (¬1) الصغير. من مشايخه: ثعلب، والمبرد ولازمهما. من تلامذته: المُعافى الجَريري، والمُرْزُباني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "هو غير الأخفش الأكبر والأخفش الأوسط، وكان بين ابن الرومي وبين الأخفش المذكور منافسة وكان الأخفش يبادر داره ويقول عند بابه كلامًا يتأذى به، وكان ابن الرومي كثير التطير فإذا سمع كلامه لا يخرج ذلك اليوم من بيته، فكثر ذلك منه فهجاه ابن الرومي بأهاج كثيرة وهي مثبتة في (ديوانه) وكان الأخفش يحفظها ويوردها استحسانًا لها في جملة ما يورده، وافتخارًا أنه نوه بذكره إذ هجاه، فلما علم ابنُ الرومي ذلك أقصر عنه" أ. هـ. * قلت: وذكره صاحب روضات الجنات ضمن ترجمة ابن الرومي. * السير: "برع في العربية ... وغيره أوسع في الآداب منه. وكان بينه وبين ابن الرومي وحشة، فكان ابن الرومي يهجوه، وهو يعبث به، ويمر ببابه فيقول كلامًا يتطير منه ابن الرومي، فلا يخرج يومئذ. وكان مُوثقًا" أ. هـ. * إشارة التعيين: "توفي من أكل السَّلْجم (¬2) النيء من الغلة فقبض على قلبه فمات" أ. هـ. * الشذرات: "قال المُرْزُباني: لم يكن الأخفش المذكور بالمتسع في الرواية للأخبار والعلم بالنحو، وما علمته صنف شيئًا البتة ولا شعرًا، وكان إذا سئل عن مسألة في النحو ضجر وانتهر من يسأله ... " أ. هـ. وفاته: سنة (315 هـ)، وقيل: (316 هـ) خمس عشرة، وقيل: ست عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "شرح سيبويه"، و"الأنوار"، و"المهذب". 2214 - حِيدة * النحوي: علي بن سليمان الملقب بحيدة وقيل حيدرة البَكِيلي (¬3) اليمني التميمي الزيدي الإسماعيلي. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان من وجوه أهل اليمن وأعيانهم ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 433)، الأنساب (1/ 96)، نزهة الألباء (185)، المنتظم (13/ 271)، معجم الأدباء (4/ 1770)، إنباه الرواة (2/ 276)، وفيات الأعيان (3/ 310)، مختصر تاريخ دمشق (17/ 293)، إشارة التعيين (219)، العبر (2/ 160)، السير (14/ 480)، البداية والنهاية (11/ 168)، الوافي (21/ 141)، البلغة (153)، النجوم (3/ 219)، بغية الوعاة (2/ 167)، الشذرات (4/ 73)، روضات الجنات (5/ 201)، الأعلام (4/ 291)، معجم المؤلفين (2/ 448). (¬1) الأخفش: معناه ضعيف البصر مع صغر العين. (¬2) السلجم -بالسين المهملة: نبات معروف، أو ضرب من البقول يؤكل [انظر السير]. * بغية الوعاة (2/ 168)، معجم المؤلفين (2/ 448)، الوافي (21/ 146)، معجم الأدباء (4/ 1769)، هدية العارفين (1/ 703)، كشف الظنون (2/ 1495)، معجم البلدان (1/ 475)، الأعلام (4/ 291). (¬3) بلدة في اليمن يقال لها بكيل من أعمال ذمار.

2215 - المنصوري

علمًا ونحوًا وشعرًا" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أديب نحوي شاعر" أ. هـ. قال ياقوت: "هذا عجب ممن صنف كتابًا كبيرًا في النحو يقول: جمع المكثر أربعة أوزان وهي على نحو من خمسين وزنًا" أ. هـ. وفاته: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "كشف المشكل" في النحو في مجلدين، وله شعر. 2215 - المَنصُوري * المقرئ: علي بن سليمان بن عبد الله المنصوري. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "شيخ القراء بالآستانة" أ. هـ. وفاته: سنة (1134 هـ) أربع وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "شرح في صفة سيد المرسلين والعشرة المبشرة"، و"تحرير طرق الروايات" في القراءات، و"ألفية" في النحو. 2216 - البُوجُمْعَوي * المفسر: علي بن سليمان الدِّمناتي أو الدِّمنتي البُوجُمْعَوي، أبو الحسن المالكي. ولد: سنة (1234 هـ) أربع وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: أبو العباس أحمد المجدشتي السوسي، وأبو العباس أحمد بن عمر الدكالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * فهرس الفهارس: "الفقيه المحدث الصالح البركة الناسك صاحب التآليف العديدة" أ. هـ. * الأعلام: "فقيد، من أعلام المغاربة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه مالكي مفسر، محدث من أعلام المغاربة" أ. هـ. وفاته: سنة (1306 هـ) ست وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"نور مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه"، وديوان شعر في الأمداح النبوية. 2217 - ابن سهل النَّيسَابُوري * المفسر: علي بن سهل بن العباس بن سهل النيسابوري، أبو الحسن. من مشايخه: الصابوني، والقشيري، وعبد الغافر الفارسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "المفسر العالم العابد الدَّين". وقال: "قال عبد الغافر: نشأ في طلب العلم وتبحر في العربية وكان من تلامذة أبي الحسن ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 232)، الأعلام (4/ 292)، معجم المؤلفين (2/ 447)، هدية العارفين (1/ 765). * معجم المفسرين (1/ 362)، فهرس الفهارس (1/ 176)، هدية العارفين (1/ 776)، معجم المطبوعات لسركيس (527)، الأعلام (4/ 292)، معجم المؤلفين (2/ 447). * معجم المفسرين (1/ 362)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 258)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 409)، هدية العارفين (1/ 694)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 451)، الوافي (21/ 150)، معجم المؤلفين (2/ 449)، معجم الأدباء (4/ 1774)، بغية الوعاة (2/ 169).

2218 - الأبياري

الواحدي" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "قال ابن السمعاني: كان إمامًا فاضلًا زاهدًا حسن السيرة، مرضي الطريقة، جميل الأثر عارفًا بالتفسير" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه شافعي مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (491 هـ) إحدى وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "زاد الحاضر والبادي" في التفسير، وكتاب "مكارم الأخلاق". 2218 - الأبياري * النحوي، اللغوي: علي بن سيف بن علي بن سليمان اللواتي الأصل الأبياري الشافعي المصري، نزيل دمشق. ولد: سنة بضع وخمسين وسبعمائة، وقيل: (753) ثلاث وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: العنّابي، الكمال بن حبيب وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر، والقاضي علاء الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان فقير النفس شديد الشكوى وكلما حصل له شيء اشترى به كتابًا. ذكر القاضي علاء الدين أنه قرأ عليه جزء جمعه شيخه العنابي في الفصل المتعدي والقاصر وأنه لم يستوعبه كما ينبغي" أ. هـ. * الضوء: "كان يتعصب لابن مالك، وفي خلقه حدة" أ. هـ. * الشذرات: "فاق في حفظ اللغة، وعُني بالأصول فقرأ (مختصر ابن الحاجب) دروسًا على المشايخ وأكثر مطالعة كتب الأدب ولم يتزوج قط" أ. هـ. * الأعلام: "ولد بالقاهرة ونشأ بغزة يتيمًا، ودخل دمشق فمهر في اللغة والحديث. وجعل خازنًا لكتب السميساطية وزار القاهرة مرات وحدث فيها بصحيح مسلم" أ. هـ. وفاته: سنة (814 هـ) أربع عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: له "جزء" في الرد على تعقبات أبي حيان لكلام ابن مالك. 2219 - ابن أبي الفوارس * المقرئ: علي بن شجاع بن سالم بن علي بن موسى بن حسان، كمال الدين الضرير، أبو الحسن بن أبي الفوارس، الهاشمي العباسي المصري الشافعي. ولد: سنة (572 هـ) اثنتين وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: الإمام أبو محمّد القاسم بن فِيرُّة الشاطبي، وأبو الحسن شجاع بن محمّد المدلجي، وأبو الجود غياث بن فارس وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن إسرائيل القصاع، والشيخ حسن الراشدي، وشمس الدين محمّد الحاضري وغيرهم. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 38)، الضوء اللامع (5/ 230)، وجيز الكلام (2/ 414)، بغية الوعاة (2/ 169)، الشذرات (9/ 159)، الأعلام (4/ 293)، معجم المؤلفين (2/ 448). * معرفة القراء (2/ 657)، تذكرة الحفاظ (4/ 1454)، العبر (5/ 266)، غاية النهاية (1/ 544)، الشذرات (7/ 532).

2220 - الشبيني

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "الشيخ الإمام .. شيخ القراء بالديار المصرية في زمانه ... وكان أحد الأئمة المشاركين في فنون من العلم، حسن الأخلاق تام المروءة، كثير التواضع، مليح التودد، وافر المحاسن انتهت إليه رئاسة الإقراء وازدحم عليه القراء" أ. هـ. * العبر: "تصدر للإقراء دهرًا وانتهت إليه رئاسة الإقراء وكان إمامًا يجري في فنون من العلم وفيه تودد وتواضع ولين ومروءة تامة" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "شيخ القراء، بقية السلف" أ. هـ. * غاية النهاية: "صهر الشاطبي الإمام الكبير النقال الكامل شيخ الإقراء بالديار المصرية .. كان من الأئمة الصالحين وعباد الله العاملين" أ. هـ. وفاته: سنة (661 هـ) إحدى وستين وستمائة. 2220 - الشَّبِّيني * المفسر: علي بن شلبي الشبيني (¬1). كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر شافعي ... لم أجد له ترجمة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "لم أجد له ترجمة وافية فيما بين يدي الساعة من كتب الرجال .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1195 هـ) خمس وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "نور الأنوار" يعرف بتفسير الشبيني، و"شرح على منهج الطلاب" لزكريا الأنصاري وغير ذلك. 2221 - الدَّاغِسْتاني * المفسر: عليّ بن صادق بن محمّد بن إبراهيم بن حسين الداغستاني الشماخي الحنفي. ولد: سنة (1125 هـ) خمس وعشرين ومائة وألف. من مشايخه: عبد الكريم الآمدي، وأيوب الداغستاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "نزيل دمشق ومدرس الحديث بها تحت قبة النسر، الشيخ الإمام العالم العلامة، المحقق المدقق النحرير المفنن ... وتصدر بدمشق وكان يرجع إليه في مهمات الأمور .. " أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث مفسر مشارك في أنواع من العلوم، أصله من بلدة شماخ، قرأ في بلاده ثم في ديار بكر والحجاز، ثم استقر في دمشق ودرس الحديث في الجامع الأموي تحت قبة النسر، وتوفي بها" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 363)، الأعلام (4/ 293)، معجم المؤلفين (2/ 450)، وقال كان حيًّا سنة (1189 هـ). (¬1) قال الزركلي في الأعلام: ولفظ (شلبي) يذهب إلى أنه عراقي, ولكن فهرس الأزهرية يقول إنه مصري، فإن صح هذا فلعل الشبيني نسبة إلى شبين كوم .. أ. هـ. عاصمة محافظة المنوفية بوسط الدلتا. * سلك الدرر (3/ 215)، وفيه الطاغستاني، معجم المفسرين (1/ 363)، الأعلام (4/ 294)، هدية العارفين (1/ 770)، إيضاح المكنون (1/ 140)، معجم المؤلفين (2/ 450).

2222 - أبو الحسن الهمداني

وفاته: سنة (1199 هـ) تسع وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: تعليقات على أماكن من تفسير البيضاوي، وشرح حديث الرحمة، وغير ذلك. 2222 - أبو الحسن الهمداني * المقرئ: عليّ بن صالح بن صالح بن حي واسم حي: حَيَّان بن شُفَي بن هُنَي بن رافع أبو الحسن الهَمداني. من مشايخه: سلمة بن كهيل، وسماك بن حرب، وتلا على عاصم وحمزة. من تلامذته: أخوه الحسن، ووكيع، وقرأ عليه عبيد الله بن موسى. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: " ... كان صاحب قرآن وكان ثقة إن شاء الله، قليل الحديث" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال محمّد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن عليّ بشيء. قلت: لا يدلُّ هذا على قدح ولا بُدّ" أ. هـ. * السير: "ولم يدخل هذا في رأي أخيه -يعني الحسن- من ترك جمعة ولا غيره" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال عبيد الله: سمعت الحسن بن صالح (أخو علي) يقول: لما احتضر أخي رفع بصره ثم قال: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} ثم خرجت نفسه فنظرنا فإذا ثقب في جنبه قد وصل إلى جوفه وما علم به أحد .. كان الحسن وعلي وأمهما قسما الليل ثلاثة أجزاء ثم ماتت أمهما فكانا يقتسمان الليل ثم مات علي فكان الحسن يقوم الليل كله" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: " ... قال أحمد وابن معين والنسائي ثقة ... وذكره ابن حبان في الثقات ... ثم قال: قال العجلي: كوفي ثقة، وقال عُثمَان الدارمي عن ابن معين: ثقة مأمون. وقال: قال الساجي سمعت مثنى يقول ما سمعت يحيى ولا ابن مهدي حدثانا عن علي بن صالح بشيء قط، ونقل الساجي أن ابن معين ضعفه" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة عابد" أ. هـ. وفاته: سنة (154 هـ) أربع وخمسين ومائة. 2223 - السّحُومي * المفسر: عليّ بن صلاح بن أبي بكر بن محمّد بن عليّ السحومي القرمي، نزيل حلب، علاء الدين. كلام العلماء فيه: * الدرر: "قال ابن حبيب: عالم جليل القدر يسر القلب ويشرح الصدر، كان عارفًا بالفقه ¬

_ * طبقات ابن سعد (6/ 374)، حلية الأولياء (7/ 327)، الكامل (5/ 613)، ميزان الاعتدال (5/ 161)، السير (7/ 371)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 16) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 546)، تهذيب التهذيب (7/ 292)، تقريب التهذيب (698). * الدرر الكامنة (3/ 326)، بغية الوعاة (2/ 169)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 410)، إعلام النبلاء (5/ 57) , معجم المفسرين (1/ 363)، معجم المؤلفين (2/ 452).

2224 - الصعدي

والتفسير والأصول والعربية، وكان كثير الانجماع مقبلًا على شأنه قال القاضي علاء الدين في تاريخ حلب: كان دينًا كثير العبادة انتفع به الطلبة" أ. هـ. * إعلام النبلاء: "كان عالمًا بالأصول والتفسير والفقه وغيرهما، دينًا كثير العبادة، أقام بحلب يفتي ويصنف ويشتغل وانتفع به الطلبة" أ. هـ. وفاته: سنة (774) أربع وسبعين وأربعمائة عن بضع وستين سنة. 2224 - الصَّعْدِي * المفسر: عليّ بن صلاح بن عليّ بن محمّد بن عبد الله الصَّعْدي اليماني الزيدي (¬1). كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "محدث، أصولي عارف بالتفسير من أهل صَعْدة باليمن" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (1070 هـ) سبعين وألف. من مصنفاته: "التفصيل لأسباب التنزيل"، و"إيضاح سبيل الوصول إلى معنى ذوي العقول في معرفة قواعد الأصول" وغير ذلك. 2225 - جكال الدين الكوْكَباني * المفسر: عليّ بن صلاح الدين بن عليّ بن صلاح الدين بن يحيى بن الحسين بن علي الكوكباني الحسني، جمال الدين. ولد: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف. من مشايخه: هاشم بن يحيى الشامي، وإبراهيم بن خالد العلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ملحق البدر الطالع: "السيد العلامة الحفاظة الفهامة ... اشتغل بعلم الحديث ورجاله، فبلغ إلى مبلغ سامى به القدماء، وصار حفاظة نحريرًا مجتهدًا أخباريًا ضابطًا ماهرًا كبيرًا، وكان حسن المحاضرة، صدوقًا لا يمر الكذب على لسانه أصلًا، حاد الطبع جدًّا ... " أ. هـ. * نشر العرف: "وقد ترجم له القاضي أحمد قاطن وأثنى عليه خيرًا وذكر أنها جرت عليه نكبات ولحقته بليات حتى مات محبوسًا غريبًا محزونًا كئيبًا. قال جحاف: والبليات التي ذكرها القاضي فيما يزعم النّاس أنه قتل بنتًا له، وأنه قتل زوجته، وأصيب ببلية غير بلية زوجته، وهي أن ابنته كانت على شفير بئر فسقط من يدها بالبئر الحبل والدلو فخافت من والدها القتل، أو الضرب المبرح ففرت من البيت الذي هي فيه بصنعا والتجأت إلى بعض شرائف آل الإمام. وما زالت مختفية حتى مات، فنسب الناس إليه أنه قتلها فحبس لذلك السبب، سجنه الإمام المنصور على ثلاثة أيام ومات رحمه الله" أ. هـ. * الأعلام: "باحث يماني، من علماء الزيدية، ولد بكوكبان، وتعلم وتوفي بصنعاء" أ. هـ. وفاته: سنة (1191 هـ) إحدى وتسعين ومائة وألف. ¬

_ * معجم المؤلفين (2/ 452)، معجم المفسرين (1/ 363)، هدية العارفين (1/ 760). (¬1) الزيدي: نسبة إلى مذهب الزيدية، أحد فرق الشيعة وقد عرفنا بهم سابقًا. * ملحق البدر الطالع (165)، معجم المفسرين (1/ 364)، الأعلام (4/ 295)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (64)، نشر العرف (2/ 239)، معجم المؤلفين (2/ 452).

2226 - ابن كردان

من مصنفاته: "إتحاف الخاصة بتصحيح الخلاصة"، و"درر الأصداف المنتقاة من سلك الجواهر الأسعاف لشرح شواهد البيضاوي والكشاف" وغير ذلك. 2226 - ابن كُرْدان * النحوي: عليّ بن طلحة بن كُرْدان، أبو القاسم الواسطي. من مشايخه: أبو عليّ الفارسي، والرُّمَّاني وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتح بن مختار، ومحمد بن عبد السلام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "كان الواسطيون يفضلونه على ابن جني والربعي". * السير: "إمام النحو ... وكان دينًا صَيِّنًا نَزهًا". * الوافي: "صنف في إعراب القرآن كتابًا ... ثم بدا له فغسله قبل موته، وهو أحد من لم يذكره ابن عساكر". * البغية: "كان ثقة دينًا". * معجم المفسرين: "كان متصوفًا نزيهًا". قلت: قد وقع اختلاف كبير في اسمه فمنهم من سماه عليّ بن طلحة ... كما في السير، والوافي (21/ 155)، وإنباه الرواة، وبغية الوعاة، ومعجم الأدباء، معجم المؤلفين (2/ 453)، ومعجم المفسرين (1/ 365)، وتاريخ الإسلام، والقسم الآخر سماه عبد الوهاب بن علي ... كما في الوافي (19/ 314)، ومعجم المؤلفين (2/ 343)، ومعجم المفسرين، وسؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي والراجح هو الأول والله أعلم. وفاته: سنة (424 هـ) أربع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "إعراب القرآن". 2227 - أبو الحسن البصري * المقرئ: علي بن طلحة بن محمّد بن عمر، أبو الحسن البصري ثم البغدادي. ولد: سنة (351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر القَطِيعي، وابن ماسي، وإبراهيم الخرقيين وغيرهم. من تلامذته: أبو طاهر بن سوار، وعبد السيد بن عتاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال -أي الخطيب البغدادي-: كتبنا عنه ولم يكن به بأس" أ. هـ. قلت: ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ وقال: "شيخ القراء" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مشهور ثقة" أ. هـ. ¬

_ * سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي (14)، معجم الأدباء (2/ 1775)، إنباه الرواة (2/ 284)، تاريخ الإسلام (وفيات 424) ط. تدمري، السير (17/ 427)، الوافي (19/ 314) و (21/ 155)، بغية الوعاة (2/ 170)، معجم المفسرين (1/ 365)، معجم المؤلفين (2/ 343 و 453). * معرفة القراء (1/ 400)، غاية النهاية (1/ 546)، تاريخ بغداد (11/ 442)، تاريخ الإسلام (وفيات 434) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1107).

2228 - ابن الكفتي

وفاته: سنة (434 هـ) أربع وثلاثين وأربعمائة, عن ثلاث وثمانين سنة. 2228 - ابن الكُفْتي * المقرئ: علي بن ظهير بن شهاب، نور الدين المصري الموُشِّي ابن الكُفْتي. من مشايخه: عيسى بن أبي الحرم، وأبو إسحاق بن وثيق وجماعة. من تلامذته: الإمام أبو حَيَّان، وعلم الدين البِرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "شيخ القراء بالجامع الأزهر .. وكان أحد من اعتنى بالقراءات وعللها وشهر بها مع الورع والديانة والزهد والصيانة. وقد حدَّث عن أصحاب السِّلَفي" أ. هـ. * العبر: "شيخ الإقراء بديار مصر .. شهر بالاعتناء بالقراءات وعللها مع الورع والتقى والجلالة" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مصدر مقرئ صالح كامل" أ. هـ. وفاته: سنة (689 هـ) تسع وثمانين وستمائة. 2229 - الهُذَلِي * اللغوي: عليّ بن عبد الجبار بن سلامة بن عَنِدون، وقيل: عيذون، أبو الحسن الهذلي التونسي. ولد: سنة (428 هـ) ثمان وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن القَطَّاع وغيره. من تلامذته: أبو طاهر السِّلَفي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم السفر: "كان إمامًا في اللغة حافظًا لها حتى إنه لو قيل لم يكن في زمانه ألغى منه لما استبعد وكانت له قدرة على نظم الشعر ... وله قصيدة في الرد على المرتد البغدادي (¬1) لعنه الله فيها أحد عشر ألف بيت على قافية واحدة" أ. هـ. * إنباه الرواة: "من أهل تونس إمام في اللغة كامل فاضل حافظ لها ... ورآى ابن البرِّ اللغوي ولم يأخذ عنه تعففًا، لما كان عليه ابن البر في التَّخلي والتبدر في أمر دينه، على ما ورد في خبره" أ. هـ. * السير: "لغوي العصر ... رأى ابن البرّ -وهو شيخ ابن القطاع- فتركه لتهتكه" أ. هـ. وفاته: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة. 2230 - ابن الدُّوش * المقرئ: عليّ بن عبد الرحمن بن أحمد بن ¬

_ * معرفة القراء (2/ 704)، العبر (5/ 362)، الشذرات (7/ 714)، غاية النهاية (1/ 547)، وفيه البوشي والمثبت من معرفة القراء. * الوافي (21/ 221)، البغية (2/ 173)، معجم السفر (281)، معجم الأدباء (4/ 1713)، إنباه الرواة (2/ 292)، السير (19/ 531)، العبر (4/ 44). (¬1) أي ابن الراوندي الزنديق. * تاريخ الإسلام (وفيات 496) ط. تدمري، الصلة (2/ 401)، وسماه ابن الروش، معرفة القراء (1/ 451)، باسم عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد، العبر (3/ 344)، غاية النهاية (1/ 375) و (1/ 548)، الشذرات (5/ 412).

2231 - ابن الجراح

الدُّوش، ويقال: الدش (¬1)، الشاطبي، أبو الحسن. من مشايخه: أبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن غلام الفرس، وأبو داود سليمان بن يحيى بن سعيد القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان ثقة فيما رواه، متثبتًا فيه، دينًا فاضلًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ ماهر ثقة كبير" أ. هـ. وفاته: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. 2231 - ابن الجرّاح * اللغوي، المقرئ: علي بن عبد الرحمن بن هارون البغدادي الشافعي أبو الخطاب، ابن الجرّاح. ولد: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم عبد الملك بن بشران، ومحمد بن عمر بن بُكير وغيرهما. من تلامذته: عبد الوهاب الأنماطي، وتلا عليه سبط الخياط أبو محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان من أهل الفضل والأدب، وكان من أهل البيوتات المعروفة في الرياسة" أ. هـ. * السير: "الإمام الكبير المقرئ قال السلفي: سألت شجاعًا الحافظ عنه، فقال: أحد القراء الحفاظ المتقنين من أهل الفضل والأدب، وله شعر جيد مدون. قال السلفي: هو إمام في اللغة، وشعره ففي أعلى درجة، وخطه فمن أحسن المخطوط، تلوتُ عليه بقراءة أبي عمرو التي قرأ بها على ابن الصقر، والقول يتسع في فضائله .. ونظم قصيدة في القراءات مشهورة سماها (المُسْعِدَة) وأم بالخليفة المقتدي، وبأبيه المستظهر، وكان شافعيًّا ثقة صدوقًا عالمًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كامل حسن الكتابة مجود التلاوة .. وانتهت إليه رناسة القراءة" أ. هـ. * الشذرات: "المقرئ الكاتب الرئيس ... وكان لغوي زمانه. له منظومة في القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (497 ها سبع وتسعين وأربعمائة وقد قارب التسعين. من مصنفاته: صنف قصيدتين في القراءات سمى إحداهما "المكملة"، والأخرى "المُسعِدَة". 2232 - ابن الأَخضَر * النحوي، اللغوي: عليّ بن عبد الرحمن بن مهدي بن عمران بن الأخضر التنوخي الإشبيلي، أبو الحسن. ¬

_ (¬1) ويقال ابن أخي الدُّوش. * المنتظم (17/ 88)، إنباه الرواة (2/ 289)، تاريخ الإسلام (وفيات 497) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 456)، العبر (3/ 348)، السير (19/ 172)، غاية النهاية (1/ 548)، الشذرات (5/ 416)، معجم المؤلفين (2/ 457). * الغنية (177)، الصلة (2/ 404)، بغية الملتمس (2/ 553)، إنباه الرواة (2/ 288)، الوافي (21/ 231)، بغية الوعاة (2/ 174)، الأعلام (4/ 299)، معجم المؤلفين (2/ 457).

2233 - الشربيني

من مشايخه: أبو الحَجّاج يوسف بن عيسى الأعلم، وأبو علي الغسّاني وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. كلام العلماء فيه: * الغنية: "من أهل إشبيلية ومقدم النحاة بها. أخذ الناس عنه قديمًا وحديثًا، وسمعوا منه كتب الآداب وضبطوها عليه" أ. هـ. * إنباه الرواة: "أخذ عنه جماعة الطلبة في زمانه وأثنوا عليه، ووصفوه بالمعرفة واليقظة والدين والفضل" أ. هـ. * الصلة: " .. مقدمًا في اللغة والأدب، دينًا، فاضلًا". * بغية الوعاة: "كان مقدمًا في العربية واللغة، دينًا ذكيًا ثقة ثبتًا وكان متصونًا دينًا" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (514 هـ) أربع عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح الحماسة"، و"شرح شعر حبيب". 2233 - الشِّرْبيني * المفسر: عليّ بن عبد الرحمن بن محمّد الخطيب الشربيني، أبو الحسن. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، من فقهاء الشافعية من أهل شربين الغربية بمصر" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1028 هـ) ثمان وعشرين وألف. من مصنفاته: "فتح الرحيم الرحمن في تفسير آية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} ". 2234 - ابن الخفاف * المقرئ: علي بن عبد الرحمن بن محمّد بن الخفاف الجزائري. من مشايخه: الشيخ إبراهيم الرياحي وغيره. من تلامذته: الشيخ المكي ابن مصطفى بن عزوز وغيره. كلام العلماء فيه: * تعريف الخلف: "قال الشيخ (بيرم) في رحلته: ومن الأخيار والذين اجتمعت بهم ومنحوني فضائل أخلاقهم النحرير العالم الشيخ عليّ الخفاف المفتي المالكي، وله فضائل كاملة وتقوى وسكينة، واطلاع وسعة في الفقه والحديث" أ. هـ. بتصرف. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: كتاب في القراءات السبع سماه "منّة المتعال في تكميل الاستدلال" جمع بين غيث النفع والشاذ الشريد فجاء كتابًا نفيسًا. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 754)، إيضاح المكنون (2/ 165)، معجم المؤلفين (2/ 466)، معجم المفسرين (1/ 365). * إيضاح المكنون (2/ 567)، معجم أعلام الجزائر (115)، تعريف الخلف (2/ 269)، وفيه عليّ بن الخفاف، هدية العارفين (1/ 778).

2235 - ابن العصار

2235 - ابن العَصَّار * النحوي، اللغوي: علي بن عبد الرحيم بن الحسن السُّلَمي العباسي الرّقي، أبو الحسن بن العصَّار (¬1). ولد: سنة (508 هـ) ثمان وخمسمائة. من مشايخه: أبو العز بن كادش، وأبو منصور بن الجواليقي وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتوح بن الحُصري وأبو البقاء عبد الله بن الحسن العكبري الضرير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "انتهت إليه الرئاسة في معرفة اللغة العربية .. وكان تاجرًا موسرًا ضابطًا ممسكًا .. وخطه المرغوب فيه المتنافس في تحصيله فإنه كان مليح الخط جيد الضبط ولا أعرف له مصنفًا ولا سمعت له شعرًا" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وكان يتجر ويذكر بالبخل والإمساك وكتب بخطه الكثير من كتب اللغة وشعر العرب وقد كان يقع في خطه الغلط مع كثرة ضبطه واحترازه، وقيل: إنه لم يكن ذكيًا، وإن النحو لم يتهيأ له معرفة ما قرأ منه على الوجه ... ، وقد كان -رحمه الله- حريصًا على الفوائد وطلبها ويسطرها على كتبه المنتسخة بخطه" أ. هـ. * السير: "كان عجبًا في اللغة، ثبتًا في النقل قال ابن النجار: لم يكن له عيب سوى تقنيطه على نفسه، وله في ذلك حكايات، وخلّف مالًا طائلًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان علَّامة العرب وحجة الأدب في نقل اللغة .. وكان مليح الخط، أنيق الوراقه والضبط ثقة ... وكان الفضلاء يترددون إليه ويقرأون عليه كتب الأدب .. كان آية في اللغة وهو متوسط في النحو وكان تاجرًا متمولًا، سافر إلى مصر" أ. هـ. * الشذرات: "كان علامة في اللغة، حجة في العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. 2236 - ابن الرَّمَاح * النحوي، المقرئ: علي بن عبد الصمد بن محمد بن مفرج الشافعي، المعروف بابن الرماح، المنعوت بالعفيف. ولد: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الجيوش أبو عساكر بن علي، والشيخ أبو الجود غياث بن فارس اللخمي ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1794)، الكامل (11/ 469)، إنباه الرواة (2/ 291)، وفيات الأعيان (3/ 338)، العبر (4/ 229)، السير (20/ 578)، الوافي (21/ 232)، بغية الوعاة (2/ 175)، الشذرات (6/ 324)، معجم المؤلفين (2/ 458)، تاريخ الإسلام (وفيات 576) ط. تدمري، وفيه علي بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الملك، أبو الحسن بن القصَّار. (¬1) العصار: منسوب إلى عصر الدهن. * التكملة لوفيات النقلة (3/ 415)، تذكرة الحفاظ (4/ 1423)، معرفة القراء (2/ 622)، تاريخ الإسلام (وفيات 633) ط. بشار، العبر (5/ 134)، الوافي (21/ 237)، غاية النهاية (1/ 549)، النجوم (6/ 296)، بغية الوعاة (2/ 175)، الشذرات (7/ 279).

2237 - الجرجاني

وغيرهما. من تلامذته: الزكي المنذري، والقاضي تقي الدين سليمان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "أقرأ وحدّث، وتصدر لإقراء القرآن الكريم والنحو بالمدرسة السيفية. وكان حسن السمت مؤثرًا للانفراد مقبلًا على خويصته .. " أ. هـ. * معرفة القراء: "كان حسن السمت مؤثرًا للانقطاع حسن الإنصاف جيد المعرفة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "المقريء النحوي المعدل .. تصدر للأقراء والعربية بالمدرسة السيفية والمدرسة الفاضلية مدّة .. وكان من محاسن الشيوخ" أ. هـ. وفاته: سنة (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. 2237 - الجُرجَاني * اللغوي، المفسر: علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل القاضي، أبو الحسن الجُرجَاني. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "الفقيه الشافعي الشاعر، وله ديوان مشهور وكان حسن السيرة في أحكامه صدوقًا، جم الفضائل ... وقال الثعالبي في (يتيمة الدهر): هو فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ إلى نظم البحتري. قال أبو سعد الآبي في تاريخه: كان هذا القاضي لم ير لنفسه مثلًا ولا مقارنًا مع العفة والنزاهة والعدل والصرامة. وقال حمزة السهمي: كان قاضي القضاة بالري، وكان من مفاخر جرجان" أ. هـ. * الوافي: "كان من مفاخر جرجان، وصنف تاريخًا وله في الأدب اليد الطولى وشعره وبلاغته إليهما المنتهى، وله الوساطة بين المتنبي وأبي تمام. وكان شافعي المذهب" أ. هـ. * قلت: قرر صاحب كتاب "النقد الأدبي عند القاضي الجرجاني" أن القاضي الجرجاني معتزلي، وذلك في موضعين من كتابه الأول فقال: "إن ما أجمع عليه المترجمون له من تفوقه في الفقه على المذهب الشافعي وفي الحديث والتفسير وفي التاريخ وفي الشعر وفي النقد والأدب، ثم آثاره في معظم هذه الشعب، وذلك التفوق وهذه الآثار يحددان لنا نوع ثقافته وطبيعة دراسته: فهو قد استوعب علوم الدين وبرع في فنون اللغة والأدب ولم يشارك في الفلسفة إلا بمقدار ما هو معتزلي ولهذا وصفه أحمد بن يحيى بأنه جمع بين الكلام وفقه الشافعية". ¬

_ * المنتظم (15/ 34)، معجم الأدباء (4/ 1796)، وفيات الأعيان (3/ 278)، تذكرة الحفاظ (3/ 1025)، السير (17/ 19)، تاريخ الإسلام (وفيات 392) ط. تدمري، الوافي (21/ 239)، البداية والنهاية (11/ 354)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 459)، النجوم (4/ 205)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 414)، الشذرات (4/ 353)، "القاضي الجرجاني الأديب الناقد"- الدكتور محمود السمرة- المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت - (1979 م)، الصفحات (90 - 93، 160 - 161)، "النقد الأدبي عند القاضي الجرجاني" - الدكتور عبده عبد العزيز قلقيلية، الطبعة الأولى- (1976 م) مكتبة الأنجلو المصرية الصفحات (25، 30، 33)، معجم المفسرين (1/ 366)، الأعلام (4/ 300)، معجم المؤلفين (2/ 458).

2238 - ابن مسعود القيسي

والموضع الثاني: "اعتزاله: ولقد كان القاضي الجرجاني معتزليًا فلم يكن أحمد بن يحيى المرتضى صاحب "المنية والأمل" ليسلكه في طبقة شيوخ المعتزلة في القرن الرابع الهجري عبد الجبار بن أحمد ت (415 هـ)، إلا وهو متأكد من أنه من كبار رجال هذا المذهب" أ. هـ. أضف إلى هذا الأمر أن القاضي الجرجاني كان يرى أن الأدب غير الدين، وأنه إذا ورد في الأدب ما يعارض الدين فإن هذا لا يضير الأدب ولا يحط من قيمته الفنية. قلت: قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} وقد ذكر المفسرون في معنى هذه الآية أن المسلم يجب أن يدخل كله في الدين: خلقه، أقواله، أفعاله، حركاته، سكناته، ولا ريب أن تقديم مرضاة الله سبحانه وتعالى على كل شيء أمر مطلوب شرعًا فكيف يقال إن: الدين يكون بمعزل عن الشعر، كما قال الجرجاني. وله أيضًا شعر في الغزل كثير ولكنه كان مقصورًا على الغلمان، ويقرر صاحب كتاب النقد الأدبي تصوفه فيقول: "حتى إذا تخطى العقد الخامس من عمره تقريبًا وجدناه صاحب نزعة دينية صوفية. وبوحي من نزعته الدينية أطال مكثه بمكة لما سافر إليها للحج، وبدافع من صوفيته رضي هذا الطور الخشن من أطوار حياته بالري بعد موت الصاحب، ورفض مشورة أصحابه بالتحول عنها. وقد تصوف عن اختيار ورغبة وليس عن ضيق وفقر. وهو في إفراطه في الحياة أو تفريطه فيها حريص أشد الحرص على عزته وكرامته" أ. هـ. وفاته: سنة (392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة في أصح الأقوال، قال ابن خلكان أنه توفي سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة وهو وهم. قلت: وقد خطَّأ الذهبي ابن خلكان في ذكره وفاة المترجم له سنة (366 هـ) حيث قال في السير: "ووهم ابن خلكان وصحح أنه توفي سنة (366 هـ) وإنما ذاك آخر، وهو: المحدث أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد العزيز" أ. هـ. من مصنفاته: له تفسير القرآن، و"تهذيب التاريخ"، و"الوساطة بين المتنبي وخصومه" وغير ذلك. 2238 - ابن مسعود القيسي * المقرئ: عليّ بن عبد العزيز بن محمّد بن مسعود القيسي، أبو الحسن. من مشايخه: تلا على أبي الحسن بن الطاهر البرجي، وأبي القاسم اللبسي وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن خلف بن بالغ، والخطيب أبو محمد قاسم بن محمّد بن طويل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان من أهل المعرفة بالقراءات" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "كان متقدمًا في تجويد القرآن وإتقان حروفه. ¬

_ * صلة الصلة (91)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 254)، تكملة الصلة (3/ 196).

2239 - الإربلي

ودرس الفقه وكان حافظًا للمذهب المالكي .. " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (554 هـ) أربع وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "الاستدلال على رفع الإشكال في جمع القراءات وتبيين المعاني المبهمات". 2239 - الإربلي * المقرئ: عليّ بن عبد العزيز بن محمّد، تقي الدين الإربلي، أبو الحسن. ولد: سنة (610 هـ) عشر وستمائة. من مشايخه: إبراهيم بن يوسف بن بركة، وأحمد بن محمّد بن أبي المكارم الواسطي وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس أحمد بن أبي البدر القلانسي، وتقي الدين أبو بكر المقصاتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قال الفرضي: كان مقرئًا فرضيًا نحويًّا، عدلًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام بارع مقرئ كامل" أ. هـ. وفاته: سنة (688 هـ) ثمان وثمانين وستمائة. 2240 - الحُصْرِي * المقرئ: عليّ بن عبد الغني الحُصْري الفِهْري القَيرواني، أبو الحسن. ولد: نحو سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر عتيق بن أحمد بن إسحاق التميمي، وعبد العزيز بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن صواب، ومحمد بن أحمد الأموي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "قال ابن بسام صاحب (الذخيرة): كان بحر براعة ورأس صناعة وزعيم جماعة" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان من أهل العلم بالنحو وشاعرًا مشهورًا وكان ضريرًا طاف الأندلس ومدح ملوكها .. " أ. هـ. * الصلة: "كان عالمًا بالقراءات وطرقها" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ، ماهر، أديب، حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: قصيدة في قراءة نافع في (209) بيت وهي رائية، وله ديوان شعر. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 679)، غاية النهاية (1/ 550). * تاريخ الإسلام (وفيات 488) ط. تدمري، بغية الملتمس (2/ 553)، الصلة (2/ 410)، معجم الأدباء (4/ 1808)، وفيات الأعيان (3/ 331)، السير (19/ 26)، العبر (3/ 321)، الوافي (21/ 249)، غاية النهاية (1/ 550)، بغية الوعاة (1/ 176)، الشذرات (5/ 381)، شجرة النور (118)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 153)، الأعلام (4/ 300)، معجم المؤلفين (2/ 459).

2241 - شرف الدين المراغي

2241 - شرف الدين المراغي * اللغوي: علي بن عبد القادر المراغي المعتزلي، شرف الدين الصوفي. من تلامذته: تقي الدين بن مفلح، ونجم الدين بن حجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "فاق في العلوم العقلية وشغل في الكشاف وغيره، وقام عليه من أهل السميساطية، وكان صوفيًا بها، فشهدوا عليه بالاعتزال فاستتيب بعد أن عُزر ثم قرر بخانقاه خاتون إلى أن مات وكان يدري النجوم وأحكامها وينسب إلى الرفض" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال التقي ابن الكرماني: كان فاضلًا في العلوم العقلية والعربية ويقرأ الكشاف والمنهاج في الأصول، بارعًا في الطب والنجوم، معتزليًا، ونسب إلى الرفض فرفع إلى حاكم وعُزر واستتيب. وكان صوفيًا بخانقاه السُّميساطية، فأخرج منها وأنزل بخانقاه خاتون فاستمر إلى أن مات" أ. هـ. * الشذرات: "اشتغل في بلاده ومهر في الفقه والأصول والطب والنجوم وفاق في العلوم العقلية" أ. هـ. وفاته: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة، وقد جاوز الستين. 2242 - تقي الدين السبكي * اللغوي، المفسر: علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عُثمَان بن مسوار بن سوار بن سَليم، أبو الحسن الأنصاري الخزرجي المصري السبكي الشافعي، وهو والد التاج السبكي، صاحب الطبقات. من مشايخه: تقى الدين الصائغ، وعلم الدين العراقي، وشرف الدين الدمياطي وغيرهم. من تلامذته: أبو الحَجَّاج المِزِّي، وأبو عبد الله الذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تذكرة الحفاظ: "كان جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم". * معجم شيوخ الذهبي: "كان تام العقل متين الديانة مرضي الأخلاق طويل الباع في المناظرة قوي المواد جزل الرأي مليح التصنيف" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 176)، إنباء الغمر (2/ 239)، الشذرات (8/ 519). * طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 75)، تذكرة الحفاظ (4/ 1507)، ذيل على العبر (304)، الدرر (3/ 134)، البداية (14/ 264)، الوفيات لابن رافع (2/ 185)، غاية النهاية (1/ 551)، الوافي (21/ 253)، النجوم الزاهرة (10/ 318)، وجيز الكلام (1/ 82)، بغية الوعاة (2/ 176)، ذيل تذكرة الحفاظ (352)، الدارس (1/ 134)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 416)، مفتاح السعادة (2/ 363)، روضات الجنات (5/ 294)، الشذرات (8/ 308)، الأعلام (4/ 302)، معجم المفسرين (1/ 366)، معجم المؤلفين (2/ 461)، معجم شيوخ الذهبي (372)، المعجم المختص (115)، جهود علماء الحنفية (2/ 843)، المسائل الإعتزالية (5/ 536).

2243 - ابن أبي الطيب

* الوافي: "الأشعري .. " أ. هـ. * الشذرات: "الإمام .. المفسر الحافظ الأصولي اللغوي النحوي المقريء البياني الجدلى الخلافي، النَّظار البارع، شيخ الإسلام، أوحد المجتهدين .. " أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان من أنظر من رأيناه من أهل العلم ومن أجمعهم للعلوم، وأحسنهم كلامًا في الأشياء الدقيقة وأجلدهم على ذلك" أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "شفاء السقام في زيارة خير الأنام" للمترجم له يقول: "أعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين" أ. هـ. قلت: وهو الذي ردّ عليه ابن عبد الهادي في كتابه "الصارم المنكي في الرد على السبكي" فقال في المقدمة: "فإني قد وقفت على الكتاب الذي ألفه بعض قُضاة الشافعية في الرد على شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة شد الرحال، وإعمال المطي إلى القبور فسماه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام)، ورأيت مؤلف هذا الكتاب رجلًا مماريًا معجبًا برأيه متبعًا لهواه ذاهبًا في كثير مما يعتقده إلى الآراء الشاذة والآراء الساقطة، مباشرًا إلى أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة والحجج الداحضة" أ. هـ. بتصرف بسيط. * المسائل الإعتزالية، قال في الهامش: "أشعري المذهب من المعاصرين لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن أكثر المنتقدين له، وأشدهم في الوقوع فيه" أ. هـ. وهو -أي السبكي هذا-: أشهر من أن نثبت مذهبه الأشعري والتعصب إليه، فهو ظاهرًا في كتبه، وكلامه. والله تعالى الموفق. قلت: والجدير بالإشارة إلى أن عائلة السبكي معروفون بأشعريتهم عمومًا والإنتساب لها والدفاع عنها. * جهود علماء الحنفية -من الهامش-: "من كبار الشافعية ومن أعاظم الأشعرية، ومن أشهر من دعا إلى شرك القبور. وهذا الوالد وما ولد من الأعداء الألداء لشيخ الإسلام وابن القيم ورفقهما ومن على طريقهما في الدعوة إلى العقيدة السلفية" أ. هـ. بتصرف. وفاته: (756 هـ) ست وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "الدر النظيم" في التفسير لم يكمله و"مختصر طبقات الفقهاء"، و"إحياء النفوس في صنعة وإلقاء الدروس" وغيرهما. 2243 - ابن أبي الطَّيِّب * المفسر: عليّ بن عبد الله بن أحمد النيسابوري، المعروف بابن أبي الطيب. من تلامذته: أبو القاسم علي بن محمّد بن عمرو وغيره. ¬

_ * معجم الأدباء (4/ 1781)، تاريخ الإسلام (الطبقة السادسة والأربعون) ط. تدمري، السير (18/ 173)، الوافي (21/ 207)، طبقات المفسرين للسيوطي (65)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 410)، معجم المفسرين (1/ 367)، الأعلام (4/ 304)، معجم المؤلفين (2/ 464).

2244 - ابن الإلبيري

كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "من كلامه في خطبة كتاب التفسير: الزمان زمان سفهاء السفل، والقرآن قرآن انقلاب النخل، والفضل في أنبائه فضول، وطلوع التمييز فيهم أفول والدين دين، والدنيا عَين، وأن تحلى أحدهم بالعلوم وادعى أنه في الخصوص من العموم فغايته أن يقرأ القرآن وهو غافل عن معانيه ويتحلى بالفضل وهو لا يدانيه ويجمع الأحاديث والأخبار وهو فيها مثل الحمار يحمل الأسفار" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة المفسر الأوحد ... كان آية في الحفظ مع الورع والعبادة والتأله" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان رأسًا في تفسير القرآن ... وكان يملي ذلك من حفظه، ولم يخلف من الكتب سوى أربع مجلدات إلا أنه كان من حفاظ العلم. وكان ذا ورع وعبادة" أ. هـ. * الوافي: "كانت له معرفة تامة بالقرآن وتفسيره لما مات لم يوجد في خزانة كتبه إلا أربعة مجلدات، أحدها فقهي، والآخر أدبي، ومجلدان في التاريخ" أ. هـ. * طبقات المفسرين للسيوطي: "كان رأسًا في التفسير وكان من حفاظ العالم" أ. هـ. وفاته: سنة (458 هـ) ثمان وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير" ثلاثون مجلدًا، و"التفسير الأوسط" أحد عشر مجلدًا، و"الأصغر" ثلاث مجلدات، وكان يملي ذلك من حفظه. 2244 - ابن الإلبيري * المقرئ: علي بن عبد الله بن فَرَح الجذامي الطليطلي، أبو الحسن، ويعرف بابن الإلبيري. ولد: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مشايخه: مكي بن أبي طالب القَيسي، ومحمد بن مشاور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان يقرئ الناس القرآن بالروايات ويضبطها ضبطًا حسنًا ويعظ الناس. وكان وقورًا عاقلًا حسن السمت، مليح الخط ثقة فيما رواه ثبتًا فيه، دينًا فاضلًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "المقرئ الأستاذ خطيب طليطلة ... وأقرأ الناس دهرًا، وكان ثقة عارفًا بالفن صالحًا واعظًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ ماهر ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (483 هـ) ثلاث وثمانين وأربعمائة. 2245 - الجُذامي * المفسر المقرئ: علي بن عبد الله بن محمّد بن مَوْهب الجُذامي، أبو الحسن. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 438)، غاية النهاية (1/ 553)، الصلة (2/ 400)، تاريخ الإسلام (وفيات 483) ط. تدمري. * بغية الملتمس (2/ 551)، الصلة (2/ 405)، معجم الأدباء (4/ 1791)، السير (20/ 48)، العبر (4/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 532) ط. تدمري، الوافي (21/ 209)، غاية النهاية (1/ 554)، طبقات المفسرين للسيوطي (68)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 413)، الشذرات (6/ 164)، معجم المفسرين (1/ 368)، الأعلام (4/ 304)، معجم المؤلفين (2/ 469).

2246 - أبو الحسن البرجي

ولد: سنة (441 هـ) إحدى وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو العباس العذري، والقاضي أبو إسحاق بن وردون وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال، وأحمد بن عمر بن أحمد الخزرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم له تفسير مفيد وله معرفة في أصول الدين" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "محدث مفسر متكلم" أ. هـ. وفاته: سنة (532 هـ)، وقيل: (533 هـ) اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: جمع في تفسير القرآن كتابًا حسنًا مفيدًا. 2246 - أبو الحسن البُرجي * النحوي، اللغوي: عليّ بن عبد الله بن موسى بن طاهر الغِفاري السَّرقسطي، أبو الحسن البُرجي. من مشايخه: أبو عليّ الصدفي، وأبو علي بن سُكَّرة وغيرهما. من تلامذته: غالب بن محمد، وهشام العرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال ابن الزبير: كان عارفًا بالنحو واللغة والأدب بارع الخط، حسن الوراقة، جيد الشعر، ذا رواية ودراية، وقال ابن عبد الملك: كان لغويًّا أديبًا ذا حظ صالح من رواية الأدب، أ. هـ. وفاته: سنة (536 هـ)، وقيل: (535 هـ) ست وثلاثين، وقيل: خمس وثلاثين وخمسمائة. 2247 - العُبَادي * المقرئ: علي بن عبد الله بن ثابت الأنصاري الخزرجي العُبَادي، أبو الحسن، من ولد عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -. من مشايخه: أبو الحسن بن كُرْز، وأبو داود، وأبو الحسن بن الدوش وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن رزق، وأبو عبد الله بن حميد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "كان من جلة المقرئين المجودين، ذا حظ وافر من رواية الحديث زاهدًا فاضلًا خيرًا مأثور الكرامات، مشهورًا بإجابة الدعوات كريم الطباع سري الهمة، في غاية من التقشف والتخامل والتزام سنن الصالحين والسير على مناهجهم والاقتفاء بسبيلهم، والإكباب على ما يعنيه من تدريس العلم ونشره، قليل المخالطة للناس، وكان خطيبًا بجامع غرناطة وصاحب الصلاة به، وغزا بلاد العدو غزوات كثيرة على قدميه ابتغاء الأجر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "تصدر للإقراء بغرناطة وولي ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 172). * معرفة القراء (1/ 492)، بغية الملتمس (2/ 552)، معجم أصحاب الصدفي (288)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 220)، تاريخ الإسلام (وفيات 539) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 552).

2248 - ابن النعمة

الصلاة والخطبة بها. وكان مقرئًا مجاهدًا، موصوفًا بالصلاح والفضل" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان موصوفًا بالحذق والإتقان والفضل والصلاح ... " أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام ماهر مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. 2248 - ابن النُّعْمة * النحوي، المفسر المقرئ: علي بن عبد الله بن خلف بن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الملك، أبو الحسن، ابن النعمة الأنصاري الأندلسي التمريّ. من مشايخه: أبو عليّ الصَّدفي، وأبو محمَّد بن عتاب، وأبو بحر الأسدي، وغيرهم. من تلامذته: ابن عات، وأبو عبد الله بن نوح وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "فقيه، حافظ، محدث، زاهد، فاضل أديب" أ. هـ. * الصلة: "كان مقرئًا جليلًا ونحويًا عارفًا وفقيهًا مشاورًا. قال أبو عمر بن عات: إمام بلنسية وفقيهها المشاور وأستاذها الذي لا يبارز وخطيبها الذي لا يجاوز مقرئ فائق ونحوي حاذق" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة ذو الفنون .. شيخ بلنسية تصدر لإقراء القراءات والفقه والنحو والحديث" أ. هـ. * العبر: "قال ابن الأبار: كان عالمًا حافظًا للفقه والتفاسير ومعاني الآثار مقدمًا في علم اللسان فصيحًا مفوهًا ورعًا فاضلًا معظمًا دمث الأخلاق انتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ... وكان خاتمة العلماء في شرق الأندلس" أ. هـ. * الوافي: "تصدر للقرآن والفقه والنحو والرواية ونشر والعلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (567 هـ) وقيل: في حدود (570 هـ) سبع وستين وخمسمائة، وقيل: في حدود سبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "ري الظمآن في تفسير القرآن" وهو كبير، و "الإمعان في شرح مصنف النسائي أبي عبد الرحمن" وبلغ فيه الغاية من الاحتفال والإكثار وانتفع النّاس به. 2249 - الوهْراني * النحوي، المفسر: علي بن عبد الله بن ناشر بن المبارك الوَهْراني، أبو بكر، ويقال أبو الحسن. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 567) ط. تدمري، بغية الملتمس (2/ 552)، صلة الصلة (104)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 226)، السير (20/ 584)، العبر (4/ 198)، الوافي (21/ 213)، غاية النهاية (1/ 553)، النجوم (6/ 66)، بغية الوعاة (2/ 171)، طبقات المفسرين للسيوطي (67)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 412)، الشذرات (6/ 369)، شجرة النور (150)، الأعلام (4/ 304)، معجم المؤلفين (2/ 466). * تاريخ الإسلام (وفيات 615) ط. بشار، بغية الوعاة (2/ 172)، طبقات المفسرين للسيوطي (68) , طبقات المفسرين للداودي (1/ 413)، هدية العارفين (1/ 705)، معجم المفسرين (1/ 368)، الأعلام (4/ 304)، معجم المؤلفين (2/ 470)، معجم أعلام الجزائر (115).

2250 - علي الأردبيلي

من تلامذته: أبو الحَجَّاج يوسف بن خليل الدمشقي. كلام العلماء فيه: * طبقات المفسرين للداودي: "المفسر، خطيب دارَيَّا، إمام فاضل" أ. هـ. * معجم أعلام الجزائر: "مفسر، نحوي، شاعر، سكن دمشق" أ. هـ. * الأعلام: "كان خطيب دَاريَّا" أ. هـ. وفاته: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"شرح أبيات الجمل" للزَّجَّاجي في النحو، و"شرح السبع المعلقات وإعرابها". 2250 - علي الأَردبيلي * النحوي، المفسر: عليّ بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر الأردبيلي التّبريِزي، أبو الحسن، تاج الدين. ولد: سنة (677 هـ) سبع وسبعين وستمائة. من مشايخه: شمس الدين بن المؤذن، وقطب الدين الشيرازي، والنظام الطوسي وغيرهم. من تلامذته: ابن برهان الدين الرشيدي، والقاضي محب الدين بن ناظر الجيش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "اشتغل في الأصول والفقه والنحو وعلم البيان والحكمة والمنطق وعلم الخلاف والهندسة والحساب" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان ملازمًا للتلاوة وأداء الفرائض في الجماعة فكثر من الحج، كثير البر والصدقة، تخرج به جماعة كثيرون ... إلا أنه كان متحيلًا من الناس ويؤدي به إلى الوقيعة فيهم بلا مستند بالكلية" أ. هـ. * معجم المفسرين: "قال الذهبي: هو عالم كبير شهير، كثير التلامذة، حسن الصيانة، من مشايخ الصوفية ... قال السبكي: كان ماهرًا في علوم شتى، وعني بالحديث بأخرة" أ. هـ. * الأعلام: "أفتى وهو ابن ثلاثين سنة وأصم في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "مبسوط الأحكام"، وكتب في "التفسير"، و"الحديث". 2251 - الشاوَري * النحوي، اللغوي، المقرئ: علي بن عبد الله الشاوَري، أبو الحسن، موفق الدين الشافعي. ولد: بعد سنة (736 هـ) ست وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: محمّد بن سُنَينة، وابن بصيبص وغيرهما. ¬

_ * الوفيات لابن رافع (2/ 16)، الوافي (21/ 218)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 321)، الدرر الكامنة (3/ 143)، النجوم (10/ 145)، وجيز الكلام (1/ 16)، بغية الوعاة (1/ 171)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 410)، الشذرات (8/ 256)، معجم الأطباء (307)، معجم المفسرين (1/ 369)، الأعلام (4/ 306)، معجم المؤلفين (2/ 466). * بغية الوعاة (2/ 173).

2252 - ابن عوض المالكي

كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا نبيهًا عارفًا متفننًا محققًا عالمًا بالأصول والحديث والقراءات والنحو واللغة والعروض والفرائض". وقال: "أقام يقرئ الناس في بيته وانتهت إليه رياسة الفتوى بزبيد، وانتشر ذكره، وأخذ عنه جمع جمّ، وكان مثواضعًا لطيفًا طُلب للقضاء فامتنع امتناعًا شديدًا ولم يجب إلى ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (778 هـ) ثمان وسبعين وسبعمائة. 2252 - ابن عوض المالكي * المقرئ: علي بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عوض المالكي أبو الحسن المصري، أخو القاضي بهرام. من مشايخه: قرأ على محمّد بن أحمد بن محمّد العسقلاني وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام مقرئ ناقل" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان شيخ القراءات في بالشيخونية" أ. هـ. وفاته: سنة (798 هـ) ثمان وتسعين وسبعمائة. 2253 - نور الدين السَّنهُوري * اللغوي، المقرئ: علي بن عبد الله بن علي النطوبسي، الأزهري، السّنهُوري الضرير، المالكي، نور الدين. ولد: سنة (815 هـ) خمس عشرة وثمانمائة. من مشايخه: تلا بالسبع على الشهاب السكندري، والعلاء القلقشندي وغيرهما. من تلامذته: الشرف يحيى بن الجيعان، والشرف عبد الحق السنباطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "ولم يخلف في المالكية مثله" أ. هـ. * بدائع الزهور: "كان دينًا خيرًا صالحًا مباركًا ... وكان عنده انطراح نفس مع تقشف" أ. هـ. * شجرة النور: "الإمام الكامل العالم الجليل الفاضل الحافظ المحدث شيخ المالكية في وقته" أ. هـ. * الأعلام: "اشتهر بالفقه والعربية والقراءات ومات وهو كفيف" أ. هـ. وفاته: سنة (889 هـ) تسع وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح" على مختصر خليل في الفقه، لم يكمل وشرحان للآجرومية في النحو وغير ذلك. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 553)، إنباء الغمر (3/ 306)، النجوم (12/ 154)، وجيز الكلام (1/ 322)، السلوك (3/ 2 / 865). * بدائع الزهور (3/ 208)، الضوء اللامع (5/ 249)، وجيز الكلام (3/ 954)، شجرة النور (258)، الأعلام (4/ 307)، معجم المؤلفين (2/ 468).

2254 - البدليسي

2254 - البَدْلِيسي * المفسر: علي بن عبد الله البَدْلِيسي، حسام الدين الحنفي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "مفسر، صوفي، من فقهاء الحنفية نسبته إلى بدليس (بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط) .. " أ. هـ. وفاته: سنة (900 هـ): تسعمائة. من مصنفاته: "جامع التنزيل والتأويل في تفسير القرآن" و"شرح اصطلاحات الصوفية للقاشاني"، و"الكنز الخفي في بيان مقامات الصوفي "وغير ذلك. 2255 - الشَّنْفَتَكي * المفسر: عليّ بن عبد الله بن محمود، شرف الدين، الشنفتكي أو الشيفتكي الشيرازي وفي الأعلام "الشنفكي". كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "نحوي مفسر، من علماء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (907 هـ) سبع وتسعمائة. من مصنفاته: "أحكام الكتاب المبين" في تفسير آيات الأحكام، و"شرح الإرشاد" للتفتازاني في النحو. 2256 - السِّجْلِماسي * النحوي، المفسر: عليّ بن عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى بن أبي يحيى بن أحمد بن السراج، أبو الحسن الأنصاري، السلجماسي. من مشايخه: أبو محمّد عفيف الدين السجلماسي، وأبو عبد الله محمّد بن أبي بكر الدلائي وغيرهما. من تلامذته: عيسي أبو مهدي بن محمّد الثعالبي، والإمام عبد القادر بن مصطفى الصفوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "كان آية باهرة في جميع العلوم وجميع أحواله كلها مرضية" أ. هـ. * شجرة النور: "الإمام الحافظ المتفنن المحدث الأخباري المؤلف المتقن" أ. هـ. * تعريف الخلف: "الفقيه العلامة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1057 هـ) سبع وخمسين وألف. من مصنفاته: له تفسير بلغ فيه إلى قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} وله منظومة في التفسير، وأخرى في النحو، وأخرى في الصرف، وله منظومة في التصوف. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 738)، إيضاح المكنون (1/ 452)، كشف الظنون (2/ 1514)، وهو فيه عليّ بن الحسين، معجم المؤلفين (2/ 464)، معجم المفسرين (1/ 369). * معجم المفسرين (1/ 369)، الأعلام (4/ 307)، هدية العارفين (1/ 740)، معجم المؤلفين (2/ 467)، كشف الظنون (1/ 1613، 68)، وفيه شرف الدين علي الشيرازي. * تعريف الخلف (1/ 73)، خلاصة الأثر (3/ 173)، شجرة النور (308)، معجم المفسرين (1/ 370)، معجم المؤلفين (2/ 471).

2257 - الدقيقي

2257 - الدَّقيقي * اللغوي: عليّ بن عبيد الله بن الدقاق، أبو القاسم الدقيقي. ولد: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: الفارسي، والسيرافي، والرماني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان مباركًا في التعليم، تخرج عليه خلق كثير لحسن خلقه وسجاحة سيرته" أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "شرح الجرمي"، وكتاب "العروض". 2258 - السِمْسِمَاني * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: علي بن عبيد الله بن عبد الغفار السمسماني، أبو الحسن. من مشايخه: أبو بكر بن شاذان، وأبو الفضل بن المأمون وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره، كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "حدث غرس النعمة ابن الصابئ في كتاب (الهفوات) قال: كان أبو الحسن السمسماني متطيرًا فخرج يوم عيد من داره فلقيه بعض النّاس فقال له مهنئًا: عرّف الله سيدنا الشيخ بركة شؤم هذا اليوم فقال وإياك يا سيدي وعاد فاغلق بابه ولم يخرج يومه. ورأيت جماعة من أهل العلم يزعمون أن النسبة إلى السمسمتي والسمسماني واحد يقال هذا ويقال هذا" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان صدوقًا ثقة في الرواية" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان قيمًا بعلم اللغة مشهورًا، وكتب الأدب التي عليها خطه مرغوب فيها. ولا أعرف شيئًا عن أحواله سوى أنه سمع أبا بكر بن شاذان، وأبا الفضل بن المأمون. وكان صدوقًا، وكتب الكثير ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "بغدادي من كبار الأدباء" أ. هـ. * بغية الوعاة: "وكان ثقة متطيرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. 2259 - ابن زين العرب * النحوي: علي بن عبيد الله بن أحمد بن زين الدين أبي المفاخر الشهير بزين العرب. وفاته: سنة (758 هـ) ثمان وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الأنموذج للزمخشري"، و"شرح مصابيح السنة للبغوي". ¬

_ * الكامل (9/ 341)، معجم الأدباء (4/ 1816)، تاريخ الإسلام (وفيات 415) ط. تدمري وفيه علي بن عبد الله، الوافي (21/ 294)، بغية الوعاة (2/ 178)، الأعلام (4/ 310)، معجم المؤلفين (2/ 472). * تاريخ بغداد (12/ 10)، معجم الأدباء (4/ 1817)، الكامل (9/ 341)، إنباه الرواة (2/ 288)، وفيات الأعيان (3/ 312)، تاريخ الإسلام (وفيات 415) ط. تدمري، الوافي (21/ 225)، بغية الوعاة (2/ 178). * الدرر الكامنة (3/ 152)، معجم المؤلفين (2/ 472)، هدية العارفين (1/ 720)، الأعلام (4/ 310).

2260 - الوجوهي

2260 - الوجُوهِي * المقرئ: عليّ بن عُثْمَان بن عبد القادر بن محمود بن يوسف بن الوجوهي، البغدادي الصوفي الحنبلي، شمس الدين، أبو الحسن. ولد: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: الفخر الموصلي صاحب ابن سعدون القرطبي، وسمع من شهاب الدين السهروردي وغيرهما. من تلامذته: الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن الجعبري، وابن خروف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "شيخ رباط ابن الأثير" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ مقرئ ماهر محقق مجود" أ. هـ. * الشذرات: "الصوفي المقرئ الفقيه الحنبلي الزاهد .. وكان دينًا خيرًا، صالحًا، خازنًا بدار الوزير" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مقرئ، صوفي، فقيه" أ. هـ. وفاته: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "بلغة المستفيد في القراءات العشر". 2261 - علاء الدين المَارْدِيني * اللغوي، المفسر: علي بن عُثْمَان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني الأصل، ابن التركماني الحنفي، علاء الدين. ولد: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة. من مشايخه: الدمياطي، والأبرقوهي وغيرهما. من تلامذته: أبو الفضل العراقي، وابنه أبو زرعة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجواهر المضية: "كان إمامًا في التفسير والحديث والفقه والأصول والشعر صنف وأفتى ودرّس وأفاد وأحسن وكان ملازمًا للاشتغال والكتابة، لا يمل من ذلك .. " أ. هـ. * السلوك: "كان يغلو في مذهبه -الحنفي- غلوًا زائدًا" أ. هـ. * رفع الإصر: "كان كثير الأفضال، مع مشاركة في علم الحديث" أ. هـ. * الدرر: "تفقه وتمهر وأفتى ودرس وصنف التصانيف الحافلة، ولي القضاء في شوال سنة (748 هـ) " أ. هـ. * الأعلام: "قاضي حنفي من علماء الحديث واللغة" أ. هـ. ¬

_ * الوافي (21/ 299)، غاية النهاية (1/ 556)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 284)، الشذرات (7/ 588)، معجم المؤلفين (2/ 474). * الوافي (21/ 307)، الوفيات لابن رافع (2/ 117)، الجواهر المضية (2/ 581)، الدرر الكامنة (3/ 156)، النجوم (10/ 246)، السلوك (2/ 3 / 813)، رفع الإصر (2/ 401)، تاج التراجم (153)، لحظ الألحاظ (125)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 420)، معجم المفسرين (1/ 370)، الأعلام (4/ 311)، معجم المؤلفين (2/ 473)، "الماتريدية" للشمس الأفغاني (1/ 291).

2262 - ابن القاصح

* قلت: ذكره صاحب كتاب الماتريدية ضمن أشهر أعلام الماتريدية. وفاته: سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "المنتخب" في علوم الحديث، و"المؤتلف والمختلف"، و"بهجة الأريب" في غريب القرآن، و"الدرة السنية في العقيدة السنية". 2262 - ابن القاصِح * المقرئ: علي بن عُثْمَان بن محمّد بن أحمد، نور الدين، أبو البقاء العذري، المعروف بابن القاصح. ولد: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مشايخه: ابن أبي الحوافر، والميدومي وغيرهما. من تلامذته: البرهان الصالحي، والزراتيتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "ناقل مصدر" أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. من مصنفاته: "سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقرئ المنتهي" وهو شرح على الشاطبية، و "قرة العين" في التجويد، و"مصطلح الإشارات في القراءات". 2263 - ابن عَدلان * النحوي: عليّ بن عدلان بن حماد بن عليّ، عفيف الدين، أبو الحسن الربعي الموصلي. ولد: سنة (583 هـ) ثلاث وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبو البقاء، وسمع من ابن الأخضر، وابن مينا وغيرهم. من تلامذته: سمع منه ابن الظاهري، والأبيوردي، والدّمياطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * فوات الوفيات: "الإمام العلامة النحوي" أ. هـ. * الوافي: "كان علامة في الأدب من أذكياء بني آدم، انفرد بالبراعة في حل المترجم والألغاز" أ. هـ. وفاته: سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة. من مصنفاته: "عقلة المجتاز في حل الألغاز"، ومصنف في المترجم للملك الأشرف موسى. 2264 - ابن عِرَّاق * اللغوي، المفسر: علي بن عِرَاق وقيل عِرَاق الصناري الخوارزمي. من مشايخه: أبو علي الضرير النيسابوري، وأبو عبد الله الوبري وغيرهما. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 555)، الضوء اللامع (5/ 260)، الأعلام (4/ 311)، معجم المؤلفين (2/ 475). * الوافي (21/ 308)، فوات الوفيات (3/ 43)، النجوم (7/ 226)، بغية الوعاة (2/ 179)، معجم المؤلفين (2/ 475). * معجم الأدباء (4/ 1820)، بغية الوعاة (2/ 179)، الأعلام (4/ 312)، معجم المؤلفين (2/ 475).

2265 - العربي

كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نحويًّا لغويًّا عروضيًا فقيهًا مفسرًا مذكرًا ... وكان يحفظ اللغات الغريبة والأشعار العويصة" أ. هـ. * الأعلام: "لغوي مفسر، تفقه في بخارى" أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "شماريخ الدرر" في تفسير القرآن. 2265 - العَرَبي * المفسر: عليّ العربي، علاء الدين. من مشايخه: قرأ على علماء حلب، والمولى الكوراني. كلام العلماء فيه: * الشقائق النعمانية: "العالم العامل الكامل الفاضل المولى ... ". وقال: "ثم إن المولى العربي وصل إلى خدمة المولى خضر بك ابن جلال الدين وحصل عنده علومًا كثيرة ثم إنه صار معيدًا له بأدرنه بمدرسة دار الحديث وصنف هناك حواشي شرح العقائد ثم صار مدرسًا بمدرسة السلطان مراد خان بن أدرخان الغازي بمدينة بروسه واتفق أن جاء الشيخ علاء الدين من رؤساء الطائفة الخلوتية فذهب يومًا إلى دار المولى العربي ودق بابه فخرج وسلم هو عليه ثم أدخله بيت مطالعته وأحضر له الطعام وتحدث معه في فن التصوف فانجذب إليه المولى العربي انجذابًا شديدًا حتى اختار صحبته على التدريس وأكمل عنده الطريقة الصوفية حتى أجازه في الإرشاد ولما اجتمع الناس على الشيخ علاء الدين المذكور لقوة جذبته حصل منه الخوف للسلطان محمّد خان فنفاه من البلد وأراد المولى علاء الدين أن يجادل عنه ويجيب لخصمائه فنفوه معه فذهب معه إلى بلدة مغنيسا. فاشتغل هناك بالعلم غاية الاشتغال واشتغل أيضًا بطريقة التصوف فجمع بين رئاستي العلم والعمل يحكى عنه أنه سكن فوق جبل هناك في أيام الصيف فزاره يومًا واحد من أئمة بعض القرى فقال المولى المذكور إني أجد منك رائحة النجاسة ففتش الإمام ثيابه ولم يجد شيئًا فلما أراد أن يجلس سقط من حضنه رسالة وهي واردات الشيخ بدر الدين ابن قاضي سمادنه فنظر فيها المولى المذكور فوجد فيها ما يخالف الإجماع وقال المولى كان الريح المذكور لهذه الرسالة فأمره بإحراقها فخالفه الإمام ولم يرض بذلك وقال له المولى المذكور عليك بإحراقها ولا يحصل لك منها الخير وبينا هما في ذلك الكلام ظهر من بعيد أثر النار فنظر الإمام وقال إنها في قريتي ثم نظر بعد ذلك وتأمل وقال أوه إنها في بيتي فتوجه الإمام إلى بيته نادمًا على مخالفته". وقال: "كان رحمه الله تعالى عالمًا بالعلوم العقلية والشرعية سيما الحديث والتفسير وعلم أصول الفقه وكان كتاب التلويح في حفظه ويدرس منه كل يوم ورقتين قال المولى الوالد كنت في خدمته مقدار سنتين وقرأت عليه كتاب التلويح من الركن الأول إلى آخر الكتاب وكان يمتحن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 371)، الشقائق النعمانية (92)، الشذرات (10/ 10)، الفوائد البهية (120)، هدية العارفين (1/ 739)، معجم المؤلفين (2/ 476).

2266 - الباجسرائي

الطلاب في المواضع المشكلة ويصرح بالاستحسان لمن أصاب قال وكان رجلًا طويلًا عظيم اللحية قوي المزاج جدًّا حتى إنه كان يجلس عند الدرس مكشوف الرأس في أيام الشتاء وكان له ذكر قلبي كنا نسمعه من بعيد وربما يغلب صوت الذكر من قلبه على صوته في أثناء تقرير المسئلة ويمكث ساعة حتى يدفع صوت قلبه ثم يشرع في تقرير كلامه وكان يجامع كل ليلة مع جواريه ويغتسل في بيته في أيام الشتاء ثم يصلي مائة ركعة ثم ينام ساعة ثم يقوم للتهجد ثم يطالع إلى الصبح" أ. هـ. وفاته: سنة (901 هـ) إحدى وتسعمائة. من مصنفاته: أصول ابن اللجام، تعليقة صغرى وكبرى على مقدمات التوضيح في الأصول وغير ذلك. 2266 - البَاجِسْرائي * المفسر: عليّ بن أبي العز بن عبد الله الباجسرائي (¬1)، أبو الحسن. من مشايخه: أبو الوقت، وابن البطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "الفقيه الزاهد ... وكان صالحًا ورعًا متدينًا ذا عبادة وزهد" أ. هـ. * معجم المفسرين: "مفسر من فقهاء الحنابلة" أ. هـ. من مصنفاته: "تفسير القرآن" في أربع مجلدات. 2267 - ابن المُرَجِّب * النحوي، اللغوي، المقرئ: عليّ بن عسكر بن المرجّب (¬2) بن العوام، البطائحي الضرير، المعري، أبو الحسن. ولد: سنة (489)، وقيل: (490 هـ) تسع وثمانين، وقيل: تسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو العز بن الحسين القلانسي، وأبو عبد الله الحسين الدّباس وغيرهما. من تلامذته: ابن الأخضر، وأبو العباس البندنيجي، وداود بن معمر القرشي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أقرأ النّاس مدة وحدث بالكثير، وكان ثقة مأمونًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كامل ثقة، شيخ العراق .. " أ. هـ. * الوافي: "حدّث، وأقرأ الناس، وصنف في القرآن عدة مصنفات، وكان إمامًا كبيرًا في القراءات ووجوهها وعللها وطرُقها" أ. هـ. ¬

_ * الذيل على طبقات الحنابلة (1/ 378)، الشذرات (6/ 482)، وفيه الباجرّائي، معجم المؤلفين (2/ 476)، معجم المفسرين (1/ 371). (¬1) نسبة إلى باجسرا من قرى الجزيرة. * المنتظم (18/ 233)، معجم الأدباء (4/ 1819)، الكامل (11/ 435)، إنباه الرواة (2/ 298)، السير (20/ 548)، العبر (4/ 215)، معرفة القراء (2/ 541)، الوافي (21/ 314)، البداية والنهاية (12/ 316)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 335)، غاية النهاية (1/ 556)، المختصر المحتاج إليه (3/ 132)، النجوم (6/ 80)، بغية الوعاة (2/ 179)، الشذرات (6/ 401)، معجم المؤلفين (2/ 476). (¬2) وسماه الذهبي المرحّب- بتثقيل الحاء كما ضبطه في المشتبه.

2268 - الدارقطني

* ذيل طبقات الحنابلة: "وكان من أئمة القراء وصنف في القراءات عدة مفردات وكان بارعًا في العربية، ثقة جليلًا صالحًا. قال ابن النجار: كان إمامًا كبيرًا في معرفة القراءات، ووجوهها وعللها وطرقها وضبطها وتجويدها، وحسن الأداء والإتقان والصدق والثقة، وكانت له معرفة تامة في النحو، وكان متدينًا، جميل السيرة، مرضي الطريقة. قال الشيخ موفق الدين المقدسي عنه: كان مقرئ بغداد في وقته، وكان عالمًا في العربية، إمامًا في السنة" أ. هـ. وفاته: سنة (572 هـ) اثنتين وسبعين وخمسمائة. 2268 - الدارقطني * النحوي، المقرئ: عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الدارقطني البغدادي الحافظ، أبو الحسن. ولد: سنة (306 هـ)، وقيل: (305 هـ) ست، وقيل: خمس وثلاثمائة. من مشايخه: أبو القاسم البغوي، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد وغيرهم. من تلامذته: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم بن بشران وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "سمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات -أي في كتابه مختصر موجز في القراءات-. درس فقه الشافعي. وكان يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر فنسب إلى التشيع لذلك" أ. هـ. * المنتظم: "كان قد اجتمع له مع علم الحديث والمعرفة بالقراءات والنحو والفقه والشعر مع الأمانة والعدالة وصحة العقيدة. وسأله رجاء بن المعدل: هل رأى مثل نفسه؟ فقال: قال الله تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} قال رجاء: لم أرد هذا وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخًا لم ير مثل نفسه فقال: إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني، وأما ما اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا. قال ابن ماكولا: رأيت في المنام كأني أسأل عن حال أبي الحسنن الدارقطني في الآخرة وما آل إليه أمره فقيل ذاك يدعى في الجنة الإمام" أ. هـ. * مختصر تاريخ دمشق: "أوحد وقته في الحفظ، قال عبد الملك بن محمد: فريد عصره ونسيج ¬

_ * الكامل (9/ 115)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 508)، تاريخ بغداد (12/ 34)، المنتظم (4/ 378)، وفيه: علي بن محمّد بن عمر، الأنساب (2/ 438)، الكامل (9/ 115)، وفيات الأعيان (3/ 297)، مختصر تاريخ دمشق (18/ 135)، السير (16/ 449)، العبر (3/ 28)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 350)، تذكرة الحفاظ (3/ 991)، كتاب "الإلزامات والتتبع" للمترجم له تحقيق مقبل بن هادي الوادي دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان ط (2)، لسنة (1405 هـ)، الوافي (21/ 348)، البداية والنهاية (10/ 338)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 460)، غاية النهاية (1/ 558)، طبقات الحفاظ (393)، الشذرات (4/ 452)، روضات الجنات (5/ 230)، الأعلام (4/ 314)، معجم المؤلفين (2/ 480)، النجوم (4/ 172)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (102)، مفتاح السعادة (2/ 141).

2269 - ابن عبدوس

وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والثقة والعدالة وقبول الشهادة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث منها القراءات ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أبو عبد الرحمن السُّلمي: سمعت الدارقطني يقول: ما في الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام". وقال: "ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد فقال قوم عُثمَان أفضل وقال قوم عليّ أفضل، قال الدارقطني: فتحاكموا إليّ، فأمسكت وقلت الإمساك خير ثم لم أرَ لديني السكوت، فدعوت الذي جاءني مستفتيًا وقلت: قل لهم: عُثْمَان أفضل باتفاق جماعة أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسلم - وهذا قول أهل السنة، وأول عقد يُحل من الرفض" أ. هـ. * الوافي: "قال الحاكم: أشهد أنه لم يُخلف على أديم الأرض مثله وإليه انتهى علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث والرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد" أ. هـ. * البداية: "أستاذ هذه الصناعة، وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا .. وجمع وصنف ... وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره ونسيج وحده، وإمام دهره ... قال الحاكم: لم ير مثل نفسه" أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب (الإلزامات والتتبع) للمترجم له، بقلم مقبل بن هادي الوادعي صفحة (41)، وتحت عنوان براءة الدارقطني من وصمة التشيع، قام المحقق بنقل القصة التي ذكرناها عنه والتي ذكرها الذهبي في "تاريخ الإسلام" حول المفاضلة بين على وعثمان رضي الله عنهما. وقام بعد ذكر القصة بنقل كلام ابن حجر في "لسان الميزان" في ترجمة يحيى بن الحسين (6/ 249)، فقال الحافظ معقبًا على كلام بعضهم في نسبة الدارقطني إلى التشيع قال: "وهذا لا يثبت عن الدارقطني" أ. هـ. قلت: قال المحقق تحت عنوان: "وصمة الدارقطني بالتدليس" (ص 41): "قال ابن طاهر: للدارقطني مذهب خفي في التدليس يقول فيما لم يسمعه من البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "مختصر موجز في القراءات" جمع الأصول في أبواب عقدها أول الكتاب، و"كتاب السنن"، و"العلل الواردة في الأحاديث النبوية". 2269 - ابن عَبْدُوس * المفسر: علي بن عمر بن أحمد بن عمار بن عبدوس، أبو الحسن. ولد: سنة (510 هـ)، وقيل: (511 هـ) عشرة، وقيل: إحدى عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الفضل ابن ناصر وغيره. ¬

_ * ذيل طبقات الحنابلة (1/ 241)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 422)، معجم المفسرين (1/ 372)، الشذرات (6/ 306)، الأعلام (4/ 315)، معجم المؤلفين (2/ 480)، المنهج الأحمد (3/ 169)، المقصد الأرشد (2/ 242)، هدية العارفين (1/ 698).

2270 - القيجاطي

من تلامذته: سمع منه أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي الدمشقي، وأبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "رثاه الإمام فخر الدين ابن تيمية: كان الفقيه عليّ غير مبتدع ... بل كان في دينه كالفارس البطل يقول: إن كلام الله ذو قدم ... حرف وصوت على التحقيق كيف تلى كان الفقيه عليّ دائمًا أبدًا ... يذكر مولاه ذا خوف وذا وجل" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "الفقيه الحنبلي الزاهد، العارف الواعظ .. وكان من أهل الخير والصلاح والدين" أ. هـ. * الشذرات: "تفقه وبرع في الفقه والتفسير والوعظ، والغالب على كلامه التذكير وعلوم المعاملات وله تفسير كبير مشحون بهذا الفن. جالسه الشيخ فخر الدين بن تيمية في أول اشتغاله، وقال عنه: كان نسيج وحده في علم التذكير والاطلاع على علم التفسير، وله التصانيف البديعة والمبسوطات الوسيعة" أ. هـ. * الأعلام: "من أهل حران بالجزيرة الفراتية" أ. هـ. وفاته: سنة (559 هـ)، وقيل: (558 هـ) تسع وخمسين، وقيل: ثمان وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" كبير، و"المذهب في المذهب" فقه. 2270 - القَيجاطي * اللغوي: علي بن عمر بن إبراهيم بن عبد الله الكناني القيجاطي (¬1)، يكنى أبا الحسن. ولد: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. من مشايخه: قرأ على أبيه، وأبي عليّ الحسين بن أبي الأحوص وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه حفيده محمّد بن محمّد بن عليّ بن عمر، والخطيب محمّد بن يوسف اللوشي خطيب غرناطة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "أستاذ ماهر كامل محقق .. قال ابن الخطيب: أوحد زمانه علمًا وتخلقًا وتواضعًا وتفننًا" أ. هـ. * الديباج المذهب: "كان أديبًا لوذعيًا، له من قراءة وفقه وعربية، وأدب له تآليف في فنون" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: أوحد زمانه علمًا وخلقًا وتواضعًا وتفننًا أصله من بسطة، واستدعى إلى غرناطة سنة (712 هـ) فقعد بالجامع الأعظم يقرئ فنونًا من العلم، من قراءات وفقه وعربية وأدب، وولي الخطابة". وقال: "كان حسن السيرة عظيم النفع، قصده ¬

_ * غاية النهاية (1/ 557)، الديباج المذهب (2/ 110)، بغية الوعاة (2/ 180)، الأعلام (4/ 316)، معجم المؤلفين (2/ 480). (¬1) نسبته إلى قيجاطة التي تكتب بالشين (قيشاطة) من أعمال جيان بالأندلس.

2271 - ابن الجراح

الناس وأخذوا عنه وكان أديبًا لوذعيًا فكهًا حلوًا" أ. هـ. وفاته: سنة (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "نزهة المجالس" وله شعر وتصانيف. 2271 - ابن الجرَّاح * المفسر: عليّ بن عيسى بن داود بن الجراح، أبو الحسن، البغدادي الحسني الوزير العادل. ولد: سنة (244 هـ) أربع وأربعين ومائتين. من مشايخه: أحمد بن بُدَيل الماميّ، والحسن بن محمّد الزعفراني وغيرهما. من تلامذته: ابنه عيسى وأبو القاسم الطبراني، وأبو طاهر الذُّهلي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الكامل: "جاء إنسان إلى عليّ بن عيسى وأخبره أن في جيرانه رجلًا من شيراز على مذهب القرامطة يكاتب أبا طاهر بالأخبار فأحضره وسأله واعترف وقال: ما صحبت أبا طاهر إلا لما صح عندي أنه على الحق وأنت وصاحبك كفار تأخذون ما ليس لكم ولا بد لله من حجة في أرضه وإمامنا المهدي محمّد بن فلان بن فلان بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق المقيم ببلاد المغرب ولسنا كالرافضة والاثني عشرية الذين يقولون بجهلهم إن لهم إمامًا ينتظرونه ويكذب بعضهم لبعض فيقول: قد رأيته وهو يقرأ ولا ينكرون بجهلهم وغباوتهم أنه لا يجوز أن يعطى العمر ما يظنونه، فقال له: قد خالطت عسكرنا وعرفتهم فمن فيهم على مذهبك؟ فقال: وأنت بهذا العقل تدبر الوزارة، كيف تطمع مني أنني أسلم قومًا مؤمنين إلى قوم كافرين يقتلونهم؟ لا أفعل ذلك، فأمر به فضرب ضربًا شديدًا، ومنع الطعام والشراب فمات بعد ثلاثة أيام" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان صدوقًا دينًا خيرًا صالحًا عالمًا من خيار الوزراء ومن صلحاء الكبراء، وكان على الحقيقة غنيًّا شاكرًا، ولما نزل به صابرًا". وقال: "كان كثير البر والمعروف والصلاة والصيام ومجالسة العلماء" أ. هـ. * العبر: "كان محدثًا عالمًا دينًا خيرًا كبير الشأن، عالي الإسناد" أ. هـ. * البداية والنهاية: "يحب أهل العلم ويكثر مجالستهم، أصله من الفرس وكان من أكبر القائمين على الحلاج" أ. هـ. * معجم المفسرين: "وزير من العلماء الرؤساء من أهل بغداد فارسي الأصل وَزَر للمقتدر بالله وفعتين. قال الصولي: لا أعلم أنه وَزَر لبني العباس ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 372)، هدية العارفين (1/ 678)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 423)، معجم الأدباء (4/ 1823)، النجوم (3/ 288)، معجم المؤلفين (2/ 482)، العبر (2/ 238)، الفهرست لابن النديم (142)، روضات الجنات (5/ 214)، تاريخ بغداد (12/ 14)، المنتظم (13/ 166)، الأعلام (4/ 317)، الكامل (8/ 174)، تاريخ الإسلام (وفيات 334) ط, تدمري، السير (15/ 298)، البداية والنهاية (11/ 231)، الشذرات (4/ 186).

2272 - الرماني

وزيرًا يشبهه في زهده وعفته وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه ولا أعلم أنني خاطبت أحدًا أعرف منه بالشعر" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "ما أحسن قوله إذ عزى ولدي القاضي عمر بن أبي عمر محمّد بن يوسف بأبيهما: مصيبة قد وجب أجرها، خير من نعمة لا يؤدى شكرها، وصدق الله" أ. هـ. وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثمائة. من مصنفاته: "معاني القرآن وتفسيره" أعانه عليه أبو الحسن الواسطي، وأبو بكر بن مجاهد، وله "جامع الدعاء". 2272 - الرُّمّاني * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عليّ بن عيسى بن عليّ بن عبد الله المعروف بالرماني، المعتزلي، أبو الحسن. ولد: سنة (296 هـ) ست وتسعين ومائتين. من مشايخه: الزجاج، وابن دريد وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم التنوخي، والجوهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: " .. مفننًا في علوم كثيرة، من الفقه والقرآن والنحو واللغة، والكلام على مذهب المعتزلة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال التنوخي: وممن ذهب في زماننا إلى أن عليًّا - رضي الله عنه - أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المعتزلة أبو الحسن الرماني" أ. هـ. * السير: "كان يتشيع ويقول: علي أفضل الصحابة. وكان من أوعية العلم على بدعته. وكان أبو حيان التّوحيدي يبالغ في تعظيمه، ويصفه بالتأله والتنزه والفصاحة والتقوى" أ. هـ. * الوافي: "كان يمزج نحوه بالمنطق حتى قال الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا شيء وإن كان ما نقوله نحن فليس مع الرماني شيء. وكان يقول: النحويون في زماننا ثلاثة، واحد لا يفهم كلامه وهو الرماني وواحد يفهم بعض كلامهم وهو الفارسي، وواحد يفهم جميع كلامه بلا أستاذ وهو السيرافي" أ. هـ. * لسان الميزان: "لقي ابن دريد، معتزلي رافضي .. تصادق الرفض والاعتزال وتآخيا" أ. هـ. * مفتاح السعادة: "قال أبو حيان التوحيدي: لم ير مثله قط، علمًا بالنحو وغزارة بالكلام وبصرًا ¬

_ * تاريخ بغداد (12/ 16)، المنتظم (14/ 371)، معجم الأدباء (4/ 1826)، الكامل (9/ 105)، إنباه الرواة (2/ 294)، وفيات الأعيان (3/ 299)، إشارة التعيين (221)، السير (16/ 533)، العبر (3/ 25)، تاريخ الإسلام (وفيات 384 هـ). تدمري، ميزان الاعتدال (5/ 179)، الوافي (21/ 372)، البداية والنهاية (11/ 334)، البلغة (154)، النجوم (4/ 168)، لسان الميزان (4/ 287)، طبقات المفسرين للسيوطي (68)، بغية الوعاة (2/ 180)، طبقات المفسرين للداودي 1/ 423)، الشذرات (4/ 442)، الأعلام (4/ 317)، معجم المؤلفين (2/ 483)، الفهرست لابن النديم (69)، تذكرة الحفاظ (3/ 986)، مفتاح السعادة (1/ 175)، إيضاح المكنون (2/ 268)، هدية العارفين (1/ 683)، "النحو وكتب التفسير" للدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة- منشورات الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان - ليبيا-، ط (1) لسنة (1980 م)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة.

بالمقالات، واستخراجًا للعويص، وإيضاحًا للمشكل، مع تأله وتنزه، ودين وفصاحة، وعفاف ونظافة، وكان يمزج النحو بالمنطق" أ. هـ. * الشذرات: "جمع بين علم الكلام والعربية. وله قريب من مائة مصنف منها (تفسير القرآن العظيم) وكان متقنًا لعلوم كثيرة، منها القراءات والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة والتفسير واللغة" أ. هـ. * قلت: من كتاب "النحو وكتب التفسير" للدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة وفي كلامه عن تفسير الرماني (1/ 592) قال: (وإما لغلبة اتجاه آخر عليه مثل تفسير (الجامع في علوم القرآن) للإمام علي بن عيسى الرماني (384 هـ) الذي يغلب عليه الاتجاه الفلسفي العقلي والاعتزالي، من مثل قوله في تفسير قوله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} يقال: ما الفرق بين الإيمان والصلاح، الجواب: الإيمان عمل يؤمن فاعله بخلوصه من العقاب، فهذا على هذه الصفة من أفعال العباد، والصلاح عمل يستقيم به التدبير، فهذا يصح في أفعال القديم وقال في قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} "يقال: ما الإنسان؟ الجواب: حيوان على الصورة الإنسانية وذلك لأنه قد يحصل حيوان لا إنسان فإذا اجتمع المعنيان حصل الإنسان" وفي قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} قال: "هل كل صفة لله جل وعز هي في أعلى مراتب الصفات؟ الجواب نعم لأنه قادر لا يعجزه شيء على جميع أجناس المعاني لا أحد أقدر منه ولا مساو له في مقدوره عالم بكل شيء على التفصيل لا يخفى عليه شيء مما كان وما لا يكون، وما أن لو كان كيف أن يكون، لا يفعل إلا الأصلح، ليس ما هو أصح منه في شرف الفعل وما تدعو إليه الحكمة". وهكذا يطرد هذا المنهج الفلسفي في تفسير الرماني، وهذه نماذج له تظهره معتزليًا يقرر مبادئ فرقته ومن أظهرها هنا وجوب فعل الله سبحانه وتعالى الأصلح بعباده، كما تذهب إليه هذه الفرقة، وقد يتعرض هذا التفسير العقلي الاعتزالي إلى النحو والقراءات ولكنه قليل كمًا وكيفًا، وسيأتي بعض الحديث عنه وعن تفسير "جزء عم" المنسوب -خطأ- للرماني في مبحث كشاف الزمخشري لما زعم من العلاقة بينهما) أ. هـ. وقال الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن الكريم" (ص 139): "وقد جرى في سائر تفسيره، كما يدل عليه هذا الجزء الذي بين أيدينا، على هذه الطريقة من السؤال والجواب بعبارة فائقة، ولعله لم يسبق في التفسير إلى مثل هذا العدد الكبير الذي لا يحصر من التعاريف اللغوية الدقيقة التي مزجها بفكر المعتزلة ومصطلحاتهم" أ. هـ. وفاته: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: ألف في الاعتزال "صنعة الاستبدال" سبع مجلدات، وكتاب "الأسماء والصفات" و"الأكوان" وصنف في التفسير واللغة والنحو والكلام.

2273 - السكري الشاعر

2273 - السكري الشاعر * المقرئ: علي بن عيسى بن سليمان بن محمّد بن سليمان بن أبان بن أصفروخ، أبو الحسن النفري، المعروف بالسكري الشاعر. ولد: سنة (357 هـ) سبع وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: القاضي أبو بكر محمّد بن الطيب الأشعري وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "درس الكلام وكان يحفظ القرآن والقراءات. وكان متفننًا بالأدب، وله ديوان شعر كبير وكله -إلا اليسير منه- في مدح الصحابة والرد على الرافضة، والنقض على شعرائهم" أ. هـ. * الكامل: "شاعر السنة ... وكان قد قرأ الكلام على القاضي أبي بكر بن الباقلاني، وإنما سمي شاعر السنة؛ لأنه أكثر مدح الصحابة ومناقضات شعراء الشيعة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "له ديوان شعر كبير عامته في الرد على الرافضة، وكان أشعريًا" أ. هـ. وفاته: سنة (413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: ديوان شعر كبير. 2274 - ابن صالح الرَّبَعي * النحوي، اللغوي: علي بن عيسى بن فرج بن صالح الربعي البغدادي، صاحب التصانيف. ولد: سنة (328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو سعيد السيرافي، وأبو عليّ الفارسي وغيرهما. من تلامذته: اشتغل عليه خلق. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أن أبا علي -يعني الفارسي- قال: قولوا لعلي البغدادي: لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أحدًا أنحى منك. قال أبو علي: ما بقي له شيء يحتاج أن يسأل عنه" أ. هـ. * المنتظم: "أخبرنا ابن ناصر عن أبي الفضل بن خيرون قال: قيل أنه تبع جنازته ثلاثة أنفس" أ. هـ. * معجم الأدباء: "أن جنونه لم يكن يدعه يتمكن منه أحد في الأخذ عنه والإفادة منه -ثم ذكر له حادثة عن أبي زكريا حيث قال: .. سألت أبا القاسم بن برهان فقلت له: يا سيدنا تترك ¬

_ * تاريخ بغداد (12/ 17)، المنتظم (15/ 156) , الكامل (9/ 329)، اللباب (2/ 190) , تاريخ الإسلام (وفيات 413) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 16) , الأعلام (4/ 318)، معجم المؤلفين (2/ 483). * تاريخ بغداد (12/ 17)، المنتظم (15/ 203)، معجم الأدباء (4/ 1828)، الكامل (9/ 392)، إنباه الرواة (2/ 297)، وفيات الأعيان (3/ 336)، إشارة التعيين (223)، العبر (3/ 138) , السير (17/ 392)، الوافي (21/ 374)، البداية والنهاية (12/ 29)، البلغة (154) , النجوم (4/ 271) , بغية الوعاة (2/ 181)، الشذرات (5/ 101)، الأعلام (4/ 318) , معجم المؤلفين (2/ 484)، تاريخ الإسلام (وفيات 420) ط. تدمري, روضات الجنات (5/ 241)، هدية العارفين (1/ 686) , كشف الظنون (1/ 212).

2275 - ابن مهدي القهري

الربعي والأخذ عنه مع إدراك إياه وتأخذ عن أصحابه؟ فقال لي: كان مجنونًا وأنا كما ترى، فما كنا نتفق، قال: ولقد مرّ يومًا بسكران ملقى على قارعة الطريق فحل سرواله -يعني سروال الربعي- وجلس على أنفه وجعل يضرط ويشمه السكران ويقول له: تمتع من شميم عرار نجدٍ ... فما بعد العشية من عرار * الكامل: "وكان فَكِهًا، كثير الدعابة فمن ذلك، أنه كان يومًا على شاطئ دجلة ببغداد، والملك جلال الدولة، والمرتضى والرقي كلاهما في سُميرية، ومعهما عُثْمَان بن جني النحوي، فناداه الربعي، أيها الملك ما أنت صادق في تشيعك لعلي بن أبي طالب، يكون عُثْمَان إلى جانبك وعلي -يعني نفسه- هاهنا! فأمر بالسميرية فقربت إلى الشاطيء وحمله معه" أ. هـ. * الوافي: "كان مبتلى بالكلاب، سأل يومًا أولاد الأكابر الذين يحضرون عنده أن يمضوا معه إلى كلواذا، فظنوا ذلك لحاجة عرضت له هناك، فركبوا خيولًا وخرجوا وجعل هو يمشي بين أيديهم فسألوه الركوب فأبى عليهم، فلما صار بخرابها أوقفهم على ثلم وأخذ كساء وعصا وما زال يعدو إلى كلب هناك والكلب يثب عليه تارة ويهرب منه تارة فعاونوه حتى أمسكوه وعض على الكلب بأسنانه عضًا شديدًا فما تركه حتى اشتفى وقال: عضني منذ أيام وأريد أن أخالف قول الأول: شاتمني كلبُ بني مِسْتمعٍ ... فصُنتُ عنه النفس والعرضا ولم أحبه لاحتقاري به ... ومن يعضّ الكلب إن عضا؟ " أ. هـ. وفاته: سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة، عن (92 سنة). من مصنفاته: "شرح الإيضاح" في النحو، والإيضاح لأبي عليّ الفارسي، و"شرح مختصر الجرمي" في النحو أيضًا. 2275 - ابن مَهْدي القِهْري * النحوي، اللغوي: علي بن عيسى بن محمّد بن أبي مهدي البستي بفتح الموحدة وسكون المهملة، القهري وقيل الفهري. من تلامذته: المحدث برهان الدين سبط ابن العجمي وغيره. كلام العلماء فيه: * الدرر: "تعانى الأدب ومهر في العربية ودخل المشرق فحج ثم دخل حلب. قال القاضي علاء الدين في ذيل تاريخ حلب: كان عالمًا قيمًا بالنحو يحفظ التسهيل وكان سريع الخط يعمل مجلس الوعظ في رجب وشعبان ورمضان في كل سنة. وكان يحفظ فوائد في معنى القراءات والحساب وتصدر لإقراء العربية بحلب" أ. هـ. * الضوء: "وهو ممن ذكره شيخنا في الدرر سهوًا فليس من شرطه وكان فاضلًا ذكيًا أديبًا ¬

_ * الدرر الكامنة (3/ 165)، إنباء الغمر (7/ 236)، الضوء اللامع (5/ 273)، بغية الوعاة (2/ 182)، الشذرات (9/ 202).

2276 - الصوري

يذكر في المجلس نحو سبعمائة سطر يرتبها أولًا في يوم الأربعاء ثم ينظرها يوم الخميس ثم يلقيها يوم الجمعة سردًا يطرزها بفوائد ومناسبات" أ. هـ. وفاته: سنة (719 هـ)، وقيل: (819 هـ) تسع عشرة وسبعمائة، وقيل: تسع عشرة وثمانمائة، وهو الصحيح. 2276 - الصُّوري * النحوي، المقرئ: عليّ بن فاضل بن سعد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن يحيى بن محمّد بن إبراهيم بن موسى بن محمّد بن صمدون، الصوري الأصل, المصري الدار، الإسكندراني الوفاة. من مشايخه: أبو القاسم أحمد بن جعفر بن أحمد بن إدريس الغافقي, وأبو الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي الخطيب وغيرهما. من تلامذته: عبد الهادي بن عبد الكريم القيسي خطيب المقياس, والمنذري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "كتب الكثير لنفسه وللناس وكان فاضلًا وله معرفة حسنة، تخرج به جماعة من أصحاب السلفي" أ. هـ. * الشذرات: "كان رأسًا في هذا الشأن -أي القراءات- وكتب الكثير" أ. هـ. وفاته: سنة (603 هـ) ثلاث وستمائة. 2277 - الفرزدقي * النحوي، اللغوي، المفسر: عليّ بن فضال بن علي بن غالب بن جَابر بن عبد الرحمن، أبو الحسن، المجاشعي القيرواني. من مشايخه: أبو محمّد مكي بن أبي طالب وغيره. من تلامذته: عبد الغافر الفارسي، وهبة الله السقطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "وذكر هبة الله السقطي أنه كتب عن ابن فضال أحاديث قال: فعرضتها على عبد الله بن سبعون القيرواني لمعرفته برجال الغرب فأنكرها وقال: أسانيدها واهية مركبة على متون موضوعة. واجتمع عبد الله بن سبعون في جماعة من المحدثين وأنكروا عليه فاعتذر وقال: إني وهمت فيها. وذكر عبد الغافر الفارسي فقال: ورد نيسابور ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (2/ 99)، تاريخ الإسلام (وفيات 603) ط. بشار، العبر (5/ 6)، غاية النهاية (1/ 561)، الشذرات (7/ 20). * المنتظم (16/ 263)، معجم الأدباء (4/ 1836)، إنباه الرواة (2/ 299)، الكامل (10/ 159)، إشارة التعيين (224)، العبر (3/ 295)، السير (18/ 528)، الوافي (21/ 381)، البداية والنهاية (12/ 141)، البلغة (155)، لسان الميزان (4/ 288)، النجوم (5/ 124)، طبقات المفسرين للسيوطي (70)، بغية الوعاة (2/ 183)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 425)، الشذرات (5/ 345)، مشاهير التونسيين (275)، روضات الجنات (5/ 246)، معجم المفسرين (1/ 373)، الأعلام (4/ 319)، معجم المؤلفين (2/ 485)، تاريخ الإسلام (وفيات 479) ط. تدمري، هدية العارفين (1/ 693)، "شرح عيون الأعراب" للمترجم له، تحقيق الدكتور حنا جميل حداد مكتبة المنار- الزرقاء- الطبعة الأولى لسنة (1406 هـ).

2278 - المزني

واختلفت إليه فوجدته بحرًا في علمه، ما عهدت في البلديين ولا في الغرباء مثله في حفظه ومعرفته وتحقيقه، فأعرضت عن كل شيء وفارقت المكتب ولزمت بابه بكرة وعشية وكان على أو فاز" أ. هـ. * الوافي: "كان يهم في رواية الحديث" أ. هـ. * الشذرات: "صاحب المصنفات في العربية والتفسير. وكان من أوعية العلم، تنقل بخراسان وصحب نظام الملك" أ. هـ. * الأعلام: "اشتهر بالفرزدقي لاتصال نسبه بالفرزدق الشاعر ويعرف أيضًا بالمجاشعي" أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب (شرح عيون الإعراب) الدكتور حنا جميل حداد (ص 23): "أما على صعيد الفقه فيذكر الداودي (أنه كان حنبليًا يقع في كل شافعي)، ولم أعثر على ما يؤيد هذا فيما كتب عن الرجل وعندنا أن الداوودي واهم فيما نسبه إلى ابن فضال، وحجتنا في هذا ما يلي: 1 - لم يرد لابن فضال ذكر في طبقات الحنابلة ولا فيما استدرك عليها ولا نظن أن ابن فضال كان نكرة بحيث لا يلتفت إليه مؤرخ من مؤرخي الحنابلة أو كاتب من كتاب سيرهم. 2 - ينقل الداودي كثيرًا عن ياقوت الحموي، وقد ورد في ترجمة ابن فضال عند ياقوت ما صورته: (وحدَّث محمّد بن طاهر المقدس وكان ما علمت وقاعة في كل ما انتسب إلى مذهب الشافعي لأنه كان حنبليًا سمعت إبراهيم بن عُثمَان الفزي بنيسابور يقول: لما دخل أَبو الحسن بن فضال النحوي ... الخ) وواضح من النص أن قول ياقوت: "لأنه كان حنبليًا" خاص بمحمد بن طاهر المقدسي وليس بابن فضال. ولكن الداودي فهم النص على أنه مما يتعلق بابن فضال، كما فهم من قبل قول ياقوت "هجر مسقط رأسها أن مدينة (هجر) كانت مسقط رأسه فتأمل" أ. هـ. وفاته: سنة (479 هـ) تسع وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب التفسير الكبير الذي سماه "البرهان العميدي" في عشرين مجلدة، وكتاب "النكت في القرآن"، وكتاب "شرح بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" في مجلدة كبيرة ... وقيل: أنه صنف كتابًا في التفسير سماه "الإكسير في علم التفسير" في خمسة وثلاثين مجلدة. قلت: وهناك عنوان تفسير لهذا الأخير اسمه "الأكاسير في علم التفسير" للطوفي، سليمان بن عبد القوي، ترجمنا له في حرف السين، وهو مطبوع ... والله أعلم. 2278 - المُزَني * النحوي: علي بن الفضل، أَبو الحسن المُزني. من مشايخه: إسحاق بن مسلم وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "كان أستاذًا مقدّمًا. وكان ابن جرير يحثه على قصد العراق لعلمه بأنه يقبل هناك فوق قبول غيره" أ. هـ. من مصنفاته: صنف في النحو والتصريف كتابًا نافعة، وله كتاب في علم "البَسْملة" وغير ذلك. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 183)، معجم الأدباء (4/ 1838).

2279 - ابن الزقاق

2279 - ابن الزَّقاق * النحوي، اللغوي: عليّ بن القاسم بن يونس الأشبيلي، أَبو الحسن، ابن الزقاق. من مشايخه: أَبوه، وشريح وصحبه وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "وكان عسير الخلق كثير الدعوى بعيدًا من الخير شحيحًا على جمع الدُّنيا قليل الحياء في ذلك أغلف اللسان - يخطيء فيما يعانيه ولا يرجع إذا ردّ عليه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان فقيرًا مدقعًا ولقب بالزقاق لعظم بطنه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (605 هـ) خمس وستمائة. من مصنفاته: له "مفردات القرآن" و"شرح الجمل" أربعة مجلدات كبار. 2280 - الشَّيبانِي الإِرْبِليّ * النحوي: عليّ بن أبي القاسم بن عليّ بن أبي القاسم بن ياسين، أَبو الحسن، الشيباني الإِرْبِليّ. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن المستوفي: وكان عنده فضل ومعرفة بنحو وفقه وعروض، لا يحاشي عالمًا قدّمه وزمانه، ولا يحابي شاعرًا شهره بيانه أخذ على سيبويه عدة مواضع، وناقض المتني وأبا تمام في أبيات" أ. هـ. وفاته: سنة (621 هـ) إحدى وعشرين وستمائة. 2281 - الكُوندي * المقرئ: علي الكوندي التستوري التونسي. ولد: تقريبًا سنة (1028 هـ) ثمان وعشرين وألف. من تلامذته: محمّد العنابي وغيره. كلام العلماء فيه: * مشاهير التونسيين: "ولد بالأندلس وبها نشأ وتفقه، استوطن بلدة تستور مع طائفة في الجالية الأندلسية في جلائهم الأخير من بلادهم" أ. هـ. * تراجم المؤلفين التونسيين: "الفقيه العالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف. من مصنفاته: رسالة في الوقف، تأليف في الوقوف القرآنية ملخص كتاب المرشد العماني. 2282 - ابن لؤلؤ * اللغوي: علي بن لؤلؤ، نور الدين، القاهري الشافعي. من تلامذته: الكمال إمام الكاملية، والحيوي الطوخي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عالمًا عاملًا متورعًا لا يأكل ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 304)، تاريخ الإسلام (وفيات 605) ط. بشار، الوافي (21/ 390)، بغية الوعاة (2/ 184)، روضات الجنات (5/ 240)، الأعلام (4/ 320)، معجم المؤلفين (2/ 487). * بغية الوعاة (2/ 184). * مشاهير التونسيين (277)، تراجم المؤلفين التونسيين (4/ 188). * إنباء الغمر (8/ 57)، الضوء (5/ 276)، وجيز الكلام (2/ 480)، شذرات (9/ 261).

2283 - اللحياني

إلا من عمل يده .. " أ. هـ. * الضوء: "قال السخاوي عن تلاميذ المترجم له: "وحدثاني في بكثير من أحواله وكراماته وأنه رؤي بعد موته وقال إنه في أعلى الجنة" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) سبع وعشرين وثمانمائة، وعمره (61) سنة. من مصنفاته: له مقدمة في العربية سهلة المأخذ. 2283 - اللحياني * النحوي، اللغوي: عليّ بن المبارك -وقيل ابن حازم- أَبو الحسن اللحياني (¬1). من مشايخه: الكسائي، وأَبو زيد، وأَبو عمرو الشيباني وغيرهم. من تلامذته: القاسم بن سلام وغيره. كلام العلماء فيه: * نزهة الألباء: "كان من كبار أهل اللغة" أ. هـ. * معجم الأدباء: "قال ابن جني في (الخصائص): ذاكرت يومًا أبا علي بنوادر اللحياني فقال كناسة، قال: وكان أَبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم يقول: إن كتابه لا يصله به رواية، وقدحا فيه وغضًا عنه" أ. هـ. * إنباه الرواة: "عاصر الفرّاء وتصدر في أيامه، وكان ذا دخل على الفراء وهو يُملي كتابه (النوادر) أمسك الفراء عن الإملاء حتى يخرج اللحياني فإذا خرج قال: هذا أحفظ الناس للنوادر" أ. هـ. * بغية الوعاة: "له النوادر المشهورة" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (189 هـ) تسع وثمانين ومائة، وقيل: في حدود سنة (210 هـ) عشر ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في "النوادر" حسن جليل. 2284 - الأحْمَر * النحوي، اللغوي: عليّ بن المبارك (وقيل: بن الحسن، وقيل: بن الحسين) الأحمر. من مشايخه: الكسائي وغيره. من تلامذته: إسحاق النديم، وسلمة بن عاصم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أحد من اشتهر بالتقدم في النحو واتساع الحفظ ... قال ثعلب: كان علي بن المبارك مؤدب الأمين يحفظ أربعين ألف بيت شاهد في النحو، سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب ... " أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 185)، معجم الأدباء (4/ 1834)، إنباه الرواة (2/ 255)، نزهة الألباء (137)، معجم المؤلفين (2/ 490)، الفهرست (32) ذكر اسمه فقط، إيضاح المكنون (2/ 345)، هدية العارفين (1/ 668). (¬1) من بني لحيان بن هذيل بن مدركة، وقيل: سمي به لعظم لحية. * تاريخ بغداد (12/ 104)، معجم الأدباء (4/ 1670)، إنباه الرواة (2/ 313)، الأنساب (1/ 60)، السير (9/ 92)، لسان الميزان (4/ 259)، البلغة (156)، بغية الوعاة (2/ 158)، الأعلام (4/ 271)، معجم المؤلفين (2/ 420)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرون) ط. تدمري.

2285 - ابن الزاهدة

* إنباه الرواة: "وكان بينه وبين الفرّاء وحشة وذلك أن الأحمر كان قد اقترض من الفرّاء عشرة آلاف درهم. وردَّها عليه مقطعة، فاستوحشا لذلك .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "شيخ العربية وتلميذ الكسائي، كان مؤدب الأمين بتعيين الكسائي له". وقال: "وقيل إنه كان في أول أمره من رجال النَّوبة (¬1) بباب الخلافة، وكان يتوقد ذكاء فرأى الكسائي يغدو ويروح، فأحب العربية، ولزم الكسائي إلى أن برع، وصيَّره الكسائي يعلم أولاد الرشيد عوضًا عن نفسه" أ. هـ. * الأعلام: "شيخ النحاة أخذ العربية عن الكسائي فتبع وأوصله الكسائي إلى الرشيد فعهد إليه بتأديب أولاده ... وناظر سيبويه في مجلس يحيى بن خالد البرمكي" أ. هـ. وفاته: سنة (194 هـ) أربع وتسعين ومائة. من مصنفاته: "تفنن البلغاء"، و"التصريف" وغير ذلك. 2285 - ابن الزَّاهِدة * النحوي: عليّ بن المبارك بن عبد الباقي بن بانويه البغدادي الظفري، المعروف بابن الزاهدة، أَبو الحسن. من مشايخه: قرأ النحو على الشريف أبي السعادات ابن الشجري، وأبي جعفر المعروف بالتكريتي، وأبي محمّد بن الخشاب وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه محب الدين ابن النجار وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "وكانت له معرفة جيدة بالنحو" أ. هـ. * التكملة لوفيات النقلة: "أقرأ وحدَّث، وكانت له معرفة جيدة بالعربية" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كانت أمه واعظة إسمها أمة السّلام ... وكان حسن الأخلاق متواضعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (594 هـ) أربع وتسعين وخسمائة. 2286 - البَرْجُونَي * المقرئ: عليّ بن المبارك بن الحسن بن أحمد بن باسُوَيه، تقي الدين، أَبو الحسن الواسطي البَرْجُونَي (¬2) الشافعي، وباسويه لقب لأحمد. ولد: سنة (556 هـ) ست وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: عليّ بن المظفر الخطيب، وأَبو بكر الباقلاني، وابن شاتيل وغيرهم. من تلامذته: علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، والرشيد بن أبي الدُّر وغيرهما. ¬

_ (¬1) النوبة: بفتح النون المددة وسكون الواو: الحراسة. * التكملة لوفيات النقلة (1/ 310)، معجم الأدباء (4/ 1844)، إنباه الرواة (2/ 318)، المختصر المحتاج إليه (3/ 140)، معجم المؤلفين (2/ 489). * غاية النهاية (1/ 562)، معرفة القراء (2/ 622)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 394)، تاريخ الإسلام (وفيات 632) ط. بشار، تذكرة الحفاظ (4/ 1458)، المختصر المحتاج إليه (3/ 143)، الوافي (21/ 398)، النجوم (6/ 292)، الشذرات (7/ 261). (¬2) نسبة أنَّ بَرْجُونة بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وضم الجيم وبعد الواو الساكنة نون مفتوحة وتاء تأنيث، وهي قرية من شرقي واسط، وبها كان مولده، انظر تكملة المنذري.

2287 - القهنذري

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "الفقيه المقرئ ... وكان ثقة إمامًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان جيد الأداء حسن الأخلاق ثقة فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة، عن (76 سنة). 2287 - القُهُنْذُريّ * النحوي: عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الله القهنذري، أَبو الحسن الضرير النيسابوري. من مشايخه: أَبو العباس المناسكي المحاملي وغيره. من تلامذته: أَبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "شيخ فاضل من الأدباء. قرأ عليه الأئمة وتخرجوا بها. وقال: "قال الواحدي: وكان من أبرع أهل زمانه" أ. هـ. 2288 - عليّ الكوفي * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن عَبْدوس الكوفي. من مصنفاته: "كتاب ميزان الشعر بالعروض"، و"كتاب البرهان في علل النحو". 2289 - أَبو الحسن الفاسي * النحوي: عليّ بن محمّد العطار، أَبو الحسن الفاسي. من تلامذته: أَبو الفضل عباس بن خلف بن بكار وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "عارف بالمذاهب الأربعة والأصلين والعربية والتفسير والتصوف. وكان يذكر النَّاس يومي الخميس والجمعة. أقام في تفسير آية واحدة وهي {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} سنة كاملة" أ. هـ. 2290 - ابن النَّضْر * اللغوي: عليّ بن محمّد بن محمَّد بن النضر، أَبو الحسن الأسواني. من تلامذته: ابن بَرِّي النحوي، وعلي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الطالع السعيد: "وقد وقفت أنا على ديوانه، وفيه مدائح في الأعيان وفي جماعة من بني الكنز ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 186)، معجم الأدباء (5/ 1958). * معجم الأدباء (4/ 1869)، إنباه الرواة (2/ 310)، فهرت ابن النديم (94)، الوافي (22/ 72)، بغية الوعاة (2/ 194). قلت: لم نعثر له أكثر من هذه الترجمة ولم نعثر على تاريخ ولادته ولا وفاته. * بغية الوعاة (2/ 203). * بغية الوعاة (2/ 200)، الطالع السعيد (408)، معجم المؤلفين (2/ 525)، الصلة (2/ 554)، ذكر فيه شعره ضمن ترجمة محمّد بن الحسن بن خلف الأموي.

2291 - ابن حمشاذ

وبنو النضر بيت رياسة بأسْنَا ولعله منهم وفي ديوانه أنه كتب إلى كنز الدولة من أسنا وفيه أيضًا أنه لما أمره كنز الدولة بالارتحال عن أسوان مدح ابن شيبان وبالجملة فهو من أسوان أو أسنا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "من الأفاضل الأعيان المعدودين من حسان الزمان. وقال في الجنان من الرؤساء القضاة ذوي النباهة كان متصرفًا في العلوم الكثيرة، وله من الأدب مادة غزيرة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "عالم أديب نحوي شاعر"أ. هـ. من مصنفاته: ديوان شعر. 2291 - ابن حَمشاذ * المفسر عليّ بن محمّد بن سَختُويه بن حمشاذ بن نصر، أَبو الحسن النيسابوري. ولد: سنة (258 هـ) ثمان وخمسين ومائتين. من مشايخه: سمع الفضل بن محمّد، وإبراهيم بن ديزيل وغيرهما. من تلامذته: أَبو أحمد الحاكم، وأَبو عبد الله بن مندة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "مات فجأة في الحمام يوم الجمعة. ولما صلينا عليه قال أَبو العباس الأصم كنت أقول: إذا مت إنما يكون السوق في التحديث لعلي بن حمشاذ" أ. هـ. * السير: "سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف من علي بن حمشاذ أ. هـ. قال عبد الله ولده، وما أعلم أن أبي ترك قيام الليل .. " أ. هـ. * البداية والنهاية - في وصفه -: "شدة الإتقان والحفظ وكثرة العبادة والصيانة والخشية لله عَزَّ وَجَلَّ. قال بعضهم: صحبته في السفر والحضر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة" أ. هـ. * الشذرات: "العدل الثقة أحد الأئمة .. قال أحمد بن إسحاق الضبعي: صحبت عليّ بن حمشاذ في الحضر والسفر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة" أ. هـ. * الأعلام: "حافظًا للحديث من كبارهم. ". وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: صنف "المسند الكبير" في أربعمائة جزء و"التفسير" في مائتين وثلاثين جزءًا. و"الأحكام" في مائتين وستين جزءًا. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 338) ط. تدمري، هدية العارفين (1/ 679)، المنتظم (14/ 76)، تذكرة الحفاظ (3/ 855)، السير (15/ 398)، العبر (3/ 248)، البداية (11/ 236)، الوافي (21/ 76) وفيه عليّ بن خمشاذ بن سختويه، طبقات الحفاظ (358)، شذرات الذهب (4/ 206)، النجوم (3/ 301)، الأعلام (4/ 324)، وفيه: عليّ بن محمد بن سحنون بن حمشاد، معجم المفسرين (1/ 335)، معجم المؤلفين (2/ 437).

2292 - أبو القاسم التنوخي

2292 - أَبو القاسم التنوخي * النحوي: عليّ بن محمّد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم بن جَابر بن هانيء التنوخي، أَبو القاسم. ولد: سنة (278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين. من مشايخه: الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني، وأحمد بن خليد الحلبي وغيرهما. من تلامذته: أَبو حفص بن الآجري، وأَبو القاسم بن الثلاج وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "وكان يعرف الكلام في الأصول على مذاهب المعتزلة، ويعرف بالنجوم وأحكامها معرفة ثاقبة، ويقول الشعر الجيد" أ. هـ. * المنتظم: "تفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان يعرف الكلام على مذهب المعتزلة، وكان يعرف النحو ويقول الشعر" أ. هـ. * معجم الأدباء: "نحلها عليه بعض العلويين وهي مثبتة في ديوانه ثم ذكر بعضها" أ. هـ. * اللباب: "وكان معتزليًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان شاعرًا محسنًا خليعًا معاشرًا يحضر المجالس المذمومة والله يسامحه ... أنه حفظ قصيدة لدعبل تتألف من ستمائة بيت في يوم وليلة". وقال: "وكان موصوفًا بالجود والأفضال. قال ولده أَبو عليّ: كان أبي يحفظ للطالبيين سبعمائة بيت قصيدة، وكان يحفظ من النحو واللغة شيئًا عظيمًا، وكان في الفقه والشروط والمحاضر بارعًا مع التقدم في الهيئة والهندسة والمنطق وعلم الكلام. قال: وكان مع ذلك يحفظ ويجيب في فوق عشرين ألف حديث، ما رأيت أحدًا أحفظ منه ولولا أن حفظه تفرق في علوم عدة لكان أمرًا هائلًا". ثم قال: "وكان عارفًا بأقوال المعتزلة وبالنجوم وله ديوان شعر" أ. هـ. * قلت: وقد ذكر له النجفي في "الغدير" قصيدة فيها ذكر بعض عقائد الرافضة فمن مطلعها: من ابن رسول الله وابن وصيِّه ... إلى مدغل في عقدة الدين ناصب وقد اتفقت جميع المصادر على أنه يرمى بالاعتزال. وكان يشرب الخمر ويحضر المجالس المذمومة المحرمة، وبعضهم رماه بالتشيع والله أعلم. * ميزان الاعتدال: "كان يرمى بالإعتزال وينادم ¬

_ * المنتظم (14/ 90)، الأنساب (1/ 485)، معجم الأدباء (4/ 1872)، الكامل (8/ 506)، اللباب (1/ 184)، وفيات الأعيان (3/ 366)، ميزان الاعتدال (5/ 185)، تاريخ الإسلام (وفيات 342) ط. تدمري، السير (15/ 499)، العبر (2/ 260)، الجواهر المضية (2/ 595)، البداية والنهاية (11/ 241)، النجوم (3/ 310)، لسان الميزان (4/ 297)، الشذرات (4/ 227)، الغدير (3/ 177)، روضات الجنات (5/ 219)، الأعلام (4/ 324)، معجم المؤلفين (2/ 503)، تاريخ بغداد (12/ 77)، تاج التراجم (157)، بغية الوعاة (2/ 187)، هدية العارفين (1/ 679)، الوافي (21/ 459)، أعيان الشيعة (42/ 94)، ذكر ضمن ترجمة حفيده.

2293 - ابن الكوفي

على الشراب ولا يتورع وحفيده أمثل منه" أ. هـ. وفاته: سنة (342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب في العروض، وكتاب في علم القوافي، و"الفرج بعد الشدة". 2293 - ابن الكوفي * النحوي، اللغوي: علي بن محمّد بن عبيد بن الزبير الأسدي، المعروف بابن الكوفي. ولد: سنة (254 هـ) أربع وخمسين ومائتين. من مشايخه: حدث عن إبراهيم بن أبي العبنس، ومحمد والحسن ابني عليّ بن عفان وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه أبي الحسن بن رزقويه وأبي نصر بن حسنون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان أديب مليح الكتابة، بديع الوراقة، موصوفًا بالإتقان وكثرة الضبط، نسخ شيئًا كثيرًا" أ. هـ. * الوافي: "كان من خواص ثعلب روى عنه كثيرًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان نحويًّا من أجل أصحاب ثعلب وله الخط المشهور بالصحة والضبط وكان جماعًا للكتب، ثقة صادقًا في الرواية حسن الدراية" أ. هـ. وفاته: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب الهمز) و"كتاب معاني الشعر" و"كتاب الفرائد والقلائد" في اللغة. 2294 - الخَيَّاط القَلانِسِي * المقرئ: علي بن محمّد بن خليع، أَبو الحسن البغدادي، الخيال القلانسي، البجلي. من مشايخه: يوسف بن يعقوب الواسطي الأصم، ورزعان بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: عبد الباقي بن الحسن، وأَبو الحسن الحمامي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قال عبد لباقي: بلغت عليه إلى (الكوثر) فقال لي: اختم فختمت، ثم إنه سقط ذلك اليوم من مكان فتكسر ومات" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ضابط ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (356 هـ) ست وخمسين وثلاثمائة. 2295 - أَبو الحسن التنوخي * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان، أَبو الحسن التنوخي، القاضي. ¬

_ * تاريخ بغداد (12/ 81)، المنتظم (14/ 120)، معجم الأدباء (4/ 1866)، إنباه الرواة (2/ 305)، السير (15/ 567)، تاريخ الإسلام (وفيات 348) ط. تدمري، العبر (2/ 279)، الفهرست لابن النديم (87)، الوافي (22/ 71)، بغية (2/ 195)، الشذرات (4/ 254)، الأعلام (4/ 325)، معجم المؤلفين (2/ 513). * معرفة القراء (1/ 313)، غاية النهاية (1/ 566)، تاريخ الإسلام (وفيات 356) ط. تدمري. * تاريخ بغداد (12/ 82)، المنتظم (14/ 170)، وذكر وفاته سنة (354 هـ)، إنباه الرواة (2/ 308)، الجواهر المضية (2/ 588).

2296 - الجوخاني

ولد: سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة. من مشايخه: أَبو بكر بن مقسم، وأَبو بكر بن مجاهد وغيرهما. من تلامذته: المحسن بن عليّ التنوخي وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "تفقه على مذهب أبي حنيفة وحمل من النحو واللغة والأخبار والأشعار عن جده القاضي أبي جعفر بن البهلول وأبي بكر بن الأنباري .. وكان حافظًا للقرآن .. " أ. هـ. * الجواهر المضية: "وتقلد القضاء بالأنبار وهيت من قبل أبيه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (358 هـ) ثمان وخمسين وثلاثمائة، وقيل: (354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة. 2296 - الجُوخَاني * المقرئ: علي بن محمّد بن صالح بن أبي داود، أَبو الحسن الهاشمي، الضرير، ويعرف بالجوخاني. من مشايخه: أحمد بن سهل الأشناني وغيره. من تلامذته: أَبو الحسن طاهر بن غلبون، ومنصور بن محمّد السندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "شيخ القراء بالبصرة وبقيتهم" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة عارف مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. 2297 - أَبو الحسن الحربي * النحوي: عليّ بن محمّد بن أحمد بن كيسان، أَبو الحسن الحربي. ولد: (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين. من مشايخه: يوسف القاضي وغيره. من تلامذته: حدث عنه محمّد بن علي بن مخلد والبرقاني والحسين بن جعفر السلماني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "الشيخ الثقة كان من جلَّة النحويين، وكان عريًّا من الفضيلة. قال البرقاني: كان ابن كيسان لا يحسن يحدث، سألته أن يقرأ عليّ شيئًا من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدر إيش يقول فقلت له: سبحان الله حدثكم يوسف القاضي فقال سبحان الله حدثكم يوسف القاضي إلا أن سماعه كان صحيحًا .. " أ. هـ. وفاته: (373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة. 2298 - البصري المالكي * المقرئ: عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن خشنام، أَبو الحسن البصري، المالكي. من مشايخه: أَبو بكر محمّد بن موسى الزينبي، ومحمد بن يعقوب بن الحَجّاج المعدل وغيرهما. من تلامذته: القاضي أحمد بن عبد الله بن عبد ¬

_ * معرفة القراء (1/ 321)، غاية النهاية (1/ 568)، تاريخ الإسلام (وفيات 368) ط. تدمري. * تاريخ بغداد (12/ 86)، السير (16/ 329)، العبر (2/ 365)، تاريخ الإسلام (وفيات 373) ط. تدمري، الشذرات (4/ 394). * معرفة القراء (1/ 336)، غاية النهاية (1/ 562)، تاريخ الإسلام (وفيات 377 هـ) ط. تدمري.

2299 - الأنطاكي

الكريم، وأَبو الحسن طاهر بن غَلْبون وجماعة. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "شيخ مشهور خير زاهد صالح عادل ذكره الداني فقال: كان خيرًا فاضلًا وكان من المياسير فتصدق بماله وكان الغالب عليه الزهد وتوفي بالبصرة ... وخرج بجنازته إلى الصحراء من بعد الزوال ولم يصل إلى القبر إلا بعد المغرب من كثرة من حضره حتى ضج الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (367 هـ)، وقيل: (377 هـ) سبع وستين، وقيل: سبع وسبعين وثلاثمائة. 2299 - الأَنْطَاكي * المفسر: عليّ بن محمّد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي، أَبو الحسن التميمي، الشافعي. ولد: سنة (299 هـ) تسع وتسعين ومائتين. من مشايخه: إبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن يعقوب التائب وغيرهم. من تلامذته: أَبو الفرج الهيثم بن الصباغ، وإبراهيم بن مبشر المقري، وعبد الله بن أحمد بن معاذ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالقراءات رأسًا فيها، لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته ... وروى حديثًا كثيرًا عن الشاميين والمصريين وغيرهم ... وأدخل الأندلس علمًا جمًّا من القراءات وكان بصيرًا بالعربية والحساب وله خط من الفقه على مذهب الشافعي" أ. هـ. * إنباه الرواة: "المقرئ النحوي الفقيه ... رحل إلى الأندلس، فأدخل إليها علمًا كثيرًا من القراءات والرواية لحديث كثير عن الشاميين والبصريين وكان بصيرًا بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه على مذهب الشافعي" أ. هـ. * معرفة القراء: "نزيل الأندلس ... ومقرئها ومسندها" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "وكان عيشه من غزل جاريته" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام حاذق مسند ثقة ضابط ... وقال الداني: مشهور بالفضل والعلم والضبط وصدق اللهجة" أ. هـ. وفاته: سنة (377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة. 2300 - أَبو الحسن الطَّبَري * المفسر عليّ بن محمّد بن مهدي الطبري الشافعي، الأشعري، أَبو الحسن. من مشايخه: أَبو الحسن الأشعري وغيره. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 564)، معرفة القراء (1/ 342)، بغية الملتمس (2/ 541)، وذكر وفاته (397 هـ) وهو خطأ، إنباه الرواة (2/ 308)، تاريخ الإسلام (وفيات 377) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 468)، الشذرات (4/ 410)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 83)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 536)، العبر (3/ 7). * معجم المفسرين (1/ 374)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 463)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 466)، تبيين كذب المفتري (195)، طبقات العبادي (85)، معجم المؤلفين (2/ 527)، الوافي (22/ 143)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 397)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 317).

من تلامذته: الحسين بن الحسن الأسدي وغيره. كلام العلماء فيه: * تبيين كذب المفتري: "صحب أبا الحسن رحمه الله بالبصرة مدة وأخذ عنه وتخرج به واقتبس منه وصنف تصانيف عدة تدل على علم واسع وفضل بارع" أ. هـ. * الوافي: "المتكلم الأشعري" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "تلميذ الشيخ أبي الحسن الأشعري ... وكان من المبرزين في علم الكلام والقوَّامين بتحقيقه وله كتاب "تأويل الأحاديث المشكلات الواردة في الصفات) وكان مفتنًا في أصناف العلوم. قال أَبو عبد الله الحسين بن الحسن الأسدي: كان شيخنا وأستاذنا أَبو الحسن علي بن مهدي الطبري الفقيه مصنفًا للكتب، في أنواع العلم حافظًا للفقه والكلام والتفاسير والمعاني وأيام العرب، فصيحًا مبارزًا في النظر ما شوهد في أيامه مثله" أ. هـ. * موقف ابن تيمية من الأشاعرة: (بما أن عليّ بن محمّد الطبري يعتبر من تلامذة الأشعري فهو يمثل مرحلة متوسطة بين الأشعري والباقلاني، وعرض عقيدته وآرائه يفيد في بيان مستوى النقلة من المؤسس الأول إلى أتباعه من بعده، وكيف تلقى تلاميذ الأشعري أقواله، وهل تابعوه فيها من خلال المرحلة الأولى من رجوعه أم المرحلة الأخيرة؟ 1 - كتب أَبو الحسن الطبري في بداية كتابه ما يبين سبب تأليفه حين قال: (أما بعد فإنك كتبت إليَّ شكوى ما فشا بالناحية من معتقد الفرقة المنتسبة إلى الحديث، المنتحلة الأثر، حتى مالوا إلى قوم من ضعفه المسلمين بمعاهدتهم بالتلبيس والتمويه"، ثم يصف هؤلاء الذين يوردون الأخبار فقط بأنهم: "تقصر معرفتهم عن استخراج تأويلها .. لقلة عنايتهم بمعرفة مصادر الكلام وموارده، وظاهره وباطنه، ومجازه وحقيقته واستعارته، وما يجوز إطلاقه في القديم وما لا يجوز إطلاقه" ثم يقول عنهم: "قد قنع الواحد منهم من العلم برسمه، ومن الحديث بجمعه واسمه، فأبعد هذه الطائفة أن يكتبوا أجزاء من الحديث وأجلادًا من القصص ثم يقبلوا على تفسيرها بغير ما أذن الله بها". ثم يذكر تأثير هؤلاء بأنهم "يتقربون إلي الرعاع والهمج من أهل الحديث بذلك، وأن من عدل عن هذا المنهج والسير فقد خالف المشايخ والقدماء والأسلاف من العلماء". ثم يذكر نماذج من الأحاديث التي يوردونها، ويبين أنه لا بد من تفسيرها بـ "ما يوافق المعقول من الأصول، والمعمول به من اللغات". فأبو الحسن الطبري في هذه المقدمات [يعرض بأهل الحديث و] يستخدم المنهج العقلي في تأويل النصوص الدالة على الإثبات دون أن يفرق بين الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة والأحاديث الثابتة، بل واضح من كلامه أن حذره من التشبيه أكثر من حذره من التعطيل. 2 - يحتج على إثبات الصانع بخلق الإنسان من نطفة ثم من علقة، ثم يحتج على الوحدانية بدليل التمانع، وهذه نفسها أدلة الأشعري، ويقول: إن

الله ليس بجسم ويحتج لذلك بأن الله لم يسم نفسه به ولا اتفق المسلمون عليه، ويعلل منع إطلاقه بان حقيقة الجسم أن يكون طويلًا عريضًا عميقًا وهذا يخالف وصف الله بأنه واحد. 3 - أما مذهب أبي الحسن الطبري في الصفات فقد فصله في كتابه، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي: أ - بالنسبة للصفات الخبرية فهو يثبتها مع نفي أي دلالة فيها على التجسيم أو التبعيض - على حد زعمه - فمثلًا حين يتكلم على صفة اليدين وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] يذكر الوجوه الواردة في معنى اليد، كالقوة، والنعمة، والجارحة، وبمعنى النفس والذات، ومنها يد صفة لا تحتمل معنى من المعاني السابقة، وبعد أن يبطل هذه الأقوال تفسيرًا للآية يقول: "فإذا بطلت هذه الوجوه بأسرها لم يرجع تفسيرها إلى غير إطلاق اللفظ فيها كما جاء عن الله سبحانه من غير تفسيرنا ذلك بالفارسية الموهمة للخطأ، فإن قيل: كيف يستقيم لك أن تقسم اليد على أوجه ثم تخرج اليد التي تثبتها للقديم من جملتها من غير أن ترجع في العبارة عنها إلى الفارسية وغيرها من اللغات ولا تزيد على قولك من أنها يد صفة وهي غير معقولة فيما بيننا؟ قيل له: إن ذلك التقسيم الذي قسمنا إنما فعلنا فيما شاهدناه، ونحن لم نرتب الباب بيننا وبين خصومنا، لا لنثبت ما شاهدناه، وعقلناه معاينة حتى يكون قولك هذا قادحًا في جملة ما أوردناه في هذا الباب؛ لأنا قد نثبت فاعلًا في الغائب قديمًا ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر وإن كنا في الشاهد لا نعقل موجودًا إلا جسمًا أو جوهرًا أو عرضًا، فإن صح ذلك كله مع خروجه عن حكم الشاهد صح لغيرك إثبات اليد للقديم من غير رجوع في تفسيرها إلى أكثر من إطلاق اللفظ بها كما جاء في القرآن"، والخلاصة أنه يثبت اليدين مع التفويض الكامل لها، ولذلك لم يثبت القبضة الواردة في قوله تعالى: {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] بل أولها بقوله عن معنى الآية: "أي والأرض جميعًا ذاهبة فانية يوم القيامة بقدرته على إفنائها"، وكذلك يقول في قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بيَمِينِهِ} [الزمر: 67] إن الطي أريد به الفناء والذهاب، ويذكر أدلة ذلك من الشعر ثم يقول: "ومن النّاس من يقول: مطويات بيمينه أي ذاهبات بقسمه لأنه أقسم ليفنيها". ويقول: إن الله راء بلاعين، ويرد على أدلة من يسميهم بالمشبهة الذين أثبتوا لله عينا ويتأول النصوص الواردة في ذلك من الكتاب والسنة، كما يتأول "القدم" ويذكر له عدة تأويلات ولا يثبت هذه الصفة كما يليق بالله تعالى. ب - يثبت أَبو الحسن الطبري صفة الاستواء والعلو لله تعالى، يقول: "اعلم عصمنا الله وإياك من الزيغ برحمته أن الله سبحانه في السماء فوق كل شيء، مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، وبمعنى الإستواء الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح يعني علوته، واستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي، والقديم جل جلاله عال على عرشه لا قاعد ولا قايم ولا مماس له ولا مباين،

والعرش ما تعقله العرب وهو السرير، يريد بذلك أيضًا على أنه في السماء عال على عرشه قوله سبحانه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك: 16]، وقوله تعالى: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] وقوله: {إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10] وقوله: {يدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ} [السجدة: 5] ". ثم رد على البلخي وغيره من المعتزلة في تأويلهم الإستواء بالإستيلاء واحتجاجهم بقولهم: استوى بشر على العراق - وغيره - فقال: "فيقال لهم: ما أنكرتم أن يكون عرش الله جسمًا مجسمًا، خلقه وأمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه كما خلق في الأرض بيتا وامتحن بني آدم بالطواف حوله وبقصده من الآفاق، ويدل على ذلك قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر: 75]، وقال في موضع آخر: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةً} [الحاقة: 17]، ففي كل هذا دلالة أن العرش ليس بالملك وأنه سرير)، ثم قال: (ومما يدل على أن الاستواء ها هنا ليس بالإستيلاء أنه لو كان كذلك لم يكن ينبغي أن يخص العرش بالإستيلاء عليه دون ساير خلقه، وليس للعرش مزية على ما [وصفت]، فبان بذلك فساد قوله، ثم يقال له أيضًا: إن الاستواء ليس هو بالإستيلاء في قول العرب: استوى فلان على كذا أي استولى عليه، إذا تمكن منه بعد أن لم يكن متمكنًا، فلما كان الباري سبحانه لا يوصف بالتمكن بعد أن لم يكن متمكنًا لم يصرف معنى الإستواء إلى الإستيلاء. وحدثنا الشيخ أَبو عبد الله الأزدي الملقب بنفطويه قال: حدثنا أَبو سليمان، قال كنا عند الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما معنى قوله سبحانه: {الْرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] قال: إنه مستو على عرشه كما أخبر، فقال له الرجل: إنما معنى استوى استولى فقال له ابن الأعرابي: ما يدريك ما هذا، العرب لا تقول استوى على العرش حتى يكون فيه مضاد له، فأيهما غلب قيل: قد استولى عليه والله سبحانه لا مضاد له، وهو مستو على عرشه كما أخبر، والإستيلاء يكون بعد المغالبة" ثم يقول: "فإن قيل فما تقول في قوله سبحانه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك: 16] قيل له معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش، كما قال: {فَسِيِحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة: 2] أي على الأرض ... " وكلامه في ذلك طويل حيث رد على الذين يقولون: إن الله في كل مكان، كما رد على من تأول رفع المسلمين أيديهم إلى السماء عند الدعاء بأن ذلك لأن أرزاقهم في السماء أو لأن الملائكة الحفظة في السماء، فقال: بأن ذلك لو جاز لجاز "أن نخفض أيدينا في الأرض نحو الأرض من أجل أن الله تعالى يحدث فيها النبات والأقوات والمعايش وأنها قرار، ومنها خلقوا وإليها يرجعون، ولأنه يحدث فيها آيات كالزلزلال والرجف والخسف، ولأن الملائكة معهم في الأرض، الذين يكتبون أعمالهم، فإذا لم يجب خفض الأيدي نحو الأرض لما وصفنا لم تكن العلة في رفعها نحو السماء ما وصفه البلخي، كانما أمرنا الله تعالى برفع أيدينا قاصدين إليه برفعهما نحو العرش الذي هو مستو

عليه كما قال: {الْرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]. هذا رأي الطبري في مسألة العلو والإستواء، وهذه النصوص تدل على استقرار هذه المسألة وفق مذهب السلف عند تلامذة الأشعري. ج - يتاول أَبو الحسن الطبري النصوص الواردة في الضحك والعجب، والفرح، ففي صفة الضحك الواردة في الأحاديث يذكر المعاني الجازية للضحك مثل قول العرب ضحكت الأرض إذا تبدي نباتها، وضحك طلع النخل إذا بدا كافوره، ويقال هذا طريق ضاحك أي ظاهر واضح، ثم يقول: "فمرجع الضحك في هذا كله إلى البيان، ومعنى الخبر والله أعلم بالمراد يضحك الله أي يبين الله ثواب هذين الرجلين المقتولين .. فإذا وجدنا للضحك معنى صحيحًا تعرفه العرب في لغتها غير الكشر عن الأسنان عند حلول التعجب منه كان إضافة ذلك إلى ربنا سبحانه أولى مما أضافت إليه المشبهة، نعوذ بالله من الحيرة في الدين وهو ولي المعونة"، وهذا تأويل واضح لهذه الصفة، وفي صفة العجب يذكر عدة تأويلات منها: أن معنى عجب ربك أي عظم عنده، وقيل معناه رضي وأثاب، وقيل: جازاه على عجبه، ولا يذكر إثبات هذه الصفة كما يليق بجلال الله وعظمته، كما يؤول الفرح بالرضا. د - أما الصفات الاختيارية التي تقوم بالله تعالى كالنزول والمجيء والإتيان فيتاولها ولا يثبتها كما يليق بحلال الله وعظمته، وهذا بناء على نفي حلول الحوادث، يقول عن النزول: "ولا يجوز حمل ذلك على النزول والنقلة ... لما فيه من تفريغ مكان وشغل آخر، والقديم قد جل أن يكون موصوفًا بشيء من ذلك، كذلك وقد حكى الله تعالى عن إبراهيم - عليه السلام - أنه قال: {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام: 76] واحتجاجه بهذه الآية هنا هو احتجاج جمهور الأشاعرة الذين يزعمون أن إبراهيم - عليه السلام - استدل بتغير وتحرك النجم على أنه لا يصلح أن يكون إلهًا، وبنوا على ذلك نفي حلول الحوادث بذات الله تعالى، ويقول أَبو الحسن الطبري عن الإتيان والمجيء: "فإن قيل: فما تقول في قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 26] وفي قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر: 22] وفي قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 210] قيل له: إن الله سبحانه قد صح أنه لا يجوز وصفه بالإتيان والمجيء الذي بمعنى الانتقال والزوال، إذ كان ذلك من صفات الأجسام تعالى الله أن يكون جسمًا أو عرضًا، وكلام العرب واسع له ظهر وبطن لاتباع العرب في المجازات وطرق الكلام، ومعنى البيان في قوله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ} الاستئصال في الهلاك والدمار بإرسال العذاب وأما قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} فمعناه جاء حكم ربك وأمر بك، ألا ترى أن الخاص والعام يقول ضرب الأمير زيدًا، كان كان الأمير لم يباشر زيدًا بالضرب، بل كان ذلك بأمره وحكمه عليه، وقد قال الله تعالى في قصة لوط {فَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنَهُمْ} [القمر: 37] كان كان الطمس للأعين للملائكة بأمر الله. وأما قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} فمعناه هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله

2301 - ابن العلاف البغدادي

بالحساب في ظلل من الغمام، يراد به بظلل من الغمام، وإن الفاء بمعنى الباء .. " وهذا هو مذهبه في تأويل هذه الصفات. 4 - يثبت أَبو الحسن الطبري الرؤية ويرد على المعتزلة المنكرين لها، لكن الملاحظ أنه أورد سؤالًا حولها يتعلق بأنه يلزم من إثباتها المقابلة، فأجاب بما يدل على أنه يقول بأنه لا يلزم من الرؤية المقابلة، ومما قاله - وهو يرد على المعتزلة - "وقد زعمتم أن معنى ترون ربكم: تعلمون ربكم، ولم تلزموا أنفسكم أنكم تعلمونه مقابلًا لكم". وعلى العموم فيدل كلام الطبري في كتابه هذا [أي كتاب تأويل الأحاديث المشكلة الموضحة وبيانها بالحجة والبرهان] (¬1) على حرص الأشاعرة على أن يسيروا على منهج متوسط بين المعتزلة وأهل الحديث؟ ولذلك ردوا على المعتزلة وخالفوهم، كما أولوا بعض الصفات وخالفوا أهل السنة المثبتين، وهذا ما يفسر تلك المواقف القوية لعلماء السنة من الأشاعرة في ذلك الوقت، ومن يطلع على عبارات أبي الحسن الطبري في تأويله لبعض الصفات يتضح لديه أن تلامذة الأشعري لم يسيروا على ما في الإبانة وإنما تتلمذوا على كتبه الأخرى ذات الصبغة الكلامية والمناهج التأويلية" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تأويل الأحاديث المشكلات الواردة في الصفات"، و"تفسير أسامي الرب عَزَّ وجل". 2301 - ابن العلاف البغدادي * المقرئ: عليّ بن محمّد بن يوسف بن يعقوب بن عليّ، أَبو الحسن، ابن العلاف البغدادي. ولد: سنة (310 هـ) عشر وثلاثمائة. من مشايخه: النقاش، وابن أبي هاشم، وبكار وغيرهم. من تلامذته: الحسن بن محمّد صاحب (الروضة)، وأَبو الفتح بن شيطا وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة". وقال: "أخبرنا العتيقي، قال سنة (396 هـ) فيها توفي أَبو الحسن بن العلاف المقرئ في الجانب الشرقي، ثقة مأمون" أ. هـ. * معرفة القراء: "من كبار أئمة الأداء" أ. هـ. * غاية النهاية: "الأستاذ المشهور ثقة ضابطًا" أ. هـ. وفاته: سنة (396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة. 2302 - الخبازي * المقرئ: عليّ بن محمّد بن الحسن بن محمّد، أَبو ¬

_ (¬1) ما زال مخطوطًا وتوجد منه نسخة في مكتبة طلعت في القاهرة مجموع رقم (491) من 108 - أ- 162 ب أ. هـ. من كتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة". * غاية النهاية (1/ 577)، معرفة القراء (1/ 362)، المنتظم (15/ 51)، تاريخ الإسلام (وفيات 396) ط. تدمري، تاريخ بغداد (12/ 95). * غاية النهاية (1/ 577)، تاريخ الإسلام (وفيات 398) ط. تدمري، معجم المؤلفين (2/ 528)، الوافي (22/ 166).

2303 - المعافري

الحسن الخبازي أو الخباري، الجرجاني، نزيل نيسابور. من مشايخه: زيد بن أبي بلال، والمطوعي، والشذاني وغيرهم. من تلامذته: ولده أَبو بكر محمّد، وأَبو نصر منصور بن محمّد القهندزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "صاحب التصانيف" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ القراء بها إمام ثقة مؤلف محقق" وقال: "قال الحاكم: كان من أقرأ الناس وأحسنهم أداء وأكثرهم اجتهادًا في التلقين وبلغني أنه تخرج به كثر من عشرة آلاف رجل وكان من أكثر العلماء اجتهادًا في العبادة" أ. هـ. وفاته: سنة (398 هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة. 2303 - المعافري * المقرئ: عليّ بن محمّد بن خلف الإمام، أَبو الحسن المعافريّ، القروي القابسي (¬1)، المالكي الفقيه، عالم أهل إفريقية. ولد: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: حمزة بن محمّد الكناني، وأَبو زيد المروزي وجماعة. من تلامذته: أَبو عمران القابسي، وأَبو القاسم اللبيدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ترتيب المدارك: "قال أَبو سعيد بن أخي هشام يعظم الشيخ أبا الحسن ويقول: الشيخ أبا الحسن لا يحاسب على مكيال ولا ميزان. وإن كان لا يدخل الجنة إلا مثل أبي الحسن فما يدخلها منا أحد" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في علم الحديث ومتونه وأسانيده وجميع ما يتعلق به، وكان للناس فيه اعتقاد كثير" أ. هـ. * العبر: "وكان مع تقدمه في العلوم مصالحًا تقيًا ورعًا، حافظًا للحديث وعلله منقطع القرين، وكان ضريرًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان حافظًا للحديث وعلله ورجاله فقيهًا أصوليًا متكلمًا مصنفًا صالحًا منقبًا، وكان أعمى لا يرى شيئًا، وهو مع ذلك من أصح الناس كتبًا وأجودهم تقييدًا. يضبط كُتبه ثقات أصحابه والذي ضبط له (صحيح البخاري) بمكة رفيقه أَبو محمّد الأصيلي. ذكره حَاتِم الأطرابلسي فقال: كان زاهدًا ورعًا يقظًا، لم أرَ بالقيروان إلا معترفًا بفضله". وقال: "قال أَبو عمرو الداني: أَبو الحسن بن القابسي أخذ القراءة عرضًا عن أبي الفتح بن بدهن وعليه كان اعتماد إقراء القرآن بالقيروان ¬

_ * الإكمال (6/ 380)، غاية النهاية (1/ 567)، تاريخ الإسلام (وفيات 403) ط. تدمري، ترتيب المدارك (4/ 616)، فهرست ابن الخير (296)، وفيات الأعيان (3/ 320)، تذكرة الحفاظ (3/ 1079)، العبر (3/ 85)، السير (17/ 158)، البداية والنهاية (11/ 375)، طبقات الحفاظ (419)، الديباج (2/ 101)، كشف الظنون (2/ 1908)، إيضاح المكنون (2/ 566)، شجرة النور (97)، الأعلام (4/ 326)، معجم المؤلفين (2/ 502)، الشذرات (5/ 20)، هدية العارفين (1/ 685)، النجوم (4/ 233). (¬1) قيل له القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية.

2304 - أبو حيان التوحيدي

دهرًا، ثم قطع الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه أقرأ الوالي، ثم أعمل نفسه في درس الفقه ورواية الحديث. إلى أن رأس فيهما وبرع وصار إمام عصره وفاضل دهره كتبنا عنه شيئًا كثيرًا" أ. هـ. * البداية: "قد كان حافظًا بارعًا في علم الحديث، رجلًا صالحًا جليل القدر" أ. هـ. وفاته: سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مصنفاته: "الممهد في الفقه"، و"أحكام الديانات"، و"المنقذ من شُبه التأويل" وغيرها. 2304 - أَبو حيان التوحيدي * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن العباس، أَبو حيان التوحيدي (¬1)، الشيرازي وقيل النيسابوري وقيل الواسطي. ولد: (310 هـ) عشر وثلاثمائة. من مشايخه: سمع أبا بكر محمّد بن عبد الله الشافعي، وأَبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "صوفي السمت والهيئة ... قال ياقوت: كان يتأله والناس على ثقة من دينه. قال محب الدين بن النجار: كان صحيح العقيدة وكذا قال غيره والمتأخرون حكموا بزندقته ... قال ابن الجوزي في تاريخه: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي وأَبو حيان التوحيدي وأَبو العلاء المعري وأشرّهم على الإسلام أَبو حيان، لأنهما صرّحا وهو جمجم أ. هـ. وكان متفننا في جمغ العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام على رأي المعتزلة. وكان جاحظيًا يسلك في تصانيفه مسلكه ويشتهي أن ينتظم في سلكه فهو شيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ... سخيف اللسان قليل الرضا عند الإساءة إليه والإحسان، الذم شأنه والثلب دكانّه" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "الحامل للذهبي على الوقيعة في التوحيدي، مع ما يبطنه فن بغض الصوفية هو أن الكلامان -أي كلام ابن فارس، وابن الجوزي- ولم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدريًا بأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن ينال منه هذا النيل. وسئل الشيخ الإمام الوالد رحمه الله عنه فأجاب بقريب مما أقول .. " أ. هـ. * لسان الميزان: (نفاه الوزير المهلبي لسوء عقيدته، وكان يتفلسف. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 1923)، وفيات الأعيان (5/ 112)، ضمن ترجمة ابن العميد، إشارة التعيين (226)، السير (17/ 119)، ميزان الاعتدال (7/ 359)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 286)، وفي هامشه يقول المحقق ويرى الدكتور إبراهيم الكيلاني في تقديمه لرسالة "الصداقة والصديق" أن أبا حيان، ولد سنة (310 هـ) وتوفي سنة (414 هـ)، البلغة (145) لسان الميزان (7/ 45)، الوافي (22/ 39)، بغية الوعاة (2/ 190)، مفناح السعادة (1/ 234)، الأعلام (4/ 326)، معجم المؤلفين (2/ 509)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 196). (¬1) التوحيدي: نسبة إلى نوع من التمر يسمى التوحيد يحتمل أن ينسب إلى التوحيد الذي هو الدين فإن المعتزلة يسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد (مفتاح السعادة).

قال ابن الرماني في كتاب "الفريدة": كان أَبو حيان كذابًا قليل الدين والورع، مجاهرًا بالبهت، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، وقال ابن الجوزي: كان زنديقًا. قلت: بقي إلى حدود الأربعمائة ببلاد فارس، وكان صاحب زندقة وانحلال، قال جعفر بن يحيى الحكاك: قال لي أَبو نصر السجزي: إنه سمع أبا سعد الماليني يقول: قرأت الرسالة المنسوبة إلى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى عليّ على أبي حيان فقال: هذه الرسالة عملتها ردًّا على الروافض، وسببها أنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء -يعني ابن العميد- فكانوا يغلون في حال عليّ، فعملت هذه الرسالة، قلت: فقد اعترف بالوضع، انتهى وقرأت بخط القاضي عَزَّ الدين بن جماعة، أنه نقل من خط ابن العلاج أنه وقف لبعض العلماء على كلام يتعلق بهذه الرسالة ملخصة، لم أزل أرى أبا حيان عليّ بن محمّد التوحيدي معدودًا في زمرة أهل الفضل، موصوفًا بالسداد في الجد والهزل، حتى صنع رسالة منسوبة إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما راسلًا بها عليًّا - رضي الله عنه -، وقصد بذلك الطعن علي الصدر الأول، فنسب فيها أبا بكر وعمر رضي الله عنهما إلى أمر لو ثبت لاستحقا فوق ما يعتقده الإمامية فيهما، فأول ما يدل فيها على افتعاله في ذلك نسبته إلى أبي بكر، وأنشأ خطبة بليغة تملق فيها لأبي عبيدة ليحمل له رسالته إلى عليّ - رضي الله عنه -، وغفل عن أن القوم كانوا بمعزل عن التملق، ومنها قوله: ولعمري إنك أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرابة، ولكنا أقرب إليه قربة، والقرابة لحم ودم، والقربة نفس وروح، وهذا يشبه كلام الفلاسفة، وسخافة هذه الألفاظ تغني عن تكلف الرد. وقال فيها: إن عمر - رضي الله عنه - قال لعلي في ما خاطبه به: إنك اعتزلت تنتظر وحيًا من جهة الله وتتواكف مناجاة الملك، وهذا الكلام لا يجوز نسبته إلى عمر - رضي الله عنه -، فإنه ظاهر الإفتعال، إلى ذلك مما تضمنته الرسالة من عدم الجزالة التي تعرف من طراز كلام السلف. وقال ابن النجار في "الذيل": كان أَبو حيان التوحيدي فاضلًا، لغويًّا، نحويًّا شاعرًا، له مصنفاته حسنة، وكان فقيرًا، صابرًا، متدينًا، حسن العقيدة. وقال أَبو سعد المطرز: سمعت فارس بن بكران الشيرازي يقول، وكان من أصحاب أبي حيان التوحيدي قال: لما احتضر أَبو حيان، كان بين يديه جماعة فقالوا: اذكروا الله، فإن هذا مقام خوف، وكل يسعى لهذه الساعة، وجعلوا يذكرونه ويعظونه، فرفع رأسه اليهم وقال: كأني أقدم على جندي أو شرطي إنما أقدم على رب غفور، وقضى. قلت: وقد وقفت على مثال الوزيرين لأبي حيان التوحيد، والمراد بهما أَبو الفضل ابن العميد، وأَبو القاسم بن عاد، وذكر أن سبب تصنيفها أنه وفد على ابن عباد، فاتخذه ناسخًا، وأنه خيب أمله بعد مدة مقامه عنده نحوًا من أربع سنين، ورحل عنه خائبًا، فما استنكرته من كلامه في هذا الكتاب، أنه حكى عن المأمون أنه قال لأبي العتاهية: إذ قال الله لعبده لم لم تطعني ما يجيب؟ قال: يقول: لو وفقتني لأطعتك، قال

2305 - أبو الحسن الحذاء

فيقول: لو أطعتني وفقتك، فيقول العبد: أيكون إليه العبد لسبه، وما مطالب الرب معدًا. ووقفت له على رسالة في تقريظ الجاحظ، أفرط في مدحه فيها، وقال في كتاب الوزيرين: كان الجاحظ واحد الدنيا، وقال في ابن العميد، وابن عباد: قد قلت فيهما كانا بالسياسة عالمين، ولأولياء نعمهما ناصحين، إلى أن قال: فأراهما لو تنبآ لنزل الوحي عليهما، وتجدد بهما الشرع، وسقط لمكانهما الاختلاف، واستمر في هذا المعنى، وهو ذاك على قلة برمته، وعلى إقدامه على إطلاق ما لا يليق. ورأيت له في تصانيفه تحريفات منها أنه قال في الحديث المشهور، "حبب الي من دنياكم ثلاث جزم سرماء ثلاث" لكن لم يتفرد بذلك، وقال في حديث "لي الواجد ظلمة يحل عرضه وعقوبته" فزاد لفظ "ظلمة" ولم ينفرد بها أيضًا. وذكر في كتاب الوزيرين أنه فارق ابن عباد سنة سبعين وثلاثمائة راجعًا إلى "بغداد" بغير زاد ولا راحلة، ولم يعطني في مدة ثلاث سنين درهمًا واحدًا، ولا ما قيمته درهم واحد. قال: فلما وقع في هذا، أخذت أتلافى ذلك بصدق القول في سوء الثناء، والبادئ أظلم. وقرأت في كتاب "فلك المعاني" للشريف أبي يعلى ما نصه: كان أَبو حيان التوحيدي من "شيراز"، وهو شيخ الصوفية، وأديب الفلاسفة، وفيلسوف الأدباء، وإمام البلغاء، وزاهدهم، ومحسنهم" أ. هـ. وفاته: سنة (414 هـ)، وقيل: (380 هـ) وقيل: (400 هـ) أربع وعشرة وأربعمائة، وقيل: ثمانين وثلاثمائة وقيل أربعمائة. من مصنفاته: "الصديق والصداقة"، و"الرد على ابن جني في شعر المتنبي" و"الرسالة في أخبار الصوفية" وغير ذلك. 2305 - أَبو الحسن الحذاء * المقرئ: عليّ بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمّد، أَبو الحسن الحذاء. من مشايخه: سمع أبا بحر بن كوثر البربهاري، وأحمد بن جعفر بن سلم وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه الأستاذ أَبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد الخياط، وأَبو العباس أحمد بن عليّ بن هاشم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقًا فاضلًا عالم بالقراءات ... وقال: حدثني الوزير أَبو القاسم في بن المسلمة قال: رأيت أبا الحسن الحذاء ثلاث مرات، وكل مرة يقول له الوزير ما فعل الله بك؟ فيقول: غفر لي .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ مقريء عدل ضابط مشهور .. " أ. هـ. وفاته: (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (12/ 98)، السابق واللاحق (140)، ذكره ضمن سند الحديث، تاريخ الإسلام (وفيات 140) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 572).

2306 - أبو الحسن الهروي

2306 - أَبو الحسن الهَرَوي * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد، أَبو الحسن الهروي، والد أبي سهل محمّد بن عليّ الهروي. ولد: (340 هـ) أربعين وثلاثمائة ظنا. من مشايخه: قرأ على الأزهري وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان أَبو الحسن عالمًا بالنحو، إمامًا في الأدب، جيد القياس، صحيح القريحة، حسن العناية بالأدب .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم باللغة والنحو" أ. هـ. * قلت: من مقدمة كتاب "اللامات" لمحققه يحيى البلداوي، قال: " ... عاش في مصر بعد أن ارتحل، من هرات واشتغل بعلمي اللغة والنحو في ظل الدولة الفاطمية حين استولى الفاطميون على مصر سنة (357 هـ) في أواسط العصر العباسي الثالث .. " أ. هـ. قلت: والفاطميون: هم أهل المذهب الشيعي الباطني، وانحرافهم وسوء معتقدهم أشهر من أن يذكر. وفاته: (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة ظنًّا. من مصنفاته: "الذخائر" في النحو كان في حوالي أربعة أجزاء، وجمع ما تفرق فيه وسماه "الأزهرية في علم الحروف" و"المرشد" في النحو وكتاب "اللامات" مطبوع. 2307 - الحَنَّائِي * المقرئ: عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن حسين، أَبو الحسن، الدمشقي الحنائي. ولد: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مشايخه: عبد الوهاب الكلاي، وأَبو بكر بن أبي الحدين وغيرهما. من تلامذته: أَبو سعد السمان، وعبد العزيز الكتاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "الإمام القدوة الحافظ المقريء، شيخ الإسلام ... وكان كبير الشأن قال عبد العزيز الكتاني: شيخنا وأستاذنا أَبو الحسن الحنائي الشيخ الصالح كتب الكثير، وكان من العباد، وكانت له جنازة عظيمة ما رأيت مثلها ولم يزل يُحمل من بعد صلاة الجمعة إلى قريب العصر وانحلّ كفنه انتهى وهو أخو أبي القاسم الحسين الحنائي، وعم الشيخ أبي طاهر محمّد بن الحسين شيخ السلفي "أ. هـ. * الشذرات: "المحدث الحافظ الناقد الزاهد" أ. هـ. وفاته: (428 هـ) ثمان وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف لنفسه "معجمًا". ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 1923)، إنباه الرواة (2/ 311)، الوافي (22/ 163)، بغية الوعاة (2/ 205)، الأعلام (4/ 327)، كتاب اللامات للمترجم بتحقيق يحيى علوان البلداوي - طبعة الجامعة المستنصرية. * السير (17/ 565)، العبر (3/ 166)، تذكرة الحفاظ (3/ 1086)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 428) ط. تدمري، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (18/ 151)، الشذرات (5/ 138)، معجم المؤلفين (2/ 491).

2308 - أبو القاسم الهاشمي

2308 - أَبو القاسم الهاشمي * المقرئ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن عيسى بن زيد بن عليّ، أَبو القاسم، الهاشمي العلوي الحسيني الزيدي الحراني الحنبلي السُّني. من مشايخه: أَبو بكر النقاش المقريء وغيره. من تلامذته: أَبو معشر عبد الكريم الطبري، وأَبو القاسم الهُذلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "عن عبد العزيز الكتاني، وقد عرض عليه كتاب فيه سماع مزور بين التزوير فقال: ما يكفي عليّ بن محمّد الزيدي أن يكذب حتى يُكذب عليه أ. هـ .... وبلغني أن الزيدي نُفذ رسولًا إلى ملك الروم. فلما جلس، كنت النصارى وحركوا الأرغل فثبت الزيدي عند سماعه وتعجبوا من ثباته كثيرًا، فلما قام وجدوا تحت كعبه الدم فما ثبت نفسه ولم يتحرك ... وقد وثقه أَبو عمرو الداني في الجملة لما وثق شيخه النقاش، ولكن الجرح مقدم وما أدري ما أقول" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "وثقه أَبو عمرو الداني واتهمه عبد العزيز الكتاني" أ. هـ. * العبر: "وكان صالحًا ربانيًا .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "مقريء صالح ثقة" أ. هـ. * لسان الميزان: "شيخ القراء" أ. هـ. وفاته: (433 هـ) ثلاث وثلاثين وأربعمائة وقد قارب المائة. 2309 - الأَزجي * المفسر: عليّ بن محمّد بن عليّ، أَبو الحسن الأزجي (¬1)، الضرير. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان عالمًا بتفسير القرآن، وقد صنف فيه كتابًا" أ. هـ. وفاته: (445 هـ) خمس وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "مجمع البحرين" في تفسير القرآن. ¬

_ * السير (17/ 505)، معرفة القراء (1/ 393)، ميزان الاعتدال (5/ 187)، العبر (3/ 178)، غاية النهاية (1/ 572)، لسان الميزان (4/ 300)، الوافي (22/ 74)، الشذرات (5/ 160). * الوافي (22/ 81)، معجم المفسرين (1/ 375)، معجم المؤلفين (2/ 514). (¬1) الأزجي: نسبة إلى باب الأزج، محلة كبيرة في شرقي بغداد ينسب إليها عدد كبير من اهل العلم أ. هـ. (معجم المفسرين).

2310 - الماوردي

2310 - الماوردي * اللغوي، المفسر عليّ بن محمّد بن حبيب، أَبو الحسن الماوردي البصري الشافعي. ولد: (364 هـ) أربع وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أَبو القاسم الصيمري، وأَبو حامد الأسفراييني وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي، وأَبو العز بن كادش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان من وجوه الفقهاء الشافعية .. وكان وقورًا متادبًا لا يرى أصحابه ذراعه، وكان ثقة صالحًا .. " أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "والصحيح أنه ليس معتزليًا، ولكنه يقول بالقدر فقط" أ. هـ. * الوافي: "قال عمرو بن الصلاح: وهو متهم بالإعتزال، وكنت أتأوله واعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم. قال في تفسيره من الأعراف: لا يشاء عبادة الأوثان. وتفسيره عظيم الضرر، لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل .. " أ. هـ. * الشذرات: "وكان إمامًا في الفقه، والأصول، والتفسير، بصير بالعربية .. وقال ابن خيرون: كان رجلًا عظيم القدر، ... وذكره ابن الصلاح في "طبقاته" وأتهمه بالإعتزال في بعض المسائل بحسب ما فُهم عنه في "تفسيره" في موافقة المعتزلة فيها، ولا يوافقهم في جميع أصولهم، ومما خالفهم فيه، أن الجنة مخلوقة نعم يوافقهم في القول بالقدر، وهي بلية غلبت على البصريين .. " أ. هـ. * الأعلام: "نسبته إلى بيع ماء الورد ... وكان يميل الإعتزال .. " أ. هـ. * قلت: قال صاحب الرسالة الجامعية "الماوردي دراسة في فكره النظري والعملي" أن الماوردي في مسألة ضرورة النبوة يميل إلى مذهب المعتزلة انظر صفحة (17)، قال: من العلماء من اتجه إلى تأويل المتشابه بما يوافق اللغة ويلائم تنزيه الله، باعتبار أن العلماء داخلون في الاستثناء والماوردي يميل إلى الإتجاه الثاني، ويؤكد ذلك قوله: "وإنما جعل الله كتابه محكمًا ومتشابهًا استدعاءً للنظر من غير اتكال على الخبر؛ ليبين التفاضل ويستجزل الثواب" أدب القاضي 1/ 329") أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (12/ 102)، الأنساب (5/ 182)، المنتظم (16/ 41)، معجم الأدباء (5/ 1955)، الكامل (9/ 651)، وفيات الأعيان (3/ 282)، السير (18/ 64)، العبر (3/ 223)، ميزان الاعتدال (5/ 188)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 267)، البداية والنهاية (12/ 85)، تاريخ الإسلام (وفيات 450) ط. تدمري، لسان الميزان (4/ 300)، الوافي (21/ 451)، النجوم (5/ 64)، طبقات المفسرين للسيوطي (71)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 427)، شذرات (5/ 218)، روضات الجنات (5/ 242)، الأعلام (4/ 327)، معجم المؤلفين (2/ 499)، مقدمة تفسير الماوردي "النكت والعيون" بقلم خضر محمّد خضر، "المارودي دراعة في فكرة النظري والعملي" إعداد محمّد خلف عبد الواحد رسالة جامعية (1986 م)، تحقيق أبواب من كتاب "البيوع في الحاوي للماوردي، مقارنًا بين المذاهب الأربعة، - محمّد عبد القادر حسين الكفراوي - جامعة الأزهر- كلية الشريعة والقانون - رسالة جامعية (1402 هـ-1982 م)، هـ الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" د. عدنان زرزور - مؤسسة الرسالة.

ومن مقدمة تفسير الماوردي، بقلم: خضر محمّد خضر صفحة (ك) من المقدمة، قال تحت عنوان: الماوردي ليس معتزليًا (ذكر ابن الصلاح في طبقاته أن الماوردي كان يتهم بالإعتزال وقال إنه قد: "وجده في بعض المواضع يختار قول المعتزلة، وما بنوه على أصولهم الفاسدة، ومن ذلك مصيره في سورة الأعراف إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يشاء عبادة الأوثان. وقال في قوله تعالى: {وَكَذلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًا شَيَاطِنَ الإِنْسِ وَالْحِنِّ}: "في قوله .. جعلنا وجهان: أحدهما معناه حكمنا بأنهم أعداء. والثاني: تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها". ثم هو ليس معتزليًا مطلقًا، فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم مثل خلق القرآن على ما دل عليه تفسيره في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وغير ذلك، ويوافقهم في القدر وهي البلية التي غلبت على البصريين وعيبوا بها قديمًا". وقد نقل كلام ابن الصلاح الذهبي في ميزان الاعتدال وابن السبكي في طبقاته وغيرهما. والحق أن الماوردي لم يكن معتزليًا وإنما هو مجتهد، وقد يؤدي به اجتهاده إلى موافقة المعتزلة في بعض الفروع، بل أن ابن الصلاح لم تتأكد عنده هذه التهمة، وهو ينقل عن الماوردي كثيرًا من المسائل الفقهية باستفاضة. وذكر النووي أن الماوردي يخالف المعتزلة في أمور كثيرة منها: أن الجنة مخلوقة كما يقول أهل الجنة. ومنها: أن القرآن لا ينسخ بالسنة وهو رأي الشافعي، والمعتزلة يقولون إنه ينسخ بالسنة المتواترة. ومنها: أن القرآن ليس بمخلوق، ومنها أن كل حكم شرعي قابل للنسخ خلافًا للمعتزلة. وغير ذلك كثير. فالماوردي شافعي المذهب وقد وافقت آراؤه مذهب الشافعي في كل قضايا التوحيد وفي الفقه وأصوله ونظرًا لعلو مكانته الفقهية نراه يتسلم زعامة الشافعية في عصره. يقول ابن حجر العسقلاني: لا ينبغي أن يطلق عليه اسم الإعتزال" أ. هـ. ثم نذكر قول محمّد عبد القادر حسين الكفراوي صاحب الرسالة الجامعية "تحقيق أَبواب من كتاب البيوع من الحاوي" للماوردي، وتحت عنوان اتهام الماوردي بالاعتزال (ص 43): (وثمة اتهام بالإعتزال وجه إلى الماوردي يستحق منا في البحث مناقشة هذه القضية والوقوف على مدى هذا الإتهام؟ . لقد ذكر بعض المؤرخين الذين ترجموا للماوردي أنه كان يميل إلى الإعتزال وذكر ياقوت أنه كان شافعيًّا في الفروع معتزليًا في الأصول وبعضهم نفى عنه صفة الإعتزال، ومعظم الذين اتهموا الماوردي بالإعتزال نقلوا عن الشيخ تقي الدين بن صلاح الذي ولد بعد وفاة الماوردي بقرن وربع من الزمن فقد ولد ابن الصلاح (سنة 577 هـ) بينما توفي الماوردي (سنة 450 هـ) وتوفي ابن الصلاح (سنة 643 هـ) وقبل مناقشة هذه القضية لنرى ما كتبه ابن الصلاح واتهم به الماوردي: ... هذا الماوردي - عفا الله عنه - يتهم بالإعتزال وقد كنت لا اتحقق من ذلك عليه وأتاول له، واعتذر عنه في كونه يورد في تفسيره في الآيات التي يختلف فيها أهل التفسير، تفسير

أهل السنة وتفسير المعتزلة، غير متعرض لبيان ما هو الحق منها وأقول ولعله قصده إيراد كل ما قيل من حق أو باطل ولهذا يورد من أقوال المشبهة أشياء مثل هذا الإيراد حتى وجدته يختار في بعض المواضع قول المعتزلة وما بنوه على أصولهم الفاسدة. ومن ذلك مصيره في الأعراف إلا أن الله لا يشاء عبادة الأوثان وقال في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} وجهان في جعلنا أحدهما معناه حكمنا بأنهما أعداء والثاني تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها، وتفسيره عظيم الضرر لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل، تلبيسًا وتدليسًا، على وجه لا يفطن له غير أهل العلم، والتحقيق مع أنه تأليف رجل لا يتظاهر بالإنتساب إلى المعتزلة بل يجتهد في كتمان موافقتهم فيما لهم فيه موافق. ثم هو ليس معتزليًا مطلقًا، فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم، مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله عَزَّ وَجَلَّ: حدث {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وغير ذلك ووافقهم في القدر وهي التي غلبت على البصريين وعيبوا بها. هذا ما اتهم به ابن الصلاح وتبعه من بعده من اتهم الماوردي بالاعتزال، والرد على ابن الصلاح في هذه القضية من عدة وجوه: 1 - إننا لا يمكن أن نفصل الماوردي عن العصر الذي عاش فيه، عاش في العصر العباسي الثاني، وقد تطور مذهب المعتزلة وانتشر تحت تأثير فلسفة أرسطو، وكان من تعاليمهم: أن إدراك وسائل الخلاص وطرق النجاة إنما ترجع إلى سلطان العقل، وتعتبر طائفة المعتزلة من العقليين في الإسلام الذين يقولون بسلطان العقل وفهمه بطبائع الأشياء، وعصر الماوردي انجب فلاسفة الإسلام العقليين أمثال: أَبو نصر الفارابي المتوفى (عام 339 هـ)، والرئيس ابن سينا (428 هـ)، واستمر مذهب الإعتزال في أوج قوته حتى صرعهم حجة الإسلام الغزالي. 2 - ووردت بعض الإشارات في كتب الماوردي تشير إلى مدى اهتمامه بالعقل وعنايته به مما جعل بعض المترجمين له يتهمونه بالإعتزال بناء على اهتمامه بهذه القضية ومن ذلك قوله في كتاب "أدب الدين والدنيا" أعلم أن لكل فضيلة اسًا، ولكل أديب ينبوعًا، وأسس الفضائل وينبوع الأداب هو العقل الذي جعله الله تعالى للدين أصلًا وللدنيا عمادًا، فأوجب الدين لكماله وجعل الدُّنيا مدبرة بأحكامه وألف به بين خلقه مع اختلاف هممهم ومآربهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم، وجعل ما تعبدهم به قسمين، قسمًا وجب بالعقل فوكده الشرع، وقسمًا جاز في العقل فأوجبه الشرع فكان لها عمادًا. 3 - موافقة الماوردي المعتزلة في بعض المواطن من التفسير كما ذكر ابن الصلاح أنه ذكر الوجهيين في آية الأنعام بما يوافق رأى المعتزلة، وبأنه يقول بالقدر شانه شأن البصريين، حيث أنكر عليهم ذلك غير أننا نجد ابن الصلاح نفسه يقول: "هو ليس معتزليًا مطلقًا فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم، مثل خلق القرآن على ما يدل عليه تفسيره في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} ثم جاء النووي المتوفى (سنة 676 هـ) والذي هذب طبقات ابن الصلاح فقال

ومما يوافق فيه الماوردي أهل السنة ويخالف المعتزلة له خلق الجنة وقال أنها مخلوقة كما قال أهل السنة قال في سورة الأعراف: "الجنة التي أمر آدم - عليه السلام - بسكناها جنة الخلد، ومن الأمور التي يخالف فيها المعتزلة قوله أن القرآن لا ينسخ فقد حكى فيه ثلاثة أوجه في حين أن المعتزلة لا يقولون بذلك ومنها قوله: أن ما من حكم شرعي إلا وهو قابل للنسخ ولهذا قال الحافظ ابن حجر العسقلاني، (ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الإعتزال). 4 - لقد وثق الماوردي تلاميذه الذين عاصروه وعاشوا معه، ومنهم الخطيب البغدادي، المؤرخ المشهور، والذي تتلمذ على يد الماوردي وحضر وفاته وصلى عليه مع من صلى وقال في وصفه لأستاذ "كان من وجهاء الفقهاء والشافعيين" ولم ينقل أحد ممن عاصره أنه كان معتزليًا أو يميل إلى الاعتزال. 5 - نستنتج مما تقدم أن هذا الإتهام باطل مرجعه اجتهاد الماوردي، وهو اجتهاد يقوم على أساس تحكيم العقل، فالتشابه بين الماوردي والمعتزلة مرجعه أن كلا من الطرفين قرر سلطان العقل، في بحث مسائل آراء المعتزلة وهذا أمر طبيعي في عصر عاش فيه الماوردي، وبلغت حركة الاعتزال وسلطان تحكيم العقل أوج عظمتها وهذا لا يعيب من الماوردي أو ينقص من قدره" أ. هـ. قول عبد القادر الكفراوي. والآن ننقل قول الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" وتحت عنوان: تفاسير المعتزلة قبل الحاكم (ص 143): "تفسير الماوردي: أبي الحسن على بن محمّد بن حبيب المتوفى سنة (455)، وقد أسماه (النكت والعيون) وقال في مقدمته: ( ... ولما كان الظاهر الجلي مفهومًا بالتلاوة، وكان الغامض الخفي لا يعلم إلا من وجهين، نقل أو اجتهاد جعلت كتابي هذا مقصورًا على تأويل ما خفى علمه، وتفسير ما غمض تصوره وفهمه، جامعًا بين أقاويل السلف والخلف، وموضحًا عن المؤتلف والمختلف، وذاكرًا ما سنح به الخاطر من معنى محتمل، وعدلت عما ظهر معناه من فحواه اكتفاء بفهم قارئه وتصور تاليه، ليكون أقرب مأخذًا وأظهر مطلبًا .. وهذا ما حمله فيما يبدو على تسميته (بالنكت والعيون)، ليدل على أنه أقرب إلى تفسير المشكل والمتشابه، وأنه جمع فيه عيون أتأويل السلف والخلف، وإن كان هذا لم يمنعه في الواقع من الشرح والتعليق السريع على سائر آيات الكتاب الكريم تقريبًا. والناظر في هذا التفسير قد لا يقف فيه سريعًا على أثر واضح لمذهب المصنف الذي كان لا يجاهر بالاعتزال فيما يبدو، ولكنه كان ينتصر فيه لمذهب المعتزلة على التحقيق، مرة بالإشارة العابرة، وأخرى بوضع القاريء أمام وجوه كثيرة في تفسير الآية الواحدة، يوردها موجزة ملخصة وليس من بينها ما يناقض مذهب المعتزلة بحال، قال في قوله تعالى: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]: (وفي المتقين ثلاثة تأويلات: أحدها: الذين اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض عليهم، وهذا قول الحسن البصري. والثاني: أنهم الذين يحذرون من الله العقوبة ويرجون رحمته، وهذا قول ابن عباس. والثالث: أنهم الذين اتقوا

الشرك وبرئوا من النفاق، وهذا فاسد لأنه قد يكون كذلك وهو فاسق، إنما خص به المتقين وإن كان هدى لجميع الناس لأنهم آمنوا به وصدقوا بما فيه). وقال في قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: 7]: (والختم: الطبع، ومنه ختم الكتاب. وفيه أربع تأويلات: أحدهما - وهو قول مجاهد - أن القلب مثل الكف فإذا أذنب العبد ينضم جميعه ثم يطبع عليه بطابع. والثاني: أنها سمة تكون علامة فيهم تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين. والثالث: أنه إخبار من الله تعالى عن كفرهم وإعراضهم عن سماع ما دعو إليه من الحق، تشبيهًا بما قد سد وختم عليه فلا يدخله. والرابع: أنها شهادة من الله على قلوبهم بأنها لا تعي الذكر ولا تقبل الحق، وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي إليه. والغشاوة: تعاميهم عن الحق. وسمي القلب قلبًا لتقلبه بالخواطر، قال الشاعر: ما سمي القلب إلا من تقلبه ... والرأي يصرف والإنسان أطوار والغشاوة: الغطاء الشامل). وقد عقد السبكي في ترجته للماوردي فصلًا مقتضبًا حول تفسيره، نقل فيه عن ابن الصلاح قوله: (هذا الماوردي عفا الله عنه يتهم بالإعتزال، وقد كنت لا أتحقق ذلك عليه وأتاول له وأعتذر عنه، في كونه يورد في تفسيره في الآيات التي يختلف فيها أهل التفسير، تفسير أهل السنة وتفسير المعتزلة غير متعرض لبيان ما هو الحق منها، وأقول: لعل قصيدة إيراد كل ما قيل من حق أو باطل، ولهذا يورد من أقوال المشبهة أشياء مثل هذا الإيراد! ! حتى وجدته يختار في بعض المواضع قول المعتزلة وما بنوه على أصولهم الفاسدة، ومن ذلك مصيره في "الأعراف" إلى أن الله لا يشاء عبادة الأوثان، وقال في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112] وجهان في "جعلنا" أحدهما معناه حكمنا بأنهم أعداء، والثاني: تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها). ثم حمل على تفسيره حملة شديدة فقال: (وتفسيره عظيم الضرر لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل تلبيسًا وتدسيسًا على وجه لا يفطن له غير أهل العلم والتحقيق، مع أنه تأليف رجل لا يتظاهر بالإنتساب إلى المعتزلة! ! بل يجتهد في كتمان موافقتهم فيما هو لهم فيه موافق). وختم كلامه بقوله: إن الماوردي ليس معتزليًا مطلقًا! لأنه لا يوافق المعتزلة في جميع أصولهم مثل خلق القرآن، ويوافقهم في القدر، قال: (وهي البلية التي غلبت على البصريين وعيبوا بها قديمًا). وأيًا ما كان الأمر فإن الماوردي وضع تفسيره على أصول المعتزلة ومنهجهم في التفسير، سواء أخالفهم في بعض المسائل أم لا، وسواء أجاهر فيه بالاعتزال أم لا، وإن كنا لا ندري ما هو "حد" الجهر عند ابن الصلاح. ولدينا اليوم من هذا التفسير أكثره: 1 - جزء من أول القرآن، مع مقدمة المؤلف وفصول أخرى صدر بها الكتاب، منها فصلٌ في مسألة نزول القرآن على سبعة أحرف، وفصل في إعجاز القرآن، وينتهي هذا الجزء بانتهاء سورة الأنعام.

2311 - أبو الحسن الخياط

2 - جزء آخر من نسخة أخرى ناقص من أوله، ويبدأ بالكلام على قوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 36] وينتهي بآخر سورة الكهف. 3 - جزء ثالث من نسخة ثالثة أيضًا كتب عليه أنه الجزء الخامس من تفسير القرآن للماوردي، ويبدأ بسورة لقمان وينتهي بآخر سورة ق. 4 - جزء رابع من أول سورة السجدة إلى آخر القرآن من نسخة كتبت سنة (1070 هـ)، ويقع في واحد وثمانين ومائتي ورقة، وهذا الجزء من مصورات معهد إحياء المخطوطات بحامعة الدول العربية (فلم رقم 154 تفسير) " أ. هـ. قول الدكتور عدنان زرزور. * قلت: ولعل ما انتهى إليه عدنان زرزور، هو الأقرب للصواب، ومراجعة تفسيره الموجود الآن كما ذُكر آنفًا، يدلنا على الأكثر في معتقده وتوجهه، والله أعلم بالصواب. وفاته: (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم" و"أدب الدُّنيا والدين" و"الأحكام السلطانية" وغيرها. 2311 - أَبو الحسن الخَيَّاط * المقرئ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن فارس، أَبو الحسن الخياط. من مشايخه: قرأ على أبي الحسن الحمامي وأبي الفرج النهرواني وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أَبو طاهر بن صوار وعبد السيد بن عتاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام كبير مقري ثقة نبيل" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: له "التبصرة في قراءات الأئمة العشرة". 2312 - أَبو الحسن الإدريسي * النحوي: عليّ بن محمّد الأخفش، أَبو الحسن، الشريف الإدريسي. من مشايخه: عليّ بن عميرة وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لم أجد ذكره إلا على كتاب الفصيح بخط عليّ بن عبد الله بن أخي الشيبة العلوي" أ. هـ. * بغية الوعاة: "النحوي الشاعر وهو عاشر الأخفشيين" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (452 هـ) اثنتين وخمسين وأربعمائة. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 573)، الوافي (22/ 81)، هدية العارفين (1/ 689)، الأعلام (4/ 328)، معجم المؤلفين (2/ 517). * معجم الأدباء (5/ 1958)، الوافي (22/ 165)، بغية الوعاة (2/ 202)، وذكر أنه تاسع الأخفشين في (2/ 398)، وسماه عليّ بن محمّد المغربي، الخريدة (1/ 240)، قسم شعراء مصر.

2313 - الديناري

2313 - الدِّيناري * النحوي: عليّ بن محمّد بن محمّد بن الحسن بن دينار الديناري (¬1)، أَبو الحسن. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "من ولد دينار بن عبد الله" أ. هـ. * الوافي: "كان ممن يشار إليه في النحو والأدب. درس النحو ببغداد بعد وفاة أبي القاسم الرِّقي" أ. هـ. وفاته: سنة (463 هـ)، وقيل: (473 هـ) ثلاث وستين، وقيل: ثلاث وسبعين وأربعمائة. 2314 - البَزْدَوي * المفسر عليّ بن محمّد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى، أَبو الحسن، فخر الإسلام، البزدوي (¬2)، الحنفي، وكان يسمى، أَبو العسر، لعسر تصانيفه. ولد: في حدود سنة (400 هـ) أربعمائة. من مشايخه: الشمس عبد العزيز بن أحمد الحلواني، وعمر بن منصور بن خَنْب وغيرهما. من تلامذته: أَبو المعالي محمّد بن نصر وغيره. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "فقيه ما وراء النهر وأستاذ الأئمة وصاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة رحمه الله" أ. هـ. * السير: "شيخ الحنفية، عالم ما وراء النهر ... وكان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الإمام أَبو الحسن البزدوي النسفي الزاهد صاحب التصانيف الجليلة والمدرس بسمرقند" أ. هـ. وفاته: سنة (482 هـ) اثنتين وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "كشف الأستار في التفسير"، و"شرح الجامع الصحيح للبخاري" وغيرهما. 2315 - الخَيطال * اللغوي: عليّ بن محمّد بن السِّيد البطليوسي، أخو عبد الله، وكان يعرف بالخيطال. من مشايخه: أَبو بكر بن الغُراب، وأَبو عبد الله محمّد بن يونس وغيرهما. من تلامذته: أخوه عبد الله وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "كان مقدِّمًا في علم اللغة ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 198)، معجم الأدباء (5/ 1957)، الأنساب (2/ 530)، الوافي (22/ 132). (¬1) هذه نسبة إلى ثلاثة: إلى اسم الجد وإلى قرية وإلى الدينار المعروف الأنساب أ. هـ. * معجم المفسرين (1/ 376)، تاريخ الإسلام (وفيات 482) ط. تدمري، الأنساب (1/ 339)، السير (18/ 602)، الجواهر المضية (2/ 594)، تاخ التراجم (146)، مفتاح السعادة (2/ 184)، معجم المؤلفين (2/ 501). (¬2) البزدوي: بفتح الباء الموحدة وسكرن الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها واو. هذه النسبة إلى بزدة ويقال بزدوه - وهي قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف، وينسب لها أيضًا بزدي (تاريخ الإسلام وفيات 482). * بغية الوعاة (2/ 189)، الوافي (22/ 164)، الصلة (2/ 400)، معجم الأدباء (5/ 1957)، إنباه الرواة (2/ 307)، نفح الطيب (5/ 220).

2316 - الحداد المهدوي

وحفظها وضبطها" أ. هـ. وفاته: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. 2316 - الحَدَّاد المهدوي * النحوي، المقرئ: علي بن محمّد بن ثابت الخولاني المهدوي، أَبو الحسن، ويعرف بالحداد المهدوي. من مشايخه: أَبو داود سليمان بن نجاح وأَبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدوش وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه أَبو القاسم عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي البلنسي، وعبد المنعم بن يحيى بن الخلوف أَبو الطيب الحميري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * مشاهير التونسيين: "من مشاهير علماء المهدية، كان يدرس النحو وكان الأمير تميم بن المعز يجله ويكرمه ويعرف مقامه." أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (497 هـ) سبع وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "الإشارة" مقدمة في النحو. وشرحها أيضًا. 2317 - إلكِيَا الهَرَّاسي * المفسر علي بن محمّد بن عليّ، أَبو الحسن الطبري، الملقب بعماد الدين. المعروف بالكيا (¬1) الهراسي الفقيه الشافعي. ولد: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مشايخه: إمام الحرمين الجويني، وزيد بن صالح الأملي وغيرهما. من تلامذته: عبد الله بن محمّد بن غالب، وأَبو طاهر السِّلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "قال ابن الأثير: اتهم إلكيا الهراسي مدرس النظامية بأنه باطني فقبض عليه السلطان محمّد، فشهدوا ببراءة ساحته فاطلق". وقال: "قال السلفي: سمعت الفقهاء يقولون: كان الجويني يقول في تلامذته إذا ناظروا: التحقيق ¬

_ * غاية النهاية (1/ 566)، فهرست ابن الخير (319)، شجرة النور (118)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 118)، مشاهير التونسيين (263). * المنتظم (17/ 122)، مرآة الزمان (8/ 1 / 37)، وفيات الأعيان (3/ 286)، الكامل (10/ 484)، تلخيص مجمع الأداب (4/ 2 / 791)، السبر (19/ 350)، العبر (4/ 8)، تاريخ الإسلام (وفيات 504) ط. تدمري، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (347)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 231)، البداية (12/ 184)، الوافي (22/ 82)، النجوم (5/ 201)، الشذرات (6/ 14)، الأعلام (4/ 329)، معجم المفسرين (1/ 376)، تبيين كذب المفتري (288)، "أحكام القرآن" للكليا الهراسي - دار الكتب العلمية - بيروت - ط (1)، لسنة (1403 هـ 1983 م)، "الهراسي ومنهجه في المسير من خلال كتابه "أحكام القرآن"، إعداد زهري محمد مطر أبو نعمة، وهي رسالة جامعية (1993 م)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 731). (¬1) إلكيا: معناه الكبير القدر بلغة الفرس، والهراس بمعنى الذعر.

للخوافي، والجريان للغزالي، والبيان للكيا" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "ومن غريب ما اتفق له أنه أشيع أن إلكيا باطني يرى رأي الإسماعيلية. فنمت له فتنة هائلة وهو بريء من ذلك، ولكن وقع الإشتباه على الناقل فإن صاحب الألموت بن الصباح الباطني الاسماعيلي كان يلقب بالكيا أيضًا ثم ظهر الأمر وفرجت كربة شمس الإسلام رحمه الله وعلم أنه أتى من توافق اللقبين" أ. هـ. * الشذرات: "وسئل إليها عن يزيد بن مُعَاوية فقال: إنه لم يكن من الصحابة لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأما قول السلف ففيه لأحمد تلويح وتصريح ولمالك قولان تلويح وتصريح ولأبي حنيفة قولان تلويح وتصريح، ولنا قول واحد تصريح بدون تلويح، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد والمتصيد بالفهود ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلوم ومنه قوله: أقول لصحب ضمت الكأس شملهم ... وداعي صبابات الهوى يترنَّمُ خذوا بنصيب من نعيم ولذة ... وكلٌّ وإن طال المدى يتصرم وكتب فصلًا طويلًا ثم قلب الورقة وكتب: لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل. وقد أفتى الإمام أَبو حامد الغزالي في مثل هذه المسألة بخلاف ذلك" أ. هـ. * قلت: ومن كتابه "أحكام القرآن" قال في قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}: "هو مجاز في حق الله تعالى، فإن الخديعة أخفاء الشيء، ولا يخفى على الله شيء"، وذلك من التأويل، والآتي يوضح منهجه وعقيدته، وبالله التوفيق. قال زهدي محمّد مطر أَبو نعمة صاحب الرسالة الجامعية بعنوان "الهراسي ومنهجه في التفسير من خلال كتابه (أحكام القرآن") (ص 34): (لا شك أن لعقيدة المسلم أهميتها وخطورتها في سلوكه وخلقه وثقافته وفكره وسائر نشاطاته العلمية، فإذا كان المسلم عالمًا أو إمامًا من الأئمة فالأمر أكثر أهمية وأشدُّ خطورة وذلك لأن أثر عقيدته يمتد ليصل إلى تلاميذه وكتبه ومؤلفاته التي يتلقاها طلبة العلم فيتأثرون به ويسلكون طريقة وينهجون منهجه. فإن سلم العالم من الفساد في العقيدة والإنحراف في السلوك، كان داعيًا إلى الخير والصراط المستقيم، وإلا لحق الضرر والضلال به باتباعه. وقد قدّر الله للإمام الهراسي الاستقامة والسلامة في العقيدة من الانحراف فقد ذكرت كتب التراجم أنه كان على مذهب أهل السنة والجماعة على طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري -رحمه الله- فقد ذكر ابن تغري "أنه درَّس بالنظامية ووعظ وذكر مذهب الأشعري" كما أنّ ابن عساكر قد عده من أعيان الأشاعرة وجعله من الطبقة الخامسة منهم. ويمكننا القول: إن الإمام الهراسي -رحمه الله- كان يدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة، شأنه في ذلك شأن أساتذة المدارس النظامية والوعاظ الذين كانوا ينتصرون لمذهب الأشعري

ويعرضون بخصومه من الحنابلة لما يعتقدونه من التشبيه والتجسيم مستخدمين لذلك علم الكلام الذي كان رائجًا في عصر الهراسي. ولا شك أن الهراسي كان إمامًا في عصره، وكان بينه وبين مخالفيه مناظرات حيث وصف بأنه كان إمامًا نظارًا، قوي البحث، دقيق الفكر، ذكيًا. ووصفه السبكي بأنه "أحد فحول العلماء ورؤوس الأئمة فقهًا وأصولًا وجدلًا وكان يحفظ الحديث ويناظر فيه). وقال في (ص 205) وتحت عنوان: موقف الهراسي من المسائل العقدية: (سبق أن أشرت أن الإمام الهراسي أشعري المذهب، مناصر لمذهب أهل السنة والجماعة، ظهر موقفه هذا من خلال تعرضه لبعض المسائل العقدية عند تفسيره للآيات التي لها هذه السمة. ولا شك أن تعرضه لهذه المسائل عكست لنا اتجاهه وميوله الاعتقادية، وأبرزت موقفه من الفرق الإسلامية المختلفة، ودفاعه عن مذهب أهل السنة والجماعة، مع العلم أن تعرضه للمسائل العقدية كان قليلًا. وسأعرض في هذا المبحث لبعض المسائل العقدية التي ذكرها الهراسي وبرز فيها تأييده لمذهب أهل السنة والجماعة ودفاعه عنهم، واعتراضه على المعتزلة والروافض ونقض آرائهم، وإليك هذه المسائل: أولًا: إثبات الصفات لله تعالى: يثبت الهراسي الصفات لله تعالى وأنها متحدة مع الذات، واستحالة المثل لله تعالى، ذكر ذلك عند بيانه لقوله تعالى {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] فقال: "دل على الاتحاد في الذات والصفات، واستحالة المثل، والإتحاد في الوجوه منفرد بالقدم، فانتظم لنفسه بأنه واحد هذه المعاني". يُلحظ في هذا المثال أن قول الهراسي شبيه بقول المعتزلة القائل بأن الصفات هي الذات، فقد قال أَبو الهذيل العلاف المعتزلي: "إن علم الباري سبحانه هو [الله] وكذلك قدرته وسمعه وبصره وحكمته "وهذا ليس صوابًا، لأن الصفات لو كانت هي الذات والذات واحدة لكان معناها واحد. والذي عليه أهل السنة والجماعة هو أنهم "لا يطلقون على صفات الله وكلامه أنه غيره ولا أنه ليس غيره؛ لأن إطلاق الإثبات قد يشعر بأن ذلك مباين له، وإطلاق النفي قد يشعر بأنه هو، فلا يطلق لفظ الغير إلا مع البيان والتفصيل، فإن أريد به أن هناك ذاتًا مجردة قائمة بنفسها، منفصلة عن الذات الزائدة عليها، فهذا غير صحيح، وإن أريد به أن الصفات زائدة على الذات التي يفهم من معناها غير ما يفهم من معنى الصفة، فهذا حق، ولكن ليس في الخارج ذات مجردة عن الصفات، بل الذات الموصوفة بصفات الكمال الثابتة لها لا تنفصل عنها. ثانيًا: إثبات الوحدانية لله تعالى من خلال أفعاله: يستدل الهراسي على معرفة الله تعالى ووجوده بدلالة مخلوقاته، ويأتي هذا عن طريق التفكر والتأمل في ملكوت السموات والأرض، والاجتهاد في الفكر والعمل، وقد وضحّ الهراسي

هذا الأمر عند بيانه لقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ} وَحتى {لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164] قال: "بيان توحده في أفعاله وأمر لنا بالإستدلال بها ... وأعلم أن الدلالة الأصلية على الصانع، إثبات حدوث الأجسام والجواهر، أما قوله تعالى على التفصيل: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فهو من جهة وقوت السماء على غير محمّد، ودلالة ذلك من جهة السكون أو الحركة. وفيه شيء آخر، وهو أن وقوت الثقيل بلامساك يقله تتعجب منه العامة، مع أن الثقل لا معنى له إلا اعتمادات يخلقها الله تعالى وليس يجب هوى الجرم، وذهابه في جهة دون جهة، من جهة كثرة الأجزاء وقلتها غير أن وقوت العظيم غير هاو متعجب منه عند من لا يعرف السبب فيه. ولا سبب للسكون إلا خلق الله تعالى السكون فيه، ولا يقف حجر في الهواه من غير علاقة، ودل ذلك على القدرة وخرق العادة، ولو جاء في وتحدى بوقوف جبل في الهواء دون علاقة كان معجزًا. أما اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما على سنن واحد يدل على أول، لاستحالة حوادث لا أول لها. ودل اتساق هذه الأفعال وحركات الفلك على أن لها صانعًا عالمًا قادر) يدبرها ويديرها. ودلالة الفلك من جهة أن الجسم السيال كيف يحمل الثقيل العظيم؟ وكيف صار الفلك على عظمه وثقل ما فيه مسخرًا للرياح، وذلك يقتضي مسخرًا يسخر الفلك والماء والرياح ... ". ويستمر الهراسي في ذكر الدلائل الكونية، ويبين عظمتها ليستدل بها على وحدانية الله تعالى الخالق المدبر لها، فيذكر السحاب وهو حامل للماء وتسوقه الرياح إلى الأرض الجرز، فيخرج الله به أنواع النبات المختلفة، وتسيل منه السيول والوديان العظام، ويبين أن نعم الله لا يمكن حصرها، وأن هذه كلها أدلة دامغة على وحدانية الله تعالى. والهراسي عند بيانه لهذه الدلائل يستعمل علم الكلام، يظهر ذلك من خلال ذكره لبعض العبارات والألفاظ التي يستعملها المتكلمون كحدوث الأجسام والجواهر والسكون والحركة وغير ذلك، مما يؤكد أن الهراسي كان من علماء الكلام، ويستعين به في الرد على مخالفه من المعتزلة وغيرهم، والانتصار لمذهب أهل السنة والجماعة. ثالثًا: الإيمان بقضاء الله وقدره: الإيمان بالقضاء والقدر أحد أركان العقيدة الإسلامية، وهو الركن السادس من أركان الإيمان، فمن كفر به خرج من دين الله تعالى، والهراسي عند بيانه لهذا الموضوع يؤكد على مذهب أهل السنة في تفويض الأمور لله تعالى والرضا بقضاء الله وقدره، فقد قال عند بيانه لقوله تعالى {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] قال: "يعني إقرارهم بالعبودية في تلك الحالة بتفويض الأمور إليه والرضا بقضائه فيما يبتليهم به وأنه لا يقضي إلا بالحق ... وقوله: {وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ} إقرار

بالبعث، وأن الله تعالى يجزي الصابرين على قدر استحقاقهم ثم إن الصبر على جهات مختلفة: فما كان على فعلى الله تعالى فهو بالتسليم والرضا، وما كان من فعل العدو فهو بالصبر على جهادهم، والثبات على دين الله تعالى لما يصيبهم من ذلك ... وربما ترقى الأمر بالصابر المكفر في الدنيا إلى أن لا يحب البقاء فيها وهو الزهد في الدنيا، والرضا بفعل الله تعالى، عالمًا بأنه صدر من عند من لا يتهم عدله، ولا يصدر عن غير الحكمة فعله، وأنه لا يجوز أن يفوته ما قدر لحوقه به ومن علم أن لكل مصيبة ثوابًا فينبغي أن لا يحزن لها". ويُلحظ هنا أن الهراسي يناصر مذهب أهل السنة القائل بوجوب الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن الإيمان بالقدر يعني الإيمان بعلم الله القديم، والايمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة. فقد قال الطحاوي: "وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ لا مشيئته العباد إلا ما شاء الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره". وقد تكلم بعد ذلك عن بيان مذهب أهل السنة فيمن قذف عائشة -رضي الله عنها-، وكذلك عن ردوده على المعتزلة ومناصرة مذهب أهل السنة والجماعة، وتكلم عن ردوده على الرافضة ومناصرة مذهب أهل السنة والجماعة. وقد توصل إلى النتيجة التالية: من كل ما تقدم يظهر لنا موقف الإمام الهراسي من المعتزلة والشيعة واعتراضه على أقوالهما ومناصرته لمذهب أهك السنة والجماعة، والذي يظهر من هذا الكتاب أن الهراسي لم يتعرض لتأويل الصفات، بحيث لا يبدو من كلامه مذهب الأشعري، واكتفى بإظهار مذهب أهل السنة في المسائل العقدية المختلفة، بل أن تعرضه للمسائل العقدية كان قليلًا، وذلك لأن هذا الكتاب يهتم بالتفسير الفقهي، أضف إلى ذلك حرص الهراسي على إخراج هذا الكتاب متوسط الحجم بعيدًا عن القضايا التي لا تخدم موضوع الكتاب وهو التفسير الفقهي" أ. هـ. ومن كتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة": نذكر ما نصه: "وشيخ الإسلام يوضح مسألة خطيرة طالما وقع في الإنحراف فيها أناس كثيرون ممن تشيعوا بعلم الكلام والفلسفة حيث يظنون أن القرآن كتاب عظيم، لا شك في ثبوته، ولكنه كتاب إيمان وتسليم، وقد وصل الأمر باحد أعلام الأشاعرة - وهو أَبو الحسن الطبري المعروف بالكيا الهراسي -أو بعض نظرائه من تلاميذ الجويني أن يقول: وفي القرآن حجاج، وإن لم يكن فيه الغلبة والفلج، غير أن العامي يكتفي به، كقوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} [ق: 15] وليس من أنكر الحشر ينكره لأجل العياء، وكذلك قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} [النحل: 62]، {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} [النجم: 21]، وليس هذا يدل على نفي الولد قطعًا فمبادئ النظر كافية لهم أ. هـ. ويتعجب الإنسان أشد العجب من هذا الكلام، ولذلك يرد عليه شيخ الإسلام بقوله: وأما ما ذكره من أن الحجاج الذي في القرآن يكتفي به العامي، وإن لم يكن فيه الغلبة والفلج فهذا

2318 - الفصيحي

الكلام بقوله مثل هذا الرجل وأمثاله من أهل الكلام الجاهلين بحقائق ما جاء به التنزيل، وما بعث به الرسول حتى يقول بعضهم: إن الطريقة البرهانية ليس في القرآن، وهؤلاء جهلهم بمعاني الأدلة البرهانية التي دل عليها القرآن كجهلهم بحقائق ما أخبر به القرآن، بل جهلهم ما دل عليه الشرع من الدلائل العقلية والمطالب الخبرية أعظم من جهلهم بما سلكوه من الطرق البدعية التي سموها عقلية، وقد رأيت في كلام هذا الرجل وأمثاله من ذلك عجائب يخالفون بها صريح المعقول، مع مخالفتهم لصحيح المنقول، ونقص علمهم وإيمانهم بما جاء به الرسول" أ. هـ. وفاته: سنة (504 هـ) أربع وخمسمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن". 2318 - الفصيحي * النحوي، اللغوي: عليّ بن أبي زيد محمّد بن عليّ النحوي الإستراباذي، أَبو الحسن. من مشايخه: عبد القاهر الجرجاني، وملك النحاة الحسن بن صافي وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أَبو طاهر السِّلفي وغيره. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "ولم أعرف نسبته بالفصيحي إلى كتاب (الفصيح) لثعلب، أم إلى شيء آخر" أ. هـ. * عيون التواريخ: " ... أتهم بالتشيع فقال: لا أجحد أنا متشيع من القرن إلى القدم، فأخرج من النظامية" أ. هـ. * البلغة: "سمي بالفصيحى لكثرة تدريسه (فصيح ثعلب) وكان يُظهر التشيع فقيل له في ذلك فقال: لا أجحد، أنا متشيع من المفرق إلى القدم. فأخرج وعزل عن التدريس" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسائة. 2319 - ابن دُرِّي * النحوي، المقرئ: عليّ بن محمّد دُرّي الأنصاري. من مشايخه: القاضي أَبو الوليد الوقشي، وأَبو المطرف بن سلمة وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. كلام العلماء فيه: * الغنية: "أحد مشايخ المقرئين والنحاة المقدمين وكان فاضلًا متواضعًا محببًا إلى الناس منصرفًا في حوائج صغيرهم وكبيرهم مقبول القول مقضيي الأدَب عند الرؤوساء" أ. هـ. * بغية الوعاة: "وكان له نظر في العلوم القديمة، وتفنن في المعارف عن أهل الضبط والإتقان وكان ظريفًا حلوًا" أ. هـ. وفاته: (520 هـ) عشرين وخمسمانة. من مصنفاته: له كتاب في مخارج الحروف. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 1964)، إنباه الرواة (2/ 306)، وفيات الأعيان (3/ 337)، عيون التواريخ (12/ 153)، إشارة التعيين (227)، الوافى (22/ 85)، البلغة (156)، بغية الوعاة (2/ 197)، الشذرات (7/ 125). وذكر وفاتة سنة (616 هـ) وهو خطأ واضح. * الغنية (176)، بغية الوعاة (2/ 188).

2320 - الأوسي القرطبي

2320 - الأوْسي القرطبيّ * النحوي، المفسر عليّ بن محمّد بن خلف الأوسي القرطبيّ، أَبو الحسن. من مشايخه: أَبو الحسن بن الباذش وغيره. من تلامذته: أَبو جعفر بن الباذش وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان مفسرًا نحويًّا، مجوِّدًا، ضابطًا، ماهرًا فاضلًا، أقرأ القرآن في بلده، ودرَّس فيه العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (526 هـ). ست وعشرين وخمسمائة. 2321 - الأشنوي * اللغوي: عليّ بن محمّد بن عبد الملك الأشنويّ. من مشايخه: القاضي أَبو بكر العربي وغيره. من تلامذته: الوزير الكاتب أَبو بكر يحيى بن محمَّد بن أحمد الأوسي الأركشي وغيره. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "أستاذ أديب جليل". وقال: "قال الأركشي: كان فريدًا في الأدب واللغة والنسب وأخبار العرب" أ. هـ. وفاته: سنة (533 هـ) ثلاث وثلاثين وخمسمائة. 2322 - أَبو الحسن الأشوني * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن محمّد شعيب، أَبو الحسن الأشوني. من تلامذته: أَبو محمّد عبد الواحد بن محمَّد بن حبيب اللخمي الجزائري، وأبو محمّد بن حبيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "وكان نحويًّا لغويًّا أديبًا حافظًا تاريخيًا. .. "أ. هـ. وفاته: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له أمالي أدبية. 2323 - العامري * النحوي: عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن سعيد بن مسعدة العامريِّ الغرناطي، أبو الحسن. ولد: سنة (467 هـ) سبع وستين وأربعمائة. من مشايخه: أَبو الحسين بن الأخضر، ويزيد بن المهلب المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "كان ممن برع في النحو والأدب والتزم الكتابة وشهر بها" أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. 2324 - أَبو تراب الكَرْمِينيّ * اللغوي: عليّ بن محمّد بن طاهر بن عليّ. أَبو تراب، التميمي الكَرْمِينيّ (¬1). ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 186). * بغية الوعاة (2/ 194)، صلة الصلة (84). * الذيل والتكملة (5/ 1 / 388). * بغية الوعاة (2/ 196)، صلة الصلة (85). * بغية الوعاة (2/ 189)، الوافي (22/ 29)، الأنساب (5/ 58)، التحبير (1/ 582)، اللباب (2/ 38)، تاريخ الإسلام (وفيات 556) ط. تدمري. (¬1) هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر، على ثمانية عشر فرسخًا من بخارى.

2325 - العمراني

ولد: سنة (506 هـ) ست وخمسمائة. من مشايخه: أَبو بكر محمود بن مسعود، وأَبو الحسن عليّ بن عثمان الخراط السمرقندي وغيرهما. من تلامذته: ابن السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: * التحبير في المعجم الكبير: "أديب عديم النظير في فنه، من حفظة أصول اللغة، ورع عفيف، كثير التلاوة للقران والتهجد متدين، متقن فيما ينقله، وكان حافظًا لدواوين العرب وأصول اللغة" أ. هـ. * الوافي: "أحد الأئمة الكبار، أديب عظيم. حافظ لأصول اللغة. عديم النظير في زمانه، ورع عفيف. كثير التلاوة" أ. هـ. وفاته: سنة (556 هـ) ست وخمسين وخمسمائة. 2325 - العُمْراني * النحوي، اللغوي، المفسر: عليّ بن محمّد بن عليّ بن أحمد، أَبو الحسن، العِمراني الخوارزمي. من مشايخه: الزمخشري والإمام عمر التُّرْجُماني، والحسن بن سليمان الخجندي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "العمراني حجة الأفاضل. سيد الأدباء قدوة مشايخ الفضلاء. المحيط بأسرار الأدب، والمطلع على غوامض كلام العرب، فحول العلماء يرجعون إليه ويقرؤون عليه، ويفزعون في حل المشكلات وشرح المعضلات إليه، وهو مع العلم الغزير والفضل الكثير علم في الدين والصلاح المتين: وإنه في الزهادة والسداد وحسن الأعتقاد أطهر أقرانهِ ذيلًا من العيوب وأنقاهم جيبًا عن اقتراف الذنوب، وكان يذهب مذهب الرأي والعدل (¬1)، وله شعر حسن فمنها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: هدى إلى دين إبراهيم أُمَّتَهُ ... وكلهم بِعقال الشركِ معقولُ وكلُّ أصحابه أهوى وأمنحُهُمْ ... ودّي ومبغضيهم في الدين مدخولُ وصاحبُ المصطفى في الغار يتبعه ... وهو الذي مالُهُ في الله مبذولُ وتلوه عمرُ الفاروقُ أزهر إن ... رآه إبليسُ ولى وهو مخذولُ وأقتدي بابن عفّان الذي فُرِيَت ... أوداجُهُ وهو بالقران مشغولُ وبالوصي ابن عم المصطفي فله ... مناقبٌ جمةُ في شرحها طولُ وأن أقضاهم قد كان أفضلهم ... فانظر فذا عن رسول الله منقولُ ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 1961). اللباب (2/ 151)، الجواهر المضية (2/ 613) الوافي (22/ 94)، بغية الوعاة (2/ 195)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 433)، روضات الجنات (5/ 252)، الأعلام 41/ 329)، معجم المؤلفين (2/ 514)، معجم المفسرين (1/ 376)، المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف (1/ 27). (¬1) أي مذهب المعتزلة.

2326 - ابن أبي العيش

محبتي لهم ديني ومعتقدي ... فإنْ أزُغْ عنهمُ غالتنيَ الغولُ * الوافي: "كان ولوعًا بالسماع كتوبًا وكان مع العلم الغزيز والوافر، فيه دين وصلاح وزهادة وكان يذهب مذهب الرأي والعدل. ".أ. هـ. * الأعلام: "من علماء المعتزلة. كانت له منزلة عند السلطان سنجر ابن ملكشاه ثم حبسهُ سنة (545 هـ) " أ. هـ. وفاته: نحو (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن، واسمه "شماريخ الدرر في تفسير الآي والسور"، "وأشتقاق الأسماء" و"المواضع والبلدان". 2326 - ابن أبي العَيش * المقرئ: عليّ بن محمّد بن أبي العيش الطْرْطُوشي، أَبو الحسن. من مشايخه: أَبو الحسن بن الدوش، وأَبو المطرف بن الوراق، وأَبو محمّد جَوْشن وغيرهم. من تلامذته: أَبو بكر مُفوز بن طاهر. وأخوه أَبو محمّد عبد الله، والزاهد أَبو الحسين بن جُبير وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكلمة: "كان شيخًا صالحًا فاضلًا حسن القيام على تجويد كتاب الله حافظًا له مثابرًا على قراءته، موفور الحظ من النحو" أ. هـ. * غاية النهاية: "نزيل شاطبة أستاذ مقرئ صالح" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. 2327 - أبو المكارم * المفسر: عليّ بن محمّد بن محمّد بن هبة الله بن محمّد بن عليّ بن المطلب، مجد الدين، أَبو المكارم، تاج الدين. من مشايخه: محمّد بن عمر بن يوسف الأرموي، وعبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان قيمًا بالنحو واللغة، كاتبًا بليغًا حسن الخط" أ. هـ. * معجم المفسرين: "نحوي لغوي من بلغاء الكتاب، حدث بالقاهرة وسافر إلى الشام واتصل بالملوك" أ. هـ. وفاته: سنة (561 هـ) إحدي وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "مختصر الغريبين" غريب القرآن والحديث للهروي. ¬

_ * غاية النهاية (1/ 575)، معرفة القراء (2/ 534)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 286)، صلة الصلة (93). * معجم المفسرين (1/ 377)، بغية الوعاة (2/ 201). هدية العارفين (1/ 699)، كشف الظنون (2/ 1209)، الوافي (22/ 135).

2328 - أبو الحسن البلنسي

2328 - أَبو الحسن البَلَنسي * المقرئ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن هُذيل الإمام، أَبو الحسن، البلنسي. ولد: سنة (470 هـ)، وقيل: (471 هـ) سبعين، وقيل: إحدي وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أَبو داود سليمان بن أَبي القاسم، وأَبو الحسين بن بياز، وحازم بن محمّد وغيرهم. من تلامذته: أَبو القاسم بن فيرة الشاطي، ومحمّد بن خلف بن نَسعُ البلنسي ومحمد بن سعيد المرادي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "فقيه فاضل، زاهد مقرئ، متقلل من الدنيا معظم عن أهلها، .. وكان ورعًا يخدم بيده، ويعين الطالب المحتاج ولم يزل يقرئ كتاب الله وحديث رسوله إلى أن توفي" أ. هـ. * صلة الصلة: "كان رحمه الله من أهل الزهد والفضل وعُمِّر كثيرًا وفنى أصحاب أبي داود حتى أنفرد هو بالحمل عنه مع فضله ودينه فقصده الناس من كل مكان ورحلوا إليه واعتمدوه وكان حسن النية رحمه الله فرزق من علو الصيت وشهرة الذكر الجميل ما لم يرزقه كثير من الناس" أ. هـ. * العبر: "شيخ المقرئين بالأندلس" أ. هـ. * معرفة القراء: "المقرئ الزاهد .. وهو أجل أصحاب أبي داود (¬1) وأثبتهم، صارت إليه أصول أبي داود العتيقة. وأنتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه ... كانت له ضيعة يخرج لتفقدها فيصحبه الطلبة فمن قارئ، ومن سامع وهو منشرح لذلك طويل الاحتمال على فرط ملازمتهم ليلًا ونهارًا. أسن وعُمِّر وهو آخر من حدَّث عن أَبى داود، وانتهت إليه رئاسة الإقراء عامة عمره، لعلو روايته وإمامته في التجويد والإتقان حدث عن جله لا يحصون وروى العلم نحوًا من ستين سنة. قال الأبار: كان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد مع العدالة والتواضع والإعراض عن الدنيا، والتقلل صوامًا قوامًا كثير الصدقة ... وتوفي، فحضره السلطان أَبو الحجاج يوسف بن سعد، وتزاحم الناس على نعشه، ورثاه ابن واجب بقوله: لم أنْسَ يوم تهادى نَعشَه أسفًا ... أيدي الورى وتراميها على الكَفَنِ كزهرةٍ تتهاداها الأكفُّ فلا ... تُقيمُ في راحةٍ إلَّا على ظعنِ قال الأبار: وقال لنا محمّد بن أحمد بن سلمون: هذا صحيح كان الناس يتعلقون بالنطق وبالسقف، ليدركوا النعش بأيديهم، ثم يمسحون ¬

_ * السير (20/ 506)، غاية النهاية (1/ 573)، معرفة القراء (2/ 517)، بغية الملتمس (414)، معجم الصدفي (290)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 369)، صلة الصلة (97)، تاريخ الإسلام (وفيات 564) ط. تدمري، العبر (4/ 187)، تذكرة الحفاظ (4/ 1320)، الشذرات (6/ 353). (¬1) هو سليمان بن أَبي القاسم نجاح أَبو داود مولى الأمير المؤيد بالله ابن المستنصر الأموي الأندلسي شيخ القراء مسند القراء وعمدة أهل الأداء معرفة القراء (1/ 450).

2329 - العنسي

بها على وجوههم" أ. هـ. من أقواله: كان يتصدق على الأرامل واليتامى، فقالت له زوجته إنك لتسعى بهذا في فقر أولادك. فقال لها: لاوالله بل أنا شيخ طماع أسعى في غناهم. وفاته: سنة (564) أربع وستين وخمسمائة. 2329 - العَنْسيّ * اللغوي: عليّ بن محمّد بن سعيد العنسي، أَبو الحسن أصله من قلعة يخصب. من مشايخه: أَبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عروس، وأَبو سليمان داود بن يزيد السعدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "كان من أهل الحفظ للغة والأدب" أ. هـ. * بغية الوعاة: "في تاريخ غرناطة: فقيه من أهل الطلب والنبل والذكاء وحفظ اللغة والأدب والعربية والأشعار" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. 2330 - النِّيرِيزي * المفسر علي بن محمّد بن علي النيريزي (¬1)، أَبو الحسن. كلام العلماء فيه: * تبصير المنتبه: "كان من العلماء وله تفسير ذكره ابن الفوطي في الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة وقال: مات سنة (652 هـ) وله أربع وثمانون سنة. قلت رأى - ابن حجر -: وذكره ابن الدبيثي في تاريخ واسط: إنه قدم عليهم وحدثهم عن عبد العزيز بن محمَّد الأدمي، وكان خطيب شيراز" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث مفسرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (602 هـ) اثنتين وستمائة وقيل (652 هـ) اثنتين وخمسين وستمائة وقيل (604 هـ) أربع وستمائة. من مصنفاته: له تفسير. 2331 - ابن جميل * النحوي المقريء: عليّ بن محمّد بن عليّ بن جميل، أَبو الحسن المعافري، ويعرف بابن جميل. من مشايخه: عبد الحق الأزدي الخطيب، وأَبو القاسم عبد الرحمن السهيلي، وابن عساكر وغيرهم. من تلاميذته: المنذري، والشهاب القوصي وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 188)، صلة الصلة (108). * معجم المفسرين (1/ 377)، تبصير المنتبه (1/ 206)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 435)، معجم المؤلفين (2/ 520). (¬1) النيريزي: نسبة إلى قرية نيريز من قرى شيراز. * التكملة لوفيات النقلة (2/ 167)، صلة الصلة (104)، العبر (5/ 12)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 314)، الشذرات (7/ 32)، النجوم (6/ 197)، الأعلام (4/ 330)، تاريخ الإسلام (وفيات 605) ط بشار.

2332 - ابن السكون الحلي

كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "وحصلت له دنيا واسعة وكان محمود الطريقة متواضعًا" أ. هـ. * العبر: "ونال رئاسة وثروة مع الدين والخير" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "كان ورعًا زاهدًا فاضلًا حافظًا للحديث عارفًا بالقراءات إماما في النحو، حسن الخط شهر في بلاد الشام بمتانة الدين وكمال الفضل" أ. هـ. * الأعلام: "إمام قبة الصخرة في القدس أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي، كان ورعًا حافظًا للحديث عارفًا بالقراءات علامة في النحو حسن الخط ولما فتح صلاح الدين القدس بحث عن إمام يكون خطيبه وصاحب الصلاة به فأجمع العلماء على اختيار ابن جميل. فاستمر معروف الجلالة إلى إن توفي. قال ابن عبد الملك لم يتخلف عن جنازته أحد، حتى إن النصارى الذين كانوا بالكنيسة اتبعوا جنازته ورموا بعض ثيابهم على نعشه، وأخذ بعضهم يناول بعضًا إياها ويمسحون بها على وجوههم تبركًا بها" أ. هـ. وفاته: (605 هـ) خمس وستمائة. 2332 - ابن السّكون الحِلِّيّ * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن السكون الحلي (¬1) أَبو الحسن. من مشايخه: ابن الخشاب، وابن العصار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان عارفًا بالنحو واللغة حسن الفهم جيد النقل حريصًا على تصحيح الكتب، لم يضع قط في طرسة إلا ما وعاه قلبه وفهمه لبه، وكان يجيد قول الشعر. وحكى لي عنه المتكلم ياقوت الفصيح بن عليّ الشاعر أنه كان نصيريًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن النجار: قرأ النحو على ابن الخشاب واللغة على ابن العصار وتفقه على مذهب الشيعة وبرع فيه ودرّسه، وكان متدينًا مصليًا بالليل، سخيًّا ذا مروءة، ثم سافر إلى مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقام بها وصار كاتبًا لأميرها ثم قدم الشام ومدح السلطان صلاح الدين" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (606 هـ) ست وستمائة. 2333 - ابن خَرُوف الأشبيلي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد الحضرمي، أَبو الحسن الأشبيلي، ويعرف بابن خروف. ولد: (524 هـ) أربع وعشرين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 199)، معجم الأدباء (5/ 1968) الوافي (22/ 132). (¬1) من حلة بني مزيد بأرض بابل. * معجم الأدباء (5/ 1969)، وفيات الأعيان (3/ 335)، صلة الصلة (122)، فوات الوفيات (3/ 84)، السير (22/ 26)، تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. بشار، تذكرة الحفاظ (1390)، البداية (13/ 519)، المختصر في أخبار البشر (3/ 115)، الوافي (22/ 89)، لسان الميزان (4/ 297)، البلغة (157)، البغية (2/ 203)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 319)، جذوة الاقتباس (2/ 484)، روضات الجنات (5/ 256)، الأعلام (4/ 330)، معجم المؤلفين (2/ 519).

من مشايخه: محمَّد بن أحمد بن طاهر أَبو زكريا الأنصاري، وروى عن أبي مروان بن قُزْمان، وعن أبي إسحاق بن ملكون وغيرهم. من تلامذته: أَبو الخطاب بن خليل، وأَبو القاسم بن رحمون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان فاضلًا في علم العربية .. وهو غير ابن خروف الشاعر .. " أ. هـ. * صلة الصلة: "الأستاذ النحوي .. كان حسن التعليم قاصد العبادة وطيًا في المناظرة من عِلْيَة نُحاة وقته .. " أ. هـ. * الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا مجوِّدًا حافظًا للقراءات، نحويًّا ماهرًا، عدديًا فرضيًا عارف بالكلام وأصول الفقه، وقد صنف في كل ما ينتحله من العلوم مصنفات مفيدة شرقت وغربت. وكان كثير العناية بالرد على الناس فرد على إمام الحرمين في كتابه "الإرشاد والبرهان" .. وكان يقول: والله ما حللت مئزري قطٌّ على حلال ولا حرام أ. هـ. ولم يتزوج قط .. وكان مشهورًا بالصدق وطهارة الثوب والصيانة والعفاف .. وقال شيخنا أَبو الحسن الرعيني: كان حامدًا على ما لقن عن أبي طاهر، قليل التصرف، بكي العبادة، متسرعًا لإنكار ما لا يعرف .. وقال لي شيخنا أَبو زكريا بن عتيق: كان شديد الضجر عند تتبع البحث معه، والمساءلة له .. وأصابه قبل موته خدر واختلاط عقل. قال أَبو العباس بن هارون: رأيته في تلك الحال ماشيًا في أزقة أشبيلية ذاهلًا حافيًا لا يشعر مما هو فيه" أ. هـ. * الوافي: "وكان إمامًا في العربية، محققًا مدققًا، ماهرًا، مشاركًا في علم الأصول" أ. هـ. * البداية: "شارح كتاب سيبويه، كان يتنقل في البلاد ولا يسكن إلَّا في الخانات ولم يتزوج ولا تسرى ولذلك علة تغلب على طباع الأراذل، وقد تغير عقله في آخر عمره، فكان يمشي في الأسواق مكشوف الرأس" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان إمامًا في العربية وكان في خلقه زعارة وكان يسكن الخانات، وأختل في آخر عمره حتى مشى في الأسواق عريان، بادي العورة" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية ... شرح كتاب سيبويه وحمله إلى سلطان المغرب فأعطاه ألف دينار .. " أ. هـ. قلت: وهو غير ابن خروف الشاعر المتوفى سنة (620 هـ)، وكثيرًا ما يحصل اللبس بينهما وبالله التوفيق. وفاته: (609 هـ) تسع وستمائة. من مصنفاته: "شرح كتاب سيبويه" وسماه "تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتاب" و"شرح الجمل للزجاجي" وله مصنفات في القراءات مستجادة.

2334 - الحصار

2334 - الحَصَّار * المفسر: عليّ بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن موسى الخزرجي أَبو الحسن الحصَّار الأشبيلي الفاسي. من مشايخه: أَبو القاسم بن حبش، وأَبو عبد الله محمّد بن حميد وغيرهما. من تلامذته: أَبو محمّد عبد العظيم المنذري وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان إمامًا فاضلًا كثير التصنيف في أصول الفقه" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه، أصولي مفسر، محدث إشبيلي الأصل" أ. هـ. وفاته: سنة (621 هـ) إحدى عشرة وستمائة. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ"، و"البيان في تنقيح البرهان"، وغيرهما وله عقيدة في أصول الدين وشرحها في أربعة أسفار. 2335 - اليابُري * المقرئ: عليّ بن محمّد بن يوسف، أَبو الحسنُ الفهمي اليابري، الضرير. من مشايخه: عبد المنعم بن الخلوف، وأَبو بكر بن خير، ونجبة بن يحيى وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام (¬1): "قال الأبار: كان محققًا للقراءات ذكيًا أدّب ولد السلطان بمراكش، ونال دُنيا عريضة وحدّث" أ. هـ. وفاته: سنة (617 هـ)، وقيل: (618 هـ) سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة وستمائة. 2336 - علم الدين السخاوي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عليّ بن محمّد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب، الهمداني المصري السخاوي، الملقب علم الدين، الشافعي. ولد: (558 هـ) ثمان وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: السِّلفي، وأَبو القاسم البوصيري، وتلا على الشاطبي والكندي وغيرهم. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 377)، جذوة الاقتباس (2/ 470)، هدية العارفين (1/ 705)، الأعلام (4/ 330)، الوافي (22/ 131)، معجم المؤلفين (2/ 522)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 309)، تاريخ الإسلام (وفيات 611) ط. تدمري. * غاية النهاية (1/ 578)، تاريخ الإسلام (وفيات 617 و 618) ط. تدمري. (¬1) ترجم له الذهبي مرتين في تاريخ الإسلام، مرة في وفيات (617 هـ) وأخرى في وفيات (618 هـ) وكتب على ترجمته الثانية: (مرّ) وهذا يعني أنه لم يهم في ترجمته، ونقل في الأولى عن ابن الأبار. * معجم الأدباء (5/ 1963)، إنباه الرواة (2/ 311)، تلخيص مجمع الأداب (1/ 604)، إشارة التعيين (231)، وفيات الأعيان (3/ 340)، السير (23/ 122)، العبر (5/ 178)، معرفة القراء (2/ 631)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 297)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 568)، البداية (13/ 181)، البلغة (158)، غاية النهاية (1/ 568)، الوافي (22/ 64)، وفيه ولادته (558 أو 559)، النجوم (2/ 192)، بغية الوعاة (2/ 192)، طبقات المفسرين للسيوطي (72)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 429)، الشذرات (7/ 385)، وفيه ولادته (560)، روضات الجنات (5/ 278)، الأعلام (4/ 333)، معجم المفسرين (1/ 378)، جمال القراء وكمال الإقراء (48).

2337 - الشاري

من تلامذته: زين الدين الفارقي، وتلا عليه شمس الدين الأنصاري وشهاب الدين أَبو شامة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "شيخ القرَّاء والأدباء .. وكان مع سعة علومه وفضائله ديِّنًا، حسن الأخلاق، محببًا إلى الناس وافر الحرمة، مُطرحًا للتكلف، ليس له شغل إلا العلم ونشره .. " أ. هـ. * معرفة القراء: "ما أعلم أحدًا من المقرئين ترخص في إقراء اثنين فصاعدًا إلا الشيخ علم الدين وفي النفس من صحة تحمل الرواية على هذا الفعل شيء فإن الله تعال يقول: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَينِ فِي جَوْفِهِ}، ولا ريب في أن ذلك أيضًا خلاف للسنة لأن الله تعالى يقول {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} وإذا كان هذا يقرأ في سورة وهذا في سورة في آن واحد ففيه مفاسد ... " أ. هـ. * الوافي: "كان السخاوي إمامًا علَّامة، مقرئًا، محققًا مجودًا بصيرًا بالقراءات وعللها إمامًا في النحو واللغة والتفسير، له معرفة تامة بالفقه والأصول. وكان يفتي على مذهب الشافعي وكان أقعد بالعربية والقراءات من الكندي .. " أ. هـ. * تلخيص مجمع الآداب: "وكان مالكي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الشافعي .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات واللغة والتفسير .. " أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "جمال القراء" للمترجم له نذكر: "والقرآن كلام رب العالمين غير مخلوق عند أهل الحق، وعلى ذلك أئمة المسلمين كسفيان الثوري ومالك بن أَنس والشافعي .. " أ. هـ. وهذا قول طيب، وإشارة إلى حسن اعتقاده ... والله أعلم. وفاته: (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "شرح الشاطبية" وهو أول من شرحها وكان سبب شهرتها، و"كتاب التفسير إلى سورة الكهف" و"جمال القراء وكمال الإقراء" في التجويد" و"هداية المرتاب" منظومة في متشابه كلمات القرآن وغير ذلك. 2337 - الشاري * المقرئ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن يحيى، أَبو الحسن الغافقي الشاري السَّبتي. ولد: (571 هـ) إحدى وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو ذر الخشني، وابن خروف وغيرهما. من تلامذته: أَبو جعفر بن الزبير وغيره. كلام العلماء فيه: * السير: "قال ابن الزبير: وكان ثقة متحريًا، ضابطًا عارفًا بالأسانيد والرجال والفرق، بقية صالحة وذخيرة نافعة، رحلت إليه فقرأت عليه كثيرًا، وتلوت عليه، وكان منافرًا لأهل البدع والأهواء، معروفًا بذلك، حسن النية من أهل المروءة والفضل التام والدين القويم، منصفًا متواضعًا، حسن الظن بالمسلمين محبًا في الحديث ¬

_ * السير (23/ 275)، غاية النهاية (1/ 574)، العسجد المسبوك (583).

2338 - الرامشي

وأهله أ. هـ .... وكذلك عظمه وفخمه أَبو عبد الله الأبار وقال: شارك في عدة فنون مع الشرف والحشمة والمروءة الظاهرة .. " أ. هـ. * العسجد المسبوك: "الإمام المحدث .. كان محتشمًا فاضلًا شريفًا له مروءة ظاهرة .. " أ. هـ. وفاته: (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. 2338 - الرَّامِشِي * المفسر: عليّ بن محمّد بن عليّ الرامشي (¬1)، البخاري الحنفي، حميد الدين. كلام العلماء فيه: * تاخ التراجم: "إمام علَّامة" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث مفسر أصولي من فقهاء الحنفية من أهل بخارى انتهت إليه رئاسة العلم في عصره بما وراء النهر وكان ضريرًا. قال اللكنوي: كان إمامًا كبيرًا فقيهًا أصوليًا محدثًا مفسرًا جدليًا كلاميًا حافظًا متقنًا. له تصانيف كثيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (667 هـ)، وقيل: (666 هـ) سبع وستين، وقيل: ست وستين وستمائة. من مصنفاته: "الفوائد"، و"شرح النافع" كلاهما في فروع الفقه الحنفي. 2339 - المَيورْقيّ * النحوي، المفسر: عليّ بن محمّد بن عبد الملك الشاطبيّ ثم المرسي، أَبو الحسن، يُعرف بالميورقي. من مشايخه: صهره أَبو عبد الله بن مقاتل الشاطبي، وأَبو الحسن بن فتح، وأجاز له أَبو الربيع بن سالم. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "أقرأ بمدرسية النحو والفقه وكان يفسر القرآن كل يوم جمعة للجمهور وكان من أهل الصون والعفاف والإنقباض والفضل" أ. هـ. وفاته: سنة (670 هـ) سبعين وستمائة. 2340 - الكُتامِي * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن عليّ بن يوسف الكتامي (¬2) الأشبيلي، أَبو الحسن بن الضائع. ولد: (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. من مشايخه: أَبو زكريا بن ذي النون، وأَبو عليّ بن الشلوبين وغيرهما. روى عنه: طائفة من أهل غرناطة. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "وكان نحويًّا ماهرًا حسن ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 378)، الفوائد البهية (125)، تاج التراجم (159)، هدية العارفين (1/ 711)، معجم المؤلفين (2/ 516)، الأعلام (4/ 333). (¬1) الرامشي: نسبة إلى رامش قرية من أعمال بخارى. * بغية الوعاة (2/ 194)، صلة الصلة (143). * إشارة التعيين (235)، البلغة (159)، بغية الوعاة (2/ 204)، الذيل والتكلملة (5/ 1: 373)، نفح الطيب (3/ 438)، روضات الجنات (5/ 289)، الأعلام (4/ 333)، معجم المؤلفين (2/ 520). (¬2) الكتامي: منسوب إلى كتامة وهي قرية من البربر ببلاد المغرب.

2341 - الخشني الأبذي

التصرف في علم الكلام وأصول الفقه .. " أ. هـ. * البلغة: "كان حسن الأخلاق، طوالًا، جاحظ العينين، يخضب بالحناء .. " أ. هـ. * البغية: "وأما العربية والكلام فلم يكن في وقته من يقاربه فيهما وأما فهمه في كتاب سيبويه، فما أراه سبقه إلى ذلك أحد .. وكان بالجملة إمامًا في هذا كله لا يجارى .. وكان إذا أخذ في فن أتى بالعجائب .. " أ. هـ. وفاته: (680 هـ) ثمانين وستمائة. من مصنفاته: "شرح كتاب سيبويه"، و"شرح الجمل للزجاجي"، و"الرد على ابن عصفور". 2341 - الخُشْنِي الأُبَّذيّ * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحيم الخشني الأبّذي، وقيل: الأبدّي (¬1)، أَبو الحسن. من مشايخه: الشَّلُوبين، وأَبو الحسن الدبّاج وغيرهما. من تلامذته: ابن الزبير وغيره. كلام العلماء فيه: * البلغة: "صار إماما في اللغة والنحو والشعر .. وكان فقيرًا" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان نحويًّا ذاكرًا للخلاف في النحو، من أحفظ أهل وقته لخلافهم، من أهل المعرفة بكتاب سيبويه والواقفين على غوامضه ولم يكن يعرفه كحفظه. أقرأ بمالقة. قال أَبو حيان في النضار: كان أحفظ مَنْ رأيناه بعلم العربية، وكان يقرئ كتاب سيبويه فما دونه، وكان في غاية الفقر على إمامته في العلم ... قلت يومًا للفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن زهير .. والأبذي حاضر: ما حدّ النحو؟ فقال: هذا الشيخ هو حد النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. 2342 - بديع الدين الأنصاري * اللغوي، المقرئ: عليّ بن محمّد بن عليّ بن بركات، الشيخ بديع، الدين الأنصاري المصري، أَبو الحسن. ولد: سنة (638 هـ) ثمان وثلاثين وستمائة. من مشايخه: الكمال الضرير، وابن رواج، وابن الجميزي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن عمر بن محمَّد بن رشيد وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ مصدر". وقال: "ولي مشيخة الخليل - عليه السلام -" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الذهبي (¬2): كان عارفًا بالقراءات والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (686 هـ) ست وثمانين وستمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 199)، البلغة (159). (¬1) أبّدى وأبدَّة: في وسط الأندلس. * بغية الوعاة (2/ 196)، غاية النهاية (1/ 573). (¬2) لم نجد كلام الذهبي هذا في الكتب المتوفرة لدينا. قد يكون ضمن الأجزاء الغير موجودة من تاريخ الإسلام. والله أعلم.

2343 - اليونيني

2343 - اليُونِينِي * اللغوي: عليّ بن محمّد بن أحمد بن عبد الله اليُونيني، الشيخ شرف الدين، أَبو الحسن. ولد: (621 هـ) إحدى وعشرين وستمائة. من مشايخه: البهاء عبد الرحمن، وابن الصباح، وابن الزبيدي وغيرهم. من تلامذته: الذهبي، والبرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "الشيخ الإمام المحدِّث الحافظ الفقيه المفتي شيخ الجماعة .. ما كان في وقته أحد مثله، وكان حسن اللقاء خيرًا ديِّنًا، متورد الوجه، كثير الهيبة، جم الفضائل استعنت بصحبته وكثرت عنه" أ. هـ. * المعجم المختص: "الإمام العلامة الصالح العارف المحدث المتقن الديِّن شيخ العلماء .. كان ذا عناية بالغريب والأسماء وضبطها مديمًا للمطالعة، كثير المحاسن منور الشيبة عظيم الهيبة" أ. هـ. * البداية: "كان عابدًا عاملًا كثير الخشوع .. وتأسف الناس عليه لعلمه وعمله وحفظه الأحاديث وتودده إلى الناس وتواضعه وحسن سمته ومروءته" أ. هـ. * الدرر: "عني بالحديث وضبطه وكان عارفًا بكثير من اللغة حافظًا لكثير من المتون عارفًا بالأسانيد وكان شيخ بلاده والرحلة إليه. كان وقورًا مهابًا كثير الود لأصحابه فصيحًا مقبول القول والصورة. قال الذهبي: كان حسن اللقاء دينًا متواضعًا منوَّر الوجه كثير الهيبة جم الفضائل انتفعت بصحبته"أ. هـ. . وفاته: (701 هـ) إحدى وسبعمائة. 2344 - ابن مُرِّي * النحوي، اللغوي: عليّ بن محمّد بن غالب بن مُرِّي علاء الدين بن ناصر الدين الأنصاري، الشافعي الدمشقي. ولد: (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مشايخه: الكمال الضرير، وابن عبد الدائم وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * السير: "العَدْل الكبير الفقيه المحدث .. كان طويلًا رقيقًا لديه فضيلة .. وكان ذا تؤدة وسكون .. " أ. هـ. * المعجم المختص: "الإمام الفقيه المحدث العدل ¬

_ * تذكرة الحفاظ (4/ 150)، البداية (14/ 21)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 345)، الدرر (3/ 171)، الوافي (21/ 421)، طبقات الحفاظ (516)، الشذرات (8/ 8)، معجم المؤلفين (2/ 520)، السير (17/ 120) ط. عبد السلام علوش: المعجم المختص (118) معجم شيوخ الذهبي (376). * ذيول العبر للذهبي (138)، وفيه عليّ بن النصير محمّد بن غالب بن محمّد الأنصاري، الدرر (3/ 189)، الوافي (22/ 111)، البغية (2/ 198)، الشذرات (8/ 123)، وفيه اسمه كما في ذيول العبر، السير (17/ 481)، ط. عبد الله علوش، معجم الشيوخ (384)، المعجم المختص (119).

2345 - الخازن

الكبير .. كاتب الأحكام" أ. هـ. * الوافي: "العدل الفقيه الحدث .. كان يعرف نحوًا وحسابًا وشروطًا وحصل من الشروط مالًا كثيرًا" أ. هـ. * الدرر: "طلب بنفسه وقرأ النحو، وكان عارفًا بالعربية والحساب ومهر في الشروط وحصل منها مالًا كثيرًا" أ. هـ. وفاته: (725 هـ) خمس وعشرين وسبعمائة. 2345 - الخازن * المفسر عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحي البغدادي الصوفي، علاء الدين، خازن الكتب بالسميساطية. ولد: سنة (678 هـ) ثمان وسبعين وستمائة. من مشايخه: ابن الدواليبي، والقاسم بن المظفر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوفيات: "كان صوفيًا بشوش الوجه، ذا تودد وسمت حسن .. " أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "البغدادي الصوفي علاء الدين خازن الكتب السميساطية واشتهر بالخازن بسبب ذلك .. " أ. هـ. * الشذرات: "وكان صالحًا خيِّرًا .. وكان صوفيًا بالخانقاه السمياطية .. " أ. هـ. * قلت: قال الدكتور محمّد الذهبي في كتابه: "التفسير والمفسرون" حول تفسير الخازن، ما نصه: "التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه: هذا التفسير اختصره مؤلفه من معالم التنزيل للبغوي، وضم إلى ذلك ما نقله ولخصه من تفاسير من تقدم عليه، وليس له فيه -كما يقول- سوى النقل والانتخاب، مع حذف الأسانيد وتجنب التطويل والإسهاب. وهو مكثر من رواية التفسير المأثور إلى حد ما، معنى بتقرير الأحكام وأدلتها، مملوء بالأخبار التاريخية، والقصص الإسرائيلي الذي لا يكاد يسلم كثير منه أمام ميزان العلم الصحيح والعقل السليم، وأرى أن أسوق هنا ما قاله الخازن نفسه في مقدمة تفسيره، مبينًا به طريقته التي سلكها، ومنهجه الذي نهجه فيه، وفيها غنى عن كل شيء. قال رحمه الله تعالى "ولما كان كتاب معالم التنزيل، الذي صنفه الشيخ الجليل، والحبر النبيل، الإمام العالم عي السنة، قدوة الأمة، وإمام الأئمة مفتي الفرق. ناصر الحديث، ظهير الدين، أَبو محمد الحسين بن مسعود البغوي - قدس الله روحه، ونور ضريحه - من أجل المصنفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها. جامعًا للصحيح من الأقاويل، عاريًا عن الشبه والتصحيف والتبديل، محلى بالأحاديث النبوية، مطرزًا بالأحكام الشرعية، موشى بالقصص الغريبة، مفرغًا في قالب الجمال بأفصح مقال، فرحم الله تعالى مصنفه وأجزل ثوابه. وجعل ¬

_ * طبقات الشافعية للسبكي (3/ 53)، الوفيات لابن رافع (2/ 371)، الدرر (3/ 171)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 426)، الشذرات (8/ 229)، الأعلام (5/ 5)، معجم المفسرين (1/ 379)، معجم المؤلفين (2/ 492)، التفسير والمفسرون (10/ 310)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 125).

الجنة متقلبه ومآبه. لما كان هذا الكتاب كما وصفت، أحببت أن أنتخب من غرر فوائده. ودرر فرائده، وزواهر نصوصه، وجواهر فصوصه، مختصرًا جامعًا لمعاني التفسير، ولباب التأويل والتعبير. حاويًا لخلاصة منقوله: متضمنًا لنكته وأصوله، مع فوائد نقلتها، وفوائد لخصتها من كتب التفسير المصنفة، في سائر علومه المؤلفة، ولم أجعل لنفسي تصرفًا سوى النقل والانتخاب، مجتنبًا حد التطويل والإسهاب، وحذفت منه الإسناد لأنه أقرب إلى تحصيل المراد فما أوردت فيه من الأحاديث النبوية والأخبار المصطفوية، على تفسير آية أو بيان حكم -فإن الكتاب يطلب بيانه من السنة وعليها مدار الشرع وأحكام الدين- عزوته إلى مخرجه، وبينت اسم ناقله، وجعلت عوض كل اسم حرفًا يعرف به، ليهون على الطالب طلبه، فما كان من صحيح أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري فعلامته قبل ذكر الصحابي الراوي للحديث (خ) وما كان من صحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابورى فعلامته (م). وما كان مما اتفقا عليه فعلامته (ق). وما كان من كتب السنن، كسنن أبي داود والترمذي، والنسائي فإني أذكر اسمه بغير علامة. وما لم أجده في هذه الكتب ووجدت البغوي قد أخرجه بسند له انفرد به. قلت: روى البغوي بسنده وما رواه البغوي بإسناد الثعلبي. وما كان فيه من أحاديث زائده وألفاظ متغيرة فاعتمده؛ فأنى اجتهدت في تصحيح ما أخرجته من الكتب المعتبرة عند العلماء كالجمع بين الصحيحين للحميدي، وكتاب جامع الأصول لابن الأثير الجزري، ثم أني عوضت عن حذف الإسناد شرح غريب الحديث وما يتعلق به؟ ليكون أكمل فائدة في هذا الكتاب، وأسهل على الطلاب، وسقته بأبلغ ما قدرت عليه من الإيجاز وحسن الترتيب، مع التسهيل والتقريب. وينبغي لكل مؤلف كتابًا في فن قد سبق إليه. أن لا يخلو كتابه من خمس فوائد: استنباط شيء إن كان معضلًا. أو جمعه إن كان متفرقًا. أو شرحه إن كان غامضًا. أو حسن نظم وتأليف. أو إسقاط حشو وتطويل وأرجو أن لا يخلو هذا الكتاب عن هذه الخصال التي ذكرت، وسميته، (لباب التأويل في معاني التنزيل) أ. هـ. ثم قدم الخازن لتفسيره بخمسة فصول: الفصل الأول: في فضل القرآن وتلاوته وتعليمه. الفصل الثاني: في وعيد من قال في القرآن برأيه من غير علم، ووعيد من أوتي القرآن فنسيه ولم يتعهده. الفصل الثالث: في جمع القرآن وترتيب نزوله، وفي كونه نزل على سبعة أحرف. الفصل الرابع: في كون القرآن نزل على سبعة أحرف وما قيل في ذلك، الفصل الخامس: في معنى التفسير والتأويل. ثم ابتدأ بعد ذلك في التفسير. توسعه في ذكر الإسرائيليات: وقد قرأت في هذا التفسير كثيرًا فوجدته يتوسع في ذكر القصص الإسرائيلي وكثيرًا ما ينقل ما جاء من ذلك عن بعض التفاسير التي تعني بهذه الناحية كتفسير الثعلبي وغيره، وهو في الغالب لا يعقب على ما يذكر من القصص الإسرائيلي، ولا ينظر إليه بعين الناقد البصير، وإن كان في بعض المواضيع لا يترك القصة تمر بدون أن يبين لنا ضعفها أو كذبها، ولكن على ندرة.

فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في سورة (ص) {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ... } [12، 22، 23، 24]، إلى قوله تعالى {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} نراه يسوق قصصًا اشبه ما يكون بالخرافة كقصة الشيطان الذي تمثل لداود في صورة حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن، وجناحاها من الدر والزبرجد، فطارت ثم وقعت بين رجليه وألهته عن صلاته: وقصة المرأة التي وقع بصره عليها فأعجبه جمالها فاحتال على زوجها حتى قتل رجاء أن تسلم هذه المرأة التي يأتي بعد كل هذا فيقول: (فضل في تنزيه داود عليه الصلاة والسلام عما لا يليق به وينسب إليه) ويفند في هذا الفصل كل ما ذكره مما يتنافى مع عصمة نبي الله - عليه السلام - (¬1). ولكنا نرى الخازن يمر بقصص كثيرة لا يعقب عليها، مع أن بعضها غاية في الغرابة، وبعضها مما يخل بمقام النبوة. فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآية (10) من سورة الكهف {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ... } الآية يذكر قصة أصحاب الكهف، وسبب خروجهم إليه عن محمّد بن إسحاق ومحمد بن يسار، وهي غاية في الطول والغرابة ومع ذلك فهو يذكرها ولا يعقب عليها بلفظ واحد (¬2). ومثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآيتين (83، 84) من سورة الأنبياء {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَينَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}، نراه يروي في حق أيوب عليه السلام، قصة طويلة جدًّا عن وهب بن منبه، وهي مما لا يكاد يقرها الشرع أو يصدقها العقل، لما فيها من المنافاة لمقام النبوة، ومع ذلك، فهو يذكر هذه القصة ويمر عليها بدون أن يعقب عليها بآية كلمة (¬3) " أ. هـ. قلت: وقد ذكر الدكتور الذهبي أيضًا نواحي أخرى تميز تفسير الخازن منها: عنايته بالأخبار التاريخية، والنواحي الفقهية، وأيضًا عنايته بالوعظ، وقال: "ثم إن هذا التفسير كثيرًا ما يتعرض المواعظ والرقاق، ويسوق أحاديث الترغيب والترهيب، ولعل نزعة الخازن الصوفية التي أثرت فيه فجعلته يعني بهذه الناحية ويستطرد إليها عند المناسبات. فمثلًا عند تفسيره لقوله تعالى في الآية (16) من سورة السجدة {تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ .. الآية} نراه يقول بعد الإنتهاء من التفسير "فصل في فضل قيام الليل والحث عليه) .. ثم يسوق في ذلك أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها تدور على البخاري ومسلم والترمذي (¬4). وهكذا نجد هذا التفسير يطرق موضوعات كثيرة في نواح من العلم مختلفة. ولكن شهرته القصصية، وسمعته الإسرائيلية، أساءت إليه ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (16/ 28). (¬2) المصدر نفسه: (4/ 160). (¬3) المصدر نفسه: (4/ 250). (¬4) تفسير الخازن: (5/ 186).

كثيرًا، وكادت تصد الناس عن الرجوع إليه والتعويل عليه! ! ولعل الله يهيء لهذا الكتاب من يعلق عليه تعليقات توضح عنه من سمينه، وتستخلص صحيحه من سقيمه. والكتاب مطبوع في سبعة أجزاء متوسطة الحجم، وهو متداول بين الناس خصوصًا من له شغف بالقصص وولوع بالأخبار" أ. هـ. هذا ما جاء في كتاب "التفسير والمفسرون"، والآن ننقل قول المغراوي في كتابه "المفسرون بين التأويل والإثبات" بنصه: "أخذ تفسيره من تفسير البغوي واختصر أسانيده، وزاد عليه زيادات كثيرة إلا أنه حشا تفسيره بكثرة الأخبار الباطلة والإسرائيلية الطويلة الفاسدة أخذ كثيرًا من تفسير الثعلبي فيما يتعلق بالقصص والأخبار، وأما عقيدة الأسماء والصفات فهو مؤول في كثير من الصفات، ومثبت في قليلها مثل الإتيان والجيء ويذكر في بعض الصفات مذهب السلف والخلف ولكن بدون ترجيح. صفة الرحمة: قال عند قوله تعالى من سورة الفاتحة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ورحمة الله إرادة الخير والإحسان لأهله، وقيل: هي ترك عقوبة من يستحق العقاب، وإسداء الخير والإحسان إلى من لا يستحق فهو على الأول صفة ذات، وعلى الثاني صفة فعل (¬1). انظر الرد على القرطبي. صفة الغضب: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب في الأصل هو ثوران دم القلب لإرادة الانتقام، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا الغضب فإنه جمرة تتوقد في قلب ابن آدم ألم تروا إلى إنتفاخ أوداجه وحمرة عينيه". وإذا وصف الله به، فالمراد منه الانتقام فقط، دون غيره، وهو انتقامه من العصاة، وغضب الله لا يلحق عصاة المؤمنن إنما يلحق الكافرين (¬2). انظر الرد على القرطبي. صفة الإستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. أي يجازيهم جزاء استهزائهم بالمؤمنين فسمى الجزاء باسمه لأنه في مقابلته. قال ابن عباس: يفتح لهم باب الجنة فإن انتهوا إليه سد عنهم وردوا إلى النار (¬3). صفة الحياء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} الآية. الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم عليه وقيل: هو انقباض نفسي عن القبائح. هذا أصله في وصف الإنسان، والله تعالى منزه عن ذلك كله فإذا وصف الله تعالى به، يكون معناه الترك، لأن لكل فعل بداية ونهاية، فبداية ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (1/ 18). (¬2) تفسير الخازن: (23/ 1). (¬3) تفسير الخازن: (35/ 1).

الحياء هو التغيير الذي يلحق الإنسان من خوف أن ينسب إليه ذلك الفعل القبيح، ونهايته، ترك ذلك الفعل القبيح، فإذا ورد وصف الحياء في حق الله تعالى، فليس المراد منه بدايته وهو التغير والخوف بل المراد منه ترك الفعل الذي هو نهاية الحياء وغايته فيكون معنى أن الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا أي لا يترك المثل لقول الكفار واليهود (¬1). انظر الرد على القرطبي. صفة الاستواء: قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}. وأما استوى بمعنى استقر، فقد رواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بروايات كثيرة عن جماعة من السلف، وقال: أما الاستواء فالمتقدمون من أصحابنا كانوا لا يفسرونه، ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك. وروى بسنده عن عبد الله بن وهب أنه قال: كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه (¬2). فأخرج الرجل. وفي رواية يحيى بن يحيى قال: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استواؤه؟ فأطرق مالك برأسه حتى علته الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا فأمر به أن يخرج. وروى البيهقي بسند عن ابن عيينة قال: كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه (¬3). قال البيهقي: والآثار عن السف في مثل هذا كثيرة، وعلى هذه الطريقة يدل مذهب الشافعي رضي الله عنه وإليه ذهب أحمد بن حنبل والحسن الفضل البجلي، ومن المتأخرين أبو سليمان الخطابي. قال البغوي: أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به، وبكل العلم به إلى الله عزَّ وجلَّ وذكر حديث مالك بن أنس مع الرجل الذي سأله عن الاستواء وقد تقدم. وروى سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات أقرؤها كما جاءت بلا كيف، ثم ذكر قول الرازي الذي ذكر في تفسيره والذي نقلناه في الكلام عليه (¬4). واختلف الناس في كلام الله تعالى، فقال ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (1/ 42). (¬2) تفسير الخازن: (408). (¬3) تفسير الخازن: (409). (¬4) تفسير الخازن: (2/ 238).

الزمخشري: كلمه ربه عزَّ وجلَّ من غير واسطة كما يكلم الملك، وتكليمه أن يخلق الكلام منطوقًا به في بعض الأجرام، كما خلقه مخطوطًا في الألواح هذا كلامه وهذا مذهب المعتزلة ولا شك في بطلانه وفساده لأن الشجرة أو ذلك الجرم لا يقول: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري فثبت بذلك بطلان ما قالوه وذهبت الحنابلة ومن وافقهم إلى أن كلام الله تعالى حرف وأصوات متقطعة وأنه قد تم. وذهب جمهور المتكلمين إلى أن كلام الله تعالى صفة مغايرة لهذه الحروف والأصوات، وتلك الصفة قديمة أزلية، والقائلون بهذا القول قالوا: إن موسى عليه الصلاة والسلام سمع تلك الصفات الأزلية الحقيقية وقالوا: كما أنه لا يبعد رؤية ذاته ليس بصوت ولا حرف، ومذهب أهل السنة وجمهور العلماء من السلف والخلف، أن الله تعالى متكلم بكلام قديم وسكنوا عن الخوض في تأويله وحقيقته (¬1). التعليق: والظاهر أن الخازن لا يثبت مذهب السلف في صفة الكلام لأنه نقل مذهب المعتزلة، ومذهب الأشاعرة، وما نسبه إلى بالسلف غير صحيح فمذهب السلف هو أن الله تعالى يتكلم باختياره، ومشيئته متى شاء، وكيف شاء، من غير تكييف لصفته تبارك وتعالى (¬2). صفه الوجه: أما الخازن: فإنه على طريقة المؤولة، وفي كثير من الأحايين ينقل أقوال الطرفين، ولا يرجح رأيًا على آخر، فقال في هذه الصفة عند قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي فهناك قبلة الله التي وجهكم إليها وقيل: معناه فثم وجه الله تعالى بعلمه وقدرته، والوجه صفة ثابتة لله تعالى لا من حيث الصورة، وقيل: فثم رضا الله أي يريدون بالتوجه إليه رضاه (¬3). وقال عند قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي يريدون وجه الله لا يريدون عرض الدنيا (¬4). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو والوجه يعبر به عن الذات، وقيل: معناه إلا ما أريد به وجهه لأن عمل كل شيء أريد غير الله فهو هالك (¬5). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، يعني ذاته، والوجه يعبر به عن الجملة (¬6). التعليق: فالناظر إلى هذه النقول يرى الخازن أحيانًا يؤول، وأحيانًا يثبت وأحيانًا يجمل، والذي يظهر أنه كما قدمنا على طريقة المتأولة، لأنه لو كان سلفيًا لالتزم بذلك، ولرجحه ودافع عنه. والله أعلم. ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (2/ 282). (¬2) تفسير الخازن: (2/ 282). (¬3) تفسير الحازن: (99/ 1). (¬4) تفسير الخازن: (209/ 4). (¬5) تفسير الخازن: (186/ 5). (¬6) تفسير الخازن: (5/ 7).

صفه المجيء والإتيان: وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}. واعلم أن هذه الآية من آيات الصفات، وللعلماء في آيات الصفات وأحاديث الصفات مذهبان: أحدهما: وهو مذهب سلف هذه الأمة وأعلام أهل السنة، الإيمان والتسليم لما جاء في آيات الصفات وأحاديث الصفات، وأنه يجب علينا الإيمان بظاهرها، ونؤمن بها كما جاءت ونكل علمها إلى الله تعالى وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع الإيمان والاعتقاد بأن الله تعالى منزه عن سماة الحدوث، وعن الحركة والسكون. قال الكلبي: هذا من الذي لا يفسر، وقال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عيه، ليس لأحد أن يفسره إلا الله ورسوله، وكان الزهري، والأوزاعي، ومالك، وابن المبارك وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه يقولون في هذه الآية وأمثالها: اقرؤوها كما جاءت بلا كيف، ولا تشبيه، ولا تأويل، هذا مذهب أهل السنة ومعتقد سلف الأمة وأنشد بعضهم في المعنى: عقيدتنا أن ليس مثل صفاته ... ولا ذاته شيء عقيدة صائب نسلم آيات الصفات بأسرها ... وأخبارها للظاهر المتقارب ونؤيس عنها كنه فهم عقولنا ... وتأويلنا فعل اللبيب المغالب ونركب للتسليم سفنًا فإنها ... للتسليم دين المرء خير المراكب المذهب الثاني: وهو قول جمهور علماء المتكلمين، وذلك أنه أجمع جميع المتكلمين من العقلاء والمعتبرين من أصحاب النظر على أنه تعالى منزه عن المجيء والذهاب، ويدل على ذلك أن كل ما يصح عنه المجيء والذهاب لا ينفك عن الحركة والسكون، وهما محدثان، وما لا ينفك عن المحدث فهو محدث، والله تعالى منزه عن ذلك فيستحيل ذلك في حقه تعالى، فثبت بذلك أن ظاهر الآية ليس مرادًا فلا بد من التأويل على سبيل التفصيل فعلى هذا قيل في معنى الآية: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله الآيات فيكون مجيء الآيات مجيئًا لله تعالى على سبيل التفخيم لشأن الآيات، وقيل: معناه إلا أن يأتيهم أمر الله ووجه هذا التأويل أن الله تعالى فسره في آية أخرى فقال: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك، فصار هذا الحكم مفسرًا لهذا المجمل في هذه الآية. وقيل معناه: يأتهم الله بما أوعد من الحساب والعقاب فحذف ما يأتي به تهويلًا عليهم، إذ لو ذكر ما يأتي به كان أسهل عليهم في باب الوعيد، وإذا لم يذكر كان أبلغ، وقيل: يحتمل أن تكون الفاء بمعنى الباء، لأن بعض الحروف يقوم مقام بعض فيكون المعنى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}، وقيل: معناه (هل ينظرون إلا أن يأتيهم قهر الله وعذابه في ظلل من الغمام) فإن قلت لم كان

إتيان العذاب في الغمام؟ قلت: لأن الغمام مظنة الرحمة، ومنه ينزل المطر، فإذا نزل منه العذاب، كان أعظم وأفظع، وقيل: إن نزول الغمام علامة لظهور القيامة وأهوالها (¬1). وقال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. يعني للحكم، وفصل القضاء بين الخلق يوم القيامة وقد تقدم الكلام في معنى الآية في سورة البقرة عند قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} بما فيه كفاية، وأن المجيء والذهاب على الله لمحال فيجب إمرارها بلا تكييف. وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} اعلم أن هذه الآية من آيات الصفات التي سكت عنها وعن مثلها عامة السلف وبعض الخلف، فلم يتكلموا فيها، وأجروها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تأويل وقالوا: يلزمنا الإيمان بها، وإجراؤها على ظاهرها، وتأولها بعض المتأخرين وغالب المتكلمين، فقالوا: ثبت بالدليل العقلي أن الحركة على الله محال فلا بد من تأويل الآية فقيل: في تأويلها: وجاء أمر ربك بالمحاسبة والجزاء وقيل: أمر ربك وقضاؤه وقيل: جاء دليل آيات ربك، فجعل مجيئها له تفخيمًا لتلك الآيات (¬2). انظر الرد على القرطبي. تفسير آية الكرسي: قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} فيقال فلان وسع الشيء سعة، إذا احتلمه، وأطافه، وأمكنه القيام به، وأصل الكرسي في اللغة، من تركب الشيء بعضه على بعض ومنه الكراسة لتركب بعض أوراقها على بعض، والكرسي في العرف اسم لما يقعد عليه، سمي به لتركب خشبانه بعضها على بعض. واختلفوا في المراد بالكرسي هنا على أربعة أقوال: أحدها: أن الكرسي هو العرش نفسه، قال الحسن: لأن العرش هو الكرسي اسم للسرير الذي يصح التمكن عليه. القول الثاني: أن الكرسي غير العرش وهو أمامه، وهو فوق السموات السبع ودون العرش. قال السدي: إن السموات والأرض في جوف الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة. وعن ابن عباس أن السموات السبع في الكرسي كدارهم سبعة ألقيت في ترس، وقيل: إن كل قائمة من قوائم الكرسي طولها مثل السموات والأرض وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك، لكل ملك أربعة وجوه ثم ذكر القصة التي ذكرها البغوي. القول الثالث: أن الكرسي هو الإسم الأعظم لأن العلم يعتمد عليه كما أن الكرسي يعتمد ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (198/ 1). (¬2) تفسير الخازن: (246/ 7).

عليه. قال ابن عباس: كرسيه علمه. القول الرابع: المراد بالكرسي الملك والسلطان، والقدرة، لأن الكرسي موضع الملك والسلطان، فلا يبعد أن يكنى عن الملك بالكرسي على سبيل المجاز (¬1). انظر الرد على القرطبي. صفة النفس: قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}. {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي ويخوفكم الله أن تعصوه بأن ترتكبوا المنهي أو تخالفوا المأمور به، أو توالوا الكفار، فتستحقوا عقابه على ذلك كله (¬2). قال عند قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} يعني تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم. وقال ابن عباس: تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، وقل معناه تعلم ما أخفي، ولا أعلم ما تخفي، وقل معناه: تعلم ما كان مني في دار الدنيا، ولا أعلم ما يكون منك في دار الآخرة، وقيل معناه: تعلم ما أقول وأفعل، ولا أعلم ما تقول وتفعل، والنفس عبارة عن ذات الشيء، يقال نفس الشيء وذاته بمعنى واحد. وقال الزجاج: النفس عبارة عن جملة الشيء وحقيقته، يقال: تعلم جميع حقيقة أمري ولا أعلم حقيقة أمرك، وقيل: معناه تعلم معلومي ولا أعلم معلومك. وإنما ذكر هذا الكلام على طريقة المشاكلة والمطابقة وهو من فصيح الكلام (¬3). انظر الكلام على القرطبي. صفة العندية: قال عند قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. (عند ربهم) يعني في محل كرامته وفضله (¬4). وقال عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}. يعني الملائكة المقربين لما أمر الله عزَّ وجلَّ ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بالذكر في حالة التضرع والخوف، أخبر أن الملائكة الذين عنده مع علو مرتبتهم وشرفه وعصمتهم، ولا يستكبرون عن عبادته (¬5). انظر الرد على القرطبي. صفة المحبة: قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. قال: وقال العلماء إن محبة العبد لله عبارة عن إعظامه وإجلاله وإيثار طاعته، واتباع أمره، ومجانبة نهيه، ومحبة الله للعبد ثناؤه علي ورضاه ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (1/ 270). (¬2) تفسير الخازن: (1/ 336). (¬3) نفس المصدر: (2/ 114). (¬4) تفسير الخازن: (1/ 449). (¬5) نفس المصدر (2/ 332).

عنه، وثوابه له، وعفوه عنه (1). انظر الرد على القرطبي. صفة اليد: قال عند قوله تعالى من سورة المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. وأما الكلام في اليد فقد اختلف العلماء في معناه على قولين: أحدهما: وهو مذهب جمهور السلف وعلماء أهل السنة، وبعض المتكلمين أن يد الله صفة من صفات ذاته، كالسمع، والبصر، والوجه، فيجب علينا الإيمان بها، والتسليم، ونمرها كما جاءت في الكتاب والسنة، بلا كيف ولا تشبيه، ولا تعطيل. قال الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين". والقول الثاني: قول جمهور المتكلمين، أهل التأويل فإنهم قالوا اليد تذكر في اللغة على وجوه: أحدها: الجارحة وهي معلومة. وثانيها: النعمة، يقال: لفلان عندي يد أشكره عليها. وثالثها: القدرة: قال الله تعالى: {أُولِي الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} فسروه بذوي القوى والعقول، ويقال: لا يد لك بهذا الأمر، والمعنى سلب كمال القدرة. ورابعها: الملك يقال هذه الضيعة في يد فلان، أي في ملكه. ومنه قوله تعالى: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} أي يملك ذلك، أما الجارحة فمنتفية في صفة الله عز وجل، لأن العقل دل على أن يمتنع أن تكون يد الله عبارة عن جسم مخصوص، وعضو مركب من الأجزاء، والأبعاض، تعالى الله عن الجسمية والكيفية والتشبيه علوًا كبيرًا، فامتنع بذلك أن تكون يد الله بمعنى الجارحة، وأما سائر المعاني التي فسرت اليد بها فحاصلة لأن أكثر العلماء من المتكلمين زعموا أن اليد في حق الله عبارة عن القدرة، وعن الملك وعن النعمة، وها هنا إشكالان: أحدهما: أن اليد إذا فسرت بمعنى القدرة فقدة الله واحدة ونص القرآن ناطق بإثبات اليدين في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أي ليس الأمر على ما وصفتموه من البخل بل هو جواد كريم على سبيل الكمال، فإن من أعطى بيديه فقد أعطى على أكمل الوجوه. والإشكال الثاني: أن اليد إذا فسرت بالنعمة فنص القرآن ناطق بتثنية اليد، ونعم الله غير محصورة، ولا معدودة ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} وأجيب عن هذا الإشكال بأن التثنية من حسب الجنس ثم يدخل تحت كل واحد من الجنسين أنواع لا نهاية لها مثل نعمة الدنيا ونعمة الدين ونعمة الظاهرة، ونعمة الباطن ونعمة النفع، فالمراد بالتثنية البالغة في وصف النعمة. أجاب أصحاب القول الأول عن هذا بأن قالوا: إن الله تعالى أخبر آدم أنه خلقه بيديه. ولو كان معنى خلقه بقدرته أو بنعمته أو بملكه لم يكن لخصوصية آدم بذلك وجه مفهوم، لأن جميع خلفه مخلوقين بقدرته، وجميعهم

في ملكه، والمتقلبون في نعمه، فلما خص الله آدم - عليه السلام - بقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} دون خلقه علم بذلك اختصاصه وتشريفه على غيره ثم ختم البحث بقوله فثبت بهذا البيان قول من قال: إن اليد صفة لله تعالى تليق بجلاله وأنها ليست بجارحة كما تقول المجسمة تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا (¬1). وقال عند قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} بعدما ذكر حديث ابن مسعود: (جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا محمّد إن الله يضع السماء على إصبع والأرض على إصبع). الحديث. وحديث ابن عمر: (يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمني). وحديث أبي هريرة: "يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه" قال: قال أبو سليمان الخطابي ليس فيما يضاف إلى الله عزَّ وجلَّ من صفة اليدين شمال، لأن الشمال يحمل النقص، والضعف، وقد روى كلتا يديه يمين. وليس عندنا معني اليد الجارحة إنما هي صفة جاء بها التوقيف فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها، وننتهي إلى حيث انتهى الكتاب والأخبار المأثورة الصحيحة، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة (¬2). التعليق: والخازن قد أطال النفس في بحث صفة اليد وقد ذهب إلى مذهب السلف ونصره وأيده في مطلع البحث وفي ختامه فجزاه الله خيرًا. صفة الفوقية: قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} يعني: وهو الغالب لعباده، القاهر لهم وهم مقهورون تحت قدرته، والقاهر والقهار معناه، الذي يدبر خلقه بما يريد فيقع في ذلك ما يشق عليهم، ويثقل ويغم، ويحزن، ويفقر، ويميت، ويذل خلقه فلا يستطيع أحد من خلقه رد تدبيره، والخروج من تحت قهره وتقديره وهذا معنى القاهر في صفة الله تعالى لأنه القادر والقاهر الذي لا يعجزه شيء أراده، ومعنى {فَوْقَ عِبَادِهِ} هنا أن قهره قد استعلى على خلقه فهم تحت التسحير والتذليل، بما علاهم به من الاقتدار والقهر الذي لا يقدر أحد على الخروج منه، ولا ينفك عنه فكل من قهر شيئًا، فهو مستعل عليه بالقهر، والغلبة. قال ابن جرير الطبري: معنى القاهر، المتعبد خلقه العالي عليهم وإنما قال: فوق عباده لأنه تعالى وصف نفسه بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئًا أن يكون مستعليًا عليه فمعنى الكلام إذا، والله الغالب عباده المذلل لهم العالي عليهم بتذليله إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه وقيل: فوق عباده هو صفة الاستعلاء الذي تفرد الله به عزَّ وجلَّ (¬3). إثبات الرؤية: قال عند قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (2/ 107). (¬2) نفس المصدر السابق: (6/ 84). (¬3) تفسير الخازن: (2/ 123).

يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. تمسك بظاهر الآية قوم من أهل البدع وهم الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة وقالوا: إن الله تبارك وتعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلًا، لأن الله أخبر أن الأبصار لا تدركه، وإدراك البصر عبارة عن الرؤية إذ لا فرق بين قوله أدركته ببصري ورأيته ببصري، فثبت بذلك أن قوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} بمعنى لا تراه الأبصار، وهذا يفيد العموم. ومذهب أهل السنة: أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة وأن رؤيته غير مستحيلة عقلًا، واحتجوا لصحة مذهبهم بظاهر أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم، من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تبارك وتعالى للمؤمنين في الآخرة. قال الله تبارك وتعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ففي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة. وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال الشافعي رحمه الله حجب قوم بالمعصية وهي الكفر فثبت أني قومًا يرونه بالطاعة وهي الإيمان وقال مالك: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الكفار بالحجاب. وقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وفسروا هذه الزيادة بالنظر إلى وجه الله تبارك وتعالى يوم القيامة وأما دلائل السنة فما روي عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر، وقال: إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] أخرجه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة أن ناسًا قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا يا رسول الله قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب، قالوا: لا يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإنكم ترونه" (¬1). كذلك أخرجه أبو داود، وأخرجه الترمذي وليس عنده في أوله أن أناسًا سألوا، ولا في آخره ليس دونها سحاب، عن أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول الله: أكلنا يرى ربه مخليًا به يوم القيامة؟ قال: نعم، قلت: وما آية ذلك من خلقه، قال: يا أبا رزين أليس كلكلم يرى القمر ليلة البدر مخليًا به؟ قلت: بلى، قال: فالله أعظم إنما هو خلق من خلق الله بمعنى القمر فالله أجل وأعظم" أخرجه أبو داود. وأما الدلائل العقلية فقد احتج أهل السنة أيضًا بهذه الآية على جواز رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وتقريره أنه تعالى تمدح بقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَار} فلو لم يكن جائز الرؤية لما حصل هذا التمدح، لأن المعلوم لا يصح التمدح به فثبت أن قوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَار} يفيد المدح، وهذا يدل على أنه تعالى جائز الرؤية وتحقيق هذا، أن الشيء إذا كان في نفسه بحيث تمتنع رؤيته فحينئذ ¬

_ (¬1) البخاري في التوحيد: (420 - 30/ 421).

لا يلزم من عدم رؤيته مدح، وتعظيم، أما إذا كان في نفسه جائز الرؤية ثم إنه قدر على حجب الأبصار عنه، كانت القدرة دالة على المدح والعظمة فثبت أن هذه الآية دالة على أنه تعالى جائز الرؤية، وإذا ثبت هذا، وجب القطع بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة، لأن موسى عليه السلام سأل الرؤية بقوله: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} وذلك يدل على جواز الرؤية إذ لا يسأل نبي مثل موسى ما لا يجوز ويمتنع وقد علق الله الرؤية على استقرار الجبل بقوله: {فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} فاستقرار الجبل جائز والمعلق على الجائز جائز. وأما الجواب عن تمسك المعتزلة بظاهرة هذه الآية في نفي الرؤية فاعلم أن الإدراك غير الرؤية، لأن الإدراك هو الإحاطة بكنه الشيء وحقيقته والرؤية المعاينة للشيء من غير إحاطة، وقد تكون الرؤية بغير إدراك كما قال تعالى في قصة موسى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَال أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَال كَلَّا} وكان قوم فرعون قد رأوا قوم موسى ولم يدركوهم، لكن قاربوا إدراكهم إياهم فنفى موسى الإدراك مع إثبات الرؤية بقول كلا، والله تعالى يجوز أن يرى في الآخرة من غير إدراك ولا إحاطة، لأن الإدراك هو الإحاطة بالمرئي وهو ما كان محدودًا له جهات، والله تعالى منزه عن الحد والجهة لأنه القديم الذي لا نهاية لوجوده، فعلى هذا أنه تعالى يرى ولا يدرك. وقال قوم: إن الآية مخصوصة بالدنيا، قال ابن عباس في معنى الآية: لا تدركه الأبصار في الدنيا وهو يرى في الآخرة، وعلى هذا القول فلا فرق بين الإدراك والرؤية، قالوا: ويدل على هذا التخصيص قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فقوله: {يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} مقيد بيوم القيامة وعلى هذا يمكن الجمع بين الآيتين. وقال السدي: البصر بصران: بصر معاينة، وبصر علم، فمعنى قوله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} لا يدركه علم العلماء، ونظيره {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} وهذا وجه حسن أيضًا، والله أعلم (¬1). صفة الرضا: قال عند قوله تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} سورة الزمر. {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} يعني أنه تعالى وإن كان لا ينفعه ولا يضره كفر، إلا أنه لا يرضى لعباده الكفر. قال ابن عباس: لا يرضى لعباده المؤمنين بالكفر وهم الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ} [الإسراء: 65] فعلى هذا يكون عامًّا في اللفظ، خاصًّا في المعنى بقوله: {عَينًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] يريد بعض عباد الله وأجراه قوم على العموم، وقال: لا يرضى لأحد من عباده الكفر، ومعنى الآية لا يرضى لعباده أن يكفروا به، وهو قول السلف قالوا: كفر الكافر غير مرضٍ لله تعالى، وإن كان بإرادته، لأن الرضا، عبارة عن مدح الشيء والثناء عليه بفعله، والله تعالى لا يمدح الكفر، ولا يثني عليه ولا يكون في ملكه إلا ما أراد، قد لا يرضى به، ولا يمدح عليه وقد بان الفرق بين الإرادة والرضا (¬2). ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (67 - 68). (¬2) تفسير الخازن: (68/ 6).

2346 - الديواني

صفة المعية: قال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}. {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ} أي بالعلم والقدرة، فليس ينفك أحد من تعليق علم الله تعالى وقدرته أينما كان من أرض أو سماء أو بحر. وقيل: هو معكم بالحفظ والحراسة (¬1). صفة العين: قال عند قوله تعال: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}. {بِأَعْيُنِنَا} قال ابن عباس: بمرأى منا، وقيل: بعلمنا وقيل: بحفظنا (¬2). انظر الكلام على القرطبي. وفاته: سنة (741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: له تفسير سماه "لباب التأويل في معاني التنزيل"، وشرح "العمدة" للحافظ عبد الغني المقدسي، و "مقبول المنقول" في عشر مجلدات جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدارقطني. 2346 - الدّيواني * المقرئ: علي بن محمّد بن أبي سعد بن عبد الله، أبو الحسن الواسطي، المعروف بالديواني. ولد: (663 هـ) ثلاث وستين وستمائة. من مشايخه: قرأ على الشيخ علي خريم والعمّار بن المَحروق وغيرهما. من تلامذته: الشيخ علي الضرير الواسطي والشيخ علي العجمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أستاذ ماهر محقق شيخ واسط .. وكان خاتمة المقرئين بواسط مع الدين والخير والتحقيق .. " أ. هـ. • الدرر: "كان محمود السيرة حسن الأخلاق. . " أ. هـ. وفاته: (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: له "جمع الأصول" و "روضة التقرير" قصيدات في القراءات وشرحهما. 2347 - تاج الدين القزويني * النحوي، اللغوي: علي بن محمّد بن أحمد، أبو الحسن، تاج الدين، القزويني. ¬

_ (¬1) تفسير الخازن: (31/ 7). (¬2) تفسير الخازن: (229/ 3). * غاية النهاية (1/ 580)، الدرر الكامنة (3/ 179)، الأعلام (5/ 5)، كشف الظنون (1/ 230)، هدية العارفين (1/ 723). * نكت الهيمان (203)، وفيه وفاته 740، الأعلام (5/ 6)، هدية العارفين (1/ 719)، معجم المؤلفين (2/ 494).

2348 - أبو الحسن اليعمري

كلام العلماء فيه: • نكت الهيمان: "كان دينًا متواضعًا إلى الغاية متوددًا مليح الهيئة، حسن الخلْق والخلُق، تام الشكل، باشًّا وقورًا، ذا زهدٍ وعفة وحياء جم الفضائل .. كان محببًا إلى الناس والحكام ولهم فيه اعتقاد عظيم" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بفقه الشافعية، له نثر ونظم وأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "المعجاب" في النحو، "الرغاب" في التصريف "شرح المصابيح" للبغوي وغير ذلك. 2348 - أبو الحسن اليَعْمُري * النحوي، اللغوي: علي بن محمّد بن أبي القاسم فرحون (بن محمّد فرحون) اليعمري، أبو الحسن المالكي. ولد: (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مشايخه: أبو عبد الله القصري، وإبراهيم السروري وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس القباب، وابنه برهان الدين إبراهيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة الإقتباس: "كان زاهدًا فاضلًا .. " أ. هـ. • الديباج: "كان محدثًا متقنًا ضابطًا عارفًا بضبط الحديث وأسماء رجاله، ولغته، فاضلًا في الفقه والأصلين والعربية، والمعاني، والبيان، متبحرًا في اللغة والآداب مشاركًا في الجدل، والمنطق، واشتغل في آخر عمره بالنظر في كتب التصوف" أ. هـ. • [التحفة اللطيفة: "قال المجد: سبق الأقران في علوم العربية والفنون الأدبية ... ووضع في الحديث والتصوف واللغة جملة من الكتب الجياد، وله ديوان شعر أكثره مدح سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - .. " أ. هـ. وفاته: (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "نزهة النظر ونخبة الفكر" في شرح لامية العجم وذيلها له و"الجواب الهادي عن مسألة أبي هادي" وكان أبو "هادي" أحد شيوخ القيروان في الطريقة، سأله أسئلة في القرآن والسنة. وغيرها. 2349 - ابن الجيّاب * النحوي، اللغوي: علي بن محمّد بن سليمان بن علي بن سليمان بن الحسن الأنصاري، الغرناطي، ويعرف بابن الجياب. ولد: سنة (673) ثلاث وسبعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ صالح الصوفي وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي وغيرهما. ¬

_ * الديباج (2/ 124)، الدرر (3/ 190)، الوجيز (1/ 17)، التحفة اللطيفة (2/ 295)، ذيول العبر (252)، الوافي (22/ 113)، جذوة الاقتباس (483)، درة الحجال (3/ 241)، شجرة النور (203) الأعلام (5/ 6) وفيه: علي بن محمّد بن أبي القاسم بن فرحون اليعمري، معجم المؤلفين (2/ 521). * الديباج المذهب (2/ 111)، الإحاطة في أخبار غرناطة (4/ 125)، بغية الوعاة (2/ 189)، معجم المؤلفين (2/ 506).

2350 - ابن الدريهم

من تلامذته: ابن الخطيب صاحب كتاب "الإحاطة" وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان متفننًا في علوم، إمامًا في البلاغة والأدب، قائمًا على العربية واللغة، إمامًا في الفرائض والحساب عارفًا بالقراءات والحديث متبحرًا في الأدب والتاريخ، مشاركًا في علم التصوف، حامل راية المنظوم والمنثور .. وعلى طريقة مثلى في الانقباض والنزاهة وإيثار التقشف .. " أ. هـ. • الإحاطة: "كان محبًا للخير والصلاح منحاشًا إليهم -أهل الخير والصلاح - منافرًا عن أضدادهم .. " أ. هـ. وفاته: (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. 2350 - ابن الدُرَيهم * المفسر، المقرئ: علي بن محمّد بن عبد العزيز بن فتوح بن إبراهيم بن أبي بكر بن القاسم بن سعيد بن محمّد بن هشام بن عمر الثعلبي الشافعي الموصلي، تاج الدين، المعروف بابن الدريهم، وبابن أبي الخير. ولد: سنة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. من مشايخه: أبو بكر العلم سنجر الموصلي، والشيخ نور الدين علي بن شيخ العوينة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "وكان مشاركًا في الفقه والحديث والأصول والقراءات والتفسير والحساب .. " أ. هـ. وفاته: (762 هـ) اثنتين وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "السمات الفاتحة في آيات الفاتحة"، و"الآثار الرائعة في أسرار الواقعة"، و "كنز الدرر في حروف أوائل السور"، و"غاية المغنم في الاسم الأعظم". 2351 - الواسطي * المقرئ: علي بن محمّد الواسطي. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "قدم دمشق فزعم أنه قرأ على الكمال بن فارس الإسكندري عن الشاطبي فأقرأ بالخان عند باب الخواصين وبالجامع الأموي وراج على بعض الناس فقام شيخنا الزاهد المحدث أبو العباس أحمد بن رجب فبين أن الإسكندري ولد بعد وفاة الشاطبي بست سنين فافتضح، قلت: ولم يدرك المسكين الكمال الإسكندري ولا رآه بل يكون ولد بعد وفاته بأكثر من خمس عشرة سنة لو أدركه لكان أعلى ممن قرأ على الشاطبي نفسه فإن ابن فارس قرأ على الكندي كما تقدم ولا شك أن الكندي كان أعلى من شيوخ الشاطي بل في كثير من الروايات ساوى أبا عمرو الداني" أ. هـ. وفاته: سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. ¬

_ * الدرر (3/ 181)، البدر الطالع (1/ 477)، وفيه وفاته (766)، الأعلام (5/ 6)، معجم المؤلفين (2/ 512)، معجم المفسرين (1/ 379). * غاية النهاية (1/ 579).

2352 - ابن اللحام

2352 - ابن اللحّام * اللغوي، المفسر: علي بن محمّد بن علي بن عباس بن فتيان البعلي ثم الدمشقي، علاء الدين، المعروف بابن اللحام الحنبلي. ولد: بعد سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مشايخه: الشمس ابن اليونانية، وابن رجب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان حسن المجالسة كثير التواضع، وترك الحكم بآخره وانجمع على الاشتغال ويقال عرض عيه قضاء الشام استقلالًا فامتنع" أ. هـ. • المقصد الأرشد: "الشيخ الإمام العلامة الأصولي. شيخ الحنابلة في وقته" أ. هـ. • الرد الوافر: "الشيخ الإمام العالم أقضى القضاة مفتي المسلمين .. كان للشيخ تقي الدين من المعظمين وشيخ الإسلام له من المترجمين" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "برع في الفقه والتفسير والعربية وغير ذلك أفتى بدمشق فلما قدم تمرلنك إلى حلب جفل فيمن جفل من الناس إلى القاهرة فأكرمه الحنابلة وأجلو قدره" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. من مصنفاته: "القواعد الأصولية"، و"الأخبار العلمية في اختيارات الشيخ تقي الدين بن تيمية". 2353 - أبو الحسن الشاذلي * المفسر: علي بن محمّد بن محمّد بن وفا، أبو الحسن، الشاذلي الصوفي. ولد: (759 هـ) تسع وخمسين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "اجتمع به ابن حجر في دعوة فأنكر على أصحابه إيماءهم إلى جهته بالسجود فتلا هو وهو في وسط السماع يدور {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}، فنادى من كان حاضرًا من الطلبة كفرت كفرت فترك المجلس وخرج هو وأصحابه. وشعره ينعق بالاتحاد المفضي إلى الإلحاد وكذا نظم والده وفي آخره نصب في داره منبر وصار يصلي الجمعة هو ومن يصاحبه مع أنه مالكي المذهب .. " أ. هـ. • الضوء: "وقال غيره: كان فقيهًا عارفًا بفنون من العلم بارعًا في التصوف حسن الكلام فيه يعجب الصوفية غالبه متحضرًا للتفسير بل له تفسير ... " أ. هـ. • الشذرات: "قال في "المنهل الصافي": الشيخ الواعظ المعتقد الصالح الأديب الأستاذ .. المالكي الشاذلي، صاحب النظم الفائق والألحان المحزنة ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 379)، إنباء الغمر (4/ 301)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 435)، الضوء اللامع (5/ 320)، الشذرات (9/ 52)، الدارس (2/ 124)، المقصد الأرشد (2/ 237)، الرد الوافر (199). * إنباء الغمر (5/ 253)، الضوء (6/ 21)، الوجيز (1/ 379)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 437)، شذرات الذهب (9/ 106)، الأعلام (5/ 7)، معجم المؤلفين (2/ 525)، معجم المفسرين (1/ 380)، طبقات الشعراني ((2/ 24 - 72)، وذكر ولادته (761 هـ)، ووفاته (801 هـ).

2354 - السيد الشريف

الحسنة، والحزب المعروف عنده بني وفا. قال المقريزي: وتعددت أتباعه وأصحابه، ودانوا بحبه، واعتقدوا رؤيته عبادة، وتبعوه في أقواله وأفعاله وبالغوا في ذلك مبالغة زائدة، وسمعوا ميعادة المشهد، وبذلوا رغائب أموالهم، هذا مع تحبحبه وتجنب أخيه التحبحب الكثير، إلا عند عمل الميعاد والبروز لقبر أبيهما أو تنقلهما في الأماكن فنالا من الحظ ما لم يناله من هو في طريقتهما وكان -رأي صاحب الترجمة- جميل الطريقة، مهابًا معظمًا، صاحب كلام بديع ونظم جيد" أ. هـ. • طبقات الشعراني: "كان في غاية الظرف والجمال لم ير في مصر أجل منه وجهًا ولا ثيابًا وله نظم شائع وموشحات ظريفة سبك فيها أسرار أهل الطريق دسكرة الخلاع - رضي الله عنه - وله عدة مؤلفات شريفة وأعطي لسان الفرق والتفصيل زيادة على الجمع وقليل من الأولياء من أعطي ذلك وله كلام عال في الأدب ووصايا نفيسة .. منه: من أعجب الأمور قول الحق تعالى لسيدنا موسى - عليه السلام - {لَنْ تَرَانِي} أي مع كونك، تراني على الدوام فإنهم .. وكان - رضي الله عنه - يقول في قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ مُحِيطٌ} أي كإحاطته فيما هو البحر بأمواجه معنى وصورة فهو حقيقة كل شيء وهو ذات كل شيء وكل شيء عينه وصفته فإنهم .. " أ. هـ. • قلت: تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. فهذا هو قول أصحاب وحدة الوجود نسأل الله السلامة من ذلك .. وقد نقل الشعراني ما يقرب من (45) خمس وأربعين صفحة في كلام ابن وفا، وأغلبه شطحات وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان. فمن أراد المزيد فليرجع إليه. وفاته: (807 هـ) سبع وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن العزيز" و "الباحث على الخلاص في أحوال الخواص" و "الكوثر المترع في المترع في الأبحر الأربع" في الفقه. 2354 - السيد الشريف * النحوي، المفسر: علي بن محمّد بن علي السيد الزين، أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي، ويعرف بالسيد الشريف. من مشايخه: العلامة مباركشاه، النور الطاووس وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتوح الطاووس، وأحمد بن عبد العزيز الشيرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوجيز: "صاحب التصانيف الكثيرة في العلوم النقلية والعقلية، ممن انتشرت تلامذته في الآفاق وكانت بينه وبين التفتازاني مناظرات ومباحثات وربما رجح عليه ووهم من أرخه في سنة أربع عشرة" أ. هـ. ¬

_ * الضوء (5/ 328)، وجيز الكلام (2/ 429)، بغية الوعاة (2/ 196)، مفتاح السعادة (1/ 208)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 432)، روضات الجنات (5/ 300)، البدر الطالع (1/ 488)، معجم المفسرين (1/ 380)، معجم المؤلفين (2/ 515)، "الشريف الجرجاني وجهود البلاغية" - رسالة ماجستير محمّد عيسى إبراهيم قنديل لسنة (1414 هـ- 1994 م)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 163).

قلت: والذي أرّخه سنة أربع عشرة هو العيني في "عقد الجمان". • بغية الوعاة: "قال العيني في تاريخه: عالم بلاد الشرق. كان علامة دهره وكانت بينه وبين الشيخ سعد الدين (التفتازاني) مباحثات ومحاورات في مجلس تمرلنك" أ. هـ. • جهود علماء الحنفية: "من كبار علماء الحنفية الماتريدية اتحادي يدعو إلى شرك القبور" أ. هـ. بتصرف. • الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية: "كان عريقًا في الفلسفة والكلام ماتريديًا صوفيًا نقشنديًا كبيرًا أخذ التصوف عن خواجة علاء الدين العطار البخاري أعز خلفاء بهاء الدين النقشبندي إمام الصوفية النقشبندية. وكان الجرجاني يقول: لم نعرف الحق سبحانه وتعالى كما ينبغي ما لم نصل إلى خدمة العطار أ. هـ. إلى أن صار الجرجاني من أهل وحدة الوجود على طريقة ابن عربي" أ. هـ. بتصرف بسيط. • قلت: وننقل من رسالة جامعية بعنوان: "الشريف الجرجاني وجهوده البلاغية" ما قاله عن مذهبه: "ما كنت لأتعرض لمذهب السيد الشريف الجرجاني لولا أن بعض المؤرخين قد نسبه إلى الشيعة الإمامية، فقد نقل صاحب "روضات الجنات" أن نور الله التستري قد ذكر في كتابه "مجالس المؤمنين": أن السيد الشريف كان شيعيًا إماميًا، وأن محمّد ابن أبي جمهور الإحسائي في كتابه "الأقطاب" قد أيّد هذه الدّعوى، ويبدو أن مصدر هذه الدعوى التي رددها كل من التستري والإحسائي تلميذ السيد الشريف محمّد نور بخش، كما أشار الخوانساري. والحق أن التستري وقع في التناقض، فهو رجّح أولًا كون السيد الشريف سنيًّا حنفيًّا، ثم عاد ليدّعي من جديد كونه شيعيًا إماميًا دون دليل، كما يقول الخوانساري، ويبدو أن الأمر قد اختلط على هذين المؤرخين، وعلى تلميذ السيد المذكور، بسبب انتسابه إلى الأسرة العلوية، الذين كانوا زعماء للشيعة لقرون عدة، لكن سيرة حياة أسرة السيد الشريف تثبت ... أن بين أفراد هذه الأسرة من كان سنيًا حنفيًا ناصب الشيعة العداء، وهو الميرزا مخدوم حفيد السيد الشريف، الذي وضع كتابًا هاجم فيه الشيعة ومذهبهم، وهو كتاب "نواقض الروافض"، ولعلّ من أسباب هذا الاختلاط كذلك أن السيد الشريف ادعى في كتابه "شرح المواقف" في مبحث "تعلق العلم الواحد الحادث بمعلومين" أن كتابي "الجفر" و "الجامعة" كتابان لعليّ بن أبي طالب، وأنه ذكر فيهما -عن طريق علم الحروف- الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم وأن الأئمة المعروفين من أولاده كانوا يعرفونهما، ويحاكمون بهما، ولمّا كان هذان الكتابان -كما يدّعي الشيعة- من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا الخاصّة من أئمتهم، فقد ظنّ البعض أن السيّد الشريف كان شيعيًا إماميًا، وأنه كان من أقطاب الشيعة. ولكن سيرة السيّد الشريف التي نقلها تلاميذه إلى المؤرخين المعاصرين لهم، ومسيرة الأحداث -التي تحدثنا عنها سابقًا- في هذه السيرة، تثبتان أن السيّد الشريف كان سنّيًا حنفيًا، وتفصيل ذلك:

أولًا: إن السيّد الشريف درس الفقه وفروعه على قاضي قضاة الحنفية في مصر أكمل الدين البابرتي، وإن زملاءه الذين أشار السخاوي أنهم كانوا معه في هذه الدراسة كالفناري وحاج باشا وابن قاضي سماونة كانوا حنفيين أيضًا. ثانيًا: كان أساتذته في العلوم العقلية جميعها من أتباع المذهب الحنفي كالرازي التحتاني ومبارك شاه المنطقي والفناري والنور الطاووسي وغيرهم. ثالثًا: خلت موسوعات التراجم لأعلام الشيعة من ذكر السيد الشريف، كـ"أعيان الشيعة" لمحسن الأمين. رابعًا: اتفق أغلب من ترجم للسيّد الشريف من المؤرخين على أنه كان سنيًّا حنفيًّا كالسخاوي، والسيوطي، وابن تغري بردي، والشوكاني، وطاشكبري زادة، واللكنوي الذي دافع عن حنفيّة السيّد الشريف، وغيرهم. خامسًا: كانت المتون والمؤلفات الفقهية والدينية التي شرحها السيّد الشريف، أو علّق عليها، أو وضع حواشي لها، كانت كلّها حنفيّة المذهب، كـ"فرائض السجاوندي" المعروفة بالسراجية، و "أنوار التنزيل" و "مشكاة المصابيح" و "شرح الوقاية" وغيرها. بعد ذلك تبقى شبهة أخرى كادت تلحق بالسيّد الشريف، وهي اتهامه بالاعتزال، لقوة حجّته وقدرته على الجدل والحجاج، والحقّ أنه لم يكن معتزليًا، وإنما جاءته هذه القوة والقدرة، من دراسته وتمرّسه العميقين بعلمي الكلام والمنطق، ولأن البيئة التي كان يعيش فيها كانت بيئة جدل وحجاج ومناظرات، ولم يتمكّن من تثبيت أقدام في عالم الفكر والشهرة إلّا عن طريق هذه المناظرات. لقد سيطرت المدرسة الكلاميّة -على حد تعبير أحمد مطلوب- على الأجواء الفكرية والعلمية في شرق العالم الإسلامي، ولا شكّ أنه كان من أقطاب هذه المدرسة من كان ينتسب إلى مذهب الاعتزال كالزمخشري، بل كاد الإعتزال يسيطر على أقاليم معينة هناك، فعلى الرغم من أن المذهب الذي كان سائدًا في ربوع خوارزم مثلًا هو المذهب الحنفي إلا أن الاعتزال انتشر انتشارًا كبيرًا في هذا الإقليم، حتى لتكاد لفظة خوارزمي ترادف لفظة معتزلي (¬1). فليس غريبًا بعد هذا كلّه أن يتسرب الاعتزال في الكلام والمنطق والفلسفة إلى علماء الحنفيّة المشتغلين بهذه العلوم، إلا أنه لا يمكن أن نطلق لفظة "معتزلي" إلّا على من كان على مذهب الاعتزال فكرًا وأسلوبًا وطريقة، فكثيرًا ما يستخدم الخصم أسلوب خصمه في إفحامه والتغلّب عليه، وأغلب ظننا أنّ السيّد الشريف لم يكن ليتورّع عن استخدام كلّ الأساليب الممكنة في جدله وحجاجه مع علماء عصره في سبيل التفوق والشهرة، إلا أنه لم يكن شيعيًا ولم يكن معتزليًا، لأن كلا المذهبين تجمعهما خصومة واحدة مع المتصوفة، فقد كان المعتزلة يهاجمون التصوف وأقطابه، كما فعل الزمخشري في كتابه المشهور "الكشاف" أ. هـ. ¬

_ (¬1) أحمد مطلوب "البلاغة عند السكّاكي" (ص: 37).

2355 - أبو الحسن الحسيني

• الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الأسماء والصفات بعد كلامه عن القانون الكلي الذي وضعه الرازي وعمّن تلقفه وعضّ عليه بالنواجذ واعتبره حقًّا ثابتًا لا يقبل التمحيص ... وجاء بعد التفتازاني الجرجاني الذي اهتم بكتب أسلافه فعكف على شرحها ومنها كتاب "المواقف" للإيجي والذي أكثر في شرحه لهما من تأويل النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة المتواترة منها وغير المتواتر، زاعمًا أن الأدلة السمعيّة تؤول أو تفوّض -إذا عارضها العقل- ولو كانت متواترة، لأنها ظنية الدلالة، بخلاف العقل، فإنه قطعي الدلالة" أ. هـ. وفاته: (816 هـ) ست عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير الزهراوين"، "حاشية على تفسير البيضاوي"، "شرح التجريد لنصير الدين الطوسي". وغيرهما. 2355 - أبو الحسن الحسيني * المقرئ: علي بن محمّد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمّد بن ناصر الحسيني، أبو الحسن، والد المحدث الشهير شمس الدين. من مشايخه: ابن السلار، وابن اللبان وغيرهما. من تلامذته: الموفق الآبي، وكان رفيقًا للحافظ بن موسى، وابن فهد وغيرهم. * إنباء الغمر (7/ 237)، الضوء (5/ 320)، الشذرات (9/ 202). كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "حفظ القرآن وهو صغير ومهر في ذلك حتى صار شيخ الإقراء بالقرمية وكتب الخط المنسوب وجلس مع الشهود مدة ووقع وكان عين البلد في ذلك وكان مشكورًا في ذلك وولي نقابة الأشراف مدة يسيرة وولي نظر الأوصياء أيضًا ... " أ. هـ. وفاته: (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة. 2356 - ابن أبي القاسم * المفسر: علي بن محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن الناصر بن عبد الهادي يحيى بن الحسين. ولد: (769 هـ) تسع وستين وسبعمائة. من تلامذته: محمّد بن إبراهيم الوزير وغيره. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "العلامة الكبير مؤلف تجريد الكشاف .. " أ. هـ. • الأعلام: "مفسّر يماني من مجتهدي الزيدية .. ولقد كتب رسالة إلى ابن الوزير كانت سببًا لأن يصنف ابن الوزير (المتوفى سنة 840) كتابه المشهور "العواصم والقواصم"" أ. هـ. وفاته: (837 هـ) سبع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "تجريد الكشاف" و "تفسيرًا للقرآن". ¬

_ * إنباه الغمر (7/ 237)، الضوء (5/ 320)، الشذرات (9/ 202). * البدر الطالع (1/ 485)، الأعلام (5/ 8)، معجم المؤلفين (2/ 521)، معجم المفسرين (1/ 381).

2357 - ابن خطيب الناصرية

2357 - ابن خطيب الناصرية * المفسر: علي بن محمّد بن سعد بن محمّد بن علي بن عثمان بن إسماعيل بن إبراهيم بن يعقوب بن علي بن هبة الله بن ناجية، المشهور بابن خطيب الناصرية، الحلبي الشافعي. ولد: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: والده، والسراج البلقيني وغيرهما. من تلامذته: الشيخ الإمام أبو ذر وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "كان يحفظ مواضع كثيرة من العلوم فإذا جلس عنده أحد يذاكره بها فإن نقله إلى غيرها أظهر الصمم وعدم السماع وثقُل عليه ذلك .. " أ. هـ. • البدر الطالع: "كان إمامًا في الفقه والحديث عالمًا بالأصول والعربية حافظًا للتاريخ نظيف اللسان والقلم" أ. هـ. • أعلام النبلاء: " .. مع الإتقان والثقة وحسن المحاضرة المذاكرة والرياسة والحشمة والوجاهة والثروة مع صمم يسير، اشتهر ذكره وبعد صيته وصار مرجع الشافعية في قطره .. وكان حليمًا عفيفًا نزيهًا يغضي عن عوارات لا يتكلم في أحد إلا بخير نظيف اللسان ويتصامم قصدًا عما يكره .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "قال ابن حجر: انفرد برئاسة المملكة الحلبية غير مدافع أ. هـ. وقال المقريزي: كان رئيس حلب على الإطلاق، ولم يخلف ببلاد الشام بعده مثله" أ. هـ. وفاته: سنة (843 هـ) ثلاث وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الطيبة الرائحة في تفسير الفاتحة" زيادة في تفسير البغوي و"سيرة المؤيد". 2358 - القَابُوني * النحوي: علي بن محمّد العلاء أبو الحسن القابوني (¬1) الدمشقي الحنفي. من مشايخه: العلاء البخاري وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "شيخ النحاة .. تصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء من الدماشقة .. " أ. هـ. • الوجيز: "ممن درس وانتفع به الأئمة، مع التواضع والظرف وطرح التكلف" أ. هـ. وفاته: (858 هـ) ثمان وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب شرحًا طويلًا للألفية. 2359 - مُصَنِّفك * المفسر: علي بن محمّد بن مسعود بن محمود ¬

_ * إنباء الغمر (9/ 116)، الضوء (5/ 303)، الوجيز (2/ 567)، الشذرات (9/ 395)، البدر الطالع (1/ 476)، أعلام النبلاء (5/ 215)، الأعلام (5/ 8)، معجم المؤلفين (2/ 505)، معجم المفسرين (1/ 381). * الضوء اللامع (6/ 31)، الوجيز (2/ 685)، معجم المؤلفين (2/ 541). (¬1) والقابوني: نسبة إلى قابون إحدى قرى دمشق. * معجم المفسرين (1/ 382)، هدية العارفين (1/ 735)، البدر الطالع (1/ 497)، الشقائق النعمانية (100)، مفتاح السعادة (1/ 187)، معجم المؤلفين (2/ 530)، وفيه اسمه علي بن محمود، وكذا في الشذرات (9/ 475)، الأعلام (5/ 9)، كشف الظنون (1/ 458).

2360 - البتاركاني

الشاهرودي البسطامي الهروي الرازي البكري الفخري، علاء الدين، والملة الحنفي، المعروف بمصنفك (¬1). ولد: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. من مشايخه: جلال الدين يوسف الأوبهي أحد تلامذة سعد الدين التفتازاني، وقطب الدين الهروي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "وكان رحمه الله شيخًا على طريقة الصوفية أيضًا وأجيز له بالإرشاد مع بعض خلفاء زين الدين الحافي قدّس سره وكان جامعًا بين رئاستي العلم والعمل" أ. هـ. • الشذرات: "كان إمامًا عالمًا علامة صوفيًا .. وكان يلبس عباءً وعلى رأسه تاج" أ. هـ. • معجم المفسرين: "باحث، من سلالة فخر الدين الرازي" أ. هـ. وفاته: سنة (875 هـ) خمس وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "ملتقى البحرين" في التفسير قال في كشف الظنون: وكثيرًا ما يحيل تحقيقات القواعد النحوية على هذا الكتاب في شرح قصيدة البردة، و"حاشية على الكشاف" للزمخشري. 2360 - البتاركاني * المفسر: علي بن محمّد الطوسي، البتاركاني، وقيل: البياركاني، علاء الدين. من تلامذته: الشيخ الإلهي وغيره. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "قرأ في بلاد العجم على علماء عصره وحصل العلوم العقلية والنقلية وكانت له مشاركة في العلوم كلها ومهر فيها وفاق أقرأنه". وقال بعد أن ذكر كلام طويل حول رحلته: "ثم أنه ذهب إلى ما وراء النهر ووصل إلى خدمة الشيخ العارف بالله الخواجة عبيد الله وحصل هناك ما حصل ووصل إلى ما وصل من المقامات السنة والمعارف الذوقية" أ. هـ. • بدائع الزهور: "كان له شهرة ببلاد سمرقند، وألّف العلوم الجليلة وكان من أعيان علماء الحنفية" أ. هـ. • نظم العقيان: "كان مشهورًا بغزارة العلم وسعة الباع في الفنون" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "حكيم فقيه أصولي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "حكيم أصولي من أعيان فقهاء الحنفية، من أهل سمرقند" أ. هـ. وفاته: سنة (877 هـ)، وقيل: (887 هـ) سبع ¬

_ (¬1) وذلك لأنه اشتغل بالتأليف منذ حداثة سنة، والكاف للتصغير في لغة العجم. * معجم المفسرين (1/ 383)، نظم العقيان (132)، هدية العارفين (1/ 737)، الشقائق النعمانية (60)، الاعلام (5/ 9)، كشف الظنون (2/ 1479)، معجم المؤلفين (2/ 496)، بدائع الزهور (3/ 88)، الفوائد البهية (119).

2361 - القوشجي

وسبعين، وقيل: سبع وثمانين وثمانمائة، والأول أصح ذلك، لأنه توفي في زمن ابن إياس وهو الذي ذكر أنه توفي سنة (877 هـ). من مصنفاته: "حواشي" على حاشية الكشاف للشريف الجرجاني. 2361 - القَوْشَجي * المفسر: علي بن محمّد القوشجي (¬1)، علاء الدين الحنفي. من مشايخه: قاضي زاده الرومي، والأمير ألغ بك وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فلكي رياضي مشارك في بعض العلوم، من فقهاء الحنفية أصله من سمرقند، كان أبوه من خدام ألغ بك أمير ما وراء النهر يحفظ له البزاة" أ. هـ. • قلت: ذكر صاحب الشقائق النعمانية قصة رحلته من بلاده إلى أن توفي، وهذه القصة غير محتوية على أمور تخص العقيدة أو الأخلاق أو غير ذلك. وفاته: سنة (879 هـ) تسع وسبعين وثمانين. من مصنفاته: "المحمدية" رسالة في الحساب، و "حاشية" على أوائل حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف في التفسير، و "جواهر التفسير" وهو تفسير الزهراوين. 2362 - الشيرازي * المفسر: علي بن محمّد الشيرازي العمري، مظفر الدين. من مشايخه: الشمس بن البلال، وجلال الدين الدواني، وصدر الدين الشيرازي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "برع في العلوم وتمهر فيها وفاق أقرانه وانتشر صيته .. وكانت له يد طولى في علم الحساب والهيئة والهندسة وكان له زيادة معرفة بعلم الكلام والمنطق خاصة في حاشية التجريد وحواشي شرح المطالع .. وكان سليم النفس حسن العقيدة صالحًا مشتغلًا بنفسه راضيًا من العيش بالقليل واختار الفقر على الغنى وكان يبذل ماله للفقراء والمحاويج" أ. هـ. وفاته: سنة (922 هـ)، وقيل: (918 هـ) اثنتين وعشرين، وقيل: ثمان عشرة وتسعمائة. 2363 - الأشموني * النحوي، المقرئ: علي بن محمّد بن عيسى بن يوسف بن محمّد النور، أبو الحسن، ابن الشمس ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 383)، البدر الطالع (1/ 495)، الشقائق النعمانية (97)، هدية العارفين (1/ 736)، كشف الظنون (1/ 448)، معجم المطبرعات لسركيس (1530)، معجم المؤلفين (2/ 522). (¬1) ومعناها حافظ البازي. * معجم المفسرين (1/ 384)، الكواكب السائرة (1/ 263)، الشذرات (10/ 127) هدية العارفين (1/ 741)، الأعلام (5/ 11)، معجم المؤلفين (2/ 508)، الشقائق (199). * الضوء اللامع (6/ 5)، الشذرات (10/ 229) وفيه وفاته 929، الكواكب السائرة (1/ 284) (وفية وفاته بين 920 و 930)، البدر الطالع (1/ 491) وفيه وفاته (918 هـ)، الأعلام (5/ 10) وفيه وفاته نحو (900 هـ)، معجم المؤلفين (2/ 521)، معجم المطبوعات (451).

2364 - ابن عراق

بن الشرف الأشموني، نور الدين، الشافعي. من مشايخه: ابن الجزري، وأخذ الفقه عن المحلي، والعلم البلقيني وغيرهم. من تلامذته: العبادي، والفخر المقسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تلقن الذكر من علي حفيد يوسف العجمي ... ورد على البقاعي انتقاده قول الغزالي ليس في الأمكان أبدع مما كان." أ. هـ. • الشذرات: "الفقيه الإمام العالم العامل الصدر الكامل المقرئ الأصولي، وكان متقشفًا في مأكله وملبسه وفرشه" أ. هـ. • البدر الطالع: "قال السخاوي: وراج ورجح على الجلال السيوطي مع إشتراكهما في الحمق غير أن ذاك أرجح" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "صاحب التآليف الجليلة في النحو والمنطق .. وكان شيخًا بارعًا مفننًا" أ. هـ. وفاته: سنة (929 هـ) تسع وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "المنهاج" في الفقه، ونظم "جمع الجوامع" في الأصول وشرحه، و "شرح ألفيه ابن مالك" شرحًا عظيمًا. 2364 - ابن عِرَاق * المفسر، المقرئ: علي بن محمّد بن علي بن عبد الرحمن بن عراق الكناني الشامي، ثم الحجازي، سعد الدين، ويقال: نور الدين. ولد: سنة (907 هـ) سبع وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ أحمد بن عبد الوهاب، والشيخ محمود بن حميدان المدني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "كان له قدم راسخة في الفقه والحديث والقراءات ومشاركة جيدة في غيرها وله اشتغال في الفرائض والحساب والميقات وقوة في نظم الأشعار الفائقة واقتدار على نقد الشعر، وكان ذا سكينة ووقار؛ لكن كان أصمَّ صممًا فاحشًا، قيل: وكان سببه أنه كان مكبًا على سماع الأنغام الطيبة فنهاه عنها والده فلم ينته فعوقب بذلك". وقال: "وذكر أنه في مدة أقامته بدمشق أنه كان يزور قبر ابن العربي وأنه يبيت عنده وأنه أشهر شرب القهوة بدمشق فاقتدى به الناس وكثرت من يومئذ حوانيتها" أ. هـ. • در الحبب: "ولاستيلاء الديانة على الشيخ لم يكن له في الغزل إلا قليل الشعر" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه شافعي مقرئ محدث متصوف له نظم وله اشتغال بالتفسير، وفيه قوة على نقد الشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (963 هـ) ثلاث وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" و "الصراط المستقيم إلى معاني بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وغيرهما. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 384)، الشذرات (10/ 489)، الكواكب السائرة (2/ 197)، كشف الظنون (2/ 1077)، الأعلام (5/ 12)، معجم المؤلفين (2/ 517)، هدية العارفين (1/ 746)، در الحبب (1/ 2/ 1004).

2365 - حناوي زادة

2365 - حناوي زادة * المفسر: علي بن محمّد حناوي زادة، علاء الدين. ولد: سنة (918 هـ)، وقيل: (916 هـ) ثمان عشرة، وقيل: ست عشرة وتسعمائة. من مشايخه: المولى محيي الدين المشتهر بالمعلول، والمولى محيي الدين المشتهر بمرحبا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العقد المنظوم: "كان رحمه الله أحد أماجد القروم في كل منطوق ومفهوم، ذا نفس عليه وسجية سنية .. وكان رحمه الله واسع المعرفة كثير الأفتنان جاريًا في ميدان المعارف بغير عنان وقد أخترع الكثير من المعاني ... وكان شيخ العربية وحامل لوائه .... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "قاض مفسر، فقيه حنفي، شاعر تركي مستعرب ... درّس في أدرنة وبروسة ... ثم ولي قضاء دمشق فقضاء بروسة فأدرنة فالقسطنطينية .. وحضر جنازته الوزراء والعلماء" أ. هـ. وفاته: سنة (979 هـ) تسع وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية على شرح الكافية للجامي في النحو"، و "حاشية على أنوار التنزيل" و "حاشية على شرح تجريد العقائد للسيد" و "حاشية على الكشاف"، وشرح قصيدة البردة. 2366 - الصديقي * اللغوي، المفسر: علي بن محمّد بن علي زين العابدين بن الأستاذ العارف بالله شمس الدين بن الأستاذ العارف بالله تعالى أبي الحسن البكري، الصديقي، القاهري، الشافعي. من مشايخه: والده، والشيخ بدر الدين البرديني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لطف السمر: "الشيخ الإمام العلامة العارف بالله تعالى .. كان فاضلًا بارعًا في العربية وعلوم البلاغة والتفسير وله شعر لطيف، وكان ثقة عاملًا معتقدًا للبكريين، جاور بمصر .. " أ. هـ. • خلاصة الأثر: "الأستاذ العارف بالله تعالى قام مقام أبيه من بعده ودرس وأفتى وأفاد، وكان في مصر مالك أزمة الوجاهة وسالك رتبة اليراعة وكان أخوه أبو السرور ... من العلماء إلا أنه لم يبلغ درجة زين العابدين في التصوف والتكلم بلسان المعرفة. فلما مات والده ظهر بما ظهر به من المعارف والحقائق وذهب كثير من أهل مصر وغيرهم إلى أن بدايته كانت نهاية أبيه ... وانتهت إليه الرئاسة بالإستحقاق الذاتي ... وذكره الخفاجي فقال في وصفه: تعاطي حرفة الزهادة وفتح حانوت السجادة وادّعى الكرامات وقص منامات لها الكرامات .. " أ. هـ. وفاته: (1013 هـ) ثلاث عشرة وألف. ¬

_ * العقد المنظوم (411)، الأعلام (5/ 12)، معجم المؤلفين (2/ 502)، معجم المفسرين (1/ 385)، هدية العارفين (1/ 748) وفيه ابن الحنائي وسماه علي جلبي بن أمر الله بن عبد القادر الحميدي الرومي القاضي. * لطف السمر (2/ 551)، خلاصة الأثر (2/ 196)، معجم المؤلفين (1/ 744) وسماه زين العابدين بن محمّد.

2367 - الملا علي القاري

من مصنفاته: ألف التأليف الحسنة الوضع وأشهر ماله من مؤلفات رسالة الأترج. 2367 - الملا علي القاري * المفسر: علي بن السلطان (¬1) محمد، نور الدين الملا الهروي القاري. من مشايخه: الأستاذ أبو بكر البكري، والسيد زكريا الحسيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عقود الجوهر: "واعترض قال الإمام مالك في إرسال اليد في الصلاة وأن السيد عبد الرسول البرزنجي نقل في كتابه الذي سماه سداد الدين وسداد الدِّين في إثبات النجاة للوالدين أن العلامة القاري تعرض في شرح الفقه وفي شرح الشفاء للوالدين المكرمين وأفرد ذلك في رسالة .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "أمتحن بالاعتراض على الأئمة لاسيما الشافعي وأصحابه ولولا ذلك لأشتهرت مؤلفاته بين الناس" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنفي قيل إنه كان يكتب في كل عام مصحفًا وعليه طرر من القراءات والتفسير فيبيعه فيكفيه قوته من العام" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب "شرح الفقه الأكبر" علي محمّد رندل في مقدمته على من شرحه: "ومنهم الفقيه علي ابن سلطان الهروي المكي الشهير بالقاري المتوفى سنة (1014 هـ) وهو شرحنا هذا، وهو شرح جيد أكثر فيه من النقول عن أئمة المذهب الحنفي وخاصة كتاب الوصية لأبي حنيفة وهو كتاب لم يطبع بعد وكتاب شرح العقيدة الطحاوية للقاضي ابن أبي العز الحنفي المتوفى سنة (792 هـ)، ولكنه رحمه الله لا يصرح باسمه فتارة يقول: قال شارح العقيدة الطحاوية أو عقيدة الطحاوي. وأحيانًا لا يصرح بذلك، ورأيته رحمه الله ينقل من شرح العقائد النسفية للسعد التفتازاني، ويزين شرحه بأقوال السلف أحيانًا ويميل إلى نصرة مذهب الخلف تارة أخرى وقد ذيله بفتاوى لأئمة المذهب ووضع فيه شيئًا من التصرف والرقائق فجاء شرحًا لا بأس به" أ. هـ. وقد ذكره صاحب كتاب "مقالة التعطيل والجعد بن درهم" ضمن مشاهير الماتريدية (112)، وأحد أعيان الدور العثماني، الذي كان قمة أدوار الماتريدية بسبب الحضور السياسي، لأن الدولة العثمانية كانت دولة حنفية الفروع ماتريدية العقيدة أ. هـ. ملخصًا. وكذلك ذكره صاحب كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" ضمن أشهر ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 185)، البدر الطالع (1/ 445)، عقود الجوهر (264)، الفوائد البهية (8)، الأعلام (5/ 12)، معجم المفسرين (1/ 361) معجم المطبوعات لسركيس (1791)، مقدمة كتاب "شرح الفقه الأكبر" لملا علي القاري تحقيق وتخريج وتعليق علي محمّد رندل - دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان (1416 هـ- 1995 م)، مقالة التعطيل والجعد بن درهم (110 و 112)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات (1/ 320)، "الماتريدية" أحمد الحربي (ص 127)، أصول مذهب الشيعة (3/ 1266). (¬1) والصحيح في اسمه: علي بن سلطان بن محمد، وهذا عليه أكثر المصادر، وقد نقلنا ما أثبتناه سابقًا من الأعلام ... والله ولي التوفيق.

2368 - علاء الدين الطرابلسي

أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهام مؤلفاتهم الكلامية فقال عنه (1/ 320): "من أكبر أئمة الحنفية المتأخرين ذكره الكوثري في قائمة كبار أئمة الحنفية ولقبه (بناصر السنة) فيكون كثير من أقواله حجة على الكوثرية ... لأنه كثيرًا ما يقرر عقيدة السلف ويثني على شيخ الإسلام"، ثم ذكر له عدة مصنفات وقال: "وكلها من أهم مراجع الماتريدية". وقال (1/ 494) عنه: "فقد دافع القاري جزاه الله خيرًا دفاعًا كاملًا عن شيخ الإسلام وابن القيم، ورد من رماهما بسوء الاعتقاد والتجسم والتشبيه والضلال، وأقر عقيدة السلف في الصفات، وأنها لا تستلزم التشبيه كما دافع عن أهل الحديث ورد على من يطعن فيهم بالتشبيه والحشو". وذكره في (2/ 219، 240) ضمن أسماء كبار أئمة الإسلام الذين صرحوا بإجماع السلف على إثبات الصفات وتقرير نصوصها بلا تأويل ولا تعطيل وبلا تكيف ولا تمثيل. • قلت: وقد ذكره صاحب كتاب "الماتريدية دراسةً وتقويمًا" ضمن أشهر رجال الماتريدية. من أقواله: أصول مذهب الشيعة: "قال -أي ملا علي القاري- وأما من سبّ أحدًا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلّا إذا اعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع" أ. هـ. وفاته: سنة (1014 هـ) أربع عشرة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و "الرد على ابن عربي في كتابه الفصوص وعلى القائلين بالحلول والأتحاد". وله "شرح الرسالة القشيرية في التصوف" في مجلدين. 2368 - علاء الدين الطرابلسي * المقرئ: علي بن محمّد الطرابلسي الأصل، الدمشقي علاء الدين الحنفي. ولد: (950 هـ) خمسين وتسعمائة. من مشايخه: قرأ على والده والشهاب الطيبي الكبير والشيخ عبد الوهاب الحنفي. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان علّامة في القراءات والفرائض والحساب والفقه .. " أ. هـ. • تراجم الأعيان: "الشيخ الصالح البركة الفالح المقرئ المحدث .. كان شافعي ثم تحول إلى حنفي .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات والفرائض من فضلاء الحنفية .. " أ. هـ. وفاته: (1032 هـ) اثنتين وثلاثين وألف. من مصنفاته: "المقدمة العلائية" تجويد، و "الألغاز العلائية" في القراءات العشر، "سكب الأنهر" على فرائض ملتقي الأنهر. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 186)، هدية العارفين (2/ 754)، الأعلام (5/ 13)، معجم المؤلفين (2/ 528)، تراجم الأعيان (2/ 333).

2369 - الحكمي

2369 - الحكمي * اللغوي، المفسر: علي بن محمّد بن أبي بكر بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عمر بن أحمد ب إبراهيم بن محمّد بن عيسى مطير الحكمي اليمني. ولد: (950 هـ) خمسين وتسعمائة. من مشايخه: الأمين بن إبراهيم بن مطير، وأبو بكر بن إبراهيم مطير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "علّامة بني مطير المشهورين بالعلم والخير الصارفين نفائس أوقاتهم في خدمة الحديث النبوي والملازمين الأتباع للشرع المصطفوي فضلهم مشهور لا يحتاج إلى بيان كالشمس لا تحتاج إلى دليل وبرهان .. وله شعر كثير منه قوله يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا سيدي يا رسول الله يا سندي ... إليك جئت لما قد خفته رهبا سمى صنوك حاشا أن تضيعه ... تكفى السماية عند السادة النجبا يا خاتم الرسل يا مختار من مضر ... بالله ربك قل ما قلته وجبا وأن تقدمت للعظمى بيوم غد ... لله ربك مقبولا ومحتسبا فقل فروع مطير سيدي حسبوا ... على فاز الذي من خربهم حسبا وعمهم رحمة يا سيدي وندي ... يا ملجا طاب للاجين والغربا واشفع ليبقى بهم ما منكم ورثوا ... العلم والنور إلا البيضاء والذهبا والمسلمين أنل كلا مطالبهم ... في الخير منهم جميعا واكشف الكربا ثم الصلاة مع التسليم دائمة ... على المهيمن ما أم الوفود قبا والآل الصحب ما غنت مطوقة ... على أراك فأضحى الدمع منسكبا وهم بيت علم وصلاح مشهورون باليمن واعتقدهم جميع أهله بل جميع البلاد لسلوكهم على المنهج القويم ولابتمن قائم منهم يكون رأسا للعلماء ومرجعا عند اختلاف الفهماء وحكما للمشكلات للحكماء أذ لا يتعصبون للمذاهب والأقوال ولاينافسون في المناصب ولا ينقبون على أهل الأحوال ولا يخرجهم عن الحق عضب ولا يدخلهم في الباطل رضا ولا يميلون إلى الحرص على الأموال عصمتهم الكتاب والسنة وعقيدتهم في الله تعالى حسنة وله سبحانه عليهم المنة قال السيد الشريف العارف بالله تعالى حسين الأهدل أنه اعتقد فضل بنى مطير جميع البلاد وقال الفقيه الصالح الولى المشهور محمّد بن الحسن المحلوى وقبره طرف ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 189)، ملحق البدر الطالع (176)، الأعلام (5/ 12) معجم المؤلفين (2/ 497)، معجم المفسرين (1/ 385)، نفحة الريحانة (3/ 537).

2370 - الأجهوري

بيت عطاء من جهة اليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وسيدي أحمد بن إبراهيم بن مطير يلازمه ويلح عليه فرأيت قلما من جهة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يكتب أولادنا أولادكم وما يعنانا يعناكم ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وقد اشتهر اختصاص بني مطير بمزيد محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم من مواليه وذكروا ذلك في أشعارهم وغيرها وأنه يحصل لهم العلم من غير كثيرة طلب حتى قال الشريف الولى حيب آل مطير أبو بكر بن أبي القاسم بن إسماعيل الحسيني صائم الدهر طفل بني مطير بئر علم مطوية لا يحتاج إلى إخراج التراب الواقع فيها ولا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه اتصال بالعلماء منهم في المنام وأثار صادفة ذكرها منهم العلماء الأعلام نفع الله تعالى بهم" أ. هـ. • البدر الطالع: "كان عالمًا متفننًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1041 هـ) أحدى وأربعين وألف. من مصنفاته: "كشف النقاب" بشرح ملحة الأعراب للحريري، وتكملة تفسير جدة إبراهيم بن أبي القاسم مطير من أول الكهف إلى آخر القرآن المسمى بالضنائن، وغيرهما. 2370 - الأجْهُوري * النحوي، اللغوي: علي بن زين العابدين بن محمّد بن محمّد زين الدين عبد الرحمن بن علي، أبو الأدشاد، نور الأجمهوري. ولد: (967 هـ) سبع وستين وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ الشمس محمّد الرملي، والبدر حسن الكرخي وغيرهما. من تلامذته: الشمس البابلي، والنور الشبراملسي، وغيرهما مما لا يحصى كثرة. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "هو شيخ المالكية في عصره .. " أ. هـ. • الأعلام -قال الزركلي في الهامش-: "وقعت لي نسخة متقنة من كتابه مقدمة في يوم عاشوراء في 22 ورقة نقلت عنها فوائد: الأولى قال في الغنية من -كتب الحنفية- إن الإكتحال يوم عاشوراء لما صار علامة لبعض أهل البيت وجب تركه والثانية: أتخذ بعض الناس يوم عاشوراء عيدًا وأتخذه غيرهم مأثمًا -والماثم بالثاء المثلثة محل الإثم- فالذي أتخذه عيدا اليهود وكان أهل الجاهلية يقتدون بهم. فنسخ شرعنا ذلك. وأما اتخاذه مأثما. لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنه فهو من البدع السيئة إذ لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأثما- فكيف ممن دونهم والقاص الذي يذكر للناس قصة القتل يوم عاشوراء. ويخرق نوبة. ويكشف رأسه ويأمرهم بالقيام والتشنيع تأسفا على المصيبة يجب على ولاة الأمر أن يمنعوه الخ .. والثالثة قوله في سبب قتل الحسين الشهيد إن يزيد لما استخلف سنة ستين أرسل لعامله بالمدينة أن يأخذ له بيعة الحسين، ففر الحسين لمكة، فسمع بذلك أهل الكوفة فأرسلوا إليه أن يأتيهم ليبايعوه ويمحى عنهم ما هم فيه من الجور ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 157)، الأعلام (5/ 13)، معجم المؤلفين (2/ 510).

2371 - العقيبي

فنهاه ابن عباس وبين له عذرهم وقتلهم لأبيه وخذلانهم لأخيه. وأمره أن لا يذهب بأهله إن ذهب، فأبى إلا أن يذهب فبكى ابن عباس وقال: واحسباه! وقال له ابن عمر نحو ذلك فأبى فبكى ابن عمر وقبل ما بين عينيه وقال أستودعك الله من قتيل" أ. هـ. من أقواله: خلاصة الأثر: "ومن فوائده: ولبكاء الأطفال يكتب في ورقة ويعلق على رأس الصغير بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء سليمان وتنزع الملك ممن تشاء بلقيس وتعز من تشاء إدريس وتذل من تشاء إبليس عيسى ولد ليلة لسبت ولا ريح ينفح ولا كلب ينبح ارقد أيها الطفل حتى تصبح أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون فطات عليها طائف من ربك وهم نائمون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم ومن فوائده جيم جماجم طهيطيل جبال راسيات سندية هندية قدسية من قرأها إذا أوى إلى فراشه ثلاث مرات لم نقربه وفراشه حية ولا عقرب" أ. هـ. وقلت: ولا ريب أن الله قد استبدلنا بخير من هذا الكلام الذي هو من الخزعبلات". وفاته: (1066 هـ) ست وستين وألف. من مصنفاته: شرح ألفية ابن مالك لم يخرج عن المسودة وشرح التهذيب للتفتازاني وله ثلاثة شروح على مختصر خليل في فقه المالكية في اثنتي عشر مجلدا لم يخرج عن المسودة. 2371 - العقيبي * النحوي، اللغوي، المفسر: علي بن محمّد العفيف العقيبي الأنصاري اليمني التعزي الشافعي. ولد: (1033 هـ) ثلاث وثلاثين وألف. من مشايخه: قرأ على محمّد بن علي مطير ومحمد بن عبد العزيز المفتى وغيرهما. من تلامذته: السيد الهادي بن أحمد الجلال والشيخ المولى علي بن المتوكل على الله إسماعيل وغيرهما. كلام العلماء فيه: • نشر العرف: "الشيخ العلامة المحدث .. " أ. هـ. وفاته: (1101 هـ) إحدى ومائة وألف. من مصنفاته: "شرح على ألفية ابن مالك" و "شرح نخبة الفكر" و "حاشية الجلالين". 2372 - الشَّاحِذِي * المقرئ: علي بن محمّد البصير المجبرسي الشاحذي، ثم الصنعاني. ولد: (1045 هـ) خمس وأربعين وألف. من مشايخه: عبد القادر المجيرسي، وأحمد بن علي بن عبد الواحد النزيلي وغيرهما. من تلامذته: المقرئ صالح بن علي اليمامي، والسيد عبد الله بن علي الوزير وغيرهما. ¬

_ * نشر العرف (2/ 269)، البدر الطالع (1 م 496)، وفيه العقيني الأعلام (5/ 14). * نشر العرف (2/ 271) ملحق البدر الطالع (172).

2373 - العاملي

كلام العلماء فيه: • نشر العرف: "الشيخ العلامة شيخ القراء وترجم له صاحب طبقات الزيدية" أ. هـ. • قلت: هو من الزيدية. • ملحق البدر الطالع: "وكان عالمًا عارفًا محققًا في كل من عابدًا زاهدًا صالحًا تقيًا وضيء الوجه يتوقد ذكاءً منور البصيرة مواظبًا على التدريس بجامع صنعاء" أ. هـ. وفاته: سنة (1116 هـ) ست عشرة ومائة وألف. 2373 - العاملي * المفسر علي بن محمّد بن طاهر بن عبد الحميد بن موسى النباطي الأصبهاني نزيل النجف، أبو الحسن. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه إمامي، أصولي مفسر، له نظم" أ. هـ. من مصنفاته: "مشكاة الأنوار في تفسير القرآن"، وله "شريعة الشيعة ودلائل الشريعة" أ. هـ. وفاته: سنة (1140 هـ) أربعين ومائة وألف. 2374 - علي باشاباي " النحوي، اللغوي: علي بن محمّد بن علي تركي، أبو الحسن، باي تونس. من مشايخه: الشيخ محمّد الخضراوي وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة تاريخ تونس: "كان علي باي عالمًا شجاعًا مهيبًا إلا أنه كان جريئًا على سفك الدماء لا سيما فيما يتعلق بالطاعة على أن ذلك الوصف لم يمنعه من الشغف بالعلم والانخراط في أهل .. " أ. هـ. • الأعلام: "وثار على عمه "الباي حسين بن علي" واستعان بصاحب الجزائر فقاتله حتى استشهد عمه واستدعي أشياع عمه، وكان له أبناء في الجزائر، فجاءوا، بجيش حاصروا فيه تونس أيامًا قاتلهم فيه علي باشا فأسروه، وقتل في الأسر" أ. هـ. وفاته: (1169 هـ) تسع وستين وألف ومائة. من مصنفاته: "شرح التسهيل لابن مالك" في النحو. 2375 - الطباطبائي * المفسر: علي بن محمّد رفيع الطباطبائي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه إمامي مفسر متكلم" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "كان المترجم من أعيان علماء عصره وحكمائه ومتكلميه وفقهائه" أ. هـ. وفاته (سنة (1195 هـ) خمس وتسعين ومائة وألف. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 386)، معجم المؤلفين (2/ 508)، هدية العارفين (1/ 766)، إيضاح المكنون (2/ 487). * الأعلام (5/ 15)، خلاصة تاريخ تونس (152). * معجم المفسرين (1/ 386)، أعيان الشيعة (42/ 35) معجم المؤلفين (2/ 504).

2376 - السليمي

من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل في التفسير للبيضاوي"، و "رسالة في الرجعة". 2376 - السليمي * النحوي، المفسر: علي بن محمّد بن علي بن سليم، الدمشقي الصالحي، أبو الحسن، علاء الدين، المعروف بالسليمي الشافعي. ولد: سنة (1113 هـ) ثلاث عشرة ومائة وألف. من مشايخه: عبد الغني النابلسي، ومحمد بن خليل العجلوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الشيخ العالم العلامة، الحبر النحرير المسند المعمر الولي الكامل ... وبرع وفضل وتصدير للتدريس فدرس في الجامع الأموي، والجامع الجديد بالصالحة، والمدرسة العمرية". وقال: "كان .... عالمًا عاملًا ورعًا تقيًا زاهدًا معرضًا عن الدنيا، متقللًا تاركًا لما لا يعينه" أ. هـ. • أعيان القرن الثالث عشر: "كان ورعًا متقشفًا، يأكل من كسب يده في حياكة الخام حتى عجز فانقطع ونفع المسلمين" أ. هـ. وفاته: سنة (1200 هـ) مائتين وألف. من مصنفاته: "تكملة على شرح تفسير البيضاوي"، و "الزبدة المطرية على منظومة الأجرومية، في النحو وغير ذلك. 2377 - الآمدي * المفسر: علي بن محمّد الخروري الآمدي الشافعي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه شافعي مفسر، من أهل آمد، ولي الإفتاء بها" أ. هـ. وفاته: سنة (1210) عشر ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة الفاتحة بالحروف المهملة". 2378 - الميلي * المفسر: علي بن محمّد الميلي، الجمالي المعربي المالكي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه مالكي متكلم مفسر، نسبته إلى (ميلة) بقرب قسنطينة بالجزائر، استوطن مصر وتوفي بها" أ. هـ. وفاته: سنة (1248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تحفة الأحباب" في تفسير قوله ¬

_ * هدية العارفين (1/ 771)، إيضاح المكنون (1/ 139)، معجم المفسرين (1/ 386)، معجم المؤلفين (2/ 516)، سلك الدرر (3/ 219) فهرس الفهارس (2/ 342)، أعيان القرن الثالث عشر (29)، الأعلام (5/ 16). * معجم المفسرين (1/ 386)، هدية العارفين (1/ 772)، إيضاح المكنون (1/ 307)، معجم المؤلفين (2/ 500). * معجم أعلام الجزائر (121)، الأعلام (5/ 17)، هدية العارفين (1/ 773)، إيضاح المكنون (1/ 237) و (2/ 37) معجم المؤلفين (2/ 527). معجم المفسرين (1/ 387).

2379 - القاوبورآبادي

تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ} و "الحسام السمهري" في تكذيب فرية نسبت الإمام الأشعري، و"السيوف المشرفية" في الرد على القائلين بالجهة والجسمية و"الشمس والقمر والنجوم الدراري" في إثبات القدر والكسب والاستطاعة والجزء الاختياري، و "الصوارم والأسنة" في الاعتراض على أحمد التيجاني وغير ذلك. 2379 - القاوبورآبادي * المفسر: علي بن محمّد بن علي محمّد القاربورأبادي القزويني. ولد: سنة (1209 هـ) تسع ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ محمَّد تقي الأصبهاني، والمولى عبد الكريم الأيرواني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "وتوطن بزنجان مشتغلًا بتعليم الأحكام وإرشاد الناس والتدريس والتصنيف والقضاء وعظم صيته وكبرت رئاسته، ورجع إلى العمل بفتاويه جماعات كثيرة من أهالي بلاد أذربيجان والقفقاز وهمدان وقزوين وزنجان" أ. هـ. وفاته: سنة (1290 هـ)، تسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: تفسير القرآن، ورسالة في العقائد، ووسيلة النجاة في العقائد والفروع. 2380 - التقوي * المفسر: علي محمّد بن محمد بن دلدار علي النقوي، النصير آبادي. ولد: سنة (1260 هـ) ستين ومائتين وألف. من تلامذته: أبو الحسن بن السيد نقي فاه الرخوي الكشميري وغيره. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "قال السيد علي نقي التقوي الهندي المعاصر: محقق مدقق جامع للعلوم، لا يكاد يوجد علم إلا وله فيه تصنيف واستنباط، فقيه، أصولي، متكلم، منطقي، حكيم، طبيب محدث، رجالي، مفسر، شاعر، أديب باحث مناظر مع أهل الديانات والملل المختلفة ماهر في اللغة العبرانية والسريانية، وكتبه مشحونة بنقل عبائر التوراة والإنجيل والعبرانيين" أ. هـ. • الأعلام: "باحث من فقهاء الأمامية من أهل لكنهو بالهند" أ. هـ. وفاته: سنة (1312 هـ) اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أحسن القصص في تفسير سورة يوسف"، و "الإثنا عشرية في البشارات المحمدية" وغير ذلك. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 374)، أعيان الشيعة (42/ 10)، معجم المؤلفين (2/ 488). * معجم المفسرين (1/ 387)، أعيان الشيعة (42/ 34)، معجم المؤلفين (2/ 523)، الأعلام (5/ 18)، حسن الوديعة (201).

2381 - الحائري

2381 - الحائري * المفسر: علي بن محمد حسين بن محمد علي الحسيني المرعشي الشهرستاني الحائري. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "مفسر، متكلم، مشارك في بعض العلوم ... " أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه إمامي مفسر متكلم" أ. هـ. وفاته: سنة (1344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التبيان في تفسير غريب القرآن"، و "التحفة العلوية" وغير ذلك. 2382 - النجار * النحوي، المفسر: علي بن محمد بن عامر النجار المصري الشافعي. من تلامذته: عبد الغني عبد الخالق، ويوسف شلبي، وعبد الوهاب عبد اللطيف وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي، نحوي، مفسر، مشارك في بعض العلوم، ولد في عزبة الشرمل التابعة لبلدة معنية بمصر وتخرج بالأزهر، وتوفي بالقاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح شواهد الأشموني"، و "رسالة في علم الأخلاق" وغير ذلك. 2383 - الصباغ * المقرئ: علي بن محمد بن عيسى بن إبراهيم الصباغ. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "شيخ المقارئ المصرية .. " أ. هـ. • في فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن للمترجم -وفيه اسمه على الصباع بن محمد بن حسن بن إبراهيم-: "قال تحت عنوان آداب مس المصحف وحمله وكتابته: ( .. أما من كتب تميمة للتبرك فلا يحرم مسها ولا حملها، لكن بشرط أن تجعل في حرز يقيها من كل أذى .. ، وقال: ويستحب تطييبه وتعظيمه -أي القرآن الكريم- وجعله على كرسي أو في محل مرتفع فوق سائر الكتب تعظيما له وتقبيله قياسا على تقبيل الحجر الأسود، والقيام له إذا أقدم به، وعده بعضهم بدعة لكونه لم يعهد في الصدر الأول .. ). وقال تحت عنوان (أداب المعلم وشرطه): (شرط المعلم أن يكون مسلما بالغا عاقلا ثقة مأمونا ضابطا متنزها عن أسباب الفسوق ومسقطات المروءة .. " أ. هـ. وفاته: (1380 هـ) ثمانين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 387)، أعيان الشيعة (42/ 40)، معجم المؤلفين (2/ 501). * معجم المؤلفين (2/ 509)، معجم المفسرين (1/ 387)، الأعلام، الشرقية (1/ 351). * الأعلام (5/ 20)، معجم المؤلفين (2/ 500)، "فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن" للمترجم له، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده- الطبعة الأولى لسنة (1379 هـ - 1960 م): (ص 9 و 11) ..

2384 - ابن العطار الحراني

من مصنفاته: "فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن". 2384 - ابن العطار الحراني * النحوي: علي بن محمود بن علي بن محمود بن علي بن محمود -ثلاثة على نسق- علاء الدين، ابن العطار الحراني، سبط الشيخ زين الباريني. من مشايخه: الشيخ أبو البركات الأنصاري وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "برع في النحو والفرائض وتصدى لنفع الناس وتصدر بأماكن، وكانت دروسه فائقة وكان يتوقد ذكاءً" أ. هـ. وفاته: (795 هـ) خمس وتسعين وسبعمائة. 2385 - ابن المُغْليِّ * النحوي، اللغوي: علي بن محمود بن أبي بكر العلاء أبو الحسن بن النور أبي الثناء بن التقي، أو البدر أبي الثناء، وأبو الجود السَّلَمي، ثم الحموي الحنبلي، ويعرف بابن المغلي. ولد: سنة (766 هـ)، وقيل: (771 هـ) ست وستين، وقيل: إحدى وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: الزين بن رجب، السراج البلقيني وابن هشام النحوي وغيرهم. من تلامذته: النور القمني شيخ المحدثين بالبرقوقية، والبرهان الكركي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • رفع الإصر: "كان مكثرًا عارفًا مع استحضاره لكثير من العلوم. وثار في البحث، وعدم مكابره إلا أنه حصل له بسبب ذلك من الزهو ما لا يوصف بحيث أنه قال مرة للقاضي جلال الدين البلقيني- وقد قال له: أنت إمام العربية، لا تُخَصِّص." أ. هـ. • النجوم: "كان يحفظ عشرة كراريس في ساعة. وهذا عجب" أ. هـ. • الضوء: "عالم بالعربية .. عرف بالعلم والدين والتعفف والعدل في قضائه مع التصدي للأشغال والإفتاء والإفادة والتحديث وصفه ابن حجر بأنه يمتاز بالزهو الشديد والبأو الزائد والإعجاب البالغ .. " أ. هـ. • السحب الوابلة: "ووصفه بعضهم -فيما قيل- إنه يحيط علمًا بالمذاهب الأربعة فردّ عليه وقال: قُل: بجميع المذاهب .. ولم يخلُف بَعْدَه في مجموعه مثله فقد كان في الحفظ آية من آيات الله تعالى قلّ أن ترى العيون فيه مثله .. " أ. هـ. وفاته: (828 هـ) ثمان وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: مع طول ملازمته للاشتغال ومناظرة الأقران والتقدم في العلوم لم يتشغل بالتصنيف. ¬

_ * الدرر (3/ 201)، إنباء الغمر (3/ 179)، بغية الوعاة (2/ 205)، الشذرات (8/ 582). * إنباء الغمر (8/ 86)، رفع الأصر (2/ 404)، الضوء (6/ 34)، ذيل رفع الإصر (189)، النجوم (14/ 301) الطبعة الجديدة، بدائع الزهور (2/ 96)، المقصد الأرشد (2/ 264)، السحب الوابلة (2/ 772)، الشذرات (9/ 268).

2386 - جمال الإسلام السلمي

2386 - جمال الإسلام السلمي * المفسر: علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح بن علي أبو الحسن بن أبي الفضل، السلمي السهروردي، وقيل: الشهرزوري، جمال الإسلام. ولد: (450 هـ)، وقيل: (452 هـ) خمسين، وقيل: اثنتين وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: الغزالي، والشيخ نصر المقدسي وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، والسلفي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • مختصر تاريخ دمشق: "الفقيه الشافعي الفرضي .. كان الغزالي يثني عليه ويصفه بالعلم. كان يظهر السنة ويرد على من أنكر الحق" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "ذكره ابن عساكر في طبقات الأشاعرة من كتاب "تبيين كذب المفتري" فقال: كان عالما بالتفسير والأصول والفقه والتذكير، والفرائض والحساب وتعبير المنامات" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "أحد مشايخ الشام الأعلام .. كان عالما بالمذهب والفراض والتفسير والأصول، إماما متقنا ثقة ثبتا" أ. هـ. • طبقات المفسرين للسيوطي: "وكان ثقة ثبتا موفقا في الفتاوى ملازما للتدريس والإفادة حسن الأخلاق .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، فرضي، حاسب، من فقهاء الشافعية .. قال الغزالي يوم ترك الشام عائدا إلى بلده: "خلفت بالشام شابا إن عاش كان له شأن .. " أ. هـ. وفاته: (533 هـ) ثلاث وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له مصنفات في الفقه والفرائض والتفسير. 2387 - علاء الدين الرومي * النحوي: علي بن مصلح الدين بن موسى بن إبراهيم، الشيخ علاء الدين، الرومي، الحنفي. ولد: سنة (756 هـ) ست وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: التفتازاني، والشريف الجرجاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان عالما محققا، عارفا بالجدل، إماما في المعقول، بارعا في علوم كثيرة إلا أنه يستخف بكثير من علماء مصر" أ. هـ. • الضوء: "كان متغلضا من العلوم ممن حضر ابتداء مناظرات التفتازاني والسيد بحضرة تيمور وغيره فحفظ تلك الأسئلة والأجوبة الفخمة وأتقنها غير أنه كان مبغضا للناس لطيشه وحدة ¬

_ * تبيين كذب المفتري (326)، مختصر تاريخ دمشق (18/ 176)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 135)، العبر (4/ 92)، الدارس (1/ 180)، طبقات المفسرين للسيوطي (73)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 438)، الشذرات (9/ 168)، الأعلام (5/ 22)، معجم المؤلفين (2/ 531)، معجم المفسرين (1/ 388)، تاريخ الإسلام (وفيات 533) ط. تدمري. * بغية الوعاة (2/ 208)، الشذرات (9/ 350)، إنباء الغمر (9/ 24)، وسماه علي بن إبراهيم بن موسى وكذا في الضوء (6/ 41).

2388 - ابن عرفة

مزاجه وجرأته واستخفافه بمن يبحث معه وما وقع منه في حق شيخنا معروف -أي ابن حجر- وتصدى في المقدمة الثانية -أي عندما عاد مرة أخرى إلى القاهرة- للاشتغال وانضم إليه الطلبة فلم تطل أيامه، وكذا قال العيني، كان عالما محققا بحاثا دينا، وقال المقريزي في عقوده وغيرها: كان فاضلا في عدة علوم مع طيش وخفة وجرأة بلسانه على ما لا يليق وفحش في مخاطبته عند البحث معه عفا الله عنه" أ. هـ. • بغية الوعاة: "اشتغل بالعلوم وتفنن ... كان عالما متحققا، عارفا بالجدل، إماما في المعقول، بارعا في علوم كثيرة" أ. هـ. وقال: "حضر مجلس الحديث وجرى على سننه في الحدة والشراسة والإستخفاف بعلماء مصر، ورام مشيخة الشيخونية فلم ينلها فاتفق أن جرى كلام في مجلس السلطان، فحط على شيخها الشيخ الكبير باكير وكفره، فأحضر الرومي إلى مجلس الشرع وادعى عليه فأنكر. ويقال: إنهم تخيروا له أقل القضاة رتبة ودينا، وأكثرهم جهلا وجرما، ثم عقد له فجلس عند السلطان وأصلحوا بينهما، وضعف مدة، ثم شارف العافية، فسقط من سريره، فأبطل وركه، فانقطع مدة إلى أن مات" أ. هـ. • الشذرات: "فقيها بارعا مفننا في علوم شتى" أ. هـ. وفاته: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. 2388 - ابن عرفة * النحوي، اللغوي، المقرئ: علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر بن زيد بن هبة الله الكندي الإسكندراني ثم الدمشقي، ويقال له: ابن عرفة. ولد: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مشايخه: سمع من الخشوعي والكفرطابي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تذكرة الحفاظ: "وكان قليل الدين متهاونا بالصلاة، في عقيدته مقال إلا أنه تثبت فيما ينقله .. " أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "لم يكن عليه ضوء في دينه حملني الشدة على السماع من مثله وكان يخل بالصلاة ويرمي بعظائم" أ. هـ. • ذيول العبر: "وكان من جياد الطلبة على رقة في دينه وهنات .. " أ. هـ. • البداية: "الشيخ الإمام المقرئ المحدث النحوي الأديب .. " أ. هـ. • الدرر: "قال البرزالي: جمعت شيوخه بالسماع فبلغوا المائتين أ. هـ. تلا بالسبع واشتغل بالأدب ¬

_ * فوات الوفيات (2/ 98)، تذكرة الحفاظ (4/ 1503)، معجم شيوخ الذهبي (389)، معرفة القراء (2/ 738)، ذيول العبر (87)، الدارس (1/ 114)، غاية النهاية (1/ 517)، السلوك (2/ 1: 167)، لسان الميزان (4/ 304)، الوافي (22/ 199)، النجوم (9/ 235)، درة الحجال (3/ 222)، الشذرات (8/ 71)، البدر الطالع (1/ 498)، روضات الجنات (4/ 293)، أعيان الشيعة (42/ 160)، الأعلام (5/ 23)، معجم المؤلفين (2/ 532).

2389 - أبو الحسن الأثرم

والعربية وقال الشعر وأجاز. كان شديدا في مذهب التشيع من غير سب ولا رفض وزعموا أنه كان يخل بالصلاة" أ. هـ. • أعيان الشيعة -بعد أن ذكر كلام الذهبي السابق في معجم الشيوخ-: "نسبته إلى الإخلال بالصلاة ناشئ عن عدم صلاته أحيانا خلف من لا يعتقد عدالته فيظنون به ذلك، والذهبي لم ير عليه ضوءا في دينه لأنه شيعي وكذلك الخفاش لا يرى الضوء ورميه بعظائم ليس إلا للتشيع" أ. هـ. • قلت: هذا دأب أهل التشيع يطعنون بعلماء أهل السنة كلما سنح لهم ذلك فانظر كيف نبز هذا الشيعي الحاقد بالإمام الذهبي بأنه كالخفاش، فنقول له إن الخفاش أنقى فطرة منك أيها الشيعي الحاقد، والله أعلم بمن هو أهدى سبيلا. وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "التذكرة الكندية" أدب وأخبار وعلوم و "ديوان شعر". 2389 - أبو الحسن الأثرم * النحوي، اللغوي: علي بن المغيرة، أبو الحسن، الملقب بالأثرم. من مشايخه: سمع أبا عبيدة معمر بن المثنى، وأبا سعيد الأصمعي وغيرهما. من تلامذته: الزبير بن بكار، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي خيثمة، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "صاحب النحو والغريب واللغة .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من كبار علماء اللسان ببغداد .. وكان مقبول الرواية بصير بالنحو والعربية" أ. هـ. وفاته: (232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: له "النوادر" و "غريب الحديث". 2390 - دوخلة * النحوي، اللغوي: علي بن منصور بن طالب الحلبي، أبو الحسن، يعرف بالقارح، ويلقب بدوخلة. ولد: سنة (351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو علي الفارسي، وسداد بن إبراهيم الجزري الظاهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "شعره يجري مجرى شعر المعلمين قليل الحلاوة خاليا من الطلاوة" أ. هـ. • الوافي: "هو الذي كتب إلى أبي العلاء المعري رسالة مشهورة تعرف بـ (رسالة ابن القارح) وأجابه المعري بـ (رسالة الغفران). كان شيخا من ¬

_ * الثقات لابن حبان (8/ 470)، تاريخ بغداد (12/ 107)، نور القبس (215)، مراتب النحويين (94)، مختصر تاريخ دمشق (18/ 178)، الأنساب (1/ 83)، نزهة الألباء (126)، معجم الأدباء (5/ 1970)، اللباب (1/ 21)، الكامل (7/ 35)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 232) ط. تدمري، الوافي (22، 214)، النجوم (2/ 264)، بغية (2/ 206)، الأعلام (5/ 23)، (معجم المؤلفين (2/ 533). * بغية الوعاة (2/ 207)، معجم الأدباء (5/ 1974)، الوافي (22/ 233)، بغية الطلب (9/ 4191).

2391 - الأجل

أهل الأدب راوية للأخبار حافظا لقطع كثيرة من اللغة والأشعار، قيما بالنحو" أ. هـ. وفاته: كان حيا سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. 2391 - الأجل * اللغوي: علي بن منصور بن عبيد الله الخطيبي، المعروف بالأجل، أبو علي الأصبهاني البغدادي الشافعي. ولد: سنة (547 هـ)، وقيل: (549 هـ) سبع وأربعين، وقيل: تسع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: ابن العصار، وأبو البركات الأنباري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "عالم فاضل لغوي فقيه كاتب مقيم بالنظامية .. ولا أعلم له في زمانه نظيرا في علم اللغة .. وهو حفظه لكثير من الأشعار والأخبار ممتع المحاضرة، إلا أنه لا يتصدى للإقراء، ولقد سألته في ذلك وخضعت إليه بكل وجه ينقد لذلك، ولا يكاد أحد يراه جالسا، إنما هو في جميع أوقاته قائم على رجليه في النظامية ولو جلس للإقراء لإحياء علوم الأدب ولضربت إليه أباط الإبل في الطلب" أ. هـ. • إنباه الرواة: "فاضل له معرفة تامة بالأدب .. وبرع في ذلك حتى صار يشار إليه في معرفة اللغة العربية، ونقلها حفظا وعلما مع حفظ القرآن المجيد ومعرفة الفقه على مذهب الشافعي" أ. هـ قلت: في هامش إنباه الرواة نقل عن ابن مكتوم قوله: "قال ابن النجار البغدادي في تاريخه: إنه كان سيء الطريقة متهاونا في أمور دينه وإنه كانت عليه ظلمة" أ. هـ. • طبقات الشافعية للأسنوي: "كان يحفظ كتبا منها (الجمل) لابن فارس، وكتاب (إصلاح المنطق). وكان سريع الحفظ. وكان قيما بالنظامية، ولم يتأهل قط" أ. هـ. وفاته: سنة (622 هـ) اثنتين وعشرين وستمائة. 2392 - الكسروي * النحوي علي بن مهدي بن علي بن مهدي الكسروي، أبو الحسن الأصفهاني. من مشايخه: أبوه، والجاحظ، وديك الجن وغيرهم. من تلامذته: علي بن يحيى بن المنجم، وأبو علي الكوكبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أحد الرواة العلماء النحويين الشعراء .. قال ابن أبي طاهر: وكان الكسروي أديبا ظريفا حافظا راوية شاعرا عالما بـ (كتاب العين) خاصة. وكان يؤدب هارون بن علي بن يحيى النديم، واتصل بأبي النجم المعتضدي مولى المعتضد وتوفي في خلافته" أ. هـ. • بغية الوعاة: "النحوي المتكلم .. قال السلفي: ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 207)، معجم الأدباء (5/ 1974)، بغية الطلب (9/ 4191)، الوافي (22/ 233). * معجم الأدباء (5/ 1976)، الفهرست لابن النديم (167)، الوافي (22/ 244)، بغية الوعاة (2/ 208).

2393 - الأهوازي

أخذ الكلام على أبي الحسن الأشعري" أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب الأعياد والنواريز"، وكتاب "مناقضات من زعم أنه لا ينبغي أن يقتدي القضاة" وغيرها. 2393 - الأهوازي * المفسر: علي مهزيار الأهوازي، أبو الحسن. من مشايخه: علي بن موسى الرضى، وأبو الحسن العسكري، وعلي بن محمد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • فهرست الطوسي: "رحمه الله جليل القدر واسع الرواية، ثقة" أ. هـ. • هدية العارفين: "من علماء الشيعة كان أبوه نصرانيا فأسلم" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه إمامي، مفسر، مشارك في بعض العلوم من أهل الأهواز، أصله من الدورق بخوزستان كان هو وأبوه نصرانيين وأسلما" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: له تصانيف كثيرة، منها "تفسير القرآن"، و"التقية". 2394 - القمي * المفسر: علي بن موسى بن يزداد، وقيل يزيد القمي (¬1) النيسابوري، أبو الحسن. من مشايخه: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن معاوية بن مالج وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر، وأحمد بن أحيد الكاغدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "أحد الفقهاء العراقيين المشهورين والعلماء الفضلاء المصنفين" أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة، شيخ الحنفية بخراسان". وقال: "تصدر بنيسابوري للإفادة، وتخرج به الكبار وبعد صيته، وطال عمره، وأملى الحديث، وكان صاحب رحلة ومعرفة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الفقيه الحنفي: إمام أهل الرأي في عصره بلا مدافعة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "إمام الحنفية في عصره، مفسر محدث تصدر بنيسابور للإفادة وتخرج به ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 389)، هدية العارفين (1/ 674)، الأعلام (5/ 25)، الذريعة (2/ 105)، سفينة البحار (2/ 251)، فهرست الطوسي (118). * معجم المفسرين (1/ 389)، طبقات المفسرين للسيوطي (74)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 439)، الجواهر المضية (2/ 618)، تاج التراجم (147)، كشف الظنون (1/ 20)، الفهرست لابن النديم (260)، هدية العارفين (1/ 675)، الأعلام (5/ 26)، السير (14/ 236)، تاريخ الإسلام (وفيات 305) ط. تدمري، الأنساب (4/ 543)، اللباب (3/ 4)، الوافي (22/ 264). (¬1) هي بلدة بين أصبهان وساوة كبيرة، غير أن أكثر أهلها الشيعة.

2395 - ابن النقرات

جماعة من الكبار" أ. هـ. وفاته: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن" قال السيوطي: هو كتاب جليل، و "نقض ما خالف فيه الشافعي العراقيين في أحكام القرآن" وغيرهما. 2395 - ابن النقرات * المقرئ: علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد، أبو الحسن بن النقرات الأنصاري السالمي الجياني. ولد: سنة (515 هـ) خمس عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو علي بن عريب، وعبد الله بن محمد الفهري وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله القرطبي، وأبو الحجاج بن محمد الأندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان مقرئا مجودا محدثا راوية حافظا للآداب عارفا بالأنساب صالحا ورعا فاضلا زاهدا ذا حظ من قرض الشعر تصدر للإقراء بمدينة فاس" أ. هـ. • معرفة القراء: "نزيل فاس ومقرئها"، وقال: "كان صالحا ورعا" أ. هـ. • فوات الوفيات: "لم ينظم أحد في الكيمياء مثل نظمه بلاغة ومعاني وفصاحة ألفاظ وعذوبة تراكيب" أ. هـ. • نفح الطيب: "لو لم يكن للأندلسيين غير كتاب (شذور الذهب) لكفاهم دليلا على البلاغة". وقال: "لم ينظم أحد في الكيميا مثل نظمه بلاغة معان وفصاحة ألفاظ وعذوبة تراكيب حتى قيل فيه: إن لم يعلمك صناعة الذهب علمك الأدب. وفي عبارة بعضهم: إن فاتك ذهبه لم يفتك أدبه. وقيل فيه أنه شاعر الحكماء، وحكيم الشعراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كبير وأديب بليغ". وقال: "قال الأبار: وإليه ينسب الكتاب الموسوم بـ (شذور الذهب) في الكيميا" أ. هـ. وفاته: سنة بضع وتسعين وخمسمائة، وقد قارب الثمانين. من مصنفاته: "شذور الذهب في صناعة الكيميا" نظم. 2396 - الدهان * المقرئ: علي بن موسى بن يوسف الإمام، أبو الحسن السعدي المصري، المعروف بالدهان. ولد: سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الفضل جعفر الهمداني، وأبو القاسم الصفراوي وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله القصاع، والبرهان الوزيري، والشمس الحاضري وغيرهم. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 601)، غاية النهاية (1/ 581)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 412)، فوات الوفيات (3/ 106)، نفح الطيب (5/ 143)، الأعلام (5/ 126)، كشف الظنون (2/ 1029). * معرفة القراء (2/ 672)، غاية النهاية (1/ 582)، العبر (5/ 281)، الشذرات (7/ 557)، الوافي (22/ 252).

2397 - ابن عصفور

كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "سمع من جماعة، وتصدر للإقراء بالفاضلية، وكان ورعا خيرا عارفا بوجوه القراءات. كثير المروءة، ساعيا في مصالح تلامذته" أ. هـ. • العبر: "المقرئ الزاهد .. وكان ذا علم وعمل" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرى ثقة صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (665 هـ) خمس وستين وستمائة. 2397 - ابن عصفور * النحوي، اللغوي، المفسر: علي بن مؤمن بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن منظور بن عصفور الحضرمي: إشبيلي استوطن بآخره تونس، أبو الحسن بن عصفور. ولد: سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن الدباج، وأبو علي الشلوبين وغيرهما. من تلامذته: الحسن عبد الرحمن بن عذرة، وحدث عنه أبو عبد الله بن أبي، وأبو محمد مولى سعيد بن حكم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • صلة الصلة: "لازم الشيخ أبو علي الشلوبين مدة في علم العربية وانتفع به كثيرا ثم كانت بينهما منافرة أدت إلى وحشة وأفضت إلى مقاطعة .. " أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان ماهرا في علم العربية، ريان من الأدب .. وأحسنهم تصنيفا في علوم اللسان .. " أ. هـ. • الوافي: "قال الشيخ شمس الدين: ولا تعلق له بعلم القراءات ولا الفقه ولا الحديث ولم يكن بذاك الورع أ. هـ. قلت -أي الصفدي-: كان الشيخ تقي بن تيمية يدعي أنه لم يزل يرجم بالنارنج في مجلس شراب إلى أن مات .. " أ. هـ. • فوات الوفيات: "العلامة النحوي .. حامل لواء العربية بالأندلس قال ابن الزبير: لم يكن عنده ما يؤخذ عنه سوى العربية ولا تأهل لغير ذلك ولم يكن بذاك الورع" أ. هـ. • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه الأستاذ النحوي التاريخي .. وهو حافظ متصور لما هو حافظ له .. وكان أستاذا للأمير يحيى .. وتدل تآليفه النحوية على أن له مشاركة في علم المنطق .. " أ. هـ. • قلت: قال جميل عبد الله عويضة في بحثه المقدم لنيل درجة الدكتوراه (ص 74): "أخذ ابن ¬

_ * الكنى والألقاب (1/ 356)، صلة الصلة (142)، وفيه توفي (671)، فوات الوفيات (3/ 109)، إشارة التعيين (236)، عنوان الدراية (317)، العبر (5/ 292)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 413)، وفيه وفاته (659)، البلغة (160)، الوافي (22/ 265)، وفيه وفاته (663 هـ)، وقيل (669 هـ)، بغية الوعاة (2/ 210)، مفتاح السعادة (1/ 141)، الشذرات (7/ 575)، روضات الجنات (5/ 283)، شجرة النور (197)، وفيه اسمه علي بن موسى ويبدو أنه تصحيف، الأعلام (5/ 27)، معجم المؤلفين (2/ 537)، مشاهير التونسيين (273)، هدية العارفين (1/ 712)، "منهج ابن عصفور الإشبيلي في النحو والتصريف" رسالة دكتوراه مقدمة من قبل جميل عبد الله عويضة - جامعة القديس يوسف- كلية الآداب- بيروت (1409 هـ -1988 م).

2398 - البلبيسي

عصفور علوم العربية عن رجلين من أجل شيوخ العصر، وكانت إمامتهما مسألة لا تحتمل الجدل أو النزاع فيها فكان الشلوبيين إلى جانب تدريسه النحو يقرئ طلابه كتب الأدب، ودواوين الشعر، كما كان الدباج يقرئ العربية والآداب والقراءات، ولكن ابن عصفور لم يكن له تعلق بعلم القراءات، ولا الفقه والحديث، وما لم تمتد إليه يد الفناء من آثار ابن عصفور ينبئ عن اتصال بنواح كثيرة من علوم العربية وآدابها من نحو وصرف، وشروح لآداب الجاهليين والإسلاميين شرحا أدبيا يكشف عن تمكنه من فهم النصوص الأدبية. لقد تنوعت دراسات ابن عصفور العربية حتى كادت تشمل كثير علومها في عصره، إلا أن النحو والصرف كانا غالبين عليه، حتى أنه كان فيهما بحرا لا يشق لجه، وصار يضرب به المثل في دقائق النحو، وغوامض الصرف. يقول الغبريني: وأخبرني بعض أصحابنا أنه شرح جزء من كتاب الله العزيز وسلك فيه مسلكا لم يسبق إليه من الإيراد والإصدار والأعذار بما يتعلق بالألفاظ ثم بالمعاني، ثم بإيراد الأسئلة الأدبية على أنحاء مستحسنة وقال: لو أعانني الوقت، وأمدني الله بالمعونة منه، وأكمل هذا الشرح على هذا المنزع لكان ذخيرة العالم. قال الغبريني: وهو من له قدرة على هذا، وهو أولى الناس بشرح كتاب الله تعالى. والغبريني قريب عهد بابن عصفور بل هو معاصر له. وهو من أهل بجاية التي سكنها ابن عصفور، وأقرأ فيها مدة، فروايته لا بد أن نأخذها مأخذ الجد، لا سيما أن الرجل ثقة، حيث كان قاضيا للقضاة في بلده" أ. هـ. وفاته: سنة (669 هـ) تسع وستين وستمائة، وقيل: (663 هـ) ثلاث وستين وستمائة. من مصنفاته: له شرح جزء من كتاب الله العزيز، وله "شرح كتابه سيبويه" و"جمل الزجاجي" و "المقرب" في النحو يقال: إن حدوده كلها مأخوذة من الجزولية وزاد فيها ما ورد في الجزولية. 2398 - البلبيسي * المفسر: علي بن ناصر بن محمد بن أحمد البلبيسي المكي، أبو الحسن، علاء الدين الحجازي. ولد: (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: زين الدين عبد الرحيم المكي الأسيوطي، والشرف المناوي وغيرهما. من تلامذته: البرهان العمادي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تكلم على الناس وأكثر من الخوض فيما لم يتأهل له والصياح بما لا يتكلم به إلا مخبط مثله ولذا لم يكن البرهان يلتفت لكلامه بل توسل بي عنده في القراءة عليه فما وافق وعلل ذلك بما ظهر من أمره شيئًا فشيئا إلى أن تكامل وذكر ما يؤول إلى الإرجاء وفضل حمزة على علي ¬

_ * الضوء (6/ 45)، الكواكب السائرة (1/ 278)، الشذرات (10/ 102)، الأعلام (5/ 27)، وفيه وفاته بعد (915)، معجم المؤلفين (2/ 538)، معجم المفسرين (1/ 389).

2399 - الناصف

إلى غير ذلك من مفردات لا طائل تحتها .. " أ. هـ. • الكواكب: "الشيخ الإمام العلامة .. " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه من علماء الشافعية .. " أ. هـ. وفاته: (915 هـ) خمس عشرة وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن الكريم" و"النور الطالع من أفق الطوالع". 2399 - الناصف * النحوي، اللغوي: علي النجدي الناصف. ولد: سنة (1316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • تتمة الأعلام: "أديب لغوي .. دخل الكتاب فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم انتقل إلى الأزهر الشريف فنهل منه من موارد اللغة والأدب ... اختير عضوا للجنة إحياء التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وانتخب عضوا عاملا بمجمع اللغة العربية في سنة (1974 م) وله نشاط علمي غزير ما بين بحوث لغوية .. وبين تآليف كثيرة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1402 هـ) اثنتين وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "سيبويه إمام النحاة"، و "تاريخ النحو"، و "من قضايا اللغة العربية" وغيرها. 2400 - البرنيقي * النحوي، اللغوي: علي بن نصر بن سليمان، أبو الحسن البرنيقي (¬1). من مشايخه: حدث عن سعيد بن السكن وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "اللغوي، أحد الأدباء: رأيت -أي ياقوت- بخطه كتبا أدبية لغوية ونحوية فوجدته حسن الخط متقن الضبط وكان مقامه بمصر ولعله من أهلها" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان نحويا لغويا فاضلا، مشهورا بالأدب وكتب بخطه الكثير. وكان الناس يتنافسون في خطه وتحصيله .. وكان خطه خطا قاعدا عاقلا بين المخطوط، كثير الضبط، في غاية التحقيق والتنقيب والتصحيح" أ. هـ. وفاته: كان حيا سنة (483 هـ) ثلاث وثمانين وأربعمائة. 2401 - الفندورجي * اللغوي: علي بن نصر بن محمد بن عبد الصمد ¬

_ * تتمة الأعلام (1/ 389). * معجم البلدان (1/ 404)، إنباه الرواة (2/ 323)، معجم الأدباء (5/ 1983)، الوافي (22/ 270)، بغية الوعاة (2/ 211)؛ وقد تحرفت فيه البرنيقي إلى الديبقي. (¬1) نسبة إلى برنيق مدينة على ساحل البحر المالح المغربي بين الإسكندرية وبرقة، وهي إحدى المراسي للمراكب الواردة من المغرب على رأسي الجون، المعروف بجون زنديق. * الأنساب (4/ 402)، وفيه علي بن نضر، التحبير (1/ 595)، الوافي (22/ 269)، معجم الأدباء (5/ 1984)، بغية الوعاة (2/ 211).

2402 - ابن ماكولا

الفندروجي (¬1)، أبو الحسن الإسفراييني. ولد: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: عبد الغافر بن محمد بن الحسين الشيروري وغيره. من تلامذته: عبد الكريم السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان يرجع إلى فضل وافر ومعرفة تامة بالأدب واللغة مليح الشعر حسن النظم والنثر، وكان ينشئ الكتب في ديوان السلطان والوزير" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. 2402 - ابن ماكولا * النحوي، اللغوي: علي بن هبة الله بن جعفر بن علكان بن محمد بن دلف بن القاسم بن عيسى، المعروف بابن ماكولا. ولد: (422 هـ) اثنتين وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: سمع أبا طالب بن غيلان، وأبا بكر بن بشران وأبا القاسم بن شاهين وغيرهم. من تلامذته: الخطيب البغدادي ويعد من شيوخه أيضًا والفقيه نصر المقدسي والحميدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "قال ابن الجوزي: سمعت شيخنا عبد الوهاب يقدح فيه ويقول: العلم يحتاج إلى دين .. " أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان نحويا مجودا وشاعرا مبرزا جزل الشعر فصيح الكلام صحيح النقل، ما كان في البغداديين في زمانه مثله" أ. هـ. • فوات الوفيات: "وكان نحويا مجودا شاعرا صحيح النقل ما كان في البغداديين في زمانه مثله .. " أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "وأخبرنا أبو علي الخلال ... قال سألت شجاعا الهذلي عن ابن ماكولا فقال: كان حافظا فهما ثقة" أ. هـ. • طبقات الحفاظ: "قال السمعاني: كان إماما عالما مثبتا حافظا حتى كان يقال له الخطيب الثاني أ. هـ. وقال أبو طاهر بن سلفة: سألت أبو القاسم النرسي عن الخطيب: فقال: جبل لا يسأل عن مثله" أ. هـ. • الأعلام: "أمير مؤرخ، من العلماء الحفاظ الأدباء .. " أ. هـ. وفاته: (485 هـ) خمس وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "المختلف والمؤتلف" جمع فيه بين كتاب الدارقطني وعبد الغني الخطيب، و "الإكمال" في المؤتلف والمختلف من الأسماء والألقاب وغيرها. ¬

_ (¬1) هذه النسبة إلى فندورجة: وهي قرية بنواحي نيسابور. * المنتظم (16/ 226)، ومعجم (17/ 8)، معجم الأدباء (5/ 1986)، الكامل (10/ 128)، وفيات الأعيان (3/ 305)، مختصر تاريخ دمشق (18/ 184)، فوات الوفيات (3/ 110)، السير (18/ 569)، العبر (3/ 317)، تذكرة الحفاظ (4/ 1201)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 487) ط. تدمري، البداية (12/ 132)، وفيه وفاته (475)، النجوم (5/ 115)، طبقات الحفاظ (444)، الوافي (22/ 280)، الشذرات (5/ 374)، مقدمة الإكمال، الأعلام (5/ 30).

2403 - ابن الفوارس الجميزي

2403 - ابن الفوارس الجميزي * المقرئ: علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلّم، أبو الحسن اللخمي المصري الشافعي، بهاء الدين، ابن بنت الشيخ أبي الفوارس الجميزي. ولد: (559 هـ) تسع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: ابن عساكر، والسلفي، وتلا على أبي الحسن البطائحي، والشاطبي وغيرهم. من تلامذته: البرزالي، والمنذري، وابن النجار، والدمياطي، وابن دقيق العيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ الديار المصرية العلّامة المفتي المقرئ .. وهو مسدد الفتاوى وافر الجلالة، حسن التصون، مسند زمانه" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال الذهبي: وأنا أتعجب من القراء كيف لم يزدحموا على الشيخ بهاء الدين لأنه كان أعلى أهل زمانه إسنادًا في القراءات، فلعله كان المانع من جهته .. -إلى أن- قال: وقد تفقه بمصر .. ودرّس وأفتى وانتهت إليه رئاسة العلم بالديار المصرية، وانقطع بموته إسناد عال" أ. هـ. • مرآة الزمان: "وكان إمامًا فاضلًا عابدًا عارفًا بمذهب الشافعي دينا، وكان يخالط الملوك" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "محدث مسند الديار المصرية وخطيبها .. " أ. هـ. وفاته: (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. 2404 - جونقا الكاتب * اللغوي: علي بن الهيثم الكاتب الأنباري، يعرف بجونقا. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان من الكتاب المستخدمين في ديوان المأمون وغيره من الخلفاء، وكان فاضلًا أديبًا كثير الاستعمال للتقعير والقصد لعويص اللغة حتى قال المأمون فيما حدّث به الفضل بن محمّد اليزيدي عن أبيه قال: قال المأمون أنا أتكلم مع الناس أجمعين على سجيّتي إلا علي بن الهيثم فإني أتحفظ إذا كلمته لأنه يُغرق في الإعراب". وقال: "ذكر حماد بن إسحاق عن بشر المريسي قال: حضرت المأمون وأنا وثمامة ومحمد بن أبي العباس الطوسي وعلي بن الهيثم فتناظروا في التشيع، فنصر محمّد بن أبي العباس مذهب الإمامية، ونصر علي بن الهيثم مذهب الزيدية، وشرق الأمر بينهما إلى أن قال محمّد بن أبي العباس لعلي بن الهيثم: يا نبطي ما أنت والكلام؟ فقال المأمون وكان متكئًا فجلس: الشتم عيّ والبذاء لؤم، وقد أبحنا الكلام وأظهرنا المقالات فمن قال بالحق حمدنا ومن جهل وقفناه ومن ذهب عن الأمر حكمنا فيه بما يجب فاجعلا بينكما أصلًا فإن الكلام الذي أنتم فيه من الفروع، فإذا افترعتما شيئًا رجعتما إلى مقالته الأولى، فقال له عليّ: والله لولا جلالة المجلس ¬

_ * مرآة الزمان (8/ 786)، السير (23/ 253)، العبر (5/ 203)، معرفة القراء (2/ 651)، غاية النهاية (1/ 583)، الشذرات (7/ 425)، معجم المؤلفين (2/ 540). * بغية الوعاة (2/ 212)، الوافي (22/ 295)، معجم الأدباء (5/ 2003)، تاريخ الطبري (8/ 577).

2405 - القرماني

وما وهب الله من رأفة أمير المؤمنين وأنه قد نهانا لأعرقت جبينك وحسبنا من جهلك غسلك المنبر بالمدينة، فاستشاط المأمون غضبا على محمد، وأمر بإخراجه فعاذ بطاهر حتى شفع فيه فرضي عنه" أ. هـ. 2405 - القرماني * المفسر: علي بن يحيى، علاء الدين السمرقندي القرماني. من مشايخه: علاء الدين البخاري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر من علماء الحنفية .. " أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر منطقي .. " أ. هـ. وفاته: نحو (880 هـ) وقيل: (860 هـ) ثمانين، وقيل: ستين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن، وهو المسمى: "بحر العلوم"، وله "حاشية على شرح الشمسية" وغير ذلك. 2406 - أبو الحسن الموصلي * اللغوي، المقرئ: علي بن يعقوب بن شجاع بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي زهران العماد، أبو الحسن الموصلي الشافعي. ولد: سنة (621 هـ) إحدى وعشرين وستمائة. من مشايخه: أبو إسحاق بن وثيق الأندلسي وغيره. من تلامذته: علاء الدين المروزي الملقب بالجنة وغيره. كلام العلماء فيه: • العبر: "أحد من انتهت إليه رئاسة الإقراء" أ. هـ. • معرفة القراء: "المقريء الأستاذ الفقيه الشافعي .. وكان إماما محققا رأسا في التجويد، بصيرا بالعلل خبيرا بغوامض المسائل وكان فصيحا مفوها، جيد العربية عالما بالأصول والنظر نقالا للمذهب .. وكان في الشيخ انبساط وعشرة، وبأو، والله يغفر له. بلغني أن الشيخ زين الدين الزواوي (¬1) كان يعظمه من حيث معرفة الفن ويقدمه على نفسه" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ مشايخ الإقراء بدمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة. 2407 - البكري * المفسر: علي بن يعقوب بن جبريل البكري، ¬

_ * هدية العارفين (1/ 733)، الأعلام (5/ 32)، معجم المؤلفين (2/ 544)، معجم المفسرين (1/ 390). * معرفة القراء (2/ 685)، غاية النهاية (1/ 584)، العبر (5/ 339)، مرآة الجنان (4/ 149)، النجوم (7/ 360). (¬1) هو عبد السلام بن علي بن عمر بن سيد الناس، الإمام الكبير زين الدين أبو محمد الزواوي المالكي، شيخ القراء في زمانه بدمشق وشيخ المالكية وفقيههم وقاضيهم، كان إماما زاهدا وربما كبير القدر، قليل المثل. (معرفة القراء 2/ 676). * ذيول العبر (133)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 288)، البداية (14/ 118)، السلوك (2/ 1: 258)، الدرر (3/ 214)، الوافي (22/ 331)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 440)، الشذرات (8/ 115)، معجم المؤلفين (1/ 390)، معجم المفسرين (1/ 390) "الاستغاثة" في الرد على البكري، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق عبد الله بن دجين السهيلي- الطبعة الأولى (1417 هـ - 1997 م). دار الوطن- الرياض.

نور الدين، أبو الحسن المصري الشافعي. ولد: (673 هـ) ثلاث وستين وستمائة. كلام العلماء فيه: • البداية: "وقد كان في جملة من ينكر على شيخ الإسلام ابن تيمية، أراد بعض الدولة قتله فهرب واختفى عنده .. وما مثاله إلا مثال ساقية ضعيفة كدرة لاطمت بحرا عظيما صافيا، أو رملة أرادت زوال جبل، وقد أضحك العقلاء عليه ... وكانت جنازته مشهورة غير مشهودة. وكان شيخه ينكر عليه إنكاره على ابن تيمية ويقول له: أنت لا تحسن تتكلم .. " أ. هـ. • الدرر: "اشتغل بالفقه والأصول. كان جوادا مقلا فقيها فاضلا مناظرا وهو ممن كان يشدد على ابن تيمية لما امتحن بالقاهرة .. قال الذهبي: كان دينا متعففا مطرحا للتجمل نهاء عن المنكر. وكان وثب مرة على ابن تيمية ونال منه، وأكثر القلاقل" أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة كتابه "الاستغاثة" لشيخ الإسلام، المعروف بالرد على البكري: "له رد على الشيخ تقي الدين بن تيمية في مسألة الاستغاثة بالمخلوقين، أضحك فيها على نفسه العقلاء، وشمت به فيها الأعداء؛ لأن مثله مثل ساقية صغيرة كدرة الماء لاطمت بحرا عظيما صافي الماء قد ملئ درا وجوهرا وحمة وعلما، أو كرملة صغيرة أرادت زوال جبل شامخ عن محله حطما؛ فكان كما قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: إن كلامه لا يتكلم به أحد من أهل العلم والإيمان، وإنما يتكلم به أعور بين عميان، يروج عليهم بسبب ضلالهم وإضلالهم ما يقوله من الهذيان. وكان شيخه شمس الدين الجزري (¬1) قد رد عليه فيما دخل فيه في هذه المسألة من التكفير، وأعظم عليه في ذلك النكير، وبين أن هذا الكلام الذي صدره منه لا يقوله أحد ممن يعرف بالعلم والإيمان، وإنما يقوله جاهل في غاية الجهل أو صبي مع الصبيان، وأخذ شيخه يندب على مصر وينوح، إذ كان مثل هذا الكلام يظهر به فيها شخص ويبوح. قال ابن تيمية: رأيت أن مثل هذا لا يخاطب خطاب العلماء، وإنما يستحق التأديب البليغ والنكال الوجيع الذي يليق بمثله من السفهاء، إذا سلم من التكفير؛ فإنه لجهله ليس له خبرة بالأدلة الشرعية التي تتلقى منها الأحكام، ولا خبرة بأقوال أهل العلم الذين هم أئمة أهل الإسلام، بل يريد أن يتكلم بنوع مشاركة في فقه وأصول، وتصوف ومسائل كبار، بلا معرفة ولا تعرف، والله أعلم بسريرته، هل هو طالب رياسة بالباطل، أو ضال يشبه الحالي بالعاطل، أو اجتمع في الأمران؟ وما هو من الظالمين ببعيد. قال: وكلامه في الاستغاثة بغير الله أتى فيه من الجهالات بالعجب العجاب. قال: فمجموع ما قاله ما علمت أنه سبقه إليه أحد من المسلمين" أ. هـ. وفي فقرة عقيدة البكري من مقدمة كتاب ¬

_ (¬1) هو محمد بن يوسف بن عبد الله بن محمود، الجزري، ثم المصري، شمس الدين أبو عبد الله، ولد سنة (637 هـ)، وتوفي في مصر في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبع مئة.

2408 - ابن الشريك

"الاستغاثة" قال محققه: "البكري صوفي قبوري كما هو واضح فيما نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، يدافع عن أقوال الصوفية ويعظمها ويدعو إلى تعظيم القبور ودعاء القبوريين من دون الله تعالى، بل يكفر ويرمي بالزندقة كل من يرد عليه ضلاله كما فعل مع شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد قال البكري: لقد خشيت على كثير من أهل العلم الإقليم بشب تقاعدهم عن نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انتهى. وهذه عادة القبورية في كل عصر ومصر وقد برأه شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بالحلول والاتحاد وهذا من عدله -رحمه الله- وإنصافه. ومع صوفيته وقبوريته فقد أغفله الشعراني في طبقاته، ولم أجد له ذكرا في المصادر الصوفية، ولعل تكفيره ابن عربي شيخ الصوفية الأكبر هو السبب في إغفاله. وأما اعتقاده في الأسماء والصفات والقدر فليس له كلام واضح فيها، ولكنه يرى بعض آراء الأشاعرة، فهو يرى أن التوحيد هو توحيد الربوبية فقط، وينكر السببية، ويقول بالجبر، وغير ذلك" أ. هـ. وفاته: (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير الفاتحة" و"كتاب في البيان". 2408 - ابن الشريك * النحوي، المقرئ: علي بن يوسف بن محمد بن أحمد الأنصاري، أبو الحسن، ويعرف بابن الشريك. ولد: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو إسحاق بن محارب، وأبو القاسم بن تمام وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو الحجاج، وأبو بكر بن الطيب، وأبو بكر بن محمد المعافري الفريشي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "أدب بالقرآن والعربية وبلغ في الفهم والذكاء الغاية ويقال أنه كان أول أمره نجارا فلما كف بصره أقبل على العلم فبرع في العربية واستفاد بتعليمها مالا جليلا" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان مقرئا حسن القيام على تجويد كتاب الله، ضابطا لأحكام القراءات، بارعا في علم العربية، ذا مشاركة حسنة في غير ذلك من المعارف، ضريرا أشل اليدين -نفعه الله- آية من آيات الله في الفهم والذكاء، ويذكر أنه كان نجارا فلما كف بصره انقطع إلى طلب العلم فبرز في النحو، وتأمل من الإقراء وتعليم العربية مالا جسيما" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أديبا نحويا مقرئا للقرآن" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 213)، تكملة الصلة (3/ 231)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 425)، غاية النهاية (1/ 585).

2409 - أبو الحسن القفطي

2409 - أبو الحسن القفطي * النحوي، اللغوي، المفسر: علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد بن موسى، ينتهي إلى بكر بن وائل، وزير حلب القاضي الأكرم الوزير، جمال الدين، أبو الحسن القفطي. ولد: (568 هـ) ثمان وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الطاهر بن بنان، والحافظ أبو طاهر السلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "اجتمعت -أي ياقوت- بخدمته في حلب فوجدته جم الفضل كثير النبل عظيم القدر سمح الكف طلق الوجه حلو البشاشة، وكنت ألازم منزله ويحضره أهل الفضل وأرباب العلم، فما رأيت أحدا فاتحه في فن من فنون العلم كالنحو واللغة والفقه والحديث وعلم القرآن والأصول والمنطق .. وجميع العلوم على الإطلاق إلا وقام به أحسن قيام" أ. هـ. • فوات الوفيات: "وكان صدرا محتشما كامل السؤدد، جمع من الكتب ما لا يوصف .. وكان لا يحب من الدنيا سواها ولم يكن له دار ولا زوجة .. وله حكايات غريبة في غرامه بالكتب .. " أ. هـ. • الوافي: "أحد الكتاب المشهورين المبرزين. كان يقوم بعلوم اللغة والنحو والفقه والحديث وعلوم القرآن والأصول والمنطق والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل ... " أ. هـ. وفاته: (646 هـ)، ست وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "كتاب الضاء والظاء" وهو ما اشتبه باللفظ واختلف بالخط، و"إنباه الرواة في أخبار النحاة" وغيرها. 2410 - الشطنوفي * النحوي، المفسر المقرئ: علي بن يوسف بن حريز بن معضاد بن محمد بن أحمد، المشهور بالشيخ نور الدين الشطنوفي اللخمي الشافعي. ولد: (647 هـ) سبع وأربعين وستمائة. من مشايخه: تقي الدين الجرائدي، وصالح بن إبراهيم، والصفي الخليل وغيرهم. من تلامذته: قرأ عليه الشيخ إبراهيم الحكري، وإسماعيل العجمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الإمام الأوحد المقرئ النحوي، حضرت مجلس إقرائه فأعجبني سمته وسكونه، وكان ذا غرام بالشيخ عبد القادر الجيلي، جمع أخباره ومناقبه في نحو من ثلاث مجلدات، وكتب فيها عمن أقبل وأدبر، فراج عليه فيها حكايات كثيرة مكذوبة .. " أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2022)، عيون التواريخ (2/ 26)، فوات الوفيات (3/ 117)، السير (23/ 227)، العبر (5/ 191)، الطالع السعيد (436)، الوافي (22/ 338)، النجوم (6/ 361)، بغية (2/ 212)، الشذرات (7/ 408)، الأعلام (5/ 33)، معجم المؤلفين (2/ 545)، مقدمة إنباه الرواة (9 - 30)، بقلم محمد أبي الفضل إبراهيم. * معرفة القراء (2/ 742)، غاية النهاية (2/ 213)، الدرر (3/ 216)، بغية الوعاة (2/ 213)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 448)، الأعلام (5/ 34)، معجم المؤلفين (2/ 546)، معجم المفسرين (1/ 391).

2411 - سبط الفناري

* الدرر: "ولي تدريس التفسير بالجامع الطولوني وأخذ القراءات والعربية. وولي الإقراء بجامع الحاكم. وكان الناس يكرمونه ويعظمونه وينسبونه إلى الصلاح. قال الجمال جعفر: وكان عالما تقيا مشكور السيرة .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "وكان كثير من الناس يعتقده، والقضاة تكرمه .. وقال ابن مكتوم: كان رئيس المقرئين بالديار المصرية وقعدوا في المشائخ من النحاة وله اليد الطولى في علم التفسير .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: (713 هـ) ثلاث عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: جمع مناقب الشيخ عبد القادر، وسمى الكتاب "البهجة"، قال الجمال جعفر: وذكر فيها غرائب وعجائب وطعن الناس في كثير من حكاياته ومن أسانيده فيها. 2411 - سبط الفناري * النحوي، اللغوي: علي بن يوسف بن محمد الفناري، علاء الدين الرومي الحنفي وهو سبط الإمام الفناري محمد بن حمزة. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: " .. اتصل بخدمة بعض المشائخ ودخل الخلوة عنده وحصل من علم الصوفية ذوقا عظيما، وكان ذلك الشيخ العارف بالله المجذوب السالك إلى الله صاحب كرائم الأخلاق المشتهر اسمه بالآفاق الشيخ حاجي خليفة .. " أ. هـ. • الشذرات: " .. كان مقرئ بصحبة السلاطين بحيث كان يغلب عليه الصمت إلا إذا ذكر له صحبة سلطان. يورد الحكايات اللطيفة والنوادر" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "وكان لا ينام على فراش وإذا غلبه النوم استند إلى الجدار والكتب بين يديه فإذا استيقظ ينظر في الكتاب .. " أ. هـ. • الفوائد البهية: "كان ماهرا في الرياضيات والكلام والأصول والفقه والبلاغة" أ. هـ. وفاته: (903 هـ) ثلاث وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح الكافية" في النحو. 2412 - البصروي * النحوي: علي بن يوسف بن علي بن أحمد، علاء الدين، الدمشقي العاتكي، الشهير البصروي. ولد: (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: لازم شيخ الإسلام رضي الدين الغزي، وولده العلامة القاضي شهاب الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "الشيخ الإمام العلامة .. اشتغل في العلم وبرع في الفقه وغيره" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه شافعي نحوي .. " أ. هـ. ¬

_ * الشقائق النعمانية (111)، الكواكب السائرة (1/ 278)، الفوائد البهية (115)، شذرات (10/ 27)، البدر الطالع (1/ 504)، الأعلام (5/ 34)، معجم المؤلفين (2/ 545). * الكواكب السائرة (1/ 279)، وفيه ولد (843) الشذرات (1/ 4)، الأعلام (5/ 34).

2413 - الكرماني

وفاته: (905 هـ) خمس وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح جمع الجوامع" للتاج السبكي، و "النفحة الزكية في شروح المقدمة الآجرومية". 2413 - الكرماني * المفسر: علي أصغر بن عبد الصمد القنوجي البكري الكرماني. ولد: سنة (1051 هـ) إحدى وخمسين وألف. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الهندي الحنفي من أعاظم فقهائهم" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل هندي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "صوفي مفسر من فقهاء الحنفية. من أهل الهند، بكري النسب أصله من المدينة المنورة" أ. هـ. وفاته: سنة (1140 هـ) أربعين ومائة وألف. من مصنفاته: "ثواقب التنزيل" في التفسير، كتفسير الجلالين، وله "اللطائف العلية في المعارف الإلهية" على نسق فصوص الحكم لابن عربي. 2414 - علي أصغر * المفسر: علي أصغر بن محمد بن يوسف القزويني. من مشايخه: خليل القزويني، ومحمد باقر القزويني، ورضي الدين محمد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "ذكره المحدث النيسابوري في عداد نفاة الاجتهاد في كتابه الموضوع لذكرهم المسمى (منية المرتاد) ووصفه بعد الترجمة له بعنوان الفاضل المحقق المدقق .. ثم قال: وهو في نهاية الفضل والتدقيق، وقصارى العلم والتحقيق، وقد حل (شرح عدة الأصول) بعد أن عجز عنه جملة الفحول" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "القزويني الشيعي، مفسر" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه إمامي مفسر، مشارك في بعض العلوم. من أهل قزوين" أ. هـ. وفاته: سنة (1120 هـ) عشرين ومائة وألف. من مصنفاته: "رموز التفاسير" في تفسير القرآن، و"تنقيح المرام في تحقيق المقام". 2415 - قره باش * المفسر: علي الأطول بن محمد القسطموني (¬1) الرومي، المعروف بقره باش، الخلوتي الشعباني. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "صوفي، عارف بالكلام والتفسير، تركي مستعرب" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 355)، هدية العارفين (1/ 766)، إيضاح المكنون (1/ 348)، الأعلام (4/ 264)، معجم المؤلفين (2/ 407). * معجم المفسرين (1/ 355)، روضات الجنات (4/ 397)، إيضاح المكنون (1/ 583)، هدية العارفين (1/ 764)، معجم المؤلفين (2/ 407)، أعيان الشيعة (41/ 84)، أمل الآمل (2/ 176). * معجم المفسرين (1/ 355)، هدية العارفين (1/ 762)، إيضاح المكنون (1/ 306)، معجم المؤلفين (2/ 407). (¬1) قسطمرني: نسبة إلى قسطمرنة، وهي مدينة في شمال غربي تركيا الآسيوية.

2416 - اليزدي

وفاته: سنة (1097 هـ) سبع وتسعين وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة طه"، و "أساس الدين" و "جامع أسرار الفصوص". 2416 - اليزدي * اللغوي، المفسر: علي أكبر بن محمد بن جعفر الحسني الحسيني اليزدي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه إمامي عارف بالأدب واللغة والمنطق والتفسير" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "عالم لغوي أديب له تواليف كثيرة" أ. هـ. وفاته: كان حيا قبل سنة (1288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: تفسير القرآن لم يكمله، وله "نخبة الميزان" في اللغة وغيرها. 2417 - علي أكبر * المفسر: علي أكبر بن محمد الهمذاني، صدر الدين. ولد: سنة (1280 هـ) ثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "عالم إمامي ناظم مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "ناسخ التفاسير" في ثمانين ألف بيت تقريبا. 2418 - الموسوي الحويزي * المفسر: علي خان بن خلف بن عبد المطلب بن حيدر بن محمد بن فلاح، الموسوي الحسني الحويزي. ولد: سنة (1018 هـ) ثمان عشرة وألف. من مشايخه: الشيخ محمد بن علي الحرفوشي الشامي، والشيخ صالح بن علي بن غانم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • هدية العارفين: "الشيعي الإمامي من أكابر حويزة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "محدث مفسر، أديب شاعر، من حكام الحويزة" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، إمامي، عارف بالحديث والأدب شاعر، من أهل الحويزة -جنوبي العراق- ومن حكامها" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1087 هـ) سبع وثمانين وألف. من مصنفاته: "منتخب التفاسير" أربع مجلدات، و "خير المقال في مدح النبي الكريم والآل"، وشرح قصيدته المقصورة في الأدب والنبوة والإمامة في أربع مجلدات. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 355)، أعيان الشيعة (41/ 84)، معجم المؤلفين (2/ 408). * معجم المفسرين (1/ 356)، معجم المؤلفين (2/ 408)، أعيان الشيعة (41/ 85). * معجم المفسرين (1/ 360)، هدية العارفين (1/ 762)، إيضاح المكنون (2/ 568)، أمل الآمل (2/ 187) أعيان الشيعة (41/ 252)، معجم المؤلفين (2/ 438).

2419 - الخلخالي

2419 - الخلْخَالي * المفسر: علي قلي بن محمّد الخلخالي. كلام العلماء فيه: * معجم المفسرين: "نحوي مفسر، من علماء الشيعة الإمامية". أ. هـ. * معجم المؤلفين: "نحوي صرفي مفسر، أديب شاعر حكيم كاتب". وقال: "وله - يقصد كتاب - مزامير العاشقين في حقيقة النفس والترغيب إلى العالم العقلي والتزهيد عن العالم الحسي وتعليم مراقب السلوك" أ. هـ. وفاته: القرن الثاني عشر الهجري. من مصنفاته: "حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي"، و"شرح الشافية لابن الحاجب". 2420 - نجم الدين اليمني * النحوي، اللغوي: عُمارة بن علي بن زيدان بن أحمد اليمني، نزيل مصر، أَبو محمد الحكمي المذحجي الشَّافعي. ولد: سنة بضع عشرة وخمسمائة، وقيل (515 هـ) خمسة عشرة وخمسمائة وهو الصحيح. من مشايخه: عطية بن محمد. كلام العلماء فيه: * السير: "قال عمارة: كان القاضي محمد بن أبي عقامة الحفائلي رأس أهل العلم والأدب بزبيد يقول لي: أنت خارجي هذا الوقت وسعيده، لأنك أصبحت تُعد من أكابر التجار وأهل الثروة، ومن أعيان الفقهاء الذين آمنوا ومن أفضل أهل الأدب فهنيئًا لك. وحكى عُمارة أنَّ صالح بن رُزّيك فاوضه، وقال: ما تعتقد في أبي بكر وعمر؟ قلت: أعتقد أنَّه لولاهما لم يبق الإسلام علينا ولا عليكم، وأن محبتهما واجبة. فضحك وكان مُرتاضًا حصيفًا، قد سمع كلام فقهاء السُّنة. قلت -أي الذهبي- هذا حِلمٌ من الصالح على رَفضه". ثم قال: "وله بيت كيِّس في العُبيديين: أفاعيلُهم في الجُود أفعالُ سُنةٍ ... وإن خالفوني في اعتقاد التشيُّع قلت: يا ليته تشيع فقط، بل يا ليته ترفض، وإنَّما يُقال: هو إنحلال وزندقة" أ. هـ. * البداية والنهاية: "شاعرًا منطقيًا بليغًا فصيحًا لا يلحق شأوه في هذا الشأن ... وكان ينسب إلى مولاة الفاطمين وله فيهم وفي وزرائهم وأمرائهم مدائح كثيرة جدًّا وأقل ما كان ينسب إلى الرفض، وقد اتهم بالزندقة والكفر المحض" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 374)، معجم المؤلفين (2/ 488)، أعيان الشيعة (42/ 13). * بغية الوعاة (2/ 214)، الوافي (22/ 384)، الكامل (11/ 396)، مرآة الزمان (8/ 302)، وفيات الأعيان (3/ 431)، العبر (4/ 208)، البداية والنهاية (12/ 295)، السلوك (1/ 1 / 53)، النجوم (6/ 70)، الشذرات (6/ 387)، تاريخ الإسلام (وفيات 569) ط. تدمري، المختصر في أخبار البشر (3/ 54)، السير (20/ 592)، طبقات الشَّافعية للأسنوي (2/ 565)، معجم المطبوعات لسركيس (1377)، إيضاح المكنون (2/ 53)، معجم المؤلفين (2/ 548).

2421 - أبو حفص الكتاني

* الوافي: "الفرضي الشاعر المشهور". وقال: "كان شافعيًّا شديد التعصب للسنة، أديبًا ماهرًا. ولم يزل ماشي الحال في دولة المصريين إلى أنَّ ملك صلاح الدين فمدحه كثيرًا ومدح الفاضل كثيرًا ثم إنه شرع في أمور، وأخذ في اتفاق مع رؤساء البلد في التعصب للعبيديين، وإعادة أمرهم فنقل أمرهم وكانوا ثمانية من الأعيان فأمر صلاح الدين بشنقهم، ونسب إليه بيت أظنه من وضع أعاديه عليه فإني أحاشيه من قول مثل هذا - والله أعلم - وهو: وكان مبدأ هذا الدين من رَجُلٍ ... سعى فأصبح يُدعى سيِّدَ الأممِ فأفتى الفقهاء بقتله" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الجنَدي: كان فقيهًا نبيهًا، عارفًا بارعًا، نحويًّا لغويًّا فرضيًا شاعرًا فصيحًا بليغًا" أ. هـ. وفاته: سنة (569 هـ) تسع وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "أخبار اليمن" وله ديوان شعر مشهور. 2421 - أَبو حفص الكتاني * المقرئ: عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، أَبو حفص الكتاني. ولد: سنة (300 هـ) ثلاثمائة. من مشايخه: البغوي، وابن صاعد، وتلا على ابن مجاهد وغيرهم. من تلامذته: أَبو محمد الخلَّال، وأَبو القاسم التنوخي، وتلا عليه أحمد بن مسرور، وأَبو الفوارس شيخ القلانس وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "وكان ثقة ... وذكره محمّد بن أبي الفوارس فقال: كان لا بأس به وكان كتابه بقراءة عاصم بن مجاهد فيه بعض النظر .. " أ. هـ. * السير: "المقرئ الإمام المحدث ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وثقه الخطيب .. " أ. هـ. * البداية: " .. كان ثقة صالحًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الأمالي" و"جزء من حديث أبي حفص". 2422 - أَبو البركات العلوي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: عمر بن إبراهيم بن محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن علي بن ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 269)، الأنساب (5/ 31)، المنتظم (15/ 21)، السير (16/ 482)، العبر (3/ 46)، تاريخ الإسلام (وفيات 390) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1011)، البداية (11/ 349)، غاية النهاية (1/ 587)، معرفة القراء (1/ 356)، الشذرات (4/ 482)، الأعلام (5/ 38)، معجم المؤلفين (2/ 550). * المنتظم (18/ 41)، الأنساب (3/ 188)، معجم الأدباء (5/ 2062)، إنباه الرواة (2/ 324)، السير (20/ 145)، تاريخ الإسلام (وفيات 539) ط. تدمري، العبر (3/ 456)، ميزان الاعتدال (3/ 181)، البداية (12/ 235)، لسان الميزان (4/ 324)، نجوم (5/ 276)، الوافي (22/ 412)، طبقات المفسرين للسيوطي (74)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 3)، الشذرات (6/ 200)، بغية الوعاة (2/ 215)، الأعلام (5/ 38)، معجم المفسرين (1/ 391).

2423 - ابن كاشوحة

الحسين، أَبو البركات العلوي الكوفي الحنفي. ولد: سنة (442 هـ) اثنين وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أَبو بكر الخطيب، وأَبو الحسين بن النُّقُور، وأخذ العربية عن أبي القاسم زيد بن علي الفارسي وغيرهم. من تلامذته: السمعاني، وابن عساكر، وتلا عليه بالقراءات يعيش بن صدقة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "قال السمعاني: سمعته يقول أنا زيدي المذهب، لكني أفتي على مذهب السلطان يعني مذهب الحنفية ... " أ. هـ. * المنتظم: "له معرفة بالحديث والفقه والتفسير واللغة والأدب .. وقال يوسف بن محمَّد بن مقلد: قرأت عليه عن عائشة فقالت رضي الله عنها. فقال: تدعو لعدوة علي" أ. هـ. * العبر: "وقال أَبيّ النِّرسي: كان جاروديًا لا يرى الغسل من الجنابة .. وقد اتهم بالرفض والقدر والتجهم .. " أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "وكان جارودي (¬1) المذهب، لا يرى الغسل من الجنابة .. " أ. هـ. ثم قال: "العلوي الزيدي الكوفي الحنفي الشيعي المعتزلي وكان فقير متقنع خير ديّن على بدعته .. " أ. هـ. * السير: "العلامة المقرئ النحوي، شيخ الزيدية وعالم الكوفة ... وحكى الحافظ ابن عساكر عن شيخ حدثه عن أبي البركات أنَّه يقول بالقدر وبخلق القرآن .. " أ. هـ. * البداية: "سمع الكثير وكتب كثيرًا، وأقام بدمشق مدة، وكان له معرفة جيدة بالفقه والحديث والتفسير واللغة والأدب، ... وكان خشن العيش، صابرًا محتسبًا" أ. هـ. * الشذرات: "وكان يقول: أفتي برأي أبي حنيفة ظاهرًا، وبمذهب جدِّي زيد بن علي تدينًا .. " أ. هـ. * الأعلام: "كان زيديًا معتزليًا .. وقيل صرح بالقول بخلق القرآن وبالقدر" أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له تصانيف في النحو وغيره. منها: "شرح اللمع لابن جني". 2423 - ابن كَاشُوحة * المقرئ: عمر بن إبراهيم بن علي السعدي، المعروف بابن كاشوحة. ولد: سنة (974 هـ) أربع وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: اشتغل على أبيه، وأخذ من الشيخ الشمس الرملي، والنور بن غانم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "وكان حسنٌ التلاوة متقنًا مجودًا خاليًا من التكلف والتعسف مع أنَّه لم يكن حسن الصوت وكان قليل الحظ من الدنيا ... " أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ من العلماء .. ويرجح أنَّه ¬

_ (¬1) نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الهمذاني، وقيل الثقفي، ويقال النهري الأعمى: كان رافضيًّا يضع الحديث في الفضائل والمثالب، ... ويقولون: إن عليًّا - رضي الله عنه - أفضل الصحابة وتبرءوا من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وزعموا أنَّ الإمامة مقصورة على ولد فاطمة. * خلاصة الأثر (3/ 207)، الأعلام (5/ 39).

2424 - ابن شاهين

مصنف "الفوائد السعدية" شرح منظمومة لابن الجزري في التجويد .. وفي فوائد الارتحال -وهو من ثقات المصادر- أنَّ صاحب التَّرجمة، كان يعرف بابن كاشوحة "السعدي"، وأن وفاته (1007 هـ) أ. هـ. وفاته: (1017 هـ) سبع عشرة وألف. من مصنفاته: "الفوائد السعدية". 2424 - ابن شاهين * المفسر المقرئ: عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّد بن أيوب بن يزداد بن سراج الواعظ أَبو حفص بن شاهين، وشاهين أحد أجداده جده لأمه. ولد: سنة (297 هـ) سبع وتسعين ومائتين. من مشايخه: سمع شعيب بن محمَّد الذراع ومحمد بن محمّد الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود وخلقًا كثيرًا. من تلامذته: الماليني، والبرقاني وخلق كثير .. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال الخطيب: أخبرنا أبو الحسن الهاشمي القاضي، قال: قال لنا ابن شاهين: صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفًا. منها: "التفسير الكبير" ألف جزء، و"المسند" ألف وخمسمائة جزء، و"التاريخ" مائة وخمسون جزءًا و"الزهد" مائة جزء، وأول ما حدَّث سنة اثنتين وثلاثين وئلاثمائة. وكان يقول: كتبت بأربعمائة رطل حبرًا. قال: وسمعت محمَّد بن عمر الداودي يقول: كان ابن شاهين شيخًا ثقة، يشبه الشيوخ، إلَّا أنَّه كان لحانًا، وكان لا يعرف من الفقه قليلًا، ولا كثيرًا، وكان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء يقول: أنا محمدي المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مع أبي الحسن الدَّارَقُطني، فلم ينطق بكلمة واحدة، هيبة وخوفًا أن يخطئ بحضرة أبي الحسن" أ. هـ. * مختصر تاريخ دمشق: "وكان من الثقات المكثرين الجوالين .. " أ. هـ. * لسان الميزان: "قال الداودي: وقال لي الدَّارَقُطني يومًا: ما أعمى قلب ابن شاهين، حمل إليَّ كتابه الذي صنفه في التفسير، وسألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ، فرأيته قد نقل تفسير ابن الجارود، وفرّقه في الكتاب، وجعله عن ابن الجارود عن زياد بن المنذر، وإنَّما هو عن أبي الجارود، زياد بن المنذر، وقال حمزة السَّهمي: سمعت الدَّارَقُطني يقول: ابن شاهين يخطئ، ويلح على الخطأ، وهو ثقة. وقال البرقاني: قال لي ابن شاهين: جميع ما أخرجته وصنفته من حديثي، لم أعارضه بالأصول -يعني ثقة بنفسه فيما نقله- قال البرقاني: فلذلك لم يستكثر من زهد فيه. وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا، قد جمع وصنف ما لم يصنف أحد. وقال ¬

_ * الإكمال (4/ 291)، تاريخ بغداد (11/ 265)، المنتظم (14/ 378)، الأنساب (3/ 389)، الكامل (9/ 115)، مختصر تاريخ دمشق (18/ 248)، السير (16/ 431)، العبر (3/ 29)، تذكرة الحفاظ (3/ 987)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 588)، الوافي (22/ 420)، النجوم (4/ 172)، طبقات الحفاظ (392)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 4)، لسان الميزان (4/ 327)، الشذرات (4/ 454)، معجم المؤلفين (2/ 552)، معجم المفسرين (1/ 391)، "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك". تحقيق صالح أحمد مصلح الوعيلي - الطبعة الأولى (1415 هـ- 1995 م)، دار ابن الجوزي السعودية [المقدمة].

2425 - السوادي

الأزهري: كان ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة أو ثمانمائة جزء قال: وذكرت لأبي مسعود الدمشقي، أنَّ ابن شاهين لا يخرج لنا أصوله، وإنما يحدث من فروع، فقال لي: إن أخرج إليك ابن شاهين خرقة عليها حديث مكتوب فاكتبه. وقال العقيقي: مات ابن شاهين في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. وكان صاحب حديث، ثقة، مأمونًا، وقال أَبو بكر أحمد بن عمر البقال: كان ابن شاهين يسألني عن كلام الدَّارَقُطني على الأحاديث فيعلقه، ثم يذكره بعد ذلك في أثناء تصنيفه. قال ابن يزداد: وكان ابن شاهين عند البقال ضعيفًا" أ. هـ. * الترغيب في فضائل الأعمال: "تبين لنا من دراسة كتابه الموسوم بشرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع السنن أنَّ مذهبه في الأصول هو مذهب السلف أهل السنة والجماعة القائلين: بأن الإيمان: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وأن موقفه من الفرق المبتدعة هو الرد عليهم والتبرؤ منهم وأما مذهبه في الفروع فابن شاهين من كبار العلماء وأعلام الحفاظ للسنة المطهرة والمفسرين لكتاب الله تعالى، ومن بلغ هذه الرتبة في العلم لا يكون مقلدًا، وإنما يكون من العلماء الذين بلغوا رتبة الاجتهاد فيختار حسب الدليل الثابت عنده، وكان شديد التمسك بالسنة المطهرة ... وقد بين في هذا الكتاب أنَّه يدين الله بكل حديث صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. وفاته: سنة (380 هـ)، وقيل: (385 هـ) ثمانين، وقيل: خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير" ألف جزء و"الزهد" ألف جزء و"المسند" ألف وخمسمائة جزء وغيرها. 2425 - السَّوادي * النحوي: عمر بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن مهران العراقي، السَّوادي (¬1)، ويقال: العَسْفني (¬2). من مشايخه: مكي بن ريَّان وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "نشأ بالموصل، وحفظ بها القرآن ... وصار أنحى أهل عصره وأتقن العَروض والشعر واللغة وتصدر للإقراء بعد شيخه وتخرج به أئمة. وكان مفرط الذكاء، وكان يدرس مذهب الشَّافعي" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال في تاريخ إربل: برع في علم النحو وتخرج بمكي بن ريان، وتصدر بعده لإقرائه، وله ذكاء وفكرة حسنة، وكان في لسانه حبسة عظيمة، وعنده ثقل في كلامه لا يكاد يبين" أ. هـ. وفاته: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 216)، تاريخ الإسلام (وفيات 613) ط. بشار. (¬1) نسبة إلى قرية من سواد العراق تسمى بُوَهرز. قلنا: وهذه القرية بلدة مشهورة اليوم تحت بعقوبة يتلفظها الناس (بُهرز) مثسهورة بعنبها البهرزي الحلو المذاق. (¬2) نسبة إلى عين سفنة بنواحي الموصل.

2426 - المدجلي

2426 - المُدْجَلي * النحوي، اللغوي: عمر ابن أحمد بن أحمد بن مهدي المدجلي، الشيخ عَزَّ الدين، النشائي. من مشايخه: الدمياطي وغيره. من تلامذته: ولده الشيخ كمال الدين، والشيخ محمد مجد الدين الزنكلوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الدرر: "تعانى الاشتغال بالفقه وغيره وتفقه وبرع وسمع الحديث ودرس بالفاضلية والكهارية والظاهرية وأقرأ النحو بالجامع الأقمر .. قال الأسنوي: كان إمامًا بارعًا في الفقه والنحو والأصول محقِّقًا دينًا ورعًا زاهدًا، متصوفًا، كان يحب السماع ويحضره. أ. هـ. قال الكمال جعفر: كان بارعًا في الفقه مدققًا، يعرف بالأصول والنحو مع التقشف والزهد أ. هـ. وكان يحضر السماع وتخشع ويطرب ويحصل له حالة ويبكي إذا سمع القرآن .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه أصولي .. متصوف" أ. هـ. وفاته: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: مشكلات الوسيط. 2427 - أَبو حفص الحنفي * المفسر: عمر بن إسحاق بن أحمد الهندي الغزنوي الحنفي، سراج الدين، أَبو حفص. ولد: سنة (704 هـ) أربع وسبعمائة. من مشايخه: الشمس الأصبهاني، والوجيه الرازي وغيرهما. من تلامذته: الصدر الياسوفي وغيره. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان عارفًا بالأصلين والمنطق والتصوف والحكم .. وكان دمث الأخلاق طلق العبارة" أ. هـ. * إنباء الغمر: "وكان واسع العلم، كثير الإقدام والمهابة، وكان يتعصب للصوفية الاتحادية، وعزر ابن أبي حجلة لكلامه في ابن الفارض" أ. هـ. * مفتاح السعادة: "كان يتعصب للصوفية الموحدة" أ. هـ. * النجوم: "قاضي قضاة الديار المصرية ... وكان إمامًا عالمًا بارعًا مفتنًا في الفقه والأصلين والنحو وعلمي المعاني والبيان" أ. هـ. * معجم المطبوعات لسركيس: "كان إمامًا علامة نظارًا فارسًا في البحث مفرط الذكاء له التصانيف التي سارت بها الركان" أ. هـ. وفاته: سنة (773 هـ) ثلاث وسبعين وسبعمائة. ¬

_ * طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 509)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 294)، الدرر (3/ 224)، البغية (2/ 215)، الشذرات (8/ 80)، وفيه وفاته (717)، معجم المؤلفين (2/ 551). * معجم المفسرين (1/ 392)، الفوائد البهية (148)، معجم المطبوعات لسركيس (1379)، الدرر الكامنة (3/ 230)، إنباء الغمر (1/ 27)، البدر الطالع (1/ 505)، النجوم (11/ 120)، الشذرات (8/ 391)، مفتاح السعادة (2/ 189).

2428 - الفارقي

من مصنفاته: شرح المغني، وشرح تائية ابن فارض، و"تفسير القرآن" يعرف بتفسير سراج الدين. 2428 - الفَارِقي * النحوي، اللغوي، المفسر: عمر بن إسماعيل بن مسعود بن سعد بن سعيد بن أبي الكتائب، رشيد الدين، أَبو حفص الربعي الفارقي الشافعي. ولد: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: سمع منه الزبيدي، وعبد العزيز بن باقا وغيرهم. من تلامذته: الدمياطي، والمزي، والبرزالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * فوات الوفيات: "الأديب العلَّامة .. وبرع في النظم وكتب في ديوان الإنشاء وله يد طولى في التفسير والبديع واللغة وانتهت إليه رئاسة الأدب .. " أ. هـ. * السير: "العلَّامة شيخ الأدب قدوة الفقهاء .. كان طويل البدع في التفسير والمعاني والبيان واللغة تخرج عليه الفضلاء وقد وزر وتقدم وأفتى وناظر ودرس بالظاهرية وسكنها ... وكان مليح المجالسة حلو النادرة يقظًا فهمًا .. * البداية: "وكان منفردًا في فنون من العلوم كثيرة منها النحو والأدب وحل المترجم والكتابة والإنشاء وعلم الفلك والنجوم وضرب الرمل والحساب وغير ذلك وله نظم حسنٌ .. " أ. هـ. * الدارس: "كان حلو المحاضرة مليح النادرة كيسًا فطنًا ... وكان الغالب عليه علم النجامة والنظر في أحكام النجوم والكواكب ومع هذا كان ردئ الإختبارات .. وجد مخنوقًا في مسكنه بمدرسة الظاهرية وقد أخذ ماله" أ. هـ. * الأعلام: "أديب عصره كان عارفًا بالأصول والتفسير .. " أ. هـ. وفاته: سنة (689 هـ) تسع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: له "المقدمة الكبرى"، و"المقدمة الصغرى" في النحو. 2429 - زين الدين المغربي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عمر بن أبي بكر بن عيسى بن عبدِ الحميد، المغربي الأصل البصروي، زين الدين. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان قانعًا باليسير حسن العقيدة موصوفًا بالخير والدين، سليم الباطن، فارغًا بالرئاسة ... فاق في النحو واشتغل بالعربية والقراءات .. " أ. هـ. * الشذرات: "قدم دمشق فاشتغل بالفقه، ¬

_ * السير (17/ 216) ط. عبد السلام علوش. فوات الوفيات (3/ 129)، العبر (5/ 363)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 308)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 286)، البداية (13/ 337)، الدارس (1/ 351)، الوافي (22/ 431)، النجوم (7/ 385)، بغية الوعاة (2/ 216)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 4)، الشذرات (7/ 715)، الأعلام (5/ 42) وقد ذكر وفاته (687)، معجم المؤلفين (2/ 554). * إنباء الغمر (8/ 268)، بغية الوعاة (2/ 216)، الشذرات (9/ 311).

2430 - عمر بن بكير

والعربية، والقراءات وفاق في النحو .. وشغل الناس وهو بزي أهل البر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (835 هـ) خمس وثلاثين وثمانمائة. 2430 - عمر بن بُكَير * النحوي: عمر بن بكير. من مشايخه: الحسن بن سهل وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان صاحب الحسن بن سهل خصيصًا به ومكينًا عنده يسائله عن مشكلات الأدب، وكان راوية ناسبًا أخباريًا نحويًّا، وله عمل الفراء (كتاب معاني القرآن) " أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب الأيام" يتضمن يوم الغول، يوم الظهر، يوم أرمام، يوم الكوفة، غزوة بني سعد بن زيد مناة، يوم مبايض وله غير ذلك. 2431 - الثمانيني * النحوي، اللغوي: عمر بن ثابت أَبو القاسم الثمانيني (¬1)، الضرير. من مشايخه: ابن جني وغيره. من تلامذته: الشريف يحيى بن طباطبا، وإسماعيل بن المؤمَّل الإسكافي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "وهو الذي شرح اللمع، وكان غاية في ذلك العلم، وكان يأخذ على ذلك الأجر .. " أ. هـ. * معجم الأدباء: "إمام فاضل كامل، أديب" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان هو وأَبو القاسم بن برهان متعارضين يقرئان الناس بالكرخ ببغداد. وكان خواص الناس يقرؤون على ابن برهان، والعوام يقرؤون على الثمانيني .. " أ. هـ. * الوافي: "كان إمامًا فاضلًا أديبًا كاملًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: له "شرح اللمع لابن جني"، و"المقيد" في النحو وغيرهما. 2432 - دُومي * النحوي، اللغوي: عمر بن جعفر بن محمد، أَبو القاسم، الملقب بدُومى، الزعفَراني. كلام العلماء فيه: * الوافي: "أحد أعيان أهل الأدب [المخصَّصين] بمعرفة الشعر وعروضه وقوافيه وغير ذلك ... " أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب العروض" خمس مجلدات ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 217)، معجم الأدباء (5/ 2064)، الفهرست لابن النديم (119). * المنتظم (15/ 326)، معجم الأدباء (5/ 2091)، الكامل (9/ 571)، وفيات الأعيان (3/ 443)، إشارة التعيين (238)، العبر (3/ 200)، تاريخ الإسلام (وفيات 442) ط. تدمري، البداية (12/ 66)، البلغة (161)، الوافي (22/ 443)، بغية الوعاة (2/ 217)، الشذرات (5/ 189)، الأعلام (5/ 43)، معجم المؤلفين (2/ 55). (¬1) نسبته إلى قرية من نواحي جزيرة ابن عمر عند الجبل الجودي يقال له ثمانين باسم ثمانين الذين كانوا مع نوح - عليه السلام - في السفينة .. (البداية والنهاية") أ. هـ. * معجم الأدباء (5/ 2092)، الفهرست لابن الديم (92)، الوافي (22/ 445)، بغية الوعاة (2/ 217).

2433 - ابن دحية الكلبي

ضخمة، "كتاب القوافي" (كتاب اللغات). 2433 - ابن دَحيّة الكَلبي * النحوي، اللغوي: عمر بن الحسن، وقيل: الحسين، بن علي بن محمَّد، أَبو الخطاب، ابن دحية الكلبي. ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: سمع أبا بكر بن الجد، وأبا القاسم بن بشكوال وأبا عبدِ الله بن المجاهد وغيرهم. من تلامذته: ابن الدبيثي، وأَبو عمرو بن الصلاح وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "روى عنه ابن الدبيثي، فقال: كان له معرفة حسنة بالنحو واللغة، وأنسه بالحديث، فقيهًا على مذهب مالك، وكان يقول: إنه حفظ "صحيح مسلم" جميعه، وإنه قرأه على شيخ بالمغرب من حفظه، ويدعي أشياء كثيرة. ولابن عُتين فيه: دِحيةُ لم يُعْقب فلمْ تَعْتَزي ... إليه بالبُهْتَانِ والإفْكِ ما صحَّ عندَ الناسِ شيءٌ سِوَى ... أنَّكَ مِنْ كَلْبٍ بلا شكٍّ قلت: كان هذا الرجل صاحب فنون وتوسع ويد في اللغة، وفي الحديث على ضعفٍ فيه. قال ابن مسْدي: رأيت بخطه أنَّه سمع قبل سنة سبعين من جماعة كأبي بكر بن خليل، واللواتي، وابن حنين، قال: وليس يُنكر عليه، ثم لم يزل يسمع حتَّى سمع من أقرانه، وحَصَّل ما لم يحصله غيره. قال الضياء: لقيتُه بأصبهان، ولم أسمع منه، ولم يعجبني حاله؛ كان كثير الوقيعة في الأئمة. وأخبرني إبراهيم السَّنهوري بأصبهان أنَّه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جَرْحه وتضعيفه. قال الضياء: وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك. وقال ابن نُقطة: كان موصوفًا بالمعرفة والفضل ولم أره، إلَّا أنَّه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها، ذكر لي أَبو القاسم بن عبدِ السلام ثقة، قال: نزل عندنا ابن دحية فكان يقول: أحفظ "صحيح مسلم" و"التِّرمِذي" قال: فأخذت خمسة أحاديث من "التِّرمِذي" وخمسة من "المسند" وخمسة من الموضوعات فجعلتها في جزء، ثم عرضت عليه حديثًا من التِّرمِذي، فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال: لا أعرفه، ولم يعرف منها شيئًا! وقال ابن واصل الحموي: كان ابن دحية مع فرط معرفته بالحديث وحفظه الكثير له متهمًا بالمُجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أنَّ يعلْق شيئًا على كتاب الشِّهاب، فعلق ¬

_ * صلة الصلة (73)، الذيل على التقييد (2/ 236)، وفيات الأعيان (3/ 448)، السير (22/ 389)، العبر (5/ 134)، تذكرة الحفاظ (1420)، ميزان الاعتدال (5/ 224)، تاريخ الإسلام (933) ط. بشار، البداية (13/ 155)، عنوان الدراية (269)، الوافي (22/ 451)، النجوم (6/ 295)، لسان الميزان (4/ 335)، الشذرات (7/ 280)، الأعلام (5/ 4)، معجم المؤلفين (2/ 556).

2434 - الخرقي

كتابًا تكلم فيه عن أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك خلَّاه أيامًا وقال: ضاع ذاك الكتاب فعلق لي مثله، ففعل، فجاء الثاني فيه مُناقضة للأول، فعلم السلطان صحة ما قيل عنه، ونزلت مرتبته عنده، وعزله من دار الحديث التي أنشأها آخرًا، وولاها أخاها أبا عمرو. قرأت بخط ابن مسدي في "معجمه"، قال: كان والد ابن دحية تاجرًا يعرف بالكلبي بين -الفاء والباء- وهو اسم موضع بدانية، وكان أَبو الخطاب أولًا يكتب "الكلبي معًا" إشارة إلى المكان والنسب، وإنَّما كان يُعرف بابن الجُميل تصغير جَمل. قال: وكان أَبو الخطاب علَّامة زمانه، وقد ولي أولًا قضاء دانية. قلت: وذكر أنَّ سبب عزل ابن دحية أنَّه خَصى مملوكًا له فغضب الملك، وهرب ابن دحية. ولفظ ابن مسدي، قال: كان له مملوك يُسمى ريحان، فجبَّه واستاصل أنثييه وزُبَّه وأتى بزامر، فأمر بثقب شدقه، فغضب عليه المنصور، وجاءه النذير، فاختفى، ثم سار مُتنكرًا. قلت: وكان ممن يترخص في الإجازة، ويطلق عليها "حدثنا". وقد سمع منه أَبو عمرو بن الصلاح "الموطأ" بُعيد سنة ست مئة" أ. هـ. * عنوان الدراية: "وهو شيخ فقيه محدث لغوي نحوي تاريخي كان من أحفظ أهل زمانه باللغة، حتَّى صار حوشي اللغة عنده مستعملًا غالبًا عليه .. وكان قصده أنَّ ينفرد بنوع يشتهر به دون غيره من الناس ... وكان إذا كتب اسمه فيما يجيزه أو غير ذلك يكتب ابن دحية ودحية معًا المشبه بجبريل وجَبريل ويذكر ما ينيف على ثلاثة عشرة لغة المذكورة في جبريل ويقول: عبدِ فاطر السماوات والأرض، وهذا نوع انفرد به عمن سواه من أهل العلم .. " أ. هـ. * الأعلام: "أديب مؤرخ، حافظ للحديث كان كثير الوقيعة في العلماء والأئمة .. " أ. هـ. وفاته: (633 هـ) ثلاث وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "الآيات البينات" و"المطرب من أشعار أهل المغرب" وغيرها. 2434 - الخِرَقي * المفسر: عمر بن الحسين بن عبدِ الله بن أحمد، الخِرَقي (¬1)، الحنبلي، أَبو القاسم البغدادي. من مشايخه: أَبو بكر المروزي، وحرب الكرماني، وغيرهما. من تلامذته: أَبو عبد الله بن بطة العكبري، وأَبو الحسين بن شمعون وغيرهما. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 334) ط. تدمري، معجم المفسرين (1/ 393)، تاريخ بغداد (11/ 234)، طبقات الحنابلة (2/ 75)، الأنساب (2/ 349)، تاريخ دمشق (43/ 562)، المنتظم (14/ 49)، الكامل (8/ 465)، وفيات الأعيان (3/ 441)، العبر (2/ 338)، السير (15/ 363)، البداية والنهاية (11/ 228)، الشذرات (4/ 186)، كشف الظنون (1/ 446)، مفتاح السعادة (2/ 106)، الأعلام (5/ 44)، معجم المؤلفين (2/ 557)، النجوم (3/ 178)، المقصد الأرشد (2/ 298)، مختصر تاريخ دمشق (18/ 257)، تذكرة الحفاظ (2/ 847). (¬1) الخرقي: بكسر الخاء المعجمة، وفتح الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق" أ. هـ. انظر الأنساب.

2435 - الصقلي

كلام العلماء فيه: * طبقات الحنابلة: "له المصنَّفات الكثيرة في المذهب -أي الحنبلي- لم ينتثر منها إلَّا المختصر في الفقه لأنَّه خرج من مدينة السلام لما ظهر سب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأودع كتبه في درب سليمان، فاحترقت الدار التي كانت فيها الكتب ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد" أ. هـ. * المنتظم: "وكان فقيه النفس، حسن العبارة بليغًا وكانت له مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب لم تظهر. " أ. هـ. * السير: "العلَّامة شيخ الحنابلة ... كان من كبار العلماء .. ". ثم قال: "وظهر في هذا الوقت الرفض والاعتزال بالعراق ببني بُويه" أ. هـ. * البداية والنهاية: "وقد كان الخرقي من سادات الفقهاء والعباد، كثير الفضائل والعبادة" أ. هـ. وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: له "المختصر في الفقه" على مذهب الإمام أحمد، و"التفسير" وقال طاش كبري زادة في مفتاح السعادة: "لم أرَ تفسيرًا للخرقي أصلًا ولا سمعته من أحد، ولكني وجدت في كتاب (الإتقان) للسيوطي: تفسير الخرقي، ولهذا ذكرنه، إلَّا أنَّ الغالب على ظني أنَّه تصحيف من الحوفي، ولهذا ذكرته عقيبه، وهذا التصحيف بعيد عن المصنِّف والغالب أنَّه من الناسخ" أ. هـ. قلت: ولم نجد من ذكر تفسيره هذا في كتب التراجم المتوفرة لدينا إلَّا ما ذكره طاشكبري زادة آنفًا، وذكر تفسيره أيضًا صاحب كشف الظنون (1/ 446)، وتبعهم عليه صاحب معجم المفسرين والله أعلم. 2435 - الصِقلِّي * النحوي: عمر بن خلف بن مكي الصقلي، أَبو حفص. كلام العلماء فيه: * البلغة: "الإمام اللغوي المحدث .. " أ. هـ. * الأعلام: "قاض، لغوي محدث أندلسي" أ. هـ. وفاته: سنة (501 هـ) إحدى وخمسمائة. من مصنفاته: "تثقيف اللسان" يدل على وفور حظه من هذا الشأن. 2436 - البُلقينيّ * النحوي، اللغوي، المفسر عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني العسقلاني الأصل، ثم البلقيني، أَبو حفص، سراج الدين الشافعي، شيخ الإسلام. ولد: سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة. ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 329)، البلغة (161)، خريدة القصر (4/ 1: 126)، البغية (2/ 218)، الأعلام (5/ 46)، معجم المؤلفين (12/ 558). * معجم المفسرين (1/ 395)، الضوء اللامع (6/ 85)، البدر الطالع (1/ 506)، إنباء الغمر (5/ 107)، هدية العارفين (1/ 792)، الشذرات (8/ 80)، ذيل تذكرة الحفاظ (206)، الأعلام (5/ 46)، معجم المؤلفين (2/ 558)، كشف الظنون (2/ 1479)، السلوك (3/ 3 / 1108)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 42)، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 522).

من مشايخه: الميدومي، وشمس الدين الأصبهاني، وأجاز له المزي، والذهبي وغيرهم. من تلامذته: حافظ دمشق ابن ناصر الدين، والحافظ ابن حجر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "درس وهو شاب وناظر الأكابر وظهرت فضائله وبهرت فوائده وطار في الآفاق صيته من قبل الطاعون". وقال: "انتهت إليه الرياسة في الفقه والمشاركة في غيره حتَّى كان لا يجتمع به أحد من العلماء إلَّا ويعترف بفضله ووفور علمه وحدة ذهنه". ثم قال: "كانت آلة الاجتهاد في الشيخ كاملة إلَّا أن غيره في معرفة الحديث أشهر، وفي تحرير الأدلة أمهر، وكان عظيم المروءة جميل المودة كثير الاحتمال مهيبًا مع كثرة المباسطة لأصحابه والشفقة عليهم والتنويه بذكرهم، وله نظم كثير شائع نازل الطبقة جدًّا. قال ابن حجي: كان أحفظ الناس لمذهب الشافعي واشتهر بذلك وطبقة شيوخه موجودون ... وله اختيارات في بعضها نظر" أ. هـ. * طبقات الشَّافعية لابن قاضي شهبة: "الشيخ الفقيه المحدث، الحافظ المفسر، الأصولي المتكلم النحوي اللغوي المنطقي الجلدٍ الخلافي النظار شيخ الإسلام بقية الجتهدين، منقطع القرين، فريد الدهر، أعجوبة الزمان" أ. هـ. * الضوء اللامع: "ولي إفتاء دار العدل رفيقًا للبهاء السبكي ثم قضاء الشام في سنة تسع وستين عوضًا عن التاج السبكي فباشره دون السنة، وجرت له معه أمور مشهورة وتعصبوا عليه مع قول العماد بن كثير له حينئذ أذكرتنا سمعت ابن تيمية ونحوه قول ابن شيخ الجبل ما رأيت بعد ابن تيمية أحفظ منك". وقال: "وفي كلام الولي العراقي في أواخر شرحه لجمع الجوامع ما يثير لأنَّه مجتهد أو كونه هو والتقي السبكي طبقة واحدة، وكان في صفاء الخاطر وسلامة الصدر بمكان بحيث يحكى عنه ما يفوق الوصف واعتقاده في الصالحين وراء العقل وتنفيره عن ابن عربي ومطالعة كتبه أشهر من أن أصفه وقيامه في إزالة المنكر من إبطال المكوس والخانات ونحوها شهير وردعه لمن يخوض فيما لا يليق مستفيض بحيث أنَّه أرسل خلف من بلغه عن أنَّه يفسر القرآن بالتقطيع فزبره عيث خاف وما وسعه إلَّا الإنكار" أ. هـ. * الشذرات: "فاق الأقران واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها فقيل: إنه مجدد القرن التاسع وما رأى مثل نفسه وأثنى عليه العلماء وهو شاب وانفرد في آخره برئاسة العلم". وقال: "قال برهان الدين المحدث: رأيته فريد دهره، فلم تر عيني أحفظ للفقه ولأحاديث الأحكام منه، ولقد حضرت دروسه وهو يقريء (مختصر مسلم) للقرطبي يتكلم على الحديث الواحد من بكره إلى قريب الظهر، وربما أذن الظهر ولمن يفرغ من الحديث الواحد، واعترفت له علماء جميع الأقطار بالحفظ وكثرة الاستحضار" أ. هـ. * معجم المفسرين: "فقيه شافعي مجتهد، حافظ للحديث مفسر، من العلماء بالدين" أ. هـ.

2437 - الطليطلي

قلت: كل من ذكر له ترجمته أطال فيها ومدحه كثيرًا كابن حجر والسخاوي وابن فهد المكي والعماد الحنبلي وغيرهم. * تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: "يقول الحافظ (¬1): وقد كنت سألت شيخنا الإمام سراج الدين البلقيني عن ابن عربي فبادر الجواب بأنه كافر، فسألته عن ابن الفارض، فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد وأنشدته من التائية فقطع على بعد إنشاد عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر" أ. هـ. وفاته: سنة (805 هـ) خمس وثمانمائة. من مصنفاته: "الكشاف على الكشاف" في ثلاث مجلدات، وله "ترجمان شعب الإيمان"، و"العرف الشذي على جامع الترمذي" في الحديث وغيرها. 2437 - الطُلَيطِلي * المقرئ: عمر بن سهل بن مسعود اللخمي، أَبو حفص الطليطلي. من مشايخه: أَبو أحمد السامري، وأَبو الطيب بن غلبون وغيرهما. من تلامذته: حدث عنه أَبو المطرَّف بن البيرُولة وغيره. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان إمامًا في كتاب الله تعالى حافظًا لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عالم بطرقه، لسِنًا، حافظًا لأسماء الرجال وأنسابهم" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام حافظ مقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة. 2438 - ابن شَبَّة * النحوي، اللغوي، المقرئ: عمر بن شَبَّة (واسمه زيد) بن عبدة بن زيد بن رائطة أَبو زيد البصري نزيل بغداد. ولد: سنة (173 هـ) وقيل (172 هـ) ثلاث وسبعين وقيل اثنتين وسبعين ومائة. من مشايخه: يحيى القطان، وغُنْدَر، ويزيد بن هارون وغيرهم. من تلامذته: ابن ماجة، وابن أبي الدنيا، وابن صاعد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة عالمًا بالسير وأيام الناس وله تصانيف كثيرة" أ. هـ. * السير: "العلامة الأخباري الحافظ الحجة ... كان صاحب عربية وأدب وشعر ... وصنف تاريخًا كبيرًا للبصرة لم نره وكتابًا آخر في "أخبار المدينة" رأيت نصفه يقضي بإمامته .. " أ. هـ. * الوافي: "كان راوية للأخبار، عالمًا بالآثار، ¬

_ (¬1) هو الحافظ ابن حجر العسقلاني. * الصلة (1/ 378)، غاية النهاية (1/ 592). * تاريخ بغداد (11/ 208)، المنتظم (12/ 184)، معجم الأدباء (5/ 2093)، وفيات الأعيان (3/ 440)، السير (12/ 369)، العبر (2/ 25)، تذكرة الحفاظ (2/ 517)، البداية (11/ 39)، غاية النهاية (1/ 592)، تهذيب التهذيب (7/ 404)، الوافي (22/ 488)، بغية الوعاة (2/ 218)، الشذرات (3/ 274)، روضات الجنات (5/ 309)، الأعلام (5/ 47)، معجم المؤلفين (2/ 559)، تقريب التهذيب (721).

2439 - العطار

أديبًا، فقيهًا، صدوقًا ... واسم شبَّة زيد وإنما سمي شبة لأن أمه كانت ترقصه وتقول: يا بأبي وشبّا ... وعاش حتَّى دبَّا شيخًا كبيرًا خَبَّا" أ. هـ. * التهذيب: "قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق صاحب عربية وأدب" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق له تصانيف" أ. هـ. *قلت: وأورد الخطيب البغدادي رواية انفرد بذكرها مفادها: أن عمر بن شبّة امتحن بفتنة خلق القرآن فقال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، فقالوا له: وتقول من وقف فهو كافر؟ فقال: لا أكفر أحدًا، فقالوا: أنت كافر! ومزقوا كتبه. وفاته: سنة (262 هـ) اثنتين وستين ومائتين. من مصنفاته: "كتاب ما يستعجم الناس فيه من القرآن"، و"كتاب النحو ومن كان يلحن من النحويين"، و"أخبار المدينة" و"أخبار مكة" وغيرها. 2439 - العَطَّارْ * اللغوي: عمر بن طه بن أحمد بن عبيد الله بن عسكر الحمصي الشَّافعي العطار. ولد: سنة (1242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: عمه حامد العطار، والشيخ حسن الشطي وغيرهما. من تلامذته: كثيرون من شاميين ومصريين ومدينين ومكيين وفبرس وأفغان وترك وداغستان. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "عالم بالعربية ... وأثنى عليه تلاميذه .. " أ. هـ. * تراجم أعيان دمشق: "عالم متفنن بعلومه ... وتبسم به ثغر التصوف والحقيقة، فكان لذوي المعارف حديقة وأيُّ حديقة ... وله رد على السعد التفتازاني والملا علي القاري انتصارًا للشيخ الأكبر .. (أي ابن عربي") أ. هـ. * حلية البشر: "وله رسالة في تحقيق معنى الوجود، وترتيب العوالم العلوية والسفلية" أ. هـ. * قلت: وهذا من مشايخ الصوفية ووحدة الوجود والإتحاد، نسأل الله العفو والعافية. وفاته: سنة (1308 هـ) ثمان وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: شرح "الإظهار" في النحو، "شرح فصوص الحكم" و"الفتح المبين في رد اعتراض المعترض على محيي الدين" تكفل فيها بحل ما استشكله السعد والقاري على الشيخ محيي الدين بن عربي في الفصوص وغيرها حيث لم يقفا على مراده وله غير ذلك. 2440 - المُغَازِلي * المقرئ: عمر بن ظفر، أَبو حفص، المغازلي ¬

_ * حلية البشر (2/ 1129)، تراجم أعيان دمشق (348)، منتخبات التورايخ لدمشق (2/ 751)، الأعلام (5/ 48)، معجم المؤلفين (2/ 560)، تاريخ علماء دمشق (102). * معرفة القراء (1/ 499)، تاريخ الإسلام (وفيات 542) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1294)، العبر (4/ 115)، غاية النهاية (1/ 593)، الشذرات (6/ 215)، المنتظم (18/ 60)، السير (20/ 170)، الوافي (22/ 490).

2441 - عمر البغدادي

البغدادي. ولد: سنة (461 هـ) إحدى وستين وأربعمائة. من مشايخه: علي بن البسري، ومالك البانياسي، وطراد الزينبي وغيرهم. من تلامذته: يحيى بن أحمد الأواني، وابن عساكر، وابن الجوزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان ثقة له سمت المشايخ" أ. هـ. * السير: "الإمام، مفيد بغداد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال ابن السمعاني: شيخ صالح، خير حسنٌ السيرة صحب الأكابر، وخدمهم وهو قيم بكتاب الله" أ. هـ. * معرفة القراء: "طلب الحديث بنفسه ونسخ الكثير، وختم عليه في مسجده خلق كثير، وكان من أهل العلم والعمل" أ. هـ. * الوافي: "كان صالحًا فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة. 2441 - عُمَر البَغْدَادي * النحوي، اللغوي، المفسر: عمر بن عبدِ الجليل بن محمد جميل بن درويش بن عبدِ المحسن، الحنفي البغدادي القادري، نزيل دمشق. ولد: سنة (1155 هـ) خمس وخمسين ومائة وألف. من مشايخه: قرأ على والده، ثم على الشيخ محمد بن طه البغدادي، وعلى الشيخ عبدِ الرحمن السراجي الحنفي وغيرهم. من تلامذته: السيد عبدِ الحليم بن أحمد اللوجي وغيره. كلام العلماء فيه: * مسلك الدرر: "العالم العلَّامة الفهامة المتفوق الفاضل العارف الصوفي الكامل الصالح ... كان محقِّقًا مدققًا صافي المشرب معتقدًا عند الخاص والعام ... كان يقرئ الدروس في سائر الفنون خاصه وعامه حديثًا وتفسيرًا وكلامًا وفقهًا ونحوًا وتصوفًا ومعاني وبيان وغير ذلك ... وكانت له اليد الطولى في علم الحقيقة، حتَّى إنه كان يقرئ الفتوحات المكية وشروح فصوص الحكم وغير ذلك من كتب الحقيقة، وكان يقيم الذكر ليلة الثلاثاء وليلة الجمعة، وكان يحصل له في حال الذكر وجد وهيمان ... ودفن يوم الخميس في الصالحية بمقبرة بني الزكي الكائنة لصيق مرقد سيدي الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي بوصية منه ... " أ. هـ. * وقلت: وهكذا صاحب التَّرجمة له اعتقاد بمحيي الدين بن عربي شيخ وحدة الوجود والزندقة والإتحاد، وكثر علماء الصوفية في القرن الثاني عشر وغيره على معتقد ابن عربي، وصاحب التَّرجمة منهم وعلى معتقدهم، والله المستعان. وفاته: سنة (1194 هـ) أربع وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على المغني" في النحو، و"شرح الصلوات المحمدية" للشيخ محيي الدين بن عربي قدس سره و"حاشية شرح النونية" في ¬

_ * مسلك الدرر (3/ 179)، الأعلام (5/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 560).

2442 - عمر القزويني

علم الكلام وغيرها. 2442 - عُمَرْ القزويني * اللغوي، المفسر عمر بن عبدِ الرحمن بن عمر البهبهائي الكناني القزويني الفارسي، سراج الدين. من مشايخه: قرأ على قوام الدِّين الشيرازي، والقطب العالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "كان له الحظ الوافر من العلوم لا سيما العربية .. اخترمته المنية شابًّا عن سبع أو ثمان وثلاثين سنة .. " أ. هـ. * الأعلام: "فاضل مات شابًّا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "الكشف على الكشاف" في التفسير، و"حاشية على كشاف الزمخشري" و"نصيحة المسلم المشفق لمن ابتلي بحب المنطق". 2443 - الغزِّي * النحوي: عمر بن عبد الغني بن محمّد شريف بن محمّد الدمشقي العامري، الشهير بالغزي. ولد: سنة (1200 هـ) مائتين وألف. من مشايخه: حسن المكي، والسيد محمّد شاكر العقّاد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * روض البشر: "كان إمامًا عالمًا محترمًا مبجلًا مسموع الكلام مرفوع المقام ... وأخذ الطريقة الشيبانية عن الأستاذ الشيخ عمر التغلبي الآخذ عن الأستاذ الشيخ عبدِ الغني النابلسي ثم قرأ على المرشد الكبير الشيخ خالد النقشبندي وأخذ عنه الطريقة النقشبندية وأخذ الطريقة البكرية عن الأستاذ المرشد مصطفى النحلاوي البكري .. " أ. هـ. * حلية البشر: "مفتي السادة الشَّافعية بدمشق الشام" أ. هـ. وفاته: سنة (1277 هـ) سبع وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: شرح منظومة جده البدر الغزي في النحو وسماها "الكواكب. الدرية شرح الدرة المضية" وله "هدية الأنام إلى خلاصة أحكام الإسلام". 2444 - عُمَر الأرمنازي * المقرئ: عمر بن عبدِ القادر الأرمنازي. ولد: سنة (1105 هـ) خمس ومائة وألف. من مشايخه: والده وعلى جابر بن أحمد الحوراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * مسلك الدرر: "العالم العامل الفاضل الكامل .. ¬

_ * طبقات المفسرين (2/ 7) وأورد محققه بعض الإحالات الخطأ وهي لشخص آخر اسمه عمر بن علي بن عمر القزويني، الشذرات (8/ 249)، الأعلام (5/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 561)، معجم المفسرين (1/ 396). * روض البشر (188)، حلية البشر (2/ 1133)، أعيان دمشق (214)، منتخبات التواريخ لدمشق (2/ 671)، الأعلام (5/ 51)، معجم المؤلفين (2/ 563). * مسلك الدرر (3/ 181)، الأعلام (5/ 51)، معجم المؤلفين (5/ 51).

2445 - أبو القاسم الدباس

كان رأسًا في كتابه الوثائق الشرعية .. " أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ فرضي، كان رأسًا في كتابة الوثائق الشرعية واشتغل بالقراءات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1148 هـ) ثمان وأربعين ومائة وألف. 2445 - أَبو القاسم الدَّبَّاس * النحوي: عمر بن عبدِ الله بن أبي السعادات، أَبو القاسم الدبّاس. ولد: سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو الفتح بن شاتيل، وأَبو الفرج بن كليب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "كان حنبليًا، ثم تحول شافعيًّا أشعريًا، وبرع في النحو واللغة، وكان ذكيًا ألمعيًا، ذا فكرة جيدة، من أظرف الشباب وأحملهم وأحسنهم لباسًا وألطفهم خلقًا وعشرةً .. تولى الإشراف على كتب النظامية" أ. هـ. وفاته: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة. 2446 - سراج الدين الفافا * النحوي، اللغوي: عمر بن عبدِ الله الهندي، سراج الدين الفافا. وفاته: سنة (815 هـ) خمس عشرة وثمانمائة. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان كثير النطق بالفاء فلقب بالفافا. كان عارفًا بالفقه والأصول والعربية، أقام بمكة أزيد من أربعين سنة وأفاد الناس في هذه العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (815 هـ) خمس عشرة وثمانمائة. 2447 - الرُّندي * النحوي، اللغوي: عمر بن عبدِ المجيد عمر الأزدي المعروف بالرُّندي، أَبو علي. ولد: سنة (547 هـ)، وقيل: (543 هـ) سبع وأربعين، وقيل: ثلاث وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو زيد السهيلي، وأَبو القاسم بن بشكوال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان عالمًا بالقراءات متقدمًا في صناعة العربية أقرأ القرآن والنحو وضروب الآداب دهرًا طويلًا بسبتة. ولما توفي أَبو القاسم السهيلي دعاه أهل مالقة للإقراء بها والتدريس مكانه فأجابهم إلى ذلك ولم يفارقهم إلى حين وفاته. وكان له اعتناء بالحديث وتقييده وروايته مع الفضل والصلاح وعليه الخير عليه" أ. هـ. * صلة الصلة: "وكان الأستاذ أَبو علي رحمه الله من جلّة المقرئين وجهابذة الأستاذين مشاركًا في فنون نقَّادًا فاضلًا شرح جمل أبي القاسم ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 219). * إنباه الغمر (7/ 89)، الضوء (6/ 98)، بغية الوعاة (2/ 219)، الشذرات (9/ 166). * صلة الصلة (67)، تاريخ الإسلام (وفيات 616) ط. بشار، غاية النهاية (1/ 594)، بغية الوعاة (2/ 220)، معجم المؤلفين (2/ 564)، تكملة الصلة (3/ 158).

2448 - القرضي

الزجَّاجي، ورد على ابن خروف منتصرًا لشيخه أبي زيد السهيلي في مسألة نحوية ردّ فيها ابن خروف على السهيلي، وقيد فيما جرى بينه وبين الأستاذ أي مجد القرطي جزءًا سماه "الخبي في أغاليط ابن القرطبي" لم يخلُ فيه عن حمل وتعسُّف، وكان بينهما أهوال على فضلهما وكان القرطبي أنصف الرجلين" أ. هـ. * غاية النهاية: "كان إمامًا في القراءات والعربية ذا صلاح وتأهل .. " أ. هـ. وفاته: سنة (616 هـ) ست عشرة وستمائة. من مصنفاته: شرح "جمل" الزجاجي، و"الخبي في أغاليط ابن القرطبي". 2448 - القرْضي * النحوي، اللغوي، المفسر: عمر بن عبدِ الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي بن محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن حسين العرضي الحلبي الشافعي القادري. ولد: سنة (950 هـ) خمسين وتسعمائة. من مشايخه: ابن البيلوني، والعالم الكبير محمّد رضي الدين بن الحنبلي وغيرهما. من تلامذته: ولده أَبو الوفا العرضي، ونجم الدين الخلفاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "من تعليقاته جوابه عن مقالة الأستاذ محمَّد البكري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم جميع علم الله تعالى، وقد سئل عنها في مجلس درس فأجاب بأن مقالة الشيخ صحيحة ولا إنكار عليه فيها، واستشهد على ذلك بقول البوصيري: فإن جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم" أ. هـ. * قلت: انظر إلى سوء الإعتقاد، لما قاله سابقًا، وهذا من الإنحراف في دين الله تعالى، والإقراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)} [الكهف: 110]. * أعلام النبلاء: "لازم الزاوية الحبشية المنسوبة إلى بني العشائر مدة أربعين سنة" أ. هـ. * سلك الدرر: "علَّامة فهامة خصوصًا بالفقه والحديث والأدب أوحد عصره ومصره" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "محدث فقيه أديب مؤرخ صوفي متكلم مفسر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1024 هـ) أربع وعشرين وألف. من مصنفاته: كتب حاشية على تفسير المولى أَبو السعود في سورة الأعراف، شرح "شرح الجامي" في النحو، شرح الشفا في حديث المصطفى سماه "فتح الغفار بما أكرم الله به نبيّه المختار" صرف همته مدة (12) سنة شرح دالية وتائية ابن الفارض. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 265)، سلك الدرر (2/ 78) ضمن ترجمة حفيده، لطف السمر (2/ 587)، تراجم الأعيان (2/ 367)، أعلام النبلاء (6/ 191)، الأعلام (5/ 54)، معجم المؤلفين (2/ 565)، معجم المفسىرين (1/ 396)، ريحانة الألبا (1/ 279).

2449 - الجنزي

2449 - الجَنْزِيّ * النحوي، اللغوي، المفسر عمر بن عثمان بن الحسين بن شعيب الجنزي (¬1). ولد: سنة (478 هـ) ثمان وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: الأديب أَبو المظفر الأبيورْدي وعبد الرحمن بن حمد الدّوني وغيرهما. من تلامذته: السمعاني وابنه عبدِ الرحيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "أديب فاضل متدين، حسن السيرة" أ. هـ. * التحبير في المعجم الكبير: "أحد الفضلاء المشهورين بالأدب، والنحو، والنظم، والنثر، وكان عفيفًا، حسن السيرة، كثير العبادة، سليم الجانب ... برع في الأدب وعاد إلى بلاده ثم أعرق ثانيًا، صار علَّامة زمانه وأوحد عصره وشاعت تصانيفه وانتشرت في أيدي الناس" أ. هـ. * معجم الأدباء: "ذكره أَبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي في كتاب (الوشاح) فقال: هو إمام في النحو والأدب لا يشق فيهما غباره، ومع ذلك فقد تحلى بالورع ونزاهة النفس، لكن الزمان عانده وما بسط في أسباب معاشه به .. " أ. هـ. * إنباه الرواة: "أحد أئمة الأدب، وله باع طويل في النحو ومعرفة كلام العرب" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال السمعاني: كان غزير الفضل وافر العقل حسن السيرة متوددًا كثير العبادة سخي النفس، صنف التصانيف وشرع في إملاء تفسير لو تم لكان لا يوجد مثله ... وذاكر الفضلاء وبرع في العلم حتَّى صار علامة زمانه وأوحد عصره" أ. هـ. وفاته: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. 2450 - ابن علاء الدين * المفسر: عمر بن علاء الدين بن عبيد بن حسن بن عمر الغزي، الحنفي، المعروف بابن علاء الدين. من مشايخه: شرف الدين بن حبيب الغزي، وصالح بن محمَّد الغزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أحد فضلاء الدهر ... رحل إلى القاهرة ... وأخذ عن علمائها ومكث بها لأخذ العلم ست سنوات وولي إفتاء غزة ... إلى أن توفي" أ. هـ. وفاته: سنة (1058 هـ) ثمان وخمسين وألف. ¬

_ * الأنساب (2/ 97)، التحبير في المعجم الكبير (1/ 521)، معجم الأدباء (5/ 2094)، إنباه الرواة (2/ 329)، تلخيص مجمع الأداب (4/ 1: 507)، التقييد (395)، تاريخ الإسلام (وفيات 550) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 221)، طبقات المفسرين للسيوطي (76)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 6)، معجم المؤلفين (2/ 565). (¬1) الجَنزِيّ: بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الزاي المكسورة، هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة من ثغرها. (الأنساب 2/ 97). * خلاصة الأثر (3/ 219)، معجم المؤلفين (2/ 565)، معجم المفسرين (1/ 379).

2451 - الفاكهاني

من مصنفاته: رسالة في تفسير توله تعالى {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ورسالة في قوله {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} وغيرها من الرسائل في التفسير. 2451 - الفَاكِهانِي * النحوي، اللغوي: عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي الأسكندري، تاج الدين، الفاكهاني، يكنى: أبا حفص. ولد: سنة (654 هـ) أربع وخمسن وستمائة. من مشايخه: ابن طرخان، والمكنى الأسمى، وعتيق العمري وغيرهم. من تلامذته: ابن كثير، وأجاز لعبد الوهاب القروي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البداية: االشيخ الإمام ذو الفنون ... اشتغل بالفقه على مذهب مالك وبرع وتقدم بمعرفة النحو وغيره، وله مصنفات في أشياء متفرقة" أ. هـ. * الدرر: "تفقه لمالك ومهر في العربية والفنون .. " أ. هـ. * الديباج: "كان فقيهًا فاضلًا، متفننًا في الحديث والفقه والأصول، والعربية والأدب .. وأخبر في جمال الدين عبدِ الله بن محمَّد بن علي أحمد بن حديدة الأنصاري المحدِّث: أحد الصوفية، قال: رحلنا مع شيخنا تاج الدين الفاكهاني إلى دمشق، فقصد زيارة نعل سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي بدار الحديث الأشرفية بدمشق، وكنت معه، فلما رأى النعل المكرمة حسر عن رأسه وجعل يقبله ويمرِّغ وجهه عليه، ودموعه تسيل وأنشد: فلو قيل للمجنون ليلى ووصلها ... تريد أم الدنيا وما في طواياها لقال غبار من تُراب نعالها ... أحبُّ إلى نفسي وأشفى لبلواها" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالنحو .. " أ. هـ. وفاته: سنة (734 هـ)، وقيل: (731 هـ) أربع وثلاثين، وقيل إحدى وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "الإشارة" في النحو، و"المنهج المبين" في شرح الأربعين النووية، "التحفة المختارة في الرد على منكري الزِّيادة" وغيرها. 2452 - ابن الملقن * النحوي، اللغوي: عمر بن علي بن أحمد بن محمَّد بن عبدِ الله الأنصاري الوادياشي الأندلسي التكروري ثم المصري، سراج الدين بن أبي الحسن، المعروف بابن الملقن. ¬

_ * المعجم المختص (127)، البداية (14/ 177)، الديباج (2/ 80)، الدرر (3/ 254) وفيه وفاته (731)، وكذلك في البغية (2/ 221)، والشذرات (8/ 169)، روضات الجنات (5/ 316)، شجرة النور (204)، الأعلام (5/ 56)، معجم المؤلفين (2/ 221). * إنباء الغمر (5/ 41)، الضوء (6/ 100)، الوجيز (1/ 362)، الشذرات (9/ 71)، البدر الطالع (1/ 508)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (90)، كشف الظنون (1/ 29، 60)، هدية العارفين (1/ 791)، معجم المؤلفين (2/ 566)، مقدمة كتابه "طبقات الأولياء"، للمترجم له، تحقيق نور الدين شريبة - دار المعرفة - بيروت - لبنان (الطبعة الثانية 1406 هـ).

2453 - قارئ الهداية

ولد: سنة (723 هـ) ثلاث وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: سمع من ابن سيد الناس، والقطب الحلبي وغيرهما. من تلامذته: حافظ دمشق ابن ناصر الدين، والبرهان الحلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "اشتهر بكثرة التصانيف حتَّى كان يقول أنَّها بلغت ثلاثمائة تصنيفًا، واشتهر اسمه وطار صيته، وكانت كتابته كثر من استحضاره، فلهذا كثر القول فيه من علماء الشام ومصر حتَّى قرأت -أي ابن حجر- بخط ابن حجي: كان ينسب إلى سرقة التصانيف، فإنه ما كان يستحضر شيئًا ولا يحقِّق علمًا، ويؤلف المؤلفات الكثيرة على معنى النسخ من كتب الناس" أ. هـ. * الضوء: "قال البرهان الحلبي: إنه كان فريد وقته في التصنيف وعبارته فيها جلية، جيدة وغرائبه كثيرة ومشاكلته حسنة وكذا خلقه مع التواضع والإحسان لازمته مدة طويلة فلم أرَه منحرفًا قط وذكر لي أنَّه رافقه في رحلته إلى دمشق شيخ حسنٌ الهيئة والسمت فافتقدوه عند جسر الجامع فذكر لي بعد ذلك شيخ من أهل القرافة أنه الخضر قال وقال لي كنت نائمًا بسطح جامع الخطيري فاستيقظت ليلًا فوجدت عند رأسي شابًّا فوضعت يدي على وجهه فإذا هو أمرد فاستويت جالسًا وطلبته فلم أجده قال وكان باب السطح مغلقًا .. " أ. هـ. * البدر الطالع: "وكان يلقن القرآن فنسب إليه -أي والد المترجم له- وكان يغضب من ذلك ولم يكتبه بخطه وإنما كان يكتب ابن النحوي" أ. هـ. * قلت: قال محقِّق كتاب "طبقات الأولياء" للمترجم له صفحة (68): كتاب جمعه في تراجم مشايخ الصوفية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري إلى أيام تدوينه، هذه المجموعة في العقد التاسع من القرن الثامن الهجري، وهو بذلك يهتم بالصوفية بعد القرن الخاص وأهميته ترجع إلى أنَّه في تراجم الصوفية، في القرنين السابع والثامن ينقل عنهم مباشرة، أو عن الجيل الذي عاصرهم. والكتاب يضم ثلاثين ومائتين ترجمة رئيسية، غير التراجم الفرعية. بدأها بترجمة إبراهيم بن أدهم (ت / 161 هـ) وختمها بترجمة شهاب الدين القونوي (ت بعد / 787 هـ) أحد الذين عاصروا ابن الملقن، وعاشوا بعد أن كتب مؤلفه هذا" أ. هـ. وفاته: سنة (804 هـ) أربع وثمانمائة. من مصنفاته: "تخريج أحاديث الرافعي، في سبع مجلدات، تخريج أحاديث الوسيط للغزالي المسمى "تذكرة الأحبار ولما في الوسيط من الأخبار"، ويقال: إن مؤلفاته بلغت نحو ثلاثماثة مصنف. 2453 - قارئ الهِداية * المقرئ: عمر بن علي بن فارس، الشيخ سراج الدين، الخياط الطواقي الحنفي، المعروف بقارئ ¬

_ * السلوك (4/ 2 / 730)، إنباء الغمر (8/ 115)، الضوء اللامع (6/ 109)، الأعلام (5/ 57)، معجم المؤلفين (2/ 568).

2454 - ابن عادل

الهداية. من مشايخه: العلاء السيرامي، والشهاب محمّد بن خاض بن حيدر الفقيه وغيرهما. من تلامذته: ابن الهمام، والإقسرائي، والزين رضوان المستملي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان جليلًا في العربية والنحو ... تقدم في الفقه إلى أن صار المشار إليه في مذهب الحنفية وكثرت تلاميذه والأخذ عنه ... وكان مقتصدًا في ملبسه ومركبه، يتعاطى حوائجه من الأسواق بنفسه ولم يؤثر ذلك في جلالته وعظمته في النفوس ومهابة السلطان ممن دونه له هذا وهو غير ملتفت لأهل الدولة بالكلية" أ. هـ. * السلوك: "وكان جميل السيرة ولم يخلف بعده مثله في إتقان فقه الحنفية واستحضاره" أ. هـ. * الضوء: "قال البلقيني: وكان يسمى أَبو حنيفة زمانه ... " أ. هـ. وفاته: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: تعليق على "الهداية" للمرغيناني، شرح "لباب المناسك" للسندي. 2454 - ابن عادل * المفسر: عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي، أَبو حفص، سراج الدين. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "صاحب التفسير الكبير .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (880 هـ) ثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "اللباب في علوم الكتاب، وله "حاشية على المحرر في الفقه". 2455 - الهِرمي * النحوي، اللغوي: عمر بن عيسى بن إسماعيل، الهرمي بلدًا، الأشعري نسبًا، أَبو الخطاب الحنفي. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا بارعًا فاضلًا محقّقًا، عارفًا بعلوم الأدب والحساب والفرائض والدور والتصريف والعروض، إمام أهل عصره في النحو .. ". أ. هـ. * الأعلام: "نحوي، أديب، من الحنفية .. ". أ. هـ. وفاته: سنة (702 هـ) اثنتين وسبعمائة. من مصنفاته: "المحرر" في النحو. 2456 - زين الدين الباريني * النحوي، اللغوي: عمر بن عيسى بن عمر الباريني الشافعي، زين الدين، أَبو حفص. ولد: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة. من مشايخه: أخذ عن الشيخ شرف الدين ¬

_ * الأعلام (5/ 58)، معجم المؤلفين (2/ 568)، معجم المفسرين (1/ 398)، كشف الظنون (2/ 1543)، هدية العارفين (1/ 794). * بغية الوعاة (2/ 222)، الأعلام (5/ 58)، معجم المؤلفين (2/ 570)، هدية العارفين (1/ 788). * وفيات ابن رافع (2/ 274)، ذيل العبر للعراقي (1/ 132)، الدرر (3/ 259)، النجوم (11/ 17)، الوجيز (1/ 133)، بدائع الزهور (1/ 2 / 9) بغية الوعاة (2/ 222)، السلوك (3/ 1 / 87)، الشذرات (8/ 345)، أعلام النبلاء (5/ 38)، معجم المؤلفين (2/ 570).

2457 - أبو حفص الداني

البارزي، وسمع من الحجّار وغيره. من تلامذته: الشيخ شمس الدين بن الركن، وشمس الدين الببائي، وشرف الدين الدادنجي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الدرر: "تفقه وحفظ كتبًا على مذهب الشَّافعي وبرع وأفتى ودرس ... وكان عنده تواضع وسكون وعفّه، ذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب: كان فاضلًا في الفرائض والعربية ودرس بعدة أماكن .. ، له نظم وكان يقدر قواعد للنحو مفيدة ... " أ. هـ. * الشذرات: "وكان إمامًا، عالمًا، فاضلًا، فقيهًا، فرضيًا، نحويًّا، أديبًا، شاعرًا، بارعًا ورعًا، زاهدًا أمَّارًا بالمعروف نهاء عن المنكر ... أحد مشايخ العلم بحلب ... وبارين من قرى حماة" أ. هـ. من أقواله: الدرر: ومن إنشاءه في لغات (لعل): زد لامًا أو را قبل عل عن عَن ... أو زد وقل أن ولعلت ولأن وفاته: سنة (764 هـ) أربع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "إيضاح أقوى المذهبين في رفع اليدين". 2457 - أبو حفص الدَّانِي * المقرئ: عمر بن أبي الفتح بن سعيد بن أحمد القيسي الداني، أَبو حفص. من مشايخه: أَبو إسحق الشلُوني، وبالسبع على أبي العباس بن أبي عمر وغيرهما. من تلامذته: أَبو الحسن بن أبي غالب الداني وغيره. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "وكان مقرئًا مجودًا" أ. هـ. من مصنفاته: صنف في القراءات كتابًا حسنًا سماه "العنوان". 2458 - النَّشَّار * المقرئ: عمر بن قاسم بن محمد بن علي الأنصاري، أَبو حفص، سراج الدين، النَّشَّار الشافعي. من مشايخه: علي الخباز الضرير، والشمس بن الحمصاني وغيرهما. من تلامذته: الشهاب القسطلاني، والنور الجارحي، وأحمد بن حمزة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء: "تصدى لإقراء الأطفال بمصر مدة وانتفع به جماعة ... وهو انسان خيّر بارع فيها يحفظ الشاطبية" أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ الشافعي مصري .. " أ. هـ. وفاته: سنة (938 هـ) ثمان وثلاثين وتسعمانة، وقيل: (900 هـ) تسعمائة، وهو أقرب إلى الصواب. من مصنفاته: "البدر المنير في شرح التيسير" ¬

_ * الذيل والتكملة (5/ 2 / 443). * الضوء (6/ 113)، الأعلام (5/ 59)، معجم المطبوعات لسركيس (1856)، معجم المؤلفين (2/ 569)، هدية العارفين (1/ 792)، كشف الظنون (2/ 1812).

2459 - القلمطاوي

و"البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة" وغيرها. 2459 - القلَمْطَاوي * النحوي، اللغوي: عمر بن قديد بن عبدِ الله القَلَمْطاوي القاهري الحنفي، ركن الدين. ولد: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة وقيل غير ذلك. من مشايخه: العلاء البخاري، والشيخ عَزَّ الدين بن جماعة، وتلا على التقي الحِلَاوي وغيرهم. من تلامذته: تخرج به جماعة. كلام العلماء فيه: * الضوء: "قلّ في وقتنا من أئمة الحنفية من اجتمع فيه من العلم والزهد واتباع السلف ما اجتمع فيه رحمة الله .. " أ. هـ. * الوجيز: "وفاق في النحو والصرف وانتفع به الفضلاء مع التعبد والانقطاع عن الناس سيما الأتراك، والتواضع والبشاشة والعقل وكونه على طريق السلف وحصل الأسف على فقده" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان علَّامة بارعًا فاضلًا عالمًا بالأصول والنحو والتصريف وغيرها" أ. هـ. * الشذرات: "وكان منقطعًا عن أبناء الدنيا، طارحًا للتكلف، متقشفًا في ملبسه" أ. هـ. وفاته: سنة (851 هـ)، وقيل: (850 هـ)، وقيل: (856 هـ) إحدى وخمسين، وقيل: خمسين، وقيل: ست وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: له "حواشي" و"تعاليق" و"فوائد". 2460 - الكاغِدي * المقرئ: عمر بن محمّد بن نصر بن الحكم، أَبو جعفر، الكاغدي، القاضي البغدادي. من مشايخه: أَبو عمر الدوري، وأَبو حفص الفلاس وجماعة. من تلامذته: أحمد بن نصر الشذائي، وعبد العزيز الخِرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة" أ. هـ. * معرفة القراء: "بغدادي كبير القدر" أ. هـ. وفاته: سنة (305 هـ)، وقيل: (318 هـ) خمس، وقيل: ثمان عشرة وثلاثمائة. ¬

_ * الضوء (6/ 113)، وجيز الكلام (2/ 668)، وفيهما أنَّه توفي (856)، التبر المسبوك (408)، نظم العقيان (132) وفيه توفي (856 هـ)، بغية الوعاة (2/ 222)، شذرات الذهب (9/ 393)، معجم المؤلفين (2/ 570). * معرفة القراء (1/ 239)، تاريخ بغداد (11/ 220)، تاريخ الإسلام (وفيات 350) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 598).

2461 - أبو حفص السمرقندي

2461 - أَبو حفص السمرقندي * المفسر: عمر بن محمّد بن بُحير الهمذاني السمرقندي البجيري. ولد: سنة (223 هـ) ثلاث وعشرين ومائتين. من مشايخه: عيسى بن حمَّاد زُغبة، وبشر بن معاذ العَقَدي وطبَقتهما. من تلامذته: محمّد بن محمّد بن صابر، وأعينُ بن جعفر السمرقندي وغيرهما. كلام العلماء عليه: * السير: "قال أَبو سعد الأدريسي: كان فاضلًا خيرًا ثبتًا في الحديث له الغاية في طلب الآثار والرحلة". وقال: "الإمام الحافظ الثبت الجوال مصنف المسند ومحدث ما وراء النهر ... كان من أوعية العلم .. " أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "قال أَبو سعد الأدريسي: كان فاضلًا خيرًا ثبتًا في الحديث ... قلت: لم يقع لي من عواليه لبعد دياره، وهو صدوق، وقد تفرد بحديث حسن .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: له الرحلة الواسعة والمعرفة التامة، وهو من أبناء المحدِّثين، فإن أباه رحال كبير" أ. هـ. * الشذرات: "الحافظ الكبير ... وكان صدوقًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة، وعاش (88) سنة. من مصنفاته: "الصحيح" و (التفسير). 2462 - أبو الحسين الأزدي * النحوي، اللغوي: عمر بن أبي عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمَّاد بن زيد بن درهم، أَبو الحسين الأزدي. ولد: سنة (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين. من مشايخه: أَبوه وغيره. من تلامذته: أَبو بكر الأبهري وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "وكان ثقة .. " أ. هـ. * المنتظم: "وكان حافظًا للقرآن والفقه على مذهب مالك والفرائض والحساب واللغة النحو والشعر والحديث وصنف مسندًا ورزق قوة الفهم وجودة القريحة وشرف الأخلاق .. قال أَبو القاسم بن برهان النحوي: كان عدد الشهود في زمان قاضي القضاة أبي الحسن بن قاضي القضاة أبي عمر ألف وثمانمائة شاهد ليس فيهم من شهد إلَّا بفضيلة عضة في دين أو علم أو مال أو شرف" أ. هـ. ¬

_ * الإكمال (1/ 464)، الأنساب (1/ 268)، اللباب (1/ 99)، مختصر تاريخ دمشق (19/ 143)، التقييد (394)، العبر (2/ 149)، السير (14/ 402)، تذكرة الحفاظ (2/ 719)، تاريخ الإسلام (وفيات 311) ط. تدمري؛ النجوم (3/ 209)، طبقات الحفاظ (309)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 9)، الشذرات (4/ 56)، الأعلام (5/ 60)، معجم المؤلفين (2/ 572)؛ معجم المفسرين (1/ 399)، تاريخ دمشق (45/ 317)، البداية والنهاية (11/ 160)، هدية العارفين (1/ 780). * ترتيب المدارك (1/ 137)، تاريخ بغداد (11/ 228)، المنتظم (3/ 389)، معجم الأدباء (5/ 2096)، الكامل (8/ 364)، تاريخ الإسلام (وفيات 328) ط. تدمري، البداية (11/ 206)، الديباج (2/ 75)، البغية (2/ 226)، روضات الجنات (5/ 309)، معجم المؤلفين (2/ 579)، الأعلام (5/ 59).

2463 - عمر المقريء

* تاريخ الإسلام: "قال إسماعيل بن سعيد المعدل: كان أَبو عمر القاضي يقول: ما زلت مُرَوعًا من مسألة تجيئني من السّلطان، حتَّى نشأ أبو الحسين" أ. هـ. * البداية: "وكان مشكور السيرة في القضاء، عدلًا ثقة إمامًا" أ. هـ. * الديباج: "كان حافظًا للحديث، ذا استبحار في الفقه، وتقدم في النحو واللغة، وحظ جزيل من البلاغة نظمها ونثرها .. وأفتى أَبو الحسين بقتل الحلَّاج الذي يقول بالحلول والتأله وقتل بفتواه وفتوى أبي الفرج المالكي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "نقد كتاب الصيرفي "و"الفرج بعد الشدة" و"الرد على من أنكر إجماع أهل المدينة". 2463 - عمر المقريء * المقرئ: عمر بن محمَّد بن عبدِ الصمد بن اللَّيث بن بيان (¬1) بن خداش، أَبو محمد. من مشايخه: جعفر بن محمّد بن العباس البزاز، والحسين بن محمَّد وغيرها. من تلامدته: بشرى بن عبدِ الله، محمّد بن عمر بن بُكير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان أحد عباد الله الصالحين .. ثقة". أ. هـ. * معرفة القراء: "البغدادي المقرئ الزاهد ... وكان موصوفًا بالعبادة" أ. هـ. وفاته: سنة (374 هـ) أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد قارب التسعين أو جاوزها. 2464 - ابن عَرَّاك الحَضْرَمي * المقرئ: عمر بن محمَّد بن عراك، أَبو حفص، الحضرمي المصري. من مشايخه: حمدان بن عون، وعبد الحميد بن مسكين وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن علي بن هاشم، وأَبو الفتح فارس بن أحمد وجماعة. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان متبحرًا في قراءة ورش، وكان يقول: أنا كنت السبب في تأليف أبي جعفر بن النحاس كتاب (اللامات) بمصر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "المقرئ المجود ... وكان ابن عراك من كبار المقرئين" أ. هـ. وفاته: سنة (388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (11/ 260)، تاريخ الإسلام (وفيات 374) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 326)، غاية النهاية (1/ 597). (¬1) في معرفة القراء: ابن بُنان، وكذا في غاية النهاية والذي أثبتناه من تاريخ بغداد. * تاريخ الإسلام (وفيات 388) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 354)، غاية النهاية (1/ 597)، العبر (3/ 40)، الشذرات (4/ 473)، تذكرة الحفاظ (3/ 1020)، السير (16/ 495).

2465 - النسفي

2465 - النَّسَفي * المفسر: عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، أَبو حفص النسفي نجم الدين. ولد: سنة (461 هـ) إحدى وستين وأربعمائة. من مشايخه: إسماعيل بن محمد النوحي؛ والحسن بن عبدِ الملك القاضي وغيرهما. من تلامذته: محمد بن إبراهيم التَّوربُشْتي، وولده أَبو الليث أحمد بن عمر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الجواهر المضية: "وكان له شعر حسن مطبوع، على طريقة الفقهاء والحكماء .. وذكره ابن النجار، فأطال وقال: كان فقيهًا فاضلًا مفسرًا محدثًا، أديبًا، متقنًا، وقد صنف كتبًا في التفسير والحديث والشروط" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال ابن السمعاني: كان إمامًا، فاضلًا، متقنًا صنف في كل نوع من التفسير والحديث والشروط ... قال: فلما وافيت سمرقند استعرت عدة كتب من تصانيفه، فرأيت فيها أوهامًا كثيرة خارجة عن الحد، فعرفت أنَّه كان ممن أحب الحديث، ولم يزرق فهمه ... قلت: وهو صاحب المنظومة المشهورة عند الحنفية. والمنظومة تعرف بـ "منظومة النسفي في الخلاف" نظم فيها المسائل التي اختلف فيها الأئمة: أَبو حنيفة وأَبو يوسف ومحمد بن الحسن وزفر والشَّافعي ومالك .. " أ. هـ. * معجم المفسرين: "قال الذهبي: روى عن إسماعيل بن محمَّد النوحي ممن بعده وله أوهام كثيرة" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالتفسير والأدب والتاريخ من فقهاء الحنفية" أ. هـ. * الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "الملقب عن الماتريدية بـ (مفتي الثقلين) إمام من أئمة الماتريدية، وهو صاحب (العقائد النسفية) الذي يعد من أهم المصادر عند الماتريدية" أ. هـ. * الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية: "إمام كبير في الحنفية ومتكلم عظيم في الماتريدية له العقائد النسفية وهذا الكتاب لب لباب العقيدة الماتريدية، وقد اهتم به الحنفية الماتريدية فجعلوه في المنهج الدارس طيلة القرون إلى يومنا هذا في مدارسهم مع شرحها للتفتازاني. واتخذه الأزهر مصدرًا أساسيًا منذ زمن بعيد حتَّى اليوم وهو المعتمد عند علماء الأزهر ونالت الماتريدية به حظًا وافرًا. وقد عكف عليه الماتريدية فألفوا حوله أكثر من مائة كتاب ما بين شروح وشروح الشروح والحواشي والحواشي على الحواشي وتنكيت. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2098)، عيون التواريخ (12/ 375)، السير (20/ 126)، العبر (4/ 102)، تاريخ الإسلام (وفيات 537) ط. تدمري، تاج التراجم (162)، الجواهر المضيئة (2/ 657)، طبقات المفسرين للسيوطي (75)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 7)، مفتاح السعادة (1/ 127)، الشذرات (6/ 189)، الفوائد البهية (123)، الأعلام (5/ 60)، معجم المؤلفين (2/ 571) معجم المفسرين (1/ 399)، التحبير (1/ 527)، لسان الميزان (4/ 372)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية (1/ 285)، الماتريدية دراسة وتقويمًا (120)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (2/ 122).

2466 - البسطامي

وأهم تلك الشروح شرح التفتازاني، وقد طبع المتن، والشرح عدة طبعات، والعقائد النسفية كأسمها نسفت العقيدة السلفية ولكن رد عليها العلامة صديق بن حسن فنسفها وهو مطبوع" أ. هـ. * الماتريدية دراسة وتقويمًا ذكره ضمن مؤلفاته كتاب "العقائد النسفية" فقال: "وكتاب العقائد المشهور باسم العقائد النسفية والذي يعد من أهم المتون في العقيدة الماتريدية، وهو عبارة عن مختصر أو فهرس لتبصرة الأدلة لأبي معين النسفي (¬1) ". أ. هـ. وفاته: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له نحو مائة مصنف منها: "الأكمل الأطول" في التفسير، و"التيسير" في التفسير، و"العقائد" وغيرها. 2466 - البِسْطَامي * اللغوي، المفسر: عمر بن محمَّد بن عبدِ الله بن محمّد بن عبدِ الله بن نَصَر، أَبو شجاع البسطامي، ثم البلخي. ولد: سنة (475 هـ) خمس وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أحمد بن أبي منصور الخليلي، وإبراهيم بن أبي نصر الأصبهاني وغيرهما. من تلامذته: أَبو سعد عبدِ الكريم السمعاني، وابنه أَبو المظفر، وأَبو الفرج ابن الجوزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان إمامًا متقنًا، فقيهًا حافظًا محدثًا مفسرًا أديبًا شاعرًا كاتبًا حسن الأخلاق، ظريف الجملة، والتفصيل" أ. هـ. * التقييد: "كان ثقة" أ. هـ. * السير: "الشيخ الإمام العلامة المحدث .. إمام مسجد راغُوم". ثم قال: "كان طلابة للعلم صاحب فنون ... ". وقال: "قال السمعاني: وهو مجموع حسن، وجملة مليحة، مفت مناظر، محدث مفسر واعظ ¬

_ (¬1) وهو الإمام أوحد الدين أَبو المعين ميمون بن محمّد المكحولي النسفي (ت 508 هـ) وهو من أهم أعيان الماتريدية وأهم شخص في الأسر النسفية دوره الماتريدي من أهم الأدوار، يقول الدكتور فتح الله خليف: يعتبر الإمام أَبو المعين النسفي من أكبر من قام بنصرة مذهب الماتريدي وهو بين الماتريدية كالباقلاني والغزالي بين الأشعرية له "تبصرة الأدلة" وهذا الكتاب يعد الينبوع الثاني للماتريدية بعد كتاب التوحيد للماتريدي. وليست العقائد النسفية لنجم الدين إلَّا فهرسًا له، انظر الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية (1/ 284). * طبقات المفسرين للداودي (3/ 10)، معجم المفسرين (1/ 400)، الأنساب (1/ 352)، إنباه الرواة (2/ 102) في ترجمة ابن الخشاب، مرآة الزمان (8/ 330) وفيات سنة (570 هـ)، العبر (4/ 178)، تذكرة الحفاظ (4/ 1318)، السير (20/ 452)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 248)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 259)، النجوم (5/ 376)، الشذرات (6/ 341)، هدية العارفين (1/ 784)، كشف الظنون (1/ 48) (2/ 1464)، معجم المؤلفين (2/ 575)، التقييد (396)، الأعلام (5/ 61) ذكر وفاته سنة (570 هـ).

2467 - القضاعي

أديب شاعر حاسب، ومع فضائله كان حسن السيرة، مليح الأخلاق مأمون الصحبة، نظيف الظاهر والباطن، لطيف العشرة، فصيح العبارة، مليح الإشارة في وعظه، كثير النكت والفوائد وكان على كبر السن حريصًا على طلب الحديث والعلم، مقتبسًا من كل واحد". وقال أيضًا: "قال السمعاني في مكان آخر: لا يعرف أجمع للفضائل منه مع الورع التام. قال علي بن محمويه اليزدى الفقيه: ما رأيت في مشايخ أصحابنا مثل أبي شجاع عقلًا وعلمًا ولطفًا وجدًا" أ. هـ. * طبقات الشَّافعية للسبكي: "وحُكي أن كلًّا من أبي شجاع وأبي سعد كان يسأل الله أن لا يسمعه نعي صاحبه، فماتا في شهرين، أَبو شجاع ببلخ، وأَبو سعد بمرو، ولم يسمع أحدهما نعي الآخر" أ. هـ. وفاته: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "في أدب المريض والعائد"، و"لقطات العقول" وغير ذلك. 2467 - القُضاعي * النحوي، اللغوي: عمر بن أحمد بن علي بن عُدَيس القَضاعي، أَبو حفص، قرطبي، وقيل: بلنسي. ولد: سنة (501 هـ) إحدى وخمسمائة. من مشايخه: أَبو بكر القجارجي وأَبو محمد بن السَّيد وغيرهما. من تلامذته: أَبو الخليل مفرج بن سلمة وأَبو القاسم أحمد بن يوسف الجقالة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الذيل والتكملة: "وكان إمامًا في اللغة مستبحرًا في حفظها، ذاكرًا للتواريخ والآداب نحويًّا يقظًا ماهرًا" أ. هـ. * الأعلام: "عالم باللغة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "المثلث" عشرة أجزاء في اللغة و"شرح فصيح ثعلب" في ثلاث مجلدات و"الصواب في شرح أدب الكتاب" وغيرها. 2468 - ابن الشُّحنة الشاعر * النحوي، اللغوي: عمر بن محمَّد بن علي بن أبي نصر، المعروف بابن الشحنة، الموصلي، أَبو حفص. من مشايخه: ابن الأنباري، وابن العَصَّار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان سليط اللسان، كثير الهجاء للرؤساء، معاقرًا للكأس" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال في تاريخ إربل: عالم بالنحو واللغة ... وكان خبيث اللسان هجاءً لكل من ¬

_ * الذيل والتكملة (5/ 2 / 457) وفيه وفاته (596)، بغية الوعاة (2/ 223)، روضات الجنات (5/ 313)، الأعلام (5/ 61) وذكر وفاته نحو (570)، معجم المؤلفين (2/ 572)، كشف الظنون (2/ 1273)، إيضاح المكنون (2/ 427). * بغية الوعاة (2/ 224)، تاريخ الإسلام (وفيات 606) ط. بشار.

2469 - السهروردي

صحبه، سيء العقيدة، كثير الاستهزاء بالأمور الدينية، والتخليط لأوباش الناس، متهما على شرب الخمر. ولما ولي أَبو الحارث أرسلان الموصل أحسن إليه وولاه بعض أعماله، فنقل له أنَّه هجاه، فلم يصدق لعدم الموجب، ثم أحضره وسأله، فأنكر فضربه بالدرة فسقطت من عمامته ورقة فيها الهجو الذي نقل عنه، فشهره وحلق لحيته وحبسه إلى أن مات" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. 2469 - السهروردي * المفسر: عمر بن محمد بن عبدِ الله بن عمويه القرشي التيمي البكري السهروردي، ضهاب الدين. ولد: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو زرعة المقدسي، وأَبو الفتوح الطائي وغيرهما. من تلامذته: ابن نقطة، وابن الدبيثي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات الشَّافعية للإسنوي: "كان شيخ الطريقة، ومعدن الحقيقة، إمام وقته لسانا وحالا، علما وعملا .. " أ. هـ. * طبقات الشَّافعية لابن قاضي شهبة: "شيخ شيوخ العارفين بالعراق في زمانه، وصاحب عوارف المعارف في بيان طريقة القوم ... قال ابن النجار: كان شيخ وقته في علم الحقيقة، وانتهت إليه الرئاسة في تربية المريدين ... وظهر له قبول من الخاص والعام ... وصار له أصحاب كالنجوم وبالغ في الثناء عليه .. " أ. هـ. * طبقات الأولياء: "السهروردي -نسبة إلى بليدة عند زنجان من عراق العجم- .. أحد السادات الجامع بين الحقيقة والشريعة والورع والرياضة والتسليك .. وتاب على يديه خلق كثير .. وأنشد يومًا: لا تسقني وحدي فما عودتني ... أني أشح بها على جلاسي أنت الكريم ولا يليق تكرما ... أن يعتر الندماء دور الكأس فتواجد الناس لذلك، وقطعت شعور كثيرة، ومات جمع" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه شافعي مفسر واعظ من كبار الصوفية .. " أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي": (قال -أي السيوطي-: وقال اليافعي في "الإرشاد": اجتمع الشيخان العارفان الإمامان المحقِّقان الربانيان: الشيخ شهاب الدين ¬

_ * وفيات الأعيان (3/ 446)، السير (22/ 373)، العبر (5/ 129)، تاريخ الإسلام (وفيات 632) ط. بشار، تذكرة الحفاظ (4/ 1458)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 143)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 63)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 103)، النجوم (6/ 283)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 12)، طبقات الأولياء (262)، الأعلام (5/ 62)، معجم المؤلفين (2/ 575)، كتاب "تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي" -لإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي- وهو رد على كتاب "تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي" -نشر في مجلة الحكمة العدد (11)، كتاب "عوارف المعارف" للسهرودي، تحقيق د. عبد الحليم محمود، ود. محمود بن الشريف، دار المعارف - القاهرة.

السهروردي، والشيخ محيي الدين بن عربي فأطرق كل واحد منهما ساعة، ثم افترقا من غير كلام. فقيل لابن عربي: ما تقول في الشيخ شهاب الدين السهروردي؟ فقال: مملوء سنة من قرنه إلى قدمه. وقيل للسهروردي: ما تقول في الشيخ محيي الدين بن عربي؟ فقال: بحر الحقائق. أقول -أي إبراهيم الحلبي-: (هذه الحكاية -إن صحت- حملت على ما قبل أن يصل إلى مذهب الوجودية، وإلى الإعتقادات الفاسدة التي أودعها في "الفصوص". قال (أي السيوطي): وبلغني عن بعض الشيوخ الكبار العارفين أنَّه كان يقرأ عليه الأصحاب كلام ابن عربي ويشرحه لهم، فلما حضرته الوفاة نهاهم عن مطالعة كتب ابن عربي، وقال: ما تفهمون مراده ومعاني كلامه؟ أقول (أي إبراهيم الحلبي: إن كانوا حين شرحه لهم، فهموا معناه، فلأي شيء ينهاهم أن يشرحوا لمن يقرُ على ما فهموا؟ وإن لم يكونوا فهموه، فلأي شيءٍ كان يقرئهم، ويشرحه لهم؟ على أن ادعاء عدم فهم مراده دعوى بلا برهان، بل كلامه ظاهر المراد يُفهم بعضه بعضًا) أ. هـ. والآن ننقل ما قاله المترجم له في كتابه "عوارف المعارف" (1/ 172)، وتحت عنوان: في ذكر خرقة المشايخ الصوفية: (لبس الخرقة ارتباط بين الشيخ وبين المريد، تحكيم من المريد للشيخ في نفسه، ولتحكيم سائغ في الشرع لمصالح دنيوية فماذا ينكر للبس الخرقة على طالب صادق في طلبه يقصد شيخًا بحسن ظن وعقيدة، يحكمه في نفسه لمصالح دينه يرشده، ويهديه، ويعرفه طريق المواجيد، ويبصره بآفات النفوس وفساد الأعمال ومداخل العدو. فيسلم نفسه إليه ويستسلم لرأيه واستصوابه في جميع تصاريفه، فيلبسه الخرقة إظهارًا للتصرف فيه: فيكون لبس الخرقة علامة التفويض والتسليم ودخوله في حكم الشيخ دخوله في حكم الله وحكم رسوله وإحياء سنة المبايعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أخبرنا أَبو زرعة قال: أخبرني والدي الحافظ المقدسي قال: أخبرنا أَبو الحسين أحمد بن محمَّد البزاز، قال: أخبرنا أحمد بن محمَّد بن أخي محمّد قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدَّثنا عمرو بن علي بن حفظة قال: سمعت عبد الوهاب الثقفي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة الصامت، قال: أخبرني أبي عن أبيه، قال: "بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحقِّ حيث كنا ولا نخاف في الله لومة لائم". ففي الخرقة معنى المبايعة، والخرقة عَتَبة الدخول في الصحبة، والمقصود الكلي هو الصحبة، وبالصحبة يرجى للمريد كل خير. وروى عن أبي يزيد أنَّه قال: من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان. وحكى الأستاذ أَبو القاسم القشيري عن شيخه

أبي على الدقاق أنَّه قال: الشجرة إذا نبتت بنفسها من غير غارص فإنها تورق ولا تثمر، وهو كما قال: ويجوز أنَّها تثمر كالأشجار التي في الأودية والجبال ولكن لا يكون لفاكهتها طعم فاكهة البساتين، والغرص إذا نقل من موضع إلى موضع آخر يكون أحسن حالًا وكثر ثمرة لدخول التصرف فيه وقد اعتبر الشرع وجود التعليم في الكلب المعلم وأحل ما يقتله، بخلاف غير المعلم. وسمعت كثيرًا من المشايخ يقولون: "من لم ير مفلحًا لا يفلح": ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلقوا العلوم والآداب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما روى عن بعض الصحابة: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل شيء حتَّى الخراءة. فالمريد الصادق إذا دخل تحت حكم الشيخ، وصحبه، وتأدب بآدابه، يسرى من باطن الشيخ حال إلى باطن المريد كسرح يقتبس من سرح، وكلام الشيخ يلقن باطن المريد ويكون مقال الشيخ مستودع نفائس الحال وينتقل الحال من الشيخ إلى المريد بواسطة الصحبة وسماع المقال، ولا يكون هذا إلَّا لمريد حصر نفسه مع الشيخ وانسلخ من إرادة نفسه، وفنى في الشيخ بترك اختيار نفسه. فبالتأليف الإلهي يصير بين الصاحب والمصحوب امتزاج وارتباط بالنسبة الروحية والطهارة الفطرية لم يزل المريد مع الشيخ كذلك متأدبًا بترك الاختبار، حتَّى يرتقي من ترك الاختبار مع الشيخ إلى المريد الاختبار مع الله تعالى، ويفهم من الله كما كان يفهم من الشيخ، ومبدأ هذا الخير كله الصحبة والملازمة للشيوخ، والخرقة مقدمة ذلك. ووجه لبس الخرقة من السنة ما أخبرنا الشيخ أَبو زرعة عن أبيه الحافظ أبي الفضل المقدسي، قال: أخبرنا أَبو بكر أحمد بن عليّ بن خلف الأديب النيسابوري قال: أخبرنا الحاكم أَبو عبدِ الله محمَّد بن عبدِ الله الحافظ قال: أخبرنا محمَّد بن إسحاق قال: أخبرنا أَبو مسلم إبراهيم بن عبدِ الله المصري، قال: حدَّثنا أَبو الوليد قال: حدَّثنا إسحاق بن سعيد قال: حدَّثنا أبي قال: حدثتني أم خالد بنت خالدة قالت: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: من ترون أكسو هذه؟ فسكت القوم، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ائتوني بأم خالد. قالت: فأتي بي، فألبسنيها بيده فقال: أبلى وأخلقي، يقولها مرتين، وجعل ينظر إلى علم في الخميصة أحمر وأصفر، ويقول: يا أم خالد هذا سناه -والسناه، هو الحسن بلسان الحبشة-. ولا خفاء أن لبس الخرقة على الهيئة التي تعتمدها الشيوخ في هذا الزمان لم يكن في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الهيئة والاجتماع لها، والاعتداد بها من استحسان الشيوخ، وأصله من الحديث ما رويناه. والشاهد لذلك أيضًا التحكيم الذي ذكرناه وأي اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتم وأكد من الاقتداء به في دعاء الخلق إلى الحقِّ. وقد ذكر الله تعالى في كلامه القديم تحكيم الأمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحكيم المريد شيخه إحياء سنة ذلك التحكيم، قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبَّكَ لَا

يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}. وسبب نزول هذه الآية أن الزُّبَير بن العوام - رضي الله عنه -، اختصم هو وآخر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شراج من الحرة. والشراج: مسيل الماء -كانا يسقيان به النخل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للزبير: أسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الرجل وقال: قضى رسول الله لابن عمته، فأنزل الله تعالى هذه الآية يعلم فيها الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشرط عليهم في الآية التسليم، وهو الانقياد ظاهرًا، ونفى الحرج، وهو: الانقياد باطنا، وهذا شرط المريد مع الشيخ بعد التحكيم. فلبس الخرقة يزيل اتهام الشيخ عن باطنه في جميع تصاريفه، ويحذر الاعتراض على الشيوخ، فإنه السم القاتل للمريدين. وقل أن يكون المريد يعترض على الشيخ بباطنه فيفلح، ويذكر المريد في كل ما أشكل عليه من تصاريف الشيخ قصة موسى مع الخضر عليه السلام، كيف كان يصدر من الخضر تصاريف ينكرها موسى، ثم لما كشف له عن معناها بأن موسى وجه الصواب في ذلك. فهكذا ينبغي للمريد أن يعلم أن كل تصرف أشكل عليه صحته من الشيخ عند الشيخ فيه بيان وبرهان للصحة، ويد الشيخ في لبس الخرقة تنوب عن يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتسليم المريد له تسليم لله ورسوله، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}. ويأخذ الشيخ على المريد عهد الوفاء بشرائط الخرقة، ويعرفه حقوق الخرقة، فالشيخ للمريد صورة يستشف المريد من وراء هذه الصورة المطالبات الإلهية والمراضى النبوية. ويعتقد المريد أن الشيخ باب فتحه الله تعالى إلى جناب كرمه، منه يدخل، وإليه يرجع وينزل بالشيخ سوانحه ومهامه الدينية والدنيوية ويعتقد أن الشيخ ينزل بالله الكريم ما ينزل المريد به، ويرجع في ذلك إلى الله للمريد كما يرجع المريد إليه. وللشيخ باب مفتوح من المكالمة، والمحادثة في النوم واليقظة فلا يتصرف الشيخ في المريد بهواه، فهو أمانة الله عنده، ويستغيث إلى الله لحوائج المريد كما يستغيث لحوائج نفسه ومهام دينه ودنياه، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}. بإرسال الرسول يختص بالأنبياء والوحي كذلك، والكلام من وراء حجاب بالإلهام والهواتف والمنام، وغير ذلك للشيوخ والراسخين في العلم. وأعلم أن للمريدين مع الشيوخ أوان ارتضاع، وأوان فطام، وقد سبق شرح الولادة المعنوية. فأوان الارتضاع أوان لزوم الصحبة، والشيخ يعلم وقت ذلك، فلا ينبغي للمريد أن يفارق الشيخ إلَّا بإذنه، قال الله تعالى تأديبًا للأمة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ

2470 - الفرغاني

الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)}. وأي أمر جامع أعظم من أمر الدين، فلا يأذن الشيخ للمريد في المفارقة إلَّا بعد علمه بأنه آن له أوان الفطام، وأنه يقدر أن يستقل بنفسه، واستقلاله بنفسه أن ينفتح له باب الفهم من الله تعالى. فإذا بلغ المريد رتبة إنزال الحوائج والمهام بالله، والفهم عن الله تعالى بتعريفاته وتنبيهاته سبحانه وتعالى. لعبده السائل المحتاج فقد بلغ أوان فطامه وحتى فارق قبل أوان الفطام يناله من الإعلان في الطَّرِيقِ بالرجوع إلى الدّنيا ومتابعة الهوى ما ينال المفطوم لغير أوانه في الولادة الطبيعية، وهذا الالتزام بصحبة المشايخ للمريد الحقيقي، والمريد الحقيقي يلبس خرقة الإرادة. واعلم أن الخرقة خرقتان: خرقة الإرادة. وخرقة التبرك" أ. هـ. * قلت: ومن تتبع كتابه هذا، لوجد فيه العجب، من أصول مصطلحات الصوفية التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن سوء الاعتقاد، والركون إلى وساوس ونزغ الشيطان الرجيم، هو الذي جعل مشايخ الصوفية بعد القرون المفضلة وخاصة المتقدمة منها على بون شاسع بين الحقِّ وشرع الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، والباطل الذي هم فيه، ولعل كتبهم وكلامهم وأفعالهم دالة عليهم كوضح الشمس، والله تعالى المستعان. من أقواله: طبقات المفسرين للداودي: (كتب إليه بعضهم: يا سيدي، إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة وإن عملت داخلني العجب، فأيَّما أولى؟ فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله من العجب). وفاته: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "نخبة البيان في تفسير القرآن" و"جذب القلوب إلى مواصلة المحبوب" و"بهجة الأبرار في مناقب الغوث الكيلاني" وغيرها. 2470 - الفَرَغانِيّ * اللغوي: عمر بن محمَّد بن عمر بن محمَّد بن أبي نصر، أَبو حفص، الفرغانيّ الحنفي. من مشايخه: الشهاب السهروردي (¬1)، وأَبو بكر الحازمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قدم بغداد واستوطنها ودرس واشتغل وأفتى. وكان مع تفننه بالعلوم صاحب عبادةٍ وصلاحٍ ونسكٍ، وله النظم والنثر" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الصفدي: كان إمامًا في الفقه والأصول والخلاف والكلام وعلم العربية، وكتب خطًا مليحًا، وله نظم ونثره. وقال: "قدمه في المذهب والحقيقة متمكنة، وكان كثير العبادة، دائم الخلوة، مجردًا عن أسباب الدنيا، مع حسن خُلق وتواضع وشرف نفس ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 225)، تاريخ الإسلام (وفيات 632) ط. بشار. (¬1) الشهاب السهروردي شيخ المترجم له اسمه عمر بن محمد بن عبدِ الله، صوفي، شيخ العارفين كما قال الذهبي في العبر (5/ 129)، وترجمنا له قبل هذا.

2471 - الشلوبين

ولطف طبع" أ. هـ. وفاته: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة. 2471 - الشَّلَوْبين * النحوي، اللغوي: عمر بن محمّد بن عمر بن عبدِ الله الأزدي الأندلسي الإشبيلي، أَبو علي. ولد: سنة (562 هـ) اثنتين وستين وخمسمائة. من مشايخه: الحافظ أَبو بكر بن الجد، وابن بشكوال، وأَبو عبدِ الله بن زرقون وغيرهم. من تلامذته: أَبو بكر بن الصابوني، وأَبو بكر بن سيد النّاس، وأَبو بكر بن يوسف أَبو العافية وغيرهم. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في علم النحو مستحضرًا له غاية الاستحضار .. وقالوا: فيه مع هذه الفضيلة غفلة وصورة بله في الصورة الظاهرة ... " أ. هـ. * صلة الصلة: "كان ذا معرفة بنقد الشعر وغيره بارعًا في التعليم ناصحًا به أبقى الله ما بأيدي أهل المغرب من علم العربية .. " أ. هـ. * الذيل والتكملة: "وسأله أَبو محمّد الحرار عن هذه النسبة: أهي إلى شلوبين الذي بلسان روم الأندلس الأشقر الأزرق أم إلى شلوبانية بلدٍ بساحل غرناطة؟ فقال كان أبي أشقر أزرق وكان خبازًا" أ. هـ ... وكان ذا معرفة بالقراءات حاملًا للآداب واللغات، آخذًا بطرف صالح من رواية الحديث متقدمًا في العربية وله فيها مصنفات نافعة وتنبيهات نبيلة، وشروح واستدراكات وتكملات تصدَّر لتدريسها .. على أن كثيرًا من أهل بلده كانوا يرغبون بأبنائهم عنه ولا يسمحون لهم بالتتلمذ له والقراءة عليه لقبيح لا يليق مثله بأهل العلم نسبوه إليه. وكانوا يميلون بأبنائهم إلى غيره كأبوي الحسن: ابن الدباج وابن عبدِ الله، وأبي بكر بن طلحة قبلهما وغيرهم ممن شهر بالدين والعفاف وتنزه عن التهمة بفساد الخلوة .. وظهرت نجابته قديمًا فقد وقفت على خطي الحافظ أبي بكر بن الجد وأبي الحسن نخبة مجيزين له "كتاب سيبويه" بعد أخذه عنهما بين سماع وقراءة، وقد وصفاه بالأستاذيه وما يناسبها في نبلاء أهل العلم وطلابه وهو ابن (22) سنة وكانت فيه غفلة شديدة صدرت عنه بسببها نوادر غريبة تناقلها النَّاس وتحدثوا بها استطرافًا لها .. " أ. هـ. * الديباج: "كان في العربية بحرًا لا يجاري ... تصدر لإقراء النحو ... " أ. هـ. * البغية: "وكانت فيه غفلة، قعد يومًا إلى جانب نهر وبيده كرَّاسة يطالع فيها، فوقع كرَّاس في الماء فغرقه بآخر" أ. هـ. * الشذرات: "أحد من انتهت إليه معرفة العربية في زمانه .. وكان أسند من بقي بالمغرب .. " أ. هـ. ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 332)، وفيات الأعيان (3/ 451)، صلة الصلة (70)، الذيل والتكملة (5/ 2 / 460)، المختصر في أخبار البشر (3/ 177)، إشارة التعيين (241)، السير (23/ 207)، العبر (5/ 186)، البداية (13/ 185)، الديباج (2/ 78)، النجوم (6/ 358)، البلغة (162)، الشذرات (7/ 402)، روضات الجنات (5/ 314)، شجرة النور (182)، الأعلام (5/ 62)، معجم المؤلفين (2/ 577).

2472 - السكوني

* الأعلام: "من كبار العلماء بالنحو واللغة .. وكان يسب من يمر بذكره من أئمة النحو وغيرهم وتروى عنه حكايات في الغفلة.". أ. هـ. وفاته: سنة، (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "القوانين" في علم العربية، ومختصره "التوطئة" و"شرح المقدمة الجزولية" في النحو كبير وصغير. 2472 - السكوني * المفسر، المقرئ: عمر بن محمّد بن حمد بن خليل، أَبو علي السكوني. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "تكلم فيه الإمام فخر الدين وغيره بما لا يعاب به عالم" أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ من فقهاء المالكية ... " أ. هـ. وفاته: سنة (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "التميز لما أودعه الزمخشري من الاعتزالات في تفسير الكتاب العزيز" صدره بمقدمة عن التوحيد، و"لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام" وغيرهما. 2473 - الدَّمَنهُوري * النحوي، المقرئ: عمر (¬1) بن محمّد بن عليّ بن فتوح، سراج الدين، أَبو حفص، الغزي الدمنهوري الشافعي. ولد: بعد سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. من مشايخه: الشرف محمّد بن عليّ الحسين الشاذلي، والتقي الصائغ، والعلاء القونوي وغيرهم. من تلامدته: أَبو اليمن البصري، والشيخ العراقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص: "الإمام العالم ذو الفضائل .. وكان جيد الديانة جيد الفهم .. وله يد في علوم تصدر بمصر". أ. هـ. * الدرر الكامنة: "حدث وبرع في النحو والقراءات والحديث .. قال الشيخ العراقي: قرأت عليه عدة ختمات وأخذت عنه التجويد". أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الحافظ أَبو الفضل العراقي: برع في النحو والقراءات والحديث والفقه وكان جامعًا للعلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (751 هـ)، وقيل: (752 هـ) إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين وخمسين وسبعمائة. 2474 - الفَارِسْكوري * النحوي، اللغوي: عمر بن محمّد بن أبي بكر، الفارسكوري. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "جنى ثمرات العلوم الرياضية ¬

_ * هدية العارفين (1/ 788)، الأعلام (5/ 63)، معجم المؤلفين (2/ 573)، معجم المفسرين (1/ 401). * بغية الوعاة (2/ 223)، الشذرات (8/ 294)، الدرر الكامنة (3/ 265)، المعجم المختص (128). (¬1) ذكره ابن حجر والذهبي تحت اسم عمر بن محمّد بن علي، سراج الدين أبو حفص الدينوري الشافعي. * خلاصة الأثر (3/ 221)، الأعلام (5/ 64)، معجم المؤلفين (2/ 572).

2475 - الأسكوبي

مع أن أنوارها لم تبرز من الأكمام واجتلى أبكارها وعونها وهي حور مقصورات في الخيام فملك في ذلك الفن خمائله ورياضه". وقال: "وذكر عبد البر الفيومي في (المنتزه) وقال في وصفه: عالم نشرت ألوية فضله على الآفاق وفاضل ظهرت براعة علمه فتحلى بها فضلاء الحذاق له اليد الطولى في العلوم العقلية والنقلية والراحة البيضاء في تعاطي أنواع الفنون الرياضية وبالجملة فهو عالم متضلع وأستاذ قام بالإفادة" أ. هـ. * الأعلام: "أديب من علماء العرببة" أ. هـ. وفاته: سنة (1018 هـ) ثمان عشرة وألف. من مصنفاته: "جوامع الإعراب وهوامع الآداب" نظم في "جمع الجوامع" في النحو وشرحه "همع الهوامع" للسيوطي و"خاتمة جوامع الإعراب" و"السيوف المرهفة في الرد على زندقة المتصوفة". 2475 - الأَسْكُوبي * المفسر: عمر بن محمّد الأسكوبي، الديرهوي، ثم القسطنطيني النقشبندي. كلام العلماء فيه: * هدية العارفين: "الحنفي النقشبندي الخلوتي الناصح الواعظ بجامع آيا صوفية، ومن مشايخ الطريقة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه حنفي واعظ مفسر خلوتي صوفي، من مشايخ الطرق ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1033 هـ) ثلاث وثلاثين وألف. من مصنفاته: "حاشية على البيضاوي" من سورة الرحمن إلى آخر القرآن، و"الحجة المنيرة في بيان الطريقة المنيرة" وغير ذلك. 2476 - عمر المصري * النحوي، المقرئ: عمر بن محمّد البصير الشَّافعي المصري، نزيل حلب. من تلامذته: عمر بن شاهين إمام الرضائية، وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "المقريء المتقن العارف باختلاف القراءات ووجوهها النحوي الكامل العالم العامل ... وقد جمع الله فيه المحاسن والكمالات انفرد بحسن الصوت والألحان الشائقة والعلم التام بتحقِّيق التجويد ومخارج الحروف والإتقان وسرعة استحضار عند جمع وجوه القراءات وطول النفس ... لكنه كان ضنيًا بتعليم القراءات السبع ... قال عمر بن شاهين وكان يتفرس في النجابة وبعد القراءة يعلمني الألحان من رسالة كانت عنده ويعلمني كيفية الانتقال من نغم إلى نغم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1137 هـ) سبع وثلاثين ومائة وألف. ¬

_ * هدية العارفين (1/ 797)، إيضاح المكنون (2/ 167)، معجم المؤلفين (2/ 572)، معجم المفسرين (1/ 401)، كشف الظنون (1/ 631) و (2/ 1367). * سلك الدرر (3/ 188).

2477 - القبيباتي

2477 - القبيباتي * اللغوي، المفسر: عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم القرشي البلخي الأصل، العينتابي ثم الدمشقي، أَبو حفص، زين الدين القبيباتي. ولد: سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: شرف الدين خطيب جامع جراح، والشيخ علاء الدين بن حجي، والبهاء الأخميمي وغيرهم. من تلامذته: ابن قاضي شهبة وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "اشتغل كثيرا وسمع الكثير وعني بالحديث والفقه والأصول والعربية وكان يعمل المواعيد وللناس فيه محبة واعتقاد وقد امتحن مرة بسبب المذهب التيمي ... ثم امتحن بصحبة ولده المنطاش، وكان مسجونا بقلعة دمشق ... قرأت بخط المحدث برهان الدين بحلب: اجتمعت به فوجدته عالما كثير الاستحضار في فنون، منها: التفسير والفقه والأصول، يحفظ متونا كثير جدا، وألفاظ التفسير كما هي ويجود غرائب من المتون وزيادات غريبة يعزوها، ويعرف أسماء الرجال وطبقاتهم، ويتكلم في الصحيح والضعيف، ولم يكن عنده مكر ولا غش، مع الدين والخير وملازمة السنة. انتهى" أ. هـ. * الدرر الكامنة: "قال الشيخ شهاب الدين حجي: كان بارعًا في التفسير يحفظ المتون ويعرف أسماء الرجال ويشارك في العربية وكان مشهورًا بقوة الحفظ وعدم النسيان والقيام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت له سمعة وصيت بسبب ذلك مع الشجاعة والإقدام والصدع بالحقِّ على الصغير والكبير، مع عدم المداراة والمحاباة، ونقموا عليه بأنه كان ممن بالغ في القيام على تاج الدين السبكي لما امتحن، مع أنَّه هو الذي أدخله في الفقهاء، وكان كثير الإقبال على الإشتغال والمطالعة لا يمل مع ذلك وملك من الكتب النفيسة شيئًا كثيرًا فلما امتحن بالمصادرة رهن أكثرها على ذلك وما أفاده بل مات في الاعتقال" أ. هـ. * السلوك: "لم يجلس للوعظ حتَّى حفظ أربعين مجلسا، وبرع في الحديث والفقه والتفسير" أ. هـ. * طبقات الشَّافعية لابن قاضي شهبة: " ... وكان مشهورًا بقوة الحفظ ... كثير الإنكار على أرباب الشبه، شجاعا، مقداما، كثير المساعدة لطلبة العلم. يقول الحقَّ على من كان من غير مداراة في الحقِّ ولا محاباة" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "اشتغل بالحديث وكان يعمل مواعيد نافعة، تفيد الخاصة والعامة وانتفع به خلق كثير من العوام وصار لديهم فضيلة وأفتى وتصدى للإفتاء والافادة" أ. هـ. * الشذرات: "قال الحافظ ابن حجي: برع في ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 401)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 13)، ذيل تذكرة الحفاظ (368)، الشذرات (8/ 554)، الدرر (3/ 271)، إنباء الغمر (3/ 42)، وسماه عمر بن سعيد بن عمر بن بدر ... ، السلوك (3/ 2 / 757)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 214)، الدارس (1/ 40)، الوجيز (1/ 295)، طبقات الحفاظ (398)، معجم المؤلفين (2/ 579).

2478 - زين الدين بن الوردي

علم التفسير، وأما علم الحديث فكان حافظًا للمتون عارفًا بالرجال، وكان سمع الكثير من شيوخنا، وله مشاركة في العربية" أ. هـ. * معجم المفسرين: "محدث، واعظ، مفسر من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (792 هـ) اثنتين وعشرين وسبعمائة. 2478 - زين الدين بن الوَرْدِيّ * النحوي، اللغوي: عمر بن مظفر بن عمر بن محمَّد بن أبي الفوارس بن الوردي، المعري، زين الدين الحلبي، الشافعي. ولد: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة. من مشايخه: قرأ على الشرف البارزي، وأخذ عن الفخر خطيب جبرين وغيرهما. من تلامذته: أَبو اليسر بن الصائغ الدمشقي وغيره. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "كان إمامًا بارعًا في اللغة والفقه والنحو والأدب متفننًا في العلم" أ. هـ. * الأعلام: "شاعر أديب مؤرخ .. " أ. هـ. * أعلام النبلاء: "وذكر الصفدي في أعيان العصر أنَّه اختلس معاني شعره وأنشد في ذلك شيئًا كثيرًا، ولم يات بدليل على أن ابن الوردي هو المختلس، بل المتبادر إلى الذهن عكس ذلك، نعم استشهد الصفدي على صحة دعواه بقول ابن الوردي: وأسرق ما أردت من المعاني ... فإن فقت القديم حمدت سيري وإن ساويته نظمًا فحسي ... مساواة القديم وذا الخيري وإن كان القديم أتمّ معنى ... فهذا مبلغي ومسطار طيري وإن الدرهم المضروب باسمي ... أحبَّ إليَّ من دينار غيري ومما أورده الصفدي قوله: سل الله ربك من فضله ... إذا عرضت حاجة مقلقه ولا تقصد الترك فِي حاجة ... فأعينهم أعين ضيقة فزعم أنهما من قول الصفدي: اترك هوى الأتراك إن شئت أن ... لا تبتلى فيهم بهمّ وضيرهْ ولا ترجِّ الجود من وصلهم ... ما ضاقت الأعين منهم لخيره من أقواله: الشذرات: ومن شعره وقد مرَّ به غلام جميل له قرط: مرَّ بنا مُقر طقُ ... ووجههُ يحكي العمر ¬

_ * فوات الوفيات (3/ 157)، الدرر (3/ 272)، النجوم (10/ 240)، بغية الوعاة (2/ 226)، الشذرات (8/ 275)، البدر الطالع (1/ 514)، روضات الجنات (5/ 317) أعلام النبلاء (5/ 7)، الأعلام (5/ 67)، معجم المؤلفين (2/ 580)، أعيان العصر (2/ 307) مخطوط.

2479 - البهادري

هذا أَبو لؤلؤةٍ ... منه خذو ثأر عُمَر أعلام النبلاء: "وقال في ديوانه: جدي هو الصديق واسمي عمر ... وابني أَبو بكر وبنتي عائشة لكن يزيد ناقص عندي ففي ... ظلم الحسين ألف ألف فاحشة وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك" و"اللباب في علم الأعراب" و"منطق الطير" في التصوف و"الشهاب الثاقب" تصوف وغيرها. 2479 - البَهادِرِي * النحوي، اللغوي: عمر بن منصور بن عبد الله، الشيخ سراج الدين، البهادري الحنفي. ولد: سنة (762 هـ) اثنتين وست وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان إمامًا بارعًا في الفقه والنحو واللغة انتهت إليه الرئاسة في الطب وتقدم فيه على أقرانه حفظًا واستحضارًا .. " أ. هـ. * الشذرات: "كان شيخًا معتدل القامة، مصفر اللون جدًّا، وكان مع تقدمه في علم الطب غير ماهر بالمداواة يفوته أقل تلامذته لقلة مباشرته لذلك، فإنه لم يتكسب بهذه الصناعة، وناب في الحكم". أ. هـ. وفاته: سنة (834 هـ) أربع وثلاثين وثمانمائة. 2480 - عمر بن هارون * المقرئ: عمر بن هارون بن يزيد بن جابر، الثقفي بالولاء، البلخي. ولد: سنة (128 هـ) ثمان وعشرين ومائة. من مشايخه: جعفر الصادق، وأسامة بن زيد الليثي، والأوزاعي، وشعبة، وأكثر عن ابن جريج وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن حنبل، وقتيبة بن سعيد، ونصر بن عليّ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "الإمام عالم خراسان أَبو حفص الثقفي مولاهم البلخي المقريء المحدث إلى أن قال: روى عنه خلق كثير إلَّا إنه على سعة علمه سيء الحفظ فلم يرده حجة ولا عمدة .. وذكر أن ابن جريج تزوج بأمه أو بأخته فلذلك أكثر عنه. وقال أَبو عاصم: كان عندنا أحسن أخذًا من ابن المبارك أ. هـ. وقال قتيبة بن سعيد: كان عمر بن هارون شديدًا على المرجنة ويذكر مساوئهم وبلاياهم فكانت بينهم عداوة لذلك قال: وكان ¬

_ * السلوك (4/ 2 / 862)، إنباء الغمر (8/ 242)، النجوم (14/ 336)؛ الضوء (6/ 139)، الوجيز (2/ 516)، الشذرات (9/ 303)، معجم الأطباء (323). * التاريخ الكبير (6/ 204)، تهذيب الكمال (21/ 520)، تقريب التهذيب (728)، طبقات ابن سعد (7/ 374)، الجرح والتعديل (6/ 140)، تاريخ بغداد (11/ 187)، السير (9/ 267)، العبر (1/ 316)، تذكرة الحفاظ (1/ 340)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 194) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (5/ 275)، غاية النهاية (1/ 598)، تهذيب التهذيب (7/ 441)، طبقات الحفاظ (142)، الشذرات (2/ 443)؛ الأعلام (5/ 68).

2481 - أبو حفص البغدادي

أعلم النَّاس بالقراءات أ. هـ.، قال ابن مهدي: ما كان عندنا بمتهم أ. هـ. قال أحمد: لا أدري عنه وقد أكثرت عنه ولكن كان ابن مهدي يقول: لم يكن له قيمة عندي. أ. هـ. قال ابن حبان: كذاب خبيث ليس حديثه بشيء. وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال مرة: ضعيف، وقال أخرى: كذاب، وتركه أَبو علي الحافظ والنَّسائي وضعفه أَبو إسحاق الجوزجاني وزكريا السَّاجي والدارقطني. قال ابن سعد: كتب الناس عنه كثيرًا وتركوا حديثه. قال ابن حبان: كان صاحب سنة وفضل وسخاء: وكان أهل بلده يبغضونه لتعصبه في السنة وذبُّه عنها، ولكن كان شأنه في الحديث ما وصفت -تقدم قوله فيه- والمناكير في حديثه تدل على صحة ما قاله -يحيى بن معين فيه- تقدم قوله -وقد حسن القول فيه جماعة من شيوخنا كان يصلهم كل سنة بصلات كبيرة من الدراهم والثياب" أ. هـ. بتصرف "من السير" قلت: وخلاصة القول فيه: أنَّه من أهل السنة وكان إمامًا مقرئًا، بل من شيوخ المقرئين. لكنه ضعيف بل متروك الحديث. والله أعلم. * تاريخ الإسلام: "قال النَّسائي، وجماعة: متروك، وبعضهم كذَّبه". وقال: "قلت -أي الذهبي- قد طول شيخنا أَبو الحَجَّاج ترجمته، وهو مع ضعفه حافظ وإمام مقرئ مكثر" أ. هـ. * غاية النهاية: "شيخ بلخ ومقرئها ومحدثها .. قال قتيبة: كان من أعلم النَّاس بالقراءات وكان القراء يقرؤون عليه ويختلفون إليه في حروف القرآن، قال الذهبي: هو متروك الحديث واه مع سعة ما روى" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "متروك، وكان حافظًا من كبار التاسعة" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات واسع الرواية للحديث. كان شيخ بلخ ومقرئها ومحدثها" أ. هـ. وفاته: (194 هـ) أربع وتسعين ومائة. 2481 - أَبو حفص البغدادي * المقرئ: عمر بن يوسف بن محمّد بن نَيرُوز، أَبو حفص البغدادي. ولد: سنة (541 هـ) إحدى وأربعين وخسمائة. من مشايخه: عليّ بن عساكر البطائحي، وأَبو الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت وغيرهم. من تلامذته: الدبيثي، وابن النجار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الدبيثي: كان خيرًا ثقة" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ثقة، قال ابن النجار: كتبت عنه وكان مقرئًا مجودًا فاضلًا دينًا صالحًا صدوقًا سليم الباطن والظاهر مشتغلًا بنفسه حسن الأخلاق" أ. هـ. وفاته: سنة (611 هـ) إحدى عشرة وستمائة. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 611) ط. تدمري، غاية النهاية (1/ 599).

2482 - البسلقوني

2482 - البَسْلُقوني * النحوي، المفسر: عمر بن يوسف بن عبد الله بن محمّد بن خلف بن غالي بن محمَّد تميم السراج، أَبو علي بن أبي كافل، القبايلي اللخمي السكندري المالكي، ويعرف بالبسلقوني. ولد: سنة (761 هـ) إحدى وستين وسبعمائة. من مشايخه: أخذ النحو عن الشمس محمَّد بن عليّ الفلاحي، ومنصور بن عبد الله المغربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "قال عنه البقاعي: العلامة الثقة الضابط". وقال أيضًا: "رأيته إنسانًا جدًّا عنده مروءة وعقل معيشي وأدب وكيس وهو ضابط متقن ثقة متيقظ قال وربما يقع له البيت المكسور فيخبر به فينكر أن يكون مكسورًا ولا يرجع، قلت -أي السخاوي- وكأنه لعدم وثوقه بالمخبر". وقال: "كان نحويًّا مفسرًا عارفًا بالعربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: نظم في العربية عدة أراجيز وقصيدة على نحو الشاطبية في مائة بيت غريبة في فنها سماها بعض أصحابه العمرية. فسَّر الفاتحة وجزء عم في مجلد سماه بعضهم سراج الأغراب في التفسير والمعاني والبيان شحنه فوائد وأجاد فيه. 2483 - الزَّيني * المفسر: عمر بن يونس بن عمر بن جربعا الزيني العمري، المعروف بالنحيفي. من مشايخه: أحمد بن العز السنباطي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "شاب حسن الشكالة، كتب الخط الحسن، وتردد إليه الزين قاسم الحنفي لإقرائه وأعانه على تفسير سورة الكهف ... وأرسله الأشرف قايتباي إلى الشام في بعض الأشغال الخصوصية، كانت له بأبيه، وسيرته ذميمة، وفاقته متجددة ثم صاهره التقي بن الزيتوني على ابنته وشبه الشيء منجذب إليه" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (900 هـ) تسعمائة. من مصنفاته: "إغاثة اللهف في تفسير سورة الكهف"، و"مطالع الكشف لمطالع الكهف" وغير ذلك. 2484 - الجَلجُولي * المقرئ: عمران بن إدريس بن معمر الجلجولي، ثم الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (734 هـ) أربع وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: ابن اللبان، وابن السلار، وتاج ¬

_ * الضوء (6/ 142)، نيل الابتهاج (193)، شجرة النور (242)، وفيه ولد سنة (771 هـ)، معجم المؤلفين (2/ 581)، معجم المفسرين (1/ 402). * الضوء اللامع (6/ 144)، كشف الظنون (1/ 129، 434) و (2/ 1718)، هدية العارفين (1/ 796)، معجم المفسرين (1/ 403). * غاية النهاية (1/ 603)، إنباء الغمر (4/ 306)، الضوء (6/ 63)، الشذرات (9/ 54).

2485 - السلاوي

الدين السبكي وغيرهم. من تلامذته: عُثمَان بن الصلف وابن الجزري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "حصل له ثقل في لسانه فكان لا يفصح بالكلام إلَّا إذا قرأ فإنه يقرأ جيدًا واشتغل في الفقه. قال ابن حجي لم يكن مشكورًا في ولايته ولا شهاداته وكان يلبس دلقًا ويرخي في عذبة عن يساره، وينظم نظمًا ركيكًا، وكان فقير النفس لا يزال يظهر الفاقة وإذا حصلت له وظيفة نزل عنها وكان كثير الأكل جدًّا وكان يقرأ حسنًا مات بعد الكائنة العظمى .. " أ. هـ. * الضوء: "لم نجد له شيئًا على قدر سنة ولم يكن محمودًا" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 2485 - السَّلاوي * النحوي، المفسر عمران بن موسى بن ميمون الهواري السلاوي، أَبو موسى. من مشايخه: أَبو القاسم بن سمحون، وأَبو عبد الله بن الفخار المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزُّبَير: كان مفسرًا حافظًا أديبًا، نحويًّا، أقرأ العربية بغرناطة، وكان أخذها - فيما أظن - عن ابن خروف" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. 2486 - الجاحِظْ * النحوي، اللغوي، المفسر: عمرو بن بحر بن محبوب، أَبو عُثْمَان البصري ويعرف بالجاحظ. ولد: سنة (163 هـ) ثلاث وستين ومائة. من مشايخه: ثمامة بن أشرس، وأخذ عن النظام وغيرهما. من تلامذته: أَبو العيناء وأَبو بكر بن أبي داود وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال الخطيب: .. إنه كان لا يصلي .. " أ. هـ. * الفهرست لابن النديم: "قال محمد بن يزيد النحوي: ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة، الجاحظ، والفتح بن خاقان، وإسماعيل بن إسحاق القاضي فأما الجاحظ، فإنه كان إذا وقع بيده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي كتاب كان .. ". أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "البصري المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف المشهورة". ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 233)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 21)، معجم المفسرين (1/ 403). * تاريخ بغداد (12/ 212)، معجم الأدباء (5/ 2101)، وفيات الأعيان (3/ 470)، درء تعارض العقل والنقل (9/ 48)، السير (11/ 526)، العبر (1/ 456)، البداية (11/ 22)، ميزان الاعتدال (5/ 300)، لسان الميزان (4/ 408)، بغية الوعاة (2/ 228)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 16)، الشذرات (3/ 231)، روضات الجنات (5/ 324)، الأعلام (5/ 74)، معجم المؤلفين (2/ 582)، معجم المفسرين (1/ 403)، تاريخ الإسلام (وفيات 250) ط. تدمري، الفهرست لابن النديم (208)، الكامل (7/ 217)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 146).

وقال: "كان واسع النقل كثير الاطلاع. من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم. قال أَبو العباس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون" أ. هـ. * السير: "العلامة المتبحر صاحب التصانيف أحد الأذكياء الأخباري المعتزلي .. كان ماجنا قليل الدين له نوادر ... ومن مقالاته: وما كان حقِّي -وأنا واضع هذين الكتابين في خلق القرآن: وهو المعنى الذي يكثره أمير المؤمنين ويعزه، وفي فضل ما بين بني هاشم وعبد شمس ومخزوم- إلَّا أن أقعد فوق السماكين، بل فوق العيوق، أو أبحر في الكبريت الأحمر، وأقود العنقاء بزمام إلى الملك الأكبر أ. هـ ... وهو معتزلي معروف بذلك من أئمتهم ... -ثم قال الذهبي- كفانا الجاحظ المؤونة، فما روى من الحديث إلَّا النزر اليسير، ولا هو بمتهم في الحديث بلى في النفس من حكاياته ولهجته، فربما جازف، وتلطخه بغير بدعة أمر واضح، ولكنه أخباري علامة صاحب فنون وأدب باهر وذكاء بين عفا الله عنه .... قيل: لم يقع بيده كتاب قط إلَّا استوفى قراءته، حتَّى إنه كان يكتري دكاكين الكتبيين، ويبيت فيها للمطالعة وكان داهية في الحفظ" أ. هـ. * "درء تعارض العقل والنقل" قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قالت طائفة من المعتزلة منهم الجاحظ: معرفة الله تقع ضرورة في طباع نامية عقب النظر والاستدلال" أ. هـ. * البداية: "وكان شنيع المنظر سيء المختبر رديء الاعتقاد، ينسب إلى البدع والضلالات، وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال حتَّى قيل في المثل (يا ويح من كفره الجاحظ) أ. هـ. * لسان الميزان: "قال ثعلب: ليس بثقة، ولا مأمون. قلت -أي ابن حجر- وكان من أئمة البدع". وقال: "قال ابن خشبة في (اختلال الحديث): ثم نصير إلى الجاحظ، وهو أحسنهم للحجة استنارة، وأشدهم تلطفًا لتعظيم الصغير حتَّى يعظم، وتصغير العظيم حتَّى يصغر ويكمل الشيء وينقصه فنجده مرة يحتج للعثمانية على الرافضة، ومرة للزندقة على أهل السنة، ومرة يفضل عليا، ومرة يؤخره ... وهو مع هذا أكذب الأمة، وأوضعهم لحديث وأنصرهم للباطل". ثم قال: "قال ثعلب: كان كذابا على الله، وعلى رسوله، وعلى الناس" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "قال الخطابي: هو مغموص في دينه ... وذكر أَبو الفرج الأصبهاني: أنَّه كان يرمى بالزندقة .. قال الجماز ... ويستهزئ بالحديث استهزاءًا لا يخفى على أهل العلم. وهو مع هذا كذب الأمة، وأوضعهم لحديث، وأنصرهم لباطل أ. هـ. وقال ابن حزم في الملل والنحل: كان أحد المجان الضلال غلب عليه الهزل" أ. هـ. * الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات، في معرض كلامه عن المعتزلة: "أذكر منهم الجاحظ الذي قال: فما الحكم القاطع إلَّا للذهن، وما الاستبانة الصحيحة إلَّا للعقل" أ. هـ. فجعل الدليل القطعي والاستدلال الصحيح محصورًا في عقله ومقصورا عليه ... وفي هذا إساءة أدب مع الوحي بقسميه الكتاب والسنة فهما غير قطعيين عند الجاحظ، كما يفهم من

2487 - البهراني

كلامه". أ. هـ. وفاته: سنة (255 هـ)، وقيل: (250 هـ) خمس وخمسن، وقيل: خمسين ومائتين. من مصنفاته: "مسائل القرآن" و"فضيلة المعتزلة" و"الحيوان" و"البيان والتبيين" و"النبي والمتنبي". 2487 - البَهْراني * اللغوي، المقرئ: عمرو بن زكريا بن بطَّال، البهراني اللبلي الإشبيلي، أَبو الحكم. من مشايخه: ابن الأخضر، وأَبو بكر بن العربي وغيرهما. من تلامذته: أَبو بكر بن يحيى بن محمّد الهوزني، وأَبو زيد العباس ابنا خليل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان من مهرة المقرئين وفضلائهم" أ. هـ. * الذيل والتكملة: "كان مقرئًا مجودًا فاضلًا فقيهًا حافظًا، ولي قضاء بلده وخطب بجامعه واستشهد في الكائنة على أهله" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزُّبَير: كان متقدمًا في علم العربية والآداب واللغة وإليه المنتهى في القراءات بعد شيخه شريح وكان من الزهاد الأخيار ومعتمدًا عليه علمًا ودينًا، أخذ عن عالم كثير، ورحل إليه الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (549 هـ) تسع وأربعين وخمسمائة. 2488 - عَمرو بن عُبيد * المفسر: عمرو بن عبيد بن باب التميمي بالولاء، أَبو عُثْمَان البصري، المعتزلي. ولد: سنة (80 هـ) ثمانين. من مشايخه: الحسن البصري ثم تركه، فكان واصل بن عطاء شيخه في اعتزاله، وغيرهما. من تلامذته: ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعلي بن عاصم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "معتزلي صاحب رأي، ليس بشيء في الحديث" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "حدَّثنا عبد الرحمن حدَّثنا أبي حدَّثنا نعيم بن حمَّاد حدثني أَبو داود الطيالسي عن شعبة عن يونس قال: كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان عمرو يسكن البصرة وجالس الحسن البصري وحفظ عنه، واشتهر بصحبته ثم أزاله واصل بن عطاء عن مذهب ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 228)، وفيه البرهان بدل البهراني، الذيل والتكملة (5/ 2 / 477)، تكملة الصلة (4/ 27). * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشر) ط. تدمري، الجرح والتعديل (3/ 1 / 246)، ميزان الاعتدال (5/ 329)، تهذيب الكمال (22/ 123)، تهذيب التهذيب (8/ 62)، تقريب التهذيب (740)، المعارف (482)، تاريخ بغداد (12/ 166)، وفيات الأعيان (3/ 460)، العبر (1/ 193)، السير (6/ 104)، غاية النهاية (1/ 602)، الشذرات (2/ 196)، طبقات ابن سعد (7/ 273)، البداية والنهاية (10/ 78)، وفيه اسمه عمرو بن عبيد بن ثوبان ويقال ابن كيسان توفي سنة (142 هـ)، هدية العارفين (1/ 802)، الأعلام (5/ 81)، معجم المؤلفين (2/ 584)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 148).

أهل السنة، فقال بالقدر ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن، وكان له سمعة وإظهار وزهد ويقال إنه قدم بغداد على أبي جعفر المنصور، وقيل إنه اجتمع مع المنصور بغير بغداد والله أعلم" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "شيخ القدرية والمعتزلة ... ". وقال: "قال أَبو الحسن الميموني، عن أحمد بن حنبل: ليس بأصل أن يحدث عنه وقال عبَّاس الدوري: عن يحيى بن معين: ليس بشيء وقال عمرو بن علي: متروك الحديث، صاحب بدعة. وقال أَبو عبيد الآجري: عن أبي داود: أَبو حنيفة خير من ألف مثل عمرو بن عبيد وقال النَّسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه". ثم قال: "قال نُعيم بن حمَّاد: قلت لابن المبارك: لأي شيء تركوا عمرو بن عبيد؛ قال: إن عمرًا كان يدعو إلى القدر" أ. هـ. * السير: "الزاهد، العابد، القدري، كبير المعتزلة، وأولهم". قال: "قال معاذ بن معاذ: سمعت عمرًا يقول: إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} في اللوح المحفوظ، فما لله على ابن آدم حجة. وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق، فقال: لو سمعت الأعمَش يقوله لكذبته إلى أن قال: ولو سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله لرددته". قلت: وأيضًا زاد: "ولو سمعت الله يقول هذا لقلت: ما على هذا أخذت علينا الميثاق. فقال ابن كثير في تاريخه بعد هذا الكلام: "وهذا من أقبح الكفر لعنه الله إن كان قال هذا. وإذا كان مكذوبًا عليه فعلى من كذبه عليه ما يستحقه". وقال صاحب السير: "قال ابن عطية: أول من تكلم في الاعتزال واصل الغزال، فدخل معه عمرو بن عبيد، فأعجب به وزوجه أخته". ثم قال: "وقد كان المنصور يُعظم ابن عُبيد ويقول: كُلُّكم يمشي رُوَيد ... كُلُّكم يَطْلُبُ صَيد غير عمرو بن عبيد قلت -أي الذهبي-: اغتر بزهده وإخلاصه، وأغفل بدعته". قال ابن كثير -معقبًا على كلام المنصور: "ولو تبصر المنصور لعلم أن كل واحد من أولئك القراء خير من ملء الأرض مثل عمرو بن عبيد، والزهد لا يدل على صلاح، فإن بعض الرهبان قد يكون عنده من الزهد ما لا يطيقه عمرو ولا كثير من المسلمين في زمانه ... " أ. هـ. ثم قال الذهبي: "قال أحمد بن أبي خيثمة في (تاريخه): سمعتُ ابن معين يقول: كان عمرو بن عبيد من الدهرية" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: كان عمرو بن عبيد رجل سوء من الدهرية. قلت: وما الدهرية؟ قال: الذين يقولون: لا شيء إنما الناس مثل الزرع، وكان يرى السيف. قال المؤلف -أي الذهبي-: لعن الله الدهرية، فإنهم كفار، وما كان عمرو هكذا" أ. هـ. * البداية والنهاية: "من أبناء فارس، شيخ القدرية والمعتزلة ... وقد ضعفه غير واحد من

2489 - سيبويه

أئمة الجرح والتعديل، وأثنى عليه آخرون في عبادته وزهده وتقشفه، قال الحسن البصري: هذا سيد شباب القراء ما لم يُحدث، قالوا: فأحدث والله أشد الحدث. وقال ابن حبان: كان من أهل الورع والعبادة إلى أن أحدث ما أحدث واعتزل مجلس الحسن هو وجماعة فسموا المعتزلة، وكان يشتم الصحابة ويكذب في الحديث وهمًا ولا تعمدًا". ثم قال: "وقد رؤيت له منامات قبيحة ... وأشرنا ها هنا إلى نبذ من حاله ليعرف فلا يغتر به والله أعلم" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال الساجي: وكان الحسن وأيوب وابن عون وسليمان التيمي ويونس بن عبيد يذمون عمرًا، وينهون النَّاس عنه وكانوا أعلم به ... قال الساجي: وله مثالب يطول ذكرها، وحديثه لا يشبه رؤية أهل البيت". ثم قال: "والكلام فيه والطعن عليه كثيرًا جدًّا" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "المعتزلي المشهور، كان داعية إلى بدعته، اتهمه جماعة مع أنَّه كان عابدًا" أ. هـ. * الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "رأس المعتزلة وكبيرهم. داعية من دعاة الاعتزال والقدر. قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: إمام الكلام وداعية الزندقة الأول، ورأس المعتزلة ... وهو الذي لعنه إمام أهل الأثر مالك بن أَنس الأصبحي، وإمام أهل الرأي النعمان بن ثابت الكوفي أَبو حنيفة، وحذر منه إمام أهل المشرق عبد الله بن المبارك الحنظلي أ. هـ. ويشهد عليه الإمام يحيى بن معين أنَّه من الدهرية" أ. هـ. وفاته: سنة (144 هـ) أربع وأربعين ومائة. من مصنفاته: كتاب العدل، والتوحيد، وكتاب الرد على القدرية، وله تفسير القرآن كتبه عن الحسن البصري وغير ذلك. 2489 - سِيبَويه * النحوي، اللغوي: عمرو بن عُثْمَان بن قنبر، أَبو بشر الفارسي، ثم البصري، ويعرف بشبويه. ولد: سنة (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة. من مشايخه: الخليل بن أحمد الفراهيدي وعيسى بن عمرو ويونس بن حبيب وغيرهم. من تلامذته: سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط ومحمد بن المستنير قطرب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان يطلب الآثار والفقه ثم صحب الخليل بن أحمد فبرع في النحو قال ¬

_ * تاريخ بغداد (12/ 195)، المنتظم (9/ 53)، إنباه الرواة (2/ 346)، معجم الأدباء (5/ 2122)، وفيات الأعيان (3/ 463)، إشارة التعيين (242)، السير (8/ 351)، العبر (1/ 278)، البداية (10/ 782) و (11/ 74)، البلغة (163)، النجوم (2/ 99)، مفتاح السعادة (1/ 153)، الشذرات (2/ 277)، بغية (2/ 229)، روضات الجنات (5/ 319)، الأعلام (5/ 81)، معجم المؤلفين (2/ 584)، "في أصول النحو" لسعيد الأفغاني (103) تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثامنة عشرة) ط. تدمري، الفهرست لابن النديم (51)، الإكمال (4/ 419)، الكامل (6/ 50)، كشف الظنون (2/ 1426)، "سيبويه إمام النحاة" تأليف علي النجدي ناصف - مطبعة لجنة البيان العربي - القاهرة.

إبراهيم الحربي: سمي سيبويه سيبويه، لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحة .. وكان أفهم النَّاس بالنحو ويقال إن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة". أ. هـ. * المنتظم: "وكان سيبويه يصحب المحدثين والفقهاء ويطلب الآثار، وكان يستملي على حمَّاد بن سلمة، فلحن في حرف، فعابه حمَّاد فأنف من ذلك، ولزم الخليل فبرع في النحو، وقدم بغداد وناظر الكسائي ... وصنف كتابه المشهور ... قال ثعلب: اجتمع أربعون نفسًا حتَّى عملوا كتاب سيبويه هو أحدهم وهو أصول الخليل، ونكته فادعاه سيبويه، وأنا أستبعد هذا لأن مثله لا يخفى والكل قد سلموا للرجل .. " أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان أعلم المتقدمين والمتأخرين بالنحو ولم يوضع فيه مثل كتابه ... وقال أَبو زيد الأنصاري: كان سيبويه غلامًا يأتي مجلسي وله ذؤابتان فإذا سمعته يقول: حدثني من أثق بعربيته، فإنما يعنيني .. " أ. هـ. * السير: "إمام النحو حجة العرب عاش اثنتين وثلاثين سنة" أ. هـ. قلت: وكان سيبويه ملازمًا لحماد بن سلمة ينهل من علمه، وحماد من أئمة أهل السنة شديد على أهل البدع. وكان سيبويه يستملي الحديث على حمَّاد بن سلمة فبينما هو يستملي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من أصحابي إلَّا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء" فقال سيبويه: "ليس أَبو الدرداء" وظنه اسم ليس فقال حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، وإنما "ليس" ها هنا استثناء: فقال: لا جرم سأطلب علمًا لا تلحنني فيه. فلزم الخليل فبرع. ولذا نرى مشايخ سيبوه الذين لازمهم واستفاد منهم هم من أئمة أهل السنة كالخليل ويونس بن حبيب وحماد وغيرهم بل كان الخليل إذا أقبل عليه سيبويه قال: "مرحبًا بزائر لا يمل! " قال أَبو عمرو المخزومي: ما سمعت الخليل يقولها إلَّا لسيبويه والخليل معروف في محاربته لأهل البدع والأهواء ونصرته لأهل السنة". "كنا نجلس مع سيبويه في الجلس وكان شابًّا جميلًا نظيفًا قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب بهم في كل أدب مع حداثة سنه وقيل: كان فيه مع فرط ذكائه حبسة في عباراته، وانطلاق في قلمه. " أ. هـ. * البداية: "لقب بسيبويه لجماله وحمرة وجنتيه حتَّى كانتا كالتفاحتين وسيبويه بلغة فارس رائحة التفاح ... ". وقال: "فبرع في النحو ودخل بغداد وناظر الكسائي. وكان سيبويه شابًّا حسنًا جميلًا نظيفًا" أ. هـ. * الشذرات: "قال المبرد: كان سيبويه وحماد بن سلمة، أعلم بالنحو من النضر بن شميل والأخفش" أ. هـ. * الأعلام: "إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو .. " أ. هـ. * قلت: وذكر الشيخ سعيد الأفغاني في كتابه "في أصول النحو" (ص 102) عن سيبويه: أنَّه كان من المعتزلة قال: "وإذا عرفت أن القياس أداته العقلُ وأن أئمة القياس في النحو سيبويه والفراء وأَبو على الفارسي والرماني وابن جني

2490 - الفلاس

والزمخشري وأضرابهم كلهم كانوا معتزلة" أ. هـ. قلت: لقد تتبعت كتب التراجم للمتقدمين والمتأخرين فيما استطعت أن أصل إليها لكل من ترجموا لسيبويه لم يذكر واحد منهم أن سيبويه ينتحل هذا المذهب - مذهب الاعتزال - فما أدري من أين نقل الشيخ سعيد الأفغاني أنَّه كان معتزليًا! بل إنه استنتجه استنتاجًا لقوله السابق عن القياس والعقل، وهذا ليس دليلًا على أن كل من قاس بعقله هو معتزلي، أو على أصولهم فهذا الإمام الأعظم أَبو حنيفة فقهه مشهور على القياس والرأي، وما كان معتزليًا؛ وشيخ الإسلام ابن تيمية جعل كتابًا دفع فيه التعارض بين العقل والنقل وسماه: "درء تعارض العقل والنقل"، وأيضًا لا يقاس أحد على آخر على ما يتساوون في العلوم، ولذلك بأن كان الزمخشري أنحى وقته وهو رأس المعتزلة لا يعني أن سيبويه سابقه مثله على مذهبه، فهذا قياس باطل وليس عليه دليل، وإنَّما يقال عندما نجد للرجل قولًا أو أصلًا يذهب به إلى أحد مذاهب المسلمين، والله تعالى الموفق. * السير: "مناظرته مع الكسائي والفراء في مسألة الزنبور والنحلة عند يحيى البرمكي، قال الذهبي: هي كذب" أ. هـ. وفاته: سنة (180 هـ) ثمانين ومائة. من مصنفاته: صنف في النحو كتابيًا لا يلحق شأوه، وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمزوا في لجج بحره، واستخرجوا من درره ولم يبلغوا إلى قعره. 2490 - الفَلَّاس * المفسر: عمرو بن عليّ بن بحر بن كُنيز (¬1)، أَبو حفص الباهلي الصيرفي الفلاس (¬2). من مشايخه: سفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، وسفيان بن حبيب وخلق كثير. من تلامذته: عفان بن مسلم، وأَبو زرعة، وأَبو حَاتِم الرازيان وغيرهم كثير. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدَّثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: كان عمرو بن عليّ أرشق من عليّ بن المديني وهو بصري صدوقًا" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان من نبلاء المحدثين .. " أ. هـ. * المنتظم: "وكان الفلاس إمامًا حافظًا ثقة، ومدحه رجل فقال: يرم الحديث بإسنادهِ ... ويمسك عنه إذا ما وهم ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 405)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 19)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة والعشرين) ط. تدمري، الجرح والتعديل (3/ 1 / 249)، الثقات لابن حبان (8/ 487)، تاريخ بغداد (12/ 207)، الأنساب (4/ 414)، الإكمال (7/ 89)، وفيات الأعيان (5/ 256)، تهذيب الكمال (22/ 162)، السير (11/ 470)، العبر (1/ 454)، تهذيب التهذيب (8/ 70)، تقريب التهذيب (741)، النجوم (2/ 330)، طبقات الحفاظ (211)، الشذرات (3/ 228)، المنتظم (12/ 31)، تذكرة الحفاظ (2/ 487). (¬1) ابن كنيز: بضم الأول وفتع النون وسكون الياء، وذكره ابن الجوزي في المنتظم بـ (كثير). (¬2) الفلاس: بفتح الفاء وتشديد اللام ألف ... هذه النسبة إلى بيع الفلوس وكان صيرفيًا واشتهر بهذه النسبة أ. هـ. من الأنساب.

2491 - الأسواري

ولو شاء قال ولكنه ... يخاف التزيُّد فيما عُلم" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال النسائي: ثقة، صاحب حديث، حافظ" أ. هـ. * السير: "وقد ذكره أَبو زرعة فقال: ذاك من فرسان الحديث، ولم تر بالبصرة أحفظ منه ومن علي بن المديني والشَّاذكوني". وقال: "قال ابن إشكاب الحافظ، ما رأيت مثل أبي حفص الفلاس كل يحسن كل شيء، وبلغنا عن أبي حفص قال: ما كنت فلاسًا قط" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "وقال الدَّارَقُطني: وإن من الحفاظ وبعض أصحاب الحديث يفضلونه على ابن المديني، ويتعصبون له ... وهو إمام متقنًا. ثم قال: "وقال صالح جزرة: ما رأيت في المحدثين بالبصرة أكيس من خياط ومن أبي حفص الفلاس، وكانا جميعًا متهمين، وما رأيت بالبصرة مثل ابن عرعرة وكان أَبو حفص أرجح عندي منهما". وقال: "وقال مسلمة بن قاسم: ثقة حافظ وقد تكلم فيه علي بن المديني وطعن في روايته عن يزيد بن زريع انتهى وإنما طعن في روايته عن يزيد لأنَّه استصغره فيه، وفي الزهرة .... " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة حافظ" أ. هـ. وفاته: سنة (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين. 2491 - الأُسْوَاري * المفسر، المقرئ: عمرو بن فائد، أَبو عليّ الأسواري التميمي. من مشايخه: عمرو بن عبيد (شيخ المعتزلة في عصره)، وروى عن مطر الوراق وغيرهما. من تلامذته: حسان بن محمّد الضرير، وبكر بن نصر العطار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * فضل الاعتزال: " ... له تفسير كبير فيه: أن معنى قوله {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [التكوير: 29] هو مشيئة القهر، فأما مشيئة غير القهر فقد فعل وتأول قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} على أن المراد وما تشاؤون الإستقامة إلَّا أن يشاء الله" أ. هـ. * لسان الميزان: " ... قال الدَّارَقُطني: متروك، قال ابن المديني: ذاك عندنا ضعيف، يقول بالقدر، وقال العقيلي: وإن يذهب إلى القدر والاعتزال ولا يقيم الحديث، وقال ابن عدي، بصري منكر الحديث، ... وقال يحيى بن سعيد ليس بشيء، ... وقال النسائي في "الجرح والتعديل" ليس بثقة، لا يكتب حديثه" أ. هـ. * الأعلام: "معتزلي قدري، من القراء، القصاص .. وكان متروك الحديث، ليس بثقة ولا يكتب حديثه" أ. هـ. ¬

_ * اللباب (1/ 47)، لسان الميزان (4/ 430)، فضل الاعتزال (270)، الأعلام (5/ 83)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" للدكتور عدنان زرزور - مؤسسة الرسالة.

2492 - الأعرابي

• قلت: ذكره الدكتور عدنان زرزور في "كتابه الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن " (ص 131): "من رجال الطبقة السادسة أيضًا- وقد وصف القاضي هذا التفسير بأنه (تفسير كبير) قال: ومنه في قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} قال: هو مشيئة القهر، فأما مشيئة غير القهر فقد فعل، قال الحاكم: وقد تأوله مشايخنا أنه أراد: وما تشاؤون من الاستقامة إلا أن يشاء الله. وذكر القاضي أن سليمان بن عليّ بلغه عن عمرو بن فايد أنه لا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله فدعاه، فلما دخل عليه كان يرتقي إليه درجة درجة. وهو شيخ فكلما وضع قدمه على درجة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وسليمان يسمع، فكلما صعد إذا بين يديه سيف مسلول ومصحف منشور، فقال سليمان: أخرج من هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ} فقال عمرو قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ} فأيُّ إذنٍ أكبر من هذا؟ فقال له سلمان: أكانت في كمك؟ فقال: لا، ولكن بتأييد الله" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (200 هـ) مائتين. من مصنفاته: له "تفسير" كبير. 2492 - الأعرابيّ * النحوي، اللغوي: عمرو بن كركرة، أبو مالك الأعرابي مولى بني سعد. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان يعلم بالبادية، وورق في الحضرة وكان بصري المذهب وكان أحد الطياب. قال الجاحظ: كان يزعم أن الأغنياء عند الله أكرم من الفقراء، ويقول: إن فرعون عند الله أكرم من موسى، وكان يلتقم الحار الممتنع فلا يؤذيه" أ. هـ. • إنباه الرواة: "دخل الحاضرة، وأخذ النّاس اللغة عنه ... ويقال: إنه كان يحفظ اللغة كلها"أ. هـ. • مراتب النحويين: "كان أبو زيد أحفظ للناس بعد أبي مالك وأوسعهم رواية وأكثرهم أخذًا عن البادية. وقال ابن مناذر: كان الأصمعي يجيب في ثلث اللغة، وكان أبو عبيدة يجيب في نصفها، وكان أبو زيد يجيب في ثلثيها، وكان أبو مالك يجيب فيها كلها. وإنما عني ابن مناذر توسعهم في الرواية والفتيا، لأن الأصمعي كان يُضيق ولا يجوز إلا أفصح اللغات، ويلج في ذلك ويمحك، وكان مع ذلك لا يجيب في القرآن وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعلى هذا يزيد بعضهم على بعض" أ. هـ. من مصنفاته: "خلق الإنسان"، و"الخيَل" وغير ذلك. 2493 - آخُونْد * النحوي، المفسر: عناية الله بن عبد الله الوابكي البخاري، الحنفي، الشهير بآخوند. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 232)، مراتب النحويين (41)، معجم الأدباء (5/ 2132)، الفهرست لابن النديم (49)، إنباه الرواة (2/ 360)، كشف الظنون (1/ 722). * الأعلام (5/ 90)، معجم المؤلفين (2/ 587)، معجم المفسرين (1/ 406)، إيضاح المكنون (1/ 141)، هدية العارفين 1/ 804).

2494 - عنبسة الغافقي

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مدرس، عارف بالتفسير، والحكمة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (1176 هـ) ست وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير سورة البقرة للبيضاوي" و "حاشية على شرح الكافية للجامي" في النحو و"حاشية على شرح الآداب العضدية" للدواني. 2494 - عَنْبَسَةَ الغافقي * النحوي، اللغوي: عنبسة بن خارجة الغافقي، أبو خارجة. ولد: سنة (124 هـ) أربع وعشرين ومائة. من مشايخه: سمع من الثوري، وابن عيينة، والليث، ومالك وغيرهم. من تلامذته: أبو داود العطار، وعون بن يوسف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "قال أبو العرب: وسماعه من سفيان صحيح وهو ثقة. وسئل أحمد بن برد عن أبي خارجة، فقال: بمثله يقال ثقة وهو رجل صالح. قال ابن الجزار المتطيب في تعريفه. وذكره مثل ما ذكره ابن الحارث فبعضهم يقول كان عنده علم من الحدثان وبعضهم يقول بل علم الزجر وبعضهم يقول بل من خدمة الجان ومنهم من يزعم أنه كان صالحًا يجري الله الحق على لسانه فينطق به أ. هـ. قال الفقيه القاضي عياض وأنا بريء من عهدة هذه التأويلات إلا الأخيرة فالحديث الصريح يحتج لها" أ. هـ. • الديباج: "وكان شيخًا صالحًا عالمًا، متفننًا في العلوم من الحديث والفقه والعبادة والعربية وغير ذلك ... وكان سحنون يجله ويعرف حقه" أ. هـ. • رياض النفوس: "وكان رحمه الله تعالى يروي عن مالك غرائب لم تكن عند غيره" أ. هـ. • طبقات علماء إفريقية: "وكان ثقة مأمونًا ... وكان عالمًا بالعربية وعبارة الرؤيا، روى عيسى عن أبي خارجة أنه قرأ (أن المشط يذهب الوباء) بالتصحيف، وحضره رجل أعرابي فقال له: يا أبا خارجة انظر في الحرف إنما هو الوناء بالنون فتفكر أبو خارجة قليلًا ثم قال: نعم والله، هو الوناء وهو الضعف والكل ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْريِ} يعني تضعفا" أ. هـ: • شجرة النور: "الإمام الثقة الأمين الفقيه المحدث الصالح المجاب الدعوة. وله كرامات" أ. هـ. من أقواله: الديباج: (من حِكَمِه: ثلاثة من أعلام الإحسان: كظم الغيظ، وحفظ الغيب، وستر العيب). وفاته: سنة (210 هـ)، وقيل: (220 هـ) عشر، وقيل عشرين ومائتين. ¬

_ * ترتيب المدارك (2/ 486)، الديباج (2/ 45)، رياض النفوس (1/ 241)، لسان الميزان (4/ 441)، شجرة النور (62).

2495 - الفيل

2495 - الفيل * النحوي: عنبسة بن معدان الفيل (¬1) الميساني (¬2). من مشايخه: أبو الأسود الدؤلي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "لم يكن في من أخذ عنه -أي أبو الأسود الدؤلي- النحو أبرع منه وروى الأشعار، وظرف وفصح وروى شعر جرير والفرزدق" أ. هـ. • إنباه الرواة: "قال المبرد قال عنبسة: اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهري، واختلف النّاس إلى عنبسة فكان أبرع أصحابه ميمون الأقرن ... وقد اختلف الناس في تقديم ميمون على عنبسة وفي تقديم عنبسة على ميمون الأقرن في الفضل والعلم وسعة الرواية، وهو من الطبقة الثالثة فإنه يروي عن أبي الأسود. وأبو الأسود عن علي كرم الله وجهه" أ. هـ. 2496 - المَراتبي * المقرئ: عوض بن إبراهيم بن خلف، أبو محمّد، البغدادي المراتبي. ولد: سنة (499 هـ) تسع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله البارع، وأبو بكر محمّد بن الحسين المرزقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المختصر المحتاج إليه: "عوض بن إبراهيم من ساكني باب المراتب، وكان يعرف الخط" أ. هـ. • غاية النهاية: "البواب، دين خيّر" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. 2497 - المنوغاري * المفسر: عوض بن عبد الله العلائيوي، المنوغاري. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: فقيه حنفي، تركي الأصل مستعرب، من القضاة، ولي قضاء الجيش بالروم إيلي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (994 هـ) أربع وتسعين وتسعمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2132)، بغية الوعاة (2/ 233)، إنباه الرواة (2/ 381)، البلغة (165)، إشارة التعيين (246). (¬1) كان لزياد بن أبيه فيلة ينفق عليها كل يوم عشرة دراهم، فقال معدان: ادفعوها إلي وكفيكم المؤنة وأعطيكم كل يوم عشرة دراهم، فدفعوها إليه، فأثرى وبنى قصرًا فلذا قيل: معدان الفيل. (¬2) نسبة إلى ميسان وهي كورة واسعة بين البصرة وواسط. * تاريخ الإسلام (وفيات 582) ط. تدمري، معرفة الفراء (2/ 564)، المختصر المحتاج إليه (3/ 154)، غاية النهاية (1/ 605) وفيه اسمه: عوض بن إبراهيم بن علي بن محمّد بن أحمد بن خلف، أبو محمّد الرواني. * هدية العارفين (1/ 804)، معجم المفسرين (1/ 406)، معجم المؤلفين (2/ 588).

2498 - العبدري

من مصنفاته: "حاشية" على "أنوار التنزيل" للبيضاوي، وحاشية على التلويح وغير ذلك. 2498 - العَبْدَري * المقرئ: عياش بن محمّد بن عبد الرحمن بن الطفيل، أبو عمرو، ابن عظيمة العَبْدَري الإشبيلي. من مشايخه: أبوه الإمام أبو الحسن محمّد العبدري، وأبو الحسن شريح وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو الحسن بن عظيمة، وأبو عليّ الشلوبين وغيرهما. كلام العلماء فيه: . • صلة الصلة: "لم يكن في وقته أحد يضاهيه في إتقان التجويد، وتحقيق مخارج الحروف، وحسن التلفظ بها وضبط القراءات حافلًا في ذلك منفردًا بالإمامة فيه، وبيته بيت إقراء وتجويد وراثة عندهم" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان من جلة المقرئين صدرًا في المتقنين لأداء الحروف قد أحكم القراءة على أبيه وتصدر للإقراء بعده وخلفه في حلقته ... وصفه بعض من لقيه فقال: ما كانت قراءته تشبه قراءة غيره، إذا سمعته سمعت طبعًا آخر ونغمات تفارق هذه النغمات. قال أبو بكر بن طلحة: كان إذا كبر في الصلاة لم أتمالك إلا أن أبكي. وكان ذو حظ من العربية ... وكان جميل الهيئة معروفًا بالنزاهة والعدالة والجري على هدي سلفه" أ. هـ. • معرفة القراء: "تصدر للإقراء فخلف أباه، وكان رأسًا في التجويد، ثقة رضيًا عذب الصوت، وله استدراك وزيادة على أبيه في كتاب (الإفادة) ... وهم بيت علم وقراءات بإشبيلية" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ مجود ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (585 هـ) خمس وثمانين وخمسمائة. 2499 - القاضي عِيَاض * النحوي، اللغوي: عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمّد بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي. ولد: سنة (446 هـ) ست وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الوليد بن رشد وأبو بكر ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 585) ط. تدمري، الذيل والتكملة (5/ 2 / 487)، صلة الصلة (158)، غاية النهاية (1/ 607)، معرفة القراء (1/ 571). * الصلة (2/ 429)، بغية الملتمس (2/ 572)، إنباه الرواة (2/ 363)، وفيات الأعيان (3/ 483)، المعجم في أصحاب القاضي الصدفي (301)، قلائد العقيان (221)، النجوم (5/ 285)، جذوة الاقتباس (2/ 498)، الديباج (2/ 46)، البداية (12/ 241)، السير (20/ 212)، العبر (4/ 122)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 544) ط. تدمري، الشذرات (6/ 226)، شجرة النور (140)، الإعلام (5/ 99)، مقدمة "ترتيب المدارك" بقلم د. أحمد بكير محمود، معجم المؤلفين (2/ 589)، تذكرة الحفاظ (4/ 1304)، عيون التواريخ (12/ 433)، الإحاطة (4/ 222)، طبقات الحفاظ (480)، مفتاح السعادة (2/ 149)، كشف الظنون (1/ 127)، روضات الجنات (5/ 336)، هدية العارفين (1/ 805)، معجم المطبوعات (1397)، "القاضي عياض وجهوده في علمي الحديث رواية ودراية، ناليف الدكتور البشير علي أحمد الترابي- دار ابن حزم- ط (1) (1418 هـ- 1997 م)، أصول مذهب الشيعة (3/ 1259).

الطرطوشي وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء اللخمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان إمام وقته في الحديث وعلومه والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم وصنف التصانيف المفيدة ... وذكره العماد في الخريدة فقال: كبير الشأن غزير البيان .. " أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة الحافظ الأوحد شيخ الإسلام .. وقال: استبحر من العلوم وجمع وألف وسارت بتصانيفه الركبان واشتهر اسمه في الآفاق ... قال الفقيه محمّد بن حمادة السبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة، كان هينًا من غير ضعف، صليبًا في الحق ... إلى أن قال: وحاز من الرئاسة في بلده والرفعة ما يصل إليه أحد قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعًا وخشية لله تعالى. قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب "الشفا" لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع بـ"شفائه" وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان. ونبينا - صلى الله عليه وسلم - غني بمدح التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب "دلائل النبوة" للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور" أ. هـ. • البداية: "أحد مشايخ العلماء المالكية ... وكان إمامًا في علوم كثيرة، كالفقه واللغة والحديث والأدب وأيام الناس" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "كان ثقة زاهدًا عابدًا، متصلبًا في الدين، قوي العقيدة، بعيدًا عن البدع" أ. هـ. • الديباج: "الإمام العلامة .. كان إمام وقته في الحديث وعلومه، عالمًا بالتفسير وجميع علومه فقيهًا أصوليا، عالمًا بالنحو، واللغة، وكلام العرب وأيامهم، وأنسابهم" أ. هـ. • الشذرات: "وكان إمام وقته في علوم شتى مفرطًا في الذكاء. وبالجملة فإنه كان عديم النظير حسنة من حسنات الأيام، شديد التعصب للسنة والتمسك بها، حتى أمر بإحراق كتب الغزالي لأمر توههمه منها" أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة "ترتيب المدارك" بقلم أحمد بكير قال (1/ 20): "وقال ابن الأبار في معجم أصحاب الصدفي: وكان لا يدرك شأوه ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار وخدمة العلم مع حسن التفنن والتصرف الكامل في فهم معانيه إلى اضطلاعه بالأدب وتحققه بالنظم والنثر ومهارته بالفقه، وبالجملة فكان جمال العصر ومعجز الأفق وينبوع المعرفة ومعدن الافادة، وإذا عدت رجالات المغرب فضلًا عن الأندلس حسن فيهم صدرًا". وقال: "قال أبو عبد الله محمّد الأمين

الصحراوي نزيل مراكش في كتابه (المجد الطارف والتالد): مقام عياض مثل مقام البخاري والأئمة الأربعة، فهم في حملة الشريعة وعلومهم التي يبثونها في صدور الرجال بالتلقن والتأليف. ذبوا عن الشريعة بسيوف علومهم فبقيت علومهم خالدة تالدة إلى الأبد، وكم من ولي لله كان معهم وبعدهم بكثير، كان لهم تلاميذ وأوراد وانقطعت تلك الأوراد وباد المريدون بمرور الأزمان، وأئمة العلم لا زالوا بعلومهم كانهم أحياء، وكل من استفاد مسألة علمية فهم أشياخه إلى يوم القيامة .. ". ثم قال: "وانظروا إلى عياض، فلا تأليف معتبرًا من تواليف أهل الحديث ولا أصحاب السير والفقهاء إلا وجدته مشحونًا بكلامه ... ولا يضر منصبه كون صاحب التشوف لم يذكره في رجال التصوف مع أنه أقدم وفاة من جميع من ذكر فيه، ووجه العذر أنه التزم فيه ذكر الزهاد دون العباد، أي الذين انقطعوا لذلك. وقال ابن صعد في (النجم الثاقب): كان عمدة أولياء الله في البلاد المغربية، وممن أجمع على فضله وعلمه علماء الفقه وأكابر الصوفية". قلت: وذكره محقق كتاب "الغنية" للقاضي عياض في المقدمة، قائلًا: (فقد عد ابن الخطيب القاضي عياضًا "إمامًا مجتهدًا" وهذا أمر لا يتم إلا بسعة الدراية والدرس، وكثرة السماع والفطنة وإتقان جمهرة من العلرم النقلية والعقلية. وبإلقاء نظرة على روايته وسماعاته -من خلال الغنية- تتجلى لنا اهتماماته المختلفة، فقد عني أولًا بعلوم التنزيل العزيز وبالحديث وروى عددًا كبيرًا من الكتب على كبار أئمة هذا الشأن، وبرع فيها فبلغ شأوا لم يبلغه سابقوه، واهتم بكتب غريب القرآن والحديث والقراءات فبرع فيها جميعًا وألف تواليف حسانًا بذت ما سبقها بدقة ضبطها وصحة أسانيدها ومناقشته لمتونها مناقشة إن دلت على شيء فإنما تدل على فطنته وعمق غوصه على المعاني والترابطات المنطقية وعلمه بدقائق اللغة العربية ومفرداتها وتراكيبها ويظهر هذا مما حمله من كتب علماء اللغة في الأندلس وما رواه عن حملة شيوخ المشرق من كتب غريب اللغة وشاذها وروايته للشعر العربي القديم. ويبدو أن عياضًا اهتم بعلم الكلام، وأرجح أنه كان أشعري الهوى إذ تتلمذ على ابن العربي الفقيه (¬1) وأدي الحَجّاج الضرير (¬2) وغيرهما. وقد استوقفني المنحى الزهدي عند القاضي عياض إذ برز بشكل واضح من خلال الأشعار والروايات والأخبار عن الزهاد، والزهد عند عياض لا يخرج عن مفهوم أهل السنة ونظرتهم، وقد عرف كبار الصحابة والتابعين بزهدهم اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونقول القاضي عياض لا يخرج عن هذا الإطار. إلا أن ابن خلكان ذكر أنه كانت بين القاضي ¬

_ (¬1) وقد "أتقن ابن العربي مسائل الخلاف والأصول والكلام على أئمة هذا الآن وغيرهم، الغنية ترجمة رقم 10، كما أنه أخذ عن كبار الأشاعرة وعلماء الشافعية والتقى الغزالي وأخذ عنه. وانظر درامة الدكتور إحسان عباس عن رحلة ابن العربي (مجلة الأبحاث، كانون الأول 1968): 62، 68 - 70. (¬2) قال عنه القاضي عياض (الغنية رقم 97): كان من المشتغلين بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونظار أهل السنة.

عياض وبين ابن العريف مكاتبات حسنة، وقال إنه رأى لابن العريف رسالة كتبها إليه فأحب ذكرها ثم أضرب عن ذلك لطولها. وقد استوقفني هذا الخبر لغير سبب، أولًا: لأنه قد يفيد أن هذا الجانب الزهدي كان قوي الأثر في شخصية القاضي عياض، فابن العريف كان صاحب طريقة في التصوف، له أتباعه ومريدوه، وثانيًا: أن ابن العريف كان على صلة بابن قَسِّي صاحب كتاب "خلع النعلين"، شيخ "المريدين" وزعيمهم "وكانت هذه الطائفة قد كثرت يومئذٍ بغرب الأندلس، لا سيما بمدينة شلب، وكثر خوضهم في كتب التصوف وموضوعات الغلاة من الباطنية، والكلف برسائل إخوان الصفا وأمثال ذلك، وانتشر هذا الرأي بشلب ولبلة ونظر مرثلة، وهي بلدة أبي القاسم أحمد بن الحسين بن قسي، وكثر جمعهم ووقع الحديث بهم، وحذروا صاحب الدولة فتفرقوا واستقوى حد نحلتهم بالمرية، وكان بها رئيس هذا الشأن ودخلته والمشهور فيه الشيخ أبو العباس ابن العريف". وقد أعلن هؤلاء "المريدون" الثورة على المرابطين. فما هي حقيقة العلاقة بين القاضي عياض وابن العريف، وما نوع تلك المكاتبات التي جرت بينهما؟ هل ثمة رابط بين هذه الصلة وثورة القاضي عياض، أم أن الأمر يقتصر على الإعجاب المتبادل؟ لا نستطيع القطع بشيء طالما أن المصادر لا تسعفنا، فقد أغفلت ذكر هذه العلاقة كما أغفلت تفصيل أمر الثورة، كما أن رسائلهما لم تصلنا، ويبقى هذا الموضوع بحاجة إلى دراسة متعمقة، غير أنني أحببت أن ألمح إلى عمق الاتجاه الزهدي عند القاضي عياض كما يبرز في الغنية) أ. هـ. قلت: وقال الدكتور البشير علي بن حمد الترابي في كتابه "القاضي عياض وجهوده في علمي الحديث رواية ودراية" (ص 149): "كان القاضي أشعري العقيدة على طريقة أبي الحسن الأشعري، وهذا شأن غالب المالكية بالمغرب والأندلس، وقد قرأ القاضي مذهب الأشعري بسبتة صغيرًا، على شيوخه مثل محمّد بن عيسى التميمي وغيره. ومما قرأه من كتب الأشاعرة رسالة ابن أبي زيد القيرواني، فقد خص ابن أبي زيد قسمًا كبيرًا من أولها جمع فيه العقيدة على مذهب الأشعري. كما قرأ كتاب (المنهاج) لأبي الوليد الباجي وغير ذلك. وهكذا تشبغ بالعقيدة الأشعرية صغيرًا، وتمسك بها، وهو في الشفا نراه يحتج كثيرًا بآراء أبي الحسن الأشعري وإمام الحرمين الجويني، مما يثبت صلته الوثيقة بكتبهم ومؤلفاتهم في العمدة، وهو إذا ذكر قول أحد الأشعرية قال: (من أئمتنا) (¬1). وفي (الشفا) ناقش القاضي في مواطن كثيرة آراء المعتزلة والفرق الاعتقادية الأخرى على اختلاف المذاهب، كالفلاسفة، والخوارج، وغيرهم. والقاضي كأشعري له موقف عدد من آراء المعتزلة في مسائل العقيدة في عمل العبد، ورؤية المولى جل شأنه في الآخرة وغير ذلك. ومن طريف ما يروى عن القاضي عياض أنه ¬

_ (¬1) الشفا (1/ 316).

2500 - الوحاضي

كتب إلى الزمخشري؛ يستجيزه مروياته فامتنع الزمخشري لأنه كان قد انقطع للعبادة في ذلك الحين. فلما بلغ القاضي عياض امتناعه قال: (الحمد لله الذي لم يجعل علي يدًا لمبتدع أو فاسق) (¬1)، والقاضي لتمسكه بمذهبه هذا، قاوم حكام الموحدين، وحاربهم حتى لقي منهم ما لقي. ذلك لأنهم يختلفون معه في العقيدة في مسائل كثيرة. منها عصمة الإمام، التي يقول به أتباع دولة الموحدين، والعصمة في مذهب أهل السنة والجماعة ومنهم الأشاعرة لا تكون إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وبالجملة فقد كان القاضي عياض في العقيدة سُنيًا أشعريًا، ودان بذلك مدة حياته. ومما عرف به القاضي عياض أنه كان لا يرى الخوض في علم الكلام إلا بقدر ما يصحح الاعتقاد، أو عند نازلة بعينها" أ. هـ. من أقواله: في كتاب أصول مذهب الشيعة: "قال رحمه الله -أي القاضي عياض- نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء. وقال: وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفًا منه، أو غيَّر شيئًا منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية" أ. هـ. وفاته: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخسمائة. من مصنفاته: "إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم" و"الشفا بتعريف حقوق المصطفى" و"الإلماع" وغيرها. 2500 - الوحَّاضي * النحوي، اللغوي: عيسى بن إبراهيم الوحاضي الرَّبعي اليمني، أبو محمد. من تلامذته: زيد بن الحسن الفارسي وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا فاضلًا نحويًّا لغويًّا مبرزًا، قال الجنَدِيّ: كان رأس الطبقة في اللغة وعليه المعوّل في اليمن" أ. هـ. وفاته: سنة (480 هـ)، وقيل: (481 هـ) ثمانين، وقيل: إحدى وثمانين ومائتين. من مصنفاته: "نظام الغريب" في اللغة. 2501 - الشَّرِيشِي * اللغوي: عيسى بن إبراهيم بن عبد ربه الشريشي الفاضل، أبو القاسم، القيسي. من مشايخه: الحريري وأخذ عنه مقاماته، وأبو بكر أحمد بن بدران الحلواني وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو الحسن بن الباش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل النبل والذكاء والفهم والمعرفة بالآداب واللغة والشعر وهو كان الغالب علبه، وله مشاركة في الفقه والحديث وأصول ¬

_ (¬1) أزهار الرياض (3/ 282). * بغية الوعاة (2/ 235)، هدية العارفين (1/ 807)، الأعلام (5/ 100)، معجم المؤلفين (2/ 590). * بغية الوعاة (2/ 234)، صلة الصلة (47)، الصلة (2/ 416)، بغية الملتمس (2/ 524).

2502 - الماودي

الديانات، وكان فاضلًا طاهرًا، حليمًا ثقة فيما رواه وعني به" أ. هـ. • صلة الصلة: "الحاج المقرئ النحوي الفاضل". وقال: "كان أستاذًا أديبًا جليلًا فاضلًا أكثر النّاس عنه واعتمدوه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة، وقيل: (527 هـ) سبع وعشرين وخمسمائة. 2502 - الماودَي * النحوي: عيسى بن إبراهيم بن محمّد بن ثوبان الماردي (¬1)، الشاعر، مجد الدين، أبو الحسن. من مشايخه: أحمد بن داود بن مندك، والنجم النحوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "تفقه ومهر واختصر المعالم للفخر وكان مع اشتغاله على ابن مندك يكثر الوقيعة فيه ويذمه لقلة دينه وانهماكه على الشرب. وكتب إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية قصيدة من جملتها: يا أيها الحبر الذي علمه ... وفضله في الناس مشهور كيف اختيار العبد أفعاله ... والعبد في الأفعال مجبور نعم ولولا الجبر كنت امرءًا ... له إلى لقياك تشمير يقيمني الشوق ولكنني ... تقعدني عنك المقادير فيقال: إن ابن تيمية أجابه يحواب في عدة كراريس غير منظوم" أ. هـ. وفاته: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة وهو في عشر السبعين. من مصنفاته: اختصر "المعالم" للفخر الرازي. 2503 - الخوُشَفَاوي * المفسر: عيسى بن أحمد بن ميكائيل، الخوشناوي، الكردي السراني. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه، شافعي، مفسر، تولى الإفتاء والتدريس بكركوك (بالعراق) " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1200 هـ) مائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" من سورة مريم إلى آخر القرآن، و"تفسير سورة الفتح" ألفه للوزير سليمان باشا والي بغداد وغير ذلك. ¬

_ * الدرر (3/ 278)، بغية الوعاة (2/ 234)، الشذرات (8/ 257)، معجم المؤلفين (2/ 590)، كشف الظنون (2/ 1726)، هدية العارفين (1/ 809). (¬1) الماردي: نسبة إلى ماردَة جد النحوي الشاعر. * هدية العارفين (1/ 812)، إيضاح المكنون (1/ 306، 307)، معجم المفسرين (1/ 407).

2504 - الجزولي

2504 - الجُزُولي * النحوي، اللغوي، المقرئ: عيسى بن عبد العزيز بن يَلَلْبْخَت بن عيسى، أبو موسى، اليَزكنتي، الجُزُولي البربري المراكشي. ولد: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. من مشايخه: ابن بَرِّي، وأبو محمّد بن عبيد الله وغيرهما. من تلامذته: أبو عمر بن حوط الله، وأبو علي الشلوبين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "رجل فاضل كامل دين خير" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان إمامًا في النحو وكثير الإطلاع على دقائقه وغريبه وشاذهُ .. ويقال إنه كان يدري شيئًا من المنطق ... وصنف في النحو المقدمة التي سماها "القانون" ولقد أتى فيها بالعجائب ... ونسبت الجمل إليه لأنها من نتائج خواطره. وكان يقول: هي ليست من تصنيفي لأنه كان متورعًا، وكان استفادها من شيخه ابن بري وإنما نسبت إليه لأنه انفرد بترتيبها .. " أ. هـ. • السير: "إمام النحو ... وتخرج به أئمة وكان لا يجارى" أ. هـ. • العبر: "وإليه انتهت الرئاسة في علم النحو" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان إمامًا لا يشق غباره في العربية ولا يجارى، مع جودة التفهيم وحسن العبارة، وإليه انتهت الرياسة في علم النحو، ولقد أتى في (مقدمته) بالعجائب التي لا يُسبق إليها، فكلها حدود وإشارات، ولقد يكون الشخص يعرف المسألة من النحو معرفة جيدة، فإذا قرأها من (الجُزُلية) دار رأسه واشتغل فكره، اسم هذه المقدمة (القانون) اعتنى بها جماعة من أذكياء النحاة وشرحوها" أ. هـ. وفاته: سنة (607 هـ)، وقيل: (606 هـ)، وقيل: بقي إلى (610 هـ) سبع، وقيل: ست وقيل: بقي إلى عشر وستمائة. من مصنفاته: مقدمة في النحو سماها "القانون"، و"شرح أصول ابن السراج" و"الأمالي" في النحو وغيرها. 2505 - الإسكندراني * النحوي، اللغوي، المقرئ: عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد اللخمي، الشريشي الأصل، ثم الإسكندراني، موفق ¬

_ * إنباه الرواة (2/ 378)، وفيات الأعيان (3/ 488)، صلة الصلة (53)، إشارة التعبين (247)، السير (21/ 497)، العبر (5/ 24)، تاريخ الإسلام (وفيات 607) ط. بشار ثم أعاد ذكره من وفيات (610)، وأحال على سابقتها، البداية (13/ 73)، غاية النهاية (1/ 611)، البلغة (166)، المختصر في أخبار البشر (3/ 115)، بغية الوعاة (2/ 236)، الشذرات (7/ 49)، الأعلام (5/ 104)، معجم المؤلفين (2/ 595). * التكملة (3/ 312)، السير (22/ 315)، العبر (5/ 116)، معرفة القراء (2/ 614)، تذكرة الحفاظ (4/ 1414)، تاريخ الإسلام (وفيات 629) ط. بشار، غاية النهاية (1/ 609)، لسان الميزان (4/ 470)، النجوم (6/ 279)، بغية الوعاة (2/ 235)، الشذرات (7/ 234)، الأعلام (5/ 104)، معجم المؤلفين (2/ 595)، روضات الجنات (5/ 341).

2506 - أبو عمر

الدين، أبو القاسم. ولد: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الطيب عبد المنعم بن الخلوف، وأبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني وغيرهما. من تلامذته: زين الدين الزواوي، ورشيد الدين بن أبي الدُّر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "سماعاته للحديث من السِّلفي وغيره صحيحة. فأما في القراءات فليس بثقة ولا مأمون وضع أسانيد، وادعى أشياء لا وجود لها، وهاه غير واحد، وقد حدثونا عنه ... وقال أبو حيان، الأندلسي: كان ابن الأبار متى عرض له ذكر أبي القاسم بن عيسى هذا يحذر منه حتى أنه ذكره في موضع وقال: إنما أكرر الكلام عيه ليحذر منه ... ولم يكن أهل بلد يثنون عليه أ. هـ. وكان فاضلًا كيس الأخلاق مكرمًا للغرباء .. " أ. هـ. • السير: "سمع الكثير من السلفي وغيره: وتلا على جماعة بالمتواتر والشاذ وصنف في القراءات، وهو متهم ليس بثقة، وسماعه من السلفي صحيح، وأما في القراءات فكثير الدعاوي" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان غير ثقة ولا صادق مع جلالته وفضائله" أ. هـ. • معرفة القراء: "وأما الرجل الآخر الذي أسند عنه ابن عيسى القراءات، فهو مقاتل ابن عبد العزيز بن يعقوب المقرئ، قال: قرأت عيه "التجريد" وبما تضمنه وحدثني به عن مؤلفه، وقرأت عليه "العنوان" وحدثني به عن الحسن بن خلف إلى أن قال ابن عيسى: وتلوت بكتب كثيرة لا تسع هذه الإجازة، وهي مذكورة في كتاب "التبيين" ومن هذه الكتب ومن غيرها، خرّجت سبعة آلاف رواية التي تلوت بها. قال أبو حيان: ومقاتل هذا لا نعرفه إلا من جهة ابن عيسى. قلت -أي الذهبي-: هذا رجل قليل الحياء، مكابر للحس، فأين السبعة آلاف رواية فالقراء الذين كلهم في التواريخ ما أظنهم يبلغون سبعة آلاف رجل، فالله يسامحه المسكين" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية والقراءات ... " أ. هـ. وفاته: سنة (629 هـ) تسع وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "الأمنية في علم العربية" و"الجامع الأكبر والبحر الأزخر" في القراءات و"بغية الأمل وشفاء العلل في تقييد كتاب الجمل" في النحو، وغيرها. 2506 - أبو عُمَرْ * النحوي، اللغوي، المقرئ: عيسى بن عمر، ¬

_ * المنتظم (8/ 118)، معجم الأدباء (5/ 2141)، إنباه الرواة (2/ 374)، وفيات الأعيان (3/ 486)، إشارة التعيين (249)، السير (7/ 200)، البداية (10/ 105)، البلغة (167)، غاية النهاية (1/ 613)، النجوم (2/ 11)، بغية الوعاة (2/ 237)، التهذيب (8/ 193)، الشذرات (2/ 223)، روضات الجنات (5/ 338)، الأعلام (5/ 106)، معجم المؤلفين (2/ 596)، مشاهير علماء البصرة (78)، تقريب التهذيب (770)، تاريخ الإسلام (ذكر ضمن الطبقة الخامسة عشرة وأعاد ذكره بالتفصيل ضمن الطبقة السادسة عشرة) ط. تدمري، الجرح والتعديل (3/ 1 / 282)، الكامل (5/ 590)، تهذيب الكمال (23/ 13).

أبو عمر، وقيل: أبو سليمان، الثقفي البصري. من مشايخه: الحسن، وعاصم الجحدري، وأخذ القراءة عرضًا عن ابن كثير المكي وغيرهم. من تلامذته: الأصمعي، والخليل بن أحمد، وشجاع البلخي، وجالسه سيبويه وأخذ منه وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "عالم بالنحو والعربية والقراءة مشهور بذلك" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان صاحب تقعير في كلامه واستعمال للغريب فيه وفي قراءاته .. وله اختيار في القراءة على قياس العربية ... وله الكتاب الذي سماه "الجامع" في النحو. ويقال إن سيبويه أخذ هذا الكتاب وبَسَطه وحَشَّى عليه من كلام الخليل وغيره، ولما كمل بالبحث والتحشية نسب إليه وهو كتاب سيبويه المشهور والذي يدل على صحة هذا القول أن سيبويه لما فارق عيسى بن عمر المذكور ولازم الخليل بن أحمد سأله الخليل عن مصنفات عيسى فقال له سيبويه: صنف نيفًا وسبعين مصنفًا في النحو وأن بعض أهل اليسار جمعها وأتت عنده عليها آفة فذهبت ولم يبق منها في الوجد سوى كتابين: أحدهما اسمه "الإكمال" وهو بأرض فارس عند فلان والآخر "الجامع" وهو هذا الكتاب الذي اشتغل فيه وأسألك عن غوامضه ... وكان يطعن علي العرب، ويخطئ المشاهير منهم، مثل النابغة في بعض أشعاره وغيره .. " أ. هـ. • السير: "إمام النحو المقرى العلامة .. كان كثير التفاخر بنفسه، وكلان صاحبًا لأبي عمرو بن العلاء، فقال لأبي عمرو مرة: أنا أفصح من معد بن عدنان ... وكان صاحب فصاحة وتقعر وتشدق في خطابه" أ. هـ. بتصرف. • تاريخ الإسلام: "قيل إن ابن هبيرة ضربه بالسياط وهو يقول: والله إن كانت إلا ثيابًا في أسفاطٍ أخذها عشاروك. وقيل: بل الذي ضربه يوسف بن عمر الثقفي من أجل وديعة كانت عنده لخالد بن عبد الله القسري". وقال: "قال ابن معين: عيسى بن عمر بصري ثقة، وقيل: لحقهُ ضيق نفسٍ فكان يداوي نفسه بأجاص يابس" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق من السابعة" أ. هـ. • البلغة: "ويقال: إن له في النحو نيفًا وسبعين مصنفًا لم يظهر منها سوى كتابين وهما: الجامع والإكمال وقد مدحهما الخليل بن أحمد ببيتين من شعره هما: ذهب النحو جميعًا كله ... غيرَ ما أحدث عيسى بن عمر ذاك إكمال وهذا جامعُ ... وكذا للناس شمس وقمر" أ. هـ. • الشذرات: "وضربه يوسف بن مر بن هبيرة في سبب وهو يقول: والله إن كانت إلا أثيابًا في أسفاطٍ قبضها عشارُوك. وقال ابن الأهدل .. وحُكي أنه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس، فقال: ما لكم تكأكاتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنّة. افرنقعوا عني. معناه: ما لكم تجمعتم عليّ كتجمعكم على مجنون افترقوا عني. فقالوا: إن

2507 - أبو عمر الهمداني

شيطانه هذي" أ. هـ. • الأعلام: "وهو أول من هذب النحو ورتبه" أ. هـ. • مشاهير علماء البصرة: "قال يحيى بن معين: عيسى بن عمر بصري ثقة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (149 هـ) تسع وأربعين ومائة، ولعله بقي إلى بعد الستين ومائة (السير). من مصنفاته: "الإكمال" و"الجامع" في النحو. 2507 - أبو عمر الهمْداني * المقرئ: عيسى بن عمر الأسدي، أبو عمر الهمداني الكوفي. من مشايخه: عطاء بن أبي رباح، وأخذ القراءة عرضًا عن طلحة بن مصرف، وعاصم، والأعمش وغيرهم. من تلامذته: ابن المبارك، ووكيع، وتلا عليه الكسائي، وعبيد الله بن موسى وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "المقريء الإمام العابد ... وكان مقرئ الكوفة في زمانه بعد حمزة، ومعه. قال الثوري: ما بها أقرأ منه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "العبد الصالح صاحب الحروف" أ. هـ. • غاية النهاية: "القاريء الأعمى مقريء الكوفة بعد حمزة. قال سفيان الثوري أدركت الكوفة وما بها أحد أقرأ من عيسى الهمداني. وقال ابن معين: عيسى بن عمر الكوفي ثقة همداني هو صاحب الحروف وقال أحمد بن عبد الله العجلي: هو ثقة رجل صالح رأس في القرآن" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال الميموني عن أحمد ليس به بأس .. وقال النسائي ثقة، وقال أبو حَاتِم ليس بحديثه بأس، ... وقال الخطيب: كان ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: أبو بكر البزار ليس به بأس" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "الكوفي القاريء، ثقة من السابعة" أ. هـ. وكاته: سنة (156 هـ) ست وخمسين ومائة. 2508 - القَيني * النحوي، اللغوي: عيسى بن عيّاش بن محمّد القيني المالقي، أبو الأصبغ. من مشايخه: قرأ على الأديب أبي إسحاق بن أغلب الزوالي وغيره. من تلامذته: أبو محمّد بن عطية وغيره. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان محدثًا متكلمًا نحويًّا، أديبًا فقيهًا، مبرزًا في عقد الشروط، خطيبًا فاضلًا دينًا ورعًا" أ. هـ. • صلة الصلة: "وكان معدودًا من جلة الفقهاء في بلدة ذي التهمم بمعرفة المعقول والمنقول وأهل الورع والفضل والدين" أ. هـ. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (6/ 397)، تهذيب الكمال (23/ 11)، السير (7/ 199)، تاريخ الإسلام (وفيات 156) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 119)، غاية النهاية (1/ 612)، تهذيب التهذيب (8/ 199)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 282)، تقريب التهذيب (769). * الذيل والتكملة (5/ 1 / 503)، صلة الصلة (50).

2509 - المغامي

وفاته: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. من مصنفاته: صنف في علم الحديث وغيره. 2509 - المَغامِي * المقرئ: عيسى بن فرج بن أبي العباس التجيبي المغامي، أبو الأصبغ، من أهل طليطلة. من تلامذته: ابنه المقريء أبو عبد الله المغامي وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان عالمًا بالقراءات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وخمسمائة. 2510 - الطهمانيُّ المروزي * النحوي، اللغوي: عيسى بن محمّد بن عيسى الطهماني، وقيل: الطعماني المروزي، أبو العباس. من مشايخه: حدث عن عمر بن محمّد البخاري وأحمد بن بكر بن سيف التغلبي، وإسحاق بن راهويه وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن مخلد، وأبو سعيد بن الأعرابي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وكان ثقة" أ. هـ. • اللباب: "كان إمامًا في اللغة والعلم" أ. هـ. • العبر: "كان إمامًا في العربية روى عن إسحاق بن راهويه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الكاتب اللغوي، إمام أهل اللغة في زمانه ... وكان رئيسًا نبيلًا كثير الفضائل" أ. هـ. • الشذرات: "وقال ابن الأهدل: ... وهو الذي رأى بخوارزم امرأة بقيت نيفًا وعشرين سنة لا تأكل ولا تشرب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين، وقيل: (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. 2511 - ابن المُرَابط * المقرئ: عيسى بن محمّد بن فتوح بن فرج بن خلف بن عياش بن وهبون بن فتحون بن حرب الهاشمي، بلنسي النشأة والمسكن، منتشوني الأصل، أبو الأصبغ بن المرابط. ولد: سنة (479 هـ) تسع وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر الصناع الهدهد، وأبو زيد الورّاق وغيرهما. من تلامذته: المقرئ أبو جعفر بن عون الله الحصّار، وأبو عبد الله محمّد بن يوسف بن مقاتل الشاطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • صلة الصلة: "كان مقرئًا متقنًا محدثًا أديبًا ¬

_ * الصلة (2/ 414)، غاية النهاية (1/ 613). * تاريخ بغداد (11/ 170)، اللباب (2/ 95)، السير (13/ 571)، العبر (2/ 96)، وذكر وفاته (293)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 30) ط. تدمري، الشذرات (3/ 388). * الذيل والتكملة (5/ 2 / 510)، معجم أصحاب الصدفي (296)، صلة الصلة (49)، وذكر وفاته (560 هـ)، تقريبًا غاية النهاية (1/ 614)، معجم المؤلفين (2/ 598)، وذكر وفاته (403) وهو خطأ وأضح، تاريخ الإسلام (وفيات 552) ط. تدمري.

2512 - الصفوي

حسيبًا" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "وكان متقدمًا في صنعه الإقراء صدرًا .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من جلة المقرئين" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مصدر بارع" أ. هـ. وفاته: سنة (552 هـ)، وقيل: (551 هـ) اثنتين وخمسين، وقيل: إحدى وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: له في رواية ورش مصنف سماه بـ "بالتقريب والحرش". 2512 - الصَّفَوي * اللغوي، المفسر: عيسى بن محمّد بن عبيد الله بن محمّد، أبو الخير، الحسيني الإيجي، الشافعي قطب الدين. ولد: سنة (900 هـ) تسعمائة. من مشايخه: أبو الفضل الكازواني الصديقي القرشي، والجلال الدواني وغيرهما. من تلامذته: ابن الحنبلي وغيره. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "كان يحب الصالحين ويميل إلى بر الفقراء وزيارة قبور الصالحين حتى إنه رحل من حلب إلى بغداد لزيارة أوليائها. وكان له مزيد اعتقاد في محمّد بن عراق" أ. هـ. • الشذرات: "الصوفي المعروف بالصفوي نسبة إلى جده لأمّه السيد صفي الدين والد الشيخ معين الدين الإيجي الشافعي، صاحب "التفسير" ... وصحب بالمدينة الشيخ الزاهد أحمد بن موسى الشيشني الجاور بها، وأرخى له العذبة وأذن له في ذلك ... وزار بدمشق قبور الصالحين، ... وأخذ عنه بحلب ابن الحنبلي ولبس منه الخرقة وتلقن الذكر ... قال ابن الحنبلي: ... وكان من أعاجيب الزمان، رحمه الله تعالى" أ. هـ. وفاته: سنة (953 هـ) ثلاث وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: شرح "الفوائد الغياثية" في المعاني واليان وله "تفسير" من سورة عمَّ إلى آخر القرآن و "مختصر النهاية" لابن الأثير في نحو نصف حجمها. 2513 - المَنْكَلاتِي * اللغوي: عيسى أبو الروح بن مسعود بن منصور بن يحيى بن يونر بن يوينّو بن عبد الله بن أبي حاج المنكلاتي الحميري الزواوي المالكي. ولد: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مشايخه: قرأ على أبي يوسف يعقوب الزواوي، وحدَّث عن شرف الدين الدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان فقيهًا عالمًا .. وعلم الفقه والأصل والعربية والفرائض" أ. هـ. ط ¬

_ * الكواكب السائرة (2/ 233)، الشذرات (10/ 427)، الأعلام (5/ 108)، معجم المؤلفين (2/ 598)، معجم المفسرين (1/ 408)، كشف الظنون (1/ 595)، هدية العارفين (1/ 810). * الديباج (2/ 72)، الدرر (3/ 289)، البدر الطالع (1/ 519)، شجرة النور (219)، الأعلام (5/ 109)، معجم المؤلفين (2/ 598)، كشف الظنون (1/ 558)، هدية العارفين (1/ 809).

2514 - الرافقي

• الدرر: "وولي تدريس المالكية بالزاوية التي بمصر" أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه الإمام المتفنن في كثير من العلوم، العمدة المتقن الألمعي الذكي الزكي" أ. هـ. وفاته: سنة (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: له شرح صحيح مسلم وسماه "إكمال الإكمال"، واختصر كتاب أبي عمرو بن الحاجب في الفقه وغيره، ورد على تقي الدين بن تيمية في مسألة الطلاق .. وغير ذلك. 2514 - الرَّافِقِي * النحوي، اللغوي: عيسى بن المعالي بن مسلمة الرافقي، حجة الدين. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أحد أدباء عصرنا ... وله شعر كثير وفصائل جمة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "عربي الأصل، كان كثير الشعر يمدح أمراء الدولة الأتابكية والنورية" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان يقدم حلب ويمدح أكابرها" أ. هـ. وفاته: سنة (605 هـ) خمس وستمائة. من مصنفاته: "المعونة في النحو" شرحها، و"تبيين الغموض في العروض" وله كتاب في اللغة مجلدان. 2515 - العَامِرِي * المقرئ: عيسى بن مكي بن حسين بن يقظان بن أبي الحسن بن فتيان السديد، أبو القاسم، وأبو الروح بن أبي الحرم، وقيل: (الحزم)، العامري المصري الشافعي. ولد: قبل سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مشايخه: الشافعي وغيره. من تلامذته: تقي الدين يعقوب بن بدران الجرائدي، ونور الدين عليّ بن ظهير الكفتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "إمام جامع الحاكم .. تصدر للإقراء وكان بصيرًا بالقراءات، عالي الإسناد" أ. هـ. وفاته: سنة (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. 2516 - ابن داية * المفسر: عيسى بن ميمون الجرشي المكي، أبو موسى، المعروف بابن داية. من مشايخه: مجاهد، وقيس بن سعد وغيرهما. من تلامذته: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 239)، تاريخ الإسلام (وفيات 605) ط. بشار، إنباه الرواة (2/ 380)، معجم الأدباء (5/ 2143)، معجم المؤلفين (2/ 599)، كشف الظنون (1/ 343). * معرفة القراء (2/ 652)، غاية النهاية (1/ 614)، العبر (5/ 203)، الشذرات (7/ 426). * تهذيب التهذيب (8/ 211)، تقريب التهذيب (772)، الإكمال (2/ 236)، هدية العارفين (1/ 805)، معجم المفسرين (1/ 409)، تهذيب الكمال (23/ 469)، التاريخ الكبير (6/ 401)، الجرح والتعديل (6/ 287)، ميزان الاعتدال (5/ 393)، الثقات لابن حبان (8/ 479).

2517 - قالون

وأبو عاصم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "حدثنا الدوري سمعت يحىي بن معين يقول: عيسى بن موسى الجرشي صاحب أبي عاصم ليس به بأس، حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن عيسى بن ميمون بن داية فقال هو ثقة" أ. هـ. • قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "مستقيم" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: أصحاب ابن أبي نجيح: عيسى الجُرشي، وشبل ثقات إلا أنهم يرون القدر". وقال "سألت أبا داود عن عيسى بن ميمون الذي روى عن ابن أبي نجيح، فقال: ثقة، أبو عاصم حدث عنه، فقال: ابن داية يرى القدر، قلت لأبي داود: هو الجُرشي؟ قال: نعم" أ. هـ. • تقريب التهذيب: (ثقة) أ. هـ. وفاته: نحو سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. من مصنفاته: له "تفسير القرآن"، وهو صغير كما قال الذهبي. 2517 - قالون * النحوي، اللغوي، المقرئ: عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى المدني، أبو موسى، مولى بني رزين، تلميذ نافع، ويعرف بقالون (¬1). ولد: سنة (120 هـ) عشرين ومائة. من مشايخه: ابن أبي الزناد، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وتلا على نافع بن أبي لعيم وغيرهم. من تلامذته: أبو زرعة، واسماعيل القاضي، وتلا عليه ابنه أحمد، وأبو نشيط وغيرهم. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "أما في القراءة فثبت وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة، سُئل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك وقال تكتبون عن كل أحد .. " أ. هـ. • السير: "مقرئ المدينة النحوي .. وكان شيخه نافع قد سماه "قالون" لحسن قراءته وجودتها، قال عليّ الهسنجاني: كان شديد الصّمم فكان ينظر إلى شفتي القارئ ويرد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "انتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه في الحجاز، ورحل إليه الناس، وطال عمره وبعد صيته" أ. هـ. • الأعلام: "أحد القراء المشهورين انتهت إليه الرئاسة في علوم العربية والقراءة في زمانه في الحجاز" أ. هـ. وفاته: سنة (220 هـ) عشرين ومائتين. ¬

_ * السير (10/ 326)، العبر (1/ 380)، معرفة القراء (1/ 155)، ميزان الاعتدال (5/ 394)، غاية النهاية (1/ 615)، النجوم (2/ 235)، الشذرات (3/ 97)، الجرح والتعديل (3/ 1 / 290)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية والعشرين) ط. تدمري، معجم الأدباء (5/ 2144)، البداية والنهاية (10/ 283). (¬1) قالون معناه جيد، وهي لفظة روميّة.

2518 - أبو المنهال اللغوي

2518 - أبو المِنْهال اللغوي * اللغوي: عُيينة بن عبد الرحمن المهلبي، أبو المنهال. من مشايخه: داود بن أبي هند، وسفيان بن عيينة، والخليل بن أحمد وغيرهم. من تلامذته: عبد الله بن طاهر وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الحاكم: صاحب العربية، تلميذ الخليل، أدّب عبد الله بن طاهر وورد معه نيسابور" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "لغوي، راوية للأخبار والأمثال والأنساب" أ. هـ. من مصنفاته: "كتاب النوادر"، و"كتاب الشعر" وغيرهما. 2519 - الغازي * النحوي، المقرئ: الغازي بن قيس الأندلسي، أبو محمد المالكي. من مشايخه: ابن أبي ذئب، ومالك، وتلا على نافع بن أبي نعيم وغيرهم. من تلامذته: عبد الملك بن حبيب، وتلا عليه ولده عبد الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "قال أحمد بن عبد البر: كان عاقلًا نبيلًا يروي حديثًا كثيرًا ويتفقه في المسائل، رأسًا في علم القرآن، متهجدًا بالقرآن كثير الصلاة بالليل روي عنه أنه كان يقول: ما من يوم يأتي إلا ويقول: أنا خلق جديد وعلى ما يفعل بي شهيد احذرني قبل أن أبيد، فإذا أمسى ذلك اليوم خر لله ساجدًا. وقال الحمد لله الذي لم يجعلني لليوم العقيم" أ. هـ. • السير: "قال أبو عمرو الداني: قرأ على نافع وضبط عنه اختياره، وهو أول من أدخل قراءة نافع وموطأ مالك إلى الأندلس. وقال: ما كذبت قط منذ اغتسلت. كان إمامًا صالحًا، عابدًا، متهجدًا، مجاب الدعوة، كبير الشأن، حاذقًا برسم المصحف" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام جليل، وثقة ضابط ... قال الداني: كان خيرًا فاضلًا فقيهًا عالمًا أديبًا ثقة مأمونًا" أ. هـ. • بغية الوعاة: "ذكره الزبيدي في الطبقة الأولى من نحاة الأندلس وقال: كان ملتزمًا للتأديب بقرطبة ثم رحل إلى المثرق وشهد تأليف مالك الموطأ، وهو أول من أدخله الأندلس وقرأ على نافع على ابن أبي نعيم وهو أول من أدخل قراءته" أ. هـ. وفاته: سنة (199 هـ) تسع وتسعين ومائة، وقيل: (195 هـ) تسع وتسعين ومائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 239)، معجم الأدباء (5/ 2150)، إنباه الرواة (2/ 384)، الفهرست لابن النديم (120)، معجم المؤلفين (2/ 600)، إيضاح المكنون (1/ 125). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 578)، جذوة المقتبس (2/ 515)، ترتيب المدارك (1/ 347)، السير (9/ 322)، غاية النهاية (2/ 2)، الديباج المذهب (2/ 136)، بغية الوعاة (2/ 240)، شجرة النور الزكية (63)، الأعلام (5/ 113)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرين) ط. تدمري، بغية الملتمس (2/ 575).

2520 - المحاربي

2520 - المحاربي * اللغوي، المفسر المقرئ: غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي، وهو والد ابن عطية عبد الحق المفسر. ولد: سنة (441 هـ) إحدى وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبوه عبد الرحمن بن غالب، ومحمد بن الحارث النحوي وغيرهما. من تلامذته: ابنه عبد الحق، والقاضي عياض وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان حافظًا للحديث وطرقه وعلله عارفًا باسماء رجاله ونقلته منسوبأ إلى فهمه ذاكرًا لمتونه ومعانيه كرر البخاري سبعمائة مرة. وكان دينًا فاضلًا" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ الناقد" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "درّس بمكة علم الاعتقاد والأصول وحصل علمًا جمًّا، وتقدم في علم الحديث وأحسن التقييد والضبط، وتصدر ببلده غرناطة للفتيا والتدريس والإسماع والتفسير وانتفع به الناس وأخذوا عنه كثيرًا وكان شيخهم المقدم. وكفّ بصره آخرًا" أ. هـ. • شجرة النور: "شيخ العلم وحامل لوائه ولواء حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وكوكب سمائه الفقيه الأديب النظار الأريب" أ. هـ. وفاته: سنة (518 هـ) ثمان عشرة وخمسمائة. 2521 - الشَّرَّاط * اللغوي، المقرئ: غالب بن عبد الرحمن بن محمّد بن غالب الأنصاري القرطي، أبو بكر، وأبو تمام، ويعرف بالشراط. ولد: سنة (559 هـ) تسع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: ابن مضاء، وابن بشكوال وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن الطيلسان وغيره. كلام العلماء فيه: • تكلمة الصلة: "أسمع الحديث ودرس العربية والآداب وكان من أهل العلم والعمل والهَدْي الصالح محببًا إلى الخاصة والعامة من أهل الدراية والرواية مع البصر التام بالقراءات ووجوه الإعراب واللغات" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن عبد الملك: كان من جلة المقرئين ونبلاء المحدثين ومهرة النحويين، حافظًا للغة، ذاكرًا للآداب، مع الفضل والزهد وحسن المحاضرة ... وله شعر لا باس به وأقرأ كثيرًا في حياة أبيه وبعده وأسمع الحديث ودرس العربية والآداب" أ. هـ. وفاته: سنة (600 هـ) ستمائة. ¬

_ * تذكرة الحفاظ (4/ 1269)، بغية الملتمس (2/ 577)، الصلة (2/ 432)، الغنية (189)، السير (19/ 586)، العبر (4/ 43)، الديباج المذهب (2/ 136)، الإحاطة (4/ 237)، قلائد العقيان (3/ 636)، أزهار الرياض (3/ 99)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 26)، الشذرات (6/ 95)، شجرة النور (129)، معجم المفسرين (1/ 413). * بغية الوعاة (2/ 240)، تاريخ الإسلام (وفيات 600) ط. تدمري، تكملة الصلة (4/ 52).

2522 - ابن أبي اليمن القيسي

2522 - ابن أبي اليُمْن القيسي * النحوي، المقرئ: غالب بن عبد الله بن أبي اليُمن القيسي القرطي القَطيني الأصل، نزيل دانية، أبو تمام. ولد: سنة (393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عمرو الداني، وابن عبد البر، وصاعد وغيرهم. من تلامذته: عبد العزيز شفيع، وتخرج به أئمة. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان أبو تمام رجلًا زاهدًا فاضلًا"أ. هـ. • السير: "وكان قائمًا على كتاب سيبويه، رأسًا في معرفته، تخرج به أئمة مع الزهد والتعفف" أ. هـ. • غاية النهاية: "فقيه أديب من علماء دانية" أ. هـ. وفاته: سنة (465 هـ) خمس وستين وأربعمائة، وقيل: (466 هـ) ست وستين وأربعمائة، وقيل: (446 هـ) ست وأربعين وأربعمائة. 2523 - الشَّنْقِيطي * اللغوي: غالي بن المختار الشنقيطي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "قال الشنقيطي البُصادي: فاضل من المشتغلين بالأدب والسيرة النبوية" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (1243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "وسيلة الخليل إلى بعوث صاحب الإكليل" في السيرة، و"علم الصرف"، و"نظم" في أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -. 2524 - أبو محمد القرشي * النحوي، اللغوي: غانم بن وليد بن عمر المالقي، أبو محمد القرشي المخزومي. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "كان أبو الحسن علي بن أحمد يفرط في وصفه بالعلم والدين" أ. هـ. • معجم الأدباء: "قال ابن خاقان: هو عالم متفرس وفقيه مدّرس، وأستاذ مجود، وإمام أهل الأندلس مجرد، وأما الأدب فإنه جل شرعته وهو رأس بغيته، مع فضل وحسن طريقة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "فاضل نحوي متصدر ببلده مالقة، له نباهة وذكر هناك متصدر للإفادة، عالم بالعربية" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال في الريحانة: كان أحد أفراد أهل الأدب والمحققين به، وكان أهل الأندلس يعدون الأدباء في ذلك الوقت ثلاثة: أبو مروان ¬

_ * جذوة المقتبس (7/ 512)، بغية الملتمس (2/ 577)، الصلة (2/ 432)، السير (18/ 326)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 456 - 466) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 2)، بنية الوعاة (2/ 240). * الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (372)، الأعلام (5/ 115)، معجم المؤلفين (2/ 602). * بغية الوعاة (2/ 241)، معجم الأدباء (5/ 2152)، جذوة المقتبس (2/ 518)، بغية الملتمس (2/ 579)، الصلة (2/ 233)، المغرب (1/ 317)، إنباه الرواة (2/ 389)، البلغة (169).

2525 - أبو عمرو المارني

بن سراج بقرطبة والأعلم بإشبيلية وغانم هذا بمالقة، لكن زاد كانم عليهما بالفقه والحديث والطب والكلام" أ. هـ. من أقواله: من شعره: ثلاثةٌ يجهلُ مقدارُها ... الأمن والصِّحةُ والقوتُ فلا تَثِقْ بالمال من غَيرها ... لو أنه دُرُّ وياقوتُ وفاته: سنة (470 هـ) سبعين وأربعمائة. 2525 - أبو عمرو المارني * المقرئ: غزوان بن القاسم بن علي بن غزوان، أبو عمرو المازني. ولد: سنة (292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين. من مشايخه: ابن شنبوذ، والحسن بن مليح وغيرهما. من تلامذته: إسماعيل بن عمرو الحداد وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أبو عمرو الداني: كان ماهرًا ضابطًا شديد الأخذ، واسع الرواية، حافظًا للحروف" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ) ست وثمانين وثلاثمائة. 2526 - أبو محمد المرسي * المقرئ: غلبون بن محمّد بن عبد العزيز بن فتحون بن غلبون، أبو محمد الأنصاري، المرسي. ولد: سنة (546 هـ) ست وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن هذيل، وأبو علي بن غريب وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبار وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "تصدر للإقراء وشهر بذلك وأخذ عنه الناس وشارك في العربية والآداب وكان من أهل الفضل والجلالة والإتقان" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة. 2527 - أبو الجود المنذري * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: غياث بن فارس بن مكي، اللخمي، المنذري، المصري، أبو الجود. ولد: سنة (518 هـ) ثمان عشرة وخمسمائة. من مشايخه: ابن العطار، وتلا على الشريف أبي الفتوح الزّيدي، واليسع بن حزم الغافقي ¬

_ * معرفة القراء (1/ 332)، غاية النهاية (2/ 3)، تاريخ الإسلام (وفيات 386) ط. تدمري. * تاريخ الإسلام (وفيات 613) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 3)، تكملة الصلة (4/ 55). * التكملة لوفيات النقلة (2/ 162)، السير (21/ 473)، معرفة القراء (2/ 589)، العبر (5/ 13)، تاريخ الإسلام (وفيات 605) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 4)، النجوم (6/ 196)، بغية الوعاة (2/ 241) ذكر أنه توفي سنة (650) وهو خطأ واضح؛ لأن كل المصادر متفقة على وفاته سنة (605 هـ)، الشذرات (7/ 33).

2528 - السكوني

وغيرهم. من تلامذته: علم الدين السخاوي، وعبد الظاهر بن نشوان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان دينًا فاضلًا بارعًا في الأدب، حسن الأداء لفاظًا كثير المروءة، حسن الخلق، متواضعًا" أ. هـ. • السير: "الإمام المحقق شيخ المقرئين" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كامل أستاذ ثقة ... انتهت إليه مشيخة الإقراء بالديار المصرية وتصدر للإقراء من شبيبته وكان مقرئًا نحويًّا فرضيا أديبًا عروضيًا دينًا فاضلًا الأخلاق تام المروءة حسن الأداء واللفظ بالقرآن" أ. هـ. • بغية الوعاة: "شيخ القراء بالديار المصرية ... ورحل إليه الناس وكان دينًا فاضلًا بارعًا في الأدب متواضعًا كثير المروءة" أ. هـ. وفاته: سنة (605 هـ) خمس وستمائة. 2528 - السكوني * النحوي، اللغوي: أبو الغيث بن عبد الله بن راشد الكندي الحضرمي. كلام العلماء فيه: • العقود اللؤلؤية: "كان فقيهًا بارعًا محققًا عارفًا بالفقه والنحو واللغة والمعاني والبيان والعروض والقوافي ... ولي القضاء بزبيد والتدريس بالعفيفية" أ. هـ. وفاته: سنة (759 هـ)، وقيل: (760 هـ) تسع وخمسين، وقيل: ستين وسبعمائة. من مصنفاته: له مصنف لطيف يدل على جودة معرفته وصفاء ذهنه وتدقيق فطنته. 2529 - الحمصي * المقرئ: فارس بن أحمد بن موسى بن عمران الحمصي الضرير، أبو الفتح. من مشايخه: عبد الباقي بن السقا، والسامري وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه ولده عبد الباقي بن فارس، وأبو عمرو الداني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أحد الحذاق بهذا الشأن -أي القراءات-" أ. هـ. • غاية النهاية: "الأستاذ الكبير الضابط الثقة. قال أبو عمرو الداني: لم ألق مثله في حفظه وضبطه كان حافظًا ضابطًا حسن التأدية فهمًا بعلم صناعته واتساع روايته مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته" أ. هـ. • الشذرات: "أحد أعلام القرآن" أ. هـ. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة، وقيل (401 هـ) إحدى وأربعمائة، وعاش (68) سنة. من مصنفاته: "المنشأ في القراءات الثمان". ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 241)، الشذرات (8/ 321)، العقود اللؤلؤية (2/ 93). * العبر (3/ 80)، معرفة القراء (1/ 379)، تاريخ الإسلام (وفيات 401) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 5)، الشذرات (5/ 13)، معجم المؤلفين (2/ 607).

2530 - ابن العجيلة

2530 - ابن العجيلة * النحوي: فارس بن يحيى الشافعي، أبو الفوارس، ابن العجيلة. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "من أهل مصر، شافعي، أشعري الاعتقاد. فاضل، نحوي، عروضي، أديب" أ. هـ. • الأعلام: "نحوي، عروضي مصري له شعر" أ. هـ. وفاته: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. من مصنفاته: كتاب في "العروض". 2531 - القصري * النحوي: فتح بن موسى بن حماد بن عبد الله بن علي بن يوسف الأموي الجزيري القصري، نجم الدين، أبو النصر. ولد: سنة (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة، وقيل: (588 هـ) ثمان وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: الكندي، والآمدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان فقيهًا، فاضلًا، شافعيًّا، أصوليًا، نحويًّا، عارفًا بالعروض والحكمة والمنطق .. درس بالنظامية ومدرسة المشطوب وفوِّض إليه أمر ديوان الإنشاء ودخل مصر وولي قضاء أسيوط، ودرّس بالفائزية" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه عالم بالأدب والحكمة والمنطق" أ. هـ. وفاته: سنة (663 هـ) ثلاث وستين وستمائة. من مصنفاته: "نظم المفصل للزمخشري"، و"الوصول إلى السول" في نظم سيرة ابن هشام المجلد الأول، و"منظومة في العروض". 2532 - الكاشاني * المفسر: فتح الله بن شكر الله الكاشاني. من مشايخه: علي بن الحسن الزواري وغيره. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "فاضل نبيل وعالم كامل جليل فقيه متكلم مفسر نبيه" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "محدث جليل مفسر فاضل من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، محدث، له اشتغال بالتاريخ، من فقهاء الشيعة الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (988 هـ) ثمان وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "زبدة التفاسير" في مجلدين، و "منهج الصادقين في إلزام المخالفين في تفسير القرآن المبين". ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (3/ 235)، بغية الوعاة (2/ 242)، الأعلام (2/ 128)، معجم المؤلفين (2/ 608). * طبقات الشافعية للسبكي (8/ 348)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 452)، بغية الوعاة (2/ 242)، الأعلام (5/ 134)، معجم المؤلفين (2/ 612)، السير (17/ 67) ط. علوش. * معجم المفسرين (1/ 417)، أعيان الشيعة (42/ 261)، روضات الجنات (5/ 345)، معجم المؤلفين (2/ 612).

2533 - البيلوني

2533 - البيلوني * المفسر فتح الله ويقال محمّد فتح الله بن محمود بن محمّد العمري الأنصاري الشافعي البيلوني. ولد: سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: والده وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "الفقيه الأديب المشهور، كان أوحد أهل عصره في فنون الأدب وعلوّ المنزلة وشهرته تغني عن الإكثار في تعريفه" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، من أهل حلب، شافعي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "أديب شاعر، عارف بالتفسير من أهل حلب" أ. هـ. وفاته: سنة (1042 هـ) اثنتين وأربعين وألف. من مصنفاته: "ديوان شعر"، و"حاشية على تفسير البيضاوي"، و"مجاميع"، وله "الفتح المسوي في شرح عقيدة الشيخ علوان الحموي". 2534 - الشرواني * النحوي، المفسر فتح الله بن أبي يزيد بن عبد العزيز بن إبراهيم الشرواني الشافعي. من تلامذته: أبو السعود ابن قاضي مكة وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "ذكره النجم بن قاضي عجلون بتمام الفضيلة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "شافعي، فاضل مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (880 هـ) ثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير آية الكرسي"، و"شرح المراح والإرشاد" في النحو. 2535 - الطُّريحي * المفسر: فخر الدين بن محمّد بن علي بن أحمد بن طريح الرمَّاحي (¬1) النجفي. ولد: سنة (679 هـ) تسع وسبعين وستمائة. من مشايخه: السيد شرف الدين علي الشولستاني، والشيخ محمّد بن حسام المشرفي وغيرهما. من تلامذته: المجلسي، والسيد هاشم البحراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "وفي كتاب تنقيح المقال: أنه كان أديبًا فقيهًا محدثًا عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، ورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم" أ. هـ. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 254)، ريحانة الألبا (1/ 203)، أعلام النبلاء (6/ 224)، ديوان الإسلام (1/ 269)، معجم المفسرين (1/ 417)، الأعلام (5/ 135)، معجم المؤلفين (2/ 614). * الضوء اللامع (6/ 166)، معجم المفسرين (1/ 418)، معجم المؤلفين (2/ 614). * مصفى المقال (349)، أمل الآمل (2/ 214)، الذريعة (5/ 73)، أعيان الشيعة (42/ 562)، روضات الجنات (5/ 349)، معجم المفسرين (1/ 418)، الأعلام (5/ 138)، معجم المؤلفين (2/ 615). (¬1) أعيان الشيعة: "الرمَّاحي: نسبة إلى الرمّاحية بتشديد الميم والياء وهي مصر مستحدث في العراق" أ. هـ.

2536 - أبو الفتح الواسطي

• أعيان الشيعة: "هو أحد مشاهير علماء القرن الحادي عشر. كان متقنًا في العربية والفقه والرجال أديبًا شاعرًا تقيًا، سكن النجف وحج وجاور مدة ثم زار الرضا وجاور مدة ثم عاد إلى النجف" أ. هـ. • الأعلام: "من علماء الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (1085 هـ) خمس وثمانين وألف. من مصنفاته: "مجمع البحرين ومطلع النيرين" في تفسير غريب القرآن والحديث، و"المنتخب في جمع المراثي والخطب"، و"كشف غوامض القرآن" و"جواهر المطالب في خصائص علي بن أبي طالب". 2536 - أبو الفتح الواسطي * المفسر، المقرئ: فرج بن عمر بن الحسن بن أحمد بن عبد الكريم بن ديدان، أبو الفتح الواسطي، ويقال: البصري. ولد: سنة (355 هـ) خمس وخمسن وثلاثمائة. من مشايخه: علي بن منصور الشعير، وعثمان بن عبد الله بن شؤذب وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر بن سوار، وأبو المعالي ثابت بن بندار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مفسر، مقريء، حاذق حسن الأخذ ... وكان رجلًا صالحًا زاهدًا، قال ابن سوار: قرأت عليه في منزله بدرب الناووس سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، كان من الأبدال" أ. هـ. وفاته: سنة (436 هـ) ست وثلاثين وأربعمائة. 2537 - ابن لُب * المفسر، النحوي، اللغوي: فرج بن أحمد بن قاسم بن لب التغلبي الغرناطي، أبو سعيد. ولد: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة. من مشايخه: قرأ على أبي الحسن القيجاطي، وأبي عبد الله بن الفخّار، وغيرهما. من تلامذته: المنتوري، وأخذ عنه بالإجازة قاسم بن علي المالقي شيخ ابن حجر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • نفح الطيب: "من أهل الخير والطهارة والذكاء والديانة وحسن الخلق رأس بنفسه. وكان له معرفة بالعربية واللغة ومعرفة التوثيق والقيام على القراءات والتبريز في التفسير والمشاركة في الأصلين والفرائض والأدب، وجودة الحفظ" أ. هـ. • الإحاطة: "كان عارفًا بالعربية واللغة مبرزًا في التفسير معظمًا عند العامة والخاصة .. من كبار علماء المالكية في عصره. انثهت إليه رئاسة الفتوى بالأندلس" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (2/ 419)، غاية النهاية (2/ 7)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 28)، تاريخ بغداد (12/ 397). * إنباء الغمر (2/ 77)، الديباج المذهب (2/ 139)، بغية الوعاة (2/ 243)، نفح الطيب (8/ 54)، الأحاطة (4/ 53)، درة الحجال (3/ 265)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 29)، الشذرات (8/ 483)، معجم المفسرين (1/ 419)، الأعلام (5/ 140)، معجم المؤلفين (2/ 617).

• قلت: له نظم في الرد على قول القائل (¬1): أيا علماء الدين ذمِّيُّ دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة إذا ما قضى ربٌّ بكفري بزعمكم ... ولم يرضه مني فما وجه حيلتي قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ... فهل أنا راضي بالذي فيه شقوتي دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى ... دخولي سبيل بينوا لي قضيتي إذا شاء الرب الكفر مني مشيئة ... فهل أنا عاص باتباع المشيئة وهل لي اختيار أن أخالف حكمه ... فبالله فاشفوا بالبراهين علتي وقد ورد الجواب على هذا في كتاب طبقات المفسرين للداودي: "قضى الرب كفر الكافرين ولم يكن ... ليرضاه تكليفًا لدى كل ملة نهى خلقه عما أراد وقوعه ... وإنفاذه والملك أبلغ حجة فترضى قضاء الرب حكمًا وإنما ... كراهتنا مصروفة للخطيئة فلا ترض فعلًا قد نهى عنه شرعه ... وسلّم لتدبير وحكم مشيئة دعا الكل تكليفًا ووفق بعضهم ... فخص بتوفيق وعمّ بدعوة فيقضي إذا لم تنتهج طرف شرعه ... وإن كنت تمشي في طريق المنية إليك اختيار الكسب والله خالق ... يريد بتدبير له في الخليقة وما لم يرده الله ليس بكائن ... تعالى وجل الله رب البريَّة فهذا جوابٌ عن سائل سائل ... جهول ينادى وهو أعمى البصيرة ثم استشهد على كل بيت من القرآن، فالبيت الأول مأخوذ من قوله تعالى {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا}، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، وقوله: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}. والثاني مأخوذ من قول الله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} حجة الملك. وسأل عمران بن حصين أبا الأسود فقال له: ما يكدح الناس كدحًا؟ شيء قدر عليهم ومضى فيهم. فقال له عمران: أفلا يكون ظلمًا؟ فقال له أبو الأسود كل شيء خلق الله وملك يده: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فقال له عمران: أحسنت، إنما أردت [أن] أختبر عقلك. الثالث والرابع مأخوذان من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} وقوله: {وَكَرَّهَ إِلَيكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ} الآية. الخامس مأخوذ من قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو ¬

_ (¬1) هذه القصيدة ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية عليها كذلك.

2538 - الحويزي

إلَى دَار السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فعمّ بالدعاء إلى الجنة، وخصّ بالهداية. السادس مأخوذ من قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} الآية، مع قوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} الآية. السابع والثامن مأخوذ معناهما من قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وقوله: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ} الآية" أ. هـ. قلت: وهو ردٌّ على القائلين بخلق الأفعال. وفاته: سنة (783 هـ) ثلاث وثمانين وسبعمائة، وقيل: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح جُمل الزجاجي"، و"شرح تصريف التسهيل"، و "الباء الموحدة"، و"الألغاز النحوية". 2538 - الحُويزي * النحوي، المفسر: فرج الله بن محمّد بن درويش الحويزي الحائري المزرعاوي. وقيل: أحمد بن درويش بن محمد. ولد: سنة (1031 هـ) إحدى وثلاثين وألف. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "قال صاحب رياض العلماء: هو من جملة المعدودين بسمة الفضيلة والعلم ولكن ليس كما يقال .. " أ. هـ. • الأعلام: "مؤرخ، أديب، إمامي، شيعي" أ. هـ. وفاته: سنة (1100 هـ) مائة وألف. من مصنفاته: "إيجاز المقال في معرفة الرجال" في التراجم، و"تذكرة العنوان" في النحو والمنطق والعروض، و"تفسير". 2539 - أبو العباس الكوفي * النحوي: الفضل بن إبراهيم بن عبد الله الكوفي، أبو العباس. من مشايخه: الكسائي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "لا أعرف من حاله أكثر من هذا، وله اختيار في أحرف يسيرة، وإنما ذكرته لأنه يعرف بالنحوي" أ. هـ. 2540 - أبو عامر الجرجاني * النحوي، المفسر: الفضل بن إسماعيل التميمي الجرجاني، أبو عامر. من مشايخه: عبد القاهر الجرجاني، وأبو سعد بن رامش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أديب أريب فاضل لبيب ... كان مليح الخط صحيح الضبط رائق النظم فصيح النثر جيد التصنيف حسن التأليف. قال عبد الغافر في كتاب "السياق": الفضل بن ¬

_ * مصفى المقال (353)، أمل الآمل (2/ 215)، روضات الجنات (5/ 355)، أعيان الشيعة (42/ 268)، معجم المفسرين (1/ 419)، الأعلام (5/ 140)، معجم المؤلفين (2/ 618). * غاية النهاية (2/ 8)، بغية الوعاة (2/ 244)، معجم الأدباء (5/ 2171). * معجم المفسرين (1/ 420)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 32)، معجم الأدباء (5/ 2166)، بغية الوعاة (2/ 145).

2541 - الطبرسي

إسماعيل التميمي الشيخ أبو عامر الجرجاني النحوي الكاتب الأديب الشاعر من أفاضل عصره وأفراد دهره حسن النظم والنثر، متين في الفضل انتهى" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (458 هـ) ثمان وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "البيان في علم القرآن"، و"عروق الذهب من أشعار العرب" وغيرهما. 2541 - الطّبرسي * اللغوي، المفسر: الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المشهدي السبزواري أمين الدين، أبو علي. من مشايخه: الشيخ أبو علي بن الشيخ الطوسي، والشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن علي المقريء الرازي وغيرهما. من تلامذته: ولده رضي الدين أبو نصر حسن بن الفضل، ورشيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي شهر أشوب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "الفاضل العالم المفسر المحدّث الجليل الثقة الكامل النبيل ... " أ. هـ. • أعيان الشيعة: "عن كتاب نقد الرجال: ثقة فاضل دين عين، من أجلاء هذه الطائفة ... وفي الوجيز للعلّامة المجلسي: ثقة جليل ... وبالجملة ففضل الرجل وجلالته وتبحره في العلوم ووثاقته أمر غني عن البيان .. " أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، محقق لغوي، من أجلاء الإمامية" أ. هـ. • قلت: قالت صاحبة رسالة الماجستير حسنية عبد الله حسن حويج في رسالتها تفسير مجمع البيان للشيخ علي أبي الفضل بن الحسن الطبرسي دراسةً وتحليلًا (216): "والطبرسي من الشيعة الإمامية ... وهم يوافقون المعتزلة في كثير من القضايا العقدية، ولكن لا يعني هذا أن الطبرسي يوافق المعتزلة في كل ما ذهبوا إليه". وقد نقلت صاحبة الرسالة بعض المواضع التي يؤيد فيها المعتزلة، وخاصة في الأسماء والصفات، وقضية خلق أفعال العباد، وقضية الإيمان وغيرها. وناقشت الباحثة كذلك آراء الطبرسي الأخرى، والتي تظهر تشيعه بشكل واضح جدًّا منها: مسألة الإمامة وأن الإمام يكون معصومًا وعصمته كعصمة الأنبياء، حيث يكون معصومًا في الظاهر والباطن وكذلك في السهو. وكذلك تناقش الرؤية وقول الطبرسي بنفيها في الدنيا والآخرة. ومن هذا البحث يتضح لنا أن الطبرسي شيعي إمامي، وهو معتزلي في تأويل الصفات والله المستعان. وفاته: سنة (548 هـ) ثمان وأربعين وخمسمائة. ¬

_ * أمل الآمل (2/ 216)، أعيان الشيعة (42/ 276)، روضات الجنات (5/ 357)، معجم المفسرين (2/ 420)، الأعلام (5/ 148)، معجم المؤلفين (2/ 622)، الكنى والألقاب (2/ 444)، "تفسير مجمع البيان" -دراسة وتحليلًا- إعداد حسنية عبد الله حسن حويج -رسالة ماجستير- الجامعة الأردنية - (1993 م).

2542 - أبو معاذ المروزي

من مصنفاته: "مجمع البيان في تفسير القرآن والفرقان"، و"جوامع الجامع" في التفسير أيضًا، و"إعلام الورى بأعلام الهدى". 2542 - أبو مُعَاذ المَرُوزي * النحوي، المفسر المقرئ: الفضل بن خالد المروزي، أبو معاذ، مولى باهلة. من مشايخه: عبد الله بن المبارك، وعبيد بن سليم وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن علي بن الحسن، والأزهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "نحوي مقرئ، عارف بعلوم القرآن، من أهل مرو ... وذكره ابن حبّان في الثقات" أ. هـ. وفاته: سنة (211 هـ) إحدى عشرة ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في القرآن حسن. 2543 - أبو منصور الكاتب * المقرئ: الفضل بن عمر بن منصور بن علي بن الرائض، أبو منصور الكاتب، البغدادي. من مشايخه: أبو الحسن علي بن عساكر البطائحي، وخديجة بنت النهرواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "حدّث وكتب الخط المنسوب على طريقة ابن البواب في غاية الحسن" أ. هـ. • غاية النهاية: "قال ابن النجار: كان كهلًا حسنًا متدينًا ساكنًا طيب الأخلاق مرضي السيرة، محمود الأفعال كيسًا متواضعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (609 هـ) تسع وستمائة. 2544 - الفضل بن دكين * المفسر: الفضل بن دكين -واسم دكين عمرو- بن حماد بن زهير التميمي بالولاء، الملّائي، أبو نُعيم. ولد: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. من مشايخه: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة وغيرهما. من تلامذته: البخاري، وأحمد بن حنبل ومسلم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أبو نعيم مزاحًا ذا دعابة، مع تدينه وثقته وأمانته". وقال: "أخبرنا بن محمّد بن عبد الله المعدل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفار حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد قال سمعت أبا نعيم يقول: نظر ابن المبارك في كتبي فقال: ما رأيت أصح من ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 420)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 32)، معجم الأدباء (5/ 2177)، غاية النهاية (2/ 9)، بغية الوعاة (2/ 245). * تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 10). * معجم المؤلفين (2/ 421)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 33)، تذكرة الحفاظ (1/ 372)، تاريخ بغداد (12/ 346)، ميزان الاعتدال (5/ 426)، أعيان الشيعة (42/ 275)، العبر (1/ 377)، تقريب التهذيب (382)، السير (10/ 152)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 353).

كتابك. أخبرنا ابن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل يقول- شيخان كانوا يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به أحد -أو كثير أحد مثل ما قاما به- عفان، وأبو نعيم. قلت -أي الخطيب البغدادي-: يعني أبو عبد الله بذلك امتناعهما من الإجابة إلى القول نحلق القرآن عند امتحانهما، وكان امتحان أبي نعيم بالكوفة. قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال سمعت محمّد بن يونس. قال لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه وثم ابن أبي حنيفة، وأحمد بن يونس، وأبو غسان، وعداد فأول من امتحن ابن أبي حنيفة فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقال قد أجاب هذا، فقال ما يقول؟ والله ما زلت أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول: لا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله وعنقي أهون عندي من زري هذا، فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه -وكان بينهما شحناء- وقال: جزاك الله من شيخ خيرًا. أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد حدثنا الكديمي محمّد بن يونس قال سمعث أبا بكر بن أبي شيبة يقول: لما أن جاءت المحنة إلى الكوفة قال لي أحمد بن يونس الق أبا نعيم فقل له، فلقيت أبا نعيم فقلت له. فقال: إنما هو ضرب الأسياط. قال ابن أبي شيبة فقلت له: ذهب حديثنا عن هذا الشيخ، فقيل لأبي نعيم فقال: أدركت ثلاثمائة شيخ كلهم يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق وإنما قال هذا قوم من أهل البدع. كانوا يقولون لا بأس أن ترمى الجمار بالزجاج، ثم أخذ زره فقطعه ثم قال: رأسي أهون علي من زري. وأخبرنا أبو طاهر أيضًا أخبرنا أحمد بن سليمان النجاد حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أحمد بن الحسن الزمذي أبو الحسن قال سمعث أبا نعيم يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق". ثم قال: "حدثت عن محمّد بن عبد الله بن المطلب الكوفي حدثنا علي بن محمّد بن صغدان المعدل -بالأنبار- حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم. قال: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد ونحن معه، فنزل الرملية، ونصب له كرسي عظيم، فجلس عليه ليحدث، فقام إليه رجل ظننته من أهل خراسان فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فكره الشيخ مقالته وصرف وجهه وتمثل بقول مطيع بن إياس: وما زال بي حبيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حي على الناس يسلم؟ فلم يفقه الرجل مراده: فعاد سائلًا فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ يا هذا كيف بليت بك، وأي ريح هبت إليّ بك؟ سمعت الحسن بن صالح يقول سمعت جعفر بن محمّد يقول: حب

علي عبادة، وأفضل العبادة ما كتم. أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الفوارس الحافظ قال سمعت أحمد بن يعقوب يقول سمعت عبد الله بن الصلت يقول: كنت عند أبي نعيم الفضل بن دكين فجاءه ابنه يبكي، فقال له ما لك؟ فقال الناس يقولون إنك تتشيع، فأنشأ يقول: وما زال كتمانيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت- وهل حي على الناس يسلم أخبرني محمّد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب حدثنا أحمد بن ملاعب قال حدثني صديق لي يقال له يوسف بن حسان ثقة. قال أقال أبو نعيم: ما كتبت علي الحفظة أني سببت معاوية، قال: قلت أحكي هذا عنك؟ قال نعم احكه عني. أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا محمّد بن يونسى قال سمعت أبا نعيم يقول: كثر تعجي من قول عائشة: (ذهب الذين يعاش في أكنافهم). ولكن أبا نعيم يقول: ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفًا في أراذل النسناس في أناس نعدهم من عديد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس كلما جئت أبتغي النيل منهم ... بدروني قبل السؤال بياس وبكوا لي حتى تمنيت أني ... مفلت منهم فرأسًا برأس" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "حافظ حجة إلا أنه يتشيع من غير غلو ولا سب. قال ابن الجنيد الخُتلي سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم إذا ذكر إنسانًا فقال هو جيد وأثنى عليه فهو شيعي، وإذا قال: فلان كان مرجئًا فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به. قلت: هذا قول دال على أن يحيى كان يميل إلى الإرجاء، وهو خير من القدر بكثير" أ. هـ. • قلت: قد وصفه الذهبي في السير بأنه من علماء السلف. ولعل الذهبي يشير إلى وضعه ضمن علماء القرون الثلاث وهم السلف وتطلق هذه عموما حتى يبين فرق المذاهب الإسلامية الأخرى .. والله أعلم. • تذكرة الحفاظ: "قال أحمد بن صالح: ما رأيت محدثًا أصدق من أبي نعيم، وقال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. وقال أبو حاتم: أبو نعيم حافظ متقن" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت" أ. هـ. • أعيان الشيعة: "هو من مشاهير قدماء علماء الشيعة ويروي عنه العامة أيضًا -يقصد بهم أهل السنة- وهو موثوق عندنا وعندهم وإن لم يذكر اسمه في كتب الرجال وذلك لما ذكره الشهيد الثاني وسبطه الشيخ محمّد في تعليقاتهما

2545 - أبو خليفة الجمعي

الرجالية، في (الرياض): كان من مشاهير المحدثين من قدماء أصحابنا يروي عنه الخاصة والعامة وعده ابن رستة في الأعلاق النفيسة من الشيعة" أ. هـ. • قلت: هذه عادة صاحب أعيان الشيعة يذكر الأعلام من أهل السنة ضمن علمائهم لأدنى شبهة وانظر ما ذكره الخطيب في كلامه المتقدم ردًّا على ما ذكره هذا الشيعي. وفاته: سنة (219 هـ) تسع عشرة ومائتين. من مصنفاته: ذكر الداودي أن له تفسيرًا. 2545 - أبو خليفة الجمعي * النحوي، المقرئ: الفضل بن الحُبَاب واسم الحباب: عمرو بن محمّد بن شعيب الجمحي البصري، أبو خليفة. ولد: سنة (206 هـ) ست ومائتين. من مشايخه: القَعنبي، ومسلم بن إبراهيم وغيرهما. من تلامذته: أبو عَوانة، وأبو بكر الصولي، وأبو حاتم ابن حبّان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام العلامة المحدث الأديب الأخباري شيخ الوقت". "قال أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني - ابن أخت أبي عوانة: سمعت أبي يقول لأبي عليّ النيسابوري الحافظ: دخلتُ أنا وأبو عوانة البصرة، فقيل: إن أبا خليفة قد هُجر، ويدعي عليه أنه قال: فقال له مخلوق. فقال لي أبو عوانة: يابني! لا بدَّ أن ندخل عليه. قال: فقال له أبو عوانة: ما تقول في القرآن؟ فاحمر وجهه وسكت، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، وأنا تائب إلى الله من كل ذنب إلا الكذب، فإني لم أكذب قطّ، أستغفر الله. قال: فقام أبو عليّ إلى أبي، فقبل رأسه. ثم قال أبي: قام أبو عوانة إلى أبي خليفة، فقبَّل كتفه" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "كان ثقة عالمًا ما علمت فيه لينًا إلا ما قال السلماني إنه من الرافضة، فهذا لم يصح عن أبي خليفة" أ. هـ. • طبقات الحنابلة: "وأنبأنا عبد الرحمن بن منده أخبرنا محمّد بن عبد العزيز الشيرازي -بها- أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن الليث الصفار الشيرازي حدثنا علي بن أحمد بن جعفر قال: حضر رجل مجلس أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، فذكر أبا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل - رضي الله عنه -، فقال أبو خليفة: على أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل رضوان الله. فهو إمامنا ومن يقتدي به، ونقول بقوله، الواعي للعلم المتقن لروايته، المصداق في حكايته، القيم بدين الله عزَّ وجلَّ، المستن بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إمام المسلمين، والناصح لإخوانه من المؤمنين، فقال له الرجل: يا أبا خليفة، ما تقول في قوله: القرآن كلام الله غير مخلوق؟ فقال: صدق والله ¬

_ * السير (14/ 7)، طبقات الحنابلة (1/ 249)، تذكرة الحفاظ (2/ 670)، العبر (2/ 130)، ميزان الاعتدال (5/ 425)، غاية النهاية (2/ 8)، لسان الميزان (4/ 520)، بغية الوعاة (2/ 245)، إنباه الرواة (3/ 5)، النجوم (3/ 193)، البلغة (170)، معجم الأدباء (5/ 2172).

2546 - أبو العباس اليزيدي

في مقالته. وقمع كل بدعي بمعرفته. قوله الصواب. ومذهبه السداد. هو المأمون على كل الأحوال، والمقتدي به في جميع الفعال، فقال له الرجل: يا أبا خليفة، فمن قال: القرآن مخلوق؟ قال: ذاك الرجل ضال مبتدع العنه ديانة، واهجره تقربًا إلى الله عزَّ وجلَّ. بذلك قام أبو عبد الله أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -، مقامًا لم يقمه أحد من المتقدمين، ولا من المتأخرين. فجزاه الله عن الإسلام وعن أهله أفضل الجزاء" أ. هـ. • البلغة: "قاضي البصرة، كان في اللغة والشعر بمكان عالٍ .. " أ. هـ. • لسان الميزان: "وقد ذكره أبو علي المحسن التنوخي في "نشوان المحاضرة" وحكى عن صديق له أنه قرأ على أبي خليفة أشياء من جملتها ديوان عمران بن حطان الخارجي المشهور، وأنه أملى عنه مواضع منه من جملتها قول عمران المشهور في رثاء عبد الرحمن بن ملجم، وأن المفجع البصري بلغه ذلك فقال [البسيط]: أبو خليفة مطوي على دخَنِ ... للهاشميين في سر وإعلان ما زلت أعرف ما يُخفى وأنكره ... حتى اصطفى شعر عمران بن حِطَّانِ فهذا ضد ما حكاه السليماني، ولعله أراد أن يقول ناصبي، فقال رافضي، والنصب معروف في كثير من أهل "البصرة". وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو [يعلى] الخليلي: احترقت كتبه، منهم من وثقه، ومنهم من تكلم فيه، وهو إلى التوثيق أقرب" أ. هـ. • النجوم: "كان محدثًا ثقة راوية للأخبار فصيحًا مفوهًا أديبًا" أ. هـ. نقلت من خط الإمام الحافظ حقًّا، صديقنا ومفيدنا أبي نصرٍ عبد الرحمن بن النفيس بن وهبان من "كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث" تصنيف الخليل بن عبد الله بن أحمد الحافظ القاضي، أنشدني الصاحب إسماعيل بن عباد الوزير، أنشدني أبي، أنشدني أبوخليفة لنفسه: شيبان والكبش حدثاني ... شيخان بالله عالمانِ قالا إذا كنت فاطميًا ... فاصبر على نكبة الزمان قال: إني سألت أبا خليفة عن الكبش من هو، قال: أبو الوليد الطيالسي، وشيبان هو ابن فرُّوخ الأُبلي. قال الخليل، قلت لعبد الله بن محمّد: هذا يدل على أن أبا خليفة كان يميل إلى التشيع، فقال: نعم. وفاته: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمانة. 2546 - أبو العباس اليزيدي * النحوي، اللغوي: الفضل بن محمّد بن أبي محمّد يحيى بن المبارك، أبو العباس اليزيدي. من مشايخه: إسحاق بن إبراهيم الموصلي، ومحمد بن سلام الجمحي، وأبو عثمان المازني ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 7)، معجم الأدباء (5/ 2178)، بغية الوعاة (2/ 246)، تاريخ بغداد (12/ 370)، تاريخ الإسلام (وفيات 278) ط. تدمري.

2547 - القصباني

وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن العباس اليزيدي، ومحمد بن موسى بن حماد البربري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان الفضل أحد الرواة العلماء والنحاة النبلاء. أخذ عنه العلم الكثير ورواه من جهة الجم الغفير" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان أديبًا نحويًّا عالمًا فاضلًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من بيت العربية والأدب ... برع في فنون علم اللسان" أ. هـ. وفاته: سنة (278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين. 2547 - القصبانيّ * النحوي، اللغوي: الفضل بن محمّد بن علي القصباني البصري. من مشايخه: الحريري، والخطيب التبريزي وغيرهما. من تلامذته: أبو زكريا يحيى بن التبريزي، وأبو محمد الحريري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "أحد أئمة العربية" أ. هـ. • البلغة: "كان من أعيان الأئمة في النحو والأدب" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان واسع العلم، غزير الفضل إمامًا في اللغة، وإليه كانت الرحلة في زمانه" أ. هـ. • الأعلام: "عالم باللغة والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في "النحو"، و"حواشي الصحاح"، و"الأمالي". 2548 - المشدالي * النحوي: أبو الفضل المغربي المشدالي. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "العلامة أحد أذكياء العالم، اشتغل بالمغرب وقُدِّم في حياة والده، وأقرأ بمصر وغيرها وأبان عن تفنن في العلوم فقهًا وأصولًا وكلامًا ونحوًا وغير ذلك أخذ عنه غالب طلبة عصره"أ. هـ. وفاته: سنة نيف وستين وثمانمائة. 2549 - الشَّامَكاني * اللغوي: فضل الله بن إبراهيم بن عبد الله الشامكاني الشافعي، سعد الدين. من مشايخه: القاضي عضد الدين صاحب "المواقف". كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "صنف في الأصول والعربية ونظم وعلق وتقدم في العلوم العقلية" أ. هـ. وفاته: سنة (787 هـ) سبع وثمانين وسبعمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2180)، اللباب (2/ 266)، إنباه الرواة (3/ 9)، إشارة التعيين (257)، البلغة (170)، الوافي (24/ 62)، بغية الوعاة (2/ 246)، الأعلام (5/ 15)، معجم المؤلفين (2/ 624)، تاريخ الإسلام (وفيات 444) ط. تدمري. * بغية الوعاة (2/ 247). * بغية الوعاة (2/ 244) وفيه الساركاري، إنباء الغمر (2/ 204)، الشذرات (8/ 511).

2550 - الهمذاني

2550 - الهَمذاني * المفسر: فضل الله بن أبي الخير بن غالي الهمذاني، الوزير، رشيد الدولة، أبو الفضل. كلام العلماء فيه: • السير: "كان صاحب علم وتواضع وسخاء، وبذل للعلماء والصلحاء وله رأي ودهاء ومروءة، وقد فسَّر القرآن، وأدخل في ذلك فلسفة وقيل كان جيّد الإسلام ... وسُرَّ بمصرعه خلق وتوجع آخرون .. وله تصانيف واهية وعمائر فاخرة وأموال لا تنحصر وكان الشيخ تاج الدين الأفضلي يذمه ويرميه بدين الأوائل فحلم عنه وصفح. وفي الجملة للرشيد مكارم وشفقة وبذل وود لأهل الخير وقد أحرقت تواليفه بعده" أ. هـ. • البداية: "لما تولى أبو سعيد المملكة عزله وبقي مدة خاملًا ثم استدعاه جوبان وقال له: أنت سقيت السلطان خربندا سمًا؟ فقال له: أنا كنت في غاية الحقارة والذلة، فصرت في أيامه وأيام أبيه في غاية العظمة والعزة، فكيف أعمد إلى سقيه والحالة هذه؟ فأحضرت الأطباء فذكروا صورة مرض خربندا وصفته وأن الرشيد أشار بإسهاله لما عنده في باطنه من الحواصل فانطلق باطنه نحوًا من سبعين مجلسًا فمات بذلك على وجه أنه أخطأ في الطب، فقال فأنت إذا قتلته فقتله وولده إبراهيم واحتيط على حواصله وأمواله فبلغت شيئًا كثيرًا وقطعت أعضاؤه وحمل كل جزء منها إلى بلدة ونودي على رأسه بتبريز هذا رأس اليهودي الذي بدل كلام الله لعنه الله ثم احترقت جثته وكان القائم عليه علي شاه" أ. هـ. • الدرر: "كان أبوه عطارًا فأسلم هو واتصل بقازان فخدمه، كان ينصح المسلمين ويذب عنهم ويسعى إلى حقن دمائهم وله في تبريز آثار عظيمة من البر، وكان شديدًا على من يعاديه أو ينقصه يثابر على هلاكه، وكان متواضعًا سخيًّا كثير البذل للعلماء والصلحاء. وله تفسير على القرآن فسره على طريقة الفلاسفة فنسب إلى الإلحاد وقد احترقت تواليفه بعد قتله" أ. هـ. وفاته: سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة وعاش نحو ثمانين سنة. وقيل (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة، وقيل (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: تفسير على القرآن فسره على طريقة الفلاسفة. 2551 - الرَّاونْدي * المفسر: فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني، ¬

_ * ذيول العبر (92)، البداية والنهاية (14/ 89)، الدرر الكامنة (3/ 314)، السلوك (2/ 1 / 189)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 34) وقد سقطت ترجمته، الشذرات (8/ 81)، معجم الأطباء (339)، معجم المفسرين (1/ 421)، الأعلام (5/ 152)، معجم المؤلفين (2/ 626)، السير (17/ 424) ط. تدمري علوش، العبر (4/ 46). * الأنساب (4/ 426)، اللباب (2/ 236)، الكنى والألقاب (2/ 435)، مصفى المقال (363)، أمل الآمل (2/ 217)، روضات الجنات (5/ 365)، أعيان الشيعة (42/ 296)، الأعلام (5/ 152)، معجم المؤلفين (2/ 626)، إيضاح المكنون (1/ 52)، هدية العارفين (1/ 821).

أبو الرضا، ضياء الدين، الراوندي القاساني. من مشايخه: أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني، والشيخ النجاشي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ منتجب الدين، ومحمد بن علي بن شهر آشوب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر، إمامي، شاعر من أهل قاشان" أ. هـ. • روضات الجنات: "هو من أجلة السادات، وأعاظم مشايخ الاجازات وأفاضل المتحملين للروايات وله مشيخة عظيمة تزيد على عشرين رجلًا كابرًا من الشيعة الأمامية" أ. هـ. من أقواله: فمن شعره: يا رب ما لي شفيع يوم منقلي ... إلا الذين إليهم ينتهي نسبي المصطفى وهو جدي ثم فاطمة ... أمي وشيخي علي الخير فهو أبي والمجتبى الحسن الميمون غرته ... ثم الحسين أخوه سيد العرب ثم ابنه سيد العباد قاطبة ... وباقر العلم مكشوف عن الحجب والصادق البر في شيء يفوه به ... والكاظم الغيظ في مستوقد الغضب ثم الرضا المرتضى في الخلق سيرته ... ثم التقي نقيا غير ما كذب ثم التقي ابنه والعسكري وما ... لي في شفاعة غير القوم من أرب ثم الذي يملأ الدنيا بأجمعها ... عدلًا وقسطًا بإذن الله عن كثب وقوله: ألا يا آل أحمد يا هداتي ... لقد كنتم أئمة خير أمه أرادكم الحسود بكيد سوء ... فأصبح ما أراد عليه غمه يريد ليطفئ النور المصفى ... ويأبى الله إلا أن يتمه وله: محمّد خير مبعوث وأفضل من ... مشى على الأرض من حاف ومنتعل من دينه نسخ الأديان أجمعها ... ودور ملته عفى على الملل ثم الإمامة مهداة مرتبة ... من بعده لأمير المؤمنين علي من بعده ابناه وابنا بنت سيدنا ... محمّد ثم زين العابدين علي والباقر العلم عن أسرار حكمته ... والصادق البر لم يكذب ولم يحل والكاظم الغيظ لم ينقض مروته ... ثم الرضا لم يفه والله بالزلل

2552 - أبو بكر المحبي

ثم التقي فتى عاف الأنام معا ... قولا وفعلا فلم يفعل ولم يقل ثم التقي ابنه والعسكري ومن ... يطهر الأرض من رجس ومن دخل القائم العدل والحاكي بطلعته ... طلوع بدر الدجى في دامس الطفل تنشق ظلمة ظلم الأرض عن قمر ... إشراق دولته تأتي على الدول وفاته: نحو سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مصنفاته: "الكافي" في التفسير، و"كتاب الأربعين" في الحديث، و"الموجز الكافي في العروض والقوافي ". 2552 - أبو بكر المُحبِّي * النحوي: فضل الله بن محب الله بن محمّد بن محب الدين بن أبي بكر المحبي الدمشقي، تقي الدين. ولد: سنة (1031 هـ) إحدى وثلاثين وألف. من مشايخه: الشيخ أحمد بن شمس الدين الصفوري، والشيخ عبد اللطيف الجالقي وغيرهما. من تلامذته: ابنه صاحب خلاصة الأثر وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "أذكى فضلاء الوقت البارعين وبلغائه المعروفين وكان حسن المعرفة بفنون الأدب يجمع تفاريق الكمالات ويرجع معها إلى خط منسوب ولفظ عذب ومعرفة باللغتين الفارسية والتركية .. وكان قوي البديهة حسن المناسبة" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "مهر في صناعة الطب إضافة لإتقانه أصول التاريخ وعلم النحو وقرض الشعر وإلمامه باللغتين التركية والفارسية" أ. هـ. وفاته: سنة (1082 هـ) اثنتين وثمانين وألف. من مصنفاته: "ذيل على تاريخ حسن البوريني"، و"شرح الآجرومية" في النحو، و"الرحلة الحلبية" وديوان شعر. 2553 - ابن سِمَّاك المعافري * المقرئ النحوي، ، اللغوي: فضيل بن محمّد بن عبد العزيز بن سِماك المعافري الإشبيلي، أبو محمد. من مشايخه: أبو بكر بن عتيق، وأبو محمد بن حوط الله وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر محمّد بن الخفاف وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "ذكره ابن الزبير فقال: أقرأ القرآن والنحو والأدب .. وتكلم فيه بعضهم وقال: كان ممن لا يرضى حاله" أ. هـ. وقال ابن عبد الملك: كان مقرئًا مجودًا محققًا ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 277)، الأعلام (5/ 153)، أعلام الفكر في دمشق (282)، معجم المؤلفين (2/ 637)، هدية العارفين (1/ 822)، إيضاح المكنون (1/ 217). * بغية الوعاة (2/ 247)، الذيل والتكملة (2/ 5 / 542).

2554 - عضد الدولة

بالعربية ذا حظ صالح من الأدب" أ. هـ. وفاته: قبل سنة (650) خمسين وستمائة. من مصنفاته: له تعليق حسن على جمل الزجاجي. 2554 - عضد الدولة * النحوي: فَنّا خُسْرو بن ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي أبو شجاع، صاحب العراق وفارس. كلام العلماء فيه: • السير: "الشيعي الجلد، المعتزلي، الظالم القذر. كان بطلًا شجاعًا مهيبًا نحويًّا أديبًا عالمًا، جبارًا عسوفًا شديد الوطاة. وكان شيعيًا جلدًا أظهر بالنجف قبرًا زعم أنه قبر الإمام علي وبنى عليه المشهد وأقام شعار الرفض ومأتم عاشوراء والاعتزال وبنى ببغداد البيمارستان العضدي" أ. هـ. • البداية والنهاية: "هو أول من تسمى بشاهنشاه ومعناه ملك الملوك وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أوضح -وفي رواية أخنع اسم- عند الله تسمى ملك الملوك) ". • الشذرات: "وكان في التشيع وهو الذي أظهر قبر الإمام علي رضي الله عنه بالكوفة وبنى عليه المشهد الذي هناك" أ. هـ. من أقواله: قال الذهبي: وكان يقول الشعر فقال أبياتًا كفرية: ليس شرب الراح إلا في المطر .. وغناء من جوار في السَّحر غانيات سالبات للنهى ... ناعمات في تضاعيف الوتر راقصات زاهرات نجل ... رافلات في أفانين الحبر مطربات غنجات لحسن ... رافضات الهم أمثال الكفر مبرزات الكأس من مطلعها ... مسقيات الخمر من فاق البشر عضد الدولة بأني ركنها ... ملك الأملاك غلاب القدر سهل الله إليه عسره ... في ملوك الأرض ما دام الفخر وأدام الخير في أولاده ... ولباس الملك فيهم بالغرر قال ابن كثير: "قبحه الله وقبح شعره وقبح أولاده، فإنه قد أقرأ أبياته هذه فلم يفلح بعدها. فيقال: إنه حين أنشد قوله غلاب القدر أخذه الله فأهلكه. ويقال: إن هذه الأبيات إنما أنشدت بين يديه ثم هلك عقبها" أ. هـ. وقال الذهبي في تاريخه: "وقال الثعالبي في (يتيمة ¬

_ * المنتظم (14/ 290)، الكامل (8/ 584)، وفيات الأعيان (4/ 50)، العبر (2/ 361)، السير (16/ 249)، تاريخ الإسلام (وفيات 372) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 319)، النجوم (4/ 142)، السلوك (1/ 1 / 23)، بغية الوعاة (2/ 247)، الشذرات (4/ 389).

2555 - أبو الفهد البصري

الدهر): لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده -أي يقصد بيت غلاب القدر- فقيل إنه لما احتضر لم ينطق إلا ... وتوفي بعلة الصرع" أ. هـ. وفاته: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة عن (48 سنة). 2555 - أبو الفهد البصري * النحوي، اللغوي: أبو الفهد البصري. من مشايخه: الزخاج، وأبو بكر بن الخيّاط وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البلغة: "لغوي نحوي" أ. هـ. • بغية الوعاة: "ذكره القفطي فقال: نحوي بصري، وكان فيه بله وتغفل" أ. هـ. من مصنفاته: "الإيضاح". 2556 - فيصل آل مبارك * المفسر فيصل بن عبد العزيز بن فيصل آل مبارك الحريملي النجدي. ولد: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: عمه الشيخ محمّد بن فيصل، والقاضي الشيخ عبد الله بن حمد الحجازي، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل محمّد بن عبد الوهاب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "قاضي حنبلي من العلماء" أ. هـ. • قلت: قال عبد المحسن بن عثمان في مقدمة كتاب "الجموعة الجليلة"، وتحت عنوان: مكانته في العلم والأخلاق (ص 5): "هو على جانب كبير في أكثر الفنون يحمل إجازة في التفسير، وبارع في التوحيد والعقيدة ومعرفة تامة بالحديث والفقه، ويعتبر الذي لا يجمع بين الحديث والفقه أمور: أي لا يبصر إلا من جانب واحد، وهو حنبلي المذهب، وله المكان اللامع في الأخلاق الفاضلة، مجالسه كلها أو جُلُّها بحوث علمية واجتماعية ولا يميل إلى الهزل أبدًا، ومتواضع جدًّا يكلم الصغير والكبير والغني والفقير، ويتكلم مع الكل بما يناسبه ويحب مواساة الفقير من جيبه، وسمح ذا ميزة من الأدب والعفة والنزاهة منذ نشأ وترعرع ومحبوب يستميل القلوب إلى محبته وفي سفره يشاطر أصحابه الأعمال ولسان ناطق وفكر ثاقب" أ. هـ. قلت: عند مراجعة تفسيره "توفيق الرحمن في دروس القرآن" وجدناه تفسيرًا يسير فيه صاحبه على نهج السلف الصالح في كل شيء وخاصة في آيات الصفات والآيات المتشابهات وغرها. والله أعلم. وفاته: سنة (1376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أربع مختصرات نافعة"، و"توفيق الرحمن في دروس القرآن"، و"خلاصة الكلام ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 249)، البلغة (171). * معجم المؤلفين (2/ 632)، الأعلام (5/ 168)، مقدمة كتاب "المجموعة الجليلة"- بقلم عبد المحسن بن عثمان أبابطين -مكتبة الرشد- الرياض- ط (1) (1414 هـ- 1993 م).

2557 - فيضي

شرح عمدة الأحكام"، وغير ذلك. 2557 - فيضي * المفسر فيض الله، المعروف (بفيضي)، بن مبارك، الأكبر آبادي، أبو الفضل. ولد: سنة (954 هـ) أربع وخمسين وتسعمائة. من مشايخه: أبو الفضل الكازروني، ورفيع الدين الصفدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أبجد العلوم: "كان فيضي على طريقة الحكماء وكذا إخوانه أبو الفضل وغيره وكانوا معروفين بانحلال العقائد وسوء التدني والإلحاد والزندقة نعوذ بالله منها" أ. هـ. وفاته: سنة (1004 هـ) أربع وألف. من مصنفاته: "سواطع الإلهام" تفسير، و"موارد الكلم" رسالة في الأخلاق. 2558 - الرَّسِّي * المفسر: القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الحسني العلوي، أبو محمّد، المعروف بالرسي. ولد: سنة (169 هـ) تسع وستين ومائة. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "فقيه، شاعر، من أئمة الزيدية، كان يسكن جبال قدمى من أطراف المدينة. وبعد وفاة أخيه محمّد (سنة 199 هـ) تولى قيادة أتباعه". وقال: "كان يرى رأي المعتزلة في قضية الألوهية، وكان مخالفًا لرأي المرجئة" أ. هـ. • تاريخ التراث العربي: "أسس اتجاهًا زيديًا ينسب إليه هو (القاسمية) وما يزال هذا الاتجاه موجودًا إلى اليوم. كان يرى رأي المعتزلة في قضية الألوهية وكان مخالفًا لرأي المرجئة" أ. هـ. • قال صاحب كتاب "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" (ص 125): وتحت فصل تفاسير المعتزلة قبل الحاكم: "واضع أسس الدولة الزيدية باليمن كما تقدم، وقد نعته الحاكم بنجم آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمبرز في أصناف العلوم وينعته الزيدية بأمير المؤمنين والإمام الأعظم المجدد للدين بعلمه الجم، وله كتاب في تفسير القرآن، وآخر في الناسخ والمنسوخ، وكتب أخرى في الفقه وعلم الكلام، ورسائل كثيرة في الرد على المجبرة والنصارى، وفي تفسير العرش والكرسي، وفي الإمامة وسياسة النفس وغير ذلك. قال الحاكم: وكتبه مشحونة بالتوحيد والعدل وكذلك أولاده كلهم قائلون بالعدل والتوحيد، فمنهم محمّد بن القاسم ... " أ. هـ. • الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "وعلى منهج أسلافه من المعتزلة سار القاسم بن إبراهيم الرسي الذي قصر معرفة الله ¬

_ * أبجد العلوم (3/ 224)، معجم المطبوعات لسركيس (1472)، معجم المفسرين (1/ 423)، الأعلام (5/ 168)، معجم المؤلفين (2/ 634). * معجم المفسرين (1/ 431)، تاريخ التراث العربي (1/ 3 / 328)، مقاتل الطالبيين (533)، أعيان الشيعة (42/ 331)، الأعلام (5/ 170)، معجم المؤلفين (2/ 636)، معجم الشعراء (335)، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (2/ 149 - 150).

2559 - أبو القاسم الغبريني

على العقل وحصرها به، وجعل العقل أصلًا للكتاب والسنة، فقال: خلق الله جميع عباده المكلفين لعبادته ... والعبادة على ثلاثة وجوه: أولها: معرفة الله. والثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه. والوجه الثالث: اتباع ما يرضيه واجتناب ما يسخطه. فهذه ثلاث عبادات من ثلاث حجج، احتج بها المعبود على العباد؛ وهي العقل، والكتاب والرسول؛ فجاءت حجة العقل بمعرفة المعبود، وجاءت حجة الكتاب بمعرفة العبادة وللعقل أصل الحجتين الأخيرتين؛ لأنهما عرفا به، ولم يعرف بهما. فافهم ذلك. وحدد -في موضع آخر- مصادر التشريع بأنها: مسائل العقل اليقينية أولًا، ثم الإجماع المعلوم الثابت، ثم نصوص الكتاب والسنة المعلومة في المرتبة الثالثة، وجعل العقل أصلًا للمصادر التشريعية الأخرى" أ. هـ. وفاته: سنة (246 هـ) ست وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ"، وله تفسير القرآن، و"العدل والتوحيد ونفي الجبر والتشبيه"، وله "المسترشد" الرد على من زعم أن الله في السماء دون ما سواها. 2559 - أبو القاسم الغبريني * المقرئ: أبو القاسم بن أحمد بن أحمد الغبريني، شيخ تونس من الغرب. من مشايخه: أبو عبد الله بن محمّد بن محمّد بن غريون، وأبو عليّ منصور بن أحمد بن عبد الحق المشدالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخ تونس من الغرب ومسندها في وقتنا". وقال: "رأيت بخطه على استدعاء لصاحبنا أبي عبد الله محمّد بن محمّد ميمون البلوي أخبره فيه عن هؤلاء الشيوخ -شيوخ المترجم له- ورخه بجمادى الأخرى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وهذا لعمري شيخ يعز وجود مثله في وقتنا" أ. هـ. 2560 - الخَيَّاط القَمْلي * المقرئ: القاسم بن أحمد بن يوسف بن يزيد، أبو محمّد، التميمي، الخياط، الكوفي، المعروف بالقملي. من مشايخه: أبو جعفر محمّد بن حبيب السموني وغيره. من تلامذته: الحسن بن داود النَّقار، وسعيد بن أحمد الإسكاف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان صاحب قرآن، ورواية حروف" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "شيخ القراء في وقته" أ. هـ. • معرفة القراء: "أحد الحذاق" ¬

_ * غاية النهاية (2/ 28). * معرفة القراء (1/ 251)، غاية النهاية (2/ 16)، تاريخ بغداد (12/ 438)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثلاثين) ط. تدمري.

2561 - اللورقي

وقال: "قال النقار: قرأت عليه أربعين ختمة، وسمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام في قراءة عاصم، حاذق ثقة". وقال: "قال محمّد بن عبد الله الكسائي: كنت أقرأ برواية عاصم رواية عبد الجبار بن محمّد العطار فلما سمعت إجماع النّاس على تفضيل قاسم ورأيت ذوي الأسنان وأهل المعارف يقرؤون عليه لازمته حتى قرأت عليه وأتقنت قراءته" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (290 هـ) تسعين ومائتين، وقيل: (291 هـ) إحدى وتسعين وماثتين. 2561 - اللّورقي * النحوي، اللغوي، المقرئ: القاسم بن أحمد بن موفق بن جعفر المرسي اللورقي، أبو محمّد، وقيل: أبو القاسم. ولد: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على ثلاثة من أصحاب ابن هذيل، ثم قرأ على أبي الجود ثم الكندي، وعبد العزيز بن الأخضر وغيرهم. من تلامذته: سبط البهاء محمّد بن يوسف البرزالي، والأستاذ أبو عبد الله القصاع، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة ذو الفنون ... نزيل دمشق". وقال: "أمعن بالعقليات، وكان مقصودًا" بإقرائها، وإقراء النحو بالعادلية". ثم قال: "كان مليح الشكل، حسن الهيئة، كثير الوقار". وقال: "قال أبو شامة: . وكان مشاركًا بأنواع من العلوم على خلل في ذهنه. قلت -أي الذهبي-: ما كان إلا ذكيًا، صحيح الذهن رحمه الله" أ. هـ. • معرفة القراء: "ما كان إلا ذكيًا"، فيا ليته ترك الاشتغال بعلوم الأوائل، فما هي إلا مرض في الدّين أو هلاك فقلّ من نجا منها وسمع ببغداد من ابن الأخضر وولي مشيخة التربة العادلية وكان له حلقة اشتغال وكان مليح الشكل إمامًا مهيبًا متفننًا" أ. هـ. • الوافي: "اشتغل بالقرآن والعربية وبرع في ذلك. كان إمامًا عالمًا أحد المشايخ الفضلاء الصلحاء يجمع بين العلم والعمل" أ. هـ. • غاية النهاية: "برع في العربية وفي علم الكلام والفلسفة" أ. هـ. • نفح الطيب: "قرأ القراءات وأحكم العربية وبرع فيها، واجتمع بالجزولي وسأله عن مسألة في مقدمته، وقرأ علم الكلام والأصولين والفلسفة وكان خبيرًا بهذه العلوم، مقصودًا بإقرائها" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2188)، معرفة القراء (2/ 660)، تذكرة الحفاظ (4/ 1454)، العبر (5/ 266)، الوافي (24/ 112) وفيه اسمه: محمّد بن أحمد، البداية والنهاية (13/ 255)، تلخيص مجمع الآداب (1/ 610)، المقفى (5/ 284)، غاية النهاية (2/ 15)، السلوك (1/ 2 / 503)، عقد الجمان (1/ 368)، بغية الوعاة (2/ 250)، الدارس (2/ 268)، نفح الطيب (2/ 266 و 352)، الشذرات (7/ 532)، الأعلام (5/ 172)، معجم المؤلفين (2/ 638)، السير (31/ 17) ط. علوش.

2562 - اليماني

• الدارس: "شيخ القراء بالشام" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال بعضهم: كان في ذهنه خلل" أ. هـ. وفاته: سنة (661 هـ) إحدى وستين وستمائة. من مصنفاته: "شرح المفصل"، و"شرح الشاطبية" و"المباحث الكاملية في شرح الجزولية" في النحو. 2562 - اليماني * المقرئ: أبو القاسم بن أحمد بن عبد الصمد اليماني. من مشايخه: الجعبري وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "تصدى للقراءات وأتقنها، وأقرأ النّاس حتى يقال إن الجن كانوا يقرأون عليه" أ. هـ. • غاية النهاية: "له نظر في القراءات وربما أقرأ بمكة وكان يزعم أنه اجتمع بابن تيمية، وأنه يقرئ الجن ولم يكن بمحقق ولا أعرف على من قرأ ولا من قرأ عليه وذكر أنه قرأ على الجعبري" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. 2563 - قاسم بن أصبغ * النحوي، اللغوي: قاسم بن أصبغ بن محمّد بن يوسف بن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو محمّد القرطبي، ويعرف بالبياني. ولد: سنة (248 هـ)، وقيل: (247 هـ) ثمان وأربعين، وقيل: سبع وأربعين ومائتين. من مشايخه: أخوه، وبقي بن مخلد، ومحمد الخشني وغيرهم. من تلامذته: ابن ذكوان، ومنذر بن سعيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "قال أبو محمّد عليّ بن أحمد: كان رحمه الله من الثقة والجلالة بحيث اشتد أمره وانتشر ذكره" أ. هـ. • السير: "انتهى إليه علو الإسناد بالأندلس مع الحفظ والإتقان وبراعة العربية والتقدم في الفتوى والحرمة التامة والجلالة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "هو مسند العصر بالأندلس ¬

_ * غاية النهاية (2/ 29)، إنباء الغمر (2/ 42)، الشذرات (8/ 478). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 611)، جذوة المقتبس (2/ 527)، بغية الملتمس (2/ 589)، معجم الأدباء (5/ 2190)، تذكرة الحفاظ (3/ 853)، العبر (2/ 254)، السير (15/ 472)، تاريخ الإسلام (وفيات 340) ط. تدمري، الوافي (24/ 114)، لسان الميزان (4/ 545)، النجوم (3/ 307)، الديباج المذهب (2/ 145)، طبقات الحفاظ (352)، بغية الوعاة (2/ 251)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 35)، الشذرات (4/ 220)، شجرة النور (88)، معجم المفسرين (1/ 431)، الأعلام (5/ 173)، معجم المؤلفين (2/ 638).

2564 - السمرقندي

وحافظها ومحدثها الذي من أخذ عنه فقد استراح من الرحله". وقال: "كان بصيرًا بالحديث والرجال، نبيلًا في النحو والغريب والشعر مشاورًا في الأحكام" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال أحمد بن عبد البر: كان شيخًا صدوقًا صحيح الكتب" أ. هـ. • الديباج: "كان ثبتًا، صادقًا، حليمًا، مأمونًا، بصيرًا بالحديث والرجال نبيلًا في النحو والغريب، وشوور في الأحكام، وغلبت عيه الرواية والسماع" أ. هـ. • طبقات الحفاظ: "كَبُرَ وكثر نسيانه وما اختلط فأحس بذلك فقطع الرواية صونًا لعلمه" أ. هـ. • الشذرات: "ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (340 هـ) أربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "السنن" على وضع سنن أبي داود، لأنه فاته السماع منه، وصنف "مسند مالك"، و"بر الوالدين"، و"المقفى". 2564 - السَّمَرْقَنْدِي * المفسر: أبو القاسم بن أبي بكر الليثي السمرقندي. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "أديب عارف بالتفسير، من فقهاء الحنفية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "بياني مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (888 هـ) ثمان وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: حاشية على تفسير البيضاوي، و"شرح العضدية" وغيرهما. 2565 - العوفي * النحوي، اللغوي: قاسم بن ثابت بن حزم العوفي السرقسطي، أبو محمّد. ولد: سنة (255 هـ) خمس وخمسين ومائتين. من مشايخه: أحمد بن شعيب النسائي، وأحمد بن عمرو البزاز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان ورعًا ناسكًا ... وكان يقال أنه مجاب الدعوة ... وكان عالمًا زاهدًا خيرًا" أ. هـ. • بغية الملتمس: "أريد على أن يلي القضاء بسرقسطة، فأبى ذلك فأراد أبوه إكراهه على ذلك فسأله أن يتركه ينتظر فيما أمره ثلاثًا، ويستخير الله فمات في هذه الثلاثة أيام فيروون أنه دعا على نفسه وكان مجاب الدعوة" أ. هـ. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 432)، كشف الظنون (1/ 898)، معجم المطبوعات لسركيس (1044)، الأعلام (5/ 173)، معجم المؤلفين (2/ 643). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 605)، جذوة المقتبس (2/ 528)، بغية الملتمس (2/ 591)، معجم الأدباء (5/ 2191)، إنباه الرواة (3/ 13)، تاريخ الإسلام (وفيات 302) ط. تدمري، السير (14/ 562) ذكره ضمن ترجمة والده، الوافي (24/ 116)، الديباج المذهب (2/ 147)، بغية الوعاة (2/ 252)، شجرة النور (86)، الأعلام (5/ 174)، معجم المؤلفين (2/ 639)، كشف الظنون (1/ 760)، البلغة (172).

2566 - صدر الأفاضل

• البلغة: "هو وأبوه كانا من أوعية العلم، حافظين للغة، بارعين في فنون العلم" أ. هـ. • الديباج: "عني هو وأبوه بجمع الحديث واللغة ... وكان عالمًا بالفقه والحديث مقدمًا في المعرفة بالغريب، والنحو، والشعر .. " وقال: "يقال إنه وأبوه أول من أدخل كتاب (العين) إلى الأندلس" أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام الجليل العلم المتفنن العمدة آية الله في الذكاء والحفظ والإتقان" أ. هـ. وفاته: سنة (302 هـ) اثنتين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الدلائل على معاني الحديث بالشاهد والمثل" توفي قبل إتمامه فأكمله أبوه. 2566 - صدر الأفاضل * النحوي، اللغوي: القاسم بن الحسين بن أحمد، وقيل: محمّد الخوارزمي، مجد الدين، الملقب بصدر الأفاضل. ولد: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: تفقه على برهان الدين ناصر صاحب المغرب، والزمخشري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: " ... حضرت -أي ياقوت- في منزله بخوارزم فرأيت منه صدرًا يملأ الصدر، ذا بهجة سنية، وأخلاق هنية، وبشر طلق، ولسان ذلق، فملأ قلبي وصدري ... وقلت له: ما مذهبك؟ فقال: حنفي، ولكن لست خوارزميًا، لست خوارزميًا يكررها. إنما اشتغلت ببخارى فأرى رأي أهلها، نفى عن نفسه أن يكون معتزليًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من كبار أئمة العربية" أ. هـ. • الوافي: "كان متوقد الخاطر ذكي الذهن، برع في علم الأدب وجوَّد النحو" أ. هـ. • البلغة: "صدر الأفاضل، وأوحد الدهر، وإنسان عين الزمان" أ. هـ. • قلت: قال في "شرحه للمفصل في صنعة الإعراب" (1/ 145): والحذف في نحو قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ}. قلت: ويقصد بالحذف هو حذف (أمر) من تأويل هذه الآية: أي وجاء أمر ربك. والخوارزمي هو تلميذ للزمخشري المعتزلي. والمفصل في صنعة الإعراب هو للزمخشري والذي شرحه الخوارزمي، وقد طبع في أربع، مجلدات بتحقيق الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين. وفاته: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مصنفاته: "شرح المفصل للزمخشري"، و"الزوايا والخبايا" في النحو، و"السر" في الإعراب، و"عجائب النحو". 2567 - اللَّبِيدِي * المقرئ: أبو القاسم بن حماد بن أبي بكر بن ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2191)، تاريخ الإسلام (وفيات 617) ط. بشار، الوافي (24/ 119)، الجواهر المضية (2/ 703)، تاج التراجم (177)، بغية الوعاة (2/ 252)، الفوائد البهية (126)، الأعلام (5/ 175)، معجم المؤلفين (2/ 640)، الظنون (1/ 230)، هدية العارفين (1/ 828)، البلغة (175). * السير (17/ 164) ط. علوش، غاية النهاية (2/ 29).

2568 - الدمشقي

عبد الواحد الحضرمي اللبيدي المغربي، أبو الفضل. ولد: سنة (600 هـ) ستمائة. من مشايخه: يحيى بن محمّد البرقي ولازمه، وعبد الرحيم بن طلحة وغيرهما. من تلامذته: العشاب، والوادياشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الفقيه المعمر الخطيب" أ. هـ. • غاية النهاية: "فقيه صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (693 هـ) ثلاث وتسعين وستمائة. 2568 - الدِّمشقي * المفسر: القاسم بن الخليل الدمشقي. من مشايخه: هشام بن عمر، والفوطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "في طبقة جعفر بن مبشر (¬1) " أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "رافضي" أ. هـ. • معجم المفسرين: "فقيه إمامي مفسر" أ. هـ. وفاته: في القرن الثالث الهجري. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"التوحيد"، و"القول في أصناف المعتزلة" وغيرها. 2569 - الدَّقَّاق * النحوي: أبو القاسم الدقاق البغدادي. من مشايخه: السيرافي، والرماني، والفارسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "نحوي متصدر، أدرك صدور هذا العلم كالسيرافي والرماني والفارسي وأخذ عنهم وأفاد" أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. 2570 - المطرِّز * المقرئ: القاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي، المعروف بالمطرز، أبو بكر. ولد: في حدود العشرين أو قبل ذلك. من مشايخه: صويد بن سعيد، وأبو كريب، وتلا على أبي حمدون، وأبي عمر الدوري وغيرهم. من تلامذته: الجِعابي، وأبو حفص الزيات وغيرهما. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 432)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 36)، لسان الميزان (4/ 547)، الفهرست لابن النديم (206). (¬1) توفي جعفر بن مبشر سنة (234 هـ). * بغية الوعاة (2/ 264). * تاريخ بغداد (12/ 441)، المنتظم (13/ 177)، تهذيب الكمال (23/ 352)، السير (14/ 149)، العبر (2/ 130)، معرفة القراء (1/ 240)، تاريخ الإسلام (وفيات 305) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 137)، غاية النهاية (2/ 17)، تهذيب التهذيب (8/ 283)، تقريب التهذيب (791)، الشذرات (4/ 27)، الأعلام (5/ 176)، معجم المؤلفين (2/ 641)، تذكرة الحفاظ (2/ 717)، طبقات الحفاظ (308).

2571 - أبو محمد الريي

كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال الدارقطني: مصنف مقرئ نبيل. وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مقرئًا نبيلًا مصنفًا، مأمونًا حجة" أ. هـ. • السير: "المقرئ العلامة المحدث ... وكان ثقة مأمونًا، أثنى عليه الدارقطني" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "قال ابن المنادى لم يحدث في هذه السنة البتة -أي سنة وفاته- وكان من أهل الحديث والصدق والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال" أ. هـ. • التقريب: "حافظ ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مصنفاته: "المسند" والأبواب. 2571 - أبو محمّد الرّييّ * النحوي، اللغوي: قاسم بن سعدان بن إبراهيم بن عبد الوارث بن محمّد بن يزيد، أبو محمّد الريي، مولى عبد الرحمن بن معاوية ... من مشايخه: عبيد الله بن يحيى، وطاهر بن عبد العزيز وجماعة. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان ضابطًا لكتبه -أي كتب محمّد بن فطيس الألبيري- متقنًا لروايته حسن الخط جيد الضبط عالمًا بالحديث بصيرًا بالنحو والغريب والشعر. ولا أعلم بالأندلس أحدًا عني عنايته، ولم يزل في نسخ ومقابلة إلى أن مات ولم يحدث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان متقنًا ضابطًا، محدثًا بصيرًا بالنحو والشعر واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة. 2572 - التلمساني * المفسر: قاسم بن سعيد بن محمّد العقباني التلمساني المغربي المالكي، أبو الفضل، وأبو القاسم. ولد: سنة (768 هـ) ثمان وستين وسبعمائة. من مشايخه: قرأ على والده وغيره. من تلامذته: أبو الجود البني، وكتب إجازة لابن ابن حجر وغيرها. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، مفسر، نحوي، ناظم" أ. هـ. وفاته: سنة (854 هـ) أربع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: له مصنف في أصول الدين، وتفسير لسورتي الأنعام والفتح، وله أجوبة في مسائل تتعلق بالصوفية واجتماعهم على الذكر، وله أرجوزة في التصوف. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 254)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 614)، تاريخ الإسلام (وفيات 347) ط. تدمري. * الضوء اللامع (6/ 181)، الأعلام (5/ 176)، معجم المؤلفين (2/ 642)، إيضاح المكنون (2/ 243).

2573 - القاسم بن سلام

2573 - القاسم بن سَّلام * النحوي، اللغوي، المقرئ: القاسم بن سلام بن عبد الله، أبو عبيد الهروي، الأزدي الخزاعي بالولاء، الخراساني البغدادي. ولد: سنة (157 هـ)، وقيل: (154 هـ) سبع وخمسين وقيل: أربع وخمسين ومائة. من مشايخه: شريك، وابن المبارك وطبقتهما. من تلامذته: نصر بن داود بن طوق، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والحسن بن مكرم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال ابن درستويه الفارسي النحوي: من علماء بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين ورواة اللغة والغريب عن البصريين والكوفيين والعلماء بالقراءات. صنف الكتب في كل فن من العلوم والأدب فأكثر وشهر. وله بضعة وعشرون كتابًا في القرآن والفقه فقد عمد على مذهب مالك والشافعي. قال يحيى بن معين: ثقة. قال أحمد بن حنبل: أبو عبيد القاسم بن سلام ممن يزداد كل يوم عندنا خيرًا" أ. هـ. • المنتظم: "قال أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي: كان طاهر بن الحسين حين مضى إلى خراسان نزل بمرو، فطلب رجلًا يحدثه ليله، فقيل: ما ها هنا إلا رجل مؤدب، فأدخل عليه أبو عبيد، فوجده أعلم الناس بأيام النّاس والنحو، واللغة، والفقه. كان الأصمعي يقول: لن يضيع النّاس ما حيي أبو عبيد" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "قال القاضي أحمد بن كامل: كان أبو عبيد فاضلًا في دينه وعلمه، ربانيًا متفننًا في أصناف علوم الإسلام من القراءات والفقه والعربية والأخبار، حسن الرواية، صحيح النقل، ولا أعلم أحدًا من الناس طغى عليه في شيء من أمر دينه. قال الهلال بن العلاء الرقي: مَنَّ الله تعالى على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بالشافعي تفقه في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحمد بن حنبل ثبت في المحنة ولولا ذلك لكفر الناس، وبيحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأبي عبيد القاسم بن سلام مفسر غريب ¬

_ * طبقات ابن سعد (7/ 355)، مراتب النحويين (93)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 111)، تاريخ بغداد (12/ 403)، نزهة الألباء (109)، المنتظم (11/ 95)، معجم الأدباء (5/ 1198)، الكامل (6/ 509)، إنباه الرواة (3/ 12)، وفيات الأعيان (4/ 60)، مختصر تاريخ دمشق (21/ 15)، إشارة التعيين (261)، تهذيب الكمال (23/ 354)، ميزان الاعتدال (5/ 450)، السير (10/ 490)، العبر (1/ 490)، معرفة القراء (1/ 170)، تاريخ الإسلام (وفيات 224) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 417)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 153)، الوافي (24/ 123)، البلغة (172)، غاية النهاية (2/ 17)، تهذيب التهذيب (8/ 283)، النجوم (2/ 241)، مفتاح السعادة (2/ 306)، بغية الوعاة (2/ 253)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 37)، الشذرات (3/ 111)، روضات الجنات (6/ 23)، معجم المفسرين (1/ 432)، الأعلام (5/ 176)، معجم المؤلفين (2/ 642)، التاريخ الكبير (7/ 172)، الثقات لابن حبان (9/ 16)، الفهرست لابن النديم (78)، البداية والنهاية (10/ 291)، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 359)، تقريب التهذيب (791)، طبقات الحفاظ (179).

2574 - الأوسي

الحديث ولولا ذاك لاقتحم الناس الخطأ" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال إسحاق بن راهويه: أبو عبيد أوسعنا علمًا وممثرنا أدبًا وأجمعنا جمعًا إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا. وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: أدركت ثلاثة لن يرى مثلهم أبدًا ويعجز النساء أن يلدن مثلهم ... فذكر منهم أبا عبيد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب (غريب الحديث) لأبي عبيد على أبي فاستحسنه، وقال: جزاه الله خيرًا" أ. هـ. • السير: "وأضعف كتبه كتاب (الأموال) وله الغريب المصنف من أجل كتبه في اللغة" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال أبو عمرو الداني: أبو عبيد إمام أهل دهره في جميع العلوم. ثقة مأمون صاحب سنة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "الإمام المشهور ثقة فاضل مصنف" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان ذا دين ومذهب حسن" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: هو ثقة، إمام فقيه، مجتهد، أحد الأعلام، وكان إمامًا في القراءات، حافظًا للحديث وعلله الدقيقات، عارفًا بالفقه والتعريفات، رأسًا في اللغة، ذا مصنفات" أ. هـ. • قلت: جميع كتب التراجم التي ترجمت له وكذلك المحققون الذين حققوا كتبه، أثنوا عليه ثناء كبيرًا، كيف لا وهو إمام من أئمة أهل السنة، وفحل من فحولها وأعلمهم بغريب الحديث. من أقواله: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "السنة" (1/ 129): "حدثني الصغاني قال: سمعت أبا عبيد يقول: من قال القرآن مخلوق فقد افترى على الله عزَّ وجلَّ وقال عليه ما لم تقله اليهود والنصارى". السير: "عن أبي عبيد عندما ذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا وأين كان ربنا -فقال: هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حق لا نشك فيها ولكن إذا قيل: كيف يضحك؟ وكيف وضع قدمه؟ قلنا: لا نفسر هذا، ولا سمعنا أحدًا يفسره. وقال أبو عبيد: مكثت في تصنيف (غريب الحديث) أربعين سنة. وقال: المتبع السنة كالقابض على الجمر". وفاته: سنة (224 هـ)، وقيل: (222 هـ)، وقيل: (223 هـ) أربع وعشرين، وقيل: اثنتين وعشرين، وقيل: ثلاث وعشرين ومائتين. من مصنفاته: "غريب الحديث" و"كتاب القراءات"، و"الناسخ والمنسوخ" و"غريب المصنف". 2574 - الأوسي * النحوي، اللفوي، المقرئ: القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 255)، وقد ترجم له مرتين متتاليتين، تاريخ الإسلام (وفيات 575) ط. تدمري، المطرب (216)، بغية الملتمس (2/ 593)، الذيل والتكملة (5/ 2 / 545)، معرفة القراء (2/ 551)، غاية النهاية (2/ 19).

2575 - ابن الشاط الأنصاري

مسعدة بن عُثْمَان بن إسماعيل بن عُثْمَان بن مطرف بن دحمان الأوسي المالقي، أبو محمّد. من مشايخه: أبو منصور بن الخير، وأبو عبد الله بن أخت غانم وغيرهما. من تلامذته: أبو زيد السُّهيلي مع تقدمه، وأبو الحسن بن خروف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المطرب: "كان رحمه الله إمام أهل زمانه في الحرف والفعل والاسم والحد والرسم والتنكير والتعريف والصرف والتصريف، ويذهب كل مذهب في التعليل ويفضل رأي عمر وأبي بشر والخليل، وإذا وقع في وادي الشعر والقريض فذو لسان طويل وباع عريض، ثم رأى أن الحديث والفقه ثمرة المعارف وعارفة العوارف فأكثر منها وأفرط واستقصر نفسه عن اشتغاله بغيرهما وفرط، مع أنه لم يعرف له قط في شبيبته صبوة ولا اتخذ أهلًا ولا سمعت عنه هفوة، وانفرد في آخر عمره لإقراء القرآن والقيام به، واجتهد في العبادة ليله راكعًا ساجدًا وسأل الله الكريم في جنح الظلام متهجدًا لا هاجدًا، إلى أن مات على أحسن أحواله مقدمًا لصالح أعماله" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "كان كبير الأساتيذ بمالقة وصدر المقرئين بها خيرًا فاضلًا متواضعًا طال عمره وعظم انتفاع النّاس به وروى عنه الأصاغر كما روى عنه الأكابر، ونفع الله بالأخذ عنه عالمًا كثيرًا، وكان ناصحًا في تعليمه حريصًا على الإفادة، ضابطًا ثقة في ما يرويه، متين الدين تام الفضل" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مقرئًا جليلًا، نحويًّا ماهرًا، عالمًا بالقراءات والعربية متصدرا لإقرائها، حدّث عنه جماعة من شيوخنا -القائل الذهبي-" أ. هـ. • معرفة القراء: "برع في العربية والقراءات وعللها، وتصدر مدة للإقراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ كامل" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة، وقد نيف على الثمانين. 2575 - ابن الشَّاط الأنصاري * اللغوي: قاسم بن عبد الله بن محمّد بن الشاط الأنصاري، يكنى أبا القاسم. ولد: سنة (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مشايخه: قرأ على أبي الحسين بن الربيع، وأبي يعقوب المحاسبي وغيرهما. من تلامذته: أبو زكرياء بن الهذيل، وابن الحباب، والقاضي أبو بكر بن شيرين. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان موفور الحظ من الفقه، حسن المشاركة في العربية، كاتبًا مترسلًا، ديانًا من الأدب، له نظر في العقليات" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، فرضي مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (723 هـ) ثلاث وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "أنوار البروق في تعقب مسائل ¬

_ * الديباج المذهب (2/ 152)، شجرة النور (217)، الأعلام (5/ 177)، معجم المؤلفين (2/ 644)، هدية العارفين (1/ 829).

2576 - الحريري

القواعد والفروق"، و"غنية الرائض في علم الفرائض". 2576 - الحريري * النحوي، اللغوي: القاسم بن عليّ بن محمد بن عُثْمَان الحريري البصري، أبو محمَّد. ولد: سنة (446 هـ) ست وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: سمع من أبي تمام محمّد بن الحسن بن موسى المقرئ، وأبي القاسم بن الفضل القصباني الأديب وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم ولده، وأبو العباس المندائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان في غاية الذكاء والفطنة والفصاحة والبلاغة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "أحد أئمة أهل الأدب واللغة، ومن لم يكن له في فنه نظير في عصره، فإنه فاق أهل زمانه بالذكاء والفصاحة وتنميق العبارة وتحسينها" أ. هـ. • السير: "قال الحريري: كان أبو زيد السروجي شيخًا شحاذا بليغًا مكديًا فصيحًا ورد البصرة علينا، فوقف في مسجد بني حرام فسلم" ثم سأل، وكان الوالي حاضرًا والمسجد غاص بالفضلاء فأعجبتهم فصاحته، وذكر أسر الروم ولده كما ذكرنا في "المقدمة الحرامية" فاجتمع عندي جماعة، فحكيت أمره فحكى لي كل واحدٍ أنه شاهد منه في مسجدٍ مثل ما شاهدت وأنه سمع منه معنى في فصل، وكان يُغير شكله فتعجبوا من جريانه في ميدانه وتصرفه في تلونه وإحسانه وعليه بنيت هذه المقامات، نقل هذه القصة التاج المسعودي عن ابن النقور عنه" أ. هـ. • الوافي: "وقيل إنه كان قذرًا في نفسه وشكله ولبسه قصيرًا دميمًا بخيلًا مولعا بنتف ذقنه" أ. هـ. • البداية: "اشتغل باللغة والنحو، وصنف في ذلك كله، وفاق أهل زمانه" أ. هـ. • البلغة: "إمام الفصاحة والبلاغة ورشاقة الألفاظ" أ. هـ. • الأعلام: "الأديب الكبير، صاحب المقامات الحريرية" أ. هـ. • قال صاحب الرسالة الجامعية أيمن بكيراتي (1/ 89) وتحت عنوان: مذهبه -أي الحريري-: "أجمع المؤرخون وأصحاب كتب طبقات الشافعية بأن الحريري كان شافعي المذهب منهم ابن الصلاح في (طبقات الفقهاء الشافعية) والسبكي في (طبقات الشافعية الكبرى)، والإسنوي في ¬

_ * نزهة الألباء (278)، المنتظم (17/ 214)، معجم الأدباء (5/ 2202)، الكامل (10/ 596)، اللباب (1/ 295)، إنباه الرواة (3/ 23)، وفيات الأعيان (4/ 63)، مرآة الزمان (8/ 109)، إشارة التعيين (263)، تذكرة الحفاظ (4/ 1257)، السير (19/ 460)، العبر (4/ 38)، الوافي (24/ 131)، البداية والنهاية (12/ 205)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 266)، رسالة جامعية بعنوان "الإيضاح في شرح المقامات" للمطرزي -أيمن بكيراتي- جامعة دمشق - كلية الآداب سنة (1995 م)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 429)، البلغة (173)، نزهة الجليل (2/ 2)، النجوم (5/ 225)، مفتاح السعادة (1/ 223)، بغية الوعاة (2/ 257)، الشذرات (6/ 81)، الأعلام (5/ 177)، من مشاهير علماء البصرة (131)، معجم المؤلفين (2/ 645)، الأنساب (2/ 208)، كثسف الظنون (1/ 507)، روضات الجنات (6/ 27)، هدية العارفين (1/ 827).

2577 - الصفار

(طبقات الشافعية) وكذا في مقامته الثانية والثلاثين والمسماة (الطيبية) والتي عالج فيها مئة مسألة فقهية بشكل ملغز، وكلها تدور على فقه المذهب الشافعي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ)، وقيل: (515 هـ) ست عشرة وقيل: خمس عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "مقامات أبي زيد السروجي" هي نفسها المقامات الحريرية، و"ملحة الإعراب"، و "درة الغواص في أوهام الخواص". 2577 - الصَّفَّار * النحوي: القاسم بن علي بن محمّد بن سليمان الأنصاري البطليوسي، الشهير بالصفار. من مشايخه: ابن عصفور، والشلوبين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البلغة: وبعد أن ذكر كتابه وأثنى عليه قال: "ويقال: إنه أحسن ما وضع عليه، وفي كثير من الشرح يسيء على الشلوبين ويرد عليه أقبح رد. وفي الحقيقة إنما هو من كلام ابن عصفور؛ لأنه جرى بينه وبين الشلوبين منافرة، وكان الصفار حسن الصورة جدًّا بهواه، فمهما قيده فهو من كلام ابن عصفور، ولذلك لم يكمله بلغ به إلى باب من أبواب التصغير" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مصنفاته: شرح كتاب سيبويه شرحًا حسنًا، ويقال إنه أحسن ما وضع عليه. 2578 - زيرو * النحوي، المفسر: القاسم بن علي التونسي، المعروف بزيرو. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "مفسر، نحوي، زار المدينة ثم قدم حلب وسكن بها إلى أن توفي" أ. هـ. وفاته: سنة (1215 هـ) خمس عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على إعراب الألفية" لخالد الأزهري، و "رسالة في تفسير قوله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ". 2579 - أبو القاسم الخوئي * المفسر: أبو القاسم بن السيد عليّ الخوئي (¬1)، وينسب إلى موسى بن جعفر الصادق. ولد: سنة (1316 هـ) ست عشرة وثلاث مائة وألف. كلام العلماء فيه: • أعلام العراق الحديث: "فقيه أصولي مجتهد مدقق من كبار مراجع التقليد وأساتذة الفقه ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 256)، الأعلام (5/ 178)، معجم المؤلفين (2/ 645)، كشف الظنون (2/ 1428)، البلغة (173)، إشارة التعيين (266). * إيضاح المكنون (1/ 302)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 449)، معجم المفسرين (1/ 433)، معجم المؤلفين (2/ 644)، هدية العارفين (1/ 834). * أعلام العراق الحديث (1/ 61)، معجم المؤلفين العراقيين (1/ 64) "التبيان في تفسير القرآن"، الطبعة الثانية- مطبعة الآداب في النجف. (¬1) الخوئي: نسبة إلى مدينة (خوى) من أعمال أذربيجان.

والأصول. ويعتبر الحجة الأول والمربي الوحيد للحوزة العلمية" أ. هـ. • قلت: وكان إمام الحوزة العلمية في النجف حتى توفي، وإليه مرجع الشيعة في فتواهم وأمورهم الشرعية وأحوالهم العلمية والعملية وله في تأليفاته الشيء الكثير من ذكر المنهج الشيعي الرافضي في الوقت الحاضر ومن ذلك ما كتب في تفسيره الذي ذكر فيه ما يوجه المنهج الشيعي في القرآن العظيم خاصة. ونذكر هنا ما قاله مقدم كتابه (مرتضى الحكمي) حيث قال: (وقد عالج الكتاب هذه الآيات آية آية، ونفى أن يكون في واحدة منها ناسخ من الكتاب أو السنة، كما أنكر أن يكون بين هذه الآيات المفروضة النسخ غير ما فيها من عموم وخصوص، أو مطلق ومقيد، أو تباين لا تنظر إحداهن إلى الأخرى بحال من الأحوال، مع أنه لم يتجاهل أن يكون بينها نسخ جزئي، بمعنى أن تكون إحدى هذه الآيات مقيدة -كما قلنا -أو مخصصة لآية أخرى لها صفة الشمول. وبهذه الخطوة العلمية أطلق كثيرًا من التشريعات لتنفذ إلى مختلف العصور والأجيال، كما هو الشأن في كل التشريعات القرآنية التي تميزت بالخلود، وهي لا تقف عند زمن, ولا يستأثر بها ظرف دون ظرف. وهذه الخطوة -بالذات- قد أحيت لنا ثروة كبرى من التشريع الإِسلامي أماتها هذا النسخ المدعى، وكان الأحرى بنا أن ننعم بها، ونصدر عنها ونعمل على وفقها في جميع الأحوال والظروف، وقد استهدف -بهذه الخطوة العلمية- أن يؤطر المسلمين ضمن تشريع قرآني موحد في أمهات المسائل والأحكام. وقد أوضح كل ذلك بتفصيل دقيق لم يسبق له نظير في بحث: "النسخ في القرآن". وعالج الكتاب نقطة خامسة: وهو أنه وضع منهجًا فذًّا في تفسير القرآن كفاه الاستعانة بكثير من المبادئ والعلوم، إذ هو مصدر الإشعاع لمختلف حقول المعرفة، فوضع منهجه الذي أشاد به في مقدمة الطبعة الأولى -ومشى عليه في تفسيره النموذجي لفاتحة الكتاب. وهو تفسير القرآن بالقرآن، وفهم الآية من أختها، بل فهم الكلمة القرآنية الواحدة من مختلف مواقعها في هذه الآيات، وقد اعتبر الوسيلة إلى ذلك الظهور اللفظي، ومعاضدة العقل الصحيح، والاعتماد على السنة القطعية أو المعتبرة. وبهذه المحاولة العلمية وقف دون التفسير بالرأي، ودون التعسف في التأويل والأخذ بالقرآن إلى ما يعتمد على الظنون، والروايات المختلفة، والشواهد المهلهلة، وما إلى ذلك من الوجوه. وقد أوضح كل ذلك في مقدمة الكتاب، وفي بحث: "أصول التفسير" من هذا المدني. ويمتاز هذا الكتاب أيضًا بمحاولة إسلامية يستهدفها، وينشدها: تلك هي مناهضته للمنازعات المذهبية التي جعلت من القرآن مسرحا لها، مع أن آياته الباهرات جاءت هدى للناس ورحمة، تدعوهم إلى التوحيد والتماسك وتوجههم إلى حياة عقلية واحدة، تؤطر المسلمين، وتجمعهم على شريعة واحدة، لكي لا تفرق بهم

السبل، أو تمزقهم الأهواء. وهي محاولة تستهدف وحدة الكلمة، والدعوة إلى التقارب بين المسلمين عن طريق العلم، وفض المسائل الخلافية بالحكمة والبرهان، وهي ظاهرة تتمشى في كل ما عقده من أبحاث موضوعية حول القرآن، هذا الكتاب الذي جاء صادعًا بالحق والتوحيد في كل تشريعاته وتعاليمه: وقد ألمع إلى هذه الفكرة الهادفة في الكتاب العالم الأزهري المعروف الشيخ الباقوري بقوله: "وإني أسأل الله أن ينفع بكم، وأن يجعل لكم جهدًا مذكورًا في جمع الشمل، وإنارة الطريق أمام عامة المسلمين، حتى تظلهم ثقة الأخوة، ويستأنفوا أداء رسالتهم الكبرى في إسعاد أهل الأرض وتحقق قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالمِينَ}. وقد أشبع الكتاب هذه الحقيقة، وخاصة في موضوع "صيانة القرآن من التحريف" وبحث: "القرآت والقراء" مستمدًا ذلك من إمضاء الأئمة الهداة من أهل البيت -ع- لهذا القرآن المتداول بين المسلمين. والاستدلال به في أصول الأحكام. وإقرارهم أيضًا لقراءة ما في دفتي هذا القرآن في الفرائض اليومية. وأما الحديث عن عظمة المؤلف والكتاب على مستوى اللياقة والواقع فأمر يمنعني منه العجز، وتحجبني عنه الوشيجة، ولذلك كان الأمثل أن يوفيه عالم نحرير عرف بالكفاءة العلمية ورجاحة الرأي، ذلك هو العلامة المجاهد داعية الحق الشيخ محمّد جواد مغنية حيث يفصح عن ذلك بقوله: " .. إنه كالشمس ترسل أشعتها في كل مكان وزمان. إنه أستاذي وأستاذ العلماء في النجف الأشرف، والقطب الذي تدور حوله الحركة العلمية وتدين له "الحوزة" بالشكر والولاء، وعرفان الجميل جزاء الصفرى أياديه ولولا وجوده ووجود القلة من أهل التحقيق والتدقيق لأخذ العهد الذهبي للنجف الأشرف بالأفول -لا سمح الله- وكانت الجامعة النجفية كغيرها لا تعرف سوى الظواهر والقشور، وأعني بالعهد الذهبي العهد الذي عرف الشيخ الأنصاري، والشيخ الخراساني، وحواريهما. أما الاسم الكبير فالسيد الخوئي، وأما وصفه فالعالم لحمًا ودمًا، عالم لم يقف عند جهة واحدة من جهات العلم والفكر، بل أتقن منها ما أتقن وألم بما ألم، وأحاط في أشرفها وأعظمها، حتى أصبح علمًا من أعلامها الأمثلين، ورائدًا من روادها المقلدين، فقد لبث زمانًا يدنو من السبعين يتعلم ويعلم، ويؤلف؛ ويخرج العلماء ويناقش الجدد منهم والقدماء. أما أسلوبه في الجدل والنقاش فهو أسلوب سقراط يتجاهل ويتظاهر بتسلم قول الطرف المقابل، ثم يعرض عليه الشكوك والتساؤلات، ويتصنع الاستفادة والاسترشاد، شأن الطالب والتلميذ، حتى إذا أجاب المسكين ببراءة وسذاجة انقض عليه، وانتقل به إلى حقائق تلزم أقواله، ولا يستطيع التخلص منها ويوقعه في التناقض من حيث لا يشعر، ويحمله قهرًا على الاعتراف بالخطأ والجهل. أما الذين تخرجوا على يده فلا يعلم عددهم إلا

2580 - ابن الريوال

الله وحده، وعلى علم اليقين أنهم يعدون بالمئات، أنهم يملأون جامعة يرى ما زالوا على ازدياد، والآن تنضوي المئات تحت منبره، وفيهم الشيوخ والشباب والأساتذة والطلاب والكثير منهم يهضم أفكاره وآراءه، بل ويلتهمها بشوق. .. أما العرض والشكل فإن سيدنا الأستاذ يأخذ بناصية اللغة العربية وتستجيب كلماتها له وتراكيبها متى أراد، ولا يقتلعها اقتلاعًا من هنا وهناك فلا بدع إذا جاء العرض وافيًا ومعبرًا، وجاءت معاني الكلمات على وفاق وإذا لم يكن الكتاب فريدًا في موضوعاته فإنه يقدم للقارئ وجهة نظر المؤلف الذي عرفت من هو؟ ! وما هي مكانته؟ ! -كما يحمله من حيث يشعر أو لا يشعر- على الإيمان بأن طبيعة الإِسلام لا تنفك عن العلم والعقل. وهنا تكمن قيمة الكتاب وفائدته العلمية والعملية" أ. هـ. كلام مرتضى الحكمي. • قلت: قد ذكر في تفسيره هذا ما يوجه النظر عند علماء الشيعة وعامتهم في بعض أمور الدين، وخاصة ما يتعلق بالقرآن الكريم من ناحية التحريف والقراءة والنسخ وغير ذلك، ومن أراد التعرف جليًا على هذا الكلام فليراجع تفسير الخوئي (البيان في تفسير القرآن) الذي لم يتجاوز فيه سورة الفاتحة إلا أن فيه من العقائد الفاسدة عند الشيعة ما نحذر منه القارئ الكريم عند قراءته والتأني فيه .. والله المستعان. وفاته: سنة (1414 هـ). من مصنفاته: "البيان في تفسير القرآن" و"دروس في فقه الشيعة" و "تصريحات خطيرة، وغيرها. 2580 - ابن الرُيوال * المقرئ، المفسر: القاسم بن الفتح بن محمَّد بن يوسف بن الريوالي (¬1)، أبو محمَّد. ولد: سنة (388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو محمَّد الشنتيجالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "هو فقيه مشهور عالم زاهد يتفقه بالحديث، ويتكلم على معانيه وله أشعار كثيرة في الزهد" أ. هـ. • الصلة: "كان إمامًا مختارًا ولم يكن مقلدًا، وكان عاملًا بكتاب الله وسنة نبيه محمّد - صلى الله عليه وسلم - متبعًا للآثار الصحاح متمسكًا بها لا يرى الأخذ إلا على شيء من العلم والدين وبثقة. وكان عالمًا بالحديث ضابطًا له عارفًا باختلاف الأئمة عالمًا بكتاب الله تعالى عالمًا بالقراءات السبع متكلمًا في أنواع العلم لم يكن يرى التقليد بل كان مختارًا ... وكان شاعرًا أديبًا متقدمًا في المعارف كلها، صادقًا دينًا ورعًا متقللًا من الدنيا، قال أبو القاسم بن صاعد: كان واحد الناس في وقته في العلم والعمل، سالكًا سبيل السلف في الورع والصدق والبعد عن الهزل متقدمًا في علم اللسان والقرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ ¬

_ * جذوة المقتبس (2/ 619)، بغية الملتمس (2/ 693)، الصلة (2/ 446)، السير (18/ 115)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 42)، طبقات المفسرين للسيوطي (76)، معجم المفسرين (1/ 433)، معجم المؤلفين (2/ 646)، تاريخ الإِسلام (وفيات 451) ط. تدمري. (¬1) في وفيات الأعيان: الأوْربوالي

2581 - الشاطبي

جليل من البلاغة ونصيب صالح من قرض الشعر وتوفي -رحمه الله- على ذلك جميل المذهب سديد الطريقة عدم النظير" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان عالمًا بالحديث، عارفًا باختلاف الأئمة، عالمًا بالتفسير والقراءات، لم يكن يرى التقليد، وله تصانيف كثيرة، وله شعر رائق، مع صدق ودين وورع وتقلل وقنوع". وقال بعد أن ذكر كلام ابن صاعد المذكور في كتاب الصلة: "توفي على ذلك جميل المذهب، سديد الطريقة عدم النظير" أ. هـ. وفاته: سنة (451 هـ) إحدى وخمسين وأربعمائة من مصنفاته: شرع في جمع الحديث في كتاب سماه "الاستيعاب" فقطع عن إتمامه منيته. 2581 - الشَّاطِبي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: القاسم بن فِيرُّه (¬1) بن خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي الشاطبي، الضرير، أبو محمد، وأبو القاسم الشافعي. ولد: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو طاهر السِّلفي، وتلا بالسبع على أبي عبد الله بن أبي العاص النفزي وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن بن خيرة، وقرأ عليه أبو موسى بن يوسف المقدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "وكان عالمًا بكتاب الله قراءة وتفسيرًا وبحديث رسول الله مبرزًا فيه، ... وكان أوحد في علم النحو واللغة، عارفًا بعلم الرؤيا حسن المقاصد، مخلصًا فيما يقول ويفعل ... وكان يجتنب فضول الكلام ولا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع واستقامة" أ. هـ. • العبر: "وكان ثقة في نفسه زاهدًا ورعًا قانتًا لله، منقبضًا عن الناس، كبير القدر" أ. هـ. • السير: "قال السخاوي: إن سبب انتقال الشاطبي من بلده، أنه أريد على الخطابة، فاحتج بالحج، وترك بلده، ولم يعد إليه تورعًا مما كانوا يلزمون الخطباء من ذكرهم الأمراء بأوصاف لم يرها سائغة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا قدوة، زاهدًا، عابدًا، قانتًا، منقبضًا، مهيبًا، كبير الشأن". وقال: "قال ابن الأبار في تاريخه: تصدر للإقراء ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2216)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 207)، وفيات الأعيان (4/ 71)، الذيل والتكملة (5/ 1 / 548)، العبر (4/ 273)، معرفة القراء (2/ 573)، السير (21/ 261)، تذكرة الحفاظ (4/ 1356)، الوافي (24/ 146)، البداية والنهاية (13/ 11)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 270)، غاية النهاية (2/ 20)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 113)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 43)، الديباج المذهب (2/ 149)، النجوم (6/ 136)، بغية الوعاة (2/ 260)، نفح الطيب (1/ 339)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 43)، الشذرات (6/ 494)، روضات الجنات (6/ 33)، معجم المفسرين (1/ 434)، الأعلام (5/ 180)، تاريخ الإِسلام (وفيات 590) ط. تدمري، مفتاح السعادة (1/ 387)، كشف الظنون (1/ 646)، هدية العارفين (1/ 828)، معجم المؤلفين (2/ 647). (¬1) في البداية سماه أبو القاسم بن قيسرة.

2582 - الواسطي

بمصر، فعظم شأنه، وبعد صيته، وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء" أ. هـ. • البداية: "وكان دينا خاشعا ناسكا كثير الوقار، لا يتكلم فيما لا يعنيه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "قال السخاوي: أقطع بأنه كان مكاشفا وأنه سأل الله كتمان حاله ما كان أحد يعلم أي شيء هو" أ. هـ. • الوافي: "كان إماما علامة نبيلا محققا ذكيا واسع المحفوظ كثير الفنون بارعا في القراءات وعللها حافظًا للحديث كثير العناية أستاذا بالعربية وقصيدتاه في القراءات والرسم تدل على تبحره وقد سارت بهما الركبان وخضع لهما فحول الشعراء كان زاهدا عابدا قانتا مهيبا" أ. هـ. الذيل والتكملة: "جرت مسألة فقهية بمحضره فيها نصا واستحضر كتابًا فقال لهم: اطلبوها منه في مقدار كذا وكذا، وما زال يعين لهم موضعها حتى وجدوها حيث ذكر، فقالوا له: أتحفظ الفقه؟ فقال لهم: إني أحفظ وقر جمل من كتب، فقيل له هذا درستها؟ فقال ليس للعميان إلا القرآن حدثنا بهذه الحكاية شيخنا الإمام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري ابن دقيق العيد". السير: "قال الشاطبي: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله لأنني نظمتها لله". الشذرات: "لأنني نظمتها لله تعالى مخلصا في ذلك". وفاته: سنة (595)، وقيل: (591) تسعين، وقيل: إحدى وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: له "الشاطبية" وقد سماها "حرز الأماني ووجه التهاني" في القراءات وهي من ألف ومائة وثلاثة وسبعين بيتا، قال ابن كثير: لم يسبق إليها ولا يلحق فيها, وله "الدالية" منظومة من خمسمائة بيت من حفظها أحاط علمًا بكتاب التمهيد لابن عبد البر. 2582 - الواسطي * النحوي، اللغوي: القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور الواسطي، أبو محمد. ولد: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مشايخه: الشيخ مصدق بن شيب، وعميد الرؤساء هبة الله بن أيوب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "وكان كثير الإعجاب بنفسه، يرى أنه يعرف حقه، فلا يزال شاكيا متأوها متعقبا على القضاء والقدر. وكان مع هذا مذموم الطريقة في الاستهتار بشرب الخمر، واتخاذ علوج ليسوا بحسان الخلق، ينحشى في عاش رديئة من عال الفسوق، ويخالط جماعة على ذلك نعوذ بالله من النظر إليهم" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "سمع الكثير من كتب اللغة، وبرع في علم اللسان، وألف كتبا مفيدة في ذلك" أ. هـ. • فوات الوفيات: "كان أديبا، نحويا، لغويا، ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2217)، إنباه الرواة (3/ 31)، الوافي (24/ 148)، فوات الوفيات (3/ 192)، بغية الوعاة (2/ 260)، الأعلام (5/ 180)، معجم المؤلفين (2/ 647)، تاريخ الإِسلام (وفيات 626) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 412)، هدية العارفين (1/ 829).

2583 - ابن قطلوبغا

فاضلًا، مصنفًا" أ. هـ. وفاته: سنة (626 هـ)، وقيل: (625 هـ) ست وعشرين، وقيل: خمس وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "شرح اللمع" لابن جني، و"شرح التصريف الملوكي"، و"شرح المقامات الحريرية" وله شعر. 2583 - ابن قطلوُبغا * اللغوي، المفسر: قاسم بن قطلوبغا (¬1)، زين الدين السودوني، المعروف بقاسم الحنفي. ولد: سنة (802 هـ) اثنتين وثمانمائة. من مشايخه: العز بن جماعة، والعلاء البخاري، والشرف السبكي وغيرهم. من تلامذته: الشرف المناوي، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قال عنه البقاعي: كان كذابًا لا يتوقف في شيء يقوله ولا يعتمد على ما يقول وأظهر التعصب لأهل الاتحاد في فتنة ابن الفارض. اشتهر بالمناضلة عن ابن عربي مع حسن عقيدته. إمام علامة، طلق اللسان، قادر على المناظرة، مغرم بالانتقاد ولو لمشايخه مع شائبة دعوى ومساحجة" أ. هـ. • مقدمة كتاب "تاج التراجم" بتحقيق إبراهيم صالح: (عرف الشيخ قاسم بقوة الحافظة والذكاء المتوقد، فاعترف علماء عصره بعبقريته، وأشير له بالعلم وأذن له مشايخه بالإفتاء والتدريس، وصفه ابن الديرين بالشيخ العالم الذكي، ووصفه الإِمام ابن حجر بالإمام الفقيه الحافظ. وقال البرهان البقاعي: وكان مفننًا في علوم كثيرة ... ولم يخلف بعده حنفيًا مثله ... إلا أنه كان كذابًا لا يتوقف في شيء يقوله، فلا يعتمد على قوله: قلت: ما أقل إنصافه! وما أشد جرأته على شيوخه وأساتذته! ما هذا إلا بهتان عظيم، وإفك مفترى، ! يقل به أحد ممن ترجم له أو وصفه ... وخير ما يقال في مثل هذا: إنه كلام المتعاصرين، وهو لا يقدح. على الرغم من تصديه للإفتاء ... فإنه لم ينل وظيفة تناسبه بل كان في غالب عمره صوفية الأشرفية. قال ابن إياس: في أوائل سنة أربع وسبعين وثمانمائة كثر القيل والقال بين العلماء بالقاهرة في أمر الشيخ عمر بن الفارض، وقد تعصب عليه جماعة من العلماء بسبب أبيات قالها في قصيدته التائية، فاعترضوا عليه في ذلك، وصرحوا بفسقه، بل بتكفيره، ونسبوه إلى من يقول بالحلول والإتحاد. فكان رأس من تعصب عليه البرهان البقاعي، وقاضي القضاة محب الدين بن الشحنة، ¬

_ * الضوء اللامع (6/ 184)، وجيز الكلام (2/ 859)، الشذرات (9/ 478)، البدر الطالع (2/ 45)، معجم المفسرين (1/ 434)، الأعلام (5/ 180)، معجم المؤلفين (2/ 648)، "تاج التراجم"- تحقيق إبراهيم صالح، دار المأمون للتراث -دمشق ط 1، (1412 هـ -1992 م)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات (1/ 304). (¬1) اسم مركب من كلمتين تركيتين هما: قطلو بمعنى المبارك أو الميمون، وبغا بمعنى فحل والإسم بجملته الفحل المبارك.

2584 - أبو عمر الإشبيلي

وغيرهما. وتعصب له الشيخ محيي الدين الكافيجي، والشيخ قاسم [بن قطلوبغا] الحنفي، وجلال الدين السيوطي، وغيرهم. وكتبت الفتاوى في أمره، وألف الجلال السيوطي كتابًا سماه "قمع المعارض في الرد عن ابن الفارض"، وصنف بعض العلماء كتابًا سماه "درياق الأفاعي في الرد على البقاعي". ووقع في هذه المسألة تشاحنات بين العلماء طويلة، ووصل الأمر إلى بعض الأمراء فتعصب له، وكذا السلطان قايتباي أيضًا. ولم يكن بد من استشارة الشيخ زكريا الأنصاري، فأجاب بقوله: "يحمل كلام هذا العارف رحمة الله عليه ونفع ببركاته، على اصطلاح أهل طريقته، بل هو ظاهر فيه عندهم، إذ اللفظ المصطلح عيه حقيقة في معناه الاصطلاحي مجاز في غيره، كما هو مقرر في محله، ولا ينظر إلى ما يوهمه تعبيره في بعض أبياته في التائية من القول بالحلول والاتحاد، فإنه ليس من ذلك في شيء، بقرينتي حاله ومقاله المنظوم في تائيته، بقوله من أبيات القصيدة: ولي من أتم الرؤيتين إشارةً ... ننزِّه عن رأي الحلول عقيدتي فلما كتب الشيخ زكريا فتواه، سكن الاضطراب الذي كان بين الناس. وكان من نتيجته عزل ابن الشحنة عن قضاء الحنفية، وأما البرهان البقاعي فكادت العوام أن تقتله، وحصل له من الأمر ما لا خير فيه. فهرب واختفى، حتى توجه إلى مكة فمات هناك) أ. هـ. • قلت: قد ذكره صاحب كتاب الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات ضمن فصل "أشهر أعلام المارتيريدية وطبقاتهم" وقال: "كان رحمه الله مع إمامته وجلالته في العلوم مطعونًا في سيرته منتصرا لأهل الإلحاد والاتحاد" أ. هـ. وفاته: سنة (879 هـ) تسع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح منظومة ابن الجزري" في مجلدين، و"حاشية الألفية" للعراقي و"تاج التراجم"، و"زوائد رجال كل من الموطأ ومسند الشافعي وسنن الدارقطني على الكتب الستة"، و"شرح مخمسة العز بن عبد العزيز الديريني" في العربية. 2584 - أبو عمر الإشبيلي * النحوي، اللغوي: قاسم بن محمّد بن حجاج بن حبيب بن عمير الإشبيلي، أبو عمر. من مشايخه: يزيد بن طلحة الإشبيلي، ومحمد بن عبد الله بن المغازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالنحو واللغة، حافظًا لأيام العرب، متقدمًا في علم العروض، وعلم النجم" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 262)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 609).

2585 - البياتي

2585 - البَيَّاتي * المفسر: قاسم بن محمّد بن قاسم بن محمد بن سيّار الأموي، مولاهم البياتي القرطبي، أبو محمَّد. من مشايخه: محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم، والحارث بن مسكين، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وغيرهم. من تلامذته: الأعناقي، وأحمد بن خالد بن الحباب وغيرهما. كلام من العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان يذهب مذهب الحجة والنظر، وترك التقليد, ويميل إلى مذهب الشافعي". وقال: "ولم يكن بالأندلس مثل قاسم بن محمد في حسن النظر والبصر والحجة" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "فاق أهل عصره، وصار إمامًا مجْتهدًا لا يقلد أحدًا، وقد ألف كتاب (الإيضاح) في الرد على المقلدين، وكان يميل إلى مذهب الشافعي وأهل الأثر". وقال: "قال أحمد بن خالد: ما رأيت مثل قاسم في الفقه ممن دخل الأندلس من أهل الرجال" أ. هـ. • الديباج: "قال بقي بن مخلد: قاسم أعلم من محمد بن عبد الحكم. وقال: أبو عمر بن عبد البر: لم يكن بالأندلس أفقه منه, ومن أحمد بن خالد. وذكره ابن أبي دليم في طبقة المالكية، فقال: كان يفتي بمذهب مالك وكان يتحفظ كثيرًا من مخالفة المالكية" أ. هـ. • معجم المفسرين: "من كبار الفقهاء والمحدثين في الأندلس". وقال: "لازم ابن عبد الحكم حتى برع في الفقه وصار إمامًا مجتهدًا لا يقلد أحدًا" أ. هـ. من أقواله: تاريخ علماء الأندلس: "أخبرني العباس بن أصبغ، قال: حدثني محمد بن القاسم، قال: قلت لأبي: يا أبت أوصني, فقال: أوصيك بكتاب الله، فلا تنسى حظك منه، واقرأ منه كل يوم جزءًا، واجعل ذلك عليك واجبًا، وإن أردت أن تأخذ من هذا الأمر بحظ -يعني الفقه- فعليك برأي الشافعي فإني رأيته أقل خطأ" أ. هـ. وفاته: سنة (276 هـ) ست وسبعين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و "الإيضاح". 2586 - الأنباري * النحوي، اللغوي: القاسم بن محمد بن بشار، الأنباري, أبو محمد، والد العلامة أبي بكر. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 435)، جذوة المقتبس (2/ 524)، بغية الملتمس (2/ 587)، الشذرات (3/ 320)، الديباج (2/ 143)، الأعلام (5/ 181)، معجم المؤلفين (2/ 654)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 597)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 28) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 344)، العبر (2/ 57)، ترتيب المدارك (4/ 442). * تاريخ بغداد (12/ 440)، معجم الأدباء (5/ 2228)، إنباه الرواة (3/ 28)، السير (15/ 277)، ضمن ترجمه ابنه محمد، تاريخ الإِسلام (وفيات 305) ط. تدمري، الوافي (24/ 157)، غاية النهاية (2/ 24)، البلغة (174)، مفتاح السعادة (1/ 182)، بغية الوعاة (2/ 261)، روضات الجنات (6/ 25)، الأعلام (5/ 181)، معجم المؤلفين (2/ 650).

2587 - الديمرتي

من مشايخه: حدث عن عمرو بن علي، والحسن بن عرفة، وغيرهما. من تلامذته: ابنه محمَّد، وعلي بن موسى الرزاز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان صدوقًا أمينًا عالمًا بالأدب موثقًا في الرواية" أ. هـ. • إنباه الرواة: "قال الزبيدي الأندلسي: محدث ثقة صاحب لغة وعربية" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "وكان صدوقًا موثقًا عارفًا بالأدب والغريب، متفننًا حافظًا رحمه الله" أ. هـ. • السير وقد ذكره ضمن ترجمة ابنه محمد: "وقد كان أبوه القاسم بن محمَّد الأنباري محدثًا أخباريًا علامة من أئمة الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (304 هـ)، وقيل: (305 هـ)، أربع، وقيل: خمس وثلاثمائة. من مصنفاته: "شرح المفضليات"، و"خلق الإنسان"، و"الأمثال"، و "غريب الحديث". 2587 - الدِيمرْتيّ * النحوي، اللغوي: القاسم بن محمّد بن علي الديمرتي (¬1)، أبو محمد الأصبهاني. من مشايخه: إبراهيم بن متويه الأصبهاني، ومحمد بن سهل بن الصباح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال خمسة: أبو محمَّد الديمرتي لغوي نحوي عني في صغره بتصحيح كتب وقراءتها ثم هو منتصب منذ أربعين سنة تقرأ عليه الكتب" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان فاضلًا عالمًا نحويًّا لغويًّا عالمًا بمعاني الشعر، معروف المكانة في الأدب مشهور الاسم في الآفاق. وله كلام على الكتب الأدبية وَرَدَّ على العلماء كافٍ، وتصانيف جميلة، ومسائل على مفردات في أماكن من النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تقويم الألسنة"، و"تفسير الحماسة"، و"غريب الحديث" وغيرها. 2588 - العجلاني * النحوي، اللغوي: القاسم بن محمد بن رمضان، أبو الجود العجلاني البصري. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان في عصر أبي الفتح ابن جني وفي طبقته، وهو بصري" أ. هـ. • إنباه الرواة: "أحد النحاة البصريين بعد الثلاثمائة، وكان قيمًا بنحو البصريين، منتصرًا له مفيدًا به، تصدر للإفادة وصنف" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 263)، معجم الأدباء (5/ 2229)، إنباه الرواة (3/ 30)، الفهرست لابن النديم (94)، الوافي (24/ 159)، كشف الظنون (1/ 468)، هدية العارفين (1/ 827). (¬1) إحدى قرى أصبهان يقال لها ديمرت. * بغية الوعاة (2/ 262)، معجم المؤلفين (2/ 652)، الفهرست لابن النديم (92)، معجم الأدباء (5/ 2230)، كشف الظنون (2/ 1458)، إنباه الرواة (3/ 27)، الوافي (24/ 159).

2589 - أبو نصر الواسطي

من مصنفاته: "المختصر"، و"المتعلمين"، و"المقصور والممدود" وغيرها. 2589 - أبو نصر الواسطي * النحوي: القاسم بن محمد بن مناسر، وقيل: مباشر الواسطي، أبو نصر. من مشايخه: لقي ببغداد أصحاب أبي علي وغيرهم. من تلامذته: أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ وغيره. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (469 هـ) تسع وستين وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب شرح اللمع"، كتاب في النحو رتبه على أبواب الجمل، وشرح من كل باب مسألة. 2590 - ابن الحاج الأموي * النحوي، المقرئ: قاسم بن الحاج محمد بن مبارك الأموي مولاهم: إشبيلي، أبو محمد، ابن الحاج الزقاق. من مشايخه: أبو جعفر بن المرقي، وعباد بن سرحان وغيرهما. من تلامذته: أبو إسحاق بن سيد أبيه، وأبو الحسن بن حماد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان مقرئًا مجودًا متقدمًا في صنعة التجويد، متحققًا بالنحو ماهرًا فيه، أديبًا .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، نحوي، مصدر" أ. هـ. وفاته: سنة (559 هـ)، وقيل: نحو (560 هـ) تسع وخمسين، وقيل: نحو سنة ستين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف في السبع "البديع". 2591 - ابن الطّيلسان * اللغوي، المقرئ: القاسم بن محمد بن أحمد الأنصاري الأوسي القرطبي المعروف بابن الطيلسان. ولد: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: جده لأمه أبو القاسم بن غالب الشراط، وأبو العباس بن مقدام وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه محمد بن عياش بن محمد الخزرجي، وأبو الحسن الرعيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "كان بصيرًا بالقراءات والعربية" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "وعرف بالثقة والعدالة والنزاهة وسراوة النفس وحسن الخط" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2230)، الوافي (24/ 160)، بغية الوعاة (2/ 262)، معجم المؤلفين (2/ 654)، كشف الظنون (1/ 692). * الذيل والتكملة (5/ 2 / 570)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 56) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 24). * الذيل والتكملة (5/ 2 / 557)، تذكرة الحفاظ (4/ 1426)، السير (23/ 114)، الوافي (24/ 160)، غاية النهاية (2/ 23)، بغية الوعاة (2/ 261)، الشذرات (7/ 374)، الأعلام (5/ 181)، معجم المؤلفين (2/ 649)، كشف الظنون (1/ 251)، هدية العارفين (1/ 829).

2592 - البجائي

• الأعلام: "عالم بالقراءات، باحث" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ، عالم بالعربية، محدث، مؤرخ، مشارك في علوم" أ. هـ. وفاته: سنة (642 هـ) اثنتين وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "الجواهر المفصلات في المسلسلات"، و"غرائب أخبار المسندين" و"أخبار صلحاء الأندلس". 2592 - البجائي * النحوي، اللغوي: أبو القاسم بن محمد البجائي التونسي. من مشايخه: أحمد أفندي التركي وغيره. كلام العلماء فيه: • مشاهير التونسيين: "كان إمامًا خطيبًا بالجامع المشهور خارج باب الجزيرة بتونس العاصمة" أ. هـ. • ذيل البشائر: "كان فقيهًا محدثًا ورعًا خمولًا، وكان إمامًا خطيبًا بالجامع المشهور بجامع الخطبة، خارج باب الجزيرة، وكان يخرج للجامع المذكور في غير الشارع الأعظم، بل في طريق خالية وعمامته في يده، فإذا قرب من الجامع تعمم بها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1107 هـ) سبع ومائة وألف. من مصنفاته: "شرح شواهد قطر الندى" لابن هشام، و"شرح شواهد مقدمة الإعراب" لابن هشام وغيرهما. 2593 - أبو الخير * المفسر: قاسم بن محمَّد الحنفي البغدادي البياتي، خير الدين، أبو الخير. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "متصوف، له علم بالحديث والتفسير" أ. هـ. فائدة: الأعلام: "وممن رثاه بعد موته الشاعران معروف الرصافي، وجميل صدقي الزهاوي" أ. هـ. وفاته: سنة (1325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: صنف في التصوف، والوعظ، والكلام. 2594 - المسعودي * اللغوي: القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي الهذلي الكوفي، أبو عبد الله. ولد: بعد سنة (100 هـ) مائة. من مشايخه: حدث عن منصور بن المعتمر، ¬

_ * تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 100)، مشاهير التونسيين (299)، ذيل البشائر (234). * معجم المفسرين (1/ 432)، الأعلام (5/ 175)، معجم المؤلفين (2/ 641). * الجرح والتعديل (3/ 2 / 120)، الثقات لابن حبان (7/ 339)، طبقات ابن سعد (6/ 384)، تهذيب الكمال (23/ 449)، معجم الأدباء (5/ 2230)، إنباه الرواة (3/ 30)، العبر (1/ 268)، السير (8/ 190)، تاريخ الإِسلام (وفيات 175) ط. تدمري، الوافي (24/ 169)، تهذيب التهذيب (8/ 303)، النجوم (2/ 48)، الجواهر المضية (2/ 708)، بغية الوعاة (2/ 263)، الشذرات (2/ 342)، الفوائد البهية (154)، الأعلام (5/ 186)، معجم المؤلفين (2/ 656)، تقريب التهذيب (795)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 170).

2595 - فخر الدين الدمشقي

وحصين بن عبد الرحمن وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، ومُعلى بن منصور وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "قال وكيع: كان القاسم أشد الناس تنقيبًا في الآداب كلها، وكانت له فروة خشنة وكان ينظر في الحديث إن رأي الرأي فاهله وفي الشعر فأهله وفي الأخبار أهلها وفي الكلام فأهله" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: كان رجلًا نبيلًا" أ. هـ. • السير: "كان عفيفًا صارمًا، من أكبر تلامذة الإِمام أبي حنيفة" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "قاضي الكوفة وعالم زمانه". وقال: "كان ثقة، صاحب عربية وشعر، وكان كبير القدر، ولا يأخذ على القضاء رزقًا، قاله أحمد بن حنبل". ثم قال: "كان عفيفًا صارمًا مهيبًا" أ. هـ. • الجواهر المضية: "قال الطحاوي: قِال لنا ابن أبي عمران: القاسم بن معن كان في الفقه إمامًا، وهو من جلة أصحاب أبي حنيفة .. وكان إمامًا في العربية قد حكى عن الفراء غير شيء وكان إمامًا في السخاء والمروءة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة، من السابعة" أ. هـ. • الشذرات: "قال أحمد: كان ثقة صاحب نحوٍ وشِعر. وقال أبو حاتم: كان أروى الناس للحديث والشعر، وأعلمهم بالعربية والفقه. وقال ابن ناصر الدين في شرحه لـ (بديعة البيان" له: كان إمامًا، علامة ثقة، قاضي الكوفة، لم يأخذ على القضاء رزقًا مدة ولايته، وكان من أروى الناس للآثار، وأعلمهم بالفقه والعربية والأشعار" أ. هـ. • الأعلام: "قاضي الكوفة، من حفاظ الحديث، كان عالمًا بالعربية والأخبار والأنساب والأدب، ومن أروى الناس للحديث والشعر يقال له: شعبي زمانه، وكان سخيًّا، وهو من أحفاد الصحابي عبد الله بن مسعود ... " أ. هـ. وفاته: سنة (175 هـ) خمس وسبعين ومائة. من مصنفاته: "النوادر" في اللغة، و"غريب المصنف". 2595 - فخر الدين الدمشقي * النحوي: أبو القاسم بن نصر الله بن فخر الدولة بن يحيى الدمشقي الحنفي، فخر الدين. ولد: سنة (629 هـ) تسع وعشرين وستمائة. كلام العلماء فيه: • الدرر: "برع في الفقه والنحو ودرس بالمنكوتمرية في القاهرة أول ما فتحت" أ. هـ. وفاته: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة، وله تسع وسبعون سنة. 2596 - ابن أبي الفتح * النحوي، اللغوي: قاسم بن نصير بن وقاص بن ¬

_ * الدرر الكامنة (3/ 346). * بعية الوعاة (2/ 264)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 610).

2597 - اليزاغتي

عيشون بن سليم الشذوني، أبو محمد، يعرف ابن أبي الفتح. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عمر بن لبابة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان فقيهًا، حافظًا للرأي ونحويًا لغويًّا، وشاعرًا متقدمًا وكان يخطب أهل قلسانة وصاحب صلاتهم، وكان في الشعر سابقًا لا يشق غباره ولا يقرب ميدانه، وتخلى عن الدنيا في آخر عمره، وصار في هيئة الأبدال، وأكثر شعره في الزهد وذم الدنيا وفي شواهد الحكم والتذكير والوعظ" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 2597 - اليزاغتي * النحوي: أبو القاسم اليزاغتي المجاجي. ولد: في أول القرن الثالث عشر. كلام العلماء فيه: • تعريف الخلف: "تعلم في معسكر وتلمسان وتضلع بالمنقول والمعقول، وصارت الفنون إليه من مناحية وتقلد قضاء القضاة بمدينة الأصنام أوائل الاستيلاء الفرنسوي" أ. هـ. وفاته: سنة (1284 هـ) أربع وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح ملحة الإعراب" للحريري، و"شرح نظم مقدمة ابن اجروم" لابن الفخار. 2598 - أبو محمد الوزان * المقرئ: القاسم بن يزيد بن كليب، أبو محمّد الوزان الأشجعي، مولاهم الكوفي. من مشايخه: عرض على خلاد وهو من جلة أصحابه، وجعفر بن محمد الخشكني وغيرهما. من تلامذته: قاسم المطرز، وأبو علي الحسن بن الحسين الصواف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال ابن أبي سعد: كان شيخ صدق من الأخيار" أ. هـ. • غاية النهاية: "حاذق جليل ضابط مقرئ مشهور" أ. هـ. وفاته: كانت قريبًا من سنة (250 هـ) خمسين ومائتين، وقيل: سنة (252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين. 2599 - قُبَيصَة * المفسر: قَبيصَة بن عقبة بن محمد الكوفي، أبو عامر السوائي، من بني سواءة بن عامر بن ¬

_ * معجم أعلام الجزائر (133)، تعريف الخلف (2/ 33)، معجم المؤلفين (2/ 656). * غاية النهاية (2/ 25)، تاريخ الإِسلام (وفيات 252) ط. تدمري، تاريخ بغداد (12/ 426). * معجم المفسرين (1/ 435)، الشذرات (3/ 72)، طبقات ابن سعد (6/ 403)، التاريخ الكبير (7/ 177)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 126)، كشف الظنون (1/ 456)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 22) ط. تدمري، الثقات لابن حبان (9/ 21)، تاريخ بغداد (23/ 473)، الكامل (6/ 418)، تهذيب الكمال (23/ 481)، تذكرة الحفاظ (1/ 373)، ميزان الاعتدال (5/ 465)، السير (10/ 130)، البداية والنهاية (10/ 269)، تهذيب التهذيب (8/ 312) , تقريب التهذيب (797)، طبقات الحفاظ (161).

صعصعة. من مشايخه: سفيان الثوري، وشعبة وإسرائيل وطبقتهم. من تلامذته: روى عنه البخاري عن طريق رجل، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • طبقات ابن سعد: "كان ثقة صدوقًا كثير الحديث عن سفيان الثوري" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "قال أبو علي صالح بن محمد عن قبيصة: كان رجلًا صالحًا إلا أنهم تكلموا في سماعه من سفيان". وقال: "قال إسحاق بن سيار: ما رأيت من الشيوخ أحفظ من قبيصة بن عقبة" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال حنبل بن إسحاق: قال أبو عبد الله: كان ير بن آدم أصغر من سمع من سفيان عندنا. قال: وقال يحيى: قبيصة أصغر مني بسنتين. قلت له: فما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال أبو عبد الله: كان كثير الغلط. قلت له: فغير هذا؟ قال: كان صغيرًا لا يضبط قلت له: فغير سفيان؟ قال: كان قبيصة رجلًا صالحًا ثقة لا بأس به في بدَنه، وأي شيء لم يكن عنده؟ يذكر أنه كثير الحديث. وقال أبو طالب: قيل لأحمد بن حنبل: قبيصة بن عقبة مع ذكر ابن مهدي، وأبي نعيم؟ فكأنه لم يعبأ به". وقال: "قال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير". ثم قال: "قال أحمد بن سلمة النيسابوري: سمعت هناد بن السري غير مرة إذا ذكر قبيصة قال: الرجل الصالح وتدمع عيناه، وكان هَنّاد كثير البكاء. وقال الفضل بن سهل الأعرج: كان قبيصة يحدث بحديث الثوري على الولاء درسًا درسًا حفظًا" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان يعقوب الفسوي: سمعت قبيصة يقول: صليت بسفيان الفريضة. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: لو حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلنا منه" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق، ربما خالف" أ. هـ. • معجم المفسرين: "حافظ للحديث مفسر، من أهل الكوفة" أ. هـ. • من أقواله: تاريخ الإِسلام: "قال جعفر بن حمدويه: كنا على باب قبيصة ومعنا دُلَف بن أبي دُلَف ومعه الخادم يكتب الحديث. فصار إلى باب قبيصة، فدق عليه فأبطأ، فعاود الخادم قال: ابن ملك الجبل على الباب وأنت لا تخرج إليه؟ فخرج وفي طرف إزاره كسرة من الخبز. فقال: رجل قد رضي من الدنيا بهذا، ما يصنع بابن الجبل؟ والله لا حدثته فلم يحدثه.

2600 - قتادة

وفاته: سنة (215 هـ) خمس عشرة ومائتين. 2600 - قتادة * المفسر: قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدُوسي البصري، أبو الخطاب الضرير. ولد: سنة (60 هـ) ستين. من مشايخه: عبد الله بن سرجس, وأنس، وأبو الطفيل وغيرهم. من تلامذته: أيوب السختياني، ومعمر، والأوزاعي، وشعبة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال سفيان بن عيينة: قال الشعبي لقتادة: حاطب ليل. قال سفيان: قال لي عبد الكريم الجزري: تدري ما حاطب ليل؟ قلت: لا إلا أن تخبرني. قال: هو الرجل يخرج في الليل فيحتطب فتقع يده على أفعى فتقتله، هذا مثل ضرب لطالب العلم. إن طالب العلم إذا حمل من العلم ما لا يطيقه قتله علمه كما قتل الأفعى حاطب ليل" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير واختلاف العلماء، ثم وصفه أحمد بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره وقال قلما تجد من يتقدمه". وقال: "قلت -أي الذهبي-: قد دلس قتادة عن جماعة. وقال شعبة: لا يعرف لقتادة سماع من أبي رافع". ثم قال: "قلت -أي الذهبي-: وقد تفوه قتادة بشيء من القدر" أ. هـ. • السير: "قدوة المفسرين والمحدثين. قال حنظلة: كنت أرى طاووسًا إذا أتاه قتادة يفر، قال: وكان قتادة يتهم بالقدر. قال قيس بن الربيع: قدم علينا قتادة الكوفة، فأردنا أن نأتيه فقيل لنا: إنه يبغض عليًّا - رضي الله عنه - فلم نأته، ثم قيل لنا بعد: إنه أبعد الناس من هذا، فأخذنا عن رجل عنه. وهو حجة بالإجماع، إذا بين السماع -يعني في الحديث- فإنه مدلس معروف بذلك وكان يرى القدر نسأل الله العفو. ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يُسأل عما يفعل ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا أكثر صوابه وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، ¬

_ * طبقات ابن سعد (7/ 229)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 133)، الأنساب (3/ 235)، المنتظم (7/ 184)، معجم الأدباء (5/ 2233)، إنباه الرواة (3/ 35)، وفيات الأعيان (4/ 85)، السير (5/ 269)، ميزان الاعتدال (4/ 466)، العبر (1/ 146)، تذكرة الحفاظ (1/ 122)، الوافي (24/ 191)، البداية والنهاية (9/ 313)، غاية النهاية (2/ 25)، تهذيب التهذيب (8/ 315)، النجوم (1/ 276)، طبقات الحفاظ (47)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 47)، الشذرات (2/ 80)، من مشاهير علماء البصرة (42)، معجم المفسرين (1/ 435)، الأعلام (5/ 189)، معجم المؤلفين (2/ 656)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة الحادية عشرة) ط. تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 185)، الكامل (5/ 195)، تهذيب الكمال (23/ 498)، تقريب التهذيب (798).

2601 - ابن شريح

يغفر له ذلك ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك قال سعيد بن المسيب: ما أتاني أحفظ من قتادة. وقال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس أو من أحفظ الناس. قال ابن المدني: قلت ليحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن يقول: أترك من كان رأسًا في بدعة يدعو إليها، قال: فكيف يصنع بقتادة هو ابن أبي رداد وعمر بن ذر وذكر قومًا ثم قال يحيى: إن تترك هذا الضرب ترك ناسًا كثيرًا ... قال يحيى: أخرج قتادة حيان الأعرج من الحجرة قلت: لم أخرجه؟ قال: لأنه ذكر عُثمَان - رضي الله عنه -. قال أحمد: كان قتادة عالمًا بالتفسير وباختلاف العلماء ثم وصفه بالفقه والحفظ وأطنب في ذكره، وقال: قَلما تجد من يتقدمه. وعن سفيان الثوري قال: وهل كان في الدنيا مثل قتادة" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "حافظ ثقة ثبت، لكنه مدلس: ورمي بالقدر، قال يحيى بن معين، ومع هذا احتج به أصحاب الصحاح" أ. هـ. • البداية: "قال أبو حاتم: ليس به بأس، وكان آخر أصحابه ضمام بن إسماعيل" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونًا حجة في الحديث وكان يقول بشيء من القدر" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت يقال: ولد كمه، وهو رأس الطبقة الرابعة" أ. هـ. من أقواله: البداية: "قال قتادة: من وثق بالله كان الله معه، ومن يكن الله معه تكن معه الفئة التي لا تغلب والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل والعالم الذي لا ينسى" أ. هـ. السير: "كان سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيء يقدر إلا المعاصي. ما قلت برأي منذ أربعين حسنة، وكان يومئذ له نحو خمسين حسنة" أ. هـ. وفاته: سنة (117 هـ)، وقيل: (118 هـ) سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة ومائة. 2601 - ابن شُرَيح * المفسر: قتيبة بن أحمد بن شريح البخاري، أبو حفص القاص. من مشايخه: سعيد بن مسعود المروزي، وأبو يحيى بن أبي مسرة وغيرهما. من تلامذته: نصوح بن واصل وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "كان شيعيًا" أ. هـ. • معجم المفسِّرين: "مفسر، من فقهاء الإمامية" أ. هـ. وفاته: سنة (316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: له تفسير كبير. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 436)، طبقات المفسرين للسيوطي (77)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 49)، معجم المؤلفين (2/ 657)، هدية العارفين (1/ 835)، تاريخ الإسلام (وفيات 316) ط. تدمري.

2602 - الجعفي الكوفي

2602 - الجعفي الكوفي * النحوي، اللغوي: قتيبة الجُعفي الكوفي. كلام العلماء فيه: • البلغة: "إمام في اللغة والنحو" أ. هـ. • بغية الوعاة: "ذكره الزبيدي في نحاة الكوفة، وقال: وقع كاتب المهدي: (قرى عربية) فنوّن قرىً) فأنكره شبيب بن شيبة، فسئل قتيبة هذا، فقال: إن أريد قُرى الحجاز فلا تنون؛ لأنها لا تنصرف، أو قرى السواد نونت لأنها تنصرف" أ. هـ. وفاته: بعد المائتين بقليل. 2603 - الأزاذاني * النحوي، اللغوي: قتيبة بن مهران الأزاذاني، أبو عبد الرحمن الأصبهاني. من مشايخه: الكسائي، وسليمان بن مسلم بن جماز، وإسماعيل بن جعفر وغيرهم. من تلامذته: يونس بن حبيب، وعقيل بن يحيى وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البلغة: "أحد نحاة الكوفة، أخذ عن الكسائي وصحبه وصار إمامًا، دخل القاضي أبو عبد الرحمن بن غانم قاضي إفريقية على يزيد بن المهلب قبل أن يلي القضاء. فتحادثا فقال القاضي: أهللنا هلال رمضان فتشايرناه بالأيدي، فقال له يزيد: لحنت أيها القاضي إنما يقال تشاورناه، فقال ابن غانم: تشاورناه، من الشورى، وتشايرناه من الإشارة بالأيدي، وبيني وبينك قتيبة، فأحضر قتيبة، فقال يزيد كيف تقول إذا رأيت الهلال؟ وكان عند قتيبة غفلة - فقال: أقول ربي وربك الله. فقال: ما هذا قصدت. فقال ابن غانم: دعني أعرفه إشارة نحوية، فقال له ابن غانم: إذا أشرت وأشار غيرك إلى الهلال، وأردت التفاعل مع الإشارة كيف تقول؟ قال: أقول تشايرنا، فاستحيا يزيد" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ صالح ثقة ... وكان قتيبة إمامًا جليلًا نبيلًا متقنًا أثنى عليه يونس وقال كان من خيار الناس، وكان مقرئ أصبهان في وقته. قال الذهبي -في معرفة القراء-: وله إمالات مزعجة معروفة. قلت -أي ابن الجزري-: لا أعلم أحدًا من الأئمة المعتبرين أنكر منها شيئًا مع أنه لم يبالغ أحد في إطلاق الإمالة له كالمبهج فإنه روى إمالة كل ألف قبلها كسرة أو بعدها كسرة ولم يستثن شيئًا" أ. هـ. وفاته: بعد المائتين. 2604 - أبو القاسم الظهراوي * المقرئ: قُسَيم بن أحمد بن مُطير، أبو القاسم ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 265)، البلغة (176)، إنباه الرواة (3/ 37). * بغية الوعاة (2/ 264)، البلغة (175)، غاية النهاية (2/ 26)، إشارة التعيين (267)، معرفة القراء (1/ 212)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 140). * معرفة القراء (1/ 384)، غاية النهاية (2/ 27)، تاريخ الإِسلام (وفيات 399) ط. تدمري.

2605 - اللاري

الظهراوي، المصري. من مشايخه: جده لأمه محمّد بن عبد الرحمن، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن الظهراوي وغيرهما. من تلامذته: عبد الباقي بن فارس شيخ ابن الفحام وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أبو عمرو الداني في (طبقات القراء): كان ضابطًا لرواية ورش، يُقصد فيها وتؤخذ عنه، وكان خيرًا فاضلًا سمعت فارس بن أحمد يثني عليه، وكان يقرئ بموضعه إذ كنت بمصر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان محققًا لرواية ورش، خيرًا فاضلًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ ضابط مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (398 هـ)، وقيل: (399 هـ) ثمان وتسعين، وقيل: تسع وتسعين وثلاثمائة. 2605 - اللاري * المفسر: قطب الدين بن عبد الحي الزاهدي الكبيري الحسيني اللاري. وفاته: نحو سنة (1050 هـ) خمسين وألف. من مصنفاته: "حاشية على الكشاف". 2606 - الرَّشتي * المفسر: كاظم بن قاسم الحسيني الموسوي الرشتي. ولد: سنة (1212 هـ) اثنتي عشرة ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • معجم المفسرين: "عالم إمامي. من أهل رشت بإيران، سكن الحائر بكربلاء" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "من علماء الشيعة، من المتوغلين في كتب الحكمة ... وهو رئيس فرقة الكشفية المشتقة من الشيخية" أ. هـ. وفاته: سنة (1259 هـ) تسع وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير آية الكرسي"، و "أسرار العباد"، و"الصلاة في الفقه الإمامي" وغيرها. 2607 - الِحمصي * المقرئ: كثير بن عبيد بن نمير، أبو الحسن، المذحجي الحمصي الحذاء. من مشايخه: أبو حيوة، ومروان بن معاوية وغيرهما. ¬

_ * معجم المفسرين (1/ 436)، الأعلام (5/ 200). * معجم المفسرين (1/ 443)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 31)، معجم المؤلفين (2/ 664)، هدية العارفين (1/ 836)، معجم المطبوعات لسركيس (932). * غاية الكفاية (2/ 31)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 155)، تهذيب الكمال (24/ 140)، الثقات لابن حبان (9/ 27)، تاريخ دمشق (50/ 40)، العبر (1/ 456)، تهذيب التهذيب (8/ 378)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 25) ط. تدمري، تقريب التهذيب (808)، الشذرات (3/ 233)، البداية والنهاية (11/ 8).

2608 - أبو الهيذام

كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن، قال سئل أبي عنه فقال: كان ثقة" أ. هـ. • الثقات لابن حبان: "كان من خيار الناس" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال النسائي: لا بأس به". وقال: "قال عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر، عن أبي بكر بن أبي داود أن كثير بن عبيد حدثهم، قال أبو بكر بن أبي داود: كان يقال: إنه أمَّ بأهل حمص ستين سنة فما سها في صلاة قط" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان سيدًا عارفًا خائفًا، قانتًا لله" أ. هـ. • العبر: "كان عبدًا صالحًا" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة من العاشرة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ متصدر ثقة". وقال: "قال ابن شنبوذ عنه مقرئ أهل المسجد الجامع بحمص ووهم فيه فسمى أباه عبد الله والصواب عبيد، والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (247 هـ)، وقيل: (250 هـ) سبع وأربعين، وقيل: خمسين ومائتين. 2608 - أبو الهيذام * النحوي، اللغوي: كَلاب بن حمزة العُقيلي، أبو الهيذام. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "قيل إنه كان معلمًا ودخل الحضرة في أيام القاسم بن عبيد الله ومدحه، وكان عالمًا شاعرًا وخطه معروف، خلط المذهبين" أ. هـ. • الأعلام: "شاعر، من علماء اللغة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "لغوي، نحوي، عالم بالشعر" أ. هـ. من أقواله: ومن شعر أبي الهيذام ما جمع فيه حروف المعجم، فجعل ما لا ينقط في الصدر وما ينقط في العجز وهو بيت واحد [من الرمل]: مسطح أصدر عُكلًا، وله ... ضغثُ تشجذ قنطِ بن فَخرْ وفاته: نحو ستة (290 هـ) تسعين ومائتين. من مصنفاته: "ما يلحن فيه العامة"، و"جامع النحو". 2609 - كمال إبراهيم * اللغوي: كمال إبراهيم. ولد: سنة (1328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2239)، الوافي (24/ 353)، معجم الشعراء (354)، بغية الوعاة (2/ 226)، الأعلام (5/ 229)، معجم المؤلفين (2/ 670)، كشف الظنون (2/ 1577)، الفهرست لابن النديم (92). * معجم المؤلفين العراقيين (3/ 56)، الأعلام (5/ 233)، معجم المؤلفين (2/ 670).

2610 - أبو محمد المدني

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "من أعضاء المجمع العلمي العراقي، تعلم بحامعة آل البيت، ثم بكلية دار العلوم في القاهرة وتخرج بها. ودرس العربية في جامعة بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (1393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الأساس في تاريخ الأدب العربي"، و"أغلاط الكتاب"، و"عمدة الصرف". 2610 - أبو محمد المدني * المقرئ: كمال بن خليفة بن الحسين، أبو محمد، المدني ثم البغدادي. من مشايخه: أبو منصور الخياط، وأبو طاهر بن سوار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "فقال بارع صالح ... وانقطع إلى جامع المنصور للتعبد فأدركه أجله وهو شاب حدث" أ. هـ. وفاته: سنة (470 هـ) سبعين وأربعمائة. 2611 - الكُميت * اللغوي: الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد بن وُهَيب بن عمرو، أبو المستهل الأسدي الشاعر. ولد: سنة (60 هـ) ستين. من مشايخه: الفرزدق، ومذكور مولى زينب بنت جحش، وأبو جعفر محمّد بن علي وغيرهم. من تلامذته: والبة بن الحُباب الشاعر، وحفص بن سليمان الأسدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "شاعر متقدم مقدم عالم باللغة، تكلم مع حماد الراوية فأفحم حماد. وأنشد هشام بن عبد الملك فأعطاه مالًا كثيرًا. وأنشد خالدًا القسري فأعطاه مائة ألف درهم. وقال الهزاء: الكميت أشعر الأولين والآخرين" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "قال ابن شبرمة للكميت: وإنك قلت في بني هاشم فأحسنت، وقد قلت في بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم. قال: إني إذا قلت أحببت أن أحِس. وكان الكميت شيعيًا. وقال الضبي: كان يقال: ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت فمن صحّح الكميت نسبه صح، ومن طعن فيه وهن" أ. هـ. • السير: "قال أبو عكرمة الضبي لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان وقيل: كان عم الكميت رئيس أسد، وكان الكميت شيعيًا مدح علي بن الحسين فأعطاه من عنده ومن بني هاشم أربع مئة ألف. وقال خذ هذا يا أبا المستهل، فقال لو وصلتني بدانق لكان شرفًا، ولكن أحسن إلى ¬

_ * غاية النهاية (2/ 31). * رجال الطوسي (278)، المنتظم (7/ 254)، السير (5/ 388)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 13) ط. تدمري، رجال الكشي (205)، الدرجات الرفيعة (563)، معجم الشعراء (170)، روضات الجنات (6/ 55)، أعيان الشيعة (43/ 158)، الأعلام (5/ 233)، معجم المؤلفين (2/ 671)، الوافي (24/ 368)، تاريخ دمشق (50/ 229).

بثوب بلي جسدك أتبرك به، فنزع ثيابه كلها فدفعها إليه ودعا له فكان الكميت يقول: ما زلت أعرف بركة دعائه" أ. هـ. • معجم الشعراء: "ومذهبه في التشيع ومدح أهل البيت عليهم السلام في أيام بني أمية مشهور" أ. هـ. • الدرجات الرفيعة: "وقال بعضهم: كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر كان خطيب أسد وفقيه الشيعة حافظ القرآن العظيم ثبت الجنان ... وكان جدلا وهو أول من ناظر في التشيع .. وكان مشهورًا في التشيع مجاهرًا في ذلك .. " أ. هـ. • روضات الجنات: "وفي "رجال الكشي" بإسناده المعتبر عن الورد بن زيد أخي كميت المذكور قال قلت لأبي جعفر - عليه السلام -: جعلني الله فداك قدم الكميت، فقال أدخله، فسأل الكميت عن الشيخين، فقال له أبو جعفر - عليه السلام -، ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحكم علي - عليه السلام - إلا وهو في أعناقهما، فقال الكميت: الله أكبر الله أكبر حسبي حسبي. وفي رواية قال: والله يا كميت بن زياد ما أهريق في الإِسلام محجمة من دم منذ قبض الله عَزَّ وَجَلَّ نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولا اكتسب مال من غير حقه ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا من غير أن ينقص من وزر صاحبه شيء، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبّهما والبرائة منهما. وعن عقبة بن بشير الأسدي أن كميتًا المذكور قال: دخلت على أبي جعفر - عليه السلام - فقال: والله يا كميت لو كان عندنا مال لأعطيناك منه ولكن لك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان: (لا يزال معك روح القدس ما ذبيت عنا): وعن يونس بن يعقوب قال: أنشد الكميت أبا عبد الله الصادق - عليه السلام - شعره. أخلص الله لي هواي فما أعر ... ق نزعًا وما تطيش سهامي فقال الصادق - عليه السلام -: لا تقل هكذا ولكن قل قد أعرق ترعًا إلى آخر فقال يا مولاي أنت أشعر مني. وعن عبد الله بن مروان الحرّاني قال: كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين وكان راوية لشعر الكميت يعني الهاشميات، وكان سمع ذلك منه، وكان عالمًا، فتركه خمسًا وعشرين سنة لا يستحل روايته وإنشاده، ثم عاد فيه، فقيل له: ألم تكن زهدت فيها وتركتها؟ فقال: نعم؛ ولكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه، فقيل له: وما رأيت؟ قال رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأنما أنا في المحشر، فدفعت إلى مجلة قلت للشيخ وما الحيلة، قال الصحيفة قال: فنشرتها، فإذا فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أسماء من يدخل الجنة، من محبي علي بن أبي طالب - عليه السلام -، قال: فنظرت في السطر الأول، فإذا أسماء قوم لم أعرفهم ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك ونظرت في السطر الثالث والرّابع فإذا فيه والكميت بن زيد الأسدي قال فذلك دعاني إلى العود فيه" أ. هـ. • قلت: انظر إلى هذا الكلام الذي يجعل سب الشيخين -أبي بكر وعمر رضي الله عنهما-

2612 - بنت الكنيزي

والبراءة منهما من الأوامر التي يعلمونها لكبارهم وصغارهم وما ذاك إلا طعنًا في الدين من قبل هؤلاء الشيعة الإمامية. نسأل الله أن يثبتنا على الإِسلام والإيمان. من أقواله: في السير: "قال المبرد: وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد فقال (يعني الفرزدق): يا غلام، أيسرك أني أبوك؟ قال الكميت: أما أبي فلا أبغي به بدلًا، ولكن يسرني أن تكون أمي فحُصِرَ الفرزدق: وقال ما مرّ بي قبلها". وفاته: سنة (126 هـ) ست وعشرين ومائة. 2612 - بنت الكُنيزِي * النحوية، اللغوية: بنت الكنيزي. كلام العلماء فيها: • معجم الأدباء: "حدث أبو نصر قال: ومن طريف ما شاهدت أنا أنه كان في الجانب الشرقي بمدينة السلام امرأة تعرف ببنت الكنيزي، وكانت نهاية في الفضل ولها أخ غاية في الجهل، وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة ولها تصانيف فيهما تعرف بهما، واختصما في ميراث والدهما فطال التنازع بينهما وحضرا يومًا مجلس والدي وزاد الكلام بينهما ونقص، فاغتاظ والدي من تفيهقها وحوشي كلامها ومن سقطِهِ وعاميته في مناقضتها، ففطنت لذلك فقالت: أغاظ سيدنا الشيخ أيده الله ما يرى مني ومن هذا الأخ أصلحه الله؟ فقال: كلا إن شاء الله ولكن جردي الدعوى فإنه أقرب لكنجاز، فقالت: لي -أيد الله الشيخ- في ذمته اثنان وعشرون دينارًا مطيعية سلامية، فقال له: ما الذي تقول؟ فقال: أما لها عندي اثنان وسكت ورام أن يقول مثلما قالت: فلم يقدر، فقال: باللهِ يا سيدي كيف قالت فقد والله صدعتنا، فقال له: فضولك، قل كما تحسن، وضحك أهل المجلس طنزًا واندفعت الخصومة ذلك اليوم" أ. هـ. 2613 - الهُجَيمي * النحوي: كيسان (¬1) بن المعرف بن درهم، أبو سليمان الهجيمي. من مشايخه: الخليل بن أحمد وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان مولى لامرأة من بني الهُجَيم وكان أصله خراسانيًا، وكان راوية فيه غفلة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال أبو الطيب: قال الأصمعي: كيسان ثقة غير متزيد ... وقال أبو عبيدة: كان يخرج معنا إلى الأعراب فينشدوننا فيكتب في ألواحه غير ما ينشدوننا وينقل منها إلى الدفاتر غير ما فيها، ثم يحفظ من الدفاتر غير ما فيها، ثم يحدث غير ما حفظ. وكان مزاحًا، قرأ عليه صبي، فمر ببيت فيه العيس، فقال: هو الإبل البيض التي يخلط بياضها ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 268)، معجم الأدباء (5/ 2243) , الوافي (24/ 371). * بغية الوعاة (2/ 267)، إنباه الرواة (3/ 38)، معجم الأدباء (5/ 2246) , إشارة التعيين (271)، البلغة (177)، الوافي (24/ 380). (¬1) سماه الزبيدي: معروف بن دهشَم، وكيسان لقب له: انظر بغية الوعاة.

2614 - أبو عيسى التجيبي

حمرة، فقال ما الإبل؟ قال: الجمال، قال: ما الجمال؟ فقام على أربع ورغا في المسجد، وقال الذي تراه طويل الرقبة وهو يقول: بوع. وحُبس يومًا فتشفع فيه أبو عبيدة فأمر بإخراجه فسأل: ما السبب؟ فذكر له، فقال: أمه زانية إن خرج حبيس ظلم، وطليق ذلّ لا يكون أبدًا" أ. هـ. 2614 - أبو عيسى التجيبي * المقرئ: لب بن الحسن بن أحمد، أبو عيسى التجيبي البلنسي. من مشايخه: أبو بكر بن نمارة، وأبو الحسن بن النعمة وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن محرز، وأبو محمد بن مطروح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "علّم القرآن، وكان صالحًا عابدًا يُشار إليه بإجابة الدعوة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ صالح كبير القدر". وقال: "أقرأ الناس وصار من الأعيان المجابي الدعوة الصلحاء" أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة. 2615 - البلنسي * النحوي: لب بن عبد الله بن لب بن أحمد، أبو عيسى البلنسي الرُّصافي. من مشايخه: أبو الحسن بن النعمة وغيره. من تلامذته: روى عنه معظم شيوخ بلنسية منهم ابن الأبار. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان قائمًا على شرح ابن بابشاذ لجمل الزجاجي وعنه تعلم كثير من شيوخنا -أي شيوخ ابن الأبار-" أ. هـ. • الذيل والتكملة: "وكان محققًا بالنحو إمامًا فيه درسه كثيرًا" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة. 2616 - لُبْنى * النحوية، اللغوية: لبنى كاتبة المستنصر بالله الأموي أندلسية. كلام العلماء فيه: • أعلام النساء: "قيل إنها جارية الخليفة الحكم بن عبد الرحمن. كاتبة شاعرة عالمة بالنحو، بصيرة بالحساب والعروض، وكانت تكتب الخط الجيد ومشاركة في العلم، لم يكن في قصر الخليفة أنبل منها" أ. هـ. • الأعلام: "كانت شاعرة، عالمة بالعربية ¬

_ * غاية النهاية (2/ 34)، تاريخ الإِسلام (وفيات 610) ط. تدمري، تكملة الصلة (1/ 351)، الذيل والتكملة (5/ 2 / 576). * بغية الوعاة (2/ 269)، الذيل والتكملة (5/ 2 / 577)، تكملة الصلة (1/ 351). * بغية الملتمس (2/ 732)، الصلة (2/ 653)، الوافي (24/ 395)، بغية الوعاة (2/ 269)، أعلام النساء (4/ 287)، الأعلام (5/ 239).

2617 - جحاف الصنعاني

والأدب، حاسبة، منشئة، أصلها من الجواري" أ. هـ. وفاته: سنة (394 هـ)، وقيل: (374 هـ) أربع وتسعين، وقيل: أربع وسبعين وثلاثمائة. 2617 - جحاف الصنعاني * النحوي، اللغوي، المفسر: لطف الله بن أحمد بن لطف الله بن أحمد بن لطف الله بن أحمد جحاف اليمني الصنعاني. ولد: سنة (1189 هـ) تسع وثمانين ومائة وألف. من مشايخه: علي بن إبراهيم عامر، والسيد علي بن عبد الله الجلال وغيرهما. من تلاميذه: عاكش الضمدي وغيره. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "لازمني دهرًا طويلًا فقرأ علي في النحو والصرف والمنطق والبيان والأصول والحديث وبرع في هذه المعارف كلها .. وصنف رسائل أفرد فيها مسائل ونظم الشعر الحسن وغالبه في أعلى طبقات البلاغة .. " أ. هـ. • نيل الوطر: "وترجمه تلميذه عام من الضمدي فقال: .. وكان جانحًا للخمول زاهدًا من المناصب قانعًا باليسير من دنياه ثم هجر العلوم المتعارفة كلها كالصرف والنحو والمعاني والبيان وانقطع إلى كتاب الله تعالى .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "العلم الجديد" في التفسير، و"المرتقى إلى المنتقى" شرح فيه (منتقى الأخبار) لابن تيمية، و"العباب في تراجم الأصحاب". 2618 - لطف الله الغياث * النحوي، اللغوي: لطف الله بن محمّد الغياث بن الشجاع بن الكمال بن داود الظفيري اليماني. من تلامذته: السيد حسين بن الإمام القاسم وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "له في علم الجفر والزيجات وغيرها إدراك كامل". وقال: "كان صاحب الترجمة في سكناه مكة وأهلها معلقون بأشياء قد استنكرها العلامة ابن حجر [الهيثمي] وصنف للزجر عنها كتابًا سماه "كف الرعاع عن تعاطي اللهو والسماع" وقيل من يسلم من ذلك إلا من توفرت أسباب تقواه كالشيخ فإنه كان أعف خلق الله عن كل ريبة وحكى أنه مرض مرضًا ال به إلى السكتة وتغير الحس فقال بعض مهرة الأطباء إنه يفيده السماع فقال المعتني بشأن الشيخ إنه لا يرضى بذلك فقال افعلوا مع غفلة حسه ففعلوا فتحرك ثم استمروا فميز فلم يكن المهم له غير تسكيتهم" أ. هـ. • البدر الطالع: "لم يبلغ في اليمن إذ ذاك في تحقيق علم المعاني والبيان والأصول والنحو والصرف مبلغه" أ. هـ. ¬

_ * نيل الوطر (2/ 189)، البدر الطالع (2/ 60)، الأعلام (5/ 242)، معجم المؤلفين (2/ 674). * خلاصة الأثر (3/ 303)، البدر الطالع (2/ 71)، الأعلام (5/ 242)، معجم المؤلفين (2/ 675).

2619 - النجيب

وفاته: سنة (1035 هـ) خمس وثلاثين وألف. من مصنفاته: "المناهل الشافعية على الشافية"، و"الإيجاز في علمي المعاني والبيان" شرحه شرحًا مفيدًا أتى فيه بزبد المقالات لأهل الفنن ... 2619 - النجيب * النحوي: لؤلؤ بن أحمد بن عبد الله، أبو الدر الدمشقي الحنفي الضرير المنعوت بالنجيب، نجيب الدين. ولد: سنة (600 هـ) ستمائة. من مشايخه: سمع من الحافظ بن عساكر، وأبي القاسم عبد الصمد الحرستاني وأبي اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيرهم. من تلامذته: الدمياطي وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان فاضلًا عارفًا ورعًا بالفقه والنحو" أ. هـ. • الأعلام: "تصدر للإقراء بالجامع الحاكمي بالقاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. من مصنفاته: له "جزء" في الحديث، خرجه محمد بن عثمان الزرزاري. 2620 - أبو الحارث البغدادي * المقرئ: الليث بن خالد، أبو الحارث البغدادي، صاحب الكسائي. من مشايخه: حمزة بن قاسم الأحول، وأبو محمد اليزيدي، والكسائي وغيرهم. من تلامذته: سلمة بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد بن يحيى الكسائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "من كبار المقرئين ببغداد" أ. هـ. • الشذرات: "وكان من أعيان أهل الأداء ببغداد" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة معروف، حاذق، ضابط". وقد غلط الشذائي في نسبه فقال الليث بن خالد المرزوي وكذا الأهواري فقال المرزوي: الحاجب وذلك رجل آخر قديم محدث من أصحاب مالك، يكنى أبا بكر". وفاته: سنة (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين. ¬

_ * الجواهر المضية (2/ 712 هـ)، المقفى الكبير (5/ 15)، بغية الوعاة (2/ 270)، الأعلام (5/ 245)، معجم المؤلفين (5/ 245)، معجم المولفين (2/ 677). * تاريخ بغداد (13/ 16)، العبر (1/ 433)، تاريخ الإسلام (وفيات 240) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 211)، غاية النهاية (2/ 34)، الشذرات (3/ 183).

2621 - الليث بن سعد

2621 - الليث بن سعد * اللغوي: الليث بن سعد بن عبد الرحمن، أبو الحارث، يقال إنه مولى خالد بن ثابت الفهمي. ولد: سنة (94 هـ)، وقيل: (92 هـ) أربع، وقيل: اثنتين وتسعين، والأول أصح. من مشايخه: يزيد بن أبي حبيب، وصفوان بن سُليم، وعبد الرحمن، وقتادة وغيرهم. من تلامذته: ابن لهيعة، وابن المبارك، وابن وهب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان فقيهًا فاضلًا ثقة جوادًا يحفظ القرآن ويعرف الحديث والعربية والشعر" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "وكان كبير الديار المصرية ورئيسها ومحتشمها وعالمها، وأمير من بها في عصره. بحيث إن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته. وكان الشافعي يتأسف على فوات لُقيّه. عن ابن وهب قال: كل ما في كتب مالك: "أخبرني من أرضى من أهل العلم"، فهو: الليث. قال الفلاس: سمعتُ ابن مهديّ يحدّث عن ابن المبارك، عن الليث، قال يحيى بن بكير: لم أرَ مثل الليث ولا أكحل منه. كان فقيه البدن، عربي اللسان، يُحسن القرآن والنحو، ويحفظ الشعر والحديث، حَسَن المذاكرة. هو ثبت في حديث جدًّا. وقال ابن المديني: الليث ثبت. قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى لا فيهم الليث. فحدثهم بفضائله فكفّوا. وكان أهل حمص ينتقصون عليًّا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عيَّاش فحدثهم بفضائله، فكفوا عن ذلك قال قتيبة: كان الليث يركب في جميع الصّلوات إلى الجامع، ويتصدّق كل يوم على ثلاثمائة مسكين. وكان رحمه الله طلابة للعلم ولا يرى التدليس، وقد سمع من الزهريّ. قلت: -أي الذهبي- ومناقب الليث كثيرة، وعلمه واسع" أ. هـ. • البداية: "كان إمامًا في الفقه والحديث والعربية. قال الشافعي: كان الليث أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت فقيه إمام مشهور" أ. هـ. فائدة: في تاريخ الإِسلام: "وقال ابن زعبة، عن الليث قال: أصلنا من أصبهان، فاستوصوا بهم ¬

_ * طبقات ابن سعد (7/ 517)، تاريخ بغداد (3/ 13)، الأنساب (4/ 413)، المنتظم (9/ 12)، الكامل (6/ 124)، وفيات الأعيان (4/ 127)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 13) ط. ندمري، السير (8/ 122)، العبر (1/ 226)، تذكرة الحفاظ (1/ 224)، ميزان الاعتدال (5/ 515)، الوافي (24/ 412)، البداية والنهاية (10/ 171)، الجواهر المضية (2/ 724)، غاية النهاية (2/ 34)، تهذيب التهذيب (8/ 412)، النجوم (2/ 82)، طبقات الحفاظ (95)، الشذرات (2/ 339)، الأعلام (5/ 248)، معجم المؤلفين (2/ 680)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 246)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 179)، الثقات لابن حبان (7/ 360)، حلية الأولياء (7/ 318)، تهذيب الكمال (24/ 255)، تقريب التهذيب (817).

2622 - الخراساني

خيرًا، قال: حججت أنا هو ابن لهيعة، فلمّا صرت بمكة رأيتُ نافعًا فأقعدتهُ في دُكان علاف، فمر بي ابن لهيعة فقال: من ذا؟ قلت: مولى لنا. فلما أتيتُ مصر قلت: حدّثني نافع، فوثب إلي ابن لهيعة وقال: يا سبحان الله! فقلت: ألم ترَ رجلًا معي في دكان العلاف؟ ذاك نافع. قال: فحجّ ابنُ لهيعة من قابل، فوجده قد مات. وقدِم الأعرج يريد الإسكندرية، فرآه ابن لهيعة فأخذه، فما زال عنده يحدثه حتى هيأ له سفينة وأحدره إلى الإسكندرية، وقعد يروي عنه، عن أبي هريرة، فقلت: متى رأيت الأعرج؟ فقال: إن أردته فهو بالإسكندرية. فخرج إليه الليث فوجده قد مات، فذكر أنه صلى عليه. قلت: هذه بهذه جزاءً وفاتًا. قال الفسوي: قال ابن بكير: أخبرني من سمع الليث يقول: كتبتُ عن ابن شهاب علمًا كثيرًا، وطلبتُ رُكوب البريد إليه إلى الرصافة، فخفتُ أن لا يكون ذلك لله فتركته. وروى عبد الملك بن شُعيب، عن أبيه قال: قيل لليث: أمتع الله بك، إنّا نسمع منك الحديث ليس في كتبك. فقال: أكلُّ ما في صدري في كتبي؟ لو كتبتُ ما في صدري ما وسِعَه هذا المركب. رواها أبو سعيد بن يونس. نا أحمد بن محمّد بن الحارث، نا محمّد بن عبد الملك، عن أبيه، فذكرها" أ. هـ. وفاته: سنة (175 هـ) وسبعين ومائة. 2622 - الخراساني * النحوي، اللغوي: الليث (¬1) بن نصر بن سيار الخراساني. من مشايخه: الخليل بن أحمد وغيره. من تلامذته: قتيبة بن سعيد وغيره. كلام العلماء فيه: • البلغة: "صاحب الخليل، أخذ النحو واللغة وأملى عليه ترتيب كتاب (العين) ويقال: إن الخلل الواقع فيه من جهته. فروى عن إسحاق بن راهويه قال: كان الليث رجلًا صالحًا، أخذ عن الخليل أصول كتاب (العين)، ومات الخليل قبل إتمامه، فأراد الليث إتمامه وتنقيته باسم الخليل فسمى لسانه الخليل، فإذا قال: أخبرني الخليل، فإنه يريد الخليل بن أحمد، وإذا قال: قال الخليل فإنه يعني لسانه فجاء في الكتاب خلل لذلك" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن المعتز: كان من أكتب الناس في زمانه بارعًا في الأدب بصيرًا بالشعر والغريب والنحو، وكان كاتبًا للبرامكة" أ. هـ. من أقواله: قال في بغية الوعاة: ما تركت شيئًا من فنون العلم إلا نظرت فيه إلا النجوم لأني رأيت العلماء يكرهونه. ¬

_ * البلغة (178)، إنباه الرواة (3/ 42)، بغية الوعاة (2/ 270)، معجم الأدباء (5/ 2253). (¬1) قيل الليث بن المظفر، وقيل الليث بن نصر بن سيار، وقيل الليث بن رافع بن نصر بن يسار، وهو اختلاف كبير، والمثبت من كتاب البلغة.

2623 - ابن المرحل

2623 - ابن المرحل * النحوي، اللغوي، المقرئ: مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج، أبو الحكم بن المرحل، المالقي المالكي. ولد: سنة (604 هـ) أربع وستمائة. من مشايخه: الشلوبين، والدباج وغيرهما. من تلامذته: ابن حيان وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "أحد الكبار ... وله اليد البيضاء في النظم والنثر وكان بصيرًا بالقراءات .. ومدح الكبار وكان طريفًا منبسطًا نديمًا .. نظمه في الذروة حلاوة وجزاتة" أ. هـ. • غاية النهاية: "أديب زمانه بالمغرب وإمام وقته" أ. هـ. • البغية: "كان ذاكرًا للآداب واللغة شاعرًا رقيقًا مطبوعًا سريع البديهة، حسن الكتابة والشعر أغلب عليه ... وجهله ابن أبي الربيع" أ. هـ. وفاته: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة، وقيل: (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: نظم التيسير في ألفي بيت. 2624 - العُتْبي * النحوي، اللغوي: مالك بن عبد الله بن محمّد العُتبي، أبو الوليد السهلي، القرطبي. ولد: (437 هـ) سبع وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: محمد بن عتاب، وأبو مروان بن وإن المؤرخ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل المعرفة بالآداب واللغات والعربية وكان ثقة فيما رواه ضابطًا لما كتبه .. أخذ الناس عنه .. " أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "من أئمة الأدب، ... وروى الناس عنه كثيرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (507 هـ) سبع وخمسمائة. 2625 - مالك بن محمد * النحوي، اللغوي: مالك بن محمد بن مالك بن عبد الله بن عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحاكم، أبو القاسم. من مشايخه: قرأ على بقي بن مخلد كثيرًا وصحبه، وسمع من الخُشَني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الحلية السيراء: "قال فيه أبو الوليد الفرضي: ... وكان بليغًا شاعرًا. وقال ابن حيان فيه: أحد رجالات قريش في زمانه، كان من نبلاء المتأدبين، ومن الشعراء المطبوعن وممن عني -عدا ذلك- برواية الحديث وتقييد الآثار, والافتنان في العلم والأدب ... وكان مفننًا في ضروب الآداب بصيرًا بالنحو حافظًا للغة، ذا نصيب وافر من الإملاء له، والبلاغة في الترسيل صحب السلطان ¬

_ * البغية (2/ 271)، السير (17/ 153)، ط - علوش وفيه ابن المرجل، غاية النهاية (2/ 36). * الصلة (2/ 586)، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 507 هـ) ط. تدمري. * الحلية السيراء (2/ 370).

2626 - ابن المستوفي

وتصرف في أعماله الرفيعة" أ. هـ. 2626 - ابن المستوفي * النحوي، اللغوي: المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب اللخمي الإربلي، المعروف بابن المستوفي. ولد: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على محمد بن يوسف البحراني، ومكي بن ريان، وسمع من عُمَر بن طبرْزَد وغيرهم. من تلامذته: ابن خلكان، هو ابن الشيرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان رئيسًا جليل القدر كثير التواضع واسع الكرم. وكان جم الفضائل عارفًا بعدة فنون منها الحديث وعلومه وأسماء رجاله وجمع ما يتعلق به، كان إمامًا فيه وكان ماهرًا في فنون الأدب من النحو واللغة والعروض والقوافي وعلم البيان وأشعار العرب وأخبارها وأيامها ووقائعها وأمثالها وكان بارعًا في علم الديوان وحسابه وضبطه .. " أ. هـ. • السير: "قال ابن الشعار في قلائد الجمان: كان الصاحب مع فضائله محافظًا على عمل الخير والصلاح مواظبًا على العبادة كثير الصوم، دائم الذكر متتابع الصدقات. قال ابن خلكان: ولي الوزارة في أول سنة تسع وعشرين، فلما صارت إربل للمستنصر بالله لزم بيته: واقتنى من نفيس الكتب شيئًا كثيرًا" أ. هـ. • الأعلام: "مؤرخ، من العلماء بالحديث واللغة والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "تاريخ إربل" و"النظام في شرح المتنبي وأبي تمام" وديوان شعر. 2627 - الشهرزوي * المقرئ: المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور، الأستاذ أبو الكرم الشهرزوري (¬1). ولد: سنة (462 هـ) اثنتين وستين وأربعمائة. من مشايخه: رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، ويحيى بن أحمد السيبي وغيرهما. من تلامذته: عمر بن بكرون، وعلي بن أحمد الدبّاس وغيرهما. ¬

_ * التكملة للمنذري (3/ 522)، وفيات الأعيان (4/ 147)، السير (23/ 49)، العبر (5/ 155)، تاريخ الإسلام (وفيات 637) ط- بشار، النجوم (6/ 318)، بغية الوعاة (2/ 272)، الشذرات (7/ 326)، روضات الجنات (7/ 234) ضمن ترجمة أبي السعادات ابن الأثير، الأعلام (5/ 269). * معرفة القراء (1/ 507)، الأنساب (3/ 474)، المنتظم (18/ 104)، معجم الأدباء (5/ 2259)، تاريخ الإِسلام (وفيات 550) ط- تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1292)، غاية النهاية (2/ 38)، النجوم (5/ 322)، الشذرات (6/ 258)، السير (20/ 289)، العبر (4/ 141)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 222)، الأعلام (5/ 269)، معجم المؤلفين (3/ 11). (¬1) هذه النسبة إلى "شهرزور" وهي بلدة بين الموصل وزنجان، بناه زور بن الضحاك فقيلا "شهرزور" يعني: بلد زور الأنساب (2/ 473).

2628 - الغسال

كلام العلماء فيه: • الأنساب: "مقرئ فاضل صالح دين، قائم بكتاب الله تعالى، عارف باختلاف الروايات والقراءات" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "أحد الشيوخ القراء المجودين المشهورين حفظ القراءات وطرقها ومعرفة وجوهها .. وكان عالمًا فاضلًا، أديبًا، دينًا، حسن الطريقة .. " أ. هـ. • معرفة القراء: "انتهت إليه مشيخة الإقراء بالعراق بعد سبط الخياط وهو في طبقته" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "الإِمام المقرئ شيخ القراء ... ولم يخلف بعده في علو سنده في القراءات مثله " أ. هـ. • العبر: "شيخ المقرئين .. كان صالحًا خيرًا ... انتهى إليه علو الإسناد في القراءات" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كبير متقن محقق أحد مشايخ هذا العلم ثقة صالح .. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن النجار فقال: أحد الشيوخ القراء المجودين المشهورين محفظ القراءات وطرقها ومعرفة وجوهها .. وكان عالمًا فاضلًا أديبًا دينًا حسن الطريقة ذا مروءة وسخاء وَصَولا لأهله كانت له دنيا واسعة فأنفقها كلها على أهل الخير وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب: هو شيخ ثبت يَقظ صحيح السماع عارف بالقراءات حسن الأداء" أ. هـ. وفاته: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "المصباح الزاهر في العشر البواهر" قال عنه ابن الجزري من أحسن ما ألف في هذا العلم. 2628 - الغسَّال * المقرئ: المبارك بن الحسين بن أحمد، أبو الخيرِ، البغدادي، الغسال (¬1)، الشافعي. ولد: قبل سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم الغوري، وأبو علي غلام الهراس وغيرهما. من تلامذته: أبو طاهر محمّد بن محمّد السِّنجي، وعلي بن أحمد المحمودي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان أديبًا ماهرًا صالحًا ثقة حسن الصوت" أ. هـ. • المنتظم: "وكان ثقة" أ. هـ. • معرفة القراء: "عني بالقراءات عناية كلية وتقدم فيها وطال عمره وعلا سنده وقصده الطلبة لحذقه وبصره بالفن" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان صالحًا ثقة متميزًا .. وكان حافظًا مجودًا يتكلم في معاني القرآن" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "تكلم فيه ابن ناصر، ومشاه غير واحد" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال ابن شافع: ضعفه شيخنا ابن ناصر وذكر أشياء استدل بها على ضعفه" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 465)، غاية النهاية (2/ 40)، المنتظم (17/ 152)، تاريخ الإِسلام (وفيات 510) ط -تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1261)، العبر (4/ 21)، ميزان الاعتدال (6/ 14)، لسان الميزان (5/ 13)، الشذرات (6/ 44)، الأنساب (4/ 295). (¬1) هي النسبة لمن يغسل الموتى. (الأنساب 4/ 295).

2629 - ابن الدباس

• غاية النهاية: "إمام مقرئ حاذق أديب" أ. هـ. وفاته: سنة (510 هـ) عشر وخمسمائة. 2629 - ابن الدَّبَّاس * النحوي، اللغوي: المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب، أبو الكرم بن الدبّاس. ولد: سنة (431 هـ)، وقيل: (448 هـ)، إحدى وثلاثين، وقيل: ثمان وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الطيب الطبري، والجوهري وغيرهما. من تلامذته: سبط الخياط، وأبو طاهر السِّلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "وكان مقرئًا في النحو عارفًا باللغة .. غير أن مشايخنا جرحوه، وكان شيخنا أبو الفضل بن ناصر سيء الرأي فيه يرميه بالكذب والتزوير، وكان يدعي سماع ما لم يسمعه .. " أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "قال أبو منصور بن خيرون كانوا يقولون إنه كذاب" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "ليس بثقة .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "وجرحه الناس ورموه بالكذب والتزوير وادعاء سماع ما لم يسمعه والتساهل إذا أخذ خطه على الكتاب ويقصد بذلك اجتلاب الطلاب لأن النفوس تميل إلى هذا الباب ... " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (500 هـ)، وقيل: (505 هـ)، خمسمائة، وقيل: خمس وخمسمائة. من مصنفاته: "المعلم" في النحو، و"شرح خطبة أدب الكتاب" وغيرهما. 2630 - ابن زُريق الحدّاد * المقرئ: المبارك بن الإِمام أبي الفتح المبارك بن أحمد بن زريق، أبو جعفر الواسطي بن الحداد. ولد: سنة (509 هـ) تسع وخمسمائة. من مشايخه: أبو القاسم علي بن علي بن شيران، والقاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم الفارقي وغيرهما. من تلامذته: ابن الدُّبيثي، والشريف محمد بن عمر الداعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الإِمام شيخ المقرئين ... قال ابن النجَّار: كان من أعيان القُراء الموصوفين بحودة القراءة، وحسن الأداء، وطيب الصوت، وكان بقية الأكابر، وهو صدوق مُتديِّن .. " أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "أقرأ الناس، وأم زمانًا. ترجمه الدبيثي: وقال: كان صدوقًا، قرأت عليه ¬

_ * المغني في الضعفاء (2/ 540)، نزهة الألباء (281)، المنتظم (17/ 106)، معجم الأدباء (5/ 2260)، إنباه الرواة (3/ 256)، الكامل (10/ 439)، إشارة التعيين (284)، تاريخ الإِسلام (وفيات 500) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 15)، السير (19/ 302)، العبر (4/ 356)، البلغة (181)، لسان الميزان (5/ 16)، النجوم (5/ 195)، بغية الوعاة (2/ 272)، الأعلام (5/ 271)، الشذرات (5/ 427)، معجم المؤلفين (3/ 12). * التكملة لوفيات النقلة (1/ 360)، السير (21/ 327)، العبر (4/ 295)، معرفة القراء (2/ 567)، غاية النهاية (2/ 41) , النجوم (6/ 159)، تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 596 هـ) ط. تدمري، المختصر المحتاج إليه (3/ 177).

2631 - الوجيه بن الدهان

القراءات، فقدم بغداد سنة ثمان وثمانين -أي وخمسمائة- وحدث بها .. ثم قال: وكان مقرئ واسط في زمانه" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ حاذق ... كان صدوقًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "الخيرة في القراءات العشرة". 2631 - الوَجيه بن الدَّهَّان * النحوي، اللغوي، المفسر: المبارك بن أبي طالب المبارك بن أبي الأزهر سعيد، الملقب الوجيه، المعروف بابن الدهان، الضرير الواسطي، أبو بكر. ولد: سنة (532 هـ)، وقيل: (534 هـ)، اثنتين وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو سعيد نصر بن محمد بن سالم الأديب، وأبو الفرج العلاء بن علي وغيرهما. من تلامذته: التركي البرزالي، وأحمد بن أبي الخير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "صنف في النحو وأقرأه مدة ... وحدث وله شعر .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان كثير الهذر والتوسع في القول فيه شره نفس، وكثرة دعاوى لعلم ما لا يعلمه. كان حنبليًا ثم انتقل إلى مذهب الشافعي لما تولى تدريس النحو بالمدرسة النظامية في شرط واقفها أن يكون النحوي بها شافعيًّا" أ. هـ. • السير: "وقال ابن النجار: كان شديد الذكاء ثاقب الفهم كثير المحفوظ مضطلعًا بعلوم كثيرة وكان يعرف علم النجوم وعلم الأوائل -قال الذهبي معلقًا على كلام ابن النجار في قوله: "يعرف علم النجوم وعلم الأوائل"- قال لو جهل هذين العِلمين لسَعِدَ أ. هـ. وكان يتكلم التركية والفارسية والرومية والأرمنية والحبشية والهندية والزنجية بكلام فصيح عند أهل ذلك اللسان" أ. هـ. • البداية: "ولد بواسط وقدم بغداد فاشتغل بعلم العربية ... وسمع الحديث وكان حنبليًا ثم انتقل إلى مذهب أبي حنيفة، ثم صار شافعيًّا ولي تدريس النحو بالنظامية .. وكان له يد طولى في نظم الشعر، ... وربما عارض شعر البحتري بما يقاربه ويدانيه .. " أ. هـ. • الأعلام: "أديب من النحاة .. " أ. هـ. من أقواله: البداية: "قالوا وكان الوجيه لا يغضب قط فتراهن جماعة مع واحد إن أغضبه كان له كذا وكذا، فجاء إليه فسأله عن مسألة في العربية فأجابه فيها بالجواب فقال له السائل: أخطأت أيها الشيخ، فأعاد عليه الجواب بعبارة أخرى، فقال: كذبت وما أدراك إلا قد نسيت النحو فقال الوجيه: أيها الرجل فلعلك لم تفهم ما أقول لك، فقال بلى ولكنك تخطئ في الجواب، فقال له: فقل أنت ما عندك لنستفيد ¬

_ * التكملة للمنذري (6/ 214)، معجم الأدباء (5/ 2263)، إنباه الرواة (3/ 254)، الكامل (12/ 312)، وفيات الأعيان (4/ 152)، مرآة الزمان (8/ 573)، إشارة التعيين (282)، تاريخ الإِسلام (وفيات 612) ط. تدمري، السير (22/ 87)، العبر (5/ 43)، البداية (7/ 76)، البلغة (180)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 301)، الشذرات (7/ 97)، النجوم (6/ 214)، الأعلام (5/ 272).

2632 - ابن الأثير

منك فأغلظ له السائل في القول، فتبسم ضاحكًا وقال له: إن كنت راهنت فقد غلبت وإنما مثلك مثل البعوضة -يعني الناموسة- سقطت على ظهر الفيل، فلما أرادت أن تطير قالت له استمسك فإني أحب أن أطير، فقال لها الفيل: ما أحسست بك حين سقطت، فما أحتاج أن أستمسك إذا طرتِ .. " أ. هـ. وفاته: سنة (612 هـ) اثنتي عشرة وستمائة. من مصنفاته: له كتب في النحو وشعر. 2632 - ابن الأَثير * النحوي، اللغوي، المفسر: المبارك بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، مجد الدين، أبو السعادات، ويعرف بابن الأثير، وهو أخو ابن الأثير المؤرخ، هو ابن الأثير الكاتب. ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: سعيد بن الدّهان، وأبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام القرطبي وغيرهما. من تلامذته: الشهاب القوسي، وتاج الدين عبد المحسن بن محمَّد بن الحامض وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان فقيهًا محدثًا، أديبًا، عالمًا بصنعة الحساب والإنشاء ورعًا عاقلًا مهيبًا، ذا برٍّ وإحسان ... وذكره ابن المستوفي -في تاريخ إربل- فقال: أشهر العلماء ذكرًا وأكبر النبلاء قدرًا .. وسمع الحديث متأخرًا ولم تتقدم روايته أ. هـ. وذكره المنذري وأثنى عليه .. " أ. هـ. • البداية: "وترجمه أخوه في الذيل فقال: كان عالمًا في عدة علوم منها الفقه وعلم الأصول والنحو والحديث واللغة ... وكان مفلقًا يضرب به المثل ذا دين متين ولزم طريقة مستقيمة رحمه الله ... " أ. هـ. • قلت: هو صاحب كتاب "النهاية في غريب الحديث" و"جامع الأصول في أحاديث الرسول". أما من حيث عقيدته فقد سلك مسلك الأشاعرة في نفي صفات الرب عَزَّ وَجَلَّ. فعند ما نلقي نظرة في "كتاب النهاية في غريب الحديث" (4/ 189)، ففي مادة -كفف- قال في حديث الصدقة "كأنما يضعها في كف الرحمن" "هو كناية عن محل قبول الصدقة فكأن" المتصدق قد وضع صدقته في محل القبول والاثابة وإلا فلا كف لله ولا جارحة، تعالى الله عما يقول المشبهون علوًا كبيرًا، وقد تكرر ذكر -الكف والحفنة واليد- في الحديث وكلها تمثيل من غير تشبيه" أ. هـ. وسئل الشيخ -محمَّد بن صالح العثيمين- عن قول ابن الأثير: "وكلها تمثيل من غير تشبيه"، فقال: يريد أنها كناية عن المجاز كما تقوله الأشاعرة أ. هـ. ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (2/ 191)، معجم الأدباء (5/ 2268)، إنباه الرواة (3/ 257)، وفيات الأعيان (4/ 141)، السير (21/ 488)، العبر (5/ 19)، تاريخ الإِسلام (وفيات 606) ط. بشار، المختصر في أخبار البشر (3/ 112)، طبقات الشافعية للسبكى (8/ 366)، البداية (7/ 59)، النجوم (6/ 198)، بغية الوعاة (2/ 274)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 303)، مفتاح السعادة (1/ 128)، الشذرات (7/ 42)، روضات الجنات (7/ 232)، الأعلام (5/ 272)، معجم المؤلفين (3/ 13).

2633 - مجاهد

وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. من مصنفاته: "النهاية في غريب الحديث" و "جامع الأصول في أحاديث الرسول" و"الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف" أي الجمع بين تفسير الثعلبي المسمى بـ -الكشف والبيان في تفسير القرآن- وبين كتاب -الكشاف عن حقائق التنزيل- للزمخشري. وغيرها من المؤلفات. 2633 - مجاهد * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكي الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي. ولد: سنة (21 هـ) إحدى وعشرين للهجرة. من مشايخه: ابن عباس، هو ابن عمر، وأبو هريرة (رضي الله عنهم) وغيرهم. من تلامذته: عكرمة، وطاووس، هو ابن كثير الداريّ، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "سئل مجاهد عن قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يجلسه معه على عرشه .. الخ كلامه" أ. هـ. وقد روى هذا الأثر الطبري في تفسيره فقال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يُجلسه معه على عرشه (¬1). ¬

_ * الجرح والتعديل (8/ 319)، طبقات ابن سعد (5/ 466)، تاريخ البخاري (7/ 411)، حلية الأولياء (3/ 279)، معجم الأدباء (5/ 2272)، تاريخ بغداد (5/ 204)، تذكرة الحفاظ (1/ 92)، تاريخ الإِسلام (الطبقة 11) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 25)، معرفة القراء (1/ 66)، السير (4/ 449)، العبر (1/ 125)، تهذيب الكمال (27/ 228)، البداية (9/ 232)، غاية النهاية (2/ 41)، تهذيب التهذيب (10/ 38)، طبقات الحفاظ (35)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 305)، الشذرات (2/ 19)، الأعلام (5/ 278)، معجم المؤلفين (3/ 14)، "تفسير الإمام مجاهد بن جبر" تحقيق د. عبد السلام أبو النيل -طبعة دار الفكر الإِسلامي الحديثة- الطبعة الأولى (1410 هـ- 1989 م). (¬1) تخريج الأثر: 1 - عباد بن يعقوب الأسدي الشيعي، أبو سعيد الرواجني [خ ت ق] ثقة، كان يغلو في الشيخ، قال أبو حاتم: شيخ ثقة، وقال ابن خزيمة: حدثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه عباد بن يعقوب. 2 - وليس في شيوخ عبّاد بن فضيل، لكن فيهم: محمد بن الفضل بن عطية ومحمد بن فضل بن غزوان (انظر تهذيب الكمال (14/ 175) والراجح أنه الثاني فإنه روى عن الليث (تهذيب الكمال) (24/ 286) وهو محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي. عن ليث بن أبي سليم ولم يذكر عباد من تلامذته. وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم، وقال أبو حاتم: شيخ وقال أبو داود: كان شيعيًا محترقا، وقال النسائي: ليس به بأس روى له الجماعة [تهذيب الكمال (26/ 293 - 298)]. وفي الميزان: كوفي صدوق مشهور، قال أحمد: حسن الحديث شيعي وقال ابن سعد: بعضهم لا يحتج بحديثه. أ. هـ. وفي التقريب: صدوق عارف رمي بالتشيع أ. هـ. 3 - ليث بن أبي سُليم بن زَنيم القرشي [خت م ع] عن مجاهد [خت] عنه: فضيل بن عياض (ت)، محمد بن فضيل بن غزوان (بخ) مجمع على ضعفه، قال أبو عبد الله الحاكم: مجمع على سوء حفظه. أ. هـ. [تهذيب الكمال (24/ 279) وفيه كلام كثير، وقد لخص قولهم الحافظ في التقريب حيث قال: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = صدوق اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه أ. هـ. قلت: لذلك فهو ضعيف لا يحتج به. وآفة الإسناد منه فإنه مجمع على ضعفه كما تقدم. والله أعلم. دراسة المتن: وأما المتن فإنه منكر مخالف لما ثبت عن السلف في تفسير الآية، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه (أي المقام المحمود) الشفاعه. وكذا ثبت عن السلف تفسيرهم له بالشفاعة وفي تفسير الطبري: "وأولى القولين في ذلك بالصواب ما صح به الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وذلك ما حدثنا به أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن داود بن يزيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} سئل عنها: قال: "هي الشفاعة". حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا مَكي بن إبراهيم، قال: ثنا داود بن يزيد الأَوْدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: "هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي". حدثنا أبو عُتبةِ الحِمصي أحمد بن الفَرَج: قال: ثنا بقية بن الوليد، عن الزُّبيديّ، عن الزهريّ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُحشرُ النَّاسُ يومَ القيامة، فأكون أنا وأمتي على تل، فَيَكْسوني رَبي حلة خضراءَ، ثمْ يؤْذنَ لي، فأقول ما شاءَ الله أنْ أقولَ، فَذلكَ المَقامُ المَحمُودُ". ثم ذكر الطبري بعد سرد عدة أدلة إضافة إلى ما ذكرنا عنه: "وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه التابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك. فأما من جهة النظر، فإن جميع من ينتحل الإِسلام إنما اختلفوا في معنى ذلك على أوجه ثلاثة: فقالت فرقة منهم: الله عَزَّ وَجَلَّ بائن من خلقه كان قبل خلقه الأشياء، ثم خلق الأشياء فلم يماسها، وهو كما لم يزل، غير أن الأشياء التي خلقها إذ لم يكن هو لها مماسًا، وجب أن يكون مباينًا، إذ لا فعال للأشياء إلا وهو مماس للأجسام أو مباين لها. قالوا: فهذا كان ذلك كذلك، وكان الله عَزَّ وَجَلَّ فاعل الأشياء، ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماس للأشياء، وجب بزعمهم أنه لها مباين، فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على عرشه، أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بيونته على عرشه، وبيونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما، غير مماس لواحد منهما. وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء، لا شيء يماسه، ولا شيء يباينه، ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته، وهو كما لم يزل قبل الأشياء خلقه لا شيء يماسه ولا شيء يباينه، فعلى قول هؤلاء أيضًا سراء أقعد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على عرشه، أو على أرضه، إذ كان سواء على قولهم عرشه وأرضه في أنه لا مماس ولا مباين لهذا، كما أنه لا مماس ولا مباين لهذه. وقالت فرقة أخرى: كان الله عز ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه، ولا شيء يباينه، ثم أحدث الأشياء وخلقها، فخلق لنفسه عرشًا استوى عليه جالسًا، وصار له مماسًا، كما أنه قد كان قبل خلقه الأشياء لا شيء يرزقه رزقًا، ولا شيء يحرمه ذلك، ثم خلق الأشياء فرزق هذا وحرم هذا، وأعطى هذا، ومنع هذا. ثم قال: فإن قال قائل: فإنا لا ننكر إقعاد الله محمدًا على عرشه، وإنما ننكر إقعاده. حدثني عباس بن عبد العظيم، قال: ثنا يحيى بن كثير، عن الجريريّ، عن سيف السدوسي، عن عبد الله بن سلام، قال: إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب تبارك وتعالى، وإنما ينكر إقعاده إياه معه. قيل: أفجائز عندك أن يقعده عليه لا معه. فإن أجاز ذلك صار إلى الإقرار بأنه إما معه، أو إلى أنه يقعده، والله للعرش مباين، أو لا مماس ولا مباين، وبأي ذلك قال كان منه دخولًا في بعض ما كان ينكره وإن قال ذلك غير جائز كان منه خروجًا من قول جميع الفرق التي حكينا قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتحل الإِسلام، إذ كان لا قول في ذلك إلا الأقوال الثلاثة التي حكيناها، وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك" أ. هـ. وفي مجموع الفتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية ما نصه: " .. فقد حدّث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلسه ربه على العرش معه .. ". قلت: ثم يسرد شيخ الإِسلام رواية الطبري في معنى آية الإسراء ويذكر ما قاله منها. ويبدوا أن شيخ الإِسلام =

• السير: "شيخ القراء والمفسرين الإِمام المثبت ... قال مجاهد: عرضتُ القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وقال: عرضت القرآن على ابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف كانت أ. هـ ... قال الثوري: خذوا التفسير من أربعة: مجاهد، وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك. وقال خصيف: كان مجاهد أعلمهم بالتفسير ... وعن مجاهد قال: صحبت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني، وقال: ربما أخذ ابن عمر لي بالرِّكاب ... قال مجاهد: ما أدري أيُّ النعْمتين أعظم، أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء". فقال الذهبي: "مثل الرفض والقدر والتجهم ... جاء يعقوب بن مجاهد فقال: يا أبتاه، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد، فقال: يا بني، ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له. أ. هـ. ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر ... من ذلك ذهابه إلى بئر بَرَهوت، بحضرموت ويقال إنه مقر أرواح الكفار، وذهب إلى بابل لرؤية هاروت وماروت قال الأعمش: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، ذهب إلى بئر بَرَهوت وذهب إلى بابل " أ. هـ. * معرفة القراء: "قال سلمة بن كهيل: كان مجاهد ممن يريد بعلمه الله، قال قتادة: أعلم مَن بقي في التفسير مجاهد .. " أ. هـ. • البداية: "أحد أئمة التابعين والمفسرين كان من أخصاء أصحاب ابن عباس ... وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير. حتى قيل إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس. مات مجاهد وهو ساجد" أ. هـ. • الشذرات: "الإِمام الحبر المكي ... قال له ابن عمر: وددت أن نافعًا يحفظ حفظك ... وقال الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدًا تراه مغمومًا فقيل له في ذلك. فقال: أخذ عبد الله -يعني ابن عمر- بيدي، ثم قال أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي وقال لي: " يا عبد الله! كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل .. " أ. هـ. • الأعلام: "تابعي مفسر .. أما كتابه في "التفسير" فيتقيه المفسرون، وسئل الأعمش عن ذلك، فقال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب، يعني النصارى واليهود ويقال إنه مات وهو ساجد .. " أ. هـ. • قلت: ومن كتاب "تفسير الإمام مجاهد بن جبر" ننقل ما ورد من مؤاخذات عليه: "جاء في هامش ص (687) عند تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قال: تنتظر الثواب من ربها, لا يراه من خلقه شيء. ويرى ذلك المعتزلة وجهم بن صفوان، وحجتهم: 1. أن موسى - عليه السلام - لما طلب من ربه رؤيته، أجابه بالنفي المؤيد، حيث يقول سبحانه: {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ قَال لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143]. 2. أن الله علق رؤيته على مستحيل وهو ¬

_ = يوافق الطبري فيما ذهب إليه من أن قول مجاهد غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر. إذ لم يستدرك على الطبري فيما ذهب إليه كعادته في الرد على من ينكر عليهم أقوالهم والله أعلم. انتهى.

استقرار الجبل، حيث يقول {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143]. 3. قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 103]. 4. إن الرؤية تقتضي أن يكون المزني مقابلًا للرائي، فيكون في جهة وحيز، والله منزه عن ذلك. وأما قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ونحوها، لاخبار الرسول برؤية الله، فليس على ظاهره، وإنما المعنى تنتظر الثواب والرحمة، أو ترون رحمة ربكم. ولكن فريقًا آخر من العلماء -وعلى رأسهم أهل السنة والأشاعرة والماتريدية .. يرى أن رؤية الله عَزَّ وَجَلَّ جائزة عقلا دنيا وأخرى؛ لأنه سبحانه موجود، وكل موجود تمكن رؤيته، ولكن لم تقع في الدنيا لغير نبينا محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وستكون في الآخرة للمؤمنين وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الصحابة. أما الكتاب، فقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] وقوله: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23)} [المطففين: 23] وقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] فجمهور المفسرين على أن الحسنى هي الجنة، والزيادة هي رؤية الله تعالى، ولو لم يره المؤمنون لما عُير الكافرون بالحجاب، حيث يقول سبحانه {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)} [المطففين: 15]. وأما السنة، فمنها ما رواه الإِمام أحمد ومسلم عن صهيب - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} وقال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا، يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم". وما رواه مسلم أيضًا: حدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسًا قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك ... وأما الإجماع، فإن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا مجمعين على وقوع الرؤية في الآخرة. وقال الإمام مالك - رضي الله عنه -: لما حجب أعداءه فلم يروه، تجلى لأوليائه حتى رأوه، وقال الشافعي - رضي الله عنه -: لما حجب قومًا بالسخط، دل على أن قومًا يرونه بالرضا. ويردون على المعتزلة بقولهم: إن سؤال موسى - عليه السلام - لأقوى دليل على جواز الرؤية، فهو من أعلم الناس بما يجوز في حق ربه وما لا يجوز، ولو كانت الرؤية غير

جائزة ما طلبها. إن الله سبحانه علق رؤيته على جائز، وهو استقرار الجبل، والمستحيل هو اجتماع الحركة والسكون معًا. وأما قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} فإن هناك فرقًا كبيرًا بين الإدراك والرؤية، فالإدراك إحاطة وشمول، والرؤية بخلاف ذلك، فأنت تقول: رأيت السماء ولا تقول: أدركتها، وقال ابن حزم -رحمه الله-: لا حجة لهم في هذه الآية؛ لأن الله تعالى إنما نفى الإدراك، والإدراك عندنا في اللغة معنى زائد على النظر والرؤية، وهو معنى الإحاطة، فالادراك منفى عن الله تعالى على كل حال، في الدنيا والآخرة، برهان ذلك قول الله عز وجل: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَال أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَال كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61، 62] ففرق الله عَزَّ وَجَلَّ بين الإدراك والرؤية فرقًا جليًا؛ لأنه تعالى أثبت الرؤية بقوله {) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} وأخبر أنه رأى بعضهم بعضًا، ونفى الإدراك بقوله {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ولا شك أن ما نفاه الله عز وجل هو غير ما أثبته. أما قولهم: إن الرؤية تقتضي مكانا وجهة، فذلك في أحوال الدنيا، أما الرؤية يوم القيامة، فهي من أحوال ذلك اليوم التي اختص الله بعلمها وكيفها وأحوالها, ولا نعلم عنها إلا العبارات المثبتة لها من غير كيف، وفوق ذلك فإن قياس رؤية الله على رؤية الأجسام، قياس غير صحيح, لأن قياس الغائب على الشاهد لا يجوز إذا كان الغائب من غير جنس الشاهد. وقال ابن حزم أيضًا في الرد على هذا: وقد وافقتنا المعتزلة على أنه لا عالم عندنا إلا بضمير، وأنه لا فعال إلا بمعاناة، ولا رحيم إلا برقة قلب، ثم أجمعوا على أن الله تعالى عالم بكل ما يكون بلا ضمير، وأنه عَزَّ وَجَلَّ فعال بلا معاناة، ورحيم بلا رقة، فأي فرق بين تجويزهم ما ذكرنا وبين تجويزهم رؤية بقوة غير القوة المعهودة، لولا الخذلان ومخالفة القرآن والسنة، نعوذ بالله من ذلك. وقال في قولهم: تنتظر ثواب ربها، إن هذا فاسد جدًّا؛ لأنه لا يقال في اللغة نظرت إلى فلان بمعنى انتظرته. وقال: إن حمل الكلام في الآيات والأحاديث على ظاهره الذي وضع له في اللغة فرض لا يجوز تعديه إلا بنص أو إجماع؛ لأن من فعل ذلك أفسد الحقائق كلها والشرائع كلها والمعقول كله، فإن قال قائل: إن حمل اللفظ على المعهود أولى من حمله على غير المعهود، قيل له: الأولى في ذلك حمل الأمور على معهودها في اللغة ما لم يمنع من ذلك نص أو إجماع أو ضرورة، ولم يأت نص ولا إجماع ولا ضرورة تمنع ما ذكرنا في معنى النظر. ثم قال: والآية المذكورة والأحاديث الصحاح المأثورة في رؤية الله تعالى يوم القيامة موجبة القبول، لتظاهرها، وتباعد ديار الناقلين لها، ورؤية الله يوم القيامة كرامة للمؤمنين -لا حرمنا الله ذلك بفضله-، ومحال أن تكون هذه الرؤية رؤية القلب؛ لأن جميع العارفين به تعالى يرونه في الدنيا بقلوبهم، وكذلك الكفار في الآخرة".

وفي موضع آخر: "نظرًا لتعدد الروايات عن مجاهد -جاء في تفسيره بعض التناقض، ففي (ص 205) عند تفسير قوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] قال: لم يمسخوا قردة، ولكنه كقوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5] وفي ط (¬1)، قال: مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة، بينما نجده في ص (312) عند تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [المائدة: 60] يقول: القردة والخنازير مسخت من يهود. وفي هامش ص (388) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود: 46] قال: بين الله لنوح أنه ليس بابنه، مع أنه في ط، (12/ 65): حدثنا ابن وكيع: قال: ثنا أبي عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ} [هود: 45] قالا: هو ابنه كما ذكر مجاهد في بقية تفسير الآية (46) {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صَالِحٍ} قال: سؤالك إياي عمل غير صالح {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}. وقد ذكرت في هامش الصفحة ما يؤكد أنه ابن نوح - عليه السلام -. وجاء في ص (395) عند تفسير قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] قال: يعني قميصه، أي القميص هو الشاهد، والشاهد إن كان مشقوقًا من دبره، فتلك الشهادة، مع أن المروي عنه في ط، قال: لم يكن من الإنس، وفيها أيضًا من ثلاثة طرق، قال: رجل، كان رجلًا. انظر هامش الصفحة. غرائب تفسيره: ورد عن مجاهد في تفسير بعض الآيات ما يعد من غرائب التفسير، منها: ما جاء في ص (324) في قوله: {وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} [الأنعام: 74] قال: آزر اسم صنم. 1. ما جاء عند تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] قال: جبل في الجزيرة تشامخت الجبال يومئذ من الغرق، وتواضع الجودي فلم يغرق، مع أن الجمادات كلها لا تعرف إلا الخضوع والإذعان. انظر ص (388). 2. ما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] قال؛ يعني قميصه أي القميص هو الشاهد -كما سبق. مع أن الله يقول {مِنْ أَهْلِهَا} أي من أهل المرأة، وقد ورد عن مجاهد أيضًا، أنه كان رجلًا. 3. ما جاء في ص (397) عند تفسير قوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] حيث يقول: وذلك لأن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه، وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده. مع أن الشيطان لا سلطان له مطلقًا على رسل الله بنص القرآن، وفي الآية ما يشهد بأن الناسي هو الناجي، كما أن طلب يوسف - عليه السلام - الخلاص هو عين الصواب. 4. ما جاء في هامش ص (398) عند تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيبِ} [يوسف: 52] يوسف يقوله: لم أخن سيدي. مع أن الكلام سابقًا ولاحقًا من كلام امرأة العزيز. ¬

_ (¬1) أحد النسخ المعتمدة عند المحقق لكتاب "تفسير مجاهد".

وفي هامش الصفحة نفسها تحقيق عن أئمة المفسرين يؤيد ذلك. 5. ما جاء في ص (449) عند تفسير قوله تعالى: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] يقول: اتبع موسى وفتاه أثر الحوت يشقان البحر. مع أن الله يقول: (آثارهما) ولم يقل أثره. وقد ذكرت في هامش الصفحة أثرًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تفسيرها. 6. ما جاء في ص (471) عند تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] خلق آدم - عليه السلام - حين خلق بعد كل شيء في آخر النهار من يوم خلق الخلق، فلما أحيى الروح عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ أسفله، قال: يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس. مع أن ما بعد ذلك يشهد بأن المراد زجرنا عن الاستعجال، كما أن كلمة عجل هي الطين بلغة حمير، وفي القاموس هي: الطين والحمأة. وقد ذكرت في هامش ص (471) تفسير الزمخشري لهذه الآية ويفهم منه أنه رد مثل هذا التفسير. 7. ما جاء في هامش ص (639) في تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] قال: إذا جامع الرجل ولم يسم، انطوى الجان على إحيله فجامع معه، فذلك قوله {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}. مع أن السورة تتحدث عن الثقلين؛ الإنس والجن، فالحورية من الإنس لم يطمثها إنسي والحورية من الجن لم يطمثها جني، على أن الآية في وصف الحور العين في الدار الأخيرة. 8. ما جاء في ص (696) في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: 38] قال: الروح: أمر من أمر الله، خلق من خلق الله صورهم على صور بني آدم، ما نزل من السماء ملك إلا معه واحد من الروح. مع أن القرآن الكريم قد فسّر الروح حين يقول: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 193، 194]. 9. ما جاء في ص (720) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)} [الطارق: 8]، قال: يقول؛ إنه على رجع النطفة في الإحليل لقادر". وفي موضع آخر فيما يتعلق بالتفسير بالرأي عند مجاهد: "الرأي في تفسير مجاهد ومداه: القدر المسموح به من القول بالرأي: مطابقة منهجه للقدر المسموح به منهجه وذلك لندرة ما جاء عنه من ذلك. بطلان رأي من تحاموا تفسيره. القدر المسموح به من القول بالرأي: يرى ابن تيمية -رحمه الله- أن تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام، ووافقه على ذلك كثيرون، فقد ذكر في كتابه: "حدثنا وكيع، حدثنا سفيان, عن عبد الأعلى، عن. سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"، وبه إلى الترمذي، قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثني حبان بن هلال، قال: حدثنا سهيل، أخو حزم القطعي، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن جندب، قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ" قال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم". مطابقة منهج مجاهد للتفسير بالرأي: فإذا نحن طبقنا ذلك على ما جاء عن مجاهد من قول بالرأي في تفسير في بعض الآيات، وجدناه بعيدًا كل البعد عن المحرم، فمجاهد كان من أعلم الناس بقواعد اللغة، وبمعرفة الناسخ والمنسوخ، ومعرفة أسباب النزول، كما كان من أحفظهم عن الصحابة -رضوان الله عليهم- كما ذكر من قبل ولم يغلب عليه الهوى ليعضد رأيًا له، وإن الذي حدث منه كان بعد أن أتقن قواعد اللغة وأصول التفسير، فحق له أن يتوسع في الاستنباط بعد توسعه في الفهم وقد قال ابن تيمية -مدافعًا-: وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم، أنهم فسروا القرآن، فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم، وقد روى عنهم ما يدل على ما قلنا: إنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم. وجاء في (التفسير والمفسرون) ما يؤكد ذلك، حيث روي عن ابن مجاهد أنه قال: قال رجل لأبي: أنت الذي يفسر القرآن برأيك؟ فبكى أبي ثم قال: إني إذا لجريء، لقد حملت التفسير عن بضعة عشر رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. ندرة ما روي عن مجاهد من تفسير بالرأي: الحق أن ما جاء في تفسيره من هذا شيء قليل لا يجعل الحق مع من تحاموا تفسيره لأنه يقول بالرأي. ومن ذلك ما يتعلق برؤية الله، ففي هامش ص (687) في تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قال: تنتظر الثواب من ربها, لا يراه من خلقه شيء. ومما لا شك فيه أن هذا الرأي كان مُتكأ للمعتزلة فيما ذهبوا إليه من معارضة في رؤية الله. وقد جاء في مذاهب التفسير الإِسلامي عند الكلام عن رؤية الله تعالى ومعارضة المعتزلة في ذلك؛ ونحن نقوم على أرض أمتن وأثبت إذا علمنا من أسانيد كثيرة من رؤية السعداء لله أن واحدًا من ثقات الرواة، هو مجاهد المكي، من أوثق تلاميذ ابن عباس، ويعترف الثقات القدماء بأن تقسيره أصح وجوه التفسير، قد استبعد التفسير بالمألوف لتعبير الآية. ومنه أيضًا، ما روي عنه من أن المائدة لم تنزل، وإنما هو مثل، انظر ص (318) من التفسير. ومنه كذلك، ما يتعلق بمسخ اليهود قردة، فقد جاء في ص (205) عند تفسير قوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] قال لم يمسخوا قردة، ولكنه كقوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]. وفي ط: مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة. وقد ذكر في آية المائدة نقيض ذلك، حيث قال في قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [المائدة: 60] , القردة والخنازير مسخت من يهود. وعلى ذلك، فليس مجاهد من المفسرين بالرأي، لأن ثلاث روايات لا تنقله من زمرة المفسرين بالتلقي والرواية إلى زمرة المفسرين بالرأي، وإن

الذي كان منه إنما هو في حدود ما سمح به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرسوله معاذ حين بعثه إلى اليمن، فقد أقره على القول برأيه فيما لا نص فيه -كما سبق-. بطلان رأي من تحاموا تفسيره: ولست مع أستاذنا الفاضل الدكتور الذهبي فيما ذهب إليه من أن مجاهدًا أعطى نفسه حرية واسعة في القول بالرأي، لما سبق، ولا في قوله: (ولعل هذا المسلك هو الذي جعل بعض المتورعين الذين يتحرجون من القول في القرآن برأيهم يتقون تفسيره)؛ لأن الوارد أن من يتقي منهم تفسيره، إنما يتقيه لأنه يسأل أهل الكتاب. وقد رد فضيلته عليهم بقوله: ولم لا يسألهم ويخالفهم؟ موقفه من الإسرائيليات: ندرتها في تفسيره. بطلان رأي من تحاموا تفسيره لسؤاله أهل الكتاب. مناقشة ما جاء منه في تفسيره. ذكرنا من قبل أن مجاهدًا -كما يروي الرواة- كان يسأل أهل الكتاب وربما يأخذ عنهم وكان في هذا أكثر من أستاذه، مما جعل بعض العلماء يتقون تفسيره. ولقد جاء في تفسيره بعض إسرائيليات ورد مثلها أو أكثر منها عن غيره. ولكن ما مدى هذه الإسرائيليات، وما موقفنا منها؟ إن السمة الغالبة على تفسير مجاهد سواء منه ما جاء بالمخطوطة أو ما هو مدون بالطبري أنه تفسير يعمد إلى توضيح المعنى اللغوي بأوجز عبارة مع استنباط للأحكام وذكر لسبب النزول، كما هو الحال عند ابن عباس ورفقائه من الصحابة رضوان الله عليهم. ندرتها في تفسيره وبطلان رأي من تحاموا تفسيره: ولكن كان بحانب ذلك قدر يسير جدًّا من الإسرائيليات لا يقلل من شأن هذا التفسير العظيم بأي حال من الأحوال، ولا يجعل الحق مع الذين كانوا يتحامون تفسيره معللين بأنه يسأل أهل الكتاب، فأين أثر ذلك في تفسيره؟ مناقشة تلك الروايات: ولعله من الواجب أن نقف وقفة نناقش فيها هذه الروايات حتى ننقي بعون الله هذا السفر العظيم من كل شائبة، كما سأناقش ما ورد من إسرائيليات عن غيره: 1. ففي هامش ص (200) عند تفسير قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة: 36]، قال: آدم وإبليس والحية، ذرية بعضهم أعداء لبعض. وقد بينت خطأ إقحام الحية هنا، وأن ذلك مأخوذ عن اليهود؛ لأنه موجود في سفر التكوين إصحاح (3)، كما ذكرت أيضًا لوم ابن كثير المفسرين على نقلهم مثل هذه الأخبار الإسرائيلية، وبينت رأي الزمخشري في تفسير الآية وأن المقصود: آدم وحواء. 2. ما جاء في هامش ص (206) عند تفسير قوله تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة: 71] قال: لكثرة ثمنها، أخذوها بملء مسكها ذهبًا من مال المقتول، فكان سواء لم يكن فيه فضل فذبحوها. وقد بينت أن الواقع يبطل هذا, لأنهم كانوا في

التيه كما أوضحت سر تثاقلهم عن الفعل. 3. ما جاء في ص (241) في تفسير قوله تعالى: {وَقَال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} [البقرة: 247]، قال بعد أن ذكر ما اشترطه داود ليقتل جالوت: فأخذ داود مخلاة فجعل فيها ثلاث مروات يعني ثلاثة أحجار، وسمى أحجاره إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم أدخل يده فقال: باسم الله إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب، فخرج الذي على اسم إبراهيم فجعله في مرجمته به جالوت فخرق ثلاثًا وثلاثين بيضة على رأسه وقتل ما وراء ثلاثين ألفًا. وهذه مبالغات ممجوجة، فمتى عهد أن يلبس المحارب ثلاثًا وثلاثين بيضة؟ وكم كان عدد جند جالوت حتى يقتل الحجر منهم ثلاثين ألفًا، قرابة ما تفعله القنبلة الذرية، وإذا كانت حفنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التي رمى بها في وجوه المشركين يوم بدر لم تقتل أحدًا وإنما أصابت أعينهم فقط، فما بال حجر داود - عليه السلام -؟ ! وما من شك في أن هذا من نسج أهل الكتاب، وإنك لتجد مثله في سفر صموئيل الأول، إلا أن هناك أوصافًا لآلات الحرب التي يلبسها جالوت وأطوالها وأوزانها التي تنوء بحملها لبابة، وهناك أيضًا أن داود أخذ خمسة أحجار وقد ذكر: وأخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له أي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني .. ومد داود يده إلى الكنف وأخذ منه حجرًا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتز الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض. وعلى ذلك فهذا مردود ولا يقبله عقل. ومن حسن الحظ أنه لم يرد عن مجاهد بالسلسلة المعهودة وإنما جاء بعد تفسير {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} أن طالوت كان على الجيش ثم بعث والد داود بشيء لأبنائه مع داود، ثم إن داود طلب ثمنًا لقتله جالوت ... ويمكن أن يكون هذا من خلط الرواة والنقلة. 4. وجاء في ص (242) أيضًا في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 248]، وقال ابن أبي نجيح: وسمعت مجاهدًا يقول: أقبلت السكينة والورد وجبريل - عليه السلام - مع إبراهيم خليل الرحمن عَزَّ وَجَلَّ من الشام، قال مجاهد: فبلغني أن السكينة لها رأس كرأس الهرة وجناحان. ومثل هذا أو شبهه مروي عن غير مجاهد، ففي الكشاف (1/ 380) وفي البحر (2/ 262)، وعن علي - رضي الله عنه -: كان لها وجه كوجه الإنسان وفيها ريح هفافة. ومما لا شك فيه أن هذا وذاك من خيالات القصاصين من أهل الكتاب ومن لفّ لفهم. والذي ترتاح النفس إليه ويقبله العقل ما ذكره الزمخشري من أن التابوت صندوق التوراة، وكان موسى - عليه السلام -، إذا قاتل قدمه، فكانت تسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون، والسكينة: السكون والطمأنينة. ومن عجيب أن السكينة في سورة الفتح فسرت بما فسرت به السكينة هنا، فقد جاء في ص (607) عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {أَنْزَلَ السَّكِينَةَ}، قال: السكينة من الله عَزَّ وَجَلَّ كهيئة

2634 - محسن الطويل

الريح، لها رأس مثل رأس الهرة وجناحان. وهذا رأي ينقضه ما ذكر بعد السكينة مباشرة {فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} .. " أ. هـ. قلت: هذا أهم ما يتعلق بتفسير الإِمام مجاهد وبعض المؤاخذات التي أخذت عليه مع توضيح حقيقة هذه المؤاخذات. ومن أراد الاستزادة فعليه مراجعة مقدمة هذا الكتاب القيم. والله المستعان. وفاته: سنة (102 هـ) اثنتين ومائة، وقيل غير ذلك. 2634 - محسن الطويل * المفسر المقرئ: مُحسن بن حسين الطويل. من مشايخه: علي بن إسماعيل بن يحيى بن محسن بن حسين بن محمد بن أحمد بن الحسن ابن الإِمام القاسم وغيره. من تلامذته: القاضي عبد الرحمن بن محمّد بن علي العمراني وغيره. كلام العلماء فيه: • نيل الوطر: "الفقيه العلامة التقي المقرئ ... وكان عالمًا عاملًا ورعًا تقيًا متواضعًا فاضلًا شهد له شيخه المذكور بالتحقيق والمعرفة .. وكان مرجعًا في القراءات السبع .. " أ. هـ. • الأعلام: "قارئ من أهل صنعاء، كان مرجعًا في القراءات السبع .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1255 هـ) خمس وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "بلوغ الأماني في مستودعات السبع المثاني" في تفسير سورة الفاتحة. 2635 - الجواهري * النحوي، اللغوي، المفسر: محسن بن شريف بن عبد الحسين بن محمد بن حسن الجواهري. ولد: سنة (1295 هـ) خمس وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ عبد الحسين آل الشيخ أسد الله الكاظمي وعلي الشرع وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالأدب، شاعر عراقي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "من شيوخ النجف" أ. هـ. قلت: هو أحد علماء الشيعة الذابين عن مذهبهم ومصنفاته خير دليل على ذلك. وفاته: سنة (1355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "القلائد الغرر في أبيات إمامة الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم من طريق النص والأثر". و"الفرائد الغوالي" وغيرهما. 2636 - محسن الأَمين * النحوي، اللغوي: محسن بن عبد الكريم بن علي ¬

_ * نيل الوطر (2/ 199)، الأعلام (5/ 286)، معجم المؤلفين (3/ 19). * الأعلام (5/ 287)، معجم المؤلفين (3/ 18)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 89، 91)، الفرائد الغوالي على شواهد الأمالي للسيد المرتضى - محسن الجواهري (1355 هـ) مطبعة الآداب - النجف. * أحسن الوديعة (2/ 280)، الأعلام (5/ 287)، تاريخ علماء دمشق (2/ 633)، معجم المؤلفين (3/ 19)، أعلام الأدب والفن (1/ 230).

2637 - أبو القاسم التنوخي

بن محمّد الأمين بن أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم، الحسيني، العاملي. ولد: سنة (1284 هـ)، وقيل: (1282 هـ) أربع وثمانين، وقيل: اثنتين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد طه نجف، والسيد عقد بن السيد هاشم الموسوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "درس قواعد اللغة العربية والمنطق والبلاغة والفقه. وأصوله في مدارس جبل عامل، نال شهادة الاجتهاد عن علماء الشيعة في النجف .. " أ. هـ. • أحسن الوديعة: " ... كان مشتغلا بالتدريس والإمامة والإفتاء والتأليف، والمطالعة، والمباحثة .. " أ. هـ. • قلت: هو صاحب كتاب "أعيان الشيعة"، الإمامي، وأحد الشيوخ المعتبرين عند الشيعة، وهو أشهر من أن يذكر عقيدته ومذهبه ... والله تعالى الموفق. وفاته: سنة (1371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: رسالة في النحو، منظومة في الصرف، أعيان الشيعة وغيرها. 2637 - أبو القاسم التَّنُوخِي * النحوي، اللغوي: مُحَسن بن عبد الله بن محمّد بن عمرو بن سعيد، أبو القاسم التنوخي، الحنفي. ولد: سنة (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: • تاج التراجم: "قال الذهبي: كان من أوعية العلم .. " أ. هـ. • الأعلام: "لغوي أديب من القضاة وله شعر وله مصنفات كثيرة .. " أ. هـ. من أقواله: وفي مختصر تاريخ دمشق: وكل أداويه على حسب دائه ... سوى حاسدي فهي التي لا أنالها وكيف يُداوي المرء حاسد نعمةٍ ... إذا كان لا يرضيه إلا زوالها وفاته: سنة (417 هـ)، وقيل: (419 هـ) سبع عشرة، وقيل: تسع عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: له مصنفات كثيرة. 2638 - ابن كرّامة * المفسر: المحسن بين محمّد بن كرامة الجشمي البيهقي، أبو سعد، ويقال له: الحاكم الجشمي. ولد: (413 هـ) ثلاث عشرة وأربعمائة. من تلامذته: أحمد بن محمد بن إسحاق الخوارزمي وجار الله الزمخشري وغيرهما. ¬

_ * مختصر تاريخ دمشق (24/ 108)، تاريخ معرة النعمان (3/ 135)، تاج التراجم (261)، النجوم (4/ 264)، الجواهر المضية (3/ 421)، الأعلام (5/ 287)، معجم المؤلفين (3/ 20). * الأعلام (5/ 289)، معجم المؤلفين (3/ 21)، كشف الظنون (1/ 517)، فضل الاعتزال (353)، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن (ص 81 - 86) د. عدنان زرزور، مؤسسة الرسالة، المسائل الاعتزالية (1/ 25)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 356).

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر، عالم بالأصول والكلام، حنفي ثم معتزلي فزيدي، وهو شيخ الزمخشري ... توفي شهيدًا مقتولًا بمكة، قيل له رسالة ألفها اسمها "رسالة الشيخ إبليس إلى إخوانه المناجيس" ... " أ. هـ. • قلت: ومن كتاب (الحاكم الجُشَمي ومنهجه في تفسير القرآن) قال المؤلف: "عقيدته ومذهبه: 1. لا يختلف الترجمون له في أنه كان حنفيًا ثم انتقل إلى مذهب الزيدية وإن لم يحدد أحد منهم تاريخ هذا الانتقال، وقد رأينا في ثبت شيوخه أن أولهم -أبا حامد- كان حنفي المذهب، وأنه اختلف من بعده -وقد جاوز العشرين من عمره- إلى الإِمام أبي محمد قاضي قضاة الحنفية، وأنه قرأ عليه كتب ظاهر الرواية, ولا شك أن قراءتها يحتاج إلى زمن غير قليل، فانتقاله عن المذهب الحنفي -فيما يبدو- لم يكن في من مبكرة أو في سن الطلب على الأقل. بل لعل ذلك إنما كان بعد أن اشتهر وعرفت آراؤه في المذهب, نظرًا لشهرة هذا الانتقال بين الفقهاء، ولتعرضهم له في بعض مسائل الفقه، قال الفقيه العلامة سليمان الصعدي، في كتاب له اسمه "التذكرة" في باب الأطعمة والأشربة، عند ذكر المثفث من الخمر: "وكان المحسن بن كرامة الجشمي حنفي المذهب عدلي الاعتقاد، ثم إنه رجع إلى مذهب الزيدية والشيعة، وروى ذلك عنه صاحب التمهيد من بني خَنش رحمه الله تعالى، ورواه أيضًا محمد بن أحمد القرشي .. " ولكن شهرته في الزيدية بعد قد غطت على "أصله" الحنفي، وبخاصة بعد أن كتب في فقه الزيدية -فيما يبدو- كثيرًا من الكتب، والحنفية على كل حال لم يترجموا له في طبقاتهم على أي اعتبار. 2. أما في أصول الاعتقاد فهو معتزلي لم يزل، وقد كان شيوخه ممن أخذ عن القاضي عبد الجبار أو من هو في طبقته، وكان القاضي -كما أشرنا- من أتباع المدرسة الجبائية ومن أشياع أبي هاشم بخاصة، ومن هنا جاء انتساب الحاكم إلى معتزلة البصرة -الفرع الذي بقي أقوى أثرًا وأبعد صوتًا- ولأبي هاشم الذي أكثر من النقل عنه بعبارة "قال شيخنا أبو هاشم" وللقاضي عبد الجبار الذي كان شديد الإعجاب به وبعلمه وكتبه وطريقته في التدريس حتى قال فيه: "وليس تحضرني عبارة تنبئ عن محله في الفضل وعلو منزلته في العلم فإنه الذي فتق الكلام ونشره، ووضع فيه الكتب الكثيرة الجليلة التي سارت بها الركبان وبلغت المشرق والمغرب، وضمنها من دقيق الكلام وجليله ما لم يتفق لأحد مثله .. ". فإذا علمنا أن كتب القاضي رحمه الله إنما حوت آراء أبي علي وأبي هاشم، وأن انتصار القاضي في الأغلب كان لأبي هاشم أدركنا منزع قول الحاكم: "وقد صار العدد والعلم والانتساب إلى الاعتزال لأصحاب أبي هاشم، وصار كالأصل لكثرة أصحابه ووفور علمه وصحة مذاهبه" ورجحنا بذلك انتسابه لأبي هاشم. بل يمكننا أن نرجح هنا أنه كان من أشهر رجالات المدرسة الجبائية بعد القاضي عبد الجبار بما خلفه من تراث كبير، وبما تركه هذا التراث

من أثر واضح في الزيدية المعتزلة الذين بقوا يحكمون اليمن، وبقوا على صلتهم بكتبه إلى العهد الحاضر، ولعله -فوق ذلك- خاتمة هذه المدرسةكما يشير إلى ذلك مؤرخو الزيدية حيث يختمون به (طبقات المعتزلة) -التي شارك هو في كتابتها- فيقول يحيى بن حميد -من أعلام القرن العاشر- بعد أن استعرض هذه الطبقات: "ولنختم ذكر العدلية برأسهم وناصر مذاهبهم بما هو القاطع القاسم المحسن الحاكم بن كرامة ... ". 3. وبعد، فإن مذهب الزيدية الكلامي هو الاعتزال، ولا يختلف الزيدية عن المعتزلة في الأصول إلا في مسألة الإمامة -وهي في الأصل مسألة فقهية يشيرون إليها في الأصول لأهميتها- قال الحاكم: "ومن أصحابنا البغدادية من يقول: نحن الزيدية؛ لأنهم كانوا مع أئمة الزيدية والمبايعين لهم والمجاهدين تحت راياتهم، ولاختلاطهم قديمًا وحديثًا، ولاتفاقهم في المذهب" وقد ارتقى أيضًا بسند المعتزلة من شيوخه حتى انتهى به إلى علي بن أبي طالب ونقل عن أبي علي الجبائي أنه همَّ أن يجمع بين المعتزلة والشيعة بالعَسكر، وقال قد وافقونا في التوحيد والعدل وإنما خلافنا في الإمامة. بل إن الحاكم يطلق القول بأن جميع أهل العنزة عدليون إلا القليل، وبأنه "لا شبهة أن المعتزلة هم الشيعة لاتباعهم أمير المؤمنين وأهل بيته في كل عصر وحين، واتفاقهم في مذاهبهم". وقد جعل أبو الحسين الملطي الفرقة الرابعة من الزيدية (معتز له بغداد) وذكر أن المعتز له "كانوا من أصحاب علي" وأن هذه التسمية -معتزلة- لزمتهم لاعتزالهم الحسن ومعاوية وجميع الناس احتجاجًا على مبايعة الحسن لمعاوية الذي أجمعوا على البراءة منه ومن عمرو بن العاص ومن كان في شقهما. وليس هذا بغريب إذا كان الاعتزال -أو العدل- إنما ظهر على يد "فضلاء العترة"، وأن "واصلا" أخذه عنهم، كما يقول مصنفنا الحاكم رحمه الله، والنصوص في ذلك كثيرة، وتاريخ المعتزلة مع الشيعة عمومًا شديد التداخل، وذلك يعود إلى أسباب كثيرة وقديمة لا مجال هنا لاستعراضها مع تلك النصوص" أ. هـ. • الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في. الصفات: "فهذا الحاكم الجشمي: قد بنى قضية حدوث الأجسام على أربع دعاوِ: أولها: أن ها هنا أعراضًا غير الأجسام. وثانيها: أنها محدثة. وثالثها: أن الجسم لا يخلو منها. ورابعها: أن الجسم إذا لم يسبقها، فإنه يجب أن يكون محدثًا مثلها, ولقد وجد في حال وجودها، فحظه في الوجود كحظها". وهو في ذلك موافق لأبي الهذيل على مسلكه. ودليله على حدوث الأجسام: "أنها لم تخل من أعراض المحدثات، ولم يتقدم الجسم عليها، فوجب أن يكون حكمه في الوجود كحكمها" أ. هـ. وفاته: سنة (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "التهذيب" في تفسير القرآن و "المنتخب" كيفقه الزيدية، و"الإمامة" على مذهب الزيدية، وغيرها.

2639 - الكاشي

2639 - الكاشي * المفسر: محسن بن مرتضى بن فيض الله محمود الكاشي الشيعي، الملقب بفيض. ولد: سنة (1008 هـ) ثمانية وألف. من مشايخه: السيد ماجد البحراني، وصدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي وغيرهما. من تلامذته: المجلسي وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر من علماء الإمامية قيل له "الفيض" وينعت بالمتأله الحكيم .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، مجتهد، مشارك في أنواع من العلوم" أ. هـ. • روضات الجنات: "كان بيته الجليل المرتفع قدره إلى ذروة الأفلاك من كبار بيوتات العلم والعمل والفضل والإدراك". وقال: "قد نسب إليه الشيخ علي الشهيدي العاملي في ذيل رسالته في تحريم الغنا وغيرها كثيرًا من الأقاويل الفاسدة والآراء الباطلة العاطلة، التي تفوح منها رائحة الكفر، والمضارة بضروريات هذا الدين المبين، والمضادة لما هو من قطعيات علماء هذا الشرع المتين، ولو أردنا تأويل جملة منها بمحامل وجيهة صحيحة، لما أمكننا ذلك بالنسبة إلى ما تدل عليه ألفاظه الظاهرة، بل الصريحة، من منافات أصول هذه الشريعة، وفروع مذهب الشيعة، مثل قوله بوحدة الوجود، وبعدم خلود الكفار في عذاب النار، وعدم نجاة أهل الاجتهاد وإن كانوا من جملة أجلائنا الكبار. .. ". ثم قال: "له من المقالات التي جرى فيها على مذهب الصوفية والفلاسفة ما يكاد يوجب الكفر، والعياذ بالله مثل ما يدل في كلامه على القول بوحدة الوجود، وقد وقفت له على رسالة قبيحة صريحة في القول بذلك قد جرى فيها على عقائد ابن عربي الزنديق، وأكثر فيها من النقل عنه، وإن عبّر عنه ببعض العارفين" أ. هـ. • أمل الآمل: "كان فاضلًا عالمًا ماهرًا حكيمًا متكلمًا محدثًا فقيهًا شاعرًا أديبًا حسن التصنيف من المعاصرين" أ. هـ. وفاته: سنة (1090 هـ)، وقيل: (1091 هـ) تسعين، وقيل: إحدى وتسعين وألف. من مصنفاته: "الصافي في تفسير كلام الله الوافي "و"الأصول الأصلية" و"معتصم الشيعة". 2640 - أبو المظفر الهروي * اللغوي، المفسر محمد بن آدم بن كمال، أبو المظفر الهروي. من مشايخه: أبو بكر الخوارزمي الطبري، والقاضي أبو الهيثم، وأبو العلاء صاعد وغيرهم. ¬

_ * سلافة العصر (499)، أمل الآمل (2/ 305)، روضات الجنات (6/ 79)، الأعلام (5/ 290)، معجم المؤلفين (3/ 22)، هدية العارفين (2/ 6)، إيضاح المكنون (1/ 54). * معجم المؤلفين (3/ 119)، معجم الأدباء (5/ 2293)، الوافي (1/ 333)، بغية الوعاة (1/ 7)، كشف الظنون (1/ 108 و 167)، المنتخب من السياق (52)، إنباه الرواة (3/ 126)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 50).

2641 - ابن وزير البلخي

كلام العلماء فيه: • المنتخب من السياق: "الإمام في الأدب والمعاني المبرز على أقرانه وعلى من تقدمه من الأئمة باستخراج المعاني والإبداع في غرائب التفسير بحيث يضرب به فيها المثل ويعقد عليه الخناصر" أ. هـ. • معجم الأدباء: "من تأمل فوائده في كتاب شرح الحماسة وكتاب شرح الإصلاح وكتاب شرح أمثال أبي عبيد ... وغيرها اعترف له بالفضل والانفراد ... وكان يقعد للتدريس في النحو وشرح الدواوين والتفسير وغير ذلك، فأما الحديث فما أعلم أنه نقل عنه شيء لاشتغاله مما سواه لا لعدم السماع له" أ. هـ. وفاته: سنة (414 هـ) أربع عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "شرح الحماسة" لأبي تمام، و"شرح ديوان المتنبي" وغير ذلك. 2641 - ابن وزير البَلْخي * المفسر المقرئ: محمّد بن أبان بن وزير البلخي، أبو بكر المُسْتَملي، ويعرف بحمدويه، مستملي وكيع مدة. من مشايخه: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، ووكيع وطانفة. من تلامذته: إبراهيم الحربي، والبخاري، وعبد الله بن أحمد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "سئل أبي -أي أبي حاتم- عنه فقال: صدوق " أ. هـ. • الأنساب: "كان أحد حفاظ الحديث ومتقنيهم بخراسان، وإنما قيل له المستملي لأنه كان يستملي على وكيع بن الجراح .. وكان فاضلًا حسن المذاكرة ممن جمع وصنف " أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال النسائي ثقة". وقال: "قال الكلاباذي وغيره: إنه بلخي، وقال الحافظ ابن عدي: بل هو الواسطي. قال شيخنا المزي -أي شيخ الذهبي-: وهو محتمل فإن البخاري ذكره في تاريخه الواسطي وما ذكر البلخي " أ. هـ. • السير: "قال حول نسبه وما قاله ابن عدي تعليقًا عليه: "وما ذكر البلخي -أي البخاري- لصغره، فإنه لا يستوعب صغار شيوخه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان ثقة حافظًا مصنفًا مشهورًا" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال الخليلي: ثقة متفق عليه" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ" أ. هـ. وفاته: سنة (244 هـ)، وقيل: (245 هـ) أربع، وقيل: خمس وأربعين ومائتن. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 50)، الشذرات (3/ 202)، تذكرة الحفاظ (2/ 74)، معجم المؤلفين (3/ 24)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة والعشرين) ط، تدمري، الجرح والتعديل (7/ 200)، الثقات لابن حبان (9/ 102)، تاريخ بغداد (2/ 78)، الأنساب (5/ 287)، طبقات الحنابلة (1/ 286)، تهذيب الكمال (24/ 296)، ميزان الاعتدال (6/ 42)، السير (11/ 115)، العبر (7/ 443)، الوافي (1/ 334)، غاية النهاية (2/ 43)، تهذيب التهذيب (9/ 4)، تقريب التهذيب (819)، طبقات الحفاظ (217).

2642 - ابن سيد

2642 - ابن سيِّد * النحوي، اللغوي: محمّد (وقيل: أحمد) بن أبان بن سيد (وقيل: سعيد)، اللخمي، أبو القاسم. من مشايخه: أبو علي البغدادي، وسعيد بن جابر الإشبيلي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن الأفليلي، وأبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "إمام في اللغة العربية كان في أيام الحاكم المستنصر ... وذكره أبو محمد علي بن أحمد (¬1) وأثنى عليه ... ولم يسمه لنا ولعله أحمد بن أبان بن سيد .. والله أعلم" أ. هـ. • معجم الأدباء: "ولي أحكام الشرطة وكان مكينًا عند المستنصر" أ. هـ. • إنباه الرواة: "وكان معتنيًا بالآداب واللغات وروايتهما وتصنيفهما، مقدمًا في معرفتهما وإتقانهما، وكان مطلق العلم بالتصنيف" أ. هـ. • الوافي: "كان حاذقًا عالمًا أديبًا. وكان يعرف بصاحب الشرطة" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية، حافظ للأخبار والآثار والتواريخ" أ. هـ. وفاته: سنة (354 هـ)، وقيل: (382 هـ)، أربع وخمسين، وقيل: اثنتين وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "السماء والعالم" وله في اللغة الكتاب المعروف بكتاب "العالم" نحو مائة مجلد وغيرهما. 2643 - أبو سعيد البيهقي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن أحمد البيهقي، أبو سعيد. من مشايخه: شيخ الإسلام الصابوني، والامام الناصر المروزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "قال عبد الغافر: رجل فاضل متدين حسن الطريقة حسن العقيدة .. " أ. هـ. من مصنفاته: له في اللغة "كتاب الهداية"، و"كتاب الغنية". 2644 - الفزاري المنجّم * النحوي، اللغوي: محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، ويعرف بالفزاري المنخم. من مشايخه: المازني، والأصمعي وغيرهما. ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 215)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 733)، الصلة (1/ 14)، بغية الملتمس (1/ 215)، معجم الأدباء (1/ 164) و (5/ 2294)، الوافي (1/ 334) و (6/ 198)، بغية الوعاة (1/ 7) و (1/ 291)، الأعلام (1/ 84) و (5/ 293)، معجم المؤلفين (1/ 85) و (5/ 24)، إنباه الرواة (9/ 30)، تاريخ الإسلام (وفيات 382 هـ)، روضات الجنات (1/ 234). (¬1) هو ابن حزم الظاهري أستاذ الحميدي ... وقد ذكر ابن حزم لابن سيد في رسالته في فضل الأندلس (2/ 182). * معجم الأدباء (5/ 2296)، الوافي (1/ 356)، بغية الوعاة (1/ 8). * معجم الأدباء (5/ 2294)، إنباه الرواة (3/ 63)، الفهرست (332)، الوافي (1/ 336)، البغية (1/ 9).

2645 - الوشقي

كلام العلماء فيه: • الفهرست: "وهو أول من عمل في الإسلام أسطرلابًا وعمل مبطحًا ومسطحًا" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان الفزاري هذا نحويًّا ضابطًا جيد الخط ... قال المرزباني: كان محمَّد بن إبراهيم الفزاري الكوفي عالمًا بالنجوم وهو الذي يقول فيه يحيى بن خالد البرمكي: أربعة لم يدرك مثلهم في فنونهم الخليل بن أحمد وابن المقفع وأبو حنيفة والفزاري .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "عالم بالأدب، متصدر لإفادته، صحيح الخط والضبط" أ. هـ. من مصنفاته: كتاب "القصيدة" في علم النجوم وكتاب "المقياس" للزوال وغيرهما. 2645 - الوَشْقِيّ * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الرعيني الوشقي. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان من أهل المعرفة والتصرف في علم العربية والأدب واللغة، مشاركًا في غير ذلك، بارع الخط، حسن الوراقة" أ. هـ. من مصنفاته: اختصر تفسير ابن عطية اختصارًا حسنًا. 2646 - البُوشَنْجي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي العبدي، أبو عبد الله. ولد: سنة (204 هـ) أربع ومائتين. من مشايخه: أحمد بن يونس، ويحيى بن بكير وغيرهما. من تلامذته: إسماعيل بن نجيد، وروى عنه البخاري في صحيحه عن النُّفيلي، وابن خزيمة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال البوشنجي: ما أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله .. " أ. هـ. • الوافي: "شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور .. ". أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا في اللغة وكلام العرب .. قال ابن حمدان: سمعت ابن خزيمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان، ما خرجت إلى مصر .. " أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة، حافظ، فقيه" أ. هـ. ¬

_ * البغية (1/ 11). * طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/ 264)، الكامل (7/ 534)، المنتظم (13/ 29)، تاريخ الإسلام (وفيات 291) ط. تدمري، العبر (2/ 90)، تذكرة الحفاظ (2/ 657)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 189)، تهذيب التهذيب (9/ 8)، تهذيب الكمال (24/ 308)، الوافي (1/ 342)، النجوم (3/ 133)، طبقات الحفاظ (286)، الشذرات (3/ 380)، طبقات الشافعية للحسيني (33)، الإعلام (5/ 294)، تقريب التهذيب (819).

2647 - ابن المنذر

• طبقات الحفاظ: "وثقه ابن حبّان .. " أ. هـ. • الشذرات: "كان رأسًا في علم اللسان حافظًا علامة من أئمة هذا الشأن .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية للحسعني: "كان فقيهًا أديبًا شيخًا لأهل الحديث في زمانه" أ. هـ. • الأعلام: "شيخ أهل الحديث في زمانه، ومن أئمة اللغة وكلام العرب" أ. هـ. وفاته: سنة (290 هـ)، وقيل: (291 هـ) تسعين، وقيل: إحدى وتسعين ومائتين. من مصنفاته: له تصانيف. 2647 - ابن المُنْذر * المفسر: محمّد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر. ولد: سنة (244 هـ) أربع وأربعين ومائتين، وقال الذهبي: ولد في حدود موت أحمد بن حنبل أي في حدود سنة (241 هـ). من مشايخه: الربيع بن سليمان، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وخلق كثير. من تلامذته: أبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام .. الفقيه نزيل مكة، وصاحب التصانيف". وقال: "وعداده في فقهاء الشافعية. قال الشيخ محيي الدين النواوي: له من التحقق في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد، وهو في نهاية من التمكن من معرفة الحديث، وله اختيار فلا يتقيد في الاختيار بمذهب بعينه، بل يدور مع ظهور الدليل. قلت -أي الذهبي-: ما يتقيد بمذهب واحد إلا من هو قاصر في التمكن من العلم كأكثر علماء زماننا أو من هو متعصب، وهذا الإمام فهو من حملة الحجة، جار في مضمار ابن جرير، وابن شريح وتلك الحلبة رحمه الله". ثم قال: "لابن المنذر تفسير كبير في بعضة عشر مجلدًا، يقضي له بالإمامة في علم التأويل أيضًا" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "عدل صادق فيما علمت إلا ما قال فيه مسلمة بن قاسم الأندلسي: كان لا يحسن الحديث ونسب إلى العقيلي أنه كان يحمل عليه وينسبه إلى الكذب. وكان يروي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي، ولم يرَ الربيع ولا سمع منه، وذكر غير ذلك". ثم قال: "ولا عبرة بقول مسلمة، وأما العقيلي فكلامه من قبيل كلام الأقران بعضهم في بعض ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 318) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 55)، وفيات الأعيان (4/ 207)، السير (14/ 490)، ميزان الاعتدال (6/ 38)، تذكرة الحفاظ (3/ 782)، الوافي (1/ 336)، مرآة الجنان (2/ 196)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 102)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 99)، لسان الميزان (5/ 37)، طبقات الحفاظ (328)، طبقات المفسرين للسيوطي (77)، الشذرات (4/ 89)، الأعلام (5/ 294)، هدية العارفين (2/ 31)، إيضاح المكنون (1/ 349)، معجم المؤلفين (3/ 41)، كشف الظنون (1/ 103).

2648 - الجوزي

مع أنه لم يذكر في كتاب الضعفاء. وقال أبو الحسن القطان: لا يلتفت إلى كلام العقيلي فيه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "أحد أعلام هذه الأمة، وأحبارها، كان مجتهدًا حافظًا ورعًا". ثم قال: "المحمدون الأربعة محمّد بن نصر، ومحمد بن جرير، وابن خزيمة وابن المنذر، من أصحابنا وقد بلغوا درجة الاجتهاد المطلق، ولم يخرجهم ذلك عن كونهم من أصحاب الشافعي، المخرِّجين على أصوله، المتمذهبين بمذهبه، ولو فاق اجتهادهم اجتهاده ... " أ. هـ. • لسان الميزان: "روايته عن الربغ عن الشافعي يحتمل أن تكون بطريق الإجازة وغاية ما فيه أنه تساهل في ذلك بإطلاق (أخبرنا) ". ثم قال: "قال مسلمة بن قاسم أول ما ذكره: كان فقيهًا جلدًا كثير التصنيف وكان يحتج في كتبه بالضعيف على الصحيح وبالمرسل على المسند ونسب في كتبه إلى مالك والشافعي وأبي حنيفة رحمهم الله تعالى أشياء لم توجد في كتبهم وألف كتابًا في (تشريف الغني على الفقير) فرد عليه أبو سعيد ابن الأعرابي في ذلك ردأ سماه (تشريف الفقير على الغني) وكنت كتبت عنه، فلما ضعفه العقيلي ضربت على حديثه، ولم أحدث عنه بشيء" أ. هـ. وفاته: سنة (318 هـ)، وقيل: (309 هـ)، وقيل: (310 هـ) ثمان عشرة، وقيل: تسع، وقيل: عشر وثلاثمائة وقال الذهبي عن هذين الأخيرين: وهذا ليس بشيء فإن ابن عمار لقيه سنة عشر، ووجدت ابن القطان نقل وفاته في هذه السنة أي سنة (318 هـ) فليعتمد. من مصنفاته: تفسير القرآن، و"الإجماع والاختلاف"، و "الإشراف على مذاهب أهل العلم"، و"اختلاف العلماء" وغير ذلك. 2648 - الجُوزي * النحوي، المفسر: محمّد بن إبراهيم بن عمران بن موسى الجُوري (¬1). من مشايخه: أبو بكر بن دريد، وأبو الفضل حماد بن مدرك وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "ذكره في تاريخ نيسابور -أي أبو عبد الله الحاكم- وقال: أبو بكر النحوي الجوري الأديب من جور فارس، وكان من الأدباء المتقنين علامة في معرفة الأنساب، وعلوم القرآن، نزل نيسابور مدة وكثر الانتفاع به" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "الأديب النحوي، كان أديبًا فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (359 هـ) تسع وخمسين وثلاثمائة. 2649 - المصنوع * اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 222)، الأنساب (2/ 116)، اللباب (1/ 250). (¬1) الجُوري: بضم الجيم وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى الجور، وهي بلدة من بلاد فارس أ. هـ. انظر الأنساب. * تاريخ علماء الأندلس (2/ 761)، البغية (1/ 11) ذكر ولادته سنة (619 هـ) وهو وهم واضح، تاريخ الإسلام (وفيات 373 هـ).

2650 - ابن المقرئ

معاوية بن المنذر القرشي القرطبي، المعروف بالمصنوع، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي، وعلي بن قاسم بن أصبغ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان من ثقة أصحاب أبي علي إسماعيل البغدادي، وكان الغالب عليه علم اللغة، لم يكن له في غيرها من العلوم حظ، وكان يوصف بالضبط وحسن النقل" أ. هـ. وفاته: سنة (373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة. 2650 - ابن المقرئ * المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أبو بكر، الأصبهاني. ولد: سنة (285 هـ) خمس وثمانين ومائتين. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن زبان، وعلي بن أحمد بن علان وغيرهما. من تلامذته: أبو الشيخ الأصبهاني وهو من أقرانه، وأبو نعيم وجماعة. كلام العلماء فيه: • ذكر أخبار أصبهان: "محمد كثير ثقة أمين صاحب مسانيد وأصول .. " أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق لابن منظور: " .. وكان مكثر ثقة " أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: " .. وقد أخرج الحافظ أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ فقال: نا معمر بن الفاخر نا عمي سمعت أبا نصر بن أبي الحسين يقول سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب بن عباد: أنت رجل معتزلي، وابن المقرئ محدث، وأنت تحبه؟ قال: لأنه كان صديق والدي، وقيل: مودة الآباء قرابة الأبناء ولأني كنت نائمًا فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم يقول لي: أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك؟ فانتبهت فدعوت الباب وقلت: من بالباب؟ قال: أبو بكر بن المقرئ! ... قال أبو عبد الله بن مهدي سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة الرازي .. " أ. هـ. • الوافي: "قال ابن مَردويه: هو ثقة مأمون صاحب أصول .. " أ. هـ. • المقفى: "قال الداني: مقرئ متصدر راوي تفسير القرآن لعبد الرزّاق بن همّام عن أبي العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني عن سلمة بن شبيب عنه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (381 هـ) إحدى وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الفوائد" و "المعجم الكبير" في الحديث. ¬

_ * الكامل (9/ 91)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (21/ 338)، السير (16/ 398)، العبر (3/ 18)، تاريخ الإسلام (وفيات 381) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 45)، المقفى (5/ 110)، ذكر أخبار أصبهان (2/ 297)، الوافي (1/ 342)، الشذرات (4/ 428)، الأعلام (5/ 295)، معجم المؤلفين (3/ 35)، طبقات الحفاظ (387)، اللباب (3/ 170)، تذكرة الحفاظ (3/ 973)، النجوم (4/ 161).

2651 - النيسابوري

2651 - النيسابوري * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن يحيى، أبو بكر النيسابوري الكِسائي. من مشايخه: ابن سفيان وغيره. من تلامذته: أبو مسعود أحمد بن محمّد البجلي، والحاكم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "النحوي، البارع ... " أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "روى صحيح مسلم من غير أصل .. " أ. هـ. وفاته: (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. 2652 - ابن عَيشُون * المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن هانئ بن عيشون، أبو عبد الله، الأندلسي الألبيري. من مشايخه: محمّد بن عبد الله بن أشته، وأبو بكر الآجري وغيرهما. من تلامذته: مروان بن عبد الملك وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "وحكي ... أنه كان إمام الجامع بطليطلة" أ. هـ. • غاية النهاية: "وكان أستاذًا كبيرًا حافظًا محققًا .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. 2653 - ابن شقِّ اللَّيل * اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن موسى بن عبد السلام، أبو عبد الله، ويعرف بابن شق الليل، الأنصاري الطليطلي. ولد: في حدود سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الفرج الصوفي، وأبو القاسم الطحّان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان أديبًا شاعرًا مجيدًا لغويًّا دينًا فاضلًا كثير التصنيف ... وكانت له عناية بأصول الديانات وإظهار الكرامات" أ. هـ. • الديباج: "كان فقيهًا عالمًا إمامًا متكلمًا، حافظًا للحديث والفقه، من أهل الرواية والدارية ... وكان أديبًا، وشاعرًا، لغويًّا مجيدًا .. " أ. هـ. • الوافي: "كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك حافظًا يعرف الرجال والعلل، مليح الخط جيد المشاركة في الفنون. لغويًّا نحويًّا حسن الفضيلة كثير التصانيف وله شعر" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه عارف بمذهب مالك .. كان كثير التصنيف، غزير العلم بالحديث ورجاله، له ¬

_ * المغني في الضعفاء (2/ 545)، الأنساب (5/ 67)، إنباه الرواة (3/ 64)، السير (16/ 465)، العبر (3/ 30)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 38)، لسان الميزان (5/ 36)، الشذرات (4/ 454). * تكلمة الصلة (1/ 374)، معرفة القراء (1/ 388)، غاية النهاية (2/ 47)، المقفى الكبير (5/ 60). * الصلة (2/ 511)، بغية الملتمس (1/ 82)، السير (18/ 129)، تاريخ الإسلام (وفيات 455) ط. تدمري، الديباج (2/ 263)، الحلل السندسية (2/ 38)، الوافي (1/ 343)، بغية الوعاة (1/ 15)، الأعلام (5/ 295)، معجم الأدباء (3/ 42).

2654 - أبو بكر الزاهد

عناية بأصول الديانات" أ. هـ. وفاته: سنة (455 هـ) خمس وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "الكرامات" و"براهين الصالحين" وغير ذلك. 2654 - أبو بكر الزاهد * المفسر محمّد بن إبراهيم بن الحسن، أبو بكر الرازي. من مشايخه: إسحاق الحبّال، وأبو الحسن علي بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن شبل، وأبو الحسن يحيى بن سعادة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الفقيه الحنفي، الرجل الصالح. قال ولد الزكي عبد العظيم: هو الشيخ الصالح، صاحب الكرامات الظاهرة والدعوات المجابة السائرة" أ. هـ. • الجواهر المضية: "كان إمامًا زاهدًا فاضلًا عالمًا. قال السلفي: سمعت أبا كرام راشد بن ناجي بن خلف الجذامي بالإسكندرية يقول: ما رأينا في زماننا من الفقهاء من يجري مجرى أبي بكر الرازي، زُهدًا وعلمًا. وكان يمشي في الشتاء في الطريق ما ينتعل فلا تتلوث رجله" أ. هـ. • المقفى: "وكان من أعيان الفقهاء، ومن الصلاح على أعلى طريقة ... وكانت جنازته عظيمة جدًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (493 هـ) ثلاث وتسعين وأربعمائة، وقيل: (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: له تصنيف في تأويل آيتي القتل من سورة النساء وغير ذلك. 2655 - الغسَّاني * المفسر: محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن أسود، أبو بكر الغسّاني، المغربي. من مشايخه: أبو بكر الطرطوشي، وأبو علي الغساني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "ولي القضاء ولم تحمد سيرته" أ. هـ. • المقفى الكبير: "قال أبو جعفر بن الأثير: وله كتاب تفسير القرآن، وبيته بيت علم ودين" أ. هـ. • أعلام مراكش: "وله اعتناء بالحديث .. " أ. هـ. • الأعلام: "قاضٍ مفسر، من بيت علم وورع .. " أ. هـ. وفاته: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن". ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 493) ط. تدمري، المقفى (5/ 83)، الجواهر المضية (3/ 9)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 51). * الصلة (2/ 553)، بغية الملتمس (1/ 82)، تاريخ الإسلام (وفيات 536) ط. تدمري، المقفى الكبير (5/ 48)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 51)، نفح الطيب (2/ 268) و (9/ 272)، وفيه ذكر وفاته (636 هـ) وهو خطأ واضح، أعلام مراكش (3/ 2)، الأعلام (5/ 295)، معجم المؤلفين (3/ 24).

2656 - الفنقل

2656 - الفنقل * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم الجذامي الغرناطي، ابن الحاج، أبو عبد الله، ويعرف بالفنقل. من مشايخه: ابن الباذش، وغالب بن عطية وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحيم بن الفرس وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا مقرئًا فقيهًا عارفًا بالنحو واللغة والأدب وعلم الكلام ... ولي القضاء بحبّان وغيرهما" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. 2657 - الجِرْباذْقاني * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن دَأدَأ الجِرْباذقاني (¬1)، أبو جعفر، الشافعي. ولد: سنة (507 هـ) سبع وخمسمائة. من مشايخه: غانم الجلودي، وإسماعيل بن محمّد الحافظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "ذكره أحمد بن شافع في (تاريخه) فقال -في وصفه- رفيقنا الفقيه المحدث النحوي الأديب اللغوي الفرضي الكاتب العفيف .. لم أرَ له مثلًا زهدًا وعلمًا ونبلًا .. وكان متيقظًا زاهدًا ورعًا وصنف كتبًا في الفرائض وغيرها .. ولو عاش لكان صدر الأفاق ولقد فتّ في عضدي فقدُه وأثَرَ عندي بُعْدُه" أ. هـ. • السير: "العلامة القدوة .. كتب الكثير وكان ثقة متقنًا متثبتًا صاحب فقه وفنون مع الزهد والقناعة. عظم قَدْره ابن الأخضر وأطنب في وصفه" أ. هـ. • الوافي: "انقطع إلى العلم والعبادة" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "فقيه فاضل محدث حافظ متدين كثير العبادة" أ. هـ. • الشذرات: "كان ذا علم ودين وتعفف متين أثنى عليه ابن نقطة وغيره" أ. هـ. وفاته: سنة (549 هـ) تسع وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في الفرائض. 2658 - الكِيزَانيّ * النحوي: محمّد بن إبراهيم بن ثابت بن فرج، أبو عبد الله، الكناني الشافعي، المعروف بالكيزاني الحامي. من مشايخه: أبو الحسن علي بن الحسن الفرّاء، وأبو طاهر أحمد بن محمّد السلفي وغيرهما. من تلامذته: أبو محمد بن أرسلان عبد الله بن ¬

_ * البغية (1/ 8). * معجم الأدباء (5/ 2296)، السير (20/ 251)، الوافي (1/ 347)، البغية (1/ 10)، الشذرات (6/ 253)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 91). (¬1) جرباذقان: بلدة قريبة من همذان بينهما وبين الكرج وأصبهان كبيرة مشهورة [هامش طبقات الشافعية للسبكي]. * اللباب (3/ 64)، وفيات الأعيان (4/ 461)، مرآة الزمان (8/ 254)، السير (20/ 454)، الكواكب السيارة (303)، المقفى الكبير (5/ 81)، الوافي (1/ 347)، النجوم (5/ 367)، الأعلام (5/ 296).

2659 - القوصي

شعبان الزاهد، وأبو العباس أحمد بن رحال وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المقفى: "المقرئ، الواعظ .. وكان زاهدًا .. قال في حقه العماد الأصبهاني: فقيه واعظ مذكّر حسن العبادة مليح الإشارة ... عالم بالأصول والفروع، عارف بالمعقول. وكان ذا رواية بعلم الحديث إلا أنه ابتدع مقالة أضل بها اعتقاده، فنزل عن مرامها سداده، وادعى أن أفعال العباد قديمة وشيء من التجسيم، والطائفة الكيزانية على هذه البدعة معتمة .. " أ. هـ. • الكواكب السيارة: "ومشهده مشهور معروف بإجابة الدعاء .. " أ. هـ. • الأعلام: "تصوف ونسبت إليه (الكيزانية) من طوائف المتصوفة بمصر وكان معتزليًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (562 هـ)، وقيل: (560 هـ) اثنتين وستين، وقيل: ستين وخمسمائة. 2659 - القوصي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن رفاعة، كمال الدين، أبو الفتوح القوصي. ولد: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان عالمًا متفننًا في الفقه والأصلين، والنحو واللغة والتفسير وتقلد القضاء بأعمال القوصية عدة سنين، ومدح بمدائح" أ. هـ. وفاته: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. 2660 - ابن الدبّاع * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الفرج الأوسي، المعروف بابن الدبّاع، الإشبيلي. من مشايخه: والده، وأبو الحسن الدّباج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان واحد عصره في مذهب مالك وقد عقد الوثائق، ومعرفة عللها، عارفًا بالنحو، واللغة، والأدب والكتابة والشعر، والتاريخ، كثير البشاشة والانقباض، طيب النفس، جميل العشرة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (668 هـ) ثمان وستين وستمائة. 2661 - الميدُومي * النحوي، المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان بن موسى بن إسماعيل بن عبد الله بن مكي، أبو عبد الله، ابن أبي إسحاق الميدومي، شرف الدين. ولد: سنة (611 هـ) إحدى عشرة وستماتة. من مشايخه: أبو بكر بن ياقا، وأبو محمد عبد القادر بن محمّد البغدادي وغيرهما. من تلامذته: القطب الحلبي، وابن الظاهري، والبدر الفارقي وغيرهم. ¬

_ • المقفى (5/ 73)، تاريخ الإسلام (وفيات 596 هـ) ط- تدمري، الوافي (2/ 27)، البغية (1/ 15). * الديباج (2/ 282)، بغية الوعاة (1/ 13). * المقفى (5/ 114)، الوافي (2/ 10)، بغية الوعاة (1/ 12).

2662 - التجيبي

كلام العلماء فيه: • المقفى: "قال الحافظ عبد الكريم: كان من العلماء الأتقياء، عارفًا بالقراءات والحديث والنحو، ... وكان سليم القلب ذا سمت وصلاح وهدي وخير وسلامة على سمت السلف .. وكان ثقة حجة انتهى، وكان له تلميذ يقرأ عليه الحديث، جعل يبكي ويمرّغ وجهه على رجلي الشيخ ويقول: يا سيّدي اطلبني من الله، فإني لا أقدر أرى غيرك قاعدًا في مكانك ... وجعل يكرر هذا ويبكي فتوفي من الغد رحمه الله .. " أ. هـ. وفاته: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة. 2662 - التجيبي * اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن التجيبي المراكشي التونسي، أبو عبد الله. ولد: سنة (607 هـ) سبع وستمائة. من مشايخه: محمّد بن يحيى بن هشام الأنصاري، وعبد الله بن سليمان بن حوط الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال أبو القاسم التجيبي في رحلته، شيخ جليل، له المعرفة التامة بالعربية والمشاركة فيها" أ. هـ. وفاته: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. 2663 - ابن النَّحَّاس * النحوي، المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن محمد، ابن أبي نصر، ابن النحاس الحلي، أبو عبد الله، بهاء الدين. ولد: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. من مشايخه: الموفق بن يعيش، وأبو القاسم بن رواحة وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "كان حسن الخلق مطرح التكلف ... وكان من أذكياء العالم، كان يحل أيضًا إقليدس، ويعرف المنطق، وكان مشهورًا بديانة وخير، وكان إذا انفرد بشهادة حكمه القاضي في تلك القضية، وثوقًا بدينه، وكان معنيًا بحل المشكلات، يتكلم في بحثه بلغة الحلبيين" أ. هـ. • الوافي: "الإمام العلّامة حجّة العرب ... شيخ العربية بالديار المصرية ... لم يتزوج قط كان له أوراد من العبادة وكان يسعى في حوائج الناس ويقضيهم. قال القاضي الرئيس عماد الدين بن ¬

_ * البغية (1/ 8). * عقد الجمان (3/ 477)، فوات الوفيات (3/ 294)، إشارة التعيين (286)، العبر (5/ 389)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 507)، البلغة (182)، غاية النهاية (2/ 46)، النجوم (8/ 183)، الوافي (2/ 10)، بغية الوعاة (1/ 13)، أعلام النبلاء (4/ 490)، الأعلام (5/ 297)، الشذرات (7/ 772)، الوافي بالوفيات (2/ 10)، معجم المؤلفين (3/ 40)، معجم شيوخ الذهبي (453)، المعجم المختص (145).

2664 - ابن غصن

القيسراني إنه لم يكن يأكل العنب قال لأنه كان يحبه فآثر أن يكون نصيبه في الجنة .. " أ. هـ. • الفوات: "الإمام العَلّامة حجة العرب، ... شيخ العربية بالديار المصرية .. وله خبرة بالمنطق وإقليدس، كان مشهورًا بالدين والصدق والعدالة ... وكان حسن الأخلاق فيه ظرف النحاة وانبساطهم .. ولم يتزوج قط، وكانت له أوراد من العبادة .. قال قطب الدين عبد الكريم: كان كثير التلامذة كثير الذكر كثير الصلاة، ثقة حجة، .. وكان لا يكلم أحدًا من حل النحو إلا بلغة العوام لا يراعي الأعراب .. وقال الشيخ أثير الدين: .. وكان ينهى عن الخوض في العقائد، وله تودد إلى من ينتمي إلى الخير .. " أ. هـ. • عقد الجمان: "الشيخ الإمام العلامة حجة العرب .. كان إمامًا في العربية يشار إليه في عصره، وكان عنده مروءة وحسن خلق وكرم نفس وله نظم كثير .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "كان رجلًا عالمًا علامة في النحو واللغة والتصريف صالحًا خيرًا .. " أ. هـ. • النجوم: "العلامة حجة العرب الإمام الأستاذ .. " أ. هـ. وفاته: سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "إملاء على كتاب المقرب" لابن عصفور، و"هدي أمهات المؤمنين" وغير ذلك. 2664 - ابن غُصْن * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن يوسف بن غصن، أبو عبد الله، ابن أبي إسحاق، ابن أبي الحجّاج، الأنصاري الخزرجي، الشدادي، من ولد شداد ابن أوس - رضي الله عنه -، الأندلسي، الإشبيلي، السبتي، الجزيري. ولد: سنة (631 هـ)، وقيل: (653 هـ) إحدى وثلاثين، وقيل: ثلاث وخمسين وستمائة. من مشايخه: أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع العثماني، والأستاذ أبو القاسم بن الطيب وغيرهما. من تلامذته: ضياء الدين أبو الفضل خليل، وابن رضيّ الدين إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام مقرئ محقق صالح .. " أ. هـ. • المقفى: "الإمام المقرى الزاهد .. وكان من أولياء الله الصالحين وعباده الناصحين ... لا تأخذه في الله لومة لائم، عارفًا بمتون الحديث وأحكامه، فقيهًا عارفًا بمذاهب الأئمة الأربعة والصحابة والتابعين، متقنًا للعربية مجيدًا للقراءات .. مخلصًا لله ... " أ. هـ. وفاته: سنة (723 هـ) ثلاث وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "مختصر الكافي" في القراءات، وكتاب في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ * المقفى الكبير (5/ 66)، غاية النهاية (2/ 47)، نفح الطيب (2/ 417)، معجم المؤلفين (3/ 43)، إيضاح المكنون (2/ 508).

2665 - ابن جماعة

2665 - ابن جماعة * المفسر: محمّد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة، بدر الدين، أبو عبد الله بن أبي إسحاق، ابن أبي الفضل، الكناني الشافعي الحموي. ولد: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: الرشيد بن المسلمة، ومكي بن علان، وإسماعيل القرافي وغيرهم. من تلامذته: تاج الدين السبكي صاحب طبقات الشافعية، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم شيوخ الذهبي: "قاضي القضاة شيخ الإسلام .. الشافعي المفسر". وقال: "له تواليف في الفقه والحديث والأصول والتاريخ وغير ذلك وله مشاركة حسنة في علوم الإسلام من دين وتعبد وتصوف وأوصاف حميدة وأحكام محمودة. وله في النظم والنثر والخطب والتلامذة والجلالة الوافرة والعقل التام والخلق الرضي فالله يحسن خاتمته. وهو أشعري فاضل" أ. هـ. • مرآة الجنان: "كان قوي المشاركة في فنون الحديث، عارفًا بالتفسير والفقه وأصوله، ذكيا يقظًا مناظرًا متفننًا مفسرًا خطيبًا مفوهًا ورعًا صينًا، تام الشكل، وافر العقل، حسن الهدي، متين الديانة، ذا تعبد وأوراد، وحج واعتمار، وحسن اعتقاد في الأصول والصالحين من العباد ... تفرد وصنف في علوم الحديث والأحكام وغير ذلك، وله وقع في القلوب، وجلالة في الصدور، وكان والده من كبار الصالحين. قلت -أي اليافعي-: هكذا ترجم عنه بعض المتأخرين بهذه الترجمة، وهو جدير بها، ما خلا ألفاظ يسيرة أدخلتها فيها، وكان حسن الاعتقاد في الصوفية، وبلغني أنه سئل عن ذلك، فقال كلامًا معناه أن سبب ذلك أنه كان إذا مر في صغره على فقير في بلاد الشام يقول: مرحبًا بقاضي الديار المصرية، وكان من أمره ما كان من السيرة الرضية رحمه الله تعالى" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "حاكم الإقليمين مصرًا وشامًا، وناظم عقد الفخار الذي لا يُسامى، متحلٍّ بالعفاف متخلٍّ إلا عن مقدار الكفاف محدث فقيه، ذو عقل لا يقوم أساطين الحكماء بما جمع فيه" أ. هـ. • البداية والنهاية: "العالم شيخ الإسلام ... سمع الحديث واشتغل بالعلم وحصل علومًا متعددة، وتقدم وساد أقرانه، وباشر تدريس القمرية، ثم ولي الحكم والخطابة بالقدس ¬

_ * فوات الوفيات (3/ 297)، مرآة الجنان (4/ 215)، نكت الهميان (235)، المقفى (5/ 89)، الأعلام (5/ 397)، الوافي (2/ 18)، المعجم المختص (143)، معجم شيوخ الذهبي (448)، ذيول العبر (178)، النجوم (9/ 298)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 139)، طبقات الشاقعية لابن قاضي شهبة (2/ 369)، الدرر (3/ 367)، الأنس الجليل (2/ 136)، البداية والنهاية (14/ 171)، ذيول تذكرة الحفاظ (107)، الشذرات (8/ 184)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 386)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 53)، قضاة دمشق (80)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 685)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة أصولهم في الصفات (2/ 64).

الشريف ... كل هذا مع الرياسة والديانة والصيانة والورع، وكف الأذى، وله التصانيف الفائقة النافعة" أ. هـ. • الدرر: "قال الذهبي: كان مليح الهيئة أبيض مسمنًا مستدير اللحية، نقي الشيبة جميل البزة، رقيق الصوت ساكنًا وقورًا، وحج مرارًا، وكان عارفًا بطرائق الصوفية وقصد بالفتوى وكان مسعودًا فيها". وقال: "قال القطب: من بيت علم وزهادة، وكانت فيه رياسة وتودد ولين جانب وحسن أخلاق، ومحاضرة حسنة وقوة نفس في الحق" أ. هـ. • الأصول التي بنى عليها المبتدعة أصولهم في الصفات: "والأشعرية المتأخرون لم يثبتوا صفة النزول لله تعالى على حقيقتها، وزعموا أن النزول حركة وانتقال من خصائص الأجسام، والله ليس جسمًا، وأن إثبات النزول لله تعالى يُوهم التجسيم. يقول ابن جماعة: النزول من صفات الأجسام والمحدثات، ويحتاج إلى ثلاثة أجسام: منتقِل، منتَقَل عنه، ومنتَقَل إليه، وذلك على الله تعالى مُحال أ. هـ. كلام ابن جماعة" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "وله مؤلفات كثيرة في الحديث وعلوم القرآن وغيرها، أما كتبه في العقيدة فلم يصل إلينا إلا كتابه الذي سماه: "كتاب إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل"، ولا يزال مخطوطًا، وقد نحا فيه منحي الأشاعرة، وذكر في أوله انتشار مذهب المعطلة (المعتزلة) والمشبهة، ثم ذكر أن مذهب المعتزلة "قد محي في بلادنا رسمه، ولم يبق فيها إلا ذكره واسمه، وأما مذهب التشبيه فإن جماعات من الأعوام الجانبين للعلماء الأعلام أحسنوا الظن في بعض من ينسب ذلك إليهم، واعتمدوا في تقليد دينهم عليهم، إذ كان هذا المذهب أقرب إلى ذهن العامي وفهمه"، ثم ذكر أنه أورد ما تمسكوا به من الآيات والأخبار، وما يتعين عليه حملها مما يوافق مذهب الأشاعرة، وقد سار على طريقتهم فأول العلو والاستواء، وبقية الصفات الفعلية والخبرية كالجيء والوجه، واليدين، والعين، والساق، والقدم، والنزول، والضحك، والفرح، والعجب، وغيرها، ومما يلاحظ في منهجه أنه ذكر أن العلماء قسمان: أهل تأويل وأهل تفويض، ثم رجع التأويل لعدة وجوه، وذكر منها أنه لو قيل بالتفويض لتعطيل معنى النصوص، وصار الخطاب بلفظ مهمل، وهذا الكلام مما يركز عليه شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرًا في الرد على المفوضة، لكن ابن جماعة ذكره لترجيح القول بالتأويل على القول بالتفويض، وفي معرض إنكاره للعلو ذكر القانون العقلي المشهور عند الأشاعرة، كما أنه قال بأن العقلاء اتفقوا على وجود ما ليس في حيز ولا جهة كالعقول والنفوس، وهو في هذا متأثر بالرازي والآمدي. كما يلاحظ في منهجه أنه ذكر أولًا الآيات الدالة على الصفات وأولها، ثم ذكر الأخبار الصحيحة وأولها، ثم ذكر في القسم الثالث الأحاديث الضعيفة، ولم يكتف ببيان ضعفها بل أكثر القول في تأويلها، وكأنه في هذا سار على منهج أبي الحسن الطبري، تلميذ الأشعري، وقد سبق الكلام عنه وعن كتابه المشابه لكتاب ابن

2666 - الزنجيلي

جماعة، ومن أعجب ما أورد ابن جماعة في كتابه هذا أنه قال عن حديث النار وأن الله يضع عليها قدمه -أو رجله، بعد أن رد على ابن خزيمة بشدة-: "واعلم أن من العلماء من جزم بضعف هذا الحديث وإن خرجه الإمامان لأنهما ومن روياه عنه غير معصومين"، وموطن العجب في هذا الكلام -وكله عجب- أن المعهود عند هؤلاء المؤولة أن يقول الواحد منهم: إن هذه أحاديث آحاد لا تفيد اليقين فلا يحتج بها في العقائد، أما أن يقول قائل: إن ما اتفق عليه الشيخان وروياه من عدة طرق، حديث ضعيف لأن البخاري ومسلمًا ومن رويا عنهم غير معصومين، فهذا غريب حقًّا، خاصة إذا جاء من عالم مهتم بالحديث له مثل كتاب تذكرة السامع والمتكلم، والمنهل الروي، وغيرهما، ويشبه هذا ما ذكره -نقلًا عن غيره- من احتمال التصحيف في حديث "لا شخص أغير من الله"، وغيره. وليس في منهج ابن جماعة جديد، إذ هو مقلد لمن سبقه، وكأنه اعتمد على من سلك هذا المنهج في إيراد نصوص الصفات من الآيات والأحاديث والكلام في تأويلها، وذلك مثل أبي الحسن الطبري، وابن فورك، والبيهقي، وقد نص في بعض المواضع على نقله من الأخير" أ. هـ. وفاته: سنة (733 هـ) ثلاث وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "كشف المعاني في المتشابه من المثاني"، و "غرة البيان لمن لم يسم في القرآن"، و"غرر البيان لمبهمات القرآن" ومختصر في السيرة النبوية وغير ذلك. 2666 - الزَّنْجِيلي * المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن عبد الله الزنجيلي الدمشقي الحنفي، أبو عبد الله، شمس الدين. ولد: سنة بضع وستين وستمائة. من مشايخه: التقي الواسطي، وإبراهيم بن داود الفاضلي، وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن اللبان وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "وهو عدلٌ حسنٌ جيد المشاركة في الفنون .. " أ. هـ. • وفيات ابن رافع: "قال عنه الذهبي: وهو صدرٌ متفنن متصوف متدين" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. 2667 - تاج الدين المراكشي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن يوسف بن حامد، تاج الدين المراكشي. ولد: سنة (701 هـ)، وقيل: (703 هـ) إحدى، وقيل: ثلاث وسبعمائة. من مشايخه: زكي الدين ابن القوبع، والقونوي وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 754)، الوفيات لابن رافع (2/ 108)، غاية النهاية (2/ 49)، الدرر الكامنة (3/ 389)، وجيز الكلام (1/ 40)، الدارس (1/ 605). * البغية (1/ 16)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 147)، الدرر (3/ 386)، الشذرات (8/ 295)، النجوم (10/ 253)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 468).

2668 - البلفيقي

كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية للسبكي: "كان فقهًا نحويًّا متفننًا مواظبًا على طلب العلم جميع نهاره وغالب ليله، يستفرغ فيه قواه، ويدع من أجله طعامه وشرابه وكان ضريرًا فلا يفتر عن الطلب إلا إذا لم يجد من يطالع عليه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان ذكيًا، غير أنه كان عجولًا محتقرًا للناس، كثيرا الوقيعة فيهم" أ. هـ. • الشذرات: "كان ضيق الحلق لا يحابي أحدًا ولا يتحاشاه فآذاه لذلك القاضي جلال الدين القزويني أول دخوله القاهرة فلم يرجع" أ. هـ. وفاته: سنة (752 هـ) اثنتين وخمسين وسبعمائة. 2668 - البلفيقي * المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن حزب الله بن عامر بن عامر بن سعد الخير بن عياش بن محمود، أبو البركات. ولد: سنة (680 هـ)، وقيل: (664 هـ) ثمانين وستمائة، وقيل: أربع وستين وستمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن أبي العيش، والقاضي أبو جعفر بن فركون .. وغيرهما. من تلامذته: قاضي القضاة إسماعيل بن هانيء المالكي، ومحمّد بن عقد بن غالب الأنصاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان مبرزًا في فنون إمامًا في القراءة، والحفظ ومعرفة العَرُوض، متضلعًا بصناعة الحديث، وتاريخ الرجال مشاركًا في أصول الفقه، وفروعه، وعلم اللسان، وصناعة المنطق، معدودًا في رجال التصوُّف أولي الأحوال والمقامات، ريانًا من الأدب، شاعرًا مفلقًا ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام صالح أديب عالم .. " أ. هـ. • المرقبة العليا: " ... وكان كثير الضبط لحاله، متهمًا بالنظر في تثمير ماله، آخذًا في نفقته ... وكان يميل إلى القول بتفضيل الغني على الفقير ويبرهن على صحة ذلك ... وكان أيام حياته، ممن اكتسب المال الجمِّ، وتمتع من النساء بما لم يتأتَّ في قطره لأمثاله من الفقهاء" أ. هـ • الإعلام بمن حلَّ بمراكش: "قال ابن خلدون في وصفه: شيخ المحدثين والفقهاء والأدباء والصوفية والخطباء بالأندلس .. " أ. هـ. وفاته: سنة (771 هـ)، وقيل: (774 هـ) إحدى وسبعين، وقيل: أربع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "ما رأيت وما رؤي لي من المقامات" و"الإفصاح فيمن عرف في الأندلس بالصلاح" وغيرهما. ¬

_ * جذوة الاقتباس (1/ 292)، الديباج (2/ 269)، غاية النهاية (2/ 235)، الدرر الكامنة (4/ 272) وفيه محمّد بن محمد، الأعلام بمن حل بمراكش (3/ 325)، درة الحجال (2/ 45)، الأعلام (7/ 39) وفيه محمّد بن محمد، معجم المؤلفين (3/ 619)، الإحاطة (2/ 143)، المرقبة العليا (164).

2669 - ابن الشهيد

2669 - ابن الشَّهِيد * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمّد بن أبي الكرم النابلسي الأصل، ثم الدمشقي، ابن الشهيد، أبو بكر، فتح الدين. ولد: سنة (5728) ثمان وعشرين وسبعمائة. من تلامذته: شهاب الدين بن حِجّي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "أحد أفراد الدهر ذكاء وعلمًا ورئاسة ونظمًا، تفقه ومهر في التفسير والفقه ... أثنى عليه الغماري وكذلك أثنى عليه الحافظ شمس الدين بن المحب وقد قتل ظلمًا .. " أ. هـ. • الدرر: "وكان أوحد عصره في النظم والنثر وكتب ديوان الإنشاء فتنفلت به الأحوال إلى أن صار صاحب الديوان بدمشق وولي مع ذلك مشيخة الشيوخ بها .. " أ. هـ. • المقفى: "برع في الفقه والعربية وصار من أئمة أهل الأدب وكان وافر المعرفة في عدة فنون بارع الأدب، جيد النظم والنثر، ماهرًا في تفسير القرآن .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "وكان الشيخ سراج الدين البلقيني يثني على فضائله .. " أ. هـ. وفاته: سنة (793 هـ) ثلاث وتسعين وسبعمائة. 2670 - الشَّطْنُوفي * النحوي، المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن عبد الله، الشطنوفي القاهري الشافعي، شمس الدين. ولد: بعد سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مشايخه: التقي الواسطي وغيره. من تلامذته: العلم البلقيني، والشرف المناوي، والشمني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "مهر في العربية والفرائض وتصدر في القراءات بالجامع الطولوني وفي الحديث في الشيخونية وانتفع به الطلبة سيما في العربية لانتصابه لإشغالهم بجامع الأزهر تبرعًا، وكان كثير التواضع مشكور السيرة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة. 2671 - الشَّاودِي * المقرئ: محمّد بن إبراهيم الشَّاودي الخولاني، جمال الدين. من مشايخه: قرأ على جماعة من أئمة وقته وأجازوا له. من تلامذته: درس وتخرج على يده جماعة .. كلام العلماء فيه: • طبقات صلحاء اليمن: "قال السكسي: ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 93)، الدرر (383)، المقفى الكبير (5/ 74)، النجوم (12/ 125)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 218)، مطالع البدور (1/ 10)، الدارس (1/ 353)، الشذرات (8/ 563)، الأعلام (5/ 299)، معجم المؤلفين (3/ 40). * بدائع الزهور (2/ 123)، إنباء الغمر (8/ 178)، الضوء (6/ 256)، الوجيز (2/ 503)، بغية الوعاة (1/ 10)، الشذرات (9/ 289). * طبقات صلحاء اليمن (23)، غاية الأماني (2/ 577)، هدية العارفين (2/ 190)، الأعلام (5/ 300) وفيه الشاوري (بالراء)، معجم المؤلفين (3/ 32).

2672 - ابن الوزير

أخبرني وتلفظ لي وأشهدني أنه شافعي المذهب يعتقد ما يعتقده أهل السنة ويخالف ما عليه أهل البدعة. وكان قد يضطر إلى موافقتهم تقية منهم. وله في علم التصوف مجال ممتد ومكان معتد وكان جماعة يعتقدون فيه أنه قطب الوجود وبركة كل موجود. وكانوا يؤدون إليه زكاتهم وفطرتهم ويأتمرون بأمره ونهيه .. " أ. هـ. • غاية الأماني: "لما بلغته قصيدة لأحد الأئمة وكان هو وزير الناصر محمّد وكانت القصيدة في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومطلعها: ماذا أقول وما أتي وما أذر ... في مدح من ضمنت مدحًا له السور وقالها ذلك الإمام وهو في السجن، فقال الشَّاودي: (انظروا فلعلكم تجدون صاحب الشعر قد خرج من السجن ببركة الممدوح - صلى الله عليه وسلم - .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (839 هـ) تسع وثلاثين وثمانمائة، وقيل (861 هـ) إحدى وستين وثمانمائة. من مصنفاته: "فكاهة البصر والسمع في معرفة القراءات السبع" في ثلاث مجلدات وله كتاب مختصر في قراءة نافع. 2672 - ابن الوزير * النحوي، المفسر: محمّد بن إبراهيم بن علي المرتضى، عز الدين، الهادوي الحسني. ولد: سنة (776 هـ)، وقيل: (775 هـ) ست وسبعين، وقيل: خمس وسبعن وسبعمائة. من مشايخه: جمال الدين محمّد بن عبد الله بن ظهيرة ونفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن عبد الله بن الهادي، وعبد الله بن محمّد بن المطهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات صلحاء اليمن: "كان داعية إلى السنة وأكثر تأليفه في ذلك .. " أ. هـ. • الضوء: "تعانى النظم فبرع فيه وصنف في الرد على الزيدية (العواصم من القواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ") أ. هـ. • قلت: تناول صاحب كتاب "ابن الوزير وآراؤه الاعتقادية وجهوده في الدفاع عن السنة النبوية" معتقد ابن الوزير بالتفصيل فكتابه عبارة عن رسالة دكتوراه وضع فيها خلاصة جهده وعصارة فكره من أجل أن يصل فيها إلى درجة ممتازة في موضوع بحثه وهو آراء ابن الوزير الاعتقادية، وقد وفق جزاه الله خيرًا في ذلك، ونحن سننقل خلاصة ما وصل إليه في بحثه تحقيقًا للفائدة وعدم الإطالة -ومن أراد التفصيل فليرجع إلى هذا الكتاب القيم- والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وقد اقتصرنا قدر الإمكان على ما يتعلق بموضوع العقيدة وتركنا بقية النتائج. - وقد قسمت النتائج إلى قسمين-: القسم الأول: الملاحظات. القسم الثاني: النتائج التي توصلت إليها من ¬

_ * طبقات صلحاء اليمن (19)، الضوء (6/ 272)، أبجد العلوم (3/ 190)، البدر الطالع (2/ 81)، الأعلام (5/ 300)، معجم المؤلفين (3/ 35)، مقدمة توضيح الأفكار (1/ 66)، ابن الوزير وآراؤه الاعتقادية، تاليف علي بن علي جابر الحربي، الطبعة الأولى (1417 هـ- 1996 م) - مكة المكرمة.

خلال البحث: أولًا: الملاحظات: وهي مرتبة حسب ترتيب الرسالة. وبعد أن انتقده حديثيًا على مسألتين حديثيتين انتقل إلى النقطة الثالثة: 3 - قول ابن الوزير أيضًا في أبيات من (الإجادة) له في مطلعها: لي في القديم مقال غير مبتكر .. وهذا لا يتفق وما ذكره في كتابه (إيثار الحق على الخلق) أثناء كلامه على الأسماء الحسنى، بأن ما كان في الحديث وجب الإيمان به على من عرف صحته، وما نزل عن هذه المرتبة، أوكان مختلفًا في صحته لم يصح استعماله، وفي ثبوت هذا الاسم خلاف كما بينته في (الأسماء والصفات) بل حققت الكلام فيه ولله الحمد والمنة. 4 - قول ابن الوزير أيضًا في مبحث (الأسماء والصفات) في أبيات يرد بها على اللائمين باتباع السنة ومحبته للحديث من تلك الأبيات: وحق حبي له أني به كلف ... يكفيني الطبع فيه عن تكلفه وهذا يتنافى مع توحيد الألوهية للتدليل والتعليل الذي أشرت إليه هناك. 5 - إسناد ابن الوزير (حادي الأرواح) أحيانًا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية (728 هـ) وأحيانًا إلى تلميذه ابن القيم (751 هـ)، وعلى هذا الوهم ترتب الوهم الآتي. 6 - إسناده وغيره القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد سبق تحقيق ذلك في فصل (الغيبيات) وستأتي الإشارة إلى ذلك في النتائج الآتية. وابن الوزير معذور في هذا كله، لأنه كثيرًا ما يكتب من حفظه، وهو في رؤوس الجبال، وبطون الأودية للظروف القاسية التي عاناها من خصومه كما سبق مقررًا ومكررًا في (حياته العلمية) و (في مميزاته الفكرية) وغير ذلك. ثانيًا: النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث، وهي: 1 - إن ابن الوزير -رحمه الله- يتصل نسبه إلى ريحانه الرسول عليه الصلاة والسلام - الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين، وكفى بذلك شرفًا، كيف لا وهو من أغصان تلك الدرجة المتصلة بالني عليه الصلاة والسلام وأنه نشأ في أسرته آل الوزير، المشهورة بالعلم، والجاه والحسب والنسب. 2 - لم يزل ابن الوزير منذ عرف شماله من يمينه مشمرًا في طلب العلم، وبنانه للطائف المعارف قواطف، ينتقل بين أيدي الشيوخ من درجة إلى درجة، حتى بلغ درجة الاجتهاد. 3 - قضى معظم شبابه في البحث عن العلوم العقلية الجدلية، ولما علم أنها لا توصل إلى المطلوب رجع إلى علوم الكتاب والسنة، فوجد في ذلك الغناء والهدى والنور، وما يثلج الصدور، فأناخ وألقى رحله، واستقر به المقام في تلك الرياض النضرة، فاقتطف من شتى ثمارها الحلوة الدانية، وارتوى من أنهارها العذبة الصافية فطاب له المقام، وحق له أن يطيب، وما

ألذ الراحة عقب التعب الطويل. فقد عانى تلك المعاناة الشديدة، وما أدراك ما تلك المعاناة الشديدة، في البحث عن الأساليب اليونانية المقيتة. 4 - لما بلغ درجة الاجتهاد، أعلن رجوعه إلى الصواب، فحسده أهل عصره، وعلى رأسهم أحد شيوخه في التفسير وأصول الفقه، فجرت بينهم خصومات، وقلاقل، ومعارك جدلية، كان النصر فيها حليفه، لنصره سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذبه عنها وعن حملتها، وأئمة الإسلام والمسلمين، لأنه استخدم سلاحهم العقلي في الميدان الجدلي، الذي يعتبر التبريز فيه -عندهم- مئنة الذكاء والنجابة، فقهرهم بالحجج السمعية التي يعتبر الاقتصار في البحث عنها -في نظرهم- علامة البله والبلادة. 5 - إن ابن الوزير اشتغل بالذب عن السنة النبوية، تدريسًا، وتصنيفًا، ومناظرة، ومناضلة لأهل البدع، واستطاع أن ينشر علم الحديث، وسائر العلوم الشرعية، في أرض لم يألف أهلها ذلك لا سيما في عصره، صرح بذلك الإمام الشوكاني (1250 هـ) وأن مدرسة ابن الوزير، لا زالت تشع بأنوار السنة النبوية الصحيحة، منذ عصره إلى عصر الشوكاني مرورًا بالمقبلي (1108 هـ) والصنعاني (1182 هـ). 6 - كانت نتيجة الصراعات المذهبية الدينية عداوة وبغضاء، وتفسيقًا وتكفيرًا، نتج عنه الصراع المسلح، الذي كانت نتيجته الخراب والدمار، والنهب والقتل بين صفوت الدويلات، التي جرّت الويلات، على أبناء اليمن، منذ تأسيس المذهب الزيدي ودولته، على أيدي الإمامين القاسم بن إبراهيم الرسي (244 هـ) وحفيده الهادي يحيى بن الحسين القاسم (289 هـ) العلويين. صراع مسلح مستمر، بين أئمة الزيدية في (صعدة) و (صنعاء) وبين سلاطين اليمن السافل، بسواحله وجنوبه من جهة، والباطنية -ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا- من جهة أخرى، وكان الحرب سجالًا، وأحيانًا يتصاعد، حتى يكون بين أصحاب المذهب الواحد والأسرة الواحدة كما حصل بين الإمامين المهدي (840 هـ) والمنصور (840 هـ) على عرش (صنعاء) في عهد ابن الوزير (840 هـ) وقد يكون الصراع بين الآباء والأبناء على عرش (صنعاء) كما حصل بين الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين (965 هـ) وابنه المطهر (980 هـ) الصراع نفسه على عرش (صنعاء). وكان لسان حال بعض الأئمة يقول، على لسان أحد شعراء اليمن: ولأضربن قبيلة بقبيلة ... ولأملأن بيوتهن نياحًا 7 - إن مميزات ابن الوزير الفكرية لتبهَر لب من يطلع عليها في كتابه (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم) -الذي صنفه في رؤوس الجبال العوالي وبطون الأودية الخوالي- لكثرة ما يسرده في المسألة الواحدة من الإشكالات المحيرة، والتنبيهات اللاذعة والبراهين المقنعة، العقلية منها والنقلية، بحيث إن الباحث فيه عن مسألة ما لا يحتاج إلى النظر في غيره -غالبًا- وأن كلامه من نمط كلام ابن حزم وابن

تيمية وابن القيم. وقد يأتي في كثير من المباحث بفوائد لم يأت بها غيره، ومصنفاته شاهد عدل على ذلك وتوكيد لذلك ثناء العلماء المشار إليه في موضعه. 8 - توفي -رحمه الله- في العزلة الأخيرة التي صنف فيها (إيثار الحق على الخلق) الذي صانه عن الأساليب الجدلية، إذا ألقى الأسلوب الجدلي، واستخدم أسلوب العاطفة الدينية، والغيرة الإسلامية لما رآه من الاختلاف المؤدي إلى التباعد والتقاطع، والتفسيق، والتكفير، بين طوائف المسلمين والمحاولة إلى رد الخلافات إلى المذهب الحق، والدعوة إلى الائتلاف والتآخي بين طوائف المسلمين. 9 - إن ما قرره ابن الوزير، وذهب إليه من التوقف، وعدم التكفير للمتأولين المخطئين من أهل القبلة، هو الصواب للوجوه التي ذكرها ابن الوزير، وللوجوه التي أضفتها إليها وأكدتها بها في أواخر الفصل الأول من الباب الثاني منها: أ- إن ذلك يتمشى مع القواعد العامة، لأهل السنة والجماعة من عدم التكفير لأحد من المصلين، بذنب، ما لم يستحله ولأنه الأحوط، لما يترتب على التكفير من الخطر العظيم، والوعيد الشديد، وما يترتب على ذلك من العداوة والتقاطع، فهل الشرارة الأولى للصراع الدموي، في الماضي والحاضر بين طوائف المسلمين غير الصراع العقدي؟ ! وهل هناك شيء من هذا النمط بين المسلمين وأعدائهم الحقيقيين؟ ! أم طوائف المسلمين قلبوا الجن لإخوانهم المسلمين أم هؤلاء تستروا باسم الإسلام ليكيدوا له كيدًا بتدمير المسلمين الحقيقيين؟ ! آهٍ آهٍ واحسرتاه ... ب- إن الله -عزَّ وجلَّ- قد صنف الأمة المحمدية من فوق سبع سموات- ثلاثة أصناف، وميزهم واصطفاهم من عباده، لوراثة كتابه بقوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَينَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيرَاتِ} فالظالم لنفسه بترك بعض الواجبات، وفعل بعض المحرمات، من هذه الأمة، وقد سبق التدليل والتعليل وافيًا شافيًا ولله الحمد والمنة. 10 - من كذب بشيء من الكتاب أو السنة الصحيحة، أو كذب أحدًا من الرسل، أو جحد أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة ولو تستر باسم التأويل -كائنًا من كان- كتأويل الباطنية الملحدة، الذين أنكروا البعث والجزاء، وتأوّلوا الرب جل جلاله، وأسماءه بإمام الزمان، وحرفوا نصوص القرآن، وأباحوا المحرمات، فهذا التكفير لا غبار عليه عند ابن الوزير وغيره من علماء الإسلام والمسلمين أجمعين. ويستثنى من جحد أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة من لم يبلغه الخطاب كمن هو حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه الدعوة فهذا لا يحكم بكفره كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية- للتعليلات السابقة في موضعها. وأما تكفير شخص معين من أهل القبلة، فهذا أشد خطرًا، لعدم توافر الشروط، ووجود المانع. 11 - إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا، فهو كذا مأثور عن بعض السلف كنفي الصفات،

والتكذيب بأن الله -عزَّ وجلَّ- يرى في الآخرة، أو أنه على العرش، أو أن القرآن كلام الله -عز وجل- أو أن الله كلم موسى تكليمًا، أو اتخذ إبراهيم خليلًا، كل ذلك كفر، إذا صدر من مكلف عاقل مختار عامد، بلغته شرائع الإسلام، وأصرّ على ذلك، لأن هذه الأمور ثابتة ومتواترة في الكتاب والسنة، فسعادة الدارين فيهما، وفي العمل بهما. 12 - إن الفرقة الناجية -وإن تنازعتها طوائف المسلمين- هي التي ترد المتشابه إلى المحكم، والمجمل إلى المبين، من الكتاب والسنة، وتجعل ما فيهما هو الأصل الذي تعتقده، ولا تنصب مقالة، وتجعلها من أصول دينها وترد ما اختلف فيه إليها، والفيصل في هذا قوله - عليه الصلاة والسلام - (ما أنا عليه وأصحابي). 13 - إن علامة أهل الأهواء والضلال ترك المحكم وتتبع المتشابه، بقصد التضليل والتشكيك، للمسلمين في عقائدهم والتحريف للدين عن طريق أساليب اليونان. وهؤلاء هم الذين وصفهم الله بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْويلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلا اللَّهُ}. 14 - إن زيدية اليمن من الشيعة، وإن مؤسس المذهب الزيدي ودولته في اليمن هو الإمام القاسم الرسي (244 هـ)، وقيل: (246 هـ) وحفيده الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم العلوي (298 هـ). وبين المعتزلة والزيدية ارتباط قوي، فالأولى هي الأم المغذية بالأفكار، والأخرى هي التي تبنت واحتفظت بالتراث وافتخرت به، فالزيدية في اليمن معتزلة في الأصول الخمسة ما عدا مسألة الإمامة -وخلاف لبعض أئمة الزيدية في حكم مرتكب الكبيرة- فقد تبنى غالب الزيدية أصولًا أربعة من أصول المعتزلة، واستبدلوا المنزلة بين المنزلتين بمسألة الإمامة التي هي الشغل الشاغل لهم، وهي امتداد لمبدء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أجلها حصل الانشقاق بين بعض الزيدية والمعتزلة، ومذهب الزيدية في الإمامة النص على علي وولديه رضي الله عنهم، وفي الدعوة والخروج لمن بعدهم من أولادهم، وعليه فعقيدتهم خليط من المعتزلة والشيعة. أما في الفروع فهم هادوية -غالبًا- مع ما فيهم من الأئمة المجتهدين المشهورين. وموقف ابن الوزير من المعتزلة وغلاة الزيدية خصومات وقلاقل وفق ومعارك جدلية وموقفه من أصولهم الخمسة موقف أهل السنة من أهل البدعة إلا أنه فرع سؤالًا عن مصير مرتكب الكبيرة إذا مات مصرًا عليها -بعد أن قرر مذهب السلف فيها وأيده بآية النساء المخصصة لعموم آية الزمر، فرّع استفهامًا هو: هل عذاب الأشقياء دائم؟ . وهذا الاستفهام ناتج عن مدى تأثره بكلام العلامة ابن القيم، ومناقشته للأقوال المتعلقة بهذا الاستفهام، المحير لعقول النظار، وستأتي الإجابة في نتائج فصل (الغيبيات) إن شاء الله تعالى. 15 - إن للإمام أبي الحسن الأشعري ثلاثة أطوار: الأول: كان يعتقد عقيدة المعتزلة استمر عليها أربعين سنة، والأخير استقر على العقيدة

السلفية، وما بينهما كان على ما عليه الأشعرية من الإيمان بالصفات الذاتية وتأويل ما سواها من الخبرية وثبت أن الإبانة من مؤلفاته، وأن من كان على مذهبه في طوره الثاني فهو أشعري، ومن كان على مذهبه في طوره الأخير فهو سلفي، وعليه فالأشعرية غير الأشعري. وأن المذهب الأشعري في اليمن هو مذهب الأشعري في طوره الثاني. وموقف ابن الوزير من الأشعرية -عمومًا- متعدد: فأحيانًا يكون كالحكم بينهم وبين خصومهم المعتزلة، وأحيانًا يكون كالخصم للأشعرية بل لغلاتهم نفاة الحكمة، إذ أثبتها ابن الوزير، كما أثبتها السلف من قبله بالأدلة العقلية والنقلية، حتى إنه أثبت الحكمة في الشرور، وفي خلق الأشقياء واستشهد بكلام أبي حامد الغزالي كما بينته في موضعه. أما أشعرية اليمن فلم أقف له على مراسلات أو مناظرات معهم. 16 - إن إثبات حكمة الله -تعالى- في أقواله وأفعاله كثيرة، شاهده له -سبحانه- بالحكمة البالغة، والنعمة السابغة والحجة الدامغة، ومنزهة له عن العبث والظلم، وذلك واضح في الكتاب والسنة، كالأسماء الحسنى، وقصة آدم والملائكة في سورة البقرة، وقصة موسى والخضر، وغير ذلك مما سبقت الإشارة إلى بعضه. وأن الشر الذي يضج به العالم، فيه من الخير الكامن ما لا يحصيه إلا الله -عزَّ وجلَّ- وخاصة ما يضج به عالمنا الحاضر، من الشرور والمجاعات، والحروب الطاحنة بين المسلمين وأعدائهم، وبين المسلمين أنفسهم، {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالمِينَ} {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} سنة الله في خلقه {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل: "إني سألت الله ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته ألّا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها، وسألته ألّا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم فأعطانيها وسألته ألا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها" والقائل: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت). مع الاعتقاد أن هذا كله قد تضمنه القدر، ومنه علم الله السابق -في خلقه قبل أن يبرأ البرية- وإرادته بقسميها {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}. 17 - إن تسرب الباطنية إلى اليمن كان عن طريق العراق، من جوار قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما بتوجيهات ميمون القداح -المجوسي أو اليهودي- لعلي بن الفضل

الحميري (303 هـ) أثناء زيارته قبر الحسين، وأرسل معه رجلًا من كبار الشيعة يُدعى الحسن بن فرج الكوفي، ثم اشتهر بمنصور اليمن، وكلفهما القداح بنشر الدعوة باسم ابنه عبيد الله المهدي، مع التظاهر بالزهد، وكثرة التعبد، والاعتزال عن الناس، بغرض المكيدة للإسلام، وذلك في (267 هـ)، وقيل: (268 هـ) وقيل غير ذلك واستمرت إلى تاريخ وفاة علي بن الفضل وظاهر الدعوة إلى الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، واختصاص علي - رضي الله عنه - بالإمامة، والطعن في جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وقد نجحا في دعوتهما باستمالة العامة باسم الدين، واستولى كل منهما على البلاد التي استقر بها. وكان أشدهما علي بن الفضل الحميري وكانت الحرب سجالًا بين أئمة الزيدية والباطنية في جهة المناطق الجبلية الشمالية وبينها وبين الأمراء من آل يُعفر الحوالين وغيرهم من جهة أخرى حتى سيطرت الباطنية على معظم البلاد اليمنية في عهد علي بن الفضل الحميري. أما في عهد الصليحي الباطني (457 هـ) فقد سيطرت على جميع اليمن من سنة (439 - إلى سنة 1457 و 459 هـ). وفي العهدين المذكورين أزهقت الباطنية الأرواح وسفكت الدماء وأباحت المحرمات. وقد وقف منهم أئمة الزيدية موقفًا حازمًا سياسيًا وعسكريًا وثقافيًا حتى كادت أن تخمد نار فتنتهم، ولكنها تخمد مرة وتذكو مرات. ومن المؤسف أن بقاياهم لا زالت في اليمن وغيره من سائر بلاد الإسلام. وأنهم تركوا آثارًا سيئة في الاعتقاد والأخلاق، ولا تزال باقية إلى يوم الناس هذا مقرره ومدرسة بينهم. وأخطر من هذا الاتصال المباشر بينهم من بلد إلى بلد للتربص بالإسلام والمسلمين، مع تغافل العلماء والحكام عن حركاتهم الإلحادية في بلاد المسلمين. وموقف ابن الوزير منهم هو موقف كل مسلم غيور على دينه وأمته كما ينته في موضعه. 18 - إن الأصل في الإنسان التدين الفطري، وأن الوثنية أمر طارئ ( ... وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالهم الشياطين عن دينهم). والفطرة تتضمن الإقرار بوجود الله عزَّ وجلَّ. وأن إنكار الصانع أمر غريب لم يذكر إلا عن فرعون، ونمرود إبراهيم على خلاف في الأخير. وأن الإسلام قسمان: فطري: وهو التهيؤ والاستعداد للإسلام الشرعي، لأن الفطري موجود في كل إنسان حتى في الكفار {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} و (كل مولود يولد على الفطرة) وقسم شرعي مكتسب بالإرادة والتعلم والعمل، بعد توفيق الله -عزَّ وجلَّ-. وبناء عليه فإن الفطرة هي الإسلام فيما قبل البلوغ. أما بعده فلا بد من أمرين: إما الاستمرار في الإسلام الفطري الموصول إلى الإسلام الشرعي، وينطبق على ذلك حديث: (كل مولود يولد على الفطرة) وطبقًا لما سبق في

علم الله السابق من السعادة. وأما الخروج عن الفطرة بكل معانيها، باتباع شياطين الجن والإنس بما فيهم الأبوان (واني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالهم عن دينهم) (فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) وطبقًا أيضًا لما سبق في علم الله من الشقاوة. 19 - إن الطريقة التي سلكها ابن الوزير في إثبات وجود الله -عزَّ وجلَّ- هي طريقة السلف الصالح، طريقة القرآن الكريم البحتة وهي: دلالة الفطرة- دلالة الأنفس- دلالة الآفاق- دلالة المعجزات. وإنه ينكر الاعتماد على النظر العقلي في الوصول إلى العقائد الإلهية المخالفة لطريقة الرسل، وإنما يستخدم العقل في فهم النصوص، وفيما للعقل فيه مجال، كالتفكر في المصنوع لا في الصانع. وأن أول واجب على المكلف - في نظره -الإيمان بالله تعالى- بدون نظر ولا استدلال، لأن الأنبياء كافة، ما كانوا يأمرون الصبي، إذا بلغ التكليف، بالنظر ولا الكافر إذا أراد الدخول في الإسلام. وأن الطريق إلى معرفة الله -تعالى- لا تحتاج إلى الطرق اليونانية الملتوية المعقدة، ولذلك قال كثير من العلماء والعقلاء إنه أمر ضروري، لا يحتاج إلى نظر، وإنما يحتاج إلى تذكر يوقظ من سنة الغفلة، كتذكر الموت الذي تقع الغفلة عنه وهو ضروري {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}. 20 - إن ابن الوزير نهج منهج السلف في الاستدلال على إثبات الأسماء والصفات، لكن على الطريقة الإجمالية لأنها الطريقة المتفق عليها، وهذا مطابق لما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من السلف وقد بينته في ذلك المبحث. وإن أفكار ابن الوزير هنا مستقاة من أفكار أئمة السلف بدليل المقارنة بين الأفكار، وأنه بريء مما قيل فيه إنه معتزلي أو توجد رائحة الاعتزال في كلامه. وقد تبين لي أنه بريء مما اتهم به، براءة الذئب من دم يوسف - عليه السلام -. ولو كان معتزليًا فما فائدة الجدال والخصومة والمناظرات والمراسلات بينه وبين المعتزلة والزيدية التي كانت نتيجتها كتابه (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم) ومختصره (الروض الباسم) وغير ذلك من مؤلفاته القيمة. 21 - الاستفاضة عن شيخ الإسلام ابن تيمية بالقول بفناء النار غير صحيحة، ومن هذا تبين أن المستفيض من كلام الناس قد يكون غير مطابق للواقع. وما أثاره ابن الوزير والصنعاني وغيرهما عن ابن تيمية في المسألة ذاتها، فعمدتهم فيه (حادي الأرواح) وهو لابن القيم لا لشيخه ابن تيمية. وأن ابن القيم له في هذه المسألة ثلاث مراحل: الأولى: الميل إلى القول بفناء النار لكثرة الوجوه والأدلة المحيرة للعقول التي أوردها مؤيدة لذلك، وزاد ابن الوزير الطين بلّه. الثانية: التوقف كما هو صريح كلامه في (الحادي) وقد سبق ذلك.

الثالثة: الرجوع عن هذا والجزم بعدم فناء النار صرح بذلك في (الوابل الصيب). أما ابن الوزير فقد تأثر بكلام ابن القيم في (الحادي) واستمالته إلى القول بفنائها أحيانا يشم ذلك في كلامه، وفي النهاية تحير فتوقف لأن هذه المسألة في نظره -بعد أن حير عقله كلام ابن القيم- من أشبه المتشابهات، والتوقف عند المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله سبحانه - من مذهب أهل السنة والجماعة، ولابن الوزير مؤلف خاص بهذه المسألة سماه (الإجادة في الإرادة) وقد اقتطفت أبياتا منها في (الغيبيات). وأما ابن تيمية، وإن شهد أخص تلاميذه بمصنفه المشهور -الذي لم يبين ابن القيم فيه نفيا ولا إثباتا- فلم يصل إلينا شيء من مؤلفاته في هذه المسألة العظيمة، سوى الورقات الثلاث -على فرض صحتها أنها من كلام ابن تيمية- وقل تضمنها كلام ابن القيم في (حادي الأرواح) على سبيل الحكاية لأقوال الناس. والموجود في فتاواه المعتمدة يناقض ما نسب إليه، لذلك لم أستطع الحكم بإسنادها إليه، لفقدانها الشروط المتبعة في مناهج البحث والتحقيق (¬1). ولا يسعني إلا أن أقول كما قال يوسف عليه السلام (معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون). وقد سبق بيان فتواه بدوام النار، وعدم فنائها كما حكى الإجماع عن سلف الأمة وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة على ذلك وأن القول بفنائها قول طائفة من أهل الكلام والمبتدعين، كالجهمية ومن وافقهم، وهو قول باطل بخالف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة فماذا بعد الحق إلا الضلال. 22 - إن دفاع ابن الوزير عن السنة يدل على أنه من أهلها وذبه عن أهل الحديث وأئمة الإسلام يدل أيضًا على أنه منهم، وإلا فما فائدة تلك المعارك الجدلية بينه وبين المعتزلة والزيدية، وأن ذمه للكلام يهدف إلى حدوثه، وعدم الحاجة إليه لا إلى تقبيحه، مطلقا، كما يهدف أيضًا إلى ترك الخوض فيما لا تمس الحاجة إلى معرفته من الكلام، وخاصة التعمق فيما يتعلق بذات الله -عزَّ وجلَّ- وصفاته لما ورد من النهي عن ذلك. وهذا ما عليه العقلاء الحازمون من الاشتغال بالأهم فالمهم، ولجواز أن ترد شبهة على دقائق الكلام تحير المبرز فيه وتبلد المعجب به، ويكون الناظر فيه كالباحث عن حتفه بظلفه. وإن المتعرضين للشبهة المجهولة بتقديم النظر في الدلائل، كمن يتعرض للسموم القاتلة بشرب الأدوية الحادة، التي ربما قتلت شاربها حين لا يجد ضدا يدفع طبيعتها، ويستحيل تقديم التداوي من داء لم يتعين ولم يعرف. وقد أثبت ابن الوزير بالأدلة النقلية الصحيحة الدالة على حيرة فحول المتكلمين ثم حسرتهم ثم ¬

_ (¬1) وجدت رسالة شيخ الإسلام طبعت باسم "الرد على من قال بفناء الجنة والنار" ط. دار بلنسية بتحقيق: د. محمد بن عبد الله السمهري.

رجوعهم إلى مذهب أهل الأثر بل تمني البعض أن يكون على دين العجائز. 23 - السلف لم يذموا جنس الكلام، ولا ذموا الاستدلال والنظر، والجدل الذي أمر الله به ورسوله، بل ولا ذموا كلامًا هو حق، بل ذموا الكلام المخالف للكتاب والسنة والعقل، فالجدال قد يكون في ابتداء الدعوة، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجاهد الكفار بالقرآن وقد يكون لبيان الحق، وشفاء القلوب من الشُبه، مع من يطلب الاستهداء والبيان، وقد يكون الجدال مع من لا يجوز قتالهم من أهل الذمة والهدنة والأمان، كما فعل الإمام أحمد بن حنبل (241 هـ) في الرد على الزنادقة والجهمية. ومخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ليس بمكروه، إذا احتج إليه وكانت المعاني صحيحة. وحينئذ ينقسم الجدل إلى قسمين جائز ومكروه. أما المكروه فكما يلي: أ- ما يقصد به صاحبه مدافعة الحق بإثارة الشكوك، والشبه الموهمة بالطرق المبتدعة. ب- اللجاج الذي يعرف صاحبه أنه غير مفيد، وقد يكون مثيرًا للشر. ج- عدم الاقتصار في الانتصار للحق على أساليب القرآن الكريم، والأنبياء عيهم السلام -والسلف الصالح- رضي الله عنهم أجمعين. وأما الجائز فكما يلي أيضًا: أ- أن تكون المجادلة بقصد إيضاح الحق، أو طمعًا في اتباع الخصم. ب- أن يكون على نمط الجدال الذي أمر الله تعالى به رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي بالطريق التي هي أحسن طريق المجادلة، كما قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. 24 - إن ابن الوزير قد بيض وجوه المحدثين على بياضها، فازدادت نورًا على نورها، وأماط عنهم كل ما وصمهم به خصمه المعترض من القدح الهادف إلى القدح في السنة النبوية، كما زاد وجوه المعتزلة المعطلة والمؤولة سوادًا على سوادها، فشاهت الوجوه، كما أن نتيجة هذه الخصومات والمعارك الكلامية أضافت إلى التراث الإسلامي ثروة لا يستهان بها، ألا وهو كتاب (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم)، ومختصره (الروض الباسم) الذي لم تعرف البلاد اليمنية مثله، ولم تقدره حق قدره، لأنه مفخرة من مفاخر اليمن وأهله، بل مفخرة من مفاخر علماء الإسلام والمسلمين" أ. هـ. وفاته: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. من مصنفاته: كتاب "العواصم من القواصم" يشمل على تحقيق مذهب السلف وأهل السنة والرد على المبتدعة في الذب عن الأئمة الأربعة، و"البرهان القاطع في معرفة الصانع" وغير ذلك.

2673 - التلمساني

2673 - التِّلْمِسانِي * المفسر: محمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن الإمام، أبو الفضل التلمساني. من مشايخه: المقريزي، والحافظ التنّسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • نيل الابتهاج: "أثنى عليه القلصادي وابن مرزوق الكفيف والحافظ التنسي والونشريسي والمقريزي والسخاوي وغيرهم ممن لقيه وأخذ عنه .. " أ. هـ. • معجم أعلام الجزائر: "فقيه مالكي، له مشاركة في علوم الأدب والتفسير والطب والتصوف .. " أ. هـ. وفاته: سنة (845 هـ) خمس وأربعين وثمائمائة. من مصنفاته: "أبحاث" في التفسير، تكلم فيها مع الإمام المقريزي في مسائله التفسيرية. 2674 - ابن أبي الصفا * النحوي: محمّد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف الكمال أبو الفضل ابن أبي الصفا، الحسيني، العراقي، الأصل، الحلبي المقدسي القاهري، الحنفي. من مشايخه: التقي القلقشندي، والجمال بن جماعة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "ناب عن المحب بن الشحنة في القضاء ولم تحمد سيرته بل كان هو القائم بجل الاستبدالات في أيامهم لا محبة فيه بل لأنه يتلف ما يرتشيه بسببها مع بني القاضي .. " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قبل سنة (861 هـ) إحدى وستين وثمائمائة. من مصنفاته: "شرح الآجرومية" و"القطر" لابن هشام وقطعة جيدة من "خلاصة الخلاصة" لابن الهائم في النحو. 2675 - التِّكْسارِي * اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن إبراهيم بن حسن التكساري الرومي الحنفي، محيي الدين. من مشايخه: المولى حسام الدين التوقاني، والمولى يوسف بالي بن محمّد الفناري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "كان حسن الأخلاق قنوعًا راضيًا بالقليل من العيش مشتغلًا بإصلاح نفسه منقطعًا إلى الله .. " أ. هـ. • الشذرات: "المولى الإمام العالم ... وكان حافظًا للقرآن العظيم، عارفًا بالقراءات، ماهرًا في التفسير ... " أ. هـ. وفاته: سنة (901 هـ) إحدى وتسعمائة. من مصنفاته: صنف "تفسير سورة الدخان" ¬

_ * نيل الابتهاج (305)، تعريف الخلف (2/ 338)، معجم أعلام الجزائر (137). * الضوء (6/ 261)، معجم المؤلفين (3/ 35)، كشف الظنون (1/ 155) و (2/ 1352 و 1797). * الشقائق النعمانية (165)، الفوائد البهية (127)، الشذرات (10/ 14)، الكواكب (1/ 23)، معجم المؤلفين (3/ 27).

2676 - الخليلي

وكتب "حواشي على تفسير القاضي البيضاوي وحاشية على "شرح الوقاية" لصدر الشريعة ... وغير ذلك. 2676 - الخَلِيلي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن عبد الرحيم بن شيخ الإسلام برهان الدين الأنصاري الخليلي المقدسي الشافعي، شمس الدين. ولد: سنة (845 هـ) خمس وأربعين وثمائمائة. من مشايخه: والده، وشرف الدين المناوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل من أهل الخليل (بفلسطين) سكن القدس وأثنى على مذهب الشافعية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (902 هـ) اثنتين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح الآجرومية" و"معونة الطالبين في معرفة اصطلاح المعربين" و"شرح الجزرية" وغيرها. 2677 - محمّد الدَّكْدَكِجِي * المقرئ: محمّد بن إبراهيم التركماني الأصل، الدمشقي المولد، المعروف بالدكدكجي، الحنفي الصوفي. ولد: سنة (1080 هـ) ثمانين وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد الميداني، ومحمد أبو المواهب الحنبلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الإمام المتفنن، البارع الأديب نادرة العصر، كان فاضلًا كاملًا مهيبًا صالحًا دينًا صوفيًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1131 هـ)، وقيل: (1121 هـ) إحدى وثلاثين، وقيل: إحدى وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: شرح "دلائل الخيرات" وشرح على "طيبة النشر في القراءات العشر" وشرح على "ضرب البحر الشاذلي" وشرح على "الجزرية". 2678 - البَرّي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن أحمد البري المدني، الحنفي، أبو طاهر. ولد: سنة (1083 هـ) ثلاث وثمانين وألف. من مشايخه: والده، وملا إبراهيم بن حسن الكوراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "كان شيخًا مهابًا عيه الوقار والسكينة ... وكان صالحًا مباركًا كل الناس عنه راضون وبالجملة فبنو البري طائفة مباركة وهذا ¬

_ * الكواكب السائرة (1/ 26)، الشذرات (10/ 22)، الأنس الجليل (2/ 207)، الأعلام (5/ 301)، معجم المؤلفين (3/ 33). * سلك الدرر (4/ 25)، هدية العارفين (2/ 315)، إيضاح المكنون (3/ 342)، الأعلام (5/ 304)، معجم المؤلفين (3/ 37). * سلك الدرر (4/ 16)، تحفة المحبين (94)، الأعلام (5/ 304).

2679 - محمد السباعي

من وجوههم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1157 هـ) سبع وخمسين ومائة وألف. من مصنفاته: صنف رسائل صغيرة في النحو، منها "مسوغات الابتداء بالنكرة". 2679 - محمّد السِّباعِي * اللغوي: محمّد بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله السباعي. ولد: تقريبًا (1255 هـ) خمس وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: أبو عثمان سعيد بن الدميري، والصادق العلوي وغيرهما. من تلامذته: عبد الحفيظ الفاسي وغيره. كلام العلماء فيه: • رياض الجنة: "كان ذا دين متين وسنن مستقيم عظيم النزاهة متباعدًا عن الرياء والسمعة والمداهنة والنفاق ذا لسان حاد وقلم كالسيف لا يبقي ولا يذر شديد الشكيمة على المبتدعين والمخالفين للشرع المطهر .. " أ. هـ. • الأعلام: "مؤرخ أصولي لغوي، من أهل مراكشي، وكان دينًا نزيهًا يكره الرياء، شديد الشكيمة على المبتدعين .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح الأربعين النووية"، و"البستان الجامع" في سيرة السلطان الحسن بن محمّد و"مقدمة" في مصطلح الحديث وغير ذلك. 2680 - الحُسَيني * المفسر: محمّد بن إبراهيم الحسيني. ولد: سنة (1270 هـ) سبعين ومائتين وألف. من مشايخه: مصطفى الحكيم وغيره. من تلامذته: واصف البارودي وغيره. كلام العلماء فيه: • تراجم علماء طرابلس: "رحب الصدر قوي الحجة مفوهًا واسع الاطلاع لين العريكة بعيدًا عن التعصب .. " أ. هـ. • أعلام الأدب والفن: "ومن أبرز سجاياه الصبر والإيمان بالقضاء والقدر .. " أ. هـ. • الأعلام: "مفسر طرابلسي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1359 هـ) تسع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير الحسيني" و "فريدة الأصول" في الأصول، وغيرهما. 2681 - الكَسْم * النحوي، المفسر محمّد بن إبراهيم بن ياسين الكسم، عطا الله. ¬

_ * "رياض الجة" أو معجم الشيوخ (1/ 55)، الأعلام (5/ 305)، معجم المؤلفين (3/ 39). * تراجم علماء طرابلس (136) في ترجمة عبد القادر بن يحيى، معجم المطبوعات (774)، أعلام الأدب والفن (2/ 327)، الأعلام (5/ 306)، معجم المؤلفين (3/ 27). * تاريخ علماء دمشق (1/ 517)، معجم المؤلفين (3/ 488).

2682 - أبو سعيد البيهقي

ولد: سنة (1260 هـ) ستين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد الغني الغنيمي الميداني، والشيخ عبد الحكيم الأفغاني وغيرهما. من تلامذته: الشيخ أبو الخير الميداني، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "هو رجل وقاف عند الحق، يجهر به ولا يخشى في الله لومة لائم، حكيم يضع الأمور في مواضعها، محبوب عند الخاصة والعامة، لم يكن يقضي أمرًا إلا بعد استشارة إخوانه وطلابه ... ولم يعتنِ بالمؤلفات، وإنما اهتم بالتدريس والطلاب وبإخراج العلماء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: ألَّف رسائل كردود أو ألفها ليعمل بها لنفسه ولمن حوله منها: "الأقوال المرضية في الرد على الوهابية" و"فصل الخطاب في المرأة ووجوب الحجاب" وغيرهما. 2682 - أبو سعيد البيهقي * اللغوي: محمّد بن أحمد البيهقي، أبو سعيد. من مشايخه: الصابوني وناصر الدين المروزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال عبد الغافر في السياق: فاضل متدين أحسن العقيدة، صنف في اللغة .. وكان ماهرًا فيها" أ. هـ. من مصنفاته: "الهداية" و"الغنية" في اللغة. 2683 - أبو بكر الخَفَّاف * النحوي، المقرئ: محمّد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد الأنصاري، أبو بكر الخفاف. من مشايخه: أبو محمد فضيل بن محمد، وأبو إسحق بن قسوم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الذيل والتكملة: "كان مقرئًا محققًا بالعربية وعلم الكلام .. " أ. هـ. من مصنفاته: "الموضوع الأكمل على كتاب الجمل" وله شرح على "إرشاد" أبي المعالي سماه "اقتطاف الأزهار واستخراح نتائج الأفكار لتحصيل البغية والمراد من شرح كتاب الإرشاد" وغيرهما. 2684 - أبو الغنائم * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن عمر الخلال، أبو الغنائم. من مشايخه: أبو سعيد السيرافي وأبو علي الفارسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "إمام عالم جيد الضبط صحيح الخط معتمد عليه معتبر" أ. هـ. 2685 - الغندجاني * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد أبو الندى ¬

_ * البغية (1/ 8). * الذيل والتكملة (5/ 2 / 651). * معجم الأدباء (5/ 2346)، البغية (1/ 37). * معجم الأدباء (5/ 2319)، البغية (1/ 52).

2686 - أبو عمران الأشعري

الغندجاني. من تلامذته: الحسن بن أحمد الأعرابي. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "رجل واسع العلم راجح المعرفة باللغة وأخبار الأعراب وأشعارها وما عرفت له شيخًا ينسب إليه ولا تلميذًا يعوّل عليه غير الحسن بن أحمد الأعرابي المعروف بالأسود صاحب التصانيف المشهورة الذي تصدى فيها للأخذ على أعيان العلماء، فإن روايته في كتبه كلها عن أبي الندى هذا" أ. هـ. 2686 - أبو عمران الأشعري * المفسر: محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، أبو جعفر القُميّ. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "من علماء الشيعة والروايات والفقه" أ. هـ. وفاته: في حدود (280 هـ) ثمانين ومائتين. من مصنفاته: "ما نزل من القرآن في الحسين بن علي"، و "النوادر" وغير ذلك. 2687 - العبدي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن البراء العبدي القاضي، أبو الحسن البغدادي. من مشايخه: خلف البزار وعلي بن المديني، والمعافى بن سليمان وغيرهم. من تلامذته: ابن قانع، ومحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو القاسم الطبراني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة" أ. هـ. • المنتظم: "وكان ثقة صدوقًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "وثقه الخطيب وغيره" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء ثقة مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. 2688 - ابن كيسان * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن، المعروف بابن كيسان (¬1). من مشايخه: المبرد وثعلب، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان ابن كيسان أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم، وكان يحفظ مذهب ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 88)، هدية العارفين (2/ 20)، معجم المؤلفين (3/ 114). * معرفة القراء (1/ 263)، تاريخ بغداد (1/ 281)، المنتظم (13/ 28)، تاريخ الإسلام (وفيات 291)، غاية النهاية (2/ 56)، الشذرات (3/ 385). * تاريخ بغداد (1/ 335)، نزهة الألباء (178)، المنتظم (13/ 130)، معجم الأدباء (5/ 2306)، إنباه الرواة (3/ 57)، الكامل (8/ 64)، الكنى والألقاب للقمي (1/ 396)، إشارة التعيين (289)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 30) ط. تدمري، العبر (2/ 113)، البداية (11/ 125)، البلغة (188)، الوافي (2/ 31)، النجوم (3/ 178)، بغية الوعاة (1/ 18)، مفتاح السعادة (1/ 169)، روضات الجنات (7/ 285)، الشذرات (3/ 422)، الأعلام (5/ 308)، معجم المؤلفين (3/ 92). (¬1) في تاريخ بغداد: (وذكر أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان: أن كيسان ليس باسم جده وإنما هو لقب أبيه).

2689 - أبو موسى الجاحظ

البصريين والكوفيين معًا في النحو: لأنه أخذ عن المبرد وثعلب ... وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين يعني ثعلبًا والمبرد .. " أ. هـ. • معجم الأدباء: "قال ياقوت: هكذا حكى أبو حيان، ولا أرى أبو حيان أدرك ابن كيسان هذا وإن صحت وفاته التي ذكرها الخطيب، ولا يكون الصابيء أبيضًا أدركه لأن مولد الصابيء في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة والذي ذكره الخطيب لا شك سهو فإني وجدت في (تاريخ أبي غالب همام بن فضل بن المهذب المعري) أن ابن كيسان مات في سنة (320 هـ) ... ". قال ياقوت: "وكان أبو بكر بن الأنباري يتعصب عليه ويقول: خلط المذهبين فلم يضبط منهما شيئًا، وكان يفضل الزجاج عليه جدًّا" أ. هـ. • الوافي: "له الأقوال المشهورة في التفاسير ومعاني الآيات وكان فوق الثقة .. " أ. هـ. • مفتاح السعادة: "قال أبو حيان التوحيدي: ما رأيت مجلسًا أكثر فائدة وأجمع لأصناف العلوم والتحف والنتف من مجلسه وكان يجتمع على بابه نحو من مائة رأس من الدواب للرؤساء والأشراف الذين يقصدونه وكان إقباله على صاحب الرقعة والخلق، كإقباله على صاحب الديباج والدابة والغلام .. " أ. هـ. وفاته: سنة (299 هـ)، وقيل: (320 هـ) تسع وتسعين ومائتين، وقيل: عشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "المهذب" في النحو و "معاني القرآن" و"المختار في علل النحو" وغيرها. 2689 - أبو موسى الجاحظ * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد، أبو موسى الجاحظ. من مشايخه: ثعلب وغيره. من تلامذته: أبو عمر الزاهد وغيره. كلام العلماء فيه: • البداية: "النحوي الكوفي المعروف بالجاحظ صحب ثعلبًا أربعين سنة وخلفه في حلقته ... وكان دينًا صالحًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مصنفاته: "غريب الحديث" و"خلق الإنسان، و "الوحوش" و"النبات". 2690 - المعمري * النحوي: محمّد بن أحمد المعمري، أبو العباس. من مشايخه: الزجّاج وغيره. من تلامذته: أبو الفتح المراغي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أحد شيوخ النحاة ومشهوريهم .. كان أكثر مقامه بالبصرة ... قال ذلك ابن عبد الرحيم .. قال ابن وشاح ... كان شديد المحبة بشرب النبيذ كثير التوفر عليه قاطعًا أكثر زمانه به" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا بين سنة (300 هـ) و (350 هـ) ثلاثمائة وبين خمسين وثلاثمائة. ¬

_ * البداية والنهاية (11/ 137). * معجم الأدباء (5/ 2327)، البغية (1/ 50).

2691 - المفجع

2691 - المفجَّع * النحوي: محمّد بن أحمد بن عبد الله -وقيل: محمد بن عبد الله، وقيل محمد بن أحمد ابن عبيد الله، وقيل: محمّد بن محمّد بن عبد الله- الأول أكثر شيوعًا. البصري الشيعي، المعروف بالمفجَّع. من تلامذته: ثعلب، وأبو عبد الله الحسين بن خالويه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "كان شاعرًا شيعيًا وله قصيدة يسميها بالأشباه يمدح فيها عليًّا عليه السلام" أ. هـ. • إنباه الرواة: "وكان شاعرًا شيعيًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان شاعرًا مُفْلقًا وشيعيًا متحرقًا .. ". أ. هـ. • الوافي: "كان شاعرًا مُفْلقًا وشيعيًا متحرّقًا وبينه وبين ابن دريد مهاجاة" أ. هـ. • طبقات أعلام الشيعة: "هو من وجوه أهل اللغة والأدب والأحاديث صحيح المذهب حسن الاعتقاد له أشعار في أهل البيت .. " أ. هـ. • الأعلام: "شاعر، عالم بالأدب. من غلاة الشيعة. من أهل البصرة" أ. هـ. من أقواله: فمن شعره: لنا سراجُ نوره ظلمةٌ ... ليس له ظلٌّ على الأرضِ كأنه شخص الإمام الذي ... يبغي الهُدى منه أولو الرفض وفي معجم الأدباء: "وله قصيدته ذات الأشباه، وسميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في محفل من أصحابه، إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في همه، وإبراهيم في خلقه، وموسى في مناجاته، وعيسى في سنه، ومحمد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل، فتطاول الناس فإذا هو علي ابن أبي طالب - عليه السلام -، فأورد المفجع ذلك في قصيدته، وفيها مناقب كثيرة، وأولها: أيها اللائمي لحبي عليّا ... قم ذميمًا إلى الجحيم خزيَّا أبخير الأنام عَرَّضتَ لازلـ ... تَ مذودًا عن الهدى مزويَّا أشبه الأنبياءَ كهلًا وزَوْلا ... وفطيمًا وراضعًا وغذيَّا كان في علمه كآدم إذا عُلّـ ... مَ شرحَ الأسماءِ والمكنَّيا ¬

_ * الفهرست لابن النديم (91)، معجم الأدباء (5/ 2336)، إنباه الرواة (3/ 312)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 32) ط. تدمري، ذكره في الذين لا يعرف وفاتهم في هذه الطبقة من الرجال، الوافي (1/ 129)، بغية الوعاة (1/ 31)، كشف الظنون (1/ 104)، إيضاح المكنون (2/ 339)، هدية العارفين (2/ 31)، أعيان الشيعة (43/ 263)، طبقات أعلام الشيعة (نوابغ الرواة من أربع المئات / 239)، الأعلام (5/ 308)، معجم المؤلفين (3/ 75).

2692 - ابن الخياط

وكنوحٍ نَجَّى من الهُلْكِ من سيـ ... ر في الفلك إذ علا الجودَّيا وجفا في رضى الإله أباه ... واجتواه وعدَّه أجنبيَّا كاعتزال الخليل آزرَ في اللـ ... هـ وهجرانه أباه مليَّا ودعا قومه فآمن لوط ... أقربُ الناسِ منه رحمًا وريَّا وعليُّ لما دعاه أخوه ... سبق الحاضرين والبدويَّا وله من أبيه ذي الأيد إسما ... عِيل شِبهٌ ما كان عني خفيَّا إنَّه عاونَ الخليلَ على الكعـ ... به إذ شاد ركنها المبنيَّا ولقد عاون الوصيُّ حبيبَ الـ ... له إذ يغسلان منها الصفيَّا رام حمل النبي كي يقطع الأصـ ... نامَ من سطحها المثول الخبيَّا فحناه ثقلُ النبوُّةِ حتى ... كاد ينآد تحته مثنيَّا فارتقى منكبَ النبيُّ عليٌّ .. صنوه ما أجل ذا المرتقيَّا فأماط الأوثانَ عن ظاهر الكعـ ... بةِ ينفي الرجاسَ عنها نفيَّا ولو أن الوصيَّ حاول مسَّ النـ ... جم بالكفِّ لم يجده قصيَّا أفهل تعرفون غيرَ عليٍّ ... وابنه استرحل النبي مطيَّا" أ. هـ. وفاته: سنة (320 هـ)، وقيل: (327 هـ) عشرين، وقيل: سبع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب الترجمان"، و"عرايس المجالس". 2692 - ابن الخيَّاط * النحوي، المفسر: محمد بن أحمد بن منصور السمرقندي، أبو بكر، ابن الخياط. من تلامذته: أبو علي الفارسي، وأبو القاسم الزجاجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "جرت بينه وبين الزجاج ببغداد مناظرة وكان يخلط المذهبين ... وكان ابن خياط جميل الأخلاق طيب العشرة محبوب الخلقة". ثم قال: "قال أبو علي الفارسي ضمن رقعة كتبها إلى سيف الدولة جوابًا عن رقعة وردت منه: ... إنه لا لقاء له لأنه دخل بغداد بعد موت محمّد بن يزيد، وصادف أحمد بن يحيى، وقد صُمَّ صممًا شديدًا لا يخرق الكلام سمعه، فلم يمكن ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2309)، إشارة التعيين (293)، إنباه الرواة (3/ 54)، الوافي (2/ 88)، البلغة (186)، بغية الوعاة (1/ 48)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 87)، الأعلام (5/ 308)، معجم المؤلفين (3/ 110).

2693 - أبو علي الروذباري

تعلم النحو منه، وإنما كان يقوله فيما كان يؤخذ عنه على ما يمليه دون ما كان يقرأ عليه، وهذا أمر لا ينكره أهل هذا الشأن ومن يعرفهم" أ. هـ. • إشارة التعيين: "أحد النحاة المشهورين" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان حميد الأخلاق، طيب العشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (320 هـ) عشرين وثلاثمائة، وقيل: (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "معاني القرآن"، و"الموجز" و" المقنع"، و"النحو". 2693 - أبو علي الرُّوذبَاري * النحوي: محمّد بن أحمد وقيل: أحمد بن محمّد بن القاسم بن منصور بن (شهريار)، أبو علي الرُّوذباري (¬1)، وقيل اسمه: حسن بن هارون. قلت: وذكره أكثرهم تحت اسم محمّد بن أحمد. من مشايخه: صحب الجنيد وأبا الحسن النوري، وأبا حمزة البغدادي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن علي الوجيهي ومعروف الزنجاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "من كبار الصوفية. سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف حسان في التصوف نُقِلَتْ عنه فأخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري قال: أنبأنا محمّد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي. قال: أبو علي الروذباري الحسن بن همام ويقال أحمد بن محمّد [قال: ]: وهذا أصح. أصله بغدادي كان من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة، لزم الجنيد وصحبه وصار أحد أئمة الزمان، وأقام بمصر وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها. وقال محمّد بن الحسين سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول: كان اسم خالي أبو علي أحمد بن محمّد بن القاسم بن منصور بن شهريار بن مهرذاذازين بن فُرغْدُذ بن كسرى. قال الشيخ أبو بكر: ولا أشك أن الذي حكى عن أحمد بن عطاء هو الواهم في اسم أبي علي، وذلك أن اسمه: محمّد بن أحمد بن القاسم ذكره غير واحد. وقال: سمعت أحمد بن محمّد بن زكريا يقول سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول قال لي أبو أحمد الرندي الحافظ: ما رأينا أحفظ من خالك أبي علي قرأت على محمّد ابن أبي الحسن الساحلي عن أبي العباس أحمد بن محمّد النسوي قال سمعت أحمد ابن أحمد الرازي يقول سمعت محمّد بن عمر الجعابي الحافظ يقول: قصدت عبدان الأهوازي فقصدت مسجده، فرأيت شيخًا ¬

_ * السير (14/ 535)، حلية الأولياء (10/ 356)، تاريخ بغداد (1/ 329)، الأنساب (2/ 100)، المنتظم (13/ 343)، العبر (2/ 195)، البداية والنهاية (11/ 192)، النجوم (3/ 248)، الشذرات (4/ 117)، طبقات الفقهاء الشافعية لابن كثير (1/ 197)، الكامل (8/ 396)، صفة الصفوة (2/ 293)، تاريخ الإسلام (وفيات 322) ط. تدمري، طبقات الصوفية (354)، طبقات الأولياء لابن الملقن (50)، الطبقات الكبرى للشعراني (1/ 106)، الأعلام (5/ 308). (¬1) في معجم البلدان: "نسبه السمعاني إلى روذبار طوس وأبو موسى إلى روذبار قرية من بغداد، والأول أصح، لأن الخطيب قال: "هو بغدادي" كذا والظاهر ولم الثاني أصح".

2694 - الداجوني

وحده قاعدًا في المسجد ربعًا حسن الشيبة عليه كساء برّ كان حسن، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب، وكنت قد سلبت في الطريق فأعطاني الذي كان عليه، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به، فقلت لهم: من هذا الشيخ؟ قالوا: هذا أبو علي الروذباري ثم كان له معاودة في الحديث، فرأيت من حفظه للحديث ما تعجبت. وقال لي محمّد بن أبي الحسن: بلغني عن أبي علي الروذباري أنه قال: أستاذي في الصوفية الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب. أخبرنا إسماعيل الحيري قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمّد بن الحسين قال سمعت سعيد بن سلام المغربي يقول سمعت أبا علي الكاتب يقول: ما رأيت أحدًا أجمع لعلم الشريعة والحقيقة من أبي علي الروذباري. أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي قال نا أبو الفضل نصر بن محمّد بن يعقوب قال نا قسيم بن أحمد وغلام الزقاق قال نا أبو علي الروذباري الصوفي قال نا أبو عبد الله بن بحر قال نا الحسين بن نصر قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. في قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ}. قال: مخافة الإجلال. أخبرني أبو علي بن عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النيسابوري بالري قال سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول: سئل أبو علي الروذباري فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجِفا، وكانت الدنيا منه على القفا .. " أ. هـ. • الأنساب: "وكان يتفقه بالحديث ويفتي بالمقاطيع ... وكان ابن الكاتب إذا ذكر الروذباري يقول: سيدنا أبو علي. فقيل له في ذلك فقال: لأنه ذهب من علم الشريعة إلى علم الحقيقة ونحن رجعنا من علم الحقيقة إلى علم الشريعة" أ. هـ. • السير: "قيل: سئل أبو علي عمن يسمع الملاهي ويقول: هي حلال لي لأني قد وصلت إلى رتبة لا يؤثر فيها اختلاف الأحوال فقال: نعم قد وصل ولكن إلى سَقر" أ. هـ. • الشذرات: "كان فقيهًا نحويًّا حافظًا للأحاديث، عارفًا بالطريقة له تصانيف كثيرة وأصله من بغداد، من أبناء الوزراء والكبار، يتصل نسبه بكسرى، فصحب الجنيد حتى صار أحد أئمة الوقت وشيخ الصوفية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (322 هـ)، وقيل: (323 هـ) اثنتين وعشرين، وقيل: ثلاث وعشرين وثلاثمائة. 2694 - الدَّاجُوني * المقرئ: محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان، أبو بكر الرملي، الداجوني، المكفوف. من مشايخه: محمّد بن موسى بن عبد الرحمن الدمشقي، وابن مُجاهد وغيرهما. من تلامذته: العباس بن محمّد الرملي، وابن مجاهد وغيرهما. ¬

_ * مختصر تاريخ دمشق (21/ 293)، معرفة القراء (1/ 268)، تاريخ الإسلام (وفيات 324 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 77)، المقفى (5/ 238)، معجم المؤلفين (3/ 88).

2695 - الوشاء

كلام العلماء فيه: • مختصر تاريخ دمشق: "قال ابن عساكر: كان مقرئًا جليلًا حافظًا ثقة .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كامل ناقل رحال مشهور ثقة .. " أ. هـ. • المقفى: "قال الداني: وهو إمام مشهور ثقة مأمون حافظ ضابط .. " أ. هـ. وفاته: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في القراءات. 2695 - الوشّاء * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى الوشّاء، أبو الطيب. من مشايخه: ثعلب، والمبرد وغيرهما. من تلامذته: منية جارية خلّافة أم ولد المعتمد على الله وغيرها. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان من أهل الأدب حسن التصانيف مليح الأخبار .. " أ. هـ. • الوافي: "قال محمّد بن إسحاق النديم: كان نحويًّا" معلمًا لمكتب العامّة وكان يعرف بالأعرابي انتهى .. برع في فنون الأدب .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالأدب كان يحترف للتعليم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الجامع في النحو" و"كتاب مختصر في النحو". 2696 - ابن شَنَبُوذ * المقرئ: محمّد بن أحمد بن أيوب بن الصَّلْت بن شنبوذ، أبو الحسن. ولد: سنة (245 هـ) خمس وأربعين ومائتين. من مشايخه: عبد الرحمن كرْبزان، وتلا على قنبل المكي، وهارون بن موسى الأخفش وغيرهم. من تلامذته: أبو الشيخ، وأبو بكر بن شاذان، وتلا عليه أبو الفرج الشنَبوذي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ يقرئ الناس، ويقرأ في المحراب عرف يخالف المصحف ... ويتتبع الشواذ فيقرأ بها حتى عظم أمره وفحش وأنكره الناس ... وضربه (السلطان) بالذرة على قفاه، فضرب نحو العشر ضربًا شديدًا فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه ... وأخذ فيه خطه بالتوبة .. " أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (1/ 253)، المنتظم (13/ 369)، الأنساب (5/ 604)، معجم الأدباء (5/ 2303)، إنباه الرواة (3/ 61)، البداية (11/ 200)، الوافي (2/ 32)، البغية (1/ 18)، الأعلام (5/ 309)، معجم المؤلفين (3/ 48). * تاريخ بغداد (1/ 280)، المنتظم (392)، معجم الأدباء (5/ 2323)، وفيات الأعيان (4/ 299)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (21/ 261)، السير (15/ 264)، العبر (2/ 195)، معرفة القراء (1/ 276)، تاريخ الإسلام (وفيات 328) ط. تدمري، البداية (11/ 207)، غاية النهاية (2/ 52)، المقفى الكبير (5/ 143)، الوافي (2/ 37)، النجوم (3/ 276)، الشذرات (4/ 148)، الأعلام (5/ 309)، معجم المؤلفين (3/ 51).

2697 - الأثرم

• المنتظم: "وكان قد تخير لنفسه حروفًا من شواذ القراءات وقرأ بها فصنف أبو بكر الأنباري وغيره كتبًا في الرد عليه .. " أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان من مشاهير القراء وأعيانهم وكان دينًا، وفيه سلامة صدر وفيه حمق، وقيل إنه كثير اللحن قليل العلم .. وتفرد بقراءات شواذ .. " أ. هـ. • السير: "واعتمده أبو عمرو الداني، والكبار، وثوقًا بنقله وإتقانه، لكنه كان له رأي في القرآن بالشواذ التي تخالف رَسم الإمام، فنقموا عليه لذلك وبالغوا وعزروه والمسألة مختلف في الجملة وما عارضوه أصلًا فيما أقرأ به ليعقوب، ولا لأبي جعفر بل فيما خرج عن المصحف العثماني. قال أبوشامة: كان الرفق بابن شنبوذ أولى، وكان اعتقاله وإغلاظ القول له كافيًا -وليس بمصيب فيما ذهب إليه- لكن أخطاؤه في واقعةٍ لا تسقط حقه من حرمة أهل القرآن والعلم" أ. هـ. • البداية والنهاية: "اختار حروفًا في القراءات أنكرت عليه، وصنف أبو بكر الأنباري كتابًا في الرد عليه، وعقد له مجلس في دار الوزير ابن مَعلة، وأنه ضرب حتى رجع عن كثير فيها، وكانت قراءات شاذة أنكرها عليه قراء أهل عصره .. " أ. هـ. • المقفى: "المقرئ المشهور ... وكان يرى جواز الصلاة بما جاء في مصحف أبي كعب ومصحف ابن مسعود، وربما صح في الأحاديث ويقرأ بذلك. وكان ثقة في نفسه صالحًا ديّنًا متبحرأ في هذا الشأن. لكنه كان يحطّ على أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد شيخ العصر في الإقراء، ويقول: هذا العطشي لم تغبر قدماه في طلب العلم -يعني أنه لم يرحل من بغداد ... قال الداني: زلّ فحمل الناس عليه، غير أنهم تحملوا الرواية عنه والعرض عليه لموضعه من العلم ومكانة من الضبط ... وقال الداني -أيضًا-: يقول محمّد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ إني كنت أقرأ حروفًا تخالف ما في مصحف عثمان بن عفان الذي اتفق أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على تلاوته، ثم بان لي أن ذلك خطأ، فأنا منه تائب وعنه مقلع .. " أ. هـ. • الأعلام: "من كبار القراء من أهل بغداد انفرد بشواذ كان يقرأ بها .. منها: "وكان أمامَهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا). و(تكون الجبال كالصوف المنفوش) و (فامضوا إلى ذكر الله) ... وغيرها وعلم الوزير ابن مقلة بأمره، فأحضره وأحضر بعض القراء، فناظروه، فنسبهم إلى الجهل وأغلظ للوزير، فامر بضربه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "اختلاف القراء" و"شواذ القراءات". 2697 - الأثْرم * المقرئ: محمّد بن أحمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم البغدادي أبو العباس الأثرم (¬1). ¬

_ * تاريخ بغداد (1/ 263)، المنتظم (14/ 67)، الأنساب (1/ 83)، معجم شيوخ ابن جُميع الصيداوي (59)، الكامل (8/ 476)، مرآة الجنان (2/ 325)، السير (15/ 303)، العبر (2/ 243)، تاريخ الإسلام (وفيات 336) ط. تدمري، الوافي (2/ 40)، النجوم (3/ 296)، الشذرات (4/ 198). (¬1) الأثرم: بفتح الألف وسكون الثاء المثلثة وفتح الراء المهملة، وفي آخرها ميم، نسبة إلى الأسنان المفننة.

2698 - غلام ابن شنبوذ

ولد: سنة (240 هـ) أربعين ومائتين. من مشايخه: الحسن بن عَرَفة، وحميد بن الربيع وغيرهما. من تلامذته: ابنُ المظفَّر، والدارقطني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "قال الدارقطني: الأثرم الخياط المقريء، شيخ ثقة فاضل ... " أ. هـ. • المنتظم: "وهو ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (336 هـ) ست وثلاثين وثلاثمائة. 2698 - غلام ابن شنبوذ * المقرئ: محمّد بن أحمد بن يوسف بن جعفر، أبو الطيب يعرف بغلام ابن شنبوذ. من مشايخه: إدريس بن عبد الكريم، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن شنبوذ وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن جعفر المغازلي، وعلي بن محمّد بن عبد الله الزاهد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "ذكر عن بعض أصحابنا عن أبي نعيم، قال: سمعت من هذا الشيخ في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ رحال عارف مشهور" أ. هـ. من أقواله: الوافي: "قال: قرأت على إدريس بن عبد الكريم: (لَوْ أنزَلْنَا هَذا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ .. ) الآية. فقال لي: ضع يدك على رأسك فإن شيخي أمرني بهذا وسلسل الحديث إلى ابن مسعود وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأها ابن مسعود قال له: ضع يدك على رأسك فإن جبريل أمرني بهذا، قال: وفيها شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت" أ. هـ. وفاته: سنة (339 هـ)، وقيل: (352 هـ) تسع وثلاثين، وقيل: اثنتين وخمسين وثلاثمائة. 2699 - ابن الحدَّادَ * النحوي: محمّد بن أحمد بن محمد بن جعفر، أبو بكر بن الحداد، الشافعي. ولد: سنة (264 هـ) أربع وستين ومائتين. من مشايخه: النسائي، وابن جرير الطبري، وروح بن الفرج وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال الدارقطني: كان يحسن النحو والفرائض ويدخل على السلاطين وكان حافظًا للفقه على مذهب الشافعي. وكان كثير الصلاة متعبدًا. قال المسبّحيّ: كان فقيهًا عالمًا كثير الصلاة والصيام. يصوم يومًا ويفْطر يومًا. ويختم القرآن في كلّ يوم وليلة، قائمًا مُصَليًّا. ¬

_ * تاريخ بغداد (1/ 377)، المنتظم (14/ 154)، الوافي (2/ 38)، غاية النهاية (2/ 92). * المنتظم (14/ 101)، وفيات الأعيان (4/ 197)، مرآة الجنان (2/ 336)، السير (15/ 445)، العبر (2/ 264)، تاريخ الإسلام (وفيات 344) ط. تدمري، الأنساب (2/ 181)، تذكرة الحفاظ (3/ 899)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 104)، الوافي (2/ 69)، البداية (11/ 244)، النجوم (3/ 313)، بدائع الزهور (1/ 1 / 177)، طبقات الحفاظ (367)، مفتاح السعادة (2/ 315)، الشذرات (4/ 235)، الأعلام (5/ 310)، معجم المؤلفين (3/ 98).

2700 - التستري

وحدثَّني علي بن حسن قال: سمعتُ ابن الحدّاد يقولُ: كنتُ في مجلس ابن الإخشيد فلمّا قمنا أمسكني وحدي فقال: أيّما أفضل أبو بكر أو عمر أو علي؟ فقلت: أثني حذاء واحد. قال: فأيّما أفضل أبو بكر أو علي؟ قلت: إن كان عندك فعليٌّ، وإن كان بَرًّا (¬1) فأبو بكر فضحك وقال: هذا يشبه ما بلغني عن محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سأله رجل: أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال: عُدْ إليّ بعد ثلاث. فجاءه، فقال: تقدَّمي إلى مؤخَّر الجامع. فتقدمه، فنهض ابنُ عبد الحكم واستعفاه، فأبى، فقال: أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي، وبالله لئن أخبرت بهذا عنّي لأقولنّ للأمير أحمد بن طولون فيضربك بالسِّياط" أ. هـ. • البداية: "أحد أئمة الشافعية روى عن النسائي، وقال: رضيتُ به حجة بيني وبين الله عزَّ وجلَّ. وقد كان فقيهًا فَروعيًا، ومحدثًا نحويًّا وفصيحًا في العبارة دقيق النظر في الفروع .. " أ. هـ. • الأعلام: "كان قوالًا للحق ماضي الأحكام، فصيحًا، متعبدًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: (الفروع) في فقه الشافعية و"أدب القاضي" و"الباهر" في الفقه. 2700 - التَّسْتُرِي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو التستري. ولد: سنة (273 هـ) ثلاث وسبعين ومائتين. من مشايخه: إبراهيم بن حمّاد، ومحمد بن خشنام وغيرهما. من تلامذته: ابنه، ومحمد بن نصر الجلدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "ولي قضاء البصرة وكان يناظر المعتزلة ويؤذيهم، وكان من كبار فقهاء الطرق .. " أ. هـ. • الديباج: "كان عالمًا بمذهب مالك، شديد التعصب له، وكان له اتساع في الرواية، والحديث، وحظ من علم العربية وكان ملازمًا للسنة، نافرًا عن البدعة ... وهو قريب لسهل بن عبد الله التستري العابد، ذي الأقاصص العجيبة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "مناقب الإمام مالك" و"فضائل المدينة". ¬

_ (¬1) بَرًّا: كلمة مولدة بمعنى: علانية. * تاريخ الإسلام (وفيات 345 هـ) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 193)، شجرة النور (79)، الأعلام (5/ 310)، معجم المؤلفين (3/ 88).

2701 - العسال الأصبهاني

2701 - العَسال الأصْبهاني * المفسر المقرئ: محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمّد بن عبد الله، أبو أحمد بن أبي جعفر الأصبهاني، المعروف بالعَسَال. ولد: سنة (269 هـ) تسع وستين ومائتين. من مشايخه: محمّد بن أيوب الرازي، وأبو مسلم الكجي، والحسن بن علي السري وغيرهم. من تلامذته: عبد الله بن عدي، وأبو بكر بن المقرئ، وابن منده، وابن مردويه وغيرهم. كلام العلماء فيه: • ذكر أخبار أصبهان: "ولي القضاء، مقبول القول من كبار الناس في المعرفة والإتقان والحفظ" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السُّودَرجاني: وكان دينًا ثقة صالحًا" أ. هـ. • الأنساب: "إمام كبير جليل القدر أحد أئمة الحديث فهمًا وإتقانًا وأمانة قال أبو عبد الله بن منده: طفت الدنيا شرقًا وغربًا فلم أرَ مثل أبي أحمد العسال" أ. هـ. • السير: "قال الباطرقاني: أخبرنا ابن منده، قال: كان أبو أحمد بن العسال يخلف الطبري وابنه، وكان أحد الأئمة في علم الحديث. وقال الحاكم: كان أحد أئمة الحديث. وقال ابن مردويه: كان أبو أحمد العسال المعدِّل يتولى القضاء خليفة لعبد الرحمن بن أحمد الطبري، هو أحد أئمة الحديث فهمًا وإتقانًا وأمانة". ثم قال: "قال الخليلي في (الإرشاد): ومن أهل أصبهان أبو أحمد العسال حافظ، متقن عالم بهذا الشأن، كان على قضاء أصبهان من شرط الصحاح" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو عبد الله بن منده: كتب عن ألف شيخ لم أرَ فيهم أتقن من أبي أحمد العسال" أ. هـ. • البداية والنهاية: "أحد الأئمة الحفاظ وأكابر العلماء سمع الحديث وحدث به" أ. هـ. • قلت: ذكره صاحب كتاب "مذهب أهل التفويض" ضمن أئمة أهل السنة بعد محنة خلق القرآن، حيث ذكر مؤلفات أهل السنة في تلك المرحلة وخاصة في باب العقيدة انظر صفحة (43). وفاته: سنة (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الشيوخ" و"التفسير" و "كرامات الأولياء"، ولم غريب القراءات" وغير ذلك. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 349) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 56)، طبقات المفسرين للسيوطي (78)، ذكر أخبار أصبهان (2/ 283)، تاريخ بغداد (1/ 270)، الأنساب (4/ 189)، المنتظم (14/ 130)، السير (6/ 16)، الوافي (2/ 41)، النجوم (3/ 325)، طبقات الحفاظ (361)، الشذرات (4/ 258)، هدية العارفين (2/ 43)، معجم المؤلفين (3/ 45)، العبر (2/ 282)، تذكرة الحفاظ (3/ 886)، مرآة الجنان (2/ 258)، البداية والنهاية (11/ 252)، مذهب أهل التفويض (43).

2702 - اللؤلؤي

2702 - اللُّؤلؤي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد -وقيل: بن عبد الله- الأموي، ويعرف باللؤلؤي. من مشايخه: أسلم بن عبد العزيز وغيره. من تلامذته: ابن المكوي، والقاضي محمّد بن زرب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن .. " أ. هـ. • الديباج: "كان أفقه أهل زمانه بعد موت ابن أيمن، وله بصر باللغة والشعر، والوثائق، برع في علم السنن وكانت فيه دعابة يستعملها حتى إن شواطر النساء كن يكتبن له بمسائل من المجون ويتعرضن له بها فيجيبهن ويتخلص .. " أ. هـ. • شجرة النور: "كان من أهل الحدس الصادق والرأي المصيب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (350 هـ)، وقيل: (351 هـ)، وقيل: (348 هـ)، خمسين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: ثمان وأربعين وثلاثمائة. 2703 - السدوسي * المفسر: محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجيز بن صالح بن عبد الله بن أسامة، أبو طاهر، الذهلي السدوسي البصري البغدادي المالكي. ولد: سنة (279 هـ) تسع وسبعين ومائتين، وقيل: (277 هـ) سبع وسبعين ومائتين وقيل غير ذلك. من مشايخه: أبو شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب، وثعلب وغيرهم. من تلامذته: الدارقطني، وأبو العباس ابن الحاج الإشبيلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة ... وكان حسن السيرة جميل الأمر ... وله أبوّة في القضاء شديد المذهب متوسط الفقه على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون بحضرته، فكان يتوسط بينهم ويكلمهم كلامًا سديدًا، ويجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب محمود وطريقة حسنة ... وكان فاضلًا ذكيًا متقنًا لما حدّث فيه" أ. هـ. • ترتيب المدارك: "قال الفرغاني: كان أبو الطاهر مسندًا في الحديث فقيهًا بمذهب مالك ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 202)، وبغية الملتمس (1/ 231)، وفيهما أحمد بن عبد الله، تاريخ الإسلام (وفيات 350) ط. تدمري، الديباج (2/ 201)، شجرة النور (89). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 72)، المقفى (5/ 189)، تاريخ بغداد (1/ 313)، الديباج المذهب (. . .)، تاريخ الإسلام (وفيات 367) ط. تدمري، المنتظم (14/ 257)، العبر (2/ 344)، الشذرات (4/ 359)، النجوم (4/ 130)، الوافي (2/ 45)، قضاة دمشق لابن طولون (34)، ترتيب المدارك (3/ 286)، السير (16/ 204)، شجرة النور (91).

2704 - الأزهري

ثبتًا أديبًا، كاملًا، ذا قدر وجلالة، وقدم في دولة بني العباس، وكان من شهود القاضي أبي الحسين بن حماد، وله به خاصة". ثم قال: "قال الفرغاني: وكان حسن السيرة والعلم بالعربية والآداب. قال القاضي أبو عبد الله الحداد: وكان محدث زمانه، وطال عمره ... قال ابن أبي زيد رحمه الله تعالى: كان فقيهًا بمذهب مالك، وأديبًا كاملًا وكانت له جلالة وقدر، مسندًا في الحديث .. " أ. هـ. • المنتظم: "ولي القضاء بواسط، ثم بمدينة المنصور وبالشرقية، وكان على مذهب مالك حدث ببغداد، وسمع منه الدارقطني وكان ثقة" أ. هـ. • السير: "الإمام العالم المسند المحدث، قاضي القضاة ... وكان ثقة في الحديث". وقال: "قال عبد الغني: وقد قرأ القرآن وهو ابن ثمان سنين، وكان مفوهًا حسن البديهة، شاعرًا، علامة، حاضر الحجة، عارفًا بأيام الناس، غزير المحفوظ، لا يمله جليسه من حُسن حديثه، وكان سمحًا كريمًا .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "لم يزل أمره مستقيمًا إلى أن لحقته علة عطلت شقه ... وأصحاب الحديث ينقطعون إليه" أ. هـ. • شجرة النور: "من بيوت العلم بها وذوي الأقدار الثقة الأمين الفاضل الفقيه الكثير السماع العالم الكامل" أ. هـ. وفاته: سنة (367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: اختصر تفسير الجبائي (¬1)، وتفسير البلخي (¬2). 2704 - الأَزْهَرِي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح بن أزهر، أبو منصور الأزهري الهروي الشافعي. ولد: سنة (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين. من مشايخه: البغوي، وابن أبي داود بن السَّرَّاج وغيرهما. من تلامذته: أبو عبيد الهروي، وأبو ذر عبد بن حميد الحافظ وغيرهما. ¬

_ (¬1) هو محمّد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي (303 هـ) وهو أحد رؤوس المعتزلة. معجم المؤلفين (3/ 472). (¬2) هو عبد الله بن أحمد الكعبي (317 هـ) وهو أحد رؤوس المعتزلة. وفيات الأعيان (3/ 45). * معجم الأدباء (5/ 2321)، اللباب (1/ 38)، وفيات الأعيان (4/ 334)، إشارة التعيين (294)، السير (16/ 315)، العبر (2/ 356)، تذكرة الحفاظ (3/ 960)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 63)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 49)، البلغة (186)، الوافي (2/ 45)، النجوم (4/ 139)، بغية الوعاة (1/ 19)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 65)، مفتاح السعادة (1/ 111)، الشذرات (4/ 379)، روضات الجنات (7/ 336)، طبقات الشافعية (94)، الأعلام (5/ 311)، معجم المؤلفين (3/ 47)، تاريخ الإسلام (وفيات 370) ط. تدمري، إيضاح المكنون (1/ 608)، هدية العارفين (2/ 49)، مقدمة تهذيب اللغة بقلم عبد السلام هارون- الدار المصرية للتأليف والترجمة - القاهرة (1384 هـ- 1964 م).

2705 - ابن حسنويه

كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "اللغوي الإمام المشهور في اللغة، كان فقيهًا شافعي المذهب غلبت عليه اللغة فاشتهر بها ... وكان متقنًا على فضله وثقته ودرايته وورعه" أ. هـ. • السير: "إمام اللغة العلامة ... ترك ابن دُريد تورعًا، فإنه -يعني الأزهري- قال: دخلت داره، فألفيتُه على كبر سِنِّه سكران. أ. هـ. وكان رأسًا في اللغة والفقه، ثقة، ثبتًا دينًا. فعنه قال: امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحاج بالتهبير، فكنت لقوم يتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسرهم دهرًا طويلًا وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصّمّان، واستفدت منهم ألفاظًا جمة .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان بارعًا في المذهب، ثقة ورعًا فاضلًا" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "وكان عارفًا بالحديث عالي الإسناد كثير الورع .. " أ. هـ. • قلت: قال عبد السلام هارون في مقدمة "تهذيب اللغة" (ص 16): "يعد هذا الكتاب في قمة كتب الأزهري، كما يعد من أوثق المعاجم اللغوية، وبحق ما سمى الأزهري كتابه (تهذيب اللغة) يقول في ذلك: وقد سميت كتابي هذا تهذيب اللغة -لأني قصدت بما جمعت فيه نفي ما أدخل في لغات العرب من الألفاظ التي أزالها الأغبياء عن صيغتهما، وغيرها الغتم عن سننها، فهذّبت ما جمعت في كتابي من التصحيف والخطأ بقدر علمي، ولم أحرص على تطويل الكتاب بالحشو الذي لم أعرف اصله، والغريب الذي لم يسنده الثقات إلى العرب انتهى. ومع ضخامة هذا المعجم واتساع جنباته يقول الأزهري إنه لم يذكر فيه إلا ما صح من سماع، أو ما كان رواية عن ثقة، أو حكاية عن ذي معرفة ثاقبة اقترنت إليها معرفته" أ. هـ. والجدير بالذكر أن ننقل ما قاله الأزهري نقلًا من كتاب "شرح الطيبي لمشكاة المصابيح" (11/ 2623) حول قول: "أين كان ربنا؟ أو العرش؟ ". قال الأزهري بعد قول الطيبي: "قال الأزهري: نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة، أي نجري اللفظ على ما جاء عليه من غير تأويل" أ. هـ. ولعل هذا النص يدل على قول حسن في الاعتقاد بالأسماء والصفات من هذا الموضع ... والله أعلم. وفاته: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تهذيب اللغة"، و"تفسير القرآن" و"علل القراءات" وغيرها. 2705 - ابن حَسْنُوَيه * المفسر، المقرئ: محمّد بن أحمد بن حسنويه، أبو سهل الحسنوي النيسابوري. من مشايخه: أبو بكر بن خزيمة، وأبو العباس ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 375) ط. تدمري وفيه اسمه محمّد بن أحمد بن حسن، طبقات المفسرين للداودي (2/ 68) وفيه كنيته أبو أحمد، المنتظم (14/ 315)، البداية والنهاية (11/ 325) وفيه محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنويه، اللباب (1/ 300).

2706 - أبو جعفر النيسابوري

السراج وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "أديب تفقه على مذهب الشافعي، وسمع الحديث من جماعة، وحدث في البلاد، وكان من التاركين لما لا يعنيهم، المشتغلين بأنفسهم" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان فقيهًا شافعيًّا أديبًا محدثًا مشتغلًا بنفسه عما لا يعنيه" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان فاضلًا عالمًا زاهدًا. قال الحاكم: كان من كبار مشايخ التصوف، ذا لسان وبيان. وكان مقدمًا في معاني القرآن" أ. هـ. وفاته: سنة (375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة. 2706 - أبو جعفر النَّيسَابُوري * النحوي، المقرئ: محمّد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان، أبو عمرو بن الزاهد أبو جعفر الحيري النيسابوري. ولد: سنة (283 هـ) ثلاث وثمانين ومائتين. من مشايخه: الحسن بن سفيان، وزكريا الساجي وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد النقاش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "من الثقات الأثبات .. " أ. هـ. • العبر: "وكان مقرئًا عارفًا بالعربية .. " أ. هـ. • السير: "قال الحاكم: كان المسجد فراشه نيفًا وثلاثين سنة، ثم لمّا عمي وضعف، نقل إلى بعض أقاربه بالحيرة، وكان من القراء والنحويين وسماعاته صحيحة، رحل به أبوه، وصحب الزهّاد، وأدرك أبا عثمان والمشايخ .. وقال الحافظ محمد بن طاهر القدسي: كان يتشيع. قلت: تشيُّعه خفيف كالحاكم .. " أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قلت -أي الذهبي-: ما كان الرجل ولله الحمد غالبًا في ذلك -أي التشيع- وقد أثنى عليه غير واحد .. " أ. هـ. • طبقات الصوفية: " .. وهو أحد الخائفين الورعين وبيته بيت الزهد والورع .. " أ. هـ. • الأعلام: "محدث نيسابور، كان من النحاة والقراء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (376 هـ)، وقيل: (378 هـ) ست وسبعين، وقيل: ثمان وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب "الفوائد" في الحديث. 2707 - الملطي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو الحسين ¬

_ * المنتظم (14/ 320)، الأنساب (2/ 298)، السير (16/ 356)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 376) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 45)، العبر (3/ 3)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 69)، لسان الميزان (5/ 47)، الوافي (2/ 46)، النجوم (4/ 150)، بغية الوعاة (1/ 22)، الشذرات (4/ 405)، طبقات الصوفية للسلمي (332)، الأعلام (5/ 311). * معرفة القراء (1/ 343)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 377) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 77)، غاية النهاية (2/ 67)، الأعلام (5/ 311)، معجم المؤلفين (3/ 72)، تاريخ دمشق (51/ 71)، "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، -تحقيق محمّد زاهد الكوثري- المكتبة الأزهرية للتراث لسنة (1413 هـ- 1993 م).

2708 - القزاز

الملطي العسقلاني. من مشايخه: ابن مجاهد، وابن الأنباري وغيرهما. من تلامذته: الحسن بن ملاعب الحلبي، وعبيد الله بن سلمة المكتب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "قال إسماعيل بن رجاء: كان أبو الحسين الملطي، كثير العلم، كثير التصنيف في الفقه، وكان يتفقه للشافعي، وكان يقول الشعر ويسره ويعجب به" أ. هـ. • غاية النهاية: "فقيه مقرئ متقن ثقة ... قال الداني مشهور بالثقة والإتقان .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات، من فقهاء الشافعية .. " أ. هـ. • قال محمّد زاهد الكوثري في مقدمته لكتاب "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" صفحة (هـ): " ... إنه كثير الاتباع لنصوص كتاب "الاستقامة" لأبي عاصم خشيش بن أصرم النسائي من شيوخ أبي داود وابنه والعسال كما أنه كثير المسايرة لمقاتل بن سليمان البلخي في تفسير الآيات فيبعدانه عن الجادة. فخشيش ممن سطع نجمه بعد رفع المحنة في فتنة القول بخلق القرآن عند تقريب المتوكل العباس النقلة، وهو يعد عندهم ثقة في الرواية، لكنه متخبط في مسائل الدراية. فيفوه بما ينبذه البرهان الصحيح غير ساكت عما لا يعنيه .. ". ثم قال المحقق: "واعتماد المؤلف على مقاتل بن سليمان في التفسير أوقعه في الانخداع ببعض آراء الحشوية كتفسير الاستواء بالاستقرار مع أن ذلك إنما يكون بعد اضطراب سابق، وجل إله العالمين عن الجسميات وأوصاف المحدثات". قلت: ويقصد الكوثري بالحشوية أهل الحديث الذين يثبتون لله من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينفون عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تفويض. ثم قال: "نعلم مما سبق أنه يتعين التبصر البالغ في مرويات المؤلف -في كتابه التنبيه والرد- عن مثل محمّد بن عكاشة في صدر الكتاب، وعن مقاتل بن سليمان في الأوسط، وعن خشيش بن أصرم في الأواخر، لكلام أهل النقد في ابن عكاشة، ومقاتل، وتهاتر آراء خشيش كما سبق .. ". أ. هـ وفاته: سنة (377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" و"قصيدة" عارض بها قصيدة لموسى بن عبيد الله الخاقاني، في وصف القراءة والقراء ... 2708 - القزاز * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن سعيد المعافري الإلبيري، أبو عبد الله القزاز. من مشايخه: سعيد بن جابر وغيره. من تلامذته: ابن الفرضي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان شيخًا صالحًا نحويًّا أديبًا شاعرًا" أ. هـ. ¬

_ * البغية (1/ 25)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 768).

2709 - ابن الإمام

وفاته: سنة (379 هـ) تسع وسبعين وثلاثمائة. 2709 - ابن الإمام * اللغوي: محمّد بن أحمد بن حمدون الخولاني القرطبي، المعروف بابن الإمام، أبو عبد الله. ولد: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وابن أيمن وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا باللغة بليغًا لسنًا حافظًا للأخبار والأنساب وكان مشهورًا باعتقاد مذهب ابن مسرّة (¬1)، لا يستر بذلك، وكان مولعًا بالتشريق (¬2) في صلاته" أ. هـ. وفاته: سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة، قلت: وقد ذكر السيوطي في بغية الوعاة وفاته سنة (350) وهو خطأ واضح. 2710 - الشَنَبُوذي * المفسر، المقرئ: محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفرج، ويعرف بابن الشنبوذي. ولد: سنة (300 هـ) ثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شنبوذ وتكلم الناس في رواياته فذكر أنه أقرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني فتكلم الناس فيه وغيرهما. من تلامذته: الهيثم بن أحمد الصباغ، وأبو طاهر محمّد بن ياسين الحلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كتب في القراءات وتكلم الناس في رواياته وذكر الواسطي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عنه فأساء القول فيه والثناء عليه وكان يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن" أ. هـ. • المنتظم: "وقال أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي يذكر أبا الفرج الشنبوذي فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير .. " أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (2/ 774)، تاريخ الإسلام (وفيات 380) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 22). (¬1) مذهب ابن مسرة: هو أنه كان فيلسوفًا متصوفًا، وقد فصلنا مذهبه سابقًا في ترجمة أبان بن عثمان بن سعيد اللخمي، فليراجع .. والله تعالى الموفق. (¬2) في الحديث: (لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا) يقال في معناه: هذا أمر لأهل المدينة ومن كانت قبلته على ذلك السمت ممن هو في جهة الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة المشرق أو المغرب فلا يجوز أن يشرق ويغرب وإنما يجتنب ويشتمل أ. هـ. هامش المحقق إبراهيم الأبياري على تاريخ علماء الأندلس. * تاريخ بغداد (1/ 271)، اللباب (2/ 30)، المنتظم (15/ 11)، معجم الأدباء (5/ 2336)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (21/ 256)، العبر (3/ 40)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 388) ط. تدمري، وذكره في السير (16/ 495) دون أن يترجم له، معرفة القراء (1/ 333)، تذكرة الحفاظ (1020/ 3)، البداية (11/ 347)، غاية النهاية (2/ 50)، الوافي (2/ 39)، النجوم (4/ 199)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 59)، طبقات المفسرين للسيوطي (97)، شذرات (4/ 473)، معجم المؤلفين (3/ 45).

2711 - ابن خوازمنداد

• اللباب: "وكان ضعيفًا في الحديث مع كثرة علمه .. " أ. هـ. • معرفة القراء: "قال الداني: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله يقول، كنت أجلس إلى الشنبوذي أسمع منه التفسير، وكان من أعلم الناس به، .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال الدارقطني: أخذ عرضًا عن ابن شنبوذ ولازمه فنُسب إليه، ... ثم سمى جماعة، وقال: مشهور: ضابط، نبيل، حافظ، ماهر خازن كان يتحرك في البلدان ... " أ. هـ. • البداية: "كان عالمًا بالقراءات وتفسيرها، يقال إنه كان يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر، شواهد للقرآن، ومع هذا تكلموا في روايته عن أبي الحسين بن شنبوذ وأساء الدارقطني القول فيه .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "وثقه الحافظ أبو العلاء الهمذاني وأثنى عليه، ولا نعلمه ادعى القراءة على الأشناني .. " أ. هـ. وفاته: سنة (388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب الإشارة في تلطيف العبارة" في علم القرآن، وله "تفسير" لم يتمّ. 2711 - ابن خوازمنداد * المفسر: محمّد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر بن خواز منداد، المالكي، البصري. من مشايخه: أبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن داسة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "صاحب أبي بكر الأبهري، من كبار المالكية العراقيين". وقال: "له اختيارات في الفقه خالف فيها المذاهب كقوله: إن العبيد لا يدخلون في الخطاب للأحرار، وإن خبر الواحد يوجب العلم، قاله القاضي عياض. وقال: قد تكلم فيه أبو الوليد الباجي وقال: لم أسمع له في علماء العراقيين ذكر أو كان له بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدي إلى منافرة المتكلمين من أهل السنة، وحكم على أهل الكلام أنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك رحمه الله في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قال" أ. هـ. • لسان الميزان: "لم يكن بالجيد النظر ولا بالقوي في الفقه، وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يشهد جنازة متكلم .. وطعن ابن عبد البر فيه أيضًا" أ. هـ. وفاته: تقريبًا سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "أحكام القرآن"، و"الخلاف"، و"أصول الفقه" وغير ذلك. 2712 - الورشي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن عبد الأعلى بن القاسم، أبو عبد الله، المغربي الأندلسي، القرطبي، ¬

_ * الديباج المذهب (2/ 229) وفيه اسمه: محمّد أبو بكر بن خويز منداد، لسان الميزان (5/ 62) وأعاد ذكر في (5/ 290)، الوافي (2/ 52)، تاريخ الإسلام (ممن كان في الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري، معجم المؤلفين (3/ 76) قال المعروف بابن الكواز، شجرة النور (103)، ترتيب المدارك (4/ 606)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 72). * تاريخ الإسلام (وفيات سنة 393) ط. تدمري، المقفى الكبير (5/ 201)، نفح الطيب (2/ 424).

2713 - ابن العطار

المعروف بالورشي، نسبة إلى قراءة ورش لاشتهاره بإقرائها. من مشايخه: علي بن المرزبان، وعبد الواجد بن خلف الجنديبابوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "المقرئ الزاهد .. وكان رأسًا في علم القراءات .. " أ. هـ. • المقفى: "وهو أحد القراء المعروفين .. قال الحاكم: وهو من الصالحين المذكورين بالتقدم في علم القرآن .. وقال ابن النجار: قدم بغداد وحدّث بها ... " أ. هـ. وفاته: سنة (393 هـ) ثلاث تسعين وثلاثمائة. 2713 - ابن العطَّار * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد، الأموي القرطبي، أبو عبد الله، المعروف بابن العطّار المالكي. ولد: سنة (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: ابن القُوطية وسعيد بن أحمد بن عبد ربه وغيرهما. من تلامذته: ابن الفرضي وغيره. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: " .. ذكر الفقيه أبو عبد الله بن عتاب فقال: ومحل أبي عبد الله في العلم معروف، وهو به موصوف، ولقد كان فقيهًا موثقًا، لم يحفظ أن أخذ عليها أجرًا .. وقد ذكر قصة محنته مع ابن زرب ومساعدة أعدائه عليه .. " أ. هـ. • الصلة: "كان فقيهًا عالمًا، حافظًا، متيقظًا، متفننًا في العلوم أديبًا شاعرًا، ذكيًا نبيهًا نحويًّا بالفتوى مقدمًا في الشورى بالفرائض والحساب واللغة والإعراب مقدمًا في ذلك كله رأسًا في معرفة الشروط وعللها متقنًا لها لا يجاريه في ذلك أحد من أهل عصره وجمع فيها كتابًا حسنًا مفيدًا يعول عليه الناس في عقد الشروط. كان الجمع في جنازته عظيمًا وانتاب قبره طلَّاب العلم أيامًا ختم قراؤهم فيها بحضرته القرآن عدة ختمات وذلك أمر لم نعهده من قبلُ عندنا" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة. 2714 - أبو مسلم الكاتب * المقرئ: محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي الكاتب، أبو مسلم. ولد: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مشايخه: البغوي، وأبو بكر بن أبي داود، وابن مجاهد وغيرهم. من تلامذته: عبد الغني الأزدي الحافظ، وأبو عمرو الداني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان من أهل العلم والمعرفة ¬

_ * ترتيب المدارك (4/ 650)، الصلة (2/ 459)، تاريخ الإسلام (وفيات 399) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 231) وفيه محمّد بن أحمد بن عبد الله، الوافي (2/ 53)، شجرة النور (101). * تاريخ بغداد (1/ 323)، المنتظم (15/ 69)، السير (16/ 558)، العبر (3/ 71)، تذكرة الحفاظ (3/ 1029)، تاريخ الإسلام (وفيات 399) ط. تدمري، الوافي (2/ 52)، البداية والنهاية (11/ 364)، غاية النهاية (2/ 73)، الشذرات (4/ 520).

2715 - أبو بكر الجبني

بالحديث ... قال محمد بن علي الصوري: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئًا صحيحًا غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحًا، ما عدا ذلك مفسودًا" أ. هـ. • السير: "المقرئ المسند" أ. هـ. • غاية النهاية: "نزيل مصر، معمر مسند عالي السند". وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة. 2715 - أبو بكر الجَبني * المفسر المقرئ: محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن هلال، أبو بكر الجبني (¬1)، السلمي الدمشقي، الأطروش. ولد: سنة (327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن الأخرم، وجعفر بن أبي داود النيسابوري وغيرهما. من تلامذته: أبو علي الأهوازي، وعلي بن الحسن الربعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "حَذق في القراءات لا سيما قراءة الشاميين" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "انتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ القراء بدمشق .. قال الأهوازي في الإيضاح: وما خلت دمشق قط من إمام كبير في قراءة الشاميين يسافر إليه فيها وما رأيت بها مثل أبي بكر السلمي من ولد أبي عبد الرحمن السلمي إمامًا في القراءة ضابطًا للرواية قيمًا بوجوه القراءات يعرف صدرًا من التفسير ومعاني القراءات ... له منزلة في الفضل والعلم والأمانة والورع والدين والتقشف والفقر والصيانة" أ. هـ. وفاته: سنة (408 هـ) ثمان وأربعمائة، وقيل: (409 هـ) تسع وأربعمائة. 2716 - ابن أشرس * اللغوي: محمّد بن أحمد بن محمد بن أشرس، أبو الفتح. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن العباس الخوارزمي، والربعي وغيرهما. من تلامذته: علي بن الحسن بن الصقر الذهلي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أديب فاضل شاعر من أهل نيسابور .. قال القاضي أبي المحاسن بن مسعر المعري: .. كان واسع العلم غزير الحفظ" أ. هـ. وفاته: سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 373)، تاريخ الإسلام (وفيات 408) غاية النهاية (2/ 84)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 70). (¬1) كان أبوه إمام مسجد سوق الجبن فلهذا قيل له الجبني. * معجم الأدباء (5/ 2347)، البغية (1/ 41)، الوافي (2/ 117).

2717 - أبو الريحان البيروني

2717 - أبو الريحان البيروني * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد أبو الريحان، البيروني (¬1) الخوارزمي. من مشايخه: عبد الصمد أول عبد الصمد. وغيره. كلام العلماء فيه: • نزهة الأرواح: "كان رحمه الله من الفسحة في التعمير وجلال الحال في عامة الأمور مكبًّا على تحصيل العلوم منصبًا إلى تصنيف الكتب .. ولا يكاد يفارق يده القلم وعينه النظر وقلبه الفكر إلا في النيروز والمهرجان" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان أديبًا أريبًا لغويًّا له تصانيف في ذلك ... وحدثني بعض أهل الفضل أن السبب في مصيره إلى غزنة أن السلطان محمودًا لما استولى على خوارزم قبض عليه وعلى أستاذه عبد الصمد أول عبد الصمد الحكيم واتهمه بالقرمطة والكفر، فأذاقه الحمام، وهمّ أن يلحق به أبا الريحان فساعده فُسحة الأمل بسبب خلصَه من القتل، وقيل له إنه إمام وقته في علم النحو وإن الملوك لا يستغنون عن مثله فأخذه معه ... وكان حسن المحاضرة طيب العشرة خليعًا في ألفاظه عفيفًا لم يأت الزمان بمثله علمًا وفهمًا"أ. هـ. • عيون الأنباء: "كان مشتغلًا بالعلوم الحكمية فاضلًا في علم الهيئة والنجوم وله نظر جيد في صناعة الطب. وكان معاصرًا للشيخ الرئيس وبينهما محادثات ومراسلات" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (422 هـ) اثنتين وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: شرح شعر أبي تمام ومختار الأشعار والآثار وغيرها. 2718 - العميدي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن محمد، العميدي، أبو سعيد. من تلامذته: محمّد بن محمود بن الدليل الصوّاف، والحسيني بن محمّد بن أحمد النيسابوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقفى: "الأديب النحوي اللغوي. قال أبو الحسن علي بن يوسف القفطي في كتاب "تاريخ النحاة": كان فاضلًا مصنفًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (443 هـ) ثلاث وأربعينَ وأربعمائة، وقيل: (433 هـ) ثلاث وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب "تنقيح البلاغة" و "الإرشاد إلى حل المنظوم" و"انتزاعات القرآن"، و "العروض" و"القوافي "و"سرقات المتنبي". ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2330)، عيون الأنباء (459)، نزهة الأرواح (2/ 85)، البغية (1/ 50). (¬1) هذه النسبة معناها البراني، لأن بيرون بالفارسية معناه برًّا. * معجم الأدباء (5/ 2348)، إنباه الرواة (3/ 46)، الوافي (2/ 75)، بغية الوعاة (1/ 47)، المقفى الكبير (5/ 294)، الأعلام (5/ 314)، معجم المؤلفين (3/ 105).

2719 - البارودي

2719 - البارودي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن علي بن محمّد بن يزيد بن حاتم بن المهلب بن أبي صفرة المهلي، أبو يعقوب البارودي. من مشايخه: أبو مسلم الكجي والحسين بن عمر بن أبي الأحوص وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتح مسرور وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة" أ. هـ. • البغية: "قال الزبيدي: كان عالمًا نحويًّا لغويًّا ثقة"أ. هـ. وفاته: سنة (449 هـ) تسع وأربعين وأربعمائة، وقيل: (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة. 2720 - القرويني * المقرئ: محمّد بن أحمد بن علي، أبو عبد الله، ابن أبي سعد القزديني. من مشايخه: أبو الحسن طاهر بن غلبون، وأبو الحسن علي بن الحسين بن سليمان الأنطاكي وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسين يحيى بن علي الخشاب، وأبو علي الحسن بن خلف بن بليمة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ كبير حاذق شهير" أ. هـ. • المقفى: "قال السلفي: كان من المذكورين بالقراءات ورواياتها بمصر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (452 هـ) اثنتين وخمسين وأربعمائة عن نيف وثمانين سنة. 2721 - الطَّرفي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن مطرف الكناني (¬1)، يعرف بالطرفي، أبو عبد الله. ولد: سنة (387 هـ) سبع وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: القاضي يونس بن عبد الله، وأبو محمد بن الشقاق الفقيه وغيرهما. من تلامذته: عون الله القرطبي، وأحمد بن عبد الرحمن الخزرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل المعرفة بالقراءات حسن الضبط لها، عالمًا بوجوهها وطرقها أخذ الناس عنه كثيرًا. وكان دينًا فاضلًا صاحب ليل وعبادة، وثقة فيما رواه وكان موصوفًا بالمعرفة والجلالة. حدثنا عنه أبي القاسم بن صواب بجميع ما رواه وغيره من شيوخنا ووصفوه بالمعرفة والجلالة وكثرة الدعابة والمزاج وحَسْن الباطن" أ. هـ. • غاية النهاية: "يعرف بالطرفي لكونه يؤم ¬

_ * معجم الأدباء (5/ 2355)، تاريخ بغداد (1/ 320)، * تاريخ الإسلام (وفيات 349)، إنباه الرواة (3/ 53)، البغية (1/ 34). * مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (21/ 290)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 452) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 416)، العبر (3/ 228)، غاية النهاية (2/ 75)، المقفى الكبير (5/ 235)، الشذرات (5/ 224). * الصلة (2/ 509)، تاريخ الإسلام (وفيات 454) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 89)، الأعلام (5/ 314)، معجم المؤلفين (3/ 110). (¬1) وقيل الكتاني كما في الأعلام.

2722 - ابن الخالة

بمسجد طرفة بقرطبة، مقرئ كبير، كان عجبًا في القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب القُرطبين" جمع فيه بين كتابي (غريب القرآن) و (مشكل القرآن) لابن قتيبة. 2722 - ابن الخالة * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن سهل بن بشران، أبو غالب، الواسطي الحنفي، المعدل. ولد: سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو القاسم علي بن كَردان النحوي، وأبو الفضل التميمي وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحميدي، وهبة الله الشيرازي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سؤالات الحافظ السّلفي: "كان مكثرًا حسن المحاضرة مليح العارضة ... إلا أنه كان معتزليًا" أ. هـ. • المنتظم: "وكان عالمًا بالأدب وانتهت إليه الرحلة في اللغة .. " أ. هـ. • معجم الأدباء: "أحد الأئمة المعروفين والعلماء المشهورين، تجمع فيه أشتات العلوم، وقرن بين الرواية والدارية والفهم وشدة العناية، صاحب أخبار ودين وصلاح، وإليه كانت الرحلة في زمانه وهو عين وقته وأوانه، وكان مع ذلك ثقة ضابطًا محررًا حافظًا إلا أنه كان محدودًا .. " أ. هـ. • العبر: "ولم يكن بالعراق أعلم منه باللغة .. "أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "هو اللغوي العلّامة ويعرف بابن الخالة وكان معتزليًا .. " أ. هـ. • السير: "العلامة اللغوي شيخ الأدب ... " أ. هـ. • البغية: "كان معتزليًا ... " أ. هـ. وفاته: سنة (462 هـ) اثنتين وستين وأربعمائة. 2723 - الذهبي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن ¬

_ * المنتظم (16/ 20)، سؤالات الحافظ السلفي (20)، معجم الأدباء (5/ 2350)، إنباه الرواة (3/ 44)، الكامل (10/ 62)، السير (18/ 235)، العبر (3/ 250)، ميزان الاعتدال (6/ 47)، البداية (12/ 106)، الجواهر المضية (3/ 30)، دمية القصر (1/ 317)، الوافي (2/ 82)، النجوم (5/ 85)، لسان الميزان (5/ 53)، بغية الوعاة (1/ 26)، الشذرات (5/ 261)، الأعلام (5/ 314)، معجم المؤلفين (3/ 68). * فوات الوفيات (3/ 315)، الوافي (2/ 263)، ذيول العبر (267)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 100)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 558)، القلائد الجوهرية (2/ 450)، ذيل تذكرة الحفاظ (34)، المقفى (5/ 221)، غاية النهاية (2/ 71)، الدرر (3/ 426)، النجوم (10/ 182)، الوجيز (1/ 31)، الدارس (1/ 78)، مفتاح السعادة (1/ 261) و (2/ 358)، نكت الهميان (241)، فهرس الفهارس (1/ 312)، الشذرات (8/ 264)، الأعلام (5/ 326)، معجم المؤلفين (3/ 80)، البداية والنهاية (14/ 236)، البدر الطالع (2/ 110)، "القيم التربوية للموضوعات العقدية في أقوال الإمام الذهبي من خلال كتابه سير أعلام النبلاء"- إعداد حمدان مسلم المزرعي- جامعة اليرموك (1415 هـ- 1995 م).

عبد الله، التركماني الدمشقي شمس الدين الذهبي الشافعي. ولد: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة. من مشايخه: أبو زكريا بن الصيرفي، وابن أبي الخير، والقطب بن عصرون وغيرهم. من تلامذته: السبكي، وابن عبد الهادي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية للسبكي: "شيخنا وأستاذنا الإمام الحافظ ... مُحدث العصر". ثم قال: "سمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر ولا يدبر إذا أقبلت الليالي. وأقام بدمشق يُرحل إليه من سائر البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بنى أكنافها كنف لأهليها وشرف تفتخر وتُزهى به الدنيا وما فيها، طورًا تراها ضاحكة عن تبسم أزهارها، وقهقة غُدرانها، وقارة تلبس ثوب الوقار والفخار، بما اشتملت عليها من إمامها المعدود من سكانها. وكان شيخنا -القول للسبكي- والحق أحق ما قيل، والصدق أولى ما آثره ذو سبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة، كثير الإزراء بأهل السنة (¬1)، الذين إذا حضروا كان أبو الحسن الأشعري منهم مُقدم القافلة، فلذلك لا ينصفهم في التراجم، ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم" أ. هـ. • قال صاحب"البدر الطالع" ردًّا على السبكي على هذه المقالة وغيرها: "قد أكثر التشنيع عليه تلميذه السبكي وذكر في مواضع من طبقاته للشافعية ولم يأت بطائل بل غاية ما قاله أنه كان إذا ترجم الظاهرية والحنابلة أطال في تقريظهم وإذا ترجم غيرهم من شافعي أو حنفي لم يستوف ما يستحقه وعندي أن هذا كما قال الأول: وتلك شكاة ظاهر عنك عارها فإن الرجل قد ملئ حبًا للحديث وغلب عليه فصار الناس عنده هم أهله وأكثر محققيهم وأكابرهم هم من كان يطيل الثناء عليه إلا من غلب عليه التقليد وقطع عمره في اشتغال بما لا يفيد. ومن جملة ما قاله السبكي في صاحب الترجمة أنه كان إذا أخذ القلم غضب حتى لا يدري ما يقول وهذا باطل فمصنفاته تشهد بخلاف هذه المقالة وغالبها الإنصاف والذب عن الأفاضل وإذا جرى قلمه بالوقيعة في أحد فإن لم يكن من معاصريه فهو إنما روى ذلك عن غيره وإن كان من معاصريه فالغالب أنه لا يفعل ذلك إلا مع من يستحقه كان وقع ما يخالف ذلك نادرًا فهذا شأن البشر وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم، والأهوية تختلف والمقاصد تتباين وربك الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون" أ. هـ. • قلت: قال صاحب رسالة الماجستير "القيم التربوية .. " ناقلًا عن الإمام الذهبي (ص 19): "وقد ذكر الإمام الذهبي ما يجب أن يكون عليه اعتقاد المسلم في الأسماء والصفات فقال: فالحق ¬

_ (¬1) هكذا يسمي السبكي الأشعرية بأنهم أهل السنة.

2724 - ابن اللبان

أن يقول إنه سميع بصير، مريد متكلم، حي عليم، كل شيء هالك إلا وجهه، خلق آدم بيده، وكلّم موسى تكليمًا، واتخذ إبراهيم خليلًا، وأمثال ذلك، فنمره على ما جاء، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى، ولا نقول له تأويل يخالف ذلك أ. هـ. ثم بين ما يخالف ذلك من الباطل فقال: والباطل والضلال أن تعتقد قياس الغائب على الشاهد، وتمثل البارئ بخلقه، تعالى الله عن ذلك بل صفاته كذاته، فلا عدل له، ولا ضد له، ولا نظير له، ولا مثل له، ولا شبيه له، وليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهذا أمر يستوي فيه الفقيه والعامي والله أعلم أ. هـ. وقال أيضًا مؤكدًا على ما سبق من اعتقاد: آمنت بالذي يقول: إني أنا الله، وبأن موسى كليمه سمع هذا منه، ولكني لا أدري كيف تكلم الله أ. هـ. والأكمل في حق الباري عزَّ وجلَّ من تعظيم وتنزيهه، هو الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة، ولزوم مذهب السلف في هذه الأمور، فأشار بقوله: الأكمل في التعظيم والتنزيه الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة، وهذا هو مذهب السلف رضي الله عنهم" أ. هـ. قلت: ترجمته طويلة ومناقبه كثيرة ومؤلفاته وافرة وكلام العلماء عنه كثير، فهو إمام من أئمة الدنيا، وهو إمام الجرح والتعديل وهو سلفي العقيدة، وكتبه شاهدة عليه بذلك فلا داعي للإطالة في ترجمته. وفاته: سنة (748 هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "معرفة القراء الكبار" و "سير أعلام النبلاء" و"تاريخ الإسلام" وغيرها كثير. 2724 - ابن اللبّان * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردي شمس الدين الدمشقي، المعروف بابن اللبان، أبو عبد الله. ولد: سنة (6791 هـ) تسع وسبعين وستمائة، وقيل: (685 هـ) خمس وثمانين وستمائة. من مشايخه: أبو حفص عمر بن عبد المنعم بن القوّاس، والشرف الدمياطي وغيرهما. من تلامذته: شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "سلك على يد الشيخ ياقوت من أصحاب أبي العباس المرسي صاحب أبي الحسن الشاذلي، فأنكرت عليه أشياء تكلم بها وكتب عليه محضر ... وما زالوا به حتى فوّض أمره لقاضي القضاة جلال الدين محمّد القزويني الشافعي، فاستتابه ومُنع هو وعدة من الوعاظ أن يتحدثوا على الناس ... وأخرج ناصر الدين بن فار السقوفي محتسب مصر من سكنه بالشافعي وألزمه بالأجر مدة سكنه فرتّب على ابن اللبان ¬

_ * مرآة الجنان (4/ 333)، تذكرة الحفاظ (121)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 94)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 370)، المقفى (5/ 214)، الدرر (3/ 420)، ذيول العبر (271)، الوافي (2/ 168)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 80)، الشذرات (8/ 279)، الأعلام (5/ 327)، معجم المؤلفين (3/ 78)، أعلام الفكر في دمشق (305).

فتيا نسبه فيها إلى أمور تكلم بها توجب إراقة دمه. وطلبه ليدّعي عليه فلم يتمكن منه لقوة جاهه بالأمراء ... وكان بارعًا في الفقه والأصول والنحو والتصوف والوعظ" أ. هـ. • الدرر: "تفقه وبرع في الفنون ودرس بزاوية الشافعي بالجامع وتكلم على الناس على طريقة الشاذلية فطار له بذلك صيت عظيم ولكنه ضبطت كلمات على طريق الاتحادية فقام عليه الفقهاء وحضر إلى مجلس القاضي جلال الدين القزويني وادعى عليه عنده وانتصر له ابن فضل الله إلى أن استنقذ من يد القاضي المالكي شرف الدين الزواوي بعد أن منع من الكلام .. له كتاب على لسان الصوفية وفيه من إشارات أهل الوحدة وهو في غاية الحلاوة لفظًا وفي المعنى سم ناقع .. "أ. هـ. • مرآن الجنان: "المفتي الشافعي الأصولي النحوي الخطيب المصقع الوحيد الفريد الصوفي المتكلم لسان الحقيقة ودليل الطريقة .. " أ. هـ. • الشذرات: "وقال الحافظ زين الدين العراقي: أحد العلماء الجامعين بين العلم والعمل، امتحن بأن شهد عليه بأمور وقعت في كلامه، وأحضر إلى مجلس الجلال القزويني، وادعى عليه بذلك فاستتيب ومُنع من الكلام على الناس وتعصب عليه بعض الحنابلة .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "ووقفتُ له على كتاب "متشابه القرآن والحديث، وهو مختصر حسن، تكلم [فيه] على بعض الآيات والأحاديث المتشابهات، بكلام حسن على طريقة الصّوفية. ومن مناجاته في هذا الكتاب، وهو مما أخذ عليه: إلهي، جَلّت عظمتك أن يعصيك عاص، أو ينساك ناس، ولكن أوحيتَ روحَ أوامرك في أسرار الكائنات، فذكرك الناسي بنسيانه، وأطاعك العاصي بعصيانه، وإن من شيء إلا يسبح بحمدك، إن عصى داعيَ إيمانه فقد أطاع داعيَ سلطانك، ولكن قامت عليه حجتك، ولله الحجة البالغة {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ... ومنه: قال: أنكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأخوَذِي" ثبوت الرؤية في الموقف، وقال: إن نعيم الرؤية لا يكون إلا للمؤمنين في الجنة، وأن ما جاء في الرؤية في الموقف فإنما هو على سبيل الامتحان والاختبار. والذي نعتقده ثبوت الرؤية، ونعيمها للمؤمنين في الموقف، على ما صحّ في الحديث، وذلك صريح في قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}. وبرع ابن اللبان؛ فقهًا وأصولًا ونحوًا وتصوّفًا، ووعظ الناسَ، وعقد مجلسَ التذكير بمصر، وبدرت منه ألفاظ بوهم ظاهرها ما لا نشك في براته منه، فاتفقت له كائنة شديدة، ثم نجّاه الله تعالى. ودرّس بالآخرة بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي - رضي الله عنه - .. " أ. هـ. • قلت: والكتاب الذي أشار إليه السبكي هو الذي قال عنه ابن حجر: "هو في غاية الحلاوة لفظًا وفي المعنى سم ناقع" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "نظم الشعر الجيد

2725 - ابن داود الكناني

وتضلَّع في علوم الدين وآيات القرآن الكريم ومعانيه، مع فصاحة لسان وتوقد ذهن ولكنه كان ذا همة وصرامة أبعدته عن الناس .. " أ. هـ. • الأعلام: "مفسر من علماء العربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "ألفية" في النحو قيل لم يصنف في العربية مثلها، و"رد معاني الآيات المتشابهات إلى معاني الآيات المحكمات" في التفسير، و "تفسير". 2725 - ابن داود الكناني * النحوي، المفسر المقرئ: محمّد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن عدلان بن محمود بن لاحق بن داود الكناني المصري شمس الدين الشافعي. ولد: سنة (660 هـ)، وقيل: (663 هـ) ستين، وقيل: ثلاث وستين وستمائة. من مشايخه: النظام بن الخليل وغازي الحلاوي والعز الحراني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان أفقه من بقى في زمانه من الشافعية وكان مدار الفتيا عليه ... وقال البدر النابلسي: كان علامة وقته متفننًا في علوم كثيرة وكان نظير الشيخ زين الدين الكناني في الفقه ويزيد عليه بالعربية والقراءات والتفسير ... " أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان فقيها، إماما في الفقه يضرب به المثل مع معرفة بالأصلين والعربية والقراءة ... دينا سليم الصدر، كثير المروءة" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح مختصر المزني" شرحًا مطولا ولم يكمله. 2726 - القرشي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الرحمن ابن أبي بكر بن علي القرشي، أبو عبد الله. من مشايخه: ناصر الدين أبو موسى عمران بن موسى بن يوسف المشذالي، وأبو زيد عبد الرجمن وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "إليه بالعدوة العربية اجتهادا وخوفا وحفظا ... ، قائما على العربية، والفقه، والتفسير أتم القيام ويحفظ الحديث، ويتفجر بحفظ الأخبار، والتواريخ والآداب ويشارك مشاركة فاضلة بالأصلين والجدل والمنطق، وله شعر جيد، ويتكلم في طريقة الصوفية كلام أرباب المقال، ويعتني بالتدوين فيها" أ. هـ. من أقواله: البغية: من شعره: فأبدو تارةً وأغيبُ أخرى ... مُثارَ الشوق منثني الحياء ¬

_ * طبقات الشافعية للسبكي (9/ 97)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 237)، ذيول العبر (270)، غاية النهاية (2/ 70)، الدرر (3/ 423)، الوافي (2/ 168)، الشذرات (8/ 279)، البدر الطالع (2/ 109)، هدية العارفين (2/ 156)، الأعلام (5/ 326)، معجم المؤلفين (3/ 79). * الديباج المذهب (2/ 264)، بغية الوعاة (1/ 21)، معجم المؤلفين (3/ 52).

2727 - الخشني

أشيمُ البرق من بين الثنايا ... واشتم العبير من الخَباء وفاته: سنة (759 هـ) تسع وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: ألف ودون في التصوف: "إقامة المريد" و "رحلة المتبتل" و"الحقائق والرقائق". 2727 - الخشني * اللغوي: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد وقيل: محمد بن عبد الله الشريف الخشني الحسيني. ولد: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن هانئ، وأبو إسحق الغافقي، والقاضي أبو عبد الله القرطبي وغيرهم. من تلامذته: لسان الدين بن الخطيب وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج المذهب: "كان حاملا لراية البلاغة ... معلوم اللسان عربية، مرهفه باللغة والغريب والتاريخ والخبر والبيان وصناعة البديع وميزان العَرُوض، وعلم القافية، متقدما في الأحكام وتدريس الفقه .. " أ. هـ. • الدرر: "بالغ ابن الخطيب في الثناء عليه، ومن جملة ما قال فيه: أنه كان بارعا في الحكم والتدريس والتصنيف غزير الحفظ حاضر الذكر فصيح اللسان" أ. هـ. • تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا): "كان بينه وبين شيخنا إمام البلغاء أبي الحسن بن الحبّاب ... من المصادفة فصدرت عنه في أثناء تلك المدة بدائع من المخاطبات ... " أ. هـ. • قلت: وقال في الشيخ أبي الحسن بن الحباب في إشارته إليه: "الشهير التشيع لأهل البيت الكريم، الموسوم بالشيم الرضية والقلب السليم ... ".أ. هـ. وفاته: سنة (760 هـ)، وقيل: (761 هـ) ستين وسبعمائة، وقيل: إحدى ومشين وسبعمائة. من مصنفاته: "رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة"، و"رياضة الأبي" في شرح قصيدة الخزرجي وغيرهما. 2728 - ابن خطيب ملوي * المفسر: محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف، أبو عبد الله، الملويّ المنفلوطي، الديباجي، ولي الدين، الشافعي. ولد: سنة (713 هـ) ثلاث عشرة وسبعمائة. من مشايخه: أبوه والحجار، وأسماء بنت صصري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المقفى الكبير: "برع في الفقه والتفسير ¬

_ * الدرر الكامنة (3/ 443)، تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا) (171)، الديباج المذهب (2/ 267)، بغية الوعاة (2/ 39)، الإحاطة (2/ 181)، الشذرات (8/ 331)، تعريف الخلف (2/ 352)، شجرة النور (233)، هدية العارفين (2/ 161)، الأعلام (5/ 327)، معجم المؤلفين (3/ 97). * وفيات ابن رافع (2/ 400)، بدائع الزهور (1/ 2 / 116)، ذيل العبر لابن العراقي (2/ 350)، المقفى الكبير (5/ 136)، السلوك (3/ 1/ 209)، الدرر (3/ 395)، إنباء الغمر (1/ 57)، النجوم (11/ 125)، الوافي (2/ 171)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 63)، معجم المؤلفين (3/ 45).

2729 - الصالحي

والأصول والتصوف وسلك وتجرد ودرس وألف وجمع" أ. هـ. • الدرر: "كان كثير الإنصاف خبيرًا بدينه ودنياه ... وكان يميل إلى مقالة ابن العربي ويدندن حولها في تواليفه ويحمحم ولا يكاد يفصح وكان يحضر السماعات ويرقص أحيانا" أ. هـ. • الذيل على العبر: "تفقه واشتغل بالعلوم وبرع في التفسير والفقه والأصول والتصوف وكان ممكنا من هذه العلوم قادرا على التصرف فيها فصيحا حلو العبارة حسن الوعظ بصري زمانه كثير العبادة والتأله .. " أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "وذكروا أنه لما حضرته الوفاة قال: هؤلاء ملائكة ربي قد حضروا وبشروني بقصر في الجنة وشرع برد السلام عليكم، ثم قال: انزعوا ثيابي عني فقد جاءوا بحلل من الجنة وظهر عليه السرور ومات في الحال .. " أ. هـ. وفاته: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة. 2729 - الصالحي * المقرئ: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الصمد مرجان الصالحي الحنبلي. ولد: سنة (704 هـ)، وقيل: (705 هـ) أربع، وقيل: خمس وسبعمائة. من مشايخه: القاضي سليمان، ويحيى بن سعيد وغيرهما. من تلامذته: الحافظ بن حجي، وأبو الحسن الفوي وآخرون. كلام العلماء فيه: • المقصد الأرشد: "الشيخ الصالح القدوة ... شيخ التلقين بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر" أ. هـ. وفاته: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة. 2730 - ابن اللبان * المقرئ: محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع شمس الدين الدمشقي ويعرف بابن اللبان. ولد: سنة (710 هـ)، وقيل: (713 هـ) عشر، وقيل: ثلاث عشرة وسبعمائة. من مشايخه: أبو حيان وابن السراج وغيرهما. من تلامذته: الشيخ نصر بن محمّد الجوخي، وعمر بن بلبان العقيبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أستاذ محرر ضابط .. وأقبل على الإقراء فلم يكن في زمانه أحسن استحضارًا منه للقراءات وولي مشيخة الإقراء بالدار الأشرفية وبجامع التوبة والجامع الأموي ثم لما توفي الشهاب أحمد بن بلبان البعلبكي سنة أربع وستين ولي مكانه مشيخة مشايخ الإقراء بتربة أم الصالح ¬

_ * الدرر (3/ 463)، إنباء الغمر (1/ 59)، ذيل العبر للعراقي (2/ 358)، القلائد الجوهرية (1/ 265)، الجوهر المنضد (166)، المقصد الأرشد (2/ 365)، الدارس (2/ 109)، شذرات (8/ 402). * غاية النهاية (2/ 72)، ذيل على العبر لابن العراقي (2/ 393)، إنباء الغمر (1/ 126)، الدرر (3/ 430)، لحظ الألحاظ (164)، الشذرات (8/ 420).

2731 - ابن خطيب يبرود

بدمشق لأن من شرطها أن يكون شيخها أعلم أهل البلد بالقراءات ولقد كان أحق بها في حياته وأقرأ الناس زمانًا وانتفع به خلق ورحل إليه الناس من الأقطار وبعد صيته واشتهر اسمه .. "أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان يحفظ كثيرًا من الشواذ وربما قرأ ببعضها في الصلاة فأنكر ذلك عليه" أ. هـ. • الدرر: "تصدى للإقراء بدمشق وأكثر الناس عنه وكان يحفظ الشوارد وربما قرأ ببعضها في الصلاة فأنكر عليه بعض الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. 2731 - ابن خطيب يبرود * اللغوي: محمّد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان القرشي شمس الدين الدمشقي، أبو عبد الله، الشهير بابن خطيب يبرود. ولد: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة. من مشايخه: أبو العباس الحجار، وبرهان الدين بن الفركاح، وابن قاضي شهبة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "قال العثماني: كان يضرب بتواضعه المثل وكان من أئمة المسلمين في كل فن مجمع على جلالته وكان مسددًا في فتاويه" أ. هـ. • الدرر: "أخذ الفقه وبرع فيه وفي العربية وكانت له معرفة بالأدب أفتى ودرس في أماكن ببلاد الشام ومصر وولي القضاء والخطابة بالمدينة المنورة ... وكان من أعيان الشافعية" أ. هـ. • الذيل على العبر: "وكان محبًا للفقراء، متواضعًا، طارحًا للتكلف، متقشفًا حسن الذهن، مليح الفائدة" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "وكان الغالب عليه الأصول واستعمله في العلوم .. وله معرفة جيدة بالأدب، وله تذنيبات على طريقة شيخه القحفازي" أ. هـ. وفاته: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. 2732 - ابن جابر * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي، شمس الدين أبو عبد الله رفيق أبي جعفر الرعيني وهما المشهوران بالأعمى والبصير. ولد: سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مشايخه: محمّد بن يعيش، ومحمد بن سعيد الرندي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد الحريري قاضي حلب وغيره. ¬

_ * السلوك (3/ 1 / 260)، الذيل على العبر (2/ 420)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 153)، إنباء الغمر (1/ 179)، الدرر (3/ 411)، بدائع الزهور (1/ 2 / 163)، الشذرات (8/ 437)، الدارس (1/ 240). * الدرر (3/ 429)، إنباء الغمر (1/ 290) و (1/ 244) في ترجمة أحمد بن يوسف أبو جعفر الغرناطي، غاية النهاية (1/ 60)، الوافي (2/ 157)، مفتاح السعادة (1/ 159)، النجوم (11/ 192)، الشذرات (8/ 462)، أعلام النبلاء (5/ 78)، الأعلام (5/ 328)، معجم المؤلفين (3/ 83)، كشف الظنون (1/ 152)، هدية العارفين (2/ 17)، بغية الوعاة (1/ 34)، معجم المطبوعات لسركيس (60).

2733 - العجيسي

كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان كثير النظم عالمًا بالعربية، انتفع به أهل تلك البلاد" أ. هـ. • الشذرات: "كان ابن جابر هذا يؤلف وينظم والرعيني يكتب" أ. هـ. • الأعلام: "شاعر، عالم بالعربية، أعمى" أ. هـ. وفاته: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة، وقبل: (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك" وشرح "ألفية ابن معطي" و"العين في مدح سيد الكونين". 2733 - العجيسي * المفسر: محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن مرزوق، أبو عبد الله التلمساني المالكي العجيسي. ولد: سنة (711 هـ)، وقيل: (710 هـ) إحدى عشرة، وقيل: عشر وسبعمائة. من مشايخه: أبو الفتح ابن سيد الناس، وأبو حيان وغيرهما وقد بلغ شيوخه نحوًا من ألفي شيخ. من تلامذته: ابنه أحمد، وبرهان الدين بن فرحون، وأبو إسحق الشاطبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "كان مليح الترسل، حسن اللقاء، كثير التودد طيب الحديث ممزوج الدعابة بالوقار والفكاهة بالتنسك والحشمة بالبسط، عظيم المشاركة لأهل وُدّه والتعصب لإخوانه، ألف مألوف كثير الأتباع والعِلّق ... " أ. هـ. • شجرة النور: "بيته بيت علم ودراية ودين وولاية كعمه وأبيه وجده وجد أبيه .. الإمام الجليل العالم المتبحر الفقيه المحدث المسند الرواية الرحال العالم المفضال نادرة الزمان في الحفظ والإتقان" أ. هـ. وفاته: سنة (781 هـ) إحدى وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الشفاء" لم يكمله، و"شرح العمدة" في خمس مجلدات، جمع فيه بين كلام ابن دقيق العيد وابن العطار وغيرهما. 2734 - بدر الدين السويدي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن أحمد بن عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن سعد بن أحمد بن محمّد بن سليم بن مكتوم القيسي بدر الدين، السويدي الأصل الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة، وقيل بضع وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: العماد الحسباني، والعتابي وغيرهما. ¬

_ * إنباه الغمر (1/ 320)، الدرر الكامنة (3/ 450)، النجوم (11/ 196)، وجيز الكلام (1/ 245)، الديباج المذهب (2/ 290)، الإحاطة (3/ 103)، درة الحجال (2/ 275)، الشذرات (8/ 467)، جذوة الاقتباس (1/ 225)، فهرس الفهارس (1/ 394)، هدية العارفين (2/ 170)، شجرة النور (236)، الأعلام (5/ 328)، معجم المؤلفين (3/ 107)، كشف الظنون (1/ 104). * الدرر (3/ 437)، إنباء الغمر (3/ 270)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 222)، الدارس (1/ 371)، الشذرات (8/ 598).

2735 - ابن الهائم

كلام العلماء فيه: • الدرر: "طلب الحديث وقرأ بنفسه وسمع الكثير وتفقه وأخذ النحو وبرع فيه وتصدر بالجامع مدة وأفتى وأعاد وكان دينًا خيرًا عابدًا كثير الإحسان إلى الطلبة والمواساة للفقراء والبر والصلة لأقاربه مع نزاهة النفس والتواضع والانجماع" أ. هـ. • إنباء الغمر: "قال ابن حجي: ... كان خيرًا دينًا له عبادة وكان يستحضر الحاوي إلى آخر وقت مع الإحسان إلى الطلبة والبر للفقراء والصلة لأقاربه والتقلل في خاصة نفسه والانجماع عن الناس وجرى على طريقة السلف في شراء الحوائج بنفسه وحملها" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "كان خيرًا، عنده ديانة وله عبادة من صوم وقراءة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (797 هـ) سبع وتسعين وسبعمائة. 2735 - ابن الهائم * اللغوي، المقرئ: محمّد بن أحمد بن محمّد بن عماد المصري ثم المقدسي، محب الدين، ابن الهائم. ولد: سنة (780 هـ) وقيل: (781 هـ) ثمانين، وقيل: إحدى وثمانين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان سريع الحفظ، اشتغل بالفقه والعربية والقراءات والحديث ومهر في الجميع بأسرع مدة، ثم صنف وخرج لنفسه وغيره. يقول المصنف -أي ابن حجر- رافقني في سماع الحديث كثيرًا وسمعت بقراءته المنهاج على شيخنا برهان الدين، وهو أذكى من رأيت من البشر مع الدين والتواضع ولطف الذات وحسن الخلق والصيانة" أ. هـ. وفاته: سنة (798 هـ) ثمان وتسعين وسبعمائة وهو صغير جدًّا. 2736 - شمس الدين الحنبلي * اللغوي: محمّد بن أحمد بن محمود النابلسي ثم الصالحي، شمس الدين، الحنبلي. ولد: في حدود سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. من مشايخه: أبو البقاء، والشمس بن عبد القادر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "دخل مع التمرية في أذى الناس ونسبت إليه أمور منكرة وأخذ أسيرًا معهم، وكانوا حكموا بفسقه لما يتعاطاه مع التمرية من الأمور المنكرة، ولم يكن مرضيا في الشهادة ولا في القضاء وهو أول من أفسد أوقاف دمشق وباع أكثرها بالطرق الواهية" أ. هـ. • الدارس: "قيل أنه ما بيع في الإسلام من الأوقاف ما بيع في أيامه، وقيل ما وقع منها شيء ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 308)، وجيز الكلام (1/ 321)، الشذرات (8/ 605). * المقصد الأرشد (2/ 366)، إنباء الغمر (5/ 116)، الضوء اللامع (7/ 107)، وجيز الكلام (1/ 369)، الدارس (2/ 46)، الشذرات (9/ 82) وفيه اسمه: محمّد بن محمّد بن أحمد.

2737 - ابن خطيب داريا

صحيح في الباطن وافتتح على الناس بابًا لا يسد أبدًا، ولما جاء تمرلنك دخل معهم في أمور منكرة ونسب إليه أشياء قبيحة مع السعي في أذى الناس وأخذ أموالهم" أ. هـ. وفاته: سنة (805 هـ) خمس وثمانمائة. 2737 - ابن خطيب داريّا * النحوي، اللغوي: محمد بن أحمد بن سليمان بن يعقوب بن علي بن سلامة بن عساكر بن حسين بن قاسم بن محمّد بن جعفر الجلال، أبو المعالي بن الشهاب الأنصاري البياني الدمشقي الشافعي، ويعرف بابن خطيب داريّا. ولد: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: المجد اللغوي، وأبو الحرم القلانسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقفى: "عُني بالأدب ومتعلقاته حتى مهر فيه إلى الغاية، وصار من أئمة الأدب، ومدح الأعيان .. وشعره كثير، وصنف في العربية واللغة، وكان جُلَّ علمه، مع مشاركة جيدة في كل علم من العلوم النقلية والعقلية ... وكان مع ذلك محبًا للهو مقبلًا عليه، وقد هاجى كثيرًا من الناس ... وولع بعلم الكيمياء وعلمها دهرًا ... وكان يعاني بدمشق الشهادة في القيمة، فمن فذلقته وهزله أنه عمل مكتوبًا يتضمن بيع الزاوية الغزالية بجامع بني أمية -وسماها الغرابية- ودلس فيها أيضًا وقدم هذا المكتوب إلى قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن جماعة الشافعي، وهو يومئذ قاضي القضاة بدمشق. فأذن في إثباته، فأخذ المكتوب، وقصد أن يجعل "الباء" من الغرابيّة "لامًا" فتصير "الغزالية" ويظهر ذلك في الناس ليشتد النكير وتعظم الشناعة على ابن جماعة بأنه أذن في بيع الزاوية الغزالية مع جامع بني أمية، فعُرف القاضي بذلك عنه، فأحضره وعزره" أ. هـ. • الضوء: "الغالب علبه المجون والهزل وسلك بأخرة الطريق المثلى وتصون وتعفف وكان كثير المروءة" أ. هـ. • البدر الطالع: "اشتغل بالفقه والعربية واللغة وسائر فنون الأدب وشارك في العقليات. كان يقتدر على تصوير الباطل حقًّا والحق باطلًا. غلب عليه المجون والهزل. وسلك آخر مدته طريقة مثلى في التصوف والتعفف" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "كان شاعرًا أديبًا، مشاركًا في النحو واللغة والفقه والتاريخ وسواها من العلوم وكان شاعر دمشق في عصره" أ. هـ. وفاته: سنة (810 هـ) عشر وثمانمائة. من مصنفاته: "الأمداد في الأضداد" و"ملاذ الشواذ" في شواذ القرآن اللغوية، و"اللغة" و"شرح ألفية ابن مالك" في النحو وغيرها. ¬

_ * المقفى (5/ 179)، إنباء الغمر (6/ 80)، الضوء (6/ 310)، وجيز الكلام (1/ 395)، بغية الوعاة (1/ 25)، الشذرات (9/ 132)، البدر الطالع (2/ 106)، الأعلام (5/ 330)، معجم المؤلفين (3/ 67)، أعلام الفكر في دمشق (302)، كشف الظنون (1/ 153)، هدية العارفين (2/ 179).

2738 - ابن الحداد

2738 - ابن الحداد * اللغوي: محمّد بن أحمد بن أبي بكر البيري، ابن الحداد. من مشايخه: أبو جعفر، وأبو عبد الله الأندلسيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "تمهر في العربي، وكان يحفظ المنهاج وكان يستحضر أشياء حسنة" أ. هـ. • الضوء: "تصوف وتهذب بمشايخ الفن، وكان شيخًا حسنًا دينًا حسن المحاضرة .. مات بالبيرة .. ودفن بزاويته" أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عسرة وثمانمائة. 2739 - الوانوغِي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن أحمد بن عثمان بن عمر التونسي الوانوغي. ولد: سنة (759 هـ) تسع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن أبي العباس البطرني، وابن عرفة وغيرهما. من تلامذته: الفاسي، وابن حجر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "وكان كثير الوقيعة في أعيان المتقدمين وعلماء العصر، وشيوخهم، شديد الإعجاب بنفسه والازدراء بمعاصريه، فلهجوا بذمه وتتبعوا أغلاطه في فتاويه" أ. هـ. • الضوء: "كان عارفًا بالتفسير والأصلين والمنطق والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة ... وكانت له مروءة تامة ولطف عشرة وكونه لشدة وسرعة فهمه إذا رأى شيئًا وعاه وقرره وإن لم تسبق له به عناية .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالتفسير، والفرائض والحساب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "كتاب على قواعد ابن عبد السلام"، و"عشرون سؤالًا من المشكلات بعث بها إلى القاضي البلقيني، فأجابه عنها، فرد عليه الوانوغي بنقض أجويته. 2740 - البساطي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن عثمان بن نعِيم بن مقدم بن محمّد بن حسن بن غانم بن محمّد بن علي (وقيل بن عُلَيم)، أبو عبد الله البساطي، المالكي. ولد: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: عبد الرحمن بن البغدادي والعز بن جماعة وغيرهما. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 238)، الضوء (7/ 197) وفيه محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن أبي الفتح .. * إنباء الغمر (7/ 239)، الوجيز (2/ 443)، الضوء اللامع (7/ 3)، بغية الوعاة (1/ 31)، الشذرات (9/ 203)، الأعلام (5/ 331)، معجم المؤلفين (3/ 80)، كشف الظنون (1/ 92). * إنباه الغمر (9/ 82)، الضوء (7/ 5)، وجيز الكلام (2/ 565)، بغية الوعاة (1/ 32)، الشذرات (9/ 356)، البدر الطالع (2/ 112)، الأعلام (5/ 332)، معجم المؤلفين (3/ 81)، إيضاح المكنون (1/ 339)، كشف الظنون (1/ 475)، هدية العارفين (2/ 192).

2741 - ابن مرزوق الحفيد

من تلامذته: الشّمُني وقاضي القضاة محيي الدين المالكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "برع في العربية واللغة والمعاني والبيان ... وله "تقريض" على الرد الوافر لابن ناصر الدين بسبب التقي ابن تيمية أجاد فيه ولمح بالحط على العلاء البخاري، لأجل تجاذبهما في ابن عربي وغير ذلك مما لم يظهر كمصنف ابن عربي وشرح تائية ابن الفارض" أ. هـ. • بغية الوعاة: "عاش دهرًا في بؤس بحيث إنه كان ينام على قشر القصب، ثم تحرك له الحظ فتولى تدريس المالكية بمدرسة جمال الدين الإستادار .. " أ. هـ. وفاته: سنة (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: ألف في الفقه والمعقول والعربية والبيان وله "مقدمة في أصول الدين" و"توضيح المعقول وتحرير المنقول" على ابن الحاجب الفرعي وغيرها. 2741 - ابن مرزوق الحفيد * اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن مرزوق، أبو عبد الله، العجيسي التلمساني المالكي، ويعرف بابن مرزوق الحفيد. ولد: سنة (766 هـ) ست وستين وسبعمائة. من مشايخه: ابن عرفة، والبهاء الدماميني وغيرهما. من تلامذته: الأمين، والمحب الأقصرائيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • نفح الطيب: "هو البحر الإمام المشهور الحجة الحافظ العلّامة المحقق الكبير النظار المطلع المصنف المنصف التقي الصالح الناصح الزاهد العابد الورع البركة الخاشع الخاشي النبية القدوة المجتهد الأبرع الفقيه الأصولي المفسر المحدّث الحافظ المسند الرواية الأستاذ المقرئ المجوّد النحوي اللغوي البياني العروضي الصوفي الأوّاب الولي الصالح العارف بالله" أ. هـ. • الضوء: "كان عفيفًا متواضعًا .. " أ. هـ. • معجم أعلام الجزائر: "فقيه حجة في المذهب المالكي، نحوي، عالم بالأصول، حافظ للحديث مفسر ناظم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي محدث، مفسر صوفي، مقرئ لغوي بياني عروضي ناظم" أ. هـ. وفاته: سنة (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "المفاتيح المرزوقية لحل الأقفال واستخراج خبايا الخزرجية"، و"تفسير سورة الإخلاص" على طريقة الحكماء. وثلاث شروح على "البردة" وأرجوزة في القراءات على نمط الشاطبية. ¬

_ * نيل الابتهاج (304)، الضوء اللامع (7/ 50)، نفح الطيب (7/ 394)، فهرس الفهارس (1/ 396)، الأعلام (5/ 331)، معجم الجزائر (141)، معجم المؤلفين (3/ 97)، البدر الطالع (2/ 119)، كشف الظنون (2/ 1984)، هدية العارفين (2/ 191).

2742 - الكازروني

2742 - الكازروني * المفسر: محمّد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن أحمد بن روزبة الكازروني (¬1) الأصل، المدني الشافعي. وفي إنباء الغمر: محمّد بن عبد الله ... ولد: سنة (757 هـ) سبع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: العز بن جماعة، والنويري، والعراقي وغيرهم. من تلامذته: التقي بن فهد، وأبو الفرج المراغي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان مجتهدًا في العبادة حريصًا على التهجد لم يضبط عنه تركه في سفر ولا حضر إلا ليلة في مرض موته، وقال المقريزي صحبته زمانًا ونعم الرجل رحمه الله". وقال: "ووصفه النجم السكاكيني في إجازة ولده بشيخ الإسلام مفتي الأنام الجامع بين المشروع والمعقول البارع في الفروع والأصول ذي الهمة العلية مدرس الروضة النبوية" أ. هـ. • البدر الطالع: "تصدر للقراءة والإفتاء والتحديث في المدينة المنورة" أ. هـ. وفاته: سنة (843 هـ) ثلاث وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "مختصر المغني" للبارزي، وكتب تفسيرًا اعتمد فيه على تفسير القرطبي. 2743 - ابن الضياء * اللغوي، المفسر: محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن سعيد بن محمّد بن محمد بن عمر بن يوسف بن علي بن إسماعيل البهاء، أبو البقاء بن الشهاب أبي العباس بن الضياء أبي عبد الله بن العز العمري الصاغاني المكي الحنفي. ولد: سنة (789 هـ) تسع وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: ابن الملقن، والعراقي، والهيثمي وغيرهم. من تلامذته: المحيوي عبد القادر المالكي، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "لم يفته وقفة في عرفات منذ احتلم إلى أن مات، وأثنى المقريزي على سيرته في عقوده. كان إمامًا علامة متقدمًا في الفقه والأصلين والعربية مشاركًا في فنون حسن الكتابة والتقييد عظيم الرغبة في المطالعة والانتقاد". وقال: "كان إمامًا علامة متقدمًا في الفقه والأصلين والعربية مشاركًا في فنون حسن الكتابة والتقييد عظيم الرغبة في المطالعة والانتقاء بحيث بلغني عن أبي الخير بن عبد القوي أنه قال أعرفه ¬

_ * معجم البلدان (4/ 429)، إنباء الغمر (117/ 9)، وجيز الكلام (2/ 567)، الضوء اللامع (7/ 96)، الشذرات (9/ 360)، البدر الطالع (2/ 121)، معجم المؤلفين (3/ 107)، هدية العارفين (2/ 194). (¬1) الكازرُوني: بتقديم الزاي وآخره نون نسبة إلى كازرون مدينة بفارس بين البحر وشيراز كما في معجم البلدان. * الضوء اللامع (7/ 48)، وجيز الكلام (2/ 651)، نظم العقيان (137)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 79)، البدر الطالع (2/ 120)، الأعلام (5/ 332)، معجم المؤلفين (3/ 105).

2744 - ابن بنت الأقصرائي

أزيد من خمسين سنة وما دخلت إليه قط إلا وجدته يطالع أو يكتب ... وبالغ البقاعي في الإساءة عليه وعلى أخيه" أ. هـ. وفاته: سنة (854 هـ) أربع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: له تفسير سماه "المتدارك على المدارك" وصل فيه إلى آخر سورة هود وأكمله والده، و"الشافي في مختصر الكافي" لم يكمله. 2744 - ابن بنت الأقصرائي * المفسر: محمّد بن أحمد بن أبي يزيد بن محمد المحب أبو السعادات بن الشهاب بن الركن السرائي العجمي القاهري الحنفي. ولد: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة. من مشايخه: العز بن جماعة، والبساطي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي، وخاليه وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان مهابًا بهي المنظر كثير التودد وراغبًا في الاجتماع على الذكر والأوراد والإطعام". وقال: "قال ابن خطيب الناصرية: ... اجتمعت به فوجدته إنسانًا حسنًا فاضلًا ذا شكالة حسنة"أ. هـ. وفاته: سنة (859 هـ) تسع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب على الكشاف حاشية جمع فيها ما رآه من حواشي الطيبي والجاربردي والقطب والتفتازاني وأكمل الدين وإعراب السمين وغيره مع التوفيق بين ما ظاهره الاختلاف من كلامهم وصل إلى آخر سورة النساء، وعلى الهداية حاشية جمعها من شروح خمسة. 2745 - جلال الدين المحلي * المفسر: محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم، أبو عبد الله، الأنصاري جلال الدين، المحلي القاهري الشافعي. ولد: سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: البرماوي، والبساطي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "وصفه ابن خضر بالمتانة والتحقيق وقرأ عليه من لا يحصى كثرة وارتحل الفضلاء للأخذ عنه. كان إمامًا علامة محققًا نظارًا مفرط الذكاء صحيح الذهن بحيث كان يقول بعض المعتبرين إن ذهنه يثقب الماس. حاد القريحة قوي المباحثة .. " أ. هـ. • الشذرات: "كان متقشفًا في مركبه وملبسه ويتكسب بالتجارة ... وكان علّامة آية في الذكاء ¬

_ * الضوء (7/ 115)، نظم العقيان (138)، معجم المؤلفين (3/ 114)، كشف الظنون (1/ 235)، هدية العارفين (2/ 201). * وجيز الكلام (2/ 729)، الضوء اللامع (7/ 39)، بدائع الزهور (2/ 355)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 84)، الشذرات (9/ 447)، البدر الطالع (2/ 115)، الأعلام (5/ 333)، معجم المؤلفين (3/ 93)، كشف الظنون (1/ 124 و 407)، هدية العارفين (2/ 202)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 181).

2746 - القرافي

والفهم. كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس .. وكان هذا العصر في سلوك طريق السلف على قدم من الصلاح والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يواجه بذلك أكابر الظلمة والحكام .. "أ. هـ. • الأعلام: "أصولي مفسر عَرّفه ابن العماد بتفتازاني العرب .. وكان يقول: إن ذهني لا يقبل الخطأ، ولم يكن يقدر على الحفظ. حفظ مرة كراسًا من بعض الكتب فامتلأ بدنه حرارة" أ. هـ. • قلت: ذكره صاحب كتاب المفسرون بين التأويل والإثبات ووصفه بأنه مؤول للصفات على مذهب الأشاعرة فقال: "وأما في التفسير المسمى بالجلالين، فهو -أي السيوطي- أشعري كبير، ما ترك صفة إلا أولها، وما قلناه في السيوطي، يقال في صديقه الجلال المحلي في التأويل، فكلاهما مؤول للصفات على مذهب الأشاعرة" أ. هـ. • قلت: وقد نقلنا كلام المغراوي في كتابه المفسرون بين التأويل والإثبات حول تفسير الجلالين في ترجمة السيوطي فلتراجع تلك الترجمة. وفاته: سنة (864 هـ) أربع وستين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في التفسير أتمه الجلال السيوطي، فسمي "تفسير الجلالين" و"كنز الراغبين" و "البدر الطالع في حل جمع الجوامع" في أصول الفقه. 2746 - القرافي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن عمر بن شرف الشمس، أبو الفضل بن الشهاب، القاهري القرافي المالكي. ولد: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. من مشايخه: البساطي والبارنباري وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • وجيز الكلام: "ممن درّس وأفتى وحدّث وألّف وناظر وترشح لقضاء مذهبه مع مَزيد العقل والتودد وبراعة الخط واللفظ والانفراد في صناعة التوثيق والمحاسن الجمة"أ. هـ. • الضوء: "أقرأ الطلبة وأفتى وصار الاعتماد في الفتاوى عليه، وسمع منه الأئمة .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه محدث نحوي .. "أ. هـ. وفاته: سنة (867 هـ) سبع وستين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب على "الآجرومية" شرحًا سماه "الدرر المضية" وكذا على "الملحة". 2747 - ابن النَّجار * اللغوي، المقرئ: محمّد بن أحمد بن داود، أبو عبد الله بن النجار، شمس الدين، الشافعي. ولد: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: صدقة الضرير تلميذ ابن اللبان وغيره. ¬

_ * الضوء (7/ 27)، وجيز الكلام (2/ 756)، نظم العقيان (136)، معجم المؤلفين (3/ 89). * الضوء (6/ 308)، الأعلام (5/ 334)، معجم المؤلفين (3/ 63).

2748 - القلقيلي

من تلامذته: حمزة الحسيني وغيره من الفضلاء. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "قاريء دمشقي، من الشافعية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (871 هـ)، وقيل: (870 هـ) إحدى وسبعين، وقيل: سبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "غاية المراد في معرفة إخراج الضاد" رسالة صغيرة لعلها رسالة في "الفرق بين الضاد والظاء" وله "الرد المستقيم" رسالة في التجويد. 2748 - القَلْقِيلِي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح، نجم الدين، القلقيلي. من مشايخه: الفخر المقسي، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "ثم انتمى إلى البقاعي فزاد فساده وعاد ضرره على المسلمين وعناده وصار يغريه لما علم من جرأته على الناس خصوصًا أهل الاستقامة واحدًا واحدًا .. ولا زال أمره في انخفاض" أ. هـ. • الأعلام: "مقرئ من أهل قلقيلية .. سخط عليه شيخه السخاوي وقال في آخر ترجمته: ولا زال أمره في انخفاض .. " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (902 هـ) اثنتين وتسعمائة. من مصنفاته: "غنية المريد لمعرفة الإتقان والتجويد". 2749 - ابن غازي * المقرئ: محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن علي بن غازي العثماني المكناسي، أبو عبد الله. ولد: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: أبو زيد الكلواني، وأبو العباس المزدغي وغيرهما. من تلامذته: ابن العباس الصغير، وأحمد الدقون، وعلي بن هارون وغيرهم. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "كان عذب المنطق حسن الإيراد والتقرير فصيح اللسان عارفًا بصناعة التدريس، ممتع المجالسة، جميل الصحبة سري الهمة حسن الأخلاق عذب الفكاهة معظمًا عند الخاصة والعامة" أ. هـ. • إتحاف أعلام الناس: "حافظ حجة فرضي حيسوبي عروضي .. مقرئ مجود صدر في القراءات متقن لها عارف بوجوهها وعللها طيب النغمة عذب المنطق حسن الإيراد" أ. هـ. وفاته: سنة (919 هـ) تسع عشرة وتسعمائة. من مصنفاته: "تفصيل الدرر" في القراءات، و "إتحاف ذوي الاستحقاق" شرح ألفية ابن مالك، و"إنشاد الشريد" في رسم المصحف. ¬

_ *الضوء اللامع (7/ 42)، الأعلام (5/ 335). * جذوة الاقتباس (1/ 320)، ألف سنة من الوفيات (284)، إتحاف أعلام الناس (4/ 2)، شجرة النور (276)، الأعلام (5/ 336)، معجم المؤلفين (3/ 107)، هدية العارفين (3/ 107).

2750 - الخطيب الشربيني

2750 - الخطيب الشربيني * النحوي، المفسر: محمّد بن أحمد الشربيني، ويعرف بالخطيب الشربيني، شمس الدين. من مشايخه: الشيخ أحمد البرلسي الملقب عميرة، والشيخ نور الدين المحلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكواكب: "أجمع أهل مصر على صلاحه ووصفوه بالعلم والعمل والزهد والورع وكثرة النسك والعبادة ... وكان يؤثر الخمول ولا يكترث بإشغال الدنيا ... أثنى عليه الشعراوي كثيرًا" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه شافعي، مفسر، نحوي" أ. هـ. • قلت: قال صاحب رسالة الماجستير (منهج الخطيب الشربيني في تفسيره) (ص 22): "لقد قدر لعقيدة الخطيب السلامة والصفاء وعدم الانحراف، فقد كان سلفي العقيدة شهد لذلك تفسيره، فلا يكاد تجد مجالًا للرد على العقائد المخالفة لرأي السلف الصالح إلا ويدلي فيه بدلالة واضحة على تبنيه لعقيدة السلف الصافية النقية، البعيدة كل البعد عن عقائد الفرق الضالة والاتجاهات المنحرفة" أ. هـ. وقال في معرض كلامه عن صفات الله سبحانه وتعالى (101 ص): "هو يؤكد دائمًا أنه يجب تبني مذهب السلف في السكوت عن التأويل وإمرار صفات الله على ما جاءت عليه، والإيمان بها من غير تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل، يشهد لذلك نقله لرأي أهل السنة في الاستواء الوارد في قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} حيث يقول: قال أهل السنة: الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف يجب الإيمان به، ونكل العلم فيه إلى الله تعالى، والمعنى أن له استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الاستقرار والتمكن أ. هـ. ثم يرد رأي المعتزلة الذي يقول: استوى بمعني استولى بقوله: وبعضهم يقول استوى بمعنى استولى وهذا منكر عند أهل اللغة. قال ابن الأعرابي: لا يعرف استولى فلان على كذا إلا إذا كان بعيدًا منه غير متمكن ثم تمكن منه، والله تعالى لم يزل مستوليًا على الأشياء، نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشببيه المجسمة" أ. هـ. • قلت: أما تبنيه لموقف السلف في الأسماء والصفات فكلام غير صحيح إطلاقًا إلا ما كان منه في الكلام على صفة الاستواء فإنه وإن وافق السلف فإن ذلك لا يدل أنه سلفي العقيدة، فينبغي على صاحب الرسالة أن يجمع كلامه في بقية الصفات حتى يتمكن من الحكم على أنه سلفي العقيدة، أضف إلى ذلك أن ردّه على بقية الفرق كالجهمية والمعتزلة لا يدل أيضًا على سلميه، لأن الأشاعرة كذلك ردّوا على المعتزلة والخوارج أيضًا إضافة للسلفية. • المفسرون بين التأويل والإثبات: "نقل معظم تفسيره من الفخر الرازي، وادعى في مقدمة ¬

_ * الأعلام (6/ 6)، معجم المؤلفين (3/ 69)، معجم المطبوعات لسركيس (1108)، خطط مبارك (12/ 127)، الشذرات (10/ 561)، الكواكب السائرة (3/ 79)، "منهج الخطيب الشربيني في التفسير"، إعداد أحمد مسعود- الجامعة الأردنية (1406 هـ-1986 م)، المفسرون بين التأوبل والإثبات (2/ 191).

تفسيره أنه سيتبع السلف في تفسيرهم لكنه في الحقيفة خالف مذهب السلف في تفسير آيات الصفات بل تبع الرازي في بعض طعناته على مذهب السلف كما يتضح ذلك في صفة الكلام. وعلى كل حال هو مؤول أشعري في معظم الصفات وأثبت صفة الاستواء على ضعف في ذلك، وقد يذكر مذهب السلف في بعض بحوثه ولكنها عنده كفلتات اللسان. غفر الله لنا وله ولجميع المسلمين. وإليك الصفات حتى تقف بعينك على أعين اليقين. 1 - صفة الغضب: قال عند قوله تعالى من سورة الفاتحة: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. فإن قيل: ما معنى غضب الله لأن الغضب ثوران النفس عند إرادة الانتقام أو تغيير يحصل عند ثوران دم القلب بإرادة الانتقام وهو محال في حقه تعالى أجيب بأنه إذا أسند إلى الله تعالى أريد به المنتهى والغاية فمعناه إرادة الانتقام من العصاة وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعل الملك إذا غضب على من تحت يده، نعوذ بالله من غضبه ونسأله رضاه ورحمته (¬1). 2 - تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} اختلف في الكرسي فقال الحسن: هو العرش نفسه، وقال أبو هريرة: هو موضع أمام العرش، والأحاديث تدل عليه (¬2). 3 - صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} أي يجازيهم على استهزائهم سمى جزاء الاستهزاء باسمه كما سمى جزاء السيئة بسيئة إما لمقابلة اللفظ باللفظ أو لكونه مماثلًا له في القدر ومثل هذا يسمى مشاكلة أو ينزل بهم الحقارة والهوان الذي هو لازم الاستهزاء والغرض منه أو يرجع وبال الإستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ أو يعاملهم معاملة المستهزئ، أما في الدنيا فبإجراء أحكام الإسلام عليهم واستدراجهم بالإمهال والزيادة في النعمة مع التمادي في الطغيان وأما في الآخرة فبأن يفتح لهم -وهم في النار- بابا إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب وذلك قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} وإنما استؤنف به ولم يعطف، ليدل على أنه تعالى تولى مجازاتهم ولم يحوج المؤمنين أن يعارضوهم وأن استهزاءهم لا يبالى به لحقارتهم (¬3). 4 - صفة المكر: قال عند قوله تعالى من سورة الأنفال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الْمَاكِرِينَ}. أي يرد مكرهم عليهم بتدبير أمرك بأن أوحى ما دبروه وأمرك بالخروج إلى المدينة وأخرجهم إلي بدر وقلل المسلمين في أعينهم حتى حملوا عليهم ¬

_ (¬1) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 11). (¬2) تفسير الخطيب الشربيني: (1/ 138). (¬3) تفسير الخطيب الشربيني: (1/ 22).

فقتلوا {وَاللَّهُ خَيرُ الْمَاكِرِينَ} أي أعلمهم به فلا يؤبه بمكرهم دون مكره. قال البيضاوي: وإسناد أمثال هذا إنما يحصل للمجاوزة ولا يجوز إطلاقها ابتداء لما فيه من إبهام الذم. أ. هـ. واعترض عليه بأنه لا يتعين في مثل ذلك المشاكلة بل يجوز أن يكون ذلك استعارة لأن إطلاق المكر على إخفاء الله ما أوعده لمن استوجبه أن جعل باعتبار أن صورته تشبه صورة المكر فاستعارة أو باعتبار الوقوع في صحبة مكر العبد فمشاكلة وعلى هذا لا يحتاج كما قال الطيبي إلى وقوعه في صحبة مكر العبد قال: ومنه قول علي - رضي الله عنه - من وسع الله تعالى عليه في دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع في عقله (¬1). وقال عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} تقرير لقوله تعالى أفأمن أهل القرى، ومكر الله استعارة لاستدراج العبد بالنعم في الدنيا وأخذه من حيث لا يحتسب (¬2). 5 - صفة الحياء: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي} الآية والحياء انقباض النفس عن القبيح مخافة الذم، وهو الوسط بين الوقاحة التي هي الجرأة على القبائح وعدم المبالاة بها وبين الخجل الذي هو انحصار النفس عن الفعل مطلقًا فإذا وصف به الباري سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث "إن الله يستحي من ذي الشيبة المسلم أن يعذبه" "إن الله حي كريم يستحيي إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفرًا حتى يضع فيهما خيرًا. فالمراد به الترك كما قدرته اللازم للانقباض كما أن المراد من رحمته وغضبه والمعروف والمكروه اللازمين لمعنييهما وتحتمل الآية خاصة أن يكون مجيء الحياء فيها للمشاكلة وهو أن يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته ولو تقديرًا كما هنا وهو قول الكفرة أما يستحيي رب محمّد أن يضرب مثلًا بالذباب والعنكبوت ولما كان التمثيل يصار إليه لكشف المعنى الممثل به ورفع الحجاب عنه وإبرازه في صورة المشاهد المحسوس ليساعد فيه الوهم والعقل ويصالحه عليه فإن المعنى الصرف إنما يدركه العقل مع منازعة من الوهم لأن من طبعه ميل الحس وحب المحاكاة ... الخ (¬3). 6 - صفة الاستواء: قال عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} أي استوى أمره وقال أهل السنة: الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف له سبحانه وتعالى استواء على العرش علي الوجه الذي عناه منزه عن الاستقرار والتمكن وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فأطرق رأسه مليًا وعلاه الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أظنك إلا ضالًا ثم أمر به فأخرج وروي عن سفيان الثوري والأوزاعي، ¬

_ (¬1) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 468). (¬2) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 410). (¬3) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 32).

والليث بن سعد وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات متشابهة أمروها كما جاءت اقرؤوها بلا كيف واجماع السلف منعقد على أن لا يزيدوا على قراءة الآية. وقال بعضهم: استوى بمعنى استولى ويحتج بقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق وقال آخر: هما استويا بفضلهما جميعًا ... على عرش الملوك بغير زور وهذا منكر عند أهل اللغة قال ابن الأعرابي: لا يعرف استولى فلان على كذا إلّا إذا كان بعيدًا منه غير متمكن منه ثم تمكن منه والله تعالى لم يزل مستوليًا على الأشياء والبيتان قال ابن فارس اللغوي: لا يعرف قائلهما ولو صحا لا حجة فيهما لما بينا من استيلاء من لم يكن مستوليا. نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه الجسمة (¬1). 7 - صفة الكلام: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي لا يكلمهم بالرحمة وبما يبشرهم إنما يكلمهم بالتوبيخ أو يكون عليهم غضبان كما يقال فلان لا يكلم فلانًا إذا كان عليه غضبان لما ثبت بالنصوص أنه تعالى يسألهم والسؤال كلام فحمل نفي الكلام على الغضب فهو كناية ويجوز إبقاء الكلام على ظاهره وتحتمل نصوص السؤال على أنه يقع بألسنة الملائكة (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} دلت الآية الكريمة على أنه تعالى كلم موسى - عليه السلام - والناس مختلفون في كلام الله تعالى. قال الزمخشري في كشافه: وكلمه ربه من غير واسطة كما يكلم الملك، وتكليمه أن يخلق الكلام منطوقًا به في بعض الأجرام كما خلقه مخطوطًا في اللوح وهذا مذهب المعتزلة، ولا شك في بطلانه وفساده لأن ذلك الجرم كالشجرة لا يقول: {أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} فثبت بذلك بطلان ما قالوه وذهب بعض الحنابلة والحشوية إلى أن كلام الله تعالى حروف وأصوات منقطعة وأنه قديم. قال الإمام الرازي: وهذا القول أخس من أن يلتفت إليه العاقل، والذي عليه أكثر أهل السنة والجماعة أن كلام الله تعالى صفة مغايرة لهذه الحروف والأصوات وأن موسى سمع تلك الصفة الحقيقية الأزلية قالوا: كما أنه لا يبعد رؤية ذاته مع أن ذاته ليست جسمًا ولا عرضًا كذلك لا يبعد سماع كلامه مع أن كلامه لا يكون حرفًا ولا صوتًا، وفيما روي أن موسى - عليه السلام - كان يسمع ذلك من كل جهة تنبيه على أن سماع كلامه تعالى القديم ليس من جنس كلام المحدثين وهل كان سبحانه وتعالى ¬

_ (¬1) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 396). (¬2) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 93).

كلم موسى وحده أو مع أقوام آخرين ظاهر الآية يدل على الأول .. الخ (¬1). 8 - صفة الوجه: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي قبلته كما قاله مجاهد، وقال الكلبي: فثم الله يعلم ويرى، والوجه صلة كقوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة القصص: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي ذاته فإن الوجه يعبر به عن الذات، وقال أبو العالية: إلا ما أريد به وجهه، وقيل: إلا ملكه (¬3). وقال عند قوله تعالى من سورة الرحمن: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. أي ذاته فالوجه عبارة عن وجود ذاته، قال ابن عباس: الوجه عبارة عنه (¬4). 9 - صفة الإتيان والمجيء: وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}. أي إلا أن يأتيهم أمره أو بأسه، كقوله أو يأتي أمر ربك، أي عذابه وقوله تعالى: {فجاءهم بأسنا أو يأتيهم الله ببأسه} فحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (¬5). وقال عند قوله تعالى من سورة الفجر: {وَجَاءَ رَبُّكَ} قال الحسن: أي أمره وقضاؤه. 10 - صفة العندية: قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. قوله تعالى: {عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي ذووا زلفى منه فليس المراد القرب المكاني لاستحالته ولا بمعنى في علمه وحكمه لعدم مناسبة المقام له بل بمعنى القرب شرفًا ورتبة (¬6). 11 - صفة المحبة: قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. قل لهم يا محمّد إن كنتم تحبون الله وتعبدون الأصنام لتقربكم إليه فاتبعوني يحببكم الله فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم أي اتبعوا شريعتي وسنتي يحببكم الله فحب المؤمنين لله اتباعهم أمره وإيثار طاعته وابتغاء مرضاته وحب الله للمؤمنين ثناؤه عليهم وثوابه لهم وعفوه عنهم فذلك قوله تعالى: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬7). وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} أي يثيبهم (¬8). 12 - صفة الفوقية: قال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}. ¬

_ (¬1) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 422). (¬2) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 72). (¬3) تفسير الخطيب الشربيني (3/ 100). (¬4) نفس المرجع (4/ 134). (¬5) نفس المرجع (1/ 112). (¬6) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 218). (¬7) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 171). (¬8) نفس المصدر (1/ 105).

فهم مقهورون تحت قدرته وكل من قهر شيئًا مستعل عليه بالقهر والغلبة (¬1). 13 - صفة اليد: قال عند قوله تعالى من سورة الفتح: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ}: يد الله أي المتردي بالكبرياء فوق أيديهم أي في المتابعة يحتمل وجوهًا وذلك أن اليد في الموضعين إما أن تكون بمعنى واحد وإما أن تكون بمعنيين فإن كانت بمعنى واحد ففيه وجهان: أحدهما: قال الكلبي: نعمة الله عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من البدعة كما قال الله تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ}. ثانيهما: قال ابن عباس، ومجاهد: يد الله بالوفاء بما وعدهم من النصر والخير أقوى وأعلى من نصرتهم إياه، يقال اليد لفلان أي الغلبة والقوة وإن كانت بمعنيين ففي حق الله تعالى بمعنى الحفظ وفي حق المبايعين بمعنى الجارحة. قال السدي: كانوا يأخذون بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبايعونه ويد الله تعالى فوق أيديهم في المبايعة وذلك أن المتبايعين إذا مد أحدهما يده إلى الآخر في البيع وبينهما ثالث يضع يده على أيديهما ويحفظ أيديهما إلى أن يتم العقد ولا يترك أحدهما يد الآخر لكي يلزم العقد ولا يتفاسخان فصار وضع اليد فوق الأيدي سببًا لحفظ البيعة، فقال تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} يحفظهم على البيعة كما يحفظ المتوسط أيدي المتبايعين. قال البقاعي: فلعنة الله على من حمله على الظاهر من أهل العناد ببدعة الاتحاد وعلى من تبعهم على ذلك من الذين شاقوا الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وسائر الأئمة الأعلام ورضوا لأنفسهم بأن يكونوا أتباع فرعون اللعين وناهيك به من ضلال مبين. انتهى. وقد مر أن التأويل في الآيات المتشابهات مذهب الخلف ومذهب السلف السكوت عن التأويل وإمرار الصفات على ما جاءت وتفسير قراءتها والإيمان بها من غير تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} الآية: أي هو ممسك يقتر بالرزق وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجود ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} ولا يقصد من يتكلم به إثات يد ولا غل ولا بسط ولو أعطى الأقطع إلى المنكب عطاء جزيلًا لقالوا ما أبسط يده بالسؤال لأن بسط اليد وقبضها عبارتان وقعتا متعاقبتين للبخل والجود وقد استعملوها حيث لا تصح اليد كقولهم بسط اليأس كفيه في صدري فجعلت لليأس الذي هو معنى من المعاني لا من الأعيان كفان. قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} مشيرًا بالتثنية إلى غاية الجود وأن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه جميعًا (¬3) " أ. هـ. ¬

_ (¬1) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 340). (¬2) تفسير الخطيب الشربيني (4/ 35). (¬3) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 317).

2751 - الفاكهي

وفاته: سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "السراج المنير" في تفسير القرآن، و"الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" و "شرح شواهد القطر" وغيرها. 2751 - الفاكهي * اللغوي: محمّد بن أحمد بن علي الفاكهي المكي، أبو السعادات الحنبلي. ولد: سنة (923 هـ) ثلاث وعشرين وتسعمائة. من مشايخه: أبو الحسن البكري، وابن حجر الهيتمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • النور السافر: " .. كان مع شدة تواضعه لأصحابه ربما ينسبونه إلى التملق، وكان له عقيدة مفرطة في السادة آل باعلوي، وذهب إلى حضرموت لزيارتهم فلقي جماعة من أعيانهم وعادت عليه بركتهم .. وكان مع جلالة قدره يغضب من ذكر الفأر .. " أ. هـ. • النعت الأكمل: "وكان جوادًا سخيًّا، لا يمسك شيئًا ولذلك كان كثير الاستفراض، وكانت تغلب عليه الحدة .. " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنبلي، عارف بالأدب .. " أهـ. من أقواله: النور السافر: ( .. كان يقول: الأنس بالله نور ساطع، والأنس بالناس سم قاطع .. ). وفاته: سنة (992 هـ) اثنتين وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: "رسالة في اللغة"و "نور الأبصار شرح مختصر الأنوار" فقه. 2752 - محمّد الرملي * النحوي، المفسر محمّد بن أحمد بن حمزة بن شيخ الإسلام شهاب الدين الرملي، الشافعي، الملقب بالشافعي الصغير. ولد: سنة (917 هـ)، وقيل: (919 هـ) سبع عشرة، وقيل تسع عشرة وتسعمائة. من مشايخه: والده، وشيخ الإسلام القاضي زكريا وغيرهما. من تلامذته: نور الدين الزيادي، والشيخ سالم الشبشيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • لطف السمر: "الإمام العلامة، المحقق المدقق الفهامة، شيخ الإسلام بن شيخ الإسلام .. الملقب بالشافعي الصغير ... قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقاته الوسطى ... ولم يزل له الاعتقاد التام في طائفة الصوفية، تبعًا لوالده .. "أهـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. • خلاصة الأثر: "وقع الاتفاق على المغالات بمدحه وهو أستاذ الأستاذين وأحد أساطين ¬

_ * النعت الأكمل (154)، النور السافر (407)، الشذرات (10/ 627)، السحب الوابلة (2/ 871)، الأعلام (6/ 7)، معجم المؤلفين (3/ 85). * لطف السمر (1/ 77)، معجم المؤلفين (3/ 61)، خلاصة الأثر (3/ 342)، إيضاح المكنون (2/ 121)، الأعلام (6/ 7).

2753 - وحيي زادة

العلماء وأعلام نحاريرهم محيي السنة وعمدة الفقهاء في الآفاق" أ. هـ. وفاته سنة (1004 هـ) أربع وألف. من مصنفاته: "شرح العقود" في النحو، و"شرح شروط الإمام" و"شرح مقدمة الزاهد". 2753 - وَحْيي زادة * اللغوي، المفسر: محمّد بن أحمد، أبو عبد الله، الرومي الأزنيقي، المعروف بوحْيي زادة. ولد: سنة (940 هـ) أربعين وتسعمائة. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "قد أكمل صاحب الترجمة طريق الصوفية على بعض المشايخ وجلس على سجادة الذكر والوعظ .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية رومي مستعرب من أهل أسكدار .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1018 هـ) ثمان عشرة وألف. من مصنفاته: "تعليقات" في التفسير، "الإشارة الجائزة لحل مغلقات الرامزة" و"مواهب الأديب في شرح مغني اللبيب" 2754 - العوفي * المفسر المقرئ: محمّد بن أحمد العوفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالقراءات، عارف بالتفسير .. "أ. هـ. وفاته: سنة (1050 هـ)، وقيل: (1049 هـ) خمسين، وقيل: تسع وأربعين وألف. من مصنفاته: "تلخيص النشر لابن الجزري" و"الجواهر المكللة" صغير في القراءات العشر، و"رسالة في أمثلة من القرآن الكريم". 2755 - العَريشي * النحوي: محمّد بن أحمد الأسدي العريشي اليمني المكي. من مشايخه: عمر البصري، والشيخ خالد المالكي وغيرهما. من تلامذته: ولده العلامة أحمد، والقاضي علي العصامي وغيرهما. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 353)، هدية العارفين (2/ 268)، كشف الظنون (6/ 268)، الأعلام (6/ 8)، معجم المؤلفين (3/ 353). * هدية العارفين (2/ 263)، (2/ 279)، وفي الإحالة الأولى ذكر اسمه محمّد بن أحمد المسيري المقرئ العوفي، وفاته سنة (1006 هـ) وله كتاب "الجواهر المكللة في القراءات العشرة المدللة"، أما في الإحالة الثانية فذكر اسمه محمّد بن أحمد العوفي وفيه وفاته (1049 هـ) وله كتاب "الجواهر المكملة" الذي سبق نفسه وغيره من الكتب قلت: والأرجح أنهما لشخص واحد إذ أن زيادة اللقب لا تعني أنهما مختلفان، أما تاريخ الوفاة فقد يكون وهمًا من صاحب الهدية أو خطأ في النسخ والله أعلم، الأعلام (6/ 9)، معجم المؤلفين (3/ 89). * خلاصة الأثر (3/ 383)، الأعلام (6/ 11)، معجم المؤلفين (3/ 48).

2756 - الدسوقي

كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "شيخ العلوم والمعارف ومالك زمامها من تليد وطارق أربى على العمر الطبيعي وهو ممتع بحواسه من بيت علم وصلاح مقيمين على تقوى وفلاح، راضي بالكفاف من الرزق الحلال الأرغد، ناصب النساخة حبلًا لصيد معيشته كما عليه السلف الطاهر الأمجد" أ. هـ. • وقال: "اشتغل بالفقه وبرع وأعرب في النحو قبل أن يترعرع .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1060 هـ) ستين وألف. من مصنفاته: "شرح الآجرومية" و "شرح الكافي" في علم العروض والقوافي في نحو عشر كراريس وغيرهما. 2756 - الدّسُوقي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي. من مشايخه: حسن الجبرتي، والصعيدي، والدردير وغيرهم. من تلامذته: أحمد الصاوي وعبد الله الصعيدي، وحسن العطار وغيرهم. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: " .. كان لين الجانب مع دين متين وحسن خلق وعدم تصنع واطراح تكلف جاريًا على سجيته لا يرتكب ما يتكلفه غيره مع التعاظم وفخامة الألفاظ ولهذا أكثر الآخذون عليه .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم مشارك في الفقه والكلام والنحو والبلاغة والمنطق والهيئة والهندسة والتوقيت" أ. هـ. • الأعلام: "من علماء العربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1230 هـ) ثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على مغني اللبيب" و"الحدود الفقهية" في فقه الإمام مالك و "حاشية على السعد التفتازاني" وغيرها. 2757 - أبو راس * المفسر: محمّد بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد الراشدي الجليلي المعسكري، المعروف بأبي راس. ولد: سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف. من مشايخه: السيد المرتضى الزبيدي، والشيخ الأمير الكبير وغيرهما. من تلامذته: ابن السنوسي، والشيخ حمادوش المحفوظي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • فهرس الفهارس: "قد حدثني مفتي وهران الآن الشيخ الحبيب ابن عبد الملك المغربي الأصل عن شيخه عالم وهران السيد الحبيب بن البخاري الوهراني عن أبيه وقد عاصره الشيخ أبا راس أن ¬

_ * هدية العارفين (2/ 357)، عجائب الآثار (3/ 496)، أعيان القرن الثالث عشر (162)، حلية البشر (3/ 1262)، شجرة النور (361)، الأعلام (6/ 17)، معجم المؤلفين (3/ 82)، معجم المطبوعات (875). * فهرس الفهارس (1/ 104)، الأعلام (6/ 18)، معجم المؤلفين (3/ 74)، معجم أعلام الجزائر (146).

2758 - الأهدل

جماعة من تلاميذه تذاكروا في قوة حافظته وكأنهم اتهموه بالاختلاق فركبوا اسمًا نطق كل واحد منهم بحرف منه وجعلوه اسمًا لملك وسألوا الشيخ عنه فأملى لهم ترجمته وسيرته وأعماله فاتفقوا على أن الشيخ كاذب ولما طالت المدة وقف أحدهم على الاسم والسيرة في كتاب تاريخي على نحو ما كان أملاه الشيخ أبوراس عليهم فعلموا أن الشيخ صادق وهم مقصرون متهمون الشيخ مما هو منه برئ .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1239 هـ)، وقيل: (1238 هـ) تسع وثلاثين، وقيل: ثمان وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و "حاشية على المكودي" و "حاشية على السعد، و"الحاوي الجامع بين التوحيد والتصوف والفتاوى". 2758 - الأهدل * النحوي: محمّد بن أحمد بن عبد الهادي الأهدل، الحسني، التهامي، الشافعي. ولد: سنة (1241 هـ) إحدى وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: عمه عبد الباري، وعمه الحسن بن عبد الباري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل شافعي .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي محدث نحوي" أ. هـ. وفاته: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "الكواكب الدرية شرح الآجرومية" في النحو، و"دفع الوصمة عمن ثبت له العصمة" و "تحذير الإخوان المسلمين من تصديق الكهان والعرافين والمنجمين" وغيرها. 2759 - الشيخ عُلَيش * النحوي، اللغوي: محمّد بن أحمد بن محمّد عُليش، أبو عبد الله المالكي. ولد: سنة (1217 هـ) سبع عشرة ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ الأمير الصغير، والشيخ يوسف الصاوي وغيرهما. من تلامذته: الإنبابي، والشربيني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "المالكي، الأشعري، الشاذلي الأزهري فقيه متكلم، نحوي، صرفي، بياني، فرضي، منطقي .. "أ. هـ. • الأعلام: "فقيه، من أعيان المالكية. مغربي الأصل .. " أ. هـ. • قلت هذه ترجمة آثرنا نقلها كما هي، نقلها ابن المؤلف ووضعها في مقدمة كتابه "شرح منح الجليل" (1/ 2): "هو الإمام العالم الفاضل والجهبذ الوحيد الفريد اللوذعي الألمعي الكامل ¬

_ * نيل الوطر (2/ 224)، هدية العارفين (2/ 380)، الأعلام (6/ 19)، معجم المؤلفين (3/ 71)، معجم المطبوعات (496). * شجرة النور (385)، الأعلام (6/ 19)، معجم المؤلفين (3/ 104)، معجم المطبوعات (1372)، هدية العارفين (2/ 382)، "وشرح منح الجليل على مختصر العلامة خليل"- مكتبة النجاح- طرابلس- ليبيا، المقدمة بقلم ولد المؤلف.

الجامع بين شرفي العلم والتقوى السالك سبيل ذلك في السر والنجوى الرافل في حلل الزهد والورع المعتصم بحبل السنة فيما يفعل ويدع فرع الشجرة النبوية وخلاصة السلسلة الهاشمية شمس الملة والدين ووارث علوم سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في كل وقت وحين وعلى التابعين له بإحسان إلى يوم الدين أستاذنا ومولانا الشيخ محمّد عليش حفظه الله تعالى بجاه جده سيد قريش ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد عليش ومنشأ تلقيبه بعليش اسم جده الأعلى علوش أحد أجداد الغوث الذي أسبغت عليه المعارف أتم إسباغ سيدي عبد العزيز الدباغ صاحب الذهب الإبريز رضي الله تعالى عنه الملك العزيز قال المؤلف المذكور حفظه الله تعالى وأبقاه بجاه النبي، وأحباه فيما كتبه بطرة شرحه لقواعد الإعراب الأصل الأول من الجهمين من فاس والأب ولادة طرابلس الغرب والأم ولادة مصر. وقال في (حاشية التيسير والتحرير على شرحه مواهب القدير) على مجموع المحقق الأمير، رحمه الله تعالى الملك القدير: أخبرني من يوثق به أن مدينة طرابلس الذي ولد بها أبي ليس فيها من يسمى عليشًا إلا جدي محمدًا وأولاده وأنه مغربي من فاس أقام بطرابلس حين رجوعه من الحج وتزوج بها وولد له بها أربعة ذكور أحمد والدي ومحمد وعلي وحسين وتوفي بها عنهم فانتقلوا من طرابلس ومات عمي محمد بمكة المشرفة وكان من الأولياء العارفين والباقون بمصر القاهرة ودفنوا بحارة الدواداري بقرب الجامع الأزهر وأخبرني آخر يوصف به أن بأعمال فاس قبيلة من الأشراف يقال لها العلالشة فلعل جدي محمدًا منها والله أعلم بحقيقة الحال أ. هـ. وأخبرني والدي الأستاذ المؤلف المذكور زاده قوة وتوفيقًا الرب الكريم الغفور أن والده الشيخ أحمد لقيه في حال صغره بمحمد حبيب، ولكن الشائع هو اللقب الأول عند القاصي والمقريب هذا، وقد ولد الأستاذ المؤلف حفظه الله تعالى وقواه وبلغه من الآمال فوق ما يتمناه بمصر القاهرة في حارة الجوار بجوار الجامع الأزهر المعمور بقراءة العلم الشريف، وتلاوة كلام الله تعالى الفاعل المختار في شهر الله رجب سنة سبع عشرة ومائتين وألف من هجرة من خلقه الله تعالى على أكمل الحالات وأشرف وصف وحفظ القرآن، وهو ابن ثلاث عشرة سنة واشتغل بتحصيل العلم الشريف بالجامع الأزهر الأنور المنيف، وقد أدرك به الجهابذة الأفاضل الأعلام المعروفين بجلالة القدر بين الأنام وأخذ عنهم ما يسره الله تعالى لهم من العلوم وسار يأخذ بالمنطوق منها والمفهوم فمنهم المرحوم الأستاذ العلامة الكوكب المنير سيدي الشيخ عضد الأمير الصغير، والعلامة الشيخ عبد الجواد الشباسي والعلامة الشيخ عوض السنباوي والعلامة الشيخ سيدي مصطفى السلموني والعلامة سيدي مصطفى البولاقي، والعلامة سيدي فراج العموري، والعلامة الشيخ محمد فتح الله، والعلامة الشيخ حسن حميد العدوي، والعلامة الشيخ مقديش المغربي السفاقسي والعلامة سيدي جاد الرب والعلامة سيدي الشيخ يوسف الصاوي. وأخذ أيضًا عن غيرهم من الأكابر ومن المجيزين

له سيدي إبراهيم الملوي شيخ السادة المالكية سابقًا وسيدي مصطفى البناني صاحب التجريد وسيدي محمد حبيش شيخ السادة المالكية والشيخ علي الحلو وسيدي عبد الواحد الدمنهوري وسيدي أحمد بن ملوكه التونسي رحم الله تعالى الجميع ونفعنا بهم. واشتغل بالتدريس بالجامع الأزهر النفيس في سنة اثنتين وثلاثين فقرأ فيه العلوم العقلية والنقلية حتى تخرج عليه أكثر الموجودين الآن من علماء الجامع الأزهر حفطهم الله رب البرية، وله التآليف العديدة الجامعة النافعة المفيدة فمنها هذا الشرح الجليل وهو أربعة أجزاء ضخام، وحاشيته على هامشه وهي ثلاثة أجزاء، ومواهب القدير شرح مجموع المحقق الأمير وهو أربعة أجزاء ضخام وحاشيته التيسير والتحرير على مواهب القدير وهي أربعة أجزاء، وحاشيته على شرح مجموع العلامة الأمير وهي أربعة أجزاء ضخام تسمى: البدر المنير على شرح مجموع العلامة الأمير، واصل مواهب القدير المسمى: بالجامع الكبير على مجموع العلامة الأمير، وصل فيه إلى أثناء باب الصيام في أربعة أجزاء ضخام أعانه الله تعالى على إتمامه، وحاشية تسمى هداية السالك إلى أقرب المسالك للعارف القطب الدردير وهي جزءان مطبوعة، وفتاويه في التوحيد والفقه وهي جزءان، وحاشية على شرح الكبرى للإمام المحقق السنوسي تسمى: القول الوافي السديد بخدمة شرح عقيدة أهل التوحيد وهي جزء ضخم، وشرح على متن الكبرى للإمام المذكور يسمى: هداية المريد لعقيدة أهل التوحيد وهو جزء لطيف، وحاشيته عليه وتسمى: القول المفيد على هداية المريد أتمها الله تعالى بخير وشرحه على منظومة سيد أحمد المقري المسماة بإضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة وهي خمسمائة بيت من بحر الرجز أتمها الله بخير، واسمه الفتوحات الإلهية الوهبية على العقائد المقرية، ورسالة تسمى: القول الفاخر في بعض ما يتعلق في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} وهي نحو كراستين، ورسالة تسمى: كفاية المريد في بيان مناسك حج بيت الله الحميد وهي نحو كراسة، وحاشية تسمى: القول المنجي على مولد الأستاذ البرزنجي وهي نحو خمسة كراريس وهي مطبوعة في المطبعة الكبرى العامرة، ورسالة تسمى: تقريب العقائد السنية بالأدلة القرآنية وهي نحو كراستين طبعت مرارًا، ورسالة تسمى: بالإيضاح في الكلام على البسملة الشريفة من ثمانية عشرة علمًا في غاية الإفصاح وهي نحو ستة كراريس وخاتمة الكوكب المنير مجموع العلامة الأمير وهي نحو ثلاثة كراريس وخاتمة تسمى: الدرر البهية على شرح ابن تركي على العشماوية وهي نحو كراسة، وخاتمة تسمى: فتح الملك الجليل على شرح ابن عقيل وهي نحو كراستين وخاتمة تسمى جلاء الصدا عن شرح قطر الندى وهي نحو الكراستين وحاشية تسمى مواهب الرحمن المالك على شرح الأشموني لألفية الإمام ابن مالك وهي جزءان ضخمان وحاشية تسمى بوسيلة الإخوان ومغنيتهم عن مراجعة الشيوخ ومشاركتهم على رسالة المحفوف بعناية الملك الحنان الأستاذ العلامة سيدي محمد الصبان في علم البيان وهي جزء واختصرها بحاشية أخرى تسمى تحفة الإخوان على رسالة الإمام الصبان في البيان

وهي نحو اثنتي عشرة كراسة مطبوعة، وشرح يسمى: موصل الطلاب لمنح الوهاب في قواعد الإعراب للعلامة الشيخ يوسف البرناوي وهو نحو ثمان كراريس وهو مطبوع أيضًا، وشرح يسمى: حل العقود من نظم المقصود في علم الصرف للعلامة الشيخ أحمد عبد الرحيم الطهطاوي وهو نحو عشرة كراريس وهو مطبوع، وحاشية تسمى: القول المشرق على شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري المشهور بايساغوجي في علم المنطق وهي نحو ثمان كراريس وهي مطبوعة أيضًا، ورسالة صغيرة تسمى: إتحاف البريات في الكلام على الموجهات نحو ورقتين، ورسالة تسمى: بغية المبتدي وتذكرة المنتهى في علم الفرائض وأعمالها بالجدول وهي نحو ست كراريس، وشرح على الدرة البيضاء في علم الحساب والفرائض والعمل بالجدول يسمى: فيض العلى الحنان المنان على الدرة البيضاء العارف الأخضري عبد الرحمن شرح فيه فن الحساب أتمه الله بخير بجاه سيد الأحباب وله تقارير كثيرة على هوامش كتب فنون عديدة. هذا ما رأيته وأعمله الآن وقد أنعم الله تعالى عليه بالانتفاع بتآليفه الجليلة ذات الفرائد والفوائد الجزيلة، وبالسعي في طلبها من أقصى البلاد وبالاجتهاد في تحصيلها من كل حاضر وباد، ومع مواظبة الأستاذ على تأليف وقراءة الفنون العقلية والنقلية لا يقطع قراءة الكتب الحديثية في المشاهد الحسينية مع تفسير غرائبها وإبداء عجائبها وحل مشكلها وتبيين مجملها، وإبراز عرائس الأحكام ومخدراتها واقتباس أنوار الآداب من مصابيح مشكاتها، وتقلد حفظه الله تعالى مشيخة السادة المالكية والإفتاء بالديار المصرية في شهر شوال المبارك سنة سبعين ومائتين وألف من هجرة صاحب العز والشرف أطال الله عمره لنفع العالمين مع الصحة التامة بجاه أشرف المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وحزبه وكل ناصح وكل ناسج على منواله وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين حرر ذلك الفقير إلى رحمة وإحسان ربه الغني محمد عليش المالكي، الأشعري، الشاذلي، الأزهري نجل الأستاذ المؤلف المذكور ضاعف الله تعالى لهما ولجميع المسلمين الأجور بجاه سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وشرف وعظم وكرم في 13 رجب سنة أربعة وتسعين ومائتين وألف من هجرة من كان كما يرى من أمامه يرى من خلف صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آل كل والصحابة أجمعين" أ. هـ. • قلت: لقد تبين لنا أن صاحب الترجمة أشعري العقيدة، صوفي السلوك والمنحى ... وذلك مما نقلناه آنفًا ... وبالله التوفيق. وفاته: سنة (1299 هـ) تسع وتسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "فتح الجليل على مختصر خليل" في الفقه المالكي و "حل المعقود من نظم المقصود" في الصرف و"تقريب العقائد السنية بالأدلة القرآنية" و"موصل الطلاب لمنح الوهاب" في النحو وغيرها.

2760 - متولي

2760 - مُتولِّي * المقرئ: محمد بن أحمد بن عبد الله، الشهير بمتولي. ولد: سنة (1248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين وألف، وقيل: (1289 هـ) تسع وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: أحمد الدري المالكي الشاذلي الشهير بالتهامي وغيره. من تلامذته: الشيخ محمّد البنا، والشيخ أحمد شلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "ينعت بشيخ القراء، عالم بالقراءات مصري أزهري ضرير .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ مشارك في كثير من العلوم الشرعية والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "بديعة الغرر في أسانيد الأئمة الأربعة عشر" و"مقدمة في قراءة ورش" و"منظومة في القراءات" وغيرها. 2761 - الشافعي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله. ولد: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مشايخه: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة وغيرهما كثير. من تلامذته: أحمد بن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وخلق. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "أقبل على الأدب والعربية والشعر، فبرع في ذلك. وحُبب إليه الرمي حتى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة ثم كتب العلم". وقال: "وهذا التاريخ يضيق عن ذكر شمائل ¬

_ * هدية العارفين (2/ 394)، الأعلام (6/ 21)، الأعلام الشرقية (1/ 385)، معجم المؤلفين (3/ 76)، معجم المطبوعات (1617). * الأعلام (6/ 26)، الوافي (2/ 171)، المقفى الكبير (5/ 309)، المنتظم (10/ 134)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 42)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 201)، الثقات لابن حبان (9/ 30)، حلية الأولياء (9/ 63)، الفهرست لابن النديم (263)، تاريخ بغداد (2/ 56)، ترتيب المدارك (2/ 382)، طبقات الحنابلة (1/ 280)، معجم الأدباء (6/ 2393)، الكامل (6/ 359)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 11)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (11)، وفيات الأعيان (4/ 163)، تهذيب الكمال (24/ 355)، تذكرة الحفاظ (1/ 361)، السير (10/ 5)، البداية والنهاية (10/ 251)، الديباج المذهب (2/ 156)، غاية النهاية (2/ 95)، تهذيب التهذيب (9/ 23)، تقريب التهذيب (823)، النجوم (2/ 176)، طبقات الحفاظ (152)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 98)، مفتاح السعادة (2/ 88)، الشذرات (3/ 19).

2762 - ابن إدريس

الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. وقد أفرد له غير واحد من العلماء ترجمة في مجلد تام". ثم قال: "قال جعفر ابن أخي أبي ثور: سمعت عمي يقول: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي، وهو شاب، أن يضع له كتابًا فيه معاني القرآن. ويجمع الأخبار فيه، وحُجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة فوضع له (كتاب الرسالة). قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاةً إلا وأنا أدعو للشافعي فيها. قلت: وكان عبد الرحمن من كبار العلماء قال أحمد بن حنبل: عبد الرحمن بن مهدي إمام" أ. هـ. وقال: "وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستّة أدعو لهم سحرًا أحدهم الشافعي. قال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحد ميله إلى الشافعي. وقال أبو عبيد: ما رأيت رجلًا أعقل من الشافعي. وقال قتيبة: الشافعي إمام". وقال: "عن يحيى بن أكثم قال: كنا عند محمد بن الحسن في المناظرة، وكان الشافعي رجلًا قُرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة. ولو كان أكثر سماعًا للحديث لاستغنى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - به عن غيره من الفقهاء". وقال: "عن أبي زرعة قال: ما عند الشافعي حديث فيه غلط. وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال الربيع بن سليمان: لو رأيتم الشافعي لقلتم إن هذه ليست كتبه، كان والله لسانه أكبر من كتبه" أ. هـ. قلت: والإمام الشافعي مناقبه وفضائله كثيرة وموسوعتنا أقل من أن تحصيها وقد أفردت له كتب تحدث عنها. من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال أحمد بن أبي سُريج الرازي: سمعت الشافعي يقول: أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارًا، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثًا. قلت -أي الذهبي-: كان الشافعي مع فرط ذكائه يستعمل ما يزيده حِفظًا وذكاءً". وفاته: سنة (204 هـ) أربع ومائتين. من مصنفاته: "الأم" في الفقه، و "المسند"، و"أحكام القرآن" وغير ذلك. 2762 - ابن إدريس * المفسر: محمد بن إدريس بن علي بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن سليمان الزيدي اليماني، الشهير بابن إدريس. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "ذكر والده أنه كان فقيهًا عارفًا بارعًا متقنًا عارفًا بالأصول والفروع، وله شعر حسن ومصنفات كثيرة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "من أئمة الزيدية، مفسر، فقيه، شاعر" أ. هـ. ¬

_ * البدر الطالع (2/ 126)، إيضاح المكنون (2/ 687)، هدية العارفين (2/ 147)، معجم المؤلفين (3/ 118).

2763 - حسون

وفاته: سنة (731 هـ) إحدى وثلاثين وسبعمائة، وقيل: (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة، وقيل: (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "التيسير"، و "الإكسير الإبريز في تفسير القرآن العزيز"، و "الحسام المرهف تفسير غريب المصحف"، و "النهج القويم تفسير القرآن الكريم" وغيرها. 2763 - حسّون * المفسر: محمّد أديب حسّون. كلام العلماء فيه: • قلت: من خلال اطلاعنا على كتابه (التفسير المنير" الذي اشتمل على تفسير سور: الفاتحة، يوسف، الكهف، يس، الرحمن، الواقعة، الملك، جزء عم. لم نجد ما يثبت عقيدته سوى موضع واحد وهو كلامه على صفة المجي لله سبحانه وتعالى يوم القيامة في سورة الفجر وقد وافق فيها رأي السلف فقال (ص: 331): "وتصطف الملائكة صفوفًا ينتظرون مجيء ملك الملوك حيث لا ملك غيره، حينئذ يجيء ربك يا إنسان مجيئًا كما ينبغي لجلاله وعظمته وقد وقفت الملائكة تعظيمًا وإجلالًا لربهم" أ. هـ. ولكن يلوح من خلال مقدمته ومن بعض عباراته رائحة التصوف والله أعلم. 2764 - المُسَيبي * المقرئ: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المُسيبي المدني. من مشايخه: سفيان بن عيينة، ومحمد بن فَلَيج وغيرهما. من تلامذته: روى عنه مسلم، وأبو داود في كتابيهما، وأبو زرعة الرازي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان من العلماء العاملين قال صالح جزرة: ثقة وقال مصعب الزبيري: لا أعلم في قريش كلها أفضل من المُسيبي" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان عالمًا صالحًا جليل القدر" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ عالم مشهور ضابط ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (236 هـ) ست وثلاثين ومائتين. 2765 - الرَّبَعي * المقرئ: محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين، أبو ربيعة، الرّبعي المكي. من مشايخه: البزّي، وقنبل وغيرهما. من تلامذته: محمد بن الصَّباح، ومحمد بن عيسى بن بندار وغيرهما. ¬

_ *التفسير المنير- محمد أديب حسون- دار الكتاب النفيس -بيروت- ط (2) لسنة (1408 هـ). * معرفة القراء (1/ 216)، الجرح والتعديل (7/ 194)، تاريخ الإسلام (وفيات 236)، غاية النهاية (2/ 98)، تقريب التهذيب (824)، تهذيب الكمال (24/ 400). * معرفة القراء (1/ 228)، غاية النهاية (2/ 99).

2766 - أبو النضر المصري

كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "صنّف قراءة ابن كثير ... وهو أجل أصحاب البزي في زمانه" أ. هـ. • غاية النهاية: "مؤذن المسجد الحرام، مقرئ جليل ضابط .. قال الداني: وضبط عنهما -أي البزي وقنبل- روايتهما وصنف ذلك في كتاب أخذه الناس عنه وسمعوه منه وهو من كبار أصحابهما وقدمائهم من أهل الضبط والإتقان والثقة والعدالة وأقرأ الناس في حياتهما" أ. هـ. وفاته: سنة (294 هـ) أربع وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "قراءة ابن كثير". 2766 - أبو النضر المصري * النحوي، اللغوي: محمد بن إسحاق بن أسباط الكندي المصري، أبو النضر. من مشايخه: الزجّاج وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "قال التنوخي في كتاب (النشوار) أنه كان قيمًا بالهندسة وعلوم الأوائل" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب، نحوي، لغوي منطقي، مشارك في الهندسة وغيرها من علوم الأوائل" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "العيون والنُكت" في النحو، وكتاب "التلقين". 2767 - الوشَّاء * النحوي: محمد بن إسحاق بن يحيى الوشاء، أبو الطيب، وقيل: محمد بن أحمد بن إسحاق (¬1) ... ولد: تقريبًا سنة (246 هـ) ست وأربعين ومائتين. من مشايخه: الحارث بن أبي المبرد، وأسامة، وثعلب وغيرهم. من تلامذته: مَنية جارية خلّافَة أم ولد المعتمد على الله وغيرها. كلام العلماء فيه: • نزهة الألباء: "كان أديبًا فاضلًا حسن التصنيف" أ. هـ. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الجامع" في النحو، و"الموشى" وغير ذلك. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2425)، إنباه الرواة (3/ 68)، الوافي (2/ 195)، البلغة (189)، بغية الوعاة (2/ 53)، كشف الظنون (2/ 1118)، معجم المؤلفين (3/ 121)، هدية العارفين (2/ 159). * نزهة الألباء (223)، تاريخ بغداد (1/ 53)، المنتظم (13/ 369)، الأنساب (5/ 604)، إنباه الرواة (3/ 61)، الوافي (2/ 32)، البداية والنهاية (11/ 200)، بغية الوعاة (1/ 53) و (1/ 18)، الأعلام (5/ 309)، معجم المؤلفين (3/ 124). (¬1) كما في إنباه الرواة والوافي وبغية الوعاة (1/ 18)، والأعلام.

2768 - ابن أبي عكرمة

2768 - ابن أبي عكرمة * النحوي، اللغوي: محمد بن إسحاق بن منذر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن السليم بن أبي عكرمة جعفر بن يزيد بن عبد الله المالكي مولى سليمان بن عبد الملك. ولد: سنة (302 هـ) اثنتين وثلاثمائة. من مشايخه: أحمد بن خالد، وابن أيمن، وقاسم بن أصبغ وغيرهم. من تلامذته: القاضي الأصيلي وغيره. • ترتيب المدارك: "قال ابن مفرّج: وكان قد بلغ به التقشف وطلب الحلال، أن كان يصيد السمك بنهر قرطبة، ويبيع صيده، فيأخذ من ثمنه ما يقتات به ويتصدق بفضله" أ. هـ. • بغية الملتمس: "كان من العدول المرضيين والفقهاء المشهورين وله عند أهل بلاده جلالة مذكورة، ومنزلة في العلم والفضل معروفة وكان مع هيبته ورياسته حسن العشرة والأنس، كريم النفس" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من كبار المالكية، حافظًا للفقه، بصيرًا باختلاف العلماء، عالمًا بالحديث والعربية" أ. هـ. • الديباج: "كان خافظا للفقه، بصيرًا بالاختلاف، عالمًا بالحديث ضابطًا لما رواه، متصرفًا في علم النحو، حسن الخطابة والبلاغة، وله حظ في الأدب، وكان من أهل الزهد والتقشف والبر. " أ. هـ. • الأعلام: "ولي المظالم والشرطة بقرطبة إلى أن توفي قاضيها منذر بن سعيد، فولي مكانه سنة (356) وحمدت سيرته" أ. هـ. • شجرة النور: "ترجمته عالية وفضائله جمة" أ. هـ. وفاته: سنة (367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "التوصل لما ليس في الموطأ"، و"اختصار كتاب المروزي في الاختلاف" وغيرهما. 2769 - القُونَوي * المفسر: محمّد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي، صدر الدين الصوفي. من مشايخه: من كبار تلاميذ ابن عربي (محيي الدين) تزوج ابن عربي أمه ورباه، وكان شافعي ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 81)، بغية الملتمس (1/ 85)، ترتيب المدارك (4/ 541)، تاريخ الإسلام (وفيات 367) ط. تدمري، السير (16/ 243)، العبر (2/ 345)، الديباج المذهب (2/ 214)، الشذرات (4/ 359)، شجرة النور (98)، الأعلام (6/ 29)، معجم المؤلفين (3/ 124). * تذكرة الحفاظ (4/ 1491)، الطبقات الكبرى للشعراني (1/ 203)، الوافي (2/ 200)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 45)، جامع كرامات الأولياء (1/ 222)، مفتاح السعادة (2/ 124)، طبقات المفسرين للداودى (2/ 103)، الأعلام (6/ 30)، معجم المؤلفين (3/ 123)، السير (17/ 283) ط. علوش، كشف الظنون (1/ 120)، معجم المطبوعات لسركيس (1532)، إعجاز البيان في تأويل أم القرآن مطبعة مجلس دارة المعارف العثمانية- الهند- ط 2 (1368 هـ-1949 م)، جهود علماء الحنفية (3/ 1325 و 1352)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (2/ 92، 471) ومواضع أخرى، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 521).

المذهب، وشرف الدين يعقوب الهدباني وغيرهما. من تلامذته: قطب الدين الشيرازي وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "صحب محيي الدين بن عربي ... وله تصانيف في السلوك على مذهبه، نسأل الله السلامة، منها كتاب (النفحات). قلت -أي الذهبي: نفخات الأفاعي ولا تلك النفحات التي هي من فرط الجوع وخيالات الفكر، فواغوثاه بالله، فما أحسن تصوف السلف وخوفهم وتوكلهم وأتباعهم وتمسكهم بالسنن، وتركهم رعونات النفس اللهم فثبت قلوبنا على دينك" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "كبير مشايخ الاتحادية .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "صاحب التصانيف في التصوف .. " أ. هـ. • الوافي: "أوصى أن يحمل تابوته إلى دمشق ويُدفن مع شيخه ابن عربي فلم يتهيأ له ذلك". هـ. • مفتاح السعادة: "صاحب التصانيف في التصوف ... حتى إن العلامة قطب الدين الشيرازي أتاه وهو بقونية، وقرأ عنده وصاحبه في العلوم الظاهرة والباطنة" أ. هـ. • قلت: في مقدمة كتاب إعجاز البيان للمترجم له قال صاحب المقدمة صفحة (د): "شرع في تفسير أم الكتاب كلمة كلمة وآية آية، ولما كانت الفاتحة منقسمة بالتقسيم الإلهي، والتعريف النبوي إلى ثلاثة أقسام، الأول إلى يوم الدين، والثاني إياك نعبد وإياك نستعين والثالث اهدنا الصراط المستقيم إلى آخرها، جعل تفسيره لها أيضًا على ثلاثة أقسام جريًا مع الحديث المشهور الكل آية ظهر وبطن وحد ومطلع" فيفسر كل كلمة وآية أولًا بلسان الظاهر ثم بلسان الباطن ثم بما وراء الباطن وهو لسان الحد والمطلع". وقال في صفحة (ي): "عقيدته عقيدة شيخه ومربيه: وحدة الوجود التي اشتهرت بين الخاصة والعامة وقد قال فيها راغب باشا في سفينته: اعلم أن مسألة وحدة الوجود، طريق فهمها بدون كمال الفضل والفتح الإلهي مسدود، حتى اشتبه على أكثر المتقدمين والمتأخرين تصورها فضلًا عن التصديق بتحققها: مع أن تصورها غير مستلزم لتصديقها" أ. هـ. • وفي دائرة المعارف الإسلامية في ترجمة ابن عربي: وقد أداه قوله بوحدة الوجود إلى قوله بوحدة الأديان لا فرق بين سماويها وغير سماويها، إذ الكل يعبدون الإله الواحد المتجلي في صورهم وصور جميع المعبودات والغاية الحقيقية من عبادة العبد لربه هو التحقق من وحدته الذاتية معه ... " أ. هـ. قلت: انظر إلى هذا الكلام الذي يؤدي بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله. • جهود: علماء الحنفية: "فهو أبعد عن الشريعة والإسلام، لأن حقيقة قوله في الإلحاد والاتحاد: أنه ليس لله وجود أصلًا. وكان هو وشيخه -ابن عربي- ومن على شاكلة هؤلاء يصرحون بأن ذات الكلب والخنزير والبول والعذرة عين وجود الله تعالى" أ. هـ. • مجموع الفتاوى (2/ 471): "وأما صاحبه

2770 - القصاع

الصدر الرومي فإنه كان متفلسفًا، فهو أبعد عن الشريعة والإسلام، ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف يقول: كان شيخي القديم متروحنا متفلسفًا، والآخر فيلسوفًا متروحنًا -يعني الصدر الرومي- فإنه كان قد أخذ عنه، ولم يدرك ابن عربي في كتاب مفتاح غيب الجمع والوجود، وغيره يقول إن الله تعالى هو الوجود المطلق والمعين؛ والمطلق لا يوجد إلا في الخارج مطلقًا، لا يوجد المطلق إلا في الأعيان الخارجة. فحقيقة قوله: إنه ليس لله سبحانه وجود أصلًا، ولا حقيقة ولا ثبوت إلا نفس الوجود القائم بالمخلوقات، ولهذا يقول هو وشيخه: أن الله تعالى لا يرى أصلًا، وأنه ليس له في الحقيقة اسم ولا صفة، ويصرحون بأن ذات الكلب والخنزير والبول والعذرة: عين وجوده تعالى الله عما يقولون" أ. هـ. • تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: "تلميذ ابن عربي وربيبه، صوفي، غال متعصب لمذهب شيخه" أ. هـ. من أقواله: جامع كرامات الأولياء: "قال المناوي: حكى عن نفسه قال: قد اجتهد شيخي العارف ابن العربي أن يشرفني ويوصلني إلى المرتبة التي يتجلى فيها الحق تعالى للطالب بالتجليات البرقية في حياته، فما أمكنه، فزرت قبره بعد موته ورجعت، فبينما أنا أمشي في الفضاء عن ترسوس في يوم صائف والزهور يحركها نسيم الصبا، فنظرت إليها وتفكرت في قدرة الله تعالى وكبريائه وجلاله، فشغفني حب الرحمن حتى كدت أغيب عن الأكوان، فتمثل لي روح الشيخ ابن عربي في أحسن صورة كأنه نور صرف فقال: يا محتار انظر إلي وإذا الحق جل وعلا تجلى لي بالتجلي البرقي من الشرف الذاتي فعتب عني به فيه على قدر لمح البصر، ثم أفقت حالًا، وإذا بالشيخ الأكبر بين يدي، فسلم سلام المواصلة بعد الفرقة، وعانقني معانقة مشتاق، وقال: الحمد لله الذي رفع الحجاب وواصل الأحباب، وما خيب القصد والاجتهاد والسلام" أ. هـ. وفاته: سنة (673 هـ)، وقيل: (672 هـ) ثلاث وقيل اثنتين وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "النصوص في تحقيق الطور المخصوص" تصوف، و"الفكوك في مستندات حكم الفصوص"، و"إعجاز القرآن" في تفسير الفاتحة على لسان القوم وغيرها. 2770 - القصَّاع * المقرئ: محمّد بن إسرائيل بن أبي بكر السلمي المعروف بالقصَّاع، من أهل دمشق. ولد: سنة (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة. من مشايخه: الكمال بن شجاع العباسي، والعلم أبو محمد القاسم اللورقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان شابًّا ذكيًا، زكيًا خيّرًا، صالحًا متواضعًا ... كان يعيش من كسب يمينه، كان شيخنا البرهان أبو إسحاق الجُذامي يُبالغ في ¬

_ * معرفة القراء (2/ 699)، غاية النهاية (2/ 100)، المقفى الكبير (5/ 305)، الأعلام (6/ 30)، معجم المؤلفين (3/ 125).

2771 - الحليمي

الثناء على دينه ومعرفته" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ كبير عارف محرر ناقل محقق، اعتنى بهذا العلم أتم عناية" أ. هـ. • المقفى: "كان ذكيًا خيرًا صالحًا متواضعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (671 هـ) إحدى وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "الاستبصار"، و"المغني" كلاهما في القراءات. 2771 - الحليمي * المفسر: محمد بن أسعد بن محمد بن نصر الحليمي، ويقال ابن حليم العراقي، أبو المظفر. ولد: سنة (484 هـ) أربع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر بن نبهان، وأبو طالب القزاز وغيرهما. من تلامذته: أبو المواهب، وأبو القاسم بن صصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاج التراجم: "قال ابن ناصر: كذاب .. " أ. هـ. قلت: وفي هامش تاج التراجم: قال ابن النجار: كان فسلًا في دينه خليعًا قليل المروءة ساقطًا كذابًا أ. هـ. • الأعلام: "قال بعض مترجميه: كان فسلًا في دينه خليعًا كذابًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة بدمشق. وقيل توفي سنة (566 هـ) ست وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"شرح المقامات الحريرية"، و"شرح شهاب الأخبار" للقضاعي في الحديث وله نظم. 2772 - الزَّاكاني * المفسر محمد بن أسعد بن أحمد الزاكاني القزويني خال الإمام الرافعي، أبو عبد الله. من مشايخه: والده، ووالد الإمام أبي القاسم الرافعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "فقيه مدرس مناظر مفسر شروطي، تلمذ له جماعة من خواص الفقهاء، وكان له جاه وقبول عند العوام والخواص". وقال: " ... سافر آخرًا إلى همدان، وناب بها في قضائها، وقابله أكابرها وحمدوه" أ. هـ. وفاته: سنة (589 هـ) تسع وثمانين وخمسمائة. 2773 - حمدون النَّعْجَة * النحوي، اللغوي: محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله، يعرف بحمدون ويلقب بالنعجة. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 567) ط. تدمري، اللباب (1/ 313)، ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (1/ 176)، السير (20/ 529)، العبر (4/ 199)، ميزان الاعتدال (6/ 67)، المغني للذهبي (2/ 554)، الوافي (2/ 203)، الجواهر المضية (3/ 89)، النجوم (6/ 66)، تاج التراجم (185)، الدارس (1/ 538)، طبقات المفسرين للسيوطي (79)، لسان الميزان (5/ 81)، المختصر المحتاج إليه (1/ 25)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 90)، الشذرات (6/ 361)، الأعلام (6/ 31)، معجم المؤلفين (3/ 128). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 89). * البغية (1/ 56).

2774 - أبو إسماعيل الترمذي

كلام العلماء فيه: • البغية: "قال الزبيدي: كان مقدمًا بعد المهدي في اللغة والنحو وكان يقال: إنه أعلم بالنحو خاصة في زمانه من المهدي، لأنه كان يحفظ كتاب سيبويه وله كتب في النحو وأوضاع في اللغة. وكان في العربية والغريب والنحو الغاية التي لا بعدها" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (200 هـ) مائتين. 2774 - أبو إسماعيل التِرْمذي * المفسر المقرئ: محمّد بن إسماعيل بن يوسف السّلمي، أبو إسماعيل الترمذي ثم البغدادي. من مشايخه: محمّد بن عبد الله الأنصاري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون، وجعفر الفريابي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "سمعت منه بمكة وتكلموا فيه" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "كان فهمًا متقنًا مشهورًا بمذهب السنة، وسكن بغداد وحدث بها" أ. هـ. • السير: "الإمام الحافظ الثقة .. ". وقال: "قال النسائي: ثقة. وقال الدارقطني: ثقة صدوق، تكلم فيه أبو حاتم". ثم قال: "انبرم الحال على توثيقه وإمامته" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال أبو بكر الخلال: رجل معروف ثقة كثير العلم متفقه. وقال ابن عقدة: سمعت عمر بن إبراهيم يقول أبو إسماعيل الترمذي صدوق مشهور بالطلب". ثم قال: "قال الحاكم: ثقة مأمون، وقال مسلمة: قاضي ثقة، وقال القراب أنا أبو علي الخفاف ثنا أبو الفضل بن إسحاق بن محمود قال: كان أبو إسماعيل ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "ثقة حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: ثقة متقن" أ. هـ. وفاته: سنة (280 هـ) ثمانين ومائتين. من مصنفاته: "ناسخ القرآن ومنسوخه". 2775 - الحكيم القرطبي * النحوي، اللغوي: محمّد بن إسماعيل المعروف بالحكيم القرطبي، أبو عبد الله. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 108)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة والعشرين) ط. تدمري، الجرح والتعديل (3/ 2 / 109)، الثقات لابن حبان (9/ 150)، تاريخ بغداد (2/ 42)، طبقات الحنابلة (1/ 279)، الكامل (7/ 265)، تهذيب الكمال (24/ 489)، تذكرة الحفاظ (2/ 604)، العبر (2/ 64)، السير (13/ 242)، البداية والنهاية (11/ 74)، الوافي (2/ 212)، غاية النهاية (2/ 102)، تهذيب التهذيب (9/ 52)، تقريب التهذيب (826)، طبقات الحفاظ (263)، الشذرات (3/ 330)، معجم المؤلفين (3/ 136). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 707)، معجم الأدباء (6/ 2434)، البغية (1/ 55)، تاريخ الإسلام (وفيات 331).

2776 - ابن ميكال

من مشايخه: محمّد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالنحو والحساب دقيق النظر، مشيرًا للمعاني مولّدًا لها لا يتقدم في ذلك" أ. هـ. • البغية: "قال الزبيدي: كان الغاية في علم العربي والحساب والمنطق، دقيق النظر، لطيف الاستخراج ولم يكن أحدٌ من أهل زمانه يتقدمه في علمه ونظره" أ. هـ. وفاته: سنة (331 هـ) إحدى وثلاثين وثلاثمائة. 2776 - ابن ميكال * اللغوي: محمّد بن إسماعيل بن عبد الله بن محمّد بن ميكال أبو جعفر الميكالي. من مشايخه: قاضي الحرمين أبو الحسين وغيره. من تلامذته: الحاكم أبو عبد الله ابن البيع الحافظ وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان أبو جعفر أديبًا شاعرًا لغويًّا فقيهًا" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 2777 - جوي زادَه * المفسر: محمّد بن إلياس الحنفي الرومي، محيي الدين المعروف بجوي زادة. كلام العلماء فيه: • الكواكب السائرة: "صار مفتيًا بالقسطنطينية ثم تقاعد عن الفتوى ... وكان سبب عزله عن الفتوى انحراف السلطان عليه بسبب إنكاره على الشيخ محيي الدين بن العربي وغالب الأروام على اعتقاده فخالفهم في ذلك ووافقه على ذلك العلامة الشيخ إبراهيم الحلبي" أ. هـ. • الشذرات: "كان غزير العلم بالفقه والتفسير والأصول، مشاركًا في سائر العلوم. كان مرضي السيرة، محمود الطريقة، طارحًا للتكلف متواضعًا، مقبلًا على الاشتغال بالعلم، مواظبًا على الطاعات مثابرًا على العبادات، قوّالًا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، حافظًا للقرآن العظيم"أ. هـ. • الشقائق النعمانية: "كان سيفًا من سيوف الحق قاطعًا فاصلًا بين الحق والباطل حسنة من حسنات الأيام" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي مفسر، مشارك في كثير من العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (954 هـ) أربع وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "تعليقات" لم تشتهر، و"فتاوى ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2433)، الوافي (2/ 216). * الكواكب السائرة (2/ 28)، الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية (265)، الشذرات (10/ 435)، الأعلام (6/ 40)، معجم المؤلفين (3/ 138)، إيضاح المكنون (2/ 439).

2778 - ابن الضريس البجلي

جوي زاده"، و "ميزان المدعيين في إقامة البينتين" وغيرها. 2778 - ابن الضُّرَيس البَجَلي * المفسر: محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس البجلي الرازي. ولد: على رأس المائتين. من مشايخه: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم. من تلامذته: عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن إسحاق الطيبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقًا" أ. هـ. • السير: "الحافظ المحدث الثقة المعمر المصنف ... وانتهى إليه علو الإسناد بالعجم مع الصدق والمعرفة". وقال: "قال أبو يعلى الخليلي: ابن الضريس ثقة، وهو محدث ابن محدث، وجده يحيى بن الضريس من أصحاب سفيان الثوري" أ. هـ. وفاته: سنة (294 هـ) أربع وتسعين ومائتين، وقيل: (295 هـ) خمس وتسعين ومائتين، قال الذهبي والأول أصح. من مصنفاته: "فضائل القرآن". 2779 - ابن نوح الغافقي * اللغوي، المقرئ: محمّد بن أيوب بن محمد بن وهب بن نوح الغافقي القاضي أبو عبد الله البلنسي المالكي. ولد: سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: ابن هذيل وأبو عبد الله بن سعادة وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأبار والعلامة أبو محمد القاسم بن محمد اللورقي. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان رأسًا في الراسخين من العلماء ... قد برع في علوم اللسان حياته كلها بالمسائل وتقدم في الفتيا، واطلع على الآداب، واضطلع بالغريب وشارك في التفسير وتحقق في القراءات ... مع الإمامة في المعارف والبصر بالحديث والحفظ للأنساب والأخبار والإيضاح لما استغلق من المعاني الأشعار الجاهلية والإسلامية وله تنابيه في فنون شتى وتقييدات شاملة النفع والإفادة ... ولو عنى بالتأليف لأربى على من سلف ... ولم يخط بعلومه خطوة غيره، وامتحن بالولاة والقضاة وكانوا يستعينون عليه ويجدون السبيل إليه بفضل دعابة كانت فيه ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثلاثين) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 109)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 198)، العبر (2/ 98)، السير (13/ 449)، الوافي (2/ 234)، طبقات الحفاظ (283)، الشذرات (3/ 397)، تذكرة الحفاظ (2/ 643)، النجوم (3/ 162). * معرفة القراء (2/ 594)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 233)، تكملة الصلة (2/ 582)، تاريخ الإسلام (وفيات 608) ط- تدمري، السير (22/ 18)، العبر (5/ 28)، الوافي (2/ 239)، غاية النهاية (2/ 103)، النجوم (6/ 204)، البغية (1/ 58)، الشذرات (7/ 62).

2780 - التاذفي

معروفة، مع غلبة السلامة في إعلانه وإسراره واستغراق آناء ليله في تلاوة القرآن وأطرف نهاره نفعه الله بذلك" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان جم الفضائل، لم يكن في زمانه بشرق الأندلس نظير، تفننًا واستبحارًا وكان من الراسخين في العلم، صدرًا في المشاورين من الفقهاء، قد برع في علم القراءات والعربية والفقه والفتيا، وأما عقد الشروط فإليه انتهت الرئاسة فيه وإليه كان المنتهى، وكان كريم الأخلاق عظيم القدر سمحًا جوادًا سريًا، خطب بجامع بلنسية، وكانت فيه دعابة فوجد بعض الناس سبيلًا إلى التكلم فيه" أ. هـ. • السير: "كان من كبار الأئمة" أ. هـ. • البغية: "كان من الراسخين في العلم، بارعًا في العربية والفقه والإفتاء. قال ابن الزبير: أستاذ أوحد، عالم جليل فقيه بلنسية، متقدمها في وقته، وزعيم مقرئيها ومشاوريها من جلة شيوخ علمائها، ومجلسه مجلس فنون من العربية والفقه والآداب وغير ذلك، مع جلالة وحسن سمتٍ ووقار وسكينة وسنَّة وفضل" أ. هـ. وفاته: سنة (608 هـ) ثمان وستمائة. 2780 - التَّاذِفي * المفسر المقرئ: محمد بن أيوب بن عبد القادر بن بركات التاذفي (¬1) الحلبي بدر الدين الحنفي. ولد: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. من مشايخه: ابن علّاق وابن العديم وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وبدر الدين أبو عبد الله محمد بن منصور المعروف بابن الجوهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان حاذقًا بالفن مليح الحل لـ (حرز الأماني) و"للعقيلة" .. " أ. هـ. • تذكرة النبيه: "كان عالمًا فاضلًا، دينًا خيرًا، عليه سكينة .. " أ. هـ. • الوافي: "شيخ القراء بحماة قرأ بنفسه وتميز وصنف" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ ماهر محقق كامل .. " أ. هـ. • الأعلام: "فاضل، عالم بالقراءات، كان ينسخ المصاحف .. " أ. هـ. وفاته: سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة. من مصنفاته: أرجوزة في "التجويد ونزول القرآن" و"مختصر الراشف من زلال الكاشف من التفاسير" وغيرها. 2781 - الأصفهاني * النحوي، اللغوي، المفسر: محمد بن بحر ¬

_ * معرفة القراء (2/ 719)، معجم شيوخ الذهبي (482)، المعجم المختص (153)، تذكرة الحفاظ (4/ 1479)، تذكرة النبيه (1/ 272)، الوافي (2/ 239)، الجواهر المضية (3/ 94)، غاية النهاية (2/ 102)، الدرر (4/ 14)، الأعلام (6/ 47)، معجم المؤلفين (3/ 150). (¬1) وتاذف: قرية بين حلب وبينها أربعة فراسخ من وادي بطنان، من ناحية بزاعة. * فهرست ابن النديم (151)، معجم الأدباء (6/ 2437)، الوافي (2/ 244)، لسان الميزان (5/ 96)، البغية (1/ 59)، الأعلام (6/ 50)، معجم المؤلفين (3/ 158)، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن للدكتور- عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة، آراء المعتزلة الأصولية (419).

2782 - المنشيء

الأصفهاني الكاتب، أبو مسلم. ولد: (254 هـ) أربع وخمسين ومائتين. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال أبو علي التنوخي، وقد ذكر محمّد بن زيد الداعي فقال: وهو الذي كان أبو مسلم محمّد بن بحر الأصفهاني الكاتب المعتزلي العالم بالتفسير" أ. هـ. • لسان الميزان: "وذكره أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري، وقال: كان على مذهب المعتزلة، ووجيها عندهم، وصنف لهم التفسير على مذهبهم .. " أ. هـ .. • البغية: "كان متكلمًا معتزليا" .. " أ. هـ. • قلت: ذكره الدكتور عدنان زرزور في كتابه الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن ضمن تفاسير المعتزلة التي سبقت تفسير الحاكم الجشمي حيث قال في صفحة (135) بعد أن ذكر اسم تفسيره: "وهو من أهم التفسير الاعتزالية -ولعله أيضًا من أخطر التفاسير بإطلاق- أكثر من الاعتماد عليه كل من الشريف المرتضى في أماليه وأبي جعفر الطوسي في تفسير التبيان، كان كان أخذ عليه الإطالة، كما نقل عنه القاضي والحاكم، وكان الرازي من بعد كَلِفًا بالرد عليه، على ما في كتاب الرازي من النقل الكثير عنه" أ. هـ. • قال صاحب كتاب آراء المعتزلة الأصولية في رأي أبي مسلم الأصباني في نسخ الشرائع: "يرى أبو مسلم الأصبهاني المعتزلي، أنه لا يحسن نسخ الشرائع شرعًا. واستدل لذلك بدليلين: نقلي وعقلي: الدليل الأول: قول الحق تبارك وتعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}. قال: إن الله تعالى نفى عن كتابه إتيان الباطل، فلو نسخ لكان قد أتاه الباطل. الدليل الثاني: قال: إن جواز وقوع النسخ في الشريعة يفضي إلى جواز البداء على الله تعالى، وهذا لا يجوز لأنه مما تنزه الله تبارك وتعالى عنه". قلت: قد ذكر صاحب الكتاب الرأي المخالف له وهو رأي الجمهور والأصوليين بما فيهم المعتزلة، أنه يجوز نسخ الشرائع عقلًا وشرعًا. وفاته: سنة (322 هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "جامع التأويل لمحكم التنزيل" أربعة عشر مجلدًا على مذهب المعتزلة. و"الناسخ والمنسوخ" وكتاب في النحو. 2782 - المُنشِيء * اللغوي، المفسر محمد بن بدر الدين الرومي الأقحصاري الحنفي الشهير بالمنشيء محيي الدين. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان من أجلاء العلماء المحققين". وقال: "له في هذا التفسير -أي الذي ألفه- لطائف كثيرة منها أنه استخرج معميين أحدهما اسم محمّد استخرجه من أول سورة الحمد وأول سورة البقرة وفيه عمل عجيب وحله سهل ممتنع ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 400)، إيضاح المكنون (2/ 648)، الأعلام (6/ 51)، معجم المؤلفين (3/ 160).

2783 - ابن بركات

إذا استخرجه على أن تكون ألف ولام الحمد سيما والثاني في اسم هود واستخرجه من سورة هود من قوله تعالى {مَا مِنْ دَابَّةٍ إلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} وإشارته ظاهرة" أ. هـ. • الأعلام: "له معرفة بالأدب، مفسر، من أهل آمد حصار بمغنيا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1001 هـ) إحدى وألف. من مصنفاته: "تنزيل التنزيل" في تفسير القرآن الكريم، و"المثنى" في اللغة و"رسالة" في الألفاظ التي وضعت على صيغة الجمع. 2783 - ابن بركات * النحوي، اللغوي، المفسر: محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد -وقيل محمد بن بركات بن علي بن هلال بن عبد الواحد- أبو عبد الله السعيدي وقيل الصعيدي المصري. ولد: سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة. من مشايخه: القاضي أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وأبو سهل الهروي وغيرهما. من تلامذته: الخطيب ناصر بن الحسن الرندي، والحافظ أبو طاهر السلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "نقلت من خط الأديب نور الدين علي بن سعيد المغربي قال: عالي المحل في النحو والأدب وسائر فنون الأدب منحط الشعر ... " أهـ. • المقفى: "النحوي اللغوي الصوفي .. وكان عجيب الخلقة مهيج الوجه طوالًا .. وثيابه دنسة أبدًا، وكان يكثر التقعير والتمشدق في كلامه لا يتكلم إلا بإعراب وخطابة وتفخيم. وكان إذا حضر في موضع يرتاع منه كل متكلم لأنه يتعمد لتخطئه كل من تكلم وجهًا بخطئه ويلحنهُ به فلا يكاد أحد يسلم منه وقال السلفي: أبو عبد الله محمد بن بركات ثقة فاضل. وكان ابن القطّاع يقول فيه: مزبلة علم. وقال صاحب "الجنان" -الرشيد بن الزبير-: كان عالي المحل في النحو واللغة وسائر فنون الأدب منحطًا في الشعر إلى أدنى الرتب، إلا أن علوّ قدره لم يجز إهمال ذكره انتهى وكان يقول أنا خمس الإسلام .. " أ. هـ. • الأعلام: "شيخ مصر في عصره في اللغة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "الإيجاز" في الناسخ والمنسوخ، وكتاب "خِطَطْ مصر" وله عدة تصانيف في النحو. 2784 - أبو الحسن الأنْدِقاني * المفسر: محمد بن أبي بكر بن أحمد الإسفراييني، أبو الحسن الأندقاني الصوفي. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2440) وذكر نسبه السعيدي وقال: نقلت نسبه هذا من خط يده، إنباه الرواة (3/ 78)، إشارة التعيين (300)، السير (19/ 455)، العبر (4/ 47)، تذكرة الحفاظ (4/ 1271)، الوافي (2/ 247)، المقفى (5/ 426)، بغية الوعاة (1/ 59)، الشذرات (6/ 102)، الأعلام (6/ 51)، معجم المؤلفين (3/ 160)، كشف الظنون (1/ 303). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 93).

2785 - المقدمي

من مشايخه: إبراهيم الشخاذي وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "توطن قزوين وأعقب بها، وكان له قبول عند الأكابر والعوام، وحظ من التفسير والحديث والفقه والخلاف، وكتب بخطه على رداءته الكثير من كل فن لحرصه على الجمع ... وسمع بقزوين (صحيح مسلم) من الأستاذ إبراهيم الشخاذي سنة ست وعشرين وستمائة" أ. هـ. 2785 - المُقَّدَّمي * المفسر: محمّد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم، أبو عبد الله الثقفي، مولاهم البصري المعروف بالمقدمي، وهو أخو عمر بن علي. من مشايخه: المعتمر بن سليمان، وفضيل بن سليمان وغيرهما. من تلامذته: الشيخان البخاري ومسلم، وإسماعيل القاضي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام المحدث الحافظ الثقة ... وثقه يحيى بن معين، وأبو زرعة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال عبد الخالق بن منصور، قلت ليحيى أكتب عنه أحاديث أبيه، قال اكتب، وقال أيضًا عن يحيى: ثقة، وقال أبو زرعة: ثقة وقال أبو حاتم: صالح الحديث محله الصدق ... قلت: وقال ابن قانع وكان ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (234 هـ) أربع وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: له تفسير. 2786 - ابن أبي السعادات * المقرئ: محمّد بن أبي بكر عبد الله بن أبي السعادات محمد، أبو عبد الله البغدادي، الدبّاس. ولد: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الفتح شاتيل، وأبو الفتح بن المَمنِّي وغيرهما. من تلامذته: ابن النجار، وابن الساعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "وكان ذا دين وتعبد وزهد متصديًا لإفادة، لم تعرف له صبوة، وكان حسن النوادر نصيحًا معربًا، منقطعًا عن الرؤساء ... أثنى عيه ابن النجار وعظمه ... " أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن الساعي: وكان صدوقًا نبيلًا، ورعًا متدينًا، حسن الطريقة، جميل السيرة، محمود الأفعال عابدًا، كثير التلاوة للقرآن محبًا للعلم ونشره، صابرًا على تعليمه، لم يزل على قانون واحد، لم تعرف له صبوة من صباه إلى آخر عمره، يزور الصالحين، ويشتغل بالعلم، ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 100)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الرابعة والعشرين) ط. تدمري، الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 308)، التاريخ الكبير (1/ 49)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 213)، الثقات لابن حبان (9/ 85)، الأنساب (5/ 364)، تهذيب الكمال (24/ 534)، السير (10/ 660)، البداية والنهاية (10/ 314)، الوافي (2/ 259)، تهذيب التهذيب (9/ 68)، تقريب التهذيب (. . .). * السير (23/ 272)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 245)، الشذرات (7/ 418).

2787 - البلخي

لطيفًا كيسًا، حسن المفاكهة، يعرب كلامه، ويفخم عبارته ... وكان لا ينسب أحدًا من الأعيان ممن ينسب إلى النبوة، كابن الدامغاني، وابن الجوزي وابن الحبير وابن اللمغاني بل يقول: تكلمت عند الدامغاني واجتمعت بابن الجوزي، وناظرت الحبير وعرض على اللمغاني .. " أ. هـ. وفاته: سنة (648 هـ) ثمان وأربعين وستمائة. 2787 - البَلْخِي * المقرئ: محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف بن النور، أبو عبد الله البلْخي الدمشقي نجم الدين. ولد: سنة (559 هـ) وقيل (557 هـ) تسع، وقيل: سبع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: القاسم بن عساكر والمطهر بن خلف الشحامي وغيرهما. من تلامذته: المنذري والدمياطي والجمال علي بن الشاطبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "المقرئ صاحب الألحان ... اجتمع بالسلفي وأجاز له، وقال: إنه سمع منه وهو صدوق .. قال الدمياطي، كان صالحًا قديم السماع انهى .. " أ. هـ. • الشذرات: "وكان صالحًا خيرًا معمرًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة. 2788 - الرَّازي * اللغوي، المفسر: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، زين الدين. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "من فقهاء الحنفية، وله علم بالتفسير والأدب، أصله من الري" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "لغوي، فقيه، صوفي، مفسر، أديب" أ. هـ. • قلت: قال في تفسيره المسمى أنموذج جليل (ص 17): "هذا مختصر جمعت فيه أنموذجًا يسيرًا من أسئلة القرآن الجيد وأجوبتها: - فمنه ما نقلته من كتب العلماء إلا أنني نقحته ولخصته. - ومنه ما فتح الله تعالى على به بسبب مذاكرة أخٍ من إخوان الصَّفاء في دين الله ومحبة كتابه، وكان صالحًا تقيًّا سليم الفطرة، وقَّاد الذهن، جامعًا لجملة من مكارم الأخلاق وصفات الكمال الإنساني، أنعم الله تعالى على بصحبته ومذاكرته في معاني كتابه، وكان شديد العناية بها كثير البحث والسؤال عنها، وقد هداه الله إليها وفتح عليه فيها بغرائب لم نسمعها من العلماء، ولا رأيناها في كتبهم، فحملتني فكرته القادحة ¬

_ * السير (23/ 307)، العبر (5/ 215)، الوافي (2/ 265)، المقفى الكبير (5/ 435)، النجوم (7/ 35)، الشذرات (7/ 451). * هدية العارفين (2/ 137)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 110) و (2/ 232)، معجم المطبوعات لسركيس (917)، الأعلام (6/ 55)، معجم المؤلفين (3/ 168)، تفسير الرازي المسمى أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل -تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية- دار الفكر المعاصر بيروت- ط 1 (1411 هـ 1990 م).

2789 - ابن مجيز

ونيته الصالحة على جمع هذه الصُّبابة وهي تزيد على ألف ومئتي سؤال. وإن كان بالنسبة إلى ما في القرآن من العجائب والغرائب كالقطرة من الدَّأماء (¬1) والسُّها (¬2) من نجوم السماء". وقال في (ص 560): "فإن قيل: {وَجَاءَ رَبُّكَ} والحركة والانتقال لا يليق على الله لأنه محال؛ لأنهما من خواص الكائن في جهة؟ قلنا: قال ابن عباس - رضي الله عنه -: معناه: وجاء أمر ربك، لأن في القيامة تظهر جلائل آيات الله تعالى، ونظيره: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ}. وقيل: معناه: وجاء ظهور ربك بضرورة معرفته يوم القيامة، ومعرفة الشيء بالضرورة تقوم مقام ظهوره ورؤيته. فمعناه: زالت الشكوك، وارتفعت الشُّبهة كما ترتفع عند مجيء الشيء الذي كان يُشك فيه". قال محقق الكتاب الدكتور محمد رضوان الداية في مقدمته (ص 10): "ويشبه هذا الكتاب من حيث منهج التأويل وشكل المعالجة كتابًا من مؤلفات القاضي عبد الجبار الهمذاني المعتزلي، أحد أئمتهم ومن كبار المصنفين على منهجهم ومبادئهم وهو كتاب: (تنزيه القرآن عن المطاعن) على أن بينهما فرقًا في كثير من المواقف والآراء ووجوه الإجابة ومواقف التوقف والتساؤل" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة، وقال صاحب معجم المطبوعات: كان موجودًا سنة (768 هـ). وقال صاحب معجم مصنفات القرآن الكريم: إنه توفي بعد سنة (666 هـ). من مصنفاته: "مختار الصحاح" في اللغة، و"حدائق الحقائق" في التصوف، و "أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل"، و"الذهب الإبريز في تفسير الكتاب العزيز". 2789 - ابن مُجيز * المفسر: محمد بن أبي بكر بن مجيز الحنفي، شمس الدين. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "ذكره ابن أبي الرجال اليونيني في سنة (709 هـ) فقال: في أواخر السنة توفي الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن مجيز الحنفي خطيب بلد حصن الأكراد، وكان يبحث ويتكلم .... وفيه زهد وورع" أ. هـ. وفاته: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن". 2790 - الصقلي * المقرئ: محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق، شرف الدين الصقلي أبو عبد الله الضرير. ولد: تخمينًا سنة (621 هـ) إحدى وعشرين وستمائة. من مشايخه: الكمال أبو الحسن علي بن شجاع ¬

_ (¬1) الدَّأماء: البحر. (¬2) السُّها: كويكب صغير خفي الضوء في بنات نعش الكبرى والناس يمتحنون به أبصارهم. * طبقات المفسرين للداودي (2/ 100). * غاية النهاية (2/ 105)، المقفى الكبير (5/ 440).

2791 - السكاكيني

العباسي الضرير، والمعين أَبو العباس أحمد بن أبي الفضائل جعفر بن محمد بن عبد الخالق المالكي وغيرهما. من تلامذته: نور الدين علي بن محمّد بن مجاهد المعروف بالدرَّاب وقد أخذ عنه القراءات سنة (703 هـ). كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ متصدر حاذق" أ. هـ. * المقفى: "كان من أهل الدين والصلاح والخير يتبرك بدعائه" أ. هـ. 2791 - السكاكيني * النحوي: محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم الهمداني الصالحي المعروف بالسكاكيني شمس الدين. ولد: سنة (635 هـ) خمس وثلاثين وستمائة. من مشايخه: ابن مسلمة، والعراقي، ومكي بن علان وغيرهم. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * ذيول العبر للذهبي: "مات شيخ الشيعة بدمشق وفاضلهم ... وكان لا يغلو ولا يسب معيّنًا، ولديه فضائل ... وكان يتشيع به سنة، ويتسنن، به رافضة، وفيه اعتزال" أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "كان مطبوعًا متوددًا حلو المجالسة فصيحًا قوي المشاركة في الأدب والاعتزال والبدعة عارفًا بفقه الإمامية من أذكياء الرجال وكان يترضى عن الشيخين وينصف وما حفظ عنه سب معين وله أشياء حسنة ولكن التقية شعاره فالله أعلم بسريرته وحدثني عنه من عاده في مرضه فوجده يتسنن ويتبرأ من الرفض فقال له ابنه: ما على هذا بنينا؟ أو نحو هذا القول، فأظنه انتفع بذكائه إن شاء الله تعالى فإنه قرأ البخاري وقد أخذ معه أمير المدينة منصور الحسين وكرمه فجاور عنده أعوامًا وخفف بدعته بحيث إنه عذر إنسانًا على دابة لكونه سب أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - .. وكان أَبوه من أهل السنة واسمه أَبو بكر فقيل لهذا أنت اسم أبيك أَبو بكر وكان من أصحاب الزاهد عمر الدينوري فمن أين جاءك هذا المذهب فقال: مات أبي وأنا صبي فقعدت في الصنعة عند شيخين يتشيعان. قلت: -أي الذهبي- ظهر له في أواخر عمره السماع الكبير من ابن علان والرشيد العراقي وابن سعد وجماعة ولما رجع من المدينة سنة (717 هـ) سمع منه الجماعة وأنشدهم قصيدة له في مدح الصحابة" أ. هـ. * البداية: "دخل في التشيع فقرأ على أبي صالح الحلي شيخ الشيعة ... وظهر له بعد موته كتاب فيه انتصار لليهود وأهل الأديان الفاسدة، فغسله تقي الدين السبكي وكان بخطه، وقتل ابنه قيماز على قذمه أمهات المؤمنين عائشة وغيرها رضي الله عنهن وقبَّح قاذفهن" أ. هـ. * الدرر الكامنة: "الهمذاني ثم الدمشقي السكاكيني الشيعي ... وأقعد في صناعة السكاكين ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (599)، ذيول العبر للذهبي (117)، البداية (14/ 104)، الدرر الكامنة (4/ 30)، الوافي (2/ 265)، الشذرات (8/ 102)، البدر الطالع (1/ 151)، الأعلام (6/ 55)، معجم المؤلفين (3/ 171)، السير (17/ 458) ط. علوش.

2792 - ابن رحمة

عند شيخ رافضي فأفسد عقيدته، فأخذ عن جماعة من الإمامية وله نظم وفضائل ورد على العفيف التلمساني في الاتحاد .. ولم يحفظ له سب في الصحابة بل له نظم في فضائلهم، إلا أنه كان يناظر على القدر وينكر الجبر وعنده تعبد وسعة علم، قال ابن تيمية: هو ممن يتسنن به الشيعي، ويتشيع به السني أ. هـ. وقال الذهبي: كان حلو المجالسة ذكيًا عالمًا فيه اعتزال، وينطوي على دين وإسلام وتعبد، سمعنا منه، وكان صديقًا لأبي وكان ينكر الجبر ويناظر القدر، ويقال إنه رجع في آخر عمره ونسخ صحيح البخاري" أ. هـ. ووجد بعد موته بمدة في سنة (750 هـ) بخط يشبه خطه كتاب يسمى "الطوائف في معرفة الطوائف" يتضمن الطعن علي دين الإسلام وأورد فيه أحاديث مشكلة وتكلم على متونها بكلام عارف بما يقول إلا أن وضع الكتاب يدل على زندقة فيه، وقال في آخره وكتبه مصنفه عبد الحميد بن داود المصري، وهذا الاسم لا وجود له، وشهد جماعة من أهل دمشق أنه خطه، فأخذه تقي الدين السبكي عنده وقطعه في الليل وغسله بالماء ونسب إليه عماد بن كثير (¬1) الأبيات التي أولها: يا معشر الإسلام ذمي دينكم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. 2792 - ابن رحمة * المفسر، المقرئ: محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة، علم الدين ابن القاضي شمس الدين السَّعدي، المصري الإخنائي الشافعي. ولد: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مشايخه: الأبرقوهي، وابن دقيق العيد وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "قاضي القضاة ... من نبلاء العلماء، وقضاة السداد ... قد برع في تفسير القرآن وشرح جملة من صحيح البخاري، وكان أحد الأذكياء ولي قضاء الشام ... وكان يبالغ في الاحتجاب عن الحاجات، فتعطلت أمور كثيرة، ودائرة علمه ضيقة ولكنه وقور، قليل الشر" أ. هـ. * المعجم المختص: "كان حسن المذاكرة، يقظًا صدرًا معظمًا شديد الأحكام كبير القدر .. إلا أنه كان محتجبًا عن حوائج المسلمين .. " أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "كان رجلًا حسنًا دينًا محبًا للعلم ... " أ. هـ. * ذيول العبر: "كان دينًا عادلًا، وحدث بالكثير، وكان من شهود الخزانة" أ. هـ. ¬

_ (¬1) لم نجده في البداية والنهاية ولعله ذكره في غيره. * طبقات المفسرين للداودي (2/ 100)، البداية والنهاية (14/ 168)، الدرر الكامنة (4/ 27)، ذيول العبر (175)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 309)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 373)، الوافي (2/ 269)، المعجم المختص (180)، الشذرات (8/ 180)، معجم شيوخ الذهبي (601)، المقفى (5/ 443).

2793 - ابن النقيب

* البداية والنهاية: "كان عفيفًا نزهًا ذكيًا سار العبارة، محبًا للفضائل، معظمًا لأهلها كثيرًا لإسماع الحديث في العادلية الكبيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. 2793 - ابن النقيب * المفسر محمّد بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد الرحمن، شمس الدين ابن النقيب الدمشقي. ولد: سنة (661 هـ)، وقيل: (662 هـ) إحدى وقيل اثنتين وستين وستمائة. من مشايخه: الفخر بن البخاري، وأحمد بن شيبان وغيرهما. من تلامذته: جمال الدين بن جملة، والحسيني، والبرزالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * البداية: "كان شيخًا عالمًا دينًا قليل الشر والغيبة" أ. هـ. * الوفيات لابن رافع: "كان كريم النفس محبًا في الصالحين" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "له الديانة والعفة والورع الذي طرد به شيطانه وأرغم أنفه" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر، من قضاة الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "مقدمة في التفسير"، وديوان شعر. 2794 - ابن قيم الجوزية * النحوي، اللغوي، المفسر: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، أَبو عبد الله، شمس الدين المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي. ولد: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة. من مشايخه: تقي الدين بن تيمية، وإسماعيل بن محمد والشيخ صفي الدين الهندي، وغيرهم. من تلامذته: ابن عبد الهادي، وزين الدين بن رجب وخلق. كلام العلماء فيه: * البداية: "له من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير ... والغالب عليه الخير والأخلاق الصالحة سامحه الله ورحمه. وقد كان متصدرًا للإفتاء بمسألة الطلاق التي اختارها الشيخ تقي الدين بن تيمية، وجرت بسببها فصول يطول بسطها مع قاضي القضاة ¬

_ * ذيول العبر (248)، البداية والنهاية (14/ 226)، الوفيات لابن رافع (1/ 504)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 307)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 512)، طبقات الشافعية لابن قاض شهبة (3/ 64)، الدرر الكامنة (4/ 19)، السلوك (2/ 3 / 676)، مفتاح السعادة (2/ 113)، الدارس (1/ 285)، الشذرات (8/ 249)، هدية العارفين (2/ 152)، الأعلام (6/ 55)، معجم المؤلفين (3/ 163). * الوافي (2/ 270)، ذيول العبر (282)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 447)، المقصد الأرشد (2/ 384)، البداية والنهاية (14/ 246)، الدرر الكامنة (4/ 21)، النجوم (10/ 249)، السلوك (2/ 3 / 834)، البغية (1/ 62)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 93)، الدارس (2/ 90)، الشذرات (8/ 287)، البدر الطالع (2/ 143)، الأعلام (6/ 56)، معجم المؤلفين (3/ 164)، كشف الظنون (1/ 89)، هدية العارفين (2/ 158)، المنهج الأحمد (5/ 92)، بدائع الزهور (1/ 540).

2795 - الزوكي

تقي الدين السبكي وغيره" أ. هـ. * قلت: هو علم من أعلام أهل السنة ومن تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية. * المنهج الأحمد: "كان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين وإليه فيها المنتهى، وبالحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله والعربية وله فيها اليد الطولى وبعلم الكلام والنحو وغير ذلك، وكان عالمًا بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم، وله في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى عني بالحديث ومتونه وبعض رجاله، وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره وفي النحو والأصلين، وتصدر للإشغال ونشر العلم. وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، تأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله والانكسار له والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته، وقد امتحن وأوذي مرّات. وحُبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة منفردًا عنه، ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ. وكان في حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن وبالتدبر والتفكر، ففتح عليه في ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه مملوءة بذلك" أ. هـ. * الدرر الكامنة: "كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف وغالب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وكان له حظ عند الأمراء المصريين واعتقل مع ابن تيمية في القلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبًا بالدرة" أ. هـ. قلت: الكلام عن هذا الإمام العظيم كثير وفضائله كثيرة ومناقبه وافرة فمن أراد المزيد من التفصيل فليراجع المصادر المذكورة وغيرها. وفاته: سنة (751 هـ) إحدى وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "كتاب الكافية الشافية لانتصار الفرقة الناجية" و"التبيان في أقسام القرآن"، و"مدارج السالكين"، و"إعلام الموقعين" وغيرها كثير. 2795 - الزُّوكي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عمر الزوالي اليمني الزبيدي، أَبو عبد الله المعروف بالزوكي. من مشايخه: ابن بصيبص. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال الفاسي في تاريخ مكة: كان إمامًا عالمًا فاضلًا متفننًا، انتهت إليه الرئاسة باليمن في علم الأدب، وكان حسن الخلق، سليم الصدر، مشهورًا بالخير والصلاح. وقال الخزرجي في طبقات أهل اليمن: كان فقيهًا عالمًا صالحًا عارفًا بالفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والعروض ... انتهت إليه رئاسة الأدب بعد -أي ¬

_ * البغية (1/ 62).

2796 - ابن جماعة

بعد شيخه-" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. 2796 - ابن جماعة * النحوي، اللغوي: محمّد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمّد الكناني الحموي المصري الشافعي ويعرف بابن جماعة. ولد: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة، وقيل: (759 هـ) تسع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: أَبو الفرج بن القاري، وناصر الدين الحراوي، والعلاء السيرامي وغيرهم. من تلامذته: ابن حجر، والكمال بن الهمام، وابن قزيل وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "نشأ مشتغلًا بالعلم، ومال إلى المعقول فأتقنه حتى صار أمة وحده وبقية طلبة البلد كلها عيال عليه في ذلك ... وكان أعجوبة دهره في حسن التقدير، ... وكان ينظم شعرًا عجيبًا غالبه غير موزون ... ونظر في كلّ فن حتى في الأشياء الصناعية كلعب الرمح ورمي النشاب وضرب السيف والنفط حتى الشعوذة حتى في علم الحرف والرمل والنجوم ومهر في الزيج وفنون الطب، وكان من العلوم بحيث يقضي له في كل فن بالجميع هذا مع الانجماع عن بني الدنيا وترك التعرض للمناصب ... وكان يبر أصحابه ويساويهم في الجلوس ويبالغ في إكرامهم وكان لا يتصون عن مواضع النزه والمقترحات ويمشي بين العوام ويقف على حلق المنافقين ونحوهم ... وكان يُعاب بالتزي بزي العجم من طول الشارب وعدم السواك حتى سقطت أسنانه وبلغني أنه كان يديم الطهارة فلا يحدث إلا توضأ، ولا يترك أحدًا يستغيب عنده أحدًا، هذا مع ما هو من محبة الفكاهة والمزاح واستحسن النادرة" أ. هـ. * الضوء: "صنف التصانيف الكثيرة المنتشرة التي جمع هو أسماءها في جزء مفرد يقضي الواقف عليها العجب من كثرتها ولكن ضاع كثرها بأيدي الطلبة والموجود منها النصف الأول من حاشية العضد وشرح جمع الجوامع .. قرأ كتب ابن عربي على محمّد بن عادل بن محمود التبريزي شيرين. ونظر في الشعوذة وعلم الحرف والرمل والنجوم" أ. هـ. * البغية: "الأستاذ العلامة المفنن الشافعي الأصولي المتكلم الجلدي النَّظَّار النَّحوي اللغوي البياني الخلافي، أستاذ الزمان، وفخر الأوان، الجامع لأشتات جميع العلوم" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالأصول والجدل واللغة والبيان" أ. هـ. * معجم المطبوعات: "ينسب إليه من الكتب المطبوعة (زوال الترح في شرخ منظومة ابن فرح) انظر ابن عبد الهادي المقدسي" أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة بالطاعون. ¬

_ * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 60)، الضوء اللامع (7/ 171)، بغية الوعاة (1/ 63)، الشذرات (9/ 204)، إيضاح المكنون (1/ 139) و (2/ 4)، معجم المطبوعات لسركيس (65)، الأعلام (6/ 56)، معجم المؤلفين (3/ 415)، إنباء الغمر (7/ 240).

2797 - المرجاني

من مصنفاته: "المثلث في اللغة"، و"المسعف والمعين" نحو، و"التبيين" في شرح الأربعين النووية. 2797 - المرجاني * النحوي، اللغوي: محمّد بن أبي بكر بن علي، المرجاني الذروي الأصل المكي نجم الدين. من مشايخه: أَبو العباس بن عبد المعطي وأَبو عبد الله المغربي وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر وأولاده. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "له نفاذ في العربية ... رحل في طلب الحديث إلى دمشق وأثنى عليه الياسوفي وعلى فضائله وحدث قليلًا .. " أ. هـ. * الضوء: "كان ذا مروءة كثيرة وتواضع وحياء وإنصاف وإجماع وانقباض مع عدم تصدٍ للأشغال .. " أ. هـ. * الأعلام: "نحوي مكة في عصره، له معرفة في الأدب ونظم ونثرا" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) سبع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: نظم قصيدة مفيدة سماها "مساعد الطلاب في الكشف عن قواعد الإعراب" ضمنها ما ذكره ابن هشام من معاني الحروف في مغني اللبيب و"قواعد الإعراب وما لغيره في المغني" وشرحها. 2798 - ابن الدَمَامِيني * النحوي، اللغوي: محمّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمّد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمّد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم القرشي المخزومي السكندري المالكي ويعرف بابن الدماميني، بدر الدين. ولد: سنة (763 هـ)، وقيل: (764 هـ) ثلاث وستين وقيل: أربع وستين وسبعمائة. من مشايخه: السراج ابن الملقن والمجد إسماعيل الحنفي وغيرهما. من تلامذته: الحافظي والزين عُبَادَة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "اشتغل ببلده على فضلاء وقته فمهر في العربية والأدب وشارك في الفقه وغيره لسرعة إدراكه وقوة حافظته". وقال: "قال المقريزي في عقوده: إن ما رمي به من القوادح غير بعيد عن الصحة" أ. هـ. * بغية الوعاة: "تعانى الأدب ففاق في النحو والنظم والنثر والخط ومعرفة الشروط ... ثم أقبل على أشغال الدنيا وأمورها، فتعاطى في الحياكة، وصار له دولاب متسع، فاحترقت داره، وصار عليه مال كثير ففر إلى الصعيد، فتبعه غرماؤه، ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 59)، الضوء (7/ 182)، بغية الوعاة (1/ 61)، الشذرات (9/ 264)، الأعلام (6/ 57)، معجم المولفين (3/ 170)، هدية العارفين (2/ 189)، كشف الظنون (2/ 1691)، إيضاح المكنون (2/ 79). * إنباء الغمر (92/ 8)، الضوء اللامع (7/ 184)، طبقات صلحاء اليمن (343)، الشذرات (9/ 262)، بغية الوعاة (1/ 66)، البدر الطالع (2/ 150)، الأعلام (6/ 57)، معجم المطبوعات (879)، معجم المؤلفين (3/ 170)، كشف الظنون (1/ 406)، هدية العارفين (2/ 185).

2799 - ابن الجندي

وأحضروه مهانًا إلى القاهرة، فقام معه الشيخ تقي الدين بن حجة وكاتب السر ناصر الدين البارزي حتى أصلحت حاله ... وحصل له دنيا عريضة ... " أ. هـ. * البدر الطالع: "مهر في العربية والأدب وشارك في الفقه. وتصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو ... " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالشريعة وفنون الأدب، وتصدر لإقراء العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) سبع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "تحفة الغريب" شرح لمغني اللبيب و"جواهر البحور" في العروض، و"إظهار التعليل المغلق" في مسألة نحوية وغيرها. 2799 - ابن الجندي * اللغوي: محمّد بن أبي بكر بن آيدغدي بن عبد الله الشمس القاهري الحنفي المعروف بابن الجندي. ولد: سنة (765 هـ) خمس وستين وسبعمائة تقريبًا. من مشايخه: الصلاح البلبيسي، والعراقي وغيرهما. من تلامذته: الشرف السبكي، والشهاب الهائم المنصوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان خيرًا دينًا متواضعًا وكان يكثر من لعب الشطرنج مع الرشيدي شيخ السخاوي" أ. هـ. * الوجيز: "قرره جوهر اللالا في مشيخة الصوفية بمدرسته بالمصْنَع والأشرف في خزن كتب مدرسته، ونِعْمَ الرجل كان" أ. هـ. * البدر الطالع: "برع في العربية والفقه والأصول والفرائض والحساب والمعاني والبيان مع الخبرة بأنواع الفروسية والدربة في لعب الشطرنج" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه أصولي فرضي حاسب بياني نحوي" أ. هـ. وفاته: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: اختصر "المغني" لابن هشام اختصارًا حسنًا متحريًا فيه إبدال العبارة المنتقدة، وعمل مقدمة سماها "مشتهى السمع" في العربية، و"منتهى الجمع" وهو شرحها. 2800 - الحموي * اللغوي، المفسر: محمّد بن أبي بكر بن داود بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن عبد الرحمن الملقب محب الدين بن تقي الدين، أَبو الفضل العلواني الحموي الدمشقي. ولد: سنة (949 هـ) تسع وأربعين وتسعمائة، وقيل: (951 هـ) إحدى وخمسين وتسعمائة. ¬

_ * الضوء اللامع (7/ 157)، وجيز الكلام (2/ 573)، البدر الطالع (2/ 142)، إيضاح المكنون (2/ 486)، معجم المؤلفين (3/ 164). * خلاصة الأثر (3/ 322)، هدية العارفين (2/ 267)، الأعلام (6/ 59)، معجم المؤلفين (3/ 166).

2801 - المجتهد الدمشقي

من مشايخه: أَبو الوفا ابن وليّ الله الشيخ علوان، وأَبو البقا وغيرهما. من تلامذته: التاج القطان، والشيخ عبد الرحمن العمادي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "فرد الزمان وإنسان حدقة العلم وروح الجسم الفضل وفريدة عقد الأدب ودرة تاج الشعر وكان ممن توحد في عصره بمعرفة الفنون خصوصًا التفسير والفقه والنحو والمعاني والفرائض والحساب والمنطق والحكمة ... كانت له معرفة بالفنون الغريبة كالزايرجا والرمل" أ. هـ. وفاته: سنة (1016 هـ) ست عشرة وألف. من مصنفاته: "حواشي على التفسير والدرر والهداية والغرر"، وله شرح شواهد الكشاف سماه "تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات". 2801 - المجتهد الدمشقي * النحوي: محمّد بن أبي بكر الشهير بالمجتهد الشافعي الدمشقي. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "قرأ بدمشق وحصل حتى برع في الفنون العربية وخصوصًا بالنحو فإنه كان فيه وحيدًا .. واشتغل عليه جماعة وكان لا يتكلم إلا معربًا .. " أ. هـ. * نفحة الريحانة: "مجتهد المذهب الكلامي، يقوِّم منه ما اختَلّ، ويصحِّح من تراكيبه التي داخلها الجهلُ المركب ما اعتَلَّ ... وقد رأيت -أي المحيي- له أشعارًا، أكثرها في ذمِّ الزَّمان، وقد رَماه في مَطالبهِ، فمنه قوله: ومن البَلِيَّة أن ترى ما لا يرى ... وتَرومَ بَذلَ المَجْد من غيرِ المَلِي وتبيعَ مخزون العلومِ لجاهلٍ ... وتجود بالعلياء عند الأرْذلِ وتزينَ من دُرِّ الخطابِ فرائدًا ... قد شِنتها بخطاب من لم يَعْقِل أوَّاهُ مِن نَكَدِ الزَّمانِ وجَوْرهِ ... وتَرَفُّع الأنذالِ والْمُتَسَفِّلِ ومِن الرزيَّة لا ترى من منْصفٍ ... أو مُسعفٍ إلا وبالأهوَا مَلِى وَالهَف قلْبي من زَمانٍ شأنهُ ... رمْى الأفاضِلِ بالعناءِ المُعْضلِ وتعزُّز الوغد اللئيم أخِي الأَذى ... وتذلُّلِ العزِّ الكريمِ المأمَلِ فاضَ اللِّئامُ وغاضَ كلُّ مُمَنَّعٍ ... وسَطَا بسطْو البَأسِ كلُّ مُجَهّلِ وتوزَّعت نُوَبُ النَّوائب وانثنى ... فِيها الكرامِ بذِلَّةٍ وتَمَلْمُلِ وأرْتَاح منْها كلُّ خَبٍّ جاحدٍ ... وبها رَقى العَلْياء كلُّ مُعَلَّل .. ) قلت: لقد بان في أبياته السابقة من ذم الزمان ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 317)، نفحة الريحانة (1/ 368) هدية العارفين (2/ 415)، معجم المؤلفين (3/ 801).

2802 - بهاء الدين زادة

بشكله الذي يدلُّ علي القنوط وسوءِ التوكل وفهم حكمة الله سبحانه فهمًا قاصرًا بل منحرفًا عن العقيدة الصحيحة، ولذا نرى كلامُه الذميم في سب الزمان، والقولُ عليه في ذلِّ العزيز الكريم وعزِّ اللئيم البغيض وهذا بائن في أبياته الأخيرة خاصة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر" والدهر هو الزمان والأيام والسنون والأعوام، ومن تنكر له فقد تنكر لحكمة الله عَزَّ وَجَلَّ في خلقه وما جعل من أرزاق وأقدار لهم ... والله أعلم. وفاته: سنة (1067 هـ) سبع وستين وألف. من مصنفاته: حاشية على شرح "الألفية" لابن عقيل. 2802 - بهاء الدين زادة * اللغوي، المفسر: محمّد بن بهاء الدين بن لطف الله الحنفي الرَّحماوي، محيي الدين الشهير ببهاء الدين زادة. من مشايخه: مصلح الدين القسطلاني، ومعلم السلطان أَبو يزيد خان المولى المعروف بابن المعترف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "كان صوفيًا وربى كثيرًا من المريدين وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم" أ. هـ. * الشقائق النعمانية: "وصل إلى خدمة الشيخ العارف بالله تعالى محيي الدين الإسكيبي ووصل عنده غاية ما تمناه في معارف الصوفية وأجاز له ... ثم جلس في زاوية شيخه بالمدينة المنورة بعد وفاة الشيخ عبد الرحيم المؤيدي وربى كثيرًا من المريدين" أ. هـ. * الشذرات: "المولى الحنفي الإمام العلامة المحقق المعمر المنور أحد الموالي الرومية ... ثم مال إلى التصوف، فخدم العارف محيي الدين الإسكليبي وجلس في زاوية شيخه المذكور بعد موت المولى عبد الرحيم بن المؤيد، وكان عالمًا بالعلوم الشرعية والفرعية، ماهرًا في العلوم العقلية عارفًا بالتفسير والحديث والعربية زاهدًا ورعًا، ملازمًا لحدود الشريعة، مراعيًا لآداب الطريقة، جامعًا بين علوم الشرع ومعارف الحقيقة" أ. هـ. "قلت: ذكره شمس الدين الأفغاني في كتابه الماتريدية (1/ 317) ضمن الفصل الثاني، ذكر أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية وذكر كتابه (القول الفصل) وقال شمس الدين الأفغاني: "جمع فيه بين التصوف وبين الكلام" أ. هـ. * قلت: "عند مراجعة كتابة القول الفصل تبين أنه شرح كتاب الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة حيث قام بالشرح على طريقة الصوفية والفلاسفة وكذلك بالشرح أمور باطنية كثيرة. وفي نهاية الكتاب قال صاحب مكتبة الحقيقة ¬

_ * الشقائق النعمانية (259)، الكواكب السائرة (2/ 29)، الشذرات (10/ 421)، الأعلام (6/ 60)، معجم المؤلفين (3/ 174)، كشف الظنون (2/ 1034)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 317)، القول الفصل - شرح الفقه للإمام الأعظم أبو حنيفة - مكتبة الحقيقة - استانبول (1405 هـ-1985 م).

2803 - البركوي

التي طبعت هذا الكتاب ما نصه: "هذا الكتاب (القول الفصل) ألفه محمد بن بهاء الدين وهو الشرح (الفقه الأكبر) للإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله ويسمى الكتب التي تشرح للمسلمين ما يحل وما يحرم عمله (كتبًا فقيهًا). ويقال للكتب التي تشرح ما يجب اعتقاده كتب (الفقه الأكبر) أو (الكلام) أو (العقائد)، وقد شرح كتاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله علماء أجلاء كثيرة. وأكثرهم فائدة وأعظمهم نفعًا كتاب (القول الفصل) ومؤلف هذا الكتاب الشيخ محمّد بن بهاء الدين الذي توفي سنة (956 هـ-1549 م) وفي الكتاب ردود علمية على الفلاسفة القدامى وعلى علماء المعتزلة والشيعة والوهابية (¬1) واللامذهبية وإثبات ببطلان معتقداتهم وأن الفرقة الناجية هي الفرقة التي تسمى (أهل السنة والجماعة) .. " أ. هـ. وفاته: سنة (952 هـ) تقريبًا اثنتين وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن العظيم"، و"شرح الأسماء الحسنى" و"شرح الفقه الأكبر" للإمام الأعظم جمع فيه بين طريق الكلام وطريق التصوف، وله في التصوف رسائل كثيرة. 2803 - البَرْكَوي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمد بن بير علي بن إسكندر البركوي محيي الدين الرومي. ولد: سنة (929 هـ) تسع وعشرين وتسعمائة. من مشايخه: أَبوه، والمولى عبد الرحمن أحد قضاة العسكر في عهد السلطان سليمان القانوني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عالم بالعربية نحوًا وصرفًا، له اشتغال بالفرائض ومعرفة بالتجويد" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الرومي الحنفي تقي الدين، صوفي، واعظ، نحوي، فقيه، مفسر، محدث فرضي مشارك في غير ذلك" أ. هـ. * المجددون في الإسلام: "كان أَبوه رجلًا عالمًا من أصحاب الزوايا، فنشأ في كنف أبيه يطلب العلم والمعارف ... وقال: "كان البركوي من العلماء الجامدين، ولا يذكر في تاريخه إلا أنه كان لا يرى الاستئجار على تلاوة القرآن وتعليم العلوم، ومثل هذا لا يدرجه في سلك المجددين وقد سبق أن السيد رشيد رضا هو الذي عده من المجددين، وأنه أمضى في هذا على مذهبه في إيثار رجال مدرسة ابن تيمية بلقب التجديد، ولكن البركوي لا يشبه ¬

_ (¬1) انظر إلى هذا الحقد على أصحاب العقيدة الحقة فإن مؤلف الكتاب توفي سنة (952 هـ) أي قبل ظهور الإمام محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد تكلم على السلفية وأهل السنة والجماعة، ولكن صاحب مكتبة الحقيقة كيف يسمى السلفية بالوهابية ولم يكن الإمام محمّد بن عبد الوهاب قد ظهر. والله المستعان. * الأعلام (6/ 61)، معجم المؤلفين (3/ 176)، المجددون في الأعلام (377)، كشف الظنون (117)، معجم المطبوعات لسركيس (610)، إيضاح المكنون (1/ 442)، هدية العارفين (2/ 252)، الطريقة المحمدية والسيرة الأحمدية.

رجال هذه المدرسة إلا فيما كان من شدته في إنكار المنكرات، وأنه لم يكن يخشى في ذلك أحدًا من ذوي السلطان في عصره" أ. هـ. * قلت: ذكر البركوي في كتابه المسمى (الطريقة المحمدية والسيرة الأحمدية) ما يدل على أنه أشعري المعتقد، فهو ينص على أن لله تعالى صفات قديمة قائمة بذاته تعالى هي: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والتكوين والكلام فقط على ما رأى الأشاعرة. كما أنه يرى أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان أما الأعمال فهي خارجة عن حقيقة الإيمان فلا يزيد ولا ينقص. وهو بهذا يقول بالإرجاء. كما أنه يعتقد أن كرامات الأولياء حق من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والطيران في الهواء والمشي على الماء وكلام الجمادات والعجماء وغير ذلك ويكون ذلك لرسولها معجزة ولا يبلغ درجة النبي ولا إلى حيث يسقط عنه الأمر والنهي ... ولكنه في الوقت ذاته ينكر على الصوفية إذا أنكر عليهم أحد بعض أمورهم المخالف للشرع الشريف فيقولون إن حرمة ذلك في العلم الظاهر وأنا أصحاب العلم الباطن وأنه حلال فيه .. الخ وإليك عزيزى القارئ نص كلامه: (الفصل الأول) في تصحيح الاعتقاد وتطبيقه المذهب أهل السنة والجماعة وجملته أن الله تعالى واحد لا يشبهه شيء ليس بحسم ولا عرض ولا جوهر ولا مصور ولا متناه ولا متحيز ولا يطعم ولا يشرب لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ولا يتمكن بمكان ولا يجري عليه زمان وليس له جهة من الجهات الست ولا هو في جهة منها ولا يجب عليه شيء ولا يحل فيه حادث حكيم لا يفعل شيئًا إلا بحكمة فائدة فعال لما يشاء بلا إنجاب منزه عن صفات النقصان كلها متصف بصفات الكمال كلها وليس له كمال متوقع قديم أزلي أبدي له صفات قديمة قائمة بذاته تعالى لا هو ولا غيره هي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والتكوين والكلام الذي ليس من جنس الحروف والأصوات والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ورؤية الله تعالى بالأبصار جائزة في العقل واجبة بالنقل في الدار الآخرة فيرى لا في مكان ولا على جهة من مقابلة واتصال شعاع وثبوت مسافة والعالم بجميع أجزائه وصفاته ولو أفعال العباد خيرها وشرها حادث بخلق الله تعالى لا خالق غيره وتقديره وعلمه وإرادته وقضائه وللعباد اختيارات لأفعالهم بها يثابون وعليها يعاقبون والحسن منها برضاء الله تعالى ومحبته والقبيح منها ليس بهما والثواب فضل من الله تعالى والعقاب عدل من غير إيجاب لا وجوب عليه ولا استحقاق من العبد والاستطاعة مع الفعل وتطلق على سلامة الأسباب والآلات وصحة التكليف تعتمد عليها ولا يكلف العبد بما ليس في وسعه والمقتول ميت بأجله والأجل واحد والحرام رزق وكل يستوفي رزق نفسه لا يكل رزق غيره ولا غيره رزقه وعذاب القبر للكافرين ولبعض عصاة المؤمنين وتنعيم أهل الطاعة فيه بما يعلمه الله ويريده وسؤال منكر ونكير والبعث والوزن والكتاب والسؤال والحوض والصراط وشفاعة الرسل والأخيار لأهل الكبائر وغيرهم والجنة والنار الموجودتان الآن الباقيتان لا تفنيان ولا أهلهما والمعراج

لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة بشخصه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماء ثم إلى ما شاء الله تعالى من العلى وما أخبره النبي عليه السلام من أشراط الساعة من خروج الدجال ودابة الأرض ويأجوج ونزول عيسى - عليه السلام - من السماء وطلوع الشمس من مغربها ونحو ذلك كله حق والكبيرة لا تخرج العبد المؤمن من الإيمان ولا تدخله في الكفر ولا تخلده في النار ولا تحبط طاعته والله تعالى لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويجوز العقاب على الصغيرة ولو مع اجتناب الكبائر والعفو عن الكبيرة ولو بلا توبة والله تعالى يجيب الدعوات ويقضي الحاجات تفضلًا والايمان والإسلام واحد هو تصديق النبي - عليه السلام - في جميع ما علم بالضرورة مجيئه به والإقرار به والأعمال خارجة عن حقيقته فلا يزيد ولا ينقص ويصح أن يقول من وجدا فيه أنا مؤمن إن شاء الله تعالى والإيمان بهذا المعنى مخلوق كسبي وإما بمعنى الرب تعالى لعبده إلى معرفته فغير مخلوق وإيمان المقلد صحيح ولكنه آثم بترك الاستدلال وفي إرسال الأنبياء والرسل عليهم السلام بالمعجزات والكتب المنزلة عليهم من البشر إلى البشر حكمة بالغة وهم مبرءون عن الكفر والكذب مطلقًا وعن الكبائر والصغائر المنفردة كسرقة لقمة وتطفيف حبة وتعمد الصغائر غيرها بعد البعثة وأولهم آدم الصلاة والسلام وآخرهم وأفضلهم محمد - عليه السلام - ولا يعرف يقينًا عددهم ولا تبطل رسالتهم بموتهم وهم أفضل من الملائكة الذين هم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون لا يوصفون بمعصية ولا بذكورة ولا بأنوثة ولا بأكل ولا بشرب ولوازمهما رسل الملائكة أفضل من عامة البشر الذين هم أفضل من عامة الملائكة وكرامات الأولياء حق من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والطيران في الهوى والمشي على الماء وكلام الجمادات والعجماء وغير ذلك ويكون ذلك لرسولها معجزة ولا يبلغ درجة النبي ولا إلى حيث يسقط عنه الأمر والنهي وأفضلهم أَبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ثم عمر الفاروق - رضي الله عنه - ثم عثمان ذو النورين - رضي الله عنه - ثم على المرتضى - رضي الله عنه - وخلافتهم على هذا الترتيب أيضًا ثم سائر الصحابة ونكف عن ذكرهم إلا بخير ونشهد بالجنة للعشرة المبشرة وفاطمة والحسن والحسين وغيرهم ممن بشرهم رسول الله - عليه السلام - لا لغيرهم بعينه ثم التابعون. وفي موضع آخر من كتابه في كلامه على "الكفر الحكمي": (وأما التقليد فهو من آفات القلب وهو الاقتداء بمجرد حسن الظن من غير حجة وتحقيق وذا لا يجوز في العقائد بل لا بدّ من نظر واستدلال ولو على طريق الإجمال، قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والآيات فيه وفي ذم المقلدين في الاعتقاد كثيرة جدًّا والإجماع منعقد عليه، فالمقلد في الاعتقاد آثم لان كان إيمانه صحيحًا عندنا وأما التقليد في الأعمال جائز لمن كان عدلًا مجتهدًا) أ. هـ. قلت: هذا هو معتقد الأشاعرة في هذه المسألة وفي موضع آخر من كتابه يذكر: (إن الكتاب والسنة كافيان في أمر الدين وإن لم يثبت بأحدهما فهو بدعة وضلالة فكيف يستقيم قول الفقهاء الأدلة الشرعية أربعة قلنا لا بد للإجماع من سند

من أحدهما حالًا ومآلًا على الصحيح وللقياس من أصل ثابت بأحدهما وأنه مظهر لا مثبت فمرجع الأحكام ومثبتها اثنان في الحقيقة فظهر من هذا أن ما يدعيه بعض المتصوفة في زماننا إذا أنكر عليهم بعض أمورهم المخالف للشرع الشريف أن حرمة ذلك في العلم الظاهر وأنا أصحاب العلم الباطن وأن حلال فيه وأنكم تأخذون من الكتاب وأنا نأخذ من صاحبه محمد عليه الصلاة والسلام فإذا أشكل علينا مسألة استفتيناها منه فإن حصل قناعة فيها وإلا رجعنا إلى الله تعالى بالذات فنأخذ منه وإنا بالخلوة وهمة شيخنا نصل إلى الله تعالى فينكشف لنا العلوم فلا تحتاج إلى الكتب والمطالعة والقراءة على الأستاذ والوصول إلى الله تعالى لا يكون إلا برفض العلم الظاهر والشرع وإنا لو كنا على الباطل لما حصل لنا تلك الحالات السنية والكرامات العلية من مشاهدة الأنوار ورؤية الأنبياء الكبار وإنا إذا صدر منا مكروه أو حرام ينبهنا في النوم بالرؤيا فنعرف بها الحلال والحرام وأن ما فعلنا مما قلتم أنه حرام لم ننه عنه في المنام فعلمنا أنه حلال وذلك من الترهات كله إلحاد وضلال إذ فيه ازدراء للشريعة الحنيفية والكتب والسنة النبوية وعدم الاعتماد عليهما وتجويز الخطأ والبطلان فيهما والعياذ بالله تعالى فالواجب على كل من يسمع مثل هذه الأقاويل الباطلة الإنكار على قائله والجزم ببطلان مقاله بلا شك ولا تردد ولا توقف ولا تلبث وإلا فهو من جملتهم فيحكم بالزندقة عليهم وقد صرح العلماء بأن الإلهام ليس من أسباب المعرفة بالأحكام وكذلك الرؤيا في المنام خصوصًا إذا خالفا كتاب العليم العلام أو سنة محمّد - عليه السلام - وقد قال سيد الطائفة الصوفية وإمام أرباب الطريقة والحقيقة جنيد البغدادي عليه رحمة الهادي: الطرق كلها مسدودة إلا على من اقتفى أثر الرسول - عليه السلام - وقال من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا ومذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة وقال السري السقطي التصوف اسم لثلاث معان وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب ولا يحمله الكرامات على هتك محارم الله تعالى وقال أَبو يزيد البسطامي رحمه الله لبعض أصحابه قم بنا حثى ننظر إلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية وكان رجلًا مقصودًا مشهورًا بالزهد فمضينا إليه فلما خرج من بيته ودخل المسجد رمى بزاقة تجاه القبلة فانصرف أَبو يزيد البسطامي ولم يسلم عليه وقال هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكيف يكون مأمونًا على ما يدعيه. ثم بعد هذا يعلق على هذا الأمر فيقول: انظر أيها العاقل الطالب للحق أن هؤلاء عظماء مشايخ علماء الطريقة وكبراء أرباب السلوك إلى الله تعالى والحقيقة وكلهم يعظمون الشريعة الشريفة ويبنون علومهم الباطنة على السيرة الأحمدية والملة الحنيفية فلا يغرنك طامات الجهال المتنسكين وشطحهم الفاسدين المفسدين الضالين المضلين لغيرهم بعد أن كانوا رائفين عن الشرع القويم ومائلين عن الصراط المستقيم خارجين عن مناهج علماء الشريعة ومارقين عن مسالك مشايخ الطريقة فالويل كل الويل لهم ولمن تبعهم أو حسنوا أمرهم فهم قطاع طريق الله تعالى على

العابدين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون. ثم يكمل باقي معتقده فيقول: وتجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر ويصلى عليه ويجوز المسح على الخفين في الحضر والسفر ولا يحرم نبيذًا لتمر إن لم يكن مسكرًا وفي دعاء الأحياء للأموات وصدقتهم عنهم نفع لهم وفضل الأماكن حق والعلم أفضل من العقل وأطفال المشركين لا يدرى أنهم في الجنة أم في النار وللكفرة حفظة والمعدوم ليس بشيء والسحر واقع وإصابة العين جائزة وكل مجتهد مصيب ابتداء بالنظر إلى الدليل وقد يخطئ في الانتهاء بالنظر إلى الحكم لأن الحق واحد معين والنصوص تحمل على ظواهرها إن أمكنت والعدول منها إلى معان يدعيها أهل الباطن ورد النصوص واستحلال المعصية والاستخفاف بالشريعة الشريفة واليأس من رحمة الله تعالى وإلا من عذابه وسخطه وتصديق الكاهن فيما يخبره من الغيب كله كفر (قال في التاتار خانية: من قال محدوث صفة من صفات الله تعالى فهو كافر وفيها سئل عن قوم ذات باري جلت قدرته محل حوادث ميكويند ما حكمهم قال كافر شوند بي شك وفيها سئل عمن قال بأن الله عالم بذاته ولا يقول له العلم قادر بذاته ولا يقول له القدرة وهم المعتزلة هل يحكم بكفره أم لا قال يحكم لأنهم ينفون الصفات ومن نفى الصفات فهو كافر وفيها إن اعتقد أن لله تعالى رجلًا وهي الجارحة يكفر وفيها ومن قال بأن الله تعالى جسم لا كالأجسام فهو مبتدع وليس بكافر وفيها ومن قال الله تعالى عالم في السماء إن أراد به المكان كفر كان أراد به الحكاية عما جاء في ظاهر الأخبار لا يكفر وإن لم يكن له نية يكفر عند أكثرهم وفي التحبير وهو الأصح وعليه الفتوى وفيها لو قال إنه مكان زتوخالي نه تودر هيج مكاني فهذا كفر وفيها رجل قال علم خدادر همه مكان هست هذا خطاء وفي النصاب والصواب أن يقول كل شيء معلوم لله تعالى وفيها رجل وصف الله بالفوق أو بالتحت فهذا تشبيه وكفر وفيها رجل قال يجوز أن يفعل الله فعلًا لا حكمة فيه يكفر لأنه وصف الله تعالى بالسفه وهو كفر وفيها لو قال خداي بود وهيج نبود وباشدو هيج نباشد فقد قيل الشطر الثاني من كلام الملاحدة فإن ظنهم أن الجنة وما فيها من الحور العين للفناء وهو كفر عند بعض المشايخ وخطأ عظيم عند البعض وفيها أن من أنكر القيامة أو الجنة أو النار أو الميزان أو الحساب أو الصراط أو الصحائف المكتوبة فيها أعمال العباد يكفر وفيها ومن قال إن الميزان عبارة عن العدل فقط ولا يكون ميزان يوزن به الأعمال فهو مبتدع وليس بكافر وفيها ومن أنكر عذاب القبر فهو مبتدع ومن أنكر شفاعة الشافعين يوم القيامة فهو كافر وفيها ومن قال بتخليد أصحاب الكبائر في النار فهو مبتدع وفيها ومن أنكر رؤية الله تعالى بعد الدخول في الجنة يكفر وكذلك لو قال لا أعرف عذاب القبر فهو كافر وفيها يجب إكفار القدرية في نفيهم كون الشر بتقدير الله تعالى وفي دعواهم أن كل فاعل خالق فعل نفسه وفيها يجب إكفار الكيسانية في إجازاتهم البداء على الله تعالى ويجب إكفار الروافض في قولهم برجعة الأموات إلى الدنيا

وبتناسخ الأوراح وانتقال روح الإله إلى الأئمة وأن الأئمة آلهة وبقولهم بخروج إمام باطن وتعطيلهم الأمر والنهي إلى أن يخرج الإمام الباطن وبقولهم إن جبرائيل - عليه السلام - غلط في الوحي إلى محمّد - عليه السلام - دون علي بن أبي طالب وهؤلاء القوم خارجون عن ملة الإسلام وأحكام المرتدين ويجب إكفار الخوارج في إكفارهم جميع الأمة وإكفارهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة وزبير وعائشة ويجب إكفار اليزيدية في انتظار نبي من العجم ينسخ ملة محمد - عليه السلام - ويجب إكفار النجارية في نفيهم صفات الله تعالى وفي قولهم إن القرآن جسم إذا كتب وعرض إذا قرى وفيها واختلف الناس في إكفار الجبرة فمنهم من كفرهم ومنهم من أَبى إكفارهم والصواب إكفار من لم يرد للعبد فعلًا ويجب إكفار معمر في قوله إن الإنسان غير الجسد وأنه حي قادر مختار وأنه ليس بمتحرك ولا ساكن ولا يجوز عليه شيء من الأوصاف الجائزة على الأجسام ويجب إكفار قوم من المعتزلة بقولهم إن الله تعالى يرى شيئًا ولا يرى ويجب إكفار الشيطانية الطارق في قوله إن الله تعالى لا يعلم شيئًا إلا إذا أراده وقدره وفيها من يقول بقول جهم فهو خارج عندنا من الدين فلا نصلي عليه ولا نتبع جنازته. وأما صنف القدرية الذين يردون العلم فكذلك عندنا وتفسير رد العلم أنهم يقولون إن الله تعالى يعلم كل شيء عند كونه وكذلك كل شيء يكون عند كونه وأما الشيء الذي لم يكن فإنه لا يعلم حتى يكون فهؤلاء كفار لا نتزوج من نسائهم ولا نزوجهم ولا نتبع جنازتهم وأما المرجئة فإن ضربًا منهم يقولون نرجي أمر المؤمنين والكافرين إلى الله تعالى فيقولون الأمر فيهم إلى الله تعالى يغفر لمن يشاء من المؤمنين والكافرين ويعذب من يشاء ويقولون له الآخرة والأولى فكما نرى يعذب من يشاء من المؤمنين في الدنيا وينعم من يشاء من الكافرين وذلك منه عدل فكذلك في الآخرة فيسوون حكم الآخرة والأول فهؤلاء ضرب من المرجئة وهم كفار وكذلك الضرب الآخر الذين يقولون حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة والأعمال ليس بفرائض ولا يقرون بفرائض الصلاة والزكاة والصيام وسائر الفرائض ويقولون هذه فضائل من عمل بها فحسن ومن لم يعمل فلا شيء عليه فهؤلاء أيضًا كفار وأما المرجئة الذين يقولون لا نتولى المؤمنين بالمذنبين ولا نتبرأ منهم فهؤلاء المبتدعة لا يخرجهم بدعتهم من الإيمان إلى الكفر وأما المرجئة الذين يقولون نرجي أمر المؤمنين إلى الله تعالى فلا ننزلهم جنة ولا نارًا ولا نتبرأ منهم ونتولاهم في الدين فهم على السنة فالزم قولهم فخذ به وأما الخوارج فمن لم يرد قولهم شيئًا من كتاب الله تعالى وكان خطاؤهم على وجه التأويل يتأولون أن الأعمال إيمان يقولون إن الصلاة إيمان وكذلك الصوم والزكاة وكذلك جميع الفرائض والطاعات فمن أتى بالإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجميع الطاعات فهو مؤمن ومن ترك شيئًا من الطاعات كفر يقولون الزاني يكفر حين يزني وشارب الخمر يكفر حين يشرب وكذا يقولون في جميع ما نهى الله تعالى عنه يكفرون الناس بترك العمل فهؤلاء تأولوا وأخطأوا فهم مبتدعة فإياك وقولهم ولا تقل بقولهم واجتنبهم

2804 - أبو محمد الترسابادي

واحذرهم وفارقهم وخالفهم وأما من لم ير المسح على الخفين فقد رغب عن سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فهو عندنا مبتدع فلا تتخذه إمامًا في صلاتك ولا توقره ولا تختلف إليه فإنه صاحب بدعة انتهى فعليك أيها السالك الجد والتشمر في تحصيل اليقين بمذهب أهل السنة .. " أ. هـ. قلت: من الواضح أنه ينقل كلام صاحب التتارخانية مؤيدًا له ثم يذكر أن الذي ذكره هو معتقد أهل السنة ومن المعروف أن الأشعرية يسمون أنفسهم أهل السنة والله المستعان انتهى. وفاته: سنة (981 هـ) إحدى وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "إظهار الأسرار" في النحو، و"امتحان الأذكياء" نحو، و"الدرة اليتيمة" تجويد، و"محك المتصوفين" وغيرها كثير. 2804 - أَبو محمّد التّرسابادي * النحوي: أَبو محمّد التّرسابادي. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "عرف كتاب سيبويه، وأحكم مسائل الأخفش، ثم خرج إلى العراق فهابه علماء النحو وانقبضوا عن مناظرته، منهم الزجاج وابن كيسان، وحضر يومًا مجلس النحويين ببغداد فسئل عن مسألة، وابن كيسان حاضر، فانقبض عن الإجابة إجلالًا لابن كيسان، فقال له: يا أبا محمّد أجب فوالله أنت أحقّنا بالانتصاب" أ. هـ. 2805 - أَبو المعالي البرمكي * النحوي، اللغوي: محمّد بن تميم أَبو المعالي البرمكي. وفاته: سنة (411 هـ) إحدى عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب "المنتهى في اللغة" منقول من كتاب صحاح الجوهرى وزاد فيه أشياء قليلة وأغرب في ترتيبه. وكان هو والجوهري متعاصرين لأن صاحب الصحاح فرغ منه سنة (369) وذكر البرمكي أنه صنفه سنة (397). 2806 - الوادي آشي * النحوي، اللغوي: محمّد بن جابر بن محمّد بن قاسم بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن حسان القيسي شمس الدين، الوادي آشي الأندلسي ثم التونسي المالكي، أَبو عبد الله. ولد: سنة (673 هـ)، وقيل: (678 هـ) ثلاث، وقيل ثمان وسبعين وستمائة. من مشايخه: أَبو القاسم بن أبي عيسى الألبيري ورضي الدين إبراهيم بن أبي بكر الطبري وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد اللبان وإبراهيم بن أحمد الشامي وغيرهما. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 290)، معجم الأدباء (6/ 2685). * معجم الأدباء (6/ 2437)، الوافي (2/ 280)، بغية الوعاة (1/ 68)، معجم المؤلفين (3/ 185)، هدية العارفين (2/ 61)، كشف الظنون (2/ 1858). * الديباج (2/ 299)، الوافي (2/ 283)، غاية النهاية (2/ 106)، المقفى (5/ 477)، الدرر (4/ 33)، شجرة النور (210)، الأعلام (6/ 68)، معجم المؤلفين (3/ 190).

2807 - الطبري

كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام مقرئ محدث رحّال ثقة مشهور" أ. هـ. * الدرر: "كان حسن الأخلاق لطيف الذات، ومات في الطاعون" أ. هـ. * الديباج: "كان محدِّثًا مقرئًا مجودًا، له معرفة بالنحو واللغة والحديث ورجاله، وكان فقهه قليلًا .. " أ. هـ. * شجرة النور: "صاحب الرحلتين وإما المحدثين الفقيه المسند الراوية المتفنن النظار عظيم الأبهة والوقار .. " أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "الترجمة العياضية" و"أسانيد" لكتب المالكية، و"ديوان شعر" وغيرها. 2807 - الطبري * المفسر المقرئ: محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير، أَبو جعفر الطبري. ولد: سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. من مشايخه: أَبو كريب محمّد بن العلاء، وعمرو بن علي الفلَّاس والحسن بن عرفة وغيرهم. من تلامذته: الطبراني، وأَبو أحمد بن عدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * قلت: الطبري إمام من أئمة الإسلام غني عن التعريف فإنه علامة عصره لا يُلحق له شأو، ولا يشق له غبار. انتهى. * تاريخ بغداد: "كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرُقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين عارفًا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في "أخبار الأمم وتاريخهما وله كتاب "التفسير" لم يصنف مثله وكتاب سماه "تهذيب الآثار" لم أرَ سِواه في معناه لكنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء وتفرد بمسائل حفظت عنه" أ. هـ. * المنتظم: "قال القاضي أَبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار وأَبو القاسم بن عقيل الوراق، أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا كم يكون قدره، قال ثلاثون ألف ورقة، ثم قالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه! فاختصره في نحو ثلاث آلات ورقة، ثم قال أتنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا؟ قالوا كم يكون قدره؟ فذكر نحو مما ذكر في التفسير! ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 162)، المنتظم (13/ 215)، وفيات الأعيان (4/ 191)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (22/ 59)، إنباه الرواة (3/ 89)، معجم الأدباء (6/ 2441)، السير (14/ 267)، العبر (2/ 146)، تذكرة الحفاظ (2/ 710)، معرفة القراء (1/ 264)، ميزان الاعتدال (6/ 90)، تاريخ الإسلام (وفيات 310) ط. تدمري، الوافي (2/ 284)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 120)، البداية (11/ 156)، تلخيص مجمع الآداب (3/ 482)، غاية النهاية (2/ 106)، المقفى (5/ 481)، لسان الميزان (5/ 108)، طبقات المفسرين للسيوطي (82)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 106)، الشذرات (4/ 53)، الأعلام (6/ 69)، معجم المؤلفين (3/ 190).

فأجابوا بمثل ذلك. فقال: "إنا لله! ماتت الهمم، فاختصره في نحو مما اختصر التفسير .. وذكر ثابت بن سنان في تاريخه أنه إنما أخفيت حاله لأن العامة اجتمعوا ومنعوا من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الإلحاد، قال المصنف كان ابن جرير يرى جواز المسح على القدمين، ولا يوجب غسلهما فلهذا نسب إلى الرفض وكان قد دفع في حقه أَبو بكر بن أبي داود قصة إلى نصر الحاجب يذكر عنه أشياء فأنكرها منها أنه نسبه إلى رأي جهم وقال إنه قائل "بل يداه مبسوطتان: أي نعمتاه فأنكر هذا وقال: ما قلته. ومنها أنه روى أن روح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرجب سألت في كف علي فحساها فقال إنما الحديث (مسح بها على وجهه) وليس فيه حساها، قال المصنف رحمه الله وهذا أيضًا محال إلا أنه كتب ابن جرير في جواب هذا إلى نصر الحاجب: لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة، وهذا قبيح منه لأنه كان ينبغي أن يخاصم من خاصمه وأما أن يذم طائفته جميعًا وهو يدري إلى من ينتسب فغاية في القبح .. " أ. هـ. * السير: "قال الحاكم: سمعتُ حسينك بن علي يقول: أول ما سألني ابن خُزيمة فقال لي: كتبت عن محمّد بن جرير الطبري؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: لأنه كان لا يظهر، وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه، قال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت من أبي جعفر. قال الحاكم: وسمعتُ أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي أَبو بكر بن خُزيمة: بلغني أنك كتبت التفسير عن محمّد بن جرير؟ قلت: بلى، كتبته عنه إملاءً، قال: كله؟ قلت: نعم، قال: في أي سنة؟ قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين ومئتين. قال: فاستعاره مني أَبو بكر، ثم رده بعد سنين، ثم قال: لقد نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمّد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة. ثم قال الذهبي: "وكان ممن لا يأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يُلحقه من الأذى والشناعات، من جاهل، وحاسد، وملحد، فأما أهل الدين والعلم، فغير منكرين علمه، وزهده في الدنيا، ورفضه لها وقناعته -رحمه الله- بما كان يرد عليه من حصةٍ من ضيعةٍ خلَّفها له أَبوه بطبرستان يسيرة". ثم قال: "قلت: جمع طرق الحديث: غدير خُمّ، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمتُ بوقوع ذلك. قيل لابن جرير: إن أبا بكر بن أبي داود يُملي في مناقب علي. فقال: تكبيرة من حارس. وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود، وكان كل منهما لا يُنصف الآخر، وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داود، فكَثروا وشعّبوا على ابن جرير، وناله أذى، ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى. وكان ابن جرير من رجال الكمال، وشنع عليه بيسير تشيع، وما رأينا إلا الخير، وبعضهم ينقل عنه كان يجيز مسح الرجلين في الوضوء، لم نر ذلك في كتبه". ثم ذكر قول ابن جرير في كتابه التبصير فقال: "فقال ابن جرير في كتاب "التبصير في معالم

الدين": القول فيما أدرك علمه من الصِّفات خبرًا، وذلك نحو إخباره تعالى أنه سميع بصير، وأن له يَدَين بقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، وأن له وجهًا بقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27]، وأنه يضحك بقوله في الحديث: (لقي الله وهو يضحك إليه). و (أنه ينزل إلى سماء الدنيا) لخبر رسوله بذلك، وقال - عليه السلام -: (ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن). إلى أن قال: فإن هذه المعاني التي وُصفت ونظائرها مما وصف الله نفسه ورسوله ما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية، ولا نكفر بالجهل بها أحدًا إلا بعد انتهائها إليه. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمّد، أخبرنا أَبو القاسم الأسدي، أخبرنا أَبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، أخبرنا أَبو سعيد الدينوري مستملي ابن جرير، أخبرنا أَبو جعفر محمّد بن جرير الطبري بعقيدته، فمن ذلك: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر. وهذا (تفسير) هذا الإمام مشحون في آيات الصفات بأقوال السلف على الإثبات لها، لا على النفي والتأويل، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين أبدًا" أ. هـ. * الوافي: "كان إمامًا في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وله مصنفات مليحة في فنون عديدة وكان من الأئمة المجتهدين ولم يقلد أحدًا. وهو ثقة في نقله وتاريخه أصحُّ التواريخ .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "صنف التاريخ الحافل، وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، وغيرهما من المصنفات النافعة في الأصول والفروع ومن أحسن ذلك تهذيب الآثار ولو كمل لما احتيج معه إلى شيء ولكان فيه الكفاية لكنه لم يتمه. وقد روى عنه أنه مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة نسبة الحنابلة إلى الرفض ومن الجهلة من رماه بالإلحاد، وحاشاه من ذلك كله. بل كان أحد أئمة الإسلام علمًا وعملًا بكتاب الله وسنة نبيه. وإنما تقلدوا ذلك عن أبي بكر محمّد بن داود الفقيه الظاهري .. حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم .. " أ. هـ. * المقفى: "وكان ممن لا تأخذه في دين الله لومة لائم، وحكي أنه استخار الله وسأله الإعانة على تصنيف التفسير ثلاث سنين فأعانه .. " أ. هـ. وفاته: قال أَبو محمد الفرغاني: حدثني أَبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الإثنين الذي توفي فيه -في آخره- ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه، فقيل له: تؤخِّر الظهر تجمع بينها وبين العصر. فأبى وصلى الظهر مفردة، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها. وحضر وقت موته جماعة منهم: أَبو بكر بن كامل، فقيل له قبل خروج روحه: يا أبا جعفر! أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به، فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا، وبينه لنا نرجو بها السلامة في معادنا؟ فقال: الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت في كتبي، فاعملوا به وعليه. وكلامًا هذا معناه، وأكثر من التشهد

2808 - الغوري

وذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، ومسح يده على وجهه، وغمض بصره بيده، وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا وكان ذلك عام (310 هـ). من مصنفاته: "جامع البيان في تفسير القرآن" ويعرف بتفسير الطبري، و"أخبار الرسل والملوك" ويعرف بتاريخ الطبري و"اختلاف الفقهاء" وغيرها. 2808 - الغوري * اللغوي: محمّد بن جعفر بن محمّد الغوري، أَبو سعيد. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أحد أئمة اللغة المشهورين والأعلام في علم اللسان المذكورين" أ. هـ. من مصنفاته: صنف كتاب "ديوان الأرب" في عشرة مجلدات ضخمة. 2809 - المُنْذِرِي * النحوي، اللغوي: محمّد بن أبي جعفر المنذري الهروي، أَبو الفضل. من مشايخه: ثعلب والمبرَّد وغيرهما. من تلامذته: أَبو منصور الأزهري وحامد بن محمّد الماليني والعباس القرشي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "هو نحوي لغوي مصنف في ذلك .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الأستاذ .. اللغوي الأديب" أ. هـ. وفاته: سنة (329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "نظم الجمان" و"مفاخر المقال في المصادر والأفعال" و"الشامل" كلها في علوم العربية. 2810 - الأدمي * المقرئ: محمّد بن جعفر بن محمّد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك، أَبو بكر الأدمي. ولد: سنة (260 هـ) ستين ومائتين. من مشايخه: أحمد بن عبيد بن ناصح، عبد الله بن الحسن الهاشمي وغيرهما. من تلامذته: أَبو الحسن بن زرقويه، وأَبو نصر أحمد بن محمّد بن حَسْنون النرسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "القارئ الشاهد صاحب الألحان، كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن وأجهرهم بالقراءة ... حدثنا القاضي أَبو القاسم علي بن المحسن التنوخي من حفظه في المذاكرة غير مرة. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2475)، البغية (1/ 70). * معجم الأدباء (6/ 2471)، تاريخ الإسلام (وفيات 329) ط. تدمري، الوافي (2/ 297)، بغية الوعاة (1/ 72)، كشف الظنون (2/ 1025، 1758، 1813)، الأعلام (6/ 71)، معجم المؤلفين (3/ 196). * تاريخ بغداد (2/ 147)، المنتظم (14/ 122)، الأنساب (1/ 101)، تكملة تاريخ الطبري للهمذاني (1/ 175)، العبر (2/ 279)، تاريخ الإسلام (وفيات 348) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 250)، الشذرات (4/ 255).

2811 - الشمشاطي

قال أنبأنا القاضي أَبو محمد عبد الله بن محمّد بن عبد الله الأسدي المعروف بابن الأكفاني قال سمعت أبي يقول: حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أَبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي، وأَبو بكر الأدمي القارئ، فلما صرنا بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، جاءني أَبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر ها هنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة، والأخبار المفتعلة، فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه؟ فقلت له: يا أبا القاسم إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير، والخلق العظيم، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا، وننزل منازلنا، ولكن ها هنا أمر آخر وهو الصواب، وأقبلت على أبي بكر الأدمي فقال: استعد واقرأ: فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حنى انفلّت الحلقة، وانفصل الناس جميعًا وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر وتركوا الضرير وحده، فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي فهكذا تزول النعم ... قالوا: سمعنا أبا أحمد عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن بريه الإمام يقول: رأيت أبا بكر الأدمي في النوم بعد موته بمديدة، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه، وقاسيت شديدًا، وأمورًا صعبة، فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن؟ فقال: ما كان شيء أضر علي منها لأنها كانت للدنيا، فقلت له: فإلى أي شيء انتهى أمرك؟ قال: قال لي تعالى: آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين. قال محمّد بن أبي الفوارس: سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فيها مال محمّد بن جعفر الأدمي وكان قد خلط فيما حدث ... " أ. هـ. وفاته: سنة (348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة. 2811 - الشِّمْشِّاطِي * المقرئ: محمّد بن جعفر بن أحمد، أَبو بكر الشمشاطي (¬1)، نزيل واسط. من مشايخه: الفرياني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وغيرهما. من تلامذته: الحُسين بن أحمد التُّباني وأحمد بن محمّد المؤدب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سؤالات الحافظ السلفي: "فقال - الشيخ خميس الحُوزي - وكان ثقة صدوقًا ... " أ. هـ. * السير: "الخطيب المقريء" أ. هـ. وفاته: مات بعد سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. 2812 - ابن المراغي * النحوي، اللغوي: محمّد بن جعفر بن محمّد ¬

_ * سؤالات الحافظ السلفي (19)، السير (16/ 145)، غاية النهاية (2/ 108). (¬1) وفي هامش كتاب سؤالات السلفي لمحققه (مطاع الطرابشي) قال: وهم ابن الجزري فاختلط عليه أَبو بكر هذا بأبي الحسن الشمشاطي علي بن الحسن بن علي بن عبد الحميد. انتهى. قلت: وهو كما قال. * تاريخ بغداد (2/ 152)، المنتظم (14/ 319)، معجم الأدباء (6/ 2473)، الإمتاع والمؤانسة (1/ 133)، إنباه الرواة (3/ 82)، تاريخ الإسلام (وفيات 371) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 70) وفيه الهمذاني، أعيان الشيعة (44/ 145)، الأعلام (6/ 71)، معجم المؤلفين (3/ 196)، كشف الظنون (1/ 87).

2813 - ابن النجار

الهمداني الوادعي، أَبو الفتح، ويعرف بابن المراغي. من مشايخه: أَبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة وغيره. من تلامذته: القاضي أَبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي وغيره. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان من أهل الأدب عالمًا بالنحو واللغة" أ. هـ. * معجم الأدباء: "قال محمّد بن إسحاق: وكان حافظًا نحويًّا بليغًا في نهاية السرور والحرية" أ. هـ. * البغية: "تأسف عليه السيرافي تأسفًا شديدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (371 هـ) وقيل: (376 هـ) إحدى وقيل: ست وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الاستدراك لما أغفله الخليل" و"البهجة" على نمط الكامل للمبرد، و"أسماء البلدان". 2813 - ابن النَّجَّار * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون بن فروة بن ناجية، أَبو الحسن التميمي المعروف بابن النجار. ولد: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة. من مشايخه: ابن دريد ونفطويه والصولي وغيرهم. من تلامذته: أَبو القاسم عبيد الله الأزهري والحسن بن محمّد وأَبو علي غُلام الهراس وجماعة. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال العتيقي: هو ثقة، توفي بالكوفة" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ، نحوي، معمر مسند، ثقة .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية، له اشتغال بالتاريخ معمر ... ". أ. هـ. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة. من مصنفاته: "تاريخ الكوفة" و"القراءات" و"روضة الأخبار" و"التحف والطرف". 2814 - أَبو الفضل المقريء * المقرئ: محمّد بن جعفر بن عبد الكريم بن بُديل أَبو الفضل الخزاعي الجرجاني كان اسمه كميلًا فغيَّرَ اسمه وتسمى محمدًا. ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 158)، المنتظم (15/ 88)، معجم الأدباء (6/ 2474)، إنباه الرواة (3/ 83)، العبر (3/ 80)، معرفة الفراء (1/ 367)، تذكرة الحفاظ (3/ 1062)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 402) ط. تدمري، الوافي (2/ 305)، السير (17/ 100)، غاية النهاية (20/ 111)، بغية الوعاة (1/ 69)، الأعلام (6/ 71)، معجم المؤلفين (3/ 196). * تاريخ بغداد (2/ 157)، المنتظم (14/ 342)، مختصر تاريخ دمشق (22/ 71)، المغني في الضعفاء (2/ 563)، تاريخ جرجان للسهمي (416)، ميزان الاعتدال (6/ 92)، السير (17/ 221)، العبر (3/ 99)، معرفة القراء (1/ 380)، الوافي (2/ 305)، غاية النهاية (2/ 106)، لسان الميزان (5/ 114)، المقفى (5/ 500)، غربال الزمان (343)، تاريخ الإسلام (وفيات 408) ط. تدمري، الشذرات (5/ 51)، معجم المؤلفين (3/ 194)، الأعلام (6/ 71).

2815 - القزاز

ولد: سنة (332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: الحسن بن سعيد المطوعي، وأَبو علي بن حبش وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عمر البقال، وأَبو القاسم التنوخي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان أَبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القرآن، ورأيت له مصنفًا يشتمل أسانيد القراءات المذكورة فيه على عدَّة من الأجزاء فأعظمت ذلك واستنكرته حتى ذكر لي بعض من يعتني بعلوم القراءات أنه كان يخلِّط تخليطًا قبيحًا ولم يكن على ما يرونه مأمونًا. وحكى لي القاضي أَبو العلاء الواسطي عنه: أنه وضع كتابًا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة فأخذت خط الدارقطني وجماعة بأن الكتاب موضوع لا أعمل له فكبر ذلك عليه وخرج من بغداد إلى الجبل، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل وسقطت هناك منزلته" أ. هـ. * غاية النهاية: "فقال ابن الجزري في ذلك: "لم تكن عهدة الكتاب عليه بل على الحسن بن زياد .. إلا فالخزاعى إمام جليل من أئمة القراء الموثوق بهم، والله أعلم" أ. هـ. * الوافي: "كان ضعيفًا غير موثوق به". أ. هـ. * المقفى: "وقال أَبو نعيم في تاريخ أصبهان: أحدُ من يحفظ القراءات" أ. هـ. * العبر: "كان غير ثقة ولا صادق" أ. هـ. وفاته: سنة (408 هـ) ثمان وأربعمائة. من مصنفاته: "الواضح" في القراءات و"الإبانة في الوقف والابتداء". 2815 - القزّاز * النحوي: اللغوي: محمّد بن جعفر بن محمّد، أَبو عبد الله، التميمي، القيرواني المعروف بالقزَّاز. ولد: سنة (342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: الدّارويني، وقاسم بن حبيب، والخُشني الضرير وغيرهم. من تلامذته: ابن رشيق، والحسين بن محمّد التميمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان إمامًا علامة قيمًا بعلوم العربية" أ. هـ. * إنباه الرواة: "كان مهيبًا عند الملوك والعلماء وخاصة الناس، محبوبًا عند العامة قليل الخوض إلا في علم دين أو دنيا، يملك لسانه ملكًا شديدًا .. وكان له شعر جيد مطبوع مَصْنوع ربما جاء به مفاكهة ومما لحة من غير تحفر له ولا تحفل يبلغ بالرفق والدعة على الرحب والسعة .. " أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان الغالب عليه علم النحو واللغة والافتنان في التواليف .. وقال ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2475)، إنباه الرواة (3/ 84)، وفيات الأعيان (4/ 374)، إشارة التعيين (301)، السير (17/ 326)، تاريخ الإسلام (وفيات 412) ط. تدمري، البلغة (192)، الوافي (2/ 304)، المقفى (5/ 504)، بغية الوعاة (1/ 71)، روضات الجنات (7/ 346)، أعيان الشيعة (44/ 156)، الأعلام (6/ 71)، معجم المؤلفين (3/ 191)، مشاهير التونسيين (412)، كشف الظنون (1/ 576)، هدية العارفين (20/ 61)، القزاز القيرواني حياته وآثاره تأليف المنجي الكعبي - الدار التونسية للنشر - (1968 م).

أَبو علي الحسن بن رشيق في كتاب "الأنموذج": إن القزاز المذكور نضج المتقدمين وقطع ألسنة المتأخرين وكان مهيبًا عند الملوك والعلماء انتهى" أ. هـ. * الوافي: "شيخ اللغة بالمغرب ... كان لغويًّا نحويًّا بارعًا مهيبًا عند الملوك .. " أ. هـ. * المقفى: "أحد فضلاء المصريين وعلمائهم باللغة .. " أ. هـ. * الأعلام: "أديب عالم باللغة، من أهل القيروان خدم العزيز بالله الفاطمي (صاحب مصر) وصنف له كتبًا .. " أ. هـ. * أعيان الشيعة: "ذكره السيوطي في البغية وترجمه في نسمة السحر ... قال في نسمة السحر وهو من الكتب المشهورة ونص على أنه إمامي .. " أ. هـ. قال المنجي الكعبي في كتابه القزاز القيرواني وتحت عنوان صفاته أخلاقه وعقيدته (35): "لقد كانت في القيروان في هذا العصر مذاهب اعتقادية عديدة أهمها الشيعة والسنة والخوارج، كان كانت الشيعة مذهبًا طارئًا على إفريقية وفرضته السياسة فرضًا منذ منتصف القرن الثالث. أما المذهب السائر قبل ذلك فهو مذهب السنة، ولم يختف حتى بظهور الشيعة وإن كانت الجماهير والعامة انطوت عليه انطواء خشية من الفاطميين الحاكمين. وأمر الخوارج في أفريقية غريب في ظهوره واشتداد شوكته، فهم أيضًا طرأوا على المغرب هاربين بمذهبهم من بطش بني أمية والعباسيين ثم لم يلبثوا أن استقر بهم الأمر هنا وأقاموا دويلات بين البربر واستهوت مبادئهم ناسًا غير قليلين، وبالتالي تأصل مذهبهم في التربة الإفريقية. لكن أمرهم لم يعظم - أو بتعبير أصح - لم يظهره خطره إلا حين اصطدامهم بالفاطميين الشيعة القادمين من المشرق، ويمكن القول بصفة عامة إن الصبغة الاعتقادية الغالبة ولو ظاهرًا على القيروان حيث عاش القزَّاز - كانت مذهب الشيعة. فنحن نريد أن نبحث الآن انتماء القزّاز أو عدم انتمائه إلى أحد هذه المذاهب وأثر ذلك في تفكيره أو إنتاجه ومواقفه الاجتماعية. الواقع أننا نفتقد هذه النقطة من المصادر التاريخية المعروفة لدينا اليوم. ومن الاعتساف الأخذ بالظن في هذه المسألة والحكم من مجرد ما عرف عنه من خدمته للعزير أو المعز بأنه كان شيعيًا إسماعيليًا مثلهما أو أنَّه كان يحطب في حبلهما دون التزام بمذهب ما أو مع إخفاء سنيته. والأمران جائزان هنا، غير أننا عندما لا نغفل ملامح شخصيته ومقوماتها التي تحدثنا عنها يصعب علينا أن نذهب إلى شيعيته أو ملقه للشيعة بدون أن يتعذر ذلك علينا من بعض الوجوه كتلك الأوصاف البارزة التي كان يمتاز بها وهي هيبة السلطان منه واحترام العامة له. إننا نلاحظ قبل كل شيء أن هذه الهيبة وهذا الاحترام لا يحظى بهما الإنسان المتملق المنافق، وإنما هما من حظوة الشخص ذي المبدأ الواضح في تصرفاته ومواقفه. بقي أن ننظر ما إذا كان القزّاز في صف الشيعة أو أهل السنة. ولنذكر هنا أنه حتى لما كان المذهب الشيعي سائدًا على القيروان فإنه لم يستطع أن يبدل أهلها عقيدتهم السنية لأنها كانت عقيدة تأصلت فيهم منذ الفتح

الإسلامي وتواطأت نفوسهم عليها، وكانوا يكرهون تلك البلبلة التي أحدثتها المذاهب في العراق والشام ويخشون منها، ولذلك كانوا يتشبثون بمذهبهم الأول، بل لا يعتبرونه مذهبًا، وإنما هو الإسلام خالصًا من غير شوائب وبدع. ولا بد أن نذكر أيضًا أن الفاطميين كانوا يبسطون مذهبهم بسطًا بالسيف - في إفريقية خاصة - ولم تكن طرق الدعاية عندهم قائمة على الإقناع المجرد وإنما هي في باطنها دعاية إرهابية. وقد شهد بطشهم في أول دخولهم إلى إفريقية وما أثاروه من فتن وقلاقل وتأليب للقبائل على بعضها، فاقترن أمرهم في نفوس الناس بالظلم والقوة والغشومة، وأنه قام على الجور وأن الجور لن يعمّر، وكان عزاؤهم أن يلوذوا بالصبر وأن يتحلوا بمزيد من الإيمان والتشبث بمعتقدهم السني في مقابل أن يظهروا الطاعة للفاطميين ويقضى الله أمرًا كان مفعولًا، وهذا ما يقتضيه منهم إيمانهم. غير أن غضبهم المكتوم سيولد في نفوسهم نقمة عظيمة عليهم ويعجل بالمناسبة التي تخلصهم منهم، وهذا ما كان. فإنه ما كاد ينتقل ثقل الدولة الفاطمية إلى مصر حتى انتفضت القيروان على الشيعة سنة (407 هـ) تلك الانتفاضة الحاسمة التي غيَّرت مجرى الحوادث. وكانت تلك الوقعة المشهورة بوقعة المشارقة وفيها صب السُّنيون في القيروان جام غضبهم ونقمتهم على الفاطميين وأتوا على أتباعهم كالسيل العرم. في هذه الوقعة صنع الشعراء قصائد ملحمية رائعة سجَّلوا فيها انتصارهم الساحق على الشيعة وفرحتهم بإشراق شمس السنة من جديد على ربوعهم، وفي هذه الوقعة ستتجلى لنا حقيقة مذهب أبي عبد الله وما كان عليه. يحدثنا ابن رشيق أن شيخه قُدمت له جميع القصائد التي صنعها الناس كلهم وجعل يوازن بينها ويأخذ ويترك من أبياتها إلا قصيدة واحدة اختيرت بأجمعها، فكأنَّما كان يختار هذه القصائد لتلقى في حفل أو اجتماع عام، وكأنه نُصّب حكمًا لذلك. وظهور القزاز في هذه المناسبة في مثل المكانة لا يدل على مجرد براعته النقدية وذوقه الفني وإنما لا بد أن يكون وراء ذلك عنصر أساسي فعَّال في الميزان النقدي عنده، نعني به التعاطف مع السنةء وما ينبغي أن يتصدر لهذا الأمر إلا شخص معروف بصدقه في الإيمان بالسنة أيام محنتها وكربها، أو على الأقل فإن المتملقين ومن كان لهم هوى نحو الشيعة لا يجدون الجرأة للظهور في هذه المناسبة بمثل المظهر الذي رأينا فيه القزاز. فهو على هذا كان سنيًا، ولعل محبة العامة له جاءته من هذا الجانب، ولعل أيضًا مهابة الأمراء الفاطميين له جاءت هي الأخرى من هذا الجانب، وليس هذا غريبًا. ذلك لأنه كان يملك لسانه ملكًا شديدًا عن التعرض لما ليس من الدين والعلم، وكان لا يخوض في شيء مما يجلب عليه نقمة السلطة واستنكار العامة. فهو ليس مُصْلِحًا دينيًّا يعبئ طاقات أتباعه بمبادئه ليثيرهم ضد الشيعة، وهو ليس داعيًا من دعاة الفاطميين ليحمل الناس حملًا على مذهبهم وبذلك يوغر صدورهم عليه، وإنما كان لغويًّا نحويًّا أديبًا. فهو قد ارتضى لنفسه طريقًا قلَّما

تعصف بمن فيه التيارات المتضاربة في المجتمع. ومن الطريف أن نقرأ تلك القصيدة التي اختارها كلها القزاز لعلها تعكس لنا مشاعره إلى حد ما أو تجاوبه مع أحاسيس وتصور لنا مع ذلك نموذجًا من التعبير الفني الذي يميل إليه القزاز. وهي قصيدة لابن الزنجي الكاتب القيرواني: سقى الغيظ في طي الضمير المكتم ... دماء كلاب حُلَلّت في المحرمِ فلا أرقأ الله الدموع التي جرت ... أسىً وجوىً فيما أريق من الدم هي المنّة العظمى التي جل قدْرُها ... وسارت بها الركاب في كل موسم فيا سمرًا أمسى علالة مُنْجد ... ويا خبرًا أضحى فكاهة مُتهِمٍ ويا نِعْمَةً بالقيروان تباشرت ... بها عصب حَوْل الحطيم وزمزمِ وأهدت إلى قَبرِ النبي وصحبه ... سلامًا كعرف المسك من كل مسلمٍ غزونا أعادي الدين لا الرمح ينثنى ... نيرًا ولا حد الحسام المصممِ بكل فتىً شَهْمٍ الفؤاد كأنما ... تسربل يوم الروع جلْدَة شيهم ذا أم لم يشدد عُرَاه تخَوفٌ ... وإِنَّ هَمْ لم يُحلل حُبي مُتَقَدمٍ من القيروانيين في المنصب الذي ... نَمَى وإلى خير البرية ينتمي وكنا نظن الكفر في جاهليةٍ ... فتعسًا لكفر جاهليٍّ مخضرمٍ سببتم عتيقًا والإمامين بعده ... فلم تُعتقوا يوم الحريق المضرمِ وسؤتم نبي الله في خير أهله ... وأفضل بكْرٍ في النساء وأيِّمٍ وكم عاثر منكم إذا صافح الثرى ... من الذعر قلنا لليدين وللفم فلا نفق في الأرض أخفى مكانكم ... ولا شاهق يُرقى إليه بُسلمٍ لقد رفضتكم كل أرض وبُقعة ... وقد صَرَخَتْ منكم بقاع جهنمِ لعمري إن هذه القصيدة الرائعة جميلة فهي قوية البناء جديدة السبك سلسة الألفاظ قوية الإيحاء لطيفة التشبيه، وهي من ناحية أخرى صادقة التعبير عن المشاعر السنية تجاه الشيعة الحاكمة بالعسف والطغيان. وقد عبَّر البيت الثاني: فلا أرق الله الدموع التي جرت ... أسى وجوى فيما أريق من الدم عن الثأر الدفين الذي حمله القيروانيون للعبيديين. ولا شك أنها نستوقفنا تلك الأبيات التي تمجد الخلفاء الراشدين وتؤكد صلة ما بين القيروانيين وآل النبي من قربى وانتماء، وأنهم إنما

2816 - ابن مأمون

ثاروا على الشيعة أوعياء في نسبهم" أ. هـ. من أقواله: المقفى: من شعره: أضمروا لي ودًّا ولا تظهروه ... يُهْدِه منكمُ إليَّ الضميرُ ما أبالي إذا بلغت رضاكُم ... في هواكم لأيّ خالٍ أصيرُ وفاته: سنة (412 هـ) اثنتين وأربعمائة. من مصنفاته: "الجامع" في اللغة، أكبر معجم لغوي، و"الحروف" في النحو، في عدة مجلدات و"العثرات" في اللغة وغيرها. 2816 - ابن مأمون * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن جعفر بن أحمد بن حَمِيد بن مأمون، أَبو عبد الله الأموي، مولاهم البلنسي الغرناطي. ولد: سنة (513 هـ) ثلاث عشرة وخسمائة. من مشايخه: أَبو الحسن هذيل وأَبو الحسن بن ثابت وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أَبو محمد بن عبد الله بن حوط الله الأُندي، والحافظ أَبو الربيع البلنسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "قاضي بلنسية، مقريء نحوي، أديب، متقدم، فاضل، أقرأ القرآن والعربية بمرسية مدة ... وكان ممن يرغب في العمل ويداوم على وردِه ... " أ. هـ. * تكملة الصلة: "عالم بالقراءات والعربية ... كان عدلًا في أحكامه، جزلًا في رأيه صليبًا في الحق، إمامًا يعتمد عليه في القراءة والعربية لتقدمه في معرفتها، وكان حميد السيرة مرضي الطريقة" أ. هـ. * السير: "الإمام المقرئ النحوي المحدث .. " أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان مقرئًا جليلًا، ونحويًا معروفًا بإقراء الكتاب والتقدم فيه، موصوفًا بفضل وورع ودين ... قال ابن الخطيب في تاريخ غرناطة: كان صدرًا في متقني القرآن، مبرَّزًا في النحو إمامًا معتمدًا عليه، بارع الأدب، وافر الحظ من البلاغة والتصرف البديع في الكتابة ورواية الحديث" أ. هـ. * الإحاطة: " .. كان كريم الأخلاق، حسن السمت، كثير البشر وقورًا، دينًا عارفًا ورعًا، وافر الحظ من رواية الحديث" أ. هـ. من أقواله: بغية الملتمس: "حدثني أَبو عبد الله بن جعفر بن حميد قال: قرأتُ على شيخي .. حزبي من القرآن، فوقفت فيه في موضعين فخجلت وقلتُ له معتذرًا، اشتغلت ولم انظر في هذا الحزب، فقال لي: يا بني من يشغل عن القرآن لا يقوم بالقرآن، وإنه لا يحفظ القرآن من لا يقوم به" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 92)، تكملة الصلة (2/ 539)، إشارة التعيين (303)، تذكرة الحفاظ (4/ 1360)، معرفة القراء (2/ 559)، السير (21/ 276)، الإحاطة في أخبار غرناطة (3/ 70)، غاية النهاية (2/ 108)، بغية الوعاة (1/ 68)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 137)، هدية العارفين (2/ 102)، الأعلام (6/ 72)، معجم المؤلفين (3/ 192)، كشف الظنون (1/ 212)، تاريخ الإسلام (وفيات 586) ط. تدمري.

2817 - ابن جنكلي

من مصنفاته: "شرح الإيضاح" للفارسي، و"شرح الجمل" للجرجاني كلاهما في النحو. 2817 - ابن جَنْكَلي * النحوي، المفسر: محمّد بن جنكلي بن محمّد بن البابا بن جنكلي بن خليل ناصر الدين، أحد أمراء مصره. ولد: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: التاج التبريزي، وفتح الدين أَبو الفتح محمّد بن سيد الناس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان ناصر الدين صاحب هذه الترجمة جمال مواكب الديار المصرية وجهًا وصباحةً وقدًّا وشكلًا محبَّبًا تام الخلق، حسن الخلق، لم يكن في زمانه أحسن وجهًا منه ... كتب طبقة واشتغل في غالب العلوبم، ولم يزل مواظبًا على سماع الحديث ... وكان آية في معرفة فقه السلف ونقل مذاهبهم وأقوال الصحابة والتابعين وهذا أجود ما عرفه مع مشاركة جيدة في العربية [والتفسير] (¬1) والطب والموسيقى وكان جمهوري الصوت ولم يكن في النظم طبقة بل هو متوسط، وربما تعذر عليه حينًا، لكن له ذوق في الأدب يفهم لطف المعاني، ويدركها ويهز للفظ السهل ويطرب لنكت الشعراء المتأخرين كالجزاز والوراق وابن النقيب ... ويستحضر من مجون ابن الحاج جملة. اجتمعت به رحمه الله غير مرة رأيت منه أُنسًا كثيرًا وودًا كثيرًا، وكان يتمذهب بمذهب الإمام أحمد بن بن حنبل - رضي الله عنه -، أنشدني في لفظه لنفسه غير مرة: بك استجار الحنبلي ... محمَّد بن جنكلي فاغفر له ذنوبه ... فأنت ذو التفضل وفي آخر الأمر مال إلى الظاهر ورأى رأي ابن حزم، لأنه كان كثير المطالعة لكلامه، وكان فيه إيثار وبر لأهل العلم، ولا يزال يجالس الفضلاء والفقراء ويخير محادثتهم على مجالسة الأمراء والأتراك كثير الميل إلى من يهواه لا يزال متيَّمًا هايمًا يذوب صبابة ووجدًا يستحضر في الحالة لما ناسبها من شعر الشريف الرضي ومهيار ومتيم العرب جملة، يترنم بها ويراسل بها ويعاتب" أ. هـ. * الدرر: "قرأت بخط الكمال جعفر: جمع بين فضيلتين السيف والقلم، وكان يجمل المجالس ويزين الدروس، ويفرج الكروب، ويقبل العثرة ... ولم يزل متصفًا بكل جميل" أ. هـ. وفاته: سنة (742 هـ) اثنتين وأربعين وسبعمائة، وقيل (741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة. 2818 - محمّد جواد مُغْنِّية * المفسر محمّد جواد مغنية. ولد: سنة (1904 م). من مشايخه: محمّد سعيد فضل الله والحمَّاني ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 36)، المقفى (5/ 508)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 118)، النجوم (10/ 50)، الوافي (2/ 310). (¬1) هذه الزيادة من المقفى لإتمام الفائدة. * التفسير الكاشف - محمّد جواد مغنية - ط (1) لسنة (1968 م) بيروت، دار العلم للملايين، تجارب محمّد جواد مغنية، بقلمه ... وأقلام الآخرين، ط (1) لسنة (1400 هـ - 1980 م) دار الجواد.

وغيرهما. من تلامذته: ابنه عبد الحسين وغيره. كلام العلماء فيه: قلت: هو أحد علماء الشيعة المعاصرين الذين يدعون إلى مذهب الشيعة وأنه هو المذهب الحق مستخدمين لذلك طرق الإقناع العقلي - المغلف بالخداع - والدعوة إلى الموحدة وعدم التفريق، ففي تفسيره المسمى "التفسير الكاشف" نرى علامات تشيعه واضحة لا تخفى على من له بصيرة بمذهبهم. فهو يقول بعصمة آل البيت (¬1)، وينقل ذلك عن علماء أهل السنة ممثلين بابن عربي وما درى المسكين بأن علماء أهل السنة قد كفروا ابن عربي صاحب وحدة الوجود ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما من العلماء. وفعله هذا إنما هو مراوغة لكي يثبت بأن الذي قال بعصمة الأئمة عندهم ليس هم الشيعة فقط وإنما أهل السنة كذلك. وهذا الأسلوب قد طغى على تفسيره وخصوصًا في الآيات التي يدَّعي الشيعة أنها أدلة نصيّة (¬2) من الله سبحانه وتعالى على إمامة علي - رضي الله عنه -. وبما أنه من علماء الشيعة فهو ينتصر لهم في مواطن الخلاف - حسب زعمهم - كمسألة المتعة (¬3) ومسألة الخمس (¬4). وهو يقول كذلك بتقديم العقل على النقل عند التعارض: "وإذا تعارض ظاهر اللفظ مع حكم العقل وبداهته أوَّلت اللفظ بما يتفق مع العقل باعتباره الدليل والحجة على وجوب العمل بالنقل" أ. هـ. وكما نعلم فهو أحد أصول المعتزلة الذي تبنته الشيعة. أما في الأسماء والصفات فهو مؤول في أغلب المواضع فقد أوَّل الحياة بالعلم والقدرة والكرسي بالعلم أو أنه كناية عن عظمة الله وقدرته (¬5) واليد بالقدرة (¬6) والاستواء بالاستيلاء (¬7) عملًا بقول المعتزلة .. إلى غير ذلك من المواضع ومن كتاب "تجارب محمّد جواد مغنية" ننقل بعض المواضع التي تبين توغله في التشيع: ففي الصفحة رقم (6): "ورب قائل إن هذه الصفات لا يتحلَّى بها إلا نبي والجواب: أجل أو وصي نبي وقد جاء بالنص الصريح أنَّ عليًّا هو الوصي لمحمد - صلى الله عليه وسلم - دون سواه ولا يتحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بنور الفطرة والاجتهادات العقلية، بل يتحدث بلسان الله عن جبريل والوصي أيضًا يتحدث بلسان الله سبحانه، ولكن عن النبي عن جبريل". قلت: وهي آخر الكلمات التي كتبها قبل موته بساعات. وفي الصفحة (16): "أنا أدين بأن الإنسان مخيَّر لا مسيَّر، وأن الأئمة الاثني عشر معصومون". من أقواله: فمن شعره: الله والمصطفى خيرُ الخليقة لي ... وصنوه المرتض مولى الأنام علي ¬

_ (¬1) تفسير الكاشف (1/ 88). (¬2) نفس المصدر (3/ 113، 82، 96). (¬3) نفس المصدر (2/ 295). (¬4) نفس المصدر (3/ 482). (¬5) التفسير الكاشف (1/ 392، 395). (¬6) نفس المصدر (3/ 337). (¬7) نفس المصدر (3/ 92).

2819 - التلعفري

من استغاث بهم في كل نائبة ... يمسك بحبل ولاء غير منفصل هم الصراط هم سفن النجاة هم الـ ... ولاة والأنجم الهادون للسبل وفاته: سنة (1400 هـ) أربعمائة وألف. من مصنفاته: "التفسير الكاشف" وغيره. 2819 - التلعفري * المقرئ: محمّد بن جوهر بن محمّد أَبو عبد الله التلعفري. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: أبو إسحاق بن وثيق وابن رواحة وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * نص مستدرك من كتاب العبر: "كان شيخًا ظريفًا فيه دعابة وحسن محاضرة .. " أ. هـ. * الوافي: "المقرى المجود الصوفي"أ. هـ. * المقفى: "كان من الصالحين التالين لكتاب الله تعالى .. " أ. هـ. وفاته: سنة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة. 2820 - السّمِين * المفسر محمّد بن حاتم بن ميمون المروزي ثم البغدادي السمين، أَبو عبد الله. من مشايخه: ابن عيينة، ويحيى القطان ووكيع وغيرهم. من تلامذته: مسلم، وأَبو داود، والحسن بن سفيان وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال أَبو عبد الله أحمد بن محمّد الجُعفي: سمعت يحيى بن معين يقول: محمّد بن حاتم بن ميمون كذَّاب" أ. هـ. * السير: "المفسر، الحافظ " أ. هـ .. * تاريخ الإسلام: "قال الفلاس: ليس بشيء" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "قال أَبو حفص الفلاس: ليس بشيء. قلت -أي الذهبي-: هذا جرح مردود" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا، حافظًا من الموثقين، وثقه ابن عدي والدارقطني، لينه يحيى بن معين" أ. هـ. ¬

_ * نص مستدرك من كتاب العبر (27)، الوافي (2/ 314)، المقفى (5/ 510)، الشذرات (7/ 762). * التاريخ الكبير للبخاري (1/ 70)، طبقات ابن سعد (7/ 359)، تاريخ بغداد (2/ 266)، تهذيب الكمال (25/ 20)، تاريخ الإسلام (وفيات 235) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 94)، تذكرة الحفاظ (2/ 455)، السير (11/ 450)، الوافي (2/ 315)، تهذيب التهذيب (9/ 85)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 120)، طبقات الحفاظ (199)، الشذرات (3/ 166)، الأعلام (6/ 75)، معجم المؤلفين (3/ 204)، تقريب التهذيب (834).

2821 - ابن حبيب

* معجم المؤلفين: "محدث، حافظ، مفسر" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق، ربما وهم وكان فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (235 هـ)، وقيل: (236 هـ) خمس وقيل ست وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: قال ابن سعد: جمع كتابًا في تفسير القرآن، كتبه الناس عنه ببغداد. 2821 - ابن حبيب * النحوي، اللغوي: محمّد بن حبيب، أَبو جعفر. من مشايخه: هاشم بن محمّد الكلبي وغيره. من تلامذته: أَبو سعيد السكري ومحمد بن أحمد بن عرَّابة الكوفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان عالمًا بالنسب وأخبار العرب مكثرًا من رواية اللغة موثوقًا في روايته" أ. هـ. * نزهة الألباء: "كان ثقة دينًا صادقًا، وكان راوية البصريين" أ. هـ. * معجم الأدباء: "ذكره المرزباني فقال: قال عبد الله بن جعفر: من علماء بغداد باللغة والشعر والأخبار والأنساب الثقات محمّد بن حبيب ... وكان مؤدبًا لا يعرف أَبوه، وإنما نسب إلى أمه وهي حبيب وهو ممن يروي كتب ابن الأعرابي وابن الكلبي وقطرب وكتبه صحيحة ... وقال المرزباني: وكان محمّد بن حبيب يُغير على كتب الناس فيدعيها ويسقط أسماءهم ... وحدَّث أَبو بكر بن علي قال: قال أَبو طاهر القاضي: محمّد بن حبيب وهي أمه، وهو ولد فلاعنة، وحدَّث أيضًا فيما أسنده إلى ثعلب قال: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يُمْلِ فقلت ويحك أمْلِ مالك؟ فلم يفعل حتى قمتُ وكان والله حافظًا صدوقًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "صاحب كتاب "المحبّر" أخباري صدوق. واسع الرواية عارف بأيام الناس متبحر في ذلك" أ. هـ. * الوافي: "أخباري صدوق واسع الرواية عارف بأيام الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (245 هـ) خمس وأربعين ومائتين. من مصنفاته: كتاب النسب، المحبّر، وكتاب الخيل وغيرها. 2822 - ابن مطرِّف الإشبيلي * النحوي: محمّد بن حجاج بن مطرّف (¬1) بن إبراهيم، الحضرمي الإشبيلي، أَبو بكر. ولد: سنة (612 هـ)، وقيل: (618) اثنتي عشرة، وقيل: ثمان عشرة وستمائة. من مشايخه: أَبو بكر بن مسدّي، وأَبو علي الشلوبين وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2480)، تاريخ بغداد (2/ 277)، إنباه الرواة (3/ 119)، الوافي (2/ 325)، النجوم (2/ 321)، البغية (1/ 73)، تاريخ الإسلام (وفيات 245)، نزهة اللباء (160). * ذيول العبر (38)، المقفى الكبير (5/ 523)، بغية الوعاة (1/ 74)، الشذرات (8/ 30)، معجم المؤلفين (3/ 209)، هدية العارفين (2/ 141). (¬1) وقيل ابن إبراهيم بن مطرّف.

2823 - أبو عبد الله المالكي

كلام العلماء فيه: * المقفى: "كان من الصالحين الأولياء العاملين الزهاد .. كان يحفظ كتاب سيبويه في النحو" أ. هـ. * بغية الوعاة: "النحوي الوليّ العارف بالله تعالى، ذو الكرامات الشهيرة ... وكان من الصالحين الأولياء العاملين الزهاد، وله كرامات" أ. هـ. وفاته: سنة (704 هـ)، وقيل (707 هـ)، وقيل: (706 هـ) أربع، وقيل: سبع، وقيل: ست وسبعمائة. من مصنفاته: له "تقييد على جُمل الزجاجي". 2823 - أَبو عبد الله المالكي * النحوي: محمّد الحجازيّ المالقي أَبو عبد الله .. من تلامذته: أَبو عمر بن سالم وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا بمالقة، مقرئًا للقرآن، عارفًا بالنحو والأدب، جم المعارف، كثير الأداب مجتهدًا فصيحًا لسنًا، ذا عناية بأصول الدين، ناقدًا في ذلك. وقال: "بكَّر يومًا لصلاة الجمعة بجامع ميروقة، فقتله فئة من نصارى الروم يقتلون كل من بكَّر" أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ)، عشر وستمائة ظنًّا. 2824 - الحُجَيّج * المفسر: محمّد الحجيج الأندلسي الأصل التونسي، أَبو عبد الله. ولد: سنة (1050 هـ) خمسين وألف. من مشايخه: إبراهيم الجمل الصفاقسي، والتصوف على منصور النشّار، وغيرهما. من تلامذته: الشيخ محمّد زيتونة المنستيري وغيره. كلام العلماء فيه: * ذيل بشائر أهل الإيمان: "قال الشيخ - صاحب الترجمة - ذهب الشيخ تاج العارفين بعد انفصاله عن مجلسه إلى داره فوقف عليه رجل، وقال له: حضر الخضر - عليه السلام - في مجلسك - هذا اليوم ووقف على رأس ابنك كثيرًا، وعلى رأس هذا الغلام قال. "يعنيني" وذلك إشارة إلى تفقهي عنه. وكان -رحمه الله- آخذًا بطريق التصوف، سالكًا في علمي الظاهر والباطن ... يتلذذ بالنقم تلذذ غيره بالنعم، صوامًا، قوَّامًا، مداومًا على تلاوة القرآن العظيم. مُنح حسن الخلق، صبور لا يتزلزل ولا يتخلخل ... "أ. هـ. وفاته: سنة (1158 هـ) ثمان ومائة وألف. من مصنفاته: "اختصار تفسير ابن عادل"، و"شرح الأربعين النووية"، و"حاشية على العقيدة الكبرى للسنوسي"، و"حاشية على العقيدة الوسطى" وغير ذلك. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 288). * ذيل بشائر أهل الإيمان (199)، مشاهير التونسيين (345)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 102)

2825 - أبو المرجي

2825 - أبو المرجّي * النحوي: محمّد بن حرب بن عبد الله الحلبي، أَبو المرجّى. من تلامذته: أَبو القاسم أحمد بن هبة الله بن سعد بن الجبراني وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "أحد أعيان حلب المشهورين بعلم الأدب" أ. هـ. * الأعلام: "نحوي، له علم بالأدب والشعر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة، وقيل: (581) إحدى وثمانين وخمسمائة، وقل: (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: من نظمه "أرجوزة في مخارج الحروف"، و"أرجوزة في حسان العقود". 2826 - الضبي * النحوي، اللغوي: محمّد بن حسان الضبي، أَبو عبد الله. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نحويًّا فاضلًا وأديبًا شاعرًا وكان يؤدب العباس بن المأمون وغيره من ولده" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين. 2827 - الأحول * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن دينار الأحول، أَبو العباس. من مشايخه: ابن الأعرابي وغيره. من تلامذته: محمّد بن العباس اليزيدي ونفطويه وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "من العلماء باللغة والشعر وكان وراق حنين بن إسحاق في منقولاته علوم الأوائل وكان ناسخًا" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان ثقة أديبًا عالمًا بالعربية" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان غزير العلم واسع الفهم جيد الدراية حسن الرواية ... وذكره أَبو بكر محمّد بن الحسن الزبيدي وجعله في طبقة المبرد وثعلب" أ. هـ. * الوافي: "كان ناسخًا غزير العلم واسع الفهم جيد الرواية حسن الدراية" أ. هـ. من مصنفاته: كتاب "الدواهي" كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه" وغيره. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2483)، الوافي (2/ 327)، بغية الوعاة (1/ 75)، الأعلام (6/ 79)، معجم المؤلفين (3/ 210)، كشف الظنون (3/ 210). * معجم الأدباء (6/ 2485)، الوافي (2/ 331)، البغية (1/ 75). * معجم الأدباء (6/ 2488)، تاريخ بغداد (2/ 185)، الفهرست (87)، الوافي (2/ 344)، البغية (1/ 81).

2828 - الرؤاسي

2828 - الرؤاسي * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن أبي سارة الرُؤاسي (¬1)، أَبو جعفر النيلي: كان ينزل النيل قيل له النيلي. من مشايخه: أَبو عَمْرو بن العلاء، والأعمش وغيرهما. من تلامذته: الكسائي، والفراء، وخلَّاد بن خالد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال أحمد بن يحيى ثعلب ... وكان الرؤاسي رجلًا صالحًا ... وقال سلمة: سُئل الفراء عن الرؤاسي فأثنى عليه وقال: قد كان دخل البصرة دخلتين وقل مقامه بالكوفة فلذلك قل أخذ الناس عنه" أ. هـ. * الوافي: "وهو أول من وضع من الكوفيين كتابًا في النحو" أ. هـ. * مراتب النحويين: "أخبرنا جعفر بن محمّد قال: أخبرنا إبراهيم بن حُميد قال: أخبرنا أَبو حاتم قال: كان بالكوفة نحوي يقال له أَبو جعفر الرؤاسي، وهو مطروح العلم ليس بشيء" أ. هـ. * نور القبس: "سُئل -أي أَبو جعفر الرؤاسي- عن قوله تعالى {وَأَنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنَا}، فقال: حكاه الله عن قيل جهلة الجن" أ. هـ. * روضات الجنات: "وهذا الرجل معدود في كتب رجال الشيعة من جملة رجال لا يطعن عليهم بشي .. " أ. هـ. * قلت: قال الدكتور عبد الله الجبوري في كتابه أَبو جعفر الرؤاسي وتحت عنوان أقواله في العربية والتفسير (ص 43): "سئل الكسائي وابن إدريس عن (الصمد) فقالا: الذي تصمد إليه الأمور. وسئل الرؤاسي فقال مثل ذلك: فقيل له: كيف جمعه؟ قل: جل من سألنا عن اسمه لا يثنى ولا يجمع، فقيل: إذا سمي به مخلوق؟ فقال: أصماد وصمدان. أقول -أي عبد الله الجبوري-: وهذا من النوادر". وقال (ص 45): "قال أَبو زكريا الفراء: وقال أَبو جعفر الرؤاسي: روى عن المشيخة أنهم يكرهون أن يجمع (رمضان) دون الشهر ويقولون: شهر رمضان، وشهرا رمضان وشهور رمضان. وقال (1/ 492): بلغني أنه اسم من أسماء الله جل وعز" أ. هـ. وفاته: سنة (187 هـ) سبع وثمانين ومائة، أيام الرشيد، وقيل (193 هـ) ثلاث وتسعين ومائة. من مصنفاته: "الفيصل" مأخوذ عن سيبويه، وكتاب "معاني القرآن"، وكتاب "الوقف والابتداء الكبير". ¬

_ * فهرست ابن النديم (71)، نزهة الألباء (50)، مراتب النحويين (24)، معجم الأدباء (6/ 2486) و (6/ 2572)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 20) ط. تدمري، الوافي (2/ 334)، غاية النهاية (2/ 116)، بغية الوعاة (1/ 82) و (1/ 109)، روضات الجنات (7/ 263)، الأعلام (6/ 271)، معجم المؤلفين (3/ 219) و (3/ 512). وقد أورده السيوطي مرة أخرى (1/ 492)، باسم حازم بن جعفر الرؤاسي، وكذلك أورده الفيروز آبادي في البلغة (78) تحت نفس الاسم والصحيح أن الثلاثة هم نفس الشخص، أبو جعفر الرؤاسي من الكوفة تأليف الدكتور عبد الله الجبوري - ساعدت على طبعه الجامعة المستنصرية - بغداد - ط 1 (1408 هـ -1988 م). (¬1) الرؤاسي: سُمي بذلك لأنه كان كبير الرأس.

2829 - محمد بن الحسن

2829 - محمّد بن الحسن * النحوي: محمّد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء، الحنفي. أصله من قرية حَرَستا. ولد: سنة (135 هـ)، وقيل (132 هـ) خمس، وقيل: اثنتين وثلاثين ومائة. من مشايخه: أَبو حنيفة، والأوزاعي، ومالك بن مِغْوَل وغيرهم. من تلامذته: الشافعي، وأَبو عبيد، وهشام بن عبيد الله وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضعفاء الكبير للعقيلي: "حدثنا محمّد بن عيسى، حدثنا عباس قال: سمعت يحيى قال: محمّد بن الحسن الشيباني ليس بشيء". وقال: "قال حدثنا أحمد بن محمّد بن صدقة سمعت العباس الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: جهمي كذاب. ومن طريق أسد بن عمرو، قال: هو كذاب، ومن طريق منصور بن خالد، سمعت محمدًا يقول: لا ينظر في كلامنا من يريد الله تعالى. ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي: دخلت عليه فرأيت عنده كتابًا، فنظرت فيه، فإذا هو قد أخطأ في حديث وقاس على الخطأ فوقفته على الخطأ، فرجع، وقطع من كتابه بالمقراض عدة أوراق" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "سألتُ أبي عن محمّد بن الحسن صاحب الرأي قال: لا أروي عنه شيئًا" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "لينه النسائي وغيره من قبل حفظه ... وكان قويًّا في مالك" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أَبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه. قال الشافعي: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمّد بن الحسن لقلت لفصاحته. وقال يحيى بن معين: كتبت (الجامع الصغير) عن محمّد بن الحسن. وقال إبراهيم الحربي: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال: من كتب محمّد بن الحسن. قلت -أي الذهبي-: قد احتج بمحمد أَبو عبد الله الشافعي" أ. هـ. * الوافي: "كان إمامًا مجتهدًا من الأذكياء الفصحاء. وهو ابن خالة الفرَّاء النحوي" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال ثعلب: توفي الكسائي ومحمد بن الحسن في يوم واحد، فقال الناس: دفن اليوم اللغة والفقه. ونقل ابن عدي عن إسحاق بن راهويه: سمعت ¬

_ * الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 55)، طبقات ابن سعد (7/ 336)، الجرح والتعديل (3/ 2 / 227)، تاريخ بغداد (2/ 172)، المنتظم (9/ 173)، الأنساب (3/ 483)، الكامل (6/ 194)، اللباب (2/ 36)، وفيات الأعيان (4/ 184)، العبر (1/ 302)، السير (9/ 134)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 19) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 107)، الوافي (2/ 332)، البداية والنهاية (10/ 202) الطبعة الرابعة مكتبة المعارف - بيروت، لسان الميزان (5/ 128)، النجوم (2/ 130)، تاج التراجم (187)، الشذرات (2/ 408)، الإمام محمّد بن حسن الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي للدكور محمّد الدسوقي دار الثقافة - قطر - ط 1 (1407 هـ -1987 م)، مذهب أهل التفويض (370).

يحيى بن آدم يقول: كان شريك لا يجوز شهادة المرجئة، فشهد عنده محمّد بن الحسن، فرد شهادته، فقيل له في ذلك، فقال: أنا لا أجيز من يقول الصلاة ليس من الإيمان. ومن طريق أبي نُعيم قال: قال أَبو يوسف: محمّد بن الحسن يكذب علي. قال ابن عدي: ومحمد لم تكن له عناية بالحديث وقد استغنى أهل الحديث عن تخريج حديثه. وقال أبي إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان محمّد بن الحسن في الأول يذهب مذهب جهم. وقال حنبل بن إسحاق، عن أحمد كان أَبو يوسف [منصفًا] في الحديث. وأما محمّد بن الحسن وشيخه فكانا مخالفين للأثر. وقال سعيد بن عمرو البردعي: سمعت أبا زرعة الرَّازي يقول: كان محمّد بن الحسن جهميًا، وكذا شيخه، وكان أَبو يوسف بعيدًا من التجهم. قال زكريا الساجي: كان مرجئًا، وقال محمّد بن سعد الصوفي: سمعت يحيى بن معين يرميه بالكذب. وقال الأحوص بن الفضل العلائي، عن أبيه: حسن اللؤلؤي ومحمد بن الحسن ضعيفان. وكذا قال معاوية بن صالح، عن ابن معين. وقال ابن أبي مريم عنه: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. وقال عمرو بن علي: ضعيف. وقال أَبو داود: [لا شيء لا يكتب حديثه. وقال الدارقطني: لا يستحق] الترك: قال عبد الله علي المديني، عن أبيه: صدوق" أ. هـ. * قلت: قال الدكتور محمّد الدسوقي في كتابه الإمام محمّد بن حسن الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي (136): "وفي القرن الثاني عرفت حلقات العلماء مشكلات فكرية وعلمية مختلفة أدت إلى مناظرات وجدل بينهم، وكان لبعض الخلفاء مشاركة في هذه المناظرات والانتصار لرأي دون آخر. وكان من أهم تلك المشكلات ما أثاره جهم بن صفوان، وأخذ به المعتزلة بعد ذلك من القول بنفي صفات الله، وتأويل ما ورد في القرآن من آيات تدل على أن للهِ صفات من سمع وبصر وكلام ... إلخ، فجهم يرى أنه لا يصح وصف الله بصفة يوصف بها خلقه، لأن ذلك يقتضي التشبيه، وهو مستحيل عليه سبحانه، فليس كمثله شيء، ومن ثم لا يكون لله صفة غير ذاته. وقد تفرع عن القول بنفي صفات الله مشكلة القول بخلق القرآن، وما نجم عنها من أحداث، وذلك لأن نفي صفة الكلام يقتضي ألا يكون القرآن قديمًا وإنما خلقه الله عَزَّ وَجَلَّ. ولست هنا في مجال عرض هذه القضية الخطيرة، وتفصيل الحديث عنها، ولكني أردت بهذه الإشارة إليها أن أذكر أن للإمام محمّد رأيا فيها، وهو رأي يدل على تمسكه بما أخذ به السلف الصالح، ويدل أيضًا على مدى صلته بكتاب الله وفهمه له، وإلمامه بالقضايا التي أثيرت حوله. قال أحمد بن القاسم بن عطية: سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول: سمعت محمّد بن الحسن يقول: والله لا أصلي خلف من يقول: القرآن مخلوق. وجاء في مقدمة أصول البزدوي عن أبي يوسف أنه قال: ناظرت أبا حنيفة في مسألة خلق القرآن ستة أشهر فاتفق رأيي ورأيه على أن من قال بخلق القرآن فهو كافر، وصح هذا القول عن محمّد رحمه الله. وجاء في تاريخ بغداد: ما تكلم أَبو حنيفة ولا

أَبو يوسف، ولا زفر ولا محمّد ولا أحد من أصحابهم في القرآن، وإنما تكلم بشر المريسي وابن أبي دؤاد، فهؤلاء شانوا أصحاب أبي حنيفة. وهذا النص يفيد أن خصوم أبي حنيفة وأصحابه وجدوا فيما صدر عن بعض الأحناف من آراء حول مشكلة خلق القرآن فرصة للترويج بأن أولئك قد خاضوا في هذه المشكلة، وساعد على هذا أن المعتزلةكانوا يروجون لمذهبهم عن طريق نحله لرجال ذوي مكانة وعلم وفقه. وروي عن عبيد الله بن أبي حنيفة الدبوسي قال: سمعت محمّد بن الحسن يقول: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفة الرب عَزَّ وَجَلَّ من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسر شيئًا من ذلك، فقد خرج مما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم صكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة لأنه قد وصفه بصفة لا شيء. وهذا يرد على المنقولين بأن محمَّدًا كان يدعو إلى القول بخلق القرآن، أو إلى رأي جهم في نفي الصفات، فقد كان لا يرى الخوض في الآيات والأحاديث التي جاءت في صفات الله، وكان يأخذ بها دون تفسير أو تأويل كما هو مذهب السلف الصالح. وكما اتهم الإمام محمّد بأنه جهمي اتهم أيضًا بأنه من المرجئة، وكلمة المرجئة -كما هو معروف تاريخيًا- تطلق على طائفتين، طائفة توقفت في الحكم على الخلاف الذي وقع بين الصحابة وبخاصة أحداث الفتنة الكبرى، وترجئ هذا إلى الله سبحانه وتعالى، وطائفة ترى أن الله يعفو عن كل الذنوب ما عدا الكفر، وأنه لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة، والإمام محمّد من هذه الطائفة لدى من يتهمونه بالإرجاء. ومع أنه ليست بأيدينا نصوص رويت عن الإمام محمّد ويمكن أن تدل صراحة على موقفه من المرجئة، فإن الراجح أن هذا الإمام لم يؤمن بما آمنت به هذه الفرقة، فهي بما ذهبت إليه من آراء قد فتحت أمام العصاة باب الإثم على مصراعيه، وقد جاء عن زيد بن علي بن الحسن أنه قال عن هذه الفرقة: "أبرأ من المرجئة الذين أطمعوا الفساق في عفو الله". وكان الإمام محمّد من الورع والخشية لله بحيث لا يرى أن المعصية لا تضر مع الإيمان، ولذا كان في فقهه يجنح إلى الاحتياط، ويرى مقاتلة الذين يتركون السنن ويهملون شعائر الدين، فقد روي عنه أنه قال: إذا أصر أهل المصر على ترك الأذان والإقامة، أمروا بهما فإن أَبوا قوتلوا على ذلك بالسلاح كما يقاتلون عند الإصرار على ترك الفرائض والواجبات. وقال أَبو يوسف: المقاتلة بالسلاح عند ترك الفرائض والواجبات، فأما في السنن فيؤدبون على تركها، ليظهر الفرق بين الواجب وغير الواجب، ولكن الإمام محمَّدًا يقول: ما كان من أعلام الدين فالإصرار على تركه استخفاف بالدين فيقاتلون على ذلك.

والذي يرى مقاتلة من يصرون على إهمال السنن يرفض بلا جدال الرأي القائل بأنه لا تضر مع الإيمان معصية، ويربط بين الاعتقاد والعمل، وهذا يعطي أن الإيمان لديه تصديق بالقلب والجوارح، وهذا ما لا تراه المرجئة فهم يفصلون بين الإيمان والعمل، ومنهم من غالى وتطرف وذهب إلى أن من اعتقد بقلبه كان أعلن الكفر بلسانه وعبد الأوثان، أو لزم اليهودية والنصرانية وعبد الصليب ومات على ذلك فهو مؤمن كامل الإيمان عند الله عَزَّ وَجَلَّ. ومن ثم فإن الإمام محمدًا لا يمكن أن يكون من المرجئة بهذا المعنى. ولعل اتهام الإمام محمّد وأمثاله من الفقهاء بالإرجاء مبعثه أن المعتزلة كانوا يطلقون كلمة مرجئي على كل من خالفهم في آرائهم ولا سيما في مسألة مرتكب الكبيرة، فالمعتزلة يرون أنه مخلد في النار، على حين لا يرى الفقهاء ذلك، ويقولون بل يعذب بمقدار وقد يعفو الله عنه، ويبدو أن الشهرستاني حين روى عن أبي حنيفة وأصحابه أنهم مرجئة السنة إنما يعني أنهم مرجئة بالمعنى الذي أطلقه عليهم المعتزلة، كما أطلقوه على غيرهم من الفقهاء. على أن الإمام محمَّدًا فيما أرى لم يجنح إلى الاهتمام بمناقشة الفرق التي خاضت في مسائل علم الكلام، ولذا لم تنقل عنه روايات أو مؤلفات فيه، وما ينسب إليه من أنه نظم قصيدة في العقيدة فغير صحيح وفي الفصل التالي حديث عنها يثبت خطأ نسبتها إليه. ومما يدل على أنه كان يؤثر عدم الخوض فيما أثارته تلك الفرق من مسائل العقيدة ما روي عنه أنه ذم علم الكلام، ولا شك أنه إنما ذم هؤلاء الذين أسرفوا في التأويل وخالفوا طريقة السلف في فهم عقائد الدين الحيف، لا أنه ذم هذا العلم مطلقًا. ونقل عن محمّد أن أبا حنيفة قال: لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا يعنيهم من الكلام، قال محمّد: وكان أَبو حنيفة يحثنا على الفقه وينهانا عن الكلام. ولكن هل معنى هذا أن محمدًا لم يكن يعرف ما شجر بين علماء عصره من خلافات كلامية، وماذا كان موقفه من البحث في مسائل علم الكلام؟ إن حياة هذا الإمام تبرز حقيقة لا خلاف عليها وهي أنه انكب على علم الفقه يدرسه ويدارسه ويدونه وقد صرفه هذا عن الاهتمام بغير الفقه وإن كان مشهودًا له بالإمامة في الحديث والتفسير واللغة. ولهذا أرجح أن الإمام محمدًا، لم يكن يميل بطبعه إلى البحث في المسائل الكلامية لا ضعفًا منه عن الخوض فيها، ولكن إيمانًا بأن السبيل الحق للحديث عنها، هو ما أخذ به السلف الصالح من اعتماد على آيات الله وسنة رسوله بلا شطط عقلي يدخل على عقائد الناس الزيغ والفساد أكثر مما يعصمها من ذلك، وكأنه كان يرى أن الاشتغال بالعلم يجب أن ينصب على ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم، لا أن يكون مجالًا لصراع فكري لا ينجم عنه غير الانحراف أو الشك.

إن علم الفقه لدى الإمام محمّد هو الذي يحقق للناس ما ينشدون من سعادة في الدنيا والآخرة، أما ما خاضت فيه الفرق الكلامية فهو إذا تجاوز حدود ما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية دون تأويل مسرف مزلقة إلى الزيغ والضلال. ومن هنا فإن الإمام محمَّدًا كان يعرف تمام المعرفة تلك الخلافات الكلامية التي عرفتها حلقات العلماء في عصره، ولكنه لم يشغل نفسه فيها كثيرًا لأن هذا جهد في غير موضعه إن لم يكن طريقًا محفوفًا بأشواك الفساد والإلحاد. وأما موقف الإمام محمّد من علم الكلام فهو -كما يبدو مما أسلفت- يتميز بالتوقف عند ظاهر النصوص والأخذ بما كان عليه الصحابة والتابعون. وأخيرًا لعل ما عرف به هذا الإمام من الورع والزهد كان عاملًا مساعدًا في نفوره من الخوض في مسائل علم الكلام كما خاضت الفرق المختلفة وبخاصة المعتزلة. وكان الإمام محمّد كما قال عنه الشافعي من أفصح الناس، وكان أسلوبه يحمل ومسحة من أسلوب القرآن الكريم، فهو جزل الألفاظ، محكم النسج، مشرق الديباجة، ومن يقرأ مؤلفات هذا الإمام يلحظ أنها مزاج من الفكرة العلمية السديدة، والعبارة القوية الرصينة، ولا غرو فقد أنفق محمّد على طلب اللغة والأدب مثل ما أنفق على طلب الحديث والفقه. ولم يكن محمّد ذا أسلوب أدبي جميل فقط، ولكنه كان أيضًا لغويًّا أصيلًا يحتج بقوله في إثبات اللغة، فقد أخذ الأصمعي وأَبو عبيدة بقوله في كثير من المواضع، وكان ثعلب يقول: محمّد عندنا حجة من أقران سيبويه، وكان قوله حجة "في اللغة". وظهرت ثقافة محمّد اللغوية في مؤلفاته الفقهية، فقد اشتملت هذه المؤلفات على مسائل كثيرة قامت على أساس من أصول اللغة وقواعدها، وكان خلافه مع الشيخين يرجع في بعض الأحيان إلى أسباب تتصل باللغة أوثق اتصال. ذكر ابن يعيش في شرح خطبة كتاب المفصل، أن محمدًا ضمن كتابه المعروف بالجامع الكبير في كتاب الإيمان منه مسائل فقه تبني على أصوله العربية لا تتضح إلا لمن له قدم راسخ في هذا العلم، فمن مسائله الغامضة أنه إذا قال: أي عبيدي ضربك فهو حر، فضرب إلجميع عتقوا، ولو قال: أي عبيدي ضربته فهو حر لم يعتق إلا الأول منهم، فكلام هذا الخبر مسوق على كلام النحو في هذه المسألة، وذلك من قبل أن الفعل في المسألة الأولى مسند إلى عام وهو ضمير أي، وأي كلمة عموم، وفي المسألة الثانية خاص لأن الفعل فيه مسند إلى ضمير المخاطب وهو خاص. وروى مؤلف جامع مسانيد الإمام الأعظم أن أبا بكر الرازي قال في شرح الجامع الكبير: كنت أقرأ بعض مسائل الجامع على بعض المبرزين في النحو، قيل هو أَبو علي الفارسي، فكان يتعجب من تغلغل واضع هذا الكتاب في النحو، يعني محمّد بن الحسن. وقال ابن جني عن كتب الإمام محمّد وأثرها في علم النحو: إنما ينتزع أصحابنا منها العلل لأنهم

يجدونها منثورة في أثناء كلامه فيجمع بعضها إلى بعض بالملاطفة والرفق. ومن الصور الفقهية التي يرجع الاختلاف فيها بين الشيخين ومحمد إلى اللغة ما روي من أن رجلًا لو قال لآخر زنأت في الجبل، وقال عنيت الصعود فيه، فعليه الحد في قول الشيخين، ولا حد عليه في قول محمّد، لأن أهل اللغة يستعملون هذا اللفظ مهموزًا عند ذكر الجبل، ويريدون به الصعود. وجاء في باب المضاربة من مبسوط السرخسي أن أبا يوسف يرى أنه لو قيل: على أن للمضارب شركًا في الربح، فإن للمضارب نصف الربح، لأن لفظ الشرك كالشركة يقتضي التسوية، وقال محمّد: هذه مضاربة فاسدة لأن الشرك في هذه العبارة بمعنى النصيب، قال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي الْسَّمَاوَاتِ}، فكأنَّه قال على أن للمضارب نصيبًا وذلك مجهول. والواقع أن كلمة شرك في بعض استعمالاتها اللغوية تؤدي معنى الشريك، ولكن ورودها في تلك العبارة على هذه الصورة يجعل تفسيرها بمعنى النصيب أرجح من تفسيرها بمعنى الشريك، وهذا دليل على حسّ محمّد اللغوي الدقيق، وأثر هذا في فقهه. ومحمد على إمامته في اللغة نقل عنه أنه كان يستعمل أحيانًا بعض الألفاظ غير الفصيحة لأنها شاعت على ألسنة العامة واكتسبت دلالات خاصة، فهو يستعملها ليخاطب الناس بما هو معروف عندهم ومألوف لديهم، لييسر عليهم فهم الأحكام، وهذا ما كان يحرص عليه غاية الحرص، ومن ذلك مثلًا ما ذكره السرخسي من أن أهل الأدب طعنوا على محمّد، لأنه يقول حنطة مقلية لا مقلوة، ورد السرخسي على هذا فقال: محمّد كان فصيحًا في اللغة، إلا أنه رأى استعمال هذا اللفظ في الحنطة ومقصوده بيان الأحكام لهم، فامشحمل فيه اللغة التي هي معروفة عندهم وما كان يخفى عليه هذا الفرق ... وروي أن الإمام محمدًا استعمل بعض الألفاظ غير العربية، فقد كان يحيا في مجتمع قريب العهد بالحضارة الفارسية، ومع أن لغة الكتاب الكريم ظهرت على اللغة الفارسية في هذا الجتمع إلا أن هذه ظل لها وجودها أو وجود بعض مفرداتها - وإن أصابها شيء من التغيير أو التعريب - على ألسنة العامة، وكان استعمال هذه المفردات من باب مخاطبة الناس بما يفهمون، تقريبًا للأحكام وتسهيلًا لمعرفتها، وهذا لا يقدح في فصاحة الإمام محمّد وإمامته اللغوية. وكما كان محمّد إمامًا في علم العربية كان مقدمًا في علم الحساب والجبر ماهرًا في التفريع على الأصول، وحسب القارئ أن يرجع إلى كتاب الأصل، أو الجامع الكبير ليرى المهارة الدقيقة في تصور المسائل وبيان أحكامها، والقدرة العلمية في حساب الأنصبة وبيان مقاديرها، وهذا يؤكد مدى ما كان يتمتع به الإمام محمّد من عقلية خصبة ذكية ذات طاقة قوية على الفرض والتصور. ومن الأمثلة التي توشح مبلغ قدرة محمّد الحسابية ومهارته في فرض المسائل، ما ذكره في كتاب الأمالي عن الدار المشاعة بين رجلين وثالث

2830 - ابن دريد

يدعي حقًّا له فيها سواء اعترف به أحدهما أو كلاهما، فقد أورد في دقة رائعة الصور الممكنة لهذه المسألة مع بيان نصيب كل فرد في الدار. وخلاصة القول إن الإمام محمّدًا كان ذا شخصية سوية تعتز بكرامتها، وكان ذا عقلية عبقرية نادرة، وأنه طلب العلم لغاية مقدسة، ولم يدخر وسعًا من أجل بلوغ هذه الغاية، وأن ظروفه الاجتماعية وظروف عصره الفكرية هيأت لاستعداده الطيب للعلم فرصة الإبداع والنجاح، فحقق في عمره القصير نسبيًا ذلك المجد العلمي الرائع الدي احتل منزلة الريادة في تراثنا الفقهي والثقافة الإنسانية بوجه عام" أ. هـ. * مذهب أهل التفويض: "ما رواه اللالكائي عن محمّد بن الحسن رحمه الله قال: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والآحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفة الرب عَزَّ وَجَلَّ من غير تغيير ولا وصف ولا تشبيه. فمن فسر اليوم شيئًا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وفارق الجماعة. فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة لأنه قد وصفه بصفة لا شيء" أ. هـ. وفاته: سنة (189 هـ) تسع وثمانين ومائة. من مصنفاته: "الأصل"، و"الجامع الكبير"، و"النوادر" وغيرها. 2830 - ابن دُرَيد * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، أَبو بكر الأزدي البصر، صاحب التصانيف. ولد: سنة (223 هـ) ثلاث وعشرين ومائتين. من مشايخه: أَبو حاتم السجستاني، وأَبو الفضل الريّاشي وغيرهما. من تلامذته: أَبو سعيد السِّيرافي، وأَبو بكر بن شاذان، وأَبو عبيد الله بن المَرزُباني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "سئل الدارقطني عن ابن دريد؟ فقال: قد تكلموا فيه! قال حمزة: وسمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول: جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه قال الأصمعي، فكان يقول في واحد حدثنا الرياشي وفي آخر أَبو حاتم وفي آخر حدثنا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي، كما يجيء على قلبه ... " أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 195)، المنتظم (13/ 329)، الأنساب (2/ 473)، معجم الأدباء (6/ 2489)، الكامل (8/ 273)، اللباب (1/ 417)، إنباه الرواة (3/ 92)، السير (15/ 96)، العبر (2/ 187)، ميزان الاعتدال (6/ 115)، تاريخ الإسلام (وفيات 321) ط. تدمري، الوافي (2/ 339)، البداية والنهاية (11/ 188)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 138)، غاية النهاية (2/ 116)، لسان الميزان (5/ 138)، البلغة (193)، النجوم (3/ 240)، بغية الوعاة (1/ 76)، الشذرات (4/ 106)، روضات الجنات (7/ 303)، الأعلام (6/ 80)، من مشاهير علماء البصرة (126)، معجم المؤلفين (3/ 217).

2831 - أبو العباس الكوفي

* وفيات الأعيان: "سئل عنه الدارقطني: أثقة هو أم لا؟ فقال: تكلموا فيه وقيل: إنه كان يتسامح في الرواية فيسند إلى كل واحد ما يخطر له. وعرض له (فالج وشفي منه) .. ثم عاوده الفالج بعد حول لغذاء ضار تناوله، فكان يحرك يديه حركة ضعيفة، وبطل من مخرمه إلى قدميه ... قال تلميذه أَبو علي إسماعيل بن القاسم القالي المعروف بالبغدادي: فكنت أقول في نفسي: إن الله عَزَّ وَجَلَّ عاقبه بقول في قصيدته المقصورة ... حين ذكر الدهر: مارست من لو هوتِ الأفلاك من ... جوانب الجو عليه ما شكا" أ. هـ. * السير: "شيخ الأدب ... عن أبي بكر الأسدي: كان يُقال: ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء" أ. هـ. * البداية: "يقال: كان أعلم من شعر من العلماء، وقد كان متهتكًا في الشراب منهمكًا فيه، وقال ابن شاهين: كنا ندخل عليه فنستحي مما نراه من العيدان وآلات اللهو والشراب المصفى وقد جاوز التسعين وقارب المئة" أ. هـ. * الوافي: "كان رأسًا بالعربية وأشعار العرب" أ. هـ. * البلغة: "كان قليل الديانة يتجاهر بشرب المسكر مصرًا على ذلك" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال مسلمة بن القاسم: كان كثير الرواية للأخبار وأيام الناس والأنساب غير أنه لم يكن ثقة عند جمعهم وكان خليعًا" أ. هـ. * الشذرات: "قال أَبو منصور الأزهري: دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه. وذكر أن سائلًا سأله شيئًا فلم يكن عنده غير دَنَّ من نبيذ فوهبه له، فأنكر عليه أحد غلمانه وقال: تتصدق بالنبيذ؟ فقال: لم يكن عندي شيء سواه، ثم أهدي له بعد ذلك عشر دنان من النبيذ، فقال لغلامه: أخرجنا دنًا فجاءنا عشرة، وينسب إليه من هذه الأمور شيء كثير .. " أ. هـ. * من مشاهير علماء البصرة: "كان أعلم الناس في زمانه باللغة والشعر وأيام العرب وأنسابها وله أوضاع جمة. كان أعلم الشعراء، وأشعر العلماء، واسع الرواية، سريع الحفظ قد عرف عنه أنه يسارع إلى حفظ ما يقرأ عليه من دواوين الشعراء" أ. هـ. وفاته: سنة (321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة وله (98 سنة). من مصنفاته: "جمهرة اللغة"، و"الاشتقاق"، و"المقصور والممدود". 2831 - أَبو العباس الكوفي * النحوي، المقرئ: محمّد بن الحسن بن يونس، أَبو العباس الكوفي. من مشايخه: الحسن بن علي الشحام صاحب قالون وعبد الواحد بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: زيد بن علي الكوفي ومحمد بن عبد الله الجعفي وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 188)، غاية النهاية (2/ 125)، الوافي (2/ 346)، البغية (1/ 90).

2832 - المحمد أباذي

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قال أَبو عمرو الداني: مشهور ثقة ضابط" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ثقة مشهور ضابط ... قال الخزاعي: وكان من علماء الكوفيين وعنه أخذ جماعة من المتأخرين وكان ثقة دينًا نحويًّا .. قال القاضي أسعد اليزدي: هو من علماء الكوفيين وكان ثقة نحويًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. 2832 - المُحَّمدَ أباذي * المفسر: محمّد بن الحسن بن محمّد النيسابوري المحمّد أباذي (¬1)، أَبو طاهر. من مشايخه: عباس الدوري، وأحمد بن يوسف السلمي وغيرهما. من تلامذته: أَبو علي الحافظ، وابن مندة، وابن محْمِيش وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "المفسر، الأديب، مسند خراسان قال أَبو عبد الله الحاكم: اختلفت إليه أكثر من سنة، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي منه، وقد سمعت منه الكثير سمعت أبا النضر الفقيه يقول: كان الإمام ابن خزيمة: إذا شك في اللغة لا يرجع فيها إلا إلى أبي طاهر المحمد أباذي. وكان من أعيان الثقات العالمين بمعاني التنزيل، وبالأدب"أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "حديثه بعلو عند السلفي". هـ. وفاته: سنة (336 هـ) ست وثلاثين وثلاثمائة وقد نيّف على التسعين. 2833 - النَّقَّاش * المفسر المقرئ: محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد المَوصلي ثم البغدادي النقاش، أَبو بكر، مولى أبي دُجمانة سماك بن خرشة الأنصاري. ولد: سنة (266 هـ)، وقيل: (265 هـ) ست وقيل خمس وستين ومائتين. من مشايخه: الحسن بن سفيان، وابن خزيمة وهارون الأخفش وغيرهم. من تلامذته: الدارقطني، وابن شاهين، وأَبو الفرج الشَّنَبوذي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "في أحاديثه مناكير بأسانيد ¬

_ * الأنساب (5/ 216)، السير (15/ 304)، العبر (2/ 243)، تاريخ الإسلام (وفيات 336) ط. تدمري، الوافي (2/ 373)، الشذرات (4/ 198). (¬1) المحمّد أباذي: نسبة إلى محلة محمّد اباذ، وتقع خارج نيسابور. * تاريخ بغداد (2/ 201)، المنتظم (14/ 148)، الكامل (8/ 545)، وفيات الأعيان (4/ 298)، مختصر تاريخ دمشق (22/ 106)، العبر (2/ 292)، معرفة الفراء (1/ 294)، تذكرة الحفاظ (3/ 908)، ميزان الاعتدال (6/ 115)، السير (15/ 573)، تاريخ الإسلام (وفيات 351) ط. تدمري، الوافي (2/ 345)، البداية والنهاية (11/ 258)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 145)، غاية النهاية (2/ 119)، المقفى (5/ 560)، لسان الميزان (5/ 137)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 135)، الشذرات (4/ 271)، الأعلام (6/ 81)، معجم المؤلفين (3/ 233)، مفتاح السعادة (2/ 81)، كشف الظنون (1/ 28، 98)، الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن الكريم للدكتور عدنان زرزور - مؤسسة الرسالة.

مشهورة قال عنه محمّد بن جعفر: كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص. وقال عنه أَبو بكر البرقاني: كل حديثه منكر، ولما سئل عن تفسيره قال: ليس فيه حديث صحيح. قال القطان: حضرت النقاش وهو يجود بنفسه ... فنادى بأعلى صوته {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61] يرددها ثلاثًا ثم خرجت نفسه، رحمه الله" أ. هـ. * المنتظم: "وقد كان يتوهم الشيء فيرويه، وقد وثقه الدارقطني على بعض ما أخطأ فيه فرجع عنه" أ. هـ. * السير: "قال اللَّالكائي: تفسير النقاش أشفى (¬1) الصدور لإشفاء الصدور .. وقد اعتمد الداني في (التيسير) على رواياته للقراءات، فالله أعلم فإن قلبي لا يسكن إليه، وهو عندي متّهم، عفا الله عنه. وهو في القراءات أقوى منه في الروايات. ولو تثبت في النقل لصار شيخ الإسلام" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال طلحة بن محمّد بن جعفر: كان النقاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القَصَص. قلت -أي الذهبي-: "الذي وَضَح لي أن هذا الرجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الداني: قال: والنقاش مقبول الشهادة، على أنه قد قال ابن فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أَبو بكر النَّقاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي. ثم انصرف النقاش وقال: قرأت على الأخفش. قلت - الذهبي -: وروى عنه جماعة أن أبا غالب ابن بنت معاوية بن عمرو حدَّثه، قال ثنا جدِّي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه". قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه. قال الخطيب: قد رواه أَبو علي الكوكبي عن أبي غالب. كان إمام أهل العراق بالقراءات والتفسير" أ. هـ. * المقفى: "قال الداني: كان يُقصد في قراءة ابن كثير وابن عامر لعلو إسناده ... وكان الدارقطني يستملي له وينتقي من حديثه. وحدَّث عنه ابن مجاهد وكان حسن الخلق ذا سخاء" أ. هـ. * مفتاح السعادة: "طالت أيامه، فأنفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه، وصدق لهجته، وبراعة فهمه، وحسن اضطلاعه، واتساع معرفته" أ. هـ. * الشذرات: "مع جلالته في العلم ونبله فهو ضعيف متروك الحديث" أ. هـ. * قلت: ذكره الدكتور عدنان زرزور في كتابه الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن الكريم في تفاسير المعتزلة قبل الحاكم الجشمي (134) حيث قال: "كان مقدمًا في التفسير والقراءات". ¬

_ (¬1) الأشفى: المثقب يخرز به، يستعمله الإسكاف.

2834 - ابن مقسم العطار

وقال بعد أن ذكر تفسيره: "ويغلب على هذا التفسير عدم المجاهرة الشديدة بالاعتزال، وقلة العناية بآراء الخصوم، والقصد على الشرح على مذهب المصنف بعبارة موجزة مع عناية ملحوظة باللغة والبلاغة والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (351 هـ) إحدى وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: له تفسير اسمه "شفاء الصدور"، و"دلائل النبوة"، و"القراءات وعللها" وغير ذلك. 2834 - ابن مقسم العطار * النحوي، المفسر المقرئ: محمّد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مِقسم، أَبو بكر البغدادي العطار. ولد: سنة (265 هـ) خمس وستين ومائتين، وقيل: (250 هـ) خمسين ومائتين. من مشايخه: أَبو مسلم الكجي، وجعفر الفريابي، وثعلب وغيرهم. من تلامذته: ابن رزقويه، وأَبو علي بن شاذان، وإبراهيم بن أحمد الطبري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة. كان ابن مقسم من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرضهم بالقراءات وله في التفسير ومعاني القرآن كتاب ... وله أيضًا في القراءات وعلوم النحو تصانيف عدة. ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن مخالف الإجماع منها وقرأها وأقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروا عليه وارتفع الأمر إلى السلطان فأحضره واستتابه محضرة القراء والفقهاء فأذعن بالتوبة وكتب محضر ثوبته وقيل إنه لم ينزع عن تلك الحروف وكان يقرئ بها إلى حين وفاته. قال ابن أبي هاشم: نبغ في عصرنا من زعم أن كل ما صح له وجه في العربية لحرف يوافق خط المصحف فقراءتُهُ جائزة في الصلاة (وغيرها) " أ. هـ. * المنتظم: "قال أَبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية لحروف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة. فابتدع بقوله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيء رأيه طريقًا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالآراء دون التمسك ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 206)، المنتظم (14/ 170)، معجم الأدباء (6/ 2503)، الكامل (8/ 566)، إنباه الرواة (3/ 100)، ميزان الاعتدال (6/ 114)، تاريخ الإسلام (وفيات 354) ط. تدمري، العبر (2/ 301)، السير (16/ 105)، الوافي (2/ 337)، البداية والنهاية (11/ 276)، غاية النهاية (2/ 123)، لسان الميزان (5/ 136)، النجوم (3/ 343)، بغية الوعاة (1/ 89)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 131)، الشذرات (4/ 286)، الأعلام (6/ 81)، معجم المؤلفين (3/ 242)، كشف الظنون (1/ 15، 172)، هدية العارفين (2/ 47).

2835 - السراج

بالأثر .. " أ. هـ. * البداية: "لكن تكلم الناس فيه بسبب تفرده بقراءات لا تجوز عند الجميع. وكان يذهب إلى أن كل ما لا يخالف الرسم ويسوغ من حيث المعنى تجوز القراءة به كقوله تعالى {فَلَمَّا اسْتَيأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} أي يتناجون: قال لو قرى نجبا من النجابة لكان قويًّا وقد ادعى عليه وكتب عليه مكتوب أنه قد رجع عن مثل ذلك. ومع هذا لم ينته عما كان يذهب إليه حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (354 هـ)، وقيل: (355 هـ) أربع وقيل خمس وخمسن وثلاثمانة. من مصنفاته: "الأنوار في علم القرآن"، و"المصاحف"، و"الوقف والابتداء"، و"الرد على المعتزلة". 2835 - السَّرَّاج * المقرئ: محمّد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل، النيسابوري أَبو الحسن، شيخ الإسلام. من مشايخه: أَبو شعيب الحَرَّاني، ومحمد بن عبد الله مُطيَّن وغيرهما. من تلامذته: الحاكم، وأَبو سعيد الماليني وغيرهما. كلام العلماء فيه: السير: "قال الحاكم: قلَّ ما رأيتُ أكثر اجتهادًا وعبادةً منه، وكان يُعلّم القرآن وما أشبه حاله إلا بحال أبي يونس (¬1) القوي الزاهد، صلى حتى أُقعد، وبكى حتى عَمِي" أ. هـ. وفاته: سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة. 2836 - الزَوْزَني * المفسر: محمّد بن الحسن بن سليمان أَبو جعفر الزوزني الشافعي البحَّاث. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية للسبكي: "أحد الفقهاء المبرزين، وقضاة المسلمين، تولى القضاء بنواحي خراسان وما وراء النهر". ثم قال: "وهذا القاضي كان من أساطين العلم، وكان من أقران الأودني، وكان يكون بينهما من المنافرة في المناظرة ما يكون بين الأقران. وذكر أن مصنفاته في التفسير والحديث والفقه وأنواع الأدب تربو على المائة. وقدم أَبو جعفر البحّاث على الصاحب بن عباد، فارتضى تصرفه في العلم وتفننه في أنواع الفضل، وعرض عليه القضاء على شرط انتحال مذهبه، يعني الاعتزال، فامتنع وقال: لا أبيع الدين بالدنيا". وقال: "كان القاضي أَبو جعفر الكبير، صاحب ¬

_ * المنتظم (14/ 251)، السير (16/ 161)، العبر (2/ 342)، تاريخ الإسلام (وفيات 366) ط. تدمري، البداية والنهاية (11/ 307)، النجوم (4/ 128)، الشذرات (4/ 355). (¬1) هو الحسن بن يزيد الضمري، روى عن سعيد بن جبير وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وروى عنه الثوري وسعيد القداح: انظر الأنساب (4/ 563). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 127)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 143)، معجم المؤلفين (3/ 220)، تاريخ الإسلام (وفيات 370) ط. تدمري.

2837 - الزبيدي

هذه الترجمة مع علو مرتبته في العلم يحب منصب القضاء" أ. هـ. وفاته: سنة (370 هـ) سبعين وثلاثمائة. 2837 - الزُّبيدي * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن عبيد الله بن مَذّحِج (¬1) الزُّبيدي الشامي الحمصي ثم الأندلسي الإشبيلي، أَبو بكر. ولد: سنة (316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: سعيد بن محلون، وأَبو علي القالي، وأَبو عبد الله الرياحي وغيرهم. من تلامذته: ولده أَبو الوليد محمّد، وإبراهيم بن محمّد بن الأَفليلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان واحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة، وكان أخبر أهل زمانه بالإعراب والمعاني والنوادر إلى علم السير والأخبار ... " أ. هـ. * الديباج: "وكان متفننًا فقيهًا أديبًا شاعرًا وكان مع أدبه من أهل الحفظ للفقه والرواية للحديث. غلب عليه الأدب، وعلم لسان العرب، فنهض به" أ. هـ. * الوافي: "كان شيخ العربية في الأندلس" أ. هـ. * نفح الطيب: "إمام اللغة والإعراب، وكعبة الآداب، أوضحَ منها كل إبهام وفضح دون الجهل بها محل الأوهام ... " أ. هـ. وفاته: سنة (379 هـ)، وقيل: (380 هـ) تسع وسبعين، وقيل: ثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "مختصر كتاب العين"، و"الواضح" في العربية، وله كتاب الرد على ابن مسرة (¬2) وأهل مقالته سمّاه "هتك ستور الملحدين". 2838 - أبو طاهر الأنطاكي * المقرئ: محمّد بن الحسن بن علي الأنطاكي، أَبو طاهر. من مشايخه: أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وهو من جلة أصحابه، ومن أثبت الناس فيه، وعتيق بن عبد الرحمن الأذني وغيرهما. من تلامذته: علي بن داود الداراني، وأَبو الطيب بن غلبون وغيرهما. ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 85)، بغية الملتمس (1/ 93)، المغرب في حلى المغرب (1/ 255)، الأنساب (3/ 136)، معجم الأدباء (6/ 2518)، إنباه الرواة (3/ 108)، وفيات الأعيان (4/ 372)، إشارة التعيين (307)، العبر (3/ 12)، السير (16/ 417)، تاريخ الإسلام (وفيات 379) ط. تدمري، الوافي (2/ 351)، البلغة (194)، الديباج المذهب (2/ 219)، نفح الطيب (9/ 265)، بغية الوعاة (1/ 84)، الشذرات (4/ 417)، روضات الجنات (7/ 339)، الأعلام (6/ 82)، معجم المؤلفين (3/ 223)، كشف الظنون (2/ 1106)، هدية العارفين (2/ 51). (¬1) مذحج: اسم أكمةٍ حمراء باليمن ولد عليها مالك بن أدر فسمي باسمها. (¬2) انظر ما كتبناه عن عقيدة ابن مسرّة في ترجمة أبان بن عثمان. * العبر (3/ 5)، معرفة القراء (1/ 345)، تاريخ الإسلام (المتوفون قريبًا من سنة 380) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 118)، المقفى (5/ 555)، الشذرات (4/ 410).

2839 - الختن الإسترابادي

وفاته: قبل سنة (380 هـ)، وذكره صاحب العبر ضمن وفيات سنة (377 هـ) ولكنه قال: توفي قبل الثمانين بيسير. من مصنفاته: له كتاب في القراءات الثمانية. 2839 - الخَتن الإسترابادي * المفسر المقرئ: محمّد بن الحسن بن إبراهيم الفارسي ثم الإسترابادي وقيل الجرجاني، أَبو عبد الله المعروف بالختن (¬1) الشافعي. ولد: سنة (311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: أَبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الإسترابادي، وأَبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وغيرهما. من تلامذته: أَبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وغيره. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان من الفقهاء المذكورين في عصره، وكرس سنين كثيرة، وله وجوه في مذهب الشافعي رحمه الله مسطورة منشورة وتخرج عليه جماعة من الفقهاء، وكان له ورع وديانة" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان فقيهًا فاضلًا ورعًا مشهورًا في عصره، وله وجوه حسنة في المذهب وكان مقدمًا في الأدب ومعاني القرآن والقراءات، ومن العلماء المبرزين في النظر والجدل ... وكان كثير السماع والرحلة" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة، شيخ الشافعية ... كان رأسًا في المذهب، صاحب وجه مقدمًا في علم الأدب وفي القراءات، ومعاني القرآن، ذكيًا، مناظرًا، كبير الشأن". وقال: "كان معنيًا بالحديث، عارفًا به" أ. هـ. * مرآة الجنان: "كان صاحب وجه في المذهب، وله مصنفات وكان أديبًا بارعًا مفسرًا مناظرًا" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "نقل عنه الرافعي في كتاب (الجنايات) قبيل العاقلة بقليل: أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تخييل لظاهر الآية" أ. هـ. * طبقات الشافعية: "هو أحد أئمة المتورعين، والمتقدمين في الأدب، ومعاني القرآن والقراءة، ومن المبرزين في النظر" أ. هـ. * الشذرات: "كان أديبًا بارعًا مفسرًا مناظرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ) ست وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: شرح كتاب "التلخيص" لأبي العباس ابن القاضي وغير ذلك. ¬

_ * تاريخ جرجان (437)، طبقات الشافعية (104)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 121)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 136)، تاريخ الإسلام (وفيات 386) ط. تدمري، السير (16/ 563)، العبر (3/ 33)، وفيات الأعيان (4/ 203)، الوافي (2/ 338)، النجوم (4/ 175)، الشذرات (4/ 459)، مرآة الجنان (2/ 324)، الأنساب (2/ 323)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 465)، معجم المؤلفين (3/ 212)، كشف الظنون (1/ 479)، هدية العارفين (2/ 55)، اللباب (1/ 345). (¬1) قيل له ذلك لأنه ختن أبي بكر الإسماعيلي. انظر طبقات الداودي.

2840 - الحاتمي

2840 - الحَاتِمي * اللغوي: محمّد بن الحسن وقيل (الحسين) بن المظفر الحاتمي (¬1) البغدادي، أَبو علي. من مشايخه: أَبو بكر الزاهد، وابن دريد وغيرهما. من تلامذته: أَبو القاسم التنوخي وغيره. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان أديبًا لغويًّا إخباريًا فاضلًا" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان من حذاق أهل اللغة والأدب، شديد المعارضة مبغضًا إلى أهل العلم، هجاه ابن الحجاج وغيره بأهاجٍ مرة" أ. هـ. * الإمتاع والمؤانسة: "وأما الحاتمي فغليظ اللفظ، كثير العُقَد يجب أن يكون بدويًا قُحًا وهو لم يتم حضريًا، غزير المحفوظ، جامع بين النظم والنثر على تشابه بينهما في الجفوة، وقلة السلاسة والبعد عن المسلوك، بادي العورة فيما يقول، لكأنما يُبرز ما يُخفي، ويكدِّر ما يُصفي، له سكرة في القول إذا أفاق منها خُمِر (¬2)، وإذا خُمِر سَدِرَ (¬3)، يتطاول شاخصًا فيتضاءل متقاعسًا، إذا صدق فهو مَهين، وإذا كذب فهو مشين" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال الثعالبي في اليتيمة: حسن التصرف في الشعر يجمع بين البلاغة في النثر والبراعة في النظم" أ. هـ. وفاته: سنة (388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: له الرسالة الحاتمية واسمها "الموضحة" في نقد شعر المتنبي، التي ذكر فيها سرقات المتني وساقط شعره، وفيها ما جرى بينه وبين المتنبي وذكر حُمقه وتيهه، و"مختصر العربية"، و"حلية المحاضرة" في الأدب والأخبار. 2841 - ابن فَرْوك * النحوي، المفسر محمّد بن الحسن، أَبو بكر بن فورك الأصبهاني. ¬

_ * الإمتاع والمؤانسة (1/ 135)، تاريخ بغداد (2/ 214)، يتيمة الدهر (2/ 273)، الأنساب (2/ 148)، المنتظم (15/ 13)، معجم الأدباء (6/ 2505)، إنباه الرواة (3/ 103)، اللباب (1/ 265)، وفيات الأعيان (4/ 362)، العبر (3/ 40)، السير (16/ 499)، تاريخ الإسلام (وفيات 388) ط. تدمري، الوافي (2/ 343)، آثر الأناقة (2/ 312)، بغية الوعاة (1/ 87)، الشذرات (4/ 473)، روضات الجنات (7/ 341)، إيضاح المكنون (1/ 301)، هدية العارفين (2/ 56)، الأعلام (6/ 82)، معجم المؤلفين (3/ 238)، كشف الظنون (1/ 690). (¬1) نسبة إلى أحد أجداده "حاتم". (¬2) خمر: هو ألم في الرأس وصداع يعقبان السكر. (¬3) سَدِر: تحَير. * طبقات المفسرين للداودي (2/ 132)، تاريخ الإسلام (وفيات 406) ط. تدمري، إنباه الرواة (3/ 110)، تبيين كذب المفترى (232)، اللباب (2/ 226)، التقييد (60)، وفيات الأعيان (4/ 272)، العبر (3/ 95)، السير (17/ 214)، الوافي (2/ 344)، مرأة الجنان (3/ 14)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 127)، طبقات الشافعية الإسنوي (2/ 266)، تاج التراجم (213)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 194)، النجوم (4/ 240)، الشذرات (5/ 42)، كشف الظنون (1/ 200)، إيضاح المكنون (1/ 475)، هدية العارفين (2/ 60)، الأعلام (6/ 83)، معجم المؤلفين (3/ 229)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 202) وفيه ابن مورك وهو خطأ، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 151).

من مشايخه: عبد الله بن جعفر بن فارس، وأَبو الحسن الباهلي وغيرهما. من تلامذته: أَبو بكر البيهقي، وأَبو القاسم القشيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ الأصبهاني؛ أقام بالعراق عدة يدرس العلم، ثم توجه إلى الري فسمعت به المبتدعة، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم، ففعل وورد نيسابور، فبنى له بها مدرسة ودارًا، وأحيا الله تعالى به أنواعًا من العلوم، ولما استوطنها وظهرت بركاته على جماعة المتفقهة وبلغت مصنفاته في أصول الفقه والدين ومعاني القرآن قريبًا من مائة مصنف، دعي إلى مدينة غَزْنَة وجرت له بها مناظرات كثيرة". وقال: "كان شديد الرد على أصحاب أبي عبد الله بن كرام. ثم عاد إلى نيسابور فسُمّ في الطريق فمات هناك ونقل إلى نيسابور ودفن بالحيرة" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة الصالح، شيخ المتكلمين". وقال: "كان أشعريًا رأسًا في فن الكلام ... وقال عبد الغافر: دعا أَبو علي الدقاق في مجلسه لطائفة، فقيل: ألا دعوت لابن فورك؟ قال: كيف أدعو له، وكنت البارحة أقسم على الله بإيمانه أن يشفيني؟ قلت -أي الذهبي-: حُمل مقيدًا إلى شيراز للعقائد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "ذكر ابن حزم في "النصائح" أن ابن سبكتكين قتل ابن فورك لقوله إن نبينا - صلى الله عليه وسلم - هو نبي اليوم، بل رسول الله. وزعم أن هذا قول جميع الأشعرية. قال ابن الصلاح: ليس كما زعم، بل هو تشنيع عليهم أثارته الكرّامية فيما حكاه القُشيري. وتناظر ابن فورك وأَبو عثمان المغربي في الولي، هل يعرف أنه ولي؟ فكان ابن فورك يُنكر أن يعرف ذلك، وأَبو عثمان يُثبت ذلك. وحكى بعضهم عن ابن فورك أنه قال: كل موضع ترى فيه اجتهادًا ولم يكن عليه نور، فاعلم أنه بدعة خفية". وقال: "وقال البيهقي: سمعت القشيري يقول: سمعت ابن فورك يقول: حُملت مقيدًا إلى شيراز لفتنةٍ في الدين، فوافينا باب البلد مصبحًا، وكنت مهمومًا، فلمَّا أسفر النهار وقع بصري على محراب في مسجد على باب البلد، مكتوب عليه {أَلَيسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}، فحصل لي تعريف باطني أني أكفى عن قريب، فكان كذلك. وصرفوني بالعز. قلت: كان مع دينه صاحب قلَبَة وبدعة. قال: أَبو الوليد سليمان الباجي: لمَّا طالب ابن فورك الكراميّة أرسلوا إلى محمّود سبكتكين صاحب خراسان يقولون له: إن هذا الذي يؤلب علينا أعظم بدعة وكفرًا عندك منّا، فسله عن محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب، هل هو رسول الله اليوم أم لا؟ فعظم على محمود الأمر، وقال: إن صح هذا عنه لأقتلنه. ثم طلبه وسأله، فقال: كان رسول الله، وأما

2842 - أبو جعفر الطوسي

اليوم فلا. فأمر بقتله، فشُفع إليه وقيل: هو رجل له سن. فأمر بقتله بالسُّم. فسُقي السُّم. وقد دعا ابن حزم للسلطان إذ وفق لقتله ابن فورك، لكونه قال: إن رسول الله كان رسولًا في حياته فقط، وإن روحه قد بطل وتلاشي، وليس هو في الجنّة عند الله تعالى؛ يعني روحه. وفي الجملة: ابن فورك خيرٌ من ابن حزم وأجلّ وأحسن نِحلة" أ. هـ. • قلت: "وقد ذكر فتنة ابن فورك مفصلة السبكي في طبقاته (4/ 130)، والمعروف عن السبكي تحامله علي أهل الكتاب والسنة، ومنهم شيخه الذهبي وغيره ويتضح ذلك جليًا في هذه الترجمة وغيرها وما ذاك إلّا لأشعرية السبكي ودفاعه عن معتقده هذا وعلي من حمل هذا المعتقد مثل ابن فورك وغيره. • قال صاحب كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "أما الأشاعرة فإنّ مصدر التلقّي عندهم هو العقل -عقلهم القاصر- وهم يقدمونه علي النقل عند التعارض. وإليك أمثلة على ذلك من أقوال أئمتهم: 1 - فمنهم ابن فورك: الذي ألف كتابه "مشكل الحديث وبيانه" بقصد تأويل أكثر أحاديث الصفات، لزعمه أنها تُعارض العقول، فشحن مقدّمة كتابه وخاتمته بما يبرّر له -في زعمه- عرض نصوص الصفات علي العقول، واختيار الموافق لها، وتأويل المخالف، ولو كان في ذلك تحريفًا للنصّ، وصرفًا للفظ عن معناه الراجح بدون قرينة. ومن قرأ هذا الكتاب اتضح له وقوع ابن فورك في تحريف المعني بسبب توهمه حصول التعارض بين العقل والنقل؛ فنجده يذكر هذه العبارة عند جميع نصوص الصفات التي أوردها في كتابه: "ذكر خبر ممّا يقتضي التأويل، ويوهم ظاهره التشبيه"، ثم يؤوّل ذلك الخبر؛ فيقول: "بيان تأويل ذلك"، زاعمًا أن نصوص الصفات ظاهرها التشبيه وما لا يليق بالله تعالى" أ. هـ. وفاته: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. 2842 - أبو جعفر الطوسي * المفسر: محمّد بن الحسن بن حسين بن علي، أبو جعفر الطوسي. ولد: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: المفيد رأس الإمامية، وهلال الحفّار وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو علي الحسن وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ الشيعة، وصاحب التصانيف ... ¬

_ * الكني والألقاب للقمي (1/ 219)، أصول مذهب الشيعة (1/ 289)، المنتظم (16/ 110)، الكامل (10/ 58)، تاريخ الإسلام (وفيات 460) ط. تدمري، السير (18/ 334)، الوافي (2/ 349)، البداية والنهاية (12/ 104)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 126)، النجوم (5/ 82)، لسان الميزان (5/ 140)، طبقات المفسرين للسيوطي (80)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 130)، أعيان الشيعة (44/ 33)، روضات الجنات (6/ 216)، طبقات أعيان الشيعة (النابس في القرن الخامس 161)، الأعلام (6/ 84)، معجم المؤلفين (3/ 225).

قدم بغداد وتفقه أولًا للشافعي، ثم أخذ الكلام وأصول القوم عن الشيخ المفيد رأس الإمامية، ولزمه وبرع وعمل تفسير، وأملي أحاديث ونوادر في مجلدين عامتها من شيخه المفيد". ثم قال: "وأعرض عنه الحفاظ لبدعته، وقد أحرقت كتبه عدة نُوّب في رحبة جامع القصر، واستتر لما ظهر عنه، التنقص بالسلف وكان يسكن بالكرخ محلة الرافضة، ثم تحول إلي الكوفة، وأقام بالمشهد يفقههم، وكان يعد في الأذكياء لا الأزكياء" أ. هـ. • الوافي: "شيخ الشيعة وعالمهم، قدم بغداد وتعيّن وتفقه للشافعي ولزم الشيخ المفيد فتحول رافضيًا" أ. هـ. قلت: وقد تكلم أصحاب كتب تراجم الشيعة كالعاملي والخوانساري وغيرهما عنه بإسهاب، وما هو عليه من التشيع والإمامية فيه، ما يكفي لمعرفة معتقده المنحرف. • قلت: تكلم صاحب كتاب أصول مذهب الشيعة عن الطوسي ورأيه في مسألة تحريف القرآن فقال: "أما شيخهم الطوسي (ت 450 هـ) فقال قال: "وأما الكلام في زيادته ونقصانه مما لا يليق به أيضًا، لأن الزيادة فيه مجمع علي بطلانها، والنقصان منه فالظاهر أيضًا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، ورويت روايات كثيرة من جهة العامة والخاصة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلي موضع ولكن طريقها الآحاد التي لا توجب علمًا، فالأولي الإعراض عنها، وترك التشاغل بها لأنها يمكن تأويلها، ولو صحت لما كان ذلك طعنًا علي ما هو موجود بين الدفتين، فإن ذلك معلوم صحته لا يعترضه أحد من الأمة ولا يدفعه، ورواياتنا متناصرة بالحث علي قراءته والتمسك بما فيه ورد ما يرد من اختلاف ولم يتلفت إليه، وقد وردت عن النبي صلي الله عليه وآله رواية لا يدفعها أحد أنه قال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر، لأنه لا يجوز أن يأمر الأمة بالتمسك بما لا تقدر علي التمسك به، كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت، وإذا كان الموجود بيننا مجمعًا علي صحته فينبغي أن نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه". هذا كلام شيخهم الطوسي صاحب كتابين من كتبهم المعتمدة في الحديث عندهم، وكتابين من كتبهم المعتمدة في الرجال فهل هذا الإنكار تقية .. ؟ أقول: إن مسألة التقية من أماراتها التناقض والاختلاف، ولكن التناقض صار قاعدة مطردة في رواياتهم، بل وجد مثل ذلك في إجماعاتهم، كما وجد في كلام شيوخهم، وأصبح معرفة حقيقة المذهب ليست متيسرة حتى علي شيوخهم الذين لا يجدون دليلًا علي التمييز بين ما هو تقية وما هو حقيقة إلا بالإستناد إلي أصل وضعه زنديق ملحد وهو قولهم: "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم" يعني أهل السنة، فأوشك أن ينتهي بهم هذا المذهب إلي مفارقة الدين رأسًا. وعليه فإن قضية الإختلاف هي ظاهرة طبيعية لكل دين ليس من شرع الله {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ

غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}: فهو حينما ينقل رواياتهم في كتبه فمن الطبيعي وجود مثل هذا الإختلاف، وبالتالي فإنه لا يدين الرجل إدانة أكيدة بعد إنكاره ولا سيما أن العبرة بالنسبة لبيان مذهبه بما رأي لا بما روي. لقد لوحظ أن الطوسي هذا نقل في تهذيبه لرجال الكشي بعض روايات هذه الأسطورة كنقله للرواية التي تقول: "لا تأخدن معالم دينك من غير شيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذي خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم، إنهم أؤتمنوا علي كتاب الله جل وعلا فحرّفوه وبدّلوه .. ". كما أنه قد نقل بعض أخبار هذه الأسطورة علي أنها قراءة في تفسير التبيان (¬1). ولكن يري أن كل هذه الروايات من قبيل روايات الآحاد التي لا يعتمد عليها -كما ذكره في إنكاره- ولا تدفع ما تضافر من رواياتهم التي توجب العمل بالقرآن والرجوع إليه عند التنازع. أما صاحب فصل الخطاب فقد اختلفت أقواله في توجيه هذا الإنكار الذي يقلقه لمخالفته لمذهبه فهو مرة يري أن هذا القول لا يمثل إلا رأي الطوسي وفئة قليلة من الشيعة معه يقول: " .. إنه ليس فيه حكاية إجماع عليه بل قوله: نصره المرتضي صريح في عدمه، بل في قلة الذاهبين إليه"، ثم يرجع ويقول: بان هذا القول منه تقية، لأن هذا الإنكار جاء في تفسير التبيان "ولا يخفي علي المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه علي نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين" ويعلل ذلك باستناده لأقوال أئمة أهل السنة في التفسير، ولا يكاد يجزم بهذا الحكم كما يشعر به قوله" وهو -أي نقل الطوسي لأقوال أئمة أهل السنة- بمكان من الغرابة لو لم يكن علي وجه المماشاة فمن المحتمل أن يكون هذا القول -يعني إنكار التحريف- منه (من الطوسي) فيه (في تفسير البيان) علي نحو ذلك (أي من المدارة والتقية). ومن ثم يتجه وجهة أخرى ويشير إلي أن في كلام الطوسي تناقضًا يشعر أنه تقية فقال: "إن أخباره بأن ما دل علي النقصان روايات كثيرة يناقض قوله لكن طريقه الآحاد إلا أن يحمل علي ما ذكرنا" أي من التقية. ثم يعرض عن هذا كله ويقول إن الطوسي "معذور (في إنكاره) لقلة تتبعه الناشيء من قلة تلك الكتب عنده". هذا جانب من حيرة الطبرسي في أمر الطوسي وغيره من المنكرين لهذه الفرية، فإذا كان هذا أمر شيوخهم لا يكادون يقفون علي حقيقة مذهب ¬

_ (¬1) كما في تفسيره لقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالمِينَ} قال وفي قراءة أهل البيت {وآل محمّد علي العالمين} وهذا تلطف في التعبير، أو محاولة للتغيير في أساطيرهم التي تنص أن هذه ليست قراءة وإنما هي من باب التحريف بفعل الصحابة كما يفترون (وسيأتي ذكر نصوصها بعد قليل في مناقشة الطبرسي). وهذا التغيير قد يكون الهدف منه التستر علي الفضيحة، أو محاولة لإنتشال طائفة من قومه من تلك الوهدة التي تردوا فيها بفعل تلك الأساطير وربما يكون ما عند الطوسي هو الأصل والزيادات التي تصرح بالتحريف هو من جعل شيوخ الدولة الصفوية. لكن يرد علي ذلك أن تلك الروايات موجودة في كتب معاصرة للطوسي أو أقدم كتفسير القمي والعياشي وفرات، إلا إذا قلنا إن الشيعة يغيرون في كتب قدمائهم كما فعلوا في كتاب سليم بن قيس.

2843 - ابن غلام الفرس

أئمتهم وشيوخهم القدامي بسبب أمر التقية فنحن أعذر في عدم الوصول إلي نتيجة جازمة يقينية. والطوسي كما يلاحظ في إنكاره قد دس في الشهد سمًا، وتناقض في حكاية مذهبه كما لا يخفي "أ. هـ. وفاته: سنة (459 هـ)، وقيل: (460 هـ) تسع وخمسين وقيل: ستين وأربعمائة. 2843 - ابن غلام الفرس * المقرئ: محمّد بن الحسن بن محمّد بن سعيد يعرف بابن غلام الفرس، أبو عبد الله. والفرس لقب موسى الرديّ، من تجّار دانية. ولد: سنة (472 هـ) اثنتين وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو داود سليمان بن نجاح، وأبو الحسن بن الدش، وأبي الحسن بن البيّار وغيرهم. من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو العباس الأقليشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "فقيه مقرئ مجود ضابط متقن ... وكان زاهدًا ورعًا مقدّمًا في الإقراء والضبط والإتقان ... " أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان إمامًا صاحب فاضلًا ضبط وإتقان، مشاركًا في علوم جمة يتحقق منها بعلم القراءات والأدب حسن الخط ... " أ. هـ. • معرفة القراء: "كان ذا حظ من علم الحديث ومعرفة رجاله ... " أ. هـ. • المقفي: "كان السُّماع يرحلون إليه للسماع منه والقراءة عليه لعلو روايته واشتهار عدالته مع الحظ الوافر من الحديث وحفظ أسماء رجاله .. " أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام العالم المتفنن الجليل القدر خاتمة المقرئين والمحدثين" أ. هـ. وفاته: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. 2844 - ابن صاحب الصلاة * المقرئ: محمّد بن حسن بن محمّد بن عبد الله وقيل يوسف بن خلف الأنصاري يكني أبا عبد الله ويعرف بابن الحاج وابن صاحب الصلاة. من مشايخه: أبو الحجاج بن الشيخ، وأبو الحجاج بن كوثر، وأبو خالد بن يزيد بن رفاعة وغيرهم. من تلامذته: ابن حوط الله، وأبو القاسم الملّاحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان مقرئًا صدرًا من أئمة التجويد محدّثًا، متقنًا ضابطًا، نبيل الخط والتقييد، مصنف ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 97)، معجم أصحاب الصدفي (166)، تكلمة الصلة لابن الأبار (2/ 475)، إنباه الرواة (3/ 105)، العبر (4/ 126)، معرفة القراء (1/ 505)، السير (20/ 185)، تاريخ الإسلام (وفيات 547) ط. تدمري، المقفي (5/ 562)، النجوم (5/ 303)، غاية النهاية (2/ 121)، الشذرات (6/ 238)، شجرة النور (142). * تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. تدمري، المقفي (5/ 563)، الديباج المذهب (2/ 284).

2845 - الفاسي

في الحديث ... " أ. هـ. وفاته: سنة (609 هـ) تسع وستمائة، استشهد بوقعة العقاب في صفر. وهي الوقعة المشهورة بين المسلمين والنصاري الإسبان، وكانت في منتصف شهر صفر واستشهد فيها جماعة كبيرة من العلماء المجاهدين. 2845 - الفاسِي * النحوي، المقرئ: محمّد بن حسن محمّد بن يوسف الفاسي، أبو عبد الله جمال الدين المغربي. ولد: بعد سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مشايخه: ابن عيسي، وأصحاب الشاطبي، وأبو القسم عبد الواحد ابن سعيد الشافعي وغيرهم. من تلامذته: بدر الدين الباذقي، وبهاء الدين بن النحاس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "كان رأسًا في القراءات والنحو، ديّنًا صيّنًا، وقورًا مثبتًا، مليح الخط" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان إمامًا متفننًا ذكيًّا متقنًا، واسع العلم، كثير المحفوظ بصيرًا بالقراءات وعللها مشهورها وشاذها، خبيرًا باللغة، مليح الكتابة وافر الفضائل، موطأ الأكناف، متين الديانة، ثقة حجة، انتهت إليه رياسة الاقراء ببلد حلب" أ. هـ. • الوافي: "روي القراءات والعربية والحديث وتفقه بحلب علي مذهب أبي حنيفة وكان يتكلم علي مذهب الأشعري" أ. هـ. • الجواهر المضيئة: "كان مليح الخط علي طريقة المغاربة، كثير الفضائل، وافر الديانة، فاضلًا في الفقه" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كبير أستاذ كامل علامة ... وتقدم في علم الكلام" أ. هـ. • المقفي: "كان كثير الفضائل وافر الديانة، ثقة، حجة فيما ينقله". ثم قال: في المقفي: "مرّ في بعض قري مصر وبها طائفة يمتحنون الشخص، وكل من لم يقل إن الله كلّم موسى بحرف وصوت آذوه وضربوه، قال: فأتاني جماعة فقالوا: يا فقيه إيش تقول في الحرف والصوت؟ فألهمت أن قلت: كلّم الله موسى بحرف وصوت علي طور سينا. قال: فأكرموني وبكرت بالغدوة خوفًا من أن يشعروا بي في جعل موسى الفاعل. قال: والذي أعتقده هو أن الله كلّم موسى تكليمًا: سمع موسى كلام الله حقيقة بإذنه وما عدا هذا، لا أخوض فيه، ولا أكفر من خاض فيه من الطرفين" أ. هـ. وفاته: سنة (656 هـ) ست وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "شرح الشاطبية" في غاية الجودة وله غير ذلك. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 668)، السير (23/ 361)، تذكرة الحفاظ (4/ 1438)، العبر (5/ 235)، الوافي (2/ 354)، البداية والنهاية (13/ 230)، الجواهر المضيئة (3/ 130)، غاية النهاية (2/ 122)، المقفى (5/ 565)، النجوم (7/ 69)، الشذرات (7/ 490)، الأعلام (6/ 86)، معجم المؤلفين (3/ 236).

2846 - ابن المؤذن

2846 - ابن المؤذن * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن شداد بن طفيل، أبو عبد الله المرادي ويعرف بابن المؤذن. من مشايخه: خاله أبو عبد الله بن سورة، وأبو محمد القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان صاحب قدم في العربية إمامًا في اللغة والأخبار، شاعرًا مجيدًا حافظًا للتفسير كاتبًا، بقية من بقايا أهل الأدب ذا نباهة وصدق ومروءة وكرم وطيب نفس، وحسن عشرة، وسرعة إدراك مع الدين المتين والتواضع والوقار" أ. هـ. وفاته: سنة (669 هـ) تسع وستين وستمائة. 2847 - القَلعي * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن علي بن ميمون التميمي القلعي أبو عبد الله. من مشايخه: أبو الحسن الحرالي، والفقيه أبو الحسن بن أبي نصر وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس الغبريني وغيره. كلام العلماء فيه: • عنوان الدارية: "وهو شيخي الفقيه، الأستاذ النحوي اللغوي، المحصل التاريخي من قلعة حمّاد ... وكان قويًّا في علم التصريف ومحبًا في التعليل وكان جاريًا فيه علي سنن أبي الفتح بن جني. وكان يسلك في شعره علي طريق حبيب بن أوس، وكان صاحبه أبو عبد الله الجزائري يسلك في شعره سلوك المتنبي وشهرته بالأديب سماه بذلك الشيخ أبو الحسن الحرالي، وله تواشيح حسنة جدًّا" أ. هـ. • الأعلام: "نحوي، عارف بالأدب، له نظم جيد" أ. هـ. من أقواله: قال صاحب الدراية: سمعته يقول أنه رأي رب العزة جل جلاله في المنام، فقال له يا محمّد قد غفرت لك، فقال يارب بماذا؟ قال: بكثرة دموعك. ومن شعره: إليك رسول الله أرفع حاجتي ... فأنت شفيع الخلق والخلق هُيَّم فقد سارت الركبان واغتنموا المنى ... وإني من دون الخلائق محرومُ فيا سامع الشكوي أقلني عثرتي ... فإنك يا مولاي تعفو وترحم الخُبر أصدق في المرأي من الخبر ... فمهدَ العذر ليس العين كالأثرِ وأعمل لأخري لا تبخل بمكرمة ... فكل شيء علي حدّ إلي قدر أودي بدار فأودي بابن ذي يزن ... وقلّ غرب هرقل إنه لحر ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 86). * عنوان الدارية (67)، معجم أعلام الجزائر (148)، تاريخ الجزائر العام (2/ 64)، الأعلام (6/ 86)، معجم المؤلفين (3/ 228).

2848 - أبو بكر الصمعي

ولم يفد سبأ مال ولا ولد ... وفرقته يد التشتيت في الأثر ولتفتكر في ملوك العرب من يمن ... ولتعتبر بملوك الصين من مضرِ أفناهم الدهر أولاهم وآخرهم ... لم يبق منهم سوى الأسماء والسيرِ وفاته: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "الموضح في علم النحو"، و "حدق العيون في تنقيح القانون"، و "نشر الخفي في مشكلات أبي علي" وهو علي الإيضاح. 2848 - أبو بكر الصَّمّعي * النحوي: محمّد بن الحسن الصَّمّعي، أبو بكر الحنفي. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الجَنَدي في تاريخ اليمن: كان فقيهًا فاضلًا، عارفًا غلب عليه فن النحو، ... درّس في المنصورية وله عبارات في النجوم مرضية" أ. هـ. • العقود اللؤلؤية: "الفقيه الإمام البارع ... كان فقيهًا فاضلًا عارفًا متفننًا وغلب عليه فن النحو ... وله عبارات مرضية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه نحوي عروضي" أ. هـ. وفاته: سنة (676 هـ) وقيل: (677 هـ) ست وقيل: سبع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "الغاية والمثال" في العروض، وهو جليل مفيد. 2849 - ابن حَبيش * النحوي: محمّد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن يونس بن يحيى بن غالب بن حبيش، اللخمي المُرسي. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: سهل بن مالك، والشاطبي وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس أحمد بن موسى الأشعري المالقي المعروف بابن السكّان، وابن رُشَيد الفهري السبتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "شاعر تونسي، برع في النظم والنثر وكان من النحاة ... جمع له أبو العباس الأشعري (فهرسة) وعرضها عليه، فكتب في أولها بعد المقدمة: وإن هذا المجموع ليروق ويعجب، ولكنه جمع لمن لا يستوجب ... " أ. هـ. وفاته: سنة (679 هـ) تسع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "العرابة المرضية في تخميس القصيدة النحوية" وهي منفرجة ابن النحوي التوزري، و "سقيا السحابة في عليا المصطفي والصحابة". ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 91)، معجم المؤلفين (3/ 221)، العقود اللؤلؤية (1/ 177)، هدية العارفين (2/ 132). * نفح الطيب (5/ 12)، أورد له شعر فقط، بغية الوعاة (1/ 92)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 91)، الأعلام (6/ 86) , معجم المؤلفين (3/ 242)، فهرس الفهارس (1/ 265).

2850 - الرضي الإستراباذي

2850 - الرَّضي الإستراباذي * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن الرضي الإستراباذي، نجم الدين. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "شرح (الكافية) لابن حاجب، الذي لم يؤلف عليها، بل ولا في غالب كتب النحو مثلها، جمعًا، وتحقيقًا وحسن تعليل، وقد أكبَّ الناس عليه ... وله فيه أمحاث كثيرة مع النحاة، واختيارات جمة، ومذهب ينفرد بها، ولقبه نجم الأئمة ولم أقف علي اسمه ولا علي شيء من ترجمته ... وأخبرني صاحبنا المؤرخ شمس الدين ابن عزم بمكة أن وفاته سنة (84) أو (86) -الشك مني- وله شرح علي (الشافية") أ. هـ. • مفتاح السعادة: "وللشريف الجرجاني (تعليقات) و (حواشي) علي هذا الشرح، رأيناها واستفدنا منها، ويروي أن نجم الأئمة رضي الدين، كان علي مذهب الرفض، ويحكي عنه: أنه كان يقول: العدل في عمر ليس بتحقيقي موضع قوله، العدل في عمر تقديري نعوذ بالله من الغلو في البدعة والعصبية في الباطل" أ. هـ. • أمل الآمل: "كان فاضلًا عالمًا محققًا مدققًا" أ. هـ. وفاته: سنة (686 هـ)، وقيل: (684 هـ) ست وثمانين، وقيل: أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الوافي في شرح الكافية" لابن الحاجب في النحو، و"شرح مقدمة ابن الحاجب" وهي المسماة بالشافية في علم الصرف، وغير ذلك. 2851 - الإربلي * المقرئ: محمّد بن حسن بن عبد الله الإربلي الضرير، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو الفتح نصر بن سليمان المنجي, والنجيب أبو الفرج عبد اللطيف الحراني وغيرهما. من تلامذته: الحافظ قطب الدين عبد الكريم وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة الفراء: "جلست معه -أي الذهبي- فوجدته عارفًا بالفن محققًا للتجويد والأداء" أ. هـ. • المقفي: "كان يتلو كتاب الله حق تلاوته بالإتقان والتجويد والوقف وحسن التلفظ" أ. هـ. وفاته: سنة (700 هـ) سبعمائة. 2852 - ابن الصَّائغ * النحوي، اللغوي: محمّد بن حسن بن سباع ابن ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 567)، الشذرات (7/ 691)، مفتاح السعادة (1/ 142) و (1/ 183)، أمل الآمل (2/ 255)، كشف الظنون (2/ 1370)، هدية العارفين (2/ 134)، أعيان الشيعة (24/ 12)، معجم المطبوعات لسركيس (940)، الأعلام (6/ 86)، معجم المؤلفين (3/ 213). * معرفة القراء (2/ 728)، معجم شيوخ الذهبي (490)، غاية النهاية (2/ 127)، المقفي (5/ 545). * فوات الوفيات (3/ 326)، البداية والنهاية (14/ 101)، الوافي (2/ 361)، الدرر الكامنة (4/ 40)، المقفي الكبير (5/ 539)، النجوم (9/ 248)، تاج التراجم (212)، بغية الوعاة (1/ 84)، الشذرات (8/ 98)، هدية العارفين (2/ 145)، أعلام الفكر في دمشق (312)، الأعلام (6/ 87)، معجم المؤلفين (3/ 220).

2853 - المالقي

أبي بكر الجذامي، أبو عبد الله شمس الدين المعروف بابن الصائغ. ولد: سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. كلام العلماء فيه: • فوات الوفيات: "أقام بالصاغة زمانًا يقرئ الناس العربية والعروض والأدب. وكان يألف بقطب الدين ابن شيخ السلامية" أ. هـ. • البغية: "قال التقي السبكي في معجمه: كان شيخًا فاضلًا، له معرفة بالنحو واللغة" أ. هـ. • الشذرات: "كان نحويًّا، لغويًّا، أديبًا، بارعًا ذا نظم ونثر وتصانيف" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "مارس مهنة صياغة الذهب وبيعه في حانوت له بمحلة الصاغة، وفيه كان يقرأ الناس أدبه وأشعاره وأشعار المتنبي والمقامات، ويظهر معرفته بعلوم العروض والبديع واللغة والنحو، عرف بحسن الأخلاق والمعاشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (720 هـ)، وقيل: (5722) عشرين وقيل: اثنتين وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "المقامة الشهابية"، و"شرح ملحة الإعسراب"، و"شرح مقصورة ابن دريد"، و"الرامز في اللغة العربية" وغير ذلك. 2853 - المَالِقي * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسن بن محمد المالقي المالكي. كلام العلماء فيه: • الوفيات: "برع في العربية وتصَّدَّر بالجامع الأموي ودَرَّس ... وانتفع به ... وحَصَل للطلبة به نفع كبير" أ. هـ. • الوجيز: "كان حسن التعليم متواضعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (771 هـ) إحدي وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح التسهيل"، وشرع في شرح "المختصر الفقهي" وله غير ذلك. 2854 - الواسطي * المفسر: محمّد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الواسطي، أبو عبد الله، شمس الدين. ولد: سنة (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان بارعًا في الفقه والأصول" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن حجي: كان منجمعًا عن ¬

_ * الوفيات لابن رافع (2/ 361)، ذيل العبر للعراقي (2/ 302)، الدرر الكامنة (4/ 45)، السلوك (3/ 1 / 188)، بدائع الزهور (1/ 2 / 99)، بغية الوعاة (1/ 87)، الوجيز (1/ 178)، كشف الظنون (2/ 1625)، هدية العارفين (2/ 165)، الأعلام (6/ 87)، معجم المؤلفين (3/ 236). * الدرر الكامنة (4/ 41)، إنباء الغمر (128)، الدارمي (1/ 328)، الشذرات (8/ 421)، هدية العارفين (2/ 168)، الأعلام (6/ 87)، معجم المؤلفين (3/ 223).

2855 - الأسيوطي

الناس وعن الفقهاء خصوصًا" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، عالم بأصول الفقه من شيوخ الشافعية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، مفسر، متكلم، أخباري" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "مجمع الأخبار في مناقب الأخيار"، و"تفسير" كبير، و "شرح مختصر ابن الحاجب" وغيرها. 2855 - الأسْيُوطِي * اللغوي: محمّد بن الحسن الأسيوطي، شمس الدين. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان يعلّم بالأجرة وله في ذلك وقائع عجيبة تنبيء عن دناءة شديدة وشح مفرط" أ. هـ. وفاته: سنة (808 هـ) ثمان وثمانمائة. 2856 - الجَنَوي * النحوي، المفسر: محمّد بن الحسن الجنوي الحسني التطاوني، أبو عبد الله. ولد: سنة (1135 هـ) خمس وثلاثين ومائة وألف. من مشايخه: قاضي الحرم الشريف المجذوب بن عبد الحميد الحسني، والشيخ أحمد الورزازي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ الرهوني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه مغربي، له مع معرفة بالتفسير" أ. هـ. • شجرة النور: "الشيخ الإمام العلامة المحقق المتفنن الفهامة العارف بالله الأمين المعروف بالصلاح والدين المتين" أ. هـ. • أعلام مراكش: "ولقد رأيت يسئل عن المسائل فيكل الجواب إليه فيجيب علي البديهة أحسن جواب. ولقد قدم تومرة تطوان وأنا بها فحضرت معه ليلة في دار بعض شيوخنا ومعه شيخنا وجاعة من الفقهاء فقال توسالني بعض الناس وأنا راجع من المشرق عن آية كذا سماها إذ ذاك ونسيتها الآن فلم أدر ما أقول له فهل علي بالكم فيها شيء فأجابه شيخنا علي البديهة قال له فيها: ثلاثة أقوال للمفسرين المشهور منها كذا كما في ابن جزي فطلب ابن جزي فأحضر في الحين فنظروه فوجدوا الأمر كما قال وهكذا كان دأبه رضي الله عنه علمه معه أين ما كان وكان في تدريسه لا يقتصر علي شرح معين بل يطالع ما أمكنه من الشروح والحواشي ويراجع المسائل في أصولها ويعارض بين النقول ويبين المردود منها والمقبول هكذا كان دأبه في التفسير والحديث والكلام والفقه والأصول والنحو والبيان والمنطق والتصوف موصوفًا بالتحقيق والإتقان عند الخاص والعام مرجوعًا إليه في المعضلات العظام مقدمًا في كل فن وخصوصًا في ¬

_ * إنباه الغمر (5/ 340)، بغية الرعاة (1/ 91) , الشذرات (9/ 117). * أعلام مراكش (5/ 93)، شجرة النور (375)، الأعلام (6/ 92).

2857 - الشطي الحنبلي

النوازل والأحكام لا يكاد يخالف فتواه أحد من القضاة والحكام مع مروءة تامة ودين متين وخوف من الله عظيم وورع جسيم لا يخالف فعله قوله في شدة ولارخاء ولا يختلف في صلاحه ومعرفته اثنان من الصلحاء ولقد سمعت العلامة قاضي الحضرة الإدريسية في وقته أبا محمّد سيدي عبد القادر بو خريص رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه يقول أو بلغني عنه ممن سمعه من الثقات كان يمثل للمبرز في الصدر الأول بسيدنا عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك بأبي محمّد صالح ويمثل له اليوم بسيدي محمّد بن الحسن الجنوي وكلامه هذا موافق في المعني لقول جس فيه أنه وحيد زمانه وفريد عصره وأوانه علمًا وعملًا ويأتي كلامه بتمامه وكان يخفي صلاحه كثيرًا ومما كاشفنا به مرة وهو ملازم بوازان وكان الأسئلة والرسوم ترد عليه كثيرًا وكنت أنا خديمه ومتولي أمره بإذنه أنه قال لي أصحابنا الذين كانوا معنا إما أن نأخذ الأجرة من أرباب الرسوم وأما أن تتركنا نتولي أمرها وكان رضي الله عنه لا يأخذ علي ذلك أجرًا فقلت لهم أنا لا آخذ من أحد شيئًا، وإن أردتم أن تتولوا ذلك بأنفسكم فافعلوا ونحن في مكاننا ليس معنا أحد ولم يطلع علي ذلك إلا الله تعالى فلما اجتمعنا معه رضي الله عنه علي الطعام قال لنا من غير نقدم كلام أني حين كنت ملازمًا هنا قبل هذا كان رجلًا يدخل لي الرسوم من عند الناس ويخرجها لهم وكنت أحبه ظنًّا مني أنه كان يفعل ذلك لوجه الله تعالى حتى علمت بعد أنه كان يفعل ذلك ليأخذ منهم الدراهم فسقط من عيني وتركته فخجل أصحابنا خجلًا شديدًا وعلمنا أن ذلك مكاشفة لا شك فيها وقد حدثني بعض رفقائنا في الطلب وأحبائنا من خيار تلامذته الثقات وأعلمهم أنه كان يومًا بالمسجد فجاءه بعض الناس وجعل يتكلم معه علي علي علم الكيمياء ويظهر له أنه عارف وطلب منه أن يهيئ له من الدراهم ما يتوصل به إلي فعله إياها فإذا به رضي الله عنه قد دخل المسجد في وقت لم يكن يأتي إليه فيه فصلي ركعتين إلي سارية قريبة منهما ثم قال لتلميذه المذكور إن فلانًا كان اشتغل بعلم الكيمياء فلم يحصل منها علي طائل ثم أخذ نعليه وخرج من المسجد في حينه وتركه فلم يشك أنها مكاشفة وكان ذا سخاء عظيم مضيافًا محبًا للمساكين محسنًا إليهم" أ. هـ. وفاته: سنة (1200 هـ)، وقيل: (1220 هـ) مائتين، وقيل: عشرين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية علي تفسير البيضاوي"، و "حاشية علي مختصر خليل" فقه، و"حاشية علي شرح ميارة للتحفة". 2857 - الشطي الحنبلي * النحوي: محمّد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي الحنبلي الدمشقي. ولد: سنة (1248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، ومصطفي التلي وغيرهما. ¬

_ * حلية البشر- المستدرك بقلم المحقق (3/ 1623)، منتخبات التواريخ لدمشق (767)، أعيان دمشق في القرن الثالث عشر (343)، معجم المطبوعات لسركيس (1126)، الأعلام (6/ 93)، معجم المؤلفين (3/ 228).

2858 - الحجوي

كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "العالم الفاضل الفقيه الفرضي الحيسوبي الهمام، كان من أعيان العلماء سخيًّا ودودًا حسن العشرة لازم دروس والده توحيدًا وفقهًا وفرائضًا وحسابًا ونحوًا وصرفًا وغير ذلك. وكان يميل إلي إحياء المذاهب المندرسة ونشرها، وله اطلاع واسع علي أقوال المجتهدين، وطلب منه العلامة محمود أفندي الحمزاوي مفتي دمشق جمع مسائل الإمام داود الظاهري فجمع رسالة في ذلك قدمها إليه في أيام يسيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له مؤلفات كثيرة منها: شجرة في النحو علي طريقة الإظهار. 2858 - الحَجَوي * المفسر: محمّد بن الحسن بن العربي بن محمّد بن أبي يعزى بن عبد السلام بن الحسن الحَجَوي الثعالبي (¬1) الزينبي (¬2). ولد: سنة (1291 هـ) إحدي وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: والده الحسن بن العربي الحجوي وغيره. كلام العلماء فيه: • قلت: من مقدمة كتابه الفكر السامي نذكر عقيدته ومذهبه ما نصه: "عقيدته، ومذهبه الفقهي: يقول عن عقيدته رحمه الله: أما عقيدتي فسنية سلفية، أعتقد عن دليل قرآني برهاني ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الراشدون". ويقول في مذهبه الفقهي: "إنه مالكي المذهب ما قام دليل". ويتبين من كلامه في ترجمة: شيخ الإسلام ابن تيمية .. وفي ترجمة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب، رحمهما الله، ميله إلي أفكارهما، ومنهجهما السلفي في العقيدة، ثم إن تحليله لمواقف خصوم الشيخ محمّد عبد الوهاب رحمه الله من دعوته جيدة، وتدل على بصيرة بتاريخها. قلت: وقد ذكر ترجمته في كتابه (الفكر السامي) (2/ 376). وبعد النظر في كتابه هذا "الفكر السامي" ومراجعة ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمّد بن عبد الوهاب نجده فعلًا قد انتهج منهج السلف وأن دفاعه عليهم يؤيد عقيدته السلفية حيث قال خلال ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 363) بعد ذكر ما أنكروا عليه بعض العلماء المسلمين كالسبكي وفئته، والسيد النبهاني في العصر الحاضر حول زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والتوسل بالميت ولو كان نبيًّا، وقوله في الطلاق ثلاثًا وغيرها حيث قال بعد ذلك: "وانظر كتابنا (برهان الحق) فقد ألممنا بكثير من هذه المسائل، وبينا أدلته وأدلة خصومه، ووجه الصواب في ذلك. ومنها ما هو الانتصار له، وتضليل من ¬

_ * الفكر السامي -الطبعة الأولى (1396 هـ) - المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، معجم المؤلفين (3/ 216). (1) نسبة إلى الثعالبة قبيلة مشهورة به من عرب معقل بالجزائر. (2) نسبة إلى زينب بنت علي بن أبي طالب وفاطمة البتول.

2859 - الأعمي اليماني

ضلله وهي كثيرة، ومن أحسنها (الصارم المنكي) لابن عبد الهادي المقدسي، و (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين) لنعمان خير الدين الآلوسي البغدادي، وهو من أحسن ما ألف". ثم قال في ابن تيمية: "وقد ظهرت فضائله بظهور تآليفه، وتبين بها توهين كثير مما نسب إليه، وأنه ما كان إلا لحدة لسانه في الرد علي خصومه". ثم قال بعد ذكر منهج شيخ الإسلام ومبادئه التي عمد إليها في فهم حقيقة الدين الإسلامي: "فتواليفه ومبادئه هي الأصول التي يرجعون إليها أي السلفية كما ذكرها المؤلف". وقال: "وهذا ما وإن عليه السلف الصالح رضي الله عنهم" أ. هـ. وقال الشيخ المجدد محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى (2/ 372): "الزعيم الأكبر .. فبرع في علوم الدين واللسان، وفاق الأقران واشتهر هناك بالتقوي وصدق الدين، عقيدته السنة الخالصة علي مذهب السلف بمحض القرآن والسنة لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلها في عقيدته. وقال: فأصبح ابن عبد الوهاب ذا شهرة طبقت العالم الإسلامي وغيره معدودًا من الزعماء المؤسسين للمذاهب الكبري والمغتربين بفكرهم أفكار الأمم ... وعودة إلي مقدمة كتابه "الفكر السامي": قال: "وإنك لتحس بنفس المؤلف وروحه السلفية في عامة كتابه، وأما آراؤه في الفقه، والمذاهب الفقهية، وعلم الخلاف، والاجتهاد والتقليد، وأسلوب تلقي الفقه وتعلمه، وتعليمه، وأسلوب المختصرات والمتون الفقهية، وما ألف من أمهات فقيهة بعد عصر المجتهدين، أي في عصور أهل الترجيح والاختار والتخريج، وفي عصور أهل التقليد، فإنك واجد فيها موضوعات شيقة حافلة ومناقشات، وانتقادات لاذعة، ظهر فيها انصاف المؤلف من جهة، ونزعته الإصلاحية التي تجعله تواقًا إلي إحسان الظن بالسالفين، والاعتراف بالفضل للمتقدمين علي اختلاف مناهجهم" أ. هـ. وفاته: سنة (1376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: إنها بلغت الخمسين منها: "العروة الوثقي"، و "الفكر السامي"، وله تفسير لأوائل سورة النور ذكر أنه طبع بتونس، و"برهان الحق" في العقيدة والرد علي أهل البدع. 2859 - الأعمي اليماني * المفسر: محمّد بن الحواري العماني القري المعروف بالأعمي، أبو الحواري. من مشايخه: أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي وغيره. كلام العلماء فيه: • قال محقق كتاب (الدراية وكنز الغناية) الدكتور وليد عوجان (1/ 6): "لقد كان أبو الحواري زاهدًا فاضلًا ورعًا وكان من العلماء المشهورين الذين يشار إليهم بالبنان ... ". وقال: "يتضح من خلال دراسة الكتب المتخصصة في المذهب الأباضي أن أبا الحواري ¬

_ * الدراية وكنز الغناية في منتهي الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية من تفسير القرآن الكريم- تحقيق الدكتور وليد عوجان- جامعة مؤتة- الأردن (1414 هـ- 1994 م)، تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان (1/ 263).

2860 - أبو عبد الله القيرواني

يعتبر مرجعًا مهمًا في عصره، فرأيه لا يخالف ويرجع إليه في الفتوي، وبيان الحق في ما يحتاجه العلماء والرعية علي السواء. أما الاجتهاد فقد كان الإمام أبي الحواري يرجع إلي ما أثر وما ورد من آراء العلماء السابقين في ذلك، ويحذر دائمًا من الإبتداع والقياس والرأي الذي لا يعتمد علي النص". ثم قال (1/ 7): "والمعروف أن أبا الحواري قد عاش وقض معظم حياته في مدينة نزوي، وكان موته فيها، والمؤسف أن كتب الإباضية لم تذكر لنا تاريخ وفاته، ولكننا من خلال ما بين أيدينا من المصادر والمراجع من أعيان القرن الثالث الهجري، بعد عام (277 هـ) سبع وسبعين ومائتين الإباضية نستطيع القول إن وفاته بعد وفاة شيخه أبي المؤثر) (¬1). ثم قال المحقق (1/ 9): "لا شك أن كتاب (الدراية وكنز الغناية) يمثل رأي مذهب الإباضية مع الاعتراف أن الفروق بين المذهب الفقهي الإباضي والمذاهب الأخرى، وبخاصة مذاهب أهل السنة تكاد تكون شكلية. وكتاب (الدراية وكنز الغناية) ليس جديدًا لا في عنوانه ولافي فحواه ومحتواه. فقد سبقه في ذلك مقاتل بن سليمان في كتاب له أسماه (كتاب تفسير الخمسمائة من القرآن في الأمر والنهي والحلال والحرام" أ. هـ. • قلت: وهذا التفسير هو تفسير للمسائل الفقهية المختلفة فإنه يأخذ اسم باب فقهي ثم يقوم بسرد الآيات المتعلقة بهذه المسألة الفقهية ثم يقوم بتفسيرها حسب المذهب الإباضي. • قلت: قال المحقق الدكتور وليد عوجان في مقدمة التحقيق إنه لم يعثر علي ترجمة للمؤلف لا في كتب السنة ولا في كتب الشيعة فاعتمد علي كتب الإباضية فقط. 2860 - أبو عبد الله القيرواني * المقرئ: محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن النعمان، أبو عبد الله القرشي الفهري، من أهل القيروان. ولد: سنة (327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الفتح أحمد بن عبد العزيز بن موسى الخوارزمي المعروف بابن بدهن، وأحمد بن إبراهيم الجلاء وغيرهما. من تلامذته: أبو عمرو الطلمنكي، وعبد الرحمن بن مروان القنازعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان حسن الصوت، طيب النغمة، جميل الوجه، حسن الشَّارة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مجوّد صالح ... وكان خيِّرًا فاضلًا محمودًا حسن الصوت ذا حفظ للحروف ولعدد الآي ولم يكن يحسن شيئًا من الإعراب ولا غيره وكان ضعيف الكتابة" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ)، وقيل: (378 هـ) ثمان ¬

_ (¬1) توفي أبي المؤثر سنة (277 هـ). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 803)، تاريخ الإسلام (وفيات 378) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 132)، المقفي الكبير (5/ 596).

2861 - أبو عبد الله التنوخي

وستين، وقيل: ثمان وسبعين وثلاثمائة. 2861 - أبو عبد الله التنوخي * النحوي: محمّد بن الحسين بن عمر بن حفص بن موسى بن عبد الرحمن اليمني التنوخي، المصري، أبو عبد الله المغربي. من مشايخه: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن علي النحوي، وأبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، وعلي بن بقا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقفي: "الأديب النحوي. قال المسبحي: له مصنفات أدبية، وحمل عنه الحديث، وكان عنده حديث واحد عن أبي جعفر الطحاوي .. انتهي. والحديث الذي أشار إليه المسبحي: رواه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي فقال: حدَّثنا محمّد بن الحسين بن عمر، أبو عبد الله التنوخي المصري بمصر لفظًا وكان صحيح السماع حسن الأصول قال: سمعتُ بيان عن أبي الرحّال عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما أكرم شابٌ شيخًا لسنّهِ إلا قيض الله تعالى له عند سنّه من يُكرمه") أ. هـ. وفاته: سنة (400 هـ) أربعمائة. من مصنفاته: "أخبار النحويين"، و "مضاهاة أمثال كليلة ودمنة من أشعار العرب". 2862 - الشريف الرِّضي * المفسر: محمّد بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم الموسوي البغدادي الحسيني، أبو الحسن العلوي، الشريف الرضي. ولد: سنة (359 هـ) تسع وخمسين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "نقيب الطالبين ببغداد، كان يلقب بالرضي ذا الحسبين ... وكان من أهل الفضل والأدب والعلم، ذكر لي أحمد بن عمر بن روح عنه أنه تلقي القرآن بعد أن دخل في السن، فجمع حفظه في مدة يسيرة، قال: وصنف كتابًا في معاني القرآن يتعذر وجود مثله، وكان شاعرًا محسنًا" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "ذكر أبو الفتح ابن جني النحوي ... في بعض مجاميعه أن الشريف الرضي المذكور أحضر إلي ابن السيرافي النحوي وهو طفل جدًّا لم يبلغ عمره عشر سنين فلقنه النحو وقعد معه يومًا في حلقته فذاكر بشيء من ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 112)، الوافي (2/ 379)، المقفي (5/ 594)، بغية الوعاة (1/ 93)، كشف الظنون (2/ 1108 و 1712). * معجم المؤلفين (3/ 263)، الأعلام (6/ 99)، تاريخ بغداد (2/ 246)، وفِات الأعيان (4/ 414)، البداية والنهاية (12/ 4)، تذكرة الحفاظ (3/ 289)، الوافي (2/ 374)، الشذرات (5/ 43)، مرآة الجنان (3/ 15)، روضات الجنات (6/ 190)، السير (17/ 285)، كشف الظنون (1/ 472 و 794)، إيضاح المكنون (1/ 430) و (2/ 89)، مصفي المقال (405)، أعيان الشيعة (44/ 173)، العبر (3/ 97)، المنتظم (15/ 114)، هدية العارفين (2/ 60)، معجم مصنفات القرآن الكريم (1/ 164)، الكني والألقاب (2/ 272)، لسان الميزان (5/ 146)، ميزان الاعتدال (6/ 118)، النجوم (3/ 230)، أمل الآمل (2/ 261)، إنباه الرواة (3/ 114).

2863 - السلمي

الإعراب علي عادة التعليم، فقال له إذا قلنا: "رأيت عمرًا فما علاقة النصب في عمر؟ فقال له الرضي: بُغضُ علي، فعجب السيرافي والحاضرون من حدة خاطره" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "شاعر بغداد، رافضي جلد" أ. هـ. • السير: "له نظم في الذروة حتى قيل: هو أشعر الطالبيين ولي النقابة بعد أبيه ... وكان شيعيًا" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان شاعرًا مطبقًا سخيًّا جوادًا، وقال بعضهم: كان الشريف في كثرة أشعاره أشعر قريش". وقال: "وقد نسب إلي الرضي قصيدة يتمني فيها أن يكون عند الحاكم العبيدي، ويذكر فيها أباه ويا ليته عنده، حين يري حاله ومنزلته عنده، وأن الخليفة لما بلغه ذلك أراد أن يسيره إليه ليقضي أربه ويعلم الناس كيف حاله. قال في هذه القصيدة: ألبسُ الذلَّ في بلادِ الأعادي ... وبمصرَ الخليفةُ العلويُّ! وأبوه أبي ومولاه مولا ... يَ إذا ضامني البعيدُ القصيُّ إلى آخرها، فلما سمع الخليفة القادر بأمر هذه القصيدة انزعج وبعث إلي أبيه الموسوي يعاتبه، فأرسل إلي ابنه الرضي فأنكر أن يكون قالها بالمرة، والروافض من شأنهم التزوير. فقال له أبوه: فإذا لم تكن قلتها فقل أبياتًا تذكر فيها أن الحاكم بمصر دعي لا نسب له، فقال: إني أخاف غائلة ذلك، وأصر علي أن لا يقول ما أمره به أبوه، وترددت الرسائل من الخليفة إليهم في ذلك، وهم ينكرون ذلك حتى بعث الشيخ أبا حامد الإسفراييني والقاضي أبا بكر إليهما، فحلف لهما بالإيمان المؤكدة أنه ما قالها والله أعلم بحقيقة الحال" أ. هـ. • لسان الميزان: "كان عالمًا، وشعره أكثر من شعر أخيه محمّد، وشعر محمّد أجود، ويقال: إنه لم يكن للطالبين أشعر منه، وكان مشهورًا بالرفض" أ. هـ. وفاته: سنة (406 هـ)، وقيل (407 هـ) ست، وقيل: سبع وأربعمائة. من مصنفاته: "تلخيص البيان في مجازات القرآن"، و"حقائق التأويل في متشابه التنزيل"، و"خصائص الأئمة" وغيرهما. 2863 - السُّلمي * المفسر: محمّد بن الحسين بسن محمّد بن موسى ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 248)، المنتظم (15/ 150)، البداية والنهاية (12/ 14)، الأعلام (6/ 99)، معجم المؤلفين (3/ 261)، الكامل (9/ 326)، الأنساب (3/ 279)، السير (17/ 247)، العبر (3/ 109)، ميزان الاعتدال (6/ 118)، تذكرة الحفاظ (3/ 1046)، الوافي (2/ 380)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 143)، لسان الميزان (5/ 145)، النجوم (12/ 12)، طبقات الحفاظ (411)، طبقات المفسرين للسيوطي (84)، طبقات المفسرين للداودي: (2/ 142)، كشف الظنون (1/ 42)، الشذرات، هدية العارفين (2/ 61)، تاريخ الإسلام (وفيات 412) ط. تدمري، طبقات الصوفية (ص 48)، تحقيق نور الدين شريبة، الطبعة الثانية (1389 هـ- 1969 م).

الأزدي السلمي النيسابوري، أبو عبد الرحمن، الصوفي. ولد: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو العباس الأصم، وأحمد بن محمّد بن عبدوس، والطرائفي وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو العلاء الواسطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "صنف للصوفية سننًا وتفسيرًا وتاريخًا. قال محمّد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه. قال: وكان يضع الحديث للصوفية صاحب حديث" أ. هـ. قلت: وقد علق السبكي علي هذا القول قائلًا: قول الخطيب فيه هو الصحيح، وأبو عبد الرحمن ثقة، ولا عبر بهذا الكلام فيه. • المنتظم: "كان له عناية بأخبار الصوفية فصنف لهم، تفسيرًا وسننًا وتأريخًا وجمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا، وله بنيسابور دويرة معروفة يسكنها الصوفية وفيها قبره ... " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان شيخ الصوفية وعالمهم بخراسان". وقال: "كان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية". ثم قال: "قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه: أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه وجده. وجمع من الكتب ما لم يُسبق إلي ترتيبه، حتى بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر". وقال: "قلت -أي الذهبي-: وروي عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأمّا هو فإنه صنف في علوم التصوف". وقاال: "قلت -أي الذهبي-: "كان وافر الجلال، له أملاك ورثها من أمه، وورثتها هي من أبيها. وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سمّاه (حقائق التفسير) ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرمطة، فدونك الكتاب فستري العجب، ورُويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "له اليد الطولي في التصوف، والعلم الغزير، والسير علي سنن السلف" أ. هـ. • قلت: ومن كتاب "طبقات الصوفية" وبقلم المحقق، قال: "مدرسة السلمي: لا ريب أن التطور الذي شمل الحياة الإسلامة بعامة، والفكر الإسلامي بخاصة، قد أثر علي التصوف. فهو عنصر منه، يتأثر به جذبًا ودفعًا. ولا ريب كذلك أن كثيرًا "من المتخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة" قد انحرفوا عن الاتجاه الأول الذي اتجه فيه أسلافهم. وقد جهد الحريصون، من شيوخ الصوفية، أن يردوا الناس إلي الطريق السوي أوضح من بذل

2864 - أبو الحسين الفارسي

في ذلك جهدًا، من متصوفة المشرق، هو الجنيد في بغداد. كان مذهب الجنيد، أن يعرض أمره علي الكتاب والسنة، فما وافقهما قبله، وما خالفهما رفضه. وكان له في بغداد مدرسة، تتجه اتجاهه وتسمع لرأيه. والحق أن هذا الاتجاه قد صادف قبولًا عند المسلمين، عامتهم وخاصتهم، فأحبوا الجنيد وعظموه. وفي نيسابور وما يجاورها مدرسة أخرى، قامت تدعو بهذه الدعوة، قوامها وأظهر رجالها، أبو نصر السراج، صاحب "اللمع". وتلميذه أبو عبد الرحمن السلمي "صاحب الطبقات" وتلميذ السلمي صاحب "الرسالة القشيرية". فقد كانت "حقيقة هذا المذهب عندهم متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغ وشرع، وأشار إليه وصدع، ثم القدوة المتحققين من علماء المتصوفة ورواة الآثار". ولست أحاول أن أحصي وجوه الاتفاق والاختلاف بين هاتين المدرستين، ولكني ألفت النظر إلي ما تميزت به مدرسة نيسابور، من أن بحثها في التصوف كان "بحثًا موضوعيًا". فإذا قرأت "اللمع" أو "حقائق التفسير" أو "الرسالة القشيرية"، رأيت أن المؤلف لا يكاد يظهر رأيه إلا قليلًا جدًّا, ويكتفي بسرد أقوال شيوخ الصوفية. أما في بغداد فقد كان الأمر علي خلاف ذلك. إذ أن صوفية بغداد كانوا يذكرون آراءهم، وفهمهم في التصوف، ثم يجمعون الآراء التي تساندهم. ولعل القشيري قد تأثر قليلًا بمذهب الغداديين في رسالته، دون السراج في "اللمع"، أو أبي عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية"، وفي كتاب "حقائق التفسير" أ. هـ. من أقواله: قال أبو القاسم القُشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السُّلمي سأل أبا علي الدقاق: الذِّكر أتم أم الفكر؟ فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم به؟ فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكر أتم من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر، وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق. فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله. وفاته: سنة (412 هـ) اثنتي عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "حقائق التفسير" مختصر علي طريقة أهل التصوف، و"طبقات الصوفية"، و"مقدمة في التصوف". 2864 - أبو الحسين الفارسي * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن عبد الوارث، أبو الحسين الفارسي. من مشايخه: خاله أبو علي الفارسي وغيره. من تلامذته: عبد القاهر الجرجاني وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أخذ عن خاله علم العربية وطوف الآفاق ورجع إلي الوطن ... ونزل ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2523)، إنباه الرواة (3/ 116)، الوافي (3/ 9)، بغية الوعاة (1/ 94).

2865 - ابن السراج

بنيسابور دفعاتٍ وأملي بها من الأدب والنحو ما سارت به الركبان" أ. هـ. • إنباه الرواة: "أحد أفراد الدهر، وأعيان العلم وأعلام الفضل وهو الإمام في النحو بعد خاله أبو علي ومنه أخذ وعليه دَرَس حتى استغرق علمه واستحق مكانه" أ. هـ. وفاته: سنة (421 هـ) إحدي وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب "الهجاء"، وكتاب "الشعر". 2865 - ابن السراج * النحوي، المقرئ: محمّد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون أبو علي الصيرفي المعروف بابن السراج. ولد: سنة (373 هـ)، وقيل: (383 هـ) ثلاث وسبعين وقيل: ثلاث وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وغيره. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كتبت عنه، وكان ثقة، وهو أحد الحفاظ لحروف القرآن ومذاهب القراء وعلم النحو، يشار إليه في ذلك" أ. هـ. • المنتظم: "كان ثقة فهمًا يعلم القرآن والنحو" أ. هـ. وفاته: سنة (427 هـ) سبع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: له مصنف في القراءات. 2866 - الكارزيني * المقرئ: محمّد بن الحسين بن محمّد بن آذر بهرام الفارسي الكارزيني، أبو عبد الله. من مشايخه: الحسن بن سعيد المطّوعي وهو آخر من قرأ عليه، وأحمد بن نصر الشّذائي، وأبو القاسم عبد الله بن الحسن النحّاس وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم بن إسماعيل بن غالب المصري، وأبو القاسم الهذلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "سألت الإمام أبا حيان عنه، فكتب إليّ: إمام مشهور لا يُسأل عن مثله وكان الأستاذ أبو علي عمر بن عبد المجيد الرُّندي يُصحف فيه، فيقول: الكازريني بتقديم الزاي" أ. هـ. • العبر: "ما علمت فيه جرحًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ جليل، انفرد بعلو الإسناد في وقته" أ. هـ. • المقفي: "المقرئ، مسند الإقراء في زمانه" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة وقيل في هذه السنة. قال -أي الذهبي-: لا أعلم متي توفي إلا أنه كان حيًّا في سنة (440 هـ"). ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 251) , المنتظم (15/ 255)، تاريخ الإسلام (وفيات 427) ط. تدمري. * السير (17/ 600) ذكر وفاته فقط، العبر (3/ 195)، معرفة القراء (1/ 397)، تاريخ الإسلام (وفيات 440) ط. تدمري، الوافي (3/ 10)، غاية النهاية (2/ 132)، المقفي (5/ 595)، الشذرات (5/ 182).

2867 - ابن الشبل

2867 - ابن الشِّبِل * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسين بن عبد الله بن يوسف بن الشبل بن أسامة، أبو علي الشاعر البغدادي الحَريِمي. من مشايخه: أبو الحسن أحمد بن علي بن الباذن، والأمير أبو محمد الحسن بن عيسي بن المقتدر بالله وغيرهما. من تلامذته: علق عنه الحافظ أبو بكر الخطيب شيئًا من رسائله. كلام العلماء فيه: • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "صاحب الديوان المشهور، وكان هذا إمامًا في النحو واللغة وعلم الأدب" أ. هـ. • الأنساب: "كان أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي إمام الزيدية إذا روي عنه قال: أنشدني أبو علي الشبلي، وكان من الشعراء المجودين" أ. هـ. • المنتظم: "وقد روي من شعره ما يدل علي فساد عقيدته وهو: بربك أيها الفلك المدار ... أقصد ذا المسير أم اضطرار مدارك قل لنا في أي شيء ... ففي أفهامنا عنك انبهار ودنيا كلما وضعت جنينًا ... عراه من نوائبها طوار هي العشواء ما خبطت هشيم ... هي العجماء ما جرحت جبار فإن يك آدم أشقي بنيه ... بذنب ما له منه اعتذار فكم من بعد غفران وعفو ... يُغير ما تلا ليلًا نهار لقد بلغ العدو بنا مناه ... وحل بآدم وبنا الصغار وتهنا ضائعين كقوم موسى ... ولا عجل أضل ولا خوار فيا لك أكلة ما زال فيها ... علينا نقمة وعليه عار نعاقب في الظهور وما ولدنا ... ويذبح في حشا الأم الحوار ونخرج كارهين كما دخلنا ... خروج الضب أخرجه الوجار وكانت أنعمًا لو أن كونًا ... نشاور قبله أو نستشار وما أرض عصته ولا سماء ... ففيم يقول أنجمها انكدار ¬

_ * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 8)، كشف الظنون (1/ 766)، الأعلام (6/ 100)، طبقات الأطباء (333) وفيه الحسن بن عبد الله، وفيات الأعيان (4/ 393)، تاريخ الإسلام (وفيات 473) ط. تدمري، المنتظم (16/ 213)، الأنساب (3/ 396)، معجم الأدباء (3/ 1078) وفيه الحسين بن عبد الله بن يوسف، السير (18/ 430)، الوافي (3/ 11)، البداية والنهاية (12/ 129)، فوات الوفيات (3/ 340)، النجوم (5/ 111).

2868 - القلانسي

وبعض هذه الأبيات يكفي في بيان قبح العقيدة" أ. هـ. • طبقات الأطباء: "ومن شعر قاله في الحكمة، وهذه القصيدة من جيد شعره وهي تدل علي قوة اطلاع في العلوم الحكمية والأسرار الإلهية وبعض الناس ينسبها إلي ابن سينا وليست له وهي هذه" أ. هـ. • قلت: وكذا قال ياقوت في معجم الأدباء وهي التي ذكرها ابن الجوزي في المنتظم، ولكن ابن أبي أصيبعة ذكرها بطولها، وبعد قراءتها، يظهر أن ما قاله ابن الجوزي في سوء اعتقاده صحيح لأن المترجم له علي مذهب الفلاسفة في الحكمة الإلهية وجعل الناس والخلق تائهين مع الجبر في وجودنا علي الأرض كقوله: ونخرج كارهين كما دخلنا ... خروج الضب أخرجه الوجار وهذا عين قول الجبرية والفرق الضالة التي علي شاكلتها، ولو تمعنت في القصيدة كلها كما ذكرها ابن الجوزي وابن أبي أصيبعة لبان سوء عقيدته. كقوله أيضًا في الفلك: وعندك ترفع الأرواح أم هل ... مع الأجساد يدركها البوار انظر إلي هذا الشك الخبيث في أن أجسام الناس تبلي بعد الموت وترجع الأرواح إلي بارئها عز وجل؟ ! . ثم ينشد في قصيدة علي وصف الشمس والسماء والجبال كما وصفها الله تعالى في كتابه العزيز بتنقصٍ وكأن الناس في ذلك مجبرين علي ما أذنب به أبونا آدم (- عليه السلام -) يقول: وأين عقول ذي الأفهام مما ... يراد بنا، وأين الاعتبار؟ ثم يذكر وصف خلق الله تعالى للسموات والأرض وطاعتهما له فيتعجب لو عبد الله تعالى لعباده في الآخرة وقوته علي ما خلق بقوله: وما أرض عصته ولا سما ... ففيم يقول أنجمها انكدار؟ والله تعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [الذاريات: 56، 57]. نسأل الله تعالى الثبات على الدين والعفو والعافية في الدنيا والآخرة. • تاريخ الإسلام: "كان ظريفًا نديمًا مطبوعًا، رقيق الشعر" أ. هـ. • الأعلام: "شاعر حكيم، من أهل بغداد، مولدًا ووفاة، أقرأ علوم الفلسفة والأدب، ونظم الشعر الجيد، وكان ظريفًا نديمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (473 هـ) ثلاث وسبعين وأربعمائة، وله (72 سنة). 2868 - القلانسي * المقرئ: محمّد بن الحسين بن بُندار القلانسي الواسطي، أبو العز. ¬

_ * سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوري (51)، المنتظم (17/ 247)، العبر (4/ 50)، السير (19/ 496)، معرفة القراء (1/ 473)، ميزان الاعتدال (6/ 120)، الوافي (3/ 4)، عيون التواريخ (12/ 193)، غاية النهاية (2/ 128)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 97)، لسان الميزان (5/ 148)، الشذرات (6/ 106)، الأعلام (6/ 101)، معجم المؤلفين (3/ 247).

2869 - المزرفي

ولد: سنة (435 هـ) خمس وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبو يعلى غلام الهّراس، وأبو جعفر بن سلمة، وابن المأمون وغيرهم. من تلامذته: أبو الفتح بن زريق الحداد، وسبط الخياط وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي: "قال أي الشيخ خميس الحوزي -هو أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن ... واستوعب القراءات وطرقها وبرع في المعرفة بها ... وهو حسن الخط، جيد النقل ذو فهم بما يقوله ويرويه" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال أبو سعد السمعاني: سمعت عبد الوهاب الأنماطي ينسب أبا العز القلانسي إلى الرفض، وأساء الثناء عليه، قال أبو سعد: ثم وجدت لأبي العز أبياتًا في فضيلة الجماعة، فأنشدنا سعد الله بن محمّد المقرئ، أنشدني أبو العز القلانسي لنفسه: إن من لم يقدم الصديقا ... لم يكن لي حتى الممات صديقا والذي لا يقول قولي في الفارو ... ق أنوي لشخصه تفريقا ولنار الجحيم باغض عثما ... ن ويهوي منها مكانًا سحيقا من يوالي عندي عليا وعا ... داهم طرا عددته زنديقا قال الحافظ ابن ناصر: ألحق أبو العز سماعه في جزء من كتاب هاءات الكناية، لعبد الواحد أبي هاشم من أبي علي بن البناء، بعد أن لم يكن سماعه فيه. قلت: بعض الناس يترخص في مثل هذا، إذا تيقن سماعه للجزء من ذلك الرجل. وقال أبو سعد: سمعت المبارك بن غالب المفيد يقول: قرأ ابن ميمون -صبي كان يسمع معنا- علي أبي العز القلانسي، وما كان يحسن أن يقرأ، فكتب له في الإجازة: قرأ علي فلان وجوَّد، فقلنا له: كيف جوّد القراءة؟ قال: "جوَّد الذهب" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "أبو العز عندنا مع ذلك ثقة في القراءات مرضي" أ. هـ. • العبر: "فيه ضعف وكلام" أ. هـ. • الوافي: "مقرئ العراق، وصاحب التصانيف في القراءات" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان بصيرًا بالقراءات وعللها وغوامضها عارفًا بطرقها عالي الإسناد" أ. هـ. وفاته: سنة (521 هـ) إحدي وعشرين وخمسمائة عن (85 سنة). من مصنفاته: "إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي" في القراءات العشر، و "رسالة في القراءات الثلاث"، و"الكناية الكبري" في القراءات. 2869 - الِمزرَفي * المقرئ: محمّد بن الحسين بن علي، أبو بكر ¬

_ * معرفة القراء (1/ 484)، تاريخ الإسلام (وفيات 527)، المنتظم (17/ 280)، العبر (4/ 72)، السير (19/ 631)، عيون التواريخ (12/ 275)، الوافي (3/ 110)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 178)، الغاية (2/ 131)، النجوم (5/ 251)، الشذرات (6/ 135).

2870 - الزاغولي

البغدادي، المِزرَفي (¬1). ولد: سنة (439 هـ) تسع وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: ابن جعفر بن المسلمة، وأبو الحسين بن المهتدي وغيرهما. من تلامذته: ابن عساكر وابن الجوزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "أقرأ وروي وتفرّد بعلم الفرائض وكان ثقة ثبتًا عالمًا حسن العقيدة" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان من ثقات العلماء، مات ساجدًا" أ. هـ. • السير: "الإمام شيخ القراء ... وكان ثقة متقنًا" أ. هـ. • الوافي: "كان ثبتًا صالحًا صدوقًا ثقة" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال أبو نصر اليونارتي في معجمه: هو وحيد عصره في خلُقه وحسن قراءته" أ. هـ. • غاية النهاية: "عالم مقرئ فرضي" أ. هـ. • الشذرات: "ذكر ابن ناصر أنه كان مقرئ زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (527 هـ) سبع وعشرين وخمسمائة. 2870 - الزَّاغُولي * اللغوي، المفسر: محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بن يعقوب المروزي الأُزدي الزاغولي (¬2) البنجديهي، أبو عبد الله. ولد: سنة (481 هـ)، وقيل (480 هـ) إحدي وثمانين، وقيل: ثمانين وأربعمائة وقال الذهبي في السير عن أبو سعد: ولد سنة (472 هـ) اثنتين وسبعين وأربعمائة أ. هـ. من مشايخه: محيي السنة البغوي، وعيسي بن شعيب السنجري وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد السمعاني، وولده أبو المظفر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان صالحًا فاضلًا سديد السيرة خشن العيش قانعًا باليسير، عارفًا بالحديث وطرقه" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام الحافظ الزاهد القدوة .. " أ. هـ. • الشذرات: "كان حافظًا ثقة عمدة .. قاله ابن ¬

_ (¬1) نسبة الي مِزْرفة، ومزرفة بين عكْبرا وبغداد [تاريخ الإسلام]. * الأنساب (3/ 121)، اللباب (1/ 489)، تاريخ الإسلام (وفيات 559) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1337)، السير (20/ 492)، الوافي (2/ 373)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 99)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 365)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 115)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 141)، الشذرات (6/ 312)، كشف الظنون (2/ 1367)، هدية العارفين (2/ 94)، الأعلام (6/ 101)، معجم المؤلفين (3/ 258). (¬2) وزَاغُول: قرية من أعمال بنج ديه من أعمال مرو الروذ.

2871 - ابن الدباغ

ناصر الدين" أ. هـ. • الأعلام: "حافظ للحديث، من فقهاء الشافعية، عالم باللغة والتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (559 هـ) تسع وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "قيد الأوابد" في أكثر من أربعمائة مجلدة في التفسير والحديث والفقه واللغة. 2871 - ابن الدَّبَّاغ * النحوي، اللغوي: محمّد بن الحسين بن علي الجفني، أبو الفرج، المعروف بابن الدباغ. من مشايخه: الشريف ابن الشجري، وموهوب الجواليقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان أديبًا فاضلًا ... تصدر لإقراء النحو واللغة مدّة، وله رسائل وشعر مدوّن" أ. هـ. • الأعلام: "لغوي، من أهل بغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: له نظم مدون ورسائل. 2872 - ابن الشَّكاز * النحوي، المقرئ: محمّد بن الحسين بن علي بن موفق الأندلسي الميروقي أبو عبد الله، ويقال له ابن الشَّكاز. من مشايخه: أسامة بن سليمان، ومحمد بن حوط الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "اختلط بأخرة من عمره، فلزم داره إلي أن توفي "أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ، خطيب، عارف بالعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (626 هـ) ست وعشرين وستمائة. من مصنفاته: له كتب منها: "الميسّر" في القراءات. 2873 - العنسي * اللغوي: محمّد بن الحسين بن أبي الحسين سعيد بن الحسين بن سعيد بن خلف العنسي، أبو عبد الله، من ذرية عمار بن ياسر. كلام العلماء فيه: • تاريخ ابن خلدون: "كان الرئيس في العلوم، مجيدًا في اللغة والشعر، ينظم فيجده، وينثر فيحسن ... وكان في رياسته صليب الرأي قويّ الشكيمة عالي الهمة شديد المراقبة والحزم في الخدمة" أ. هـ. • الأعلام: "وزير، من العلماء باللغة، من أهل القيروان، خدم الأمراء الحفصيين" أ. هـ. وفاته: سنة (671 هـ) إحدي وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "ترتيب المحكم" لابن سيده، ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 113)، الوافي (3/ 5)، بغية الوعاة (1/ 92)، الأعلام (6/ 101). * تكملة الصلة (2/ 623) , الأعلام (6/ 101) , معجم المؤلفين (3/ 255)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 626 هـ) ط. تدمري. * تاريخ ابن خلدون (6/ 294)، الأعلام (6/ 101)، معجم المؤلفين (3/ 250).

2874 - ابن رزين الحموي

و"خلاصة الحكم" اختصاره. 2874 - ابن رزين الحموي * المفسر محمّد بن الحسين بن رزين بن موسى بن عيسي بن نصر الله بن هبة الله، تقي الدين، أبو عبد الله بن أبي علي ابن أبي البركات العامري الحموي الشافعي. ولد: سنة (603 هـ) ثلاث وستمائة. من مشايخه: أبو عمرو بن الصلاح، وأبو الحسن محمّد بن علي بن عبد الصمد السخاوي وغيرهما. من تلامذته: شرف الدين الدمياطي، وبدر الدين محمّد بن جماعة ... وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "ولي قضاء القضاة فلم يأخذ عليه رزقًا، تدينًا وورعًا" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان فقيهًا فاضلًا، حميدَ السيرة، كثيرَ العبادة، حسن التحقيق، مشاركًا في علوم غير الفقه كثيرة، مشارًا إليه بالفتوي من النَّواحي البعيدة" أ. هـ. • المقفي: "قاضي القضاء، حاكم الحكّام، حجة الإسلام ... بقية السلف .. برع في علم التفسير، وشارك في الخلاف والمنطق والحديث والبيان .. " أ. هـ. • الوافي: "كان محمود السيرة والأحكام" أ. هـ. وفاته: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. 2875 - السراج * النحوي: محمّد بن حسين بن علي بن سلمان السراج، جمال الدين. من مشايخه: قرأ علي المشايخ الكبار فأجازوه. من تلامذته: جمال الدين محمّد بن عمر البريمي وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات صلحاء اليمن: "إنه كان فقيهًا محدثًا نحويًّا جامعًا لأشتات من العلوم مصنفًا" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (850 هـ) خمسين وثمانمائة. من مصنفاته: له تصانيف كثيرة منها: "شرح الحاوي الصغير". 2876 - بهاء الدين العاملي * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الهمذاني، بهاء الدين. ولد: سنة (953 هـ) ثلاث وخمسين وتسعمائة. من مشايخه: والده، وعبد الله اليزدي وغيرهما. من تلامذته: الرضي بن أبي اللطف المقدسي، وعز الدين حسين بن السيد حيدر الكركي ¬

_ * العبر (5/ 331)، تذكرة الحفاظ (4/ 1465)، الوافي (3/ 18)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 46)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 187)، المقفي (5/ 579)، النجوم (7/ 353)، الشذرات (7/ 642). * طبقات صلحاء اليمن (1/ 25). * خلاصة الأثر (3/ 440)، نفحة الريحانة (2/ 291)، ريحانة الألبا (1/ 207)، سولافة العصر (289)، نزهة الجليس (1/ 377)، أمل الآمل (1/ 155)، روضات الجنات (7/ 56)، أعيان الشيعة (44/ 216)، الأعلام (6/ 102)، معجم المؤلفين (3/ 251).

العاملي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ريحانة الألبا: "وكان رئيس العلماء عند عبّاس شاه سلطان العجم لا يصدر إلا عن رأيه إذا عقد ألوية الهمم، إلا أنه لم يكن علي مذهبه في زندقته وإلحاده لانتشار صيته في سداد دينه ورشاده، إلا أنه عَلَويّ بلامَين وهو عند العقلاء أهون الشرِّين فإنه أظهر عُلُوه في حب آل البيت، وجاري في حلبة الولاء الكُميت وأنشد لسانُ حاله لكل حيٍّ وميت: إن كان رفضًا حبُّ آل محمّد ... فليشهد الثقلان أنِّي رافضي" أ. هـ. • خلاصة الأثر: "ذكر الشيخ أبو الوفا العرضي في ترجمته قال قدم حلب مستخفيًا في زمن السلطان مراد بن سليم مغيرًا صورته بصورة رجل درويش فحضر دروس الوالد يعني الشيخ عمر وهو لا يظهر أنه طالب علم حتى فرغ من الدرس فسأله عن أدلة تفضيل الصدّيق علي عليّ المرتضي فذكر حديث ما طلعت الشمس ولا غربت علي أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر وأحاديث مثل ذلك كثيرة فرد عليه ثم أخذ يذكر أشياء كثيرة تقتضي تفضيل المرتضي فشتمه الوالد وقال له رافضي شيعي وسبه فسكت ثم أن صاحب الترجمة أمر بعض تجار العجم أن يصنع وليمة ويجمع فيها بين الوالد وبينه فاتخذ التاجر وليمة ودعاهما فأخبره أن هذا هو المنلا بهاء الدين عالم بلاد العجم فقال للوالد شتمتونا فقال له ما علمت أنك المنلا بهاء الدين ولكنّ إيراد مثل هذا الكلام محضور العوام لا يليق ثم قال أنا سني أحب الصحابة ولكن كيف أفعل سلطاننا شيعي ويقتل العالم السني" أ. هـ. • روضات الجنات: "كان أفضل أهل زمانه, بل كان متفردًا بمعرفة بعض العلوم لم يجم أحد من أهل زمانه ولا قبله على ماأظن من علماء العامة والخاصة يميل إلى التصوف كثيرًا, وكان منصفًا في البحث, كنت في خدمته منذ أربعين سنة في الحضر والسفر, وكان له معي محبة وصداقة عظيمة, سافرت معه إلي زيارة أئمة العراق عليهم الصلاة والسلام فقرأت عليه في بغداد والكاظمين في النجف الأشرف وحائر الحسين عليهم السلام والعسكرين ... " أ. هـ. من أقواله: في خلاصة الأثر: "كتب إلي والده وهو بهراة: يا ساكن أرض الهراة أما كفي ... هذا الفراق بلي وحقِّ المصطفي عودوا عليّ فربع صبري قد عفا ... والجفن من بعد التباعد ما غفا وله قد رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه: وليلة كان بها طالعي ... في ذروة السعد وأوج الكمال قصر طيب الوصل من عمرها ... فلم تكن إلا كحل العقال واتصل الفجر بها بالغا ... وهكذا عمر ليالي الوصال

2877 - ابن إمام اليمن

إذ أخذت عيني في نومها ... وانتبه الطالع بعد الوبال فزرته في الليل مستعطفًا ... أفديه بالنفس وأهلي ومال وأشتكي ما أنا فيه من البلوي ... وما ألقاه من سوء حال فأظهر العطف علي عبده ... بنطق يزري بنظم اللآل فيا لها من ليلة نلت في ... ظلامها ما لم يكن في خيال أمست خفيفات مطايا الرجا ... بها وأضحت بالعطايا ثقال سقيت في ظلمائها خمرة ... صافية صرفًا طهورا حلال وابتهج القلب بأهل الحمي ... وقرت العين بذاك الجمال ونلت ما نلت علي أنني ... ما كنت أستوجب ذاك النوال وفاته: سنة (1031 هـ) إحدي وثلاثين وألف. من مصنفاته: "الكشكول"، و"المخلاة"، و"العروة الوثقى" تفسير، و"الفوائد الصمدية في علم العربية". وله في الفارسية نظم في التصوف وغير ذلك. 2877 - ابن إمام اليمن * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن الحسين بن القاسم بن محمّد بن علي الحسني اليمني الصنعاني. من مشايخه: عبد الرحمن بن محمّد الحيمي، والقاضي أحمد بن صالح العنسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان من أهل العلم ورعاته مطلِّعًا علي مقاصد الأدباء ومناهجهم ومع ذلك فهو مكثر من علوم الآراء وتعاطي الاستنباط والتكلم في المسائل عن نظره من غير متابعة" أ. هـ. • ملحق البدر الطالع: "السيد السند العلامة الحفاظة المعتمد". وقال: "أخذ عن علماء عصره وأكثر من علوم الأدوات وتصدي للاستنباط" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "زيدي فاضل من أمراء اليمن كان من أعيان الدولة المتوكلية وولي بعض الأعمال وقاد الجند في عدة معارك ثم انقطع إلي العلم" أ. هـ. • في مقدمة كتابه "منتهي المرام في شرح آيات الأحكام" وتحت عنوان نبذة من ترجمة المؤلف: "كانت له في العلوم اليد الطولي ... والتفت آخر مدته إلى الفقه وكان مع ذلك يحب السنة النبوية ¬

_ * معجم المؤلفين (3/ 256)، هدية العارفين (2/ 287)، الأعلام (6/ 1002)، ملحق البدر الطالع (196)، خلاصة الأثر (3/ 455)، منتهى المرام في شرح آيات الأحكام -الدار اليمنية- ط (2) لسنة (1406 هـ- 1986 م).

2878 - الطباطبائي

ويعظم أهلها". وقال: قال السيد عامر بن محمّد في (بغية المريد): هو السيد السري الهمام العالم الأديب، قائد الجيوش، عالم بن عالم كان عطر الأخلاق من أهل الأدب ورعاته، مطلعًا علي مقاصد الأدباء ومناهجهم ... وكان من أعيان الدولة المتوكلية ومن وجوه سادات أهلها في البسطة ... وكان قد تفنن في العلوم من النحو والصرف واللغة والمعاني والبيان والأصولين والفروع والمنطق وثمر في ذلك، وكان لطيف الجانب محسنًا إلي الأباعد والأقارب" أ. هـ. وفاته: سنة (1067 هـ) سبع وستين وألف. من مصنفاته: "منتهي المرام في شرح آيات الأحكام"، و"أحاديث في صفة الجنة" وغير ذلك. 2878 - الطباطبائي * المفسر: محمّد حسين الطباطبائي. كلام العلماء فيه: • تتمة الأعلام: "من علماء الشيعة البارزين" أ. هـ. • وإليك بعض النقولات من كتابه (الميزان في تفسير القرآن) الذي يعمد فيه إلي تسأويل الصفات، حيث نراه مرة يؤول ومرة ينفي ومرة يفوض، وإضافة إلي كل ذلك فهو شيعي رافضي. قال في تفسير (الميزان في تفسير القرآن) (1/ 7) وبعد الكلام عن طرق التفسير: " ... ومن الواضح أن القرآن لم ينزل هدي للمتصوفة خاصة ولا أن المخاطبين به هم أصحاب علم الأعداد والأوفاق والحروف، ولا أن معارفه مبنية علي أساس حساب الجمل الذي وضعه أهل التنجيم بعد نقل النجوم من اليونانية إلي العربية. نعم قد وردت روايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأئمة أهل البيت عليهم السلام كقولهم: أن للقرآن ظهرًا وبطنًا ولبطنه بطنًا إلي سبعة أبطن أو إلي سبعين بطنًا الحديث. لكنهم عليم السلام اعتبروا الظهر كما اعتبروا البطن واغتنوا بأمر التنزيل كما اعتنوا بشأن التأويل". وقال في تفسير {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في (8/ 148): قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} إلي قوله {بِأَمْرِهِ} الاستواء الاعتدال على الشيء والاستقرار عليه، وربما استعمل بمعني التساوي، يقال: استوي زيد وعمرو أي تساويا قال تعالي: {لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ}. والعرش ما يجلس عليه الملك وربما كني به عن مقام السلطنة، قال الراغب في المفردات: العرش في الأصل شيء مسقف، وجمعه عروش قال: {وَهِيَ خَاويَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} ومنه قيل: عرشت الكرم وعرشتها إذا جعلت له كهيأة سقف. قال: والعرش شيه هودج للمرأة تشبيهًا في الهيأة بعرش الكرم، وعرشت البئر جعلت له عريشًا، وسمي مجلس السلطان عرشًا اعتبارًا بعلوه. قال: وعرش الله ما لا يعلمه البشر علي الحقيقة إلا بالإسم، وليس كما يذهب إليه أوهام العامة فإنه لو كان كذلك لكان حاملًا له -تعالي عن ذلك- لا محمولًا والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}، وقال قوم: هو الفلك الأعلى والكرسي فلك الكواكب، واستدل بما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما السماوات السبع والأرضون السبع في جنب الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة والكرسي عند العرش كذلك (انتهى). وقد استقرت العادة منذ القديم أن يختص العظماء من ولاة الناس وحكامهم ومصادر أمورهم من المجلس بما يختص بهم ويتميزون به عن غيرهم كالبساط والمتكأ حتى آل الأمر إلي إيجاد السرر والتخوت فاتخذ للملك ما يسمي عرشًا وهو أعظم وأرفع وأخص بالملك، والكرسي يعمه وغيره، واستدعي التداول والتلازم أن يعرف الملك بالعرش كما كان العرش بالملك في أول الأمر فصار العرش حاملًا لمعني الملك مثلًا لمقام السلطنة إليه يرجع وينتهي، وفيه تتوحد أزمة المملكة في تدبير أمورها وإدارة شؤونها. واعتبر لاستيضاح ذلك مملكة من الممالك قطنت فيها أمة من الأمم لعوامل طبيعية أو اقتصادية أو سياسية استقلوا بذلك في أمرهم وتميزوا من غيرهم فأوجدوا مجتمعًا من المجتمعات الإنسانية واختلطوا وامتزجوا بالأعمال ونتائجها ثم اقتسموا في التمتع بالنتائج فاختص كل بشيء منها على قد زنته الإجتماعية. كان من الواجب أن تحفظ هذه الموحدة والاتصال المتكون بالاجتماع بمن يقوم عليها فإن التجربة القطعية أوضحت للإنسان أن العوامل المختلفة والأعمال والإرادات المتشتتة إذا وجهت نحو غرض واحد وسيرت في مسير واحد لم تدم علي نعت الاتحاد والملاءمة إلا أن تجمع أزمة الأمور المختلفة في زمام واحد وتوضع في يد من يحفظه ويديم حياته بالتدبير الحسن فتحيي به الجميع وإلا فسرعان ما تتلاشي وتتشتت. ولذلك تري أن المجتمع المترقي ينوع الأعمال الجزئية نوعًا نوعًا ثم يقدم زمام كل فيعطي كل نوع كرسيًا فوق ذلك، وعلي هذا القياس حتى ينتهي الأمر إلي زمام واحد يقدم إلي العرش ويهدي لصاحب العرش. ومن عجيب أمر هذا الزمام وانبساطه وسعته في عين وحدته أن الأمر الواحد الصادر من هذا المقام يسير في منازل الكراسي التابعة له علي كثرتها واختلاف مراتبها فيتشكل في كل منزل بشكل يلائمه ويعرف فيه، ويتصور لصاحبه بصورة ينتفع بها ويأخذ ملاكًا لعمله. يقول مصدر الأمر "ليجر الأمر" فتأخذه المصالح المالية تكليفًا ماليًا ومصالح السياسة تكليفًا سياسيًا، ومصالح الجش تكليفًا دفاعيًا وعلي هذا القياس كلما صعد أو نزل. فجميع تفاصيل الأعمال والإرادات والأحكام المجراة فيها المنبسطة في المملكة وهي لا تحصي كثرة أو لا تتناهي لا تزال تتوحد وتجتمع في الكراسي حتى تنتهي إلي العرش فتتراكم عنده بعضها علي بعض وتندمج وتتداخل وتتوحد حتى تصير واحدًا هو في وحدته كل التفاصيل فيما دون العرش، وإذا سار هذا الواحد إلي ما دونه لم يزل يتكثر ويتفصل حتى ينتهي إلي أعمال

أشخاص المجتمع وإرادتهم. هذا في النظام الوضعي الإعتباري الذي عندنا، وهو لا محالة مأخوذ من نظام التكوين، والباحث عن النظام الكوني يجد أن الأمر فيه علي هذه الشاكلة؛ فالحوادث الجزئية تنتهي إلي علل وأسباب جزئية، وتنتهي إلي أسباب أخرى كلية حتى تنتهي الجميع إلي الله سبحانه غير أن الله سبحانه مع كل شيء وهو محيط بكل شيء، وليس كذلك الملك من ملوكنا الحقيقية ملكه تعالي واعتبارية ملك غيره. ففي عالم الكون علي اختلاف مراحله مرحلة تنتهي إليها جميع أزمة الحوادث الملقاة علي كواهل الأسباب، وأزمة الأسباب علي اختلاف أشخاصها وأنواعها، وترتب مراتبها هو المسمي عرشًا كما سيجيء، وفيه صور الأمور الكونية المدبرة بتدبير الله سبحانه كيفما شاء، وعنده مفاتح الغيب. فقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كناية عن استيلائه علي ملكه وقيامه بتدبير الأمر قيامًا ينبسط علي كل ما دق وجل، ويترشح منه تفاصيل النظام الكوني ينال به كل ذي بغية بغيته، وتقضي لكل ذي حاجة حاجته، ولذلك عقب حديث الاستواء في سورة يونس في مثل الآية بقوله: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} إذ قال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس: 3]. وقال في (20/ 112): وقوله {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} خبر بعد خبر لوجه، و {إِلَى رَبِّهَا} متعلق بناظرة قدم عليها الإفادة الحصر أو الأهمية. والمراد بالنظر إليه تعالي ليس هو النظر الحسي المتعلق بالعين الجسمانية المادية التي قامت البراهين القاطعة علي استحالته في حقه تعالي بل المراد النظر القلبي ورؤية القلب بحقيقة الإيمان علي ما يسوق إليه البرهان ويدل عليه الأخبار المأثورة عن أهل العصمة عليهم السلام وقد أوردنا شطرًا منها في ذيل تفسير قوله تعالى {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} [الأعراف: 143]، وقوله تعالي {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النجم: 11]. وقال في (20/ 284): "قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} نسبة المجي إليه تعالي من المتشابه الذي يحكمه قوله تعالى {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} [الشورى: 11]، وما ورد في آيات القيامة من خواص اليوم كتقطع الأسباب وارتفاع الحجب عنهم وظهور أن الله هو الحق المبين وإلي ذلك يرجع ما ورد في الروايات أن المراد بمجيئه تعالي مجيء أمره قال تعالي: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الانفطار: 19]، ويؤيد هذا الوجه بعض التأيد قوله تعالي {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [البقرة: 210] إذا انضم إلي قوله {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} [النحل: 33]، وعليه فهناك مضاف محذوف والتقدير جاء أمر ربك أو نسبة المجيء إليه تعالي من المجاز العقلي" أ. هـ. وفاته: سنة (1402 هـ) اثنتين وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "الميزان في تفسير القرآن"، و "علي والفلسفة الإلهية"، و "أسس الفلسفة والمذهب الواقعي" وغير ذلك.

2879 - الحكري

2879 - الحِكَري * المقرئ: محمّد الحكري، شمس الدين. من مشايخه: البرهان الحكَري وغيره. من تلامذته: برهان الدين بن قزاعة الغزي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "ولي قضاء غزة" أ. هـ. • النجوم: "كان فقيهًا فاضلًا بارعًا في القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة. 2880 - ابن باق الجذامي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن حكم وقيل (حكيم) بن محمّد بن أحمد بن باق الجذامي السرقسطي، أبو جعفر. من مشايخه: أبو الأصبغ بن سهل، وأبو الحسن الحضرمي، وابن سابق وغيرهم. من تلامذته: أبو إسحاق بن فرقول، وأبو الحسن صالح بن خلف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان مقرئًا، مجودًا متحققًا بعلم الكلام، وأصول الفقه، محصّلًا لهما، متقدمًا في النحو، حافظًا للفقه فصيح اللسان" أ. هـ. • الإحاطة: "كان مقرئًا مجوّدًا محققًا بعلم الكلام وأصول الفقه محصلًا لهما متقدمًا في النحو حافظًا للغة حاضر الذكر لأقوال تلك العلوم جيد النظر متوقد الذهن ذكي القلب فصيح اللسان" أ. هـ. • البغية: "قال ابن الزبير: كان نحويًّا لغويًّا مقرئًا، إمامًا في علم العربية، وإقراء الكتاب، جليلًا عارفًا بأصول الدين" أ. هـ. وفاته: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح الإيضاح" لأبي علي الفارسي، وله تصانيف في الجدل والعقائد. 2881 - ابن حماد * المقرئ: محمّد بن حماد بن بكر بن حماد، أبو بكر، حمادي، البغدادي، صاحب خلف بن هشام البزار. من مشايخه: خلف بن هشام، ويزيد بن هارون وغيرهما. من تلامذته: وكيع القاضي، ومحمد بن مخلد العطار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "ذكر الخلال أن أحمد بن حنبل كان يصلي خلف أبي بكر بن حماد شهر رمضان وغيره، وكان أحمد يجله ويكرمه. قال أحمد بن جعفر بن محمّد: كان أبو بكر بن ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 40)، النجوم (11/ 206)، الشذرات (8/ 477). * تكملة الصلة لابن الأبار (1/ 441)، تاريخ الإسلام (وفيات 538) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 283)، بغية الوعاة (1/ 96)، الإحاطة في تاريخ غرناطة (3/ 72)، الأعلام (6/ 108)، معجم المؤلفين (3/ 266). * تاريخ بغداد (2/ 270)، المنتظم (12/ 215)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 27) ط. تدمري، طبقات الحنابلة (1/ 291)، الوافي (3/ 24)، هدية العارفين (2/ 17)، معجم المؤلفين (3/ 267).

2882 - ابن فورجة

حماد أحد القراء الصالحين الذي لزموا الاستقامة علي الخير وضبط الحرف" أ. هـ. • المنتظم: "كان أحد القراء المجودين، ومن عباد الله الصالحين" أ. هـ. • طبقات الحنابلة: "ذكره أبو بكر الخلال فقال: كان جميل الوجه في وجهه نور، عالمًا بالقرآن وأسبابه ... " أ. هـ. • الوافي: "كان ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (267 هـ) سبع وستين ومائتين. من مصنفاته: من آثاره "المعجم". 2882 - ابن فُوْرَّجَة * النحوي، اللغوي: محمّد بن حمد بن محمّد بن عبد الله بن محمود بن فُورَجة البروجردي. ولد: سنة (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو العلاء المعري وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "أديب فاضل مصنف" أ. هـ. • إنباه الرواة: "إمام فاضل عالم كامل مطلع على أنواع العربية أيما اطلاع قائم باللغة, ومَعْنِيٌّ الشعر" أ. هـ. • البلغة: "إمام في النحو واللغة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الثعالبي: هو من أهل أصبهان المقيمين بالري المتقدمين أفضل، المبرزين في النظم والشعر" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "الفتح علي أبي الفتح"، و"التجني علي ابن جني" يرد فيهما علي ابن جني في شرح شعر المتنبي. 2883 - ابن الفنري * المفسر: محمّد بن حمزة بن محمّد بن محمّد الرومي الحنفي المعروف بابن الفنري، شمس الدين. ولد: سنة (751 هـ) إحدي وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: العلامة علاء الدين المعروف بالأسود شارح الغني، والكمال محمّد بن محمّد المعري، وأخذ علم التصوف عن أبيه وغيرهم. من تلامذته: الشيخ صدر الدين القونوي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان كثير الفضل والأفضال غير أنه يعاب بنحلة ابن العربي وبأنه يقرئ الفصوص ويقرره. وحج سنة اثنتين وعشرين, فلما رجع طلبه المؤيد فدخل القاهرة واجتمع بفضلائها ولم يكن يظهر عليه شيء مما كان رمي به من المقالة المذكورة"أ. هـ. • مفتاح السعادة: "مزج فيه -أي في تفسيره ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2524)، الوافي (3/ 24)، فوات الوفيات (3/ 344)، بغية الوعاة (1/ 96)، البلغة (95) وفيه حمد بن محمّد، إنباه الرواة (1/ 334) وفيه حمد بن محمّد. * إنباء الغمر (8/ 243)، الضوء اللامع (11/ 218)، الوجيز (2/ 516)، مفتاح السعادة (2/ 124)، الشقائق النعمانية (17)، بغية الوعاة (1/ 98)، الشذرات (9/ 304)، الفوائد البهية (135)، البدر الطالع (2/ 269)، الأعلام (6/ 110)، معجم المؤلفين (3/ 269).

2884 - ابن العيار

لسورة الفاتحة- بين العلوم الشرعية وعلم التصوف" أ. هـ. • البدر الطالع: "كان متزهدًا في ملبوسه علي زي الصوفية، وكان يقول إذا عوتب في ذلك: إن ثيابي وطعامي من كسب يدي ولا يفي كسبي بأحسن من ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (834 هـ)، وقيل: (833 هـ) أربع وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح إيساغوجي" في المنطق، و"تفسير الفاتحة" وغيرهما. 2884 - ابن العَيَّار * النحوي: محمّد الحموي المعروف بابن العيار، شمس الدين. من مشايخه: ابن جابر، والشمس الهيتي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان حسن الحاضرة، ولم يكن محمودًا في تعاطي الشهادات" أ. هـ. وفاته: سنة (828 هـ) ثمان وعشرين وثمانمائة. 2885 - ابن حمُّويه * المفسر: محمّد بن حمويه بن محمّد بن حمويه الجويني، أبو عبد الله. ولد: سنة (449 هـ) تسع وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أخذ التصوف عن أبي الفضل بن محمّد الفارمذي ... وعائشة بنت البسطامي وغيرهما. من تلامذته: أبو محمد بن الخشاب، وابن عساكر، وآخرون. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان جامعًا بين علم الظاهر والباطن مع صفاء الأوقات ودوام الجادة وكثرة الذكر وجميل الأخلاق" أ. هـ. • السير: "كان ذا تأله وتعبُّد ومجاهدة وصدق ... له في التصوف تأليف وقبره يُزار بقرية بُحَيرَ أباذ" أ. هـ. • العبر: "الزاهد، شيخ الصوفية بخراسان" أ. هـ. • الوافي: "أحد المشهورين بالزهد والصلاح والعلم صاحب كرامات" أ. هـ. من أقواله: المنتظم: "كان من المشهورين بالعلم والزهد، وله كرامات. وفاته: سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "لطائف الأذهان في تفسير القرآن"، و"سلوة الطالبين في سير سيد المرسلين"، و"كتابًا في علم الصوفية" وغير ذلك. 2886 - المعافري * النحوي، اللغوي: محمّد بن حيدرة بن أحمد بن مفوز المعافري، أبو بكر. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 93)، الضوء اللامع (10/ 105)، بغية الوعاة (1/ 289)، الشذرات (9/ 270). * المنتظم (17/ 317)، الأنساب (2/ 130)، السير (19/ 597)، العبر (4/ 83)، الوافي (3/ 28)، الشذرات (6/ 156)، البداية والنهاية (12/ 226)، الأعلام (6/ 110)، معجم المؤلفين (3/ 270). * الصلة (2/ 537)، بغية الملتمس (1/ 100)، السير (19/ 421)، تاريخ الإسلام (وفيات 505) ط. تدمري وفيه اسمه: محمّد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز، تذكرة الحفاظ (4/ 1255)، طبقات الحفاظ (456).

2887 - المؤمل

ولد: سنة (463 هـ) ثلاث وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن طاهر بن مُفَوِّز، وأبو علي بن حسين بن محمّد الغساني، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان حافظًا للحديث وعلله منسوبًا إلي فهمه، عارفًا بأسماء رجاله وحملته متقنًا لما كتبه ضابطًا لما نقله" أ. هـ. • السير: "وله ردٌّ علي ابن حزم، وكان حافظًا للحديث وعلله، عالمًا بالرجال، متقنًا أديبًا شاعرًا، فصيحًا نبيلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (505 هـ) خمس وخمسمائة. 2887 - المُؤَمَّل * النحوي: محمّد بن حيُّويه بن المؤَمَّل بن أبي روضة، الكرَجي، نزيل هَمَذان. من مشايخه: إبراهيم بن نصر الرازي، وأبو مسلم الكجِّي وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر البَرْقاني، وأبو نصر محمّد بن بندار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان غير موثق عندهم. سمعت البرقاني ذكر هذا الكرجي في موضع آخر فقال: لم يكن ثبتًا" أ. هـ. • معجم الأدباء: "روي عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمّد الإدريسي السمرقندي الحافظ وقال: لا أعتمدُ عليه وقد تكلموا فيه وليس عندهم بذاك" أ. هـ. • لسان الميزان: "فقال الذهبي في (تلخيصه): محمّد بن حيويه الكرجي متهم بالكذب" أ. هـ. وفاته: سنة (372 هـ)، وقيل: (373 هـ) اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث وسبعين وثلاثمائة عن أكثر من (112 سنة). 2888 - الأزجي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمد بن خالد بن بختيار، أبو بكر الأزجي الرزاز. من مشايخه: أبو عبد الله البارع وأبو محمد سبط الخياط وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "شيخ فاضل له معرفة بالأدب ... وكان ثقة صدوقًا ذا معرفة بوجوه القراءات والعربية" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان عارفًا بوجوه القراءات، تخرج به جماعة في العربية" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن الدبيثي: شيخ فاضل، عارف بالقراءات والأدب ... كان ثقة عارفًا بوجوه القراءات أمَّ فترة بمسجد رعوان بباب الأزج" أ. هـ. • الغاية: "مقريء ناقل نحوي" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 233)، معجم الأدباء (6/ 2525)، السير (16/ 330)، العبر (2/ 366)، ميزان الاعتدال (6/ 129)، تاريخ الإسلام (وفيات 273) ط. تدمري، المغني للذهبي (2/ 574)، الوافي (3/ 34)، لسان الميزان (5/ 155)، بغية الوعاة (1/ 99) الشذرات (4/ 396). * معرفة القراء (2/ 552)، إنباه الرواة (3/ 123)، تاريخ الإسلام (وفيات 580)، المختصر المحتاج إليه (1/ 46)، غاية النهاية (2/ 136).

2889 - الصقلي

وفاته: سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. 2889 - الصقلي * المقرئ: محمّد بن خراسان الصقلي المصري، أبو عبد الله. من مشايخه: محمّد بن بدر القاضي، ومروان بن عبد الملك بن بحر بن شاذان المكي وغيرهم. من تلامذته: ابن أبي حبيب بن محمد، وأبو الحسن غيلان بن تميم الفزاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقريء متصدّر" أ. هـ. وفاته: سنة (386 هـ) ست وثمانين وثلاثمائة، وقد بلغ (96) سنة، وقيل بلغ (76) سنة. 2890 - المُحَوَّلي * المقرئ: محمّد بن الخَضِر بن إبراهيم المحولي (¬1) أبو بكر الخطيب. كلام العلماء فيه: من مشايخه: رزق الله التميمي وأبو طاهر بن سوار وغيرهما. من تلامذته: أبو اليمن الكندي وابن السمعاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان فصيحًا، وكان مشتهرًا بالتجويد وحسن الأداء وأعطي فصاحة وخشوعًا وكان الناس يقصدون صلاة الجمعة وراء لذلك، وكان صالحًا دينًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "المقرئ الأستاذ أحد من يضرب به المثل في التجويد والإقراء ... وكان أحذق أصحاب ابن سوار فإنه لزمه خمس عشرة سنة ... كان من أحسن الناس خطابة مع الخشوع وحضور القلب" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "خطيب المَحوَّل كان من مشاهير القراء ببغداد ... قال أحمد بن شافع: كان أبو بكر الخطيب المجود يضرب به المثل في الإقراء وتجويد الأخذ والتحقيق وكان أحسن الخَلْق خطابة، مع الخشوع وحضور القلب، كان يقصد من الأماكن البعيدة لسماع خطبته" أ. هـ. • الغاية: "أستاذ خطيب مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. 2891 - فخر الدين بن تيمية * اللغوي، المفسر: محمّد بن الخضر بن محمّد بن ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 386) ط. تدمري، المقفي الكبير (5/ 622)، غاية النهاية (2/ 136)، بغية الوعاة (1/ 99). * معرفة القراء (2/ 489)، تذكرة الحفاظ (4/ 1283)، تاريخ الإسلام (وفيات 538) ط- تدمري، غاية النهاية (2/ 137)، المنتظم (18/ 35). (¬1) المُحَوَّلي: هذه النسبة إلي المحوَّل، وهي قرية علي فرسخين من بغداد (هامش تاريخ الإسلام). * وفيات الأعيان (4/ 386)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 138)، العبر (5/ 92)، تلخيص مجمع الآداب (4/ 3 / 322)، ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (1/ 264)، تاريخ الإسلام (وفيات 622) ط. تدمري، الوافي (3/ 37)، البداية والنهاية (13/ 117)، التاج المكلل (124)، النجوم (6/ 263)، إيضاح المكنون (1/ 193)، الأعلام (6/ 113)، معجم المؤلفين (3/ 274)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 151)، السير (22/ 288)، الشذرات (7/ 179)، مفتاح السعادة (2/ 115)، المنهج الأحمد (4/ 167)، المقصد الأرشد (2/ 406)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 144).

2892 - الشريف

الخضر بن علي بن تيمية الحراني الحنبلي، أبو عبد الله، فخر الدين. ولد: سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: ابن الخشّاب، وأبو الفتح أحمد بن أبي الوفاء وغيرهما. من تلامذته: ابن أخيه الإمام مجد الدين، والجمال يحيى بن الصيرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "كان عارفًا بالتفسير، وله خطب مشهورة وشعر" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الفقيه الحنبلي، الواعظ، المفسر، صاحب الخُطب. شيخ حران وعالمها". وقال: "قلت -أي الذهبي-: كان فخر الدين إمامًا في التفسير، إمامًا في الفقه إمامًا في اللغة" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام العلامة المفتي المفسر الخطيب البارع عالم حران وخطيبها وواعظها" أ. هـ. • العبر: "كان رأسًا في التفسير والوعظ، بليغًا فصيحًا، مفوّهًا، علّامة مفتيا، عديم النظير" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "كان الشيخ فخر الدين رجلًا صالحًا تذكر له كرامات وخوارق وولي الخطابة والإمامة بجامع حران. قال الناصح بن الحنبلي: انتهت إليه رياسة حران، وله خطبة الجمعة، وإمام الجامع، وتدريس المدرسة النورية، وهو واعظ البلد، وله القبول من عوام البلد، والوجاهة عند ملوكها، وكان في ملازمته التفسير والوعظ مع الطريقة الظاهرة الصلاح" أ. هـ. • الوافي: "فقيه واعظ مفسّر، وقرأ العربية. قال شمس الدين: كان إمامًا في الفقه، إمامًا في التفسير، إمامًا في اللغة" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "الواعظ الفقيه الحنبلي، كان فاضلًا، تفقه ببلده علي جماعة وسمع الحديث، وصنف في مذهبه محضرًا، وله خطب مشهورة في غاية الجودة وله نظم حسن ... ولم يزل أمره جاريًا علي صلاح وسداد" أ. هـ. وفاته: سنة (622 هـ)، وقيل (621 هـ) اثنتين وعشرين وقبل: إحدي وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير"، و "تخليص المطلب في تلخيص المذهب" فقه، و"ترغيب القاصد" فقه. 2892 - الشريف * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن الخضر بن الحسين بن علي بن عمر الشريف. ولد: سنة (1293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: سالم بوحاجب، وعمر بن الشيخ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • مشاهير التونسيين: "التحق بجامع الزيتونة وتفقه إلي أن صار من العلماء الأفذاذ. وكان أحد زعماء النهضة الإسلامية أسندت إليه مشيخة ¬

_ * مشاهير التونسيين (347)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 126)، الأعلام (6/ 113)، معجم المؤلفين (3/ 273)، أركان النهضة الأدبية في تونس (39).

الأزهر عام (1952 م) " أ. هـ. • تراجم المؤلفين التونسيين: "كانت عنايته بالأدب واللغة في عهد الطلب بجامع الزيتونة أكثر من غيرها، وكان ينظم الشعر في بعض المناسبات ... وفي سنة (1322 هـ) .. أصدر مجلة "السعادة العظمي" وهي أول مجلة صدرت بتونس، وكان ظهور المجلة حدثًا فكريًا بارزًا اهتز له رجال العلم المحببين للأدب والإصلاح والشباب، وساء المتزمتين ضيقي الأفق، عبّاد القديم، فإن هذه المجلة بدت فيها نزعة إلي حرية النقد، ودعوة إلي احترام التفكير، وتأييد لفتح الاجتهاد: ففي المقال الافتتاحي الذي قدم به المجلة يقول: "إن دعوي أن باب الاجتهاد قد أغلق هي دعوي لا تسمع إلا إذا أيدها دليل يوازن في قوته الدليل الذي فتح به باب الاجتهاد". ومثل هذه الدعوي وأمثالها مما روجته مجلته لم تكن لتلقي القبول والترحيب من وسط الجامدين، ودعاة التمسك بالقديم ... وكانت بذلك مجلبة لكثير مما ناله من الاضطهاد طيلة مقامه بتونس. وكشفت هذه المجلة عن مكانة صاحبها في النثر الفني والعلمي واتجاهه إلي تجديد أغراض الشعر بصوغ القصائد في المعاني الاجتماعية والفلسفية، والتوجيه إلي مسالك النهضة والتحرر والتجدد ... وقال: "أصدرت عليه فرنسا حكمًا بإلإعدام غيابيًا أثناء قيامه في ألمانيا بتحريض المغاربة والتونسيين منهم خاصة علي الثورة ضد الاستعمار الفرنسي .. ". وقال أيضًا: "ولما أصدر الشيخ علي عبد الرازق كتابه (الإسلام وأصول الحكم) لم تحل علاقاته بآل عبد الرازق من قولة الصدق، وبيان وجه الحق والرد علي أحد أفرادهم، ومن الهراء زعم بعضهم أنه ألف الكتاب خدمة لأغراض ملك مصر أحمد فؤاد الذي كان يسعي لمبايعته بمنصب الخلافة الإسلامية بعد إلغائها من تركيا. وكان علي عبد الرازق يرد عليه من طرف خفي، والحقيقة أن ما تضمنه الكتاب آَراء لا يوافق عليها أي عالم مسلم فلم تكد تهدأ العاصفة التي أثارها هذا الكتاب حتى أصدر الدكتور طه حسين سنة (1926 م) كتابه في الشعر الجاهلي، الذي أثار حملة من النقود والردود لأنه زعم أنه يطبق منهج ديكارت علي الشعر الجاهلي، وتطرق إلي أفكار نزول إبراهيم - عليه السلام -، بالحجاز فهو تكذيب صريح للقرآن مما زاد في اشتداد الحملة عليه، وكان من بين الذين تولوا الرد عليه المترجم له في كتابه "نقض كتاب الشعر الجاهلي" أ. هـ. • قلت: ثم ذكر صاحب (تراجم المؤلفين التونسيين) نشاطاته الأدبية واللغوية والدعوي الإسلامية وتأسيس الجمعيات وتحرير المجلات وغيرها من الاهتمامات الوطنية لديه عن الوطن العربي عمومًا وقضايا المغرب العربي خصوصًا ... ويجدر الإشارة إلي أن المترجم له ذو حس وطني وقومي، وهذا معلوم لدي المتأخرين وخاصة في قرننا هذا الاهتمام بجوانب وشعارات الاتجاه القومي في الحرية والنهضة والتجديد مدح الشباب وغيرها التي بدورها طغت علي الروح الإسلامية الصافية، والمنهج الحق. وبيان قول الله

2893 - الأزدي

تعالي في كتابه العزيز، ومعرفة سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وما كان عليه صحابته (رضي الله عنهم جميعًا)، ومن تبعهم بعد ذلك بإحسان من الأئمة المجتهدين ومن جاء بعدهم، فانظر إلي اتجاهات علماء وأساتذة ومفكري هذا القرن وغيرهم إلي ما كان رد فعل للاستعمار وأفكاره وهذه كانت إحدي الدعائم الرئيسية في الاختلاط والبعد عن الدعوي الإسلامية الحق. لا كما يزعمها صاحب (تراجم المؤلفين التونسيين) محمّد محفوظ ولا صاحب الترجمة من الجمود في الدين ولا من كان علي طريقهم إلا بالاعتراف بشيء قد تلقته أجيال هذا القرن من الشجاعة والثبات عن علي القول سيئِهِ وحسنه، والسعي وراء ما ينشدونه قولًا وعملًا، ولكن هذا من جانب أبعد الناس عن معرفة الحق والركون إلي دعوي الإسلام في كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ... والله تعالى هو الهادي إلي خير السبيل. وفاته: سنة (1377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أسرار التنزيل" وهو تفسير لسورة الفاتحة وسورة البقرة وبعض آيات من سورة آل عمران والحج والأنفال، و"القياس في اللغة العربية" و "طائفة القاديانية" وغير ذلك. 2893 - الأزدي * النحوي، اللغوي: محمّد خطاب، أبو عبد الله الأزدي. من مشايخه: أبوه، وأبو عالي القالي، وابن القوطية وغيرهم. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "كان من الأدباء المشهورين والنحاة المذكورين، وكان يختلف إليه في علم العربية أولاد الأكابر وذوي الجلالة، وله مع ذلك شعر مأثور" أ. هـ. • الوافي: "وهذا هو أستاذ أسلم الذي يأتي حديثه في ترجمة ابن كُليب" أ. هـ. وفاته: كان قبل سنة الأربعمائة، وقيل سنة (398 هـ) ثمان وتسعين وثلاثمائة. 2894 - ابن خلصة النحوي * النحوي، اللغوي: محمّد بن خلصة، أبو عبد الله النحوي الشَّذْوَني (¬1) نزيل دانية. من مشايخه: أبو الحسن بن سيده وغيره. من تلامذته: أبو عمر بن شرف، وأبو عبد الله بن مطرِّف وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "كان من النحويين المتصدرين، والأساتيذ المشهورين والشعراء المجودين" أ. هـ. ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 96)، بغية الملتمس (1/ 103)، إنباه الرواة (3/ 124)، تاريخ الإسلام (وفيات قبل 400 هـ) ط. تدمري، الوافي (3/ 41)، بغية الوعاة (1/ 99). * جذوة المقتبس (1/ 97)، الأنساب (3/ 410)، معجم البلدان (3/ 329)، اللباب (2/ 15)، تاريخ الإسلام (وفيات 470 تقريبًا) ط. تدمري، الوافي (3/ 42)، بغية الوعاة (1/ 100). (¬1) قال أبو سعد: الشَّذْوَني: هي من أعمال إشبيلية. كما في معجم البلدان.

2895 - وكيع

وفاته: سنة (470 هـ) سبعين وأربعمائة أو قبلها، قال صاحب الأنساب إنه كان حيًا بعد سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. 2895 - وكيع * المقرئ، النحوي: محمّد بن خلف بن حيان بن صدقة بن زياد، الضبي القاضي المعروف بوكيع، أبو عبد الله. من مشايخه: الحسن بن عرفة، والزبير بن بكار وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن كامل، وأبو علي الصواف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدثنا محمّد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال أبو بكر المعروف بوكيع: حمل أقل الناس عنه نزرًا من الحديث وشيئًا من تصانيفه للين شهر به" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال الدارقطني: كان فاضلًا نبيلًا فصيحًا، من أهل القرآن والفقه والنحو" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "صدوق إن شاء الله" أ. هـ. • البداية: "كان عالمًا فاضلًا عارفًا بأيام الناس، فقيهًا قارئًا، نحويًّا. ولي القضاء بالأهواز" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة جليل" أ. هـ. وفاته: سنة (306 هـ) ست وثلاثمائة. من مصنفاته: له مصنفات منها كتاب "عدد آي القرآن"، وكتاب "الطريق". 2896 - المُحولي * المفسر: محمّد بن خلف بن المَرْزُبان بن بسام، أبو بكر الآجري المحولي (¬1). من مشايخه: محمّد بن أبي السوي الأزدي، وأحمد بن منصور الرمادي، والزبير بن بكار وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن الأنباري، وأبو جعفر بن بريه الهاشمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان أخباريًا مصنفًا، حسن التأليف" أ. هـ. • المنتظم: "كان صدوقًا ثبتًا" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 236)، المنتظم (13/ 186)، إنباه الرواة (3/ 124)، الكامل (8/ 115)، تاريخ الإسلام (وفيات 306) ط. تدمري، السير (14/ 237)، العبر (2/ 133)، ميزان الاعتدال (6/ 135)، البداية والنهاية (11/ 139)، لسان الميزان (5/ 161)، الوافي (3/ 43)، غاية النهاية (2/ 137)، النجوم (3/ 195)، الشذرات (4/ 33)، الأعلام (6/ 114)، معجم المؤلفين (3/ 276)، مقدمة كتابه (أخبار القضاة) الجزء الأول لمحققه. * طبقات المفسرين للداودي (2/ 146)، تاريخ الإسلام (وفيات 309) ط. تدمري، تاريخ بغداد (5/ 237)، الأنساب (5/ 221)، المنتظم (13/ 207)، السير (14/ 264)، العبر (2/ 144)، ميزان الاعتدال (6/ 136)، لسان الميزان (5/ 161)، النجوم (3/ 203)، الشذرات (4/ 49)، كشف الظنون (2/ 26)، الأعلام (6/ 115)، معجم المؤلفين (3/ 277)، الوافي (3/ 44). (¬1) المحولي: قرية غربي بغداد أ. هـ. انظر طبقات الداودي.

2897 - ابن جيان

• السير: "الإمام العلامة الإخباري ... صاحب التصانيف .. وكان صدوقًا" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال الدارقطني: أخباري لين" أ. هـ. وفاته: سنة (309 هـ) تسع وثلاثمائة. من مصنفاته: "الحاوي في علوم القرآن"، و"الحماسة"، و"أخبار الشعراء" وغير ذلك. 2897 - ابن جَيّان * المقرئ: محمّد بن خَلَف بن محمّد بن جَيّان بن الطيب بن زرعة البغدادي الخلّال، أبو بكر. من مشايخه: حامد بن شعيب البَلْخي، وأحمد بن سهل الأُشناني وغيرهما. من تلامذته: البَرْقاني، وحمزة السهمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "الفقيه المقرئ الخلال، ... وكان ثقة" أ. هـ. • السير: "الفقيه المقرئ المحدث. قال حمزة السهمي: كان ثقة جبلًا. ووثقه الخطيب" أ. هـ. وفاته: سنة (371 هـ) إحدي وسبعين وثلاثمائة. 2898 - الأَوْسِي * المفسر: محمّد بن خلف بن موسى الأوسي، أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي الألبيري. ولد: سنة (457 هـ) سبع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن الحسن المرادي، ويوسف بن موسى الكلبي وغيرهما. من تلامذته: أبو الوليد بن خير، وأبو إسحاق بن قرقول وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج المذهب: "كان متكلمًا متحققًا برأي الأشعري، ذاكرًا لكتب الأصول والاعتقاد، مشاركًا في الأدب متقدمًا في الطب" أ. هـ. • شجرة النور: "من أهل إلبيرة، الأديب العالم المحقق الثبت العمدة الإمام المؤلف المدقق" أ. هـ. وفاته: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "الانتصار"، و"النكت والأمالي في النقض علي الغزالي"، و"الإفصاح والبيان في الكلام علي القرآن" وغير ذلك. 2899 - ابن قيلال * النحوي، اللغوي: محمّد بن خلف الهمذاني الغرناطي، أبو بكر يعرف بابن قيلال. ولد: سنة (492 هـ) اثنتين وتسعين وأربعمائة. ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 239)، المنتظم (14/ 287)، السير (16/ 359)، تاريخ الإسلام (وفيات 371) ط. تدمري. * الوافي (3/ 46)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 147)، الأعلام (6/ 115)، تاريخ الإسلام (وفيات 537) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 302)، تكملة الصلة، معجم المؤلفين (3/ 278)، شجرة النور (134). * البغية (1/ 101).

2900 - الإشبيلي

من مشايخه: أبو محمد بن عتّاب وأبو بحر الأسدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: من بيت علم ودين كان عارفًا بالفقه والحديث والنحو واللغة والأدب والشعر والكتابة والطب، مع كرم وخلق وحسن عشرة وبشاشة ... وذكره أصبغ ابن أبي العباس في أدباء مالقة، قال: وكان من جملة الكتاب والأدباء والشعراء والبلغاء وأطنب في الثناء عليها" أ. هـ. وفاته: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف مقامةُ في أهل بلده. 2900 - الإشبيلي * النحوي، المقرئ: محمد بن خلف بن محمّد بن عبد الله بن صاف (¬1) الإشبيلي، أبو بكر اللخمي. ولد: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن شريح بن محمّد، وأبو بكر بن مسعود الخشني وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر القرطبي إمام كلاسة دمشق، وعلي بن محمّد البلوي البلشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "حكي بعضهم أنه أقرأ أكثر من خمسين سنة" أ. هـ. • معرفة الفراء: "أبو بكر الإشبيلي المقرئ النحوي أحد الحُذّاق" أ. هـ. وفاته: سنة (585 هـ)، وقيل: (586 هـ) خمس وثمانين وقيل ست وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح الأشعار الستة"، و"شرح فصيح ثعلب"، و "مسائل في آيات من القرآن". 2901 - ابن نِسْع * المقرئ: محمّد بن خلف بن مروان بن مرزوق ابن أبي الأحوص، أبو عبد الله الزَّناتي البلَنسي المعروف بابن نسْع. ولد: سنة (509 هـ) تسع وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن هذيل وطارق بن يعيش وغيرهما. من تلامذته: أبو محمد عبد الله بن أبي بكر الأبّار وأبو الحسن بن خيرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان مقرئًا صالحًا ورعًا، أخذ عنه الناس وكثيرًا ما كان يسمع كتاب السيرة لعلو إسناده فيه، وكذلك الاستيعاب حتى كان يحفظهما ... وكانت جنازته مشهودة" أ. هـ. ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 538)، إشارة التعيين (310)، معرفة القراء (2/ 555)، السير (21/ 125)، الوافي (3/ 46)، غاية النهاية (2/ 137)، البلغة (196)، بغية الوعاة (1/ 100)، الأعلام (6/ 115)، معجم المؤلفين (3/ 277). (¬1) قال السيوطي في بغية الوعاة بعد أن ذكر اسمه وفيه (ابن صياف) فقال: الصواب في اسم أبيه وجده ما أوردته وذكره الصفدي هكذا، محمّد بن خلف بن محمّد بن عبد الله بن صاف، وهذا خطأ .. نبه عليه ابن الزبير في تكملة الصلة. * معرفة القراء (2/ 581)، تكملة الصلة (2/ 566)، تاريخ الإسلام (وفيات 599) ط- تدمري, غاية النهاية (2/ 138).

2902 - الأبي

• معرفة القراء: "كان موصوفًا بالزهد والصلاح" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ صالح زاهد" أ. هـ. وفاته: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. 2902 - الأُبِّي * المفسر محمّد بن خلفة بن عمر الأُبِّي (¬1) الوشتاتي، أبو عبد الله. من مشايخه: ابن عرفة، والقاضي عمر القلشاني وغيرهما. من تلامذته: ابن ناجي، وأبو حفص القلشاني، وأبو زيد الثعالبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "وصفه ابن حجر بأنه عالم المغرب بالمعقول" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "كان سليم الصدر" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) , وقيل: (828 هـ) سبع وعشرين وقيل: ثمان وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن العظيم" دوّن فيه ما سمعه من دروس شيخه ابن عرفة الذي اعتمد علي ابن عطية والزمخشري وبقية المفسرين واعتمد علي علماء اللغة والأصول والمنطق مع إبداء رأيه، و"إكمال المعلم بشرح صحيح مسلم". 2903 - ابن المُنْصفي * اللغوي: محمّد بن خليل بن محمّد بن طوغان الدمشقي الحريري الحنبلي المعروف بابن المنصفي. ولد: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: ابن المحب، وابن رجب، والشرف بن عساكر وغيرهم. من تلامذته: قال ابن حجر: سمعت منه شيئًا. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "اشتغل في الفقه وشارك في العربية والأصول، حصلت له محنة بسبب مسألة الطلاق المنسوبة لابن تيمية ولم يرجع عن اعتقاده، وكان خيرًا صينًا دينًا. قال ابن حجي: كان فقيهًا محدثًا حافظًا قرأ الكثير وضبط وحرر وأتقن وألف وجمع مع المعرفة التامة. وكان يفتي ويتقشف مع الانجماع ولم يكن الحنابلة ينصفونه. قال: -أي ابن حجي- وفي حال طلبه للعلم يعمل للأزرار في حانوت ثم ترك وأقام بالضيائية ثم الجوزية" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. ¬

_ * البدر الطالع (2/ 169)، شجرة النور (244)، معجم المطبوعات لسركيس (363) , تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 46) , الأعلام (6/ 115)، معجم المؤلفين (3/ 278). (¬1) الأُبِّي: نسبة إلي (أبة) من قري تونس. * إنباء الغمر (4/ 323)، ذيل التقييد (1/ 122)، المقصد الأُرشد (2/ 409)، السحب الوابلة (2/ 913)، الشذرات (9/ 58).

2904 - العز الحاضري

2904 - العز الحاضري * النحوي، اللغوي: محمّد بن خليل بن هلال بن حسن العز أبو البقاء ابن الصلاح الحاضري الحلبي الحنفي. ولد: سنة (747 هـ)، وقيل: (746 هـ) سبع وأربعين وقيل: ست وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: السراج الهندي، وأبو جعفر الأندلسي وغيرهما. من تلامذته: الظهير بن العجمي، والجمال بن العديم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "قال البرهان الحلبي: لا أعلم بالشام كلها مثله ولا بالقاهرة مثل مجموعه في العلم الغزير والتواضع والدين المتين والمحافظ علي الجماعة والذكر والتلاوة والاشتغال بالعلم" أ. هـ. • الضوء: "كان محمود الطريقة مشكور السيرة ولكنه عيب عليه بما صدر منه في إعادة كنيسة سرمين" أ. هـ. • أعلام النبلاء: "قال بعض الآخذين عنه ما ملخصه: كان إمامًا عالمًا بفنون من نحو وصرف وقراءات وفقه وحديث وغيرها سيما العربية متواضعًا طارحًا للتكليف" أ. هـ. وفاته: سنة (824 هـ) أربع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: وضع شرحًا علي توضيح ابن هشام وشذوره، واختصر (جلاء الأفهام) لابن القيم وغيرهما. 2905 - ابن القباقبي * المقرئ: محمّد بن خليل بن أبي بكر بن محمّد الحلبي الأصل الغزي المقدسي المعروف بابن القباقبي، شمس الدين، أبو عبد الله. ولد: سنة (777 هـ)، وقيل: (778 هـ) سبع وسبعين، وقيل: ثمان وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: الفخر البلبيسي، والعز الحاضري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الشذرات: "كان مقرئًا بارعًا صاحب فضائل" أ. هـ. • إعلام النبلاء: "كان إمامًا فاضلًا متقنًا في القراءات جيد الأداء لها ناظمًا ناثرًا مشاركًا في الفضائل" أ. هـ. وفاته: سنة (849 هـ) تسع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "إيضاح الرموز" شرح به منظومته، و"مجمع السرور" في مذاهب القراء الأربعة عشر و"بديعة" عارض بها الصفي الحلي، و"تخميس البردة". ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 446)، الضوء اللامع (7/ 232)، وجيز الكلام (2/ 469)، الشذرات (9/ 244)، إعلام النبلاء (5/ 169)، الأعلام (6/ 117)، معجم المؤلفين (3/ 282). * التبر المسبوك (135)، نظم العقيان (148)، الشذرات (9/ 386)، هدية العارفين (2/ 196)، إعلام النبلاء (5/ 231)، الأعلام (6/ 117)، معجم المؤلفين (3/ 279).

2906 - البصروي

2906 - البُصْروي * النحوي: محمّد بن خليل بن محمّد البصروي الدمشقي الشافعي، محب الدين ابن الإمام غرس الدين، أبو عبد الله. من تلامذته: السيد العباس البدر عبد الرحيم بن الموفق، والعز بن فهد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه، له علم بالنحو والعروض والفرائض" أ. هـ. وفاته: قلت: هناك اختلاف كبير في سنة وفاته فقد ذكر صاحب معجم المؤلفين أن وفاته سنة (809 هـ)، وأما صاحب الضوء اللامع وكذلك الأعلام فذكروا وفاته سنة (889 هـ) عن بضع وستين سنة، ولعل ما قاله الأخير هو الأصح. من مصنفاته: "شرح الخزرجية" في العروض، و"شرح القواعد الكبري لابن هشام" في النحو، و"شرح النبذة الزكية في القواعد الأصلية للبرماوي" في الفقه. 2907 - القاوقجي * المفسر محمّد بن خليل بن إبراهيم، أبو المحاسن القاوقجي. ولد: سنة (1224 هـ) أربع وعشرين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • نشر الرياحين: "عالم بالحديث، فقيه حنفي باحث من أهل طرابلس الشام ولد وتلقي مبادئ العلوم فيها. وتفقه في الأزهر ... كان مسند بلاد الشام في عصره" أ. هـ. • فهرس الفهارس: "وعلي أسانيده اليوم المدار في غالب بلاد مصر والشام والحجاز" أ. هـ. وفاته: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف حاجًّا بمكة. من مصنفاته: له أكثر من (100 كتاب) منها: "ربيع الجنان في تفسير القرآن"، و"تنوير القلوب والأبصار" في الحديث، و"المقاصد السنية في الآداب الصوفية" وغيرها. 2908 - ابن الخير * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي الإشبيلي. ولد: سنة (502 هـ) اثنتين وخمسمائة. من مشايخه: شُريح، وأبو مروان الباجي وغيرهما. من تلامذته: ابن أخته المُعَمَّر أبو الحسين بن السَّراج وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان من الأكثار في تقييد ¬

_ * الضوء اللامع (7/ 237)، وجيز الكلام (3/ 954)، هدية العارفين (2/ 212)، الأعلام (6/ 117)، معجم المؤلفين (3/ 281). * فهرس الفهارس (2/ 938)، معجم المطبوعات لسركيس (1490)، نشر الرياحين (2/ 595)، معجم المؤلفين (3/ 278). * بغية الملتمس (1/ 104)، العبر (4/ 225)، السير (21/ 85)، تذكرة الحفاظ (4/ 1366)، معرفة القراء (2/ 558)، الوافي (3/ 51)، غاية النهاية (2/ 139)، طبقات الحفاظ (483)، بغية الوعاة (1/ 102)، الشذرات (6/ 416)، فهرس الفهارس (1/ 286)، الأعلام (6/ 119)، معجم المؤلفين (3/ 283)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 575 هـ) ط. تدمري.

2909 - أبو الخير الطباع

الآثار والعناية بتحصيل الرواية بحيث يأخذ عن أصحابه الذين شركهم في السماع من شيوخه ... وكان مقرئًا مجودًا ضابطًا محدّثًا جليلًا متقنًا أديبًا نحويًّا لغويًّا واسع المعرفة رضي مأمونًا، كريم العشرة، خيرًا فاضلًا، ما صحب أحدًا ولا صحبه أحد إلا أثني عليه" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان قائمًا علي الصناعتين، مُبرزًا فيهما، نحويًّا، لغويًّا ثقة رضي، إليه المنتهي في التحرير وإتقان الأصول ... " أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أحد المقرئين المحدثين المشهورين بحسن الضبط وإتقان التقييد، مع معرفته بالعربية واللغة والأدب والغريب" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة، قال: في وفاته غير ذلك -أي غير سنة 575 هـ- ولا يصح. من مصنفاته: "فهرسة ما رواه عن شيوخه"، وله نسخة من صحيح مسلم لا تزال محفوظة بفاس كانت من كتب ابن خير، وقد كتب علي هامشها كثيرًا من الفوائد في شرح الغريب من ألفاظه وتفسير بعض معانيه. 2909 - أبو الخير الطّباع * النحوي: محمّد خير، أبو الحسن المعروف بأبي الخير الطبّاع. ولد: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد الحكيم الأفغاني، والشيخ بدر الدين الحسني، ومحمود العطار وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "كان من أهل العلم والأدب المشهود لهم بالدراية المتمكنة في علمي المعقول والمنقول، ميالًا للإصلاح والتقوي" أ. هـ. • تراجم أعيان دمشق للشطي: "فاضل ذكي" أ. هـ. وفاته: سنة (1329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له نظم جمع في "ديوان أبي الحسن"، و"أرجوزة في النحو"، و"أرجوزة في الصرف"، و "فتح العلام" وغير ذلك. 2910 - ابن دُليف * المفسر: محمد بن دليف، أبو عبد الله مولي ابن عبدوس. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "من أهل وشْقَة، كان من العباد المتهجدين ومن أهل العلم والفصاحة، عالمًا بمعاني القرآن وتفسيره ورث من أبيه مالًا عظيمًا فتخلي عنه وفرقه، وكان أبوه مولي لمسعود بن عمروس صاحب وشقة وخرج إلي الحج وانصرف فلزم السياحة والتبتل .. ثم نكح آخرًا .. وجلس للناس يفتيهم ويحدثهم" أ. هـ. وفاته: سنة (335 هـ) خمس وثلاثين وثلاثمائة. ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (1/ 266)، منتخبات التواريخ لدمشق (2/ 713)، تراجم أعيان دمشق للشطي (440)، معجم المطبوعات لسركيس (1625)، الأعلام (6/ 119)، معجم المؤلفين (3/ 283). * ترتيب المدارك (4/ 454)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 147)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 56).

2911 - ابن رافع السلامي

2911 - ابن رافع السلّامي * المقرئ: محمّد بن رافع بن أبي محمّد هجرس بن محمّد بن شافع السلامي الصميدي المصري، تقي الدين أبو المعالي الشافعي. ولد: سنة (704 هـ) أربع وسبعمائة. من مشايخه: تقي الدين بن الصائغ وابن الشحنة وغيرهما كثير. من تلامذته: ابن الجزري والذهبي وغيرهما كثير. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "المحدث العالم الحافظ المفيد (¬1) الرحال المتقن" أ. هـ. • الوافي: "الإمام الحافظ المفيد الرحال ... وهو حسن الود حسن الصحبة مأمون الغيب ثقة ضابط ديّن" أ. هـ. • غاية النهاية: "كانت له يد في معرفة العالي والنازل وأسماء رجال المتأخرين وضبط المؤتلف والمختلف مع الدين والثقة والصيانة وحسن الخط وصحة الضبط" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان ذا صلاح وورع ومعرفة بالفن فائقة، وكان الشيخ تقي الدين السبكي يرجحه على ابن كثير. قال ابن حبيب: إمام مقدم في علم الحديث ودرايته ومميز بمعرفة أسماء ذوي إسناده وروايته ورحل وطلب ... وكان لا يعني بملبس ولا مأكل ولا يدخل فيما أبهم عليه من أمر الدنيا إذا أشكل ويختصر في الاجتماع بالناس، وعنده في طهارة ثوبه وبدنه أيّ وسواس .. ولما توفي المزي أعطاه السبكي مشيخة الحديث النورية وقدمه علي ابن كثير وغيره ولما شغرت الفاضلية عن الذهبي قدمه علي من سواه من المحدثين وذكر لي شيخنا العراقي أن السبكي كان يقدمه لمعرفته بالأجزاء وعنايته بالرحلة والطلب. قلت: والإنصاف أن ابن رافع أقرب إلي وصف الحفظ علي طريقة أهل الحديث من ابن كثير لعنايته بالعوالي والأجزاء والوفيات والمسموعات دون ابن كثير، وابن كثير أقرب إلي الوصف بالحفظ علي طريقة الفقهاء لمعرفته بالمتون الفقهية والتفسيرية دون ابن رافع فيجمع منهما حافظ كامل وقل من يجمعهما بعد أهل العصر الأول ... وكان ابن رافع كثير الإتقان لما يكتبه والتحرير والضبط لما يصنفه، وابتلي بالوسواس في الطهارة حتى أنحل بدنه وأفسد ذهنه وثيابه وتأسف هو علي ذلك، ولم يزل مبتلي حتى مات" أ. هـ. • الوجيز: "أفاد ودرّس مع الصلاح والورع والتحري الزائد بالطهارة وما يكتبه، والتقلل من الاجتماع بالناس والمحاسن الجمة" أ. هـ. ¬

_ * المعجم المختص (156)، الوافي (3/ 68)، ذيل تذكرة الحفاظ (52)، الذيل علي العبر (2/ 352) , غاية النهاية (2/ 139)، السلوك (3/ 1 / 209) , إنباء الغمر (1/ 47)، الدرر (4/ 59)، النجوم (11/ 124)، الوجيز (1/ 193)، الدارس (1/ 94)، الشذرات (8/ 403)، فهرس الفهارس (1/ 440). (¬1) المفيد: هو الذي يفيد الناس الحديث عن المشايخ فيكون عارفًا بهم ويعلو إسنادهم حتى إذا ما جاء الطالب دله علي شيوخ ذلك البلد من ذوي الإسناد العالي وما إليهم. (مقدمة الوفيات لابن رافع).

2912 - الوادي آشي

وفاته: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "ذيل علي تاريخ بغداد" و"الوفيات". 2912 - الوادي آشي * النحوي، اللغوي: محمّد بن رضوان بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أرقم النميري الوادي آشي، أبو يحيي. من مشايخه: جودي بن عبد الرحمن وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان صدرًا شهيرًا، علمًا حسيبًا أصيلًا، جم التحصيل، قوي الإدراك مضطلعًا بالعربية واللغة إمامًا في ذلك، مشاركًا في علوم من الحساب وهيئة وهندسة إلي سرواةٍ وفضل وتواضع ودين ... ولي قضاء بلده وبُرْشانة فحمدت سيرته" أ. هـ. وفاته: سنة (657 هـ) سبع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: مختصر الغريب المصنف وكتاب في أحوال الخيل وغيرهما. 2913 - ابن الرّعّاد * النحوي، اللغوي: محمّد بن رضوان بن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري المحلي، زين الدين المعروف بابن الرعاد. ولد: سنة (658 هـ) ثمان وخمسن وستمائة. من مشايخه: أبو عمرو بن الحاجب وغيره. من تلامذته: الشيخ أبو حيّان وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "أخبرني الشيخ أثير الدين قال: كان المذكور خياطًا بالمحلة من الغربية، وله مشاركة في العربية وأدب لا بأس به وكان في غاية الصيانة والترفع عن أهل الدنيا والتودد إليهم واقتني من صناعة الخياطة من الكتب" أ. هـ. • البغية: "قال الكمال الأدفوي في البدر السافر: كان نحويًّا أديبًا شاعرًا .. وكان خياطًا بالمحلة صينًا مترفعًا عن أبناء الدنيا لا يتردد إليهم" أ. هـ. وفاته: سنة (700 هـ) سبعمائة. 2914 - صالح * المفسر محمّد زكي صالح. ولد: سنة (1878 م). كلام العلماء فيه: • مقدمة كتاب الترتيب والبيان: "من كبار موظفي الحكومة المصرية السابقين، كان مديرًا لإحدي المديريات ولأصباب خاصة اعتزل خدمة الحكومة. وفي سنة (1931 م) انتخب نائبًا بمجلس النواب وفي انتهاء الدورة البرلمانية، آثر التخلي عن النيابة في البرلمان وتوفي علي الدراسة الدينية التي بدأ بها حياته العلمية" أ. هـ. • قلت: بعد اطلاعنا علي كتابه: "الترتيب ¬

_ * البغية (1/ 104). * البغية (1/ 103)، الوافي (3/ 72)، فوات الوفيات (3/ 356). * الترتيب والبيان عن تفصيل آي القرآن- محمد زكي صالح- ط (1) لسنة (1376 هـ -1957 م) شركة مطبعة ومكتبة مصطفي البابي وأولاده بمصر.

2915 - ابن الأعرابي

والبيان" تبين لنا أن المؤلف مؤول علي مذهب الأشعرية والماتريدية في جميع الصفات التي ذكرها في كتابه هذا, وإليك بعض هذه المواضع. 1 - صفة الإتيان قال (1/ 138): في معني قوله تعالي: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}: "أي أمر الله بالعذاب علي أيدي ملائكته". 2 - صفة المجيء (1/ 155): قال في معني قوله تعالي {وَجَاءَ رَبُّكَ}: "جاء أمر ربك، أو تجلت سطوته علي القلوب يوم القيامة". 3 - في معني الاستواء قال (1/ 56 - 159): {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}: استوي أي: قصد خلق السماوات". وفي موضع آخر قال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: استولي عليه وقد شبه لنا تصريفه وتدبيره للعالم باستيلاء الملوك علي عروشهم". وفي موضع آخر قال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: خلق العرش ورفعه واستولي عليه، وهذا كناية عن أنه مالك الملك". 4 - قال في معني اليد (2/ 497): "يداه: قدرته"" أ. هـ. من مصنفاته: "الترتيب والبيان عن تفصيل آي القرآن" وغيرها. 2915 - ابن الأعرابي * اللغوي: محمّد بن زياد بن الأعرابي الهاشمي مولاهم الأحول النسابة, أبو عبد الله. ولد: سنة (150 هـ) خمسين ومائة قال ثعلب: سمعت ابن الأعرابي الهاشمي يقول: ولدت في الليلة التي مات فيها أبو حنيفة. من مشايخه: ابن معاوية الضرير، والقاسم بن معن وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم الحربي، وثعلب، وعثمان الدارمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "قال أبو العباس: قد أملي علي الناس ما يحمل علي أجمال لم ير أحد في علم الشعر أغزر منه" أ. هـ. • المنتظم: "كان ثقة، وكان ليله أحسن ليل" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان يقول: جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء فلا يخطئ من يجعل هذه في موضع هذه وينشد: ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 282)، المنتظم (11/ 172)، الأنساب (1/ 187)، معجم الأدباء (6/ 2530)، الكامل (7/ 25)، إنباه الرواة (3/ 128)، وفيات الأعيان (4/ 306)، السير (10/ 687)، إشارة التعيين (311)، البداية والنهاية (10/ 307)، البلغة (196)، النجوم (2/ 264)، بغية الوعاة (1 / - 105)، الشذرات (3/ 141)، الأعلام (6/ 131)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الرابعة والعشرين) ط. تدمري، الفهرست لابن النديم (75)، الوافي (3/ 79)، روضات الجنات (7/ 270)، كشف الظنون (1/ 198).

2916 - محمد الواسطي

إلى الله أشكو من خليل أودّه ... ثلاث خِلال كلها لي غائضُ بالضاد، ويقول: هكذا سمعت من فصحاء العرب. • تاريخ الإسلام: "كان عجبًا في معرفة لغة العرب والأنساب، وكان أحْول" أ. هـ. • السير: "قال ثعلب: لزمت ابن الأعرابي تسع عشرة سنة، وكان يحضر مجلسه زهاء مئة إنسان، وما رأيت بيده كتابًا قط، انتهي إليه علم اللغة والحفظ" أ. هـ. قال الأزهري: ابن الأعرابي صالح زاهد ورع صدوق، حفظ ما لم يحفظ غيره أ. هـ. إمام اللغة ولم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه، وكان يزعم أن أبا عبيدة والأصمعي لا يعرفان شيئًا. له مصنفات كثيرة أدبية وتاريخ وقبائل، وكان صاحب سنة واتباع" أ. هـ. • الشذرات: "صاحب اللغة، وكان إليه المنتهي في معرفة لسان العرب" أ. هـ. • البغية: "قال ابن الأعرابي: ما رأيت قومًا أكذب علي اللغة من قوم يزعمون أن القرآن مخلوق" أ. هـ. من أقواله: في تاريخ بغداد: "أخبرني الأزهري أخبرنا محمّد بن العباس أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي حدثنا داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الله ما معني قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: هو علي عرشه كما أخبر. قال الرجل ليس كذا هو يا أبا عبد الله إنما معني قوله استوي: استولي. فقال ابن الأعرابي: اسكت ما يدريك هذا؟ العرب لا تقول للرجل استولي علي الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل استولي عليه، والله لا مضاد له، وهو علي عرشه كما أخبر، والاستيلاء بعد المغالبة. قال النابغة: إلا لمثلك أو من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولي علي الأمد" أ. هـ. وفاته: سنة (231 هـ) إحدي وثلاثين ومائتين، وقيل: (230 هـ) ثلاثين ومائتين والأول أصح، توفي بسامراء. من مصنفاته: "أسماء الخيل وفرسانها" في الأدب، و"الفاضل" أدب، و"أبيات المعاني" وغير ذلك. 2916 - محمّد الواسطي * المفسر: محمّد بن زيد الواسطي. من مشايخه: أبو علي الجبائي من رؤوس المعتزلة. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "من جلة المتكلمين وكبارهم أخذ عن أبي علي الجبائي وإليه كان ينتمي، وكان في زمانه عالي الصوت كثير الأصحاب، وقيل: إنه من متكلمي بغداد، وفيهم ¬

_ * الفهرست (218)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 148)، الوافي (3/ 82)، لسان الميزان (5/ 177)، معجم المؤلفين (3/ 308)، كثسف الظنون (1/ 120) و (2/ 1398).

2917 - ابن الزين

يعد وهو الصحيح، وكان ينزل في الفصيل، وكان من أخف عالم الله روحًا، ومع ذلك يقول الشعر هجا نفطويه وقال فيه: منْ سرَّه أن لا يرى فاسقًا ... فليجتنب أن يرى نفطويه أحرقه الله بنصف اسمه ... وصَيّر الباقي صُراخًا عليه ومن طريف قوله في نفطويه أنه كان يقول: من أراد أن يتناهي في الجهل فليتعرف علي مذهب الناشئ، والفقه علي مذهب داود بن علي -أي الظاهري- والنحو علي مذهب نفطويه. قال ونفطويه يتعاطي الكلام علي مذهب الناشيء والفقه علي مذهب داود وهو نفطويه، فهو إذًا نهاية في الجهل" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال مسلمة بن قاسم: كان حنفي الفقه، بغداديًا، وعنه أخذ ابن بنت حامد الاعتزال" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "أحد المتكلمين علي مذهب المعتزلة" أ. هـ. من مصنفاته: كتاب "إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه"، و "الإمامة" وغير ذلك. 2917 - ابن الزَّين * النحوي، المقرئ: محمّد بن زين بن محمّد بن زين بن الطنتدائي النحراري، أبو عبد الله. ولد: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: الفخر البلبيسي، والعز القليوبي، والشمس الفراقي وغيرهم. من تلامذته: الشهاب بن جليدة، والزين جعفر السنهوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: " ... كل ذلك مع الصلاح والزهد وكونه خيرًا منورًا مهابًا ذا أحوال وكرامات. وبلغنا أنه كان أصم فإذا قرئ عليه يدرك الخطأ والصواب بحركات شفاه القارئ لوفورة ذكائه مع صلاحه" أ. هـ. • قلت: ومما نقل عنه في الضوء ما يدل علي أشعريته: "حكي أنه قال في بعض نظمه ما معناه: أن الله يرضي الكفر للكفار فطلبه العيني للإنكار عليه فقال له قد قال جماعة من العلماء إن المراد بالعباد في الآية خاص أي لعباده المؤمنين وذكر ذلك النووي في الأصول والضوابط فأحضر التفاسير فوجد الحق معه فأكرمه وعظمه والبيت المشار إليه هو: ويرض لأهل الكفر كفرًا وإن أبوا ... وما كان مقدورًا فلم يمحه الحذر". وفاته: سنة (845 هـ) خمس وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: له منظومات في القراءات، أفرد بها قراءة كل إمام من السبعة بمنظومة، وشرح (ألفية ابن مالك) نظمًا. ¬

_ * الضوء اللامع (7/ 246)، التبر المسبوك (31)، هدية العارفين (2/ 195)، الأعلام (6/ 133)، معجم المؤلفين (3/ 308).

2918 - المزجاجي

2918 - المزجاجي * النحوي: محمّد بن الزين بن عبد الخالق بن علي المزجاجي الزبيدي الحنفي. من مشايخه: جده عبد الخالق بن علي ولازمه، ولازم والده الزين بن عبد الخالق. كلام العلماء فيه: * نيل الوطر: "وقد ترجمه تلميذه عاكش فقال: حامل لواء العربية في زمانه والمجلى في تحقيق العلوم الآلية على أقرانه، جادت يده في علم النحو حتى كان المرجع لعلماء عصره فيه ... يلبس الخشن من الثياب ويعزل نفسه عن ملاذ الأطعمة جنوحًا إلى الثواب، فهو أعلم أهل الزهادة، والسالك المنهج الواضح من العبادة، وله مشرب في التصوف هني والتفات إلى ذلك المقصد السني، قرأت عليه ولازمته مدة واستفدت من معارفه وأجازني فيما تجوز له روايته ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح بسيط على ملحة الإعراب"، ورسائل في مسائل علمية ... 2919 - الكلبي * المفسر: محمّد بن السَّائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي، الكوفي، أبوالنضر. من مشايخه: جرير، والفرزدق، وأبو صالح وجماعة. من تلامذته: الثوري، وولده هشام وطائفة. كلام العلماء فيه: * الفهرس لابن النديم: "حكي أن سليمان بن علي العباسي ولي البصرة، استقدمه إليها وأجلسه في داره، فجعل يملي على الناس التفسير آيات من القرآن، حتى بلغ إلى آية في (سورة براءة) ففسرها على خلاف المعروف، فقالوا: لا نكتب هذا التفسير، فقال محمد: والله لا أمليت حرفًا حتى يكتب هذا تفسير هذه الآية على ما أنزل الله فرفع ذلك إلى سليمان بن علي، فقال اكتبوا ما يقول ودعوا ما سوى ذلك" أ. هـ. * السير: "المفسر الأخباري. كان رأسًا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث ... وكان الثوري يروي عنه ويُدلسه فيقول: حدثنا أبوالنضر" أ. هـ. ¬

_ * نيل الوطر (2/ 265)، معجم المؤلفين (3/ 308). * طبقات ابن سعد (6/ 358)، الجرح والتعديل (7/ 270)، المجروحين (2/ 253)، وفيات الأعيان (4/ 309)، تهذيب الكمال (25/ 246)، السير (6/ 248)، العبر (1/ 206)، ميزان الاعتدال (6/ 159)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 15) ط. تدمري، الوافي (3/ 83)، تهذيب التهذيب (9/ 157)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 149)، الشذرات (2/ 211)، الأعلام (6/ 133)، معجم المؤلفين (3/ 308).

* ميزان الاعتدال: "يعلى بن عبيد، قال: قال الثوري: اتقوا الكلبي، فقيل: فإنك تروي عنه. قال: أنا أعرف صدقه من كذبه. وقال البخاري: أبو النضر الكلبي تركه يحيى وابن مهدي. ثم قال البخاري: قال علي: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب. وقال ابن معين: قال يحيى بن يعلى، عن أبيه، قال: كنت أختلف إلى الكلبي أقرأ عليه القرآن، فسمعته يقول: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ، فأتيت آل محمّد - صلى الله عليه وسلم - فتفلوا في فيّ، فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: لا والله، لا أروي عنك بعد هذا شيئًا، فتركته. ورواها عبَّاس الدُّوري، عن يحيى بن يعلى، عن زائدة- بدل أبيه. وقال يزيد بن زريع: حدثنا الكلبي -وكان سبائيًا- قال أبو معاوية، قال الأعمش: اتق هذه السبائية، فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذَّابين. قال ابن عدي: وقد حدّث عن الكلبي سفيان وشعبة وجماعة، ورضوه في التفسير، وأما في الحديث فعنده مناكير، وخاصة إذا روى عن أبي صالح، عن ابن عباس. وقال ابن حبان: كان الكلبي سبائيًا من أولئك الذين يقولون إن عليًّا لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلًا كما مُلئت جورًا، وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها. التَّبوذكي، سمعت همامًا يقول: سمعت الكلبي يقول: أنا سبائي. الحسن بن يحيى الرازي الحافظ، حدثنا علي بن المديني، حدثنا بشر بن المفضّل، عن أبي عوانة، سمعت الكلبي يقول: كان جبرائيل يملي الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلاء جعل يُمْلي على علي. أبو عبيد، حدثنا حجاج بن محمد، سمعت الكلبي يقول: حفظتُ القرآن في سبعة أيام. وقال أحمد بن زهير: قلت لأحمد بن حنبل: يحل النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا. عباس، عن ابن معين، قال: الكلبي ليس بثقة. وقال الجوزجاني وغيره: كذاب. وقال الدارقطني وجماعة: متروك. وقال ابن حبان: مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه. يروي عن أبي صالح، عن ابن عباس التفسير. وأبو صالح لم ير ابن عباس، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، فلما احتيج إليه أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها. لا يحل ذكره في الكتب، فكيف الاحتجاج به" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "وقال الدوري عن يحيى بن يعلى المحاربي قال قيل لزائدة ثلاثة لا تروي عنهم ابن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي قال أما ابن أبي ليلى فلست أذكره وأما جابر فكان والله كذابًا يؤمن بالرجعة وأما الكلبي وكنت أختلف إليه فسمعته يقول مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمَّد فتفلوا في فيّ فحفظت ما كنت نسيت فتركته.

2920 - العقعق

وقال الأصمعي عن أبي عوانة سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر فسألته عنه فجحده وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال أشهد أن الكلبي كافر قال فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال سمعته يقول أشهد أنه كافر قال فماذا زعم قال سمعته يقول كان جبريل يوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام النبي لحاجته وجلس علي فأوحى إلى علي فقال يزيد أنا لم أسمعه يقول هذا ولكنني رأيته يضرب صدره ويقول أنا سبائي أنا سبائي. قال العقيلي هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ وقال ابن فضيل عن مغيرة عن إبراهيم أنه قال لمحمد بن السائب ما دمت على هذا الرأي لا تقربنا وكان مرجئًا". ثم قال: "وقال علي بن مسهر عن أبي جناب الكلبي حلف أبو صالح إني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئًا وقال أبو عاصم زعم لي سفيان الثوري قال قال الكلبي ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه. وقال الأصمعي عن قرة بن خالد كانوا يرون أن الكلبي يزرف يعني يكذب وقال يزيد بن هارون كبر الكلبي وغلب عليه النسيان وقال أبو حاتم الناس مجمعون على ترك حديثه هو ذاهب الحديث لا يشتغل به وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال ابن عدي له غير ما ذكرت أحاديث صالحة وخاصة عن أبي صالح وهو معروف بالتفسير وليس لأحد أطول من تفسيره وحدث عنه ثقات من الناس ورضوه في التفسير وأما في الحديث ففيه مناكير ولشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه". ثم قال: "وقال علي بن الجنيد والحاكم أبو أحمد والدارقطني: متروك وقال الجوزجاني كذاب ساقط وقال ابن حبان وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه روى عن ابن صالح التفسير وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس لا يحل الاحتجاج به وقال الساجي متروك الحديث وكان ضعيفًا جدًّا لفرطه في التشيع وقد اتفق ثقات أهل النقل على ذمه وترك الرواية عنه في الأحكام والفروع قال الحاكم أبو عبد الله روى عن أبي صالح أحاديث موضوعة" أ. هـ. * الوافي: "وقد اتهم بالأخوين الكذب والرفض، وهو آية في التفسير واسع العلم على ضعفه. قال ابن عدي: ليس لأحد تفسير أطول من تفسير ابن الكلبي" أ. هـ. وفاته: سنة (146 هـ) ست وأربعين ومائة. من مصنفاته: كتاب في "تفسير القرآن". 2920 - العقعق * النحوي، اللغوي: محمّد بن سالم الأطرابُلسي المعروف بالعقعق (¬1). كلام العلماء فيه * البلغة: "لغوي، نحوي، جدلي، معتزلي، شاعر" أ. هـ. ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 142)، البلغة (197)، بغية الوعاة (1/ 108). (¬1) العقعق: في الأصل طائر في حجم الحمام. أبلق بسواد وبياض صوته يسمى العقعقة وهو نوع من الغربان تتشاءم به العرب.

2921 - المازني

* البغية: "كان معتزليًا" أ. هـ. 2921 - المازني * اللغوي: محمد بن سالم بن نصر الله بن سالم بن واصل القاضي جمال الدين الحموي الشافعي المازني. ولد: سنة (604 هـ) أربع وستمائة. من مشايخه: زكي الدين البرزالي وغيره. من تلامذته: أثير الدين بن حيان وغيره. كلام العلماء فيه: * السير: "العلّامة المتكلم .. كان بارعًا في علوم الأوائل والرياضي .. وكان فاضل عصره في حماه" أ. هـ. * نص مستدرك من كتاب العبر: "كان من أذكياء العالم، وله يد طولى في العقليات" أ. هـ. * الوافي: "أحد الأئمة الأعلام ... برع في العلوم الشرعية والعقلية والأخبار وأيام الناس وصنف ودرَّس وبعد صيته واشتهر اسمه وكان من أذكياء العالم ... وغلب عليه الفكر إلى أن صار يذهل عن أحوال نفسه وعمن يجالسه" أ. هـ. * البغية: "قاضيها الأصولي الإمام العالم ذو الفنون ... ويقال: إنه كان يشتغل في نحو ثلاثين علمًا، وكان غاية في الذكاء وكانت له معرفة بالتاريخ .. سمع منه أثير الدين ابن حيان وقال عنه: وهو من بقايا من رأيناه من أهل العلم الذي ختمت به المائة السابعة وقال الشيخ قطب الدين عبد الكريم الحلبي في حقه: الإمام العالم ذو الفنون، فخر العلوم، كان مفردًا في علم الأصول والعلوم العقلية" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا عالمًا بعلوم كثيرة، خصوصًا العقليات، مفرطًا في الذكاء" أ. هـ. وفاته: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: شرح قصيدة ابن الحاجب في العروض، ومختصر كتاب "الأغاني" وغيرهما. 2922 - الحِفني * النحوي، اللغوي: محمَّد بن سالم بن أحمد الحفني أو (الحفناوي) شمس الدين. ولد: سنة (1101 هـ) إحدى ومائة وألف. من مشايخه: محمَّد بن عبد الله السجلماسي، وعيد بن علي النمرسي، ومصطفى بن أحمد العزيزي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن الطيب القادري، والهلالي، والحصينكي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "المحقق المدقق العارف بالله تعالى قطب وقته أبو المكارم ... وأخذ الطريقة الخلوتية عن القطب مصطفى بن كمال الدين البكري ... كان حسن التقدير ذا فصاحة وبيان شهمًا مهابًا محققًا مدققًا يهرع إليه الناس جميعًا، واشتهرت ¬

_ * الوافي (3/ 85)، البغية (1/ 108)، السير (17/ 190) ط. علوش، الشذرات (7/ 766)، النجوم (8/ 113)، نص مستدرك من كتاب العبر (33)، السلوك (1/ 3 / 851). * سلك الدرر (4/ 49)، الأزهر في ألف عام (1/ 151)، عجائب الآثار (1/ 339)، معجم المطبوعات لسركيس (781)، فهرس الفهارس (1/ 353)، هدية العارفين (2/ 337)، الأعلام (6/ 134).

2923 - ابن السراج

طريقة الخلوتية عنه في مشرق الأرض ومغربها في حياته" أ. هـ. * الأزهر في ألف عام: "كان قطبًا وعلمًا شهيرًا، وأوحد أهل زمانه علمًا وعملًا .. وكان كريم الطبع جدًّا وليس للدنيا عنده قدر" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه شافعي، من علماء العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (1181 هـ) إحدى وثمانين ومائة وألف. من مصنفاته: "الثمرة البهية في أسماء الصحابة البدرية"، و "حاشية على شرح الأشموني" نحو، و"أنفس نفائس الدرر" حاشية على شرح الهمزية لابن حجر الهيتمي. 2923 - ابن السَّراج * النحوي، اللغوي: محمَّد بن السَرّي البغدادي أبو بكر بن السرَّاج صاحب المبرد. من مشايخه: المبرّد وغيره. من تلامذته: أبو القاسم الزجاجي، وأبو سعيد السيرافي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "ثقة" أ. هـ. * المنتظم: "كان أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان أحد الأئمة المشاهير والمجمع على فضله ونبله وجلالة قدره في النحو والآداب، وكان يلثغ في الراء فيجعلها غينًا فأملى يومًا فيه لفظة الراء، فكتبوها بالغين، فقال: لا، بالغاء ولا بالغاء يريد بالراء وجعل يكررها على هذه الصورة" أ. هـ. * السير: "كان يقول الراء غينًا. وله شعر رائق، وكان قد انتهى إليه علم اللسان، وكان مكبًّا على الغناء واللذة، هوي ابن يانس المطرب، وله أخبار سامحه الله" أ. هـ. * الوافي: "كان أديبًا شاعرًا إمامًا في النحو مقبلًا على الطرب والموسيقى عشق ابن يانس المغني" أ. هـ. من أقواله: المنتظم: "وكان كثيرًا ما يتمثل فيما يجري له من الأمور فينشد قائلًا: ولكن بكت قبلي، فهاج لي البكا ... بكاها، فقلت الفضل للمتقدم" أ. هـ. وفيات الأعيان: "رأيت في بعض المجاميع أبياتًا منسوبة إليه ولا أتحقق صحتها وهي سائرة بين الناس في جارية كان يهواها، وهي: مَيَّزْتُ بين جمالها وفعالها ... فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي حَلَفْت لنا أن لا تخون عهودنا ... فكأنما حلفت لنا أن لا تفي ¬

_ * تاريخ بغداد (5/ 319)، المنتظم (13/ 277)، الأنساب (3/ 241)، معجم الأدباء (6/ 2534)، الكامل (8/ 180)، إنباه الرواة (3/ 145)، وفيات الأعيان (4/ 339)، إشارة التعيين (313)، تاريخ الإسلام (وفيات 316) ط. تدمري، السير (14/ 483)، العبر (2/ 165)، الوافي (3/ 86)، البلغة (197)، النجوم (3/ 222)، مفتاح السعادة (1/ 165)، بغية الوعاة (1/ 109)، الشذرات (4/ 79)، هدية العارفين (2/ 30)، روضات الجنات (7/ 299)، الأعلام (6/ 131)، معجم المؤلفين (3/ 312).

2924 - الديباجي

والله لا كلمتها ولو أنها ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي وبعد الفراغ من هذه الترجمة وجدت هذه الأبيات له ولها قصة عجيبة" أ. هـ. قلت: وقد نقل صاحب الشذرات كلام اليافعي حيث قال: يحسن استعارة هذه الأبيات لوصف الدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "أصول العربية"، و"الجمل"، و"شرح كتاب سيبويه"، و"احتجاج القرَّاء". 2924 - الديباجي * النحوي: محمّد بن سعد بن محمّد بن محمّد بن محمَّد الديباجي المروزي. ولد: سنة (517 هـ) سبع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبوه وكان فاضلًا، ولقي الزمخشري وقرأ على تلميذه البقالي. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "شيخ جليل عالم حسن العشرة" أ. هـ. * التكملة لوفيات النقلة: "حدّث بمرو، وقرأ بها الأدب مدة" أ. هـ. * البداية: "كان ثقة عالمًا" أ. هـ. وفاته: سنة (609 هـ) تسع وستمائة. من مصنفاته: شرح "المفصَّل) للزمخشري بكتاب سماه "المحصَّل في شرح المفصَّل"، وصنف في النحو غير ذلك. 2925 - ابن سَعدان * النحوي، المقرئ: محمّد بن سعدان الكوفي الضرير، أبو جعفر. ولد: سنة (161 هـ) إحدى وستين ومائة. من مشايخه: عبد الله بن إدريس، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن واصل وهو من أجل أصحابه وأثبتهم له، ومحمد بن سعد الكاتب الواقدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة، وكان يقرأ في البداية بقراءة حمزة ثم اختار لنفسه، ففسد عليه الأصل والفرع إلا أنه كان نحويًّا" أ. هـ. * إنباه الرواة: "ذكره أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادي في (تسمية قراء أهل مدينة السلام") أ. هـ. * غاية النهاية: "قال الداني: وكان يدلس باسم ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2538)، إنباه الرواة (3/ 139)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 241)، تاريخ ابن الدبيثي (1/ 279)، تاريخ الإسلام (وفيات 609) ط. بشار، الوافي (3/ 89)، البداية والنهاية (13/ 70)، المختصر المحتاج إليه (1/ 151)، بغية الوعاة (1/ 111). * نزهة الألبا (123)، تاريخ بغداد (5/ 324)، المنتظم (11/ 172)، معجم الأدباء (6/ 2537)، الكامل (7/ 26)، إنباه الرواة (3/ 140)، إشارة التعيين (314)، معرفة القراء (1/ 217)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 24) ط. تدمري، الوافي (3/ 92)، نكت الهميان (252)، غاية النهاية (2/ 143)، البلغة (197)، بغية الوعاة (1/ 111)، الأعلام (6/ 137)، معجم المؤلفين (3/ 314).

2926 - أبو جعفر البصير

الكسائي فقال حدثنا أبو هارون الكوفي ... " أ. هـ. * البغية: "كان ابن سعدان من النحاة الكوفيين، صرح به الشيخ أبو حيان في مواضع من شرح التسهيل" أ. هـ. وفاته: سنة (231 هـ) إحدى وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: له كتب في النحو والقراءات منها: "الجامع"، و"المجرَّد" وغيرهما. 2926 - أبو جعفر البصير * النحوي، اللغوي: محمَّد بن سعيد أبو جعفر البصير الموصلي. من تلامذته: عبيد الله بن جعفر الأسدي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان أبو إسحاق الزجاج معجبًا به وكان في النحو ذا قدم ثابتة ... وكان ذكيًا فهمًا له في الشعر رتبة عالية أما في استخراج المعمى والعروض قال له الزجاج يومًا، وقد سأله عن أشياء من العروض: يا أبا جعفر لو رآك الخليل لفرح بك" أ. هـ. * الوافي: "ذكره عبيد الله بن جرو وقال: ولم أسمع كلامًا في العروض أقوى من كلام شيخ شيخنا أبي جعفر محمَّد بن سعيد البصير الموصلي فإنه قد برع في كثير من العلوم" أ. هـ. 2927 - أبو الفرج بن عبدان * المقرئ: محمّد بن سعيد بن عبدان بن سهلان، أبو الفرج، ابن أبي عثمان، الفارسيّ ثم البغدادي. ولد: سنة (287 هـ) سبع وثمانين ومائتين. من مشايخه: يحيى بن محمَّد بن صاعد، والفضل بن إبراهيم الجندي وغيرهما. من تلامذته: تمام الرازي وأبو سليمان بن نزير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "قال الداني: مقرئ متصدر .. " أ. هـ. * المقفى: "قال أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور السلميّ: كان ثقة .. " أ. هـ. وفاته: بعد (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. 2928 - القشيري * النحوي: محمّد بن سعيد بن أبي عتبة القشيري الأندلسي، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو علي البغدادي، وأبو عبد الله الربّاحي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "ذكره أبو عبد الله بن عابد وقال: كان رحمه الله من أهل العلم بصنوف من العلوم مختلفة غامضة كثير الكتب بخطه. لم يجاره أحد في صحة ضبطه وحسن نقله" أ. هـ. وفاته: سنة (377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة. ¬

_ * البغية (1/ 114)، معجم الأدباء (6/ 2539)، الوافي (3/ 104). * غاية النهاية (2/ 144)، المقفى (5/ 670). * الصلة (2/ 452)، إنباه الرواة (3/ 138).

2929 - ابن زرقون

2929 - ابن زَرْقُون * المقرئ: محمّد بن أبي الطيب سعيد بن أحمد بن سعيد بن عبد البر بن مجاهد بن زرقون (¬1)، الأنصاري الأندلسي الإشبيلي المالكي، أبو عبد الله. ولد: سنة (502 هـ) اثنتين وخمسمائة. من مشايخه: خلف بن يوسف الأبرش، والقاضي عياض بن موسى وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن الروميَّة النباتي، والحافظ بن خَلفون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "ولي قضاء سبتة فشُكر، وكان من سروات الرجال فقيهًا مُبرزًا وأديبًا كاملًا، حسن الشارة والهيئة، ليِّن الجانب" أ. هـ. * السير: "قال في ذكر اسمه: الشيخ ... ، المقرئ بقية السَّلف" أ. هـ. * العبر: "كان فقيهًا مبرزًا سريًا بصيرًا بالحديث" أ. هـ. * الديباج: "كان حافظًا للفقه، مبرزًا فيه، مع البراعة في الأدب، والمشاركة في قرض الشعر، صبورًا على الجلوس للإسماع، مع الكَبْرة، يتكلف ذلك وإن شقَّ عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "الأنوار" جمع فيه بين "المنتقى والاستذكار"، وجمع أيضًا بين "الترمذي" و"سنن أبي داود". 2930 - المرادي * المقرئ: محمّد بن سعيد بن محمّد أبو عبد الله المرادي المرسي. ولد: سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن هذيل وأبو علي بن عُريب وغيرهما. من تلامذته: علم الدين القاسم بن أحمد اللورقي وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان خيرًا فاضلًا أقرأ القرآن وأسمع الحديث، وأخذ عنه الناس كثيرًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ فاضل متصدر ثقة ماهر" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة للمنذري (1/ 141)، تكملة الصلة (2/ 541)، السير (21/ 147)، العبر (4/ 258)، تذكرة الحفاظ (4/ 1360)، الوافي (3/ 102)، غاية النهاية (2/ 143)، النجوم (6/ 112)، الديباج المذهب (2/ 259)، الأعلام (6/ 139)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 586 هـ) ط. تدمري. (¬1) زرقون: لقب لسعيد والد جده، لقب به لشدة حمرته. * معرفة القراء (2/ 594)، تكملة الصلة (2/ 578)، تاريخ الإسلام (وفيات 606)، غاية النهاية (2/ 145)، العبر (5/ 18).

2931 - الدبيثي

2931 - الدُّبَيثي * المقرئ: محمّد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي الحجاج بن محمّد بن الحجاج بن مهلهل بن مقلد، أبو عبد الله الدبيثي الشافعي. ولد: سنة (558 هـ) ثمان وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو طالب محمَّد بن علي الكتَّاني، وهبة الله بن قسَّام، وابن الباقلاني وغيرهم. من تلامذته: ابن النجار وابن نقطة والبرزالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * التكملة للمنذري: "كان أحد الحفاظ المشهورين والنبلاء المذكورين نحرير الفضل .. " أ. هـ. * السير: "الإمام العالم الثقة الحافظ شيخ القراء وحجة المحدثين .. صاحب التصانيف .. كان مشرف الأوقاف ومن كبراء العدول ... قال ابن النجار: سكن أبو عبد الله بغداد وحدّث بتصانيفه وقل أن جمع شيئًا إلا وأكثره على ذهنه ... صحبته عدة سنين فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة وما رأت عيناي مثله في حفظ السير والتواريخ وأيام الناس. رحمه الله انتهى ولقد مات عديم النظير في فنه" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "قال ابن نقطة: له معرفة وحفظ، وقال ابن النجار: أضرَّ ابن الدبيثي بآخرة" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان حافظًا ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "ذيل تاريخ بغداد" و "تاريخ ابن الدبيثي" وغير ذلك. 2932 - الطرّاز * المقرئ: محمَّد بن سعيد بن علي بن يوسف، أبو عبد الله، الأنصاري الأندلسي الغرناطي. ولد: سنة (588 هـ) ثمان وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: القاضي أبو القاسم بن سمحون وأبو عبد الله بن إدريس النحوي وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الطنجالي، وحُميد القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "المقرئ العلامة ... قال ابن الزبير: وكانت جنازته من أحفل جنازة شاهدتها، وقضى ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (3/ 528)، وفيات الأعيان (4/ 394)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 13)، تاريخ إربل (1/ 194)، السير (23/ 68)، العبر (5/ 154)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 637) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1414)، معرفة القراء (2/ 627)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 61)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 541)، الوافي (3/ 102)، تبصير المنتبه (2/ 568)، غاية النهاية (2/ 145)، النجوم (6/ 317)، مفتاح السعادة (1/ 260)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 107)، طبقات الحفاظ (496)، الشذرات (7/ 324)، التاج المكلل (130)، الأعلام (6/ 139)، معجم المؤلفين (3/ 325)، مقدمة كتاب "ذيل تاريخ بغداد" لمحققه بشار عواد. * السير (23/ 258)، الديباج المذهب (2/ 277)، غاية النهاية (2/ 144)، درة الحجال (2/ 49)، شجرة النور الزكية (182).

2933 - ابن الجنان الشاطبي

أن لا يقرأ ولا يبنى عليه وكان ممن وضع الله له وُدًا في قلوب عباده، معظمًا عند جميع الناس خصوصًا في غير بلده، ولقد كان من أشد الناس غيرةُ على السنة وأهلها. وأبغضهم في أهل الأهواء والبدع. انتهى .. " أ. هـ. * الديباج: "كان مقرئًا جليلًا ومحدثًا عاقلًا، عارفًا بالأسانيد والطرق والرجال، وطبقاتهم، عارفًا بالقراءات، ومختلف الروايات، ماهرًا في صناعة التجويد مشاركًا في علم العربية والفقه والأصول، ثقة فيما روى، عدلًا ممن يُرجع إليه فيما قيد وضبط .. " أ. هـ. * شجرة النور: "الإمام العالم الجليل المحدث الراوية المعروف بالضبط والإتقان .. " أ. هـ. وفاته: سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مصنفاته: له تآليف كثيرة وكتب بخطه كثيرًا وتجرد بآخر عمره إلى كتاب "مشارق الأنوار" للقاضي عياض .. 2933 - ابن الجنّان الشاطبي * النحوي، اللغوي: محمد بن سعيد بن محمَّد بن هشام بن عبد الحق بن خلف بن مفرج بن سعيد بن الجنّان، أبو الوليد الكناني الشاطبي، فخر الدين الحنفي. ولد: سنة (615 هـ) خمس عشرة وستمائة. من مشايخه: تقي الدين بن دقيق العيد والحافظ شرف الدين الدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نفح الطيب: "العالم الجليل .. معروف في الشاطبة بفخر الدين ومتصدر في أئمة النحويين كان عالمًا فاضلًا، دمث الأخلاق، كريم الشمائل كثير الاحتمال، واسع الصدر .. أخذ عن الشيخ كمال الدين بن العديم وولده قاضي القضاة مجد الدين، فاجتذبوه إليهم وصار حنفي المذهب له مشاركة في علوم كثيرة" أ. هـ. * المقفى: "الإمام العالم ... قال فيه أبو الفضل محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر في "الشعراء العصرية": صاحب النظم الرائق والنثر الفائق، وله علم بالنحو وفنون الأدب .. وكان فيه دُعابة ومزح وله أدب بارع وشعر رائق .. " أ. هـ. وفاته: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة. 2934 - الكازرُوني * النحوي، اللغوي: محمَّد بن سعيد بن مسعود بن محمَّد بن مسعود بن محمَّد بن علي بن أحمد بن عمر بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن محمد، أبو عبد الله النيسابوري الكازروني نسيم الدين الشافعي. ولد: سنة (735 هـ) خمس وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه والمزي وغيرهما. من تلامذته: قال السيوطي: "روى لنا عنه جماعة من شيوخنا المكيين" أ. هـ. ¬

_ * فوات الوفيات (3/ 263)، الوافي (1/ 175) وذكر اسمه محمَّد بن محمد، الجواهر المضية (3/ 160)، المغرب في حلى المغرب (2/ 383)، المقفى (2/ 675)، البغية (1/ 112)، نفح الطيب (2/ 335). * إنباء الغمر (4/ 84)، الضوء (10/ 22)، بغية الوعاة (1/ 113)، شذرات الذهب (9/ 23).

2935 - المرغيثي

كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "برع في العربية وشارك في الفقه وغيره مشاركة حسنة مع عبادة ونسك وخلق رضي. كان حسن التعليم غاية في الورع في عصرنا وانتفع به أهل مكة ومات ببلاده بلار .. " أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. 2935 - المرغيثي * النحوي: محمَّد بن سعيد بن محمَّد بن يحيى بن أحمد بن أبي بكر المرغيثي السوسي المراكشي. ولد: سنة (1007 هـ) سبع وألف. من مشايخه: عبد الله بن طاهر، وعيسى السكتاني وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن المعطي الشرقي وغيره. كلام العلماء فيه: * أعلام مراكش: "كان إمامًا في علم الحديث والسير له اليد الطولى في ذلك وإليه المرجع فيما هنالك مع المشاركة في العلوم الأُخر والدين المتين والورع التام. إمام عالم صوفي .. " أ. هـ. * خلاصة الأثر: "وأخذ عنه عالم لا يحصون وتخرج به في طريق التصوف كثيرون ولازمه أفاضل عصره من المغرب الأقصى والأدنى .. " أ. هـ. * السعادة الأبدية: "قال الإمام الأفراني قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عبد الحي الحلبي في شرحه على مناجاة البرناوي ما صورته: وأدركت الإمام العالم الصوفي سيدي محمَّد بن سعيد المرغيثي السوسي بجامع المواسين من مراكش وكان يعبد الله بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس بالفكرة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1089 هـ) وقيل: (1090 هـ) تسع وثمانين، وقيل: تسعين وألف. من مصنفاته: "منظومة في التنجيم" و"منظومة في التصوف" و"منظومة في النحو" و"موافقة العقول في التوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم -" وغيرها. 2936 - الخُليدي * النحوي: محمَّد سعيد شمس الدين بشارة، أبو المكارم البركة بن أحمد الخُليدي المكي الحنفي. من مشايخه: العلامة عبد المنعم قاضي مكة الحنفي، والشيخ حمزة عاشور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نشر الرياحين: "كان إمامًا محققًا مدققًا محدثًا مفسرًا زاهدًا تقيًا، ماهرًا في علم الحرف" أ. هـ. وفاته: سنة (1282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: رسالة في النحو، وشرح على أسماء الله الحسنى وغيرهما. ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 472)، المعسول (10/ 185)، أعلام مراكش (4/ 319)، هدية العارفين (2/ 296)، إيضاح المكنون (1/ 85)، (2/ 451، 452)، الأعلام (6/ 139)، معجم المؤلفين (3/ 324)، السعادة الأبدية (96). * نشر الرياحين (2/ 581).

2937 - الأخفش

2937 - الأخفش * النحوي: محمّد سعيد البغدادي الملقب بالأخفش. من مشايخه: العلامة الآلوسي وغيره. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "نحوي من أهل بغداد. كان كثير المزاح والمجون في كلامه ونظمه" أ. هـ. * أعيان القرن الثالث عشر: "كان محبًا للآداب، وله شعر حسن أخذته يد التلف، كان كثير المزاح واللطائف" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (1283 هـ)، وقيل: (1280 هـ) ثلاث وثمانين وقيل: ثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: له "شرح ألفية السيوطي" في النحو. 2938 - ابن سفيان * المقرئ: محمَّد بن سفيان الهوَّاري القيرواني، أبو عبد الله المالكي. من مشايخه: أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله وأبو الحسن القابسي وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر القصري، والحسن بن علي الجلولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ترتيب المدراك: "قال حاتم الطرابلسي: كان رجلًا عاقلًا فهمًا، حلوًا متقللًا" أ. هـ. * الديباج: "كان الغالب عليه علم القرآن ... قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهم، وحفظ، وعفاف انتهى". * غاية النهاية: "الفقيه المالكي صاحب كتاب الهادي أستاذ حاذق ... وكان ذا فهم وحفظ وستر وعفاف" أ. هـ. * المقفى: "وكان من العلماء العاملين .. " أ. هـ. * مشاهير التونسيين: "ولد بالقيروان وبها تفقه واشتغل بالتدريس مدة ثم سافر للحج وجاور بمكة وتوفي بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع ... " أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "الهادي" في القراءات، و"اختلاف قراء الأمصار في عد آي القرآن". 2939 - محمَّد بن سلّام * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن سلّام بن عبيد الله بن سالم الجُمَحي بالولاء أبو عبد الله. ¬

_ * الأعلام (6/ 141)، أعيان القرن الثالث عشر (188)، معجم المؤلفين (3/ 317). * ترتيب المدارك (4/ 712)، معرفة القراء (1/ 380)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 485) ط. تدمري، العبر (3/ 120)، الوافي (3/ 114)، الديباج (2/ 235) و (2/ 304)، المقفى (5/ 681)، الشذرات (5/ 80)، الأعلام (6/ 146)، معجم المؤلفين (3/ 326)، مشاهير التونسيين (373)، غاية النهاية (2/ 147). * تاريخ بغداد (5/ 327)، الأنساب (2/ 85)، معجم الأدباء (6/ 2540)، الكامل (7/ 26)، اللباب (1/ 236)، إنباه الرواة (3/ 143)، السير (10/ 651)، ميزان الاعتدال (6/ 170)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 232) ط. تدمري، العبر (1/ 409)، الوافي (3/ 114)، البداية والنهاية (10/ 308)، لسان الميزان (5/ 187)، النجوم (2/ 260)، بغية الوعاة (1/ 115)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 156)، الشذرات (3/ 142)، الأعلام (6/ 146)، معجم المؤلفين (3/ 326).

2940 - القضاعي

ولد: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مشايخه: حمَّاد بن سلمة ومبارك بن فضالة وأبو عوانة وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن أبي خيثمة وثعلب وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال ابن قانع: كان أديبًا عالمًا عارفًا بارعًا. وقال صالح جَزَرَة: صدوق" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال محمّد بن أبي خيثمة: سمعت أبي يقول: لا يكتب عن محمّد بن سلَّام الحديث، رجلٌ يرمى بالقدر، إنما يكتب عنه الشعر فأما الحديث فلا" أ. هـ. * الأعلام: "إمام في الأدب من أهل البصرة .. كان يقول بالقدر. فقال أهل الحديث: يكتب عنه الشعر، أما الحديث فلا" أ. هـ. من أقواله: في تاريخ الإسلام: "قال الحسين بن فَهُم: قدم علينا محمّد بن سلَّام بغداد سنة اثنتين وثلاثين، فاعتلّ علة شديدة فأهدى إليه الرؤساء أطباءهم وكان منهم ابن ماسُويه. فلما رآه قال: ما أرى من العلة كما أرى من الجَزَع. فقال: والله ما ذاك بحرصٍ على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلمه، فقال: لا تجزع فقد رأيت في عرَقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما إن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين أخرى، قال ابن فهم: فوافق كلامه قدرًا فعاش كذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: "طبقات الشعراء الجاهليين والإسلاميين" و"غريب القرآن" وغيرها. 2940 - القُضَاعي * المفسر: محمَّد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون، أبو عبد الله القضاعي، الشافعي. من مشايخه: أبو مسلم محمَّد بن أحمد الكاتب، وأحمد بن ثرْثال وغيرهما. من تلامذته: الحُميدي، وأبو سعد عبد الجليل السَّاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الإكمال: "كان متفننًا في عدَّة علوم، ولم أرَ بمصر من يجري مجراه. قال السّلفي: كان من الثقات الأثبات، شافعي المذهب والاعتقاد مَرْضي الجملة انتهى .. ". * طبقات الشافعية للسبكي: "وقد ذهب إلى الروم رسولًا، ومن عجيب ما اتفق له، أنه لقي شيخًا بمدينة القسطنطينية فسمع منه بها ثم حدث عنه" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "قال ابن عساكر: ثقة أمين .. " أ. هـ. * الأعلام: "مؤرخ مفسر، من علماء الشافعية. ¬

_ * الإكمال (7/ 147)، الأنساب (4/ 516)، الكامل (10/ 23)، اللباب (2/ 269)، وفيات الأعيان (4/ 212)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (22/ 214)، السير (18/ 92)، العبر (3/ 233)، الوافي (3/ 116)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 150)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 156)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 157)، الشذرات (5/ 230)، هدية العارفين (2/ 71)، الأعلام (6/ 146)، معجم المؤلفين (3/ 327)، مقدمة مسند الشهاب بقلم حمدي السلفي ط -مؤسسة الرسالة- بيروت.

2941 - محمد الضرير

كان كاتبًا للوزير الجرجرائي (علي بن أحمد) بمصر أيام الفاطميين ... " أ. هـ. * قلت: ومن مقدمة "مسند الشهاب" للقضاعي، بقلم حمدي السلفي قال: "أما أخلاقه وسيرته، فقد اتفق المترجمون على أنه كان محمود السيرة زاهدًا خيرًا، يتعهد المساكين ببره وصدقاته، وذكروا عنه أنه كان يبعث أولاده بالليل إلى بيوت الأرامل بالصدقات، وإذا أعجبه طعام تصدق به، وحسبه أن يقول عنه السخاوي: وشهرته تغني عن الإطناب في مناقبه" أ. هـ. وفاته: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة. قلت: نبه الداودي في طبقاته إلى وهم ابن عساكر في تاريخ وفاته حيث ذكر أن وفاته سنة (452 هـ) انتهى. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"الشهاب في المواعظ والآداب" و"ألف ومائتا كلمة من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" وهو كتابه "شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب والأحاديث النبوية" وغيرها. 2941 - محمَّد الضرير * المفسر محمّد بن سلامة بن إبراهيم بن خليل بن محمّد، الضرير الإسكندري المالكي. من مشايخه: أحمد بن السندوبي، ومحمد الخراشي، وعبد الباقي الزرقاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "العلامة المفسر النحرير المُفْتَنّ" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر شاعر .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر محدث ناظم" أ. هـ. وفاته: سنة (1149 هـ) تسع وأربعين ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" نظمًا سماه "تحفة الفقير في بعض ما جاء في التفسير" و"فيض الباري في شرح الحزب الأعظم" لعلي القاري. 2942 - الرشيدي * المفسر، المقرئ: محمَّد بن سلامة بن عبد الخالق بن حسن الجمل، الرشيدي الشافعي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فاضل مصري ... " أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1300 هـ) ثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له رسائل منها "عمدة البيان في زبدة نواسخ القرآن" و"قراءة الكسائي" و"غيث نفع الطالبين" في التجويد. 2943 - الخطَّابّي * النحوي، المقرئ: محمَّد بن سلطان بن أبي غالب بن الخطاب، أبو غالب جمال الدين الواسطي الخطّابي. من مشايخه: أبو محمد الخشّاب، وأبو البركات بن الأنباري وغيرهما. ¬

_ * سلك الدرر (4/ 123)، عجائب الآثار (1/ 239)، هدية العارفين (2/ 322)، الأعلام (6/ 146)، معجم المؤلفين (3/ 327). * الأعلام (6/ 146)، معجم المؤلفين (3/ 328). * الوافي (3/ 118)، المقفى (5/ 683)، البغية (1/ 115).

2944 - أبو طاهر البعلبكي

من تلامذته: أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصري الحافظ وغيره. كلام العلماء فيه: * المقفى: "المقرئ النحوي من أهل النبل من بلاد واسط، قدم بغداد وقرأ بها الأدب" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (595 هـ) خمس وتسعين وخمسمائة. 2944 - أبو طاهر البعلبكي * المقرئ: محمَّد بن سليمان بن أحمد بن محمَّد بن ذكوان أبو طاهر البعلبكي. ولد: سنة (264 هـ) أربع وستين ومائتين. من مشايخه: هارون بن موسى الأخفش وزكريا بن يحيى خياط السنة وغيرهما. من تلامذته: عبد الباقي بن الحسن وجعفر بن أحمد بن الفضل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "شيخ معمر عالي الإسناد ... وإنما جلس يؤدب بباب جامع صيدا قبل موته بعامين لأنه احتاج" أ. هـ. * الوافي: "وكان ثقة" أ. هـ. * الغاية: "مقرئ معمر عالي السند صالح ... قال الداني: قال لي أبو الفتح: قال لي عبد الباقي: لم يمكن أبو طاهر من نفسه في أخذ القرآن على أحد فلما كان قبل موته بسنين احتاج إلى تعليم الصبيان فكان يعلم بباب الجامع بصيدا .. ولولا ما لحقه من الإقلال لكان على الامتناع من الأخذ" أ. هـ. وفاته: سنة (354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة، وقيل (360 هـ) ستين وثلاثمائة. 2945 - الصُّعْلُوكي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمَّد بن سليمان العجلي الصعلوكي النيسابوري، الحنفي نسبًا، الشافعي مذهبًا. ولد: سنة (290 هـ) وقيل: (296 هـ) تسعين، وقيل: ست وتسعين ومائتين. من مشايخه: ابن خريمة، وأبو العباس السراج وغيرهما. من تلامذته: ابنه أبو الطيب وفقهاء نيسابور. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفال وأبي بكر الصّعلوكي أيّهما أرجح؟ فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل. وقال الصاحب إسماعيل بن عبّاد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا أرى مثل نفسه. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 316)، تاريخ الإسلام (وفيات 360)، الوافي (3/ 125)، غاية النهاية (2/ 148)، الشذرات (4/ 317). * الأنساب (3/ 539)، اللباب (2/ 55)، وفيات الأعيان (4/ 204)، السير (16/ 235)، العبر (2/ 352)، تاريخ الإسلام (وفيات 369) ط. تدمري، طبقات الصوفية (359) فيه بعض أقواله وليست ترجمة، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 167)، مفتاح السعادة (2/ 177)، النجوم (4/ 136)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 152)، الشذرات (4/ 374)، طبقات الشافعية (92)، الأعلام (6/ 149).

2946 - ابن أخت غانم

وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأجدل من رأينا من الشّافعيين بخُراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نحوي، كاتب، عروضي، محب للفقراء. وقال أبو إسحاق الشيرازي: أبو سهل الصّعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المروزي، مات آخر سنة تسع وستين، وكان فقيهًا، أديبًا، شاعرًا، متكلمًا، مفسرًا، صوفيًا، كاتبًا ... قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنه قال: إذا نوى غسل الجنابة والجمعة معًا لا يجزئه لواحد. وقال بوجوب النية لإزالة النجاسة. وقد نقل الماوردي، وأبو محمد البغوي للإجماع أنها لا تشترط. وقال [أبو] العباس الفسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدمًا في علم الصوفية، صحب الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف. قلت: مناقبه جمة، ومنها ما رواه القشيري أنه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: "الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بمُحال". وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قِفل ولا مفتاح، ولا صرَرْت على فضة ولا ذهب قط. وسمعته يُسأل عن التصوف فقال: الإعراض عن الاعتراض وسمعته يقول: من قال لشيخه: "لم"، لا يفلح أبدًا .. " أ. هـ. * الشذرات: "قال فيه الحاكم: أبو سهل الصعلوكي الشافعي اللغوي المفسر النحوي المتكلم المفتي الصوفي حبر زمانه وبقية أقرانه" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه شافعي من العلماء بالأدب والتفسير .. " أ. هـ. وفاته: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. 2946 - ابن أخت غانِم * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمَّد بن سليمان النفزيّ الملاسيّ، أبو عبد الله، المعروف بابن أخت غانم. ولد: سنة (473 هـ) ثلاث وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: خاله غانم بن وليد الأديب، وأبو المطرف الشعبي وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "فقيه، أديب، نحوي، مقرئ، محدث ... وكان من المتقدمين. في الإقراء لكتب العربية واللغة .. " أ. هـ. * الصلة: "قدم قرطبة غير مرة ... وكان ضعيف الخط" أ. هـ. وفاته: سنة (525 هـ) خمس وعشرين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الملتمس (14/ 108)، الصلة (2/ 549)، غاية النهاية (1/ 148).

2947 - أبو نصر البغدادي

2947 - أبو نصر البغدادي * النحوي، اللغوي: محمّد بن سليمان بن قطرش وقيل قتلمش بن تركان شاه، أبو نصر البغدادي السمرقندي. ولد: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة. من تلامذته: ابن النجار وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أحد أدباء عصرنا وأعيان أولي الفضل بمصرنا ... كانت له اليد الباسطة في حل إقليدس وعلم الهندسة مع اختصاصه التام بالنحو واللغة وأخبار الأمم والأشعار خلف له والده أموالًا كثيرة فضيعها في القمار واللعب بالنرد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من أولاد الأمراء .. وكان أديبًا فاضلًا، أخباريًا علّامة، لغويًّا متفننًا، مليح الكتابة إلا أنه كان قليل الدين لا يعتقد شيئًا، قاله ابن النجار وقال: حكى لي عنه أنه كان يفطر في رمضان ولا يصلي ويرتكب المحرمات، ويذهب مذهب الفلاسفة" أ. هـ. * الوافي: "وكان مغرى بالقمار والنرد لا يكاد يفارق ذلك إلّا إذا لم يجد من يساعده على ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. من مصنفاته: التبر المسبوك والوشي المحبوك. 2948 - ابن أبي الربيع * المفسر، المقرئ: محمَّد بن سليمان بن محمَّد المعافري، أبو عبد الله الشاطبي، ويعرف بابن أبي الربيع. ولد: سنة (585 هـ) خمس وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله محمَّد بن سعادة الشاطبي، والواسطي وغيرهما. من تلامذته: عبد الكريم بن عبد الباري الصعيدي وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "سمع من السِّلفي وقرأ بها -أي الإسكندرية- وقصده الناس للتبرك والصلاح ولبسوا منه خرقة التصوف" أ. هـ. * المقفى: "وانقطع لعبادة الله تعالى في تربة الشيخ أبي العباس الرأس المعروف برباط سوار من الإسكندرية .. " أ. هـ. * نفح الطيب: "أحد أولياء الله تعالى، شيخ الصالحين، صاحب الكرامات المشهورة، جمع بين العلم والعمل والورع والزهد والانقطاع إلى الله تعالى والتخلي عن الناس والتمسك بطريقة السلف .. " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (672 هـ) وقيل: (673 هـ) اثنتين ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 620)، معجم الأدباء (6/ 2541)، الوافي (3/ 125)، فوات الوفيات (3/ 369)، البداية والنهاية (13/ 102)، البغية (1/ 115). * الوافي (3/ 128)، غاية النهاية (2/ 149)، النجوم (7/ 245، 243)، المقفى (5/ 696)، نفح الطيب (2/ 355)، إيضاح المكنون (1/ 55، 401)، هدية العارفين (2/ 129)، الأعلام (6/ 150)، معجم المؤلفين (3/ 335)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 150).

2949 - ابن النقيب

وسبعين وقيل ثلاث وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "اللمعة الجامعة في العلوم النافعة، في تفسير القرآن العزيز وكتاب "شرح المراتب والمنازل في معرفة العالي من القراءات والنازل" و"المنهج المفيد فيما يلزم الشيخ والمريد" وغيرها. 2949 - ابن النَّقِيب * المفسر محمّد بن سليمان بن الحسن بن الحسين أبو عبد الله، البلخي المقدسي جمال الدين الحنفي. ولد: سنة (611 هـ) إحدى عشرة وستمائة. من مشايخه: يوسف بن المَحِيليّ وغيره. كلام العلماء فيه: * فوات الوفيات: "أحد الأئمة ... وكان صالحًا زاهدًا متواضعًا عديم التكلف، وصرف همته إلى التفسير ... " أ. هـ. * العبر: "وكان إمامًا زاهدًا عابدًا مقصودًا بالزيارة، متبركًا به أمَّارًا بالمعروف كبير القدر" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان أمَّارًا بالمعروف ونهّاءً عن المنكر لا يخاف من ذي سطوة، أنكر علي الأمير علم الدين سنجر الشجاعي، وقال له: أنت ظالم، لا تخاف الله فاحتمله وهابه وطلب رضاه .. " أ. هـ. * عقد الجمان: "الشيخ الإمام العالم الزاهد .. كان فاضلًا في التفسير ... وكان الناس يقصدونه للزيارة بالقدس ويتبركون بدعائه" أ. هـ. * المقفى: "برع في علوم التفسير حتى صار إمامًا عالمًا وفقيهًا حنفيًا فاضلًا ... وقال الشعر على طريق التصوف وله قصيدة في هذا المعنى .. ".أهـ. وفاته: سنة (698 هـ) ثمان وتسعين وستمائة. من مصنفاته: صنف تفسير حافلًا سماه "التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير" جمع فيه خمسين مصنفًا وذكر فيه، أسباب النزول والقراءات والإعراب واللغة والحقائق وعلم الباطن إنه في خمسين مجلدة -قلت: ذكر المقريزي أنه بلغ سبعًا وتسعين مجلدة، ولعل الفرق في مقدار المجلدة انتهى- وله قصيدة في التصوف سماها "منهاج العارف المتقي ومعراج السالك المرتقي". 2950 - الحِكْري * المقرئ: محمَّد بن سليمان المقدسي الحِكري، أبو عبد الله شمس الدين. من مشايخه: البرهان الحكري وغيره. من تلامذته: برهان الدين بن زقاعة الغزي وغيره. ¬

_ * فوات الوفيات (3/ 382)، العبر (5/ 389)، الوافي (3/ 136)، الجواهر المضية (3/ 165)، المقفى (5/ 689)، السلوك (1/ 3: 881)، النجوم (8/ 188)، عقد الجمان (3/ 473)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 149)، شذرات الذهب (7/ 773)، الأعلام (6/ 150). * الدرر الكامنة (4/ 71)، إنباء الغمر (2/ 40)، النجوم (11/ 206)، الشذرات (8/ 477)، كشف الظنون (2/ 1932)، الأعلام (6/ 150)، معجم المؤلفين (3/ 331).

2951 - الصرخدي

كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "ناب في الحكم بجامع الصالح، وولي قضاء القدس وغزة ... " أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ، من العلماء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ) وقيل: (783 هـ)، وقيل: (781 هـ) اثنتين، وقيل ثلاث وقيل إحدى وثمانين وسبعمائة وما ذكر في الدرر في الهامش من أن وفاته سنة (745 هـ) وولادته (627 هـ) هو خطأ واضح والأصح ما أثبتناه في وفاته رغم الاختلاف في السنين والله أعلم. من مصنفاته: "النجوم الزاهرة في السبعة المتواترة" في القراءات، وشرح الحاوي والألفية. 2951 - الصَّرْخَدِي * النحوي، اللغوي: محمّد بن سليمان بن عبد الله الصرخدي شمس الدين الشافعي. ولد: بعد سنة (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: شمس الدين بن قاضي شهبة والعماد الحسباني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عارفًا بأصول الفقه .. وتفنن حتى صار أجمع أهل دمشق للعلوم .. وكان شديد التعصب للأشعرية، كثير المعاداة للحنابلة" أ. هـ. * الشذرات: "كان أجمع أهل البلد -دمشق- لفنون العلم، أفتى ودرس وأشغل وصنف، غير أن لسانه كان قاصرًا، وقلمه أحسن من لسانه ... وكان ينصر الأشعري كثيرًا ويعادي الحنابلة .. " أ. هـ. * الأعلام: "فقيه شافعي، من النحاة .. كان شديد التعصب للأشعرية، كثير المعاداة للحنابلة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (792 هـ) اثنتين وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر "إعراب السفاقسي" واعترض عليه في مواضع، واختصر قواعد العلائي ومهمات الإسنوي. 2952 - الكَافِيجي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمَّد بن سليمان بن سعيد بن مسعود الرومي الحنفي، أبو عبد الله محيي الدين الكافيجي وعرف بالكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو. ولد: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: الشمس الفنري والبرهان أمير حيدر الخافي وغيرهما. من تلامذته: التقي الحصني وجلال الدين السيوطي وغيرهما. ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 69)، إنباء الغمر (3/ 48)، بغية الرعاة (1/ 151)، الدارس (1/ 223)، شذرات الذهب (8/ 556)، كشف الظنون (2/ 1915، 135)، إيضاح المكنون (2/ 572)، هدية العارفين (2/ 774)، الأعلام (6/ 150)، معجم المؤلفين (3/ 334). * وجيز الكلام (2/ 858)، الضوء اللامع (7/ 259)، بغية الوعاة (1/ 117)، مفتاح السعادة (2/ 127)، شذرات الذهب (9/ 488)، البدر الطالع (2/ 171)، الأعلام (6/ 150)، روضات الجنات (8/ 115)، معجم المؤلفين (3/ 332)، وجيز الكلام (2/ 858)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية (1/ 304).

2953 - ابن إدريسو

كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان متدينًا مصونًا عفيفًا بحيث امتنع من إقراء بعض المردان خلوة مع سلامة الصدر .. " أ. هـ. * البغية: "كان الشيخ رحمه الله صحيح العقيدة في الديانات حسن الاعتقاد في الصوفية محبًا لأهل الحديث كارهًا لأهل البدع .. " أ. هـ. * الشذرات: "وكان الشيخ إمامًا كبيرًا في المعقولات كلها والكلام، وأصول الفقه، والنحو، والتصريف، والأعراب، والمعاني، والبيان، والجدل. والمنطق، والفلسفة والهيئة .. وله اليد الحسنة في الفقه، والتفسير، والنظر في علوم الحديث وألف فيه .. وأما تصانيفه في العلوم العقلية فلا تحصى .. وكان الشيخ -رحمه الله تعالى- صحيح العقيدة في الديانة، حسن الاعتقاد في الصوفية محبًا لأهل الحديث، كارهًا لأهل البدع .. سليم الفطرة صافي القلب" أ. هـ. * الأعلام: "من كبار العلماء بالمعقولات رومي الأصل .. وممن لازمه السيوطي (14) سنة .. ولي وظائف منها: مشيخة الخانقاه الشيخونية، وانتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر" أ. هـ. * قلت: ذكره صاحب كتاب الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية ضمن أشهر أعلام الماتريدية وأهم مؤلفاتهم الكلامية وذكر له كتاب شرح المواقف لـ "الإيجي"" أ. هـ. من أقواله: قال السيوطي في بغية الوعاة: "قال لي يومًا ما إعراب (زيد قائم) فقلت قد صرنا مقام الصغار نسأل عن هذا فقال: (زيد قائم) مائة وثلاثة عشر بحثًا فقلت لا أقوم من هذا المجلس حتى استفيدها. فأخرج لي تذكرته فكتبتها منها" أ. هـ. وفاته: سنة (899 هـ)، وقيل: (879 هـ) تسع وتسعين وقيل: تسع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: أكثر تصانيف الشيخ مختصرات، وأجلها وأنفعها على الإطلاق، "شرح قواعد الإعراب" و"شرح كلمتي الشهادة" وله "مختصر في علوم الحديث" و"التيسير في قواعد التفسير" و"نزهة المعرب" في النحو وغيرها. 2953 - ابن إدريسو * النحوي: محمَّد بن سليمان بن إدريسو. من مشايخه: عبد العزيز الثميني. كلام العلماء فيه: * معجم أعلام الجزائر: "فقيه إباضي (¬1)، قوي الحافظة من دعاة الإصلاح في وادي ميزاب .. كان كفيف البصر أوذي في سبيل فكرة الإصلاح .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح الألفية" لابن مالك في النحو، و"نظم أبواب الطهارة" من ديوان الغرابة، وهو كتاب في الفقه الإباضي. ¬

_ * الأعلام (6/ 152)، معجم أعلام الجزائر (151). (¬1) الإباضية: هم من الخوارج أتباع عبد الله بن إباض التميمي، وهم عدة فرق، وقد ترجمنا لهم سابقًا.

2954 - الشيرزي

2954 - الشَّيرَزي * المقرئ: محمّد بن سنان بن سَرْج وقيل بن سرح الشيرزي (¬1)، القاضي أبو جعفر. من مشايخه: عيسى بن سليمان الشيرزي وعبد الوهاب بن نجدة وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر الطحاوي وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ ضابط" أ. هـ. وفاته: سنة (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. 2955 - طنطاوي * المفسر: محمَّد سيد طنطاوي. كلام العلماء فيه: * مقدمة كتاب "فكر المسلم المعاصر ما الذي يشغله": "مفتي جمهورية مصر العربية، عمل بالتدريس حتى أصبح عميدًا لكلية أصول الدين وعميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية. حاصل على الدكتوراه في التفسير والحديث من كلية أصول الدين بجامعة القاهرة" أ. هـ. قلت: بعد إطلاعنا على تفسيره الذي سماه "التفسير الوسيط" وجدنا أنه في مسألة الأسماء والصفات يورد أقوال السلف وغيرهم من المؤولة على مذهب الأشعرية والماتريدية بدون أن يرجح بينهما، وهذا بحد ذاته غير صحيح، ويدل على أن صاحبه لا يميل إلى مذهب السلف، بل إنك تجده أحيانًا يقترب من أو يكاد أن يرجح مذهب أهل التأويل، وهذه بعض المواضع التي توضح ما قلناه: "قال في صفة المجيء (15/ 393): وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} هذه الآية وأمثالها من آيات الصفات التي يرى السلف وجوب الإيمان بها كما جاءت، بمعنى أننا نؤمن بمجيء الله -تعالى- ولكن من غير تكييف ولا تمثيل بل نكل علم كيفية مجيئه إلى مشيئته سبحانه. والخلف يؤولون ذلك بأن المجيء هنا بمعنى مجيء أمره وقضائه". وفي صفة القبضة واليمين (12/ 246 - 247) قال: "فالأرض كلها مع عظمتها وكثافتها تكون يوم القيامة في قبضته وتحت قدرته، كالشيء الذي يقبض عليه القابض والسموات كذلك مع ضخامتها واتساعها تكون مطويات بيمينه وتحت قدرته وتصرفه". وبعدها ينقل قول الزمخشري وقول الآلوسي وقول السلف ولا يرجح قولًا على قول. وفي (1/ 15 - 16) في معنى (الرحمن الرحيم) قال: "والرحمة في أصل اللغة: رقة في القلب تقتضي الإحسان، وهذا المعنى لا يليق أن يكون وصفًا لله -تعالى- ولذا فسرها بعض العلماء بإرادة الإحسان. وفسرها آخرون بالإحسان نفسه. والموافق لمذهب السلف أن يقال: هي صفة قائمة بذاته -تعالى- لا نعرف حقيقتها وإنما نعرف أثرها الذي هو الإحسان". ¬

_ * معرفة القراء (1/ 260)، تاريخ الإسلام (وفيات 293)، غاية النهاية (2/ 150). (¬1) الشَيرَزي: بفتح الين المعجمة وسكون الياء، وفتح الزاي وراء نسبة إلى شَيرز، حصن دين حمص وحماة. * التفسير الوسيط، دار المعارف، القاهرة- مصر، فكر المسلم المعاصر ما الذي يشغله ط (1) مؤسسة الأهرام للترجمة والنشر- القاهرة- مصر.

وفي (1/ 83) في صفة الحياء فعل كما فعل في بقية الصفات فنقل قول الخلف وهو التأويل ونقل قول السلف من دون ترجيح بينهما. وفي (1/ 450 - 451) في معنى الإثبات ميز بين رأي السلف ورأي الخلف ولم يرجح بينهما. وفي (3/ 393) في صفة الكلام قال: "فدل قوله {تَكْلِيمًا} على أن موسى قد سمع كلام الله- تعالى- حقيقة من غير واسطة ولكن بكيفية لا يعلمها إلّا هو سبحانه. وفي مواضع أخرى يرى أنه يثبت قول السلف أو قريبًا منه، وإليك هذه المواضع: "-يثبت الرؤية للمؤمنين يوم القيامة على مذهب أهل السنة خلافًا للمعتزلة (5/ 148). - نقل في مسألة الاستواء مختلف الأقوال ورجح منها ما كان منها قريبًا لقول السلف فقال: "أما الاستواء على العرش مذهب سلف الأمة إلى أنه صفة لله -تعالى- بلا كيف ولا انحصار ولا تشبيه ولا تمثيل لاستحالة اتصافه -سبحانه- بصفات المحدثين، ولوجوب تنزيهه عما لا يليق به {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وأنه يجب الإيمان بها كما وردت وتفويض العلم بحقيقتها إليه -تعالى-". (5/ 284) وكرر مثل هذا القول أو قريبًا منه (7/ 439). وفي موضع آخر (7/ 165) قال في صفة العرش: "ونحن مكلفون بأن نؤمن بأن له -سبحانه- عرشًا، أما كيفيته فنفوض علمها إليه تعالى" أ. هـ. قلت: وبعد أن عرضنا موقفه من الأسماء والصفات من خلال تفسيره، نأتي إلى بعض فتاويه التي أحل في أحدها الفوائد التي توخذ من البنوك بغض النظر عن كونها -أي البنوك- ربوية كانت أو إسلامية، وفي الأخرى اعتبر أن الموقف الإسلامي من دولة إسرائيل -في جوهره وحقيقته- ليس موقف "إسلام" من "يهودية" ولا موقف "مسلمين" من "يهود". وإليك نص ما ذكره عن مسألة الموقف الإسلامي من دولة إسرائيل في الجواب عن سؤال ما رأي الإسلام في الصلح مع إسرائيل .. ؟ قال: إن الموقف الإسلامي من دولة إسرائيل -في جوهره وحقيقته- ليس موقف إسلام من يهودية ولا موقف مسلمين من يهود .. أي ليس صراعًا دينيًّا خالصًا" (¬1). أما عن مسألة الفوائد الربوية فانظر لتفصيل ذلك والرد عليه كتاب "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار" للدكتور علي أحمد السالوس. من مصنفاته: "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" و"جوامع الدعاء من القرآن والسنة" و"معاملات البنوك" وغيرها. ¬

_ (¬1) فكر المسلم المعاصر، ما الذي يشغله؟ (81).

2956 - ابن الثلجي

2956 - ابن الثلجي * المقرئ: محمّد بن شجاع، أبو عبد الله البلخي وقيل الثلجي (¬1) البغدادي الحنفي ويعرف بابن الثلجي. ولد: سنة (181 هـ) إحدى وثمانين ومائة. من مشايخه: أبو محمد اليزيدي ويحيى بن آدم وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر محمّد بن علي بن إسحاق القرشي وأبو أيوب سليمان بن داود الرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الفهرست: "مبرز على نظرائه من أهل زمانه وكان فقيهًا ورعًا وثابتًا على رأيه. وهو الذي فتق فقه أبي حنيفة واحتج له وأظهر علله وقواه بالحديث وحلاه في الصدور وكان من الواقفة في القرآن إلا أنه يرى رأي أهل العدل والتوحيد" أ. هـ. * قلت: وهم المعتزلة. * تاريخ بغداد: "حدثنا أحمد بن حنبل قال: سمعت القواريري يقول قبل أن يموت بعشرة أيام -وذكر ابن الثلجي- فقال: هو كافر. فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت. فقلت له: ما كفره إلا بشيء سمعه منه؟ قال: نعم" أ. هـ. * المنتظم: "صحب الحسن بن زياد اللؤلؤي إلا أنه كان رديء المذهب في القرآن .. حدثنا زكريا الساجي قال: كان محمّد بن شجاع الثلجي كذابًا احتال في إبطال الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وردَّه نصرة لأبي حنيفة ورأيه ... أخبرنا أبو الفتح الأزدي الحافظ قال: محمّد بن شجاع الثلجي كذَّاب لا يحل الرواية عنه لسوء مذهبه وزيغه في الدين" أ. هـ. * العبر: "فقيه العراق شيخ الحنفية .. وهو متروك الحديث" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال ابن عدي: كان يضع الحديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يسابهم بذلك. قلت: جاء من غير وجه أنه كان ينال من أحمد وأصحابه، ويقول: إيش قام به أحمد! قال المروزي: أتيته ولُمْتُه؛ فقال: إنما أقول [كلام الله، كما أقول] سماء الله وأرض الله. وكان المتوكل همّ بتوليته القضاء؛ فقيل له: هو من أصحاب بشر المريسي. فقال: نحن [بعد] في بشر؛ فقطع الكتاب جزازات، فسمعت علي بن الجهم يقول لأبي عبد الله، ونحن بالعسكر: أمر ابن الثلاج أن إسحاق بن إبراهيم -يعني متولي بغداد- كلم المتوكل أن يوليه القضاء، فدخلت ¬

_ * غاية النهاية (2/ 152)، الشذرات (3/ 284)، العبر (2/ 33)، ميزان الاعتدال (6/ 182)، تاريخ الإسلام (وفيات 266) ط- تدمري، الفهرست (437)، تاريخ بغداد (5/ 350)، الأنساب (1/ 512)، المنتظم (12/ 209)، السير (12/ 379)، تاريخ التراجم (191)، الوافي (3/ 148)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات (1/ 249)، تقريب التهذيب (854)، الجواهر المضية (2/ 173)، ابن تيمية وموقفه من الأشاعرة (1/ 237)، مذهب أهل التفويض (186)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 261). (¬1) الثلجي: بفتح الثاء المثلثة وسكون اللام وفي آخرها الجيم. قال ابن حبيب عن ابن كلبي: بنو ثلج بن عمرو بن مالك بن عبد مناة بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن قضاعة وجماعة نسبوا إلى الجد- إلى الثلج أو أبي الثلج.

وبين يديه ثلاث كتب يريد أن يختمها، وبين يديه بطيخ كثير، فجاء رسول إسحاق ينجز الكتب، فقال لي المتوكل: يا علي، مَنْ محمّد بن شجاع هذا؟ فقد ألح عليّ إسحاق في سببه! فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا من أصحاب بشر المريسي. فقال: ذلك! وقطع الكتاب؟ فانصرف الرسول، فجاء إسحاق فقمت إليه فرأيت الكراهية في وجهه، فكان ذلك سبب تسييري إلى اسبيجاب. وجعل ابن الثلاج يقول: أصحاب أحمد بن حنبل يحتاجون أن يُذبحوا. وقال لي أحمد بن حنبل مرة: قال لي حسن بن البزاز: قال لي عبد السلام القاضي: سمعت ابن الثلاج يقول: عند أحمد بن حنبل كتب الزندقة. وروى المروزي: حدثنا أبو إسحاق الهاشمي، سمعت الزيادي يقول: أشهدنا ابن الثلاج وصيته، وكان فيها: ولا يعطى من ثلثي إلا من قال: القرآن مخلوق. وروى ابن عدي، عن موسى بن القاسم بن الأشيب، قال: كان ابن الثلجي يقول: ومن كان الشافعي؟ إنما كان يصحب بربر المغني، فلما حضرته الوفاة قال: رحم الله الشافعي، وذكر علمه، وقال: قد رجعت عما كنت أقول فيه. وقال الحاكم: رأيت عند محمّد بن أحمد بن موسى القمّي، عن أبيه، عن محمّد بن شجاع -كتاب المناسك في نيف وستين جزءًا كبارًا دقاقًا. قلت: وكان مع هناته ذا تلاوة وتعبد. ومات ساجدًا في صلاة العصر، ويرحم إن شاء الله. مات سنة ست وستين ومائتين، عن ست وثمانين سنة. وقال زكريا الساجي: محمّد بن شجاع كذاب احتال في إبطال الحديث نصرةً للرأي. وقال أحمد بن كامل: كان فقيه العراق في وقته. وقال أبو الحسن بن المنادى: كان يتفقه ويقرئ الناس القرآن. مات فجأة في ذي الحجة. وقال ابن عدي: روى ابن الثلجي عن حبان بن هلال -وحبان ثقة- عن حماد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "إن الله خلق الفرس فأجراها فعرقت ثم خلق نفسه منها". قلت: هذا مع كونه من أبين الكذب هو من وضع الجهمية ليذكروه في معرض الاحتجاج به على أن نفسه اسم لشيء من مخلوقاته، فكذلك إضافة كلامه إليه من هذا القبيل إضافة ملك وتشريف؛ كبيت الله وناقة الله، ثم يقولون: إذا كان نفسه تعالى إضافة ملك فكلامُه بالأولى، وبكل حال فما عدّ مسلم هذا في أحاديث الصفات؛ تعالى الله عن ذلك، وإنما أثبتوا النفس بقوله: {وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} " أ. هـ. * الجواهر المضية: "وله ميل إلى مذهب المعتزلة" أ. هـ. * غاية النهاية: "الفقيه الحنفي عالم صالح مشهور متكلم فيه من جهة اعتقاده ... قال ابن عدي: كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك وكان ينال من أحمد وأصحابه وينتقص الشافعي وكتب في وصيته لا يعطى من ثلثي إلا من قال القرآن مخلوق. قلت: لما حضرته الوفاة رجع عن ذلك

2957 - ابن شريح

كله وذكر مناقبهم ومات يوم عرفة وهو ساجد في آخر سجدة من صلاة العصر سنة أربع وستين ومائتين في عاشر الحجة فلعل ذلك كان دليل قبول توبته عفا الله عنا وعنه ورحمنا" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "متروك ورمي بالبدعة" أ. هـ. * ابن تيمية وموقفه من الأشاعرة -والكلام لشيخ الإسلام- في أقسام العلماء في مدى معرفتهم بالمعقول والمنقول: "والثاني: من يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيره فيشارك الجهمية في أصولهم الفاسدة مع أنه لا يكون له من الخبرة بكلام السلف في هذا الباب ما كان لأئمة السنة وإن كان يعرف فنون الصحيحين وغيرهما ... ومن هذا النوع بشر المريسي ومحمد بن شجاع الثلجي وأمثالهما" أ. هـ. * الماتريدية: "محمد بن شجاع الثلجي الحنفي الجهمي المريسي كان تلميذًا لبشر المريسي وأخذ عنه العقيدة الجهمية". ثم قال بعد نقل كلام أئمة الجرح والتعديل الذي ذكرناه سابقًا: "لقد صدق هؤلاء النقاد، فقد وضع هذا الثلجي الجهمي المريسي حديث خلق النفس وهو: "إن الله خلق الفرس فأجراها فعرقت ثم خلق نفسه منها" ليستدل بذلك على أن القرآن مخلوق" أ. هـ. * مذهب أهل التفويض: -قال في الهامش-: "من أصحاب أبي حنيفة، وهو الذي شرح فقهه واحتج له وقواه، وكان جهميًا محرفًا للصفات" أ. هـ. * قلت: قال صاحب كتاب "الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات": "أما حديث (عرق الخيل): فهو حديث موضوع مكذوب، وضعه محمّد بن شجاع ابن الثلجي، ليطعن علي أهل الحديث إذ كان من ديدنه أن يضع الحديث في التشبيه ثم ينسبه إلى أهل الحديث، ليصمهم بما رماهم به أعداؤهم من التجسيم والتشبيه. وقد كان مبتدعًا صاحب هوى، إذ كان معتزليًا يقول بخلق القرآن، ويحتال في إبطال الأحاديث الصحيحة نصرة للرأي. والذي حمله على وضع هذا الحديث: 1 - رغبته في نصرة مذهبه الجهمي الاعتزالي، وتأييد رأيه في القرآن .. 2 - رمي أهل الحديث بتهمة التجسيم التي برأهم الله منها" أ. هـ. قلت: ثم نقل المؤلف بعد ذلك كلام الذهبي حول الحديث وقد نقلناه من ميزان الاعتدال كما تقدم. وفاته: سنة (264 هـ) أربع وستين ومائتين وقيل: (266 هـ) ست وستين ومائتين. 2957 - ابن شُريح * المقرئ: محمَّد بن شريح بن أحمد بن شريح بن ¬

_ * الصلة (2/ 523)، السير (18/ 554)، العبر (3/ 285)، معرفة القراء (1/ 351)، بغية الملتمس (1/ 112)، غاية النهاية (2/ 153)، فهرست ابن الخير (32، 35، 38)، الشذرات (5/ 330)، هدية العارفين (2/ 74)، إيضاح المكنون (1/ 221)، كشف الظنون (2/ 1379)، الأعلام (6/ 158)، معجم المؤلفين (3/ 342).

2958 - الخافي

يوسف الرُّعيني الأشبيلي. ولد: سنة (392 هـ) وقيل: (388 هـ) اثنتين وتسعين، وقيل: ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو ذر الهروي، وأحمد بن محمَّد القنطري، وعثمان بن أحمد القيجطالي وغيرهم. من تلامذته: ولده أبو الحسن شُريح بن محمَّد، وأبو العباس بن عيشون وطائفة. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "إشبيلي، فقيه مقرئ محدث نحوي أديب رئيس وقته في صنعته" أ. هـ. * الصلة: "كان من جلة المقرئين وخيارهم، ثقة في روايته .. " أ. هـ. * السير: "الإمام شيخ القراء ... وكان رأسًا في القراءات، بصيرًا بالنحو والصرف فقيهًا كبير القدر حجة ثقة ... " أ. هـ. * معرفة القراء: "وكان من جلة قراء الأندلس ... " أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات، من أهل إشبيلية .. " أ. هـ. من أقواله: بغية الملتمس: "أخبرني المقرئ أبو الحسن نجبة بن يحيى ... وقرأت عليه في داره .. حزب " {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} " في سورة يوسف فلما انتهيت في سورة الرعد إلى قوله: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَال} وقفت عليه، فرفع رأسه إليّ وقال لي: أخبرني شريح عن أبيه محمَّد بن شريح أنه صلى بالمعتضد ذات ليلة في شهر رمضان فقرأ هذه السورة ووقف كما وقفت، فلما كان يوم آخر وجه اليد المعتضد وقال له: والله ما فهمت قط الآية التي قرأت بها البارحة في سورة الرعد إلا من قراءتك كنت أجعل الحسنى صفة للأمثال، فجزاك الله خيرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (476 هـ) ست وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "الكافي "في القراءات. وكتاب "التذكير". 2958 - الخَافي * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن شهاب بن محمود بن محمّد بن يوسف بن الحسن الحسني العجمي الخافي الحنفي. ولد: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: ركن الدين الطواشي الخوافي وفضل التبريزي وغيرهما. من تلامذته: الشمس الشرواني وغيره. كلام العلماء فيه: *الضوء: "عالم بالعربية .. " أ. هـ. * البدر الطالع: "كان عالمًا متقنًا محققًا بحرًا في جميع العلوم" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل غزير العلم بالتفسير والمعقولات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (852 هـ) اثنتين وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في العربية نحو ثلاثة كراريس متوسطة عمله في ليلة واحدة، وله حاشية على "شرح المفتاح" للتفتازاني لم تتم، و"حاشية على منهاج البيضاوي". ¬

_ * الضوء (7/ 267)، نظم العقيان (149)، البدر الطالع (2/ 173)، هدية العارفين (2/ 197)، الأعلام (6/ 160) وفيه (الخوافي)، معجم المؤلفين (3/ 347).

2959 - ابن شهيد

2959 - ابن شهيد * المقرئ، النحوي، اللغوي: محمَّد بن شهيد المُهري الغرناطي، أبو عبد الله. من مشايخه: محمَّد بن إبراهيم بن أبي زمنين وأبو محمد بن عبد الحق الجمحي. من تلامذته: عبد الرحمن بن عتّاب وغيره. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال ابن الزبير: كان يقرئ القرآن والعربية والأدب .. وقال في تاريخ الغرناطة: كان مقرئًا مجودًا نحويًّا أديبًا متصدرًا بمطخشاش لإقراء ما كان عنده" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. 2960 - الصادقي * المفسر: محمَّد الصادقي. كلام العلماء فيه: قلت: هو رافضي معاصر يتنقص من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومن ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كما صرح بذلك في كتابه "عليّ والحاكمون" أ. هـ. من مصنفاته: "علي والحاكمون" و"الفرقان في تفسير القرآن" وغيرهما. 2961 - ابن رحيمة * النحوي، المقرئ: محمَّد بن صالح بن أحمد الكناني الشاطبي، أبو عبد الله ويعرف بابن رحيمة. ولد: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. من مشايخه: أبو بكر محمَّد بن أبي القاسم بن وضاح والحافظ أبو عبد الله محمَّد بن الأبار وغيرهما. من تلامذته: محمَّد بن عمر بن محمَّد بن رشيد ومحمد بن علي بن محمَّد بن سلمة الأنصاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * عنوان الدارية: "هو شيخ فقيه خطيب نحوي أستاذ مقرئ صالح، وزوى ودرى واستجاز وأجاز، وروى وأقرأ وكان عالمًا بعلم القراءات متفننًا فيها مجيد لها، وروايته عالية من جهات كثيرة .. وكان خطيبًا في المسجد مدة طويلة حتى إنه لم يعرض له، مع طول هذه المدة، أن ناب عنه أحد في خطبة الجمعة ... له خلق حسن ونية صالحة، وطوية سالمة، ودعوة مباركة، من تعرض له بالإذاية يجتري .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "هو خطيب بجاية وشيخها يعرف بابن رحيمة، وأعلى الناس إسنادًا بالشاطبية هناك .. " أ. هـ. وفاته: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. ¬

_ * البغية (1/ 119). * علي والحاكمون- منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط (1) لسنة (1389 هـ-1969 م) بير وت- لبنان. * عنوان الدراية (79)، غاية النهاية (2/ 154).

2962 - ابن أبي السعود

2962 - ابن أبي السُّعُود * المفسر: محمّد بن صالح أبي السعود السباعي الحفناوي المصري الشافعي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عارف بالتفسير ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1268 هـ) ثمان وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير الجلالين" و"بلوغ المراد على بانت سعاد" وغيرهما. 2963 - ابن عثيمين * المفسر محمد بن صالح بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان من آل مقبل من آل ريِّس الوهيبي التميمي. ولد: سنة (1347 هـ) سبعة وأربعين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز، محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم. من تلامذته: عبد لله بن محمد الطيار، وليد بن أحمد الحسين (رئيس تحرير مجلة الحكمة). كلام العلماء فيه: يعتبر العلامة محمد صالح العثيمين من أكابر علماء هذا العصر الذي نصروا ورفعوا عقيدة السلف الصالح، ومؤلفاته في نصرة عقيدة أهل الكتاب والسنة أشهر من أن تذكر، فدروسه ومحاضراته وخطبه ومؤلفاته شاهدة على وضوح هذا الأمر، ويعد الشيخ من المراجع الرئيسة لطلبة العلم بل والعلماء في معرفة عقيدة السلف، والشيخ هو امتداد للحركة السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والتي برزت في عصرنا الحاضر في المملكة العربية السعودية وساهمت هذه الحركة في بناء مجموعة من العلماء الذين حملوا راية العقيدة الحقة ومنهم الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز وابن عثيمين وغيرهم والشيخ عالم من علماء الفقه وأصوله وله مشاركه جيدة في علوم اللغة، وهو قبل ذلك مفسرًا بارعًا، وله في أصول التفسير وقواعده كتابات رائعة. والحركة الإسلامية في يومنا هذا مدينة لهذا العلم في نشر العقدة النقية وتوجيه شبابها للعمل بكتاب الله وسنه رسوله، ويعد الشيخ أحد علماء هيئة كبار العلماء في المملكة. وفاته: سنة (1421 هـ) إحدى وعشرون وأربعمائه وألف، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين. مؤلفاته: للشيخ مؤلفات كثيرة، وكثير من محاضراته حوّل مؤخرًا إلى مؤلفات مطبوعة، وشكلت لجنة للإشراف على ذلك، من مؤلفاته "القواعد المثلى في صفات الله الحسنى"، "القول المفيد على كتاب التوحيد"، "الشرح الممتع على زاد المستقنع". وله من محاضراته السمعية والذي شرع بطباعته حديثًا "تفسيره " وهو غير كامل. ¬

_ * هدية العارفين (2/ 373)، إيضاح المكنون (1/ 340)، الأعلام (6/ 164)، معجم المؤلفين (3/ 353). * أول من كتب عن الشيخ ابن عثيمين هو الأخ وليد الحسين في العدد الثاني من مجلة الحكمة في حياة الشيخ رحمه الله، وبعد وفاته ألفت عدة مؤلفات كان من أجمعها كتاب الأخ وليد بن أحمد الحسين حفظه الله "الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين" سلسلة إصدارات الحكمة (10) في سنة 1422 هـ.

2964 - ابن ملوكة

2964 - ابن مَلُوكة * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن الشيخ صالح بن مجدي بن ملوكة التونسي. من مشايخه: أحمد بوخريص، والشيخ حسن الشريف، والشيخ إبراهيم الرياحي وغيرهم. من تلامذته: محمّد النيفر، وأحمد بن أبي الضياف وغيرهما. كلام العلماء فيه: *شجرة النور: "شيخ الجماعة المتصوف الزاهد ... الصالح العابد الإمام الفاضل العامل الراسخ في الفرائض والحساب والعلوم العقلية ... المجاب الدعوة ذو النفس الزكية ... وكانت له عطايا وافرة لطلبة العلم ومحبة فيهم راسخة فتراه دائمًا يسعى في مصالحهم وتنفيس الكربات عنهم. وكان له جاه عظيم لم يشاركه فيه أحد" أ. هـ. * مشاهير التونسيين: "نشأ في بركة أبيه الزار بزاويته المعروفة خارج باب القرجاني تصدر للتدريس بجامع الزيتونة. كان صالحًا معتقدًا، صوفيًا محتقرًا للدنيا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1271 هـ) إحدى وسبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة الفاتحة" ورسائل في "فواتح السور" وغيرها. 2965 - محمّد صديق المنشاوي * المقرئ: محمّد بن صديق بن سيد بن ثابت المنشاوي. ولد: سنة (1920 م). من مشايخه: والده، والشيخ محمّد النمكي، والشيخ محمّد أبو العلا وغيرهم. كلام العلماء فيه: * مجلة الأسرة: "الذي يستحق أن نلقبه مقرئ الصحوة الإسلامية المعاصرة". وقال: "نشأ في بيت دين وعلم فقد كان أبوه وعمه وجده من حفظة القرآن الكريم ... بلغت تسجيلات الشيخ محمّد صديق المنشاوي في الإذاعات الإسلامية أكثر من (150) تسجيلًا، كما سجل القرآن كاملًا مرتلًا لإذاعة القرآن الكريم" أ. هـ. وفاته: سنة (1969 م). 2966 - اللَّارِي * المفسر محمّد بن صلاح الدين بن جلال الدين بن كمال الدين محمّد الناصري السعدي العبادي اللاري (¬1) الشافعي ثم الحنفي، مصلح الدين. كلام العلماء فيه: * العقد المنظوم: "شب في تحصيل العلم وشمر على ساق الاجتهاد حتى تميز وانتظم في سلك أرباب الاستعداد وسلك في الطريقة المعتادة حتى وصل إلى خدمة المولى المشتهر بجودي زاده ثم وصل إلى خدمة المولى عبد الواسع فنال به ما نال وحصل عنده الآمال ... وكان رحمه الله عالمًا عاملًا ورعًا دينًا سريع الفهم، قوي الذهن، حسن الأخلاق" أ. هـ. ¬

_ * شجرة النور (390)، هدية العارفين (2/ 376)، الأعلام (6/ 164)، معجم المؤلفين (3/ 357)، مشاهير التونسيين (432). * مجلة الأسرة- جمادى الأدلى - (1416 هـ). * العقد المنظوم (393)، هدية العارفين (6/ 251)، الأعلام (7/ 103)، معجم المؤلفين (3/ 890). (¬1) نسبة إلى اللاربيني الهندوشيراز.

2967 - أبو نصر الوزيري

الأعلام: "مفسر، له اشتغال بالحديث" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر، منطقي، فلكي" أ. هـ. وفاته: سنة (977 هـ)، وقيل (979 هـ) سبع وسبعين وقيل تسع وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية على مواضع من تفسير البيضاوي"، و"الرفع والتكميل في الجرح والتعديل" مصطلح. 2967 - أبو نصر الوَزِيرِي * المفسر: محمّد بن طاهر بن محمّد بن الحسن بن الوزير، أبو نصر الوزيري. من مشايخه: عبد الله بن الشرفي، وأبو حامد بن بلال وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "الأديب المذّكر المفسر الوزيري من أهل نيسابور، كان كثير العلوم، فصيح اللسان، بارع الذكر والوعظ، سمع الحديث الكثير .. صنف شيئًا من الأبواب، وكان مذكّر" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "روى عن أبي حامد بن بلال فذكر الحديث المسلسل بالأولية، فزاد تسلسله إلى منتهاه، فطعنوا فيه ذلك" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "الأديب المذكر المفسر، كان كثير العلوم فصيحًا بالغًا في الذكر والوعظ ... وكان أولًا حنفي المذهب، ثم انتقل إلى مذهبنا -أي الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (365 هـ) خمس وستين وثلاثمائة. 2968 - ابن طاهر * اللغوي: محمّد بن طاهر بن علي بن عيسى أبو عبد الله، الأنصاري الخزرجي، الأندلسي الداني. من مشايخه: أبو داود المقرئ وغيره. كلام العلماء فيه: * المقفى: "كان شديد الوسوسة لا يستعمل ماء نهر ثوراء لما يخرج من سقاية الربوة إليه، ويبقى الأيام لا يصلي لأنه لا يتهيأ له الوضوء على الوجه الذي يريده .. ومات ببغداد" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية" أ. هـ. من أقواله: "وحكى ابن النجار عنه أنه قال: قال العلماء: ليست هيبة الشيخ لشيبته ولا لسنّه ولا لشخصه ولكن لكمال عقله. والعقل هو المهيب، ولو رأيت شخصًا جمع جميع الخصال وعُدِم العقل لما هبته" أ. هـ. والمقفى: "ومن قوله: من جهل شيئًا عابَه، ومن قصَّر عن شيء هابه" أ. هـ. وفاته: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة. من مصنفاته: "عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب" وكتاب "التحصيل" وأورد المقريزي في المقفى من ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 365) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 160)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 175)، لسان الميزان (5/ 212)، ميزان الاعتدال (6/ 93)، الأنساب (5/ 602)، المغني (2/ 594). * تكملة الصلة (1/ 489)، مختصر تاريخ دمشق (22/ 248)، الوافي (3/ 168)، المقفى (5/ 733)، بغية الوعاة (1/ 120)، وفيه أنه ولد (512) ومات ببغداد سنة (619 هـ) وهذه التواريخ خطأ لقول ابن الأبّار في التكملة (1/ 149)، وقوله: (قال ابن عساكر: وقد رأيته، يعني بدمشق، وأنا صغير، ولم أسمع منه شيئًا، وخرج إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي سنة (519))، وابن عساكر ولد سنة (499)، فمن المعقول أن يكون رأى ابن طاهر حوالي سنة (510 هـ) ولا تتفق رؤيته له، وهو صغير، مع رواية السيوطي في البغية بوجه من الوجوه، انتهى، الأعلام (6/ 172)، معجم المؤلفين (3/ 365).

2969 - ابن يونس

مصنفاته: "تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب" فربما يكون صاحب الأعلام قد وهم فأوردهما على أنهما كتابان. والله أعلم. 2969 - ابن يونس * المفسر محمّد بن طَاهر بن يونس الشافعي. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "برع في الفقه والتفسير وغيرهما .. وولي قضاء الموصل كآبائه من قبله سنين وتمول وفخم وحمدت سيرته ... إلى أن ثار بأصبهان بن قرا يوسف وعاث بتلك البلاد فلما أخذ الموصل عذبه حتى هلك في العقوبة" أ. هـ. وفاته: سنة (833 هـ) ثلاث وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير ابن يونس" في مجلدين. 2970 - أبو بكر الأموي * اللغوي، المقرئ: محمّد بن طلحة بن محمّد بن عبد الملك بن حَزْم أبو بكر الأموى الإشبيلي. من مشايخه: أبو بكر بن صاف وأبو إسحاق بن ملكون وغيرهما. من تلامذته: أبو علي الشلوبين وابن عبد النور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "لم تكن له عناية بالرواية، غلب عليه التحقيق بالعربية والقيام عليها والعكوف على التعليم بها وبالقراءات. وكان من أهل التيقظ والفهم ... وقال فيه أبو الحسن الرعيني: كان أستاذ حاضرة إشبيلية غير مدافع ... وكان من إجادة الإلقاء وحسن الإفادة وسهولة العبارة على غايته. وكان يميل في عربيته إلى مذهب ابن الطراوة ثم غلب فشرد عن الجمهور" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام عارف" أ. هـ. * البغية: "قال ابن الزبير: كان إمامًا في صناعة العربية، نظارًا عارفًا بعلم الكلام وغير ذلك .. وكان موصوفًا بالعقل والذكاء سمتًا ذا هدى وصون ونباهة وعدالة ومروءة مقبولًا عند الحكام والقضاة" أ. هـ. وفاته: سنة (618 هـ) ثماني عشرة وستمائة. 2971 - الباليساني * المفسر محمّد طه الباليساني. كلام العلماء فيه: قلت: بعد اطلاعنا على كتابه "تفهيم الأمة تفسير جزء عمّ" وجدنا أنه يؤول الصفات الواردة في سور هذا الجزء وهي صفة المجيء والعرش والرؤية وإليك نص ما قاله: 1 - في صفة المجيء (ص: 176): {وَجَاءَ رَبُّكَ}، أي وجاء أمر ربك بالحساب". 2 - في صفة العرش (ص: 140): {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} أي هو صاحب الحكم والمجد والعظمة فيستطيع أن يعذبَ الكافرين ويثبت المؤمنين". 3 - وفي الرؤية: (ص: 113): {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} أي فلينتهوا عن ضلالهم وكفرهم لأنهم نتيجة هذه الضلالة ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 303)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 226)، الضوء اللامع (7/ 274)، هدية العارفين (2/ 187)، معجم المؤلفين (3/ 367). * تاريخ الإسلام (وفيات 618)، تكملة الصلة (2/ 605)، البغية (1/ 121)، الغاية (2/ 157). * تفهيم الأمة تفسير جزء عمّ- وزراة الأوقاف العراقية (1405 هـ -1985 م).

2972 - القصري

لممنوعون عن لقاء ربهم وعن شرف الحضور لديه ونعيم الله تعالى يوم القيامة والجزاء" أ. هـ. مع العلم أن جميع المراجع التي رجع إليها في جمع تفسيره هذا فيها هي تفاسير تعجّ بالتأويل لأسماء الله وصفاته على منهج الأشاعرة والماتريدية- انظر قائمة المراجع (ص 313 - 314) - والله أعلم بالصواب. من مصنفاته: "تفسير سورة يس"، و"تفهيم الأمة تفسير جزء عمّ" وغيرهما. 2972 - القَصْرِي * النحوي، اللغوي: محمّد بن طُويس القصْريّ، أبو الطيب. من مشايخه: أبو علي الفارسي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "هو من النحويين المعتزلة، أحد تلاميذ أبي علي الفارسي أملى عليه "المسائل القصريات" وبه سميت .. وقرأت في "المفاوضة" أنه لما كان حدثًا كان أبو علي الفارسي يتعشقه ويخصه بالطرف ويحرص على الإملاء عليه والالتفات إليه، مات شابًّا .. " أ. هـ. * إنباه الرواة: "قد كان القصري قرأها -أي القصريات- على الشيخ أبي علي واستفسر فيها مواضع، وترك مواضع، فهي على خلاف هذا الترتيب في أيدي الناس ... " أ. هـ. 2973 - ابن طيفور * النحوي، المفسر المقرئ: محمّد بن طيفور الغزنوي السجاوندي، أبو عبد الله. من مشايخه: قال الذهبي في تاريخه: (ولم يبلغني على من قرأ، ولا من أخذ عنه .. ). كلام العلماء فيه: * إنباه الرواة: "قريب العهد منا، كان في وسط المائة السادسة للهجرة النبوية ... " أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كبير محقق مقرئ نحوي مفسر" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "وكان من كبار المحققين"أ. هـ. * الأعلام: "مفسر عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مصنفاته: "التفسير" و"الإيضاح في الوقف والابتداء" و"علل القراءات". 2974 - العاصي * النحوي: محمّد بن عاصم، أبو عبد الله المعروف بالعاصي. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2542)، إنباه الرواة (3/ 154) وذكر اسمه محمّد بن طوسي، الوافي (3/ 176)، بغية الوعاة (1/ 122). *إنباه الرواة (3/ 153)، تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا سنة 560 هـ) ط. تدمري، الوافي (3/ 178)، غاية النهاية (2/ 157)، طبقات المفسرين للسيوطى (87)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 160) وترجمة له أخرى في (2/ 273) بإسم: محمّد بن يزيد بن طيفور وقال: مات تخمينًا سنة (46) أي وخسمائة هجرية وهو نفسه المترجم له أعلاه والله أعلم، كشف الظنون (2/ 1182)، الأعلام (6/ 179)، معجم المؤلفين (3/ 374). * جذوة المقتبس (1/ 133)، الصلة (2/ 453).

2975 - ابن اليزيدي

من مشايخه: محمّد بن يحيى الرّباحي، وأبو علي البغدادي وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن الأفليلي وغيره. كلام العلماء فيه: * جذوة المقتبس: "نحوي مشهور وإمام في العربية ذكره لنا أبو محمد علي بن أحمد وقال: كان لا يقصرُ عن أصحاب محمّد بن يزيد المبرد .. " أ. هـ. * الصلة: "وكان من كبار الأدباء وعلمائهم وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (382 هـ) اثنتين وثمانين وثلاثمائة. 2975 - ابن اليزيدي * النحوي: محمّد بن العباس بن محمّد بن أبي محمّد يحيى بن المبارك، أبو عبد الله اليزيدي البغدادي. ولد: سنة (228 هـ) ثمان وعشرين ومائتين. من مشايخه: عمه عبد الله، وأبو الفضل الرياشي، وأبو عباس ثعلب وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر: "الصولي، وأبو طاهر بن أبي هاشم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان راوية للأخبار والأداب، مصدقًا في حديثه .. " أ. هـ. * إنباه الرواة: "فاضل كامل، حسن المذاكرة، غزير الأدب، من بيت فضل وعلم وذكر وتقدم في الدول وتصدَّر وصنف وأفاد .. " أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في النحو والأدب ونقل النوادر، وكلام العرب" أ. هـ. * السير: "شيخ العربية العلّامة .. وكان رأسًا في نقل النوادر وكلام العرب إمامًا في النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (310 هـ) وقيل: (313 هـ) عشر، وقيل: ثلاث عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "الأمالي" و"مختصر في النحو" و"مناقب بني العباس" وغيرها. 2976 - الطَبَرْخَزي * النحوي، اللغوي: محمّد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي ويقال له الطبرخزي (¬1). من مشايخه: إسماعيل بن محمّد الصفّار وأبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان ابن أخت محمّد بن جرير الطبري قال الحاكم في تاريخه: كان أوحد عصره في حفظ اللغة والشعر وكان يذاكرني بالأسماء والكنى حتى يخبرني من حفظه .. وذكر أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحُصري في "كتاب النورين" قال: كان أبو بكر الخوارزمي رافضيا غاليًا وفي مرتبة الكفر عاليًا أخبرني من ¬

_ * تاريخ بغداد (13/ 113)، نزهة الألبا (182)، ابن النديم (56)، الكامل (8/ 138)، إنباه الرواة (3/ 198)، السير (14/ 361)، وفيات الأعيان (4/ 337)، الوافي (3/ 199)، غاية النهاية (2/ 158)، بغية الوعاة (1/ 124)، أمالي اليزيدي- المقدمة، الأعلام (6/ 182)، معجم المؤلفين (3/ 381). * الوافي (3/ 191)، تاريخ الإسلام (وفيات 383) ط. تدمري، وفيات الأعيان (4/ 400)، بغية الوعاة (1/ 125)، الشذرات (4/ 434)، الأنساب (4/ 44) و (2/ 408)، السير (16/ 526)، معجم الأدباء (6/ 2543). (¬1) هذه النسبة اشتهر بها: أبو بكر محمّد بن العباس الخوارزمي، الشاعر المعروف لأنه طبري الأب خوارزمي الأم، فركب من الاسمين اسمًا فقيل له الطبرخزي.

2977 - ابن الفرات

رآه بنيسابور وقد كظّه الشراب فطلب فقاعا فلم يجده فقال لُعن بما قال: إذا أعوز الفقّاع لمّا طلبته ... هجوتُ عتيقًا والدلام ونعثلا فإذا كان يهتف بهذه الجملة بغير علة فكيف به مع تفريع العلل وتوسيع الأمل ممن يطابقة على كفره ويوافقه على شره، وقال ياقوت: قرأت في آخر ديوانه له: بآمل مولدي وبني جرير ... فأخوالي ويحكي المرء خاله فها أنا رافضي عن تراث ... وغيري رافضي عن كلاله وكان الخوارزمي يتعصب لآل بويه ويذم آل سامان" أ. هـ. * قلت: ذكر كل من ابن خلكان وابن السمعاني أن محمّد بن جرير الطبري هو المؤرخ وليس كما ذكر الدكتور إحسان عباس في هامش معجم الأدباء بأنه محمّد بن جرير بن رستم الطبري وهو أحد علماء الشيعة والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (383 هـ)، وقيل: (393 هـ) ثلاث وثمانين وقيل: ثلاث وتسعين وثلاثمائة. 2977 - ابن الفرات * المفسر محمّد بن العباس بن أحمد بن محمّد بن الفرات، أبو الحسن البغدادي. ولد: بضعة عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: محمّد بن مخلد، وأبو الحسن المصري وخلق كثير. من تلامذته: أحمد بن علي البادي، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان ثقة ... حدثني أبو القاسم الأزهري: قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط .. " أ. هـ. المنتظم: "وكتب الكتب الكثيرة، وكان ثقة مأمونًا .. وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ ولم يخرج عنه إلا الشيء اليسير .. وقال خلف بن الفرات: .. وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال لي العتيقي: هو ثقة مأمون، ما رأيت أحسن قراءة منه للحديث .. " أ. هـ. * السير: "قال جعفر السرّاج: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: أبو الحسن بن الفرات غاية في ضبطه حجة في نقله .. " أ. هـ. * العبر: "هو حجة ثقة" أ. هـ. * البداية والنهاية: "وكان حفظه في غاية الصحة ومع هذا كان له جارية تعارض معه -أي تقابل ما يكتبه -رحمه الله تعالى" أ. هـ. وفاته: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة. 2978 - التلمساني * النحوي: محمّد بن العباس بن محمّد بن عيسى ¬

_ * تاريخ بغداد (3/ 122)، المنتظم (14/ 371)، الكامل (9/ 106)، اللباب (2/ 199)، السير (16/ 495)، تاريخ الإسلام (وفيات 384) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1015)، العبر (3/ 26)، الوافي (3/ 196)، البداية (11/ 334)، النجوم (4/ 168)، طبقات الحفاظ (402)، الشذرات (4/ 443)، الأعلام (6/ 183). * الضوء اللامع (7/ 278)، كشف الظنون (2/ 1536)، هدية العارفين (2/ 255)، شجرة النور (264)، الأعلام (6/ 183)، معجم المؤلفين (3/ 381).

2979 - أبو المواهب

العبادي، أبو عبد الله التلمساني (¬1). من مشايخه: ابن مرزوق الحفيد، وأبو الفضل العقباني وغيرهما. من تلامذته: المازوني، والتنِّسي، والسنوسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "الإمام العلامة المحقق النظار الفهامة المفتي البركة" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه نحوي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (871 هـ) إحدى وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح لامية الأفعال" لابن مالك، في الصرف، و"شرح جمل الخونجي" في المنطق. 2979 - أبو المواهب * المفسر: محمّد بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي بن إبراهيم الحنبلي البعلي الدمشقي، أبو المواهب. ولد: سنة (1044 هـ) أربع وأربعين وألف. من مشايخه: والده، والنجم الغزي العامري، والشيخ محمّد الخباز وغيرهم. من تلامذته: الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن عمر الدمشقي، والشيخ محمّد بن أحمد الحنبلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "القطب الرباني الهيكل الهمذاني الولي الخاشع التقي النوراني شيخ القرآء والمحدثين فريد العصر وواحد الدهر كان إمامًا عاملًا حجة حبرًا قطبًا خاشعًا محدثًا ناسكًا تقيًا فاضلًا علامة فقيهًا محررًا ورعًا زاهدًا آية من آيات الله سبحانه وتعالى صالحًا عابدًا غواصًا في العلوم بحرًا لا يدرك غوره وكوكب زها على ذلك التقى دَوره. له كرامات كثيرة وصدقات على طلبة العلم والصالحين وكسبه من الحلال الصرف في التجارة مع التزام العقود الصحيحة" أ. هـ. وفاته: سنة (1126 هـ) ست وعشرين ومائة وألف. من مصنفاته: له "ثبت" في أسماء مشايخه وتراجمهم، و"قواعد" رسالة في أصول بعض القراء، ورسائل في "تفسير" بعض الآيات. 2980 - بهاء الدين السُّبكي * اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد السُّبكي، بهاء الدين أبو البقاء الشافعي. ولد: سنة (707 هـ)، وقيل: (708 هـ) سبع وقيل: ثمان وسبعمائة. من مشايخه: الحجار، وست الوزراء، والواني والمزي وغيرهم. ¬

_ (¬1) تلمسين: معناها اجتماع شيئين باللغة البربرية فغالب أقواتها كالقمح وفواكهها تكون جنسين أ. هـ. * عجائب الآثار (1/ 127)، سلك الدرر (1/ 67)، فهرس الفهارس (1/ 381)، هدية العارفين (2/ 312)، إيضاح المكنون (1/ 369)، الأعلام (6/ 184)، معجم المؤلفين (3/ 382). * المعجم المختص (160)، الوافي (3/ 210)، ذيل العبر للعراقي (2/ 406)، الدرر (4/ 109)، إنباء الغمر (1/ 183)، النجوم (11/ 136)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 171)، السلوك (3/ 1 / 259)، بدائع الزهور (1/ 2 / 156)، القلائد الجوهرية (1/ 172)، درة الحجال (2/ 130)، بغية الوعاة (1/ 152)، الوجيز (1/ 215)، الدارس (1/ 38)، الشذرات (8/ 437)، كشف الظنون (1/ 625)، هدية العارفين (2/ 169)، قضاة دمشق (106)، الأعلام (6/ 184)، معجم المؤلفين (3/ 383).

2980 - السمعاني

من تلامذته: الشيخ شمس الدين بن القطان وغيره. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص: "إمام متبحر مناظر بصير بالعلم، محكم للعربية وغيرها وطلب الحديث فحَصّل مع الدين والتقى والتصوف" (¬1) أ. هـ. * الوافي: "قرأ القرآن وحفظ التنبيه والمنهاج للبيضاوي وقرأ العربية. كان يفتي الناس على مذهب الشافعي" أ. هـ. * إنباء الغمر: "قال ابن حبيب: شيخ الإسلام وبهاؤه، ومصباح أفق الحق وضياءه، وشمس الشريعة وبدرها، وحبر العلوم وبحرها، وكان إمامًا في المذهب، طرازًا لردائه المذهب، رأسًا لذوي الرئاسة والرتب، حجة في التفسير واللغة والنحو والأدب .. وكان الشيخ بدر الدين الطنبذي يحكي عنه أنه كان يقول: أعرف عشرين علمًا لم يسألني عنها بالقاهرة أحد، ومع سعة علمه لم يصنف شيئًا. قال ابن حجي: كان إمامًا نظارًا جامعًا لعلوم شتى، وقد كتب من مختصر المطلب .. " أ. هـ. * الأعلام: "فقيه شافعي مصري، من العلماء بالعربية والتفسير والأدب، ولم يجتمع لأحد من معاصريه ما اجتمع له من فنون العلم مع الذكاء المفرط ودقة النظر وحسن البحث وقوة الحجة" أ. هـ. * قلت: ومن المعلوم عمومًا أن عائلة السبكي مشهورون بمعتقدهم الأشعري والدفاع عنه، ... والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "مختصر المطلب" في شرح الوسيط في فروع الشافعية، و"شرح الحاوي الصغير" للقزويني فقه، وقطعة من "شرح مختصر ابن الحاجب". 2980 (*) - السَّمعاني * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الجبار بن أحمد السمعاني التيمي المروزي الحنفي وهو والد جد عبد الكريم السمعاني صاحب الأنساب، أبو منصور. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان أبو منصور إمامًا ورعًا نحويًّا لغويًّا، له مصنفات" أ. هـ. * الأنساب: "السمعاني: هذه النسبة إلى سمعان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. وأما سمعان الذي ننتسب إليه فهو بطن من تميم، هكذا سمعت سلفي يذكر ذلك، فأول من حَدَّث من سلفنا .. ثم القاضي الإمام أبو منصور محمّد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله السمعاني التميمي، كان إمامًا فاضلًا، ¬

_ (¬1) في إنباء الغمر: التصون. * الأنساب (3/ 298)، اللباب (2/ 562)، العبر (3/ 223)، تاريخ الإسلام (وفيات 450) ط. تدمري، الوافي (3/ 214)، الجواهر المضية (3/ 206)، تاج التراجم (308)، الشذرات (5/ 219)، الفوائد البهية (173)، كشف الظنون (1/ 370)، هدية العارفين (2/ 71)، الأعلام (6/ 185)، معجم المؤلفين (3/ 384). (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا تكرر الرقم في المطبوع، فما قبله كان بنفس الرقم

2981 - أبو عبد الله التلمساني

ورعًا متقيًا، أحكم العربية واللغة، وصنف التصانيف المفيدة .. وولده أبو القاسم علي، وأبو المظفر منصور جدي، أما أبو القاسم علي بن محمّد بن عبد الجبار السمعاني، فكان فاضلًا عالمًا ظريفًا، كثير المحفوظ، خرج إلى كرمان وحظي عند مليكها، وصاهر الوزير بها، ورزق الأولاد، وكان قد سمع مع والده من شيوخه، ولما انتقل أخوه جدنا الإمام أبو المظفر من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي رحمهما الله هجره أخوه أبو القاسم وأظهر الكراهية وقال: خالفت مذهب الوالد، وانتقلت عن مذهبه، فكتب كتابًا إلى أخيه وقال: ما تركت المذهب الذي كان عليه والدي رحمه الله في الأصول، بل انتقلت عن مذهب القدرية، فإن أهل مرو صاروا في أصول اعتقادهم إلى رأي أهل القدر. وصنف كتابًا يزيد على العشرين جزءًا في الرد على القدرية، ونفذه إليه فرضي عنه وطاب قلبه ونفذ ابنه أبا العلاء علي بن علي السمعاني إليه وللتفقه عليه، فأقام عنده مدة يتعلم ويدرس الفقه" أ. هـ. من أقواله: في الشذرات: "وقد ذكره الباخرزي في (الدمية) وقال: أنشدت بحضرته قصيدة في مدح السيد ذي المجد بن أبي القسم علي بن موصى الموسوي .. فقال أبوالسمعاني في بديهة: حسنُ شعرٍ وعُلا قد جُمعا ... لك جمعًا يا عليّ بن الحسنْ أنت في عين العُلى كحل ومن ... رد قولي فهو في عين الوسنْ وفاته: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مصنفاته: له تصانيف في اللغة والنحو. 1892 - أبو عبد الله التلمساني * المقرئ: محمّد بن عبد الحق بن سليمان، أبو عبد الله التلمساني الكوفي المالكي. من مشايخه: أبوه وأبو علي بن الخراز وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان حميد السيرة، مشاركًا في الفقه وعلم الكلام، معتنيا بالحديث وروايته معظمًا عند الخاصة والعامة .. حدَّث ودرس وغيره أحسن تصرفًا منه وأمتن تحصيلًا منه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من أهل التقشف والتصنيف فصيحًا لسنًا". ثم قال في موضع آخر: "كان معظمًا عند الخاصة والعامة فاضلًا كثير التصانيف" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كامل فقيه" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه مالكي" أ. هـ. وفاته: سنة (623 هـ) ثلاث وعشرين وستمائة، وقيل: (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. من مصنفاته: له تأليف في غريب "الموطأ" وله كتاب "المختار في الجمع بين المنتقى والاستذكار" نحو ثلاثة آلاف ورقة. 2982 - الدَّلاصي * المقرئ: محمّد بن عبد الحق بن عبد الله بن عبد ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 623) وأعاده في (وفيات 625)، تكملة الصلة (2/ 623)، السير (22/ 261)، غاية النهاية (2/ 159)، الأعلام (6/ 186). * الدرر الكامنة (4/ 111).

2983 - الخير أبادي

الأحد المخزومي المصري الدَّلاصي. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: أبو محمد بن لب، ابن فارس، وابن الأزرق وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الدرر: "أقرأ دهرًا بمكة. كان صاحب حال وتأله وأوراد أحيا الليل سنوات وتفقه لمالك ثم للشافعي ومناقبه كثيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. 2983 - الخير أبادي * النحوي: محمّد بن عبد الحق بن محمّد بن محمّد بن فضل حقي بن محمّد فضل إمام العمري الخير أبادي. كلام العلماء فيه: *الأعلام: "باحث له علم بالنحو والمنطق والحكمة وهو من أهل (خير أباد) في الهند" أ. هـ. وفاته: سنة (1316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على شرح السلم" في المنطق، و"تسهيل الكافية" شرح لكافية ابن الحاجب في النحو، و"شرح الهداية للأبهري" في الحكمة. 2984 - الإلة أبادي * المفسر: محمّد عبد الحق بن شاه محمّد بن يار محمّد الإلة أبادي الهندي المكي الحنفي. ولد: سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر، عالم بفقه الحنفية وأصوله. ضعيف في الحديث، له اشتغال بالفلسفة والتصوف على طريقة ابن عربي. وسكن مكة وعرف فيها بشيخ الدلائل لأن الحُجّاج الهنود كانوا يأخذون منه إجازة (دلائل الخيرات) ويبايعونه" أ. هـ. وفاته: سنة (1333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه خلق كثير؛ لأن العامة من أهل مكة والمهاجرين كانوا يعتقدون فيه الكرامات ويتبركون به. من مصنفاته: "الإكليل على مدارك التنزيل" في شرح تفسير النسفي، و"سراج السالكين" في شرح "منهاج العابدين" للغزالي، و"حاشية على شرح السلّم" في المنطق. ¬

_ * الأعلام (6/ 186)، معجم المطبوعات لسركيس (853)، معجم المؤلفين (3/ 386) وفيه وفاته: كان حيًّا (1286 هـ)، وإيضاح المكنون (1/ 288). * الأعلام (6/ 186)، معجم المطبوعات لسركيس (1673 و 1674) قد جعلهما لشخصين أحدهما هندي والثاني حلوي، وهو واحد، معجم المؤلفين (3/ 386).

2985 - العلاء العالم

2985 - العلاء العالم * المفسر: محمّد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن بن حمزة، أبو الفتح الأسْمندْي السمرقندي، الحنفي المعروف بالعلاء العالم. ولد: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: عليّ بن عمر الخراط وغيره. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان فقيهًا فاضلًا ومناظرًا فحلًا ... وكانت له عبارة حسنة، وصنف تصنيفًا في الخلاف لقيته بسمرقند غير مرة وقال لي: وردت مرو قاصدًا إلى القاضي الأرسابندي، ولم يكن حاضرًا فحضرت درس والدك رحمه الله وعلقت عنه مسألة بيع اللحم بالشاة، وانصرفت من مرو ولم أسمع منه شيئًا من الحديث لأنه كان متظاهرًا بشرب الخمر ... " أ. هـ. * المنتظم: "من أهل سمرقند كان فقيهًا فاضلًا مناظرًا من الفحول وصنف التعليقة المعروفة بالعالمي، ودخل بغداد وحضر مجلسي للوعظ، قال أبو سعد السمعاني (¬1): كان مدمنًا للخمر على ما سمعت فكان يقول ليس في الدنيا راحة إلا في شيئين كتاب أطالعه أو باطية من الخمر أشرب منها. قال المصنف ثم سمعت عنه أنه تنسك وترك المناظرة واشتغل بالخير إلى أن توفي "أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان من الفحول في المناظرة، وله طريقة في الخلاف والجدل، ويقال له تعليقة العالمية ... " أ. هـ. * لسان الميزان: "كان من فحول الفقهاء على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، ولعله تاب -أي عن شرب الخمر-" أ. هـ. * الشذرات: "كان من فرسان الكلام، شحيحًا بكلامه، كانوا يوردون عليه الأسئلة وهو عالم بجوابها، فلا يذكره شحًا لئلا يستفاد منه، وينقطع ولا يذكرها، ترك المناظرة إلى أن مات" أ. هـ. * قلت: ذكره صاحب كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" ضمن أشهر أعلام الماتريدية وذكر له كتاب "الهداية في الكلام" أ. هـ. وفاته: سنة (552 هـ) اثنتين وخمسين، وقيل: (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "التعليقة"، و "المعترض والمختلف" وغير ذلك. 2986 - محيي الدين * اللغوي: محمّد محيي الدين عبد الحميد. ولد: سنة (1318 هـ) ثمان عشرة وثلاثمائة وألف. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 180)، تاج التراجم (193)، الجواهر المضية (3/ 208)، طبقات المفسرين للسيوطي (92)، لسان الميزان (5/ 245)، المنتظم (18/ 180)، النجوم (5/ 379)، الوافي (3/ 218)، تاريخ الإسلام (وفيات 552) ط. تدمري، الأنساب (1/ 156)، الشذرات (6/ 248)، البداية والنهاية (12/ 273)، معجم البلدان (1/ 265)، كشف الظنون (1/ 569) و (2/ 1636)، إيضاح المكنون (1/ 175)، هدية العارفين (2/ 92)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 286). (¬1) لم نجد هذا الكلام في كتب السمعاني، وقد ذكرنا ما قاله السمعاني في الأنساب آنفًا. * الأعلام (7/ 92)، أوضح المسالك (2/ 168)، كتاب (شرح جوهرة التوحيد)، وكتاب (مقالات الإسلاميين وإختلاف المصلين).

كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مدرس مصري، من أعضاء المجمع اللغوي بالقاهرة، ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر" أ. هـ. * قلت: قال في تعليقه على ابن هشام في "أوضح المسالك" (3/ 168): بعد أن قال ابن هشام في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي أمر ربك- وهذا مذهب الأشاعرة. علق محمد محيي الدين على ابن هشام قائلا: وخير من تقدير المؤلف المحذوف بأمر تقديره برسول لأن الأمر من المعاني، والمجيء لا يتعلق إلا بالأجسام ومن أجل أن الله تعالى منزه عن الجسمية وجب تقدير مضاف مناسب أ. هـ. وعند مراجعتنا للكتب التي ألفها المترجم له والتي حققها وعلق على بعضها وجدنا أن اعتقاده أشعري، وكان ذلك واضحا جليا في شرحه لكتاب (جوهرة التوحيد) والمسمى (إتحاف المريد بجوهرة التوحيد) للشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المالكي، قد ذهب في أقواله وإرشاداته وإشاداته بالمذهب الأشعري. وأورد الأقوال التي اعتمدها شيخ المذهب أبو الحسن الأشعري وأقوال الطوائف الأخرى خلال شرحه هذا، كما في شرحه لمعنى الإيمان بعد أن أورد خمسة أقوال اختلف فيها العلماء لتحديد معنى الإيمان، فقال محمد محيي الدين: "والذي تطمئن إليه النفس من هذه المذاهب: أن الإيمان هو التصديق وهو كما ذهب إليه محققو الأشاعرة والماتريدية ... " أ. هـ. ثم ذكر ما يؤيد كلامه هذا على وجوه، فضلا على تأويله للصفات وغيرها من أمور الاعتقاد في شرحه على المذاهب والمعتقد الأشعري، ولولا الإطالة لذكرنا بعض تلك المواضع فمن أراد المزيد فليراجع هذا الكتاب (¬1). وفي مقدمته لكتاب "مقالات الإسلاميين .. " للشيخ أبي الحسن الأشعري بتحقيق المترجم له، وجدناه مكثرا من الثناء عليه وجعل روافد كلام العلماء كابن تيمية وغيره مصبا في إرفاع قدر مذهب الأشعري حتى إنه قد جعله مذهب أهل السنة والجماعة فيما أكثر من موضع. كما قال في مقدمته (¬2) (1/ 24): " ... يوم ظهر بمذهبه -أي أبو الحسن الأشعري- هذا الذي حاول به أن يوفق بين مذهب أهل السنة والعقل .. ". ثم ذكر ما ذهبت إليه الأشاعرة من مقالات وآراء في العقائد خاصة وفي أمور العبادات والمعاملات عامة، والخلاف الذي حصل في وقتها بين الأشاعرة والحنابلة وأهل الحديث فقال: "هذا ما نراه نحن ومن سبقنا في هذه المسألة -أي مسألة الخلاف- وأمثالها بعد مضي الحقب المتطاولة وفي هدوء يمكن لنا من البحث ومعرفة الآراء المختلفة لمن ثار بينهم النزاع، ولكنا -مع الأسف- لا نجد هذا الهدوء وهذا التروي فيما تقصه علينا الأحداث عند ظهور مذهب الأشعري وبعده؛ فإنه ما كاد مذهب الأشعري يعلن عن نفسه ¬

_ (¬1) كتاب (شرح جوهرة التوحيد) لمحمد محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الثانية (1375 هـ / 1955 م)، مطبعة السعادة بمصر. (¬2) كتاب (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين) للشيخ أبي الحسن الأشعري، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- الطبعة الثانية (1389 هـ / 1969 م) - مكتبة النهضة المصرية.

حتى بدأت تظهر آثار الاضطهاد له، "وقد حاول الحنابلة أن يمنعوا الخطيب البغدادي (المتوفى في عام 463 من الهجرة) من دخول المسجد الجامع ببغداد، لأنه كان يذهب مذهب الأشعري (¬1)، وكان أكابر الأشاعرة في ذلك العهد يضطهدون ويساء إليهم، وقد تحاملت الحنابلة على رجل من كبار الأشاعرة ذوي النفوذ وهو القشيري (المتوفى في عام 514 من الهجرة) ووقع بسبب ذلك قتال في الشوارع واضطر القشيري إلى ترك بغداد، ومن هذه الحادثة أرخ ابن عساكر مبدأ وقوع الانحراف بين الحنابلة والأشاعرة"، وكان شيخ الحنابلة في أخريات القرن الرابع الهجري "يلعن أبا الحسن الأشعري وينال من الأشاعرة" ومن ناحية أخرى "كان الكرامية قد تحزبوا على الأشاعرة وهاجموهم مهاجمة عنيفة، ورفعوا أمرهم إلى السلطان محمود بن سبكتكين مدعين أن الأشاعرة يعتقدون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس نبيًّا اليوم، وأن رسالته قد انقطعت بموته، ولم يكن هذا معتقدًا للأشاعرة يومًا ما". ومهما يكن من شيء فقد أذن الله تعالى لمذهب الأشعري أن ينتشر ويذيع في الناس، انتشارًا وذيوعًا بطيئين، كما ذاع في أقصى المشرق مذهب أبي منصور الماتريدي الذي كان بينه وبين مذهب أبي الحسن الأشعري تشابه كثير في الأصول "وتدخلت الحكومة في أوائل القرن الخامس الهجري نوعًا من التدخل الرسمي لفض المنازعات المذهبية، ففي عام (408) من الهجرة (1017 - من الميلاد) أصدر الخليفة القادر كتابًا ضد المعتزلة، يأمرهم فيه بترك الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والمقالات المخالفة للإسلام، وأنذرهم- إن هم خالفوا أمره- بحلول النكال والعقوبة، وانتهج السلطان محمود في غزنة نهج أمير المؤمنين القادر، واستن بسنته في قتل المخالفين ونفيهم وحبسهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وصدر في بغداد كتاب سمي "الاعتقاد القادري" في سنة 433 من الهجرة (1041 من الميلاد) وقرئ في الدواوين، وكتب الفقهاء خطوطهم فيه، وذكروا أن هذا اعتقاد المسلمين وأن من خالفه فقد فسق وكفر، فكان هذا إيذانًا بنهاية هذه الثائرة التي ضلت في غيابتها الأفهام، وكان عمل القادر بالله خاتمة لعمل المأمون من قبل، وقد جاء في هذا المنشور الرسمي "والله هو القادر بقدرة، والعالم بعلم أزلي غير مستفاد، وهو السميع يسمع، والمبصر يبصر، يعرف صفتهما من نفسه، لايبلغ كنههما أحد من خلقه، متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين، لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه الصلاة والسلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية، وإن كلام الله تعالى غير مخلوق، تكلم به تكلمًا، وأنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه، وتلاه محمّد على أصحابه، وتلاه أصحابه على الأمة، ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقًا، لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به، فهو غير مخلوق في كل حال متلوًا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد ¬

_ (¬1) راجع ترجمة علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي وما كتبناه حول اعتقاده.

2987 - الداوودي

الاستتابة منه" وهو كما ترى أبعد عن كلام المعتزلة من رحم الفيل من ولد الأتان". وهو في كلامه هذا والذي بعده يثني ويدافع عن المذهب الأشعري بأقوال وأحوال العلماء الذين كانوا في تلك الفترة التي ظهر فيها هذا المذهب، من أجل -بشكل أو بآخر- جعل منهجه الكتاب والسنة، لأنه أراد الموافقة بين ذلك والعقل كما مر آنفًا من كلامه. وفاته: سنة (1393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية"، و"تصريف الأفعال" وغير ذلك كثير. 2987 - الدَّاوودي * النحوي: محمّد بن عبد الحي بن رجب الداوودي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "من علماء دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1168 هـ) ثمان وستين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على شرح المنهج"، و "حاشية على ابن عقيل على الألفية" في النحو. 2988 - الشهاب بن مزهر * المقرئ: محمّد بن عبد الخالق بن عُثْمَان بن مزهر الأنصاري الدمشقي. من مشايخه: السخاوي وغيره. من تلامذته: شمس الدين محمّد بن أحمد الرضي الحنفي، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * العبر: "كان فقيهًا، عالمًا وقف كتبه بالأشرفية" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان يقرئ خلف قبر زكريا - عليه السلام - (¬1) " أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ كامل عالم" أ. هـ. وفاته: سنة (690 هـ) تسعين وستمائة. 2989 - عضيمة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الخالق عضيمة. ولد: سنة (1328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * تتمة الأعلام: "اللغوي الباحث المحقق ... " وقال حول كتابه دراسات لأسلوب القرآن الكريم: "وهو عبارة عن معجم نحوي صرفي للقرآن الكريم ويتكون من (1) مجلد" أ. هـ. * مقدمة كتابه دراسات لأسلوب القرآن الكريم (1 / و) قال محمود محمّد شاكر: "والشيخ -حفظه الله- لم يترك مجالًا للاستدراك على عمله العظيم، فكل ما أستطيع أن أقوله، إنما هو ثناء مستخرج ¬

_ * الأعلام (6/ 187)، معجم المؤلفين (3/ 387). * العبر (5/ 370)، معرفة القراء (2/ 706)، معجم شيوخ الذهبي (510)، غاية النهاية (2/ 159)، الشذرات (7/ 727). (¬1) يعني من الجامع الأموي. * دراسات لأسلوب القرآن الكريم للمترجم له- دار الحديث- القاهرة، تتمة الأعلام (2/ 103).

2990 - البرماوي

من عمل يُثني على نفسه ولكن بقي ما نتهاداه في هذه الحياة الدنيا، وهو أن أدعو الله له بالتوفيق وأن يزيده من فضله وأن يعينه على إتمام ما بدأ وأن يجعل هذا ذخيرة له يوم لا ينفع مال ولا بنون". وقال المؤلف تحت عنوانه طريقة العرض (1/ 15): "ولما كان البحر المحيط لأبي حيان أهم كتب الإعراب، وأجمعها فائدة وأكثرها تفصيلًا فقد كان لي معه مناقشات، إذ رأيته حريصًا على تخطئة الزمخشري في الكشاف فيدعوه ذلك إلى تخطئته والرد عليه، ثم يعود فيما بعد إلى قول الزمخشري ناسيًا أنه خطأه وضعف رأيه، لذلك كان تصوير مذهب أبي حيان متوقفًا على متابعة أحاديثه في البحر المحيط". * وقال في (4/ 524) وتحت عنوان استوى: " ... في المفردات: استوى. فقال على وجهين: أحدهما: يسند إليه فاعلان فصاعدًا، نحو: استوى زيد وعمر في كذا، أي تساويا. وقال {لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ}. والثاني: أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته، نحو: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}، {فَإِذَا اسْتَوَيتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ}، {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ}، {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} " أ. هـ. قلت: وقد تكلم عن لفظة الوجه في (11/ 273) وجعل الوجه مذكرًا وقال إن جمعه أوجه ووجوه وتجعل الواو همزة لانضمامها فيقال أجوه وقد ضرب على ذلك أمثلة منها {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} فلم يؤول الوجه. وكذلك فعل بالنسبة لليد عندما تكلم عنها فلم يعمل على تأويلها وقال إن اليد والكف والرجل إناث كلهن يحقرن بالهاء يديه. وضرب على ذلك أمثلة منها {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ} " أ. هـ. وفاته: سنة (1404 هـ) أربع وأربعمائة وألف. من مصنفاته: "دراسات لأسلوب القرآن الكريم"، و"المغني في تصريف الأفعال" وغير ذلك. 2990 - البَرَماوي * اللغوي: محمّد بن عبد الدايم بن موسى (¬1) بن عبد الدايم بن فارس بن محمّد بن رحمة بن إبراهيم النعيمي العسقلاني الأصل البرماوي ثم القاهري الشافعي، الشمس أبو عبد الله. ولد: سنة (763 هـ) ثلاث وستين وسبعمائة. من مشايخه: البرهان بن جماعة، والبدر الزركشي، والبلقيني وابن الملقن، والعراقي وغيرهم. من تلامذته: المحلي، والمناوي، والعبادي وغيرهم. كلام العلماء فيه: ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 161)، الوجيز (2/ 499)، الضوء اللامع (7/ 280)، الأنس الجليل (2/ 457)، الشذرات (9/ 286)، كشف الظنون (1/ 157، 547) و (2/ 1170، 1561)، إيضاح المكنون (2/ 617)، هدية العارفين (2/ 186)، البدر الطالع (2/ 181)، الأعلام (6/ 188)، معجم المؤلفين (3/ 388). (¬1) قال السخاوي في الضوء اللامع: وسمى شيخنا -أي ابن حجر- جده عيسى سهوًا أ. هـ.

2991 - ابن محيصن

* إنباء الغمر: "كان حسن الخط كثير المحفوظ قوي الهمة في شغل الطلبة حسن التودد، لطيف الأخلاق، ضيق المال، كثير الهم بسبب ذلك، ثم اتسع حاله بآخره ... وكان غالب عمره خاملًا" أ. هـ. * الضوء: "كان متواضعًا قليل الكلام، ذا همة عالية في شغل الطلبة وتفريغ نفسه إليهم" أ. هـ. * البدر الطالع: "كان إمامًا في الفقه وأصوله والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (831 هـ) إحدى وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح البخاري" في أربع مجلدات، و"شرح لامية الأفعال لابن مالك" و"البهجة الوردية"، و"زوائد الشذور". 2991 - ابن مُحيصن * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي بالولاء، المكي، أبو حفص. من مشايخه: مجاهد، وسعيد بن جبير، ودرباس مولى ابن عباس وغيرهم. من تلامذته: ابن جريج، وشبل بن عباد، وعبد الله بن المؤمل المخزومي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "هو في الحديث ثقة احتج به مسلم" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أبو عبيد: كان ابن محيصن أعلمهم بالعربية" أ. هـ. * الوافي: "مقرئ مكة مع ابن كثير ولكن قراءته شاذة فيها ما ينكر وسندها غريب. وقد اختلف في اسمه على عدة أقوال قال ابن مجاهد: كان عالمًا بالعربية وله اختيار لم يتابع به أصحابه" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة" أ. هـ. * الأعلام: "مقرئ أهل مكة بعد ابن كثير وأعلم قرائها بالعربية انفرد بحروف من خالف فيها المصحف. فترك قراءته ولم يُلحقوها بالقراءات المشهورة؟ وكان لا بأس به في الحديث. روى له مسلم والترمذي، والنسائي حديثًا واحدًا" أ. هـ. * قلت: وقد نقل صاحب تاريخ الإسلام اختلاف العلماء في اسمه. قال ابن مجاهد: هو محمّد بن عبد الرحمن بن محيصن، ويقال محمّد بن عبد الله، ويقال عبد الرحمن بن محمد. قال أحمد بن أبي خيثمة: ثنا مصعب الزبيدي قال: هو عبد الرحمن بن محيصن، وقد سماه الحاكم: عبد الله بن محيصن. وقال يحيى بن معين وغيره: عمر بن محيصن. وفاته: سنة (123 هـ) ثلاث وعشرين ومائة. ¬

_ * العبر (1/ 157)، معرفة القراء (1/ 98)، تاريخ الإسلام (وفيات 123) ط. تدمري، الوافي (3/ 223)، غاية النهاية (2/ 167)، تهذيب التهذيب (7/ 402)، الشذرات (2/ 98)، الأعلام (9/ 189).

2992 - ابن أبي ليلى

2992 - ابن أبي ليلى * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن، الأنصاري. ولد: سنة نيف وسبعين هجرية. من مشايخه: الشعبي، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهما. من تلامذته: وكيع، وعلي بن مسهر، وحمزة الزيات وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عن ابن أبي ليلى فقال: محله الصدق كان سيء الحفظ شغل بالقضاء فساء حفظه لا يتهم بشيء من كذب وإنما ينكر عليه كثرة الخطأ يكتب حديثه ولا يحتج به" أ. هـ. * السير: "كان نظيرًا للإمام أبي حنيفة في الفقه قال العجلي: كان فقيهًا، صاحب سنة، صدوقًا. قال سعد بن الصلت، قال: كان ابن أبي ليلى لا يجيز قول من لا يشرب النبيذ. قال الذهبي: هذا غلو، وعكسه أولى. وكان ابن أبي ليلى قاضي الكوفة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال عليّ بن الأزهر بن عبد ربه: سألت جريرًا قلت: من رأيت من المشايخ يستثنى من إيحائه؟ قال: كان ابن أبي ليلى من أشدهم في ذلك. قال أحمد بن حنبل: لا يحتج به سيء الحفظ. وروى مُعَاوية بن صالح عن ابن معين: ضعيف. وقال الدارقطني: رديء الحفظ كثير الوهم. وقال أبو أحمد الحاكم: عامة أحاديثه مقلوبة .. " أ. هـ. * العبر: "وكان صاحب قرآن وسنة، قرأ عليه حمزة الزيات وكان صدوقًا جائز الحديث" أ. هـ. * غاية النهاية: "تكلم فيه من جهة حفظه، ولكنه صدوق وإن ضعفه يحيى بن سعيد. وقال القاضي أبو يوسف: ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله ولا أقرأ لكتاب الله ولا أقول حقًّا بالله ولا أعف عن الأموال من ابن أبي ليلى، وقال العجلي: "كان فقيهًا صاحب سنة صدوقًا، جائز الحديث قارئًا للقرآن عالمًا به" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق، سيء الحفظ جدًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (148 هـ) ثمان وأربعين ومائة. 2993 - أبو قُبيصة * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عمارة بن القعقاع، الضبي الكوفي، ثم البغدادي، أبو قبيصة. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (1/ 162)، الجرح والتعديل (7/ 322)، طبقات ابن سعد (6/ 358)، الكامل في التاريخ (5/ 249)، وفيات الأعيان (4/ 179)، تهذيب الكمال (25/ 622)، السير (6/ 310)، ميزان الاعتدال (6/ 211)، العبر (1/ 211)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 15) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 171)، الوافي (3/ 221)، غاية النهاية (2/ 165)، تهذيب التهذيب (9/ 268)، طبقات المفسرين للداودي (1/ 257)، الشذرات (2/ 222)، الأعلام (6/ 189)، تقريب التهذيب (871). * تاريخ بغداد (2/ 314)، المنتظم (12/ 352)، السير (13/ 491)، تاريخ الإسلام (وفيات 282) ط. تدمري، الوافي (3/ 225).

2994 - ابن زرزر

من مشايخه: سعدويه، وعاصم بن عليّ وغيرهما. من تلامذته: ابن السماك، وأبو بكر الشافعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "المقرئ الإمام" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان سريع التلاوة جدًّا. قال إسماعيل الخطي: سألته عن أكثر ما قرأ قال: قرأت في النهار الطويل أربع ختم، وفي الخامسة إلى سورة براءة. وأذن المؤذن العصر وكان من أهل الصدق رواها الخطيب عن الحسن بن أبي طالب ثنا يوسف القواس ثنا الخطبي فذكرها. قال الدارقطني: لا بأس بها" أ. هـ. وفاته: سنة (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين. 2994 - ابن زَرْزَر * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الرحمن بن سلم بن أراب بن سهيل الفارسي، أبو عبد الله، ابن زرزر الفقيه. هذا الاسم كما أثبته صاحب (معالم الإيمان)، وقال: "ذلك يوهم أن زرزر اسم، وليس كذلك، وإنما هو لقب" أ. هـ. كلام العلماء فيه: * رياض النفوس: "كان عالمًا بمذاهب أهل الكوفة وبجميع الأقاويل ... وكان ابن زرزر حافظًا للغريب، بصيرًا بالعربية راوية للأشعار يحسن الصنعة لها جيد القول فيها. وشعره كثير جدًّا، وأكثره في توحيد الله عزَّ وجلَّ والرد على الزنادقة والملحدين والكذابين" أ. هـ. * البيان المغرب: "كان على مذهب أبي حنيفة، وكان حافظًا لبيبًا، ونظر في النجوم والحساب وخولط في عقله فكان إذا قيل له (يا زواغي يهيج وينشط) " أ. هـ. وفاته: سنة (289 هـ)، وقيل: (291 هـ) تسع وثمانين، وقيل: إحدى وتسعين ومائتين. 2995 - قنبل * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن خالد بن سعيد المخزومي مولاهم المكي، أبو عمر، الشهير بقنبل (¬1). ولد: سنة (195 هـ) خمس وتسعين ومائة. من مشايخه: أبو الحسن القواس، وأحمد بن محمّد بن عبد الله بن أبي برة وغيرهما. من تلامذته: ابن شنبوذ، وابن مجاهد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان قنبل يلي الشرطة بمكة، وكان لا يليها إلا أهل العلم والفضل ليقوم بواجباتها" أ. هـ. ¬

_ * البيان المغرب (1/ 136)، معالم الإيمان (2/ 247)، رياض النفوس (1/ 514). * معجم الأدباء (5/ 2238)، وفيه اسمه: قُنبل بن عبد الرحمن، معرفة القراء (1/ 230)، تذكرة الحفاظ (2/ 659)، العبر (2/ 89)، السير (14/ 84)، الوافي (3/ 226)، البداية والنهاية (11/ 105)، غاية النهاية (2/ 165)، الشذرات (3/ 385)، الأعلام (6/ 190). (¬1) لقب قبل لأنه كان يكثر من استعمال دواء يعرف بالقنبل وقيل غير ذلك انظر معجم الأدباء.

2996 - الغزال

* السير: "الإمام المقرئ. يقال: هرم وتغير" أ. هـ. * معرفة القراء: "انتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز. وكان قُنبل ولي الشرطة بمكة في وسط عمره، فحمدت سيرته ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين" أ. هـ. * الأعلام: "من أعلام القراء، كان إمامًا متقنًا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز في عصره" أ. هـ. وفاته: سنة. (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. 2996 - الغَزَّال * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الأصبهاني، أبو عبد الله. من مشايخه: محمّد بن عليّ الفرقدي، والقاسم بن العصار الدمشقي وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد الماليني، وأبو نعيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذكر أخبار أصبهان: "رحل إلى الشام ومصر والعراق، أحد من يرجع إلى حفظ ومعرفة، له المصنفات والشيوخ" أ. هـ. * السير: "شيخ القراء الحافظ" أ. هـ. وفاته: سنة (369 هـ)، وقيل: (363 هـ) تسع وستين، وقيل: ثلاث وستين وثلاثمائة، والأول أصح. من مصنفاته: كتاب "الوقف والابتداء" في القراءات وله غير ذلك. 2997 - الكَنْجَرُوذي * النحوي: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر النيسابوري الكنجروذي (¬1)، أبو سعد. ولد: بعد سنة (360 هـ) ستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عمرو بن حمدان، والحافظ أبو أحمد الحاكم وغيرهما. من تلامذته: البيهقي، والسكري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "الإمام الأديب النحوي. له قدم في الطب والفروسية وأدب السلاح. كان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم، أدرك الأسانيد العالية في الحديث والأدب وأدرك ببغداد أئمة النحو، وسمع منه الخلق" أ. هـ. * البغية: "وجرت بينه وبين أبي جعفر الزوزني محاولات أدت إلى وحشته، فهجاه بسببها وجعله غرضًا ورماه بما برأه الله منه" أ. هـ. ¬

_ * ذكر أخبار أصبهان (2/ 294)، السير (16/ 217)، تذكرة الحفاظ (3/ 964)، تاريخ الإسلام (وفيات 369) ط. تدمري، طبقات الحفاظ (385)، الشذرات (4/ 337)، هدية العارفين (2/ 49)، معجم المؤلفين (3/ 394). * الأنساب (5/ 100)، معجم البلدان (4/ 481) و (2/ 171)، اللباب (3/ 53)، إنباه الرواة (3/ 165)، العبر (3/ 230)، السير (18/ 101)، تاريخ الإسلام (وفيات 453) ط. تدمري، الوافي (3/ 231)، بغية الوعاة (1/ 157)، الشذرات (5/ 227). (¬1) كنجروذ: قرية على باب نيسابور كما في معجم البلدان.

2998 - أبو عمرو النسوي

وفاته: سنة (453 هـ) ثلاث وخمسين وأربعمائة. 2998 - أبو عمرو النَّسَوي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو عمرو النسوي (¬1)، الملقب بأقضى القضاة. ولد: سنة (378 هـ) ثمان وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر الجيري، وأبو إسحاق الإسفرائيني وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الفراوي، وأبو المظفر القشيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ دمشق: "كتب إلينا أبو الحسن عبد الغافر إسماعيل في تتمة نيسابور قال: محمّد بن عبد الرحمن بن أحمد القاضي الإمام الرئيس (أبو عمرو النسوي) من أكابر أهل عصره فضلًا وحشمة ونعمة وافضالًا وقبولًا عند الملوك، كان يعقد المجلس للوعظ وقرئت عليه الأحاديث وذكر أشياء من أحواله" أ. هـ. * السير: "العلامة، أقضى القضاة .. المفسر، صاحب التصانيف والفنون .. ولي قضاء خوارزم، وكان لا يأخذه في الله لومة لائم وله كتب في الفقه نفذه ملكشاه رسولًا ليخطب بنت الخليفة، فأدى الرسالة وبذل النصيحة، فقال: لا تخلط بيتك الطاهر بالتركمان" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "حسن السيرة في القضاء، مرضي الطريقة. قال ابن السمعاني: هو معروف بالقاضي الرئيس، كان من أكابر أهل عصره فضلًا وحشمة وقبولًا عند الملوك ... ". وقال: "قال الخوارزمي: فاق أهل عصره فضلًا، وإفضالًا وتقدم على أبناء دهره رتبة وجلالة، وحشمة، ونعمة، وقولًا، وإقبالًا، له الفضل الوافر في فنون العلوم الدينية وأنواعها الشرعية، وكان لغويًّا نحويًّا مفسرًا مدرسًا فقيهًا مفتيًا، مناظرًا شاعرًا محدثًا، إلى أن قال: وله الدين المتين، الوازع عن ارتكاب ما يشين إلى أن قال: وكان سلاطين السلجوقية يعتمدونه فيما يعنِ لهم من المهمات ... " أ. هـ. من أقواله: في طبقات الشافعية للسبكي: "قال محمود الخوارزمي .. : وكان أبو القاسم محمود الزمخشري يحكي: أنه كان لا يذكر أحدًا. إلا بخير وأنه ذكر له فقيه كثير المساوئ، فقال: لا تقولوا ذلك، فإنه يتعمم حسنًا أ. هـ. يعني لم يجد وصفًا جميلًا إلا حسن عمَّته فذكره به" أ. هـ. وفاته: تقريبًا سنة (470 هـ) سبعين وأربعمائة، وقيل سنة (478 هـ) ثمان وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتب في التفسير والفقه. ¬

_ * تاريخ الإسلام (المتوفون قريبًا من 470) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 181) وذكر وفاته في أواخر (380 هـ) وهو خطأ، طبقات المفسرين للسيوطي (93)، المنتخب من السياق (74)، مختصر تاريخ دمشق (22/ 346)، السير (18/ 477)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 175)، تاريخ دمشق (54/ 73)، معجم المؤلفين (3/ 389)، المقفى (6/ 19)، الأعلام (6/ 191). (¬1) النسوي: بفتح النون والسين وفي آخرها واو هذه النسبة إلى نسا مدينة بخراسان والنسبة إليها نسائي ونسوي أ. هـ. من هامش السير

2999 - ابن المحتسب

2999 - ابن المحتسب * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن سعيد، ويعرف بابن المحتسب، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو محمّد بن شعيب المقري، وأبو مروان بن السراج وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. كلام العلماء فيه: الغنية: "أقرأ بجامع قرطبة زمانًا، وأخذ عنه النّاس النحو والقراءات والأدب". أهـ. وفاته: سنة (505 هـ) خمس وخمسمائة. 3000 - ابن خلصة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الرحمن -وقيل: ابن عبد الله- بن أحمد بن خلصة اللخمي البلنسي الأندلسي، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو الحسن بن سيده، وابن العربي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن مطرف التطيلي وغيره. كلام العلماء فيه: الوافي: "قال ابن الأبار: كان أستاذًا في علم اللسان والأدب فصيحًا مفوهًا حافظًا للغات"أ. هـ. * البلغة: "إمام في النحو واللغة، مفوه مسلاق ونثره أحسن من نظمه .. وكان ابن العربي يجله ويعظمه" أ. هـ. * البغية: "قال ابن الزبير: كان من أهل المعرفة والنحو والأدب بارعًا في النظم ذاكرًا للغريب .. وكان مشكور الشمائل وبينه وبين معاصره أبي محمّد بن السيد منازعات وأهوال ألف فيها كل واحد منهما ردًّا على صاحبه" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أديب عالم بالعربية حافظ للغات العرب ناثر ناظم" أ. هـ. وفاته: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة، وقيل: (521 هـ) إحدى وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: رسالة رد فيها على ابن السيد. 3001 - ابن عياض الشاطبي * المفسر, المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض، أبو عبد الله المخزومي الشاطبي المنتيشي (¬1). من مشايخه: أبو الحسن عليّ بن المبارك الصوفي، وأبو القاسم بن النحاس وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله المكناسي، وأبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "تصدر للإقراء بشاطبة، فأخذ عنه ¬

_ * الغنية (89)، الصلة (2/ 538)، تاريخ الإسلام (وفيات 505) ط. تدمري. * البغية (1/ 128)، البلغة (203)، الوافي (3/ 232)، معجم المؤلفين (3/ 389). * تاريخ الإسلام (وفيات 519) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 187)، طبقات المفسرين للسيوطي (93)، بغية الملتمس (1/ 134)، معجم البلدان (5/ 208). (¬1) المنْتِيشي: نسبة إلى منتيشة مدينة بالأندلس قديمة من أعمال كورة جيان" أ. هـ. (انظر معجم البلدان).

3002 - الفهمي

الناس، وكان إمامًا في التفسير مقدمًا في البلاغة، مشاركًا في أشياء، وكان يفسر كل جمعة ... توفي وهو كهل" أ. هـ. وفاته: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة. 3002 - الفهمي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العاص الفهمي، أبو عبد الله. من مشايخه: مالك بن عبد العتبي، وأبو تميم العز بن بقنه وغيرهما. من تلامذته: القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد، وأبو العباس الأندرشي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "أستاذ، نحوي، أديب، لغوي" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أحد الأساتيذ النحاة الأدباء الجلة" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (530 هـ) ثلاثين وخمسمائة. 3003 - ابن عظيمة * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الطفيل العبدي، أبو الحسن، ويعرف بابن عظيمة، الإشبيلي. من مشايخه: أبو عبد الله السرقسطي، وعبد الله الخولاني وغيرهما. من تلامذته: من جلة الرواة عنه أبو بكر بن خير، وأبو الحسن بن الضحاك، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "اشتهر بالصدق والإتقان، وحمل الناس عنه، ومن جلة أصحابه أبو بكر بن خير" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ كامل" أ. هـ. * المقفى: "مقرئ جليل" أ. هـ. * نفح الطيب: "واقتصر أبو الحسن في تصدره للإقراء على التحديث عمَّن لقي، فعرف مكانه من الصدق والعدالة" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات، من أهل إشبيلية" أ. هـ. وفاته: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة، ذكر صاحب المقفى سنة وفاته (643 هـ)، وهو خطأ واضح، لتوافق جميع المصادر على أن وفاته (543 هـ) أو قريبًا منها، ولعل هذا خطأ الناسخ أو وهم من المقريزي والله أعلم. من مصنفاته: له "أرجوزة في القراءات السبع"، وله كتاب "الفريضة الحمصية" في شرح القصيدة الحصرية، وله "أرجوزة في مخارج الحروف". ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 134)، بغية الوعاة (1/ 153). * تكملة الصلة (1/ 445)، فهرست ابن الخير (93)، معرفة القراء (1/ 504)، تاريخ الإسلام (وفيات 543) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 166)، المقفى (6/ 45)، نفح الطيب (2/ 368)، أعلام مراكش (3/ 9)، إيضاح المكنون (1/ 57) و (2/ 189)، هدية العارفين (2/ 89)، الأعلام (6/ 191)، معجم المؤلفين (3/ 400).

3004 - الزاهد البخاري

3004 - الزاهد البخاري * المفسر: محمّد بن عبد الرحمن بن أحمد البخاري، أبو عبد الله علاء الدين، الملقب بالزاهد. من تلامذته: القاضي أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغذموني وغيره. كلام العلماء فيه: • التحبير في المعجم الكبير: "كان إمامًا فاضلًا مفتيًا مذكرًا أصوليًا، متكلمًا حسن الكلام في الوعظ والتفسير. كان مجازفًا متساهلًا في الرواية" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر من أهل بخارى، كان مفتيًا أصوليًا عارفًا بعلم الكلام" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي، متكلم مفسر واعظ" أ. هـ. وفاته: سنة (546 هـ)، وقيل: (545 هـ) ست وأربعين، وقيل: خمس وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "محاسن الإسلام" رسالة، وقيل: إنه صنف في التفسير كتابًا أكثر من ألف جزء. 3005 - ابن تُريس * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن فرج بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن العزيز القيسي، ويعرف بابن تُريس، المكناسي الشاطبي. ولد: سنة (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر بن العربي، وأبو محمّد بن عتاب وغيرهما. من تلامذته: أبو الحَجّاج بن أيوب، وأبو محمّد بن عياد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان قديم الصلاة، معنيًا بلقاء الشيوخ، يشارك في علم الحديث والأدب ويتحقق بالقراءات مع حسن خط وجودة ضبط" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وله (معجم شيوخه)، .. حدث عنه: أبو عمر بن عياد، وأثنى عليه، ووصفه بالتقلل من الدنيا" أ. هـ. وفاته: سنة (561 هـ) إحدى وستين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "الابتداء بهمزة الأمر والإيوان في قوله تعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} وقوله تعالى {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} " وغير ذلك. ¬

_ * التحبير في المعجم الكبير (2/ 153)، تاريخ الإسلام (وفيات 546) ط. تدمري، الوافي (3/ 232)، الجواهر المضية (3/ 214)، طبقات المفسرين للسيوطي (94)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 181)، هدية العارفين (2/ 91)، الأعلام (6/ 192)، معجم المؤلفين (3/ 389). * تكملة الصلة (2/ 497)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 561 هـ) ط. تدمري، معجم المؤلفين (3/ 401) وفيه وفاته سنة (511 هـ).

3006 - الكتندي

3006 - الكُتُندي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي، أبو بكر الكتندي الإلبيري. ولد: سنة (556 هـ) ست وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر بن العربي، وأبو الوليد بن الدباغ وغيرهما. من تلامذته: ابنا حوط الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان أديبًا شاعرًا لغويًّا" أ. هـ. • البغية: "قال ابن الزبير: كان شيخًا فقيهًا جليلًا أديبًا بارع الأدب عارفًا بالعربية واللغة، ذاكرًا لها ... مطبوعًا منطويًا على جملة محاسن، مع أخلاق سوية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (583 هـ) ثلاث وثمانين وخمسمائة، وقيل: (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. 3007 - المسعودي * اللغوي: محمّد بن المسند عبد الرحمن بن محمّد بن مسعود المسعودي البنجديهي (¬1)، المروزي، الصوفي، تاج الدين، أبو سعيد وأبو عبد الله. ولد: سنة (522 هـ)، وقيل: (521 هـ) اثنتين وعشرين، وقيل: إحدى وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، والحافظ السلفي، وأبو شجاع البسطامي وغيرهم. من تلامذته: ابن المفضل الحافظ، والتاج القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "الفقيه الشافعي الصوفي، كان أديبًا، فاضلًا اعتنى بالمقامات الحريرية فشرحها وأطال شرحها" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان أهل الحديث يستلينونه في الحديث، وكان لقبه التاج، أدركته بمصر يسمع عليه ويستفاد منه، وهو نازل بدار سعيد السعداء ¬

_ * البغية (1/ 155)، تاريخ الإسلام (وفيات 583) ط - تدمري، الوافي (3/ 232). * الأنساب (5/ 291)، معجم الأدباء (6/ 2549)، معجم البلدان (1/ 498)، وفيات الأعيان (4/ 390)، إنباه الرواة (3/ 166)، مرآة الزمان (3/ 428)، مختصر ذيل تاريخ بغداد للذهبي (1/ 67)، السير (21/ 173)، العبر (4/ 253)، الوافي (3/ 233)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 123)، لسان الميزان (5/ 257)، بغية الوعاة (1/ 158)، الأعلام (6/ 191)، تاريخ الإسلام (وفيات 584) ط. تدمري، الشذرات (6/ 461)، ميزان الاعتدال (6/ 238)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 86)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 458)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 46). (¬1) البنجديهي: معناه بالفارسية الخمس قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مروالروذ ثم من نواحي خراسان. (معجم البلدان).

3008 - الفويرة

التي جعلت للصوفية بالقاهرة .. ووقف كتبه بها على رباط الصوفية المعروف بالسميساطي، والله أعلم" أ. هـ. • معجم الأدباء: "من أهل الفضل والأدب والدين والورع .. " أ. هـ. • السير: "الإمام اللغوي الفقيه المحدث .. الصوفي ... وقف كتبه برباط السميساطية وهو للصوفية. لينه المحدثون. قال الحافظ بن خليل أنه قال: لم يكن في نقله بثقة ولا مأمون" أ. هـ. • الوافي: "الفقيه الصوفي المحدث مؤدب الملك الأفضل ابن صلاح الدين .. " أ. هـ. • لسان الميزان: "الصوفي المحدث ... قال الحافظ ابن خليل: لم يكن بثقة" أ. هـ. • البغية: "فقيه محدث صوفي عالم باللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف شرحًا للمقامات في خمس مجلدات. 3008 - الفُويرة * النحوي: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد الحافظ، بدر الدين، أبو عبد الله، ابن الفويرة (¬1) السلمي، الحنفي. من مشايخه: الصدر سليمان، وابن عطاء، وابن مالك وغيرهم. من تلامذته: روى عنه الدمياطي في معجمه. كلام العلماء فيه: • العبر: "أحد الأذكياء الموصوفين" أ. هـ. • فوات الوفيات: "وكان ذا مروءة ودين ومعروف" أ. هـ. • البداية: "حصل وبرع ونظم النثر، وكتب الكتابة المنسوبة" أ. هـ. من أقواله: في البداية والنهاية: "رآه بعض أصحابه في المنام بعد وفاته فقال: ما فعل الله بك؛ فأنشأ يقول: ما كان لي من شافعٍ عنده ... غير اعتقادي أنه واحد وفاته: سنة (675 هـ) خمس وسبعين وستمائة، وقال صاحب الجواهر المضية: "رأيت بخط الحافظ الدمياطي في (مشيخته): توفي ليلة الجمعة فجاءة منتصف ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة وقد بلغ (63 سنة) " أ. هـ. 3009 - العجلي القزويني * اللغوي: محمّد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن دلف بن أبي دلف ¬

_ * العبر (5/ 306)، الوافي (3/ 235)، فوات الوفيات (3/ 394)، البداية والنهاية (13/ 289)، الجواهر المضية (3/ 219)، النجوم الزاهرة (7/ 253)، السلوك (1/ 2 / 634)، الشذرات (7/ 606). (¬1) وقيل النويرة في البداية والنهاية. * الوافي (3/ 242)، الوفيات لابن رافع (1/ 258)، البداية والنهاية (14/ 196)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 158)، ذيول العبر (205)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 329)، طبقات الشافعبة لابن قاضي شهبة (2/ 377)، الدرر الكامنة (4/ 120)، المقفى (6/ 38)، مفتاح السعادة (1/ 209)، النجوم (9/ 318)، السلوك (2/ 2 / 439)، ذيل تذكرة الحفاظ (21)، بغية الوعاة (1/ 156)، الدارس (1/ 196)، الشذرات (8/ 216)، البدر الطالع (2/ 183)، قضاة دمشق (87)، روضات الجنات (8/ 87)، الأعلام (6/ 192)، معجم المؤلفين (3/ 396).

3010 - ابن عسكر

العجلي القزوني، جلال الدين، أبو المعالي بن سعد الدين بن أبي القاسم، إمام الدين. ولد: سنة (666 هـ) ست وستين وستمائة. من مشايخه: العز الفاروثي، والأيكي وغيرهما. من تلامذته: البرزالي، وأجاز للصفدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان حسن التقاضي لطيف السفارة، لا يكاد يمنع من شيء يسأل عنه كان فيه من الحلم والمكارم وعدم الشر وعدم مجازات المسيء إلا بالإحسان ... وكان يعظم الأرجاني الشاعر ويرى أنه من مفاخر العجم واختار شعره وسماه (الشذر المرداني من شعر الأرجاني) " أ. هـ. • الوفيات لابن رافع: "وكان لطيف الذات. حسن المحاضرة، كريم النفس، ذا عصبية ومروءة" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان رجلًا فاضلًا متفننًا، له مكارم وسؤدد" أ. هـ. • المقفى: "وما برح في قضاء القضاة حتى صرف عنه .. بسبب ولده جمال الدين عبد الله وتجاسره بما لا يقدم عليه غيره من الانهماك في اللهو، ومدّ يده إلى أخذ الأموال في الولايات وكثرة توسعه واقتنائه الخيول المسومة الكثيرة، ومعاشرة المماليك وأولاد الأكابر .. " أ. هـ. • الدرر: "قال الذهبي: بلغ من العز ما لا يوصف وكان فصيحًا حلو العبارة مليح الصورة سمحًا جوادًا حليمًا كثير التجمل مات وضيعه عالم عظيم وكثر التأسف عليه، وسيرته تحتمل على كراريس، وما كل ما يعلم يقال. انتهى. هذا كلام الذهبي على عادته في الرمز إلى الحط على من يخشى غائلة التصريح فيه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان فاضلًا في علوم، كريمًا، مقدامًا، ذكيًا مصنفًا .. " أ. هـ. • البدر الطالع: "كان جوادًا ممدحًا كثير البر والإحسان وعظم قدره في ولايته بالديار المصرية فكان السلطان لا يرد له شفاعة، وكان أولاده يسرفون في الرشوة ومعاشرة الأحداث فكان ذلك سبب صرفه عن قضاء الديار المصرية وعاد إلى قضاء الديار الشامية، ورفعت عليه قصة إلى السلطان وفيها أنه يشرب الخمر ويفعل ويغفل فإتهم السلطان بكتابتها جماعة ثم تأملها كاتب السر فوجد فيها علاء الدين الكونوي (بالكاف) مكان (القاف) فعلم أن كاتبها هندي ثم فحصوا عنه فوجدوه فكان ساكنًا بدمشق ووقع بينه وبين القاضي كلام فزور تلك القصة كذبًا فأمر بتعزيره" أ. هـ. وفاته: سنة (739 هـ) تسع وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: له مصنف اسمه "تلخيص المفتاح"، وله ديوان "الشذر المرجاني من شعر الأرجاني". 3010 - ابن عَسكر * النحوي، المفسر محمّد بن عبد الرحمن بن عسكر المالكي البغدادي. ولد: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة. ¬

_ * الديباج المذهب (2/ 327)، شجرة النور (222).

3011 - ابن الصائغ

من مشايخه: والده وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "الإمام العالم العلامة، كان فاضلًا في الفقه، متقنًا للأصول والجدل والمنطق والعربية .. " أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام العلامة المتفنن في العلوم الفهامة القائم بلواء مذهب مالك بالعراق" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ)، وقيل: (767 هـ) ست وسبعين، وقيل: سبع وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الإرشاد"، ولها تفسير كبير"، وصل فيه إلى سورة تبارك ... 3011 - ابن الصائغ * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن الزمردي، الشيخ شمس الدين، ابن الصائغ الحنفي. ولد: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة أو بعدها بقليل. من مشايخه: أبو حيان، والشهاب المرحل، والدبوسي وغيرهم. من تلامذته: عز الدين محمّد بن أبي بكر بن جماعة، والجمال بن ظهيرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان فاضلًا بارعًا، حسن النظم والنثر كثير الاستحضار، قوي البادرة دمث الأخلاق " أ. هـ. • ذيل العبر: "كان مخالطًا لأرباب الدولة وله عندهم حظوة لكنه مع ذلك كان مِخْلَطًا (¬1) على نفسه، وعفو الله واسع على أنه تاب في أواخر عمره، وأناب واعترف وأكثر الصدقة ... " أ. هـ. • الأعلام: "أديب، من العلماء، مصري " أ. هـ. وفي الدرر: رآه زوج بنته في المنام بعد موته فسأله ما فعل الله بك فأنشد: الله يعفو عن المسيء إذا ... مات على توبة ويرحمه وفاته: سنة (776 هـ)، وقيل: (772 هـ)، وقيل: (777 هـ) ست وسبعين، وقيل: اثنتين وسبعين، وقيل: سبع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "التذكرة" في النحو، و"المباني في المعاني"، و"المنهج القويم في فوائد تتعلق بالقرآن العظيم". 3012 - الحُبيشي * اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمّد الحبيشي، أبو حامد، جمال الدين. ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 119)، إنباء الغمر (1/ 137)، الوافي (3/ 244)، ذيل العبر (2/ 377)، غاية النهاية (2/ 163)، النجوم (11/ 138)، لحظ الألحاظ (164)، السلوك (3/ 1 / 245)، تاج التراجم (221)، بغية الوعاة (1/ 155)، الفوائد البهية (175)، درة الحجال (2/ 131)، الشذرات (8/ 427)، هدية العارفين (2/ 168)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 185)، الأعلام (6/ 192)، معجم المؤلفين (3/ 396). (¬1) المِخلَط: هو الذي يخلط الأشياء فيلبسها على السامعين والناظرين (تاج العروس: مادة خلط) انظر هامش ذيل العبر. * تاريخ وصاب (2239)، صلحاء اليمن (28)، طبقات الخواص (66)، مصادر الفكر الإسلامي (277)، كشف الظنون (1/ 240)، وإيضاح المكنون (1/ 278) و (2/ 122، 186)، معجم المؤلفين (3/ 397).

3013 - ابن زريق

ولد: سنة (712 هـ) اثنتي عشرة وسبعمائة. من مشايخه: والده، وبرهان الدين إبراهيم بن عمر العلوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • صلحاء اليمن: "كان عالمًا عاملًا بعلمه صالحًا جامعًا لأنواع الفضائل كثير الذكر والاجتهاد" أ. هـ. • تاريخ وصاب: " ... لا يدانيه أحد في عصره في صحة خاطره وجودة فكره وكمال مروءته مع علو همته ونقصه للذات الإنسانية ومطالعته للأمور البرهانية وتأمله لنصوص الأصحاب وعباراتهم وتتبعه لموافقاتهم ومناقضاتهم وله عليهم استدراكات حسنات" أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ)، وقيل: (786 هـ)، وقيل: (802 هـ) اثنتين وثمانين، وقيل: ست وثمانين، وقيل: اثنتين وثمانمائة، وأكثر المصادر على السنة الأولى. من مصنفاته: "نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف"، و"النورين في إصلاح الدارين" وغيرهما. 3013 - ابن زُرَيق * النحوي، اللغوي: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصالحي ناصر الدين المعروف بابن زريق (¬1). من مشايخه: بقية أصحاب الفخر كالصلاح بن أبي عمر، وابن المحب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان ماهرًا يقظًا عارفًا بفنون الحديث ذاكرًا للأسماء والعلل لم يكن له اعتناء بصناعة الرواية من تمييز العالي والنازل بل على طريق المتقدمين مع حظ في الفقه والعربية رتب (المعجم الأوسط) على الأبواب ورتب (صحيح ابن حبان). ورافقني -أي لابن حجر- كثيرًا وأفادني من الشيوخ كان دينًا خيرًا صينًا لم أرَ من يستحق أن يطلق عليه اسم الحافظ بالشام غيره. مات أسفًا على ولده أحمد، وكان اللنكية قد أسروه وهو شاب له نحو عشر سنين" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة، ولم يكمل الخمسين. 3014 - السخاوي * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن محمد شمس الدين السخاوي الأصل القاهري الشافعي. ¬

_ * إنباء الغمر (4/ 325)، المقصد الأرشد (2/ 437)، السحب الوابلة (3/ 929)، الضوء اللامع (7/ 300)، الشذرات (9/ 59)، الأعلام (6/ 193)، معجم المؤلفين (3/ 401). (¬1) تصغير أزرق، انظر إنباء الغمر. * الضوء اللامع (8/ 2)، نظم العقيان (152)، الكواكب السائرة (1/ 53)، الشذرات (10/ 23)، البدر الطالع (2/ 184)، معجم المطبوعات لسركيس (1012)، الأعلام (6/ 194)، معجم المؤلفين (3/ 399)، كشف الظنون (1/ 12، 29، 62)، إيضاح المكنون (1/ 27، 29 .. )، كتاب "بغية الراغب المتمني" تحقيق أبو الفضل إبراهيم بن زكريا، دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني - ط (1) لسنة (1411 هـ- 1991 م).

ولد: سنة (831 هـ) إحدى وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: ابن حضر، والجمال بن هشام الحنبلي، وابن حجر وغيرهم. من تلامذته: جار الله بن فهد، والسيوطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه مقرئ، محدث، مؤرخ، مشارك في الفرائض والحساب والتفسير وأصول الفقه والميقات" أ. هـ. • قلت: قال أبو الفضل إبراهيم بن زكريا محقق كتاب "بغية الراغب المتمني" (ص 16): "قال عنه الحافظ ابن حجر: هو أمثل جماعتي، وكان كثيرًا ما يدعو له، ومن دعواته له: والله المسئول أن يعينه على الوصول إلى الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق. قال ابن أخيه البدر: وقد استجاب الله دعوته، وحقق رجاء وبغيته ... حتى قال: وهو الآن -كما سبقني إليه الأعيان- حافظ الوقت، ومحدث الزمان، وإن رغمت أنوف بعض الحساد". وقال: "كان رحمه الله- بينه وبين علماء عصره جفاء كالجلال السيوطي، والبرهان البقاعي، فقد كان رحمه الله لاذع النقد شديد الخصومة حتى قال عن البرهان البقاعي رحمه الله وهو الذي لا يخفى فضله على منصف لبيب: إنه ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء، وما علمته أتقن فنا ... وترجم للسيوطي ترجمة مظلمة في "ضوئه". فقابله السيوطي بترجمة أظلم في "نظم العقيان"، واتبعها "بالكاوي في تاريخ السخاوي " واتهم السخاوي بما اتهمه هو به، مما لا يحسن ذكره" أ. هـ. • الكواكب السائرة: "الإمام العالم العلامة المسند الحافظ المتقن ... شافعي المذهب" أ. هـ. • قلت: قال الدكتور محمد إسحاق محمد في تحقيقه لكتاب السخاوي "الأجوبة المرضية" حول المآخذ على هذا الكتاب بعدة نقاط منها ذكر السخاوي للأحاديث الضعيفة دون التنبيه عليها، والتكرار في المسائل وغيرها من النقاط حتى قال المحقق في الآخر: "ذكره لأقوال الصوفية بدون التنبيه على أنها مخالفة لما عليه سلف الأمة وأئمتها، والذي يشعر بأنه يسلك مسلكهم ويؤيدهم كما فعل ذلك في مسألة التبرك بشعرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومسألة ميلاد الني - صلى الله عليه وسلم -، فالتبرك بشعرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابت من السلف كما في صحيح البخاري، لكن المبالغة التي ذكرها السخاوي نقلا عن بعض الصوفية مجازفة لا بد من نقدها (¬1). يبدو لي -والله أعلم- أن جوابه هذا كتبه عندما كان صوفيا، لأن المؤلف كان صوفيا في فترة من الزمن كما صرح به بقوله: "نعم قد دخلت في إجازة خلق من المعتبرين هي إلى الخصوص أقرب، وهي الاستجازة لأبناء صوفية الخانقاه البيبرسية، وكنت إذ ذاك منهم" (¬2). ثم رجع عن مذهب التصوف كما تدل عليه عبارة "وكنت إذ ذاك منهم". ¬

_ (¬1) انظر هذه المسألة في الكتاب برقم (277). (¬2) انظر: "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" للمؤلف (2/ 244).

3015 - الإيجي الصفوي

ويدل على ذلك أيضًا رده على ابن عربي الصوفي بكتابه الذي سماه: "القول المني في ترجمة ابن عربي". وهذه الملاحظات لا تعني الحط من قدر المؤلف أو قيمة الكتاب، لأن النقصان وعدم الكمال صفة تلازم أعمال البشر، وعمومًا هذه الأجوبة شاملة وجامعة حيث إن المؤلف جمع الأحاديث في أبواب ومسائل، لو أفردت أحاديث كل باب أو مسألة لصار كتابًا مستقلًا لأنه استوعب واستقصى تخريج الأحاديث وحرر دلائلها وحقق المسائل فهي مرجع عظيم، موسع في التخريج" أ. هـ. وفاته: سنة (902 هـ) اثنتين وتسعمائة. من مصنفاته: ذيل على طبقات القراء لابن الجزري، و"القول المني في ذم ابن عربي ... ". و"الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، وغيرها كثير. 3015 - الإيجي الصفوي * المفسر محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله، السيد معين الدين بن السيد صفي الدين، الحسني الحسيني الإيجي، الشافعي. ولد: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: والده، ومحمد الجاجري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "نعم الرجل أصلًا ووصفًا" أ. هـ. • قلت: قال صاحب كشف الظنون في معرض كلامه عن تفسيره: "أوله الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى الخ ذكر فيه أن والده شرع فكتب من سورة الأنعام نبذًا فترك وقال له أنت مأمور بذلك فاستخار الله سبحانه وتعالى في الملتزم فشرع في الروضة الشريفة في الثاني من جمادى الآخرة سنة (904) أربع وتسعمائة. واختتمه في (25) شهر رمضان سنة (905) خمس وتسعمائة، ومن فوائده قوله: اعلم أن ما يحتويه أكثر التفاسير ترى في هذا التفسير مع معان نفيسة صحيحة لم توجد في كثير منها، وكثير" الزمخشري ومن يحذو حذوه أعرضوا عن المعنى المنقول عن الرسول في الصحاح؛ لعدم فهم مناسبة لفظية أو معنوية وإن نقلوا ما ذكروه إلا آخر الأمر بصيغة التمريض، لكن المسلك في تفسيرنا هذا الاعتماد على المعاني الثابتة عمن أنزل عليه الكتاب، وما نقلنا فيه شيئًا إلا بعد اطلاع وتتبع تام فاعتمد على نقل الشيخ الناقد في الرواية عماد الدين ابن كثير فإنه في تفسيره قد تفحص عن تصحيح الرواية وتجسس عن عجرها وبجرها ولو وجدت مخالفة بين تفسيره وتفسير محيي السنة البغوي سَبعت كتب القوم الذين لهم يد في التصحيح ثم كتبت ما رجحوا لكن أعتمد قليلًا على كلام ابن كثير فإنه متأخر معتن في شأن التصحيح ومحيي السنة في تفسيره ما تعرض لهذا بل قد يذكر فيه من المعاني والحكايات ما اتفقوا على ضعفه بل على وضعه. ¬

_ * الضوء اللامع (8/ 37)، كشف الظنون (1/ 610)، إيضاح المكنون (1/ 303)، معجم المطبوعات لسركيس (500)، الأعلام (6/ 195)، معجم المؤلفين (3/ 401).

وأما الأحاديث المذكورة في تفسيرنا فمعظمها من الصحاح الستة وقد تجد تخريجها مسطورًا في الحاشية وكل معنى ذكرنا فيه بصيغة أو فما هو إلا للسلف وما ذكرناه بقيل فأكثره من مخترعات المتأخرين مما ظفرنا به وأما وجه الإعراب فما اخترت إلا الأظهر والذي ذكرت فيه وجهين أو وجوها فلنكتة واجتهدت في تنقيح الكلام ومآخذ كتابي المعالم والوسيط وتفسير ابن كثير والنسفي والكشاف مع شروحه الحلبي والكشف وشرح المحقق التفتازاني وتفسير البيضاوي وقلما تجد آية إلا وقد وفرتُ في تفسيرها إلى دفع الإشكال أو إلى تحقيق مقال بعبارة وجيزة أو ما آت إليه بإشارة لطيفة دقيقة في كثير من المواضع أوضحته في الحاشية" أ. هـ. قلت: ومما نقلناه من كتاب "كشف الظنون" وما قاله صاحب الترجمة من اعتماده على تفسير ابن كثير ورحمه الله تعالى بقوله: "فأعتمد على نقل الشيخ الناقد في الرواية عماد الدين بن كثير فإن تفسيره قد تفحّص في تصحيح الرواية، وتجسس عن عجرها .. " إلى آخر كلامه. وهو كما قال: فقد تتبعنا مواضع من تفسير هذا، وخاصة ما يتعلق بالأسماء والصفات، فكان نقله عن ابن كثير واضحًا، بل جُلَّه منه، وهو لا يحيد عن ذلك، وباقي تفسيره أيضًا، وإليك أيها القارئ الكريم بعضًا من تلك المواضع، مع العلم أنه فيه يظهر على قول السلف وأئمة السنة والجماعة وخلوه من علم الكلام على مذاهب الأشعرية أو الماتريدية أو غيرها، وإن تمَّ تحريه فهو على قول السلف، وخاصة في الأسماء والصفات ... والله الموفق وهو أعلم بالقلوب. قال في قوله تعالى {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} (3/ 315): "بحيث نراك ونحفظك ونرعاك .. " وقول ابن كثير في تفسيره حولها (4/ 246): "أي اصبر على إذا هم ولا تبال بمرآى منا وتحت كلاءتنا والله يعصمك من الناس" أ. هـ. وقال في قوله تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (3/ 326): "بمرأى منا، والمراد: الحفظ يقال للمودع: عين الله عليك (جزاءً) أي فعلنا كل ذلك جزاء" أ. هـ. وقال ابن كثير (4/ 266): "أي بأمرنا بمرآى منا وتحت حفظنا وكلاءتنا" أ. هـ. وقال في قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}: "تراه عيانًا، ولا يبعد أن يخلق نور المشاهدة في جميع الوجه، كما تتكلم الأيدي والأرجل (¬1)، وحين يرى ربه لا تلتفت إلى غيره، ¬

_ (¬1) يعني يصير وجه الإنسان حينئذ كإنسان العين، فترى يومئذ الوجوه وجه الله بلا تشبيه ولا جهة ولا مقابلة أهم منه. وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن ناسًا قالوا: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا. قال: فإنكم ترونه كذلك "وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة: وقد دل النقل الصحيح على أنهم يرونه سبحانه من فوقهم، لا من تحتهم كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع عليهم نور. فرفعوا رؤوسهم. فإذا الجبار جل جلاله قد أشرق عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم، ثم أقرأ (سلام قول من رب رحيم)، ثم يتوارى عنهم وتبقى رحمته وبركته عليهم في ديارهم "فلا يجتمع الإقرار بالرؤية وإنكار الفوقية والمباينة. ولهذا فإن الجهمية المغول تنكر علوه على خلقه ورؤية المؤمنين له في الآخرة. ومخانثيهم يقرون بالرؤية وينكرون العلو. وقد ضحك جمهور =

والنظر إلى غيره في جنب النظر إليه لا يعد نظرًا، ولهذا قدم المعقول، والأحاديث الصحاح في تفسير تلك الآية وأقوال السلف والخلف على ذلك بحيث يعد المكابر معاندًا (¬1). وقوله هذا هو قول السلف، وإثبات الرؤية لله تعالى في الآخرة ثابت في الأحاديث الصحيحة وانظر إلى كلام ابن كثير حوله (4/ 451). وقال في الساق لقول تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: "مقدر باذكر أو متعلق بـ (فليأتوا) أي يوم يشتد الأمر وكشف الساق منك في ذلك، أو يوم يكشف عن حقائق الأمور وخفياتها وفي الصحيحين: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يوم يكشف ربنا عن ساق عن نور عظيم يخرون له سجدًا) " أ. هـ. وقال المؤلف في الهامش: "رواه أبو يعلى وابن جرير -الحديث الأخير- وفي الرواية رجل مبهم" أ. هـ. وما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى بمعنى الآية .. والله الموفق وانظر قول ابن كثير في تفسيره وأيضًا نذكر قوله تعالى {ذُو الْعَرْشِ} من سورة البروج حول العرش: "مالكه" أ. هـ. قال ابن كثير فيه (4/ 497): "أي صاحب العرش العظيم العالي عن جميع الخلائق" أ. هـ. ولعل ما نذكره الآن هو آخر ما سننقله عنه وفي ذلك كفاية قال في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} من سورة الفجر (3/ 487): الفصل القضاء جيئة تليق بقدسه من غير حركة ولا نقلة" أ. هـ. قال ابن كثير في تفسيرها (4/ 511): "يعني لفصل القضاء بين خلقه .. " أ. هـ. هكذا نرى أن صاحب الترجمة من خلال تفسيره هذا التزم بقول السلف الصالح، دون أهل الأهواء من أهل الكلام من المذاهب والفرق الأخرى التي بنت أصولها الاعتقادية على علم الكلام وتمييز العقل دون النقل الصحيح، مع العلم أننا اعتمدنا في بيان ذلك على الجزء الثالث من تفسيره فقط لتوفره هو فقط لدينا من باقي المطبوع .. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل. وفاته: سنة (905 هـ)، وقيل: (906 هـ) خمس، وقيل: ست وتسعمائة. من مصنفاته: عمل تفسيرًا في مجلد ضخم، و "رسالة في تفسير الكوثر"، و"رسالة في الحيض"، و "رسالة في تفضيل البشر على الملك"، وله "جامع البيان في تفسير القرآن". ¬

_ * العقلاء من القائلين بأن الرؤية تحصل من غير مواجهة المرئي ومباينته. وهذا رد لما هو مركوز في الفطر والعقول أ. هـ. ويقصد من مخاينثهم: الذين ينتسبون إلى الأشعري، وهم في الواقع جهمية معطلة. (¬1) جواب عما قال الزمخشري من أنه لا يجوز أن يكون هذا معناه، لأنه يلزم أن يكون في المحشر لا ينظرون إلى غير وجه الله. ولا شك في بطلانه. فمعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر. فالذي يصح أن يقال في معناه: أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي، يريد مني التوقع والرجاء. هذا ما قاله القاضي ورد بأن الانتظار والرجاء لا يسند إلى الوجه. أقول: الزمخشري لم يدع أن النظر بمعنى الإنتظار لغة، بل أراد أن النظر بالمعنى المتعارف كناية عن المعنى الذي ذكره. فلا يرد ما أورده القاضي أ. هـ.

3016 - ابن أبي العيش

3016 - ابن أبي العيش * المفسر محمّد بن عبد الرحمن بن أبي العيش الخزرجي التلمساني، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو عبد الله بن عبد الحق وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم أعلام الجزائر: "فقيه، أصولي، له شعر، إشبيلي الأصل" أ. هـ. • شجرة النور: "أبو عبد الله محمّد بن أبي العيش الخزرجي التلمساني من فقهائها الأجلة وعلمائها الأهلة الفقيه الأصولي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (911 هـ) إحدى عشرة وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح الأسماء الحسنى" في جزءين، "تفسير القرآن". 3017 - الحموي * النحوي، المفسر، المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدين، الشهير بالحموي الحنفي، ابن المكي. من مشايخه: النور الزيادي، والشمس محمّد الخفاجي، والشيخ محمّد الوسيمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان إمامًا عالمًا بالفقه والتفسير والحديث والقراءات والأصول والنحو، كثير الاستحضار للأحاديث النبوية خصوصًا المتعلقة بالأوراد والفضائل أديبًا ذكيًا فصيحًا صالحًا ورعًا متواضعًا طارحًا للتكلف متصوفًا، كثير المروءة، عظيم البر خصوصًا لأقاربه، كثير الزيارة والموافاة لأصحابه حسن الصوت بالقراءة" أ. هـ. • الأعلام: "أديب نحوي، عارف بالفقه، فيه دعابة وتصوف" أ. هـ. وفاته: سنة (1017 هـ) سبع ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على موصل الطلاب لخالد الأزهري " نحو، و"شرح التحفة الحموية في علم العربية"، و"بغية اللببب في مدح الحبيب". 3018 - قُطة العدوي * النحوي: محمّد بن عبد الرحمن الشهير بقطة العدوي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "نحوي مصري. كان مصححًا بدار الطباعة المصرية ببولاق" أ. هـ. وفاته: سنة (1281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل"، و"ذيل الفتوحات المكية بترجمة صاحبه ابن العربي وذكر شيء من مآثره ومناقبه". ¬

_ * شجرة النور (274)، نيل الإبتهاج (332)، معجم أعلام الجزائر (155)، الأعلام (6/ 324)، معجم المؤلفين (3/ 576)، وفيه اسمه: عبد بن أبي العيش. * خلاصة الأثر (3/ 488)، هدية العارفين (2/ 267)، الأعلام (6/ 196)، معجم المؤلفين (3/ 400). * الأعلام (6/ 198)، معجم المطبوعات لسركيس (1689)، معجم المؤلفين (3/ 398).

3019 - الخليجي

3019 - الخليجي * المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن الخليجي الإسكندري الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالقراءات، كان وكيل مقارئ الإسكندرية" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "حل المشكلات وتوضيح التحريرات في القراءات العشر". 3020 - الدِّيسِي * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد الرحمن الديسي. ولد: سنة (1270 هـ) سبعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • معجم أعلام الجزائر: "مقرئ، نحوي، له نظم. نشأ يتيمًا وتعلم في بلده، ثم انتقل إلى زاوية الهامل وأخذ عن مؤسسها" أ. هـ. من مصنفاته: "فوز الغانم" شرح بها منظومة الهاملي في التوسل بأسماء الله الحسنى، و"الزهرة المقتطفة" منظومة في الجمل، و"القهوة المرتشفة" شرح المنظومة و"المشرب الراوي" شرح منظومة الشبراوي في النحو. 3021 - الأصبهاني * المقرئ: محمّد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني، أبو بكر الأسدي. من مشايخه: عُثْمَان بن أبي شيبة، وعامر الخرسي، ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم. من تلامذته: أبو الشيخ، وهبة الله بن جعفر، ومحمد بن يونس وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "إمام القراء. قد اعتنى بقراءة ورش عناية فائقة، وكان أبو عمرو الداني يبالغ في تعظيمه حتى قال: هو إمام عصره في قراءة ورش"أ. هـ. • تاريخ الإسلام -وبعد أن ذكر كلام أبي عمرو الداني وأضاف-: "لم ينازعه في ذلك -أي رواية ورش- أحد من نظرائه" أ. هـ. • غاية النهاية: "صاحب رواية ورش عند العراقيين، إمام ضابط مشهور ثقة" أ. هـ. من أقواله: السير: "إنه كان يقول: ارتحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها في ثمانين ختمة" أ. هـ. وفاته: سنة (296 هـ) ست وتسعين ومائتين. ¬

_ * الأعلام (6/ 199)، معجم المؤلفين (3/ 393). * معجم أعلام الجزائر (155). * تاريخ بغداد (2/ 364)، السير (14/ 80)، معرفة القراء (1/ 232)، تاريخ الإسلام (وفيات 296) ط. تدمري، المقفى الكبير (6/ 59)، غاية النهاية (2/ 169).

3022 - ابن الفرس

3022 - ابن الفرس * المقرئ: محمّد بن عبد الرحيم الأنصاري الخزرجي، (من ولد سعد ابن عبادة)، أبو عبد الله. ولد: سنة (501 هـ) إحدى وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر بن عطية، وأبو عبد الله المازري، وأبو على الصوفي وغيرهم. من تلامذته: ابن قرقول، وأبو جعفر أحمد بن سيد بونه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "فقيه، عارف، محدث، كان يفتي بمرسية، وأقرأ بها مدة ... ولم يزل يقرئ الحديث والفقه إلى أن توفي" أ. هـ. • تكملة الصلة: "وكان عالمًا حافلًا راوية مكثرًا يتحقق بالقراءات والفقه ويشارك في الحديث والأصول مع البصر بالفتوى ووجوهها والضبط للروايات وتحصيلها، والتنبيه على مواضع الخلاف، وحفظها، والاعتناء بجميع الأقاويل وإحصائها ... وكان من وقته أحد حفاظ الأندلس في المسائل مع المعرفة بالأداب والأغربة إلى الضبط وجودة الخط وكانت أصوله أعلاقًا نفيسة لا نظير لها جمع منها عظيمًا وكتب بخطه أكثرها. قال التجيبي: ذكر لي من علمه وفضله. ما أزعجني إليه يعني بمرسية، فلقيت عالمًا كبيرًا ووجدت عنده جماعة وافرة من شرق الأندلس وغربها، يتدارسون الفقه ويتذاكرون بين يديه، ويسمعون عليه الحديث، ويتلون كتاب الله بالقراءات السبع إفرادًا وجمعًا، ... وكان حسن الصوت بالقرآن، وأطال الثناء عليه وأطاب .. وكان أهلًا لذلك، أخذ عنه النّاس وانتفعوا به .. " أ. هـ. • الوافي: "كان في وقته أحد حفاظ الأندلس وكانت أصوله أعلاقًا نفيسة أكثرها بخطه" أ. هـ. • الديباج: "كان عالمًا حافظًا راوية مكثرًا عالمًا بالقراءات، والفقه، مشاركًا في الحديث والأصول مع معرفة بالآداب" أ. هـ. • الشذرات: "صار رأسًا في الفقه والحديث والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "مناهل الظمآن في تفسير القرآن" في عدة أسفار كبار، و "كتاب في شرح سنن النسائي" يتقدم أحد بمثله بلغ الغاية احتفالًا وإكثارًا. 3023 - ابن الطيب القيسي * المفسر المقرئ: محمّد بن عبد الرحيم بن الطيب القيسي الأندلسي الضرير أبو القاسم. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. ¬

_ * العبر (4/ 199)، السير (20/ 529)، الوافي (3/ 245)، الديباج المذهب (2/ 261)، الشذرات (6/ 370)، شجرة النور (150)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 567 هـ) ط. تدمري، تكملة الصلة (2/ 37) ط. الهراس، أصحاب معجم الصدفي (184)، بغية الملتمس (1/ 134). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 187)، السير (17/ 124)، ط. علوش، الدرر الكامنة (4/ 128).

3024 - البرزنجي

من مشايخه: أبو عبد الله الأزدي وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "تلا بالسبع على جماعة، وسكن ببيته، وكان رأسًا في الذكاء، أراده الأمير العز في أن يقرأ في رمضان السيرة، فنبغ يدرس كل يوم ميعادًا ويورده فحفظها في الشهر، وكان طيب الصوت، مقدمًا في القرآن، صاحب فنون .. أخذ عنه أئمة" أ. هـ. وفاته: سنة (701 هـ) إحدى وسبعمائة. 3024 - البَرَزنْجِي * المفسر محمّد بن عبد الرسول بن عبد السيد بن عبد الرسول ابن قلندر بن عبد السيد، المتصل النسب بسيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، الشافعي، البرزنجي الأصل. ولد: سنة (1040 هـ) أربعين وألف. من مشايخه: والده، والملا محمّد شريف الكوراني، وإبراهيم بن حسن الكوراني، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "المحقق النحرير الأوحد الهمام. وسلك طريق القوم على يد الصفي أحمد القشاشي" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل، له علم بالتفسير والأدب من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (1103 هـ) ثلاث ومائة وألف. من مصنفاته: "الإشاعة في أشراط الساعة"، و"حل مشكلات ابن العربي وسماه "الجاذب الغيبي"، و"أنهار السلسبيل" في شرح تفسير البيضاوي، و "النواقض للروافض". 3025 - الخُشَني * اللغوي: محمّد بن عبد السلام بن ثعلبة بن زيد بن الحسن بن كعب، الخشني الأندلسي القرطبي، صاحب التصانيف، أبو الحسن. ولد: سنة (218 هـ) ثمان عشرة ومائتين. من مشايخه: يحيى بن يحيى الليثي، ومحمد بن بشار وغيرهما. من تلامذته: ابنه محمد، وقاسم بن أصبغ وآخرون. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان فصيح اللسان، جزل المنطق، ضربًا من الأعراب، وكان صارمًا أنوفًا، منقبضًا عن السلطان ... وكان: ثقة في ذلك مأمونًا" أ. هـ. • السير: "اللغوي العلامة الإمام. وأريد على قضاء الجماعة فامتنع، وتصدر لنشر الحديث وكان أحد الثقات الأعلام" أ. هـ. ¬

_ * سلك الدرر (4/ 65)، تاريخ السليمانية (277)، الأعلام (6/ 203). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 648)، جذوة المقتبس (1/ 117)، بغية الملتمس (1/ 136)، المغرب في حلى المغرب (1/ 253)، اللباب (1/ 374)، السير (13/ 459)، تذكرة الحفاظ (2/ 649)، البلغة (199)، بغية الوعاة (1/ 160) و (1/ 127)، طبقات الحفاظ (284)، الأعلام (6/ 205)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري، معجم المؤلفين (3/ 411).

3026 - المنستيري

• تذكرة الحفاظ: "كان ثقة كبير الشأن، يذكر مع بقي وذويه" أ. هـ. • البغية: "قال الزبيدي: وكان خيرا دينا" أ. هـ. • الأعلام: "لغوي، من حفاظ الحديث، من أهل قرطبة. كان ثقة، كبير الشأن له تصانيف في شروح الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (286 هـ)، وقال الفيروز أبادي في "البلغة": إن وفاته سنة (209 هـ): وهو خطأ، وذلك لاتفاق كافة المصادر على أن سنة وفاته (286 هـ) ست وثمانين ومائتين. من مصنفاته: له مصنفات منها: في شرح الحديث. 3026 - المنستيري * النحوي: محمد بن عبد السلام بن يوسف، وقيل: (يونس)، بن كثير، وقيل: (إسحاق)، الهواري المنستيري (¬1)، المالكي، أبو عبد الله. ولد: سنة (676 هـ) ست وسبعين وستمائة. من مشايخه: أبو العباس البطرني، وأبو عبد الله بن هارون وغيرهما. من تلامذته: خالد البلوي، وابن خلدون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ قضاة الأندلس: "هو ممن برع في المعقولات، وقام على حفظ المنقولات وعلم وفهم وهذب وصنف كتبا ... وكان رحمه الله في أقضيته على نحو ما وصف به وكيع في كتابه للقاضي إسماعيل بن إسحاق، حيث قال: وأما شواهده في القضاء وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشيء شهرته تغني عن ذكره إلى ما عرف به في قطره من القوة على أمر الناس والاستخفاف بسخطهم وملامهم في حق الله، وحفظ ما يرجع لرسوم القضاء .. وكان هذا القاضي -رحمه الله، مشتغلا بالعلم وتدريسه، قلما يفتر في كثرة أوقاته عن نظره واجتهاده. حضرت مجلس إقرائه بتونس عند وصولي إليها في الموكب الغربي، فألفيته يتكلم في الباب الثاني من "كتاب المعالم" للفقيه ابن الخطيب الداني، إلى أن بلغ إلى مناظرة أبي الحسن الأشعري لأستاذه أبي علي الجبائي، المنصوصة في الباب التاسع، حيث سأله عن ثلاثة إخوة، أحدهم كان مؤمنا، والثاني كان كافرا، والثالث كان صغيرًا، ماتوا كلهم، فكيف حالهم؟ فقال الجبائي: أما المؤمن، ففي الدرجات، وأما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة. فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات المؤمن، هل يؤذن له فيها؟ فقال الجبائي: لا، لأنه يقال له: إن أخاك المؤمن إنما وصل إلى تلك الدرجات بسبب طاعته الكثيرة، وليس لك تلك الطاعة. فقال أبو الحسن: "فإن قال ذلك الصغير: التقصير ليس مني، لأنك لا أبقتني ولا أقدرتني على الطاعة؟ " ¬

_ * تاريخ قضاة الأندلس (199)، الديباج المذهب (2/ 329)، الوفيات لابن رافع (2/ 69)، و (2/ 116)، الوجيز (1/ 410)، نيل الابتهاج (240)، كشف الظنون (1/ 487)، إيضاح المكنون (1/ 351)، هدية العارفين (2/ 155)، شجرة النور (210)، الأعلام (6/ 25)، معجم المؤلفين (3/ 412). (¬1) المنستيري: نسبة إلى "منستير" بين المهدية وسوسة بأفريقية أ. هـ. من معجم المؤلفين.

3027 - أبو عبد الله الأموي

فقال الجبائي: "يقول الله تبارك وتعالى: {كُنْتُ أَعْلَمُ} أنك لو بقيت وصرت مستحقًا للعقاب فراعيت مصلحتك. قال أبو الحسن: "فإن قال الكافر: يا إله العالمين، كيف علمت حاله علمت حالي! فلم رعيت مصلحته دوني " فانقطع الجبائي. وهذه المناظرة دالة على أن الله سبحانه يخص برحمته من يشاء، وأن أفعاله غير معللة بشيء من الأغراض. انتهى ما تيسر من نبذ أخبار القاضي أبي عبد الله بن عبد السلام، سمي مالك بن أنس وشبيهه نحلة وحمرة وشقرة - رضي الله عنهما ورحمهما! توفي في أوائل الطاعون النازل ببلده قبل عام 750. واحتمله طلبته إلى قبره، وهم حفاة، مزدحمون على نعشه- نفعهم الله وإياه بفضله! " أ. هـ. • الديباج: "كان إمامًا عالمًا حافظًا متفننًا في علمي الأصول والعربية وعلم الكلام وعلم البيان، فصيح اللسان عالمًا بالحديث" أ. هـ. • شجرة النور: "التونسي قاضي الجماعة بها وعلامتها الشيخ الفقيه القوّال بالحق الحافظ المتبحر في العلوم العقلية والنقلية العمدة المحقق المؤلف المدقق ... تولى التدريس والفتوى وكانت ولايته القضاء سنة (734 هـ)، وتوفي على ذلك سنة (749 هـ) بالطاعون الجارف" أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة، وقيل: (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "ديوان فتاوى"، و"شرح جامع الأمهات لابن الحاجب" الذي سماه صاحب كشف الظنون "تنبيه الطالب لفهم ابن الحاجب" ولكن أخطأ في اسم المؤلف فجعله لـ (محمد بن عبد السلام بن إسحاق) المتوفى سنة (797 هـ) وستمر ترجمته آنفًا، وأصاب في وفاته .. والله الموفق. 3027 - أبو عبد الله الأموي * اللغوي: محمّد بن عبد السلام بن إسحاق بن أحمد الأموي المحلي القاهري المالكي، عز الدين، أبو عبد الله، ابن عم الولوي السنباطي. من مشايخه: الجمال الآقفهسي، والعز بن جماعة وغيرهما. من تلامذته: ابن عمه اللولوي السنباطي وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه، لغوي، مصري، من أهل المحلة، استقر في القاهرة" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (797 هـ) سبع وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "لغات مختصر ابن الحاجب"، و"التعريف برجال جامع الأمهات لابن الحاجب". 3028 - ابن عبد السلام الفاسي * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد السلام بن ¬

_ * الضوء اللامع (8/ 56)، الأعلام (6/ 205)، معجم المؤلفين (3/ 410)، كشف الظنون (1/ 487). * فهرس الفهارس (2/ 223)، عناية أولي المجد (70)، دليل مؤرخ المغرب (106)، شجرة النور (374)، الأعلام (6/ 206)، معجم المؤلفين (3/ 412).

3029 - أبو نصر سيبويه

محمّد بن عبد السلام بن محمّد العربي بن يوسف، أبو عبد الله الفاسي. ولد: سنة (1130 هـ) ثلاثين ومائة وألف. من مشايخه: أبو حفص الفاسي، وأبو عبد الله محمّد بن عبد السلام البناني وغيرهما. من تلامذته: عبد القادر بن شقرون، ومحمد بن بنيس، والعربي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • فهرس الفهارس: "هو آخر أعلام الشجرة الفاسية" أ. هـ. • شجرة النور: "الشيخ الفقيه العلامة الأستاذ المقرئ المحقق الفهامة" أ. هـ. • الأعلام: "كبير العلماء بالقراءات في عصره بفاس" أ. هـ. وفاته: سنة (1214 هـ) أربع عشرة ومائتين وألف. من مصنفاته: "المحاذي" في علم القراءات، و"طبقات المقرئين"، و "فهرس في تراجم أشياخه"، و"شرح لامية الأفعال لابن مالك" وغير ذلك. 3029 - أبو نصر سيبويه * اللغوي، النحوي: محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن محمود بن سهل بن منده، يعرف بسيبويه، أبو نصر، الأصبهاني القاضي. من مشايخه: زيد بن عبد الله بن رفاعة الهاشمي، وأبو الحسين أحمد بن زكرياء الفارسي الأديب وغيرهما. من تلامذته: عمّ أبي سعد السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "ذكره يحيى بن منده في (تأريخ أصبهان): كان أوحد وجوه العلم عالمًا باللغة والنحو" أ. هـ. 3030 - الرجيني * المقرئ، النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد العزيز بن خلف الرجيني الساقي الإشبيلي، أبو بكر. من مشايخه: ابن بشكوال وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا نحويًّا لغويًّا مقرئًا أديبًا ... وكان محله حافلًا لتفننه في العلوم، وكان ملحوظًا من الأكابر جليل القدر كريم الطبع حسيب الأصل" أ. هـ. وفاته: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة. 3031 - أبو عبد الله الشاطبي * المقرئ: محمّد بن عبد العزيز بن سعادة، أبو عبد الله الشاطبي. ولد: سنة (514 هـ)، وقيل: (516 هـ) أربع عشرة، وقيل: ست عشرة وخمسمائة. ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 169)، الوافي (3/ 264)، بغية الوعاة (161/ 1). * البغية (1/ 160). * معرفة القراء (2/ 605)؛ التكملة لوفيات النقلة (2/ 412)، تكملة الصلة (2/ 599)، تاريخ الإسلام (وفيات 614) ط- تدمري، العبر (5/ 51)، غاية النهاية (2/ 172)، الشذرات (7/ 110).

3032 - الدمياطي

من مشايخه: ابن هذيل، وأبو بكر بن نمارة وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبار وغيره. كلام العلماء فيه: تكملة الصلة: "كان من أهل الصلاح والقيام على كتاب الله تعالى، والمعرفة بالقراءات، والإتقان لهذا الشأن، حسن الخط جيد الضبط، وعمر وأسن وأخذ عنه الناس .. وكان شيخنا أبو الخطاب بن واجب يوثقه ويثني عليه ويقول بفضله" أ. هـ. • التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الأجل المعمر" أ. هـ. • معرفة القراء: "المقرئ المعمر" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الشيخ المعمر، مسند الأندلس" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرى مشهور إمام متقن معمر" أ. هـ. وفاته: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. 3032 - الدمياطي * المقرئ: محمّد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله بن صدقة، شمس الدين، أبو عبد الله الدمياطي الدمشقي الشافعي. ولد: في حدود سنة (620 هـ) عشرين وستمائة. من مشايخه: السخاوي، وابن الحنبلي وغيرهما. من تلامذته: الذهبي، وابن غدير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "شيخنا الإمام المقريء المجود .. كان حسن الأخلاق طويل الروح" أ. هـ. • الوافي: "كان ذاكرًا للقراءات حسنًا طويل الروح خلف ولدًا من أبرع النّاس وأقلهم في الديانة حظًا وأقرأ الجماعة احتسابًا بلا معلوم ولا عوض، وحصل له عسر بول ومات شهيدًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ عارف ثقة ذاكر مصدر" أ. هـ. وفاته: سنة (683 هـ) ثلاث وثمانين وستمائة، وقيل: (693 هـ) ثلاث وتسعين وستمائة. 3033 - ابن عتيق * النحوي، المفسر: محمّد بن عبد العظيم الصديقي، الشهير بابن عتيق. ولد: سنة (1020 هـ) عشرين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "له اشتغال في التفسير، حمصي، نزل مصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1088 هـ) ثمان وثمانين وألف. من مصنفاته: "نتيجة الفكر في إعراب أوائل السور"، و "نخبة البيان فيما وقع من التكرير في القرآن" وغير ذلك. ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (518)، الشذرات (7/ 741)، العبر (3/ 380)، الوافي (3/ 263)، مرآة الجنان (4/ 167)، غاية النهاية (2/ 173). * إيضاح المكنون (2/ 630)، هدية العارفين (2/ 296)، الأعلام (6/ 210)، معجم المؤلفين (3/ 416).

3034 - ابن فندالة

3034 - ابن فندالة * اللغوي: محمّد بن عبد الغني بن محمّد بن عبد الله بن فندالة، الإشبيلي أبو بكر. ولد: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحَجّاج الأعلم، وأبو محمّد بن خزرج، وأبو مروان بن سراج وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله بن عبادة الجياني وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان أديبًا لغويًّا شاعرًا فصيحًا" أ. هـ. وفاته: سنة (533 هـ) ثلاث وثلاثين وخمسمائة وله تسعون سنة إلا أشهرًا. 3035 - البيطار * المفسر: محمّد بن عبد الغني بن حسن بن إبراهيم البيطار الشافعي، بهاء الدين. ولد: سنة (1265 هـ) خمس وستين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، محمّد الطنطاوي، وعماه محمّد البيطار، وعبد الرزاق وغيرهم. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "أخذ طريق الشاذلية عن الإمام المرشد محمّد الفاسي، فاشتغل في الطريق ومطالعة كتب السادة الصوفية كالفتوحات للشيخ الأكبر وغيرها حتى صارت له ملكة عظيمة ... " أ. هـ. • أعلام دمشق: "عالم، أديب، ناثر، ناظم" أ. هـ. • الأعلام: "وأكثر من مطالعة كتب المتصوفة" أ. هـ. وفاته: سنة (1328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الواردات الإلهية" في التفسير على الطريقة الصوفية في ثلاث مجلدات، "فيض الواحد الأحد في معنى خلود الأبد"، "فتح الرحمن الرحيم" في التصوف وغير ذلك. 3036 - ابن إسرائيل * اللغوي، المفسر محمّد بن عبد القادر بن أحمد بن إسرائيل الحباني، اليمني. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "قال في معرض كلامه على تفسيره وهو كتاب يعجز الواصفون عن وصف جماله وتعشى العيون من شمس كماله ورد على الشيخ محمّد بن عمر بحرق في قصيدة له في السلطان بدر الكثيري في قوله: (وكأنما أنصارك الأنصار) فقال صاحب الترجمة (أنقيس غفلًا جاهلًا بنبيِّنا" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل، من أهل حضرموت" أ. هـ. • معجم المفسرين: "مفسر، لغوي، شاعر، شارك في بعض العلوم" أ. هـ. ¬

_ * بغية الملتمس (1/ 143)، الصلة (2/ 552)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 533 هـ) ط. تدمري، بغية الوعاة (1/ 161). * حلية البشر (1/ 380)، أعلام دمشق (314)، الأعلام (6/ 211)، معجم المؤلفين (3/ 417). * خلاصة الأثر (4/ 11)، هدية العارفين (2/ 266)، الأعلام (6/ 212)، معجم المؤلفين (3/ 418).

3037 - أبو عبد الله الفاسي

وفاته: سنة (1015 هـ) خمس عشرة وألف. من مصنفاته: "شذور الإبريز" في تفسير غريب القرآن، و "المشمَّة النفاحة" في علم المساحة، ورسالة في "القهوة" وله نظم. 3037 - أبو عبد الله الفاسي * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن عبد القادر بن عليّ بن يوسف الفاسي المالكي، أبو عبد الله. ولد: سنة (1042 هـ) اثنتين وأربعين وألف. من مشايخه: والده، والشيخ الويسي، وابن عم أبيه محمّد بن أحمد الفاسي وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن الحاج، والعربي بردلة، ومحمد العربي أبناء الطيب القادري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "له رسالة بديعة في الرد على الشيخ إبراهيم الشهرزوري في مسألة خلق أفعال العباد" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل من أهل فاس، اشتغل أول أمره بعلوم العربية، ثم اقتصر على التفسير والحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (1116 هـ) ست عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: "تكميل المرام، شرح شواهد ابن هشام"، و"المباحث الإنشائية في الجملة الخبرية والإنشائية"، و "شرح أرجوزة العربي الفاسي" في مصطلح الحديث ونسبت إليه الرسالة المسماة "ذكر بعض مشاهير أهل فاس في القديم" وهي من تصنيف أخيه عبد الرحمن. 3038 - أبو الفرج الخطيب * النحوي، المفسر: محمّد بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن محمّد الخطيب الحسني الشافعي. ولد: سنة (1244 هـ) أربع وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، ونلقى العلوم عن بعض علماء دمشق والحجاز ومصر وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "تصدر للتدريس في الجامع الأموي بين العشاءين ولازمه كثير من أهل الفضل وانتفع به خلق كثير" أ. هـ. • منتخبات التواريخ: "كان وحيدًا في عصره وزينة أهل مصره عالمًا شجاعًا نهاية الحكام والأمراء وتنقاد إليه العامة ونقر بفضله العلماء وكانت تقصده النّاس من كل مكان في مدرسة النورية الصغرى" أ. هـ. وفاته: سنة (1311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التنزيل وأسرار التأويل" في (30 مجلد) ¬

_ * شجرة النور (329)، الدرر البهية والجواهر النبوية (2/ 270)، هدية العارفين (2/ 309)، الأعلام (6/ 212)، معجم المؤلفين (3/ 419)، وعناية أولي الجد (48). * إيضاح المكنون (1/ 120)، هدية العارفين (2/ 393)، منتجات التواريخ لدمشق (703)، تراجم أعيان دمشق للشطي (357)، تاريخ علماء دمشق (111)، أعلام دمشق (292)، الأعلام الشرقية (1/ 255)، الأعلام (6/ 212)، معجم المؤلفين (3/ 419).

3039 - المقدسي المرداوي

وهو أهم مؤلفاته، و "حاشية على قطر الندى"، و "شرحان على الآجرومية"، وله رسالة "الزيارات للأولياء والصالحين الذين لهم بدمشق قبور ومقامات" وغير ذلك. 3039 - المقدسي المرداوي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد القوي بن بدران بن سعد الله المقدسي المرداوي الصالحي الحنبلي، شمس الدين. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: عُثْمَان بن خطيب القرافة، وابن عبد الهادي، وابن خليل وغيرهم. من تلامذته: الشيخ تقي الدين بن تيمية، والقاضيان شمس الدين بن مسلم، وجمال الدين بن جملة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "جلست عنده، وسمعت كلامه، ولي منه إجازة" أ. هـ. • الوافي: "كان حسن الديانة، دمث الأخلاق، ولي تدريس الصاحبية" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال الذهبي: كان حسن الديانة، دمث الأخلاق، كثير الإفادة، مطرحًا للتكلف" أ. هـ. • تذكرة النبيه: "كان إمامًا عالمًا فاضلًا في الفقه والنحو واللغة كثير المحفوظ .. " أ. هـ. • الشذرات: "برع في العربية واللغة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (699 هـ) تسع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "القصيدة الطويلة الدالية"، وله غير ذلك. 3040 - أبو فضل القزويني * المفسر: محمّد بن عبد الكريم بن فضل، أبو الفضل، القزويني الرافعي، الشافعي. ولد: سنة (513 هـ)، وقيل: (514 هـ) ثلاث عشرة، وقيل: أربع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو منصور بن الرزاز، ومحمّد بن طراد الزينبي وغيرهما. من تلامذته: ابنه الإمام أبو الفضائل، وصالح بن عمر بن نوح بن حسن المعلمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التدوين في أخبار قزوين: "كان رحمه الله فقيهًا مناظرًا فصيحًا حسن اللهجة صحيح العبارة جيد الايراد، يستعين في المناظرة بالأمثال السائرة، ويأتي بالاستعارات المليحة وكان مفتيًا، مصيبًا محتاطًا في الفتيا متكلمًا محققًا في قواعد ¬

_ * العبر (5/ 403)، المعجم المختص للذهبي (162)، تذكرة الحفاظ (4/ 1486)، تذكرة النبيه (1/ 222)، الوافي (3/ 278)، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية (1/ 160)، المقصد الأرشد (2/ 459)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 342)، النجوم (8/ 192)، الدارس (2/ 83)، بغية الوعاة (1/ 161)، الشذرات (7/ 789)، إيضاح المكنون (1/ 3)، هدية العارفين (2/ 139)، معجم المطبوعات لسركيس (1729)، الأعلام (6/ 214)، معجم المؤلفين (3/ 421). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 188)، تاريخ الإسلام (وفيات 580) ط. تدمري، تاريخ إربل (1/ 82)، التدوين في أخبار قزوين (1/ 328)، السير (21/ 97)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 131)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 570)، الوافي (3/ 280).

الكلام، ماهرًا في تطبيق المنقولات، وحكايات المشائخ التي يشكا ظاهرها على قواعد الأصول، وأما علوم الكتاب والسنة فهي فنه لا ينكر حفظه وتبحره فيها، فكان جيد الحفظ في كل باب حتى في الأمثال والأشعار والتواريخ والنوادر". ثم ذكر دينه وديانته قائلًا: "كان رحمه الله إذا سمع بثلمة في الدين أو وهن في المسلمين أو بلغه سوء اعتقاد، عمن يخاف منه فتنة، أو أغارت الملاحدة على بعض النواحي أو استشهد مسلم اشتد حزنه، ولم يتهنأ بالطعام والشراب أياما، إذا توجه طائفة من الغزاة إلى الروذبار أو غيرها من ديار الملاحدة أقبل على الدعاء والصدقة بما تيسر سرًّا وجهرًا، ولم يزل مفكرًا مضطربًا إلى أن يرجعوا أو يبلغ خبرهم. حين بنت الملاحدة القلع المعروفة بأرسلان كشاد واحتيج إلى استنهاض العساكر لاستخلاصها كان له سعي جميل في ترغيب الملوك فيه، وتخشين القول وتليينه لهم، بحسب الحاجة إلى أن يسر الله تعالى فتحها، وأتذكر أنه كان يحكى له أحوال سنية عن بعض المتساهلين المنتسبين إلى فن الأوائل وهو الملقب بالشمس القاشاني، فيعظم اكتئيابه لذلك، خوفًا من أن يفتتن به أحدًا وبسوء اعتقاده". وقال تحت عنوان غيرته وأمره بالمعروف: "كان رحمه الله شديد الانكار على منكرات الشرع يدفعها بيده، ولسانه، بحسب وسعه، وإمكانه، وإذا لم يستطع الدفع تأثر به اغتياظًا وربما ارتعد، وأخذته الحمى". ثم قال: "كان لصدقه بها به أهل الفسق ويهربون منه وإذا أحس الصبيان في المحلة لقربه منهم في مروره تفرقوا وتركوا اللعبة وإذا دخل الحمام احتاط الحاضرون في ستر العورات وأسبلوا الأزار، وكانت فيه حدة منشأها الغيرة واستواء الظاهر والباطن والبعد من الغوائل والتلسات، وهذه صفات تحمل على الإفصاح بحقيقة الحال وقد لا يحتمل فينسب صاحبها إلى الحدة". وقال في تصوفه ولبسه الخرقة: "تبرك رحمه الله بلبس الخرقة اقتداء" بمشائخ الطريقة وتشوقًا إلى التزي بزيهم والتسير بسيرتهم وتفاؤلًا بتغيير الزي الطاهر لتبديل الأخلاق الذميمة، فلبسها بمحضر جماعة من الأئمة والمشائخ بمدينة السلام في المحرم منة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وشيخه فيها صدر المعالي أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل الله". ثم قال: "ورأيت بخط أبي بكر عبد الله بن أحمد الزبيري، وسمعت صدر المعالي أبا القاسم يقول، يوم إلباسه الإمام أبا الفضل الرافعي الخرقة: من لا يلبس الخرقة منكم في الظاهر فليلبسها في الباطن يريد فليتب وليرجع إلى الله تعالى. كان والدي رحمه الله يتكلم من علوم المشائخ ويوردها أحسن ايراد وقرأ عليه جماعة من أهل المعرفة في أسفاره الأخيرة الرسالة من الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله قرأة ثبت واستفادة وهو يشرح لهم الفصل بعد الفصل بما يقضي الحاذقون منه العجب، وسمعته، يقول: كان لي في زمان التفقه في السفر إزار واحد أصلي عليه وأتعمم به أحيانًا وأجعله شعارًا بالليل

3041 - نظام الدين التبريزي

وأتزر به في الحمام وأشد به إلى مارب آخر، ولا أنسى ما كنت أجده من اللذة في ذلك الانكسار والإقلال" أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة، مفتي الشافعية ... برع في المذهب" أ. هـ. وفاته: سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "التحصيل في تفسير التنزيل" تفسير، و"الميت وزيارة القبور" و "مختصر في الخلاف" وغير ذلك. 3041 - نظام الدين التبريزي * المقرئ: محمّد بن عبد الكريم بن علي، نظام الدين، أبو عبد الله التبريزي الدمشقي. ولد: في حدود سنة (610 هـ) عشر وستمائة. من مشايخه: أبو القاسم الصفراوي والعفيف بن الرمّاح وغيرهما. من تلامذته: الذهبي ومحمد بن محمّد بن عبد الكريم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الشيخ المعمر ... كان ذاكرًا للخلاف حسن الأخذ .. وكان متواضعًا ساكنًا خيرًا، يؤم بمسجد وله حلقة أقرأ بالجامع ثم انقطع ووقع في الهرم وعجز ثم مرض زمانًا" أ. هـ. • الغاية: "مقرئ معمر مسند" أ. هـ. • الدرر: "كان ساكنًا متواضعًا حسن التلاوة وعمر حتى دخل في الهرم" أ. هـ. وفاته: سنة (704 هـ) أربع وسبعمائة، وقيل: (706 هـ) ست وسبعمائة. 3042 - البَديّاوي * المقرئ: محمّد بن عبد الكريم بن يحيى بن محمود البدياوي المقدسي ثم الصالحي، أبو عبد الله. من مشايخه: سمع من أصحاب ابن طبرزد. كلام العلماء فيه: • الوفيات: "كان رجلًا مباركًا، تاليًا للقرآن مجيدًا، يحفظه ملازمًا للتلقين والاقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (738 هـ) ثمان وثلاثين وسبعمائة. 3043 - المَغِيِلي * اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني، أبو عبد الله. من مشايخه: الإمام عبد الرحمن الثعالبي، والشيخ يحيى بن بدير وغيرهما. من تلامذته: الفقيه أيد أحمد، ومحمد عبد الجبار الفجيجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر، فقيه، من أهل تلمسان اشتهر بمناوأته لليهود وهدمه كنائسهم في توات" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 696)، معجم شيوخ الذهبي (523)، الوافي (3/ 282)، الغاية (2/ 174)، الدرر (4/ 142). * الوفيات (1/ 199). * هدية العارفين (2/ 224)، تعريف الخلف (1/ 170)، معجم أعلام الجزائر (157)، الأعلام (6/ 216)، معجم المؤلفين (3/ 424).

3044 - أبو الفتح السبكي

• معجم المؤلفين: "فقيه، مفسر، محدث، متكلم منطقي" أ. هـ. • معجم أعلام الجزائر: "فقيه مفسر متكلم له نظم. وقع نزاع بينه وبين الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي، في علم المنطق" أ. هـ. وفاته: سنة (909 هـ) تسع وتسعمائة. من مصنفاته: "البدير المنير في علوم التفسير"، و"التعريف فيما يجب على الملوك" ولعلها رسالته المسماة "تاج الدين، فيما يجب على الملوك والسلاطين"، و "أحكام أهل الذمة"، وله قصيدة عارض بها البردة. 3044 - أبو الفتح السبكي * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد اللطيف بن يحيى بن تمام، أقضى القضاة، الأنصاري السبكي، الشافعي، المصري، أبو الفتح، تقي الدين. ولد: سنة (705 هـ)، وقيل: (704 هـ) خمس، وقيل: أربع وسبعمائة. من مشايخة: أثير الدين أبو جان، وجده صدر الدين يحيى وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "له فضائل وأدب وبلاغة واعتناء بالرواية مع الديانة والخير" أ. هـ. • الوافي: "له في كل الفنون والعلوم كان شديد الورع متحرزًا في دينه محتاطًا لنفسه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "وكان متدرعًا جلباب التقى متورعًا حل محل النجم وارتقى" أ. هـ. • طبقات الشافعية للإسنوي: "كان فقيهًا محدثًا أصوليًا أديبًا شاعرًا مجيدًا عاقلّا دينًا حسن الخط، والتلاوة وقراءة الحديث" أ. هـ. • السلوك: "وهو أحد الفقهاء النحاة القراء" أ. هـ. • الدرر: "كان من أصح الناس ذهنًا وأذكاهم فطرة" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن فضل الله (يعني العمري): ليس في الفقهاء بعد ابن دقيق العيد، أدرب منه" أ. هـ. وفاته: سنة (744 هـ) أربع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح تقريب المقرب" في النحو، و"كتاب تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد" وغير ذلك. 3045 - البَرْدعِي * المفسر محمّد بن عبد الله، أبو بكر البردعي. كلام العلماء فيه: • الفهرست لابن النديم: "رأيته في سنة أربعين وثلاثمائة، وكان بي آنسًا، يظهر مذهب ¬

_ * ذيل العبر (241)، الوافي (3/ 284)، المعجم المختص (163)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 167)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 349)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 78)، الدرر الكامنة (4/ 144)، الوفيات (1/ 474)، السلوك (2/ 3 / 659)، الدارس (1/ 253)، الشذرات (8/ 245)، معجم المؤلفين (3/ 426). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 177)، هدية العارفين (2/ 40)، معجم المؤلفين (3/ 432)، الفهرست لابن النديم (295).

3046 - أبو سليمان السعدي

الاعتزال، وكان خارجيًا وأحد فقهاء الثراة" أ. هـ. من مصنفاته: "الناسخ والمنسو" في القرآن، و"السنة والجماعات"، و "الإمامة" و "نقض كتاب ابن الراوندي في الإمامة"، و "الرد على من قال بالمتعة، وغير ذلك. 3046 - أبو سليمان السعدي * المفسر محمّد بن عبد الله بن سليمان، أبو سليمان السعدي. من مشايخه: أبو عليّ الصواف، وأبو بكر الشافعي، ودعلجًا ونظرائهم. كلام العلماء فيه: • مختصر تاريخ دمشق: "كان شافعي الفروع، أشعري الأصول، كثير الاتباع للسنة حسن الكلام على التف" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال ياقوت: ذكر في كتاب الشام، وقال: هو المفسر". ثم قال: "كان شافعيًّا أشعريًا، كثير الاتباع للسنة حسن التكلم في التفسير" أ. هـ. من مصنفاته: "مجتبى التفسير"، و"الجامع الصغير في مختصر التفسير، و"المهذب في التفسير" وغير ذلك. 3047 - القرطبي * اللغوي: محمّد بن عبد الله القرطبي، أبو عبد الله. من مشايخه: عُثْمَان بن سعيد المعروف بورش وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالقرآن بصيرًا بالعربية ذا حظ من الزهد" أ. هـ. • البغية: "ذكره الزبيدي في نحاة الأندلس" أ. هـ. 3048 - ابن كُنَاسَة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله، أبو يحيى، الأسدي، ويعرف بابن كناسة، وهو ابن اخت إبراهيم بن أدهم. ولد: سنة (123 هـ) ثلاث وعشرين ومائة. من مشايخه: هشام بن عروة، والأعمش وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح: "كان صاحب أدب، يكتب حديثه ولا يحتج به .. " أ. هـ. • المنتظم: "وكان عالمًا بالشعر والعربية وأيام الناس .. " أ. هـ. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 164)، طبقات المفسرين للسيوطي (89)، مختصر تاريخ دمشق (22/ 274). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 634)، البغية (1/ 151). * طبقات ابن سعد (6/ 401)، الجرح والتعديل (7/ 300)، تاريخ بغداد (5/ 404)، الكامل (6/ 385)، المنتظم (10/ 168)، الأغاني (13/ 337)، إنباه الرواة (3/ 159)، السير (9/ 508)، العبر (1/ 353)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 199)، الوافي (4/ 377)، تهذيب الكمال (25/ 492)، تهذيب التذيب (9/ 231)، بغية الوعاة (1/ 126)، وفيه اسمه محمّد بن عبد الأعلى بن كناسة، الشذرات (3/ 36)، الأعلام (6/ 221).

3049 - ابن قادم

• إنباه الرواة: "كان متواضعًا، رآه بعض النّاس وهو يحمل بطن شاة بيده، فقال له: أنا أحملها عنك فأنشد: ما ينقصُ الكاملُ من كماله ... ما جرّ من خير إلى عياله" أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة، الثقة البارع، الأديب وثقه يحيى بن معين وعلي وأحمد، والعجلي، وأبو داود، وآخرون .. وقال يعقوب السدوسي: ثقة، صالح الحديث، له علم بالعربية والشعر، وأيام الناس .. " أ. هـ. • الأعلام: "من شعراء الدولة العباسية، من أهل الكوفة؛ وكان عالمًا بالعربية وأيام النّاس وكان يجتنب في شعره المدح والهجاء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (207 هـ)؛ وقيل: (209 هـ) سبع، وقيل: تسع ومائتين. 3049 - ابن قَادِم * النحوي: محمّد بن عبد الله بن قادم، أبو جعفر. من تلامذته: أحمد بن يحيى ثعلب، والمعتز "الخليفة" وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان حسن النظر في علل النحو وكان يؤدب ولد سعد بن سلم بن قتيبة الباهلي، وكان من أعيان أصحاب الفراء" أ. هـ. • الأعلام: "مؤدب من أهل بغداد كان يعلم (المعتز) قبل أن يلي الخلافة" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (251 هـ) إحدى وخمسين ومائتين. من مصنفاته: "الكافي "في النحو و"غريب الحديث" وغير ذلك. 3050 - ابن أبي الثلج * المفسر محمّد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثلج البغدادي، أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله، صاحب أحمد بن حنبل، رازي الأصل. من مشايخه: مصعب بن المقدام، وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهما. من تلامذته: البخاري والترمذي، وحفيده محمّد بن أحمد بن محمّد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "كتبت عنه مع أبي: وهو صدوق" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (257 هـ)، وقيل: (254 هـ) سبع، وقيل: أربع وخمسين ومائتين. من مصنفاته: له تفسير. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2544)، إنباه الرواة (3/ 156)، وذكرا وقيل اسمه أحمد وجده قام"، إشارة التعيين (316)، الوافي (3/ 295)، بغية الوعاة (1/ 140)، إيضاح المكنون (2/ 146)، الأعلام (6/ 222)، معجم المؤلفين (3/ 449). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 161)، تقريب التهذيب (859)، تهذيب الكمال (25/ 449)، الجرح والتعديل (7/ 294)، الثقات لابن حبان (9/ 135)، تاريخ بغداد (5/ 425)، تهذيب التهذيب (9/ 220).

3051 - أبو عبد الله المصري

3051 - أبو عبد الله المصري * المفسر: محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث، أبو عبد الله المصري. ولد: سنة (182 هـ) اثنتين وثمانين ومائة. من مشايخه: عبد الله بن وهب، وابن أبي فديك وطائفة. من تلامذته: ابن خزيمة، وابن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حَاتِم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "روى عنه أبي وكتبتُ، وهو صدوق، ثقة، أحد فقهاء مصر في أصحاب مالك" أ. هـ. • السير: "كان عالم الديار المصرية في عصره مع المزني. وثقه النسائي، وقال مرة: لا بأس به. وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت في فقهاء الإسلام أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين من محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال ابن الجوزي في الضعفاء: روى عن مالك، وهذا خطأ ظاهر من أبي الفرج، ما أدرك مالكًا. ثم قال ابن الجوزي: كذبه الربيع بن سليمان. قلت: بل هو صدوق، قال النسائي: هو أظرف (¬1) من أن يكذب. وقد احتج به النسائي، وقال: ثقة" أ. هـ. • الديباج المذهب: "قال ابن حارث: كان من العلماء الفقهاء، مبرزًا من أهل النظر والمناظرة والحجة فيما يتكلم فيه، ويتقلده من مذهبه، وإليه كانت كانت الرحلة من المغرب والأندلس في العلم والفقه. قال أبو عمر ابن عبد البر: كان فقيهًا نبيلًا جميلًا وجيهًا في زمنه". ثم قال: "وكان أفقه أهل زمانه، وناظره ابن ملوك صاحب سحنون وقال لربيعة: صاجكم أعلم من سحنون: ثقة، فاضل، عالم، متواضع صدوق" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "الفقيه، ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (268 هـ) وقيل (267 هـ) ثمان وقيل سبع وستين ومائتين. من مصنفاته: "أدب القضاة"، و"أحكام القرآن"، و "الرد على الشافعي" وغير ذلك. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 178)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السابعة والعشرين) ط. تدمري، الجرح والتعديل (7/ 300)، الثقات لابن حبان (9/ 132)، المنتظم (12/ 220)، وفيات الأعيان (4/ 193)، تهذيب الكمال (25/ 497)، السير (12/ 497)، ميزان الاعتدال (6/ 219)، العبر (2/ 38)، تذكرة الحفاظ (2/ 546)، الوافي (3/ 338)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 67)، البداية والنهاية (11/ 46)، تهذيب التهذيب (9/ 232)، تقريب التهذيب (862)، النجوم (3/ 44)، طبقات الحفاظ (241)؛ مفتاح السعادة (2/ 295)، الشذرات (3/ 291)؛ غاية النهاية (2/ 179)، الديباج (1/ 163). (¬1) في تهذيب التهذيب: هو أشرف ... ولعل هذا أصح مما في الميزان.

3052 - مطين

3052 - مُطيَّن * المفسر: محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي، مطين (¬1) من مشايخه: أحمد بن يونس الحريري، وعلي بن حكيم الأودي، وسعيد بن عمرو الأشعثي وخلق كثير. من تلامذته: الطبراني، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان من ثقات الكوفيين ... وله تصنيف في التاريخ وغير ذلك" أ. هـ. • طبقات الحنابلة: "أحد الحفاظ والأذكياء الأيقاظ صنف المسانيد" أ. هـ. • السير: "الشيخ الحافظ الصادق محدث الكوفة". وقال: "قال ابن أبي دارم: كتبت بأصبعي عن مطين مئة ألف حديث. وسئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل. قلت -أي الذهبي-: .. وكان متقنًا، وقد تكلم فيه محمّد بن عُثْمَان بن أبي شيبة، وتكلم هو في ابن عثمان، فلا يعتد غالبًا بكلام الأقران، لا سيما إذا كان بينهما منافسة، فقد عدد ابن عُثْمَان لمطين نحوًا من ثلاثة أوهام فكان ماذا؟ ومطين أوثق الرجلين، ويكفيه تزكية مثل الدارقطني له ... وقال الخليلي: ثقة حافظ" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "الحافظ محدث الكوفة، حط عليه محمّد بن عُثْمَان بن أبي شيبة وحط. هو على ابن أبي شيبة وآل أمرهما إلى القطيعة، ولا يعتد بحمد الله بكثير من كلام الأقران بعضهم في بعض. قال أبو نعيم بن عدي الجرجاني: وقع بينهما كلام حتى خرج كل واحد منهما إلى الخشونة والوقيعة في صاحبه، فقلت لابن أبي شيبة: ما هذا الاختلاف الذي بينكما؟ فذكر لي أحاديث أخطأ فيها مطين، وأنه رد عليه -يعني فهذا مبدأ الشر-. وذكر أبو نعيم الجرجاني فصلًا طويلًا إلى أن قال: فظهر إلى أن الصواب الإمساك عن القبول من كل واحد منهما في صاحبه. قلت -أي الذهبي-: مطين وثقه الناس وما أصغوا إلى ابن أبي شيبة" أ. هـ. • لسان الميزان: "قد أنكر موسى بن هارون الحافظ أيضًا على مطين أحاديث، لكن ظهر الصواب مع مطين، وقال الحاكم في "تاريخه": سمعت أبا عبد الله محمّد بن العباس يقول: سمعت أبا تراب الموصلي، هو محمّد بن إسحاق بن محمّد يقول: جمع موسى بن هارون، عن أبي ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 164)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثلاثبن) ط. تدمري، الفهرست لابن النديم (287)، طبقات الحنابلة (1/ 300)، الأنساب (5/ 330)، العبر (2/ 108)، السير (14/ 41)، تذكرة الحفاظ (2/ 662)، ميزان الاعتدال (6/ 215)، الوافي (3/ 345)، لسان الميزان (5/ 236)، النجوم (3/ 171)، الشذرات (3/ 412)، هدية العارفين (2/ 23)، معجم المؤلفين (3/ 441). (¬1) قال في الأنساب: "لقب مطين لأن أبا نعيم الفضل بن دكين الملائي مر علبه يلعب مع الصبيان بالطين، وقد طينوه فقال له: يا مطين آن لك أن تتسمع الحديث فلقب بالمطين" أ. هـ.

3053 - الوراق

جعفر [الحضرمي ثلثمائة حديث أنكرها عليه، فكتبتها، وخرجت إلى الكوفة فدخلت على أبي جعفر، فسألني، فلما خلا بي قال: ما هذا الذي يبلغني عن [أبي عمران] بأن تاب الله علينا وعليه، فقلت: قد جمعت الأحاديث التي تذكر، قال: ائتني بها فأتيته بها فقال: اذكر حديثًا حديثًا، فكنت أذكر الحديث، فيقوم فيخرج من أصل كتابه في مجالس كثيرة، حتى أخرجها كلها من أصوله" أ. هـ. وفاته: سنة (297 هـ) سبع وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "التفسير"، و"المسند"، و"السنن" وغير ذلك. 3053 - الورّاق * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن موسى، أبو عبد الله، الكرماني الوراق. من مشايخه: ثعلب وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان عالمًا فاضلًا عارفًا بالنحو واللغة، مليح الخط صحيح النقل يورق بالأجرة قرأ على ثعلب وخلط المذهبين" أ. هـ. • قلت: المذهبين: مذهب أهل الكوفة وأهل البصرة في اللغة. • الأعلام: "عالم باللغة والنحو .. وكانت بينه وبين ابن دريد مناقضة" أ. هـ. وفاته: سنة (329 هـ)، وقيل: (339 هـ) تسع وعشرين، وقيل: تسع وثلاثين وثلاثمائة، وقيل غير ذلك. من مصنفاته: "الموجز" في النحو، و"الجامع في اللغة" ذكر فيه ما أغفله الخليل في العين، وغير ذلك. 3054 - أبو بكر الحميري * النحوي: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مسلم أبو بكر الحميري مولاهم المصري. من مشايخه: إبراهيم بن مرزوق، وبكار بن قتيبة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "إمام مسجد الجامع العتيق بمصر .. وكان نحويًّا .. وكان ربما تمنع من الرواية كان يعلم أولاد الملوك النحو .. " أ. هـ. وفاته: (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. 3055 - أبو عيسى الليثي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى (ثلاثة)، المعروف بأبي عيسى، الليثي. ¬

_ * الفهرست لابن النديم (87)، معجم الأدباء (6/ 2548)، إنباه الرواة (3/ 155)، الوافي (3/ 329)، بغية الوعاة (1/ 144)، كشف الظنون (1/ 576) و (2/ 1899)، هدية العارفين (2/ 24، 35) وفيه اسمه: محمّد بن عبد الله بن محمود .. المعروف بالعراق، الأعلام (6/ 224)، معجم المؤلفين (3/ 459). * المنتظم (14/ 24)، تاريخ الإسلام (وفيات 330) ط. تدمري، البغية (1/ 143). * جذوة المقتبس (1/ 109)، بغية الملتمس (1/ 120)، تاريخ الإسلام (وفيات 339) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 224)، بغية الوعاة (1/ 148)، الأعلام (6/ 224).

3056 - ابن أبي عمر

ولد: سنة (284 هـ) أربع وثمانين ومائتين. من مشايخه: عم أبيه عبد الله، ومحمد بن لبابة، وأحمد بن خالد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان فصيحًا مفوهًا، صارمًا في القضاء .. وكان حافظًا للفقه، جامعًا للسنن، ولي قضاء الجماعة للناصر" أ. هـ. • الديباج: "كان حافظًا للرأي معتنيًا بالآثار، جامعًا للسنن، له رواية واسعة كان متصرفًا في علم الإعراب واللغة، والشعر، والأخبار، حتى ذكر في طبقات الشعراء، وله الشأو البعيد في الخطابة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (339 هـ) تسع وثلاثين وثلاثمائة. 3056 - ابن أبي عمر * المقرئ: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي مرة الطوسي، أبو الحسن، النقاش، ويعرف بابن أبي عمر. من مشايخه: الحسن بن الحسين الصواف، وابن مجاهد وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن عبد الله السوسنجردي، وأبو الفرج النهرواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة صالحًا دينًا فاضلًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "بغدادي جليل" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ جليل مصدر خير صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. 3057 - ابن أشتة * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أشتة، أبو بكر، الأصبهاني، الكوذري. من مشايخه: ابن مجاهد، وأبو بكر بن النقاش وغيرهما. من تلامذته: خلف بن إبراهيم، وعبد الله بن محمّد بن أسد الأندلسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أستاذ كبير وأمام شهير ونحوي محقق ثقة .. سكن مصر .. قال الداني: ضابط مشهور مأمون ثقة عالم بالعربية بصير بالمعاني حسن التصنيف صاحب سنة انتهى قلت: وكتابه المحبر كتاب جليل يدل على عظم مقداره .. " أ. هـ. • المقفى: "وكان ثقة مأمونًا" مشهورًا عالمًا بالعربية، بصيرًا بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة ... توفي بمصر .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية والقراءات، من أهل أصبهان، سكن مصر .. " أ. هـ. وفاته: (360 هـ) ستين وثلاثمائة. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 323)، تاريخ بغداد (5/ 454)، غاية النهاية (2/ 186). * الإكمال (1/ 91)، معرفة القراء (1/ 321)، الوافي (3/ 347)، غاية النهاية (2/ 184)، بغية الوعاة (1/ 142)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 161)، المقفى (6/ 103)، الأعلام (6/ 224)، معجم المؤلفين (3/ 453)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 360) ط. تدمري.

3058 - ابن صبر

من مصنفاته: "المحبر"، و"المفيد" في شواذ القراءات. 3058 - ابن صُبر * المفسر: محمّد بن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن الحسين بن الفهم الصبري، المعروف بابن صبر، أبو بكر الحنفي. ولد: سنة (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "أحد أصحاب الرأي، كان يتولى القضاء بعسكر المهدي، وهو ممن اشتهر بالاعتزال، وكان يعد من عقلاء الرجال" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الحنفي الفقيه، ولي القضاء بعسكر المهدي ... وكان معتزليًا مشهورًا به، رأسًا في علم الكلام ... ناب في القضاء عن أبي محمّد بن معروف، كان بصيرًا بكلام أبي هاشم الجبائي -أحد رؤوس المعتزلة- خبيرًا بالتفسير" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "الحنفي الفقيه، صاحب التصانيف، لكنه معتزلي جلد" أ. هـ. وفاته: سنة (380 هـ) ثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "عمدة الأدلة"، وله كتاب التفسير لم يتمه، وغير ذلك. 3059 - ابن الوراق * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن العباس، أبو الحسن، ابن الوراق، وهو ختن أبي سعيد السيرافي. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم وغيره. من تلامذته: أبو علي الأهوازي وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان في طبقة أبي طالب العبدي" أ. هـ. وفاته: سنة (381 هـ) إحدى وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب العلل" في النحو وشرح مختصر الجرمي الأصغر سماه "الهداية" وفي معجم الأدباء: (بلغني أن "كتاب الفصول" أملاه عليه السيرافي فنسبه هو إلى نفسه .. " أ. هـ. 3060 - الأبهري * المقرئ: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح، ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 163)، تاج التراجم (222)، تاريخ بغداد (2/ 321) وسماه محمّد بن عبد الرحمن بن صبر وكذا في الجواهر المضية (3/ 216)، ولسان الميزان (5/ 257)، طبقات المفسرين للسيوطي (88)، الأنساب (3/ 521)، المغني في الضعفاء (2/ 606)، ميزان الاعتدال (6/ 238)، تاريخ الإسلام (وفيات 380) ط. تدمري. * معجم الأدباء (6/ 2544)، إنباه الرواة (3/ 165)، إشارة التعيين (317)، الوافي (3/ 329)، تاريخ الإسلام (وفيات 381) ط. تدمري، البلغة (200)، بغية الوعاة (1/ 129)، هدية العارفين (2/ 52)، الإعلام (6/ 225)، معجم المؤلفين (3/ 443). * الديباج (2/ 206) وفيه اسمه محمّد بن عبد الله بن صالح، شجرة النور (91)، تاريخ بغداد (5/ 462)، الوافي (3/ 308)، هدية العارفين (2/ 50)، النجوم (4/ 147)، الفهرست لابن النديم (253)، البداية والنهاية (11/ 325)، مرآة الجنان (2/ 304)، شذرات الذهب (4/ 402)، معجم المؤلفين (3/ 457).

3061 - ابن أبي زمنين

أبو بكر، الأبهري (¬1)، المالكي. ولد: قبل سنة (295 هـ) تسعين ومائتين، وقيل: (289 هـ) تسع وثمانين ومائتين. من مشايخه: أبو عروبة الحراني، وابن أبي داود وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم بن مخلد، والدارقطني، وأبو بكر الباقلاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الديباج: "جمع بين القراءات وعلو الإسناد .. كان أحد أئمة القرآن المتصدرين لذلك، والعارفين بوجوه القراءة، وتجويد التلاوة فقيه في المذهب المالكي .. " أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه، المقريء، الصالح، الحافظ، النظار القيم برأي مالك إليه انتهت الرئاسة ببغداد ... وله الفقه الجيد، وعلو الإسناد والتصانيف المهمة" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "كان إمام أصحابه في وقته، ... وذكره محمّد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة أمينًا مستورًا، وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك". وقال الخطيب عن القاضي أبي العلاء الواسطي: "كان أبو بكر الأبهري معظمًا عند سائر علماء وقته لا يشهد محضرًا إلا كان هو المقدم فيه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (395 هـ) خمس وتسعين وثلاثمائة، وعمره نيف وثمانون أو نحوها، قال صاحب شجرة النور: وعليه فالوفاة تكون سنة (375 هـ) أو نحوها أ. هـ. وكذا أرخه الخطيب، وقال: هو الأصح أ. هـ. من مصنفاته: شرح المختصرين الكبير والصغير لابن عبد الحكم وله الرد على المزني وكتاب الأصول وغيرها. 3061 - ابن أبي زَمْنيِّن * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن عبد الله بن عيسى بن محمّد المري، أبو عبد الله، المعروف بابن أبي زمنين الألبيري المالكي. ولد: سنة (324 هـ) أربع وعشرين وثلاثمائة. من مشايخه: سعبد بن فحلون، ومحمد بن مُعَاوية القرشي وغيرهما. من تلامذته: أبو عمرو الداني، وأبو عمر بن الحذاء وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "قال ابن مفرج: كان من أجل أهل وقته حفظًا للرأي ومعرفة بالحديث واختلاف العلماء .. إلى زهد وورع واقتفاء لآثار السلف .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "له مصنفات في الرقائق والزهد وشعر رائق مع زهد ونُسك وصدق لهجة ¬

_ (¬1) الأبهري: نسبة إلى أبهر، قرية قرب زنجان وقرية بأصبهان أيضًا أ. هـ. من الشذرات. * ترتيب المدارك (4/ 672)، الصلة (2/ 458)، السير (17/ 188)، العبر (3/ 71)، تذكرة الحفاظ (3/ 1029)، تاريخ الإسلام (وفيات 399) هـ. تدمري، الوافي (3/ 321)، بغية الملتمس (1/ 119)، الديباج (2/ 232)، طبقات المفسرين للسيوطي (89)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 165)، الشذرات (4/ 521)، هدية العارفين (2/ 58)، شجرة النور (101)، الأعلام (6/ 227)، معجم المؤلفين (3/ 448).

3062 - الهرواني

وإقبال على الطاعة ومجانبة للسلطان .. " أ. هـ. • السير: "كان صاحب حدٍ وإخلاص ومجانبة للأمراء" أ. هـ. • الديباج: "كان من كبار المحدثين والعلماء والراسخين وأجل أهل وقته قدرًا في العلم والرواية، والحفظ للرأي، والتميز للحديث متفننًا في العلم والآداب، مضطلعًا بالإعراب، قارضًا للشعر، متصرفًا في حفظ المعاني والأخبار" أ. هـ. • الشذرات: "كان راسخًا في العلم متفننًا في الآداب مقتفيًا لآثار السلف، صاحب عبادة وإنابة وتقوى" أ. هـ. وفاته: سنة (399 هـ) تسع وتسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، اختصره من تفسير يحيى بن سلام التيمي و "أصول السنة" و"منتخب الأحكام" وغير ذلك. 3062 - الهَرَواني * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن الحسين أبو عبد الله الجعفي الكوفي، الحنفي، القاضي، المعروف بالهرواني. ولد: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مشايخه: محمّد بن الحسن بن يونس، ومحمد بن القاسم المحاربي وغيرهما. من تلامذته: يحيى بن محمّد الأقساسي، ومحمد بن أحمد بن علان الكرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قدم بغداد وحدث بها وكان ثقة فاضلًا جليلًا يقرئ القرآن ويفتي في الفقه على مذهب أبي حنيفة وكان من عاصره من الكوفيين يقول: لم يكن بالكوفة من زمن عبد الله بن مسعود إلى وقته أفقه منه .. قال العتيقي: ثقة صالح على مذهب أبي حنيفة، ما رأيت بالكوفة مثله" أ. هـ. • العبر: "أحد الأئمة الأعلام على مذهب أبي حنيفة" أ. هـ. • الغاية: "نحوي مقريء ثقة ... وقال أبو عليّ المالكي: كان من جلة أصحاب الحديث فقيهًا على مذهب العراقيين جليل القدر. وقال أبو العز عن أبي عليّ الواسطي: كان الجعفي في زمانه يرحل إليه في طلب القرآن والحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (402 هـ) اثنتين وأربعمائة. 3063 - الإسكافي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله الخطيب الإسكافي، أبو عبد الله. من مشايخه: الصاحب ابن عباد وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "الأديب اللغوي صاحب التصانيف الحسنة، أحد أصحاب ابن عباد الصاحب، وكان من أهل أصبهان وخطيبًا بالريّ. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 368)، تاريخ بغداد (5/ 472)، تاريخ الإسلام (وفيات 402) ط. تدمري، تذكر: الحفاظ (3/ 1062)، الوافي (3/ 320)، غاية النهاية (2/ 177)، الشذرات (5/ 14)، العبر (3/ 83). * معجم الأدباء (6/ 2549)، الوافي (3/ 337)، هدية العارفين (2/ 64)، كشف الظنون (1/ 691)؛ (2/ 1197)، بغية الوعاة (1/ 149)، الأعلام (6/ 227)، معجم المؤلفين (3/ 437).

3064 - أبو شيخ

قال ابن عباد: فاز بالعلم من أهل أصبهان ثلاثة: حائك وحلاج وإسكافي، فالحائك أبو عليّ المروزي، والحلاج أبو منصور بن ماشدة، والإسكافي أبو عبد الله الخطيب .. " أ. هـ. • الوافي: "صاحب التصانيف أحد أصحاب الصاحب ابن عباد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (420 هـ) عشرين وأربعمائة، وقيل: (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: "مباديء اللغة" و "درة التنزيل وغرة التأويل" في الآيات المتشابهة وغير ذلك. 3064 - أبو شيخ * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان بن شاذان، أبو بكر الأصبهاني، ويعرف بأبي شيخ. ولد: سنة (344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: عبد الله بن محمّد القباب، وعبد الرحيم بن محمّد الحسن أباذي وغيرهما. من تلامذته: عبد العزيز بن الحسين، وعبد السيد بن عتاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "حافظ للنحو واللغة، وروى الحديث واستفاد النّاس منه وأخذوا عنه مدة طويلة" أ. هـ. • معرفة القراء: "شيخ صالح مقريء عالي الإسناد" أ. هـ. • الغاية: "مقرئ صالح عالي الإسناد ثقة ... قال عنه ابن سواد: الشيخ الثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (431 هـ) إحدى وثلاثين وأربعمائة. 3065 - ابن مَيقل * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن أحمد البكري المرسي، ويعرف بابن ميقل، أبو الوليد المالكي. ولد: سنة (362 هـ) اثنتين وستين وثلاثمائة. من مشايخه: سهل بن إبراهيم، وأبو محمّد الأصيلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان أحفظ الناس لمذهب مالك وأصحابه وأقواهم احتجاجًا له مع علمه بالحديث والصحيح منه والسقيم وأسماء الرجال والتعديل والتجريح .. ما لقيت أتم ورعًا ولا أحسن خلقًا ولا أكمل علمًا منه .. وكان يختم القرآن على قدميه في كل يوم وليلة ... وكان أكرم النّاس على توسط ماله ... عالم باللغة والنحو والقراءات .. " أ. هـ. • النجوم: "كان عالمًا فاضلًا ورعًا محدثًا صدوقًا ثقة .. "أ. هـ. وفاته: سنة (436 هـ) ست وثلاثين وأربعمائة. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 390)، إنباه الرواة (3/ 155)، تاريخ الإسلام (وفيات 431) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 175). * ترتيب المدارك (4/ 751)، الصلة (2/ 499)، السير (17/ 586)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 438 هـ) ط. تدمري، النجوم الزاهرة (5/ 39) وفيه تحرف اسمه إلى ابن منقذ.

3066 - ابن الصناع

3066 - ابن الصناع * المقرئ: محمد بن عبد الله بن الصناع القرطبي، أبو عبد الله، ويعرف بابن الصناع. ولد: سنة (357 هـ) سبع وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن الأنطاكي وغيره. كلام العلماء فيه: • الصلة: "قال ابن حيان: كان مشهورا بالفضل مقدما في حملة القرآن مبرز العدالة. ووصفه شيخنا أبو محمد بن عتاب بالفضل والصلاح وكثرة التلاوة للقرآن ... أتبعه الناس ثناء حسنا" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ، فاضل، مجود" أ. هـ. • وفاته: سنة (448 هـ) ثمان وأربعين وأربعمائة. 3067 - الشيرجي * المقرئ: محمد بن عبد الله بن يحيى، أبو البركات، ابن الوكيل الخباز الدباس، الشيرجي البغدادي الكرخي. ولد: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. من مشايخه: أبو العلاء الواسطي، والحسن بن الصقر وغيرهما. من تلامذته: أبو الكرم الشهرزوري، والسلفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان أسند من بقي من القراء بالعراق .. قال ابن ناصر: كان رجلا صالحا، أتهم بالاعتزال ولم يكن يذكره ولا يدعو إليه. وقال أبو المعمر المبارك بن أحمد: دخلت على أبي البركات الوكيل في مرضه فقال له المؤتمن الساجي: يا شيخ يبلغنا عنك أشياء فقال: ذاك صحيح، وأنا قد رجعت إلى الله وتبت عن ذلك الاعتقاد" أ. هـ. • العبر: "وكان يتهم بالاعتزال ثم تاب وأناب" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "أحد الفضلاء بالكرخ" أ. هـ. • الغاية: "إمام مقرئ ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (499 هـ) تسع وتسعين وأربعمائة. 3068 - الفراء الجزيري * النحوي، اللغوي: محمد بن عبد الله بن الفراء الجزيري، أبو بكر وأبو عبد الله. من مشايخه: أبو بكر المرستاني وغيره. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: أقرأ النحو والأدب بسبته وكان أحد فحول شعراء وقته وأدبائهم ... ذكره ابن غالب في فرحة الأنفس في فضلاء العمي من علماء الأندلس" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (500 هـ) خمسمائة. ¬

_ * الصلة (2/ 505)، معرفة القراء (1/ 411)، تاريخ الإسلام "وفيات سنة 448 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 189). * معرفة القراء (1/ 459)، تاريخ الإسلام (وفيات 499) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 187)، النجوم (5/ 193)، الشذرات (5/ 422)، العبر (3/ 356)، المنتظم (17/ 97). * البغية (1/ 150).

3069 - ابن المسبح

3069 - ابن المسبّح * المقرئ: محمّد بن عبد الله بن المسبّح بن عبد الرحمن، أبو محمد، الأنصاري، الفضي. من مشايخه: أبو معشر عبد الكريم الطبري، وأبو العباس بن يعيش وغيرهما. من تلامذته: يحيى بن سعدون بن تمام القرطبي، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن يحيى بن محمّد بن الجارود وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقريء مصدر إمام في القراءة، ناقل كثير الروايات عدل .. " أ. هـ. • المقفى: "كان زاهدًا دينًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (514 هـ) أربع عشرة وخمسمائة. 3070 - ابن سعادة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمّد بن سعادة بن أحمد بن عُثْمَان، المذحجي اللوشي، أبو عبد الله، المعروف بابن سعادة. من مشايخه: أبو عليّ الغساني، وابن الباذش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان من أهل الخط البارع والمعارف الجمة، من الفقه والحديث والنحو والأدب وغير ذلك بارع الأدب جيد الكتابة حسن النظم والنثر جليلًا مشاورًا بغرناطة" أ. هـ. وفاته: سنة (532 هـ) اثنتين وثلاثين وخمسمائة. 3071 - أبو الفضل الهاشمي * المقرئ: محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن عبد الصمد الشريف، أبو الفضل بن المهتدي بالله، الهاشمي العباسي البغدادي. من مشايخه: أبو الخطاب أحمد بن علي الصوني، وأبو الحسين بن النقور وغيرهما. من تلامذته: التاج الكندي، وأبو جعفر بن طبرزد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان رجلًا صالحًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان خطيبًا جامع القصر، ثقة صالحًا خيرًا سرد الصوم نيفًا وخمسين سنة" أ. هـ. • السير: "الخطيب شيخ القراء" أ. هـ. • الغاية: "مقرئ صالح خير ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 187)، المقفى (6/ 116). * البغية (1/ 137). * معرفة القراء (2/ 488)، المنتظم (17/ 29)، تاريخ الإسلام (وفيات 537) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 176)، النجوم (5/ 273)، السير (20/ 115).

3072 - أبو بكر بن العربي

3072 - أبو بكر بن العربيّ * التحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن العربي، أبو بكر، المعافري الأندلسي الإشبيلي المالكي، ويعرف بابن العربي. ولد: سنة (468 هـ) ثمان وستين وأربعمائة، وقيل: سنة (469 هـ) تسع وستين وأربعمائة. من مشايخه: الغزالي، وأبو بكر الشاشي، والطرطوشي وغيرهم. من تلامذته: القاضي عياض، وعبد الرحمن بن صابر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "وكان ثاقب الذهن، عذب المنطق، كريم الشمائل كامل السؤدد ولي قضاء إشبيلية فحمدت سياسته، وكان ذا شدة وسطوة فعزل وأقبل على نشر العلم وتدوينه. وكان القاضي أبو بكر ممن يقال: إنه بلغ رتبة الاجتهاد .. قرأت بخط ابن مسدي في "معجمه" أخبرنا أحمد بن محمّد بن مفرح النباتي، سمعت ابن الجد الحافظ وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية: أبو بكر بن المرجى وفلان وفلان، وحضر معهم ابن العربي فتذاكروا حديث المغفر، فقال ابن المرجى: لا يعرف إلا من حديث مالك عن الزهري. فقال ابن العربي: قد رويته عن ثلاثة عشر طريقًا غير طريق مالك. فقالوا: أفدنا هذا. فوعدهم، ولم يخرج لهم شيئًا، وفي ذلك يقول خلف بن خير الأديب. يا أهل حمص ومن بها أوصيكم ... بالبر والتقوى وصية مشفق فخذوا عن العربي أسمار الدجى ... وخذوا الرواية عن إمام متقِ إن الفتى حلو الكلام مهذب ... إن لم يجد خبرًا صحيحًا يخلقِ قلت: هذه حكاية ساذجة لا تدل على تعمد، ولعل القاضي رحمه الله وهم، وسرى ذهنه إلى حديث آخر، والشاعر يخلق الإفك، ولم أنقم على القاضي رحمه الله إلا إقذاعه في ذم ابن حزم واستجهاله له، وابن حزم أوسع دائرةً من أبي بكر في العلوم، واحفظ بكثير وقد أصاب في أشياء وأجاد، وزلق في مضايق كغيره من الأئمة والإنصاف عزيز" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: " كان من أهل التفنن في ¬

_ * جذوة الاقتباس (1/ 260)، بغية الملتمس (1/ 125)، الصلة (1/ 8)، وفيات الأعيان (4/ 296)، مختصر تاريخ دمشق (22/ 326)، السير (20/ 197)، العبر (4/ 125)، تذكرة الحفاظ (4/ 1294)، تاريخ الإسلام (وفيات 543) ط. تدمري، وذكره مرة أخرى ضمن وفيات سنة (546 هـ)، والأول أصح. الوافي (3/ 330)، تاريخ دمشق (54/ 24)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 657)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 158)، البداية والنهاية (12/ 245) وذكره ضمن وفيات سنة (545)، الديباج (2/ 252)، المقفى الكبير (6/ 110)، النجوم (5/ 302)، طبقات المفسرين للسيوطي (90)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 167)، الشذرات (6/ 232)، أعلام مراكش (3/ 11)، هدية العارفين (2/ 90)، شجرة النور (136)، الأعلام (6/ 230)، معجم المؤلفين (3/ 456)، المغرب في حلى المغرب (1/ 254)، كشف الظنون (1/ 553)، معجم المطبوعات لسركيس (174).

العلوم، والاستبحار فيها، والجمع لها، مقدمًا في المعارف كلها، متكلمًا في أنواعها، نافذًا في جميعها، حريصًا على آدابها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها. يجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وكثرة الاحتمال، وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الود، واستفتي ببلده، فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته، ونفوذ أحكامه. وكانت له في الظالمين صورة مرهوبة. ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه". وقال: "قد ذكره اليسع بن حزم وبالغ في تعظيمه وقال: ولي القضاء فمحن، وجرى في أعراض العابرة فلحن وأصبح يتحرك بإثارة الألسنة، ويأبى بما أجراه القدر عليه النوم والسنة، وما أراد إلا خيرًا نصب الشيطان عليه شياكه وسكن الإدبار حراكه، فأبداه للناس سورة تبدو، وسورة تتلى، لكونه تعلق بأذيال الملك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحربهم، بل داهن" أ. هـ. • الديباج: "الإمام العلامة، الحافظ، فقيه، أصولي درس التفسير، فصيح أديب شاعر .. " أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: ... كان من الثقات الأثبات والأئمة المشهورين انتهى. أحد الأعلام وعالم أهل الأندلس وسيدهم" أ. هـ. • أعلام مراكش: " الشيخ الإمام علم الأعلام حجة الإسلام الحافظ المتبحر الهمام المقتدى به في الأقوال المقتفى أثره فيما يبديه من الأفعال. حفظ القرآن وهو ابن تسع سنين وزاد عليها ثلاثًا لضبط القرآن والعربية والحساب .. " أ. هـ. • الأعلام: "قاضٍ من حفاظ الحديث وبرع في الأدب، وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين .. " أ. هـ. • الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "ومنهم ابن العربي تلميذ الغزالي، وقد حذا حذو شيخه في الكلام على التأويل، سيما في سمي كتاب شيخه (قانون التأويل) حيث صنع كصنيع شيخه، فقسم الخائضين في التأويل إلى أقسام ثم مال مع الفريق الذي يقدم العقل على الشرع حين التعارض. وقال في كتابه (المتوسط في الاعتقاد): إن الشرع لا يجوز أن يرد بما يرده العقل. وكيف يصح ذلك والعقل بمثابة المزكي للشرع والمعدل له، فكيف يصح أن مجرح الشاهد مزكيه .. أ. هـ. وقد أثبت بعض صفات الله تعالى بمنهج عقلي صرف ... نعم: لا مانع لديه بعد إثبات الصفة من أن يدلل عليها بالنقل، ولكن الأصل في الاستدلال عنده هو العقل لا السمع" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "أما أبو بكر بن العربي المعافري الأشبيلي فقد تتلمذ على الغزالي بلا شك وتأثر به وإن كان قد نقده في بعض المواضع، بل ونقد بعض شيوخ الأشاعرة كالأشعري والباقلاني والجويني، لكنه مع ذلك بقي ملتزمًا بمذهب الأشاعرة في الصفات وغيرها، بل ودافع عن منهجهم فقال: "فإن قيل فما عذر علمائكم في الإفراط بالتعلق بأدلة العقول دون الشرع المنقول في معرفة الرب، واستوغلوا في ذلك؟ قلنا: لم يكن هذا لأنه خفي

3073 - ابن ظفر

عليهم أن كتاب الله مفتاح المعارف ومعدن الأدلة، لقد علموا أنه ليس إلى غيره سبيل ولا بعده دليل، ولا وراءه للمعرفة معرس ولا مقيل، وإنما أرادوا وجهين: أحدهما: أن الأدلة العقلية وقعت في كتاب الله مختصرة بالفصاحة، مشارًا إليها بالبلاغة مذكورًا في مساقها الأصول، دون التوابع والمتعلقات من الفروع، فكمل العلماء ذلك الإختصار، وعبروا عن تلك الإشارة بتتمة البيان، واستوفوا الفروع والمتعلقات بالإيراد ... الثاني: أنهم أرادوا أن يبصروا الملاحدة ويعرفوا المبتدعة أن مجرد العقول التي يدعونها لأنفسهم، ويعتقدون أنها معيارهم لاحظ لهم فيها .. "، وهذا الكلام -بما فيه من لمز خفي بكتاب الله وكمال بيانه- استقاه ابن العربي من شيوخه الذين أمر بالإقتداء بهم في التأويل حين قال حول صفات اليد، والقدم، والأصابع، والنزول: "اسرد الأقوال في ذلك بقدر حفظك، وأبطل المستحيل عقلًا بأدلة العقل، والممتنع لغة بأدلة اللغة، والممتنع شرعًا بأدلة الشرع، وأبق الجائز من ذلك كله بأدلته المذكورة، ورجح بين الجائزات من ذلك كله إن لم يمكن اجتماعها في التأويل، ولا تخرج في ذلك عن منهاج العلماء، فقد اهتدى من اقتدى، ولن يأتي أحد بأحسن مما أتى به من سبق أبدًا". وما منهجه في كتابه "قانون التأويل" وغيره إلا كبر دليل على أشعريته. وابن العربي -مع أشعريته- تميز بأمور: 1 - منها حياته الخاصة وجهوده الكبيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى جرى له لما تولى القضاء أمور كثيرة سببت عداء كثير من النّاس له. 2 - تحقيقات أصولية وحديثية وفقهية أودعها كتبه المختلفة في الحديث والتفسير والأصول. 3 - دوره العظيم في الدفاع عن الصحابة وما جرى بينهم، والرد على مختلف الطوائف المنحرفة عن مذهب السلف في هذا الباب، وقد جاء ذلك في قسم من كتابه العواصم من القواصم" أ. هـ. وفاته: سنة (543 هـ) ثلاث وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "قانون التأويل في تفسير الكتاب العزيز" و "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي" و"الناسخ والمنسوخ" و"العواصم والقواصم" وغيرها. 3073 - ابن ظفر * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الله أبي محمّد بن محمّد بن ظفر الصقلي المكي، أبو عبد الله، حجة الدين. ولد: سنة (497 هـ) سبع وتسعين وأربعمائة. من تلامذته: أبو المواهب بن بصرى، والموفق بن قدامة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "وحكي عن الشيخ تاج الدين الكندي أنه قال: أحلت على ديوان حماة برزقٍ، فسرت إليها لأجل ذلك، فلما حللتها جمع الجماعة بيني وبين أبي ظفر المذكور، وجرت بيننا ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2643) وفيه اسمه محمّد بن أبي محمّد بن محمّد، وفيات الأعيان (4/ 395)، الوافي (1/ 141)، وذكر اسمه محمّد بن محمّد بن ظفر، لسان الميزان (5/ 368)، بغية الوعاة (1/ 142)، الأعلام (6/ 230)، معجم المؤلفين (3/ 635).

3074 - ابن ميمون

مناظرة في النحو واللغة فأوردت عليه مسائل في النحو فلم يعش فيها، وكان حاله في اللغة قريبًا، فلما كاد المجلس يتقوض، قال ابن ظفر: الشيخ تاج الدين أعلم مني بالنحو، وأنا أعلم منه باللغة فقلت: الأول مسلم، والثاني ممنوع وتفرقنا .. " أ. هـ. • الأعلام: "أديب رحالة مفسر .. " أ. هـ. وفاته: سنة (565 هـ)، وقيل: (567 هـ) خمس وستين، وقيل: سبع وستين وخمسمائة وقيل غير ذلك. من مصنفاته: "ينبوع الحياة" في تفسير القرآن، و "أبناء نجباء الأبناء" "خبر البشر بخير البشر" وغيرها. 3074 - ابن ميمون * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس بن محمّد بن عبد الله العبدري العبقري، أبو بكر. من مشايخه: أبو محمّد بن عتاب، وابن رشد وغيرهما. من تلامذته: أبو البقاء يعيش بن القديم، وأبو زكريا المرجيفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال في تاريخ غرناطة: استوطن مراكش وكان عالمًا بالقراءات، ذاكرًا للتفسير، حافظًا للفقه واللغة والأدب، شاعرًا محسنًا، كاتبًا بليغًا، مبرزًا في النحو، جميل العشرة، حسن الخلق متواضعًا، فكه المحاضرة، ظريف الدعابة .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات والأدب، شاعر، من بلغاء الكتاب أصله من قرطبة، خرج منها في أيام الفتنة، واستوطن مراكش" أ. هـ. وفاته: سنة (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة. من مصنفاته: له شرح في "الجمل" للزجاجي استعمله الناس، و"معشرات في الغزل" كفرها بمثلها في الزهد وشرحها في سفر ضخم، و"شرح أبيات الإيضاح" للفارسي. 3075 - اللَّبْليُّ * اللغوي: محمّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج الجد الفهري اللبلي الإشيلي المالكي، أبو بكر. ولد: سنة (496 هـ)، وقيل: (476 هـ) ست وتسعين، وقيل: ست وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن الأخضر، وأبو بكر بن العربي وغيرهما. ¬

_ * المغرب في حلي المغرب (1/ 111)، بغية الوعاة (1/ 147)، تكملة الصلة (2/ 511)، كشف الظنون (1/ 213)، هدية العارفين (2/ 96)، رايات المبرزين (77)، الأعلام (6/ 231)، معجم المؤلفين (3/ 461)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 567) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 285). * بغية الملتمس (1/ 131)، تكملة الصلة (2/ 542)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 145)، العبر (4/ 258)، السير (21/ 177)، الوافي (3/ 335)، النجوم (6/ 112)، الديباج المذهب (2/ 286)، الشذرات (6/ 470)، معجم المؤلفين (3/ 462)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 586 هـ) ط. تدمري.

3076 - الأنصاري

من تلامذته: أبو الحسن بن زرقون، وأبو محمّد القرطبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "انتهت إليه الرئاسة في الحفظ والفتيا، وقدم للشورى في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وعظم جاهه وحُرمتهُ .. " أ. هـ. • السير: "عظم جاهه ونال دنيا عريضة ولم يكن يدري فن الحديث لكنه عالي الإسناد فيه وكان أحد الفصحاء البلغاء امتحن في كائنة لبلة، وقيد وسُجن وكان فقيه عصره، تخرج به أئمة. قال أبو الربيع بن سالم: ومن أعيان شيوخي الإمام الحافظ الصدر الكبير أبو بكر بن الجد، فقيه الأندلس وحافظها وزعيمها غير منازع ولا مدافع انتهت إليه رئاسة الفقه أزيد عن ستين سنة مع الجلالة التي تجاوز مداها والخلال التي إلتزم أهداها، وكان في غزارة الحفظ ومتانة مادة العلم عبرة من العبر وآية من الآيات" أ. هـ. • الديباج: "كان في حفظ الفقه بحرًا، وبرع في العربية، ومطالعة الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة، وله (90 سنة)، وبناء على هذا تكون سنة ولادته (496 هـ) والله أعلم. من مصنفاته: له تصانيف منها: مجموع في الزكاة وغير ذلك. 3076 - الأنصاري * النحوي، المفسر المقرئ: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن خلف، أبو عبد الله، الأنصاري. ولد: سنة (574 هـ) أربع وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو العطاء بن نذير، وأبو عبد الله بن نوح وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبّار وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "وطريق التصوف كان أغلب عليه .. "أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "زهِد وأقبل على العلم وبرع في التفسير .. "أ. هـ. • غاية النهاية: "حاذق نحوي زاهد .. " أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "وإزدحم الخلق على نعشه حتى كسروه" أ. هـ. • الأعلام: "مقريء واعظ أندلسي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مصنفاته: "نسيم الصبا" في الوعظ على طريقة ابن الجوزي و"بغية النفوس الزكية في الخطب الوعظية" وغير ذلك. 3077 - ابن الحاج * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن خلف بن إبراهيم بن لب بن بيطير بن بكر بن خالد التجيبي، أبو الحسن، يعرف بابن الحاج. ولد: سنة (574 هـ) أربع وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمّد بن حوط الله، وأبو ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 651)، تاريخ الإسلام (وفيات 640) ط. بشار، غاية النهاية (2/ 178)، الحلل السندسية (3/ 186)، الأعلام (6/ 232)، معجم المؤلفين (3/ 454)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 164). * البغية (1/ 142)، تكملة الصلة (2/ 653).

3078 - المرسي

القاسم بن بقي وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن حبش وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "ولي القضاء بغرناطة وبالجزيرة الخضراء فحمدت سيرته" أ. هـ. • البغية: "أحد الأستاذين العارفين المتفننين والفقهاء المتواضعين .. كان آية في التواضع وإذا فرغ من الإقراء نهض مسرعًا، فقدَّم للحاضرين نعالهم" أ. هـ. وفاته: سنة (641 هـ) إحدى وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "نزهة الألباب في محاسن الآداب) و "المقاصد الكافية" في علم لسان العرب. 3078 - المُرْسي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي الفضل، أبو عبد الله، السلمي المرسي، شرف الدين، الأندلسي. ولد: سنة (570 هـ) وقيل (569 هـ) سبعين وقيل تسع وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمّد بن عبد الله الحجري، ومنصور الفرادي وغيرهما. من تلامذته: ابن النجار، والمحب الطبري، والدمياطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "ولم يكن بالأندلس في فنه مثله، يقوم بعلم التفسير وعلوم الصوفية .. وكان نبيلًا ضريرًا يحل بعض مشكلات إقليدس، .. وكان كثير الشيوخ والسماع .. " أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "وكان من الأئمة الفضلاء في جميع فنون علم الحديث وعلوم القرآن والفقه والحلاف والأصلين والنحو، واللغة .. وله مصنفات في جميع ما ذكرناه من العلوم وله النظم والنثر المليح، ومع ذلك فهو زاهد متورع حسن الطريقة، متدين، كثير العبادة، متعفف، نزه النفس .. " أ. هـ. • السير: "وكان متضلعًا من العلم، جيد الفهم، متين الديانة .. قال ابن الحاجب: سألت الضياء عن المرسي فقال: فقيه مناظر نحوي من أهل السنة صحبنا في الرحلة، وما رأينا منه إلا خيرًا انتهى ... تمارى ناس عنده في الصفات، فأنشد: من كان يرغب في النجاة فماله ... غير اتباع المصطفى فيما أتى قال ابن النجار: من كان يرغب في النجاة فما له ... غير اتباع المصطفى فيما أتى ذاك السبيل المستقيم وغيره ... سبل الضلالة والغواية والردى ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2546)، تكملة الصلة (1/ 662)، عيون التواريخ (20/ 117)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 17)، السير (23/ 312)، العبر (5/ 224)، وطبقات الشافعية للسبكي (8/ 69)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 451)، الوافي (3/ 354)، إشارة التعيين (319)، ذيل مرآة الزمان (1/ 76)، البلغة (200)، النجوم (7/ 59)، المقفى (6/ 121)، طبقات المفسرين للسيوطي (91)، بغية الوعاة (1/ 144)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 172)، الشذرات (7/ 465)، نفح الطيب (3/ 10)، هدية العارفين (2/ 125)، الأعلام (6/ 233)، معجم المؤلفين (3/ 458).

3079 - ابن الأبار

فاتبع كتاب الله والسنن التي ... صحت فذاك إن اتبعت هو الهدى ودع السؤال بلم وكيف فإنه ... باب يجر ذوي البصيرة للعمى الدين ما قال الرسول وصحبه ... والتابعون ومن مناهجهم قفا" أ. هـ. • الوافي: "قال ياقوت: وكان عذريُّ الهوى عامريّ الجوى له كل يوم حبيب .. " (¬1) أ. هـ. • المقفى: "وكان من الأئمة الفضلاء في جميع فنون العلم من علوم القرآن والحديث والفقه والخلاف والأصلين والنحو واللغة قال ابن النجار: ما رأيت في فنه مثله، وله كتاب تفسير القرآن انتهى" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "وقال الفاسي في "تاريخ مكة": هو الشيخ الإمام العالم الزاهد فخر الزمان، علم العلماء زين الرؤساء، إمام النظار رئيس المتكلمين، أحد علماء الزمان المتصرف أحسن التصرف في كل زمان .. " أ. هـ. وفاته: سنة (655 هـ) خمس وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير" سماه "ري الظمآن" و "التفسير الأوسط" و "التفسير الصغير" و "الكافي "في النحو وغيرها. 3079 - ابن الأبار * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر، أبو عبد الله، القضاعي الأندلسي البلنسي، ويعرف بالأبار، أو ابن الأبار، مجد العلماء. ولد: سنة (595 هـ) خمس وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه أبو محمّد بن الأبار، والحافظ أبو الربيع بن سالم وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن حيان الأوسي وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "المقريء المؤرخ ... وقد رأيت لأبي عبد الله الأبار جزءًا سماه "درر السمط في خبر السبط - عليه السلام -" يعني الحسين بإنشاء بديع يدل على تشيع فيه ظاهر، لأنه يصف عليًّا - رضي الله عنه - بالوصي، وينال من مُعَاوية وآلهِ .. " أ. هـ. • الوافي: "وكان بصيرًا بالرجال عارفًا بالتاريخ إمامًا في العربية فقيهًا مقرئًا أخباريًا فصيحًا .. وله ¬

_ (¬1) هذا الكلام الذي أورده الصفدي لم نجده في معجم ياقوت في ترجمة محمّد بن عبد الله المرسي، وأضاف الصفدي: "وطول ياقوت ترجمته واستوفاها" قلت: سقوط العبارة التي نقلها الصفدي ثم الحكم على الترجمة بأنها ليست طويلة كل ذلك يدل على أن الترجمة قد لحقها حذف وإيجاز. والله أعلم، من هامش معجم الأدباء. * عيون التواريخ (20/ 245)، فوات الوفيات (3/ 404)، السير (23/ 336)، العبر (5/ 249)، المغرب (2/ 309)، الوافي (3/ 355)، أزهار الرياض (3/ 204)، النجوم (7/ 92)، رايات المبرزين (114)، عنوان الدراية (309)، الشذرات (7/ 510)، نفح الطيب (3/ 334)، الأعلام (6/ 233)، رسالة ماجستير بعنوان "ابن الأبار القضاعي: حياته وشعره" إعداد الطالب حسن محمود خليل إفليفل -الجامعة الأردنية- كلية الآداب - لسنة (1982 م).

جزء سماه "درر السمط في خبر السبط" ينال فيه من بني أمية ويصف عليًّا - عليه السلام - بالوصي وهذا تشيع ظاهر .. " أ. هـ. • فوات الوفيات: "الحافظ العلامة .. الكاتب الأديب .. عني بالحديث .. وكان بصيرًا بالرجال عالمًا بالتاريخ إمامًا في العربية فقيهًا مفننًا أخباريًا فصيحًا، له يد في البلاغة والإنشاء .. وقتل مظلومًا بتونس على يد صاحبها لأنه تخيل منه الخروج وشق العصا .. " أ. هـ. • عنوان الدراية: "وهو الفقيه المحدث المقرئ، النحوي الأديب، الكاتب البارع التاريخي .. ولو لم يكن له من الشعر إلا القصيدة التي رفعها لمقام الأمير أبي زكريا، يستنجده ويستصرخه لنصرة الأندلس لكان فيها كفاية، وإن كان قد نقدها ناقد وطعن عليه فيها طاعن .. ومطلع هذه القصيدة: أدرك بخيلك خيل الله أندلسًا ... إن السبيل إلى منجاتها درسا" أ. هـ. • قلت: قال صاحب رسالة الماجستير حسن محمود خليل في (ص 106) وتحت عنوان عقيدته: "تطرق الشك إلى عقيدة ابن الأبار، ومدى التزامه بالسنة والجماعة، وقد توقف بعض المؤرخين عند هذه القضية فأتهموا ابن الأبار بالتشيع. وكان سبب اتهامهم وشكهم تأليفه كتاب (درر السمط في خبر السبط) الذي امتدح فيه آل بيت النبوة وأثنى عليهم. يقول ابن الأحمر في أثناء ترجمته لابن الأبار وذكره لكتابه: لكنه تشتم من تصنيفه (درر السمط) رائحة التشيع وتستطلع منه أبناء الشقاوة أ. هـ. ويقول الصفدي: وله جزء سماه (درر السمط في خبر السبط) ينال فيه من بني أمية ويصف عليًّا - عليه السلام - بالوحي، وهذا تشيع ظاهر أ. هـ. ونحن بعد الاستعراض السابق لا بد لنا من التوقف عند الكتاب الذي اتهم ابن الأبار بسببه بالتشيع، لزى فيما إذا كانت التهمة صحيحة أم لا؟ يبدأ ابن الأبار كتابه بما يشير إلى تأييده لآل البيت فيقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت فروع النبوة والرسالة، إلى أن يقول: أولئك السادة أحيي وأفدي والشهادة بحبهم أوفي وأؤدي، ومن يكتمها فإنه أثم قلبه أ. هـ. ويستمر في كتابه معلنًا حبه لآل البيت وتقديسه لهم، وتنقيص قدر بني أمية ويرى أن عليًّا سيد الأوصياء، وآخر الخلفاء، وأن مُعَاوية أول الملوك. ومع أنه بين الرجلين خلاف واضح في المزايا، إلَّا أنهما سيجتمعان في الجنة، ويستمر في بيان مكانة عليّ - رضي الله عنه - فيقول مشيرًا إلى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلولا أن لا نبي بعد" نص في الامتناع، لكان (أنت بمنزلة هارون من موسى) حجة في الاتباع. ثم يصور مأساة الحسين بعاطفة متأججة فيقول: ما عذر الأموية وأبنائها في قتل العلوية وإفنائها؟ أهم يقسمون رحمة بك؟ كم دليل في غاية الوضوح على أنهم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق أ. هـ. وفي (ص 108 - 109) يقول: "ويبدو أن ابن الأبار كان صدوقًا في تصوير مأساة الحسين، فقد ألف كتابًا خاصًّا في رثائه سماه "معدن اللجين في مراثي الحسين".

ويبدو من عنوانه أنه قصائد رثائية تقابل كتابه "درر السمط" النثري. وقد خلا كتاب "الدرر" من أي رأي من آراء الشيعة، كالقول بالإمامة، والعصمة والأراء الأخرى، كما أنه خلا كما زعمه الصفدي من أن ابن الأبار قد وصف عليًّا - عليه السلام - بالوحي. وبعد، فإننا إذ نؤكد ما ذهب إليه عبد الله الطباع (¬1)، وعبد السلام الهراس (¬2)، من أن ابن الأبار في كتابه قد بين لنا حبه وتقديسه لآل البيت، دون أن يظهر شيئًا من تشيعه -وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يأخذه عليه-، فإننا نؤكد أيضًا أن ابن الأبار من علماء السنة وحفاظها، ولم تظهر في مؤلفاته التي وصلتنا آية نزعة شيعية بل إنه يبرأ من كل مذهب غير حب الله ورسوله وصحابته، فيقول من قصيدة في مدح الرسول - عليه السلام - وصحابته: نصبت لإخلاصي لهم وتخلصي ... بإرشادهم من حيرة الرفض والنصب فأتبعت حب الله حب رسوله ... وليس مثاب الواصلين سوى الحب كذلك فإنه يعلن عن تمسك أهل الأندلس بالسنة ومعاداتهم للشيعة فيقول: "كلا بل دانت للسنة، وكانت من البدع في أحصن جنة، هذه المروانية (¬3) مع اشتداد أركانها، وامتداد سلطانها ألقت حب آل النبوة في حبات القلوب، وولت ولم تظفر من خلعة ولا نقلة بمطلوب، إلى المرابطة بأقاصِي الثغور، والمحافظة على معالي الأمور .. من معاداة الشيعة وموالاة الشريعة". وبعد أن نفينا عن ابن الأبار التشيع، سنتوقف عند بعض الأبيات الشعرية، التي إن فسرناها بظاهرها، حكمنا على ابن الأبار بالإشراك بالله، يقول: قسمًا بيحيى المرتضى لقد انقضى ... من بأسه مثل الصفاح صفاحا ويقول أيضًا: قسمًا به، لولا أمارة نجله ... لغدا الهدى نثرًا بغير نظام فكما نراه، يقسم بممدوحه، فيحله عل الله، ولو أخذنا بظاهر الأبيات لكفرنا الرجل، ولكننا -لإطمئناننا إلى عقيدته-، نرى أن هذه الآيات مبالغة واضحة أتت في لحظة انفعال دون سابق إصرار لذا فإنها لا يمكن أن تمس عقيدته بسوء" أ. هـ. قلت: أما قوله (لكفرنا الرجل) حكم على ابن الأبار غير صحيح، فالحلف بغير الله شرك أصغر، لا يفضي إلى الكفر مع عدم الإصرار والاعتقاد. والله أعلم. ¬

_ (¬1) انظر مقدمة كتابه عن الحلة السيراء: (ص 78)، وما بعدها. (¬2) انظر مقدمة درر السمط: ص (م- ص). (¬3) المروانية: نسبة لمروان بن الحكم بن أبي العاص المتوفى سنة (65 هـ)، وهو أول من ملك من بني الحكم بن أبي عاص، وإليه ينسب (بنو مروان) ودولتهم (المروانية) أي دولة بني أمية.

3080 - ابن مالك

فكان ينبغي على صاحب الرسالة أن لا يورد هذه العبارة ثم يعتذر عنه بأنه قالها مبالغة دون إصرار. وفاته: سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "تكملة الصلة" و"الحلة السيراء" و"تحفة القادم" وغيرها. 3080 - ابن مالك * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك، أبو عبد الله، الطائي الجيّاني، جمال الدين، المالكي، حين كان بالمغرب، الشافعي حين انتقل إلى المشرق نزيل دمشق. ولد: سنة (600 هـ)، وقيل: (601 هـ) ستمائة، وقيل: إحدى وستمائة. من مشايخه: أبو صادق الحسن بن صباح، وأبو الحسن السخاوي وغيرهما. من تلامذته: النووي، والعلم الفارقي، والشمس البعلي، والزين المزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الشيخ الإمام العلامة البحر النحوي إمام أهل العربية واللغة، حجة الأدباء، بقية السلف". وقال: "صنف التصانيف وتكاثر عليه الطلبة، وحاز قصب السبق، وصار يضرب به المثل في دقائق النحو، وغوامض الصرف، وغريب اللغات، وأشعار العرب مع الحفظ والذكاء، والورع والديانة، وحسن السمت والصيانة، والتحرير لما ينقله، وكان ذا عقل ورزانة، وحياء ووقار، وانتصاب الإفادة، ودوابٍ على المطالعة" أ. هـ. • فوات الوفيات: "وكان إمامًا في القراءات وعللها وصنف فيها قصيدة دالية مرموزة في قدر الشاطبية، وأما اللغة فكان إليه المنتهى فيها، وأما النحو والصرف فكان فيها بحرًا لا يشق لجه، وأما إطلاعه على أشعار العرب التي يستشهد بها على النحو فكان أمرًا عجبًا، .. وأما الإطلاع على الحديث فكان فيه غاية، وكان أكثر ما يستشهد بالقرآن. فإن كان فيه ما شاهد عَدَل إلى الحديث فإن لم يكن فيه شيء عدل إلى أشعار العرب .. وانفرد عن المقاربة بشيئين: الكرم ومذهب الشافعي" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "وكان إمامًا في اللغة، إمامًا في حفظ الشواهد وضبطها إمامًا في القراءات وعللها، وله الدين المتين والتقوى الراسخة .. " أ. هـ. • غاية النهاية: "الإمام النحوي الأستاذ إمام زمانه في العربية .. وقد شاع عنه كثير من منتحلي العربية أن ابن مالك لا يعرف له شيخ في العربية ولا في القراءات وليس كذلك ... " أ. هـ. ¬

_ * فوات الوفيات (3/ 407)، الوافي (3/ 359)، إشارة التعيين (320)، العبر (5/ 300)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 67)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 454)، البداية (13/ 283)، البلغة (201)، السلوك (1/ 2 / 613)، غاية النهاية (2/ 180)، النجوم (7/ 243)، البغية (1/ 130)، مفتاح السعادة (1/ 136)، الشذرات (7/ 590)، نفح الطيب (2/ 432)، إيضاح المكنون (1/ 260) و (2/ 73)، الأعلام (6/ 233)، معجم المؤلفين (3/ 450)، السير (17/ 113) ط. علوش.

3081 - حافي رأسه

• طبقات الشافعية للإسنوي: "كان إمام وقته في اللغة والنحو والقراءات، وحفظ أشعار العرب، مشاركًا في الحديث والفقه، دينًا صالحًا، كامل العقل والوقار والتؤدة .. " أ. هـ. • نفح الطيب: "الإمام العلامة الأوحد .. صرف همته إلى إتقان لسان العرب، حتى بلغ منه الغاية وأربى على المتقدمين، وكان إمامًا في القراءات، وعالمًا بها ... وأما اللغة فكان إليه المنتهى فيها ... قال ابن القوبع: إن ابن مالك ما خلى للنحو حرمة .. " أ. هـ. • البغية: "قال أبو حيان: بحثت عن شيوخه فلم أجد له شيخًا مشهورًا يعتمد عليه، ويرجع في حل المشكلات إليه، إلا أن بعض تلامذته ذكر أنه قال: قرأت على ثابت بن حيان بحبّان وجلست في حلقة أبي عليّ الشلوبين نحو من ثلاثة عشر يومًا ولم يكن ثابت بن حيان من الأئمة النحويين وإنما كان من أئمة المقرئين. قال: وكان ابن مالك لا يحتمل المباحثة ولا يثبت للمناقشة لأنه إنما أخذ هذا العلم بالنظر فيه بخاصة نفسه، هذا مع كثرة ما اجتناه من ثمرة غرسه" أ. هـ. • الشذرات: "العلامة حجة العرب .. خالف المغاربة في حسن الخلق والسخاء والمذهب فإنه كان شافعي المذهب. قال الذهبي: .. وكان إمامًا في القراءات وعللها وصنف فيها قصيدة دالية مرموزة في مقداد الثاطبية، وأما اللغة فكان إليه المنتهى فيها في الإكثار من نقل غريبها والاطلاع على وحشيها .. وأما النحو والتصريف فكان فيه بحرًا لا يجارى وحبرًا لا يبارى .. هذا مع ما هو عليه من الدين المتين، وصدق اللهجة وكثرة النوافل، وحسن السمت، ورقة القلب، وكمال العقل، والوقار والتؤدة انتهى .. " أ. هـ. وفاته: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "الألفية" في النحو، و "تسهيل الفوائد" نحو، "الكافية الشافية" أرجوزة و "شرحها"، و"لامية الأفعال" وغيرها. 3081 - حافي رأسه * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر التلمساني الزناتي الكملاني المازوني المعروف بحافي رأسه، محيي الدين. ولد: سنة (606 هـ) ست وستمائة. من مشايخه: محمّد بن منداس صاحب الجزولي، وعبد الرحمن بن الزيات وغيرهما. من تلامذته: ابن المنستير وتاج الدين الفاكهاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • فوات الوفيات: "كان من أئمة العربية، وكان يحفظ "الإيضاح" للفارسي" أ. هـ. • السير: "إمام في النحو .. تصدر زمانًا وتخرج به أئمة" أ. هـ. • الوافي: "كان من أئمة العربية بالثغر .. تصدر العربية زمانًا .. قال الشيخ أثير الدين: ولا أعلمه صنف شيئًا، قلت: وهو أحد النحاة الثلاثة المحمدين في عصر واحد هو في الإسكندرية وابن ¬

_ * فوات الوفيات (3/ 409)، إشارة التعيين (322)، الوافي (3/ 364)، البلغة (202)، بغية الوعاة (1/ 138)، معجم أعلام الجزائر (158)، السير (17/ 172) ط. علوش.

3082 - ابن راشد

النحاس في مصر، وابن مالك في دمشق .. " أ. هـ. • البلغة: "كان إمامًا في النحو وعليه تخرج أهلها -أي الإسكندرية- وكان مكبًا على النظر والإقراء والتدريس، لم يعرف له مصنف" أ. هـ. • معجم أعلام الجزائر: "تصدر لإقراء العربية فتخرج به جماعة كثيرون .. قال أبو حيان: كان شيخ أهل الإسكندرية في النحو، تخرج به أهلها، ولا أعلمه صنف شيئًا انتهى. لقب بحافي رأسه لأنه أقام مدة مكشوف الرأس وقيل لحفرة كانت في رأسه وقيل رآه رثيس في الثغر فأعطاه ثيابًا جددًا لبدنه، فقال: هذا لبدني ورأسي حافي. فلزمه ذلك" أ. هـ. وفاته: (680 هـ)، وقيل: (693 هـ)، وقيل: (691 هـ) ثمانين، وقيل: ثلاث وتسعين، وقيل: إحدى وتسعين وستمائة. 3082 - ابن راشد * النحوي، المفسر: محمّد بن عبد الله بن راشد البكري القفصي، أبو عبد الله. من مشايخه: ناصر الدين الأبياري، ومحيي الدين المازوني المعروف بحافي رأسه وغيرهما. من تلامذته: ابن مرزوق الخطيب الجد، والشيخ عفيف الدين المصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان فقيهًا فاضلًا محصلًا. وكان مجيدًا في العربية وعلم الأدب، وأصول الفقه وتعبير الرؤيا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (736 هـ)، وقيل: (733 هـ) ست وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: له "تفسير" اختصار تفسير فخر الدين الرازي سماه "تحفة اللبيب اختصار ابن الخطيب" في أربعة أجزاء وله في العربية "المذاهب السنية في علم العربية" وغيرها. 3083 - أبو عامر النميري * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن عبد العظيم بن أرقم النميري الوادي آشي، أبو عامر. من مشايخه: أبو العباس بن عبد النور وابن خالد أرقم وغيرهما. من تلامذته: ابن الزبير وأبو بكر بن عبيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "كان أحد شيوخ بلده، مشاركًا في فنون من فقه وأدب وعربية وهي أغلب الفنون عليه. مطرحًا مخشوشنًا مليح الدعابة كثير التواضع بيته معمور بالعلماء أولي الأصالة والتعيين، تصدر ببلده للفتيا والتدريس والإسماع" أ. هـ. وفاته: سنة (740 هـ) أربعين وسبعمائة. ¬

_ * الديباج المذهب (2/ 328)، درة الحجال (2/ 112)، هدية العارفين (2/ 134)، شجرة النور (207)، الأعلام (6/ 234)، معجم المؤلفين (3/ 438)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 329). * البغية (1/ 139)، الإحاطة (3/ 88).

3084 - ابن الصائغ

3084 - ابن الصائغ * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله بن محمّد بن لب، أبو عبد الله الصائغ. من مشايخه: أبو الحسن بن أبي العشرين، والخطيب أبو علي القيجاطي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "أقرأ العربية بالقاهرة حتى صار يقال له أبو عبد الله النحوي .. قال أبو البركات البلفيقي: كان سهلًا دمث الأخلاق دؤوبًا محبًا للطلب وتعانى الضرب بالعود فنبغ فيه انتهى" أ. هـ. • الإحاطة: "كان سهلًا، سَلِسَ العيَاد، لذيذ العشرة، دَمِث الأخلاق ميالًا إلى الدَّعة نَفورًا عن النَّصب، مركن إلى فضل نباهة وذكاء، يحاسب بها عند التحصيل والدراسة والدُؤوب على الطلب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ)، وقيل: (750 هـ) تسع وأربعين، وقيل: خمسين وسبعمائة. 3085 - الصَّرخدي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الله الصرخدي، شمس الدين. من مشايخه: العتابي وغيره. من تلامذته: ابن قاضي شهبة والعماد الحسباني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "تفنن حتى صار أجمع أهل دمشق للعلوم فأفتى ودرس وشغل وصنف، وكان عارفًا بأصول الفقه وكان قلمه أقوى من لسانه ... وكان شديد التعصب للأشعرية، كثير المعاداة للحنابلة" أ. هـ. • الشذرات: "الإمام العلامة المصنف الجامع بين أشتات العلوم ... وكان حظه من الدّنيا قليلًا لم يحصل له شيء من المناصب .. وكان ينصر مذهب الأشعري كثيرًا ويعادي الحنابلة .. واحترق غالب مصنفاته في الفتنة قبل تبيضها، وكان فقيرًا ذا عيال" أ. هـ. وفاته: سنة (792 هـ) اثنتين وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف "مختصر إعراب السفاقسي"، و"مختصر المهمات للأسنوي" و"مختصر قواعد العلائي". 3086 - أبو عبد الله الزركشي * المفسر " محمّد بن عبد الله بن بهادر، بدر الدين، أبو عبد الله المصري الزركشي الشافعي. ولد: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: الإسنوي، ومغلطاي، وابن كثير وغيرهم. قلت: هو أشعري معروف. وفاته: سنة (794 هـ) أربع وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "النكت على ابن الصلاح"، ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 13)، الإحاطة (2/ 433)، بغية الوعاة (1/ 143). * البغية (1/ 151)، إنباه الغمر (3/ 48)، الشذرات (8/ 556) وفيه محمّد بن سليمان. * طبقات المفسرين للداودي (2/ 162)، إنباه الغمر (3/ 138)، الدرر (4/ 17)، الشذرات (8/ 572) وسماه محمّد بن بهادر بن عبد الله، وجيز الكلام (1/ 302).

3087 - محب الدين بن هشام

و "تفسير القرآن العظيم" وصل فيه إلى سورة مريم، و"البرهان في علوم القرآن"، و"تخريج أحاديث الرافعي" وغير ذلك. 3087 - محب الدين بن هشام * اللغوي: محمد بن عبد الله بن يوسف بن هشام الشيخ محب الدين ابن الشيخ جمال الدين. ولد: سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مشايخه: محمّد بن إسماعيل بن المملوك، والميدومي القلانسي وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "برع في النحو حتى كان أوحد عصره في تحقيق النحو ... وحدث وكان ديّنًا منجمعًا عن النّاس مقبلًا على ما هو بصدره" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان إليه المنتهى في حسن التعليم مع الدين المتين" أ. هـ. • وجيز الكلام: "كان إليه المنتهى في حسن التعليم مع الدين المتين والمشاركة القليلة في غيره" أ. هـ. • البغية: "سمعت شيخنا قاضي القضاة علم الدين البلقعني يقول: كان والدي يقول: هو أنحى من أبيه" أ. هـ. وفاته: سنة (799 هـ) تسع وتسعين وسبعمائة. 3088 - السكاكيني * المقرئ: محمّد بن عبد الله بن عبد القادر بن عمر، السنجاري الشيرازي الواسطي السكاكيني الشافعي، نجم الدين. ولد: سنة (757 هـ)، وقيل: (760 هـ) سبع وخمسين، وقيل: ستين وسبعمائة أو بينهما. من مشايخه: الشهاب أحمد بن يونس بن إسماعيل بن عبد الملك المسعودي، والعلاء محمد بن التقي عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطي وغيرهما. من تلامذته: أبو الفرج المراغي، والمحب الطبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان إمامًا عالمًا صالحًا متواضعًا حريصًا على نفع الطلبة .. " أ. هـ. • الشذرات: "مهر في النظم والقراءات والفقه" أ. هـ. وفاته: سنة (838 هـ) ثمان وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: له شرح على "منهاج ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 359)، المقفى (6/ 116)، درة الحجال (2/ 314)، بغية الوعاة (1/ 148)، وجيز الكلام (1/ 327)، الشذرات (8/ 616). * إنباء الغمر (8/ 366)، الوجيز (2/ 536)، الضوء (8/ 67) وذكر اسمه محمّد بن عبد القادر، بدائع الزهور (2/ 161) وفيه: السكاسكي، هدية العارفين (2/ 189)، شذرات الذهب (9/ 332)، معجم المؤلفين (3/ 419)، إيضاح المكنون (2/ 589)، قلت: وقد وهم صاحب معجم المؤلفين عندما ذكر في هامش له (3/ 419): أن صاحب الإيضاح ذكر وفاته سنة (844 هـ)، وله (منهاج السول) وهذا لشخص آخر هو الشهاب الدين أحمد بن الحسين الرملي المتوفى (844 هـ) وله أيضًا "نهاية السول" والله الموفق.

3089 - زيتونة

البيضاوي" ونظم بقية القراءات العشر وتكملة للشاطبي على طريقته حتى يغلب على سامعه أنه نظم الشاطبي، وخمّس البردة وبانت سعاد. 3089 - زيتونة * النحوي، اللغوي، المفسر محمد بن عبد الله زيتونة الشريف المنستيري. من مشايخه: الشيخ محمّد عطوم، والشيخ عليّ الغرياني وغيرهما. من تلامذته: حسين خوجة، والشيخ محمّد الآدمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "لازم التدريس والإفادة وتولى الإمامة والخطابة بجامع باب بحر وظهرت عليه أنوار الصلاح، وكان أشار له بذلك شيخه العارف بالله الأستاذ عليّ عزوز صاحب رواية زعوان وغيرها المتوفى سنة (1122 هـ) وعد ذلك من كراماته وانفتحت له كنوز الدقائق ونور الله قلبه بأنوار الحقائق وكان معظمًا عند الخاصة والجمهور" أ. هـ. وفاته: سنة (1138 هـ) ثمان وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير أبو السعود العمادي" وهذه الحاشية جاوز بها نصفه في (16) جزءًا من القطع الكبير. وشرح خطبة الشرح المختصر لسعد الدين التفتازاني على التلخيص في البلاغة وغيرها من الكتب. 3090 - العَجْمِي * النحوي: محمّد بن عبد الماجد العجمي، سبط العلامة جمال الدين بن هشام، الشيخ شمس الدين. من مشايخه: خاله الشيخ محب الدين بن هشام، والشيخ علاء الدين البخاري وغيرهما. من تلامذته: الإمام نقي الدين الشمُنّي وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "مهر في الفقه والأصول والعربية وكان كثير الأدب فائقًا في معرفة العربية ملازمًا للعبادة وقورًا ساكنًا" أ. هـ. وفاته: في (20 شعبان) سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة. 3091 - أقصبي * النحوي، المقرئ: محمّد بن عبد المجيد أقصبي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عارف بالتوقيت والتاريخ والحساب والنحو" أ. هـ. وفاته: سنة (1364 هـ) أربع وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "شرح الرسالة الفتحية" في التوقيت، و"النور اللائح" في القراءات، ¬

_ * شجرة النور (323)، معجم المؤلفين (3/ 439)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 437)، إيضاح المكنون (2/ 498)، هدية العارفين (2/ 312). * إنباء الغمر (7/ 369)، الضوء اللامع (8/ 122) وفيه اسمه محمّد بن عبد الأحد، الوجيز (2/ 458)، بغية الوعاة (1/ 162)، الشذرات (9/ 229). * الأعلام (6/ 247)، معجم المؤلفين (3/ 462).

3092 - المزراب

و"القواعد النحوية"، و"شرح منظومة في موانع ظهور الإعراب". 3092 - المزراب * المقرئ: محمّد بن عبد المحسن أبو عبد الله المصري الدمشقي، يعرف بالمزراب. من مشايخه: الكمال المحلي، وابن فارس، والزواوي وغيرهم. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان عارفًا بالخلاف فصيحًا مفوهًا بالتجويد قيما بالتجويد يلقن ويقرئ بالروايات .. وكان يحضر المدارس والختم وصار شيخ ميعاد ابن عامر وله مسجد وصوته طيب" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقري مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (703 هـ) ثلاث وسبعمائة. 3093 - ابن الدواليبي * النحوي: محمّد بن عبد المحسن بن أبي الحسين بن عبد الغفار البغدادي الأزجي (¬1)، الحنبلي، المعروف بابن الدواليبي، الخراط. ولد: سنة (638 هـ)، وقيل: (639 هـ) ثمان وثلاثين، وقيل: تسع وثلاثين وتسعمائة، قال ابن رجب: قرأت بخطه: مولدي في آخر سنة (634 هـ)، وكان قد اختلف قوله في ذلك. من مشايخه: عجيبة، وابن الخير، وابن قميرة وغيرهم. من تلامذته: الشيخ شمس الدين بالعُلَى، والفرضي، وابن الفوطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * العبر: "الإمام الواعظ، مسند العراق شيخ المستنصرية" أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "الواعظ العالم المسند الرحلة بقية المشيخة" أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "كان شيخًا عالمًا فقيهًا فاضلًا واعظًا زاهدًا عابدًا ثقة دينًا وقدم دمشق حاجًا. سمع منه جماعة منهم البرزالي ... فقال: شيخ فاضل في الوعظ، تكلم على النّاس مدة طويلة .. وهو من أهل الصلاح، كثير القناعة والتعفف ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وحرمته وافرة، ومكانته معروفة ... وولي مشيخة المستنصرية، وهو قادري كان أبوه من أصحاب الشيخ أبي صالح نصر بن عبد الرزاق. وذكره شيخنا -أي شيخ ابن رجب- بالإجازة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق في معجمه فقال: شيخ جليل، كثير المسموعات، سكن رباط ابن الغزال بالقطعية من باب الأزج .. " أ. هـ. * الوافي: "كان حسن المحاضرة طيب الأخلاق" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 722)، غاية النهاية (2/ 191)، الدرر (4/ 148). * معجم شيوخ الذهبي (524)، تذكرة الحفاظ (4/ 1497)، ذيول العبر (156)، الوافي (4/ 28)، البداية والنهاية (7/ 147)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 384)، الدرر الكامنة (4/ 146)، النجوم (9/ 274)، الشذرات (8/ 153). (¬1) في بعض المصادر (الأرجي) بالراء.

3094 - الكلثومي

* البداية: "واشتغل بحفظ الخرقي، وكان فاضلًا في النحو وغيره، وله شعر حسن. وكان رجلًا صالحًا جاوز التسعين وصار رحلة العراق" أ. هـ. * الدرر: "قال الكمال جعفر: كان متدينًا صينًا قائمًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أ. هـ. من أقواله: وله نظم منه: كم قد صفت لقلوب القوم أوقات ... وكم تقضت لهم بالليل لذات وفاته: سنة (728 هـ) ثمان وعشرين وسبعمائة. 3094 - الكلثومي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الملك، أبو عبد الله الكلثومي. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "من الفضلاء الكبراء علامة في الإعراب واللغة والحساب ومعرفة الأيام والأنساب والنجوم" أ. هـ. 3095 - ابن الزَّيَّات * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، المعروف بابن الزيات، أبو جعفر: وزير المعتصم والواثق العباسيين. ولد: سنة (173 هـ) ثلاث وسبعين ومائة. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان أديبًا فاضلًا، شاعرًا مليح الشعر حسن الترسل والبلاغة إتصل بالمعتصم بالله وخص به فرفع من قدره ووسمه الوزارة، وكذلك الواثق والمتوكل إلى أن قبض عليه المتوكل وقتله. وكان يرى رأي الاعتزال وهو الذي بالغ في ضرب أحمد بن حنبل رحمه الله وحث المعتصم على ذلك" أ. هـ. * المنتظم: "كان أديبًا فاضلًا عالمًا بالنحو واللغة وله شعر مليح. وقد وصف بلاغته البحتري. مات في التنور، وقيل: إنه أخرج فضرب فمات تحت الضرب، والأول أثبت. ولما مات طرُح على باب، فغسل عليه، وحضر له، ولم يعمق، فذكر أن الكلاب نبشته فأكلت لحمه" أ. هـ. * الكامل: "كان شديد الجزع كثير البكاء والفكرة" أ. هـ. * العبر: "كان أديبًا شاعرًا محسنًا كامل الأدوات، جهميًا" أ. هـ. * الأعلام: "عالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء". من أقواله: تاريخ الإسلام: "رُوي أنه كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة. ما رحمتُ أحدًا قط. ولمّا سُجن في القفص الضيّق وسائر جهاته مسامير إلى داخله كالمسّال، كان لا يقَرُّ له فيه قرار، ويَصيح: إرحموني. فيقولون: الرحمة خور في الطبيعة" أ. هـ. المنتظم: "قال محمّد بن علي الربيعي: سمعتُ ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2555)، الوافي (4/ 36)، البغية (1/ 163). * تاريخ بغداد (2/ 342)، الأنساب (3/ 183)، المنتظم (11/ 198)، الكامل (7/ 36)، وفيات الأعيان (5/ 94)، العبر (1/ 414)، السير (11/ 172)، تاريخ الإسلام (وفيات 233) ط. تدمري، الوافي (4/ 32)، البداية والنهاية (10/ 311)، النجوم (2/ 271)، الشذرات (3/ 154)، الأعلام (6/ 248).

3096 - أبو بكر التستري

صالح بن سليمان العبدي يقول: كان محمّد بن عبد الملك الزيّات يتعشق جارية من جواري القيان، فبيعت من رجل من أهل خراسان، فأخرجها، قال: فذهل عقل محمّد بن عبد الملك حتى خشي عليه فقال: يا طول ساعات ليل العاشق الدنف ... وطول رعيته للنجم في السدف ماذا توارى ثيابي من أخي حرق ... كأنما الجسم منه دفه الألف وفاته: سنة (233 هـ) ثلاث وثلاثين ومائتين. من مصنفاته: له ديوان شعر. 3096 - أبو بكر التُّسْتُري * النحوي، المفسر, المقرئ: محمّد بن عبد الملك بن سليمان بن أبي الجعد التستري الحنبلي، أبو بكر. ولد: سنة (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: * الصلة: "قدم الأندلس تاجرًا سنة ثلاثين وأربعمائة ذكره الخزرجي وقال: كان خيرًا متدينًا، نزيه النفس، متسننًا مؤتمًا بأحمد بن حنبل، وداينًا بمذهبه وروايته واسعة عن شيوخ جلة بالعراق، وخراسان، وكان عالمًا بفنون علوم القرآن من قراءات وإعراب وتفسير، وقال: ... وكان ممتعًا قوي الأعضاء مصححًا" أ. هـ. 3097 - الكَرَجِيّ * المفسر: محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن عمر، أبو الحسن الكرجي وقيل الكرخي. ولد: سنة (458 هـ) ثمان وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: مكي بن علان الكرجي، وأبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان الرزاز وغيرهما. من تلامذته: ابن السمعاني، وأبو موسى المديني وجماعة. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان إمامًا، متقنًا، مكثرًا من الحديث .. " أ. هـ. * المنتظم: "كان محدثًا فقيهًا شاعرًا أديبًا على مذهب الشافعي إلا أنه كان لا يقنت في الفجر، وكان يقول إمامنا الشافعي، قال: إذا صح عندكم الحديث فاتركوا قولي وخذوا بالحديث، وقد صح عندي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك القنوت في صلاة الصبح ... وكان حسن المعاشرة ظاهر الكياسة" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن صلاح: "من فضلاء وقته المفتين .. ذكره شيرويه فقال: كان ثقة ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 189) , الصلة (2/ 568). * الأنساب (5/ 47)، المنتظم (17/ 331)، تاريخ الإسلام (وفيات 532) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 229)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 137)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 348)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 349)، الشذرات (6/ 165)، معجم المؤلفين (3/ 466)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 190)، الكامل في التاريخ (11/ 26)، النجوم (5/ 262)، هدية العارفين (2/ 87)، مرآة الجنان (3/ 199)، طبقات الشافعية لابن الصلاح (1/ 215).

فاضلًا". ثم قال: "وكان حسن المجالسة، مليح المعاشرة" أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "قال ابن السمعاني فيه: أبو الحسن من أهل الكِرج، رأيته بها، إمام ورع، عالم، عاقل، فقيه، مفتٍ، محدث، شاعر، أديب [له] مجموع حسن. أفنى طول عمره في جمع العلم ونشره. وكان شافعي المذهب إلا أنه كان لا يقنت في صلاة الصبح ثم قال السمعاني: وله قصيدة بائية في السنة، شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف، تزيد على مائتي بيت، قرأتها عليه في داره بالكرخ. قلت -السبكي-: ثبت لنا بهذا الكلام، إن ثبت أن ابن السمعاني قاله، أن لهذا الرجل قصيدة في الإعتقاد على مذهب السلف، موافقة للسنة، وابن السمعاني كان أشعري العقيدة (1)، فلا نعترف بأن القصيدة على السنة، واعتقاد السلف إلا إذا وافقت ما نعتقد أنه كذلك وهو رأى الأشعري. إذا عرفت هذا فاعلم أنا وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ، وتلقب بـ"عروس القصائد في شموس العقائد" نال فيها من أهل السنة، وباح بالتجسيم، فلا حيا الله معتقدها ولا حيى قائلها كائنا من كان، وتكلم فيها في الأشعري أقبح كلام، وافترى عليه أي افتراء. ثم رأيت شيخنا الذهبي حكى كلام ابن السمعاني الذي حكيته، ثم قال: قلت أولها: محاسن جسمي بدلت بالمعايب ... وشيب فودي شوب وصل الحبائب ومنها: عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب ومنها: ففي كرجٍ والله من خوف أهلها ... يذوب بها البدعي يا شر ذائب يموت ولا يقوى لإظهار بدعةٍ ... مخافة حز الرأس من كل جانب انتهى ما حكاه الذهبي. وكان يتمنى فيما أعرفه منه أن يحكي الأبيات الأخر، ذات الطامات الكبر، التي سأذكرها لك، ولكن يخشى صولة الشافعية، وسيف السنة المحمدية. وأقول أولًا: إني ارتبت في أمر هذه القصيدة، وصحة نسبتها إلى هذا الرجل، وغلب على ظني أنها إما مكذوبة عليه، كلها، أو بعضها، والذي يرجح أنها مكذوبة عليه كلها أن ابن الصلاح ترجم هذا الرجل، وحكى كلام ابن السمعاني، إلا فيما يتعلق بهذه القصيدة، فلم يذكره، فيجوز أن يكون ذلك قد دس في كتاب ابن السمعاني، ليصحح به نسبة القصيدة إلى الكرجي، وقد جرى كثير مثل ذلك، ويؤيد هذا أيضًا أن ابن السمعاني ساق كثيرًا من شعره، ولم يذكر من

هذه القصيدة بيتًا واحدًا، ولو كان قد قرأها عليه، لكان يوشك أن يذكر ولو بعضها. ويحتمل أن يكون له بعضها، ولكن زيدت الأبيات المقتضية للتجسيم وللكلام في الأشاعرة، ويؤيد ذلك أن القصيدة المشار إليها تزيد على المائتين وأربعين، وابن السمعاني، قال: تزيد على المائتين، وظاهر هذه العبارة أنها تزيد بدون عقد، وأنها لو كانت مائتين وأزيد من أربعين، لقال على المائتين وأربعين، ويؤيده أيضًا أن أبياتها غير متناسبة، فإن بعضها شعر مقبول، وأظنه شعره، وبعضها وهو المشتمل على القبائح، في غاية الرداءة، لا يرضي به من يحسن الشعر. وها أنا أحكي لك بعضها. فأولها [يقول]: محاسن جسمي شانها بالمعايب ... وشيب فودي شوب وصل الحبائب وأقبل شيبي والشبيبة أدبرت ... وقرب من أحزاننا كل غارب ومنها أيضًا: وليس يرد العمر ما قلت آهة ... ولا الحزن يدني قاصيات الشبائب وهذا كله شعر مقبول، لا يصل إلى درجة الحسن، ولا ينزل إلى درجة الرد، كما يعرف ذلك من يذوق الأدب. ومنها [أيضًا]: عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب وهذا من أسهل ما فيها، ولس فيها ما ينكر معناه إلا قوله "بذاته"، وهي عبارة سبقه إليها ابن أبي زيد المالكي، في "الرسالة" إلا أنه بيت سمج مردود، فإن قوله "على عرشه مع علمه بالغوائب" كلام لا ارتباط لبعضه ببعض، فإنه لا ارتباط لعلم الغيب بمسألة الاستواء. وقوله "بالغوائب" إن أراد جمع غيب، فهو لحن، فإن الغيب لا يثنى ولا يجمع لأنه اسم جنس، ولئن جمع فجمعه غيوب، وإن أراد جمع غائبة، لحن عليه. ثم ساق أبياتًا في اليدين، والكيف، والصوت، والضحك، ووضع القدم، والأصابع، والصورة، والغيرة، والحياء، وأنحاء ذلك. وليس فيه كبير أمر، إلا أن جمعها دليل منه على محاولة التجسيم، فإنها لم ترد في الشريعة مجموعة بل مفرقة، وفي كل مكان قرينة ترشد إلى المراد، فإذا جمعها جامع أضل ضلالًا مبينًا. ثم ذكر التجسيم، والتجهم، والاعتزال، والرفض، والارجاء، وجمع الكل في بيتين، فقال: طرائق تجسيم وطرق تجهم ... وسبل اعتزالٍ مثل نسجِ العناكبِ وفي قدر والرفضِ طرقٌ عميةٌ ... وما قيل في الإرجاء من نعبِ ناعبِ ثم قال: وخبث مقال الأشعري تخنثٌ ... يضاهي تلويه تلوى الشغازب (¬1) ¬

_ (¬1) الشغازب: الشغزبي: الملتوي عن الطريق. كما في (المناهل).

يُزيِّن هذا الأشعري مقاله ... ويقشبه بالسم يا شر قاشبِ فينفي تفاصيلًا ويثبت جملةً ... كناقضةٍ من بعد شد الذوائبِ يؤول آيات الصفات برأيه ... فجرأته في الدين جرأة خاربِ ويجزم بالتأويل من سنن الهدى ... ويجلِبُ أغمارًا فاشئمْ بخالبِ وهذا كلام من لا يستحي من الله، والغرض على كلامه لائح، فإن أهل البدع، الذين هم أهل البدع حقًّا بلا خلاف بين المحدثين والفقهاء، هم المجسمة، والمعتزلة، والقدرية، [و] هم المجسمة والجهمية، والرافضة، والمرجئة، لم يشتغل بهم إلا في بيتين، وأطال في الأشاعرة، ولا يخفى أن الأشاعرة إنما هم [نفس] أهل السنة أو هم أقرب النّاس إلى أهل السنة. ثم إن قوله "مقال الأشعري، تخنث" من ردئ الكلام، ومن أعظم الافتراء. ويعجبني من كلام الشيخ كمال الدين بن الزملكاني، في رده على ابن تيمية، قوله: إن كانت الأشاعرة الذين فيهم القاضي أبو بكر الباقلاني، والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، وإمام الحرمين، والغزالي، وهلم جرا، إلى الإمام فخر الدين، مخانيث، فليس بعد الأنبياء والصحابة فحل. وأقول: إن كان هؤلاء أغمارًا، والأشعري يخلبهم، فليس بعد الأنبياء والصحابة فطن، فيالله والمسلمين! ثم قال، يعني الأشعري. ولم يك ذا علمٍ ودينٍ وإنما ... بضاعته كانت مخوق مداعب وفي هذا البيت من الكذب ما لا يخفى على لبيب، فإن أحدًا من الطوائف لم ينكر علم الأشعري، بل اتفقوا على أنه كان أوحد عصره، لا يختلف في ذلك لا من ينسبه إلى السنة، ولا من ينسبه إلى البدعة .. وأما دينه فاتفقوا على زهده وورعه. ثم قال: وكان كلاميًا بالأُحْساء موته ... بأسوأ موتٍ ماته ذو السوائبِ وهذا أيضًا كذب، لم يبلغنا أنه مات إلا كما مات غيره من الصالحين، ولم يمت بالأحساء. ثم قال: كذا كل رأسٍ للضلالة قد مضى ... بقتلٍ وصلبٍ باللحى والشواربِ كجعدٍ وجهمٍ والمريسى بعده ... وذا الأشعري المبتلى شرُّ دائبِ فقبحه الله، ما أجراه على الله، أي بليةٍ ابتلى بها الأشعري، وقد مات على فراشه حتف أنفه، ومات يوم مات والمسلمون باكون، وأهل السنة ينوحون، وأي صلبٍ أو قتلٍ كان، وكيف يجمع بينه وبين جعدٍ وجهمٍ والمريسى، وهؤلاء ثلاثة لا يختلف في بدعتهم، وسوء طريقتهم؟ وما أبرد هذا الشعر، وأسمجه! ثم قال هذا البيت:

3098 - ابن خيرون

معايبهم توفِي على مدح غيرهم ... وذا المبتلى المفتون عيب المعايبِ فقبحه الله، جعل شيخ السنة شرًّا من هؤلاء المبتدعين. فهذا ما أردت حكايته منها، ولو أمكن إعدامها من الوجود كان أولى، والأغلب على الظن أنها ملفقة موضوعة، وضع ما فيها من الخرافات من لا يستحي. ثم أقول: قبح الله قائلها [كائنا]، من كان، وإن يكن هو هذا الكرجي، فنحن نبرأ إلى الله منه، إلا أنى على قطعٍ بأن ابن السمعاني لا يقرأ هذه الأبيات، ولا يستحل روايتها، وقد بينت لك من القرائن الدالة على أنها موضوعة ما فيه كفاية" أ. هـ. * قلت: لاحظنا من خلال هذا الكلام أن السبكي دافع كثيرًا وبقوة عن الأشعري ومعتقده، وهو المعروف عن آل السبكي بأشعريتهم والذب عنهم، نسأل الله تعالى التوفيق والسداد في الدين. * البداية: "سمع الكثير في بلاد شتى، وكان فقيهًا مفتيًا" أ. هـ. وفاته: سنة (532 هـ) اثنتين وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف في المذهب والتفسير، وله كتاب "الذرائع في علم الشرائع"، وله "الفصول في إعتقاد الأئمة الفحول" يذكر فيه مذاهب السلف في باب الإعتقاد ويحكي فيه أشياء غريبة حسنة. 3098 - ابن خيرون * المقرئ: محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن إبراهيم بن خيرون أبو منصور البغدادي الدَّباس. ولد: سنة (454 هـ) أربع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسين بن المهتدي، وأبو جعفر بن المسلمة، والخطيب وغيرهم. من تلامذته: أبو اليمن الكندي، ويحيى بن الحسين الأواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "قرأ القراءات وصنف فيها كتبًا، قرأ وحدث، وكان ثقة، وكان سماعه صحيحًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "شيخ معمر، ثقة، إمام صالح بارع في القراءات، قال ابن الخشاب: كان شافعيًّا من أهل السنة أ. هـ. وذكره ابن السمعاني فقال: ثقة، صالح، مشتغل بما يعنيه، ماله شغل غير التلاوة أو الإقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (539 هـ)، وقيل: (540 هـ) تسع وثلاثين، وقيل: أربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "المفتاح"، و"الموضح في القراءات". ¬

_ * المنتظم (18/ 42)، الكامل (11/ 103)، السير (20/ 94)، العبر (4/ 109)، معرفة القراء (1/ 493)، تاريخ الإسلام (وفيات 539) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 192)، النجوم (5/ 276)، الشذرات (6/ 204)، كشف الظنون (2/ 1769)، هدية العارفين (2/ 88)، معجم المؤلفين (3/ 464).

3099 - ابن السراج الشنتريني

3099 - ابن السراج الشنتريني * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن السراج الشنتريني وقيل الشنتمري، أبو بكر. من مشايخه: ابن أبي العافية، وابن الأخضر وغيرهما. من تلامذته: أبو حفص عمر بن إسماعيل، وابن العَّطار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نفح الطيب: "قال السلفي: كان من أهل الفضل الوافر، والصلاح الظاهر، وكانت له حلقة في جامع مصر لإقراء النحو، وكثيرًا ما كان يحضر عندي مدة مقامي بالفسطاط" أ. هـ. * الأعلام: "من أئمة العلماء بالعربية في الأندلس" أ. هـ. وفاته: سنة (549 هـ)، وقيل: (545 هـ)، وقيل: (555 هـ) تسع وأربعين، وقيل: خمس وأربعين، وقيل: خمس وخمسين وخمسمائة، والأول أثبت. من مصنفاته: "تنبيه الألباب في فضل الإعراب"، وكتاب في العروض، وله اختصار في كتاب "العمدة" لابن رشيق. 3100 - السَّبتي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري أبو عبد الله السَّبتي. من مشايخه: أبو القاسم الشاطر وأبو إسحاق الغافقي. كلام العلماء فيه: * البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان من صدور الحفاظ لم يستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره آية تتلى ومثالًا يضرب ... صدوق اللهجة، سليم الصدر تام الرجولية، عابدًا صالحًا كثير القرب والأولاد وقال إسحاق الغافقي: وكان مشاركًا في الأصول ملازمًا للسنة، يقرب أبدًا كلامه طبقة من الشطرنج" أ. هـ. 3101 - الجوجري * اللغوي: محمّد بن عبد المنعم بن محمّد بن محمّد بن عبد المنعم ابن إسماعيل الجوجري (¬1)، بجيمين ومهملتين، ثم القاهري الشافعي. ولد: سنة (821 هـ) إحدى وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: النويري، وابن الهمام، والشمني، والحافظ ابن حجر وغيرهم. من تلامذته: الحليبي، وابن قريبة، وسعد الدين الذهبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان في صوفية المؤيدية قديمًا ثم بعد ¬

_ * فهرست ابن الخير (320)، تكملة الصلة (2/ 472)، الوافي (4/ 46)، نفح الطيب (3/ 7)، بغية الوعاة (1/ 163)، الأعلام (6/ 249)، معجم المؤلفين (3/ 465). * البغية (1/ 164) ونقل كلامًا قريبًا مما ذكره لسان الدين الخطيب في الإحاطة، الإحاطة (3/ 134). * الضوء اللامع (8/ 123)، هدية العارفين (2/ 212)، البدر الطالع (2/ 200)، الأعلام (6/ 251)، معجم المؤلفين (3/ 467)، وجيز الكلام (3/ 951)، الشذرات (9/ 522). (¬1) الجوجري: وفي البدر الطالع: الجرجري: وهو نسبة إلى بلدة جوجر من جهة دمياط في كورة السمنودية أ. هـ. من هامش الوجيز.

3102 - ابن عبد الهادي

تقدمه رغب أن يكون في طلبة الخشابية والشريفية، مما كان اللائق به الترفع عنه بل تهالك في السعي فيهما" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل مصري من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (889 هـ) تسع وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "تسهيل المسالك إلى عمدة السالك" في مجلد، وشرح "شذور الذهب" شرحًا مطولًا، وشرح "الهمزية" شرحين أحدهما مطول، سمى أحدهما "خير القرى في شرح أم القرى". 3102 - ابن عبد الهادي * المقرئ: محمّد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامه شمس الدين، أبو عبد الله، المقدسي الجماعيلي. أخو العماد، وأبوه ابن عمّ الشيخ أبي عمر المقدسي. من مشايخه: محمّد بن أبي الصَّعر، والسِّلفي، وشهدة الكاتبة وغيرهم. من تلامذته: الدمياطي، وزينب بنت الكمال وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "كان دينًا، خيرًا، كثير التلاوة، متعففًا مشتغلًا بنفسه، يؤم بقرية الساوية في جبل نابلس، أثنى عليه الشيخ الضياء وغيره" أ. هـ. * الوافي: "مات شهيدًا بيد التتار في قرية ساوية من نابلس ودفن فيها وقد نيف على المائة" أ. هـ. وفاته: سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. 3103 - السِّندي * المفسر: محمّد بن عبد الهادي التتوي، السندي، نور الدين، أبو الحسن، الحنفي. من مشايخه: السيد محمّد البرزنجي، والملا إبراهيم الكوراني وغيرهما. من تلامذته: الشيخ محمّد حياة السندي وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الإمام العالم العامل العلامة المحقق المدقق النحرير الفهامة ... ودرس بالحرم الشريف النبوي، واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح. وكان شيخًا جليلًا ماهرًا محققًا بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية وغيرها" أ. هـ. * فهرس الفهارس: "كان أحد الحفاظ المحققين والجهابذة المدققين" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه حنفي، عالم بالحديث والتفسير والعربية، أصله من السند" أ. هـ. وفاته: سنة (1138 هـ)، وقيل: (1139 هـ) ثمان وثلاثين، وقيل: تسع وثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على البيضاوي" و"حاشية على سنن ابن ماجة"، و"حاشية على ¬

_ * السير (23/ 342)، العبر (5/ 249)، الوافي (4/ 61)، الشذرات (7/ 510). * سلك الدرر (4/ 66)، فهرس الفهارس (1/ 103)، هدية العارفين (2/ 318)، إيضاح المكنون (1/ 140 و 240)، معجم المطبوعات لسركيس (1056)، الأعلام (6/ 253)، معجم المؤلفين (3/ 468).

3104 - غلام ثعلب

سنن أبي داود"، و"حاشية على صحيح البخاري". 3104 - غلام ثعلب * النحوي، اللغوي: محمَّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر، البغدادي، الزاهد، المعروف بغلام ثعلب. ولد: سنة (261 هـ) إحدى وستين ومائتين. من مشايخه: محمّد بن يونس الكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وثعلب وغيرهم. من تلامذته: ابن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، والقاضي المحاملي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "إن الأشراف والكتاب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها. وله جزء قد جمع فيه فضائل معاوية، فكان لا يترك واحدًا منهم يقرأ عليه شيئًا حتى يبتدأ بقراءة ذلك الجزء ونقل عن عبد الواحد بن برهان قوله: لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن كلامًا من كلام أبي عمر الزاهد أ. هـ. فأما الحديث فرأيت جميع شيوخنا يوثقونه فيه ... وجميع كتبه إنما أملاها بغير تصنيف, ولسِعَة حفظه اتهم" أ. هـ. * المنتظم: "قال عليّ بن أبي عليّ عن أبيه: ومن الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة ... ولسعة حفظه أتهم بالكذب وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه ثم يسأله غيره عنه بعد سنة على مواطأة فيجيب بذلك الجواب بعينه" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "قال رئيس الرؤساء: وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبي عمر ونسب فيها إلى الكذب فوجدتها مدونة في كتب أهل اللغة وخاصة في (غريب المصنف) لأبي عبيد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أنبأنا عليّ البندار عن أبي عبد الله بن بطة قال: سألت أبا عمر محمّد بن عبد الواحد صاحب اللغة عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره) فقال: الحديث معروف وروايته سنة والأعراض بالطعن عليه بدعة، وتفسير الضحك تكلف وإلحاد، فأما قوله (وقرب غيره) فسرعة رحمته لكم. وتتغير ما بكم من ضر أنبأنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو القاسم الصيدلاني قال: أخبرنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد قال: أخبرني أبو عليّ القاضي قال: سمعت عليّ بن الموفق يقول: نحن على الحق فمات على المجوسية، فرأيته في النوم، فقلت له ما الخبر؟ فقال: نحن في قعر جهنم، قال: ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 356)، المنتظم (14/ 103)، معجم الأدباء (6/ 2556)، الكامل (8/ 517)، إنباه الرواة (3/ 171)، وفيات الأعيان (4/ 329)، إشارة التعيين (326)، السير (15/ 508)، العبر (2/ 268)، تاريخ الإسلام (وفيات 345) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 873)، الوافي (4/ 72)، البداية والنهاية (11/ 245)، طبقات الحنابلة (2/ 67)، البلغة (204)، بغية الوعاة (1/ 164)، الشذرات (4/ 241)، روضات الجنات (7/ 330)، الأعلام (6/ 254)، لسان الميزان (5/ 268)، الأنساب (4/ 322)، طبقات الحفاظ (357)، فهرست ابن النديم (82).

3105 - الشيباني

قلت تحتكم قوم؟ قال: نعم قوم منكم، قال: قلت من أي الطوائف منا؟ قال: الذين يقولون القرآن مخلوق" أ. هـ. * الوافي: "كان شيوخنا يوثقونه في الحديث" أ. هـ. * البلغة: "كان متغاليا في حب معاوية" أ. هـ. * لسان الميزان: "له جزء في فضائل معاوية وفيه أشياء كثيرة موضوعة والآفة فيها من غيره، وقد اتهم بالنصب (¬1) ". وقال ابن حجر: "قال النديم: كان جماعة من أهل العلم يضعفونه وينسبونه إلى التزيد، وكان نهاية في النصب والأطراف، قال: وكان يقول: إنه شاعر مع عاميته، قلت -أي ابن حجر-: هذا أوضح الأدلة على أن النديم رافضي، لأن هذه طريقتهم، يسمون أهل السنة عامة، وأهل الرفض خاصة" أ. هـ. من أقواله: تاريخ بغداد: "ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة، وفي قضاء حقوقهم رفعة" أ. هـ. وفاته: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "غريب الحديث" ألفه على مسند أحمد بن حنبل، و"فائت الفصيح" و"الياقوتة أو اليواقيت"، و"البيوع". 3105 - الشيباني * المقرئ: محمد بن عبد الواحد، أبو غالب الشيباني، القزاز. ولد: سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي الشرمقاني وأبو الفتح بن شيطا وغيرهما. من تلامذته: يحيى بن موهوب بن السدنك وسعد الله الدقاق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "من كبار القراء ببغداد ... وكان ثقة جليلا عالما نسخ الكثير .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان ثقة مقرئا فاضلا حاذقا بالقراءات" أ. هـ. * الغاية: "مقرئ كبير" أ. هـ. وفاته: سنة (508 هـ) ثمان وخمسمائة. 3106 - ابن الهمام الحنفي * النحوي، المفسر محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي ثم الإسكندري، المعروف بابن الهمام، الحنفي، كمال الدين. ولد: سنة (790 هـ) تسعين وسبعمائة، وقيل: (789 هـ) تسع وثمانين وسبعمائة، وقيل: (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. ¬

_ (¬1) قلت: النصب نسبة للنواصب: طائفة تعلن البغض لعلي - رضي الله عنه -. والله أعلم. * معرفة القراء (1/ 464)، تاريخ الإسلام (وفيات 508)، الغاية (2/ 192). * مفتاح السعادة (2/ 270)، الضوء اللامع (8/ 127)، الوجيز (2/ 708)، بدائع الزهور (2/ 340)، بغية الوعاة (1/ 166)، البدر الطالع (2/ 201)، هدية العارفين (2/ 201)، الشذرات (9/ 437)، الأعلام (6/ 255)، معجم المؤلفين (3/ 469)، جهود علماء الحنفية (1/ 109)، تاج التراجم (327)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية (1/ 301)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (2/ 153)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 489).

من مشايخه: محب الدين بن الشحنة، والجمال الحميدي، وأبو زرعة بن العراقي وغيرهم. من تلامذته: التقي الشمني، والقرافي، والجمال بن هشام وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان إمامًا علامة عارفًا بأصول الديانات والتفسير والفقه وأصوله والفرائض والحساب والتصوف والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والجدل والأدب والموسيقى وجل علم النقل والعقل متفاوت المرتبة في ذلك مع قلة علمه في الحديث، عالم أهل الأرض ومحقق أولى العصر حجة أعجوبة ذات حجج باهرة وإختيارات كثيرة وترجيحات قوية. قال يحيى بن العطار: لم يزل يضرب به المثل في الجمال المفرد مع الصيانة وحسن النغمة مع الديانة وفي الفصاحة وإستقامة البحث مع الأدب. قلت -أي السخاوي- وفي التقلل في أوليته مع الشهامة وفي الرياضة والكرم مع كون جدته مغربية واستمر يترقى في درج الكمال حتى صار عالمًا مفننًا علامة متقنًا درس وأفتى وأفاد وعكف النّاس عليه" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان حسن اللقاء والسمت والبشر والبزة طيب النغمة، مع الوقار والهيبة والتواضع المفرط والإنصاف والمحاسن الجمة. وكان أحد الأوصياء عليّ -أي على صاحب البغية- " أ. هـ. * الشذرات: "كان علامة في الفقه والأصول والنحو والتصريف والمعاني والبيان والتصوف والموسيقى وغيرها، محققًا جدليًا نظارًا. وكان يأتيه الوارد كما يأتي الصوفية لكنه يقلع عنه بسرعة لأجل مخالطته الناس. أخبرني بعض الصوفية من أصحابه أنه كان عنده في بيته الذي بمصر فأتاه الوارد فقام مسرعًا ... وكان يخفف الحضور جدًّا ويخفف صلاته، كما هو شأن الأبدال فقد نقلوا أن صلاة الأبدال خفيفة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "عالم مشارك في الفقه والأصول والتفسير وعلم الطبيعة والفرائض والحساب والتصوف والنحو والصرف والمعاني" أ. هـ. * جهود علماء الحنفية: "فقيه طبعًا، محدث تكلفًا، منصف من منصفي الحنفية وأحد كبار أئمتهم، وهو من مشاهير أعلام الماتريدية، وكان صوفيًا يأتيه وارد الصوفية الخرافية، وعنده بعض بدع القبورية، وتعطيلات الجهمية الكلامية الماتريدية" أ. هـ. * الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية: "الإمام الهمام كمال الدين محمّد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام كان مع جلالته في العلوم ولا سيما الفقه، وإمامته عند الحنفية وقلة التعصب لهم وكثرة الإنصاف- صوفيًا يأتيه الوارد (¬1). فذكروا: أنه أتاه الوارد مسرعًا وأخذ من معه يجره وهو يعدوفي مشيته إلى أن وقف على المراكب فقال: ما لكم واقفين؟ قالوا: أوقفتنا ¬

_ (¬1) الوارد عند الصوفية "كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تغمد من العبد". انظر تعريفات الجرجاني (322).

3107 - خال الشرفي

الريح فقال: هو الذي يسيركم، وهو الذي يوقفكم، ثم أقلع عنه الوارد، فقال لمن جره: لعلي شققت عليك، فقال: إي والله انقطع قلي من الجري، فقال: لا تأخذ عليّ فإني لم أشعر بشيء مما فعلته. وكان يلازم لبس الطيلسان ويرخيه كثيرًا على وجهه. وكان يخفف صلاته كما هو شأن الأبدال (¬1). فقد نقلوا: أن صلاة الأبدال خفيفة (¬2). وذكروا أنه كان صاحب الكشف والكرامات. وابن الهمام مع كونه محققًا عنده بدع كثيرة بناها على أحاديث ضعيفة، وموضوعة حول زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومن أشنع أقوال الإمام ابن الهمام، قاعدته: من أنه لا ترجيح لأحاديث الصحيحين عند التعارض وتبعه كثير من الحنفية الكوثرية منهم والديوبندية وغيرهم. له كتاب (المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة) وهو من أهم كتب الماتريدية وعليها عدة شروح، ولأهميته عند الماتريدية وضع في صلب المنهج الدراسي في الجامعات ومنها الأزهر وطبع مرارًا" أ. هـ. قلت: ذكره صاحب كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات وقال عنه إنه إمام من أئمة الماتريدية. * قلت: وكذلك ذكره صاحب كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة وقد جعله من أئمة الماتريدية المتأخرين الذين لم يخالفوا شيخهم الماتريدي كثيرًا، وإنما بقيت أقوال الماتريدي أكثرها وقد خالفه ببعض الأمور. وفاته: سنة (861 هـ) إحدى وستين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح الهداية" سماه "فتح القدير للعاجز الفقير" وصل فيه إلى أثناء الوكالة، و"كراسة في إعراب سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، وله مختصر في الفقه سماه "زاد الفقير". 3107 - خال الشرفَي * النحوي: محمّد بن عبد الوارث القيسي، ويعرف بخال الشرفي، وقيل: محمّد بن عمر بن عبد الوارث ... ولد: سنة (317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وسلمة بن القاسم وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن عتاب، وقال فيه ثقة قديم. كلام العلماء فيه: * الصلة: "وحكى أهله أنه احتفر قبره قبل وفاته بيوم، وأعد أكفانه وجهازه وجعل يقول لهم ¬

_ (¬1) الأبدال، والبدلاء جمع بدل، وهم عند الصوفية سبعة رجال على قلب إبراهيم - عليه السلام - إذا سافر أحد منهم من موضع ترك جسدًا على صورته حبًا بحيث لا يعرف أحد أنه فقد ويحفظ الله بهم الأقاليم السبعة إلى آخر هذيانهم الخرافي. انظر تعريفات الجرجاني (62). (¬2) أحاديث الأبدال، والأقطاب، والأغواث، والنقباء والنجباء، والأوتاد كلها إما ضعيفة أو موضوعة باطلة. * الصلة (2/ 473)، إنباه الرواة (3/ 177)، تاريخ الإسلام (وفيات 409) ط. تدمري.

3108 - أبو علي الجبائي

يوم الجمعة أدخل قبري إن شاء الله فكان كذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (409 هـ) تسع وأربعمائة. 3108 - أبو عليّ الجُبّائي * المفسر: محمّد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران ابن أبان، أبو عليّ الجبائي. ولد: سنة (235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين. من مشايخه: يعقوب بن عبد الله الشحَّام البصري وغيره. من تلامذته: ابنه هاشم، والشيخ أبو الحسن الأشعري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الأهوازي: سمعت الحسن بن محمّد العسكري بالأهواز وكان من المخلصين في مذهب الأشعري يقول: كان الأشعري تلميذًا للجبائي يدرس عليه ويتعلم منه، ويأخذ عنه وكان أبو على الجبائي صاحب تصنيف وقلم، إذا صنف يأتي بكل ما أراد مستقصى وإذا حضر المجالس وناظر لم يكن بمرضي. وكان إذا دهمه الحضور في المجالس يبعث الأشعري ينوب عنه. ثم إن الأشعري أظهر توبة، وانتقل عن مذهبه ... كان رأسًا في الفلسفة والكلام" أ. هـ. * السير: "قيل: سأل الأشعري أبا علي: ثلاثة أخوة، أحدهم تقي، والثاني كافر، والثالث مات صبيًّا؟ فقال: أما الأول ففي الجنة، والثاني ففي النار، والصبي فمن أهل السلامة. قال: فإن أراد أن يصعد إلى أخيه؟ قال: لا، لأنه يقال [له]: إن أخاك إنما وصل إلى هناك بعمله. قال: فإن قال الصغير: ما التقصير مني، فإنك ما أبقيتني، ولا أقدرتني على الطاعة، قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت، ولاستحقيت العذاب، فراعيت مصلحتك. قال: فلو قال الأخ الأكبر: يا رب علمت حاله فقد علمت حالي، فلم راعيت مصلحته دوني؟ فانقطع الجبائي" أ. هـ. قلت: وقد تكلم محقق كتاب (السير) في الهامش بما يلي: أورد هذه المناظرة السبكي في "طبقاته" (3/ 356)، وقال: هذه مناظرة شهيرة، وقد حكاها شيخنا الذهبي، وهي دامغة لأصل من يقلده، لأن الذي يقلده يقول: إن الله لا يفعل شيئًا إلا محكمة باعثة له على فعله، ومصلحة واقعة، وهو من المعتزلة في هذه المسألة، فلو يدري شيخنا هذا، لأضرب عن ذكر هذه المناظرة صفحًا. قلت: (المحقق) في كلام السبكي هذا مؤاخذات، فقوله "وهي دامغة لأصل من يقلده" يعني به ¬

_ * الأنساب (2/ 17)، المنتظم (13/ 164)، الكامل (8/ 96)، وفيات الأعيان (4/ 267)، تاريخ الإسلام (وفيات 303 هـ) ط. تدمري، العبر (2/ 125)، السير (14/ 183)، الوافي (4/ 74)، البداية والنهاية (11/ 134)، لسان الميزان (5/ 271)، النجوم (3/ 189)، مفتاح السعادة (1/ 166)، طبقات المفسرين للسيوطي (88)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 191)، الشذرات (4/ 18)، روضات الجنات (7/ 286)، الأعلام (6/ 256)، معجم المؤلفين (3/ 472)، الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير (133)، آراء المعتزلة الأصولية (52).

شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا محض افتراء على الذهبي، "فإنه وإن كان شديد الإعجاب به، كثير التنويه بعلمه وفضله، قوي الاعتداد بمنهجه القائم على الأخذ بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله الثابتة، والاعتصام بهما، وفهمهما على النحو الذي فهمه السلف- لم يكن معه على وفاق تام، فأحيانًا يأخذ برأيه ويوافقه، وتارة يخطئه ويرد عليه ويقسو في الرد شأن العالم المتبصر المستقل الذي يرى أن كل أحد من أهل العلم يؤخذ من قوله ويترك، فكان ماذا؟ ! وقوله: "وهو من المعتزلة في هذه المسألة" فرية بلا مرية، فإنه رحمه الله متابع في هذه المسألة جمهور أهل السنة، والنصوص الكثيرة الوفيرة تشهد لما انتهى إليه. فهل يكون مجانبًا للصواب. ومعدودًا من المعتزلة في هذه المسألة من يقول: إن لله تعالى حكمة تتعلق به يحبها ويرضاها، ويفعل لأجلها، فهو سبحانه يفعل ما يفعل لحكمة يعلمها، وهو يعلم العباد أو بعض العباد من حكمته ما يطلعهم عليه، وقد لا يعلمون ذلك، والأمور العامة التي يفعلها تكون لحكمة عامة، ورحمة عامة كإرساله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فإنه كما قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالمِينَ} وما يشاهد في الوجود من الضرر، فلا بد فيه من حكمة كما قال تعالى {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيءٍ} وكما قال {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ} والضرر الذي تحصل به حكمة مطلوبة لا يكون شرًّا مطلقًا وإن كان شرًّا بالنسبة إلى من تضرر به. وكلما ازداد العبد علمًا وإيمانًا، ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله، وتبين له تصديق ما أخبر الله به في كتابه حيث قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} راجع "مجموعة الرسائل والمسائل" 5/ 122 وما بعدها .. وقوله "فلو يدري شيخنا هذا لأضرب عن ذكر هذه المناظرة صفحًا" اتهام للذهبي شيخه بسوء الفهم، وله من ذلك غير ما عبارة، والشيخ الذهبي ليس بحاجة إلى التدليل على جودة ذكائه، ووفور حفظه وفهمه للنصوص على الوجه الصحيح، وقدرته الفائقة على صوغها بأسلوبه الواضح العري عن الغموض والالتواء، فإن في كتابه هذا وغيره من مؤلفاته الكثير من ذلك، ولكن السبكي -وهو لا يرى الحق إلا في ما انتهى إليه الأشاعرة- يتجاهل كل ما ذكرت، وينعت شيخه بسوء الفهم، وأنه يدون ما لا يدري، وأنه لا خبرة له بمدلولات الألفاظ بدافع الحقد والتعصب، وبالرجوع إلى ما كتب في مقدمة هذا الكتاب، وإلى ما كتبه السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ" (ص 76، 77) يتبين للقارئ الكريم أن ما يقوله السبكي في حق شيخه الذهبي مرفوض لأنه صادر عن هوى وتعصب" أ. هـ. * البداية: "شيخ طائفة الاعتزال في زمانه" أ. هـ. * الوافي: "والجبائي له طائفة من المعتزلة يعتقدون مقالاته يعرفون بالجبائة، وكذلك ابنه هاشم تعرف طائفته بالبهشمية وهما من معتزلة البصرة" أ. هـ. * الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن: "ومن أشهر معتزلة البصرة وسائر المعتزلة في جميع الطبقات، ذكر القاضي أنه هو الذي فتق الكلام

3109 - ابن عبد الكافي

ونشره زلله ووضع فيه الكتب الكثيرة الجليلة، وأنه كان فقيها ورعا زاهدا جليلا نبيلا، قال: وإليه انتهت الرياسة في المعتزلة حتى صار شيخها وعالمها غير مدافع، ولم يتفق لأحد من إذعان سائر طبقات المعتزلة بالتقدم والرياسة بعد أبي الهذيل ما اتفق له. قال المسلطي الشافعي: "ووضع أربعين ألف ورقة في الكلام، ووضع تفسير القرآن في مائة جزء، وشيئا لم يسبق أحد بمثله، وسهل الجدال على الناس". وقد تحدث أبو الحسن الأشعري، التلميذ السابق للجبائي، عن تفسير أستاذه، واشتد في الحملة عليه فقال: "ورأيت الجبائي ألف في تفسير القرآن كتابًا أوله على خلاف ما أنزل الله عز وجل، وعلى لغة أهل قريته المعروفة بجبى -بين البصرة والأهواز- وليس من أهل اللسان الذي نزل به القرآن. وما روى في كتابه حرفا واحدا عن أحد من المفسرين، وإنما اعتمد على ما وسوس به صدره وشيطانه .. " وقد وضع الأشعري تفسيره الكبير ردا على تفسير شيخه وتصحيحا له ونقضا عليه، على عادته في الرد على من يصفهم بأهل الزيغ والبدع، وأسماه: (تفسير القرآن والرد على من حالف الإفك والبهتان) ثم اشتهر من بعد باسم "الخازن" أو "المختزن". ولم نقف من تفسير أبي علي الجبائي على شيء، سوى النقول أ. هـ. قلت: ذكره صاحب كتاب "آراء المعتزلة الأصولية" حيث قال في الهامش: "انتهت إليه رئاسة المعتزلة بعد أبي هذيل، وإليه تنسب طائفة الجبائية من المعتزلة وكان على حداثة سنه معروفا بقوة الجدل" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "وجدت على ظهر كتاب عتيق: سمعت أبا عمر يقول: سمعت عشرة من أصحاب الجبائي يحكون عنه قال: الحديث لأحمد بن حنبل، والفقه لأصحاب أبي حنيفة، والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة" أ. هـ. وفاته: سنة (303 هـ) ثلات وثلاثمائة. من مصنفاته: وله تفسير حافل مطول، له فيه اختيارات غريبة في التفسير، وقد رد عليه الأشعري فيه وقال: وكان القرآن نزل في لغة أهل جباء. 3109 - ابن عبد الكافي * المفسر: محمد بن عبد الوهاب، بن عبد الكافي بن عبد الوهاب بن عبد الواحد سعد الدين، أبو بكر، وأبو اليمن، وأبو المعالي، وأبو سعيد. ويقال في اسمه سعيد الأنصاري الدمشقي الشيرازي الأصل ابن الحنبلي الأطروشي. من مشايخه: أبوه، وأبو محمد عبد الغني العدني المقدسي، وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المقفى: "حفظ الكثير، وعرف التفسير، وقدم مصر، ودخل الأندلس سنة إحدى وخمسين وستمائة، وعبر إلى سبتة وتكلم في الوعظ بجامعها أشهرا، وجال في الأندلس ورجع إلى سبتة، ¬

_ * المقفى (8/ 158)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 193).

3110 - محمد عبده

وتوجه إلى أزمور، وقدم مراكش وهو يعض في كل ذلك فينفتح مجلسه بالتفسير بعد الخطبة والدعاء وشيء من أخبار الصالحين ومن كلام ابن الجوزي، ويختم بفصل من السير ... وكلامه في ذلك متقن يشهد بحسن تقدمه ... وكان يشارك في الطب وغيره، وكان شديد الصمم لا يكاد يسمع شيئًا البتة وإنما يخاطب بالكتابة فيجيب بالعين والإشارة. وكان شافعي المذهب مستحسن المنزع لولا حرص كان فيه من باب التكسب، ومع ذلك فقد كان من حسنات وقته" أ. هـ. وفاته: سنة (652 هـ) اثنتين وخمسين وستمائة. 3110 - محمّد عبده * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد عبده بن حسن خير الله الغرابلي الحنفي المصري، من آل التركماني. ولد: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. من مشايخه: حسن الطويل، والشيخ محمّد البسيوني، وجمال الدين الأفغاني وغيرهم. من تلامذته: محمّد رشيد رضا، وطنطاوي جوهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفتي الديار المصرية، من كبار رجال الإصلاح والتجويد في الإسلام. قال أحد من كتبوا عنه: "تتلخص رسالة حياته في أمرين: الدعوة إلى تحرير الفكر من قيد التقليد، ثم التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب، وما للشعب من حق العدالة على الحكومة" وتعلم بالجامع الأحمدي بطنطا، ثم بالأزهر. وتصوف وتفلسف .. " أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "أخذ يتردد على حلقات التدريس يتعلم النحو والصرف والبلاغة والتفسير والحديث وفقه الإمام مالك، ثم تحول إلى فقه الإمام أبي حنيفة، وأخذ المنطق والفلسفة والرياضيات". وقال: "من الفتاوى والمسائل العلمية المهمة أنه كان ينكر الوسيلة ويحلل الموقوذة ويسوغ لبس القبعة ويجيز ربح صناديق التوفير ويحاول الاجتهاد ويفسر القرآن على غير طريق السلف" أ. هـ. * قال مؤلف كتاب "التفسير والمفسرون" (2/ 549) وتحت عنوان (عيوب هذه المدرسة) أي مدرسة الشيخ محمّد عبده قال: "أما ما نأخذه على هذه المدرسة، فهو أنها أعطت لعقلها حرية واسعة، فتأولت بعض الحقائق الشرعية التي جاء بها القرآن الكريم وعدلت بها عن الحقيقة إلى المجاز أو التمثيل، وليس هناك ما يدعو لذلك إلا مجرد الاستبعاد والاستغراب. استبعاد بالنسبة لقدرة البشر القاصرة، واستغراب لا يكون إلا ممن جهل قدرة بالله وصلاحيتها لكل ممكن. كما أنها بسبب هذه الحرية العقلية الواسعة جارت المعتزلة في بعض تعاليمها وعقائدها، وحملت بعض ألفاظ القرآن من المعاني ما لم يكن معهودًا عند العرب في زمن نزول القرآن وطعنت ¬

_ * الأعلام (6/ 252)، معجم المؤلفين (3/ 474)، الأعلام الشرقية (2/ 512)، التفسير والمفسرون (2/ 548)، الماتريدية (1/ 335)، العصرانيون (34، 69، 305).

في بعض الأحاديث: تارة بالضعف وتارة بالوضع، مع أنها أحاديث صحيحة رواها البخاري ومسلم، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى بإجماع أهل العلم، كما أنها لم تأخذ بأحاديث الآحاد الصحيحة الثابتة، في كل ما هو من قبيل العقائد، أو من قبيل السمعيات مع أن أحاديث الآحاد في هذا الباب كثيرة لا يستهان بها". * قلت: كما تكلم صاحب كتاب "التفسير والمفسرون" عن الإمام محمّد عبدة كمفسر، فتكلم عن الكتب التي ألفها كتفسير، ثم تطرق إلى منهجه في التفسير فقال: (منهجه في التفسير: كان الأستاذ الإمام هو الذي قام وحده من بين رجال الأزهر بالدعوة إلى التجويد، والتحرر من قيود التقليد، فاستعمل عقله الحر في كتاباته وبحوثه، ولم يجر على ما جمد عليه غيره من أفكار المتقدمين، وأقوال السابقين، فكان له من وراء ذلك آراء وأفكار خالف بها من سبقه، فأغضبت عليه الكثير من أهل العلم، وجمعت حوله قلوب مريديه والمعجبين به. هذه الحرية العقلية، وهذه الثورة على القديم، كان لهما أثر بالغ في المنهج الذي نهجه الشيخ لنفسه، وسار عليه في تفسيره. وذلك: أن الأستاذ الإمام اتخذ لنفسه مبدءًا يسير عليه في تفسير القرآن الكريم، ويخالف به جماعة المفسرين المتقدمين، وهو فهم كتاب الله من حيث هو دين يرشد النّاس إلى ما فيه سعادتهم في حياتهم الدنيا وحياتهم الآخرة: وذلك لأنه كان يرى أن هذا هو المقصد الأعلى للقرآن، وما وراء ذلك من المباحث فهو تابع له، أو وسيلة لتحصيله (¬1). يقرر الأستاذ الإمام هذا المبدأ في التفسير، ثم يتوجه باللوم إلى المفسرين الذين غفلوا عن الغرض الأول للقرآن، وهو ما فيه من هداية وإرشاد وراحوا يتوسعون في نواح أخرى من ضروب المعاني، ووجوه النحو، وخلافات الفقه، وغير ذلك من المقاصد التي يرى الأستاذ الإمام أن الإكثار في مقصد منها يخرج بالكثيرين عن المقصود من الكتاب الإلهي، ويذهب بهم في مذاهب تنسيهم معناه الحقيقي (¬2). لهذا نرى الأستاذ الإمام يقسم التفسير إلى قسمين: أحدهما: جاف مبعد عن الله وكتابه، وهو ما يقصد به حل الألفاظ، وإعراب الجمل، وبيان ما ترمى إليه تلك العبارات والإشارات من النكت الفنية. قال: وهذا لا ينبغي أن يسمى تفسيرًا. وإنما هو ضرب من التمرين في الفنون، كالنحو، والمعاني، وغيرها. وثانيهما: ذهاب المفسر إلى فهم المراد من القول، وحكمة التشريع في العقائد والأحكام، على الوجه الذي يجذب الأرواح، ويسوقها إلى العمل والهداية المودعة في الكلام، ليتحقق فيه معنى قوله تعالى {هُدًى وَرَحْمَةً} ونحوهما من الأوصاف قال الأستاذ الإمام: (وهذا هو الغرض ¬

_ (¬1) تفسير المنار (1/ 17). (¬2) نفس المرجع (1/ 18).

الأول الذي أرمى إليه في قراءة التفسير) (¬1). هذا .. وإن الأستاذ الإمام لا يريد من كلامه السابق أن يهمل الناحية البلاغية أو النحوية مثلًا في تفسير القرآن، ولكنه يريد أن يأخذ المفسر من ذلك بمقدار الضرورة، فيبين المفسر -مثلًا- من وجوه البلاغة، وضروب الإعراب بقدر ما يحتمله المعنى، وعلى الوجه الذي يليق بفصاحة القرآن وبلاغته. وذلك بدون أن يتجاوز مقدار الحاجة. ثم إنا نجد الأستاذ الإمام -وقد وضع لنفسه هذه الخطة في التفسير- يشترط شروطًا لا بد من توفرها عند من يريد أن يفسر القرآن يحقق الغرض منه، وقد ذكرناها بحملها عند كلامنا عن العلوم التي يحتاج إليها المفسر. القرآن لا يتبع العقيدة وإنما تؤخذ العقيدة من القرآن: ويري الأستاذ الإمام: أن القرآن الكريم هو الميزان الذي توزن به العقائد لتعرف قيمتها، ويقرر أنه يجب على من ينظر في القرآن أن ينظر إليه كأصل تؤخذ منه العقيدة، ويستنبط منه الرأي، وينعى على ما كان من كثر المفسرين، من تسلط العقيدة عليهم، ونظراتهم للقرآن من خلالها، حتى تأولوا القرآن بما يشهد لعقائدهم، ويتمشى معها، وفي هذا يقول: (إذا وزنا ما في أدمغتنا من الاعتقاد بكتاب الله تعالى، من غير أن ندخلها أولًا فيه، يظهر لنا كوننا مهتدين أو ضالين، وأما إذا أدخلنا ما في أدمغتنا في القرآن، وحشرناها فيه أولًا، فلا يمكننا أن نعرف الهداية من الضلال، لاختلاط الموزون بالميزان فلا يدري ما هو الموزون به). (أريد أن يكون القرآن أصلا تحمل عليه المذاهب والآراء في الدين، لا أن تكون المذاهب أصلًا والقرآن هو الذي يحمل عليها، ويرجع بالتأويل أو التحريف إليها. كما جرى عليه المخذولون، وناد فيه الضالون). ثم قال: "وإن الأستاذ الإمام لم يكن كغيره من المفسرين الذين كلفوا بالإسرائيليات فجعلوا منها شروحًا لمبهمات القرآن، بل وجدناه على العكس من ذلك نفورًا منها، وشرودًا من الخوض فيها، لاعتقاده أن الله تعالى لم يكلفنا بالبحث عن الجزئيات والتفصيلات لما جاء به مبهمًا في كتابه، ولو أراد منا ذلك لدلنا عليه في كتابه أو على لسان نبيه، وهو يصرح بأن هذا هو (مذهبه في جميع مبهمات القرآن يقف عند النص القطعي لا يتعداه، ويثبت أن الفائدة لا تتوقف على سواه (¬2) ". وإذا نحن تتبعنا أقواله في مبهمات القرآن وجدناه محافظًا على هذا المبدأ، لا يعدل عنه ولا يحيد، إلا في مواضع قليلة نادرة". ثم ذكر رأي محمّد عبدة بمسألة اللسحر فقال: "موقفه من السحر: ولقد كان من أثر إعطاء الأستاذ لنفسه الحرية الواسعة في فهم القرآن الكريم، أنا نجده يخالف رأي جمهور أهل السنة، ويذهب إلى ما ذهب إليه المعتزلة، من أن السحر لا حقيقة له، ولذلك عند ¬

_ (¬1) تفسير المنار (1/ 25). (¬2) نفس المرجع (1/ 320).

تفسيره لقوله تعالى في الآية (4) من سورة الفلق {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} نجده بعد أن يفسر معنى النفث والعقد، يفسر المراد بالنفاثات في الآية فيقول: (المراد بهم هنا هم النمامون، المقطعون لروابط الألفة، المحرقون لها بما يلقون عليها من ضرام نمائمهم، وإنما جاءت العبارة كما في الآية، لأن الله جل شأنه أراد أن يشبههم بأولئك السحرة المشعوذين، الذين إذا أرادوا أن يحلوا عقدة المحبة بين المرء وزوجه -مثلًا- فيما يوهمون به العامة، عقدوا عقدة ثم نفثوا فيها وحلوها، ليكون ذلك حلا للعقد التي بين الزوجين، والنميمة تشبه أن تكون ضربًا من السحر لأنها تحول ما بين الصديقين من محبة إلى عداوة، بوسيلة خفية كاذبة. والنميمة تضلل وجدان الصديقين. كما يضلل الليل من يسير فيه بظلمته. ولهذا ذكرها عقب ذكر الغاسق .. ". ثم تطرق إلى مسألة خطيرة وهي إنكاره لبعض الأحاديث الصحيحة التي ثبتت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إنكاره لبعض الأحاديث الصحيحة: ثم راح الشيخ -رحمه الله- يرد ما جاء من الروايات في سحر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: (وقد رووا هنا أحاديث في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سحره لبيد ابن الأعصم، وأثر سحره فيه، حتى كان يخيل له أنه يفعل الشيء وهو لا يفعله، أو يأتي شيئًا وهو لا يأتيه، وأن الله أنبأه بذلك، وأخرجت مواد السحر من بئر، وعوفي - صلى الله عليه وسلم - مما كان نزل به من ذلك، ونزلت هذه السورة، ولا يخفى أن تأثير السحر في نفسه - عليه السلام - حتى يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئًا وهو لا يفعله، ليس من قبيل تأثير الأمراض في الأبدان، ولا من قبيل عروض السهو والنسيان في بعض الأمور العادية، بل هو ماس بالعقل، آخذ بالروح، وهو مما يصدق قول المشركين فيه {إِنْ تَتَّبِعُونَ إلا رَجُلًا مَسْحُورًا} (¬1)، وليس المسحور عندهم إلا من خولط في عقله، وخيل له أن شيئًا يقع وهو لا يقع، فيخيل إليه أنه يوحى إليه، ولا يوحى إليه، وقد قال كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة ولا ما يجب لها: إن الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح فيلزم الاعتقاد به، وعدم التصديق به من بدع المبتدعين، لأنه ضرب من إنكار السحر، وقد جاء القرآن بصحة السحر، فانظر كيف ينقلب الدين الصحيح. والحق الصريح في نظر المقلد بدعة، ونعوذ بالله .. يحتج بالقرآن على ثبوت السحر ويعرض عن القرآن في نفيه السحر عنه - صلى الله عليه وسلم -، وعده من افتراء المشركين عليه. ويؤول في هذه ولا يؤول في تلك، مع أن الذي قصده المشركون ظاهر، لأنهم كانوا يقولون: إن الشيطان يلابسه عليه الصلاة والسلام، وملابسة الشيطان تعرف بالسحر عندهم، وضرب من ضروبه، وهو بعينه أثر السحر الذي نسب إلى لبيد، فإنه خولط في عقله وإدراكه في زعمهم). والذي يجب اعتقاده أن القرآن مقطوع به، وأنه كتاب الله بالتواتر عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي يجب الاعتقاد بما يثبته، وعدم الاعتقاد بما ينفيه، وقد جاء بنفي السحر عنه - عليه السلام -، حيث نسب القول بإثبات حصول السحر له إلى المشركين أعدائه، ووبخهم على زعمهم هذا، فإذا ¬

_ (¬1) الفرقان / 8.

هو ليس بمسحور قطعًا، وأما الحديث فعلى فرض صحته، هو آحاد، والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد، وعصمة النبي من تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد، لا يؤخذ في نفيها عنه إلا باليقين، ولا يجوز أن يؤخذ فيها الظن والمظنون، على أن الحديث الذي يصل إلينا من طريق الآحاد إنما يحصل الظن عند من صح عنده، أما من قامت له الأدلة على أنه غير صحيح، فلا تقوم به عليه حجة، وعلى أي حال، فلنا، بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث، ولا نحكمه في عقيدتنا، ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل، فإنه إذا خولط النبي في عقله كما زعموا جاز عليه أن يظن أنه بلغ شيئًا وهو لم يبلغه، أو أن شيئًا نزل عليه وهو لم ينزل عليه، والأمر ظاهر لا يحتاج إلى بيان .. إلخ). وهذا الحديث الذي يرده الأستاذ الإمام رواه البخاري وغيره من أصحاب الكتب الصحيحة، وليس من وراء صحته ما يخل بمقام النبوة، فإن السحر الذي أصيب به عليه الصلاة والسلام كان من قبيل الأمراض التي تعرض للبدن بدون أن تؤثر على شيء من العقل، وقد قالوا إن ما فعله لبيد بن الأعصم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من السحر لا يعدو أن يكون نوعًا من أنواع العقد عن النساء، وهو الذي يسمونه (رباطًا)، فكان يخيل إليه أن عنده قدرة على إتيان إحدى نسائه، فإذا هم بحاجته عجز عن ذلك. أما السحر الذي نفى عنه - صلى الله عليه وسلم - فمراد به الجنون، وهو مخل ولا شك بمقام النبوة، وقد قالوا {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}. ثم إن الحديث رواية البخاري وغيره من كتب الصحيح، ولكن الأستاذ الإمام ومن على طريقته لا يفرقون بين رواية البخاري وغيره فلا مانع عندهم من عدم صحة ما يرويه البخاري، كما أنه لو صح في نظرهم فهو لا يعدو أن يكون خبر آحاد لا يثبت به إلا الظن. وهذا في نظرنا هدم للجانب الأكبر من السنة التي هي بالنسبة للكتاب في منزلة المبين من المبين، وقد قالوا: إن البيان يلتحق بالمبين، وليس هذا الحديث وحده هو الذي يضعفه الشيخ، أو يتخلص منه بأنه رواية آحاد، بل هناك كثرة من الأحاديث نالها هذا الحكم القاسي، فمن ذلك أيضًا حديث الشيخين (كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها) فإنه قال فيه: (إذا صح الحديث فهو من قبيل التمثيل لا من باب الحقيقة) (¬1). فهو لا يثق بصحة الحديث رغم رواية الشيخين له، ثم يتخلص من إرادة الحقيقة على فرض الصحة، بجعل الحديث من باب التمثيل، وهو ركون إلى مذهب المعتزلة، الذين يرون أن الشيطان لا تسلط له على الإنسان إلا بالوسوسة والإغواء فقط" أ. هـ. قلت: بعد أن تناولنا محمّد عبدة كمفسر وتبين لنا كيف كان يقدم العقل على نصوص النقل -وهو ما ذهب إليه المعتزلة- نتكلم الآن عن محمّد عبدة كمؤسس حقيقي لجيل الإصلاحيين في زمنه. فقد تكلم صاحب كتاب "العصرانيون" عن هذا الموضوع بالتفصيل ونحن سنذكر ما قاله ¬

_ (¬1) تفسير المنار (3/ 390).

مختصرًا. ففي معرض تعريفه بالشيخ يقول: "وقد بلغ كره محمّد عبده للسياسة أوجه حين قال: "أعوذ بالله من السياسة، من لفظ السياسة، ومن معنى السياسة، ومن ساس ويسوس، وسائس ومسوس". والحقيقة أنه ترك السياسة ولم تتركه، بل استغلته واتخذته مطية لها عن طريق المعتمد البريطاني كرومر الذي يقول: "إن أهمية الشيخ -محمد عبده- السياسية ترجع إلى أنه يقوم بتقريب الهوة التي تفصل بين الغرب وبين المسلمين، وأنه هو وتلاميذ مدرسته، خليقون بأن يقدم لهم كل ما يمكن من العون والتشجيع فهم الحلفاء الطبيعيون للمصلح الأوربي". "لقد كان محمّد عبده يبذل للإنجليز النصيحة خالصة ويرشدهم إلى ما يوطد اختلاطهم، وقد صرح كرومر بأن الشيخ سيظل مفتيًا في مصر ما ظلت بريطانيا العظمى محتلة لها". وقدم له الإنجليز الحماية، فصدر العفو عنه بسبب الضغط البريطاني وفي الآستانة كثرت الدسائس ضده. يقول محمّد رشيد رضا: "كان المراد من الدسائس أن يحبس الأستاذ الإمام أو يهان، وهم لا يجهلون أن السفارة البريطانية كانت بالمرصاد، وَأنها لا تسكت للحكومة الحميدية على ذلك لو أقدمت عليه، والسلطان ورجاله لا يجهلون هذا أيضًا". ومما يؤخذ على الشيخ محمّد عبده أيضًا: اشتراكه مع أستاذه الأفغاني في المحافل الماسونية، ونشاطه فيها، وتعاونه مع أستاذه في نشر مبادئه. وكان الشيخ محمّد عبده، هو الذي صاغ برنامج الحزب الوطني المصري، وجاء فيه: "الحزب الوطني حزب سياسي ديني، وإنه مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذاهب، وجميع النصارى واليهود وكل من يحرث أرض مصر ويتكلم لغتها منضم إليها). ثم شرع في الكلام عن منهجه وآرائه: 1 - للشيخ محمّد عبده منهجه وآراءه الإصلاحية: إذ يتجلى منهجه في التفسير بأنه يتناسب مع المعارف الغربية السائدة في العصر، فهو يفسر الطير الأبابيل بأنها جراثيم الجدري، أو الحصبة يحملها نوع من الذباب أو البعوض، والنفاثات في العقد بأن المراد فيها: النمامون المقطعون لأوامر الألفة. 2 - وفي بعض فتاوى الشيخ، نجد محاولة لتأويل أحكام الفقه تأويلًا عصريًا يبرر لواقع الحضارة الغربية، ومن أهم فتاواه في ذلك: حل إيداع الأموال في صندوق التوفير، وأخذ الفائدة عليها، وفي رأيه في تعدد الزوجات، إذ يرى أن الظروف والملابسات السائدة في المجتمع تجعل من المستحيل العدل بين النساء، ولا بد من منع تعدد الزوجات إلا في حالات استثنائية يقررها القاضي. 3 - دعا إلى تحرير الفكر من التقليد، وأن يفهم الدين على طريقة السلف قبل ظهور الخلاف، ذلك أنه عاصر شيوخًا في مصر جمدوا على التقليد وتنكروا للدليل، وحاربوا كل جديد، ولو كان نافعًا للمسلمين، وآمنوا بالخرافة والشعوذة، فجاءت المدرسة الإصلاحية لتطفئ النار بالنار، وتدفع الغلو بغلو آخر.

كما أن الشيخ قد تأثر في هذه الفترة ببعض المستشرقين خلال إقامته في فرنسا، واستمرت صلاته بهم بعد عودته من منفاه فكان يزورهم ويراسلهم، ومن الجدير بالذكر أن العالم الغربي كان قد فتن بالعقل البشري وجعله ندًا للوحي في هداية الإنسان، ومع هجوم المستشرقين على التصور الإسلامي وعقيدة القضاء والقدر فيه، أراد الشيخ إثبات قيمة (العقل) تجاه (النص)، وإحياء فكرة الاجتهاد، فاصطدم مع الواقع، ومال إلى الغلو عندما أراد أن يثبت لأصدقائه المستشرقين أن أصول الإسلام لا تتعارض مع المنطق والعقل. 4 - تقديم العقل على نصوص النقل: بل يعتمد الإسلام في نظره على الدليل العقلي، وبه يحتج، لا بالمعجزات، بل يعتقد الإمام أن الإيمان بالله لا يؤخذ من الرسول ولا من الكتاب ولا يصح أخذه منهما، بل من العقل. "وقد اتفق المسلمون إلا قليلًا منهم، ممن لا يعتد برأيه، على أن الاعتقاد بالله مقدم على الاعتقاد بالنبوات، وأنه لا يمكن الإيمان بالرسل إلا بعد الإيمان بالله، فلا يصح أن يؤخذ الإيمان بالله من كلام الرسل، ولا من الكتب المنزلة .. ". 5 - وقد اهتم بالتقريب بين الأديان، إذ أنشأ جمعية سياسية دينية سرية هدفها التقريب بين الأديان الثلاثة: "الإسلام والمسيحية واليهودية، وذلك في بيروت، بعد أن توقفت العروة الوثقى، واشترك معه في تأسيسها: ميرزا باقر، وعارف أبو تراب، والقس إسحاق تيلر، وبعض الإنجليز واليهود، وكان الإمام صاحب الرأي الأول فيها. ثم يستطرد صاحب كتاب "أثر المدرسة الإصلاحية في الفكر الإسلامي الحديث، فيقول: (لقد كان لاجتهادات الشيخ محمّد عبده، وآراء تلامذته، الأثر الكبير في تطور الفكر الإسلامي خلال أجيال خلت- وحتى الآن .. إلا أن دعوة هؤلاء قد استغلت في تطوير الإسلام -حسب زعمهم- ومن ثم الاقتراب به من قيم الحضارة المادية الغربية. وكان من أبرز المسائل التي فتح الشيخ محمد عبده بابها: - "الحديث عن الوطنية والإقليمية، والعناية بالتاريخ السابق للإسلام ومن ثم الدعوة إلى الحرية والحياة النيابية، وكذلك دعوتهم إلى إعادة النظر في وضع المرأة الاجتماعي، وقضية الحجاب وتعدد الزوجات، وتقييد حرية الطلاق". - "لقد أراد الشيخ محمّد عبده أن يقيم سدًا في وجه الاتجاه العلماني ليحمي المجتمع الإسلامي من طوفانه، ولكن الذي حدث هو أن هذا السد قد أصبح قنطرة للعلمانية، برت عليه إلى العالم الإسلامي، لتحتل المواقع واحدًا تلو الآخر. ثم جاء فريق تلاميذ محمّد عبده وأتباعه، فدفعوا نظرياته واتجاهاته إلى أقصى طريق العلمانية". وقد تستر وراء الإصلاحيين عدد من أصحاب الدعوات الهدامة والمبادئ المنحرفة، ومن هؤلاء دعاة تحرير المرأة. ويرى بعض الباحثين أن الشيخ محمّد عبده كان وراء قاسم أمين، في كتابه "تحرير المرأة"، وأن الكتاب قد جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمّد عبده وقاسم أمين، وكانت الصياغة

النهائية بقلم الشيخ محمّد عبده. بل يرى بعضهم أن الشيخ محمّد عبده هو الذي ألفه، ووضع اسم قاسم أمين عليه دفعًا للحرج، وكان ذلك بإشارة من (اللورد كرومر)، والأميرة نازلي إذ كان هؤلاء يترددون على صالونها باستمرار. وتحت مظلة المدرسة الإصلاحية، ظهر كتاب الشيخ علي عبد الرازق، (الإسلام وأصول الحكم) يدعو فيه صاحبه إلى فصل الدين عن الدولة، وذلك عام (1925 م). وظهر كذلك دعاة التحرر الفكري في الأدب والثقافة، وكان على رأسهم: أحمد لطفي السيد، مدير الجامعة، وطه حسين عميد حركة التغريب. ومن ذلك حركة إنكار السنة جزئيًّا أو كليًّا، أمثال أحمد أمين ومحمود أبو رية. ومن دعاة التضليل: محمّد أحمد خلف الله في كتابه "الفن القصصي في القرآن" إذ زعم فيه أن ورود الخبر لا يقتضي وقوعه، وعندما رفضت الجامعة المصرية (جامعة فؤاد) هذه الرسالة، دافع عنها المشرف عليها (أمين الخولي) قائلًا: "إنها ترفض الآن ما كان يقرره الشيخ محمّد عبده بين جدران الأزهر منذ اثنتين وأربعين عامًا" لقد ساهم الشيخ في التقريب بين الثقافة التقليدية وثقافة أوربا، ومن هنا فإن المستشرق جيب يقول: "إن تلامذته هم أولئك الذين تعلموا على الطريقة الأوروبية، إذ أن ما كتبه الشيخ كان بمثابة درع واقية للمصلحين الاجتماعيين والسياسيين، وإن عظمة اسمه قد ساهمت في نشر أخبار لم تكن تنشر من قبل، ثم إنه قد أقام جسرًا من فوق الهوة السحيقة بين التعليم التقليدي، والتعليم العقلي المستورد من أوروبا، الأمر الذي مهد للطالب المسلم أن يدرس في الجامعات الأوروبية دون خشية من مخالفة معتقده، وهكذا انفرجت مصر المسلمة بعد كبت". وقد كانت آراء المدرسة الإصلاحية، وآراء الاشراق والمعتزلة، هي المنهل الثر للعصرانيين الجدد أيضًا، الذين دفعوا بمقولات هؤلاء أشواطًا بعيدة في التحرر وتطوير الدين، والتفلت من ثوابته الأساسية. ولعل آراء المعاصرين للشيخ محمّد عبده تلقي ضوءًا على خطورة هذه المدرسة ومؤسسها: يقول الشيخ مصطفى صبري: "أما النهضة المنسوبة إلى الشيخ محمّد عبده فخلاصتها أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين، فقرب كثيرًا من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين، كما أنه هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر". ويقول في موضع آخر من كتابه: "فلعل الشيخ محمّد عبده، وشيخه جمال الدين، أرادا أن يلعبا في الإسلام دور لوثر وكلفن زعيمي البروتستانت في المسيحية، فلن يستنّ لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمسلمين، وإنما اقتصر سعيهما على مساعدة الإلحاد المقنع بالنهوض والتجديد". ويرى أحد معاصري الشيخ محمّد عبده، أن المآخذ على هذه المدرسة تنحصر في أمرين:

أولهما: هو دعوى الاجتهاد المطلق، مع عدم الكفاية من الناحية الروحية العلمية، وفساد الاستعداد من الناحية الروحية والسلوكية. وثانيهما: هو أنهم مع ترفعهم عن الإقتداء بالأئمة الأعلام من فقهاء المسلمين، تراهم يقتدون بالبروتستانت في تنقيح الإسلام، وباتخاذ قرارات تعمل على تطوير الإسلام حسب زعمهم، مقتدين بالمجامع المسيحية المقدسة". ثم يتكلم عن المدرسة الإصلاحية وكيف أنه تأثر بالمستشرقين أيما تأثر فيقول: أما الشيخ محمّد عبده: فقد اتصل بالمعتمد البريطاني كرومر بعد عودته من المنفى، وتعاون معه، ومن ثم فقد حماه الحاكم العسكري هذا، وشجع دعوته في إصلاح التعليم والقضاء والأزهر، تحت مظلة توجيهات المستعمر الإنجليزي. يقول كرومر مشيدًا بتعاون الشيخ: "إن أهمية الشيخ محمّد عبده السياسية، ترجع إلى أنه يقوم بتقريب الهوة التي تفصل بين الغرب وبين المسلمين، وأنه هو وتلاميذ مدرسته، خليقون بأن يقدم لهم كل ما يمكن من العون والتشجيع، فهم الحلفاء الطبيعيون للمصلح الأوروبي "لقد كان محمّد عبده يبذل للإنجليز النصيحة خالصة، ويرشدهم إلى ما يوطد احتلالهم، وقد صرح كرومر بأن الشيخ سيظل مفتيًا في مصر، ما بقيت بريطانيا العظمى محتلة لها". ويقول كرومر أيضًا "كان لمعرفة الشيخ العميقة بالشريعة الإسلامية، ولآرائه المتحررة المستنيرة، أثرها في جعل مشورته والتعاون معه عظيم ويؤخذ على الشيخ أيضًا: اشتراكه مع أستاذه الأفغاني في المحافل الماسونية، وتعاونه مع أستاذه في نشر مبادئها. والجدوى". وكان الشيخ هو الذي صاغ برنامج الحزب الوطني المصري وجاء فيه: "الحزب الوطني حزب سياسي ديني، مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذهب، وجميع النصارى واليهود، وكل من يحرث أرض مصر ويتكلم لغتها منضم إليها". ويقول كرومر بأنه تشجيعًا لهذا الحزب وعلى سبيل التجربة، قد اختار أحد رجاله وهو سعد زغلول وزيرًا للمعارف؟ ! ! ويؤخذ على الشيخ أيضًا: اشتراكه مع أستاذه الأفغاني في المحافل الماسونية, وتعاونه مع أستاذه في نشر مبادئها. وكان الشيخ محمّد عبده قد تأثر بعض المستشرقين خلال إقامته في فرنسا، واستمرت صلته بعد عودته من المنفى، وكان قد أراد أن يثبت لهم أهمية العقل في نظر الإسلام، وإحياء فكرة الاجتهاد، فاصطدم بالواقع ومال إلى الغلو، وكان من ذلك فتاواه في تأويل أحكام الفقه تأويلًا عصريًا، يبرر الواقع أمام الحضارة الغربية، كإباحة بعض أنواع الربا، ومنهجه في التفسير، والحد من تعدد الزوجات، وحظر الطلاق .. إلخ. "وانسياقًا مع الأثر العصراني الغربي، أنشأ جمعية سياسية دينية سرية، هدفها التقريب بين الأديان السماوية الثلاثة، كان ذلك في بيروت، واشترك معه في تأسيسها: ميرزا باقر وعارف أبو تراب، والقس إسحاق تيلر، وبعض الإنجليز واليهود، وكان الإمام صاحب الرأي الأول فيها. وكان لتلامذة الشيخ محمّد عبده دور كبير في تطوير آرائه، والجنوح بها بعيدًا نحو العلمانية

الغربية. من ذلك دعوة قاسم أمين في تحرير المرأة، وأفكار محمّد أحمد خلف الله في القصة القرآنية، وسعد زغلول في اتجاهه الوطني العلماني بدلًا من التيار الإسلامي، وعلي عبد الرازق في كتابه: "الإسلام وأصول الحكم" الذي دعا فيه إلى فصل الدين عن الدولة. أما عن دوره في الدعوة إلى وحدة الأديان فيقول: والدعوة إلى وحدة الأديان فكرة قديمة، وجدت عند ملاحدة الصوفية كما ذكر ابن تيمية رحمه الله في عدد من كتبه وهذه الفكرة الخبيثة قد وجدت قديمًا عند ملاحدة الصوفية كابن سبعين وابن هود والتلمساني، قال ابن تيمية رحمه الله: "كان هؤلاء كابن سبعين ونحوه يجعلون أفضل الخلق "المحقق" عندهم، وهو القائل بالوحدة، وإذا وصل إلى هذا فلا يضره عندهم أن يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا، بل كان ابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم يسوغون للرجل أن يتمسك باليهودية والنصرانية كما يتمسك بالإسلام، ويجعلون هذه طرقًا إلى الله بمنزلة مذاهب المسلمين). ثم يتكلم عمن تبنى هذه الدعوة حديثًا، ويبتدأ بجمال الدين الأفغاني، ثم يذكر من تأثر بهذه الدعوة من تلامذته فيقول: (وتأثر بهذه الدعوة تلامذة الأفغاني، وعلى رأسهم الشيخ محمّد عبده، إذ قد دعا إلى التقريب بين الأديان، وكان ذلك بإيعاز من الأفغاني، فقد اتصل الشيخ محمّد عبده برجالات الدين النصراني، وتفاوض معهم منذ عام (1883 م) عندما كان منفيًا في بيروت .. وقد أخذت هذه الدعوة شكلًا عمليًّا بعد وفاة الأفغاني. حيث اتصل بقس إنجليزي اسمه "إسحاق تيلور" وكتب إليه رسالتين للتقريب بين الأديان .. وقد صرح (تيلور) بأن تفسير الإمام يمهد له الطريق لإثبات الموحدة بين الديانتين، في وسط يلتقي فيه المؤمن بالقرآن والمؤمن بالإنجيل. وسرت هذه الروح بعد الشيخ محمّد عبده حتى اشتعلت في مصر ثورة (1919 م) بقيادة صحبه وتلاميذه، وفي مقدمتهم سعد زغلزل، حتى اتحد الصليب والهلال، وخطب شيوخ الأزهر في الكنائس، واعتلى القسس منابر الأزهر) أ. هـ. قلت: وقد فصلنا القول عن خصائص المدرسة الإصلاحية ومنهجها في التفسير وموقفها من السنة النبوية في ترجمة السيد محمّد رشيد رضا تلميذ محمّد عبده الذي يعتبر هو المؤسس الحقيقي لهذه المدرسة. فليراجع ففيه زيادة توضيح عن انحرافات هذه المدرسة. والله يعصمنا من الخطأ والزلل. * الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات: "والشيخ محمّد عبدة من الماتريدية كما يظهر من مؤلفاته وصرح به غير واحد وقد عده الكوثري من أهل وحدة الوجود" أ. هـ. وفاته: سنة (1323 هـ) ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" لم يتمه، "رسالة التوحيد" و"رسالة الواردات" في الفلسفة والتصوف و"شرح نهج البلاغة" وغيرها.

3111 - ابن الجنيد المقرئ

3111 - ابن الجنيد المقرئ * المفسر المقرئ: محمّد بن عبدوس بن أحمد بن الجنيد، أبو بكر النيسابوري. من مشايخه: طري بن خزيمة، وأبو عبد الله البوشنجي وغيرهما. من تلامذته: الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: * طبقات المفسرين للداودي: "المقرئ المفسر لواعظ .. إمام فاضل في القراءات، عالم بمعاني القرآن ... سمع منه الحاكم وأثنى عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. 3112 - ابن عمروس * المفسر, المقرئ: محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن محمّد بن عمروس، أبو الفضل البزاز البغدادي. ولد: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن حبابة، وأبو حفص بن شاهين وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان أحد الفقهاء على مذهب مالك وكان أيضًا من حفاظ القرآن ومدرسيه .. كتبت عنه -أي الخطيب- وكان دينًا ثقة مستورًا، وإليه انتهت الفتوى في الفقه على مذهب مالك ببغداد" أ. هـ. * ترتيب المدارك: "إمام فاضل .. ذكره أبو إسحاق الشيرازي فقال: كان فقيهًا أصوليًا، وذكره القاضي أبو الوليد الباجي. فقال: فقيه صالح وذكره السمنطاوي فقال: فقيه شاطر، جلد قيم بمسائل الخلاف صاحب حلقة المالكيين بجامع المنصور، وله تعليق حسن كبير مشهور في المذهب والخلاف" أ. هـ. * المنتظم: "كان دينًا ثقة، وقبل قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني شهادته" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة, شيخ المالكية". وقال: "كان من كبار المقرئين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من القراء المجودين رحمه الله، ذكره ابن عساكر في الأشاعرة" أ. هـ. * البداية والنهاية: "انتهت إليه رياسة الفقهاء المالكيين ببغداد, وكان من القراء الجيدين وأهل الحديث المسندين ... وكان أحد المعدلين" أ. هـ. وفاته: سنة (452 هـ) اثنتين وخمسين وأربعمائة. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 193). * تاريخ الإسلام (وفيات 452) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 161)، وقد أخطأ في وفاته فجعله سنة (372 هـ) وهي سنة ولادته وجعل اسمه محمّد بن عبد الله، تاريخ بغداد (2/ 339)، تبيين كذب المفتري (264)، ترتيب المدارك (4/ 762) وفيه محمّد بن عبد الله وقال هو أثبت وأصح -أي من عبيد الله، الأنساب (4/ 238)، المنتظم (16/ 64)، الكامل (10/ 13) وفيه محمّد بن عبيد، السير (18/ 73)، العبر (3/ 228)، البداية والنهاية (12/ 91) وفيه عرنوس وهو خطأ، الديباج المذهب (2/ 238)، النجوم (5/ 68)، الشذرات (5/ 224)، شجرة النور (105).

3113 - ابن أبي البقاء

3113 - ابن أبي البقاء * النحوي، اللغوي: محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين البصري، أبو الفرج بن أبي البقاء، قاضي البصرة. من مشايخه: أبو القاسم الفضل بن محمّد بن الفضل القصباني، وأبو تمام علي بن محمّد بن الحسن وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو عليّ بن سكرة الصدفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان حافظًا للفقه، حسن المذاكرة كثير القراءة متحشمًا عن السلاطين .. " أ. هـ. * الكامل: "كان عفيفًا مقدمًا عند الخلفاء والسلاطين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عالمًا فهمًا فصيحًا، كثير المحفوظ، مهيبًا، تام المروءة متينًا. قال أبو عليّ بن سكرة: كان من أعلم النّاس بالعربية واللغة، وله تصانيف ما رأيت مجلسًا أوقر من مجلسه. أ. هـ. قال السلفي: كان من أجلاء القضاة .. " أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان عابدًا خاشعًا عند الذكر" أ. هـ. * الوافي: "كان شيخًا مهيبًا صبيح الوجه عالمًا بالمذهب، له يد باسطة في اللغة والأدب. وله تصانيف في اللغة حسان" أ. هـ. من أقواله: معجم الأدباء: "سمع في مرضه يقول: ما أخشى الله يحاسبني أنني أخذت شيئًا من وقفٍ أو مال يتيم" أ. هـ. وفاته: سنة (499 هـ) تسع وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "مقدمة في النحو"، و"كتاب المتقعرين". 3114 - ابن العويص * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن محمّد بن هشام بن عبد الرحمن بن غالب بن نصر الخشني المالقي، أبو عبد الله، يعرف بابن العويص. من مشايخه: أبو عبد الله النفزي وابن الطراوة وغيرهما. من تلامذته: ابنا حوط الله وابن يربوع وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الأبار: وكان مقرئًا ماهرًا نحويًّا لغويًّا، دأب على تعليم القرآن والعربية دهره وحدث" أ. هـ. * البغية: "قال ابن الزبير: كان أستاذًا مقرئًا نحويًّا فاضلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. ¬

_ * المنتظم (17/ 97)، معجم الأدباء (6/ 2560)، الكامل (10/ 415)، تاريخ الإسلام (وفيات 499) ط. تدمري، الوافي (4/ 9)، البداية والنهاية (12/ 177)، بغية الوعاة (1/ 170)، معجم المؤلفين (3/ 478). * البغية (1/ 169)، تاريخ الإسلام (وفيات 576) ط. تدمري.

3115 - ابن أبي كدية

3115 - ابن أبي كدية * المقرئ: محمد بن أبي بكر عتيق بن محمد بن أبي نصر، أبو عبد الله التميمي، القيرواني، ويعرف بابن أبي كدية. من مشايخه: أبو عبد الله الحسين بن حاتم الأزدي- وهو صاحب ابن الباقلاني، وأبو العباس بن نفيس وغيرهما. من تلامذته: أبو الكرم الشهرزوري، وأبو الحسين عبد الحق اليوسفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * مختصر تاريخ دمشق: "المتكلم الأشعري" أ. هـ. * فوات الوفيات: "الأشعري المتكلم .. سمع يوما قائلا ينشد أبيات أبي العلاء المعري. ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة ... وحق لسكان البسيطة أن يبكوا تحطمنا الأيام حتى كأننا ... زجاج ولكن لا يعاد له سبك فقال رحمه الله يرد عليه: كذبت وبيت الله حلفة صادق ... سبكنا بعد الثرى من له الملك ونرجع أجساما صحاحا سليمة ... تعارف في الفردوس ما عندنا شك ومن شعره أيضًا: كلام إلهي ثابت لا نفارقه ... وما دون رب العرش فالله خالقه ومن لم يقل هذا صار ملحدا ... وصار إلى قول النصارى يوافقه ودفن عند الأشعري" أ. هـ. قلت: في هامش تاريخ الإسلام ذكر المحقق عمر عبد السلام تدمري ما يلي: - وقد وقع في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (23/ 45) أن ابن عتيق القيرواني قتل سنة ثمانين وأربعمائة! ! ولم يتنبه السيد "إبراهيم صالح" محقق الكتاب إلى هذا الخطأ الواضح، وأقول أنا خادم العلم "عمر تدمري": إن هذا الخبر مقحم على الأصل بدليل أن تاريخ الوفاة مذكور في آخر الترجمة (23/ 46) "توفي سنة اثنتي عشرة وخمسمائة خارج الكرخ، بالجانب الغربي". ووقع في عيون التواريخ (12/ 86) العبارة الآتية: "وقال سبط الجوزي في كتاب المرآة كان يحفظ كتاب سيبويه". وأقول: ليس في ترجمة القيرواني عند سبط الجوزي هذه العبارة. وقال سبط الجوزي: إن القيرواني دفن عند قبر الأشعري، وكان يزعم أنه على مذهبه، وقد قال: ¬

_ * معرفة القراء (1/ 467)، تاريخ الإسلام (وفيات 512)، تذكرة الحفاظ (4/ 1250)، فوات الوفيات (3/ 429)، الوافي (4/ 79)، الغاية (2/ 195)، النجوم (5/ 217)، السير (19/ 417)، عيون التواريخ (12/ 85)، مختصر تاريخ دمشق (23/ 45).

3116 - الجعد

كلام إلهي ثابت لا يفارقه ... وما دون رب العرش فالله خالقه ومن لم يقل هذا فقد صار ملحدًا ... وصار إلى قول النصارى مواقفه قالوا: وليس هذا مذهب الأشعري، وإنما قوله أول بيت (كلام إلهي ثابت لا يفارقه) مذهب الأشعري، وقوله (ما دون العرش فالله خالقه) مذهب المعتزلة. (مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 76). * معرفة القراء: "المقرئ المتكلم الأشعري ... قال ابن عقيل ذاكرته فرأيته مملوءًا علمًا وحفظًا. وقال السلفي: كان مشارًا إليه في علم الكلام قال لي: أنا أدرس علم الكلام من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وكان مقدمًا على نظرائه مبجلًا عند من ينتحل مذهبه مجانبًا عند مخالفته جرت بينه وبين الحنابلة فق وأوذي غاية الإيذاء" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "دخل العراق وأقرأ علم الكلام بالمدرسة النظامية وكان صلبًا في الاعتقاد ... وسأله السلفي عن مسألة الاستواء، فذكر أحد الوجهين لأبي الحسن الأشعري أن يحمل على ما ورد ولا يفسر" أ. هـ. * السير: "وقال أحمد بن شافع: قال ابن ناصر وجماعة: كان أصحاب القيرواني يشهدون عليه أنه لا يصلي ولا يغتسل من جنابة في أكثر أحواله ويرمى بالفسق مع المرد. واشتهر بذلك وادعى قراءة القرآن على ابن النفيس، قلت: هذا كلام بهوى" أ. هـ. / الغاية: "إمام علامة متقن متكلم مناظر" أ. هـ. وفاته: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة. 3116 - الجعد * اللغوي، النحوي، المقرئ: محمّد بن عُثْمَان بن مسبح الشيباني، أبو بكر، المعروف بالجعد. من مشايخه: ابن كيسان وغيره. من تلامذته: أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم وغيره. كلام العلماء فيه: * نزهة الألباء: "كان من أفاضل الناس وأعلمهم" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان من العقلاء الفضلاء، مقدمًا في النحو واللغة والأدب" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أديب، نحوي, لغوي، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين. من مصنفاته: "خلق الإنسان"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"معاني القرآن" و"القراءات". ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 184) و (1/ 269)، تاريخ بغداد (3/ 47)، معجم الأدباء (6/ 2569)، نزهة الألباء (229)، غايه النهاية (1/ 171)، الوافي (4/ 82)، كشف الظنون (2/ 1457)، الأعلام (6/ 260)، معجم المؤلفين (3/ 484)، الفهرست لابن النديم (90)، هدية العارفين (2/ 29)، بغية الوعاة (1/ 171).

3117 - أبو جعفر بن أبي شيبة

3117 - أبو جعفر بن أبي شيبة * المفسر: محمّد بن عُثمَان بن أبي شيبة، أبو جعفر، العبسي الكوفي، نزيل بغداد. من مشايخه: أبوه، وعمَّيه أبا بكر والقاسم، ويحيى بن معين وآخرون. من تلامذته: ابن صاعد، وعثمان بن السماك، وإسماعيل الخطبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "ذكر ابن المنادي وفاته ثم قال: كنا نسمع شيوخ أهل الحديث وكهولهم يقولون: مات حديث الكوفة بموت موسى بن إسحاق ومحمد بن عثمان، وأبي جعفر الحضرمي وعبيد بن غنام. قلت -أي الخطيب-: وكانت وفاة هؤلاء الأربعة في سنة واحدة" أ. هـ. * المنتظم: "روى ابن عقدة عن جماعة من العلماء تكذيبه والقدح فيه، منهم عبد الله بن أحمد فإنه روى عنه أنه قال: محمّد بن عُثْمَان كذاب، بين الأمر، وتعجب ممن يكتب عنه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان محدثًا فهمًا واسع الرواية، صاحب غرائب وله تاريخ كبير لم أره. قال صالح بن محمّد جزرة: ثقة. وقال ابن عدي: لم أرَ حديثًا منكرًا فأذكره، وهو على ما وصفه له عبدان، لا بأس به. وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب. وقال عبد الله بن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى يتلقف ما يأفكون. وقال الدارقطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث. وقال البرقاني: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ المسند". وقال: "جمع وصنف، وله تاريخ كبير، ولم يرزق حظًا بل نالوا منه. وكان من أوعية العلم" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كان عالمًا بصيرًا بالحديث والرجال". وقال: "له معرفة وفهم، وقال أبو نعيم بن عدي: رأيت كلا منه ومن مطين يحط أحدهما على الآخر" أ. هـ. وفاته: سنة (297 هـ) سبع وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "فضائل القرآن"، و"التاريخ الكبير" وغير ذلك. 3118 - ابن بلبل * النحوي، اللغوي: محمّد بن عُثمَان بن بلبل، أبو ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثلاثون) ط. تدمري، الكامل في الضعفاء (7/ 556)، تاريخ بغداد (3/ 42)، المنتظم (13/ 102)، اللباب (2/ 115)، العبر (2/ 108)، السير (14/ 21)، تذكرة الحفاظ (2/ 661)، ميزان الاعتدال (6/ 254)، الوافي (4/ 82)، البداية والنهاية (11/ 118)، لسان الميزان (5/ 280)، النجوم (3/ 171)، طبقات الحفاظ (287)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 194)، الشذرات (3/ 413)، كشف الظنون (1/ 276). * معجم الأدباء (6/ 2569)، الوافي (4/ 84)، البغية (1/ 170).

3119 - ابن أبي شنب

عبد الله. من مشايخه: السيرافي، والفارسي، وابن خالويه وغيرهم. من تلامذته: ابن بشران وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "لغوي نحوي .. برع في الشعر والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. 3119 - ابن أبي شنب * النحوي، اللغوي: محمّد بن العربي بن محمّد بن أبي شنب. ولد: سنة (1286 هـ) ست وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * معجم أعلام الجزائر: "منح لقب دكتور في الآداب من الجامعة الجزائرية، كان يحسن اللغة الفرنسية كأهلها، وله إلمام جيد بالفارسية والعبرية والإيطالية والتركية والأسبانية .. انتخب عضوًا في المجمع العلمي بباريس سنة (1924 م)، مثل الجزائر في عدة مؤتمرات منها مؤتمر المستشرقين في الرباط سنة (1928 م) وكانت له مكانة عالية عند المستشرقين .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1347 هـ) سبع وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: كثيرة جدًّا منها "شرح شواهد جمل الزجاجي" في النحو، و"تحبير الموشين في التعبير بالسين والشين" للفيروز أبادي مع تعليقات و"شرح لمثلثات قطرب". 3120 - دروزة * المفسر محمّد عزة دروزة. ولد: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * قلت: ومن كتابه (التفسير الحديث) (1/ 257) وتحت عنوان: تعليق على العرش، قال: "وكلمة العرش تأتي هنا لأول مرة ثم تكررت، وقد جاءت في سياق ذكر ملكة سبأ في آية النمل هذه {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} وجاءت جمعًا في سياق ذكر القرى التي دمرها الله في آية سورة الحج هذه {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاويَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}. وأكثر ما جاءت منسوبة إلى الله عزَّ وجلَّ كما هي في الآيات التي نحن في صددها، أو بصيغة استواء الله على العرش كما في آية الأعراف هذه {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى ¬

_ * الأعلام (6/ 266)، معجم المؤلفين (3/ 486)، معجم أعلام الجزائر (162)، معجم المطبوعات لسركيس (1626). * التفسير الحديث (السور مرتبة حسب النزول) للمترجم له- دار إحياء الكتب المصرية (1383 هـ-1963 م)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 241)، (الدراسات القرآنية المعاصرة) أعده الطالب محمّد بن عبد العزيز السديس -أصلها رسالة دكتوراه- المملكة العربية السعودية -كلية الشريعة- الرياض: (ص 105)، اتجاهات التفسير في العصر الراهن (57 و 308).

الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ} وقد ذكرت في آية من سورة هود هكذا {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}. وأصل معنى الكلمة الكرسي أو الأريكة المرتفعة المسقوفة. وفي كتب التفسير أقوال كثيرة عن عرش الله ومفهومه ومفهوم استواء الله عليه. وفي بعضها إغراب وتزيد. ويفيد بعضها أن عرش الله مادة. * الدراسات القرآنية المعاصرة: " ... ولد الأستاذ محمد عزة دروزة ... بمدينة نابلس ونشأ بها أوائل حياته ... انتخب عام (1960 م) عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية في القاهرة وعضوا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالقاهرة، ومقررا لشعبة التاريخ فيها" أ. هـ. * اتجاهات التفسير في العصر الراهن -بعد أن وصف الترجمة في تفسيره- قال د. عبد المجيد عبد السلام: "وخير من يصف منهج الرجل هو نفسه كما يعرف الجميع. وإني أرى صاحب التفسير الحديث متأثرا بمنهج أبي حيان الأندلسي الذي وضعه في مقدمة تفسيره "البحر المحيط". هذه واحدة. والثانية أن صاحب هذا التفسير لكونه يفسر القرآن حسب ترتيب النزول لا بد أن يجنح إلى التفسير الموضوعي في مواضع في مواضع كثيرة إن أراد ذلك أو لم يرد. لسبب بسيط وهو أن السور المكية تشتمل على موضوعات ومواقف لا نراها في السور المدنية. وذلك راجع إلى بداية الدعوة ونموها ونهايتها إلى النتيجة الرائعة في يثرب وهجرة الرسول عليه السلام إليها وقيام الدولة الإسلامية فيها. فالمنافقون مثلًا يرد ذكرهم في السور المدنية وحسب. ولا نجد ذكرا للنفاق والمنافقين في السور المكية. لأن الوضع في مكة كان محصورا في فئتين: فئة كثيرة مشركة وثنية، وفئة قليلة مؤمنة مستضعفة. ومن دراستي لهذا التفسير رأيت أن صاحبه كان يرجع إلى معظم التفاسير المشهورة. وكثيرا ما كان يتمثلها في تفسيره وينقل عنها ويحيل القارئ عليها في مواضع كثيرة، وهذه التفاسير: تفسير ابن عباس، والطبري، والرازي، والنيسابوري، والبيضاوي، والطبرسي، والبغوي، ومجموعة تفسير ابن تيمية، والنسفي، والخازن، وأبي السعود، والزمخشري، والقاسمي، وجزء عم لمحمد عبده، وتفسير المنار. وغير ذلك. ومن الكتب التي كان يحيل عليها كثيرا: الإتقان، والسيرة الحلبية، والتاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول، وتاريخ الطبري، وسيرة الرسول - عليه السلام - للمؤلف، والقرآن المجيد للمؤلف أيضًا" أ. هـ. وبعد أن ذكر إنكار محمد دروزة للنزعة العلمية، (ص 62) وإنكاره على المفسرين بربط آية بآية، إلى أن قال: "وإني أختلف مع صاحب التفسير الحديث في استعماله بعض العبارات التي تصف الله تعالى

من مثل قوله في تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَينَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 65 , 66]: في الآية الأولى صورة من صورة تناقض الكفار المشركين، فهم يخصون الدعاء لله وحده حينما يركبون الفلك لينجيهم إلى البر استتباعًا لعقيدتهم بأنه خالق الكون ومدبره الأعظم الضار النافع وحده، فإذا ما نجاهم عادوا إلى شركهم" (¬1). فعبارة المؤلف "ومدبره الأعظم" غير دقيقة. وبخاصة أن الماسونية تقول عن الله "مهندس الكون الأعظم" أمام السذج والعميان بمن ينضمون إليها. وإذا بحثت عن هذا المهندس تجده ملك الحكومة العالمية التي تسعى الماسونية لتحقيقها. فهو يهودي من نسل داود - عليه السلام - كما يزعمون. والله سبحانه ليس خالق الكون وحده، بل خالق الكون والإنسان والحياة. أي ما اصطلح عليه بالوجود. والله سبحانه هو الواجب الوجود. و"الأعظم" صيغة أفعل التفضيل. وهي توحي بمدبر للكون أقل عظمًا منه ويدخل في ذلك قول الأستاذ أمين الخولي عن القرآن: "كتاب العربية الأعظم" وهذه العبارة توحي بوجود كتاب أقل عظمًا من القرآن الكريم. ولا يجوز وصف الله بغير الصفات التي وصف بها ذاته، سبحانه وتعالى عما يصفون" أ. هـ. ولما كان القرآن لا يحتوي شيئًا عن ماهية العرش، كما أنه ليس هناك حديث نبوي ثابت ووثيق في ذلك، فالواجب أن يقف المرء فيما ورد في صدد ماهيته موقف التحفظ. ولما كان من عادة الملوك أن يكون لهم عروش عظيمة فخمة. ثم لما كان في التعابير الأسلوبية ما يفهم منه أن عروش الملوك كانت وما زالت ترمز إلى سعة الملك وعظمته وفخامته أيضًا، ولما كانت الآيات التي احتوت كلمة عرش الله قد وردت في صدد بيان عظمته عزَّ وجلَّ وعلو شأنه وشمول ربوبيته ونفوذ أمره في جميع الكائنات خلقًا وتدبيرًا وتسخيرًا فالمتبادر أن الكلمة قد استعملت للتقريب والتشيه. ولا سيما أن الله عز وجل ليس مادة يمكن أن تحد بمكان أو صورة أو تحتاج إلى عرش مادي. وفي القرآن آيات نسبت إلى الله اليد واللسان والروح والنزول والمجيء والقبضة مما هو منزه عن مفهوماتها المادية وما هو بسبيل التقريب والتشيه. وهذا وذاك من باب واحد. ولقد كان تعبير استواء الله على العرش مثار جدل وخلاف بين علماء الكلام. فكان منهم المؤول ومنهم المنزه لله عن الاستواء المادي والعرش المادي، ومنهم الأخذ على الظاهر والواقف عنده بدون تأويل. ومنهم الكاره للجدل القائل "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" ومنهم القائل: إن معنى استواء الله على العرش استقامة أمر ملك السموات والأرض لله تعالى وانفراده بتدبيره بعد خلقه، وإن عقيدة التنزيه القطعية الثابتة بالعقل والنقل مانعة لكل توهم ¬

_ (¬1) التفسير الحديث (7 - 33).

لشبهة تشبيه الخالق بالمخلوق في التعبير بالاستواء على العرش. وإن من الواجب حمل التعبير على المجاز المعتاد استعماله في اللغات البشرية. وهذا متسق مع كلامنا". وقال من خلال تعليقه على {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (2/ 138): "أما جملة {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فإنها تأتي هنا لأول مرة. وقد تكررت بعد ذلك أكثر من مرة. ولقد علقنا على كلمة العرش بما فيه الكفاية في سياق سورة البروج فلا ضرورة للإعادة ونقول في صدد الاستواء: إن أصل معناه تساوي الشيء واستقامته واعتداله. وقد تطلق الجملة من قبيل المجاز فتكون بمعنى التملك بالنسبة للملك أكثر منها بمعنى الجلوس على العرش أو الكرسي. ومما قاله ابن كثير إن للناس في هذا المقام مقالات كثيرة ولكن الأولى أن يسار في طريق السلف الصالح بالمرور بالجملة من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، وملاحظة كون الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء. ومما قاله البغوي إن المعتزلة أولت الاستواء بالاستيلاء وإن أهل السنة قالوا إن الاستواء على العرش صفة وصف الله بها نفسه فتؤخذ بالإيمان بلا كيف ولا تشبيه. ومما قاله السيد رشيد رضا إن أحدًا من أصحاب رسول الله لم يشتبه في معنى استواء الرب تعالى على العرش، على علمهم بتنزهه سبحانه عن صفات البشر وغيرهم من الخلق، وكانوا يفهمون أن استواءه تعالى على عرشه عبارة عن استقامة أمر ملك السموات والأرض له وانفراده هو بتدبيره. وعلى كل حال فهذا من الأمور المغيبة التي أخبر الله عنها بالعبارة التي اقتضتها حكمة تنزيله، ومن الواجب الإيمان بما جاء في القرآن مع تنزيه الله عزَّ وجلَّ عن الحدود والجسمانية والمشابهة التي يقتضيها تأويل العرش بالمادية والجلوس الجسماني عليه. ومع التنويه بخاصة بوجاهة ما ذكره رشيد رضا من فهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معنى الجملة وإن لم يورد نصًّا في ذلك معزوًا إلى أحد وسندًا يسند قوله، ومع ملاحظة أن الآيات في جملتها هنا وفي غير مكان قد وردت في معرض التدليل على عظمة الله وشمول قدرته وملكه وتوكيد كونه الخالق المدبر واستحقاقه بسبب ذلك وحده للعبادة والخضوع. تبارك الله رب العالمين". وقال في تعليقه على كلمة (محدث) وعلى مسألة خلق القرآن (6/ 156): "ولقد وقف علماء الكلام عند كلمة (محدث) حيث اتخذها بعضهم دليلًا على حدوث القرآن وأولها بعضهم بما يجعل هذا الاستدلال في غير محله؛ لأنه يؤدي إلى القول بأن القرآن حادث وهو كلام الله كما جاء في آية التوبة هذه {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} والكلام من صفات الله القديمة بقدمه التي لا يصح عليها حدوث وخلق. والكلمة في مقامها واضحة الدلالة على أنها إنما قصدت (آيات جديدة النزول) ولا تتحمل إثارة المعنى الذي أريد الجدل حوله. ومسألة خلق القرآن من المسائل الكلامية الشهيرة التي أدت إلى فتنة شديد في زمن المأمون

الخليفة العباسي وامتدت نحو عشرين سنة واضطهد وعذب في سبيلها علماء كثيرون على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل لأنهم أريدوا على القول بإيعاز من المعتزلة بأن القرآن مخلوق فأبوا. وهذه المسألة متفرعة عن مسألة أعم. وهي الخلاف على صفات الله بين أهل السنة والمعتزلة. فالمعتزلة قالوا إن صفات الله هي ذات الله فهو عالم بذاته متكلم بذاته الخ أي بدون علم وقدرة وكلام زائد عن ذاته أو غير ذاته على اعتبار أن الذهاب إلى كون صفات الله القديمة بقدمه غير ذاته هو تعدد لله القديم الذي يستحيل عليه التعدد. وأهل السنة قالوا إن لصفات الله معنى زائدًا عن ذاته فهو عالم بعلم وقادر بقدرة ومتكلم بكلام واحترزوا بهذا لمنع تعدد الله القديم بتعدد صفاته لأنهم مثل المعتزلة يعتقدون باستحالة التعدد في حق الله. ثم أبحر الخلاف إلى صفة كلام الله وماهية القرآن باعتباره كلام الله فقال فريق من أهل السنة إن الله متكلم بكلام أزلي قديم زائد عن ذاته وغير منفك عنها وإن القرآن معنى قائم بذات الله وقيدوا أنهم لا يعنون بذلك الحروف والأصوات المقروءة المسموعة المكتوبة ومثلوا على ذلك بالفرق بين ما يدور في خلد الإنسان من كلام دون أن ينطق به فهو شامل في أي واحد لجميع الكلام الذي يدور في الخلد أما الحروف والأصوات المقروءة المسموعة المكتوبة من القرآن فإنها ليست من تلك الصفة القديمة وإنما هي من الحوادث لأنها تابعة لترتيب يتقدم فيه حرف على حرف نطقًا وكتابة وسمعًا وهذا من سمات الأمور الحادثة. وقال فريق آخر من أهل السنة إن حروف القرآن المكتوبة المقروءة وأصواتها المسموعة غير منفكة عن صفة كلام الله الأزلي القديم وأنها مثلها قديمة أزلية أيضًا ليست حادثة ولا مخلوقة. أما المعتزلة -والشيعة الإمامية مثلهم في أكثر المذاهب الكلامية- فقد قالوا إن الله متكلم بذاته بدون كلام زائد عنها وأنه يخلق الحروف والأصوات في الأعراض فتقرأ وتسمع وأن القرآن باعتبار أنه متصف بما هو صفات المخلوق وسمات الحدوث من تأليف وتنظيم وإنزال وتنزيل وكتابة وسماع وعروبة لسان وحفظ وناسخ ومنسوخ الخ هو مخلوق ولا يصح أن يكون قديمًا أزليًا. ويقولون إن القرآن اسم لما نقل إلينا بين دفتي المصحف تواترًا وهذا يستلزم كونه مكتوبًا في المصاحف مقروءًا بالألسن مسموعًا بالآذان وكل ذلك من سمات الحدوث بالضرورة، ويرد عليهم أهل السنة بأنه كلام الله مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروء بأسنتا مسموع بآذاننا غير حال فيها بل هو معنى قديم قائم بذات الله يلفظ ويسمع بالنظم الدال عليه ويكتب بنقوش وصور وأشكال موضوعة للحروف ويكتب بالقلم وأن المراد بأن القرآن غير مخلوق هو حقيقته الموجودة في الخارج .. هذه خلاصة وجيزة جدا لأن التبسط في الكلام ليس من منهجنا، وواضح أن الجماعات المختلفة معترفون بكمال صفات الله وأن اختلافهم هو حول آثار هذه الصفات وتخيلها وتفهمها ومداها وأن شأنهم في هذا شأنهم في الخلافيات الكلامية الأخرى، منهم المعظم لله ومنهم المنزه له. وأنهم متفقون على أن القرآن منزل من الله على نبيه. ونعتقد أن ثوران هذه المسألة الخلافية وما ترتب

عليها من فتنة في أوائل القرن الثالث الهجري ذو صلة بالأحداث السياسية والنحلية والطائفية والعنصرية التي حدثت في القرون الإسلامية الأولى وأنه كان لتسرب الأساليب الكلامية والكتب الفلسفية الأجنبية أثر قوي فيها وأنها لا تتصل بآثار نبوية وراشدية موثقة ثابتة في ذاتها فضلًا عما هناك من آثار نبوية وراشدية تنهى عن الخوض في ماهية الله والقرآن وتوجب أن يظل المسلم في حدود التقريرات القرآنية من أن القرآن كلام الله ومن عند الله وأن لله أحسن الأسماء وأكمل الصفات وأنه ليس كمثله شيء وأنه لا تدركه الأبصار، ولا يتورط ويخوض في ماهيات وكيفيات متأصلة بسر واجب الوجود وسر الوحي والنبوة مما لا يستطاع إدراكه بالعقل المادي ومما لا طائل من ورائه". وقال في (7/ 382) تعليقًا على آية الكرسي: "ولقد تعددت الأقوال في صدد الكرسي كما هو الأمر في صدد العرش واللوح والقلم ومنها ما جاء فيه أوصاف مادية لا تخلو من غرابة ولا تنسجم من صفات الله وتنزهه وليست متصلة بحديث نبوي وثيق السند، وأظهر الأقوال وأكثرها انسجامًا مع صفات الله أن الكلمة مستعملة على سبيل المجاز وأن المقصود منها بيان عظمة ملك الله وسلطانه والله أعلم" أ. هـ. قلت ومن كتاب (الدراسات القرآنية المعاصرة)، وتحت عنوان: منهج المؤلف في البحث. قال محمّد بن عبد العزيز السديس: (يقدم المؤلف لكل سورة يشرع في تفسيرها بمقدمة قصيرة يذكر فيها ما تحتويه السورة من أحكام على العموم. وأين كان نزولها وما تمتاز به مبينًا ما فيها من الآيات المكية إن كانت السورة مدنية وما فيها من الآيات المدنية إن كانت السورة مكية وقد أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه إذ قال: "وقد رأينا ... وضع مقدمة أو تعريف موجز للسور قبل البدء في تفسيرها، يضمن وصفها ومحتوياتها وأهم ما امتازت به وما يتبادر من فحواها من صحة ترتيبها في النزول وفي المصحف، وما في السور المكية من آيات مدنية. وفي السور المدنية من آيات مكية حسب الروايات. والتعليق على ذلك حسب المقتضى. وكذلك وضع عناوين للموضوعات والتعليقات الهامة التي تناولناها بالبحث والشرح والبيان ليسهل على من ينظر في التفسير مراجعة ما يريد فيها" (¬1). والمؤلف يسوق مجموعة الآيات ثم يبين معاني المفردات ثم يذكر ما يؤخذ منها من أحكام ثم يعلق على الآيات إذ يقول: "تعليق على آية كذا .. وفي هذا التعليق يحقق سبب نزول الآية وأين نزلت بعد ذكر الخلاف بين العلماء ويرجح ما يراه راجحًا. كما يذكر خلاف العلماء في الأحكام وغيرها ويرجح ما يراه راجحًا هذا هو ما يغلب على منهجه. وقد لا يذكر معاني المفردات إذا كانت معانيها واضحة. وقد لا يذكر ما فيها من الأحكام إذا لم يوجد فيها أحكام. كما أنه لا يذكر تعليقًا في بعض الأحيان. والمؤلف كغيره من المؤلفين له آراء غير سديدة ¬

_ (¬1) التفسير الحديث (1/ 28).

وأخرى سديدة في أمور الاعتقاد والتشريع فأما في الأمور الاعتيادية فله رأيان مجافيان للصواب فيما اطلعت عليه وأمكنني معرفته من آرائه، فهو أولًا يرى: "أن يحمل التعبير بالعرش على المجاز المعتاد استعماله في اللغات البشرية. كما يقول: "إن في القرآن آيات نسبت إلى الله اليد واللسان والروح والنزول والمجيء والقبضة مما هو منزه عن مفهوماتها المادية. ومما هو بسبيل التقريب والتشبيه وهذا وذاك من باب واحد" (¬1). ويقول في صدد الكرسي أن أظهر الأقوال وأكثرها انسجامًا مع صفات الله. استعمالها على سبيل المجاز. فيقول: "ولقد تعددت الأقوال في صدد الكرسي كما هو الأمر في صدد العرش واللوح والقلم ومنها ما جاء فيه أوصاف مادية لا تخلو من غرابة ولا تنسجم مع صفات الله وتنزهه وليست متصلة بحديث وثيق السند. وأظهر الأقوال وأكثرها انسجامًا مع صفات الله أن الكلمة مستعملة على سبيل المجاز، وأن المقصود منها بيان عظمة ملك الله وسلطانه والله أعلم" (¬2). فالمؤلف يرى أن الكرسي والعرش مستعملة استعمالًا مجازيًا؟ وأنا أقول ما المانع والمحذور الشرعي أو العقلي من استعمالها على الحقيقة. قال صاحب "كتاب متشابه القرآن" في رد هذا القول: "وقد وصف الله نفسه ونعته رسوله - صلى الله عليه وسلم - بآيات وأحاديث تزيد على آيات وأحاديث الأحكام أو تقرب منها. فمن حملها على غير ظاهرها أو المجاز أو الكناية فليحمل آيات الأحكام وأحاديثها وغيرها على غير ظاهرها أو على المجاز والكناية، وعليه ألا يعيب على من فعل ذلك كبعض الباطنية وبعض الصوفية المارقين عن الإسلام، إذ لا فرق بين ذلك عند من له أدنى معرفة بكلام الله ورسوله ولسان العرب الذي نزل به القرآن، وإلا فهو تحكم بغير علم ولا عقل يسوغ له ذلك، ولا عذر له عند الله فيما قلد فيه من قبله مع وضوح الدليل وقدرته على أخذه والوصول إليه. والله يهدينا ويهدي قومنا إلى سواء السبيل، ويجمع كلمتنا على كتابه" (¬3). أما الرأي الثاني فهو رأيه في سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ يقف حائرًا من حديث سحر لبيد بن الأعصم اليهودي للرسول مع وروده في الصحيحين ومع معرفته بأنه وارد في الصحيحين إذ صرح بوروده في الصحيحين ومع ذلك وقف حائرًا ظنًّا منه أن ذلك يؤثر في نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬4) وليس كذلك فإن سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤثر فيه إلا من ناحية الأمور الدنيوية فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه يأتي الشيء فإذا هم به لم يستطع وخاصة فيما يتعلق بالنساء. غير أن المؤلف مع هذا يحارب وينقد البدع والخرافات الشركية التي وقع فيها جهلة المسلمين فعند تفسيره لآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. قال: (وجملة) {وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} ¬

_ (¬1) التفسير الحديث (1/ 258). (¬2) التفسير الحديث (7/ 382). (¬3) بيان متشابه القرآن (19/ 20). (¬4) التفسير الحديث (1/ 199).

أوجدت على ما يظهر في أذهان بعض المسلمين فكرة (التوسل) أي الاستشفاع بالأنبياء وعباد الله الصالحين من أموات وأحياء لدى الله والإقسام عليه بحقهم بقضاء مطالب متنوعة من دفع ضرر وجلب نفع على اعتبار أنهم من الوسائل التي حثت الآية على ابتغائها إليه، وبلغ الأمر أن صاروا يشدون الرحال إلى قبور الأنبياء وغيرهم من أولياء الله وينذرون لهم النذر ويقسمون على الله أن يحقق مطالبهم، وقد استشرت هذه العادة عند المسلمين في القرون المتأخرة، ثم تحدث عن محاربة الإمام محمّد بن عبد الوهاب وابن تيمية لهذه البدع والخرافات الشركية ونقل من كتاب ابن تيمية "التوسل والوسيلة". وأما في الأمور التشريعية فله رأي كغيره من المفسرين في هذا العصر -في الجهاد- إذ يرى أنه للدفاع وهو أشد هؤلاء المفسرين تقريرًا وتأكيدًا على هذه الفكرة، انتقده الشهيد سيد قطب. وإليك ما قاله في تعليقه على آية: 192 من سورة البقرة "وقد احتوت قواعد تشريعية خطيرة في هذا الباب غدت روح المبادئ الجهادية الإسلامية وضابطها وهي: 1 - واجب المسلمين في قتال الذين يقاتلونهم وحسب. 2 - عدم جواز بدئهم أحدًا غير عدو وغير مُعْتدٍ بقتال. 3 - واجب كفهم عن القتال حال ما ينتهي موقف العدو المعتدي إلى حالة مستقرة من إسلام أو عهد وسلم. 4 - اعتبار فتنة الكفار للمسلمين عن دينهم وأذيتهم وتعطيل الدعوة الإسلامية وحريتها سببًا ومبررًا لقتال كل من يقف مثل هذه المواقف حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (¬1). ثم يقول "أي أن إجبار المسلمين على الارتداد عن دينهم أشد نكاية من القتل والقتال وأكثر تبريرًا للقتال حتى لو سلمنا جدلًا أن الآية تأمر بقتال الأعداء حتى ينتهوا عن شركهم ويسلموا فإن ذلك بالنسبة للأعداء الذين يقاتلون المسلمين والذين يحق للمسلمين أن يحددوا الشروط التي يكفون بها عنهم" أ. هـ. وتكلم محمّد بن عبد العزيز السديس أيضًا حول قول صاحب الترجمة في معاهدة المشركين كما في سورة التوبة، وكيف جعل الله تعالى حكمته في تلك الآيات في معاهدة المشركين. وأشار صاحب الترجمة (إلى الحكم التشريعية من التحريم والتحليل ويرد على انتقادات المغرضين من أعداء الإسلام الخارجين الممتزجين بالمسلمين من أبناء جلدتهم وهم ركيزة للأعداء في بلادهم ويسميهم بالأغيار) (¬2)، فقد ردَّ على المغرضين في إباحة تعدد الزوجات، ودفاعه على حكم الله تعالى ورخصته وتحليله لها، وأيضًا تكلم على ميراث الأنثى وإنصافه سبحانه لها، وفي حكم الله تعالى بقطع يد السارق، وتحريم الخمر، وغيرها من أحكام الله تعالى في كتابه العزيز ورد صاحب الترجمة على من يعارض تلك الأحكام ويجعل منها غرضًا انتقص من الشريعة الإسلامية الغراء. قال السديس رأيه في الكتاب -أي "التفسير ¬

_ (¬1) التفسير الحديث: (7/ 296). (¬2) الدراسات القرآنية المعاصرة: (ص 114)، وما بعدها.

3121 - العزيري

الحديث"- لصاحب الترجمة ما نصه: "يعجبني في تفسير الأستاذ محمّد عزة دروزة التحقيقات والترجيحات التي يسوقها المؤلف أثناء تفسيره للآيات. وسلاسة أسلوبه، وبيانه لحكم التشريع في الشرائع الإسلامية ورده للتهم الملصقة بالإسلام ونبي الإسلام من أعدائه. ولا يعجبني فيه إصراره -أي المؤلف- على حصر الجهاد الإسلامي في مجال الدفاع -وهو مجال الضعف- ومحاولته إيجاد مبررات لرأيه الدفاعي -التي يخيل للإنسان عند قراءته لها أي للمبررات والحجج التي يرددها لتأييد رأيه الدفاعي- أنها صحيحة. لكنه عند التمحيص والنظر يجدها غير صحيحة. وأحسب أن قول سيد قطب "أما محاولة إيجاد مبررات دفاعية للجهاد الإسلامي بالمعنى الضيق للمفهوم العصري للحرب الدفاعية، ومحاولة البحث عن أسانيد لإثبات أن وقائع الجهاد الإسلامي كانت لمجرد صد العدوان من القوى المجاورة على "الوطن الإسلامي" -وهو في عرف بعضهم جزيرة العرب- فهي محاولة تنم عن قلة إدراك لطبيعة هذا الدين ... " (¬1) أحسب أن قول سيد قطب هذا يشير إلى محاولات دروزة هداه الله إيجاد مبررات وأسانيد لإثبات وقائع الجهاد الإسلامي كانت لمجرد صد العدوان. فقد لاحظت أنه أكثر الذين قالوا بدفاعية الجهاد استدلالًا واستنادًا وإيجادًا للمبررات. هذا مجرد ظن والله أعلم" أ. هـ. * قلت: ومما سبق يتضح مذهبه الأشعري، وذلك من خلال ما نقلناه سابقًا في القول بالمجاز، وصفات الله تعالى ورده على المعتزلة بأصول الأشعرية ... والله تعالى الموفق. من مصنفاته: "التفسير الحديث"، و"بنو إسرائيل في أسفارهم", و"الإسلام والاشتراكية". 3121 - العُزَيري * اللغوي، المفسر: محمّد بن عزير، أبو بكر السجستاني، وقد اختلف في اسم أبيه بين عزيرًا وعزيزًا، ذكره الذهبي في تاريخه وقال: إنما جسر الدهماء على نطق بالزاي تقييده الدارقطني، وعبد الغني، والخطيب والأمير - ابن ماكولا له بزاي مكررة، والله أعلم. من تلامذته: أبو عبد الله بن بطة، وعبد الله السامري المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نزهة الألباء: "فإنه كان أديبًا فاضلًا متواضعًا" أ. هـ. * السير: "كان رجلًا فاضلًا خيرًا، ألف (الغريب) في عدة سنين وحرره، وراجع فيه أبا بكر بن الأنباري وغيره" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر لغوي، أقام ببغداد" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في ظلال القرآن: (9/ 173 - 174). * الإكمال (7/ 5)، اللباب (2/ 135)، نزهة الألباء (231)، السير (15/ 216)، تاريخ الإسلام (وفيات 330) ط. تدمري، الوافي (4/ 95)، بغية الوعاة (1/ 171)، معجم المطبوعات لسركيس (1008)، الأعلام (6/ 286)، معجم المؤلفين (3/ 488)، كشف الظنون (2/ 1140).

3122 - الهروي

وفاته: سنة (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "غريب القرآن". 3122 - الهروي * اللغوي: محمّد بن عطاء الله بن محمّد بن محمود بن أحمد بن فضل الله بن الرازي الهروي الشافعي. ولد: سنة (767 هـ) سبع وستين وسبعمائة. من مشايخه: التفتازاني وغيره. من تلامذته: الأبيّ، وابن موسى وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "له تصانيف تدل على غزر علمه واتساع نظره وتبحره في العلوم" أ. هـ. * الوجيز: "كان إمامًا عالمًا غواصًا على المعاني، حافظًا لكثير من المتون، رئيسًا مهابًا ضخمًا حسن الشكالة، لين الجانب، أثنى عليه غير واحد على ما فيه من طبع الأعاجم وقوادح" أ. هـ. * الضوء: "قال العيني: كان عالمًا فاضلًا متفننًا له تصانيف كشرح مشارق الأنوار وشرح صحيح مسلم يعني المسمى فضل المنعم وشرح الجامع الكبير من أوائله ولم يكمله وكان قد أدرك الكبار مثل التفتازاني والسيد وصارت له حرمة وافرة ببلاد سمرقند وهراة وغيرهما حتى كان اللنك يعظمه ويحترمه ويميزه على غيره بحيث يدخل عنده في حريمه ويستشيره وربما كان يرسله في مهماته ولذا قيل إنه وزيره وليس كذلك، وقدم في زمن الناصر فرج وتوطن القدس، إلى أن قال: ولم يخلف سوى زوجته وهي ابنة الشيخ همام الدين العجمي. بل يقال أن له ابن في هراة، وكان صاحب حرمة وسطوة في وظائفه غير أنه لم يكن مشكورًا من غير علة ظاهرة فيه. وقال المقريزي: أنه ولى القضاء وكتابة السر فلم ينجب وكان يقرئ في المذهبين ويعرف العربية وعلمي المعاني والبيان ويذاكر الأدب والتاريخ ويستحضر كثيرًا من الأحاديث والناس فيه بين غال ومقصر وأرجو أن يكون الصواب ما ذكرته. وقال غيره: كان شيخًا ضخمًا طوالًا أبيض اللحية مليح الشكل إلا أن في لسانه مسكة إمامًا بارعًا في فنون من العلوم له تصانيف تدل على غزير علمه واتساع نظره وتبحره في العلوم منصفًا للحنفية إلى الغاية صادعًا بالحق تاركًا للتعصب، وكان يركب بعد ولايته البغلة بهيئة الأعاجم بفرجية وعذبة مرخية على يساره فأقام مدة ثم لبس زي قضاة مصر، وساق الأبيات التي وجدها المؤيد وأولها: يا أيها المؤيد دعوة ... من مخلص في حبه لك يفصح وأن غالب الفقهاء تعصبوا عليه وبالغوا في التشنيع ورموه بعظائم، الظن براءته عن أكثرها وادعى عليه بمال بعض الأوقاف وتوجهوا به ماشيًا ومنعوه من الركوب إلى غير ذلك مما بسط في الحوادث، وكان معدودًا من أعيان الأئمة ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 113)، الوجيز (2/ 490)، الضوء اللامع (8/ 151)، بدائع الزهور (2/ 110)، الأنس الجليل (2/ 111)، بغية الوعاة (2/ 5)، الشذرات (9/ 275)، البدر الطالع (2/ 206)، هدية العارفين (2/ 185)، الأعلام (6/ 269)، معجم المؤلفين (3/ 489).

3123 - الموفق الأنصاري

العلماء لكنه لم يرزق السعادة في مناصبه لأنه كان ظنيًّا بنفسه معجبًا بها إلى الغاية فعجزه الله" أ. هـ. * بدائع الزهور: "كان عالمًا فاضلًا، يتكلم على مذهب الإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة" أ. هـ. * الشذرات: "قال الحافظ تاج الدين محمّد بن الفرابيلي ما نصه -كما نقله عنه البرهان البقاعي- شيخنا الإمام العالم أحد عجائب الوقت في كل أموره، حتى في كذبه وزوره، ولم ير من نفسه، ولا والله ما رأى أحد من أهل عصره المخرفة مثله في كل شيء من العلوم والظلم، ولولا أني كنت أشاهد جوارحه في كل وقت: إنه شيطان، خرج إلى النّاس في زين إنسان" أ. هـ. وفاته: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح مشارق الأنوار" وشرح صحيح مسلم سمّاه "فضل المنعم" وغير ذلك. 3123 - الموفق الأنصاري * المقرئ: محمّد بن أبي العلاء بن عليّ بن مبارك الأنصاري النصيبي الشافعي، أبو عبد الله الموفق. ولد: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مشايخه: ابن الحاجب والسديد عيسى وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وعلم الدين طلحة مقرئ حلب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: " .. الصوفي نزيل بعلبك وشيخ الإقراء بجامعها، وشيخ الخانكاه .. وكان إمام مسجد كبير ببعلبك وكان يجلس للناس، ويورد أحاديث من حفظه وقل من رأيت بفصاحته .. وكان جيد المعرفة بالأدب، بديع النظم عارفًا بالقراءات .. " أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: " ... الإمام المقرئ المجود بقية السلف .. الرباني النصيبي الشافعي الصوفي، شيخ الصوفية والقراء ببعلبك" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ محقق عارف مجود .. " أ. هـ. وفاته: سنة (695 هـ) خمس وتسعين وستمائة. 3124 - ابن البرِّ * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن الحسن بن عليّ التميمي الغوثي، أبو بكر ويعرف بابن البر. من مشايخه: أبو سعد الماليني وإسماعيل بن محمّد بن عبدوس وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن عمر القصديري وعبد الله بن إبراهيم الصيرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان أحد الأئمة في علم العربية واللغات والآداب. يجمع إلى ذلك جودة الضبط وحسن الخط وكل ما وجد له من تقييد ففي غاية الإفادة والإمتاع" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 710)، معجم شيوخ الذهبي (604)، غاية النهاية (2/ 244)، لحظ الألحاظ (92)، النجوم (8/ 78)، شذرات الذهب (7/ 755). * تكملة الصلة (2/ 671)، بغية الوعاة (1/ 178).

3125 - محمد الباقر

3125 - محمّد الباقر * المفسر: محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي العلوي، أبو جعفر الباقر سيد بني هاشم في زمانه. ولد: سنة (56 هـ) ست وخمسين. من مشايخه: الحسن والحسين وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين. من تلامذته: ابنه، وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال العجلي: مدني تابعي ثقة. وقال ابن البرقي: كان فقيهًا فاضلًا قد روي وقال: "روي عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، وكان خير محمديّ على وجه الأرض، فذكر عنه حديثًا" أ. هـ. * السير: "لقد كان أبو جعفر إمامًا مجتهدًا تاليًا لكتاب الله، كبير الشأن، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجة أبي الزناد وربيعة، ولا في الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب، فلا نحابيه ولا نحيف عليه، ونحُبه في الله لما تجمع فيه من صفات الكمال" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان أحد من جمع العلم والفقه والشرف والديانة والثقة والسؤدد، وكان يصلح للخلافة، وهو أحد الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم ولا عصمة إلا لنبي، لأن النبي إذا أخطأ لا يقر على الزلة، بل يعاقب بالوحي على هفوةٍ إن ندر وقوعها منه، ويتوب إلى الله تعالى كما جاء في سجدة (ص) أنها توبة نبي وأما قولهم الباقر، فهو من بقر العلم أي شقه فعرف أصله وحفيه. قال ابن فُضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفر الصادق، عن أبي بكر وعمر فقالا لي: يا سالم تولهما وأبرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامَي هدى. هذه حكاية مليحة، لأن راويها سالم وابن فُضيل عن أعيان الشيعة، لكن شيعة زماننا عثرهم الله ينالون من الشيخين يحملون هذا القول من الباقر والصادق رحمهما الله على التقية، قال إسحاق الأزرق، عن بسام الصيرفي: سألت أبا جعفر، عن أبي بكر، وعمر فقال: والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما، وما أدركت أحدًا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما. وعن عبد الله بن محمّد بن عقيل: قال كنت أنا وأبو جعفر نختلف إلى جَابر نكتب عنه في ألواح، وروي أن أبا جعفر كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة، وقد عده النسائي وغيره في ¬

_ * طبقات ابن سعد (5/ 320)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 183)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية عشرة) ط. تدمري، حلية الأولياء (3/ 180)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 26)، الكامل (5/ 62 و 180)، تهذيب الكمال (26/ 136)، تذكرة الحفاظ (1/ 124)، العبر (1/ 142)، السير (4/ 401)، البداية والنهاية (9/ 309)، الوافي (4/ 102)، وفيات الأعيان (3/ 314)، تهذيب التهذيب (9/ 311)، تقريب التهذيب (879)، طبقات الحفاظ (49)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 200)، الشذرات (2/ 72)، تاريخ دمشق (54/ 268).

3126 - أبو بكر المراغي

فقهاء التابعين بالمدينة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "نقل ابن أبي حَاتِم عن أحمد أنه قال لا يصح أنه سمع من عائشة ولا من أم سلمة، وقال أبو حَاتِم لم يلق أم سلمة، وقال ابن زرعة لم يدرك ولا أبوه عليًّا ووقع في مسند ابن عمر في أواخر مسند أبي هريرة ما يقتضي أنه سمع من أبي هريرة لكنه شاذ والمحفوظ أن بينهما عبيد الله بن أبي رافع كذا عند مسلم وغيره" أ. هـ. * تقريب لتهذيب: "ثقة فاضل" أ. هـ. من أقواله: في السير: "قال محمّد بن طلحة بن مصرف، عن خلف بن حوشب، عن سالم بن أبي حفصة وكان يترفض قال: دخلت على أبي جعفر وهو مريض وأظن قال ذلك من أجلي: اللهم إني أتولى وأحب أبا بكر وعمر، اللهم إن كان في نفسي غير هذا فلا نالتني شفاعة محمَّد - يوم القيامة- صلى الله عليه وسلم -". وقال: "سلاح اللئام قبح الكلام" أ. هـ. وفي البداية والنهاية: "قال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج، وما من شيء أحب إلى الله عزَّ وجلَّ من أن يسأل وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثواب البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبًا أن يبصر من النّاس ما يعمى عليه عن نفسه، وأن يأمر النّاس بما لا يستطيع أن يفعله، وينهى النّاس بما لا يستطيع أن يتحول عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعينه" هذه كلمات جوامع موانع لا ينبغي لعاقل أن يفعلها. وقال: "القرآن كلام الله عزَّ وجلَّ غير مخلوق". وفاته: سنة (114 هـ)، وقيل: (115 هـ)، وقيل: (116 هـ)، وقيل: (117 هـ) أربعة عشرة، وقيل: خمسة عشرة، وقيل: ستة عشرة، وقيل: سبعة عشرة ومائة. 3126 - أبو بكر المراغي * النحوي، اللغوي: محمد بن عليّ، أبو بكر المراغي. من مشايخه: الزجاج وغيره. كلام العلماء فيه: * فهرست ابن النديم: "أطال المقام بالموصل وكان عالمًا دينًا" أ. هـ. * معجم الأدباء: "كان عالمًا أديبًا أقام بالموصل زمنًا طويلًا .. " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا قبل (311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: "كتاب شرح شواهد سيبويه" وكتاب في النحو مختصر. 3127 - مَبْرمَان * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن إسماعيل ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2580)، إنباه الرواة (3/ 196)، الفهرست لابن النديم (94)، الوافي (4/ 121)، بغية الوعاة (1/ 196)، كشف الظنون (2/ 1428)، هدية العارفين (2/ 39)، معجم المؤلفين (3/ 548). * الفهرست لابن النديم (66)، معجم الأدباء (6/ 2572)، إنباه الرواة (3/ 189)، إشارة التعيين (330)، تاريخ الإسلام (وفيات 326) ط. تدمري، العبر (2/ 209)، الوافي (4/ 108)، بغية الوعاة (1/ 175)، مفتاح السعادة (1/ 137)، الشذرات (4/ 142)، روضات الجنات (7/ 328)، معجم المؤلفين (3/ 498)، الأعلام (6/ 273).

3128 - القفال الشاشي

العسكري، أبو بكر المعروف بمبرمان لقبه المبرد مبرمان لكثرة سؤاله وملازمته له. من مشايخه: المبرد، والزجاج وغيرهما. من تلامذته: الفاسي، والسيرافي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "وكان إمامًا في النحو قيمًا به، وكان مع علمه وفضله سخيفًا إذا أراد أن يمضي لمصلحة طرح نفسه في طبق حمال وشده بحبل، وربما كان معه ما ينتقل به نحو نبقٍ وغيره، فيأكل ويرمي النّاس بالنوى يتعمد رؤوسهم، وربما بال على رأس الحمال، فإذا قيل له في ذلك اعتذر .. " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وكان دنيّ النفس مهينًا، يلح في الطلب من تلامذته" أ. هـ. * الشذرات: "يأخذ من الطلبة ويلح ويطلب طبليّة حمال، فيحمل إلى داره من غير عجز، وربما انبسط وبال على الحمال، وينتقل بالتمر، ويحذف بنواه الناس .. " أ. هـ. * الأعلام: "من كبار العلماء بالعربية من أهل بغداد ... وكان ضنينًا به، كان لا يقرئ كتاب سيبويه إلا بمائة دينار .. " أ. هـ. وفاته: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة، وقيل (326 هـ) ست وعشرين وثلاثمائة والثاني أقرب إلى الصواب. من مصنفاته: "شرح شواهد سيبويه" و"شرح كتاب سيبويه" لم يتمه، و"النحو المجموع على العلل". 3128 - القفال الشاشي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عليّ بن إسماعيل، أبو بكر الشاشي (¬1)، الشافعي، القفال الكبير. ولد: سنة (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. من مشايخه: ابن خريمة، وابن جرير، وعبد الله المجائني وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وابن منده وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "أحد أئمة الدنيا في التفسير والحديث والفقه واللغة .. قال أبو حَاتِم بن حبان: كان فقيه البدن .. " أ. هـ. * وفيات الأعيان: "إمام عصره بلا مدافعة، كان فقيهًا محدثًا أصوليًا لغويًّا شاعرًا لم يكن بما وراء النهر للشافعيين مثله في وقته، ... وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء .. " أ. هـ. ¬

_ * تبيين كذب المفتري (182)، الأنساب (3/ 375)، وفيات الأعيان (3/ 200)، السير (16/ 283)، اللباب (2/ 4)، تاريخ الإسلام (وفيات 365) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 200)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 79)، الوافي (4/ 112)، النجوم (4/ 111)، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 282)، مفتاح السعادة (1/ 252)، طبقات المفسرين للسيوطي (36)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 198)، الشذرات (4/ 345)، طبقات الشافعية للعبادي (88)، الأعلام (6/ 274)، هدية العارفين (2/ 84)، مذهب أهل التفويض (194). (¬1) الشاشي: نسبة إلى الشاش -وهي مدينة وراء نهر سيحون .. وهذا القفال غير القفال المروزي: وهو متأخر عن هذا انتهى مختصرًا من وفيات الأعيان.

* السير: "اللغوي المفسر الأصولي الفقيه إمام وقته، صاحب التصانيف .. سئل أبو سهل الصعلوكي عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدّسه من وجه، ودنسّه من وجه -أي دنّسه من جهة نصرة الاعتزال- انتهى. قال -الذهبي- قد مر موته والكمال عزيز وإنما يمدح العالِم بكثرة مالهُ من الفضائل فلا تدفن المحاسن لورطة ولعله رجع عنها وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق، ولا قوة إلا بالله .. " أ. هـ. قلت: وإذا ثبت في تفسيره مذهب الاعتزال فلا حاجة إلى هذا الاعتذار ولا ينفع حين التعامل مع تفسيره، أما تقويمه كعالم مجتهد، فنعم. * طبقات الشافعية للسبكي: "الإمام الجليل، أحد أئمة الدهر، ذو الباع الواسع في العلوم، والد الباسطة، والجلالة التامة، والعظمة الوافرة. كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الكلام، إمامًا في الأصول، إمامًا في الفروع، إمامًا في الزهد والورع، إمامًا في اللغة والشعر، ذاكرًا للعلوم، محققًا لما يورده، حسن التصرف فيما عنده، فردًا من أفراد الزمان. قال فيه أبو عاصم العبادي: هو أفصح الأصحاب قلما، وأثبتهم في دقائق العلوم قدمًا، وأسرعهم بيانًا، وأثبتهم جنانًا، وأعلاهم إسنادًا، وأرفعهم عمادًا. وقال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره. وقال في كتابه "شعب الإيمان" في الشعبة السادسة والعشرين، في الجهاد: إمامنا الذي هو أعلى من لقينا من علماء عصرنا، صاحب الأصول، والجدل، وحافظ الفروع، والعلل، وناصر الدين بالسيف والقلم، والموفي بالفضل في العلم على كل علم، أبو بكر محمّد بن عليّ الشاشي. وقال الحاكم أبو عبد الله: هو الفقيه، الأديب، إمام عصره بما وراء النهر للشافعيين، وأعلمهم بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث. وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان إمامًا، وله مصنفات كثيرة، ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله "كتاب في أصول الفقه" وله "شرح الرسالة" وعنه انتشر فقه الشافعي بما وراء النهر. وقال ابن الصلاح: القفال الكبير، علم من أعلام المذهب رفيع، ومجمع علوم هو بها عليم ولها جموع .. ". ثم قال: "وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: بلغني أنه كان مائلًا عن الاعتدال، قائلًا بالاعتزال في أول مرة، ثم رجع إلى مذهب الأشعري. قلت: وهذه فائدة جليلة، انفرجت بها كربة عظيمة، وحسيكة في الصدر جسيمة، وذلك أن مذاهب تحكى عن هذا الإمام في الأصول، لا تصح إلا على قواعد المعتزلة، وطالما وقع البحث في ذلك حتى تُوُهِّم أنه معتزلي، واستند المتوهم إلى ما نقل أن أبا الحسن الصفار، قال: سمعت أبا سهل الصلعوكي، وسئل عن تفسير الإمام أبي بكر القفال فقال قدّسه من وجه، ودنسه من وجه، أي دنسه من جهة نصرة مذهب الاعتزال.

قلت: وقد انكشفت الكربة بما حكاه ابن عساكر، وتبين لنا بها أن ما كان من هذا القبيل، كقوله يجب العمل بالقياس عقلًا، وبخبر الواحد عقلًا، وأنحاء ذلك، فالذي نراه أنه لما ذهب إليه كان ذلك المذهب، فلما رجع لا بد أن يكون قد رجع عنه، فاضبط هذا. وقد كنت أغتبط بكلام رأيته للقاضي أبي بكر في "التقريب" "والإرشاد" وللأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني في "تعليقه" في أصول الفقه في مسألة شكر المنعم، وهو أنهما لما حكيا القول بالوجوب عقلًا عن بعض فقهاء الشافعية من الأشعرية قالا: اعلم أن هذه الطائفة من أصحابنا، ابن سريج، وغيره، كانوا قد برعوا في الفقه، ولم يكن لهم قدم راسخ في الكلام، وطالعوا على الكبر كتب المعتزلة، فاستحسنوا عباراتهم، وقولهم: "يجب شكر المنعم عقلا" فذهبوا إلى ذلك، غير عالمين بما تؤدي إليه هذه المقالة، من قبيح المذهب. وكنت أسمع الشيخ الإمام رحمه الله يحكى ما أقوله عن الأستاذ أبي إسحاق، مغتبطًا به فأقول له: يا سيدي، قد قاله أيضًا القاضي أبو بكر، ولكن ذاك إنما يقال في حق ابن سريج، وأبي عليّ بن خيران، والإصطخري، وغيرهم من الفقهاء الذاهبين إلى ذلك، الذين ليس لهم في الكلام قدم راسخ، أما مثل القفال الكبير، الذي كان أستاذًا في علم الكلام، وقال فيه الحاكم: إنه أعلم الشافعيين بما وراء النهر بالأصول، فكيف يحسن الاعتذار عنه بهذا؟ فلما وقفت على ما حكاه ابن عساكر انشرحت نفسي له، وأوقع الله فيها أن هذه الأمور أشياء كان يذهب إليها، عند ذهابه القوم، ولا لوم عليه في ذلك بعد الرجوع وفي "شرح الرسالة" للشيخ أبي محمّد الجويني أن أصحابنا اعتذروا عن القفال نفسه حيث أوجب شكر المنعم، بأنه لم يكن مندوبًا في الكلام وأصوله. قلت: وهذا عندي غير مقبول، لما ذكرت. وقد ذكر الشيخ أبو محمّد بعد ذلك، في هذا الكتاب أن القفال أخذ علم الكلام عن الأشعري، وأن الأشعري كان يقرأ عليه الفقه، كما كان هو يقرأ الكلام، وهذه الحكاية كما تدل على معرفته بعلم الكلام، وذلك لا شك فيه، كذلك تدل على أنه أشعري وكأنه لما رجع عن الاعتزال، وأخذ في تلقي علم الكلام عن الأشعري، فقرأ عليه على كبر السن، لعلي رتبة الأشعري، ورسوخ قدمه في الكلام، وقراءة الأشعري الفقه عليه تدل على علو مرتبته، أعني مرتبة القفال وقت قراءته على الأشعري، وأنه كان بحيث يحمل عنه العلم .. " أ. هـ. * قلت: قال صاحب كتاب (مذهب أهل التفويض) عند كلامه على الإمام أبو سليمان، محمّد بن محمّد الخطابي، وأشهر ما ألفه، ما نصه: "ومن أشهر ما ألف في شروح الأحاديث كتاباه: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري ومعالم سنن أبي داود السجستاني، وقد اتصل سنده بأبي حسن الأشعري بواسطة أبي بكر القفال الشاشي، محمّد بن عليّ بن إسماعيل الذي أخذ علم الكلام عن الأشعري، وأن الأشعري كان يقرأ عليه الفقه، كما كان هو يقرأ عليه الكلام" أ. هـ. وفاته: سنة (365 هـ) خمس وستين وثلاثمائة،

3129 - الأدفوي

وقيل: (335 هـ) خمس وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: (336 هـ) ست وثلاثين وثلاثمائة، والأول أصح. من مصنفاته: "أصول الفقه" و"محاسن الشريعة" و"شرح رسالة الشافعي". 3129 - الأدْفُوي * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمد، أبو بكر، الأدفوي (¬1) المصري. ولد: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة. من مشايخه: أبو جعفر بن النحاس، وأحمد بن العباس الحصري وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن سهل الأنصاري الطليطلي، وأحمد بن محمّد بن محمّد بن عبيدة الأموي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "وكان صالحًا يرتزق من معيشته وكان خشابًا" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وكان صالحًا يرتزق من معيشته" أ. هـ. * الطالع السعيد: "العالم الزاهد، المقرئ المفسر النحوي ... وكان أبو بكر من العلماء الصالحين، ممن يعتقد بركته ويزار قبره ويقال إن الدعاء عنده مستجاب" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ نحوي مقرئ مفسر ثقة .. قال الداني: انفرد بالإمامة وحسن إطلاعه وتمكنه من علم العربية وبصره بالمعاني انتهى وقال الذهبي في علوم القرآن وكان سيد أهل عصره بمصره انتهى .. " أ. هـ. وفاته: سنة (388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" في مائة وعشرين مجلدة، و"الاستغناء" في علوم القرآن ومؤلفات في الأدب. 3130 - أبو بكر الأصبهاني * المفسر: محمّد بن علي بن ممويه، أبو بكر الأصبهاني، المعروف بالجمال، وقيل: الحمال. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "الواعظ، المفسر المعروف بالجمال. قال محمّد بن عبد الواحد الدقاق: كان ملك في وقته بأصبهان" أ. هـ. وفاته: سنة (414 هـ) أربع عشرة وأربعمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2570)، معجم البلدان (1/ 126)، إشارة التعيين (331) , إنباه الرواة (3/ 186)، الطالع السعيد (552)، الوافي (4/ 117)، تاريخ الإسلام (وفيات 388) ط. تدمري، البلغة (207)، العبر (3/ 41)، تذكرة الحفاظ (3/ 1020)، غاية النهاية (2/ 198)، المقفى (6/ 249)، بغية الوعاة (1/ 189)، طبقات المفسرين للسيوطي (97)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 197)، كشف الظنون (1/ 79)، هدية العارفين (2/ 56)، الشذرات (4/ 475)، الأعلام (6/ 274)، معجم المؤلفين (3/ 496). (¬1) بضم الهمزة، وضم الفاء، وسكون الواو، اسم قرية بصعيد مصر الأعلى بين أسوان وقوص، وهي كثيرة النخل، بها تمر لا يقدر أحد على النخلة حتى يدق في الهاون كالسكر معجم البلدان. * تاريخ الإسلام (وفيات 414) ط. تدمري، وقال: لم أقف على مصدر ترجمته، طبقات المفسرين للسيوطي (99)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 213).

3131 - السمسماني

3131 - السمسماني * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ السسمسماني، أبو الحسين. من مشايخه: أبو سعيد السيرافي، وأبو الفتح المراغي وغيرهما. من تلامذته: أبو نصر عبد الكريم بن محمّد الشيرازي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان أحد أئمة النحاة المشهورين بمعرفة الأدب واللغة وكان يكتب خطًا صحيحًا مليحًا" أ. هـ. * البغية: "قال ابن النجار: كان أحد النحاة المشهورين بمعرفة الأدب واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. 3132 - ابن الجبّان * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن عمر بن الجبَّان، أبو منصور الرازي. من مشايخه: أبو عليّ الفارسي وغيره. من تلامذته: عبد الواحد بن عليّ بن برهان الأسدي وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أحد حسنات الري وعلمائها الأعيان جيد المعرفة باللغة باقعة الوقت وفرد الدهر وبحر العلم وروضة الأدب تصانيفه سائرة في الآفاق، كان من ندماء الصاحب بن عبّاد ثم استوحش .. ، قال ابن منده: قدم أصبهان فتكلم فيه من قبل مذهبه وقرئ عليه (مسند) الروياني بسماعه من جعفر بن فناكي، وابتلي بحب غلام يقال له البركاني، فاتفق أن الغلام حجّ فلم يجد بدًّا من مرافقته فلما أحرم قال: اللهم لبيك اللهم لبيك والبركاني ساقني إليك وابتلي بفراقه وبرح به فكتب إليه: يا وحشتي لفراقكم ... أترى يدوم عليّ هذا الموت والأجل المتا ... ح وكان معضلة ولاذا .. " أ. هـ. * الوافي: "تكلموا فيه من قبل مذهبه كذا قاله ابن النجار. قلت: لعله كان معتزليًا" أ. هـ. * قلت: قال الدكتور عبد الجبار جعفر القزاز في دراسته وتحقيقه لكتاب (شرح الفصيح) وتحت عنوان: ثقافته ومكانته العلمية (ص 25): "يبدو أن ابن الجبان كان معتزليًا، وإن نعثر على نص يصرح بذلك سوى ما قال عنه الصفدي: (لعله كان معتزليًا)، ومما يرجح أنه كان معتزليًا ما وجدنا من أثر الاعتزال في مواضع من شرح ¬

_ * البغية (1/ 195)، الوافي (4/ 138). * معجم الأدباء (6/ 2578)، إنباه الرواة (3/ 194)، الوافي (4/ 180)، بغية الوعاة (1/ 185)، معجم المؤلفين (3/ 524)، كشف الظنون (1/ 133)، هدية العارفين (2/ 76)، (شرح الفصيح في اللغة)، دراسة وتحقيق الدكتور عبد الجبار جعفر القزاز- دار الشؤون الثقافية العامة- بغداد- ط (1) لسنة (1991 م).

3133 - أبو عبد الله الخوارزمي

الفصيح ومن هذه الآثار: أ- صرف صفات الله تعالى من الحقيقة إلى الجاز فهو يقول: (والله تعالى لا يقال له عمل .. ، فإن قال قائل: فقد قال الله تعالى {مِمَّا عَمِلَتْ أَيدِينَا} فالجواب أن الله تعالى إذا أطلق شيئًا بخلاف ما نعقله في حقيقة اللغة فقوله محمول على المجاز والصحة لأنه لا يظن به خلاف الواجب). ب- نفي التشبيه عن الله تعالى من كل وجه، قال ابن الجبان في شرح مقدمة الفصيح: (والفصيح: الكلام النقي من العجمة واللحن والخطأ، وقد فصح يَفْصُحُ فَصَاحة: إذا صار بتلك الصفة .. وإذا قيل للرجل "فصيح" كان ذلك مجازًا، وله لم نقل لله فصيح). ج- تحامله على مذهب الجبرية. قال: (وقوم جبرية بسكون الباء، يقولون: إن الله يجبر العباد على أفعالهم وبئس المذهب) " أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (416 هـ) ست عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "كتاب أبنية الأفعال"، "كتاب الشامل في اللغة" كبير، "كتاب شرح الفصيح" حسن. 3133 - أبو عبد الله الخوارزمي * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن إبراهيم الهراسي، أبو عبد الله الخوارزمي. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان أحد مفاخر خوارزم في الأدب" أ. هـ. • البغية: "أوحد زمانه في الأدب البارع والفضل الشائع" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب ناظم ناثر نحوي صرفي لغوي" أ. هـ. وفاته: سنة (425 هـ) خمس وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في التصريف وشرح ديوان المتنبي. 3134 - أبو العلاء الواسطي * المقرئ: محمّد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان، أبو العلاء الواسطي. ولد: سنة (349 هـ) تسع وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: ابن مالك القطيعي، وأبو محمّد بن ماسي وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي، وأبو القاسم الهذلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: ¬

_ * البغية (1/ 172)، الوافي (4/ 121)، معجم المؤلفين (3/ 494). * تاريخ بغداد (3/ 95)، المنتظم (15/ 276)، تاريخ الإسلام (وفيات 431) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 265)، العبر (3/ 175)، معرفة القراء (1/ 391)، الوافي (4/ 122)، غاية النهاية (2/ 199)، النجوم (5/ 31)، الشذرات (5/ 155)، الأعلام (6/ 275).

3135 - أبو سهل الهروي

• تاريخ بغداد: "ورأيت لأبي العلاء أصولًا عتقًا سماعه فيها صحيح، وأصولًا مضطربة .. حدثنا أبو العلاء، حدثنا الحافظ بن السقاء وهو آخذ بيدي، حدثني أبو يعلى الموصلي، وهو آخذ بيدي، حدثنا أبو الربيع الزهراني- وهو آخذ بيدي، حدثنا مالك -وهو آخذ بيدي- حدثني نافع -وهو آخذ بيدي- حدثني ابن عمر وفي النسخة ابن عباس مضبب- وهو آخذ بيدي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيدي "من أخذ بيد مكروب أخذ الله بيده" فاستنكرته وقلت له: أراه باطل ... ثم قال الخطيب- أما حديث آخذ اليد فاتهم بوضعه فانكرت عليه، فامتنع بعد من روايته ورجع عنه .. " أ. هـ. • المنتظم: "وقد قدح في روايته القراءات جماعة من القراء وفي روايته الحديث جماعة من المحدثين" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "ضعيف" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ متقن وإمام محقق" أ. هـ. • النجوم: "كان فقيهًا فاضلًا محدثًا" أ. هـ. • الأعلام: "قاض من أهل العلم بالحديث والقراءات انتهت إليه رئاسة القراء بالعراق ... " أ. هـ. وفاته: سنة (431 هـ) إحدى وثلاثمائة وأربعمائة. 3135 - أبو سهل الهروي * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن محمد، أبو سهل الهروي. ولد: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عبيد أحمد بن محمّد الهروي، وأبو أسامة جناءة بن محمّد وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن الحسن التميمي وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان نحويًّا وله رئاسة المؤذنين بجامع مصر ... " أ. هـ. • إنباه الرواة: "وله خط صحيح يتنافس فيه أهل العلم" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب نحوي لغوي" أ. هـ. وفاته: (432 هـ)، وقيل: (433 هـ) اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: شرح فصيح ثعلب وسماه "إسفار الفصيح" ومختصره سماه "التلويح في شرح الفصيح " وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2579)، إنباه الرواة (3/ 195)، الوافي (4/ 120)، المقفى (6/ 355)، بغية الوعاة (1/ 190)، هدية العارفين (2/ 69)، الأعلام (6/ 275)، معجم المؤلفين (3/ 546)، كشف الظنون (1/ 86).

3136 - الدقيقي

3136 - الدقيقي * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي، أبو الحسن الدقيقي. ولد: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: علي بن عيسى الرماني وغيره. وفاته: سنة (440 هـ) أربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "المرشد" في النحو، "المسموع من كلام العرب" في الغريب. 3137 - الخبازي * المقرئ: محمَّد بن علي بن محمَّد بن الحسن، أبو عبد الله الخبازي. ولد: سنة (372 هـ) اثنتين وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو أحمد الحاكم، وأبو محمّد الحسن المخلدي وغيرهما. من تلامذته: مسعود الركاب، والهُذلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تبيين كذب المفتري: "سمعت الشيخ أبا المحاسن عبد الرزاق بن محمّد الطيسي بنيسابور يحكي عن بعض مشايخه أنه لما امتحن أصحابنا بنيسابور في أيام الكندري كان فيهم من خرج عن البلد وفيهم من أجاب إلى التبري من المذهب وأن الأخبازي امتنع من الإجابة ولم يخرج من البلد ولازم بيته إلى أن مات صبرًا على دينه معتصمًا بقوة يقينه .. "أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال عبد الغافر الفارسي: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدمين بنيسابور المنظور إليه المشاور في الأمور، المبجل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القراءة في سكة معاذ وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئمة وقرأوا عيه، وتبركوا بالقعود بين يديه، وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها" أ. هـ. • الوافي: "كان له صيت لتقدمه في علم القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (449 هـ) تسع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف في القراءات "كتاب الأبصار" محتويًا على أصول الروايات وغرائبها. 3138 - المطرِّز * النحوي، المقرئ: محمّد بن علي بن محمد بن صالح بن عبد الله، أبو عبد الله السلمي، المطرز. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2580)، الوافي (4/ 179)، بغية الوعاة (1/ 197)، معجم المؤلفين (3/ 511)، كشف الظنون (2/ 1654)، هدية العارفين (2/ 69). * تبيين كذب المفتري (263)، التقييد لابن نقطة (90)، العبر (3/ 219)، تذكرة الحفاظ (3/ 1127)، معرفة القراء (1/ 413)، السير (18/ 44)، تاريخ "الإسلام (وفيات 449) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 207)، الوافي (4/ 130)، معجم المؤلفين (3/ 538)، الشذرات (5/ 214). * مختصر تاريخ دمشق (23/ 118)، تاريخ الإسلام (وفيات 456) ط. تدمري، المقفى (6/ 336)، الوافي (4/ 130)، بغية الوعاة (1/ 189)، الشذرات (5/ 243)، الأعلام (6/ 276)، معجم المؤلفين (3/ 539)، كشف الظنون (2/ 1804)، العبر (3/ 240)، تاريخ دمشق (54/ 386).

3139 - ابن مهر بزد

من مشايخه: أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي، وتمام بن محمّد الرازي وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان أشعري المذهب مقرئًا نحويًّا .. " أ. هـ. • المقفى: "كان أديبًا ... وكان على رأي الأشعري .. " أ. هـ. • الشذرات: "صاحب (المقدمة اللطيفة) (¬1) .. " أ. هـ. • الأعلام: "نحوي مقرئ من أهل دمشق .. كان أشعري المذهب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (456 هـ) ست وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: "المقدمة المطرزية". 3139 - ابن مهر بْزُد * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين بن مِهْرَ بزُد، أبو مسلم الأصبهاني. ولد: سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر المقرئ وغيره. من تلامذته: إسماعيل بن عليّ الحمامي، وسعيد بن أبي الرجاء الصيرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الشيخ العلامة النحوي المفسر المعتزلي .. قال الحافظ ابن منده: كان عارفًا بالنحو، غاليًا في مذهب الاعتزال" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وكان من كبار المعتزلة" أ. هـ. • لسان الميزان: "له تفسير كبير وكان من كبار المعتزلة وتفسيره في عشرين مجلدًا" أ. هـ. • البغية: "كان عارفًا بالنحو غاليًا في الاعتزال .. " أ. هـ. • الأعلام: "محدث أصبهان في عصره، معتزلي من العلماء بالتفسير والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (459 هـ) تسع وخمسين وأربعمائة. من مصنفاته: له "تفسير" في عشرين مجلدًا سماه "التأويل لمحكم التنزيل"، و "جامع الرسائل"، و"ناسخ الحديث ومنسوخه " وغيرها. 3140 - أبو بكر الخياط * المقرئ: محمّد بن عليّ بن محمّد بن موسى بن ¬

_ (¬1) وتعرف بالمطرزة قال حاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 1804) عزاها السيوطي في النحاة "إلى صاحب المُغرب" -يعني لأبي الفتح المطرزي- وقال الحافظ الذهبي: أنها ليست له بل مؤلفها دمشقي قديم، وهو أبو عبد الله محمّد بن علي بن صالح السلمي المطرز المتوفى سنة (456 هـ). (الشذرات). * إنباه الرواة (3/ 194) وذكر اسمه محمد .. مهرا يزد، السير (18/ 146)، العبر (3/ 245)، ميزان الاعتدال (6/ 266)، تاريخ الإسلام (وفيات 459) ط. تدمري، الوافي (4/ 130)، لسان الميزان (5/ 296)، بغية الوعاة (1/ 188)، طبقات المفسرين للسيوطي (85)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 211)، الشذرات (5/ 254)، الأعلام (6/ 276)، معجم المؤلفين (3/ 539)، هدية العارفين (2/ 71)، إيضاح المكنون (1/ 208). * المنتظم (16/ 170)، السير (18/ 436)، العبر (3/ 265)، معرفة القراء (1/ 426)، تاريخ الإسلام (وفيات 468) ط. تدمري، الوافي (4/ 136)، غاية النهاية (2/ 208)، الشذرات (5/ 289)، طبقات الحنابلة (2/ 232).

3141 - أبو بكر المعافري

جعفر، أبو بكر البغدادي، الحنبلي الخياط. ولد: سنة (376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: الفرضي وبكر بن شاذان، وأحمد بن محمّد الأهوازي وغيرها. من تلامذته: الخطيب البغدادي، ومحمد بن الحسين المزرقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "توحد في عصره في القراءات وكان ثقة صالحًا حدثنا عنه أشياخنا .. " أ. هـ. • السير: "قال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن أبي بكر الخياط، فقال: كان شيخًا ثقة في الحديث والقراءة، صالحًا صابرًا على الفقر انتهى. قلت: كان من المقرئين العباد، ذا قناعة وتعفف وفقر .. "أ. هـ. • معرفة القراء: "كان كبير القدر عديم النظير بصيرًا بالقرآن صالحًا عابدًا ناسكًا بكاءً قانتًا خشن العيش فقيرًا متعففًا ثقة فقيهًا على مذهب أحمد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وتفرد بالعلو في رواية أبي نشيط عن قالون. وفي اختيار خلف، وفي رواية سجادة، عن اليزيدي، وكان عالمًا، متقنًا، ورعًا صالحًا خشن الطريقة حنبلي المذهب .. " أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن النجار: كان شيخ القراء في وقته مفردًا بروايات وكان عالمًا ورعًا، دينًا أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ عارف، "وإمام مسند ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (467 هـ)، وقيل: (468 هـ) سبع وستين، وقيل: ثمان وستين وأربعمائة. 3141 - أبو بكر المعافري * المفسر محمّد بن علي -يقال يعلى- بن محمّد بن وليد بن عبيد المعافري، ويعرف بأبي بكر بن الجوزي. ولد: سنة (428 هـ) ثمان وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: مروان بن سمجون، وأبو الأصبغ بن سميك وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "صنف في التفسير كتابًا حسنًا مات قبل إكماله ... وكان متفننًا في العلوم ومن أهل البلاغة والشعر" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مفسر متكلم، مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (483 هـ) ثلاث وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: تفسير القرآن، ومصنف في علم التوحيد. 3142 - الحمامي * المقرئ: محمّد بن علي الحمامي، أبو ياسر البغدادي. من مشايخه: أبو علي غلام الهراس، وأبو بكر بن موسى الخياط وغيرهما. من تلامذته: أبو نصر أحمد بن محمّد بن بغراج، ¬

_ * معجم المؤلفين (3/ 546)، الصلة (2/ 573)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 215). * معرفة القراء (1/ 466)، غاية النهاية (2/ 214)، تاريخ الإسلام (وفيات 489) ط. تدمري، المنتظم (17/ 36).

3143 - أبي النرسي

وأبو بكر المزرفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان ثقة إمامًا في القراءات والحديث" أ. هـ. • معرفة القراء: "أحد الحذاق ... كتب الكثير بخطه وعني بالقراءات" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال السمعاني: كان إمامًا في القراءات ضابطا لها كتب بخطه الكثير من القراءات والحديث والكتب الكبار في معاني القرآن. وكان ثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء حاذق ناقل" أ. هـ. وفاته: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف كتاب "الإيجاز" في القراءات. 3143 - أبيّ النرسي * المقرئ: محمّد بن علي بن ميمون، أبو الغنائم، النرسي، ولقب بـ (أبيّ)؛ لجودة قراءته. ولد: سنة (424 هـ) أربع وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: الشريف أبو عبد الله بن عبد الرحمن الحسني، وأبو بكر محمّد بن إسحاق وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتح نصر المقدسي، وأبو الفضل محمّد بن ناصر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان حافظًا من أهل الخير والعلم، متقنًا ثبتًا صالحًا" أ. هـ. • المنتظم: "وكان يورق للناس بالأجرة، وقرأ القرآن بالقراءات وأقرأ وصنف وكان ذا فهم، ثقة، ختم به علم الحديث ببلده .. أنبأنا شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي، قال سمعت أبا الغنائم بن النرسي يقول: ما بالكوفة أحد من أهل السنة والحديث إلا أبيًا .. وقال شيخنا ابن ناصر، ما رأيت مثل أبي الغنائم في ثقته وحفظه وكان يعرف حديثه بحيث لا يمكن أحدًا أن يدخل في حديثه ما ليس منه. وكان من قوام الليل" أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "وكان شيخًا ثقة مأمونًا، فهمًا للحديث، عارفًا بما يحدث، كثير التلاوة للقرآن" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وقد وصفه عبد الوهاب الأنماطي بالحفظ والإتقان وقال: كانت له معرفة ثاقبة انتهى قرأ عليه أبو طاهر بن سلفة حديثًا فأنكره، وقال: ليس هذا من حديثي، فسأله عن ذلك فقال: أعرف حديثي كله، لأني نظرت فيه مرارًا، فما يخفى على منه شيء ... وكان أبو عامر العبدري يثني عليه ويقول: ختم هذا الشأن بأبي رحمه الله" أ. هـ. وفاته: سنة (510 هـ) عشر وخسمائة. من مصنفاته: "ثواب قضاء حوائج الإخوان ¬

_ * الأنساب (5/ 479)، المنتظم (17/ 150)، اللباب (3/ 221)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (23/ 120)، عيون التواريخ (12/ 67)، السير (19/ 274)، العبر (4/ 22)، تذكرة الحفاظ (4/ 1260)، تاريخ الإسلام (وفيات منة 510) ط. تدمري، الوافي (4/ 143)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (8)، التقييد (95)، طبقات الحفاظ (458)، الشذرات (6/ 47)، الأعلام (6/ 278)، معجم المؤلفين (3/ 550)، النجوم (5/ 212)، تاريخ دمشق (54/ 395).

3144 - ابن القطاع

وما جاء في إغاثة اللهفان"، و"مشتبه الأسماء"، و "أسئلة أبي طاهر السلفي لأبي الغنائم". 3144 - ابن القطّاع * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن جعفر بن عليّ بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن أحمد، أبو عليّ، ابن أبي القاسم، السعدي الصقلي، المعروف بابن القطاع المالكي ... ولد أبي القاسم اللغوي صاحب التصانيف. من مشايخه: أبوه أبو القاسم القطاع وغيره. من تلامذته: السلفي وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "قال السلفي: كانت له حلقة بجامع مصر لإقراء اللغة، وكان دمث الأخلاق، حسن الصحبة مالكي المذهب مائلًا إلى الحديث وأهله " أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة. 3145 - أبو الرضا النسفي * النحوي، المفسر: محمّد بن علي بن يحيى بن يوسف بن الحسين بن محمّد بن عبيد الله بن هبيرة، أبو الرضا، النسفي ثم البغدادي. من مشايخه: طراد، وابن بطر وغيرهما. من تلامذته: أبو محمّد بن الخشاب النحوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "كان حافظًا صالحًا، له معرفة تامة بالتفسير بالنحو والأدب" أ. هـ. • طبقات المفسرين للسيوطي: "كان صالحًا فاضلًا خبيرًا بالتفسير والنحو والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (517 هـ) سبع عشرة وخمسمائة. 3146 - أبو الفضل البخاري * المفسر: محمّد بن عليّ بن سعيد بن المطهر بن عبد العزيز بن محمّد بن عليّ بن جَابر بن سعيد بن إبراهيم بن الربيع البخاري المطهري، أبو الفضل. ولد: سنة (455 هـ) خمس وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبي القاسم الكرابيسي، وأبو طاهر عبد الصمد ابن محمّد بن إبراهيم الرباطي وغيرهما. من تلامذته: عبد الكريم السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • التحبير في المعجم الكبير: "كان شيخًا فاضلًا مسنًا مسندًا من أولاد المحدثين مكثرًا من الحديث"أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "فاضل معمر من أولاد المحدثين"أ. هـ. وفاته: سنة (538 هـ) وقيل (539 هـ) ثمان وقيل تسع وثلاثين وخمسمائة. ¬

_ * الوافي (4/ 147)، المقفى (6/ 255). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 214)، طبقات المفسرين للسيوطي (99)، الوافي (4/ 147). *الأنساب (5/ 328)، التحبير في المعجم الكبير (2/ 177)، اللباب (3/ 151)، تاريخ الإسلام (وفيات 538) ط. تدمري، الجواهر المضية (3/ 259).

3147 - الخزفي

من مصنفاته: "كتاب التفسير" وكتاب "الرد على المعتزلة" و"كتاب فضائل القرآن والمتعلمين". 3147 - الخَزَفي * النحوي: محمّد بن عليّ الراشدي الخزفي (¬1) السرخسي. من مشايخه: أحمد بن محمّد السانواجردي، وأبو محمّد الزيادي وغيرهما. من تلامذته: ابن السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه • الأنساب: "كان فقيهًا فاضلًا دينًا خيرًا مرجوعًا إليه في الفتاوى. وكان عالمًا بالنحو والأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. 3148 - ابن حميدة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن أحمد، أبو عبد الله الحلي، المعروف بابن حميدة. ولد: سنة (486 هـ) ست وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: ابن الخشاب، وشيخ يعرف بخزيمة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "نحوي، بارع، حاذق بالفن، بصير باللغة شاعر .. " أ. هـ. • الأعلام: "نحوي من الأدباء. من أهل الحلة المزيدية " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب نحوي صرفي لغوي"أ. هـ. وفاته: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "الروضة" في النحو و"الفرق بين الضاد والظاء" و"التصريف" وغيرها. 3149 - ابن اللّايُهْ * المقرئ: محمّد بن عليّ بن محمّد بن أبي العاص النفْزي (¬2). من مشايخه: محمّد بن غلام الفرس الداني وغيره. من تلامذته: أبو القاسم الرعيني، والشاطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان موصوفًا بالإتقان والديانة"أ. هـ. • الغاية: "إمام مقرئ مجود محقق كامل" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 288)، الأنساب (2/ 361)، اللباب (1/ 370). (¬1) الخزفي: هذه النسبة إلى بيع الأواني الخزفية. * أعيان الشيعة (46/ 77) ولم يذكر عنه شيئًا سوى كتاب له، معجم الأدباء (6/ 2571)، إنباه الرواة (3/ 185)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 550) ط. تدمري، الوافي (4/ 153)، بغية الوعاة (1/ 173) وذكر مولده سنة (468 هـ) قال الزركلي: وفيه نظر لقول الذهبي في تاريخ الإسلام: توفي شابًّا فيما أظن .. انتهى، هدية العارفين (2/ 92)، روضات الجنات (8/ 31)، الأعلام (6/ 277)، معجم المؤلفين (3/ 495). * تاريخ الإسلام (ذكره ضمن المتوفين تقريبًا من الطبقة السادسة والخمسين)، الغاية (2/ 204). (¬2) النفزي: بالكسر ثم السكون وزاي نسبة إلى نفزاوة، مدينة من أعمال أفريقية.

3150 - العتابي

وفاته: كان حيًّا سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. 3150 - العتّابي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن زبْرج، أبو منصور، المعروف بالعتابي. ولد: سنة (484 هـ) أربع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو السعادات هبة الله بن الشجري، وأبو منصور موهوب بن الجواليقي وغيرهما. من تلامذته: القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي، وأبولمفاخر محمّد بن محفوظ الجرباذقاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان إمامًا في النحو والعلوم العربية وتصدر للإقراء، وكتب الخط المليح مع الصحة والضبط" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان من كبار النحاة، وخطه يتنافس فيه الفضلاء" أ. هـ. • الوافي: "قال ابن النجار: كان إمامًا في النحو متصدرًا لإقراء النّاس ويكتب خطًّا مليحًا صحيحًا .. وكان بينه وبين أبي محمّد بن الخشاب مناظرات ومنافرات، كان يقول ابن الخشاب: الناس يتعجبون إذا رأو حمارًا عتابيًا فكيف لا أتعجب إذا رأيت عتابيًا حمارًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (556 هـ) ست وخمسين وخمسمائة. 3151 - الجصّاني * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن حمدان بن الحسين أبو الغنائم الجصَّاني الهيتي ... وينسب إلى جصّتين أحد ملوك الفرس كان صاحب قلعة عند الأنبار. كلام العلماء فيه: • الوافي: "الأديب اللغوي نزيل الأنبار" أ. هـ. وفاته: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة أو قبل ذلك. من مصنفاته: "روضة الآداب" في اللغة و"المثلث الحمداني" و"الحماسة" وغير ذلك. 3152 - ابن شهر أشوب * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: محمّد بن علي بن شهر أشوب الشروي المازندراني، أبو جعفر، رشيد الدين. ولد: سنة (488 هـ) ثمان وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: محمّد بن عبد الصمد، وعلي بن عبد الصمد وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2570)، إنباه الرواة (3/ 188)، وفيات الأعيان (4/ 389)، المختصر المحتاج إليه (1/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 556 هـ) ط. تدمري، الوافي (4/ 152)، بغية الوعاة (1/ 173). * الوافي (4/ 163)، معجم المؤلفين (3/ 534). * الوافي (4/ 164)، لسان الميزان (5/ 305)، طبقات المفسرين للسيوطي (96)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 201)، سفينة البحار (1/ 726)، البلغة (208)، البغية (1/ 181)، مصفى المقال (414)، أعيان الشيعة (46/ 136)، روضات الجنات (6/ 290)، أمل الآمل (2/ 285)، الكنى والألقاب (1/ 332)، أعلام النبلاء (4/ 289)، الأعلام (6/ 279)، معجم المؤلفين (3/ 516)، تاريخ الإسلام (وفيات 588) ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 27)، هدية العارفين (2/ 102).

3153 - ابن الدهان

من تلامذته: محمّد بن عبد الله بن زهرة، والشيخ جمال الدين أبو الحسن علي بن شعرة الحلي الجامعاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "أحد شيوخ الشيعة لا بارك الله فيهم". وقال: "تقدم في علم القرآن والقراءات والغريب والتفسير والنحو، وركب المنبر للوعظ، ونفقت سوقه عند الخاصة والعامة. وكان مقبول الصورة مستعذب الألفاظ، مليح الغوص على المعاني" أ. هـ. • الوافي: "أحد شيوخ الشيعة .. وكان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثير الخشوع والعبادة والتهجد لا يكون إلا على وضوء" أ. هـ. • لسان الميزان: "كان من دعاة الشيعة بلغ النهاية في فقه أهل البيت ... قال ابن أبي طي في تاريخه: اشتغل بالحديث ولقي الرجال ... وفرق بين رجال الخاصة ورجال العامة يعني أهل السنة والشيعة" أ. هـ. • البلغة: "شيعي بلغ النهاية في أصول الشيعة"أ. هـ. • طبقات المفسرين للسيوطي: "أحد شيوخ الشيعة .. وكان إمام عصره وواحد دهره والغالب عليه علم القرآن والحديث. وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنة في تصانيفه في تعليقات الحديث ورجاله ومراسيله، ومتفقه ومفترقه إلى غير ذلك من الأنواع .. قال ابن أبي طي: ما زال النّاس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بُطة الشيعي، وبين ابن بَطة الحنبلي حتى قدم الرشيد فقال: ابن بطة الحنبلي، بالفتح والشيعي بالضم"أ. هـ. • أعيان الشيعة: "وقال شمس الدين محمّد بن عليّ المالكي في طبقات المفسرين: أحد شيوخ الشيعة اشتغل بالحديث ولقي الرجال ثم تفقه وبلغ النهاية في ففه أهل مذهبه ونبغ في الأصول حتى صار رحلة" أ. هـ. وفاته: سنة (588 هـ) ثمان وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "الفصول" في النحو، و"أسباب نزول القرآن" و "تأويل مثشابهات القرآن" و"مناقب آل أبي طالب" وغير ذلك. 3153 - ابن الدَّهَّان * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن عليّ بن شعيب بن بركة، أبو شجاع، ابن الدهان البغدادي، فخر الدين. من مشايخه: أبو الوقت عبد الأول وغيره. من تلامذته: أبو الفتوح محمّد بن عليّ الجلاجلي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "البغدادي، الفرضي، ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 191)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 214)، الوافي (4/ 164)، العبر (4/ 274)، البداية والنهاية (13/ 15)، المقفى (6/ 277)، النجوم (6/ 139)، بغية الوعاة (1/ 180)، الشذرات (6/ 496)، الأعلام (6/ 279)، تاريخ الإسلام (وفيات 590) ط. تدمري، فوات الوفيات (2/ 483)، كشف الظنون (1/ 378)، هدية العارفين (2/ 121)، معجم المؤلفين (3/ 514).

3154 - أبو عبد الله النوقاني

الأديب، الحاسب". وقال: "هو أول من وضع الفرائض على شكل المنبر، وجمع تاريخًا جيدًا". ثم قال: "كانت له يد طولى في علم النجوم، وحل الزيج، نسأل الله العافية، وله أبيات في التاج الكندي". وقال: "وقد مدح ملوك وأمراء، وكان من أذكياء بني آدم" أ. هـ. • الوافي: "كانت له يد طولى في علم النجوم .. " أ. هـ. • المقفى: "كانت له معرفة تامة بالأدب والنحو وعلم الحساب والفرائض والرياضيات، وله في ذلك مصنفات حسنة، وكان قيمًا بعلم النجوم وحل الزيج وله شعر لطيف .. توفي بالحلة المزيدية ففيل: عثر جملُه فأصاب وجهه خشب المحمل فمات لوقته وقيل: جرى له مع الجمال كلام أساء فيه عليه فثقل عليه كلام الجمال وأصابه إسهال أفرط به حتى نزف الدم، ومات" أ. هـ. • الشذرات: "كان أحد أذكياء العالم .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالحساب واللغة والتاريخ من أهل بغداد، مات بالحلة المزيدية" أ. هـ. وفاته: سنة (592 هـ)، وقيل: (590 هـ)، اثنتين وتسعين، وقيل: تسعين وخسمائة. من مصنفاته: "تقويم النظر" في فقه المذاهب الأربعة، و"غريب الحديث" وغيرهما. 3154 - أبو عبد الله النَّوقاني * المفسر: محمّد بن أبي عليّ بن أبي نصر، فخر الدين أبو عبد الله النوقاني (¬1) الشافعي. ولد: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة. من مشايخه: الإمام محمّد بن يحيى صاحب الغزالي وغيره. من تلامذته: عبد الرحمن بن عمر الغزال وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "الفقيه الشافعي الأصولي". وقال: "برع في المذهب ودرس وناظر وقدم بغداد وترددت إليه الطلبة وتخرج به جماعة" ثم قال: "كان شيخًا مهيبًا، له يد طولى في التفسير والفقه والجدل والمنطق مع ما هو عليه من العبادة والصلاح" أ. هـ. • تلخيص مجمع الآداب: "كان شيخًا عالمًا عاملًا، مشغولًا بشأنه، مقبلًا على نفسه والتحسر على ما مضي في البطالة في زمانه، آخذا بتقوى الله وطاعته في حله وعقده، وبسطه وقبضه، ولا ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 592) ط. تدمري، الكامل (12/ 124)، وفيه محمود، التكملة لوفيات النقلة (1/ 240)، المختصر المحتاج إليه (1/ 165)، السير (21/ 248)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 29)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 499)، البداية والنهاية (13/ 14)، طبقات المفسرين للسيوطي (100)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 214)، تلخيص مجمع الآداب (4/ 3 / 350)، الوافي (4/ 171). (¬1) النوقاني: هي نوقان التي نسب إليها إحدى مدينتي طوس ... ونوقان أيضًا: قرية من قرى نيسابور أ. هـ. انظر التكملة لوفيات النفلة.

3155 - ابن الهني

تأخذه في الله لومة لائم، وكان إذا قام من مجلسه أغلق بابه، وأقبل على العبادة" أ. هـ. • السير: "العلامة المفتي .. برع في المذهب والخلاف ثم سكن بغداد، وأخذوا عنه طريقته، ثم درّس بمدرسة أم الخليفة الناصر، وله معرفة تامة بالتفسير، تخرج به أئمة، وكان ذا صلاح وصيانة وملازمة للعلم مع سخاء ومروءة وبذل وقناعة .. وكان شيخًا مهيبًا". وقال: "قال ابن النجار: سمعت الفقيه نصر بن عبد الرزاق غير مرة يثني على النوقاني ثناءً كثيرًا، ويصف خلقه وبذله لتلامذته، وغزارة علمه وسعة فهمه. قال ابن النجار: سمعت الفقيه محمّد بن أبي بكر بن الدباس يثني على النوقاني ويقول: كان وليًّا لله" أ. هـ. وفاته: سنة (592 هـ) اثنتين وتسعين وخمسمائة. 3155 - ابن الهني * المقرئ: محمّد بن عليّ بن عبد الصمد، أبو منصور البغدادي الخياط. ولد: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: ابن طبرزد وابن الأخضر وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي والبندنيجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "المقرئ المجود المحدث الرحال". وقال: "حدث سنة (655 هـ)، ولعله استشهد بسيف التتار وسمع ما لا يوصف كثرة" أ. هـ. • غاية النهاية: "بقي فيما أحسب إلى وقعة هولاكو فاستشهد سنة (654 هـ) أ. هـ. وفاته: في القرن السابع الهجري. 3156 - ابن المُرْخي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن الحسين بن كميل بن عبد العزيز بن هارون، أبو بكر اللخمي المعروف بابن المرخي. من مشايخه: والده أبو الحكم وأبو العباس بن سيده وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن الدباج وأبو الحكم بن برجان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان من أهل المعرفة بالآداب واللغات، كاتبًا بليغًا، أديبًا عاقلًا، ناظمًا، ناثرًا .. "أ. هـ. • بغية الوعاة: "وكان جليل القدر، بيته بيت علم وأدب ورواية وكتابة" أ. هـ. • الأعلام: "لغوي أديب، من الكتاب، من بيت علم وفضل في إشبيلية" أ. هـ. وفاته: سنة (616 هـ)، وقيل: (615 هـ) ست عشرة، وقيل: خمس عشرة وستمائة. ¬

_ * السير (23/ 341)، غاية النهاية (2/ 205). * تكملة الصلة (2/ 602)، تاريخ الإسلام (وفيات 615) ط. تدمري، الوافي (4/ 157)، بغية الوعاة (1/ 177)، روضات الجنات (6/ 25)، الأعلام (6/ 280)، معجم المؤلفين (3/ 542)، كشف الظنون (1209).

3157 - ابن عسكر

من مصنفاته: "درة الملتقط" في خلق الخيل، و"حلية الأديب" في اختصار الغريب المصنف للشيباني. 3157 - ابن عسكر * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن الخضر بن هارون الغساني المالقي، أبو عبد الله يعرف بابن عسكر. ولد: قريبًا من سنة (584 هـ) أربع وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبو سليمان بن حوط الله، وأبو علي الرندي وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبار، وأبو بكر بن أبي العيون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "ولي قضاء بلده مرتين ... وكان فقيهًا، مجيدًا لعقد الشروط، حافظًا للغة، أديبًا بليغًا مشاركًا في العربية وقرض الشعر" أ. هـ. • البغية: "قال ابن عبد الملك: كان نحويًّا ماهرًا، مجودًا متوقد الذهن .. من رواة الحديث تاريخيًا حافظًا فقيهًا مشاورًا، دربًا بالفتوى، متين الدين تام المروءة معظمًا عند الخاصة والعامة ... لا تأخذه في الله لومة لائم"أ. هـ. وفاته: سنة (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "المشرع الروي في الزيادة على غريب الهروي" و"نزهة الناظر في مناقب عمار بن ياسر". 3158 - ابن عربي * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر الطائي، الحاتمي الأندلسي المرسي، محيي الدين، المعروف بابن العربي، ويعرف أيضًا بالقشيري لتصوفه. ولد: سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسين علي بن أبي نصر فتح بن عبد الله البجائي، وأبو القاسم خلف بن بشكوال، وأبو بكر محمّد بن خلف بن صاف وغيرهم. من تلامذته: الصدر القونوي الروعي، وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قدوة أهل الموحدة قرأت ¬

_ * البغية (1/ 179)، تاريخ الإسلام (وفيات 636) ط. تدمري، تكملة الصلة (2/ 641)، الإحاطة (2/ 172). * التكملة لوفيات النقلة (3/ 555)، فوات الوفيات (3/ 435)، السير (23/ 48)، العبر (5/ 158)، ميزان الاعتدال (6/ 269)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 638) ط. تدمري، عنوان الدراية (156)، البداية والنهاية (13/ 167)، طبقات الأولياء لابن الملقن (469)، المقفى (6/ 348)، النجوم (6/ 339)، مفتاح السعادة (1/ 232)، لسان الميزان (5/ 307)، طبقات المفسرين للسيوطي (98)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 204)، الشذرات (7/ 332)، نفح الطيب (2/ 375)، طبقات الشعراني (1/ 163)، جامع كرامات الأولياء (1/ 118)، هدية العارفين (2/ 114)، الأعلام (6/ 281)، معجم المطبوعات لسركيس (175)، جهود علماء الحنفية (3/ 1316، 1324، 1338)، غاية الأماني (1/ 390، 426) و (2/ 91، 373)، جلاء العينين (69)، مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية (1/ 47)، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 526).

بخط ابن مسدي يقول عن ابن العربي، ولقد خاض في بحر الإشارات، وتحقق بمجال تلك العبارات، وتكون في تلك الأطوار حتى قضى ما شاء من لبانات وأوطار، فضربت عليه العلمية رواقها، وطبق ذكره الدنيا وآفاقها، فجال بمجالها، ولقي رجالها، وكان جميل الجملة والتفصيل، محصلًا للفنون أحصل تحصيل، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق. سمع ابن الجد، وابن زرقون، ونجبة بن يحيى وذكر أنه لقي ببجاية عبد الحق -وفي ذلك نظر-، وأن السلفي أجاز له -وأحسبها: العامة. وذكر أنه سمع من أبي الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني. قلت: هذا لإفك بين ما لحقه أبدًا. قال ابن مسدي: وله تواليف تشهد له بالتقدم والإقدام ومواقف النهايات في مزالق الأقدام، وكان مقتدرًا على الكلام، ولعله ما سلم من الكلام، وعندي من أخباره عجائب، وكان ظاهري المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات، ولهذا ما ارتبتُ في أمره والله أعلم بسره. ذكره أبو عبد الله الدبيثي فقال: أخذ عن مشيخة بلده، ومال إلى الآداب، وكتب لبعض الولاة، ثم حج ولم يرجع، وسمع بتلك الديار. وروى عن السلفي بالإجازة العامة، وبرع في علم التصوف وله فيه مصنفات كثيرة. ولقيه جماعة من العلماء والمتعبدين وأخذو عنه. وقال ابن نقطة: سكن قونية وملطية مدة. وله كلام وشعر غير أنه لا يعجبني شعره. قلت: كأنه يشير إلى ما في شعره من الإتحاد وذكر الخمر والكنائس والملاح، كما أنشدنا أبو المعالي محمّد بن عليّ عن ابن العربي لنفسه: بذي سلم والدير من حاضر الحمى ... ظباء تريك الشمس في صورة الدمى فأرقبُ أفلاكًا وأخدمُ بيعةً ... وأحرس روضًا بالربيع منمنما فوقتًا أسمى راعي الظي بالفلا ... ووقتًا أسمى راهبًا ومنجما تثلث محبوبي وقد كان واحدًا ... كما صيروا الأقنام بالذات أقنما فلا تنكرن يا صاح قولي غزالة ... تضيء لغزلانٍ يطفن على الدما فللظي أجيادًا وللشمس أوجهًا ... وللدمية البيضاء صدرًا ومعصما كما قد أعرت للغصون ملابسًا ... وللروض أخلاقًا وللبرق مبسما ومن شعره في الحق تعالى: ما ثم ستر ولا حجاب ... بل كله ظاهر مبين وله: فما ثم إلا الله ليس سواه ... فكل بصيرٍ بالوجود يراه وله: لقد صار قلبي قابلًا كل صورةٍ ... فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف ... وألواح توراةٍ ومصحف قرآنِ أدين بدين الحب أين توجهت ... ركائبه فالحب ديني وإيماني وله قصيدة: عقد الخلائق في الإله عقائدًا ... وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه هذا الرجل كان قد تصوف، وانعزل، وجاع، وسهر، وفتح عليه بأشياء امتزجت بعالم الخيال، والخطرات، والفكرة، فاستحكم به ذلك حتى شاهد بقوة الخيال أشياء ظنها موجودة في الخارج، وسمع من طيش دماغه خطابًا اعتقده من الله ولا وجود لذلك أبدًا في الخارج، حتى إنه قال: لم يكن الحق أوقفني على ما سطره لي في توقيع ولايتي أمور العالم، حتى أعلمني بأني خاتم الولاية المحمدية بمدينة فاس سنة خمس وتسعين. فلما كانت ليلة الخميس في سنة ثلاثين وست مئة أوقفني الحق على التوقيع في ورقة بيضاء، فرسمته بنصه: هذا توقيع إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزل له رفده وما خيبنا قصده، فلينهض إلى ما فوض إليه، ولا نشغله الولاية عن المثول بين أيدينا شهرًا بشهرٍ إلى انقضاء العمر. ومن كلامه في كتاب "فصوص الحكم" قال: أعلم أن التنزيه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي عين التحديد والتقييد، فالمنزه، إما جاهل وإما صاحب سوء أدب، ولكن إذا أطلقاه، وقالا به، فالقائل بالشرائع المؤمن إذا نزه ووقف عند التنزيه، ولم ير غير ذلك، ففد أساء الأدب، وأكذب الحق والرسل وهو لا يشعر، وهوكمن آمن ببعض وكفر ببعض، ولا سيما وقد علم أن ألسنة الشرائع الإلهية إذا نطقت في الحق تعالى بما نطقت به إنما جاءت به في العموم على المفهوم الأول وعلى الخصوص على كل مفوم يفهم من وجوه ذلك اللفظ بأي لسان كان في موضع ذلك اللسان، فإن للحق في كل خلق ظهورًا، فهو الظاهر في كل مفهوم، وهو الباطن عن كل فهم، إلا عن فهم من قال: إن العالم صورته وهويته وهو الاسم الظاهر، كما أنه بالمعنى روح ما ظهر فهو الباطن، فنسبته لما ظهر عن صور العالم نسبة الروح المدبرة للصورة، فتوجد في حد الإنان مثلًا باطنة وظاهرة، وكذلك كل محدود، فالحق محدود بكل حد، وصور العالم لا تنضبط، ولا يحاط بها، ولا يعلم حدود كل صورة منها إلا على قدر ما حصل لكل عالم من صوره، ولذلك يجهل حد الحق، فإنه لايعلم حده إلا بعلم حد كل صورة وهذا محال، وكذلك من شبهه وما نزهه، فقد قيده وحدده وما عرفه، ومن جمع في معرفته بين التنزيه والتشبيه، وصفه بالوصفين على الإجمال، لأنه يستحيل ذلك على التفصيل، كما عرف نفسه مجملًا لا على التفصيل. ولذلك ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - معرفة الحق بمعرفة النفس، فقال: "من عرف نفسه عرف ربه". وقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} وهو عينك {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ} -أي للناظرين .. {أَنَّهُ الْحَقّ} من حيث إنك صورته، وهو روحك، فأنت له كالصورة الجسمية لك، وهو لك كالروح المدبر لصورة جسدك، فإن الصورة

الباقية إذا زال عنها الروح المدبر لها لم تبق إنسانًا ولكن يقال فيها: إنها صورة تشبه صورة الإنسان، فلا فرق بينها وبين صورة من خشب أو حجارة ولا ينطلق عليها اسم إنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة. وصورة العالم لا يتمكن زوال الحق عنها أصلًا، فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان. إلى أن قال في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} قال: فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء فإن للحق في كل معبود وجهًا يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله من المحمديين {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ} أي: حكم، فالعالم يعلم من عبد، وفي أي صورة ظهر حتى عبد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة، وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود. إلى أن قال: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} فهي التي خطت بهم، فغرقوا في محار العلم بالله، وهو الحيرة {فَأُدْخِلُوا نَارًا} في عين الماء في المحمديين {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} سجرت: التنور إذا أوقدته. {فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} فكان الله عين أنصارهم، فهلكوا فيه إلى الأبد فلو أخرجهم إلى السيف -سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة، وإن كان الكل لله وبالله، بل هو الله. وقال في قوله: {يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} فالولد عين أبيه، فما رأى يذبح سوى نفسه، وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان، لا بل بحكم ولد من هو عين الوالد، {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} فما نكح سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. وفيه: فيحمدني وأحمده ... ويعبدني وأعبده ففي حالٍ أقر به .. وفي الأعيان أجحده فيعرفني وأنكره ... وأعرفه فأشهده وقال: ثم تممها محمّد - صلى الله عليه وسلم - بما أخبر به عن الحق تعالى بأنه عين السمع والبصر واليد عين الحواس. والقوى الروحانية أقرب من الحواس، فاكتفى والرجل واللسان، أي: هو بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول الحد. إلى أن قال: وما رأينا قط من عبد الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما نرجع إليه إلا بالتحديد، تنزيهًا كان أو غير تنزيه، أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا أيضًا تحديد، ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد، ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا ونحن محدودون فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} حد أيضًا -إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة، وإن جعلنا الكاف للصفة فقد حددناه. وإن أخذنا {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} على نفي المثل تحققنا بالمفهوم، وبالخبر الصحيح أنه عين الأشياء، والأشياء محدودة، وإن اختلفت حدودها، فهو

محدود بحد كل محدود، فما تحد شيئًا إلا هو حد للحق، فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود، فهو عين الوجود. وذكر فصلًا من هذا النمط، تعالى الله عما يقول علوا كبيرًا. استغفر الله، وحاكي الكفر ليس بكافرٍ. قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في ابن العربي هذا: شيخ سوءٍ، كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا، هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعة حدثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك. وحدثني بذلك المقاتلي، ونقلته من خط أبي الفتح بن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد. قلت: ولو رأي كلامه هذا لحكم بكفره، إلا أن يكون ابن العربي رجع عن هذا الكلام، وراجع دين الإسلام، فعليه من الله السلام ... ولابن العربي توسع في الكلام، وذكاء، وقوة حافظة، وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات في كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته، فنرجو له الخير" أ. هـ. • لسان الميزان: (ونقل رفيقنا أبو الفتح اليعمري، وكان متثبتًا، قال سمعت الإمام تقي الدين بن دقيق العيد يقول: سمعت شيخنا أبا محمّد بن عبد السلام السلمي يقول: وجرى ذكر أبي عبد الله بن العربي الطائي فقال: هو شيخ سوء شيعي كذاب، فقلت له: وكذاب أيضًا؟ قال: نعم، تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن فقال: هذا محال لأن الإنس جسم كثيف، والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف، ثم بعد قليل رأيته وبه شجة فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يومًا أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت فلم أرها بعد هذا أو معناه. قلت: نقله لي بحروفه ابن رافع من خط أبي الفتح، وما عندي أن محيي الدين تعمد كذبًا، لكن أثرت فيه تلك الخلوات والجوع، فسادًا وخيالًا وطرف جنون، وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الموحدة، فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقًا وزندقة، وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين، وعدها طائفة من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال، وباطنها حق وعرفان، وأنه صحيح في نفسه، كبير القدر. وآخرون يقولون قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال إنه مات عليه، فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب إلى الله فإنه كان عالمًا بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم. وقولي أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت، وختم لهم بالحسنى، فأما كلامه، فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية، وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم، تبين له الحق في خلاف قولهم، وكذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم، وأنعم التأمل، لاح له العجب، فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشباه، فهو [يعلم بأنه] أحد رجلين: أما من الاتحادية في

الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العافية، وأن يكتب الإيقان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلًا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن، يصلي بها الصلوات، ويؤمن بالله واليوم الآخر، خير له بكثير من [هذا] العرفان، وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب، أو عمل مائة خلوة، انتهى. وأول كلامه لا يتحصل منه شيء تفرد به وينظر في قوله أمعن النظر وأنعم التأمل الفرق بينهما، وقد [اعتز بمحيي الدين] بن عربي أهل عصره. فذكره ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"، وابن نقطة في "تكملة الإكمال"، وابن العديم في "تاريخ حلب" والزكي المنذري في "الوفيات"، وما رأيت في كلامهم تعديًا من الطعن وإنهم ما عرفوها، أو ما اشتهر كتابه "الفصوص"، نعم قال ابن نقطة: لا يعجبني شعره، وأنشد له قصيدة منها: [الطويل] لقد صار قلي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأصنام وكعبة طائف ... وألواح توراة ومصحف قرآن وهذا على قاعدته في الموحدة، وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر غازي بن العادل، أنه قرأ القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح، وحدث به شريح بن محمّد عن أبيه، وقرأ أيضًا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي، وسمع على أبي عبد الله الهادي قاضي فاس "التبصرة" في القراءات لمكي، وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي، وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة، عن أبيه المؤلف، وأنه سمع على محمّد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، وأنه سمع أيضًا علي بن الخراساني، ويونس بن يحيى الهاشمي، ومعين بن أبي الفتوح، وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي، وابن عساكر، وابن الجوزي، وأنه صنف كتبًا كثيرة، منها ما هو كراسة واحدة، ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما. وذكر منها "التفصيل في أسرار معاني التنزيل" فرغ منه إلى قصة موسى في سورة الكهف، أربعة وستون سفرًا، وسرق منها شيء كثير جدًّا. وقال ابن الأبار: هو من "إشبيلية"، وأصله من "سبتة"، وأخذ عن مشيخة بلده، ومال إلى الأدب، وكتب لبعض الولاة، ثم ترك ذلك، ورحل إلى المشرق حاجًا، ولم يعد، وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي، ويقول بها، وبرع في علم التصوف. وقال المنذري: ذكر أنه سمع بـ "قرطبة" من ابن بشكوال، وأنه سمع "مكة"، و"بغداد"، و"الموصل"، وغيرها، وسكن "الروم"، وجمع مجاميع. وقال ابن النجار: كاتت رحلته إلى المشرق، وألف في التصوف، وفي التفسير وغير ذلك تآليف لا يأخذها الحصر، وله سعة وتصرف في الفنون من العلم، وتقدم في الكلام والتصوف.

وقال ابن المديني: قدم "بغداد" سنة ثمان وستمائة، فكان يومئ إليه بالفضل والمعرفة، والغالب عليه طريق أهل الحقيقة، وله قدم في الرياضة، والمجاهدة وكلام على لسان القوم، ورأيت جماعة يصفونه بالتقدم والمكانة عند أهل هذا الشأن بالبلاد، وله أتباع، ووقفت له من مجموع من تآليفه، فيه منامات حدث بها عن من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنامات يرويها عن رؤيته هو للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكتب عني شيئًا من ذلك، وسمعته منه. وقال ابن النجار: صحب الصوفية، وأرباب القلوب، وسلك طريق الفقر، وحج، وجاور، وصنف كتبًا في علم القوم، وفي أخبار زهاد المغاربة، وله أشعار حسان، وكلام مليح، اجتمعت به بـ"دمشق"، وكتبت عنه شيئًا من شعره ونعم الشيخ هو، وقرأت بخط اليعموري أسد بن سعد الدين ابن شيخنا الإمام الراسخ محيي الدين أبي عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن العربي الحاتمي، وذكر شعرًا. وقال ابن سدي: وكان يلقب القشيري، لقبًا غلب عليه لما كان يشتهر به من التصوف، وكان جميل الحلية والفضل، محصلًا لفنون العلم، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق. سمع ببلده من أبي بكر بن الحسين، ومحمد بن سعيد بن زرقون، وجابر الحضرمي، وبسبتة من أبي محمّد بن عبيد الله، وبإشبيلية من عبد المنعم الخزرجي، وأبي جعفر بن نصار، وبمرشنة من أبي بكر بن أبي حمزة، وذكر أنه لحق عبد الحق بـ"بجاية" وفي ذلك نظر، وأن السلفي أجاز له، وأحسنها الإجازة العامة. وله تآليف. وكان مقتدرًا على الكلام، ولعله ما سلمه من الكلام، وكان ظاهري المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات، ويقال إنه لما كان ببلاد الروم، دلسه الملك ذات يوم، فقال هذا يدعو الأسود فقال خدمته لتلك فقال في المبذل لك أعد خلقه. وقد أطراه الكمال بن الزملكاني، فقال: هو البحر الزاخر في المعارف الإلهية، وإنما ذكرت كلامه وكلام غيره من أهل الطريق، لأنهم أعرف بحقائق المقامات من غيرهم، لدخولهم فيها، وتحققهم بها ذوقًا مخبرين عن عين اليقين، وقال ابن أبي المنصور: كان من أكبر علماء الطريق، جمع بين سائر العلوم المكتسبة ومأموله من العلوم الوهبية، وكان غلب عليه التوحيد، علمًا، وخلقًا، وحالًا، لا مكترثًا بالوجود، مقبلًا كان أو معرضًا. ويحكي عنه من يتعصب له أحوالًا سنية، ومعارف كثيرة، والله أعلمء وقرأت بخط أبي العلاء الفرضي في المسند له: كان شيخًا عالمًا، جامعًا للعلوم، صنف كتبًا كثيرة، وهو من ذرية عبد الله بن حَاتِم الطائي، أخي عدي بن حاتم، وأما عدي فلم يعقب، وتقدم له ذكر في ترجمة ابن دحية عمر بن الحسن في حرف العين. وقال القطب السرمين في ذيل في ترجمة "سعد الدين بن أبي عبد الله محيي الدين بن عربي": كان والده من كبار المشايخ العارفين. وله مصنفات عديدة وشعر كثير، وله أصحاب يعتقدون فيه اعتقادًا عظيمًا مفرطًا، يتغالون فيه، وهو عندهم نحو درجة النبوة، ولم يصحبه أحد إلا وتغالى فيه، ولا يخرج عنه أبدًا، ولا يفضل عليه غيره ولا يساوي به أحدًا من أهل زمانه،

وتصانيفه لا يفهم منها إلا القليل، لكن الذي يفهم منها حسن جميل. وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها، وزعم أصحابه أن لها معنى، باطنها غير الظاهر، وبالجملة فكان كبير القدر من سادات القوم، وكانت له معرفة تامة بعلم الأسماء والحروف، وله في ذلك أشياء غريبة، واستنباطات عجيبة، انتهى) أ. هـ. • الشذرات: (قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في طبقات الأولياء: (وقال بعضهم: برز منفردًا مؤثرًا للتخلي والإنعزال عن الناس ما أمكنه، حتى إنه لم يكن يجتمع به إلا الأفراد، ثم آثر التآليف، فبرزت عنه مؤلفات لا نهاية لها، تدل على سعة باعه، وتبحره في العلوم الظاهرة والباطنة، وأنه بلغ مبلغ الاجتهاد في الاختراع والاستنباط، وتأسيس القواعد والمقاصد التي لا يدريها ولا يحيط بها إلا من طالعها بحقها، غير أنه وقع له في بعض تضاعيف تلك الكتب كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها، وكانت سببًا لإعراض كثيرين لم يحسنوا الظن به، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين، والعلماء العاملين، والأئمة الوارثين: إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخروا أهل الطريق غيرة عليها، حتى لا يدعيها الكذابون، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلاف المراد، غير بالين بذلك، لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها. قال المناوي: وقد تفرق الناس في شأنه شيعًا، وسلكوا في أمره طرائق قددًا فذهبت طائفة إلى أنه زنديق لا صديق، وقال قوم: إنه واسطة عقد الأولياء، ورئيس الأصفياء، وصار آخرون إلى اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه. أقول: منهم الشيخ جلال الدين السيوطي، قال في مصنفه "تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي": والقول الفيصل في ابن العربي اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه، فقد نقل عنه هو أنه قال: نحن قوم يحرم النظر في كتبنا. قال السيوطي: وذلك لأن الصوفية تواضعوا على ألفاظ اصطلحوا عليها، وأرادوا بها معان غير المعاني المتعارفة منها، فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر كفر، نص على ذلك الغزالي في بعضه كتبه، وقال: إنه شبيه بالمتشابه من القرآن والسنة، من حمله على ظاهره كفر. وقال السيوطي أيضًا في الكتاب المذكور: وقد سأل بعض أكابر العلماء بعض الصوفية في عصره: ما حملكم على أن اصطلحتم على هذه الألفاظ التي يستشنع ظاهرها؟ فقال: غيرة على طريقنا هذا أن يدعيه من لا يحسنه ويدخل فيه من ليس من أهله، إلى أن قال: وليس من طريق القوم إقراء المريدين كتب التصوف، ولا يؤخذ هذا العلم من الكتب، وما أحسن قول بعض العلماء لرجل قد سأله أن يقرأ عليه "تائية ابن الفارض" فقال له: دع عنك هذا، من جاع جوع القوم، وسهر سهرهم، رأى ما رأوا. ثم قال في آخر هذا التصنيف: إن الشيخ برهان الدين البقاعي قال في "معجمه": حكى لي الشيخ نقي الدين أبو بكر بن أبي الوفاء المقدسي الشافعي قال -وهو أمثل الصوفية في زماننا- قال: كان بعض الأصدقاء يشير عليّ بقراءة كتب

ابن عربي، وبعض يمنع من ذلك، فاستشرت الشيخ يوسف الإمام الصفدي في ذلك، فقال: اعلم يا ولدي -وفقك الله- أن هذا العلم المنسوب إلى ابن عربي ليس بمخترع له، وإنما هو وإن ماهرًا فيه، وقد ادعى أهله أنه لا تمكن معرفته إلا بالكشف، فإذا فهم المريد مرماهم فلا فائدة في تفسيره، لأنه إن كان المقرر والمقرر له مطلعين على ذلك، فالتقرير تحصيل الحاصل، وإن كان المطلع أحدهما، فتقريره لا ينفع الآخر، والا فهما يخبطان خبط عشواء، فسبيل العارف عدم البحث عن هذا العلم، وعليه السلوك فيما يوصل إلى الكشوف عن الحقائق، ومتى كشف له عن شيء علمه. ثم قال: استشرت الشيخ زين الدين الخافي، بعد أن ذكرت له كلام الشيخ يوسف، فقال: كلام الشيخ يوسف حسن، وأزيدك أن العبد إذا تخلق ثم تحقق ثم جذب؛ اضمحلت ذاته، وذهبت صفاته، وتخلص من السوى، فعند ذلك تلوح له بروق الحق بالحق، فيطلع على كل شيء، ويرى الله عند كل شيء، فيغيب بالله عن كل شيء ولا شيء سواه، فيظن أن الله عين كل شيء، وهذا أول المقامات، فإذا ترقى عن هذا المقام وأشرت على مقام أعلى منه، وعضده التأييد الإلهي، رأى أن الأشياء كلها فيض وجوده تعالى لا عين وجوده، فالناطق حينئذٍ بما ظنه في أول مقام، إما محروم ساقط، وإما نادم تائب، وربك يفعل ما يشاء. انتهى. ولقد بالغ ابن المقري في "روضته" فحكم بكفر من شك في كفر طائفة ابن عربي، فحكمه على طائفته بذلك دونه، يشير إلى أنه إنما قصد التنفير عن كتبه، وإن لم يفهم كلامه ربما وقع في الكفر باعتقاده خلاف المراد، إذ للقوم اصطلاحات أرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة، فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر ربما كفر كما قاله الغزالي. ثم قال المناوي: وعول جمع على الوقف والتسليم، قائلين: الاعتقاد صبغة، والانتقاد حرمان، وإمام هذه الطائفة شيخ الإسلام النووي، فإنه استفتي فيه فكتب: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ} الآية [البقرة: 134]، وتبعه على ذلك كثيرون، سالكين سبيل السلامة، وقد حكى العارف زروق عن شيخه النوري، أنه سئل عنه فقال: اختلف فيه من الكفر إلى القطبانية، والتسليم واجب، ومن لم يذق ما ذاته القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم. انتهى. وأقول: وممن صرح بذلك من المتأخرين الشيخ أحمد المقري المغربي، قال في كتابها زهر الرياض في أخبار عياض" والذي عدَّ كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السلامة، وهي أحوط من إرسال العنان وقول يعود على صاحبه بالملامة، وما وقع لابن حجر، وأبي حيان في "تفسيره" من إطلاق اللسان في هذا الصديق وأنظاره، فذلك من غلس الشيطان، والذي اعتقده ولا يصح غيره، أن الإمام ابن عربي ولي صالح، وعالم ناصح، وإنما فوق إليه سهام الملامة من لم يفهم كلامه، على أنه دست في كتبه مقالات قدره يجل عنها، وقد تعرض من المتأخرين ولي الله الرباني سيدي عبد الوهاب الشعراني -نفعنا الله به- لتفسير كلام الشيخ على وجهٍ يليق، وذكر من البراهين على ولايته

ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله ولي التوفيق. انتهى كلام المقري. ثم قال المناوي: وفريق قصد بالإنكار عليه وعلى أتباعه الانتصار لحظ نفسه، لكونه وجد قرينه وعصريه يعتقده وينتصر له، فحملته حمية الجاهلية على معاكسته، فبالغ في خذلانه وخذلان أتباعه ومعتقديه، وقد شوهد عود الخذلان والخمول على هذا الفريق وعدم الانتفاع بعلومهم وتصانيفهم على حسنها. قال: وممن كان يعتقده سلطان العلماء ابن عبد السلام، فإنه سئل عنه أولًا فقال: شيخ سوء كذاب لا يحرم فرجًا، ثم وصفه بعد ذلك بالولاية، بل بالقطبانية، وتكرر ذلك منه. وحكي عن اليافعي أنه كان يطعن فيه ويقول: هو زنديق، فقال له بعض أصحابه يومًا: أريد أن تريني القطب، فقيل: هو هذا، فقيل له: فأنت تطعن فيه، فقال: أصون ظاهر الشرع، ووصفه في "إرشاده" بالمعرفة والتحقيق، فقال: اجتمع الشيخان الإمامان العارفان المحققان الربانيان السهروردي، وابن عربي، فأطرق كل منهما ساعة، ثم افترقا من غير كلام، فقيل لابن عربي: ما تقول في السهروري؟ فقال: مملوء سنة من فرقة إلى قدمه، وقيل للسهروري، ما نقول فيه؟ قال: بحر الحقائق. ثم قال المناوي: وأقوى ما احتج به المنكرون، أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ويرده قول النووي في "بستان العارفين" بعد نقله عن أبي الخير التيناتي واقعة ظاهرها الإنكار: قد يتوهم من يشبه بالفقهاء ولا فقه عنده، أن ينكر هذا، وهذا جهالة وغباوة، ومن يتوهم ذلك فهو جسارة منه على إرسال الظنون في أولياء الرحمن. فليحذر العاقل من التعرض لشيء من ذلك، بل حقه إذا لم يفهم حكمهم المستفادة، ولطائفهم المستجادة، أن يتفهمها ممن يعرفها، وربما رأيت من هذا النوع مما يتوهم فيهه من لا تحقيق عنده أنه مخالف، ليس غالفًا، بل يجب تأويل أفعال أولياء الله [تعالى]. إلى هنا كلامه. وإذا وجب تأويل أفعالهم وجب تأويل أقوالهم، إذ لا فرق، وكان المجد صاحب "القاموس" عظيم الاعتقاد في ابن عربي، ويحمل كلامه على المحامل الحسنة، وطرز شرحه بـ "البخاري" بكثير من كلامه. انتهى) أ. هـ. قلت: ثم ذكر أجوبة لأسئلة لبعض العلماء في معتقد ابن عربي وحاله، منهم الفيروزبادي، وكيف أثنوا عليه، وأيضًا بعض الأحوال الكريمة التي حصلت بعد موته، لا تغني عن حاله شيئًا مما عُرف عنه من الإلحاد ووحدة الوجود، نسأل الله العفو والعافية. • البداية: "صنف تصانيف كثيرة منها: الفصوص، والفتوحات المكية، فيها ما يعقل وما لا يعقل، وما ينكر وما لا ينكر، وما يعرف رما لا يعرف وكتابه فصوص الحكم فيه أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح. وقال ابن السبط: كان يقول إنه يحفظ الاسم الأعظم ويقول أنه يعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق الكسب، وكان فاضلًا في علم التصوف انتهى" أ. هـ. • عنوان الدراية: "له من التأليف ما هو أكثر من الكثير كلها في علم التصوف، حيث قال في

سؤاله أن يعقد له جميع ما صنفه وأنشأه في طريق الحقائق والأسرار على طريق التصوف، قال: (وما قصدت في كل ما ألفته مقصد المؤلفين ولا التأليف وإنما كان يرد عليّ من الحق تعالى موارد تكاد تحرقني، فكنت أتشاغل عنها بتقييد ما يمكن منها، فخرجت مخرج التأليف لا من حيث القصد ومنها ما ألفته عن أمر إلهي أمر في الحق في نومٍ أو مكاشفة .. "أ. هـ. ثم قال في الشذرات: (وقال تلميذه الصدر القونوي الرومي: كان شيخنا ابن عربي متمكنًا من الاجتماع بروح من شاء من الأنبياء والأولياء الماضين، على ثلاثة أنحاء، إن شاء الله، استنزل روحانيته في هذا العالم، وأدركه متجسدًا في صورة مثالية شبيهة بصورته الحسية العصرية، التي كانت له في حياته الدنيا، وإن شاء الله، أحضره في نومه، وإن شاء انسلخ عن هيكله واجتمع به، وهو أكثر القوم كلامًا في الطريق، فمن ذلك ما قال: ما ظهر على العبد إلا ما استقر في باطنه، فما أثر فيه سواه، فمن فهم هذه الحكمة وجعلها مشهودة أراح نفسه من التعلق بغيره، وعلم أنه لا يؤتى عليه بخيرٍ ولا شر إلا منه، وأقام العذر لكل موجود، وقال: إذا ترادفتا عليك الغفلات وكثرة النوم، فلا تسخط ولا تلتفت لذلك، فإن من نظر الأسباب مع الحق أشرك، كن مع الله بما يريد لا مع نفسك بما تريد، لكن لا بد من الاستغفار" أ. هـ. • قلت: وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلامًا طويلًا في أصحاب القول بوحدة الوجود والاتحادية والزندقة كابن عربي، وابن سبعين، والقونوي الرومي تلميذ ابن عربي، والتلمساني، حيث قال حول قول الصوفية في الكلمات المجملة، المتشابهة، والتي هي كلمات المغلوبين على عقلهم الذين تكلموا في حال السكر: "مذهب هؤلاء الاتحادية، كابن عربي، وابن سبعين، والقونوي والتلمساني، مركب من ثلاث مواد: سلب الجهمية، وتعطيلهم". ثم قال: "ومن الزندقة الفلسفية التي هي أصل للتجهم، وكلامهم في الوجود المطلق والعقول، والنفوس والوحي، والنبوة والوجوب، والإمكان، وما في ذلك من حق وباطل. فهذه المادة أغلب على ابن سبعين والقونوي، والثانية أغلب على ابن عربي، ولهذا هو أقربهم إلى الإسلام، والكل مشتركون في التجهم، والتلمساني أعظمهم تحقيقًا لهذه الزندقة والاتحاد التي انفرد بها، وكفرهم بالله، وكتبه، ورسله وشرائعه واليوم الآخر" (¬1) أ. هـ. ثم تكلم شيخ الإسلام حول هؤلاء الاتحادية ومن تبعهم بشكل موسع بعد هذا الكلام، وجاء -رحمه الله تعالى- بذكر بعض ألفاظ ابن عربي التي تبين ما ذكره من مذهبه، فإن أكثر الناس قد لا يفهمونه، كما وجه الكلام في عقيدة وفحوى أقوال ابن عربي في نصوصه خاصة وكتبه الأخرى الاتحادية والقول بوحدة الوجود (¬2). وتنقل أيضًا ما قاله العلماء المعاصرين حول ابن عربي، هكذا ذكره الدكتور شمسى الأفغاني في ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (2/ 175). (¬2) مجموع الفتاوى (2/ 204) وما بعدها.

3159 - ابن الخيمي

كتابه "جهود علماء الحنفية" وبين اتحاده، وما وصفه بالكفر الذي قاله، وأصناف من الزندقة والإلحاد، وذكر شيء من ذلك في كتابه هذا على سبيل التفصيل، وما قاله حول العلماء، كالإمام ابن أبي العز، والعلامة شكري الألوسي وغيرهما (¬1). هذا والآن نقول: قال صاحب كتاب "مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية" عند كلامه على أشهر مؤلفات الصوفية ومؤلفيهم الذي منهم صاحب الترجمة -ابن عربي-: (وقد امتلأت كتب هؤلاء بالمصطلحات الصوفية الغامضة وزعموا أنه لا يفهمها إلا من سلك طريقهم وتعارف عليها عجزوا وربما عجزوا هم أنفسهم عن إيضاح بعضها. وهكذا تطور الانحراف لدى المتصوفة حتى وصلوا إلى تقسيم العلم إلى قسمين: علم الشريعة وعلم الحقيقة. وقالوا: إن علم الشريعة خاص بالفقهاء وهم الذين يسمونهم أهل الرسوم. وعلم الحقيقة أو الباطن كما يسمونه خاص بأهل الحقائق ويعنون به أنفسهم. ومن هنا انفصل غلاة المتصوفة عن علمي الكتاب والسنة وأنشأوا لهم علمًا خاصًّا مزيجًا من أفكار الباطنية والشيعة والأديان الهندية والأفلاطونية اليونانية وهذا منتهى الضلال والانحراف الخطير الذي هوى به غلاة المتصوفة إلى الحضيض في مجال العقيدة والعبادة والسلوك. ومن الأمثلة على ذلك ما قاله محيي الدين بن عربي: "فلما رأى أهل الله أن الله قد جعل الدولة في الحياة الدنيا لأهل الظاهر. وفاته: سنة (638 هـ) ثمان وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "الفتوحات المكية" و"فصوص الحكم) و "كشف المعنى في تفسير الأسماء الحسنى" و"أسرار معاني التنزيل" وغيرها. 3159 - ابن الخيمي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن عليّ بن عليّ بن عليّ بن المفضل بن القامغار، أبو طالب ابن أبي الحسن الحلي، مهذب الدين. ولد: سنة (549 هـ) تسع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن عليّ بن عبد الرحيم القصار، وابن الأنباري، وابن الدباغ وغيرهم. من تلامذته: المنذري وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "قال ابن النجار: .. وله مصنفات، وهو حسن الطريقة متدين طيب الأخلاق متواضع .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان إمامًا في اللغة أديبًا شاعرًا"أ. هـ. وفاته: منة (642 هـ) اثنتين وأربعين وستمائة. من مصنفاته: كتاب "شرح التحيات لله" ¬

_ (¬1) جهود علماء الحنفية (3/ 1338). • وفيات الأعيان (2/ 342)، فوات الوفيات (3/ 441)، الوافي (4/ 881)، المقفى (6/ 322)، بغية الوعاة (1/ 184)، هدية العارفين (2/ 121)، الأعلام (6/ 282)، معجم المؤلفين (3/ 523)، السير (23/ 114)، من دون ترجمة.

3160 - أبو عمر الأشبيلي

و"كتاب حرف" في علم القرآن، ورسالة "من أهل الإخلاص والمودة إلى الناكثين من أهل القدر والردة". 3160 - أبو عمر الأشبيلي * النحوي: محمّد بن علي بن محمّد بن أبي الربيع بن عبيد الله، بن أبي الربيع، أبو عمر القرشي، العثماني الأندلسي الإشبيلي. ولد: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مشايخه: أبو محمّد الدمياطي، والقطب عبد الكريم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المقفى: "وكان إمامًا عالمًا ونحويًا فاضلًا" أ. هـ. 3161 - أبو الفتح الأنصاري * المقرئ: محمّد بن عليّ بن موسى، شمس الدين أبو الفتح الأنصاري الدمشقي. من مشايخه: السخاوي وغيره. من تلامذته: برهان الدين الإسكندراني والخطيب شرف الدين الفزاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أحد الكبار من أصحاب أبي الحسن السخاوي وهو الذي ولي مشيخة الأقراء بعد شيخه بتربة أم الصالح، وكان عارفًا بوجوه القراءات، جيد العربية مجموع الفضائل ... قال لنا غير واحد: وقع نزاع فيمن يتولى التربة، لأن من شرطها أن يكون قد أقرأ من في البلد فذكر لها أبو الفتح وأبو شامة، فتكلموا فيمن يكون الحاكم بين الرجلين فوقع التعيين إلى الإمام علم الدين القاسم بن محمد ... فامتحن كل منهما ثم قال في حق أبي شامة: هذا إمام وقال في حق أبي الفتح: هذا رجل القراءات كما ينبغي وكان لولي الأمر ميل إلى أبي الفتح فقال: ما غرضنا إلا من يعرف القراءات كما ينبغي ورسم له بها ... قال أبو شامة كان إمامًا في القراءات" أ. هـ. • الوافي: "كان فاضلًا عارفًا بالقرآن تفرد بذلك في وقته وكان يقريء بتربة أم الصالح بدمشق"أ. هـ. وفاته: سنة (657 هـ) سبع وخمسين وستمائة. 3162 - الشَّلوبين الصغير * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن محّمد بن إبراهيم الأنصاري المالقي، أبو عبد الله يعرف بالشلوبين الصغير. من مشايخه: عبد الله بن أبي صالح وابن عصفور وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن البركاني: من النبهاء الفضلاء .. كان بارع الخط متيقضًا عن الناس كثير التعفف متحققًا بأشياء جليلة مقتصدًا في شؤونه كلها، لا يقرئ إلا من له جهة تحترم غير ¬

_ • المقفى (6/ 333)، بغية الوعاة (1/ 190)، نفح الطيب (2/ 275). • معرفة القراء (2/ 669)، الوافي (4/ 184)، غاية النهاية (2/ 211). * البغية (1/ 187)، معجم المؤلفين (3/ 530)، البلغة (210).

3163 - الفاسي

محترف بذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (660 هـ) ستين وستمائة وقيل في حدودهما. من مصنفاته: شرح أبيات سيبويه شرحًا مفيدًا، وكمّل شرح شيخه ابن عصفور على الجزولية. 3163 - الفاسي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن العابد الأنصاري الفاسي، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو العباس أحمد بن قاسم البقال وأبو عبد الله بن البيوت وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "كان إمامًا في الكتابة والأداب واللغة والإعراب والتاريخ والفرائض والحساب والبرهان، عارفا بالسجلات والتوثيق، أربي على المتقدمن في نظم الشعر وحفظه، حافظًا مبرزًا درس الحديث .. واختصر الكشاف وأزال عنه الاعتزال .. ولم يكن في وقته مثله" أ. هـ. وفاته: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة وقيل (762 هـ) اثنتين وستين وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر الكشاف. 3164 - المحلي * النحوي: محمّد بن عليّ بن موسى، أبو بكر الأنصاري المحلي، أمين الدولة. ولد: سنة (600 هـ) ستمائة. كلام العلماء فيه: • الوافي: "أحد أئمة العربية بالقاهرة، تصدر لإقراء النحو وانتفع النّاس به .. " أ. هـ. • المقفى: "النحوي العروضي الفرضي .. برع في الأدب وصنف ونظم وصار أحد علماء النحو .. "أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الذهبي: أحد أئمة النحو بالقاهرة، تصدر لإقرائه وانتفع به النّاس" أ. هـ. وفاته: سنة (673 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "مختصر طبقات النحاة للزبيدي" و "شفاء الغليل في علم الخليل" و "العنوان في معرفة الأوزان" وغيرها. 3165 - رضيّ الدين الشَّاطبي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن علي بن يوسف بن محمّد بن يوسف أبو عبد الله ¬

_ * البغية (1/ 181)، الوافي (4/ 192)، الإحاطة (2/ 287). * إشارة التعيين (334)، الوافي (4/ 187)، البلغة (210)، المقفى (6/ 364)، بغية الوعاة (1/ 192)، مفتاح السعادة (1/ 217)، إيضاح المكنون (2/ 128)، الأعلام (6/ 282)، معجم المؤلفين (3/ 550). * معرفة القراء (2/ 678)، العبر (5/ 351)، الوافي (4/ 190)، غاية النهاية (2/ 213)، المقفى (6/ 394)، السلوك (1/ 3 / 730)، بغية الوعاة (1/ 194)، نفح الطب (3/ 131)، الأعلام (6/ 283)، معجم المولفين (3/ 555).

3166 - ابن دقيق العيد

الأنصاري الشاطبي، رضي الدين. ولد: سنة (601 هـ) إحدى وستمائة. من مشايخه: محمّد بن أحمد بن مسعود، وابن المغير وجماعة. من تلامذته: أثير الدين أبو حيان، وأبو الحَجّاج يوسف المزي، وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "العلامة المعمر ... المقريء اللغوي إمام أهل اللغة .. " أ. هـ. • الوافي: "وكان رضي الدين إمام عصره في اللغة تصدر بالقاهرة وأخذ النّاس عنه .. وكان يجتمع بالصاحب زين الدين بن الزبير ويجتمع بالصاحب المذكور جماعة الشعراء من عصره .. فكان الصاحب يرجحه عليهم ويرفعه فوقهم في المجلس ويقول: أنت عالم وهؤلاء شعراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقريء كامل لغوي أستاذ. وكان إمام أهل اللغة غير مدافع انتهت إليه معرفتها" أ. هـ. • المقفى: "انتهت إليه معرفة اللغة وغريبها وأخذ النّاس عنه وكان يقول: أعرف اللغة على قسمين: قسم أعرف معناه وشواهده، وقسم أعرف كيف أنطق به فقط .. " أ. هـ. • نفح الطيب: "ومن نظمه لما حضر أجله وقد أمر خادمه أن ينظف له بيته وأن يغلق عليه الباب ويفتقده بعد زمان ففعل ذلك فلما دخل عليه وجده ميتًا وقد كتب في رقعة: حان الرحيل فودِّع الدار التي ... ما كان ساكنها بها بمخلد واضرع إلى الملك الجواد وقل له ... عبد بباب الجود أصبح يجتدي لم يرض غير الله معبودًا ولا ... دينًا سوى دين النبي محمّد وفاته: سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: حواش على "صحاح الجوهري" وغير ذلك. 3166 - ابن دقيق العيد * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: محمّد بن عليّ بن وهب بن مطيع، أبو الفتح، ابن دقيق العيد، القشيرى، تقي الدين، المنفلوطي المصري المالكي الشافعي. ¬

_ * السير (17/ 143) ط. علوش، فوات الوفيات (3/ 442)، تذكرة الحفاظ (4/ 1481)، ذيول العبر (21)، الطالع السعيد (567)، البداية والنهاية (14/ 28)، الوافي (4/ 193)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 207)، الديباج المذهب (2/ 318)، المقفى (6/ 367)، السلوك (1/ 3 / 929)، الدرر الكامنة (4/ 210)، النجوم (8/ 206)، مفتاح السعادة (2/ 361)، الشذرات (8/ 11)، البدر الطالع (2/ 229)، الأعلام (6/ 283)، "ابن دقيق العيد حياته- وديوانه-" الدكتور على صافي حسين- دار المعارف بمصر، "أحكام الأحكام عمدة الأحكام" لابن دقيق العيد، تحقيق أحمد محمّد شاكر، معجم المؤلفين (3/ 553)، كشف الظنون (1/ 135)، هدية العارفين (2/ 140)، "تقي الدين محمّد بن عليّ ابن دقيق العيد عصره-حياته- علومه- أثره في الفقه" للمؤلف محمد رامز عبد الفتاح مصطفى العزيزي-دار البشير- الأردن-، ط (1) لسنة (1410 هـ - 1990 م)، المعجم المختص (168)، معجم شيوخ الذهبي (544)، فتح الباري (13/ 395) و (1/ 463).

ولد: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة. من مشايخه: الشيخ عز الدين بن عبد السلام وابن عبد الدايم وغيرهما. من تلامذته: قاضي القضاة شمس الدين محمّد بن أحمد بن حيدرة وقاضي القضاة شمس الدين محمّد بن أحمد بن علان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الطالع السعيد: "الشيخ الإمام علامة الأعلام، وراوية فنون الجاهلية وعلوم الإسلام ذو العلوم الشرعية والفضائل العقلية، والفنون الأدبية والمعارف الصوفية والباع الواسع في استنباط المسائل ... بالجملة فالاستغراق في مناقبه يخرج عن الإمكان ويحوج إلى توالي الأزمان وكتب له "بقية المجتهدين" وقريء بين يديه، فأقر عليه، ولا شك إنه من أهل الاجتهاد وما ينازع في ذلك إلا من هو من أهل العناد .. وأخبروني بقوص أنه لعب الشطرنج في صباه، مع زوج أخته الشيخ تقي الدين ابن الشيخ ضياء الدين فأذنوا بالعشاء فقاما فصليا ثم قال الشيخ: تعود، فقال صهره، إن عادت العقرب عدنا لها، فلم يعد يلعبها"أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة الحافظ المجتهد شيخ الإسلام". وقال: "ذكره الحافظ الحجة قطب الدين بن منير فقال: كان إمام أهل زمانه، وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه، عارفًا بالمذهبين، إمامًا في الأصلين، حافظًا متقنًا للحديث وعلومه، يضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ والإتقان والتحري، شديد الخوف، دائم الذكر، لا ينام في الليل إلا قليلًا، يقطعه فيما بين مطالعة، وتلاوة وذكر وتهجد، حتى صار السهر له عادة، وأوقاته كلها معمورة، لم ير في عصره مثله". ثم قال: "كان مجموع الفضائل جم المحاسن، يرى طريقة السلف ويكف عن التأويل، سمعت ذلك منه، وله أدب ونظم وخط منسوب" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "قاضي القضاة بالديار المصرية وشيخها وعالمها الإمام العلامة الحافظ القدوة الورع شيخ العصر ... كان علامة في المذهبين عارفًا بالحديث وفنونه سارت بمصنفاته الركبان" أ. هـ. • فوات الوفيات: "الإمام العلامة شيخ الإسلام .. أحد الأعلام وقاضي القضاة .. وكان إمامًا متفننًا محدثا مجودا فقيهًا مدققًا أصوليًا أديبًا شاعرًا نحويًّا ذكيًا غواصًا على المعاني مجتهدًا وافر العقل كثير السكينة بخيلًا بالكلام تام الورع شديد التدين .. وكان قد مهره الوسواس في أمر المياه والنجاسات .. وكان كثير التسري والتمتع" أ. هـ. • المقفى: "قاضي القضاة، حاكم الحكام، حجة الإسلام، مفتي الأنام، شيخ الإسلام بقية المجتهدين، القائم بوظيفة السنة النبوية في العالمين" أ. هـ. • الديباج: "له يد طولى في علم الحديث، وعلم الأصول، والعربية وسائر الفنون" أ. هـ. • قلت: ومن كتاب المترجم له "أحكام الأحكام عمدة الأحكام" -بقلم المحقق-: "إن ذكر التفسير فمحمد فيه عمود المذهب أو الحديث فالقشيري فيه صاحب الرقم المعلم والراز المذهب، أو الفقه

فأبو الفتح العزيز الإمام الذي إليه الإجتهاد ينسب، أو الأصول فأين ابن الخطيب من الخطيب وهل يقرن المخطيء بالمصيب؟ أو الآداب فإن اقتصرت قلت نابغة زمانه .. " أ. هـ. قلت: وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن ابن دقيق العيد في مسألة الأسماء والصفات ما نصه: "تقول في الصفات المشكلة أنها حق وصدق على المعنى الذي أراده الله، ومن تأولها نظرنا فإن كان تأويله قريبًا على مقتضى لسان العرب لم ننكر عليه، وإن كان بعيدًا توقفنا عنه ورجعنا إلى التصديق مع التنزيه. وما كان منها معناه ظاهرًا مفهومًا من يخاطب العرب حملناه عليه لقوله {عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} فإن المراد به في استعمالهم الشائع حق الله فلا يتوقف في حمله عليه، وكذا قوله (إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) فإن المراد به إرادة قلب ابن آدم مصرفة بقدرة الله وما يوقعه فيه وكذا قوله تعالى {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} معناه ضرب الله بنيانهم، وقوله {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} معناه لأجل الله وقس على ذلك"أ. هـ. قلت: علق عليه الحافظ ابن حجر بقوله: "وهو تفصيل بالغ قل من تيقظ له" أ. هـ. ثم نذكر ما أورده الحافظ ابن حجر في "الفتح" عند شرحه لحديث وفيه: (إن الله لا يستحي من الحق ... ) الحديث قال الحافظ: (والمراد بالحياء هنا معناه اللغوي، إذ الحياء الشرعي خير كله. وقد تقدم في كتاب الإيمان أن الحياء لغة: تغير وانكسار، وهو مستحيل في حق الله تعالى، فيحمل هنا على أن المراد أن الله لا يأمر بالحياء في الحق، أو لا يمنع من ذكر الحق. وقد يقال: إنما يحتاج إلى التأويل في الإثبات ولا يشترط في النفي أن يكون ممكنًا لكن لما كان المفهوم يقتضي أنه يستحيي من غير الحق عاد إلى جانب الإثبات فاحتيج إلى تأويله، قاله ابن دقيق العيد) أ. هـ. قال المحقق في تعليقه على قول: ( ... إنما يحتاج إلى التأويل في الإثبات): (والصواب أنه لا حاجة إلى التأويل مطلقًا، فإن الله يوصف بالحياء الذي يليق به ولا يشابه فيه خلقه كسائر صفاته. وقد ورد وصفه بذلك في نصوص كثيرة فوجب إثبات له على الوجه الذي يليق به. وهذا قول أهل السنة في جميع الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة، وهو طريق النجاة، فتنبه واحذر. والله أعلم) أ. هـ. قلت: والذي قاله المحقق هو عينُ الصواب .. والله تعالى الموفق. وقال صاحب كتاب: (تقي الدين محمّد بن عليّ ابن دقيق العيد، عصره-حياته- علومه- وأثره في الفقه": "كان رحمه الله متصوفًا، سالكًا طريق العقل والحق والهداية فيه، مطبقًا لروح الشريعة ونصوصها، متخلقًا بآدابها بالظاهر والباطن، مؤمنًا بأن التصوف عمل سلوكي وأخلاقي ينبع من أصول الإسلام، فكان يسلك في تصوفه التصوف الحق الذي قوامه: الزهد في الدنيا، ومراقبة الله، وعدم الغفلة عن ذكر الله عز شأنه. فلم يكن رحمه الله من فريق المتصوفة النظريين، الذين اعتنقوا مذاهب ونظريات هي إلى الفلسفة

3167 - الشامي

أقرب منها إلى الدين، ولم يذكر أنه أسند إليه مشيخة إحدى الطرق الصوفية، كما أنه لم تسند إليه إحدى الزوايا أو الخوانق. وقوله الذي نقلناه عنه: "ما تكلمت بكلمة ولا فعلت فعلًا إلا أعددت له جوابًا بين يدي الله". بل إن أوضح دليل على صحة تصوفه سيرته العطرة، وأخلاقه الفاضلة التي ذكرنا قسمًا منها. ومما يدل على صفاء تصوفه أيضًا وأتباعه منطق العقل فيه، ما ذكره الأدفوي والإسنوي والسبكي وغيرهم، إنه لما جاء الخبر بورود التتار إلي الشام في سنة (680 هـ) ورد المرسوم من الملك المنصور قلاوون وهو بالشام أن يجمع أهل العلم بمصر لقراءة البخاري والدعاء عقبه، فقرؤوه إلى أن بقي شيء منه، فاخروا ما بقي إلا أن يتموه في يوم الجمعة، فلما كان يوم الجمعة رأوا ابن دقيق العيد في الجامع، فسلموا عليه، فقال ما فعلتم ببخاريكم، قالوا بقي ميعاد أخرناه، لنختمه اليوم، فقال: انفصل الحال من أمس العصر، وبات المسلمون على كذا .. فقالوا نخبر عنك؟ فقال: نعم، فجاء الخبر بعد أيام بذلك، وكان النصر فيه للمسلمين، فقوله ما فعلتم ببخاريكم يريد أن يبين لهم أن النصر قد تم قبل الانتهاء منه، وإنه إنما تم بأمر الله بإعداده من قوة، ومن رباط الخيل، ثم بالتوكل عليه، وليس منه قراءة البخاري ونحوه. وقد أنكر على ابن العربي آراءه في التصوف وحكم بكفره. كما وأنكر على كل من حاد عن العقل في تصرفاته وأحكامه من المتصوفة فقال: من عذيري من معشر هجروا العقـ ... لَ وحادوا عن طرقه المستقيمة لا يرون الإنسان قد نال حظًا ... من صلاح حتى يكون بهيمة فهو من هذين البيتين ينكر على بعض المتصوفة الذين يخرجون في بعض تصرفاتهم عن حكم العقل والدين، ويطلبون من مريديهم إطاعتهم في ذلك إطاعة عمياء، وعدم مناقشتهم فيما يصدر منهم من أفعال أو أقوال أو أوامر" أ. هـ. وفاته: سنة (702 هـ) اثنتين وسبعمائة. من مصنفاته: "الإلمام" وينقل عن شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية أنه قال: أنا جازم أنه ما وضع في هذا الفن مثله وقال: هو كتاب الإسلام. و "الإمام" و"علوم الحديث" وغيرها. 3167 - الشامي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عليّ بن يحيى بن علي الغرناطي، المعروف بالشامي، المالكي. ولد: (671 هـ) إحدى وسبعين وستمائة. من مشايخه: أبو عبد بن هارون وأبو جعفر بن الزبير والفخر التوزري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان يقريء العربية والفلك قال الذهبي ترجمه العفيف المطري وقال وإنت له دنيًا فيها وفيه سنة وإيمان انتهى .. " أ. هـ. ¬

_ * الدرر (4/ 214)، المقفى (6/ 388)، البغية (1/ 193)، نفح الطيب (2/ 367)، وتكررت ترجمته في (3/ 401)، كشف الظنون (1/ 603)، (2/ 1344).

3168 - الجذامي

• المقفى: "وكان إمامًا عالمًا فاضلًا متفننًا في علوم، ما بين فقه وأصول ولغة وقراءات ونظم ونثر ومع معرفته بمذهب مالك ينقل كثيرًا من المذهب الشافعي .. " أ. هـ. • البغية: "كان أديبًا نحويًّا شاعرًا .. " أ. هـ. من أقواله: البغية: من شعره: جرمي عظيم يا عفو وإنني ... بمحمدٍ أرجو التسامح فيه فبهِ توسل آدم من ذنبه ... وقد اهتدى من يقتدي بأبيه (¬1) وفاته: (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: له "شرح الجمل" في النحو ومدائح نبوية تزيد على ألفي بيت .. أولها: أأخاف من ذنبي وأنت شفيعي ... وأخاف من جدب وأنت ربيعي 3168 - الجذامي * اللغوي، المفسر، المقرئ: عمَد بن علي بن محمّد بن أحمد بن الفخار الجذامي، أبو بكر المراكشي. من مشايخه: الأستاذ أبو بكر محمد بن محمد الدباج، وأبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن حكم الكوفي الكرماني وغيرهما. من تلامذته: لسان الدين الخطيب وغيره. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان متفننًا في الفقه والعربية والقراءات والأدب والحديث، عظيم الصبر .. "أ. هـ. • الدرر: "وكان خيِّرًا صالحًا كثير الورع والانقباض، قليل التصنع وكان نجوًا في الصلاة" أ. هـ. • أعلام مراكش: " كان كثير العكوف على العلم قليل الرياء خيرًا صالحًا شديد الانقباض معروفًا في باب الورع سليم الباطن مستغرق الوقت في التدريس مغرى بالتأليف. ألف نحو ثلاثين تأليفًا في فنون مختلفة .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالفقه والعربية .. " أ. هـ. وفاته: سنة (723 هـ)، وقيل: (754 هـ) ثلاث وعشرين، وقيل: أربع وخمسين وسبعمائة وقال الداودي: أنه مات سنة (703 هـ) ثلاث وسبعمائة وهو خطأ. من مصنفاته: "تحبير نظم الجمان في تفسير أم القرآن" و "شرح مشكلات سيبويه" و"شرح قوانين الجزولية" وغيرها. 3169 - ابن أبي الحصيب * المفسر: محمّد بن علي بن عبد القوي بن عبد الباقي بن أبي الحصيب محيي الدين أبو عبد الله ¬

_ (¬1) وفيه إشارة إلى الحديث الموضوع الذي رواه الحاكم في توسل آم بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. * الديباج (2/ 288)، الدرر (4/ 199)، بغية الوعاة (1/ 187)، أعلام مراكش (3/ 258)، كشف الظنون (6/ 159)، هدية العارفين (2/ 159)، الأعلام (6/ 284) وذكر نسبه الأركشي، معجم المؤلفين (3/ 533)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 211). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 202)، الجواهر المضية (3/ 261)، الدرر الكامنة (4/ 187)، المقفى (6/ 313)، الوافي (4/ 213)، السير (17/ 480) ط. علوش.

3170 - ابن الزملكاني

التنوخي المعري الدمشقي الحنفي، ابن المارستان. ولد: سنة (647 هـ) سبع وأربعين وستمائة. من مشايخه: عُثمان بن علي خطيب القرافة، والعماد بن الحرستاني وإبراهيم بن خليل الأدمي وغيرهم. من تلامذته: عبد القادر بن محمّد القرشي صاحب كتاب (الجواهر المضية) وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "كان مديمًا للإشتغال ورعًا، زاهدًا مفسرًا، متواضعًا كيسًا، من كبار الحنفية، أعاد بالمنصورية والناصرية والظاهرية والصالحية. حمل عنه الطلبة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان كثير المطالعة والاشتغال والأشغال، فاضلًا في النحو والفقه مشهورًا بالعلم، عارفًا بالتفسير وغيره من العلوم، زاهدًا، وكان معيدًا بعدة مدارس بالقاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة. 3170 - ابن الزملكاني * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن علي بن عبد الواحد بن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي كمال الدين، ابن الزملكاني، أبو المعالي، الأنصاري السماكي الشافعي. ولد: سنة (667 هـ) سبع وستين وستمائة. من مشايخه: تاج الدين بن الفركاح، وبدر الدين بن مالك وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "قرأ على الشيوخ، ونظر في الرجال والعلل شيئًا، وكان غرب القراءة سريعها، وكان من بقايا المجتهدين، ومن أذكياء أهل زمانه، درس وأفتى وصنف وتخرج به الأصحاب" أ. هـ. • السير: "كان بصيرًا بالمذهب وأصوله قوي العربية ذكيًا فطنًا فقيه النفس له اليد البيضاء في النظم والنثر وكان يضرب بذكائه المثل تخرج به الأصحاب" أ. هـ. • الوافي: "أغناه ذهنه الثاقب وفكره الصائب على أنه كان يعرف منه ما يحتاج إليه، في أصول الفقه من معرفة القصور، والتصديق ودلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الالتزام والضرب من الشكل المنتج .. " أ. هـ. • البداية والنهاية: "برع وحصل وفاق أقرانه من أهل مذهبه، وحاز قصب السبق عليهم بذهنه الوقاد في تحصيل العلم الذي أسهره ومنعه الوقاد، وعبارته التي هي أشهى من كل شيء معتاد، وخطه الذي هو أنضر من أزاهير الوهاد .. وكان من نيته الخبيثة إذا رجع إلى الشام متوليًا أن يؤذي شيخ الإسلام ابن تيمية فدعا عليه فلم يبلغ أمله ومراده .. " أ. هـ. • قلت: وعند مراجعة كتاب "تسفيه الغبي في ¬

_ * السير (17/ 499) ط. علوش، معجم الشيوخ (540)، المعجم المختص (165)، فوات الوفيات (4/ 7)، ذيول العبر (154)، الوافي (4/ 214)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 190)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 13)، البداية والنهاية (14/ 136)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 383)، النجوم (9/ 270)، الدارس (1/ 31)، مفتاح السعادة (2/ 146)، الدرر (4/ 192)، هدية العارفين (2/ 146)، الأعلام (6/ 284)، معجم المؤلفين (3/ 520).

3171 - ابن الوراق

تنزيه ابن عربي" (¬1) لإبراهيم الحلبي حيث قال: "ثم رأيت في "تاريخ الصفدي" في ترجمة الشيخ محيي الدين بن عربي ما نصه: قد عظم الشيخ كمال الدين بن الزملكاني في مصنفه الذي عمله في الكلام على النبي، والملك، والصديق، والشهيد، وهو مشهور، فقال في "الفصل الثاني في فضل الصديق": وقال الشيخ محيي الدين بن عربي، البحر الزاخر في المعارف الإلهية، وذكر من كلامه جملة، ثم قال آخر الفصل: وإنما نقلت كلامه وكلام من جرى مجراه من أهل الطريق، لأنهم أعرف بحقائق هذه المقامات، وأبصر بها، لدخولهم فيها وتحققهم بها ذوقًا. والمخبر عن الشيء ذوقًا مخير عن عين اليقين، فاسأل به خبيرا. انتهى كلام ابن الزملكاني" أ. هـ. ثم ذكر محققه علي رضا بن عبد الله بن علي معلقًا على كلام بن الزملكاني قائلًا: "إلا أنه أخطأ هاهنا، ولعله اغتر بظاهر زهده وما اشتهر عنه "أ. هـ. وفاته: (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف رسالة في الرد على ابن تيمية في الطلاق وأخرى في الرد عليه في الزيارة. وعلق على المنهاج. 3171 - ابن الوراق * المقرئ: محمّد بن علي بن أبي القاسم، ابن أبي العز، ابن أبي الحسن، أبو عبد الله، المعروف بابن الوراق وبابن الخروف الموصلي الحنبلي. ولد: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مشايخه: الكواشي، وابن العجمي، وأبو الحسن عليّ بن وضاح وغيرهم. من تلامذته: الذهبي، والبرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "حفظ مختصر الخرقي ونظر العربية وتصدر زمانًا. وكان شاخ ونسي بعض محفوظه .. " أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "وذكره في معجمه -البرزالي- وقال: وإن شيخًا صالحًا متوددًا إلى الناس، حسن المحاضرة، طيب الجالسة مكرمًا عند كل أحد، لحسن خلقه وشيوخته، وفضله، ونزل بالحلبية بالجامع" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مصدر محقق مجود ناقل .. " أ. هـ. وفاته: سنة (727 هـ) سبع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: نظمًا حسن ورواء ومنظر وشيبة بهية". ¬

_ (¬1) كتاب "تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي" لإبراهيم بن محمّد الحلبي، دراسة وتحقيق على رضا بن عبد الله بن علي- مجلة الحكمة العدد الحادي عشر. * معرفة القراء (2/ 726)، المعجم المختص (166)، الوافي (4/ 229)، غاية النهاية (2/ 216)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 381)، الدرر (4/ 196)، المقصد الأرشد (2/ 478)، الشذرات (8/ 139)، المقفى (6/ 327).

3172 - الجرجاني الإسترابادي

3172 - الجرجاني الإسترابادي * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن محمّد الجرجاني الإستبرابادي الحلي الغروري. من مشايخه: أبو منصور حسن بن يوسف المطهر الحلي وغيره. كلام العلماء فيه: • قال محقق كتاب (الإشارات والتنبيهات) الدكتور عبد القادر حسين في مقدمته صفحة (جـ): "كان عالمًا فاضلًا وأصوليًا عظيمًا ومتكلمًا جليلًا، من تلاميذ العلامة الحلي". وقال: "كان الجرجاني متقنًا للغة الفارسية بصيرًا بأسرارها، ينقل منها ويترجم عنها، فترجم رسالة (الفصول في الأصول) للنصير الطوسي لعظم فائدتها وحسن معالجتها". ثم قال: "ولست في حاجة إلى التأكيد بأن صاحبنا الجرجاني كان موسوعة كاملة في علوم عصره من علم الكللام والنحو والفلك والتفسير والقراءات وعلم التربية والفلسفة والأخلاق، يتبين ذلك من خلال مصنفاته التي تبلغ الثلاثين" أ. هـ. • وقال المحقق عند كلامه على الكتاب المذكور (م): "والكتاب يعد من أمهات كتب البلاغة، لما له من شأن عظيم في تصحيح المفاهيم البلاغية، وترسيخ قواعدها، وتحليل أساليبها والمؤلف بارع في قرع الحجة بالحجة، ودحض البرهان بالبرهان، يعينه على ذلك منطق سليم، وفكر منظم، وذهن وقاد، وبديهة لماحة. ونستطيع أن نقول: إن الشيخ محمد بن علي الجرجاني لم يسبقه أحد من المؤلفين في هذا الفن -على حد علمنا- في إشاراته وتنبيهاته واستقصائه وشموله" أ. هـ. • قلت: يتبين مما تقدم وغيره أن المترجم له شيعي. وفاته: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "الإشارات والتنبيهات في علم البلاغة"، و"روضة المحققين في تفسير الكتاب المبين" في خمس مجلدات وغير ذلك. 3173 - ابن الخطيب الإربلي * النحوي: محمّد بن عليّ بن أحمد، أبو المعالي الأربلي الموصلي الشافعي ويعرف بابن الخطيب، بدر الدين. ولد: سنة (686 هـ) ست وثمانين وستمائة. من تلامذته: أبو المعالي ابن رافع وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "وكان ذكيًا سريع الحفظ ذكر أنه حفظ الحاوي في ستين يومًا والشمسية في المنطق في يوم واحد .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالموسيقى من أعيان النحاة ¬

_ * أعيان الشيعة (46/ 29)، معجم المؤلفين (3/ 536) وفيه أنه كان حيًّا سنة (697 هـ) الإشارات والتنبيهات في علم البلاغة تحقيق الدكتور عبد القادر حسين- دار نهضة مصر- القاهرة. * الدرر الكامنة (4/ 157)، بغية الوعاة (1/ 175)، كشف الظنون (1/ 406) و (1/ 626)، (2/ 1369) وقد خلط في تاريخ وفاته، هدية العارفين (2/ 135)، الأعلام (6/ 284)، معجم المؤلفين (3/ 494).

3174 - السبتي

الفقهاء" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (729 هـ)، وقيل: سنة (755 هـ) تسع وعشرين، وقل: خمس وخمسين وسبعمائة وقيل غير ذلك. من مصنفاته: "شرح الشافية الكافية الشافية" في النحو، و "حواشي على الحاوي" في فروع الشافعية، وهو صاحب"أرجوزة الأنغام". 3174 - السَّبتي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عليّ بن هانيء اللخمي السبتي، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو إسحاق الغافقي وأبو عبد الله بن حريث وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "الإمام الأستاذ في القراءات والنحو والأدب وفنون العلم، صاحب التصانيف المفيدة .. " أ. هـ. • الإحاطة: "كان رحمه الله فريد دهره في سمو الهمة وإيثار الاقتصاد والتحلي بالقناعة وشموخ الأنفِ على أهل الرياسة .. مع الصبر والعمل على حفظ المروءة وصون ماء الوجه، إمامًا في علم العربية، مبرزًا متقدمًا فيه، حافظًا للأقوال، مستوعبًا لطريق الخلاف .. توفي بحبل الفتح والعدو يحاصره، أصابه حجر المنجنيق في رأسه فذهب به، تقبل الله شهادته ونفعه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (733 هـ)، وقيل: (734 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: شرح "التسهيل" لابن مالك، شرحًا نفيسًا وعمل "الغزة الطالعة في شعراء المائة السابعة" وغير ذلك. 3175 - الغسّاني * اللغوي، المقرئ: محمّد بن عليّ بن عمر بن يحيى الغسّاني، أبو عبد الله، يعرف بابن العربي. ولد: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة. من مشايخه: أبو جعفر بن الزبير وابن الفخار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "كان له تحقق بضبط القراءات والقيام عليها وعناية بعلم العربية .. وكان رجلًا صالحًا مبارك الية حسن التعليم نفع الله به من هنالك" أ. هـ. • البغية: "قال في تاريخ غرناطة، كان من أهل العلم والدين والفضل، له عناية بالعربية والقراءات، مكبًا عليهما طلق الوجه كثير الحياء والخشوع .. جال أكثر بلاد الأندلس وتصدر للإقراء وكان صالحًا حسن التعليم" أ. هـ. وفاته: سنة (748 هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة. ¬

_ * الإحاطة (3/ 143)، غاية النهاية (2/ 211)، الدرر (2/ 210)، بغية الوعاة (1/ 192)، كشف الظنون (1/ 63)، (2/ 1198)، إيضاح المكنون (1/ 133)، معجم المؤلفين (3/ 552)، نفح الطيب (8/ 381). * البغية (1/ 186)، الإحاطة (3/ 96).

3176 - أبو المعالي المصري

3176 - أبو المعالي المِصْري * المفسر محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن عبد الكريم أبو الفضائل وأبو المعالي ابن كاتب قطلوبك، فخر الدين. ولد: سنة (691 هـ)، وقيل: (692 هـ) إحد ى وتسعين وستمائة، وقيل: اثنتين وتسعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ موسى العجمي، وكمال الدين ابن قاضي شهبة وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "تفقه وبرع، وكان من أذكياء زمانه .. سمع معي وحدث، وأوذي وأخذت جهاته فصبر واحتسب .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "ذكره القاضي شهاب الدين بن فضل الله في (مسالك الأبصار) فقال: المصري الذي لا يسمح فيه بالمثاقل، ولا يهون ذهنه، فيشبه به ذائب الأصيل بل البحر المصري لأنه ذو النون ... وهو إمام الشام وغمام العلم ... ثم قال: وهو أفقه من هو بالشام موجود، وأشبه عالم بأصحاب إمامه في الوجود" أ. هـ. • الدرر: "وكان الفخر في الذكاء والحفظ آية وكان ظريفًا لطيفًا يتعاني التجارة .. " أ. هـ. • وفيات ابن رافع: "تفقه وبرع ودرس وأفتى وشغل بالعلم مدة وتصدر بالجامع الأموي وانتفع به جماعة، وكان حاد القريحة، كثير العبادة .. " أ. هـ. • السلوك: "وكان يتوقد ذكاء بحيث أنه حفظ مختصر ابن الحاجب مع تعقد ألفاظه في تسع عشر يومًا ودرس وأفتى وأفاد .. " أ. هـ. • الدارس: "وقال الحافظ شهاب الدين بن حجي السعدي: وكان قد صار عين الشافعية بالشام فلما جاء السبكي أطفأه، قال: وسمعت شيخنا ابن كثير يقول إنه سمعه يقول: منذ علقت العلم لم أصل صلاة إلا واطمأننتِ فيها ولا توضأت وضوءًا إلا واستكملت مسح رأسي .. "أ. هـ. • الشذرات: "وقال الصلاح الكتبي: أعجوبة الزمان. كان ابن الزملكاني معجبًا به وبذهنه الوقاد، يشار إليه في المحافل، وينوه بذكره، ويثني عليه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (751 هـ) إحدى وخمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن". 3177 - ابن الفخَّار * النحوي: محمّد بن عليّ بن أحمد الخولاني، أبو ¬

_ * المعجم المختص (165)، وفيات ابن رافع (2/ 138)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 188)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 468)، الوافي (4/ 226)، ذيول العبر (283)، السلوك (2/ 3 / 833)، الدرر (4/ 170)، النجوم (10/ 250)، الدارس (1/ 245)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 81)، الأعلام (6/ 285)، هدية العارفين (2/ 159)، معجم المؤلفين (3/ 493). * الدرر (4/ 176)، الإحاطة (3/ 35)، البغية (1/ 174)، شذرات الذهب (8/ 300).

3178 - ابن النقاش

عبد الله، ويعرف بابن الفخار الألبيري. من مشايخه: أبو عبد الله بن حديث، والشريف الحسني وغيرهما. من تلامذته: قلَّ في الأندلس من لم يأخذ عنه منهم لسان الدين الخطيب. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان مقتصدًا في أحواله وقورًا مفرط الطول نحيفًا قليل الدهاء والتصنع .. عالم بالعربية .. " أ. هـ. • الإحاطة في تاريخ غرناطة: "أستاذ الجماعة، وعلم الصناعة وسيبويه العصر وآخر الطبقة من أهل هذا الفن، كان رحمه الله فاضلًا، تقيًا، منقبضًا، عاكفًا على العلم، ملازمًا للتدريس، إمام الأئمة من غير مدافع ... مقتصدًا في أحواله، وقورًا .. قليل الدهاء والتصنع، غريب النزعة، جامعًا بين الحرص والقناعة" أ. هـ. وفاته: سنة (754 هـ) أربع وخمسين وسبعمائة. 3178 - ابن النقاش * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عليّ بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد الرحيم الدكالي ثم المصري، أبو أمامة المعروف بابن النقاش الشافعي، شمس الدين. ولد: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من مشايخه: الشيخ شهاب الدين الأنصاري، والتقي السبكي، وأبو حيان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات ابن رافع: "اشتغل ودرس وأفتى، وتكلم على الناس، ورزق القبول التام عند الملك الناصر حسن، وقدم علينا دمشق وتكلم على الناس بجامع دمشق .. " أ. هـ. • ذيل العبر لابن العراقي: -نقل كلامًا لابن رافع ليس في وفياته- ذكره ابن رافع وقال: "اشتغل بالعلم وننزل بالمدارس، وأمّ بمسجد أبي الدرداء بقلعة دمشق وانقطع في آخر عمره مدة ضعيفًا، وكان رجلًا جيدًا، دينًا، قيل إنه حدث" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان فقيهًا نحويًّا، شاعرًا واعظًا، له يد طولى في فنون، وقدرة على السجع وكان يقول: الناس اليوم رافعية لا شافعية، ونووية لا نبوية"أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "وآخر هذا الكلام منكر .. " أ. هـ. والذي يقصد به الكلام السابق في "البداية والنهاية". وفاته: سنة (763 هـ) ثلاث وستين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح العمدة" في ثمان مجلدات و"تخريج أحاديث الرافعي الكبير" وكتابًا في التفسير سماه "السابق اللاحق" مطول جدًّا ذكر في أوله أن الحامل له عليه أنه شرع في إلقاء التفسير في الجامع الأزهر في شهر رمضان فأكمله ¬

_ * وفيات ابن رافع (2/ 248)، البداية والنهاية (14/ 292)، ذيول العبر (349)، ذيل العبر لابن العراقي (1/ 90)، السلوك (3/ 1 / 79)، بدائع الزهور (1/ 1 / 589)، الدرر (2/ 211)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 176)، النجوم (11/ 13)، بغية الوعاة (1/ 183)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 202)، الشذرات (8/ 338)، البدر الطالع (2/ 211)، هدية العارفين (2/ 162)، الأعلام (6/ 286).

3179 - اليمني

فبلغه أن بعض الناس استقصر علمه فشرع في إملاء تفسير على الفاتحة فأقام فيه مدة طويلة ثم شرع في كتابة التفسير والتزم أن لا ينقل فيه حرفًا عن كتاب من تفسير أحد ممن تقدمه، قال الصفدي: كانت طريقته في التفسير غريبة ما رأيت له في ذلك نظير أ. هـ. 3179 - اليمني * المقرئ: محمّد بن عليّ بن عبد الله اليمني، أبو القاسم، شمس الدين. كلام العلماء فيه: • الدرر: "ولي تدريس القراءات بالشيخونية .. " أ. هـ. • إنباء الغمر: "وكان فاضلًا .. وكان ولي مشيخة الإقراء بالشيخونية، ووقع بينه وبين الأكمل فنزح إلى الشام وكرمه تاج الدين السبكي ونزله ببعض الخوانق، ثم ترك ذلك زهدًا ومات مطعونًا، قال ابن حجي: كان فاضلًا مفتيًا .. انتهى قلت: وقفت له على عدة تصانيف لطات دالة على اتساعه في العلم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (779 هـ) تسع وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: قال ابن حجر: وقفت له على جزء في وجوب ترتيب كلمات التشهد دال على سعة اطلاع ومعرفة بأصول الفقه .. 3180 - البلنسي * اللغوي، المفسر: محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمّد الأوسي البلنسي (¬1) الأندلسي، أبو عبد الله. ولد: سنة (724 هـ)، وقيل: (714 هـ) أربع وعشرين، وقيل: أربع عشرة وسبعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن الفخار وغيره. من تلامذته: أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطي، ومحمد بن عبد الملك المنتوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "طالب هش، حسن اللقاء، عفيف النشأة، مكب على العلم. حريص على استفادته ... حافظ متقن على نزعة عربية، من التجاذع في المشي، وقلة الالتفات لا لجملته وجهورية الصوت، متحل بسذاجة، حسن الإلقاء والتقرير .. "أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية، أندلسي، من أهل غرناطة "أ. هـ. وفاته: سنة (782 هـ)، وقيل: (791 هـ) اثنتين ¬

_ * ذيل العبر (2/ 393)، إنباء الغمر (1/ 140)، الدرر (4/ 189)، لحظ الألحاظ (166)، الشذرات (8/ 428)، معجم المؤلفين (3/ 520). * معجم البلدان (1/ 490)، اللباب (1/ 43)، الإحاطة (3/ 38)، الدرر (4/ 207)، بغية الوعاة (1/ 191)، طبقات المفسرين (2/ 213)، درة الحجال (2/ 245)، الأعلام (6/ 286)، معجم المؤلفين (3/ 496)، مقدمة كتاب "تفسير مبهمات القرآن" د. ضيف بن حسن ط-1 (1991 م) دار الغرب الإسلامي. (¬1) بلنسية: السين المهملة مكسورة وياء مخففة كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كررة تدمير، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب أ. هـ. من معجم البلدان.

3181 - ابن اليونانية

وثمانين، وقيل: إحدى وتسعين وسبعمائة، والأول أصح. من مصنفاته: له "تفسير كبير" و"صلة الجمع وعائد التذييل" جمع فيه بين كتاب "التعريف" للسهيلي، وكتاب "التكميل والإتمام" لمحمد بن على الغساني، في ما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام. 3181 - ابن اليونانية * المفسر: محمّد بن علي بن أحمد بن محمّد اليونيني البعلي الحنبلي، ويعرف بابن اليونانية، شمس الدين. ولد: سنة (707 هـ) سبع وسبعمائة. من مشايخه: ابن الشحنة، ويحيى بن عمر بن حمود وغيرهما. من تلامذته: القاضي تقي الدين بن الصدر قاضي طرابلس وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "وكان فاضلًا .. " أ. هـ. • الشذرات: "وتفقه فصار شيخ الحنابلة على الإطلاق، وسمع الكثير وتميز .. " أ. هـ. وفاته: سنة (793 هـ)، وقيل: (783 هـ) ثلاث وتسعين، وقيل: ثلاث وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: لخص تفسير ابن كثير في أربع مجلدات. 3182 - الحريري * المقرئ: محمّد بن عليّ بن صلاح الحريري الحنفي. ولد: بُعيد العشرين والسبعمائة. من مشايخه: الوادي آشي، ومحمد بن غالي وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر، وابن ظهيرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "إمام الصرغتمشية .. اعتنى بالقراءات والفقه وله إلمام بالحديث وناب في الحكم .. "أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء لا بأس به .. " أ. هـ. • النجوم: "وكان فقيهًا مقرئًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (797 هـ) سبع وتسعين وسبعمائة. 3183 - النَّابُلسي * اللغوي: محمّد بن عليّ بن يعقوب النابلسي، أبو عبد الله، شمس الدين، الشافعي. ولد: سنة بضع وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: الشهاب الأذرعي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان فقيهًا مشاركًا في العربية والأصول والميقات، قال البرهان المحدث بحلب: ¬

_ * إنباء الغمر (3/ 99)، الدرر (4/ 175)، الشذرات (8/ 566)، الأعلام (6/ 286). * غاية النهاية (2/ 203)، المقفى (6/ 254)، إنباء الغمر (3/ 273)، الدرر (4/ 185)، وجيز الكلام (1/ 318)، النجوم (12/ 148)، الشذرات (8/ 599). * إنباء الغمر (4/ 88)، الضوء (8/ 225) الشذرات (9/ 24)، أعلام النبلاء (5/ 121).

3184 - ابن القطان

كان سريع الإدراك وكان محافظًا على الطهارة سليم اللسان صحيح العقيدة، لا أعلم بحلب أحدًا من الفقهاء على طريقته .. " أ. هـ. • الضوء: "برع وتصدر في حلب لإقراء الفقه وأصله والنحو .. " أ. هـ. وفاته: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. 3184 - ابن القَّطان * النحوي، اللغوي، المقرئ، المفسر: محمّد بن عليّ بن محمّد واختلف فيمن بعده فقيل عيسى بن عمر بن أبي بكر وقيل عمر بن عيسى بن محمّد السمنوري المصري الشافعي ويعرف بابن القطان، الشمس. ولد: سنة (737 هـ) سبع وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: الشمس بن الصائغ، والبهاء بن عقيل وغيرهما. من تلامذته: الصدر بن محمّد بن محمّد بن محمّد السفطي، وأبو بكر الضرير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قال عنه المقريزي: لم يكن له عناية بالحديث ولا شهرة بديانة لا يزال دنسًا وفي عبارته لكنه عامية .. " أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان ماهرًا في القراءات والعربية .. "أ. هـ. • الشذرات: "كان ماهرًا في القراءات والعربية والحساب وناب في الحكم بآخرةٍ فتهالك على ذلك إلى أن مات .. " أ. هـ. وفاته: سنة (813 هـ) ثلاث عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في القراءات السبع سماه: "السهل" وشرح ألفية ابن مالك في أزيد من أربع مجلدات ووجد له من التفسير شيء. 3185 - الزراتيتي * المقرئ: محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد الزراتيتي (¬1) الحنبلي، شمس الدين. ولد: سنة (748 هـ) ثمان وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: ابن حجر، وأبو بكر بن الجندي، والشرف موسى الضرير وغيرهم. من تلامذته: الشيخ الزين رضوان، وابن موسى الحافظ وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "عني بالقراءات ورحل فيها إلى دمشق وحلب .. واشتهر بالدين والخير ثم أقبل على الطلبة بآخره فأخذوا عنه القراءات ولازموه وختم عليه، الكثير وأجاز لجماعة وانتهت إليه رئاسة الإقراء بمصر .. إمام الظاهرية البرقوقية .. " أ. هـ. • الضوء: "قال المقريزي: صحبناه بمكة ثم تردد ¬

_ * إنباء الغمر (6/ 259)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 72)، الضوء اللامع (9/ 9)، الوجيز (1/ 409)، الشذرات (9/ 155)، البدر الطالع (2/ 226)، هدية العارفين (2/ 180)، الأعلام (6/ 287)، معجم المؤلفين (3/ 544). * إنباء الغمر (7/ 482)، الضوء (9/ 11) وذكره أنه الحنفي، وجيز الكلام (2/ 472)، الشذرات (9/ 249)، السحب الوابلة (3/ 1003). (¬1) منسوب إلى زراتيت من ديار مصر المندرسة أ. هـ. من هامش السحب الوابلة.

3186 - جمال الدين الخطيب

إلى القاهرة وكنت أثق بديانته ونعم الرجل .. " أ. هـ. • وجيز الكلام: "وكان صيتًا حسن الأداء إلى الغاية صالحًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. 3186 - جمال الدين الخطيب * النحوي: محمّد بن عليّ بن نور الدين الخطيب الموزعي، جمال الدين. من مشايخه: الإمام الريمي، وجماعة من بني الناشري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "جرت له مع صوفية وقته أمور بان فيها فضله "أ. هـ. • صلحاء اليمن: "ولما ظهرت كتب ابن عربي وكان المتصدي لشرائها الشيخ أحمد الرداد، أنكر عليه الإمام ابن نور الدين وشنع على مطالعتها فلما علم ابن الرداد بذلك وهو متولي القضاء الأكبر أحضره من بلده إلى مدينة زبيد وذلك في الدولة الناصرية والغساسنة، فلما وصل اجتمع مع جماعة من الفقهاء والصوفية في مجلس حافل وطلب ابن الرداد مناظرته فأقام الإمام محمّد بن نور الدين حجته ببطلان كلام ابن عربي في كتبه فهمت الصوفية بالفتك بالإمام نور الدين، فقام بنصرته الأمير محمّد بن زياد فخلصه منهم ... وكان ذا صدقة وأفعال للخير كثيرة يبدأ بأقاربه وجيرانه ثم يعم كل محتاج علم به أو وصل إليه ولا يدخر في بيته إلا ما يسد به خُلَّته في وقتهم وهو الذي ابتدأ بعمارة جامع موزع .. وظهرت له كرامات في حياته وبعد موته، وكان مجاب الدعوة .. "أ. هـ. • مصادر الفكر السامي: "كان من العلماء الكبار .. اشتغل بالتصنيف والتدريس وجرت بينه وبين الشيخ ابن الرداد مناظرة بسبب ميل الأخير إلى علوم الصوفية وأوذي الموزعي بسبب ذلك"أ. هـ. • الصوفية والفقهاء في اليمن: "الشيخ الموزعي كان على جانب كبير من المعرفة لأسرار نحلة ابن عربي وقد قام بنفسه بدراسة كتبه والرد عليها في مؤلف له ويقول ابن الأهدل إنه أول الفقهاء الذين باشروا قراءة كتب ابن عربي والرد عليها من نصوصها المستقاة منها. وقد مكنته معرفته من مناظرة أصحاب هذه النحلة فقد ذكر ابن الأهدل أنه ناظر الشيخ محمّد بن محمود الكرماني -أحد أتباع ابن عربي في اليمن- إلا أن المناظرة لم تكن (بحضرة من يميز الحق ويقضي به بل بحضره من هو بصدد المحاباة والمداهنة في دين الله وعدم التحقيق لأصول الدين وأقوال الزائفين) وهكذا فإن الموزعي لم يتم له التغلب على خصمه لوجود فئة كانت تناصر الكرماني وأغلب الظن أن هذه المناظرة حدثت في عهد تولى ابن الرداد القضاء على أن ابن الرداد نفسه كانت له جولة مع الموزعي في المناظرات وقد استدعاه من قريته إلى مدينة زبيد (فلما وصل اجتمع مع جماعة من الفقهاء والصوفية في مجلس حافل وطلب ابن الرداد مناظرته فأبان الموزعي حجته ببطلان كلام ¬

_ * طبقات صلحاء اليمن (268)، مصادر الفكر الإسلامي (196)، الصوفية والفقهاء في اليمن (135)، الضوء اللامع (9/ 223)، الأعلام (6/ 87).

3187 - ابن الركاب

ابن عربي في كتبه) ويبدو أن الغلبة هذه المرة كانت للموزعي حتى إن الصوفية (همت بالفتك به فقام لنصرته الأمير محمّد بن زياد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف كتابًا في الرد على ابن عربي، "كتاب كشف الظلمة عن هذه الأمة"، وكتاب "مصابيح المعاني في حروف المعاني" في النحو. 3187 - ابن الرَّكَّاب * المقرئ: محمّد بن عليّ بن أحمد الغزي الحلبي، المعروف بابن الركاب، شمس الدين. ولد: سنة (738 هـ) ثمان وثلاثين وسبعمائة. من تلامذته: قاضي حلب علاء الدين ابن خطيب الناصرية وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان يُقريء الفقراء بغير أجرة وكان قائمًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواظبة الإقراء مع الهرم .. " أ. هـ. • الضوء: "وممن قرأ عليه ابن خطيب الناصرية وقال: إنه رجل دين خير صالح من أهل القرآن مديم لإقرائه بالجامع الكبير بحلب احتسابًا انتهى، ومداومة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تأخذه في القيام مع الحق لومة لائم وكذا كان مداومًا على التلاوة مع الشيخوخة وللناس فيه اعتقاد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (826 هـ) ست وعشرين وثمانمائة. 3188 - أبو اللَّطف * النحوي، اللغوي: محمّد بن علي بن منصور بن زين العرب الحصكفي ثم المقدسي أبو اللطف، الشافعي، شمس الدين. ولد: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: أخذ الفقه والنحو والأصلين والتفسير والحديث والتصوف عن الشهاب ابن رسلان وهو أجل شيخ لازمه، وأخذ القراءات عن النجم العجمي المراغي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قال ابن أبي عذيبة: ولا أعلم بهذه البلاد من يدانيه في حسن النظم والنثر والتمكن من علم الأدب .. مع لطافة الشكل وحسن الملتقى وحلاوة اللسان والكرم والدين .. " أ. هـ. • الأنس الجليل: "شيخ الإسلام .. الإمام العلامة .. وكان ذكيًا حسن النظم والنثر .. وعنده تودد وحلاوة لسان وهو دين خير .. " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه شافعي له علم بالأدب والموسيقى ولد وتعلم بحصن كيفا (بديار بكر) ويعرف فيها بابن الحمصي وتوفي بالقدس" أ. هـ. وفاته: سنة (859 هـ) تسع وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "شجرة" في علم النحو ¬

_ * إنباه الغمر (8/ 36)، الضوء (8/ 158) وذكر اسمه محمّد بن علي .. بن أبي البركات، وقال: ذكره شيخنا في الإنباء باختصار وقال المعروف بابن الركاب بدل ابن أبي البركات، وما علمت الصواب منهما انتهى، الشذرات (9/ 255). * الضوء اللامع (8/ 220)، الأنس الجليل (2/ 184)، الأعلام (6/ 288).

3189 - ابن هلال

و"شجرة" في الصرف و"تحقيق الكلام في موقف المأموم والإمام" وغيرها. 3189 - ابن هلِال * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن علي بن هلال العرضي الحربي، المعروف بابن هلال، الشافعي، شمس الدين. من مشايخه: محمّد الداديخي، والعلاء الموصلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • درِّ الحبب: "له الرسالة التي أثبت فيها أن فرعون موسى آمن إيمانًا مقبولًا، وهي الرسالة التي حمله على وضعها حسب ما هو مذكور في صدرها -روح الله القزويني- حيث سأله في الكتابة على قوله تعالى: {قَال آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} ورد عليه ما ذكره فيها الشيخ محمّد المنير في تآليف أفرده وذكر فيه أنه صار كمن دخل مكة ولا ذكر له فتغوط (¬1) ببئر زمزم ليصير له ذكر بين النّاس ... وكان له شعر يابس، وهجو فيه فاحش .. " أ. هـ. • الكواكب السائرة: "له رسالة أثبت فيها أن فرعون موسى آمن إيمانًا مقبولًا، وهو خلاف ما عليه الناس .. " أ. هـ. وفاته: سنة (933 هـ) ثلاث وثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي" وشرح على تصريف الزنجاني سماه "التطريف على التصريف" وله نظم فاحش الهجو. 3190 - القَراباغِي * النحوي، المفسر: محمّد بن علي القراباغي الحنفي، المولى محيي الدين. من مشايخه: قرأ على علماء العجم ثم دخل الروم فقرأ على المولى يعقوب بن سيدي عليّ وغيره. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "العالم العامل والفاضل الكامل .. وكان رجلًا سليم الطبع حليم النفس متواضعًا متخشعًا أديبًا لبيبًا صحيح العقيدة مرضي السيرة روح الله روحه ونور صريحه .. "أ. هـ. • الشذرات: "وكان مشتغلًا بالعلم ليلًا ونهارًا علَّامة في التفسير والأصول والعربية .. " أ. هـ. ¬

_ * الكواكب (1/ 68)، در الحبب (2/ 1: 244)، إعلام النبلاء (5/ 425)، شذرات (10/ 277)، كشف الظنون (2/ 1651)، الأعلام (6/ 290). (¬1) التصحيح من إعلام النبلاء، وفي المطبوع من در الحبب (فتعود)، وما أثبتناه أصح، وأوضح للمعنى .. والله أعلم. * الكواكب السائرة (2/ 70)، الشذرات (10/ 355) وفيهما أن اسمه هو محمّد محيي الدين القراماني ويبدو أنه تصحيف، الشقائق النعمانية (272)، كشف الظنون (533، 2022، 2037)، هدية العارفين (2/ 236)، الأعلام (7/ 183)، قلت: وقع الزركلي في خطأ حيث اعتبر أن محيي الدين محمّد القراباغي هو نفسه محمود بن محمّد وقد نبه صاحب كشف الظنون على أنهما شخصان مختلفان حيث بين أن كتاب "جالب السرور وسالب الغرور في المحاضرات" هو لمحيي الدين محمّد القراباغي .. ثم اختصره محمود بن محمّد وسماه "لطانف الإشارات" ورتبه على ترتيب الأصل، لكنه لم يصرح به مصنفه. فوهم الزِركلي بأن الكتاب واحد وهو لشخصين فغلب على ظنه أنهما واحد والله أعلم.

3191 - الخروبي

• الأعلام: "من علماء الدولة العثمانية كان مدرسًا في أيام السلطان سليمان القانوني وتنقل في مدارس لآخرها مدرسة آزنيق" أ. هـ. وفاته: سنة (942 هـ) اثنتين وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: حواشي على البيضاوي والكشاف وشرح رسالة إثبات الواجب للدواني و"جالب السرور وسالب الغرور" في المحاضرات. 3191 - الخَرُوبي * المفسر: محمّد بن علي الخروبي الطرابلسي الجزائري المالكي، أبو عبد الله. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الزيتوني، وأبو العباس أحمد بن أحمد زروق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعلام مراكش: "من أهل الحديث والفقه والتصوف والصلاح واقفًا على أغراضهم جمع في فن التصوف والأوراد والأذكار كتبًا .. " أ. هـ. • شجرة النور: "عالم الجزائر الكبير وإمامها الشهير كان من أهل الحديث والفقه والتصوف .. " أ. هـ. • كشف الظنون: "الفقيه المالكي الصوفي .. " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه الجزائر في عصره .. " أ. هـ. وفاته: سنة (963 هـ) ثلاث وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "الحكم الكبرى" و "كنز الأسرار" في التفسير في ثمانية مجلدات و "كفاية المريد وحلية العبيد". 3192 - ابن علّان * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن علي بن علان بن إبراهيم بن محمّد بن علان بن عبد الملك بن عليّ بن مبارك شاه بن أبي بكر بن محمد ... إلى أن يصل نسبه إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -. ولد: (980 هـ) ثمانين وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ عبد الملك العصامي، والشيخ حسن البوريني وغيرهما. من تلامذته: عاتق البلادي ومحمد النبلاوي الدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "هو واحد دهره في الفضائل مفسر كتاب الله تعالى ومحيي السنة بالديار الحجازية ومقرئ كتاب صحيح البخاري من أوله إلى آخره في جوف الكعبة .. وهو إمام ثقة من أفراد أهل زمانه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل عنه أنه سيوطي زمانه من كثرة التآليف وسعة الاطلاع .. " أ. هـ. • قلت: هو أشعري العقيدة. وقد ذكر اسمه في طبعة كتابه "دليل الفالحين" (ودار الكتب ¬

_ * أعلام مراكش (4/ 150)، شجرة النور (284)، هدية العارفين (2/ 245)، كشف الظنون (6/ 245)، الأعلام (6/ 292)، معجم المؤلفين (3/ 509)، معجم أعلام الجزائر (167). * نفحة الريحانة (4/ 111)، خلاصة الأثر (4/ 184)، إيضاح المكنون (1/ 578)، نشر الرياحين (2/ 662)، الأعلام (6/ 293)، الفتوحات الربانية- طبعة المكتب الإسلامي - (1/ 10) و (3/ 194).

العلمية) الطبعة الأولى (1416 هـ) محمّد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي، وكذا في كتابها "الفتوحات الربانية" طبعة المكتب الإسلامي وللدلالة على ذلك -أي أشعريته- نسوق إليك عزيزي القارئ بعض أقواله في كتاب "الفتوحات" حيث قال: "قوله ما يسخطه الخ السخط من الله تعالى إنزال العقوبة كما في مفردات الراكب وفي أمالي ابن عبد السلام غضب الله فيه ثلاث مذاهب قال الشيخ أبو الحسن الأشعري هو صفة ذات وعبر به عن الإرادة وقال القاضي هو صفة فعل وعبر به عن معاداة الغاضب لمن غضب عليه وقال غيرهما هو صفة ذات وعبر به عن سب الله لأعدائه في كتابه فيكون عائدًا إلى صفة الكلام ويجوز فيه كنظائره فتح أوله وضم أوله وسكون ثانيه (قوله والحذر) معطوف إما على مرضاته وهو أولى لسبقه أو على اجتناب لقربه والاجتهاد في الحذر من عذابه بمجانبة الأفعال المؤدية إليه (قوله بالجد) بكسر الجيم أي الاجتهاد (قوله طاعاته) جمع طاعة وهي امتثال الأوامر واجتناب النواهي وسيأتي الفرق بينها وبين القربة والعبادة". وفي موضع آخر قال: "قوله (ينزل ربنا) قال الإمام مالك وغيره أي ينزل أمره ورحمته أو ملائكته وأيده بعضهم بالحديث الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد أن الله عزَّ وجلَّ (يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديًا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له) الحديث رواه النسائي وصححه، وقال آخرون: ونسب إلى مالك أيضًا على سبيل الاستعارة، والمراد الإقبال على الداعي بالإجابة واللطف والرحمة وقبول المعذرة، كما هو عادة الكرماء سيما الملوك إذا أنزلوا بقرب محتاجين ملهوفين مستضعفين. وفي شرح مسلم وشرح محمّد عبد الحق قال القرطبي في التفسير، وهو يرفع الإشكال ويوضح كل الاحتمال وإن الحديث الأول على حذف مضاف أي ينزك ملك ربنا، قال: روي ينزل بضم التحتية وهو مبين ما ذكرناه أ. هـ. فعلم من هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان مشهوران، فمذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين الإيمان بحقيقتها على ما يليق بجلاله تعالى، وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقادنا تنزيهه سبحانه عن سائر سمات الحدوث، وفي مذهب أكثر المتكلمين وجماعة من السلف وحكي عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعليه الخبر مؤول بتأويلين وذكر ما قدمته أ. هـ ومنه كغيره من كلام محققي أئمتنا يعلم أن المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر كالمجيء والصورة والشخص والنزول والاستواء على العرش في السماء عما يفهمه ظاهرها مما يلزم عليه محالات قطعية تستلزم أشياء مكفرة بالإجماع فاضطر ذلك جميع السلف والخلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره، وإنما اختلف فيه هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أن نؤوله بشيء آخر وهو مذهب أكثر السلف، وفيه تأويل إجمالي أو مع تأويله بشيء، وهو مذهب أكثر الخلف، وهو تأويل تفصيلي، ولم يريدوا بذلك مخالفة

3193 - الحريري

السلف الصالح معاذ الله أن نظن ذلك بهم، إنما دعتهم لذلك الضرورة في أزمنتهم لكثرة المجسمة والحشوية وغيرهم من فرق الضلال، ولاستيلائهم على عقول العامة فقصدوا ردعهم وإبطال أقوالهم. وقد اعتذر كثير منهم، وقالوا: كنا على ما كان عليه السلف الصالح من صفة العقائد وعدم المبطلين ما خضنا، في ذلك وقد اتفق سائر الملوك على تأويل نحو: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}، وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ}، وهذا الاتفاق يبين صحة ما اختاره المحققون: أن الوقف على الراسخون في العلم لا الجلالة، كذا نقل بعض المحققين: أن الجميع متفقون على التأويل وإن اختلفوا في الإجمال والتفصيل، لكن نقل القاضي عياض في باب (إثبات القدر) في حديث حج آدم موسى عن الشيخ أبي الحسن الأشعري في طائفة من أصحابه: أن كل صفات سمعية لا نعلمها إلا من جهة السمع نثبتها صفات ولا نعلم حقيقتها، وذكر مذهب السلف من إمرارها وتنزيه الله عن ظواهرها، ومذهب الخلف من التأويل على مقتضى اللغة. وبه يعلم أن المراد بالكل في الكلام الكثير المعظم لا الشامل للجميع كما ثبته كلام القاضي -نفع الله به- واختار كثير من محققي المتأخرين عدم تعيين التأويل في شيء معين من الأشياء التي تليق باللفظ، ويكون تعين المراد منها إلى علمه تعالي وعله توسط بين المذهبين .. " أ. هـ. • قلت: ومن هذا الكلام من كتابه هذا، يؤيد به أقوال المتكلمين ومذاهبهم، وخاصة مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري، وتكلم على أهل السنة والجماعة، وسماهم بالمجسمة والحشوية، وهذا هو ادعاء الأشاعرة عليهم، وهو في ذلك مائلًا إليه متكلم في أصوله .. والله أعلم. وفاته: سنة (1057 هـ) سبع وخمسين وألف. من مصنفاته: "ضياء السبيل" في التفسير و"دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" و"المواهب الفتحية على الطريقة المحمدية، في التصوف وغيرها كثير. 3193 - الحَريري * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن أحمد، المعروف بالحريري، وبالحرفوشي العاملي الدمشقي. من مشايخه: العمادي، والسيد نور الدين عليّ بن عليّ الموسوي العاملي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "كان كثير من الطلبة يقصدونه وهو في حانوته يشتغل فيقرؤون عليه ولا يشغله شاغل عن العلم ... وطلبه المولى يوسف بن أبي الفتح لإعادة درسه فحضره أيامًا ثم انقطع فسأل الفتحي عن سبب انقطاعه فقيل إنه لا ينزل ¬

_ * نفحة الريحانة (1/ 189)، خلاصة الأثر، (4/ 49)، أعيان الشيعة (46/ 148)، روضات الجنات (7/ 85)، أمل الآمل (1/ 162)، الكنى والألقاب للقمي (2/ 177)، إيضاح المكنون (1/ 120)، كشف الظنون (2/ 1352)، الكشاف لطلس (181)، الأعلام (6/ 293)، معجم المؤلفين (3/ 496).

3194 - العلاء الحصكفي

لحضور درسك فكان ذلك الباعث على إخراجه من دمشق وسعى الفتحي عند الحكام على قتله بنسبة الرفض إليه وتحقق هو الأمر فخرج من دمشق إلى حلب هاربًا ثم دخل بلاد العجم ... بعد خروجه من الشام هاربًا ذهب إلى بلاد العجم فعظمه سلطانها شاه عباس وصيره رئيس العلماء في بلاده .. " أ. هـ. • أمل الآمل: "كان عالمًا فاضلًا أديبًا ماهرًا محققًا مدققًا شاعرًا منشئًا حافظًا أعرف أهل عصره بعلوم العربية .. " أ. هـ. • الكنى والألقاب: "منار العلم السامي وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامي، من فضلاء العلماء الإمامية، صاحب الشروح على قواعد الشهيد وغيرها" أ. هـ. • هدية العارفين: "العاملي الدمشقي الحريري الشيعي المعروف بالحرفوش .. "أ. هـ. • معجم المؤلفين: "الكركي الدمشقي، الشيعي، المعروف بالحريري .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1059 هـ) تسع وخمسين وألف. من مصنفاته: "شرح الآجرومية" في مجلدين سماه "اللآليء السنية" و"نهج النجاة فيما اختلف" فيه النحاة" وغيرها. 3194 - العلاء الحَصْكَفِي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن عليّ بن محمّد بن علي عبد الرحمن بن محمّد بن جمال الدين بن حسن بن زين العابدين الحصني الدمشقي، المعروف بالحصكفي، الحنفي، علاء الدين. من مشايخه: خير الدين الرملي، والفخر بن زكرياء المقدسي الحنفي وغيرهما. من تلامذته: المحبي، والشيخ إسماعيل بن عليّ المدرس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "اتفق له قبل موته أحوال تدل على حسن الختام له منها أنه كان من حين ابتدأ درس البخاري في سنة موته يقرأ الفاتحة كل يوم في أوّل درسه وآخره ويهديها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فوافق أنها كانت ختام درسه فإنه انتهى درسه في البخاري عند آخر تفسير الفاتحة في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان واتفق أنه في ثاني يوم ثبت العيد وكان يوم الجمعة فحضر إلى الجامع وعقد درسًا حافلًا فاجتمع الناس من كل مكان وقرأ من تفسير سورة البقرة، ومن صحيح البخاري في حديث الشفاعة العامة ولما أتم الدرس شرع في الدعاء وكان يقول يا عباد الله أوصيكم بتقوى الله والإكثار من قول لا إله إلا الله ويكرر ذلك مرارًا ويقول أكثروا من ذلك حد الإكثار وأنا لا أريد منكم أن ثشهدوا لي بفضل ولا علم ولا جاه سوى أني كنت أقول لا إله إلا الله وأني كنت أذكركم بها ثم لما ختم الدعاء ودّع الحاضرين بعبارات مرموزه وذهب إلى بيته واستمر عشرة أيام في عبادة وتسبيح وتهليل حتى مات" أ. هـ. • معجم المطبوعات: "كان عالمًا محدثًا فقيهًا ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 63)، الأعلام (6/ 294)، معجم المطبوعات (778)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (1/ 448) و (2/ 1125).

3195 - الحجري

نحويًّا، كثير الحفظ والمرويات، طلق اللسان، فصيح العبارة، إلا أن علمه أكبر من عقله" أ. هـ. • قلت: ذكر صاحب كتاب "جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية": أن "صاحب الترجمة من ضمن العلماء الحنفية التي تكذب القبورية وتثبت وجود الشرك فيهم بأوسع ما يكون، وأن القبورية اتبعوا سنن اليهود والنصارى والمشركين حذو النعل بالنعل شبرًا بشبر والقذة بالقذة". وذكره أيضًا في موضع آخر حيث قال: "فقد قال الإمام الحصكفي: وفي التتار خانية مغريًا للمنتقى عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، أنه قال: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه، المأمور به: ما استفيد من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وكرر قوله: بحق رسلك، وأنبيائك، وأوليائك أو بحق البيت .. " انتهى. وفاته: سنة (1088 هـ) ثمان وثمانين وألف. من مصنفاته: "شرح قطر الندى" في النحو، و"الدر المنتقى" شرح ملتقى الأبحر، فقه. و"الدر المختار في شرح تنوير الأبصار" في فقه الحنفية. وحاشية على تفسير البيضاوي. 3195 - الحَجَرِي * النحوي: محمّد بن عليّ بن سعيد الحجري التونسي. ولد: سنة (1170 هـ) سبعين ومائة وألف. من مشايخه: محمّد بن قاسم المحجوب، وصالح الكواش وغيرهما. من تلامذته: حميدة بنت الخوجة المفتي الحنفي، وحسين بن عبد الستار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "الإمام الأريب العلامة الألمعي الأديب الفهامة اللغوي النحوي المتفنن الشاعر الماهر المؤلف المتقن آية في الذكاء وفرد من أفراد العلماء .. " أ. هـ. • قلت: ومن شعره من كتاب "عنوان الأريب": لم لا وأنت ديار طه المصطفى ... والآل والأصحاب والزوجات مخذوم جبريل الأمين المجتبى ... ورئيس كل مرفع الدرجات ذاك الذي ليس النبوة خلة ... والخلق في حلل من العدمات كهف الخلائق كلهم وملاذهم ... يوم امتداد أزمة الأزمات من لي به ألقاه حتى في الكرى ... وأشم منه معطر النسمات وأكحل الأجفان من آثاره ... واشنف الأسماع بالنغمات وأقول: يا خير الورى يا من به ¬

_ * عنوان الأريب (2/ 44)، شجرة النور (350)، الأعلام (6/ 296)، معجم المؤلفين (2/ 513)، معجم المطبوعات (117)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 97)، هدية العارفين (2/ 245).

3196 - الصبان

وأقول: يا خير الورى يا من به ... أرجو جميل الصفح عن زلاتي قلت: لا شك أن قوله في هذه الأبيات الشعرية من التوسل الممنوع الذي قد يفضي إلى نوع من أنواع الشرك، والاستعانة والاستغاثة بغير الله تعالى، وهذا ما دعت إليه كثير من الصوفية المنحرفة ودافعت عنه .. نسأل الله العفو والعافية. وفاته: سنة (1199 هـ) تسع وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "زواهر الكواكب" حاشية على الأشموني على ألفية ابن مالك في النحو، و"اللوامع" رسالة في المنطق وغيرهما. 3196 - الصَّبَّان * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ الصبّان، أبو العرفان، المصري الشافعي. من مشايخه: الشيخ حسن المدابغي، والشيخ محمّد العشماوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "الشافعي الأشعري ... ذكر بلسان المترجم له -تلقيت طريق القوم وتلقين الذكر على منهج السادة الشاذلية على الأستاذ عبد الوهاب العفيفي المرزوقي، وقد لازمته المدة الطويلة وانتفعت كدده ظاهرًا وباطنًا انتهى. وتلقى العلم ومهر في العلوم العقلية والنقلية، واشتهر بالتحقيق والتدقيق والمناظرة ولجدل .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية والأدب، مصري، مولده ووفاته بالقاهرة .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم أديب مشارك في اللغة والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والسيرة والحديث ومصطلحه والهيئة وغير ذلك .. " أ. هـ. • معجم المطبوعات: "وتلقى طريق السادة الوفائية عن سيدي أبي الأنوار محمّد السادات بن أبي الوفا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1206 هـ) ست ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على شرح الأشموني على الألفية" في النحو و "الكافية الشافية في علمي العروض والقافية" منظومة و "حاشية على السعد" في المعاني والبيان وغيرها. 3197 - الشَّوْكانِي * النحوي، المفسر: محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبد الله الشوكاني. ولد: سنة (1173 هـ) ثلاث وسبعين ومائة وألف. من مشايخه: عبد الله بن إسماعيل النهمي، والحسن بن إسماعيل المغربي وغيرهما. من تلامذته: الأديب بن حسن الشجني ¬

_ * فهرس الفهارس (2/ 705)، حلية البشر (3/ 384)، عجائب الآثار (2/ 137)، هدية العارفين (2/ 349)، الأعلام (6/ 297)، معجم المطبوعات (1194)، معجم المؤلفين (3/ 516). * المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 231)، "منهج الإمام الشوكاني في العقيدة"، د. عبد الله نومسوك، مؤسسة الرسالة، ط (2) لسنة (1414 هـ- 1994 م)، الأعلام (6/ 298)، معجم المطبوعات لسركيس (1160)، معجم المؤلفين (3/ 541)، هدية العارفين (2/ 365)، البدر الطالع (2/ 214)، نيل الوطر (2/ 297)، آراء المعتزلة الأصولية (148).

الذماري، والحسن بن أحمد عاكش الضمدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع -يقول عن نفسه-: "وهو الآن -في أثناء كتابته لهذه الترجمة- يجمع تفسيرًا لكتاب الله جامعًا بين الرواية والدراية ويرجو الله أن يعينه على تمامه" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، من أهل صنعاء، وكان يرى تحريم التقليد" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مفسر، محدث، فقيه، أصولي، مؤرخ، أديب، نحوي، منطقي، متكلم، حكيم" أ. هـ. • آراء المعتزلة الأصولية: حيث ذكر الحكم الشرعي في اصطلاح الأصوليين: "عرف الأصوليين الحكم الشرعي بتعريفات لم يخل أكثرها من الطعن والاعتراض إلا أن أقل هذه التعريفات مطعنا في تصوري ما اختاره بعض الأصوليين ومنهم الشوكاني رحمه الله تعالى حيث قال: فاعلم أن الحكم هو الخطاب المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع" أ. هـ. • قلت: من كتاب "منهج الإمام الشوكاني" (ص 57) ذكر ما نصه: (ويظهر لي -أي المؤلف- من خلال دراسة مؤلفات الشوكاني أنه خالف الأشعرية كما خالف الفرق الأخرى غير أنه تأثر قليلًا بالأشعرية خاصة في كتابه "فتح القدير" في تأويل بعض الصفات، مع أنه اشتد إنكاره عليهم في ذلك في كتابه "التحف في مذاهب السلف" وغيره). ثم قال في صفحة (855) -ملخصًا النتائج التي توصل إليها بالنسبة لعقيدته-: (من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة، وكان رأيه في بعضها مضطربًا بين كتاب وآخر، كما في بعض الصفات، وفيما يلي أذكر تلك المسائل مختصرًا. (1) في توحيد الألوهية: أجاز التوسل بالذات والجاه وجعله كالتوسل بالعمل الصالح، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من محاربة الشرك وسد الذرائع المؤدية إليه. (ب) في أسماء الله تعالى: ذهب إلى جواز تسمية الله بما ثبت من صفاته، سواء ورد التوقيف بها أو لم يرد. غير أني لم أقف على تطبيق الشوكاني هذه القاعدة، لا في تفسيره، ولا في غيره. (ج) في صفات الله تعالى: 1 - أول بعض الصفات الإلهية في تفسيره: فتح القدير، تأويلًا أشعريًا. والصفات التي أولها هي: الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجيء، والإتيان، والمحبة، والغضب، على التفصيل الذي ذكرته في الكتاب، وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم. 2 - نهج منهج أهل التفويض في صفة المعية في رسالته التحف، فلم يفسرها بمعية العلم، بل زعم

3198 - ابن وحيش

أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف. وهذا مخالف لما ذهب إليه في تفسيره وفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسير السلف. 3 - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق. (د) في نواقض التوحيد: 1 - أجاز تحري الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين باعتبارها أماكن مباركة يستجاب الدعاء فيها، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من سد الذرائع إلى الشرك في الأموات. 2 - جعل الحلف بالقرآن كالحلف بمخلوق من مخلوقات الله. (هـ) في النبوات: يرى التوقف في مسألة التفضيل بين الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. هذا وقد سلك الشوكاني رحمه الله تعالى طريقة السلف في الاستدلال لكل مسألة من مسائل العقيدة التي أثبتها، فيقدم الأدلة النقلية على العقلية، ويقدم المعنى الظاهر من النصوص على معنى المجاز منها، كما في كتابه التحف، إلا في مسألة المعية كما تقدم إيضاحه في فقرة سابقة، وكذلك في تفسيره لمسألة الاستواء وغيرها من الصفات التي أثبتها في تفسيره ولم يؤولها. أما ما يظهر في كتبه من اضطراب وتناقض في هذا الباب وغيره وخالف فيه السلف أهل السنة فيمكن الاعتذار عنه بأنه نشأ وترعرع في بيئة زيدية، وكانت دراسته داخلها ولم يخرج منها، فلعل الظروف المحيطة بهذه البيئة لم تتهيأ له كثيرًا للاطلاع على كتب أئمة السلف أهل السنة والجماعة. هذا وقد أخطأ الشوكاني فيما أخطأ، ولا ندعي له العصمة، ولا نقول عنه إلا أنه من البشر، والبشر يخطئون ويصيبون، وكما قال هو نفسه: "إن الخطأ شأن البشر، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، والأهوية تختلف، والمقاصد تتباين، وربك يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون" أ. هـ. قلت: من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب "منهج الإمام الشوكاني في العقيدة"، وإلى كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" -فيما يتعلق بعقيدته في الأسماء والصفات- والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. وفاته: سنة (1250 هـ) خمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار"، و"إتحاف الأكابر"، و"فتح القدير" في التفسير، و"الدر النضيد في إخلاص أهل التوحيد". 3198 - ابن وَحِيش * اللغوي: محمّد بن عليّ وحيش الصنعاني. من مشايخه: القاضي أحمد بن عبد الرحمن المجاهد وغيره. ¬

_ * نيل الوطر (2/ 303).

3199 - محمد علي الحداد

كلام العلماء فيه: • نيل الوطر: "الفقيه العلامة اللغوي. . وكان عالمًا فاضلًا ورعًا تقيًا شاعرًا بليغًا اشتهر بتحقيق علم اللغة ونسخ بخطه الفائق الحسن كتاب نظام الغريب في اللغة، . ." أ. هـ. وفاته: سنة (1275 هـ) خمس وسبعين ومائتين وألف. 3199 - محمّد عليّ الحداد * المقرئ: محمّد بن عليّ بن خلف الحسيني، المعروف بالحداد المالكي. ولد: سنة (1282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: أبو بكر الحداد الكبير، وعمه الشيخ حسن خلف الحسيني، والشيخ سليم البشري وغيرهم. من تلامذته: ولده الشيخ أبو بكر الحداد الصغير، وعمران أبو زيد الأدفوي، وهمام قطب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأعلام الشرقية: "فإن من المشتغلين بالعلم وحفظ القرآن الكريم، ومن الساعين في تأسيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم. ." أ. هـ. • الأعلام: "مقرئ من فقهاء المالكية بمصر. ." أ. هـ. وفاته: سنة (1357 هـ) سبع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الكواكب الدرية فيما يتعلق بالمصاحف العثمانية" و"القول السديد في بيان حكم التجويد" و"سعادة الدارين في بيان أي معجزة الثقلين". 3200 - المَّكِّي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ بن حسين بن إبراهيم المالكي المكي. ولد: سنة (1287 هـ) سبع وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه نحوي مغربي الأصل ولد وتعلم بمكة وتوفي بالطائف. ." أ. هـ. وفاته: سنة (1367 هـ) سبع وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تدريب الطلاب في قواعد الإعراب" في النحو، و"تهذيب الفروق" اختصر به "فروق القرافي" في أصول الفقه وغيرهما. 3201 - النَّجّار * النحوي، اللغوي: محمّد بن عليّ النجار. ولد: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أديب لغوي مصري، تعلم في الأزهر ودرس في كلية اللغة العربية (بالأزهر) ¬

_ * الأعلام (6/ 304)، الأعلام الشرقية (2/ 392)، معجم المطبوعات (745). * الأعلام (6/ 305)، معجم المؤلفين (3/ 504). * الأعلام (6/ 308)، معجم المؤلفين (3/ 366).

3202 - الصابوني

واختير عضوًا في مجمع اللغة العربية سنة (1965 م). . وكان أحد أربعة عهد إليهم مجمع اللغة بإخراج (المعجم الوسيط) أ. هـ. وفاته: سنة (1385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: نشر مقالات في نقد أخطاء الكتاب جمعها في كتاب سماه "لغويات" وألقى محاضرات في معهد الدراسات التابع لجامعة الدول العربية وجمعها في كتاب "الأخطاء الشائعة". 3202 - الصابوني * محمّد بن علي الصابوني. أقوال العلماء فيه: • المفسرون بين التأويل والإثبات: "محمد بن علي الصابوني من المعاصرين الذين تصدوا للدفاع عن العقيدة الأشعرية كما نشرت له ذلك مجلة المجتمع الكويتية. وقد ردّ عليه علماء فحول سلفيون فجزاهم الله خيرًا فمنهم شيخ السلفيين في وقته حفظه الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز وقد نشر رده في مجلة الدعوة والمجتمع وكذلك الشيخ الفوزان نشرت مقالته الدعوة والمجتمع. وكذلك الشيخ سفر بن عبد الرحمن في رسالة جيدة وقد واعد الشيخ بن باز بطبع الجميع في كتاب واحد. وكذلك العلّامة الشيخ ناصر الدين الألباني بين جهله بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مقدمة سلسلة الأحاديث الصحيحة الجزء الرابع، ولم يعرج الشيخ إلا على أحاديث قليلة وهي كافية في بيان حال الرجل، ولو دخل إلى طي الكتاب لوجد العجب العجاب. وأما ما يتعلق بكتابه الصفوة فللقاريء أن يقرأ الصفات التي أثبتها في هذا البحث فيرى أن الرجل تارة يذكر التأويل صفة كما في الوجه والحياء والاستهزاء واليد وآية من آيات الإتيان والمجيء. وتارة يذكر مذهب السلف كما في الاستواء وبعض آيات الإتيان والمجيء وكما في هامش آية اليمين كما في بعض النسخ مما يدل على اضطرابه وعدم ثباته فليحذر القارئ العاقل من مثل هؤلاء. "صفة الاستهزاء" قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. أي الله يجازيهم على استهزائهم بالإمهال ثم بالنكال. قال ابن عباس: يسخر بهم للنقمة منهم ويملي لهم كقوله: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيدِي مَتِينٌ} قال ابن كثير: هذا إخبار من الله أنه مجازيهم جزاء الاستهزاء ومعاقبهم عقوبة الخداع فأخرج الخبر عن الجزاء مخرج الخبر عن الفعل الذي استحقوا العقاب عليه فاللفظ متفق، والمعنى مختلف وإليه وجهوا كل ما في القرآن من نظائر مثل: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ومثل: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ ¬

_ * المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 371)، منهج الأشاعرة في العقيدة للشيخ سفر الحوالي -الدار السلفية- الكويت ط (1) (1407 هـ-1986 م).

فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ} فالأول ظلم، والثاني عدل (¬1). "صفة الحياء" قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} (لا يستحي) الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم والمراد به هنا لازمه وهو الترك. قال الزمخشري: أي لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحيي من ذكرها لحقارتها (¬2). "صفة الاستواء" الصابوني قد سلك في هذه المسألة بالذات مسلك السلف الصالح قال عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، أي استواء يليق بحلاله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تحريف كما هو مذهب السلف الصالح وكما قال الإمام مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) إلى آخر ما ذكر (¬3). "صفة الوجه" أما الصابوني فهو في هذه الصفة مؤول، قال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي كل شيء يفنى وتبقى ذاته المقدسة أطلق الوجه وأراد الله جل وعلا. قال ابن كثير: وهذا إخبار بأنه تعالى الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت فعبر بالوجه عن الذات كقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (¬4). وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أي ويبقى ذات الله الواحد الأحد ذو العظمة والكبرياء والإنعام والإكرام (¬5). وقال عند قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي إلى جهة توجهتم بأمره فهناك قبلته التي رضيها لكم وقد نزلت الآية فيمن أضاع جهة القبلة (¬6) أ. هـ. "صفة المجيء والإتيان" قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}. تنبيه: قال ابن تيمية رحمه الله في رسالته التدمرية، وصف الله تعالى نفسه بالإتيان في ظلل من الغمام كوصفه بالمجيء في آيات أخرى ونحوها مما وصف به نفسه في كتابه أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقول في جميع ذلك من جنس واحد وهو مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه سبحانه بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل والقول في صفاته ولا في أفعاله فلو سأل ¬

_ (¬1) تفسير الصابوني (1/ 36). (¬2) تفسير الصابوني (1/ 44). (¬3) تفسير الصابوني (1/ 450). (¬4) تفسير الصابوني (2/ 449). (¬5) تفسير الصابوني (3/ 296). (¬6) تفسير الصابوني (1/ 89).

سائل كيف يجيء سبحانه فليقل له كما لا تعلم كيفية ذاته كذلك لا تعلم كيفية صفاته (¬1). وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. قال ابن عباس: أي يأتي أمر ربك فيهم بالقتل أو غير، وقال الطبري المراد أن يأتيهم ربك في يوم القيامة للفصل بين خلقه (¬2). وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وجاء ربك يا محمّد لفصل القضاء بين العباد وجاءت الملائكهً صفوفًا متتابعة صفًّا بعد صف. قال في التسهيل: قال المنذر بن سعيد معناه ظهوره للخلق هنالك وهذه الآية وأمثالها مما يجب الإيمان به من غير تكييف وتمثيل. وقال ابن كثير قام الخلائق من قبورهم لربهم وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم محمّد - صلى الله عليه وسلم - فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء والملائكة يجيئون بين يديه صفوفًا صفوفًا (¬3). تنبيه: لقد علمت فيما سبق أن التأويل المنقول عن ابن عباس لا يصح فكان الأولى حذفه وعدم ذكره. "تفسير الكرسي" قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. (وسع كرسيه) أي أحاط كرسيه بالسموات والأرض لبسطته وسعته والسموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي كحلقة ملقاة في فلاة. وروي عن ابن عباس وسع كرسيه قال: علمه بدلالة قوله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} فأخبر أن علمه وسع كل شيء. وقال الحسن البصري: الكرسي هو العرش، قال ابن كثير: والصحيح أن الكرسي غير العرش وأن العرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار (¬4). "صفة النفس" قال عند قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي يخوفكم عقابه منه تعالى. "صفة اليد" قال عند قوله تعالى من سورة المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} أي قال اليهود اللعناء إن الله بخيل يقتر الرزق على العباد. قال ابن عباس: مغلولة أي بخيلة أمسك ما عنده، بخلًا ليس يعنون أن يد الله موثقة ولكنهم يقولون إنه بخيل غلت أيديهم دعاء عليهم بالبخل المذموم والفقر والنكد ولعنوا بما قالوا أي أبعدهم الله من رحمته بسبب تلك المقالة الشنيعة ¬

_ (¬1) تفسير الصابوني (1/ 135). (¬2) تفسير الصابوني (1/ 430). (¬3) تفسير الصابوني (3/ 558). (¬4) تفسير الصابوني (1/ 163).

بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء أي بل هو جواد كريم سابع الإنعام يرزق ويعطي كما يشاء قال أبو السعود وتضييق الرزق ليس لقصور في فيضه بل لأن إنفاقه تابع لمشيئته المبنية على الحكم، وقد اقتضت الحكمة بسبب ما فيهم من شؤم المعاصي أن يضيق عليهم (¬1). وقال عند قوله تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أي قال له ربه ما الذي صرفك وحدك عن السجود لمن خلقته بذاتي من غير واسطة أب وأم. قال القرطبي: أضاف خلقه إلى نفسه تكريمًا لآدم فإن كان خالق كل شيء كما أضاف إلى نفسه الروح والبيت والناقة والمساجد فخاطب الناس بما يعرفونه. وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. والمعنى ما عظموه حق تعظيمه والحال أنه موصوف بهذه القدرة الباهرة التي هي غاية العظمة والجلال فالأرض مع سعتها وبسطتها يوم القيامة تحت قبضته وسلطانه والسموات مطويات بيمينه أي والسموات مضمومات ومجموعات بقدرته تعالى. قال الزمخشري: والغرض من هذا الكلام تصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله لا غير من غير ذهاب بالقبضة واليمين إلى جهة. وفي الحديث يقبض الله تعالى الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض. التعليق: قلت: لقد ذهب الصابون في تفسير هذه الآيات إلى مذهب المؤولة المعطلة الذين نقل عنهم هذه التأويلات الفاسدة التي تخالف مذهب السلف الصالح، والشيخ وإن كان أشار في هامش آية سورة الزمر إلى ما نقله عن ابن كثير بقوله: وقال ابن كثير وقد وردت أحاديث متعلقه بهذه الآيات والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف، لكنه لم يقتنع بذلك. فلا أدري ماذا يقصد بهذا التعليق هل هو نفسي لما أثبته في تفسير الآية، أو هو الجمع بين مذهب السلف والخلف في آن واحد. "صفة الفوقية" وقال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} أي هو الذي قهر كل شيء وخضع لجلاله وعظمته. انظر الرد على القرطبي في هذه الصفة المؤولة. "صفة العين" قال عند قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي اصنع السفينة تحت نظرنا وبحفظنا ورعايتنا. "إثبات الرؤية" قال عند قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} لما ذكر تعالى أن الناس يؤثرون الدنيا ولذائذها الفانية على الآخرة ومسراتها الباقية وصف ما يكون يوم القيامة من انقسام الخلق إلى فريقين أبرار وفجار والمعنى وجوه أهل ¬

_ (¬1) تفسير الصابوني (1/ 352).

3203 - الدرة

السعادة يوم القيامة مشرقة حسنة مضيئة من أثر النعيم وبشاشة السرور عليها كقوله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} تنظر إلى جلال ربها وتهيم في جماله وأعظم نعيم لأهل الجنة رؤية المولى جل وعلا والنظر إلى وجهه الكريم بلا حجاب. قال الحسن البصري: تنظر إلى الخالق وحق لها أن تنظر وهي تنظر إلى الخالق وبذلك وردت النصوص الصحيحة. قال في الهامش هذا هو مذهب أهل السنة ويؤيده ما ورد في الصحيحين "إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر" الحديث وفي صحيح مسلم: "فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى" وأنكر المعتزلة رؤية الله في الآخرة وأولوا الآية ناظرة بمعنى منتظرة تنتظر ثواب ربها وهذا باطل لأن نظر بمعنى انتظر يتعدى بغير حرف الجر وانظر الأدلة وافية في تفسير الخازن. 3203 - الدرة * المفسر: محمّد على طه الدرة. كلام العلماء فيه: • قلت: منهجه في كتابه (تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه) أنه يقوم بإيراد الآية وبعدها يعمد إلى شرحها وبيان غامضها ومن ثم يقوم بإعرابها وفي بعض الأحيان يقوم بإيراد فائدة أو ينبه إلى أمر متعلق بتلك الآيات أو يوضح حكمًا شرعيًا حولها. والذي يقرأ تفسيره يلاحظ أنه يعمد على تأويل صفات الله سبحانه وتعالى على مذهب الأشاعرة كما فعل في الاستواء واليد والمحبة وغيرها. وإليك بعض هذه المواضع منقولة من كتابه المذكور. • قال في تفسير (ثم استوى إلى السماء) في (1/ 66) "استوى: قصد بإرادته ومشيئته". • وقال في تفسير آية الكرسي (2/ 24): "وسع كرسيه السموات والأرض: قال الزمخشري رحمه الله تعالى: وفي قوله (وسع كرسيه) أربعة أوجه. أحدها أن كرسيه لم يضق عن السموات والأرض لبسطته وسعته، وما هو إلا تصوير لعظمته وتخيل فقط، ولا كرسي ثمة، ولا قعود، ولا قاعد، كقوله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} من غير تصور قبضة وطي ويمين، وإنما هو تخيل لعظمة شأنه، وتمثيل حسي، ألا ترى إلى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. والثاني وسع علمه، وسمي العلم كرسيًّا، تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم والثالث وسع ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك. والرابع ما روي أنه خلق كرسيًّا هو بين يدي العرش، دونه السموات والأرض، وهو إلى العرش كأصغر شيء، وعن الحسن الكرسي هو العرش، وقد تصرف البيضاوي والنسفي في هذا الكلام، وزاد النسفي، أو قدرته بدليل قوله (ولا يؤوده) هذا ونقل الخازن الأوجه الأربعة والأول عنده هو الرابع عند الزمخشري وها أنذا أنقله ¬

_ * تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه -دار الحكمة- دمشق وبيروت (1402 هـ- 1982 م).

لك: إن الكرسي هو العرش نفسه، قال الحسن: لأن العرش والكرسي اسم للسرير الذي يصح التمكن عليه، وكلمة (وسع) تفيد أن الكرسي أكبر من السموات والأرض، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما السموات السبع في الكرسي، إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس" وهذا من الأمور المغيبة التي يجب على المسلم الإيمان بها، والتسليم بحقائقها، ولا مجال للعقل فيها، والسؤال عن ذلك بكيف ونحوها يحدث بلبلة في عقله، واضطرابا في إيمانه، ولا يؤوده حفظهما: ولا يثقل عليه ولا يصعب العلي: المتعالي عن الصفات التي لا تليق به، العظيم: المتصف بالصفات التي تليق به. • وقال في تفسير (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) صفحة (2/ 115): "والمحبة ميل النفس إلى الشيء لكمال أدركته فيه، بحيث يحملها على ما يقر بها إليه، والعبد إذا علم أن الكمال الحقيقي ليس إلا لله عزَّ وجلَّ وإن كل ما يراه كمالا من نفسه، أو من غيره فهو من الله وبالله وإلى الله لم يكن حبه إلا لله وفي الله وذلك يقتضي إرادة طاعته والرغبة فيما يقربه إليه، فلذلك فسرت المحبة بإرادة الطاعة، وجعلت مستلزمة لاتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عبادته والحرص على مطاوعته". • وقال في تفسيره للآية: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا} صفحة (3/ 322): ) يد الله مغلولة: أي هو ممسك يقتر بالرزق، وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجود، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} ولا يقصد المتكلم به إثبات يد ولا غل ولا بسط، حتى إنه يستعمل في إنسان يعطي ويمنع بالإشارة من غير استعمال اليد، ولو أعطى الأقطع من المنكب عطاء جزيلا، لقالوا: ما أبسط يده بالنوال وقد استعمل حيث لا تصح اليد، يقال بسط البأس كفيه في صدري، فجعل للبأس الذي هو من المعاني كفان، ومن لم ينظر في علم البيان يتحير في تأويل أمثال هذه الآية أ. هـ. نسفي، وانظر {يَدُ} أيضًا في الآية رقم-12 - غلت أيديهم: دعاء عليهم بالبخل والنكد، أو بالفقر والمسكنة، أو بغل الأيدي حقيقة يغلون أسارى في الدنيا، وفي الآخرة إلى النار، فتكون المطابقة من حيث اللفظ، وملاحظة الأصل، أ. هـ. بيضاوي، لعنوا بما قالوا: طردوا من رحمة الله بسبب قولهم هذا وانظر اللعن في الآية رقم- 161 - 2 - بل يداه مبسوطتان: ثنى اليد مبالغة في الرد عليهم، ونفي البخل عنه، وإثباتا لغاية الجود، فإن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه ينفق كيف يشاء: تأكيد لكرمه وسخائه، فهو مختار في إنفاقه، يوسع تارة، ويضيق أخرى على حسب مشيئته ومقتضى حكمته". • وقال في تفسير: {ثم استوى على العرش} في (4/ 438): "ثم استوى على العرش: استولى، ولا يجوز تفسيره باستقر وثبت، فيكون الله من صفات الحوادث، وهذا التأويل ينبغي أن يقال في كل ما يوهم وصفًا لا يليق به تعالى. العرش: قال الراغب في كتابه (مفردات القرآن) وعرش الله عزَّ وجلَّ مما لا يعلمه البشر، إلا بالاسم على الحقيقة، وليس هو كما تذهب إليه

3204 - القاهري

أوهام العامة، قلت: وقد نقل في (7/ 95) نفس الكلام السابق عندما جاء يفسر آية (الرعد / 2) حول الاستواء والعرش. 3204 - القَاهِرِي * النحوي، اللغوي، محمّد بن عمار بن محمّد بن أحمد، أبو ياسر، القاهري المصري المالكي. ولد: سنة (768 هـ) ثمان وستين وسبعمائة. من مشايخه: العراقي، وابن الملقن، والبلقيني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان حسن المحاضرة محبًا في الصالحين، حسن المعتقد. ." أ. هـ. • الضوء اللامع: "وصحب غير واحد من الصوفية كمحمد المغيربي خادم اليافعي وانتفع به في السلوك وغيره. . وعمل بالبرقوقية بعد البساطي وشيخًا للصوفية بزاوية الجبرتي ثم تركها. ." أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالعربية من فضلاء المالكية. . من أهل القاهرة وتوفي بها. ." أ. هـ. وفاته: سنة (844 هـ) أربع وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "الكافي" شرح مغني اللبيب، و"غاية الإلهام في شرح عمدة الأحكام" و"زوال المانع في شرح تسهيل الفوائد" وغير ذلك. 3205 - أبو بكر السِّيغي * اللغوي، المفسر: محمّد بن عمر، الإمام أبو بكر السيغي (¬1). من مصنفاته: "التلخيص" في اللغة. 3206 - الوَاقدي * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء المدني، أبو عبد الله الواقدي. ولد: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. من مشايخه: ابن جريج، وابن عجلان، ومَعْمر وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن سعد صاحب الطبقات وغيره. ¬

_ * إنباء الغمر (9/ 154)، الضوء اللامع (8/ 232)، الوجيز (2/ 573)، بدائع الزهور (2/ 229)، بغية الوعاة (1/ 203)، الشذرات (9/ 368)، البدر الطالع (2/ 232)، الأعلام (6/ 311)، معجم المؤلفين (3/ 556). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 222)، تبصير المنتبه (3/ 725). (¬1) السيغي ويقال بالصاد: بكسر أوله، وأخره غين معجمة نسبة إلى سيغ، ناحية بخراسان أ. هـ. من طبقات الداودي. * طبقات ابن سعد (5/ 425) و (7/ 334)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 178)، الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 107)، الجرح والتعديل (8/ 20)، الفهرست لابن النديم (111)، تاريخ بغداد (3/ 3)، معجم الأدباء (6/ 2595)، وفيات الأعيان (4/ 348)، الكامل (6/ 385)، تهذيب الكمال (26/ 180)، ميزان الاعتدال (6/ 273)، السير (9/ 454)، العبر (1/ 353)، تذكرة الحفاظ (1/ 348)، البداية والنهاية (10/ 261)، الوافي (4/ 238)، تهذيب التهذيب (9/ 323)، تقريب التهذيب (882)، النجوم الزاهرة (2/ 184)، طبقات الحفاظ (144)، الشذرات (3/ 37)، الديباج (2/ 161)، الأعلام (6/ 311)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، مجموع الفتاوى (27/ 468).

كلام العلماء فيه: • الفهرست: "كان يتشيع، حسن المذهب، يلزم التقية، وهو الذي روى أن عليًّا - عليه السلام - كان من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -، كالعصى لموسى عليه السلام وإحياء الموتى لعيسى ابن مريم عليه السلام، وغير ذلك من الأخبار. ." أ. هـ. • تاريخ بغداد: "وكان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن: أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرافعي أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قال: حدثني محمّد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غدًا بالناس. قال: فامتنع قال: لا بد من ذلك. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين. ما أحفظ سورة الجمعة. قال: فأنا أحفظك. قال: فافعل فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول، فأتعب المأمون فنعس. . ." إلى آخر القصة. فقال الذهبي في تاريخ الإسلام معلقًا على هذه القصة: "هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها وقد وثقه غير واحد لكن لا عبرة بقولهم مع توافر من تركه. ." أ. هـ. • السير: "وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض، فلا ينبغي أن يذكر، فهذه الكتب الستة ومسند أحمد، وعامة من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء، بل ومتروكين، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئًا، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه، ويروى، لأني لا أتهمه بالوضع وقول من اهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن وتمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجّة، وأن حديثه في عداد الواهي رحمه الله" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "القاضي، صاحب التصانيف، وأحد أوعية العلم على ضعفه. قال ابن ماجه: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا شيخ لنا، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، فذكر حديثًا في اللباس يوم الجمعة، وحسبك أن ابن ماجة لا يجسر أن يسميه، وهو الواقدي قاضي بغداد. قال أحمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث، يلقى حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مَرَّةً: لا يكتب حديثه. وقال البخاري وأبو حاتم: متروك. وقال أبو حَاتِم أيضًا والنسائي: يضع الحديث. وقال الدارقطني: فيه ضعف. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه. وقال ابن الجوزي وغيره: هو محمّد بن أبي شملة. دلّسه بعضهم. وأما البخاري فذكر ابن أبي شملة بعد الواقدي.

وقال أبو غالب ابن بنت مُعَاوية بن عمرو: سمعت ابن المديني يقول: الواقدي يضع الحديث. قال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي. قلت: صدق، كان إلى حفظه المنتهى في الأخبار والسير، والمغازي والحوادث وأيام الناس، والفقه، وغير ذلك. وقال أحمد بن عليّ الأبار: بلغني عن سليمان الشاذكوني أنه قال: إما أن يكون الواقدي أصدق الناس، واما أن يكون أكذب الناس، وذاك أنه كتب عنه، فلما أن أراد أن يخرج بالكتاب أتاه به فسأله، فإذا هو لا يغير حرفًا. قال: وكان يعرف رأي سفيان ومالك، ما رأيت مثله قط. وقال أبو داود: بلغني أن عليّ بن المديني قال: كان الواقدي يروي ثلاثين ألف حديث غريب. وقال المغيرة بن محمّد المهلبي: سمعت ابن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي لا أرضاه في الحديث، ولا في الأنساب، ولا في شيء. وقال إسحاق بن الطباع: رأيت الواقدي في طريق مكة يسيء الصلاة. قال البخاري: سكتوا عنه، ما عندي له حرف. وقال ابن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث. وقال محمّد بن سلام الجمحي: هو عالم دهره. وقال إبراهيم الحربي: الواقدي أمين الناس على الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم فيها شيئًا. وقال مصعب الزبيري: والله ما رأينا مثل الواقدي قط. وعن الدراوردي، قال: الواقدي أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن سعد: قال الواقدي: ما من أحد إلا كتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي. وقال يعقوب بن شيبة: لما تحول الواقدي من الجانب الغربي يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر. وقيل: كان له ستمائة قمطر كتب. وقد وثقه جماعة، فقال محمّد بن إسحاق الصنعاني: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه. وقال مصعب: ثقة مأمون. وسئل معن القزاز عنه، فقال: أنا أسأل عن الواقدي والواقدي يسأل عني. ." أ. هـ. • تقريب التهذيب: "متروك، مع سعة علمه" أ. هـ. • مجموع الفتاوى: ". . ومعلوم أن الواقدي نفسه خير عند النّاس من مثل هشام بن الكلبي، وأبيه محمّد بن السائب، وأمثالهما، وقد علم كلام النّاس في الواقدي، فإن ما يذكره هو وأمثاله إنما يعتضد به ويستأنس به، وأما الاعتماد عليه بمجرده في العلم فهذا لا يصلح. ." أ. هـ. • قلت: خلاصة الأمر في الواقدي ما ذهب إليه علماء المحققون بأن روايته في الحديث لا تقبل لا كأصل ولا استشهاد ولا تعضيد، وإن أقواله في السيرة تقبل إذا عضدت، ويتوقف بها إذا انفرد ولا بأس بذكرها، لأن تكذيبه في السيرة فيه مجانبة لما قاله أئمة الحق، والحقيقة أن شروط السيرة وروايتها تختلف نوعا ما، عن رواية الحديث وأصوله، ولو أردنا تطبيق قواعد المحدثين على بقية العلوم، لوقع لنا ما لا يحمد عقباه، فكل

3207 - الباهلي

الذين نقلوا قراءات القرآن هم من الضعفاء في علم الحديث (سوى عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث، ولا يخلو من مقال)، ومع هذا فهم أئمة في القراءات وثقات وكذا السيرة والتاريخ، ويؤيد هذا ما ذهب إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في مقدمة كتاب "مختصر العلو" في قضية أسانيد القصص التاريخية، وإنه يتسمح ويتساهل فيها ما لا يتساهل في الحديث. . والله أعلم. وفاته: سنة (207 هـ) سبع ومائتين. من مصنفاته: "المغازي النبوية" و"تفسير القرآن" و"مقتل الحسين" و"فتوح الشام". 3207 - الباهلي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عمر بن سعيد الباهلي البصري، أبو عمر. كلام العلماء فيه: • فضل الاعتزال: "كان مقدمًا في علم الكلام، والعلم بالأخبار والمواعظ والأشعار وأيام الناس، وله التأثير العظيم في الدعاء إلى توحيد الله، والحرص على ذلك" وقال: "كان يحفظ عامة شعر بشر بن المعتمر، وكان يستعين به في قصصه. ." أ. هـ. وفاته: سنة (300 هـ) ثلاثمائة. من مصنفاته: "إعجاز القرآن"، و"التوحيد"، و"الأصول" في التوحيد وغيرها. 3208 - ابن خيرون المعافري * المقرئ: محمّد بن عمر بن خيرون المعافري، أبو عبد الله المغربي. من مشايخه: إسماعيل النحاس، وأبو بكر بن سيف وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر أحمد بن بكر، وأبو بكر الهواري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان إمامًا في قراءة نافع رواية عُثْمَان بن سعيد، ثقة، مأمونًا. . . وكان يأخذ أخذًا شديدًا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش، روى القراءة عنه عامة أهل القيروان وسائر المغرب. . . وذكره عتيق بن خلف القيرواني في كتاب الافتخار من تأليفه قال كان ثقة، كريم الأخلاق، سمح النفس إمامًا في القراءات، أول من قدم بتحقيق قراءة نافع. . وكان واحد أئمة زمانه في علم القرآن" أ. هـ. • معرفة القراء: "شيخ الإقراء بالقيروان. . . حذق في قراءة ورش وله مسجد في القيروان. . . وكان رجلًا صالحًا فاضلًا، كريم الأخلاق، إمامًا في القرآن، شديد الأخذ ولم يكن يقرأ أهل افريقية بحرف نافع الأخواص حتى قدم ابن خيرون فاجتمع عليه الناس" أ. هـ. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 219)، الأعلام (6/ 211)، لسان الميزان (5/ 319)، فضل الاعتزال (310) وفيه سماه أبو عمر سعيد بن محمّد الباهلي. * معرفة القراء (1/ 283)، بغية الملتمس (1/ 148)، تكملة الصلة (1/ 360)، تاريخ الإسلام (وفيات 306) ونسبه إلى جده فقال محمّد بن خيرون، غاية النهاية (3/ 217).

3209 - ابن لبابة

• تاريخ الإسلام: "كان صالحًا كبير القدر" أ. هـ • غاية النهاية: "شيخ القراء بالقيروان" أ. هـ. وفاته: سنة (306 هـ) ست وثلاثمائة. من مصنفاته: ألف كتاب الابتداء والتمام وكتاب الألفات واللامات. 3209 - ابن لُبَابَة * النحوي، اللغوي: محمد بن عمر بن لبابة مولى آل عبيد الله، أبو عبد الله، القرطبي. ولد: سنة (226 هـ) ست وعشرين ومائتين. من مشايخه: عبد الله بن خالد، وعبد الأعلى بن وهب وابن وضاح وغيرهم. من تلامذته: اللؤلؤي، وابن مسرة، وأبو العباس بن ذكوان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "أخبرنا أبو محمّد عليّ بن أحمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلمة الكناني، قال: أخبرني أحمد بن خليل، قال: حدثنا خالد بن سعد. قال: سمعت محمد بن عمر بن لبابة يقول: الحق الذي لا شك فيه كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأما الرأي فمرة يصيب ومرةً كالذي يتكاهن، أو كما قال" أ. هـ. • الديباج: "كان مأمونًا ثقة، حافظًا لأخبار الأندلسية له حظ من النحو، والخبر والشعر، وكان ممن برع في الحفظ للرأي، ولم يكن له علم بالحديث، ولا ضبط لروايته، يتحدث بالمعنى، ولا يراعي اللفظ وكان فقيهًا، درس كتب الرأي ستين سنة. وكان اعتماده على العتيبي وابن فريز. ." أ. هـ. وفاته: سنة (314 هـ) أربع عشرة وثلاثمائة. 3210 - ابن القُوْطيَّة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم، أبو بكر الأندلسي، الإشبيلي الأصل، القرطبي المولد والدار، ويعرف بابن القوطية (¬1)، مولى عمر بن عبد العزيز. من مشايخه: أسلم بن عبد العزيز، وسعيد بن جَابر وغيرهما. من تلامذته: ابن الفرضي، والقاضي أبو الحزم خلف بن عيسى بن سعيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "عالم بالنحو حافظ ¬

_ * جذوة المقتبس (1/ 127)، بغية الملتمس (1/ 147)، الديباج المذهب (2/ 189)، شجرة النور (86). * ترتيب المدارك (4/ 553)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 747)، جذوة المقتبس (1/ 128)، بغية الملتمس (1/ 147)، معجم الأدباء (6/ 2592)، إنباه الرواة (3/ 178)، وفيات الأعيان (4/ 368)، السير (16/ 219)، تاريخ الإسلام (وفيات 367) ط. تدمري، العبر (2/ 345)، الوافي (4/ 242)، الديباج (2/ 417)، لسان الميزان (5/ 322)، النجوم (4/ 132)، بغية الوعاة (1/ 198)، هدية العارفين (2/ 49)، الشذرات (4/ 362)، الأعلام (6/ 311)؛ معجم المؤلفين (3/ 562). (¬1) القوطية: هي سارة بنت المنذر جَطسِية من بنات ملوك القوط. والقوط: أمة كانوا بإقليم الأندلس من ذرية قوط بن حام بن نوح - عليه السلام -. وسارة هذه هي جدةً لجدِّ أبي بكر هذا.

3211 - أبو بكر النجار

للغة. . كانت كتب اللغة أكثر ما تقرأ عليه، وتؤخذ عنه، ولم يكن بالضابط لرواية في الحديث والفقه ولا كانت له أصول يرجع إليها. . طال عمره فسمع الناس عليه طبقة بعد طبقة. ." أ. هـ. • جذوة المقتبس: "كان إمامًا في العربية. ." أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان أعلم أهل زمانه باللغة العربية إمامًا مقدمًا فيهما وأروى أهل عصره للأشعار والأخبار، لا يشق له غبار في ذلك ولا يلحق شأوه وكان مع ذلك فقيهًا متمكنًا حافظًا للحديث والآثار غير أنه لم يكن له في ذلك أصول يرجع إليها فلم يكن ضابطًا للرواية وكان ما يسمع منه من ذلك إنما يحمل على المعنى دون اللفظ. . . وكان ممن يزين علمه وفضله اتصافه بالزهد والتقوى والنسك" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان من أعلم أهل زمانه باللغة العربية، وكان مع ذلك حافظًا للحديث والفقه والخبر والنادر وأروى الناس للأشعار وأدركهم للآثار. . ولم يكن بالضابط لروايته في الحديث والفقه ولا كانت له أصول يرجع إليها، وكان ما يسمع عليه من ذلك إنما يحمل على المعنى لا على اللفظ، وكان كثيرًا ما يقرأ عليه ما لا رواية له به على جهة التصحيح. . صنف الكتب المفيدة في اللغة منها كتاب "تصانيف الأفعال" وهو الذي فتح هذا الباب فجاء من بعده ابن القطاع. ." أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان عابدًا ناسكًا خيرًا، دقيق الشعر، إلا أنه تزهد عنه وكان أبو عليّ يبالغ في تعظيمه. ." أ. هـ. من أقواله: معجم الأدباء: "قال الثعالبي: أخبرني أبو سعيد بن دوست قال أخبرني الوليد بن بكر الفقيه أن أبا بكر يحيى بن هذيل الشاعر زار يومًا ابن القوطية -في ضيعة له بسفح جبل قرطبة كان منفردًا فيها عن الناس، فألقاه خارجًا منها، فلما رآه ابن القوطية استبشر به، فبادره يحيى بن هذيل ببيت حضره على البديهة فقال: من أين أقبلت يا من لا شبيه له ... ومن هو الشمس والدنيا له فلك فتبسم وأجابه مسرعًا بقوله: من منزلٍ يعجبُ النساك خلوتهُ ... وفيه سترٌ على الفتاك إن فتكوا قال ابن هذيل: فما تمالكت أن قبلت يده إذ كان شيخي وأستاذي" أ. هـ. وفاته: سنة (267 هـ) سبع وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "تصانيف الأفعال" و"المقصور والممدود" وغير ذلك. 3211 - أبو بكر النَّجار * المقرئ: محمّد بن عمر بن بكير بن وُدّ، أبو بكر النجار. ولد: سنة (346 هـ) ست وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر بن خلاد النصيبي وأبو بحر البربهاري وغيرهما. من تلامذته: الخطيب البغدادي وعبد السيد بن ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 432)، تاريخ بغداد (3/ 39)، العبر (3/ 177)، السير (17/ 472)، غاية النهاية (2/ 216)، الشذرات (5/ 158).

3212 - ابن دوست

عتاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان شيخًا مستورًا ثقة من أهل القرآن" أ. هـ. • السير: "الإمام المقرئ المجود" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مشهور ثقة زاهد صالح" أ. هـ. وفاته: سنة (432 هـ) اثنتين وثلاثين وأربعمائة. 3212 - ابن دوست * النحوي، اللغوي: محمد بن عمر بن محمّد بن يوسف بن دوست العلاف، أبو بكر. من مشايخه: أبو عليّ بن شاذان، وأبو القاسم السمسار وغيرهما. من تلامذته: الخطيب التبريزي وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "اللغوي النحوي من أولاد المحدثين. كان أحد النحاة الأدباء يحفظ اللغة ويتقن العربية. . . وكان مشهورًا بالصلاح والديانة والفقه" أ. هـ. وفاته: سنة (452 هـ) اثنتين وخمسين وأربعمائة. 3213 - الزَّبيدِي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عمر بن قطري الزبيدي الإشبيلي، أبو عبد الله. من مشايخه: ابن الفضال، والخشني وغيرهما. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. كلام العلماء فيه: • الغنية: "كان مدرسًا للنحو والعربية وله حظ من العلم والأصول والاعتقاد وله سماع. . كان طيب النفس تمزاحة له مع علمه بالعربية ومشاركة في غير ذلك من العلوم. ." أ. هـ. • المقفى: "من بيت علم وتقدم. ." أ. هـ. وفاته: سنة (501 هـ) إحدى وخمسمائة. من مصنفاته: "الفقيه والمتفقه" وغيره. 3214 - الفَخر الرَّازي * المفسر: محمّد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن على، أبو المعالي، وأبو عبد الله، القرشي التيمي البكري الطبرستاني، فخر الدين، المعروف بابن خطيب الري. ¬

_ * البغية (1/ 201)، الوافي (4/ 241). * الغنية (76)، الصلة (2/ 536)، تكملة الصلة (1/ 409)، تاريخ الإسلام (وفيات 501) ط. تدمري، المقفى (6/ 423)، البغية (1/ 199). * الكامل (12/ 288)، تاريخ الحكماء (291)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 186)، المختصر في أخبار البشر (3/ 112)، طبقات الأطباء (462)، ميزان الاعتدال (5/ 411)، العبر (5/ 18)، السير (21/ 500)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 606) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 81)، وفيات الأعيان (4/ 248)، الوافي (4/ 248)، البداية (13/ 60)، تلخيص مجمع الآداب (3/ 357)، مرآة الجنان (8/ 542)، لسان الميزان (4/ 504)، النجوم (6/ 197)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 81)، طبقات المفسرين للسيوطي (100)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 215)، مفتاح السعادة (1/ 445) و (2/ 116)، شذرات الذهب (7/ 40)، طبقات الشافعية (216)، روضات الجنات (8/ 49)، الأعلام (6/ 313)، معجم المؤلفين (3/ 558)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 651).

ولد: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مشايخه: الكمال السمناتي، والمجد الجيلي وغيرهما. من تلامذته: تاج الدين الأرموي، وشمس الدين الخسرو شاهي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "رأس في الذكاء والعقليات، لكنه عري من الآثار، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة، نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا وله كتاب "السر المكتوم في مخاطبة النجوم" سحر صريح فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى" أ. هـ. • العبر: "كان بينه وبين الكرامية السيف الأحمر فينال منهم وينالون منه سبًا وتكفيرًا، حتى قيل أنهم سموه فمات. ." أ. هـ. • البداية: "وفي الذيل على الروضتين ولا كلام في فضله ولا في ما كان يتعاطاه، وقد كان يصحب السلطان ويحب الدّنْيا ويتسع فيها اتساعًا زائدًا، وليس ذلك من صفة العلماء ولهذا وأمثاله كثرت الشناعات عليه. . وقامت عليه شناعات عظيمة بسبب كلمات كان يقولها مثل قوله: قال محمّد البادي، يعني العربي يريد به النبي - صلى الله عليه وسلم - نسبه إلى البادية، وقال محمّد الرازي يعني نفسه، ومنها أنه كان يقرر الشبهة من جهة الخصوم بعبارات كثيرة ويجيب عن ذلك بأدنى إشارة وغير ذلك" أ. هـ. • السير: "العلامة المفسر المتكلم. . وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة" أ. هـ. قلت: وكونه متكلمًا أشعريًا كثرت في كلامه البدع والانحرافات، هذا مما لا يحتاج إلى دليل لشهرته، لكنه مع ذلك كله كان يقول: من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز وتاب في آخر حياته وقد ثبت ذلك في الوصية التي أوصى بها لما احتضر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني كما في السير وتاريخ الإسلام للذهبي وطبقات الشافعية للسبكي والبداية والنهاية لابن كثير انتهى. • تاريخ الإسلام: نص الوصية: - (لقد اختبرت -أو تأملت- الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} و {إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وأقرأ في النفي {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} و {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي انتهى" أ. هـ. قال الذهبي -في السير- معلقًا بعد هذا الموضع: "والله يعفو عنه فإنه توفي على طريقة حميدة والله تعالى يتولى السرائر" أ. هـ. ثم قال -في تاريخ الإسلام-: "قال ابن الصلاح: حدثني القطب الطوغاني مرتين أنه سمع الفخر الرازي يقول: ليتني لم أشتغل بالكلام، وبكى انتهى وفي موضع آخر -على لسان الفخر الرازي- وأما الكتب التي صنفتها واستكثرت فيها من إيراد السؤالات، فليذكر في من نظر فيها بصالح دعائه على سبيل التفضل والإنعام، وإلا فليحذف القول السيء، فإني ما أردت إلا تكثير البحث وشحذ الخاطر والاعتماد

في الكل على الله" أ. هـ. قلت: ولشيخ الإسلام ابن تيمية ردود مشهورة مطبوعة منها كتاب "نقص تأسيس التقديس" ويعرف بـ "بيان تلبيس الجهمية ونقض بدعهم الكلامية" وقد طبع في مجلدين وتأسيس التقديس للرازي، وفي "درء تعارض العقل والنقل" جملة كبيرة من الردود حتى إنه سُئل عن تفسيره- التفسير الكبير، فقال: فيه كل شيء إلا التفسير انتهى. . • الوافي: "الإمام العلامة فريد دهره ونسيج وحده. . الشافعي الأشعري. . اجتمع له خمسة أشياء ما جمعها الله لغيره فيما علمته من أمثاله وهي سعة العبارة في القدرة على الكلام وصحة الذهن والاطلاع الذي ما عليه فريد المحافظة المستوعبة، والذاكرة التي تعينه على ما يريد في تقرير الأدلة والبراهين، وكان فيه قوة جدلية ونظره دقيق. ." أ. هـ. • مرآة الجنان: "اعتنى بكتب ابن سينا في المنطق وشرحها وكان يعظ وينال من الكرامية وينالون منه ويكفرهم ويكفرونه، وقيل إنهم وضعوا عليه من سقاه السم فمات ففرحوا بموته وكانوا يرمونه بالكبائر وكانت وفاته في ذي الحجة ولا كلام في فضله وإنما الشناعات عليه قائمة بأشياء .. " أ. هـ. • الأعلام: "الإمام المفسر، أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل. . وهو قرشي النسب ومولده في الري وتوفي بهراة. . كان الفخر الرازي يركب وحوله السيوف المحدبة، وله المماليك والمرتبة العالية عند السلاطين الخوارز مشاهية. ." أ. هـ. • روضات الجنات: "التميمي القبيلة، البكري الفضيلة، الطبري الأصل الرازي المولد، الأشعري الأصول، الشافعي الفروع" أ. هـ. • قلت: عرض صاحب كتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" لكثير من الأمور التي تتعلق بالفخر الرازي ومنها منهجه وأثره من تطور المذهب الأشعري وعرض ذلك على شكل مسائل وهي: (أولًا: يمثل الرازي مرحلة خطيرة في مسيرة المذهب الأشعري، فهذا الإمام الشافعي الأشعري ترك مؤلفات عديدة دافع فيها عن المذهب الأشعري بكل ما يملكه من حجج عقلية، كما أنه أفاض في بعضها في دراسة الفلسفة فوافق أصحابها حينا وخالفهم حينًا آخر، بل وصل الأمر به إلى أن يؤلف في السحر والشرك ومخاطبة النجوم، وقد اختلفت آراء الناس فيه بين مادح وقادح، ومدافع عنه منافح، وناقد له جارح، وقد انتهى في آخر عمره إلى أن الحق في الرجوع إلى مذهب أهل الحديث وهو الاستدلال بالكتاب والسنة، ولكن بقيت المشكلة في مؤلفاثه الكلامية والفلسفية التي انتشرت وتلقفها المهتمون بهذه الأمور، لذلك اختلفت أقوال الناس فيه وفي مؤلفاته. فالسبكي -على عادته في أمثاله- كال له المدح كيلًا بلا حساب، حتى وصل الأمر إلى أن يقول فيه "وله شعار أوى الأشعري من سننه إلى ركن ثمديد، واعتزل المعتزلي علما أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". ثم قال: "أما الذين انتقدوه فكثيرون جدًّا، منهم

ابن جبير الذي قال عنه في رحلته -كما نقل الصفدي-: "دخلت الري فوجدت ابن خطيبها قد التفت عن السنة وشغلهم بكتب ابن سينا وأرسطو"، ونقل أبو شامة أن الشناعات عليه قائمة بأشياء منها "أنه كان يقول: قال محمّد البادي يعني العربي: يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال محمّد الرازي، يعني نفسه، ومنها أنه كان يقرر في مسائل كثيرة مذاهب الخصوم وشبههم بأتم عبارة فإذا جاء إلى الأجوبة اقتنع بالإشارة"، ثم مدحه ودافع عنه. وقال فيه بعض المغاربة: "يورد الشبه نقدًا، ويحلها نسيئة". ثم قال: "وقال الذهبي عنه -وقد ترجم له في الميزان في حرف الفاء باسم الفخر-: "رأس في الذكاء والعقليات لكنه عرى عن الآثار، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا، وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى". أما الشهرزوري المتوفى سنة (687 هـ) تقريبًا -فقد نقده نقدًا لاذعًا- من منطق فلسفي إشراقي وقال عنه "له مصنفات في أكثر العلوم إلا أنه لا يذكر في زمرة الحكماء المحققين، ولا يعد في الرعيل الأول من المدققين، أورد على الحكماء شكوكًا وشبهًا كثيرة وما قدر أن يتخلص منها، وأكثر من جاء بعده ضل بسببها، وما قدر على التخلص منها"، ويقول عنه أيضًا: "هو شيخ مسكين، متحير في مذاهبه التي يخبط فيها خبط عشواء". هذه أقوال الناس فيه مدحًا وذمًا، ومنها يتبين كيف كان الرازي- بمؤلفاته العديدة ذا أثر واضح فيمن جاء بعده من الأشاعرة الذين رأوا فيه علمًا من أعلامهم المنافحين عن مذهبهم ضد مخالفيهم من مختلف الطوائف". "ثانيًا: هناك مسألة تحتاج إلى بيان، وهي أن الرازي بلا شك خاض في علم الكلام والفلسفة، فعلى أي وجه كان خوضه فيهما؟ وما خلاصة منهجه وعقيدته؟ هل كان فيلسوفًا مثل ابن سينا والفارابي وغيرهما؟ أم كان متكلمًا مناهضًا للفلسفة؟ أم أنه متكلم متفلسف يؤيد الفلاسفة حينًا ويؤيد المتكلمين حينا آخر؟ أم أنه مر بمراحل في حياته، يميل إلى الفلسفة في مرحلة ثم يتخلى عنها إلى علم الكلام في مرحلة لا حقة؟ . هذه أهم الأقوال في حقيقة منهج الرازي وعقيدته التي سطرها في كتبه، والأقوال الثلاثة الأولى منها لا تعارض بينها، لأن من وصفه بأنه فيلسوف فقد بني قوله على كتبه الفلسفية الواضحة كالمباحث المشرقية وشرح الإشارات، وشرح عيون الحكمة، وهذه كتب نهج فيها الرازي نهج الفلاسفة وهو وإن ناقشهم فيها أحيانًا أو جعل فيها قسمًا للإلهيات فذلك لأن كتب فلاسفة الإسلام نفسها فيها أشياء من هذا ولم تخرج كتبهم عن أن تكون كتبًا فلسفية، ومن قال إنه متكلم -أشعري- فقد بنى ذلك على كتب الرازي التي تبنى فيها -بقوة- مذهب الأشاعرة كالأربعين وأساس التقديس ونهاية العقول والمعالم وغيرها وهؤلاء جعلوا خوضه في الفلسفة مثل خوض الغزالي فيها إنما هو للرد

على الفلاسفة ونقض أقوالهم، ومن قال إنه متكلم متفلسف فقد عبر فعلًا عن ما تحويه كتبه من موافقة لأهل الفلسفة وأهل الكلام. أما القول الرابع وهو أن الرازي مر بمراحل فقد تبناه الدكتور محمود قاسم، وتابعه في ذلك تلميذه محمّد صالح الزركان، وعلى هذا الرأي بنى رسالته العلمية عن الرازي، فذكر -في كل مسألة من مسائل الفلسفة أو العقيدة- أن الرازي مر فيها بمرحلتين أو أكثر حسب ما هو موجود في كتبه المختلفة). ثم أورد د. عبد الرحمن المحمود بعض الاعزاضات على الزركاني صاحب كتاب "فخر الدين الرازي" نشير إلى واحدة منها لأهميتها: (هناك جانب لا بد من الانتباه إليه بالنسبة للذين خاضوا في الفلسفة من علماء الأشاعرة، وهو أنهم يحرصون كثيرًا على إخفاء ما عندهم من عقائد توافق مذاهب الفلاسفة، ولذلك فهم يكتمون بعض أمورهم ويلمحون لذلك في مواضع من كتبهم، وأبرز الأمثلة على ذلك الغزالي -كما سبق- أما الرازي فكان خوضه في علوم الفلاسفة صريحًا حتى هاجمه وانتقده -بسبب ذلك- بعض علماء الأشاعرة ومع ذلك فوصل الأمر به إلى إخفاء بعض الأمور، ومن الأمثلة على ذلك: 1 - قوله في المباحث المشرقية حين عرض لمسألة العقول والجواهر المجردة التي قال بها الفلاسفة: "هذا ما نقوله في هذا الموضع وهذا الفصل من كلامنا، وهو مشتمل على رموز ونكت من استحضر الأصول الماضية وقف عليها، وظفر منها بالحق الذي لا محيص عنه، ولكنا تركناها مستورة لئلا يصل إليها إلا من هو أهلها". 2 - وفي شرحه لكتاب الإشارات والتنبيهات قال بعد ذكر قول ابن سينا في آخرها: "خاتمة ووصية: لأني قد محضت لك في هذه الإشارات عن زبدة الحق، وألقمتك قفى الحكم في لطائف الكلم، فصنه عن الجاهلين والمبتذلين، ومن لم يرزق الفطنة الوقادة، والدربة والعادة، وكان صغاه مع الغاغة، أوكان من ملاحدة هؤلاء الفلاسفة ومن همجهم، فإن وجدت من تثق بنقاء سريرته واستقامة سيرته وبتوقفه عما يتسرع إليه الوسواس، وبنظره إلى الحق بعين الرضا والصدق، فآته ما يسألك منه، مدرجًا، مجزأ، مفرقًا، تستغرس مما تسلفه لما تستقبله، وعاهده بالله وبأيمان لا مخارج لها، ليجرى فيما تأتيه مجراك متأسيًا بك، فإن أذعت هذا العلم، أو أضعته فالله بيني وبينك وكفى بالله وكيلًا"، قال الرزاي معلقًا على هذا الكلام: "وأنا أيضًا أوصيك يا أخي في الدين وصاحبي في طلب اليقين أن تعمل بهذا الشرح ما أمرك الشيخ به، وأن لا تعدل عن قانون قوله، فإنك بعد اطلاعك على ما فيه، ووقوفك على حقائقه ومعانيه تعلم أن الضنة إن أحسنت في المشروح فهي واجبة في الشرح لكثرة ما فيها من الحقائق الدقيقة والمباحث العميقة". 3 - والرازي -مثل الغزالي- يقسم الناس إلى خواص وعوام، فيقول في معرض تعداده لما ذكره العلماء من فوائد للمتشابهات في القرآن: "الوجه الخامس -وهو السبب الأقوى في هذا الباب- أن القرآن كتاب مشتمل على دعوة الخواص والعوام بالكلية، وطبائع العوام تنبو في أكثر الأمر عن

إدراك الحقائق، فمن سمع من العوام في أول الأمر إثبات موجود ليس بجسم ولا بمتحيز ولا مشار إليه، ظن أن هذا عدم ونفي فوقع في التعطيل، فكان الأصلح أن يخاطبوا بألفاظ دالة على بعض ما يناسب ما يتوهمونه ويتخيلونه، ويكون ذلك مخلوطًا بما يدل على الحق الصريح"، وليس المقصود رد ما في كلامه من الباطل، وإنما بيان منهجه وأنه يقسم الناس إلى عوام وخواص. فهذه الشواهد -من كلامه- تدل على أن الرازي يوافق الفلاسفة ويحسن الظن بعلومهم ويعتقد أنها لا تخالف علم الكلام، وهذا يدل على خطورة مذهبه ومنهجه، وأنه متكلم متفلسف خلط هذا بهذا، وقد اقتدى به كثير ممن أتى بعده". وفي المبحث الثالث قال: "من القضايا المتعلقة بمنهج الرازي أنه يعتبر من الذين خلطوا الكلام بالفلسفة، وقد انتقده في ذلك بعض متأخري الأشعرية حتى قال السنوسي في شرح السنوسية الكبرى عنه "وقد يحتمل أن يكون سبب دعائه بهذا ما علم من حاله من الولوع بحفظ آراء الفلاسفة وأصحاب الأهواء وتكثير الشبه لهم، وتقوية إيرادها، ومع ضعفه عن تحقيق الجواب عن كثير منها على ما يظهر من تآليفه، ولقد استرقوه في بعض العقائد فخرج إلى قريب من شنيع آهوائهم، ولهذا يحذر الشيوخ من النظر في كثير من تآليفه"، وقال أيضًا في شرحه لعقيدته الأخرى "أم البراهين": "وليحذر المبتدي جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشيت بكلام الفلاسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم وما هو كفر صراح من عقائدهم التي ستروا نجاستها بما ينبههم على كثير من اصطلاحاتهم وعباراتهم التي أكثرها أسماء بلا مسميات، وذلك ككتب الإمام الفخر في علم الكلام، وطوالع البيضاوي ومن حذا حذوهما في ذلك، وقل أن يفلح من أولع بصحبة الفلاسفة"، وأشعرية الرازي لا يتطرق إليها أي شك، وهو وإن خالفهم أحيانًا أو رد على بعض أعلام الأشاعرة إلا أنه وضع بعض التآليف التي أصبحت فيما بعد عمدة يعتمد عليها الأشاعرة، وذلك مثل كتابه المحصل، والمعالم، والأربعين، والخمسين، وأساس التقديس، وهذا الأخير يعتبر من أقوى كتبه الأشعرية وأهمها ولذلك أفرد له شيخ الإسلام ابن تيمية كتابًا من أهم كتبه وأكبرها -وهو وإن كان لم يصل إلينا كاملًا- إلا أن الذين ذكروه تحدثوا عنه بما يفيد أنه أكبر من درء تعارض العقل والنقل، وما وجد من هذا الكتاب -مطبوعًا ومخطوطًا- يدل على أن شيخ الإسلام تتبع أقوال الرازي كلمة كلمة وعبارة عبارة ونقضها وبين ما فيها من مخالفة لمذهب السلف). ثم بعد هذا يتكلم عن الدلالات التي تؤكد دخوله في الفلسفة، ويشير إلى أن أخطرها هو: (وأخطر قضية قال بها ووافق فيها الفلاسفة قوله بالتنجيم وأن للكواكب أرواحًا ثؤثر في الحوادث الأرضية، وكذلك قوله في السحر، وتأليفه في ذلك كتابًا مستقلًا سماه "السر المكتوم في مخاطبة النجوم" وقد أثار هذا الكتاب جدلًا حول صحة نسبته إليه، واختلف حوله، بين ناف، وشاك، ومثبت، وقد عرض الزركان الخلاف حوله، واستقصى أقوال العلماء في ذلك، ثم رجح

صحة نسبته إليه، وممن رجح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع متفرقة من كتبه، وكتاب السر المكتوم أشار إليه الرازي وأحال عليه في بعض كتبه، وقد وصل إلينا وطبع في الهند، إلا أن الذي يدل دلالة قاطعة على صحة نسبة هذا الكتاب إليه أنه ذكر هذه المسألة في كتاب من أواخر كتبه وأشهرها -ولم يتمه- وهو كتاب المطالب العالية، وقد قال فيه -عند حديثه عن السحر وأقسامه وهو القسم الثالث من كتاب النبوات-"اعلم أنا ما رأينا إنسانًا عنده من هذا العلم شيء معتبر، وما رأينا كتابًا مشتملًا على أصول معتبرة في هذا الباب إلا أنا لما تأملنا كثيرًا حصلنا فيه أصولًا وجملًا، فمن جاء بعدنا وفاز بالفوائد والزوائد في هذا الباب فليكن شاكرًا لنا حيث رتبنا له هذه الأصول المضبوطة والقواعد المعلومة". ثم يقول: "ثبت بالدلائل الفلسفية أن مبادئ حدوث الحوادث في هذا العالم هو الأشكال الفلكية والاتصالات الكوكبية، ثم إن التجارب المعتبرة في علم الأحكام [أي أحكام النجوم] انضافت إلى تلك الدلائل، فقويت تلك المقدمة جدًّا"، ثم ذكر الأدلة على صحة هذا العلم وأن منها إطباق العالم من قديم الدهر على التمسك بعلم النجوم، ثم قال بعد ذكره لوجوه صعوبة هذا العلم: "فهذا ضبط الوجوه المذكورة في بيان أن الوقوف على أحوال هذا العلم بالتمام والكمال صعب، إلا أن العقلاء اتفقوا على أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، فهذا العلم وإن كان صعب المرام من هذه الوجوه إلا أن الاستقراء يدل على حصول النفع العظيم فيه، وإذا كان كذلك وجب الاشتغال بتحصيله والاعتناء بشأنه، فإن القليل منه كثير بالنسبة لمصالح البشر"، وله بعد ذلك كلام غريب وخطير في هذا الباب. وقد كان من الآثار هذا الشرك الصراح، أنه ذكر أن من الأنواع المعتبرة في هذا الباب اتخاذ القرابين وإراقة الدماء، فقال: "إنه لما دلت التجارب عليها وجب المصير إليها"، بل قال بتعظيم المزارات والقبور وأن الدعاء عندها فيه فائدة فقال في معرض ذكره لحجج القائلين بأن النفس جوهر روحي مفارق -وهو ما رجحه في كتابه هذا-: "الحجة الثالثة: جرت عادة العقلاء بأنهم يذهبون إلى المزارات المشرفة، ويصلون ويتصدقون عندها، ويدعون في بعض المهمات فيجدون آثار النفع ظاهرة، ونتائج القول لائحة، حكي أن أصحاب أرسطو كانوا كما صعبت عليهم مسألة ذهبوا إلى قبره وبحثوا فيها كانت تنكشف لهم تلك المسألة، وقد يتفق أمثال هذا كثير عند قبور الأكابر من العلماء والزهاد في زماننا، ولولا أن النفوس باقية بعد البدن، وإلا لكانت تلك الاستعانة بالميت الخالي من الحس والشعور عبثًا، وذلك باطل". هذه أقوال هذا الإمام الذي يقتدي به الكثيرون، ولعل الرازي قد تاب من ذلك قبل وفاته ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونعوذ به من زيغ القلوب، ونسأله الثبات على دينه الحق إلى أن نلقاه). ثم يشرع المحمود في الكلام عن تصوف الرازي فيقول: (تصوف الرازي قريب مما انتهى إليه

تصوف الغزالي، فهو تصوف فلسفي، يقوم على أن التجرد بالرياضة مع العلم والفلسفة يقودان إلى الكشوفات المباشرة، ولذلك حين يدلل على مذهبه في بقاء النفس الذي وافق فيه الفلاسفة يذكر منها: "أن عند الرياضات الشديدة يحصل للنفس كمالات عظيمة وتلوح لها الأنوار وتنكشف لها المغيبات). ثم قال: (وأبرز الكتب التي ذكر فيها أمورًا كثيرة بالتصوف كتابه في شرح أسماء الله الحسنى الذي سار فيه على طريقة القشيري والغزالي في كتابيهما عن أسماء الله، وذلك في ذكر الاسم ومعناه ثم ذكر حال الصوفية والشيوخ مع هذا الاسم ودلالته عندهم، ولما ذكر الدعاء وأنه أعظم مقامات العبودية دلل على ذلك بأدلة منها "أن الداعي ما دام يبقى خاطره مشغولًا بغير الله فإنه لا يكون دعاؤه خالصًا لوجه الله، فإذا فنى عن الكل وصار في معرفة الأحد امتنع أن يبقى بينه وبين الحق وساطة"، وأطال القول في تفسير "هو" وذكر أن له هيبة عظيمة عند أرباب المكاشفات، ويقول: "إن لفظ هو. . نصيب المقربين السابقين الذين هم أرباب النفوس المطمئنة وذلك لأن لفظ هو إشارة، والإشارة تفيد تعين المشار إليه بشرط أن لا يحضر هناك شيء سوى ذلك الواحد"، ويقول عن موسى والخضر، ومعلوم اعتقاد الصوفية في الخضر-: "ثم إن موسى - عليه السلام - لما كملت مرتبته في علم الشريعة بعثه الله إلى هذا العالم ليعلم موسى - عليه السلام - أن كمال الدرجة في أن ينتقل الإنسان من علوم الشريعة المبنية على الظواهر إلى علوم الباطن المبنية على الإشراف على البواطن والتقطع على حقائق الأمور". وإذا أضيف إلى كلامه هنا ما سبق أن ذكره حول النفوس المجردة يتبين أن تصوفه بناه على جوانب فلسفية قريبة مما ذكره ابن سينا وقد سبقت الإشارة إلى مدى إعجاب الرازي بأقواله في ذلك. على أن مما يلفت الانتباه في تصوف الرازي -والصوفية تقول بالجبر في القدر لاستغراقهم في توحيد الربوبية- أنه صرح بالقول بالجبر فقال: "فثبت بهذا أن أفعال العباد بقضاء الله وقدره، وأن الإنسان مضطر باختيار، وأنه ليس في الوجود إلا الجبر"، وقال: "إن صدور الفعل عن العبد يتوقف على داعية يخلقها الله تعالى، ومتى وجدت تلك الداعية كان الفعل واجب الوقوع، وإذا كان كذلك كان الجبر لازمًا"، بل قال في شرح الإشارات: "إن العارف لا يكون له همة في البحث عن أحوال الخلق، ولا يغضب عند مشاهدة المنكر لعلمه بسر الله في القدر"، وبذلك يلتقى مع غلاة الصوفية في مقالاتهم الخطيرة، وأحوالهم المبطلة للشرائع). ثم تكلم عن رجوعه فقال: (لم يكن الرازي بعيدًا عن مذهب السلف، فهو يشير إليه أحيانًا لكن ضمن مناقشاته الكلامية والفلسفية، والملاحظ أن عرضه له كثيرًا ما يأتي مشوهًا، فلما كان آخر حياته صرح بترجيحه لمذهب السلف وذلك في كتابيه المتأخرين المطالب العالية وأقسام اللذات، ثم في وصيته قبل وفاته: 1 - ففي المطالب العالية لما ذكر أدلة وجود الله رجح طريقة القرآن ثم قال: "وتحتم هذه الفصول

بخاتمة عظيمة النفع، وهي أن الدلائل التي ذكرها الحكماء والمتكلمون وإن كانت كاملة قوية، إلا أن هذه الطريقة المذكورة في القرآن عندي أنها أقرب إلى الحق والصواب، وذلك لأن تلك الدلائل دقيقة ولسبب ما فيها من الدقة انفتحت أبواب الشبهات وكثرت السؤالات، وأما الطريق الوارد في القرآن فحاصله راجع إلى طريق واحد، وهو المنع من التعمق، والاحتراز عن فتح باب القيل والقال، وحمل الفهم والعقل على الاستكثار من دلائل العالم الأعلى والأسفل، ومن ترك التعصب وجرب مثل تجربتي علم أن الحق ما ذكرته". 2 - وفي أقسام اللذات -آخر كتبه- قال: "وأما اللذة العقلية فلا سبيل إلى الوصول إليها والتعلق بها، فلهذا السبب نقول يا ليتنا بقينا على العدم الأول وليتنا ما شهدنا هذا العالم، وليت النفس لم تتعلق بهذا البدن، وفي هذا المعنى قلت: نهاية إقدام العقول عقال ... وغاية سعي العالمين ضلال. . -ثم قال- "واعلم أن بعد التوغل في هذه المضائق، والتعمق في الاستكشاف عن أسرار هذه الحقائق رأيت الأصوب والأصلح في هذا الباب طريقة القرآن العظيم والفرقان الكريم، وهو ترك التعمق والاستدلال بأقسام أجسام السموات والأرضين على وجود رب العالمين، ثم المبالغة في التعظيم من غير خوض في التفاصيل. . .". 3 - وفي وصيته المشهورة قال فيها: "لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن" ثم قال: "ديني متابعة الرسول محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما). وأخيرًا تكلم عن أثره فيمن جاء بعده: (ويمكن أن يلاحظ ذلك فيما يلي: أ- أن من جاء بعده من الأشاعرة اعتمد -في تقرير أصول المذهب الأشعري- على ما كتبه الرازي، لأنه استقصى ما يمكن أن يقال مما جاء به المتقدمون من الأشاعرة وزاد على ذلك، ومن ثم أصبحت كتبه مصادر ميسرة ومستوعبة لأدلة الأشاعرة في تقرير مذهبهم والرد على خصومهم. ب- كانت للرازي اجتهادات في المذهب الأشعري، وصلت إلى حد القرب من المعتزلة أحيانًا، والرد على أدلة الأشاعرة وتضعيفها أحيانًا أخرى، مع النقد لأعلام الأشاعرة في مناسبات مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك: 1 - نقده للغزالي، وللبغدادي، وللشهر ستاني، وقد جاء نقده لهؤلاء في مناظراته في بلاد ما وراء النهر. 2 - وفي مسألة الرؤية ضعف دليل الأشاعرة العقلي، واقتصر في إثباتها على السمع -وقد سبقت الإشارة إلى هذا عند الحديث عن الماتريدية-. 3 - كما نقد دليل الأشاعرة على إثبات صفة السمع والبصر- وقد مر قريبًا. 4 - وكذا في صفة المحبة بين -كما تقدم- أنه لا دليل لهم على تأويلها بالإرادة. 5 - وفي حصرهم الصفات الثابتة بسبع نقدهم

3215 - الزين الكردي

نقدًا قويًّا كما سلف. 6 - أما في صفة الكلام، فيعتبر الرازي من الذين ناقشوا حقيقة الخلاف بين الأشعرية والمعتزلة، وقد ضعف أدلة الأشاعرة العقلية لإثبات هذه الصفة، بل بين أن منازعة الأشاعرة للمعتزلة في هذه المسألة ضعيفة، وصرح بأن الحروف والأصوات محدثة. 7 - اعتذاره لنفاة الصفات بأنهم أرادوا بنفيها إثبات كمال الوحدانية لله تعالى، بل مال إلى مذهب المعتزلة في الصفات حين رد صفتي الإرادة والقدرة إلى صفة العلم. 8 - كما نقد الاستدلال بالأحكام والإتقان على العلم، وهو من أدلة الأشاعرة المشهورة. 9 - دافع عن تكفير المعتزلة والخوارج والروافض، وناقش الأوجه التي كفر بها بعضهم بعضًا، ومن ذلك تكفير الأشاعرة لغيرهم، وفي مسألة الجهل بصفات الله رجح أنه لا يكفر الجاهل بها، وعلل ذلك بأنه يلزم منه تكفير كثير من أئمة الأشعرية بسبب خلافهم في إثبات الصفات، كما رجح أن أهل التقليد ناجون خلافًا لكثير من الأشعرية، وليس المقصود هنا تصويب الرازي أو تخطئته في هذه الأمور التي قرب من منهج أهل السنة، وإنما المقصود أنه خالف فيها كثيرًا من شيوخه الأشاعرة. 10 - تصريحه بالجبر في مسألة القدر -كما تقدم- وذلك خلافًا لشيوخه الذين ينكرون أن يكون قولهم بالكسب يؤدي إلى الجبر. إلى غيرها من المسائل، التي كان للرازي فيها تأثير فيمن جاء بعده، وذلك بالبعد عن منهج السلف والقرب من بعض فرق الضلال كالمعتزلة وغيرهم كما كان له أيضًا تأثير في وجود الترجيحات المخالفة لمذهب الأشاعرة) أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. من مصنفاته: "مفاتيح الغيب" في تفسير القرآن الكريم، و"لوامع البيان في شرح أسماء الله تعالى والصفات" و"معالم أصول الدين" وغيرها. 3215 - الزين الكردي * المقرئ: محمّد بن عمر بن الحسين، أبو عبد الله الكردي، الزين. من مشايخه: أبو القاسم الشاطبي وغيره. من تلامذته: الرشيد ابن أبي الدّر وغيره. كلام العلماء فيه: • المقفى: "من كبار القراء بدمشق وتصدر للإقراء" أ. هـ. وفاته: سنة (628 هـ) ثمان وعشرين وستمائة. 3216 - القُرْطُبي * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: محمّد بن عمر بن يوسف بن إبراهيم بن عبد المنعم، أبو ¬

_ * العبر (5/ 111)، معرفة القراء (2/ 638)، غاية النهاية (2/ 216)، المقفى (6/ 411)، الشذرات (7/ 224). * التكملة لوفيات النقلة (3/ 358)، تاريخ الإسلام (وفيات 631) ط. تدمري، معرفة القراء (2/ 639)، العبر (5/ 125)، الوافي (4/ 261)، غاية النهاية (2/ 219)، المقفى (6/ 417)، النجوم (6/ 287)، بغية الوعاة (1/ 201)، طبقات المفسرين للسيوطي (101)، طبقات المفسرين للداودى (2/ 221)، الشذرات (7/ 254).

3217 - ابن العديم

عبد الله الأنصاري الأندلسي القرطبي المالكي. ولد: سنة (558 هـ) ثمان خمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر يحيى بن محمّد بن خلف الهوزني، وأبو إسحاق إبراهيم بن خيرة الأنصاري وغيرهم. من تلامذته: الحافظان المنذري، والرشيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "برع في التفسير والأدب وكان له القبول التام من الخاصة والعامة مثابرًا على قضاء حوائج الناس. ." أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان إمامًا صالحًا زاهدًا مجودًا للقراءات، عارفًا بوجوهها بصيرًا بمذهب مالك، حاذقًا بفنون العربية، وله يد طولى في التفسير. ." أ. هـ. • معرفة القراء: "كان أستاذًا في معرفة القراءات والتفسير والنحو كثير الحج والمجاورة بالمدينة. ." أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام عالم فقيه مفسر نحوي زاهد مقريء. ." أ. هـ. • المقفى: "كان أستاذًا في معرفة القراءات والتفسير والنحو. ثم تزهد وبرع في التفسير والأداب -قال عنه الحافظ الرشيد-: من أعيان المشايخ المشهورين بالصلاح والزهد والعلم، وكان ثقة ثبتًا، من أهل الضبط والإتقان، عارفًا بالقراءات والعربية انتهى" أ. هـ. وفاته: سنة (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. 3217 - ابن العَدِيم * النحوي، اللغوي: محمد بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمّد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أزهر بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل، أبو غانم العقيلي الحلبي الحنفي، جمال الدين. ولد: سنة (635 هـ) خمس وثلاثين وستمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن حميرة، وأبو القاسم بن رواحة، وأبو الحَجّاج يوسف بن خليل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المقفى: "كان إمامًا فاضلًا. . فاق في العلم والبراعة على أقرانه. . وكان يعرف "الجامع الكبير" في الفقه معرفة جيدة مع التضلع بالعلوم العقلية، لا سيما الرياضيات، إمامًا في علم العربية والأدب. . منفردًا في وقته بكتابة المنسوب. ." أ. هـ. وفاته: (694 هـ)، وقيل: (695 هـ) أربع وتسعين، وقيل: خمس وتسعين وستمائة. ¬

_ * العبر (5/ 384)، الوافي (4/ 263)، الجواهر المضية (3/ 279)، المقفى (6/ 405)، تاج التراجم (228)، وفي الهامش (بتصرف): سقطت بقية الترجمة فالتصق منها مع تلك الترجمة فنتج عن ذلك ترجمة عجيبة، ولذلك قال "محقق الجواهر المضية" (عبد الفتاح الحلو): في تاج التراجم أنه قتل ساجدًا! ! وهو معذور فيما قال، فلم يكن بين يديه سوى تلك الطبعة المشوهة أ. هـ.، الشذرات (7/ 746)، أعلام النبلاء (4/ 487)، كشف الظنون (1/ 832)، هدية العارفين (2/ 138).

3218 - ابن خميس

من مصنفاته: "الرائض في علم الفرائض". 3218 - ابن خَمِيسْ * النحوي، اللغوي: محمّد بن عمر بن محمّد بن عمر بن محمّد بن خميس الحجري الرعيني، أبو عبد الله التلمساني، المعروف بابن خميس. ولد: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. كلام العلماء فيه: • الإحاطة: "من "عائد الصلة": كان رحمه الله تعالى نسيج وحده زهدًا وانقباضًا وأدبًا وهمة، حسن الشيبة جميل الهيأة، سليم المصدر قليل التصنع، بعيدًا عن الرياء، عاملًا على السياحة والعزلة عارفًا بالمعارت القديمة مضطلعًا بتفاريق النحل، قائمًا على العربية والأصلين وفحل الأوان في المطول، أقدر الناس على اجتلاب الغريب. . وقال ابن خاتمة: . . وكان من فحول الشعراء وأعلام البلغاء. . . وله مشاركة في العقليات، واستشراق على الطلب وقعد لإقراء العربية بحضرة غرناطة، ومال بآخرة إلى التصوف والتجوال والتحلي بحسن السمت وعدم الاسترسال بعد طي بساط ما فرط له في بلده من الأحوال وكان صنع اليدين. .". ثم يذكر ابن الخطيب في الاحاطة: "ومن أمثل ما مدح به السلطان لأول قدومه: أما والعيون النحل ترمق من سحرٍ ... ورود رياض الخد والكأس والخمر وريحانه والراح والطَّلُ والطّلا ... ونرجسه والزهر والنور والنهر . . . وربما يحس في خاطر من يرى وصف هؤلاء الأئمة للخمر وغيرها، أن ذلك منهم على حقيقته، حاشاهم من ذلك، وإنما مقصدهم بذلك خلاف ما يتوهم، فلا يساء بهم الظن، فإن العذر لهم في مثل ذلك بيَّن واعتقاد براءتهم من هذا الشين متعين. ." أ. هـ. قلت: مدحه وحلاه بأحسن الأوصاف وأطنب في ذكر فضله قاضي القضاة ابن دقيق العيد انتهى. • أزهار الرياض: "ويقال إنه لما همَّ به قاتله قال له: أنا دخيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يلتفت إليه وجعل يجهز عليه. فقال له لم لمْ تقبل الدخيل بيني وبينك. فكان آخر ما سمع منه أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله. ." أ. هـ. • البغية: "كتب بتلمسان عن ملوكها، ثم فر منهم خوفًا لبعض ما يجري بأبوابهم ثم قدم غرناطة فتلقاه الوزير أبو عبد الله بن الحكم وأكرمه جدًّا. فلما قتل الوزير قتل هو أيضًا بعد نهب ماله. ." أ. هـ. • الأعلام: "شاعر عالم بالعربية استقر بغرناطة وتوفي بها قتيلًا، طبقته في الشعر عالية. ." أ. هـ. وفاته: سنة (708 هـ) ثمان وسبعمائة. من مصنفاته: "المنتخب النفيس في شعر ابن ¬

_ * الإحاطة (2/ 528)، أزهار الرياض (2/ 301)، الدرر الكامنة (4/ 231)، تعريف الخلف (2/ 375)، بغية الوعاة (1/ 201)، الأعلام (6/ 314)، معجم المؤلفين (3/ 566).

3219 - ابن رشيد

خميس" ديوان الشعر. 3219 - ابن رشيد * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: محمّد بن عمر بن محمّد بن عمر بن محمّد بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسين بن محمّد بن عمر بن رشيد، أبو بكر، الفهري الأندلسي السبتي المالكي، محب الدين. ولد: سنة (657 هـ) سبع وخمسين وستمائة. من مشايخه: أبو الحسين بن أبي الربيع، وأبو محمّد عبد الله بن هارون وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "الخطيب المحدث المتبحر في علوم الرواية والإسناد، عالي الإسناد، صحيح النقل، أصيل الضبط تام العناية بصناعة الحديث. ." أ. هـ. • الإحاطة: "كان متضلعًا بالعربية واللغة والعروض، فريد دهره عدالة وجلالة، وحفظًا وأدبًا وسمتًا وهديًا، كثير السماع، عالي الإسناد، صحيح النقل تام العناية بصناعة الحديث، قيمًا عليها بصيرًا بها محققًا فيها، ذاكرًا للرجال، فقيهًا، أصيل النظر، ذاكرًا للتفسير، ريان من الأدب حافظًا للأخبار والتواريخ مشاركًا في الأصلين، عارفًا بالقراءات، عظيم الوقار والسكينة بارع الخط حسن الخلق، كثير التواضع، دقيق الوجه، مبذول الجاه، كهفًا لأصناف الطلبة. ." أ. هـ. • المقفى: "وكان إمامًا عالمًا حافظًا متقنًا ثبتًا حجه، له معرفة تامة بالنحو والأدب ويد طولى في علم الحديث والفقه على مذهب مالك" أ. هـ. • الدرر: "قال الذهبي: كان ورعًا مقتصدًا منقبضًا عن الناس ذا هيبة ووقار يسارع في حوائج الناس يجلب المصالح ورد المفاسد يؤثر الفقراء والغرباء والطلبة ولا تأخذه في الله لومة لائم. قال وأخبرني ابن المرابط قال: كان شيخنا ابن رشيد على مذهب أهل الحديث في الصفات يمرها ولا يتأول وكان يسكت لدعاء الإستفتاح ويسر البسملة وكتبوا عليه محضر بأنه ليس مالكيًا فاتفق ابن القاضي الذي شرع في المحضر مات فجأة وبطل المحضر انتهى" أ. هـ. • أزهار الرياض: "قال القاضي أبو البركات ابن الحاج في حقه: ابن رشيد ثقة عدل من أهل هذا الشأن المتحققين بشانه انتهى" أ. هـ. • جذوة الاقتباس: ". . إمامًا مشار إليه، وقدوة معتمدًا عليه، مع كمال الثقة وشهرة العدالة" أ. هـ. • الأعلام: "رحالة، عالم بالأدب، عارف بالتفسير والتاريخ. ولي الخطابة بجامع غرناطة الأعظم. ." أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة، وقيل بعدها. من مصنفاته: (تلخيص القوانين) نحو، و"ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الرحلة إلى مكة وطيبة" قال ابن حجر: فيه من الفوائد شيء كثير ¬

_ * الإحاطة (3/ 135)، الدرر (4/ 229)، أزهار الرياض (2/ 347)، المقفى (6/ 432)، الديباج (2/ 297)، الوافي (4/ 284)، بغية الوعاة (1/ 199)، طبقات الحفاظ للسيوطي (355)، شجرة النور (216)، الأعلام (6/ 314)، نشر الرياحين (2/ 680)، جذوة الإقتباس (1/ 289).

3220 - أخوين

وقفت عليه وانتخبت منه انتهى وغيرها. 3220 - أخَوين * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن عمر بن الفضل الفضيلي التبريزي، الملقب بأخَوَين، القاضي قطب الدين. ولد: سنة (668 هـ) ثمان وستين وستمائة. من مشايخه: قاضي تبريز محيي الدين البغوي وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيول العبر: "وكان ذا فنون ومروءة، وذكاء وكان يرتشي .. " أ. هـ. • البداية: "كان بارعًا في فنون كثيرة ودرس بالمستنصرية بعد العاقولي وفي مدارس كبار وكان حسن الخلق كثير الخير. ." أ. هـ. • الدرر: "قال سراج الدين القزويني: كان فقيهًا أصوليًّا مفسرًا نحويًّا كاتبًا بارعًا وحيدًا فريدًا أتقن علمي اللسان، وشارك في الفنون وكان يكتب خطًّا حسنًا وفيه بر للفقراء وشفقة على الضعفاء مع التودد والحلم والمروءة إلا أنه قال: لم يكن من قضاة العدل انتهى" أ. هـ. وفاته: سنة (736 هـ) ست وثلاثين وسبعمائة. 3221 - بَحْرَق * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن عمر بن مبارك بن عبد الله الحِمْيرَي الحضرمي الشافعي، الشهير ببحرق، جمال الدين. ولد: سنة (869 هـ) تسع وستين وثمانمائة. من مشايخه: السيد الشريف الحسين بن عبد الرحمن الأهدل، وأبو بكر العيدروس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • النور السافر: "كان من العلماء الراسخين والأئمة المتبحرين اشتغل بالعلوم وتفنن بالمنطق منها والمفهوم وتمهر في المنثور والمنظوم وكانت له اليد الطولى في جمع العلوم وصنف في كثير من الفنون كالحديث والتصوف والنحو والصرف والحساب والطب والأدب والفلك وغير ذلك. . . ولبس خرقة التصوف من السيد الشريف الحسين بن عبد الرحمن الأهدل. . . وسلك السلوك في التصوف وحكي عنه أنه قال: دخلت الأربعينية بزبيد فما أتممتها إلا وأنا أسمع أعضائي تذكر الله تعالى كلها. . وكان الغاية في الكرم محسنًا إلى الطلبة وغيرهم كثير الإيثار محبًا لأهل الخير متصفًا بالإنصاف رجّاعًا إلى الحق مفضالًا جوادًا سيدًا قوي النفس. . ومن كراماته ما حكي أنه حضر مجلس بعض الوزراء بالهند وكان في ذلك المجلس رجل من السحرة فبينما هم كذلك إذا ارتفع ذلك الساحر وقعد في الهواء قال: فوقع ¬

_ * البداية (14/ 184)، ذيول العبر (189)، الدرر (4/ 228)، الشذرات (8/ 199). * النور السانر (143)، الضوء اللامع (8/ 253)، التاج (6/ 284)، الشذرات (10/ 244)، هدية العارفين (2/ 230)، الأعلام (6/ 315)، معجم المؤلفين (3/ 564)، معجم المطبوعات (532).

3222 - البقري

عندي من ذلك واستغثت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأومأت إليه بفردة من حذائي فما زالت نضربه إلى أن رجع إلى مكانه بالأرض وحكي أنه وقع بينه وبين بعض وزراء السلطان بحث فاحتقره ذلك الوزير فتعب الفقيه من ذلك ودعا عليه فنهب بيته في ذلك اليوم وأخذ جميع ما كان فيه، فجاء إلى الفقيه معتذرًا ومستعطفًا ووصله بشيء، وطلب منه الدعاء فحسب أنه فعل ذلك. وإذا بالخبر يأتيه من عند السلطان بالإجلال والتعظيم ويرد جميع ما نهب له وأن الذي وقع من ذلك إنما كان غلطًا فإنه إنما أمر بنهب بيت غيره فرد جميع ما أخذ له. ." أ. هـ. • الأعلام: "فقيه أديب باحث متصوف نعته الزبيدي بعلامة اليمن رحل إلى الهند فأكرمه السلطان مظفر وأقام إلى أن مات في أحمد أباد. ." أ. هـ. وفاته: سنة (930 هـ) ثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: "تحفة الأحباب" شرح ملحمة الإعراب في النحو، "تفسير آية الكرسي" و"شرح لامية الأفعال" لابن مالك في الصرف و"عقد الدرر" في القضاء والقدر وغيرها. 3222 - البَقَري * المقرئ: محمّد بن عمر بن قاسم بن إسماعيل البقري، الشافعي، الأزهري الشناوي، أبو عبد الله، شمس الدين. ولد: سنة (1018 هـ) ثمان عشرة وألف. من مشايخه: عبد الرحمن بن الشيخ شحاذة اليمني، والشيخ نور الدين بن برهان الدين عليّ بن إبراهيم الحلبي وغيرهما. من تلامذته: أبو المواهب الشيخ محمّد الدمشقي وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فرضي مقرئ شافعي مصري. . -ثم ترجمه في مكان آخر فقال- مقريء من فقهاء الشافعية من أهل القاهرة نسبته إلى "نزلة البقر" أو "دار البقر" من قرى مصر. ." أ. هـ. • توضيح أصول قواعد الشفع في نشر علم القراءات السبع: "هو العلامة الفاضل الضرير. . شيخ المقرئين. . الصوفي الشناوي شيخ المحدثين والفقهاء والزاهدين في زمانه. ." أ. هـ. وفاته: سنة (1111 هـ) إحدى عشرة ومائة وألف. من مصنفاته: "غنية الطالبين" في التجويد يعرف بمقدمة البقري لعله المطبوع في بغداد باسم "متن البقرية" مع شرح لسلطان الجبوري و"القواعد المقررة" في قواعد القراء السبعة. 3223 - الكُفَيري * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن عمر بن ¬

_ * الأعلام (6/ 317)، (7/ 7)، معجم المؤلفين (3/ 564) و (3/ 592) في المرة الأولى: سماه محمّد بن عمر بن قاسم، وفي الثانية: محمّد بن قاسم بن إسماعيل، هدية العارفين (2/ 307) وذكر اسمه: محمّد بن قاسم، "توضيح أصول قواعد الشفع في نشر علم القراءات السبع" (ص 45). * سلك الدرر (4/ 41)، فهرس الفهارس (1/ 497)، إيضاح المكنون (1/ 86)، (2/ 99)، هدية العارفين (2/ 314)، الأعلام (6/ 317).

3224 - سعادة

عبد القادر الكفيري الحنفي. ولد: سنة (1043 هـ) ثلاث وأربعين وألف. من مشايخه: عبد الغني النابلسي، وأيوب الخلوتي وغيرهما. من تلامذته: ابن عبد الحي الداودي الشامي وغيره. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الشيخ العالم العلامة الفقيه الفاضل الأديب الماهر المتقن. كان متبحرًا في الفنون معقولًا ومنقولًا" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنفي، عالم بالحديث وفنون الأدب، من أهل دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1130 هـ) ثلاثين ومائة وألف. من مصنفاته: "الدرة البهية على مقدمة الآجرومية" في النحو، و"بغية المستفيد في أحكام التجويد" رسالة وثبت أنه سماه "إضاءة النور اللامع" و"شرح البخاري" وغير ذلك. 3224 - سَعادة * النحوي، اللغوي: محمّد بن عمر سعادة. ولد: سنة (1088 هـ) ثمان وثمانين وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد الزرقاني، والشيخ منصور المنوفي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ عليّ الغراب وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل البشائر: "العالم العارف صاحب العلوم والمعارف، الحبر المدقق المحقق. . له ولوع بالعلم والإفادة والإستفادة صاحب تدقيق وتحقيق، جيد القريحة. ." أ. هـ. • عنوان الأريب: "اعترف بفضله الأعلام، وصدع بالحق بين الأنام" أ. هـ. • مشاهير التونسي: "ولد بالمنستير وبها نشأ ثم انتقل إلى تونس فأخذ عن علماء الزيتونة ثم سافر إلى المشرق ثم رجع إلى تونس وتصدر للتدريس بجامع الزيتونة. ." أ. هـ. وفاته: سنة (1171 هـ) إحدى وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: حاشية على الأشموني سماها "تنوير المسالك من شرح منهج المسالك إلى ألفية ابن مالك" وغيرها. 3225 - الجاوي * المفسر: محمّد بن عمر بن عربي بن علي نووي الجاوي البنتني الثنارى، أبو عبد المعطي الشافعي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر متصوف من فقهاء الشافعية هاجر إلى مكة وتوفي بها عرّفه تيمور بعالم الحجاز" أ. هـ. ¬

_ * عنوان الأريب (2/ 15)، شجرة النور (346)، ذيل البشائر (249)، مشاهير التونسيين (372). * معجم المؤلفين (3/ 563، 754)، الأعلام (6/ 318)، معجم المطبوعات (1839)، هدية العارفين (2/ 394)، إيضاح المكنون (1/ 11 و 189) و (2/ 18)، الثمار اليانعة في الرياض البديعة طبعة مصطفى بابي الحلبي (1342 هـ)، مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، ضبطه وصححه ووضع حواشيه محمّد أمين الضاوي، دار الكتب العلمية -بيروت- لبنان (1417 هـ-1997 م).

• معجم المؤلفين: "مفسر صوفي، فقيه متكلم مشارك في بعض العلوم" أ. هـ. • قلت: من يراجع كتابه المسمى بـ "الثمار اليانعة في الرياض البديعة" يرى علامات التصوف بادية على المؤلف فهو ممن يتوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: "والله الكريم أسأل وبحبيبه المجتبى إليه أتوسل أن ينفع به عباده" كما أنه يفسر جملة "بعض فروع الشريعة" بأنها التصوف، ثم إنه عندما يذكر عبد الغني النابلسي راجع ما كتبناه في ترجمته- يقول عنه "سيدي". أما عن عقيدته في الأسماء والصفات فهو مؤول على طريقة الأشاعرة المتأخرين وهو يثبت لله سبع صفات سماها صفات المعاني موافقة للأشاعرة وتبدوأ شعريته بشكل أكثر وضوحا من خلال تفسيره وإليك هذه المواضع لتزيد ما قلناه وضوحا. (2/ 20) وفي تفسيره لمعنى الاستواء -سورة طه- قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. . . فالاستواء على العرش مجاز عن الملك والسلطان، متفرغ على الكناية فيمن يجوز عليه القعود على السرير، يقال: "استوى فلان على سرير الملك، ويراد بهذا القول صار فلان ملكا، وإن لم يقعد على السرير أصلا". (2/ 209) أول الوجه بمعنى الذات في قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} فقال: " {إلا وَجْهَهُ} أي ذاته تعالى". (2/ 631) أول المجيء الظهور والقهر فقال: " {وَجَاءَ رَبُّكَ} أي جاء ظهوره وقهره أي حصل تجليه تعالى على الخلائق أي زالت الشبهة وارتفعت الشكوك وظهر سلطان قهره". (2/ 396) وقال أيضًا بنفي الجهة على مذهب المؤولة في الأشاعرة فقال في قوله تعالى {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من سورة الشورى: "فكل من كان موجودا في السموات فهو عبد الله، فوجب أن يكون الله منزها عن المكان والجهة والعرش والكرسي". (2/ 338) أول القبضة بالقدرة فقال في قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} و" ... الحال أن الأرض جميعا مقدورته تعالى يوم القيامة والسماوات مطويات بقدرته تعالى". (1/ 12) أول المحبة بالرضى قال في قوله تعالى: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} أي إن اتبعتم شريعتي يرضى الله عنكم". وفي (1/ 277) "يحبهم" أي يلهمهم الطاعة ويثبتهم عليها". - (1/ 242) في قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} أي كلمه على التدريج شيئًا فشيئا بحسب المصالح بغير واسطة تلك أي أزال الله تعالى عنه الحجاب حتى سمع المعنى القائم بذاته تعالى إلا أنه تعالى أحدث ذلك لأنه تعالى يتكلم إبداء". (1/ 425) في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} أي نعمة الله". توفي: سنة (1316 هـ) ست عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الدرر البهية في شرح الخصائص

3226 - المرزباني

النبوية"، و"الثمار اليانعة والمنيعة على الرياض البديعة في أصول الدين ومشروع الشريعة"، و"كاشفة السجا في شرح سفينة النجا"، "التفسير المنير لمعالم التنزيل المسفر عن وجوه محاسن التأويل" أو غير ذلك. 3226 - المُرْزُبَاني * النحوي، اللغوي: محمّد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله، المعروف بالمرزباني. ولد: سنة (296 هـ) ست وتسعين ومائتين. من مشايخه: البغوي، وابن دريد، وابن الأنباري وغيرهم. من تلامذته: الصيمري، والتنوخي، والجوهري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان صاحب أخبار ورواية للآداب، وصنف كتبًا كثيرة في أخبار الشعراء المتقدمين والمحدثين على طبقاتهم، وكتبًا في الغزل والنوادر وغير ذلك. وكان حسن الترتيب لما يجمعه غير أن أثر كتبه سماعًا له، وكان يرويها إجازة". وقال: "حدثني أبو القاسم الأزهري قال: كان أبو عبيد الله يضع محبرته بين يديه وقنينة فيها نبيذ، فلا يزال يكتب ويشرب. . . وقال لي الأزهري: كان أبو عبيد الله معتزليًا، وصنف كتابًا جمع فيه أخبار المعتزلة، ولم أسمع منه شيئًا لكن أخذت لي إجازته بجميع حديثه، وما كان ثقة. وحدثني الأزهري أيضًا، قال: كان أبو عبيد الله بن الكاتب يذكر أبا عبيد الله المرزباني ذكرًا قبيحًا ويقول: أشرفت منه على أمر عرفت به أنه كذاب، قلت: ليس حال أبي عبيد الله عندنا الكذب! وأكثر ما عيب به المذهب، وروايته عن إجازات الشيوخ له من غير تبيين الإجازة فالله أعلم. وقد ذكره محمّد بن أبي القوارس فقال: كان يقول بالإجازات، وكان فيه اعتزال وتشيع. . وقال العتيقي: وكان مذهبه التشيع والاعتزال، وكان ثقة في الحديث" أ. هـ. • المنتظم: "كان صاحب أخبار ورواية للآداب. . . وصنف كتبًا كثيرة مستحسنة في فنون". ثم قال: "كانت آفته ثلاثًا: الميل إلى التشيع وإلى الاعتزال، وتخليط المسموع بالإجازة، وإلا فليس بداخل في الكذابين" أ. هـ. • معجم الأدباء: "الرواية الأخباري الكاتب: كان راوية صادق اللهجة واسع المعرفة بالروايات كثير السماع. . وكان ثقة صدوقًا من خيار المعتزلة" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان عفا الله عنه مستهترًا بشرب الخمر، وكان يضع بين يديه قنينة حبر وقنينة خمر ¬

_ * المنتظم (14/ 372)، معجم الأدباء (6/ 2582)، إنباه الرواة (3/ 180)، تاريخ الإسلام (وفيات 384) ط. تدمري، تاريخ بغداد (3/ 135)، مرآة الجنان (2/ 314)، البداية والنهاية (11/ 335)، الوافي (4/ 235)، العبر (3/ 27)، الكامل (9/ 106)، النجوم (4/ 168)، الشذرات (4/ 444)، الفهرست لابن النديم (146)، الأنساب (5/ 256)، وفيات الأعيان (4/ 354)، ميزان الاعتدال (6/ 282)، السير (16/ 447)، لسان الميزان (5/ 324)، المغني (2/ 620).

3227 - ابن قبيلة

فلا يزال يشرب ويكتب وكان معتزليًا وصنف كتابًا في أخبار المعتزلة كبير" أ. هـ. • السير: "العلامة المتقن الأخباري. . وكان راوية جماعة مكثرًا. .". ثم قال: "كان جاحظ زمانه، وكان عضد الدولة يتغالى فيه، ويمر بداره فيقف حتى يخرج إليه" أ. هـ. • مرآة الجنان: "كان راوية للآداب، صاحب أخبار، وتواليفه كثيرة، وكان ثقة في الحديث مائلًا إلى التشيع في المذهب وهو أول من جمع ديوان يزيد بن مُعَاوية بن أبي سفيان، وهو صغير الحجم يدخل في مقدار ثلاث كراريس، جمعه جماعة من بعده؛ وزادوا فيه أشياء ليست له" أ. هـ. وفاته: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة، عن ثمان وثمانين سنة. من مصنفاته: له كتاب في أخبار المعتزلة، وكتاب "أخبار أبي تمام"، و"أشعار النساء" وغير ذلك كثير. 3227 - ابن قَبِيلَة * اللغوي: محمّد بن عوض بن سلطان بن عبد المنعم البكري الشافعي، ناصر الدين، المعروف بابن قبيلة. ولد: سنة (700 هـ) سبعماثة. كلام العلماء فيه • إنباء الغمر: "كان عارفًا بالفقه والأصلين والعربية والهيئة" أ. هـ. • الدرر: "قرأت -ابن حجر- بخط الشيخ شمس الدين بن القطان في ذيل الطبقات له سمعت الشيخ شهاب الدين بن عبد الوارث البكري المالكي يقول كان بيني وبين الشيخ ناصر الدين ابن قبيلة وقفة فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال لي اصطلح مع محمّد البكري وأشار إليه فلما استيقظت سافرت إليه حتى اصطلحت معه. قلت: أي ابن حجر- واتفق أنهما ماتا في شهر واحد" أ. هـ. وفاته: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة توفي وهو يصلي الصبح. من مصنفاته: قال في الشذرات: صنف تصانيف مفيدة أ. هـ. 3228 - الوطائي * المقرئ: محمد بن عمران أبو عبد الله الوطائي الحرّاني الضرير. من مشايخه: الفاضلي وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الشيخ الإمام المقريء المتقن المُلقن إلى جانب البرادة. حفظ التيسير وغيره وعني بالقراءات وبرع فيها. . وكان فقيها على مذهب الإمام أحمد" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء متقنًا" أ. هـ. • الدرر: "كان بارعًا متقنًا" أ. هـ. وفاته: سنة (710 هـ) عشر وسبعمائة. ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 244)، إنباء الغمر (1/ 66)، بغية الوعاة (1/ 204)، الشذرات (8/ 405). * معرفة القراء (2/ 751)، غاية النهاية (2/ 222)، الدرر (4/ 219)، وذكر فيه وفاته سنة (720).

3229 - ابن عوض

3229 - ابن عُوض * المفسر محمّد بن عوض بن خضر بن حسن الكرماني. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "كان ذا معرفة بالتفسير والعربية والمنطق وغير ذلك. تصدى للإفادة، وجاور بمكة سنين، ثم انتقل إلى اليمن، وقال قربًا ونفعًا من صاحبها الملك الناصر، فاشتهر ذكره، وأخذ عنه الطلبة، وأدركه الأجل بعدن". وقال: "كان كثير الميل لتصوف الشيخ محيي الدين بن عربي (¬1)، ويدعي القدرة للانتصار له" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) سبع وعشرين وثمانمائة. 3230 - سَلِيب * المفسر: محمّد بن عون بن داود السِّيرافي، لقبه سَلِيب. من مشايخه: عبد الواحد بن غياث، وعبد الرحمن بن المتوكل وغيرهما. من تلامذته: الإسماعيلي في (معجمه) وغيره. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "كان ينسب إلى التفسير، ولم يكن في الحديث بذاك" أ. هـ. 3231 - ابن رَزِين * النحوي، المقرئ: محمّد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين التيمي الأصبهاني، أبو عبد الله، أصله من أصبهان ومولده بالريّ. من مشايخه: نُصير، وخلاد بن خالد وجماعة. من تلامذته: الفضل بن شاذان، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن، قال: مثل أبي عنه فقال: صدوق" أ. هـ. • ذكر أخبار أصبهان: "أحد الأئمة والمصنفين في القراءات، إمام عصره في القرآن وكان أبو زرعة يقول: ما رأيت أحد أعلم منه في فنه يعني المقريء" أ. هـ. • معرفة القراء: "أحد الحذاق" أ. هـ. • الوافي: "أحد الأعلام. . . وكان رأسًا في العربية" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثانٍ". ¬

_ * الضوء اللامع (8/ 272)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 222). (¬1) ابن عربي: هو محمّد بن عليّ بن أحمد الطائي، الحاتمي، شيخ الصوفية ووحدة الوجود والزندقة توفي سنة (638 هـ)، وقد ترجمنا له في موضعه. * طبقات المفسرين للداودي (2/ 223)، ولقبه فيه شليف، لسان الميزان (5/ 326). * ذكر أخبار أصبهان (2/ 179)، معرفة القراء (1/ 223)، الوافي (4/ 294)، غاية النهاية (2/ 223)، بغية الوعاة (2/ 205)، الأعلام (6/ 322)، معجم المؤلفين (3/ 572)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرون ط- تدمري وفيه اسمه: محمّد بن عيسى بن رزين. الجرح والتعديل (4/ 1 / 39).

3232 - ابن حيان

وقال: "وكان إمامًا في النحو أستاذًا في القراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (253 هـ)، وقيل: (242 هـ)، وقيل: (241 هـ) ثلاث وخمسين، وقيل: اثنتين وأربعين، وقيل: إحدى وأربعين ومائتين. من مصنفاته: "الجامع" في القراءات، وكتاب في "رسم القرآن". 3232 - ابن حيَّان * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن عيسى بن حيان المدائني، أبو عبد الله. من مشايخه: سفيان بن عيينة، ومحمد بن عطية، ويزيد بن هارون وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر بن أبي داود، وأبو بكر بن مجاهد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال أبو الحسن الدارقطني: الحسن بن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان، أنبأنا أحمد بن عليّ البردي، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ الحاكم، قال أبو عبد الله محمّد بن عيسى بن حيان المدائني حدث عن مشايخه بما لم يتابع عليه، سمعت من يحكى أنه كان مغفلًا لم يكن يدري ما الحديث، أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال: ابن حيان المدائني ضعيف، سمعت البرقاني يقول: محمّد بن عيسى بن حيان المدائني ثقة، وسألت البرقاني عنه مرة أخرى، فقال لا بأس به، سمعت هبة الله بن الحسن الطبري، اللالكائي سئل عن ابن حيان، فقال: ضعيف. وسألت هبة الله الطبري عنه مرة أخرى فقال: صالح ليس يدفع عن السماع لكن كان الغالب عليه إقراء القرآن" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال أبو الحسن الدارقطني: ضعيف متروك. وقال الحاكم: متروك، وقال آخر: كان مغفلًا، وأما البرقاني فوثقة" أ. هـ. • لسان الميزان: "وكذا ذكره ابن حبان في (الثقات). قلت: واسم جده حيان، وكان يعرف بـ "ابن السكين) " أ. هـ. وفاته: سنة (274 هـ) أربع وسبعين ومائتين. 3233 - المَغامِي * المقرئ: محمّد بن عيسى بن فرج المغامي (¬1)، أبو عبد الله، التجيبي الطليطلي. من مشايخه: أبو عمرو الداني، ومكي بن أبي طالب وغيرهما. ¬

_ * تاريخ بغداد (2/ 398)، السير (13/ 21)، ميزان الاعتدال (6/ 289)، العبر (2/ 53)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 28) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 653)، الوافي (4/ 294)، لسان الميزان (5/ 331)، النجوم (3/ 71) الشذرات (3/ 311)، الثقات لابن حبان (9/ 143). * معرفة القراء (1/ 443)، الصلة (2/ 528)، بغية الملتمس (1/ 145)، تاريخ الإسلام (وفيات 485)، الوافي (4/ 297)، غاية النهاية (2/ 224)، الشذرات (5/ 165)، العبر (3/ 308). (¬1) نسبة إلى مغام وهو حصن بثغر طليلطلة (معرفة القراء).

3234 - أبو بكر المالقي

من تلامذته: أبو العلاء الصدفي، وأبو بكر بن عياش بن خلف البطليوسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان عالمًا بالقراءات ووجوهها ضابطًا لها مثقفًا لمعانيها، إمامًا ذا دين وفضل، أخبرنا عنه غير واحد عن شيوخنا ووصفه بالتجويد والمعرفة" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان أحد الحذاق بالقراءات. . قال ابن سُكرة، هو مشهور بالتقدم والإمامة في الإقراء وشدة الأخذ على القراءة والإلتزام للسمت والهيبة" أ. هـ. وفاته: سنة (485 هـ) خمس وثمانين وأربعمائة. 3234 - أبو بكر المالقي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عيسى الخزرجي المالقي، أبو بكر. من مشايخه: ابن التلمساني وغيره. من تلامذته: ابن التلمساني وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال في البدر السافر: كان فاضلًا نحويًّا زاهدًا عابدًا مشتغلًا بنفسه لا يقبل من أخذ شيئًا، يأكل من كسب يده، ثقة صدوقًا، وله يد في الأدب والمعقول" أ. هـ. وفاته: سنة (651 هـ) إحدى وخمسين وستمائة. 3235 - ابن خشيشي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عيسى بن سالم بن علي بن محمّد الدوسي الشريشي المكي، جمال الدين، أبو محمّد، المعروف بابن خشيشي، الشافعي. من مشايخه: علي بن أبي الفضل المرسي وغيره. من تلامذته: الرضي بن خليل العسقلاني وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "الفرضي النحوي اللغوي الأصولي" أ. هـ. وفاته: سنة (674 هـ) أربع وسبعين وستمائة. من مصنفاته: صنف "المقتضب" في الفقه ونظم "التنبيه" للشيخ أبي إسحاق الشيرازي وشرحه في أربع مجلدات. 3236 - السَكْسَكِي * النحوي، اللغوي: محمّد بن عيسى بن عبد الله السكسكي المصري. من مشايخه: عبد الرحيم بن أبي اليسر وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "مهر في العربية وشغل الناس بها وكان كثير المطالعة والمذاكرة. . وكان كثير العبادة حسن البشر جيد التعليم درس وأفتى وولي الخانقاه الشهابية" أ. هـ. وفاته: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مصنفاته: له أرجوزة في التصريف. ¬

_ * البغية (1/ 206). * البغية (1/ 205). * البغية (1/ 205)، الدرر (4/ 246)، الشذرات (8/ 325).

3237 - محمد عسكر

3237 - محمّد عسكر * النحوي: محمّد عيسى عسكر. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "نحوي مصري" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الفيروز شرح الأنموذج للزمخشري" مختصر. 3238 - الجزائري * المفسر: محمّد بن عيسى الجزائري، ثم التونسي. من مشايخه: الشيخ الحميدة العمالي وغيره. كلام العلماء فيه: • شجرة النور: "كان فقيهًا عالمًا متفننًا خيرًا فاضلًا، له في الأدب والإنشاء مكان مكين مع ورع ودين متين" أ. هـ. وفاته: سنة (1310 هـ)، وقيل: (1303 هـ) عشر، وقيل: ثلاث وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الماس في احتباك بعجز الجنة والناس، وهو تفسير لقوله تعالى {وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، و"الثريا لمن كان بالقرآن حفيا". 3239 - الأصبهاني * المفسر: محمّد بن غانم بن كريم الأصبهاني، أبو عبد الله. من مشايخه: شهاب الدين السهروردي وغيره. كلام العلماء فيه: • البداية: "قدم بغداد وكان شابًّا فاضلًا له يد في التفسير، وله تفسير على طريقة التصوف، وفيه لطافة. . . " أ. هـ. • عِقد الجمان: "تكلم بعده -أي بعد شيخه السهروري- على النّاس في الوعظ وفاق أهل زمانه، وكان حسن الطريقة" أ. هـ. من أقواله: البداية: "ومن كلامه في الوعظ: العالم كالذرة في قضاء عظمته والذرة كالعالم في كتابه حكمته، الأصول فروع إذا تجلى جمال أوليته. . ." أ. هـ. وفاته: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. من مصنفاته: له تفسير على طريقة التصوف. 3240 - أبو المفاخر الواسطي * النحوي، المقرئ: محمّد -ويقال: عبد الله- بن أبي الفتح بن أحمد بن علي بن أحمد بن عليّ بن أمامة بن السَّند، أبو المفاخر الواسطي. من مشايخه: أبو العباس أحمد بن عليّ بن سعيد، وأبو بكر عبد الله بن الباقلاني وغيرهما. ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (1684)، هدية العارفين (2/ 380)، إيضاح المكنون (2/ 213)، الأعلام (6/ 324)، معجم المؤلفين (3/ 575). * إيضاح المكنون (2/ 419)، شجرة النور (413)، هدية العارفين (2/ 391)، معجم المطبوعات لسركيس (694)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 26)، معجم المؤلفين (3/ 573). * البداية والنهاية (13/ 195)، عقد الجمان (1/ 75). * المقفى الكبير (6/ 501)، بغية الوعاة (1/ 208).

3241 - البعلبكي

كلام العلماء فيه: • المقفى: "وكان إمامًا بالجامع الأزهر في القاهرة. . وكان من أعيان القراء، عارفًا بالنحو. . ." أ. هـ. وفاته: سنة (594 هـ) أربع وتسعين وخمسمائة. 3241 - البَعْلَبكي * النحوي: محمّد بن أبي الفتح بن أبي الفضل بن مركان الحنبلي البعلبكي، شمس الدين، أبو عبد الله. وقيل: محمّد بن أبي الفتح بن أبي سهل. ولد: سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مشايخه: أبو عبد الله اليونيني، وابن عبد الدائم، وحسن بن المهير وغيرهم. من تلامذته: الذهبي، والتقي السبكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "الإمام العلامة المحدث بقية السلف شيخ النحاة. . وكان يتحقن معرفة العربية. . . وتفقه وبرع وأفتى، وكان خيرًا صالحًا متواضعًا مليح الوجه مطرحًا للتكليف كبير القدر" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "الإمام العلامة المحدث المفتي النحوي الصالح الخير. . ." أ. هـ. • الوافي: "الإمام العلامة المفتي المحدث المتقن النحوي البارع شمس الدين أبو عبد الله شيخ العربية البعلي الحنبلي. . وأتقن الفقه وبرع في النحو. . . وكان إمامًا متعبدًا من يومه متواضعًا ريض الأخلاق وكان جيد الخبرة بألفاظ الحديث مشاركًا في رجاله. . ." أ. هـ. • الشذرات: "قال الذهبي: كان إمامًا في المذهب والعربية والحديث، غزير الفوائد متفننًا، ثقة، صالحًا، متواضعًا على طريقة السلف. . ." أ. هـ. • ذيول العبر: "كان إمامًا في المذهب والعربية والحديث، غزير الفوائد متفننًا ثقة، صالحًا متواضعًا على طريقة السلف" أ. هـ. • الدرر: "كان إمامًا دينًا متواضعًا متصونًا متعبدًا ريض الأخلاق، تاركًا للتكلف مدمنًا للاشتغال كثير المحاسن، كان أبو الحسن حموه يقول: هو جبل علم يمشي" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنبلي، محدث لغوي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، محدث، نحوي، لغوي، مجود للقرآن" أ. هـ. وفاته: سنة (709 هـ) تسع وسبعمائة. من مصنفاته: صنف "شرحًا كبيرًا للجرجانية"، و"شرح الألفية" لابن مالك، و"المطلع على أبواب المقنع" في غريب ألفاظه ولغاته. ¬

_ * المعجم المختص (182)، معجم شيوخ الذهبي (604)، ذيول العبر (47)، الوافي (4/ 316)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 356)، الدرر الكامنة (4/ 257)؛ السلوك (2/ 1 / 84)، الشذرات (8/ 38)، السير (7/ 382) ط. علوش، بغية الوعاة (1/ 207)، كشف الظنون (1/ 152)، إيضاح المكنون (2/ 543)، الأعلام (6/ 326)، معجم المؤلفين (3/ 580).

3242 - الذكي

3242 - الذَّكِي * النحوي: محمّد بن أبي الفرج، أبو عبد الله الكتاني الصقلي المالكي المغربي، المعروف بالذكي. ولد: سنة (427 هـ) سبع وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: محمّد بن يونس، وأبو عليّ الحيولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان عارفًا بالنحو واللغة وجرت بينه وبين جماعة من الأئمة مخاصمات آلت إلى أن طعن فيهم، وكان يقول: الغزالي ملحد، وإذا ذكره قال: الغزالي المجوسي" أ. هـ. وفاته: سنة (516 هـ)، وقيل: (510 هـ) ست عشرة، وقيل: عشر وخمسمائة. من مصنفاته: "مقدمة في النحو". 3243 - أبو المعالى الموصلي * المقرئ: محمّد بن أبي الفرج بن معالي بن بركة بن الحسين، أبو المعالي الموصلي، الفخر. قلت: كان يكتب اسمه تارة (محمد) وتارة (عبد الله)؛ لأنه إنما كان يعرف باللقب. انظر تلخيص مجمع الآداب. ولد: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخسمائة. من مشايخه: الإمام يحيى بن سعدون القرطبي، وأبو الفضل الطوسي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، والكمال عبد الرحمن المكبر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تلخيص مجمع الآداب: "كان عارفًا بالفقه والأدب والقراءة. ." أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن النجار: كان فقيهًا فاضلًا نحويًّا، حسن الكلام في مسائل الخلاف، له معرفة تامة بوجوه القراءات وعللها وطرقها. وله في ذلك مصنفات ويعرف النحو معرفة حسنة وكان كيسًا متوددًا متواضعًا، لطيف العشرة، صدوقًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "اتصلت القراءات من طريقه في زماننا، قرأ جماعة من الطلبة على الشيخ أبي بكر بن المشيع الجزري، أخذت عنه الحروف سماعًا قال: تلوت للسبعة على الشيخ عبد الصمد عن تلاوته عن الفخر الموصلي" أ. هـ. • الوافي: "برع في الفقه والخلاف والأصول وصار معيدًا بها -أي المدرسة النظامية-. . . وخضب بالسواد مدة ثم تركه" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام فقيه مقرئ كامل" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا فاضلًا بارعًا في فنون" أ. هـ. وفاته: سنة (621 هـ)، وقيل: (622 هـ) إحدى وعشرين، وقيل: اثنتين وعشرين وستمائة. ¬

_ * المنتظم (17/ 152)، الوافي (4/ 320)، بغية الوعاة (1/ 210)، الأعلام (6/ 328). * تلخيص مجمع الآداب (4/ 3 / 360)، معرفة القراء (2/ 613)، العبر (5/ 86)، تاريخ الإسلام (وفيات 621) ط. تدمري، الوافي (4/ 319)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 114)، غاية النهاية (2/ 248)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 446)، النجوم (6/ 259)، الشذرات (7/ 170)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 128)، السير (22/ 247)، البداية والنهاية (13/ 113)، معجم المؤلفين (3/ 585)، المختصر المحتاج إليه (1/ 168).

3244 - ميرك الرواس

من مصنفاته: "نبذة المريد في علم التجويد"، و"المعيار لأوزان الأشعار". 3244 - مَيرك الروَّاس * المفسر: محمّد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح البلخي، المعروف بالروَّاس، أبو بكر. من مشايخه: أحمد بن حمد بن نافع، والحسين بن محمّد بن الحسين وغيرهما. من تلامذته: علي بن محمد بن حيدر وغيره. كلام العلماء فيه: • الجواهر المضية: "له كتاب (الاعتقاد) في إعتقاد أهل السنن والجماعة صنفه، لمحمود بن سُبكتكين، ذكر فيه أن العلم أفضل من العقل، ومن قال: أن العقل أفضل من العلم فهو معتزلي. قال: لأن العلم حاجة، والعقل كالآلة للعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (416 هـ)، وقيل: (415 هـ) ست عشرة، وقيل: خمس عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "التفسير الكبير"، و"كتاب الاعتقاد". 3245 - ابن قُثَم * اللغوي: محمّد بن الفضل بن عبد الله بن قثم، أبو هاشم العباسي الحنفي. ولد: سنة (353 هـ) ثلاث وخمسين وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن النجار: بغدادي على مذهب أبي حنفية، من أهل العربية على مذهب الكوفيين، فصيح اللسان واسع الرواية من أهل الفضل والثقة" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (422 هـ) اثنتين وعشرين وأربعمائة. 3246 - أبو عبد الرحمن الضبي * المفسر المقرئ: محمّد بن فضيل بن غزوان، أبو عبد الرحمن، الضبي مولاهم الكوفي الحافظ. من مشايخه: أبوه، وإبراهيم الهجري، وبيان بن بشر وغيرهم. من تلامذته: أحمد، وإسحق، وأحمد بن بديل، وعلي بن حرب وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان من أجلاس الحديث وثقه ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث شيعي. ¬

_ * التحبير في المعجم الكبير (1/ 554)، الأنساب (3/ 96)، اللباب (1/ 478)، تاريخ الإسلام (وفيات 416) ط. تدمري، طبقات المفسرين للسيوطي (98)، تاج التراجم (229)، الجواهر المضية (3/ 308)، الوافي (4/ 322)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 224). * البغية (1/ 221). * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرون) ط. تدمري، الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 389)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 207)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 57)، الفهرست لابن النديم (282)، الكامل (6/ 251)، تهذيب الكمال (26/ 293)، السير (9/ 173)، العبر (1/ 319)، تذكرة الحفاظ (1/ 315)، الوافي (4/ 322)، غاية النهاية (2/ 229)، تهذيب التهذيب (9/ 359)، تقريب التهذيب (889)، النجوم (2/ 148)، طبقات الحفاظ (130)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 225)، الشذرات (2/ 447)، ميزان الاعتدال (6/ 300).

3247 - ابن أبي الفوارس

وقال أبو داود: كان شيعيًا منحرفًا. قلت -أي الذهبي-: إنما كان متواليًا فقط، مبجلًا للشيخين، وقد قرأ القرآن على حمزة ودخل على منصور بن المعتمر فوجده مريضًا، فسماعاته من هذا الوقت. قال ابن سعد: بعضهم لا يحتج به. وكان أبو الأحوص يقول: أنشد الله رجلًا يجالس محمّد بن فُضيل وعمرو بن ثابت أن يجالسنا. وقال يحيى الحماني: سمعت فُضيل أو حدثت عنه، قال: ضربت أبي البارحة إلى الصباح أن يترحم على عُثْمَان - رضي الله عنه - فأبي عليّ. وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: سألت ابن المبارك عن أسباط وابن فُضيل فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قال: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما" أ. هـ. • السير: "الإمام الصدوق الحافظ" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر-: صنف مصنفات في العلم وقرأ القراءات على حمزة الزيات. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقًا كثير الحديث متشيعًا وبعضهم لا يحتج به. قال العجلي: كوفي ثقة شيعي" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق عارف رمي بالتشيع" أ. هـ. وفاته: سنة (195 هـ)، وقيل: (194 هـ) خمس وتسعين، وقيل: أربع وتسعين ومائة. من مصنفاته: مصنف كتاب "الدعاء"، و"الزهد"، و"الصيام". 3247 - ابن أبي الفوارس * اللغوي: محمّد بن أبي الفوارس، أبو عبد الله الحِليّ. من مشايخه: أبو البقاء العكبري، ومكي بن ربان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن المستوفي في تاريخ إربل: نقل عنه أشياء قبيحة من شرب وغيره فعاد إلى الموصل في رجب سنة (608 هـ). كان غاليًا في التشيع إماميًّا تاركًا للصلاة" أ. هـ. 3248 - ناصر الدين الدَّهلوي * المفسر: محمّد القادري الحنفي الدهلوي، ناصر الدين، أبو منصور. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (1322 هـ) اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تبجيل التنزيل في تفسير القرآن الجليل". ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 212). * معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 152)، معجم المؤلفين (3/ 592)، إيضاح المكنون (1/ 220).

3249 - ابن الأنباري

3249 - ابن الأنباري * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة، أبو بكر، ابن الأنباري. ولد: سنة (271 هـ)، وقيل: (272 هـ) إحد ى وسبعين، وقيل: اثنتين وسبعين ومائتين. من مشايخه: محمّد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وثعلب وغيرهم. من تلامذته: الدارقطني، وأحمد بن نصر الشَّذائي، وأبو عليّ القالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ابن الأنباري صدوقًا ديّنًا، من أهل السنة. صنف في علوم القرآن والغريب والمشكل والوقف والابتداء قال حمزة بن محمد: كان ابن الأنباري زاهدًا متواضعًا، حكى الدارقطني أنه حضره، فصحف في اسم، قال: فأعظمت أن يُحمل عنه وهمٌ وهبته فعرفتُ مستمليه. فلما حضرت الجمعة الأخرى، قال ابن الأنباري، لمستمليه: عزف الجماعة أنا صحفنا الاسم الفلاني. ونبهنا عليه ذلك الشاب على الصواب. كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شواهد لتفسير القرآن. وكان يملي كتبه من حفظه. وكان يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها" أ. هـ. • السير: "حمل عن والده وألف الدواوين مع الصدق والدين، وسعة الحفظ. وكان من أفراد العالم. قال أبو عليّ القالي: كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاث مئة ألف بيت شاهد في القرآن. قال محمّد بن جعفر التميمي: ما رأينا أحدًا أحفظ من ابن الأنباري، ولا أغزر من علمه. وقيل: كان يأكل القلية (¬1) ويقول: أبقي على حفظي أ. هـ. الإمام الحافظ اللغوي ألف الدواوين الكبار مع الصدق والدين وسعة الحفظ وبلغني أنه أملى (غريب الحديث) في خمسة وأربعين ألف ورقة فإن صح هذا، فهذا الكتاب يكون أزيد من مائة مجلد. وكان أبوه القاسم محدثًا أخباريًا علامة من أئمة الأدب. قال محمّد بن إسحاق النديم: كان أبو بكر الأنباري ورعًا من الصالحين لا تعرف له زلّة وكان أفضل من أبيه وأعلم وكان يضرب به المثل في حضور البديهة وسرعة الجواب أ. هـ. ووقف أبو يوسف المعروف بالإقسامي على أبي ¬

_ * الفهرست (81)، تاريخ بغداد (3/ 181)، المنتظم (13/ 397)، الأنساب (1/ 212)، معجم الأدباء (6/ 2614)، إنباه الرواة (3/ 201)، الكامل (8/ 365)، وفيات الأعيان (4/ 341)، تذكرة الحفاظ (3/ 842)، معرفة القراء (1/ 280)، العبر (2/ 214)، السير (15/ 274)، تاريخ الإسلام (وفيات 328) ط. تدمري، إشارة التعيين (335)، الوافي (4/ 344)، البداية والنهاية (11/ 208)، طبقات الحنابلة (2/ 69)، غاية النهاية (2/ 230)، البلغة (212)، النجوم (3/ 269)، بغية الوعاة (2/ 212)، طبقات الحفاظ (349)، الشذرات (4/ 152)، روضات الجنات (7/ 309)، الأعلام (6/ 334)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 227). (¬1) القلية: مرقة تتخذ من لحوم الجزور وأكبادها.

بكر بن الأنباري يومًا في جامع المنصور ببغداد فقال له يا أبا بكر إن أهل بغداد أجمعوا على أنك بخيل فأعطني درهمًا أخرق به الإجماع فضحك ولم يعطه شيئًا" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان صدوقًا ثقة دينًا خيرًا من أهل السنة" أ. هـ. • المنتظم: "كان صدوقًا فاضلًا دينًا من أهل السنة، وكان من أعلم الناس بالنحو والأدب وأكثرهم حفظًا له" أ. هـ. • قلت: في مقدمة كتابه (المذكر والمؤنث) للدكتور طارق عبد عون الجنابي -الطبعة الأولى/ بغداد- (1978 م). قال: (أما خلقه الإنساني، فما قدح فيه أحد، ولا نالته تهمة، فقد كان موضع إكبار، وحب. وكان ابنًا بارًا مكبرا أباه، فإذا نقل عنه، قال: حدثني أبي، تواضعًا، فإذا نقل عن غيره، قال: حدثنا وأخبرنا بصيغة الجماعة. ونعته ابن النديم بأنه كان ورعًا من الصالحين، لا يعرف له حرمة، ولا زلة، وأنه كان زاهدًا متواضعًا. و"صدوقًا فاضلًا دينًا خيرًا". وأما خلقه العلمي، وتواضعه، فأمره، مما نفتقر إلى مثله اليوم، فإذا أخطأ، وهو العالم الثبت، لم يمنعه علمه أن يعترف بجرأة، بأنه أخطأ، وينبه على الصواب. وعلى ما كان له في قلوب تلاميذه من إجلال وود، لم يكن منقصة أن يذكر أن واحدًا قد وقف على تصحيف له، فأشار إليه. "حكى أبو الحسن الدارقطني أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة، فصحف أسمًا أورده في إسناد حديث، أما كان حبان، فقال: حيان، أو حبان، فقال: حبان. قال أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته، وهم، وهبته أن أوافقه على ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي، وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه، فقال أبو بكر للمستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الإسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال". ولم يكن يطعن علي أحد من أقرانه قط في مجلس، وأن ظن أنه خلط في رواية، أو أخطأ في مسألة، حُكي أنأ أبا عمر الزاهد كان مؤدب ولد القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف، فأملى على الغلام نحوًا من ثلاثين مسألة في اللغة، ذكر غريبها، وختمها بيتين من الشعر. وحضر أبو بكر بن دريد، وأبو بكر بن الأنباري، وأبو بكر بن مقسم عند القاضي أبي عمر فعرض عليهم تلك المسائل، فما عرفوا منها شيئًا، وأنكروا الشعر. فقال لهم القاضي: ما تقولون فيها؟ فقال ابن الأنباري، أنا مشغول بتصنيف "مشكل القرآن"، ولست أقول شيئًا". ومضى أبو بكر بن الأنباري في الخالدين، مخلفًا وراءه إرثًا عريضًا من كتب اللغة والنحو، وعلوم القرآن والحديث، والأمال، وغير ما خدم بها العربية خدمة جليلة، وكانت له عنوان ألمعية، وبراعة، وعظمة. وقد توفي في بغداد ليلة عيد النحر من ذي الحجة لسنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، ودفن في داره. وزعم الزبيدي أن وفاته كانت سنة سبع وعشرين. وقال القفطي: "وكان الأول أثبت".

3250 - أبو إسحاق المصري

ثقافته وعقيدته: تتلون ثقافة ابن الأنباري تلون الثقافة والعصر، وإن كانت ألوان ثقافته تصب في مجرى الدراسات العربية والقرآنية. يوضح هذا ما ستعرفه من آثاره في النحو واللغة والحديث. وعلوم القرآن، خاصة ما يتصل منها بالقراءات، وما لها من أثر في آراء المسلمين ومعتقداتهم، ووجوهه في العربية قبولًا، أو ردًّا، مع الاحتجاج لذلك بالشواهد، أو بالتعليل، والتأويل، أو بمذاهب المتقدمين من علماء العربية المتفننين في الصناعة، الآخذين منها بالمسر واليد. ومن أجل أن تستكمل هذه الثقافة، "الموسوعية" شروطها، وعمقها، وابتداعها الآراء، عني بالغريب، وكان ذلك معتمدًا على روايته الواسعة للغة والشواهد عن علماء العربية، وعن الأعراب، كما في بالسند عناية فائقة، لأنه كان في طائفة رجال الحديث إذا عددنا مصنفه في غريب الحديث، وهو من أضخم المصنفات، في هذا الضرب من التآليف، سببًا لأن تسلكه في جملة رجال الحديث، وقد ترجم له "الذهبي" في طبقات الحفاظ منهم. لقد تواشجت في ثقافة أبي بكر بن الأنباري علوم العربية بعلوم القرآن والحديث، حتى لم يعد من الحصافة العلمية أن يصار إلى فصلها عن بعضها فصلًا قسريًا، ووضع كل منها في باب يفضي إلى علم من العلوم، ويبدو لي أن شروط المحدثين في الحديث المروى قد أحكمت الهيمنة على منهج أبي بكر في البحث، وكانت ثقافته بذلك تمتاز بالأصالة، والصدق، والتوثقة. وأما عقيدته، فقد كان حنبلي المذهب، شديد التمسك بحنبليته، ولعل هذا كان المنطلق إلى الاعتداد الشديد بالقراءات القرآنية، وبرسم المصحف حتى كان من أمره أن رد على كل ابتداع أو زيغ، ووضع في ذلك كتبًا مشهودًا لها بقوة الحجة، وحسن الدليل" أ. هـ. وفاته: سنة (328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة عن (57 سنة). من مصنفاته: "الوقف والابتداء"، و"كتاب المشكل"، و"غريب الحديث النبوي" وغيرهما كثير. 3250 - أبو إسحاق المصري * المفسر: محمّد بن القاسم بن شعبان بن محمّد بن ربيعة الفقيه، أبو إسحاق المصري، العماري (¬1) المالكي، ويعرف بابن القرطبي (¬2). من مشايخه: أبو بكر بن صدقة وغيره. من تلامذته: محمّد بن أحمد بن الخلاص التجاني، وخلف بن القاسم بن سهلون وغيرهما. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 355) ط. تدمري، السير (16/ 78)، الديباج (2/ 194)، إيضاح المكنون (2/ 300)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 226)، ترتيب المدارك (3/ 293)، الأنساب (4/ 474)، اللباب (2/ 253)، ميزان الاعتدال (6/ 306)، لسان الميزان (5/ 346)، شجرة النور (80)، معجم المؤلفين (3/ 595). (¬1) نسبة إلى عمار بن ياسر الصحابي المعروف. (¬2) القُرطي: نسبة إلى بيع القُرط.

3251 - ابن بابجوك الآدمي

كلام العلماء فيه: • ترتيب المدارك: "قال الفرغاني: كان رأس الفقهاء المالكيين بمصر في وقته وأحفظهم لمذهب مالك، مع التفنن في سائر العلوم، من الخبر والتاريخ والأدب، إلى التدين والورع، ذكر أنه كان يلحن. ولم يكن له بصر بالعربية مع غزارة علمه، وكان واسع الرواية، كثير الحديث مليح التأليف. قال ابن مفرج العنسي: هو شيخ الفتوى وحافظ البلد. قال الشيرازي: وإليه انتهت رئاسة المالكيين بمصر، ووافق موته دخول بني عبيد الروافض وكان شديد الذم لهم، ويقال أنه كان يدعو على نفسه بالموت قبل دولتهم ويقول: اللهم أمتني قبل دخولهم مصر، فكان كذلك" أ. هـ. وقال: "ذكر لي أبو الحسن القابسي وأيا محمّد بن أبي زيد رحمهما الله تعالى، وغالب ظني أنه أبو الحسن وكان يقول في ابن شعبان: أنه لين الفقه، وأما كتبه ففيها غرائب من قول مالك، وأقوال شاذة عن قوم لم يشتهروا بصحبته، ليست مما رواه ثقات أصحابه، واستقر منه مذهبه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: (قلت -أي الذهبي- كان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر". وقال: "قال ابن حزم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيين قد تأملنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكذب البحت والوضع، فإما تغير حفظهما وإما اختلطت كتبهما" أ. هـ. • السير: "كان صاحب سنة واتباع وباع مديد في الفقه مع بصر بالأخبار وأيام الناس، مع الورع والتقوى وسعة الرواية" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "وهاه أبو محمد بن حزم، ما أدري لماذا" أ. هـ. • لسان الميزان: "كان سلفي المذهب" أ. هـ. وفاته: سنة (355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الزاهي الشعباني في الفقه" وهو مشهور، و"أحكام القرآن" وغير ذلك. 3251 - ابن بابْجُوك الآدمي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن أبي القاسم بن بابجوك البقالي الآدمي الخوارزمي، أبو الفضل، الملقب بزين المشايخ الآدمي؛ لحفظه مقدمة في النحو للأدمي. ولد: سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. من مشايخه: الزمخشري، وعمر بن محمّد بن حسن الفرغولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "الأستاذ النحوي صاحب التصانيف" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان جم الفوائد، حسن الاعتقاد، كريم النفس، نزيه العرض، غير خائض ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2618)، الوافي (4/ 340)، طبقات المفسرين للسيوطي (102)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 231)، بغية الوعاة (1/ 215)، الأعلام (6/ 335)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 561 هـ) ط. تدمري، وذكره أيضًا في وفيات سنة (562 هـ) الجواهر المضية (4/ 392)، تبصير المنتبه (1/ 166)، كشف الظنون (1/ 51، 84) وغيرهما، واختلف في وفاته، هدية العارفين (2/ 98)، معجم المؤلفين (3/ 593).

3252 - ابن جميل الربعي

فيما لا يعنيه، له يد في الترسل ونقد الشعر" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالأدب، مفسر، فقيه حنفي" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال لنا أبو العلاء الفرضي: ذكره الحافظ محمود بن محمّد بن أرسلان الخوارزمي في (تاريخ خوارزم) فقال: كان إمامًا حجة في العربية، أخذ عن الزمخشري، وخلفه في حلقته، . . " أ. هـ. وفاته: سنة (561 هـ) إحدى وستين، وقيل: اثنتين وستين وخمسمائة، واختلف في وفاته والذي أثبتناه هو الصحيح. وقيل: (562 هـ). من مصنفاته: "تقويم اللسان" في النحو، و"التفسير" و"الإعجاب في الإعراب" و"الهداية" في المعاني والبيان. وغيرها. 3252 - ابن جميل الربعي * المفسر: محمّد بن أبي القاسم بن عبد السلام بن جميل، أبو عبد الله الربعي التونسي المالكي الملقب شمس الدين. ولد: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن محمّد الدمشقي اليعموري المعروف بالحافظ، وشمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان إمامًا مفتيًا فقيهًا، مفسرًا، بارعًا في فنونه أصوليًا عالمًا ذا سكون. ." أ. هـ. • الدرر: "ولي قضاء الإسكندرية فلم يحمد ويقال إنه كان يقول: أنا أعرف كيف أخذ الدراهم في قضاء الحوائج" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان إمامًا مفننًا، مفسرًا، بارعًا في فنونه أصوليًا عالمًا ذا سكون وعفة وديانة، سريع الدمعة" أ. هـ. • مشهير التونسيين: "ولد بتونس وتفقه بها ورحل إلى مصر وتولى نيابة الحكم بالحسينية بالقاهرة مدة وتولى قضاء الإسكندرية سنة (710 هـ) أ. هـ. وفاته: سنة (715 هـ) خمس عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "مختصر التفريع"، و"مختصر تفسير فخر الدين الرازي"، و"مختصر قواعد (الفروق) للقرافي". 3253 - الأمير المؤيد بالله * المفسر: محمّد الأمير المؤيد بالله بن القاسم بن محمّد اليمني. ولد: سنة (990 هـ) تسعين وتسعمائة. من مشايخه: والده وغيره. ¬

_ * ذيول العبر (84)، الدر الكامنة (4/ 266)، الديباج المذهب (2/ 317)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 232)، الشذرات (8/ 68)، مشاهير التونسيين (363)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 338)، معجم المؤلفين (3/ 595). * إيضاح المكنون (3/ 303)، خلاصة الأثر (4/ 122)، البدر الطالع (2/ 238)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 241) وفيه اسمه محمّد بن إسماعيل، غاية الأماني (815)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (618)، الأعلام (7/ 6).

3254 - ابن قرقماس

كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "فضائله حلية الأزمنة والحقب إنه السيد الذي ظهرت فضائله في البلاد وأذعن لفضله الحاضر والباد، واجتمعت كلمة اليمن إليه، وأخرج الأتراك بأسرهم، وأقبلت عليه الفتوحات من كل جهة وقام بنصرته أخوته الحسن والحسين وأحمد وإسماعيل، وكان إمامًا جليلًا مفننًا في كثير من العلوم قائمًا بأعباء الإمامة مباشرًا للأمور بنفسه، لا ينام من الليل إلا قليلًا محسنًا إلى الفقراء، حافظًا للبلاد كلها" أ. هـ. • البدر الطالع: "أخذ العلم عن علماء اليمن المشهورين بذاك الزمن. . . وبرع في عدة علوم ودرس وأفتى واشتهر فضله وزهده وورعه وعفته وحسن تدبيره" أ. هـ. • الأعلام: "إمام زيدي (¬1)، عظيم السلطان في اليمن. . . قام بعد وفاة أبيه سنة (1029 هـ) وانقادت له الديار اليمنية أعاليها وتهائمها، وحضرموت وأعمالها وكان عالمًا متفننًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1054 هـ) أربع وخمسين وألف. من مصنفاته: له تفسير القرآن، وله رسائل كثيرة. 3254 - ابن قُرقْماس * المفسر: محمّد بن قرقماس بن عبد الله الناصري الحنفي. ولد: سنة (802 هـ) اثنثين وثمانمائة. من مشايخه: الكمال محمود بن القوال المقرئ، والعز بن عبد السلام البغدادي وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • بدائع الزهور: "كان عالمًا فاضلًا من أعيان الحنفية وكان يدعي معرفة الحرف وعلم الكيمياء، وكان ولي مشيخة تربة الظاهر خشقدم. . . وكان يدعي دعاوي عريضة" أ. هـ. • الضوء: "كان خيرًا كريمًا ذا حظ فائق وشكل نضر بهج رائق وشيبة نيرة وسكينة وصمت ومحبة في الفقراء، واعتقاد حسن حتى كان هو ممن يقصد بالزيارة للتبرك به ومحاضرة حسنة لولا ثقل سمعه منقطعًا عن الناس ملازمًا للكتابة. . . وأنه يتهجد في الليل ويتلو كثيرًا متوددًا للطلبة مقبلًا عليهم باذلًا نفسه مع قاصده متزييًا بزي أبناء الجند" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، من أعيان الحنفية، له شعر فيه رقة، من أبناء المماليك بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (882 هـ) اثنتين وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: الأعلام: "قال السخاوي: كتب تفسيرًا في عشرين مجلدة، نسخه من مواضع وفيه ما ينتقد، قلت -أي الزركلي- سماه "فتح الرحمن في تفسير القرآن" أ. هـ. وله "المقالات الفلسفية والترجمانات الصوفية" وغير ذلك. ¬

_ (¬1) زيدي: نسبة إلى الزيدية أحد فرق الشيعة، وقد عرَّفنا بهم سابقًا. . والله الموفق. * بدائع الزهور (3/ 143)، نظم العقيان (158)، الضوء اللامع (8/ 292)، الوجيز (3/ 884)، كشف الظنون (2/ 1926)، الأعلام (7/ 10)، معجم المؤلفين (3/ 601).

3255 - المارديني

3255 - المارِدِينِي * النحوي، المقرئ: محمّد بن قصير بن عبد الله البغدادي الأصل، المارديني، نجم الدين. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان أبوه مملوكًا لبعض التجار واشتغل هو ففاق في النحو والتعريف والمعاني والقراءات والحروف وغير ذلك وصنف في جميع ذلك. كان كثير الهجاء سيء السيرة" أ. هـ. • الأعلام: "قارئ نحوي خطاط، بغدادي الأصل. من الرقيق اشتراه تاجر في ماردين وتأدب وصنف وجود الخط على ياقوت المستعصمي، وكان هجاء سيء السيرة مع الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "الدر النضيد في معرفة التجويد"، وله قصيدة على وزن الشاطبية بغير رمز. 3256 - القُرَظِي * المفسر: محمد بن كعب بن سُليم بن عمرو بن إياس القُرظي المدني، أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله. من مشايخه: أبو أيوب، وأبو هريرة، وابن عباس وغيرهم. من تلامذته: أخوه عثمان، وعاصم بن كليب، ومحمد بن رفاعة القُرظي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان من أفاضل أهل المدينة علمًا وفقهًا، وبها مات" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "وقال عليّ بن المديني وأبو زرعة: ثقة. وقال العجلي: مدني، تابعي، ثقة، رجل صالح، عالم بالقرآن" أ. هـ. • السير: "كان من أئمة التفسير. وقيل إنه كان مجاب الدعوة، كبير القدر" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن سعد: كان محمّد بن كعب ثقة عالمًا كثير الحديث ورعًا من خلفاء الأوس وذكر البخاري أن أباه كعبًا كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك" أ. هـ. • العبر: "وكان كبير القدر، موصوفًا بالعلم والورع والصلاح. ." أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال يعقوب بن شيبة ولد في آخر خلافة عليّ سنة أربعين ولم يسمع من العباس وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طرق أنه قال يخرج من أسعد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده. قال ربيعة فكنا نقول هو محمّد بن كعب والكاهنان قريظة والنضير وقال عون بن عبد الله ما رأيت أحدًا أعلم بتأويل القرآن منه وقال ابن حبان كان من ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 265)، بغية الوعاة (1/ 216)، الأعلام (7/ 11)، معجم المؤلفين (4/ 64). * التاريخ الكبير (1/ 216)، الجرح والتعديل (8/ 67)، حلية الأولياء (3/ 212)، الكامل (5/ 141)، الأنساب (4/ 475)، تهذيب الكمال (26/ 340)، السير (5/ 65)، العبر (1/ 134)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة (1) ط. تدمري، البداية والنهاية (9/ 257)، تهذيب التهذيب (9/ 374)، الشذرات (2/ 46)، الثقات لابن حبان (5/ 351)، تقريب التهذيب (891).

3257 - الفهري

أفاضل أهل المدينة علمًا وفقهًا وكان يقص في المسجد فسقط عليه وعلى أصحابه سقف فمات هو وجماعة معه تحت الهدم سنة ثماني عشرة وأرخه أبو بكر بن أبي شيبة وغير واحد سنة ثمان ومائة. وقال يعقوب بن شيبة وغيره مات سنة سبع عشرة وهو ابن ثمان وسبعين سنة وقال ابن نمير مات سنة تسع عشرة وقال ابن سعد وغيره مات سنة عشرين وقيل غير ذلك. قلت: وما تقدم نقله عن قتيبة من أنه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا حقيقة له وإنما الذي ولد في عهده هو أبوه فقد ذكروا أنه كان من سبي قريظة ممن لم يحتلم ولم ينت فخلوا سبيله حكى ذلك البخاري في ترجمة محمد" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "كان قد نزل الكوفة مدة، ثقة عالم" أ. هـ. وفاته: سنة (108 هـ)، وقيل: (110 هـ)، وقيل: (117 هـ)، ثمان، وقيل: عشر، وقيل: سبع عشرة ومائة. 3257 - الفِهري * النحوي، اللغوي: محمّد بن مالك بن يوسف بن مالك الفِهري الشريشي، أبو بكر. من مشايخه: شريح بن محمّد، وجعفر بن مكي وغيرهما. من تلامذته: ابن حوط الله وغيره. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال ابن الزبير: كان نحويًّا لغويًّا أديبًا جليلًا، تفرد في بلده بعلو الرّاية، وكمال الدراية. . وكان معتمدًا في اللغات والأداب" أ. هـ. وفاته: سنة (572 هـ) اثنتين وسبعين وخمسمائة. 3258 - الحَلاوي * المقرئ: محمّد بن أبي السعود مبارك بن الحسين بن طالب البغدادي، الحربي الحلاويّ، أبو عبد الله. ولد: سنة (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسين الطيوري، وجعفر بن أحمد السراج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام المقرئ المعمر. . . شيخ معمر عتيق هَرمِ. . . وظهر له قبل موته بأربعين ليلة إجازة أبي الفضل محمّد بن عبد السلام والحسن بن محمّد التككي، وأبي الحسين الطيوري وطائفة. فأكبّ عليه طلبة الحديث يقرؤون عليه بالإجازة وازدحموا عليه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "المقرئ، شيخ معمر عتيق، لم يظهر له سماع ولا إجازة" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. ¬

_ * البغية (1/ 217). * التكملة لوفيات النقلة للمنذري (1/ 145)، السير (21/ 131)، العبر (4/ 259)، المختصر المحتاج إليه (1/ 139)، الشذرات (6/ 471)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 586 هـ) ط. تدمري.

3259 - السعاني

3259 - السَّعانِي * النحوي: محمّد بن المبارك بن عُثْمَان السعاني (¬1)، شمس الدين، الحلبي، الرومي الأصل، الحنفي. من قرية يقال لها فترى. من مشايخه: التاج ابن البرهان، والشيخ شمس الدين بن الأقرب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان صالحًا خيرًا متعبدًا وهو آخر فقهاء حلب المتعبدين العاملين كثير التلاوة والخير والعبادة والإيثار. وكان مشاركًا في النحو والأصول" أ. هـ. وفاته: سنة (800 هـ) ثمانمائة. 3260 - رُويْس * المقرئ: محمّد بن المتوكل، أبو عبد الله، اللؤلؤي، رُويس. من مشايخه: يعقوب الحضرمي وهو من أحذق أصحابه. من تلامذته: محمّد بن هارون التمار وأبو عبد الله الزُّبيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوافي: "اتفقوا على صدقه وثقته" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق ضابط. . قال الأستاذ أبو عبد الله القصاع: كان -يعني رويسًا- مشهورًا جليلًا" أ. هـ. وفاته: سنة (238 هـ) ثمان وثلاثين ومائتين. 3261 - الشّعْرَاوي * المفسر: محمّد متولي الشعراوي. ولد: سنة (1332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • قلت: من مجلة "منار الإسلام" نذكر بعض لمقتطفات من حياته: 1. ولد في 15 إبريل عام (1911 م) بقرية دوقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في جمهورية مصر العربية. 2. حفظ القرآن الكريم وهو في سن الحادية عشرة. 3. حصل على العالمية من كلية اللغة العربية في القاهرة عام (1941 م). 4. عمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة عام (1950). 5. في عام (1963 م) وبعد سحب البعثة الأزهرية من السعودية عاد إلى مصر وتولى منصب مدير مكتب شيخ الأزهر. 6. سافر إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الجزائر وعمل في ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 153)، إنباء الغمر (3/ 415)، الشذرات (8/ 625). (¬1) في الدرر السّافي. * معرفة القراء (1/ 216)، تاريخ الإسلام (وفيات 238)، الوافي (4/ 384)، غاية النهاية (2/ 234). * "تفسير الشعراوي، - دار أخبار اليوم، سنة (1991 م)، القاهرة، المطبوع منه إلى غاية سورة يونس (الآية 14)، مجلة "منار الإسلام" العدد (4)، ربيع الآخر سنة (1419 هـ-1998 م).

التدريس فيها لمدة سبع سنوات واختير وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر في الفترة من (1976 - 1978). 7 - عرضت عليه مشيخة الأزهر إلا أنه رفضها وتفرغ لتفسير القرآن الكريم. 8 - أختير عضوا في عدد من المجامع العلمية وحصل على عدد من الجوائز التقديرية آخرها اختياره الشخصية الإسلامية لعام (1997) من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كما منحه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وساما رفيعا قام معالي وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف محمد بن نخيرة الظاهري بتقليده إياه) أ. هـ. • قلت: سوف نعتمد في بيان مذهبه الإعتقادي على ما فسره من سور القرآن الكريم من كتاب "تفسير الشعراوي"، سنذكر بعض المواضع منه، حول تأويله للأسماء والصفات، وكيف عرف الإيمان على ما ننقله إلى القاريء الكريم .. والله تعالى المستعان. قال في قول الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ... } [النور: 35] إلى آخر الآية (1/ 169). "كأن الله سبحانه وتعالى .. يريدنا أن نعرف بتشبيه محس .. أن مثل نوره كمشكاة .. والمشكاة هي (الطاقة) .. وهي فجوة في الحائط بالبيت الريفي .. ونحن نضع المصباح في هذه الطاقة .. إذن المصباح ليس في الحجرة كلها .. ولكن المصباح في زجاجة .. تحفظه من الهواء من كل جانب .. فيكون الضوء أقوى .. صافيا لا دخان فيه .. كما أن الزجاج يعكس الأشعة فيزيد تركيزه .. والزجاجة غير عادية ولكنها: "كوكب دري" .. أي هي مضيئة بذاتها وكأنها كوكب .. ووقودها شجرة مباركة يملؤها النور لا شرقية ولا غربية .. أي يملؤها النور من الوسط ويخرج صافيا .. والزيت مضيء بذاته دون أن تمسه النار .. فهي نور على نور .. أيكون جزء من هذه المشكاة ذات المساحة الصغيرة مظلما؟ .. أم تكون كلها مليئة بالنور القوي؟ . وهذا ليس نور الله تبارك وتعالى عن التشبيه والوصف، ولكنه مثل فقط للتقريب إلى الأذهان .. فكأن نور الله يضيء كل ركن وكل بقعة .. ولا يترك مكانا مظلما .. فهو نور على نور .. "أ. هـ. وقال في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} (1/ 233): "حينما يقول الله جل جلاله. استوي .. يجب أن نفهم كل شيء متعلق بذات الله على أنه سبحانه ليس كمثله شيء. فالله استوى والملوك تستوي على عروشها. وأنت تستوي على كرسيك. ولكن لأننا محكومون بقضية "ليس كمثله شيء" لا بد أن نعرف أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء والله حي. وأنت حي. هل حياتك كحياته؟ والله سبحانه وتعالى يعلم وأنت تعلم هل علمك كعلمه؟ والله سبحانه وتعالى يقدر. وأنت تقدر. هل قدرتك كقدرته؟ طبعا لا. فعندما تأتي إلى {استوى} فلا تحاول أن تفهمها أبدا بالمفهوم البشري .. فالله

سبحانه وتعالى يعلم ما في الأرض وما في السماء. وهو سبحانه يعلم المكان بكل ذراته. والموجودين في هذا المكان أو المكين. بكل ذراته وأنت تعرف ظاهر الأمر .. والله سبحانه ونعالى يعمل غيب السموات والأرض حتى يوم القيامة. وبعد يوم القيامة إذن فهو جل جلاله. ليس كمثله شيء. ولا يمكن أن تحيط أنت بعقلك بفعل يتعلق بذات الله سبحانه وتعالى. فعقلك قاصر عن أن يدرك ذلك. لذلك قل سبحان الله. ليس كمثله شيء في كل فعل يتصل بذات الله .. "استوى إلى السماء" هذا الكلام هو كلام الله. فالمتحدث هو الله عزَّ وجلَّ. بعض الناس يقولون تلقينا القرآن وحفظناه. نقول لهم إن الذي حفظ القرآن هو الله سبحانه وتعالى، وما دام قد حفظ كلامه فهو جل جلاله يعلم أن الوجود كله لن يتعارض مع القرآن الكريم .. والله سبحانه وتعالى حفظ القرآن ليكون حجة له على الناس. وما دام الله جل جلاله هو الخالق. وهو القائل. فلا توجد حقيقة في الكون كله تتصادم مع القرآن الكريم .. واقرأ قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]. وهذا من عظمة الله أن حفظ كلامه ليكون حجة على الناس. والله سبحانه وتعالى وجدت صفاته قبل أن توجد متعلقات هذ الصفات، فهو جل جلاله، خلق لأنه خالق، كان صفة الخلق وجدت أولًا، وإلا كيف خلق أول خلقه، إن لم يكن سبحانه وتعالى خالقًا؟ ) أ. هـ. وقال في الاستواء (9/ 5697): " {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بما يليق بذات الله، فلا نأخذ الاستواء على المعنى الذي يدل على مكان محيز؛ لأنه سبحانه منزه عن أن يكون متحيزًا في مكان؛ فذاته سبحانه ليست كالذوات، وفعله ليس كالأفعال، وصفاته ليست كالصفات" أ. هـ. وقال في قوله تعالى من آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إلى آخر الآية من سورة البقرة (255) (2/ 1920) ما نصه: "و"الحي" هو أول صفة يجب أن تكون لذلك الإله، لأن القدرة بعد الحياة، والعلم بعد الحياة، فكل صفة لا بد أن تأتي بعدها في الذكر وإلا فليست صفة من صفات الله أسبق من صفة ولا متقدمة عليها فكلها قديمة لا أول لها، فلو كان عدمًا فكيف تأتي الصفات على العدم؟ ، وكلمة "حي" عندما نسمعها نقول: ما هو الحيّ؟ . إن الفلاسفة قد احتاروا في تفسيرها، فمنهم من قال: الحيّ هو الذي يكون على صفة تجعله مُدرَكا إن وُجدَ ما يُدرَكْ. كأن الفيلسوف الذي يقال ذلك: يعني بالحياة حياتنا نحن، وما دوننا كأنه ليس فيه إدراك. ونقول لصاحب هذا الرأي: لا، إن أردت الحياة بالمعنى الواسع الدقيق فلا بد أن تقول: الحياة هي أن يكون الشيء على الصفة التي تبقى صلاحيته لمهمته، هذا هو ما يجب أن يكون عليه التعريف، فـ (الحي": هو الذي يكون على صفة تبقى له صلاحيته لمهمته، مثال ذلك النبات، ما دمت تجده ينمو، إذن ففيه حياة تبقى له صلاحية مهمته، فلو

قطع لانتهت الصلاحية. ومثل الإنسان عندما يموت تنتهي صلاحيته لمهمته، والعناصر الجامدة عندما تأتي مع بعضها تتفاعل، هذا التفاعل فرع وجود الحياة، لكنها حياة مناسبة لها وليست مثل حياتنا"أ. هـ. ثم قال في قوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ} الآية (2/ 1102): "وقوله الحق: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ} نجد أن كلمة "شيء" تعنى أقل القليل. وقوله سبحانه "من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض، يعلمنا أن الحق فيما يتكلم به عن نفسه ولخلقه فيه نظائر، كالوجود، هو سبحانه موجود وأنت موجود، وكالغني هو غني وأنت غني، كالعلم هو عالم وأنت تكون عالما، فهل نقول: إن الصفة لله كالصفة عندنا؟ لا، كذلك كل ما يرد بالنسبة للغيب فيما يتعلق بالملّه إضافة أو وصفا؛ لا تأخذها بالمناسب عندك؛ بل خذها في إطار "ليس كمثله شيء". فإذا قيل لله يد، قل: هو له يد كما أن له وجودا؛ وبما أن وجوده ليس كوجودي فيده ليست كيدي بل أفهمها في إطار "ليس كمثله شيء"، فإذا قال: "وسع كرسيه"، نقول: هو قال هذا، وما دام قال هذا فسنأخذ هذه الكلمة في إطار "ليس كمثله شيء". فلا تقل له كرسي وسيقعد عليه مثلنا، لا. لقد وجدنا من قال أين يوجد الله؟ ! ! متى وجد؟ ! ! وقلنا ونقول: "متى" و"أين" لا تأتي بالنسبة لله، إنها تأتي بالنسبة لكم أنتم، لماذا؟ لأن "متى" زمان و "أين" مكان. والزمان والمكان ظرفان للحدث، فالشيء الحادث هو الذي له زمان ومكان، مثال ذلك أن أقول: "أنا شربت" وما دام قد حدث الشرب فيكون له زمان ومكان، لكن هب أنني لم أشرب، أيكون هناك زمان أو مكان؟ ! لا، فما دام الله ليس حدثا فليس متعلقا به زمان أو مكان، لأن الزمان والمكان نشآ عندما خلق الله وأحدث هذا الكون، فلا تقل: "متى" لأن "متى" خلقت به، ولا تقل "أين" لأن أين خلقت به ولأن"متى" و "أين" ظرفان؛ هذه للزمان، وهذه للمكان، والزمان والمكان فرعا الحدث، وعندما يوجد حدث فقل زمان ومكان. إذن فما دام الله ليس حدثًا، فإياك أن تقول فيه متى، وإياك أن تقول فيه أين، لأن "متى" و "أين" وليدة الحدث، وقوله الحق: "وسع كرسيه" نأخذه -كما قلنا- في إطار "ليس كمثله شيء"، الكرسي: في اللغة الكِرس. والكِرسُ هو: التجميع، ومنه الكراسة وهي عدة أوراق مجمعة، وكلمة "كرسي" استعملت في اللغة بمعنى الأساس الذي يبنى عليه الشيء، فمادة "الكرسي" "الكاف والراء والسين" تدل على التجميع وتدل على الأساس الذي تثبت عليه الأشياء، فنقول: اصنع لهذا الجدار كرسيًا، أي ضع لهذا الجدار أساسًا يقوم عليه، ونطلق أيضًا على القوم العلماء الذين يقوم بهم الأمر فيما يشكل من الأحداث، والشاعر العربي قال: "كراسي في الأحداث حين تنوب" أي يُعتمد عليهم في الأمور الجسيمة. وحين ينسب شيء من ذلك للحق سبحانه وتعالى. فإن السلف لهم فيها كلام والخلف لهم فيها كلام، والسلف يقولون: كما قال الله نأخذها

ولكن نضع كيفيتها وتصورها في إطار "ليس كمثله شيء"، وبعضهم قال: نؤولها بما يثبت لها صفة من الصفات، كما ثبتون قدرة الحق بقوله الحكيم. {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} [الفتح: 10]. أي أن قدرة الله فوق قدرتهم، وكما قال سبحانه وعن قدرته في الخلق: {وَالسَّمَاءَ بَنَينَاهَا بِأَيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]. إن كمال قدرة الله أحكمت خلق السماء، والحق سبحانه مقدس ومنزه عن أن يتصور المخلوق كلمة "يد" بالنسبة لله، ونحن نقول: الله قال ذلك، ونأخذها من الله؛ لأنه أعلم بذاته وبنفسه، ونحيلها إلى ألا يكون له شبيه أو نظير، كما أثبتنا لله كثيرًا من الصفات، في خلق الله مثلها ومع ذلك نقول: علمه لا كعلمنا، وبصره لا كبصرنا، فلماذا يكون كرسيه مثل كرسينا؟ . فتكون في إطار "ليس كمثله شيء". والعلماء قالوا عن الكرسي: إنه ما يعتمد عليه، فهل المقصود علمه؟ . نعم. وهل المقصود سلطانه وقدرته؟ . نعم، لأن كلمة "كرسي" توحي بالجلوس فوقه، والانسان لا يجلس عن قيام إلا إذا استتب له الأمر، ولذلك يسمونه "كرسي الملك"، لأن الأمر الذي يحتاج إلى قيام وحركة لا يجعلك تجلس على الكرسي، فعندما تقعد على الكرسي، فمعنى ذلك أنا لأمر قد استتب، إذن فهو بالنسبة لله السطان، والقهر، والغلبة، والقدرة. أو نقول: ما دام قال: "وسع كرسيه السموات والأرض، فوسع الشيء أي: دخل في وسعه واحتماله."والسموات والأرض" نحن نفهمها أنها كائنات كبيرة بالنسبة لنا، إنه سبحانه يقول: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر: 57]. وقال في (2/ 1106) أيضًا: "إن الحق يقول: "وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما"، ومعنى آده الشيء، أي أثقله، وحتى نفهم ذلك هب أن إنسانًا يستطيع أن يحمل عشرة كيلوجرامات، فإن زدنا هذا الحمل إلى عشرين من الكيلوجرامات فإن الحمل يثقل عليه، ويجعل عموده الفقري معوجًا حتى يستطيع أن يقاوم الثقل، فإن زدنا الحمل أكثر فقد يقع الرجل على الأرض من فرط زيادة الوزن الثقيل". ثم قال عن آية الكرسي: "هذه الآية الكريمة التي نحن بصددها نعرفها بآية الكرسي؛ لأن كلمة "الكرسي" هي الظاهرة، فيها وكلمة "الكرسي" فيها: تعني السلطان والقهر والقدرة والملكية وكلها مأخوذة من صفات الحق جل وعلا". وقال في الإيمان عند تفسير الآية: {وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَال أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَال بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} الآية [البقرة: 260] (2/ 1139): "إن إبراهيم - عليه السلام - يسأل: كيف تُحيي الموتى؟ أي أنه يطلب الحال التي تقع عليها عملية الإحياء، فإبراهيم - عليه السلام - لا يتكلم في

الإحياء، وإنما كان شكه - عليه السلام - في أن الله سبحانه قد لا يستجيب لطلبه في أن يريه ويطلعه على كيفية إحياء الموتى؟ ولنضرب هذا المثل -ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد- والمثل لتقريب المسألة من العقول؛ لأن الله منزه عن أبي تشبيه. إن الواحد منا يقول للمهندس: كيف بنيت هذا البيت؟ إن صاحب السؤال يشير إلى حدث وإلى محدث وهو البيت الذي تم بناؤه، فهل معرفة الكيفية تدخل في عقيدة الإيمان؟ لا. ولنعلم أولًا ما معنى: عقيدة؟ . إن العقيدة هي: أمر معقود، وإذا كان هذا فكيف يقول: "ليطمئن قلي"؟ فهل هذا دليل على أن إبراهيم قبل السؤال، وقبل أن يجاب إليه، لم يكن قلبه مطمئنًا؟ لا، لقد كان إبراهيم مؤمنًا، ولكنه يريد أن يزداد اطمئنانًا؛ لأنه أدار بفكره الكيفية التي تكون عليها عملية الإحياء، لكنه لا يعرف على أية صورة تكون" أ. هـ. قال في قول سحرة فرعون عندما شاهدوا معجزة موسى - عليه السلام - وحقيقتها وإيمانهم بالله تعالى بعدها: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالمِينَ} [الأعراف: 121] (7/ 4301). وهل هم سجدوا بعد الإيمان؟ أم آمنوا بعد السجود؟ النص هنا يظهر منه أنهم آمنوا بعد السجود، ولكن كان الأمر يقتضي إلا يسجد أحد إلا لأنه آمن، لكن نحن نعرف أن الإيمان عمل قلبي، والسجود عمل عضلي وسلوك عملي، فكل منهم آمن بقلبه فسجد. وهناك فرق بين أن يؤمنوا فيسجدوا ثم يعلنوا إيمانهم، فيقولو: آمنا برب العالمين؛ لذلك نحن لا نرتب السجود على إيمان، بل نرتب السجود مع القول بالإيمان وبإعلان الإيمان؛ لأن إعلان الإيمان شيء، والإيمان شيء آخر، فكأنهم آمنوا فخروا ساجدين وبعد هذا قاموا بإعلان الإيمان، وكأن الناس سألوهم: ما الذي جرى لكم؟ فقالوا: {آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالمِينَ}. إذن فمن يحاول أن يستدرك على النص فعليه أن ينتبه إلى أن إخبارهم عن الإيمان يعني وجود الإيمان اولًا، والسحرة قد آمنوا فسجدوا، فاستغرب منهم الناس هذا السجود، وهنا قال السحرة: لا تستغربوا ولا تتعجبوا فنحن قد آمنا برب العالمين"أ. هـ. ثم نذكر ما قال الشيخ الشعراوي في صفة اليد عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} الآية [المائدة: 64]، (6/ 3261). "ونعرف أن اليد جارحة حرة الحركة تنفعل يمينًا وننفعل شمالًا وتنفعل إلى أسفل والى أعلى، ولها من الأصابع ما جعل الله لكل أصبع مع زميله مهمة، وليلاحظ كل منا أصابعه في أثناء أي عمل، سيجدها تتاعد وتتقارب بحركة إرادية منسجمة لتؤدي المهمة، وخلفة الأصابع بالمفاصل والعُقَل وحجم كل عُقلة يختلف عن الأخرى، لتؤدي المهمة بانسجام، وساعة تعوّق هذه الجارحة عن أداء مهمتها فأنت بذلك تكون قد غللتها، أي ربطتها عن التصرف المطلوب منها. ومعنى قوله: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} أي أن يد الله -والعياذ بالله- مشلولة الحركة. وقد قالوا ذلك قبل ظهور سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وقبل زحف الإسلام عليهم لينقض باطلهم. وحدث أن تفرغوا لصناعة آلات الحرب وبناء الحصون والزراعة، وانشغلوا عن الزراعة فخابت محاصيلهم وجاء وقت الحصاد فلم يجدوا، فقال "فنحاص" وهو واحد من اليهود لماذا قبض الله يده عنا؟ إن يد الله مغلولة، ونلحظ أن الذي قال ذلك هو شخص واحد، ولكن الحق يقول هنا: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}، ومعنى ذلك أن "فنحاص" عندما قال ذلك سمعوه وسرّهم ما قال، ووافقوه عليها. أو أنهم حينما شاهدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول الهجرة وقد آخى بين المهاجرين والأنصار، وكانت تمر على المسلمين الليالي دون طعام فيراهم اليهود فيتندرون على تلك الحال ويقولون: إن يد الله مغلولة عن محمّد وآله. أو أنهم قالوا: إن يد الله مغلولة في الآخرة عن عقابنا؛ لأنه سيعاقبنا أيامًا معدودة. والذي يبيح لنفسه أن يجعل الله منفعلًا لأحداث خلقه إنما يكفر بالله، لأنه ينزل الله من مكانته، فإذا كانت يد الله مغلولة، فهذا الرباط والغَلُّ والمنع يكون من خلق الله، وكيف يقدر خلق من خلق الله أن يربط يد الله؟ . لقد اجترأوا على مقام الألوهية وهذا من سوء الأدب، تمامًا كما قالوا: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181]. وحينما قالوا: "يد الله مغلولة" وردّ الحق عليهم: "بل يداه مبسوطتان" وقال قبلها: "غلت أيديهم" فهل يدعو الحق عليهم؟ طبعًا لا؛ لأنه هو المصدر الذي يتجه إليه الخلق بالدعاء وهو القادر على كل الخلق، ولكن الحق حين روى ما قالوه إنما ينبه الذهن الإيماني الذي يستقبل كلامه أنه ساعة يجد وصفًا لا يناسب الله فعليه أن يدفع هذا الكلام حتى قبل أن يرى الرد عليهم. {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ} وهذا يعلمنا أننا إذا سمعنا وصفًا لا يليق فلا بد أن ندحضه، لأن الحق لا يدعو على عبيده، لأن الدعاء هو أن يرفع عاجز طلبه إلى قادر لينفذ المطلوب له. إذن فإن قالها الحق فهي إما أن تكون خبرًا، وإما تعليمًا لنا، فإذا كانت خبرًا نلحظ أن الله كتب عليهم البخل ساعة قالوا هذا ومنذ لحظة هذا القول، وإن كان القصد هو تعليمنا، فنحن نتعلم الأدب الإيماني، ونرد أي وصف لا يليق بحلال الله". ثم قال: "ويتابع سبحانه: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ}، وهو يعطي من يريد، وكلمة "اليد" في اللغة تطلق على الجارحة وتطلق على النعمة، فيقول الرجل: إن لفلان عليّ يدًا لا أنساها، أي أنه قدم جميلًا لا يُنسى. واستعملت اليد بهذا المعنى لأن جميع التناولات تكون باليد، وتُطلق اليد ويراد بها الملكية فيقول سبحانه: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} الآية [البقرة: 237]. أي الذي يملك أن ينُكح المرأة، وهو الذي يعفو، وفي القتال نجد القول الحكيم: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيدِيكُمْ} الآية [التوبة: 14]. أو تطلق اليد على من له ولاية في عمل من الأعمال، لذلك نجد الحق قد قال: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} الآية [ص: 75].

وآدم هو الخلق الأول وكلنا من بعده مخلوقون بالتناسل من الزوجية، وقد كرّم الله الإنسان بأنه خلقه بيديه، وخلق كل شيء بـ"كن"، إذن: كلمة "اليد" تطلق على معان متعددة، والرسول يقول: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم" (¬1). أي عندما تجتمع الأيدي تكون هي اليد القادرة، وعندما نقرأ كلمة "يد الله" فهل نحصرها في نعمته أو ملكه؟ . {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} [الملك: 1]. والله سبحانه وتعالى أعلم بذاته فلنقف عند الوصف، نعم له يد، وله يدان، وإياك أن تتصور أن كل ما يتعلق بالله مثل ما يتعلق بك؛ لأن الأصل أن لك وجودًا الآن، ولله وجود، لكن وجودك غير وجود الله، وكذلك يده ليست كيَدِكَ، حتى لا نشبه ونقول: إن له يدًا مثل أيدينا، فلنقل إن المراد باليد هو القدرة أو النعمة، والهدف الراقي هو تنزيه الحق، وهناك من يقول: إن لله يدًا ولكن ليست كأيدينا لأننا نأخذ كل ما يأتي وصفًا لله على أنه "ليس كمثله شيء" والتأويل ممكن. مثلما بيّن الحق: أنه قد صنع موسى على عينيه. وتأخذ أي مسألة تتعلق بوصف الله إما كما جاءت، بأن له يدًا ولكن ليست كالأيدي، وله وجود لا كالوجود البشري، وله عين ليست كالأعين، ولكن كل وصف لله نأخذه في إطار "ليس كمثله شيء"، وإما أن نأخذ الوصف بالتأويل، ويراد بها النعمة ويراد بها القدرة، ويقول الحق: {بل يداه مبسوطتان} والمراد هنا هو "النعمة" ولم يكتف سبحانه بأن يرد بأن له يدًا واحدة تعطى: لا، بل يرد بما هو أقوى مما يمكن، فهو يعطي بيديه الاثنتين، وهو القائل: {وَأَسْبَغَ عَلَيكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} من الآية [لقمان: 20]. إنه يُعطي الظاهر ويعطي الباطن، وإياك أن تقول تلك اليد اليمني وتلك اليد اليسرى؛ لأن كلتا يدي الله يمين. {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} أي أنه سبحانه لا يمكن أن يكون بخيلًا، حتى وإن منع الحق فذلك منح وعطاء وإنفاق؛ لأن الذي يطغى بنعمة، قد يذهب به الطغيان إلى بلاء وسوء مصير؛ لذلك يقبض سبحانه عنه النعمة ليعطيه الأمن من أن ينحرف بالنعمة، ولذلك نجد القول الحق في سورة الفجر: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر: 15 - 16] أ. هـ. ثم يقول الشعراوي: "بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء" إذن فكله إنفاق. وسبحانه ينفق كيف يشاء، فلا يبخل أبدًا حتى وإن منع، فالمنع في موضعه الصحيح هو عين الإنفاق، وهكذا يكون عطاء الله عطاء النعمة ظاهرة كانت أو باطنة فإن أردت بـ "اليد" القدرة فيدا الله مبسوطتان بالثواب لقوم وبالعقاب لقوم آخرين، وهو سبحانه وتعالى يعطي لحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - المناعة الإيمانية ضد كل ¬

_ (¬1) رواه أحمد وأبو داود والبيهقي في السنن الكبرى والحاكم في المستدرك والمتقي الهندي في كنز العمال وابن كثير في التفسير.

متمرد عليه، أو ضد كل متأبٍ ومستكبر من الكافرين أو من أهل الكتاب" أ. هـ. وقال الشيخ الشعراوي في صفة الكلام عند كلام الله تعالى لموسى - عليه السلام - (7/ 4340) ما نصه: "وقوله سبحانه: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} هو قول يدل على أن كلامًا حصل من الله لموسى فكيف يحدث ذلك وسبحانه قد قال في مسألة الكلام بالنسبة للبشر كلامًا عامًا: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 51]. وفي هذا نفي أن يكلم الله البشر، إلا بالوسائل الثلاث: الوحي أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا، والوحي النسبة للأنبياء يكون بإلقاء المعنى في قلب النبي دفعه، مع العلم اليقيني بأن ذلك من الله عزَّ وجلَّ، وقد يراد بالوحي الإلهامات، مثل الوحي إلى أم موسى، والوحي إلى الحواريين، وكذلك إلى الملائكة، وقد يراد بالوحي: التسخير؛ كالوحي للأرض، والنحل. وبعد ذلك: "أو من وراء حجاب" أي أن يسمع كلامًا ولا يرى متكلمًا، "أو يرسل رسولًا" هو جبريل - عليه السلام -، والقرآن لم ينزل إلا بطريقة واحدة، بواسطة نزول جبريل - عليه السلام - على - سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فما نزل القرآن بالالهام، وما نزل القرآن من وراء حجاب بل نزل بواسطة رسول من الله وهو جبريل وله علامات. وهنا في كلام موسى نقول إن الكلام وقع فيه من وراء حجاب وهنا نمسك عن الخوض فيما وراء ذلك لأنه غيب لم يكشف لنا عنه ونترك الأمر فيه لله. وقد سبق أن قلنا: إن صفات الله لا يوجد مثلها في البشر، فليس وجود الإنسان كوجود الله، وليس غنى الإنسان كغنى الله، وكذلك لن يكون أبدًا كلامك ككلام الله، لأن كل شيء يخص الله إنما نأخذه في إطار "ليس كمثله شيء" وقد بين الحق سبحانه وتعالى أن كلامه لموسى تميز لموسى، ولذلك يقول الحق: {إِنِّي اصْطَفَيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: 144]. ويجب أن ناخذ كل وصف يوجد في البشر، ويوجد مثله، في وصف الله مثل "استوى"، و "جلس" و"وجها، و"يد" نأخذ كل ذلك في إطار "ليس كمثله شيء". {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} [الأعراف: 143]. وحينما خص الله موسى بميزة أن تكلم إليه، حصل من موسى استشراق اصطفائي، وكأنه قال لنفسه: ما دام قد كلمني فقد أقدر أن أراه، لأن استطابة الأنس تمد للنفس سبل الأمل في الامتداد في الأشياء مثلما قال موسى من قبل ردًّا على سؤال الله: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى (17)} [طه: 17]. كان الجواب يكفي أن يقول: "عصا" لكنه قال: {قَال هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} الآية [طه: 18]. قال ذلك على الرغم من أن الحق لم يسأله: ماذا تفعل بها؟ وأراد بالكلام أن يطيل الأنس بربه، وكأنه عرف أنه من غير اللائق أن يكون الجواب

مجرد كلمة ردًّا على سؤال، ولله المثل الأعلى- نجد الإنسان منا حين يرى طفلًا صغيرًا يداعبه ويطيل الكلام معه إيناسًا له، وحين وجد موسى أن الله يكلمه استشرقت نفسه أن يراه: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} [الأعراف: 143]. لم يقل موسى: أرني ذاتك، بل قال: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} كأنه يعلم أنه بطبيعة تكوينه يعرف أنه لا يمكن أن يرى الله، لكن إن أراه الله، فهذا أمر بمشيئة الحق، وقدم موسى الطلب معلقًا بمشيئة الله وإرادته، لأنه يعلم أنه غير معد لاستقبال رؤية الله، لأن تكوينه لا يقوى على ذلك، وحتى في الوحي والكلام لم يكلم ربنا الناس مباشرة، بل لا بد أن يصطفي من الملائكة رسلًا، ثم تكون مرحلة ثانية أن يصطفي من البشر رسلًا، ويبلغ الرسل الناس كلام الله، لأن الصفات الكمالية العليا الخالقة لا يمكن أن يستوعبها المخلوق". ثم بعدها قال في الرؤية: "كذلك الرؤية وسيظهر ذلك لنا حينما يعطي الله الدليل على أنه خلقكم لا على هيئة أن تروه الآن، ولكن حين تبرزون في الآخرة وتعدون إعدادًا آخر، فمن الممكن أن تنالوا شرف رؤيته: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. ولا يستوي الناس في ذلك؛ لأن المؤمن هو من ينال شرف النظر إلى الله، أما الكافر فهو محجوب عن رؤية الحق، يقول تعالى في شأن الكفار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} فلا يستوي المؤمن والكافر في هذه الحالة، فما دام الكافر محجوبًا فالمؤمن غير محجوب ويرى ربه، وقال موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ}. قال الحق: {قَال لَن تَرَانِي}. وفي اللغة نجد أن "لن" تأتي تأبيدية، أي تؤيد المستقبل أي لا يحدث ولا يتحقق ما بعدها. فهل معنى ذلك أن قول الحق: {لَن تَرَانِي} أن موسى لن يرى الله في الدنيا ولا في الآخرة؟ . ونقول: ومن قال إن زمن الآخرة هو زمن الدنيا؟ إن هذه لها زمن وتلك لها زمن آخر: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]. إذن فزمن الآخرة وإعادة الخلق فيها سيكون أمرًا آخر، يكفي أن أهل الجنة سيأكلون ولن تكون لهم فضلات، إنه خلق جديد. إن مجيء "لن" في قوله الحق: {لَن تَرَانِي} تأبيدها إضافي، أي بالنسبة للدنيا، وفيها تعليل لعدم قدرة موسى على الرؤية، وأضاف سبحانه: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143]. وسبحانه هنا يعلل لموسى بعملية واقعية فأوضح: لن تراني ولكن حتى أطمئنك أنك مخلوق بصورة لا تمكنك من رؤيتي انظر إلى الجبل، والجبل مفروض فيه الصلابة، والقوة، والثابت، والتماسك؛ فإن استقر مكانه، يمكنك أن تراني إن الجبل بحكم الواقع، وبحكم العقل، وبحكم المنطق أقوى من الإنسان، وأصلب منه وأشد، ولما تجلى ربه للجبل اندك، والدك هو الضغط على شيء من أعلى ليسوى بشيء أسفل منه، والحق هو القائل: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ

دَكًّا دَكًّا} [الفجر: 21]. وهنا في موقف موسى وحواره مع الله يتأكد لنا أن الله تجلى على خلق من خلقه، ولكن أيقدر المتجلي عليه على هذا التجلي أم لا يقدر؟ إن أقدره الله فهو يقدر، أما إن لم يقدره الله فلن يقدر. والجبل هو الأصلب، فلما تجلى له ربه اندك، إذن فمن الممكن أن يتجلى الله على بعض خلقه، ولكن المهم أيقوى المستقبل للتجلي أو لا يقوى؟ ولم تقو طبيعة موسى على التجلي لله بدليل أن الأقوى منه لم يقو". ثم قال في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَال سُبْحَانَكَ} "وساعة تسمع كلمة سبحانك" أعرف أنه يراد بها التنزيه لله من الحدث الذي نحن بصدده وهو رؤيته -تعالى- أي تنزيهًا لك يا رب أن يراك مخلوقك، لأن الرؤية قدرة بصر على مرئي، ومعنى: "رأيت الشيء، أي أن عين البشر قد قدرت على الشيء، ولو أننا نحن المخلوقين رأينا الله بقانون الضوء، فهذا يعني أن أبصارنا تقدر على ربنا وهذا لا يمكن أبدًا، لأن المقدور لا ينقلب قادرًا، والقادر لا ينقلب مقدورًا. {فَلَمَّا أَفَاقَ قَال سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]. وتوبة موسى هنا من أنه سأل الله ما ليس له به علم، ولأنه لم يقف عند التجليات المخالفة لنواميس الكون، وأن ربنا قد أعطاه بدون أن يسأل، لقد كلمه الله، فلماذا يصعد المسألة ويطلب الرؤية؟ ولماذا لم يترك الأمور للفيوضات التي يعطيها الله له ويتنعم بفيض جود لا ببذل مجهود؟ . ويقرر موسى ويقول: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}، أي بأن ذاتك -سبحانك- لا يقدر مخلوق أن يراها ويدركها. لقد شعر موسى ببعض من انكسار الخاطر لأنه طمح إلى ما يفوق استطاعته وقال: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} وكأنه قد فهم ما أوضحه الحق له: لا تلتفت إلى ما منعتك" أهـ. • قلت: وبعد الذي ذكرنا مقاطع من تفسيره، ومنهجه فيه الميل إلى العقل أكبر من النقل، وهذا واضح جدًّا، حتى إننا قرأنا أو سمعنا من خلال بعض محاضراته من خلال الأجهزة السمعية، فهذا من أهم الأمور التي يمكن ملاحظتها في تفسيره فهو يفتقد إلى الأحاديث والآثارة وأقوال المفسرين والترجيح على أساس الدليل الصحيح: إذا وجد، ولكن هو يؤثر علم الكلام والاستطراد به أكثر من مما ذكرت من أصول وعلوم التفسير ويعطي قدرة الشيخ الشعراوي الأدبية من لغة أو نحو وعلم الكلام وأصوله وهو يميل إلى المذهب الأشعري كما نلاحظ في قوله بالإيمان عن سحرة فرعون، أو قول النبي الكريم إبراهيم - عليه السلام - حول رؤيته لقدرة الله تعالى في إعادة خلق المخلوق أمامه، وما ذكرنا من بعض الصفات لله سبحانه. ومن المعلوم أن المدارس الشرعية الإسلامية، وطلابها وعلمائها في القرون المتأخرة هذه وخاصة الأزهر فمذهبهم المشهور عندهم الشافعي، وأصول اعتقادهم على المذهب الأشعري عمومًا، والمعروف أن المعتقد الأشعري

يكاد يكون ملاصقًا للمذهب الشافعي، بعد أن ظهر أبو الحسن الأشعري ... والله أعلم. ولعل -كما نقلناه سابقًا- علماء ومشايخ القرن الحالي والذي قبله قد تخبطوا في مذاهب وفرق المسلمين من ماتريدية أو أشعرية أو تشيع وحتى يصل الأمر إلى أقوال المعتزلة وأصولهم وتبنيها، وقول الخوارج وغيرهم، قد جعل الحيرة في معتقدات هؤلاء إلا القليل منهم من الذين كانوا على منهج السلف الصالح باتباع الكتاب والسنة. نقول: ولتوجه الشيخ الشعراوي في اعتماده على علم الكلام في التفسير، جعله عرضة إلى النقد العلمي، أو التنقص من شخصه، كما في بعض كتب الرد ككتاب "اللهيب الشاوي في تأديب الشيخ الشعراوي" (¬1) وكتاب "إقامة الحجة والبرهان على من زعم أن الله في كل مكان وفسر برأيه القرآن" (¬2)، فمثلًا من الكتاب الأخير سوف نذكر موضعًا يدل على الرد غير الدقيق على الشيخ الشعراوي وقد يصل إلى مستوى الاتهام بالانحراف والكفر، ولعل الخطأ يكون في الناقد نفسه، ومن المؤسف أن السباب والشتم طاغية على مثل هذين الردين، وهذا منهج مردود عليهم وعلى من ينهج منهجهم في الرد غير العلمي والأخلاقي. قلت: قال عبد الكريم بن صالح الحميد في كلامه على السحر كما ذكره الشيخ الشعراوي في تفسيره لآية سجود سحرة فرعون (ص 21): "في كلامه -أي الشعراوي- على سجود السحرة: فلما رأوا معجزة موسى كانوا أقدر الناس على فهمها والسجود لها. الجواب -أي لعبد الكريم-: السجود للمعجزة كفر، والسحرة إنما سجدوا لله .. ) إلى آخر كلامه قلت: ولو تمحص أكثر لأنصف الشعراوي وقوله الكامل في تفسيره لهذه الآية قال الشعراوي (7/ 4100) لقوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)} [الشعراء: 46]: "ولم يقل الحق: وسجد السحرة، ولكنه قال: "وألقي" مما يدل على أن خرورهم للسجود ليس برأيهم، ولكنه عملية انبهارية مما حصل أمامهم، كان شيئًا آخر ألقاهم ساجدين، وهو الانبهار بالحق، فالساحر منهم كان يعتقد أنه هو الذي يسحر، ثم يفاجأ مجموعة السحرة أن موسى حين ألقى عصاه رأوها حية بالفعل فعرفوا أن المسألة ليست سحرًا" أ. هـ. قول الشعراوي. إذن هو لم يقصد سجود السحرة لعين السحر، وإنما انبهارهم من بالحق وقدرة الله تعالى التي جعلها على يد موسى - عليه السلام -، وكذا ذكر عبد الكريم بن صالح الحميد عن الشعراوي: أنه أعطى لإبراهيم القدرة على الخلق حينما طلب منه أن يأتي بالطير ويقطعها .. كما في (ص 24) من كتاب "البرهان" وهذا أيضًا مردود على عبد الكريم دعواه ضد الشيخ الشعراوي وقد ذكرنا نص ذلك آنفًا، وإنما هو فيه يجعل الإيمان ¬

_ (¬1) "اللهيب الشاوي في تأديب الشيخ الشعراوي، تأليف عطية زاهدة، لسنة (1990 م). (¬2) "إقامة الحجة والبرهان على من زعم أن الله في كل مكان وفسر برأيه القرآن" تأليف عبد الكريم بن صالح الحميد ط (1) لسنة 1414 هـ-1993 م) السعودية- الجوف.

3262 - الترمسي

هو التصديق وما طلبه إبراهيم - عليه السلام - اطمئنان لإيمانه وهو أمر تكميل، وهذا هو قول الأشعرية فهو يميل إليه وأيضًا في إيمان السحرة، وليس كما ادعاه صاحب"البرهان" وهو في ذلك قد تعدى، ولم يذكر خطأ الشيخ الشعراوي في منهج الإيمان، وإنما جعلها على غير منحاها الصحيح. ولهذا وغيره لم نذكر ردود مثل هذه الكتب؛ لفقدان المنهج العلمي، وجعل التنقص من شخص العالم أو الشيخ كالشعراوي وغيره أصلًا إلى جانب الضعف في إيراد النصوص التي أخطأ فيها ذلك المردود عليه، وجعلها ضمن ما يراه صاحب الرد لا على أصول العلم وضوابطه. إذن مما نقلناه سابقًا من تفسير الشيخ الشعراوي لآيات القرآن الكريم يتضح معتقده على مذهب الأشاعرة وعلم الكلام والفلسفة والقول بالرأي في بعضه واعتماده على العقل دون النقل، وهناك بعض الآيات تدلّ على تصوفه ومن الجدير بالملاحظة أنه رغم قوله في بعض آيات الصفات عند تفسيره لها: بأن يذكر الأمثلة المعاصرة وغيرها بدون تأويل ولا تشبيه ولكن هو في بعضها يؤول ويشبه في غير موضع التأويل والتشبيه، رغم تنزيهه لذلك قبل قوله، وذكره قول الله تعالى {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ولكنه يؤول ولعل ما ذكرناه يكفي لتوجيه القول، وفي تفسيره الكثير مما ذكرنا آنفًا، فإلى الاستزادة فليراجع .. والله الموفق لخير السبيل وهو أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1419 هـ) تسع عشرة وأربعمائة وألف. من مصنفاته: له "تفسير القرآن". 3262 - التُّرمُسِي * المقرئ: محمد بن محفوظ بن عبد الله بن عبد المنان الترمسي. من مشايخه: أبو بكر بن محمّد شطا المكي، ومحمد أمين بن أحمد المدني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه شافعي، من القراء، له إشتغال بالحديث" أ. هـ. • قلت: في افتتاحية مقدمة كتابه (منهج ذوي النظر) سأل الله بجاه نبيه - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "وأسأل الله الكريم، بجاه النبي الرؤوف الرحيم، أن يوفقني لإتمام مع الصواب وأن يجعله خالصًا لوجهه، ونافعًا لأولي الألباب أمين". قلت: وأنه عند شرحه للبيت: لله حمدي وإليه أستند ... وما ينوبُ فعليه أعتمد قال: وإليه لا إلى غيره (أستند) في إتمامها فإنه لا يخيب من أستند إليه وما ينوبني: أي يصيبني فعليه وحده أعتمد فإنه لا يرد من إعتمد عليه .. " أ. هـ. وهذا كلامه ينافي ما بدأ به من الإستغاثة والإستعانة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في بدأ كلام؛ لأجل إتمامه شرحه في كتابه هذا، وذلك تخبط الصوفية ومنهجهم في الإستغاثة والإستعانة بغير الله تعالى ¬

_ *الأعلام (7/ 19)، وكتابه"منهج ذوي النظر"ط. (3)، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، لسنة (1374 هـ-1955 م).

3263 - الرحماني

والله أعلم. وفاته: بعد سنة (1329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تعميم المنافع بقراءة الإمام نافع"، و"منهج ذوي النظر في شرح منظومة علم الأثر للسيوطي". 3263 - الرَّحْمانِي * المقرئ: محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله الرحماني المراكشي. من مشايخه: الأستاذ أبو عبد الله سيدي محمّد بن محمّد بن سليمان البوعناني، والأستاذ أبو عبد الله بن القاضي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعلام مراكش: "الشيخ الإمام الفقيه العلامة الأكبر الفهامة" أ. هـ. من مصنفاته: له منظومة في القراءات خصوصًا قراءة ابن كثير "الهدية المرضية لطلب القراءات المكية"، وله "تكميل المنافع في قراءة الطرق العشرة المروية عن نافع" وقد كتبت في (7 محرم) سنة (1260 هـ) من خط المؤلف. 3264 - ابن عبد الغفور * النحوي، اللغوي، المقرء: محمّد بن محمّد بن عبد الغفور بن غالب بن عبد الرحمن بن عبد الغفور بن عبيد الله بن تاجة القضاعي الكلبي الضراري الأندلسي الأوبني، أبو بكر، يعرف بابن عبد الغفور. ولد: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. من مشايخه: محمّد بن خلفون، وأبو العباس بن النيّار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • البغية: "النحوي اللغوي الفقيه الأصولي، الإمام الفاضل الكامل ... ذكره التجيبي في رحلته وقال: إمام نبيل وشيخ جليل مقدم في القراءات عارف بالأصلين متكلم ماهر، حاذق بالعربية ذاكرًا للغة موصوف بالدين وعنده انقباض عن النّاس وبُعد عن خلطتهم والدراية أغلب عليه من الرواية ومع ذلك تفرد ببعض مسموعاته وهو عسر التسميع جدًّا" أ. هـ. 3265 - ابن ظهيرة * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد خير الدين أو قطب الدين، أبو الخير بن الجمال أبي السعود بن أبي البركات بن أبي السعر القرشي الشافعي. ولد: سنة (846 هـ) ست وأربعين وثمانماثة. من مشايخه: والده، والجوجري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه، نحوي، ناظم، ناثر" أ. هـ. من مصنفاته: شرح الجرمية وسماها "رشف الشرابات السنية من مزج ألفاظ الآجرومية"، ¬

_ * أعلام مراكش (4/ 308). * البغية (1/ 229). * الضوء اللامع (9/ 279)، الوجيز (2/ 585)، التبر المسبوك (60)، معجم المؤلفين (3/ 688).

3266 - ابن خيرون

و"لامية الأفعال" لابن مالك، وأكمل شرح التسهيل لخاله. 3266 - ابن خيرُون * المقرئ: محمّد بن محمّد (وقيل ابن عمر) ابن خيرون، أبو عبد الله المعافري الأندلسي. من مشايخه: أبو بكر عبد الله بن مالك بن يوسف، وإسماعيل بن عبد الله النحاس وغيرهما. من تلامذته: أبو جعفر بن أبي بكر، وأبو بكر الهواري المعلم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "وكان إمامًا في قراءة نافع رواية عُثمَان بن سعيد، ثقة مأمونًا، قدم القيروان واستوطنها في مسجده المنسوب إليه بالزيادية وكان يأخذ أخذًا شديدًا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش .. وذكره ابن الفرضي محمد (¬1) بن محمّد بن خيرون وكناه أبا جعفر وسماه في الغرباء وحكى ما حكاه أبو عمرو في وفاة هذا وغير ذلك، ولا أدري من المصيب منهما وذكره أيضًا عتيق بن خلف القيرواني في كتاب "الإفتخار" من تأليفه وقال: كان ثقة كريم الأخلاق، سمح النفس، إمامًا في القراءات، أول من قدم بتحقيق قراءة نافع .. وكان واحد أئمة زمانه في علم القرآن" أ. هـ. • معرفة القراء: "وكان رجلًا صالحًا فاضلًا، كريم الأخلاق، إمامًا في القرآن شديد الأخذ، ولم يكن يقرأ أهل أفريقية بحرف نافع إلا خواص حتى قدم ابن خيرون، فاجتمع عليه الناس"أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ القراء بالقيروان قال الداني: إمام في قراءة نافع من رواية ورش عنه، ثقة مأمون .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان صالحًا كبير القدر .. " أ. هـ. • السير: "قال بعضهم: كنت جالسًا عند ابن أبي خنزير فدخل شيخٌ ذو هيبة وخشوع، فبكى ابن أبي خنزير وقال: السلطان -يعني عبيد الله وجه إليّ يأمرني بدوس هذا حتى يموت، ثم بطحه وقفز عليه السودان حتى مات، لجهاده وبغضه لعبيد الله وجنده. وكان سعى به المروزي اللعين، ولما رأى ابن أبي خنزير كثرة أذاه للعلماء تحيل وسعى به حتى قتله عبيد الله سنة ثلاث مائة أو بعدها. فيا ما لقي الإسلام وأهله من عبيد الله المهدي الزنديق .. "أ. هـ • تراجم المؤلفين التونسيين: "أول من أدخل حرف نافع على أهل إفريقية. وهو أول من أدخل كتب داود الظاهري إلى القيروان. قتل بسبب انحرافه عن دولة العبيديين أسوة بإخوانه الفقهاء المالكية" أ. هـ. وفاته: سنة (301 هـ) إحدى وثلاثمائة. من مصنفاته: "الابتداء والتمام" في القراءات و"الألفات واللامات" في رسم المصحف وغيرها. ¬

_ * تكملة الصلة (1/ 360)، بغية الملتمس (1/ 148)، السير (14/ 217)، تاريخ الإسلام (وفيات 306) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 283)، غاية النهاية (2/ 217)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 264). (¬1) هو في "المطبوع" أبو جعفر، ذكره خلال تصنيفه اسم "محمد" ولم يذكره في أسماء الغرباء.

3267 - الباهلي

3267 - البَاهِلِي * المقرئ: محمّد بن محمّد بن عبد الله بن التفاح بن بدر الباهلي، أبو الحسن البغدادي. من مشايخه: الدّوري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وغيرهما. من تلامذته: حمزة الكناني، ومحمد بن إسحاق الصفّار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان صاحب حديث ثقة ثبتًا متقللًا من أهل الصيانة" أ. هـ. • المنتظم: "كان ثقة ثبتًا متزهدًا من أهل الصيانة" أ. هـ. • معرفة القراء "قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة ثبتًا صاحب حديث، متقللًا من الدنيا" أ. هـ. بتصرف. • العبر: "بغدادي حافظ خير" أ. هـ. • السير: "الإمام المحدث الثبت المجود الزاهد القدوة ... قال الحافظ الكناني سمعت محمد بن محمّد الباهلي يقول: بضاعتي قليلة والله يجعل فيها البركة" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة مشهور محدث صالح خير .. قال الداني مشهور ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (314 هـ) أربع عشرة وثلاثمائة. 3268 - أبو منصور الماتريدي * المفسر: محمّد بن محمد بن محمود الماتريدي (¬1) السمرقندي، أبو منصور. ولد: قبل سنة (238 هـ) ثمان وثلاثين ومائتين. من مشايخه: أبو نصر العياضي، ونصير بن يحيى البلخي، ومحمد بن مقاتل الرازي وغيرهم. من تلامذته: أبو القاسم الحكيم السمرقندي، وعلي الرستغفني، وأبو محمد عبد الكريم البزدوي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجواهر المضيئة: "كان من كبار العلماء" أ. هـ. • سماه في تاج التراجم: "إمام الهدى" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "متكلم أصولي" أ. هـ. • الماتريدية دراسة وتقويمًا، وتحت عنوان منزلته العلمية قال: "يحتل الماتريدي منزلة كبيرة في تاريخ الفكر الإسلامي حيث أنه مؤسس لإحدى المدارس الكلامية التي ذاع وانتشر فكرها في العالم الإسلامي، وهي المدرسة الماتريدية، التي أصبحت هي والأشعرية تتقاسم العالم الإسلامي، وهذا مما جعل طاش كبرى زاده يفول: "إن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام رجلان، أحدهما ¬

_ *معرفة القراء (1/ 244)، تاريخ بغداد (3/ 214)، تاريخ الإسلام (وفيات 314)، الوافي (1/ 99)، النجوم (3/ 26)، الشذرات (4/ 70)، السير (14/ 295)، العبر (2/ 159)، المنتظم (13/ 258). * الأعلام (7/ 19)، معجم المؤلفين (3/ 692)، تاج التراجم (201)، الجواهر المضية (3/ 360)، مفتاح السعادة (2/ 96 و 151)، كشف الظنون (1/ 262)، هدية العارفين (2/ 36)، أبجد العلوم (2/ 68)، الماتريدية دراسة وتقويمًا لأحمد الحربي (79)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية للشمس الأفغاني (1/ 209)، مرقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 481). (¬1) نسبة إلى ماتريد محلة بسمرقند.

حنفي، والآخر شافعي، أما الحنفي، فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى ... ، وأما الآخر الشافعي، فهو شيخ السنة، ورئيس الجماعة إمام المتكلمين ... أبو الحسن الأشعري البصري". وقد أطلق الماتريدية عدة ألقاب على إمامهم أبي منصور الماتريدي تدل على علو منزلته وقدره عندهم في العلم ونصرة الدين والدفاع عن العقيدة، كإمام الهدى، وإمام المتكلمين، ومصحح عقائد المسلمين، والإمام الزاهد، ورئيس أهل السنة، وبالغ بعضهم في وصفه فعده مهدي هذه الأمة في وقته. قال أبو المعين النسفي مبينًا منزلة الماتريدي العلمية وقدره عندهم: "ولو لم يكن فيهم [أي الماتريدية] إلا الإمام أبو منصور الماتريدي رحمه الله الذي غاص في بحور العلوم واستخرج دررها وأوتي حجج الدين وزين بفصاحته، وغزارة علومه وجودة قريحته غررها حتى أمر الشيخ أبو القاسم الحكيم أن يكتب على قبره حين توفي: (هذا قبر من جاز العلوم بأنفاسه، واستنفد الوسع في نشره وأقباسه فحمدت في الدين آثاره، واجتنى من عمره ثماره). وهو الذي تخرج عليه الفقيه أبو أحمد العياض في أنواع العلوم، والشيخ أبو الحسن الرستغفني وغيرهما من العلماء المتبحرين في العلوم الملية لكان كافيًا .. ومن رأى تصانيفه ككتاب التوحيد وكتاب المقالات .. ووقف على بعض ما فيها من الدقائق، وغرائب المعاني وإثارة الدلائل عن مكامنها، [واستنباطها] عن مظانها ومعادنها، واطلع على ما راعى من شرايط الإلزام والإلتزام، وحافظ من آداب المجادلة الموضوعة لفسخ عقائد المغترين بأفهامهم، وقرن بكل مسألة من البرهان الموضوع، لأفاده ثلج الصدر وبرد اليقين، لعرف أنه المخصوص بكرامات ومواهب من الله تعالى، المؤيد بمواد التوفيق ولطائف الإرشاد من الغني الحميد، وأن ما اجتمع عنده وحده من أنواع العلوم الملية والحكمية لن يجتمع في العادات الجارية في كثير من المبرزين المحصلين، ولهذا كان أستاذه الشيخ أبو نصر العياضي لا يتكلم في مجالسه ما لم يحضر الشيخ أبو منصور، فكان كلما رآه من بعيد نظر إليه نظرة المتعجب وقال: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68]. وكتابه المصنف في تأويلات القرآن كتاب لا يوازيه في فنه كتاب، بل لا يدانيه شيء من تصانيف من سبقه في ذلك الفن، وما أحسن ما قال بعض بلغاء الكتاب في وصفه في كتاب، فقال: كان من كبار الأئمة وأوتاد الملة، وكتابه في تفسير القرآن فتق عن المشكل أكمامه، وقشع عن المشتبه غمامه، وأبان بأبلغ الوصف، وأتقن الرصف أحكامه وحلاله وحرامه، لقاه الله تحيته وسلامه .. ". وقال الناصري بعد أن ذكر بعض كلام النسفي المتقدم: "وقد اجتمع عنده [أي الماتريدي] من العلوم الملية والحكمية ما صار به علمًا مشهورًا من أعلام الهدى يعرف به الغادي من المهتدي في لحن القول لا يستطيعه أهل الأهواء خصوصًا أهل الاعتزال، حتى كانت المعتزلة يلقبون أهل

السنة به وينسبون سالكي طريقة أبي حنيفة في العقائد والأصول إليه، فيقولون هؤلاء (الماتريدية) لشدة ما يغيظهم شأنه وقوة انتصاره لمذهب السنة الجماعة بالبراهين الساطعة والحجج القاطعة، ودحضه شبهات الخصوم .. ". وذكر الزبيدي أن الماتريدي "كان إمامًا جليلًا مناضلًا عن الدين موطدًا لعقائد أهل السنة، قطع المعتزلة، وذوي البدع في مناظراتهم، وخصمهم في محاوراتهم حتى أسكتهم .. وكان يقال له إمام الهدى .. ". وقال عبد الله المراغي في كتابه (الفتح المبين في طبقات الأصوليين): "كان أبو منصور قوي الحجة، مفحمًا في الخصوم، دافع عن عقائد المسلمين، ورد شبهات الملحدين، ونفى عن العقائد كل ما اعتراها من زيغ وما علق بها من شبه". ويرى أبو الحسن الندوي أن الماتريدي "جهبذ من جهابذة الفكر الإنسان، امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية المختلفة". فللماتريدي إذًا منزلة رفيعة وعالية عند الماتريدية، ومن وافقهم، وهم في الحقيقة يبالغون في تعظيمه والثناء عليه، ويرفعونه فوق منزلته، وهذا حال كل قوم يتصبون لإمامهم، ولا ينظرون إلى الأمور والأشخاص بمنظار الشريعة، فيعرفون الحق من الباطل وينزلون الناس منازلهم" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة وتحت عنوان منهج الماتريدي وعقيدته: "لا يبعد الماتريدي كثيرًا عن أبي الحسن الأشعري، فهو خصم لدود للمعتزلة، وقد خالفهم في المسائل التي اشتهروا بمخالفة أهل السنة فيها مثل مسائل الصفات، وخلق القرآن، وإنكار الرؤية، والقدرة، وتخليد أهل الكبائر في النار، والشفاعة، وغيرها، وقد ألف في ذلك كتبًا مستقلة، ومع ذلك فالماتريدي لم ينطلق في ردوده عليهم من منطلق منهج السلف -رحمهم الله تعالى- وإنما كان متأثرًا بمناهج أهل الكلام، ولذلك وافقهم في بعض الأصول الكلامية والتزم لوازمها فأدى به ذلك إلى بعض المقالات التي لا تتفق مع مذهب السلف، وإنما كان فيها قريبًا من مذهب الأشعرية. ومن المسائل التي تميز بها مذهب الماتريدي: 1 - القول بوجوب النظر وإبطال التقليد في مسائل العقيدة ولذلك يقول: "ثبت أن التقليد ليس مما يعذر صاحبه"، وهذا قريب من مذهب بعض الأشاعرة الذين لا يصححون إيمان المقلد. 2 - ومصادر المعرفة عنده: الأعيان (الحس)، والخبر، والنظر. 3 - الاستدلال على إثبات الصانع بدليل حدوث الأجسام المبني على عدم خلوها من الأعراض، وما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، والماتريدي لا يقتصر على هذا الدليل، وإنما يذكر أدلة أخرى، والعجيب أن الماتريدي يعتز بإجابته أحد شيوخ الاعتزال عن الاعتراض على دليل حدوث الأجسام. 4 - استدلاله في بعض المسائل العقيدة بالسمع والعقل. 5 - والماتريدي يثبت الصفات العقلية لله تعالى

كالسمع والبصر والقدرة والإرادة والإحياء والإماتة والرزق، وغيرها من صفات الذات والفعل -وهذا ما يقول به الأشاعرة- إلا أن الماتريدي لا يفرق بين صفات الذات وصفات الفعل ولذلك فهو يقول بأزلية صفات الفعل ومنها صفة التكوين التي قال إنها أزلية، وهي من المسائل الكبار التي تميز بها مذهب الماتريدية عن مذهب الأشعرية، وأصل الخلاف فيها أن الأشاعرة -ومعهم المعتزلة- يقولون: الفعل هو المفعول، فالتكوين أو الخلق هو عين المكون أو المخلوق، لذلك قالوا بحدوث صفات الفعل لله تعالى مثل الخلق، وأن الله لم يكن خالقًا ثم خلق، قالوا: فلو قلنا بقدم صفة الفعل لله تعالى للزم من ذلك قدم المفعول، وهذا يبطل القول بقدم الصانع وحدوث العالم أما الماتريدية فعندهم أن الفعل غير المفعول، والتكوين غير المكون، ولذلك فهم يقولون بأزلية صفات الفعل لله تعالى من الخلق والإحياء والرزق، وإن كان المفعول منها حادثًا، يقول الماتريدي بعد كلام: "والأصل أن الله تعالى إذا أطلق الوصف له، وصف بما يوصف به من الفعل، والعلم، ونحوه، يلزم الوصف به في الأزل، وإذا ذكر معه الذي هو تحت وصفه به من العلوم، والمقدور عليه، والمراد، والمكون يذكر فيه أوقات تلك الأشياء لئلا يتوهم قدم تلك الأشياء"، وأوضح في تفسيره فقال في قوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: 117]: "ثم الآية ترد على من يقول بأن خلق الشيء هو ذلك الشيء نفسه، لأنه قال: "إذا قضى أمرًا"، ذكر "قضى"، وذكر "أمرًا"، وذكر "كن فيكون"، ولو كان التكوين والمكون واحدًا لم يحتج إلى ذكر كن في موضع [العبارة] عن التكوين، فالكن تكوينه، فيكون المكون، فدل أنه غيره، ثم لا يخلو التكوين: إما أن لم يكن فحدث، أوكان في الأزل .. "، ثم رجح أنه موصوف به في الأزل، وأن الشيء يكون في الوقت الذي أراد كونه فيه، والماتريدي بنى قوله على الفرار من حلول الحوادث بذاته تعالى الذي يلزم به الأشاعرة حين يقولون بحدوث صفات الفعل لله تعالى. 6 - والماتريدي من نفاة الصفات الاختيارية لله تعالى تبعًا لمنعه حلول الحوادث بذات الله تعالى، ويبني ذلك على مسألة دليل حدوث الأجسام، وفي مسألة كلام الله قال بأنه أزلي وأنه لا يتجزأ ولا يتبعض وبنى في الرد على الكعي والمعتزلة -في قولهم بخلق القرآن- على منع حدوث كلام الله، والقول بأنه أزلي، أما ما سمعه موسى -عليه الصلاة والسلام- فالله "أسمعه بلسان موسى، وبحروف خلقها، وصوت أنشأه، فهو أسمعه ما ليس بمخلوق"، وقد رد شارح الطحاوية -ابن أبي العز- على الماتريدي قوله هذا، ويؤول الماتريدي الصفات الفعلية مثل صفة الاستواء فيقول -بعد ذكره الأقوال فيه-: "وجمله ذلك أن إضافة كلية الأشياء إليه، وإضافته عزَّ وجلَّ إليها، يخرج مخرج الوصف له بالعلو والرفعة، ومخرج للتعظيم له والجلال ... وإضافة الخاص إليه يخرج مخرج الإختصاص له بالكرامة والمنزلة ... [و] الأصل فيه أن الله سبحانه كان ولا مكان، وجائز ارتفاع الأمكنة، وبقاؤه على ما كان، فهو على ما كان، وكان على ما عليه الآن، جل عن التغير والزوال والاستحالة والبطلان، إذ ذلك

أمارات الحدث التي بها عرف حدث العالم"، وبعد أن يؤصل الماتريدي هذا الأصل يذكر الأقوال في الاستواء من أنه بمعنى الاستيلاء أو العلو والارتفاع، أو التمام، ثم يرجح التفويض لاحتماله أحد هذه المعاني أو غيرها فيقول: فيجب القول بالرحمن على العرش استوى، على ما جاء به التنزيل، وثبت ذلك في العقل، ثم لا تقطع تأويله عن شيء، لاحتماله غيره مما ذكره، واحتماله أيضًا ما لم يبلغنا مما يعلم أنه غير محتمل شبه الخلق" والعجيب أنه يفسر ذلك على مسألة الرؤية. 7 - ينكر الماتريدي أن يكون الله في جهة العلو، ويؤول بعض الأدلة مثل رفع الأيدي إلى السماء تأويلات عجيبة، ولذلك فهو يثبت الرؤية ويرى أن الاستدلال لها بالسمع وحده، والرؤية عنده تكون بلا مقابلة. 8 - يقول بأن الله فاعل مختار على الحقيقة، وهو خالق كل شيء، والعبد مختار لما يفعله وهو فاعل كاسب، وبعد أن يذكر تولي الجبرية والقدرية يقول: "والعدل هو القول بتحقيق الأمرين"، ثم يذكر الفرق في أحوال العبد بين أفعاله الاضطرارية والاختيارية. 9 - يقسم الماتريدي قدرة العبد واستطاعته إلى قسمين: "أحدهما: سلامة الأسباب وصحة الآلات، وهي تتقدم الأفعال .. الثاني: معنى لا يقدر على تبين حده بشيء يصار إليه سوى أنه ليس إلا للفعل، لا يجوز وجوده بحال إلا ويقع به الفعل عندما يقع معه"، والقدرة الثانية هي التي لا تكون إلا مع الفعل -وهذا قول الأشعري- وقد رد الماتريدي على المعتزلة في قولهم: "إنها تكون قبل الفعل"، ومما سبق يتضح أن كسب الماتريدي يعطي العبد الاختيار، وهذا ما يخالف -قليلًا- كسب الأشعري، والماتريدي أيضًا يقول بأنه لا يجوز تكليف ما لا يطاق. 10 - والماتريدي يميل إلى القول بالتحسين والتقبيح العقلي، كما يثبت والتعليل والحكمة في أفعال الله تعالى، وهذا الأمران يخالف فيهما الأشعري. 11 - والإيمان عند الماتريدي هو التصديق، ومحله القلب، ويستدل لذلك بدليل السمع والعقل، ويري التفريق بين التصديق والمعرفة، ويعقد لذلك مسألة مستقلة، وهو بهذا يرد على الجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة. والماتريدي يرد على القائلين بأن الإيمان قول باللسان، كما يرد على الذين يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، وعلى ضوء ذلك فالماتريدي يمنع دخول العمل في الإيمان. 12 - ويوافق الماتريدي أهل السنة في حكم مرتكب الكبيرة، ولذلك فهو يرد على المعتزلة والخوارج في ذلك، ويقرن ذلك بمسألة الشفاعة، وأنها رد عليهم. 13 - وفي موضوع "الإرجاء" المنسوب إلى الحنفية عقد الماتريدي له مسألة مستقلة، ذكر فيها ما ورد من الأقوال فيه -حيث إن كل طائفة تتهم الأخرى بالإرجاء- كما دافع عما نسب إلى القائلين بعدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان من أنهم مرجئة، ويقول: إن تهمة الإرجاء واقعة

الله تعالى ولم تجعل للخلق فيها حقيقة البتة، وأما على من يسميهم بالحشوية حين يستثنون في الإيمان، أما مسألة الفرق بين الإيمان والإسلام فيرجح أنهما بمعنى واحد. هذه أهم أقوال وآراء الماتريدي، والتي وردت مفصلة في تفسيره وفي كتاب التوحيد، وبالمقارنة بين أقواله وأقوال أبي الحسن الشعري يتبين أنهما قد اتفقا في بعض المسائل الأصولية مثل إثبات بعض الصفات، ومنع حلول الحوادث، وصحة دليل حدوث الأجسام، والكسب، وغيرها، ومع ذلك فبينهما عدة فروق أهمها: أ- أن الماتريدي قال: بأزلية صفة التكوين لله تعالى ولم يفرق بين صفات الذات والفعل. ب- وإنه يقول: بأن موسى سمع الصوت المخلوق حين كلمه ربه تعالى. جـ- وفي مسألة العلو والاستواء، فالماتريدي ينفي العلو ويؤول الاستواء أو يفوضه، بخلاف الأشعري الذي يثبت العلو والإستواء -وإن روي عنه في الإستواء معنى آخر. د- قال الماتريدي بالتحسين والتقبيح العقلي، والأشعري قال بالشرعي فقط. هـ- قول الماتريدي بالحكمة والتعليل، بخلاف الأشعري. و- منع الماتريدي تكليف ما لا يطاق، بخلاف الأشعري الذي جوزه. ز- وفي الكسب -مع قوله به كما يقول الأشعري- إلا أنه مال إلى إعطاء العبد حرية في الاختيار، ولذلك فقدرة العبد عنده مؤثرة بخلاف الأشعري. ح- وفي الإيمان قال إنه التصديق وهذا ما قال به الأشعري، إلا انه خالفه في دخول الأعمال في الإيمان وجواز الاستثناء فيه، وهذان منعهما الماتريدي. ط- أما رؤية الله فقد أثبتها الماتريدي سماعًا فقط، أما الأشعري فاستدل مع أدلة السمع بدليلين عقليين، أحدهما الوجود، والآخر أن الله يرى الأشياء. ثانيا: مقارنة بين الأشعرية والماتريدية: تكون على إثر الأشعري مذهب الأشعرية، وعلى إثر الماتريدي مذهب الماتريدية ولكل من المذهبين أعلامه ورجاله، وكتبه ومتونه العقدية، ومع غلبة المذهب الأشعري في العالم الإسلامي وانتشاره، إلا أن المذهب الماتريدي بقي متميزًا نوعًا ما، ولعل ارتباط كل واحد من المذهبين بمذهب فقهي مخالف للآخر كان له أثر في ذلك. وليس المقصود هنا متابعة التطور الذي حدث لأحدهما أو كليهما، ولا تفصيل المقارنة بين المذهبين، ولكن يمكن الإشارة بإجمال إلى الملاحظات التالية: 1 - تبين أنه لم يكن هناك لقاء بين الأشعري والماتريدي، إذ لم يجمعهما مكان ولا حتى منطقة معينة، فالأشعري عاش ومات في العراق، والماتريدى عاش ومات في بلاد ما وراء النهر، كما لم يجمعهما شيخ أو شيوخ تتلمذوا على أيديهم، والسؤال الذي يطرح هنا هو: إذا كان الأمر كذلك فيم يفسر التوافق بين الرجلين في المنهج والموقف من المعتزلة وممن يسمونهم بالمشبهة؟ أحد الباحثين أجاب بعد إيراد هذا

التساؤل بقوله: "ويمكن تفسير وجوه الشبه بينهما في الآراء بأنه يرجع إلى تشابه منهج كل منهما إلى حد ما في التوسط بين العقل والنقل"، وهذا التفسير تحصيل حاصل، لأن السؤال يرد مرة أخرى: لماذا كان منهج كل منهما أدي إلى التوسط بين العقل والنقل؟ ، الحقيقة أنه ليست هناك إجابة واضحة لهذا التساؤل، وإن كان انتشار المذهب الكلابي في العراق والري وخراسان -كما في قصة ابن خزيمة مع الكلابية- ما يدفع إلى القول باحتمال أن يكون هذا المذهب الذي ظهر فيه تلامذة -تناءت بهم الديار- قد انتشر أيضًا في بلاد ما وراء النهر، خاصة وأن تلك المنطقة كانت كما يقول المقدسي تغص بمختلف الطوائف والفرق، ولذلك فمن المحتمل أن يكون الماتريدي أو أحد شيوخه قد تلقي هذا المذهب عن بعض أعلام أو اتباع الكلابية. 2 - تطور المذهب الأشعري -كما سيأتي- وكان تطوره بالقرب من مذهب المعتزلة أو بالالتصاق بالفلسفة أو التصوف، أما المذهب الماتريدي فلم يقع فيه تطور، بل بقيت أقوال الماتريدي -الذي لم يحدث له تطور كما حدث للأشعري- هي المعتمدة لدى متأخري المتريدية كأبي المعين النسفي، ونجم الدين أبي حفص النسفي، ونور الدين الصابوني، وابن الهمام، وغيرهم، فهؤلاء وإن كان قد يقع لبعضهم مخالفة لمذهب شيخهم، إلا أن الأمر لا يصل إلى مستوى التطور الذي حدث للمذهب الأشعري. 3 - اهتم العلماء ببيان الفروق بين المذهبين، وقسموا الفروق أحيانًا إلى لفظية ومعنوية. 4 - على الرغم من وجهود الفروق بين مذهبي الأشاعرة والماتريدية، وقسموا الفروق أحيانًا إلى لفظية ومعنوية. 4 - على الرغم من وجهود الفروق بين المذهبين إلا أنه قد وقع نوع امتزاج بينهما، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: أ- ما فعله ابن الهمام في كتابه المشهور "المسايرة" حيث اعتمد على كتاب الرسالة القدسية -وهي المسماة قواعد العقائد التي ألفها الغزالي لأهل القدس، ثم أدخلها ضمن إحياء علوم الدين- وكان هدف ابن الهمام أن يختصر كتاب الغزالي إلا أنه بعد أن بدأ بالكتابة رأي أن يزيد عليه زيادات مهمة، ولم يزل يزيد فيها -كما يقول- "حتى خرج عن القصد الأول، فلم يبق إلا كتابًا مستقلًا، غير أنه يسايره في تراجمه، وزدت عليها خاتمة ومقدمة"، ولذلك سمى كتابه بالمسايرة، فابن الهمام اعتمد على أحد كتب الأشاعرة، وهذا وحده كاف للتدليل على ما كان بين المذهبين من تقارب، لذلك فابن الهمام، وإن ذكر قول الأشعري -بناء على ما في كتاب الغزالي- إلا أنه أعقبه بذكر مذهب الماتريدي، انظر كأمثلة على ذلك مسألة سماع موسى لكلام الله وهل سمع الكلام النفسي أم يستحيل أن يسمع ما ليس بصوت، وفي مسألة صفات الأفعال لله، وصفة التكوين، والعجيب في هذه المسألة أن ابن الهمام ذكر قولي الماتريدية والأشعرية، ثم رجح قول الأشعرية معتمدًا على أن مذهب أبي حنفية وأصحابه الذين ذكر عقيدتهم الطحاوي يخالف ما ذهب إليه الماتريدي ومن جاء بعده، وقد تعقب ابن الهمام شارحو كتابه وضعفوا ما

3269 - ابن اللباد

رجحه، ومن المسائل التي ذكر الخلاف فيها مسألة التحسين والتقبيح، وتكليف ما لا يطاق وغيرها. ب- لما ألف النسفي -عمر بن محمد- متن العقيدة الذي سمي بالنسفية اعتنى بشرحها -من منطلق المذهب الأشعري- بعض الحنفية، ومنهم سعد الدين التفتازاني، في شرحه المشهور الذي اشتهر ووضعت له حواش عديدة، انظر كمثال على منهجه كلامه حول صفة التكوين. جـ- ألف البرذوي كتابًا في أصول الدين، حاول فيه أن يجمع بين طريقتي الأشعرية والماتريدية. د- ومن الأمثلة على تداخل المذهبين أن نور الدين الصابوني الماتريدي رجح -خلافًا لشيخ الماتريدية- أن دليل الرؤية الوجود، ومن المعلوم أن الماتريدي يحتج للرؤية بالسمع فقط، أما معاصره فخر الدين الرازي -الأشعري- فقد أورد عدة اعتراضات على دليل الأشاعرة في إثبات الرؤية -وهو دليل الوجود-، ثم في الأخير رجح مذهب الماتريدي ونص على ذلك، ذاكرًا اسم الماتريدي. هذه لمحات في مذهب الماتريدي والماتريدية، وبها يتبين كيف دخل في مذهب الأشاعرة وامتزج به، وهذا ما يفسر إغفال كثير من العلماء -ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية- في كتبهم وردودهم لذكرهم إلا في مسائل معينة اشتهروا بالخلاف فيها" أ. هـ. • فائدة: قال صاحب كتاب (الماتريدية دراسة وتقويمًا) حول إغفال كتب الرجال والتراجم والطبقات لترجمة أبي منصور الماتريدي حيث قال (83): "ولعل هذا الإغفال أو الإهمال للماتريدي من قبل الماتريدية وغيرهم، يرجع في تصوري -والله أعلم بالصواب- للأسباب التالية: 1 - بعد الماتريدي عن مركز الخلافة، حيث يتوافد إليها أكثر العلماء من مختلف البقاع الإسلامية. 2 - عدم دعم الماتريدية في عصورها الأولى بقوة سياسية كما دعمت المعتزلة والأشعرية. 3 - عدم ارتحال الماتريدي إلى المراكز العلمية في العالم الإسلامي، كمكة والمدينة وبغداد ودمشق ... وغيرها، إذ أنه لو زار تلك البلاد والتقى بعلمائها وناظر فيها، لاشتهر وعرف وذكر في تواريخ تلك المدن. 4 - تأخر عهد تأليف الحنفية في طبقات علماء مذهبهم، إذ أن أول مؤلف ألف في طبقات الحنفية، هو (الجواهر المضية) لعبد القادر القرشي المتوفى عام 775 هـ. وفاته: سنة (333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "شرح الفقه الأكبر" المنسوب لأبي حنيفة، و"تأويلات أهل السنة". و"بيان وهم المعتزلة" وغير ذلك. 3269 - ابن اللَّبَّاد * اللغوي، المفسر: محمد بن محمد بن وشاح اللخمي بالولاء، أبو بكر، ابن اللباد المالكي. ولد: سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. ¬

_ * ترتيب المدارك (3/ 304)، السير (15/ 360)، تاريخ الإسلام (وفيات 333) ط. تدمري، الوافي (1/ 130)، شجرة النور (84)، الأعلام (7/ 19)، معجم المؤلفين (3/ 697)، الديباج المذهب (2/ 196) وفيه اسم محمّد أبو بكر بن اللباد بن محمّد بن وشاح.

3270 - الحجاجي

من مشايخه: يحيى بن عمر، وأخيه محمد، وابن طالب وغيرهم. من تلامذته: أبو محمد بن أبي زيد، حماد بن إلياس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "كان مجاب الدعوة، عظيم الخطر" أ. هـ. • الديباج المذهب: "ولم تكن له رحلة ولا حج، كان عنده حفظ كثير، وجمع للكتب، وحظ وافر من الفقه شغله إسماع الكتب عن المتكلم في الفقه، وكانت مذاكرته تعْسُر لضيق في خلقه، وكان آخر شيوخ وقته. قال أبو العرب: كان فقيهًا، جليل القدر، عالمًا باختلاف أهل المدينة، واجتماعهم مهيبًا مطاعًا دينًا، ورعًا زاهدًا، من الحفاظ المعدودين، والفقهاء المبرزين. وقال الإبياني إنما انتفعت بصحبة ابن اللباد، ودرست معه عشرين سنة. وقال محمّد بن إدريس: صحبت العلماء بالمشرق والمغرب ما رأيت مثل ثلاثة: أبي بكر بن اللباد، وأبي الفضل الممسى، وأبي إسحاق بن شعبان" أ. هـ. •شجرة النور: "الإمام الجليل القدر علمًا ودينًا، المجاب الدعوة ... " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه مالكي، عالم بالتفسير واللغة. من أهل القيروان. فلج في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "الآثار والفوائد" عشرة أجزاء، و"كشف الرواق عن الصروف الجامعة للأوراق"، وغير ذلك. 3270 - الحجَّاجِي * المقرئ: محمّد بن محمّد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجّاج الحجّاجي النيسابوري، أبو الحسن. ولد: سنة (285 هـ) خمس وثمانين ومائتين. من مشايخه: الباغندي، والبغوي، وابن خزيمة وغيرهم. من تلامذته: أبو علي الحافظ، وأبو زكريا بن مجاهد، والحاكم وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان عبدًا صالحًا، ثبتًا حافظًا، صنف العلل والشيوخ والأبواب، وحدث ببغداد قديمًا في أيام أبي بكر ابن أبي داود" أ. هـ. • العبر: "الحافظ الثقة المقرئ العبد الصالح الصدوق" أ. هـ. • السير: "صدر المقرئين والمحدثين. قال الحاكم: كان من الصالحين المجتهدين بالعبادة، ... صحبته نيفًا وعشرين سنة بالليل والنهار، فما أعلم أن الملك كتب عليه خطيئة، وكان أبو على الحافظ يلقبه بـ (عفّان) لحفظه ¬

_ * تاريخ بغداد (3/ 223)، الأنساب (2/ 174)، اللباب (1/ 278)، السير (16/ 240)، تذكرة الحفاظ (3/ 944)، العبر (2/ 349)، تاريخ الإسلام (وفيات 368) ط. تدمري، الوافي (1/ 128)، النجوم (4/ 134)، طبقات الحفاظ (381)، الشذرات (4/ 370)، كشف الظنون (2/ 1921)، إيضاح المكنون (2/ 615)، هدية العارفين (2/ 49)، معجم المؤلفين (3/ 698).

3271 - اللحياني

وإتقانه وفهمه، ولعمري إنه عفّان، فإن فهمه كان يزيد على حفظه. قال أبو علي الحافظ: ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسن" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: "العلل"، و"الشيوخ". 3271 - اللَّحياني * المقرئ: محمد بن محمد بن يوسف اللحياني، أبو بكر. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "وإدعى دعاوي في القراءات. قال أبو بكر بن الإمام يقول: قلت لأبي بكر اللحياني على من قرأت بالعراق؟ فقال: على أبي بكر بن مجاهد. فقلت: قرأت عليه قبل أن يخضب أو بعد أن خصب؟ . قال: قرأت عليه وقد خضب. قلت: فقرأت عليه قبل أن يأخذ العصا بيده؟ قال: كان لا يخرج إلا والعصا بيده. قلت: يا هذا، فوالله الذي لا إله إلا هو ما خضب أبو بكر بن مجاهد ولا أخذ العصا يده قط" أ. هـ. وفاته: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. 3272 - الطرازي * المقرئ: محمد بن محمد بن أحمد بن عُثْمَان بن أحمد الطرازي، أبو بكر. ولد: سنة (300 هـ) ثلاثمائة. من مشايخه: أبو القاسم البغوي، وأبو بكر بن أبي داود وغيرهما. من تلامذته: ابنه علي، وأبو عبيد محمّد بن أبي نصر النيسابوري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان فيما بلغني يظهر التقشف وحسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل ... ذاهب الحديث، وقد رأيت -أي الخطيب- له أشياء مستنكرة تدل على وهاء حاله وذهاب حديثه .. وزاد في نسخة خراش ما ليس منها"أ. هـ. • الأنساب: "كان أديبًا فاضلًا بارعًا شاعرًا مكثرًا من الحديث قال الحاكم في تاريخ نيسابور: وكان من الناسكين المذكورين بحسن السيرة والمذهب ... وكان من القراء المتجردين ومن المذكورين بحفظ الحديث خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدث بها من حفظه وفروعه والله أعلم" أ. هـ. • معرفة القراء: "مقرئ ضابط صالح عالي ¬

_ * المنتظم (14/ 267). * تاريخ بغداد (3/ 225)، الأنساب (4/ 56)، اللباب (2/ 84)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 323)، السير (16/ 466)، معرفة القراء (1/ 352)، غاية النهاية (2/ 237)، لسان الميزان (5/ 360).

3273 - أبو سعيد النيسابوري

السند .. وكان عارفًا بالعربية والحديث" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ محقق كامل .. " أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. 3273 - أبو سعيد النيسابوري * المفسر: محمد بن محمد بن زكريا النيسابوري، أبو سعيد. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "كان فقيهًا، مفسرًا ثقة في ابرواية، قدم قزوين غازيًا، روى عنه الخليلي في مشيخته" أ. هـ. وفاته: سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. 3274 - أبو طاهر الزّيّادِي * اللغوي: محمّد بن محمد بن محْمِش، المعروف بالزيادي، (¬1)، أبو طاهر. ولد: سنة (313 هـ)، وقيل: (317 هـ) ثلاث عشرة، وقيل: سبع عشرة وثلاثمائة. من مشايخه: أبو حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطان، والكرماني وغيرهم. من تلامذته: الحاكم أبو عبد الله مع تقدمه، وأبو بكر البيهقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية: "كان إمامًا في عصره في الحديث، والفقه، والعربية .. " أ. هـ. • الأنساب: "روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وتوفي قبله وأثنى عليه" أ. هـ. • العبر: "عالم نيسابور وُمسندها ... أملى ودرس، وكان قانعًا متعففًا، له مصنف في علم الشروط" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمام أصحاب الحديث بنيسابور، وفقيههم ومفتيهم بلا مدافعة وكان متبحرًا في علم الشروط، وله معرفة قوية بالعربية. قال عبد الغافر بن إسماعيل: بقي يُملي نحو ثلاث سنين، ولولا ما إختص به من الإقتار وحرفه أهل العلم لما تقدم عليه أحد من أصحابه .. " أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "إمام المحدثين، والفقهاء بنيسابور في زمانه، وكان شيخًا أديبًا عارفًا بالعربية. ذكره أبو عاصم في الطبقة الخامسة، وأثنى عليه ... وقال: الفقيه مطيتُه يقود زمامه، طريقة له معبدة، وخفية ظاهرة وغامضه سهل، وعسيره يسير ورأيته يناظر ويضع الهناء -أي القطران- موضع النقب. وحكى ابن الصلاح في كتاب (أدب الفتيا): أنه وجد بخط بعض أصحاب القاضي الحسني، أنه سمع أبا عاصم العبادي يذكر، أنه كان عند ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 236). * الأنساب (3/ 185)، اللباب (1/ 515)، تبصير المنتبه (4/ 1265)، تاريخ الإسلام (وفيات 410) ط. تدمري، السير (17/ 276)، العبر (3/ 103)، تذكرة الحفاظ (3/ 1051)، الوافي (1/ 271)، طبقات الشافعية للسبكي (4/ 198)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 609)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 193)، طبقات الشافعية (2/ 128)، الشذرات (5/ 60)، هدية العارفين (2/ 59)، الأعلام (7/ 21)، معجم المؤلفين (3/ 691 هـ)، كشف الظنون (1/ 163). (¬1) الزيادي: لأنه كان يسكن ميدان زياد بن عبد الرحمن.

3275 - الخيشي

الأستاذ أبو طاهر الزيادي حين إحتضر، فسئل عن ضمان الدَّرَك -لغة: إسم من أدركتُ الشيء، ومنه ضمان الدرك- وكان في النزع، فقال: إن قبض الثمن فيصح وإلا فلا يصح! قال: لأنه بعد قبض الثمن يكون ضمانُ ما وجب .. وقال ابن الصلاح: إن هذه الحكاية من أعجب ما يحكى" أ. هـ. وفاته: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مصنفاته: له مصنف في علم الشروط، وآمالٍ في الحديث وغير ذلك. 3275 - الخَيْشِي * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن عيسى بن إسحاق بن جابر، أبو الحسن: وقيل: أبو مسلم، يعرف بالخيشي. من مشايخه: الحسين بن علي النمري، ومحمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي وغيرهما. من تلامذته: الحسين بن علي بن أيوب، ومحمد بن عبد الملك وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الإكمال: "شيخنا وأستاذنا .. كان إمامًا في حل التراجم ولم أرَ شيخا من أهل الأدب يجري مجراه" أ. هـ. • البغية: "برع في النحو والأدب .. وكان من أئمة النحاة المشهورين بالفضل والنبل" أ. هـ. وفاته: سنة (438 هـ) ثمان وثلاثين وأربعمائة. 3276 - أبو الفضل العُكبَري * المقرئ: محمّد بن محمد، أبو الفضل العُكبري (¬1). من مشايخه: أبو الفرج النهرواني، والحسن بن محمّد الفحام وغيرهما. من تلامذته: عبد الله بن السمرقندي، وأخوه أبو القاسم إسماعيل بن السمرقندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان من أعيان القراء ومسنديهم في زمانه .. وكان صدوقًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "من نبلاء القراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق مسند" أ. هـ. وفاته: سنة (473 هـ) ثلاث وشبعين وأربعمائة. 3277 - الرّامِشِي * النحوي، المفسر المقروء: محمد بن أحمد بن هميماه، أبو نصر الرامشي، النيسابوري. من مشايخه: أبو العلاء المعري وغيره. كلام العلماء فيه: • الوافي: "قال الحافظ ابن عساكر: كان عارفًا ¬

_ * البغية (1/ 232)، تاريخ الإسلام (وفيات 438)، الإكمال (3/ 240)، الكامل في التاريخ (9/ 535). * معرفة القراء (1/ 434)، تاريخ الإسلام (وفيات 473) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 258). (¬1) العُكبَري: بضم العين، وفتح الباء الموحدة وقيل بضم الباء أيضًا والصحيح فتحها، بلدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي ... وهي أقدم من بغداد، انظر الأنساب (4/ 221). * البغية (1/ 218)، الوافي (1/ 124).

3278 - أبو حامد الغزالي

بالنحو وعلوم القرآن .. طلب القراءات والحديث وارتحل واجتمع محماعة وتخرج به جماعة" أ. هـ. وفاته: سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. 3278 - أبو حامد الغزالي * المفسر: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي (¬1) الطوسي، أبو حامد، حجة الإسلام. ولد: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مشايخه: أحمد الراذكاني، وأبو المعالي الجويني وغيرهما كثير. من تلامذته: أبو بكر بن العربي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان الإمام أبو المعالي مع علو درجته وفرط ذكائه، لا يطيب له تصديه للتصنيف، وإن كان في الظاهر مبتهجًا به". وقال: "أخذ في مجاهدة النفس، وتغيير الأخلاق، وتهذيب الباطن، وانقلب شيطان الرعونة، وطلب الرئاسة والتخلق بالأخلاق الذميمة، إلى سكون النفس وكرم الأخلاق، والفراغ عن الرسوم، ، وتزيا بزي الصالحين". ثم قال: "قال أبو بكر الطرطوشي: شحن - صلى الله عليه وسلم -، فلا أعلم كتابًا على بسطة الأرض أكثر كذبًا على رسول الله منه، ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة ومعاني رسائل إخوان الصفا وهم قوم يرون النبوة إكتسابًا. فليس نبيّ في زعمهم أكثر من شخص فاضل، تخلق بمحاسن الأخلاق، وجانب سفاسفها وساس نفسه، حتى ملك قيادها، فلا تغلبه شهواته، ولا يقهره سوء أخلاقه ثم ساس الخلق بتلك الأخلاق. وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق". وقال: "قلت -أي الذهبي-: للغزالي غلط كثير، وتناقض في تواليفه ودخول في الفلسفة وشكوك، ومن تأمل كتبه العقلية رأى العجائب. وكان مزجي البضاعة من الآثار، على سعة علومه، وجلالة قدره وعظمته" أ. هـ. •السير: "قلت -أي الذهبي-: قد ألف الرجل في ذم الفلاسفة كتاب (التهافت) وكشف عوارهم، ووافقهم في مواضع ظنًّا منه أن ذلك حق، أو موافق للملة ولم يكن له علم بالآثار ولا خبرة بالسنن النبوية القاضية على العقل، وحبب إليه إدمان النظر في كتاب (رسائل إخوان الصفا) وهو داء عضال، وجرب مُردٍ، وسم قتال، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء، وخيار المخلصين، لتلف. فالحذر الحذار من هذه الكتب، واهربوا ¬

_ * تبيين كذب المفتري (291)، المنتظم (17/ 124)، الكامل (10/ 491)، تاريخ الأعلام (وفيات 505) ط. تدمري، وفيات الأعيان (4/ 216)، السير (19/ 322)، العبر (4/ 10)، الوافي (1/ 274)، عيون التواريخ (12/ 3)، طبقات الشافعية للسبكي (6/ 191)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 242)، البداية والنهاية (12/ 185)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (37)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 300)، المقفى (7/ 76)، النجوم (5/ 203)، مفتاح السعادة (2/ 332)، طبقات الشافعية لابن هداية الله (192)، كشف الظنون (1/ 12، 23)، الشذرات (6/ 18)، روضات الجنات (8/ 3)، إيضاح المكنون (1/ 11)، هدية العارفين (2/ 79)، الأعلام (7/ 22)، معجم المؤلفين (3/ 671)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 622). (¬1) نسبته إلى صناعة الغزل عند من يقول بتشديد الزاي، أو إلى غزالة من قرى طوس لمن قال بالتخفيف.

بدينكم من شُبه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة، فمن رام النجاة والفوز، فليلزم العبودية، وليدمن الإستغاثة بالله، وليتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة، وسادة التابعين والله الموفق، فبحسن قصد العالم يُغفر له وينجو إن شاء الله. وقال أبو عمرو بن الصلاح: فصل لبيان أشياء مهمة أنكرت على أبي حامد: ففي تواليفه أشياء يرتضيها أهل مذهبه من الشذوذ، منها قوله في المنطق: هو مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط به، فلا ثقة له بمعلوم أصلًا. قال: فهذا مردود، إذ كل صحيح الذهن منطقي بالطبع، وكم من إمام ما رفع بالمنطق رأسًا" أ. هـ. • الأعلام: "فيلسوف، متصوف، له نحو مئتي مصنف" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة -حيث قسم صاحب الكتاب الكلام عن الغزالي إلى أربعة مباحث- فقال: "أولًا: يعتبر الغزالي أحد أعلام الأشاعرة الذين دافعوا عن المذهب الأشعري ضد مناوئيه من مختلف الطوائف، ولذلك سمي أحد أشهر كتبه الأشعرية بالإقتصاد في الإعتقاد ليكون مقتصدًا ووسطًا كما يقول بين الحشوية من جهة والمعتزلة والفلاسفة من جهة أخرى، والغزالي لم يأت بحديد فيما يتعلق بمذهب الأشاعرة، بل جاءت كتبه واستدلالاته ملخصة عمن سبقه من أعلام الأشاعرة مع صياغة جديدة وأسلوب سهل والملاحظ في مذهبه تركيزه على: 1 - قوله بصحة إيمان المقلد -خلافًا للمشهور من مذهب جمهور الأشاعرة-، بل يرى أن فئات من الناس آمنوا بالله وصدقوا برسله واعتقدوا الحق واشتغلوا بالعبادة أو الصناعة "فهؤلاء ينبغي أن يتركوا وما هم عليه، ولا تحرك عقائدهم بالاستحثاث على تعلم هذا العلم [أي علم الكلام بأدلته]، فإن صاحب الشرع صلوات الله عليه لم يطالب العرب في مخاطبته إياهم بأكثر من التصديق، ولم يفرق بين أن يكون ذلك بإيمان وعقد تقليدي أو بيقين برهانيا، وفي الأربعين يقول بعد ذكره عشرة أصول على وفق مذهب الأشاعرة: "ووراء هذه العقيدة الظاهرة رتبتان: إحداهما، معرفة أدلة هذه العقيدة الظاهرة من غير خوض على أسرارها، والثانية، معرفة أسرارها، ولباب معانيها، وحقيقة ظواهرها، والرتبتان جميعًا ليستا واجبتين على جميع العوام، أعني أن نجاتهم في الآخرة غير موقوفة عليهما، ولا فوزهم موقوف عليهما"، وكتاب الأربعين من كتب الغزالي المتأخرة التي جمعت بين إيضاح المذهب الأشعري مع آرائه الأخيرة في مسائل التصوف والكشف والذوق. 2 - تأكيده لإنكار السببية، وهي مسألة مشهورة في المذهب الأشعري، وقد قال بها الأشاعرة وأكدوها. ثم قال: "3 - مجيئه بقانون التأويل الكلامي حين يتعارض -وبالأصح حين يتوهم التعارض- بين العقل والنقل، والغزالي كان كان مسبوقًا إلى هذا القانون، إلا أنه ألف فيه رسالة مستقلة كانت على إثر أسئلة سألها أحد تلاميذه، وفي هذه

الرسالة ذكر فرق النّاس في هذه المسألة، ورجح قول الفرقة الخامسة التي قال عنها "هي الفرقة المتوسطة الجامعة بين البحث عن المعقول والمنقول الجاعلة كل واحد منهما أصلًا مهمًا، المنكرة لتعارض العقل والشرع، وكونه حقًّا، ومن كذب العقل فقد كذب الشرع إذ بالعقل عرف صدق الشرع، ولولا صدق دليل العقل لما عرفنا الفرق بين النبي والمتنبي، والصادق والكاذب، وكيف يكذب العقل بالشرع، وما ثبت الشرع إلا بالعقل، وهؤلاء هم الفرقة المحقة، وقد نهجوا منهجًا قويمًا .. "، وبعد أن يذكر صعوبة هذا المسلك أوصى بعدة وصايا منها: "الوصية الثانية أن لا يكذب برهان العقل أصلًا، فإن العقل لا يكذب، ولو كذب العقل فلعله كذب في إثبات الشرع، فكيف يعرف صدق الشاهد بتزكية المزكي الكاذب، والشرع شاهد بالتفاصيل، والعقل مزكي الشرع"، وقد تأثر بهذا القانون جمهرة الأشاعرة بعد الغزالي، ومن أبرزهم تلميذه، أبو بكر بن العربي، والرازي، وغيرهم، وهذا القانون أصبح فيما بعد أحد ركائز العقيدة الأشعرية وأخطرها وأعظمها أثرًا، ولذلك أفرده شيخ الإسلام ابن تيمية بمؤلفه الكبير "درء تعارض العقل والنقل". 4 - ومن أهم سمات منهج الغزالي أنه حول المعركة -التي كانت تدور فيما سبق بين الأشاعرة والمعتزلة- إلى معركة بين الأشاعرة والفلاسفة، وكتاب تهافت الفلاسفة يعتبره الأشاعرة بدءًا من الغزالي نفسه أحد الكتب المؤيدة لمذهبهم، وقد ألفه الغزالي في المرحلة التي كان فيها أستاذ المدرسة النظامية -الأشعرية- دون منازع. وفي المبحث الثاني قال: "ثانيًا: هناك مشكلة تتعلق بحقيقة مذهب الغزالي، هل هو المذهب الأشعري الذي تبناه ظاهرًا ودافع عنه كثيرًا، أم له مذهب آخر يذكره لخاصته وأومأ إليه في كثير من كتبه؟ ، يقول الغزالي في كتابه ميزان العمل الذي ألفه بعد معيار العلم، لأن السعادة عنده إنما تكون بالعلم والعمل -وميزان العمل من كتب الغزالي الصوفية- يقول في آخره: "لعلك تقول: كلامك في هذا الكتاب انقسم إلى ما يطابق مذهب الصوفية، وإلى ما يطابق مذهب الأشعرية وبعض المتكلمين، ولا يفهم الكلام إلا على مذهب واحد، فما الحق من هذه المذاهب؟ فإن كان الكل حقًّا فكيف يتصور هذا؟ كان كان بعضه حقًّا فما ذلك الحق؟ فيقال لك: إذا عرفت حقيقة المذهب لا تنفعك قط، إذ الناس فيه فريقان: فريق يقول: المذهب اسم مشترك لثلاث مراتب: إحداها: ما يتعصب له في المباهاة والمناظرات. والأخرى: ما يسار به في التعليمات والإرشادات. والثالثة: ما يعتقده الإنسان في نفسه مما انكشف له من النظريات". ثم شرح هذه المراتب بقوله: "ولكل كامل ثلاثة مذاهب بهذا الإعتبار: فأما المذهب بالإعتبار الأول: هو نمط الآباء والأجداد، ومذهب المعلم، ومذهب البلد الذي فيه النشوء، وذلك يختلف بالبلاد والأقطار، ويختلف بالمعلمين، فمن ولد في بلد المعتزلة أو الأشعرية أو الشفعوية أو الخنفية،

انغرس في نفسه منذ صباه التعصب له، والذب دونه، والذم لما سواه ... المذهب الثاني: ما ينطبق في الإرشاد والتعليم على من جاء مستفيدًا مسترشدًا، وهذا لا يتعين على وجه واحد بل يختلف مجسب المسترشد، فيناظر كل مسترشد بما يحتمله فهمه ... المذهب الثالث: ما يعتقد الرجل سرًّا بينه وبين الله عزَّ وجلَّ لا يطلع عليه غير الله تعالى ولا يذكره إلا مع من هو شريكه في الإطلاع على ما اطلع، أو بلغ رتبة يقبل الإطلاع عليه ويفهمه"، ثم ذكر قول الفريق الثاني الذين يقولون المذهب واحد، ثم ذكر أن الأولين يوافقون هؤلاء على أنهم لو سئلوا عن المذهب لم يجز أن يذكروا إلا مذهبًا واحدًا. إن هذا الكلام يمد في معرفة وتحليل ذلك التناقض العجيب في كتبه. وفي المبحث الثالث قال: "ثالثًا: الشك عند الغزالي: وقد احتلت هذه المسألة مكانًا بارزًا بالنسبة لدارسي الغزالي، بل وكثرت المقارنات بينه وبين ديكارت، صاحب الفلسفة المعروفة التي قال فيها: "أنا أفكر، إذن فأنا موجود"، بل أثبت أحد الباحثين أن ديكارت قد اطلع على كتاب الغزالي "المنقذ من الضلال" وأنه اقتبس منه فكرة الشك، والكلام حول شك الغزالي وكنهه وإلى أي مدى كان يطول، ولكن الثابت أن منهج الشك عند الغزالي تمثل في أمرين: أحدهما: عملي، وهو ما عايشه وسطره بوضوح في كتابه المنقذ من الضلال، ويلاحظ هنا أن الغزالي يشرح ما جرى له، ولذلك سماه داء ومرضًا. والثاني: شك منهجي، وهو الذي أشار إليه في بعض كتبه، ومن ذلك قوله: "ولو لم يكن في مجاري هذه الكلمات إلا ما يشكك في اعتقادك الموروث، لتنتدب للطلب، فناهيك به نفعًا، إذ الشكوك هي الموصلة إلى الحق، فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمي والضلال، نعوذ بالله من ذلك"، وهذا الشك هو الذي يذكر في أول واجب على المكلف، هل هو النظر أو القصد إلى النظر أو الشك، وإذا كان الأول والثاني قد أخذ به بعض الأشاعرة فإن الثالث -وهو الشك- إنما يؤثر القول به عن أبي هاشم الجبائي المعتزلي". وفي المبحث الرابع قال: "رابعًا: تصوف الغزالي وفلسفته: بقدر اشتهار الغزالي بأشعريته، اشتهر بتصوفه، ولذلك فهو يمثل مرحلة خطيرة من مراحل امتزاج التصوف بالمذهب الأشعري حتى كاد أن يكون جزءًا منه، ولكن ما نوعية التصوف الذي اعتنقه الغزالي بقوة حتى قال فيه في المنقذ -بعد شرح مطول لمحنته ورحلته وعزلته-: "ودمت على ذلك مقدار عشر سنين، وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به: أني علمت يقينًا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطريق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئًا من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلًا، فإن جميع حركاتهم

وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مكشاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به" ثم يشرح ويوضح فيقول: "وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقة. طهارتها -وهي أول شروطها- تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟ هذا آخرها، بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الإختيار والكسب من أوائلها، وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك إلا كالدهليز للسالك إليه" -ثم يوضح أكثر فيقول: "ومن أول الطريقة تبتدي المكاشفات والمشاهدات حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتًا، ويقتبسون منهم فوائد، ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الإحتراز منه ... ؟ ، ما نوع تصوف الغزالي الذي يقول فيه هذا الكلام -خاصة المقطع الأخير منه-؟ . لقد كان التصوف قبله متمثلًا بتصوف المحاسبي، ثم القشيري، وقد سبق حقيقة تصوفهما، وما يحمله من بدع مخالفة للسنة، فهل كان تصوف الغزالي من هذا النوع، أم كان تصوفًا من نوع آخر. إن هناك من يدافع عن الغزالي، ويرى أن تصوفه سني، وأنه هاجم الفلاسفة والمتكلمين لنصرة طريق الصوفية، ولكن المطلع على كتبه -وما ألفه منها للخاصة- كمشكاة الأنوار، والمعارف العقلية، وميزان العمل، ومعارج القدس، وروضة الطالبين، والمقصد الأسنى، وجواهر القرآن، والمضنون به على غير أهله، يرى شيئًا آخر غير التصوف المعروف. إن مفتاح صرفة شخصية الغزالي أمران: أولهما: ما سبق نقله عنه من أن لكل رجل كامل ثلاث عقائد، إحداها ما يتظاهر به أمام العوام ويتعصب، والثانية: ما يسار به في التعليم والإرشاد -وهو يحتلف بحسب حال المسترشد الطالب-، والثالثة: ما يعتقده الإنسان في نفسه ولا يطلع عليه إلا من هو شريكه في المعرفة، إذن الغزالي -حتما- يخفي جوانب خاصة وسرية من عقيدته. والثاني: جمع أقواله ولمحاته -التي يشير دائمًا إلى سريتها والضن بها- ثم مقارنتها بأقوال من سبقه من الفلاسفة -المائلين إلى الاشراق والتصوف- كابن سينا وغيره، وقد تنبه إلي هذا المنهج بعض الباحثين، ونحن هنا نذكر نماذج فقط من أقواله التي تدل على أن تصوفه كان تصوفًا فلسفيًا إشراقيًا، وإن هجومه على الفلاسفة في التهافت لم يكن إلا بمنهج النوع الأول من العقيدة -لكل إنسان- وهي العقيدة التي يتعصب لها ويذب عنها: 1 - يقول الغزالي في كتابه: إحياء علوم الدين عن علم المكاشفة: "هو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وتزكيته من صفاته المذمومة، وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها، فيتوهم لها معاني مجملة غير

متضحة، فتتضح إذ ذاك، حتى تحصل المعرفة الحقيقة بذات الله سبحانه، وبصفاته الباقيات التامات، وبأفعاله وبحكمه في خلق الدنيا والآخرة، ووجه ترتيبه للآخرة على الدنيا، والمعرفة بمعنى النبوة والنبي، ومعنى الوحي، ومعنى الشيطان، ومعنى لفظ الملائكة والشياطين، وكيفية معاداة الشياطين للإنسان، وكيفية ظهور الملك للأنبياء، وكيفية وصول الوحي إليهم، والمعرفة بملكوت السموات والأرض .. الخ"، ثم يقول عن هذه الكشوفات التي تحصل: "وهذه هي العلوم التي لا تسطر في الكتب، ولا يتحدث بها من أنعم الله عليه بشيء منها إلا مع أهله، وهو المشارك فيه، على سبيل المذاكرة، وبطريق الإسرار وهذا هو العلم الخفي .. "، إن هذا الكلام الخطير يقوله الغزالي في أهم وأشهر كتاب من كتبه، وقد ألفه في أواخر عمره بعد عزلته ورجوعه إلى بغداد، ومما يلاحظ أن لفتات كثيرة تشبه هذا الكلام جاءت متفرقة في هذا الكتاب الكبير". ثم يقول: "ومن الأمور الخطيرة في مذهب الغزالي ميله إلى تأويل عذاب القبر، وعذاب النار ونعيم الجنة، بتأويلات قرمطية باطنية، حتى ذكر في المضنون به على غير أهله: أن نصوص النعيم "ما خوطب به جماعة يعظم ذلك في أعينهم ويشتهونه غاية الشهوة"، ويقول: "والرحمة الإلهية ألقت بواسطة النبوة إلى كافة الخلق القدر الذي احتملته أفهامهم"، ولا يقول قائل: إن هذا كتاب المضنون -وهو مشكوك في صحة نسبته إلى الغزالي- لأن الغزالي صرح بشيء من ذلك في كتابه الأربعين -الذي لا يشك أحد في نسبته إليه- فقال: "أما قولك: إن المشهور من عذاب القبر التألم بالنيران والعقارب والحيات، فهذا صحيح، وهو كذلك، ولكني أراك عاجزًا عن فهمه ودرك سره وحقيقته، إلا أني أنبهك على أنموذج منه تشويقًا لك إلى معرفة الحقائق، والتشمر للإستعداد لأمر الآخرة، فإنه نبأ عظيم أنتم عنه معرضون"، ثم يضرب مثالا، ويؤوله ثم يقول: "لعلك تقول: قد أبدعت قولا مخالفًا للمشهور، منكرًا عند الجمهور، إن زعمت أن أنواع عذاب الآخرة يدرك بنور البصيرة والمشاهدة إدراكًا مجاوزًا حد تقليد الشرائع، فهل يمكنك -إن كان كذلك- حصر أصناف العذاب وتفاصيله؟ فاعلم أن مخالفتي للجمهور لا أنكره، وكيف تنكر مخالفة المسافر للجمهور، فإن الجمهور يستقرون في البلد الذي هو مسقط رؤوسهم، ومحل ولادتهم، وهو المنزل الأول من منازل وجودهم وإنما يسافر منهم الأحاد"، ثم يذكر كيف يترقى الإنسان حتى "يفتح له باب الملكوت فيشاهد الأرواح المجردة عن كسوة التلبيس، وغشاوة الأشكال، وهذا العالم لا نهاية له"، ولا شك أن مذهب الغزالي الفلسفي الصوفي قاده إلى مثل هذه التأويلات الخطيرة -نعوذ بالله من الخذلان-. ثم يختم كلامه عن الغزالي بتلخيص تأثيره فيمن بعده فيقول: "هذا هو أبو حامد الغزالي -من خلال لمحات سريعة عن منهجه وعقيدته الذي تأثر به من جاء بعده، ويمكن تلخيص هذا التأثر بما يلي: 1 - التاكيد على إنكار السببية، فقد تأثر به من جاء بعده، دون الإنتباه إلى تحفظاته التي أوردها.

3279 - أبو محمد القطواني

2 - تكريس قانون التأويل الكلامي في المذهب الأشعري، وقد جاءت صياغة هذا القانون بشكل مركز على يد الرازي. 3 - تحويل المعركة من معركة مع المعتزلة -والفلاسفة من باب أولى- إلى معركة مع الفلاسفة، وهذا ما نشاهده لدى كثير من الأشاعرة لكنه هجوم من منطلق صوفي. 4 - إنه لا مانع أن يحمل الإنسان أكثر من عقيدة -حسب الأحوال- وهذا ما نشاهد نموذجًا له عند الرازي، الذي ظهر في بعض كتبه فيلسوفًا وبعضها أشعريًّا. 5 - نقله التصوف من التصوف المعروف قبله -على ما فيه من بدع تصغر أو تكبر- إلى تصوف فلسفي إشراقي، وإذا كان هذا المذهب جاء عند الغزالي على شكل عقيدة مخفية لا يصرح بها للعوام، فإن الأشاعرة من بعده صرحوا بتبنيهم للفلسفة -أحيانًا- أو لبعض آراء الفلاسفة. 6 - كما أن المنطق الأرسطي -بقي بعد الغزالي- على ما صرح به الغزالي من أنه آلة، وأنه لا علاقة له بالعقيدة. 7 - وأخيرًا بقي الغزالي -في كتابه الإحياء خاصة- مرجعًا يرجع إليه فئات كثيرة من الناس على مختلف مشاربهم وعقائدهم، لأن كلا منهم يجد في هذا الكتاب ما يوافق هواه" أ. هـ. وفاته: سنة (505 هـ) خمس وخمسائة. من مصنفاته: "إحياء علوم الدين"، و"تهافت الفلاسفة"، و"الوقف والإبتد" في التفسير، و"جواهر القرآن". 3279 - أبو محمّد القَطَواني * المفسر: محمّد بن محمّد بن أيوب بن محسن، أبو محمد القطواني (¬1)، السمرقندي. ولد: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مشايخه: سمع من جماعة وحدث. من تلامذته: روى عنه جماعة من أهل سمرقند منهم الوَلوَالجي وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان مفتيًا واعظًا مفسرًا مشهورًا سقط عن دابته منصرفًا من صلاة الجمعة، فاندقت عنقه، ومات من الغد" أ. هـ. • المنتظم: "كان إمامًا واعظًا فاضلًا، له القبول التام بين الخواص والعوام وحظي عند الملوك، وكان يأمرهم بالمعروف من غير محاباة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا في الوعظ، له القبول التام من الخواص والعوام"أ. هـ. وفاته: سنة (506 هـ) ست وخمسمائة. 3280 - ابن الحكَم القُرَشِي * المقرئ: محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 506) ط. تدمري، الأنساب (4/ 525)، المنتظم (17/ 130)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 235)، الجواهر المضية (3/ 319). (¬1) قطوان: قرية كبيرة على خمسة فراسخ من سمرقند، بها الجامع والمنبر، وكانت مقتلة عظيمة للمسلمين، وبها مقابر الشهداء، غير أن أهل سمرقد يقولونها بسكون الطاء وظني أنها محركة، خرجت إليها للزيارة وأقمت بها ليلتين. هذا ما قاله السمعاني في الأنساب. • الصلة (2/ 557)، بغية الملتمس (1/ 69)، تاريخ الإسلام (وفيات 542) ط. تدمري.

3281 - الفلنقي

بن عبد الرحمن بن الحكم القرشي، أبو عبد الله، ويعرف بالأحمر. ولد: سنة (365 هـ) خمس وستين وثلاثمائة، ذكر ذلك صاحب "بغية الملتمس"، ولم يذكر سنة وفاته ولعل هذه السنة خطأ، والله أعلم. من مشايخه: أبو داود سليمان بن نجاح، وأبو عبد الله محمد بن بن فرج وغيرهما. من تلامذته: الحافظ أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن خلف عرف بابن الفخار، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • بغية الملتمس: "فقيه مقرئ محدث مشهور" أ. هـ. • الصلة: "وكان حافظًا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، مقدمًا فيه، متفننًا في المعارف، والعلوم، وقد نوظر عليه .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان مقدمًا في مذهب مالك، عارفًا به" أ. هـ. وفاته: سنة (542 هـ) اثنتي وأربعين وخمسمائة، ذُكر ذلك في تاريخ الإسلام والصلة، ونلاحظ أن هناك فرق كبير بين تاريخ الولادة والوفاة؟ وتاريخ الوفاة أصح من تاريخ الولادة .. والله أعلم. 3281 - الفَلَنقي * المقرئ: محمد بن محمد بن عبد الله، بن معاذ اللخمي، المعروف بالفلنقي، أبو بكر. من مشايخه: شريح، وابن الأخضر وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن نخبة، وأبو ذر الخشني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان إمامًا في صناعة الإقراء، عالي الرواية، مشاركًا في علم العربية والآداب يجمع إلى ذلك براعة الخط، وجودة الضبط" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ كامل" أ. هـ. وفاته: سنة (553 هـ) ثلاث وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "الإيماء إلى مذاهب السبعة القراء" القراءات. 3282 - ابن ظفر الصقليّ * النحوي، اللغوي، المفسر: محمد بن محمد بن محمد بن ظفر، المنعوت حجة الإسلام، برهان ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 488)، معرفة القراء (2/ 529)، تاريخ الإسلام (وفيات 553) ط. تدمري، الوافي (1/ 126)، غاية النهاية (2/ 242)، جذوة الإقتباس (1/ 263)، كشف الظنون (1/ 215)، هدية العارفين (2/ 93)، الأعلام (7/ 24)، معجم المؤلفين (3/ 656). * وفيات الأعيان (4/ 395)، خريدة القصر (3/ 49)، معجم الأدباء (6/ 2643)، وفيه: محمد بن أبي محمد .. ، الوافي (1/ 141)، المقفى (7/ 158)، بغية الوعاة (1/ 142) وفيه اسمه محمّد بن عبد الله بن محمد، المختصر في أخبار البشر (3/ 49)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 565 هـ) ط. تدمري، السير (20/ 522)، كشف الظنون (1/ 741)، هدية العارفين (2/ 96).

3283 - الخاوراني

الدين، أبو هاشم، وأبو عبد الله بن أبي محمّد المكي الأصل، المغربي المنشأ، نزيل حماة الصقلي. ولد: سنة (497 هـ) سبع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو طاهر السلفي، والقاضي أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الغزّي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان ابن ظفر قصير القامة، دميم الخلقة غير صبيح الوجه ... ولم يزل يكابد الفقر إلى أن مات، حتى قيل إنه زوج ابنته في حماة بغير كف من الحاجة والضرورة، وإن الزوج رحل بها عن حماة وباعها في بعض البلاد" أ. هـ. • معجم الأدباء: "النحوي اللغوي الأديب" أ. هـ. • خريدة القصر: "إمام وقته في التفسير والأدب .. وكان شيخًا عزيزًا قد برز في العلوم على علماء عصره تبريزًا" أ. هـ. • الوافي: "جرت بينه وبين تاج الدين الكندي مناظرة في النحو واللغة فأورد عليه مسائل في النحو فلم يمش فيها فقال: الشيخ تاج الدين أعلم مني بالنحو وأنا أعلم منه باللغة، فقال تاج الدين: الأول مسلم والثاني ممنوع" أ. هـ. وفاته: سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة. من مصنفاته: "ينبوع الحياة" في تفسير القرآن الحكيم، و"فوائد الوحي الموجز إلى فوائد الوحي المعجز"، و"أساليب الغاية في أحكام الغاية"، و"معاتبة الجرئ على معاقبة البرئ في اعتقاد أبي حنيفة والأشعري". 3283 - الخاوراني * النحوي، اللغوي: أبو محمد -وقيل محمد- بن محمّد أبو الحسن الخاوراني الشوكاني. ولد: في حدود سنة (500 هـ) خمسمائة. من مشايخه: محمود بن عمر الزمخشري، وأبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري البيهقي وغيرهما. من تلامذته: محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، وأحمد بن محمد النيسابوري الميداني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • قال محقق كتاب "القواعد والفوائد" الدكتور عبد الله حمد الخثران في صفحة (15): "إن أول ما يلفت إنتباه الدارس أن المؤلف قد تمكن من تناول جميع أهم مسائل النحو والتصريف في هذا الكتاب بأسلوب سهل وممتع في قالب فريد. فقد اتبع في تناول أبواب النحو ومسائله طريقة فريدة لم أعرف من سبقه إليها، فلم يتجه إلى طريقة شيخه الزمخشري في المفضل الذي جمع أحكام النحو والتصريف في أربعة أقسام، للأسم وقسم للفعل فقد قسم الخوراني كتابه ثلاثة أقسام: القسم الأول في المقدمات والقسم الثاني في ¬

_ * معجم البلدان (2/ 341)، هدية العارفين (2/ 98)، كشف الظنون (2/ 1935)، إيضاح المكنون (2/ 244)، معجم المؤلفين (3/ 640)، القواعد والفوائد في الأعراب تحقيق الدكتور عبد الله بن حمد الختران -دار المعرفة الجامعية.

3284 - الرشيد الوطواط

المقاصد والقسم الثالث في اللواحق وختم الكتاب بعشر مسائل مشكلات" أ. هـ. بتصرف. وفاته: سنة (571 هـ) إحدى وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "التلويح في شرح المصابيح" للبغوي، و"القواعد والفوائد" و"نخبة الاعراب" وغير ذلك. 3284 - الرشيد الوطواط * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن عبد الجليل بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله .. ، ويصل نسبه إلى عمر بن الخطاب، ويعرف بالرشيد الوطواط. من مشايخه: الزمخشري وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "الأديب الكاتب الشاعر كان من نوادر الزمان وعجائبه وأفراد الدهر وغرائبه أفضل زمانه في النظم والنثر وأعلم الناس بدقائق كلام العرب وأسرار النحو والبلاغة" أ. هـ. قلت: أورد له ياقوت في معجمه رسالة يثني بها على الزمخشري وعلمه. • معجم المؤلفين: "أديب كاتب شاعر عارف بكلام العرب وأسرار النحو .. وأكبر شهرته في شعره الفارسي" أ. هـ. وفاته: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: ديوان شعر وديوان رسائل عربي، وتحفة الصديق من كلام أبي بكر الصديق وغيرها. 3285 - أبو الفتح الواسطي * النحوي: محمد بن محمد بن جعفر بن مختار، أبو الفتح الواسطي. من مشايخه: ابن كردان، وأبو الحسين بن دينار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان نحويا فاضلا .. وكان حسن الأفراد جيد المحفوظ متيقظا ولم يتصدر لإقراء النحو" أ. هـ. وفاته: سنة (574 هـ) أربع وسبعين وخمسمائة. 3286 - ابن مواهب * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن مواهب بن محمد البغدادي، ابن الخراساني، أبو العز. ولد: سنة (494 هـ) أربع وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: الحسين بن البسدي، وأبو الحسن بن الطيوري، وابن الجواليقي وغيرهم. من تلامذته: ابن الأخضر، وأبو عبد الله بن الدبيثي وغيرهما. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2631)، البغية (1/ 226)، معجم المؤلفين (3/ 649). * معجم الأدباء (6/ 2619)، البغية (1/ 221)، وذكر وفاته سنة الأدباء (6/ 2641)، إنباه الرواة (3/ 213)، السير (21/ 82)، العبر (4/ 230)، تلخيص مجمع الآداب (3/ 373)، الوافي (1/ 150)، فوات الرفيات (3/ 238)، بغية الوعاة (1/ 235)، الشذرات (6/ 424)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 576 هـ) ط. تدمري، المختصر المحتاج إليه (1/ 119)، مرآة الجنان (3/ 307).

3287 - الأثير ابن بنان

كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان عارفًا بالأدب، شديد العناية بالعروض" أ. هـ. • السير: "قال العماد الكاتب: هو علامة الزمان في الأدب والنحو، متبحر في علم الشعر، قادر على النظم، له خاطر كالماء الجاري، وديوانه في خمسة عشر مجلدًا، وكان واسع العبادة، غزير العلم، ذكيًا" أ. هـ. • العبر: "كان صاحب ظرف ومجون وذكاء مُفرط تفنن في الأدب" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن النجار: كان أديبًا فاضلًا، عالمًا بالنحو واللغة والعروض وقول الشعر مشهورًا بذلك" أ. هـ. • مرآة الجنان: "الأديب، صاحب العروض والنوادر وديوان شعر في مجلدات، كان صاحب طرف وذكاء مفرط، وتفنن في الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. 3287 - الأثير ابن بُنان * المفسر: محمّد بن محمّد بن محمد بن بنان الأنباري، ثم المصري، أبو طاهر بن أبي الفضل الكاتب، القاضي الأثير، ذو الرياستين. ولد: سنة (507 هـ) سبع وخمسمائة. من مشايخه: أبو البركات العراقي، وأبو صادق مرشد المديني وغيرهما. من تلامذته: الشريف محمد بن عبد الرحمن الحسيني الحلبي، والرشيد أبو الحسين العطار وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "دخلت إليه وسمعت بحضرته وأخذت عنه، واستفدت من مذاكرته ولفظه. وما أحسن ما وصفه محمّد بن محمّد بن حامد وأثنى عليه فقال: ذو الرياستين محمّد بن بُنان مرموق بالوجاهة معذوق بالنباهة، لقيتهُ بمصر متوليًا للقصر، وهو من أرباب مناصبها الكبار، وأصحاب مراتبها الخيار، له رُواء وبهجة ورواية ولهجة ومنظر يروق، ومخبر يفوق، وطول وطائل وقبول وفضائل. وله شعر كالسّحْر ونثر كنظم الدّر" أ. هـ .. الوافي: "قرأ الأدب وسمع الحديث، وكان شيخًا جليلًا مهيبًا عالمًا أديبًا كاتبًا بليغا" أ. هـ. • فوات الوفيات: "قرأ الأدب وسمع الحديث، وكان شيخًا جليلًا مهيبًا عالمًا أديبًا كاملًا بليغًا يكتب الخط الحسن ويقول الشعر الجيد ويترسل، وفيه مفاكهة ودماثة أخلاق" أهـ. • المقفى: "ولي النظر في الدولة أيام الخلفاء والفاطميين ثم تقلب في الخدم الديوانية بتشين والإسكندرية، وغير ذلك في الأيام الصالحية، وكان من رؤساء المصريين وأكابرهم وفضلائهم، ومقدمًا في الدولة وعنده أدب وترسل وخط ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 209)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 350)، العبر (4/ 294)، السير (21/ 220)، الوافي (1/ 281)، فوات الوفيات (3/ 259)، النجوم (6/ 159)، السلوك (1/ 1 / 154)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 249)، الشذرات (6/ 534)، الأعلام (7/ 26)، معجم المؤلفين (3/ 676)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 596 هـ) ط. تدمري، وفيات الأعيان (3/ 259)، المختصر المحتاج إليه (1/ 122)، المقفى (7/ 154).

3288 - ابن المقرون

حسن". وقال: "فلما زالت الدولة الفاطمية على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، قال القاضي الفاضل -عبد الرحيم بن عليّ البيسائي- لصلاح الدين: هذا رجل -أي للمترجم له- كبير يصلح أن تجرى على ما يكفيه ويقعد في منزله، ففعل ذلك". ثم قال: "وكان الأثير فاضلًا جليلًا نبيلًا عالمًا أديبًا بليغًا له شعر مليح وترسل فائق، وتقدم في الكتابة، ونال الرئاسة الخطيرة، وتمكن التمكن الكثير"أ. هـ. • الأعلام: "كاتب من أعيان عصره ... أصله من الأنبار" أ. هـ. وفاته: سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن الجيد"، و "المنظوم والمنثور". 3288 - ابن المَقرُون * المقرئ: محمد بن أبي محمّد بن أبي المعالي ابن المقرون البغدادي أبو شجاع اللوزي. ولد: سنة (510 هـ) عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن بن عبد السلام، وسبط الخياط وغيرهما. من تلامذته: الزين ابن عبد الدائم، وابن الدُّبيثي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام شيخ القراء. قال ابن النجار: وكان مستجاب الدعوة، وقورًا"أ. هـ. • معرفة القراء: "شيخ صالح عابد مقرئ محقق بصير بالقراءات" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الرجل الصالح، .. وكان أمَّارًا بالمعروف، نفاء عن المنكر، كثير الخير، أقرأ كتاب الله نحوًا من ستين سنة، وكان بصيرًا بالقراءات، وكان يأكل من كسب يده، ولا يأخذ من أحدٍ شيئًا" أ. هـ. وفاته: سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة. 3289 - ابن الكال * المقرئ: محمّد بن محمّد بن هارون بن محمّد بن كوكب، الآستاذ أبو عبد الله، الحلي ثم البغدادي، المعروف بابن الكال. ولد: سنة (515 هـ) خمس عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمّد سبط الخياط، وأبو الكرم الشهرزوري وغيرهما. من تلامذته: ابن الدبيثي، والداعي الرشيدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "عني بالقراءات المشهورة ¬

_ *التكملة لوفيات النقلة (1/ 383)، المختصر المحتاج إليه (1/ 165)، السير (21/ 324)، العبر (4/ 300)، معرفة القراء (2/ 569)، تذكرة الحفاظ (4/ 1438)، غاية النهاية (2/ 259)، الشذرات (6/ 542)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 597 هـ) ط. تدمري. * معرفة القراء (2/ 568)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 403)، تاريخ الإسلام (وفيات 597) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1348)، العبر (4/ 300)، المختصر المحتاج إليه (1/ 124)، غاية النهاية (2/ 256)، الشذرات (6/ 542).

3290 - ابن أبي البقاء

والغريبة عناية كلية" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "مقرئ جليل مشهور بصير بالقراءات" أ. هـ. • العبر: "أحد القراء الأعيان" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "شيخ القراء" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ كامل ناقل ... تصدر بالحلة وببغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة. 3290 - ابن أبي البقاء * اللخوي: محمّد بن محمّد بن سليمان بن محمّد بن عبد العزيز الأنصاري، الأستاذ أبو عبد الله البلنسي، يعرف بابن أبي البقاء. ولد: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمد بن الفوارس، وأبو ذر بن الخشني وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبّار وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان شديد العناية بالسماع والرواية مع الحظ الوافر من المعرفة والدراية يتحقق بعلم اللسان ويتقدم في العربية عاكفًا على إقرائها والتعليم بها قائمًا على كتبها بصيرًا بصناعة الحديث مكبًا عليها .. وكان شاعرًا مجودًا حسن التصرف" أ. هـ. • الوافي: "برع في العربية وعلّم بها واعتنى بتقييد الآثار وكان شاعرًا مجودًا" أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة. 3291 - الشَّقَري * المقرئ: محمد بن محمد بن وضاح -وقيل: محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن وضاح- اللخمي، الإشبيلي، الغرناطي، خطيب جزيرة شقر. ولد: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، أبو القاسم بن فيرة الشاطي، وأبو محمد عبد الحق وغيرهم. من تلامذته: محمد بن صالح بن أحمد الكناني، والحسن بن عبد العزيز بن أبي الأحوص وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان رجلًا صالحًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "خطيب شقر، إمام، رحال، مصدر ... وتصدى للإقراء في بلده وكان رجلًا صالحًا" أ. هـ. • المقفى: "كان صدوقًا ثبتًا. ولقبه أبو وضاح ... وهو أول من أدخل القصيدة الشاطبية في القراءات إلى الأندلس، وعنه أخذها الناس هناك. خطب بجامع شقر وأقرأ بها وحج وشهر بالصلاح" أ. هـ. وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة. ¬

_ *تاريخ الإسلام (وفيات 610)، تكملة الصلة (2/ 587)، الوافي (1/ 215)، البغية (1/ 224). *تكملة الصلة (2/ 635)، معرفة القراء (2/ 644)، تاريخ الإسلام (وفيات 634 هـ) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 257)، المقفى الكبير (7/ 100).

3292 - ابن عمرون

3292 - ابن عمرون * النحوي: محمد بن محمد بن أبي عليّ بن أبي سعد بن عمرون الحلبي، جمال الدين. ولد: تقريبا سنة (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة. من مشايخه: الموفق بن يعيش، وعمر بن طبرزد وغيرهما. من تلامذته: بهاء الدين بن النحاس -شيخ الذهبي-، وعبد المؤمن الحافظ، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "إمام النحو بحلب" أ. هـ. وفاته: سنة (649 هـ) تسع وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "شرح المفصل للزمخشري" في النحو. 3293 - أبو عبد الله الدمشقي * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله بن جندي، شمس الدين، أبو عبد الله، ابن أبي عبد الله، ابن أبي الطاهر، الأنصاري الدمشقي. ولد: سنة (650 هـ) خمسين وستمائة. من مشايخه: شمس الدين أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي، والجمال محمد بن مالك وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "المفتي الزاهد ... كان عمدة في النقل" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان ورعًا" أ. هـ. •البداية: "سمعت شيخنا تقي الدين بن تيمية وشيخنا الحافظ أبا الحَجّاج المزي يقول كل منهما للآخر: هذا الرجل قرأ مسند الإمام أحمد وهما يسمعان فلم يضبط عليه لحنة متفقًا عليها وناهيك بهذين ثناء على هذا وهما هما" أ. هـ. • المقفى: "كان إمامًا في النحو واللغة حافظًا للحديث ثقة حجة فيه، أحد الأئمة الفضلاء العلماء العقلاء" أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "وقد قرأ المسند على أبي الغنائم بن علان قراءة عذبة فصيحة لم يأخذوا عليه فيه لحنة واحدة إلا أن يكون سبق لسان وكان مليح الشكل حسن البزة كيس العشرة ثبتًا فيما يقوله كتب عنه آحاد الطلبة" أ. هـ. • بغية الوعاة: " ... أحد الأئمة ... ورُئي في النوم فقيل ما فعل الله بك؟ قال كل خير، نحن نفترش السندس رزقكم الله ما رزقنا، وقال ابن مكتوم: إمام في اللغة والنحو .. "أ. هـ. • الشذرات: "كان إمامًا حافظًا، متقنًا نحويًّا. توفي قبل الكهولة، ولم يبلغ من السمع مأموله، قاله ابن ناصر الدين" أ. هـ. وفاته: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة. ¬

_ * السير (23/ 251)، الوافي (1/ 197)، البلغة (213) واسمه فيه: محمد بن محمد بن علي، بغية الوعاة (1/ 231)، معجم المؤلفين (3/ 660)، أعلام النبلاء (4/ 402). * السير (17/ 259) ط. علوش، تذكرة الحفاظ (4/ 1491)، الوافي (1/ 203)، النجوم (7/ 360)، المقفى (7/ 26)، بغية الوعاة (1/ 224)، الشذرات (7/ 664)، البداية والنهاية (13/ 320) وفيه (ابن جفوان)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 380)، العبر (5/ 394)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 35).

3294 - الفاضل الإسفراييني

3294 - الفاضل الإسْفَرَاييِني * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن أحمد الإسفراييني، تاج الدين الفاضل. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "نحوي، لغوي" أ. هـ. • قال الدكتور محمد بدري عبد الجليل في كتابه (الإسفراييني ومنهجه في درس النحو) صفحة (123): "إسفرايين بكسر الأول وسكون السين وفتح الثالث والرابع فساكنة فكسر المثناة تليها ياء ساكنة فنون، تقع في في القسم التاسع من إيران اليوم. وقد دخلها الإسلام عام واحد وثلاثين من الهجرة على يد عبد الله بن عامر في خلافة عثمان بن عفان، واتخذت هذه البيئة من الشيعية مذهبًا سياسيًا -مما عم بيئات العجم جميعًا- بينما كانت لها الشافعية التي وصلت إليها في القرن الرابع من الهجرة أثرًا من آثار البيئة المصرية نتيجة من نتائج تجوال علمائها- مذهبًا تعبديًا" أ. هـ. وفاته: سنة (684 هـ) أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "شرح المصباح" للمطرزي في النحو سماه "ضوء المصباح"، و "فاتحة الإعراب في إعراب الفاتحة"، و"لب الألباب في علم الإعراب" وغير ذلك. 3295 - ابن صاحب الألفية * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني ثم الدمشقي، بدر الدين، أبو عبد الله، ابن الشيخ جمال الدين، وقيل: محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك ... من مشايخه: والده، وغيره. من تلامذته: بدر الدين بن زيد، والشيخ كمال الدين بن الزملكاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة شيخ العربية وابن شيخها". وقال: "أحد أذكياء وقته، ومن أئمة العربية، وله يد بيضاء في علم البيان، وبصير بأصول الفقه، تخرج به أئمة، وكان مؤمل النفس في البحث، نصدر بجامع دمشق للإقراء بعد والده، وكان من نجباء تلامذة والده" أ. هـ. • الوافي: "كان إمامًا ذكيًا فهمًا حاد الخاطر إمامًا في النحو، إمامًا في المعاني والبيان والبديع والعروض والمنطق جيد المشاركة في الفقه والأصول. كان لا يقدر على نظم بيت واحد" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 219)، وقال لم أعثر على ترجمة، كشف الظنون (2/ 1543)، إيضاح المكنون (2/ 153)، هدية العارفين (2/ 134)، معجم المؤلفين (3/ 620)، الإسفراييني ومنهجه في درس النحو للدكتور محمد بدري عبد الجليل -دار النهضة العربية- بيروت (1404 هـ- 1984 م). * الوافي (1/ 204)، نص مستدرك على العبر (7)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 98)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 257)، النجوم (7/ 373)، المقفى (7/ 30)، عقد الجمان (2/ 365) و (2/ 375)، مفتاح السعادة (1/ 193)، السلوك (1/ 3 / 738)، درة الحجال (2/ 312)، بغية الوعاة (1/ 225)، الشذرات (7/ 696)، كشف الظنون (1/ 151)، إيضاح المكنون (1/ 226)، هدية العارفين (2/ 135)، روضات الجنات (8/ 81)، معجم المطبوعات لسركيس (234)، أعلام الفكر في دمشق (353)، الأعلام (7/ 31)، معجم المؤلفين (3/ 655)، السير (17/ 223) ط. علوش.

3296 - النسفي

• طبقات الشافعية للسبكي: "نحوي، خبير بالمعاني والبيان والمنطق، ذكي، توفي كهلًا" أ. هـ. • نص مستدرك من العبر: "كان عجبًا في الذكاء والمناظرة وصحة الفهم، وكان مطبوع العشرة وفيه لعب ومزاح" أ. هـ. • عِقد الجمان: "شارح الألفية التي لأبيه، وهو من أحسن الشروح وأكثرها فوائد، وكان لطيفًا ظريفًا فاضلًا" أ. هـ. • المقفى: "له معرفة تامة بالعلوم الأدبية، ومع ذلك لم يقدر على نظم بيت واحد. كتب إليه بعض أصحابه أبياتًا فحاول أن يجيبه عنها، وجلس في بيته يومًا كاملًا فلم يفتح عليه بشيء حتى استعان بجار له في المدرسة على الجواب" أ. هـ. • البغية: "تصدى للاشتغال والتصنيف، وكان اللعب يغلب عليه، وعشرة من لا يصلح وكان إمامًا في مواد النظم، من النحو والمعاني والبيان والبديع، ولم يقدر على نظم بيت واحد" أ. هـ. • الشذرات: "شيخ العربية وقدوة أرباب المعاني والبيان" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "كان لغويًّا نحويًّا وعروضيًا ذا إلمام في علوم الفقه والأصول والمنطق، وليس له نظم أو شعر نحلاف والده" أ. هـ. وفاته: سنة (686 هـ)، وقيل: (687 هـ) ست وثمانين، وقيل: سبع وثمانين وستمائة-. من مصنفاته: "شرح ألفية والده والمعروفة بالخلاصة"، و "مقدمة في العروض"، و "المصباح في المعاني والبيان". 3296 - النَّسَفِي * المفسر: محمد بن محمد بن محمد (وقيل محمود) النسفي الحنفي المنطقي، برهان الدين. ولد: تقريبًا سنة (600 هـ) ستمائة. من تلامذته: هارون بن الصاحب، والبرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة، .. صاحب المنطق والخلاف، ... ما علمته روى حديثًا ولا تشاغل في الأثر" أ. هـ. • الوافي: "قال ابن الفوطي: هو شيخنا المحقق المدقق العلامة الحكيم له التصانيف المشهورة، كان في الخلاف والفلسفة أوحد، متع بحواسه وكان زاهدًا" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "صاحب التصانيف الكلامية والخلافية" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالتفسير والأصول والكلام، من الأحناف" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مفسر، فقيه، أصولي، متكلم، حكيم، منطقي"أ. هـ. وفاته: سنة (687 هـ)، وقيل: (686 هـ)، وقيل: (684 هـ) سبع وثمانين، وقيل: ست وثمانين، ¬

_ * السير (17/ 232) ط. علوش، العبر (5/ 346)، الجواهر المضية (3/ 351)، الوافي (1/ 282)، تاج التراجم (198)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 252)، الشذرات (7/ 672)، كشف الظنون (1/ 95)، إيضاح المكنون (2/ 194)، هدية العارفين (2/ 135)، الأعلام (7/ 31)، معجم المؤلفين (3/ 690).

3297 - أبو عبد الله النصيبي

وقيل: أربع وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الواضح" في تلخيص تفسير القرآن للفخر الرازي، و "المقدمة النسفية" وتسمى "المقدمة البرهانية" في الخلاف ... 3297 - أبو عبد الله النَّصيبي * المقرئ: محمد بن أبي العلاء محمد بن علي بن المبارك، الإمام موفق الدين، أبو عبد الله الأنصاري، الرَّباني النصيبي الشافعي. ولد: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. من مشايخه: السيد عيسى بن أبي الحرم، وأبو عمرو بن الحاجب وغيرهما. من تلامذته: الذهبي، وعلم الدين طلحة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الصوفي شيخ القراء بجامعها وشيخ الخانقاه ... وكان إمام مسجد كبير بها، وكان يجلس للناس ويورد أحاديث من حفظه وقل من رأيت بفصاحته ... وكان جيد المعرفة بالأدب، بديع النظم، عارفًا بالقراءات" أ. هـ. • معجم شيوخ الذهبي: "الإمام المقرئ الجود بقية السلف ... الصوفي شيخ الصوفية والقراء" أ. هـ. • ذيل تذكرة الحفاظ: "شيخ القراء والصوفية" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ محقق عارف مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (695 هـ) خمس وتسعين وستمائة. 3298 - ابن عبد الملك المراكشي * اللغوي، المقرئ: محمد بن محمد بن عبد الملك بن سعيد الأنصاري الأوسي، أبو عبد الله المراكشي. ولد: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: أبو زكرياء بن أبي عتيق، وأبو القاسم البلوي وغيرهما. من تلامذته: أبو حفص بن صفوان والقاسم بن يوسف التجيبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "الإمام العلامة، الأوحد، المصنف الأديب المفتي المقرئ، المؤرخ، الحافظ المفيد أبو عبد الله قاضي مراكش" أ. هـ. • الإحاطة: "كان رحمه الله غريب المنزع، شديد الانقباض، محجوب المحاسن، تنبو العين عنه جهامة، وغرابة شكل، ووحشة ظاهرة في طي ذلك أدب غض ونفس حرة، وحديث ممتع، وأبوة كريمة، أحد الصابرين على الجهد المتمسكين بأسباب الحشمة، الراضين بالخصاصة ... " أ. هـ. • مقدمة (الذيل والتكملة) للمترجم له، بقلم الدكتور إحسان عباس: "كان رحمه الله نبيل ¬

_ * معرفة القراء (2/ 710)، معجم شيوخ الذهبي (604)، غاية النهاية (2/ 244)، النجوم (8/ 78)، الشذرات (7/ 755)، ذيل تذكرة الحفاظ (92). * الديباج المذهب (2/ 325)، الإحاطة (2/ 527)، أعلام مراكش (3/ 242)، هدية العارفين (2/ 151)، معجم المؤلفين (3/ 657)، مقدمة كتاب "الذيل والتكملة" بقلم الدكتور إحسان عباس- دار الثقافة- بيروت.

3299 - الكاشغري

الأغراض عارفًا بالتاريخ والأسانيد نقادًا لها حسن التهدي جيد التصرف وإن قل سماعه، أديبًا بارعًا شاعرًا مجيدًا، امتدح بعض كبراء وقته، وكان مع نقده الإسنادي ذا معرفة بالعربية واللغة والعروض ومشاركة في الفقه وما تقدمت الإشارة إليه من معارفه أغلب عليه ... ولي قضاء مراكش مدة ثم أخر عنها لعارض، سببه ما كان في خلقه من حدة أثمرت مناقشة موتور وجد سبيلًا فنال منه" أ. هـ. وفاته: سنة (703 هـ) ثلاث وسبعمائة، وقيل: (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة كما في الإحاطة. من مصنفاته: "الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة" وغير ذلك. 3299 - الكَاشِغْرِي * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن علي الكاشغري، أبو عبد الله. كلام العلماء فيه: • البغية: "قال الجندي في تاريخ اليمن: كان ماهرًا في النحو واللغة والتفسير والوعظ، صوفيًّا. وكان حنفيًّا فتحول شافعيًّا. وقال: رأيت القيامة والناس يدخلون الجنة فعبرت مع زمرة، فجذبني شخص، وقال: يدخل الشافعية قبل أصحاب أبي حنيفة فأردت أن أكون مع المتقدمين" أ. هـ. • العقود اللؤلؤية: "نظاهر بمذهب الصوفية، وابتنى ربطا كثيرة في أماكن متفرقة، وحكم جماعة أيضًا، ولما دخل اليمن ورأي أن الغالب في اليمن مذهب الشافعي تظاهر به وقرأ كتبه .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه مفسر، صوفي، واعظ، لغوي، نحوي أقام بمكة وقدم اليمن فأقام بتعز .. " أ. هـ. وفاته: سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة. من مصنفاته: "مجمع الغرائب ومنع العجائب"، و"تاج السعادة"، و "مختصر أسد الغابة" وغيرها. 3300 - أبو بكر القَالُوسِي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمد بن محمد بن إدريس بن مالك بن عبد الواحد بن عبد الملك القضاعي، القالوسي، أبو بكر. ولد: سنة (607 هـ) سبع وستمائة. من مشايخه: أبو بكر بن العربي، وأبو الحسين بن أبي الربيع وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان عالما بالقراءات، ذاكرا للتفسير، حافظا للفقه، واللغات، والآداب، شاعرا محسنا مبرزا في النحو، وصنف في غير فن من العلم، نظما ونثرا" أ. هـ. • الدرر: "كان شديد التعصب لسيبويه مع خفة ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 230)، العقود اللؤلؤية (1/ 303)، كشف الظنون (2/ 1603 و 1886)، إيضاح المكنون (1/ 210) و (2/ 86)، روضات الجنات (8/ 85)، الأعلام (7/ 32)، معجم المؤلفين (3/ 661). * الدرر الكامنة (4/ 287)، الديباج المذهب (2/ 285)، بغية الوعاة (1/ 220)، هدية العارفين (2/ 141)، إيضاح المكنون (1/ 620)، معجم المؤلفين (3/ 626).

3301 - الخراز

فيه، حدثني شيخنا أبو الحسن بن الجباب قال: ورد أبو بكر القالوسي على القاضي أبو عمرو وكان شديد المهابة فتكلم في مسألة في العربية نقلها عن سيبويه فقال له القاضي أبي عمرو أخطأ سيبويه فكاد يجن ولم يقدر على جوابه لمكان منصبه فجعل يدور في المسجد ودموعه تنحدر وهو يقول أخطأ من خطأه ولا يزيد عليها" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "يعرف بالقلاوسي ... فرضي، عروضي، مؤرخ، ناظم، عارف بالعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (707 هـ) سبع وسبعمائة. من مصنفاته: "مشاحذ الأفكار من مآخذ النظار"، و"شرح مقامات الحريري"، "الخاتم المفضوض في العروض". 3301 - الخرَّاز * المقرئ: محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي الشريشي، الشهير بالخراز، أبو عبد الله المالكي. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد القصاب وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "إمام كامل مقرئ متأخر" أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام الفقيه العمدة الأستاذ الفاضل القدوة ... " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات. من أهل فاس. أصله من شريش" أ. هـ. وفاته: سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن" أرجوزة، و"الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع". 3302 - ابن آجُرُّوم * النحوي: محمد بن محمد بن داود الصنهاجي الفاسي، أبو عبد الله الصوفي، ابن آجُروم (¬1). ولد: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة، وقيل: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة. كلام العلماء فيه: • جذوة الاقتباس: "الأستاذ النحوي صاحب مقدمة النحو، كان من مؤدبي أهل مدينة فاس" أ. هـ. • البغية: "إنا استفدنا من مقدمته أنه كان على مذهب الكوفيين في النحو لأنه عبّر بالخفض، وهو عبارتهم، وقال: الأمر مجزوم وهو ظاهر في أنه معرب وهو رأيهم، وذكر في الجوازم كيفما والجزم بها رأيهم وأنكره البصريون" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن مكتوم (أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي في "تذكرته": نحوي، مقرئ، له معلومات من فرائض، ¬

_ * غاية النهاية (2/ 237)، إيضاح المكنون (1/ 467) و 2/ 227)، شجرة النور (215)، الأعلام (7/ 33)، معجم المؤلفين (3/ 617). * بغية الوعاة (1/ 238)، جذوة الاقتباس (1/ 221)، الشذرات (8/ 112)، كشف الظنون (2/ 1796)، هدية العارفين (2/ 145)، الأعلام (7/ 33)، معجم المؤلفين (3/ 641). (¬1) آجروم: معناها البرير الفقير.

3303 - الوزير العالم

وحساب، وأدب بارع وله مصنفات وأراجيز أ. هـ. قال غيره: المشهور بالبركة والصلاح، ويشهد لذلك عدم النفع بمقدمته" أ. هـ. وفاته: سنة (723 هـ) ثلاث وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: اشتهر برسالته "الآجرومية" وقد شرحها كثيرون، وله مصنفات أخرى وأراجيز. 3303 - الوزير العالم * النحوي، اللغوي: محمد بن محمد بن سهل بن محمد بن سهل الأزدي الغرناطي الأندلسي. ولد: سنة (662 هـ) اثنتين وستين وستمائة. من مشايخه: نجم الدين بن العسقلاني وغيره. كلام العلماء فيه: • المعجم المختص: "كان أثريًا ظاهريًا بصيرًا بالعربية ويعلم الفلك له تقوى وكمال عقل"أ. هـ. • البداية: "سمعت -أي ابن كثير- بقراءاته صحيح مسلم في تسعة مجالس على الشيخ نجم الدين بن العسقلاني قراءة صحيحة وكانت له فضائل كثيرة في الفقه والنحو والتاريخ والأصول ... ولم يل هو مباشرة شيئًا ولا أهل بيته، وإنما كان يلقب الوزير مجازًا" أ. هـ. • الوافي: "فيه ورع وله فضايل" أ. هـ. • المقفى: "كان عالمًا فاضلًا عارفًا، له دين متين وورع وزهد، وكان لا يقبل لأحد شيئًا، اجتهد قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة على أن يأكل عنده شيئًا، فلم يأكل، وكان كثير النظر في كتاب المحلى ... ويميل إلى مذهبه. وكان كثير العبارة والاجتهاد في طلب العلم، مع التقشف والسكون. وكان وافر الجلالة ببلده يرجعون إلى رأيه فيمن يولي المملكة، ويلقبونه الوزير، وكان سخيًّا وقورًا، لا يتعمم بل يتطيلس على طاقية، وكان يتصدق من ماله الذي يحمل إليه من أملاكه بالمغرب" أ. هـ. وفاته: سنة (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة. 3304 - ابن عبد النّور * المفسر: محمد بن محمد بن عبد النور الحميري التونسي. من مشايخه: القاضي أبو القاسم بن زيتون، والقاضي الخطيب أبو محمد بن برطلة الأزدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الديباج: "كان من صدور العدول المبرزين ... له تفنن في سائر العلوم ... " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مفسر، فقيه، مشارك في كثير من العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (731 هـ) إحدى وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: اختصر تفسير الإمام فخر الدين ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (563)، المعجم المختص (172)، البداية والنهاية (14/ 156)، الوافي (1/ 236)، الدرر الكامنة (4/ 296)، المقفى (7/ 23)، النجوم (9/ 284)، الأعلام (7/ 43). * الديباج المذهب (2/ 330)، مشاهير التونسيين (395)، معجم المؤلفين (3/ 657)، شجرة النور (206).

3305 - ابن سيد الناس

الخطيب سماه: "نفحات الطيب في اختصار تفسير ابن الخطيب"، وله في الفقه كتاب "الحاوي في الفتاوي". 3305 - ابن سيد الناس * اللغوي: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس الربعي اليعمري الأندلسي الإشبيلي ثم المصري، فتح الدين، أبو الفتح. ولد: سنة (671 هـ) إحدى وسبعين وستمائة. من مشايخه: القاضي شمس الدين محمد بن العماد وغيره. من تلامذته: تقي الدين ابن قاضي شهبة، والصفدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تذكرة الحفاظ: "كان صدوقًا في الحديث حجة فيما ينقله، له بصر نافذ بالفن وخبرة بالرجال وطبقاتهم ومعرفة بالاختلاف" أ. هـ. • الوافي: "لعل مشيخته يقاربون الألف ... قلت -يعني الصفدي-: صحبته زمانًا طويلًا ودهرًا داهرًا ونمت معه ليالي فكنت أراه في كثير من الأوقات يصلي كل صلاة مرات كثيرة فسألته يومًا عن ذلك فقال إنه خطر لي يومًا أن أصلي كل صلاة مرتين ففعلت ذلك زمانًا ثم خطر لي أن أصلي كل صلاة ثلاث مرات ففعلت ذلك زمانًا وخفّ على ثم خطر لي أن أصلي كل صلاة أربع مرات ففعلت ذلك زمانًا وخف علي فعله وأنسيت هل قال لي خمس مرات أولًا، وكان صحيح القراءة سريعها كأنها السيل إذا انحدر سريع الكتابة كتب ختمة في جمعة وكان يكتب السيرة التي له في عشرين يومًا وهي مجلدان كبيران وكان صحيح العقيدة جيد الذهن يفهم به النكت العقلية ويسارع إليها ولكنه جمد ذهنه لاقتصاره به على النقل .... " أ. هـ. قلت: في مقدمة كتابه (النفح الشذي في شرح جامع الترمذي) بقلم الدكتور أحمد معبد عبد الكريم .. "ثم إن فضل الله العمري قرر أن الصفدي كان منحرفًا عن شيخه ابن سيد الناس واعتبر ثناءه عليه من الفضل الذي شهدت به الأعداء" أ. هـ. • البداية والنهاية: "اشتغل بالعلم فبرع وساد أقرانه في علوم شثى من الحديث والفقه والنحو من العربية وعلم السير والتواريخ وغير ذلك من الفنون. وقد جمع سيرة حسنة في مجلدين، وشرح قطعة حسنة من أول جامع الترمذي ... وغير ذلك، وله الشعر الرائق الفائق، والنثر الموائق ... وله العقيدة السلفية الموضوعة على الآي والأخبار والآثار ¬

_ * تذكرة الحفاظ (4/ 1503)، الوافي (1/ 289)، البداية والنهاية (14/ 178)، فوات الوفيات (2/ 287)، ذيول العبر (182)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 268)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 287)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 390)، ذيل تذكرة الحفاظ (16 و 350)، الدرر الكامنة (4/ 330)، النجوم (9/ 303)، المقفى (7/ 127)، مفتاح السعادة (2/ 363)، السلوك (2/ 2 / 376)، الشذرات (8/ 189)، البدر الطالع (2/ 249)، الأعلام (7/ 34)، معجم المؤلفين (3/ 673)، "النفح الشذي في شرح جامع الترمذي"- تحقيق الدكتور أحمد معبد عبد الكريم- دار العاصمة الرياض- ط 1 (1409 هـ).

والاقتفاء بالآثار النبوية ... ويذكر عنه سوء أدب في أشياء أخر سامحه الله فيها" أ. هـ. • الدرر: "كان طيب الأخلاق سلمًا صاحب دعابة ولعب صدوقًا في الحديث ... قال البرزالي: كان أحد الأعيان معرفة وإتقانًا وحفظًا للحديث وتفهمًا في علله وأسانيده عالمًا بصحيحه وسقيمه مستحضرًا للسيرة له حظ من العربية حسن التصنيف صحيح العقيدة سريع القراءة جميل الهيئة كثير التواضع طيب المجالسة خفيف الروح ظريفًا كيسًا له الشعر الرائق والنثر الفائق وكان محبًا لطبة الحديث ولم يخلف في مجموعه مثله" أ. هـ. • طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "عليه مآخذ في دينه وهديه والله يصلحه وإيانا" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب (النفح الشذي) الدكتور أحمد معبد عبد الكريم (1/ 36): "وصفه البرزالي -وهو معاصره والصفدي- وهو تلميذه الملازم- بأنه كان صحيح العقيدة، وقال ابن كثير: وله العقيدة السلفية الموضوعة على الأي والأخبار والآثار، والإقتفاء بالآثار النبوية". وقال المحقق وتحت عنوان (الانتقادات الموجهة إليه، والجواب عليها) صفحة (1/ 38): "فالصفدي مع وصفه لشيخه بجودة الذهن، وتوقده، قال: ولكن جمّد ذهنه لافتقاره به على النقل، وقال أيضًا: ولو كان اشتغاله بقدر ذهنه، كان بلغ الغاية القصوى، ولكنه كان فيه لعب، ثم استدرك قائلًا: على أنه ما خلّف مثله، لأنه كان متناسب الفضائل. وقال أيضًا: ولو كان اشتغاله على قدر ذهنه، لبلغ الغاية القصوى، لكنه كان يتلهى عن ذلك بمعاشرة الكبار. وقال الذهبي -بعد الثناء عليه-: وعليه مآخذ في دينه، وهديه، والله يصلحه وإيانا. وقال أيضًا: ولو أكب على العلم كما ينبغي، لشدت إليه الرحال، ولكنه كان يتلهى عن ذلك بمباشرة الكتبة. وقال ابن كثير -بعد الثناء على عقيدته وخُلقه وعلمه كما تقدم-: ولم يسلم من بعض الانتقاد ... ويذكر عنه سوء أدب، في أشياء أخر، سامحه الله فيها. وقال الكمال الأدفوي -قرين المؤلف- في كتابه البدر السافر: وخالط أهل السفه وشراب المُدام، فوقع في الملام، ورُشِق بسهام الكلام، والناس مقارن، والقرين يكرم ويهان باعتبار المقارن. والجواب عن كل ذلك من وجهين: أولًا: إن الذين ذكروا هذه الأمور، وقد سبقوها أو اتبعوها بذكر محاسن له تكفي في دفع تأثير تلكم الانتقادات في علمه ودينه وخلقه، وكأنهم يشيرون إلى أنه مع رفعة مكانته وشهرته بالعلم والخلق، لم يسلم من بعض الانتقادات التي وجهت إليه وإن كانت غير فادحة في مقابل محاسنه الكثيرة. ويتضح ذلك في مثل قول الصفدي مثلًا؛ فإنه بعد أن قال: (ولكنه كان فيه لعب) استدرك قائلًا على أنه ما خلف مثله، ولأنه كان متناسب الفضائل. وأيضًا ابن كثير والأدفوي، قد عقبا على انتقادهما السابق بأنه مع ذلك لم يخلف بعده في مجموعه علمًا ومعرفة.

وقال الذهبي بعد وصفه بالدعابة واللعب: إنه كان صدوقًا في الحديث، وإن محاسنه جمة (¬1). ثانيًا: وصفه بحمود الذهن، لاقتصاره على النقل، يرده ما سيأتي في دراسة شرحه للترمذي، من أنه جعل من منهجه إبداء آرائه وترجيحاته، وردوده وتعقباته على من سبقه من العلماء، وقد ذكرت هناك أمثلة تؤيد ذلك. كما رددت في دراسة الكتاب أيضًا على قول الإدفوي قرين المؤلف: إنه قصد أن يتبع شيخه ابن دقيق العيد، فوقف دون ما يريد. وأما نقد الذهبي له بأنه: كان يتلهى عن الاشتغال بالعلم بمباشرة الكتبة، فيجاب عنه بما ذكره الصفدي: أن الشيخ لما عين في جملة الموقعين بديوان الإنشاء -كما سيأتي- تقديرًا لموهبته في حسن الخط والأسلوب، صعب عليه الاستمرار في المنصب واستعفى منه فأعفي (¬2). وكذلك نقد الصفدي له بأنه لم يشتغل بالعلم على قدر ذهنه، لأنه كان فيه لعب، ذكر الصفدي أنه رآه في المنام في سنة 744 هـ أي بعد وفاته بنحو عشر سنوات، وقال له: رأيت الترجمة التي عملتها، وما كنت تحتاج إلى تينك اللفظتين، أو ما هذا معناه. قال الصفدي: ففطنت في النوم لما قال، وكشطتهما، لأنهما لم يكونا من كلامي في حقه (¬3) أقول: ولم يحدد الصفدي اللفظتين، ولكن ابن حجر حددهما بأنهما قول الصفدي: "كان يتلعب" (¬4) وعلى ذلك فهما باقيتان في ترجمته لشيخه كما سبق نقلهما بلفظ"كان فيه لعب" (¬5)، فلعله كشطهما من نسخته ضط، ثم بقيتا في نسخ غيره- وعلى كل فإن إقراره بكشطهما، وبراءته من نسبتهما إلى شيخه ابتداء، يكفي في رجوعه عن ذلك، ثم إن ابن فضل الله العمري قرر أن الصفدي كان منحرفًا عن شيخه ابن سيد الناس، واعتبر ثناءه عليه من الفضل الذي شهدت به الأعداء (¬6) فإذا لاحظنا هذا كان استبعاد نقده مؤكدًا. وقول الإدفوي: إن المؤلف خالط أهل السفه والشراب، يعني من الأمراء ونحوهم، وقول الصفدي أيضًا: إنه كان يتلهى عن الاشتغال بالعلم بمعاشرة الكبار، وكذا قول ابن كثير: إنه يذكر عنه سوء أدب في أشياء أخرى، وقول الذهبي: عليه مآخذ في دينه. كل ذلك قد برئ منه ابن سيد الناس، فقد ذكر ابن حجر أن الملك الناصر (يعني محمّد بن قلاوون) رأى جنازة ابن سيد الناس حافلة، فسأل الجلال القزويني في صبيحة ذلك اليوم، فذكر له مقداره، وكان الفخر ناظر الجش يغض من ابن سيد الناس، فقال للناصر: إنه مع ذلك كان يعاشر الأمراء، والوزراء قديمًا، قال: ويسد عندهم، فذكر ذلك الناصر للجلال القزويني، "رئيس قضاة الشافعية"، والتقى الإخنائي رئيس قضاة المالكية، فبرآه من ذلك، وشهدا بعدالته ونزاهته، ¬

_ (¬1) الوافي (1/ 291). (¬2) انظر الوافي بالوفيات (1/ 292)، والدرر الكامنة (4/ 334). (¬3) الوافي (1/ 305). (¬4) الدرر الكامنة (4/ 335). (¬5) وانظر الوافي (1/ 291). (¬6) الدرر (4/ 331).

3306 - شمس الدين البرزالي

وعفته (¬1). أقول: فهذه شهادة براءة له من قاضين عدليين، مع أمن المجاملة له منهما، لأن هذا كان بعد وفاته. ومن جهة أخرى فإن الأدفوي قرين المؤلف وشريكه في ملازمة ابن دقيق العيد، فانتقاده للمؤلف من تحامل الأقران، خاصة وأن ابن دقيق العيد كما تقدم كان يؤثر ابن سيد الناس على غيره من تلامذته بما فيهم الأدفوي. وبهذا تندفع الانتقادات القادحة عن المؤلف جملة وتفصيلًا، والكمال لله وحده" أ. هـ. وفاته: سنة (734 هـ) أربع وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير"، و "بشرى اللبيب بذكر الحبيب". 3306 - شمس الدين البرزالي * المفس، اللغوي: محمد بن محمد بن محمود بن قاسم بن البرزالي، وقيل: البزرتي، البغدادي الحنبلي، شمس الدين، أبو عبد الله. من مشايخه: تقي الدين الزريراتي، والعماد بن الطبال وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان شيخًا علامة ذكيًا قوي المشاركة بصيرًا بالمذهب والعربية رأسًا في الطب سافر إلى الهند، وله نظم جيد وسطوة وشهامة درس بالمستنصرية" أ. هـ. • الشذرات: "الفقيه الحنبلي الأصولي الأديب النحوي. كان إمامًا، متقنًا، بارعًا في الفقه والأصلين والعربية والأدب والتفسير وغير ذلك، وله نظم حسن. وخط مليح" أ. هـ. وفاته: سنة (735 هـ)، وقيل: (734 هـ) خمس وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: صنف في الطب وما يستعمله الإنسان، وله نظم جيد. 3307 - ابن القُوبَع * النحوي، المفسر: محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الجعفري، ركن الدين، أبو عبد الله بن القوبع المالكي. ولد: سنة (664 هـ) أربع وستين وستمائة. من مشايخه: التقي أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي، وأحمد بن هبة الله بن عساكر وغيرهما. من تلامذته: القطب الحلبي، وعبد الله المنوفي وغيرهما. ¬

_ (¬1) الدرر الكامنة (4/ 335). * الوافي (1/ 237)، الدرر الكامنة (5/ 3)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 252)، الشذرات (8/ 194)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 425)، السير (17/ 512) ط. علوش. * الوافي (1/ 238)، الدرر الكامنة (4/ 299)، المقفى (7/ 38)، بغية الوعاة (1/ 266)، إيضاح المكنون (1/ 527)، مشاهير التونسيين (414)، شجرة النور (208)، الأعلام (7/ 35)، معجم المؤلفين (3/ 652)، السير (17/ 536) ط. علوش.

3308 - ابن المفسر

كلام العلماء فيه: * السير: "العلامة الفيلسوف الحكيم .. ". وقال: "كان صاحب فنون وباع في الطب والفلسفة وفيه رقة دين، رأيته بدمشق يناظر" أ. هـ. * الوافي: "لم أرَ له نظير في مجموعه وإتقانه وتفننه واستحضاره واطلاعه كل ما يعرفه يجيد فيه من أصول وحديث وفقه وأدب ولغة ونحو وعروض وأسماء رجال وتاريخ وشعرًا أ. هـ. * المقفى: "قال تقي الدين السبكي: ما أعرف أحدًا مثل الشيخ ركن الدين ... وناب في الحكم عن القاضي المالكي مدة ... ولم يسمع منه أنه ارتشى في حكمه ولا حابى فيه أحدًا ... وكان يدمن النظر في كتاب (الشفاء) لأبي عليّ ابن سينا لا يخلّ بالنظر فيه ليلة من الليالي، فلمّا قيل له: إلى متى تنظر فيه؟ قال: إنما أريد أن أهتدي. وكان فيه سأم وملل وضجر في بحثه وغالب أحواله حتى في لعب الشطرنج يكون في وسط الدست فينقضه ويقطع له صاحبه ويقول سئمت! سئمت! وقال لي ابن سيد الناس مرة: قال الشيخ تقي الدين بن تيمية: عمل ابن الخطيب أصولًا في الدين. الأصولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها فنفر بن القوبع وقال: قل له يا عزة عمل النّاس وصنفوا وما أفكروا فيك. ونهض قائمًا وولى مغضبًا" أ. هـ. * البغية: "وكان كثير التلاوة، حسن الصحبة، كثير الصدقة سرًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (738 هـ) ثمان وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة ق" في مجلد، و "تعليق على ديوان المتنبي" في عدة أجزاء. 3308 - ابن المفسر * المفسر: محمّد بن محمّد بن مسعود الباهلي الجياني ثم البجائي، أبو عبد الله. من مشايخه: الناصر المشذالي وغيره. من تلامذته: أبو عبد الله الزواوي، والخطيب بن مرزوق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الديباج: "الإمام العلامة المتفنن المفسر المصنف الأوحد نادر العصر" أ. هـ. * شجرة النور: "أبو عبد الله محمّد بن يحيى الباهلي عرف بابن المفسر البجائي الشيخ الإمام العالم المحقق المدرس المدقق المفتي الصالح قاضي بجاية العادل، كان يستعمل في السفارة ودخل فاسًا سفيرًا" أ. هـ. من أقواله: مطلع قصيدته المسماة "فرائد الجواهر": تبدّت، فغابت، واختفت فتجلت ... فشاهدتها حالي حضوري وغيبتي وفاته: سنة (743 هـ)، وقيل: (744 هـ) ثلاث، ¬

_ * الديباج المذهب (2/ 326)، درة الحجال (2/ 122 و 187) وفي الثانية ترجمته وافية، شجرة النور (219) وفيه اسمه: محمّد بن يحيى.

3309 - ابن الإمام

وقيل: أربع وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: له قصيدة سماها "نظم فرائد الجواهر في معجزات سيد الأوائل والأواخر" وله كلام عجيب في التصوف، و "شرح أسماء الله الحسنى" وغير ذلك. 3309 - ابن الإمام * المقريء: محمّد بن محمّد بن عليّ بن همام بن راجي الله بن سرايا بن ناصر بن داود العسقلاني، أبو الفتح، تقي الدين، المعروف بابن الإمام. ولد: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة، وقيل: (677 هـ) سبع وسبعين وستمائة. من مشايخه: عليّ بن يوسف الشطنوفي، والحافظ الدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام جامع الصالح بالقاهرة علامة محقق. أخبرني ولده محب الدين إبراهيم قال لما ألف والدي كتابه في الوقف والإبتداء شكاه طلبة القراءات للملك الناصر محمّد بن قلاوون وقالوا إنه ألف فيما لم يكن له به علم قال فطلب السلطان الكتاب وأرسله للشيخ أبي حيان لينظر فكتب عليه: طالعت هذا الكتاب على وجه الانتقاد لا على نية حسن الاعتقاد فوجدته، أحسن ما صنف في هذا الباب وأجرى التصانيف فيه إلى الصواب والله تعالى يجزل لمؤلفه الثواب ويرزقه الزلفى وحسن المآب" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه شافعي، عالم بالقراءات عسقلاني في الأصل. من أهل مصر" أ. هـ. * قلت: قال محقق كتاب "سلاح المؤمن" محي الدين ديب مستو (ص 11)، وتحت عنوان: حياته العلمية: "من الواضح أن ثلاثة أمور بارزة أسهمت في تكامل شخصية ابن الإمام العلمية، حتى أصبح محدثًا ومقرئًا ومصنفًا بارعًا، وقد تقدم في نشأته كيف ترعرع وشب في وسط علمي، وفي أسرة تتوارث الصدارة في الخطابة والإمامة والفتيا كابرًا عن كابر، بالإضافة إلى الظرف المكاني المحيط بالأسرة، وهو القاهرة التي تزخر بمجالس العلم، وتفخر بالعلماء والأمر الثالث: ولادته في الربع الأخير من القرن السابع ووفائه في منتصف القرن الثامن تقريبًا، وهذان القرنان حافلان بالتحصيل والتأليف، والنهضة العلمية الشاملة والتجديد، ولا ريب أن تضافر هذه الأمور كان من توفيق الله تعالى له وعنايته سبحانه به" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "سلاح المؤمن"، في الأذكار، و "الاهتداء في الوقف والابتداء" قراءات. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 245)، الدرر الكامنة (4/ 323)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 86)، النجوم (10/ 146)، الشذرات (8/ 250)، كشف الظنون (2/ 994)، هدية العارفين (2/ 123)، الأعلام (7/ 35)، معجم المؤلفين (3/ 663)، طبقات الشافعية للإسنوى (2/ 146)، "صلاح المؤمن في الدعاء والذكر" - تحقيق محيي الدين ديب مستو- دار ابن كثير- دمشق- بيروت ط (1) لسنة (1414 هـ-1993 م).

3310 - ابن أبي الجيش

3310 - ابن أبي الجيش * اللغوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن محارب الصّريحي المالقي، أبو عبد الله، بن أبي الجيش. من مشايخه: القاضي أبو عبد الله بن بكر وأبو إسحاق الغافقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الإحاطة: "قلت فيه في (عقائد الصلة): كان من صدور المقرئين وأعلام المتصدرين تفننًا واصطلاحًا وإدراكًا ونظرًا، إمامًا في الفرائض والحساب قائمًا على العربية مشاركًا في الفقه والأصول وكثير من العلوم العقلية" أ. هـ. * البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان من صدور المقرئين قائمًا بالعربية، إمامًا في الفرائض والحساب، مشاركًا في الفقه والأصول وكثير من العقليات" أ. هـ. وفاته: سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مصنفاته: شرع في تقييد على التسهيل في غاية الاستيفاء فلم يكمله. 3311 - ابن بِيبش * اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن بيبش العبدري الغرناطي، أبو عبد الله، ويعرف بابن بيش. من مشايخه: ابن الزبير، والخطيب أبو عبد الله بن رشيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الإحاطة: "كان خيرًا منقبضًا، عفًّا، متصاونًا، مشتغلًا بما يعنيه، مضطلعًا بالعربية، عاكفًا عمره على تحقيق اللغة، مشاركًا في الطب" أ. هـ. * البغية: "قال في تاريخ غرناطة: كان فاضلًا منقبضًا متضلعًا بالعربية، عاكفًا عمره على تحقيق اللغة، له في العربية باع مديد، مشاركًا في الطب، أثرى من التكسب بالكتب" أ. هـ. وفاته: سنة (753 هـ) ثلاث وخمسين وسبعمائة. 3312 - بدر الدين الشَّرِيشِي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الوائلي، البكري، الشريشي، بدر الدين. من مشايخه: أبوه، والعنابي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل العبر لابن العراقي: "اشتغل بالفقه واللغة وبرع في اللغة ودرس بالأقبالية وغيرها. وكان متوددًا، حسن الأخلاق" أ. هـ. * الدرر: "تعانى اللغة حتى صار يستحضر الصحاح والجمهرة والنهاية وغيرها وحفظ الفائق للزمخشري كله والمنتهى وغريب أبي عبيد وقد عقدت له مجالس متعددة بسبب ذلك ويحضر هذه ¬

_ * البغية (1/ 235)، الشذرات (8/ 286)، الإحاطة (3/ 78)، الدرر (5/ 15) وفيه الصرنجي. * الإحاطة (3/ 27)، البغية (1/ 233). * الوفيات لابن رافع (2/ 344)، ذيل العبر لابن العراقي (1/ 282)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 178)، الدرر الكامنة (4/ 282)، النجوم (11/ 105)، السلوك (3/ 1 / 178)، بدائع الزهور (1/ 2 / 92)، الدارس (1/ 163)، الوجيز (1/ 173)، الشذرات (8/ 374)، معجم المؤلفين (3/ 624).

3313 - ابن الموصلي

الكتب وغيرها ويأخذ كل من الحاضرين مجلدة من الكتب ويمتحنه فيمر فيها. كان دينًا صينًا، وكان أخوه شرف الدين يقول أخي بدر الدين خير مني وأزهد" أ. هـ. * الشذرات: "برع في الفقه، واللغة والغريب، ونظم الشعر وكان قليل الاختلاط بالناس منجمعًا على طلب العلم" أ. هـ. وفاته: سنة (770 هـ) سبعين وسبعمائة. 3313 - ابن الموصلي * اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز البعلي المولد، الشافعي المذهب، الشيخ شمس الدين، المعروف بابن الموصلي. ولد: سنة (669 هـ) تسع وستين وستمائة. من مشايخه: الشيخ شجاع الدين عبد الرحمن بن علي خادم الشيخ شرف الدين اليونيني، وابن أخيه الشيخ محمّد الأعرج والمزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المقفى: "كان إمامًا في الفقه واللغة العربية، ماهرًا في النظم والنشر إنشاء وخُطبًا .. " أ. هـ. * ذيل العبر: "كان أحد أئمة الأدب، له معرفة تامة باللغة والعربية، ونظمه ونثره في الذروة، ... وكان غالب إقامته بطرابلس ثم انتقل إلى دمشق" أ. هـ. * الدارس: "قال الحافظ شهاب الدين بن حجي السعدي: كان يحفظ علمًا كثيرًا من لغة، وحديث ومذاهب العلماء، ويفتي على مذهب الشافعي رحمه الله تعالى، ونظمه جيد حسن وخطه فائق منسوب" أ. هـ. * الشذرات: "قال ابن حبيب: عالم علت رتبته الشهيرة، وبارع ظهرت في أفق المعارف شمسه المنيرة، وبليغ تثني على قلمه ألسنة الأدب، وخطيب تهتز لفصاحته أعواد المنابر من الطرب، كان ذا فضيلة مخطوبة وكتابة منسوبة، وجرى في الفنون الأدبية، ومعرفة الفقه واللغة العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة، وقيل: (770 هـ) سبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "كتاب الإحسان في تفسير قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} و "كتاب بهجة المجالس ورونق المجالس" خمس مجلدات. 3314 - الأقسِرائِي * المفسر: محمّد بن محمّد بن فخر الدين، جمال الدين، المعروف بالأقسرائي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عالم بالتفسير والطب، عارف باللغة ¬

_ * الوافي (1/ 262)، ذيل العبر للعراقي (2/ 355)، الدرر الكامنة (4/ 306)، إنباء الغمر (1/ 68)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 179)، المقفى (7/ 58)، السلوك (3/ 1 / 209)، الدارس (1/ 95)، بدائع الزهور (1/ 2 / 116)، بغية الوعاة (1/ 228)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 241)، الشذرات (8/ 406)، كشف الظنون (2/ 1568)، هدية العارفين (2/ 166)، الأعلام (7/ 39)، معجم المؤلفين (3/ 653). * كشف الظنون (1/ 36 و 210)، إيضاح المكنون (2/ 433)، هدية العارفين (2/ 165)، الأعلام (7/ 40)، معجم المؤلفين (3/ 627).

3315 - الصغاني

والأدب: نسبته إلى (آق سراي) من بلاد الروم وهو حفيد الإمام فخر الدين الرازي" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (776 هـ)، وقيل: (771 هـ) ست وسبعين، وقيل: إحدى وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "حواشي على الكشاف" في التفسير، و "إيضاح الإيضاح" شرح الإيضاح في المعاني والبيان، و "نزهة الأرواح في شرح أبيات الشيخ أوحد الدين وبعض الصوفية". 3315 - الصَّغانِي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن سعيد بن عمر بن عليّ الهندي الصغاني، ضياء الدين. من مشايخه: العفيف المطري، والبدر الفارقي وغيرهما. من تلامذته: العز بن الفرات الحنفي وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "وقع من جماز (أمير المدينة) كلام في أبي بكر وعمر فكفره الضياء وقام من المجلس .. كان شديد التعصب للحنفية كثير الوقيعة في الشافعية" أ. هـ. وفاته: سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. 3316 - أكمل الدين البابرتي * المفسر: محمّد بن محمّد بن محمود بن أحمد الرومي البابرتي الحنفي، أبو عبد الله. ولد: في بضعة عشر وسبعمائة. من مشايخه: شمس الدين الأصبهاني، وأبو حيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ ابن قاضي شهبة: "كان مدرس الحنفية بالشيخونية وشيخ الصوفية بها وناظر المدرسة والمستبد بأمورها والولاية بها. وكان عالمًا في المعقولات وفهمه في العلم جيد" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان رسالته لا ترد مع حسن البشر والقيام مع من يقصده والانصاف والتواضع والتلطف مع المعاشرة والتنزه عن الدخول في المناصب الكبار" أ. هـ. * الدرر: "كان فاضلًا صاحب فنون وافر العقل ويقال: إنه كان يعتقد مذهب الموحدة، ذكر ذلك ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 294)، إنباء الغمر (1/ 292)، الشذرات (8/ 463). * ذيل العبر للعراقي (2/ 558)، الدرر الكامنة (5/ 18)، إنباء الغمر (2/ 179)، تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 150)، النجوم (11/ 302)، مفتاح السعادة (2/ 269)، تاج التراجم (235)، السلوك (3/ 2 / 527)، بدانع الزهرر (1/ 2 / 357)، لحظ الألحاظ (168)، الوجيز (1/ 269)، الفوائد البهية (152)، بغية الوعاة (1/ 239)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 253)، الشذرات (8/ 504)، إيضاح المكنون (2/ 353)، هدية العارفين (2/ 171)، معجم المؤلفين (3/ 691)، كشف الظنون (1/ 112)، "شرح التلخيص"، دراسة وتحقيق الدكتور محمّد مصطفى رمضان، طرابلس- ليبيا- ط (1) لسنة (1983 م)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 212).

3317 - أبو الحسن الأندلسي

عنه ابن خلدون وصنف النقود والردود شرحًا لمختصر ابن الحاجب، وشرح عقيدة النصير الطوسي .. " أ. هـ. * مفتاح السعادة: "كان قوي النفس، عظيم الهمة مهابًا عفيفًا في المباشرة، عمر أوقاتها وزاد معاليمها، وعرض عليه القضاء مرارًا فامتنع، وكان حسن المعرفة بالفقه والعربية والأصول وبرع وساد وأفتى ودرس وأفاد وصنف وأجاد" أ. هـ. * الشذرات: "كان حسن المعرفة بالفقه والعربية والأصول .. وكان الظاهر يبالغ في تعظيمه .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه أصولي فرضي متكلم، مفسر، محدث، نحوي بياني" أ. هـ. * قلت: قال الدكتور محمّد مصطفى رمضان محقق كتاب "شرح التلخيص" (ص 116): " .. لقوة صلة الرجل بربه، واعتزازه بنفسه، ودينه، وعظيم خلقه، وسعة تبحره في علوم الشريعة المختلفة التي عرفنا. كانت فيه لمحة روحية صوفية، عرفناها من خلال لفتاته. كما في الحديث عن شرح قوله تعالى {أَنَّى لَكِ هَذَا}؟ وهو بصدد دراسة الاستفهام قال: إن الآية تدل على كرامة الأولياء. وذلك ما يدلنا على شفافية روحه، وصفائها، وصلتها بربها. ولو كان ممن لا يعتنقون هذا المذهب، ولا يرونه، لما كانت هذه الإشارة الروحية منه، وهذا ما يحدد لنا بعض معالم شخصيته العالمة، الفاضلة، المتصوفة، التقية" أ. هـ. قلت: ذكره صاحب كتاب الماتريدية ضمن أشهر أعلام الماتريدية ومؤلفاتهم الكلامية. وفاته: سنة (786 هـ) ست وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: له شرح على "تلخيص المفتاح"، و"تفسير القرآن" (¬1)، وله "شرح مشارق الأنوار". 3317 - أبو الحسن الأندلسي * اللغوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن محمّد بن ميمون البلوي (¬2)، أبو الحسن الأندلسي. من مشايخه: ابن أميلة، وابن رافع وغيرهما. من تلامذته: الشيخ شمس الدين الشيرازي، والبرهان المحدث بحلب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "كان خيرًا ثقة حسن الأخلاق" أ. هـ. * إنباء الغمر: "تقدم في معرفة العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (787 هـ) سبع وثمانين وسبعمائة، وقيل (793 هـ) ثلاث وتسعين وسبعمائة. 3318 - ابن الأدَمِي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد الدمشقي الحنفي، ابن الأدمي، أمين الدين. ¬

_ (¬1) في هامش إنباء الغمر: هو ليس تفسير مستقل بل حاشية على تفسير القاضي البيضاوي لكنه لم يكمله. * إنباء الغمر (2/ 209)، الدرر (4/ 350)، غاية النهاية (2/ 255)، بغية الوعاة (1/ 234)، الشذرات (8/ 513). (¬2) البلوي: نسبة إلى بلي بن عمرو بن الحارث بن قضاعة الأندلسي، كما قال صاحب الشذرات. * إنباء الغمر (3/ 183)، الوجيز (1/ 307)، الشذرات (8/ 583).

3319 - ابن العاقولي

ولد: سنة (738 هـ) ثمان وثلاثين وسبع مائة. من مشايخه: ابن الخباز، وابن تبع، وصلاح الصفدي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "عني بالعربية .. وكانت له وجاهة بدمشق وباشر بها أماكن. قال ابن حجي: لم يكن بالمحمود بالنسبة إلى الوقيعة في الناس، وكان مع ذلك أحد أوصياء تاج الدين السبكي، ثم صار من أخصاء البرهان بن جماعة ودرس بالإقبالية وحصل دنيا واسعة وأموالًا جمة" وعرض عليه بعض الحكام نيابة فلم يقبل" أ. هـ. وفاته: سنة (795 هـ) خمس وتسعين وسبعمائة. 3319 - ابن العَاقُولي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن حماد بن ثابت الواسطي ثم البغدادي، غياث الدين بن صدر الدين بن محيي الدين، أبي الفضل، المعروف بابن العاقولي الشافعي، أبو المكارم. ولد: سنة (732 هـ)، وقيل: (733 هـ) اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: والده، والسراج القزويني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "قال ابن حجي: كان بارعًا في علمي المعاني والبيان ... وكان فهمه جيدًا ونفسه قوية ويقال إنه كان مفرطًا في الكرم. وكان عالمًا فاضلًا دينًا حسن الشكل والأخلاق جوادًا ممدحًا وكان دخله في كل عام نحو خمسة آلاف دينار ينفقها في وجوه الخير" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "الإمام العلامة، صدر العراق ومدرس بغداد وعالمها ورئيس العلماء بالمشرق. قال الحافظ برهان الدين الحلبي: وكان صدرًا، رئيسًا، نبيلًا، مهابًا، إمامًا علامة متبحرًا في العلوم، غاية في الذكاء، مشارًا إليه بارعًا في الأدب وله مكارم أخلاق مشهورة" أ. هـ. وفاته: سنة (797 هـ)، وقيل (798 هـ) سبع وتسعين، وقيل: ثمان وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: خرج لنفسه جزءًا حديثيًا وأربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، و"شرح منهاج البيضاوي". 3320 - الحِمْصي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن عليّ الأنصاري الدمشقي الحمصي الحنفي، أمين الدين. ولد: سنة (751 هـ) إحدى وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: رمضان الحنفي، وتقي الدين بن ¬

_ * الدرر الكامنة (4/ 314)، إنباء الغمر (3/ 275)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 241)، الوجيز (1/ 317)، بغية الوعاة (1/ 225)، الشذرات (8/ 599)، كشف الظنون (2/ 1699)، إيضاح المكنون (2/ 140)، هدية العارفين (2/ 175)، الأعلام (7/ 43)، معجم المؤلفين (3/ 656). * إنباء الغمر (3/ 414)، النجوم (12/ 163)، الوجيز (1/ 331)، الشذرات (8/ 624).

3321 - الغماري

الحمصية وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "تقدم في الأدب، وكان شكلًا حسنًا مع التواضع والأدب. أثنى عليه طاهر بن حبيب وقال: كان له مشاركة جيدة في الفنون وكتابة فائقة وعبارة رائعة" أ. هـ. وفاته: سنة (800 هـ) ثمانمائة ولم يكمل الخمسين. 3321 - الغُماري * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الرزاق الغُماري (¬1) ثم المصري المالكي، شمس الدين. ولد: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. من مشايخه: أبو حيان، والنويري، وابن طرخان وغيرهم. من تلامذته: ابن حجر، والشمس رضوان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عارفًا باللغة العربية، كثير المحفوظ للشعر لا سيما الشواهد، قوي المشاركة في فنون الأدب، تخرج به الفضلاء وقد حدثنا -لابن حجر- بالبردة بسماعه من أبي حيان عن ناظمها" أ. هـ. * الضوء: "تصدى للإقراء دهرًا واستقر بأخرة في مشيخة القراء بالشيخونية وأخذ عنه الأكابر وتخرج به خلق، وصار شيخ النحاة بدون مدافع" أ. هـ. * البغية: "رأيت في طبقات الفقهاء لبعض الشاميين تفرد على رأس الثمانمائة خمسة علماء بخمسة علوم: البلقيني بالفقه، والعراقي بالحديث، والغماري هذا بالنحو، والشيرازي صاحب (القاموس) باللغة، ولا أستحضر الخامس" أ. هـ. وفاته: سنة (802 هـ) اثنتين وثمانمائة. 3322 - الدَّمَامِينِي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمّد المخزومي الدماميني، ثم الإسكندراني، شرف الدين بن معين الدين. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "تفقه واشتغل بالعربية والأصول وكان ذكيًا وتعانى الكتابة وكان أبوه معين الدين ناظر الإسكندرية ونشأ فباشر في أعمال الدولة بالإسكندرية ثم سكن القاهرة. وكان حاد الذهن فاشتغل بالمباشرة عن محمود الأستادار واشتغل بالعلم في غضون ذلك فبرع في الفقه والأصول. وكان فيه مع حدته وذكائه كرم وطيش وخفة رحمه الله تعالى وكان يعادي ابن غراب فعمل إلى ¬

_ * إنباء الغمر (4/ 179)، الضوء اللامع (9/ 149)، وجيز الكلام (1/ 348)، بغية الوعاة (1/ 230) وأورد وفاته خطأ سنة (782 هـ)، الشذرات (9/ 35). (¬1) الغُماري: بضم الغين المعجمة: نسبة إلى قبيلة غمار البربرية وهم فروع من مصمودة أ. هـ. هامش الوجيز. * إنباء الغمر (4/ 331)، الضوء اللامع (9/ 63)، السلوك (3/ 3 / 1073)، الشذرات (9/ 60).

3323 - ابن عرفة الورغمي

أن أخرجه من القاهرة لقضاء الإسكندرية فلم يلبث أن مات مسمومًا على ما قيل" أ. هـ. * الضوء: "وأثنى عليه العيني فقال: وحصل طرفًا من العلوم في أثناء مباشراته وجمع كتبًا كثيرة جدًّا وكان عارفًا بالعلوم الديوانية جيدًا ذكيًا كريمًا ذا مروءة تامة وفتوة محسنًا إلى أصحابه متعصبًا لمن يلوذ ببابه ذا خلق جميل وسماط جزيل وأدب ورياسة ودربة وسياسة رحمه الله وعفا عنها" أ. هـ. * الشذرات: "اشتغل بالعربية والمعقول وكان دينًا، يعانى الكتابة وباشر في أعمال الدولة بالإسكندرية" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 3323 - ابن عرفة الورغَمّي * اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد بن محمّد (ثلاث) بن عرفة الورغمي التونسي المالكي، أبو عبد الله، شيخ الإسلام بالمغرب. ولد: سنة (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مشايخه: ابن عبد السلام، والوادي آشي، وابن سلمة وغيرهم. من تلامذته: ابن حجر، ويحيى الميجسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "اشتغل وتمهر في الفنون وأتقن المعقول إلى أن صار إليه المرجع في الفتوى ببلاد المغرب، وكان معظمًا عند السلطان فمن دونه مع الدين المتين والخير والصلاح" أ. هـ. * الضوء: "قال عنه الأقفهسي: كان رأسًا في العبادة والزهد والورع ملازمًا للاشتغال بالعلم" أ. هـ. * الشذرات: "برع في الأصول، والفروع، والعربية، والمعاني، والبيان، والفرائض والحساب ... ولم يكن بالعربية من يجري مجراه في التحقيق" أ. هـ. * شجرة النور: "شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ أستاذ الأساتذة وقدوة الأئمة الجهابذة علامة الدنيا، الحائز قصبات السبق في العلوم بلا ثنيا الحافظ النظار المتحلي بالوقار مع الجلالة ومزيد الاعتبار" أ. هـ. * البدر الطالع: "صار الرجوع إليه بالمغرب وتصدى لنشر العلم مع الجلالة عند السلطان فمن دونه والدين المتين والتوسع في الدّنْيا والتظاهر بالنعمة في مأكله وملبسه وكثرة الصدقة والإحسان إلى الطلبة مع إخفائه لذلك" أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "تفسير الإمام ابن عرفة" دراسة وتحقيق د. حسن المتاعي نذكر ما نصه عنه: "قد لا أتفق مع الشيخ ابن عرفة نفسه إذا ما أطلقت عليه صفة المفسر ذلك لأنه صرح في مقدمة تفسيره أن التفسير حاصل في الكتب وقد قام به جمع كثير وسقط بذلك فرض الكفاية ¬

_ * إنباء الغمر (9/ 240)، الضوء اللامع (9/ 240)، كشف الظنون (2/ 1246 و 1582)، الشذرات (9/ 61)، هدية العارفين (2/ 177) وفيه اسمه: محمّد بن محمّد بن عرفة، بغية الوعاة (1/ 229)، شجرة النور (227)، معجم المؤلفين (3/ 683)، "تفسير الإمام ابن عرفة"- دراسة وتحقيق الدكتور حسن المناعي- تونس ط (1) لسنة (1986 م)، وأصلها رسالة دكتوراه المرحلة الثالثة.

لحصول هذا العمل في الكتب، وأن مرتبته العلمية لا تؤهله إلا لأن يكون ناقلًا للتفسير فقط؟ والحقيقة أن هذا تواضع منه على عهده في حب التواضع، لأنه: وإن لم يقدم لنا تفسيرًا مؤلفًا بخطه على عهد من سبقه من المفسرين، فإنه قدم لنا أنموذجًا حيًّا لمنهجية تفسيرية أفريقية ابتعدت عن مسلك بعض المناهج المشرقية في التأليف والتحرير، وسلكت مسلك البحث والجمع والتحليل والإملاء، وأقامت بين الأستاذ والطالب حوارًا بناء يجتمع حول دراسة النصوص القرآنية لتتمخض عنه مادة تفسيرية جديدة تعبر في عمومها من اكتمال الثقافة الإسلامية، وتجمع منها ما استقام على أسس سنية أشعرية منيعة تتهاوى دونها المذاهب الكلامية المخالفة. سارت دروس التفسير في منهجها على نسق متشابه حيث كانت تتلى الآية أو الآيات ثم يبدأ في التفسير، فيورد كلام أئمة القراءات أو اللغة والنحو ويعتني ببيان ما احتمل التأويل أو الاختلاف بين المفسرين فيذكر أقوال العلماء من أصولين وفقهاء ومحدثين وقد يعرج في ذكر نكتة بلاغية أو علمية أو شواهد شعرية أو قضايا اجتماعية ظرفية أو مباحث في أصول الدين أو أصول الفقه ليقوم بهما ما لم يستقم من تفسير أو تأويل ويرجح به آراء على أخرى، وتلتقي جميعها أحيانًا في الآية الواحدة، وتعرض على التلاميذ لتناقش فيصير الدرس محكمة تفسيرية تتداول فيها الآراء سجالًا بين الحاضرين، فتجمع الاحتمالات العديدة والأوجه المختلفة، وتتدارس برؤى سنية أشعرية ومنهجية حرة ربما كانت فيها الكلمة الأخيرة لأحد الطلبة يقره عليها شيخه بكل تواضع علمي. ولقد اختار ابن عرفة لنفسه هذا المنهج التربوي، وآثره على غيره من المناهج، وسار بالتفسير وجهة جديدة: وجهة السؤال والجواب قبل تقرير المسألة، وفي هذا يقول البسيلي بعد ذكر بعض أسئلة الطلبة: "وهذه أسئلة وأجوبتها وأمثالها مما ذكرنا في كتابنا هذا، هو مما يقع بين الطلبة في مجلس شيخنا ابن عرفة رحمه الله أو بينه وبينهم وذلك مما يدلك على علو مرتبته وعظم منفعته ولذلك كان حذاق الطلبة يفضلونه على غيره من مجالس التدريس وأنشدنا في نظمه هذا المعنى: [طويل] إذا لم يكن في مجلس العلم نكتة ... بتقرير إيضاح لمشكل صورة وعزو غريب النقل وفتح مقفل ... أو إشكال أبدته نتيجة فكرة فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ... وإياك تركا فهو أقبح خلة فالتفسير عنده ليس عملية تقريرية لجملة من المسائل بقدر ما هو طريقة إيفاضية مولدة للأفكار منبهة للعقول ومحفزة للهمم للبحث عن خفايا القضايا بطريقة استقرائية منطقية وبأسلوب لا يعرف الملل ولا تتطرق إليه الرتابة المميتة لسير الدرس" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة، وله سبع وثمانون سنة.

3324 - بدر الدين الحنفي

من مصنفاته: "المبسوط" في المذهب في سبعة أسفار، و"مختصر الحوفي" في الفرائض، وعلق عنه بعض أصحابه كلامًا في التفسير كثير الفوائد في مجلدين وكان يلتقطه في حال قراءتهم عليه وبدونه، وكلامه فيه دال على التوسع في الفنون وإتقان وتحقيق. 3324 - بدر الدين الحنفي * اللغوي: محمّد بن محمد بن مقلد المقدسي ثم الدمشقي، بدر الدين الحنفي. ولد: سنة (744 هـ) أربع وأربعين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "برع في الفقه والعربية والمعقول ودرس وأفتى، وناب في الحكم بدمشق، وولي القضاء استقلالًا نحو سنة ثم عزل ولم تحمد مباشرته ثم سار إلى القاهرة فسعى في العود فأعيد فوصل إلى الرملة فمات بها" أ. هـ. * السلوك: "ولي قضاء دمشق، فلم تشكر مباشرته" أ. هـ. * قلت: ترجم له صاحب الشذرات مرتين الأولى (9/ 60)، وقال فيها: (ولي قاضي قضاة دمشق فحسنت سيرته، ... "، والثانية (9/ 652)، " .. ولم تحمد سيرته"، ولعل هذا وهم من المؤلف، والصحيح الترجمة الثانية كما جاء في "الضوء اللامع" و "إنباء الغمر". وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 3325 - الزُّبَيري العَيزَري * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن الخضر بن سمري الزبيري العيزري الشافعي الغزي. ولد: سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: السراج الهندي، والسراج البلقيني، وابن القيم وغيرهم. من تلامذته: ناصر الدين الإياسي عالم الحنفية وغيره. كلام العلماء فيه: * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "ولي مشيخة الحديث بالقبة المنصورية ... ثم ولي القضاء عوضًا عن ابن جماعة ... عقب قتل الأشرف، وكثر القول فيه لكونه ولي بمال بذله، وأعطيت قبة الشافعي للبلقيني. وكان لينًا في مباشرته، وفي لسانه رخاوة، وكان ولده جلال الدين غالبًا على أمره فمقته الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (808 هـ) ثمان وثمانمائة. من مصنفاته: نظم في العربية أرجوزة سماها "قضم الضرب في نظم كلام العرب"، و "سلسال الضرب في كلام العرب" في النحو، وله "المناهل ¬

_ * إنباء الغمر (4/ 341)، الضوء اللامع (10/ 22)، السلوك (3/ 3 / 1073)، الشذرات (9/ 60). * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 73)، إنباء الغمر (5/ 344)، بغية الوعاة (1/ 222) وفيه اسمه: محمّد بن محمّد بن خضر .. ، الضوء اللامع (9/ 218)، الوجيز (1/ 383)، الشذرات (9/ 117)، إيضاح المكنون (1/ 150)، هدية العارفين (2/ 178)، الأعلام (7/ 44)، معجم المؤلفين (3/ 678)، البدر الطالع (2/ 254).

3326 - الجزري الدمشقي

الصافية" في حل الكافية لابن الحاجب. 3326 - الجزري الدمشقي * المقرئ: محمّد بن محمّد بن الشيخ شمس الدين محمّد بن محمّد بن يوسف بن الجزري الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، والشيخ صدقة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان جيد الذهن يستحضر كثيرًا من الفقه ويقرئ بالروايات ويخطب جيدًا ... قال ابن حجي: كان ذكيًا جيد الذهن، يستحضر "التنبيه" ويقرأ بالروايات" أ. هـ. وفاته: سنة (814 هـ) أربع عشرة وثمانمائة. 3327 - ابن شُحْنَة التركي * المفسر: محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود بن الختلو المحب أبو الوليد الحلبي الحنفي، الشهير بابن شحنة، التركي. ولد: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: ابن منصور، والأنفي وغيرهم. من تلامذته: العز الحاضري، والبدر بن سلامة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "اشتغل قديمًا وتميز في الفقه والأدب والفنون. كان كثير الدعوى والاستحضار عالي الهمة وعمل تاريخًا لطيفًا فيه أوهام عديدة وله نظم فائق وخط رائق. قال القاضي علاء الدين في تاريخ حلب: إنه باشر قضاء دمشق مرة في أيام كان شيخ نائبها، وله تواليف في الفقه والأصول والتفسير" أ. هـ. * الشذرات: "تفقه، وبرع في الفقه والأصول والنحو، والأدب، وأفتى، ودرس. تولى قضاء قضاة الحنفية بحلب" أ. هـ. * أعلام النبلاء: "وذكره ابن خطيب الناصرية فقال: شيخنا وشيخ الإسلام كان إنسانًا حسنًا عاقلًا دمث الأخلاق حلو النادرة عالي الهمة إمامًا وعالمًا فاضلًا ذكيًا له الأدب الجيد والنظم والنثر الفايقان واليد الطولى في جميع العلوم، قرأت عليه من المعاني والبيان" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الحلبي، الحنفي المعروف بابن الشحنة (محب الدين، أبو الوليد) فقيه، أصولي، مفسر، فرضي، أديب، ناظم، نحوي، مؤرخ، أفتى ودرس وتولى قضاء الحنفية بحلب ثم بدمشق .. " أ. هـ. وفاته: سنة (815 هـ) خمس عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: "ألفية رجز" تشتمل على عشرة علوم، و"ألفية" اختصر فيها منظومة النسفي، وضم إليها مذهب أحمد، وله تأليف أخرى في الفقه والأصول والتفسير. ¬

_ * الشذرات (9/ 160)، إنباء الغمر (7/ 43)، الضوء اللامع (9/ 287)، غاية النهاية (2/ 251). * إنباء الغمر (7/ 95)، الضوء اللامع (3/ 10)، الوجيز (2/ 422)، الشذرات (9/ 169)، كشف الظنون (1/ 157)، إيضاح المكنون (1/ 551)، هدية العارفين (2/ 180)، البدر الطالع (2/ 264)، إعلام النبلاء (5/ 158)، الأعلام (7/ 44)، معجم المؤلفين (3/ 689).

3328 - ابن أمين الحكم

3328 - ابن أمين الحكم * اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد النحريري، أبو الفتح، فتح الدين، المعروف بابن أمين الحكم. من مشايخه: البدر حسن الفيومي، وأبو الجود، والقاضي ولي الدين السنباطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "عني بقراءة الصحيح وشارك في الفقه والعربية، وأكثر المجاورة بالحرمين. ودخل اليمن فقرأ الحديث بصنعاء ثم قدم القاهرة فوعك ومات بالمارستان" أ. هـ. وفاته: سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة، عن نحو خمسن سنة. 3329 - الزاهد البخاري * المفسر: محمّد بن محمّد بن محمود بن محمّد بن محمّد بن مودود الجعفري البخاري، شمس الدين. ولد: سنة (746 هـ) ست وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: أبو طاهر محمّد بن أبي المعالي، ووالده أبو المعالي، ويحيى الأقصرائي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "انتفع به الناس في علوم المعقول" أ. هـ. * الشذرات: "قال في (المنهل الصافي): في ترجمة تيمور: اجتمع في أيامه -أي تيمورلنك- بسمرقند ما لم يجتمع لغيره من الملوك، فمن ذلك الفقيه عبد الملك من أولاد صاحب "الهداية الفقهية" فإنه كان بلغ الغاية في الدروس، والفتيا، ونظم القريض ويعرف النرد والشطرنج، ويلعب بهما جيدًا في حالة واحدة دائمًا سوى الأيام، والخواجا محمّد الزاهد البخاري -أي صاحب الترجمة- المحدث المفسر المصنف تفسيرًا للقرآن العظيم في مائة مجلد" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه حنفي عالم بالتفسير من أهل بخارى، جاور بمكة" أ. هـ. وفاته: سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "الفصول الستة" في أصول الفقه، و"تفسير القرآن العظيم" في مئة مجلد. 3330 - ابن عَاصِم * النحوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن محمد بن عاصم القيسي الغرناطي الأندلسي، قاضي الجماعة، أبو بكر. ولد: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة بغرناطة. من مشايخه: أبو إسحاق الشاطبي، وأبو عبد الله القيجاطي وغيرهما. من تلامذته: ولده القاضي أبو يحيى وغيره. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "الفقيه الأصولي المحدث العالم ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 371)، الضوء اللامع (9/ 274)، الشذرات (9/ 230). * إنباء الغمر (7/ 371)، الضوء اللامع (10/ 121)، الشذرات (9/ 229)، كشف الظنون (2/ 1270)، الأعلام (7/ 44). * نفح الطيب (7/ 17)، شجرة النور (247)، معجم المطبوعات لسركيس (156)، الأعلام (7/ 45).

3331 - الفنادي

الكامل المحقق المطلع المتفنن في علوم شتى الرجوع إليه في المشكلات والفتوى" أ. هـ. * الأعلام: "قاض، من فقهاء المالكية بالأندلس" أ. هـ. * معجم المطبوعات: "قال ولده القاضي أبو يحيى: كان، رحمه الله علم الكمال ورجل الحقيقة وقارًا لا يخف راسيه، ولا يعري كاسيه، له مسائل متعددة في فنون شتى ضمنها كل سديد البحث وصحيح النظر" أ. هـ. وفاته: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة بغرناطة. من مصنفاته: أرجوزة "نيل المني في إختصار الموافقات"، وقصيدة "إيضاح المعاني في القراءات الثماني"، وأرجوزة "الموجز في النحو". 3331 - الفنادي * اللغوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن محمّد بن حمزة. الفنادي وقيل: الفَنَري، الروحي، شمس الدين. وسماه في إنباء الغمر: محمّد بن حمزة بن محمد ... الفَنَري (¬1). ولد: سنة (751 هـ) إحدى وخمسين وسبعمائة. من مشايخه: علاء الدين الأسود، ومحمد الأقسراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان حسن السمت، كثير الفضل والإفضال غير أنه يعاب بنحلة ابن العربي وبأنه يقرئ الفصوص ويقرره، ولما قدم القاهرة لم يتظاهر بشيء من ذلك .. طلبه المؤيد فدخل القاهرة واجتمع بفضلائها، ولم يظهر عنه شيء مما كان رمي به من المقالة المذكورة، وكان بعض من اعتنى به أوصاه أن لا يتكلم في شيء من ذلك، فاجتمع به فضلاء العصر وذاكره وباحثوه وشهدوا له بالفضيلة ... وكان عارفًا بالقراءات والعربية والمعاني، كثير المشاركة في الفنون ... وكان قد أصابه رمد وأشرف على العمى بل يقال إنه عمي ثم رد الله عليه بصره فحج هذه الحجة الأخيرة شكرًا لله على ذلك" أ. هـ. * الشقائق النعمانية: "إن المولى المذكور شرحه -أي شرح مفتاح الغيب لصدر الدين القونوي- شرحًا وافيًا وضمنه من معارف الصوفية ما لم تسمعه الآذان وتقصر عن فهمه الأذهان" أ. هـ. * البدر الطابع: "وكان له جلالة وأبهة، بحيث أن عبيده لا يكاد يحصون منهم اثنا عشر يلبسون الثياب الفاخرة النفيسة، وله جوار عدة منهن أربعون تلبس القلانس الذهبية ومع ذلك كان متزهدًا في ملبسه على زي الصوفية، وكان يقول إذا عوتب في ذلك أن ثيابي وطعامي من كسب يدي. ¬

_ * إنباه الغمر (8/ 234) وفيه اسمه: محمّد بن حمزة، بغية الوعاة (1/ 97)، الشذرات (9/ 304)، البدر الطالع (2/ 266) وقال: الفناري أيضًا، معجم المؤلفين (3/ 269)، الشقائق النعمانية (16)، مفتاح السعادة (2/ 192)، كشف الظنون (1/ 5، 92)، الأعلام (6/ 110)، هدية العارفين (2/ 188). (¬1) قال في فهرس إنباء الغمر: "تصدى في فهرس الضوء في النسبة للفنري بما نصه: (الفنري بفتحتين ثم راء مكسورة- نسبة لصنعة الفينار فيما قاله الكافياجي محمّد بن حمزة بن محمد) ولم نجده في الضوء ويا للعجب والضوء لم يتعرض لمحمد بن حمزة في محله كما تعرض الإنباء في محله" أ. هـ.

3332 - ابن الجزري

ومن تصلبه في الدين وتثبته في القضاء أنه ردّ شهادة سلطان الروم في قضية فسأله السلطان عن سبب ذلك فقال إنك تارك للجماعة فبنى السلطان قدام قصره جامعًا وعين لنفسه فيه موضعًا ولم يترك الجماعة بعد ذلك ... " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "عالم مشارك في العلوم النقلية والعقلية" أ. هـ. وفاته: سنة (831 هـ) إحدى وثلاثين وثمانمائة، وقيل: (834 هـ) أربع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "فصول البدائع في أصول الشرائع" جمع فيه المنار والبزدوي ومحصول الإمام الرازي ومختصر ابن الحاجب، وله تفسير سورة الفاتحة، وغير ذلك. 3332 - ابن الجَزَري * النحوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن محمّد بن علي بن يوسف، أبو الخير شمس الدين العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري (¬1). ولد: سنة (751 هـ) إحدى وخمسن وسبعمائة. من مشايخه: ابن أميلة، وعماد الدين بن كثير، وأبو المعالي بن اللبان وغيرهم. من تلامذته: شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر، والشيخ حاجي، وولده أحمد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "ذكر أن ابن الخباز أجاز له وأتهم في ذلك، وقرأت بخط القاضي علاء الدين بن خطيب الناصرية أنه سمع الحافظ أبا إسحاق إبراهيم سبط ابن العجمي يقول: لما دخلت دمشق قال لي الحافظ صدر الدين الياسوقي: لا تسمع من ابن الجزري شيئًا، قلت: وقد سمعت بعض العلماء يتهمه بالمجازفة في القول. وأما الحديث فما أظن ذلك به إلا أنه كان إذا رأي للعصريين شيئًا أغار عليه ونسبه لنفسه، وهذا أمر قد أكثر المتأخرين منه، ولم يتفرد به وكان يلقب في بلاده الإمام الأعظم، ولم يكن محمود السيرة في القضاء" أ. هـ. * البدر الطالع: "جد في طلب الحديث بنفسه وكتب الطباق وأخذ الفقه على الأسنوي. اشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر ثم الثلاث عشر وتصدى للإقراء بجامع بني، أمية، وطاف البلاد" أ. هـ. * الشذرات: "كان عديم النظير، طائر الصيت انتفع الناس بكتبه وسارت في الأفاق مسير الشمس" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 247)، إنباء الغمر (8/ 245) وفيه اسمه: محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد (أربع) بن علي .. ، مفتاح السعادة (2/ 55)، الضوء اللامع (9/ 255)، الأنس الجليل (2/ 109)، عقد الجمان (6/ 381)، الشذرات (9/ 298)، البدر الطالع (2/ 257)، قضاة دمشق (121)، طبقات صلحاء اليمن (346)، الأعلام (7/ 45)، معجم المؤلفين (3/ 687)، مقدمة كتاب (التمهيد في علم لتجويد) تحقيق الدكتور غانم قدوري ط. مؤسسة الرسالة- الطبعة الأولى لسنة (1407 هـ-1986 م)، الشقائق النعمانية (25)، كشف الظنون (1/ 53، 114، 128)، روضات الجنات (8/ 116)، فهرس الفهارس (1/ 304)، إيضاح المكنون (1/ 8، 26)، هدية العارفين (2/ 187)، طبقات الحفاظ (543). (¬1) نسبته إلى جزيرة ابن عمر في الموصل.

3333 - الأندلسي

* قلت: ومما يدل على تصوفه، ما ذكره صاحب الشذرات في (10/ 42)، خلال ترجمة: حسن بن محمد، المعروف بابن الشويخ المتوفى سنة (906 هـ) حيث قال: "ولبس خرقة التصوف من الشمس إمام الكاملية بحق لباسه لها من ابن الجزري المقرئ ... " أ. هـ. * الضوء: "قد ذكره الطاوسي في مشيخته وقال: أنه انفرد بعلو الرواية وحفظ الأحاديث والجرح والتعديل ومعرفة الرواة المتقدمين والمتأخرين يعني بالنسبة لتلك النواحي، وأورد أسانيده بالصحيحين وأبي داود والنسائي .. " أ. هـ. * عقد الجمان: "تفقه واشتغل بالقراءات وفاق فيها" أ. هـ. * الأعلام: "شيخ الإقراء في زمانه، من حفاظ الحديث ولد ونشأ بدمشق، ونسبته إلى جزيرة ابن عمر" أ. هـ. * طبقات الحفاظ: "لا نظير له في القراءات في الدّنيا في زمانه حافظًا للحديث وغيره أتقن منه ولم يكن له في الفقه معرفة" أ. هـ. * قلت: وهناك بعض العبارات وردت في كتابه (غاية النهاية) فيها التبرك بالقبور منها ما قاله في ترجمة عبد الله بن المبارك (1/ 446): "توفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة وقبره بهيت معروف يزار زرته وتبركت بها أ. هـ. وفاته: سنة (833 هـ) ثلاث وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "النشر في القراءات العشر"، و "غاية النهاية في طبقات القراء"، و "الجوهرة" في النحو وغير ذلك. 3333 - الأندلسي * النحوي: محمّد بن محمّد بن يحيى بن محمّد بن عيسى بن عيسى بن محمد ... ، الحكمي نسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج المغربي الأندلسي، شمس الدين، المالكي اللَّبسي (¬1). ولد: سنة (806 هـ) ست وثمانمائة. من مشايخه: ابن حجر، والعز القدسي، والشمس المصري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الضوء اللامع: "حمدت سيرته جدًّا وسار سيرة السلف الصالح ثم حنق على نائبها في بعض الأمور فسافر إلى حلب مظهرًا إرادة السماع على حافظها البرهان فوصلها في شوال سنة (839 هـ) فأنزله عنده في المدرسة الشرقية ببيت ولده أبي ذر حتى حمل عنه أشياء ووصفه كما قرأته بخطه في بعض مجاميعه بالشيخ الإمام العالم العلامة ذي الفنون قاضي الجماعة وقال: إنه انسان حسن إمام في علوم منها الفقه والنحو وأصول الدين وغير ذلك، نظيف اللسان معظم للأئمة وأهل العلم والخير مستحضر للتاريخ ولعلوم كأنها بين عينيه مع التؤدة والسكون وشبع النفس ... ووصفه العز القدسي أيضًا بعلامة دهره وخلاصة عصره وعين زمانه وإنسان أوانه وأنه جامع أشتات العلوم وفريد معرفة كل منثور ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 447)، الضوء اللامع (10/ 26)، وجيز الكلام (2/ 549)، بغية الوعاة (1/ 290)، الشذرات (9/ 344). (¬1) اللَّبسي: نسبة إلى لبسة حصن من معاملة وادي آش.

3334 - البخاري العجمي

ومنظوم قاضي القضاة لا زالت رايات الإسلام به منصورة وأعلام الإيمان به منشورة ووجوه الأحكام الشرعية بحسن نظره مجبورة" أ. هـ. وفاته: سنة (840 هـ) أربعين وثمانمائة. 3334 - البخاري العجمي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد البخاري العجمي، علامة الوقت، علاء الدين. ولد: سنة (779 هـ) تسع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه، وعمه العلاء عبد الرحمن، والشيخ سعد الدين التفتازاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان ملازمًا للأشغال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بذات الله مع ضعف كان يعتريه. برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنظوم" أ. هـ. * الضوء: "ترقى في التصوف والتسليك ومهر في الأدبيات وتوجه إلى بلاد الهند فقطن كلبرجا منها ونشر بها العلم والتصوف". ثم قال: "وأرخه العيني .. وقال: أنه كان في الزهد على جانب عظيم وفي العلم كذلك وقال بعضهم أنه لم يخلف بعده مثله في تفننه وورعه وزهده وعبادته وقيامه في إظهار الحق والسنة وإخماده للبدع ورده لأهل الظلم والجور .. وقال المقريزي في عقوده، كان يسلك طريقًا من الورع فيسمج في أشياء يحمله عليها بعده عن معرفة السنن والآثار وانحرافه عن الحديث وأهله بحيث كان ينهى عن النظر في كلام النووي ويقول هو ظاهري ويحض على كتب الغزالي ... وكان يقول: ابن تيمية كافر وابن عربي كافر فرد فقهاء الشام ومصر قوله في ابن تيمية وجمع في ذلك المحدث ابن ناصر الدين (¬1) مصنفًا". * قلت: وذكره الشمس الأفغاني في "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" ضمن فصل (ذكر أشهر أعلام الماتريدية وطبقاتهم وأهم مؤلفاتهم الكلامية) قائلًا: "كفر شيخ الإسلام بل كفر كل من أطلق عليه لقب (شيخ الإسلام) وهذا غاية في التهور ونهاية في التعصب، وله أفعال شنيعة" أ. هـ. وفاته: سنة (841 هـ) إحدى وأربعين وثمانمائة. 3335 - صدر الدين الروّاسي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد بن علي، صدر الدين بن شمس الدين، الروّاسي العكاشي الأسدي القرشي الشقاني الأسفراييني. ولد: سنة (798 هـ) ثمان وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: المولى يوسف الهروي، وخاله ¬

_ * إنباء الغمر (9/ 23)، الضوء اللامع (9/ 291)، الشذرات (9/ 351)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 299). (¬1) ألف في الرد عليه ابن ناصر الدين الدمشقي كتاب "الرد الوافر". * طبقات المفسرين للداودي (2/ 243)، الضوء اللامع (9/ 667)، نظم العقيان (165)، معجم المؤلفين (3/ 662).

3336 - الراعي

الشيخ محمّد الرواسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * نظم العقيان: "اشتغل بأنواع العلوم من الفقه والأصلين والقراءات والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والهيئة". وقال: "قال البقاعي: لقيته يوم الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثمانمائة بالمدرسة الباسطية جوار المسجد الحرام، فإذا هو شيخ حسن الهيئة، منور الشيبة، جميل المرأى، ظاهر البشاشة، عذب الكلام واضح الفضيلة في عدة فنون فسمعت من لفظه في ذلك المجلس "رسالته في الرد على الملاحدة" المسماة "منهج اقتصاد الاعتقاد" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "الشافعي مذهبًا، السهروردي القادري تصوفًا" أ. هـ. وفاته: قيل: لقي البقاعي سنة (849 هـ) تسع وأربعين وثمانمائة فتكون وفاته بعد هذا التاريخ والله أعلم. من مصنفاته: له "رسالة في رد مذهب الاتحاد"، و"النكت القرآنية على سورة ق"، و "الرسالة الفتحية في تفسير أوائل سورة الفتح"، و"الفتوحات الرجبية" تشتمل على تحقيقات في معاني بعض الآيات والأحاديث وأقوال بعض المشايخ فاضت على قلبه في خلوة اختلاها. 3336 - الرَّاعي * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن إسماعيل الأندلسي الغرناطي ثم القاهري، المعروف بالراعي، شمس الدين، أبو عبد الله المالكي. ولد: سنة (782 هـ) اثنتين وثمانين وسبعمائة بغرناطة. من مشايخه: أبو بكر بن عبد الله بن أبي عامر، ومحمد بن عبد الملك بن عليّ القيسي وغيرهما. من تلامذته: الحافظ ابن فهد، والبرهان البقاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان حاد اللسان والخلق" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا عالمًا، اشتغل بالفقه والأصول والعربية ومهر فيها" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، نحوي، ناظم" أ. هـ. من أقواله: الضوء: أنشد قبيل موته بشهر في حال صحته بعض أصحابه من نظمه: أفكر في موتي وبعد فضيحتي ... فيحزن قلبي من عظيم خطيئتي وتبكي دمًا عيني وحق لها البكا ... على سوء أفعالي وقلة حيلتي ¬

_ * الضوء اللامع (9/ 203)، الوجيز (2/ 639)، التبر المسبوك (291)، بغية الوعاة (1/ 233)، نظم العقيان (166)، نفح الطيب (3/ 432)، الشذرات (9/ 407)، الأعلام (7/ 47)، معجم المؤلفين (3/ 131)، وسماه محمّد بن إسماعيل، إيضاح المكنون (2/ 127).

3337 - النويري

وقد ذابت أكبادي عناءً وحسرةً ... على بعد أوطاني وفقد أحبتي فما له إلا الله أرجوه دائمًا ... ولا سيما عند اقتراب منيتي فنسأل ربي في وفاتي مؤمنًا ... بجاه رسول الله خير البرية نفح الطيب: "مما أودعه في مقدمة كتاب صنفه في نصرة مذهبه وأثبته دفعًا لشيء نسب إليه فقال: عليك بتقوى الله ما شئت وأتبع ... أئمة دين الحق تُهدَ وتسعد فمالكهم والشافعي وأحمد ... ونعمانهم كل إلى الخير يرشد فتابع لمن أحببت منهم ولا تمِلْ ... لذي الجهل والتعصب إن شئت تحمد فكلُّ سواء في وجيبة الاقتدا ... متابعهم جنات عدن يخلد وحبهم دين يزين وبغضهم ... خروج عن الإسلام والحق يبعد فلعنة رب العرش والخلق كلهم ... على من قلاهم والتعصب يقصد وفاته: سنة (853 هـ) ثلاث وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "النوازل النحوية"، و"الأجوبة المرضية على الأسئلة النحوية"، و "انتصار الفقير السالك لمذهب الإمام مالك". 3337 - النويري * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الخالق، المحب أبو القاسم بن الفاضل الشمس، النويري الميموني القاهري المالكي. ولد: سنة (801 هـ) إحدى وثمانمائة. من مشايخه: ابن الجزري، والشهاب الصنهاجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان إمامًا عالمًا مفننًا ذكيًا آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر صحيح العقيدة شهمًا مترفعًا على بني الدنيا ونحوهم مغلظًا لهم القول متواضعًا مع الطلبة والفقراء عال الهمة" أ. هـ. * البدر الطالع: "برع في الفقه والأصلين والنحو والصرف والعروض والقوافي والمنطق والمعاني والبيان والحساب والفلك والقراءات" أ. هـ. * الشذرات: "اشتغل على علماء عصره ومهر وبرع ونظم ونثر وكان علامة" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه مالكي، عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (857 هـ) سبع وخمسين وثمانمائة، وقيل: (897 هـ) (¬1) سبع وتسعين وثمانمائة بمكة. ¬

_ * الضوء اللامع (9/ 246)، الشذرات (9/ 427)، نظم العقيان (166)، معجم المؤلفين (3/ 662 و 683)، هدية العارفين (2/ 199)، إيضاح المكنون (1/ 187)، الأعلام (7/ 47)، البدر الطالع (2/ 256). (¬1) قلت: قد ورد اختلاف في سنة وفاته فبعضهم ذكر أنه توفي سنة (857 هـ) والبعض الآخر ذكر أنه توفي سنة (897 هـ) والأول أصح. وقد وهم صاحب معجم المؤلفين حيث ترجم له مرتين ففي (3/ 662) ذكر وفاته سنة (857 هـ) وفي (3/ 683) سنة (897 هـ).

3338 - الشرف المراغي

من مصنفاته: "شرح المقدمات الكافية في النحو والصرف والعروض والقافية"، و "الغياث" أرجوزة في القراءات الثلاث الزائدة على السبع، و"شرح طيبة النثر في القراءات العشر". 3338 - الشرف المراغي * النحوي: محمّد بن الزين أبي بكر محمّد بن الحسين بن عمر القرشي العثماني المراغي، القاهري الأصل، المدني، الشافعي، الشرف أبو الفتح. ولد: سنة (775 هـ) خمس وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: العراقي، والهيثمي، والتاج عبد الواحد وغيرهم. من تلامذته: التقي بن فهد، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان يغضب لله ولا يخاف فيه لومة لائم، ويوصف بحسن الاعتقاد في المنسوبين للصلاح، سالكًا طريقة شيخه في تحسين الظن بابن عربي مع صحة عقيدته وربما عيب بذلك بحيث سمعت من شيخنا إنكاره عليه وعدم ارتضائه لاختصار فتح الباري" أ. هـ. وفاته: سنة (859 هـ) تسع وخمسن وثمانمائة. من مصنفاته: "المشرع الروي في شرح منهاج النووي"، واختصر "فتح الباري" لابن حجر في نحو أربع مجلدات سماه "تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح". 3339 - ابن إمام الكاملية * النحوي، المفسر محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن عليّ بن يوسف بن منصور الكمال، أبو محمّد بن الشمس، التاج بن النور القاهري الشافعي. ولد: سنة (808 هـ) ثمان وثمانمائة. من مشايخه: الشمس الحجازي، وابن حجر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوجيز: "العالم الصالح القدوة ... حسن التصور وجودة الإدراك والعقل وفريد الرغبة في اعتقاد من ينتسب إلى الصلاح، بحيث توسع حتى قارب الانفراد بذلك والتواضع والبعد عن الملق والمداهنة ... " أ. هـ. * الضوء اللامع: "كان إمامًا علامة حسن التصور جيد الإدراك زائد الرغبة في لقاء من ينسب إلى الصلاح والنفرة ممن يفهم عنه التخبيط وربما عودي بسبب ذلك، صحيح المعتقد متواضعًا متقشفًا طارحًا للتكلف بعيدًا عن الملق والمداهنة ذا أحوال صالحة وأمور تقرب من الكشف تام العقل خبيرًا بالأمور قليل المخالطة لأرباب المناصب مع إجلالهم له حلو اللسان محببًا للأنفس الزكية من الخاصة والعامة ممتنعًا من الكتابة على الفتوى من الشفاعات والدخول في ¬

_ * الضوء اللامع (7/ 162)، الوجيز (2/ 690)، نظم العقيان (139)، بدائع الزهور (2/ 322)، كشف الظنون (1/ 548)، معجم المؤلفين (3/ 262). * الضوء اللامع (9/ 93)، الوجيز (2/ 813)، نظم العقيان (163)، البدر الطالع (2/ 244).

3340 - الزنديوي

غالب الأمور التي يتوسل به فيها ركونا منه لراحة القلب والقالب وعدم الدخول فيما لا يعنيه، حسن الاستخراج للأموال من كثير من التجار وغيرهم بطريقة مستظرفة جدًّا لو سلكها غيره لاستهجن، كثير البر منها لكثير من الفقراء. والطلبة متزايد الأمر في ذلك خصوصًا في أواخر أمره بحيث صار جماعة من المجاذيب المعتقدين والأيتام والأرامل وعرب الهيتم ونحوهم يقصدونه للأخذ حتى كان لكثرة ترادفهم عليه قد رغب في الانعزال بأعلى بيته وصار حينئذ يستعمل الأذكار والأوراد وما أشبه ذلك وحسن حاله جدًّا وبالجملة فكان جمالًا للفقهاء والفقراء ولا زالت وجاهته وجلالته في تزايد إلى أن تحرك للسفر إلى الحجاز مع ضعف بدنه وسافر وهو في عداد الأموات فأدركه الأجل وهو سائر في يوم الجمعة خامس عشري شوال سنة أربع وستين وصلى عليه عند رأس ثغرة حامد في جمع صالحين من رفقائه وغيرهم ودفن هناك وبلغني أنه كان يلوح بموته في هذه السفرة ولذا ما نهض أحد إلى انثناء عزمه عن السفر مع تزايد ضعفه وعظم الأسف على فقده إلا طائفة قليلة من معتقدي ابن عربي فإنه ممن كان يصرح بالإنكار عليه حتى رجع إليه جماعة كثيرون من معتقديه لحسن مقصده ورفقه التام في التحذير منه، ولم يكن يسمح بالتصريح في ابن الفارض نفسه مع موافقته لي على إنكار كثير من تائيته رحمه الله وإيانا" أ. هـ. وفاته: سنة (864 هـ)، وقيل: (874 هـ)، أربع وستين، وقيل: أربع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب "شرحًا على الورقات" و"الوردية النحوية" وصل فيه إلى الترخيم، واختصر "تفسير البيضاوي" وغيرهما، وله مؤلف في "التحذير من ابن عربي" وله "طبقات للأشاعرة". 3340 - الزنديوي * اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد بن عيسى العفوي الزنديوي، أو الزنديوي، المغربي المالكي. ولد: سنة (774 هـ) أربع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: ابن عرفة وغيره. من تلامذته: أحمد بن يونس، وإبراهيم بن فائد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم المؤلفين: "المالكي، مفسر، فقيه، مشارك في عدة علوم، عمر حتى زاد على المائة" أ. هـ. * الضوء: "كان عالمًا ولي قضاء الأنكحة وانتفع به الفضلاء كأحمد بن يونس فإنه قال لي أنه أخذ عنه العربية والأصلين والبيان والمنطق والطب والحديث وغيرها من الفنون العقلية والنقلية وانتفع به في غيرها" أ. هـ. وفاته: سنة (874 هـ)، قيل: (882 هـ) أربع وسبعين، وقيل: اثنتين وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: تفسير القرآن، وله شرح على المختصر -أي مختصر ابن الحاجب- في فروع الفقه المالكي. ¬

_ * الضوء (9/ 179)، إيضاح المكنون (1/ 305)، معجم الأطباء (440)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 425)، شجرة النور (259)، معجم المؤلفين (3/ 665)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 231).

3341 - ابن أمير حاج

3341 - ابن أمير حاج * المفسر محمّد بن محمّد بن محمّد، المعروف بابن أمير حاج، ويقال له: ابن الموقت، أبو عبد الله، شمس الدين. ولد: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: إبراهيم الكفرناوي، وابن خطيب الناصرية وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "وكان فاضلًا مفننًا دينًا قوي النفس محبًا في الرياسة والفخر" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا عالمًا مصنفًا، صنف التصانيف الشهيرة، وأخذ عنه الأكابر وافتخروا بالانتساب إليه" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه من علماء الحنفية، من أهل حلب" أ. هـ. وفاته: سنة (879 هـ) تسع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "التقرير والتحبير" في ثلاث مجلدات، و"ذخيرة القصر في تفسير سورة العصر". 3342 - البُكتمري * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن محمّد بن عمر بن قطلوبغا البُكتمري المصري القاهري الشافعي، صيف الدين بن الحسام بن الركن. ولد: تقريبًا سنة (797 هـ)، وقيل: (800 هـ) سبع وتسعين وسبعمائة، وقيل: ثمانمائة. من مشايخه: ابن حجر، والجلال بن الملقن وغيرهما. من تلامذته: الزين القاسم، والسخاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "هو إمام عالم علامة في الفقه وأصوله والعربية والتفسير وأصول الدين وغيرها بديع التحقيق بعيد النظر والمطالعة متأن في تقريره مع سلوكه طريق السلف ومداومته على العبادة والتهجد والجماعة وشهود مشهد الليث والإنجماع عن النّاس والانقباض عن بني الدّنْيا وعدم التردد إليهم ... ولم يكن يميل إلا لأهل التقوى والأدب" أ. هـ. * الوجيز: "محقق الحنفية. ممن أخذ عنه الأكابر، مع سلوكه طريقة السلف ومداومته على العبادة والتهجد والجماعة والمحاسن الوافرة بحيث كان كلمة إجماع" أ. هـ. * الشذرات: "كان شيخه ابن الهمام يقول عنه: ¬

_ * الضوء اللامع (9/ 210)، الوجيز (2/ 859)، نظم العقيان (161)، الشذرات (9/ 490)، كشف الظنون (1/ 358)، إيضاح المكنون (2/ 597)، هدية العارفين (2/ 208)، البدر الطالع (2/ 254)، أعلام النبلاء (5/ 271)، الأعلام (7/ 49)، معجم المؤلفين (3/ 677). * الضوء اللامع (9/ 173)، الوجيز (3/ 875)، بغية الوعاة (1/ 231)، الشذرات (9/ 497)، إيضاح المكنون (1/ 139)، هدية العارفين (2/ 210)، البدر الطالع (2/ 246)، معجم المؤلفين (3/ 664).

3343 - أبو العزم الحلاوي

هو محقق الديار المصرية مع ما هو عليه من سلوك طريق السلف، والعبادة والخير وعدم التردد إلى أبناء الدّنْيا أ. هـ. واستنابه ابن الهُمام في مشيخة الشيخونية .. " أ. هـ. * البدر الطالع: "كان على طريقة السلف، كثير العبادة والتهجد والتلاوة والأذكار وصار معظمًا مشارًا إليه مكرمًا حتى أن سلطان مصر سلطان قاتيباي أراد أن يقصده إلى محله فبلغه فبادر بالعزم إليه واستمر على حاله الجميل حتى مات" أ. هـ. وفاته: سنة (881 هـ) إحدى وثمانين وثمانمائة وقال صاحب إيضاح المكنون أنه توفي سنة (870 هـ) سبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح التوضيح" لابن هشام، و"شرح المنار" و"شرخ البيضاوي" للأسنوي. 3343 - أبو العَزْم الحَلاوي * النحوي: محمّد بن محمّد بن يوسف القدسي الحلاوي، أبو العزم، شمس الدين. ولد: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة. من مشايخه: ابن رسلان، والعز القدسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "وصفه رفيقه بالإمام العالم الصالح ... وكان ممن قام في كائنة الكنيسة بحيث كثر طلبه من الدولة وخشي على نفسه من المطالبة كغيره، فاختفى إلى أن نجا بنفسه وسافر لمكة فقطنها على طريقة حسنة من إقراء النحو وغيره للمبتدئين مقتنعًا بما كان يبر به من التجار ونحوهم ... وكان لا بأس به دينًا وسكونًا وعقلًا لكن وجد له من النقد والكتب ما لم يكن في الظن رحمه الله وعوضه الجنة" أ. هـ. * الأنس الجليل: "كان من أهل العلم والدين ... وكان عنده قيام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أ. هـ. * الوجيز: "نزيل مكه فرَّ إليها بعد كائنة الكنيسة، فقطنها مديمًا للإشتغال والعبادة، مع ارتفاقه ببر إهل المعروف، وكان لا بأس به" أ. هـ. * قلت: واقعة الكنيسة: وهي واقعة وقعت في القدس الشريف وكانت أن مسجدًا للمسلمين عليه منارة وهو يلصق بكنيسة اليهود من جهة القبلة ويتوصل إلى المسجد من زقاق وبجوار المسجد من جهة الغرب دار من جملة أوقاف اليهود، فوقع المطر في زمن الشتاء فهدمت الدار، فكشف باب المسجد من جهة الشارع المسلوك فقصد المسلمون الإستيلاء على الدار لكي يكون أقرب للمصلين من ذلك الزقاق القبلي، فامتنع اليهود ورفعوا إمرهم للقضاة وأظهروا من أيديهم المستند الشاهد لهم ياستحقاقهم الدار، فنازعهم المسلمون، فانتهى الأمر إلى عقد جلسة قضاء فتبين أن الدار من جملة أوقاف اليهود، فلم يرضى المسلمون بذلك وتعصب بعض العوام فكانت تلك منازعة بين المسلمين واليهود حول ذلك الدار فأصبحت الفتنة، وكانت هذه في سنة (878 هـ) " أ. هـ. ¬

_ * الضوء اللامع (10/ 35)، الوجيز (3/ 894)، الأنس الجليل (2/ 199)، كشف الظنون (2/ 1797)، هدية العارفين (2/ 210)، الأعلام (7/ 50)، معجم المؤلفين (3/ 700).

3344 - ابن عوجان

ذكرناه مختصرًا من كتاب الأنس الجليل (2/ 300). وفاته: سنة (883 هـ) ثلاث وثمانين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح الآجرومية". 3344 - ابن عَوَجَان * النحوي: محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن علي، كمال الدين بن الأمير ناصر الدين ابن أبي شريف، الشهير بابن عوجان، سبط المقدسي الشافعي. ولد: سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: ابن حجر، شهاب الدين بن أرسلان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "نشأ في عفة وصيانة وديانة ورزانة ... تردد الطلبة عليه والفضلاء، وانتفعوا به، وعظمت هيبته وارتفعت كلمته .. كان دينًا ورعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (906 هـ) ست وتسعمائة. من مصنفاته: "الإسعاد بشرح الإرشاد" لابن المقري، و "قطعة على تفسير البيضاوي، و"الدرر اللوامع بتحرير شرح جمع الجوامع" في الأصول ... 3345 - العَوْفي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن عليّ بن صالح بن عثمان ... ابن عطية العوفي الإسكندري الأصل، المزي ثم العاتكي، أبو الفتح، شمس الدين، من سلالة عبد الرحمن بن النعمان بن عوف. ولد: سنة (818 هـ) ثمان عشرة وثمانمائة. من مشايخه: ابن العطار، وأبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي وابن حجر وغيرهم. من تلامذته: أبو المفاخر المحيوي النعيمي، وتلميذه شمس الدين بن طولون وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه، شافعي متصوف، له علم بالأدب، ونظم كثير" أ. هـ. من أقواله: الكواكب السائرة: قال: فلما تمّ لي سبع سنين لبستها -أي الخرقة- من يد الشيخ الإمام الورع الزاهد الناسك العابد العارف أبي الحسن علي الدمنهوري الصوفي، ومن يد الشيخ أبي إسحاق إبراهيم الأتكاوي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (906 هـ) ست وتسعمائة. من مصنفاته: ألف كتابًا حافلًا في اللغة، وله كتاب آخر سماه "الحجة الراجحة في سلوك المحبة الواضحة" وغيرهما. ¬

_ * الكواكب السائرة (1/ 11)، الشذرات (10/ 43)، كشف الظنون (1/ 749)، الأعلام (7/ 53). * الكواكب السائرة (1/ 14)، الشذرات (10/ 44)، إيضاح المكنون (1/ 4)، فهرس التصوف (1/ 460)، الأعلام (7/ 53)، معجم المؤلفين (3/ 660).

3346 - المارداني

3346 - المَارَداني * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمد، البدر، الدمشقي الأصل، القاهري، المارداني أو المارديني، الشافعي. ولد: سنة (826 هـ) ست وعشرين وثمانمائة. من مشايخه: الكريم العقبي، وابن حجر وغيرهما. من تلامذته: النجم بن حِجِّي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "عرف بالذكاء مع حسن العشرة والتواضع والرغبة في المَمازحة والنكتة والنادرة وامتهان نفسه وترك التأنق في أمره وأشير إليه بالفضيلة. وبالجملة ففضيلته منتشرة ومحاسنة مقررة ولكنه لم ينصف في تقرير شيء يناسبه كما هو الغالب في المستحقين" أ. هـ. * بدائع الزهور: "كان من أهل العلم والفضل، وكانت له يد طائلة في علم الميقات وغير ذلك من العلوم" أ. هـ. * البدر الطالع: "انتفع به النّاس في الفرائض، والحساب، والميقات، والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (907 هـ)، وقيل: (912 هـ) سبع، وقيل: اثنتي عشرة وتسعمائة. من مصنفاته: شرح في النحو (الشذور والقطر والتوضيح) ولكنه لم يكمل وجرد شرح شواهده من شواهد العيني إلى غير ذلك، وله "المواهب السنية في أحكام الوصية". 3347 - البَرْدَعِي * اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد بن محمد، محيي الدين، البردعي، التبريزي، الحنفي. من مشايخه: والده وغيره. كلام العلماء فيه: * الشقائق النعمانية: "كان رحمه الله تعالى عالمًا فاضلًا كاملًا، ذا حظ وافر من العلوم، وكانت له معرفة تامة بالعربية والحديث والتفسير والأصول والفروع والمعقول والمنقول، وكان لطيف المجاورة لذيذ الصحبة، صاحب الأخلاق الحميدة، والأدب الوافر، وكان متلطفًا متواضعًا متخشعًا، صاحب وجاهة، وكان يكتب الخط الحسن، وكان سريع الكتابة جدًّا ... وكان له إنشاء بالعربية والفارسية في غاية الحسن والقبول، وكان صاحب محاضرة يعرف من التواريخ والمناقب شيئًا كثيرًا" أ. هـ. * الكواكب: "قرأ على علماء شيراز وهراة. عين مدرسًا بمدرسة أحمد باشا بمدينة بروسا في بلاد الروم" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "عالم مشارك في بعض ¬

_ * الضوء اللامع (9/ 35)، بدائع الزهور (4/ 107)، كشف الظنون (1/ 97)، البدر الطالع (2/ 242)، الأعلام (7/ 54)، معجم المؤلفين (3/ 624). * الكواكب السائرة (1/ 18)، الشذرات (10/ 215)، الأعلام (7/ 55)، معجم المؤلفين (3/ 676)، الشقائق النعمانية (240)، كشف الظنون (1/ 41)، إيضاح المكنون (1/ 139)، هدية العارفين (2/ 229).

3348 - الغزي

العلوم، من موالي الروم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (927 هـ) سبع وعشرين وتسعمائة، وقيل: (928 هـ)، وقيل: (929 هـ) ثمان وعشرين، وقيل: تسع وعشرين وتسعمائة. من مصنفاته: "حواشي على تفسير البيضاوي"، و"حواشي على حواشي شرح التجريد" للسيد الشريف، و"حواشي على التلويح" وغيرهما. 3348 - الغَزّي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدري بن عُثْمَان بن جابر ... رضي الدين، أبو الفضائل، الغزي العامري القرشي. ولد: سنة (862 هـ) اثنتين وستين وثمانمائة. من مشايخه: الشيخ محب الدين بن محمّد بن خليل البصروي، والشيخ برهان الدين الزرعي وغيره. من تلامذته: ولده الشيخ بدر الدين، والشيخ أبو الحسن البكري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "كان مؤثرًا لطريقة التصوف على سبيل التجرد منعزلًا عن النّاس في زواية جده لأمه، سيدي الشيخ أحمد الأقباعي بعين اللؤلؤة خارج دمشق إلى أن برع في علمي الشريعة والحقيقة ... الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، المحقق المدقق، العمدة العلامة الحجة الفهامة الغزّي الأصل الدمشقي المولد والمنشأ والوفاة، العامري القرشي الشافعي جدي لأبي -أي لصاحب الكواكب-" أ. هـ. وفاته: سنة (935 هـ) خمس وثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: له "ألفية في اللغة نظم فيها فصيح ثعلب"، و"ألفية في التصوف"، وألف مختصرًا في علمي المعاني والبيان سماه "الإفصاح عن لب الفوائد والتلخيص والمصباح". 3349 - أبو الحسن البكري * المفسر: محمد (¬1) بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عوض بن عبد الخالق البكري الصديقي، أبو الحسن. ولد: سنة (899 هـ) تسع وتسعين وثمانمائة. من مشايخه: البرهان بن أبي الشريف، والشيخ رضي الدين الغزي العامري، والشيخ عبد القادر الدشطوطي وغيرهم. ¬

_ * الشذرات (10/ 292)، الكواكب السائرة (2/ 3)، كشف الظنون (1/ 63)، إيضاح المكنون (1/ 203)، هدية العارفين (2/ 233)، الأعلام (7/ 56)، معجم المؤلفين (3/ 622). * الكواكب السائرة (2/ 194)، كشف الظنون (1/ 376)، خطط مبارك (3/ 127)، الشذرات (10/ 419)، جامع كرامات الأولياء (303)، الأعلام (7/ 57). (¬1) قيل أن اسمه علي كما ذكر ذلك صاحب (الكواكب السائرة) و (الشذرات)، وأن الأقرب إلى الصواب هو محمّد؛ لأن ابنه محمّد البكري الكبير قد ذكر أن إسمه محمّد وهو أدرى الناس بذلك. انظر جامع كرامات الأولياء.

كلام العلماء فيه: * جامع كرامات الأولياء: "الإمام الكبير والقطب الشهير، الجامع بين علمي الظاهر والباطن. قال الإمام الشعراني: وله كرامات كثيرة وخوارق وكشوفات، فما قاله أو وعده لا يخطيء قال: وترجمة النّاس بالقطبية العظمى، ويدل على ذلك ما أخبرنا به الشيخ خليل الكشكاوي قال: رأيت الشيخ أبا الحسن البكري وقد تطور، فكان كعبة مكان الكعبة، ولبس سترها كما يلبس الإنسان القميص. وقال الشيخ إبراهيم العبيدي في "عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق" كانت والدة الأستاذ الشيخ أبي الحسن واسمها خديجة من العابدات القائمات الصائمات، ومما وقع لها أنها عبدت الله سبحانه وتعالى ثماني عشرة سنة في خلوة فوق سطح الجامع الأبيض ما عهد لها أنها بصقت على سطح الجامع حرمة له، وقد اتفق لها مع ولدها أبي الحسن - رضي الله عنه - أنها كانت تنكر عليه في الحج والزيارة في نحو المحفة والظهور في نحو الملابس ونحو ذلك، ولا زالت تغلظ له القول في ذلك حتى مضت مدة من الزمن وهو يبالغ في احترامها إلى أن قال لها يومًا: أما يرضيك يا بنت الشيخ أن يكون الحكم العدل بيتي وبينك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت له وقد اعتراها الغضب: ومن أنت حتى تقول ما قلت؟ فقال لها: سترين إن شاء الله تعالى ما يزيل إنكارك ويريحني من عذلك، قال الأستاذ: فنامت تلك الليلة، فرأت في منامها كأنها داخلة المسجد النبوي وبروضته قناديل كثيرة عظيمة، وفيها قنديل كبير جدًّا أعظمها حسنًا وضوءً وضورة، فسألت لمن هذا؟ فقيل لها: هذا لولدك أبي الحسن، التفتت نحو الحجرة الشريفة فرأت النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأثني وأنا بثيابي الفاخرة التي تنكر لبسها بين شريف يديه، قالت: فقلت في نفسي يلبسها في هذا الموضع الشريف؟ قالت: فبرز لي العذل من الحضرة الشريفة بسبب الإنكار عليه: فقلت: أتوب يا رسول الله. قال الأستاذ - رضي الله عنه -: فمن ذلك العهد إلى تاريخه لم تطرقها شائبة الإنكار على ولا عذلت بوجه". انتهى من الكواكب الدري. قال في "عمدة التحقيق" بعد ما ذكر: ومن كرامات الشيخ أبي الحسن الصديقي - رضي الله عنه -، ما حدثني به عالم الأمة شيخنا الفيشي قال: إنه لما وقف أبو الحسن البكري على جبل عرفات جاء إليه سائل وقال له: على ديون ولي عيال ونحتاج إلى فضل غناك، فأحضر دواة وقلمًا وقرطاسًا وكتب: قد أمرنا صيرفي القدرة أن يصرف لهذا كل يوم دينارًا ذهبًا أبو الحسن البكري. انتهى ما ذكره في عمدة التحقيق. وله ذكر في ترجمة ولده سيدي محمد البكري الكبير أبي المكارم فراجعه فيها. وقال في "عمدة التحقيق" قال الشيخ محمّد المغربي الشاذلي المتوفى في آخر سنة 937 أنه حج سنة من السنين إلى بيت الله الحرام، وكان بالحج الشريف الشيخ محمّد البكري (يعني أبا الحسن هذا لأنه هو الذي كان في ذلك العصر) قال الشيخ محمد المغربي: فذهبت إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فدخلت يومًا أزور قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجدت الشيخ محمدا البكري بالحرم النبوي وقد عمل درسًا قال في أثنائه أمرت أن أقول الآن: قدمي هذا على رقبة

3350 - الطبلني

كل ولى الله تعالى مشرقًا كان أو مغربًا، قال: فعلمت أنه أعطى القطبانية الكبرى وهذا لسان حالها، فبادرت إليه مسرعًا وقبلت وأخذت عليه المبايعة، ورأيت الأولياء تتساقط عليه كالذباب الأحياء بالأجسام والأموات بالأرواح، فقلت حينئذ فورًا ببيت ابن الفارض - رضي الله عنه -: وكل الجهات الست عندي توجهت ... بما تم من نسك وحج وعمرة أ. هـ. وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني: أخبرني أبو الحسن البكري في المطاف أنه بلغ درجة الاجتهاد المطلق، يعني من جهة الولاية، وإلا فالاجتهاد المطلق من غير جهة الولاية قد انقطع منذ أزمان" أ. هـ. وفاته: سنة (952 هـ) اثنتين وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "تسهيل السبيل" في تفسير القرآن ويسمى "تفسير البكري"، و "الدرر المكللة في فتح مكة المشرفة المبجلة". 3350 - الطُبْلني * النحوي، اللغوي: محمد بن محمّد شمس الدين الطبلني (¬1) المغربي التونسي المالكي. من مشايخه: الشيخ مغوش ولازمه مدة مديدة وغيره. كلام العلماء فيه: * الكواكب: "برع في العربية والمنطق .. اشتغل عليه الطلبة في طرابلس" أ. هـ. وفاته: سنة (972 هـ)، وقيل: (962 هـ) اثنتين وسبعين، وقيل: اثنتين وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "شرح مقامات الحريري"، و"حتى توضيح ابن هشام". 3351 - أبو السُّعُود * المفسر محمّد بن محمّد بن مصطفى، أبو السعود العمادي الحنفي. ولد: سنة (898 هـ) ثمان وتسعين وثمانمائة. من مشايخه: المولى قادري جلبي، وأبوه وغيرهما. من تلامذته: المولى محمّد المعروف بالسعودي قاضي حلب وأحد وغيره. كلام العلماء فيه: * تراجم الأعيان: "هو المولى العلامة الكامل الفهامة شيخ الإسلام على الإطلاق ومفتي الدهر بالإتفاق الذي اشتهر صيته في الآفاق، وبرع على علماء عصره وفاق. ¬

_ * الكواكب السائرة (3/ 77)، الشذرات (10/ 538)، هدية العارفين (2/ 245)، معجم المؤلفين (3/ 633). (¬1) الطُبْلني: نسبة إلى طبلنا قرية من قرى تونس. انظر الكواكب السائرة. * الكواكب السائرة (3/ 35)، الشذرات (10/ 584)، العقد المنظوم (439)، كشف الظنون (1/ 65)، البدر الطالع (1/ 261)، الأعلام (7/ 59)، معجم المؤلفين (3/ 693)، تراجم الأعيان (1/ 239)، ريحانة الألبا (1/ 540)، جهود علماء الحنفية (1/ 125)، "إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، - تفسير للمترجم له- تحقيق عبد القادر أحمد عطا- مطبعة السعادة، كشف الظنون (1/ 65)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 209).

كان والده شيخًا صوفيًا، وعالمًا تقيًا. كان محافظًا على الورع والديانة، مثابرًا على التقوى والأمانة" أ. هـ. * الشذرات: كان طويل القامة، خفيف العارضين غير متكلف في الطعام واللباس غير أنه فيه نوع اكتراث بمداراة النّاس والميل الزائد لأرباب الرئاسة فكان ذا مهابةٍ عظيمةٍ واسع التقرير سائغ التحرير يلفظ الدُّرر من كلمه، وينثر الجوهر من حكمه بحرًا زاخرًا وطودًا باذخًا. وينسب إليه البيتان اللذان أجيب بهما بيتًا العجم وهما: نحن أناس قد غدا دأبنا ... حب عليّ بن أبي طالب يعيبنا النّاس على حبه ... فلعنةُ اللهِ على العائب فأجاب أبو السعود: ما عيبكم هذا ولكنه ... بغضُ الذي لقب بالصاحب وقولكم فيه وفي بنته ... فلعنة الله على الكاذب * الكواكب: "كان عالمًا عاملًا وامامًا كاملًا حسن الجاورة وافر الإنصاف دينًا خيّرًا" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر، شاعر من علماء الترك المستعربين" أ. هـ. * قلت: هذه بعض المواضع المأخوذة من تفسيره والتي توضح عقيدته في الأسماء والصفات. فقال في صفحة (2/ 87): {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} وحيث لم ينكر عليه الآخرون ورضوا به نسبت تلك العظيمة إلى الكل كما يقال بنو فلان قتلوا فلانًا، وإنما القاتل واحد منهم وأرادوا بذلك لعنهم الله أنه قال ممسك يقتر بالرزق فإن كلا من غل اليد وبسطها مجاز عن محض البخل والجود من غير قصد في ذلك إلى إثبات يد وغل أو بسط ألا يرى أنهم يستعملونه حيث لا يتصور فيه ذلك كما في قوله: جاد الحمى بسط اليدين بوابل ... شكرت نداه تلاعه ووهاده وقد سلك لبيد هذا المسلك السديد حيث قال: وغداة ريح قد شهدت وقرة ... إذا أصبحت بيد الشمال زمامها فإنه إنما أراد بذلك إثبات القدرة التامة للشمال على التصرف في القرة كيفما تشاء على طريقة المجاز من غير أن يخطر بباله أن يثبت لها يدًا ولا للقرة زمامًا، وأصله كناية فيمن يجوز عليه إرادة المعنى الحقيقي كما مر في قوله تعالى {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} في صورة آل عمران، وقيل أرادوا ما حكى عنهم بقوله تعالى {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}. وفي (2/ 349) قال: " {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} أي استوى أمره واستولى وعن أصحابنا (¬1) أن الإستواء على العرش صفة الله ¬

_ (¬1) الكلام الذي قاله قبل نقله لتأويل أصحابه هو قول الأشعرية، ولذلك بعد كلامهم قال: وعن أصحابنا ... والذي يعني بهم الماتريدية، وكما ذكرنا سابقًا أن ما آل إليه الحنفية وخاصة الروم الأتراك منهم في إعتقادهم هو الاعتقاد الماتريدي.

تعالى بلا كيف والمعنى أنه تعالى استوى على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الإستقرار والتمكن والعرش الجسم الحيط بسائر الأجسام سمى به لإرتفاعه أو للتشبيه بسرير الملك فإن الأمور والتدابير تنزل منه وقيل الملك" وقال في (3/ 614): "وقوله تعالى {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وجعل الرحمة عنوان الموضوع الذي شأنه أن يكون معلوم الثبوت للموضوع عند المخاطب للإيذان بأن ذلك أمر بين لا سترة به غني عن الإخبار به صريحًا وعلى متعلقة باستوى قدمت عليه لمراعاة الفواصل والجار والمجرور على الأول خبر مبتدأ محذوف كما في قراءة الجر وقد جوز أن يكون خبرًا بعد خبر والإستواء على العرش مجاز عن الملك والسلطان متفرع على الكناية فيمن يجوز عليه القعود على السرير يقال استوى فلان على سرير الملك يراد به ملك وإن لم يقعد على سرير أصلًا والمراد بيان تعلق إرادته الشريفة بإيجاد الكائنات وتدبير أمرها". وفي (4/ 590) قال: " {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أي خلقته بالذات من غير توسط أب وأم والتثنية لإبراز كمال الإعتناء بخلقه عليه الصلاة والسلام المستدعى لإجلاله وإعظامه قصدًا إلى تأكيد الإنكار وتشديد التوبيخ" أ. هـ. * قلت: قال صاحب كتاب جهود علماء الحنفية: "من عظماء الحنفية في الدولة العثمانية صاحب مناصب ووجاهة عند الدولة، منطقي فلسفي ماتريدي تفسيره نسخة ثانية كمدارك النسفي لكشاف الزمخشري في غير الإعتزال" أ. هـ. ومن كتاب "المفسرون بين التأويل والإثبات" نذكر ما نصه: "وأما عقيدته في الصفات: فهو على طريقة المؤولة حاد عنها، تبع الرازي في تصرفه مع الصفات بل ينقل ترجيحات الرازي ويقرها، ولا أظن أنه شم رائحة مذهب السلف، وهذه عادة كثير من "الأتراك الحنفيين، فإنهم يجمدون على المذهب، وعلى العقيدة الأشعرية أو الماتريدية، ولم يتيسر للأتراك من يعلمهم المذهب السلفي". قلت: الغالب على الحنفية هو اعتقادهم العقيدة الماتريدية كما صرح هو -أي العمادي- بذلك في تفسيره بقوله: "وعن أصحابنا" ويقصد بهم الحنفية. وإليك بعض تأويلاته من كتاب المفسرون بين التأويل والإثبات: "صفة الرحمة. قال عند قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} والرحمة في اللغة رقة القلب والإنعطاف، ومنه الرحم لإنعطافها على ما فيها، والمراد هنا التفضل والإحسان، أو إرادتهما بطريق إطلاق اسم السبب بالنسبة إلينا على مسببه البعيد أو القريب، فإن أسماء الله تعالى تؤخذ بإعتبار الغايات التي هي أفعال، دون المبادئ التي هي انفعالات (¬1). صفة الغضب: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب هيجان النفس لإرادة الانتقام، وعند إسناده إلى الله سبحانه يراد به ¬

_ (¬1) تفسير أبو السعود (1/ 22).

غايته بطريق إطلاق إسم السبب بالنسبة إلينا على مسببه القريب، إن أريد به إرادة الإنتقام على مسببه البعيد إن أريد به نفس الإنتقام، ويجوز حمل الكلام على التمثيل، بأن يشبه الهيئة المنتزعة من سخطه تعالى للعصاة، وإرادة الإنتقام منهم لمعاصيهم، بما ينتزع من حال الملك إذا غضب على الذين عصوه وأراد أن ينتقم منهم ويعاقبهم، وعليهم مرتفع بالمغضوب قائم مقام فاعله. والعدول عن إسناد الغضب إليه تعالى كالأنعام، جرى على منهاج الأداب التنزيلية في نسبة النعم والخيرات إليه عزَّ وجلَّ (¬1). صفة الإستواء قالا: سلك أبو السعود في تفسيره عند قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} مسلك المتأولة الفارين من مذهب السلف إلى ما لبسه عليهم إبليس، من دعوى التنزيه خوفًا من التشبيه، لأنهم رسخ في ذهنهم التشبيه، فانقبوا إلى التعطيل، فقال عند قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} مجاز عن الملك والسلطان، متفرع على الكناية فيمن يجوز عليه القعود على السرير، يقال: استوى فلان على سرير الملك يراد به ملك وإن لم يقعد على السرير أصلًا. والمراد بيان تعلق إرادته الشريفة بإيجاد الكائنات وتدبير أمرها (¬2). قلت: القول بالمجاز في القرآن من أسس منهج الماتريدية وهذا يرجح أن العمادي ماتريدي وليس أشعري كما أسلفنا" أ. هـ. وفي صفة الإتيان والمجيء قال: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}. أي أمره وبأسه، أو يأتيهم الله بأمره وبأسه، فحذف المأتي به لدلالة الحال عليه. وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. استئناف مسوق لبيان أنه لا يتأتى منهم الإيمان بإنزال ما ذكر من البينات والهدى، أي أنهم لا يرعوون عن التمادي في المكابرة، واقتراح ما تنافي الحكمة التشريعية من الآيات الملجئة، وأن الإيمان عند إتيانها مما لا فائدة له أصلًا مبالغة في التبليغ والإنذار، وإزاحة العلل والأعذار، أي ما ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك حسب ما اقترحوا بقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَينَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا} وبقولهم: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} وبقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ} ونحو ذلك، أو إلا أن تأتيهم ملائكة العذاب أو يأتي أمر ربك بالعذاب (¬3). وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي ظهرت آيات قدرته وآثاره قهره، مثل ذلك بما يظهر عند حضور السلطان من أحكام هيبته وسياسته، وقيل: جاء أمره تعالى وقضاؤه على حذف المضاف للتهويل (¬4). ¬

_ (¬1) نفس المصدر (1/ 44). (¬2) تفسير أبو السعود (7/ 14). (¬3) نفس المصدر (4/ 330). (¬4) تفسير أبو السعود (8/ 462 - 463).

3352 - بدر الدين الغزي

التعليق: أما أبو السعود فعباراته في تفسير الآيات واضحة في التأويل والتعطيل، غفر الله لنا وله" أ. هـ. قلت: ثم يستمر المغراوي يعرض بقية الصفات وكيف إنه يؤولها ويصفها بأنها مجاز كما في تفسيره للكرسي وتفسيره لصفة اليد واليمين حيث يقول: "قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} الآية. غل اليد وبسطها، مجاز عن عض البخل والجود، من غير قصد في ذلك إلى إثبات يد وغل أو بسط، ألا يرى أنهم يستعملونه حيث لا يتصور فيه ذلك كما في قوله: جاد الحمى بسط اليدين بوابل ... شكرت يده تلاعه ووهاد وقد سلك لبيد هذا المسلك السديد حيث قال: وغداة ريح قد شهدت وقرة ... إذا أصبحت بيد الشمال زمامها فإنه إنما أراد بذلك إثبات القدرة التامة للشمال على التصرف في القرة كيفما تشاء على طريقة المجاز، من غير أن يخطر بباله أن يثبت لها يدًا ولا للقرة زمامًا، وأصله كناية في من يجوز عليه إرادة المعنى الحقيقي" أ. هـ. وفاته: سنة (982 هـ) اثنتين وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: ألف مؤلفات حافلة منها التفسير المشهور المسمى بالإرشاد وسماه صاحب الشذرات "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" جمع فيه ما في تفسير البيضاوي وزاد فيه زيادات حسنة من تفسير القرطبي والثعلبي والواحدي والبغوي وغيرها. 3352 - بدر الدين الغَزّي * اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن مفرج بن بدر بن عُثمَان بن جَابر القرشي العامري الشهير بابن رضي الغزي، أبو الفضل، وأبو الجود، بدر الدين. وقيل: محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد ... ولد: سنة (904 هـ)، وقيل: (914 هـ) أربع، وقيل: أربع عشرة وتسعمائة. من مشايخه: البدر السنهوري، ووالده رضي الدين، وتقي الدين ابن قاضي عجلون وغيرهم. من تلامذته: الشيخ أحمد بن الشيخ سليمان الصوفي القادري وغيره. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "شيخ الإسلام والمسلمين حجة الله على المتأخرين، الجمع على جلالته وتقدمه وفضله، الذي سبق من بعده ولم يفته من تقدم من قبله، روح هذه الطبقة وعين هذه الحلبة بل البارع في الطبقة الأولى والسابق في الثانية، شيخ أهل السنة وإمام الفرقة الناجية الجامع بين ¬

_ * الشذرات (10/ 593)، الكواكب السائرة (3/ 3) وفيه اسمه: محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الله، البدر الطالع (2/ 252)، إيضاح المكنون (1/ 5)، ريحانة الألبا (1/ 138)، أعلام الفكر في دمشق (349) وفيه اسم: محمّد بن محمّد بن أحمد، الأعلام (7/ 59)، معجم المؤلفين (3/ 674)، تراجم الأعيان (2/ 93).

3353 - عماد الدين الحنفي

الشريعة والحقيقة، والقامع لمن حاد عن جادة الطريقة، الحائز قصبات السبق في تحقيق العلوم الشرعية وتدقيق الفنون العقلية والنقلية، الفقيه المفسر المحدث النحوي المقرئ الأصولي النظار, القانع الخاشع الأوّاه، ولي الله العارف بالله، الداعي إلى الله ... حمله والده إلى الشيخ العارف بالله القطب الكبير سيدي الشيخ أبي الفتح محمّد بن محمّد بن علي الإسكندراني ثم المزي العوفي الشافعي الصوفي فألبسه خرقة التصوف ولقنه الذكر ... وكان يحب الصوفية ويكرمهم وإذا سمع عنهم شيئًا مما ينكره الشرع بعث إليهم ونصحهم ودعاهم إلى الله تعالى وكانوا يمتثلون أمره ويقتدون به" أ. هـ. قلت: وهو والد صاحب كتاب (الكواكب السائرة). * أعلام الفكر في دمشق: "كان يهتم في السعي لنشر الفضائل بعلمه وعمله إلى أن صار عالم دمشق في وقته" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أصولي، مفسر، مقرئ، محدث، أديب، ناظم، ناثر" أ. هـ. * تراجم الأعيان: "الشافعي الأشعري ... كان بقية السلف عليه أبهة العلم ورونق الصلاح" أ. هـ. وفاته: سنة (984 هـ) أربع وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: "التخصيص في شرح شواهد التلخيص" في المعاني والبيان، ومنظومة في "التيسير في التفسير"، و "شرح التوضيح لابن هشام". 3353 - عماد الدين الحنفي * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمد، عماد الدين العمادي الحنفي. من مشايخه: الشيخ الطيبي الكبير، والشيخ أبي الفتح الشبستري وغيرهما. من تلامذته: الشيخ عمر بن القاري، والتاج القطان، ومصطفى بن العجمي الحلبي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تراجم الأعيان: "هو شيخنا شيخ الإسلام وعين العلماء الأعلام وواسطة عقد الفضلاء في دمشق الشام العماد بن العماد. كان ساكنًا دينًا خيرًا، مات وهو مدرس بالناصرية الجوانية. وكان له شعر حسن. وكانت يده طولى في النحو والصرف والمعاني والبيان وفي المنطق وفي الأصلين والعروض والنظم واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (986 هـ) ست وثمانين وتسعمائة. من مصنفاته: عشرة أبحاث في عشرة علوم. 3354 - الكَرْخي * المفسر: محمّد بن محمّد الكرخي، بدر الدين، أبو عبد الله، الشافعي. ولد: سنة (910 هـ) عشر وتسعمائة. ¬

_ * تراجم الأعيان (2/ 302)، معجم المؤلفين (3/ 679). * خلاصة الأثر (4/ 152)، هدية العارفين (2/ 263)، كشف الظنون (1/ 445)، إيضاح المكنون (1/ 304) و (2/ 414)، الأعلام (7/ 61)، معجم المؤلفين (3/ 668).

3355 - البكري

من مشايخه: زكريا الأنصاري، والإمام شهاب الدين أحمد الرملي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "ذكره الشيخ مدين القوصوني فقال في حقه: كان عالمًا عاملًا فاضلًا كاملًا فقيهًا مفسرًا محدثًا مطلعًا .. " أ. هـ. * الأعلام: "فقيه عارف مفسر، اشتهر بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1006 هـ) ست وألف. من مصنفاته: "مجمع البحرين" حاشية على تفسير الجلالين أربع مجلدات، و"المنهج الأسنى في آية الكرسي والأسماء الحسنى". 3355 - البَكري * المفسر: محمّد بن محمّد بن محمد، أبو السرور، زين العابدين بن أبي المكارم البكري الصديقي المصري الشافعي، تاج العارفين. ولد: سنة (971 هـ) إحدى وسبعين وتسعمائة. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "كان فاضلًا كاملًا، وله القدم الراسخ في التصوف" أ. هـ. * الأعلام: "مفتي السلطة بمصر، كان آية في علم التصوف. وهو أول من لقب بمفتي السلطة في الديار المصرية" أ. هـ. وفاته: سنة (1007 هـ)، وقيل: (1008 هـ) سبع وألف، وقيل: ثمان وألف. من مصنفاته: "تفسير القرآن" أربع مجلدات لم يبيض، و"تفسير سورة الأنعام" مجلدين، و"تفسير سورة الكهف"، "تفسير سورة الفتح". 3356 - محمّد الغزي * النحوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد، الشاب الفاضل الشيخ الكامل بدر الدين، أبو البركات الغزي الدمشقي الشافعي مذهبًا، وهو وَلَد مؤلف كتاب (لطف السمر). ولد: ليلة الخميس (27 شوال) سنة (995 هـ) خمس وتسعين وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ حسن الصفوري، وشيخ الإسلام أحمد العيثاوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * لطف السر: "اشتغل بالنحو ودرس العربية والمعاني والبيان والمنطق، ووعظ الناس بالجامع الأموي. ولما حج معي في سنة إحدى عشرة اجتمع بولي الله الشيخ ريحان الحبشي الشافعي المقيم بمسجد قباء بالمدينة المنورة فلقنه الذكر وألبسه الخرقة" أ. هـ. وفاته: سنة (1018 هـ) ثمان عشرة وألف. ¬

_ * خلاصة الأثر (1/ 474)، كشف الظنون (1/ 369)، خطط مبارك (3/ 126)، جامع كرامات الأولياء (337)، الأعلام (7/ 61). * لطف السمر (1/ 4).

3357 - ابن سماقة

3357 - ابن سَمَاقَة * اللغوي: محمّد بن محمّد بن أحمد الحمصي، المعروف بحمص، بابن سماقة، وفي دمشق الشام: بالحجازي؛ لمجاورته بمكة المشرفة، الشافعي. ولد: سنة (937 هـ) سبع وثلاثين وتسعمائة تقريبًا. من مشايخه: أخذ طريق القوم عن الشيخ علي الأنبلاقي اليمني القاطن بالمدينة، والشيخ منصور بن عبد الرحمن وغيرهما. كلام العلماء فيه: * لطف السمر: "تعلم علم الزايرجة (إستخراج الغيب) وعلم الكيمياء، ثم قرأ النحو والفقه. كان متضلعًا في العلوم الفقهية والعربية، علامة فيهما، وكان له استحضار حسن للأبحاث والشواهد كما عرفنا ذلك منه بالمجالسة" أ. هـ. * خلاصة الأثر: "وصحب الشيخ موسى الكناري الدمشقي الصوفي العارف بالله تعالى المشهور المتوفى سنة ستٍّ وسبعين وتسعمائة، وأخذ عنه وأعرض عنه الكناري آخرًا وكان سبب إعراضه عنه أن الشيخ موسى ذكر حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه رخصة فقال الحجازي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عجرف في ذلك فغضب الشيخ موسى وقال لا تعد إلينا بعدها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1019 هـ)، وقيل: (1020 هـ) تسع عشرة، وقيل: عشرين وألف. 3358 - المَهْدَوي * النحوي: محمّد بن محمد، الملقب شمس الدين المهدوي المالكي الأزهري. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "ذكره الشيخ مدين وقال في حقه: كان عالمًا نحويًّا" أ. هـ. وفاته: سنة (1026 هـ)، وقيل: (1020 هـ) ست وعشرين، وقيل: عشرين وألف. من مصنفاته: له شرحان على الأجرومية كبير وصغير ذكر فيهما إعراب كل شاهد ذكره والكبير إسمه "التحفة الإنسية على المقدمة الأجرومية". 3359 - حجازي الواعظ * المفسر المقرئ: محمّد بن محمّد بن عبد الله، الشهير بالحجازي الواعظ، القلقشندي الأكراوي الشافعي. ولد: سنة (957 هـ) سبع وخمسين وتسعمائة. من مشايخه: الحافظ نجم الدين الغيطي، والشيخ عبد الوهاب الشعراوي وغيرهما. من تلامذته: الشمس البابلي، والشيخ عبد الباقي وغيرهما. ¬

_ * لطف السمر (1/ 30)، خلاصة الأثر (4/ 162). * خلاصة الأثر (4/ 160)، هدية العارفين (2/ 268)، إيضاح المكنون (1/ 243)، الأعلام (7/ 62)، معجم المؤلفين (3/ 694). * خلاصة الأثر (4/ 174)، الأعلام (7/ 62)، معجم المؤلفين (3/ 682).

3360 - النجم الغزي

كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "الشعراوي طريقة لوالده، الخلوتي طريقة له، الأكراوي مولدًا، اشتهر بالمعارف الإلهية وبلغ في العلوم الحرفية الغاية القصوى، مع كونه كان يغلب عليه حب الخمول وكراهية الظهور" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه، عالم بالحديث والتفسير" أ. هـ. وفاته: سنة (1035 هـ) خمس وثلاثين وألف. من مصنفاته: شرح الجامع الصغير للسيوطي وهو شرح جامع مفيد سماه "فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير"، وله ثلاثة شروح على المقدمة الجزرية وغيرها من التصانيف الكثيرة. 3360 - النجم الغزي * النحوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن مفرج بن بدر، نجم الدين، أبو المكارم بن بدر الدين بن رضي الدين الغزي العامري الدمشقي، الشافعي. ولد: سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة. من مشايخه: زين الدين عمر بن سلطان مفتي الحنفية، وشهاب الدين العيثاوي وغيرهما. من تلامذته: المحبي، والشمس البابلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * قلت: من مقدمة كتاب "لطف السمر" للنجم الغزي بقلم المحقق محمود الشيخ حيث قال: "انتشر التصوف في البلاد الإسلامية وشاع، وتعددت طرقه، وكثرت زواياه، وحلت في كثير من الأحيان محل المدارس، ونلمح من كتاب "الكواكب السائرة" وذيله "لطف السمر" كثرة الطرق الصوفية. والشيد الواسع لزواياها، فهناك طريقة الجباوية (السعدية) والصمادية والعمرية والقادرية والرفاعية والأحمدية والمولوية وغيرها، ولكل طريقة عديد من الزوايا المنبثة في أرجاء البلاد الإسلامية. وقد تأثرت أسرة الغزي بهذا التيار الصوفي الواصح، ويبدو أن مشايخها قد اتبعوا الطريقة القادرية وهذا يتضح من سلسلة الطريق الصوفي لديهم. كما ذكره النجم عندما ثبت أخذه لهذا الطريق. وإن كان لا ينفي أخذ الواحد منهم لطرق عدة، وهذا ما ذكره النجم عن نفسه في سلسلة الطريق الصوفي لديه كالطريقة الأحمدية والرفاعية. وبعد أن يذكر طريق أخذه التصوف عن أقطاب هذه الطرق يقول: (إن طرق هؤلاء العارفين معروفة، وهي تختلف، فلنذكر منها طريقة أجلهم وأفضلهم الغوث أبي صالح عبد القادر الكيلاني- اختصارًا تبركًا وتأسيًا). ثم يذكر سلسلة الطريق من عبد القادر الكيلاني إلى على بن أبي طالب، - رضي الله عنه -. من ذلك يتضح أن الغزي كان قادريًا في تصوفه، ويبدو أنه كان يعتبر نفسه أهلًا لابتداع طريقة صوفية جديدة تنسب إليه، وخاصة بعد أن جمع الطرق السابقة في ذاته، ويدل على ذلك ما ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 189)، نفحة الريحانة (1/ 540)، فهرس الفهارس (2/ 82)، الأعلام (7/ 63)، مقدمة (لطف السمر) بقلم المحقق محمود الشيخ، معجم المؤلفين (3/ 685).

أورده في مقدمة كتابه "منبر التوحيد" من أنه جمعه من بعض الكتب السابقة، و (مع ما ييسره الله لي -الحديث للنجم- من بوارق المعارف، وشوارق الأنوار، مما تلقيته عن المعارفين والمحققين ... ومما ألهمني الله تعالى إياه، وألقاه في روعي من أسرار المعارف التي أمطر بها سري ... مما أرجو الله تعالى أن يعيده عليّ من بركاته، وعلى سائر مقلدي طريقي ... من المعتقدين في خيرًا، وإن كنت أعرف منهم بنفسي). وقد آمن النجم بجميع القضايا التي آمن بها المتصوفة، ومنها: وجود الأبدال، ويحدثنا عن نفسه في ذلك قائلًا في ترجمة أبي بكر المعصراني المجذوب: (وسألت الله تعالى أن يكشف لي عن مقامه، فرأيته تلك الليلة في المنام في صورة أسد، ثم تحول إلى صورته، وظهر بذلك أنه من الأبدال، فلما كان النهار رأيته وهو في حالته، فضحك إليّ، وقال لي: كيف رأيتني البارحة؟ ). كما آمن بوجود القطب والغوث، ويحدثنا هو عن إيمانه هذا بقوله: (ولما حججت سنة عشر بعد الألف، لقيت الشيخ أحمد -يقصد العيثاوي- يقظة لا منامًا، ونحن سائرون ليلًا من أذرعات إلى مرحلة المفرق فقال لي: يا شيخ نجم الدين، استحضر قلبك في سيرك، فإن القطب معكم في الركب، ثم التفت فلم أرَ أحدًا، وكان -رحمه الله- من أصحاب الأحوال، وهذه الواقعة تدل على أنه كان من الأبدال). وآمن أيضًا بالأولياء، فقال في وصف شخه العيثاوي: (وكان من رآه يشهد أنه من أولياء الله تعالى). وقال في ترجمة أبي بكر بن عبد القادر البكري المجذوب: (ولا شك في ولايته، وأخبر بموته قبل وقوعه بسنين، ووجد ذلك على جدران بيته). وكذلك آمن بالمجاذيب، وترجم للعديد منهم، وآمن بوجود الكرامات، وتحدث عن عدد منها لبعض الأشخاص الذين ترجم لهم فقال عن "كرامة" إبراهيم الجباوي: (وأراد ولده الشيخ كمال الدين أن يحجر قبره، فاشترى حجارة من الصالحية، فرأى في تلك الليلة صاحبنا الحاج يونس بن المدرسة الشيخ إبراهيم في المنام، وكان الحاج يونس جاره. قال: رأيته كأنه قاعد في مقعده ببيته على عادته، فقال لي لما دخلت عليه: يا حاج يونس، الحق هذه الجمال الذاهبة إلى المقبرة، حاملة هذه الحجارة الحرام، وقل لهم يرجعوا بها، ما لنا حاجة بهذه الحجارة. ولم يكن الحاج يونس علم أن ولده اشترى حجارة لقبر والده، وأنها نقلت في ذلك اليوم على جمال، فوضعت عند القبر ليحجر بها. فلما أخبرهم بالمنام تنبهوا، فسألوا عن الحجارة فإذا هي منقولة من تبور محجرة كانت بالصالحية، فردوا الأحجار إلى محلها، واشتروا أحجارًا غيرها جديدة القلع من الجبل. وكانت هذه كرامة عظيمة للشيخ إبراهيم المذكور). وآمن النجم بالكشف أيضًا وغيره من قضايا الصوفية". ثم قد نقل المحقق جزء من مقال نشر في مجلة (الكاتب المصري) المجلد (2)، السنة (1946 م)، العدد (12) بقلم بشر فارس حول كتاب (الكواكب السائرة) حيث قال: "إن المترجمين في هذا الجزء يغلب عليهم أمران، الأول: الاشتغال بدراسة الفقه. والثاني: الانقطاع للعبادة،

3361 - ابن أبي السرور

والفقهاء بين مدرسين ومؤلفين للحواشي والتعليقات، والأولياء بين متصوفة ومجذوبين ومكاشفين، ولهؤلاء غرائب: كرامات، وخوارق: مواجدات. والمؤلف يرويها مطمئنًا إليها، داعمًا لها" أ. هـ. وفاته: سنة (1061 هـ) إحدى وستين وألف. من مصنفاته: "الكواكب السائرة" وله مجالس في التفسير إلى آخر سورة طه ويبدو أنه يقصد من سورة الإسراء إلى آخر سورة طه، وله "البهجة" في النحو، و"شرح البردة"، و "منبر التوحيد ومظهر التفريد في شرح جمع الجوهر الفريد في أدب الصوفي والمريد" في التصوف. 3361 - ابن أبي السُرور * المفسر: محمّد بن محمّد أبي السرور زين العابدين بن محمّد أبي المكارم البكري الصديقي، المعروف بابن أبي السرور. وهو ابن البكري الذي مرت ترجمته آنفًا. ولد: سنة (1005 هـ) خمس وألف. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "بركة الدّنْيا وسر الوجود ولسان الحضرة ولب لباب العرفان كان من العلم والتحقيق آية من آيات الله تعالى ومن الولاية والتحقق غاية من الغايات وكان فصيح العبارة طلق اللسان كثير الفوائد جم النوادر وكانت الولاية ظاهرة عليه مع الدين المتين والعقل الكامل والتظاهر بالنعمة في الملبس والمأكل والخدمة وكان من أحسن الناس خلقًا وخلقًا مجللًا عند الكبراء والوزراء ذا جاه عريض معتقدًا عند عامة النّاس وخاصتهم مسموع الكلمة مقبول الشفاعة يرجع إليه في مشكلات الأمور رفغ الهمة كريم الأخلاق ولد بمصر ونشأ بها وحفظ القرآن وتأدب واشتغل بطلب العلوم وأتقنها وبرع في كثير من الفنون سيما علم التفسير والحديث وكان له في علوم القوم وأصول التصوف قدم راسخ وأقبل على التدريس إلى أن صار رئيس البيت البكري فكان يدرس على عادة أعلافه في الجامع الأزهر في الليالي المشهورة كليلة المولد والمعراج والنصف من شعبان ثم لما كبر ترك ذلك كله واستقل بالإفادة في بيتهم المعمور" أ. هـ. * الأعلام: "مؤرخ باحث مصري" أ. هـ. وفاته: سنة (1087 هـ) سبع وثمانين وألف. من مصنفاته: تفسير كبير يعرف بـ"تفسير ابن أبي السرور"، و"الدرر في الأخبار والسير". 3362 - القشتالي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن أبي بكر شهر بالصغير الدلائي (¬1)، أبو عبد الله، القشتالي المغربي المالكي. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد المغربي بن يوسف أبو المحاسن الفاسي، والولي أبو محمّد عبد ¬

_ * خلاصة الأثر (3/ 465)، خطط مبارك (3/ 126)، الأعلام (7/ 64). * خلاصة الأثر (4/ 203)، نفحة الريحانة (5/ 19). (¬1) الدلائي: نسبة إلى دلاية، ببلد بالأندلس قريبة من المرية على الساحل. معجم البلدان (2/ 460).

3363 - ابن سليمان المغربي

الهادي بن عالم الغرب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "نادرة الدهر، وفريد العصر، لم يأت من المغرب في هذا العصر له شقيق، فهو لعمري بجميع الفضائل حقيق له حسب تليد، وباع في المجد طويل مديد، ... واشتهر في الآفاق وانتفع به خلق كثيرون من أفاضل المغرب، ... وسنده في العلو والافتخار أشهر من الشمس في رابعة النهار" أ. هـ. وفاته: سنة (1090 هـ)، وقبل: (1089 هـ) تسعين، وقيل: تسع وثمانين وألف. من مصنفاته: "نتائج التحصيل في شرح التسهيل"، و"فصل الخصمين في متعلق الظرفين" و"الجلائل القطعية في تقرير النصب على المعية" وغير ذلك. 3363 - ابن سليمان المغربي * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن سليمان بن الفاسي بن طاهر السوسي الروداني المغربي المالكي. ولد: سنة (1037 هـ) سبع وثلاثين وألف. من مشايخه: سعيد بن إبراهيم المعروف بقدوة مفتي الجزائر وهو من أجل مشايخه ومنه تلقى الذكر ولبس الخرقة، والعلامة أبو عبد الله محمّد بن ناصر الدرعي وغيرهما. من تلامذته: عبد القادر بن عبد الهادي وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "الظاهر من شأنه كما نقلت عن شيخنا عبد القادر بن عبد الهادي وهو ممن أخذ عنه .. كان يصفه بأوصاف بالغة حدة الغلو ... فإنه كان يقول أنه يعرف الحديث والأصول معرفة ما رأينا من يعرفها ممن أدركناه، وأما علوم الأدب فإليه النهاية فيها وكان في الحكمة والمنطق والطبيعي والإلهي الأستاذ الذي لا تنال مرتبته بالاكتساب وكان يتقن الرياضة إقليدس والهيئة والمخروقات ... وطريق الخطاءين والموسيقى والمساحة معرفة لا يشاركه فيها غيره ... وكان في العلوم الغريبة كالرمل والأوفاق والحروف والسميا والكيميا حاذقًا أتم الحذق" أ. هـ. وفاته: سنة (1094 هـ) أربع وتسعين وألف. من مصنفاته: "تلخيص المفتاح وشرحه"، و"حاشية على التسهيل"، و"حاشية على التوضيح"، وله "مختصر التحرير في أصول الحنفية". 3364 - البَخْشي * المفسر: محمّد بن محمّد البخشي الخلوتي البكفالوني الحلبي الشافعي. ولد: سنة (1038 هـ) ثمان وثلاثين وألف. ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 204)، دليل مؤرخ المغرب (2/ 304)، الكشاف لطلس (330)، إيضاح المكنون (1/ 367) و (2/ 70)، هدية العارفين (2/ 298)، معجم المؤلفين (3/ 645). * خلاصة الأثر (4/ 208)، إيضاح المكنون (1/ 573) و (2/ 38)، هدية العارفين (2/ 300 و 324)، ) أعلام النبلاء (6/ 376)، الأعلام (7/ 65)، معجم المؤلفين (3/ 685).

3365 - ابن الطيب

من مشايخه: الشيخ عبد الباقي الحنبلي، والشيخ محمّد الخباز البطنيني، وأخذ طريق الخلوتية عن العارف بالله الشيخ أيوب الخلوتي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * أعلام النبلاء: "أخذ الطريقة الخلوتية عن العارف بالله الشيخ أيوب الخلوتي، وقرأ عليه جملة فنون، وأطلعه على أسرار علمه المكنون، حتى نال منه غاية الأمل وأثمرت له غيث دعائه أغصان العمل فرجع إلى أهله بنعم وافرة ... وما رأيت فيمن رأيت أحلم ولا أحمل منه وكان زوح الله تعالى روحه من خيار الخيار، كريم الطبع مفرط السخاء .... وأقام بالتكية الخلوتية مبجلًا معظمًا مقصودًا" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه متصوف، ولد في (بكفالون) من قرى حلب" أ. هـ. وفاته: سنة (1098 هـ) ثمان وتسعين وألف. من مصنفاته: "رسالة في تفسير: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} "، و"شرح البردة" للبوصيري. 3365 - ابن الطَّيِّب * النحوي، اللغوي: محمّد بن الطيب محمّد بن محمّد بن محمّد الشرقي الفاسي المالكي، أبو عبد الله. ولد: سنة (1110 هـ) عشر ومائة وألف. من مشايخه: أبو الطاهر الكوراني، والزرقاني شارح (المواهب) وغيرهما. من تلامذته: الزبيدي (صاحب تاج العروس) وغيره. كلام العلماء فيه: * تاج العروس: "هو عمدة في هذا الفن .. " أ. هـ. * سلك الدرر: "برع وفضل وصار إمام أهل اللغة والعربية في وقته محققًا فاضلًا متضلعًا في كثير من العلوم .. " أ. هـ. * الأعلام: "محدث علامة باللغة والأدب، مولده بفاس، ووفاته بالمدينة .. " أ. هـ. وفاته: (1170 هـ) سبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "شرح كافية ابن مالك"، و"فيض نشر الانشراح" حاشية على كتاب الاقتراح للسيوطي في النحو وغيرهما. 3366 - السَّمَّان * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمّد بن أحمد السمان الدمشقي. ولد: سنة (1118 هـ) ثمان عشرة ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ أحمد المنيني، والشيخ إسماعيل العجلوني. ¬

_ * سلك الدرر (4/ 91)، فهرس الفهارس (2/ 1067)، تاج العروس (1/ 3)، هدية العارفين (2/ 331)، الأعلام (6/ 177)، معجم المؤلفين (3/ 373). * مسالك الدرر (2/ 141) وفيه اسمه: سعيد السمان، تاريخ آداب اللغة العربية (3/ 297)، أعلام الفكر في دمشق (351)، هدية العارفين (1/ 393)، إيضاح المكنون (1/ 590) و (2/ 565)، الأعلام (3/ 110)، معجم المؤلفين (3/ 322) وفيه محمّد سعيد بن محمد.

3367 - البليدي

كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "كان بارعًا في اللغة والأدب وغيرهما متضلعًا من ذلك عارفًا أديبًا ماهرًا ... مع حفظ كلام الله العظيم والمعرفة للألحان وعلم الموسيقى بحسن الصوت والأداء" أ. هـ. * أعلام الفكر في دمشق: "سعى إلى طلب العلوم المختلفة كعلم النحو والأدب والتاريخ والنشر والبديع والترسل والشعر والموسيقا. وكانت له معرفة بالألحان مع حسن الصوت والأداء فيه" أ. هـ. * تاريخ آداب اللغة العربية: "كان من البارعين في النظم والنشر وعلم الموسيقى متهتكًا في الغواني ... " أ. هـ. من أقواله: من شعره في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -: وجئت مقامًا ضم أشرف مرسل ... وكرم مبعوث له ربه أدنى وفرغت حد الذل في ذلك الثرى ... وأذللته دمعًا فيضه يخجل المزنا فقل يا عريض الجاه وافاك لائذا ... بعلياك من هيضت قوادمه وهنا وفاته: سنة (1172 هـ) اثنتين وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "المغني في النحو"، وألفَّ حاشية على "الكامل" للمبرّد. 3367 - البَلِيدي * النحوي، المفسر محمّد بن محمّد بن محمّد الحسني التونسي، المعروف بالبليدي. ولد: سنة (1096 هـ) ست وتسعين وألف. من مشايخه: أبو السماح أحمد البقري، وعبد الرؤوف البشبيشي وغيرهما. من تلامذته: الأستاذ عبد الوهاب العفيفي وغيره. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "خاتمة المحققين، صدر المدققين الثبت الحجة المتقن على جلالته صاحب التصانيف الشهيرة ... واشتهر أمره بالعلم وانتفع به جماعة من محققي علماء الأزهر والشام ... وكانت له اليد الطولى في علم القراءات" أ. هـ. * عجائب الآثار: "الشيخ الإمام الفقيه المحدث الشريف ... البليدي المالكي الأشعري الأندلسي ... راج أمره واشتهر ذكره وعظمت حلقته وحسن اعتقاد الئاس فيه وانكلبوا على تقبيل يده وزيارته وخصوصًا تجار المغاربة لعلة الجنسية .. " أ. هـ. * شجرة النور: "شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ الفقيه المحدث المسند الرواية المتفنن في كثير من العلوم ... وحسن اعتقاد الناس فيه وانكلبوا على تقبيل يده ... ألحق ¬

_ * سلك الدرر (4/ 110)، عجائب الآثار (1/ 324) و (3/ 174)، إيضاح المكنون (1/ 139) و (2/ 418)، شجرة النور (339)، الأعلام (7/ 68)، معجم المؤلفين (3/ 678).

3368 - الخادمي

الأصاغر بالأكابر" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية والتفسير والقراءات. مغربي الأصل سكن القاهرة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر، حكيم، متكلم، بياني، نحوي، فقيه، أصولي" أ. هـ. وفاته: سنة (1176 هـ) ست وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"حاشية على شرح الأشموني، نحو و"الماء الزلال في إثبات كرامات الأولياء بعد الانتقال". 3368 - الخَادِمِي * المفسر: محمّد بن محمّد بن مصطفى بن عُثْمَان الخادمي النقشبندي الحنفي، أبو سعيد. ولد: سنة (1113 هـ) ثلاث عشرة ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه أصولي، من علماء الحنفية، أصله من بخارى" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، صوفي، منطقي، محدث، مفسر" أ. هـ. * قلت: هذه بعض المواضع المنقولة من كتابه "البريقة المحمودية في شرح الطريقة المحمدية للبركلي" والتي توضح أنه ماتريدي العقيدة، صوفي، نقشبندي الطريقة ... ففي (1/ 5) قال: " {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قد قضينا الوطر فيحق البسملة الشريفة في رسالة مخصوصة من جهات الفنون إلى أن تبلغ إلى ثماني عشر فنًا فلنكتف بما لم يذكر فيها، وهو أن المختار عند بعضهم كالبيضاوي ترجيح جانب الاستعانة في الباء مع الاتفاق في جوازها لكن لا يخفى أن حاصل الاستعانة طلب المعاونة على إيقاع الفعل وإحداثه؛ وذلك بإفاضة القدرة ممكنة أو ميسرة عليه على ما في علم الأصول والمراد من الفعل إما التصنيف أو القراءة أو العبادة أو نحوها، فإن أريد بتلك القدرة القوة التي يصح صرفها للفعل وعدمه فهي حاصلة قبل الطلب؛ فيلزم تحصيل الحاصل وإن أريد القدرة المعبرة عنها بالصرف أي صرف العبد قدرته إلى الفعل فهو أمر عدمي لا يتعلق به الخلق والإيجاد على أن تعلق قدرة الله بفعل العبد مشروط بذلك الصرف على حسب عادته ومقتضى حكمته، فلو لم يوجد الصرف من العبد لا يوجد الخلق من الله تعالى على عادته، وإن أريد تعلق قدرته عند ذلك الصرف من العبد فهو ضروري أيضًا على عادته تعالى فلا فائدة في طلبه. وبالجملة طلب المعاونة هو طلب القدرة فالقدرة المطلوبة إن كانت ما هي صفة للعبد صالحة صرفها للضدين على سبيل البدل أو سلامة الآلات التي يعتمد عليها صحة التكليف، فهي حاصلة قبل الطلب فلا فائدة في الطلب وإن كان عين ذلك الصرف ولو مجازًا، فقد قرر أنه أمر عدمي في الخارج وصدوره من قدر العبد فقط، ولو فرض صدوره من الله يلزم الجبر فلا معنى لطلب المعاونة من الله على فعل ما ونحوه. ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 54)، معجم المطبوعات لسركيس (808)، هدية العارفين (2/ 333)، الكشاف لطلس (102)، الأعلام (7/ 68)، معجم المؤلفين (3/ 721)، كتاب "البريقة المحمودية" للمترجم له، شركة صحافة عمان مطبعة (سي 1325) سنة (1411 هـ / 1991 م).

طلب الهداية والتوفيق والعصمة ونحوها ومنذ زمان كثير يختلج ذلك في صدر هذا الفقير عصمة الله ولا يجد ملجأ غير التفويض إلى علمه تعالى والتبعية بالنصوص والسلف، ثم اطلعت في بحث الأفعال الاختيارية للعبد من البيضاوي ولصعوبة هذا المقام أنكر السلف مناظرته لتأديه إلى إنكار التكليف أو الشرك بالله ثم قال الأصفهاني بعد ما قال الأولى: هو طريق السلف من ترك المناظرة وتفويض العلم إلى الله تعالى، هذا ثم سبق إلى الخاطر أنه يجوز طلب المعاونة بالقاء نحو الشوق والمحبة وأخطار الأمر الملايم بالقلب على وجه يرجح العبد جانب الفعل مثلًا يعني يحصل الصرف بلا رتبة إيجاب واضطرار ونحوها لا يبعد صدوره عن الله تعالى؛ لأن الظاهر أنها من مقولة الكيف الذي هو موجود يتعين به الخلق على أنه لا شك في كونها موجودة في نفس الأمر، ولا يبعد صدور نحو هذا الموجود من الله تعالى كالموجودات الخارجية، وغايته لزوم عدم المخلوقية في بعض ما صدر عنه تعالى لعله لا بأس فيه، بل قد يفهم عن كلام بعض المحققين فلعلك بهذا القدر تفهم تحقيق المقام على وجه يرتفع حجب نحو الهداية والتوفيق، بل استصعاب البيضاوي واعتراف الأصفهاني حتى التفتازاني في شرح العقائد، وبالتأمل الصادق بحقائق المقام، ينكشف ظلمات الأوهام بعناية المفضل المنعام". وقال في (1/ 48): " (الطريقة) الظاهر طريقة المتابعة المذكورة (المحمدية) المنسوبة إلى محمّد - صلى الله عليه وسلم - من حيث الوصول إلى اعتقاده وأقواله مثلًا (فإن قلت الظاهر من هذا الإطلاق عدم اختصاص بأمر ومن تعلق لفظ الفاء اختصاصه بالاقتصاد أي ما بين الإفراط والتفريط (قلنا يجوز أن يكون المراد الطريقة المحمدية المتعلقة بالاقتصاد لكن يرد أن الاقتصاد إنما هو بعض فصول من بعض أبواب هذا الكتاب إلا أن يقال إن ما في هذا الفصل إنما هو حكمه وماهيته وإما مصداق أفراده فجميع ما في الكتاب ولو ادعاء أو أضافه ثم لفظ محمّد أشهر أسمائه - صلى الله عليه وسلم - التي هل هي ثلثمائة أو ألف أو تسعمائة وهو في الأصل مفعول من التحميد مبالغة الحمد يقال فلان محمود إذا أثنى على جميع خصاله وإذا بلغت النهاية وتكاملت يقال محمّد فوجه التسمية لبلوغ خصاله الحميدة إلى غاية الكمال ثم إن هذه المبالغة إنما هي من التكثير الذي هو بناء بابه لا من الصيغة (وأحببت أن أبين) أوضح (السيرة) من سار يسير بمعنى الطريقة أيضًا لكن في الصيغة إشارة إلى طريقة أرباب السلوك التي هي التصوف فالأول علم الظاهر والثاني إشارة إلى علم الباطن (الأحمدية) أي المنسوبة إلى أحمد يقال اسمه في الأرض محمّد وفي السماء أحمد (حتى يعرض عليها) أي على الطريقة المحمدية التي هي اسم لهذا الكتاب لأن هذه العبارة وإن دلت مطابقة على المعنى الوصفي الذي ذكر لكن فيه إشارة إلى اسم هذا الكتاب كأنه نقل من الوصفية إلى العلمية ووجه المناسبة بين المنقول والمنقول عنه ظاهر فالاسم مطابق للمسمى (عمله) ولو عمل قلب ولسان وإلا فلا يشمل جميع ما ذكر (كل سالك) كل من يريد سلوك طريق يوصل إلى رضي الله تعالى أو لقائه أو الجنة قدم العمل مع كونه مفعولًا على كل سالك مع كونه فاعلًا لاهتمام العمل لأن المقام مقام العمل يعني

الغرض من التصنيف هو العرض ليكون ميزانًا مميزًا كما يصفه لا شيء آخر من أغراض نحو الدّنْيا (فتميز) بالنصب عطف على يعرض أو رفع جواب لمحذوف أي إذا عرض كل سالك عليها فيتميز أي يميز ذلك السالك (المصيب) في عمله (عن المخطئ) لتبين ماهية كل من الصواب والخطاء وأحكامهما فيها وهذا أولى من التفسير بالمطابقة والمخالفة هذا بحسب الدنيا وأما قوله (والناجي) من الفوز والنجاة (من الهالك) فبحسب الآخرة ولهذا قدمهما عليهما فكل مصيب ناج كما أن كل غطئ هالك (ورتبته) أي الذي اسمه الطريقة المحمدية وتذكير الضمير لإرادة الإسم استخدامًا كما أشير وتأنيثه فيما يعرض عليها لإرادة المعنى الوصفي هناك والأولى تذكيره هناك أيضًا لعل الغرض لكونه حال المعنى اعتبر هذا الجانب (على ثلاثة أبواب) الظاهرة من سوق ما تقدم أن يجعل الباب أربعة في الاعتقاد والأقوال والأخلاق والأعمال لكن لما كان نظره على نحو آخر لم يراع وفق السياق ثم إن أريد إرجاع ضمير رتبته إلى نفس الكتاب فمن قبيل تقسيم الكل إلى أجزائه وأن إلى نحو ما يتضمنه الكتاب فمن تقسيم الكلي إلى جزيئاته لأنه على الأول مجرد تحليل وعلى الثاني يحمل كل فرد من مسائله على المقسم وبالعكس (متوكلًا على رب الأرباب) حال من فاعل رتبته أي معتمدًا على مالك المالكين ومن فسره بإله الآلهة لم يحسن ولما كان هذا التصنيف أمرًا عظيمًا يستبعد حصوله بقوة نفسه وموهمًا للعجب رجع إلى الله تعالى مفوضًا حصوله إليه مشيرًا أن حصوله ليس بطاقته بل بتوفيقه تعالى ومنبهًا إلى ما نقل عن بعض السلف من قوله من علامة النجح في النهايات الرجوع إلى الله تعالى في البدايات وعن آخر التوكل هو الاعتصام بالله تعالى. وفي (1/ 214) قال: (في تصحيح الاعتقاد وتطبيقه لمذهب أهل السنة) أي أصحاب سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي التمسك بها (والجماعة) أي جماعة رسول الله وهم الأصحاب والتابعون وهم الفرقة الناجية المشار إليها في قوله - صلى الله عليه وسلم - ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هم قال الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي قال العلامة العضد الفرقة الناجية وهم الأشاعرة لعل مراده إما تغليب أو عموم مجازًا أو ادعاء اتحادهم مع الماتريدية الذين تابعوا في الأصول كالحنفية إلى علم الهدى الشيخ أبي منصور الماتريدي وجه كونهم فرقة ناجية التزامهم كمال متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في معتقداتهم بلا تجاوز عن ظاهر نص بلا ضرورة ولا استرسال إلى عقل خلافًا لمخالفيهم كما ذكر العلامة الدواني وفي أوائل كتاب الاستحسان من التاتارخانية عن المضمرات (روى عن عليّ - رضي الله عنه - أنه قال المؤمن إذا أحب السنة والجماعة استجاب الله تعالى دعاءه وقض حوائجه وغفر له الذنوب وكتب الله له براءة من النار وبراءة من النفاق (وفي خبر عن عبد الله بن عم - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال من كان على السنة والجماعة كتب الله له بكل خطوة يخطوها عشر حسنات ورفع له عشر درجات وتمامه مع تفصيله هنالك (وجملته) أي جملة مذهب أهل السنة بمعنى واحد واحد مما يكون ضروريًا بحيث يكون عدمه كفرًا أو ضلالة

فإن ما ذكرهنا جميع هذه الأصول أو جملته إجماله بمعنى ما ذكر هنا قضايا كلية يندرج تحتها تفصيلات مذهب أهل السنة وإلا فتفاصيل مذهبهم لم تذكر هنا ولا يتحمل ذكرها كتابنا فالمذكور هنا تفصيل الأصول وإجمال الكل (إن الله. تعالى واحد) المتبادر وحدة ذاتية وإن شئت قلت مطلقًا أي ذاتية أو وصفية وفي تصديره بأن المؤذنة بالتحقيق والدالة عليه إشارة إلى لزوم الاطلاع والعرفان على وجه التحقيق واليقين في كونه مذهب أهل السنة لكن يشكل باعتبار إيمان المقلد عندنا وقد يعتبر بعضهم جواز الظن في أصل الإيمان فيدفع بإرادة كمال المذهب (فإن قيل كلمة أحد أكمل من الواحد كما في الإتقان عن أبي حَاتِم ومختص بوصف الله دون كلمة واحد كما نقل هو عن مفردات القرآن للراغب فلم اختار أحدًا على واحد) قلنا نعم لكن أحد مستعمل في النفي أكثريا وهنا إثبات وأما في سورة الإخلاص فيجوز لرعاية الفواصل لعل الأولى أن يبدأ بوجوده تعالى ثم يجرى عليه سائر صفاته ولعله اكتفى بالدلالة الالتزامية إذ الوحدانية تستلزم الوجود وإنما اكتفى بهذه الدلالة مع أنه لايق بتصريحه لأنه بديهي بالنسبة إلينا وإلى جميع مخالفينا خلافًا معتدًا به وأنا أقول لقد أعجب في ابتدائه حيث افتتح ذلك المبحث بمضمون افتتاح الإيمان من الكلمة الطيبة التوحيدية ثم معرفة كونه تعالى واحدًا هو التوحيد المفسر بأنه إثبات وجود فرد واحد للواجب وامتناع فرد آخر منه فقولنا الله وإحد يدل على قولنا الواجب الذاتي واحد مطابقة وعلى قولك الواجب الذاتي يمتنع تعدده التزامًا تأمل ثم برهان توحيد الواجب أنه لو تعدد الواجبان فوقوع الممكن إما بهما جميعًا فنقص لهما أو بكل منهما فتوارد أو بأحدهما فترجيح بلا مرجح ولأن أحدهما إن لم يتمكن من ضد ما قصده الآخر فعجز وإن تمكن فإن وافقا لزم اجتماع الضدين وإلا لزم عجزهما أو عجز أحدهما ولأنهما إن اتفقا على كل مقدور فالتوارد والا فالتمانع والنصوص القطعية كثيرة وقوله تعالى {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} إشارة إلى دليل التمانع كذا ذكره العلامة التفتازاني في كلام التهذيب وقال في شرح العقائد بعدما قال ابن برهان التمانع مشار إليه بتلك الآية وقرر التمانع بوجه آخر حاصله راجع إلى بعض ما ذكر هنا وأعلم أن قوله تعالى {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} حجة إقناعية والملازمة عادية على ما هو اللائق بالخطابيات فإن العادة جارية بوجود التمانع عند تعدد الحاكم فإنه إن أريد الفساد بالفعل فلا نسلم الملازمة لجواز الإنفاق على هذا النظام وإن أريدا مكان الفساد فلا نسلم بطلان التالي لشهادة النصوص على خراب العالم وفنائه وقال حفيد العلامة المرقوم وصرح بإقناعية الملازمة العلامة في شرح المفتاح والشيخ محيي الدين في التدبيرات الآلهية". وقال في (1/ 217): ط (لا يشبهه شيء) لأن المشابهة أي المماثلة إما بالاتحاد في النوع كزيد وعمر وفي كونهما إنسانًا فظاهر إذ لا مكان والوجوب نوعان مختلفان واما بصلاحية كل منهما لما يصلح له الآخر فلأن أوصافه تعالى أعلى وأجل مما في المخلوقات بحيث لا مناسبة بينهما وأن المشابهة تقتضي المساواة ولا شيء

يساويه في ذاته تعالى وصفاته (ليس بجسم) لأن الجسم مركب فيحتاج إلى الجزء والاحتياج دليل الإمكان (ولا عرض) لأنه يفتقر إلى محل يقومه فيكون ممكنًا (ولا جوهر) وهو الجزء الذي يتجزأ فجزء للجسم ومتحيز فيكون ممكنًا وأما عند الفلاسفة فلأنهم جعلوه من أقسام الممكن قال العلامة التفتازاني إذا أريد بالجسم القائم بذاته وبالجواهر الموجود لا في موضوع فإنما يمتنع إطلاقهما لعدم ورود الشرع (ولا مصور) أي ذي صورة مثل صورة الإنسان لأن ذلك من خواص الأجسام (ولا متناه) أي ليس له نهاية في زمان أو مكان لأن ذلك من صفات المقادير والأعداد (ولا متحيز) لأن الحيز هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد أو غير ممتد فلو تحيز فإما في الأزل فيلزم قدم الحيز أولًا فيكون محلًا للحوادث وأنه يلزم احياجه إلى الحيز فيكون ممكنا (ولا يطعم) شيئًا من المطعومات (ولا شرب) من المشروبات لأنهما من خواص الأجسام وموجب للاحتاج قال الله تعالى {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}). وفي صفحة (1/ 218) قال " (ولا يتمكن بمكان) لأن التمكن عبارة عن نفوذ بعد في بعد آخر متوهم أو متحقق يسمونه المكان والبعد عبارة عن امتداد قائم بالجسم أو بنفسه عند القائلين بوجود الخلاء والله تعالى منزه عن المقدار والامتداد لاستلزام التجزي ولأنه لو كان في مكان لزم قدم المكان وأيضًا يلزم افتقاره إليه وكل مفتقر ممكن فيلزم كون الواجب ممكنًا وأيضًا يلزم كونه جوهرًا وقد أبطلناه وأورد عيه بأن كل موجود متحيز ببداهة العقل ودفع بأنه بداهة الوهم لا بداهة العقل لأن الوهم في غير المحسوسات ليس بمقبول وأما النصوص الظواهر في التجسم المستلزم للمكان نحو قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {وَجَاءَ رَبُّكَ} {إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} قال صاحب المواقف أنها ظواهر ظنية لا تعارض اليقينات الدالة على نفي المكان فلزم أنها متشابهات فنفوض علمها إلى الله تعالى كما هو مذهب السلف أو نؤولها بنحو الاستيلاء على العرش وجاء ربك أي أمر ربك وإليه يصعد الكلم الطيب أي يرتضيه (ولا يجري عليه زمان) لأن الزمان متجدد يقدر به متجدد آخر كما هو عند المتكلمين أو مقدار الحركة والله منزه عنهما لأن التجدد لا يتصور في القديم وكذا المقدار (وليس له جهة من الجهات الست ولا هو في جهة منها) وهي فوق وتحت ويمين ويسار وقدام وخلف والجهة عند المتكلمين نفس المكان بإضافة جسم آخر إليه فإذا انتفت الجسمية والمكانية تنتفي الجهة لأنها من خواص الأجسام ولأنه تعالى لو كان في جهة أو زمان لزم قدم المكان أو الزمان ولأنه أمارة الإمكان للافتقار إليه فإن قيل على ما ذكرت إن الجهة راجعة إلى المكان فما وجه ذكره بعده قلت الوجه زيادة التوضيح في باب التنزيه وتصريح الرد وتأكيده للمخالف كما ذكره التفتازاني (ولا يجب عليه شيء) كاللطف والأصلح دينًا أو دنيويًا فلا يجب إثابة المطيع وعقوبة العاصي وإلا لما خلق الكافر الفقير المعذب في الدّنْيا والآخرة ولما يستحق الله الحمد والشكر في إفاضة الخيرات لكونهما أداء للواجب ولما كان لسؤال العصمة والتوفيق وكشف الضر ونحوها معنى لأن ما لم

يفعل في حق كل مفسدة يجب على الله تركها والتفصيل في شرح العقائد ثم الواجب إما ما يكون تركه مخلًا بالحكمة أو ما يستحق تاركه الذم أو ما قدر الله على نفسه فعله بحيث لا يتركه وإن كان جائزًا والأول باطل لانا نعلم إجمالا أن جميع أفعاله على حكمة وإن لم يحط علمنا وكذا الثاني لأنه مالك الكل على الإطلاق فلا يتصور الذم في فعله أو تركه وكذا الثالث لأنه إذا كان الترك جائزًا فإطلاق الوجوب عليه مجرد اصطلاح وموهم للمعنيين الممنوعين السابقين وفي شرح الطوالع ثواب المطيع فضل ودليله الطاعة وعقاب العصاة عدل ودليله العصيان (ولا يحل فيه حادث) وما في بعض النسخ من قوله ولا يحل في حادث فلعله من قلم الناسخ وإن صحح بتكلف قال الشريف العلامة في بيانه لأن ما يقوم به تعالى لا بد أن يكون من صفات الكمال فلو كان حادثًا لكان خاليًا عنه في الأزل والخلو عن صفة الكمال نقص وأورد عليه شيء يمكن دفعه ولا يتحمل المقام إيراده وقال في تهذيب الكلام لأنه تغير ولأنه يمتنع في الأزل فيلزم الانقلاب ويوجب زوال ضده فيلزم عدم الخلو عن الحوادث واما الاتصاف بما له تعلق حادث أو بما يتجدد من السلوب والإضافات والأحوال فليس من المتنازع انتهى". وفي صفحة (1/ 220) قال: " (قديم) أي لا ابتداء لوجوده قال العلامة الثاني إذ لو كان حادثًا مسبوقًا بالعدم لكان وجوده من غيره ضرورة ثم قال القدم الزماني عدم المسبوقية بالعدم فالقدم هنا هو القدم الزماني وهذا المعنى هو معنى القدم الزماني فإن قيل هنا المراد من القدم سلب العدم السابق على الوجود وهو ليس بقدم زماني والقدم الزماني مرور الأزمنة على الشيء مع بقائه فلا يستقيم بوجهين على أن مقابل القدم الزماني هو القدم الذاتي المفسر بكون الشيء غير محتاج إلى غيره وهذا ليس بثابت عند المتكلمين بل هو مختص بالفلاسفة قال ذلك العلامة ما ذهب إليه الفلاسفة من انقسام كل من القدم والحدوث إلى الذاتي والزماني رفض كثير من القواعد الإسلامية وما ذكره إما معنى مجازي أو لغوي أو اصطلاح لغير المتكلمين (أزلي) جمع أزل والأزل هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي كما أن الأبد استمرار الوجود في أزمنة مقدرة في جانب المستقبل كما في التعريفات (فإن قيل فالزمان مأخوذ في مفهوم الأزلي والأبدي والله تعالى ليس بزماني قلنا كما يقال على الزماني يقال على غير الزماني لأنه قيل الأزلي يكون له نهاية ولا يكون له بداية والأبدي عكسه وقيل عن زبدة الحقائق من ظن أن الأزلية شيء ماض فقد أخطأ خطأ فاحشًا فإنه لا ماضي ولا مستقبل فيها بل هي محيطة بالزمن المستقبل كالماضي وقيل هذا هو التحقيق قبل الفرق بين الأزلي والقديم إن الأول شامل للعدم والثاني مختص بالوجود فلعل كونه قديمًا بالنسبة إلى ذاته تعالى وصفاته الكاملة الموجودة في الخارج وكونه أزليًا بالنسبة إلى صفاته الإضافية والنسبية فمن قال إن صفاته تعالى نفسية وسلبية وغيرهما قديمة لم يفهم الفرق أو لم يرض أو تجوز (له صفات) جمع صفة أصلها وصف فحذفت الواو وعوض عنها التاء والمراد هنا هو مباديء المشتقات لا أنفسها كالعلم والقدرة لا

العالم والقادر وأنكرها الفلاسفة والمعتزلة قائلين بأنها عين ذاته تعالى تحاشيًا عن تكثير القدماء والواجبات وأجابوا بأن الجال تكثر القدماء بالذات وهو غير لازم (قديمة) استحالة قيام الحوادث بذاته تعالى خلافًا للكرامية قال العلامة الثاني ينبغي أن يقال الله تعالى قديم بصفاته ولا يطلق القول بالقدماء لئلا يذهب الوهم إلى أن كلا منهما قائم بذاته موصوف بصفات الألوهية (قائمة بذاته) كالتوضيح والتأكيد لأن القيام مأخوذ في مفهوم الصفة لكمال العناية أو لرد بعض المخالفين كالمعتزلة في أنه تعالى متكلم والكلام قائم بغيره تعالى كاللوح وشجرة موسى وفؤاد جبرائيل وله إرادة حادثة لا في محل قال التفتازاني في شرح العقائد ولما تمسكت المعتزلة بأن في إثبات الصفات إبطال التوحيد لما أنها موجودات قديمة مغايرة لذات الله تعالى فيلزم قدم غير الله تعالى وتعدد القدماء إلى آخره أشار إلى الجواب بقوله (لا) تلك الصفة (هو) سبحانه وتعالى يعني ليست عين ذاته (ولا غيره) غير ذاته تعالى فلا يلزم قدم الغير ولا تعدد القدماء إما نفي العينية فلان الصفات من قبيل العرض والذات من قبيل الجوهر يعني شبيهه في القيام بنفسه وعدمه فعدم العينية بديهية وأن الصفات محتاجة إلى الذات فممكنة بأنفسها والذات واجبة مستغنية والواجب لا يكون عين الممكن وقيل وردت النصوص بالاشتقاق نحو عالم وقادر وكون الشيء عالمًا معلل بقيام العلم في الشاهد فكذا في الغائب وأورد بأنه قياس فقهي وقياس غائب على شاهد مع الفارق لأن القدرة في الشاهد تزيد وتنقص وتعدم بخلاف الغائب والمفهوم من كلام الشريف العلامة في شرح المواقف أنه عند اتحاد العلة والحد والشرط في الغائب والشاهد لا يضر ذلك ولا شك أن علة كون الشيء عالمًا في الشاهد هو العلم فكذا في الغائب وأيضًا حد العالم هو من قام به العلم سواء في الغائب أو الشاهد وشرط صدق المشتق على شيء ثبوت أصله في الغائب والشاهد وأما نفي الغيرية فبأن العرف واللغة والشرع يشهد بأن الصفة والموصوف ليسا بغيرين كالكل والجزء (فإن قيل هذا رفع النقيضين في الظاهر وجمع بينهما في الحقيقة) قلنا أجيب عنه بأن الغير ما يمكن الانفكاك في التصور والعين ما يتحد في المفهوم بلا تفاوت فيمكن الواسطة بأن لا يتحدان في المفهوم ولا يوجد أحدهما بدون الآخر فالصفة مع الذات من هذا القبيل ويمكن أن نفي العينية بحسب المفهوم ونفي الغيرية بحسب الوجود كما في المواقف فلا تناقض لاختلاف الجهة وإيراد الدواني بأن هذا إنما يصح في المشتقات والكلام في مباديها ولا يصح فيها في غاية السقوط إذ العلم مثلًا ليس عين ذاته تعالى مفهومًا ويمتنع وجوده بدونه وقيل في الجواب إنها عين الذات إذا نظر إليها من جانب الذات وغير الذات إذا نظر من جانب انقسام الوجود إلى الأقسام وأوضح بمثال أن العشرة في نفسها واحد لا ينقسم وبالنسبة إلى الخمسة ضعف وإلى العشرين نصف وإلى ثلاثين ثلث وهذه الأوصاف الدائرة على العشرة واحدة من وجه وكثيرة من وجه آخر لا يخفى أن هذا ليس مما نحن فيه إذ يقتضي كون الصفات بعضها مع بعض والذات أيضًا متحدة في الحقيقة والتغاير إنما هو في

الأسامي وهو عين مذهب الفلاسفة والمعتزلة (هي) أي الصفات الكاملة القديمة ثمانية (الحياة) صفة توجب صحة العلم لدلالة النصوص القاطعة وإجماع الأنبياء بل جميع العقلاء ولأن الخلو عنها نقص وما يقال إنها اعتدال المزاج وتأثير الحاسة فممنوع (والعلم) صفة تنكشف بها المعلومات عند تعلقها بها موجودة أو معدومة ممتنعة أو ممكنة قديمة أو حادثة متناهية أو غير متناهية جزئية أو كلية مادية أو مجردة قال الخيالي فإن للعلم تعلقات قديمة غير متناهية بالفعل بالنسبة إلى الأزليات والتجددات باعتبار أنها سيجدد وتعلقات حادثة متناهية بالفعل بالنسبة إلى المتجددات باعتبار وجودها الآن أو قبل ويلزم من حدوث التعلق حدوث العلم وأما دليل العلم فإما سمعي نحو عالم الغيب والشهادة وإما عقلي لاستناد العالم إليه مع إتقانه واحكامه وانتظامه ومن البين دلالة الأفعال المتقنة على علم فاعلها ومن تأمل في البدايع السماوية والأرضية وفي نفسه وجد دقايق حكم تدل على حكمة صانعها وعلمه الكامل وأورد بأن الحيوان قد يصدر عنه أفعال متقنة كبيوت النحل وغيرها ورد بأنه مخلوق له تعالى إذ لا مؤثر غيره تعالى على أن عدم علم الحيوان ممنوع بل ظاهر الكتاب والسنة على علمه قال الله تعالى {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي} الآية (والقدرة) صفة تؤثر في المقدورات بجعلها ممكنة الوجود من الفاعل عند تعلقها بها فتعلقات القدرة كلها قديمة وعندنا في التكوين فقديمة أيضًا عند بعضهم بمعنى أنها تعلقت في الأزل بوجود المقدور فيما لا يزال وحادثة عند بعضهم وقيل القدرة صحة الفعل والترك لعل هذا مذهب من قال بعدم تأثير القدرة بل لها تعلق محض بلا تأثير للأدلة السمعية ولأن القدرة كمال وضدها أعني العجز نقص يجب تنزيه الله تعالى غنه (والسمع) صفة تتعلق بالمسموعات (والبصر) صفة تتعلق بالمبصرات فيدرك بلا طريق تخيل وتأثير حاسة ووصول هواء للأدلة السمعية الظاهرة في كونهما صفتين زائدتين والصرف عن الظواهر بلا صارف ليس بحائز فلا يكونان راجعين إلى العلم بالمسموعات والمبصرات كما زعمت الفلاسفة والكعبي والحسين البصري قبل والأشعري أيضًا فتكون المسموعات والمبصرات كما هما متعلق علمه متعلق سمعه وبصره (فإن قيل فإثباتهما تكثير القدماء بلا ضرورة والأصل تقليلها قلنا قال في شرح المواقف الأولى أن يقال لما ورد الشرع بهما آمنا بذلك وعرفنا أنهما لا يكونان بالآلتين المعروفتين واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما لقصورنا ونقصاننا (والإرادة) صفة توجب تخصيص أحد المقدورين بالوقوع على وفق علمه لأنه لما كانت نسبة القدرة إلى الضدين سواء فلا بد من مرجح بأحد الطرفين وليس هذا هو العلم لتبعيته للمعلوم فتعين صفة أخرى وهي الإرادة وشاملة لجميع الكائنات منها أفعال العباد ولو شرورًا ومعاصي كالكفر خلافًا للمعتزلة والإرادة كالقدرة لا تتعلق إلا بالممكنات لكن القدرة تعم المعدومات والموجودات والإرادة تختص بالموجودات ولهذا قال في العقائد العضدية قادر على جميع الممكنات مريد لجميع الكائنات ومتعلق شامل للواجبات والممتنعات كالممكنات" أ. هـ.

3369 - مرتضى الزبيدي

وفاته: سنة (1176 هـ) ست وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة الفاتحة"، و"تفسير {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} "، و"البريقة المحمودية في شرح الطريقة المحمدية للبركلي"، و"حقيقة كلمة التوحيد عند الكلاميين والصوفية"، وله رسالة في وحدة الوجود وغير ذلك. 3369 - مُرتضى الزَّبيدي * اللغوي: محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرزاق بن عبد الغفار بن تاج الدين بن حسين بن جمال الدين بن إبراهيم بن علاء الدين بن محمد بن أبي العز .. السيد مرتضى الزبيدي. ولد: سنة (1145 هـ) خمس وأربعين ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ عبد الرحمن العيدروس مختصر السعد ولازمه ملازمة كلية وألبسه الخرقة، والشيخ أحمد الملوي وغيرهما. من تلامذته: الجبرتي، والوجيه الأهدل وغيرهما. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "ذو المعرفة والمعروف، وهو العلم الموصوف، العمدة الفهامة والرحلة النسابة العلامة، الفقيه المحدث اللغوي النحوي، الأصولي الناظم الناثر" أ. هـ. * فهرس الفهارس: "الواسطي العراقي أصلًا الهندي مولدًا الزبيدي تعلمًا وشهرة المصري وفاة الحنفي مذهبًا القادري إرادة النقشبندي سلوكًا الأشعري عقيدة، هكذا يصف نفسه في كثير من إجازته التي وقفت عليها بخطه ... هذا الرجل كان نادرة الدنيا في عصره ومصره، ولم يأت بعد الحافظ ابن حجر وتلاميذه أعظم منه اطلاعًا ولا أوسع رواية وتلميذًا ولا أعظم شهرة ولا أكثر منه علمًا بهذه الصناعة الحديثية وما إليها ... " أ. هـ. * معجم المطبوعات: "ارتحل إلى طلب العلم وحج مرارًا واستمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بمكة وقرأ عليه مختصر السعد ولازمه ملازمة كلية وألبسه الخرقة وأجازه بمروياته ومسموعاته" أ. هـ. * الأعلام: "علامة باللغة والحديث والرجال والأنساب من كبار المصنفين" أ. هـ. * عجائب الآثار: "ولم يزل المترجم يخدم العلم ويرقى في درج المعالي ويحرص على جمع الفنون التي أغفلها المتأخرون كعلم الإنسان والأسانيد وتخاريج الأحاديث واتصال طرائق المحدثين المتأخرين بالمتقدمين وألف في ذلك كتبًا ورسائل ومنظومات وأراجيز جمة. ودعاه كثير من الأعيان إلى بيوتهم وعملوا من أجله ولائم فاخرة فيذهب إليهم مع خواص الطلبة والمقرئ والمستملي وكاتب الأسماء فيقرأ ¬

_ * حلية البشر (3/ 1492)، عجائب الآثار (2/ 103)، فهرس الفهارس (1/ 526)، إيضاح المكنون (1/ 15، 18، 19)، هدية العارفين (2/ 347)، معجم المطبوعات لسركيس (1726)، مقدمة تاج العروس (1 / بك)، الأعلام (7/ 70)، معجم المؤلفين (3/ 681)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (84)، غاية الأماني (2/ 371)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة أصولهم (1/ 165).

لهم شيئًا من الأجزاء الحديثية كثلاثيات البخاري، أو الدارمي أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه وأولاده وبناته ونسائه من خلف الستائر، وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر والعود مدة القراءة، ثم يختمون ذلك بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - على النسق المعتاد ويكتب الكاتب أسماء الحاضرين والسامعين حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ ويكتب الشيخ تحت ذلك صحيح ذلك، وهذه كانت طريقة المحدثين في الزمن السابق، كما رأيناه في الكتب القديمة. وصار له عند أهل المغرب شهرة عظيمة ومنزلة كبيرة واعتقاد زائد وربما اعتقدوا فيه القطبانية العظمى حتى إن أحدهم إذا ورد إلى مصر حاجًا ولم يزره ولم يصله بشيء لا يكون حجه كاملًا فإذا ورد عليه أحدهم سأله عن اسمه ولقبه وبلده وخطته وصناعته وأولاده وحفظ ذلك أو كتبه ويستخبر من هذا عن ذاك بلطف ورقة فإذا ورد عليه قادم من قابل سأله عن اسمه وبلده فيقول له فلان من بلدة كذا فلا يخلوا إما أن يكون عرفه من غيره سابقًا أو عرف جاره أو قريبه فيقول له فلان طيب فيقول نعم سيدي، ثم يسأله عن أخيه فلان وولده فلان وزوجته وابنته ويشير له باسم حارته وداره وما جاورها فيقوم ذلك المغربي ويقعد ويقبل الأرض تارة ويسجد تارة ويعتقد أن ذلك من باب الكشف الصريح فتراهم في أيام طلوع الحج ونزوله مزدحمين على بابه من الصباح إلى الغروب وكل من دخل منهم قدم بين يدي نجواه شيئًا إما فضة أو تمرًا أو شمعًا على قدر فقره وغناه وبعضهم يأتيه بمراسلات وصلات من أهل بلاده وعلمائها وأعيانها ويلتمسون منه الأجوبة، فمن ظفر منهم بقطعة ورقة ولو بمقدار الأنملة فكأنَّما ظفر بحسن الخاتمة وحفظها معه كالتميمة ويرى أنه قد قبل حجه وإلا فقد باء بالخيبة والندامة وتوجه عليه اللوم من أهل بلاده ودامت حسرته إلى يوم ميعاده وقس على ذلك ما لم يقل. * جهود علماء الحنفية: "من كبار علماء الحنفية واسع الاطلاع باللغة فهو مؤلف تاج العروس، صوفي صنف شرح الإحياء فساير الغزالي" أ. هـ. * غاية الأماني: "كان من غلاة القبوريين والدعاة لمبتدعاتهم" أ. هـ. * الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: (ثم جاء الزبيدي الذي تلقف قانون الرازي، وعضَّ عليه بالنواجذ، وردَّ بسببه نصوص الصفات، سيما الاستواء والنزول منها، وادعى كما ادعى أسلافه من قبله: أن الشرع إنما ثبت بالعقل، فلو أتى الشرع بما يحيله العقل وهو -أي العقل - شاهده، لبطل الشرع والعقل معا. لذلك أبطل نصوص الصفات بالتأويل أو التفويض، وقرر أن كل نص ورد في الشرع مخالفًا للعقل فلا يخلو من أحد أمرين: - إما أن يكون آحادًا: "والآحاد إن كان نصًّا لا يحتمل التأويل، قطعنا بافتراء ناقله، أو سهوه، أو غلطه. وإن كان ظاهرًا - يحتمل التأويل - فظاهره غير مرادًا. - وإما أن يكون متوترًا: "إن كان متواترًا فلا يتصور نصّ لا يحتمل التأويل، بل لا بد أن يكون ظاهرًا".

3370 - الأمير

لا بد من التأويل في الحالين - عنده - إن كان متوترًا، أو غير متواتر" أ. هـ. وفاته: سنة (1205 هـ) خمس ومائتين وألف. من مصنفاته: شرع في شرح القاموس حتى أتمه في عدة سنين نحو أربعة عشر مجلدًا سماه "تاج العروس"، و"إتحاف السادة المتقين" في شرح إحياء العلوم للغزالي وغير ذلك. 3370 - الأمير * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد العزيز السنباوي الأزهري، المعروف بالأمير. ولد: سنة (1154 هـ) أربع وخمسين ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ المنير، والشيخ أحمد الجوهري في "شرح الجوهرة" للشيخ عبد السلام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * عجائب الآثار: "سمع من المسلسل بالأولية وتلقى طريق الشاذلية من سلسلة مولاي عبد الله الشريف وشملته إجازة الشيخ الملوي" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية من فقهاء المالكية، اشتهر بالأمير لأن جده أحمد كانت له إمرة في الصعيد" أ. هـ. وفاته: سنة (1232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على مغني اللبيب لابن هشام" في العربية مجلدان، و"حاشية على شرح الشيخ خالد على الأزهرية" في النحو، و"تفسير المعوذتين". 3371 - الأَنْباري * النحوي: محمّد بن محمّد بن حسين الأنبابي، شمس الدين. ولد: سنة (1240 هـ) أربعين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ إبراهيم الباجوري، ومحمّد بن عبد القدوس القليبي وغيرهما. من تلامذته: الشيخ حسونة النواوي الحنفي، وعبد الرحمن القطب الحنفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه شافعي ... ولي مشيخة الأزهر مرتين ... أصيب بالشلل قبل وفاته بسنتين" أ. هـ. * الأعلام الشرقية: "تولى مشيخة الأزهر مرتين ... وكان من أوسع العلماء اطلاعًا وأجلهم نفعًا للعلم والتدريس والتأليف وأقدرهم على تفهيم الطلاب، ولذلك كانت منزلته بينهم لا ترام لغيره علوًا وارتفاعًا وكان تقيًا نقيًا صالحًا ورعًا، يحب الفقراء والمساكين ويسدي إليهم معروفة من ماله الواسع الكثير، وقد ترك ثروة عظيمة أوقف معظمها للتصدق والإحسان وفعل ¬

_ * عجائب الآثار (3/ 572)، هدية العارفين (2/ 358)، معجم المطبوعات لسركيس (473)، معجم المؤلفين (3/ 621). * خطط مبارك (8/ 87)، معجم المطبوعات لسركيس (478)، الأعلام (7/ 75)، الأعلام الشرقية (1/ 363)، مرآة العصر (1/ 194)، معجم المؤلفين (3/ 638).

3372 - المبارك الجزائري

المبرات" أ. هـ. * خطط مبارك: "وبالجملة فقد جمع بين العلم والعمل والدين والدنيا والصلاح والتقوى ومراقبة عالم السر والنجوى ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تقرير على حاشية السجاعي على شرح القطر لابن هشام"، و"تقرير على حاشية الأمير على شذور الذهب لابن هشام" كلاهما في النحو. 3372 - المبارك الجزائري * اللغوي، المفسر: محمّد بن محمّد المبارك الحسني الدلسّي المالكي، ينتسب لأسرة من عرب الجزائر نزلت بين البربر لإرشادهم وتلقينهم الطريق، فتعلمت لغتهم واختلطت بهم بالصهر والنسب. ولد: سنة (1263 هـ) ثلاث وستين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ طاهر الجزائري وغيره. من تلامذته: الشيخ عبد الباقي الجزائري مفتي المالكية، ومحمد الشريف اليعقوبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "درس الأدب، وعلوم التفسير والحديث والسيرة واشتغل بالتصوف مثل أجداده. ونبغ في اللغة والأدب وبرع في المناظرات والمساجلات وهو العالم الأديب اللغوي الصوفي الزاهد ... أخذ من التصوف أحسن ما فيه وهو باب الأخلاق، واطرّح ما فيه من فضول وكل قلة عمل وتخريف لا يقول به الشرع، وكان تصوفه ممزوجًا بروح السنة وحكمة البلغاء ويشبه قدماء المتصوفة ... ومن الكتب التي أقرأها لتلاميذه ومريديه (الفتوحات المكية) لابن عربي، و"قواعد التصوف) لابن رزوق" أ. هـ. وفاته: سنة (1313 هـ)، وقيل: (1330 هـ) ثلاث عشرة، وقيل: ثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المقامة اللغزية والمقالة الأدبية"، و"المقامات العشر لطلبة العصر". 3373 - جمال الدين القاسمي * المفسر: محمّد بن محمّد سعيد بن قاسم الحلاق، من سلالة الحسين السبط جمال الدين القاسمي. ولد: سنة (1283 هـ) ثلاث وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ أحمد الحلواني، والشيخ سليم العطار وغيرهما. من تلامذته: الشيخ محمّد جميل الشطي، والشيخ محمَّد بهجة البيطار وغيرهما. ¬

_ * حلية البشر (3/ 1354)، تاريخ علماء دمشق (3/ 674)، الأعلام (7/ 77)، معجم المؤلفين (3/ 655). * الأعلام (2/ 135)، أعلام دمشق (61)، تاريخ علماء دمشق (1/ 298)، "جمال الدين القاسمي وعصره" ظافر القاسمي، الطبعة الأولى، دمشق (1385 هـ -1965 م)، المفسرون بين التأويل والإثبات (1/ 225)، اتجاهات التفسير في العصر الراهن (ص 43) وما بعدها.

كلام العلماء فيه: * الأعلام: "كان إمام الشام في عصره. علمًا بالدين، ومتضلعًا من فنون الأدب. مولده ووفاته في دمشق. كان سلفي العقيدة لا يقول بالتقليد. وقد اتهمه حسدته بتأسيس مذهب جديد في الدين سموه (المذهب الجمالي) فقبضت عليه الحكومة سنة (1313 هـ) وسألته فرد التهمة فأخلي سبيله، واعتذر إليه وإلي دمشق" أ. هـ. * أعلام دمشق: "وكانت فيه نزعة سلفية معتدلة" أ. هـ. * اتجاهات التفسير في العصر الراهن: (والقاسمي ينصر مذهب أهل السنة، ولذلك نجده يورد أقوال المعتزلة ويرد عليها ولنستمع إليه حين يورد قول المعتزلة في أن الشفاعة لا تقبل للعصاة ويفند زعمهم هذا بأقوال صاحب الانتصاف ابن المنير الإسكندري، يقول القاسمي: "القول في تأويل قوله تعالى {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} تنبيه: تمسكت المعتزلة بهذه الآية على أن الشفاعة لا تقبل للعصاة، لأنه نفي أن تقضي نفس عن نفس حقًّا أخلَّت به من فعل أو ترك، ثم نفي أن يقبل منها شفاعة شفيع فعُلم أنها لا تقبل للعصاة. والجواب: أنها خاصة بالكفار. ويؤيده أن الخطاب معهم كما قال: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الْشَّافِعِينَ}، وكما قال عن أهل النار {فَمَا لَنَأ مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}. فمعنى الآية أنه تعالى لا يقبل فيمن كفر به فدية ولا شفاعة، ولا ينقذ أحدًا من عذابه منقذ ولا يخلص منه أحد وفي الانتصاف: من جحد الشفاعة فهو جدير ألا ينالها. وأما من آمن بها وصدقها، وهم أهل السنة والجماعة، فأولئك يرجون رحمة الله، ومعتقدهم أنها تنال العصاة من المؤمنين، وإنما ادخرت لهم. وليس في الآية دليل لمنكريها". وها هو ذا ينصر مذهب أهل السنة في جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة ويرد على المعتزلة الذين ينكرون ذلك، فيقول: "القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}. دلت الآية على أن طلب رؤيته تعالى في الدنيا مستنكر غير جائز، ولذا لم يذكر، سبحانه وتعالى، سؤال الرؤية إلا استعظمه، وذلك في آيات منها هذه. ومنها قوله تعالى: الآية {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ... } الآية ومنها قوله تعالى: {وَقَال الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَينَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا}. فدلت هذه التهديدات الفظيعة الواردة لطالبيها في الدنيا على امتناعها فيها. وكما أخبر تعالى بأنه لا يرى في الدُّنيا فقد وعد الوعد الصادق عَزَّ وَجَلَّ برؤيته في الدار الآخرة في آيات عديدة، كما تواترت الأحاديث الصحيحة بذلك، وهي قطعية الدلالة لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة وزعموا أن العقل قد حكم بها".

والقاسمي لأنه عني بالنقل عن مفسري السلف فلا مفر له من ذكر الإسرائيليات في تفسيره، يقول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذْ قَال مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. * هذه الآية بيان لكيفية وقوع العفو المذكور في الآية قبل. روي أن موسى - عليه السلام - لما رجع من الميقات ورأى ما صنع قومه بعده من عبادة العجل، غضب ورمى باللوحين من يده. فكسرهما في أسفل الجبل. ثم أحرق العجل الذي صنعوه، ثم قال: من كان من حزب الرب فليقبل إليّ. فاجتمع إليه جميع بني لاوي، وقال لهم: هذا ما يقوله الرب إله إسرائيل: ليتقلد كل رجل منكم سيفه، فجوزوا من وسط المحلة من باب إلى باب وارجعوا. وليقتل الرجل منكم أخاه وصاحبه وقريبه. فصنع بنو لاوي كما أمرهم موسى فقتلوا في ذلك اليوم من الشعب نحو ثلاثة وعشرين ألف رجل (وفي رواية نحو ثلاثة آلاف رجل). وفي غد ذلك اليوم كلم موسى الشعب وقال لهم: أنتم قد أخطائم خطيئة عظيمة. وإني الآن أصعد إلى الرب فأتضرع إليه من أجل خطيئتكم. فصعد موسى وتضرع للرب وسأل المغفرة لقومه". ولا يغيب عن البال أن القاسمي بدأ هذه الرواية بلفظة "روي" المبني للمجهول إشعارًا منه بضعفها. والقاسمي إذ ينقل الإسرائيليات عن تفاسير السلف إلا أنه لا يقف منها كحاطب ليل، فنراه يضعفها وينبه إلى فسادها وغلطها مستفيدًا من أقوال ابن كثير الدمشقي فيها، يقول في تأويل قوله تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا ... } الآية: "وقد غلط أهل الكتاب في دعواهم أن هؤلاء رأوا الله عَزَّ وَجَلَّ، فإن موسى الكليم - عليه السلام - قد سأل ذلك فمنع منه، فكيف يناله هؤلاء السبعون! أفاده ابن كثير. وقد رأيت دعواهم المذكورة في الفصل الرابع والعشرين في سفر الخروج. وهذا من المواضع الحقق تحريفها. ويدل عليه ما في الفصل الثالث والثلاثين من السفر المذكور أنه تعالى قال لموسى: لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش". ويلوم المفسرون الذين أوردوا روايات مختلفة في قصة البقرة وصاحبها لأنه لا يتعلق به كبير فائدة ولم يرو بسند صحيح إلى النبي - عليه السلام -، يقول: "وقد ذكر أكثر المفسرين قصة البقرة وصاحبها بروايات مختلفة لم نورد شيئًا كما أن البعض من البقرة لم يجيء من طريق صحيح عن معصوم بيانه. فنحن نبهمه كما أبهمه الله تعالى، إذ ليس في تعيينه لنا فائدة دينيه ولا دنيوية، وإن كان معينًا في نفسى الأمر. وأيًا كان فالمعجزة حاصلة به". والقاسمي في نقله عن مفسري السلف كان لا يلغي شخصيته ومواقفه، بل نجده ينقد بعض المفسرين ويضعف تأويلهم واجتهاداتهم في تفسير لفظة أو جملة قرآنية على شاكلة قوله في تأويل قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ

سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}: وما ذكره بعض المفسرين من أن البصير في اللغة بمعنى العليم لا يخفى فساده، فإن العليم والبصير اسمان متباينا المعنى لغة، نعم! لو حمل أحدهما على الآخر مجازًا يبعد، ولا ضرورة إليه هنا". ومن مثل ذلك قوله في تأويل قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}: "تنبيه: خص من ذلك مقدار أجر المثل عند كون الوالي فقيرًا لقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}، كذا قاله البيضاوي وتابعه أَبو السعود. وعندي أنه لا حاجة إلى تخصيص هذا النهي بالفقير في هذه الآية لأنها في الغني، لقوله {إِلَى أَمْوَالِكُمْ} فلا يشمل مساقها الفقير". وفي صفات الله يستصوب القاسمي ما عليه أئمة السلف أهل العلم والإيمان وينصر موقفهم منها، إذ يقول: "والصواب ما عليه أئمة الهدى، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث ويتبع في ذلك سبل السلف الماضين، أهل العلم والإيمان. والمعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فتكون من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ولا يعرض عنها، فيكون من باب الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمًا وعميانًا ولا يترك تدبر القرآن، فيكون من باب الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني". ومن الواضح لكل من يقرأ محاسن التأويل أن القاسمي متأثر بمفسرين أشد التأثير. الأول ابن كثير الدمشقي، والثاني الشيخ محمّد عبده الذي كان يلقبه الأستاذ الحكيم. ونتيجة لتأثره بهذين فإن عبارته تتصف بالسهولة والإيجاز. وكان معجبًا بابن تيمية الحراني شيخ ابن كثير الدمشقي الحافظ المفسر المؤرخ، وفي مواضع كثيرة من تفسير القاسمي نراه يستشهد بأقوال ابن تيمية ويذكر اسم الكتاب الذي نقل منه علي شاكلة قوله في تأويل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ... الآية}: "تنبيه: للعلماء في المحكم والمتشابه أقوال كثيرة، ومباحث واسعة. وأبدع ما رأيته في تحرير هذا المقام مقالة سابغة الذيل لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية عليه الرحمة والرضوان. يقول في خلالها: "المحكم في القرآن تارة يقابل بالمتثابه والجميع من آيات الله، وتارة يقابل بما نسخه الله مما ألقاه الشيطان، ومن الناس من يجعله مقابلًا لما نسخه الله مطلقًا، حتى يقول هذه الآية محكمة ليست منسوخة، ويجعل المنسوخ ليس محكمًا، وإن كان الله أنزله أولًا اتباعًا للظاهر من قوله: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ}. فهذه ثلاث معانٍ تقابل المحكم، ينبغي التفطُّن لها" أ. هـ. قلت: وقد فصل الأستاذ المغراوي عقيدة القاسمي في الأسماء والصفات بشكل أكبر في كتابه "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات" ووصفه بأنه كان على نهج السلف الصالح، بل ولم يحد عنه إلا بما سنذكره آنفًا، ولعل نقولاته التي هي من أقوال الأئمة السلف الذين هم على الحق في الاعتقاد إن كان في الأسماء والصفات أو الإيمان أو غيرها ومن أراد الاستزادة فليرجع إليه فإنه مفيد.

على أننا نستدرك على الأستاذ المغراوي كلام القاسمي في صفة قرب الله تعالى في قوله تعالى من سورة ق: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} حيث إنه لم يتطرق إلى هذه الصفة في كتابه الآنف الذكر، مع العلم أن القاسمي قد خالف ابن كثير في تفسير هذه الآية فقال في تفسيره محاسن التأويل (6/ 320) مرجحًا لقول من قال: -إنه تمثيل للقرب المعنوي، بالصورة الحسية المشاهدة، على من قال: يعني ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه-: "والوجه الأول أدق وأقرب، وفيه من الترهيب وتناهي سعة العلم، مع التعريف بجلالة المقام الرباني ما لا يخفى حسنه" والقول الثاني الذي اعتبره القاسمي مرجوحًا هو قول ابن كثير وهو مذهب السلف في هذه الآية (انظر تفسير ابن كثير (4/ 235) في تفسير سورة ق) ... وبقي لنا أن نذكر كلام ابنه على تفسيره فقد قال في كتابه "جمال الدين القاسمي وعصره" (ص 683) ما نصه: "جرى في تفسيره على إظهار أسرار الشريعة وحقائقها على طريقة السلف الصالح حرًّا دون قيد، يفسر القرآن بالقرآن وبالحديث وبأقوال الصحابة والتابعين والأئمة من مختلف المذاهب فتراه ينقل عن المحدثين وقدامى المفسرين، وينقل عن المعتزلة والزيدية والشيعة والظاهرية وغيرهم. لا يتحرج في ذلك، ما رأى الحق في أقوالهم أو القول السديد في آثارهم". * ثم قال ظافر القاسمي -ابن جمال الدين القاسمي- ضمن فصل السوانح (¬1) (ص 273) ما نصه: "لا عبرة برمي شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وأمثالهما رحمهم الله تعالى بالإلحاد، مثل النصير الطوسي، وابن عربي، وبعض الأشاعرة، أو المتأولين لآيات الصفات وآثارها، فإن ذلك منه ومن أمثاله حمية مذهبية، وغيرة على نصرة ما قوي لديه. وقد عهد في العالم الغيور الذي لا يتسع صدره لخلاف الخصم، أن يحمل عليه أمثال هذا وأعظم، وإلا فالنصير قد علم أن له مؤلفات في فن الكلام، خدمت وشرحت، وكلها مما يبرئه عن الإلحاد والزندقة، ودعوى أنه كان محرض هولاكو على قتل العلماء، دعوى من لم يعرف سنة الملوك المتغلبين، المندفعين على البلاد، للأسر والقتل. وأين نصير الدين من هولاكو، حتى يكون مستشاره في القتل والسفك، وعقيدته، ومشربه؟ وترجمته المحفوظة، نبرئه من مثل ذلك! وابن عربي، حق الباحث معه، المنكر عليه، أن ينكر عليه موضعًا لا يحتمل التأويل، ويقول: ظاهره إلحاد. إلا أن الرجل له عقيدة نشرها أولًا، ومذهب في الفقه حسن، فمثله لا يسوغ رميه بالإلحاد. وحينئذ فيقال: كلامه مشكل، إلا أن عقيدته صحيحة. فالأولى الإعراض عن المشكلات من كلامه، وعدم مطالعتها، إذ لعل لها معاني عنده. وأمثال هذا مما يخفف من الرمي، ¬

_ (¬1) قال ظافر القاسمي: "ومما هو داخل في باب آراء القاسمي وأفكاره مجموعة سماها (السوانح) جمع سانحة .. وقد دون هذه السوانح بكثير من الحرية" أ. هـ. ملخصًا من كتاب جمال الدين القاسمي وعصره (ص -259).

والإلحاد، فافهم .. " أ. هـ. قلت: لا شك أن هذا الكلام مردود على القاسمي رحمه الله تعالى فمثل إلحاد النصير الطوسي (¬1) وابن عربي (¬2) صاحب وحدة الوجود لا يخفى على عالم مثله. على أنه مدح ابن عربي أيضًا في أحد كتبه، ولعل السبب في ذلك الجو الذي عاش فيه فقد كثر فيه التصوف والدعوة إليه والانتصار لبعض مشايخه -أي التصوف- ولا شك أنه تأثر بذلك فتراه يذكر في مشيخته: "ومن أجلاء مشايخي صوفي عصره، الأستاذ الجليل المحقق محمّد بن محمّد الخاني النقشبندي ... ولمهارته رحمه الله في فن التصوف قرأت عليه من كتبه لطائف الأعلام للقاشاني، وشرح الفصوص لملّا جامي، ومواقف أستاذه الأمير عبد القادر الحسني ثم الدمشقي، وحصة من شرح مواقع النجوم، وغير ذلك مما لم يحضرني الآن. وحضرته في كتاب والده البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية. "وكان رحمه الله لقنني ذكر الطريقة النقشبندية، ولازمت حلقته مدة، ثم تركتها لأمرٍ ما" أ. هـ. وفي السانحة رقم (30) يقول القاسمي: "مسألة خلق الأفعال، يرى الواقف على أدلتها من المطولات الكلامية ظهور أدلة المعتزلة ظهورًا بيِّنًا. فإذا قيل لهم: لم يعذب الله العصاة؟ قالوا: لارتكابهم المعاصي. فإذا قيل لهم: أم ارتكبوها؟ قالوا: لإرادتهم ذلك، وإنهم مختارون. فإذا قيل لهم: أليس يجب صدور المعصية عنهم حتى يطابق علم الله تعالى؟ أجابوا: بأن العلم تابع للمعلوم، دون العكس. فليس العلم بالمعصية سببًا للمعصية، حتى تجب المعصية بوجوبه، فعلمه تعالى بمعصية زيد لأنه سيعصي، لا إن زيدًا يعصي لأنه قد علم الله معصيته. ومن المعلوم أن وجوب الشيء المقارن اللازم لفعل لا يجعل ذلك اضطراريًا، بحيث يقبح العقل التكليف. وأما طريقة الحكماء فهي أن العقاب لازم من لوازم أفعالهم، ففعلهم هو سب له كالمرض، فإن حدوثه من لوازم فساد ما في الأخلاط، وكذلك العقاب لازم للأفعال المذمومة، وارد على النفس منها لفساد ملكتها". وفي السانحة رقم (55) قال: "سنح لي أن أقيد ما أراه في مسألة كتب الصوفية، والمشهورين بالعارفين منهم، من الاعتدال في ذلك، والتوسط فيه، حبًا بالإنصاف، فإني رأيت من الناس من يكفر أربابها، ويحرم النظر فيها، ويحرقها إذا ظفر بها، اشتمالها على ما يعتقده حلولًا، واتحادًا، من ألفاظ ظاهرها ذلك. كما أن من الناس من يجلها وأربابها، ويشغف بها، ويدعو إليها، ويراها لب الألباب، وأنها الجديرة بأن ينفق في مطالعتاها العمر، وندر من يتوسط في ذلك أو في أصحابها، بل الأمر في بعض مؤلفيها أن يصفه قوم بأنه صديق، وآخرون بأنه زنديق. فما هذا الحال، وأين الاعتدال؟ ¬

_ (¬1) انظر في الكلام على الطوسي، درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (10/ 44)، وما بعدها و (10/ 57، 69) و (5/ 67). (¬2) انظر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل في ذلك: (5/ 40، 22، 340، 355، 359)، (6/ 77)، وغيرها من المواضع.

فأما مسألة التكفير، فإنا لا نكفر كل من استقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، واعتقد عقيدتنا، ونلتمس لكلامه ما يدرأ عنه الكفر، للأصل الأصيل في باب الحدود، وهو حديث: "ادرأوا الحدود بالشبهات". نقول هذا أولًا مع الحشوية الذين لا يفقفون لكلام أولئك من قاعدة، وإلا فإنهم في فنهم على أصول قرروها، واصطلاحات حرروها، من رجع إليها رأى أن كلامهم شعبة من فن الحكمة. إلا أن مؤلفيها لما كانوا من أرباب الرياضة، والتجريد، والتزهد، مع الانصباغ بصبغة الدين، كان كلامهم أشبه بفلسفة إسلامية، لا يونانية محضة، فأصبحت مزيجًا، كما يعلمه الواقف على كلامهم في مطولات كتبهم، كالفتوحات والأسفار الأربعة، وغيرها. نعم، لا ينكر أنها اشتملت على ما هو مردود، ومنظور فيه، مما ظهرت الحكمة الجديدة، والفلسفة الحقة الآن، بخلافه، إلا أنها في تلك العصور كانت هي المشهورة المتداولة وأما اشتمالها على ما يشعر بالحلول، أو الاتحاد، فهو ما يفهم منها بحسب ظاهر اللفظ، ولو رجع إلى مقاصد أربابها لوجدهم يبرؤون إلى الله من أن يفهم حلول أو اتحاد، لأنه خلاف الفن، وخلاف قواعده، لأن الوجود الكلي لا يتعين، فتعينه بذات، ودعوى أنه هو هي، خطأ في الفن، فالعلم يتبرأ منه. فإذن من الفرية عيهم أنهم يقولون بالحلول والاتحاد، ومن الجهل بقواعدهم ومشربهم واصطلاحاتهم .. " أ. هـ. قلت: انظر في الرد على السانحة رقم (30) ما قاله شيخ الإسلام في مجمع الفتاوى (8/ 406) وما بعدها و (8/ 448) وما بعدها ودرء تعارض العقل والنقل (10/ 112) و (9/ 271) وما بعدها. ومنه يظهر لك خطأ ما ذهب إليه القاسمي في ذلك. وأن ما قاله ليس هو قول أهل السنة والجماعة. أما ما ذكره في السانحة رقم (50) فنقول إنه قد ظهر أمر ابن عربي وأتباعه وانكشف فلا حاجة للاعتذار عنهم بمثل ما قاله القاسمي. ولا ندري ما الذي دفع القاسمي إلى القول بهذا مع أنه من العلماء الذين نذروا أنفسهم لنشر مذهب السلف وخصوصًا في مسألة الأسماء والصفات وتفسيره محاسن التأويل خير دليل على ذلك. وحاولنا قدر الإمكان التحقق من نسبة هذه الأقوال إليه فوجدنا أن الأمر لا ليس فيه فقد ذكر ابنه ما نصه: "ولقد كانت هذه السوانح متنفسًا للقاسمي على ما يظهر، كتب فيها بعض آرائه التي لم يكن يجرؤ على نشرها. في المؤلفات التي طبعت في حياته ولا سيما دعوته إلى إعمال الفكر وإلى الاجتهاد. ففي هذه السوانح ترى هذه الدعوة واضحة" (القاسمي وعصره: ص: 260) بقي لنا أن نعلم أن تاريخ كتابة السانحة رقم (30) كان في صفر سنة (1326 هـ) والسانحة رقم (55) هو عيد الأضحى سنة (1327 هـ) وتاريخ كتابة التفسير هو عيد من سنة (1317 هـ) إلى سنة (1329 هـ). قال الأستاذ المغراوي في كتابه "المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات": "وله كتاب في تاريخ الجهمية أشك في نسبته إليه لما فيه من تعارض مع كتابه الكبير المسمى بمحاسن التأويل

3374 - القزويني

والله أعلم" انتهى. قلت: أما نسبة الكتاب إلى القاسمي فثابتةٌ قطعًا وقد طبع في حياته كما ذكر ابنه في كتابه الآنف الذكر. ونحن نشارك الأستاذ المغراوي هذا الاستغراب؛ لأن ما في محاسن التأويل يثبت أن الشيخ جمال الدين القاسمي كان من المدافعين عن منهج السلف ضد بقية الفرق التي انحرفت عن منهج أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والجهمية وغيرهما. ولا ندري هل إن الشيخ جمال الدين القاسمي قد نسخ ما قاله في سوانحه وفي كتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة بما ذكره في تفسيره أم لا؟ لأن تاريخ كتابه السوانح قريب جدًّا من تاريخ كتابة التفسير! . ولعل هناك سبب آخر في التماس القاسمي العذر لابن عربي والنصير الطوسي وهو منهجه المتساهل في الجرح والتعديل والشاهد على ذلك كتابه الذي ألفه في الجرح والتعديل. ونحن لا نرى غرابة في الأمر فقد وقع القاسمي بما وقع به الإمام السيوطي الذي ألف كتابًا في الدفاع عن ابن عربي سماه "تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي" ورد عليه إبراهيم الحلي في كتابه المسمى "تسفيه الغبي في تبرئة ابن عربي" [انظر الكتاب محققًا في مجلة الحكمة الغرّاء، العدد 11]. وختامًا نقول إن القاسمي هو علامة الشام والمجدد لعلوم الإسلام، محيي السنة بالعلم والعمل والتعليم والتهذيب والتأليف وأحد حلقات الاتصال بين هدي السلف والارتقاء المدني الذي يقيضه الزمن. ولكن كما يقولون لكل فارس كبوة، والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "دلائل التوحيد"، و"محاسن التأويل"، و"قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث". 3374 - القزويني * المقرئ: محمّد بن محمّد مهدي الحسني القزويني، أَبو المعز. ولد: سنة (1262 هـ) اثنتين وستين ومائتين وألف. من تلامذته: محمّد مهدي البصير وغيره. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب من فقهاء الإمامية .. تفقه وتأدب في النجف. وكانت بينه وبين معروف الرصافي، ومصطفى الواعظ، وجعفر الحلي وغيرهم مساجلات ومطارحات" أ. هـ. * دراسات وتراجم عراقية: "قال عليّ كاشف الغطاء في كتابه (الحصون المنيعة) واصفًا أبا المعز قائلًا: كان عالمًا فاضلًا، ضمَّ إلى الفضل الكرم والأدب وأضاف إلى الشرف بالنسب الشرف بالحسب، وكان واسطة عقد السادة ومعقد إكليل السيادة، وطراز عمائم الأفاضل من بني هاشم الأماثل ... " أ. هـ. أما الدكتور محمّد مهدي البصير الذي كان أحد ¬

_ * الأعلام (6/ 108)، دراسات وتراجم عراقية (90) لعبد الرزاق الهلالي.

3375 - باكثير

تلاميذه فقد وصفه قائلًا: كان رحمه الله فصيح اللسان قوي الجنان غزير الحفظ مستظهرًا للقرآن الكريم كثير الرجوع إليه والاستشهاد به عظيم القدرة على الجدل والمناظرة ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1335 هـ) خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "رسالة في التجويد والقراءات"، وكتب ورسائل بطريقة "البند" الذي شاع في عصره بالعراق وهو يشبه ما يسمى اليوم بالشعر الحر (لا وزن ولا قافية). 3375 - باكثير * النحوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن أحمد باكثير الكندي. ولد: سنة (1283 هـ) ثلاث وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "قاض، من شيوخ العلم والأدب في حضر موت. ولي القضاء بضع سنوات وكف بصره. له (22 كتابًا) في التاريخ والنحو والتجويد والعروض وغير ذلك" أ. هـ. * مصادر الفكر: "أخذ عن جماعة من العلماء وكان أكثر مكوثه في بلدته معتكفًا بأحد مساجدها" أ. هـ. وفاته: سنة (1355 هـ) خمس وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الشماريخ" وهو تاريخ قومي، و"حب الغمام في تراجم أشياخي الكرام". وله "مبتدأ العربية في شرح الآجرومية" أ. هـ. 3376 - المكّي البَطَّاوري * اللغوي، المقرئ: محمّد بن محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن الشرشالي، أَبو حامد، البطاوري المكي. ولد: سنة (1274 هـ) أربع وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، ومحمد بن أحمد الرغاي الرياضي وغيرهما. من تلامذته: محمّد المدني بن الحسني، والسيد عبد الحفيظ الفاسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أديب من القضاة له اشتغال بالحديث والتفسير من أهل الرباط في المغرب كان شيخ جماعتها" أ. هـ. * قلت: ومن كتاب "شخصيات مغربية" ينقل عن بعض الكتب، ونذكر عنه ما نصه: "ففي شرح رائية الشيخ حسن العطار في العربية المسمى (منح الأوطار من نفح العطار): وعلم الشرع هو ما دونه أهل الشرع لبيان ألفاظ القرآن أو السنة النبوية لفظًا وإسنادًا أو لإظهار ما قصد بالقرآن من التفسير والتأويل، أو لإثبات ما يستفاد منهما أعني الأحكام الأصلية الاعتقادية، ¬

_ * مصادر الفكر العربي والإسلامي في اليمن (395)، الأعلام (7/ 81)، معجم المؤلفين (3/ 620). * معجم الشيوخ (2/ 56)، الأعلام (7/ 110) كتاب شخصيات مغربية لعبد الله الجراري - الطبعة الأولى لسنة (1398 هـ-1978 م).

أو الأحكام الفرعية العملية، أو تعيين ما يتوصل به من الأصول في استنباط تلك الفروع، أو ما دون لمدخليته في استخراج تلك المعاني من الكتاب والسنة أعني الفنون الأدبية هو ما قاله العلامة الحفيد رحمه الله تعالى وهو شامل للمقاصد والوسائل، فالمقاصد كحفظ القرآن والتفسير والحديث والفقه والكلام والتصوف على رأي فيهما". وقال: "وقالوا في الماء: هو أعز مفقود، وأهون موجود، دخل الشَّعْبيّ على مسلم بن قتيبة فقال له: ما تشتهى يا شعبي؟ قال أعز مفقود، وأهون موجود، فقال: يا غلام: اسقه الماء، ومن معنى أنه أعز مفقود: ما حكى أن بعض الصوفية قال لبعض الملوك: أرأيت لو فقدت جرعة ماء أكنت تشتريها بنصف ملكك؟ قال: نعم، قال: أرأيت لو حبس عنك خروجها أكنت مفتديًا بالنصف الآخر؟ قال: نعم، قال فإنما قيمة ملكك شربة وبولة. وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ} صدق ربنا سبحانه كل شيء من الماء حتى من النار قال سبحانه {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا} وجاء في الواقعة {أَفَرَأَيتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} فالنار من الشجر والشجر من الماء، تقول العرب: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار، أي كثر في هذين النوعين من الشجر لأنهما رخوان كالكلخ عندنا يحك بعضه ببعض فتخرج من بينهما النار بقدرة الله تعالى وفيهما الرطوبة التي هي ضرب من الماء كذا فسره الإمام المهدوي، وفي هذه المسألة أخطأ إبليس لعنه الله بقياسه الفاسد قال الله تعالى حكاية عنه: {قَال أَنَا خَيرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} يعني آدم - عليه السلام - ولم يعلم اللعين أن آدم إن كان نقل من الطين مرة فقد نقل اللعين مرتين، لأن النار من الشجر والشجر من الطين. قال المترجم: ومما تلقيته من بعض شيوخنا رضي الله عنهم: أن أول ما خلق الله من الأجسام بعد نور نبينا محمّد - صلى الله عليه وسلم - - الهواء وهو ما بين السماء والأرض على ما لابن عربي في الفتوحات قال: وهو أصل الموجودات قال: وبه صلاح العالم، والهواء هو أحد العناصر الأربعة التي هي: النار والهواء والماء والتراب ويجمعهما: (نهمت) والهواء هو أصلها لأنه حار رطب، فإذا غلبت حرارته، وحقيقة الماء هواء غلبت رطوبته بدليل أن الماء إذا غلى على النار وترك عليها يبس ورجع إلى أصله الذي هو الهواء، لأن البخار الصاعد من الماء إلى الجو حال غليانه يصير هواء، والتراب ناشيء عن الماء لأن الماء إذا يبس وجمد صار ترابًا، وأول ما جمد من الماء حجر بمكة ملء الكف منه حيى الله جميع الأرض ولهذا سميت مكة أم القرى". ومن كتاب (الدروس الحديثية في المجالس الحفيظية): "قال في كلمة (- رضي الله عنه -): جملة دعائية، قال الإمام أَبو حيان في النهر: ورضي الله تعالى عن عبده فعله به ما يفعل الراضي بما يرضى عنه وهو إيصال الخير إليه هدوء الرضى في لغة العرب ضد السخط يقال رضي الشيء وبه وعنه وعليه رضوانًا ويضمان ومرضاة هو قال الطيبي: الرضوان هو الرضى الكثير، ولما كان أعظم

الرضى رضي الرحمن خص لفظ الرضوان في القرآن بما كان من الله سبحانه وتعالى قال عَزَّ وَجَلَّ: {إلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ}. وقال: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا} قال: {برَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ} وفي مفردات الراغب يقال رضي يرضى فهو مرضى ومرضو أ. هـ. فياء رضي أصلها الواو فلتطرفها إثر كسرة قلبت ياء، قالوا ورضى العبد عن الله أن لا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضي الله تعالى عن العبد هو أن يراه مؤتمرًا لأمره، ومنتهيًا عن نهيه. قال: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، وقال سبحانه {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} رضي الله عنهم في الأزل وسابق علم القدم ويبقى رضاه إلى الأبد لأن رضاه صفته الأزلية، الباقية الأبدية لا تتغير بتغير الحدثان، ولا بالوقت والزمان. ولا بالطاعة والعصيان، وإذا هم في اصطفانيته باقون إلى الأبد لا يسقطون من درجاتهم بالزلات ولا بالبشرية والشهوات، لأن أهل الرضى محروسون برعايته لا تجري عليهم نعوت أهل البعد وصاروا متصفين بوصف رضاه فرضوا عنه كما رضي عنهم كما قال تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وهذا بعد قذف نور الإنس بقلوبهم بقوله {فَأَنْزَلَ الْسَّكِينَةَ عَلَيهِمْ} فسكنت قلوبهم إليه واطمأنت به لتنزل اليقين هو نقله الإمام العارف بالله سيدي عبد الرحمن الفاسي في حاشية الجلالين، ولذلك "والله أعلم". قلت: ونقل من بعض أشعاره قال: (ومما قلته في الوجهة الحجازية وأنشدتها تجاه الحجرة النبوية على مشرفها أفضل الصلاة وأزكى السلام وذلك في عام أربعة وثلاثمائة وألف. من بحر الكامل: قرب المزار أثار كامن لوعتي ... لما سرت ريح الصبا بمهمة فالقلب يخفق من سرور تارة ... ويذوب طورًا من عظيم مهابة يا قسوة القلب العليل بدائه ... كم صرت تجري بي لأعظم حسرة وأراك يا قلب نهجت مناهجا ... للسوء كم أردت سوأي وأصمت أوقعتني في معضل أضنى الحشا ... وسلكت بي سبل الغرور بحيلتي لما ترادفت الوساوس فيك لم ... تبرح تخيل كل سوء ظنت ونعم لقد ساءت فعالي جملة ... فاعتدت سوء الظن أقبح شيمة فعن الجميل تكاسلي لما قسا ... قلبي وعيني لا تجود بعبرة فهلكت لولا أن لي ذخرًا به ... أرجو وآمل أن تقوم حالتي المصطفى بحر الوفا عين الشفا ... من كل داء في الفؤاد وعلة يا سيد السادات يا نور الهدى ... وأجل من يرجى لكشف ملمة

يا صفوة الرحمن يا خير الورى ... يا خير مبعوث بأشرف ملة يا خاتم الرسل الكرام وحائز الر ... تب العظام وأصل كل فضيلة يممت حضرتك الشريفة قاصدا ... نيل الشفاء بلثم تربة طيبة إلى آخر التائية البالغة أبياتًا كلها توسل وتضرع وتعلق بجناب الرسول الأعظم". قال: ومما قلته في المواجهة الشريفة من بحر البسيط: يا سيدي يا رسول الله يا أملي ... كم لي أرجى أن أضحى مناجيكا وقد سعدت ونلت ما أؤمله ... لما تمثلت في أعقاب ناديكا يا حسرتي أن قفلت عن جنابكم ... قاسى قلب وصفرا من أياديكا حاشا وكلا وأنت الجود أجمعه ... والجود والفضل معنى من معانيكا وهو يقول: وقلت مستشفعًا بسيد الشهداء عم سيدنا ومولانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيدنا حمزة - رضي الله عنه - وأرضاه وأنشدتها بضريحه الأنور من المتقارب: 3 - فيا زائري طيبة نلتم ... كمال المنا وتمام الوطر وفزتم بكل هنا وسرور ... وحزتم جمالًا وعزا بهر هنيئًا مريئًا لنا كلنا ... سعدنا بزورة خير مضر سعدنا بزورة نور الهدى ... فيا فوزنا بالحبيب الأغر فهذي الجنان وهذا النعيم ... وهذي الشموس وهذا القمر وهذا الجلال وهذا الجمال ... وهذا الكمال الذي يعتبر وهذا البقيع وسكانه ... وهذا قباء وهذا الأثر وهذا الرسول رسول الإله ... وهذا عتيق وهذا عمر وهذي جبال مدينته ... ومن بينها أحد قد ظهر فنعم المحب لخير الورى ... ونعم الحبيب لخير البشر ونعم الذي قد أقام به ... ونعم الضرِيح به قد زهر بحمزة عم إمام الورى ... وليث الوغى من كريم نفر قطب رحى كل مكرمة ... كما قد أتى في صحيح الأثر

يجاب الدعاء بأعتابه ... ونور سنى مجده قد بهر فيا سيد الشهداء ومن ... به يتوسل أهل البصر لأنت شفيعي للمصطفى ... وأنت ملاذي ونعم الوزر وأنت عيادي وأنت غياثي ... وأنت اعتمادي وأنت المفر عليك من الله رضوانه ... يعم رحابك ذات الغرر ويروي ثرا الشهدا الأكرمين ... بنشر عبير وعرف عطر وها أنا لذت بحانبك الـ .. ــعظيم وفضلك فينا اشتهر وحاشاك أن تطرد الملتجئ ... وأنتم ذوو الجود والمفتخر فقلبي عليك بزلاته ... وذنبي عظيم وعجزي ظهر فكن شافعًا في للمصطفى ... ينيلني الأمن من ذا الحذر ويعطف لي عطفة يتجلى ... بها عن فؤادي كل كدر ويمنحني السؤل والمرتجى ... ويشفع لي يوم تبدو العبر ويجعلنا في كفالته ... ومن غاب من أخوتي أو حضر فهذا سؤالي وأنت الوسيـ ... ـــلة للمصطفى في سنى المقر عليه صلاة من الله ما ... بدا بارق وتلاه مطر وما هب ريح الصبا فانثنت ... غصون الرُّبا وفروع الشجر وآله طرا وأزواجه ... وأصحابه التابعين الأثر قلت: وما نقلناه آنفًا يشهد لما عليه صاحب الترجمة من السلوك الصوفي الواضح لديه ... والله أعلم. وفاته: سنة (1355 هـ) خمس وخمسن وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "هامية الطرب" في شرح لامية العرب، و"شرح مقدمة ابن الجزري" في التجويد، و"شرح الأرجوزة الفائقة المستعذبة الرائقة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه" في الشاي، وأهل المغرب يسمونه الأتاي طبع في حياته، ثم كان يوصي بإتلافه لاشتماله على شيء من المجون.

3377 - المهيري

3377 - المهيري * المفسر: محمّد بن محمّد بن حمودة ابن الحاج حمودة بن عليّ المهيري (¬1). ولد: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف. من مشايخه: عليّ المصمودي، ومحمد القفال الأزهري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * مشاهير التونسيين: "ولد بصفاقس وبها نشأ، أحرز شهادة التطويح وتصدى للتدريس بالجامع الكبير بصفاقس وسمي عدلًا موثقًا" أ. هـ. * تراجم المؤلفين التونسيين: "المفسر الفقيه المحقق المائل إلى الاجتهاد، وأعمال العقل، المشارك في علوم، الناظم، وله شعر قليل". وقال: "كان قوي الشخصية في دروسه مع ميله إلى الانبساط، والبعد عن التهجم، وهو في دروسه يستشهد كثيرًا بالأحاديث الصحيحة، ... وقد لبث يقرئ درس التفسير مدة عشرين عامًا إلى أن ختم تفسير القرآن كله" أ. هـ. وفاته: سنة (1393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير سورة يوسف" نشر منه قسمًا في مجلة (مكارم الأخلاق)، ونظم في التاريخ الإسلامي وتاريخ تونس إلى الدولة الحسينية. 3378 - أَبو اليسر عابدين * المقرئ: محمّد أَبو اليسر بن محمّد أَبو الخير بن أحمد بن عبد الغني بن عمر بن عابدين، السيد الشريف، ينتهي نسبه إلى الحسن السبط، وهو أخو السيد محمّد أمين. ولد: سنة (1307 هـ) سبع وثلائمائة وألف. من مشايخه: والده، والشيخ أمين سويد الدمشقي، والمحدث الأكبر محمّد بدر الدين الحسني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * أعلام دمشق: "علامة الزمان، فقيه حنفي عالم، أديب، مجاهد، مفتي الجمهورية العربية السورية الأسبق ... نال الإجازة من جده السيد أحمد وكان بالغًا مبلغ الرجال فأجازه بالطريقة النقشبندية الجددية وبالطريقة الخلوتية المهدية السكلاوية ... وكراماته كثيرة ظاهرة يعرفها كل من عرف الشيخ أو جالسه دون أن ينظر الشيخ إليها أو يتحدث بشأنها أبدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1401 هـ) إحدى وأربعمائة وألف. من مصنفاته: رسالة في القراءة والقراءات، و"أغاليط المؤرخين"، و"رسالة في الأوراد". ¬

_ * مشاهير التونسيين (435)، تراجم المؤلفين التونسيين (4/ 483). (¬1) المهيري: نسبة إلى مهيرة من قضاء المستقرة بشرقي اليمن أ. هـ. من تراجم المؤلفين. * أعلام دمشق (305).

3379 - ابن محيسن

3379 - ابن محيسن * المفسر المقرئ: محمّد بن محمّد بن محمّد بن سالم بن محيسن المصري. ولد: سنة (1929 م). من مشايخه: محمّد بن السيد عزَب، والشيخ محمّد محمود، والشيخ محمود بكر وغيرهم. من تلامذته: خلق كثير. كلام العلماء فيه: * قلت: قال عن نفسه في كتابه معجم حفاظ القرآن (ص 519): "بعد حصوله على شهادة التخصص في القراءات وعلوم القرآن عُيِّن مدرسًا بقسم تخصيص القراءات بالأزهر لتدريس القراءات وعلوم القرآن". وقال: "بلغ إنتاجه العلمي أكثر من ثلاثين كتابًا في جوانب متعددة مثل: تجويد القرآن وضبط القرآن وإعجاز القرآن وعلوم القرآن، والقراءات التراث والسبع والعشر والقراءات الشاذة، والآداب الإسلامية والسنة النبوية والفقه الإسلامي. يرجو من الله تعالى أن يوفقه دائمًا إلى خدمة العلم والقرآن. يرجو من الله تعالى أن يحسن خاتمته ويتوفاه على الإيمان وأن يغفر له ولوالديه إنه سميع مجيب" أ. هـ. من مصنفاته: "المستنير في تخريج القراءات من حيث اللغة - والإعراب - والتفسير" ثلاثة أجزاء، "الرائد في تجويد القرآن"، و"الهادي إلى تفسير كلمات القرآن" وغيرها. 3380 - السَّمرقندي * المقرئ: محمّد بن محمود بن محمّد بن أحمد، شمس الدين، السمرقندي. من مشايخه: والده محمود، ومحمد بن عبد الله بن محمّد المعروف بابن العبد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام بارع مجود. ولمحمد هذا كتاب في التجويد لا بأس به لولا أنه ذكر إظهار الغنة والإخفاء عند الميم الساكنة إذا لم يكن بعدها أحد حروف (بوف) وهذا غلط منه ومن غيره وكأنهم لما رأوا النص على الإظهار في هذه الأحرف الثلاثة حسبوا أن يكون الإخفاء عند باقي الحروف وقد بينا ذلك في (النشر) -أي كتاب ابن الجزري النشر في القراءات العشر- وحققناه" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات، أصله من سمرقند ومولده بهمذان وإقامته ببغداد" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (780 هـ) ثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "القراءات السبع" بالجداول، و"التجريد في التجويد". ¬

_ * "معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ" للمترجم له - دار الجيل - بيروت - ط (1) لسنة (1412 هـ- 1992 م)، وقد ترجم لنفسه في هذا الكتاب. * غاية النهاية (2/ 260)، كشف الظنون (2/ 1152)، هدية العارفين (2/ 106)، الأعلام (7/ 87)، معجم المؤلفين (3/ 705).

3381 - جلال الدين بن النظام

3381 - جلال الدين بن النظام * النحوي، اللغوي: محمّد بن محمود النظام، جلال الدين. من مشايخه: بهاء الدين الأخميمي، وأَبو البقاء وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عارفًا بالفقه والأصول والعربية والنظم ... وكان بزي الجند وكان يعرف قديمًا بابن صاحب شيراز" أ. هـ. * تاريخ ابن قاضي شهبة: "شارك في الأدب والمنطق ونظم جيدًا ثم صار له تصدير بالجامع الأموي يجلس فيه ويقرأ عليه، وكان الترك يعظمونه ويجلسونه فوقهم .. " أ. هـ. * البغية: "إمام منكلي بُغا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (784 هـ) أربع وثمانين وسبعمائة. 3382 - شمس الدين النيسابوري * المفسر: محمّد بن محمود بن عبد الله النيسابوري، شمس الدين، ابن أخي جار الله الحنفي. من مشايخه: لازم عمه جار الله الحنفي وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "ولي إفتاء دار العدل ومشيخة سعيد السعداء، وكان بشوشًا حسن الأخلاق عالمًا بكثير من المعاني والبيان والتصوف" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "تصدى للاشتغال عدة سنين في فقه الحنفية وفي النحو والتفسير والأصول". وقال: "كان مليح الشكل، جميل الصورة، دمث الأخلاق، بشوشًا هَيَّئًا، حسن اللقاء، متوددًا إلى أصحابه، منجمعًا عن الناس، صدرًا من صدور الحنفية ومفخرًا من مفاخر مصر" أ. هـ. وفاته: سنة (791 هـ) إحدى وتسعين وسبعمائة. 3383 - المُغْلَوي * النحوي، المقرئ: محمّد بن محمود المغلوي الوفائي، الحنفي، الرومي. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "كان عارفًا بالعلوم الشرعية والعربية وكان له إنشاء بالعربية والفارسية والتركية وأكثر اهتمامه بالمحسنات اللفظية ... وكان له أدب ووقار لا يذكر أحدًا إلا بخير" أ. هـ. * الشقائق النعمانية: "كان رحمه الله حليم النفس كريم الطبع سليم الخاطر صحيح العقيدة محبًا للصوفية سيما الطريقة الوفائية وكان مشتغلًا بالعلم الشريف غاية الاشتغال، وكان محبًا للعلم ¬

_ * ذيل العبر لابن العراقي (2/ 541)، إنباء الغمر (2/ 120)، تاريخ ابن قاضي شهبة (3/ 101)، بغية الوعاة (1/ 241)، الشذرات (8/ 492). * الشذرات (8/ 547)، إنباء الغمر (2/ 377)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 254)، النجوم (11/ 389) وفيه محمود بن عبد الله. * الشقائق النعمانية (287)، الكواكب السائرة (2/ 85)، هدية العارفين (2/ 234)، كشف الظنون (1/ 347 و 443)، الأعلام (7/ 88)، معجم المؤلفين (3/ 707).

3384 - المناشيري الصالحي

واطلع على كتب كثيرة" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل تركي، تفقه وتأدب بالعربية، وكان مدرسًا في (كوهاتيه") أ. هـ. وفاته: سنة (940 هـ)، وقيل: (963 هـ) أربعين، وقيل: ثلاث وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "تهذيب الكافية وشرحها" في النحو، و"تفسير سورة الضحى". 3384 - المناشِيِري الصَّالِحِي * المفسر: محمّد بن محمود بن محمود بن أحمد بن محمّد بن خضر المناشيري الصالحي الدمشقي الشافعي. ولد: سنة (981 هـ) إحدى وثمانين وتسعمائة. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "كان من فضلاء الشافعية، قرأ وحصل، وكان أديبًا مطبوعًا، وله شعر مستعذب" أ. هـ. * الأعلام: "فلكي مؤقت، من أهل دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1039 هـ) تسع وثلاثين وألف. من مصنفاته: "الفلك المشحون في تفسير بعض معاني كتاب الله المكنون"، و"الفلك الدوار للشمس المنيرة والقمر السيار". 3385 - دَبَّاع زاده * النحوي، المفسر: محمّد بن محمود بن أحمد دباغ زاده، الرومي، الحنفي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه مفسر، تولى مشيخة الإسلام في الدولة العثمانية مرتين" أ. هـ. وفاته: سنة (1114 هـ) أربع عشرة ومائة وألف، وفي إيضاح المكنون ذكر وفاته سنة (1100 هـ) مائة وألف. من مصنفاته: "الترتيب الجميل في شرح التركيب الجليل للتفتازاني" في النحو، وله بالتركية "تبيان في تفسير القرآن". 3386 - المَدَني * اللغوي: محمّد بن محمود بن صالح بن حسن الطربزوني، الشهير بالمدني. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه حنفي، أديب من أهل المدينة كان مدرسًا وقيمًا على الكتب بجامع السليمانية في (استانبول) " أ. هـ. وفاته: سنة (1200 هـ) مائتين وألف. من مصنفاته: "رسالة في بيان ما في الصحاح من الأوهام" لغة، و"رسالة في المثلثات" لغة، ¬

_ * معجم مصنفات القرآن الكريم (4/ 213)، خلاصة الأثر (4/ 214)، هدية العارفين (2/ 276)، الأعلام (7/ 88)، معجم المؤلفين (3/ 700)، إيضاح المكنون (2/ 201). * إيضاح المكنون (1/ 573)، هدية العارفين (2/ 307)، الأعلام (7/ 89)، معجم المؤلفين (3/ 700). * إيضاح المكنون (1/ 239)، هدية العارفين (2/ 345)، معجم المطبوعات لسركيس (1720)، الأعلام (7/ 89)، معجم المؤلفين (3/ 704).

3387 - معحمد رفعت

و"الدر المنتظم في شرح الحزب الأعظم". 3387 - معحمّد رفعت * المقرئ: محمّد محمود رفعت ولد: سنة (1300 هـ) ثلاثمائة وألف. من تلامذته: محمّد رشاد الشريف وغيره. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "أشهر القراء في العصر الأخير، وأعلم قراء مصر بمواضع الوقف من الآيات. كف بصره في السادسة من عمره، وامتاز بإبداع في الترقيل وإتقان للتجويد، في صوت عذب ينفذ إلى القلوب وتطمئن إليه النفوس" أ. هـ. وفاته: سنة (1369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة وألف. 3388 - محمّد البَزِم * النحوي: محمّد بن محمود بن محمّد بن سليم البزم. ولد: سنة (1301 هـ)، وقيل: (1304 هـ) إحدى، وقيل: أربع وثلاثمائة وألف. من مشايخه: الشيخ عبد القادر بدران، والسيد جمال الدين القاسمي وغيرهما. من تلامذته: أديب الشيشكلي رئيس الجمهورية السورية الأسبق وغيره. كلام العلماء فيه * الأعلام: أشاعر أديب، دمشقي المولد والوفاة عراقي الأصل، من أعضاء المجمع العلمي والعربي بدمشق. واسع المعرفة باللغة كثير المحفوظ من الشعر، حسن الترسل في إنشائه ناقدًا عنيفًا. حُبب إليه النحو، اطلع على مذاهب النحو وكان له رأي في نصرة بعضها، وكان يتهم الفيروز أبادي بالشعوبية في اللغة ويتعصب لابن منظور" أ. هـ. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "النحو الواقع" و"الجواب المسكت" و"ديوان محمّد البزم" ضبطه وشرحه سليم الزركلي وعدنان مردم بك. 3389 - حجازي * المفسر: محمّد محمود حجازي. كلام العلماء فيه: * قال في التفسير الواضح (1/ 169) في تفسير آية الكرسي: {كُرْسِيِّهِ} الكرسي: ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد". وقال: " ... واسع الملك والقدرة، والأرض جميعًا قبضته والسموات مطويات بيمينه، فلا الكرسي ولا القبضة ولا اليمين وإنما هو تصوير وتمثيل لعظمته وقدرته وتمام ملكه وسعة علمه ¬

_ * الأعلام (7/ 91)، الصحف المصرية 10/ 5 / 1950، أخبار اليوم 13/ 5 / 1950. * معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين (63)، أعلام الأدب والفن (2/ 132)، أعلام دمشق (320)، الأعلام (7/ 91)، معجم المؤلفين (3/ 706). * التفسير الواضح - دار التفسير - مصر - ط (10) لسنة (1412 هـ -1992 م).

سبحانه وتعالى! ! لا يشغله شأن عن شأن ولا يشق عليه أمر دون أمر، متعال عن الأوهام والظنون القاهر لا يغلب، العظيم لا تحيط به الأفهام والعقول، جل شأنه لا يعرف كنهه إلا هو سبحانه وتعالى". - وقال في (1/ 721) في تفسير {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]: {اسْتَوى} في اللغة بمعنى استقر ومنه: استوى على الكرسي، وعلى ظهر الدابة، أي: استقر واستوى بمعنى قصده واستوى بمعنى استوى وظهر {الْعَرْشِ} قال الجوهري: هو سرير الملك .. ". وقال: "ثم إنه تعالى قد استوى على عرضه، واستقام أمره واستقر على هينة الله أعلم بها، مع البعد عن مشابهة الحوادث في شيء. ولقد سئل مالك - رضي الله عنه - في ذلك فقال: الاستواء معلوم -أي: في اللغة - والكيف -أي: كيفية الاستواء- مجهول، والسؤال عن ذلك بدعة، وهذا القدر كاف، وهذا رأي الصحابة رضي الله عنهم ورأي السلف: قبول ما جاء من غير تكييف ولا تشبيه وترك معرفة حقيقتها إلى الله، وأما الخلف فيؤولون ويقولون: استوى على عرشه بعد تكوين خلقه، على معنى أنه يدبر أمره، ويصرف نظامه، على حسب تقديره وحكمته {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} وإلى رأى السلف أميل، إذ هو رأي الصحابة والتابعين جميعًا". وقال (2/ 853) في تفسير {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ ... }: " ... وكيف تدعو مع الله إلهًا آخر؟ وهو الله لا إله إلا هو، كل شيء غيره في العالم هالك لأن وجوده ليس لذاته بل مستند إلى واجب الوجود، فكل شيء سوى الله بهذا المعنى هالك ومعدوم بالقوة أو بالفعل إذ وجوده في غيره، وهو موقوت بوقت مهما طال، كل شيء هالك إلا ذاته - جل شأنه - فهو الواجب الوجود القديم الباقي الذي لا يجوز عليه العدم والفناء بحال من الأحوال. له الحكم وإليه وحده الأمر كله، وإليه وحده ترجعون فتحاسبون، وتجازون على أعمالكم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر .. ". وقال في (3/ 584) في تفسيره للآية {وَيبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإكْرَمِ}: " ... والموت من أجل النعم على الخلق ولذا حكم الحي القيوم الباقي بعد فناء خلقه بأن كل شيء هالك إلا ذاته القدسية فإنها باقية ويبقى ذات ربك ذي الجلال والتعظيم والإكبار من خلقه، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ ! ". وقال في تفسير {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} صفحة (3/ 789): "بقي شيء وقع فيه خلاف كبير بين العلماء قديمًا، هو: هل نرى ربنا يوم القيامة أم لا؟ الجمهور على إثبات الرؤية مستدلًا بقوله هنا: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وبالأحاديث عن رسول الله: وبعض الفرق تمنع الرؤية بالنظر إذ البصر يحد الله وذاته، وهو لا تدركه الأبصار، على أنه يلزم معها الانحصار في زمن وجهة، والله محال عليه ذلك، والآية هنا تؤول بأن الوجوه تنتظر من الله النعم والفضل والرضوان، على أن الخطب سهل فأمور الآخرة غيبية لا نقيسها على

3390 - القرماني

الحاضر عندنا بل نؤمن بها والله أعلم بها". وقال في (3/ 863) عند كلامه على صورة الفجر: " ... كلا وألف كلا! ! إذا دكت الأرض دكًا وقامت القيامة قيامًا، وجاء ربك - والله أعلم بكيفية المجيء ولكن نؤمن به (¬1) - والملك ... ! ! قاموا وأحدقوا بالناس جميعًا - وخاصة الكفار - صفوفًا صفوفًا" أ. هـ. قلت: نلاحظ مما تقدم وغيرها من المواضع التي لم ننقلها والتي تتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى فإنه تارة يقول بقول السلف، وفي مواضع يؤول بعض الصفات وفي بعض المواضع ينفي كما فعل عندما نفى الكرسي والقبضة واليمين. والله أعلم. من مصنفاته: "التفسير الواضح". 3390 - القَرْمانِي * اللغوي، المفسر: محمّد المولى محيي الدين القرماني الحنفي. من مشايخه: قرأ على علماء العجم، وعلى المولى يعقوب بن سيدي عليّ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الكواكب السائرة: "كان مشتغلًا بالعلم ليلًا ونهارًا. كان علامة في التفسير والأصول والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (942 هـ) اثنتين وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: له تعليقات على الكشاف والقاضي والتلويح والهداية، وشرح رسالة إثبات الواجب الوجود للدواني. 3391 - الديمرتي * النحوي، اللغوي، المفسر محمّد بن المرزيان، أَبو العباس الديمرتي. من مشايخه: الزبير بن بكار والرمادي وغيرهما. من تلامذته: أَبو عمرو بن حيوة وجماعة. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان فاضلًا بليغًا مؤرخًا عالمًا بمجاري اللغة، تصدر عنه الكتب الكبار، وكان أحد التراجمة ينقل الكتب الفارسية إلى العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (309 هـ) تسع وثلاثمائة. من مصنفاته: "الحاوي" في علوم القرآن سعبة وعشرون جزءًا، وكتاب "الحماسة" وغيرهما. 3392 - السُّدي الأصغر * المفسر المقرئ: محمّد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل، السدي الأصغر. من مشايخه: يحيى بن عبيد الله، والكلبي وغيرهما. ¬

_ * الشقائق النعمانية (272)، الكواكب السائرة (2/ 70)، الشذرات (10/ 355). (¬1) وأول الخلف فقالوا: هذا تمثيل لعظمة المولى، أو المراد: جاء أمر ربك. انظر هامش الكتاب المذكور (3/ 863). * معجم الأدباء (6/ 2645) بغية الوعاة (1/ 241). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 255)، غاية النهاية (2/ 261)، ميزان الاعتدال (6/ 328)، تهذيب الكمال (26/ 392)، السير (5/ 265)، تهذيب التهذيب (9/ 387)، تقريب التهذيب (895).

3393 - قطرب

من تلامذته: هشام بن عبيد الله، ومحمد بن عبيد المحاربي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تهذيب الكمال: "قال صالح بن محمّد البغدادي الحافظ: كان ضعيفًا، وكان يضع الحديث أيضًا. وقال أَبو حاتم: ذاهب الحديث، متروك الحديث، لا يكتب حديثه البتة. وقال النسائي: متروك الحديث" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "تركوه، واتهمه بعضهم بالكذب وهو صاحب الكلبي، وقال البخاري: سكتوا عنه، وهو مولى الخطابيين، لا يكتب حديثه البتة وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أحمد: أدركته وقد كبر فتركته" أ. هـ. * قلت: ذكره الذهبي في السير في ترجمة السدي الكبير -إسماعيل بن عبد الرحمن (ت 127 هـ) - وقال: "قلت -أي الذهبي-: أما السدي الصغير، فهو محمّد بن مروان الكوفي، أحد المتروكين، كان في زمن وكيع" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "متهم بالكذب" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "كوفي، متهم بالكذب" أ. هـ. من مصنفاته: له تفسير القرآن. 3393 - قُطْرَب * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد (¬1) بن المستنير بن أحمد البصري، مولى سالم بن زياد المعروف بقطرب، أَبو علي. من مشايخه: سيبويه وجماعة من العلماء البصريين. من تلامذته: محمّد بن الجهم السمري وغيره. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "أحد العلماء في النحو واللغة، وكان موثقًا فيما يحكيه" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان يبكر إلى سيبويه قبل حضور أحد من التلامذة فقال له يومًا: ما أنت إلا قطربُ ليل، فبقي عليه هذا اللقب، وقطرب اسم دويبة لا تزال تدب ولا تفتر. وهو أول من وضع المثلث في اللغة ... " أ. هـ. ¬

_ * فهرست ابن النديم (58)، تاريخ بغداد (3/ 298)، معجم الأدباء (6/ 2646)، الكامل (6/ 380)، وفيات الأعيان (4/ 312)، إنباه الرواة (3/ 219)، إشارة التعيين (338)، تاريخ الإسلام (وفيات 206) ط. تدمري، العبر (1/ 350)، الوافي (5/ 19)، البلغة (214)، البداية والنهاية (10/ 259)، لسان الميزان (5/ 374)، بغية الوعاة (1/ 242)، مفتاح السعادة (1/ 160)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 256)، الشذرات (3/ 33)، كشف الظنون (1/ 723)، هدية العارفين (2/ 9)، روضات الجنات (7/ 265)، الأعلام (7/ 95)، معجم المؤلفين (3/ 712)، "الأزمنة وتلبية الجاهلية" للمترجم له، تحقيق د. حنا جميل حداد - مكتبة المنار - الأردن - الزرقاء. وكتاب "مثلثات قطرب" تحقيق ودراسة بقلم د. رضا السوسي، الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس. (¬1) وقيل الحسن بن محمّد ... وما أثبتناه أصح.

3394 - ابن الموقع

* معجم الأدباء: "ولما صنف كتاب التفسير أراد أن يقرأه في الجامع فخاف من العامة وإنكارهم عليه لأنه ذكر فيه مذهب أهل الاعتزال فاستعان بحماعة من أصحاب السلطان ليتمكن من قراءته في الجامع" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان موثقًا فيما ينقله" أ. هـ. * الوافي: "كان قطرب يرى رأي المعتزلة النظامية وعن النظام أخذ مذهبه قال أَبو زيد: قطرب وأَبوه معتزليان وهما متهمان في عظم الدين" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال ثعلب: كان قطرب معتزليًا يقول بالقدر" أ. هـ. * البلغة: "كان عالمًا ثقة روى عن الجلة" أ. هـ. * الشذرات: "هو أول من وضع المثلث في اللغة وتبعه البطليوسي والخطيب" أ. هـ. وكذبه ابن منصور الأزهري في مقدمة التهذيب في ذكر أقوام تسموا بمعرفة اللغة وألَّفوا كتبًا أودعوها الصحيح والسقيم منهم قطرب. وذكر عند ثعلب مرة، فهجنه ولم يوثقه، وذكر عند يعقوب بن السكيت قال: عندي عن قطرب قطر، ما أجزى أن أروي عنه منه شيئًا" أ. هـ. * قلت: ومن مقدمة كتابه (الأزمنة) بقلم المحقق حنا جميل حداد (37): "قطرب عند النديم ثقة فيما يحكيه، وعند أبي الطيب اللغوي حافظ اللغة كثير النوادر والغريب، وعند الخطيب البغدادي والقفطي ثقة وعند الفيروز أبادي عالم ثقة روى عنه الجلة، وعند ابن الأنباري وياقوت الحموي: أحد أئمة العلم بالنحو واللغة. أما عند الداودي وطاش كبري زادة والصفدي والسيوطي: لم يكن ثقة، وأما ثعلب فقد روى الأزهري: أنه كان يهجن قطربًا ولا يعبأ به" أ. هـ. * قلت: نلاحظ من خلال هذا الكلام أن هناك اختلافًا كبيرًا من جهة توثيقه وعدمه، وأما من جهة عقيدته فهو معتزلي بدون خلاف .. والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (206 هـ) ست ومائتين. من مصنفاته: "معاني القرآن"، وكتاب "الاشتقاق"، و"القوافي "، و"العلل" في النحو. 3394 - ابن الموقع * النحوي، المفسر المقرئ: محمّد بن أبي الوفاء المصري الحلبي المولد، الصوفي كمال الدين الشافعي. من مشايخه: أَبو السعود الجارحي، ومحمد بن عراق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * در الحبب: "الشافعي الصوفي المعروف بابن الموقع لأن أباه كان أسلمًا، كان موقعًا عند خير بك كافل حلب، ولما انهدمت الدولة الجركسية، هاجر الشيخ كمال الدين إلى القاهرة وجدَّ في طلب العلم النقلي والعقلي حتى وجد، فأخذه رواية ودراية عن جماعة منهم: من علماء الطريق صاحب الكرامات أَبو السعود الجارحي وأزهد أهل زمانه سيدى محمّد بن عراق ... ¬

_ * در الحبب (2/ 1 / 161)، الكواكب السائرة (3/ 73)، كشف الظنون (1/ 151 و 482 و 658)، إيضاح المكنون (1/ 288)، أعلام النبلاء (6/ 82)، معجم المؤلفين (3/ 762).

3395 - ابن ولاد

وصاحب الحال ابن مرزوق اليمني ... وقد شهد له أبناء عصره في مذهبه بأنه عالي الذروة في التحقق -أي التصوف- ... له "الحكم اللدنية والمنازلات الصديقية" التي أولها: "من أدمن الاستسلام والرياضة أتحفه الحق بعرائس لطيف المعارف. . ومنها: "من أدمن الجوع والسكوت يصير للحكم ينبوعًا ... ومنها: "صلاة الأسرار طهارة الباطن من شهود الأغيار ... " أ. هـ. قلت: من الواضح من كلامه أنَّ له قدمًا راسخة في التصوف وما أدراك ما تصوف المتأخرين. انتهى. * الكواكب السائرة: "الصوفي الشافعي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (970 هـ) (¬1) سبعين وتسعمائة. وقيل أواخر القرن العاشر. من مصنفاته: "الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية و"الفتح لمغلق حزب الفتح" وهو شرح وضعه على حزب أستاذه أبي الحسن البكري. وغيرهما من كتب التصوف. 3395 - ابن وَلَّاد * النحوي، اللغوي: محمّد بن الوليد بن محمّد، والوليد، يعرف بولَّاد، أَبو الحسين التميمي المصري. ولد: سنة (248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين. من مشايخه: أحمد بن جعفر الدينوري، ومحمد بن حسّان النحوي، والمبرد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان به عرج وقرأ على المبرّد كتاب سيبويه وكان حسن الخط جيد الضبط .. " أ. هـ. * البلغة: "وكان حسن الخط والضبط وبه عرج وغلب عليه الشيب .. " أ. هـ. * الأعلام: "نحوي من أهل مصر مولدًا ووفاةً .. " أ. هـ. وفاته: (298 هـ)، ثمان وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "المقصور والممدود" و"المنمق" في النحو. ¬

_ (¬1) هامش: قال في الكواكب: لم يؤرخ ابن الحنبلي وفاته لتأخره عن وفاته ووقفت له على إجازة في سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة ا. هـ. قلت: عند مراجعة در الحبب لم نجد أن ابن الحنبلي قد أرخ وفاته كما قال الغزي - مع العلم أن ابن الحنبلي توفي سنة 971 هـ إن وفاته في 970 هـ غير صحيحة وأنما كما قال في أعلام النبلاء: المتوفى أواخر هذا القرن ... والله أعلم. * معجم الأدباء (6/ 2674)، إنباه الرواة (3/ 224)، إشارة التعيين (339)، الوافي (5/ 175)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة (30)، ط. تدمري، المقفى (7/ 517)، البلغة (215)، بغية الوعاة (1/ 259)، الأعلام (7/ 133)، معجم المؤلفين (3/ 762).

3396 - الطرطوشي

3396 - الطَّرْطُوشي * المفسر محمّد بن الوليد بن محمّد بن خلف القرشى الفهري الأندلسي، أَبو بكر الطرطوشي (¬1)، ويعرف بابن أبي رندقة (¬2). ولد: سنة (451 هـ)، إحدى وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: القاضي أَبو الوليد الباجي وأَبو محمّد بن حزم، وأَبو علي التستري وغيرهم. من تلامذته: أَبو طاهر السَّلفي، والفقيه سلَّار بن المقدم، وجوهر بن لؤلؤ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأنساب: "كان إمامًا فقيهًا صالحًا سديد السيرة مشتغلًا بما يعنيه، ملاذًا للغرباء والفقهاء .. " أ. هـ. * الصلة: "كان إمامًا عالمًا عاملًا زاهدًا ورعًا دينًا متواضعًا، متقشفًا متقللًا من الدنيا راضيًا منها باليسير ... " أ. هـ. * معجم البلدان: "فكان يصنع بشظف من العيش، وكانت له نفس أبية ... وراموا النقص من حاله فلم ينتقصوه قُلامة ظُفْر .. " أ. هـ. * النجوم: "الإمام الفقيه، الصوفي، المالكي، العالم المشهور، نزيل الإسكندرية" أ. هـ. * بغية الملتمس: "رحل إلى العراق وقد تفقه بالأندلس، وصحب أبا الوليد الباجي مدة أخبرني غير واحد عن الحافظ أبي بكر بن العربي، قال: سمعت الحافظ أبا بكر الطرطوشي، يقول: لم أرحل من الأندلس حتى تفقهت ولزمت الباجي مدة، فلما وصلت إلى بغداد دخلت المدرسة العادلية، فسمعت المدرس بها يقول: مسألة، إذا تعارض أصل وظاهر فأيها يحكم؟ فما علمت ما يقول، ولا دريت إلى ما يشير، حتى فتح الله، وبلغ بي ما بلغ. أقام في رحلته مدة، ثم انصرف يريد مصر، وكان له غرض في الاجتماع مع أبي حامد الغزالي يجعل طريقه على البيت المقدس. فلما تحقق أَبو حامد أنه يؤمّه حاد عنه، ووصل الحافظ أَبو بكر فلم يجده، فقصد جبل لنان، وأقام هناك مدة، وصحب به رجلا يعرف بعبد الله السائح، من أولياء الله المنقطعين إلى الله تعالى. ثم أراد الحافظ أَبو بكر يقصد أرض مصر، فعرض على أبي محمّد السائح صحبته والمشى معه، وقال له: أنت ها هنا بمعزل، لا تلقى أحدا، ولا يلقاك، وإن مت لم تجد من يواريك، وفي مخالطة الناس ومقابلتهم ونشر العلم، وحضور الجماعة في الجمعة، ما لا يخفى عليك. ¬

_ * الأنساب (4/ 62)، الصلة (2/ 545)، بغية الملتمس (1/ 175)، معجم البلدان (4/ 30)، المغرب (2/ 424)، وفيات الأعيان (4/ 262)، السير (19/ 490)، العبر (4/ 48)، الوافي (5/ 175)، الديباج (2/ 244)، والنجوم (5/ 231)، مفتاح السعادة (1/ 412)، أزهار الرياض (3/ 162)، نفح الطيب (12/ 300)، الشذرات (6/ 102)، كشف الظنون (2/ 984)، هدية العارفين (2/ 85)، شجرة النور الزكية (124)، الأعلام (7/ 133)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 644)، "سراج الملوك" للمترجم بتحقيق محمّد فتحي أَبو بكر: (ص 4). (¬1) طَرْطوشة: مدينة بالأندلس تتصل بكورة بلنسية وهي شرقي بلنسية وقرطبة من البحر أ. هـ "معجم البلدان". (¬2) رندقة: هي لفظة إفرنجية سألت بعض الفرنج عنها فقال معناها رد تعال. أ. هـ. وفيات الأعيان.

فقال له عبد الله: أنا ها هنا آكل الحلال، وأعش في المباح، دون تقلف من ثمر هذه الأشجار، ولا أجد في غير هذا الموضع من المباح ما أجد فيه، فقال له الحافظ أَبو بكر: إن تنظر مصر موضعًا يعرف برشيد، فيه شيئان مباحان: الملح والحطب، تقيم به ويكون عيشنا من هذين المباحين. فقال له عبد الله: أنت لا يتركك الناس، وأفارق موضعي وأفارقك فعاهده أن لا يفارقه، وركبا الطريق إلى مصر حتى وصلا إلى رشيد وأقاما هناك، إذا احتاجا إلى قوت حوجًا من حطب أو ملح، فباعا ما يحملانه من ذلك على ظهورهما، وتقوتا بثمنه، وبقيا هناك مدة إلى أن قتل العبيدي، صاحب مصر جماعة من فقهاء أهل الإسكندرية، لسبب يطول شرحه، ولم يبق بها من يُشار إليه، وسمع أهل الإسكندرية بكون الفقيه برشيد، فركب إليه قاضيها ابن حديدة، وجماعة من أهلها. فلما وصلوا إلى رشيد، سألوا عنه فلم يجدوا من يعرفه إلا بعض الفقراء هناك، قال لهم أنا أدلكم عليه، اقعدوا هنا، فكأني به قد وصل فقعدوا ساعة، ووصل الفقيه من الشعرا وعلى ظهره حُزمة حطب، وصاحبه معه، فقال لهم: هذا هو، ووضع الحزمة بالأرض وأخبروه بما طرأ عليهم .. ولا تعليم وباحتياج أهلها إليه، وبماله في قصدهم من الأجر، فقال لهم: قد علمت ذلك، ولكني لا أفارق صاحبي هذا بوجه، وأشار إلى عبد الله السائح، لأني سُقته من موضعه وعاهدته ألا أفارته، فدونكم فإن ساعدني فأنا ناهض معكم، فكلموه، فقال: أنا لا أمنعه، لكني أقيم هنا. فتضرَّعوا إلى عبد الله فقال لهم: أنا هنا أعيش في الحلال، وآكل المباح ولا أجد هذا عندكم، فقال له القاضي: إن صاحب صقلية، دمّره الله، يؤدي جزية في كل عام لأهل الإسكندرية ثلثمائة قفيز من الشعير، وكذا وكذا، فخذ الشعير تتقوّت به وتصرفه في منافعك. فقال: أنا لا أحتاج إلى أكثر من رغيف في كل ليلة، فضمنوا له ذلك، وأقبل معهم إلى الإسكندرية ووفوا لأبي محمّد السائح بما قالوه، وصنعوا له من الشعير عدَّة أرغفة ووضعوها له في حبل، فكان يُفطر كل ليلة منها على رعيف، ويلزم بيته لا يبرح منه" أ. هـ. * السير: "أنبأنا ابن علان عن الخُشوعي عن الطرطوشي أنه كتب هذه الرسالة جوابًا عن سائلٍ سأله من الأندلس عن حقيقة أمرِ مؤلف (الإحياء)، فكتب إلى عبد الله بن مظفر: سلَّامٌ عليك، فإني رأيت أبا حامدٍ، وكلمتُه، فوجدتُه امرءًا وافر الفهم والعقل، وممارسةً للعلوم، وكان ذلك مُعْظم زمانه، ثم خالف عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العُمَّال، ثم تصوَّف، فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم سابها، وجعل يطعنُ على الفقهاء بمذاهب الفلاسفة، ورموز الحلَّاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين. قال الحافظ أَبو محمّد: إنّ محمّد بن الوليد هذا ذكر في غير هذه الرسالة كتاب (الإحياء) قال: وهو - لعمر والله - أشبه بإماتة علوم الدين، ثم رجعنا إلى تمام الرسالة. قال: فلما عمل كتابه (الإحياء)، عمد فتكلم في

علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أُمِّ رأسه، فلا في عُلماء المسلمين قرّ، ولا في أحوال الزاهدين استقرّ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا أعلم كتابًا على وجه بسيط الأرض أكثر كذبًا على الرسول منه، ثم شبّكه بمذاهب الفلاسفة، ورموز الحلاج، ومعاني رسائل إخوان الصفا، وهم يرون النبوة اكتسابًا، فليس النبيُّ عندهم أكثر من شخص فاضل، تخلَّق بمحاسن الأخلاق، وجانب سفاسفها، وساس نفسه حتى لا تغلبه شهوة، ثم ساق الخلق بتلك الأخلاق، وأنكروا أن يكون الله يبعثُ إلى الخلق رسولًا، وزعموا أن المعجزات حيلٌ ومخاريق، ولقد شرَّف الله الإسلام، وأوضح حُجَجَه، وقطع العذر بالأدلة، وما [مثل] من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة، والآراء المنطقية، إلا كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقًا يرعدُ فيه ويبرق، ويُمني ويشوّق، حتى إذا تشوقت له النفوس، قال: هذا من علم المعاملة، وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوزُ تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سرّ الصدر الذي نهينا عن إفشائه، وهذا فعلُ الباطنية وأهل الدّغل والدّخل في الدين يستقل الموجود ويعلِّق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه كلمة الجماعة، فلئن كان الرجل يعتقد ما سطره، لم يبعد تكفيره، وإن كان لا يعتقده، فما أقرب تضليله. وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب، فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة، خيف عليهم أن يعتقدوا إذا صحة ما فيه، فكان تحريقه في معنى ما حرّقته الصحابةُ من صُحف المصاحف التي تُخالف المصحف العُثماني، وذكر تمام الرسالة" أ. هـ. * قلت: قال محقق "سراج الملوك" للمترجم له: "وفي بغداد أيضًا اتجه أَبو بكر الطرطوشي إلى التصوف، حيث كان الفكر الصوفي متأصلًا على يد أقطابه، وقد درس التصوف هناك ونبغ فيه، حتى عدّه من تحدث عنه من المتصوف الزاهدين، ولا غرابة في ذلك، فإن الحياة التي كان يحياها في بغداد، وما شاهده فيها من زهد، وتقشف العلماء الذين أخذ عنهم، قد أثرت فيه تأثيرًا كبيرًا، فقد كانوا برغم تضلُّعهم في الفقه والعلوم الدينية -من المتصوفة الذين يعتقدون أن الحياة نعيم زائل، وكانوا يفرغون لحياة كلها زهد وتقشّف وعبادة وذِكْر لله، هذا بالإضافة إلى الشعر الذي سمعه من شيوخه العراقيين، ورواه عنهم فيما بعد في "سراج الملوك" يضرب كله المثل بالأمم الغابرة، وما بنت من قصور، وما زيّنت من عمائر، وكيف انتهى كل هذا الزخرف إلى زوال. ويسلتزم الطرطوشي، منذ يغادر العراق، وفيما يقبل من أيامه، هذه الحياة، حياة الزهد والبعد عن مباهج الدنيا" أ. هـ. قلت: إن الذي ذكرته كُتب التراجم من لقاء الشيخ أبي بكر الطرطوشي مع بعض المتصوفة المخصوص بالذكر -وكما ذكر ذلك الضبي في بغية الملتمس في قصة تدور حول صحبة الشيخ مع الزاهد العابد عبد الله السائح- هذا الذي كان له الأثر في نهج الطرطوشي للسلوك الصوفي

الذي جعل منه زاهدًا ورعًا متقشفًا، وسلوكه هذا لا يعني أنه انحرف مع طرق التصوف الفاسدة والمنحرفة وقتها، بل جعل من طريقه هذا إلى الزهد بالحياة وما فيها، وهذا ما أشار إليه محقق كتاب "سراج الملوك" للطرطوشي إذن ما كان عند أبي بكر الطرطوشي ليس إلا سلوكًا لا يفضي إلى المعتقدات المنحرفة لدى الطرق الصوفية وقتها وبعد الوقت الذي كان فيه ودلالة ذلك أنه قد ألف رسالة في الرد على مزاعم الصوفية في معتقداتهم والتي اسمها "تحريم الغناء واللهو عند الصوفية ورقصهم وسماعهم" وما ذكر من إيراد للشعر ممن سمع منهم في العراق، في وصف الأمم الغابرة لا يؤدي بنا إلى جعله في مصاف زعماء الصوفية وأصحاب الطرق، بل هو ممن يضرب المثل في زوال الدنيا وبقاء العمل الصالح والعبادة الصالحة لله سبحانه، وهذا الذي كان فيه. والله أعلم. ولم نستطع من خلال مراجعة الكتب التي كتبت في سيرته أو عند مراجعة مؤلفاته أن نعثر على تصريحات تبين معتقد الشيخ إلا أن هناك تلميحات وقرائن تشير إلى أن الشيخ سلك في معتقده مسلك أهل الكلام وأخص بالذكر منهم الأشاعرة، فقد وصف المولى سبحانه في كتابه "سراج الملوك" بألفاظ لم يعتد أهل السنة أن يستعملوها في حق الله حيث قال: "كما جعل إقرار المقرين بوقوف عقولهم عن الإحاطة بحقيقته إيمانًا لهم، لا يلزمه (لِمَ)، ولا يجاوزه (أين) ولا يلاصقه (حيث)، ولا يحده (ما)، ولا يعده (كم) ولا يحصره (متى) ولا يحيط به (كيف) ولا يناله (أي)، ولا يظلله (فوق) ولا يقله (تحت) ولا يقابله (حدٌّ)، ولا يزاحمه (نِدٌّ) ولا يأخذه (خلف) ولا يحده (أمام)، ولم يظهره (قبل) ولم يغبه (بعد) ولم يجعله (كلٌّ) ولم يوجده (كان) ولم يفقدْهُ (ليس). وَصْفُهُ لا صفة له، وكونُهُ لا أمدَ له، ولا تخالطه الأشكال والصور، ولا تغيره الأيام والغير، ولا تجوزُ عليه المماسة والمقاربة، وتستحيل عليه المحاذاة والمقابلة، إن قلت: لم كان؟ فقد سبق العلل ذاتُه، ومن كان معلولًا كان له غيره علة يساوقه في الوجود، وهو قبل جميع الأغبار، بل لا علة لأفعاله، فَقُدْرَةُ الله في الأشياء بلا مزاج، وصنعه فيها بلا علاج، وعلة كل شيء صنعه، ولا علة لصنعه، فإن قلت: أين هو؟ فقد سبق المكان وجودُه، فمن أين الأين لم يفتقر وجودُه إلى أين، هو بعد [خلق] المكان غني بنفسه كما كان قبل خلق المكان، وكيف يحلُّ فيما منه بدأ؟ أو يعود إليه ما هو أنشأ؟ " أ. هـ. ويؤيد ما ذهبنا إليه في معتقده ما قاله الدكتور عبد الرحمن المحمود في كتابه القيم (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) حين كلامه على كتاب الغزالي (إحياء علوم الدين) في الهامش ما نصه: "فهناك جمهرة من العلماء المائلين إلى المذهب الأشعري ردوا على الغزالي في كتبه خاصة الإحياء، كما ردوا عليه بسبب ميله إلى الفلاسفة، ومن هؤلاء: ... أَبو بكر الطرطوشي المتوفى سنة (520 هـ) حيث كتب رسالة حط فيها من الغزالي وبرر قصة إحراق كتابه ... " أ. هـ. ويؤيد أيضًا هذا أن المالكية في المغرب العربي في تلك الفترة كانوا على معتقد الأشعرية لانتشاره فيها.

3397 - البزاز الحلبي

وللطرطوشي مؤلف اسمه "حاشية على إثبات الواجب" ولم نطلع عليه وفيه إشارة لمسلك الطرطوشي ومعتقده الذي بيناه سابقًا. والله أعلم. من أقواله: نفح الطيب: "كان يقول: إذا عرض لك أمران، أمر دنيا وأخرى، فبادر بأمر الأخرى يحصل لك أمر الدنيا والأخرى .. " أ. هـ. وفاته: (520 هـ) عشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "مختصر تفسير الثعلبي" و"الكتاب الكبير في مسائل الخلاف" وغيرها. 3397 - البزاز الحلبي * المقرئ: محمّد بن ياسين، أَبو طاهر البغدادي البزاز، ويعرف بالحلبي. من مشايخه: أَبو الفرج الشنبوذي، ومحمّد بن العلاف وغيرهما. من تلامذته: عبد السيد بن عتَّاب، وعلي بن الحسين وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "أحد أعلام القرآن" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "من أعيان المقرئين" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام محقق مؤلف" أ. هـ. وفاته: سنة (426 هـ) ست وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف في القراءات عدة مفردات. 3398 - القُطْعي البصري * المفسر المقرئ: محمّد بن يحيى بن أبي حزم - مهران القُطعي البصري، أَبو عبد الله. من مشايخه: عمه حزم، وعبد الأعلى بن الأعلى وغيرهما. من تلامذته: روى عنه مسلم، وأَبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن خزيمة وخلق كثير. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث صدوق" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مقرئ مؤلف متصدر" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر-: قال مسلمة البصري: ثقة، وفي الزهرة روى عنه عشرة أحاديث" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (253 هـ) ثلاث وخمسين ومائتين. من مصنفاته: "لغات القرآن". ¬

_ * معرفة القراء (1/ 382)، غاية النهاية (2/ 276)، تاريخ الإسلام (وفيات 426) ط - تدمري، الوافي (5/ 181). * طبقات المفسرين للدوادي (2/ 269)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرين)، ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (2/ 548)، غاية النهاية (2/ 278)، الجرح والتعديل (4/ 124)، الثقات لابن حبان (9/ 106)، تهذيب الكمال (26/ 608)، تهذيب التهذيب (9/ 449)، تقريب التهذيب (906).

3399 - الكسائي الصغير

3399 - الكسائي الصغير * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن يحيى الكسائي الصغير، أَبو عبد الله البغدادي. ولد: سنة (189 هـ) تسع وثمانين ومائة. من مشايخه: الليثي بن خالد صاحب الكسائي، وخلف بن هشام البزار وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن الحسن البطي، وأَبو بكر بن مجاهد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "مقرئ مجود" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ محقق جليل شيخ متصدر ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين. 3400 - الرباحي * النحوي، اللغوي: محمّد بن يحيى بن عبد السلام، الأزدي القرطبي، وكان يزعم: أنه من ولد يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. من مشايخه: قاسم بن أصبغ، وأَبو جعفر أحمد بن محمّد بن النحاس، وابن الأعرابي وغيرهم. من تلامذته: المغيرة بن الناصر لدين الله وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "ذكره أَبو محمّد بن حزم، وقال: كان لا يقصر عن أكابر أصحاب المبرد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عارفًا بالعربية حاذقًا ذكيًا فقيهًا عالمًا، أدب المغيرة بن الناصر لدين الله" أ. هـ. * الوافي: "كان عارفًا بالعربية صادقًا ذكيًا فقيهًا عالمًا أدّب المغيرة بن الناصر لدين الله" أ. هـ. * المقفى: "كان الغالب عليه علم العربية إمامًا فيها، موثوقًا به ... وكان قد طالع كتب أهل الكلام وتفنن فيها ونظر في المنطقيات فأحكمها إلا أنه كان لا يتقلد مذهبًا من مذاهب المتكلمين ولا يعوّل أصلا من أصولهم، إنما يعول على ما يميل إليه في الوقف، ويؤثره بالحضرة ولو أنه تناول الباطل البحت، والمحال المحض لما أستطيع صرفه عنه ولا قطعت حجته فيه ... وكان مع ذلك ذا وقار وسمت وصيانة، ونزاهة نفس وكرم خليقة وصحة نية وسلامة باطن إلى عفاف وحياء ودين ... توفي على أجمل مذهب وأحمد طريقة" أ. هـ. وفاته: سنة (358 هـ)، وقيل: (353 هـ) ثمان وخمسين، وقيل: ثلاث وخمسين وثلاثمائة. 3401 - ابن الخَرَّاز * النحوي، اللغوي: محمّد بن يحيى بن عبد العزيز، ¬

_ * معرفة القراء (1/ 256)، تاريخ بغداد (3/ 421)، إنباه الرواة (3/ 229)، غاية النهاية (2/ 279)، وذكر وفاته سنة نيف وسبعين ومائتين نقلًا عن الدارقطني. * جذوة المقتبس (1/ 160)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 71)، بغية الملتمس (1/ 186)، تاريخ الإسلام (وفيات 358 هـ)، ط تدمري، الوافي (5/ 192)، المقفى (7/ 437)، بغية الوعاة (1/ 262). * تاريخ علماء الأندلس (2/ 752)، جذوة المقتبس (1/ 160)، بغية الملتمس (1/ 187)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 369)، ط تدمري بغية الوعاة (1/ 262)، وفيه وفاته (399)، وهو خطأ واضح.

3402 - الفهري القرطبي

أَبو عبد الله، المعروف بابن الخراز. من مشايخه: محمّد بن عمر بن لبابة، وعمر بن حفص بن غالب وغيرهما. من تلامذته: ابن الفرضي، وأَبو إسحاق إبراهيم بن شاكر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان ثقة مأمونًا فاضلًا عاقلًا، قَلَّ ما رأيت مثله في عقله وسمته" أ. هـ. وفاته: سنة (369 هـ) تسع وستين وثلاثمائة. 3402 - الفهري القرطبي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن يحيى بن وهب بن عبد المهيمن، الفهري مولاهم القرطبي، أَبو بكر. من مشايخه: محمَّد بن معاوية، وأَبو عبد الله البلخي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان حسن الخط ضابطًا وعني بالعربية واللغة، وفنون الأدب، وكان علم النحو أغلب عليه من تجويد القرآن، وانصرف إلى الأندلس فلزم الانقباض، وقد حدث بيسير وكان ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان بارعًا في الفقه والنحو وتجويد القرآن، ثقة فيما ينقله" أ. هـ. * المقفى: "كان ثقة حسن الخط ضابطًا، إمامًا في العربية واللغة وفنون الأدب" أ. هـ. وفاته: سنة (384 هـ) أربع وثمانين وثلاثمائة. 3403 - أَبو عبد الله الخزرجي * اللغوي، المقرئ: محمّد بن يحيى بن مزاحم الأنصاري الخزرجي الأشبوني (¬1)، ثم الطليطلي، أَبو عبد الله. من مشايخه: القضاعي، وابن سعيد بن نفيس، وأَبو عمرو الداني وغيرهم. من تلامذته: أَبو الحسن العبسي، وابن مطاهر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان نهاية في علم العربية" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ، محقق، إمام العربية" أ. هـ. وفاته: سنة (502 هـ)، وقيل: (501 هـ)، اثنتين، وقيل: إحدى وخمسمائة. من مصنفاته: "الناهج للقراءات بأشهر الروايات". ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (2/ 100)، تاريخ الإسلام (وفيات 348)، ط تدمري، المقفى (7/ 460)، بغية الوعاة (1/ 268). * الصلة (2/ 532)، معجم البلدان (1/ 195)، تاريخ الإسلام (وفيات 502)، ط تدمري، غاية النهاية (2/ 277)، بغية الوعاة (1/ 267)، إيضاح المكنون (2/ 617)، هدية العارفين (2/ 78)، الأعلام (7/ 137)، معجم المؤلفين (3/ 771)، المقفى (7/ 455). (¬1) أشبونة: وهي مدينة بالأندلس .. يقال لها لشبونة، وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على ساحلها العنبر الفائق. انظر معجم البلدان.

3404 - ابن باجة

3404 - ابن بَاجة * النحوي، اللغوي: محمّد بن يحيى بن باجة (¬1)، الأندلسي السرقسطي، الشاعر الفيلسوف، المعروف بابن الصائغ. من تلامذته: أَبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن الإمام، وأَبو الوليد بن رشد الحفيد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "منسوب إلى انحلال العقيدة وسوء المذهب وكان يعتقد أن الكواكب تدبر العالم. وكان آية في آراء الأوائل والفلاسفة وهَمّ به المسلمون غير مرة وسعوا في قتله، وكان عارفًا بالعربية والطب وعلم الموسيقى" أ. هـ. * قلائد العقيان: "هو رمد جفن الدين، وكمد نفوس المهتدين، اشتهر سخفًا وجنونًا، وهجر مفروضًا ومسنونًا، فما يتشرع، ولا يأخذ في غير الأباطيل، ولا يشرع، ناهيك من رجل ما تطهر من جنابة، ولا أظهر مخيل إنابة ولا استنجى من حدث، ولا أشجى فؤاده موار في جدث، ولا أقرّ بباريه ومصوره، ولا قرّ عن تباريه، في ميدان تهوره، الإساءة إليه أجدى من الإحسان، والبهيمة عنده أهدى من الإنسان، نظر في تلك التعاليم وفكّر في أجرام الأفلاك وحدود الإقاليم، ورفض كتاب الله الحكيم العليم، ونبذه وراء ظهره ثاني عطفه، وأراد إبطال ما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، واقتصر على الهيئة، وأنكر أن تكون له إلى الله عَزَّ وَجَلَّ فئة، وحكم للكواكب بالتدبير، واجترم على الله اللطيف الخبير، واجترأ عند سماع النهي والإيعاد، واستهزأ بقوله، تعالى: ({إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}. فهو يعتقد أن الزمان دَوْرٌ، وأن الإنسان نبات له نور، حِمامُهُ تَمَامُهُ، واختطافه قطافه، قد محي الإيمان من قلبه، فما له فيه رسم، ونسي الرحمن لسانه فما يمر له عليه اسم، وانتمت نفسه إلى الضلال وانتسبت، ونفت يومًا تجزى فيه كل نفس ما كسبت، فقصر عمره على طرب ولهو، واستشعر كل كبر وزهو، وأقام سوق الموسيقى، وهام بحادي القطار وسقا، فهو يعكف على سماع التلاحين، ويقف عليها كل حين، ويعلن بذلك الاعتقاد، ولا يؤمن بشيء قادنا إلى الله في أسلس مقاد، مع منشأ وخيم، ولؤم أصل وخيم، وصورة شوهها الله وقبحها، وطلعة إذا أبصرها كلب نبحها، وقذارة يؤذي البلاد نفسها، ووضارة يحكي الحدَّاد دنسها، وفند لا يعمر إلَّا كنفه ولَدَدٍ لا يقوم الصُّغَّارُ حنقه، وله نظم أجاد فيه بعض إجادة وشارف الإحسان أو ¬

_ * وفيات الأعيان (4/ 429)، عيون الأنباء (515)، عيون التواريخ (12/ 344)، مرآة الزمان (8/ 1 / 172)، تاريخ الإسلام (وفيات 533)، ط تدمري، السير (20/ 93)، المغرب في حلى المغرب (2/ 119)، الوافي (2/ 240)، قلائد العقيان (931)، مطمح الأنفس (397)، نفح الطيب (9/ 243)، بغية الوعاة (1/ 475)، الشذرات (6/ 169)، الخريدة (2/ 283)، إيضاح المكنون (1/ 486)، هدية العارفين (2/ 87)، روضات الجنات (2/ 142)، الأعلام (7/ 137)، معجم المؤلفين (1/ 439)، كتاب "تدبير المتوحد" للمترجم له تحقيق الدكتور معن زيادة - الطبعة الأولى لسنة (1398 هـ - 1978 م)، كتاب (رسائل ابن باجة في الإلهية)، حققها ماجد فخري - طبعت سنة (1968). (¬1) باجة: هي الفضة في لسان فرنج المغرب، انظر وفيات الأعيان.

كاده، لولا ما يُضْمِرُ فيه من سوء اعتقاده، ويبدو منه عند انتقاده" أ. هـ. * مطمح الأنفس: "بدر فهم ساطع، وبرهان علم لكل حجة قاطع، تفرحت بعطره الأعصار وتطيبت بذكره الأمصار، وقام به وزن المعارف واعتدل، ومال للأفهام فننًا وتهدّل، وعطل بالبرهان التقليد، وحقق بعد عدمه الاختراع والتوليد، إذا قدح زند فهمه أورى يشَرَر للجهل مُحْدق، وإن طما بحر خاطره فهو لكل شيء مغرق، مع نزاهة النفس وصونها، وبعد الفساد من كونها، والتحقيق الذي هو للإيمان شقيق، والجد، الذي يخلق العمر وهو مستجد، وله أدب يودُّ عطارد أن يلتحفه، ومذهب يتمنى المشتري أن يعرفه، ونظم تتمناه اللبات والنحور، وتدعيه مع نفاسه جوهرها البحور" أ. هـ. قلت: ذكر محقق كتاب (مطمح الأنفس) محمّد علي شوابكه في مقدمته من خلال دراسة لشخصية وأخلاق ابن خاقان، وكيف تعامله مع الشخصيات في وقته، ومنهم ابن باجة ما نصه (1/ 40): "وقد حمل الفتح على ابن باجة حملة شعواء في كتابه القلائد، فرماه بسوء العقيدة ووصفه بالكفر، وطعنه في أصله ومنشئه وسلوكه وأخلاقه واتهمه بالقذراة والبخل والسرقة من الشعراء، فقال: والأديب أَبو بكر بن الصائغ، وهو رمد جفن الدين، وكمد نفوس المهتدين، اشتهر سُخْفًا ومجونًا وهجر مفروضًا ومسنونًا ... ناهيك من رجل ما تطهر من جنابة ولا أظهر نحيلة إنابة. . ولا استنجى من حدث ... ولا أقر بباريه ومصوره، الإساءة إليه أجدى من الإحسان، والبهيمة عنده أهدى من الإنسان، رفض كتاب الله الحكيم العليم، مع منشأ وخيم، ولؤم أصل وخيم، وصورة شوهها الله وقبحها وطلعة إذا أبصرها الكلب نبحها، وقذراة يوذي البلاد نفسها، ثم يقول: وكثيرًا ما يغير هذا الرجل على معاني الشعراء، وينبذ الاحتشام من ذلك بالعراء، ويأخذها من أربابها أخذ غاضب". وابن باجة الذي حمل عليه الفتح هو أَبو بكر محمّد بن الحسين بن الصائغ المعروف بابن باجة التجيبي السرقسطي الأندلسي، الفيلسوف الشاعر المشهور الذي قال فيه العماد: "وقد أجمع الفضلاء على أنه لم يلحق أحدٌ مداه في زمانه ولم يوجد شرواه في إحسانه، وقد ختم به علم الهندسة وتداعت بموته في إقليمه مباني الحكم المؤسسة"، وقال القفطي: "عالم العلوم الأوائل، وهو في الأدب فاضل، له تصانيف في الرياضيات والمنطق والهندسة" وأثنى عليه ابن الخطيب ووصفه: بأنه آخر فلاسفة الإسلام بحزيرة الأندلس. أما تحامل الفتح على الفيلسوف ابن باجة، فهناك روايتان بهذا الصدد: الأولى: رواية ياقوت عن العالم جمال الدين بن أكرم السالفة الذكر، في أن الفتح كان يرسل إلى الملوك والأعيان والأدباء في الأندلس يعرّفهم عزمه على تأليف كتابه، ويسألهم إنفاذ شيء من نشرهم ونظمهم، وكانوا يعرفون شره فينفذون إليه ما طلب، وصرر الدنانير فكل من أرضته صلته مدحه، وكل من تغافل عن ذلك ذمه، وتقول الرواية: "وكان ممن تصدى له وأرسل إليه أَبو بكر بن باجة، وكان وزيرًا لابن تَيفلَوْيت صاحب

المرية، وهو أحد الأعيان، وأركان العلم والبيان شديد العناية بعلوم الأوائل. .. فلما وصلته رسالته تهاون بها، ولم يعرها طرفة، ولا لوى نحوها عطفه، وذكر ابن خاقان بسوء فعله، فجعله ختم كتابه وصيَّره مقطع خطابه. والثانية: رواية ابن الخطيب عن بعض الشيوخ، قال في الإحاطة: وحدثني بعض الشيوخ أن سبب حقده على ابن باجة ما كان من إزرائه به وتكذبيه إياه في مجلس إقرائه، إذ جعل (أي الفتح) يكر ذكر ما وصله به أمراء الأندلس، ووصف حِلْيا، وكان يبدو من أنفه فضلة خضراء اللون - زعموا - فقال له: فمن تلك الجواهر إذن الزُّمرُدة التي على شاربك، فثلبه في كتابه بها هو معروف. ويورد الأستاذ علي أدهم هاتين الرواتين ويرجح الأولى بقوله: وأنا أميل إلى ترجيح الرواية الأولى لأنها تتفق مع ما عرف عن أخلاق ابن باجة من الحرص على المال والضَّن به، والفتح في شدة جشعه إلى المال والتماسه بكل الطرق والوسائل، لم يكن يحز في نفسه ويثيره ويحقده مثل حرمانه من العطاء وحبس المال عنه. وأرى رَأي الأستاذ أدهم في ترجيح الرواية الأولى للتفسير الذي أورد، وقد زاد من هذه العدواة بين الرجلين ما كان يتمتع به ابن باجة من مكانه عالية في الفكر الأندلسي تفوق -بطبيعة الحال- مكانة الفتح بن خاقان، إذ كان الأول فيلسوفًا مفكرًا أديبًا، وكان بالإضافة إلى ذلك مقربًا إلى الملوك، فقد استوزره أَبو بكر بن تيفلويت واستوزره يحيى بن يوسف بالمغرب عشرين سنة وإذا علمنا أن الفتح كان يطمح دائمًا إلى الزعامة، فإنني أرى منزلة ابن الصائغ الفكرية والسياسية كافية لأن يحسده معاصروه ومنهم ابن خاقان وقد أشار القفطي وابن الجوزي إلى أن الأطباء الذين شاركهم ابن باجة صناعتهم حسدوه وقتلوه مسمومًا. وقد بلغ ابن باجة هَجْوُ الفتح له، فأنفذ إليه مالًا استكفه به واستصلحه، قال في معجم الأدباء: "وصنف ابن خاقان كتابًا آخر سماه: مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ذيل شعراء الأندلس، وصله بقلائد العقيان، وافتتحه بذكر ابن الصائغ وأثنى عليه فيه ثناءً جميلًا، وقد وصف ابن خاقان ابن باجة بصفات جميلة كنزاهة النفس وسعة الاطلاع والدراية بالعلوم العقلية، فقال: "نور فهم ساطع، وبرهان علم لكل حجة قاطع. تتوجت بعصره الأعصار، وتأرّجَت من طيب ذكره الأمصار ... وعطل بالبرهان التقليد، وحقق بعد عدمه الاختراع والتوليد، مع نزاهة النفس وصونها، وبعد الفساد من كونها، والتحقيق الذي هو للإيمان شقيق ... وله أدب يَودُّ عطارد أن يلتحفه، ومذهب يتمنّى المشتري أن يعرفه. وإذا ما قارنا بين النصين فإننا نستطيع أن نضيف صفة أخرى للفتح قد تتضح في أكثر من موقف هذه الصفة هي التناقض، وهذا أمر طبيعي عند إنسان يحكم على الأشياء منطلقًا من عاطفته ولا يدع لعقله فرصة الحكم عليها، إنسان تبدو المواقف عاملًا أساسيًا في أحكامه، فشتان بين ابن باجة الكافر الذي لا يعترف بباريه ومصوره والذي لم يتطهر من رجس، وابن باجة

الذي وصفه الفتح بالقبح والقذارة وسوء العقيدة والإغارة على معاني الشعراء وبين ابن باجة المؤمن المفكر الذي يصل إلى الإيمان بتحكيم عقله ... " أ. هـ. قول المحقق. * عيون الأنباء: "وكان في العلوم الحكيمة علامة وقته وأوحد زمانه، وبلي بمحن كثيرة وشناعات من العوام، وقصدوا هلاكه مرات وسلمه الله منهم، وكان متميزًا في العربية والأدب حافظًا للقرآن، ويعد من الأفاضل في صناعة الطب. وكان متقنًا لصناعة الموسيقي جيد اللعب بالعود. وقال أَبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الإمام، في صدر المجموع الذي نقله من أقاويل أبي بكر محمّد بن الصائغ بن باجة ما هذا مثاله: هذا مجموع ما قيد من أقوال أبي بكر بن الصائغ رحمه الله في العلوم الفلسفية. وكان ذا ثقابة الذهن. ولطف الغوص على تلك المعاني الشريفة الدقيقة أعجوبة دهره، ونادرة الفلك في زمانه. فإن هذه الكتب كانت متداولة بالأندلس، من زمان الحكم مستجلبها، ومستجلب غرائب ما صنف بالمشرق، ونقل من كتب الأوائل وغيرها، نضر الله وجهه، وتردد النظر فيها، فما انتهج فيها الناظر قبله سبيلًا، وما تقيد عنهم فيها إلا ضلالات وتبديل، كما تبدد عن ابن حزم الإشبيلي (¬1)، وكان من أجل نظار زمانه وأكثرهم لمن لقدم على إثبات شيء من خواطره. وله تعاليق في الهندسة وعلم الهيئة تدل على بروعه في هذا الفن. وأما العلم الإلهي فلم يوجد في تعاليقه شيء مخصوص به اختصاصًا تامًّا إلا نزعات تستقرأ من قوله في رسالة الوادع، واتصال الإنسان بالعقل الفعال، وإشارات مبددة في أثناء أقاويله لكنها في غاية القوة، والدلالة على نزوعه في ذلك العلم الشريف الذي هو غاية العلوم ومنتهاها" أ. هـ. * الوافي: "وقد ناقض ابن خاقان في ترجمة ابن باجة ما قاله الكاتب أَبو عمرو عثمان بن علي بن عثمان الأنصاري في كتاب (سمط الجمان وسقط الأذهان) حيث ذكر ابن باجة فقال في حقه: الوزير الأديب الكاتب الماهر الطبيب الفيلسوف الجهبذ الأريب، أَبو بكر بن الصائغ سر الجزيرة إذا تهندست وجهبذها إذا تذطت ومنير محاسنها إذا ادلهمت وعسعست .. " أ. هـ. * الأعلام - في هامشه -: "وانظر تزيين قلائد العقيان ... وفيه تفنيد لما جاء في القلائد من الطعن في ابن باجة، وأن صاحب القلائد نفسه كان قد بالغ في الثناء عليه في كتابه (مطمح الأنفس) ... أ. هـ. * مرآة الزمان: "كانت سيرته حسنة صلحت به الأحوال ونجحت الآمال، حسده أطباء البلد وكادوه ونالوا بقتله مسمومًا ما أرادوه" أ. هـ. قلت: وقال محقق كتاب "مطمح الأنفس" (ص 115): "لم يحدثنا الفتح عن هذا الكتاب متى ألفه وأين ألفه، كما أن الأحداث التي سجلها في كتابه لا تسعفنا في تحديد زمن تأليف الكتاب، إلَّا أنه من الواضح أن الفتح ألفه بعد كتاب القلائد، فقد أشار ياقوت إلى أن المطمح ما ¬

_ (¬1) فقيه وطبيب وشاعر وفيلسوف ومؤرخ عربي ولد في قرطبة (994 هـ -1064 هـ)، تولى الوزارة ثم اعتزل وانصرف للتأليف.

هو إلا تذييل على قلائد العقيان، وكان قد ترجم لابن باجة في القلائد وهجاه فيه، فلما سمع ابن باجة بذلك استصله، وبعث إليه بما طلب فذكره في المطمح، وقد أثار ابن سعيد إلى أن المطمح ذكر رجالًا من رجال القلائد وأضاف آخرين غيره، وأشار المقري أيضًا إلى هذه القضية في أزهار الرياض عندما قال: لم يظهر من مقتضى ذلك أن المطمح إنما زاد على القلائد في الرجال، وأما ما اتفقا عليه فلفظهما فيه واحد". وهذا يدل على أنَّ القلائد هو الأصل، وأن المطمح ألف أيضًا بعد تأليف كتاب القلائد -أي بعد سنة (517 هـ) - ويبدو أن هذه المختارات لم تستغرق زمنًا طويلًا، فقد أملاها الفتح -كما يقول في مقدمته- في بعض أيامه .. " أ. هـ. قلت: قد ناقض أَبو خاقان نفسه في هذين الترجمتين، وما قاله محقق كتاب "مطمح الأنفس" نعلم: إن ما ذكره الفتح كان هو في وقت صدام بينه وبين ابن باجة، كما ذكر ذلك المقري في نفح الطيب وقال سبب ذلك: "العداوة وبينه -أي ابن باجة- وبين الفتح ... ). نقلًا عن لسان الدين بن الخطيب، ولعل الصلح الذي تم بعدها بينهما قد جعل ابن خاقان يعدل عن قوله في القلائد، إلى القول بالثناء والمدح في مطمح الأنفس كما مرّ بك نصه.، . والله أعلم بالصواب. * قلت: ومن كتاب (رسائل ابن باجة في الإلهية) حققها أستاذ الفلسفة في الجامعة الأمريكية ببيروت (ماجد فخري) حيث قال في مقدمته (ص 24): (تنطوي الرسائل التي بين يدي القارئ على فحوى فلسفة ابن باجة الإلهية والخلقية. فما هي القضايا التي تدور عليها هذه الفلسفة؟ يمكن الإجابة على ذلك بكلمتين: التوحد والاتصال. فماذا نعني بهاتين اللفظتين؟ رددنا أعلاه مصادر فلسفة ابن باجة الرئيسية إلى ثلاثة: أفلاطون وأرسطو والفارابي. ولو أردنا أن نخصص لقلنا "الجمهورية، و"فادون" لأفلاطون وكتابي "الأخلاق" و"الحس والمحسوس" لأرسطو، و"السياسة المدنية" و"رسالة العقل" للفارابي. العاد المشترك لهذه المؤلفات هو تحديد طبيعة الإنسان العقلية وغايته القصوى والسبل المدنية المثلي لبلوغ هذه الغاية. وفي ذلك، يسقم ابن باجه بالمقدمة الفارابية الكبرى القائلة إن حيّز الطبيعة العقلية البشرية هو جوهر عقلي بسيط هو جوهر عقلي يقع خارج تخوم عالم ما تحت القمر، هو العقل الفعال، فاستحال على الإنسان أن يحقق طبيعته العقلية إذن إلا بالاتصال بهذا العقل. وبين الرسائل التي ننشرها رسالة قصير دعاها "من الأمور التي يمكن بها الوقوف على العقل الفعال" يثبت فيها وجودًا صورة لا يمكن أن تكون في مادة أصلًا وهي ملابسة للصور الهيولانية وسبب لوجودها" من أربعة وجوه، حاصلها: أولًا، أن الأجسام الكائنة الفاسدة خاضعة للأجرام السماوية ومشتقة من الإسطقسات، وهي غير كائنة ولا فاسدة. فلزوم ضرورة أن توجد "صورة لا يمكن أن تكون في مادة أصلًا، وهي ملابسة للصور الهيولانية وسبب لوجودها" كما مرّ معنا. وثانيًا، أن الإنفعال مرده إلى المعنى الكلي القائم في الفاعل، وليس إلى الفاعل من حيث هو كائن جزئي. وثالثًا، أن القوة المتخيلة في الحيوان تطلب المعنى

الكلي لا المعنى الجزئي. فهي لا تطلب ماء بعينه وغذاء بعينه، بل تطلب الماء والغذاء، لما فيه من معنى الإرواء والإشباع الكلي. ورابعًا، العقل لا يدرك الموضوع الجزئي ما لم يكن له محمول كلي. وفي إدراك الموضوع الجزئي يحتاج الإنسان إلى قوة الحسّ، ويحتاج في إدراك هذا الإدراك إلى التخيل، لما في الموضوع من ازدواج ناجم عن صلته بالمادة. والحال في العقل على خلاف ذلك، فهو يدرك ويدرك أنه يدرك بقوة واحدة. لذا استحال أن يكون جسمًا أو قوة في جسم، ووجب أن يكون صورة لا في مادة. وأهمية هذه الرسالة أنها تمهّد لما يضعه في رسالة "اتصال العقل بالإنسان وفي "رسالة الوداع" من أن جوهر الإنسان العقل وغايته الاتصال بالعقل الفعّال). قلت: قد ذكر المحقق ما يعتمد عليه ابن باجة في الأمور إلى وحانية والإلهية والخليقة وغيرها، وتفسيرها على أساس مصادره الثلاث المذكورة آنفًا في فلسفته، ومن نظرتنا لكتبه هذه، وجدنا أن له النزعة الفلسفية المتأثرة بالأقوال السابقة له في هذا المجال من ناحية تعريف الإنسان وخليقته على أساس فلسفي يدخل فيه الانحراف عن المنهج الشرعي وذلك بائن في كتبه هذه. وإليك ما قاله د. معن زيادة في تحقيقه لكتاب (تعبير المتوحد) حيث قال (23): (والعقل والتعقل يلعبان دورًا رئيسيًا في فلسفة ابن باجة: ليس في كتاب التدبير فقط، بل وفي كتبه الأخرى وخاصة رسالة الوداع واتصال العقل بالاسنان، وسبب هذا الاهتمام بالعقل كون سعادة الإنسان تتوقف عليه، يؤكد ذلك قول ابن باجة: ولما كانت الأفعال الإنسانية هي الاختيارية كان كل فعل من أفعال هذه القوى يمكن أن يكون للناطقة فيها مدخل. والنظام والترتيب في أفعال الإنسان إنما هو من أجل الناطقة، وهما للناطقة من أجل الغاية، التي جرت العادة أن يقال لها العافية و (السعادة). هكذا تتوقف سعادة الإنسان على العقل وعلى النظام العقلي الذي يتبعه الإنسان، فالفعل الإنساني لا يكون إنسانيًا إلا إذا استند إلى العقل. لنأخذ على ذلك بعض الأمثلة التي يقدمها أَبو بكر. وأولها مثال أن يكسر الإنسان "حجرًا ضربه أو عودًا خدشه لأنه خدشه فقط، وهذه كلها أفعال بهيمية، فأما من يكسره لئلا يخدش غيره أو عن روية توجب كسره فذلك فعل إنساني". وثانيها مثال من يأكل شيئًا لتشهيّه إياه. "فاتفق له عن ذلك أن لان بطنه وقد كان محتاجًا إليه، فإن ذلك فعل بهيمي، وهو فعل إنساني بالعرض". أما من يأكله عن تعقلالا لتشهيه إياه بل لتلين بطنه، واتفق مع ذلك أن كان شهيًا عنده فإن ذلك فعل إنساني وهو بهيمي بالعرض". فإن الفعل لا يكون إنسانيًا إلا إذا كان "المحرك فيه ما يوجد في النفس من رأي أو اعتقادا فالمهم في الفعل الإنساني الاختيار الصادر المرتبط بالفكر، فإنه إن لم تستعمل الفكرة كان ذلك فعلًا بهيميًا، لا شركة للإنسانية فيه من جهة من الجهات. من الواضح إذن أن ابن باجة يربط الفعل الإنساني بالتعقل من جهة وبالاختيار من جهة أخرى مؤكدًا أن التدبير الإنساني السليم هو تدبير عقلي سواء كان تدبيرًا جماعيًا أم فرديًا.

وإذا كان الفيلسوف هو الإنسان الذي تنشط قوته العقلية باستمرار وهو المهيأ أكثر من غيره لوضع التدبير السليم لنفسه وللآخرين فإن الفيلسوف قد يوجد في ظروف يغلب فيها على أمره. فالفلاسفة - مع الأسف - أقلية في أكثر المجتمعات وكثيرًا ما لا تخرج أفكار الفيلسوف إلى حيّز التطبيق في المجتمع، إلا أنه مع ذلك يستطيع أن يضع لنفسه تدبيرًا خاصًّا به. ومهمته في هذه الحال تنحصر في أن يضع لنفسه تدبيرًا عقلانيًا في مجتمع لا يسوده العقل، أي أن يتخذ موقفًا إيجابيًا في ظروف سلبية، وعلى هذا الأساس ومن أجل الغرض كتب ابن باجة تدبير المتوحد). ثم قال: (كثيرًا ما يتهم الفلاسفة المسلمون بأنهم نسجوا العناصر الأفلاطونية مع التراث الأرسطاطاليسي في كل موحدٍ، إلا أن تهمة المزج هذه تعتبر في الواقع عملًا رائعًا من أعمال الاقتباس ونقل الأفكار من ثقافة إلى أخرى، إنه ضرب من الترتيب الفلسفي بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ولولا هذا الضرب من الترتيب الفكري لكان الازدهار الفكري المسيحي في العصور الوسطى أمرًا غير ممكن. وابن باجة دون شك هو أحد أحسن ممثلي الفلاسفة المسلمين الذين أقاموا ترتيبات فلسفية من هذا القبيل، فهو يعلق ويشرح أعمال أرسطو مقتفيًا أثر المنهج الأرسطي، إلا أن روح منهجه هذا هي روح أفلاطونية رغم ظاهرها الأرسطي، فهو دائم البحث عن الذاتيات الحقيقية للموجودات أي مثلها العليا. وأصالة ابن باجة كممثل لجمع الفلسفة الإسلامية بين نظام أرسطو العقلي وتأمل أفلاطون الروحي يمكن أن تلمس من خلال أعمال ابن باجة ولا سيما فلسفته الطبيعية. فوحدة العقل والمحرك الأول والله، هي حجر الزاوية التي استطاع بواسطتها ابن باجة أن يسد تلك الهوة الكبرى بين فلسفتي أرسطو وأفلاطون وأن يجمع بينهما في كل موحد جديد. فوحدة الموجود الأول سواء قيل له الله أو العقل هي مصدر الكثرة. فالكثرة إذن تنبع أو تخرج من الموحدة كالصدى يتردد بعد الصوت الأول، أو كالدوائر تتكاثر على مركز إلقاء الحجر في ماء المحيط، إلا أن التجزؤ والقسمة غير المتناهية للأشياء أو الأجسام لم تلغ في حال من الأحوال الشكل الهرمي للوجود الواحد الذي يتربع الموجود الأول على أعلى قمته. فالوحدة والكثرة، والوحدة والتنوع، وعدم قسمة المبدأ الأول والقسمة اللانهائية للأشياء والموجودات. والخلود والتناهي، كلها ترتبط بعضها مع بعض في نظام ترابطي هرمي يشمل الجميع. فالكل واحد والواحد هو الكل. هذا هو قانون النظام الذي يحكم رؤية ابن باجة للوجود). ثم قال: (فإن ابن باجة لم يؤمن بخلود النفس الجزئية ولا بحياة أخرى للأفراد، وهو مع هذا لا يختلف كثيرًا عن الفلاسفة والمفكرين الأرسطيين الذين سبقوه في المشرق العربي الإسلامي قبل ظهوره في المغرب. ولكن وعلى الرغم من تأخر ابن باجة على فلاسفة المشرق المسلمين فهو ربما أول فليسوف استطاع أن يصيغ موقفًا فلسفيًا واضحًا ومتماسكًا موحدًا. والتعبير "واحد" يستخدم على عدة وجوه فيما

3405 - أبو عبد الله الخزرجي

يقول أَبو بكر، فالإنسان مثلًا، يعتبر واحدًا مع أنه ينتقل من حال إلى أخرى، والإنسانية واحدة، مع أن بعض أفراد الإنسان كاملين في حين أن الآخرين ليسو كذلك. وبالمقابل فإن الصور العقلية وهي الصور العامة التي يظن أنها صورًا متعددة، هي في الواقع "واحدة" كما يؤكد ابن باجة، فالعقل وهو واحد يوحّد تجلياته أو صوره مهما كثرت، ومبدأ التوحد هذا مفصّل خير تفصيل في رسالة الاتصال، حيث يقول الفيلسوف الأندلسي: وبالجملة فإن كان هنا عقل واحد بالعدد فالأشخاص الذين لهم مثل هذا العقل كلهم واحد بالعدد. كما لو أخذت حجر مغنطيس ولففته بمشعة فحرّك ذلك الحديد أو حديدًا آخر ثم لففته بزفت فحرك الحديد تلك الحركة ثم لففته بأجسام أخرى لكان تلك الأجسام المحركة كلها واحدًا بالعدد كالحال في ربّان السفينة كذلك هذا. إلا أنه لا يمكن في الأجسام أن يكون واحد منها في أجسام واحدة معًا في وقت واحد كما يمكن ذلك في المعقولات. وبطريق وحدة العقل هذه يستطيع الإنسان أن يصل إلى درجة الخلود، ذلك أن الإنسان مكوّن من عنصرين. فهو جزئيًّا فاسد آني وهو جزئيًّا خالد غير فان. فكل ما هو مادي وما هو قائم على المادة فاسد آني، في حين أن الموجودات العقلية وحدها خالدة دائمة. وابن باجة يعبر عن وجهة نظره هذه بوضوح تام حيث يقول: "والنظر من هذه الجهة هو الحياة الآخرة". وأَبو بكر لا يكتفي بالحديث عن طريقة واحدة يصل بها الإنسان، فهو يذكر طريقة أخرى بالإضافة إلى الأولى وهي مرتبطة بها متوقفة عليها، فالإنسان يحقق ضربًا من الخلود إذا ترك وراءه ما يذكر به الناس). من أقواله: عيون الأنباء: "قال: الأشياء التي ينفع تعلمها بعد زمان طويل لا يضيع تذكرها. وقال: حسن عملك تفز بخير من الله سبحانه" أ. هـ. وفاته: سنة (533 هـ) ثلاث وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "تدبير المتوحد"، و"شرح كتاب السمع الطبيعي" الأرسطو طاليس، و"كتاب اتصال العقل بالإنسان" وغيرها. 3405 - أَبو عبد الله الخزرجي * النحوي، المقرئ: محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن أحمد بن ثابت الأنصاري الخزرجي الغرناطي، أَبو عبد الله، يعرف بالجلَّاء. ولد: سنة (479 هـ) تسع وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أَبو علي الغساني، وأَبو بكر بن عطية وغيرهما. من تلامذته: أَبو علي بن أبي الأحوص وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: كان مقرئًا مجوِّدًا متحققًا بالنحو محدثًا حافظًا، فقيهًا فاضلًا، خطيبًا صالحًا زاهدًا، منقبضًا عن الناس" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 260).

3406 - أبو عامر الشاطبي

وفاته: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. 3406 - أَبو عامر الشاطبي * النحوي: محمّد بن يحيى بن خليفة بن ينق الشاطبي، أَبو عامر. ولد: سنة (482 هـ) اثنثين وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أَبو العلاء بن زُهر، ومحمد بن فرح المكناسي وغيرهما. من تلامذته: أَبو عبد الله المكناسي وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان محببًا في بلاده معظمًا، جميل الرؤاء وافر المروءة، ما باع قط ولا اشترى مباشر له بنفسه، كثير اللزوم لداره، مشتغلًا بالعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: له مصنف في الحماسة، وآخر في ذكر ملوك الأندلس. 3407 - الزَّبيدِي * النحوي: محمّد بن يحيى بن علي بن مسلم بن موسى بن عمران القرشي اليمني الزبيدي (¬1)، أَبو عبد الله. ولد: سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. من مشايخه: أَبو بكر القاضي وغيره. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان يقول الحق وإن كان مرًّا، ولا يراقب أحدًا ولا تأخذه في الله لومة لائم .. " أ. هـ. * مختصر تاريخ دمشق: "قال ابن عساكر عن ابنه أنه كان يقول في مرض موته كل يوم وليلة: الله الله نحوًا من خمسة عشر ألف مرة فما زال يقولها حتى أطفئ" أ. هـ. * السير: "كان نحويًّا فقيرًا قانعًا متألهًا، ثم قدم دمشق رسولًا من المسترشد في شأن الباطنية، وكان حنفيًا سلفيًا. وقيل: كان يذهب مذهب السالمية ويقول: إن الأموات يأكلون ويشربون وينكحون في قبورهم وإنَّ الشارب والزاني لا يلام لأنه يفعل بقضاء الله وقدره. ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 261)، الوافي (5/ 196)، وسماه محمّد بن يحيى بن خليفة بن نيق بتقديم النون على الياء، تاريخ الإسلام (وفيات 547) ط. تدمري، تكملة الصلة (2/ 479)، وفيه محمّد بن يحيى بن محمّد بن خليفة، السير (20/ 185) بدون ترجمة. * الأنساب (3/ 135)، المنتظم (18/ 145)، معجم الأدباء (6/ 2675)، الكامل (11/ 2640)، مختصر تاريخ دمشق (23/ 337)، السير (20/ 316)، تاريخ الإسلام وفيات (555) ط. تدمري، الوافي (5/ 198)، البداية والنهاية (12/ 261)، الجواهر المضية (3/ 394)، تاج التراجم (240)، بغية الوعاة (1/ 263)، كشف الظنون (2/ 1804)، و (2/ 1823)، هدية العارفين (2/ 93)، معجم المؤلفين (3/ 768). (¬1) الزبيدي: بفتح الزاي: بلدة في اليمن.

3408 - أبو سعيد الشلوبين

قلت -أي الذهبي-: يحتج بقصة آدم وموسى عليهما السلام، ويقول آدم: أتلومني؟ وأنه حج موسى، ولو سلمنا أن الزاني لا يُلام، فعلينا أن نحدّه ونغرِّبه ونذم فعله ونرد شهادته ونكرهه، فإن تاب واتقى أحببناه واحترمناه، فالنزاع لفظي. قال السمعاني: سمعت علي بن عبد الملك يقول: زاد الزَّبيدي في أسماء الله أسامي: الزارع، المتمم، المُبهِم، المُظهر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان حنفي المذهب، على طريقة السلف في الأصول" أ. هـ. قال أحمد بن صالح بن شافع: كان له في علم الأصول وعلم العربية حظٌّ وافر وقد صنف كتبًا في فنون العلم تزيد على مائة مصنف ولم يضيع شيئًا من عمره .. ثم بالغ الجيلي في تعظيمه وقال: كان يخضب بالحناء ويقيم ملتحيًا دائمًا، حيث لي عنه من جهات صحيحة غير كرامة، منها رؤيته للخضر، وجماعة من الأولياء" أ. هـ. * البداية: "كانت له أحوال صالحة -رحمه الله-" أ. هـ. وفاته: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "الرد على ابن الخشاب"، و"مقدمة في النحو" وغير ذلك. 3408 - أَبو سعيد الشَّلوْبين * المفسر: محمّد بن يحيى بن أحمد بن خليل، أَبو سعيد الشّلوبين الإشبيلي. من مشايخه: أَبوه وعمه أَبو علي الشلوبين، وأَبو طاهر بن عوف وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المقفى: "اعتنى بعلم التفسير اعتناء كبيرًا، وغلب عليه حال العبادة" أ. هـ. وفاته: سنة (640 هـ) وقيل (641 هـ) أربعين وقيل إحدى وأربعين وستمائة. من مصنفاته: له كتاب في الأحكام، وله كتاب في غوامض التأويل. 3409 - البَرذَعي * اللغوي: محمّد بن يحيى بن هشام بن عبد الله بن أحمد الأنصاري الخزرجي، يعرف بالبرذعي، أَبو عبد الله، ويعرف أيضًا بابن هشام الخضراوي. ولد: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أَبو القاسم، وأَبو ذر الخشني وغيرهما. من تلامذته: ابن الأبّار، وأَبو علي الشلوبين وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان إمامًا في صناعة العربية، بصيرًا بها، عالمًا عليها، معلمًا بها، مقدمًا فيها يعترف له بذلك أهل زمانه .. وإليه انتهت الرياضة في صناعتها بالأندلس، وقد كان الأستاذ ¬

_ * المقفى (7/ 420)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 268). * تكملة الصلة (2/ 660)، الوافي (5/ 201)، بغية الوعاة (1/ 267)، كشف الظنون (1/ 212)، و (2/ 1261)، وإيضاح المكنون (1/ 110)، هدية العارفين (2/ 142)، شجرة النور (183)، مشاهير التونسيين (321)، الأعلام (7/ 138)، معجم المؤلفين (3/ 772).

3410 - أبو عبد الله الفاسي

أَبو علي الشلوبين يثني عليه بمعرفتها ويُقرّ له بإحكام قوانينها" أ. هـ. * الوافي: "كان رأسًا في العربية، عاكفًا على التعليم، كان أَبو علي الشلوبين يثني عليه ويعترف له" أ. هـ. * شجرة النور: "العالم المتفنن الفاضل، كان إمامًا في صناعة العربية بصيرًا بها مع تصرف في الآداب ينظم به وينثر وانتهت إليه الرئاسة في ذلك" أ. هـ. وفاته: سنة (646 هـ)، وقيل: (649 هـ) ست وأربعين، وقيل: تسع وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "الإفصاح بفوائد الإيضاح"، و"فصل المقال في تلخيص أبنية الأفعال". 3410 - أَبو عبد الله الفاسي * اللغوي: محمّد بن يحيى بن محمّد العبدري، أَبو عبد الله الفاسي، يعرف بالصَّدفي. من مشايخه: ابن خروف، ومصعب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: إمام في العربية، ذاكر للغات والآداب، متكلم أصولي، فقيه متقن، حافظ ماهر، عامل كامل زاهد ورع فاضل، حسن الإقراء، جيِّد العبارة، متين الدين، شديد الورع، متواضع جليل، من أجل منْ لقيته وأجمعهم لفنون المعارف، وكان الحفظ أغلب عليه، سريع القلم إذا كتب أو قيَّد" أ. هـ. من أقواله: كان يقول: ما سمعت شيئًا من نُكت العلم إلا قيدته، وما قيدت شيئًا إلا حفظته، وما حفظت شيئًا فنسيته، وكان على حالٍ من الزهد والورع والتقشف، يبغض أن يشار إليه في علم أو دين، مع مكانته فيهما. دخل الأندلس وإشبيلية وكان لا يرى الإجازة، وكان يسأل الله تعالى الشهادة فدخل العدو مُرسية فقاتل، حتى قتل شهيدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (651 هـ) إحدى وخمسين وستمانة. 3411 - النجم الفرضي * النحوي، اللغوي: محمّد يحيى بن تقي الدين بن عبادة بن هبة الله الحلبي الدمشقي الشافعي، نجم الدين. من مشايخه: والده، وعبد الرحمن العمادي، والنجم الغزي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن محمّد المالكي، والسيد عبد الباقي بن عبد الرحمن المغيزلي وغيرهما. كلام العلماء: * خلاصة الأثر: "كان أعظم شيخ أدركناه، واستفدنا منه وكان في العلم والتقوى والزهد فرد الزمان وواحد الأقران، ولم أرَ مثله تفهم الطلبة والحرص على تهذيب قرائهم، وجبر خواطرهم مع أنه كان رحمه الله تعالى حاد المزاج سريع الانفعال، لكنه إذا انفعل يرضى في الحال، ويتلافى ما كان منه، وكان نفسه مباركًا. ما قرأ عليه أحد إلا انتفع ببركته وبركة إخلاصه ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 226). * خلاصة الأثر (4/ 265)، هدية العارفين (2/ 297)، الأعلام (7/ 141)، معجم المؤلفين (3/ 765)، أعلام الفكر في دمشق (375).

3412 - بهران الزيدي

وسلامة طويته" أ. هـ. وفاته: (1090 هـ) تسعين وألف. من مصنفاته: "الفوائد السنية في إعراب أمثلة الآجرومية" و"إعراب الآجرومية". 3412 - بُهران الزَّيدي * اللغوي، المفسر: محمّد بن يحيى بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى التميمي النسب، البصري الأصل، الصَّعْدي المولد والوفاة، المعرف ببهران الزيدي (¬1). ولد: سنة (888 هـ) ثمان وثمانين وثمانمائة. من مشايخه: السيد مرتضى بن قاسم وغيره. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "برع في جميع الفنون" أ. هـ. * الأعلام: "من أكابر الزيدية. من أهل صعدة باليمن" أ. هـ. وفاته: سنة (957 هـ) سبع وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "التحفة" في العربية، وله مصنف في المعاني والبيان، ومصنف في العروض والقوافي سماه "الشافي "، وله "التفسير الكبير" جمع فيه بين تفسير الزمخشري وتفسير ابن كثير. 3413 - ابن بكر * اللغوي، المقرئ: محمّد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن أحمد بن محمّد بن بكر بن سعد الأشعري المالكي، أَبو عبد الله، يعرف بابن بكر. ولد: سنة (674 هـ)، وقيل: (671 هـ) أربع وسبعين، وقيل: إحدى وسبعين وستمائة. من مشايخه: أَبو القاسم بن الطيلسان، وأَبو عبد الله محمّد بن عباس، والدمياطي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الإحاطة: "كان من صدور العلماء وأعلام الفضلاء سذاجة ونزاهة ومعرفة وتفننًا فسيح الدرس، أصيل النظر، واضح المذهب، عارفًا بالأحكام والقراءات مبرزًا في الحديث تاريخًا وإسنادًا وتعديلًا وتجريحًا حافظًا للأنساب، والأسماء والكنى قائمًا على العربية مشاركًا في الأصول والفروع واللغة والعروض. ولي المشيخة ببلده. ثم ولي القضاء والخطابة بغرناطة. ووقف في مصاف المسلمين يوم المساحة الكبرى بظاهر طريف (¬2) فكبت به بغلته فمات منها" أ. هـ. ¬

_ * البدر الطالع (2/ 278)، إيضاح المكنون (1/ 269) و (2/ 43)، هدية العارفين (2/ 243)، الأعلام (7/ 140)، معجم المؤلفين (3/ 770). (¬1) الزيدية: فرقة شيعية ظهرت في اليمن، كما مرّ التعريف بها سابقًا. * الإحاطة (2/ 176)، الدرر الكامنة (5/ 55)، الشذرات (8/ 231)، إيضاح المكنون (1/ 322)، هدية العارفين (2/ 150)، الأعلام (7/ 138)، معجم المؤلفين (3/ 770). (¬2) هي موقعة طريف: الموقعة العظيمة التي نشبت بين الجيوش الإسبانية المتحدة بقيادة ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة وبين الجيوش المغربية بقيادة السلطان أبي الحسن المديني، ومعها قوات الأندلس بقيادة السلطان يوسف أبي الحجاج ملك غرناطة، على مقربة من ثغر طريف وعلى ضفاف نهرر سالاور الصغير، وذلك في سنة =

3414 - منديل الزواوي

وفاته: سنة (741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان بن عفان". 3414 - منديل الزّواوي * اللغوي: محمّد بن يحيى بن مؤمن بن علي الزواوي الغبريني، أَبو عبد الله، الملقب بمنديل المالكي. من مشايخه: الجمال الأسيوطي وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الفاسيّ: بحر في العربية، وتحقيق مسائلها، صالح زاهد، ورع فاضل، مفتن. وكان ابتُلي بالوسوسة فتعب كثير" أ. هـ. وفاته: سنة (787 هـ) سبع وثمانين وسبعمائة. 3415 - ابن الإمام الصالحي * المقرئ: محمّد بن يحيى بن علي بن محمّد بن أبي زكريا، شمس الدين الصالحي (¬1) ويعرف بابن الإمام، الشافعي المذهب. ولد: قبل سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: ابن اللبان وغيره. من تلامذته: المقريزي وغيره. كلام العلماء فيه: * الضوء: "ذكره المقريزي في عقوده وقال: إنه كان صاحب فنون عقلية ونقلية، قل علم إلا ويشارك فيه مشاركة جيدة ويجاري أربابه مجاراة حسنة مع حسن السمت وفصاحة العبارة وجودة الكلام إلى طريقة جميلة من تصوف وزهد وشرف نفس وقناعة وإعراض عن حب الشرف والرياسة" أ. هـ. * الشذرات: "كان مولعًا بالمطالب يُنفق ما يتحصل له فيها، مع التقتير على نفسه وكف بصره في أواخر عمره، واختل ذهنه، عفا الله عنه" أ. هـ. وفاته: سنة (843 هـ) ثلاث وأربعين وثمانمائة. 3416 - ابن زُهرة * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن يحيى بن أحمد بن دغرة بن زهرة الحبراضي الدمشقي الشافعي الشمس، شمس الدين. ولد: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: الزين القرشي والبُلقيني وغيرهما. من تلامذته: البرهان السوبيني والبلاطنسي وغيرهما. ¬

_ = (741 هـ / 1240 م) وهزم فيها المسلمون هزيمة شديدة، وكانت محنة عظيمة بالنسبة للمغرب والأندلس. أ. هـ. من هامش تاريخ غرناطة لابن الخطيب. * بغية الوعاة (1/ 267). * إنباء الغمر (9/ 117)، الضوء اللامع (10/ 74)، الشذرات (9/ 360). (¬1) الصالحي: نسبة إلى قرية يقال لها منية أم صالح بناحية مليح من الغربية وإلى حارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة. * إنباء الغمر (8/ 273)، التبر المسبوك (113)، الضوء (10/ 70)، البدر الطالع (2/ 271)، كشف الظنون (1/ 438)، إيضاح المكنون (1/ 302)، و (2/ 45)، هدية العارفين (2/ 195)، الأعلام (7/ 139)، معجم المؤلفين (3/ 764).

3417 - الرفاعي

كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان إمامًا عالمًا دينًا جليلًا فقيهًا، شيخ الشافعية في بلده بلا مدافع .. وأخذ عنه قديمًا التقي ابن قاضي شهبة وقال: إنه انتفع به كثيرًا قال: وهو الذي قرر في قلبي اعتقاد الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله، وكان حسن التعليم حظيت به طرابلس وخطب بجامعها المنصوري مدة طويلة، واعتقده أهلها وغيرهم وتبركوا به وبدعائه .. وهو الذي قام على السراج الحمصي حيث كان قاضيًا على طرابلس بسبب القصيدة التي نظمها بموافقة المصريين في الانتصار لابن تيمية وتكفير من كفره وصرح بتكفير القاضي، وتبعه أهل بلده حبًا فيه وتعصبًا معه فلم يسع الحمصي إلا الفرار لبعلبك ثم كاتب المصريين فجاءه المرسوم بالكف عنه، واستمراره على القضاء فسكن الأمر .. كل هذا مع حسن الأخلاق ولين الجانب والاقتصاد في ملبسه" أ. هـ. وفاته: (848 هـ) ثمان وأربعين وثمانمائة، وقيل: (836 هـ) ست وثلاثين وثمانماتة. من مصنفاته: "تفسير" في عشر مجلدات سماه فتح المنان في تفسير القرآن" وله "تعليق" على الشرح والروضة في ثمان مجلدات. 3417 - الرفاعي * المقرئ: محمّد بن يزيد بن محمّد بن كثير بن رفاعة العجلي الرفاعيُّ الكوفيُّ، أَبو هشام. من مشايخه: أَبو الأحوص سلَّام، والمطلب بن زياد، وأَبو بكر بن عياش وغيرهم. من تلامذته: مسلم، والترمذي، وابن ماجة وآخرون. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "سمعتُ أبي يقول، سئل ابن نمير عن أبي هشام الرفاعي قال: كان أضعفنا طلبًا وأكثرنا غرائب، نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه فقال: ضعيف يتكلمون فيه، هو مثل مسروق بن المرزبان" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "روى ابن عقدة عن مُطيِّن عن ابن نُمير قال: كان أَبو هشام يسرق الحديث. قال أحمد بن علي الأبار: سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر وسألوه عن أبي هشام، فلم يعجبه. وذكره ابن حبَّان في كتاب (الثقات) وقال: كان ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (1/ 261)، طبقات ابن سعد (6/ 415)، الجرح والتعديل (8/ 129)، تاريخ بغداد (3/ 375)، الأنساب (3/ 79)، اللباب (1/ 472)، تهذيب الكمال (27/ 24)، السير (12/ 153)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 25) ط. تدمري، العبر (1/ 453)، معرفة القراء (1/ 224)، ميزان الاعتدال (6/ 370)، الوافي (5/ 216)، غاية النهاية (2/ 280)، لسان الميزان (7/ 528)، تهذيب التهذيب (9/ 464)، الشذرات (3/ 226)، هدية العارفين (2/ 15)، الأعلام (7/ 144)، المغني (2/ 644)، تقريب التهذيب (909)، الثقات لابن حبان (9/ 109).

3418 - ابن ماجة

يخطيء ويخالف. قال أَبو بكر البرقاني: ثقة. أمرني أَبو الحسن الدارقطني أن أخرِّج حديثه في الصحيح" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال الداني: أخذ القراءة عن جماعة، وله عنهم شذوذ كثير فارق فيه سائر أصحابه" أ. هـ. وفاته: سنة (248 هـ)، وقيل: (249 هـ) ثمان وأربعين، وقيل: تسع وأربعين ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في القراءات. 3418 - ابن ماجة * المفسر: محمّد بن يزيد الربعي القزويني (¬1)، أَبو عبد الله، ابن ماجة. ولد: سنة (209 هـ) تسع ومائتين. من مشايخه: محمّد الطّنافسي، وعبد الله بن معاوية وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن عيسى الأبهري، وأَبو عمرو أحمد بن محمّد بن حكيم المديني وغيرهما. كلام العلماء: * السير: "كان ابن ماجة حافظًا صدوقًا ثقة في نفسه، وإنما نقص كتابه بروايته أحاديث مُنكرة فيه. عرضت هذه (السنن) على أبي زرعة الرازي، فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثًا، مما في إسناده ضعف أو نحو ذا. وإنما تخص من رتبة (سننه) ما في الكتاب من مناكير، وقليل من الموضوعات وقول أبي زرعة -إن صحَّ- فإنما عُني بثلاثين حديثًا، الأحاديث المطرحة الساقطة، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة، فكثير، لعلها نحو الألف. وقال أَبو يعلى الخليلي: هو ثقة كبير متفق عليه، محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ، ارتحل إلى العراقين، ومكة والشام ومصر، والري لكتب الحديث" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان محدث قزوين غير مدافع". وقال: قال الخليلي: كان أَبوه يزيد يُعرف بماجة، ولاؤه لربيعة" أ. هـ. * البداية: "وكتابه السنن دال على علمه وعمله وتبحره وأطلاعه واتباعه للسنة في الأصول والفروع" أ. هـ. * المقفى: "قال ابن طاهر: من نظر في سننه علم منزلة الرجل من حسن الترتيب وغزارة الأَبواب وقلة الأحاديث، وترك التكرار، ولا يوجد فيه من النوازل والمقاطيع والمراسيل. والرواية من ¬

_ * المنتظم (12/ 258)، وفيات الأعيان (4/ 279)، تهذيب الكمال (27/ 41)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 27) ط. تدمري، العبر (2/ 51)، السير (13/ 277)، تذكرة الحفاظ (2/ 636)، الوافي (5/ 221)، البداية والنهاية (11/ 56)، تهذيب التهذيب (9/ 468)، النجوم (3/ 70)، مفتاح السعادة (2/ 139)، المقفى (7/ 481)، طبقات الحفاظ (278)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 273)، الشذرات (3/ 308)، كشف الظنون (1/ 300) و (2/ 1004)، الأعلام (7/ 144)، معجم المؤلفين (3/ 774)، تقريب التهذيب (910)، تاريخ دمشق (56/ 270)، تاريخ التراث العربي (1/ 229). (¬1) القزويني: هذه النسبة إلى قزوين وهي من أشهر مدن عراق العجم. وفيات الأعيان.

3419 - المبرد

المجروحين إلا قدرَ ما أشار إليه أَبو زرعة، ولهذا الكتاب وإن لم يشتهر عند أكثر الفقهاء، فإنَّ له بالريّ وما والاها من بلاد الجبل وقوهستان ومازندان، وطبرستان، شأنًا عظيمًا، عليه اعتمادهم، وله عندهم طرق كثيرة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر- كتابه في السنن جامع جيد كثير الأَبواب والغرائب وفيه أحاديث ضعيفة جدًّا حتى بلغني أن السري كان يقول مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالبًا وليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة والله تعالى المستعان ثم وجدت بخط الحافظ شمس الدين محمّد علي الحسيني ما لفظه سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول كل ما انفرد به ابن ماجة فهو ضعيف يعني بذلك ما انفرد به من الحديث عن الأئمة الخمسة انتهى ما وجدته بخطه ولهو القائل يعني وكلامه هو ظاهر كلام شيخه لكن حمله على الرجال أولى وأما حمله على أحاديث فلا يصح كما قدمت ذكره من وجوه الأحاديث الصحيحة والحسان مما انفرد به من الخمسة. وذكره ابن طاهر في المسور أن أبا زرعة وقف عليه فقال ليس فيه إلا نحو سبعة أحاديث" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صاحب السنن" أحد الأئمة حافظ صنف السنن والتفسير والتاريخ" أ. هـ. وفاته: سنة (273 هـ) ثلاث وسبعين ومائتين. من مصنفاته: "السنن" و"التفسير" و"التاريخ". 3419 - المبرَّد * النحوي، اللغوي: محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري، أَبو العباس، المبرَّد (بالفتح)، وقيل: المبرِّد (بالكسر). ولد: سنة (210 هـ)، وقيل (207 هـ)، عشر وقيل سبع ومائتين. من مشايخه: المازني، وأَبو حاتم السجستاني وغيرهما. من تلامذته: الخرائطي، ونفطويه وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان عالمًا فاضلًا موثوقًا به في الرواية، حسن المحاضرة، مليح الأخبار، كثير النوادر. شيخ النحو وحافظ عام العربية" أ. هـ. ¬

_ * الفهرست لابن النديم (64)، تاريخ بغداد (3/ 380)، نزهة الألباء (148)، المنتظم (12/ 388)، معجم الأدباء (6/ 2678)، الكامل (7/ 492)، الأنساب (1/ 513)، اللباب (1/ 197)، الكنى والألقاب للقمي (3/ 135)، مراتب النحويين (83)، نور القبس (324)، إنباه الرواة (3/ 241)، وفيات الأعيان (4/ 313)، مختصر تاريخ دمشق (23/ 345)، إشارة التعيين (342)، أخبار النحويين البصريين (96)، العبر (2/ 74)، السير (13/ 576)، الوافي (5/ 216)، البداية والنهاية (2/ 280)، غاية النهاية (2/ 280)، البلغة (216)، لسان الميزان (5/ 424)، النجوم (3/ 117)، المقفى (7/ 466)، مفتاح السعادة (1/ 157)، بغية الوعاة (1/ 269)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 269)، الشذرات (3/ 356)، روضات الجنات (7/ 283)، هدية العارفين (2/ 20)، من مشاهير علماء البصرة (116)، الأعلام (7/ 144)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري.

* معجم الأدباء: "كان حسن المحاضرة فصيحًا بليغًا مليح الأخبار ثقة فيما يرويه كثير النوادر في ظرافة ولباقة، وكان الإمام إسماعيل القاضي يقول: ما رأى محمّد بن يزيد مثل نفسه. قال المفجع البصري: كان المبرد لكثرة حفظه للغة وغريبها يتهم بالوضع فيها فتواضعنا على مسألة نسأله عنها لا أصل لها لننظر ماذا يجيب، وكنا قبل ذلك تمارينا في عروض بيت الشاعر: أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض فقال البعض: هو من البحر الفلاني، وقال آخرون من البحر الفلاني وتردد على أفواهنا من تقطيعه (ق بعضنا) ثم ذهبنا إلى المبرد فقلت له: أيدك الله تعالى، ما القبعض عند العرب؟ فقال هو القطن، وفي ذلك يقول الشاعر: كأن سنامها ... حشي القبعضا فقلت لأصحابي: ترون الجواب والشاهد، فإن كان صحيحا فهو عجب، وإن كان مختلفا على البديهة فهو أعجب أ. هـ. قال أَبو علي الفارسي: نظرت في (المقتضب) -أحد كتب المبرد- فما انتفعت منه بشيء إلا بمسألة واحدة وهي وقوع إذ جوابا للشرط في قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]، ويزعمون أن سبب عدم الانتفاع به أن هذا الكتاب أخذه ابن الرواندي الزنديق عن المبرد، وتناوله الناس من يد ابن الرواندي فكأنَّه عاد عليه سؤوه فلا يكاد ينتفع به" أ. هـ. * مختصر تاريخ دمشق: "قال أَبو عبد الله المفجع: كان المبرد لعظم حفظه اللغة واتساعه فيها يتهم بالكذب" أ. هـ. * السير: "كان إماما علامة، جميلا وسيما، فصيحا، مفوها، موثقا، صاحب نوادر وظرف" أ. هـ. * البداية: "إمام في اللغة والعربية .. وكان ثقة ثبتا فيما ينقله وكان مناوئًا لثعلب" أ. هـ. * الوافي: "كان فصيحا مفوها ثقة أخباريا علامة، صاحب نوادر وظرافة. قال المبرد: سئل علي بن موسى الرضا: أيكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ فقال: هو أعدل من ذلك، قيل له: فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال: هم أعجز من ذلك أ. هـ. وفي هذه الرواية من الإشارة إلى كون الرجل من العدلية الغير جبرية، بل من الشيعة الإمامية الغير الشرقية، ولا الغربية ما لا يخفى" أ. هـ. * المقفى: "شيخ أهل النحو، وحافظ علم العربية .. وكان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية .. " أ. هـ. * الشذرات: "كان وسيما، مليح الصورة، فصيحا، مفوها، أخباريا، علامة، ثقة" أ. هـ. * روضات الجنات: "وفي كشكول شيخنا قدس سره أن المبرد كان إذا أضاف إنسانا حدثه بسخاء إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - إذا أضافه أحد حدثه بزهد عيسى وقناعته" أ. هـ. وفاته: سنة (285 هـ) خمس وثمانين ومائتين، وله (75 سنة)، وقيل: (286 هـ) ست وثمانين ومائتين.

3420 - ابن الزبرقان

3420 - ابن الزبرقان * المقرئ: محمّد بن يعقوب بن الحجاج بن معاوية بن الزبرقان التيمي البصري: أَبو العباس. من مشايخه: أَبو الزعراء صاحب الدوري، ومحمد بن وهب الثقفي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن عبد الله بن أشتة، وعلي بن محمّد بن خشنام وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "قال أَبو عمرو الداني: انفرد بالإمامة في عصره ببلده، فلم ينازعه في ذلك أحد من أقرانه مع ثقته وضبطه وحسن معرفته" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام ضابط مشهور" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (320 هـ) عشرين وثلاثمائة. 3421 - ابن النحوية * النحوي، اللغوي: محمّد بن يعقوب بن إلياس، المعروف بابن النحوية، بدر الدين، أَبو عبد الله. ولد: سنة (659 هـ) تسع وخمسين وستمائة. من مشايخه: نجم الدين البارزي، وجمال الدين بن واصل وغيرهما. من تلامذته: نجم الدين القحفازي، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "كان رأسًا في العربية وفي علم البيان والبديع، وكان خيرًا متواضعًا مقتصدًا في لباسه وأموره ولما قدم التتار دمشق أخذ عنه الخطيب نجم الدين القحفازي" أ. هـ. * الوافي: "له يد طولى في الأدب" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالعربية من أهل دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (718 هـ) ثمان عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "أسفار الصباح عن ضوء المصباح" و"شرح ألفية ابن معطي". 3422 - الجَرائِدِي * المقرئ: محمّد بن يعقوب بن بدران بن منصور بن بدران بن منصور الجرائدي الأنصاري الدمشقي، عماد الدين. ولد: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: شهاب الدين بن العز الحنبلي، والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "كان شيخًا حافظًا للقصيدة له مشاركة قليلة في النحو والفرائض وقد أفرد السبعة على العباسي" أ. هـ. * معرفة القراء: "كان حافطًا للقصيدة ناسيًا للقراءات، كثير الدعاوي" أ. هـ. * الدرر: "سمع على ابن الجميزي سفينة فيها ¬

_ * معرفة القراء (1/ 286)، غاية النهاية (2/ 282). * معجم شيوخ الذهبي (587)، الوافي (5/ 235)، الدرر الكامنة (5/ 57)، بغية الوعاة (1/ 272)، كشف الظنون (1/ 155)، و (2/ 1764)، هدية العارفين (2/ 143)، الإسلام (7/ 146)، أعلام الفكر في دمشق (377)، معجم المؤلفين (3/ 776). * معجم شيوخ الذهبي (588)، معرفة القراء (2/ 736)، الوافي (5/ 225)، غاية النهاية (2/ 281)، الدرر الكامنة (5/ 58)، السير (17/ 451)، ط علوش.

3423 - الفيروز أبادي

سبعة أجزاء عرفت بالجرائدية" أ. هـ. وفاته: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. 3423 - الفيروز أبادي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن يعقوب بن محمّد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد الفيروز أبادي الشيرازي الشافعي، أبو طاهر، مجد الدين، كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي (¬1). ولد: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: محمّد بن يوسف الزرندي المدني، وابن الخباز، وابن القيم وغيرهم. من تلامذته: الصلاح الصفدي، والجمال الإسنوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباه الغمر: "نظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أن بهر وفاق أقرانه. ذكر الشيخ برهان الدين الحلبي: أنه تتبع أوهام المجمل لابن فارس في ألف موضع وكان مع ذلك يعظم ابن فارس ويثني عليه. حصل دنيا طائلة وكتبًا نفيسة لكنه كان كثير التبذير. شرع في شرح مطول عنى البخاري ملأه بغرائب المنقولات وذكر أنه بلغ عشرين سفرًا إلا أنه لما اشتهرت باليمين مقالة ابن العربي ودعا إليها الشيخ إسماعيل الجبرتي وغلب علماء تلك البلاد صار الشيخ مجد الدين يدخل في شرح البخاري من كلام ابن العربي في الفتوحات ما كان سببًا لشين الكتاب المذكور. ولما اجتمعت بالشيخ مجد الدين أظهر لي إنكار مقالة ابن العربي وغض عنها ورأيته يصدق بوجود رتن الهندي وينكر على الذهبي قوله في الميزان أنه لا وجود له" أ. هـ. * المقفى: "إمام الناس في علم اللغة ... وكانت له بالحديث عناية، وكذا بالفقه. " أ. هـ. * الأعلام: "كان قوي الحافظة، يحفظ مئة سطر كل يوم قبل أن ينام" أ. هـ. * قلت: قال محمّد علي النجار محقق كتاب (بصائر ذوي التمييز تحت عنوان: مذهبه الفقهي وتصوفه (1/ 4 / 13) ما نصه: "كان المجد شافعي المذهب، كأكثر أهل شيراز، ¬

_ * إنباه الغمر (7/ 159)، المقفى (7/ 483)، مفتاح السعادة (1/ 119)، الشقائق النعمانية (1/ 32)، عقد الجمان (5/ 213)، الضوء اللامع (10/ 79)، الوجيز (2/ 434)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 273)، نفح الطيب (2/ 387)، درة الحجال (2/ 317)، الشذرات (9/ 186)، بغية الوعاة (1/ 273)، كشف الظنون (1/ 14، و 85)، إيضاح المكنون (1/ 80)، هدية العارفين (2/ 180)، البدر الطالع (2/ 280)، طبقات صلحاء اليمن (293)، روضات الجنات (8/ 101)، معجم المطبوعات لسركيس (1469)، الأعلام (7/ 146)، معجم المؤلفين (3/ 776)، مقدمة "تاج العروس" (1/ 41)، تحقيق عبد الستار أحمد فراج- حكومة الكويت، مقدمة "القاموس المحيط" - دار الفكر بيروت، مقدمة "البلغة" لمحمد المصري- منشورات مركز المخطوطات والتراث، مقدمة "بصائر ذوي التمييز" تحقيق محمد علي النجار (1/ 13) القاهرة. (¬1) قال ابن حجر: ولم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في ذلك -أي نسبه إلى أبي إسحاق الشيرازي- مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب، ثم ارتقي الشيخ مجد الدين درجة فادعى بعد أن ولي القضاء في اليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق. أ. هـ. إنباء الغمر.

ويذكر الفاسي أن عنايته بالفقه غير قوية. هو مع ذلك ولي قضاء الأقضية باليمين، وكان سلفه جمال الدين الريمي من جلة الفقهاء، وله شرح كبير على التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي. وفي الحق أنا لا نكاد نرى له تأليفا في الفقه خاصة. ونراه في سفر السعادة يعرض لأحكام العبادات، ويذكر أنه يعتمد فيها على الأحاديث الصحيحة، فيذهب مذهب أهل الحديث لا مذهب الفقهاء. وكانت له نزعة قوية إلى التصوف، واسع الاطلاع على كتب الصوفية ومقاماتهم وأحوالهم. يبدو ذلك حين يعرض في البصائر لنحو التوكل والإخلاص والتوبة، فتراء ينحو نحو الصوفية، وينقل عنهم الشيء الكثير. ونراه في صدر سفر السعادة يتحدث عن الخَلْوة عند الصوفية لمناسبة ذكر خلوة الرسول عليه الصلاة والسلام في غار حراء. وحين كان في اليمن انتشرت مقالة محيي الدين بن عربي في وحدة الوجود وما إليها في زبيد. وكان يدعو إليها الشيخ إسماعيل الجبرتي الذي استوطن زبيد. وأحرز مكانة عند السلطان، إذ ناصره عند حصار الإمام الزيدي للمدينة، فمال المجد إلى هذه العقيدة. ويذكر ابن حجر في إنباء الغمر أنه كان يدخل في شرح صحيح البخاري من كلام ابن عربي في الفتوحات المكية ما كان سببا لشين الكتاب، ويقول: "ولم أكن أنهم الشيخ المذكور بمقالته (أي بمقالة ابن عربي)، إلا أنه كان يحب المداراة. ولما اجتمعت بالشيخ مجد الدين أظهر لي إنكار مقالة ابن العربي وغضَّ منها "وكان اجتماع ابن حجر به في زبيد عام (800 هـ). ولكنا نرى أنه يمجد ابن عربي، ويثني على كتبه بما ينبي عن صدق اعتقاده فيه، وأنه أدنى إلى أن يداري ابن حجر الذي كان شديد الإنكار على ابن عربي). وقد نقل المحقق كلام صاحب كتاب (نفح الطيب) في هذا الموضوع (2/ 387) حيث قال: "فقد ألف كتابًا بسبب سؤال رفع إليه في شأن ابن عربي، وفي هذا الكتاب: "الذي أعتقده في حال المسئول عنه، وأدين الله تعالى به أنه كان شيخ الطريقة حالا وعلمًا، وإمام الحقيقة حقيقة ورسمًا، ومحيي رسوم المعارف فعلًا واسمًا. إذا تغلغل فكر المرء في طَرَف ... من بحره غرقت فيه خواطره وهو عباب لا تكدره الدلاء وسحاب لا تتقاصر عنه الأنواء، وكانت دعوته تخترق السبع الطباق وتفترق بركاته فتملأ الآفاق، وإني أصفه وهو يقينًا فوق ما وصفته وناطق بما كتبه وغالب ظني أني ما أنصفته: وما عليَّ إذا ما قلت معتقدي ... دع الجهول يظنّ العدل عدوانا والله والله والله العظيم ومن ... أقامه حجة للدين برهانا إن الذي قلت بعض من مناقبه ... ما زدت إلا لعلى زدت نقصانا" أ. هـ. قلت: هذا كلام الفيروز آبادي الذي مدح فيه ابن عربي.

3424 - النوبي

هذه بعض المواضع من كتابه (بصائر ذوي التمييز) والتي تبين عقيدة الرجل في الأسماء والصفات وهو فيها على مذهب الأشاعرة: قال في (2/ 4 / 106): " .. وتأتي بمعنى القهر والقدرة: (استوى على العرش)، (الرحمن على العرش استوى)، أي أقبل على أمره واستولى على ملكه، وقدر عليه بالقهر والعلية وهو أعظم المخلوقات وأكبر الموجودات، فإذا قهره قدر عليه فكيف ما دونه لديه. قال أبو القاسم الأصبهاني: استوى يقال على وجهين، أحدهما: يسند إلى فاعلين فصاعدًا، نحو استوى زيد وعمرو في كذا أي تساويا. الثاني: أن يقال لاعتدال الشيء في ذاته، نحو قوله تعالى (ذو مرة فاستوى) ومتى عدّى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء نحو (الرحمن على العرش استوى) وقيل معناه: استوى له ما في السموات وما في الأرض بتسويته تعالى إياه كقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} وقيل معناه: استوى كل شيء في النسبة إليه فلا شيء أقرب إليه من شيء إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحَّالة في مكان دون مكان، وإذا عدي بإلى إقتضى معنى الانتهاء إليها إما بالذات أو بالتدبير. والله أعلم". وفي موضع آخر من كتابه (بصائر ذوي التمييز) (5/ 4 / 166) قال: "وقوله تعالى {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} قيل: إن الوجه زائد، والمعنى: كل شيء هالك إلا هو ... وقوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} قيل: المعنى ذاته، وقيل الوجه زائد، وقيل المعنى إلا التوجه إلى الله بالأعمال الصالحة. ويروى أنه قيل لأبي عبد الله الرضا إن بعض العلماء يقول: الوجه زائد والمعنى كل شيء هالك إلا هو. فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولًا عظيمًا، إنما عني الوجه الذي يؤتى منه، ومعناه: كل شيء من أعمال العباد هالك إلا ما أريد به وجه الله، وعلى هذا الآيات الأخر" أ. هـ. من أقواله: البغية: "أنه سئل بالروم عن قول سيدنا علي كرم الله وجهه لكتابه (ألصق روانفك بالجبوب، وخذ المزبر بشناترك واجعل حندورتيك إلى قيْهلي حتى لا أنغي نغيه إلا وقد وعيتها في حماطة جُلْجلانك) ما معناه فقال: (ألزق عضرطك بالصلة، وخذ المسطر بأباخسك، واجعل جحمتيك إلى أثعباني حتى لا أنبس نبسة إلا وعيتها في لمظة رباطك)، فعجب الحاضرون من سرعة الجواب. وفاته: سنة (817 هـ) سبع عشرة وثمانمائة. من مصنفاته: بدأ بكتاب سماه "اللامع والمعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب" كان يقول لو كمل لكان مئة مجلد، و"القاموس المحيط"، و "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" في التفسير وغيرهم. 3424 - النُّوبِي * اللغوي، المقرئ: محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الدمرداشي، ثم النوبي، القاهري الشافعي. ولد: سنة (848 هـ) ثمان وأربعين وثمانمائة. ¬

_ * الضوء اللامع (10/ 78)، معجم المؤلفين (3/ 775).

3425 - الفريابي

من مشايخه: النور إمام الأزهر، والهيثمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الضوء: "انفرد بتحقيق القراءات والخوض في توجيهها والتبحر فيها وصنف فيها نظمًا ونثرًا. وله ميمية في أصول الدين مع تصوف وفقه لكن في العبادات منه خاصة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مقرئ ناظم ناثر" أ. هـ. من مصنفاته: له "قصيدة لامية في أجوبته عن أسئلة ابن الجزري الأربعين"، و"الرشفة على التحفة" في العربية تمم بها قواعد ابن هشام. 3425 - الفِرِيابي * المفسر: محمّد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم التركي الفريابي (¬1)، أبو عبد الله. ولد: سنة (120 هـ) عشرين ومائة. من مشايخه: الأوزاعي، وسفيان الثوري وغيرهما. من تلامذته: شُحيم، وأحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن الوليد بن سلمة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن، قال: سألت أبي عن الفريابي فقال: صدوق ثقة، نا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عن الفريابي ويحيى بن يمان فقال: الفريابي أحبُّ إليّ من يحيى بن يمان" أ. هـ. * الكامل لابن عدي: "الفريابي له عن الثوري إقرارات وله حديث كثير عن الثوري .. والفريابي فيما تبين هو صدوق لا بأس به" أ. هـ. * الثقات لابن حبان: "كان من خيار عباد الله" أ. هـ. * تاريخ دمشق: "رحل إليه أحمد بن حنبل، فلما قرب من قيسارية نُعي إليه فعدل إلى حمص، وكانت رحلته إليها قاصدًا". وقال: "محمد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية الشام، ثقة، كانت سنَّته كوفية، وقال بعض البغداديين: أخطأ محمّد بن يوسف في خمسين ومائة حديث من حديث سفيان" أ. هـ. * السير: "الإمام الحافظ شيخ الإسلام .. قال أحمد: كان رجلًا صالحًا، صحب سفيان، كتبت عنه بمكة .. وقال العجلي: الفريابي ثقة. وقال البخاري فيما حكاه عن الدولابي: حدثنا محمّد بن يوسف وكان من أفضل أهل زمانه - عن سفيان بحديث .. ذكره .. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية والعشرين) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 292)، طبقات ابن سعد (7/ 489)، التاريخ الكبير (1/ 264)، الجرح والتعديل (8/ 119)، الثقات لابن حبان (2/ 57)، الكامل لابن عدي (7/ 468)، الأنساب (4/ 376)، الكامل في التاريخ (6/ 408)، معجم البلدان (4/ 228)، تهذيب الكمال (27/ 52)، تذكرة الحفاظ (1/ 376)، السير (10/ 114)، العبر (1/ 363)، الأعلام (7/ 147)، ميزان الاعتدال (6/ 374)، تاريخ دمشق (56/ 322)، مختصر تاريخ دمشق (23/ 371)، مرآة الجنان (2/ 40)، البداية (10/ 267)، الوافي (5/ 243)، طبقات الحنابلة (1/ 80)، تهذيب التهذيب (9/ 472)، تقريب التهذيب (911)، طبقات الحفاظ (341)، النجوم (2/ 204)، الشذرات (3/ 59)، معجم المؤلفين (3/ 791)، هدية العارفين (2/ 10)، المقفى (7/ 518)، أصول مذهب الشيعة (3/ 1254). (¬1) الفريابي: هي من فارياب: بكسر الراء ثم الياء مثناه من تحت وآخره باء: مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان، قرب بلخ غربي جيحون، وربما أميلت فقيل لها فيرياب أ. هـ. انظر معجم البلدان.

3426 - القرطبي

وقال النسائي: ثقة. وسئل الدارقطني عنه، فوثّقه وقدمه لفضله ونسكه على قبيصة. وقال ابن زنجويه: ما رأيت أورع من الفريابي". وقال: "قال البخاري رأيت قومًا دخلوا على محمّد بن يوسف الفريابي، فقيل له: إن هؤلاء مرجئة، فقال: أخرجوهم فتابوا ورجعوا" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "شيخ البخاري، أحد الأثبات". ثم قال تعليقًا على قول ابن عدي: .. له إقرارات عن الثوري: "لأنه لازمه مدة، فلا ينكر له أن ينفرد عن ذاك البحر .. " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان، وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق" أ. هـ. * أصول مذهب الشيعة: "روى الخلال قال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا. وسألته: كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال أحمد بن يوسف السُّلمي: قلت للفريابي: أوصني؟ قال: عليك بتقوى الله ولزوم السنة واجتناب السلطان" أ. هـ. 3426 - القُرطبي * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن يوسف بن يوسف بن أحمد بن معاذ الجهني الأندلسي، أبو عبد الله القرطبي. ولد: (378 هـ)، وقيل: (379 هـ) ثمان وسبعين، وقيل: تسع وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: عبد الجبار بن أحمد وغيره. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "كان ضابطًا ثقة تصدر في العربية وفي الفرض والحساب .. " أ. هـ. * بغية الوعاة: "وكان حافظًا ضابطًا، معه نصيب من العربية والفرائض والحساب" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (407 هـ) سبع وأربعمائة. من مصنفاته: "البديع في معرفة ما رسم في مصحف عثمان بن عفان". 3427 - النَّجَّار * اللغوي، المقرئ: محمد بن يوسف بن محمد، أبو عبد الله الأموي مولاهم القرطبي، النجار، خال أبي عمرو الداني. ولد: بعد سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. ¬

_ * الصلة (2/ 472)، غاية النهاية (2/ 289)، بغية الوعاة (1/ 287)، الأعلام (7/ 148)، معجم المؤلفين (3/ 779)، وذكر وفاته (442 هـ)، هدية العارفين (2/ 70). * الصلة (2/ 493)، معرفة القراء (1/ 388)، تاريخ الإسلام (وفيات 429) ط. تدمريء، غاية النهاية (2/ 287)، المقفى (7/ 513).

3428 - ابن الأشتركوني

من مشايخه: أبو أحمد السامري، وأبو الحسن علي بن محمّد بن بشر الأنطاكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان صدوقًا متقنًا عارفًا بالقراءات والعربية والحساب" أ. هـ. * غاية النهاية: "متقن عارف .. وكان معه نصيب وافر من علم العربية وعلم الفرائض والحساب" أ. هـ. * المقفى: "كان من أهل الضبط والإتقان والمعرفة بما يُقرئ، عن نصيب وافر من علم العربية الفرض والحساب" أ. هـ. وفاته: سنة (429 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة. 3428 - ابن الأشتركوني * النحوي، اللغوي: محمّد بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن إبراهيم التميمي المازنيّ السرقسطي، يعرف بابن الاشتركوني، أبو طاهر. من مشايخه: أبو علي الصّدفي، وأبو محمّد بن السيد، وابن الباذش وغيرهم. من تلامذته: أبو العباس بن مضاء، وأبو جعفر بن يحيى الخطيب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "كان مقدمًا في اللغة والعربية شاعرًا محسنًا، له مقامات صنفها، أخذت عنه واستحسنت" أ. هـ. * البلغة: "إمام اللغة والأدب" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان لغويًّا أديبًا شاعرًا، وكان معتمدًا في الأدب، فردًا متقدمًا في ذلك في وقته" أ. هـ. وفاته: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: له المقامات اللزومية الشهيرة، وشعره كثير. 3429 - الكَفَرْطابي * النحوي: محمّد بن يوسف بن عمر بن علي، أبو عبد الله بن منيرة الكفرطابي، نزيل شيراز. من مشايخه: أبو السمح الحنبلي، والطليلطي وغيرهما. من تلامذته: أبو الثناء محمود بن نعمة بن أرسلان الشيرازي وغيره. كلام العلماء فيه: * الوافي: "فيه نقض مسائل كثيرة على أصول النحويين" أ. هـ. * الأعلام: "أديب، نسبته إلى (كفرطاب) بين المعرة وحلب، في سورية. انقطع في جامع حلب أربعين سنة يصلي بالناس ويقرئ العلوم" أ. هـ. وفاته: سنة (553 هـ) (¬1) ثلاث وخمسين ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 279)، تاريخ الإسلام (وفيات 538) ط. تدمري، الصلة (2/ 556)، كشف الظنون (2/ 1382)، إيضاح المكنون (2/ 479)، هدية العارفين (2/ 89)، الأعلام (7/ 149)، معجم المؤلفين (3/ 783)، البلغة (219). * الوافي (5/ 247)، بغية الوعاة (1/ 285)، كشف (1/ 227)، هدية العارفين (2/ 78)، الأعلام (7/ 149)، معجم المؤلفين (3/ 786). (¬1) قلت: في معجم الأدباء وفيه توفي سنة (453 هـ). قال المحقق الدكتور إحسان عباس (وفاته عام 553 هـ أصوب =

3430 - الشاطبي

وخمسمائة. من مصنفاته: "نقد الشعر"، و"غريب القرآن"، و"بحر النحو" وفيه نقض مسائل كثيرة على أصول النحويين. 3430 - الشاطبي * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن يوسف بن سعادة الشاطبي المرسي المالكي، أبو عبد الله. ولد: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو علي الصدفي، وأبو محمّد بن أبي جعفر وغيرهما. من تلامذته: روى عنه أكابر شيوخ ابن الأبَّار، أبو الحسن بن هذيل جامع الترمذي، وأبو الخطاب بن واجب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان عارفًا بالسنن والآثار، مشاركًا في علم القرآن وتفسيره حافظًا للفروع، بصيرًا باللغة والغريب، ذا حظٍّ من علم الكلام، مائلًا إلى التصوف مؤثرًا له، أديبًا بليغًا، خطيبًا فصيحًا، يُنشئ الخطب مع الهَدْي والسمت والوقار والحلم جميل الشارة محافظًا على التلاوة، بادي الخشوع، راتبًا على الصوم. كان صليبًا في الأحكام، مقتفيًا للعدل، حسن الخلْق والخُلُق، جميل المعاملة، لين الجانب، فَكِه المجالسة، ثبتًا حسن الخط من أهل الإتقان والضبط .. وقال القاضي أبو بكر من مفوّز: كان حسن التقييد والضبط، ثقة مأمونًا في ما حمل" أ. هـ. * السير: "الإمام العلامة شيخ الأندلس .. " أ. هـ. * الديباج: "كان عارفًا بالسنن والآثار، والتفسير، والفروع، والأدب، وعلم الكلام مائلًا إلى التصوف .. " أ. هـ. * الأعلام: "متفنن في المعارف، فيه ميل إلى التصوف" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "محدث، مفسر، أديب، خطيب، لغوي، نحوي، فقيه، متكلم، صوفي" أ. هـ وفاته: سنة (565 هـ)، وقيل: (566 هـ) خمس وستين، وقيل: ست وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "شجرة الوهم المترقية إلى ذروة الفهم" وليس له غيره ... 3431 - موفق الدين الإربليّ * اللغوي: محمد بن يوسف بن محمّد بن قائد، موفق الدين، الإربليّ البحراني. من مشايخه: مكي بن ريّان وغيره. ¬

_ = لأنه هو شيخ محمود بن نعمة بن أرسلان الشيرازي أحد شعراء الخريدة، وقد توفي سنة 556 هـ). بتصرف. * تكملة الصلة (2/ 505)، معجم أصحاب الصدفي (180)، بغية الملتمس (1/ 183)، العبر (4/ 193)، السير (20/ 508)، الوافي (5/ 205)، الديباج المذهب (2/ 262)، بغية الوعاة (1/ 277)، الشذرات (6/ 316)، إيضاح المكنون (2/ 41)، هدية العارفين (2/ 96)، الاعلام (7/ 149)، معجم المؤلفين (3/ 782)، تاريخ الإسلام (وفيات 566) ط. تدمري. * بغية الوعاة (1/ 286)، تاريخ الإسلام (وفيات 585) ط. تدمري، المختصر في أخبار البشر (3/ 77)، تاريخ إربل (1/ 66).

3432 - أبو الفضل الحنفي

كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان بارع الأدب، رائق الشعر، لطيف المعاني، قدم دمشق ومدح السلطان صلاح الدين، ومدح صاحب إربل زين الدين يوسف بن زيد الدين علي، إلا أنه اشتغل بعلم الفلاسفة. وكان يعرف الهندسة وألف فيها" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان إمام في علم العربية، مقدمًا مفتنًا في أنواع الشعر، معظمًا اشتغل بشيء من علوم الأوائل، فحلّ إقليدس، وأراد حل المجسطى فحلّ قطعة منه، ثم رأى أن ثمرة هذا العلم مرَّ جناها، وعاقبته مذموم أولاها وآخرها، فنبذه وراء ظهره مجانبًا، ونكّب عن ذكره جانبًا. وكان حسن الظن بالله" أ. هـ. * تاريخ إربل: "كان أول أمره تعلم بشهرزور على إنان أعمى يسمى رافعًا شيئًا من النحو، وداوم مطالعة الكتب النحوية، إلى أن صار إمامًا فيه، وكان أعلم الناس بالعروض والقوافي، وأحذقهم بنقد الشعر، وأعرفهم بحيده من رديّه، وله طبع صحيح في معرفة الأغاني ومختلف لحونها، وكان لما سافر إلى بغداد لينتمي إلى شيخ النحو، فلم يجد من يُرضيه فأنفقها على تعلم الضرب بالعود فأتقنه بمدة يسيرة، وعالج عينيه لأنها كانت لا تزال مريضة، فلم تصلح وصادقه ببغداد خلق كثير لدماثة أخلاقه ولطافته" أ. هـ. وفاته: سنة (585 هـ) خمس وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: اختصر "العمدة لابن رشيق" في صناعة الشعر، و"المفضليات" فلم يكملها. 3432 - أبو الفضل الحنفي * المقرئ: محمّد بن يوسف بن علي بن محمّد الغزنوي الأصل الحنفي، شهاب الدين، أبو الفضل. ولد: سنة (522 هـ) اثنتين وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الحسن عليّ بن الحسين الغزنوي، وأبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون وغيرهما. من تلامذته: أبو الحجاج يوسف بن خليل، والضياء المقدسي، والكمال الضرير وغيرهم. كلام العلماء فيه: * العبر: "دَرّس المذهب" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ ناقل فقيه مفسر" أ. هـ. * الجواهر المضية: "كان من أكابر المحدثين والرواة المسندين، والقراء المذكورين والفقهاء المدرسين" أ. هـ. * المقفى: "كان صدوقًا فاضلًا متميزًا حسن الطريقة، متدينًا" أ. هـ. وفاته: سنة (599 هـ) تسع وتسعين وخمسمائة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 579)، العبر (4/ 309)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 441)، الجواهر المضية (3/ 410)، غاية النهاية (2/ 286)، النجوم (6/ 184)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 291)، الشذرات (6/ 557)، الفوائد البهية (163)، المقفى (7/ 502)، السير (21/ 393) بدون ترجمة، تاريخ الإسلام (وفيات 599) ط. تدمري.

3433 - الإشبيلي

3433 - الإشبيلي * المقرئ: محمّد بن يوسف بن مفرج بن سعادة، أبو بكر، وأبو عبد الله الإشبيلي. من مشايخه: أبو الحسن شريح بن محمّد، وأبو العباس بن حرب وغيرهما. من تلامذته: أبو العباس بن المزيّن وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان مقرئًا فاضلًا محدثًا، ضابطًا أخذ عنه الناس وعمّر وأسن" أ. هـ. * غاية النهاية "مقرئ محقق" أ. هـ. وفاته: سنة (600 هـ) ستمائة. 3434 - أبو عبد الله اللَّوْشي * النحوي: محمّد بن يوسف بن أحمد الهاشمي اللوشي الأصل المالقي، أبو عبد الله، يعرف بالطنجالي. من مشايخه: ابن عطية، وأبو الحسن الغافقي، وأبو علي الزندي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: محدث فاضل نحوي ورع زاهد، لازم ابن عطية وانتفع به، وتخلق بكثير من خُلقه". وقال: "كان يحترف صناعة التوثيق، من أبدع أهل زمانه، ومن أهل الفضل والدين لا يأكل إلا من كسبه، أو مما يعلم أصله، ويجيب إلى الوليمة ولا يأكل منها" أ. هـ. وفاته: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة عن نحو خمسين سنة. 3435 - نجم الدين المصري * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي الفتوح، المقدسي الأصل المصري، نجم الدين. ولد: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مشايخه: الكمال الضرير، وابن رواج وغيرهما. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "وكان بصيرًا بالعربية .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ تارك يعرف العربية .. " أ. هـ. * المقفى: "كان شيخًا مقرئًا نحويًّا .. " أ. هـ. * الدرر: "تعلم العربية، وكان يعلم الناس العربية، وله قبول في ذلك لحسن تعليمه لمن لم يفهم فيهيئه للفهم، وأقرأ القراءات وحدث، وكان مشكور السيرة" أ. هـ. وفاته: سنة (703 هـ) ثلاث وسبعين. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 580)، تكملة الصلة (2/ 569)، تاريخ الإسلام (وفيات 600) ط- تدمري، غاية النهاية (2/ 288). * بغية الوعاة (1/ 276). * معجم شيوخ الذهبي (594)، معرفة القراء (2/ 737)، غاية النهاية (2/ 287)، المقفى (7/ 510)، الدرر (5/ 83).

3436 - ابن المحوجب

3436 - ابن المحوجب * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن يوسف بن أبي بكر بن هبة الله، أبو عبد الله بن أبي الحجاج، المعروف بابن القوام، وابن المحوجب، الجزري الشافعي، شمس الدين. ولد: سنة (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة. من مشايخه: شمس الدين الأصبهاني، وأبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي وغيرهما. من تلامذته: السبكي، وجعفر بن ثعلب بن جعفر بن المطهر الأدفوي. كلام العلماء فيه: * الوافي: "كان حسن الصورة، مليح الشكل، حلو العبارة، كريم الأخلاق، ساعيًا في حوائج الناس .. " أ. هـ. * طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا في الأصلين والفقه والنحو والمنطق والبيان والطب .. " أ. هـ. * المقفى: "قرأ القراءات السبع، وعرف النحو، والأصول، والفقه على المذهب الشافعي .. وكان فاضلًا. توفي بمصر" أ. هـ. * الدرر: "قدم القاهرة فأعاد بالصاحبية ودرس بالشريفية وانتصب للإقراء، فكان لا يفرغ لنفسه ساعة واحدة ويقرأ عليه المسلمون واليهود والنصارى وصحب الجاشنكير". وفي موضع آخر: "قال الكمال جعفر: كان فاضلًا عارفًا بالأصول والقراءات .. وكان يشارك في الطب حتى غلبت عليه السوداء، حتى كان ربما ركب دابته وسار على غير مقصد .. " أ. هـ. وفاته: سنة (711 هـ) إحدى عشرة وسبعمائة، وقيل: (716 هـ) ست عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: شرح "المنهاج" للبيضاوي شرحًا حسنًا و"الألفية" لابن مالك. 3437 - الصبري * النحوي، اللغوي: محمّد بن يوسف بن علي بن محمود، أبو المعالي الصَّبري بلدًا، قاضي تعز. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "كان ذا فضل في الفقه والنحو واللغة والحديث والتفسير والقراءات السبع والفرائض، درس بالغرابيَّة ثم المظفرية الكبرى، وكان كثير الصلاح والورع والعبادة ساعيًا في القضاء حوائج الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (742) اثنتين وأربعين وسبعمائة. ¬

_ * ذيول العبر (63)، الوافي (5/ 263)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 275)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 383)، السلوك (2/ 1 / 114)، المقفى (7/ 493)، الدرر (5/ 67) و (5/ 82)، النجوم (9/ 221)، بغية الوعاة (1/ 278)، الشذرات (8/ 76)، هدية العارفين (2/ 142)، الأعلام (7/ 151)، معجم المؤلفين (3/ 783). * بغية الوعاة (1/ 285).

3438 - أثير الدين أبو حيان

3438 - أثير الدين أبو حيان * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي الأندلسي، أثير الدين، الجياني النِّفْزيّ (¬1). ولد: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مشايخه: عبد الوهاب بن الفرات، ومحمد بن الدهان وغيرهما. من تلامذته: الكمال الأدفوي، وتقي الدين السبكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الوفيات: "برع في علم العربية وصنف فيها التصانيف وشغل الناس مدة طويلة قرأ عليه أكابر أهل العلم وطال عمره وبعد صيته، درَّس في التفسير بالجامع الطولوني" أ. هـ. * الدرر: "كان له إقبال على أذكياء الطلبة يعظمهم وينوه بقدرهم وكان كثير النظم من الأشعار والموشحات كان ثبتًا فيما ينقله عارفًا باللغة وأما النحو والتصريف فهو الإمام المطلق فيهما خدم هذا الفن أكثر عمره حتى صار لا يذكرهر أحد في أقطار الأرض فيهما غيره وله اليد الطولى في التفسير والحديث وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم خصوصًا المغاربة. كان آخر من قرأ على أبي الجود فقرأ عليه وحضر مجلس الشيخ شمس الدين الأصبهاني وكان ظاهريًا وانتمى إلى الشافعية. وكان أبو البقاء يقول إنه لم يزل ظاهريًا. قلت -أي ابن حجر- كان أبو حيان يقول محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. قال الكمال جعفر: سالمًا في العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسم وجرى على مذهب الأدب في الميل إلى محاسن الشباب ومال إلى مذهب أهل الظاهر" أ. هـ. وكان يعظم ابن تيمية ومدحه بقصيدة ثم انحرف عنه وذكره في تفسيره الصغير بكل سوء ونسبه إلى التجسيم فقيل إن سبب ذلك أنه بحث معه في العربية فأساء ابن تيمية على سيبويه فساء ذلك أبا حيان وانحرف عنه وقيل بل وقف على كتاب العرش فاعتقد أنه مجسم" أ. هـ. * الطالع السعيد: "قالوا: إن أبا حيان كان ظاهريًا حتى في النحو" أ. هـ. * النجوم: "أنه كان مالكيًا" أ. هـ. قلت: قال الأدفوي في الطالع السعيد: "وقد انفرد ابن تغري بردي بهذه الدعوى ولم أجد من يقول بها" أ. هـ. ¬

_ * ذيل العبر (243)، معرفة القراء (2/ 723)، ذيل تذكرة الحفاظ (23)، الوافي (5/ 267)، الوفيات (1/ 482)، فوات الوفيات (4/ 71)، الطالع السعيد (و- ى)، غاية النهاية (2/ 285)، طبقات الشافعية للسبكي (9/ 276)، البلغة (203)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 457)، البداية والنهاية (14/ 224)، الدرر الكامنة (5/ 70)، المقفى (7/ 503)، النجوم (10/ 111)، السلوك (2/ 3 / 676)، بغية الوعاة (1/ 280)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 287)، مفتاح السعادة (2/ 96)، الشذرات (8/ 251)، نفح الطيب (3/ 280)، البدر الطالع (2/ 288)، فهرس الفهارس (1/ 155)، درة الحجال (2/ 122)، الأعلام (7/ 152)، معجم المؤلفين (3/ 784)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 147). (¬1) نسبته إلى نفزة: وهي قبيلة بربرية ذكرها ابن حزم في (الجمهرة).

* المقفى: "الإمام الأوحد، الأبرع، العلامة، الحافظ، المبحر في علم القرآن، والحديث والعربية، واللغة والأدب، والتاريخ. لم يحفظ في النحو كتابًا، وإنما استحضر منه ما لا يحصر بكثرة المطالعة حتى صار إمام النحويين من الإطلاق، وشيخ الأدباء غير مدافع ... وكان ثبتًا فيما ينقله، محررًا لما يقوله عارفًا باللغة، ضابطًا لألفاظها انفرد في زمانه بالإمامة في علمي النحو والتصريف .... وكان له يد طولى في تفسير القرآن، وفي علم الحديث ومعرفة الشروط، وشروع الفقه، وكان ظاهري المذهب متعصبًا لأبي محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، مائلًا إلى مذهب الإمام الشافعي معظمًا لتقي الدين أحمد بن تيمية مصوبًا لرأيه" أ. هـ. * نفح الطيب: "قال ابن مرزوق الخطيب: هو شيخ النحاة بالديار المصرية وشيخ المحدثين بالمدرسة المنصورية، انتهت إليه رياسة التبريز في علم العربية واللغة والحديث، سمعت عليه وقرأت عليه أ. هـ. وكان خاليًا من الفلسفة والاعتزال والتجسيم، وكان أولًا يعتقد في الشيخ تقي الدين بن تيمية وامتدحه بقصيدة ثم إنه انحرف عنه لمّا وقف على كتاب (العرش) له" أ. هـ. * ذيل تذكرة الحفاظ: "قال الذهبي: هو الإمام العلامة ذو الفنون حجة العرب عالم الديار المصرية وصاحب التصانيف البديعة، وله عمل جيد في هذا الشأن وكثرة طلب. قال العلائي: كان علامة كثير النقل والاطلاع جدًّا إلى ما لا يوصف لكنه ظاهري التصرف جامد في البحث وكان لسانه مسترسلًا في الوقيعة في الناس جدًّا إلى آخر عمره لا يتورع عن ذكر أحد سواء كان من أئمة الإسلام المتقدمين أو المتأخرين فالله تعالى يسامحه فإنه لم يقلع عن ذلك إلى آخر وفاته قال: وسمعت منه أشياء من ذلك بشعة" أ. هـ. قلت: ومن كتاب "أبو حيان النحوي" للدكتورة خديجة الحديثي: حيث قالت تحت عنوان: عقيدته صفحة (75): (ذكرنا أن أبا حيان كان عفًا معروفًا بحسن دينه وعقيدته بعيدًا عن الملذات، وكان في أول أمره مالكيًا ثم ثمذهب بالظاهرية وهو في الأندلس حيث كان هذا المذهب منتشرًا يومذاك وكان يقول: "محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه" ولكنه عندما جاء إلى مصر وجد مذهب الظاهر مهجورًا فيها فتمذهب للشافعي. وقد سئل عن ذلك فقال: "بحسب البلدة" حيث كان المذهب السائد في مصر هو المذهب الشافعي ومن هنا اعتنق هذا المذهب الذي كان الاهتمام به وبتدريسه كبيرًا. وكان أبو حيان يفضل آراء الشافعي وتلاميذه في تفسير القرآن وعرض الخلافات بين المذاهب المختلفة، وقد مدحه بقصيدة مطولة. ميله إلى الإمام علي: ومال أبو حيان إلى محبة الإمام علي بن أبي طالب (- رضي الله عنه -)، وكان يقال إنه شيعي، ولكن ردوده عليهم في كتبه تنفي تشيعه، ومن أمثله ذلك قوله في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

يقول: "وقيل أن آزر عم إبراهيم وليس بأبيه وهو قول الشيعة، يزعمون أن آباء الأنبياء لا يكونون كفارا، وظواهر القرآن ترد عليهم ولا سيما محاورة إبراهيم أبيه في غير ما آية". نفوره عن الفلسفة: وكان بعيدا عن الفلسفة والاعتزال والتجسيم والتناسخ حتى إنه تعجب من اشتغال أهل مصر بالفلسفة علنا، يقول: "ولما حللت بديار مصر ورأيت كثيرا من أهلها يشتغلون بجهالات الفلاسفة ظاهرا من غير أن ينكر ذلك أحد تعجبت من ذلك إذ كنا نشأنا في جزيرة الأندلس على التبرؤ من ذلك والإنكار له وأنه إذا بيع كتاب في المنطق إنما يباع خفية، وأنه لا يتجاسر أن ينطق بلفظ المنطق إنما يسمونه: (المفعل) حتى إن صاحبنا وزير الملك ابن الأحمر أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الحكيم كتب إلينا كتابًا من الأندلس يسألني أن أشتري أو أستنسخ كتابًا لبعض شيوخنا في المنطق فلم يتجاسر أن ينطق بالمنطق وهو وزير فسماه في كتابه لي بالمفعل". ولعل هذا يرجع إلى حالة الفلاسفة بالأندلس في عهد أبي حيان وما قبله وما أصابهم من تنكيل، فعندما ظهر ابن رشيد واعتنى بمقالات الفلاسفة وتعظيمهم أغرى به علماء الإسلام بالأندلس حتى أوقع به وضرب وأهين على رؤوس الأشهاد. وكان أبو حيان يرد على الرازي والزمخشري وغيرهما من علماء المعتزلة (¬1)، ولا يرى في آرائهم فائدة لأنهم قد ابتعدوا عن ظاهر القرآن وما تنطق به عباراته الواضحة الجلية. وخلاصة القول إنه كان بعيدا عن الفلسفة والفلاسفة والاعتزال، وإنه كان ينحو منحى أهل السنة والسلف، ومرد ذلك اعتناقه المذهب الظاهري أول الأمر وتمذهبه للشافعي بعد وصوله إلى مصر واشتغاله بالعلم والتفسير" أ. هـ. وفي صفحة (195) قالت: "نقل أبو حيان آراء الفرق الصوفية والاعتزالية والإمامية وغيرها واحتج بآراء كثير من الفقهاء واعتمد على أقوالهم في تفسير المسائل الفقهية والأحكام الشرعية" أ. هـ. قلت: هو أشعري العقيدة لا سيما في الصفات. إمام عصره في النحو واللغة والتفسير. وكان يعظم شيخ الإسلام ابن تيمية فلما اجتمع مع شيخ الإسلام وقع بينهما مسألة نقل فيها أبو حيان شيئًا عن سيبويه فقال له ابن تيمية: هل سيبويه في النحو لقد أخطأ سيبويه في ثلاثين أو ثمانين موضعًا من كتابه لا تعرفها أنت ولا هو فغضب أبو حيان وأعرض عن شيخ الإسلام ورماه في تفسيره النهر -وهو مختصر البحر المحيط- بكل سوء. وعندما كان يقول الشعر في مدح شيخ الإسلام أصبح ينظم الشعر للطعن فيه. وفي تفسيره (النهر الماد) نسب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى التجسيم. ¬

_ (¬1) إما الزمخشري فإنه من رؤوس المعتزلة ذلك معروف، واما الرازي -وإن وافق المعتزلة أحيانًا- فإنه عن أئمة الأشعرية الذين قد وقفوا ضد المعتزلة في معتقدهم وأصولهم.

3439 - اليحصبي

ومن قرأ في تفسير أبي حيان (البحر المحيط) وجده أشعريًا في تأويل الصفات، ويجعل عمدته في هذا الباب عند خلاف أئمة الأشاعرة كالرازي والباقلاني وابن عطية وغيرهم، انظر في تأويله وتحريفه لصفة الرحمة (17/ 1)، والإرادة في قوله تعالى: {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} (124/ 1)، وصفة الاستهزاء (70/ 1)، وغيرها من الصفات وقد ذكره محمّد بن عبد الرحمن المغراوي في كتابه (المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات) ضمن الأشاعرة من المفسرين (2/ 147). وكان أبو حيان يفخر بالبخل كما يفخر الناس بالكرم، وكان يبكي إذا سمع القرآن ويجري دمعه إذا سمع الأشعار الغزلية. 3439 - اليَحْصُبي * المقرئ: محمّد بن يوسف بن عبد الله بن محمّد اليحصبي اللَّوشي الغرناطي، أبو عبد الله. ولد: سنة (692 هـ) اثنتين وتسعين وستمائة. من مشايخه: أبو جعفر بن الزبير، وأبو الحسن فضل بن محمّد المعافري وغيرهما. من تلامذته: قاسم بن علي المالكي (شيخ ابن حجر)، وأبو عبد الله محمد بن محمّد حفيد أبي الحسن القيجاطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان عارفًا بالحديث وضبط مشكله، مشاركًا في الفقه وغيره" أ. هـ. * الدرر: "كان عارفًا بالحديث، معتنيًا بضبط مشكله مشارًا إليه في القراءات عارفًا بطرقها مشاركًا في الفقه" أ. هـ. * غاية النهاية: "خطيب غرناطة وأعلى القراء إسنادًا في زماننا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (773 هـ) ثلاث وسبعين وسبعمائة. 3440 - محب الدين الحلبي * اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي الأصل المصري، محب الدين، ناظر الجيش. ولد: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. من مشايخه: الرشيد بن المعلم، والشريف بن موسى بن علي الموسوي، والتقي الصائغ وغيرهم. من تلامذته: الحافظ العراقي، والياسوفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "إمام كبير في العربية وغيرها .. كان في وظيفته متصديًا لقضاء أشغال المسلمين، ونفع الخلق وبرهم" أ. هـ. * الذيل على العبر: "كان حافظًا لمذهبه، ¬

_ * غاية النهاية (2/ 284)، إنباء الغمر (1/ 35)، الدرر الكامنة (5/ 66)، الشذرات (7/ 394). * غاية النهاية (2/ 284)، الدرر الكامنة (5/ 61)، إنباء الغمر (1/ 225)، النجوم (11/ 143)، السلوك (3/ 1 / 299)، بدائع الزهور (1/ 2 / 198)، ذيل العبر للعراقي (2/ 452)، بغية الوعاة (1/ 275)، الوجيز (1/ 226)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 279)، درة الحجال (2/ 319)، الشذرات (8/ 446)، كشف الظنون (1/ 407)، إعلام النبلاء (5/ 63)، الأعلام (7/ 153)، معجم المؤلفين (3/ 779).

3441 - الكرماني

مستحضرًا لفُرُوعه، ولكن كانت في ذهنه وقفة وفي عقله خفّة وطيش، وكان ملازمًا للشغل والفتوى. وكان عسيرًا في التحديث جدًّا لم يُحدث إلا يسيرًا يُظهر الامتناع من ذلك خشية عدم القيام بشروطه. وكان له برٌّ كثير وإحسان، وصدقات جمّة، وفيه عصبية، وقيام مع من يقصده وإن لم يعرفه وردع لأهل الفساد. وكان عالي الهمّة، ملازمًا للاشتغال والشغل إلى آخر عمره. خدم ديوانًا عند الأمير بدر الدين جنكلي بن البابا ولم يزل ينتقل ويرتقي إلى أن ولي نظر الجيش بالديار المصرية. وكانت الملوك تعظّمه وتستشيره وترجع لكلامه وتعتمد عليه، وعظّمته الدُّول واحدة بعد أخرى. وبالجملة فقد كان رئيس عصره، وفقده الناس" أ. هـ. * الدرر: "اشتغل وحصل فنونًا من العلم وقرأ بالسبع على التقي الصائغ وأخذ العربية والتلخيص. وكان مع تفرط إحسانه ومكارمه بخيلًا على الطعام جدًّا. حتى حكى لي حموي كريم الدين بن عبد العزيز وكان ممن يلازمه أنه كان يسمعه يقول إذا رأيت شخصًا أمعن في طعامي أظن أنه يضرب بطني بسكين" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان عالي الهمة نافذ الكلمة كثير البذل والجود والرفد للطلبة، وكان من عجائبه أنه مع فرط كرمه في غاية البخل على الطعام، وكان عالمًا بالتفسير، ودرس فيه بالمنصورية" أ. هـ. * الوجيز: "كان عالي الهمة مع نفاذ الكلمة، وكثرة التبذل والجود والرفد للطلبة، والظرف، واللطف، والديانة والصيانة بل كان من محاسن الدنيا .. " أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "قال ابن العميد: كان إمامًا في العربية والتفسير، وله مباحث جيدة دقيقة واعتراضات وأجوبة، وكان نسيج وحده، ووحيد عصره، وفريد دهره، وكان فيه رياسة وحشمة، ومروءة وتعصب مع من يعرف ومن لا يعرف، وفيه ديانة وصيانة وكان من محاسن الدنيا لكمال أدواته وعلومه مع الكرم المفرط والمروء التام" أ. هـ. * الشذرات: "كانت له في الحساب يد طولى، وولي نظر الجش ونظر البيوت والديوان .. وكان من العجائب" أ. هـ. قلت: قال صاحب إعلام النبلاء بعد أن ذكره: "لم أقف له على ترجمة" وهذا وهم واضح. وفاته: سنة (778 هـ) ثمان وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح التسهيل" و"تلخيص المفتاح". 3441 - الكرماني * اللغوي: محمد بن يوسف بن علي الكرماني ثم البغدادي. ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 182)، الدرر الكامنة (5/ 72)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 245)، النجوم (11/ 303)، مفتاح السعادة (1/ 212)، بغية الوعاة (1/ 279)، الشذرات (8/ 505)، كشف الظنون (1/ 37)، هدية العارفين (2/ 172)، البدر الطالع (2/ 292)، الأعلام (7/ 153)، معجم المؤلفين (3/ 784)، "الفرق الإسلامية"- ذيل كتاب شرح المواقف للكرماني، تحقيق سليمة عبد الرسول- مطبعة الإرشاد- بغداد (1973 م)، "شرح الكرماني لصحيح البخاري"- المطبعة البهية المصرية، لسنة (1356 هـ- 1938 م)، فتح الباري لابن حجر (11/ 418).

ولد: سنة (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة. من مشايخه: والده بهاء الدين، والقاضي عضد الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان مقبلًا على شأنه معرضًا عن أبناء الدنيا، وقال ولده: كان متواضعًا بارًا لأهل العلم. ذكر لي الشيخ زين الدين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النفس قانعًا باليسير لا يتردد إلى أبناء الدنيا، مقبلًا على شأنه، بارًا لأهل العلم" أ. هـ. قلت: وقال ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 418) عند شرحه لحديث من باب "يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب" لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ( ... كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون .. ) الحديث: (وسلك الكرماني في الصفات المذكورة مسلك التأويل فقال: قوله "لا يكتوون" معناه إلا عند الضرورة مع اعتقاد أن الشفاء من الله لا من مجرد الكي، وقوله "ويسترقون" معناه بالرقى التي ليست في القرآن والحديث الصحيح كرقى الجاهلية وما لا يؤمن أن يكون فيه شرك، وقوله "ولا يتطيرون" أي لا يتشاءمون بشيء فكأن المراد أنهم الذين يتركون أعمال الجاهلية في عقائدهم" أ. هـ. * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "صنف كتبًا في علوم شتى، في العربية والكلام والمنطق، وشرح البخاري شرحًا جيدًا في أربع مجلدات، وفيه أوهام فاحشة، وتكرار كثير لا سيما في ضبط أسماء الرواة .. قال الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان مشارًا إليه بالعراق وتلك البلاد في العلم" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان تام الخلق، فيه بشاشة وتواضع للفقراء، وأهل العلم، غير مكترث بأهل الدنيا ولا يلتفت، يأتي إليه السلاطين في بيته ويسألونه الدعاء والنصيحة" أ. هـ. * قال الكرماني في كتابه الفرق الإسلامية (96)، وعند كلامه عن الفرقة الناجية: "الفرقة الثامنة من كبار الفرق الإسلامية: الناجية، التي استثناها الرسول عليه الصلاة والسلام من الفرق الهالكة، وقال: (كلهم في النار إلا الناجية) قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: (ما أنا عليه وأصحابي) وهم الأشاعرة والسلف وأهل السنة والجماعة وذلك لأنهم لم يخلطوا أصولهم بشيء من بدع الهالكين". قلت: وبدأ يعد بعض هذه التي سماها البدع وذكر منها رؤية الله في الآخرة: "وكذا لا يصح عليه شيء من صفات النقص ككونه جسمًا ولحمًا ودمًا على ما يقوله المشبهة (وأنه مرئي للمؤمنين في الآخرة بالأبصار) ". ومن كتابه "البخاري بشرح الكرماني" نذكر بعض المواضع لبيان معتقده، ففي (25/ 108) من كتاب التوحيد حيث قال في معنى القريب عن المحسوس فأثبت القرب ليتبين وجود المقتضى وعدم المانع ولم يرد بالقرب قرب المسافة لأنه تعالى منزه عن الحلول في المكان بل القريب بالعلم أو هو مذكور بالعلم أو هو على سبيل الاستعارة".

3442 - شمس الدين القونوي

وقال (25/ 117): "و (ذات الله): أي بطاعة الله وسبيل الله". وقال (25/ 118): "و (معه): أي بالعلم إذ هو سبحانه وتعالى منزه عن المكان". قلت: هنا نفي عن الله سبحانه وتعالى صفة العلو. وقال (25/ 119): " (بوجهك) أي بذاتك أو بالوجه الذي له لا كالوجوه أو بوجودك وقيل الوجه زائد وفي الجملة البرهان قائم على امتناع العضو المعلوم فلا بد من التأويل أو من التفويض". وقال (25/ 131): " (في السماء) أي المقصود منه إذ الله تعالى منزه عن المكان والجهة، قلت جهة العلو أشرف فيضاف إليها إشارة إلى علو الذات والصفات وليس ذلك اعتبار أنه محله أو جهته تعالى الله عنه علوًا كبيرًا". وقال (25/ 139): "باب قول الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) المقصود من الباب ذكر الظواهر التي تشعر بأن العبد يرى ربه يوم القيامة، فإن قلت لا بد للرؤية من المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع من الحدقة إليه وانطباع صورة المرئي في حدقة الرائي ونحو ذلك مما هو محال على الله تعالى قلت: هذه شروط عادية لا عقلية يمكن حصولها بدون هذه الشروط عقلًا ولهذا جوز الأشعرية رؤية أعمى العين بقعة أندلس إذ حالة يخلقها الله في الحي فلا استحالة فيها". وقال (25/ 147): "قوله (في الصورة) أي صفة وإطلاق الصورة على سبيل المشاكلة و (يكشف) معروفًا ومجهولًا وفسر الساق بالشدة أي يكشف عن شدة ذلك اليوم وأمر مهول فيه وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر كما يقال قامت الحرب على ساق وقيل المراد به اليوم العظيم وقيل هو جماعة من الملائكة يقال ساق من الناس كما يقال رجل من جراد وقيل هو ساق يخلقها الله سبحانه وتعالى خارجة عن الساق المعتادة وقيل جاء الساق بمعنى النفس أي تتجلى لهم ذاته". قلت: نراه يؤول هذه الصفات وغيرها على منهج الأشاعرة والله أعلم. 3442 - شمس الدين القونوي * النحوي: محمّد بن يوسف بن إلياس، الشيخ شمس الدين، القونوي الحنفي. ولد: سنة (715 هـ)، وقيل: (716 هـ) خمس عشرة، وقيل: ست عشرة وسبعمائة. من مشايخه: تاج الدين التبريزي وغيره. كلام العلماء فيه: * تاج التراجم: "قال ابن حبيب: إمام وقته علمًا وعملًا، وحبر أهل زمانه يهديهم طُرُفًا وسُبلًا، علامة العلماء، وقدوة الزهاد والعباد الأتقياء، عين الأعيان، إنسان عين الزمان، جامع أشتات الفنون، رافع أعلام العلوم، كاشف سرها ¬

_ * بغية الوعاة (1/ 287)، الدرر الكامنة (5/ 63)، الوجيز (1/ 278)، معجم المؤلفين (3/ 779)، النجوم (11/ 309)، الشذرات (8/ 523)، تاج التراجم (241)، كشف الظنون (1/ 128)، هدية العارفين (2/ 172)، إنباء الغمر (2/ 244)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 292).

3443 - ابن زمرك

المكنون" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الكرماني في ذيل المسالك: الإمام العلامة الزاهد الأوحد الكبير، بقية السلف. كان إمامًا في علوم، لا سيما علم المعاني والبيان شيخ الحنفية في عصره، أقبل آخر عمره على الحديث ولم يشتغل بغيره، وله اختيارات تخالف المذهب لأجل الحديث، وكان صالحًا ديّنًا زاهدًا، لا يقبل شيئًا ولا وظيفة ولا يمكن أولاده من ذلك، وله وجاهة وحرمة عند السلاطين والقضاة والنواب، ويقصدونه ويعظّمونه، ولا يلتفت إليهم بل يوبخهم بالقول والفعل، ويخاطبهم بأسوأ خطاب يُكتب إلى النواب: إلى فلان المكاس أو الظالم، أو نحو ذلك من العبارات الشّنيعة، وهم يمتثلون أمره ولا يخالفونه. وكان الشيخ تقي الدين السبكي يبالغ في تعظيمه، ويقول: لا أعلم اليوم مثه في الدين والعلم، وكان يعاني الفروسية وآلات القتال، ولا يخرج من بيته لجماعة ولا لجمعة وغزا وبنى بُرجًا على الساحل" أ. هـ. * الوجيز: "ممن كان السبكي يبالغ في تعظيمه مع حظ من العبادة وزهد، وشدة بأس على الحكام، وعدم مهابته أحدًا في الله، ومحاسنه كثيرة، جاز السبعين" أ. هـ. * الشذرات: "كان يبالغ في تعظيم نفسه في العلم حتى قال مرة: أنا أعلم من النووي وهو أزهد مني" أ. هـ. * قلت: ذكره صا حب كتاب "الماتريدية" ضمن أشهر علماء الماتريدية وطبقاتهم ومؤلفاتهم الكلامية أ. هـ. وفاته: سنة (788 هـ) ثمان وثمانين وسبعمائة. من مصنفاته: "درر البحار" نظم فيه فقه الأربعة على أسلوب غريب، وشارح "مجمع البحرين" و "شرح عمدة العقائد" لحافظ الدين النسفي. 3443 - ابن زمرك * النحوي، اللغوي، المقرئ: محمّد بن يوسف بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن يوسف الصرنجي، أبو عبد الله بن زمرك. ولد: (733 هـ) ثلاث وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله الفخار وأبو البركات ابن الحاج وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الإحاطة: "كان من صدور الطلبة والنجباء شعلة في الذكاء يساعده ظاهرًا ثاقب الذهن جيد الفهم، فاشتهر فضله ثم تصدى للوعظ فاستظهر بفنون العربية والتفسير والبيان والتصوف .. مصاحبًا للصوفية، آخذًا نفسه بارتياض ومجاهدة" أ. هـ. وفاته: سنة (795 هـ) خمس وتسعين وسبعمائة. 3444 - المقدسي الدمشقي * المقرئ: محمّد بن يوسف بن إبراهيم بن عبد المجيد المقدسي ثم الدمشقي. ¬

_ * الإحاطة (2/ 300)، الدرر (5/ 78). * إنباء الغمر (5/ 193)، و (5/ 271) ضمن وفيات سنة (807 هـ)، الضوء اللامع (10/ 88).

3445 - السنوسي

ولد: سنة (734 هـ) أربع وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: زينب بنت الخباز، وقيل: زينب ابنة ابن الخباز وغيرها. من تلامذته: ابن حجر وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان مؤذنًا بالجامع الأموي جهوري الصوت بالأذان مع كبر سنه" أ. هـ. وفاته: سنة (806 هـ)، وقيل: (807 هـ) ست، وقيل: سبع وثمانمائة. 3445 - السَّنُوسِي * المفسر، المقرئ: محمّد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي الحسني من جهة الأم، أبو عبد الله. ولد: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: أبو إسحاق إبراهيم التازي، وأبو الحسن القلصادي الأندلسي وغيرهما. من تلامذته: الملالي وغيره. كلام العلماء فيه: * تعريف الخلف: "فهو في علوم الباطن قطب رحاها وشمس ضحاها، قد غاب بكلامه فيها في غيب الله تعالى، واطّلع على معادن أسراره ومطالع أنواره، يؤثر حب مولاه ويراقبه، لا يأنس بأحد بل يفر كثيرًا إلى الخلوات، يطيل الفكرة في معرفته فانكشفت له عجائب الأسرار، وتجلّت له الأبصار، فصار من وارثي الأنبياء جامعًا بين الحقيقة والشريعة على أكمل وجه، له لطائف الأحوال وصالح الأقوال والأفعال، باطنه حقائق التوحيد، وظاهره زهد وتجريد، وكلامه هداية لكل مريد، كثير الخوف طويل الحزن، يسمع لصدره أنين من شدة خوفه، مستغرقًا في الذكر فلا يشعر بمن معه، مع تواضع وحسن خلق ورقة قلب، رحيمًا متبسمًا في وجه من لقيه، مع إقبال وحسن كلام" أ. هـ. * فهرس الفهارس: "وله (ثبت صغير) ذكر فيه إسناده حديث الأولية وحديث الضيافة على الأسودين والمصافحة والمشابكة، ولبس الخرقة ومناولة السبحة وتلقين الذكر على طريق شيخه أبي إسحاق إبراهيم التازي وهو عندي منه نسخة" أ. هـ. * قال إسعيد عليوان في رسالته التي قدمها لنيل شهادة الدكتوراه في دراسته وتحقيقه لشرح مختصر محمد بن يوسف السنوسي في المنطق لسنة (86 - 1987 م) ما نصه: "السنوسي يعد من المفكرين الجزائريين القلائل الذين تركوا لنا مؤلفات في المنطق واهتمامه به راجع إلى تأثره بكل من ابن تومرت (ت: 524 هـ) الذي شرح مرشدته في العقيده، وشيخه الغزالي (ت: 505 هـ) وذلك لأن المفكرين في المغرب كانوا ينفرون من المنطق قبل دخول ابن تومرت إليها، وإتيانه بمنهج شيخه الغزالي والأشاعرة عمومًا في ¬

_ * تعريف الخلف (1/ 179)، معجم المطبوعات (1058)، هدية العارفين (2/ 216)، فهرس الفهارس (2/ 343)، الأعلام (7/ 154)، معجم أعلام الجزائر (189)، رسالة دكتوراة في دراسة وتحقيق شرح مختصر السنوسي في المنطق، بقلم إسعيد عليوان، كتابه (عمدة أهل التوفيق) طبعة مصر، سنة (1316 هـ)، الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات (1/ 164).

التأويل والمنهج العقلي". وقال: "والسنوسي ظلم كثيرًا ممن أتى بعده، فعده بعضهم درويشًا وعدّه بعضهم متعصبًا جامدًا". وقال من خلال كلامه على الحياة الثقافية في وقت السنوسي: "أما علم الكلام فقد سيطرت فيه الأشعرية على عقول الناس وقد أدخلها الموحدون وحطموا بها ما كان عند المرابطين من تصورات حشوية أو تجسيمية فدعو إلى تأويل القرآن حسب روح الأشعرية في معانيها العامة، والسنوسي من الذين تأثروا بهذه النزعة كما هو واضح في عقائده". وقال في ذكر عقيدة التوحيد لديه: "وقد كثرت كتبه فيه -أي التوحيد- وتنوعت .. من الكبرى إلى الصغرى إلى غيرها وهو في أساسها تلخيص لعقيدة الأشعري". وكان ذلك لأسباب ذكرها صاحب الرسالة، ومن أهمها: "تمكين بعض الناس عن الفهم الصحيح للعقائد والرد على الشبهات التي يبثها النصارى واليهود، ودرء أباطيل المنحرفين من الصوفية .. ". ثم ذكر صاحب الرسالة التي كتب منها: 1 - العقيدة الكبرى: وقد سماها (عقيدة أهل التوحيد المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل وربعة التقليد، المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع وعنيد) .. وقد تعرض فيه السنوسي لأهم عقائد الأشعري كإثبات وجه الله وما يجب له من الصفات وما يجوز وما يستحيل وبراهين ذلك .. 2 - شرح العقيدة الكبرى: وقد سماها (عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد) وهو شرح مفصل للكتاب السابق. وبعدما ذكر له الكتب الأخرى التي ألفها في العقائد كالعقيدة الصغرى المسماة (أم البراهين)، والعقيدة الوسطى وشرحها وغيرها. وكلها في تبيين وشرح عقائد الأشعرية واستخدامها في بيان الحجة على أهل النزاع من الفرق والمذاهب والأديان الأخرى في وقته. وله أيضًا -ذكرها صاحب الرسالة- كتاب (شرح أسماء الله الحسنى) وقصيدة له في العقيدة سميت بـ (الدهرية) يرد فيها على مذهب الدهرية والزنادقة والملاحدة بأدلة علمية وغيرها، وله تفسير أيضًا فسر القرآن الكريم كله في مسجده. وقال عنه صاحب الرسالة: "والسنوسي متأثر في تفسيره بعلم الكلام مما جعله مطبوعًا بطابع عقائدي .. ، وقد تأثر كذلك بالزمخشري مع أنه معتزلي مما يدل على عدم تعصبه وأخذه الحق أي وجد". ثم قال: "أما ما سجله من نفسيره للقرآن فهو ما يأتي: تفسير سورة الفاتحة: وهو تفسير طويل نسبيًا ... وهو تفسير عقائدي ولغوي ناقش فيه الفرق الإسلامية، وهو يحلل ويعلل ويستنتج ويستشهد ويأتي بإشارات صوفية تدل على قوة إيمانه وشدة تعلقه بربه، وهو بذلك بعيد عن شطحات الصوفية وخرافاتهم .. ". ثم ذكر له تفاسير أخرى في تفسيره لبعض السور، أو اختصار حواشي على بعض التفاسير. ثم ذكر إسعيد عليوان تصوفه وطريقة أخذه لها حيث جعلها على عدة نقاط هي:

1. لباسه الخرقة الشريفة: وقد حدثه عن شيخه الذي ألبسها له بالحرم الشريف وأخبره بسند اللبس .. 2. الضيافة على التمر والماء، وذلك أن الشيخ التارزى أضافه تمرًا وماء وأخبره بسند الضيافة على التمر والماء .. 3. المصافحة: وقد صافح إبراهيم التازي السنوسي .. 4. المشابكة: وشابكه قائلًا له: شابكني فمن شابكني دخل الجنة، وقد ذكر الملالي سند هذه المشابكة .. 5. السبحة: فأمره بالسبحة وبين له أنها من صفات الشيوخ الأولياء، وقد أورد لمريده السنوسي سند الذين رؤيت في أيديهم .. 6. تلقين الذكر: وقد لقنه الذكر وبين له سند ذلك .. 7. تلقين حديث الرحمة .. "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" (¬1). ثم ذكر صاحب الرسالة مفهوم التصوف عند السنوسي في اللباس والخلوة واتخاذ شيخ واسطة وموقفه من العقل والذوي وموقفه من الكرامات والمكاشفات، ثم ذكر أربعة شروط في تقرير السنوسي لمعنى الولي وهي: 1. أن يكون عارفًا بأصول الدين حتى يفرق بين الخلق والخالق وبين النبي ومدعي النبوة. 2. أن يكون عالمًا بأحكام الشريعة نقلًا وفهمًا ... 3. التخلق بالخلق المحمود الذي يدل عليه الشرع والعقل. 4. ملازمة الخوف له أبدًا سرمدًا. ويذكر صاحب الرسالة لكل منها بعض الشرح الذي كان يؤكد عليه السنوسي لكل منها ثم قال إسعيد عليوان: "وتلميذه الملالي يقرر أن هذه الشروط الأربعة متوفرة فيه وزيادة -حيث يقول-: ولا خفاء أن الشيخ قد خصّه الباري سبحانه بهذه الشروط الأربعة وزائد عليها زيادة لا يمكن وصفها، ومنحه سبحانه معارف ربانية، وعلوم لدنية، وأنوار إلهية .. ". ثم يذكر لباسه والخلوة التي اختلف مفهومها عند المتصوفة وما ذكر الملالي تلميذه حيث يقول: "والسنوسي كان يحب العزلة بحيث يتمنى في بعض الأحيان أن لا يرى أحدًا ولا يراه أحد .. ". وفي اتخاذ الشيخ واسطة لتلقين الإسلام حيث يقول صاحب الرسالة: "والسنوسي لا يقر بهذا -أي التلقين- بل ينتقد هؤلاء في ذلك، ويرى أن كثيرًا من المتصوفة إذا لاح لهم شيء من روائح المعرفة اغتروا بذلك وعلى العارف أن يحكم العقل أولًا، فإذا حكم العقل ونظر واهتدى بالبرهان القطعي إلى صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعرف شرف رتبته عند الله قدمه وعزل نفسه عن كل نظر وأسلم نفسه إلى الرسول وحكمه في ظاهره وباطنه" هذا ما أورده تلميذه الملالي عنه كما أورده صاحب الرسالة وأوردته ملخصًا. قلت: إليك بعض النصوص التي تدل على ¬

_ (¬1) رواه الترمذي: وقال حسن صحيح. من هامش الرسالة.

عقيدته من كتابه (عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد الكبرى). طبعة مصر سنة (1316 هـ في مطابع جريدة الإسلام: حيث قال في صفحة (12): "وأما القسم الثاني وهو الاعتقاد فينقسم قسمين مطابق لما في نفس الأمر ويسمى الاعتقاد الصحيح كاعتقاد عامة المؤمنين المقلدين وغير مطابق ويسمى الاعتقاد الفاسد المركب كاعتقاد الكافرين أجمعوا على كفر صاحبه وأنه آثم غير معذور مخلد في النار اجتهد أو قلد ولا يعتد بخلاف من خالف في ذلك من المبتدعة واختلفوا في الاعتقاد الصحيح الذي حصل بمحض التقليد فالذي عليه الجمهور والمحققون من أهل السنة كالشيخ الأشعري والأستاذ والقاضي وإمام الحرمين وغيرهم من الأئمة أنه لا يصح الاكتفاء به في العقائد الدينية وهو الحق الذي لا شك فيه وقد حكى غير واحد الإجماع عليه وكأنه لم يعتد بخلاف الحشوية وبعض أهل الظاهر إما لظهور فساده وعدم مثانة علم صاحبه أو لانعقاد إجماع السلف قبله على ضده". وفي صفحة (124) قال: "اختلف الناس في أخص وصف الباري جل وعلا فقال قوم من المعتزلة إنه القدم وقد سبق رده ومنهم من زعم أنه حال توجب له تعالى كونه حيًّا عالمًا قادرًا مريدًا ولا إفصاح في هذه المقالة عن هذه الصفة ونقل الشيخ أن خاصية الإله القدرة على الاختراع واختاره الفخر في بعض كتبه واحتج له بأن موسى صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه أجاب فرعون لما سأله عن حقيقة رب العالمين قال له رب السماوات والأرض وما بينهما فلولا أن ذلك خاصية الإله لما كان الجواب لائقًا قال ابن التلمساني ولا حجة له في ذلك فإنما كما يسأل بها ويراد بالسؤال فهم الحقيقة كذلك قد تطلق لطلب تمييز الحقيقة وما ذكره موسى عليه السلام يصلح لتمييزه تعالى عن سائر الممكنات وأما قول الشيخ أن تلك خاصية الإله لعله أراد أن هذا الوصف لا يثبت لغير الله تعالى ردًّا على المعتزلة إذ تزعم أن العبد يشارك الله تعالى في ذلك باعتبار أنه يوجد أفعاله عندهم ولم يرد أنه أخص وصف ذاته فإن القدرة على الاختراع عنده من صفات المعاني التي يستدعي الاتصاف بها تقرر الذات بدونها في العقل فلا تكون أخص وصف الذات وإلا لدار ذلك والله أعلم. قلت: وإذا تبين لك أن أخص وصف الباري جل وعلا مجهول عرفت أن ذاته غير معروفة للبشر وهو الأصح من القولين وإليه ذهب القاضي وإمام الحرمين وحجة الإسلام والإمام الفخر في أكثر كتبه". وقال في صفحة (130): " (ص) فصل ثم نقول يتعين أن تكون هذه الصفات كلها قديمة إذ لو كان شيء منها حادثًا للزم أن لا يعرى عنه أو عن الإتصاف بضده الحادث ودليل حدوثه طريان عدمه لما علمت من استحالة عدم القديم وما لا يتحقق ذاته بدون حادث يلزم حدوثه ضرورة وقد تقدم مثل ذلك في الاستدلال على حدوث العالم. (ش) (¬1) [لما فرغ من إقامة البرهان على ثبوت ¬

_ (¬1) قول السنوسي ردًّا على السؤال (ص).

الصفات شرع في إثبات أحكام واجبة لها فمن ذلك القدم ودليل وجوبه لكل ما يتصف به تعالى أنه لو كان شيء من صفاته جل وعلا حادثًا للزم حدوثه والتالي باطل لما عرفت من وجوب قدمه تعالى فالمقدم مثله وبيان الملازمة ما أشرنا إليه في أصل العقيدة من أنه لو كان شيء من صفاته تعالى حادثًا للزم أن لا يعرى عنه أو عن ضده الحادث لما عرفت فيما مضى وسنعيد أيضًا برهانه فيما بعد من أن القابل للشيء لا يخلو عنه أو عن ضده وما لا يعرى عن الحوادث لا يسبقها وما لا يسبقها كان حادثًا مثلها وهو معنى قولي وما لا تتحقق ذاته بدون حادث يلزم حدوثه ضرورة أي ما لا يمكن مفارقة ذاته للحوادث يلزم حدوثه ضرورة إذ لو كان هو قديمًا ووصفه الملازم له حادثًا لكان مفارقًا لوصفه اللازم كيف وقد تحقق أنه لا يفارقه وأما قولي ودليل حدوثه طريان عدمه فهو جواب عن سؤال مستشعر من قولي للزم أن يعرى عنه أو عن الاتصاف بضده الحادث وتقريره أن يقال لا نسلم أنه لو كان شيء من صفاته تعالى حادثًا للزم حدوثه قولكم لأنه لا يعرى عنه، أو عن ضده الحادث تمنع أن ضده حادث بل يجوز أن يكون قديمًا فحينئذ إنما يلزم أن لا يعرى عن ذلك الحادث أو عن ضده القديم وذلك لا يستلزم حدوثه لأنه لم يلزم أن ذاك من قدمه تعالى وحدوث بعض صفاته عروه عن جميع أوصافه لفرض القدم في بعضها وهو أضداد تلك الأوصاف الحادثة وجوابه أنه يلزم من تقدير الحدوث لصفة من صفاته أن يكون ضدها حادثًا ويستحيل أن يكون قديمًا وذلك لأنه لو كان قديمًا لما طرأ عدمه لما عرفت من استحالة عدم القديم فإذا لا يمكن الاتصاف بصفة حادثة إلا وضدها أو مثلها اللذان سبق الاتصاف بهما ثم طرا عدمهما حادثان ضرورة لأن ما ثبت قدمه استحال عدمه هذا معنى قولي ودليل حدوثه أي حدوث ضد الوصف الحادث طريان عدمه يعني بدليل الاتصاف بهذا الوصف الحادث إذ يستحيل أن يتصف به مع بقاء ضده الذي اتصف به قبل وإلا اجتمع الضدان وقوله لما علمت من استحالة عدم القديم بيان لكون طريان العلم على الضد دليلًا على وجوب حدوثه واستحالة قدمه وقوله وقد تقدم مثل ذلك في الاستدلال على حدوث العالم يعني تقدم له الدليل الثاني لحدوث العالم حيث استدل على حدوثه بحدوث صفاته أي فلو كان شيء من صفاته تعالى حادثًا لدل على حدوثه كما دل حدوث صفاته أي فلو كان شيء من صفاته تعالى حادثًا لدل على حدوثه كما ما دل حدوث صفات العالم على حدوثه إذ وجه الدلالة واحد والدليل يجب طرده فيستحيل أن يوجد في موضع ولا يدل على مدلوله". وفي صفحة (173) قال: (ص). ويصح إثبات هذا العقد وهو الوحدانية بالدليل السمعي ومنعه بعض المحققين، وهو رأيي لأن ثبوت الصانع لا يتحقق بدونها ولا أثر

للدليل السمعي في ثبوت الصانع فكذا ما يتوقف عليه والله أعلم. (ش) اعلم أن عقود التوحيد على ثلاثة أقسام الأول ما لا يصح الاستدلال عليه إلا بالدليل العقلي القطعي وهو كل ما يتوقف ثبوت المعجزة عليه، وذلك كوجوده تعالى وقدمه وبقائه وعلمه وقدرته وحياته وإراداته، إذ لو استدل بالسمعي على هذه الأمور للزم الدور. الثاني ما لا يصح الاستدلال عليه إلا بالسمعي وهو كل ما يرجع إلى وقوع جائز كالبعث وسؤال الملكين في القبر والصراط والميزان والثواب والعقاب والجنة والنار ورؤيته تعالى وغير ذلك مما لا يحصى كثرة لأن غاية ما يدرك العقل وحده من هذه الأمور جوازها أما وقوعها فلا طريق له إلا السمع الثالث ما يصح الاستدلال عليه بالأمرين أعني السمع والعقل بحيث يستقل كل واحد منهما بالدلالة عليه وهو ما ليس بوقوع جائز ولا يتوقف ثبوت المعجزة عليه وذلك كإثبات سمعه تعالى وبصره وكلامه وكجواز تلك الأمور التي أخبر الشرع بوقوعها وقد اختلف في معرفة الوحدانية فقيل هي من هذا القسم الثالث فيصح الاستناد فيها إلى كل واحد من العقل والسمع بمعنى أن كل منهما على الانفراد يخرج من وصف التقليد وقيل بل هي من القسم الأول الذي لا يصح الاستدلال عليه إلا بالعقل والحاصل أنه لا خلاف في صحة الاستناد إلى النقل وحده في عقد الوحدانية واختلف في صحة الاستناد فيها إلى السمع وحده فقيل نعم، وقيل لا والأول رأي الإمامين إمام الحرمين والإمام الفخر والثاني رأي بعض المحققين وإليه ميل شرف الدين بن التلمساني، وهو الذي اخترت في هذه العقيدة لما سنذكره. قال في المعالم: اعلم أن العلم بصحة النبوة لا يتوقف على العلم بكون الإله واحدًا فلا جرم أمكن إثبات الوحدانية بالدلائل السمعية وإذا ثبت هذا فنقول أن الكتب الإلهية أطبقت على التوحيد فوجب أن يكون التوحيد حقًّا قال ابن التلمساني يعني بالتوحيد اعتقاد الوحدة لله تعالى والإقرار بها". * الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات: "السنوسي الذي زعم أن الكتاب والسنة لا يحتج بما فيهما إلا إذا اعتبره العقل، ولم يرفضه، فقال: "وأما من زعم أن الطريق بدءًا إلى معرفة الحق: الكتاب والسنة، ويحرم ما سواهما، فالردّ عليه: أن حجيتهما لا تُعرف إلا بالنظر العقلي. وأيضًا: قد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها: فقد كفر عند جماعة وابتدع". فالوصول إلى الحقّ لا يمكن عن طريق الكتاب والسنة -عند السنوسي- ما لم يوافق عقله وعقل أمثاله على ما جاء فيهما. والعقل البشري قاصر، قد يردّ كثيرًا من النصوص بوهم التشيه، أو غيره. وهذا ما فعله السنوسي حين ردّ كثيرًا من نصوص الكتاب والسنة، مدعيًا أنها ظواهر، وذكر أن من اعتقدها يكفر -في قول البعض-

3446 - الشامي

على وجه التقرير منه لهذا القول. وهذا كله رجع صدى لقانون الرازي وأقوال أسلافه وخلوفه -قبل السنوسي- لم يخرج عنها السنوسي قيد شعرة؛ فهم يقولون: إذا تعارض ما يسمى بالقواطع العقلية -عندهم- مع الدلالة النقلية؛ فهم بين أمرين باطلين؛ إما أن يكذبوا النقل، أو يصرفوه عن ظاهره المراد -وهو التحريف المذموم" أ. هـ. من أقواله: تعريف الخلف: "سأله بعض أصحابه ممن يبحث عن أحواله لأي شيء يتلوّن وجهُك وتتغير كثيرًا مع الانقباض، فأجابه بعد تمنع بشرط أن لا يخبر أحدًا فقال: نعم، فقال الشيخ: أطلعني الله تعالى على رؤية جهنم وما فيها، نعوذ بالله منها، فمن حينئذ صرت أتغيّر وأحزن إلى الآن، فهذا سبب تغيُّري، ورأيت مقيدًا موضع آخر من كراماته أن رجلًا اشترى لحمًا من السوق فسمع الإقامة في المسجد فدخل واللحم في قبه، فخاف من طرحه فوات ركعة، فكبر كذلك، فلما سلّم ذهب لداره فطبخ اللحم فبقي إلى العشاء، فأرادوا طرحه فإذا هو بدمه لم يتغير، فقالوا: لعله لحم شارف فباتوا يوقدون عليه إلى الصبح فلم يتغير عن حاله حين وضعوه في القدر، فتذكر الرجل فذهب إلى الشيخ فأعلمه فقال له: يا بني أرجو الله أن كل من صلّى ورائي أن لا تعدو عليه النار، ولعل هذا اللحم من ذلك، ولكن اكتم ذلك أ. هـ. وسمعتُ أيضًا أنه كان في صغره إذا مرّ مع الصبيان على الإمام ابن مرزوق الحفيد وضع يده على رأسه ويقول: نقرة خالصة" أ. هـ. وفاته: سنة (895 هـ) خمس وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة ص وما بعدها من السور"، و"شرح الآجرومية" نحو، و"المقدمات" في التوحيد، و"مختصر في القراءات السبع" وغير ذلك. 3446 - الشامي * المفسر: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الشامي الصالحي الدمشقي، شمس الدين. من مشايخه: جلال االدين السيوطي، والشهاب القسطلاني، وشاهين بن عبد الله الخلوتي المصري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "قال العلامة الشعراني في "ذيله على طبقاته" ما نصه: الأخ العالم الزاهد .. المتمسك بالسنة المحمدية، نزيل التربة البرقوقية، وكان عالمًا صالحًا، مفننًا في العلوم .. " أ. هـ. وفاته: سنة (942 هـ) اثنتين وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: "الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف"، و"الجامع الوجيز الخادم للغات القرآن العزيز"، و"الفتح الرباني في شرح أبيات الجرجاني" في الكلام. وغير ذلك. ¬

_ * الشذرات (10/ 353)، وفيه شمس الدين محمّد الشامي، فهرس الفهارس (2/ 392)، الأعلام (7/ 155)، معجم المؤلفين (3/ 785)، كشف الظنون (1/ 204) و (1/ 977) و (2/ 1155)، إيضاح المكنون (2/ 500)، هدية العارفين (2/ 236)، معجم مصنفات القرآن الكريم (1/ 28).

3447 - التملي

3447 - التِّمِّلي * المقرئ: محمّد بن يوسف التملي (¬1) المراكشي. من مشايخه: أبو عباس المقرئ، وله معه مراسلات وغيره. كلام العلماء فيه: * سلافة العصر: "أحد فقهاء المغاربة الممتطين سنام الفضل وغاربة عالم ماضي شبا اللسان والقلم وعلم فضله أشهر من نار على علم. له في الأدب يد لا تقصر عن إدراك الغاية، وباع تلقى بدارية البلاغة، فكانت عرابة تلك الراية" أ. هـ. * الأعلام: "عالم بالقراءات، مغربي" أ. هـ. * نفحة الريحانة: "من أعيان المغرب علمًا ونفاسة، إذا ذكر سناؤه عطر نسيم الرياض بعرفة أنفاسه" أ. هـ. وفاته: سنة (1048 هـ) ثمان وأربعين وألف. من مصنفاته: "تحفة الطلاب" رجز من قراءة ابن كثير، ضمن مجموع عند الفقيه بريك ابن عمر بقرية تغللو (في سوس). 3448 - الكوراني * المفسر: المنلا محمّد بن يوسف بن محمّد بن كمال الدين الكوراني الصديقي الشاهوي الرويسي الشافعي. من مشايخه: والده وغيره من علماء بلاده. من تلامذته: المنلا إبراهيم الكوراني المدني وغيره. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "كان عالمًا وليًّا قدوة في أفراد العلماء الزاهدين حاملًا لواء المعارف محافظًا على الكتاب والسنة قائمًا بأعباء صلاح الأمة، باسطًا جناح الرأفة للضعفاء وذوي الحاجات ذا أوراد وأذكار وله مواظبة على الصيام والقيام مع فضائل لا تحصى وصلابة في الدين وانقطاع من الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (1078 هـ) ثمان وسبعين وألف. من مصنفاته: له حاشيتان على تفسير البيضاوي إحداهما إلى أواخر سورة الكهف والبحث مع سعيد المحشي والأخرى إلى آخر القرآن والبحث فيها مع الكازروني وله حاشية على تهافت الفلاسفة. ¬

_ * خلال جزولة (2/ 12)، نفحة الريحانة (5/ 38)، نشر المثاني (1/ 177)، خلاصة الأثر (4/ 271)، سلافة العصر (604)، نفح الطيب (3/ 229)، الطبعة الأولى- مطبعة السعادة (1368 هـ-1949 م)، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد، الأعلام (7/ 155)، معجم المؤلفين (2/ 69). (¬1) قيل التاملي وقيل التاولي: ولعل نسبته إلى تين ملل: جبال بالمغرب بها قرى ومزارع يسكنها البرابر بين أولها ومراكش ... " انظر معجم المؤلفين. * خلاصة الأثر (4/ 280)، كشف الظنون (1/ 193)، إيضاح المكنون (1/ 142)، هدية العارفين (2/ 291)، معجم المؤلفين (3/ 344).

3449 - الإسبيري

3449 - الإسبيري * المفسر: محمّد بن يوسف بن يعقوب بن علي بن محسن بن إسكندر الحلبي الغزالي، الشهير بالإسبيري. ولد: سنة (1133 هـ) ثلاث وثلاثين ومائة وألف. من مشايخه: مصطفى أفندي، والشيخ إلياس المرعشي وغيرهما. من تلامذته: محمد المقيد، والشيخ إبراهيم المكتني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "الشيخ الفاضل الفقيه الأوحد البارع الصالح الكامل" أ. هـ. * الأعلام: "مفتي حلب، إقامته فيها .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه أصولي منطقي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1194 هـ) أربع وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "بدائع الأفكار" في شرح أوائل المنار و"تعليقات" على تفسيري الكشاف والبيضاوي ورسالة في معنى كلمة التوحيد. 3450 - إطفيِّش * اللغوي، النحوي، المفسر: محمّد بن يوسف بن عيسى بن صالح إطفيش، وينتهي نسبه إلى عمر بن حفص الهنتاني جد العائلة الحفصية المالكية في تونس، العدوي الجزائري. ولد: سنة (1236 هـ) ست وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ عبد العزيز التميمي، والشيخ الحاج إبراهيم بن يوسف وغيرهما. من تلامذته: الشيخ إبراهيم بن بكير حفار، والشيخ يوسف بن بكير وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "علّامة بالتفسير والفقه والأدب، إباضي المذهب، مجتهد، كان له أثر بارز في قضية بلاده السياسية يدل على وطنية صحيحة، له أكثر من ثلاثمائة مؤلف" أ. هـ. * معجم أعلام الجزائر: "مجتهد، من أكابر العلماء بالفقه والأدب واللغة والتفسير من رجال النهضة الحديثة بالجزائر، عكف على التدريس والتصنيف والوعظ والإرشاد إلى أن وافاه الأجل وعمره ستة وتسعون سنة" أ. هـ. * مقدمة كتابه (شرح كتاب النيل وشفاء ¬

_ * سلك الدرر (4/ 120)، إيضاح المكنون (1/ 169)، إعلام النبلاء (7/ 101)، الأعلام (7/ 156)، معجم المؤلفين (3/ 791). * الأعلام (7/ 156)، الأعلام الشرقية (1/ 362)، معجم أعلام الجزائر (190)، معجم المؤلفين (3/ 786)، رسالة ماجستير بعنوان "محمد بن يوسف إطفيش ومنهجيته في التفسير" للطالب محمّد عكي علواني، هميان الزاد (1/ 406)، و (3/ 36، 37، 160، 161، 356، 357).

العليل): "كان واسع الأفق في القراءة واقتناء الكتب لا يتعصب لمذهب إسلامي فيحصر نفسه منه. إنه يدرس كتب المذاهب الإسلامية كلها .. حيث كانت مكتبته على كتب المذهب المالكي .. وكذلك كتب الحنفية والشافعية والحنابلة والمعتزلة والشيعة. وقد درسها كلها وعرف المذاهب الإسلامية" أ. هـ. * قلت: قال صاحب رسالة الماجستير مقدمة من الطالب محمّد عكّي علواني في رسالته بعنوان (محمد بن يوسف إطفيش ومنهجيته في التفسير): في صفحة (5) قال: "ينحدر المفسر من سلالة مشهورة بالعلم والذكاء فقد كان جده محمّد بن عبد العزيز علامة عصره ومرجع الفتوى كما نبغ علماء كثيرون في عائلته فاجتمعت في الولد أسباب النبوغ الوراثية من الفرعين المشهورين بالعلماء والمصلحين .. حاول تفسير القرآن ثلاث مرات غير أن أحد تفاسيره الذي هو (داعي العمل) لم يكمله .. فقد تعرضت إلى انتقادات لاذعة -أحيانًا- منها اعتماده الإسرائيليات وتحيزه إلى مذهبه وتحامله على المذاهب الأخرى .. ". وقال في صفحة (203): "يقول المفسّر في تفسير قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} من الآية 16 الملك نفيًا للتشبيه: "ولا يزول الإشكال إلا بالتأويل" إلى أن يقول: "وتأويل المتشابه هو الحق ويعقب ذلك بالردّ على من ينكر التأويل قائلًا: "وجمهور سلف قومنا على إبقاء المتشابه بلا تأويل ويقول أنه على ظاهره إلا أنه بلا تكييف وهو جهالة وظلمة مع وجود العلم والنور وكثيرًا ما أوّل ابن عباس وغيره من الصحابة المتشابه، فلو كان التأويل حرامًا أو مكروهًا لما فعلوه، والتأويل تصحيح لقوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} عمل به وفي تركه مع إمكانه تقصير في الدين وإبقاء للمرتاب على ارتيابه وتقوية وإعانة للتشبيه، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "آمنوا بمتشابهه" فليس فيه النهي عن التأويل بل أمر بالإيمان ونهى عن إنكاره وجعله من غير الله أو أمر بالوقف لمن لم يدرك التأويل، ويختم كلامه بقوله: "وما لا ندرك معناه نبقه بلا تأويل ونؤمن به". وفي موضع آخر من تفسيره يرى أن التأويل يطلق على التفسير الصحيح والتفسير الباطل، أو يكون المراد منه المعنى الأول وليكن في زعم المبتغين للفتنة. وقد ذهب الدارسون في قضية التأويل مذاهب، فمن هؤلاء من اعتبرها بدعة أول من فتح بابها الخوارج وأدّت إلى نتائج عملية خطيرة أما صاحب كتاب "التفسير والمفسرون" فبعد تبيانه للفرق بين التفسير والتأويل يعرف الأول بقوله: "ما كان راجعًا إلى الرواية" ويعرّف الثاني بقوله: "ما كان راجعًا إلى الدّراية"، ومن هذا التعريف يحكم صابر طعيمه على الأباضية بقوله: "وهكذا وقع الأباضية في نهج عقلي اعملوا فيه تأويل النصوص الشرعية مخالفين بذلك مذهب جمهور المسلمين". أما صاحب كتاب (مباحث في علوم القرآن) نراه يفرق بين مفهوم التأويل عند الأوائل الذي يعني التفسير ومفهومه عند المتأخرين الذي هو: "صرف اللفظ عن الاحتمال الراجع إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به" وأطلق على

هذا الأخير التأويل المذموم ويؤاخذ المتأخرين عليه قائلًا: "إنما لجأ إليه كثير من المتأخرين مبالغة منهم في تنزيه الله تعالى عن مماثلة للمخلوقين كما يزعمون وهذا زعم باطل أوقعهم في مثل ما هربوا منه أو أشد" ويمضي في شرح ذلك. ويفهم من القول الأخير أن تأويل المتشابه من آيات لا يقتصر على الأباضية والخوارج فقط أو غيرهم من المعتزلة، وإنما هو اتجاه المتأخرين. وقد تعرضنا لهذه المسألة، فرجوعنا إليها من باب المقارنة ليتجلى اتجاه المفسر في هذه المسألة التي هي أساس تفسير الآيات المتشابهة المتعلقة بمسائل عقائدية مثل إنكار الرؤية، والاستواء على العرش وغيرها، ولا يعني هذا أننا سنتعرض لجميع ما يتميز به المذهب الأباضي من المسائل وإنّما سنكتفي بضرب أمثلة الغرض منها تبيان أسلوب معالجة المفسّر لهذه المسائل ووجهة نظره منها. فلإثبات نفي رؤية الباري يوم القيامة في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] من سورة القيامة يسوق أدلة لغوية ونقلية وعقلية، ففي البداية يتعرض لصيغة الآية، وللجانب اللغوي فيقول: "قدّم بطريق الاهتمام والحصر، وللفاصلة"، أي شبه الجملة المشتمل على الجار والمجرور {إلى ربها} ثم يشرع في الرد قائلًا: "المتبادر يفيد أنه ليس المعنى تنظر أبصارهم إلى ذاته تعالى، لأنّ مدّعي الرؤية لا يقول ينظر إلى ذاته فقط دائمًا، وإن قيل التقديم ليس للحصر، بقي أن النظر إلى الذات ولو أقل من لحظة موجب للتحيز تعالى الله عنه "ويسوق -بعد ذلك- الأدلة التي تثبت أن النظر هنا قد يفيد معنى الانتظار فيقول: "وناظرة خبر ثان ومعناه منتظرة ومن تعني النظر بمعنى الانتظار إلى قولهم انظر إلى الله ثم إليك أي أنتظر فضل الله ثم فضلك وقول الشاعر: وجوه ناظرات يوم بدر ... إلى الرحمن يأتي بالفلاح وقول شاعر: سبحانه كل الخلائق ينظرون سبحانه ... نظر الجحيم إلى طلوع هلال وقوله تعالى: {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيسَرَةٍ}، قال الإمام عليّ: "ناظرة تنتظر حتى يأذن لهم ربهم في دخول الجنة أو إلى بمعنى النّعمة .. أو ثواب ربها أو رحمة ربها" إلى أن يقول: "وكلّ حذف أو تأويل ولو كان خلاف الأصل مقدم على عدمه إذا كان عدمه يؤدي إلى التشبيه أو نحوه والتقدير والتأويل هما المناسبان لقوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} المتفق عليه، ولكونه لا يتحيّز ولا يتجّه، ولا يتجسّم كما هو المتفق، وذلك كله بالذات، وما بالذات لا يتخلف باختلاف الأزمنة ولتنزيهه عن اللّون والطّول والقصر والغلظة والرقّة ورؤيته تنقص هذه الاصول كلّها وتثبت غيبته عن المواضيع الأخر والتجزيء ولزمهم أن الله محسوس لخلقه وينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن كلام الله تعالى قائلًا: "وهؤلاء قوم لا يخفى عليهم في بعض الأصول كما قالوا أن موسى سمع كلام الله النّفسي القديم أثبتوا الكلام النفسي وأثبتوا له مسموع مع أنه غير صوت وقد

أبطل هذا بعض حذّاقهم وشنّع على الغزاليّ والأشعري في قولهما سماع كلام الله الأزلي، وقال اتفقوا على أنه لا يسمع غير الصّوت وقد رجع إلينا من قال معنى سماع الكلام الأزليّ أنه معلوم بسماعنا من الشرع أن الكلام النفسيّ ثابت قلنا أيضًا لا نسلم بثبوت الكلام النفسي. ويعود ثانية للردّ على من يثبت الرؤية قائلًا: " .. ولا عاقل يترك ما هو توحيد إلى ما يخالفه ووضعوا أحاديث منها أنه ينظر إليهم وينظرون إليه ولا يقطعون نظرهم حتى يحتجب عنهم ومنها أن أكرمهم على الله سبحانه من ينظر إليه صباحًا ومساءً ولا يعني عن مدّعي الرؤية دعوى أنها ليست على المعتاد لأن حاصلها الانكشاف وهو منزّه عنه، ولا يضرّهم الانتظار لأن ما هم فيه من النّضرة نعمة عظيمة تنفي همّ الانتظار بل جعل الله الانتظار نعمّة أخرى. ومن الملاحظ أن المفسّر يدافع بكلّ ما لديه من حجج عقلية ونقلية عن وجهة نظر الأباضية، لا سيّما في المسائل العقائدية، فإذا وجد من يميل من غيرهم إلى آرائهم أو في وجهة نظره ما يقرب منها، جعل ذلك حجّة للخصم وتباهى به، وقد يعالج مع القضيّة الرئيسية قضايا أخرى لها علاقة بها مثلما هو الشأن في المثال السابق إذ كان يتناول بالبحث قضّية نفي الرؤية والردّ على مفسِّري الآية الكريمة حسب معناها اللغوي دون تأويل، ولكنِّه تطرَّق في نفس الوقت إلى قضيتين أخريين. أولاهما: صفاته سبحانه وتعالى، وكلامه، وهما من القضايا الخلافيّة أيضًا. ومن تحمّس المفسِّر لمذهبه، ودفاعه عن وجهات نظره، وانتهازه لكلّ فرصة لإثبات آرائه في قضايا مختلفة، نأخذ على سبيل المثال قضيّة الرؤية التي أشرنا إليها سابقًا، نجده يتعرّض لها في عدّة مواضع، فقد أشار إليها في تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7]، كما ذكرها مع قضايا أخرى خلافية في قوله تعالى: {وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105]، وتصدى للردّ على القائلين بالرؤية في قوله عزَّ وجلَّ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153] وفي تفسيره أمثلة كثيرة. ولزيادة التوضيح نلاحظ كيف يستدلّ بقوله تعالى: {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] على كفر من يثبت الرؤية فيقول: "والآية دليل على كفر مجيز الرؤية دنيا وأخرى، وذلك لأن إجازتها ولو في القلب إجازة لتكييفه وتكييفه ممتنع لأن فيه تشبيهًا وإدراكه بالقلب تكييف لا يتصور بدونه، فلا يصحّ قولهم: بلا كيف، وتكييفه في القلب بلا تقدير أن يكيّفه لغيره هو من نفس المحذور". نلاحظ في الأمثلة أن المفسِّر لا يكتفي بتبيان وجهة نظر المذهب الأباضي، بل يتصدى للردّ على مخالفيه، وإذا وجد عالمًا مذهبًا يوافق الأباضية في رأي ذكره مثلما فعل عند تعرّضه لمسألة الشّفاعة في قول تعالى: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} [البقرة: 48] يقول المفسّر في هذا الصّدد: " .. والآية دليل لنا وللمعتزلة على أن لا شفاعة لأهل الكبائر لأن الآية ولو كانت في المشركين لكنّها في

وصف يوم من شأنه أنه لا شفاعة فيه بدفع العذاب عن مستحقّه، ولا مقام أو زمان من مقامات الموقف وأزمنته نصّ على ثبوتها للفسّاق ولا لشخص مُصّر". وينتهج نفس الأسلوب لإثبات رأي الأباضية في نفي المغفرة للموحّد المُصّر على المعصية في قوله تعالى: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيرًا} [الأنعام: 158] يقول المفسّر: "وفي الآية دليل لنا وللمعتزلة على أن التوحيد المقرون بالمعصية المصّر عليها لا ينفع .. " إلى أن يقول: "وهو مذهب المحدِّثين من قومنا أيضًا". ومن دعم رأي مذهبه بذكر عالم من مذهب آخر يوافق المذهب الأباضيّ في مسألة قوله في صفات الله: " .. قال ابن العربي الأندلسيّ المالكي ما بين من يقول صفاته غيره ومن يقول أنّ الله فقير إلا تحسين العبارة". نجد المفسّر يؤول كل آية يفهم منها التّشبيه، ويحملها على المعنى المجازيّ فمثلًا في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2] يردّ على قول مجاهد وعكرمة الذين نفيا الصّفة وأثبتا العمد التي: "لا ترى وهي جيل فإن محيط بالدّنيا بعد المحيط من زمرد أخضر إذ تبقى السماوات أو يدعى أن أطرأ فهنّ كلّهن على جبل قاف ولا ندري أصح أم لا والصّواب أن العمد فرض ثبوتها هي القدرة، والقدرة لا ترى وإنّما يرى أثرها فالعمد هي قدرة الله عزَّ وجلَّ وهي واحدة ذاتية أما جمعها فتمثيل أو باعتبار تعدّد متعلّقاتها". ومن هذا المثال نستنتج أن المفسِّر يدافع عن آراء مذهبه ولا غرو في ذلك ما دام يعتبرها هي الصحيحة، والصواب، وهذا ديدن كل مفسِّر وبل كل معتنق لمذهب أو فكرة، ومن هنا نحكم أن تفسيره هذا يمثل تمثيلًا صحيحًا وجهة نظر المذهب الأباضي، وخاصة في ما يسمّى بالأصول أو مسائل العقيدة، وممّا يلاحظ اقتصاره -أحيانًا- على عرض رأي مذهبه دون الرَّد على مخالفيه وعلى سبيل المثال في قوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إلا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] يسرد رأيه في الشفاعة وهو رأي الأباضية قاتلًا: "أي ارتضاه الله عزّ وجلّ أن يشفعوا له وهو من يقول لا إله إلا الله وأتبعه بالعمل الصالح ومات على غير كبيرة وشفاعتهم الاستغفار في الدنيا ويوم القيامة .. ". ولم يقتصر المفسِّر على تبيان وجهة نظر مذهبه في المسائل العقائدية بل تناول -أيضًا- بالبحث المسائل الشرعية الأخرى غير أنه كان في هذه المسائل أكثر تفتّحًا وتحررًا باعتبارها مسائل فرعيّة، ولكن هذا لم يمنعه من تأييد آراء مذهبه وبيان حججه فلاحظه مثلًا كيف ينتقد في البداية حجّة المذهب في تحريم المسّ قبل الإطعام في الظّهار" .. قال الله تعالى في العتق والصّوم من قبل أن يتماسًا، ولم يقله في الإطعام فقيل المراد فيه أيضًا من قبل أن يتماسًا حملًا للمطلق على المقيّد وذلك مذهبنا، وعندي أن الحمل على المقيد يكون إذا كان الإطلاق والتقييد في مسألة واحدة نحو أطعم أهلك براحتيّ يشبعوا أطعمهم بُرًّا صبحًا، وقيل يجوز المسّ قبل الإطعام إذ لم يقيّد "ثم يعود لتأييد رأي مذهبه بقوله: "والأول قولنا وهو أحوط ونسب الثاني لمالك".

وفي صفحة (219) قال: "وأحيانًا يكون انتقاده عنيفًا يتمّ عن إيمان المفسِّر بمسائل الأباضية الأصولية واعتقاده بصحتها ونظرته هذه نابعة -أيضًا- من إيمانه أن الحقّ في الأصول مع واحد وغيره مخطئ بينما الحقّ في الفروع مع واحد فقط، وقد يخطئ الباقون ولا إثم على المخطئ، وهو رأي المذهب الأباضي في هذه القضية، ولا عجب -إذن- إذا وجدناه ينتقد آراء غيره في الأصول ويخطئها، ويدعو إلى اعتقاد آراء مذهبه، ولذلك نجده يستنكر الخلاف في الأصول قائلًا: "في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 105] "وكالقائلين في هذه الأمة الأجابيّة بما لا يجوز الخلاف في نفيه كرؤية البارئ، وكون صفات غيره، وإثبات الجوارح بلا كيف" ولكنّه يجيز الخلاف في الفروع ويتجلّى ذلك في قوله: " .. وأما الاختلاف فيما يجوز فيه من الفروع للمجتهدين من الصحابة ومن بعدهم فلا بأس به بل هو رحمة" ولكننا لا نجد تفسيرًا لقوله: "وقومنا يفسدون جمعتهم برفع الأيدي وأخذ الأيمن على الشمال لأحاديث وضعها أوائلهم أو غيرهم وهب أنّها صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن ذلك لداع مثل أن يقع صلاح من تأبطة للشر، وهل صحّ أنه أدام - صلى الله عليه وسلم - ذلك كما يدعيه هؤلاء، ولو أدامه لشهر ولم يختلف فيه وكذا يفسدون سائر صلواتهم". فإذا أجاز المفسر -كما رأينا سابقًا- الاختلاف في الفروع فلا يمكن الحكم على فساد الصلاة برفع الأيدي والقبض اللهم إلا إذا تحقق عدم صحّة الأحاديث الواردة في الموضوع ويتطلب ذلك دراسة تسلّط على هذه الأحاديث مقاييس التحقيق لمعرفة مدى صحتها أو ضعفها، وربما حكمه هذا صادر على استنكاره لذلك لا غير فلعلّ أقصى حكم أصدره في حق مخالفي المذهب الأباضي كان في قوله تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] والأية دليل على كفر مجيز الرؤلة دنيا وأخرى، وذلك لأن إجازتها ولو في القلب إجازة لتكييفه، وتكييفه ممتنع لأن فيه تشبيه، وإدراكه بالقلب تكييف لا يتصور بدونه فلا يصحّ قولهم بلا كيف وتكييفه في القلب بلا تقدير أن يكيفه لغيره هو من نفس المحذور" ويرى في موضع آخر ردًّا على من يفسّر الآية الكريمة {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 3] على ظاهرها، مع القول بلا كيف فإنه دخول في الظلمة بعد وجود النور ويمضي في تفنيد هذا الاعتقاد، وإثبات عدم إمكانية ذلك وقد تعرّض لهذه المسألة في سورة الأعراف بتفصيل أكثر ومما ورد فيها قوله: آرائهم وحججهم ثم يتصدَّى للرّد عنها، وتفنيدها لاحظ ذلك مثلًا في تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النجم: 18] فنجده يسرد أحاديث رواها السيوطي عن الرؤية ثم يناقشها محاولًا تفسيرها بنفي الرؤية، أو يتحمل وضعها وينهي ردّة بقوله: " .. وحجج إثبات الرؤية والتأويل إليها، وحجج خلق الفاعل فعله، وحججه المجبرة واهية متكلفات كما هو شأن العاجز، شبيهة بتعمد العناد"، ثم يذكر ما روي عن أحمد بن حنبل: "أنه سئل عن الرؤية قال: "رآه رآه رآه حتى ينقطع نفسه عنادًا وعجزًا وذلك ليلة الإسراء أو قال: يرا، يرا يراه، وذلك في السنّة". ويسوق في كثير من الحالات حججهم

وردودهم بغية تفنيدها: انظر في المثال التالي كيف يسفّه هذه الحجج بقوله: " .. ولقومنا هذا تخاليط تؤدي إلى التشبيه يردّها المبتدئ المعتقد، أنه لا يشبه شيء ولا يشبه شيئًا فيفتضحون ويقولون بلا كيف كقولهم ناداه بكلامه القديم الذي لا صوت فيه، وقولهم بالتخلي له بما شاء حتى سمع كلامه بصوت، ومن وجبت مخالفته للحوادث سبحانه وتعالى وجب أن لا تحسّه الحوادث بأُدُن ولا عين ولا بغيرها وإلا ناقض المخالفة". وفي بعض المواضيع يقتصر على سرد آرائهم دون التّعليق عليها لاحظ ذلك في هذا المثال الذي تعرض فيه لقضيّة مرتكبَ الكبائر، فبعد استعراضه لرأي الأباضية في القضية يقول: " .. والأشاعرة أجازوا العفو عن الكبائر غير الشّرك بلا توبة ومنها الإصرار على الصغائر وهذا تفسير لما قبله أو يراد بما قبله الكبائر وبهذا الصغائر"، وذلك في معرض تفسير قوله تعالى: {وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25]. ومما تقدّم نستتتج أن المفسّر يفنِّد آراء الأشاعرة المخالفة لمذهبه في الأصول، ويحكم عليها بالبطلان محاولًا ردها وإبطالها، مع إحتمال وضع الأحاديث المعتمدة أو تأويلها بما يتّفق مع أساليبها، وكان ردّه كما سبق ذكره عنيفًا وشديدًا أحيانًا يدل على استنكاره لهذه الآراء والتي يراها مخالفة للصواب، وعلى اعتقاده الجازم بصحة آراء مذهبه". وقال في صفحة (222): "وإذا وجد اتفاقًا في مسألة بين الأباضية وأحد هذه المذاهب ذكرهما معًا مثلما فعل في تفسير قوله تعالى: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: 31]، حيث يذكر اتفاق الأباضية ومالك بن أنس في اعتقادهها أن لا دار للمكلف بعد البعث إلا الجنة والنار، والجنُّ يثاب أو يعذب كالإنسان ولا فرق بينهما. كما يذكر مثل هذا الاتفاق مع المعتقدات الأشعرية ونجد مثالًا لذلك في تفسير قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] إذ يقول: "والآية دليل على أن حجة الله على عباده الكتب والرسل والعقل، وهذا مذهبنا ومذهب الأشاعرة" أ. هـ. * قلت: وقال في كتابه هميان الزاد: (ومعنى استوائه تعالى: إلى السماء قصده إليها وتوجيه الإرادة إليها بأن يخلقها. يقال استوى زيد إلى كذا كالسهم المرسل إذا قصده من غير أن يميل إلى غيره. فكذا خلق ما في الأرض وخلق بعده السماوات بلا خلق شيء بين خلقهن، وخلق ما في الأرض. ووزن استوى: افتعل بمعنى تكلف السواء وهو أصل معناه. وأطلق في اللغة على الاعتدال: تسوية وضع الأجزاء، تقول: استوى زيد على الأرض، أي جلس عليها جلوسًا مستوية إليه أعضاؤه التي جلس بها معتدلًا. ولا يصح حمل الآية على ذلك، لأنه من خواص الجسم والله -جلّ وعلا- ليس جسمًا ولا عرضًا. ولو كانت الآية على هذا المعنى لقال: ثم استوى في السماء أو على السماء، لا استوى إلى السماء، لكن الله -جل وعلا- لا يوصف بهذا المعنى، لو قال في السماء أو على السماء لكان مؤولًا بالقهر والغلبة. ويجوز تأويل الآية بهما، لكن تأويلهما بالقصد والإرادة أولى،

لأنه أقرب إلى أصل الاستواء وهو تكلف السواء، ولتعديته بإلى وللتسوية المرتبة عليه بالفاء. وعن ابن عباس: استوى إلى السماء ارتفع إليها، وفي رواية صعد. والمراد: ارتفاع أمره أو صعد أمره أو ارتفع إليها، وصعد بقصد وإرادة. قال الطبري: على أمره وقدرته وسلطانه. وقال ابن كيسان: قصد إلى السماء أي بخلقه واختراعه، وذلك لأنه تعالى منزه عن الانتقال والحلول). وقال في الجزء الثالث صفحة (36 - 37): " {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}: روي أن أعرابيًّا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت الآية. وظاهر هذا أن المراد: إذا سألك عبادي عن قربي إليهم، أو بعدي. وقيل: إن الصحابة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أي ساعة ندعو ربنا؟ فنزلت الآية. وظاهر هذا أن المراد إذا سألك عبادي: أيّ وقت أقرب للإجابة. وقيل: إن بعض الصحابة الحديثي العهد بالإيمان: قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين ربنا؟ فنزلت الآية. والمعنى وإذا سألك عبادي عن مكاني، فإن متعال عن المكان متنزه عنه، ولكني قريب إلى كل شيء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال يهود المدينة: يا محمد كيف سمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء خمسمائة عام، وأن غلظ كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت الآية. والروايتان السابقتان أولى، لأن إضافة العباد إلى نفسه مع قوله: {إِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ} الآية. تدل على اللطف والرحمة، ولا يناسبها هؤلاء الكفرة المغضوب عليهم. ثم يقول: "وإن قلت: ما معنى قربه تعالى؟ قلت: ذلك كناية أريد فيها لازم المعنى، ومحال إرادة المعنى، لأنه تعالى لا يوصف بالحلول ولا بالاحتواء، ولا بالتحيز والقرب الحقيقي متضمن لذلك كله، فليس مرادًا، لكن المراد لازمه في الجملة، وهو العلم بحال العبد، وقوله وفعله. وإن شئت فمجاز مرسل، عبر بالقرب وأراد لازمه ومسببه وهما العلم بالمقروب إليه، فإن شئت فاستعارة تمثيلية تبعية شبه كمال علمه بحال العبد، وقوله وفعله بحال من قرب مكانه من شيء، فعلم به وما يتصف به". ويذكر في ص (160) في معنى إتيان الله سبحانه وتعالى: {إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}: على حذف مضاف أي أمر لله، بدليل قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} أو بأس الله كقوله سبحانه: {جَاءَهُمْ بَأْسُنَا}، أو على حذف المتعلق، أي إلا أن يأتيهم الله بأمره، كما ورد ما يقرب منه في آية أخرى، أو ببأسه كما يدل له: {عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، فإن العزة في حكمه تناسب البأس الذي لا يطاق، وهي صفة قهر، والعزة بلا حكمة قد تضع حيالها وعدتها، وهذا في الجملة، والله منزه عن الحيلة، وهذه الباء المقدرة للتعدية كهمزة التصيير، أي إلا أن يصير الله أمره أو بأسه آتيًا، والمعنى في ذلك كله واحد، ولا بد من المصير إليه، لأن الله تعالى منزه عن الحركة والسكون، لأنهما يستلزمان الحد والتحيز والجهات والتركب والعجز والحدوث وغير ذلك من صفات الخلق، هذا مذهبنا ومذهب المعتزلة والمحققين من الشافعية كالقاضي، وفي سبيل ذلك أن نقدر أن

يأتيهم قهر الله أو عذابه، فإن ذلك من أمره، أو نجعل في بمعنى الباء، أي أن يأتيهم الله بظلل من الغمام، أي أن يصير الله ظلل الغمام آتية إياهم. والحاصل أن مذهبنا ومذهب هؤلاء: تأويل الآية عن ظاهرها إلى ما يجوز وصف الله به، وذلك مذهب المتكلمين، وحكمة حذف المضاف أو ذلك المتعلق: التهويل عليهم، إذ لو ذكرك أن أسهل عليهم ألا تراهم لتكذيبهم يقولون: {فاتنا بعذاب أليم}، {فَأَمْطِرْ عَلَينَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَو ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ونحو ذلك، وحكمة إتيان العذاب في الغمام، والإتيان بالغمام للعذاب، أن الغمام مظنة العذاب، ومنه ينزل المطر، وإذا جاء العذاب من حيث لا يتوقع لا يسمى من حيث ترخى المنفعة كان أعظم على النفس لبعده عن وهمها، ولذلك اشتد على المتفكرين في كتاب الله عزَّ وجلَّ قوله: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}، وزعم الكلبي وسفيان بن عيينة في ذلك ومثله أنه لا يفسر، بل يوكل إلى الله، وقال الزهري والأوزاعي، ومالك، وابن المبارك، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه: يقرأ ويفسر على ظاهره، بلا كيف ولا تشبيه حتى قال قائلهم: عقدتنا أن ليس مثل صفاته ... ولا ذاته شيء عقيدة صائب نسلم آيات الصفات بأسرها ... وإخبارها للظاهر المتقارب ونويس عنها كنه فهم عقولنا ... وتأويلنا فعل اللبيب المغالب ونركب للتسليم سفنا فإنها ... لتسليم دين المرء خير المراكب وكلا القولين خطأ أما قول الكلبي وابن عيينة فلأنه جمود عن الحق مع ظهوره. لأنا إذا أولناه بما ذكرنا فقد وافقنا سائر الآيات والأحاديث الناهية عن التشبيه، ومعنى ذلك التأويل في نفسه مجمع عليه لا مخالف في ذاته، وإنما خالف من خالف في تأويل الآية به، وإذا كان ذلك المعنى مجمعًا عليه فأي مانع من تفسير الآية به، وأما قول الزهريّ ومن معه فلزم عليه إذ فسره بظاهره الوقوع فيما فروا منه من التشبيه، ولم يغن عنهم قولهم بلا تكييف ولا تشبيه، وزعم الطبري - قبّحه الله (¬1) - بسنده المتصل عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من الغمام طاقات يأتي الله -عزَّ وجلَّ- فيها محفوفًا، وذلك {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} ". ويذكر في ص (356) في معنى الكرسي: " {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: هو جسم عظيم محيط بالسماوات والأرض أمام العرش، لقوله - صلى الله عليه وسلم - "ما السماوات السبع والأرضون السبع مع الكرسي إلا كحلقة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة" ومعنى إحاطته بالسماوات والأرض أنه أوسع منهن، فإنه أمام العرش دون العرش فوق ¬

_ (¬1) ما هكذا ينبغي أن يخاطب علماء السلف، ولكن التعصب المذهبي جعل صاحب الترجمة يتفوه بذلك، وليته التزم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن بالطعّان ولا باللعّان، ولا بالفاحش البذيء" أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

السماوات السبع، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس"، رواه ابن عباس، وذكروا أن كل قائمة من قوائم الكرسي طولها مثل السماوات والأرض، وأن الكرسي تحملُه أربعة أملاك، لكل ملك أربعة أوجه وأقدامهم على الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى، ملك على صورة آدم يسأل الرزق والمطر لبني آدم من السنة إلى السنة، وملك على صورة الثور يسأل الرزق للأنعام من السنة إلى السنة، وملك على صورة الأسد يسأل الرزق للوحوش من السنة إلى السنة، وملك على صورة النسر، وهو يسأل الرزق للطير من السنة إلى السنة، وأن بين حملة الكرسي وحملة العرش سبعين حجابًا من ظُلمة، وسبعين حجابًا من نور، غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام، ولولا ذلك لاحترقت حملة الكرسي من نور حملة العرش، وقال السدي: الكرسي تحت الأرض، والصحيح الأول وعليه فقيل يمكن أن يكون هو فلك البروج. وقال الحسن: الكرسي هو العرش، لأن السرير يوصف بأنه عرش، وبأنه كرسي، لأن كلا منهما يتمكن عليه المخلوق ولا يوصف الله بالقعود ولا بالقيام ولا بالتحيز، ولكن العرش والكرسي خلقان من مخلوقاته، كما خلق السماوات والأرض لحكمة، والكرسي في الأصل اسم لما يقعد عليه الإنسان ولا يفضل عن مقعدته، وكأنه منسوب في الأصل إلى الكرسي بكسر الكاف، وهو الأبوال والأبعار المتلبد بعضها على بعض، وقد قيل: إن كراسة الكتاب سميت لتركب بعض أوراقها على بعض، وقال ابن عباس: كرسيه تعالى علمه، كما يطلق على كرسي العالم على علمه تسمية لصفة العالم باسم مكانه الذي هو الكرسي، أو تشبيها للعلم بالكرسي، من حيث إن كل واحد منهما أمر يعتمد عليه، وقيل كرسيه ملكه، لأن الملك يجلس على الكرسي، فيسمى الملك بالضم باسم مكان الملك بفتحها، لأن الكرسي محل الملك، فيكون محلًا لملكه، وفي الميم قبل الكرسي هو الاسم الأعظم، لأن العالم يعتمد عليه، وقد قيل: وقد سميت كراسة الكتاب لما فيها من العلم، وهذا يناسب القول الأخير والقول بأن كرسيه علمه، وقيل قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} تمثيل لعظمته تعالى، وليس المراد الجسم المذكور في الأحاديث، وفيه خروج عن الظاهر، ووجهه أنه تعالى خاطب الخلق بما يعرفون في ملوكهم، كما جعل الكعبة بيتًا يطوف الناس حوله، كما يطوف بيوت ملوكهم، وأمر الناس بزيارته كما يزور الناس بيوت ملوكهم، وذكروا أن الحجر الأسود يمين الله في أرضه، جعله موضعًا للتقبيل، كما تقبل الناس أيدي عظمائهم، وكما أثبت الميزان بمعنى تجويد الحساب وإتقانه، فكذلك أثبت العرش والكرسي" أ. هـ. قلت: وبذلك عزيزي القارئ تتبين لك عقيدته الأباضية، ويتبين لك مدى تعصبه لها، ونبزه لمن خالفه. وفاته: سنة (1332 هـ) اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تيسير التفسير" سبعة أجزاء، و "هميان الزاد إلى دار المعاد" أربعة عشر جزءًا في التفسير.

3451 - بدر الدين الحسني

3451 - بدر الدين الحسني * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني المغربي الحسني المراكشي السبتي. ولد: سنة (1267 هـ) سبع وستين ومائتين وألف. من مشايخه: عبد القادر الخطيب الدمشقي الكبير، وابنه الشيخ أبو الخير الخطيب الدمشقي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه المتصوفة في دمشق منهم أمين سويد، ومصطفى الشطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعلام دمشق: "المحدث الأكبر وشيخ الشام وإمام المسلمين في عصره ومجدد القرن الرابع عشر للهجرة فيما أعلم. ألف في بداية حياته قرابة أربعين مؤلفًا ولم يستكمل العشرين من عمره" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "محدث، مفسر، متكلم، منطقي، نحوي، رياضي، بياني، مشارك في علوم أخرى" أ. هـ. * تاريخ علماء دمشق: "ليس في دمشق عالم إلا وهو من طلابه، أو تلميذ لطلابه، وكذا في المدن السورية غالبًا فهو شيخ العلماء بلا منازع. كان مهتمًا بعلم الحديث فحفظ الصحيحين مع أسانيدهما، وقيل حفظ كتب الحديث الستة مع المتون الشعرية المختلفة. وكان ورعًا شديد الورع لا يفتي أحدًا بحكم فقهي في المعاملات الخاصة إلا فيما ندر، ولا يرى لنفسه فضلًا على أحد في علم أو خلق، إبتعد عن الوظائف والمناصب والجاه، وكان كريمًا يبالغ في إكرام ضيفه وكان يصل الأرحام، يغار على العالم الإسلامي فيكتب إلى الملوك والأمراء يحثهم على العدل وإقامة الحق يحذرهم العاقبة وإثم الحزن على المسلمين يتأثر لما أصابهم من تهاون في أمر دينهم، كان عارفًا بالله متذوقًا للنفحات الصوفية، يغوص على مكنونات علم التصوف بدقة، وكان له دروس خاصة وعامة والدروس الخاصة متنوعة ما بين حديث وتفسير ومصطلح وأصول وتوحيد ومنطق وعربية وغيرها ومن الكتب الكثيرة التي أقرأها: كتب الحديث الستة وشروحها، كنز العمال، شرح نخبة الفكر، تفسير النيسابوري، إحياء علوم الدين، العقائد النسفية" أ. هـ. وفاته: سنة (1354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير الجلالين"، و"معرب القرآن"، و"شرح على شذور الذهب"، نحو "وشرح على قطر الندى" نحو. 3452 - أبو بكر الأزرق * المقرئ: محمّد بن يونس بن عبد الله، أبو بكر ¬

_ * أعلام دمشق (243)، تاريخ علماء دمشق (1/ 473)، حلية البشر (1/ 362)، الأعلام (7/ 157)، معجم المطبوعات لسركيس (608)، معجم المؤلفين (3/ 709)، "عالم الأمة" لمحمد رياض المالح. * تاريخ بغداد (3/ 446)، معرفة القراء (1/ 284)، غاية النهاية (2/ 289).

3453 - ابن عابدين

الأزرق، الحضرمي البغدادي، المطرز. من مشايخه: أحمد بن عبيد الله النرسي وأبو بكر بن أبي الدنيا وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر بن الشارب ومنصور بن محمد الحذاء وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "كان جليلًا في القراء ثقة" أ. هـ. * معرفة القراء: "قال الداني: مقرئ متصدر مشهور" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مشهور حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة. 3453 - ابن عابدين * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم عابدين الدمشقي. ولد: سنة (1198 هـ)، ثمان وتسعين ومائة وألف. من مشايخه: الشيخ سعيد الحموي وغيره. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "هو الشيخ الإمام العالم العلامة، والجهبذ الفهامة، قطب الديار الدمشقية، المفسر، المحدث، الفقيه، النحوي، اللغوي، البياني العروضي الذكي النبيه الدمشقي الأصل والمولد، إمام الحنفية في عصره. كان شافعيًّا وتحول إلى حنفي، قرأ الفرائض والحساب حتى مهر في فن ملحة الأصول والحديث والتفسير والتصوف والمعقول" أ. هـ. قلت: وقد ذكر صاحب كتاب "كتب حذر منها العلماء" لمصنفه مشهور حسن سلمان قوله في الكتب التي تكلمت على دعوة وشخص شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: "ومما ينبغي أن ينبه عليه هنا أمور هي: ... وقع في بطون كثير من الكتب طعن ولمز بدعوة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب مثل (حاشية ابن عابدين) و (حاشية الصاوي على الجلالين)، و (فيض الباري على صحيح البخاري) للكشميري وغيرهما فكن على حذر من ذلك" أ. هـ. والجدير بالذكر إن صاحب كتاب "جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية الشمس الأفغاني، قد ذكر صاحب الترجمة (ابن عابدين) في جهود علماء الحنفية في بيان أن الشرك بعبادة القبور وأهلها قد طم البلاد وعم العباد من هذه الأمة إلا من شاء الله تعالى من أهل التوحيد، وبين الشمس الأفغاني نصوصًا لعلماء الحنفية التي تكذب القبورية، وتثبت وجود الشرك فيهم بأوسع ما يكون، وأن القبورية اتبعوا بسنن اليهود والنصاري والمشركين .. ثم جاء يقول الإمام قاسم بن قطلوبغا وأتبعه بكلام علماء آخرين من ضمنهم (ابن عابدين)، مبينًا أحوال القبورية في عصورهم وعبادتهم لغير الله بالنذور ¬

_ * حلية البشر (3/ 1230)، منتخبات التواريخ (2/ 680)، روض البشر (220)، إيضاح المكنون (1/ 1807)، هدية العارفين (2/ 367)، فهرس الفهارس (2/ 216)، معجم المطبوعات لسركيس (150)، الأعلام (6/ 42)، معجم المؤلفين (3/ 145)، كتب حذر منها العلماء (1/ 280)، جهود علماء الحنفية (1/ 448).

والنداء والاستغاثة وغيرها من أنواع العبادة. ثم ذكر الشمس الأفغاني قول ابن قطلوبغا: في أن النذر الذي ينذره أكثر العوام -على ما هو مشاهد- كأن يكون لأنسان غائب -أو مريض أوله حاجة ضرورية. فهذا النذر باطل بالإجماع .. وزاد ابن عابدين: (ولا سيما في مولد السيد أحمد البدوي) كما في حاشية (2/ 467) (¬1) هكذا نقلناه عن الشمس الإفغاني بتصرف مختصر. قلت: ولكن لو رجعنا إلى قصيدته مثلًا التي تناولنا قسمًا منها عن كتاب "حلية البشر" التي أرسلها إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم" لوجدنا استغاثته نفسه برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما في البيت: قرعت بابك أرجو الله يرحمني ... فأنت غوث الندى حصن لمعتصم وما بعدها من الأبيات، وهو في هذا يتوسل ويستغيث بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ولعله يرجو ذلك عنده، ولا يرجوه ولا يوافق عند غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو في ذلك سواء قد تكلم حول هذا التوسل في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزيارة المسجد النبوي الشريف، وقبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ومن بعده الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، ولعل هذه هي أحد الأمور التي جعلت من ابن عابدين يطعن ويلمز الشيخ محمّد بن عبد الوهاب. وما زال أصحاب القبور، والدعوى إلى الإستغاثة عندها والتوسل بأصحابها، وخاصة قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حرب مع هذه الدعوى، ولعل الشيعة والصوفية في وقتنا هذا هم أوائل الناس بذلك، ولا أعلم كيف لم ينبه الشمس الأفغاني حول هذا الموضوع في ترجمة ابن عابدين عنده في "جهود علماء الحنفية" في موضعه السابق .. والله الموفق لخير السبيل. ثم نذكر أن ابن عابدين من الصوفية على الطريقة النقشبندية، وذلك من خلال "مجموعة رسائله" (¬2) التي نذكر منها مقاطعًا في تعريفه لبعض مصطلحات الصوفية. ضمن رسالته الموسومة "إجابة الغوث ببيان حال النقبا والنجبا والأبدال والأوتاد والغوث". قال في الأقطاب (ص 264): "جمع قطب وزان قفل وهو في اصطلاحهم الخليفة الباطن وهو سيد أهل زمانه سمى قطبا لجمعه لجميع المقامات والأحوال ودورانها عليه مأخوذ من قطب الرحى الحديدة التي تدور عليها، وفي شرح تائية سيدي الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض لسيدي الشيخ عبد الرزاق القاشاني القطب في اصطلاح القوم أكمل إنسان متمكن في مقام الفردية تدور عليه أحوال الخلق وهو أما قطب بالنسبة إلى ما في عالم الغيب والشهادة من المخلوقات ولا يستخلف بدلًا عنه عند موته الأبدال ولا يقوم مقامه أحد من الخلائق وهو قطب الأقطاب المتعاقبة في عالم الشهادة لا يسبقه قطب ولا يخلفه آخر وهو الروح المصطفوى ¬

_ (¬1) حاشية ابن عابدين (رد المحتار على درر المختار)، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي- ط / 3، لسنة (1404 هـ-1984 م). (¬2) "مجموع رسائل ابن عابدين".

صلى الله عليه وسلم المخاطب بقول لولاك لما خلقت الأفلاك انتهى يعني لا يخلقه غيره في هذا المقام الكامل وإن خلقه فيما دونه كالخلفاء الراشدين وفي بعض كتب العارف بالله تعالى سيدى محيي الدين بن عربي قال أعلم أنهم قد يتوسعون في إطلاق لفظ القطب فيسمون كل من دار عليه مقام من المقامات قطبًا وانفرد به في زمانه على أبناء جنسه وقد يسمى رجل البلد قطب ذلك البلد وشيخ الجماعة قطب تلك الجماعة ولكن الأقطاب المصطلح على أن يكون لهم هذا الإسم مطلقًا من غير إضافة لا يكون إلا واحد وهو الغوث أيضًا وهو سيد الجماعة في زمانه ومنهم من يكون ظاهر الحكم ويحوز الخلافة الظاهرة كما حاز الخلافة الباطنة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم". وقال في الأبدال (ص 26): "جمع بدل سموا بذلك لما سيأتي في الحديث كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا أو لأنهم أبدلوا أخلاقهم السيئة ورضوا أنفسهم حتى صارت محاسن أخلاقهم حلية أعمالهم أو لأنهم خلف عن الأنبياء كما سيأتي في كلام أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أو لما نقله الشهاب المنبنى عن العارف ابن عربي قال وإذا رحل البدل عن موضع ترك بدله فيه حقيقة روحانية تجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه هذا الولي فإن ظهر شوق من أناس ذلك الموطن شديد لهذا الشخص تجددت لهم تلك الحقيقة الروحانية التي تركها بدله فكلمتهم وكلموها وهو غائب عنها وقد يكون هذا من غير البدل لكن الفرق أن البدل يرحل ويعلم أنه ترك غير وغيره البدل لا يعرف ذلك وإن تركه انتهى وفي شرح الثانية للقاشاني المراد بالأبدال طائفة من أهل المحبة والكشف والمشاهدة والحضور يدعون الناس إلى التوحيد والإسلام لله تعالى بوجودهم العباد والبلاد ويدفع عن الناس بهم البلاء والفساد كما جاء في الحديث النبوي حكاية عن الله تعالى أنه قال (إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بي جعلت همه ولذته في ذكري فإذا جعلت همه ولذته في ذكري عشقني وعشقته ورفعت الحجاب فيما بيني وبينه لا يسهو إذا سهى الناس أولئك كلامهم كلام الأنبياء وأولئك هم الأبدال حقا أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبةً أو عذابًا ذكرتهم فيه فصرفته بهم عنهم) والأبدال أربعون رجلا لكل واحد منهم درجة مخصوصة ينطبق أول درجاتهم على آخر درجات الصالحين وآخرها على أول درجة القطب كلما مات واحد منهم أبدل الله تعالى مكانه أحدًا يدانيه ممن تحته ... ". وقد نقل كلامًا عن ابن عربي وفوائد عنه في حلية الأبدال وغير ذلك. وقال في (الأوتاد) (ص 268): "قال العارف ابن عربي في بعض مؤلفاته وهؤلاء قد يعبر عنهم بالجبال كقوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَال أَوْتَادًا} لأن حكم هؤلاء في العالم حكم الجبال في الأرض فإنه بالجبال يسكن ميل الأرض قال الشهاب المنيني عن المناوي الأوتاد أربعة في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون أحدهم يحفظ الله تعالى به المشرق والآخر المغرب والآخر الجنوب والآخر الشمال،

قال ابن عربي ولكل وتد من الأوتاد الأربعة ركن من أركان البيت ويكون على قلب نبي من الأنبياء فالذي على قلب آدم له الركن الشامي والذي على قلب إبراهيم له العراقي والذي على قلب عيسى له اليماني والذي على قلب محمّد صلى الله تعالى عليه وسلم له ركن الحجر الأسود وهو لنا بحمد الله تعالى انتهى والنجباء جمع نجيب وقد يقال فيه أنجاب على غير القياس لمزاوجه الأبدال والأقطاب والجمع المقيس نجباء مثل كريم وكرماء قال سيدى العارف ابن عربي في بعض مؤلفاته معزيا الفتوحات ومن الأولياء النجباء وهم ثمانية في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون وهم أهل علم الصفات الثمانية السبعة المشهورة والأدراك الثامن ومقامهم الكرسي لا يتعدون ولهم القدم الراسخ في علم تسيير الكواكب من جهة الكشف والاطلاع من جهة الطريقة المعلومة عند العلماء بهذا الشأن انتهى". وتكلم أيضًا في (النقبا) و (الإفراد) و (النجبا) وغيرها من ما جعله الصوفية في معتقداتهم وأحوالهم التعبدية والبدعية، ولعل ما نقلناه يدل القارئ على نقل ابن عابدين لكلام منحرفي الصوفية وزندقتهم وإلحادهم كابن عربي وابن الفارض وغيرهما. ثم ننقل رسالة أخرى من مجموعته هذه اسمها (سل الحسام الهندي لنصرة مولانا خالد النقشبندي) (ص 284) قال فيها مادحًا خالد النقشبندي: "أدام الله ظل فيوضاته وإحسانه على رؤوس الطالبين إلى يوم القيامة آمين بأنه أعلم من رأيته وأتقى وأورع وأكرم وأزهد من في الأرض في هذا العصر وأقومهم على الشريعة الغراء، والسنة النبوية الزهراء، والأخلاق الكريمة المحمدية العليا، وناهج مناهج جادة الطريقة العلية النفشبندية كثر الله تعالى أهاليها، وقدّس أسرار مواليها، وممهد مسلك السلف الصالحين من العلماء والأولياء والأتقياء، وكذا أتباعه على هديه وسيرته الشريفة الطاهرة الأسنى، وكذلك أشهد الله تعالى وأشهدكم بأني متبرئ ممن توهم السحر أو الكفر أو الفسق أو البدعة فضلًا عن الاعتقاد في حقه أو حق أتباعه الأمجاد، والعياذ بالله تعالى من كل ذلك ومتبرئ ممن يعتقد فيه هذا الاعتقاد، في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد لا سيما من المنكر المطرود الذي اسمه عبد الوهاب نسأل الله تعالى أن يتوب عليه ويهديه إلى الصواب". انظر إلى قوله: " .. متبري ممن يعتقد فيه .. إلى قوله: لا سيما من المنكر المطرود الذي اسمه عبد الوهاب؟ وتكلم في من تكلم في خالد هذا الذي هو عمدة مشايخه في طريقة الصوفية ولعل المراجع لهذه الرسالة يجد ما يصبو إليه القاري من ميل وانحراف وتعصب نحو معتقده الصوفي، ومذهبه الحنفي في معاملاته وفقه. والله نسأل العفو والعافية. وفاته: سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. من مصنفاته: "منحة الخالق على البحر الرائق"، وحواشي على القاضي البيضاوي التزم أن لا يذكر فيها شيئًا ذكره المفسرون، وله قصيدة

3454 - الخربوطلي

في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحاشية "رد المحتار، على الدر المختار"، وغير ذلك. 3454 - الخربوطلي * المقرئ: محمّد أمين بن محمّد بن علي الخربوطلي. ولد: سنة (1276 هـ) ست وسبعين ومائتين وألف. من مشايخه: بدر الدين الحسني، ولازم الشيخ مصطفى كمال الشريف الشاذلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "فقيه أصولي صوفي. مال بالكلية إلى التصوف. كان يغلب على المترجم التواضع والفقر، وهو آية في الذكاء والنجابة يواظب على إمامة الحنفية في جامع الشيخ محيي الدين بن عربي بالصالحية، وكان يصعد إلى منارة الجامع قبل الفجر بساعات وينشد بصوت حنون فيصحو الناس مبكرين لسماع صوته الذي قيل إنه كان يُسمع من كان بعيدًا جدًّا، ويعد معاصروه هذا من كراماته. كان قليل المخالطة للناس لا يفتر لسانه عن التلاوة والذكر والمدائح. توفي وصلي عليه في جامع الشيخ محيي الدين وكانت وصيته أن يدفن بتربة الشيخ محيي الدين، لكن مديرية الأوقاف عارضت وأغلقت المقام وحملت جنازته فلم تسرِ وتوجهت إلى المقام فحصل اضطراب .. فاقترح أحد الصلحاء الموجودين أن يوجه التابوت إلى حيث أوصى المترجم فإن كان الشيخ محيي الدين يريده فتح له الباب، ففتح ودفن بحواره" أ. هـ. وفاته: سنة (1356 هـ) ست وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تعليقات نحوية لقارئ القرآن"، و "إتحاف الناظر بما يكفيه من أحكام الترتيل الفاخر" وهي رسالة في التجويد التقطها من عدة كتب مشهورة. 3455 - المُدوِّس * النحوي: محمّد أمين بن محمد صالح البغدادي، الشهير بالمدرس. ولد: سنة (1174 هـ) أربع وسبعين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "عارف بالحديث، عالم بالعربية" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فاضل، مشارك في النحو والتصريف وغيرهما" أ. هـ. وفاته: سنة (1236 هـ) ست وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "النخبة" في حل مشكلات صحيح البخاري، و"شرح ألفية السيوطي" في النحو، و"شرح شواهد شرح القطر". ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (1/ 509). * الأعلام (6/ 42)، معجم المؤلفين (3/ 147).

3456 - الشنقيطي

3456 - الشنقيطي * المفسر: محمّد الأمين بن محمّد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي. ولد: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف، وقيل: (1325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * معجم المؤلفين: "مفسر، مدرس من علماء شنقيط" أ. هـ. * نشر الرياحين: "كان يتولى مهمة التدريس في الحرم النبوي الشريف في التفسير وكان عضوًا في هيئة كبار العلماء وغيرها من المناصب" أ. هـ. * المفسرون بين التأويل والإثبات: "الشيخ محمّد الأمين الشنقيطي من العلماء الأفاضل الذين منّ الله عليهم بالدخول في الاعتقاد السلفي ونصرته بقلمه البارع خلاف ما عليه أبناء جلدته في تعصبهم للعقيدة الأشعرية والتعصب المذهبي الممقوت، فقد بحث رحمه الله عند قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بحثًا طويلًا في مسألة الصفات عمومًا وعقد مقارنة جيدة بين صفات الخالق والمخلوق وما بينهما من الفرق وأن كل واحد من الخالق والمخلوق له صفة تليق به، فالخالق له صفات تليق بجلاله وعظمته وكماله، والمخلوق له صفات تليق بضعفه وعجزه وكمال نقصانه، ناقلًا ذلك من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وبين فساد التقسيم الأشعري الذي قعده متأخرو مدعي الأشعرية للصفات من سلبية ونفسية، ومعنوية ومعاني فرحمة الله عليه رحمة واسعة وهذا مطلع البحث؛ هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات الصفات كقوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ} ونحو ذلك أشكلت على كثير من الناس إشكالًا ضل بسببه خلق لا يحصى كثرة فصار قوم إلى التعطيل وقوم إلى التشبيه سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا عن ذلك كله، والله جل وعلا أوضح هذا غاية الإيضاح ولم يترك فيه أي لبس ولا إشكال، وحاصل تحرير ذلك أنه جلّ وعلا بين أن الحق في آية الصفات متركب من أمرين: أحدهما: تنزيه الله جلّ وعلا من مشابهة الحوادث في صفاتهم سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. والثاني: الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنه لا يصفُ الله أعلم بالله من الله {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}، ولا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى} فمن نفى عن الله وصفًا أثبته لنفسه في كتابه العزيز أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - زاعمًا أن ذلك الوصف يلزمه ما لا يليق الله جل وعلا فقد جعل نفسه أعلم من الله ورسوله بما يليق بالله جلّ وعلا سبحانك هذا بهتان عظيم. ومن اعتقد أن وصف الله يشابه صفات الخلق ¬

_ * مشاهير علماء نجد (517)، نشر الرياحين (2/ 705)، الأعلام (6/ 45)، معجم المؤلفين (3/ 146)، "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" -عالم الكتب- بيروت، المفسرون بين التأويل والإثبات (1/ 275).

3457 - التواتي

فهو مشبه ملحد ضال ومن أثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق فهو مؤمن جامع بين الإيمان بصفات الكمال والجلال والتنزيه عن مشابهة الخلق سالم من ورثة التشبيه، والتعطيل. والآية التي أوضح الله بها هذا هي قوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. فنفى عن نفسه جل وعلا مماثلة الحوادث بقوله: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} وأثبت لنفسه صفات الكمال والجلال بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فصرح في هذه الآية الكريمة بنفي المماثلة مع الاتصاف بصفات الكمال والجلال، والظاهر أن السر في تعبيره بقوله وهو السميع البصير دون أن يقول مثلًا وهو العلي العظيم أو نحو ذلك من الصفات الجامعة أن السمع والبصر يتصف بهما جميع الحيوانات فبين أن الله متصف بهما، ولكن وصفه بهما على أساس نفي المماثلة بين وصفه تعالى وبين صفات خلقه ولذا جاء بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} بعد قوله: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ففي هذه الآية الكريمة إيضاح الحق في آيات الصفات لا لبس معه ولا شبهة ألبتة. وسنوضح إن شاء الله هذه المسألة إيضاحًا تامًّا بحسب طاقتنا وبالله جل وعلا التوفيق ثم ذكر رحمه الله بقية البحث فأفاد وأجاد. فرحمة الله عليه رحمة واسعة ولإخواننا المسلمين والمسلمات ولمن أسدى خيرًا ونفى باطلًا ألحقه أعداءُ الإسلام بديننا الحنيف. (¬1) صفة الوجه: أثبت الشيخ الأمين صفة الوجه على مذهب السلف الصالح فقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} والوجه صفة من صفات الله العلي وصف بها نفسه فعلينا أن نصدق ربنا ونؤمن بما وصف به نفسه مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق (¬2) أ. هـ. قلت: وهكذا ختم المغراوي بحثه عن معتقد الشنقيطي بصفة الوجه فقط، ولعل ما ذكره في بدأ كلامه على معتقد الشنقيطي يكفي لبيانه ... والله تعالى الموفق. وفاته: سنة (1393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أضواء البيان في تفسير القرآن"، و"منع جواز المجاز"، و"ألفية في المنطق". 3457 - التواتي * المقرئ: محمّد البشير بن محمد الطاهر بن محمّد السعيد الشريف البجائي الأصل التونسي التواتي (¬3). ¬

_ (¬1) أضواء البيان (2/ 272 - 273). (¬2) نفس المرجع (7/ 75). * هدية العارفين (2/ 393)، إيضاح المكنون (2/ 437)، الأعلام (6/ 53)، معجم المطبوعات (646)، تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 252)، معجم المؤلفين (3/ 162)، مشاهير التونسيين (334)، فهرس الفهارس (1/ 165)، شجرة النور (415). (¬3) قلت: أشار صاحب الأعلام إلى أن المترجم له يبدو أنه كان يُدعى "الطيب" أيضًا ونسب إليه كتابان غير التي ذكرناها. انتهى.

3458 - البيطار

من مشايخه: الشيخ محمّد بن إدريس وأبو الفلاح صالح النيفر وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن بالوشة والشيخ محمّد المولدي بن عاشور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * فهرس الفهارس: "شيخ القراء بالديار التونسية العالم الصالح" أ. هـ. * شجرة النور: "الفقيه الموثق الفرضي المدقق المشارك المحقق مع فضل ودين متين .. " أ. هـ. * الأعلام: "شيخ القراء بالديار التونسية .. اشتهر بالتواتي ولم تكن له علاقة بتوات، وإنما نسب إلى رجل صالح من أهلها اتصل به وأخذ عنه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "ثبت" اشتمل على أسانيده في القراءات، و"مجموع الإفادة في علم الشهادة" في التوثيق. 3458 - البيطار * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد بهجة بن محمّد، بهاء الدين بن عبد الغني بن حسن بن إبراهيم الشهير بالبيطار. ولد: سنة (1311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. من مشايخه: عبد الرزاق البيطار، جمال الدين القاسمي وغيرهما. من تلامذته: درّس مادتي التفسير والحديث في كلية الآداب بالجامعة السورية. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء دمشق: "عُرف بأخلاق رصينة من سماحة في الأخذ والعطاء، وطهارة في القلب تقبض القلب وتعقل اللسان، عالم يزين علمه بالعمل، ويحمله بنشره بين الناس" أ. هـ. * أعلام دمشق: "عالم فقيه أديب مؤرخ، أثري واسع الاطلاع، مصلح تلقى مبادئ علوم الدين واللغة على والده" أ. هـ. * حلية البشر (المقدمة): بقلم محمد بهجة البيطار: "أرخ الأستاذ المؤلف لكثير ممن ليس لهم آثار تذكر، كترجمته لبعض أهل الطرق المعروفة، ونقله بعض ما يأثرونه من حكايات غريبة أو أمور مبتدعة ليست في كتاب ولا سنة؛ وإنما جرى في ما يحكيه العصر الأول الذي نشأ فيه، وقد سبقه إلى مثله المؤرخون كالأمين المحبي في أعيان القرن الحادي عشر، والسيد المرادي في أعيان القرن الثاني عشر" أ. هـ. * قلت: قد لاحظنا من خلال مقدمته لكتاب "حلية البشر" كيف ينتقد أصحاب الطرق الصوفية وسمى الحكايات التي ترد عنهم بأنها غريبة ومبتدعة. قلت: وله مؤلفات في الرد على الشيعة الإمامية وبيان معتقداتهم وتفنيد آرائهم وخاصة فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ومن هذه الكتب (الإسلام والصحابة الكرام بين السنة ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (2/ 918)، أعلام دمشق (248)، معجم المؤلفين (3/ 172)، مقدمة كتاب حلية البشر (1/ 3).

3459 - ممتاز العلماء

والشيعة)، وله مؤلفات في الرد على من طعن في الإمام محمّد بن عبد الوهاب منها "نظرة في النفحة التركية" وغير ذلك. والله تعالى الموفق. وفاته: سنة (1396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة وألف. 3459 - ممتاز العلماء * النحوي، اللغوي، المفسر: محمّد تقي بن حسين بن دلدار علي النقوي الهندي النصير أبادي. ولد: سنة (1234 هـ) أربع وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، وعمه سلطان العلماء السيد محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعلام الشيعة: "مؤسس النهضة العلمية في لكنهو وقد أصبحت بفضل جهوده اليوم من العواصم العلمية للشيعة .. " أ. هـ. * أعيان الشيعة: "كان عالمًا فقيهًا، أصوليًا متكلمًا أديبًا مفسرًا نحويًّا حكيمًا" أ. هـ. * الأعلام: "من مجتهدي الإمامية. من أهل لكهنو" أ. هـ. وفاته: سنة (1289 هـ) تسع وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "ينابيع الأنوار" تفسير "إرشاد المبتدئين" فقه، و"العباب" نحو و"ظهير الشيعة في أحكام الشريعة". 3460 - محمّد جعفر * المفسر: محمّد جعفر بن ملا عبد الصاحب الخُشني دّواني. كلام العلماء فيه: * أعلام الشيعة: "عالم متبحر ومفسر بارع له تفسير (أحسن التفاسير) فارسي شرع فيه سنة (1288 هـ) واقتصر على روايات أهل البيت (عليهم السلام) مفصلًا، وعدل عنه في الأثناء فكتب تفسيرًا وترجمة مختصرة للقرآن بالفارسية" أ. هـ. * معجم مصنفات القرآن الكريم، ذاكرًا تفسيره: "وهو تفسير على أساس روايات أئمة الشيعة انتهى منه سنة (1290 هـ") أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (1290 هـ) تسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "أحسن التفاسير" وهو بالفارسية. 3461 - البلاغي * المفسر: محمّد (¬1) جواد بن حسن بن طالب بن ¬

_ * أعلام الشيعة (2/ 211)، أعيان الشيعة (44/ 119)، الأعلام (6/ 63)، معجم المؤلفين (3/ 179). * معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 106)، أعلام الشيعة (القسم الثاني من الجزء الأول) وهو نقباء البشر (1/ 261). * أعلام العراق الحديث (1/ 232)، أعيان الشيعة (17/ 43)، الأعلام (6/ 74)، معجم المؤلفين (3/ 201)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 123)، "آلاء الرحمن في تفسير القرآن" الجزء (1، 2) الطبعة (2) المكتبة الوجداني- قسم، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 102). (¬1) وقد قيل أن اسمه جواد بن حسن.

عباس البلاغي النجفي الربعي. ولد: سنة (1282 هـ)، وقيل: (1285 هـ). اثنتين وثمانين، وقيل: خمس وثمانين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: * أعلام العراق الحديث: "ولد بالنجف ونشأ فيها، وهو مؤلف كبير وشاعر مجيد، ومن أشهر مشاهير عصره .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، مجتهد، متكلم، مفسر، أديب، ناظم، فلكي، عارف بالعبرانية والفارسية والإنكليزية" أ. هـ. * الأعلام: "باحث إمامي، من علماء النجف" أ. هـ. * أعلام العراق الحديث: "لقد مارس النظم منذ الصبا حتى أواخر حياته حيث صار يودعه الكثير من آرائه الدينية" أ. هـ. * قلت: ذكره صاحب "أعيان الشيعة" وبالغ في مدحه حتى جعله من أعيان الشيعة. قلت: من خلال اطلاعنا على تفسيره "آلاء الرحمن في تفسير القرآن" وجدنا أنه ينتصر لمذهبه الشيعي الإثنا عشري دائمًا ويرجحه على بقية أقوال المذاهب الأخرى، كما أنه يكثر من إنتقاص روايات مذاهب أهل السنة. ولا يُخفي في أثناء تفسيره من انتصار لبعض معتقداتهم كالرجعة، فيقول (1/ 80): "ويجوز أن يكون المراد يحيي بعضكم في الرجعة التي يقول بها الإمامية، ونسبت الحياة إلى النوع تجوزًا" أ. هـ. كما أنه يأخذ بالتفسير الباطني فيقول في (2/ 142) في معنى قوله تعالى: {وَآتَينَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}: "وهو سلطان الرسالة وسيطرة الدين والشريعة والطاعة المفروضة على العباد ويتبع ذلك زعامة الإمامة التي عهد الله لإبراهيم في ذريته" انتهى، كما يتضح مذهبه في الأسماء والصفات وأنه مؤول لجميعها من خلال كتابه هذا. وإليك بعض المواضع: 1 - فسر الاستواء بأنه مجاز باعتبار توجه إرادته وحكمته في خلق السماوات في العلو بعد أن خلق الأرض (1/ 81). 2 - فسر القرب باللطف والرحمة والإجابة لأنه يجل عن المكان (1/ 162). 3 - فسر الإتيان بأنه مجاز فقال: "نسبة الإتيان إلى الله مجاز أي تأتيهم آثار قدرته وعظمته وسلطانه القاهر (1/ 187). 4 - كما نقل عن الصدوق عن الصادق أن العرش هو العلم الذي أطْلَع الله عليه أنبياءه وحججه [ويقصد بالحجج الأئمة الإثنا عشر المعصومين لديهم]. والكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحد. إلى غير ذلك من الانحرافات العقدية. والله نسأل العفو والعافية. وفاته: سنة (1352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "البلاغ المبين" تفسير القرآن، وله "آلاء الرحمن في تفسير القرآن"، و "الرسالة الأولى في نقض فتوى الوهابيين بهدم القبور المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة".

3462 - الحكيم اللاذقي

3462 - الحكيم اللاذقي * النحوي: محمّد خضر بن عابدين بن عثمان بن محمد، شمس الدين، ابن أبي السرور محمد. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "الشهير بالحكيم اللاذقي: نحوي" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1290 هـ) تسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على الآجرومية". 3463 - راغب * اللغوي: محمّد راغب باشا بن محمّد شوقي الرومي القسطنطيني الحنفي. ولد: سنة (1110 هـ) عشر ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "سياسي عصامي تركي عالم بالعربية تدرج في مناصب الدولة من كاتب صغير .. إلى واليًا بمصر سنة (1159 - 1161 هـ) وفتك بالمماليك .. " أ. هـ. * معجم المطبوعات: "كان معدودًا من أفاضل العلماء جامعًا للرئاستين حاويًا للفضيلتين وله تآليف أبحاث في المعقول والمنقول والفروع والأصول" أ. هـ. وفاته: سنة (1176 هـ) ست وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "سفينة الراغب ودفينة الطالب" مجموعة أدب وأبحاث بالعربية يقال لها "سفينة العلوم"، وله "منتخبات". 3464 - محمّد رشيد رضا * المفسر: محمّد رشيد بن علي رضا بن محمّد شمس الدين بن محمّد، بهاء الدين بن ملّا علي خليفة القلموشي البغدادي الأصل، الحسيني النسب. ولد: سنة (1282 هـ) إثنتين وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد عبده، وحسين الجسر الأزهري، ومحمود نشابة وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "صاحب مجلة (المنار) وأحد رجال الإصلاح الإسلامي من الكتاب، العلماء بالحديث والأدب والتاريخ والتفسير" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "صحب عبد الغني الرافعي، فاستفاد منه في الأدب والتصوف ودخل الطريقة النقشبندية، وحبب إليه التصوف لإكثاره من مطالعة إحياء علوم الدين للغزالي، وغدا يجاهد نفسه على طريقة الصوفية بترك أطيب الطعام والتزام التقشف، ودخل فيما دخل فيه الصوفية فمارس رؤية الأرواح وإستحضارها والمكاشفات ¬

_ * الأعلام (6/ 113). * عجائب الآثار (1/ 325)، هدية العارفين (2/ 334)، معجم المطبوعات لسركيس (920)، الأعلام (6/ 123)، معجم المؤلفين (3/ 290). * الأعلام (6/ 126)، معجم المؤلفين (3/ 293)، معجم المطبوعات لسركيس (934)، المجددون في الإسلام (539)، أعلام الأدب والفن (2/ 357)، الأدب العصري (126) التفسير والمفسرون (2/ 571 - 589)، العصرانيون (6842)، المفسرون بين التأويل والإثبات (1/ 243).

والمنامات والكرامات، ولما ارتوى من كل ذلك في بلده رأى أنه مستعد للاستزادة من العلم والإختيار مما لا يجدها في وطنه فهاجر إلى مصر سنة (1315 هـ) وفيها لحق بمحمد عبده، وأنشأ مجلة المنار، جعل موضوعها الأول الإصلاح الإسلامي ونزع إلى مذهب السلف، وفي هذا الدور كان استفاد من كتبهم ونقل عنهم واهتدى بآرائهم كابن تيمية وتلميذه ابن القيم .. وكان له أنصار وخصوم، وأكبر خصومه مشايخ الأزهر" أ. هـ. * قلت: يعتبر محمد رشيد رضا من أعلام المدرسة الإصلاحية، وقد كان لهذه المدرسة منهج خاص في التفسير تكلم عنه صاحب كتاب "العصرانيون" فقال: "يحدد رجال المدرسة أن المطلوب من التفسير هو: "فهم الكتاب من حيث هو دين يرشد الناس إلى ما فيه سعادتهم في حياتهم الدنيا، وحياتهم الآخرة .. وما وراء ذلك من المباحث تابع له أو وسيلة لتحصيله". ثم يقول: "والحقيقة إن هؤلاء قد يتفقون مع منهج السلف في بعض أسس منهجهم، وقد يخالفونه، كما أنهم قد يتفقون معهم في بعضها، من ناحية تقرير الأساس والتسليم به، لكنهم يتطرفون في تطبيقه، ويتجاوزون حدود السلف فيه مما جعلهم يخلطون الصحيح بالسقيم". ثم يشرع في بيان أبرز أصولهم في التفسير وهي: 1 - القرآن هو المصدر الأول للتشريع: ماذا يعني ذلك في مفهومهم؟ هذا الأصل حق إلا أنهم يقصدون من ذلك نبذ السنّة ومن ثَم فصلها عن الشريعة، وقد تسرب هذا إليهم من بعض الفرق كالشيعة والمعتزلة والخوارج. واستغل المبشرون والمستشرقون هذا الأمر أبشع إستغلال، وربوا عليه تلاميذهم ... إن الإصلاحيين يأخذون بالقرآن، أما إذا تعارض مع الحديث حسب معطيات عقولهم فإنه يرد، ويرد عمومًا إذا تعارض مع عقولهم، من ذلك حديث سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يد يهودي، ولو كان الحديث في صحيح البخاري. 2 - المنهج العقلي في التفسير: يضخم الإصلاحيون دور العقل شأن المعتزلة، ويتخذونه حكمًا ودليلًا في أمور الدين كلها، ومنها علم التفسير، وقد وجدوا بعض التفاسير السابقة مليئًا بما يناقضه العقل من الأقوال فنقدوه وأبطلوه، ووجدوا في معظمها إيمانًا وتسليمًا بما لا يدركه العقل فأوّلوه وحرّفوه، وكان لهم صولات وجولات، كان الصواب حليفهم حينًا، وكان التحريف سبيلهم أحيانًا كثيرة. ومن نماذج تفسيرهم وتأويلهم: أن الشيخ محمّد رشيد رضا يفسر (الإمداد) في قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 5] بقوله: "إن هذا الإمداد أمر روحاني، يؤثر في القلوب فيزيد في قوتها المعنوية .. " وقال: "وظاهر نص القرآن أنه إنزال الملائكة، وإمداد المسلمين بهم فائدة معنوية، وأنهم لم يكونوا محاربين" وقال: "وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم عندما يغترون ببعض الظواهر، وببعض الروايات

الغريبة التي يردها العقل، ولا يثبتها ما له قيمة من النقل". (¬1) 3 - التقليل من شأن التفسير بالمأثور: ويشمل هذا النوع من التفسير: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بالسنة النبوية، وبأقوال الصحابة والتابعين. وقد أشاد السلف بهذا النوع من التفسير، فأفرد المحدّثون منهم، كالبخاري ومسلم وغيرهما أبوابًا للتفسير، جمعوا فيها ما صحّ عندهم من التفسير المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أما المدرسة الإصلاحية، فهم يقبلون المنهج السابق، ولكن بغير الحماس الذي يظهرونه لقبول المنهج العقلي. لهذا فهم حين يشكل عليهم حديث، لا يترددون في تأويله، فإن قبل التأويل، وإلا أبطلوه وكذبوه وطعنوا في رواته، ولو كان في الصحيحين. ويوضح هذا المنهج الشيخ محمّد رشيد رضا بقوله: "وأما الروايات المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وعلماء التابعين في التفسير، فمنها ما هو ضروري أيضًا، لأن ما صحّ من المرفوع لا يقدم عليه شيء، ويليه ما صح من علماء الصحابة، مما يتعلق بالمعاني اللغوية، أو عمل عصرهم، والصحيح من هذا وذاك قيل، وأكثر التفسير المأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس، ومسلمة أهل الكتاب". (¬2) والحق أن السيد محمّد رشيد رضا، لم يستمر في سلوكه هذا المنهج، فقد خالفه بعد موت أستاذه إذ يقول: "هذا وإني لما استقللت بالعمل بعد وفاته، خالفت منهجه رحمه الله تعالى؛ بالتوسع فيما يتعلق بالآية، من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيرًا لها أو في حكمها" (¬3). 4 - التحذير من التفسير بالإسرائيليات: المقصود بالإسرائيليات: الروايات المنسوبة إلى بني إسرائيل ومنها أيضًا ما نسب إلى النصارى وأهل الكتاب عامة، وللسلف منها موقف يتلخص في: أ - أن ما وافق شريعتنا تجوز روايته للاستشهاد، لا للاعتقاد. ب - أن ما خالف شريعتنا لا تصح روايته. جـ - أن ما ليس في شريعتنا من الأمور التي لا توافقها ولا تخالفها، فلا بأس من حكايتها من غير تصديق ولا تكذيب. إلا أن أصحاب المدرسة العقلية، شنوا حملة شعواء على الإسرائيليات وحذروا من الخوض فيها، وذموا على المفسرين السابقين تناولهم لها. وكعادتهم في مجاوزة حد الاعتدال المحمود إلى التطرف والإسراف، فإنهم تطرفوا في التحذير من هذه الإسرائيليات، وأدى بهم هذا التطرف إلى تكذيب بعضها، مع موافقتها لما صح من شريعتنا، بل ردوا بعض الأحاديث التي توافقها، وإن صحت، حتى ولو رواها البخاري ومسلم. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل تناولوا بعض ¬

_ (¬1) تفسير المنار (2/ 561) و (9/ 566). (¬2) تفسير المنار (1/ 7 - 8). (¬3) تفسير المنار (1/ 16).

الصحابة بالتجريح، وشككوا في إيمان بعض التابعين الذين شهد لهم السلف الصالح بالعدالة، وروى لهم البخاري ومسلم، ونسبوا مَنْ وثقهم من علماء الحديث إلى الغفلة. (¬1) ومن أشد رجال المدرسة العقلية حربًا للإسرائيليات ورفضًا لها، هو الأستاذ محمّد رشيد رضا، حيث يقول: "وأكثر التفسير المأثور، قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب". (¬2) وقد نسب أباطيل الروايات الإسرائيلية إلى "مقاصد كعب الأحبار وأمثاله"، وقال عن كعب أخيرًا: "كعب الأحبار الذي أجزم بكذبه، بل لا أثق بإيمانه" (¬3). وقال عن كعب ووهب بن منبه: "إن بطلي الإسرائيليات وينبوعي الخرافات، كعب الأحبار، ووهب بن منبه". (¬4) والحقيقة أن هذا تطاول، لا يعتمد إلا على الهوى، والبعد عن التقيد بالسنة، وآراء الصحابة ومن تبعهم بإحسان .. "يقول رشيد رضا ما سبق بيانه، رغم أن أبا هريرة وابن عباس رضي الله عنهما، وغيرهما من الصحابة، قد رووا عن كعب، فهل يرى هؤلاء أن الصحابة رضي الله عنهم، يروون عن كذاب وضّاع؟ ألا نقبل نقد هذا بتزكية صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم؟ 5 - إنكار التقليد والدعوة إلى فتح باب الاجتهاد: من خلال ما تقدم تبيّن لنا أن الشيخ محمّد عبده وصحبه، كانوا يعرضون عن الأدلة والروايات الصحيحة، ويتمسكون بالروايات الضعيفة، أو الموضوعة إذا وافقت هواهم، وهذا هو أسلوب المستشرقين. ثم تراهم بعد ذلك ينكرون التقليد في مجالات الفقه - خاصة - ويزعمون لأنفسهم حقًّا في الاجتهاد، ويخالفون فيه النصوص القطعية الشرعية -كما سنرى - محاولة فصل الدين عن الحياة. ولا خلاف بين العلماء يذكر، في النهي عن التقليد في جانب العقائد وبيقى أمر التقليد في الأحكام الشرعية الفقهية. وقد أباحوا الربا: ففي تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 130]. "قال السيد رشيد رضا: إن المحرم هو ما كان أضعافًا مضاعفة، وأن المراد بالربا فيها، ربا الجاهلية المعهود عند المخاطبين عند نزولها، لا مطلق المعنى اللغوي الذي هو الزيادة، فما كل ما يسمى زيادة ربا" (¬5). وهذا استجابة منه لدعوة أستاذه الذي دعا إلى إباحة الربا حفاظًا على اقتصاد البلاد حيث يقول: "إن أهل بخارى جوزوا الربا لضرورة الوقت عندهم، والمصريون قد ابتلوا بهذا فشدد الفقهاء على أغنياء البلاد، فصاروا يرون أن الدين ناقص، فاضطر الناس إلى الاستدانة من ¬

_ (¬1) تفسير المنار (1/ 8). (¬2) نفس المرجع (9/ 27). (¬3) نفس المرجع (9/ 27). (¬4) نفس المرجع (9/ 438). (¬5) تفسير المنار (4/ 123).

الأجانب بأرباح فاحشة استنزفت ثروة البلاد. 6 - موقفهم من المعجزات وأخبار الغيب: وقف الإصلاحيون من أخبار الغيب موقفًا متناقضًا غريبًا، إذ سلطوا على آيات القرآن وأخبار السنة الصحيحة التأويل أو الإنكار، إرضاءً لترهات عقولهم، ودعاوى الإفرنج وآراء المستشرقين. أما المعجزات: فهم لا ينكرون وقوعها، وإنما ينكرون حجيتها ودلالتها على الرسالة .. لأنها لا تصلح لذلك - برأيهم - ويرى السيد رشيد رضا: أنه لولا حكاية القرآن لآيات الله التي أيد بها موسى وعيسى عليهما السلام، لكان إقبال أحرار الإفرنج عليه أكثر واهتداؤهم به أسرع وأعم، لأن أساسه قد بني على العقل والعلم وموافقة الفطرة البشرية" (¬1). أحرار الإفرنج الذين بني دينهم المحرف على التثليث وخرافات لا يرضى بها أطفال المسلمين، يخشى السيد رضا من عدم اقتناعهم بالإسلام لمجرد نقل القرآن لبعض معجزات موسى وعيسى عليهما السلام .. إنه لأمر عجاب! أما معجزات محمّد - صلى الله عليه وسلم -: فلهم فيها رأي آخر أشد خطرًا مما سبق إذ أنكروا معجزاته كلها، سوى القرآن الكريم، وجردوا نبوته من أي معجزة أخرى، وسلكوا في ذلك سبلًا، إما بإنكار صحتها، وإما بتفسيرها بأمر لا تكون به معجزة. وقد أرجع الدكتور رمزي نعناعة هذا السلوك من السيد رشيد رضا ورجال المدرسة العقلية إلى المبالغة في تحكيم العقل. يقول: "ولا أدري كيف خفي عليه -وهو المدافع عن الإسلام- أنه يوجد في هذا الزمان نوع من الإلحاد الخفي المآل، وهو تأويل كل آية أو حديث صحيح يدل على معجزة رسول من الرسل، حتى يكون مفادها أمرًا غير خارق للعادة، وهذا النوع أخطر أنواع الإلحاد لأنه سبيل إلى إنكار الأديان السماوية، وإلى هدمها من أساس، لأن أساس إثباتها المعجزات التي أجراها الله على أيدي الرسل عليهم الصلاة والسلام". لقد ردوا كثيرًا من الأحاديث الصحيحة، لتساير أهواءهم ونظرياتهم من ذلك: حادثة انشقاق القمر رغم ورودها في البخاري ومسلم. "عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إشهدوا، وفي رواية: "بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى إذ انفلق القمر فلقتين، فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إشهدوا". فقد شكك السيد رشيد رضا في تواتر الحديث ثم أورد الشبهات العقلية والعلمية على تلك المعجزة، وقد أوّل الآية الكريمة: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أي طلع وانتشر نوره .. أما الجن: فيرون أنه قد يكون نوعًا من الميكروبات الخفية. يقول رشيد رضا: "وقد قلنا في المنار غير مرة إنه يصح أن يقال إن الأجسام الحية الخفية التي عرفت في هذا العصر. بواسطة النظارات المكبرة، وتسمى "الميكروبات"، يصح أن تكون نوعًا من الجن، وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض، قلنا ذلك في تأويل ما ورد من ¬

_ (¬1) انظر تفسير المنار (11/ 155).

أن الطاعون من وخز الجن" (¬1). يشير إلى حديث أبي موسى: "الطاعون وخز أعدائكم من الجنّ، وهو لكم شهادة" (¬2). ومن ذلك تأويله للحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم. وجاء فيه: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم" يقول فيه ولا شك أن الجراثيم تلك تجري في خلايا جسم الإنسان وفي دمه، حيث تنقل الأمراض، وحيث تسري في البدن، مع أن المراد به في الحديث وسوسة الشيطان في صدر بني آدم ولكن لفظه عام. ومن تأويلاتهم المرفوضة في أمر الجن ما زعموه في أمر رؤيتهم وحملهم، أنها من قبل التخييل والوهم، وأولوا من أجلها الأحاديث الصحيحة" (¬3). قلت: تم الكلام عن منهج المدرسة الإصلاحية في التفسير، نقلناه عن كتاب "العصرانيون" بتصرف. أما عن موقف هذه المدرسة من السنة النبوية فننقل هنا ما يتعلق بالشيخ محمّد رشيد رضا فقد قال -أي صاحب الكتاب- في أحاديث الآحاد التي ردّها الإصلاحيون، لأنها تفيد ظنًّا، ولا مجال للظن في أمور العقائد: "وأكد هذا المنهج السيد محمّد رشيد رضا بقوله: "أصول العقائد وقضايا الإيمان التي يكون بها المرء مؤمنًا .. لا يتوقف شيء منها على أحاديث الآحاد .. ". أما عن تأثر الإصلاحيين بالمستشرقين في إثارة الشبه حول السنة، فقد قال صاحب كتاب "العصرانيون": "وقد تأثر الإصلاحيون بشبه المستشرقين، وآراء المعتزلة، وكانوا جسرًا يسير فوقه العصرانيون في إثارة الشبه نفسها حول السنة النبوية". ثم قال: "وقد شككوا في بعض ما في الصحيحين: قال الشيخ محمّد رشيد رضا: "ودعوى وجود أحاديث موضوعة في أحاديث البخاري المسندة بالمعنى، لا يسهل على أحد إثباتها، ولكنه لا يخلو من أحاديث قليلة في متونها نظر، قد يصدق عليه بعض ما عدوه من علامات الوضع، وإن في البخاري أحاديث في أمور العادات والغرائز ليست من أصول الدين ولا فروعه .. فإذا تأملتم هذا وذاك، علمتم أنه ليست من أصول الإيمان، ولا من أركان الإسلام أن يؤمن المسلم بكل حديث رواه البخاري مهما يكن موضوعه .. فالعلماء الذين أنكروا صحة بعض نلك الأحاديث، لم ينكروها إلا بأدلة قامت عندهم، قد يكون بعضها صوابًا، وبعضها خطأ، ولا يعد أحدهم طاعنًا في دين الإسلام". وإذا كانت دعوة السيد رشيد رضا مغلفة، فقد جاء من أنكر كثيرًا مما في الصحيحين من أتباع هذه المدرسة، كأحمد أمين، ومحمود أبي رية. ولرد هذه الضلالة ننقل بعض أقوال العلماء .. قال الإمام النووي رحمه الله: "اتفق العلماء ¬

_ (¬1) تفسير المنار (3/ 96). (¬2) انظر تفسير المنار (7/ 319). (¬3) انظر تفسير المنار (7/ 526 - 528).

رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة". وقال ابن تيمية رحمه الله: "فليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن". وقال الدهلوي رحمه الله: "أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأن كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع غير سبيل المؤمنين". أما عن التشكيك في تدوين الحديث النبوي، فقد قال: "زعم هؤلاء جريًا وراء ترهات المستشرقين أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما يدعو إلى التلاعب والفساد، ما قد حصل. ولذا طرأ على السنة من التبديل والزيادة، كما طرأ على أهل الكتاب لعدم كتابتها في عهده، وعدم حصر الصحابة لها في كتاب معين، وعدم تبليغها للناس بالتواتر، وعدم حفظها لهم جيدًا في صدورهم. قال الشيخ محمّد أبو زهو: "فهذه الدعوى من الشيخ - يقصد محمّد رشيد رضا - عفا الله عنه، لا أساس لها، بل تخالف نصوص القرآن الكريم وتتعارض مع ما تواتر من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمين، ولا تتفق وما أجمع عليه المسلمون في كافة الأزمان من عهد النبي إلى اليوم". وعن تقسيمهم السنة إلى عملية وغير عملية فيقول: "لا يلتزم الإصلاحيون إلا بالسنّة العملية دون القولية. قال الشيخ محمّد رشيد رضا: "إن سنته التي يجب أن تكون أصل القدوة هي ما كان عليه هو وخاصة أصحابه عملًا وسيرة، فلا تتوقف على الأحاديث القولية" وقال: "فالعمدة في الدين هو القرآن، وسنة الرسول المتواترة، وهي السنة العملية كصفة الصلاة، والمناسك مثلًا، وبعض الأحاديث القولية التي أخذ بها جمهور السلف، وما عدا هذا من أحاديث الآحاد التي هي غير قطعية الرواية، أو غير قطعية الدلالة فهي محل اجتهاد". ثم يرد على قول محمّد رشيد رضا فيقول: "هذا وإن السنة تشمل أقواله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته. "وهذا الذي عليه أهل العلم قديمًا وحديثًا، كما تطلق على الأحاديث المتواترة والآحاد، والقول بأن السنة هي السنة العملية المتواترة فقط، قول لا صحة له، بل هو اصطلاح حادث لا يخفى بطلانه" أ. هـ. • المفسرون بين التأويل والإثبات: "الشيخ محمّد رشيد رضا من المدرسة التي تزعمت الإصلاح وهو أحد رجالاتها الذين كان لهم الباع الطويل في خدمة منهجها، وقد ذكره أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح. وإن كان بعض الناس يرى أن أصحاب هذه المدرسة كان لهم اتصال بالتنظيم الماسوني، فالله أعلم. هل هي دعاية من المغرضين ومن الحاقدين أو هي شيء اقتضته الضرورة أو هي شيء سابق لم يستطع التخلص منه، كل هذه الأسئلة ترد،

والله أعلم بالجواب إن كانت الدعوى صحيحة. والذي يهمنا من شخصية الشيخ محمّد رشيد رضا هو ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات، أما ما وقع فيه من انحرافات في العقيدة عمومًا تبعًا لشيخه في ذلك، كإنكار نزول المسيح، وخروج الدجال، ومعجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - غير القرآن والجن، وقتال الملائكة يوم بدر فهذا شيء مسجل في كتاب "المنار". فالشيخ رشيد رضا اتصل بمحمد عبده، واقتنع بشخصيته ودعوته وجعله مثالًا يقتدى به وجعل فكره منبعًا لثقافته، لكنه استطاع التخلص مما كان عليه شيخه من العقيدة الأشعرية، فنراه كثيرًا ما يرد عليه، وللشيخ محمّد عبده رسالة سماها بالتوحيد من قرأها عرف عقيدته وتأثره بالعقيدة الأشعرية واقتناعه بها، وأظهر ذلك في تفسير آيات الصفات كما يرى ذلك فيما أثبتناه في هذا البحث المبارك. أما الشيخ رشيد رضا فقد أظهر مذهبًا سلفيًّا جيدًا فيما جمعه في تفسير المنار وقد أثبت في معظم الصفات مذهب السلف الصالح ودافع عنه وإن كان يقع في التأويل في بعض الصفات كتأويل صفة الإتيان والمجيء وكما وقع له الخلط في صفة اليد، فهو يعتبر من الذين غلبت عليهم الصبغة السلفية، ومدحه للإمام القاسمي: يدل على إعجابه بالمذهب السلفي الذي نصره الإمام القاسمي. صفة الرحمة: قال في تفسير البسملة: ما نقلناه عن شيخنا في معنى الرحمة (وهذه الأسماء المشتقة كل منها يدل على ذات الله تعالى وعلى الصفة التي اشتق منها معًا بالمطابقة، وعلى الذات وحدها أو الصفة بالتضمن، ولكل منها لوازم تدل عليها بالالتزام كدلالة الرحمن على الإحسان والإنعام ودلالة الحكيم على الإتقان والنظام، ودلالة الرب على البعث والجزاء لأن الرب الكامل لا يترك مربوبيه سدى. ومن عرف الأسماء الحسنى والصفات العليا عرف أن اسم الجلالة الأعظم (الله) يدل عليها كلها وعلى لوازمها الكمالية وعلى تنزهه عن أضدادها السلبية فدلّ هذا الاسم الأعلى على اتصاف مسماه بجميع صفات الكمال وتنزهه عن جميع النقائص وسبحان الله والحمد لله والله أكبر). (¬1) تبع فيه متكلمي الأشاعرة والمعتزلة ومفسريهم كالزمخشري والبيضاوي ذهولًا ومحصلة أن الرحمة ليست من صفات الذات أو صفات المعاني القائمة بذاته تعالى لاستحالة معناها عليه فيجب تأويلها بلازمها وهو الإحسان فتكون من صفات الأفعال كالخالق والرازق، وقال بعضهم: يمكن تأويلها بإرادة الإحسان فترجع إلى صفة الإرادة فتكون صفة مستقلة، وهذا القول من فلسفة المتكلمين الباطلة المخالفة لهدي السلف الصالح. والتحقيق أن صفة الرحمة كصفة العلم والإرادة والقدرة وسائر ما يسميه الأشاعرة صفات المعاني ويقولون إنها صفات قائمة بذاته تعالى خلافًا للمعتزلة فإن معاني هذه الصفات كلها عسب مدلولها اللغوي واستعمالها في البشر محال على ¬

_ (¬1) تفسير المنار (1/ 46).

الله تعالى: إذ العلم بحسب مدلوله اللغوي، هو سورة المعلومات في الذهن التي استفادها من إدراك الحواس أو من الفكر وهي بهذا المعنى محال على الله تعالى فإن علمه تعالى قديم يقدمه غير عرض منتزع من صور المعلومات وكذلك يقال في سمعه تعالى وبصره، وقد عدّوهما من صفات المعاني القائمة بنفسه والرحمة مثلها في هذا. فقاعدة السلف في جميع الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله أن نثبتها له ونمرها كما جاءت مع التنزيه عن صفات خلقه الثابتة عقلًا ونقلًا بقوله عزَّ وجلَّ: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ}. فنقول: إن لله علمًا حقيقيًّا هو وصف له ولكنه لا يشبه علمنا وإن له سمعًا حقيقيًّا هو وصف له لا يشبه سمعنا وإن له رحمة هي صفة لا تشبه رحمتنا التي هي انفعال النفس وهكذا نقول في سائر صفاته تعالى، فنجمع بذلك بين النقل والعقل، وأما التحكم بتأويل بعض الصفات وجعل إطلاقها من مجاز المرسل أو الاستعارة التمثيلية، كما قالوا في الرحمة والغضب وأمثالها دون العلم والسمع والبصر وأمثالها فهو تحكم في صفات الله وإلحاد فيها فإما أن تجعل كلها من باب الحقيقة مع الاعتراف بالعجز عن إدراك كنه هذه الحقيقة والاكتفاء بالإيمان بمعنى الصفة العام مع التنزيه عن التشبيه وإما أن تجعل كلها من باب المجاز اللغوي باعتار أن واضع اللغة وضع هذه الألفاظ لصفات المخلوقين فاستعملها الشرع في الصفات الإلهية المناسبة لها مع العلم بعدم شبهها بها من باب التجوز. (¬1) صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. أصل الاستهزاء الإستخفاف وعدم العناية بالشيء في النفس وإن أظهر المستخف الاستحسان والرضا تهكمًا، وهذا المعنى محال على الله تعالى والمحال بذاته يصح إطلاق لازمه، والمستهزئ بإنسان في نحو مدح لعلمه واستحسان لعلمه مع اعتقاد قبحه غير مبال به ولا معتنى بعلمه ولا بعمله حيث لم يرجعه عنه ولم يكرهه عليه ويلزمه استرسال المستهزئ في عمله القبيح. فمعنى {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} أنه يمهلهم فتطول عليهم نعمته وتبطأ عنهم نقمته ثم سقطوا من أقدارهم ويستدرجهم بما كانوا يعملون. إلى أن قال: وأشهر الأقوال أن معناه يجازيهم بالعقاب على استهزائهم أو يعاملهم معاملة المستهزئ بهم {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} الآية. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} إلى قوله: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}. وقيل: إن استهزاءه تعالى بهم إجراؤه أحكام المسلمين عليهم في الدنيا كما مرّ في خداعه لهم (¬2). ¬

_ (¬1) تفسير المنار (1/ 76 - 77). (¬2) نفس المرجع (1/ 163 - 164).

التعليق: والصواب إثبات صفة المكر والاستهزاء والخداع لله تعالى على ما يليق به على جهة العدل، فهو تعالى أفعاله كلها عدل ولا يشتق له من هذه الصفات إسم فلا يقال: مستهزئ وماكر، ومخادع، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. صفه الاستواء: ذهب الشيخ رشيد رضا في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} مذهب السلف الصالح في صفة الاستواء فقال ما لفظه: لم يشتبه أحد من الصحابة في معنى استواء الرب تعالى على العرش على علمهم بتنزهه سبحانه عن صفات البشر وغيرهم من الخلق إذ كانوا يفهمون أن استواءه تعالى على عرشه عبارة عن استقامة أمر ملك السماوات والأرض له، وانفراده هو بتدبيره وأن الإيمان بذلك لا يتوقف على معرفة كنه ذلك التدبير وصفته، وكيف يكون بل لا يتوقف على وجود عرش، ولكن ورد في الكتاب والسنة أن لله عرشًا خلقه قبل خلق السماوات والأرض وأن له حملة من الملائكة فهو كما تدل اللغة مركز تدبير العالم كله، قال تعالى في سورة هود: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ولكن عقيدة التنزيه القطعية الثابتة بالنقل والعقل كانت مانعة لكل منهم أن يتوهم أن في التعبير بالاستواء على العرش شبهة تشيه الخالق بالمخلوق كيف وأن بعض القرائن الضعيفة لفظية أو معنوية تمنع في لغتهم حمل اللفظ على معناه البشري فكيف إذا كان لا يعقل. فكيف والاستواء على الشيء مستعمل في البشر استعمالًا مجازيًا وكنائيًا كما تقدم والقاعدة التي كانوا عليها في كل ما أسنده الرب تعالى إلى نفسه من الصفات والأفعال التي وردت اللغة في استعمالها في الخلق أن يؤمنوا بما تدل عليه من معنى الكمال والتصوف مع التنزيه عن تشبيه الرب بخلقه فيقولون أنه اتصف بالرحمة والمحبة واستوى على عرشه بالمعنى الذي يليق به لا بمعنى الانفعال الحادث الذي نجده للحب والرحمة في أنفسنا ولا ما نعهده من الاستواء والتدبير هي ملوكنا وحسبنا أن نستفيد من وصفه بهاتين الصفتين أثرهما في خلقه وأن نطلب رحمته ونعمل ما يكسبنا محبته وما يترتب عليهما من مثوبته وإحسانه ونستفيد من الاستواء على عرشه كون الملك والتدبير له وحده فلا نعبد غيره ولذلك قرنه في آخر آية يونس بقوله: {مَا مِنْ شَفِيعٍ إلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} وفي سورة ألم السجدة {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}، وهذا يؤيد ما صدرنا به تفسير الآية من أنها كأمثالها تقرر وحدانية الربوبية على أنها حجة لوحدانية الألوهية وإبطال عبادة غيره تعالى معه بمعنى ما كانوا يدعون من الشفاعة. صفة الكلام: وقد اختار الشيخ رضا مذهب السلف الصالح في إثبات الكلام لله تعالى وألقى اللوم على الذين اشتغلوا بالكلام وتركوا النصوص الصريحة وذكر

بعض أساطين النظار الذين تراجعوا عن الاشتغال بالكلام مثل: الإمام أبي محمّد عبد الله الجوني والد إمام الحرمين. فقد نقل في بحثه في الكلام رسالة هذا الرجل العظيم الذي اعترف بما كان عليه سابقًا من حيرة وتساؤلات نفسية كانت تطرحها الفطرة عليه ولا يجد لها جوابًا لأن المشايخ الذين كان يثق بعلمهم ويعظمهم في نفسه كانوا على مذهب أهل الكلام والمذهب الأشعري الذي هو فرع منه ولكن الله هداه وفتح قلبه على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية، ولم يكتف الاقتناع بنفسه بل ألف في ذلك رسالة سماها: نصيحة المسلمين قرر فيها مذهب السلف في مسائل الصفات ومنها الكلام بحرف وصوت وأحرج الأشاعرة في إثباتهم لبعض الصفات وتركهم للبعض، فقد ذكر الشيخ رشيد رضا بحثًا طويلًا في تفسيره عند قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} فذكر بعض المخترعات العلمية التي يتحير الإنسان في وجودها، وأثبت بها أن الله تبارك وتعالى أقوى وأتدر من أن يتكلم كيف يشاء ومتى شاء زيادة على النصوص المعتمدة في الباب". ثم قال في صفه المجيء والإتيان: "قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}. الاستفهام في الآية بمعنى النفي وينظرون بمعنى ينتظرون وهي كثيرة الاستعمال بهذا المعنى في الكتاب العزيز ولا سيما في أمور الآخرة كقوله: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} {مَا يَنْظُرُونَ إلا صَيحَةً وَاحِدَةً}. وإتيان الله تعالى فسره الجلال وآخرون بإتيان أمره أي عذابه كقوله في آية أخرى {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ}. أي فهو بمعنى ما جاء من التخويف بعذاب الآخرة في الآيات الكثيرة الموافقة لهذه الآيات في أسلوبها، وأقر الأستاذ الإمام الجلال على ذلك وبين في الدرس أن هذا الاستعمال من أساليب العرب المعروفة من حذف المضاف وإسناد الفعل إلى المضاف إليه مجازًا وأوضحه أتم الإيضاح فهو على حد {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ومن المفسرين من قال أن الإسناد حقيقي وإنما حذف المفعول للعلم به من الوعيد السابق، أي هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم به من الساعة والعذاب وعده آخرون من المتشابهات فقالوا: إن الله تعالى يأتي بذاته ولكن لا كإتيان البشر، بل إتيانه من صفاته التي لا نبحث عن كيفيتها اتباعًا للسلف وأما تأويل الإتيان بما نقله البيهقي عن الأشعري فلا نذكره لأنه مما يزيد المعنى بعدًا عن الفهم وقد يقال أنه ليس من مقتضى مذهب السلف أن يجعل كلما يسند إلى الله تعالى في المتشابهات التي لا تفهم بحال ولا تفسر ولو بإجمال فحسبنا أن نقول على رأي من فسر إتيان الله ها هنا بإتيان أمره وما وعد به من العذاب أو إتيانه بما وعد به. إننا نفوض إليه تعالى كيفية ذلك وبذلك نكون على طريقة السلف في التفويض مع العلم بأن الله تعالى ينذر الذين زلوا عن صراطه وفرقوا دينه بأمر معروف في الجملة لا بشيء مجهول مطلق، ومما يدلنا على أن المراد بالآية ما ذكرنا

قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا}. مع الآيات الكثيرة الناطقة إلى أن قال: وذكر الأستاذ الإمام في تفسير الآية وجه آخر يعد بيانًا للقول بأن الإتيان مسند إلى الله تعالى على أنه هو الذي يأتي على ظاهر مذهب السلف لا عذابه ولا يومه الموعود وهو من الآيات الكبرى وأسرار المعارف العليا. إلى أن قال: وإما أن يكون هذا الإتيان في ظلل من الغمام فهو من الأمور الأخروية الغيبية التي قلنا مرارًا أننا لا نبحث عن حقيقتها، فكون معرفة الله تعالى واليقين به مما يحصل للجاهلين والغافلين بحصول ظلل من الغمام نفوض سره إلى الله وما يدرينا أن في ذلك الغمام آيات بينات وحججًا باهرات، وإتيان الملائكة على هذا التأويل أظهر منه في التأويل لأن المقام مقام تمثيل ظهور سلطان الله تعالى وعظمته واستغراق القلوب في الخضوع لجلاله عندما يغشاها نور المعرفة ولا ريب أن حضور الملك في جنده الأكبر هو أبين لكمال العظمة وأظهر ولذلك قال في سورة الفجر: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وفي سورة النبأ {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَال صَوَابًا}. والمراد بهذا المعنى الذي قرره الأستاذ الإمام تقريب هذا المذهب من الأفهام ولا يعني أن هذا بيان لكيفية الإتيان في الغمام، ثم ختم البحث بقوله: هذا وأنت ترى أن الوجه الأول في تفسير الآية، هو المتبادر والمنطق على الآيات الأخرى في نذر القيامة وفي كل منهما عبرة وهداية للمؤمنين، وأما المرتابون الممارون فلا يزيدهم الكلام على الآخرة إلا ظلمًا ورجسًا إلى رجسهم لأنهم محجوبون في حسهم حتى عن أنفسمهم {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيهِمْ فَرِحُونَ} (¬1). التعليق: الشيخ الإمام محمّد عبده في صفة الإتيان والمجيء الذي يظهر أن الإثبات عنده والتأويل مستويا الطرفين، وإن كنت أرى أن التأويل عنده أرجح لأنه حكى مذهب المتأولة وقرره وحكى مذهب السلف ووجهه على قليل من التخليط بين مذهب السلف ومذهب المفوضة وأما تلميذه الشيخ محمّد رشيد رضا فقد مال في هذه الصفة إلى مذهب أهل التأويل والله المستعان". ثم قال في صفة اليد: "أما صاحب المنار فقد ذهب في صفة اليد في آية المائدة: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، مذهب المؤولة وألقى اللوم على ابن جرير الطبري الذي أثبت صفة اليد لله تعالى واتهمه بالتعصب واتهم غيره من أنصار مذهب السلف، وظهر بأنه لا يفرق بين مذهب السلف ومذهب المفوضة واختلط عليه الأمر كما اختلط على غيره في تشبيه مذهب المفوضة بمذهب السلف، والفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا. فالسلف يثبتون وينزهون والمفوضة يقرأون ويجهلون وهذه بعض عبارته في كتابه، قال: "ثم ردّ عليهم تعالى في قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} أي بل صاحب ¬

_ (¬1) تفسير المنار (2/ 262).

الجود الكامل والعطاء الشامل عبر عن ذلك ببسط اليدين لأن الجواد السخي إذا أراد أن يبالغ في العطاء جهد استطاعته يعطي بكلتا يديه وصفوه بغاية البخل والإمساك فأبطل قولهم وأثبت لنفسه غاية الجود وسعة العطاء ولا غرو فكل ما يتقلب فيه العالم كله من الخير والنعيم هو سجل من ذلك الجود والكرم والنكتة في قوله: {كَيفَ يَشَاءُ} بيان أن تقتير الرزق على بعض العباد الجاري على وفق الحكمة وسنن الله تعالى في الإجتماع لا ينافي سعة الجود وسريانه في كل الوجود، فإن له سبحانه الإرادة والمشيئة في تفضيل بعض الناس على بعض في الرزق بحسب السنن التي أقام بها نظام الخلق. والعجب من الإمام الجليل أبي جعفر بن جرير الطبري كف صور استعمال نفظ اليد هنا أحسن تصوير ثم خفيت عنه نكتة تثنيته فجعلها حجة المفوضة على أهل التأويل ونحن معه في إثبات الصفات ننعي على المؤولين النفاة ولا يمنعنا ذلك أن نفهم نكتة تثنية اليد من استعمال لفظها المفرد، قال ابن جرير بعد تفسير غل اليد بالإمساك: وحسب العطاء عن الاتساع ما نصه ثم نقل كلام ابن جرير الذي نقلناه عنه في صفة اليد ثم قال: نعم إن التثنية ليست بمعنى الجمع واليد واليدين لم يقصد بلفظهما النعمة ولا القوة ولا الملك وإنما الاستعمال في الموضعين من الكناية، ونكتة التثنية إفادة سعة العطاء ومنتهى الجود والكرم وليس في هذا القول المروي عن ابن عباس تأويل ولا نفي لما أثبته الباري لنفسه من صفة اليد واليدين والأيدي في آيات أخرى، وما سبب ذهول ابن جرير عن نكتة التثنية إلا توجهه إلى الرد على أهل الجدل في المذهب الذي كانوا قد انتحلوه في تأويل الصفات ومتى وجه الإنسان همه إلى شيء يكون له منه حجاب ما عن غيره. وتقرير الحقيقة لذاتها غير الرد على من يعدون من خصومها {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَينِ فِي جَوْفِهِ} ولهذا غلط كثير من أنصار مذهب السلف في مسائل خالفوا فيها المذهب من حيث يريدون تأييده وهذه آفة من آفات عصبية المذاهب لا تنفك عنها. (¬1) التعليق: وهذا الذي ذكره صاحب المنار وألقى فيه اللوم على ابن جرير في انتصاره لمذهب السلف وعبّر عنه بالمفوضة واتهمه بالتعصب هو وغيره قد قرره غير واحد من فحول العلماء وهذا إمام المعقول والمنقول شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر هذا في غير موضع من كتبه ويجعل التثنية في اليد من أعظم الحجج في إثبات صفة اليد لله تعالى، وهذا تلميذه الإمام اللغوي: ابن قيم الجوزية يقرر هذا في كتبه وخصوصًا في كتابه "الصواعق المرسلة" كما نقلناه عنه في مناقشة القرطبي. وغير هؤلاء ممن ألّف في مذهب السلف يذكر هذه الآية مستدلًا بها على إثبات صفة اليد كالإمام ابن خزيمة والإمام البخاري والإمام اللالكائي وغيرهم ممن ذكرنا كثرة. أما اتهامه لأنصار مذهب السلف بأنهم يتعصبون لهذا المذهب حتى يؤدي بهم إلى نصر ما هو ضد المذهب فهذه دعوى ليس عليها ¬

_ (¬1) تفسير المنار (6/ 456).

برهان والمعروف عند أئمة السلف والسلفيين هو الاستدلال بالنصوص والوقوف عندها وفقهم الله وأكثر من سوادهم وردّ كيد من يريدهم بسوء في نحره". ثم قال في إثبات الرؤية: "قال عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {قَال لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}. لقد ذكر الشيخ ها هنا رحمة الله عليه مباحث متعددة في صفة الرؤية ثم قال: الكلمة الجامعة الخاتمة في مسألة الرؤية: خلاصة الخلاصة أن رؤية العباد لربهم في الآخرة حق وأنها أعلى وأكمل النعيم الروحاني الذي يرتقي إليه البشر في دار الكرامة والرضوان وأنها أحق ما يصدق عليه قوله تعالى في كتابه الجيد: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}. وقوله في الحديث القدسي الذي رواه عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، وأن هذا وذاك مما يدل على مذهب السلف الذي عبر عنه بعضهم بأوجز عبارة اتفق عليها جميعهم وهي أنها رؤية بلا كيف ويؤيد ذلك اضطراب جميع أصناف العلماء في النصوص الواردة في نفيها وإثباتها سواء منهم أهل اللغة وأساطين البيان ونظار الفلسفة وعلم الكلام ورواة الأحاديث والآثار ومرتادو الصوفية وأولو الكشف والإلهام فلم تتفق طائفة من هؤلاء على قول فصل قطعي تضع به بقية الطوائف بدليلها اللغوي أو الأصولي أو العقلي أو فهم النص النقلي أو تسليم إلهامها الكشفي ولكن من نظر في جميع ما قالوا نظرة استقلال وإنصاف يجزم بأن ما كان عليه عامة السلف من إثبات كل ما صح به النقل والتفويض تأويله الذي يكون عليه في الآخرة إلى الله عزَّ وجلَّ هو الحق الذي يطمئن به القلب ويؤيده العلم والعقل وهو الأسلم والأحكم والأعلم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (¬1). • التفسير والمفسرون -وقد تكلم عن منهجه في التفسير-: "وأما منهجه فيه فهو عين ما نهجه الأستاذ الإمام، فلا تقيد بأقوال المفسرين، ولا تحكم للعقيدة في نص القرآن، ولا خوض في إسرائيليات، ولا تعيين لمبهمات، ولا تعلق بأحاديث موضوعة، ولا حشد لمباحث الفنون، ولا رجوع بالنص إلى اصطلاحات العلوم، بل شرح للآيات باسلوب رائع، وكشف عن المعاني بعبارة سهلة مقبولة، وتوضيح لمشكلات القرآن، ودفاع عنه يرد ما أثير حوله من شبهات، وبيان لهدايته، ودلالة إلى عظيم إرشاده، وتوقيف على حكم تشريعه، ومعالجة لأمراض المجتمع بناجع دوائه، وبيان لسنن الله في خليقته. ولكنا نجد الشيخ رشيد -رحمه الله- يحيد عن هذا المنهج بعض الشيء وذلك بعد وفاة شيخه، واستقلاله بالعمل، ويحدثنا هو بذلك فيقول: (وإنني لما استقللت بالعلم بعد وفاته، خالفت منهجه -رحمه الله تعالى- بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيرًا لها، ¬

_ (¬1) تفسير المنار (9/ 177).

أو في حكمها، وفي تحقيق بعض المفردات، أو الجمل اللغوية، والمسائل الخلافية بين العلماء، وفي الإكثار من شواهد الآيات في السور المختلفة، وفي بعض الاستطرادات لتحقيق مسائل تشتد حاجة المسلمين إلى تحقيقها، بما يثبتهم بهداية دينهم في هذا العصر، أو يقوي حجتهم على خصومه من الكفار والمبتدعة، أو يحل بعض المشكلات التي أعيا حلها، بما يطمئن به القلب، وتسكن إليه النفس (¬1) " أ. هـ. ثم قال عن تذرعه بالمجاز والتشبيه: "كذلك نجد صاحب المنار يصرف بعض ألفاظ القرآن عن ظواهرها ويعدل بها إلى ناحية المجاز أو التشبيه، وذلك فيما يبدو مستبعدًا ومستغربًا لو أجرى على حقيقته، وهذا المسلك الذي جرى عليه الشيخ رشيد هو مسلك شيخه، ومسلك الزمخشري وغيره من المعتزلة، الذين اتخذوا التشبيه والتمثيل سبيلًا للفرار من الحقائق التي يصرح بها القرآن، ولا تعجز عنها قدرة الله، وإن بعدت عن منال البشر. فمثلًا نجد صاحب المنار عندما نعرض لقوله تعالى في الآية (47) من سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ... الآية}، نراه يستظهر أن المعنى المراد هنا هو (آمنوا بما نزلنا مصدقًا لما معكم من قبل أن نطمس وجوه مقاصدكم التي توجهتم إليها في كيد الإسلام، ونردها خاسئة خاسرة إلى الوراء، بإظهار الإسلام ونصره عليكم، وفضيحتكم فيما تأتونه باسم الدين والعلم الذي جاء به الأنبياء، وقد كان لهم عند نزول الآية شيء من المكانة والمعرفة والقوة، فهذا ما نفسرها به، على جعل الطمس والرد على الأدبار معنويين .. ثم سرد بعض أقوال المفسرين في هذه الآية، ثم بيّن أن ما اختاره هو رأي شيخه الذي مال إليه في دروسه (¬2) ". ثم تكلم عن رأيه في السحر فقال: "ثم إن صاحب المنار لا يرى السحر إلا ضربًا من التمويه والخداع، وليس له حقيقة كما يقول أهل السنة، وهو يوافق بهذا القول شيخه وقول المعتزلة من قبله: ولهذا نراه عندما فسّر قوله تعالى في الآية (7) من سورة الأنعام: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيدِيهِمْ لَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إلا سِحْرٌ مُبِينٌ} نجده يقول: (والآية تدل على أن السحر خداع باطل، وتخييل يرى ما لا حقيقة له في صورة الحقائق .. ) (¬3). وهذا ولم يستطع الشيخ رشيد أن يرد حديث البخاري في سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما فعل شيخه، ولكنه تأول الحديث على أنه كان من قبيل العقد عن النساء، وبين أن عذر من طعن في الحديث هو أن هشامًا راوي الحديث عن أبيه عن عائشة مطعون فيه من كثير من أئمة الجرح والتعديل" أ. هـ. قلت: وأخيرًا فلا يفوتنا أن الرجل قد دافع عن ¬

_ (¬1) تفسير المنار (4/ 42). (¬2) تفسير المنار (5/ 145 - 146). (¬3) تفسير المنار (7/ 311).

3465 - النحوي

الإسلام والقرآن، وكشف عما أحاط بهما من شكوك ومشاكل، وقد استعمل في ذلك لسانه وقلمه، وضمنه مجلته وتفسيره، وتلك مزية للرجل يحمد عليها، ولا ننسى ماله من أفكار جريئة ومتطرفة. وفاته: سنة (1354 هـ) أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: مجلة "المنار"، و"تفسير القرآن الكريم" لم يكمله، و"ذكرى المولد النبوي" وغيرها. 3465 - النحوي * النحوي، اللغوي: محمّد رضا بن أحمد بن حسن الحلي، المعروف بالنحوي. من مشايخه: السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، والسيد صادق الفحام، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أعيان الشيعة: "كان نحويًّا لغويًّا واقفًا على أسرار العربية ودقائقها. قال بعضهم في ترجمته: كان أديبًا أريبًا عالمًا عاملًا برًا تقيًا رضيًا مرضيًا، وله في القصائد الفرائد جمة" أ. هـ. • الأعلام: "أديب، من أهل الحلة في العراق" أ. هـ. وفاته: سنة (1226 هـ) ست وعشرين ومائتين وألف. من مصنفاته: له "ديوان"، و"مجموعة التخاميس". 3466 - العُرفي * النحوي، المفسر محمّد سعيد بن أحمد العَرُفي. ولد: سنة (1314 هـ) أربع عشرة وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "كاتب من العلماء له اشتغال بالأدب والتفسير والتاريخ. وكان خطيبًا يجيد التركية ويلم بالفارسية والهندية، حارب البدع والطرق الصوفية. وقاوم الاحتلال الفرنسي" أ. هـ. • أعلام الأدب والفن: "كان شوكة دامية في عيون المستعمرين فقد أذكى الروح الوطنية في نفوس الشعب وقاوم البدع والخرافات والأضاليل والأوهام الدينية التي كانت تفتك بالمجتمع دون أي راع أو واعظ مرشد. كان متين المعرفة بالنحو وتاريخ الفرق الإسلامية والتفسير وملمًا بمبادئ العلوم الحديثة من رياضيات وكيمياء وحكمة وفلك وله اطلاع على الحقوق وقد مارس المحاماة عمليًّا في بعض أدوار حياته. كان فصيح الأسلوب سهل التعبير .. ، خطيبًا مفوهًا، قهر المشايخ الحشويين، وغلب الصوفيين بغزارة اطلاعه على منابعهم، فوقف في وجه تيّارهم وحيدًا يناظرهم، ومن أبرز سجاياه الإباء ¬

_ * الأعلام (6/ 126)، أعيان الشيعة (45/ 16). * أعلام الأدب والفن (2/ 31)، الأعلام (6/ 144)، معجم المؤلفين (3/ 316).

3467 - الأعظمي

والشمم والتواضع، .. لا يمادي ولا يداري، محبًا للخير، مخلصًا في خدمة الصالح العام فضرب المثل في جرأته في عصر سيطر فيه الإرهاب وخنقت الحريات" أ. هـ. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: له كتب كثيرة منها: "تفسير القرآن" و"مبادئ الفقه الإسلامي"، و"موجز سيرة خالد بن الوليد". 3467 - الأعظمي * النحوي، اللغوي: محمّد سعيد بن عبد الرحمن المبصر الأعظمي. ولد: سنة (1301 هـ) إحدى وثلاثمائة وألف. من مشايخه: الشيخ سعيد النقشبندي، وأخوه الشيخ عبد الوهاب النائب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء بغداد: "درس في كلية الشريعة قواعد اللغة العربية والنحو والصرف والبلاغة نصف قرن" أ. هـ. من مصنفاته: من مؤلفاته القيمة "قواعد اللغة العربية". 3468 - الأسطواني * النحوي، اللغوي: محمّد سعيد بن علي بن أحمد الأسطواني الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "قاضي حنفي دمشقي، تولى قضاء بغداد .. " أ. هـ. • منتخبات التواريخ: "مدحه العلامة محمّد أمين بن عابدين صاحب الحاشية بقصيدة غراء .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1230 هـ) ثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "لب الألباب بشرح نبذة الأعراب" في النحو. 3469 - المدرّس * النحوي، اللغوي: محمّد سعيد بن محمّد أمين بن محمّد صالح المدرِّس الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل من أعيان بغداد، حنفي" أ. هـ. وفاته: سنة (1273 هـ)، وقيل: (1270) ثلاث وسبعين، وقيل: سبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: شرح على "شرح القوشجي" وشرح على "شرح عصام" في الوضع و"النكت الظريفة على قصيدة مدح الإمام أبي حنيفة لعبد الباقي العمري. ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (231)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 177). * الأعلام (6/ 140)، معجم المؤلفين (3/ 321)، منتخبات التواريخ (661). * الأعلام (6/ 140)، معجم المؤلفين (3/ 322)، الكشاف لأطلس (169).

3470 - محمد سليم الجندي

3470 - محمّد سليم الجندي * النحوي، اللغوي: محمّد سليم بن محمّد تقي الدين ابن مفتي المعرة محمّد سليم الجندي العباسي. ولد: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: محمّد شكري الأسطواني، والشيخ عطا الكسم وغيرهما. من تلامذته: الأستاذ صلاح الدين المنجد وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق "كان شديد الخشية لله مواظبًا على الفرائض والواجبات الدينية، شديد الغيرة على مصلحة الإسلام والعرب وكل وطن إسلامي" أ. هـ. • أعلام الأدب والفن: "وهو من مؤسسي الرابطة القلمية، وأنعمت عليه الحكومة السورية بوسام الاستحقاق السوري تقديرًا لعلمه وفضله .. ويمثل في سجاياه الفاضلة صورة حية من صور السلف الصالح يحب معاشرة العلماء والأدباء ساحر في أفانين أحاديثه وظرائف نوادره .. " أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة كتاب "تاريخ معرة النعمان": (ومن أبرز صفات المؤلف -أي الجندي- أنه شديد التمسك بدينه وقوميته مما جعله أحيانًا يقسو على بعض الجماعات أو الأفراد، فينعتهم بنعوت غير مستحبة، وهي لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتمحيص .. أضف إلى ذلك حبه العظيم لبلده المعرة وأعلامها الأفذاذ وعلى رأسهم أبو العلاء .. " أ. هـ. • الأعلام: "شاعر مدرس عالم بالأدب، له اشتغال بالتاريخ .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "مرفد العلم ومرشد المتعلم" في النحو، و"الجامع في أخبار أبي العلاء المعري وآثاره" و"تاريخ المعرة". 3471 - المصري * المفسر: محمّد شاكر بن محمّد بن علي شاكر الفيومي المصري الحمصي. ولد: سنة (1292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ عبد الغني السعيدي، والشيخ عبد الساتر الأباسي. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "لازم شيخ الطريقة النقشبندية محمّد سليم خلف سنين عدة فأحبه وقربه، وكان كاتبه الوحيد لكل ما يحتاج إليه السالكون، وقرأ عليه علم التصوف وغيره، كما كتب بعهده بعض الرسائل المتعلقة بالطريقة النقشبندية. ¬

_ * أعلام الأدب والفن (1/ 53)، تاريخ معرة النعمان (1/ 1 - 16) بقلمه، تاريخ علماء دمشق (2/ 673)، الأعلام (6/ 148)، معجم المؤلفين (3/ 329). * تاريخ علماء دمشق (2/ 645).

3472 - الأحسائي

علامة، صوفي، نقشيندي، شاعر، خطيب" أ. هـ. وفاته: سنة (1371 هـ) إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "القول المنصف على قول ابن الفارض" و"الفتوحات الربانية في الوقائع البشرية"، وتفسير الجزء (30) من القرآن الكريم، و"الإفصاح المبين عن سر جزم (وأكنْ) في قوله تعالى: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} ". 3472 - الأحسائي * النحوي، اللغوي: محمّد صالح بن إبراهيم بن حسن الأحسائي الحنفي. من مشايخه: الشيخ إبراهيم الأحسائي، ومفتي بغداد الشيخ مبلج وغيرهما. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "نزيل بغداد، كان من العلماء المحققين" أ. هـ. • الأعلام: "أديب نحوي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1072 هـ)، وقيل: (1083 هـ) اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث وثمانين وألف. من مصنفاته: "حاشية على البهجة الرضية" وشرح "ألفية السيوطي" في النحو. 3473 - العَيسوي * النحوي، اللغوي: محمّد الصالح بن سليمان بن محمّد بن محمّد بن أبي القاسم الطالب الرحموني العيسوي الزواوي. ولد: في حدود سنة (1152 هـ) اثنتين وخمسين ومائة وألف. من تلامذته: ولده أحمد الطيب بن محمّد الصالح وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "نحو، له علم بالأدب من أهل امشدالة بالمغرب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1242 هـ) اثنتين وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "ميزان اللباب في قواعد الباء والإعراب" و"الدليل على الآجرومية" و "رياض السعود في ما لله من العجائب والحدود" و"شرح البردة" للبوصيري. 3474 - البُرغاني * المفسر: محمّد صالح بن محمّد بن إسماعيل البرغاني القزويني. ولد: سنة (1171 هـ) إحدى وسبعين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر من فقهاء الإمامية ولد في برغان (من قرى طهران) .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1281 هـ) إحدى وثمانين ومائتين وألف. ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 313)، الأعلام (6/ 163)، معجم المؤلفين (3/ 351). * الأعلام (6/ 163)، معجم المؤلفين (3/ 353)، معجم أعلام الجزائر (152)، تعريف الخلف (533). * أعيان الشيعة (45/ 237)، إيضاح المكنون (1/ 304)، هدية العارفين (2/ 377)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 195)، الأعلام (6/ 164)، معجم المؤلفين (3/ 355).

3475 - صديق حسن خان

من مصنفاته: "تفسير القرآن" يعرف بتفسير البرغاني، و"مخزن البكاء" في فاجعة كربلاء و"غنيمة المعاد في شرح الإرشاد" في الفقه. 3475 - صديق حسن خان * اللغوي، المفسر محمّد صديق (¬1) خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي، الهندي، أبو الطيب. ولد: سنة (1248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: أحمد بن حسن العرشي، وأحمد ولي الله الدهلوي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "فاضل، حظه من المعرفة وافر، له نثر ونظم ... " أ. هـ. • الأعلام: "من رجال النهضة الإسلامية المجددين، ولد ونشأ في قنوج (بالهند) ... وتزوج من ملكة بهوبال، ولقب بنواب علي الجاه أمر الملك بهادر" أ. هـ. • قلت ذكر صاحب كتاب "السيد صديق حسن القنوجي آراؤه الاعتقادية وموقفه من عقيدة السلف": إن صديق حسن خان سلفي العقيدة في الأسماء والصفات إلا إنه مال في بعض المسائل إلى القول بقول الأشاعرة في مسألة التحسين والتقبيح وإنكار القول بتكليف ما لا يطاق فقال ما نصه ص (40): "أما عقيدة القنوجي فقد تبين في خلال كتبه أنه سلفي العقيدة إلا أنه في بعض المسائل مال إلى الأشاعرة اعتقادًا منه أنه مذهب السلف، كالقول بإنكار التحسين والتقبيح العقليين، والاقتصاد على كونهما شرعيين فقط وإنكار القول بتكليف ما لا يطاق دون نظر إلى ما لعلماء السلف من تفصيل". ثم تكلم صاحب الكتاب عن عقيدته مفصلة في بعض الصفات، وقال في صفة القدرة: "أثبت صفة القدرة لله تعالى بإيراد عدة آيات كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى {أَوَلَيسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}. والقدرة صفة أزلية له، يقول: "قادر بقدرته التي هي صفته الأزلية السرمدية تؤثر في المقدورات عند تعلقها بها". ثم يقول: "إن ما ذهب إليه القنوجي -رحمه الله- من إثبات القدرة لله تعالى، وأن الأشياء كلها تحت قدرته ومشيئته، هو نفس ما ذهب إليه السلف". وفي صفة الإرادة (ص: 254 م-255): "أثبتها القنوجي مستدلًا بالآيات البينات، وبين أنها نوعان: إرادة كونية وإرادة شرعية، يقول: "وهي ¬

_ * حلية البشر (2/ 738)، الأعلام (6/ 167)، معجم المؤلفين (3/ 358)، "السيد صديق حسن القنوجي، آراؤه الاعتقادية وموقفه من عقيدة السلف" د. آختر جمال لقمان، (ط / 1) - دار الهجرة، لسنة (1417 هـ- 1996 م)، "الدرر المضيئة شرح الدرر البهية" الشوكاني، تحقيق محمد عبد السلام القباني، دار الكتب العلمية - (ط / 1) , لسنة (1407 هـ- 1987 م). (¬1) وفي بعض المصادر كالحلية، وأبجد العلوم وغيرهما اسمه: صديق حسن خان.

في كتاب الله تعالى نوعان: إرادة قدرية كونية خلقية وهي المشيئة الشاملة بجميع الموجودات، لقوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}. وإرادة دينية أمرية شرعية وهي المتضمنة للمحبة والرضا كقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (¬1) وأمثال ذلك. والإرادة صفة لله تعالى قديمة أزلية وليست بحادثة، كم زعمت المعتزلة والكرامية، فالقنوجي يرد عليهم مبينًا أن هذا القول يؤدي إلى أنه محل للحوادث، يقول: "مريد بإرادته القديمة، وفي القدم تعلقت بأحداث الحوادث في أوقاتها اللايقة بها على وفق سبق العلم الأزلي، إذ لو كانت حادثة لصار محلًا للحوداث (¬2) (¬3). كما ناقشهم في ادعائهم -بأن الكافر هو الذي أراد الكفر لا دخل لإرادة الله سبحانه فيه- قائلًا: ما من حركة أو سكون إلا وهو كائن من إرادة الله تعالى، حتى الكفر فقد أرداه كونًا وقدرًا، وإن لم يرض به بل يبغضه. يقول: "مريد لجميع الكائنات مدير للحادثات، فلا يجري في الملك والملكوت صغير أو كبير، قليل أو كثير، خير أو شر، نفع أو ضر، حلو أو مر، إيمان أو كفر، عرفان أو نكر، فوز أو خسران، زيادة أو نقصان، طاعة أو عصيان إلا بإرادته ووفق حكمته وطبق تقديره وحسب قضائه في خليقته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لا يخرج عن إرادته لفتة بصر ولا فلتة خاطر، بل هو المبدئ المعيد الفعال لما يريد كما يريد، لا راد لأمره، ولا معقب لما حكم في العبيد ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمشيئته وإرادته، حتى لو اجتمع جميع الكائنات على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها مرة دون إرادته ومشيئته لما قدروا على ذلك، بل ولا أرادوا خلاف ما هنالك، كما قال {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فهو سبحانه لم يزل موصوفًا بإرادته مريدًا في الأزل، وجود الأشياء في أوقاتها التي قدرها فوجدت فيها كما أرادها من غير تقدم ولا تأخر وتبدل وتغير" (¬4). ثم اختتم الكلام قائلًا بأن "الإرادة والمشيئة شيء واحد في حقه تعالى". نرى فيما سبق من كلامه في صفة الإرادة وتنويعها إلى نوعين، أنه ذهب مذهب السلف". وفي صفتي السمع والبصر يقول: (ص: 257): "ومن صفات الأزلية القديمة التي أثبتها القنوجي صفتا السمع والبصر، فهو يسمع المسموعات ويبصر المبصرات بسمعه وبصره القديم، خلافًا لمن أولهما بالعلم. ¬

_ (¬1) الانتقاد (ص: 6) بغية الرائد (ص: 12). (¬2) تابع القنوجي في ذلك المتكلمين، وقيام الحوادث بذاته تعالى جائز في مذهب السلف، حيث تقوم به سبحانه أفعاله المتجددة، راجع تلبيس الجهمية (1/ 203). (¬3) الانتقاد (ص: 6). (¬4) نفس المصدر (ص: 6).

يقول: "سميع للأصوات والحروف والكلمات بسمعه القديم الذي هو نعت له بالأزل، بصير بالأشكال والألوان بإبصاره القديم الذي هو صفته الأزلية، فلا يحدث له سمع بحدوث مسموع ولا بصر بحدوث مبصر، فهو السميع البصير يسمع ويرى لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفى غاية السر، ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دق في النظر، لا يحجب سمعه بعد، ولا يدفع رؤيته ظلام، ولا يشذ عن سمعه صوت، بل يرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، فالسمع صفة تتعلق بالمسموعات والبصر صفة تتعلق بالمبصرات، فيدرك بهما إدراكًا تامًّا لا على سبيل التخييل والتوهم (¬1) ". ثم يعقب صاحب الكتاب على ما تقدم فيقول: (ص 258): "نلاحظ من كلام القنوجي في صفتي السمع والبصر لله تعالى، أنه تناول في رده على المخالفين قضية مهمة، وهي أن السمع والبصر صفتان متميزتان عن صفة العلم، وانتقاؤهما عن الله إثبات ضدهما وهو الصمم والعمى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا". وفي الصفحة (259) يقول ذاكرًا رأيه في بقية الصفات -علمًا أنه قد أفرد الكلام عن صفة الكلام والاستواء واليد ومسألة الرؤية: - "يتضح لنا من موقفه في الصفات التي ذكرنا وقيل ذلك موقفه من التأويل- أنه يذهب مذهب السلف، من إجراء الصفات على ظاهرها دون تشبيه أو تأويل أو تعطيل، كما وصف تعالى نفسه في كتابه، ووصفه رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأنها صفات كمال لا يجوز نفيها. ولم يكن في هذه الصفات فقط موافقًا للسلف، بل في بقية الصفات كذلك. يقول: "ومن صفاته سبحانه: اليد، واليمين، والكف، والإصبع، والضحك، والتعجب، والحب ... إلى غير ذلك مما نطق به الكتاب والسنة. فكل هذه الصفات، تساق مساقًا واحدًا، ويجب الإيمان بها على أنها صفات حقيقية، لا تشبه صفات المخلوقين، ولا يمثل، ولا يعطل، ولا يرد، ولا يجحد، ولا يؤل بتأويل يخالف ظاهره" (¬2) وهذا تبيين لمذهب السلف. يقول ابن تيمية -رحمه الله-: "إن أولى الناس بالحق أتبعهم له (الرسول - صلى الله عليه وسلم -) وأعظمهم له موافقة - وهم سلف الأمة وأئمتها - الذين أثبتوا ما دل عليه الكتاب والسنة من الصفات، ونزهوه عن مماثلة المخلوقات، فإن الحياة والعلم والقدرة، والسمع والبصر والكلام، صفات كمال ممكنة بالضرورة ولا نقص فيها، فإن من اتصف بهذه الصفات فهو أكمل ممن لا يتصف بها، والنقص في انتفائها لا في ثبوتها، والقابل للاتصاف بها كالحيوان أكمل ممن لا يقبل الاتصاف بها كالجمادات" (¬3). ¬

_ (¬1) الإنتقاد الرجيح (ص: 6) بغية الرائد (ص: 9). (¬2) قطف الثمر (ص 10)، خبيئة الأكوان (ص 42)، عون الباري (6/ 561). (¬3) مجموع الفتاوى (6/ 88).

وإذا كان القنوجي قد اختصر القول في إثبات هذه الصفات فإنه قد أفاض في إثبات صفات الكلام والاستواء واليد وإثبات الرؤية، الأمر الذي يجعلنا أن نفرد كل صفة من هذه الصفات بمبحث خاص". وفي مبحث صفة الكلام قال (ص 261): "ذهب القنوجي إلى أن الله تعالى متكلم حقيقة بصوت مسموع، وأن كلامه تحت مشيئته وقدرته، والكلام صفة من صفاته تعالى القديمة القائمة بذاته المقدسة، وتحدث بمشيئته وقدرته آحادها، بمعنى أن جنس كلامه قديم، وأفراده حادثة. يقول: "ومن مذهب أهل الحق، ومما اتفق عليه أهل التوحيد والصدق، أن الله لم يزل متكلمًا بكلام مسموع مفهوم مكتوب" (¬1). هذا وقد بيّن القنوجي رأيه في صفات الكلام لله عزَّ وجلَّ وذلك ضمن تفسيره لكثير من الآيات القرآنية التي وضّح فيها مذهبه في إثبات صفة الكلام، كما أثبثها الله ورسوله، أذكر بعضها: قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}. يقول القنوجي: {أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ} بوجه من الوجوه {إلا وَحْيًا} بأن يوحي إليه .. {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} كما كلّم موسى، يريد أن كلامه يسمع من حيث لا يرى" (¬2). فالشاهد فيها أن الله تعالى متكلم حقيقة، وتكليمه لرسله من ثلاثة طرق: إما أن يكون وحيًا، أو أن يكون بكلام مسموع بدون واسطة من وراء حجاب، كما كلّم موسى - عليه السلام -، أو أن يرسل ملكًا بتبليغ كلام الله". وفي الكلام عن موقفه من الكلام النفسي قال (ص 270): "وأما منهج المؤولين الذين نفوا أن يكون الله متكلمًا بحرف وصوت، وظنوا أنه حادث في ذاته، فقالوا بمنعه، فتعين عندهم أن كلامه نفسي. وبناءً على هذا أن الكلام الذي نتلوه ليس كلام الله الحقيقي، لأنه حروف وأصوات، بل هو عبارة عن كلامه القديم، فهذا المنهج الذي نهجوه خلاف ما ثبت من الكتاب والسنة والإجماع، يقول: "وأما الكلام النفسي الذي ذكر في كتب الأشاعرة وغيرهم فلا استشمام لرائحته في الكتاب والسنة" وقال أيضًا: "فمن قال إنه كلام ملك أو كلام بشر فمسكنه سقر، ولا يعلم طريق تكلمه سبحانه وتعالى إلا هو، وكيفيته موكولة إليه تعالى" (¬3). وما نسب إلى الحنابلة بأن غلاف القرآن وجلده قديمان، فهذه كلمة تخرج من أفواههم. كما يقول القنوجي: "وظلمت الحنفية ومن قال بقولهم: الحنابلة ومن ¬

_ (¬1) قطف الثمر (ص 11). (¬2) فتح البيان (8/ 391). (¬3) الانتقاد الرجيح (ص 40)، بغية الرائد (ص 16).

تبعهم في القول بتبديعهم وتضليلهم ولم يقل أحد من الحنابلة المعتبرة المعول عليهم بكون الغلاف والجلد قديمان والظاهر أن أمثال هذه الخرافات مدسوسة عليهم وهم بريئون منها" (¬1). وفي مسألة خلق القرآن يقول (ص 271): "يذهب القنوجي في القرآن مذهب السلف، ويرى أنه كلام الله غير مخلوق، وقد وضح ذلك قائلًا: والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، ووحيه وتنزيله .. أنزله على سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، وهو سور وآيات وأصوات وحروف وكلمات له أول وآخر، - إلى أن قال وأجمع أئمة السلف المقتدى بهم من الخلف على أنه غير مخلوق (¬2). هذا وقد فسر القنوجي بعض الآيات القرآنية بما يؤيد مذهب السلف في إثبات أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وخالف الجهمية والمعتزلة فيما ذهبوا إليه، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}. "إخبار منه سبحانه لعباده بأنهما له، الخلق والمخلوق، والأمر كلامه، واستخرج من هذا المعنى أن كلام الله ليس بمخلوق، لأنه فرق بين الخلق والأمر، ومن جعل الأمر الذي هو كلامه من جملة ما خلق فقد كفر". (¬3) وفي صفحة (274) يقول معقبًا على كلام القنوجي في مسألة الكلام فيقول: "من خلال ما تقدم نلاحظ ما يلي: إن القنوجي يثبت لله سبحانه وتعالى صفة الكلام، كما وصف سبحانه نفسه بها ورسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم -، لأنها صفة كمال، فمن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، وكل كمال يليق بذاته أولى به، وعدم الكلام صفة نقص، وكل نقص فالله أولى بالتنزيه عنه، فهو سبحانه وتعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء، متى شاء، وكيف شاء، وهو يتكلم بصوت يسمع، وكلم موسى - عليه السلام - وخاطبه مشافهة بغير واسطة، وسيكلم عباده يوم القيامة ليس بينه وبينهم ترجمان. لا شك أن ما ذهب إليه القنوجى في إثبات صفة الكلام لله تعالى، هو تأييد وامتداد لما ذهب إليه السلف رحمهم الله من إثبات هذه الصفة لله تعالى كما تليق بجلاله". وبعد أن ذكر كلام القنوجي في مسألة الاستواء يستخلص من كلامه ما يلي (ص 301): "من خلال ما تقدم من آراء القنوجى في الاستواء والفوقية على العرش نلاحظ ما يلي: 1 - أنه يثبت صراحة لله عزَّ وجلَّ استواء حقيقيًّا لائقًا بذاته تعالى، وهو بمعنى العلو والارتفاع وهو قول أهل السنة (¬4)، وقد فسّره السلف بأربع تفسيرات كما ذكره ابن القيم: "فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ... ارتفع الذي ما فيه من نكران ¬

_ (¬1) الانتقاد (ص 40). (¬2) قطف الثمر (ص 10)، بغية الرائد (ص 16). (¬3) فتح البيان (3/ 345). (¬4) انظر الحموية: (121).

وكذلك قد صعد الذي رابع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن" (¬1) 2 - يثبت أنه استوى على العرش بذاته المقدسة، كما روى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي، وهو عنده فوق العرش" (¬2) والأحاديث الدالة على إثبات صفة الاستواء وعلو الله كثيرة جدًّا. أما الذين يتكلمون بالمتشابه ويخدعون جهال الناس بقولهم: إن الإستواء بمعنى الاستيلاء، وأن الله ليس في جهة العلو، وليس بمستوٍ على عرشه، وليس بمتحيز، ولا كذا ولا كذا". وفي المبحث الخاص بصفة اليد يقول (ص: 307): "أثبت القنوجي -رحمه الله- صفة اليد لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله، مستمدًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة والتابعين، وأن يد الله تعالى توصف باليمين، كما أن له كفًّا وأصابع على الحقيقة من غير تشبيه ولا تكييف ولا تأويل". ثم ذكر أن اليد في كتاب الله تعالى ذكرت مفردة ومثنى ومجموعًا، يقول: "فاعلم أن لفظ اليد جاء في القرآن على ثلاثة أنواع: مفردة كقوله {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ}، وقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ}. ومثنى كقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، ومجموعًا: كقوله: {عَمِلَتْ أَيدِينَا}. أما السنة المطهرة التي تثبت لله سبحانه اليدين واليمين والكف والأصابع فهي كثيرة كما ذكرها القنوجي (¬3). خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهومًا في كلامها ومعقولًا في خطابها، وكان لا يجوز في لسان أهل البيان أن يقول القائل: فعلت بيدي ويعني النعمة، بطل أن يكون معنى قوله عز وجل: {بِيَدَيَّ} النعمة .. فلو كان معنى قوله عز وجل بيدى نعمتي لكان لا فضيلة لآدم عليه السلام عليّ إبليس في ذلك". (¬4) وفي مبحث مسألة الرؤية يقول (ص 315): "إن مسألة رؤية الله تعالى من أهم مسائل العقيدة وأجلّها، حيث يأمل كل مؤمن أن يكون ممن أنعم الله عليه بهذه النعمة، وهي أكبر نعم الله ينعم بها يوم القيامة. ذهب القنوجي إلى إثبات رؤية المؤمنين ربهم عزَّ وجلَّ بأبصارهم يوم القيامة، وذلك لصحة الأخبار المتواترة من الكتاب والسنة، وأن هذا متفق عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة". ثم في صفحة (323) يذكر ملخص ما ذهب ¬

_ (¬1) شرح قصيدة النونية: (1/ 440). (¬2) أخرجه البخاري (8/ 171)، مسلم (4/ 2107). (¬3) قطف الثمر (ص 9). (¬4) الإبانة (ص 36).

إليه القنوجي في مسألة الرؤية: "من خلال ما تقدم من الحديث عن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، نلاحظ أن القنوجي اعتمد في إثبات الرؤية على الأدلة السمعية وهي عقلية أيضًا من الكتاب والسنة، ثم استشهد بأقوال السلف. وكذلك بيّن خطأ تفسير المعتزلة في استدلالهم بالآيات القرآنية على نفي الرؤية، وبين أنها لا تحقق الهدف الذي أرادوا الوصول إليه من نفي الرؤية، بل اعتبرها دليلًا قاطعًا على إثباتها. هذا المنهج الذي سلكه القنوجي قد سبق إليه علماء السلف، وطائفة كبيرة من علماء الأشاعرة. يقول الإمام أحمد رحمه الله: "لم أنكرتم أن أهل الجنة ينظرون إلى ربهم .. فقالوا: إن معنى {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أنها تنتظر الثواب من ربها، فقلنا: أنها مع ما تنتظر الثواب هي ترى ربها، فقالوا: إن الله لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة، وتلوا آية من المتشابه من قول الله جل ثناؤه {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف معنى قول الله {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَار} وقال: "إنكم سترون ربكم". وقال لموسى: {لَنْ تَرَانِي} ولم يقل لن أرى، فأيهما أولى؟ أن تتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: سترون ربكم، أو قول الجهمي حين قال: لا ترون ربكم، والأحاديث في أيدي أهل العلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أهل الجنة يرون ربهم لا يختلف فيها أهل العلم" (¬1) ". • قلت: انتهى الكلام عن عقيدته في الأسماء والصفات وبعد هذا نريد أن نورد شبهة أثارها محقق كتاب "الدرر المضية، شرح الدرر البهية" محمّد عبد السلام القباني، متهمًا القنوجي بسرقة هذا الكتاب من الشوكاني وغيره كما .. قال: "كنا نظن أن شرح الروضة الندية لصديق حسن القنوجي يغني عنه، ولكن بإطلاعنا عليه ومقابلته بشرح المؤلف الذي بأيدينا اكتشفنا أمرًا عظيمًا ما كان يصح أن يكون بين المؤلفين، ذلك أنا وجدنا الروضة الندية هي شرح المؤلف بلفظه تمامًا مضافًا إليه زيادات من كتاب (حجة الله البالغة) ومن كلام ابن القيم، ومنقوصًا منه ذكر مذاهب أهل البيت، ووجدنا مواضع محررة في نسختنا خيرًا منها في الروضة، ويظهر أن النسخة التي وقعت لصاحب الروضة وأخذها في كتابه كانت محرفة وناقصة ووجدناه قد وضع المتن مفرقًا في الشرح، فأثارت عندنا هذه المقابلة دهشة عظيمة من تصرف المؤلفين وإغارة بعضهم على ثمرات قرائح بعض. وتذكرنا ما كنا نسمعه من بعض أشياخنا، أنه كان للقنوجي لمكانه من الملك والثروة جماعة من العلماء يؤلفون له ويختارون له نفائس الكتب يدخلون عليها نوعًا من التصرف ثم ينسبونها إليه، وكانوا يصنعون له ذلك في كتب الشوكاني لأنه كان قريب عهد وكانت مؤلفاته نادرة المثال ولم تكد تنتشر، ومع كون الطباعة العربية كانت حديثة العهد بمصر والهند، وكانت غالية الكلف، فإن القنوجي لطول يده بالثروة كان كلما أتمّ كتابًا طبعه بمصر أو بالهند فيقضي بذلك على علم المؤلف الأول؛ ولا يتبين ذلك إلا لمن ظفر بأصل من تلك الأصول ¬

_ (¬1) الرد على الزنادقة والجهمية (127).

المنتحلة وقابلها بما هو للقنوجي، كما فعل ذلك في هذا الشرع؛ ويقال أنه صنع كذلك في رسالة الاشتقاق وغيرها. والله أعلم بحقيقة ما قيل. ولا يشفع في ذلك ما قاله في خطبة الروضة، أنه استوعب فيه لفظ شرح المؤلف ومعناه، وأضاف إليه ذكر مذاهب الفقهاء، ثم زاد عليه أشياء من حاشية شفاء الأوام للمؤلف ومن غيرها، فإن كل ذلك لا يبرر له أن ينسب لنفسه هذا الشرح لمجرد إضافة هذه الزيادات الضئيلة لا غير، والتي كانت أولى أن تكون تعليقًا عليه بالهامش، وكان أولى به ثم أولى أن يطبع شرح المؤلف لصاحبه ويطبع بهامشه هذه النقول التي زادها، وإذا كانت مثل هذه الزيادة مما يبيح انتحال المؤلفات لما انتسب كتاب إلى صاحبه؛ ومن العجيب أنك تقرأ كتاب الروضة الندية من أوله إلى آخره فلا تكاد تعثر بنسبة تدليل أو تحقيق من هذه التحقيقات العالية إلى الشوكاني مع أنها بلفظها ونصها للشوكاني، ومن ثمرات قريحته، أسهر فيها ليله وأكد فكره، ولقد كان أهل الحديث أخص الناس بالحرص على عزو كل قول لصاحبه، والبعد عن الإبهام والتدليس". انتهى ما ذكره المحقق في مقدمته للكتاب المذكور. فنقول وبالله التوفيق: 1 - أما قوله: "وتذكرنا ما كنا نسمعه من بعض أشياخنا أنه كان للقنوجي لمكانه في الملك والثروة جماعة من العلماء يؤلفون له ويختارون له نفائس الكتب يدخلون عليه نوعًا من التصرف ثم ينسبونها إليه، وكانوا يصنعون له ذلك في كتب الشوكاني لأنه كان قريب عهد". فلا دليل عليه، إذ لو كان الأمر كذلك لاشتهر بين طلبة العلم، أضف إلى ذلك أن الحكم بمجرد الظن، وبمجرد أن الكلام قد قيل بدون تمحيص، لا يغني من الحق شيئًا كما قال تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيئًا}. 2 - أما قوله بعد ذلك: "كما فعل ذلك في هذا الشرح، ويقال إنه صنع كذلك في رسالة الاشتقاق وغيرها" فيدخل أيضًا ضمن ما ذكرناه سابقًا بدليل قوله بعد الكلام السابق مباشرة: "والله أعلم بحقيقة ما قيل" .. 3 - أما قوله: "ولا يشفع في ذلك ما قاله في خطبة الروضة" وما بعدها. فمع أن المحقق له وجه حق في اعتراضه ولكن لا ينبغي أن يتحامل بهذه الطريقة. فغاية ما يقال أنه قد أخطأ بفعله هذا وكان ينبغي له أن يميز بين المتن وبين تعليقاته، لكن أن يقال إنه سرق الكتاب ونسبه لنفسه من دون أن يشير إلى ذلك، فهذا قول مردود وغير مقبول. ومن المعروف عن صديق حسن خان أنه كان يدافع عن التوحيد. وينشره بين الناس، ويبدو أن هذا الأمر قد أغاظ أهل الشرك والقبور، فبدأوا بدافع الحقد بإشاعة الأقاويل والأكاذيب هنا وهناك. وربما يكون ما سمعه المحقق من هذا القبيل. ثم نقول: قال عبد الله بن صالح العبيد في مقدمة تحقيقه لكتاب "الدرر البهية" (¬1) للشوكاني ¬

_ (¬1) كتاب "الدرر البهية في المسائل الفقهية" للشوكاني تحقيق وتعليق: عبد الله بن صالح بن حمد العبيد، ط / 1 دار العاصمة، لسنة (1417 هـ -1997 م).

3476 - الكردي

ما نصه: "وبعد عقود قليلة من وفاة المصنف - أي الشوكاني - قام العلامة الأثري صديق حسن خان القنوجي (ت 1307 هـ) بانتساخ شرح المصنف (الدراري) فنقله بحذافيره، وزاد عليه أشياء قليلة حسنة من بعض كتب المصنف وغيره وسماه: (الروضة الندية شرح الدرر البهية) وانتصر له في عامة المسائل، ولم يخالفه إلا في أشياء نادرة لعله لا يتجاوز عدّها أصابع اليد الواحدة" أ. هـ. قول المحقق. وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه سابقًا، مع أننا قد طابقنا بعض المواضع بين كتابي "الدرر البهية" و"الروضة الندية" فوجدناها كما قال المحقق عبد الله بن صالح. وفي كتاب "كتب حذر منها العلماء" (¬1) قال مؤلفه: (وقد اتهم غير واحد من أفاضل العلماء بسرقة المصنفات زورًا وبهتانًا مثل صديق حسن خان، فقد اتهمه نصراني في كتاب له مطبوع بعنوان "اكتفاء القنوع بما هو مطبوع" بأنه كان عاقيًا وتزوج بملكة بهوبال فعندما اعتزّ بالمال، جمع إليه العلماء، وأرسل يبتاع الكتب بخط اليد وكلَّف العلماء بوضع المؤلفات ثم نسبها لنفسه" إلى آخر هذا الهراء فتآليفه كما يقول الغماري في (فهرس الفهارس) - نفسُه فيها متحد وهي له) أ. هـ. وفاته: سنة (1307 هـ) سبع وثلاثمائة وألف، وقيل: (1300 هـ) ثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أبجد العلوم" و"فتح البيان في مقاصد القرآن" في التفسير و"التاج المكلل"، و "الروضة الندية شرح الدرر البهية" وغير ذلك. 3476 - الكُردي * المفسر: محمّد طاهر بن عبد القادر الكردي. ولد: سنة (1321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: • نشر الرياحين: "كان الرجل مؤلفًا مكثرًا. شخصيته متعددة الجوانب وعمل خطاطًا بالمعارف العامة في مكة المكرمة، وكان مظهر الشيخ طاهر متزمتًا متوقرًا، ولكنه إذا خلا بأصحابه تحوَّل إلى شخص آخر كثير الدُّعابة والمرح .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1400 هـ) أربعمائة وألف. من مصنفاته: "التفسير المكي" في أربعة مجلدات، و"تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه" وغيرها. 3477 - ابن عاشور * المفسر محمّد الطاهر بن محمّد بن محمّد الطاهر بن محمّد الشاذلي، ويعرف بابن عاشور. ولدة سنة (1296 هـ) ست وتسين ومائتين وألف. ¬

_ (¬1) كتب حذر العلماء منها (2/ 375). * نشر الرياحين (2/ 651). * تونس وجامع الزيتونة (123) والحركة الأدبية والفكرية في تونس (39) مشاهير التونسيين (390)، الأعلام (6/ 174)، معجم المؤلفين (3/ 363)، تفسير "التحرير والتنوير" - الدار التونسية للنشر - تونس-، لسنة (1984 م)، المفسرون بين التأويل والإثبات (2/ 357).

من مشايخه: الأستاذ الشيخ محمّد صالح الرضوي، والشيخ محمّد النجار، والشيخ محمّد العزيز بن محمّد الحبيب بن محمّد الطيب جده لأمه وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "رئيس المفتين المالكين بتونس، وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس" أ. هـ. • قلت: قال المغراوي في كتابه "المفسرون بين التأويل والإثبات" عن صاحب الترجمة: "من أكابر علماء تونس وله ابن كان على منواله، توفي رحمه الله قبل عشر سنوات، أما الأب فكان آنذاك ما يزال على قيد الحياة فلا أدري الآن هل هو على قيد الحياة أم توفي؟ فإن كان الأخير، فغفر الله له ولجميع المسلمين. فصاحب التفسير على طريقة أهل بلده تقليد المذهب المالكي، والتبحر في فروعه دون معرفة الدليل من الكتاب والسُّنة حتى يميز الحق من الباطل فالكلُّ عند المقلِّدة حق، خطأه، وصوابه، لا هم بالأئمة اقتدوا ولا للدليل اتبعوا ولهذا يقول الإمام ابن عبد البر كما في الجامع: لا فرق بين مقلد وبهيمة ... تنقاد بين جنادل ودعاتر (115/ 2). وقد حاول الشيخ أن يكثر في تفسيره من التحليلات اللغرية والبلاغية بأسلوب واسع. وأما عقيدة الأسماء والصفات: فهو أشعري متطرف وقد صرح بذلك في بعض الصفات، يكثر من التحليلات والتعليلات ويظهر بعض الإعتراضات التي لا تزيد المذهب الأشعري إلا تقعرًا، ينظر إلى طاغوت التأويل الذي اتخذه الأشاعرة عمدة في صفات الله بأنه سيف مسلول على الملاحدة مع أن الذي يعرف حقيقته لا يزمع عنده جناح بعوضة، وإذا ذكر عقيدة السلف يذكرها بخلط وضعف وإنها عقيدة المساكين السذج والمطبوع ناقص ولكن فيه كفاية لمعرفة عقيدة الرجل. صفه الرحمة: قال عند قوله تعالى من سورة الفاتحة: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} واسم الرحمة موضوع في اللغة العربية لرقة الخاطر وانعطافه نحو حي بحيث تحمل من اتصف بها على الرِّفق بالمرحوم والإحسان إليه ودفع الضر عنه وإعانته على المشاق فهي من الكيفيات النفسانية لأنها انفعال ولتلك الكيفية اندفاع يحمل صاحبها على أفعال وجودية بقدر استطاعته وعلى قدر قوة انفعاله فأصل الرحمة من مقولة الانفعال وآثارها من مقولة الفعل فإذا وصف موصوف بالرحمة كان معناه حصول الانفعال المذكور في نفسه وإذا أخبر عنه بأنه رحم غيره فهذه على معنى صدر عنه أثر من آثار الرحمة إذ لا تكون تعدية فعل رحم إلى المرحوم إلا على هذا المعنى فليس لماهية الرحمة جزئيات وجودية ولكنها جزئيات من أثرها فوصف الله تعالى بصفات الرحمة في اللغات ناشئ على مقدار عقائد أهلها فيما يجوز عليه ويستحيل، وكان أكثر الأمر مجسمة ثم يجيء في لسان الشرائع تعبيرًا عن المعاني العالية بأقصى ما تسمح به اللغات مع اعتقاد تنزيه الله عن أعراض

المخلوقات بالدليل العام على التنزيه وهو مضمون قول القرآن: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} فأهل الإيمان إذا سمعوا أو أطلقوا وصفي "الرحمن الرحيم" لا يفهمون منه حصول ذلك الانفعال الملحوظ في حقيقة الرحمة في متعارف اللغة العربية لسطوع أدلة تنزيه الله تعالى عن الأعراض بل أنه يراد بهذا الوصف في جانب الله تعالى إثبات الغرض الأسمى من حقيقة الرحمة وهو صدور آثار الرحمة من الرفق واللطف والإحسان والإعانة لأن ما عدا ذلك من القيود الملحوظة في مسمى الرحمة في متعارف الناس لا أهمية له لولا أنه لا يمكن بدونه حصول آثاره فيهم، ألا ترى أن المرء قد يرحم أحدًا، ولا يملك له نفعًا لعجز أو نحوه. وقد أشار إلى ما قلناه أبو حامد الغزالي في المقصد الأسنى بقوله: "الذي يريد قضاء حاجة المحتاج ولا يقضيها، فإن كان قادرًا على قضائها لم يسم رحيمًا إذ لو تمت الإرادة لوفى بها وإن كان عاجزًا فقد يسمى رحيمًا باعتبار ما اعتوره من الرحمة والرقة ولكنه ناقص وبهذا تعلم أن إطلاق نحو هذا الوصف على الله تعالى ليس من المتشابه لتبادر المعنى المراد منه لكثرة استعماله وتحقق تنزه الله عن لوازم المعنى المقصود في الوضع مما لا يليق بجلال الله تعالى كما نطلق العليم على الله مع التيقن بتجرد علمه عن الحاجة إلى النظر والاستدلال وسبق الجهل وكما نطلق الحي عليه تعالى مع اليقين بتجرد حياته عن العادة والتكون ونطلق القدرة مع اليقين بتجرد قدرته عن المعالجة والاستعانة. فوصفه تعالى بالرحمن الرحيم من المنقولات الشرعية فقد أثبت القرآن رحمة الله في قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ} فهي منقولة من لسان الشرع إلى إرادة الله إيصال الإحسان إلى مخلوقاته في الحياة الدنيا وغالب الأسماء الحسنى من هذا القبيل. وأما المتشابه فهو ما كانت دلالته على المعنى المنزه عنه أقوى وأشد وسيأتي في سورة آل عمران عند قوله تعالى: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} والذي ذهب إليه صاحب الكشاف وكثير من المحققين أن الرحمن صفة مشبهة كغضبان وبذلك مثله في الكشاف. (¬1) صفه الغضب: قال عند قوله تعالى من سورة الفاتحة: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب المتعلِق بالمغضوب عليهم هو غضب الله وحقيقة الغضب المعروف في الناس أنه كيفية تعرض للنفس يتبعها حركة الروح إلى الخارج وثورانها فتطلب الانتقام فالكيفية لطلب الانتقام. وطلب الانتقام سبب لحصول الانتقام والذي يظهر لي أن إرادة الانتقام ليست من لوازم ماهية الغضب بحيث لا تنفك عنه ولكنها قد تكون من آثاره وأن الغضب هو كيفية للنفس تعرض من حصول ما لا يلائمها فتترتب عليه كراهية الفعل المغضوب منه وكراهية فاعله، ويلازمه الإعراض عنه المغضوب عليه ومعاملته بالعنف وبقطع الإحسان، وبالأذى وقد يفضي ذلك إلى طلب الانتقام منه فيختلف الحد الذي يثور عند الغضب في النفس باختلاف مراتب احتمال النفوس للمنافرات واختلاف العادات في اعتبار ¬

_ (¬1) تفسير التحرير والتنوير (1/ 155).

أسبابه. فلعل الذين جعلوا إرادة الانتقام لازمة للغضب بنوا على القوانين العربية وإذا كانت حقيقة الغضب يستحيل إتصاف الله تعالى بها وإسنادها إليه على الحقيقة للأدلة القطعية الدالة على تنزيه الله تعالى عن التغيرات الذاتية والعرضية فقد وجب على المؤمن صرف إسناد الغضب إلى الله عن معناه الحقيقي وطريقة أهل العلم والنظر في هذا الصرف أن يصرف اللفظ إلى المجاز بعلاقة اللزوم أو إلى الكناية باللفظ عن لازم معناه فالذي يكون صفة لله من معنى الغضب هو لازمه أعني العقاب والإهانة يوم الجزاء واللعنة هي الإبعاد عن أهل الدين والصلاح في الدنيا أو هو من قبيل التمثيلية. وكان السلف في القرن الأول ومنتصف القرن الثاني يمسكون عن تأويل هذه المتشابهات لما رأوا في ذلك الإمساك من مصلحة الاشتغال بإقامة الأعمال التي هي مراد الشرع من الناس فلما نشأ النظر في العلم وطلب معرفة حقائق الأشياء وحدث قول الناس في معاني الدين بما لا يلائم الحق لم يجد أهل العلم بدا من توسيع أساليب الصحيح لإفهام وتمييز المسلم وكبت الملحد فقام الدين بصنيعهم على قواعده المخلص له عن ماكره وجاحده وكل فيما صنعوا على هدى وبعد البيان لا يرجع إلى الإجمالي أبدا وما تأولوه إلا بما هو معروف في لسان العرب مفهوم لأهله. فغضب الله تعالى على العموم يرجع إلى معاملته الحائدين عن هديه العاصين لأوامره ويترتب عليه الانتقام وهو مراتب أقصاها عقاب المشركين والمنافقين بالخلود في الدرك الأسفل من النار ودون الغضب الكراهية، فقد ورد في الحديث: "ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال" (¬1). ويقابلها الرضى والحبة وكل ذلك غير المشيئة والإرادة بمعنى التقدير والتكوين {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}. {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} وتفصيل هذه الجملة في علم الكلام (¬2). صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} وفعل يستهزئ المسند إلى الله ليس مستعملا في حقيقته لأن المراد هنا أنه يفعل به في الدنيا ما يسمى بالاستهزاء بدليل قوله تعالى: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ} ولم يقع إستهزاء حقيقي في الدنيا فهو إما تمثيل لمعاملة الله إياهم في مقابلة إستهزائهم بالمؤمنين بما يشبه فعل المستهزئ بهم وذلك بالإملاء لهم حتى يظنوا أنهم سلموا من المؤاخذة على إستهزائهم فيظنوا أن الله راض عنهم أو أن أصنامهم نفعوهم حتى إذا نزل بهم عذاب الدنيا من القتل والفضح علموا خلاف ما توهموا فكان ذلك كهيئة الاستهزاء بهم. والمضارع في قوله: {يَسْتَهْزِئُ} لزمن الحال. ولا يحمل على اتصاف الله بالاستهزاء حقيقة عند الأشاعرة لأنه لم يقع من الناس معنى الاستهزاء في الدنيا ويحسن هذا التمثيل ما فيه من المشاكلة. ويجوز أن يكون يستهزئ بهم حقيقة يوم القيامة بأن يأمر بالاستهزاء بهم في الموقف وهو نوع من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري. (¬2) أخرجه البخاري.

العقاب فيكون المضارع في يستهزئ للإستقبال وإلى هذا المعنى نحا ابن عباس والحسن في نقل ابن عطية ويجوز أن يكون مرادًا به جزاء استهزائهم من العذاب أو نحوه من الإذلال والتحقير، والمعنى يذلهم وعبر عنه بالاستهزاء مجازًا ومشاكلة أو مرادًا به مآل الاستهزاء من رجوع الوبال عليهم. وهذا كله وإن جاز فقد عيّنه هنا جمهور العلماء من المفسرين كما نقل ابن عطية والقرطبي وعينه الفخر الرازي والبيضاوي وعينه المعتزلة أيضًا لأن الاستهزاء لا يليق إسناده إلى الله حقيقة لأنه فعل قبيح ينزه الله تعالى عنه كما في الكشاف وهو مبني على التعارف بين الناس. (¬1) صفة الحياء: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. والاستحياء والحياء واحد فالسين والتاء فيه للمبالغة مثل استقدم واستأجر واستجاب وهو انقباض النفس من صدور فعل أو تلقيه لاستشعار أنه لا يليق أو لا يحسن في متعارف أمثاله، فهو هيئة تعرض للنفس هي من قبيل الانفعال يظهر أثرها على الوجه وفي الإمساك عن ما من شأنه أن يفعل. والاستحياء هنا منفي عن أن يكون وصفًا لله تعالى فلا يحتاج إلى تأويل في صحة إسناده إلى الله والتعلل لذلك بأن نفي الوصف يستلزم صحة الاتصاف تعلل غير مسلم (¬2). صفة الوجه: وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (وجه الله) بمعنى الذات وهو حقيقة لغوية تقول لوجه زيد أي ذاته كما تقدم عند قوله: {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} وهو هنا كناية عن عمله فحيث أمرهم باستقابل بيت المقدس فرضاه منوط بالامتثال لذلك وهو أيضًا كناية رمزية عن رضاه بهجرة المؤمنين في سبيل الدين لبلاد الحبشة ثم للمدينة ويؤيد كون الوجه بهذا المعنى قوله في التذييل: {إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} فقوله واسع تذييل لمدلول (ولله المشرق والمغرب) والمراد سعة ملكه أو سعة تيسيره والمقصود عظمة الله وأنه لا جهة له وإنما الجهات التي يقصد منها رضي الله تفضل غيرها وهو عليم بمن يتوجه لقصد مرضاته وقد فسّرت هذه الآية بأنها المراد بها القبلة في الصلاة (¬3). صفة الإتيان: وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} والإتيان حضور الذات في موضع من موضع آخر سبق حصولها فيه وأسند الإتيان إلى الله تعالى من هذه الآية على وجه الإثبات فاقتضى ظاهره إتصاف الله تعالى به ولما كان الإتيان يستلزم التنقل أو التمدد ليكون حالًا في مكان بعد أن لم يكن فيه حتى يصح الإتيان وكان ذلك يستلزم الجسم والله منزه عنه ¬

_ (¬1) تفسير التحرير والتنوير (1/ 183). (¬2) تفسير التحرير والتنوير (1/ 280). (¬3) تفسير التحرير والتنوير (1/ 347).

تعين صرف اللفظ عن ظاهره بالدليل العقلي فإن كان الكلام خبرًا أو تهكمًا فلا حاجة للتأويل لأن اعتقادهم ذلك مدفوع بالأدلّة وإن كان الكلام وعيدًا من الله لزم التأويل، لأن الله تعالى موجود في نفس الأمر لكنه لا يتصف بما هو من صفات الحوادث كالتنقل والتمدد لما علمت فلا بد من تأويل هذا عندنا على أصل الأشعري في تأويل المتشابه وهذا التأويل إما في معنى الإتيان أو في إسناده إلى الله أو بتقدير محذوف من مضاف أو مفعول والى هذه الاحتمالات ترجع الوجوه التي ذكرها المفسرون. الوجه الأول: ذهب سلف الأمة قبل حدوث تشكيكات الملاحدة إلى إقرار الصفات المتشابهة دون تأويل فالإتيان ثابت لله تعالى لكن بلا كيف فهو من المتشابه كالاستواء والنزول والرؤية أي هو إتيان لا كإتيان الحوادث. فأما على طريقة الخلف من أئمة الأشعرية لدفع مطاعن الملاحدة فتجيء وجوه منها: الوجه الثاني: أقول ما يجوز تأويل إتيان الله بأنه مجاز في التجلي والاعتناء إذا كان الضمير راجعًا لمن يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، أو بأنه مجاز عن تعلق القدرة التنجيزية بإظهار الجزاء إن كان الضمير راجعًا للفريقين أو هو مجاز في الاستئصال يقال أتاهم الملك إذا عاقبهم قاله القرطبي قلت: وذلك في كل إتيان مضاف إلى منتقم أو عدو أو فاتح كما تقول أتاهم السبع بمعنى أهلكهم وأتاهم الوباء ولذلك يقولون أتى عليه بمعنى أهلكه واستأصله فلما شاع ذلك شاع إطلاق الإتيان على لازمه وهو الإهلاك والاستئصال قال الله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}. وقال: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} وليس قوله: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} بمناف لهذا المعنى لأن ظهور أمر الله وحدوث تعلّق قدرته يكون محفوفًا بذلك لتشعر به الملائكة وسيأتي بيان في (ظلل من الغمام) قريبًا. الوجه الثالث: إسناد الإتيان إلى الله تعالى إسناد مجازي: وإنما يأتيهم عذاب الله يوم القيامة أو في الدنيا وكونه في (ظلل من الغمام) زيادة تنويه بذلك المظهر ووقعه لدى الناظرين. الوجه الرابع: يأتيهم كلام الله الدال على الأمر وكون ذلك لكلام مسموعًا من قبل ظلل من الغمام تحفه الملائكة. الوجه الخامس: أن هناك مضافًا مقدّرًا أي يأتيهم أمر الله أي قضاؤه بين الحق أو يأتيهم بأس الله بدليل نظائره من القرآن أو يأتي أمر ربك وقوله: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا} ولا يخفى أن الإتيان في هذا يتعين أن يكون مجازًا في ظهور الأمر. الوجه السادس: حذف مضاف تقديره آيات الله أو بيناته أي دلائل قدرته أو دلائل صدق رسله ويبعده قوله: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} إلّا أن يرجع إلى الوجه الخامس أو الوجه الثالث. الوجه السابع: أن هناك مفعولًا محذوف دلَّ عليه قوله: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} والتقدير أن يأتيهم الله بالعذاب أو ببأسه. والأحسن: تقدير أمر عام يشمل الخير والشر لتكون الجملة وعدًا ووعيدًا. وقد ذكرت في تفسير قوله تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ

مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} في سورة آل عمران ما يتحصل منه أن ما يجري على اسمه تعالى من الصفات والأحكام وما يسند إليه من الأفعال في الكتاب والسُّنة أربعة أقسام: قسم اتَّصفَ الله به على الحقيقة كالوجود، والحياة لكن بما يخالف المتعارف فينا. قسم اتصف الله بلازم مدلوله، وشاع ذلك حتى صار المتبادر من المعنى المناسب دون الملزومات مثل الرحمة والغضب والرضا والهبة. وقسم هو متشابه وتأويله ظاهر. وقسم متشابه شديد التشابه. (¬1) تفسير الكرسي: قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ} الآية والكرسي شيء يجلس عليه متركب في أعواد أو غيرها موضوعة كالأعمدة متساوية عليها سطح من خشب أو غيره بمقدار ما يسع شخصًا واحدًا في جلوسه فإن زاد على مجلس واحد وكان مرتفعًا فهو العرش. وليس المراد في الآية حقيقة الكرسي إذ لا يليق بالله تعالى لاقتضائه التحيز فتعين أن يكون مرادا به غير حقيقته. والجمهور قالوا: إن الكرسي مخلوق عظيم ويضاف إلى الله تعالى لعظمته فقيل: هو العرش وهو قول الحسن. وهذا هو الظاهر لأن الكرسي لم يذكر في القرآن إلا في هذه الآية وتكرر ذكر العرش ولم يرد ذكرهما مقترنين فلو كان الكرسي غير العرش لذكر معه كما ذكرت السماوات مع العرش في قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وقيل: الكرسي غير العرش فقال ابن زيد هو دون العرش، وروي في ذلك عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما الكرسيُّ في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من أرض) وهو حديث لم يصح. وقال أبو موسى الأشعري، والسدي والضحاك الكرسي موضع القدمين من العرش أي لأن الجالس على عرش يكون مرتفعًا عن الأرض فيوضع له كرسي لئلا تكون رجلاه في الفضاء إذا لم يتربع. روي هذا عن ابن عباس وقيل: الكرسي مثل لعلم الله روي عن ابن عباس كأن العالم يجلس على كرسي ليعلم الناس، وقيل: مثل لملك الله تعالى كما يقولون فلان صاحب كرسي العراق أي ملك العراق، وقيل غير ذلك. (¬2) صفة المحبة: قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} والمحبة انفعال نفساني ينشأ عند الشعور بحسن شيء من صفة ذاتية أو إحسان، أو اعتقاد أنه يحب المستحسن يجر إليه الخير، فإذا حصل ذلك الانفعال عقبه ميل وانجذاب إلى الشيء المشعور بمحاسنه فيكون المنفعل محبًا ويكون المشعور بمحاسنه محبوبًا وتعد الصفات التي أوجبت هذا الانفعال جمالًا عند المحب فإذا قوي هذا الانفعال صار تهيجًا نفسانيًا فسمي ¬

_ (¬1) تفسير التحرير والتنوير (1/ 661). (¬2) تفسير التحرير والتنوير (2/ 369).

3478 - الرياحي

عشقًا للذات وافتتانًا بغيرها. وقد اختلف المتقدمون في أن المحبة والجمال هل يقصران على المحسوسات فالذين قصروها على المحسوسات لم يثبتوا غير المحبة المادية (وقال بهذا القول سقراط والطبائعيون). والذين لم يقصروهما عليها أثبتوا المحبة الرمزية أعني المتعلقة بالأكوان غير المحسوسة كمحبة العبد لله تعالى هذا هو الحق، وقال به من المتقدمين أفلاطون، ومن المسلمين الغزالي وفخر الدين. وأما إطلاق المحبة في قوله: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فهو مجاز لا محالة أريد به لازم الهبة وهو الرضا وسوق المنفعة، نحو ذلك من تجليات لله تعالى يعلمها سبحانه، وهما المعبر عنها بقوله: {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} فإن ذلك دليل الحبة وفي القرآن: {وَقَالتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} (¬1) " أ. هـ. وفاته: سنة (1393 هـ) ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التحرير والتنوير" في تفسير القرآن، و"مقاصد الشريعة الإسلامية"، وغيرها. 3478 - الرَّيَّاحي * النحوي: محمّد الطيب بن الشيخ إبراهيم بن عبد القادر الرياحي الطرابلسي التستوري. ولد: سنة (1226 هـ) ست وعشرين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ أحمد بن حسين القمار الكافي، والشيخ محمّد بيرم الثالث، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عنوان الأريب: "كان تقيًّا زكي النفس عالي الهمة ومن شعره في مدح أحمد التجاني: ملاذي وأستاذي ومن باتباعه ... أجر على هام الكواكب أذيالي إمام الهدى غوث العوالم كلها ... مبيد العدى مبري الضنى عند إعضال همامًا سقاه الله من فيض سره ... كؤوسًا بها مزج بود وإجلال وعلاه حتى نال بالقرب رتبة ... حوى فضلها مجد المقدم والتالي وفاته: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: حواشي على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، تدل على رسوخ قدمه وإتقاد ذكائه، وغير ذلك. 3479 - المكّي * النحوي، اللغوي: محمّد الطيب بن محمّد صالح بن محمّد عبد الله العلوي المكي ثم الهندي. من مشايخه: إرشاد حسين، وعبد الحق خير أبادي وغيرهما. ¬

_ (¬1) تفسير التحرير والتنوير (3/ 23). * شجرة النور (389) عنوان الأريب (2/ 97)، مسامرات الظريف (227)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 402). * الأعلام (6/ 178)، معجم المطبوعات (1672)، معجم المؤلفين (3/ 373).

3480 - الختم الميرغني

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالعربية والمنطق، اشتهر في الهند بلقب "عرب صاحب"" أ. هـ. وفاته: سنة (1334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المالكية في اللغة العربية الدارجة بمكة المكرمة" و"الأحاجي الحامدية" و"النفحة الأجملية في الصلات الفعلية" في اللغة .. وكيره ذلك. 3480 - الختم الميرغني * المفسر محمّد عثمان بن محمّد أبي بكر بن عبد الله الميرغني المحجوب الحنفي الحسيني. ولد: سنة (1208 هـ) ثمان ومائتين وألف. من مشايخه: عمه السيد ياسين، والسيد أحمد بن إدريس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم المطبوعات لسركيس: "نشأ مجبولًا على اكتساب الفضائل وتاقت نفسه إلى أن يقف على حققة طرق الصوفية فأخذ عن شيخه السيد أحمد بن إدريس وعن بعض المشايخ طرق النقشبندية والقادرية والشاذلية والجنيدة والميرغنية وهي طريقة جده السيد عبد الله الميرغني فنشرها في الأقطار الحجازية ثم جاء إلى صعيد مصر .. ثم توجه إلى السودان فأكرمه أهلها وأخذوا الطريق عليه" أ. هـ. جامع كرامات الأولياء: "أخذ الطريقة عن * سيدي أحمد بن إدريس ثم صار إمامًا مستقلًا في الطريق وصار له أتباع كثيرون وهو من أكابر الأولياء وأفراد الأصفياء وله كرامات كثير من يقظة وتلقيه عنه بلا أجلها اجتماعه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واسطة وله عدة كتب نافعة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - منها كتاب فتح الرسول ومفتاح بابه للدخول - صلى الله عليه وسلم - الذي أكمل تأليفه في الروضة النبوية سنة (1232) فما قاله فيه ألفت ثلاث صلوات غير هذه ثم أردت هذا الجمع فدخلت الحجرة فأذن وأمد بسر - صلى الله عليه وسلم - ووقفتُ بين يدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالمقصود وفي فبدأ الخطبة وتركتها بائتة تحت الستر ليلة وسألت منه ومن الزهراء والصاحبين قبولها وقبول الناس لها فجاد وأفاد أن بها يحصل سر الفتح والقرب منه في الدارين وأنبأ بما لا تسعه عقول السامعين وجمعتها في الروضة بين أ. هـ. وقال في أثناء صلاته المسماة باب - صلى الله عليه وسلم - يديه ما - صلى الله عليه وسلم - الفيض والمدد من حضرة الرسول السند نصه نكتة لطيفة وجوهرة شريفة أحب أن أذكر فيها سر الطرق وزبدتها وأقربها إلى الله وأشرفها وقد أشرت إلى معنى ذلك في هذه الصلاة وسببه أني لما كنت ليلة الأحد دخلت آخر الليل إلى وقال لي في الحجرة الفاخرة بين يدي الحبيب - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة أنت محبوبي أنت مطلوبي أنت مرغوبي فيا له من وافر حظ ونصيب وأشار أن في اتباعي ما ينوف على الألف يكونون من أكابر المقربين وليس بيني وبينهم واسطة من المريدين ثم ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 120)، هدية العارفين (2/ 373)، جامع كرامات الأولياء (1/ 219)، معجم المطبوعات لسركيس (1828)، الأعلام (6/ 262)، معجم المؤلفين (3/ 483)، "تاج التفاسير لكلام الملك الكبير" - الجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - مصر-، لسنة (1392 هـ)، تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي (1/ 92).

قال اعلم أنه لا بد من شيخ عارف فإذا أدركته فذلك المطلوب فعند ذلك اصرف أوقاتك كلها في الذكر ومجاهدة النفس والاشتغال بالله تعالى وترك ما سواه لتأنس به" أ. هـ. • قلت: قال محمّد العبيد ويوسف الترابي في مقدمتهما لكتاب "تاج التفاسير" للمترجم له صفحة (و): "فقد والديه صغيرًا فانتقلت كفالته إلى عمه السيد يس الذي اهتم بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن دون البلوغ، ولما كبر اتجه إلى العلوم العقلية والنقلية فحذقها، ثم تاقت نفسه إلى حياة التصوف والتنسك .. فأخذ ينتقل من شيخ إلى شيخ، ومن طريقة إلى أخرى حتى انتهت به العناية إلى شيخه السيد أحمد بن إدريس الفاسي الذي اتخذ من مكة مقرًا لدعوت، وكان مجددًا وصاحب مدرسة في التصوف فأخذ عنه الطريق ثم استقل عنه وأنشأ طريقته الختمية التي يعدها خلاصة خمس طرق (النقشبندية - القادرية - الشاذلية - الجنيدية - الميرغينية) .. والأخيرة طريقة جده السيد عبد الله الميرغني". ثم قالا في صفحة (و): "تميزت مدرسة السيد أحمد بن إدريس بالإيجابية والاهتمام بالفكر ونشر الإسلام وإيفاد الدعاة إلى مناحي الأرض وبخاصة إلى أفريقية الوسطى والشرقية كالسودان والحبشة والصومال، ولهذا كانت للأستاذ الختم رحلاته إلى هذه الأقطار لنشر الدين الإسلامي، فقد سافر رضي الله عنه بإشارة من أستاذه إلى مصر والحبشة والأرتيريا وفي جبال الأرتيريا وسهولها حيث توجد إلى جانب القبائل العربية التي استقبلت دعوته إلى الله أكرم استقبال وأخذت عنه طريقته وتمسكت بها حتى الآن. كانت لوجد قبائل بدائية وثنية دعاها إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة فاستجابت لدعوة الحق واستضاءت بنور الإسلام، وقد بلغ عدد الذين أسلموا على يديه في أشهر معدودات عشرات الآلاف من الرجال والنساء تركهم بعد مغادرته للأرتيريا أمانة في يد خلفائه العلماء وهم اليوم من أكثر قبائل أفريقيا حفظًا للقرآن وطلبًا للعلم وتمسكًا بالطريقة الختمية، وأقام مدة في صعيد مصر في بلدة الزيتية يدعو إلى التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله، وإلى اقتفاء آثار السلف الصالح وما أثر عنه من مراقبة الحق ومجاهدة النفس. رحلات الإمام الختم إلى السودان: ثم سافر الأستاذ الختم - رضي الله عنه - إلى السودان سالكًا طريق النيل حتى بلغ دنقلة، ومنها اتجه إلى كردفان حتى وصل الأبيض حاضرة كردفان حيث أسس فيها مسجدًا وتتلمذ فيه وأخذ عنه العهد أكابر علمائها وأهل الصلاح فيها. ومنها سافر إلى مدينة بارا الواقعة في نفس الإقليم وفيها تزوج إحدى سليلات بيوت العلم والجاه التي ولدت في نفس المدينة ابنة الولي الكامل السيد محمّد الحسن الميرغني, منها اتجه إلى سنار حيث أقام فيها مدة قصيرة، ثم واصل سيره إلى المتمة وشندى حيث أسس بها مسجدًا، والدامر وأقام في الأخيرة قليلًا، ثم سار إلى الشرق حيث انتهى به المطاف إلى جبال التاكة، فاستقر بالقرب منها وأنشأ قرية السنية التي تعرف الآن باسم "الختمية" وأسس بها مسجدًا. وطوال هذه الرحلة التي شملت أغلب بلاد السودان كان الإمام الختم يدعو إلى الله وينشر الدين الإسلامي

3481 - المنير

ويلقن تلاميذه أوراد طريقته، والناس يهرعون إليه من أقاصي البلاد ودانبها للتبرك به والأخذ عنه حتى انخرط في سلك الطريقة الختمية في وقت قصير عدد لا يحصى من أهل السودان ومن جميع أقاليمه وبيئاته. كما قام الإمام (الختم) برحلة أخرى لشرقي السودان. فزار مدينة سواكن وأسس بها ثلاثة مساجد ومدرسة لتعليم المرأة وهي الأولى من نوعها في تاريخ السودان. وقد حدثت للأستاذ خلال هذه الرحلات بعض الحوادث التي أكرمه الله بالقول الفصل فيها فزاد تعلق الناس به وانخراطهم في طريقته حتى غدت وليس في السودان طريقة تضاهيها سعة نفوذ، وعدد مريدين، وكان لها أثر ملموس في تاريخ السودان الفكري ودور بارز في تاريخه السياسي والاجتماعي. وقد كان من بين عوامل انتشار الطريقة الختمية في السودان في عهد مؤسسها الأستاذ الختم أن كبار خلفائه الذين أخذوا عهدها على يديه كانوا من علماء المدن وفقهاء القرى الذين تولسوا الفتوى، وعنوا بتعليم الفقه والشريعة الإسلامية، وفي مساجدهم العامرة ومعاهدهم المشهورة وكانت هذه الزوايا والمساجد وما جمعت من أبناء الطريقة الختمية والطرق الصوفية هي القلعة التي احتمت بها دعوة التحرر من الحكم الأجنبي، والاتجاه نحو الإسلام والعروبة حتى اليوم" أ. هـ. • تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: "وممن ادعى أنه خاتم الأولياء محمد بن عثمان الميرغني السوداني حيث سمى نفسه بالختم. وجعل هذا الاسم علمًا على طريقته الصوفية فسماها الختمية" أ. هـ. وفاته: سنة (1268 هـ) ثمان وستين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تاج التفاسير لكلام الملك الكبير"، و"مجموع الغرائب" و"الأنوار المتراكمة" وغير ذلك. 3481 - المنير * النحوي، المفسر: محمّد عارف (¬1) بن أحمد بن سعيد المنيِّر الشافعي. ولد: سنة (1264 هـ) أربع وستين ومائتين وألف. من مشايخه: قرأ العلوم العربية على والده، وعمه الشيخ محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء دمشق: "تولى تدريس كتاب الشفا للقاضي عياض في الجامع الأموي، ولازم المدرسة الأخنائية لإقراء الطلبة والتأليف. ووقف في آخر عمره لرد شبه الفرق الضالة" أ. هـ. وفاته: سنة (1342 هـ) اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: متن في النحو، تعليقات على تفسير محمّد بن مرتضى من غلاة الشيعة ¬

_ * تاريخ علماء دمشق (1/ 399)، معجم المطبوعات لسركيس (1258)، الأعلام (6/ 180)، معجم المؤلفين (3/ 376). (¬1) في تاريخ علماء دمشق ومعجم المطبوعات (عارف).

3482 - البارنباري

الإمامية، رسالة في الرد على غلام أحمد القادياني، رسالة جمعت الأقوال التي قيلت في تفسير الشجرة التي نها الله عن الأكل منها في الجنة. 3482 - البارنباري * اللغوي: محمّد عبد الوهاب بن محمّد البارنباري (¬1) الشافعي، ناصر الدين. ولد: قبيل سنة (770 هـ) بيسير، سبعين وسبعمائة. من تلامذته: تقي الدين بن وكيل السلطان وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "اشتغل ومهر في الفقه والعربية والحساب والعروض وغير ذلك، وتصدر بالجامع الأزهر احتسابًا، وكان من خيار الناس" أ. هـ. • الوجيز: "انتفع به الأكابر، وأفتى وخطب مع الخير والتقنُّع" أ. هـ. • الضوء: "كان من خبار الناس له مدد وجلد، وناب عن حفيد الولي العراقي في مشيخة الجمالي الجديدة تصوفًا وتدريسًا" أ. هـ. وفاته: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وقد ناف عن السبعين. 3483 - فالح الظاهري * اللغوي: محمّد فالح بن محمّد بن عبد الله بن فالح المهندي الظاهرى، أبو النجاح، وأبو اليسر. ولد: سنة (1258 هـ) ثمان وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ السنوسي، وأبو موسى عمران الياصلي الحسني وغيرهما. من تلامذته: الكتاني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالحديث واللغة، من أهل المدينة المنورة وبها وفاته" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "محدث، حافظ، فقيه، أصولي، لغوي، صوفي، شارك في عدة علوم" أ. هـ. • فهرس الفهارس: "هو محدث المدينة المنورة ومسندها وبقية ذوي الإسناد العالي فيها المتبحر في علوم الأدب واللغة والتصوف المعتقد في طريقة أهله، العارف بفقه الحديث وفنه، الداعي إلى السنة والأثر قولًا وعملًا واعتقادًا .. ولبس الخرقة عن الشيخ العارف السنوسي" أ. هـ. • قلت: قال صاحب الترجمة في كتابه (حسن الوفا لأخوان الصفا): اعلم أن المعتبر في الأسانيد الحديثية العلو وفي الأسانيد الصوفية النزول ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 189)، الوجيز (2/ 504)، الضوء اللامع (8/ 138)، بغية الوعاة (1/ 169)، الشذرات (9/ 290). (¬1) البارنباري في الضوء (ببارنبار) قربة بالمزاحميتين. * فهرس الفهارس (2/ 895)، رياض الجنة (141)، معجم المطبوعات لسركيس (1433)، الأعلام (6/ 326)، معجم المؤلفين (3/ 579) و (2/ 609)، "حسن الوفا لإخوان الصفا" للمترجم له - طبعة شركة المكارم بالإسكندرية، سنة (1323 هـ)، موسوعة الفرق والجماعة والمذاهب الإسلامية (22).

3484 - عبد الباقي

فالأول ليقل الخطأ والثاني لتعم البرك بكثرة الرجال كذا ذكره جماعة والله الموفق". وقال: "الولي المقرب سيدي العربي بن أحمد في الجواهر القرطاس: أنه لا أسرع بالمواهب اللدنية والفتوحات الربانية من ذكر الاسم (الله) مصورًا أحرفه الأربعة تصويرًا خياليًا بين عينيه، ويستمر هكذا مصورًا ذاكرًا إلى أن ينقطع النفس الأول وهكذا في النفس الثاني وهلم جرًا (ولبسهما) ابن حرزهم أيضًا من ابن العربي من الغزالي من أبي المعالي .. الخ، (المسلسل بالمصافحة): صافحني شيخنا الأستاذ الحافظ وقال من صافحني أو صافح من صافحني إلى يوم القيامة دخل الجنة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1328 هـ) ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بالمدينة المنورة. من مصنفاته: "أنجح الساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي" في الفقه، و"صحائف العامل بالشرع الكامل"، و"حسن الوفا لإخوان الصفا". 3484 - عبد الباقي * المفسر: محمّد فؤاد بن عبد الباقي بن صلح بن محمد. ولد: سنة (1299 هـ) تسع وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بتنسيق الأحاديث النبوية ووضع الفهارس لها ولآيات القرآن الكريم. كان صائم الدهر، قوي العزيمة" أ. هـ. • قلت: من خلال العودة إلى تعليقه على صحيح مسلم نجده يكثر من النقل عن القاضي عياض والمازري والنووي وخصوصًا في مسائل الأسماء والصفات ومن المعروف أن الثلاثة يؤولون الصفات على مذهب الأشاعرة فمثلًا: في تعليقه على الحديث رقم (171) كتاب الإيمان: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم) معناها الإعراض عنهم. وأما الحديث (302) كتاب الإيمان: (فيكشف عن ساق): ضبط يكشف بفتح الياء وضمها. وهما صحيحان. وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة. أي يكشف عن شدة وأمر مهول. وأما الحديث (168) باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه - كتاب صلاة المسافرين وقصرها): (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا) قال الإمام النووي: هذا حديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء: أحدهما، وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى. وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد. ولا يتكلم في تأويلها. مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق. والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات ¬

_ * الأعلام (6/ 333)، صحيح مسلم (تحقيق: محمّد فؤاد عبد الباقي) - دار الفكر ط. (2)، لسنة (1398 هـ - 1978).

3485 - الكواكبي

من السلف، أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين: أحدهما تأويل مالك بن أنس - رضي الله عنه - وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره أو ملائكته. كما يقال: فعل السلطان كذا، إذا فعله أتباعه بامره. والثاني أنه على الاستعارة، ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف. وأما الحديث (17 - باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء - كتاب القدر): (بين أصبعين من أصابع الرحمن) هذا من أحاديث الصفات. وفيها القولان السابقان قريبًا: أحدهما الإيمان بها من غير تعرض لتأويل ولا لمعرفة المعنى. بل يؤمن بأنها حق وأن ظاهرها غير مراد. قال الله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} والثاني يتأول بحسب ما يليق بها. فعلى هذا المراد المجاز. كما يقال. فلان في قبضتي وفي كفي. لا يراد به أنه حالٌ في كفه بل المراد تحت قدرتي. ويقال: فلان تحت إصبعي أقلبه كيف شئت. فمعنى الحديث أنه سبحانه وتعالى متصرف في قلوب عباده وغيرها كيف شاء. لا يمتنع عليه منها شيء ولا يفوته ما أراده، كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين إصبعيه. فخاطب العرب بما يفهمونه، ومثل بالمعاني الحسية تأكيدًا له في نفوسهم. وأما الحديث [13 - باب (2) - كتاب القدر]. (بيده) في اليد، هنا، المذهبان السابقان في كتاب الإيمان، ومواضع في أحاديث الصفات. أحدهما الإيمان بها. ولا يتعرض لتأويلها مع أن ظاهرها غير مراد، والثاني تأويلها على القدرة". وفاته: سنة (1388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة وألف، بالقاهرة بعد أن كفّ بصره في آخر عمره. من مصنفاته: "تيسير المنفعة بكتابي مفتاح كنوز السنة" و"المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" و"معجم غريب القرآن"، وأشرف على تصحيح "محاسن التأويل" للسيد جمال الدين القاسمي وغير ذلك. 3485 - الكواكبي * المفسر محمّد مسعود بن أحمد بهائي بن محمّد مسعود الكواكبي أبوسعود. ولد: سنة (1281) إحدى وثمانين ومائتين وألف. من مشايخه: والده وغيره. كلام العلماء فيه: • أعلام دمشق: "عالم أديب من حلب. نشأ وتعلم على شيوخ عصره وتقلب في مناصب القضاء واختير عضوًا بالجمع العلمي بدمشق" أ. هـ. • أعلام الأدب والفن: "كان رحمه الله نبراسًا يقتدى به في الوطنية، وهو أحد أركان النهضة العربية الوطنية الذي كان له الفضل بتوحيد سوريا بعد تفريقها إلى دول .. وكان محبًا للنفع والخير، متحليًا بالتقوى والصلاح" أ. هـ. وفاته: سنة (1348 هـ) ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * أعلام الأدب والفن (2/ 13)، معجم المؤلفين السوريين (447)، أعلام دمشق (296)، معجم المؤلفين (3/ 713).

3486 - الأحمدي

من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"المولد المسعودي"، وله شعر. 3486 - الأحمدي * المقرئ: محمّد المنير بن الحسن بن محمّد بن أحمد السمنودي الشافعي الأحمدي ثم الخلوتي المصري، الشهير بالمنير. ولد: سنة (1099 هـ) تسع وتسعين وألف. من مشيخه: الشمس محمّد السجيني، وأبو الصفا الشنواني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • سلك الدرر: "الشيخ الإمام المحدث المقرئ الصوفي العارف بالله" أ. هـ. • عجائب الآثار: "أخذ الطريقة ببلده على سيدي علي زنفل الأحمدي، ولما ورد مصر اجتمع بالسيد مصطفى البكري فلقنه طريقة الخلوتية، وانضوى إلى الشيخ شمس الدين محمّد الحفني، فقصر نظره عليه واستقام به عهده فأحياه ونور قلبه واستفاض منه، فلم يكن ينتسب في التصوف إلا إليه. وحصل جملة من الفنون الغريبة كالزايرجة والأوفاق على عدة من الرجال، وكان ينزل وفق المائة في المائة وهو المعروف بالمئيني، ويتنافس الأمراء والملوك لأخذه منه، وأحدث فيه طرقًا غريبة غير ما ذكره أهل الفن، وقد أقرأ القرآن مدة وانتفع به الطلبة، وقرأ الحديث. وكان سنده عاليًا فتنبه بعض الطلبة في الأواخر. فأكثروا الأخذ عنه. وكان صعبًا في الإجازة لا يجيز أحدًا إلا إذا قرأ عليه الكتاب الذي يطلب الإجازة فيه بتمامه. ولا يرى الإجازة المطلقة ولا المراسلة، حتى أن جماعة من أهالي البلاد البعيدة أرسلوا يطلبون منه الإجازة فلم يرض بذلك، وهذه الطريقة في مثل هذه الأزمان عسرة جدًّا. وفي أواخره انتهى إليه الشأن، وأشير إليه بالبنان وذهبت شهرته في الآفاق، وأتته الهدايا من الروم والشام والعراق، وكف بصره وانقطع إلى الذكر والتدريس في منزله بالقرب من قنطرة لموسكي داخل العطفة بويقة الصاحب، ولازم الصوم نحو ستين عامًا، ووفدت عليه الناس من كل جهة، وعمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وأجاز وخلف وربما كتب الإجازات نظمًا على هيئة إجازات الصوفية لتلامذتهم في الطريق، ولم يزل يبدي ويعيد ويعقد حلق الذكر ويفيد، إلى أن وافاه الأجل المحتوم في هذه السنة، وجهز وكفن وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل، وأعيد إلى الزاوية الملاصقة لمنزله وكثر عليه الأسف" أ. هـ. وفاته: سنة (1199 هـ) تسع وتسعين ومائة وألف. من مصنفاته: "شرح الطيبة" وهو من أجلِّ تآليفه، و"شرح الدرة" و"منظومة في طريقة ورش" وشرحها، ورسالة في رواية حفص، وله في التصوف "تحفة السالكين" و"الآداب السنية لمريد سلوك طريق السادة الخلوتية". ¬

_ * سلك الدرر (4/ 122)، عجائب الآثار (1/ 595).

3487 - المهدي متجنوش

3487 - المهدي متْجَنُوش * المقرئ: محمّد المهدي بن عبد السلام بن المعطي متجنوش، أبو عيسى الرباطي. ولد: (1278 هـ) ثمان وسبعين ومائتين والف. من مشايخه: شيخ الجماعة بالرباط أبو إسحاق إبراهيم التادلي الشهير وغيره. من تلامذته: عبد الحفيظ الفاسي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الشيوخ: "كان رحمه الله عالمًا مشاركًا في كثير من الفنون متضلعًا في علم القراءات مطلعًا على وجوهها وأحكامها عارفًا بتطبيقاتها على الآيات والنطق بها ماهرًا في علم الفرائض والتنجيم والتعديل قلّ نظيره في كل ذلك مائلًا إلى التصوف متباعدًا عن خلطة الناس عارفًا بأحوالهم ودسائسهم رفيع الهمة أبيّ النفس مع إقلال وضعف حال، كثير العبادة والتلاوة حلو المفاكهة حاد النادرة كلامه حكم وأمثال ومواعظ واستدلال .. " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالحساب والقراءات، أندلسي الأصل، مولده ووفاته في رباط الفتح" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ فلكي، حاسب، أديب، صوفي، واعظ فرضي" أ. هـ. وفاته: سنة (1344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "رعاية الأداء في كيفية الجمع بين السبعة القراء" و"التحفة في مخارج الحروف" في التجويد. 3488 - القزويني * النحوي، اللغوي: محمّد مهدي بن علي أصغر بن محمّد بن يوسف القزويني الشيعي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أديب نحوي إمامي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1150 هـ) خمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "الانتقاد في شرح الجمل" نحو، و"عناء الأريب في فهم معنى اللبيب"، و"عين الحياة في الأدعية". 3489 - المهدي الوزّاني * النحوي: محمّد المهدي بن محمّد بن محمّد بن خضر بن قاسم العمراني الوزّاني الفاسي، أبو عيسى. ولد: سنة (1266 هـ) ست وستين ومائتين وألف. من مشايخه: والده، ومحمد التطواني، ومحمد الغنضور وغيرهم. من تلامذته: عبد الحفيظ الفاسي، ومحمد الصادق النيفر. ¬

_ * معجم الشيوخ (2/ 51)، الأعلام (7/ 114)، معجم المؤلفين (3/ 738). * الأعلام (7/ 113)، هدية العارفين (2/ 323)، معجم المؤلفين (1/ 739). * شجرة النور (435)، معجم الشيوخ (2/ 48)، الأعلام (7/ 114)، الأعلام الشرقية (1/ 405)، معجم المؤلفين (3/ 740).

3490 - هادي الطهراني

كلام العلماء فيه: • معجم الشيوخ: "كان المترجم رحمه الله من أشهر علماء فاس والمغرب وأئمة الفقه به مشاركًا في كثير من الفنون متضلعًا في الفقهيات عارفًا بالنوازل الوقتية وأحكام المعاملات مرجوعًا إليه فيها من سائر أقطار المغرب، وألّف فيها المؤلفات العظيمة .. وكان متواضعًا كريم النفس حسن الأخلاق، جميل المعاشرة حلو المفاكهة. وله تأليف في الرد على محمّد عبده في مسألة منع التوصل إلى الله بالأولياء والأنبياء، وموافقته في إباحة ذبيحة الكتابي التي أفتى بها الجد أبو السعود عبد القادر وحررها الإمام أبو بكر بن العربي التي أجمع المفسرون على أنها المراد من قول الله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} الآية" أ. هـ. • الأعلام: "مفتي فاس وفقيهها في عصره. من المالكية" أ. هـ. وفاته: سنة (1342 هـ) إثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "حاشية على شرح المكودي للألفية" في النحو وغير ذلك. 3490 - هادي الطهراني * النحوي، المفسر محمّد هادي بن محمّد أمين الطهراني، نزيل النجف. ولد: سنة (1253 هـ) ثلاث وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: المرتضى الأنصاري وعبد الحسين الطهراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • أحسن الوديعة: "كان رحمه الله عالمًا نحريرًا وفاضلًا خبيرًا وفقيهًا ومحققًا وجيهًا، صاحب تحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة تولد في طهران وبها نشأ منشأ نجيبًا وتخرج في العلوم العقلية والمعارف الإلهية على علمائها الأعيان وحكمانها الأركان .. ونقل أنه كان كثير الطعن والتشنيع في مجلس درسه على العلماء والمجتهدين في مقام رد كلماتهم، ولذا نقل بل قد اشتهر أن معاصره العلامة الرشتي .. حكم بكفره بحيث نقل لنا من أثق بنقله واعتمد على قوله أن شيخنا الهادي صاحب العنوان ورد في تأبين بعض علماء النجف فلما سقوه القهوة حسب ما هو العادة في المأتم والتعازي صاح من وسط المجلس بعض المغرضين بمحضر الشيخ العلامة الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي رحمه الله وبملأ من الناس: اغسلوا فنجان القهوة الذي شرب منه الشيخ هادي، وكان شيخنا العلامة المحقق الشيخ محمّد حسين الكاظمي رحمه الله حاضرًا في المجلس فلما سمع تلك الصيحة النفسانية المنبعثة من الوساوس الشيطانية، والدسائس الشخصية حركته الغيرة الإيمانية فأمر بإتيان كوز من الماء ليشرب فقدمه لشيخنا الهادي رحمه الله وقال اشرب منه حتى أشرب سؤرك ففعل ذلك فتعجب الحاضرون .. فوثقوا بصاحب العنوان .. وتركوا الحركات القبيحة والكلمات البذيئة الموجبة لفساد عقائد العوام .. وبالجملة لم نجد ولم نر في مؤلفاته ما يوجب ذلك، بل يعبر عن ¬

_ * أحسن الوديعة (1/ 134)، الأعلام (7/ 127)، معجم المؤلفين (3/ 755).

3491 - السغدي

علمائنا في كتبه بحسن التعبير .. " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه إمامي. ولد ونشأ بطهران وانتقل إلى أصفهان ثم استقر في النجف إلى أن توفي"أ. هـ. وفاته: سنة (1321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير آية النور" ومنظومة في النحر. 3491 - السُّغدي * المفسر: محمود بن أحمد بن الفرج بن عبد العزيز، أبو المحامد السمرقندي السغدي الساغرجي. ولد: سنة (480 هـ) ثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو معين مكحول بن محمد النسفي، ومحمد بن أبي بكر العتابي وغيرهما. من تلامذته: أبو سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني وغيره. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "صار شيخ الإسلام بسمرقند، وكان فاضلًا مفتيًا مصيبًا، عارفًا بالمتفق والمختلف، كثير العبادة .. كان بيني وبينه أُنس شديد وألفة ومودة لا إلى غاية" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال ابن السمعاني: إمام فاضل بارع، مبرز في أنواع الفضل والتفسير والحديث والأصول والخلاف والوعظ، مع اجتماع هذه الفضائل هو حسن السيرة، سليم الباطن، كثير الخير والعبادة، تارك لما لا يعنيه" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. 3492 - ابن الصابوني * المقرئ: محمود بن أحمد بن علي المحمودي الجعفري (¬1)، أبو الفتح بن الصابوني نسبة إلى جد أمه شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني. ولد: تقريبًا سنة (500 هـ) خمسمائة. من مشايخه: ابن العز القلانسي، وهبة الله بن الحصين وغيرهما. من تلامذته: ابنه علم الدين، والحافظ بن المفضل وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "المقرئ الصوفي .. وكان له زاوية ببغداد" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الصوفي .. من ساكني الجعفرية، كان من أجلاء الشيوخ". وقال: "كتب الشيخ الزاهد عمر الملا الموصلي كتابًا إلى ابن الصابوني هذا يطلب منه الدعاء" أ. هـ. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 309)، الأنساب (3/ 199)، تاج التراجم (245)، الجواهر المضية (3/ 434)، طبقات المفسرين للسيوطي (104)، تاريخ الإسلام (المتوفون تقريبًا في الطبقة السادسة والخمسين) ط. تدمري. * السير (21/ 163)، المختصر المحتاج إليه (3/ 181)، تاريخ الإسلام (وفيات 581) ط. تدمري. (¬1) نسبة إلى منطقة الجعفرية ببغداد.

3493 - الزنجاني

وفاته: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. 3493 - الزنجاني * اللغوي، المفسر: محمود بن أحمد بن محمود بن بختيار أبو المناقب الزنجاني شهاب الدين. ولد: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: الإمام الناصر لدين الله وغيره. من تلامذته: الدمياطي وغيره. كلام العلماء فيه: • السير: "العلامة شيخ الشافعية .. ". وقال: "تفقه وبرع في المذهب والأصول، والخلاف، وبعد صيته وولي الإعادة بالثقتية بباب الأزج وتزوج ببنت عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر وناب في القضاء وولي نظر الوقف العام وعظم شأنه. ذكره ابن النجار فقال: تكبر وتجبر فأخذه الله، وعُزل عن القضاء وغيره وحُبس وعوقب وصودر على أموالٍ احتقبها من الحرام والغلول، فأدّى نحو خمسة عشر ألف دينار، بعد أن كان فقيرًا مُدقعًا ثم أطلق وبقي عاطلًا إلى أن قُلد القضاء بمدينة السلام .. ". وقال: "عنده ظلم، وحب للدنيا، وحرص على الجاه، وكَلَب على الحطام" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "قال ابن النجار: برع في المذهب والخلاف والأصول. وقال الذهبي: كان من بحور العلم، له تصانيف استشهد بسيف التتار" أ. هـ. • الأعلام: "لغوي من فقهاء الشافعية، من أهل زنجان (بقرب أذربيجان) استوطن بغداد درس بالنظامية ثم المستنصرية .. استشهد ببغداد أيام نكبتها بالمغول ودخول هولاكو" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي، مفسر، محدث، لغوي" أ. هـ. 3494 - ابن سراج القونوي * النحوي، المفسر محمود بن أحمد بن مسعود، العلامة جمال الدين القونوي الدمشقي الحنفي، عرف بابن السراج. ولد: قبل السبعمائة. كلام العلماء فيه: • الجواهر المضية: "له معرفة بالنحو والأصول" أ. هـ. • الدرر الكامنة: "كان فاضلًا بالأصول والفقه وقورًا ساكنًا يرتل عبارته وله مؤلفات ودرس بالخاتونية والريحانية وغيرهما ثم ولي قضاء الحنفية بدمشق مرتين" أ. هـ. • معجم المؤلفين "فقيه أصولي متكلم" أ. هـ. ¬

_ * طبقات الشافعية للسبكي (8/ 368)، النجوم (7/ 68)، كشف الظنون (2/ 1073)، الأعلام (7/ 161)، معجم المؤلفين (3/ 797)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 310) وقد سماه محمّد بن أحمد، السير (23/ 345)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 15). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 310)، تاج التراجم (248)، الجواهر المضية (3/ 435)، الدرر الكامنة (5/ 90)، وفيه محمود بن مسعود، هدية العارفين (2/ 409)، النجوم (11/ 105)، كشف الظنون (1/ 121)، الوفيات لابن رافع (2/ 348)، السلوك (3/ 1 / 178)، معجم المؤلفين (3/ 797).

3495 - ابن خطيب الدهشة

وفاته: سنة (770 هـ)، وقيل: (771 هـ) سبعين، وقيل: إحدى وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "تهذيب أحكام القرآن"، و"المعتمد مختصر مسند أبي حنيفة" وله "التفريد مختصر تجريد القذوري" وغير ذلك. 3495 - ابن خطيب الدهشة * النحوي، اللغوي: محمود بن أحمد بن محمّد النور الهمذاني الفيومي الأصل، الحموي الشافعي، ويعرف بابن خطيب الدهشة، أبو الثناء. ولد: سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مشايخه: الشهاب المرداوي، وقاسم الضرير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "انتفع به عامة الحمويين، واشتهر ذكره وعظم قدره. إنتهت إليه رياسة المذهب بجماة مع الدين والتواضع المفرط والعفة والانكباب على المطالعة. كان عنده تساهل فيما ينقله ويقوله" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالحديث وغريبه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي نحوي لغوي ناظم نسابة" أ. هـ. وفاته: سنة (834 هـ) أربع وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح ألفية بن مالك" في النحو، و"تحرير الحاشية في شرح الكافية الشافية" في النحو ثلاث مجلدات، و"تهذيب المطالع لترغيب المطالع". 3496 - العِيني * النحوي، اللغوي: محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود البدر، أبو محمد، الحلبي الأصل، العنتابي القاهري الحنفي، ويعرف الشهاب، بالعيني. ولد: سنة (762 هـ) اثنثين وستين وسبعمائة. من مشايخه: الركن قاضي قرم، وأكمل الدين، ونظراؤهما، ويوسف بن موسى الملطي وغيرهم. من تلامذته: السخاوي، وكمال الدين بن الهمام، وقاسم بن قطلوبغا وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان عارفًا بالصرف والعربية حافظًا اللغة ... أخذ عنه الأئمة طبقة بعد طبقة بل أخذ عنه أصحاب الطبقة الثالثة له تقريظ على الرد الوافر لابن ناصر الدين غاية في الإنتصار لابن تيمية .. " أ. هـ. • التبر المسبوك: "ولما لقي صاحب الترجمة ¬

_ * الضوء اللامع (10/ 129)، وجيز الكلام (2/ 515)، الشذرات (9/ 305)، البدر الطالع (2/ 293)، الأعلام (7/ 162)، معجم المؤلفين (3/ 796)، كشف الظنون (1/ 464)، هدية العارفين (2/ 410). * وجيز الكلام (2/ 661)، الضوء (10/ 131)، بدائع الزهور (2/ 292)، النجوم (15/ 286)، نظم العقيان (174)، بغية الوعاة (2/ 275)، الشذرات (9/ 418)، البدر الطالع (2/ 294)، معجم المؤلفين (3/ 797)، التبر المسبوك (375)، ذيل رفع الإصر (428)، كشف الظنون (1/ 152)، مفتاح السعادة (1/ 265)، إيضاح المكنون (2/ 32 و 119)، الماتريدية (1/ 493 - 494)، عمدة القارئ للعيني - المطبعة المنيرية - عنيت بشره وتصحيحه والتعليق عليه شركة من العلماء.

العلا -أحمد بن محمّد السيرافي الحنفي ولبس بجد الشيخ عضد الدين بل هو آخر- استقدمه معه إلى القاهرة وذلك سنة (788 هـ) وقرره صوفيًا بالبرقوقية أول ما فتحت في سنة (789 هـ) ثم خادمًا .. ولبس الخرقة من ناصر الدين القرطسي .. " أ. هـ. • بغية الوعاة: "وأمّا نظمه فمنحط إلى الغاية وربما يأتي به بلا وزن" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، مفسر، محدث، مؤرخ، لغوي، نحوي، بياني ناظم عروضي، فصيح باللغتين العربية والتركية" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "كان إمامًا عالمًا علامة، عارفًا بالعربية والتصريف، وغيرهما، حافظ للغة، كثير الاستعمال لحواشيهما، سريع الكتابة، عمر مدرسة بقرب الجامع الأزهر ووقف كتبه بها". وقال: "كان بينه وبين شيخ الإسلام ابن حجر منافسة، ولما وقعت منارة المؤيدية وكان العيني شيخ الحديث بها، قال ابن حجر: لجامع مولانا المؤيد رونق ... منارته بالحسن تزهو وبالزين يقول وقد مالت عليهم تمهلوا ... فليس على هدمي أضر من العين" أ. هـ. • قلت: من خلال تتبعنا لكلام العنيي في كتابه "عمدة القارى"، وجدنا أنه كان متذبذبًا بين عقيدة السلف والمؤولة من الأشعرية والماتريدية، فنراه تارة يثبت مذهب السلف كما فعل ذلك في التفصيل في مسألة الاسم والمسمى فقال (25/ 95): "قال الكرماني الغرض من الباب إثبات الأسماء لله تعالى واختلفوا فيها فقيل الاسم عين المسمى وقيل لا هو ولا غيره وهذا هو الأصح". وكذلك قوله في مسألة الاستواء فقال (25/ 111): "عن أبي العالية "وقد اختلف العلماء في معنى الاستواء فقالت المعتزلة بمعنى الاستيلاء والقهر والغلبة كما في قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق بمعنى قهر وغلب وأنكر عليهم بأنه لا يقال استولى إلا إذا لم يكن مستوليًا ثم استولى والله عز وجل لم يزل مستوليًا قاهرًا غالبًا وقال أبو العالية معنى استوى ارتفع وفيه نظر لأنه لم يصف به نفسه وقالت المجسمة معناه استقر وهو فاسد لأن الاستقرار من صفات الأجسام ويلزم منه الحلول والتناهي وهو محال في حق الله تعالى واختلف أهل السنة فقال بعضهم معناه ارتفع مثل قول أبي العالية وبه قال أبو عبيدة والفراء وغيرهما وقال بعضهم معناه ملك وقدر وقال بعضهم معناه علا وقيل معنى الاستواء التمام والفراغ من فعل الشيء ومنه قوله تعالى {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} فعلى هذا العرش بمعنى استوى على العرش أتم الخلق وخص لفظ العرش لكونه أعظم الأشياء وقيل إن على في قوله على العرش بمعنى إلى فالمراد على هذا انتهى إلى العرش أي فيما يتعلق بالعرش لأنه خلق الخلق شيئًا بعد شيء والصحيح تفسير استوى بمعنى علا كما قاله مجاهد على ما يأتي الآن وهو المذهب الحق وقول معظم أهل السنة لأن الله سبحانه وتعالى

وصف نفسه بالعلي واختلف أهل السنة هل الاستواء صفة ذات أو صفة فعل فمن قال معناه علا قال هي صفة ذات ومن قال غير ذلك قال هي صفة فعل قوله فسواهن خلقهن هو من كلام أبي العالية أيضًا". وكذلك قوله في إثبات الرؤية (25/ 122): {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة والناضرة من نضرة النعيم إلى ربها ناظرة من النظر وقال الكرماني المقصود من الباب ذكر الظواهر التي تشعر بأن العبد يرى ربه يوم القيامة فإن قلت لا بد للرؤية من المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع من الحدقة إليه وانطباع صور المرئي في حدقة الرائي ونحوها مما هو محال على الله تعالى قلت هذه شروط عادية لا عقلية يمكن حصولها بدون هذه الشروط عقلًا ولهذا جوز الأشعرية رؤية أعمى الصين بقة أندلس إذ هي حالة يخلقها الله تعالى في الحي فلا استحالة فيها وقال غيره استدل البخاري بهذه الآية وبأحاديث الباب على أن المؤمنين يرون ربهم في جنات النعيم وهو مذهب أهل السنة والجماعة وجمهور الأمة ومنعت ذلك الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة ولهم في ذلك دلائل فاسدة وفي التوضيح حاصل اختلاف الناس في رؤية الله يوم القيامة أربعة أقوال قال أهل الحق يراه المؤمنون يوم القيامة دون الكفار وقالت المعتزلة والجهمية هي ممتنعة لا يراه مؤمن ولا كافر وقال ابن سالم البصري يراه الجميع الكافر والمؤمن وقال صاحب كتاب التوحيد من الكفار من يراه رؤية امتحان لا يجدون فيها لذة كما يكلمهم بالطرد والإبعاد قال وتلك الرؤية قبل أن يوضع الجسر بين ظهراني جهنم وهذه الآية التي هي الترجمة جاءت فيما رواه عبد بن حميد والترمذي والطبري وآخرون وصححه الحاكم من طريق ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه ألف سنة وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه ربه عزَّ وجلَّ في كل يوم مرتين قال ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قلت ثوير هذا ضعيف جدًّا تكلم فيه جماعة كثيرون". وتارة أخرى يذهب مذهب أهل التأويل وهم الأشاعرة والماتريدية - بصورة عامة. فنراه يقرر أن مذهب السلف هو التفويض والمذهب الذي يقابله هو مذهب أهل التأويل، فيقول (19/ 188 , 257): "ثم اعلم أن هذه الأحاديث من مشاهير أحاديث الصفات والعلماء فيها على مذهبين أحدهما مذهب المفوضة وهو الإيمان بأنها حق على ما أراد الله ولها معنى يليق به وظاهرها غير مراد وعليه جمهور السلف وطائفة من المتكلمين والآخر مذهب المؤولة وهو مذهب جمهور المتكلمين فعلى هذا اختلفوا في تأويل القدم والرجل فقيل المراد بالقدم هنا المتقدم وهو سائغ في اللغة ومعناه حتى يضع الله فيها من قدمه لها من أهل العذاب وقيل المراد قدم بعض المخلوقين فيعود الضمير في قدمه إلى ذلك المخلوق المعلوم أو ثم مخلوق اسمه القدم وقيل المراد به الموضع لأن العرب تطلق اسم القدم على الموضع قال تعالى {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} أي موضع صدق فإذا كان يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عصى الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع

الرب موضعًا من الأمكنة ومن الأمم الكافرة في النار فتمتلئ وقيل القدم قد يكون اسمًا لما قدم من شيء كما تسمى ما خبطت من الورق خبطًا فعلى هذا من لم يقدم إلا كفرًا أو معاصي على العناد والجحود فذاك قدمه وقدمه ذلك هو ما قدمه للعذاب والعقاب الحالين به والمعاندون من الكفار هم قدم العذاب في النار وقيل المراد بوضع القدم عليها نوع من الزجر والتسكين لها كما يقول القائل لشيء يريد محوه وإبطاله جعلته تحت رجلي ووضعته تحت قدمي". ويقرر نفس المبدأ السابق (25/ 134): "قوله "إلّا رداء الكبر" ويروى إلّا رداء الكبرياء هو من المتشابهات إذ لا رداء حقيقة ولا وجه فإما أن يفوض أو يؤول الوجه بالذات والرداء صفة من صفات الذات اللازمة المنزهة عما يشبه المخلوقات". قلت: في قوله (إذ لا رداء حقيقة) إشارة للقول بالمجاز وهو ما ذهب إليه الماتريدية. وتارة أخرى يذهب مذهب الماتريدية في القول بنفي الجهة فيقول (6/ 88) "واعلم أن أهل السنة اتفقوا على أن الله يصح أن يرى بمعنى أنه ينكشف لعباده ويظهر لهم بحيث نكون نسبة ذلك الانكشاف إلى ذاته المخصوصة كنسبة الإبصار إلى هذه المبصرات المادية لكنه يكون مجردًا عن ارتسام صورة المرئي وعن اتصال الشعاع المرئي عن المحاذاة والجهة والمكان خلافًا للمعتزلة في الرؤية مطلقًا وللمشبهة والكرامية في خلوها عن المواجهة والمكان". وتارة أخرى يرد على الماتريدية في مسألة تكليم الله سبحانه ونعالى لعباده حيث يقولون إن الله سبحانه وتعالى عندما يكلم عباده فإن كلامه لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه، فموسى إنما سمع صوتًا وحروفًا خلقها الله دالة على كلامه (¬1) فيقول (25/ 106): "بيمينه من المتشابهات" فأما أن يفوض وأما أن يؤول بقدرته وفيه إثبات اليمين لله تعالى صفة له من صفات ذاته وليست بجارحة خلافًا للجهمية وعن أحمد بن سلمة عن إسحاق بن راهوية قال صح أن الله يقول بعد فناء خلقه لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول لنفسه لله الواحد القهار وفيه الود على من زعم أن الله يخلق كلامًا فيسمعه من شاء أن الوقت الذي يقول فيه لمن الملك اليوم ليس هناك أحد". وتارة أخرى يؤول مباشرة بدون التصريح بأن مذهب السلف هو التفويض وأن مذهب أغلب أهل الكلام هو التأويل، وفي هذه التأيلات إشارة قوية على أنه مؤول، وإليك بعض هذه المواضع: 1 - تأويل الإصبع بالقدرة (19/ 144): "قوله "على إصبع" المراد منه القدرة وقال ابن فورك المراد به هنا إصبع بعض مخلوقاته وهو غير ممتنع وقال محمّد بن شجاع الثلجي يحتمل أن يكون خلق خلقه الله تعالى يوافق اسمه اسم الإصبع وما ورد في بعض الروايات من أصابع الرحمن يؤول بالقدرة أو الملك وقال الخطابي ¬

_ (¬1) "الماتريدية دراسة وتقويمًا" أحمد اللهيبي الحربي: (ص 499).

الأصل في الإصبع ونحوها أن لا يطلق على الله إلا أن يكون بكتاب أو خبر مقطوع بصحته فإن لم يكونا فالتوقف عن الإطلاق واجب وذكر الأصابع لم يوجد في الكتاب ولا في السنة القطعية وليس معنى اليد في الصفات بمعنى الجارحة حق يتوهم من ثبوتها ثبوت الإصبع وقد روى هذا الحديث كثير من أصحاب عبد الله من طريق عبيدة فلم يذكروا فيه تصديقًا لقول الخبر وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قال "ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" والدليل على أنه لم ينطق فيه بحرف تصديقًا له وتكذيبًا وإنما ظهر منه الضحك المخبل المرضاء مرة وللتعجب والإنكار أخرى وقول من قال إنما ظهر منه الضحك تصديقًا للخبر ظن منه والاستدلال في مثل هذا الأمر الجليل غير جائز ولو صح الخبر لا بد من التأويل بنوع من المجاز وقد يقول الإنسان في الأمر الشاق إذا أضيف إلى الرجل القوي المستقل المستظهر أنه يعمله بإصبع أو بخنصر ونحوه يريد الاستظهار في القدرة عليه والاستهانة به فعلم أن ذلك من تحريف اليهودي فإن ضحكه - صلى الله عليه وسلم - إنما كان على معنى التعجب والتكبر له وقال التميمي تكلف الخطابي فيه وأتى في معناه ما لم يأت به السلف والصحابة كانوا أعلم بما رووه وقالوا إنه ضحك تصديقًا له وثبت في السنة الصحيحة ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن". 2 - تأويل اليد بالقدرة (18/ 293) و (25/ 104) (23/ 101): "أي هذا باب في قول الله عزَّ وجلَّ لما خلقت بيدي واليد هنا القدرة. وقال أبو المعالي ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل والذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة والعينين على البصر والوجه وقال ابن بطال في هذه الآية إثبات اليدين لله تعالى وليستا بجارحتين خلافًا للمشبهة من المثبتة وللجهمية من المعطلة". 3 - تأويل المحبة بأنها إرادة الثواب (22/ 196): "والمحبة من الله إرادة الثواب ومن العبد إرادة الطاعة". 4 - تأويل الوجه بالذات في مواضع كثيرة (23/ 37، 39) و (25/ 101) و (25/ 134): "أي هذا باب في بيان اعتداد العمل الذي ينبغي به أي يطلب به وجه الله أي ذات الله للرياء والسمعة أسقط ابن بطال هذه الترجمة فأضاف حديثها للذي قبله". وفي موضع آخر: "قوله وجه الله أي ذات الله عزَّ وجلَّ والحديث من المتشابهات ويقال لفظ الوجه زائد أو المراد وجه الحق والإخلاص لا الرياء ونحوه قوله إلا حرمه الله على النار". 5 - تأويل القبضة بالفناء (23/ 101): "أي هذا باب يذكر فيه يقبض الله الأرض معنى يقبض يجمع وقد يكون معنى القبض فناء الشيء وذهابه قال تعالى {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ} يوم القيامة ويحتمل أن يكون المراد به والأرض جميعًا ذاهبة فانية يوم القيامة". 6 - تأويل الضحك بالرضا: (25/ 127): "حتى يضحك الله منه" الضحك محال على الله

ويراد لازمه وهو الرضا عنه ومحبته إياه". وتارة أخرى يتناقض فيرد على من يؤول اليد بالقدرة ولا بالنعمة -وهذا ما أوقع المؤولة في الحيرة إذ أن الأحاديث قد جاءت صريحة في إثبات اليد لله سبحانه وتعالى بدون الحاجة إلى التأويل- فيقول (25/ 107): "وقال يد الله إلى آخره ومضى بالكلام فيه قوله يد الله حقيقة لكنها كالأيدي التي هي الجوارح ولا يجوز تفسيرها بالقدرة، كما قالت القدرية لأنه قوله وبيده الآخرى ينافي ذلك لأنه يلزم إثبات قدرتين وكذا لا يجوز أن تفسر بالنعمة لاستحالة خلق المخلوق بمخلوق مثله لأن النعم كلها مخلوقة وأبعد أيضًا من فسرها بالخزائن". قلت: وفي كتاب "الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات" وضمن فصل اعترافات الماتريدية والأشعرية بأن إثبات الصفات على طريقة السلف ليس من باب التشبيه أصلًا، يقول صاحب الكتاب: "فقد ذكر العيني عقيدة شيخ الإسلام وأقرها وقال في الدفاع عنه والرد على أعدائه من الماتريدية والأشعرية. " .. بل الخالق سبحانه وتعالى بائن من المخلوقات ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته .. {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، بل يوصف الله بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل فلا تمثل صفاته بصفات خلقه، ومذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل، وقد سئل الإمام مالك - رضي الله عنه - عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، فقال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة". فهذا الإمام -أي شيخ الإسلام- كما رأيت عقيدته، وكاشفت مريرته، فمن كان على هذه العقيدة كيف ينسب إليه الحلول والاتحاد، أو التجسيم أو ما يذهب إليه أهل الإلحاد .. ". قلت: كلام الإمام البدر العيني صريح في أن إثبات الصفات بلا تكييف ولا تمثيل ليس من باب التشبيه في شيء. وفي نصه عبرة للماتريدية ولا سيما الكوثرية كما أنه نص صريح على سلامة عقيدة شيخ الإسلام! . قلت: الكلام الذي نقله صاحب الكتاب هو مما قرظ به البدر العيني كتاب "الرد الوافر" لابن ناصر الدين، ويبدو أن هذا الكلام من الإمام البدر العيني [اعترافًا بسعة علم شيخ الإسلام وفضله ولكن من غير متابعة له في شواذه الأصلية والفرعية] (¬1) والله أعلم بما في النفوس. وفاته: سنة (855 هـ) خمس وخمسين وثمانمائة. من مصنفاته: "عمدة القاري" في شرح صحيح البخاري، وشرح "التسهيل" لابن مالك، وله شرح على "التوضيح"، و"تذكرة نحوية"، و"مقدمة" في الصرف وشرح "معاني الآثار" للطحاوي. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفتين منقول من مقدمة عمدة القارئ للعيني.

3497 - الضبي

3497 - الضّبي * النحوي, اللغوي: محمود بن جرير, أبو مضر الضبّي. من تلامذته: الزمخشري، والسيد إسماعيل الحسن بن محمّد العلوي الحسيني الجرجاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "وكان وحيد دهره وأوانه في علم اللغة والنحو والطب، يضرب به المثل في أنواع الفضائل، أقام بخوارزم مدة وانتفع الناس بعلومه ومكارم أخلاقه وأخذوا عنه علمًا كثيرًا وتخرج به جماعة من الأكابر في اللغة والنحو منهم الزمخشري وهو الذي أدخل إلى خوارزم مذهب المعتزلة ونشره بها فاجتمع عليه الخلق لجلالته وتمذهبوا بمذهبه، منهم أبو القاسم الزمخشري، ولست أعرف له من نباهة قدرة وشيوع فكره مصنفًا مذكورًا ولا تأليفًا مأثورًا إلا كتابًا يشتمل على نتف وأشعار وحكايات وأخبار سماه "زاد الراكب" .. " أ. هـ. • قال محقق معجم الأدباء الدكتور إحسان عباس: "ترجمه محمود بن جرير في الصفدي (خ) وذكر تلامذته عدا الزمخشري: السيد إسماعيل الحسن بن محمّد العلوي الحسيني الجرجاني .. وكان أهل خوارزم على مذهب واحد في الاعتزال فأدخل أبو مضر مذهب أبي الحسين البصري المعتزلي .. " أ. هـ. قلت: ولم نجد له ترجمة في الوافي المطبوع لدينا وفيه بعض المجلدات المفقودة ولعل اسمه فيها انتهى. • تلخيص مجمع الآداب: "ذكره محمود بن محمّد بن عباس بن أرسلان في "تاريخ خوارزم" وقال: كان لعمري فريد زمانه كما لُقِّب، وكان علامة في النحو واللغة والطب انتهى .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب لغوي نحوي طبيب" أ. هـ. • المسائل الإعتزالية: "درس عليه الزمخشري النحو والأدب، وكان من أعظم أساتذته أثرًا في نفسه، وعنه أخذ مذهب الاعتزال" أ. هـ. من أقواله: تلخيص مجمع الآداب: وللزمخشري في مدح أبي مضر: وقائلةٍ ما هذه الدُّرُ التي ... تساقطها عيناك سمطين سمطين فقلت هو الدُّرُ الذي قد حشا به ... أبو مضر أذني تساقط من عيني وفاته: سنة (507 هـ) سبع وخمسمائة. من مصنفاته: "زاد الراكب". 3498 - ابن الأرملة * النحوي، المقرئ: محمود بن الحسن بن علي بن الحسن، أبو الثناء، وأبو المجد، يعرف بابن الأرملة. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2685)، تلخيص مجمع الآداب (4/ 3 / 467)، بغية الوعاة (2/ 276)، معجم المؤلفين (3/ 802)، كشف الظنون (1/ 945)، المسائل الاعتزالية (1/ 25). * بغية الوعاة (2/ 276)، تاريخ إربل (2/ 508).

3499 - الصادقي

من مشايخه: ابن المنقّى، وسعيد بن الدهان وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ إربل: "كان صدر الجامع بإربل، يقرئ النحو والقرآن، وكان كثير العصبية للأمويين يسلك في أشعاره التكلف" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. 3499 - الصَادِقي * اللغويّ، المفسر: محمود بن حسين الأفضلي الحازقي الكيلاني، الشَّهير بالصادق الشَّافعي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر من الشَّافعية كان مجاورًا بالمدينة، توفي بها" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الشَّافعي، النقشبندي الشَّهير بالصادقي الكيلاني" أ. هـ. وفاته: سنة (970 هـ) سبعين وتسعمائة. من مصنفاته: حاشية على تفسير البيضاوي سماها "هداية الراوي" و "شرح الكافية" لابن الحاجب. 3500 - الكرْمانِي (تاج القرّاء) * المفسر المقرئ: محمود بن حمزة بن نصر، أبو القاسم الكرماني، ويعرف بتاج القرّاء، برهان الدين. من تلامذته: أبو عبد الله نصر بن علي بن أبي مريم وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان عجبًا في دقة الفهم وحسن الاستنباط، لم يفارق وطنه ولا رحل" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام كبير محقق ثقة كبير المحل" أ. هـ. * مفتاح السعادة: "ألف كتابًا في مجلدين، سماه "العجائب والغرائب" ضمنه أقوالًا منكرة ذكرت في معاني الآيات، بحيث لا يحل الاعتماد عليها، وإنَّما ذكرها للتحذير منها من ذلك: قول من قال في "حم عسق" أن الحاء حرب علي ومعاوية والميم ولاية المروانية، والعين ولاية العباسية، والسين ولاية السفيانية والقاف قدرة المهدي، حكاه أبو مسلم قال الكرماني: أوردت لك لتعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى" أ. هـ. قلت: قال السيوطي عن هذا الكتاب: لا يحل الإعتماد عليها ولا ذكرها إلَّا للتحذير منها انتهى. * الأعلام: "عالم بالقراءات نقل في التفسير آراء مستنكرة، في معرض التحذير منها كان الأولى إهمالها .. " أ. هـ. وفاته: سنة (505 هـ) وقيل: (500 هـ) خمس وخمسمائة وقيل: خمسمائة. من مصنفاته: "لباب التفاسير" وهو المعروف بـ "العجائب والغرائب" في مجلدين. ¬

_ * كشف الظنون (189)، هدية العارفين (2/ 413)، الأعلام (7/ 168)، معجم المؤلفين (3/ 803). * معجم الأدباء (6/ 2686)، غاية النهاية (2/ 291)، بغية الوعاة (2/ 277)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 312)، مفتاح السعادة (2/ 589)، كشف الظنون (2/ 1562)، هدية العارفين (2/ 402)، الأعلام (7/ 168).

3501 - الحصري

3501 - الحُصري * المقرئ: محمود بن خليل الحصري شيخ المقارئ المصرية. ولد: سنة (1335 هـ) خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، وقيل: (1337 هـ) سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * وقفات مع أهل القرآن: "كان الحصري رحمه الله أول من نادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم في المدن والقرى. وقام رحمه الله تعالى ببناء مسجد ومكتب لتحفيظ القرآن الكريم .. وأوصى رحمه الله في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحفاظه والإنفاق في مكان وجود البر". وقال: "أما قراءته فكانت متينة ورزينة الصوت وكان رحمه الله صاحب مخارج قوية وذا صوت رزين جميل" أ. هـ. * فجر الإسلام: "خادم القرآن .. مدرسة فريدة في التلاوة وأول من سجل المصحف المرتل للإذاعة وصاحب المصحف المعلم ... حملت جماهير المسلمين سيارته في ماليزيا على الأكتاف وهو بداخلها .. وهو القارئ الوحيد الذي قر القرآن الكريم في البيت الأبيض الأمريكي" أ. هـ. * أشهر من قرأ القرآن في العصر الحديث: "في مقدمة كتابه (مع القرآن الكريم) قال عنه الشَّيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق: كثير من النَّاس آتاهم الله حظ الدُّنيا والآخرة، ومنحهم السعادة فيهما عن هذا الطَّريق المستقيم طريق القرآن الكريم فحفظوه وجودوه ورعوه حق الرِّعاية، واستمروا دائبين يخدمونه وويسعدون به، لأنَّه دائمًا يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم. وكان ممن عرفت من هؤلاء ولدنا الشَّيخ محمود الحصري، عرفته قارئًا مجيدًا يخشى الله في قراءته ويتبع السلف الصالح في طريقتهم في قراءة كتاب الله تعالى فما يحيد عنه قيد أنملة، ولا يبتعد عنها ما استطاع لذلك سبيلًا، تملأ قراءته القلوب سكينة وأمنًا وطمأنينة، وتفتح أمام أعين سامعيه سبل الهدى والرشاد" أ. هـ. * تتمة الأعلام: "شيخ عموم المقارئ المصرية ... وهو أول من أوفد بعثات دينية بالخارج لتلاوة القرآن الكريم في العالم الإسلامي ... ومن المواقف التي حصلت معه أنَّه في عام (1395 هـ) زار الكويت، فقدمت له الحكومة الكويتية مصحفًا أنيقًا، فتناوله، ونظر في بعض سوره، فإذا به يجد تحريفات في العديد من آيات القرآن الكريم ... وخاصة ما يتعلق بالآيات التي تتناول اليهود! . وقد تبرع بثلث تركته لإنفاقها في أعمال الخير والبر، وحفظ القرآن الكريم، إلى جانبا بنائه لمسجد، ومعهد ديني ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بمسقط رأسه في طنطا، ومثلها بمقر إقامته بالعجوزة" أ. هـ. وفاته: سنة (1401 هـ) إحدى وأربعمائة وألف، ¬

_ * اللجنة الثقافية- مسجد سلواد (وقفات مع أهل القرآن (الحلقة الأولى) تتمة الأعلام (2/ 164)، مجلة فجر الإسلام (42)، "أشهر من قرأ القرآن في العصر الحديث تأليف أحمد البلك (68).

3502 - الصفاقسي

وقيل: (1400 هـ) أربعمائة وألف. من مصنفاته: "أحكام قراءة القرآن الكريم"، و "القراءات العشر من الشاطبية والدرة" و"مع القرآن الكريم" وغيرها. 3502 - الصَفَاقسي * المفسر: محمود بن سعيد مقديش، أبو الثناء الصفاقسي. ولد: سنة (1155 هـ) خمس وخمسين ومائة وألف. من مشايخه: الشَّيخ اللومي وعليه اعتماده، ومحمد الفراتي، وعلي المصمودي وغيرهم. من تلامذته: ابنه محمَّد وغيره. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "الفقيه المتكلم الورع العلامة المؤرخ المطلع" أ. هـ. * مشاهير التونسيين: "ولد بصفاقس وبها نشأ ثم التحق بجامع الزيتونة" أ. هـ. وفاته: سنة (1228 هـ) ثمان وعشرين ومائتين وألف. من مصنفاته: حاشية على تفسير أبي السعود العمادي سماها "مطالع سعد السعود على تفسير أبي السعود" وشرح نظم ابن عاشر في العبادات المسمى بالمرشد المعين. 3503 - الصَّرْخَدِي * النحوي، اللغوي: محمود بن عابد بن حسين بن محمَّد، أبو الثنا، التميمي الصرخدي، الحنفي، تاج الدين. ولد: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. من تلامذته: أبو حامد بن الصابوني، والدمياطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البداية: "كان مشهورًا بالفقه والأدب، والعفة والصلاح ونزاهة النَّفس ومكارم الأخلاق" أ. هـ. * العبر: "كان قانعًا زاهدًا معمرًا" أ. هـ. * فوات الوفيات: "الشَّاعر المشهور ... وكان فقيهًا صالحًا نحويًّا، بارعًا، شاعرًا محسنًا ماهرًا، متعففًا خيرًا متواضعًا دمث الأخلاق" أ. هـ. * السير: "كان من كبار الفقهاء، ومجيدي الشعراء، وافر الحرمة، دمث الأخلاق، ذا عفة وقناعة ولطف وتواضع". وقال: "ما أعلمه روى شيئًا من الحديث" أ. هـ. وفاته: سنة (674 هـ) أربع وسبعين وستمانة. من مصنفاته: "تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع". ¬

_ * شجرة النور (366)، مشاهير التونسين (455)، معجم المؤلفين (3/ 809)، الأعلام (7/ 172). * فوات الوفيات (4/ 121)، العبر (5/ 302)، البداية (13/ 285)، السلوك (1/ 2 / 624)، النجوم (7/ 249)، الشذرات (7/ 600)، كشف الظنون (1/ 409)، هدية العارفين (2/ 406)، معجم المؤلفين (3/ 813)، السير (17/ 300) ط. علوش.

3504 - محمود العالم

3504 - محمود العَالِم * النّحوي، اللغوي: محمود العالم المنزلي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "تعلم في الأزهر بالقاهرة. ثم كان من مدرسي دار العلوم" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "أديب، لغوي، نحوي، صرفي، بياني، عروضي من أهل المنزلة التابعة للدقهلية بمصر" أ. هـ. وفاته: سنة (1311 هـ) إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "أنوار الرَّبيع في الصرف والنحو والمعاني والبيان البديع" و "أرجوزة في علم الكلام". 3505 - العَبْدَلاني * المفسر محمود بن عباس بن سليمان العبدلاني الشهرزوري الشافعي. كلام العلماء فيه: * سلك الدرر: "لعالم العلامة المحقق المدقق الفاضل" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل ولد ونشأ ودرّس في عبدلان توفي بدمشق" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر فقيه" أ. هـ. وفاته: سنة (1173 هـ) ثلاث وسبعين ومائة وألف. من مصنفاته: "زبدة الأنفاس في تفسير سورة الإخلاص". 3506 - الأصبهاني * النّحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن علي الشَّافعي الأصبهاني، شمس الدين. ولد: سنة (674 هـ) أربع وسبعين وستمائة. من مشايخه: والده، وجمال الدين بن أبي الرجاء وغيرهما. كلام العلماء فيه: * البداية: "وحضر عنده القضاة والأعيان، وكان فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية وجرى يومئذٍ بحث في العام إذا خص، وفي الاستثناء بعد النفي ووقع انتشار وطال الكلام في ذلك المجلس وتكلم الشَّيخ تقي الدين كلامًا أبهت الحاضرين" أ. هـ. * طبقات الشَّافعية للإسنوي: "كان بارعًا في العقليات صحح الاعتقاد محبًا لأهل الصلاح، ¬

_ * هدية العارفين (2/ 422) وسماه محمود بن عمر ونسب إليه كتاب "الدرر البهية في الرحلة الأوروبية"، وهذا الكتاب من تأليف محمود عمر الباجوري، إيضاح المكنون (2/ 200)، الأعلام (7/ 175)، الأعلام الشرقية (1/ 406)، معجم المؤلفين (3/ 813). * سلك الدرر (4/ 127)، إيضاح المكنون (2/ 416)، هدية العارفين (2/ 416)، الأعلام (7/ 175)، معجم المؤلفين (3/ 814). * طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 86)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 94)، الدرر (5/ 95)، بغية الوعاة (2/ 278)، الشذرات (8/ 281)، البدر الطالع (2/ 298)، روضات الجنات (8/ 127)، هدية العارفين (2/ 409)، البداية (14/ 122)، الدارس (272)، مفتاح السعادة (2/ 178)، الذريعة (3/ 253)، كشف الظنون (1/ 235، 346، 442، 443 ... ) وغيرها، الأعلام (7/ 176)، معجم المؤلفين (4/ 813).

3507 - الآلوسي الكبير

طارحًا للتكلف مجموعًا على العلم ونشره" أ. هـ. * الشذرات: "وسمع كلامه التقي ابن تيمية فبالغ في تعظيمه، قال الأسنوي: كان بارعًا في العقليات، صحيح الإعتقاد، محبًا لأهل الصلاح طارحًا للتكلف وكان يمتنع كثيرًا من الأكل لئلا يحتاج إلى الشرب فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزمان ... لازم الجامع الأموي ليلًا ونهارًا مكبًا على التلاوة وشغل الطلبة ودرّس بعد ابن الزملكاني بالرَّواحية ثم قدم القاهرة، وبنى له قُوصون الخانقاه بالقرافة ورتبه شيخًا لها ... " أ. هـ. * البدر الطالع: "ودخل دمشق بعد زيارة القدس فبهرت أهلها فضائله وقال ابن تيمية لما سمع كلامه إنَّه ما دخل البلاد مثله .. " أ. هـ. * الأعلام: "مفسر كان عالمًا بالعقليات. ولد وتعلم في أصبهان. دخل إلى دمشق فكرمه أهلها وأعجب به ابن تيمية .. " أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر صوفي، متكلم، أصولي، منطقي، عروضي، نحوي" أ. هـ. من أقواله: روضات الجنات: "ومرادهم بالأصفهاني -أو الأصبهاني- المطلق الواقع في كلمات الحكماء والأصوليين من المتأخرين هو هذا الرجل وإن كان قد يطلق على جماعة أخرى .. " أ. هـ. وفاته: سنة (749 هـ) تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون العام. من مصنفاته: "التفسير" وسماه "أنوار الحقائق الربانية" قال الصفدي: رأيته يكتب في تفسيره من خاطره من غير مراجعة. وفي كشف الظنون: وهو تفسير كبير بالقول في مجلدات أوله: الحمد لله القادر العليم .. إلخ ذكر في أوله ثلاثة وعشرين مقدمة من مقدمات علم التفسير وجمع فيه بين الكشاف ومفاتيح الغيب للرازي جمعًا حسنًا بعبارة وجيزة سهلة مع زيادات واعتراضات في مواضع كثيرة انتهى، و "تشييد القواعد" في شرح "تجريد العقائد" للنصير الطُّوسي، و "مطالع الأنظار في شرح طوالع الأنوار" للبيضاوي. 3507 - الآلوسِي الكبِير * النّحوي، اللغوي، المفسر: محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي، أبو الثّناء، شهاب الدين. ولد: سنة (1217 هـ) سبع عشرة ومائتين وألف. من مشايخه: والده، والشَّيخ علي السويدي، والشَّيخ خالد النقشبندي وغيرهم. من تلامذته: الملا عبد الفتاح أفندي المعروف بشواف زادة وغيره. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "كان خاتمة المفسرين ونخبة المحدثين أخذ العلم عن فحول العلماء .. كان ¬

_ * فهرس الفهارس (1/ 97)، أعيان القرن الثالث عشر (47)، حلية البشر (3/ 1450)، جلاء العينين (43)، هدية العارفين (2/ 418)، أعيان البيان (99)، الأعلام (7/ 176)، معجم المؤلفين العراقيين (1/ 59)، إيضاح المكنون (1/ 27)، معجم المؤلفين (3/ 815)، معجم المطبوعات (3)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (1/ 125)، التفسير والمفسرون (1/ 352)، الآلوسي مفسرًا (226)، و "الماتريدية" للشمس الأفغاني (2/ 240)، وراجع (3/ 290)، المفسرون بين التأويل والإثبات (/ 241).

متمسكًا بالسنن متجنبًا عن الفتن، حتَّى جاء مجددًا وللدين الحنيف مسددًا .. كان عالمًا باختلاف المذاهب، مطلعًا على الملل والنحل والغرائب، سلفي الاعتقاد شافعي المذهب .. " أ. هـ. * قلت: "وهو حنفي المذهب: وليس بالشافعي والله أعلم. * الأعلام: "مفسر محدث، أديب من المجددين من أهل بغداد. كان سلفي الإعتقاد مجتهدًا تقلد الإفتاء ببلده سنة (1248) وعزل فانقطع للعلم" أ. هـ. * قال المغراوي: "هو أبو الثناء شهاب الدين السيد محمَّد أفندي المشهور بالألوسي البغدادي، هو من أسرة اشتهر أهلها بالعلم غير أنهم افترقت مشاربهم وأهدافهم. فصاحب الترجمة، كان اتجاهه اتجاهًا صوفيًا، أبدى ذلك في تفسيره قل ما تفوته مناسبة إلَّا وينبه على ما في الآية من التفسير الإشاري، وقد عدّه كثير ممن صنف كتب التفسير من التفاسير الصوفية، وهو كذلك، ومن طالع تفسيره يجده يسدل على الصوفية من الألقاب الفخمة، مثل قدس الله سرهم، مثل سادتنا الصوفية، أهل التحقيق والحقيقة، إلى غير ذلك مما هو مبثوث في طي الكتاب. أما سليل أسرته السيد النُّعمان خير الدين فهو صاحب عقيدة سلفية له كتاب ذو فوائد جمة يسمى "بجلاء العينين في محاكمة الأحمدين". أما عقيدته في الأسماء والصفات في تفسيره: فقد ضم في تفسيره معظم بحوث الرَّازي: حتَّى أنَّه ينقلها بالحرف، وبالوجوه التي يعددها الرَّازي في الشبه الأشعرية، وينقل ما يذكره الزمخشري، كان كان مخالفًا للعقيدة الأشعرية نابذة وانتصر للعقيدة الأشعرية. أما الألوسي، فأحيانًا يميل إلى مذهب السلف ويقرره وينسب نفسه إليه، كما فعل في صفة الحياء. وأحيانًا يذكر المذهب الأشعري وينتصر إليه انتصارًا، وربما يؤدي بها ذلك إلى لمز أئمة السلفية، كما فعل في صفة الكلام وأحيانًا يظهر عليه نوع من التحفظ وعدم الصراحة الكاملة، كما فعل في صفة الفوقية، وأحيانًا يقرر مذهب السلف والخلف، ويرجح مذهب الخلف كما فعل في صفة الاستواء، وهكلذا تجده مترددًا بين مذهب السلف والخلف، ولهذا ترجح لنا أن نذكره في مفسري الخلف. وعلى كل حال، فكتاب الألوسي يعتبر موسوعة كبيرة في كثير من أنواع العلوم، وعنده صبر على تطويل البحوث، وإن كان أكثرها متوفرة المصادر، فالله يرحمه ويتولانا نحن بلطفه وعفوه. 1 - صفة الغضب والرحمة: قال عند قوله تعالى: {غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} والغضب أصله الشدة، ومنه الغضبة، الصخرة الشديدة المركبة في الجبل، والغضوب الحية الخبيثة والناقة العبوس وفسر تارة محركة للنفس، مبدؤها إرادة الانتقام كما في شرح المفتاح للسعد، وتارة بإرادة الانتقام كما في شرح الكشاف له، وأخرى بكيفية تعرض للنفس فيتبعها حركة الروح إلى خارج، طلبًا للانتقام كما في شرح المقاصد، ويقرب منه

ما قيل: تغير يحدث عند غليان دم القلب، وفي الحديث: (اتقوا الغضب فإنَّه جمرة تتوقد في قلب ابن آدم ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه) (¬1). وفي الكشاف معنى غضب الله تعالى إرادة الانتقام من العصاة، وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعل الملك إذا غضب على من تحت يديه. وأنا أقول كما قال سلف الأمة هو صفة لله تعالى لائقة بجلال ذاته، لا أعلم حقيقتها ولا كيف هي، والعجز عن درك الإدراك إدراك، والكلام فيه كالكلام في الرحمة، حذو القذة بالقذة، فهما صفتان قديمتان له سبحانه وتعالى، وحديث: "سبقت رحمتي غضبي" (¬2) محمول على الزيادة في الأثر أو تقدم ظهورها (¬3). وقال في معرض البحث في (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وأمَّا ثالثًا فلأن كون الرحمة في اللُّغة رقة القلب إنَّما هو فينا، وهذا لا يستلزم ارتكاب التجوز عند إثباتها لله تعالى، لأنَّها حينئذ صفة لائقة بكمال ذاته كسائر صفاته، ومعاذ الله أن تقاس بصفات المخلوقين، وأين التراب من رب الأرباب؟ ولو أوجب له كون الرحمة فينا رقة القلب، ارتكاب المجاز في الرحمة الثابتة له تعالى، لاستحالة اتصافه بما تتصف به، فليوجب كون الحياة والعلم، والإرادة، والقدرة، والكلام والسمع، والبصر ما نعلمه منها فينا ارتكاب المجاز أيضًا فيها إذا أثبت الله تعالى، وما سمعنا أحدًا قال بذلك، وما ندري ما الفرق بين هذه وتلك؟ وكلها بمعانيها القائمة فينا: يستحيل وصف الله تعالى بها، فأما أن يقال بارتكاب المجاز فيها كلها إذا نسبت إليه عز شأنه، أو بتركه كذلك وإثباتها له حقيقة بالمعنى اللائق بشأنه تعالى شأنه، والجهل بحقيقة تلك الحقيقة، كالجهل بحقيقة ذاته مما لا يعود منه نقص إليه سبحانه، بل ذلك من عزة كماله وكمال عزته، والعجز عن درك الإدراك إدراكه، فالقول بالمجاز في بعض والحقيقة في آخر، لا أراه في الحقيقة إلَّا تحكمًا بحتًا، بل نطق الإمام السكوتي في كتابه التَّمييز، لما للزمخشري من الاعتزال في تفسير كتاب الله العزيز، بأن جعل الرحمة مجازًا نزعة اعتزالية، قد حفظ الله تعالى منها سلف المسلمين وأئمة الدين، فإنهم أقروا ما ورد على ما ورد، وأثبتوا لله تعالى ما أثبته له نبيه - صلى الله عليه وسلم - من غير تصرف فيه بكناية أو مجاز، وقالوا: لسنا أغير على الله من رسوله، لكنهم نزهوا مولاهم عن مشابهة المحدثات، ثم فوضوا إليه سبحانه تعيين ما أراده هو أو نبيه من الصفات المتشابهات، والأشعري أمام أهل السنة ذهب في النهاية إلى ماذهبوا إليه، وعول في الإبانة على ما عولوا عليه، فقد قال في أول كتاب الإبانة الذي هو آخر مصنفاته: أما بعد، فإن كثير، من الزائغين عن الحق من المعتزلة وأهل القدر، سألت بهم أهواؤهم إلى التقليد لرؤسائهم ومن مضى من أسلافهم، فتأولوا القرآن على آرائهم تأويلًا لم ينزل الله به سلطانًا، ولا أوضح به برهانًا، ولا نقول عن رسول رب العالمين - صلى الله عليه وسلم - ولا عن سلف ¬

_ (¬1) أخرجه التِّرمذيُّ في الفتن: (483 - 484/ 4) وقال حسن صحيح. وأحمد في المسند: (19 - 61/ 3). (¬2) أخرجه البُخاريّ في التَّوحيد: (404/ 13)، ومسلم في التوية: (2108/ 4). (¬3) تفسير الألوسي: (95 - 96/ 1).

المتقدمين. وساق الكلام إلى أن قال: فإن قال لنا قائل: قد أنكرتكم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية والرافضة، والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون، قيل له: قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما روي عن الصّحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنَّه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وكبير معظم مفخم، وعلى جميع أئمة المسلمين، ثم سرد الكلام في بيان عقيدته، مصرحًا بإجراء ما ورد من الصفات على حالها بلا كيف، غير متعرض لتأويل، ولا ملتفت إلى قال وقيل، فما نقل عنه من تأويل صفة الرحمة، أما غير ثابت أو مرجوع عنه، والأعمال بالخواتم، وكذا يقال في حق غيره من القائلين به من أهل السنة، على أنَّه إذا سلم الرأس كفى، ومن ادعى ورود ذلك عن سلف المسلمين، فليأت ببرهان مبين، فما كل من قال يسمع ولا كل من ترأس يتبع. أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائهم والعجب من علماء أعلام، ومحققين فخام، كيف غفلوا عما قلناه، وناموا عما حققناه ولا أظنك في مرية منه وإن قل ناقلوه، وكثر منكروه {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 249]، وأمَّا رابعًا، فلأن إجراء الاستعارة التمثيلية هنا مع أنَّه تكلف على مذهب السيد السند قدس سره فيه ظاهرًا نوع من سوء الأدب، إذ لا يقال إن لله تعالى هيئة شبيهة بهيئة الملك، ولم يرد إطلاق الحال عليه سبحانه وتعالى، فهل هذا إلَّا تصرف في حق الله تعالى بما لم يأذن به الله، ومثل هذا أيضًا مكنى في المكنيات، وبلاغة القرآن غنية عن تكلف مثل ذلك، وأمَّا خامسًا، فلأن وجه تشبيه الإحسان في احتمال الاستعارة المصرحة بالرحمة التي هي رقة القلب غير صريح، لأنَّه لا ينتفع بها نفسها، وإنما الانتفاع بآثارها، وكم من رقة قلبه على شخص حتَّى أراق له لم ينفعه بشيء ولا أعانه بحي ولا لي. أهم بأمر الحزم لا أستطيعه ... وقد حِيل بين العير والنزوان ولا كذلك الانتفاع بالإحسان، وأمَّا الإرادة فهي وإن قلنا بصحة إرادتها هنا: لا تصح في وجه المجاز المرسل بالنظر إليه تعالى، بل أنك إذا تأملت وأنصفت وجدت الرحمة إن تسببت الإحسان أو أرادته فإنما تسببه إذا كانت هي وهو صفتين لنا، ومجرد السببية والمسببية في هذه الحالة لا يوجب كون الرحمة المنسوبة إليه عز شأنه مجازًا مرسلًا عن أحد الأمرين، وبفرض وجود الرحمة بذلك المعنى فيه تعالى، كيفما كان الغرض لا نجزم بالسببية والمسببية أيضًا، وقياس الغائب على الشاهد مما لا ينبغي، والفرق مثل الصبح ظاهر، والذهن مقيد عن دعوى الإطلاق لما لا يخفى عليك، فتأمل في هذا المقام فقد غفل عنه أقوام

بعد أقوام (¬1). 2 - صفة الاستهزاء: قال عند قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}. {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} حمل أهل الحديث وطائفة من أهل التأويل الاستهزاء منه تعالى على حقيقته، وإن لم يكن المستهزئ من أسمائه سبحانه، وقالوا: إنَّه التحقير على وجه، من شأنه أن من اطلع عليه يتعجب منه ويضحك، ولا استحالة في وقوع ذلك منه عز شأنه، ومنعه من قياس الغائب على الشاهد وذهب أكثر النَّاس إلى أنَّه لا يوصف به -جل وعلا- حقيقة، لما فيه من تقرير المستهزأ به على الجهل الذي فيه، ومقتضى الحكمة والرحمة أن يريه الصواب، فإن كان عنده أنَّه ليس متصفًا بالمستهزأ به فهو لعب لا يليق بكبريائه تعالى، فالآية على هذا مؤولة، إمَّا أن يراد بالاستهزاء أجزاؤه لما بين الفعل وجزائه من مشابهة في العذر، وملابسة قوية، ونوع سببية، مع وجود المشاكلة المحسنة ها هنا، ففي الكلام استعارة تبعية، أو مجاز مرسل، وإما أن يراد به إنزال الحقارة والهوان، فهو مجاز عما هو بمنزلة الغاية له، فيكون من إطلاق المسبب على السبب نظرًا إلى التصور، وبالعكس إلى الوجود. وأما أن يجعل الله تعالى وتقدس كالمستهزئ بهم على سبيل الاستعارة المكنية، وإثبات الاستهزاء له تخييل، ورب شيء يصح تبعًا ولا يصح قصدًا، وله سبحانه أن يطلق على ذاته المقدسة ما يشاء تفهيمًا للعباد، وقد يقال إن الآية جارية على سبيل التمثيل، والمراد يعاملهم سبحانه معاملة المستهزئ، أما في الدُّنيا بإجراء أحكام الإسلام واستدراجهم من حيث لا يعلمون، وأمَّا في الآخرة بأن يفتح لأحدهم باب إلى الجنَّة، فيقال: هلم- هلم، فيجيئ بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال: هلم- هلم، فيجيئ بكربه وغمه، فإذا أتاه أغلق دونه، فما يزال كذلك حتَّى أن الرجل ليفتح له باب فيقال: هلم، هلم، فما يأتيه، وقد روى ذلك بسند مرسل جيد الإسناد في المستهزئين بالنَّاس. وأسند سبحانه الاستهزاء إليه مصدرًا الجملة يذكره للتنبيه على أن الاستهزاء بالمنافقين هو الاستهزاء الأبلغ الذي لا اعتداد معه باستهزائهم، لصدوره عمن يضمحل علمهم وقدرتهم في جانب علمه وقدرته، وأنَّه تعالى كفى عباده المؤمنين وانتقم لهم، وما أحوجهم إلى معارضة المنافقين تعظيمًا لشأنهم لأنهم ما استهزئ بهم إلَّا فيه، ولا أحد أغير من الله سبحانه وترك العطف لأنَّه الأصل، وليس في الجملة السابقة ما يصح عطف هنا القول عليه إلَّا بتكلف وبعد، وقيل: ليكون إيراد الكلام على وجه يكون جوابًا عن السؤال عن معاملة الله تعالى معهم في مقابلة معاملتهم هذه مع المؤمنين، وقولهم {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} إشعار بأن ما حكى من الشناعة بحيث يقتضي ظهور غيرة الله تعالى ويسأل كل أحد عن كيفية انتقامه منهم: ويشعر كلام بعض المحققين أنَّه لو ورد هذا ¬

_ (¬1) تفسير الألوسي: (60، 61/ 1).

القول: بالعطف ولو على محذوف مناسب للمقام -كلهم مستهزئون- بالمؤمنين، لأفاد أن ذلك في مقابلة استهزائهم، فلا يفيد أن الله تعالى أغنى المؤمنين عن معارضتهم مطلقًا، وأنَّه تولى مجازاتهم مطلقًا، بل يوهم تخصيص التولي بهذه المجازاة، وأيضًا، لكون استهزاء الله تعالى بمكان بعيد من استهزائهم إلى حيث لا مناسبة بينهما -يكون العطف كعطف أمرين غير متناسبين، وبعضهم رتب الفائدتين اللتين ذكرناهما في الإسناد إليه تعالى على الاستئناف مدعيًا أنَّه لو عطف- ولو بحسب التوهم على مقدر بأن يقال: المؤمنون مستهزئون بهم، والله يستهزيء بهم لفاتت الفائدتان، هذا التأويل وعدمه، وأنا أميل إلى التأويل وعدم القول بالظواهر مع نفي اللوازم، وفي بعض ما ينسب إلى الله تعالى مثل قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31]، وقوله عزَّ وجل: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس: 30] كما في بعض القرآن وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الحجر الأسود يمين الله في أرضه فمن قبله أو صافحه، فكأنما صافح الله تعالى وقبل يمينه" فأجعل الكلام فيه خارجًا مخرج التشبيه لظهور القرينة، ولا أقول: الحجر الأسود من صفاته تعالى، كما قال السلف في اليمين، وأرى من يقول بالظواهر ونفي اللوازم في الجميع، بينه وبين القول بوحدة الوجود على الوجه الذي قاله محققو الصوفية مثل ما بين سواد العين وبياضها، وأميل إلى القول بتقبيب العرش، لصحة الحديث في ذلك، والأقرب إلى الدليل العقلي القول بكرويته، ومن قال بذلك أجاب عن الأخبار السابقة بما لا يحكى على الفاضل (¬1). انظر الرد على القرطبي في تأويل هذه الصفة. 3 - صفة الكلام: بحث الألوسي في أول تفسيره مسألة الكلام وأطال النَّفس في ذلك وقرر مذهب الأشاعرة ودافع عنهم بلا مزيد عليه، واستدل للكلام النفسي بأدلة ظنها تثبت مذهبه، ولم يعرج على الأدلة المصرحة بأن الله تعالى يتكلم بصوت وحرف، وختم بحثه بالطعن علي المشايخ السلفيين فقال ما لفظه: جل من أحاط خبرًا بأطراف ما ذكرناه، وطاف فكره المتجرد عن مخبط الهوى في كعبة حرم ما حققناه، اندفع عنه كل اشكال في هذا الباب، ورأى أن تشنيع ابن تيمية وابن القيِّم، وابن قدامة، وابن قاضي الجبل، والطوفي، وأبي نصر وأمثالهم، صرير باب "أو طنين ذباب" وهم، وإن كانوا فضلاء محققين، وأجلاء مدققين، لكنهم كثيرًا ما انحرفت أفكارهم، اختلطت أنظارهم فوقعوا في علماء الأمة، وأكابر الأئمة، وبالغوا في التعنيف والتشنيع، وتجاوزوا في التسخيف والتفظيع، ولولا الخروج عن الصدد لوفيتهم الكيل صاعًا بصاع. ولتقدمت إليهم بما قدموا باعًا بباع، ولعلمتهم كيف يكون الهجاء، ولعرفتهم إلى ما ينتهي المراء بالأمراء. فلي فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس للجهل بالجهل مسرج ¬

_ (¬1) روح المعاني: (6/ 160 - 161).

فمن رام تقويمي فإني مقوم ... ومن رام تعويجي فإني معوج على أن العفو أقرب التقوى، والإغضاء مبنى الفتوة وعليه الفتوى، والسادة الذين تكلم فيهم هؤلاء إذا مروا باللغو مرورًا كرامًا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا، وحيث تحرر الكلام في الكلام على مذهب أهل السنة والدفع عنه بفضل الله تعالى كل محنة ومهنة إلخ (¬1). هذه عبارة في مقدمة تفسيره، وأنت رأيت ما اتهم به ابن تيمية وابن القيِّم وغيرهم من فضلاء السلفيين من الطعن علي العلماء، وهذه القرية مكررة تتكرر من حين إلى آخر، كل من أراد الظهور بضلالة أنهم هؤلاء الأعلام بما ليس فيهم، فهذه كتبهم وهذه مقالاتهم منتشرة بحمد الله، من طالعها عرف هؤلاء ليس لهم إلَّا إيضاح ما قاله الله وما قاله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما قال السلف الصالح، بأساليب تتصف بالأدب وحسن الخلق، لكن الذي لا يعرف كتبهم أو طالعها، وحجبه الهوى عن فهمها، يظن بهم هذه الظنون السيئة، نسأل الله العافية. وعلى كل حال: فالألوسي يقرر مذهب الأشعري والماتريدي ويدافع عنه، وسأنقل بعض عباراته من البحث الذي أشرت إليه قال: وأمَّا ما شاع عن الأشعري عن القول بسماع الكلام لنفسي القائم بذات الله تعالى، فهو من باب التجويز والإمكان لأنَّ موسى عليه السَّلام سمع ذلك بالفعل، إذ هو خلاف البرهان، ومما يدل على جواز سماع الكلام النفسي بطريق خرق العادة في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتَّى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به) (¬2) الحديث. ومن الواضح أن الله تبارك وتعالى إذا كان بتجليه الثوري المتعلق بالحروف غيبية كانت أو خيالية أو حسية، سمع العبد على الوجه اللائق المجامع {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} عند من يتحقق معنى الإطلاق الحقيقي، صح أن يتعلق سمع العبد بكلام ليس حروفه عارضة لصوت؛ لأنَّه بالله يسمع إذ ذاك، والله سبحانه يسمع السر والنجوى، والإمام الماتريدي أيضًا يجوز سماع ما ليس بصوت على وجه خرق العادة، كما يدل عليه كلام صاحب التبصرة في كتاب التَّوحيد فما نقله ابن الهمام عنه في القول: بالإستحالة، فمراده الإستحالة العادية، فلا خلاف بين الشيخين عن التحقيق (¬3) قلت: هكذا يسبح هذا المؤلف في الخيالات والفرضيات التي لا تستند إلى نص من كتاب أو سنة، لأنَّ هذه أمور غيبية ينبغي الاستناد فيها إلى النَّصِّ، وقد وردت والحمد لله في هذا الباب نصوص تغني عن هذه التكلفات وهذه الفرضيات الخيالية، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فالله تبارك وتعالى يتكلم بصوت وحرف بكلام يليق بحلاله كما صحت بذلك الأخبار عن سيد الأخيار - صلى الله عليه وسلم -. 4 - صفة الوجه: قال عند قوله تعالى: {وَلَا ¬

_ (¬1) روح المعاني: (18، 19/ 1). (¬2) أخرجه البُخاريّ في الرقاق: (340 - 341/ 1)، وأحمد في المسند: (256/ 6). (¬3) تفسير الألوسي: (17 - 18/ 1).

تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي رضاه سبحانه وتعالى، دون الرياء والسمعة، بناء على ما قاله الإمام السهيلي: من أن الوجه إذا أضيف إليه تعالى يراد به الرضا والطاعة المرضية مجازًا، لأنَّ من رضي عن شخص يقبل عليه، ومن غضب على شخص يعرض عنه، وقيل: المراد بالوجه الذّات والكلام على حذف مضاف. وقيل: هو بمعنى التوجه، والمعنى يريدون التوجه إليه تعالى والزلفى لديه سبحانه وتعالى، والأول أولى أ. هـ. (¬1) وهذا النَّصُّ صريح في التأويل، لكن في تفسيراته للآيات الأخرى ليس مثل ما هنا. وجاء عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} وقال سفيان الثوري: وجهه تعالى العمل الصالح الذي توجه إليه عزَّ وجل فقيل في توجيه الاستثناء: أن العمل المذكور قد كان في حيز العلم، فلما فعله العبد ممثلًا أمره تعالى، أبقاه جل شأنه له إلى أن يجازيه عليه، أو أنَّه بالقبول صار غير قابل للفناء، لما أن الجزاء عليه قام مقامه وهو باق، وروى عن أبي عبد الله الرضا رضي الله تعالى عنه ارتضى نحو ذلك، وقال: المعنى كل شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلَّا ما أريد به وجهه تعالى، وزعم الخفاجي أن هذا كلامًا ظاهريًا. وقال أبو عبيدة: المراد بالوجه، جاهه تعالى الذي جعله في النَّاس وهو كما ترى لا وجه له، والسلف يقولون: صفة نثبتها لله تعالى، ولا نشتغل بكيفيتها ولا بتأويلها، بعد تنزيهه عز وجل عن الجارحة (¬2). وقال عند قوله تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} [الروم: 38]، أي ذاته سبحانه، أي يقصدونه عزَّ وجل بمعروفهم خالصًا، أو جهته تعالى، أي يقصدون جهة التقريب إليه سبحانه لا جهة أخرى. والمعنيان كما في الكشاف متقاربان ولكن الطريقة مختلفة (¬3). وقال عند قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} أي ذاته، عزَّ وجل، والمراد هو سبحانه وتعالى، فالإضافة بيانية، وحقيقة الوجه في الشاهد الجارحة، واستعماله في الذّات من باب الكناية، وتفسيره بالذات هنا مبني على مذهب الخلف القائلين بالتأويل، وتعيين المراد في مثل ذلك دون مذهب السلف. وقد قررناه لك غير ما مرَّة فتذكره وعض عليه بالنواجذ (¬4). 5 - صفة المجيئ والإتيان: قال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} بالمعنى اللائق به جل شأنه منزهًا عن مشابهة المحدثات والتقيد بصفات الممكنات، ثم قال بعد فقرات لا تتعلق بالبحث، ومن النَّاس من قدر في أمثال هذه المتشابهات محذوفًا، فقال في الآية: الإسناد مجازي، والمراد يأتيهم أمر الله وبأسه، أو حقيقي والمفعول ¬

_ (¬1) تفسير الألوسي: (262/ 5). (¬2) تفسير الألوسي: (132/ 7). (¬3) تفسير الألوسي: (45/ 7). (¬4) نفس المصدر السابق: (108/ 9).

محذوف، أي يأتيهم الله تعالى ببأسه، وحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله سبجانه: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فإن العزة والحكمة تدل على الانتقام بحق، وهو البأس والعذاب، وذكر الملائكة لأنهم الواسطة في إتيان أمره، أو الأتون على الحقيقة، ويكون ذكر الله تعالى حينئذ تمهيدًا لذكرهم، كما في قوله سبحانه: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 9] على وجه وخص الغمام بمحليه العذاب لأنَّه مظنة الرحمة، فإذا جاء منه العذاب كان أفظع، لأنَّ الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب، كان أصعب فكيف إذا جاء من حيث يحتسب الخبر، ولا يخفى أن من علم أن الله تعالى أن يظهر بما شاء وكيف شاء ومتى شاء، وأنَّه في حال ظهوره باق على إطلاقه، حتَّى عن قيد الإطلاق منزه عن التقيد مبرأ عن التعدد كما ذهب إليه سلف الأمة وأرباب القلوب من سادتنا الصوفية قدس الله أسرارهم لم يحتج إلى هذه الكلفات ولم يحم حول هذه التأويلات (¬1). وقال عند قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}. يوم القيامة في ظلل من الغمام حسب ما أخبر وبالمعنى الذي أراد، وإلى هذا التفسير ذهب ابن مسعود وقتادة ومقاتل: وقيل إتيان الملائكة لإنزال العذاب والخسف بهم، وعن الحسن إتيان الرب على معنى إتيان أمره بالعذاب، وعن ابن عباس المراد يأتي أمر ربك فيهم بالقتل، وقيل: المراد يأتي كل آياته يعني آيات القيامة والهلاك الكلي، لقوله سبحانه: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} وأنت تعلم أن المشهور من مذهب السلف عدم تأويل مثل ذلك بتقدير مصاف ونحوه، بل تفويض المراد منه إلى اللطيف الخبير مع الجزم بعدم إرادة الظاهر، ومنهم من يبقيه على الظاهر، إلَّا أنَّه يدعي أن الإتيان الذي ينصب إليه تعالى ليس بالإتيان الذي يتصف به الحادث، وحاصل ذلك أنَّه يقول بالظواهر وينفي اللوازم، ويدعي أنَّها لوازم في الشاهد، وأين التُّراب من رب الأرباب؟ وجوز بعض المحقّقين حمل الكلام على الظاهر المتعارف عند النَّاس، والمقصود منه حكاية مذهب الكفار واعتقادهم، وعلى ذلك اعتمد الإمام، وهو بعيد أو باطل (¬2). وقال عند قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} قال منذر بن سعيد معناه: ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة، وكذلك مجيء الطامة والصاخة، وقيل الكلام على حذف المصاف للتهويل؛ أي وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه واختار حجج أنَّه تمثيل لظهور آيات اقتداره تعالى، وتبين آثار قدرته جلا وعلا، وسلطانه عز سلطانه مثلت حاله سبحانه في ذلك بحال الملك، إذا حضر بنفسه ظهر لمحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره ووزرائه وخواصه عن بكرة أبيهم، وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام (¬3). ¬

_ (¬1) تفسير الألوسي: (98 - 99/ 1). (¬2) تفسير الألوسي: (62/ 3). (¬3) تفسير الألوسي: (163/ 1).

التعليق: أما الألوسي فقد انتصر لمذهب السلف الصالح في صفة الإتيان والمجيء، وبين أن هذا هو المذهب الحق، وغيره كله كلفات وتأويلات لا ينبغي الاشتغال بها وليته حذف من الفقرات سادتنا الصوفية قدس الله أسرارهم، فليس عند المسلمين إلَّا استقامة وانضباط، سماهم الله بالمسلمين والمؤمنين وبالصالحين والطيبين، فالقرآن أغنانا عن مثل هذه الاصطلاحات الدخيلة. 6 - تفسير الكرسي: وقال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. الكرسي: جسم بين العرش محيط بالسموات السبع، قد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لو أن السموات السبع والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعته؛ أي الكرسي إلَّا بمنزلة الحلقة في المفازة، وهو غير العرش كما يدل عليه ما أخرجه ابن جرير وأبو الشَّيخ وابن مردويه عن أبي ذر أنَّه سأل النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - عن الكرسي فقال: (يا أبا ذر ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلَّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة) وفي رواية الدارقطني والخطيب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سئل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} إلخ قال: (كرسيه موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره، وقيل هو العرش نفسه. ونسب ذلك إلى الحسن وقيل: قدرة الله تعالى، وقيل: تدبيره، وقيل: ملك من ملائكته، وقيل: مجاز عن العلم، من تسمية الشيء بمكانه، لأن الكرسي مكان العالم الذي فيه العلم، فيكون مكانًا للعلم بتبعيته، لأنَّ العرض يتبع المحل في التحيز، حتَّى ذهبوا إلى أنَّه معنى قيام العرض بالمحل، وحكى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وقيل عن الملك أخذًا من الكرسي الملك، وقيل: أصل الكرسي ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد، والكلام مساق على سبيل التمثيل لعظمته تعالى شأنه، وسعة سلطانه وإحاطة علمه بالأشياء قاطبة، ففي الكلام استعارة تمثيلية، وليس ذمة كرسي ولا قاعد ولا قعود، وهذا الذي اختاره الجم الغفير من الخلف، فرارًا من توهم التجسيم، وحملوا الأحاديث التي ظاهرها حمل الكرسي على الجسم المحيط على مثل ذلك، لا سيما الأحاديث التي فيها ذكر المقدم كما قدمنا وكالحديث الذي أخرجه البيهقي وغيره عن أبي موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل، وفي رواية عن عمر مرفوعًا له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب عليه من يثقله ما يفضل منه أربع أصابع وأنت تعلم أن ذلك وأمثاله ليس بالداعي القوي لنفي الكرسي بالكلية، فالحق أنَّه ثابت كما نطقت به الأخبار الصحيحة، وتوهم التجسيم لا يعبأ به، وإلَّا لزم نفى الكثير من الصفات، وهو بمعزل عن إتباع الشارع والتسليم له. وأكثر السلف الصالح جعلوا ذلك من المتشابه الذي لا يحيطون به علمًا، وفوضوا علمه إلى الله

تعالى، مع القول بغاية التنزيه والتقدير له تعالى شأنه (¬1). 7 - صفة النَّفس: وقال عند قوله تعالى: من سورة آل عمران {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي عقاب نفسه، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنه، وفيه تهديد عظيم، مشعر بتناهي المنهي عنه في القبح، حيث علق التحذير بنفسه، وإطلاق النَّفس عليه تعالى بالمعنى الذي أراده جائز من غير مشاكلة على الصَّحيح، وقيل: النَّفس بمعنى الذّات، وجوز إطلاقه حينئذ بلا مشاكلة مما لا كلام فيه عند المتقدمين، وقد صرح بعض المتأخرين بعدم الجواز، وأن أُريد به الذّات إلَّا مشاكلة (¬2). وقال عند قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} {وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} بيان للواقع وإظهار لقصوره عليه السَّلام، وللنفس في كلامهم إطلاقات، فتطلق على ذات الشيء وحقيقته، وعلى الروح، وعلى القلب، وعلى الدم، وعلى الإرادة، وقيل: وعلى العين التي تصيب، وعلى الغيب، وعلى العقوبة، ويفهم من كلام البعض، أنَّها حقيقة في الإطلاق الأوَّل مجاز فيما عداه، وفسر غير واحد النَّفس هنا بالقلب، والمراد تعلم معلومي الذي أخفيه في قلبي، فكيف بما أعلنه، ولا أعلم معلومك الذي تخفيه، وسلك في ذلك مسلك المشاكلة كما في قوله: قالوا اقترح شيئًا نجدَ لك طبخة ... قلت اطبخوا لي جبة وقميصًا إلَّا أن ما في الآية كلا اللفظين وقع في كلام شخص واحد، وما في البيت ليس كذلك. وفي الدر المصون أن هذا التفسير مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وحكاه عنه أيضًا في مجمع البيان، وفسرها بعضهم بالذات، وادعى أن نسبتها بهذا المعنى إلى الله تعالى لا تحتاج إلى القول بالمشاكلة، ومن ذلك قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وقوله - صلى الله عليه وسلم - "أقسم ربي على نفسه ألا يشرب عبد خمرًا ولم يتب إلى الله تعالى منه، إلَّا سقاه من طينة الخبال" (¬3)، وقوله عليه الصَّلاة والسلام: "ليس أحد أحب إليه المدح من الله عزَّ وجل ولأجل ذلك مدح نفسه" (¬4) وقوله - صلى الله عليه وسلم - "سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه" (¬5) إلى غير ذلك من الأخبار. وقال المحقق الشريف في شرح المفتاح وغيره: إن لفظ النَّفس لا يطلق عليه تعالى وإن أريد به الذّات، إلَّا مشاكلة، وليس بشيء لما علمت من ¬

_ (¬1) تفسير الألوسي: (9 - 10/ 1). (¬2) تفسير الألوسي: (126/ 1). (¬3) أخرجه مسلم في الأشربة: (1587/ 3)، والترمذي في الأشربة: (291/ 4). وأبو داود في الأشربة: (86/ 4)، وابن ماجة في الحديث: (3378)، وأحمد: (5/ 171). (¬4) أخرجه البُخاريّ في التفسير: (296/ 8)، ومسلم في اللعان: (1136/ 3)، وفي التوبة باللفظ المذكور: (2113/ 4). (¬5) التِّرمذيُّ في الدعوات: (555/ 5)، وأبو داود في الصَّلاة رقم الحديث: (1503/ 2)، والنَّسائيُّ في الإفتتاح، ومسلم في الدعاء رقم الحديث: (2726/ 4)، والنسائي: (77/ 3).

الآيات والأحاديث وادعاء أنَّها فيها مشاكلة تقديريه كما قيل ذلك في قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138]، لا يخفى أنَّه من سقط المتاع، فالصحيح المعول عليه جواز إطلاقها بمعنى الذّات على الله تعالى من غير مشاكلة، نعم، قيل أن لفظ النَّفس في هذه الآية -وإن كان بمعنى الذّات لا بد معه من إعتبار المشاكلة لأنَّ لا أعلم ما في ذاتك ليس بكلام مرضى، فيحتاج إلى حمله على المشاكلة بأن يكون المراد لا أعلم معلوماتك، فعبر عنه بلا أعلم بما في نفسك، لوقوع التعبير عن تعلم معلومي بتعلم ما في نفسي. وعلى ذلك حمل العلامة الثَّاني كلام صاحب الكشاف، ولا يخفى ما فيه، والتحقيق أن الآية من المشاكلة، إلَّا أنَّها ليست في إطلاق النَّفس، بل في لفظ (في) فإن مفادها بالنظر إلى ما في نفس عيسى عليه السَّلام الارتسام والانتقاش، ولا يمكن ذلك نظرًا إلى الله تعالى، وإلى هذا يشير كلام بعض المحقّقين، ومنه يعلم ما في كتب الأصول من الخبط في هذا المقام. وقال الراغب: يجوز أن يكون القصد إلى نفي النَّفس عنه تعالى فكأنه قال تعلم ما في نفسي ولا نفس لك فاعلم ما فيها يقول الشَّاعر: ولا نرى الضب بها ينحجر وهو على بعده مما لا يحتاج إليه، ومثله ما ذكره بعض الفضلاء من أن النَّفس الثَّانية: هي نفس عيسى أيضًا. وإنما أضافها إلى ضمير الله تعالى باعتبار كونها غلوقة له سبحانه، كأنه قال: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما فيها (¬1). 8 - صفة المحبة: وقال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (يحببكم الله) جواب الأمر وهو رأي الخليل، وأكثر المتأخرين على أن مثل ذلك جواب شرط مقدر أي أن تتبعوني يحببكم أي يقربكم رواه ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة، وقيل: يرضى عنكم وعبر عن ذلك بالهبة على طريق المجاز المرسل أو الاستعارة أو المشاكلة، وجعل بعضهم نسبة المحبة لله تعالى من المتشابه الذي لايعلم تأويله إلَّا الله (¬2). وقال عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} يحبهم محبة تليق بشأنه على المعنى الذي أراده (¬3). 9 - صفة العندية: قال عند قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. (عند) هنا، ليست للقرب المكاني لاستحالته، ولا بمعنى في علمه وحكمه، كما تقول: هذا عند أبي حنيفة - رضي الله عنه - كذا، لعدم مناسبته للمقام، بل بمعنى القرب والشرف؛ أي ذووا زلفى ورنبة سامية، وزعم بعضهم: أن معنى في علم الله تعالى ¬

_ (¬1) تفسير الألوسي: (66 - 67/ 3). (¬2) تفسير الألوسي: (129/ 1). (¬3) نفس المصدر السابق: (162/ 2).

مناسب للمقام لدلالته على التحقيق، أي أن حياتهم متحققة لا شبهة فيها، ولا يخفى أن المقام مقام مدح، فتفسير العندية بالقرب أنسب به (¬1). 10 - صفة اليد واليمين: قال الألوسي عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} عطف على مقدر يقتضيه المقام، أي كلا، ليس الشأن كما زعموا، بل في غاية ما يكون من الجود وإليه -كما قيل- أشير بتثنية اليد، فإن أقصى ما تنتهي إليه هم الأسخياء أن يعطوا بكلتا يديهم، وقيل اليد هنا أيضًا بمعنى النعمة، وأريد بالتثنية نعم الدُّنيا ونعم الآخرة، أو النعم الظاهرة والنعم الباطنة، أو ما يعطى للاستدراج وما يعطى للإكرام وقبل: وروي عن الحسن أنَّها بمعنى القدرة كاليد الأولى، وتثنيتها باعتبار تعلقها بالثواب وتعلقها بالعقاب، وقيل: المراد بالتثنية التكثير، كما في قوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ كرتين} والمراد من التكثير مجرد المبالغة في كمال القدرة وسعتها. لأنَّها متعددة، ونظير ذلك قول الشَّاعر: سرت أسرة طرتيه فغورت ... في الخصر منه وأنجدت في نجدة فإنه لم يرد أن لذلك الرشا طرتين إذ ليس للإنسان إلَّا طرة واحدة، وإنَّما المراد المبالغة. وقال سلف الأمة رضي الله عنهم أن هذا من المتشابه، وتفويض تأويله إلى الله تعالى هو الأسلم، وقد صح عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أنَّه أثبت لله عز وجل يدين، وقال: (وكلتا يديه يمين) ولم يرو عن أحد من أصحابه - صلى الله عليه وسلم - أن أوّل ذلك بالنعمة أو بالقدرة، بل أبقوها كما وردت وسكتوا، ولئن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب لا سيما في مثل هذه المواطن (¬2). وقال عند قوله تعالى من سورة ص {يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وهذا عند بعض أهل التأويل من الخلف، تمثيل لكونه عليه السَّلام معتنى بخلقه فإن من شأن المعتنى به أن يعمل باليدين، ومن آثار ذلك خلقه من غير توسط أب وأم، وكونه جسمًا صغيرًا انطوى فيه العالم الأكبر، وكونه أهلًا لأنَّ يفاض عليه ما لا يفاض عن غيره، إلى غير ذلك من مزايا الآدمية وعند بعض آخر منهم، اليد بمعنى القدرة، والتثنية للتأكيد الدال على مزيد قدرته تعالى، لأنَّها ترد لمجرد التكرير نحو (فأرجع البصر كرتين) فأريد به لازمه وهو التأكيد، وذلك لأنَّ الله تعالى في خلقه أفعالًا مختلفة من جعله طينًا مخمرًا، ثم جسمًا ذا لحم وعظم، ثم نفخ الروح فيه، وإعطائه قوة العلم والعمل، ونحو ذلك مما هو دال على مزيد قدرة خالق القوى والقدر، وجوز أن يكون ذلك لاختلاف فعل آدم، فقد يصدر منه أفعال ملكية، كأنها من آثار اليمين، وقد يصدر منه أفعال حيوانية كأنها من آثار الشمال، وكلتا يديه سبحانه يمين، وعند بعض اليد بمعنى النعمة، والتثنية إما لنحو ما مر وإمَّا على إرادة نعمة الدُّنيا ونعمة الآخرة. ¬

_ (¬1) روح المعاني: (2/ 122). (¬2) روح المعاني: (2/ 181).

والسلف يقولون: اليد مفردة وغير مفردة، ثابتة لله عزَّ وجل على المعنى اللائق به سبحانه ولا يقولون في مثل هذا الموضع أنَّها بمعنى القدرة أو النعمة. وظاهر الأخبار أن للمخلوق بها مزية على غيره، فقد ثبت في الصَّحيح أنَّه سبحانه قال: في جواب الملائكة اجعل لهم الدُّنيا ولنا الآخرة. وعزتي وجلالي لا أجعل من خلقته بيدي كمن قلت له كن فكان. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقيّ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خلق الله تعالى أربعًا بيده، العرش، وجنات عدن، والقلم وآدم وقال لكل شيء كن فكان (¬1) وجاء في غير ما خبر أنه تعالى كتب التوراة بيده، وفي حديث محاجة آدم، وموسى عليهما السَّلام ما يدل على أن المخلوقية بها وصف تعظيم حيث قال له موسى أنت آدم الذي خلقك الله تعالى بيده كذلك في حديث الشفاعة أن أهل الموقف يأتون آدم ويقولون له أنت آدم أبو النَّاس خلقك الله تعالى بيده. ويعلم من ذلك أن ترتيب الإنكار في ما منعك أن تسجد على خلق الله تعالى إياه بيديه لتأكيد الإنكار وتشديد التوبيخ، كأنه قيل: ما منعك أن تعظم بالسجود من هو أهل للتعظيم للعناية الربانية التي حفت إيجاده. وزعم الزمخشري أن خلقت بيدي من باب رأيته بعيني، فبيدي لتأكيد أنَّه مخلوق لا شك فيه، وحيث أن إبليس ترك السُّجود لآدم عليه السَّلام لشبهة أنَّه سجود لمخلوق، وانضم إلى ذلك أنَّه مخلوق من طين، وأنَّه هو مخلوق من نار، وزل عنه أن الله سبحانه حين أمر من هو أجل منه وأقرب عباده إليه زلفى وهم الملائكة امتثلوا، ولم يلتفتوا إلى التفاوت بين الساجد والمسجود له تعظيمًا لأمر ربهم، وإجلالًا لخطابه، ذكر له ما يتشبث به من الشبهة وأخرج له الكلام مخرج القول بالموجب، مع التَّنبيه على مزلة القدم، فكأنه قيل له: ما منعك من السُّجود لشيء هو كما تقول مخلوق خلقته بيدي لا شك في كونه مخلوقًا امتثالًا لأمري وإعظامًا لخطابي كما فعلت الملائكة، ولا يخفى أن المقام ناب عما ذكره أشد النبو، وجعل ذلك من باب رأيت بعيني لا يفيد إلَّا تأكيد المخلوقية، وإخراج الكلام مخرج القول بالموجب. مما لا يكاد يقبل، فإن سياق القول بالموجب أن يسلم له ثم ينكر عليه، لا أن يقدم الإنكار أصلًا، ويأتي به كالرمز بل كالألغاز. وأيضًا الأخبار الصحيحة ظاهرة في أن ذلك وصف تعظيم لا كما زعمه، وأيضًا جعل سجود الملائكة لآدم راجعًا إلى محض الامتثال من غير نظر إلى تكريم آدم عليه السَّلام مردود بما سلم في عدة مواضع أنَّه سجود تكريم، كيف وهو يقابل {أَتَجْعَلُ فِيهَا} وكذلك تعليمه إياهم، فليلحظ فيه جانب الأمر. تعالى شأنه. وجانب المسجود له عليه الصَّلاة والسلام توفية للحقين، وكأنه قال ما قال، وأخرج الآية على وجه لم يخطر ببال إبليس، حذرًا من خرم مذهبه، ولا عليه أن يسلم دلالة الآية على التكريم، ويخصه بوجه، وحينئذ لا تدل على الأفضلية مطلقًا حتَّى يلزم خرم مذهبه، ولعمري أن هذا الرجل عق أباه آدم عليه ¬

_ (¬1) ابن جرير: (23/ 119).

السَّلام في هذا المبحث من كشافه حيث أورد فيه مثالًا لما قرره في الآية، جعل فيه سقاط الحشم مثالًا لآدم عليه السَّلام، وبر عدو الله تعالى إبليس، حيث أقام له عذره وصوب اعتقاد أنَّه أفضل من آدم، لكونه من نار وآدم من طين، وإنَّما غلطه من جهة أخرى، وهو أنَّه لم يقس نفسه على الملائكة إذ سجدوا له على علمهم أنَّه بالنسبة إليهم محطوط الرتبة، ساقط المنزلة وكم له من عثرة لا يقال لصاحبها لما مع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في هذا المقام، نسأل الله تعالى أن يعصمنا من مهاوي الهوى ويثبت لنا الأقدام (¬1). وقال عند قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. والكلام عند كثير من الخلق تمثيل لحال عظمته تعالى ونفاذ قدرته عزَّ وجل وحقارة الأفعال العظام التي تتحير فيها الأوهام بالإضافة إليها، بحال من يكون له قبضة، فيها الأرض جميعًا، ويمين بها يطوي السموات أو بحال من يكون له قبضة فيها الأرض والسموات، ويمين يطوي بها السماوات من غير ذهاب بالقبضة فيها إلى جهة حقيقة أو مجاز بالنسبة إلى المجرى عليه، وهو الله عز شأنه: وقال بعضهم: المراد التَّنبيه على مريد جلالته عزَّ وجل، وعظمته سبحانه بإفادة أن الأرض جميعًا تحت ملكه تعالى يوم القيامة، فلا يتصرف فيها غيره -تعالى شأنه، بالكلية كما قال سبحانه {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الحج: 56]، والسموات مطويات طي السجل للكتب بقدرته التي لا يتعاصاها شيء. وفيه رمز إلى أن ما يشركونه معه عزَّ وجل أرضيًا كان أم سماويًا، مقهور تحت سلطانه جل شأنه وعز سلطانه، فالقبضة مجاز عن الملك أو التصرف، كما يقال: بلد كذا في قبضة فلان، واليمين مجاز عن القدرة التَّامة، وقيل: القبضة مجاز عما ذكره ونحوه، والمراد باليمين القسم، أي والسموات مغنيات بسبب قسمه تعالى، لأنَّه عز وجل أقسم أن يفنيها وهو مما يهزأ منه لا مما يهتزُّ استحسانًا له. والسلف يقولون أيضًا: إن الكلام تنبيه على مزيد جلالته تعالى وعظمته سبحانه: ورمز إلى آلهتهم أرضية أم سماوية مقهورة تحت سلطانه عز وجل، إلَّا أنهم لا يقولون: إن القبضة مجاز عن الملك والتصرف، واليمين مجاز عن القدرة بل ينزهون الله عن الأعضاء والجوارح، ويؤمنون بما نسبه إلى ذاته بالمعنى الذي أراده سبحانه، وكذا يقولون في الأخبار الواردة في هذا المقام، فقد أخرج البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وغيرهم عن ابن مسعود قال: جاء حجر من الأحبار إلى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إنا نجد الله يحمل السموات يوم القيامة على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسار الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) روح المعاني: (8/ 225 - 226).

حتَّى بدت نواجذه، تصديقًا لقول الحبر (¬1). ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} والمتأولون يتأولون الأصابع على الاقتدار وعدم الكلفة، كما في قول القائل: اقتل زيدًا بإصبعي، ويعد ذلك ظاهر ما أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والبيهقيّ، وغيرهم عن ابن عباس قال: مر يهودي على رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو جالس، قال كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع السموات على ذه -وأشار بالسبابة. والأرضين على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، كل ذلك يشير بإصبعه، فأنزل الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وجعل بعض المتأولين الإشارة عائبة على التمثيل والتخييل، وزعم بعضهم أن الآية ردًّا على اليهودي حيث شبه وذهب إلى التجسيم، وإن ضحكه عليه الصَّلاة والسلام المحكى في الخبر السابق كان للرد أيضًا، وأن تصديقًا له في الخبر من كلام الراوي على ما منهم ما لا يخفى أن ذلك خلاف الظاهر جدار وجعلوا أيضًا من باب الإعانة على التمثيل وتخييل العظمة، فعله عليه الصَّلاة والسلام حين قرأ الآية، فقد أخرج الشيخان، والنَّسائيُّ، وابن ماجه، وجماعة عن ابن عمر أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. ورسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: هكذا بيده ويحركها، يقبل بها ويدبر، ويمجد الرب نفسه أنا الجبار، أنا المتكبر، أن الملك، أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر حتَّى قلنا ليخرن به (¬2). وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مقسم أنَّه نظر إلى ابن عمر كيف يحكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يأخذ الله تعالى سماواته وأرضيه بيديه ويقول: أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك" (¬3). وفي شرح الصَّحيح للإمام النووي نقلًا عن المازري أن قبض النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أصابعه وبسطها، تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها بعد بسطها، وحكاية للمبسوط المقبوض، وهو السموات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط الذي هو صفة للقابض والباسط سبحانه وتعالى، ولا تمثيل لصفة الله تعالى السمعية المسماة باليد، التي ليست بجارحة أ. هـ. ثم إن ظاهر بعض الأخبار يقتضي أن قبض الأرض بعد طي السموات، وأنَّه بيد أخرى. أخرج مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يطوي الله تعالى السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمني ثم يقول أنا الملك، أين الجبارون وأين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أين الجبارون أين المتكبرون" (¬4). وفي الشَّرح نقلًا عن المازري أيضًا أن إطلاق اليدين لله تعالى متأول على القدرة، وكنى عن ذلك باليدين، لأنَّ أفعالنا تقع باليدين، فخوطبنا بما نفهمه، ليكون أوضح وأوكد في النفوس، ¬

_ (¬1) البُخاريّ في التفسير: (8/ 550)، ومسلم في صفات المنافقين: (4/ 2147). (¬2) مسلم: (4/ 2149). (¬3) تقدم. (¬4) مسلم: (4/ 2148).

وذكر باليمين والشمال حتَّى يتم التأول: لأننا نتناول باليمين ما نكرمه، وبالشمال ما دونه، ولأن اليمين في حقنا تقوى لما لا تقوى له الشمال، ومعلوم أن السموات أعظم من الأرض، فأضافها إلى اليمين، وأضاف الأرضين إلى الشمال ليظهر التقريب في الاستعارة، وإن كان الله سبحانه وتعالى لا يوصف بأن شيئًا أخف عليه من شيء، ولا أثقل من شيء، والصوفية يقولون: بالتجلي الصوري، مع بقاء الإطلاق والتنزيه المدلول عليه بـ (ليس كمثله شيء). والأمر عليه سهل جدًّا، ثم إن التصرف في الأرض والسموات يكون، والنّاس على الصراط كما جاء في خبر رواه مسلم عن عائشة مرفوعًا (¬1). وروى أيضًا عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفؤ أحدكم خبزته في السَّفر نزلًا لأهل الجنَّة) (¬2). والكلام في هذا الخبر كالكلام في نظائره، وإياك من التشبيه والتجسيم، وكذا نسبة ذلك إلى السلف، ولا تك كالمعتزلة في التعامل عليهم والوقيعة فيهم، ويكفي دليلًا على جهل المعتزلة بربهم زعمهم أنَّه عزَّ وجل فوض العباد فهم يفعلون ما لا يشاء، ويشاء ما لا يفعلون سبحانه وتعالى عما يشركون (¬3). 11 - صفة الفوقية: قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} قيل: هو استعارة تمثيلية وتصوير لقهر سبحانه وتعالى، وعلو عز شأنه، بالغلبة والقدرة، وجوز أن تكون الاستعارة في الظرف، بأن شبه الغلبة بمكان محسوس، وقيل: إنَّه كناية عن القهر والعلو بالغلبة والقدرة، وقيل: إن فوق زائدة، وصحح زيادتها -وإن كانت اسمًا- كونها، بمعنى (على) وهو كما ترى، والداعي إلي التزام ذلك كله أن ظاهر الآية يقتضي القول بالجهة، والله تعالى منزه عنها، لأنَّها محدثة بأحداث العالم وإخراجه من العدم إلى الوجود، ويلزم أيضًا من كونه سبحانه في جهة مفاسد لا تخفى، وأنت تعلم أن مذهب السلف إثبات الفوقية لله تعالى، كما نص عليه الإمام الطحاوي وغيره، واستدلوا لذلك بنحو ألف دليل. وقد روى الإمام أحمد في حديث الأوعال: عن العباس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "والعرش فوق ذلك والله تعالى فوق ذلك كله" (¬4). وروى أبو داود عن جبير بن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قوله - صلى الله عليه وسلم - للرجل الذي استشفع بالله تعالى عليه؛ ويحك. أتدري ما الله ¬

_ (¬1) مسلم: (4/ 2150)، والبخاري في الرقاق: (11/ 372). (¬2) مسلم: (4/ 2151). (¬3) روح المعاني: (26/ 27). (¬4) أخرجه أبو داود برقم: (2724)، والترمذي: (2/ 332)، وابن خزيمة في التَّوحيد (68)، وابن أبي عاصم في السنة (253) قال الألباني: وفي إسناده عبد الله بن عميرة قال الذهبي: فيه جهالة وقال البُخاريّ لا يعرف له سماع من الأحنف ابن قيس. وأخرجه أحمد: (1/ 206)، لكنَّه يَحْيَى بن العلاء متهم بالوضع. انظر ابن أبي عاصم: (1/ 253 - 254).

تعالى؟ إن الله تعالى فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته، وقال بأصابعه مثل القبة وإن له أطيط الرحل الجديد بالراكب (¬1). وأخرج الأموي في مغازيه من حديث صحيح أن النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - قال لسعد يوم حكم في بني قريظة: لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات (¬2). وروى ابن ماجة يرفعه قال: بينا أهل الجنَّة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور فرفعوا إليه رؤوسهم، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم، وقال: يا أهل الجنَّة سلام عليكم: ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - (¬3) قوله تعالى {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فينظر إليهم وينظررون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما باتوا ينظرون إليه وصح أن عبد الله بن رواحة أنشد بين يدي رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - أبياته التي عرض بها عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجارية: شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النَّار مثوى الكافرين وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمين وتحمله ملائكة شداد ... ملائكة الإله مسومين فأقره عليه الصلاة والسلام على ما قال، وضحك منه (¬4). وكذا أنشد حسَّان بن ثابت - رضي الله عنه - قوله: شهدت بإذن الله أن محمدًا ... رسول الذي فوق السموات من عل وأن أبا يحيا ويحيا كلاهما ... له عمل من ربه متقبل وأن الذي عاد اليهود ابن مريم ... رسول أتي من عند ذي العرش مرسل وأن أخا الأحقاف إذا قام فيهم ... يقوم بذات الله فيهم ويعدل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود رقم: (4726) وابن خزيمة ص (69)، والآجري في الشريعة (293)، وابن أبي عاصم ص (252/ 1)، قال الألباني إسناده ضعيف ورجاله ثقات لكون ابن إسحاق مدلسًا ثم إن في إسناده اختلافًا. (¬2) البُخاريّ في المغازي: (411/ 7)، ومسلم في الجهاد حديث رقم (1766/ 3) دون زيادة (من فوق سبع سماوات) قال الألباني تفرد بها محسن بن صالح التمار، كما في العلو أنَّه أخرجه النَّسائيّ ص (32) وقال: هو صدوق وفي التقريب: صدوق يخطئ: قلت: فمثله لا يقبل تفرده وإن صحَّحه المؤلف والذهبي، الطحاوية ص (257)، انظر مختصر العلو ص (87). قال فيه: وإسناده حسن. (¬3) أخرجه ابن ماجة: (66/ 1)، قال السيوطي في مصباح الزجاجة: والذي رأيته أنا في كتاب العقيلي، عبد الله بن عبيد الله أبو عاصم العباداني منكر الحديث، وكان الفضل يرى القدر، وكاد أن يغلب على حديثه الوهم. قال الألباني في الطحاوية (656)، ضعيف وقول الشيخ أحمد شاكر إسناده جيد، غير جيد. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات راجع (122) من الطحاوية. (¬4) قال الذهبي في العلو: قال أبو عمر بن عبد البر في الإستيعاب: روينا من وجوه صحاح أن عبد الله بن رواحة. إلخ (قلت) روى من وجوه مرسلة وقال الألباني. في الطحاوية: ضعيف، قول ابن عبد البر رويناه من وجه صحاح فيه، نظر ص (255) في العلو ص (41 - 42).

فقال النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: وأنا أشهد (¬1). وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى حكاية عن إبليس: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَينِ أَيدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} أنَّه قال: لم يستطع أن يقول: ومن فوقهم لأنَّه قد علم أن الله سبحانه وتعالى من فوقهم) (¬2) والآيات والأخبار التي فيها تصريح بما يدل على الفوقية لقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: 1]، و {إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10]، و {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ} [النساء: 158] و {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ} [المعارج: 4] وقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه مسلم وأنت ظاهر فليس فوقك شيء- كثيرة جدًّا) (¬3). وكذا كلام السلف في ذلك، فمنه ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بسند إلى أبي مطيع البلخي أنَّه سأل أبا حنيفة رضي الله عنه عمن قال: لا أعرف ربي سبحانه في السماء أم في الأرض فقال: قد كفر لأنَّ الله تعالى يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وعرشه فوق سبع سماوات، فقال: قلت: فإن قال: إنَّه على العرش ولكن لا أدري العرش في السماء أم في الأرض فقال رضي الله تعالى عنه: هو كافر، لأنَّه أنكر أن يكون في السماء، ومن أنكر أنَّه يكون في السماء فقد كفر وزاد غيره، لأنَّ الله تعالى في أعلى عليين وهو يدعى من أعلى لا من أسفل أ. هـ. وأيد القول بالفوقية أيضًا بأن الله تعالى لما خلق الخلق لم يخلقهم ومن ذاته المقدسة. تعالى عن ذلك، فإنَّه الأحد، الصَّمد، الذي لم يلد ولم يولد، فتعين أنَّه خلقهم خارجًا عن ذاته، ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذّات مع أنَّه قائم نفسه، غير مخالط للعالم، لكان متصفًا بضد ذلك، لأنَّ القابل للشيء، لا يخلو منه أو من ضده، وضد الفوقية السفلى، وهو مذموم على الإطلاق، والقول بأن لا نسلم أنَّه قابل للفوقية، حتَّى يلزم من نفيها ثبوت ضدها، مدفوع بأنه سبحانه لو لم يكن قابلًا للعلو والفوقية، لم يكن حقيقة قائمة بنفسها، فمتى سلم بأنه جل شأنه، ذات قائم بنفسه، غير مخالط للعلم وأنَّه موجود في الخارج ليس وجوده ذهنيًا فقط بل وجوده خارج الأذهان قطعًا، وقد علم كل العقلاء بالضرورة أن ما كان وجوده كذلك، فهو إمَّا داخل العلم وإما خارج عنه، وإنكار ذلك إنكار ما هو أجلى البديهات فلا يستدل بدليل على ذلك إلَّا كان العلم بالمباينة أظهر منه وأوضح، وإذا كان صفة الفوقية صفة كمال لا نقص فيها، ولا يوجب القول بها مخالفة كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، كان نفيها عين الباطل، لا سيما والطباع مفطورة على قصد جهة العلو عند التضرع إلى الله تعالى، وذكر محمَّد بن طاهر المقدسي: أن الشَّيخ أبا جعفر الهمذاني، حضر مجلس إمام الحرمين، وهو يتكلم في نفي صفة العلو، ويقول: كان الله تعالى ولا عرش، وهو الآن على ما كان، فقال الشَّيخ أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنَّه ما قال عارف قط: يا الله، ألا وجد في ¬

_ (¬1) قال الذهبي في العلو: هو مرسل أيضًا: ص (40). (¬2) أخرجه ابن جرير بسنده إلى ابن عباس: (341 - 342/ 12) تحقيق أحمد شاكر. (¬3) أخرجه مسلم في الذكر رقم: (2713/ 4).

قلبه ضرورة بطلب العلو لا يتلفت يمنة ولا يسرة، فكيف تدفع هذه الضرورة عن أنفسنا، قال: فلطم الإمام رأسه ونزل، وأظنه قال: وبكى وقال: حيرني الهمذاني، وبعضهم تكلف الجواب عن هذا بأن هذا التوجه إلى الفرق، إنَّما هو لكون السماء قبلة الدعاء، كما أن الكعبة قبلة الصَّلاة، ثم هو أيضًا منقوض بوضع الجبهة على الأرض، مع أنَّه سبحانه ليس في جهة الأرض، ولا يخفى أن هذا باطل، أما أولًا: فلأن السماء قبلة الدعاء لم يقل به أحد من سلف الأمة، ولا أنزل الله تعالى به من سلطان، والذي صح أن قبلة الدعاء هي قبلة الصَّلاة، فقد صرحوا بأن يستحب للداعي أن يستقل القبلة، وقد استقبل النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - الكعبة في دعائه في مواطن كثيرة، فمن قال: إن للدعاء قبلة غير قبلة الصَّلاة فقد ابتدع في الدين، وخالف جماعة المسلمين. وأمَّا ثانيًا: فلأن القبلة ما يستقبله الداعي بوجهه، كما تستقبل الكعبة في الصَّلاة، وما حاذاه الإنسان برأسه أو يديه مثلًا لا يسمى قبلة، فلو كانت السماء قبلة الدعاء، لكان المشروع أن يوجه الداعي وجهه، فما أفسد من نقض! ! فإن واضع الجبهة إنَّما قصده الخضوع لمن فوقه بالذل، لا أن يميل إليه إذ هو تحته، بل هذا لا يخطر في قلب ساجد، نعم سمع عن بشر المريسي أنَّه يقول: سبحان رب الأسفل، تعالى الله سبحانه عما يقول الجاحدون علوًا كبيرًا، وتأول بعضهم كل نص فيه نسبة الفوقية إليه تعالى، بأن فوق فيه بمعنى خير وأفضل، كما يقال الأمير فوق الوزير، والدينار فوق الدرهم، وأنت تعلم أن هذا مما تنفر منه العقول السليمة، وتشمئز منه القلوب الصحيحة فإن قول القائل ابتداء: الله تعالى خير من عباده أو خير من عرشه، من جنس قوله: الثلج بارد: والنَّار حارة، والشمس أضوأ من السَّرَّاج، والسماء أعلى من سقف الدار ونحو ذلك. وليس في ذلك تمجيد ولا تعظيم لله تعالى، بل هو من أرذل الكلام، فكيف يليق حمل الكلام المجيد عليه، وهو الذي لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، على أن في ذلك تنقيصًا لله تعالى شأنه، ففي المثل السائر: ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل أن السيف خير من العصا نعم إذا كان المقام يقتضي ذلك، بأن كان احتجاجًا على مبطل، كما في قول يوسف الصِّديق عليه السَّلام {أَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39]، وقوله تعالى: {آللَّهُ خَيرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: 59] {اللَّهُ خَيرٌ وَأَبْقَى} [طه: 73]، فهو أمر لا اعتراض عليه، ولا توجه سهام الطعن إليه، والفوقية معنى الفوقية في الفضل مما يثبتها السلف لله تعالى أيضًا، وهي متحققة ضمن الفوقية المطلقة، وكذا يثبتون فوقية القهر والغلبة، كما يثبتون فيه الذّات، ويؤمنون بجميع ذلك على الوجه اللائق بجلال ذاته وكمال ذاته سبحانه وتعالى. منزهين له سبحانه عما يلزم ذلك مما يستحيل عليه جل شأنه، ولا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ولا يعدلون عن الألفاظ الشرعية نفيًا ولا إثباتًا، لئلا يثبتوا فاسدًا أو ينفوا معنى صحيحًا، فهم يثبتون الفوقية كما

أثبتها الله تعالى لنفسه، وأمَّا لفظ الجهة فقد يراد به ما هو موجود وقد يراد به ما هو معدوم، ومن المعلوم أن لا موجود إلَّا الخالق والمخلوق فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير الله تعالى كان مخلوقًا، والله تعالى لا يحصره شيء ولا يحيط به شيء من المخلوقات تعالى عن ذلك وإن أريد بالجهة أمر عدمي وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلَّا الله تعالى وحده فإذا قيل: إنَّه تعالى في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح عندهم، ومعنى ذلك أنَّه فوق العالم حيث أنهت المخلوقات، ونفات لفظ الجهة الذي يريدون بذلك نفي العلو يذكرون من أدلتهم أن الجهات كلها مخلوقة وأنَّه سبحانه كان قبل الجهة وأنَّه من قال: إنَّه تعالى في جهة يلزمه القول بقدم شيء من العالم وأنَّه جل شأنه كان مستغنيًا عن الجهة ثم صار فيها وهذه الألفاظ ونحوها تنزل على أنَّه سبحانه ليس في شيء من المخلوقات سواء سمى جهة أم لم يسم، وهو كلام حق، ولكن الجهة ليس أمرًا وجوديًا بل هي أمر اعتباري ولا محذور في ذلك وبالجملة يجب تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين وتفويض علم ما جاء من المتشابهات إليه عز شأنه والإيمان بها على الوجه الذي جاءت عليه، والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي على أن بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف والله تعالى أعلم بمراده (¬1). 12 - صفة العين: قال عند قوله تعالى: {وَاصنَعِ {الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} والأعين حقيقة في الجارحة، وهي جارية مجرى التمثيل، كان لله سبحانه أعينًا تكلؤه من تعدي الكفرة ومن الزيغ في الصنعة والجمع للمبالغة وقد انسلخ عنه لإضافته على ما قيل: معنى القلة وأريد به الكثرة وحينئذ يقوى أمر المبالغة وزعم بعضهم: أن الأعين بمعنى الرقباء وأن في ذلك ما هو من أبلغ أنواع التجريد، وذلك أنهم ينتزعون من نفس الشيء آخر مثله في صفته مبالغة بكمالها كما أنشد أبو علي: أفات بنو مروان ظلمًا دماءنا ... وفي الله إن لم يعدلوا حكم عدل وقد جردوا ها هنا من ذات المهيمن جماعة الرقباء وهو سبحانه الرقيب نفسه وقيل: إن ملابسة العين كناية عن الحفظ، وملابسة الأعين لمكان الجمع كناية عن كمال الحفظ والمبالغة فيه، ونظير ذلك بسط اليد وبسط اليدين فإن الأوَّل كناية عن الجود، والثَّاني عن المبالغة فيه، وجوز أن يكون المراد الحفظ الكامل على طريقة المجاز المرسل لما أن الحفظ من لوازم الجارحة وقيل: المراد من أعيننا ملائكتنا الذين جعلناهم عيونًا على مواضع حفظك ومعونتك والجمع حينئذ على حقيقته لا للمبالغة ويفهم من صنيع بعضهم أن هذا من المتشابه، والكلام فيه شهير، ففي الدر المنثور عند الكلام على هذه الآية أخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة قال: ما وصف الله تبارك وتعالى نفسه في كتابه فقراءته تفسيره، ليس لأحد ¬

_ (¬1) روح المعاني: (114 - 117/ 7).

أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية (¬1). 13 - صفة المعية: قال عند قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} تمثيل لإحاطة علم الله بهم وتصوير لعدم خروجهم عنه أينما كانوا، وقيل: المعية مجاز مرسل عن العلم بعلاقة السببية والقرينة السياق اللحاق، مع استحالة الحقيقة، وقد أول السلف هذه الآية بذلك. أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس أنَّه قال فيهما: (عالم بكم أينما كنتم) وأخرج أيضًا عن سفيان الثوري أنَّه سئل عنها فقال: علمه معكم (¬2). وفي البحر أنَّه أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها وأنَّها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجري مجراها في استحالة الحمل على الظاهر وقد تأول هذه الآية وتأول الحجر الأسود يمين الأرض في الأرض ولو اتسع عقله لتأويل غير ذلك مما هو في معناه. وأنت تعلم أن الأسلم ترك التأويل فإنَّه قول على الله تعالى من غير علم ولا نؤول إلَّا ما أوله السلف ونتبهم فيما كانوا عليه، فإن أولوا أولنا، وإن فوضوا فوضنا ولا نأخذ تأويلهم لشيء سلمًا لتأويل غيره. وقد رأيت بعض الزنادقة الخارجين من ربقة الإسلام يضحكون من هذه الآية مع قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ويسخرون من القرآن الكريم لذلك وهو جهل فظيع وكفر شنيع نسأل الله تعالى العصمة والتوفيق (¬3) " أ. هـ. * التفسير والمفسرون: "بذل مجهوده حتَّى أخرجه للنَّاس كتابًا جامعًا لأراء السلف رواية ودراية مشتملًا على أقوال الخلف بكلِّ أمانة وعناية فهو جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير فتراه ينقل لك عن تفسير ابن عطية وتفسير أبي حيان وتفسير الكشاف وتفسير أبو السعود وتفسير البيضاوي وتفسير الفخر الرَّازي ... والآلوسي سلفي المذهب سني الاعتقاد ولهذا نراه كثيرًا ما يفند آراه المعتزلة والشيعة وغيرهم من أصحاب المذاهب المخالفة لمذهبه .. ولم يفت الآلوسي أن يتكلم عن التفسير الأشاري بعد أن يفرغ من الكلام على كل ما يتعلق بظاهر الآيات ومن هنا عد بعض العلماء تفسيره هذا في ضمن كتب التفسير الأشاري كما عُدَّ تفسير النيسابوري في ضمنها كذلك ولكني رأيت أن أجعلهما في عداد كتب التفسير بالرأي المحمود نظرًا إلى أنَّه لم يكن مقصودهما الأهم هو التفسير الأشاري بل كان ذلك تابعًا -كما يبدو- لغيره من التفسير الظاهر" أ. هـ. * الألوسي مفسرًا: "يفسر الآلوسي مجموعة من الآيات تفسيرًا ظاهريًا على المبادئ التي عرضناها ثم يطبقها على ما في الأنفس أو الآفاق أو ما سماه بالتفسير الأشاري وهو عبارة عن فهم أمور معينة هي غير ظاهر الآيات مع الاعتقاد أن ¬

_ (¬1) روح المعاني: (4/ 49). ج (12). (¬2) انظر الصفحة (430) من البيهقي. (¬3) روح المعاني: (27/ 168).

3508 - أبو القاسم العارضي

الظاهر هو المقصود الأوَّل وهو في الحقيقة نوع من أنواع التفاسير الباطنية إلَّا أن الباطنيين يقولون إن الظاهر غير مقصود والباطن هو المقصود ... " أ. هـ. * جهود علماء الحنفية: "من كبار الحنفية من الأسرة الألوسية المعروفة بالعلم والفهم ببغداد: له ولولده ولحفيده جهود عظيمة في قمع القبورية (¬1)، وحفيده أقوى، ثم ولده، أما هو فمع فضائله شحن تفسيره بإشارات صوفية مع طاقات أخرى غفر الله له ولنا" أ. هـ. * قلت: وقد ذكر الشَّمس الأفغاني في كتابه "الماتريدية" صاحب الترجمة -الآلوسي المفسر- ضمن أئمة الإسلام الذين صرحوا بإجماع السلف على إثبات الصفات، وتقرير نصوصها بلا تأويل ولا تعطيل ... قال: "العلامة محمود الألوسي المفسر .. مفتي الحنفية ببغداد، ونصوصه قاطعة لأعناق الماتريدية" أ. هـ. يعني في رد تأويلهم للصفات، ثم قال الشَّمس الأفغاني في الهامش من الصفحة نفسها: "فله بحوث قيمة في تحقيق السلفية في الصفات ونقل الإجماع: انظر روح المعاني: (7/ 114) و (8/ 134) و (16/ 154) و (29/ 5) وفي ذلك عبرة للديوبندية والكوثرية" أ. هـ. ولكن الشمس الأفغاني ينقل إلينا في كتابه "الماتريدية" (3/ 80) في مناقشته للماتريدية في صفة "الكلام" ما ذهب إليه الألوسي فقال بعد قول الماتريدية: أن كلام الله تعالى هو الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت ... إلى آخر كلامهم.: "وبهذا يتبين فساد زعم العلامة الآلوسي أن الماتريدي يرى أن موسى عليه السَّلام سمع كلام الله بحرف وصوت (¬2). انتهى لأنَّ الماتريدي والماتريدية لا يجوزون حرفًا، ولا صوتًا في كلام الله ولا سماعه .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1270 هـ) سبعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "روح المعاني" في التفسير تسع مجلدات كبيرة و "دقائق التفسير" و "مقامات" في التصوف والأخلاق، عارض بها مقامات الزمخشري وغيرها. 3508 - أبو القاسم العارضي * النّحوي، اللغوي: محمود بن عزيز العارضي، أبو القاسم، الخوارزمي، شمس المشرق. من مشايخه: أبو نصر القشيري وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان من أفاضل النَّاس في عصره في علم اللُّغة والأدب لكنَّه تخطى إلى علم الفلسفة فصار مفتونًا يها ممقوتًا بين المسلمين، وكان سكونًا سكونًا وقورًا يطالع الفقه ويناظر في مسائل الخلاف أحيانًا". وقال: "أملى طرفًا من الحديث وشرحه بلفظ ¬

_ (¬1) راجع روح المعاني (11/ 98) و (6/ 125) و (13/ 67) و (15/ 237) و (17/ 212)، (24/ 24). قلت: وهذه مواضع قيمة في رد الألوسي للقبورية، وبيان التوسل الشرعي عن التوسل الشركي، وكشف الستار عن أسرار القبورية. (¬2) روح المعاني: (1/ 17). * بغية الوعاة (2/ 279)، معجم الأدباء (6/ 2687).

3509 - بيان الحق

حسن ومعان لا بأس بها، وكان الزمخشري يدعوه الجاحظ الثاني لكثرة حفظه وفصاحة لفظه. أقام مدة في خدمة خوارزم شاه مكرمًا، ثم ارتحل إلى مرور فذبح بها نفسه بيده في أوائل سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، ووجد بخطه رقعة فيها هذا ما عملته أيدينا فلا يؤاخذ به غيرنا" أ. هـ. وفاته: سنة (521 هـ) إحدى وعشرين وخمسمائة. 3509 - بيان الحق * النحوي، اللغوي، المفسر: محمود بن أبي الحسن علي بن الحسين النيسابوري، أبو القاسم، ويلقب ببيان الحق، نجم الدين. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "له تصانيف ادعى فيها الإعجاز" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر فقيه أديب لغوي، شاعر" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "إيجاز البيان في معاني القرآن" و "خلق الإنسان"، و "جمل الغرائب" في غريب الحديث. 3510 - الزمخشري * النحوي، اللغوي، المفسر: محمود بن عمر بن محمد بن أحمد، أبو القاسم، الخوارزمي، الزمخشري، جار الله. ولد: سنه (467 هـ) سبع وستين وأربعمائة. من مشايخه: الجواليقي، والضبي وغيرهما. من تلامذته: السلفي، وزينب بنت الشعري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "وكان له حفظ في علم الأدب واللغة .. كان يتظاهر بالاعتزال .. " أ. هـ. * السير: "وكان داعية إلى الاعتزال، الله يسامحه" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2686)، بغية الوعاة (2/ 277)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 311)، كشف الظنون (1/ 205)، الأعلام (7/ 167)، معجم المؤلفين (3/ 802)، معجم مصنفات القرآن (2/ 49)، كتاب "إيجاز البيان في معاني القرآن" للمترجم له. * الأنساب (3/ 163)، المنتظم (18/ 37)، معجم البلدان (3/ 147)، معجم الأدباء (6/ 2687) 2)، الكامل (11/ 97)، اللباب (1/ 506)، إنباه الرواة (3/ 265)، إشارة التعيين (345)، تاريخ الإسلام (وفيات 538) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 383)، العبر (4/ 106)، السير (20/ 151)، الجواهر المضية (3/ 447)، البلغة (220)، لسان الميزان (6/ 4)، تاج التراجم (251)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 241)، النجوم (5/ 274)، بغية الوعاة (2/ 279)، طبقات المفسرين للسيوطي (104)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 314)، المختصر في أخبار البشر (3/ 16)، مفتاح السعادة (2/ 97)، إيضاح المكنون (1/ 67)، هدية العارفين (2/ 402)، روضات الجنات (8/ 118)، الفوائد البهية (167)، طبقات المعتزلة (20)، التفسير والمفسرون (1/ 429)، الأعلام (7/ 178)، معجم المطبوعات (973)، وفيات الأعيان (5/ 168)، تلخيص مجمع الآداب (3/ 392)، البداية (12/ 235)، الشذرات (6/ 194)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 228).

* ميزان الاعتدال: "صالح لكنَّه داعية إلى الاعتزال، أجارنا الله، فكن حذرًا من كشافه" أ. هـ. * البداية: "صاحب الكشاف في التفسير والمفصل في النَّحو وغير ذلك من المصنّفات المفيدة، وقد سمع الحديث وطاف البلاد، وجاور بمكة مدة وكان يظهر مذهب الاعتزال ويصرح بذلك في تفسيره ويناظر عليه" أ. هـ. * لسان الميزان: "قال الإمام أبو محمَّد بن أبي حمزة في (شرح البُخاريّ) له، لما ذكر قومًا من العلماء يغلطون في أمور كثيرة. قال: ومنهم من يرى مطالعةكتاب الزمخشري، ويؤثره على غيره من السادة كابن عطية، أو يسمى كتابه (الكشاف) تعظيمًا له، وقال والناظر في (الكشاف) إن كان عارفًا بدسائسه، فلا يحل له أن ينظر فيه، لأنَّه لا يأمن الغفلة فتسبق إليك الدسائس، وهو لا يشعر أو يحمل الجهال بنظره فيه على تعظيم وأيضًا فهو مقدم مرجوحًا على راجح المقالة أن المألف من أن يصير سواسيًا للمعتزلي، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا لمنافق سيدًا، فإن ذلك يسخطه الله" وإن كان غير عارف بدسائسه، فلا يحل له النظر فيه، لأنَّ تلك الدسائس تسبق إليه وهو لا يشعر، فيصير معتزليًا مُرجئًا والله الموفق" أ. هـ. * الشذرات: "النّحوي اللغوي المفسر المعتزلي ... وكان داعية إلى الاعتزال .. قال ابن خلكان: الإمام الكبير في التفسير والحديث، والنحو، واللغة، وعلم البيان، كان إمام عصره غير مدافع، تشد إليه الرحال في فنونه ... وكان الزمخشري المذكور معتزلي الاعتقاد ومتظاهرًا به، حتَّى نقل عنه أنَّه كان إذا قصد صاحبًا له واستأذن عليه في الدخول يقول لمن يأخذ له الإذن: قل له أبو القاسم المعتزلي بالباب انتهى .. قال ابن الأهدل: كان من أئمة الحنفية معتزلي العقيدة .. " أ. هـ. * الأعلام: "من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والأدب، فسافر إلى مكّة فجاور بها زمنًا فلقب جار الله ... كان معتزلي المذهب مجاهرًا، شديد الإنكار على المتصوفة، أكثر من التشنيع عليهم في الكشاف وغيره .. " أ. هـ. * التفسير والمفسرون: "قال التاج السبكي: وعلم أن الكشاف كتاب عظيم في بابه، ومصنفه إمام في فنه إلَّا أنَّه رجل مبتدع متجاهر ببدعته يضع من قدر النبوة كثيرًا، وشيء أدبه على أهل السنة والجماعة والواجب كشط ما في الكشاف من ذلك كله انتهى. قلت: وقد أطال صاحب كتاب التفسير والمفسرون عن الزمخشري وعن كشافه، وفصل القول فيه حيث تكلم في البداية عن المؤلف وولادته ونعته بالحنفي المعتزلي، ونقل بعدها قصة تأليف الكشاف وتطرق إلى القيمة العلمية للكتاب المذكور ونقل بعض أقوال العلماء في هذا الكتاب مثل ابن بشكوال والشيخ حيدر الهروي وقول أبو حيان وكذلك ابن خلدون والتاج السبكي. وبين كيف أن الزمخشري اهتم بالناحية البلاغية للقرآن في كشافه، وبعدها تطرق إلى مبدأ الزمخشري في التفسير عندما يصادم النَّصُّ القرآني

3511 - الباجوري

مذهبه وكيف أن الزمخشري في هذا ينتصر إلى عقائد المعتزلة، حيث نقل لنا كيف انتصاره لرأي المعتزلة في أصحاب الكبائر وكذلك في الحسن والقبح العقليين وكذلك في السحر وفي حرية الإرادة وخلق الأفعال. ثم تكلم عن خصومة العقيدة بين الزمخشري وأهل السنة وكيف أنَّه حمل على أهل السنة وكيف رد عليه أهل السنة حيث نقل لنا المؤلف رد ابن القيِّم على الزمخشري وكذلك رد ابن المنير. وتكلم المؤلف عن موقف الزمخشري من المسائل الفقهية وكذلك الإسرائيليات. فمن أراد التفصيل فليرجع إلى الكتاب المذكور فإنَّه قد فصل القول في هذه المسائل جميعًا. والله أعلم. وفاته: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مصنفاته: "الكشاف"، و "الفائق في غريب الحديث"، و "المفصل في النحو" وغيره ذلك. 3511 - الباجُوري * النّحوي، اللغوي: محمود بن عمر بن أحمد بن عمر بن شاهين الباجوري (¬1). كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فاضل مصري، من أسرة انتقل أصلها من جزيرة العرب وانتقل إلى المنوفية. تخرج بدار العلوم بالقاهرة وعين مدرسًا للحساب والهندسة والجغرافية وتاريخ الإسلام والبلاغة والنحو وتدريس التوحيد والفقه الحنفي في "المهند سخانه" .. " أ. هـ. قلت: لقد ذكر من خلال تلقيه العلم في الجامع الأزهر -من خلال ترجمته لنفسه في كتابه "الدرر البهية في الرحلة الأورباوية) - أنَّه كان أخذه لعقيدة التَّوحيد من العقائد السنوسية والجوهرية والخريدة، والعقيدة السنوسية هي عقيدة أشعرية ألفها محمَّد بن يوسف بن عمر أبو عبد الله السنوسي المتوفى سنة (895 هـ) تحت عنوان "العقيدة الكبرى" أو "عقيدة أهل التَّوحيد" وشرحها أيضًا شرحًا سماه "عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة التَّوحيد" وله في تلك العقائد كتب أخرى كالعقيدة الصغرى المسماة "أم البراهين". ومما تقدم لعلَّ صاحب الترجمة -والله أعلم- تأثر بتلك العقيدة مع العلم أن الفترة التي درس فيها بالأزهر كانت عقيدة الأشعري هي الطاغية على مناهج تدريس التوحيد بالجامع الأزهر .. والله أعلم بالصواب .. انتهى وفاته: سنة (1323 هـ) ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف بعدها. من مصنفاته: أهمها "تنوير الأذهان في الصرف والنحو والبيان" و "الفصول البديعة" في أصول الشريعة. ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 125)، الأعلام (7/ 179)، معجم المولفين (3/ 821)، معجم المطبوعات (510)، الدرر البهية في الرحلة الأَورباوية -المقدمة-. (¬1) الباجور: بمركز سبك من مديرية المنوفية: إحدى مديريات الوجه البحري من القطر المصري.

3512 - السرائي الحنفي

3512 - السَّرَائيُ الحنفي * اللغوي: محمود بن قُطلُوشاه السَّرَائي الحنفي، أوحد الدين وقيل: (رشد الدين). كلام العلماء فيه: * الدرر: "أثنى عليه ابن حبيب" أ. هـ. * إنباء الغمر: "كان غاية في العلوم العقلية والأصول والعربية والطب مع التودد والإنجماع مع عظم قدره عند أهل الدولة" أ. هـ. * الذيل على العبر: "العلّامة أرشد الدين ... كان أحد الأئمة في العربيَّة والأصول والحكمة والطب. كثير التودد والسكون، متثبتًا في الجواب والسؤال مائلًا إلى الانقطاع والعزلة كثير التواضع، وانتفع له جماعة وكان معظمًا عند أرباب الدولة" أ. هـ. * السلوك: "أحد الأعيان الحنفية .. " أ. هـ. * الوجيز: "العلّامة المفنن .. شيخ الصَّرغتمُشيه ... وكان غاية في العلوم العقلية والأصول والعربية والطب، مع التودد والسكون والانجماع، وإجلال أهل الدولة له .. " أ. هـ. وفاته: سنة (775 هـ) خمس وسبعين وسبعمائة. 3513 - تاج الدين الذهليّ * النّحوي: محمود بن محمَّد بن صفي الوراقي الذهلي الحنفي، تاج الدين. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال الخزرجي: كان فقيهًا عارفًا محققًا، وله يد طولى في الأصول والمعاني والبيان والنحو والمنطق". وقال: "قدم زبيد فأخذ عنه أهلها ثم حج وعاد إليها ... وكان مشهور الفضل والصلاح، متخليًا للعبادة والتدريس والإفادة" أ. هـ. من مصنفاته: "المقصد" في النحو، وله كتاب في الجهاد. 3514 - أبو المحامد الأفْشَنَجي * المفسر: محمود بن محمَّد بن داود، أبو المحامد الأفشنجي اللؤلؤي البُخاريّ الحنفي. ولد: سنة (627 هـ) سبع وعشرين وستمائة. من مشايخه: أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن عبد المجيد الفرنبي وغيره. كلام العلماء فيه: * الجواهر المضية: "كان شيخًا فقيهًا، إمامًا، عالمًا، فاضلًا، مفتيًا، مدرسًا، واعظًا، عارفًا بالمذهب، عالمًا بالتفسير واستشهد في واقعة بخارى ... وفُقد من حينه بين القتلى" أ. هـ. وفاته: سنة (691 هـ) إحدى وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "الحقائق" في شرح منظومة ¬

_ * ذيل على العبر (2/ 371)، السلوك (3/ 1 / 228)، الدرر (5/ 100)، إنباء الغمر (1/ 91)، بدائع الزهور (1/ 2 / 134)، النجوم (1/ 126)، لحظ الألحاظ (159)، الوجيز (1/ 201)، البغية (2/ 280)، الشذرات (8/ 412). * بغية الوعاة (2/ 280). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 317)، طبقات المفسرين للسيوطي (105)، تاج التراجم (254)، الجواهر المضية (3/ 449)، كشف الظنون (2/ 1868)، الفوائد البهية (168)، إيضاح المكنون (1/ 410)، هدية العارفين (2/ 405).

3515 - الأرموي

النسفي وغير ذلك. 3515 - الأرْمُويّ * اللغوي: محمود بن أبي بكر محمَّد بن حامد بن أبي بكر بن محمّد بن يَحْيَى بن الحسين، أبو الثناء الأُرموي القرافي صفي الدين. ولد: سنة (647 هـ)، وقيل: (646 هـ) سبع وأربعين، وقيل: ست وأربعين وستمائة. من مشايخه: ابن علّاق، وابن الدرجي، وابن الصابوني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "الشَّيخ الإمام العالم المحدث المتقن المفيد اللغوي العلامة". وقال: "كتب العالي والنازل، وقرأ الكثير، وكان فصيح القراءة، عذب العبارة، دينًا صينًا، متقنًا، حصل له لما تكهل يبس وسوداء، فاستوحش ولازم الموحدة، وبقي يحدث نفسه [تحدث وصيح] (¬1) من القول، ولكنه يجمع وينسخ، وإذا جلس أحدنا إليه يأنس ويذاكر، وكان يسد أذنه بقطن، ويزعم أنَّه يسمع من يؤذيه، فكلمته في هذا، وقلت: هذا انحراف مزاج، فقال: لعله" أ. هـ. * معجم شيوخ الذهبي: "الإمام المحدث الثبت العالم اللغوي الزَّاهد، صفي الدين، أبو الثناء التنوخي الأرموي ثم الشَّافعي الشَّافعي الصُّوفي" أ. هـ. * ذيول العبر: "الدّمشقيُّ القرافي الصُّوفي ... وحصل له لبسٌ فكان إذا خلا تحدث وصيح فإذا جالسته سكن، مع دين تصوف ومعرفة" أ. هـ. * البداية: "الأُرموي الصوفي"أ. هـ. * الشذرات: "كان محدثًا لغويًّا إمامًا" أ. هـ. * الأعلام: "عالم باللغة والحديث. مصري ولد بالقرافة بالقاهرة وتعلم بالقاهرة والإسكندرية والشام" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "صوفي، محدث، لغوي، سمع الكثير" أ. هـ. وفاته: سنة (723 هـ) ثلاث وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: عمل على "نهاية" ابن الأثير ذيلًا، وله كتاب في اللُّغة جمع فيه بين المحكم والصحاح والتهذيب للأزهري. 3516 - ابنُ الشَّرِيشِيّ * النّحوي، اللغوي: محمود بن محمّد بن أحمد بن محمَّد بن أحمد، ابن الشريشي شرف الدين. ولد: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه وغيره. من تلامذته: ابن حجي وابن قاضي شهبة وغيرهما. ¬

_ * البداية والنهاية (14/ 111)، ذيول العبر (130)، الدرر الكامنة (5/ 110) و (5/ 103)، الشذرات (8/ 112)، كشف الظنون (2/ 1040)، معجم المؤلفين (3/ 801)، الأعلام (7/ 182)، السير (17/ 466) ط. علوش، تذكرة الحفَّاظ (4/ 1494)، معجم شيوخ الذهبي (613)، المعجم المختص (187). (¬1) ما بين المعقوفتين أكملناه من العبر. * الدرر (5/ 102)، إنباء الغمر (3/ 186)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (3/ 248)، الدارس (1/ 211)، الشذرات (8/ 584).

3517 - خواجه بره

كلام العلماء فيه: * الدرر: "العلامة الورع، بقية السلف، مفتي المسلمين وأقدم المدرِّسين وأقضى القضاة .. اشتغل في الأصول والنحو والمعاني وشارك في الفضائل مشاركة قوية ونشأ في عبادة وتقشف وانجماع .. وناب للقاضي تاج الدين في آخر عمره فمن بعده، ولازم الاشتغال والإفتاء واشتهر بذلك. وصار هو المقصود بالفتاوى من سائر الجهات" أ. هـ. * إنباء الغمر: "قال ابن حجي: لم أرَ أحسن من طريقته ولا أجمع لخصال الخير منه، وكان يلعب الشطرنج" أ. هـ. * طبقات الشَّافعية لابن قاضي شهبة: "لم أرَ في مشايخي أحسن من طريقته، ولا أجمع لخصال أكثر منه، وكان يلعب بالشطرنج، وكان رأسًا فيه" أ. هـ. * الدارس: "ونقل عن الشَّيخ زين الدين القرشي أنَّه قال: يقبح علينا أن نفتي مع وجود ابن الشريشي انتهى وتخرج به خلق كثير من فقهاء البادرائية وغيرهم ... وكان محببًا إلى النَّاس ليس فيه شيء من الشر بل كله خير كثير وانتهت إليه وإلى رفيقه الشَّيخ شهاب الدين الزهري رئاسة الشَّافعية .. " أ. هـ. * الشذرات: "العلّامة الورع، بقية السلف، مفتي المسلمين وأقدم المدرِّسين وأقضى القضاة" أ. هـ. وفاته: سنة (795 هـ) خمس وتسعين وسبعمائة. 3517 - خواجه بره * النّحوي، اللغوي: محمود بن محمَّد بن صفي بن محمَّد، أبو عبد الله، الوراقي الذهلي، الحنفي، المدعو خواجه بره التاج. كلام العلماء فيه: * الضوء: "كان فقيهًا عارفًا محققًا مدققًا في مذهبه ذا يد طولى في الفروع والأصول والمعاني والبيان والمنطق والنحو وغيرها كل ذلك مع الصلاح والتخلي للعبادة والتدريس ... قدم زبيد قاصدًا الحج في سنة (798) فقرأ عليه جماعة من فقهاء الحنفية بها واجتمع بمشايخ الصوفية وكان كثير البحث معهم" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه أصولي، بياني، منطقي، نحوي" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (798 هـ) ثمان وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "المقتصد" في النحو و"تحفة السلاطين" في الجهاد. 3518 - القيصري * المفسر: محمود بن محمَّد (وقيل: أحمد) بن علي بن عبد الله القيصري (¬1) العجمي الرومي الحنفي، ¬

_ * الضوء (10/ 146)، البغية (2/ 280)، إيضاح المكنون (1/ 250)، (2/ 539)، هدية العارفين (2/ 409)، معجم المؤلفين (3/ 828). * إنباء الغمر (3/ 362)، الدرر (5/ 105)، النجوم (12/ 158)، بدائع الزهور (1/ 2 / 486)، وجيز الكلام (1/ 325)، الشذرات (8/ 617). (¬1) والقيصري: نسبة إلى مدينة قيصرية بهضبة الأناضول وتركيا الآن أ. هـ. من هامش الوجيز.

3519 - الأقصرائي

جمال الدين. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "درس بالمنصورية التفسير وولي مشيخة الشيخونية وقضاء الحنفية ونظر الجيش ثم ولي ونظر الأوقاف عن الشَّافعية ... قال: "أي تقي الدين الزبيري": وكان بحالة إملاق إلى الغاية ثم وصل إلى ما وصل إليه حتَّى قال: إنَّه سمعه يقول: هذا الذي حصل له غلطة من غلطات الدهر، قال: وكان عنده دهاء وحشمة زائدة وسخاء وذكاء وكان فصيحًا بالعربية والتركية والفارسية وكان كثير التأنق في ملبسه ومأكله انتهى" أ. هـ. * الدرر: "كان فاضلًا مشاركًا محفوظًا في جميع أموره تمكن من السلطان، وأهل الدولة تمكنًا زائدًا، وكان مستكثرًا من أنواع الترف والملاذ، عفا الله عنه" أ. هـ. * النجوم: "شيخ شيوخ خانقاه الشيخونية ... وترك بالمدرسة الصرغتمشية مدة يخدم الفقهاء، فرأى في منامه أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول له: أنت شاهنشاه، ففسر المنام على الشِّنشي، وكان من جملة الصوفية بالصرغتمشية وتنقلب به الأحوال إلى أن صار يقرئ المماليك بالأطباق من القلعة" أ. هـ. * بدائع الزهور: "وكان رئيسًا تولى من الوظائف: قاضي قضاة الحنفية، وناظر الجيش، وشيخ الخانقاه الشيخونية" أ. هـ. وفاته: سنة (799 هـ) تسع وتسعين وسبعمائة. 3519 - الأقصرائي * النّحوي، المفسر: محمود بن محمَّد بن إبراهيم بن أحمد الأقصرائي القاهري، بدر الدين. ولد: سنة بضع وتسعين وسبعمائة. من مشايخه: عز الدين بن جماعة وغيره. من تلامذته: إبراهيم بن الظاهر ططر وغيره. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "تفقه واشتغل كثيرًا ومهر، اتصل بالملك المؤيد فعظم قدره، ثم اقرأ ولده إبراهيم في الفقه وازدادت منزلته عند الظاهر ططر، اعتل بالقولنج الصفراوي فتمادى به إلى أن مات. كان فاضلًا بارعًا ذكيًا مشاركًا في فنون. حسن المحاضرة مقربًا من الملوك حسن الود كثير البشر. قائمًا في قضاء حوائج من يقصده، كثير العقل والتؤدة وقد درس بالتفسير في المؤيدية" أ. هـ. * بدائع الزهور: "وكان شابًّا ذكيًا واسع العلم، عارفًا بالفقه" أ. هـ. وفاته: سنة (825 هـ) خمس وعشرين وثمانمائة. 3520 - البيلوني * النّحوي، اللغوي، المفسر محمود بن محمَّد بن محمَّد بن حسن البابي، أبو الثناء البيلوني الحلبي العدوي الشَّافعي، نور الدين. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 484)، وجيز الكلام (2/ 472)، الضوء (10/ 143)، بدائع الزهور (2/ 77)، بغية الوعاة (2/ 282)، الشذرات (9/ 250). * در الحبب (2/ 1 / 472)، خلاصة الأثر (4/ 320)، لطف السمر (2/ 628)، أعلام النبلاء (6/ 156).

3521 - محمود بن حمزة

ولد: سنة (933 هـ) ثلاث وثلاثين وتسعمائة. من مشايخه: والده وابن الحنبلي وغيرهما. من تلامذته: شيخ حلب عمر العرضي ونجم الدين الغزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أقبل النَّاس عليه يثنون عليه وينسبون إليه الصلاح ويصفونه بالانقطاع وثقل سمعه وضعف بصره واشتغل بمجرد تلاوة القرآن والاشتغال بمصالح عياله وكف الجوارح وبالجملة: فهو رجل صالح فاضل لا شك في ذلك" أ. هـ * لطف السمر: "الشَّيخ الإمام العلامة .. برع في زمانه، وكان يدرس في حياته وكان يحفظ القرآن العظيم حفظًا متينًا مع التجويد والإتقان فيه، مع تبحره في النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والهيئة والتفسير والفقه والأصول ومعارف الصوفية. وكان يظهر له كشف في مجلسه" أ. هـ وفاته: سنة (1007 هـ) سبع وألف. 3521 - محمود بن حمزة * اللغوي، المفسر محمود بن محمَّد نسيب بن حسين بن يَحْيَى حمزة الحسيني الحمزاوي الحنفي. ولد: سنة (1236 هـ) ست وثلاثين ومائتين وألف. من مشايخه: الشَّيخ عبد الرحمن الكزبري والشَّيخ سعيد الحلبي والشَّيخ حامد العطار وغيرهم. من تلامذته: جمال الدين القاسمي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * حلية البشر: "إمام تصدر في محراب العلم والإمامة وهمام تسنم جموع الفضل فملك زمانه أتقن علم الفقه والتفسير والكلام والحديث والأصول والعربية والمنطق والبيان والفرائض والحساب والعروض والحكمة وله مطابقة قوية في كلام السادة الصوفية" أ. هـ * تراجم مشاهير الشرق: "وكان مقصودًا في قضاء الحاجات يحبه النَّاس على اختلاف المراتب والنحل يحترمه رجال الدولة والولاة والأجانب. وكان صادقًا في القول والفعل محبًا لوطنه ودولته مستقيمًا متواضعًا يأبى الفخفخة، ومع كثرة علامات شرفه وتعداد أوسمته لم يظهر مرَّة بها إلَّا عند الضرورة" أ. هـ * الأعلام الشرقية: "وقد أهداه نابليون الثالث إمبراطور فرنسا على أثر حادثة الستين المشهورة -جفتًا بطقم من ذهب- إقرارًا بجميله لما آتاه من الخير والمساعدة لمسيحي دمشق" أ. هـ * الأعلام: "مفتي الديار الشامية وأحد العلماء المكثرين من التَّصانيف ويعرف آله ببني حمزة نسبة إلى حمزة الحراني (من جدودهم) كتب سورة الفاتحة على ثلثي حبة أرز وكان له حسن الرماية والتفنن في الصيد. وكان فقيهًا أديبًا شاعرًا" أ. هـ. ¬

_ * حلية البشر (3/ 1467)، تاريخ علماء دمشق (1/ 51)، منتخبات التواريخ لدمشق (2/ 768)، الأعلام الشرقية (1/ 409)، أعلام دمشق (333)، تراجم أعيان دمشق (32)، تراجم مشاهير الشرق (2/ 240)، هدية العارفين (2/ 420)، الأعلام (7/ 185)، معجم المطبوعات (1706)، "در الأسرار" للمترجم له (117 و 208، 486، 502).

3522 - ابن الخوجة

* قلت: ذكر في كتابه المسمى "در الأسرار" وهو تفسير للقرآن ما يدل على إنَّه ماتريدي المعتقد في الأسماء والصفات فقد ذكر في معنى اليد في قوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} عطاؤه وكرمه موسع لكل أحد. وفي معنى الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هو أحد سرر الملك استوى كما علم هو أو المراد الملك له وسواه أولى. أما في معنى النظر إلى الله يوم القيامة فقد ذكر في معنى قوله تعالى {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} لا على مسلك الحد أو الحصر أو المراد إلى أمره وآلائه وهو مردود. أما في معنى المجئ فقال ذكر في معنى قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} المراد أمره. انتهى. وفاته: سنة (1305 هـ) خمس وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "در الأسرار" في تفسير القرآن الكريم بالحروف المهملة، مجلدان و "العقيدة الإسلامية" و "الكواكب الزاهرة في الأحاديث المتواترة" وغيرها. 3522 - ابن الخوجة * النّحوي: محمود بن عبد بن أحمد بن الخوجة، أبو الثناء. ولد: سنة (1249 هـ) تسع وأربعين ومائتين وألف. من مشايخه: محمَّد النيفر الأكبر وشيخ الإسلام محمَّد معاوية وغيرهما. من تلامذته: محمَّد محمَّد مخلوف وغيره من العلماء. كلام العلماء فيه: * شجرة النور: "إلامام العلامة الفاضل خلاصة الأفاضل همام تغلغل في شهاب العلم زلاله وما جد تسلسل حديث قديمة فطلب لراوية عذبه وسلساله خاتمة المحقّقين وحامل مذهب النُّعمان باليمين الفرد العلم الفصيح اللسان والقلم الكريم المعاشرة حسن الخط والمذاكرة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1329 هـ) تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الحواشي التوقيفية على الألفية" و "أختام في الحديث" قال عنها الشَّيخ محمَّد مخلوف: بلغت الغاية في السبك والتحرير. 3523 - شلتوت * النّحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: محمود بن محمَّد شلتوت. ولد: سنة (1310 هـ) عشر وثلثمائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه مفسر مصري، تخرج بالأزهر .. كان داعية إصلاح، نير الفكرة، كان خطيبًا موهوبًا، جهير الصوت، له (26) مؤلفًا مطبوعًا" أ. هـ. ¬

_ * شجرة النور (439)، عنوان الأريب (2/ 187)، الأعلام الشرقية (1/ 410)، معجم المؤلفين (3/ 828)، تراجم المؤلفين التونسيين (2/ 262). * الأعلام (7/ 173)، معجم المؤلفين (3/ 812)، الشخصيات البارزة (296)، "تفسير القرآن الكريم" محمود شلتوت، الأجزاء العشرة الأولى، دار القلم -القاهرة- الطبعة الثَّانية.

* قلت: وقد ذكر د. ناصر القفاري في كتابه "مسألة التقريب" فتوى للشَّيخ محمود شلتوت تنص: على جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، وقد ذكر نصها بتوقيع شلتوت في (2/ 309) من التقريب، فمن أراد مراجعتها فلينظر تلك الوثيقة بنصها .. والله تعالى الموفق. وعن تفسيره قال محمود شلتوت في معرض كلامه عن المتشابه في كتابه "تفسير القرآن الكريم" -الأجزاء العشرة الأولى- تساؤلًا افتراضيًا ونصه: "ولعل قائلًا يقول: كيف لا يكون في القرآن سر غير مدرك للبشر سوى معاني هذه الأحرف التي تتحدث عنها، وقد استفاض الحديث، وامتلأت الكتب في الأولين والآخرين بأن في القرآن محكمًا ومتشابهًا، وأن المحكم ما فهمه النَّاس، وعرفوا دلالته ومعناه، وأن المتشابه ما لم يفهمه النَّاس ولم يعرفوا دلالته ومعناه، وأن العلماء كانوا أمام هذا المتشابه فريقين: فريق السلف يرى التفويض وعدم الخوض في معناه، وفريق الخلف يرى التأويل وصرف اللفظ عن دلالته المعروفة إلى معنى يتفق مع ما دل عليه المحكم، ويعتبرون من ذلك أمثال قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ}، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}. فهل كل ذلك لا يكفي في أن في القرآن ما لا يعرف معناه وراء فواتح السور؟ ثم يجيب عن هذا السؤال بأن معنى المتشابه الذي ورد في السؤال هو أحد أنواع المتشابه، والمعنى الآخر هو: "أن المتشابه المقابل للمحكم هو ما تعددت جهات دلالته، وكان موضعًا لخلاف العلماء، ومحلًا لاجتهادهم، وذلك يرجع إمَّا إلى الإختلاف في معنى مفرد ورد في الآية كالقرء في الحيض أو الطهر، أو في معنى تركيب كما نرى في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وإمَّا إلى تحكيم حديث صح عند الفقيه في معنى الآية بينما أن غيره لم يُحكمه في معناها لسبب من الأسباب التي يراها". ثم يشير إلى أن هذا الخلاف في تفسير المتشابه قد أورد نزاعًا في بعض أمور العقائد الأخرى -غير الأسماء والصفات والقضايا الفقهية- مثل مسألة خلق الأفعال ورؤية الله سبحانه وتعالى وحقيقة الميزان والصراط وغيرها فيقول: "وكما وجدنا المتشابه بهذا المعنى في القضايا الفقهية، نجده أيضًا في قضايا أخرى لا تتعلق بصفات الله وتنزيهه، ولا بعقيدة ما، وذلك كما في المسائل العلمية التي عرض لها المتكلمون، واختلفت فيها فرقهم، مثل خلق الأفعال، ورؤية الباري، وحقيقة الميزان والصراط، وزيادة الصفات على الذّات وما إلى ذلك من المسائل التي أثر فيها الخلاف بين فريقي المعتزلة وأهل السنة، وكان لكل فريق -من القرآن- على ما رأى حجته ومستنده، ولا ريب أن خلاف المتكلمين في مثل هذه القضايا هو كخلاف الفقهاء في مذاهبهم وآرائهم، ففي النوعين لم يُرد الله أن يكلف عباده بقضية معينة، بل فتح باب الاجتهاد للعقل البشري ليسلكه الإنسان، ويحقق به نعمة الله عليه في الإدراك والفهم، والكل في ذلك مؤمن ناج

مرضي عند الله أخطأ أو أصاب، وهذا جانب تكفينا منه في هذا المقام تلك الإشارة، وأرجو أن يكون فيها بلاغ لقوم اتخذوا اختلاف العلماء في المسائل الكلامية التي هي وراء العقائد سبيلًا للطعن والتجريح في الإيمان والعقيدة، وما كان الله ليرضى عن الطعن والتجريح لرأى رآه الناظر في موضوع وضعه الله موضع النظر والاجتهاد". قلت: سبحان الله! ! كيف يمكن أن يكون الخلاف في مسائل العقيدة كالخلاف في المسائل الفقهية، التي حدثت نتيجة لاختلافات في أصول الفقه وأمور اجتهادية نص عليها العلماء في كتب أسباب اختلاف الفقهاء -كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام- فأمور العقيدة توقيفية لا يمكننا الاجتهاد فيها أو إقحام العقل البشري فيها بأي حال من الأحوال، فالرسول عليه الصَّلاة والسلام تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلَّا هالك، وعلماء السلف قد أشبعوا الكلام من أمور العقيدة، ولم يبقوا حجة لمعاند، ثم لماذا هذا التميع في أمر العقيدة، ولم يبقوا حجة لمعاند، فالإنسان إمَّا مع الحق أو ضده. ثم بعد كلامه السابق يفصح عن معتقده في الأسماء والصفات وهو مذهب المؤولة من أهل الكلام وهم الأشاعرة والماتريدية: فيقول: "وبعد فلنا أن نختار في معنى المتشابه ذلك السرأي الذي يرجع إلى اختلاف الدلالة واحتمال المعاني المختلفة في آيات الأحكام، أو آيات المعارف، على النحو الذي أشرنا إليه، ولنا أن نختار رأي الخلف من المتكلمين الذين يصرفون اللفظ عن ظاهره إلى معنى يليق بجلال الله وتنزيهه، وعلى هذا وذاك يبقى لنا ما قلناه من أنَّه ليس في القرآن ما استأثر الله بعلمه سوى فواتح السور. على أن بين المتشابه في رأي المفوضين، وبين فواتح السور فرقًا كبيرًا، ذلك أن المتشابه ورد في قضايا ذات محمول وموضوع وإثبات ونفي، ومفردات تلك القضايا ودلالات حقيقية معروفة لأرباب اللُّغة، وقد تستعمل في معاني مجازية تصرف إليها بالقرائن، ولا كذلك فواتح السور التي هي أحرف مقطعة، ليست قضايا ذات موضوع ومحمول، وليست مفردات ذات معاني مفيدة على نحو "استوى" في قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} مثلًا، وقد جاءت هذه القضايا أوصافًا لله، واعتقد الجميع ثبوت محمولها لموضوعها، على وجه يقضي به الإيمان، ولا كذلك أيضًا فواتح السور التي نتحدث عنها" أ. هـ * قلت: وسوف نذكر الآن ملخصًا من كتاب "أعلام الأنام" (¬1) لعبد الله يابس في رده على الشَّيخ محمود شلتوت في كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة" وذكر عقيدة الشَّيخ فقال عبد الله يابس (12): "أما شيخ الأزهر "شلتوت" الذي ألف هذا الكتاب المسمى (الإسلام عقيدة وشريعة) والذي وسمه الواقع بأنه وساوس وأوهام ضد العقيدة والشريعة فهو لا يؤمن بكتاب الله كما أمر الله وإنَّما يقول في (صفحة 5) في تعريف عقيدته التي يبنيها على منهج مخترع ورأي حدث فيقول: "إن العقيدة هي الجانب النظري الذي ¬

_ (¬1) كتاب (إعلام الأنام بمخالفة شيخ الأزهر شلتوت للإسلام) تأليف عبد الله علي بن يابس.

يطلب الإيمان به أولًا إيمانًا لا يرقى إليه شك ولا تؤثر فيه شبهة وتتضافر النصوص الواضحة عليها ويحصل عليها الإجماع من أول الدعوة". هذا تعريف عقيدته وأنت تعلم أيها القارئ أن الشكوك والشبه واردات على كل شيء فهل ورود الشبه والشكوك على الكتاب والسنة يمنع من ثبوتهما والتصديق بهما والإيمان بها فإذا علمت أن عقيدة شيخ الأزهر هي التي لا شبه لها ولا تؤثر فيها شبهة وحصل عليها الإجماع وتضافرت بها النصوص الواضحة علمت أن عقيدته غير عقيدة المسلمين وأنَّه يفرق بين آيات الكتاب وبين الكتاب والسنة فإذا لم تتضافر النصوص الواضحة على شيء بأن ذكر في آية واحدة أو حديث واحد صحيح فليس ذلك من عقائد الشَّيخ لأنَّه لم تتضافر عليه الأدلة وإذا تضافرت الأدلة ولكنها ليست بواضحة عنده فلا يقبلها الشَّيخ وإذا تضافرت النصوص الواضحة ولم يحصل عليها إجماع فليست من عقيدته. فيخلص لك من ذلك أن عقيدته ليست هي الكتاب والسنة وإنما هي الجانب النظري الذي لا يرقى إليه شك ولا شبهة وتتضافر النصوص الواضحة عليه ويحصل عليه الإجماع كما قال. وراح الشَّيح يؤيد رأيه هذا في صفحة 49 حيث قال: (ومن الواضح أن هذا الاعتقاد لا يحصله كل ما يسمى دليلًا وإنما يحصله الدليل القاطع الذي لا تعتريه شبهة) ثم راح يبين أن العقيدة عنده ليست هي القرآن فحسب بل أنَّها أيضًا من الدليل العقلي فقال في هذه الصفحة: (وقد اتفق العلماء على أن الدليل العقلي الذي سلمت مقدماته وانتهت إلى الحس أو الضرورة يفيد اليقين ويحقق الإيمان المطلوب). ومن هنا نأخذ أنَّه بعد أن جعل كل ما ورد في القرآن إذا لم تتضافر به النصوص الواضحة ولم يحصل عليه إجماع فهو لا يفيد اليقين ولا تحصل به العقيدة ولو جاء في الكتاب والسنة راح يقرر أن الدليل العقلي الذي قاله النَّاس واخترعه البشر يثبت العقيدة ويحصل الإيمان". وقال: "وبعد أن دلل بإجماع العلماء ذلك الإجماع المكذوب على أن العقل مصدر من مصادر العقيدة راح يطعن علي الأدلة النقلية (أي الدينية) فقال في هذه الصفحة: (أما الأدلة النقلية فقد ذهب كثير من العلماء إلى أنَّها لا تفيد اليقين ولا تحصل الإيمان ولا تثبت بها وحدها عقيدة لأنَّها مجال لاحتمالات كثيرة تحول دون هذا الإثبات). هذه هي عقيدة شيخ الأزهر في أدلة الكتاب والسنة النبوية وأنَّها لا تثبت العقيدة وفي أدلة العقل وأنها هي المثبتة للعقيدة". وقال عبد الله يابس (ص 20): أن شلتوت فرق بين العقيدة والشريعة: "فجعل العقيدة تتكون من الآيات الصريحة المتضافرة الجمع عليها ومن العقل وجعل الشريعة متكونة من الآيات الصريحة وغير الصريحة ومن السنة والرأي ... وعلى كل فهذا التَّفريق إلحاد في الدين وقول غير قول المسلمين". ثم رد صاحب الكتاب عن محمود شلتوت في ما ألفه من كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة" وجعلها وساوس وأوهام -كما قال المؤلف-

ورد عليه تفصيلًا في نقاط كثيرة أخرجها من كتاب محمود شلتوت هذا ... فقد تكلم في زعم شلتوت أن الإسلام يتسع للأفكار والثقافات البعيدة عنه كما في صفحة (4) من كتابه، وتكلم عليه عبد الله يابس في رد هذه الفكرة من عدة وجوه تبين للقارئ الخطأ الذي وقع فيه محمود شلتوت في عبارته السابقة والتقريب بين النَّاس على مختلف أديانهم ولغاتهم ومناهجهم والدين الإسلامي على أساس المداهنة والتنازل عن أصول الدين الإسلامي في بعضه أو جزء منه. ثم رد عبد الله يابس على تعريف محمود شلتوت للعقيدة قائلًا: قال في (ص 5): (العقيدة هي الجانب النظري الذي يطلب الإيمان به إيمانًا لا يرقى إليه شك ولا تؤثر فيه شبهة ومن طبيعتها تضافر النصوص الواضحة على تقريرها وإجماع المسلمين عليها من بدء الدعوة). والجواب عليه من وجوه: الأوَّل. إن تعريفه هذا باطل إذ أن العقيدة الإسلامية ليست هي الجانب النظري إلى آخر كلامه بل هي الإيمان بما ورد في كتاب الله أو صح عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - سواء ورد من طريق آية واحدة أو من طريق آيات أو جاء عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - عن طريق واحد صحيح أو من طرق متعددة. هذه هي العقيدة الإسلامية التي هي عقيدة الصّحابة والتابعين لهم بإحسان". وذكر بعد ذلك الوجوه الأخرى في الرد على هذه المقولة التي لا تصح عند أهل الكتاب والسنة، وليس هي من معتقداتهم وأصولهم، والآن نذكر تقسيمة للعقيدة والرد عليه: "ذكر في صفحة (10): العقائد الأساسية التي طلب الإسلام الإيمان بها. وجوابه من وجوه: الأوَّل أن تقسيم العقائد إلى أساسية وغير أساسية تقسيم باطل مخترع وتفريق بين آيات الله فلم يقسمها رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - هذا التقسيم قسم يطلب الإيمان به ويثبت العقيدة وقسم لا يثبت العقيدة ولم يطلب الإيمان به ولم يقسم هذا التقسيم أصحابه ولا التابعون من خيار الأمة. الوجه الثَّاني: إن هذا التقسيم تفريق بين كلام الله وكلام رسوله والله يقول: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} ويقول ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين فجميع ما ورد به الكتاب كله يثبت العقيدة وهو أساس في الدين. الوجه الثالث: إن هذا التقسيم إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض وهو من فعل اليهود. قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} وقد أجمعت الأمة على أن من لم يؤمن بشيء مما جاء به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر وإن من كفر بآية كمن كفر بالقرآن. الوجه الرابع: أن مقتضى هذا التقسيم للعقائد إلى قسمين إن الدين الإسلامي منه ما هو ثابت يجب الإيمان به ومنه ما هو غير ثابت يجب طرحه والكفر به وهو في نظر الشَّيخ كل ما ثبت بطريق الآحاد أو جاء في الكتاب واحتمل التأويل أضف

إلى ذلك أن الشَّيح يعتقد أن آيات الكتاب غير قطعية الدلالة وكل ما كان كذلك فهو ظن محتمل والظن أكذب الحديث وهو عقيدة المشركين. قال تعالى {إِنْ هُمْ إلا يَظُنُّونَ} وقال تعالى {إِنْ يَتَّبِعُونَ إلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} ولا أكبر من هذه المحاربة للإسلام إلَّا محاربة الجاحدين لوجود الله. ومن المؤسف أن كتب الأزهر ملغمة بهذه النظرية الفاسدة التي هي الأحاديث ظنية المتن والدلالة والقرآن غير قطعي الدلالة وهي نظرية جاءت من أعداء الإسلام وأخذها كثير من المسلمين بحسن نيَّة مع أنهم لم يطبقوها عملًا واعتقادًا فتراهم عقدوا في كل مذهب بابا للمكفرات والردة عن الإسلام فحكموا بكفر من جحد أشياء لم تثبت إلَّا من طريق السنة أو من الآيات التي هي غير قطعية الدلالة في نظرهم ولولا خوف الإطالة لسقنا لك أمثلة من ذلك وهذه القاعدة التي خالفوهم". وقد تكلم شلتوت حول المشركين في بلاد الغرب وغيرها وعدم تكفيرهم كما في صفحة (12 - 13) من كتابه (الإسلام عقيدة وشريعة) بقوله: "قال في صفحة (12 و 13) بعد ذكر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر: قال: "وليس معنى هذا أن من لم يؤمن بشيء من ذلك يكون كافرًا عند الله يخلد في النَّار وإنَّما معناه ألا تجري عليه أحكام الإسلام. أما الحكم بكفره عند الله فهو موقوف على بلوغه الدعوة على وجهها الصَّحيح واقتناعه بها فيما بينه وبين نفسه ثم إباؤه أن يعتنقها فلو بلغته بصورة منفرة أو صحيحة ولم يكن من أهل النظر ولم يوقفه إليها فإنَّه لا يكفر. إلى أن قال: أما الشرك الذي جاء في القرآن أن الله لا يغفره فهو الشرك الناشيء عن العناد". ورد عليه صاحب (إعلام الأنام) من أن ما قاله مردود وقال صفحة (49): "أَنَّه يجب على كل إنسان وهبه الله عقلًا بمجرد سماعه بأن الله بعث رسولًا اسمه محمَّد بدين اسمه الإسلام وهو دين يأمر بعبادة الله وحده وينهى عن الشرك، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات ويحرم الخبائث يجب على كل من بلغه ذلك أن يستجيب لداعي الله وأن يحطم كل ما يحول بينه وبين الحق ... ". وتكلم عبد الله يابس عن أن محمود شلتوت جعل القرآن هو الأصل والمصدر الذي تعرف منه العقائد كما في صفحة (33) من كتابه. فرد عليه من وجوه مبينًا عدم الإجمال في كلامه هذا والحقُّ في تبيين أما أن تكون السنة شارحة لأصول القرآن في الإيمان أو هي في ترابط انفكاك أحدهما عن الآخر وتبيين كلام أئمة السنة والحقّ في ذلك، لأنَّ لكل طائفة من فرق المسلمين. كلامًا أصلًا في قواعد الإيمان لديها ... ومن المعلوم أن القرآن لولا السنة ما فهمنا منه الكثير ... ثم تكلم عبد الله بابس حول قول شلتوت في الجن (37) من كتابه: "لم يجعل القرآن الإيمان بالجن عقيدة من عقائد الإسلام، كما جعل الملائكة، وإنَّما تحدث عنهم" ثم نقل عبد الله بابس في صفحة (54) قول شلتوت في مقال سابق له: "جعل فيه الشَّيطان الذي هو أبو الجان بعضًا من الأنساب قائلًا: إن الشَّيطان عبارة عن وساوس الشر في الإنسان مع أن الشَّيطان قد تحمل اللعنة

والطرد من رحمة الله من أجل احتقاره للإنسان ... انتهى قول شلتوت. ومقالة الشَّيخ هذه من التفاهة والسقوط بمكان" أ. هـ قول عبد الله يابس هي مقالة تدل على لزوم الشَّيخ للأمور العقلانية والأساس في معرفة أحوال خلق الله تعالى وما جعل بينهم من تفاوت، وما قال قوله هذا أحدًا من السلف إلَّا متفلسفة المسلمين. ثم ذكر عبد الله يابس عن محمود شلتوت قوله حول التشكيك في دوام النَّار في صفحة (36) من كتابه السابق وتكلم بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيِّم فيما بيناه من فناء النَّار، وقبلها جاء بما يعتقده بعض فرق كالزنادقة والجهمية وما قالته اليهود، وجاء بكلام ابن حجر في "فتح الباري" وقد جمع في ذلك سبعة أقوال. أما قول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيِّم بفناء النَّار، فهما قد تكلما بتفصيل أكثر مما نقله عبد الله يابس والسرد فيه يطول فليراجع كتاب "الرد على من قال بفناء الجنَّة والنَّار" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب "حادي الأرواح" لابن القيِّم في نهاية الكتاب، وراجع مجلة الحكمة العدد الخاص شوال (1415 هـ) في مقالة اسمها "بطلان ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بفناء النَّار" بقلم شاكر بن توفيق. ثم نرى أن الشَّيخ محمود شلتوت يميل بل يجعل فهمه فهم العقل والعقلانيات من منطق وفلسفة الطرق التي ظلت في الدين من علم الكلام كالأشعرية والماتريدية وفرق الشيعة وغيرهم. حيث قال شلتوت في الاعتقاد صفحة (49) نقله عبد الله يابس صفحة (68) من كتابه: "قال في صفحة (49): والإيمان هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل ومن الواضح أن هذا الاعتقاد إنما يحصله الدليل القطعي الذي لا تعتريه شبهة. ثم قال وقد اتفق العلماء على أن الدليل العقلي الذي سلمت مقدماته وانتهت إلى الحس أو الضرورة يفيد اليقين ويحصل الإيمان المطلوب. أما الأدلة النقلية فقد ذهب كثير إلى أنَّها لا تفيد اليقين ولا تحصل الإيمان ولا يحصل بها عقيدة لأنَّها مجال للاحتمالات". وهذا الكلام الرد عليه واضح، والقول به بدعة وضلالة وسوء معرفة في أمر الاعتقاد وخاصة الإيمان ... والعقيدة هي التي تضافرت بها النصوص تواترًا وصحة ومن شكك في أصول الدين في الاعتقاد وكان في نحلته شيء من فرق الضلال. وذكر عبد الله يابس تخليط الشَّيخ شلتوت في العقيدة وتكلم حول ذلك صفحة (73)، وقال شلتوت في كتابه صفحة (51) نقله عبد الله يابس صفحة (76): "قال في صفحة (51): العلميات التي لم ترد بطريق قطعي أو وردت ولابسها احتمال في الدلالة فاختلف فيها فليست من العقائد التي يكلفنا بها الدين كرؤية الله بالأبصار وما يكون آخر الزمان من ظهور المهدي والدجال والدابة ونزول عيسى. ثم قال في المسائل التي لا يكفر بها مثل وجوب الأصلح وكون العبد خالقًا لأفعال نفسه وهل المعاصي مرادة لله.

ورد عليه عبد الله يابس بذلك بما قاله ابن القيِّم رحمه الله تعالى من كتابه (حادي الأرواح) في رؤية الله تعالى والنظر إليه في الآخرة من المؤمنين في الجنَّة وما قاله شلتوت خطأ وسوء فهم للاعتقاد الذي عليه أهل السنة والجماعة، ولعل دخوله في العقل وجعله أصل معرفة دين الله تعالى وخاصة في العقيجة أدخلته في كلام مذاهب أهل الكلام كالأشعرية وغيرهم. وأرود عبد الله يابس كلامًا آخر في مسائل الاعتقاد والتي تكلم بها محمود شلتوت في كتابه كتضليل من ضل والتسوية بين المختلفات وتشكيك ظواهر الآيات وفي الحديث وتواتره أو خبر الآحاد، وله كلام في المعجزات وما تدعو إليه بعضها مثلًا كما في صفحة (61) من كتاب شلتوت نقله عبد الله يابس: " ... وقد أول بعض العلماء النَّار الخارجة من الحجاز بالعلم والهداية والنَّار الحاشرة بفتنة الأتراك وفتنة الدجال بظهور الشر والفساد ونزول عيسى باندفاع ذلك وبدوا الخير والصلاح" أ. هـ. وهذا قو المتكلمين ومتأولي الكلام، وقد وقع بما وقعوا فيه، والكتاب والسنة التي جاءت في أمر فتن آخر الزمان كثيرة تغني عن ما تأوله بعض أهل العلم والله تعالى الموفق. وقد أورد عبد الله يابس للشَّيخ شلتوت تناقضات في كلامه كما في صفحة (161 و 183 و 198) وغيرها تدل على عدم الثبات في الحكم والعلم لدى الشَّيخ وهو بذلك على تهاون وضعف الاعتقاد والمعاملات والعلم ما أوضحه كتابه "الإسلام شريعة وعقيدة، وغيره من كتبه كالتفسير، وفتاواه .. نسأل الله تعالى الثبات على الدين. قال الشَّيخ شلتوت في كتابه صفحة (432) نقله عبد الله يابس صفحة (235): "وإنَّما لا تثبت العقيدة بالحديث لأنَّ العقيدة ما يطلب الإيمان به، والإيمان معناه يقين الجازم، ولا يفيد اليقين الجازم إلَّا ما كان قطعي الورود والدلالة وهو المتواتر، والأحاديث المروية لم تتوفر فيها أركان التواتر، فلا تفيد بطبيعتها إلَّا الظن والظن لا يثبت العقيدة". وهذا دليل آخر على سوء معرفة المعتقد وأصوله، بل الوقوع بما وقع به متفلسفة المسلمين من أهل الكلام، ونقلنا آنفًا ما يدلل للقارئ الكريم ما وقع به علماء الأمة في الوقت الحاضر من سوء الاعتقاد، وعدم معرفة أصوله، وقود الحق الذي كان عليه أهل السنة والجماعة أمن سلف الأمة، نسأل الله تعالى العفو والعافية ومعرفة دينه القويم على ما فهمه السلف من هذه الأمة. وفاته: سنة (1383 هـ) ثلاث وثمانين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "التفسير" أجزاء منه في مجلد ولم يتم، و "القرآن والمرأة" و "فقه القرآن والسنة".

3524 - القطب الشيرازي

3524 - القطب الشيرازي * المفسر: محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي الشيرازي قطب الدين. ولد: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة. من مشايخه: عمه والشمس الكتبي والركشاوي والنصير الطُّوسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الدرر: "كان كثير المخالطة للملوك متحررًا وكان ظريفًا لا يحمل همًا ولا يغير زي الصوفية، وكان يجيد لعب الشطرنج ويديمه حتَّى في أوقات إعتكافه ... وكان يتقن الشعبذة ويضرب بالرباب وكان يورد الهزليات في دروسه .. وكان من بحور العلم ... قال الذهبي: قيل: كان في الاعتقاد على دين العجائز وكان يخضع للفقهاء، ويوصي بحفظ القرآن، وكان إذا مدح يخشع، وكان يقول: أتمنى أن لو كنت في زمن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - ولم يكن لي سمع ولا بصر رجاء أن يلحظني بنظره، وكان ذا مروءة وأخلاق حسَّان ومحاسن وتلامذة يبالغون في تعظيمه انتهى" أ. هـ * البدر الطالع: "وقد استمر على تعظيمه من بعدهم حتَّى صار العلامة إذا أطلق لا يفهم غيره، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالب نظرهم مقصور على مثل علمه فقالوا لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلَّا عليه ولا عتب عليه فهم لا يعلمون بالعلوم الشرعيّة حتَّى يعرفوا مقدار أهلها وقد غامر صاحب الترجمة من أئمة من لا يرتقي هو إلى شيء بالنسبة إليهم وكذلك جاء بعد عصره أكابر ... وأكثرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلًا عن كونه مستحقًا وابن يقع من مثل من جمع بين علمي المعقول والمنقول وبهر بعلومه الأفهام والعقول ... " أ. هـ * طبقات الشَّافعية للأسنوي: "كان كريمًا متطرحًا، إلَّا أنَّه كان متهاونًا في الدين، محبًا للخمر ويجلس في حلق المساخر، ومع ذلك كان معظمًا عند ملوك التتار فمن دونهم" أ. هـ * قلت: وقد ذكر طاشكبري زاده في كتابه "مفتاح السعادة" قولًا يعرف فيه العلم الإلهي: ومن قوله: "أن طريق الكسب: أما طريق نظر أو طريق تصفية .. إلَّا أن من النظر رتبة، تتاخم طريق التصفية حدها من حدها، وهو الطَّريق الذوق" ويسمونه "بالحكمة الذوقية" انتهى كلام طاشكبري زاده ثم يذكر من أئمة السلف في هذه الحكمة -أي من الأوائل السهروردي-، وقد ذكر قطب الدين الشيرازي من متأخري هذه الاعتقادات والأقوال الفلسفية. وهو أحد تلامذة نصير الطُّوسي الدين المتوفى سنة (672 هـ) قال عنه ابن القيِّم في كتابه "إغاثة اللهفان" ما لفظه: (لما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر والإلحاد وزير الملاحدة النصير الطُّوسي وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتَّى شفا إخوانه من الملاحدة .. " انتهى. ¬

_ * طبقات الشَّافعية للأسنوي (2/ 120)، الدرر (5/ 108)، النجوم (9/ 213)، بغية الوعاة (2/ 182)، مفتاح السعادة (1/ 204)، روضات الجنات (8/ 129)، البدر الطالع (2/ 299)، إيضاح المكنون (1/ 250)، هدية العارفين (2/ 406)، إغاثة اللهفان (2/ 267)، معجم الأطباء (483)، الأعلام (7/ 187)، معجم المؤلفين (3/ 832).

3525 - تاج الدين الحواري

ومن شيوخه أيضًا صدر الدين القونوي، وهو محمَّد بن إسحاق صاحب تصانيف التصوف وتزوج أمه الشَّيخ محيي الدين بن عربي، ورباه واهتم به، وجمع بين العلوم الشرعيّة وعلوم التصوف. قال طاشكبري زادة في ترجمة صدر الدين القونوي: (وقصده الأفاضل من الآفاق حتَّى أن العلامة قطب الدين الشيرازي أتاه وهو بقونية، وقرأ عنده وصاحبه في العلوم الظاهرة والباطنة ... ) انتهى. وفاته: سنة (710 هـ)، وقيل: (716 هـ) عشر، وقيل: ست عشرة وسبعمائة. من مصنفاته: "فتح المنان في تفسير القرآن" نحو (40) مجلدًا، و "مشكلات التفاسير" و "شرح الكليات" لابن سينا، وصنف كتاب في الحكمة سماه "غرّة التاج" وغيرها. 3525 - تاج الدين الحواري * النّحوي، اللغوي: محمود بن أبي المعالي، تاج الدين الحواري. من مشايخه: سعيد بن أبي الفضل الميداني وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "اللغوي الأديب الشَّاعر". وقال: "برع في اللُّغة، وله النثر الفائق والشعر الرائق، وكان واحد نيسابور علمًا وفضلًا وأدبًا" أ. هـ * بغية الوعاة: "قال في الوشاح: له بيت في القضاء والحكومة والرياسة قديم وفي الأدب الجزل بلا حلم أديم" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: كتاب "ضالة الأديب" في الجمع بين الصحاح والتهذيب، أخذ فيه على الجوهري في عدة مواضع. 3526 - الخيَّاط * النّحوي، اللغوي: محيي الدين بن أحمد بن إبراهيم الخياط. ولد: سنة (1292 هـ) إثنتين وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: يوسف الأسير، وإبراهيم الأحدب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "شاعر، أديب، عارف بالتاريخ ولد في صيداء (بلبنان) ونشأ وتوفي ببيروت .. وشعره متفرق وفيه جزالة" أ. هـ * الأعلام الشرقية: "وكان صاحب همة عالية، وحب للإستقلال الفكري والحرية وميل شديد للسياسة" أ. هـ * معجم المؤلفين: "ساهم في تحرير جريدة الاتحاد العثماني" أ. هـ وفاته: سنة (1332 هـ) إثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2692)، بغية الوعاة (2/ 283) وسماه الخواري بالخاء بدل الحواري بالحاء. * رواد النهضة الحديثة (161)، الأعلام الشرقية (2/ 797)، الأعلام (7/ 189)، معجم المطبوعات (856)، معجم المؤلفين (3/ 834).

3527 - الخاني

من مصنفاته: "دروس في النحو والصرف" و "تعليق على شرح نهج البلاغة" للشَّيخ محمّد عبده. 3527 - الخَانِي * المفسر: محيي الدين بن أحمد بن محمَّد الدّمشقيّ الخاني نسبة إلى خان شيخون. كلام العلماء فيه: * أعلام دمشق: "كان مدرسًا ابتدائيًا" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل نسبته إلى خان شيخون بقرب معرة النُّعمان. مولده ووفاته بدمشق كان مدرسًا ابتدائيًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1350 هـ) خمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "حسن البيان في تفسير مفردات من القرآن" و "نور الجنان في آداب القرآن". 3528 - مرة الهمْذانِي * المفسر: مرَّة بن شراحبيل البَكِيْلي أبو إسماعيل الهمذاني، ويقال: أبو الطيب، ويقال: مرة الخير الكوفيّ. من مشايخه: أبو ذر وكثير من الصّحابة رضي الله عنهم. من تلامذته: أسلم الكوفيّ، وإسماعيل السدي، وعطاء بن السَّائب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "كان ثقة" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يَحْيَى بن معين أنَّه قال: مرَّة ثقة" أ. هـ * حلية الأولياء: "المدمن للتعبد، والمواظب على التهجد، والمنقبض عن الهزل والأباطيل، المحصن لسانه في الفتن عن الأقاويل" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة" أ. هـ * السير: "مُرَّة الخير: لعبادته وخيره وعلمه .. مخضرم كبير الشأن". وقال: "وبلغنا عنه أنَّه سجد لله حتَّى أكل التراب جبهته .. ونقل عن عطاء أو غيره أن مرّة كان يصلِّي في اليوم والليلة ست مائة. قلت -أي الذهبي-: ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم ولهذا لم تكثر روايته، وهل يُراد من العلم إلَّا ثمرته" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال العجلي: تابعي ثقة، وكان يصلِّي في اليوم خمسمائة ركعة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لم يدرك عمر وقال هو وأبو زرعة، روايته عن عمر مرسلة، وقال أبو بكر البزار: روايته عن أبي بكر موصلة، ولم يدر، وقال ابن مندة في تاريخه أدرك النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم-، ولم يَره" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة عابد" أ. هـ. ¬

_ * منتخبات التواريخ لدمشق (886)، تاريخ علماء دمشق (1/ 454)، أعلام دمشق (335)، الأعلام (7/ 189)، معجم المؤلفين (3/ 834). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 317)، السير (4/ 74)، طبقات ابن سعد (6/ 116)، التَّاريخ الكبير للبخاري (8/ 5)، الجرح والتعديل (8/ 366)، الحلية (4/ 161)، تهذيب الكمال (27/ 379)، تذكرة الحفَّاظ (1/ 63)، تهذيب التهذيب (10/ 48)، طبقات الحفَّاظ (26)، تقريب التهذيب (930)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة) ط. تدمري.

3529 - الحوفي

وفاته: سنة (76 هـ) ست وسبعين وقيل بعد ذلك، وهو مخضرم، وقال الذهبي في السير: مات سنة نيف وثمانين" أ. هـ. 3529 - الحَوْفي * المقرئ: مرتضى ابن العفيف أبي الجود حاتم بن المُسَلّم بن أبي العرب، أبو الحسن، الحارثي الحَوْفي (¬1). ولد: سنة (549 هـ) تقريبًا. من مشايخه: أبو طاهر السلفي، وإسماعيل الزيات وغيرهما. من تلامذته: ابن النجار وأبو محمد المنذري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "كان على طريقة حسنة، كثير التلاوة ليلًا ونهارًا، وأبوه أحد المنقطعين المشهورين بالصلاح" أ. هـ. * السير: "حدّث مرتضى بدمشق، وكان عنده فقه ومعرفة ونباهة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقال التقي عُبيد الحافظ: كان فقيرًا، صبورًا له قبول ويختم كل يوم وليلة ختمة، وله في رمضان ستون ختمة". وقال: "كان من الأئمة العاملين. قال الزكي عبد العظيم: كان على طريقة حسنة، كثير التلاوة للقرآن في الليل والنهار، ووالده العفيف أحد المنقطعين المشهورين بالخير والصلاح وله القبول بين النَّاس" أ. هـ. وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة. 3530 - ابن شُقَيرا * المقرئ: المُرجّى بن علي بن هبة الله بن غزال، أبو الفضل الواسطيّ، المشهور بابن شقيرا، عفيف الدين. ولد: سنة (561 هـ) إحدى وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو طالب المحتسب وابن الباقلاني وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي، والفاروثي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "المقرئ الإمام ... " أ. هـ. * معرفة القراء: "وسافر في التجارة في البلاد البعيدة، ثم إنَّه شاخ وجلس للإقراء، وعمَّر دهرًا طويلًا، وقد حدث بمصر والشام والعراق" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقريء حاذق" أ. هـ. وفاته: سنة (656 هـ) ست وخمسين وستمائة. 3531 - أبو القاسم المؤدب * النّحوي، المقرئ: مرجّى بن كوثر، أبو القاسم المؤدب. ¬

_ * التكملة لوفيات النفلة (3/ 458)، السير (23/ 11)، العبر (5/ 140)، تاريخ الإسلام (وفيات 634) ط. بشار، النجوم (6/ 299)، الشذرات (7/ 295)، تذكرة الحفَّاظ (4/ 1419). (¬1) منسوب إلى الحُوف، كورة مشهورة قصبتها بلبيس في مصر. وغيرها مواضع تسمى بالحوف. * تاريخ إربل (1/ 399)، تلخيص مجمع الآداب (4/ 1 / 431)، السير (23/ 329)، العبر (5/ 236)، معرفة القراء (2/ 656)، تذكرة الحفَّاظ (4/ 1439)، غاية النهاية (2/ 293)، الشذرات (7/ 491). * معجم الأدباء (6/ 2698)، بغية الوعاة (2/ 283).

3532 - الغاققي

كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أديب نحوي، كان مقيمًا بحلب". وقال: "كان بينه وبين أبي العلاء المعري مكاتبة" أ. هـ من مصنفاته: له "المفيد" في النحو، و "كتاب الضَّاد والظاء". 3532 - الغاققي * النّحوي، اللغوي، المقرئ: مُرجَّى بن يونس بن سليمان بن عمر بن يَحْيَى الغافقي، أبو عمر. من مشايخه: أبو القاسم القنطريَّ وابن خير وابن عياض وغيرهم. من تلامذته: أبو العباس العَزْفي وأبو الحسن الشَّاريُّ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان دينًا فاضلًا .. " أ. هـ. * البغية: "قال ابن الزُّبير: أقرأ القرآن والعربية والأدب .. وكان فاضلًا ساكنًا من أهل الخير، وفيه دعابة مستحسنة انتهى" أ. هـ. وفاته: في حدود (600 هـ) ستمائة. من مصنفاته: له شرح في قصيدة الحُصري في القراءات. 3533 - مَرْعي الكَرْمي * النّحوي، المفسر: مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد، الكرمي المقدسي، الحنبلي. من مشايخه: محمّد المرداوي، والقاضي يَحْيَى الحجاوي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إمامًا محدّثًا فقيهًا ذا إطلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة، وسلوك الطريقة في الجمع بين كلام أهل الشريعة والحقيقة، قطع زمانه بالإفتاء والتدريس والتحقيق والتصنيف، سارت تآليفه الركبان، ومع كثرة أضداده وأعدائه ما أمكن أن يطعن فيه أحد، ولا أن ينظر بعين الإزدراء إليها" أ. هـ. * السحب الوابلة: "العالم، العلامة، البحر الفهامة، المدقق المحقق، المفسر المحدث، الفقيه الأصولي النّحوي، أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر ... " أ. هـ. وقال المحقق في هامش السحب الوابلة: "من كبار أئمة المذهب المحقّقين، أسهم في التأليف والتعليم معًا، فكان من تلامذته كبار علماء المذهب من مصر والشام ونجد، ومؤلفاته شغلت ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 725)، بغية الوعاة (2/ 284)، كشف الظنون (2/ 1344)، معجم المؤلفين (3/ 842). * خلاصة الأثر (4/ 358)، السحب الوابلة (3/ 1118)، نفحة الريحانة (2/ 244)، آداب اللُّغة (3/ 293)، كشف الظنون (2/ 1948)، إيضاح المكنون (1/ 118، 3330)، هدية العارفين (2/ 456)، الأعلام (7/ 203)، مذهب أهل التفويض (239).

الطلبة، ... فيعتبر الشَّيخ مرعي مدرسة في المذهب" أ. هـ. * الأعلام: "مؤرخ، أديب، من كبار الفقهاء، ولد في طور كرم، فانتقل إلى القدس، ثم إلى القاهرة فتوفي بها، له نحو سبعين كتابًا" أ. هـ. * قلت: قال شعيب الأرناؤوط في مقدمته لكتاب "تأويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات" لمرعي الكرمي، يتكلم في عقيدته، وتأويله للصفات على ما قاله السلف -كما في مقدمته- حيث قال: "تناول صفات الله الذاتية والفعلية صفة صفة بالتفسير والبيان والشرح، ونقل أقاويل أهل العلم والعرفان، وعرض حججهم وناقشها، وبيّن ما هو الصواب منها. وإنني لعلى يقين أن قارئ هذا الكتاب قراءة متأنية واعية سيمتلئ قلبه وعقله قناعةً بمذهب السلف في الصفات، وأنَّه أمثل المناهج وأقومها وأهداها. وسيرفض عن رضىً وقناعةٍ ما هو مسطور في كتب المتأخرين من أن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أحكم وأعلم، وسينطق بملء فيه: إن هذه المقولة مجانبة للصواب، مخالفة لهدي السنة والكتاب، وإن الجملة الصحيحة التي يعتمدها صاحب القريحة الممارس لسنة النَّبيِّ الكريم، وكتاب الله العليم هو أن السلف أعلم وأحكم وأسلم". ثم قال شعيب الأرناؤط: "وكان الشَّيخ في الاعتقاد والأصول على مذهب السلف الصالح -رضوان الله عليهم- من التسليم المطلق للنصوص، وعدم تأويلها وصرفها عن ظاهرها كما يظهر جليًا في كتابه الذي بين يديك" (¬1). قلت: هذا ما قاله شعيب في معتقد كرمي الحنبلي، ولكن تقول هناك نقولًا تخالف نقاوة سلفية صاحب الترجمة، قال صاحب كتاب "مذهب أهل التفويض" تعليقًا على ما ذكره الكرمي في كتابه "أقاويل الثقات .. " من قوله: "فمذهب السلف أسلم، ودع ما قيل من أن مذهب الخلف أعلم، فإنَّه من زخرف الأقاويل، وتحسين الأباطيل، فإن أولئك قد شاهدوا الرسول والتنزيل، وهم أدرى بما نزل به الأمين جبريل، ومع ذلك فلم يكونوا يخوضون في حقيقة الذّات، ولا في معاني الأسماء والصفات، ويؤمنون بمتشابه القرآن، وينكرون على من يبحث ذلك من فلانة وفلان" (¬2). قال صاحب "مذهب أهل التأويل": "والاعتراض هنا على قوله: (ولا في معاني الأسماء والصفات)، فإنَّه لا يخلو من حالين: 1 - إن أراد المعاني الحقيقية التي دلت عليها الألفاظ من حيث الوضع في اللُّغة العربية، فمنع ذلك باطل وهو عين التجهيل. 2 - وإن أراد المعاني المزعومة تحت ستار "التأويل" فالصحابة -رضوان الله عليهم- أبعد النَّاس عن القول على الله بلا علم، فمراده صحيح لكن المقام يقتضي ذكر طريقتهم في ¬

_ (¬1) "أقاويل في تأويل الثقات الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات" لمرعي الكرمي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرناؤط ط (1)، مؤسسة الرسالة، لسنة (1406 هـ- 1985 م). (¬2) أقاويل الثقات: (46).

الإثبات، ولا يكتفى بالقول بأنهم لا يحرفون وحسب. ومع ذلك فقد بنى المؤلف كتابه على سرد أقوال أهل التأويل المذموم، مما يشعر -مع أدلة أخرى آتية- بأنه يعتقد أن السلف على تفويض المعنى فقال: (هذا وقد أحببت أن أذكر بعض كلام الأئمة الخائضين في معاني الأسماء والصفات الواردة في الأحاديث والآيات. وإن كان أولى ترك ذلك خوف الوقوع في الزلل الذميم، لكن لا بأس بذلك مع قصد الإرشاد والتعليم) (¬1). وهذا كلام ينقض أوله آخره، ولعمر الله، لو فقه المؤولة والمفوضة مذهب السلف، لاستغنوا به عما ذهبوا إليه، وغامروا فيه. وقال أيضًا: (واختلفوا: هل يجوز الخوض في المتشابه؟ على قولين: - مذهب السلف: -وإليه ذهب الحنابلة وكثير من المحقّقين- عدم الخوض، خصوصًا في مسائل الأسماء والصفات، فإنَّه ظن والظن يخطئ ويصيب، فيكون من باب القول على الله بلا علم، وهو محظور، ويمتنعون من التعيين خشية الإلحاد في الأسماء والصفات ولهذا قالوا: والسؤال عنه بدعة، فإنَّه لم يعهد من الصّحابة التصرف في أسمائه -تعالى- وصفاته بالظنون، وحيث عملوا بالظنون (¬2)، فإنما عملوا بها في تفاصيل الأحكام الشرعيّة، لا في المعتقدات الإيمانية) (¬3). صور -عفا الله عنه - مذهب السلف أنَّه لا يقوم على إيمان بمعان معلومة، وإنَّما حظهم من المعاني الكف عن تعيينها. وقد أصاب -رحمه الله- في كون السلف لم يتهوكوا في إفتراض المعاني الباطلة، لكنَّه أخطأ بنفي إثبات السلف للمعاني الحقيقية المبرأة من التمثيل بالمخلوقين. كما أخطأ في تسمية آيات الصفات "متشابهات"، إذ هي بلا ريب من المحكمات، وقد كرر وصفها بذلك في مواضع عدة من كتابه، ومن ذلك قوله: (إذا تقرر هذا فاعلم: أن من المتشابهات: آيات الصفات التي التأويل فيها بعيد، فلا تؤول ولا تفسر. وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد منها إلى الله -تعالى-، ولا نفسرها، ومع تنزيهنا له عن حقيقتها" (¬4). ومن المعايير الكاشفة لاتجاه التأويل والتفويض، تفسير عبارات الإمام مالك في جوابه عمن سأل عن كيفية الاستواء، فيقول الشَّيخ مرعي -رحمه الله- في تفسير قوله: "الاستواء معلوم": (أي وصفه -تعالى- بأنه على العرش استوى معلومٌ بطريق القطع الثابت بالتواتر) (¬5). وإنما أراد مالك -رحمه الله- أنَّه معلوم المعنى في اللُّغة" أ. هـ. من أقواله: السحب الوابلة: فمن شعره: أشكوك للمصطفى زين الوجود ومن ... أرجوه ينقذني من هَجْرَ مَنْ هَجَرا ¬

_ (¬1) أقاويل الثقات: (47). (¬2) مراده الظن الراجح: قاله صاحب "مذهب أهل التفويض". (¬3) أقاويل الثقات: (55). (¬4) أقاويل الثقات: (60). (¬5) أقاويل الثقات: (122).

3534 - المهلبي

قلت: قال محققه في الهامش معلقًا على هذا البيت: "هذا فيه سوء أدب مع الني - صلى الله عليه وسلم -، وتعلق بغير الله، هذا إذا لم تكن من الغزل الصوفي المقيت، والشعر الإشاري (الرمزي)، وفيه من الانحراف ما لا يخفى" أ. هـ. وفاته: سنة (1033 هـ) ثلاث وثلاثين وألف. من مصنفاته: "الكلمات السنية" تفسير، و "دليل الطالبين لكلام النحويين" و"قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن" وغير ذلك. 3534 - المُهَلَّبي * النحوي: مروان بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي. من مشايخه: الخليل بن أحمد وغيره. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "شاعر من أهل البصرة من أصحاب الخليل بن أحمد كان حاذقًا بالنحو، له أخبار ومناقضات مع ابن عمه عبد الله بن محمد بن أبي عيينة" أ. هـ. وفاته: سنة (190 هـ) تسعين ومائة. 3535 - أبو الحكم * النحوي، اللغوي: مروان بن عمار بن يحيى، أبو الحكم من أهل بجاية. من مشايخه: أبو محمد عبد الحق الأشبيلي، وأبو محمد عبد المنعم بن الفرس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكلمة الصلة: "وصفه ... بطيب الخلق مع التصاون وكان من الأدباء النبهاء، مشاركًا في أبواب من العلم، حسن الخط، جيد الضبط" أ. هـ. • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه الأديب النحوي اللغوي" أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة. 3536 - الشيباني * المقرئ: مسعود بن الحسين بن هبة الله، أبو المظفر، الشيباني الحلي الضرير. ولد: سنة (475 هـ) خمس وسبعين وأربعمائة. من مشايخه: أبو العز القلانسي، وأبو القاسم بن بيان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أحد الحذاق بالعراق في زمانه ... وزعم أنه قرأ على ابن سوار فافتضح، قال عمر بن علي القرشي: سألته متى قرأت على ابن سوار؟ فقال: سنة ست، فقلت: إن ابن سوار توفي قبل هذا بعشر سنين" أ. هـ. قلت: أورد الذهبي في معرفة الفراء نقلًا عن ابن النجار قصة فيها افتضاح أمر الحلي في قراءته على ابن سوار، وأن الوزير ابن هبيرة قال له بعد افتضاح أمره: "لا جزاك الله خيرًا يا شيخ السوء، ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2698)، معجم الشعراء للمرزباني (398)، بغية الوعاة (2/ 284)، الأعلام (7/ 208). * تكملة الصلة (2/ 698)، عنوان الدراية (321). * معرفة القراء (2/ 536)، تاريخ الإسلام (وفيات 564)، المختصر المحتاج إليه (3/ 187)، ميزان الاعتدال (6/ 409)، غاية النهاية (2/ 294)، لسان الميزان (6/ 231).

3537 - أبو منصور الشيباني

تكذب في القرآن، والله لولا أنك شيخ لنكلت بك". وأمر بإخراجه ومنعه من الصلاة بالناس. • ميزان الاعتدال: "كان الوزير ابن هبيرة قد تلا عليه وأسند عنه القراءة فلما علم أنه كذاب عزره وأهانه وطلب ابن المُرَجَّب البطائحي فتلا عليه" أ. هـ. • المختصر المحتاج إليه: "خلط وادعى أنه قرأ على أبي طاهر بن سوار" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق" أ. هـ. • لسان الميزان: "كان مشهورًا بالحذق" أ. هـ. وفاته: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. 3537 - أبو منصور الشيباني * المقرئ: مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، أبو منصور الشيباني، البغدادي. ولد: سنة (467 هـ) سبع وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن علي بن محمد بن محمَّد الأنباري وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أحمد بن شافع: كان مُديمًا للتلاوة، قرأ بالرويات العالية وسمع ما لا يدخل تحت الحصر إلا إن أكثره على كبر السن وتفقه وتميز وهو من بيت الكتابة والحديث، ما أظن أن أحدًا من أهل بيته مثله، زهادةً وخيرًا ودينًا وكان ثقة فهمًا" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "بغدادي جليل ... كان ثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ كاتب محدث مكثر صالح عالم" أ. هـ. وفاته: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. 3538 - أبو المحاسن الصوانيّ * النحوي، المفسر: مسعود بن علي بن أحمد بن العباس الصواني البيهقي، أبو المحاسن، يلقب بفخر الزمان. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "قال البيهقي في (الوشاح): فخر الزمان وأوحد الأقران ومن لا ينظر الأدب إلا بعينه، ولا يسمع الشعر إلا بإذنه" أ. هـ. وفاته: سنة (544 هـ) أربع وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: صنف "التفسير"، و"شرح الحماسة"، و"التنقيح في أصول الفقه" وغير ذلك. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 519) تاريخ الإِسلام (وفيات 555)، غاية النهاية (2/ 296). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 318)، معجم الأدباء (6/ 2699)، هدية العارفين (2/ 428)، معجم المؤلفين (3/ 848)، بغية الوعاة (2/ 284)، كشف الظنون (1/ 125، 384)، روضات الجنات (8/ 132).

3539 - السعد التفتازاني

3539 - السَّعْد التَّفْتازاني * النحوي، اللغوي، المفسر: المقرئ: مسعود بن عمر بن عبد الله سعد الدين التفتازاني. ولد: سنة (712 هـ) إثنتي عشرة وسبعمائة. من مشايخه: القطب، والعضد الإيجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "العلامة الكبير ... انتهت إليه المعرفة في علم البلاغة والمعقول بالمشرق بل بسائر الأمصار لم يكن له نظير في معرفة هذه العلوم .. ولم يخلف بعده مثله" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "الإِمام العلامة، عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغيرها، شافعي" أ. هـ. • الشذرات: "العلّامة عالم النحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغيرهما ... وحكى بعض الأفاضل أن الشيخ سعد الدين كان في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدًّا، ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد ولم يؤيسه جمود فهمه في الطلب، وكان العضد يضرب به المثل بين جماعته في البلاد ... وتوفي رحمه الله بسمرقند وكان سبب موته ما ذكره في "شقائق النعمان" في ترجمة ابن الجزري أن تيمورلنك جمع بينه وبين السيد الشريف فأمر التيمور بتقديم السيد على السعد، وقال: لو فرضنا أنكما سيَّان في الفضل فله شرف النسب، فاغتم لذلك العلامة التفتازاني وحزن حزنًا شديدًا فما لبث حتى مات -رحمه الله تعالى- وقد وقع ذلك بعد مباحثتهما عنده، وكان الحكم بينهما نعمان الدين الخوارزمي المعتزلي فرجح كلام السيد الشريف على كلام العلامة التفتازاني" أ. هـ. • الأعلام: "من أئمة العربية والبيان والمنطق ولد بتفتازان (من بلاد خراسان) وأقام بسرخس وأبعده تيمور لنك إلى سمرقند فتوفيها" أ. هـ. • جهود علماء الحنفية (1/ 68) في الهامش: "من كبار الحنفية فيلسوف الماتريدية كالرازي فيلسوف الأشعرية ومن زعم أنه شافعي أشعري فقد أبعد النجعة". وقال (2/ 762): "قال التفتازاني فيلسوف الماتريدية (792 هـ) ثم الكوثري واللفظ للأول: ولهذا ينتقع بزيارة القبور والاستعانة بنفوس الأخيار من الأموات في استنزال الخيرات واستدفاع الملمات فإن للنفس بعد المفارقة تعلقًا بالبدن وبالتربة التي دفن فيها، فإذا زار الحي تلك التربة وتوجهت نفسه تلقاء نفس الميت حصل بين النفسين ملاقات وإفاضات. أ. هـ. قلت -أي المؤلف-: هذه الوثنية التفتازانية الكوثرية بعينها وثنية الفارابي وابن سينا الحنفي ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 377)، الدرر (5/ 119)، بغية الوعاة (2/ 285)، الشذرات (8/ 547)، البدر الطالع (2/ 303)، الأعلام (7/ 219)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 319)، معجم المؤلفين (3/ 849)، مفتاح السعادة (1/ 205)، كشف الظنون (1/ 55, 67)، إيضاح المكنون (1/ 283)، هدية العارفين (2/ 429)، جهود علماء الحنفية (1/ 68) و (2/ 762)، الماتريدية للشمس الأفغاني (1/ 293)، مذهب أهل التفويض (442).

3540 - الأنطاكي

القرمطي" أ. هـ. • الماتريدية: (وهو -أي التفتازاني- الذي ادعى -من بين الماتريدية وتبعه كمال الدين البياضي ... أن نفي الجهة- يعني علو الله على خلقه هو الدين الحق، ولكن الكتب السماوية والأحاديث النبوية جاءت خلاف هذا الدين الحق لأجل مصلحة العوام لأنه لو جاءت الكتب السماوية والأحاديث النبوية على نفي الجهة لبادر هؤلاء العوام إلى العناد يسارعوا إلى الإنكار أ. هـ. ولا يخفى أن هذه المقالة غاية في الزندقة ونهاية في الإلحاد وهي عين تأويلات الباطنية القرامطة") أ. هـ. • مذهب أهل التفويض -في الهامش-: "مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، سعد الدين، ماتريدي المعتقد من علماء العربية والبيان والمنطق" أ. هـ. وفاته: (791 هـ)، وقيل: (792 هـ) إحدى وتسعين، وقيل: اثنتين وتسعين وسبعمائة. من مصنفاته: "تهذيب المنطق" و "إرشاد الهادي" نحو، و"شرح العقائد النسفية" و"شرح الزنجاني" فرغ منه وعمره ستة عشرة سنة. وغيرها. 3540 - الأنطاكي * النحوي، اللغوي: مسعود بن عمر بن محمود بن إيمان، الأنطاكي الدمشقي الحنفي، شرف الدين. ولد: (734 هـ) أربع وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: ابن كثير، والصفدي وغيرهما. من تلامذته: الجمال ابن موسى المراكشي، والموفق الأُبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "قال ابن خطيب الناصرية: وإن عالمًا بالنحو إنتهى علمه إليه في وقته إلا إنه وإن منبوزًا بقلة الدين .. " أ. هـ. • إنباء الغمر: "قد حصل على طرفًا صالحًا من العربية ثم قدم دمشق وتقدم في العربية وفاق في حسن التعليم حتى كان يشارط عليه إلى أمد معلوم بمبلغ معلوم وكان يكتب حسنًا وينظم جيدًا وكان يتعانى الشهادة ولم يكن محمود فيها، وكان مزاحًا قليل التصون .. " أ. هـ. وفاته: (815 هـ) خمس عشر وثمانمائة. 3541 - أبو بكر الأمروحي * النحوي، اللغوي: مسعود بن محمد بن خالص الأمروحي، أبو بكر. من مشايخه: أبو محمد بن السيد وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أستاذ نحوي لغوي". وقال: "كان من أحفظ زمانه بأخبار العرب وسيرها وأنسابها، عمر كثيرًا فقرأ عليه الآباء والأبناء، وكان أهل شِلْب يتبركون بالقراءة عليه لفضله" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 98)، الضوء (10/ 142)، ذكر اسمه محمود، عقد الجمان (157)، الشذرات (9/ 170)، بغية الوعاة (2/ 286). * بغية الوعاة (2/ 286).

3542 - الطريثيثي

وفاته: بعد سنة (547 هـ) سبع وأربعين وخمسمائة. 3542 - الطُّرْيثيثي * المفسر: مسعود بن محمد بن مسعود، قطب الدين، النيسابوري، أبو المعالي، الطريثيثي الشافعي. ولد: سنة (505 هـ) خمس وخمسمائة. من مشايخه: والده، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المروزي وغيرهما. من تلامذته: هبة الله السدي، وعبد الجبار البيهقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ دمشق: "نشأ هو في صباه في طلب العلم، وتفقه على جماعة بنيسابور، ورحل إلى مرو .. وكان حسن النظر، مرابطًا على التدريس ... وكان حسن الأخلاق كريم العشرة، متوددًا إلى الناس، متواضعًا، قليل التصنع" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "درس بنظامية نيسابور نيابة، واشتغل بالوعظ وورد بغداد ووعظ بها، وحصل له القبول التام. وكان دينًا عالمًا متفننًا .. وكان حسن النظر". ثم قال: "كان معروفًا بالفصاحة والبلاغة، وكثرة النوادر، ومعرفة الفقه والخلاف، تخرج به جماعة .. ودفن بتربة أنشأها بغربي مقابر الصوفية وبنى مسجدًا على الصخرات التي بمقبرة طاحون الميدان، ووقف كتبه" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا في المذهب والخلاف والأصول والتفسير والوعظ أديبًا مناظرًا". وقال: "قال ابن النجار: كان يقال: إنه بلغ حد الإمامة على صغر سنه .. وتفرد برئاسة الشافعية وسافر إلى بغداد رسولًا إلى ديوان الخلافة، ثم عاد وكان معروفًا بالفصاحة والبلاغة وتعليم المناظرة" أ. هـ. • موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "حفظ في صباه -أي صلاح الدين الأيوبي- عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري وصار يحفظها صغار أولاده فلذلك عقدوا الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري" أ. هـ. وفاته: سنة (578 هـ) ثمان وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "الهادي" مختصر في الفقه. ¬

_ * موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 149)، تاريخ الإِسلام (وفيات 578) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 319)، وفيات الأعيان (5/ 196)، مرآة الزمان (8/ 372)، العبر (4/ 235)، السير (21/ 86) دون ترجمة، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 297)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 498)، مرآة الجنان (3/ 313)، البداية (12/ 334)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (6/ 352)، النجوم (6/ 94)، الشذرات (6/ 432)، الأعلام (7/ 230)، معجم المؤلفين (3/ 850)، تاريخ دمشق (58/ 13)، مختصر تاريخ دمشق (24/ 256)، هدية العارفين (2/ 429)، كشف الظنون (2/ 2526).

3543 - ابن ماشاذة

3543 - ابن ماشاذة * المفسر: مسعود بن محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أبو عبد الله الأصبهاني. من مشايخه: غانم البرجي، ومحمود بن إسماعيل، وعبد الكريم بن فورجة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "المفسر، الفقيه، ... قال ابن النجار: كان إمامًا حافظًا، قيمًا بالمذهب، والخلاف والتفسير والوعظ ... وحج وحدث ببغداد وجلس للوعظ، ولقي القبول التام واستحسن الأكابر كلامه" أ. هـ. وفاته: سنة (576 هـ) ست وسبعين وخمسمائة. 3544 - أبو بكر القرطبي * النحوي، اللغوي: مسلم بن أحمد بن أفلح، أبو بكر القرطبي. ولد: (376 هـ) ست وسبعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو عمر بن أبي الحباب، وأبو محمد بن أسد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "وافر الحظ من علم الاعتقادات سالكًا فيها طريق أهل السنة. قال ابن مهدي: كان رجلًا جيد الدين حسن العقل متصاونًا لين العريكة، واسع الخلق مع نبله وبراعته وتقدمه في اللغة العربية انتهى" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "وكان إمامًا في علم العربية، له تلامذة، وحلقة كبيرة وكان متنسكًا صالحًا من أهل السنة والجماعة رحمه الله ... " أ. هـ. وفاته: (433 هـ) ثلاث وثلاثين وأربعمائة. 3545 - الزَّنجي * المفسر: مسلم بن خالد بن مرمرة (ويقال جرجرة)، ويقال ابن سعيد بن حرجة الزنجي المكي المخزومي، أبو خالد أو أبو حامد مولى بني مخزوم. من مشايخه: ابن أبي مُليكة، وعمرو بن دينار وغيرهما. من تلامذته: الشافعي والحميدي، ومسدد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • طبقات ابن سعد: "كان الزنجي ابن خالد فقيهًا عابدًا يصوم الدهر، .. وكان كثير الحديث كثير الخلط، والخطأ في حديثه، وكان في بدنه نعم ¬

_ * طبقات المفسرين للسيوطي (106)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 321)، تاريخ الإسلام (وفيات 576) ط. تدمري، المختصر المحتاج إليه (3/ 190). * الصلة (2/ 591)، تاريخ الإِسلام (وفيات 433) ط. تدمري. * تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة الثامنة عشرة) ط. تدمري، طبقات ابن سعد (5/ 499)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 460)، المعارف (511 و 596)، الجرح والتعديل (8/ 183)، الثقات لابن حبان (7/ 448)، الكامل لابن عدي (8/ 6)، الكامل في التاريخ (6/ 45)، تهذيب الكمال (27/ 508)، ميزان الاعتدال (6/ 413)، السير (8/ 176)، تذكرة الحافظ (1/ 255)، العبر (1/ 277)، تهذيب التهذيب (10/ 115)، تقريب التهذيب (938)، الأعلام (7/ 222)، معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 171).

الرجل ولكنه كان يغلط" أ. هـ. • الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن أن أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مسلم بن خالد الزنجي ثقة، نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول قال علي بن المديني: مسلم بن خالد ليس بشيء، نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن مسلم بن خالد الزنجي فقال: ليس بذاك القوي منكر الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به، تعرف وتنكر" أ. هـ. • الكامل لابن عدي: "يحيى بن معين يقول: مسلم بن خالد الزنجي ليس به بأس". وقال: "أخبرنا المرزباني، حدثني أبو العباس القرشي قال: سمعت علي بن المديني يقول: الزنجي بن خالد منكر الحديث، ما كتبت عنه، وما كتبت عن رجل عنه". وقال: "سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: مسلم بن خالد أبو خالد عن ابن جريج وهشام بن عروة، منكر الحديث ليس بشيء. وقال النسائي: مسلم بن خالد الزنجي ضعيف". ثم قال: "هو حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس به" أ. هـ. • الثقات لابن حبان: "كان من فقهاء أهل الحجاز، ومنه تعلم الشافعي الفقه، وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالك بن أنس، وكان مسلم يخطئ أحيانًا" أ. هـ. • السير: "الإِمام فقيه مكة .. ". ثم قال الذهبي بعد قول أئمة الجرح والتعديل فيه: "قال أبو داود: ضعيف. قلت -أي الذهبي-: "بعض النقاد يُرقي حديث مسلم درجة الحسن". وقال: "قال أحمد الأزرقي: كان فقيهًا، عابدًا يصوم الدهر" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة، وقال مرة: ضعيف. وقال الساجي: كثير الغلط كان يرى القدر". ثم ذكر الذهبي أحاديث وقال بعدها: "فهذه الأحاديث وأمثالها تردّ بها قوة الرجل ويُضعف" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال الساجي، وقد روى عنه ما ينفي القدر". ثم قال: "وقال يعقوب بن سفيان سمعت مشايخ مكة يقولون كان لمسلم بن خالد حلقة أيام ابن جريح، وكان يصلب ويسمع، ولا يكتب، فلما احتج إليه، وحدث كان يأخذ سماعه الذي قد غاب عنه، يعني فضعف حديثه لذلك، وذكره ابن البرقي في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب ممن يكتب حديثه. وقال الدارقطني: ثقة حكاه ابن القطان" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "فقيه صدوق كثير الأوهام" أ. هـ. وفاته: سنة (179 هـ) تسع وسبعين ومائة، وقيل: (180 هـ) ثمانين ومائة. من مصنفاته: له تفسير.

3546 - المفسر الضرير

3546 - المفسر الضرير * المفسر المقرئ: مسلم بن سفيان البصري الضرير. ولد: أحمد بن عبد الخالق، وروح بن عبد المؤمن، وكعب بن إبراهيم وغيرهم. من تلامذته: ابنه الحسن وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "روى القراءة عن يعقوب نفسه هذا هو الصواب كما قطع به الحافظ الهمذاني وغيره" أ. هـ. 3547 - النُفَيعِي * المفسر مسلم -بالتشديد- بن سلامة بن شبيب النفيعي (¬1) السنجاري الحنفي الضرير. كلام العلماء فيه: • معجم البلدان: "كان ضريرًا أديبًا فقيهًا، له معرفة تامة بالتفسير، وقدم حلب مع أخيه" أ. هـ. • قلت: وأخيه هذا اسمه مُسْلِم -بضم الميم وبعدها سين ساكنة ولام مكسورة- ابن سلامة والمعروف بالنجم السنجاري، وهذا أديبًا فقيهًا فاضلًا، له مصنف في الجدل" أ. هـ. انظر الجواهر المضية (3/ 478)، معجم البلدان (5/ 297)، تاج التراجم (267). 3548 - أبو عبد الله الفهري * النحوي، اللغوي، المقرئ: مسلمة بن عبد الله بن سعد الفهري البصري، أبو عبد الله. من مشايخه: خاله عبد الله بن أبي إسحاق وغيره. من تلامذته: جعفر بن أبي جعفر المنصور، وشهاب بن شرنفة، ويونس بن بكير وغيرهم. كلام العلماء فيه: • لسان الميزان: "نحوي، بصري، مقرئ". وقال: "قال يونس بن بكير: كان صاحب فصاحة وكان حماد بن الزبير قال نحوه" أ. هـ. • غاية النهاية: "له اختيار في القراءة لا أعلم على من قرأ". وقال: "قال ابن مجاهد: كان من العلماء بالعربية وكان يقرأ بالإدغام الكبير كأبي عمرو وروى حروفًا لم يدغمها أبو عمرو" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان من أئمة النحويين المتقدمين ... وكان صائنًا لنفسه، ثم صار في آخر عمره مؤدبًا لجعفر بن أبي جعفر المنصور، ومضى معه إلى الموصل، وأقام بها حتى مات، فصار علم أهل الموصل من قبله. قال الزبيدي: وكان حماد بن الزبرقان ويونس يفضلانه" أ. هـ. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 321)، غاية النهاية (2/ 298). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 322)، الجواهر المضية (3/ 80)، معجم البلدان (5/ 297). (¬1) النفيعية: من قرى سنجار قريبة منها أ. هـ. انظر معجم البلدان. * بغية الوعاة (2/ 287)، إنباه الرواة (3/ 262)، غاية النهاية (2/ 298)، لسان الميزان (6/ 42).

3549 - الخالصي

3549 - الخَالِصي * المقرئ: مُشرف بن علي بن أبي جعفر بن كامل، أبو العز الخالصي (¬1)، البغدادي الضرير الشافعي. من مشايخه: أبو الكرم الشهرزوري، ومسعود بن الحصين وغيرهما. من تلامذته: ابن البخاري، والدبيثي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الأجل الصالح" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان صدوقًا صالحًا، من كبار المقرئين المجودين" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "تفقه بالنظامية على مذهب الشافعي" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ مجود ناقل" أ. هـ. وفاته: سنة (618 هـ) ثماني عشرة وستمائة. 3550 - أبو الخير الصِّلحي * النحوي، اللغوي: مصدق بن شبيب بن الحسين، أبو الخير الصِّلحي (¬2). ولد: سنة (535 هـ) خمس وثلاثين وخسمائة. من مشايخه: صدقة الواعظ، وابن الخشاب، وأبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "طلب الأدب حتى برز فيه، وسمع الحديث وتخرج به جماعة من أهل الأدب، ولم يكن في العبارة بذاك، وإنما كان رجلًا صالحًا فكان تستفاد بركته" أ. هـ. • إنباه الرواة: " ... حتى حصل معرفة النحو، وصار فيه مشارًا إليه، مع نظره في غيره، من فَهم اللغة والعربية وعلم الفرائض وقِسمة التركات وغير ذلك" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "برع في العربية، وصار مشارًا إليه مع ما فيه من الصلاح والخير والعبادة. أقرأ الناس زمانًا، وكان عالمًا أيضًا بالفرائض واللغة" أ. هـ. وفاته: سنة (605 هـ) خمس وستمائة. 3551 - ابن التَّمجيد * المفسر: مصطفى بن إبراهيم، ابن التمجيد، مصلح الدين. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 606)، التقييد لابن نقطة (463)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 43)، تاريخ الإِسلام (وفيات 618)، المختصر المحتاج إليه (3/ 200)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 371)، البداية والنهاية (13/ 104) وسماه "شرف"، غاية النهاية (2/ 298). (¬1) الخالص الذي ينسب إليه: اسم ناصية ونهر شرقي بغداد. (طبقات الشافعية للسبكي). * معجم الأدباء (6/ 2699)، بغية الوعاة (2/ 287)، إنباه الرواة (3/ 274)، معجم البلدان (2/ 481)، تاريخ الإسلام (وفيات 605) ط. تدمري، الكامل (12/ 282)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 151). (¬2) من أهل واسط، من قرية تعرف بدوان من قرى الصلح. والصلح معاملة من سواد شرقي واسط. * كشف الظنون (1/ 188)، هدية العارفين (2/ 433)، الأعلام (7/ 228)، معجم المطبوعات لسركيس (53)، معجم المؤلفين (3/ 854).

3552 - المحبي

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مفسر من علماء الدولة العثمانية كان معلم السلطان محمّد الفاتح" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (880 هـ) ثمانين وثمانمائة، وقيل: (842 هـ) اثنتين وأربعين وثمانمائة. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي". 3552 - المُحبِّي * النحوي، اللغوي: مصطفى بن أحمد بن منصور بن إبراهيم بن محمد سلامة بن محب الدين الدمشقي، الشهير بالمحبي، أبو الجود، الحنفي. ولد: (970 هـ) سبعين وتسعمائة. سلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "تغلبت عليه السوداء حتى كان يطلع إلى منارة المسجد الذي بمحلتهم وينادي بأعلى صوته بسبِّ بعض العلماء الكبار ويصرح بأسمائهم" أ. هـ. • أعلام الفكر في دمشق: "مارس صنعة الأدب وعلم النحو ونظم الشعر الجيد حتى اشتهر بأدبه وأشعاره بين الناس .. " أ. هـ. • الأعلام: "نحوي دمشقي حنفي .. " أ. هـ. من أقواله: أعلام الفكر في دمشق: من شعره يحث على طلب العلم: لا أشهد الفضل لكني شهدتُ به ... للنفس إذ دأبت في العلم تحصيلًا وذلك من باب تحديثٍ لخالقها .. بنعمةٍ منه تحصيلًا وتنويلًا وفاته: (1061 هـ) إحدى وستين وألف. من مصنفاته: "الحُبْر الحريرية" في شرح ملحمة الأعراب في النحو. 3553 - الفيلوُرْنَوي * المفسر: مصطفى بن إسماعيل الفيلورنوي، ويعرف بالمنطقي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "باحث من فضلاء الروم. من أهل فيلورنة بحوار مناستر يعرف بالمنطقي لكثرة اشتغاله بعلم المنطق .. " أ. هـ. • معجم المؤلفين: "تولى التدريس، وولي الإفتاء في مناستر" أ. هـ. وفاته: (1244 هـ) أربع وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي" من سورة النبأ إلى آخر القرآن، و"شرح الشمسية" في المنطق. 3554 - الذَّهبي المصري * المفسر: مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي الشافعي المصري. من مشايخه: الدمنهوري، والفضل الفضالي وغيرهما. ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 365)، هدية العارفين (2/ 441)، الأعلام (7/ 228)، أعلام الفكر في دمشق (396)، معجم المؤلفين (3/ 858). * هدية العارفين (2/ 456)، الأعلام (7/ 230)، معجم المؤلفين (3/ 858). * الأعلام (7/ 232)، معجم المطبوعات لسركيس (2/ 912)، معجم المؤلفين (3/ 863).

3555 - سروري

كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مولده ووفاته بمصر. تصدر للتدريس .. " أ. هـ. • معجم المطبوعات: "برع في أكثر الفنون وشاع فضله في سائر الأقطار وتصدر للاقراء والتدريس إلى أن توفي .. " أ. هـ. وفاته: (1280 هـ) ثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "تفسير غريب القرآن" و "تحرير الدرهم والمثقال والرطل" و"المناسخة". 3555 - سُرُورِي * النحوي، المفسر: مصطفى بن شعبان، الحنفي الرومي الكليبولي، مصلح الدين، المعروف بسروري. ولد: (897 هـ) سبع وتسعين وثمانمائة. من مشايخه: المولى القادري، وطاش كبري زاده وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العقد المنظوم: "بينا هو في بعض الأسحار يطالع نفائس الأسفار إذ نادى منادي الجذبات أن لله في أيام دهركم نفحات وقرع أسماع كل سماه ولاه {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} سمع هذا الخطاب غلب عليه الشوق والانجذاب، وترك التدريس واختار الخمول والانزواء وأحب مراسم طريق أرباب الزهد والفناء، وتاب على يد الشيخ محمود النقشبندي فلما توجه إلى هذا الطريق، وعلم أنها صعب مضيق لا تسع الأثقال والأحمال ولا يسلكها إلا الأفراد من الرجال اختار مهماته وترك مجملاته وبنى مسجدًا لله وتخلص لعبادة مولاه ... ابتلي بتعليم مصطفى خان بن السلطان سليمان خان فلما وصل إليه حل محلًا رفيعًا ومسندًا منيعًا، وعلت كلمته وارتفعت مرتبته وكان لا يقطع أمرًا إلَّا بمشورته ولا يفعل شيئًا إلا بمباشرته ومعرفته، وبقي في أوفر جيش وأرغد عيش حتى غضب أبوه وقصد دماره ثم قتله ومحا آثاره، فلما قتل بحربة العذاب وتقطعت به الأسباب وقتل بعضهم السلطان وقهر فلا جرم تفرقوا من سطوته شذر مذر فلما رأى المرحوم من بدره أفوله ساق إلى دار الخمول حموله، وتوجه ثانيًا إلى الإنقطاع من النَّاس خوفًا من حلول الباس فاستولى عليه من الفقر والفاقة ما لا يحتمله طاقة، وكان يكتب في بعض أزمانه ويقتات بأثمانه وما أصدق من قال حيث أبان عن هذه الأحوال: وإني رأيت الدهر منذ صحبته ... محاسنه مقرونة بمعايبه إذا سرّني أول الأمر لم أزل ... على حذر من غمة في عواقبه ومع ذلك لم يظهر العجز والأسف وسار سيرة السلف وستر الحزن والكآبة وعمر مسجده وفثح بابه، وأظهر الاهتمام في أداء وظائف الخدام حتى حكم فرقة من الناس بأن هذه الحالات ليست إلا محض الكرامات، وقصد إليه بالنذور والقرابين أرباب السفن وطائفة الملاحين، وكان -رحمه الله- ¬

_ * العقد المنظوم (343)، الشذرات (10/ 519)، كشف الظنون (189)، هدية العارفين (2/ 434)، الأعلام (7/ 235)، معجم المؤلفين (3/ 866).

3556 - الشكعة

قد حفر قبره وتهيأ لمنونه وانتظره وادخر ألفي درهم للتجهيز والتكفين وأدى زكاته مدة عشر سنين ومات رحمه الله من مرض الهيضة سنة تسع وستين وتسعمائة وقبره رحمه الله تعالى عند مسجده في قصبة قاسم باشا يسر الله في عقباه ما شاء وحزن الناس بموته وتبرهوا بتربته، وقد ذهب عمره بالتجرد والانفراد ولم يمل إلى التوليد والاستيلاد. وكان رحمه الله بهي المنظر لطيف المخبر حلو المحاضرة حسن المحاورة موصوفًا بالعفة والصلاح يلوح من جبينه آثار الفوز والفلاح، وكان رحمه الله جوادًا لا يلبث في ساحة راحته غير جوده وسماحته، وكان رحمه الله مكبًا على التأليف وحريصًا على التحرير والتصنيف فكتب كل ما خطر بباله من غير تمييز مستقيمه عن محاله" أ. هـ. • الشذرات: "وتنقل في المدارس وأكبَّ على الاشتغال والتصنيف. وكان بهي المنظر، حلو المخبر تلوح عليه آثار الفوز والفلاح جوادًا سمحًا" أ. هـ. وفاته: (969 هـ) تسع وستين وتسعمائة، وقيل: (962 هـ) اثنتين وستين وتسعمائة. من مصنفاته: "الحواشي الكبرى"، و"الحواشي الصغرى" كلاهما على تفسير البيضاوي و"تفسير سورة يوسف", و"شرح المصباح" في النحو. 3556 - الشكعة * المفسر مصطفى الشكعة. كلام العلماء فيه: • قلت: بعد اطلاعنا على كتابه: "تفسير سورة آل عمران) وجدنا إنه يؤول صفة (النظر) على مذهب الأشاعرة والماتريدية فيقول في (ص: 64) في تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: "لا يمنحهم عطفه ورحمته" أ. هـ. ولا بد لنا هنا أن ننبه إلى إن مصطفى الشكعة كان ممن يدعوا إلى التقريب بين الفرق الإِسلامية المختلفة كأهل السنة والجماعة والشيعة والخوارج والزيدية وذلك من خلال كتابيه "إسلام بلا مذاهب" و"المطالعات الإِسلامية في العقيدة والفكر" ولا يخفى ما في هذه الدعوة من تساهل في اعتبار عدم وجود خلافات في الأصول بل إن الخلاف في الفروع. وانظر لتفصيل ذلك -فيما يتعلق بالتقريب بين السنة والشيعة- كتاب "مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة" لفضيلة الدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري، فهو كتاب قيم في مجاله. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. من مصنفاته: "تفسير سورة آل عمران"، و"إسلام بلا مذاهب" وغيرها. 3557 - مصطفى زيد * المفسر مصطفى زيد. كلام العلماء فيه: • قال المترجم له في كتابه (سورة الأنفال عرض ¬

_ * تفسير سورة آل عمران -مصطفى الشكعة-، ط (6)، لسنة (1412 هـ - 1992 م)، الدار المصرية اللبنانية- القاهرة. * سورة الأنفال عرض وتفسير -مكتبة دار العلوم- ط (5) , لسنة (1395 هـ - 1975 م) , دراسات في التفسير - دار الفكر العربي، ط (1) , لسنة (1967 م).

3558 - الإزميري

وتفسير) صفحة (4): "أما منهجي في تفسير السورة فقد رسمه لي حرصي الشديد على أن أجلو كل نواحيها، بكل ما أملك من وسائل فبدافع من هذا الحرص قدمت بين يديها كلمة عن بعض الأحكام التي تتصل بها: فهل كل آياتها مدنية؟ ... وهل من الضروري أن تكون بينها وبين السورة السابقة لها في مصحف عثمان -وهي سورة الأعراف- مناسبة خاصة؟ وهل فيها ناسخ ومنسوخ؛ ثم عرضت آياتها عرضًا مجملًا، لأبرز الصلات القوية التي تجمع بين موضوعاتها فتجعل منها وحدة. ثم عدت إلى هذه الآيات بنحو من التفسير: لا أستطيع أن أقول إنه تفسير بالمأثور، ولا أستطيع أن أصله بأنه تفسير بالرأي، فقد ناقشت فيه بعض الروايات، ورفضت بعض الآراء، وكان لي في تفسير بعض الآيات رأي لم يمنعني من تقريره أنه رأيي، لم يسبقني إليه أحد فيما أعلم، إذ كان همي كله منصرفًا إلى أن أفسر السورة تفسيرًا دقيقًا لا يقوم على تكلف في الفهم ولا يستند إلى متابعة في الرأي ولا يعتمد على رواية لم تتأكد صحتها ... " أ. هـ. • قال المترجم له في كتابه (دراسات في التفسير) وفي كلامه عن التفسير والتأويل صفحة (ف): "وقد ذكر أن التأويل نوعان: مستكره ومنقاد، فالمستكره ما يستبشع إذا سبر بالحجة، ويستقبح بالتدليات المزخرفة المزوجة، قال وذلك على أربعة أضرب: الأول: أن يكون لفظ عام فيخصص في بعض ما يدخل تحته ... الثاني: أن تلفق بين إثنين. الثالث: ما أستعين فيه بخبر مزور أو كالمزور كقوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال بعضهم: عني به الجارحة (¬1) مستدلًا بحديث موضوع. الرابع: ما يستعان فيه باستعارات واشتقاقات بعيدة .. " أ. هـ. من مصنفاته: "سورة الأنفال عرض وتفسير"، و "سورة الأحزاب عرض وتفسير"، و"دراسات في التفسير" وغير ذلك. 3558 - الإزْميري * المقرئ: مصطفى بن عبد الرحمن بن محمّد الإزميري الرومي الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "عالم بالقراءات" أ. هـ. وفاته: (1156 هـ)، وقيل: (1155 هـ) ست وخمسين، وقيل: خمس وخمسين ومائة وألف. من مصنفاته: "عمدة العرفان في وجوه القرآن" و"تحرير النشر في القراءات العشر". ¬

_ (¬1) نلاحظ أنه في كلامه عن الآية {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قد وضعها في التأويل المستند إلى خبر مزور أو كالمرور ونلاحظه كأنه يعترض على المعنى الذي ذكره عن الساق بأنها الجارحة والله أعلم. * إيضاح المكنون (1/ 170)، هدية العارفين (2/ 445)، الأعلام (7/ 236)، معجم المؤلفين (3/ 869).

3559 - أبو العلا

3559 - أبو العُلا * المفسر: مصطفى أبو العُلا. ولد: سنة (1327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. من مشايخه: محمد بخيت المطيعي والشيخ محمد حسنين مخلوف والشيخ محمد حبيب الشنقيطي وغيرهم. من تلامذته: مصطفى شعراوي وغيره. كلام العلماء فيه: • مقدمة كتابًا نور الإيمان": "كان المترجم ذا تواضع فائق وسمت رائق وذاكرة قوية، ولطول ممارسته للفقه كان يستحضر المذاهب الأربعة، وحدثني مرارًا -وهو حنفي المذهب- أن مذهب الشافعي - رضي الله عنه - في العبادات هو أقرب المذاهب للكتاب والسنة. وكان معظمًا للإمام أبي حامد الغزالي محبًا له، فكثيرًا ما كان يعتمد على "إحياء علوم الدين في خطبه ومقالاته في مجلة "منبر الإِسلام" وكناه الناس بي "أبي حامد" لفرط محبته في ذلكم الإِمام الهمام" أ. هـ. قلت: من خلال مراجعتنا لكتابه "نور الإيمان في تفسير القرآن" وجدنا أن الشيخ مؤول في معظم الأسماء والصفات على مذهب الأشعرية والماتريدية التي ذكرها في تفسيره هذا، وعلى الرغم من إنه يذكر قول السلف في معاني بعض الصفات إلا إنه يذكره من باب السرد لا من باب الترجيح. وإليك المواضع التي أوّل فيها: 1 - في معنى (الرحمن الرحيم) - (ص 24) -: "وأما الوعد: فهو يطوي في قوله: "الرحمن الرحيم" ويتحقق برحمته التي وسعت كل شيء، وهي تفضله وإحسانه". 2 - في معنى الاستهزاء - (ص 57) -: "قال تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ} أي: يحقرهم تحقيرًا يُتعجب منه، أو يجازيهم بالعذاب على استهزائهم بالمؤمنين، وسمى الجزاء استهزاء من باب المشاكلة". 3 - في معنى الاستحياء - (ص 68) -: "من قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي ... } قال: "والاستحياء: من الحياء، وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب وندم به، أو هو انقباض النفس عن القبائح، وهذا المعنى محال في حقه تعالى، فتصرف اللفظ إلى لازم معناه وهو الترك ... ". ثم يقول: "وبعد، فمذهب الخلف وهو ما ذهب جمع من المفسرين فيه إلى تأويل الاستحياء بإرادة لازم معناه، وهو الترك كما سبق، ومذهب السلف إمرار ما ذكر وأمثاله على ما ورد، وتفويض علم كنهه، وكيفيته إلى الله تعالى، مع وجوب تنزيهه عما لا يليق بحلاله من صفات المحدثات". وبعده مباشرة يقول -وكأنه يرجح قول الخلف-: "ومجمل معنى القول الكريم على هذا: إن الله لا يترك ضرب المثل). 4 - وفي معنى الإستواء - (ص 73) -: من قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} قال: " ... ثم توجهت إرادته تعالى- ¬

_ * نور الإيمان في تفسير القرآن، محمّد مصطفى أبي العُلا- دار البشائر-، ط (1)، لسنة (1411 هـ -1991 م) بيروت - لبنان.

مع خلقه الأرض بمنافعها- إلى السماء جهة العلو ... أو على تعالى إلى السماء وارتفع من غير تكييف ولا تحديد ولا تشبيه، مع كمال تنزيهه عن سمات المحدثات. 5 - في معنى الإتيان - (ص 37) - من قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ.} قال: "أي إتيان عذاب الله وأمره وبأسه. - وفي معنى الكرسي والعرش (ص 469) قال: "والصحيح أن الكرسي غير العرش، والعرش أكبر من الكرسي، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وهما مخلوقان له تعالى، كالسموات، والأرض، ومن المتشابه، الذي استأثر الله بعلمه، فنفوض علم حقيقتهما إليه تعالى، مع كمال تنزيهه عن الجسمية، ومشابهة الحوادث، قال تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ويقال: فلان يسع الشيء سعة: إذا احتمله، وأطاقه، وأمكنه القيام به، وأصل الكرسي في اللغة -مأخوذ- من تركب الشيء بعضه على بعض، ومنه الكراسة لتركب بعض أوراقها على بعض، وفي العرف ما يجلس عليه، سمي به خشبة بعضه على بعض، وجاء في المصباح المنير، للإمام الفيومي: وتكرس فلان الحطب، وغيره: إذا جمعه، ومنه الكراسة بالتثقيل. وبعد، {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قيل: أحاط علمه بهما، وقيل: ملكه وسلطانه، أو قدرته، وهي معان مجازية للكرسي وقيل الكرسي نفسه مشتمل عليهما لعظمته، أو هو تمثيل لعظمته، وتمثيل مجرد كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} من غير تصور قبضة، وطيّ، ويمين، ولا كرسي في الحقيقة، ولا قاعد، ولذا قال العلامة التفتازاني: إنه من باب إطلاق المركب الحسي المتوهم على المعنى العقليّ المحقق، وفي القاموس ما يقتضي أن إطلاق الكرسي على العلم حقيقة، فحينئذ لا حاجة للتجوز المذكور، ونصه: والكرسيّ -بالضم، والكسر- السرير، والعلم، والجمع كراسيّ، وبلدة بطبرية: جمع عيسى - عليه السلام - الحواريين بها، وأنفذهم إلى النواحي، وفي تفسير القرطبي: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كرسيه علمه، ورجحه الطبري، وقيل: كرسيه: قدرته التي يمسك بها السموات والأرض، كما تقول: اجعل لهذا الحائط كرسيًا، أي: ما يعمده، وهذا قريب من قول ابن عباس رضي الله عنهما). ثم قال بعدها: "وهذه الآيات، وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح، إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، أي: عدم تأويلها بآراء الناس، بل نؤمن بها مع تنزيه الله تعالى عن الشبه بشيء من خلقه" أ. هـ. وكلامه هذا مناقض لما سبق ذكره، وفي الحقيقة فإن هذا يؤيد ما توصلنا إليه من خلال بحثنا من أن كثير من المعاصرين متذبذب في قوله في الأسماء والصفات فتارة يؤول وتارة يثبت وهكذا. والله أعلم بالصواب. وفاته: سنة (1406 هـ) ست وأربعمائة وألف.

3560 - بستان

من مصنفاته: "نور الإيمان في تفسير القرآن"، و"شرح حكم ابن عطاء الله السكندري" في مجلدين، و"الشرح المختصر الأسنى لأسماء الله الحسنى" وغيرها. 3560 - بُستان * المفسر: مصطفى بن محمد عليّ الأيديني التيروي الرومي، المعروف ببستان أفندي، مصلح الدين. ولد: (904 هـ) أربع وتسعمائة. من مشايخه: المولى ابن كمال باشا زاده، ومحيي الدين الفناري، والمولى شجاع وغيرهم. من تلامذته: ابن لالي بالي وغيره. كلام العلماء فيه • العقد المنظوم: "كان رحمه الله من أكابر العلماء والفحول الفضلاء تنشرح النفوس بروائه، ويضرب المثل بذكائه يغبطه النّاس على نقاء قريحته وسرعة بديهته، ألمعيًا فطنًا لبيبًا لوذعيًا فذًا أديبًا، وكان إذا باحث أقام للإعجاز برهانًا وأصمت البابا وأذهانًا، وكانت المشاهير من كبار التفاسير مركوزة في صحيفة خاطره كأنها موضوعة لدى ناظره، وأما العلوم العقلية فهو ابن بجدتها وآخذ بناصيتها وقد كتب حاشية على تفسير البيضاوي لسورة الأنعام، وعلق حواشي على مواضع أخر إلا أنه لم يتيسر له التبييض والإتمام؛ بسبب أنه سلك مسلك الزهد والصلاح واتسم بسمة أصحاب الفوز والفلاح، وكان جامعًا بين العلم والتقوى متمسكًا من حبال الشريعة بالسبب الأقوى، وكان يحفظ القرآن الكريم ويختم في صلواته في كل أسبوع مرة، وقال يومًا إني منذ خمسين سنة لم يتفق لي قضاء صلاة الصبح فكيف غيرها، وكان رحمه الله يقول: لا بد أني أموت في انقضاء رمضان وأدفن ليلة القدر وكان الأمر كما قال وكان مشايخ زمانه يقولون إنه كمل الطريقة الصوفية، وكان المرحوم الوالد بالي ابن محمّد شريكا له في زمن اشتغاله وصار ملازمًا من المولى كمال باشا زاده في القضية الواقعة بين المولى المزبور وبين جوي زاده وخلاصة ذلك الخبر أنه لما فتح إحدى المدارس الثمان امتحن المولى محيي الدين الفناري والمولى القادري والمولى جوي زاده والمولى إسرافيل زاده والمولى إسحاق، ووقع الامتحان من كتب الهداية والتلويح والمواقف فطالعوا فيها وحرروا رسائل وكان المولى كمال باشا زاده يومئذ مفتيًا بدار السلطنة، وقد كان كتب قبل هذا كتابًا في أصول الفقه وسماه تغيير التنقيح فاتفق أن له في محل الامتحان من ذلك الكتاب ردًّا على صاحب التنقيح، فلما وقف عليه المولى جوي زاده نقله في رسالته بلفظ قيل، وأجاب عنه فلما تم الامتحان وتقرر رجحان المولى جوي زاده سعى بعض أعدائه إلى المفتي المزبور بأنه كتب كلامك في رسالته بتخفيف وتنقيص فغضب المفتي وشكا إلى السلطان، فأمر محبسه وتسلية المفتي فأرسل إليه من يتعرف ذلك فقال المفتي لا أتسلى بدون قتله فعزم السلطان على أن يقتله في البحر إلا أنه لم يسارع فيه؛ لما أنه كان يسمع في ¬

_ * العقد المنظوم (395)، الشذرات (10/ 563)، هدية العارفين (2/ 435)، كشف الظنون (1/ 119 و 450)، الأعلام (7/ 240).

3561 - مصطفى الواعظ

المولى جوي زاده من الفضل والتقوى ثم أشار إلى بعض الرؤساء بأن يسعوا في إزالة غضب المفتي وآثارة ناره فسعى طائفة من العلماء وغيرهم، واستشفعوا وتضرعوا إليه وغيروا الرسالة وعرضوها عليه، وقالوا: إن ما ذكر كذب وافزاء عليه فلما أحسوا منه الميل إلى العفو أتوا به إليه فلما دخل عليه بأس نعله فخرج من عنده فعفا عنه السلطان، وذهب إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بادرنه وحرم من الدخول في المدارس الثمان ثم قصد السلطان إلى المفتي بالإحسان تسلية للأمر وجزاء للعفو المذكور، فأرسل إليه من الكتب والآنية وغيرها وطلب منه أن يعين عدة من طلبته للملازمة، فعين رحمه الله فيمن عين المرحوم الوالد وكان عنده بمرتبة ثم درس المرحوم بمدرسة خاص كوي بعشرين ثم مدرسة أمير الأمراء بادرنه بخمسة وعشرين، ثم ساقه بعض الأمور إلى اختيار منصب القضاء وتولى عدة مناصب حتى توفي بقصبة جورلي وهو مسافر إلى قصبة بوردين بعد تقليد قضائه بمائة وثلاثين، ودفن بالقصبة المزبورة وذلك في شهر رجب وقد ولد رحمه الله سنة إحدى وتسعمائة، وقد قرأت عليه الصرف والنحو ونبذا من علم الفروع وأنا في ذلك مكمل لأول العقول، وكان رحمه الله حديد الذهن صاحب القريحة صحيح العقيدة بحاثًا بالعلم معروفًا به بين الأهالي، وقد كتب تفسيرًا من المعتبرات بخطه خصوصًا مؤلفات أستاذه المولى ابن كمال باشا زاده حيث كتب جميع كتبه ورسائله، وعلق حواشي على بعض المواضع من شرحه للفرائض وعلى بعض المواضع من الإصلاح والإيضاح، وكان له اليد الطولى في الكلام والهيئة والحساب وكتب على بعض المواضع منها كلمات لطيفة، وكان رحمه الله محمود السيرة في قضائه عامله الله بلطفه يوم جزائه" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل، من مستعربي الترك. من أهل (تيرا) كان فاضلًا في الروم إيلي .. " أ. هـ. وفاته: سنة (977 هـ) سبع وسبعين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة الأنعام". 3561 - مصطفى الواعظ * المفسر: مصطفى بن محمّد بن محمد بن جعفر الأدهمي الحسيني، أبو إسماعيل الواعظ، ويسمى مصطفى نور الدين. ولد: سنة (1263 هـ) ثلاث وستين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "مؤرخ، من فقهاء بغداد وأعيانها" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، متكلم، مفسر، مؤرخ ... وتقلب في مناصب متعددة منها الإفتاء بالحلة والديوانية، وانتخب نائبًا عن بغداد في المجلس النيابي العثماني" أ. هـ. وفاته: سنة (1331 هـ) إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. ¬

_ * هدية العارفين (2/ 461)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 311)، الأعلام (7/ 244)، معجم المؤلفين (3/ 884).

3562 - مصطفى نجا

من مصنفاته: "تفسير مفردات القرآن"، و"البرهان الجلي في الفرق بين الرسول والنبي والولي"، "الروض الأزهر في تراجم آل السيد جعفر". 3562 - مصطفى نَجَا * المفسر، المقرئ: مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن عبد القادر نجا الشافعي. ولد: (1269 هـ) تسع وستين ومائتين وألف. من مشايخه: حسين شومان وعبد الباسط الفاخوري، وأخذ الطريقة الشاذلية عن السيد الشيخ علي نور اليشرطي الحسني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأعلام الشرقية: "الشافعي مذهبًا، الشاذلي طريقة ... ولما توفي مفتي بيروت الشيخ عبد الباسط الفاخوري ظل منصبه شاغرًا بضعة أعوام. فلما أعلن الدستور العثماني انتخب المترجم له مفتيًا لمدينة بيروت 1327 هـ. وكان دمث الأخلاق، سخيًّا، محسنًا للفقراء واليتامى والمساكين .. " أ. هـ. • أعلام الأدب والفن: "أخذ الطريقة الشاذلية عن المرشد الشيخ علي نور الدين اليشرطي الحسني التونسي نزيل عكا، وأذن له بالإرشاد واستنابه عنه في بيروت، فانتفع به كثير من المريدين وساروا بإرشاده في طريقة مثلى ونهج قويم ... ثابر على خدمة العلم ومؤازرة أهله في كل ناد والدعوة إلى الخير والبر والإحسان إلى أن انتخب لمنصب الإفتاء .. " أ. هـ. • رحلة إلى الحق: "وقد أورد الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت، في كتابه كشف الأسرار، كثيرًا من أقوال السادة الصوفية من أهل هذا الشأن "منها أن البحار الأحدية، هي تجلي ذاتي ليس للأسماء ولا للصفات فيه ظهور ولا لشيء من تأثيراتها، فهي تقتضي محو الأكوان وبطلانها من حيث الظهور، مع هو الأعيان وإثباتها من حيث البطون" قال: "ومنها قولهم بلسان الإشارة أن الأحدية بحر بلا أمواج، ولكن الأمواج المراد بها الأكوان كامنة فيه لا تظهر في هذا التجلي؛ لأنها لو ظهرت لا تكون أحدية، بل تكون واحدية، ويقال لصاحب الأحدية، أي المتجلي عليه الحق عَزَّ وَجَلَّ بالأحدية، هو في مقام الفناء، أي في عين الجمع المعبّر عنه بتجريد التوحيد، فهي تجريد عن السوي، وغيبة عن الآثار" أ. هـ. • ذكرى الشيخ مصطفى نجا (ص 7): "أخذ الطريقة الشاذلية سنة سبع وتسعين عن المرشد الكامل سيدي العارف بالله الشيخ على نور الدين اليشرطي الحسني التونسي نزيل عكا وسلك طريق القوم جامعًا بين الشريعة والطريقة والحقيقة .. ". قلت: وله قصيدة نظمها عندما حج وزار النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيها توسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال (ص 8): هب لي رضاك وكن مجيري يوم لا ... مال ولا ولد أراه نافعًا بحياة هن فضلته وجعلته ... للخلق في يوم القيامة شافعًا ¬

_ * منتخبات التواريخ (1325)، أعلام الأدب والفن (2/ 343)، الأعلام الشرقية (1/ 417)، رحلة إلى الحق (212)، لفاطمة اليشرطية، إيضاح المكنون (2/ 652)، الأعلام (7/ 246)، ذكرى العلامة الشيخ مصطفى نجا.

3563 - الموستاري

خير الورى وأجل من وطئ الثرى ... واخترته منا لدينك شارعًا سر الوجود ومعدن الجود الذي ... أضحى لأنواع الفضائل جامعًا وأتى لرسلك خاتمًا مع أنه ... قبل الخليقة كان نورًا ساطعًا هيهات لا أحد يحيط بوصفه ... منا ولو ملأ الوجود بدائعا ويرى قصير الباع مهما كان في ... فن الفصاحة والبلاغة بارعًا صم الحصى في كفه قد سبحت ... علنًا ومنها الماء أصبح نابعًا وإليه حن الجذع والجمل اشتكى ... وأتى لحضرته العلمية هارعًا ونفى عن الناس المظالم شرعه ... وغدا لأعلام العدالة رافعًا فمن اقتدى منا به وجد الهدى ... وجنى بفضل الله منه منافعًا صلى وسلم ذو الجلال عليك ما ... أضحى هزار فوق غصن ساجعًا وعلى جميع الآل والصحب الألى ... لبسوا مطارف للعلا ومدارعًا وفاته: (1350 هـ) خمسين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "تفسير جزء عم" و"كشف الأسرار" تصوف و"إرشاد المريد" في التجويد. 3563 - المُوسْتاري * النحوي: مصطفى بن يوسف بن مراد الأيوبي الموستاري البوسنوي الرومي الحنفي. ولد: سنة (1061 هـ) إحدى وستين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه حنفي، تركي المنبت، من أهل موستار تعلم في استانبول. وتولى الإفتاء في بلده إلى أن توفي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، منطقي، بياني، فرضي، مشارك في غير ذلك .. " أ. هـ. • الجوهر الأسنى: "كان رحمه الله تعالى عالمًا مدققًا مغرمًا بعلم المناظرة من بين سائر الفنون، كثير التأليف فيه، مجدًا في طلب العلم، وجد في مكتبته بين الكتب أكثر من ستين كتابًا كبيرًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1119 هـ) تسع عشرة ومائة وألف، وقيل: (1110 هـ) عشر ومائة وألف، وقيل: (1199 هـ) تسع وتسعين ومائة وألف، وهذا بعيد عن الصحة. من مصنفاته: "الفوائد العبدية" في شرح أنموذج الزمخشري في النحو، ألفه لتلميذ له اسمه عبد الله ونسبه إليه، و"نفائس المجالس" في الوعظ. ¬

_ * الجوهر الأسنى (190)، سلك الدرر (4/ 218)، هدية العارفين (2/ 443)، إيضاح المكنون (1/ 339)، الأعلام (7/ 247)، معجم المؤلفين (3/ 889).

3564 - مصطفى الأسير

3564 - مصطفى الأسير * المفسر: مصطفى بن يوسف بن عبد القادر الأسير الحسيني البيروتي. ولد: سنة (1273 هـ) ثلاث وسبعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "متأدب. مولده ووفاته في بيروت, من موظفي حكومتها ثم حكومة دمشق" أ. هـ. وفاته: سنة (1333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: رسالتين هما "النبراس" في فضائل الإنسلام، و"هدية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامة من ألفاظ القرآن". 3565 - مصطفى كمال * المفسر: مصطفى كمال بن محمد الشريف. ولد: سنة (1263 هـ) ثلاث وستين ومائتين وألف. من مشايخه: الشيخ أحمد عابدين، والشيخ عبد الله الحلبي، والشيخ عبد الرحمن الخربوتي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • أعلام دمشق: "له شعر لطيف يسلك به مسلك الصوفية" أ. هـ. • قلت: عند مراجعة كتابه (الإيمان الكامل) نلاحظ وجود بعض العبارات الصوفية، وقد نحى في سرد الكلام فيه منحى الصوفية، ولم يتطرق لأمور عقائدية أخرى فيه، والله أعلم. وفاته: سنة (1317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: شرع في تفسير كبير سماه "الموارد الكمالية في الترجمة عن الآيات القرآنية" لم يتم, و"مدخل إلى فصوص الحكم"، و"وحدة الوجود"، و "السوائح الكمالية على الحكم الشاذلية" وغير ذلك. 3566 - ابن أبي رُكبَ * النحوي، اللغوي: مصعب بن محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود الخشني أبو ذر، الأندلسي الجيّاني، ابن أبي الركب. ولد: سنة (533 هـ)، وقيل: (534 هـ) ثلاث وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: والده الأستاذ أبو بكر، وأبو بكر بن طاهر الخِدَب، وأجاز له السِّلفي وغيرهم. من تلامذته: ابن فرتون، وجلة من شيوخ ابن الآثار وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان وقور المجلس، حسن السمت والهدي على سَنن السلف. وكان حييًا ... ¬

_ * معجم المطبوعات لسركيس (448)، الأعلام (7/ 247)، معجم المؤلفين (3/ 888). * أعلام دمشق (339)، منتخبات التواريخ (2/ 764) , معجم المؤلفين (3/ 875). * تكملة الصلة (2/ 700)، الأعلام (7/ 249)، تاريخ الإسلام (وفيات 604) ط. تدمري، السير (21/ 477)، العبر (5/ 11)، بغية الوعاة (2/ 287)، الشذرات (7/ 27)، معجم المؤلفين (3/ 889).

3567 - المرواني القرطبي

رئيسًا في صناعة العربية" أ. هـ. • السير: "العلامة اللغوي إمام النحو ... وكان محتشمًا، مهيبًا، وقورًا، مليح الشكل، كان الوزراء والأعيان يمشون إلى مجلسه وإذا ركب مشوا، يقرأ النهار كله وبعض الليل. قيل: عُزل عن قضاء جيان وأهين لتيهه، ويقال: إرتشى" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان إمامًا مبرزًا في العربية وضروبها، أقرأها عامة حياته ورحل الناس إليه فيها". وقال: "وكان رئيسًا وقورًا مهيبًا، مليح الصورة، على مجلسه جلالة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أحد الأئمة المتقنين، وأحد المعتمدين في الفقه والأدب إمامًا في العربية، ذا سمت ووقار وفضل ودين ومروءة، كثير الحياء، قليل التصرف في العلم" أ. هـ. وفاته: سنة (604 هـ) أربع وستمائة. من مصنفاته: له تأليف في "شرح غريب السيرة" لابن إسحاق، وشرح كتاب "سيبويه" و"شرح الإيضاح"، و"شرح الجمل". 3567 - المرواني القرطبي * النحوي، اللغوي: مطرف بن عبد الرحمن بن إبراهيم قرطبي، أبو سعيد، الأموي المرواني القرطبي. من مشايخه: يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وسحنون بن سعيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان شيخًا نبيلًا بصيرًا باللغة والنحو والشعر، وكان شاعرًا، سمع منه الناس كثيرًا، وكان ثقة صالحًا". • جذوة المقتبس: "كان زاهدًا فاضلًا" أ. هـ. • الديباج: "كان بصيرًا بالفقه والنحو واللغة والشعر، بصيرًا بالوثائق مشاورًا في الأحكام" أ. هـ. وفاته: سنة (282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين. 3568 - أبو القاسم الغسانّي * اللغوي: مطرف بن عيسى بن لبيب بن محمّد بن مطرف الغساني الإلبيري، ثم الغرناطي، أبو القاسم. من مشايخه: فضل بن سلمة، ومحمد بن أبي خالد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان متصرفًا في علم الإعراب والغريب، ورواية الشعر وحفظ الأخبار وتأليف الكتب" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان لغويًّا إخباريًا مؤرخًا مصنفًا" أ. هـ. وفاته: سنة (356 هـ)، وقيل: (357 هـ) ست ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (2/ 134)، جذوة المقتبس (2/ 554)، بغية الملتمس (2/ 619)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 29) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 342). * بغية الوعاة (2/ 289)، تاريخ الإسلام (وفيات 357) ط. تدمري، تاريخ علماء الأندلس (2/ 837).

3569 - أبو زيد السروجي

وخمسين، وقيل: سبع وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: ألف كتابًا في فقهاء إلبيرة، وآخر في شعرائها، وكتابًا في أنساب العرب النازلين بها وأخبارهم. 3569 - أبو زيد السَّروجي * النحوي، اللغوي: المطهر بن سلار السروجي (¬1)، أبو زيد. من مشايخه: الحريري وغيره. من تلامذته: ابن المندائي الواسطي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "كان فيه فضل وأدب، وله معرفة بالنحو واللغة والعربية" أ. هـ. • الأعلام: "هو الذي أنشأ (الحريري) مقاماته على لسانه. كان تلميذًا للحريري بالبصرة وتخرج به. قال ابن المندائي الواسطي: قدم علينا واسطًا سنة (538 هـ)، ورويت عنه (ملحة الإعراب) في النحو من نظم الحريري" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة. 3570 - أبو غانم * النحوي، المقرئ: المظفر بن أحمد بن حمدان، أبو غانم المصري. من مشايخه: أحمد بن عبد الله بن هلال، وموسى بن أحمد وغيرهما. من تلامذته: محمد بن علي الأدفوي، ومحمد بن خُراسان الصِّقلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "من جلة المقرئين بمصر" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ جليل نحوي فاضل" أ. هـ. • الأعلام: "مقرئ مصري، نحوي" أ. هـ. وفاته: سنة (333 هـ) ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. من مصنفاته: "اختلاف القراء السبعة". 3571 - أبو الفتح المقرئ * المقرئ: المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن بُرهان، أبو الفتح. من مشايخه: أبو القاسم علي بن العقِب، وأبو الحسن محمد بن الأخرم وغيرهما. من تلامذته: تمام الرّازي، وأبو سعد الماليني، وعلي بن الحسن الرَّبعي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • مختصر تاريخ دمشق: "سكن دمشق، وأقرأ القرآن مدة، وكان مصنفًا في القراءات حسن التصنيف" أ. هـ. • معرفة القراء: "من كبار المصنفين بدمشق" أ. هـ. ¬

_ * إنباه الرواة (3/ 276)، الأعلام (7/ 253). (¬1) منسوب إلى سروج وهي بلدة قريبة من حران، من ديار مصر. * تاريخ الإِسلام (وفيات 333) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 286)، غاية النهاية (2/ 301)، بغية الوعاة (2/ 290)، الأعلام (7/ 255) , معجم المؤلفين (3/ 892). * مختصر تاريخ دمشق (24/ 362)، تاريخ الإِسلام (وفيات 385) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 353)، غاية النهاية (2/ 300)، معجم المؤلفين (3/ 892).

3572 - مظفر المقرئ

• غاية النهاية: "إمام مقرئ مؤلف ثقة ... قال الداني: مشهور ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: له كتاب في القراءات. 3572 - مظفر المقرئ * المقرئ: مظقر بن أبي بكر بن مظفر بن إبراهيم. من مشايخه: ابن الجزري، والشيخ خليل بن المشبب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "الشيخ الصالح الولي من خيار خلق الله، ... وانقطع بالقرافة ثم انتقل إلى دعي الطين ظاهر مصر فانقطع هناك وأقرأ الناس وهو عدم النظير زهدًا وورعًا" أ. هـ. • إنباء الغمر: "كان عابدًا متقشفًا طارحًا للتكلف كثير الإنجماع، عارف بالقراءات انتفع به جماعة، وكان يتزيا بزي الحمالين فيحمل للناس الأمتعة بالأجرة ويتقوت بذلك هو وعياله من غير أن يعرف به" أ. هـ. • الوجيز: "الشيخ الصالح المقرئ مظفر بن أبي بكر والد سيدي أحمد أحد المعتقدين في وقتنا رحمهما الله" أ. هـ. وفاته: سنة (799 هـ) تسع وتسعين وسبعمائة، وقيل: (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. 3573 - مُعاذ الهرّاء * النحوي، اللغوي: معاذ بن مسلم، أبو مسلم الهرّاء الكوفي، مولى محمد بن كعب القرظي. ولد: (101 هـ) إحدى ومائة. من مشايخه: عطاء بن السائب، وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما. من تلامذته: الكسائي وغيره. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "روى عنه عبد الرحمن بن الضحاك النصري سألت أبي عنه فقال: مجهول" أ. هـ. • المغني: "معاذ بن مسلم، عن شرحبيل بن السمط، مجهول" أ. هـ. • الفهرست: "وكان معاذ صديقًا للكميت، فأشار عليه بالخروج من عمل خالد القسري وقال: هو شديد العصبية على المضرية، فلم يقبل منه فلما قبض خالد على الكميت وحبسه اغتم معاذ فقال: نصحتكَ والنصيحة إن تعدَّت ... هوى المنصوح عزَّ لها القبولُ ¬

_ * غاية النهاية (2/ 301)، إنباء الغمر (3/ 365)، الوجيز (1/ 327). * الفهرست (71)، نزهة الألباء (50)، الجرح والتعديل (8/ 248)، الحيوان للجاحظ (6/ 327) و (7/ 51)، الكامل (6/ 189)، إنباه الرواة (3/ 288)، وفيات الأعيان (5/ 218)، إشارة التعيين (347)، السير (8/ 482)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة التاسعة عشرة) ط. تدمري، المغني في الضعفاء (2/ 664)، نور القبس (276)، البلغة (222)، لسان الميزان (6/ 77)، بغية الوعاة (2/ 240)، الشذرات (2/ 399)، الأعلام (7/ 258)، معجم المؤلفين (3/ 895).

فخالفت الذي لك فيه رُشدُ ... فغالت دون ما أمْلت عوُلُ وعادَ خلاف ما تهوى خلافًا ... له عَرضُ مِنَ البلوى وطولُ .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "عاش معاذ الهزاء إلى أيام البرامكة. وقد ولد في أيام يزيد بن عبد الملك، ومات في السنة النبي نكب فيها البرامكة سنة (187 هـ). وكان له أولاد وأولاد أولاد، ماتوا كلهم وهو باق، ولم يصنف شيئًا فيما علمته ... وقال إسحاق ابن الجصاص: ... كان معاذًا يبيع الثياب الهروية ويصنف كتب النحو في أيام بني أمية ولم يعرف له كتاب يؤثر عنه ... وكان صالح العلم بالعربية، ولكنه ليس من أعلام النحويين وهو أحد من أخذ عنه الفراء قال المرزباني: وقيل إن الهراء أستاذ الكسائي، وكان يتشيع ... وقال علي بن مسلم بن الهيثم بن مسلم الكوفي: كان أبو مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان قد نظر في النحو، فلما أحدث النَّاس التصريف لم يحسنه وأنكره، فهجا أصحاب النحو، فقال: قد كان أخذهم في النحو يعجبني ... حتى تعاطوا كلام الزنج والروم لما سمعت كلامًا ليس يعجبني ... كأنه زجل الغربان والبوم تركت نحوهم والله يعصمني ... من التفخيم في تلك الجراثيم فأجابه معاذ الهراء أستاذ الكسائي: عالجتها أمرد حتى إذا ... شِبتَ ولم تعرف أبا جادها سميت من يعرفها جاهلًا ... يصدرها من بعد إيرادها سهل منها كل مستصعبٍ ... طود عليه فوق أطوادها ذكر المسألة التي سمعها أبو مسلم عند معاذ الهراء. قال إسحاق بن الجصاص: جلس أبو مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان إلى معاذ بن مسلم الهراء النحوي -وكان يبيع الهروى- وسمع معاذًا يناظر رجلًا في النحو، فقال معاذ: كيف تقول من "تؤزهم أزًا": يا فاعل افعل؟ وصلها بيا فاعل أفعل من {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}. فأجاب الرجل معاذًا، فسمع أبو مسلم كلامًا لم يعرفه فقام عنهم، وأنشأ الأبيات المقدم ذكرها: قد كان أخذهم في النحو يعجبني. - يقال يا آز أز، ويا وائد إد، مثل قولك: يا واعد عد-. وأنشد معاذ جوابًا لأبي مسلم: عالجتها أمرد حتى إذا الأبيات المتقدمة، ولما سمع أبو مسلم الأبيات قال: والله إن زاد بيتًا لأهجونه دون النحاة، ولأذكرن اسمه ظاهرًا، فلم يزد معاذ بعد ذلك شيئًا على ما قاله من الأبيات" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "وكان يتشيع، وله شعر

3574 - ابن الحدوس

كشعر النحاة .. " أ. هـ. • السير: "شيخ النحو أخذ عنه الكسائي، وكان شيعيًا معمرًا, عاش تسعين عامًا مات أولاده وأحفاده وهو بأن. قال عُثْمَان بن أبي شيبة رأيته يشد أسنانه بالذهب" أ. هـ. • لسان الميزان: "وله عن عطاء بن السائب خبر باطل سقناه في الحسن والحسين" أ. هـ. • البغية: "قال السيوطي معلقًا على قصة إسحاق الجصاص التي أوردها القفطي في إنباه الرواة: "ومن هنا لمحت أن أول من وضع التصريف معاذًا هذا، وقد وقع في شرح القواعد لشيخنا الكافيجي أن أول من وضعه معاذ بن جبل، وهو خطأ بلا شك، وقد سألته عنه فلم يجبني بشيء" أ. هـ. من أقواله: إنباه الرواة: قال الخزرجي: إن معاذ بن مسلم رجلٌ ... قد ضج من طول عمره الأبد قد شاب رأسُ الزمان واختضب ... الدَّهرُ وأثوابُ عمره جُددُ يا نسر لقمان كم تعيشُ وكم ... تلبُس ثوب الحياة يا لُبَدُ وفاته: (187 هـ) سبع وثمانين ومائة، وقيل: (190 هـ) تسعين ومائة. 3574 - ابن الحدَوْس * المفسر: المعافي بن إسماعيل بن الحسين بن أبي سنان الشيباني الموصلي الشافعي، أبو محمَّد، جمال الدين. ولد: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الربيع سليمان بن خميس، ومسلم بن علي الشيخي. من تلامذته: التركي البرزالي، والمجد بن العديم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإِسلام: "كان فاضلًا ديِّنًا عارفًا بالمذهب درّس وأفتى وناظر وكان مليح الشكل والبزة" أ. هـ. • طبقات الشافعية للأسنوي: "كان فقيهًا إمامًا بارعًا جيدًا صالحًا أديبًا سمع وحدث وأفتى وصنف وناظر ... وكان قليل الفتوى لورعه" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، عارف بالحديث، والأدب" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا بارعًا بالمذهب، كثير العبادة، درس وأفتى وناظر" أ. هـ. وفاته: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. ¬

_ * تاريخ الإِسلام (وفيات 630) ط. بشار، السير (22/ 356)، بدون ترجمة، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 374)، طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 450)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 116)، الشذرات (7/ 250)، كشف الظنون (1/ 16) و (2/ 1947)، هدية العارفين (2/ 465)، الأعلام (7/ 259)، معجم المؤلفين (3/ 895)، تذكرة الحفاظ (4/ 1457).

3575 - المعافى بن زكريا

من مصنفاته: "نهاية البيان في تفسير القرآن" خمسة أجزاء، و "كتاب الموجز" في الذكر وغيرها. 3575 - المعافى بن زكريا * النحوي، اللغوي، المفسر: المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داود، أبو الفرج، النهرواني (¬1)، الجريري (¬2)، القاضي المعروف بابن طراز. ولد: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة، وقيل: (305 هـ) خمس وثلاثمائة. من مشايخه: البغوي، وابن صاعد وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأحمد بن علي بن التوزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "يذهب محمد بن جرير الطبري، كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب. قال البرقاني: كان كثير الرواية للأحاديث التي يميل إليها الشيعة. قال أيضًا: ثقة ولم أسمع منه شيئًا. قال العتيقي: ثقة" أ. هـ. • المنتظم: "كان عالمًا بالنحو واللغة وأصناف الآداب والفقه. وكان يذهب مذهب محمد بن جرير الطبري. وكان ثقة" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان ثقة مأمونًا عالمًا فاضلًا كثير الأدب والتمكن في أصناف العلوم" أ. هـ. • الشذرات: "قال ابن ناصر الدين: كان حافظًا علامة، ذا فنون، من الثقات" أ. هـ. • الأعلام: "قاض، من الأدباء والفقهاء، له شعر حسن، ولي القضاء ببغداد وقيل له الجريري لأنه على مذهب ابن جرير الطبري" أ. هـ. • قلت: مذهب ابن جرير الطبري هو مذهب فقهي إنفرد به، وقد إندثر بعد وفاته. والله أعلم. من أقواله: المنتظم: "كان هناك جماعة من أهل العلم والأدب فقالوا له في أي نوع من العلم تتذاكر؟ فقال المعافى لذلك الرئيس خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب فإن رأيت بأن تبعث بالغلام إليها وتأمره أن يفتح بابها ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منها فيحمله ثم نفتحه وننظر في أي نوع هو فنتذاكره ونتبارى فيه .. " أ. هـ. ¬

_ * الفهرست لابن النديم (292)، تاريخ بغداد (13/ 230)، الأنساب (5/ 545)، المنتظم (15/ 24)، الكامل (9/ 163)، اللباب (3/ 249)، معجم الأدباء (6/ 2702)، إنباه الرواة (3/ 296)، وفيات الأعيان (5/ 221)، إشارة التعيين (349)، تاريخ الإِسلام (وفيات 390) ط. تدمري، تذكر؛ الحفاظ (3/ 1010)، العبر (3/ 47)، السير (16/ 544)، البداية والنهاية (11/ 350)، غاية النهاية (2/ 302)، البلغة (223)، النجوم (4/ 201)، بغية الوعاة (2/ 293)، طبقات الحفاظ (400)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 323)، كشف الظنون (1/ 593)، الشذرات (4/ 483)، هدية العارفين (2/ 464)، الأعلام (7/ 260)، معجم المؤلفين (3/ 895). (¬1) النهرواني: نسبة إلى نهروان: وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون. وهي ثلاث نهروانات الأعلى والأوسط والأسفل، وقيل: هذه النسبة إلى النهروان وهي بلدة قديمة بالقرب من بغداد لها عدة نواح. انظر اللباب (2/ 249)، ومعجم البلدان (5/ 324). (¬2) الجريري: بفتح الجيم منسوب إلى محمد بن جرير الطبري لأنه كان يتفقه على مذهبه.

3576 - معاوية بن صالح

معجم الأدباء: قال أبو حيان التوحيدي: رأيته في جامع الرصافة وقد نام مستدبر الشمس في يومٍ سياقٍ وبه من أثر الفقر والبؤس والضرِّ أمرٌ عظيم مع غزارة علمه وإتساع أدبه وفضله المشهور ومعرفته بصنوف العلم، سيما علم الأثر والأخبار وسير العرب وأيامها، فقلت له: مهلا أيها الشيخ وصبرًا فإنك بعين الله ومرآى منه ومسمع وما جمع الله لأحدٍ شرف العلم وعز المال، فقال: ما لا بد منه من الدنيا فليس منه بدٌّ ثم قال: يا محنة الدهر كفيّ ... إن لم تكفي فخفي قد آن أن ترحمينا ... من طول هذا التشفي طلبتُ جدًّا لنفسي ... فقيل لي قد توفي فلا علومي تجدي ... ولا صناعة كفي ثورٌ ينال الثريا ... وعالم متخفي"أ. هـ. ومن شعره: ألا قل لمن كان لي حاسدًا ... أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في مُلكه ... بأنك لم ترض لي ما وهب فجازاك عني بأن زادني ... وسدّ عليك وجوه الطلب وفاته: سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. من مصنفاته: تفسير في ستة مجلدات، لعله "البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز"، و"الجليس والأنيس" وغير ذلك. 3576 - مُعَاوية بن صالح * المقرئ: مُعَاوية بن صالح بن الوزير مُعَاوية بن يسار، أبو عبيد الله، الأشعري بالولاء، الدمشقي. من مشايخه: خالد بن مخلد، وأبو عبد الرحمن المقري، ويحيى بن معين وغيرهم. من تلامذته: النسائي، وأبو حَاتِم، وأبو زرعة الدمشقي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "المجوّد الإِمام .. الحافظ .. رحل وعني بهذا الشأن .. قال النسائي: لا بأس به انتهى -وقال الذهبي- شاخ وجاوز السبعين .. " أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال ابن يونس والطحاوي: مات بدمشق سنة ثلاث وستين ومائتين قلت -ابن حجر-: وكذا قال مسلمة وزاد وأرجو أن يكون صدوقًا وهي عبارة النسائي في أسماء شيوخه .. " أ. هـ. • تقريب التهذيب: "قال ابن حجر: صدوق .. " أ. هـ. ¬

_ * مختصر تاريخ دمشق (24/ 399)، الجرح والتعديل (8/ 383)، تهذيب الكمال (28/ 194)، السير (13/ 23)، العبر (2/ 27)، طبقات الحنابلة (1/ 389)، تهذيب التهذيب (10/ 192)، تقريب التهذيب (2/ 196)، الشذرات (3/ 276)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة السابعة والعشرون) ط. تدمري، الفهرست لابن الخير (478).

3577 - أبو نوفل الدؤلي

وفاته: (263 هـ) ثلاث وستين ومائتين. من مصنفاته: "التاريخ" في معرفة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - و"معرفة الضعفاء والثقات". 3577 - أبو نَوفل الدُّؤَلي * النحوي: مُعَاوية بن عمر بن أبي عقرب، أبو نوفل الدؤلي. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان فقيهًا نحويًّا. ذكر عن أبي عمر بن العلاء قال: كنت آتي أبا نوفل أنا وشعبة بن الحَجَّاج فكان شعبة يسأله عن الآثار وأسأله أنا عن النحو والشعر فلم يعلم شعبة شيئًا مما أسأله عنه، ولا أعلم أنا شيئًا مما يسأل عنه شعبة" أ. هـ. 3578 - أبو المواهب * النحوي، اللغوي: معتوق بن منيع، أبو المواهب، القيلوي، الخطيب البغدادي. من مشايخه: ابن الخشاب، والكمال الأنباري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "حدث بشيء من شعره، وكان له معرفة باللغة والنحو" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان شيخًا فاضلًا له ديوان شعر" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. 3579 - ابن مُشكان * المقرئ: معروف بن مُشكان (¬1) بن عبد الله بن فيروز، أبو الوليد المكي. ولد: سنة (100 هـ) مائة. من مشايخه: ابن كثير، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد وغيرهم. من تلامذته: إسماعيل بن عبد الله القِسط، ووهب بن واضح وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "أحد القراء المشهورين" أ. هـ. • معرفة القراء: "قارئ أهل مكة ... وهو قليل الحديث مقدم في القراءة له في سنن ابن ماجه حديث واحد" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "وهو ثبتٌ في القراءة، أما في الحديث فقلما روى" أ. هـ. • غاية النهاية: "وهو في أبناء الفرس الذين بعثهم كسرى في السفن لطرد الحبشة من اليمن" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "باني الكعبة، صدوق مقرئ مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (165 هـ) خمس وستين ومائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 294)، معجم الأدباء (6/ 2704). * تاريخ الإسلام (وفيات 606) ط. تدمري، البداية والنهاية (13/ 58)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 185). * معرفة القراء (1/ 130)، تهذيب الكمال (28/ 271)، تقريب التهذيب (472)، غاية النهاية (2/ 303)، العبر (1/ 246)، تاريخ الإِسلام (وفيات 165). (¬1) اختلف في ضبط مشكان: هل يضم أوله أو يكسر [معرفة القراء].

3580 - أبو عبيدة

3580 - أبو عبيدة * النحوي، اللغوي، المفسر: معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي مولاهم البصري صاحب التصانيف. ولد: سنة (110 هـ) عشر ومائة، وقيل: (109 هـ) تسع ومائة، وقيل: (108 هـ) ثمان ومائة، وقيل: (111 هـ) إحدى عشرة ومائة، وقيل: (114 هـ) أربع عشرة ومائة، والأول أصح. من مشايخه: هشام بن عروة، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهما. من تلامذته: علي بن المديني، وأبو عبيدة بن سلام وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المعارف لابن قتيبة: "كان الغريب وأيام العرب أغلب عليه، وكان لا يقيم البيت إذا أنشده ويخطيء إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب وألف في مثالبها كتبًا وكان يرى رأي الخوارج" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه. قال الفراء لرجل: لو حمل لي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز إنه يفسر القرآن برأيه" أ. هـ. • نزهة الألباء: "عن الكديمي وأبي العيناء قال: قال رجل لأبي عبيدة: يا أبا عبيدة قد ذكرت الناس وطفت في أنسابهم فبالله إلا ما عرفتني من أبوك؟ وما أصله؟ فقال: حدثني أبي أنّ أباه كان يهوديًّا" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان ألثغ بذيء اللسان، وسخ الثوب" أ. هـ. • إنباه الرواة: "قال أبو حَاتِم السجستاني: كان يُكرمني بناءًا على أنني من خوارج سجستان" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "لما جمع كتاب (المثالب)، قال له رجل مطعون النسب: بلغني أنك عبت العرب جميعها، فقال: وما يضرك؟ أنت من ذلك بريء، يعني أنه ليس منهم. فلما مات لم يحضر جنازنه أحد, لأنه لم يكن يسلم من لسانه شريف ولا غيره. قال الثوري: دخلت المسجد على أبي عبيدة وهو ينكت الأرض جالسًا وحده، فقال لي: من القائل: أقول لها وقد جشأت وجاشت ... مكانك تُحْمَدي أو تستريحي ¬

_ * الجرح والتعديل (8/ 259)، نزهة الألباء (84)، مراتب النحويين (44)، أخبار النحويين البصريين (51 و 67)، تاريخ بغداد (13/ 252)، معجم الأدباء (6/ 2704)، الكامل (6/ 390)، إنباه الرواة (3/ 276)، وفيات الأعيان (5/ 235)، المعارف (543)، تهذيب الكمال (28/ 316)، إشارة التعيين (350)، السير (9/ 445)، ميزان الاعتدال (6/ 483)، العبر (1/ 359)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة 21) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 371)، تقريب التهذيب (962)، تهذيب التهذيب (10/ 221)، البلغة (224)، مفتاح السعادة (1/ 105)، النجوم (2/ 184)، بغية الوعاة (2/ 294)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 326)، الشذرات (3/ 50)، كشف الظنون (1/ 26) و (2/ 1203)، هدية العارفين (2/ 466)، روضات الجنات (8/ 183)، الأعلام (7/ 272)، معجم المؤلفين (3/ 901).

فقلت له: قَطرَيُّ بن الفجاءة (¬1) فقال: فض الله فاك! هلا قلت: هو لأمير المؤمنين أبي نعامة، ثم قال لي: اجلس واكتم علي ما سمعت مني قال: فما ذكرته حتى مات. قلت أنا -أي ابن خلكان- وهذه الحكاية فيها نظر, لأن البيت من جملة أبيات لعمرو بن الإطنابة الخزرجي الأنصاري، والإطنابة أمه، واسم أبيه زيد مناة، لا يكاد يخالف فيه أحد من أهل الأدب فإنها أبيات مشهورة للشاعر المذكور (¬2) " أ. هـ. • السير: "قال المبرد: كان هو والأصمعي متقاربين في النحو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم. وقيل: كان يميل إلى المُرْد، حتى قال أبو نؤاس: صلى الإلهُ على لوطٍ وشيعته ... أبا عبيدة قلُ باللهِ آمينا فأنت عندي بلا شك بقيتهم ... منذ احتلمت وقد جاوزت سبعينا" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "الشعوبية: هم الذين يفضلون العجم على العرب" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال الآجري عن أبي داود كان من أثبت النَّاس، وقال أبو حَاتِم السجستاني: كان يميل إلى لأنه كان يظنني من خوارج سجستان، وقال ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب، وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذا أنشده حتى يكسره ويخطيء إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب وصنف في مثالبها كتبًا وكان يرى رأي الخوارج، وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب (الكنى)، سئل عنه ابن معين فقال: لا بأس به، وقال الدارقطني لا بأس به إلَّا أنه كان يتهم بشيء من رأي الخوارج ويتهم أيضًا بالأحداث. وقال أبو منصور الأزهري في (التهذيب) كان أبو عبيد يوثقه، ويكثر الرواية عنه، وكان مخلًا بالنحو كثير الخطأ في نفائس الإعراب، متهمًا في روايته مغرى بشر مثالب العرب فهو مذموم من هذه الجهة غير موثوق به وقال ابن إسحاق النديم في الفهرست قرأت بخط أبي عبد الله بن مقلة عن ثعلب كان أبو عبيدة يرى رأي الخوارج ولا يحفظ القرآن وإنما يقرؤه نظرًا وله غريب القرآن ومجاز القرآن وكان إذا أنشد بيتًا لم يقم بإزائه وعمل كتاب المثالب الذي يطعن فيه على بعض أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقارب المائة، وكان عريض البيعة، وكان ديوان العرب في بيته وله عكر الجاهلية والإِسلام، وكان مع ذلك كله مدخول النسب وعد النديم من تصانيفه مائة وعشرة كتب" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق أخباري وقد رمي برأي الخوارج" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان شعوبيًا يرى رأي الخوارج الإباظية وكان أبوه يهوديًّا، وكان مع علمه إذا قرأ البيت لم يُقم إعرابه ويشده مختلف العروض. ¬

_ (¬1) قطري (أبو نعامة) ابن الفجاءة واسمه جعونة بن مازن بن يزيد الكناني المازنن التميمي توفي (78 هـ)، من رؤساء الأزارقة (الخوارج) وأبطالهم ... خطيبًا فارسًا شاعرًا. انظر الأعلام (5/ 200). (¬2) ذكر المبرد في كتاب "الكامل" هذا الشعر، الكامل (4/ 68).

3581 - ذو النون الموصلي

قال ثعلب: له كتاب (المثالب) الذي يطعن فيه على بعض أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. • الشذرات: "قال الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه يُتَّهم بشيء من رأي الخوارج قال ابن الأهدل: كان مع استجماعه لعلوم جمة مقدوحًا فيه بأنه يرى رأي الخوارج ويدخله في نسبه وغير ذلك" أ. هـ. • قلت: وقد ذكره البخاري في صحيحه في مواضع يسيرة سماه فيها وكناه تعليقًا منها في التفسير ... وقد أكثر البخاري في جامعه النقل منه من غير عزو، هذا ما ذكره ابن حجر في التهذيب، وأيضًا قال ابن حجر: "وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان الغالب عليه معرفة الأدب والشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (209 هـ) تسع ومائتين، وقيل: (211 هـ) إحدى عشرة ومائتين، وقيل: (213 هـ) ثلاث عشرة ومائتين، وقيل: (210 هـ) عشر ومائتين. من مصنفاته: "مجاز القرآن"، و"غريب الحديث"، و "مقتل عثمان" وغير ذلك. 3581 - ذو النُّون الموصلي * المقرئ: معين الدين بن جرجس، أبو محمّد، ذو النون الموصلي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فقيه حنفي من فضلاء الموصل" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (1235 هـ) خمس وثلاثين ومائتين وألف. من مصنفاته: "أرجوزة في تجويد القرآن"، و"كشف الضرر"، و"سراج الأذهان". 3582 - أبو عبد الجليل القيسي * النحوي، اللغوي: مفرج بن سلمة بن أحمد القيسي البطَلْوسي. من مشايخه: عاصم بن أيوب وغيره. من تلامذته: عبد الوهاب بن عبد الصمد، والصدفي، وأبو القاسم بن البزار الوادي آشي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: أستاذ نحوي لغوي" أ. هـ. وفاته: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. 3583 - المُفَضَّل بن سلمة * النحوي، اللغوي: المفضل بن سلمة بن عاصم، أبو طالب. من مشايخه: ابن الإعرابي، وأبو العباس ¬

_ * تاريخ الموصل (2/ 220)، الأعلام (7/ 274)، معجم المؤلفين (3/ 902). * بغية الوعاة (2/ 296). * الفهرست (99)، نزهة الألباء (154)، معجم الشعراء (384)، تاريخ بغداد (13/ 124)، معجم الأدباء (6/ 2709)، إنباه الرواة (3/ 305)، آداب اللغة (2/ 217)، وفيات الأعيان (4/ 205)، ضمن ترجمة ابنه، السير (14/ 362)، بغية الوعاة (2/ 296)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 328)، كشف الظنون (1/ 216)، إيضاح المكنون (2/ 272)، الأعلام (7/ 279)، معجم المؤلفين (3/ 904)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرون) ط. تدمري.

3584 - الضبي

ثعلب، وابن السكيت وغيرهم. من تلامذته: الصولي وغيره. كلام العلماء فيه: • نزهة الألباء: "كان لغويًّا فاضلًا" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان لغويًّا نحويًّا كوفي المذهب" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان فهمًا فاضلًا ... واستكثر من الرواية ونقل اللغة" أ. هـ. • السير: "كوفي المذهب، البارع في اللغة، الفاخر ضياء القلوب في معاني القرآن والاشتقاق، استدرك على الخليل في العين وعمل في ذلك كتابًا" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "أخذ عن أبيه ... وخالف طريقة أبيه" أ. هـ. • الأعلام: "لغويّ، عالم بالأدب، كان من خاصة الفتح بن خاقان وزير المتوكل" أ. هـ. فائدة: إنباه الرواة: "قال ابن الرومي في المفضل هذه الأبيات (هجاء): لو تلفَّفت في كساء الكسائي ... وتلبست فروة الفراء وتخللت بالخليل وأضحى ... سيبويه لديك رهن سباء وتلوّنت من سواد أبي الأسـ ... ود شخصًا يكني أبا السوداء لأبي الله أن يعُدَّك أهل العلـ ... م إلا من جُملة الأغبياء" أ. هـ. • معجم الشعراء: "عالم بالنحو أديب ... كتب إلى يحيى بن علي المنجم يهنئه بالنيروز من أبيات: يا ابن الحجا حجة الغير الميامين ... ومن يزين به فعل الدها قين ومن تجود على العلات راحته ... بنائل من عطاء غير ممنون أسلم لنا كل نيروز يمتعنا ... فيك الإله باعزاز وتمكين" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (290 هـ) تسعين ومائتين، وقيل: (300 هـ) ثلاثمائة. من مصنفاته: "البارع" في اللغة، و"الاستدراك على العين" للخليل بن أحمد، و"ضياء القلوب" في معاني القرآن، نيف وعشرين جزءًا. 3584 - الضبي * المقرئ: المفضل بن محمّد بن يعلى الضبي (¬1). من مشايخه: سِماك بن حرب، وأبا إسحاق السبيعي، وعاصم بن أبي النجود وغيرهم. من تلامذته: أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، ومحمد بن عمر الضبي وغيرهما. ¬

_ * الجرح والتعديل (4/ 1 / 318)، نزهة الألباء (35)، طبعة المعارف بغداد (1959 م)، الأغاني (18/ 37)، المغني في الضعفاء (2/ 675)، الفهرست (75)، مراتب النحويين (71)، نور القبس (272)، تاريخ بغداد (13/ 121)، المنتظم (8/ 340)، المعارف (545، 546، 614)، الأنساب (4/ 12)، معجم الأدباء (6/ 2710)، إنباه الرواة (3/ 298)، إشارة التعيين (352)، السير (14/ 362)، تاريخ الإِسلام (وفيات طبقة 17) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (6/ 502)، معرفة القراء (1/ 131)، غاية النهاية (2/ 307)، لسان الميزان (6/ 110)، النجوم (2/ 69)، بغية الوعاة (2/ 297) وفيه اسمه: المفضل بن محمّد بن معلى، معجم المؤلفين (3/ 905)، كتاب (أمثال العرب) تحقيق الدكتور إحسان عباس. (¬1) ضبَّة: قرية بالحجاز على ساحل البحر على طريق الشام. الأنساب.

كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "قال سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، متروك الحديث، متروك القراءة" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "كان علامة راوية للآداب والأخبار وأيام العرب موثقًا في روايته" أ. هـ. • الفهرست: "يقال إنه خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن، فظفر به المنصور فعفا عنه وألزمه المهدي. .. " أ. هـ. • لسان الميزان: "قال أبو حَاتِم السجستاني: هو ثقة في الأشعار غير ثقة في الحروف" أ. هـ. • معرفة القراء: "قد شذّ عن عاصم بأحرف. ولما بلغ ابن المبارك موته فقال: نُعي لي رجال والمفضَّلُ منهم ... فكيف تقرُّ العين بعد المُفضَّلِ" أ. هـ. • غاية النهاية: "قال أبو عمرو الحافظ قرأت في أخبار بني العباس أن الرشيد قال له يا أبا محمد كم من اسم في قوله عَزَّ وَجَلَّ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}؟ فقال: ثلاث أسماء الياء اسم الله تعالى، والكاف إسم النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، والهاء والميم اسم الكفار" أ. هـ. • بغية الوعاة: "الأديب أبو العباس، وقيل أبو عبد الرحمن كان عالمًا بالنحو والشعر والغريب وأيام النَّاس، وكان يكتب المصاحف ويقفها في المساجد تكفيرًا لما كتبه بيده من أهاجي الناس" أ. هـ. • قلت: في مقدمة كتاب (أمثال العرب) تحقيق الدكتور إحسان عباس، قال في صفحة (26): "كان المفضل طويلًا جميلًا -كذلك وصفه أبو الجواب الأعرابي حين رآه، وكان أقرب إلى الوقار قليل المزح، وإذا حاوله لم يعدم أن يتورط، صدوق اللهجة، لا يتزيد في الرواية ويكره الانتحال، ويزيده كرهًا له وابتعادًا عنه ما كان من حماد الراوية نفسه، فالمفضل يشهد أنه قد سلط على الشعر من حماد الراوية ما أفسده؛ لأنه كان عالمًا بلغات العرب وأشعارها ومذاهب الشعراء فكان يقول الشعر يشبه مذهب الرجل ويدخله في شعره ولذلك أستبعد اتهام أبي عبيدة للمفضل بالوضع. وإذا كان بعض المحدثين قد جرَّحه في القراءة والحديث، فذلك موقف قلما سلم منه أحد من شيوخه الكوفيين فأحرى ألا يسلم هو، ولعل لاعتناقه المذهب الزيدي دخلا في ذلك، فإذا كان الميدان هو الشعر والخبر فهو موثق في روايته. ومع طول باعه في الرواية فهو لا يقول الشعر ولا يزعم لنفسه القدرة على ذلك، ولما سئل عن ذلك قال: علمي به يمنعني من قوله، وقد أدركه الحرج في أواخر أيامه من روايته لشعر الهجاء وكتبه، فأقبل يكتب المصاحف ويقفها في المساجد تكفيرًا عن ذلك" أ. هـ. من أقواله: المنتظم: "قال لنا جحظة: قال الرشيد للمفضل الضبي: ما أحسن ما قيل في الذئب ولك هذا الخاتم الذي في يدي وشراؤه ألف وستمائة دينار؟ فقال: قول الشاعر: ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان هاجعُ فقال: ما ألقي هذا على لسانك إلا لذهاب

3585 - الجندي

الخاتم ورماه إليه ... " أ. هـ. وفاته: سنة (171 هـ) إحدى وسبعين ومائة، وقيل: (170 هـ) سبعين ومائة، وقيل: (168 هـ) (¬1) ثمان وستين ومائة. 3585 - الجَنَدي * المقرئ: المفضَّل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن الإمام عامر بن شراحيل الشَّعبي الكوفي الجندي. من مشايخه: الصامت بن معاذ، والبزي وغيرهما. من تلامذته: الطبراني، وأبو حَاتِم البستي، وأبو بكر بن مجاهد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "المقرئ المحدث .. قال العقيلي: قدمت مكة ولأبي سعيد الجندي حلقة بالمسجد الحرام. وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: هو ثقة" أ. هـ. • لسان الميزان: "قال الحاكم: سألت عنه أبا عليّ الحافظ فقال: ما كان إلا ثقة مأمونًا، وما قيل فيه قط إلا في رواية حديث يعقوب بن عطاء عن الزهريّ، قصة الإفك عن أبي حمزة وعلي بن زياد، قلت لأبي علي: فعلى أي شيء يوضع هذا منه؟ قال على الوهم فقط. انتهى وقال ابن السمعاني: مات بعد سنة عشر وهو وهم منه .. " أ. هـ. وفاته: (308 هـ) وقيل (310 هـ) ثمان وقيل عشر وثلاثمائة. من مصنفاته: فضائل المدينة وفضائل مكة. 3586 - المُفَضَّل بن محمَّد * النحوي، اللغوي: المفضل بن محمَّد بن مسعر ¬

_ (¬1) قال الدكتور إحسان عباس في مقدمة كتاب (أمثال العرب) صفحة (25): فإذا قبلنا بالروايات التي تصور علاقته بكل من الهادي والرشيد، صح لدينا أن تأريخ وفاته بـ (168 هـ) خطأ واضح؛ لأن الهادي نفسه بويع سنة (169 هـ) وتولى الرشيد الخلافة في السنة التالية. وأقرب إلى الصواب قول من قال إنه توفي سنة (171 هـ). وجاء في الطبري: "ذكر الضبي أن شيخًا من النوفليين قال: دخلنا على عيسى بن جعفر ... " (ثم قص قصة خروج يحيى بن عبد الله، وكان ذلك سنة 175 والخبر أورده الطبري في أحداث سنة (176) فإن كان الضبي هو المفضل، فإنه قد أدرك ثورة يحيى أو لعله تجاوز بداياتها بقليل. * الأنساب (2/ 96)، السير (14/ 257)، العبر (2/ 137)، غاية النهاية (2/ 307)، لسان الميزان (6/ 111)، الشذرات (3/ 40)، هدية العارفين (2/ 468)، الأعلام (7/ 280)، معجم المؤلفين (3/ 904)، البداية والنهاية (11/ 141)، تاريخ الإِسلام (وفيات 308) ط. تدمري. * معجم الأدباء (6/ 2710)، مختصر تاريخ دمشق (25/ 192)، ميزان الاعتدال (6/ 502)، الجواهر المضية (3/ 495)، لسان الميزان (6/ 111)، النجوم (5/ 52) وفيه اسمه: المفضل بن محمد بن مسعود، بغية الوعاة (2/ 297)، تاج التراجم (257)، كشف الظنون (1/ 263)، هدية العارفين (2/ 468)، أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس): (194)، الأعلام (7/ 280)، معجم المؤلفين (3/ 904)، تاريخ دمشق (60/ 91) , "تاريخ العلماء النحويين" تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو- نشر إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية - السعودية (1401 هـ- 1981 م).

3587 - أبو بكر المعافري

بن محمد التنوخي المعرّي، أبو المحاسن. ولد: سنة (390 هـ) تسعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسين القدوري الحنفي، وعلي بن عيسى الربعي وغيرهما. من تلامذته: الشريف النسيب وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان معتزليًا شيعيًا مبتدعًا، أصله من المعرة" أ. هـ. • لسان الميزان: "معتزلي، شيعي، مبتدع، حدث عنه الشريف النسيب" أ. هـ. • الأعلام: "قاض من أدباء النحاة، من أهل معرة النعمان. سافر إلى بغداد وأخذ عن بعض علمائها. كان معتزليًا شيعيًا" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، أديب، نحوي من القضاة" أ. هـ. • ذكر محقق كتاب "تاريخ العلماء النحويين" الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو في صفحة (10): "قبل أن نتحدث عن هذه الجوانب الثلاث -القضاء والتحديث والتأليف- نذكر أنه اتهم بالاعتزال والتشيع، ذكر ذلك أكثر من ترجم له، وزاد ياقوت والذهبي، أنه كان مُبتدعًا. ولم أجد ما يدل على هذا في كتابه هذا الذي أقدم له، فإن في النحويين الذين ذكرهم كثرة من المتشيعين وبعض المعتزلة، ولم يسق من أخبار تشيعهم أو ما يدل عليها، اللهم إلا ما ورد في ذكره بعض أخبار أبي الأسود الدؤلي، وعدم تغير رأيه في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وما ورد في ترجمة ابن السكيت، من أنه كان يميل في رأيه واعتقاده إلى من يرى تقديم عليّ - رضي الله عنه -، وذكره لتاريخ وفاة جعفر الصادق في آخر الكتاب، في الباب الذي عقده للفقهاء وذلك كله سائر في كتب التراجم عن أهل السنة وغيرهم. ورأيت للتقي التميمي قوله، بعد أن ذكر أن لأبي المحاسن رسالة في وجوب غسل الرجلين: "وهذه الرسالة المذكورة في وجوب غسل الرجلين، تشعر بأن تشيعه كان بلا رفض، إن كان قول السيوطي صحيحًا، والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة، وقيل: (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: "تاريخ النحاة" قال السيوطي: وقفت عليه، الرد على الشافعي سماه "التنبيه" وغيرهما. 3587 - أبو بكر المعافري * المقرئ: مفَوَّز بن ظاهر بن حيدرة بن مفوَّز، أبو بكر المعافري الشاطبي قاضي شاطبة. ولد: سنة (517 هـ) سبع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو الوليد بن الدباغ وأبو عامر بن حبيب وغيرهما. من تلامذته: أبو عامر بن نذير وأبو الربيع بن سالم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "ولي قضاء شاطبة فحمدت سيرته وكان فقيهًا مشاورًا فصيحًا بليغًا، جميل ¬

_ * معرفة القراء (2/ 600)، تكملة الصلة (2/ 740)، تاريخ الإِسلام (وفيات 590) ط- تدمري، غاية النهاية (2/ 308).

3588 - مقاتل بن حيان

الشارة حسن السمت، جليل القدر، موصوفًا بالبيان والإدراك وله حظ من قرظ الشعر" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان فصيحًا مشاورًا حسن السمت" أ. هـ. • غاية النهاية: "فقيه مقرئ" أ. هـ. وفاته: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة. 3588 - مقاتل بن حيان * المفسر: مقاتل بن حيّان، أبو بسطام النبطي البلخي الخراز، وهو ابن داول دوز وهو بالفارسي الخرّاز. من مشايخه: الشعبي، والضحاك، وشهر بن حوشب وغيرهم. من تلامذته: إبراهيم بن أدهم، وبكر بن معروف، وابن المبارك وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "ذكر الحسن بن مُسلم أنه حضر معه كابل وأنه مات بكابل، وأن كابل شاه تسَلبَ (¬1) عليه، قال: فقيل له: إنه ليس على دينك، وقال: إنه كان رجلًا صالحًا روى له الجماعة سوى البخاري" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال أبو الفتح الأزدي: سكتوا عنه، ثم ذكر أبو الفتح عن وكيع أنه قال: يُنسب إلى الكذب، كذا قال أبو الفتح وأحسبه التبس عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سُليمان، فابن حيان صدوق قوي الحديث، والذي كذبه وكيع فابن سليمان. ثم قال: وقال ابن معين: ضعيف، وكان أحمد بن حنبل لا يعبأ بمقاتل بن حيان، ولا بابن سليمان". ثم قال بعد أن ذكر سندًا لحديث: "قلت -أي الذهبي-: الظاهر أنه مقاتل بن سليمان وقد جاء توثيق يحيى بن معين لابن حيان من وجوه عنه" أ. هـ. • السير: "الإِمام العالم المحدث الثقة" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "كان خيِّرًا ناسكًا كبير القدر، صاحب سنة، هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة إلى بلاد كابل فدعا هناك خلقًا إلى الإِسلام فأسلموا على يده. وقد وثقه ابن معين وأبو داود. وقال النسائي: ليس به بأس". وقال: "قال الدارقطني: صالح الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. روى الكوسج عن يحيى: ثقة" أ. هـ • تقريب التهذيب: "صدوق فاضل، أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعًا كذبه وإنما كذب الذي بعده (¬2) " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (150 هـ) خمسين ومائة، قبل وفاة مقاتل بن سليمان بمدة. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 329)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) ط. تدمري، تهذيب التهذيب (10/ 248)، تقريب التهذيب (968)، الجرح والتعديل (8/ 353)، ميزان الاعتدال (6/ 503)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 13)، الكامل (5/ 308)، السير (6/ 340)، تذكرة الحفاظ (1/ 174)، تهذيب الكمال (28/ 430). (¬1) تسلَّب عليه: أي لبس ثيابًا سودا حزنًا عليه. (¬2) الذي بعده في تقريب التهذيب هو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي.

3589 - مقاتل بن سليمان

3589 - مقاتل بن سليمان * المفسر المقرئ: مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي بالولاء، البلخي، أبو الحسن. من مشايخه: عطية العوفي، وسعيد المقبري، والضحاك وغيرهم. من تلامذته: شبابة بن سوار، وحمزة بن زياد الطوسي، وحماد بن محمد الفزاري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "سُئل أحمد بن حنبل عن مقاتل فقال: كانت له كتب ينظر فيها إلا أني أرى أنه كان له علم بالقرآن. وحكى الشافعي الناس كلهم عيال على ثلاثة، على مقاتل في التفسير وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر وعلى أبي حنيفة في الكلام. قال أبو معاذ النحوي، سمعت خارجة بن مصعب يقول: كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين انتهى .. " أ. هـ. • المنتظم: "جمع تفاسير الناس فجعلها لنفسه. وكان يروي عن الضحاك وقد مات الضحاك قبل موت مقاتل بأربع سنين. قال ابن عيينة: قلت له: لم تحدث عن الضحاك وقد زعموا أنك لم تسمع منه؟ قال: كان يغلق عليّ وعليه الباب، قال ابن عيينة: قلت في نفسي، باب المدينة، وكان أحمد بن سيار يقول: مقاتل متهم متروك الحديث، كان يتكلم في الصفات بما لا يحل. وقال وكيع: كان مقاتل كذابًا فلم نسمع منه. وقال البخاري مقاتل لا شيء البتة. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: مقاتل من المعروفين بوضع الحديث على رسول الله ... " أ. هـ. • وفيات الأعيان: "أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة ودخل بغداد وحدث بها وكان مشهورًا بتفسير كتاب الله العزيز .. وكان من العلماء الأجلاء .. وقد اختلف العلماء في أمره، فمنهم من وثقه في الرواية, ومنهم من نسبه إلى الكذب .. وروى عن عبد الله بن المبارك أنه ترك حديثه .. وقال إبراهيم أيضًا: ولم يسمع مقاتل عن مجاهد شيئًا ولم يلقه وقال أحمد بن سيار: .. وهو متهم متروك الحديث مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: مقاتل بن سليمان كان دجالًا جورًا. وقال عبد الرحمن النسائي: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة: ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام -يعرف بالمصلوب- وذكر وكيع يومًا مقاتل .. فقال: كان كذابًا .. وقال البخاري: مقاتل بن سليمان سكتوا عنه وقال في موضع آخر: لا شيء البتة. وقال يحيى بن معين: مقاتل بن سليمان ليس حديثه بشيء، وقال أحمد بن حنبل: مقاتل بن سليمان صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه شيئًا. وقال أبو حَاتِم ¬

_ * تاريخ البخاري (8/ 14)، طبقات ابن سعد (7/ 373)، تاريخ بغداد (13/ 160)، المنتظم (8/ 126)، وفيات الأعيان (5/ 255)، مختصر تاريخ دمشق (25/ 197)، السير (7/ 201)، ميزان الاعتدال (6/ 505)، تاريخ الإِسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 174) في ترجمة مقاتل بن حيان، تهذيب الكمال (28/ 434)، تهذيب التهذيب (10/ 249)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 330)، الشذرات (2/ 228)، الأعلام (7/ 281)، تقريب التهذيب (968)، الجرح والتعديل (8/ 354).

3590 - المقداد الحلي

الرازي: هو متروك الحديث، ... وقال أبو حَاتِم محمد بن حيان البستي: مقاتل بن سليمان كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن العزيز الذي يوافق كتبهم، وكان مشبهًا يشبه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث" أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "كان مقاتل حافظًا للتفسير، وكان لا يضبط الإسناد وأصله من بلخ، ولم يكن في الحديث بذاك .. ذهب رجل بجزءٍ من أجزاء التفسير لمقاتل إلى عبد الله، فأخذه عبد الله منه وقال دعْهُ فلما ذهب يسترده قال: يا أبا عبد الرحمن كيف رأيت؟ قال: يا له من علم لو كان له إسناده قال أبو حنيفة: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جَهم مُعطَّل ومقاتل مشبِّه. وقال مرة عنهما كلاهما مفرط، أفرط جهم حتى قال: إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه. قال السعدي: مقاتل بن سليمان كان دجَّالًا" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "وقال العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر، فقلت بأيها شئت" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال البخاري: قال سفيان بن عيينة: سمعت مقاتلًا يقول: إن لم يخرج الدجال في سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب .. وقال أبو معاذ الفضل بن خالد المروزي: سمعت خارجة بن مصعب يقول: لم استحل دم يهودي، ولو وجدت مقاتل بن سليمان خلوة لشققتُ بطنه .. " أ. هـ. • السير: " .. وكان كذابًا أجمع العلماء على تركه ومشبهًا .. " أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "فأما مقاتل بن سليمان المفسر فكان في هذا الوقت وهو متروك الحديث وقد لطخ بالتجسيم مع أنه كان من أوعية العلم بحرًا في التفسير" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "وقال الحسين بن اشكاب عن أبي يوسف بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إليّ منهم المقاتلية والجهمية .. " أ. هـ. • تقريب التهذيب: "كذبوه وهجروه، ورُمي بالتجسيم" أ. هـ. • الشذرات: "وقال ابن الأهدل: كان نبيلًا واتهم في الرواية" قال مرة سلوني عما دون العرش، فيقل له: من خلق رأس آدم لما حج، وقال له آخر: الدَّرَّة أو النملة أمعاءها في مقدمها أو مؤخرها فلم يدر ما يقول، وقال: ليس هذا من علمكم لكن بليت به لعجبي بنفسي. انتهى". وفاته: (150 هـ) خمسين ومائة، وقيل: (نيف وخمسين ومائة). من مصنفاته: "التفسير الكبير" و"نوادر التفسير" و "الرد على القدرية" و (القراءات). 3590 - المِقداد الحلي * المفسر: مقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين ¬

_ * معجم مصنفات القرآن الكريم (1/ 117)، إيضاح المكنون (1/ 386) و (2/ 386)، الأعلام (7/ 282)، معجم المطبوعات لسركيس (1772)، روضات الجنات (7/ 171)، أمل الآمل (2/ 325)، الكنى والألقاب للقمي (3/ 10)، مصفى المقال (461)، معجم المؤلفين (3/ 906)، هدية العارفين (2/ 470).

3591 - مكي بن أبي طالب

بن محمّد السُيوري (¬1) الحلي الأصليّ، شرف الدين، أبو عبد الله. من مشايخه: محمد بن مكي العاملي وغيره. من تلامذته: محمد بن شجاع القطان الحلي وغيره. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "كان عالمًا فاضلًا متكلمًا محققًا دقيقًا" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه إمامي، من تلامذة الشهيد الأول محمد بن مكي، وفاته في النجف" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي متكلم مفسر" أ. هـ. وفاته: سنة (826 هـ) عن وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: "الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية"، و"كنز العرفان في فقه القرآن" و"إرشاد الطالبين" وغير ذلك. 3591 - مكي بن أبي طالب * النحوي، المفسر المقرئ: مكي بن أبي طالب حُموش بن محمد بن مختار الأندلسي القيسي، أبو محمَّد. ولد: سنة (355 هـ) خمس وخمسن وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن أحمد بن فراس العبقسي، وأبو القاسم السقطي وغيرهما. من تلامذته: ابن عتاب، وحاتم بن محمَّد، وأبو الأصبغ بن سهل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الصلة: "كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، كثير التأليف في علوم القرآن". ¬

_ (¬1) السُيوري: بضم السين مع الياء المخففة التحتانية نسبة صلى سيور، وهي قرية من قرى الحلة أ. هـ. من الكنى والألقاب. * الصلة (2/ 597)، الأعلام (7/ 286)، ترتيب المدارك (4/ 737)، نزهة الألباء (254)، العبر (3/ 187)، معرفة القراء (1/ 394)، النجوم (5/ 41)، هدية العارفين (2/ 470)، تاريخ الإِسلام (وفيات 437) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 331)، مفتاح السعادة (2/ 84)، معجم الأدباء (6/ 2712)، معجم المؤلفين (3/ 907)، إيضاح المكنون (1/ 85) و (2/ 554)، كشف الظنون (1/ 33) و (2/ 1470)، مرآة الجنان (3/ 45)، إشارة التعين (345)، بغية الوعاة (2/ 298)، جذوة المقتبس (2/ 561)، غاية النهاية (2/ 309)، السير (17/ 591)، إنباه الرواة (3/ 313)، الديباج المذهب (2/ 342)، بغية الملتمس (2/ 627)، الشذرات (5/ 175)، وفيات الأعيان (5/ 274)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/ 483)، كتاب "العمدة في غريب القرآن" تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي - مؤسسة الرسالة ط (1)، لسنة (1401 هـ-1981 م)، "تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم"، تحقيق محيي الدين رمضان - دار الفرقان، "مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن" للدكتور أحمد حسن فرحات، دار الفرقان- ط (1)، لسنة (1404 هـ - 1983 م).

وقال: "كان خيرًا فاضلًا، متواضعًا، متدنيًا، مشهورًا بالصلاح وإجابة الدعوة" أ. هـ. • العبر: "توسع في الرواية" وبعد صيته، وقصده الناس من النواحي لعلمه ودينه" أ. هـ. • السير: "كان من أوعية العلم مع الدين والسكينة والفهم" أ. هـ. • تاريخ الإِسلام: "قال صاحبه أبو عمر بن مهدي المقرئ: كان رحمه الله من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن اللهم والخلق جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنًا لذلك، مجودًا للقراءات السبع، عالمًا بمعانيها" أ. هـ. • ترتيب المدارك: "كان فقيهًا مقرئًا متفننًا راوية، وغلب عليه علم القرآن وكان من الراسخين فيه ... وكان مع رسوخه في علم القرآن وتفننه في القراءات والتفاسير والمعاني نحويًّا لغويًّا فقهيًا راوية ... " أ. هـ. • النجوم: "شيخ الأندلس في زمانه ... وكان إمامًا عالمًا محدثًا ورعًا ... " أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام علامة محقق عارف أستاذ القراء والمجودين" أ. هـ. • قلت: ننقل للقارئ الكريم، بعض التأويلات وأقواله في الصفات التي تكلم عليها مكي بن أبي طالب من كتابها العمدة في غريب القرآن" وفي البدأ قال محقق الكتاب في مقدمته: "كان رحمه الله من الأئمة المجتهدين والعلماء العاملين يشهد له بذلك علو همته وعلمه الجم الغزير ومواهبه وذكاؤه وأخلاقه الحميدة. وهو لم يخرج في أقواله عن جادة أهل السنة والجماعة وما اتفق عليه العلماء. بل يقتضي أثرهم ويقتدي بهداهم مع احترامهم، يقول في كتابه "التبصرة": وفيما قد ألفه من تقدمنا من السلف الصالح رضي الله عنهم كفاية ومقنع ونحن معترفون لهم بالفضل والتقدم لهم في العلم، رحمة الله عليهم أجمعين". والآن وبعد ثناء المحقق عليه نورد ما تكلم عليه من غريب القرآن في الصفات: في صفحة (72) في معنى (استوى) قال: أي عمد. وقال المحقق في الهامش: وكل من كان يعمل عملًا فتركه بفراغ أو غير فراغ وعمد لغيره فقد استوى له، واستوى إليه انتهى غريب ابن قتيبة (ص 45). وهذا الذي اختاره مكي رحمه الله. مع تنزيه الباري سبحانه وتعالى عن الجهة والتحيز" انتهى كلام المحقق وفي صفحة (ص 82) في معنى وجه الله قال: قبلة الله. وفي صفحة (201) في معنى على عيني، قال: محبتي. وفي صفحة (311) في معنى عن ساق، قال: أمر عظيم. وفي كتاب "تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم، صفحة (111): يكشف عن ساق: أي شدة من الأمر. • قلت: وبعد الذي ذكرنا من تأويله لبعض الصفات من كتبه مباشرة، ننقل كلام الدكتور أحمد فرحات في معتقد مكي بن أبي طالب من كتابه "مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن"

(ص 72): (أن مكيًّا تتلمذ لابن أبي زيد القيرواني- صاحب الرسالة. وأنه سلفي في اعتقاده على مذهب مالك بن أنس، وذلك قبل أن يدخل الجدل الكلامي إلى أتباع مالك وأنصاره، ويتضح مذهب مكي الاعتقادي من خلال تفسيره لآيات الصفات خاصة، ويقوم مذهبه على ركنين أساسيين: أ - أن نثبت لله من الصفات ما أثبت لنفسه ونقول كما قال، ونوجب ما أوجب، ونؤمن بما في كتاب الله، ولا نتقدم بين يدي الله ولا نكيف ما لا علم عندنا منه ولا نحده". ب - نفي الشبه بين الله ومخلوقاته، ومباينة صفاته لصفاتهم، وذلك اعتمادًا على قوله تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وعلى هذين الأصلين، فهو يثبت كل ما أثبته القرآن في نفس الوقت الذي ينفي كل ما يفيد مشابهة الله لمخلوقاته، لهذا فهو ينفي عن الله الجارحة، والحركة والانتقال من مكان إلى مكان لأن هذه الصفات هي من صفات المخلوقين، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك: - قال مكي في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: "قوله: على عرشه ارتفع وعلا. قال أبو عبيدة: استوى: على. وقال القتبي: استقر. وقيل: معناه: استولى. وأحسن الأقوال في هذه: علا. والذي يعتقده أهل السنة ويقولونه في هذا أن الله -جل ذكره- فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه، وله تعالى ذكره كرسي وسع السموات والأرض -كما قال جل ذكره- وكذلك ذكر شيخنا أبو محمّد بن أبي زيد -رحمه الله-. وقد سأل رجل مالكًا عن هذا فقال له: كيف استوى؟ فاحمرت وجنتا مالك وطأطأ رأسه فقال: الاستواء منه غير مجهول. والكيف منه غير معقول. والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة وإني أخاف أن تكون ضالًا. أخرجوه، فأخرج. فناداه الرجل: يا أبا عبد الله: والله الذي لا إله غيره، لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل العراق إلى أن وردت عليك، فلم أجد أحدًا وفق لما وفقت له. - وقال مكي في معرض تفسير قوله تعالى: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية": ... قال أبو محمد: ما جاء في القرآن والأحاديث من النزول والمجيء غير ذلك مضافًا إلى الله -جل ذكره- فلا يجب أن يتأول فيه انتقال ولا حركة على الله، إذ لا يجوز عليه ذلك، والحركة والنقلة إنما هما من صفات المخلوقين. وكل ما جاء من هذا، فإنما هو صفة من صفات الله، لا كما هي من المخلوتين فأجرها على ما أتت، ولا تعتقد ولا تتوهم في ذلك أمرًا مما شاهدته في الخلق، إذ {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ}. ثم يقول: "وقد قال جماعة من العلماء، في وصف الله -جل ذكره- بالمجيء والاتيان والتنزل، إنها أفعال يحدثها الله متى شاء، سماها بذلك فلا تقدم بين يديه، ولا تكيف ولا تشبه، وتقول كما قال،

وتنفي عنه جل ذكره- التشبيه، ولا تعترض في شيء مما أتى في كتابه من ذلك، وما روي عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -". وحينما يعرض مكي لتفسير بعض آيات الصفات، فهو يسرد أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وإذا كانت آراؤهم مختلفة ومتباينة، يختار منها الأقوى في العربية والأقرب من التنزيه البعيد من التشبيه، وذلك كما نرى في تفسيره لقوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}. قال مكي: أذكر يا محمد يوم يبدو أمر عظيم، وذلك يوم القيامة. قال ابن عباس: يوم يكشف: هو يوم كرب وشدة وأمر عظيم وهو يوم القيامة، وقرأ ابن عباس: يوم نكشف -بالنون- وقرأ ابن مسعود: بفتح الياء وكسر الشين - وعن ابن عباس أيضًا أنه قرأ: يوم تكشف -بالتاء- يريد القيامة تكشف عن أهوالها. وروى مجاهد عن ابن عباس: عن ساق، قال: هي أول ساعة من القيامة وهي أفضحها وأشرها. وقال ابن جبير: عن ساق: عن شدة الأمر. وقال قتادة: عن ساق: عن أمر فظيع لهم جليل. وعن ابن مسعود أنه قال: "يتمثل الله للخلق -يعني يوم القيامة- حتى يمر المسلمون فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك به شيئًا، فينبهوهم مرتين أو ثلاثًا، فيقولون: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدًا. ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد، فيقولون: ربنا. فيقول: قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون". قال أبو محمَّد: "فمعنى يكشف لهم عن ساق، أي: عن أمر عظيم وقدرة لا يقدر عليها إلا الله، فيعرفونه تعالى بما ظهر من قدرته إليهم". ثم يقول مكي: "ولا يحل لأحد أن يتأول في هذا وما شابهه جارحة إذ ليست صفات الله كصفات الخلق، كما أنه ليس كمثله شيء، فاحذر أن يتمثل في قلبك شيء من تشبيه الله بخلقه. فغير جائز في الحكمة والقدرة أن يكون المخلوق يشبه الخالق في شيء من الصفات. ومن شبه الخالق بالمخلوق، فقد أوجب على الخالق الحدوث وكفر وأبطل التوحيد، إذ في ذلك نفي القدم عن الخالق -تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا". ونلاحظ من هذا النص تقديمه لآراء الصحابة والتابعين من المفسرين والتي كانت تنصب في جملتها على معنى واحد، هو الذي اختاره وفسر به، ثم عرضه للقراءات في الآية والتي تبعد معنى التشبيه الذي قد يفهم من قول ابن مسعود، ثم تفسيره لقول ابن مسعود، وإنكاره لمعنى الجارحة الذي قد يتبادر إلى الأذهان. وبالرغم من قولنا إن مكيًا كان سلفيًا في عقيدته على طريقة المالكيين قبل أن يتورطوا في الجدل الكلامي، فإننا لا نستطيع أن ننفي عنه اطلاعه على الكلام ومذاهبه، بل إن لدينا من الأدلة ما يثبت اطلاعه على ذلك كما يبدو من بعض كتاباته وعباراته حيث يستعمل ألفاظ الحدوث

والعرض والقدم ويرد على أهل الفرق الكلامية كالمعتزلة والمرجئة وغيرهم، وبالرغم من ذلك لم يتورط في أساليب الجدل الكلامي، بل كان يعتمد أولًا وأخيرًا على النصوص". ثم تكلم الدكتور أحمد فرحات أيضًا حول الآيات التي تكلم في المتكلمون أصحاب الكلام في صفات الله تعالى فقال المحقق (ص 330): (أشرنا فيما سبق أثناء كلامنا عن عقيدة مكي في الفصل الأول من الباب الأول، أنه كان سلفيًا في عقيدته على مذهب مالك، قبل أن يتأثر بالمذهب الأشعري، وأنه يميل في آيات الصفات إلى الإيمان بها كما جاءت، ولكنه في نفس الوقت ينفي عن الله الجارحة؛ لأنه يعتبرها من صفات المخلوقين. وفيما يلي نقدم نموذجًا من تفسيره لهذا النوع من الآيات، التي كانت موضع جدل كبير لدى الفرق الإِسلامية، ومثارًا لنزاع طويل، وسببًا في انقسام المسلمين إلى مذاهب وفرق متعددة، وسنلاحظ من هذا المثال، استيعابه للأقوال المختلفة، والتأويلات القريبة والبعيدة، ثم اختياره فيها: وقال في قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ}. هذه الآية من أدل دليل على صحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ أخبرهم بمكنون سرهم، وخفي اعتقادهم. ومعنى قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: خير الله ممسك وعطاؤه محبوس، عن الاتساع عليهم، واليد -هنا-: بمنزلة قوله تعالى في تأديب نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} أي: لا تقتر في النفقة حتى تضر بنفسك ومن معك. ولا تبسطها كل البسط، أي: لا تسرف في الإنفاق وتبذر، فتقعد لا شيء لك، وإنما خصت اليد، إذ جعلت في موضع الإمساك والإنفاق لأن عطاء الناس وبذل معروفهم الغالب عليه باليد، فجرى استعمال الناس في وصف بعضهم بعضًا بالكرم أو بالبخل بأن أضافوه إلى اليد التي بها يكون العطاء والإمساك، فخوطبوا بما يتعارفون في كلامهم، فحكى الله سبحانه عن اليهود أنهم قالوا: يد الله مغلولة، أي أنه يبخل علينا بالعطاء كالذي يده مغلولة عن العطاء تعالى الله عما قال أعداء الله علوًا كبيرًا. وقال بعض المفسرين: معنى الآية: نعمة الله مقبوضة عنا لأنهم كانوا إذا نزل بهم خير، قالوا: يد الله مبسوطة علينا، وإذا نزل بهم ضيق وجدب، قالوا: يد الله مقبوضة عنا، أي: نعمة الله وإفضاله. وقد قيل في قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} إنهما مطر السماء ونبات الأرض؛ لأن النعم منهما وبهما تكون. قوله: {غُلَّتْ أَيدِيهِمْ} أي عن الخير، {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} أي: أبعدوا من رحمه الله -عَزَّ وَجَلَّ- لقولهم ذلك. وقيل: غُلّتْ في الآخرة وهو دعاء عليهم. ثم قال تعالى ردًّا لما حكى من قولهم {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أي: بالبذل والعطاء ينفق كيف يشاء، أي يعطي: فيحرم هذا ويقتر عليه ويوسع على هذا. قال عكرمة ومجاهد والضحاك: قولهم: يد الله مغلولة: معناه: أنه بخيل ليس بجواد، وكذلك

معنى قول ابن عباس وغيره. قوله: بل يداه مبسوطتان: قيل معناه: نعمتاه، يعني: نعمته في الدنيا ونعمته في الآخرة. والعرب تقول: لفلان عند فلان يد أي: نعمة. وقيل: عني بذلك القوة، كقوله: {أُولِي الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} أي: أصحاب القوة والبصائر في الدين. وقد قيل في معنى قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: أي عن عذابنا، أي: يده مقبوضة عن عذابنا. ومعنى {مَبْسُوطَتَانِ}: أي: مطلقتان. واليد: عند أهل النظر والسنة -في هذا الموضع وما كان مثله: صفة من صفات الله عَزَّ وَجَلَّ ليست بجارحة، فعلينا أن نصفه بما وصف به نفسه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} فلا يحل لأحد أن يعتقد الجوارح لله سبحانه، إذ ليس كمثله شيء، وإنما ما وقع من ذكر هذا وشبهه، وذكر المجيء، والإتيان صفات لله عَزَّ وَجَلَّ لا أن فيها انتقالا وحركة وجارحة فسبحان من ليس كمثله شيء من جميع الأشياء. فلو أنك أثبت له حركة وانتقالا أو جارحة لكنت قد جعلته كبعض الأشياء الموجودة، وقد قال: ليس كمثله شيء فاحذر أن يتصور في عقلك أن الباري -جل ذكره- يشبه شيئًا من الأشياء التي عقلت وفهمت، ومتى فعلت شيئًا من هذا فقد ألحدت. وأهل السنة يقولون: إن يديه غير نعمته". ويبدو لنا من استعراضنا لتفسير هذا النص: - أنه ذكر الأقوال المتعددة في تفسيره، وعزاها إلى القائلين بها: - نصه على اختياره بقوله: واليد -عند أهل النظر والسنة- في هذا الموضع وما كان مثله: صفة من صفات الله عَزَّ وَجَلَّ، ليست بجارحة، فعلينا أن نصفه بما وصف به نفسه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} فلا يحل لأحد أن يعتقد الجوارح لله سبحانه، إذ ليس كمثله شيء .. ثم يتابع الكلام ليؤكد به نفي التشبيه عن هذه الصفة وغيرها من صفات الله. والذي يلفت انتباهنا في هذا النص قوله: واليد - عند أهل النظر والسنة يبين أن النظر لا يمكن أن يعني شيئًا مخالفًا للنصوص، بل إن النظر صحيح يكون دائمًا مع نص الكتاب والسنة، وأن الذين يلجؤون في هذا إلى تأويلات العقلية ضاربين بالنصوص عرض الحائط، حيث يحملونها على غير ما يفعل هم في نفس الوقت قد تركوا عقولهم وراءهم؛ لأنهم استعملوها في غير موضعها، وعلى خلاف ما ينبغي أن تكون عليه، فالنظر والنص عند مكي صنوان لا يفترقان. ب - ردوده على المرجئة: يعتقد المرجئة أن الإيمان قول بلا عمل، ويحاولون الاستدلال على هذا المذهب ببعض النصوص القرآنية، التي قد تفيد ذلك، على وجه من الوجوه. ومن هنا نرى مكيًا، يتعرض للمرجئة كل ما مر على آية يستدلون فيها على مذهبهم وينقض استدلالهم، وذلك استنادًا إلى النظر الذي يقوم على الاستدلال، بمجموع النصوص، وعدم الاكتفاء بواحد منها. وفيما يلي أمثلة تبين استدلال المرجئة ببعض الآيات، وردود مكي عليهم: قال مكي في قوله

تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إلا الْأَشْقَى}. أي: لا يدخلها ويصلى سعيرها إلا الأشقى الذي كذب بآيات الله أعرض عنها. كان أبو هريرة يقول: لتدخلن الجنة إلا من أبى. قالوا: يا أبا هريرة ومن يأبى أن يدخل الجنة. قال: {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}. والمرجئة الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل، يتعلقون بهذه الآية: وفي تدبرها أقوال: منها: أن المعنى لا يصلاها إلا الأشقى والذي كذب وتولى، فتكون الواو مضمرة. حكى المبرد وغيره أن العرب تقول: أكلت خبزًا لحمًا ثمرًا، فيحذفون حرف العطف، وأنشد أبو زيد: كيف أصبحت كيف أمسيت مما ... يثبت الود في فؤاد الكريم وإضمار الواو قبيح ليس بكثير في كلام العرب، وفيه نقض للأصول، وخروج عن الظاهر. وقيل التقدير: لا يصلاها إلا الأشقى من الكفار والفساق، ثم أعاد ذكر الكفار خاصة تنبيهًا عليهم لأنهم أعظم ذنبًا من الفساق. وقيل التقدير: فأنذرتكم نارًا هذه صفتها. وقيل التقدير: لا يصلاها إلا أشقى أهل النار، وأشقاهم: الكفار، فدل هذا على أن غير الكفار يدخلون النار بذنوبهم. وقيل المعنى: لا يخلد فيها إلا الأشقى الذي كذب وتولى، فهذا للكافر -بإجماع- خاصة. وهذا القول أحسن الأقوال عندي. وقال في قوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}: أي: وهذا الذي أمروا به، هو دين الملة المستقيمة ودين الجماعة المستقيمة لا يتم دين الإِسلام إلا بذلك. وهذا نص واضح على أن الإيمان قول وعمل بخلاف ما قاله المرجئة، أن الإيمان قولًا لا غير، وقد قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} وبين -ما هنا- أن إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإخلاص العمل لله هو الدين المستقيم العادل. وقال في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}: وتسمة الله -جل ذكره- الصلاة: إيمانًا في هذه الآية رد على المرجئة الذين يقولون: إن الصلاة ليست من الإيمان. قال أشهب: وإني "ذكر بهذه الآية قول المرجئة، وعلى أن الإيمان -بهذه الآية- يراد به: الصلاة نحو بيت المقدس، وقاله البراء بن عازب ورفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قول قتادة والسدي والربيع بن أنس، وابن المسيب وزيد بن أسلم ومالك وغيرهم. ومن خلال النصوص المتقدمة نرى: في النص الأول: - ذكره للأقوال المتعددة في تفسيرها، كما هي عادته دائمًا. - إشارته إلى استدلال المرجئة على مذهبهم بهذه الآية. - رده لقول المبرد، بقوله: وإضمار الواو قبيح ليس بكثير في كلام العرب، وفيه نقض للأصول، وخروج عن الظاهر. - اختياره للقول الأخير، الذي يجعل الآية في الكفار خاصة حيث يقول: وهذا أحسن الأقوال عندي.

وفي النص الثاني {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} يقول: وهذا نص واضح على أن الإيمان هو دين الملة المستقيمة .. وهو نص واضح على أن الإيمان قول وعمل بخلاف ما قاله المرجئة، ويستدل على ذلك يقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ويبين -ها هنا- أن إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإخلاص العمل لله هو الدين المستقيم العادل. وكذلك يستدل بالنص الثالث الذي يسمي الصلاة: إيمانًا، وهو قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} حيث يقول: وتسمية الله -جل ذكره- الصلاة: إيمانًا -في هذه الآية- رد على المرجئة، الذين يقولون: إن الصلاة ليست من الإيمان. ج- ردوده على المعتزلة: حفل تفسير مكي بالردود على المعتزلة، وذلك أثناء تفسيره للآيات التي يستدل بها المعتزلة على مذهبهم، وكان مكي يثير إلى رأيهم واستدلالهم بالآية، ثم يناقشهم في آرائهم ويفندها بالنظر الصحيح الذي يعتمد على النصوص والعربية، وفيما يلي تقدم نماذج من ردود مكي على المعتزلة ونقاشه لآرائهم. عدم إرادة الله كفر الكافر: قال مكي في معرض تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيئًا}: هو تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يحزن على مسارعة من أسرع إلى الكفر من المنافقين واليهود. وفتنته: ضلاله. {فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيئًا} لا اهتداء له أبدًا. {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} أي: ذل وصغار، وأداء الجزية عن يد. {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وزعمت المعتزلة والقدرية أن الله عَزَّ وَجَلَّ لم يرد كفر أحد من خلقه، وأراد أن يكون جميع الخلق مؤمنين، فكان ما لم يرد، ولم يكن ما أراد -تعالى الله عن ذلك- وقد قال: لم يرد الله أن يطهر قلوبهم. وقال {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} وقال {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}، وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}، وقال: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَينَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} -الآية- وقال: {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وقال: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيئًا}. وقال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}. وقال: {أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا}. وقال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. وفي كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ من هذا كثير لا يحصى. يخبر -تعالى- في جميعه أنه أراد جميع ما كان وما يكون، وأن جميع الحوادث كانت عن إرادته ومشيئته، وأنه لو شاء لأحدثها على خلاف ما حدثت فيجعل الناس كلهم مؤمنين. فعندت المعتزلة -عليها لعنة الله تعالى- قولهم عن ذلك، وخالفت وقالت: حدث كفر الكافر على غير إرادة من الله -سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا- وعلى

إرادة من الشيطان. وقد أجمع المسلمون على قولهم: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وقالت المعتزلة: يكون ما لا يشاء الله -جلت قدرته وعظمته- وهو كفر الكافر، معاندة لإجماع الأمة. وقد حملت المعتزلة في قولها على أنه ليس لله تعالى ذكره على إبليس مزية؛ لأن إبليس شاء أن لا يؤمن أحد، فآمن المؤمنون، فكان خلاف ما شاء، لا فرق بينهما على قولهم، تعالى ربنا عما قالت المعتزلة علوًا كبيرًا، بل كل عن مشيئة كان، يفعل ما يشاء، يوفق من يشاء فيؤمن، ويخذل من يشاء فيكفر لا معقب لحكمه ولاراد لمشيئته، خلق من يشاء للسعادة فوفقه لعلمها، وخلق من يشاء للشقاء وخذله عن العمل بغير عمل أهل الشقاء، كل ميسر لما خلق له هذا هو الصراط المستقيم. أعاذنا الله من الزيغ عن الحق. وقال مكي في تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا}: والمعنى: سيقول المشركون من قريش وغيرهم الذين تقدم ذكرهم إذا تبين لهم أنهم على باطل، قالوا: لو شاء الله ما فعلنا ذلك. ثم أخبرنا الله أن قولهم هذا قال به من كان قبلهم حتى نزلت فيهم العقوبة وهو قوله: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا}: أي نزلت بهم عقوبة فعلهم. وقد تعلقت المعتزلة بهذه الآية، فقالوا: إن الله لم يشأ شرك المشركين لأن الله لم يذكر هذه الآية إلا على جهة الذم لهم في قولهم: إن الله لو شاء ما أشركوا، فأضافوا ما هم عليه من الشرك أنه عن مشيئته كان. ولو أن قولهم صحيح ما ذمهم عليه. قالوا: فدل ذلك على أن الله تبارك وتعالى لم يشأ شرك المشرك. وفي قوله تعالى -بعد هذه الآية-. {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} ما يدل على بطلان ذلك، بل الله المقدر لكل أمر من شرك وغيره. ومعنى {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} و {آبَاؤُنَا} أي لو شاء لأرسل إلى آبائنا رسولًا يردهم عن الشرك فيتبعوه على ذلك. وقيل: إنما قالوا هذا على جهة الهزء واللعب والاستخفاف، ولو قالوه على يقين وحق لما رد عليهم ذلك. وتلاحظ على هذين النصين: - نقله لقول المعتزلة بعدم إرادة الله كفر الكافر. - كثرة النصوص القرآنية التي يستشهد بها لإثبات المشيئة الإلهية وتفسيرها بقوله: أراد الله جميع ما كان ويكون، وأن جميع الحوادث كانت عن إرادته ومشيئته، وإنه لو شاء لأحدثها على خلاف ما حدثت فيجعل الناس كلهم مؤمنين، ثم يبين انحراف المعتزلة في فهمها. ويستدل عليهم بعد ذلك بإجماع الأمة على قولها: "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" ومخالفتهم لهذا الإجماع. ثم يستدل من لازم كلامهم على أنهم لم يجعلوا لله -جل ذكره- على إبليس مزية؛ لأن إبليس شاء أن لا يؤمن أحد فآمن المؤمنون، فكان خلاف ما شاء، فلا فرق بينهما. وفي النص ينقل استدلالهم بالآية أيضًا، ويرد

قولهم بالآية التي بعدها التي تظهر فساد تفسيرهم، وهي قوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} ثم يشرح الآية على وجهها الصحيح الذي يراه قائلًا: ومعنى {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا}: أي لو شاء لأرسل إلى آبائنا رسولًا يردهم عن الشرك فيتبعوه على ذلك. وقيل: إنما قالوا هذا، على جهة الهزء واللعب والاستخفاف، ولو قالوه على يقين وحق لما رد عليهم ذلك. ومن كل ما تقدم يتبين استحضاره للنصوص التي تؤيد ما ذهب إليه وتنقض ما فهمه المعتزلة، وتخطئته لهم في الفهم بقطع الآيات عن سياقها ثم شرح هذه النصوص على الوجه الذي يتناسب مع السياق والآيات الأخرى). وقال تحت عنوان: خلق القرآن: وقال في قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ}: (أي: ما حرم الله ذلك، وقيل المعنى: ما بحر الله بحيرة، ولا وصل وصيلة ولا سيب سائبة، ولا حمى حاميًا، ولكن الكافرين اخترقوا ذلك. وقد تعلق قوم من الجهلة القائلين بخلق القرآن بقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا} إنه بمعنى فعلناه، أي: خلقناه. وهذه الآية تظهر جهلهم، وهي قوله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} فإن كان "جعلنا" بمعنى "خلقنا"، فقد نفى عن نفسه -هنا- الجعل، فمن خلقهم؟ آثم خالق غير الله؟ . ويدل على فساد قولهم قوله تعالى: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} فإن كان "جعل" بمعنى "خلق". فلم يكن القوم إذًا موجودين، وقد أخبر عنهم أنهم استضعفوا في الأرض. وقال: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} فيجب على قولهم أن يكون إبراهيم غير مخلوق في ذلك الوقت. وقال: {وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} فواجب على قولهم أن يكون قد ميز الخبيث من الطيب، وهو غير موجود. وقال: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ}: -حكاية عن الكفار- أتراهم أيه الجهلة والقدرية خلقوهم، إنما سموهم. ويلزمهم أن يكون القرآن خلق مرتين، لقوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}، وقوله: {جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} وهذا أكثر من أن يحصى والجعل: يكون بمعنى "التصيير" و"الوصف" و "التسمية"، وقد يكون بمعنى الخلق بدلالة تدل عليه، نحو قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي "وخلق". لكن إذا كانت (جعل) بمعنى (خلق) لم يتعد إلا إلى مفعول واحد. وقال مكي في تفسير سورة "الزخرف": حم الزخرف: مكية. قوله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَينَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ}. قد تقدم ذكر حم. وقوله والكتاب المبين: قسم، أي: المبين لمن

تدبره، وفكر في عبره وعظاته ثم قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}: أي أنزلناه بلسان العرب، إذ كنتم أيها المنذرون به من العرب، وجعلناه -هنا-: يتعدى إلى مفعولين، فالهاء: الأول، وقرآنا: الثاني. وهذا مما يدل على نقض قول أهل البدع أنه بمعنى "خلفنا" إذ لو كان المعنى "خلقنا" لم يتعد إلا إلى مفعول واحد. ومثله قوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}، فلو كان معنى "خلق" لصار المعنى: أنهم خلقوا القرآن، وهذا محال، ولم يلقهم في هذا الخطأ العظيم. وجهل الظاهر إلا قلة علمهم بتصاريف اللغة وضعفهم في معرفة الإعراب. ونلاحظ على هذين النصين اللذين يرد فيهما على المعتزلة قولهم بخلق القرآن: أن ادعاءهم أن "جعل" بمعنى خلق دائمًا يوقعهم في محالات كثيرة لا يقولون بها، ومن ثم لا بد لهم من أن يسلموا أن تلك الآيات التي ذكرها مكي لا يمكن أن تكون فيها "جعل" بمعنى خلق وإنما هي بمعنى "صير". ثم يبين لهم أن "جعل" قد تأتي بمعنى "خلق" ويضع ضابطًا نحويًّا للتفريق بين "جعل" بمعنى: خلق، وجعل بمعنى: صير، قائلًا: وقد يكون "الجعل" بمعنى "الخلق، بدلالة تدل عليه، نحو قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}. ثم يقول: لكن إذا كانت "جعل" بمعنى: "خلق" لم يتعد إلا إلى مفعول واحد. قول مكي عند قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}. "وجعلناه" -هنا- يتعدى إلى مفعولين، فالهاء: الأول. وقرآنًا: الثاني. ثم يقول: وهذا مما يدل على نقض قول أهل البدع أنه بمعنى: "خلقناه" إذ لو كان بمعنى خلقنا، لم يتعد إلا إلى مفعول واحد. ثم يقول: .. ولم يلقهم -أي المعتزلة- في هذا الخطأ العظيم والجهل الظاهر إلا قلة علمهم بتصاريف اللغة وضعفهم في معرفة الإعراب. ومما تقدم يتبين لنا استنتاجه الضوابط النحوية التي تفرق بين المعاني المختلفة للكلمة الواحدة. وصحة تطبيقها. والحجج القوية التي يرد بها على المعتزلة. - رؤية الله يوم القيامة: قال مكي في تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. قال تعالى: جل ذكره-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}. أي: حسنة ناعمة جميلة من السرور والغبطة. هذا قول جميع أهل التفسير ثم قال تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي: تنظر إلى ربها. قال عكرمة: تنظر إلى ربها نظرًا. قال الحسن: وجوه يومئذ ناضرة، أي: حسنة: إلى ربها ناظرة، قال: تنظر إلى الخالق وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق. وقال عطية العوفي: هي تنظر إلى الله -جل ذكره- لا تحيط أبصارهم به من عظمته، ويحيط بهم، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. وقال بعض أهل البدع: إنه بمعنى: منتظرة إلى ثواب ربها، وهذا خطأ في العربية، قال: لا يقال:

نظرت إليه: بمعنى: انتظرته وإنما يقال: نظرته بمعنى انتظرته، وأيضًا فإنه لا يجوز انتظرت زيدًا بمعنى: عطاءه أو غلامه، أو ثوابه، أو نحوه؛ لأن فيه تغيير المعاني وإبطال الخطاب، وأيضًا فإن النظر إنما يضاف إلى الوجه، والانتظار إنما يضاف إلى القلوب، فلا يجوز أن يقال: وجه منتظر لك، فلما أتى النص بإضافة النظر إلى الوجوه، لم يجز أن يتأول فيه معنى الانتظار. ولو قال: قلوب يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة، لحسن كونها بمعنى الانتظار لإضافته إلى القلوب. قال الحسن في الآية: نظرت إلى الله فنضرت من نوره، أي: نعمت. وقد روى عبادة بن الصامت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني حدثتكم عن المسيح الدجال، أنه قصير أفحج، أعور مطموس العين اليسرى، ليست بناتئة ولا حجزاء، فإن التبس عليكم، فاعلموا أن ربكم -جل وعز- ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم -جل ذكره- حتى تموتوا" (¬1). وقد استدل من أنكر النظر بإضافة النظر إلى الوجه، قال: والعين لا تسمى وجهًا، وقد أضاف النظر إلى الوجه. وهذا غلط ظاهر؛ لأن العرب من لغتها أن تسمي الشيء بالشيء إذا قرب منه وجاوره، وقد قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} والسعي للأقدام. وقد أضاف السعي للوجه، وهو أبعد من الأقدام من العين إلى الوجه. فإذا جاز أن يضاف سعي الأبدان والأقدام إلى الوجه لالتباس الوجوه بها، كان إضافة النظر إلى الوجوه يراد به العين أجوز وأحسن؛ لأن العين في الوجه، وهي من جملة الوجه. وهذا سائغ جائز في اللغة وفي كثير من القرآن. وأما أحاديث تصحيح النظر إلى الله -جل ذكره- في الآخرة فكثيرة أشهر من أن نذكرها هنا. ويدل على تصحيح جواز ذلك من القرآن والنظر قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} وفي سؤاله النظر دليل على جوازه؛ لأن موسى لا يمكن أن يسأل ما لا يجوز وما يستحيل فأعلمه الله أنه لا يراه في الدنيا أحد. فأما قوله تعالى: لا تدركه الأبصار فمعناه: لا تحيط به، ومن قال: إن معناه: لا تراه، فقد غلط، لأنه يلزم أن يكون معنى "حتى إذا أدركه الغرق: ¬

_ (¬1) لقد ورد هذا الحديث في مسند أحمد: (5/ 324) - طبعة المكتب الإسلامي ودار صادر. بهذا اللفظ. حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه قالا: حدثنا بقية، حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن أبي جنادة بن أبي أمية، أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت أنه قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا، إن المسيح الدجال، رجل قصير أفحج، جعد أعور، مطموس العين بناتئه ولا حجزاء، فإن ألبس عليكم -قال يزيد: ربكم- فاعلموا أن ربكم -تبارك وتعالى- ليس بأعور، وأنكم لن ترون ربكم -تبارك وتعالى- حتى تموتوا، قال يزيد: تروا ربكم حتى تموتوا. وأخرجه أبو داود. انظر "عون المعبود": (4/ 198) وما بعدها، طبعة دار الكتاب العربي في لبنان.

إذا رآه" وذلك محال. إنما معناه: إذا أحاط به. وكذلك يلزمه أن يكون معنى {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}: انا "لمرئيون" ولم يخافوا أن يراهم قوم فرعون إنما خافوا أن يحيطوا بهم، فالمعنى: إنا لمحاط بنا. وكذلك يلزمهم أن يكون معنى: {لَا تَخَافُ دَرَكًا}. لا تخاف رؤية. وهذا محال، لم يؤمنه الله من رؤية آل فرعون، إنما أمنه من إحاطتهم به وبمن معه واستعلائهم عليهم. فالمعنى في الآية: لا تحيط به الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة. ومعنى: لن تراني، أي لن تراني في الدنيا، فالإحاطة، منفية. . والرؤية له في الآخرة غير منفية. كما أن قوله: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، لا يكون نفيا عن أن يعلموه. فكما كانت الإحاطة لا تدل على نفي العلم، كذلك نفي الإدراك لا يدل على نفي الرؤية، وكما جاز أن يعلم الخلق أشياء ولا يحيطون به علما، كذلك جاز أن يروا ربهم ولا تحيط به أبصارهم. فمعنى الرؤية غير معنى الإدراك، فلذلك لا يجوز أن يكون معنى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}: لا تراه. وقيل: معنى: لا تدركه الأبصار في الدنيا، على أن يكون "تدركه" بمعنى تراه، وتدركه في الآخرة، أي تراه بدلالة قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وبدلالة قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}. وهذا من أدل ما يكون من النص على جواز الرؤية، لأن المؤمنين لا بد أن يكونوا في الآخرة إما محجوبين أو غير محجوبين، فلا فرق بينهم وبين الكفار الذين حكى الله عنهم أنهم محجوبون في الآخرة، ولا فائدة في إعلام الله لنا أن الكفار محجوبون عنه إذ الكل محجوبون فلا بد أن يكون المؤمنون غير محجوبين عن رؤيته بخلاف حال الكفار. وقيل معنى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، أي: بالنهاية والإحاطة فأما الرؤية: فنعم. وقيل معنى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} كإدراك خلقه، لأن أبصارهم ضعيفة. وقيل معنى: لا تدركه الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة، أي أبصار الخلق التي خلقها الله فيهم، لا يرونه بها، ولكن يحدث لهم تعالى في الآخرة حاسة يرونه بها، وهذه دعوى لا دليل يصحبها من أثر ولا نظر، والله قادر على كل شيء. وقد روى جماعة من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إنكم ترون ربكم يوم القيامة، كما ترون هذا، يعني: القمر، لا تضامون في رؤيته، وفي بعض الروايات: لا تضارون في رؤيته. وفي بعضها: كما ترون الشمس في غير سحاب. وفي بعضها: كما ترون الشمس نصف النهار، وليس في السماء سحابة، وفي بعضها: كما ترون القمر ليلة البدر وليس في السماء سحابة (¬1). وقد ذكر النحاس في "تضارون" و"تضامون" واختلاف ألفاظهما ومعانيهما ثمانية أوجه: تضارون وتضامون -مضموم الأول مخففا- قال ويجوز في تضارون وتضامون -مضموم الأول ¬

_ (¬1) انظر متن البخاري بحاشية السندي (4/ 283 - 284) وما بعدها.

مشددا-، قال: ويجوز "تضامون" -مفتوح الأول مشددا- إذ أصله "تتضامون" ثم حذفت إحدى التاءين كتفرقوا، وتساءلون. قال: ويجوز تضامون- مفتوح الأول مشدد الضاد والميم على أن تدغم التاء الثانية في الضاد، كما قال، تظاهرون. وكذلك يجوز تضامون وتضارون على ذلك التقدير في الحذف والإدغام والرواية فيهما بالتخفيف. ومعناه: لا ينالكم عند ربكم ضرر ولا ضيم، ومن رواه مشددا مضموم الأول فمعناه: لا يضار بعضكم بعضًا في الرؤية ولا يضام بعضكم بعضًا كما تفعلون في رؤية الهلال في الدنيا إذا ازدحمتم لرؤيته. ومن تفسير مكي لهذا النص نرى: - ذكره للأقوال المتعددة في نفسيره حسب الظاهر. - ذكره لقول المعتزلة بتأويل النص إلى معنى "الانتظار" بدلا من النظر. - تخطئته للمعتزلة فيما ذهبوا إليه، لأنه -لو كان من الانتظار لعدى بـ "إلى" وكونه لم يعد بـ "إلى" يدل على أنه من "النظر". وأيضًا فإن "النظر" إنما يضاف إلى الوجوه، والانتظار إنما يضاف إلى القلوب. ثم يستدل بحديث عبادة على الرؤية بعد الموت. ثم ينقل حجة من أنكر النظر بإضافة النظر إلى الوجه. ثم رد عليه بقوله: وهذا غلط ظاهر، لأن العرب من لغتها أن تسمي الشيء بالشيء إذا قرب منه وجاوره، ويستدل مكي على صحة هذا الكلام بقوله: وقد قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9)}. ويعلق مكي على الآية قائلًا: والسعي للأقدام، وقد أضاف السعي للوجه، وهو أبعد من الأقدام، من العين إلى الوجه. ثم يقول: فإذا جاز أن يضاف سعي الأبدان والأقدام إلى الوجه لالتباس الوجوه بها، كان إضافة "النظر" إلى الوجوه يراد به العين أجوز وأحسن، لأن العين في الوجه، وهي من جملة "الوجه" وهذا سائغ جائز في اللغة وفي كثير من القرآن. ثم ينتقل إلى تصحيح جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة بالقرآن والنظر، ويذكر طلب موسى رؤية ربه وأنه لو لم يكن ممكنًا ما طبه، لأن موسى لا يمكن أن يسأل ما لا يجوز، فأعلمه الله أنه لا يراه في الدنيا أحد. ثم ينتقل إلى الآية التي يستشهد بها المعتزلة على عدم الرؤية {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} وينفي أن يكون "الإدراك -هنا- بمعنى: النظر بل هو بمعنى "الإحاطة"، ويستدل لذلك بقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ}، أي: أحاط به، وكذلك قوله: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} أي: محاط بنا. ثم يقول: فمعنى الرؤية غير معنى الإدراك. ثم يقول: لو سلمنا أنه بمعنى الرؤية، لكان ذلك للرؤية في الدنيا فقط بدليل قوله في الكافرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} معنى ذلك أن المؤمنين غير محجوبين. ثم يستشهد بالأحاديث الصحيحة التي تبين إمكانية الرؤية

وأنها جاءت بروايات متعددة تؤكد هذا المعنى. ومن كل ما تقدم تظهر لنا قوة مكي في النظر والاحتجاج، ودقته في الفهم، والاستنباط، واعتداده بالعربية وتعمقه في إدراك لطائفها وأسرارها، واستخدامه ذلك كله في النظر السليم الذي يؤدي إلى الفهم الدقيق والتفسير الصحيح) أ. هـ. قلت: وبعد أن ذكر ما قاله الدكتور فرحات، نختم البحث بقول شيخ الإسلام ابن تيمية، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى عند كلامه حول نزول الله سبحانه وتعالى وقوله: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار}: (وقد قال تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار} قال ابن أبي حَاتِم في "تفسيره": حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله سبحانه وتعالى: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار} قال: "لو أن الجن والإنس، والشياطين والملائكة، منذ خلقوا إلى أن فنوا صفّوا صفًّا واحدا ما أحاطوا بالله أبدا"- فمن هذه عظمته، كيف يحصره مخلوق من المخلوقات، سماء أو غير سماء! ؟ حتى يفال: إنه إذا أنزل إلى السماء الدنيا صار العرش فوقه. أو يصير شيء من المخلوقات يحصره ويحيط به سبحانه وتعالى. فإذا قال القائل: هو قادر على ما يشاء؟ قيل: فقل: هو قادر على أن ينزل سبحانه وتعالى وهو فوق عرشه، وإذا استدللت بمطلق القدرة والعظمة من غير تمييز، فما كان أبلغ في القدرة والعظمة، فهو أولى بأن يوصف به مما ليس كذلك؛ فإن من توهم العظيم الذي لا أعظم منه يقدر على أن يصغر حتى يحيط به مخلوقه الصغير، وجعل هذا من باب القدرة والعظمة، فقوله: إنه ينزل مع بقاء عظمته وعلوه على العرش، أبلغ في القدرة والعظمة، وهو الذي فيه موافقة الشرع والعقل. وهذا كما قد يقوله طائفة "منهم أبو طالب المكي، قال: إن شاء وسعه أدنى شيء، وإن شاء لم يسعه شيء وإن أراد عرفه كل شيء، وإن لم يرد لم يعرفه شيء، إن أحب وجد عند كل شيء، وإن لم يحب لم يوجد عند شيء، وقد جاوز الحد والمعيار، وسبق القيل والأقدار. ذو صفات لا تحصى، وقدر لا يتناهى، ليس محبوسًا في سورة، ولا موقوفًا بصفة، ولا محكومًا عليه بكلم، ولا يتجلى بوصف مرتين، ولا يظهر في صورة لاثنين، ولا يرد منه بمعنى واحد كلمتان، بل لكل تجل منه صورة، ولكل عبد عند ظهوره صفة، وعن كل نظرة كلام، وبكل كلمة إفهام، ولا نهاية لتجليه، ولا غاية لأوصافه. قلت -أي شيخ الإسلام-: أبو طالب رحمه الله هو وأصحابه (السالمية) -أتباع الشيخ أبي الحسن بن سالم صاحب سهل بن عبد الله التستري- لهم من المعرفة والعبادة والزهد واتباع السنة والجماعة في عامة المسائل المشهورة لأهل السنة ما هم معروفون به، وهم منتسبون إلى إمامين عظيمين في السنة: الإمام أحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، ومنهم من تفقه على مذهب مالك بن أنس كبيت الشيخ أبي محمد وغيرهم، وفيهم من هو على مذهب الشافعي.

فالذين ينتسبون إليهم، أو يعظمونهم، ويقصدون متابعتهم أئمة هدى رضوان الله عليهم أجمعين، وهم في ذلك كأمثالهم من أهل السنة والجماعة. وقل طائفة من المتأخرين إلا وقع في كلامها نوع غلط لكثرة ما وقع من شبه أهل البدع، ولهذا يوجد في كثير من المصنفات في أصول الفقه، وأصول الدين، والفقه، والزهد، والتفسير، والحديث، من يذكر في الأصل العظيم عدة أقوال، ويحكي من مقالات الناس ألوانًا، والقول الذي بعث الله به رسوله لا يذكره، لعدم علمه به، لا لكراهته لما عليه الرسول. وهؤلاء وقع في كلامهم أشياء أنكروا بعض ما وقع من كلام أبي طالب في الصفات -من نحو الحلول وغيره- أنكرها عليهم أئمة العلم والدين ونسبوهم إلى الحلول من أجلها؛ ولهذا تكلم أبو القاسم بن عساكر في أبي علي الأهوازي لما صنف هذا مثالب أبي الحسن الأشعري، وهذا مناقبه، وكان أبو علي الأهوازي من السالمية فنسبهم طائفة إلى الحلول. والقاضي أبو يعلى له كتاب صنفه في الرد على السالمية. وهم فيما ينازعهم المنازعون فيه -كالقاضي أبي يعلى وغيره، وكأصحاب الأشعري، وغيرهم من ينازعهم- من جنس تنازع الناس، تارة يرد عليهم حق وباطل؛ وتارة يرد عليهم حق من حقهم، وتارة يرد باطل بباطل، وتارة يرد باطل محق. وكذلك ذكر الخطيب البغدادي في "تاريخه" أن جماعة من العلماء أنكروا بعض ما وقع في كلام أبي طالب في الصفات. وما وقع في كلام أبي طالب من الحلول سرى بعضه إلى غيره من الشيوخ الذين أخذوا عنه كابي الحكم بن برجان ونحوه. وأما أبو إسماعيل الأنصاري صاحب "منازل السائرين" فليس في كلامه شيء من الحلول العام لكن في كلامه شيء من الحلول الخاص في حق العبد العارف الواصل إلى ما سماه هو: "مقام التوحيد" وقد باح منه بما لم يبح به أبو طالب، لكن كنى عنه. وأما "الحلول العام" ففي كلام أبي طالب قطعة كبيرة منه؛ مع تبريه من لفظ الحلول، فإنه ذكر كلاما كثيرًا حسنًا في التوحيد كقوله: عالم لا يجهل، قادر لا يعجز، حي لا يموت، قيوم لا يغفل، حليم لا يسفه، سميع بصير، ملك لا يزول ملكه، قديم بغير وقت، آخر بغير حد، كائن لم يزل، إلى أن قال: كأنه أمام كل شيء، ووراء كل شيء وفوق كل شيء، ومع كل شيء، ويسمع كل شيء، وأقرب إلى كل شيء من ذلك الشيء، لأنه مع ذلك غير محل للأشياء، لان الأشياء ليست محلا له، كأنه على العرش استوى كيف شاء بلا تكييف ولا تشبيه، وإنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وبكل شيء محيط. وذكر كلاما آخر يتعلق بالمخلوقات وإحاطة بعضها ببعض بحسب ما رآه، ثم قال: والله جل جلاله وعظم شأنه هو ذات منفرد بنفسه. متوحد بأوصافه، بائن من جميع خلقه، لا يحل الأجسام ولا تحله الأعراض، ليس في ذاته سواه، ولا في سواه من ذاته شيء، ليس في الخلق إلا الخلق ولا

3592 - الماكسيني

في الذات إلا الخالق. قلت: وهذا ينفي الحلول كما نفاه أولًا) أ. هـ. وفاته: سنة (437 هـ) سبع وثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: "مشكل إعراب القرآن"، و"الموجز" في القراءات، و"شرح كلا وبلا ونعم" وغيرها كثير. 3592 - المَاكِسِيني * النحوي، اللغوي، المقرئ: مكي بن رَيَّان بن شبَّه بن صالح، أبو الحرم، الماكسيني (¬1)، ثم الموصلي، الضرير، صائن الدين. من مشايخه: ابن الخشاب، والكمال الأنباري وغيرهما. من تلامذته: السخاوي، والقوصي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الكامل: "كان عارفًا بالنحو واللغة والقراءات، لم يكن في زمانه مثله، ويعرف الفقه والحساب معرفة حسنة، وكان من خيار عباد الله وصالحيهم رحمه الله" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "وذكره أبو البركات ابن المستوفي في "تاريخ إربل" فقال: هو جامع فنون الأدب وحجة كلام العرب، الجمع على دينه وعقله، والمتفق على علمه وفضله. . . وكان أبدا يتعصب لأبي العلاء المعري، ويطرب إذا قريء عليه شعره. للجامع بينهما من العمى والأدب فسلك مسلكه في النظم انتهى". • السير: "وكان ذا تقوى وصلاح إلا أنه كان يتعصب لأبي العلاء المعري لاتفاقهما في الأدب والعمى بالجُدَري" أ. هـ. • العبر: "ولم يكن لأهل الجزيرة في وقته في فنه مثله" أ. هـ. قلت: يعني جزيرة الموصل. • البغية: "وكان صالحًا كريم الأخلاق، صبورا على المشتغلين، وعنده من كل علم طرف والغالب عليه علم النحو والقراءات" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "برع في القراءات وجودها، وأقرأ الناس دهرا، وتخرج به أهل الموصل" أ. هـ. وفاته: (603 هـ) ثلاث وستمائة. 3593 - المخلِصي * المفسر: منبه بن محمد بن أحمد بن علي بن ينال بن أبي سهل، أبو وهب، ابن أبي جعفر، المخلصي (¬2) الحنفي. ولد: سنة (439 هـ) تسع وثلاثين وأربعمائة. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2714)، إنباه الرواة (3/ 320)، الكامل (12/ 258)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 117)، وفيات الأعيان (5/ 278)، السير (21/ 425)، تاريخ الإسلام (وفيات 603) ط. بشار، العبر (5/ 8)، البداية (13/ 51)، المختصر الجامع (9/ 216)، غاية النهاية (2/ 309)، بغية الوعاة (2/ 299)، الشذرات (7/ 21)، الأعلام (7/ 286). (¬1) الماكسيني: نسبة إلى ماكسين، وهي بليدة من أعمال الجريرة الفراتية على نهر الخابور وهي على صغرها تشابه المدن في حسن بنائها ومنازلها (وفيات الأعيان). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 332). (¬2) المخلصي: من الإخلاص بسكون الخاء المعجمة وكسر اللام. وإنما سمي المخلصي؛ لأن والده كان صادقا مخلصا فيما يقول للملوك والسلاطين. . انظر طبقات المفسىرين للداودي.

3594 - المنتجب

من مشايخه: أبو حامد أحمد بن محمد الشجاعي، وأبو نصر أحمد بن محمد بن حمدان الحداد وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله البيضاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "الفقيه الحنفي، كان فقيهًا شاعرًا واعظًا، مليح الوعظ، حسن المعرفة بالتفسير. قدم بغداد حاجا سنة ست وتسعين وأربعمائة، وحدث بها" أ. هـ. 3594 - المُنْتجِبْ * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: المنتجب بن أبي العز بن رشيد الهمداني، أبو يوسف، منتجب الدين. من مشايخه: ابن طبرزَد، والكندي، وأبو الجود وغيرهم. من تلامذته: النظام التبريزي، والصائن الواسطي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان رأسًا في القراءات والعربية متواضعًا صوفيًا. . قال النظام التبريزي: قرأت بأربع روايات على المنتجب وكنت أقرأ عليه خفية من شيخنا علم الدين -أي السخاوي- وكان أصحاب شيخنا لا يجسرون أن يقرؤوا على المنتجب، فوشى بعض الطلبة إلى الشيخ علم الدين، فقال: هذا ما هو مثل غيره هذا يقرأ ويذهب وما يكثر فضولا ... " أ. هـ. • السير: "شيخ القراء ... وشيخ القراءة بالزنجيلية" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام كامل علامة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "إمام كامل علامة ... " أ. هـ. • قلت: علق الذهبي على هذه العبارة فقال: كان سوقه كاسدا مع وجود العلم السخاوي، انتهى نقلا عن الداودي. • الأعلام: "عالم بالعربية والقراءات، اشتهر وتوفي بدمشق" أ. هـ. • قلت: قال الدكتور فهمي حسن النمر في مقدمة تحقيقه لكتاب "الفريد في إعراب القرآن المجيد" صفحة (39) وتحت عنوان: مذهبه الفقهي: "كان المنتجب الهمذاني -رحمه الله- ينتمي إلى المذهب الشافعي -وهو مذهب الأيوبيين- وقد اختص بالقضاء، لأنه مذهب الدولة. وكان الفاطميون قبل ذلك قد أبطلوا العمل به. والمتصفح لكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد يستطيع أن يلمس وقوف المنتجب بحانب المذهب الشافعي، فنجده كثيرًا ما يأتي بالرأي التفسيري أو الفقهي ثم بعد ذلك ينص على أنه مذهب ¬

_ * السير (23/ 219)، العبر (5/ 180)، معرفة الفراء (2/ 637)، تذكرة الحفاظ (4/ 1432)، غاية النهاية (2/ 310)، بغية الوعاة (2/ 300)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 333)، الشذرات (7/ 393)، الأعلام (7/ 290)، "الفريد في إعراب القرآن المجيد" - تحقيق الدكتور فهمي حسن النمر، والدكور فؤاد علي مخيمر، دار الثقافة- قطر- ط (1)، لسنة (1411 هـ- 1991 م) (ص 39 - 44)، كشف الظنون (1/ 647)، هدية العارفين (2/ 672)، مفتاح السعادة (2/ 54)، معجم المؤلفين (1/ 622).

الإمام الشافعي، وهو لم يستدل بقول أحد من الأئمة الأربعة غير الشافعي". ثم قال المحقق تحت عنوان: مذهبه الاعتقادي: "كان أهم ما اتصفت به الحياة الدينية في العصر الأيوبي هو القضاء على آثار المذهب الشيعي ودعم المذهب السني في أنحاء البلاد. ومؤلفنا -رحمه الله- كان ممن سار على هذا المنهج. فنجده ينتصر للمذهب السني، ويدافع عنه، فتارة يصف مذهب المعتزلة بأنه ضلال، وأخرى يصفه بأنه مبني على المغالاة، وأحيانا يشير إلى من خالف أهل السنة بأنه مبتدع زنديق. فعند إعراب قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. قال المنتجب في (ما) الأولى ثلاثة أوجه: أحدهما: وهو الوجه وعليه الجمهور: أنها موصولة. والثاني: بمعنى (من). والثالث: بمعنى كيف، فيكون معمول (يشاء). وفي الثانية: أيضًا- ثلاثة أوجه: أحدها: وهو المختار وعليه المشيخة من أهل السنة: أنها نافية، لأنها إذا كانت نافية دلت على أن جميع الأشياء بقدرة الله واختياره، وليس للعبد فيها شيء سوى اكتسابه بتقدير، وفي الحديث ما يعضد هذا قال عليه الصلاة والسلام. (قدر الله المقادير وكتبها قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة). وفي رواية أخرى: (فرغ الله من المقادير وأمر الدنيا قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة). ويقول عند قوله سبحانه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}: في (ما) أوجه: أن تكون مصدرية منصوبة المحل عطفًا على الكاف والميم في (خلقكم)، أي: والله خلقكم وعملكم. وهذا وجه حسن لما فيه من الدليل على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى- خيرًا كانت أو شرًّا. وأن تكون موصولة في موضع نصب أيضًا عطفًا على المذكور آنفًا على معنى والله خلقكم والذين تعملون منه الأصنام، يعني: الخشب والحجارة، وتبقى الأعمال والحركات غير داخلة في خلق الله -تعالى-. وبهذا التأويل يصح أن تكون موصولة لا على أن تكون تعم جميع الأشياء كما ذهبت إليه المعتزلة الضلال. وكفاك دليلًا قوله تعالى في الأنبياء {قَال بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ} يعني الأصنام. ويقول عند قوله سبحانه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}: والناضرة الأولى من نضرة النعيم، وهو الإشراق. . والثانية من نظر العين، و (إلى) من صلتها، أي تنظر إلى ربها خاصة نظر رؤية وعيان، لا تنظر إلى غيره. ولهذا المعنى وهو الاختصاص قدم معمولها وهو (إلى ربها)، كما تقدم الخبر لذلك في نحو قوله -جل ذكره- {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}، و {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}.

وليس قول من قال: إن (ناظرة) بمعنى منتظرة - بمستقيم، لأن نظرت إذا كان بمعنى الإنظار لا يدخل عليها حرف الغاية، يقال: نظرت فلانًا، أي أنظرته، ولا يقال: نظرت إليه. وقول من قال: وهو بعض غلاة المعتزلة (إلى) هنا اسم بمعنى النعمة وهو واحد آلاء، أي: منتظرة نعمة ربها، ليس بمستقيم أيضًا، لأن الله -تعالى- أخبر عن الوجوه أنها ناعمة، فدخل النعيم بها وظهرت إمارته عليها، فكيف ننظر إلى ما أخبر الله -جل ذكره- أنه حال فيها، إنما ينظر إلى الشيء الذي هو غير موجود. والوجه هو الأول وعليه الجمهور، وهو أن المراد رؤية الله -جل ذكره- ومن اعتقد غير هذا فهو مبتدع زنديق. ويقول عند قوله سبحانه: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}. وقرئ: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} بالتنوين، و (ما) على هذا لا يخلو أن تكون نافية، أو مصدرية، أو صلة، فلا يجوز أن تكون نافية على معنى ما خلق من شر لأمرين: أحدهما: أن الله -تعالى- خالق كل شيء خيرًا كان أو شرا، وعليه الجمهور من العلماء وذلك حجة. ومن أدلة انتساب المنتجب إلى مذهب أهل السنة: أ- تمسكه بالإجماع: وهو دعامة من دعائم أهل السنة في حين أن المعتزلة ينكرونه. وقد استدل به الهمذاني عند إعراب قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إلا خَطَأً} الآية. قال: (إلا خطأ) فيه أوجه: أحدها: أنه استثناء منقطع، ولا يجوز أن يكون متصلًا بإجماع من أهل هذه الصناعة، لأن في ذلك إباحة قتل الخطأ. والخطأ لا يصح فيه الاباحة، كما لا يصح فيه النهي، لأنه مرفوع عن الأمة بإجماع الأمة بشهادة قوله - عليه السلام -: "رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وعند إعراب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} الآية. قال المنتجب (برؤوسكم) الباء للإلصاق، والمراد إلصاق المسح بالرأس، وماسح بعضه أو كله ملصق للمسح برأسه. والواجب منه ما يقع عليه اسم المسح بدليل ما روي أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على ناصيته (وهو مذهب الشافعي). والناصية عند العرب مقدم شعر الرأس، فماسح أدنى جزء من مقدم رأسه مسح على ناصيته موافق لفعل رسول الله - عليه السلام -. والحديث حجة على من خالفه في ذلك، وقدَّر الناصية بربع الرأس مستدلا بالحديث المذكور آنفا، وهو عليهما لما ذكرت من أن الناصية عند العرب مقدم شعر الرأس من غير تقييد ولا تقدير. ولو حلف حالف ألا يضرب على ناصية فلان فضرب على أدنى جزء من مقدم رأسه لكان

3595 - ابن المنجى

حانثًا بالإجماع، وذلك حجة. وبعد. . . فقد ثبت لنا بالأدلة القاطعة أن "المنتجب الهمذاني" -رحمه الله- شافعي سني) أ. هـ. • قلت: لقد نقلنا الكلام السابق في مذهب وعقيدة صاحب الترجمة (المنتجب) للفائدة، وعدم تكرار نقل ما قاله في تأويل الصفات على المعتزلة، وغير ذلك من كتابه المذكور. ولعدم معرفة المحققين السابقين لكتاب "الفريد في إعراب القرآن المجيد" للمنتجب لاعتقاده، وهذا مما يدل على الجهل الواضح في التفرقة عند البعض الكثير من أصحاب العلم الشرعي من جهة وأصحاب علم العربية والآداب والتاريخ وغيرهما من العلوم الأدبية والعلمية في وقتنا هذا من الجهة الأخرى، بين معتقد السلف أهل الكتاب والسنة، وبين اعتقاد الفرق الأخرى، الأشعرية أو الماتريدية أو الإباضية، وغيرهم من فرق المسلمين، فصاحب الترجمة: هو شافعي المذهب، نعم، ولكن هو أشعري المعتقد وما نقلاه المحققين من كتابة في الصفات كان واضحا، إلى ذكرهما: أنه كان في العصر الأيوبي الذي تميز بمعتقد الأشعرية، الذي قام فيه الأيوبيون بالقضاء على الفاطميين أصحاب المذهب الشيعي في مصر، بواسطة قضاة المسلمين وعلمائهم وخاصة الذين كانوا على مذهبهم ومعتقدهم المشهور في وقتهم، وصاحب الترجمة كان كذلك، شافعي، أشعري. . . والله أعلم. وفاته: (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "الدرة الفريدة" وهي شرح الشاطبية، وشرح "المفصل" للزمخشري و"الفريد في إعراب القرآن المجيد". 3595 - ابنُ المُنجَّى * النحوي، اللغوي، المفسر: المنجى بن عُثمَان بن أسعد، أبو البركات بن المنجى التنوخي الدمشقي الحنبلي، زين الدين. ولد: سنة (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. من مشايخه: السخاوي، وابن مسلمة، والقرطبي وغيرهم. من تلامذته: ابن العطاء، والمزي، والبرزالي، وتقي الدين بن تيمية وغيرهم. كلام العلماء فيه: • البداية: "الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين، الصدر الكامل. . شيخ الحنابلة وعالمهم. . وكان قد جمع له بين حسن السمت والديانة والعلم والوجاهة وصحة الذهن والعقيدة والمناظرة وكثرة الصدقة ولم يزل يواظب على الاشتغال مبتدعا حتى توفي. ." أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "وكانت له أوراد صالحة من صلاة وذكر، وله إيثار كثير وبر يفطر عنده الفقراء في بعض الليالي وفي شهر رمضان كله وكان حسن الأخلاق. وقال البرزالي: كان عالمًا بفنون شتى: من الفقه والأصلين والنحو وله يد ¬

_ * البداية والنهاية (13/ 265)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 332)، عقد الجمان (3/ 323)، الدارس (2/ 120)، الشذرات (7/ 756)، هدية العارفين (2/ 472)، الأعلام (7/ 291)، معجم المؤلفين (3/ 911).

3596 - أبو الحكم الشذوني

في التفسير وانتهت إليه رئاسة مذهبه واجتمع له العلم والدين والمال والجاه، وحسن الهيئة وكان صحيح الذهن، جيد المناظرة صبورًا فيها، وله بر وصدقة وكان ملازمًا بجامع دمشق من غير معلوم انتهى" أ. هـ. • عقد الجمان: "الشيخ الإمام العالم العامل العلامة مفتي المسلمين شيخ الحنابلة وعالمهم سمع الحديث وتفقه، وبرع في فنون كثيرة من الأصول والفروع والعربية والتفسير" أ. هـ. • الشذرات: "أحد من انتهت إليه رئاسة المذهب أصولا وفروعا. . مع التبحر في العربية والنظر والبحث وكثرة الصيام والصلاة والوقار والجلالة" أ. هـ. وفاته: (695 هـ) خمس وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "الممتع شرح المقنع" في فروع الحنابلة أربع مجلدات، و"تفسير" كبير للقرآن العظيم وغير ذلك. 3596 - أبو الحكم الشَّذُونيّ * النحوي، اللغوي: منذر بن عمر بن عبد العزيز الشذوني، أبو الحكم. من مشايخه: محمّد بن فطيس الإلبيري وغيره. من تلامذته: يوسف بن محمّد الشذوني وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالنحو واللغة شاعرًا مطبوعا كثير الشعر، بصيرا بالكلام والحجة" أ. هـ. وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. 3597 - المشَدَّالي * النحوي، اللغوي، المفسر ناصر الدين، منصور بن أحمد بن عبد الحق بن سدرحان بن فلاح المشدالي -وقيل: المشذالي- الزواوي. ولد: (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. من مشايخه: عز الدين بن عبد السلام، وصدر الدين سليمان الحنفي وغيرهما. من تلامذته: أبو منصور الزواوي، وابن مرزوق الجد، وابن المسفر وغيرهم. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه، المحصل المتقن، المجيد المتفنن له علم بالفقه وأصل الدين وله مشاركة في علم المنطق وعلم العربية. . ويتكلم على تفسير كتاب الله تعالى وحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ... " أ. هـ. • الدرر: "نبغ ورجع بعلوم جمّة من الأصول والفقه والأدب والكلام والتصوف وجمع تصانيف وأقبل على العبادة والاشتغال بالعلم" أ. هـ. • شجرة النور: "الإمام الفذ الأوحد العالم المتفنن الحافظ المجتهد الشيخ الفاضل من أهل الشورى والفتوى في العلوم والنوازل" أ. هـ. وفاته: (731 هـ) إحدى وثلاثين وسبعمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 301)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 845). * عنوان الدراية (229)، الدرر (5/ 131)، وذكر لقبه المشدلي، شجرة النور (217)، معجم المؤلفين (3/ 912).

3598 - الكازروني

من مصنفاته: له شرح على رسالة أبي محمد بن أبي زيد ولم يستكمله وتحصيله لأصول الفقه وأصول الدين على طريقة الأقدمين على طريقة المتأخرين. 3598 - الكازُروني * المفسر: منصور بن الحسن بن علي بن اختيار الدين فريدون بن علي بن محمّد القرشي العدوي العمري الكازروني الشافعي العماد. من مشايخه: ابن الجزري، والسيد الجرجاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان متقدمًا في العقلبات يصبغ بالحمرة" أ. هـ. • الشذرات: "كان إمامًا عالمًا مُصنفًا مفيدًا صحيح العقيدة" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالتفسير والحديث والعقليات من فقهاء الشافعية" أ. هـ. وفاته: (860 هـ) ستين وثمانمائة. من مصنفاته: صنف ما ينيف على مائة تأليف منها "لطائف الألطاف في تحقيق التفسير" و"نقد الكشاف" ولم يكمله و"حجة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الكفرة" في نقد "الفصوص" لابن عربي. 3599 - منصور النَّيسابوري * المفسر المقرئ: منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم النيسابوري، أبو نصر، ابن أبي منصور. ولد: سنة (337 هـ) سبع وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو العباس الأصم وغيره. من تلامذته: أبو إسماعيل الأنصاري، وعبد الواحد القشيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • المنتخب من السياق: "المفسر المقرئ المعروف مشهور، من بيت الفضل والعلم والحديث والورع ... وهو من المتأخرين الذين بقوا من أصحاب الأصم بعد العشرين وأربعمائة ... " أ. هـ. • السير: "المفسر، الشيخ الإمام. .. " أ. هـ. وفاته: سنة (422 هـ) اثنتين وعشرين وأربعمائة، وقيل: (424 هـ) أربع وعشرين وأربعمائة. 3600 - ابن يَمْلا الأحدب * المقرئ: منصور بن الخير بن يعقوب بن يملا، (وقيل: الحيري يملي، وقيل: الجبري تملي) ¬

_ * الضوء (10/ 170)، الشذرات (9/ 435)، الوجيز (2/ 698)، كشف الظنون (1/ 340)، إيضاح المكنون (2/ 403)، الأعلام (7/ 298)، معجم المؤلفين (3/ 913). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 338)، تاريخ الإسلام (وفيات 422) ط. تدمري، العبر (3/ 151)، السير (17/ 441)، المنتخب من السياق (477). * بغية الملتمس (2/ 636)، الصلة (2/ 586)، معرفة القراء (1/ 481)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة (526) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 312)، لسان الميزان (6/ 926)، الأعلام (7/ 299)، معجم المؤلفين (3/ 914).

المغراوي، (وقيل الفراوي) الأندلسي، ويقال له: الأحدب. من مشايخه: موسى بن الحسين المعدل، ومحمد بن شريح وغيرهما. من تلامذته: محمد بن أبي العيسى الطرطوشي، ومحمد بن عبيد الله بن العويص وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الصلة: "سمعت بعض شيوخنا يضعفه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وقيل إنه متهم في لقي أبي مَعشر (¬1) مع أنه رأس في القراءات ثم بتجويدها وعللها. قال اليسع بن حزم: رحلت إليه فوجدته بحرا في علوم القراءات بعيد الغور والغايات فجلست واستفدت وتشكلت انتهى ... ". • لسان الميزان: "قال أبو الربيع بن سالم، أخبرنا محمد بن جعفر بن حميد المرسي، أخبرنا أحمد بن أبي الحسن بن بنان راوية أبي معشر قال: لقيني أبو علي منصور بن الجبر بن تملي الفراوي الأحدب، وأنا قافل من الحج. فسألني أيعيش أبو معشر؟ فقلت: قد مات وسويت عليه التراب بيدي، فرحل إلى "مكة"، ثم قدم "الأندلس"، وادعى أنه قرأ على أبي معشر الطبري. قال ابن رشيد: هذه القصة ليس الحمل فيها على أبي عليّ الفراوي، بأولى من الحمل على أبي العباس بن سفيان، أن باب الغيرة يحتمل فيه ما لا يحتمل في غيره قلت: ونظير هذه الحكاية ما ذكره ابن رشيد في كتاب "الرحلة" له، قال: أخبرني الفقيه أبو بكر بن خنيس، حدثني أبو بكر بن محرز من فيه قال: أعلمت السفر برسم الأخذ عن المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري، [فبلغت] إلى جهة مرهلة من عدوة "الأندلس"، وقصدي التوجه إلى "سبته"، فلقيت هناك أبا الربيع بن سالم قافلا من "سبته"، فسلم بعضنا على بعض، فسألته عن الشيخ فقال: ما جئت حتى ووري في التراب، فسقط في يدي، وأخذ بسمعي وبصري في الرجوع عن وجهي وقال: نتأنس بك في الطريق، حتى كاد يصرفني عن وجهي، فوفقني الله العظيم لمخالفته، وتوجهت لسبيلي فلقيت الشيخ حيا فكثرت عنه، وطال الانتفاع به، ولزمته إلى أن مات. قال: وهذه القصة كانت سبب الوحشة بين أبي الربيع بن سالم، وابن خنيس حتى ماتا، وكان أبو الربيع يجامله، وقال ابن عساكر في "رجال مالقة": ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة، وكان أبو جعفر بن (الباذش) يتهمه ويقول: إنه كان يزيد في سنه، ويدعي في (القراءات) ما لم يسمعه. وقال أبو عليّ الزيدي: تكلم ابن الباذش في منصور هذا، وأبلغ، وأظهر التعسف في أمره، فأخبرني أبو بكر بن أبي نصر، عن المحدث أبي بكر بن زروق، أنه ناظر ابن الباذش في أمر أبي علي، حتى أذعن له أبو جعفر. قال أبو علي: منصور هذا قد وثقه الأشياخ، منهم أبو بكر بن زروق، وصححوا روايته، وأخبرني أبو القاسم السهيلي أنه وقف على إجازة لأبي معشر، لأبي علي منصور، عند بعض أهل "مالقة"، قال: وقد رحل إليه أبو عبد الله النميري، وتلا عليه القرآن. فأقره على ابن الباذش، ولم يتهم بشيء من روايته، ولا شك أن النميري أتم معرفة ومعه ابن ¬

_ (¬1) هو أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمّد بن علي الطبري المقرئ، مقريء أهل مكة ومصنف "التلخيص" وفاته سنة (478 هـ) انتهى.

3601 - المسدي

الباذش، وقد روى الإسناد أبو محمد القرطبي بالسبع، عن أبي القاسم بن دحمان، عن منصور، وكان أعرف الناس بهذا الفن، ونظم أمره في قصيدته المشهورة، فقال بعد صدر منها: [الطويل]: وأشياخ منصور عليّ بن جماعة ... ولابن شريح فيهم المنصب العالي تلا السبع بالكافي عليه محصلا ... وحسبك بالكافي مفسر إشكال وقال بلقيا الطبري بمكة ... أبي معشر ما شاء من درك آمال روى عنه تلخيص اليمان رواية ... وعرضًا فلا تحفل بقيل ولا قال وقال: وأشار بهذا إلى ما قيل فيه من قصة بن الناوس، والله أعلم" أ. هـ. • غاية النهاية: "العَلم الأستاذ مقريء كبير وعالم شهير .. " أ. هـ. وفاته: (526 هـ) ست وعشرين وخمسمائة. من مصنفاته: جمع في القراءات كتبا أخذها الناس عنه مع سائر ما رواه. 3601 - المُسَدِّي * المفسر المقرئ: منصور بن سرّار بن عيسى بن سليم، أبو عليّ الأنصاري، لإسكندري المالكي، المعروف بالمسدي. ولد: (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مشايخه: عبد الرحمن بن موقا، ومنصور بن خميس وغيرهما. من تلامذته: الدمياطي وغيره. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "وكان من حُذّاق القراء. . وله شهرة بتلك الديار -أي المصرية .. " أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان من حذاق المقرئين" أ. هـ. وفاته: (651 هـ) إحدى وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "أرجوزة" في القراءات و"كتاب" في التفسير. 3602 - الطبلاوي * النحوي، اللغوي، المفسر منصور الطبلاوي، سبط شيخ الإسلام، ناصر الدين، الطبلاوي، الشافعي. من مشايخه: الشمس الرملي، وأبو نصر بن ناصر الدين الطبلاوي وغيرهما. من تلامذته: الشمس محمّد الشوبري وغيره. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "الشيخ العالم المحقق خاتمة الفقهاء ورحلة الطلاب وبقية السلف، برع في التفسير والففه والحديث والنحو والتعريف ¬

_ * معرفة القراء (2/ 670)، طبقات المفسرين للسيوطي (106)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 338)، غاية النهاية" (2/ 312)، الأعلام (7/ 300)، معجم المؤلفين (3/ 914). * خلاعة الأثر (4/ 428)، كشف الظنون (1/ 890، 988، 1140)، إيضاح المكنون (1/ 263)، (2/ 721)، هدية العارفين (2/ 475)، الأعلام (7/ 300)، معجم المؤلفين (3/ 916).

3603 - خطيب السقيفة

والمعاني والبيان والكلام والمنطق والأصول .. " أ. هـ. • الأعلام: "فقيه شافعي مصري، غزير العلم بالعربية والبلاغة، أصله من إحدى قرى المنوفية ووفاته بالقاهرة" أ. هـ. وفاته: سنة (1014 هـ) أربع عشرة وألف. من مصنفاته: "منظومة" في البلاغة و"السر القدسي في تفسير آية الكرسي، و"منهج التيسير إلى علم التفسير" "حاشية" على شرح عقائد النسفي للتفتازاني سماه "مطلع بدور الفوائد ومنبع جواهر العوائد" و"حسن الوفا بزيارة المصطفى". 3603 - خَطيب السَّقِيفة * النحوي، اللغوي، المفسر: منصور بن عبد الرحمن الحريري الدمشقي الشافعي، زين الدين، الشهير بخطيب السقيفة. من مشايخه: البدر الغزِّي وغيره. كلام العلماء فيه: • در الحبب: "الأديب الشهير بخادم الشيخ أرسلان. . جاور بالمدرسة الشرفية وأسفر عن تأليف في التصوف، اتهم فيه بأنه لغيرة أو منقول فيه كلام غيره فحسب وهرع إليه أفراد من أوباش عوام الصوفية بل صوفية العوام، وأضافة من الناس أقوام ثم شاع عنه أكل الكيفية والتهاون في بعض الأمور الدينية اتباعا لنفسه الدنية حتى أضافه بعض النَّاس ذات ليلة في جماعة فباسطهم بالكلام من المغرب إلى الصبح ولم يصل الصلاة المفروضة -والعياذ بالله تعالى- ولا اكترث باطلاع صاحب المنزل وجماعته عليه- ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. " أ. هـ. • الكواكب: "ثم ذكر (أي ابن الحنبلي) كلاما يقتضي الطعن عليه وإضافة أمور غير مرضية إليه. وكذلك عادة ابن الحنبلي في هذا التاريخ بأدنى شبهة يمتلك من المترجم سترا، ولا يكاد يقيم لمن يحتمل حاله التأويل عذرًا. والذي عرفناه من أخبار أخيار الدمشقيين أن الشيخ منصور كان من عباد الله الصالحين. . ." أ. هـ. قلت: وله كرامات ذكرها الغزي. . وله قصيدة طويلة مدح بها شيخه البدر الغزي انتهى. • الشذرات: "الإمام العلامة وكانت له يد طولى في علوم كالتفسير والعربية وكان صوفي المشرب. رسلاني الطريقة. ." أ. هـ. • الأعلام: "متصوف متأدب من الشافعية. . وله كتاب في "التصوف" أ. هـ. وفاته: (967 هـ) سبع وستين وتسعمائة. من مصنفاته: له أرجوزة في حفظ الصحة ورسالة سماها بـ "رسالة النصيحة في الطريقة الصحيحة" و"كتاب" في التصوف. 3604 - ابن فَلاح النحوي * النحوي، اللغوي: منصور بن فلاح بن محمّد بن ¬

_ * در الحبب (2/ 1 / 496)، الكواكب السائرة (3/ 210)، الشذرات (10/ 511)، كشف الظنون (1570)، الأعلام (7/ 300)، معجم المؤلفين (3/ 916). * بغية الوعاة (2/ 302)، معجم المؤلفين (3/ 918)، كشف الظنون (2/ 1751)، هدية العارفين (2/ 474).

3605 - ابن المقدر التميمي

سليمان بن معمر اليمني، الشيخ تقي الدين، أبو الخير، المشهور بابن الفلاح. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "له مؤلفات في العربية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "نحوي، فقيه، أصولي" أ. هـ. وفاته: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الكافي "في النحو، وجزء في غاية الحسن يدل على معرفته بأصول الفقه. 3605 - ابن المُقدِّر التميمي * النحوي: منصور بن محمد بن عبد الله بن المقدر التميمي، أبو الفتح الأصبهاني. من مشايخه: أبو بكر عبد الله بن محمد القبَّاب، والصاحب ابن عباد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كتبت عنه وكان معتزليا داعية خبيث المذهب، يزري أصحاب الحديث ويستهزيء بالآثار، وكان يزعم أن أباه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بحر بن خالد بن صفوان بن عمر بن الأهتم التميمي" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان نحويًّا أديبا متكلما كثير الرواية حريصًا على العلم، قدم بغداد واستوطن وقرأ بها العربية وصحب الصاحب ابن عباد، وكان معتزليا متظاهرًا بالاعتزال وصنف كتاب ذم الأشاعرة" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب، نحوي، متكلم" أ. هـ. وفاته: سنة (442 هـ) اثنتين وأربعين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب في ذم الأشاعرة. 3606 - أبو المُظَفَّر السَّمْعَاني * المفسر: منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد المروزي السمعاني التميمي، الحنفي ثم الشافعي، أبو المظفر. ولد: (426 هـ) ست وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: أبو غانم أحمد بن علي الكُراعي، وأبو بكر بن عبد الصمد الترابي وغيرهما. من تلامذته: عمر بن محمّد السرخسي، وأبو نصر محمّد بن محمد الفاشاني، ومحمد بن أبي بكر السبخي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "إمام عصره بلا مدافعة، وعديم النظير في فنه ولا أقدر على أن أصف بعض مناقبه، ومن مطالع تصانيفه وأنصف، عرف محله من العلم. . وكانت مجالس وعظه كثيرة النكت ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 442) ط. تدمري، تاريخ بغداد (13/ 86)، معجم الأدباء (6/ 2727)، بغية الوعاة (2/ 302)، الأعلام (7/ 303)، معجم المؤلفين (3/ 919). * الأنساب (3/ 299)، المنتظم (17/ 37)، وفيات الأعيان (3/ 211) ضمن ترجمة حفيده، اللباب (1/ 563)، السير (19/ 114)، العبر (3/ 326)، طبقات الشافعية للسبكي (5/ 335)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 29)، البداية والنهاية (12/ 164)، مفتاح السعادة (2/ 332، 438)، منهاج السنة (7/ 502)، الشذرات (5/ 394)، كشف الظنون (107، 151)، الأعلام (7/ 303)، هدية العارفين (2/ 473)، معجم المؤلفين (3/ 919)، تاريخ الإسلام (وفيات 489) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1227)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 281)، النجوم (5/ 160)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 339).

والفوائد .. " أ. هـ. • اللباب: "الإمام المشهور. . وكان حنفيا فصار شافعيا .. " أ. هـ. • السير: "الإمام العلامة، مفتي خراسان شيخ الشافعية .. قال عبد الغافر في "تاريخه": هو وحيد عصره في وقته فضلًا وطريقة، وزهدا وورعا، من بيت العلم والزهد، تفقه بأبيه، وصار من فحول أهل النظر، وأخذ يطالع كتب الحديث. وحج ورجع. وترك طريقته التي ناظر عليها ثلاثين سنة. وتحول شافعيًّا. وأظهر ذلك في سنة ثمانٍ وستين، فاضطرب أهل مرو، وتشوش العوام، حتى وردت الكتب من الأمير ببلخ، في شأنه والتشديد عليه، فخرج من مرو، ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسوي، وطائفة من الأصحاب، وفي خدمته عدة من الفقهاء، فصار إلى طوس، وقصد نيسابور، فاستقبله الأصحاب استقبالًا عظيمًا أيام نظام الملك، وعميد الحضرة أبي سعد، فكرموه، وأنزل في عز وحشمة، وعقد له مجلس التذكير في مدرسة الشافعية، وكان بحرا في الوعظ، حافظًا، فظهر له القبول، واستحكم أمره في مذهب الشافعي، ثم عاد إلى مرو، ودرس بها في مدرسة الشافعية، وقدمه النظام على أقرانه، وظهر له الأصحاب، وخرج إلى أصبهان، وهو في ارتقاء. تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة، وكان شوكًا في أعين المخالفين، وحجة لأهل السنة ... وقرأت بخط أبي جعفر الهمذاني الحافظ: سمعت أبا المظفر السمعاني يقول: كنت في الطواف، فوصلت إلى الملتزم، وإذا برجل قد أخذ بردائي، فإذا الإمام سعد، فتبسمت، فقال: أما ترى أين أنت؟ ! هذا مقام الأنبياء والأولياء، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم كما سقته إلى أعز مكان، فأعطه أشرف عز في كل مكان وزمان، ثم ضحك إلي، وقال: لا تخالفني في سرك، وارفع يديك معي إلى ربك، ولا تقولن البتة شيئًا، واجمع لي همتك حتى أدعو لك، وأمِّنْ أنت، ولا يخالفني عهدك القديم، فبكيت، ورفعت معه يدي، وحرك شفتيه، وأمَّنتُ، ثم قال: مُرَّ في حفظ الله، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمة، فمضيت وما شيء أبغض إلي من مذهب المخالفين. وبخط أبي جعفر: سمعت إمام الحرمين يقول: لو كان الفقه ثوبًا طاويًا، لكان أبو المظفر السمعاني طرازه. وقال الإمام أبو علي بن الصفار: إذا ناظرت أبا المظفر، فكأني أناظر رجلا من أئمة التابعين، مما أرى عليه من آثار الصالحين ... قال أبو سعد: حدثنا أبو الوفاء عبد الله بن محمد، حدثنا أبوك أبو بكر يقول: سمعت أبي يقول: ما حفظت شيئًا فنسيته. وقال أبو سعد: سمعت أبا الأسعد بن القشيري يقول: سئل جدك بحضور والدي عن أحاديث الصفات، فقال: عليكم بدين العجائز .. " أ. هـ. • قلت: وفي منهاج السنة وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية بالإمام في بعض جماعات أهل السنة. انتهى. • طبقات الشافعية للسبكي: "الإمام الجليل العلم الزاهد الورع أحد أئمة الدنيا الرفيع القدر

العظيم المحل المشهور الذكر أحد من طبق الأرض ذكره وعِبق الكون نشرُه .. " أ. هـ. • البداية والنهاية: "وكان يقول: ما حفظت شيئًا فنسيته، وسئل عن أخبار الصفات فقال: عليكم بدين العجائز وصبيان الكتاتيب، وسئل عن الاستواء فقال: جئتماني لِتعلما سِرَّ سُعدى ... تجداني بسرِّ سُعدى شحيحا إن سُعْدى لمُنية المُتمني ... جَمعَت عفة ووجهًا صَبيحا" أ. هـ. • مفتاح السعادة: "اختلف هل المتشابه مما يمكن الاطلاع على علمه أو مما لا يعلمه إلا الله .. قال ابن السمعاني، لم يذهب إلى الأول إلا شرذمة واختاره القتبي قال: وكان يعتقد مذهب أهل السنة، لكنه سها في هذه المسألة. قال: ولا غرو فإن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة .. "أ. هـ. • الشذرات: "الإمام العلامة. . كان إمام وقته في مذهب أبي حنيفة فلما حج ظهر له بالحجاز ما اقتضى انتقاله إلى مذهب الشافعي، ولما عاد إلى مرو لقي أذى عظيما بسبب انتقاله. . وسمعان بطن من تميم، ويجوز كسر السين" أ. هـ. • الأعلام: "مفسر من علماء حديث، من أهل مرو مولدا ووفاة. كان مفتي خراسان. . وهو جد السمعانى صاحب "الأنساب" عبد الكريم بن محمد ... " أ. هـ. • قلت: سوف نذكر عقيدته من خلال تفسيره (¬1) الذي حققه وأعده عبد القادر بن منصور، وهذا النقل سيكون بالنص، على طوله للفائدة، قال المحقق: "للعقيدة أهمية عظيمة في حياة الأمم. ويوم تمسك المسلمون بالعقيدة الصحيحة فتحوا العالم وكانوا أعزاء ويحسب لهم ألف حساب والدنيا كلها تهتز لذكر المسلمين وكان الواحد منهم بمجرد قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يتغير مجرى حياته، ويطبق تعاليم الإسلام بكاملها. أما حال المسلمين في هذا الزمان فلا يحسدون عليها، ولا يقام لهم وزن ولا يحسب لهم حساب، لا بل أصبحت دماءهم من أرخص الدماء، وكأنهم حمى مباح. وما ذاك إلا لضعف وانحراف طرأ على عقائد المسلمين فكم وكم من المسلمين يحملون الأفكار والعقائد التي تهدم الإسلام وليس لهم في الإسلام حظ إلا مجرد الإسم. والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولا يظلم ربك أحدا، وإني أهيب بالمسلمين أن يصححوا عقائدهم وأن يتمسكوا بعقيدة السلف الصالح، ويوم يتم هذا ترجع لنا السيادة، ونصبح أعزاء أقوياء لا سلطان لأحد علينا، وبدون هذا لا سبيل للفلاح والفوز. وعالمنا السمعاني واحد من أولئك الأفذاذ الذين تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، واعتقدوا بعقيدة السلف الصالح، وانتصروا لها ¬

_ (¬1) تفسير السمعاني (أبو مظفر السمعاني)، دراسة وتحقيق وإعداد عبد القادر منصور، ط- الأولى، لسنة (1416 هـ- 1995 م). جامع العلوم والحكم.

وقد ألف كتابًا من عشرين جزءًا في الرد على القدرية، وألف الانتصار لأهل السنة، ومنهاج أهل السنة. وقال عنه الذهبي: تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة، وكان شوكًا في أعين المخالفين، وحجة لأهل السنة. وقال: سئل أبو المظفر عن أحاديث الصفات فقال: عليكم بدين العجائز. وقال ابن كثير: سئل أبو المظفر عن أخبار الصفات، فقال: عليكم بدين العجائز، وصبيان الكتاتيب (¬1). وقال إمام الشافعية في وقته، الإمام أبو بكر محمّد بن محمود بن سورة التميمي فقيه نيسابور للشيخ أبي المظفر السمعاني بنيسابور: إن أردت أن يكون لك درجة الأئمة في الدنيا والآخرة فعليك بمذهب السلف الصالح وإياك أن تداهن في ثلاث مسائل: مسألة القرآن، ومسألة النبوة، ومسألة استواء الرحمن على العرش باستدلال النص من القرآن والسنة المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. حكاه الحافظ أبو منصور عبد الله بن محمد بن الوليد في كتاب إثبات العلو له (¬2). ويظهر لي أن هذه النصيحة من هذا الإمام لأبي المظفر من باب الأمر بالثبات على ما هو عليه من عقيدة السلف ولا يفيد هذا أنه كان قبل ذلك على غير عقيدة السلف. والذي ظهر لي بدون أدنى شك أن السمعاني سلفي العقيدة، وهذا الحكم أصدرته من خلال دراستي لعقيدته في تفسيره. وخير شاهد على عقيدة أبي المظفر السمعاني ما صرح به نفسه في مواضع متعددة من تفسيره فإليكم عقيدته من خلال تفسيره بكامله. تعريف الإيمان وأنه يزيد وينقص: عند قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ} [البقرة: 3]. عرف الإيمان تعريفا سلفيا صحيحا، فقال رحمه الله تعالى: والإيمان في الشريعة يشتمل على الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالأركان. وعند قوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2]، قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: أي يقينا وتصديقا، وذلك أنه كلما نزلت آية فآمنوا بها ازدادوا إيمانا وتصديقا. وهذا دليل لأهل السنة على أن الإيمان يزيد وينقص. - عقيدته في الاستواء: قال أبو المظفر عند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]. أوّل المعتزلة الاستواء بالاستيلاء وأنشدوا فيه: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق وأما أهل السنة يتبرؤون من هذا التأويل ويقولون إن الاستواء على العرش صفة الله تعالى بلا كيف والإيمان به واجب. ¬

_ (¬1) البداية والنهاية (12/ 154). (¬2) انظر اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (121 - 122).

كذلك يحكى عن مالك بن أنس وغيره من السلف، أنهم قالوا في هذه الآية: الإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وعند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: 3]. قال أبو المظفر: قد بينا مذهب أهل السنة في الاستواء وهو أنه نؤمن به، ونكل علمه إلى الله تعالى من غير تأويل ولا تفسير. وأما المعتزلة، فإنهم أولوا الاستواء بالاستيلاء وهو باطل عند أهل العربية، حكى عن أحمد بن أبي دؤاد وكان من رؤساء المعتزلة أنه قال لابن الأعرابي أتعرف الاستواء بمعنى الاستيلاء؟ فقال: لا. ويحكى أن هذه المسألة جرت في مجلس المأمون، فقال بشر المريسي: الاستواء بمعنى الاستيلاء، فقال له أبو السمراء وهو رجل من أهل اللغة: أخطأت يا شيخ فإن العرب لا تعرف الإستيلاء إلا بعد عجز سابق. وعند تفسيره لقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه: 5]: هـ، . قال رحمه الله تعالى: والمذهب عند أهل السنة أن يؤمن به ولا يكيف. وقد رووا عن جعفر بن عبد الله وبشر الخفاف قالا: كنا عند مالك فأتاه رجل وسأله عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق مالك مليا، ثم قال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلا ضالًا، ثم أمر به فأخرج. ونقل أهل الحديث عن سفيان الثوري والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في الآيات المتشابهة: أمروها كما جاءت، وقال بعضهم: تأويله الإيمان به. وأما تأويل الاستواء بالإقبال، فهو تأويل المعتزلة، وذكر الزجاج والنحاس وجماعة النحاة من أهل السنة أنه لا يسمى الاستواء استيلاء في اللغة إلا إذا غلب غيره عليه، وهذا لا يجوز على الله تعالى. - إثبات اليد لله تعالى: عند تفسيره لقوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64]. قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: قال أهل العلم: ليس في هذا رد على اليهود في إثباتهم اليد لله تعالى، وإنما الرد عليهم في نسبته إلى البخل. وأما اليد صفة لله تعالى بلا كيف. وله يدان. وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: كلتا يديه يمين. والله أعلم بكيفية المراد. - إثبات العلو لله تعالى: عند تفسيره لقوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]. قال أبو المظفر رحمه الله تعالى: وقوله: {فَوْقَ عِبَادِهِ} هو صفة الاستعلاء الذي لله تعالى الذي يعرفه أهل السنة. - إثبات العلم لله تعالى: قال رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله عزَّ وجلَّ: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: 166]، أي مع علمه. وفيه دليل على أن لله تعالى علمًا هو صفته خلاف قول المعتزلة خذلهم الله.

- إثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه: بين السمعاني رحمه الله تعالى أن الوجه صفة لله عزَّ وجلَّ، وتفسيره قراءته والإيمان به. وذلك عند قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إلا هُوَ كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} [القصص: 88]. وحكى رحمه الله تعالى قولا عن سفيان بن عيينة، مفادة: كل ما وصف الله به نفسه في الكتاب فتفسيره قراءته لا تفسير له غيره، أقول: لا يفهم من هذا التفويض. وقال أبو المظفر: وقد بينا أنه صفة من صفات الله تعالى يؤمن به على ما ذكر الله تعالى. قال أبو المظفر: والوجه، صفة لله تعالى بلا كيف، وجه لا كالوجوه. - إثباته لرؤية الله تعالى يوم الدين: عند تفسيره لقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]. قال رحمه الله تعالى: استدل بهذه الآية من يعتقد نفي الرؤية. قالوا: لما مدح بأنه لا تدركه الأبصار فمدحه على الأبد في الدنيا والآخرة. واعلم أن الرؤية حق على مذهب أهل السنة، وقد ورد به القرآن والسنة. قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22 - 23]. وقاد: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]. وقال: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} [الكهف: 110]، ونحو هذا ... وروى جرير بن عبد الله البجلي وغيره بروايات صحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر دونه سحاب لا تضامون في رؤيته" ويروى لا تضارون في رؤيته. فأما قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} فالإدراك غير الرؤية، لأن الإدراك هو الوقوف على كنه الشيء وحقيقته. والرؤية: هي المعاينة، وقد تكون الرؤية بلا إدراك، قال الله تعالى في قصة موسى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَال أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَال كَلَّا} [الشعراء: 61 - 62]. فنفى الإدراك مع إثبات الرؤية. وإذا كان الإدراك غير الرؤية (فالله تعالى يجوز أن يرى ولكن لا يدرك كنهه إذ لا كنه له حتى يدرك. وهذا كما أنه يعلم ويعرف ولا يحاط به) (¬1). كما قال: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} [طه: 110]. فنفى الإحاطة مع ثبوت العلم. وقال ابن عباس ومقاتل: لا تدركه الأبصار، يعني في الدنيا هو يرى الخلق ولا يراه الخلق في الدنيا، وهو يرى في الآخرة، بدليل قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22 - 23]. فكما أثبت الرؤية بتلك الآية في الآخرة، دل أن المراد بهذه الآية الإدراك في الدنيا ليكون جمعا بين ¬

_ (¬1) في تفسير البغوي: فالله عزَّ وجلَّ يجوز أن يرى من غير إدراك وإحاطة كما يعرف في الدنيا ولا يحاط به (2/ 167).

الآيتين، ويقصد بهذا رحمه الله تعالى الرد على أهل البدع، كالخوارج والمعتزلة والجهمية والإمامية، وعند تفسيره لقوله تعالى: {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ قَال لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143]. قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: يستدل من ينفي الرؤية بهذه الكلمة، وليس لهم فيها مستدل، وذلك لأنه لم يقل إني لا أرى حتى يكون حجة لهم، ولأنه لم ينسبه إلى الجهل في سؤال الرؤية، كما ينسب إليه قومه بقولهم: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} لما لم يجز ذلك. وأما معنى قوله: {لَنْ تَرَانِي} يعني في الحال أو في الدنيا. {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} معناه: اجعل الجبل بيني وبينك فإنه أقوى منك. فإن استقر مكانه فسوف تراني، وفي هذا دليل على أنه يجوز لأنه لم يعلق الرؤية بما يستحيل وجوده، لأن استقرار الجبل مع تجليه له غير مستحيل، بأن يجعل له قوة الاستقرار مع التجلي. وعند تفسيره لقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]. قال أبو المظفر: واختلفوا في الحسنى وزيادة، فروي عن أبي بكر الصديق وأبي موسى الأشعري وابن عباس وحذيفة وقتادة وجماعة من التابعين إنهم قالوا: الحسنى هي الجنة، والزيادة، هي النظر إلى الله عزَّ وجلَّ. وروى أبو القاسم بن بنت منيع عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله تعالى: يا أهل الجنة إن لكم عندي موعدا وأنا منجزكموه. فقالوا: وما ذلك؟ ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تثقل موازيننا؟ ألم تدخلنا الجنة وتخلصنا من النار؟ قال فيتجلى لهم فينظرون إلى وجهه فما أعطوا شيئًا هو أحب إليهم من النظر إليه، ثم قرأ قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}. قال الإمام أبو المظفر: أخبرنا بهذا الحديث أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور بالتخفيف ببغداد، وساق سند الحديث. . ثم قال: الخبر أخرجه مسلم في الصحيح. وعند قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)} [المطففين: 15]. قال رحمه الله تعالى في الآية دليل على أن المؤمنين يرون الله تعالى، وقد نقل هذا الدليل عن مالك والشافعي رحمه الله عليهما. قال مالك: لما حجب الله الفجار عن رؤيته دل أنه يتجلى للمؤمنين حتى يروه، ومثل هذا رواه الربيع بن سليمان عن الشافعي. قال الربيع: قلت للشافعي أتدين الله بهذا؟ فقال: لو لم أوقن أن الله يرى في الجنة، لم أعبده في الدنيا، وقد روى هذا الدليل عن أحمد بن يحيى بن ثعلب الشيباني عن ابن عباس. وعن الحسن البصري قال: لو عرف المؤمنون أنهم لا يرون الله في الآخرة لزهقت أرواحهم في الدنيا. وفي الآية أبين دليل من حيث المعنى على ما قلنا، لأنه ذكر قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} في حق الكفار عقوبة لهم، فلو قلنا إن المؤمنين يحجبون لم يصح عقوبة

الكفار به. وقد ذكر الكلبي في نفسيره عن ابن عباس في هذه الآية أن المؤمنين يرونه في الجنة ويحجب الكفار. وعن الحسين بن الفضل قال: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده كذلك في الآخرة رؤيته. - مجئ الله تعالى: قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: عند تفسيره لقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} [البقرة: 210]: والأولى في هذه الآية وما يشاكلها أن نؤمن بظاهره ونكل علمه إلى الله تعالى، وننزه الله سبحانه وتعالى عن سمات الحدثِ والنقص. - القرآن كلام الله غير مخلوق: قال أبو المظفر السمعاني عند تفسيره لقوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} [البقرة: 5]. وهذا فيه بيان أن الهداية من الله تعالى، ومن كلامه كما هو مذهب أهل السنة. وفي هذا رد على المعتزلة الذين يقولون إن كلام الله تعالى مخلوق، وأفعال العباد كذلك مخلوقة لهم. ولو كان قول المعتزلة صحيحًا، لما نسب الهداية هنا لله تعالى فقال: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}. وعند قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} [النساء: 164] قال السمعاني رحمه الله تعالى عند تفسيره لهذه الآية: إنما كلمه بنفسه من غير واسطة ولا وحي وفيه دليل يرد على من قال إن الله خلق كلاما في الشجرة فسمعه موسى، وذلك لأنه قال وكلم الله موسى تكليما. قال الفراء وثعلب: إن العرب تسمي ما توصل إلى الإنسان كلامًا بأي طريق وصل إليه. ولكن لا يحققه بالمصدر، فإذا حقق الكلام بالمصدر لم يكن إلا حقيقة الكلام، وهذا كالإرادة، يقال: أراد فلان إرادة فيكون حقيقة الإرادة .. فلما حقق الله كلامه موسى بالتكليم عرف أنه حقيقة الكلام من غير واسطة. قال ثعلب: وهذ دليل من قول الفراء أنه ما كان يقول بخلق القرآن، فإن قال قائل: بأي شيء عرف موسى أنه كلام الله؟ قيل بتعريف الله تعالى إياه، وإنزال أنه عرف موسى بتلك الآية أنه كلام الله تعالى، وهذا مذهب أهل السنة أنه سمع كلام الله حقيقة بلا كيف. وفي الحاشية من النسخة الأزهرية، بلا واسطة، وهو رد على المعتزلة الذين لا يثبتون كلاما أزليا على الحقيقة، صفة قائمة بذاته، إنه أكد بالمصدر وهو لتحقيق الاسم والصفة. . الخ. وعند تفسيره لقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2]. قال رحمه الله تعالى: استدل المعتزلة بهذا على أن القرآن مخلوق. وقالوا: كل محدث مخلوق. والجواب عنه: أن معنى قوله: (محدث) أي: محدث تنزيله. ذكره الأزهري وغيره، ويقال: أنزل في زمان بعد زمان. قال الحسن البصري: كلما جدد لهم ذكر استمروا على جهلهم. . الخ. وعند قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)} [الزخرف: 3]. قال أبو المظفر: قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ} قال السدي: أنزلناه، وقال مجاهد:

قلناه. وعن بعضهم بيناه. قاله سفيان الثوري واستدل بهذا من زعم أن القرآن مخلوق، وذكر أن الجعل بمعنى الخلق، بدليل قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} [طه: 53]، و [الزخرف: 10]. أي خلق لكم .. وعندنا هذا التعلق باطل، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وعليه إجماع أهل السنة. وزعموا أن من قال: إنه مخلوق فهو كافر، لأن فيه نفي كلام الله تعالى، وقد بينا وجه الآية عند السلف، ومن يعتمد في تفسيره، وقد ورد الجعل في القرآن لا بمعنى الخلق. قال الله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} [الزخرف: 19]. ومعناه أنهم وصفوهم بالأنوثة وليس المعنى أنهم خلقوهم. - عقيدته فيما حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10]. قال أبو المظفر رحمه الله تعالى: وفي الآية دليل على أن الترحم للسلف والدعاء لهم بالخير وترك ذكرهم بالسوء من علامة المؤمنين. وروي أن رجلًا جاء إلى مالك بن أنس فجعل يقع في جماعة من الصحابة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم، فقال له: أنت من الفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم. قال: لا. قال: أنت من الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم؟ قال: لا. فقال: أشهد أنك لست من الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. وعن ابن عباس أنه قال: ليس لمن يقع في الصحابة ويذكرهم بالسوء في الفيء نصيب. وتلا هذه الآيات الثلاثة. وروى أن عمر بن عبد العزيز سئل عما جرى بين الصحابة من القتال وسفك الدماء، فقال: تلك دماء طهر الله يدي عنها، فلا أحب أن أغمس لساني فيها. ومن المعروف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، والمراد به الإمساك عن ذكر المساوئ. . لا عن ذكر المحاسن. . . الخ. وعند قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)} [البقرة: 141]. قال رحمه الله تعالى: حكى عن بعض العلماء أنه سئل عما وقع من الفتن بين علي ومعاوية وطلحة والزبير وعائشة رضوان الله عليهم فقرأ: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ} الآية. ثم عقب عليه بقوله: وهذا جواب حسن في مثل هذا السؤال (¬1). ردوده على الفرق الضالة والمخالفة لأهل السنة: أ- رده على المعتزلة: عند قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ¬

_ (¬1) انظر تفسيره، القسم المحقق (1/ 260).

[الفاتحة: 5]. رد رحمه الله على المعتزلة والقدرية في قولهم: إن القدرة لا تكون إلَّا قبل الفعل. فقال رحمه الله تعالى: فإن قيل: لم قدم ذكر العبادة على الاستعانة والإستعانة تكون قبل العبادة؟ فأجاب بقوله: إنما يلزم هذا من يجعل الاستطاعة قلب الفعل ونحن بحمد الله نجعل الاستعانة والتوفيق مع الفعل سواء قرن به أو أخر جاز (¬1). وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)} [البقرة: 3]. رد رحمه الله تعالى على المعتزلة فقال: الرزق: اسم لكل ما ينتفع به الخلق، لأن المعتزلة يقولون إن الحرام ليس برزق. تبرؤه من قول أهل الاعتزال: وذلك عند قوله عزَّ وجلَّ: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7]. فقال رحمه الله تعالى: قال أهل السنة: ختم على قلوبهم بالكفر لما سبق من علمه الأزلي فيهم. وذكر قول المعتزلة، ومعناه: جعل الله على قلوبهم علامة تعرفهم الملائكة بها. وعقب عليه بقوله: وهذا تأويل أهل الاعتزال نبرأ إلى الله تعالى منه. وعند قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24]. رد رحمه الله تعالى على المعتزلة والقدرية ومن شاكلهما من الفرق الضالة. فقال: وهذا دليل على أن النار مخلوقة، لا كما قال أهل البدعة، ودليل على أنها مخلوقة للكافرين. وإن دخلها بعض المؤمنين تأديبًا وتفريكا. لأن أهل السنة اتفقوا على أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن، ولم يزل أهل السنة على ذلك حتى نبغت نابغة المعتزلة والقدرية فأنكرت ذلك، وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة. . . وعند قوله تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} [النجم: 15]. قال رحمه الله تعالى: وفي الآية دليل على أن الجنة في السماء وأنها مخلوقة، ومن زعم أنها غير مخلوقة فهو كافر بهذه الآية. رده على المعتزلة في مسألة الكبيرة: فعند تفسيره لقوله تعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيءٌ} [البقرة: 178] قال رحمه الله تعالى: وظاهره: يقتضي أن أخوه الدين لا تنقطع بين القاتل والمقتول، حيث قال: من أخيه، وهو الذي نقول به، لأن الكبائر لا تخرج المسلم من الإسلام ولا تنفي عنه صفة الإيمان خلافا للمعتزلة (¬2). وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93]. قال السمعاني رحمه الله تعالى: والأصح: والذي عليه الأكثرون وهو مذهب أهل السنة، أن لقاتل المؤمن عمدا توبة. والدليل عليه قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ} [طه: 82]. ¬

_ (¬1) انظر تفسيره الذي حققه (1/ 15)، وراجع تفصيل هذه المسألة في شرح العقيدة الطحاوية (488 - 493)، وتفسير الفاتحة لابن القيم في المدارج (67 - 68). (¬2) التفسير الكبير للرازي (5/ 59).

وقال: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، ولأن القتل العمد ليس بأشد من الكفر ومن الكفر توبة، فمن القتل أولى. واعلم أن لا متعلق في هذه الآية لمن يقول بالتخليد في النار لأهل الكبائر من المسلمين، لأنا إن نظرنا إلى سبب نزول الآية فالآية نزلت في قاتل كافر كما بينا. وقيل: إنه فيمن يقتل مستحلا. والأولى أن يقول فيه ما قاله أبو صالح أن معنى قوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}، إن جازى وبه يقول إن الله تعالى إن جازاه ذلك خالدا فهو جزاؤه، ولكنه ربما لا يجازي، وقد وعد أن لا يجازي ويغفر لمن يشاء، وهو لا يخلف الميعاد. وحكي عن قريش بن أنس رحمه الله أنه قال: كنت في مجلس فيه عمرو بن عبيد فقال: لو قال الله لي يوم القيامة: لم قلت بتخليد القاتل المتعمد في النار؟ فأقول له: أنت الذي قلت فجزاؤه جهنم خالدا فيها. قال قريش: وكنت أنا أصغر القوم. فقلت له: أرأيت لو قال الله تعالى لك ألست قلت: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فمن أين علمت أني لم أشأ مغفرة القاتل، فسكت ولم يستطع الجواب. وحكى أن عمرو بن عبيد جاء إلى أبي عمرو بن العلاء رحمه الله وقال له: هل يخلف الله وعده؟ فقال: لا فقال: أليس قال تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}. فأنا على هذا أنه لا يخلف وعده، فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت يا أبا عثمان، إن العرب لا تعد الإخلاف في الوعيد خلفا وذما، وإنما ذلك في الخلف في الوعد. . الخ. ويقصد بهذا رحمه الله تعالى الرد على المعتزلة، لأن عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة، وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172]. قال رحمه الله تعالى: واعلم أن المعتزلة تأولوا هذه الآية فقالوا: أراد به الأخذ من ظهور بني آدم على الترتيب الذي مضت به السنة من لدن آدم إلى فناء العالم. وقوله: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} يعني كما نصب من دلائل العقول التي تدل على كونه ربا، ويلجئهم إلى الجواب بقولهم: بلى وأنكروا الميثاق وهذا تأويل باطل. وأما أهل السنة مقرون بيوم الميثاق، والآية على ما سبق ذكرها: وفصل رحمه الله تعالى في ذلك تفصيلا في غاية الجودة. وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)} [الأنفال: 16]. قال رحمه الله تعالى: واستدلت المعتزلة بإطلاق قوله: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} في وعيد الأبد ولا حجة لهم فيه، لأن معنى الآية وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ إلا أن تدركه الرحمة بدليل سائر الأي المقيدة. وعند تفسيره لقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)} [الإسراء: 79]. قال أبو المظفر رحمه الله تعالى: أجمع المفسرون أن هذا مقام الشفاعة، وساق الأحاديث الصحيحة

في ذلك .. ثم قال: والأخبار في الشفاعة كثيرة وأول من أنكرها عمرو بن عبيد وهو ضال مبتدع بإجماع أهل السنة. وعن تفسيره لقوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)} [السجدة: 18]. أكثر المفسرين أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط. قال الوليد: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ منك للكتيبة. فقال له علي: اسكت، إنما أنت فاسق فأنزل الله تعالى هذه الآية. واستدل أهل الاعتزال بهذه الآية في القول بالمنزلة بين المنزلتين وأن الفاسق لا يكون مؤمنا. والدليل عليهم ظاهر، وأما الفاسق هاهنا: بمعنى الكافر. ب- رده على القدرية: قال السمعاني عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} [البقرة: 253]. هذا دليل على القدرية حيث أحالوا الاقتتال على المشيئة. وعند قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]. قال السمعاني رحمه الله تعالى: أي ما أصابك من سيئة من الله فبذنب نفسك عقوبة لك. واعلم أنه ليس في الآية متعلق لأهل القدر أصلًا، فإن الآية فيما يصيب الناس من النعم والمحن لا في الطاعات والمعاصي إذ لو كان المراد ما توهموا لقال ما أصبت من حسنة فمن الله، وما أصبت من سيئة. فلما قال: ما أصابك من حسنة، وما أصابك من سيئة، دل أنه أراد ما يصيب العباد من النعم والمحن لا في الطاعات والمعاصي. قال رحمه الله تعالى: عند تفسيره لقوله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا} [الأنعام: 107]: وهذا دليل على القدرية: وعند تفسيره لقوله تعالى {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} [الأنعام: 111]: قال أبو المظفر رحمه الله تعالى: وفي الآية دليل واضح على أهل القدر. وقال رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا} [الأنعام: 148]. استدل أهل القدر بهذه الآية، فإنهم لما قالوا لو شاء الله ما أشركنا كذبهم الله تعالى ورد قولهم. فقال: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} قيل، معنى الآية: إنهم كانوا يقولون الحق إلَّا أنهم كانوا يعدون ذلك عذرًا لهم، ويجعلونه حجة لأنفسهم في ترك الإيمان فالرد عليهم كان في هذا بدليل قوله تعالى بعده: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} أي الحجة بالأمر والنهي باقية له عليهم، كان شاء أن يشركوا، فلو شاء لهداكم أجمعين، ولو لم يحمل على هذا لكان هذا مناقضة للأول وقيل: إنهم كانوا يقولون: إن الله أمرنا بالشرك كما قال في الأعراف: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: 28]. وكان قوله: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} أي: هو

الذي أمرنا بالشرك فالرد عليهم في هذا لا في حصول الشرك بمشيئته. فإنه حق وصدق وبه يقول أهل السنة. ورد على القدرية عند قوله تعالى: {قَال عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ} [الأعراف: 156]. وعند تفسيره لقوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)} [الأعراف: 178]. قال أبو المظفر رحمه الله تعالى: وهذا دليل على القدرية، حيث نسب الهداية والضلالة إلى فعله من غير سبب. وعند قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: 99]. قال أبو المظفر رحمه الله تعالى في الآية: رد على القدرية، فإنه تعالى أخبر أنه لم يشأ إيمان جميع الناس وعندهم أنه شاء إيمان جميع الناس. قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد: 27] معناه: ويهدي إليه من يشاء بالإنابة، وفي الآية رد على القدرية، والله الهادي إلى الصواب. وعند قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)} [الحجر: 12]. قال رحمه الله تعالى بعد نقله لأقوال السلف في ذلك: وهو رد على القدرية صريح. وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)} [النحل: 9]. قال رحمه الله تعالى: وفيه رد على القدرية. وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَقَال الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إلا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)} [النحل: 35]. قال رحمه الله تعالى: وقد احتجت القدرية بهذه الآية ووجه احتجاجهم أن المشركين قالوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا، ثم إن الله تعالى قال في آخر الآية {كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ردا وإنكارا عليهم، فدل على أن الله تعالى لا يشاء الكفر وأنهم فعلوا ما فعلوا بغير مشيئة الله والجواب عنه ذكره الزجاج وغيره، أنهم قالوا هذا القول على طريق الاستهزاء لا على طريق التحقيق، ولو قالوا على طريق التحقيق لكان قولهم موافقًا لقول المؤمنين. وهذا مثل قوله تعالى في قصة شعيب: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)} [هود: 87]. فإنهم قالوا هذا على طريق الاستهزاء لا على طريق التحقيق. وكذلك قوله تعالى في سورة يس: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} [يس: 47]. وهذا إنما قالوه على طريق الاستهزاء، لأنه في نفسه قول حق يوافق قول المؤمنين، كذلك هاهنا، قالوا ما قالوا على طريق الاستهزاء، فلهذا أنكر الله تعالى عليهم ورد قولهم. والدليل على أن المراد من هذا ما ذكر من بعد وسنبين. . الخ. ثم قال رحمه الله تعالى عند قوله عزَّ وجلَّ: {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيهِ الضَّلَالةُ} [النحل: 36].

معناه: فمنهم من هداه الله للإيمان، ومنهم من وجبت عليه الضلالة وتركه في الكفر بالقضاء السابق، فهذه الآية تبين أن من آمن بمشيئة الله، وأن من كفر بمشيئة الله. وقال رحمه الله تعالى: عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [النحل: 93]. والآية صريحة في الرد على القدرية. وعند قوله عزَّ وجلَّ: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إلا يَخْرُصُونَ (20)} [الزخرف: 20]. قال أبو المظفر: تعلق بهذه الآية القدرية، وقالوا: حكى الله تعالى عن الكفار أنهم قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم، ثم عقبه بالإنكار والتهديد فقال: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إلا يَخْرُصُونَ} أي يكذبون وعندكم إن الأمر على ما قالوا. والجواب من وجهين: أحدهما: أن معنى قوله: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} أي ما لهم بقولهم إن الملائكة بنات الله من علم، إن هم إلا يخرصون يعني في هذا القول. وقد تم الكلام على هذا عند قوله: {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} والإنكار غير راجع إليه. ويجوز أن يحكى من الكفار ما هو حق مثل قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ}. وهذا القول حق وصدق. فإن قيل أول الآية وآخرها خرج مخرج الإنكار عليهم فكيف يحكى عنهم ما هو حق؟ والجواب عنه: أنهم قالوا هذا لا على اعتقاد الحق، ولكن لدفع القبول عن أنفسهم. وقد كانوا أمروا بالقبول. فأرادوا أن يدفعوا القبول من أنفسهم، فهذا القول، كما إن في الآية الأخرى أرادوا أن يدفعوا الأمر بالإنفاق عن أنفسهم بما قالوه، والقول على هذا القصد غير صحيح. والوجه الثاني: أن معنى قوله: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} أي ما لهم في هذا القول من عذر. وقوله {إِنْ هُمْ إلا يَخْرُصُونَ} أي يطلبون ما لا يكون من طلب العذر بهذا الكلام، حكاه النحاس، والأول ذكره الفراء والزجاج وغيرهما. وعند قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29)} [الإنسان: 29]. يوجد في الحاشية من النسخة الأزهرية رد على الجبرية والقدرية. ت- رده على المرجئة: فعند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] قال رحمه الله تعالى: أي صلاتكم، فجعل الصلاة إيمانًا، وهذا دليل على المرجئة حيث لم يجعلوا الصلاة من الإيمان، وإنما سموا مرجئة لأنهم أخروا العمل عن الإيمان. وحكي أن أبا يوسف شهد عند شريك بن عبد الله القاضي فرد شهادته قيل له: أترد شهادة يعقوب؟ فقال: كيف أقبل شهادة من يقول إن الصلاة ليست من الإيمان. عند تفسيره لقوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)} [الأعراف: 111]. قال رحمه الله تعالى: والإرجاء: التأخير، يقال: أرجأت أمر كذا أي أخرته ومنه المرجئة. سموا بذلك، لتأخيرهم العمل عن الإيمان، فإنهم زعموا أن العمل ليس من الإيمان.

ث- رد السمعاني رحمه الله تعالى على الخوارج: عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [المائدة: 44]. قال السمعاني رحمه الله تعالى: قال البراء بن عازب وهو قول الحسن: الآية في المشركين، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: الآية في المسلمين وأراد به كفرا دون كفر. واعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية. ويقولون من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر. وأهل السنة قالوا: لا يكفر بترك الحكم. وللآية تأويلان: أحدهما: معناه: ومن لم يحكم بما أنزل الله ردًّا وجحدا فأولئك هم الكافرون. والثاني: معناه: ومن لم يحكم بكل ما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، والكافر: هو الذي يرك الحكم بكل ما أنزل الله دون المسلم. ج- رده على الكرامية: رد رحمه الله تعالى على الكرامية المنسوبين إلى زعيمهم محمّد بن كرام (¬1)، وذلك عند قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8]. فقال: نُفي الإيمان عنهم حيث أظهروا الإسلام باللسان ولم يعتقدوا بالجنان، وهذا دليل على من يخرج الاعتقاد من جملة الإيمان. يقصد بهذا رحمه الله تعالى الرد على الكرامية الذين يقولون أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط، فالمنافقون عندهم مؤمنون كاملو الإيمان .. الخ. ح- رده على الشيعة: وعند تفسيره لقوله تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الْبَيتِ} [هود: 73]. قال أبو المظفر، وقوله: {عَلَيكُمْ أَهْلَ الْبَيتِ} هذا دليل على أن الأزواج يجوز أن يسمين أهل البيت. وزعمت الشيعة في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ} [الأحزاب: 33]. أن الأزواج لا يدخلن في هذا، وهذه الآية دليل على أنهن يدخلن فيها. وانظر ما قاله السمعاني عند هذه الآية في تفسيره لسورة الأحزاب، وكل قصد الشيعة من هذا هو عدم إدخال عائشة وحفصة رضي الله عنهما في آل البيت .. كرها منهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ح - رده على الذين يقولون بالتناسخ: وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30]. قال رحمه الله تعالى بعد تفسيره للآية والإشكال الذي يرد حولهما والاجابة عنه: تعلق بهذه الآية بعض من يقول بالتناسخ وقال إنا نرى البلاء يصيب الأطفال ولم يكن منهم ذنب، فدل أنه سبق منهم ذنوب من قبل وعوقبوا بها. وتعلق بهذه الآية أيضًا من يقول إن الأطفال لا يألمون أصلا، فكذلك البهائم، وإنما صياحهم لأذى قلوب الوالدين وكلا القولين باطل. ¬

_ (¬1) انظر تفصيل أمرهم في الفرق بين الفرق، للبغدادي (137 - 130).

ويجوز عند أهل السنة أن يوجد الله الألم إلى من يشاء من عباده بغير ذنب سبق منه، وكذلك إلى جميع الحيوانات. وأما وجه الآية قد بينا. وكذلك قول من يقول إن الأطفال لا يألمون باطل، لأنه وقع في الحس والعيان. ورأى البيت السمعاني في الروافض صريح: قال أبو سعد السمعاني: فأما الفرقة الإمامية، جماعة من غلاة الشيعة، فإنما لقبوا بهذا اللقب لأنهم يرون الإمامة لعلي - رضي الله عنه - ولأولاده من بعده، ويعتقدون أنه لا بد للناس من الإمام وينتظرون الإمام الذي يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا. وقد اختلفت الشيعة في الإمام المنتظر. فالكيسانية تزعم أنه محمد بن الحنفية. وأنه بجبل رضوى وقال طائفة منهم: إنه توفي، ويعود إلى الدنيا ويبعث معه الأموات ثم يموتون، ثم يبعثون يوم القيامة، قال شاعرهم: إلى يوم يؤوب الناس فيه ... إلى دنياهم قبل الحساب وطائفة تقول: إنه موسى بن جعفر. وطائفة تقول: إنه إسماعيل أخوه. وأخرى تقول: إنه محمد بن الحسن بن علي الذي بمشهد سامرا وعلى هذه الطائفة يطلق الآن الإمامية، واختلاف المنتظرية في المنتظر كثير. وفي الإمامية فِرق. منهم من يميل إلى قول أصحاب الحلول أو إلى التشبيه، فحكمه حكم الحلولية والمشبهة، ومنهم من قال بالنص على الإمام وأكفر الذين تركوا بيعة علي - رضي الله عنه -. ونحن نكفرهم لتكفيرهم الصحابة الأخيار. ويقال لهم: لو كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كافرين لكان عليّ بتزويجه ابنته أم كلثوم الكبرى من عمر - رضي الله عنه - كافرا. أو فاسقا معرضا ابنته للزنا، لأن وطء الكافر للمسلمة زنا محض، ثم إنهم في انتظارهم الإمام الذي انتظروه مختلفون اختلافا يلوح عليه حمق بليغ. . الخ. - انتصاره لأهل السنة: قال أبو المظفر عند قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} [الفاتحة: 6]: فإن قال قائل: أي معنى للاسترشاد وكل مؤمن مهتد فما معنى قوله: {اهْدِنَا}؟ قلنا: هذا سؤال من يقول بتناهي الألطاف من الله تعالى. ومذهب أهل السنة أن الألطاف والهدايات من الله تعالى لا تتناهى فيكون ذلك بمعنى طلب مزيد من الهداية، ويكون بمعنى سؤال للتثبيت {اهْدِنَا} بمعنى: ثبتنا. وذكر قول أهل السنة في الجمادات واستدل على ذلك بالقرآن والأحاديث الصحيحة. وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: 74]. وعند قوله تعالى: {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102] بين رحمه الله تعالى مذهب أهل السنة في السحر. وقال السمعاني رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152].

وهذا دليل لأهل السنة على أن أفعال العباد مخلوقة حيث نسب الله تعالى هزيمة المسلمين إلى نفسه مع وقوع الفعل منهم. فقال {ثُمَّ صَرَفَكُمْ}. وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام: 35]. قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: أي بأن يريهم آية فينظرون إلى الإيمان بها. والصحيح: أن المراد به، ولو شاء الله لطبعهم وخلقهم على الإيمان، فهذا أقرب إلى قول أهل السنة، لأن إيمان الضرورة لا ينفع، وإنما ينفع الإيمان بالغيب اختيارا. وانظر تأييده لقول أهل السنة في تفسيره (1/ 149 / أ) الأزهرية، وعند قوله تعالى: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} [الأعراف: 89]. قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: فإن قيل: وهل يشاء الله عودهم إلى الكفر؟ قيل: وما المانع منه. وإنما الآية على وفق قول أهل السنة، وكل ذلك جائز في المشيئة ويدل عليه قوله {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيءٍ عِلْمًا}. قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: عند تفسيره لقوله تعالى: {قَال عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ} [الأعراف: 156]: وهذا على وفق قول أهل السنة، فإن الله تعالى أن يصيب بعذابه من يشاء من عباده أذنب أو لم يذنب. وصحف بعض القدرية، فقرأ: عذابي أصيب به من أساء من الإساءة وليس بشيء. وعند قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الأعراف: 172]. ذكر رحمه الله تعالى مذهب أهل السنة في الإقرار بيوم الميثاق واستدل على ذلك بالأحاديث وأقوال السلف. وعند قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 179]. قال رحمه الله تعالى: أي خلقنا لجهنم كثيرًا. وهذا على وفق قول أهل السنة، واستدل بحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيح وغيره. وذكر قولا آخر ورده ورجح القول الموافق لأهل السنة فقال: والأول أصح وأقرب إلى مذهب أهل السنة. وعند قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: 4]. قال أبو المظفر رحمه الله تعالى: وفيه دليل لأهل السنة على أنه لا يجوز لكل أحد أن يصف نفسه بكونه مؤمنا حقا، لأن الله تعالى إنما وصف بذلك قوما مخصوصين على أوصاف مخصوصة، وكل واحد لا يتحقق في نفسه وجود تلك الأوصاف. وعند تفسيره لقوله تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَو اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)} [يوسف: 9]. قال أبو المظفر: يعني: توبوا بعد أن فعلتم هذا ودوموا على الصلاح، يعف الله عنكم، واستدل أهل السنة بهذه الآية على أن توبة القاتل عمدا مقبولة، فإن الله تعالى ذكر عزم القتل عنهم وذكر التوبة، ولم ينكر عليهم التوبة بعد القتل، دل أنها مقبولة ... إلخ.

وعند قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} [الحج: 18]. قال رحمه الله تعالى: قال الزجاج: السجود: هاهنا بمعنى الطاعة. أي يطيعه، واستحسنوا هذا القول لأنه موافق الكتاب وهو قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَال لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالتَا أَتَينَا طَائِعِينَ (11)} [فصلت: 11]. وأيضًا، فإن من اعتقاد أهل السنة أن الحيوان والموات مطيع كله لله تعالى. وقال بعضهم: إن سجود الحجارة: هو بظهور أثر الصنع فيه على معنى أنه يحمل على السجود والخضوع لمن تأمله وتدبر فيه. وهذا قول فاسد. . والصحيح ما قدمنا. والدليل عليه: أن الله تعالى وصف الحجارة بالخشية فقال: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: 74]. ولا يستقيم حمل الخشية على ظهور أثر القدرة فيه وأيضًا فإن الله تعالى قال: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سبأ: 10]. أي: سبحي معه ولو كان المراد ظهور أثر الصنع لم يكن لقوله مع داود معنى، لأن داود وغيره في رؤية أثر الصنع سواء، وأيضًا فإن الله تعالى قال: {وَإِنْ مِنْ شَيءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]. أي: يطيع الله بتسبيحه {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44]، لو كان المراد بالتسبيح ظهور أثر الصنع لم يستقم قوله: {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}. ذكر هذه الدلائل أبو إسحاق الزجاج إبراهيم بن السري وأثنى عليه ابن فارس فقال: ذب عن الدين ونصر السنة. وعند قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21]. قال رحمه الله تعالى: وعند أهل السنة: أن لله تعالى في الموات والجمادات علمًا لم يقف عليه الناس، وقد قال في موضع آخر: {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} وهو دليل على ما ذكرنا من قبل. وعند قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 1]. قال رحمه الله تعالى: قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ} قد بينا معنى التسبيح، وهو تنزيه الرب عن كل ما لا يليق به. ويقال: التسبيح لله هو ذكر الله، وذكر القفال الشاشي أن معنى تسبيح الجمادات هو ما جعل فيها من دلائل حدثها، وأن لها صانعًا وخالقًا وهذا ليس بصحيح، وقد ذكر من قبل ما قاله أهل السنة. وعند تفسيره لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18]، وقال أبو المظفر السمعاني: أي يكرم ويهين ويشقي ويسعد بمشيئته وإرادته وهو اعتقاد أهل السنة. وعند قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]. قال رحمه الله تعالى: قال الحسن البصري ومجاهد وجماعة: هذا في الدنيا، ومعناه: تبديل الكفر بالإيمان والشرك بالإخلاص، والمعصية بالطاعة.

وقال سعيد بن المسيب وجماعة: هذا في الآخرة. والله تعالى يبدل سيئات التائب بالحسنات في صحيفته. وقد ورد في القول الثاني خبر صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواه وكيع عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يؤتى بالمؤمن يوم القيامة فيعرض عليه صغار ذنوبه وينحا عنه كبارها فيسأل ويعترف وهو مشفق من الكبار فيقول الله تعالى أعطوه مكان كل سيئة حسنة. فيقول يا رب إني لي ذنوبا ولا أراها هاهنا، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه" خرجه مسلم في صحيحه. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: يعطى المؤمن صحيفته يوم القيامة فيقرأ بعضها وإذا هي سيئات. فإذا وصل إلى الحسنات ينظر نظرة فيما قبلها، فإذا هي كلها صارت حسنات. وقد أنكر جماعة من المتقدمين أن تنقلب السيئة حسنة، منهم الحسن البصري وغيره، وإذا ثبت الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يبق لأحد كلام. وعند قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا} [الروم: 30] أورد رحمه الله تعالى إشكالا قويا وأجاب عنه وانتصر لأهل السنة فقال: اختلفوا في هذه الفطرة فمنهم من قال: الفطرة هاهنا بمعنى الدين. وقوله: {فَطَرَ النَّاسَ} أي خلق. ويروى هذا عن ابن عباس وغيره، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: كل مولود يولد على الفطرة ... الحديث. وثبت أيضًا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال فيما يحكي عن ربه أنه قال: خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم. فإن قيل كيف يستقيم هذا على أصولكم وعندكم أن الله تعالى خلق الناس صنفين مؤمنين وكافرين. وهذه الآية والإخبار تدل على أن الله تعالى خلق عباده مؤمنين، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله تعالى أخرج ذرية آدم من صلبه وخاطبهم بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: 172]، فأقروا بالعبودية والإيمان فالناس يولدون على ذلك؟ والجواب عنه أن أهل العلم اختلفوا في هذا. فحكى النحاس في تفسيره عن ابن المبارك: أن الآية في المؤمنين خاصة، وحكى أبو عبيد في غريب الحديث عن محمد بن الحسن أنه قال: هذا قبل نزول الأحكام والأمر بالجهاد، كأنه أشار إلى أن الآية منسوخة، ثم ذكر النحاس أن كلا المعنيين ضعيف. أما ما ذكره ابن المبارك، فهو مجرد تخصيص وليس عليه دليل. وأما ما ذكره محمد بن الحسن فهو إثبات النسخ في الأخبار والأخبار لا يرد عليها النسخ. والصحيح في معنى الآية والخبر: أن معنى الفطرة: هو أن كل إنسان يولد على أنه متى سئل من خلقك؟ فيقول: الله خلقني وهي المعرفة التي تقع في الخلقة. قال أبو عبيدة الهروي: وهو معرفة الغريزة والطبيعة، والى هذا وقعت الإشارة في قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]. وبهذا القدر لا يحصل الإيمان المأمور به. فالناس

خلقوا على هذه الفطرة. وأما حقيقة الإيمان وحقيقة الكفر فالناس من ذلك على قسمين على ما ورد به الكتاب والسنة. قال الزجاج والنحاس: وهذا قول أهل السنة وهو اختيار ابن قتيبة أيضًا. . . . إلخ. وعند قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30]. قال رحمه الله تعالى: رد مشيئتهم إلى مشيئته. والمعنى لا يريدون إلا بإرادة الله، وهو موافق لعقائد أهل السنة أنه لا يفعل أحد شيئًا ولا يختاره ولا يشاؤه إلا بمشيئة الله. وفي بعض الأخبار أن رجلا كان يقول إلا ما شاء الله وشاء محمد، فسمع محمد - عليه السلام - ذلك فقال: أمثلان؟ ثم قال: قل إلا ما شاء الله ثم شاء محمد. ونقل ابن القيم عن أبي المظفر السمعاني من كتابه الانتصار لأهل السنة والجماعة فقال: وقال إمام عصره المجمع على إمامته أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني في كتاب الانتصار له، وهذا لفظه: ونشتغل الآن بالجواب عن قولهم فيما سبق أن أخبار الآحاد لا تقبل فيها طريقه، وهذا رأي أوسمت به المبتدعة في رد الأخبار فنقول وبالله التوفيق: إذا صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورواه الثقات والأئمة وأسنده خلفهم عن سلفهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتلقته الأمة بالقبول فإنه يوجب العلم فيما سبيله العلم هذا قول عامة أهل الحديث والمتعينين من القائمين على السنة. وأما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم محال فلا بد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به، حتى أخبر عنه القدرية والمعتزلة وكان قصدهم منه رد الأخبار وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم في العلم قدم ثابت ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول. ولو أنصف أهل الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد قد يوجب العلم، فإنك تراهم مع اختلافهم في طرائقهم وعقائدهم يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد، ترى أصحاب القدر يستدلون بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة" وبقوله: "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" وترى أهل الإرجاء يستدلون بقوله: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. قيل وإن زنى، وإن سرق. قال: وإن زنى وإن سرق". وترى الرافضة يحتجون بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يجاء بقوم من أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم" وترى الخوارج يستدلون بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" وبقوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" إلى غير ذلك من الأحاديث التي يستدل بها أهل الفرق. ومشهور ومعلوم استدلال أهل السنة بالأحاديث ورجوعهم إليها فهذا إجماع منهم على القول باخبار الآحاد. وكذلك أجمع أهل الإسلام متقدموهم ومتأخروهم على رواية الأحاديث في صفات الله تعالى. وفي مسائل القدر والرؤية. وأصول الإيمان والشفاعة والحوض وإخراج الموحدين من المذنبين من النار. وفي صفة الجنة والنار. والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وفي

فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومناقب أصحابه وأخبار الأنبياء المتقدمين. وأخبار الرقاق وغيرها مما يكثر ذكره. وهذه الأشياء علمية لا عملية، وإنما تروى لوقوع العلم للسامع بها. فإذا قلنا: خبر الواحد لا يجوز أن يوجب العلم حملنا أمر الأمة في نقل هذه الأخبار على الخطأ، وجعلناهم لاغين هازلين مشتغلين بما لا يفيد أحدا شيئًا، ولا ينفعه، ويصير كأنهم قد دونوا في أمور الدين ما لا يجوز الرجوع إليه والاعتماد عيه، قال: وربما يرتقي هذا القول إلى أعظم من هذا، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أدى هذا الدين إلى الواحد فالواحد من الصحابة يؤديه إلى الأمة وينقله عنه، فإذا لم يقبل قول الرواي، لأنه واحد، رجع هذا العيب إلى المؤدي، نعوذ بالله من هذا القول البشع، والاعتقاد القبيح. قال: ويدل عليه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الرسل إلى الملوك إلى كسرى وقيصر وملك الإسكندرية والى أكيدر دومة، وغيرهم من ملوك الأطراف. وكتب إليهم كتبًا على ما عرف ونقل واشتهر، وإنما بعث واحدا واحدا ودعاهم إلى الله تعالى والتصديق برسالته - صلى الله عليه وسلم - لإلزام الحجة وقطع العذر لقوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وهذه المعاني لا تحصل إلا بعد وقوع العلم ممن أرسل إليه بالإرسال والمرسل وأن الكتاب من قبله والدعوة منه، وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى الناس كافة كثيرا من الرسل إلى هؤلاء الملوك والكتاب إليهم لبث الدعوة إليهم في جميع الممالك ودعا الناس إلى دينه على حسب ما أمره الله تعالى بذلك. فلو لم يقع العلم في الواحد في أمور الدين لم يقتصر على إرسال الواحد من الصحابة في هذا الأمر، وكذلك في أمور كثيرة اكتفى بإرسال الواحد من الصحابة منها: أنه بعث عليا لينادي في موسم الحج بمنى: "ألا لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد فمدته إلى أربعة أشهر ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة". ولا بد في هذه الأشياء من وقوع العلم للقوم الذين كان يناديهم حتى إن أقدموا على شيء من هذا بعد سماع هذا القول كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبسوط العذر في قتالهم وقتلهم. وكذلك بعث معاذا إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم إذا أجابوا شرائعه، وبعث إلى أهل خيبر في أمر القتيل واحدا يقول: إما أن تؤدوا أو تؤذنوا بحرب من الله ورسوله. وبعث إلى قريظة أبا لبابة بن عبد المنذر يستنزلهم على حكمه وجاء أهل قباء وأحد وهم في مسجدهم يصلون، فأخبرهم بصرف القبلة إلى المسجد الحرام فانصرفوا إليه في صلاتهم واكتفوا بقوله ولا بد في مثل هذا من وقوع العلم به، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - رسل الطلائع والجواسيس في بلاد الكفر ويقتصر على الواحد في ذلك ويقبل قوله إذا رجع وربما أقدم عليهم بالقتل والنهب، بقوله وحده. ومن تدبر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته لم يخف عيه ما ذكرناه وما يرد هذا إلَّا مكابر معاند. ولو أنك وضعت في قلبك أنك سمعت الصديق والفاروق رضي الله عنهما أو غيرهما من وجوه الصحابة يروي لك حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر من الاعتقاد من جواز الرؤية على الله وإثبات القدر أو غير

ذلك لوجدت قلبك مطمئنا إلى قوله لا يداخلك شك في صدقه وثبوت قوله. وفي زماننا ترى الرجل يسمع من أستاذه الذي يختلف إليه ويعتقد فيه التقدمة والصدق، أنه سمع أستاذه يخبر عن شيء من عقيدته التي يريد أن يلقى بها فيحصل للسامع علم كذهب من نقل عنه أستاذه ذلك بحيث لا يختلجه شبهة ولا يعتريه شك. وكذلك كثير من الأخبار التي قضيتها العلم توجد بين الناس فيحصل لهم العلم بذلك الخبر ومن رجع إلى نفسه علم بذلك. (قال): واعلم أن الخبر كان كان يحتمل الصدق والكذب والظن وللتجوز فيه مدخل ولكن هذا الذي قلناه لا يناله أحد إلا بعد أن يكون معظم أوقاته وأيامه مشتغلا بالحديث والبحث عن سيرة النقلة والرواة ليقف على رسوخهم في هذا العلم وكبير معرفتهم به وصدق ورعهم في أقوالهم وأفعالهم وشدة حذرهم من الطغيان والزلل وما بذلوه من شدة العناية في تمهيد هذا الأمر والبحث عن أحوال الرواة والوقوف على صحيح الأخبار وسقيمها. وكانوا بحيث لو قتلوا لم يسامحوا أحدًا في كلمة واحدة يتقولها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا فعلوها بأنفسهم ذلك وقد نقلوا هذا الدين إلينا كما نقل إليهم وأدوا كما أدي إليهم، وكانوا في صدق العناية والاهتمام بهذا الشأن ما يجل عن الوصف ويقصر دونه الذكر. وإذا وقف المرء على هذا من شأنهم وعرف حالهم وخبر صدقهم وورعهم وأمانتهم ظهر له العلم فيما نقلوه ورووه. (قال): والذي يزيد ما قلنا إيضاحا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن الفرقة الناجية قال: "ما أنا عليه وأصحابي" فلا بد من نعرف ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وليس طريق معرفته إلا النقل فيجب الرجوع إلى ذلك، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنازعوا الأمر أهله" فكما يرجع في مذاهب الفقهاء الذين صاروا قدوة في هذه الأمة إلى أهل الفتن، ويرجع في معرفة اللغة إلى أهل اللغة، وفي النحو إلى أهل النحو، وكذلك يرجع في معرفة ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى أهل الرواية والنقل لأنهم عُنوا بهذا الشأن واشتغلوا محفظه، والفحص عنه ونقله. ولولاهم لا ندرس علم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقف أحد على سنته وطريقته. (ثم قال الإمام أبو المظفر): فإن قالوا فقد كثرت الآثار في أيدي الناس واختلطت عليهم؟ (قلنا): ما اختلطت إلا على الجاهلين بها، فأما العلماء بها فإنهم ينتقدونها انتقاد الجهابذة الدراهم والدنانير، فيميزون زيوفها وياخذون خيارها. ولئن دخل في أغمار الرواة من وسم بالغلط في الأحاديث فلا يروج ذلك على جهابذة أصحاب الحديث وورثة العلماء حتى أنهم عدوا أغاليط من غلط في الإسناد والمتون، بل تراهم يعدون على كل واحد منهم كم في حديث غلط، وفي كل حرف حرف. وماذا صحف فإذا لم ترج عليهم أغاليط الرواة في الأسانيد والمتون والحروف. فكيف يروج عليهم وضع الزنادقة وتوليدهم الأحاديث التي يرويها الناس حتى خفيت على أهلها؟ وهو قول بعض الملحدة. وما يقول هذا إلا جاهل ضال مبتاع كذاب يريد أن

يهجن بهذه الدعوة الكاذبة صحاح أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وآثاره الصادقة، فيغالط جهال الناس بهذه الدعوى. وما احتج مبتاع في رد آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحجة أوهن ولا أشد استحالة من هذه الحجة. فصاحب هذه الدعوى يستحق أن يسف في فيه وينفي من بلد الإسلام. فتدبر رحمك الله، أيجعل حكم من أفنى عمره في طلب آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - شرقا وغربا، برا وبحرا، وارتحل في الحديث الواحد فراسخ واتهم أباه وأدناه في خبر يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان موضع التهمة ولم يحابه في مقال ولا خطاب غضبا لدينه، ثم ألف الكتب في معرفة المحدثين وأسمائهم وأنسابهم، وقدر أعمارهم وذكر أعصارهم وشمائلهم وأخبارهم وفصل بين الرديء والجيد والصحيح والسقيم حبا لله ورسوله، وغيرة على الإسلام والسنة، ثم استعمل آثاره كلها حتى فيما عدا العبادات من كله وطعامه وشرابه ونومه ويقظته وقيامه وقعوده ودخوله وخروجه وجميع سنته وسيرته حتى في خطراته ولحظانه، ثم دعا النَّاس إلى ذلك وحثهم عليه وندبهم إلى استعماله وحبب إليهم ذلك بكل ما يملكه حتى في بذل ماله ونفسه، كمن أفنى عمره في اتباع أهوائه وإرادته وخواطره وهواجسه، ثم تراه يرد ما هو أوضح من الصبح من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأشهر من الشمس برأي دخيل واستحسان ذميم، وظن فاسد ونظر مشوب بالهوى، فانظر وفقك الله للحق أي الفريقين أحق أن ينسب إلى اتباع السنة واستعمال الأثر. فإذا قضيت بين هذين بوافر لبك، وصحيح نظرك، وثاقب فهمك، فليكن شكرك لله تعالى على حسب ما أراك من الحق. ووفقك للصواب وألهمك من السداد (¬1). (قلت): ومن المعلوم أن من هذا عنايته بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته وهديه فإنها تفيد عنده من العلم الضروري والنظري ما لا يفيده عند المعرض عنها المشتغل بغيرها. وهذا شأن من عنى بسيرة رجل وهديه وكلامه وأحواله، فإنه يعلم من ذلك بالضرورة ما هو مجهول لغيره. ونقل عن الإمام السمعاني الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم كتاب القدر كيفية خلق الآدمي في بطن أمه: قال الإمام أبو المظفر السمعاني في سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس ومجرد العقول. فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء النفس ولا يصل إلى ما يطمئن به القلب لأن القدر سر من أسرار الله تعالى التي ضربت من دونها الأستار. اختص الله به وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة. وواجبنا أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه وقد طوى الله تعالى علم القدر على العالم فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب (¬2). وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري -كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية. ¬

_ (¬1) مختصر الصواعق لابن القيم، اختصار محمد بن الموصلي (405 - 412). (¬2) صحيح مسلم شرح النووي (16/ 196)، وانظر فتح الباري (11/ 477) كتاب القدر.

واستدل أبو المظفر السمعاني بآيات الباب وأحاديثه على فساد طريقة المتكلمين في تقسيم الأشياء إلى جسم وجوهر وعرض، قالوا: فالجسم ما اجتمع من الافتراق، والجوهر: ما حمل العرض، والعرض: ما لا يقوم بنفسه وجعلوا الروح من الأعراض، وردوا الأخبار في خلق الروح قبل الجسد والعقل قبل الخلق، واعتمدوا حدسهم وما يؤدي إليه نظرهم، ثم يعرضون عليه النصوص فما وافقه قبلوه. وما خالفه ردوه. ثم ساق هذه الآيات ونظائرها من الأمر بالتبليغ، قال: وكان مما أمر بتبليغه التوحيد، بل هو أصل ما أمر به فلم يترك شيئًا من أمور الدين وأصوله، وقواعده وشرائعه إلا بلغه، ثم لم ياع إلا الاستدلال بما تمسكوا به من الجوهر والعرض، ولا يوجد عنه ولا عن أحد من أصحابه من ذلك حرف واحد، فما فوقه، فعرف بذلك أنهم ذهبوا خلاف مذهبهم، وسلكوا غير سبيلهم بطريق محدث مخترع لم يكن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه -رضي الله عنهم-، ويلزم من سلوكه العود على السلف بالطعن والقدح ونسبتهم إلى قلة المعرفة. واشتباه الطرق فاحذر من الاشتغال بكلامهم والإكتراث بمقالاتهم فإنها سريعة التهافت كثيرة التناقض. وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا وتجد لخصومهم عليه كلاما يوازنه أو يقاربه، فكل بكل مقابل، وبعض ببعض معارض، وحسبك من قبيح ما يلزم من طريقتهم أنا إذا جرينا على ما قالوه وألزمنا الناس بما ذكروه لزم من ذلك تكفير العوام جميعا، لأنهم لا يعرفون إلا الاتباع المجرد، ولو عرض عيهم هذا الطريق ما فهمه أكثرهم، فضلا عن أن يصير منهم صاحب نظر، وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه أئمتهم في عقائد الدين والعض عليها بالنواجذ والمواظبة على وظائف العبادات وملازمة الأذكار بقلوب سليمة طاهرة عن الشبه والشكوك فتراهم لا يحيدون عما اعتقدوه ولو قطعوا إربًا إربًا، فهنيئا لهم هذا اليقين وطوبى لهم هذه السلامة. فإذا كفر هؤلاء السواد الأعظم وجمهور الأمة فما هذا إلا طي بساط الإسلام وهدم منار الدين والله المستعان (¬1). فمن خلال ما عرضناه من تفسيره وما نقله الأئمة عنه كابن القيم والنووي وابن حجر نحكم بدون أي توقف بأن السمعاني سلفي العقيدة، ولو تمكنا من الوقوف على كتبه كالانتصار والرد على القدرية ومنهاج أهل السنة لرأينا فيها ما يشفي الصدور، ولكن بما أن تلك الكتب لا تزال في حكم المفقود، لذلك قمت بتدوين ما نقله ابن القيم وغيره للفائدة" أ. هـ. وفاته: (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير السمعاني" و"الاصطلام" في الرد على أبي زيد الدبوسي و"منهاج أهل السنة" و "الرد على القدرية" وغيره". ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (13/ 507).

3607 - الدشتكي

3607 - الدَّشتكي * المفسر: منصور بن محمد صدر الدين بن إبراهيم الحسيني الدشتكي، الشيرازي، غياث الدين. من مشايخه: والده صدر الدين الدشتكي وغيره. من تلامذته: ولداه شرف الدين وصدر الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • روضات الجنات: "ويستفاد من بعض التواريخ المعتبرة أن صاحب العنوان كان من جملة وزراء السلطان حسين ميرزا بايقرا التيمري ومن بعضها الآخر أنه مشكوك الاعتقاد بمراسم المذهب الجعفري مثل والده الأمير صدر الكبير الذي لم يعده أحد منا في جملة معاشر الأحباب ولم يعهد يذكره في شيء من كتب رجال الطائفة أو زبد إجازات الأصحاب، ومثل ابن عمه المحدث المعارف الأمير زا عطاء الله بن الأمير فضل الله الحسيني الدشتكي الشيرازي. ثم ذكر: وقد قال صاحب "مجالس المؤمنين" بعد الاطراء على مدح الرجل وإنشاء الثناء الفاخر عليه فوق جميع الحكماء الراسخين والنبلاء الباذخين ما ترجمته: فرغ من ضبط العلوم وهو في سن العشرين وظهر في وجهه داعية البحث والجدل في المطالب العالية مع العلامة الدواني قبل هذه المرحلة بنحو من ست وستين. وكان له مدة من الأزمنة منصب الصدارة المطلقة على باب حضرة السلطان يعني به السلطان شاه طهماسب الصفوي الموسوي بهادر خان إلى أن توجه مولانا الشيخ على المحقق الكركي في المرة الثانية من ناحية عراق العرب إلى مستقر سرير ذلك السلطان المحتجب فوشوا إلى جناب الشيخ في عدم تقيد الرجل بقوانين الشريعة المطهرة بحيث انحرف عنه قلب الشيخ واغتنم المفسدون الفرصة في اشتعال نائرة العداوة بينهما. ثم اتفق في بعض مجالس السلطان أن حضرا هنالك جميعا، ووقع بينهما مباحثة في بعض المطالب العلمية إلى أن انتهى الأمر في ذلك إلى الخشونات الشديدة وإيراد غير الملائمات من الكلام، فأخذ الملك جانب جناب الشيخ فلما رأى المير ذلك قام من الجلس ملولا مكروبا، ثم استعفى عقيب هذه الواقعة عن منصب الصدارة وخرج إلى بلدة شيراز المحروسة فبقي هناك إلى أن مات ... ثم ذكر صاحب الروضات كتب المترجم له وقال: وكتاب "خلاصة التلخيص في المعاني والبيان" وكتاب "الرد على حاشية الدواني على الشمسية" و"الرد على حاشية على التهذيب" و"الرد على أنموذج العلوم" منه وعلى "رسالة الزوراء" منه، ومنها كتابه المسمى، "الأخلاق المنصوري" و"رسالة في تحقيق الجهات" و"رسالة ¬

_ * روضات الجنات (7/ 176)، إيضاح المكنون (1/ 50)، هدية العارفين (2/ 475)، الكنى والألقاب للقمي (2/ 497)، الأعلام (7/ 304)، معجم المؤلفين (3/ 918).

المشارق" في إثبات الواجب و"الحاشية" على أوائل الكشاف، و "تفسير سورة هل أتى" وكتاب "مقالات العارفين". وكتاب آخر في التصوف والأخلاق كتبه باسم ولده الميرشرف الدين علي و"رسالة قانون السلطنة" فهذه جملة ما رأيته من مصنفات الرجل، وله أيضًا غير ما ذكر مثل كتابًا رياض الرضوان" وكتاب "الأساس في علم الهندسة" وغير ذلك. وإنما تعرّضت لتفصيل هذه المصنفات ردا على مثل مولانا أبي الحسن الكاشي. والمولى ميرزاجان الشيرازي، من أفاضل هذا العصر، حيث كانا ينتحلان من كتبه الغير المتداولة ما يريدان، ثم يقولان أنه لا يوجد من مصنفات الأمير غياث الدين المذكور سوى الاسم، وقد سمعت أستاذي المحقق يقول أن المولى أبا الحسن أقام في رسالته ستة أدلة على إثبات الواجب تعالى وعدها من خصائص فكر نفسه، مع أنه انتحلها جميعًا من "شرح هياكل" المير قدس سره، وكان رحمه الله ماهرًا في فنون الأدعية والطلسمات، وحكاية إهلاكه بهذه القاعدة للأمير ذو الفقار حاكم بغداد الباقي على دولة سلطاننا المؤيد طاب ثراه مشهورة. ثم قال وقد ذكر ولده شرف الدين وإجازته عن والده ما نصه: "فأما الاجازة الممتازة المفضلة المذكورة فهي بعد الفراغ من الحمد والصلاة منها ما هو بهذه الصورة قلت: لي أشياخ منهم: أولًا أبي وشيخي وهو من أشاع غوامض العلوم والحكم، ونشر بحيث لقب أستاذ البشر والعقل الحادي عشر إمام الحكمة ناصر الشريعة، منصور قدس الله سره، وهو يروي العلوم الشرعية كلها، والمنقولات المروية جلها، عن أبيه الصدر الشهيد، عن عمه السيد الأيد نظام الحق والد بن سلطان المحدثين والمفسرين، برهان الوعاظ والمذكرين، أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد (ح) وعن أبيه محمد مطيع الله ومطاع السلاطين غياث الإسلام منصور عن أبيه إبراهيم عن أبيه محمد عن أبيه إسحاق عن أبيه علي، عن أبيه عربشاه، عن أبيه أميران، عن أبيه أميري، عن أبيه الحسن، عن أبيه الحسين الشاعر العريري، عن أبيه، عن علي النصيبي الشاعر، عن أبيه زيد الأعثم، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن أبيه جعفر، عن أبيه أحمد السكين، عن أبيه جعفر عن أبيه محمد السيد، عن أبيه زيد الشهيد الحريق، عن أبيه زين- العابدين، عن أبيه الإمام حسين، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، عن رسول الله صلوات الله عليه وآله الطاهرين، وأنا أروي بهذه الإسناد علومًا وأحاديث كثيرة، وأولها مسلسلًا به أنه قال علي - رضي الله عنه - كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سر فلما عثر عليه وسائرها كثيرة. ثم إن أحمد السكين جدي صحب الإمام الرضا - عليه السلام - من لدن كان بالمدينة إلى أن أشخص تلقاء خراسان عشر سنين، فأخذ منه العلم وإجازنه عليه السلام عندي، فأحمد يروي عن الإمام الرضا - عليه السلام - عن آبائه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الإسناد أيضًا مما انفرد به لا يشركني فيه أحد، وقد خصني بذلك والحمد لله". وقد ظهر مما ذكره قدس سره -ولده صدر

3608 - الدميك

الدين- نسبة تأليف آخر إلى والده المبرور، غياث الدين منصور، وإليه أيضًا ينسب أنه كتب في جواب سلطان الروم، لما كتب هو إلى حضرة الشاه طهماسب الرحوم، معترضًا عليه بأنكم كيف تجوزون لعن الخلفاء الثلاث، وتسبونهم بمطاوعة الأجلاف والأحداث، وكيف تأذنون في أن يسجد لكم الناس، مع أن السجود لغير الله تعالى كفر ليس به يقاس، فأشار إليه حضرة الشاه المرتفع الجناب بأن يكتب إليه الجواب، أما الجواب عن اعتراضك الأول فاعلم أن أولئك الثلاثة لقد كانوا من خدم باب جدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فنحن أبصر، بما نكتم في حق أولئك أم نقول، ولا عليك أن نتكلم بين المولى والعبيد شيء من الفضول، وأما حكاية سجود الرعية لنا فهي مثل سجود الملائكة لجدنا آدم - عليه السلام -، حين أوحى الأمر بذلك إليهم إنما يفعلون ذلك شكرا لله سبحانه وتعالى على ما أنعم بنا عليهم، وإظهارا لكمال المسرة على ما ظهر منا بإعادة الله وإمضاء الله من إعلاء كلمة الحق وإطفاء نائرة الباطل في بلاد الله على رغم أعداء الله .. " أ. هـ. • الأعلام: "باحث من كبار العلماء بالحكمة والإلهيات. نسبة إلى (دشتك) من قرى أصبهان" أ. هـ. وفاته: سنة (948 هـ) ثمان وأربعين وتسعمائة. من مصنفاته: "تفسير سورة هل أتى" و"حاشية على تفسير الكشاف" و"حاشية على شرح الإشارات" لابن سينا وغيرها كثير. 3608 - الدُّمَيك * النحوي، اللغوي: منصور بن المسلم بن علي بن محمّد بن أحمد بن أبي الخرجين، أبو نصر التميمي، السعدي. ولد: (457 هـ) سبع وخمسين وأربعمائة. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان أديبًا فاضلًا نحويًّا شاعرا" أ. هـ. • الأعلام: "مؤدب، من العلماء بالعربية ولد بحلب، وانتقل إلى دمشق فكان معلما للصبيان فيها وتوفي بها. وله شعر" أ. هـ. وفاته: (510 هـ) عشر وخمسمائة. من مصنفاته: "الرد على إعراب الحماسة" لابن جني، قال القفطي: وهو حسن جيد يدل على تضلع من العربية ملكته بخطه. 3609 - مُؤَرج السَّدُوسِي * النحوي، اللغوي: مؤرج بن عمرو بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. . . ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2729)، إنباه الرواة (3/ 326)، بغية الوعاة (2/ 303)، كشف الظنون (1/ 692)، إيضاح المكنون (1/ 484)، هدية العارفين (2/ 474)، الأعلام (7/ 304)، معجم المؤلفين (3/ 919). * فهرست ابن النديم (70)، تاريخ بغداد (3/ 258)، نزهة الألباء (105)، معجم الأدباء (6/ 2731)، إنباه الرواة (3/ 327)، وفيات الأعيان (5/ 304)، إشارة التعيين (353)، البلغة (228)، كشف الظنون (1/ 179، 594)، الأعلام (7/ 318)، معجم المؤلفين (3/ 928).

3610 - أبو عمر الإستجي

من مشايخه: أبو زيد الأنصاري، وأبو عمرو بن العلاء وغيرهما. من تلامذته: النضر بن شميل، وأحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "لا معرفة له بالقياس في العربية، وإنما كانت معرفته بالعربية قريحة .. " أ. هـ. • نزهة الألباء: " .. قال لنا مؤرخ السدوسي: اسمي وكنيتي غريبان اسمي مؤرج والعرب تقول: أرجت بين القوم وأرشت إذا حرشت. وأنا أبو فيد والفيد ورد الزعفران ويقال فاد الرجل يفيد فيدا إذا مات .. " أ. هـ. • معجم الأدباء: "هو من أعيان أصحاب الخليل عالم بالعربية والحديث والأنساب ... ويقال إن الأصمعي، كان يحفظ ثلث اللغة، وكان الخليل يحفظ ثلث اللغة، وكان مؤرخ يحفظ الثلثين، وكان أبو مالك يحفظ اللغة كلها .. " أ. هـ. • إنباه الرواة: "ودخل الأخفش على محمد بن المهلب، فقال له محمد بن المهلب: من أين جئت قال: من عند القاضي يحيى بن أكثم. قال: فما جرى؟ قال: سألني عن الثقة المقدم من علماء الخليل من هو؟ ومن الذي كان يوثق بعلمه؟ فقلث له النضر بن شميل وسيبويه، ومؤرج السدوسي انتهى. . . وكان أحد من نجم من أصحاب الخليل والغالب عليه اللغة والشعر .. " أ. هـ. • البغية: "قال الزبيدي: كان عالمًا بالعربية، إمامًا في النحو. وقال الحاكم أحد الأئمة من أهل الأدب. . وكان يقول: قدمت من البادية ولا معرفة لي بالقياس في العربية، وإنما كانت معرفتي قريحتي، وأول ما تعلمت القياس في حلقة أبي زيد الأنصاري انتهى .. " أ. هـ. وفاته: (204 هـ) أربع ومائتين. من مصنفاته: "الأنوار" وكتاب "غريب القرآن" وكتاب "جماهير القبائل" وغير ذلك. 3610 - أبو عمرَ الإسْتِجي * النحوي، اللغوي، المفسر: موسى بن أزهر بن موسى بن حُريث، أبو عمر الإستجي، الأندلسي. ولد: (237 هـ) سبع وثلاثين ومائتين. من مشايخه: إبراهيم بن محمد بن باز، وبقي بن مخلد وابن وضاح وغيرهم. من تلامذته: أحمد بن سعيد بن حزم، وحسن بن عبد الله وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "وكان حافظًا للمشاهد وللتفسير متصرفًا في اللغة والإعراب والخبر والشعر سمعت محمد بن يحيى يصفه بالعلم والفصاحة والبيان" أ. هـ. • البلغة: "كان إمامًا في اللغة والحديث وغريبه" أ. هـ. • الأعلام: "حافظًا للمشاهد والتفسير والشعر. مات غازيا بقلعة رباح، منصرفه من غزوة ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (2/ 851)، البلغة (227)، بغية الوعاة (2/ 306)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 341)، الأعلام (7/ 320).

3611 - أبو عمران المرادي

مطونية .. " أ. هـ. وفاته: (306 هـ) ست وثلاثمائة. 3611 - أبو عمران المرادي * النحوي، اللغوي: موسى بن أصبغ المُرادي القرطبي، أبو عمران. من مشايخه: محمد بن الحسين بن دريد وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان بصيرا باللغة والإعراب، شاعرًا محسنا" أ. هـ. • جذوة المقتبس: "كان زاهدًا أديبًا عالمًا منقطعا إلى الله، انقطع في بعض زوايا صقلية، ومات فيما أظن فيها. وكان طويل النفس في الشعر، ورأيت له قصائد طوالا في الزهد، ومنها قصيدة في حروف المعجم لكل حرف عشرون بيتا" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "لغوي، نحوي، شاعر، من أهل الأندلس" أ. هـ. وفاته: كان حيا قبل سنة (321 هـ) إحدى وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "نظم المبتدأ" في ثمانية آلاف بيت. 3612 - أبو عمران الرَّقِّي * النحوي، المقرئ: موسى بن جرير، أبو عمران الرقي. من مشايخه: أبو شعيب السوسي وغيره. من تلامذته: الحسين بن محمد بن حبش الدينوري، والحسن بن سعيد المطوِّعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال عبد الباقي: وكان لأبي عمران اختيارات يخالف فيها قراءته على السوسي، وكان يعتمد في ذلك على العربية. فلمَّا كان يختاره ترك الإشارة إلى حركة الحروف مع الإدغام وتفخيم فتحة الراء إذا كان بعدها ياء قد سقطت لساكن" أ. هـ. • غاية النهاية: "نحوي مصدر حاذق مشهور .. " أ. هـ. • الشذرات: "صاحب أبي شعيب السوسي تصدر للإقراء مدة .. " أ. هـ. وفاته: (310 هـ) عشر وثلاثمائة. 3613 - الجلاجلي * المقرئ: موسى بن الحسن بن عباد، أبو ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 306)، معجم المؤلفين (3/ 930)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 853)، جذوة المقتبس (2/ 536)، بغية الملتمس (4/ 602). * العبر (2/ 147)، معرفة القراء (1/ 245)، تاريخ الإسلام (وفيات 310) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 317)، النجوم (3/ 206)، بغية الوعاة (2/ 306)، الشذرات (4/ 54). * تاريخ بغداد (13/ 49)، المنتظم (12/ 413)، السير (13/ 378)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرون) ط. تدمري، تا ريخ دمشق (60/ 405)، مختصر تاريخ دمشق (25/ 285).

3614 - المعدل

السُّري (¬1)، النسائي البغدادي، الملقب بالجلاجلي، لطيب صوته. من مشايخه: روح بن عبادة، وعبد الله بن بكر السَهمي وطبقتهم. من تلامذته: ابن البَحزّي، وابن قانع وآخرون. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وكان ثقة وقال الدارقطني: لا بأس به" أ. هـ. • تاريخ دمشق: "سأل أبو محمّد الخلال أبا الفتح محمّد بن أبي الفوارس عن أبي السري الجلاجلي، فقال: ثقة" أ. هـ. بتصرف يسير. • السير: "المقرئ المحدث. . قال ابن المنادي: قيل إن القعنبي قدم الجلاجلي في الستراويح، فأعجبه صوته، وقال كأنه صوت جلاجلَ انتهى" أ. هـ. وفاته: سنة (287 هـ) سبع وثمانين ومائتين. 3614 - المُعَدِّل * المقرئ: موسى بن الحسين بن إسماعيل الشريف، أبو إسماعيل، الحسني، المعروف بالمعدل. من مشايخه: أحمد بن نفيس، والحسين بن إبراهيم البزار وغيرهما. من تلامذته: منصور بن الخير بن يعقوب بن يملا وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "أستاذ عارف ألف كتاب بالروضة" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالقراءات مصري .. " أ. هـ. وفاته: نحو سنة (500 هـ) خمسمائة. من مصنفاته: "روضة الحفاظ" في القراءات. 3615 - أبو عمران النحوي * النحوي: موسى بن سلمة، أبو عمران. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ياقوت (¬2): من جلة أصحاب الأصمعي وأعيانهم أملى ببغداد كتب الأصمعي، وحملها الناس عنه، وكان صديقًا لأبي نواس، فكان أبو نواس يقول له: ويحك! لِمَ تذهب إلى الأصمعي وأنت أعلم منه! " أ. هـ. 3616 - أبو الأسود الإفريقي * المفسر: موسى بن عبد الرحمن بن حبيب، أبو الأسود الإفريقي القطان المالكي، مولى بني أمية. ولد: سنة (232 هـ) اثنتين وثلاثين ومائتين. من مشايخه: محمّد بن سحنون، شجرة بن ¬

_ (¬1) السُّري: بضم السين وتشديد الراء المكسورة هذه النسبة إلى سُر وهي من قرى الري. انظر اللباب (1/ 543). * غاية النهاية (2/ 318)، الأعلام (7/ 322)، معجم المؤلفين (3/ 931)، كشف الظنون (1/ 931). * بغية الوعاة (2/ 306). (¬2) ترجمة موسى بن سلمة غير موجودة في المطبوع من "معجم الأدباء" لعلها سقطت من الأصل والله أعلم. * تاريخ الإسلام (وفيات 306) ط. تدمري، طبقات المفسرين للداودي (2/ 341)، الديباج المذهب (2/ 335)، معالم الإيمان (2/ 335)، شجرة النور (81)، السير (14/ 226).

3617 - أبو عمران الغرناطي

عيسى وغيرهما. من تلامذته: تميم بن أبي العرب، وأبو محمد بن مسرور وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "شيخ المالكية بإفريقية، العلامة قاضي أطرابلس الغرب .. وكان من أوعية العلم والعفة" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان ثقة فقيهًا حافظًا، من الفقهاء المعدودين، والأئمة المشهورين، وله أوضاع كثيرة في العلم، كان يحسن الكلام في الفقه على مذهب مالك وأصحابه. ولي قضاء طرابلس فنفذ الحقوق وأخذها للضعيف من القوي، فبغي عليه وأوذي، فعزل وحبس في الكنيسة شهورا ثم أطلق. . . وألفت الناس في فضائله" أ. هـ. • شجرة النور: "الفقيه الثقة الإمام الحافظ" أ. هـ. وفاته: سنة (306 هـ)، وقيل: (309 هـ) ست، وقيل: تسع وثلاثمائة، والأول أصح. من مصنفاته: له تأليف في أحكام القرآن، اثنتا عشر جزءًا. 3617 - أبو عمران الغَرْناطي * النحوي، اللغوي: موسى بن عبد الرحمن بن يحيى العربي، الحميري الغرناطي، أبو عمران. ولد: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: السذثهيلي، وابن بشكوال وغيرهما. من تلامذته: ابن أبي الأحوص وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان أستاذا نحويًّا لغويا حافظا" أ. هـ. وفاته: سنة (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. 3618 - الخاقانِي * النحوي، اللغوي، المقرئ: موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، أبو مزاحم، الخاقاني. ولد: سنة (248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين. من مشايخه: عباس بن محمّد الدُّوري، وأبو بكر المروذي، وأبو قلابة الرقاشي وغيرهم. من تلامذته: أبو بكر الآجُري، وعبد الواحد بن أبي هاشم المقريء وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وكان ثقة دينًا من أهل السنة" أ. هـ. • الأنساب: "ذكره أبو الفتح يوسف بن عمر القواس في شيوخه الثقات، وكان نقش خاتمه: ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 307). * تاريخ بغداد (13/ 59)، المنتظم (13/ 372)، الأنساب (2/ 310)، فهرست ابن خير (72)، السير (15/ 94)، العبر (2/ 205)، معرفة القراء (1/ 274)، تذكرة الحفاظ (3/ 822)، تاريخ الإسلام (وفيات 325) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 320)، النجوم (3/ 261)، الشذرات (4/ 136)، الأعلام (7/ 324)، إيضاح المكنون (1/ 934)، كشف الظنون (1/ 354)، هدية العارفين (2/ 478).

3619 - الجزيري

دُنْ بالسنن موسى تعَنْ" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان متبحرًا في حرف الكسائي" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقريء مجود أصيل ثقة سني. . قال الداني: كان إمامًا في قراءة الكسائي ضابطًا لها مضطلعًا بها انتهى وترك ابن مزاحم الدنيا وأعمل نفسه في رواية الحديث وأقرأ الناس وتمسك بالسنة" أ. هـ. • الشذرات: "المقريء المحدث السُّني" أ. هـ. • الأعلام: "أول من صنف في التجويد. كان عالمًا بالعربية، شاعرًا. من أهل بغداد غلب عليه حبُّ مُعَاوية بن أبي سفيان فقال فيه أشعار كثيرة دونها الناس .. " أ. هـ. وفاته: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة. من مصنفاته: "قصيدة في التجويد" و "قصيدة في الفقهاء". 3619 - الجَزِيري * النحوي، اللغوي: موسى بن علي بن عامر، أبو عمران، ويعرف بالجزيري. ولد: سنة (557 هـ) سبع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن هارون وغيره. من تلامذته: أبو جعفر أحمد بن علي بن الطباع الرعيني وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان عمدة في النحو يؤثر به" أ. هـ. • قلت: وفي هامش تكملة الصلة ما نصه: (وورد بملحق طبعة مجريط (2/ 761) ما يلي: "قلت قرأ عليه الموطأ والأحكام الصغرى لعبد الحق .. الحافظ: أبو جعفر أحمد بن علي بن الطباع الرعيني ووصفه بالحفظ، وذكر ابن الزبير وفاته سنة (631 هـ) وولد: سنة: 557 هـ" أ. هـ. وفاته: سنة (631 هـ) إحدى وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: شرح كتاب "التبصرة" للصيمري وتأليف سماه "الاستصباح في شرح الإيضاح". 3620 - الزَرْزاري * المقرئ: موسى بن علي بن موسى بن يوسف بن محمد الزرزاري القطبي، ضياء الدين. ولد: سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. من مشايخه: ابن الغويرة، وابن عزوز، والكواشي وغيرهم. من تلامذته: ابن علَّاق، وعبد اللطيف الحرّاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "قال أبو حيان: كان ساكن النفس حسن الصورة كثير الفضائل نظم الوجيز انتهى تصدر للإقراء بجامع الظاهر بالحسينية" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء عارف حاذق مصدر" أ. هـ. وفاته: سنة (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة. ¬

_ * تكملة الصلة (2/ 689). * غاية النهاية (2/ 321)، الدرر (5/ 149).

3621 - الغفجومي

3621 - الغَفَجُومي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: موسى بن عيسى بن أبي حاج، أبو عمران، البربري الغفجومي (¬1)، الزناتي الفاسي المالكي. ولد: سنة (368 هـ) ثمان وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو محمّد الأصيلي، وعبد الوارث بن سفيان وغيرهما. من تلامذته: عتيق السوسي، ومحمد بن طاهر بن طاووس وغيرهما. كلام العلماء فيه: • جذوة المقتبس: "فقبه القيروان، إمام في وقته، وكان مكثرا عالمًا" أ. هـ. • ترتيب المدارك: "قال عمر الصقلي: أبو عمران الثقة الإمام الدين، المعلم وذكر أن ابن الباقلاني كان يعجبه حفظه فيقول: لو اجتمعت في مدرستي أنت وعبد الوهاب بن نصر، وكان إذ ذاك في الموصل لاجتمع فيها علم مالك، أنت تحفظه وهو ينصره، لو رآكما مالك لسُرَّ بكما، قال ابن عمار في رسالته، فذكره فقال: كان إمامًا في كل علم، نافذا في علم الأصول، مقطوعا بفضله وإمامته" أ. هـ. • الصلة: "ذكره أبو القاسم حَاتِم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان في رحلتي سنة (اثنتين وأربعمائة) وكان من أحفظ الناس وأعلمهم وكان قد جمع حفظ المذهب المالكي، وحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم والمعرفة بمعانيه، وكان يقرئ القرآن بالسبعة ويجودها مع المعرفة بالرجال والمعدلين منهم والمجروحين" أ. هـ. • معرفة القراء: "الفقيه المالكي الأصولي شيخ القيروان ... أخذ الأصول عن أبي بكر بن الباقلاني، انتهت إليه رئاسة العلم بالقيروان، قال حَاتِم بن محمّد كان أبو عمران الفاسي من أعلم الناس وأحفظهم جمع حفظ الفقه والحديث والرجال، وكان يقرأ القراءات ويجودها مع معرفة بالجرح والتعديل، أخذ عنه الناس من أقطار المغرب، ولم ألق أحدًا أوسع منه علما ولا كثر رواية" أ. هـ. • العبر: "كان إمامًا في القراءات، بصيرًا بالحديث، رأسًا في الفقه تخرج به خلق في المذهب" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام علامة فقيه أصولي" أ. هـ. وفاته: سنة (430 هـ) ثلاثين وأربعمائة. من مصنفاته: له كتاب "التعليق على المدونة" كتاب جليل لم يكمله، وخرج من عوالي حديثه نحو مائة ورقة. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 389)، جذوة المقتبس (2/ 535)، الصلة (2/ 578)، تذكرة الحفاظ (3/ 1097)، تاريخ الإسلام (وفيات 430) ط- تدمري، الديباج المذهب (2/ 337)، غاية النهاية (2/ 321)، النجوم (5/ 30)، الشذرات (5/ 153)، ترتيب المدارك (4/ 702)، السير (17/ 545)، العبر (3/ 172)، معالم الإيمان (3/ 159)، شجرة النور (1/ 106). (¬1) الغفجومي: نسبة إلى غفجوم بالغين المعجمة والفاء المفتوحة والجيم المضمومة وهي فخذ من زناته، قبيلة من البربر، انظر هامش السير.

3622 - أبو الجواب

3622 - أبو الجَواب * النحوي، اللغوي: موسى بن محمّد بن مسعود المراغي، المعروف بأبي الجواب، تابع الدين، الشافعي. كلام العلماء فيه: • البداية والنهاية: "الشيخ الإمام العلامة .. فكان من فضلاء الشافعية .. له يد في الفقه والأصول والنحو وفهم جديد .. " أ. هـ. • الدارمي: "كان من فضلاء الشافعية، له يد في الفقه والأصول والنحو وفهم جيد قوي" أ. هـ. وفاته: سنة (693 هـ) ثلاث وتسعين وستمائة، وقد جاوز السبعين، وقيل: قد جاوز التسعين. 3623 - أبو البركات السعدي * النحوي، اللغوي: موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جمعة الأنصاري السعدي الخزرجي، شرف الدين، أبو البركات. ولد: سنة (747 هـ)، وقيل: (748 هـ) سبع وأربعين، وقيل: ثمان وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: شمس الدين محمد العراقي، والشيخ شهاب الدين الأذرعي وغيرهما. من تلامذته: البرهان الحلبي، وابن خطيب الناصرية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "صار فاضلًا في الفنون، وفهم من كل علم طرفًا جديدا، وأدمن الاشتغال حتى مهر وأفتى ودرس وخطب بجامع حلب واشتهر". وقال: "كان فاضلًا دينًا كثير الحياء، قليل الشر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال صاحبنا ابن فهد: إمام عالم بالأصول والنحو المعاني والبيان والفرائض والحساب قرأ على العجم والعرب، وعنده فوائد جمة" أ. هـ. • الشذرات: "برع في فنون وتولى خطابة الجامع، ثم استقر قاضي قضاة حلب، وفي أيامه قدم تيمور إلى البلاد الشامية وحضر مجلس تيمور، ورسم عليه ثم أخرج عنه، وكان عالمًا كبيرا مشكور السيرة" أ. هـ. • أعلام النبلاء: "كان قاضيا فاضلًا دينًا، عفيفًا خيرًا كثير الحياء لا يواجه أحدا بمكروه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "عالم بالأصول والنحو، والمعاني والبيان والفرائض والحساب" أ. هـ. وفاته: سنة (803 هـ) ثلاث وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح الغاية القصوى" للبيضاوي. ¬

_ * البداية والنهاية (13/ 356)، الدارس (1/ 161). * بغية الوعاة (2/ 307)، الشذرات (9/ 63)، إنباء الغمر (4/ 343)، الضوء اللامع (10/ 189)، أعلام النبلاء (5/ 125)، معجم المؤلفين (3/ 937)، إيضاح المكنون (2/ 140).

3624 - كمال الدين بن يونس

3624 - كمال الدين بن يُونِسْ * المفسر: موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العقيلي، أبو الفتح كمال الدين، الموصلي. ولد: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: والده، والسيد السلماسي، والإمام يحيى بن سعدون وغيرهم. من تلامذته: ابن خلكان، وابن الأثير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • عيون الأنباء: "حدثني القاضي نجم الدين عمر بن محمّد بن الكريدي قال: وكان ورد إلى الموصل كتاب الإرشاد للعميدي، وهو يشتمل على قوة من خلاف الجدل، وهو الذي يسمونه العجم (جست) أي الشطار، فلما أحضر إلى الشيخ كمال الدين بن يونس نظر فيه وقال علم مليح ما قصر فيه مؤلفه، وبقي عنده يومين حتى حرر جميع معانية ثم إنه أقرأه الفقهاء وشرح لهم فيه أشياء ما ذكرها أحد سواه، وقيل إن كمال الدين بن يونس كان يعرف علم السيمياء من ذلك" أ. هـ. فلت: علم السيمياء هو علم السحر انتهى. • وفيات الأعيان: "وكان شيخنا تقي الدين أبو عمرو عُثمَان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح -المقدم ذكره- يبالغ في الثناء على فضائله وتعظيم شأنه وتوحده في العلوم؛ فذكره يومًا وشرع في وصفه على عادته، فقال له بعض الحاضرين: يا سيدنا، على من اشتغل؟ ومن كان شيخه؟ فقال: هذا الرجل خلقه الله تعالى عالمًا إمامًا في فنونه، لا يقال على من اشتغل ولا من شيخه، فإنه أكبر من هذا. وحكى لي بعض الفقهاء بالموصل أن ابن الصلاح المذكور سأله أن يقرأ عليه شيئًا من المنطق سرًّا، فأجابه إلى ذلك، وتردد إليه مدة فلم يفتح عليه فيه بشيء فقال له: يا فقيه، المصلحة عندي أن تترك الاشتغال بهذا الفن، فقال له: ولم ذاك يا مولانا؟ فقال: لأن الناس يعتقدون فيك الخير، وهم ينسبون كل من اشتغل بهذا الفن إلى فساد الاعتقاد، فكأنك تفسد عقائدهم فيك ولا يحصل لك من هذا الفن شيء؛ فقبل إشارته وترك قراءته. ومن يقف على هذه الترجمة فلا ينسبني إلى المغالاة في حق الشيخ، ومن كان من أهل تلك البلاد وعرف ما كان عليه الشيخ، عرف أني ما أعرته وصفًا ونعوذ بالله من الغلو والتساهل في النقل. ولقد ذكره أبو البركات المبارك بن المستوفي -المقدم ذكره- في "تاريخ إربل" فقال: هو عالم مقدم، ضرب في كل علم، وهو في علم الأوائل: كالهندسة والمنطق وغيرهما ممن يشار إليه، حل ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (3/ 583)، وفيات الأعيان (5/ 311)، طبقات الأطباء (410)، السير (23/ 85)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 639) ط- تدمري، العبر (5/ 162)، البداية والنهاية (13/ 169)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 378)، النجوم (6/ 342)، المختصر في أخبار البشر (3/ 170)، الحوادث الجامعة (149)، مفتاح السعادة (2/ 356)، الشذرات (7/ 356)، هدية العارفين (2/ 479)، إيضاح المكنون (1/ 75)، الأعلام (7/ 332)، معجم المؤلفين (3/ 940).

3625 - خطيب خوارزم

إقليدس والمجسطي على الشيخ شرف الدين المظفر بن محمّد بن المظفر الطوسي الفارابي، يعني صاحب الاصطرلاب الخطي المعروف بالعصا. ثم قال ابن المستوفي: وردت عليه مسائل من بغداد في مشكلات هذا العلم، فحلها واستصغرها، ونبه على براهينها، بعد أن احتقرها، وهو في الفقه والعلوم الإسلامية نسيج وحده، ودرس في عدة مدارس بالموصل، وتخرج عليه خلق كثير في كل فن. • المختصر في أخبار البشر: "وكان الشيخ كمال الدين بن يونس. يتهم في دينه لكون العلوم العقلية غالبة عليه، وكانت تعتريه غفلة لاستيلاء الفكرة عليه" أ. هـ. • الأعلام: "فيلسوف، علامة بالرياضيات والحكمة والأصول، عارف بالموسيقى والأدب والسير. مولده ووفاته بالموصل تعلم بها وبالمدرسة النظامية ببغداد، واستخرج في علم الأوفاق طرقًا لم يهتد إليها أحد، وكان النصارى واليهود يقرأون عليه التوراة والإنجيل ويشرحهما شرحا وافيًا. . يقرئ كتاب سيبويه والمفصل للزمخشري، واتهم في عقيدته لغلبة العلوم العقلية عليه" أ. هـ. وفاته: سنة (639 هـ) تسع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "كشف المشكلات" في تفسير القرآن و "الأصول" و"عيون المنطق". 3625 - خَطيب خَوارزِم * النحوي، اللغوي: الموفق بن أحمد بن محمد المكي الأصل، أبو المؤيد، خطيب خوارزم. ولد: في حدود سنة (484 هـ) أربع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: الزمخشري وغيره. من تلامذته: أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "أديب فاضل، له معرفة تامة بالأدب والفقه، يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة وينشئ الخطب فيه، أقرأ الناس علم العربية وغيره، وتخرج به عالم في الآداب" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان أديبًا فصيحًا مفوهًا، خطب بخوارزم دهرًا وأنشأ الخطب، وأقرأ الناس، وتخرج به جماعة. وهو الذين يقال له خطيب خوارزم" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال الصفدي (¬1): كان متمكنًا في العربية، غزير العلم: فقيها فاضلًا أديبًا شاعرا" أ. هـ. وفاته: سنة (568 هـ) ثمان وستين وخمسمائة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 308)، إنباه الرواة (3/ 332)، الجواهر المضية (3/ 523)، تاريخ الإسلام (وفيات 568)، ط. تدمري، كشف الظنون (1/ 815)، هدية العارفين (2/ 482)، الأعلام (7/ 333)، معجم المؤلفين (3/ 940). (¬1) غير موجود في الأجزاء المطبوعة من كتاب الوافي لعله في الأجزاء الغير مطبوعة منه أو أن صاحب بغية الوعاة نقل عن الصفدي من كتب أخرى. والله أعلم.

3626 - الشبلنجي

من مصنفاته: له كتاب في فضائل علي. 3626 - الشِّبلَنْجي * المفسر: مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي المصري الشافعي. ولد: (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام الشرقية: "وكان عالمًا زاهدًا يميل إلى العزلة ويحب زيارة الأولياء والصالحين" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل من أهل شبلنجة (من قرى مصر قرب بنها العسل) تعلم بالأزهر وأقام بجواره كان يميل إلى العزلة" أ. هـ. • قلت: ومن مقدمة " نور الأبصار" للمترجم له: "وبعد، فيقول فقير رحمة ربه المهيمن السيد الشبلنجي الشافعي المدعو بمؤمن: أصاب عيني رمد فوفقني الله الفرد الصمد لزيارة السيدة نفيسة بنت سيدي حسن الأنور فزرتها وتوسلت بها إلى الله وبجدها الأكبر في كشف ما أنا فيه، وإزالة ما أكابده وأقاسيه، ونذرت إن شفاني الله لأجمعن كلمات من كتب السادة الأعلام، تشتمل على ذكر بعض مناقب أهل بيته صلى الله عليه وسلم الكرام، فمضى زمن يسير وحصل الشفاء، فأخذت في الأسباب وعزمت على الوفاء، فما كان من نفسي إلا أن حدثتني بالإحجام، وثبطتني ومنعتني من أن أحوم حول هذا المرام، قائلة أنت قليل البضاعة، ولست أهلًا لتلك الصناعة، ولعلمي بأن هذا الأمر ميدان الفرسان، ومورد الصناديد من الرجال الشجعان، ضربت عنه صفحًا مدة من الزمان، وصار عندي نسيًا منسيًا، متروكًا في زوايا النسيان، حتى ذكرت ذلك لبعض الإخوان، أصلح الله لي ولهم الحال والشأن، فحرضني على الإقدام، وحملني على توسيع دائرة الغرض من الكلام في هذا المقام، بذكر رؤساء الصحابة الأربعة الخلفاء المهتدين، والأئمة الأربعة المجتهدين أئمة الدين، هذا مع أني رجعت عنه القهقرى، وذهبت عني حالة من يقدم رجلًا ويؤخر أخرى، ثم تذكرت قول القائل: أسير خلف ركاب ذا عرج ... مؤملًا جبر ما لاقيت من عوج فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ... فما على أعرج في الناس من حرج وإن ظللت بقاع الأرض منقطعًا ... فكم لرب الورى في الناس من فرج وقول الآخر: ومن ذا الذي ترض سجاياه كلها ... كفى المرء نبلًا أن تعد معايبه فرجع عزمي وزال ترددي وكسلي وانتصبت لجمع كتاب تقرّ به أعين الناظرين، وتستشرف له أولو الرغبة وتشد إليه رحال الطالبين، وسميته: نور الأبصار في مناقب آل البيت الأطهار" أ. هـ. قلت: هذا من التوسل الممنوع الذي هو نوع من أنواع البدع المفضية إلى الشرك انتهى. وفاته: سنة (1308 هـ) ثمان وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "فتح المنان" في تفسير غريب القرآن و "مختصر الجبرتي" في جزأين صغيرين و "نور الأبصار في مناقب آل البيت الأطهار". ¬

_ * إيضاح المكنون (2/ 174)، مقدمة كتاب "نور الأبصار" (ص 3)، ط- مكتبة مصطفى البابي حلبي- مصر، الأعلام الشرقية (2/ 953)، الأعلام (7/ 334)، معجم المؤلفين (3/ 941).

3627 - الجواليقي

3627 - الجَوَالِيقي * النحوي، اللغوي: موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر بن الحسن الجواليقي، أبو منصور. ولد: سنة (466 هـ) ست وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو القاسم بن اليسري، وأبو طاهر بن أبي الصقر، ومحمد بن أحمد بن طاهر وغيرهم. من تلامذته: بنته خديجة، والسمعاني، وابن الجوزي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "وكان متدينًا ثقة ورعًا غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط .. "أ. هـ. • نزهة الألباء: "قرأت عليه وكان منتفعًا به لديانته وحسن سيرته وكان يختار في النحو مسائل غريبة وكان في اللغة أمثل منه في النحو، وخلّف ولدين إسماعيل وإسحاق -أما أبو محمّد إسماعيل فكان من أئمة العربية مع دين ونزاهة وسعة علم" أ. هـ. • المنتظم: "انتهى إليه علم اللغة وكان غزير العقل متواضعًا في ملبسه ورئاسته" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان إمامًا في فنون الأدب وهو من مفاخر بغداد .. وهو متدين ثقة غزير الفضل، وافر العقل مليح الخط كثير الضبط .. وكان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة .. وكان في اللغة أمثل منه في النحو وحكى ولده أبو محمّد إسماعيل وكان أنجب أولاده قال: عندما سئل عن شيء لم يستفد منه السائل شيء ... استحيا والدي من أن يُسأل عن شيء ليس عنده منه علم، وقام، وآلى على نفسه أن لا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم .. " أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "وكان ثقة صدوقًا حجة نبيلًا .. " أ. هـ. • السير: "العلامة الإمام اللغوي النحوي إمام الخليفة المقتفي، قال ابن شافع: كان من المحامين عن السنة انتهى .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان يصلي بالمقتفي بالله فدخل عليه وهو أول ما دخل فما زاد أن قال: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله تعالى فقال ابن التلميذ النصراني وكان قائمًا وله إدلال الخدمة والطب: ما هكذا لسلم على أمير المؤمنين يا شيخ: فلم يلتفت إليه ابن الجواليقي، وقال: يا أمير المؤمنين سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية وروى الحديث ثم قال: يا أمير المؤمنين لو حلف حالف أن نصرانيًّا أو يهوديًّا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه لما لزمته ¬

_ * الأنساب (2/ 105)، نزهة الألباء (396)، المنتظم (18/ 47)، معجم الأدباء (6/ 2735)، الكامل (11/ 106)، اللباب (1/ 244)، إنباه الرواة (3/ 335)، وفيات الأعيان (5/ 342)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 236)، السير (20/ 89)، إشارة التعيين (357)، العبر (4/ 110)، تذكرة الحفاظ (4/ 286)، تاريخ الإسلام (وفيات 540)، ط- تدمري، البلغة (229)، المختصر في أخبار البشر (3/ 17)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 204)، البداية والنهاية (12/ 236)، النجوم (5/ 277)، بغية الوعاة (2/ 308)، الشذرات (6/ 207)، كشف الظنون (1/ 48، 741)، هدية العارفين (2/ 483)، الأعلام (7/ 335)، معجم المؤلفين (3/ 941).

3628 - أبو منصور الجزري

كفارة، لأن الله ختم على قلوبهم ولن يفك ختم الله إلا الإيمان فقال: صدقت وأحسنت فكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر .. " أ. هـ. • البداية: "شيخ اللغة في زمانه، باشر مشيخة اللغة بالنظامية بعد شيخه أبي زكريا التبريزي، وربما قرأ الخليفة عليه شيئًا من الكتب وكان عاقلًا متواضعًا في ملبسه، طويل الصمت طويل الفكر، وكان فيه لكنة وكان فاضلًا لكنه كان كثير النعاس في مجلسه وكان يعبر المنامات .. " أ. هـ. • البغية: "وكان ثقة دينًا، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط والضبط، درس الأدب في النظامية بعد التبريزي واختص بإمامة المقتفي، وكان في اللغة أمثل منه في النحو وكان متواضعًا طويل الصمت، من أهل السنة، لا يقول الشيء إلا بعد التحقيق يكثر من قول (لا أدري .. ) " أ. هـ. • الأعلام: "عالم بالأدب واللغة، مولده ووفاته في بغداد .. نسبته إلى عمل الجواليق وبيعها قال ابن الجوزي: لقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت شديد التحري فيما يقول متقنًا محققًا وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها غلمانه فيتوقف فيها حتى يتيقن .. " أ. هـ. وفاته: سنة (540 هـ) أربعين وخمسمائة، وقيل: (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة، وقيل: (541) إحدى وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "المعرّب" و "شرح أدب الكاتب" وتتمة "درة الغواص" للحريري سماه "تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة" و "العروض" وغيرها. 3628 - أبو منصور الجزري * اللغوي: موهوب (¬1) بن موهوب بن عمر الجزري الشافعي، أبو منصور، صدر الدين. ولد: سنة (590 هـ) تسعين وخمسمائة. من مشايخه: السخاوي، وعز الدين بن عبد السلام وغيرهما. كلام العلماء فيه: • طبقات الشافعية للسبكي: "كان فقيهًا بارعًا أصوليًا أديبًا، قدم الديار المصرية وولي بها القضاء، وسار سيرة مرضية، ويقال: إن الصاحب بهاء الدين كان يحط عليه فرأى قاضي القضاة صدر الدين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم، وهو يقول له: قل للصاحب بهاء الدين بإمارة ما استشفعت بي في قضية كذا، لا تتعرض لي فحكاه له، فقال: نعم كذا جرى ثم ترك التعرض به، وأحسن إليه" أ. هـ. • الشذرات: "كان إمامًا عالمًا عابدًا". وقال: "قال الذهبي (¬2): تفقه وبرع في المذهب والأصول والنحو ودرس وأفتى وتخرج به جماعة، وكان من فضلاء زمانه، وولي القضاء بمصر وأعمالها دون القاهرة مدة، وقال غيره: تخرجت له الطلبة، وجمعت عنه الفتاوى المشهورة به" أ. هـ. وفاته: سنة (665 هـ)، وقيل: (675 هـ) خمس ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 309)، كشف الظنون (2/ 1230)، هدية العارفين (2/ 483)، معجم المؤلفين (3/ 942)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 387)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 379)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 194)، الشذرات (7/ 557). (¬1) وقيل موهوب بن عمر بن موهوب. (¬2) لم أجد كلام الذهبي هذا في كتبه المتوفرة لدينا لعله في أجزاء تاريخ الإسلام التي لم تطبع والله أعلم.

3629 - أبو الحسن الطوسي

وستين، وقيل: خمس وسبعين وستمائة. من مصنفاته: "الدر المنظوم في حقائق العلوم". 3629 - أبو الحسن الطوسي * المقرئ: المؤيد بن محمّد بن علي بن حسن بن محمّد بن أبي صالح، أبو الحسن، رضي الدين، الطوسي النيسابوري. ولد: سنة (524 هـ) أربع وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله الفراوي، ووجيه الشحامي وغيرهما. من تلامذته: العلامة جمال الدين محمود الحصيري شيخ الحنفية، والإمام تقي الدين عُثْمَان بن الصلاح شيخ الشافعية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • التكملة لوفيات النقلة: "الشيخ الأجل المسند .. حدث بالكثير ورحل إليه من الأقطار" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان أعلى المتأخرين إسنادًا" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام المقريء المعمر مسند خراسان" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "مسند خراسان في زمانه .. طال عمره ورحل النّاس إليه من الأقطار وكان ثقة مقرئًا جليلًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "مسند خراسان مع الثقة والعدالة" أ. هـ. • الشذرات: "انتهى إليه علو الإسناد بنيسابور" أ. هـ. وفاته: سنة (617 هـ) سبع عشرة وستمائة. 3630 - أبو تَوْبة النحوي * النحوي، اللغوي: ميمون (¬1) بن جعفر، أبو توبة. من مشايخه: أبو الحسن الكسائي وغيره. من تلامذته: عمر بن سعيد بن سلم، ومحمد بن الجهم السِّمَّري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان لغويًّا نحويًّا أديبًا، وكان يؤدب عمر بن سعيد بن سلم، فلما قدم الأصمعي من البصرة نزل على سعيد فحضر يومًا وأخذ سعيد يسأله فجعل أبو توبة إذا مرّ الأصمعي بشيء من الغريب بادر إليه فأتى بكل ما في الباب أو أكثره، فشق ذلك على الأصمعي فعدل بأبي توبة إلى المعاني، فقال سعيد: يا أبا توبة لا تتبعه في هذا الفن -يعني المعاني- فإنه صناعته فقال أبو توبة: وماذا عليّ في ذلك؟ إن سألني عما أحسنه أجبته، وما لا أحسنه تعلمته منه واستفدته" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان أحد رواة اللغة والأدب". وقال: "كان ثقة" أ. هـ. •بغية الوعاة: "وكان ثقة علامة" أ. هـ. ¬

_ * الشذرات (7/ 138)، العبر (5/ 71)، تاريخ الإسلام (وفيات 617) ط. تدمري، التكملة لوفيات النقلة (3/ 26)، وفيات الأعيان (5/ 345)، السير (22/ 104)، مرآة الجنان (4/ 32)، غاية النهاية (2/ 325)، النجوم (6/ 251)، التاج المكلل (134). * بغية الوعاة (2/ 309)، إنباه الرواة (3/ 338)، معجم الأدباء (6/ 2739). (¬1) وقيل ميمون بن حفص كما في إنباه الرواة.

3631 - الخويي

3631 - الخُوَييّ * النحوي: ناصر بن أحمد بن بكران وقيل ابن بكر الخوييّ (¬1)، أبو القاسم. ولد: سنة (466 هـ) ست وستين وأربعمائة. من مشايخه: قرأ العربية على أبي طاهر الشيرازي، والفقه على الشيخ أبي إسحاق صاحب التنبيه وغيرها. من تلامذته: السلفي وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "كان شيخ الأدب في ديار أذربيجان بلا مدافعة، ولي قضاء بلده مدة، ورحل إليه الناس" أ. هـ. • الأعلام: "قاضٍ، كان شيخ الأدب في ديار أذربيجان" أ. هـ. وفاته: سنة (508 هـ)، وقيل (507 هـ) ثمان وقيل: سبع وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح اللمع" لابن جني في النحو. 3632 - الشريف الخطيب * المقرئ: ناصر بن الحسن بن إسماعيل بن زيد، أبو الفتوح الزيدي الحسيني، المعروف بالشريف الخطيب. ولد: سنة (482 هـ) اثنتين وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: محمّد بن عبد الله بن مسبح الفضي، ويحيى بن علي بن الفرج الخشاب وغيرهما. من تلامذته: أبو الجود غياث بن فارس، وعبد الصمد بن سلطان بن قراقش وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "مقريء الديار المصرية". وقال: "كان من جلة العلماء في زمانه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "سمع منه جماعة من المصريين، وهو قليل الحديث، وكانت قراءته بالروايات في سنة اثنتين وخمسين وبعدها" أ. هـ. وفاته: سنة (563 هـ) ثلاث وستين وخمسمائة. 3633 - الدَّيْلَمي * المفسر الناصر بن الحسين بن محمّد بن عيسى الحسني الطالبي، أبو الفتح، المعروف بالديلمي. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2740)، إنباه الرواة (3/ 341)، تاريخ الإسلام (وفيات 507) ط. تدمري، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 481)، بغية الوعاة (2/ 301)، كشف الظنون (2/ 1563)، الأعلام (7/ 347)، معجم المؤلفين (4/ 7). (¬1) نسبة إلى خوي (بضم الخاء وفتح الواو وتشديد الياء) في ديار أذربيجان. * غاية النهاية (2/ 329)، معرفة القراء (5/ 525)، تاريخ الإسلام (وفيات 563) ط. تدمري، العبر (4/ 183)، النجوم (5/ 380)، الشذرات (6/ 349)، السير (20/ 475) بدون ترجمة وأعاد ذكره في (20/ 480). * كشف الظنون (2/ 1724)، بلوغ المرام للعرشي (36)، المقتطف من تاريخ اليمن (118)، الأعلام (7/ 347)، معجم المؤلفين (4/ 8)، "الحكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن " للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة.

3634 - ابن المهلا

كلام العلماء فيه: • بلوغ المرام: "هو الإمام الناصر لدين الله ذو الجلال، المرتدي رداء الفضل والكمال، وذو العلم الغزير، والنوال، صاحب التقوى واليقين، الذاب عن الدين، ضد أعداء رب العالمين، بشجاعة حيدرية، وضربة علويّة .. " أ. هـ. • الأعلام: "مفسر، من أئمة الزيدية وشجعانهم ولد وتعلم في بلاد الديلم (في الجنوب الغربي لبحر قزوين) ودخل اليمن سنة (437 هـ) فدعا إلى نفسه بالإمامة وبايعته قبائل اشتد بها أزره، فاستولى على مدينة الصعدة وامتلك صنعاء، وجعل إقامته في (ذي بين) واختط حصن (ظفار ذي بين)، وظهر الصليحيون (¬1) في أيامه، فقاتله علي بن محمّد الصليحي، ووقع غلاء شديد في اليمن سنة (443 هـ) حتى أكل الناس الميتة في عهده، واستمر في جهاد ونضال إلى أن قتله الصليحي في وقعة كانت بينهما بقاع فيد (أو نجد الحاج، من بلاد عنس). كان فقيها عالمًا، وفي اسمه ونسبه وتاريخ دخوله اليمن وعام وفاته خلاف" أ. هـ. • قلت: ذكره صاحب كتاب "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" ضمن كتب تفاسير المعتزلة قبل الحاكم، والتي عدها من المصادر التي استفاد منها الحاكم في تأليف تفسيره. علمًا أن الحاكم الجشمي زيدي معتزلي. من مصنفاته: كتاب في "التفسير" أربعة أجزاء، و"البرهان في تفسير غريب القرآن" ورسالة في الرد على المطرفية وغيرها. وفاته: سنة (444 هـ) أربع وأربعين وأربعمائة. 3634 - ابن المهلّا * المقرئ: ناصر بن عبد الحفيظ بن عبد الله بن المُهلّا بن سعيد بن محمّد بن علي القدمي الشرفي اليمني. من مشايخه: أبوه، وجدّه، والعلامة محمّد بن الصديق الخاص السراج الحنفي الزبيدي وغيرهم. من تلامذته: علماء الزمان منهم أولاده الحسن والحسين وعلي وأحمد ومحمد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • خلاصة الأثر: "إمام الاجتهاد كان له من التمكين ودقة النظر في كل مبحث ومعرفة بالمقاصد والمآخذ وإخراجه المسائل من غير مظنتها وحل المشكلات وفتح المقفلات شأن عظيم وأمر شهير في الأقاليم إستوزره الإمام المؤيد بالله .. " أ. هـ. • ملحق البدر الطالع: "القاضي العلامة .... وكان مرجع العلماء المجتهدين وبركة أفاضلهم ¬

_ (¬1) هم دولة بني الصليحي الهمذاني باليمن كانت من سنة (439 هـ) عند ظهور علي بن محمّد الصليحي إلى سنة (532 هـ) عند موت السيدة أروى بنت أحمد وعندها انتهت دولة بني الصليحي، وكان محل بني الصليحي في مغارب جبل حَضُور كما قال الهمذاني في (صفة الجريرة) وعلى هذا مال إلى مذهب الإسماعيلية. راجع كتاب "المقتطف من تاريخ اليمن" (117). * خلاصة الأثر (4/ 444)، إيضاح المكنون (2/ 545)، ملحق البدر الطالع (222)، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن (27)، الأعلام (7/ 348)، معجم المؤلفين (4/ 9).

3635 - المطرزي

المحققين وله الأنظار الثاقبة في المباحث الدقيقة وهو من أنبل العلماء وأحسنهم طريقة واطلاعًا على العلوم" أ. هـ. • الأعلام: "وزير يماني، من كبار فقهاء عصره، نسبته إلى بلاده، (الشرف) باليمن" أ. هـ. وفاته: سنة (1081 هـ)، إحدى وثمانين وألف، وقيل: سنة (1060 هـ) تقريبًا ستين وألف، وهو خطأ واضح. من مصنفاته: "طبقات الزيدية"، و"المحرر النافع، في قراءة نافع، له نظم منه "أرجوزة في الفقه"، وله مؤلف أجاب به عن الإمام المؤيد بالله محمّد بن إسماعيل في مباحث نحوية. 3635 - المُطرِّزي * النحوي، اللغوي: ناصر بن عبد السيد بن علي الخوارزمي المطرزي، أبو الفتح بن أبي المكارم الحنفي. ولد: سنة (538 هـ) ثمان وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو المؤيد موفق بن أحمد بن علي المكي خطيب خوارزم، وقرأ على والده أبي المكارم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • فهرست اللبلي: "كان ذا علم بالنحو واللغة والشعر والفقه .. كان في مذهب الاعتزال مثل شيخ شيخه الزمخشري" أ. هـ. • البلغة: "كان عالمًا باللغة والنحو، وكان حنفيًا معتزليًا داعية" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان رأسًا في الاعتزال داعيًا إليه، ينتحل مذهب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - في الفروع، فصيحًا" أ. هـ. • السير: "شيخ المعتزلة صاحب المقدمة اللطيفة في النحو، كان داعية إلى الاعتزال. ولد عام توفي الزمخشري، ورثي -بعد موته- بأكثر من ثلاث مئة قصيدة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وكان من رؤوس المعتزلة، وله معرفة تامة بالعربية، واللغة والشعر، له تصانيف في الأدب، وشعر كثير. وكان حنفي المذهب". وقال: "كذا قيل: إن هذا مؤلف (المقدمة) المطرزية وليس بصحيح، بل مؤلفها دمشقي قديم، وهو أبو عبد الله محمّد بن علي السلمي المطرز المتوفى سنة ست وخمسين وأربعمائة، فلعل هذا الخوارزمي له (مقدمة) أخرى؟ نعم له تسمى (المصباح) شهيرة يُنتفع بها" أ. هـ. • فوات الوفيات: "برع في معرفة النحو واللغة وصار أوحد زمانه. وكان شديد التعصب داعية ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2741)، إنباه الرواة (3/ 339)، فهرست اللبلي (125)، وفيات الأعيان (5/ 369)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 279)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 237)، إشارة التعيين (361)، تاريخ الإسلام (وفيات 610) ط. بشار، الجواهر المضية (3/ 528)، فوات الوفيات (4/ 182)، البلغة (231)، تاج التراجم (274)، المختصر المحتاج إليه (3/ 215)، مفتاح السعادة (1/ 126)، كشف الظنون (1/ 108)، روضات الجنات (8/ 163)، هدية العارفين (2/ 488)، الأعلام (7/ 348)، مقدمة كتاب (المغرب في ترتيب المعرب)، تحقيق محمود فاخوري، وعبد المجيد مختار- طبعة (1399 هـ) - حلب- سورية، السير (22/ 28)، بغية الوعاة (2/ 402)، كشف الظنون (1/ 139)، معجم المؤلفين (2/ 9).

3636 - اليازجي

إلى الاعتزال" أ. هـ. • قلت: ووقع في بغية الوعاة خطأ حيث ذكر السيوطي أنه قرأ على الزمخشري، والزمخشري مات سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، والمطرزي ولد عام توفي الزمخشري، فلا يمكن أن يقرأ عليه كما ادعاه السيوطي. وكذا أخطأ صاحب روضات الجنات. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة. من مصنفاته: "شرح المقامات" للحريري، وكتاب "المغرب" تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها فقهاء الحنفية وحولهم مثل الأزهري للشافعية، ومقدمة في النحو، والإقناع في اللغة. 3636 - اليازِجِي * النحوي، اللغوي: ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. ولد: سنة (1214 هـ) أربع عشرة ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • إيضاح المكنون: "ثالث القمرين- في ديوان شعره لناصيف بن عبد الله اللبناني المسيحي المعروف باليازجي" أ. هـ. • قلت: ومن كتاب (الشيخ ناصيف اليازجي) الصفحة (أ): يازجي كلمة تركية معناها كاتب دُعي بها أحد جدود الشيخ ناصيف إذ كان يكتب لبعض عمّال الأتراك في أواسط القرن الثامن عشر الميلادي. • معجم المطبوعات: "تعلم القراءة على راهب من بيت شباب يدعى القس متى، وشغف بالمطالعة، وساعده على إدراك تلك المنزلة، توقد ذهنه وحافظته العجيبة .. وأما علومه فكانت الصرف والنحو والبديع والعروض والمنطق والفقه والطب القديم والموسيقى .. وأما القرآن فكان يحفظه آية آية" أ. هـ. وفاته: سنة (1287 هـ) سبع وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "فصل الخطاب" في قواعد اللغة العربية، و"الجوهر الفرد" في فن الصرف، و"نار القرى في شرح جوف الفرا" في النحو. 3637 - نافع المقري * المقرئ: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم، أبو رويم الأصبهاني، مولى جَعونة بن شعوب الشَّجْعي. من مشايخه: الأعرج، وأبو الزناد، وأخذ القراءة عن أبي جعفر القعقاع وغيرهم. ¬

_ * أعيان القرن الثالث عشر (235)، هدية العارفين (2/ 488)، إيضاح المكنون (1/ 344)، معجم المطبوعات (1933)، مشاهير المشرق (2/ 16)، الأعلام (7/ 350)، معجم المؤلفين (3/ 10)، كتاب (الشيخ ناصيف اليازجي) لـ (فؤاد أفرام البستاني) منشورات الآداب الشرقية- بيروت- سنة (1950 م) الطبعة الثانية. * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 87)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 456)، وفيات الأعيان (5/ 368)، السير (7/ 336)، ميزان الاعتدال (7/ 7)، العبر (1/ 257)، معرفة القراء (1/ 107)، تاريخ الإسلام (وفيات 169) ط. تدمري، تهذيب الكمال (29/ 281)، غاية النهاية (2/ 330)، تهذيب التهذيب (10/ 363)، الشذرات (2/ 312)، الأعلام (8/ 5)، تقريب التهذيب (995)، الثقات لابن حبان (7/ 532).

من تلامذته: القعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس، وقرأ عليه عيسى قالون، ومالك بن أنس وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان محتسبًا فيه دُعابة، وكان أسود شديد السواد" أ. هـ. • السير: "قد اشتهرت تلاوته على خمسة، عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع -أحد القراء العشرة- وشيبة نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، وغريد بن رومان، وحمل هؤلاء عن أصحاب أبي بن كعب وزيد بن ثابت وقيل عن غيرهم من الصحابة. قال مالك: نافع إمام الناس في القراءة، وقال: قراءة نافع سنّة. ورُوي أن نافعًا كان إذا تكلم توجد من فيه ريح المسك، فسئل عنه فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم تفل في فيَّ. قال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع بن أبي نعيم. لا ريب أن الرجل رأس في حياة مشايخه. وهو حجة في الحروف بالاتفاق" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قد وثقة ابن معين، وقال ابن المديني: كان عندنا لا بأس به، وأما أحمد بن حنبل فقال: كان يؤخذ عنه القرآن، وليس بشيء في الحديث .. وقال النسائي: ليس به بأس" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال سعيد بن منصور: سمعت مالكًا يقول: قراءة نافع سُنّة". وقال: "روى المسَيِّبيّ، عن نافع، أنه أدرك عدة من التابعين، قال: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذّ فيه واحد تركته، حتى ألّفت هذه القراءة". ثم قال: "وهو صالح الحال في الحديث" أ. هـ. • غاية النهاية: "أقرأ الناس دهرًا طويلًا نيفًا عن سبعين سنة وانتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة وصار الناس إليها وقال أبو عبيد: وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة وبها تمسكوا إلى اليوم. وقال ابن مجاهد: وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نافع. قال: وكان عالمًا بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده. وقال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سُنّة قيل له قراءة نافع قال نعم، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، سألت أبي أيّ القراءة أحبّ إليك؟ قال قراءة أهل المدينة قلت: فإن لم يكن قال: قراءة عاصم .. وقال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقًا ومن أحسن الناس قراءة، وكان زاهدًا جوادًا صلى في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستين سنة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق ثبت في القراءة" أ. هـ. • قلت: جميع المصادر ذكرت أن وفاته كانت سنة (169) إلا ابن خلكان فإنه ذكر وفاته سنة (59 هـ) وهو وهم واضح وقد يكون سنة (159 هـ) ولكن حصل تصحيف من النسّاخ. والله أعلم. وفاته: سنة (169 هـ) تسع وستين ومائة.

3638 - أبو البيان

3638 - أبو البيان * اللغوي: نبا بن محمّد بن محفوظ القرشي، المعروف بابن الحوراني، الشيخ أبو البيان. من مشايخه: سمع من: أبي الحسن بن الموازيني، وأبي الحسن بن قُبيس المالكي وغيرهما. من تلامذته: يوسف بن عبد الواحد بن وفا السُّلمي، والقاضي أسعد بن المُنجا، والفقيه أحمد العراقيّ وغيرهم. كلام العلماء فيه: • السير: "الشافعي اللغوي، الأثري الزاهد شيخ البيانية -من المتصوفة- وصاحب الأذكار المسجوعة .. وكان حسن الطريقة، صينًا دينًا تقيًّا، محبًا للسنة والعلم والأدب، له أتباع ومحبون" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان كبير القدر، عالمًا عاملًا زاهدًا قانتًا، عابدًا، إمامًا في اللغة، فقيهًا شافعي المذهب، سلفي العقيدة داعية إلى السُّنة. أخبرنا القاضي أبو محمّد عبد الخالق بن عبد السلام: أنا العلامة أبو محمّد بن قُدامة: حدّثني أبو المعالي أسعد بن المُنجا قال: كنت يومًا قاعدًا عند الشيخ أبي البيان -رحمه الله- فجاءه ابن تميم الذي يُدعى الشيخ الأمين، فقال الشيخ بعد كلامٍ جرى بينهما: ويحك ما أنحسكم، فإن الحنابلة إذا قيل لهم: ما الدليل على القرآن بحرف وصوت؟ قالوا: قال الله كذا، وقال رسوله كذا، وذكر الشيخ الآيات والأخبار، وأنتم إذا قيل لكم: ما الدّليل على أنّ القرآن معنى في النّفس؟ قلتم: قال الأخطل إنّ الكلام لفي الفؤاد .. إيش هذا نصراني خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسُّنة! ! ". وقال: "قال الشيخ محمّد بن إبراهيم الأرموي: أخبرني والدي، عن جدي، عن الشيخ عبد الله البطائحي قال: رأيت الشيخ أبا البيان والشيخ رسلان مجتمعين بجامع دمشق فسألت الله أن يحجبني عنهما حتى لا يشغلا بي وتبعتهما حتى صعدا إلى أعلى مغارة الدم. وقعدا يتحدثان، وإذا بشخص قد أتى كأنه طائر في الهواء، فجلسا بين يديه كالتلميذين، وسألاه عن أشياء من جملتها: على وجه الأرض بلد ما رأيته؟ قال: لا. فقالا: هل رأيت مثل دمشق؟ قال: ما رأيت مثلها. وكانوا يخاطبونه يا أبا العباس، فعلمت أنّه الخضر - عليه السلام -، فقلت: لو أن صحة هذه الحكاية عن عبد الله البطائحي فهو ظن منه في أن الشخص الخضر، ومن الناس من يقول إن الخضر مرتبة من وصل إليها يُسمى الخضر كالقُطب والغوث. والله أعلم" أ. هـ. • عيون التواريخ: "وكان صالحًا تقيًّا ملازمًا للعلم والمطالعة، كثير العبادة والمراقبة، كبير الشأن بعيد الصيت صاحب أحوال ومقامات لازمًا للسنة" أ. هـ. ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2724)، السير (20/ 326)، العبر (4/ 144)، تاريخ الإسلام (وفيات 551) ط. تدمري، البداية والنهاية (12/ 253)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 318)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 254)، النجوم (5/ 324)، الدارس (2/ 192)، بغية الوعاة (2/ 312)، الشذرات (6/ 265)، منتخبات التواريخ لدمشق (2/ 481)، هدية العارفين (2/ 489)، الأعلام (8/ 6)، معجم المؤلفين (4/ 12)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 333)، عيون التواريخ (12/ 493).

3639 - أبو النجا

• طبقات الشافعية للإسنوي: "كان فقيهًا إمامًا في اللغة: زاهدا، ملازمًا للعلم والمراقبة كبير الشأن، صاحب أحوال ومقامات، ومريدين كثيرين" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب "تاريخ الإسلام" الدكتور تدمري: في ذيل تاريخ دمشق: "قال ابن القلانسي: وكان حسن الطريقة فذًا نشأ صينًا إلى أن قضى متدينًا، ثقة، عفيفًا مُحِبًا للعلم والأدب والمطالعة للغة العرب .. " أ. هـ. وفاته: سنة (551 هـ) إحدى وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: له تأليف ومجاميع وشعر كثير، وله منظومة في الصاد والضاد. 3639 - أبو النجا * اللغوي، المفسر أبو النجا بن خلف بن محمّد بن محمّد بن علي المصري الشافعي. ولد: سنة (849 هـ) تسع وأربعين وثمانمائة. من مشايخه: الزين القاسم، والتقي الحصني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان يعقد مجالس للتفسير بالجامع الأزهر في أيام الجمع بعد صلاتها أشهرًا واستحسنت مجالسه وسمعها جمع من الأعيان. الغالب عليه التصوف والوعظ (في أواخر عمره). تميز في الفقه والأصلين والعربية والصرف والمنطق والتصوف والتفسير والوعظ وغيرها مع البراعة في الموسيقى عملًا وعلمًا" أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (896 هـ) ست وتسعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح الشافية" في الصرف، وكتب "حاشية على شرح القونوي" في أربع مجلدات. 3640 - الرُّعيني * النحوي، المقرئ: نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة الرعيني الإشبيلي، الأستاذ أبو الحسن. ولد: سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة، أو قبلها. من مشايخه: شُريح، وأبو العباس بن عيشون وغيرهما. من تلامذته: الدّبّاج، وابنا حوْط الله، وأبو الخطاب بن خليل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "تصدر لإقراء القرآن، وتعليم العربية، وكان إمامًا في ذلك مقدَّما، مع الفضل والصلاح والتواضع، وغلب الخير عليه: يتحقق بالقراءات ويشارك في الحديث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "المقريء المجود النحوي". وقال: "تصدر بإشبيلية للإقراء والنحو" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقريء كامل مصدر" أ. هـ. ¬

_ * الضوء اللامع (11/ 143)، كشف الظنون (1/ 625)، معجم المؤلفين (4/ 13). * بغية الوعاة (2/ 312)، تاريخ الإسلام (وفيات 591) ط. تدمري، التكملة لوفيات النقلة (1/ 224)، تكملة الصلة (2/ 758)، معرفة القراء (2/ 564)، تذكرة الحفاظ (4/ 1371)، غاية النهاية (2/ 334)، السير (21/ 251) بدون ترجمة.

3641 - نجم الدين الواعظ

وفاته: سنة (591 هـ) إحدى وتسعين وخمسمائة. 3641 - نجم الدين الواعظ * اللغوي: نجم الدين بن ملا عبد الله الدسوقي، الشهير بالواعظ. ولد: سنة (1298 هـ) ثمان وتسعين ومائتين وألف. من مشايخه: العلامة عباس القصاب، والعلامة غلام رسول الهندي وغيرهما. من تلامذته: هاشم الأعظمي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "انصرف إلى خدمة الإسلام بالتدريس والوعظ والإرشاد. تصدر للإفتاء بإجماع علماء العراق بعد وفاة شيخ العلم والعلماء الشيخ قاسم القيسي" أ. هـ. وفاته: سنة (1396 هـ) ست وتسعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "غاية التقريب شرح نداء المجيب"، و"بغية السائل شرح منظومة العامل". 3642 - اللُّبْناني * النحوي، اللغوي: نجيب خلف اللبناني. ولد: سنة (1299 هـ) تسع وتسعين ومائتين وألف. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "حقوقي لغوي، ولد في (بسكتنا) من قرى لبنان، وتفقه بالقانون، واحترف المحاماة سنة (1906 م)، وأصدر مع شقيقه (ملحم) مجلة (الحقوق) ببيروت" أ. هـ. • قلت: وهو نصراني. لقد ذكر في (آداب شيخو الربع الأول من القرن العشرين في أدباء النصاري حاظرًا)، كما ذكر ذلك الزركلي في هامش الأعلام ترجمة المذكور أعلاه. وفاته: سنة (1363 هـ) ثلاث وستين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "المشكاه المضية للأصول الجزائية"، و "معالم اللغة، معجم كبير، قدمه ورثته إلى الجمع اللغوي بمصر، وكتاب "لماذا" في النحو. وشارك في ترجمة "الإنجيل" عن اليونانية. 3643 - أبو عامر الفِهْري * المقريء: نذير بن وهب بن لب بن عبد الملك، أبو عامر الفهري الأندلسي البلنسي. من مشايخه: أبوه، وأبو القاسم بن جيش، وأبو عبد الله بن حميد وغيرهم. من تلامذته: الأبار وغيره. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "عُني بعقد الشروط، فلم يكن أحد يدانيه في ذلك، مع حسن مأخذ وسهولة ¬

_ * تاريخ علماء بغداد (686)، معجم المؤلفين العراقين (3/ 389)، معجم المؤلفين (4/ 13) وقد أخطأ فجعل ولادته سنة وفاته. * آداب شيخو: الربع الأول من القرن العشرين في أدباء النصاري حاظرًا (15)، الأعلام (8/ 11)، معجم المؤلفين (4/ 15). * غاية النهاية (2/ 334)، معرفة القراء (2/ 636)، تكملة الصلة (2/ 759). تاريخ الإسلام (وفيات 636) ط تدمري.

3644 - الحميري

ألفاظ، وبراعة مساق مع المشاركة في الفقه. وكان قائمًا على (الكامل) للمبرد، كثيرًا ما سمعته يورد أشعاره ويسرد من حفظه أخباره" أ. هـ. وفاته: سنة (636 هـ) ست وثلاثين وستمائة. 3644 - الحِمْيَري * نشوان بن سعيد بن نشوان اليمني الحميري، أبو سعيد. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان فقيهًا فاضلًا عارفًا باللغة والنحو والتاريخ وسائر فنون الأدب، فصيحًا بليغًا شاعرًا مجيدًا" أ. هـ. • إنباه الرواة: "المدعو بالقاضي، في زماننا الأقرب، من قضاة بعض مخاليف اليمن الجبلية وكانت له في الفرائض وقسمتها يد، وكان عالمًا باللغة هناك في وقته" أ. هـ. • البلغة: "كان عالمًا باللغة والفرائض، وصنف في اللغة كتابًا حافلًا في ثمانية أسفار سماه (شمس العلوم وشقاء كلام العرب من الكلوم) سلك فيه مسلكًا غريبًا: يذكر الكلمة من اللغة فإن كان لها نفع من الطب ذكره، وجاء ولده واختصره في جزأين وسماه (ضياء العلوم) " أ. هـ. • بغية الوعاة: "الفقيه العلامة المعتزلي النحوي اللغوي، كذا ذكره الخزرجي، وقال: كان أوحد أهل عصره، وأعلم أهل دهره، فقيهًا نبيلًا، عالمًا متفننًا، عارفًا بالنحو واللغة والأصول والفروع والأنساب والتواريخ وسائر فنون الأدب، شاعرًا فصيحًا بليغًا مفوهًا" أ. هـ. • قلت: بعد اطلاعنا على كتابه المنعوت بـ (شمس العلوم) يتبين لنا صحة ما وصفه به الخزرجي بأنه معتزلي وذلك من خلال تأويله للاستواء بالاستيلاء وترجيحه لقول المعتزلة في مسألة الإيمان والقول بأزلية الصفات وإليك نص ذلك من كتابه المذكور، قال في (2/ 442): "واستوى على بلد كذا أي استولى قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال الراجز: قد استوى بشر على العراق ... بغير سيف ولا دم مهراق ثم قال: "واستوى إليه أي أقبل يقال كان فلان مقبلًا على فلان ثم استوى إلي يشاتمني أي أقبل ومن ذلك قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي أقبل عليها وقصد خلقها وقيل معنى استوى إلى السماء مثل استوى على العرش أي استولى". وقال في (2/ 104 - 105): "ثم بدأ والإيمان في الشريعة اسم لجميع الطاعات واجتناب المعاصي) هذا قول المعتزلة والزيدية وبعض الخوارج" ثم بدأ يذكر الأقوال الأخرى في الإيمان وبعد أن انتهى قال: والقول الصحيح هو الأول لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} قلت: أي إنه قد اختار قول المعتزلة ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 312)، البلغة (231)، معجم الأدباء (6/ 2745). إنباه الرواة (3/ 342)، الأعلام (8/ 20) معجم المؤلفين (4/ 21). هدية العارفين (2/ 489)، إشارة التعيين (362)، كتاب "شمس العلوم ودواء كلام العرب في الكلوم" نشوان بن سعيد الحميري، عالم الكتب - بيروت.

3645 - الليثي

والزيدية وبعض الخوارج. ثم قال (1/ 288): "الجبار: الله عزَّ وجلَّ ومعناه المتعالي. وهو من صفات الأزل" أ. هـ. وفاته: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة، وقيل: في حدود (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "شمس العلوم" في اللغة ثمانية أجزاء، و"التبيان" في تفسير القرآن، وغيرهما. 3645 - الليثي * اللغوي، المقرئ: نصر بن عاصم الليثي البصري. من مشايخه: أخذ النحو عن يحيى بن يعمر العدواني، وأبي الأسود الدؤلي وغيرهما. من تلامذته: أبو عمرو بن العلاء، وقتادة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال النسائي: ثقة". وقال: "قال سهل بن محمود عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار: جلست أنا والزهرى إلى نصر بن عاصم، فلما قمنا من عنده قال: إن هذا ليقلع العربية تقليعًا. روي له البخاري في كتاب (رفع اليدين في الصلاة) والباقون سوى الترمذي" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "صاحب العربية، يقال إنّه أول من وضع العربية حكاه أبو داود السجستاني .. قال أبو داود: كان من الخوارج" أ. هـ. • البلغة: "هو أول من نقط المصاحف وخمَّسها وعشَّرها" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة رمي برأي الخوارج، وصح رجوعه عنه" أ. هـ. وفاته: (89 هـ)، وقيل (90 هـ) تسع وثمانين وقيل تسعين. مصنفاته: كتاب في العربية. 3646 - ابن الخبازة البغدادي * المقرئ: نصر بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم بن الخبازة وقيل ابن الحبار البغدادي الحنبلي. من مشايخه: يحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمامي، والشريف عبد القاهر العباسي وغيرهما. من تلامذته: معمر بن الفاخر، وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "مقرئ إمام مصدر". وقال: ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2749)، إنباه الرواة (3/ 343) الفهرست لابن النديم (45)، إشارة التعيين (363)، تاريخ الإسلام (وفيات 89) ط تدمري، معرفة القراء (1/ 71)، تذكرة الحفاظ (1/ 106)، غاية النهاية (2/ 336)، البلغة (232)، تهذيب التهذيب (10/ 381)، بغية الوعاة (2/ 313)، معجم المؤلفين (4/ 22)، تقريب التهذيب (999)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 101)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 464)، الثقات لابن حبان (5/ 475)، تهذيب الكمال (29/ 347). * معرفة القراء (1/ 497)، غاية النهاية (2/ 335)، تاريخ الإسلام (وفيات (53) ط تدمري، المنتظم (17/ 325).

3647 - المنبجي

"كان صالحًا تصدر للإقراء زمانًا" أ. هـ. وفاته: سنة (531 هـ) إحدى وثلاثين وخمسمائة. 3647 - المنبجي * المقرئ: نصر بن سليمان -وقيل سليمان- بن عمر المنبجي. ولد: سنة نيف وثلاثين وستمائة. من مشايخه: الكمال الضرير، وإبراهيم بن خليل وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن الحسن الإربلي، والحافظ عبد الكريم الحلبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "الشيخ العالم الزاهد الكبير .. أحد شيوخ الزوايا بالقاهرة". وقال: "نال من الرفعة والجاه في دولة الشاشنكير ما لا مزيد عليه ثم خمل وانطفأ وهو حي يرزق مقبل على العبادة والاشتغال بالله. وقد قرأ القراءات وروى عدة كتب ومحاسنة جمة" أ. هـ. • السير: "الشيخ الإمام القدوة المقرئ المحدث النحوي الزاهد العابد القانت الرباني بقية السلف "أ. هـ. وقال: "وشارك في العلوم وتفنن، ثم تعبد وانقطع وانجمع فاشتهر، وتردد إليه كبار الأمراء، وكان يهرب منهم غالبًا، وارتفع أمره جدًّا في دولة تلميذه الشاشنكير وكان يؤذي شيخنا ابن تيمية، والله يغفر لهما". ثم قال: "وكان يتغالي في ابن عربي في الجملة، ولا يخوض في مزمناته، وقد لحقنا جماعة من الفضلاء بهذه الصفة يبالغون في تعظيم كثير فوق الحاجة وله معضلات ومزمنات لا يفهمونها ولا يخوضون في لزومها، أو قد لا يعرفون أنه ما حقق في ذلك ولا دقق. كما أن طوائف علماء يذمون الكبير لشناعة قيلت فيه، قالها أو لم يقلها، أو تاب عنها، أوله فيها عذر عند الله لحسن قصده، واستفراغ وسعه في اجتهاده وله أعمال صالحة، وعلوم نافعة تدفن وتنسى فما أحسن الإنصاف وما أجمل التورع. ولقد جلست مع الشيخ نصر بزاويته، وأعجبني سمته وعبادته ونقل إليه أوباش عن شخينا ابن تيمية أنه يحط على الكبار فبنى على ذلك، فهلا اتعظت في نفسك بذلك، ولم تحط على ابن تيمية، فإنه والله من كبار الأئمة وبعد فكلام الأقران لا يقبل كله، ويقبل منه ما يرهن والله الموفق. وقل أن ترى العيون مثل نصر" أ. هـ. • البداية: "له زاوية بالحسينية يزار فيها ولا يخرج إلا إلى الجمعة، سمع الحديث" أ. هـ. • ذيل العبر: "الإمام القدوة العابد". وقال: "وله سيرة ومحاسن جمة، إلا أنه كان يغلو في ابن العربي ونحوه ولعله ما فهم الاتحاد" أ. هـ. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 735) غاية النهاية (2/ 335)، ذيل العبر (107)، البداية والنهاية (14/ 98)، طبقات الأولياء (477)، السلوك (2/ 1 / 199)، الدرر الكامنة (5/ 165)، النجوم (9/ 244)، الشذرات (8/ 95)، السير (17/ 4358)، ط. علوش، جهود علماء الحنفية (3/ 1826).

3648 - الفارسي

• غاية النهاية: "شيخ زاهد مقرئ مشهور". وقال: "وانقطع بزاويته خارج باب النصر في الحسينية ظاهر القاهرة يقرئ ويقصد للتبرك والزيارة" أ. هـ. • الدرر: "كان يحط على ابن تيمية من أجل حطه على ابن العربي ولكنه كان لا يعرف ما يعاب به ابن العربي إلا لكونه منسوبًا إلى الزهد" أ. هـ. • جهود علماء الحنفية وفي كلامه عن محمّد بن أبي بكر الأخنائي (3/ 1826): "الصوفي الخرافي الذي كان يفور جأشه عدواة لشيخ الإسلام، وكان ينتصر لابن عربي أحد أئمة الملاحدة الزنادقة (ت 638 هـ) والذي كان شيخًا للملك المظفر بيبرس الجاشنكير العفوري المملوكي المصري (ت 676 هـ) الذي جر ويلات الظلم والعدوان على شيخ الإسلام بوسوسة المنبجي شيخه. وفاته: سنة (719 هـ) تسع عشرة وسبعمائة. 3648 - الفارسي * المقرئ: نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح، أبو الحسين الفارسي. من مشايخه: قرأ على السوسَنْجردي، وابن الحمّامي وغيرهما. من تلامذته: ابن الفحّام، وحدّث عن زوْزَبة بن موسى وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "أقرأ بمصر القرآن زمانًا وأملى مجالس وكان يتفرد بنكت عن أبي حيان التوحيدي ... وكان من كبار أئمة القراء، قرأ بما في (الروضة) على جميع شيوخ مصنفها" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا في علم القراءات، وله سماع ورواية" أ. هـ. • معرفة القراء: "مقرئ الديار المصرية، ومسندها" أ. هـ. • غاية النهاية: "شيخ محقق إمام مسند ثقة عدل" أ. هـ. • الشذرات: "مقرئ مصر" أ. هـ. • الأعلام: "من أهل شيراز، انتقل إلى مصر: فكان مقرئها ومسندها" أ. هـ. وفاته: سنة (461 هـ)، وقيل: (462 هـ) إحدى وستين، وقيل: اثنتين وستين وأربعمائة. من مصنفاته: صنف: "الجامع" في القراءات العشر. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 422)، العبر (3/ 248)، تاريخ الإسلام (وفيات 461) ط تدمري، غاية النهاية (2/ 336)، النجوم (5/ 84)، الشذرات (5/ 258)، كشف الظنون (1/ 576)، الأعلام (8/ 24)، معجم المؤلفين (8/ 23).

3649 - الجهضمي

3649 - الجَهْضَمي * المقرئ: نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي، أبو عمرو الجهضمي، البصري. من مشايخه: أبوه، وشبل بن عباد، وإسماعيل بن خالد وغيرهم. من تلامذته: أبو موسى محمّد بن عيسى الهاشمي، ومحمد بن فرج التكري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي قال: أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه علي بن حسين عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد حسن وحسن فقال: "من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة". قال أبو عبد الرحمن عبد الله: لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكل بضربه ألف سوط، وكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه، وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى. قلت -أي الخطيب-: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيًا فلما علم أنه من أهل السنة تركه" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أحمد بن حنبل: ما به بأس. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبي حفص الصيرفي وأوثق منه وأحفظ وقال النسائي: ثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "الحافظ الإمام الولي الصالح". وقال: "طلبه المستعين للقضاء فقال: أستخير الله فصلى ركعتين وقام فقبض" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، طلب للقضاء فامتنع" أ. هـ. فائدة: تاريخ الإسلام: "قال ابن أبي داود: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه القضاء، فدعاه عبد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك فقال: ارجع فأستخير الله عزَّ وجلَّ. فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فنام فأنبهوه فإذا هو ميت. أنبأنا بها جماعة قالوا: أنا الكندي أنا القزاز، أنا الخطيب، أنا الحسن بن عثمان الواعظ، أنا جعفر بن محمّد بن الحكم الواسطي، أنا ابن أبي داود. وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه الله" أ. هـ. وفاته: سنة (250 هـ) خمسين ومائتين. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 337)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة والعشرين) ط تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 106)، الجرح التعديل (4/ 1 / 471)، الثقات لابن حبان (9/ 217)، تاريخ بغداد (13/ 287)، الأنساب (2/ 132)، اللباب (1/ 258). الكامل (7/ 136)، وفيات الأعيان (2/ 108)، تهذيب الكمال (29/ 355)، السير (12/ 133)، العبر (1/ 457)، تذكرة الحفاظ (2/ 519)، البداية والنهاية (11/ 8)، تهذيب التهذيب (10/ 348)، تقريب التهذيب (1000)، طبقات الحفاظ (227)، النجوم (2/ 332)، الشذرات (3/ 233).

3650 - ابن أبي مريم

3650 - ابن أبي مريم * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: نصر (¬1) بن علي بن محمّد الشيرازي الفارسي الفسوي أبو عبد الله بن أبي مريم، فخر الدين. من مشايخه: قرأ على تاج القراء محمود بن حمزة الكرماني وغيره. من تلامذته: مكرم بن العلاء بن نصر الغالي، وأبو الحسن علي بن محمّد بن أبي علي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تلخيص مجمع الآداب: "ذكره عماد الدين الأصفهاني في الخريدة وقال: فخر الدين الخطيب فارس فارس في اللغة والنحو ... وسمعت سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة أنه يعيش وقد ناهز السبعين" أ. هـ. • معجم الأدباء: "خطيب شيراز وعالمها وأديبها والمرجوع إليه في الأمور الشرعية والمشكلات الأدبية" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب (الموضح) الدكتور عمر الكبيسي (1/ 42)، وتحت عنوان: مذهبه النحوي: "أوضح المؤلف في مقدمة كتابه هذا مذهبه النحوي الذي آثره فقال: (وأنا -بمعونة الله قد ذكرت وجوه جميع ذلك وعلله، وكسوته ثوب البيان وحلله، ونحوت فيه المختار من طرق نحاة البصرة ومذاهبهم، واستنرت فيما أوردت بأضواء كواكبهم). من هذا النص يتضح جليًا أنه بصري المذهب، يتبنى ما يراه البصريون، ويستنير بأضواء كواكبهم، بل إنه لم يورد في كتابه إلا القول المختار من الأقوال البصرية. وقد كانت الآراء النحوية المبثوثة في كتابه هذا انعكاسًا دقيقًا صادقًا لما ذكر في مقدمته، فالتزم المذهب البصري الذي كان مقتنعًا به مدافعًا عن حياضه" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (565 هـ) خمس وستين وخمسمائة، قال القفطي: إنه كان موجودًا سنة (587 هـ) سبع وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "الكشف والبيان في تفسير القرآن"، و"شرح الإيضاح للفارسي، و "الموضح " في القراءات الثمان. 3651 - ابن الخازن * النحوي، اللغوي: نصر بن علي بن منصور الحِلّي النحوي، المعروف بابن الخازن، أبو الفتوح. من مشايخه: قرأ النحو على أبي محمّد الحسن بن علي بن عبيدة، وسمع من أبي الفرج عبد المنعم بن كُليب الحراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباه الرواة: "من أهل الحلة المزيدية. كان حافظًا للقرآن، وله معرفة حسنة بالنحو واللغة ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2749)، إنباه الرواة (3/ 344)، تلخيص مجمع الآداب (3/ 424)، غاية النهاية (2/ 337)، بغية الوعاة (2/ 314)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 345)، كشف الظنون (1/ 212)، الأعلام (8/ 26)، معجم المؤلفين (4/ 23)، "الموضح في وجوه القراءات وعللها" تحقيق الدكتور عمر حمدان الكبيسي جده ط، (1) لسنة (1414 هـ-1993 م). (¬1) في بغية الوعاة سماه (نصر الله) وفي إنباه الرواة سماه (نصر بن عبد الله). * إنباه الرواة (3/ 346)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 26)، تاريخ الإسلام (وفيات 600) ط. تدمري.

3652 - أبو الليث الفرائضي

والعربية .. وتُكُلِّم في روايته وتقعيره عند القراءة وهجرت قراءته لذلك ومات قبل سن الرواية، ولم يرو شيئًا ... وفي الهامش: قال ابن مكتوم: ذكره ابن النجار، وتكلم فيه، ووصفه بالكذب وخبث العقيدة ونحو ذلك .. " أ. هـ. • التكملة لوفيات النقلة: "كان فاضلًا، كتب الكثير" أ. هـ. هامش التكملة لوفيات النقلة: "قال ابن فاضي شهبة ناقلًا عن ابن النجار: وتكلم فيه بعض الطلبة ... بأنه إذا قرأ على شيخ كتابًا أو جزءًا يصير في حال القراءة أحاديث ويكتب على الكتاب أو الجزء أنه سمع جميعه وجرى له معه في ذلك موافقات فوقفت القلوب فيه وترك جماعة الاعتداد بما سمعوه بقراءته لهذه الشبهة ولم يبلغ هو أوان الرواية ولم يرو فيما أحسب شيئًا لأنه توفي شابًّا (طبقات النحاة الورقة 258) " أ. هـ. وفاته: سنة (600 هـ) ستمائة ودفن بكربلا بمشهد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. 3652 - أبو الليث الفرائضي * المقرئ: نصر بن القاسم بن نصر بن زياد، أبو الليث الفرائضي الحنفي. من مشايخه: محمّد بن غالب صاحب شجاع، وأحمد بن عمر الوكيعي وغيرهما. من تلامذته: بكار بن أحمد، وأحمد بن نصر الشذائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • العبر: "كان ثقة من فقهاء أهل الرأي" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان ثقة فقيهًا علامة، بصيرًا بقراءة أبي عمرو" أ. هـ. • البداية والنهاية: "كان ثقة عالمًا بالفرائض على مذهب أبي حنيفة، مقرئًا جليلًا" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان من خيار عباد الله" أ. هـ. ثم قال في ترجمته الثانية: "كان ثقة مأمونًا". وقال: "كان فرائضيًا كبير المنزلة في العلم بها فقيهًا على مذهب أبي حنيفة، وكان مقرئًا جليلًا على قراءة أبي عمرو بن العلاء" أ. هـ. وفاته: سنة (314 هـ) أربع عشرة وثلاثمائة. 3653 - أبو الليث السمرقندي * المفسر: نصر بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، أبو الليث، الملقب بإمام الهدى. من مشايخه: أبو جعفر الهنذواني، ومحمد بن ¬

_ * غاية النهاية (2/ 335) وسماه نصر بن زياد، وقد كرر ترجمته في (2/ 338)، وذكر اسمه كما هو مثبت، تاريخ الإسلام (وفيات 314) ط. تدمري، تاريخ بغداد (13/ 295)، المنتظم (13/ 259)، السير (14/ 465)، العبر (2/ 160)، البداية والنهاية (11/ 165)، النجوم (3/ 216)، الشذرات (4/ 71). * "بحر العلوم" (تفسير أبي الليت السمرقندي) تحقيق الدكتور عبد الرحيم الزقة مطبعة الرشاد -بغداد- ط (1)، لسنة (1405 هـ 1985)، وكذلك بتحقيق الشيخ علي محمّد معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود والدكتور زكريا عبد المجيد النوتي -طبعة دار الكتب العلمية- بيروت - ط (1) لسنة (1413 هـ-1993 هـ)، الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية (1/ 282)، جهود علماء الحنفية (1/ 64)، الفوائد البهية (220)، الأعلام (4/ 27)، الجواهر المضية (3/ 544)، تاج التراجم (275)، مفتاح السعادة (2/ 277)، تذكرة الحفاظ (3/ 971)، السير (16/ 322)، تاريخ الإسلام (وفيات 375) ط تدمري إيضاح المكنون (1/ 474)، هدية العارفين (2/ 490)، كشف الظنون (1/ 243 و 334).

الفضل بن أنيف البخاري وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن الترمذي، ومحمد بن عبد الرحمن الزيدي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "الإمام الفقيه الزاهد .. وتروج عليه الأحاديث الموضوعة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الإمام الفقيه. له رحلة وحفظ .. وهومن أهل طرطوسة" أ. هـ. • الجواهر المضية: "وهو الإمام الكبير صاحب الأقوال المفيدة والتصانيف المشهورة" أ. هـ. • جهود علماء الحنفية: "الملقب عند الحنفية بإمام الهدى كأبي منصور الماتريدي هو من كبار أئمة الحنفية ومن عظماء الماتريدية" أ. هـ. • قلت: قال محقق تفسير السمرقندي الدكتور عبد الرحيم أحمد الزقة في مقدمته: "قد وهب حياته للعلم والتحصيل، والبحث والتدقيق والنصح والإرشاد والتركيز والتوجيه (تنبيه الغافلين)، وكان ورعًا زاهدًا وفقيهًا متصوفًا يعيش في (بستان العارفين) حتى عرف بالفقيه، ولقب بإمام الهدى .. ". وقد أورد الدكتور الزقة بعض كتب أبو الليث السمرقندي والكلام عنها في مقدمته عن تأليفات صاحب الترجمة فقال عن كتابه "تنبيه الغافلين": "وهذا الكتاب يمكن أن نعتبره كتابًا في التصوف والوعظ والأخلاق والتأمل، الهدف منه ربط القلوب بخالقها العظيم، وتقوية صلة العبد بربه سبحانه وتعالي، وقد أورد أبو الليث فيه طائفة من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وتجارب ونصائح السابقين الأولين من عباد الله المخلصين، مما يهذب الأخلاق، ويصون الجوارح، ويطهر القلوب حتى تسير في الطريق المستقيم الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لعباده، وبينه رسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول أبو الليث في مقدمة كتابه: (وجمعت في كتابي هذا شيئًا من الموعظة والحكمة، شافيًا للناظرين فيه، ووصيتي له أن ينظر فيه بالتذكر والتفكر لنفسه أولًا، ثم بالاحتساب بالتذكير لغيره ثانيًا. وقال الذهبي: فيه موضوعات كثيرة". ثم قال الدكتور الزقة عن كتابه "بستان العارفين": "وهذا الكتاب كتاب ثقافي إسلامي يتضمن موضوعات مختلفة في الدين والفسلفة، وأحكام الشريعة، ومقسم إلى (159) بابًا. يقول أبو الليث في مقدمته: إني قد جمعت في كتابي هذا من فنون العلم ما لا يسع جهله، ولا التخلف عنه للخاص والعام، واستخرجت ذلك من كتب كثيرة، وأوردت فيه ما هو الأوضح للناظر فيه، والراغب إليه، وبينت الحجج فيما يحتاج إليه من الحجة بالكتاب والأخبار والنظر والآثار، وتركت الغوامض من الكلام، وحذفت أسانيد الأحاديث تخفيفًا للراغبين فيه، وتسهيلًا للمجتهدين، والتماسًا لمنفعة الناس، وأنا أرجو الثواب من الله تعالى، وسميته: بستان العارفين). وقد ذكر صاحب كشف الظنون: هذا الكتاب بأنه في التصوف والذي أراه: أنه ليس في التصوف وحيث إنني قرأت الكتاب - وتبين لي أنه كتاب جمع بين دفتيه علمًا غزيرًا، وثقافة إسلاميةً

عاليةً وواسعةً في علوم الشريعة، لا غنى للمسلم عنها، فالباب الأول منه: في الحث على طلب العلم، والباب الثاني: في كتابة العلم، والثالث، في الفتوى والرابع: فيمن يجوز له الفتوى، والخامس: في الاختلاف بين الفقهاء وهل كلا القولين صواب؟ أم أن أحدهما صواب والآخر خطأ؟ وناقش أبو الليث هذه المسألة -التي تكلم فيها العلماء كثيرًا- مناقشة علمية وبين رأي المعتزلة الذين قالوا: بأن كلا القولين صواب، وأخذ بقول جمهور الفقهاء والعلماء الذين قالوا: بأن أحدهما صواب والآخر خطأ إلَّا أن المخطئ لا إثم عليه. والباب السابع: في رواية الحديث والإجازة، والثامن في أخذ العلم عن الثقات، ثم أباحة مجلس الوعظ وصلاحية الواعظ وآداب المستمعين وتفضيل الفقه على سائر العلوم، ومناظرة أهل العلم وآداب المتعلم، وقبول القضاء وعدم قبوله، وآداب القاضي، وفضل تعلم القرآن وتعلميه، والمكي والمدني وقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب وهكذا إلى نهاية الكتاب الذي ينتهى بأبواب في بعثته - صلى الله عليه وسلم - ثم في هجرته ومغازيه، وختمه بباب الدعوات. وهكذا تجد من استعراض هذه الأبواب أن الكتاب ليس في التصوف كما ذهب (حاجى خليفة) كما أنه ليس كتابًا في الوعظ كما ذهب الدكتور صلاح الناهي، وإنما هو كتاب لا غنى عما فيه لكل مسلم، ولا بد من معرفة هذه الأمور، وفهمها، لأنها تنظم علاقة الإنسان بخالقه ومجتمعه ونفسه". وتكلم الدكتور أيضًا عن كتابه "بيان عقيدة الأصول": "ذكره بروكلمان وقال: هو (في الإيمان) وله شرح لمجهول، وقد نشر باللغة الألمانية، وأشار إلى أنه هو نفسه الموجود في القاهرة باسم (رسالة في أصول الدين) وله شرح لمجهول بعنوان: (العلوم) كما ذكر سزكين بقوله: وهو (يبحث في العقيدة) وأشار إلى وجود نسخ كثيرة منه في مكتبات العالم. وقد رجعت إلى هذه الرسالة الموجودة في دار الكتب المصرية تحت رقم (323 / علم كلام) كما هو ثابت في فهرسة دار الكتب، فوجدت أن هذه الرسالة عبارة عن أربع ورقات، وأولها، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والحمد لله رب العالمين الذي لا رب غيره، ولا معبود سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه الذي اصطفاه .. أما بعد فهذه نبذة في أصول الدين وذلك أول واجب على المكلف، وهي ثلاثة أصول: الأصل الأول: في معرفة الله سبحانه وتعالى وذلك أول واجب على الإنسان .. وإذا قيل ما هي أصول الدين الثلاثة فليقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه، فإن قيل له من ربك فليقل ربي الله الذي رباني بنعمته وفضله، وهو معبودي ما لي معبود سواه، والدليل على ذلك (الحمد لله رب العالمين) وأنا من العالمين، فكل ما سوى الله عالم، وأنا من ذلك العالم. وخاتمة هذه الرسالة: وإذا قيل: هل بعده نبي أم لا؟ فليقل ما بعده إلا الساعة، وليس بعده نبي، والدليل على ذلك قول تعالى: (ما كان محمّد

3654 - ابن الحصري

أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) لا نبي بعده رواه الترمذي والبرقاني واللفظ له .. والله أعلم" أ. هـ. • قلت: وإليك بعض المواضع المنقولة من تفسيره المسمى (بحر العلوم) طبعة بيروت- دار الكتب العلمية حيث قال (2/ 336): " {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: أي حكمه، ويقال: كان فوق العرش حين خلق السموات والأرض، ويقال: استولى وملك كما يقال استوى فلان على بلد كذا يعني استولى عليها وملكها فالله تعالى بين لخلقه قدرته وتمام ملكه أنه يملك العرش وله ما في السموات وما في الأرض". وقال في (3/ 27): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فيها تقويم يعني: خلق العرش قبل السموات، ويقال: كان فوق العرش من غير أن يوصف بالإستقرار على العرش ويقال: استوى أمره على بريته فوق عرشه كما استوى أمره وسلطانه وعظمته دون عرشه وسمائه". وقال في (1/ 15): " {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}: يعني أينما تولوا وجوهكم في الصلاة فثم وجه الله يعني، قال: بعضهم فثم قبلة الله، ويقال: يعني فثم رضي الله، ويقال: فثم ملك الله". وقال (2/ 19): " {ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ}: يعني صبروا على طلب مرضاة الله تعالى". وفي (1/ 277): " {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}: يعني النبوة والكتاب والهدى، بيد الله أي: بتوفيق الله. ثم قال: (3/ 253): {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ}: يعني يد الله بالنصرة والغلبة والمغفرة فوق أيديهم بالطاعة". وقال: (3/ 331): {وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} يعني: الثواب من الله تعالى لا سلطان لأحد عليها". وقال في قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}: أي بقدرته. {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ} يعني أضاءت {بِنُورِ رَبِّهَا} أي بعدل ربها، ويقال: وأشرقت وجوه من على الأرض بمعرفة ربها، وأظلم وجوه من على الأرض بنكرة ربها. هذا ما تيسر نقله من تفسيره وتلاحظ فيه تأويل الآيات على مذهب الماتريدية من أهل التأويل. وفاته: سنة (373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وقيل (375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" أجزاء متفرقة منه وهو غير كبير، وله "عمدة العقائد"، و"بستان العارفين" تصوف، و"شرح الجامع الصغير" في الفقه. 3654 - ابن الحصري * المقرئ: نصر بن أبي الفرج محمّد بن علي ¬

_ * التقييد (466)، تاريخ الإسلام (وفيات 619)، ط تدمري، السير (22/ 163)، العبر (5/ 77)، البداية والنهاية (13/ 107)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 130)، غاية النهاية (2/ 338)، النجوم (6/ 253)، الشذرات (7/ 146)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 69)، تذكرة الحفاظ (4/ 1382)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (241)، المقصد الأرشد (3/ 67)، طبقات الحفاظ (489)، ذيل تاريخ بغداد (15/ 368)، المنهج الأحمد (4/ 145).

3655 - الجمال الموصلي

البغدادي الحنبلي، المعروف بابن الحصري، أبو الفتوح، برهان الدين. ولد: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الزاعوني وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن الشهرزوري، وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين وغيرهم. من تلامذته: المنذري، والدبيثي، والبرزالي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • التقييد: "أما شيخنا -أي شيخ ابن نقطة- أبو الفتوح، فحافظ ثقة، كثير السماع ضابط متقن" أ. هـ. • ذيل تاريخ بغداد: "كان حافظًا حجة، نبيلًا جم العلم، كثير المحفوظ من أعلام الدين وأئمة المسلمين، كثير العبادة والتهجد والتلاوة والصيام رحمه الله" أ. هـ. • السير: "عُني بالحديث، وكان ثقة فهمًا يقظًا قال الشهاب القوصي: كان إمامًا في القراءات حجة نبيلًا جم العلم كثير المحفوظ. من أعلام الدين وأئمة المسلمين كثير العبادة والتهجد والصوم ... قال ابن مسدي: كان أحد الائمة الأثبات مشارًا إليه بالحفظ والإتقان" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وله شعر جيد في الزُّهديات". وقال: "عني بهذا الشأن -أي القراءات- عناية تامة، وكتب الكثير، وكان يفهم ويدري مع الثقة والأمانة" أ. هـ. • ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن الدبيثي: كان ذا معرفة بهذا الشأن -يعني الحديث- ونعم الشيخ كان، عبادة وثقة. قلت -أي ابن رجب- الحافظ أبو الفتوح ثقة لا مغمز فيه، والعلوي -أي في سماعه لسنن أبي داود والتي رواها عنه أبو الفتوح- غير متهم" أ. هـ. • غاية النهاية: "حافظ أستاذ" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ)، وقيل: سنة (618 هـ) تسع عشرة، وقيل: ثمان عشرة وستمائة. 3655 - الجمال الموصلي * النحوي، اللغوي: نصر بن أبي نصر محمّد بن أبي الفتح المظفر بن أبي القاسم عبد الله بن محمّد بن أبي الفنون الموصلي الأصل، البغدادي المولد، العتابي المنعوت بالجمال، أبو الفتوح. ولد: سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مشايخه: سمع من أبي الفتح محمّد بن عبد الباقي بن أحمد، وقرأ الأدب على أبي محمّد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب وغيرهما. من تلامذته: الزكيّ المنذري، والعزُّ بن الحاجب وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "تصدر بالجامع الأزهر ¬

_ * التكملة لوفيات النقلة (3/ 327)، تاريخ الإسلام (وفيات 630) ط تدمري، بغية الوعاة (2/ 315)، كشف الظنون (1/ 876)، معجم المؤلفين (4/ 24).

3656 - الهوريني

بالقاهرة مدة ومدح جماعة من الملوك والوزراء" أ. هـ. وفاته: سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مصنفاته: له رسالة في الضاد والظاء. 3656 - الهوريني * اللغوي، المفسر: نصر بن الشيخ نصر يونس الوفائي الهوريني الأحمدي الأزهري، الأشعري، الحنفي، الشافعي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "أزهري من أهل مصر" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "أديب، لغوي، مفسر" أ. هـ. • قلت: له تعليقات على القاموس المحيط للفيروز أبادي وكذلك عمل مقدمة لهذا القاموس مدح فيها المؤلف مدحًا كبيرًا وجعل القاموس المحيط من أحسن الكتب المؤلفة في نوعه حتى فضله على لسان العرب من ناحية التصنيف والترتيب. وفاته: سنة (1291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "المطابع النصرية للمطابع المصرية" في أصول الكتابة و "مختصر روض الرياحين لليافعي"، و "تفسير سورة الملك"، وله: التوسل على نظم أسماء الله الحسنى للدردير. 3657 - صاحب الكسائي * النحوي، اللغوي: نصر بن يوسف صاحب الكسائي. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان نحويًّا لغويًّا" أ. هـ. من مصنفاته: "الإبل" و "خلق الإنسان". 3658 - ابن الكيَّال * المقرئ: نصر الله بن علي بن منصور بن علي بن الحسين الحنفي، الواسطي، المعروف بابن الكيال. ولد: سنة (502 هـ)، وقيل: (503 هـ) اثنتين، وقيل: ثلاث وخمسمائة. من مشايخه: قرأ على أبي القاسم علي بن علي بن شيران المقرئ الواسطي، وتفقه على القاضي أبي الحسن بن إبراهيم الفارقي وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله الدبيثي، ومرجا بن شقيرة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "المقرئ الفقيه الحنفي، قارئ واسط". ¬

_ * إيضاح المكنون (1/ 287)، هدية العارفين (2/ 492)، معجم المطبوعات لسركيس (1902)، الأعلام (8/ 29)، معجم المؤلفين (4/ 25). * معجم الأدباء (6/ 2750)، بغية الوعاة (2/ 315)، الفهرست لابن النديم (72). * التكملة لوفيات النقلة (1/ 139)، العبر (4/ 260)، معرفة القراء (2/ 559)، الجواهر المضية (3/ 550)، غاية النهاية (2/ 339)، المختصر المحتاج إليه (3/ 209)، الشذرات (6/ 472)، الأعلام (8/ 31)، معجم المؤلفين (4/ 28)، تاريخ الإسلام (وفيات 568) ط. تدمري، السير (21/ 150)، بدون ترجمة.

3659 - ابن الأثير الشيباني

وقال: "تفقه وقرأ الخلاف وناظر ودرس". ثم قال: "وكان عالي الإسناد في القراءات" أ. هـ. • الجواهر المضية: "قال ابن النجار: كان غزير الفضل، حسن المناظرة، له معرفة حسنة بالأدب ويقول الشعر الجيد. وقال أيضًا: سمعنا منه الكثير، ونعم الشيخ كان فضلًا وعلمًا ومعرفة وثقة" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ عارف فقيه إمام. قال أبو عبد الله الدبيثي الحافظ: كان ثقة صدوقًا قرأت عليه القرآن بالروايات وسمعت منه الكثير" أ. هـ. • الأعلام: "فقيه حنفي من العلماء بالقراءات من أهل واسط" أ. هـ. وفاته: سنة (586 هـ) ست وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "المفيدة" في القراءات العشر. 3659 - ابن الأثير الشيباني * النحوي، اللغوي: نصر الله بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الوزير الفاضل، ضياء الدين، أبو الفتح الشيباني الخزرجي، المعروف بابن الأثير. ولد: سنة (558 هـ) ثمان وخمسين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "وله يد طولى في الترسل، وكان يُعارض القاضي الفاضل في رسائله، فإذا أنشأ رسالة، أنشأ مثلها، وكانت بينهما مكاتبات ومجاريات، وأنشأ في العصا: هذه لمبتدأ ضعفي خبر ولقوس ظهري وتر وإن كان إلقاؤها دليلًا على الإقامة، فإن حملها دليل على السفر" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "حاز قصب السبق في الإنشاء، وكان ذا رأي ولسان وعارضة وبيان" أ. هـ. • بغية الوعاة: "مهر في النحو واللغة وعلم البيان، واستكثر من حفظ الشعر، فحفظ شعر أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، وشعر أبي عبيدة البحتري وشعر أبي الطيب المتنبي، ووزر للأفضل علي بن السلطان صلاح الدين". وقال: "كان ذا لسان وفصاحة وبيان" أ. هـ. • قلت: قال محقق كتاب المثل السائر للمترجم له في (1/ 21): "ويذكر في موضع آخر أنه عثر على ضروب من البيان في القرآن الكريم، وأنه لم يجد أحدًا تقدمه تعرض لذكر شيء منها وهي إن عدت كانت في علم البيان بمقدار شطره، وإذا نظر إلى فوائدها وجدت محتوية عليه بأسره، وأن الله هداه لابتداع أشياء لم تكن من قبله مبتدعة، ومنحه درجة الاجتهاد التي لا تكون أقوالها تابعة، وإنما هي متبعة .. " أ. هـ. قلت: وهو أخو صاحب كتاب (الكامل في التاريخ). وفاته: سنة (637 هـ) سبع وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "المثل السائر في أدب الكاتب ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 315)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 353)، وفيات الأعيان (5/ 389)، العبر (5/ 156)، السير (23/ 72)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (238)، تاريخ الإسلام (وفيات 637) ط. تدمري، النجوم (6/ 318)، الشذرات (7/ 328)، مفتاح السعادة (1/ 221)، الأعلام (8/ 31)، "المثل السائر" بتحقيق الدكتور أحمد الحوفي والدكمور بدوي طبانة - مكتبة نهضة مصر.

3660 - نصر الله المقرئ

والشاعر" وقد اشتهر وكتب الناس عليه، و"الوشي المرقوم في حلّ المنظوم"، و"المعاني المخترعة في صناعة الإنشاء" وغيرها. 3660 - نصر الله المقرئ * المقرئ: نصر الله بن أبي بكر محمّد بن نصر الله بن محمّد، ناصر الدين، البابي الجوخي الدمشقي، المعروف بنصر. من مشايخه: قرأ على الشهاب أحمد بن بلبان البعلبكي، والقاضي أبي العباس أحمد بن الحسين الكفري وغيرهما. من تلامذته: تاج الدين السبكي، وأبو بكر بن محمّد بن إبراهيم الزهري، وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الدرر: "تعانى القراءات واشتهر حتى مهر وتصدى للإقراء وأخذ الناس عنه. لم يكن إسناده عاليًا إلا أنه كان يرغب فيه لجودة معرفته" أ. هـ. • غاية النهاية: "صاحبنا مقرئ مصدر عارف .. واعتنى بالفن -أي القراءات- أتمّ عناية وجمع فيه كتبًا كثيرة وأقرأ الناس بالجامع الأموي بالتربة الزنجيلية سنين ثم ولي مشيخة الإقراء الكبرى بالعادلية" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. 3661 - الرازي * النحوي، اللغوي: نصير بن أبي نصير الرازي. من مشايخه: الكسائي والأصمعي وغيرهما. من تلامذته: أبو الهيثم الرازي وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال الأزهري: كان علامة نحويًّا، جالس الكسائي، وأخذ عنه النحو ... وكان صدوق اللهجة، كثير الأدب حافظًا، وله مؤلفات حسان" أ. هـ. 3662 - النضر بن شُمَيل * النحوي، اللغوي: النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عبدة بن زهير المازني التميمي، أبو الحسن. ولد: في حدود سنة (122 هـ) اثنتين وعشرين ومائة. من مشايخه: هشام بن عروة، وشعبة وغيرهما. ¬

_ * الدرر الكامنة (5/ 164)، غاية النهاية (2/ 340). * بغية الوعاة (2/ 316). * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 90)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 477)، طبقات ابن سعد (7/ 373)، نزهة الألباء (73)، مراتب النحويين (66)، المنتظم (10/ 122)، معجم الأدباء (6/ 2758)، جمهرة أنساب العرب (211) نور القبس (99)، الكامل (6/ 356)، إنباه الرواة (3/ 348). الفهرست لابن النديم (57)، وفيات الأعيان (5/ 397)، إشارة التعيين (364)، السير (9/ 328)، العبر (1/ 342)، ميزان الاعتدال (7/ 29)، تاريخ الإسلام (وفيات طبقة 21) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 314)، البداية والنهاية (10/ 272)، غاية النهاية (2/ 341)، البلغة (232)، تهذيب التهذيب (10/ 390)، بغية الوعاة (2/ 316)، الشذرات (3/ 16)، كشف الظنون (1/ 723)، هدية العارفين (2/ 494)، إيضاح المكنون (1/ 439)، التاج المكمل (135)، الأعلام (8/ 33)، معجم المؤلفين (4/ 30)، تقريب التهذيب (1001)، الثقات لابن حبان (9/ 212)، تهذيب الكمال (29/ 379).

من تلامذته: يحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "قال أبو حاتم الرازي: ثقة صاحب سنة" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان عالمًا بفنون العلم صدوقًا ثقة، صاحب غريب وفقه وشعر ومعرفة بأيام العرب، ورواية الحديث" أ. هـ. • السير: "قال العباس بن مصعب: بلغني أن ابن المبارك سئل عن النضر بن شميل فقال: ذاك أحد الأحدين لم يكن أحد من أصحاب الخليل بن أحمد يدانيه. ثم قال العباس: كان النضر إمامًا في العربية والحديث، وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، وخرج كتبًا كثيرة لم يسبقه إليها أحد" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "ثقة حجة، محتج به في الصحاح .. قال إبراهيم بن شماس، سألت وكيعًا عنه فتغير وجهه ورفع حاجبيه ثم قال: إن له مشيخة شبه الرضا به" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وثقه غير واحد. قال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة". وقال: "قال داود بن مخراق: سمعت النضر يقول: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه. وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة فليتعلم العلم" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وكذا قال النسائي وقال ابن منجويه: كان من فصحاء الناس وعلمائهم بالأدب وأيام الناس" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ثبت من كبار التاسعة" أ. هـ. • الشذرات: "كان إمامًا حافظًا جليل الشأن .. وكان رأسًا في الحديث رأسًا في اللغة والنحو، ثقة، صاحب سنة، وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع بلاد خراسان" أ. هـ. فائدة: السير: "قال الدارمي: سمعت النضر يقول: في كتاب الخليل -يعني العين- كذا وكذا مسألة كفر. ولما ذكر له أنكره، فقيل لعله ألفه بعدك؟ فقال: أوَ خرجت من البصرة حتى دفنت الخليل بن أحمد؟ وفي هذا الكلام نظر، وفيه مبالغة كبيرة. قال ثعلب: إنما وقع الغلط في كتاب (العين) لأن الخليل دسمه ولم يحشه، ولو كان حشاه ما بقي فيه شيء لأن الخليل رجل لم ير مثله. قلت: وفي ترجمة الخليل زيادة بيان. انظر حاشية السير (9/ 330)، والمعجم العربي نشأته وتطوره (1/ 254). وفاته: سنة (203 هـ)، وقيل (204 هـ) ثلاث وقيل أربع ومائتين. من مصنفاته: كتاب في الأجناس على مثال "الغريب" سماها "كتاب الصفات"، وله كتاب "السلاح" وكتاب "غريب الحديث".

3663 - أبو حنيفة القاضي

3663 - أبو حنيفة القاضي * المفسر: النعمان بن محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون، أبو حنيفة القاضي. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال المسبحي في (تاريخ مصر): كان من أهل الفقه والدين والنبل، وله كتاب (أصول المذاهب) ". وقال: "قال غيره: كان المتخلّف مالكيًا ثم تحول إلى مذهب الشيعة لأجل الرياسة، وداخل بني عبيد، وصنف لهم كتاب (ابتداء الدعوة) وكتابًا في الفقه، وكتبًا كثيرة في أقوال القوم، وجمع في المناقب والمثالب، ورد على الأئمة وتصانيفه كثيرة تدل على زندقته وانسلاخه من الدين، وأنه منافق، نافق القوم، كما ورد أن مغربيًا جاء إليه فقال: قد عزم الخادم على الدخول في الدعوة، فقال: ما يحملك على ذلك؟ قال: الذي حمل سيدنا. قال: يا ولدي نحن أدخلنا في هواهم حلْواهم، فأنت لماذا تدخل؟ " أ. هـ. • العبر: "الشيعي ظاهرًا، الزنديق باطنًا، قاضي قضاة الدولة العُبيدية" أ. هـ. • السير: "العلامة المارق، قاضي الدولة العبيدية". وقال: "كان مالكيًا، فارتد إلى مذهب الباطنية، وصنف له أس الدعوة ونبذ الدين وراء ظهره، وألف في المناقب والمثالب، وردّ على أئمة الدين، وانسلخ من الإسلام، فسحقًا له وبعدًا، ونافق الدولة لا بل وافقهم". ثم قال: "له يد طولى في فنون العلوم والفقه والاختلاف ونفس طويل في البحث، فكان علمه وبالًا عليه. وصنف في الرد على أبي حنيفة في الفقه وعلى مالك والشافعي وانتصر لفقه أهل البيت، وله كتاب في اختلاف العلماء وكتبه كبار مطولة. وكان وافر الحشمة، عظيم الحرمة، في أولاده قضاة وكبراء، وانتقل إلى غير رضوان الله .. " أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان مالكيًا ثم تحول إماميًا، وولي القضاء للمعز العبيدي صاحب مصر، فصنف له التصانيف على مذهبهم، وفي تصانيفه ما يدل على انحلاله" أ. هـ. • أمل الآمل: "أحد الأئمة الفضلاء المشار إليهم" أ. هـ. وفاته: سنة (363 هـ) ثلاث وستين وثلاثمائة. من مصنفاته: كتاب "تأويل القرآن" فيه تحريف كثير، وكتاب "الخلاف" يرد فيه على أئمة الاجتهاد وينصر الإسماعيلية، وقصيدة في الفقه تسمى "المنتخبة". 3664 - الآلوسي * اللغوي، المفسر: السيد نعمان أفندي أبو ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 346)، لسان الميزان (6/ 219)، تاريخ الإسلام (وفيات 363)، ط. تدمري، وفيات الأعيان (5/ 415)، النجوم (4/ 106)، السير (16/ 150)، الشذرات (4/ 338)، روضات الجنات (8/ 147)، هدية العارفين (2/ 495)، العبر (2/ 331)، معجم المؤلفين (4/ 34)، أمل الآمل (2/ 335)، كشف الظنون (1/ 135). * حلية البشر (3/ 1571)، التاج المكلل (513)، هدية العارفين (2/ 496)، فهرس الفهارس (2/ 84 و 276)، إيضاح المكنون (1/ 6) و (2/ 53)، معجم المطبوعات لسركيس (7)، الأعلام الشرقية (1/ 419)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 399)، معجم المؤلفين (4/ 34)، نفحة البشام (32)، جهود علماء الحنفية (1/ 125).

البركات خير الدين بن محمود أفندي الآلوسي، مفتي السادة الحنفية. ولد: سنة (1252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين وألف. من مشايخه: أبوه محمود المفسر، وصديق حسن خان، والقاضي حسين السبعي، وغيرهم. من تلامذته: الشيخ أحمد أبو الخير العطار، وجمال الدين الحلاق وغيرهما. كلام العلماء فيه: • حلية البشر: "عمدة الأفاضل الأكارم، ونخبة الأماثل ذوي المكارم من تحلى بملابس العلم .. " أ. هـ. • هدية العارفين: "كان عالمًا فاضلًا حنفي المذهب، سلفي العقيدة فوض إليه رئاسة المدرسين بالمدرسة المرجانية" أ. هـ. • هامش جهود علماء الحنفية في ترجمة محمود عبد الله الآلوسي قال: "هو شهاب الدين والد العلامة نعمان الآلوسي (1317 هـ) وجد الفهامة محمود شكري الآلوسي (1342 هـ) من كبار علماء الحنفية من الأسرة الآلوسية المعروفة بالعلم والفهم ببغداد، وله ولولده ولحفيده جهود عظيمة في قمع القبورية، وحفيده أقوى ثم ولده .. " أ. هـ. • الشيخ نعمان خير الدين الآلوسي -حياته، أثاره العلمية- (¬1): "نشأ نشأة علمية صالحة ذو عقيدة سلفية لا تشوبها شائبة البدع والتحريف، فكأن هذه الأسرة في تعاضد وتساند، لخدمة الأدب والعلم ... ". ثم قال: "له المحبة التامة للعلم وذويه والشغف الوافي بالفضل وحامليه، ولا سيما ما كان عليه السلف الصالح من الطريق المستقيم الواضح، فقد طوى قلبه على محبتهم وسلوك منهجهم وطريقتهم، فأحيا ذكرهم بعد اندراسه، وأوقد مصباح هديهم بعد انطفاء نبراسه". أما عن موقفه من أهل البدع فيقول صاحب المقال: "كان رحمه الله سيف الحق المسلول على أهل البدع والأهواء، والبلاء المبرم على من خالف الشريعة الغراء لا يجنح لتأويل ولا يميل إلى زخرف الأقاويل، فهو صحيح العقيدة، آمرًا بالمعروف ناهٍ عن المنكر، صادع بالحق كلما ظهر له خلاف ذلك؛ فلذلك كثر معاندوه وخمصاؤه وحاسدوه .. وهو في الوعظ لا يشق له غبار .. وكان رحمه الله كما وصفه العلامة الأثري -يرحمه الله- بـ "جزري زمانه في الوعظ". ثم يقول: "كان رجلًا صالحًا مصلحًا متحمسًا للإصلاح، ظل يجاهد الباطل وينصر الحق بلسانه وقلمه، كان عقله أكبر من علمه، وعلمه أبلغ من إنشائه، وإنشاؤه أمتن من نظمه، كان وفيًا تقيًّا نقيًا ورعًا زاهدًا" أ. هـ. وفاته: سنة (1317 هـ) سبع عشثرة وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: إكمال حاشية القطر لوالده، و "الشقائق"، وله في اللغة وغيرها وله كتاب "جلاء العينين في محاكمة الأحمدين". ¬

_ (¬1) مقال نشرت في مجلة الحكمة الغراء العدد (11) الصفحة (195) بقلم عبد الله بن صالح المحمود آل غازي.

3665 - النخجواني

3665 - النخجواني * المفسر: نعمة الله بن محمود النخجواني (¬1) ويعرف بالشيخ علوان وسماه صاحب الشقائق النعمانية: الشيخ بابا نعمة الله. كلام العلماء فيه: • الشقائق النعمانية: "كان -رحمه الله تعالى- اختار الفقر على الغنى، وكان يخفي نفسه، وكان متبحرًا في العلوم الربانية وغريقًا في بحر الأسرار الإلهية، وقد كتب تفسيرًا للقرآن العظيم بلا مراجعة للتفاسير وأدرج فيه من الحقائق والدقائق ما يعجز عن إدراكها كثير من الناس .. " أ. هـ. • الأعلام: "متصوف، من أهل (آقشهر) بولاية (قرمان) نسبته إلى (نخجوان) من بلاد القفقاس" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "يعرف بعلوان الآقشهري، صوفي، مفسر من أهل آقشهر بولاية قرمان" أ. هـ. • قال المحقق في مقدمته لكتاب تفسير جزء عم (6): "هو الإمام الهمام، مهبط العلم اللدني ومورد الإلهام، العارف الرباني .. ". وقال تحت عنوان مذهبه وطريقته (7): "كان كاملًا في علمي الفروع والأصول جامعًا بين المعقول والمنقول مقلدًا في ذلك مذهب أقدم الأئمة سراج الأئمة الإمام أبي حنيفة النعمان. سالكًا في أثناء طلبه الالتحاق بأهل الكشف والتحقيق .. وأما آثاره فكل ما وجد منها فإنما هو في علم التصوف والتفسير .. ". ثم قال: "ومن أجل ما اشتهر من آثاره هذا التفسير المسمى بـ (الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية) وهو أجل ما اشتهر من آثاره وقد كتبه بدون مراجعة إلى كتب التفاسير. وضمنه ما أودع الله قلبه من الفرائد الدقائق وكاشفه من سانحات الحقائق. جامعًا فيه بين الظاهر والباطن، كلًّا في موقعه بحسب اقتضاء موضعه، مطابقًا لإشارات الآثار الواردة عن النبي المختار وقد نهج فيه منهج القرآن من قصد الظاهر تارة، والباطن أخرى .. ". قلت: وإليك بعض المواضع المنقولة من تفسيره التي تبين استخدامه لألفاظ التأويل الباطن منها: (1) في صفحة (26): يوم يقوم الروح: المطلق. (2) في صفحة (29): النازعات: المخلصات أرواح المحبين، من محابس الطبائع والأركان. غرقًا: لاستغراقهم في لوازم الناسوت، ومقتضياتها المغثية صفاء عالم اللاهوت. (3) في صفحة (31): فالمدبرات: الموكلات على تدابير عموم الظاهر من الأرزاق والآجال وجميع الأمور الجالية في عالم الكون والفساد. أمرًا: لكونهم مأمورين بها، موكلين عليها، ¬

_ * الشقائق النعمانية (214)، كشف الظنون (2/ 1292) و (2/ 2082)، هدية العارفين (2/ 497)، معجم المطبوعات لسركيس (1849)، الأعلام (8/ 39)، معجم المؤلفين (4/ 37)، تفسير جزء عم -تحقيق محمود شلبي- دار الفكر العربي. (¬1) في معجم المطبوعات لسركيس: النخشاواني.

3666 - أبو عمرو الكوفي

بمقتضى حكمة القدير العليم. يعي: بحق هذه الحوامل العظام والموكلات الكرام لتبعثن أنتم من قبوركم ولتحاسبن علي أعمالكم المكلفون. (4) في صفحة (30): سبقًا: لكمال شوقهم، وانبعاثهم وتجردهم عن ملابس عالم الناسوت وانتزاعهم من مقتضيات الطبيعة والأركان، قبل حلول الأجل وهجوم المخرجات المخلصات. وغيرها كثير فمن أراد المزيد فليراجع الكتاب المذكور. وفاته: سنة (920 هـ) عشرين وتسعمائة. من مصنفاته: له "الفواتح الإلهية والمفاتيح الغيبية" مجلدان في التفسير على لسان القوم، و"هدية الإخوان" في التصوف مختصرًا. 3666 - أبو عمرو الكوفي * النحوي، المقرئ: نُعيم بن ميسرة، أبو عمرو الكوفي، نزيل الري. من مشايخه: عكرمة، وقيس بن سليم الجوني، وإسماعيل السعدي وغيرهم. من تلامذته: يحيى بن ضُريس، وإسحاق بن سليمان وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال يحيى بن معين عن نعيم بن ميسرة: رازي ليس به بأس" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أحمد: لا بأس به. وكان قد قدم بغداد وحدث بها" أ. هـ. • غاية النهاية: "كان ثقة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال حرب بن أحمد: لا بأس به ... وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس، سمعت زنيجًا يقول: رأيت ابن المبارك جالسًا بين يديه يكتب عنه، وقال النسائي: ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق نحوي " أ. هـ. وفاته: سنة (174 هـ) أربع وسبعين ومائة، وقيل (175 هـ) خمس وسبعين ومائة. 3667 - الورداني * المفسر: نَهْشل بن سعيد بن وردان الورداني، بصري الأصل سكن خراسان. من مشايخه: الضحاك، والربيع بن أنس وغيرهما. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثامنة عشرة) ط. تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 99)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 461)، الثقات لابن حبان (7/ 536)، الكامل (6/ 134)، تهذيب الكمال (29/ 493)، تهذيب التهذيب (10/ 416)، تقريب التهذيب (1007)، غاية النهاية (2/ 342)، تاريخ بغداد (13/ 303). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 347)، الفهرست لابن النديم (36)، ميزان الاعتدال (7/ 50)، تهذيب الكمال (30/ 31)، تهذيب التهذيب (10/ 427)، تقريب التهذيب (1009)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 115)، الجرح والتعديل (4/ 1 / 496)، طبقات ابن سعد (7/ 372).

3668 - أبو حنيفة النعمان

من تلامذته: داود بن الجراح، وابن نمير وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال عباس الدوري عن يحيى وأبو داود: ليس بشيء. وقال يحيى في موضع آخر: ليس بثقة. وقال معاوية بن صالح بن يحيى، وأبو زرعة والدارقطني: ضعيف. وقال الجوزجاني: غير محمود في حديثه. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس في أحاديثهم، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال إسحاق بن راهويه: كان كذابًا. وقال أبو حاتم والنسائي: متروك. وقال يحيى والدارقطني: ضعيف" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه" أ. هـ. من مصنفاته: له تفسير رواه عن الضحاك بن مزاحم رحمه الله. 3668 - أبو حنيفة النعمان * النعمان (¬1) بن ثابت بن زَوْطي، أبو حنيفة ¬

_ * التاريخ الكبير (8/ 81)، الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 53)، الجرح والتعديل (8/ 499)، الكامل لابن عدي (8/ 235)، الكامل في التاريخ (5/ 585)، وفيات الأعيان (5/ 455)، تاريخ بغداد (13/ 323)، الأنساب (4/ 39)، المعارف (294)، تهذيب الكمال (29/ 417)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) ط. تدمري، السير (6/ 390)، تذكرة الحفاظ (1/ 158)، ميزان الاعتدال (7/ 37)، العبر (1/ 214)، البداية والنهاية (10/ 107)، الجواهر المضية (1/ 49)، النجوم (2/ 12)، تهذيب التهذيب (10/ 401)، تقريب التهذيب (1004)، خلاصة التهذيب (402)، الشذرات (2/ 229)، طبقات الحفاظ (73)، وظاهرة "الإرجاء في الفكر الإسلامي" إعداد الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي، القاهرة - مصر (1405 هـ - 1406 هـ). كتاب "السنة" للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل، تحقيق ودراسة الدكتور محمّد بن سعيد القحطاني، دار عالم الكتب- الرياض، ط- الرابعة (1416 هـ- 1996 م)، و"مكانة الإمام أبي حنيفة بين المحدثين"، الدكتور محمّد قاسم عبده الحارثي، رسالة دكتوراه- رسائل الدكتوراه والماجستير الجامعة الأردنية، و"مناقب أبي حنيفة" لموفق بن أحمد المكي (568 هـ)، وللإمام حافظ الدين الكردري (5827) - دار الكتاب العربي، بيروت- لبنان (1401 هـ -1981 م)، "جامع بيان العلم وفضلها (2/ 147)، الروض الباسم (1/ 158)، "مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث" بقلم المحدث محمّد عبد الرشيد النعماني - دار البشائر الإسلامية، بيروت- لبنان (1406 هـ) "تبييض الصحيفة في مناقب أبي حنيفة" للسيوطي، علق عليه محمّد عاشق- شركة دار الأرقم ابن أبي الأرقم، بيروت- لبنان. (¬1) قلت: لقد ذكرنا الإمام أبا حنيفة، ضمن كتابنا هذا رغم عدم توفر شرطنا ولكن لفرط إمامته بأحد الآتي: التفسير أو اللغة أو النحو أو القراءة، وذلك لإتمام الفائدة، وإكمال البحث في رابع الأئمة المجتهدين أصحاب المذاهب، مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل (رحمهم الله تعالى) ... وهذا من فضل الله تعالى ومنته علينا.

الكوفي، مولى بني تميم الله بن ثعلبة. ولد: سنة (80 هـ) ثمانين للهجرة. من مشايخه: عطاء بن أبي رباح، وعطية العوفي، ونافع وغيرهم. من تلامذته: أبو يوسف، وسفيان الثوري، وزائدة، وشَريك وخلق كثير. كلام العلماء فيه: • التاريخ الكبير للبخاري: "كان مرجئًا، سكتوا عنه، وعن رأيه، وعن حديثه" أ. هـ. • الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن أنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، فيما كتب إليّ عن أبي عبد الرحمن المقرئ قال: كان أبو حنيفة يحدثنا فإذا فرغ من الحديث قال: هذا الذي سمعتم كله ريح وباطل .. ". وقال: " ... ذُكر أبو حنيفة عند أحمد بن حنبل فقال: رأيه مذموم، وبدنه لا يذكر -حدثنا عبد الرحمن ثنا حجاج بن حمزة قال نا عبدان بن عثمان قال سمعت ابن المبارك يقول: كان أبو حنيفة مسكينًا في الحديث " أ. هـ. • الكامل لابن عدي: "وأبو حنيفة له أحاديث صالحة، وعامة ما يرويه غلط وتصاحيف، وزيادات في أسانيدها، ومتونها، وتصاحيف في الرجال، وكافة ما يرويه كذلك، لم يصح له في جميع ما يرويه إلا بضعة عشر حديثًا، وقد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمائة حديث من مشاهير وغرائب، وكله على هذه الصورة، لأنه ليس هو من أهل الحديث، ولا يحمل علمًا من تكون هذه صورته في الحديث" أ. هـ. • تاريخ بغداد: "إمام أصحاب الرأي، وفقيه أهل العراق، ورأى أنس بن مالك - رضي الله عنه -" أ. هـ. قلت: وسوف نذكر بعد قليل ما قاله الخطيب في أمر عقيدة الإمام أبي حنيفة وفي ذلك تفصيل ... والله تعالى الموفق. • السير: "الإمام، فقيه الملة، عالم العراق". ثم قال: "قال محمّد بن سعد العَوْفي: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو حنيفة ثقة لا يُحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ. وقال صالح بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو حنيفة ثقة في الحديث، وروى أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز، عن ابن معين: كان أبو حنيفة لا بأس به، وقال مرة: هو عندنا من أهل الصدق، ولم يتهم بالكذب. ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء، فأبى أن يكون قاضيًا. أخبرنا ابن علان كتابة، أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، أنبأنا الخطيب، أنبأنا الخلال، أنبأنا علي بن عمرو الحريري، حدثنا علي بن محمّد بن كاسٍ النخعي، حدثنا محمّد بن محمود الصيدناني، حدثنا محمّد بن شجاع بن الثلجي، حدثنا الحسن بن أبي مالك، عن أبي يوسف قال: قال أبو حنيفة: لما أردت طلب العلم، جعلت أتخيَّر العلوم وأسأل عن عواقبها. فقيل: تعلم القرآن. فقلت: إذا حفظته فما يكون آخره؟ قالوا: تجلس في المسجد فيقرأ عليك الصبيان والأحداث، ثم لا يلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو مساويك، فتذهب رئاستك. قلت: من طلب العلم للرئاسة قد يفكر في هذا، وإلا فقد ثبت قول المصطفى صلوات الله عليه

(أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه) (¬1)، يا سبحان الله! وهل محل أفضل من المسجد؟ وهل نشر لعلم يُقارب تعليم القرآن؟ كلا والله. وهل طلبة خير من الصبيان الذين لم يعملوا الذنوب؟ وأحسب هذه الحكاية موضوعة .. ففي إسنادها من ليس بثقة. تتمة الحكاية: قال: قلت: فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني؟ قالوا: إذا كبرت وضعفت، حدثت واجتمع عليك هؤلاء الأحداث والصبيان. ثم لم تأمن أن تغلط، فيرموك بالكذب، فيصير عارًا عليك في عقبك. فقلت: لا حاجة لي في هذا. قلت: الآن كما جزمت بأنها حكاية مختلقة، فإن الإمام أبا حنيفة طلب الحديث وأكثر منه في سنة مئة وبعدها ولم يكن إذ ذاك يسمع الحديث الصبيان، هذا اصطلاح وجد بعد ثلاث مئة سنة، بل كان يطلبه كبار العلماء، بل لم يكن للفقهاء علم بعد القرآن سواه ولا كانت قد دونت كتب الفقه أصلًا. ثم قال: قلت: أتعلم النحو. فقلت: إذا حفظت النحو والعربية، ما يكون آخر أمري؟ قالوا: تقعد معلمًا فأكثر رزقك ديناران إلى ثلاثة. قلت: وهذا لا عاقبة له. قلت: فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني؟ قالوا: تمدح هذا فيهب لك، أو يخلع عليك، وإن حرمك هجوته. قلت: لا حاجة فيه. قلت: فإن نظرت في الكلام، ما يكون آخر أمره؟ قالوا: لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام، فيُرمى بالزندقة، فيُقتل، أو يسلم مذمومًا. قلت: قاتل الله من وضع هذه الخرافة، وهل كان في ذلك الوقت وجد علم الكلام؟ ! . قال: قلت: فإن تعلمت الفقه؟ قالوا: تُسأل وتُفتي الناس، وتُطلب للقضاء، وإن كنت شابًّا. قلت: ليس في العلوم شيء أنفع من هذا، فلزمت الفقه وتعلمته (¬2). وبه إلى ابن كاس، حدثني جعفر بن محمّد بن خازم، حدثنا الوليد بن حماد، عن الحسن بن زياد، عن زفر بن الهذيل، سمعت أبا حنيفة يقول: كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغًا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة يومًا فقالت لي: رجل له امرأة أمة، أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول. فأمرتها أن تسأل حمادًا، ثم ترجع تخبرني. فسألته، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5027) و (5028)، في فضائل القرآن باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وأبو داود (1452) في الوتر، باب: ثواب قراءة القرآن، والترمذي (2099)، في ثواب القرآن، باب: ما جاء في تعلم القرآن. وابن ماجه (211) في المقدمة، باب: فضل من تعلم القرآن وعلمه، وأحمد (1/ 57، 58، 69)، والدارمي (2/ 437) في فضائل القرآن، باب: خياركم من تعلم القرآن وعلمه. من حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه -. (¬2) قال د. بشار عواد في "تهذيب الكمال" عن هذه الحكاية: "هذه حكاية موضوعة مختلقة لا تصح إسنادًا ولا متنًا، ففي إسنادها من ليس بثقة فمحمد بن شجاع كذاب معروف". ثم قال: " ... ولم يكن علم الكلام موجودًا آنذاك فهذا كلها تدل على وضعها وتفاهة واضعها .. " أ. هـ. تهذيب الكمال (29/ 425).

تطليقة، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج. فرجعت، فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد فأحفظها، ويخطئ أصحابه. فقال: لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة. فصحبته عشر سنين. ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة، فأحببت أن أعتزله وأجلس في حلقة لنفسي. فخرجت يومًا بالعشي، وعزمي أن أفعل، فلما رأيته لم تطب نفسي أن أعتزله. فجاءه تلك الليلة نَعْي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالًا، وليس له وارث غيره. فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، فغاب شهرين ثم قدم، فعرضت عليه المسائل، وكانت نحوًا من ستين مسألة، فوافقني في أربعين، وخالفني في عشرين فآليت على نفسي ألا أفارقه حتى يموت. وهذه أيضًا الله أعلم بصحتها، وما علمنا أن الكلام في ذلك الوقت كان له وجود، والله أعلم". ثم قال: "وعن حماد بن أبي حنيفة قال: كان أبي جميلًا، تعلوه سمرة، حسن الهيئة، كثير التعطر، هيوبًا، لا يتكلم إلا جوابًا، ولا يخوض -رحمه الله- فيما لا يعنيه. وعن ابن المبارك. قال: ما رأيت رجلًا أوقر في مجلسه، ولا أحسن سمتًا وحلمًا من أبي حنيفة". وقال: "وقد روي من غير وجه أن الإمام أبا حنيفة ضرب غير مرة، على أن يلي القضاء فلم يجب. قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدًا أحلم من أبي حنيفة. وعن الحسن بن زياد اللؤلؤي قال: قال أبو حنيفة: إذا ارتشى القاضي، فهو معزول، وإن لم يُعزل. وروى نوح الجامع، عن أبي حيفة أنه قال: ما جاء عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة اخترنا، وما كان من غير ذلك، فهم رجال ونحن رجال. قال وكيع: سمعت أبا حنيفة يقول: البولُ في المسجد أحسن من بعض القياس. وقال أبو يوسف: قال أبو حنيفة: لا ينبغي للرجل أن يُحدث إلا بما يحفظُه من وقت ما سمعه. وعن أبي معاوية الضرير قال: حُبُّ أبي حنيفة من السنة. قال إسحاق بن إبراهيم الزهري، عن بشر بن الوليد قال: طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء، وحلف ليلين فأبى، وحلف: إني لا أفعل. فقال الربيع الحاجب: ترى أمير المؤمنين يحلف، وأنت تحلف؟ قال: أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدَرُ مني، فأمر به إلى السجن، فمات فيه ببغداد. وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمري: لم يقبل العهد بالقضاء، فضرب وحبس، ومات في السجن، وروى حيان بن موسى المروزي، قال: سئل ابن المبارك: مالك أفقه، أو أبو حنيفة؟ قال: أبو حنيفة. وقال الخريبي: ما يقع في أبي حنيفة إلا حاسد أو جاهل.

وقال يحيى بن سعيد القطان: لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. وقال علي بن عاصم: لو وزن علم الإمام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه، لرجح عليهم. وقال حفص بن غياث: كلام أبي حنيفة في الفقه، أدق من الشعر، لا يعيبه إلا جاهل. وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة، فقال: إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت الخزاز، وأظنه بورك له في علمه. وقال جرير: قال لي مغيرة، جالس أبا حنيفة تفقه، فإن إبراهيم النخعي لو كان حيًّا لجالسه. وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. قلت: الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام. وهذا أمر لا شك فيه. وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين - رضي الله عنه -، ورحمه. توفي شهيدًا مسقيًا في سنة خمسين ومئة" أ. هـ. • الجواهر المضية: "وقال أبو يوسف القاضي: ما رأيت أعلم بتفسير الحديث من أبي حنيفة. وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما طلب أحد الفقه إلا كان عيالًا على أبي حنيفة. وقال الإمام مالك، وقد سئل عنه: رأيت رجلًا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبًا، لقام بحُجَّتِه. وكان الإمام أحمد بن حنبل كثيرًا ما يذكره، ويترحم عليه، ويبكي في زمن محنته، ويتسلى بضرب أبي حنيفة على القضاء. وقال ابن عبد البر في كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء، أبي حنيفة ومالك والشافعي": سئل يحيى بن معين، وعبد الله بن أحمد الدورقي يسمع عن أبي حنيفة؟ فقال يحيى بن معين: هو ثقة، ما سمعت أحدًا ضعفه، هذا شعبة بن الحجاج يكتب إليه أن يحدث، بأمره، وشعبةُ شعبةُ! ! قال: وكذا عليُّ بن المديني أثنى عليه. وقال ابن عبد البر أيضًا في كتاب "بيان جامع العلم": وقيل ليحيى بن معين: يا أبا زكريا، أبو حنيفة كان يصْدُقُ في الحديث؟ فقال: نعم، صدوق. قال: وقال شبابة بن سوار: كان شعبة حسن الرأي في أبي حنيفة. قلت: وشعبة أول مَن تَكَلَّم في الرجال. وقال يزيد بن هارون: أدركت ألف رجل، وكتبت عن أكثرهم، ما رأيت فيهم أفقه، ولا أورع، ولا أعلم، من خمسة؛ أولهم أبو حنيفة. وقال أبو يوسف: كان أبو حنيفة، رحمه الله، يختم القرآن في كل ليلة، في ركعة. وفي رواية: ويكون ذلك وتره. قال ابن عبد البر: وقال علي بن المديني: أبو حنيفة ثقة، لا بأس به. قال ابن عبد البر: الذين روَوْا عن أبي حنيفة، ووثقوه، وأثنوا عليه، أكثر من الذين تكلموا فيه، والذين تكلموا فيه من أهل الحديث أكثر ما

عابوا الإغراق في الرأي والقياس. قال: وكان يقال: يستدل على نباهة الرجل من الماضين، بتباين الناس فيه. قالوا: ألا ترى إلى علي بن أبي طالب، أنه هلك فيه فئتان، محب أفرط، ومبغض أفرط، وقد جاء في الحديث: (إنه يهلك فيه رجلان، مُحِبٌّ مُطْرٍ، ومُبْغِضٌ مفتر). قال: وهذه صفة أهل النباهة، ومن بلغ في الفضل والدين الغاية. قال ابن عبد البر: قال أبو داود السجستاني: إن أبا حنيفة كان إمامًا، وإن مالكًا كان إمامًا، وإن الشافعي كان إمامًا، وكلام الأئمة بعضهم في بعض يجب ألا يُلتفت إليه، ولا يعرج عليه، في من صحت إمامته وعظمت في العلم غايته. ولقد أكثر ابن عبد البر في تصانيفه، ولا سيما في هذا الكتاب، النقل عن الأئمة بثنائهم على الإمام أبي حنيفة. وكذا غيره من الأئمة المعتبرين من أهل الحديث والفقه. قال ابن عبد البر: أبو حنيفة أقْعد الناس بحماد بن أبي سليمان. اعلم أن الإمام أبا حنيفة قد قُبِلَ قولُه في الجَرْح والتعديل، وتلقوه عنه علماء هذا الفن وعملوا به، كتلقيهم عن الإمام أحمد والبخاري وابن معين وابن المديني، وغيرهم من شيوخ الصنعة، وهذا يَدُلُّك على عظمته وشأنه، وسعة علمه وسيادته. فمن ذلك ما رواه الترمذي في كتاب العلل من "الجامع الكبير": حدثنا محمود بن غيلان، عن وهب بن جرير، عن أبي يحيى الحِمَّاني: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت أكذب من جابر الجُعْفِيّ، ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح. وروينا في "المدخل لمعرفة دلائل النبوة" للبيهقي الحافظ، بسنده، عن عبد الحميد الحماني، سمعت أبا سعد الصنعاني، وقام إلى أبي حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة، ما تقول في الأخذ عن الثوري؟ فقال: اكتب عنه، فإنه ثقة، ما خلا أحاديث أبي إسحاق عن الحارث، وحديث جابر الجُعْفِيّ. وقال أبو حنيفة: طَلْقُ بن حبيب كان يرى القَدَر. وقال أبو حنيفة: زيد بن عياش ضعيف. وقال سُوَيد بن سعيد: عن سفيان بن عيينة، قال أول من أقعدني للحديث أبو حنيفة، قدمت الكوفة، فقال أبو حنيفة: إن هذا أعلم بحديث عمرو بن دينار. فاجتمعوا عليَّ فحدثثهم". ثم قال: "وقال أبو حنيفة: لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه فتح للناس بابا إلى علم الكلام. وقال أبو حنيفة: قاتل الله جهم بن صفوان، ومقاتل بن سليمان، هذا أفرط في النفي، وهذا أفرط في التشبيه. قال الطحاوي: حدثنا سليمان بن شعيب، حدثنا أبي، قال: أمْلَى علينا أبو يوسف، قال: قال أبو حنيفة: لا ينبغي للرجل أن يحدث من الحديث إلا ما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدث به. قلت: سمعت شيخنا العلامة الحجة زين الدين بن الكتناني، في درس الحديث بالقبة المنصورية، وكان أحد سلاطين العلماء، ينصر هذا القول، وسمعته يقول في هذا المجلس: لا يحل لي أن أروي إلا قوله - عليه السلام -: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" فإني حفظته من حين سمعته إلى الآن.

قلت: ولكن أكثر الناس على خلاف هذا، ولهذا قلَّت رواية أبي حنيفة لهذه العلة، لا لعلة أخرى زعمها المتحملون عليه. وقال أبو عاصم: سمعت أبا حنيفة يقول: القراءة جائزة. يعني عرض الكتب. قال: وسمعت ابن جريج يقول: هي جائزة. يعني عرض الكتب" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "فقيه مشهور" أ. هـ. • قلت: لقد تكلم في الإمام أبي حنيفة حول عقيدته الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل، وابن حبان، وابن عدي، والخطيب البغدادي، وذكروا ما جاء عنه في الإرجاء وغيره من القول في الإيمان والخروج عن السلطان وغير ذلك، مع ضعفه بالحديث كما أسلفنا القول عن ابن أبي حاتم، وابن عدي، وغيرهما، وفي ذلك تفصيل وسعة لمعرفة الأمور السابقة حول هذا الإمام العلم إمام مذهب الحنفية والفقيه المنتهى إليه في عصره، وعليه ليس لنا إلا ما سنذكره حول قول العلماء، وبعض البحوث التي عرضها أصحاب الدراسات والتحقيق في عصرنا، فالله تعالى المستعان وهو الموفق إلى خير السبيل. وسوف نورد الآن البحث في كلام الخطيب وغيره من خلال المقدمة لكتاب "تبييض الصحيفة" للسيوطي بقلم محمّد عاشق حيث نقد فيه الدكتور محمود الطحان كلام الخطيب في الإمام أبي حنيفة، قوله بنصه مع حواشيه: "لقد أورد الخطيب تلك المطاعن والمثالب، ضمن ترجمة أبي حنيفة في كتابه: تاريخ بغداد، الجزء الثالث عشر من النسخة المطبوعة، حيث ترجم لأبي حنيفة بما يزيد على المائة صفحة، وذلك من صفحة: (323)، إلى صفحة: (454). وهي أطول ترجمة في الكتاب إطلاقًا. وابتدأ الترجمة بكلام طيب، وثناء جميل على أبي حنيفة، ثم عقد فصلًا لمناقبه، وصاق فيه من الروايات المسندة عن الأئمة، في مدح أبي حنيفة والثناء عليه الشيء الكثير. كما عقد فصولًا فيما قبل في فقهه وعبادته وورعه، وجوده ووفور عقله وفطنته، وأتى فيه بالشيء الحسن العجيب، واستغرق ذلك حوالي ستًّا وأربعين صفحة، أي إلى صفحة (369). وفجأة يقلب لأبي حنيفة ظهر المِجَنِّ، ويطمس تلك المحاسن والمناقب التي ساقها كلها بكلمة واحدة، فيقول: "وقد سقنا عن أيوب السختياني، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم من الأئمة، أخبارًا كثيرة، تتضمن تقريظ أبي حنيفة، والمدح له، والثناء عليه والمحفوظ عند نقلة الحديث عن الأئمة المتقدمين -وهؤلاء المذكورون منهم- في أبي حنيفة خلاف ذلك. وكلامهم فيه كثير، لأمور شنيعة حفظت عليه. متعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع، نحن ذاكروها بمشيئة الله، ومعتذرون إلى من وقف عليها، وكره سماعها، بأن أبا حنيفة عندنا، مع جلالة قدره، أسوى بغيره من العلماء الذين دوّنا ذكرهم في هذا الكتاب، وأوردنا أخبارهم، وحكينا أقوال الناس فيهم على تباينها، والله الموفق

للصواب" (¬1). ثم شرع في إيراد تلك المطاعن والمثالب، على شكل روايات تاريخية، يسوقها بالسند منه إلى قائليها، ويستتر وراءها، متظاهرًا بأنه ليس له فيها إلا روايتها وجمعها. واستمر في سرد تلك الروايات التي تحمل المطاعن والاتهامات لأبي حنيفة، بإسهاب وإطناب غريب على مئات الروايات، واستغرقت ما يزيد على الثمانين صفحة (¬2). مجمل تلك المطاعن وأنواعها: لقد ساق الخطيب تلك المطاعن مقسمة إلى فصول، يتعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع، والبعض الآخر بِمُسْتَشْنَعَات الألفاظ، وغير ذلك. وسأجملها في النقاط الرئيسية التالية، ثم أذكر في كل نقطة، المسائل المتفرعة عنها، ثم أنقد تلك الروايات من جهة السند والمعقول إجمالًا. والنقاط الرئيسية للمثالب التي ذكرها الخطيب هي: أ. كثرة العلماء الذين ردوا على أبي حنيفة. ب. ما حكي عن أبي حنيفة في الإيمان. جـ. ما حكي عنه من القول بخلق القرآن. د. ما نسب إليه من رأيه في الخروج على السلطان. هـ. ما حكي عنه من مستشنعات الألفاظ والأفعال. و. ما قاله العلماء في ذم رأيه والتحذير منه، وما يتعلق بذلك من أخباره. تنبيهان: وقبل الدخول في تفاصيل تلك المثالب ومناقشتها، أود أن ألفت النظر، وأنبه إلى أمرين مهمين، لعل في ذكرهما إلقاء الضوء على الموضوع قبل مناقشته. هذان الأمران هما: أ- كيف يصف الخطيب المثالب بـ "المحفوظ"، وفي أسانيد تلك الروايات رجال تكلم الخطيب نفسه عليهم بالجرح والتضعيف، في كتاب التاريخ ذاته! ؟ .. ب- إن بين النسخ المخطوطة لتاريخ بغداد، اختلافًا كبيرًا في كمية المثالب الواردة في ترجمة أبي حنيفة، فما هو السبب؟ أما الأمر الأول: فيستغرب أن يصدر عن الخطيب بهذه الصراحة، التي يكون فيها مجالًا للنقد، حتى بين تلامذته الذين كان يملي عليهم التاريخ. فالذي يتكلم على رجال في الكتاب نفسه -تاريخ بغداد- ويصفهم بالضعف والكذب، ثم يروي روايات مسندة عنهم، ثم يصف هذه الروايات بأنها المحفوظة عند المحدثين، يجعل نفسه هدفًا لسهام الناقدين له، والطاعنين عليه، وما أظن الخطيب يفعل هذا، وإنما هذا -والله أعلم- من زيادة بعض المشايخ المغرضين، دسه على لسان الخطيب. وأما الأمر الثاني: وهو مسألة اختلاف النسخ المخطوطة في مقدار روايات المثالب، في ترجمة أبي حنيفة، فهو شيء يلفت النظر، ويدعو للتأمل ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد (13/ 369). (¬2) وهي بين ص (369 - 454).

والبحث في سبب هذا الاختلاف في هذا المكان الخطير، كما أنه يدعم ما ذكرت آنفًا، من أن التاريخ قد زيد فيه أشياء بعد وفاة الخطيب. فقد جاء في النسخة المطبوعة، في الجزء الذي طبع أولًا، وصودرت كثر نسخه، ثم أعيد طبعه، جاء في الجزء الثالث عشر في ص: (377) تعليق في أسفل الصفحة هذا نصه: "من هنا سقط في نسخة الكوبريلي، إلى آخر ترجمة أبي حنيفة، وأكملنا بقية الترجمة من نسخة الصميصاطية". ونسخة الكوبريلي هذه، هي النسخة المصورة في دار الكتب المصرية، عن نسخة مخطوطة في تركيا. ومن هذا التعليق، الذي كتبه الناشر للكتاب، يتبين أن المثالب التي في نسخة الكوبريلي، لا يتجاوز حجمها الثماني صفحات فقط، من الجزء المُصَادَر، وهي بين ص (369 - 377). فتكون نسبة الموجود في هذه النسخة من المثالب، إلى النسخة الأخرى -وهي الموجودة في دار الكتب المصرية- السدس أو أقل. أي أن الموجود من المثالب في النسخة الثانية، يزيد ست مرات أو أكثر على ما في النسخة الأولى -الكوبريلي-، من المثالب، وهو فرق كبير جدًّا، فليس الفرق بين النسختين زيادة سطر أو سطرين، أو إيراد خبر أو خبرين، وإنما الفرق بشكل يدعو للاستغراب، وخصوصًا في مثل هذا الموقف الحساس! . وبعد هذا العرض للتنبيهين، نبدأ بذكر النقاط الرئيسية للمثالب التي ذكرها الخطيب، واحدة واحدة، مع مناقشة كل نقطة، وبيان ما يظهر لي فيها من الحق. والله المعين على ذلك. أ- فأما النقطة الأولى: وهي كثرة العلماء الذين ردوا على أبي حنيفة، فهي عبارة عن فصل صغير، ساقه الخطيب كرواية تاريخية وصلت إليه، فيها أسماء خمسة وثلاثين شخصًا من العلماء والأئمة، يقول ناقلها إنهم جميعًا ردوا على أبي حنيفة. وهذا نص تلك الرواية كما ساقها الخطيب حيث قال: "أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو يكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن مسلم الختلي، قال: أملى علينا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الأبار، في شهر جمادى الآخرة، من سنة ثمان وثمانين ومائتين، قال: ذكر القوم الذين ردوا على أبي حنيفة: أيوب السختياني، وجرير بن حازم، وهمام بن يحيى، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأبو عوانة، وعبد الوارث، وسوار العنبري القاضي، ويزيد بن زريع، وعلي بن عاصم، ومالك بن أنس، وجعفر بن محمد، وعمر بن قيس، وأبو عبد الرحمن المقريء، وسعيد بن عبد العزيز، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، ويوسف بن أسباط، ومحمد بن جابر، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وحماد بن أبي سليمان .. وابن أبي ليلى، وحفص بن غياث، وأبو بكر بن عياش، وشريك بن عبد الله، ووكيع بن الجراح، ورتبة بن مصقله، والفضل بن موسى، وعيسى بن يونس، والحجاج بن أرطاة، ومالك بن مغول، والقاسم بن حبيب، وابن شبرمة" (¬1). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 370 - 371).

قلت: ومعلوم أن رد العلماء على إمام من الأئمة، لا ينقص من قدره، ولا يعتبر مطعنًا فيه، بل هو أمر طبيعي معروف، جرى عليه العلماء من لدن الصحابة الكرام، إلى يومنا هذا. ومَن مِن العلماء والأئمة، من لم يرد عليه في المسائل الاجتهادية التي قال بها؟ وقديمًا قال الإمام مالك: "ما منا إلا رَدَّ وَرُدّ عليه، إلا صاحب هذا القبر". يشير بذلك إلى أن كل الأئمة معرضون للرد، حاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنه المعصوم، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. ثم إن تعداد أسماء جماعة من العلماء، ووصفهم بأنهم ردوا على أبي حنيفة، بدون تعيين المسائل التي ردوا عليه فيها، وبدون معرفة هل كان الحق بجانبهم، أو بجانبه، أمر مبهم لا يفيد سوى قصد التهويل من كثرة الأشخاص الذين ردوا عليه. ومع ذلك، فإن كانت المسألة مسألة كثرة، فهذا ابن عبد البر يقول في كتابه: "جامع بيان العلم": "الذين رووا عن أبي حنيفة، ووثقوه، وأثنوا عليه، أكثر من الذين تكلموا فيه". ثم قال: "والذين تكلموا فيه أهل الحديث، أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي، والقياس والإرجاء وكان مما يقال: يستدل على نباهة الرجل من المعارضين، بتباين الناس فيه، قالوا: ألا ترى إلى علي بن أبي طالب، هلك فيه فريقان محب مفرط، ومبغض أفرط. وقد جاء في الحديث: أنه يهلك فيه رجلان: محب مُطْرٍ، ومبغض مفتر، وهذا صفة أهل النباهة، ومن بلغ في الدين والفضل الغاية، والله أعلم" (¬1). وقد عقد الحافظ ابن عبد البر في كتابه "الانتقاء" بابا في ذكر من أثنى على أبي حنيفة من العلماء وفضله، فقال: "باب ذكر ما انتهى إلينا من ثناء العلماء، على أبي حنيفة، وتفضيلهم له" (¬2). ثم أخذ يذكر اسم العالم الذي أثنى عليه، ويتبعه بذكر القول الذي مدحه به، مرويًّا بالسند من ابن عبد البر، إلى قائله، فذكر ستة وعشرين شخصًا من العلماء والأئمة، وهم: أبو جعفر محمّد بن علي بن حسن، وعماد. بن أبي سليمان، ومِسْعَر بن كِدَام، وأيوب السختياني، والأعمش، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، والمغيرة بن مِقْسَم الضبي، والحسن بن صالح بن حي، وسفيان بن عيينة، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد بن يزيد، وشريك القاضي، وابن شبرمة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، والقاسم بن معن، وحجر بن عبد الجبار، وزهير بن معاوية، وابن جريج، وعبد الرزاق، والشافعي، ووكيع، وخلد الواسطي، والفضل بن موسى السيناني، وعيسى بن يونس. وقد استغرقت أقوالهم التي رواها في الثناء على أبي حنيفة حوالي ثلاث عشرة صفحة، من ص (124 إلى ص 132). ثم عقب على ذلك، بذكر بقية العلماء الذين أثنوا عليه، بدون ذكر الأقوال التي قالوها، اختصارًا، فقال: "وممن انتهى ثناؤه على أبي ¬

_ (¬1) جامع بيان العلم: (2/ 149). (¬2) الانتقاء: (ص 124).

حنيفة، ومدحه له، عبد الحميد بن يحيى الحماني، ومعمر بن راشد، والنضر بن محمد، ويونس بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس، وزفر بن الهذيل، وعثمان البتي، وجرير بن عبد الحميد، وأبو مقاتل حفص بن مسلم، وأبو يوسف القاضي، وسلم بن سالم، ويحيى بن آدم، ويزيد بن هارون، وابن أبي رزمة وسعيد بن سالم القداح وشداد بن حكيم وخارجة بن مصعب وخلف بن أيوب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن السائب الكلبي، والحسن بن عمارة وأبو نعيم الفضل بن دكين والحكم بن هشام، ويزيد بن زريع، وعبد الله بن داود الخريبي ومحمد بن فضيل، وزكريا بن أبي زائدة، وابنه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن معين، ومالك بن مغول، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وقيس بن الربيع، وأبو عاصم النبيل، وعبد الله بن موسى، ومحمد بن جابر الأصمعي، وشقيق البلخي، وعلي بن عاصم، ويحيى بن نصر. كل هؤلاء أثنوا عليه، ومدحوه بألفاظ مختلفة، ذكر ذلك كله أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف المكي، في كتابه الذي جمعه في فضائل أبي حنيفة وأخباره، حدثنا به حكم بن منذر رحمه الله" (¬1). وتقول لجنة علماء الأزهر، التي تولت التعليق على المثالب الموجودة في ترجمة أبي حيفة، من "تاريخ بغداد"، في أول ذكر المثالب عند قول الخطيب: "وقد سقنا عن أيوب السختياني .. والمحفوظ .. الخ" تقول في أول تعليق لها ما يلي: "ستجد فيما يجيء من الروايات إسرافًا في النيل من الإمام أبي حيفة، وقد تتبعناها جميعها، فوجدناها روايات واهية الإسناد، متضاربة المعنى. ولا شك أن للعصبية المذهبية شأنًا وأي شأن، فيما نقله الخطيب، وكم من إمام جليل وعالم نبيل أنصف الحقيقة فأوفى الثناء على الإمام الأعظم - رضي الله عنه - ولكثير من العلماء الأثبات، كلام يهدم ما زعمه الخطيب محفوظًا، وإذا أردت معرفة قيمة الروايات، فدونك كتاب الانتقاء، للحافظ ابن عبد البر، وجامع المسانيد، للخوارزمي، المتوفى سنة (675 هـ) وتذكرة الحفاظ للذهبي، والسهم المصيب للملك المعظم، والجواهر المنيفة، للسيد مرتضى الزبيدي، ومثل هذه الكتب. وإن جلالة قدر أبي حنيفة، ومنزلته من الزهد والورع والعلم، وجودة القريحة وقوة تمسكه بكتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا يحيد عنها متى صحت عنده، لما اشتهر أمره، ونقل إلينا نقلًا مستفيضًا، عن جلة العلماء من أصحابه وغيرهم، فلا يقدح فيه روايات كهذه التي ساقها الخطيب. وانظر نقل ابن عبد البر، في الانتقاء، عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - في أبي حنيفة، قال: "كان أبو حنيفة شديد الأخذ للعلم، ذابًا عن حرم الله أن تستحل، يأخذ بما صح عنده من الأحاديث، التي كان يحملها الثقات، وبالآخر من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبما أدرك عليه علماء الكوفة، ثم شنع عليه ¬

_ (¬1) الانتقاء: ص (137).

قوم، يغفر الله لنا ولهم" (¬1). ب- وأما النقطة الثانية: وهي: -ما حكي عن أبي حنيفة في الإيمان- فقد ساق فيها الخطيب ثلاثة وثلاثين خبرًا. الخبر الأول منها يتعلق بمسالة الاستثناء في الإيمان، وأن أبا حنيفة يعتبر من لا يجزم بأنه مؤمن هنا، وعند الله حقًّا، شاكًّا في إيمانه، وأن وكيعًا اعتبر قول أبي حنيفة هذا جرأة. وهذا نص الرواية كما ساقها الخطيب، فقال: "أخبرنا الحسين بن محمّد بن الحسن، أخو الخلال، أخبرنا جبريل بن محمّد بن المعدل -بهمذان-، حدثنا محمّد بن حيويه النخاس، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا وكيع، قال: سمعت الثوري يقول: نحن المؤمنون، وأهل القبلة عندنا مؤمنون، في المناكحة والمواريث، والصلاة والإقرار ولنا ذنوب، ولا ندري ما حالنا عند الله؟ قال وكيع: وقال أبو حنيفة: "من قال بقول سفيان هذا، فهو عندنا شاك، نحن المؤمنون هنا، وعند الله حقًّا". قال وكيع: "ونحن نقول بقول سفيان، وقول أبي حنيفة عندنا جرأة" (¬2). وفي هذه الرواية، محمّد بن حيويه، وهو أبو العباس الخزاز، قال فيه الخطيب نفسه في رقم: (1139) و"كان متساهلًا فيما يرويه يحدث عن كتاب ليس عليه سماعه". وتقول لجنة التعليق على الترجمة: "نعم، إن أبا حنيفة قد نقل عنه هذا الذي رواه الخطيب من طريق صحيحة، ومعنى كلامه - رضي الله عنه -، أنه مصدق بالله ورسله وكتبه، تصديقًا جازمًا لا يعتريه في ذلك، تردد، ويجب على كل إنسان أن يكون مصدقًا على هذا النحو، لأنه لا معنى للإيمان مع الشك، ومن وقف على ما قاله العلماء المتكلمون، وغيرهم، في مسألة الاستثناء في الإيمان، يجد ما قاله أبو حنيفة - رضي الله عنه - أبعد عن التهمة، ودخول الشك في الإيمان، وأنه إنما ذهب إلى ما ذهب من حظر الاستثناء في الإيمان، خشية اعتياد النفس التردد فيه. وفي ذلك من مفسدة الخروج منه ما لا يخفى، كما قرر ذلك شارحو كلامه: ولم ينفرد أبو حنيفة بهذا، بل هو قول كثير من العلماء من أصحابه وغيرهم. وأجاز كثير دخول الاستثناء في الإيمان، ويجب حمل تجويزهم على إيمان الموافاة، وهو بقاء الإيمان إلى الوفاة، لأنه المعتبر في النجاة ويحمل عليه كلام سفيان الثوري. ومن هنا تعلم أن كلام أبي حنيفة، لا يعد جرأة. على أنه قد نقل الخوارزمي في جامع المسانيد، رجوع الثوري إلى قول أبي حنيفة في هذه المسألة" (¬3). وأما الأخبار الثاني والثالث والخامس والسادس، فتتعلق كلها بمسألة واحدة وهي: هل يشترط معرفة مكان الكعبة، وقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإيمان؟ والروايات الأربع المذكورة، تفيد أن أبا حنيفة، لما سئل عن ذلك أجاب بأنه لا يشترط معرفة ذلك، وعلى ذلك، فمن جهل مكان الكعبة، وقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مؤمن، -على حد ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 369) - التعليق. (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 371 - 372). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 371 - 372) - التعليق.

تعبير تلك الأخبار. والأخبار الثلاثة الأولى مدارها على الحارث بن عمير، وقد قال الذهبي عنه في الميزان: "كذبه ابن خزيمة" وقال الحاكم عنه: "روى عن حميد وجعفر الصادق أحاديث موضوعة". وقال ابن حبان: "كان يروي الموضوعات عن الأثبات" كما أن الخبر الثالث فيه محمّد بن محمّد الباغندي، وقد قال الدارقطني عنه: "كان كثير التدليس، يحدث بما لم يسمع، وربما سرق حديث غيره". وقال إبراهيم الأصبهاني: "كذاب". وذكر نحو ذلك الخطيب نفسه رقم: (1285). والخبر الأخير فيه عبّاد بن كثير. قال عنه الذهبي: "ليس بثقة وليس بشيء". هكذا يكون المحفوظ؟ وفي السند كذابون وغير ثقات. وشواهد الحال تكذب الخبر. وكيف يتصور أن ينطق أبو حنيفة بمثل ذلك الكفر الصراح، في المسجد الحرام، بدون أن يروي ذلك عنه إلا كذاب واحد؟ . وقد ساق ابن أبي العوام، بسنده إلى الحسن بن أبي مالك، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة أنه قال: "لو أن رجلًا صلى، يريد بصلاته إلى غير الكعبة، فوافق الكعبة على الخطأ منه، إنه بذلك كافر، وما رأيت أحدًا منهم ينكر ذلك". وأما الخبر الرابع فيتعلق بمسألة فرعية من مسائل الطلاق، وشهادة الزور عند القاضي وفي الرواية كذلك الحارث بن عمير، وقد سبق بيان حاله قريبًا. وأما الخبران السابع والثاني عشر، فيتعلقان بمسألة مفادها: "لو أن رجلًا عبد نعلًا يتقرب بها إلى الله، فهو مؤمن عند أبي حنيفة". وفي الخبر السابع، عبد الله بن جعفر بن درستويه، حكى الخطيب نفسه فيه عن البرقاني تضعيفه، وفي الخبر الثاني عشر، القاسم بن حبيب. قال ابن أبي حاتم، قال ابن معين: لا شيء على أن هذا القول غير معقول صدوره من مثل أبي حنيفة، المشهور بعلمه وتقواه، بل غير معقول أن يصدر عن أبي مسلم. ثم هل يوجد في الدنيا من يعبد النعل. حتى يسأل أبو حنيفة عنه فيقره؟ اللهم هذا بهتان عظيم. والخبر الثامن يتعلق بمسالة، هل يزيد الإيمان وينقص أو لا؟ وهل الصلاة وبقية الأعمال تعتبر جزءًا من الإيمان؟ وأنا أسوق الخبر بنصه، حتى يكون القارئ على بينة من تفاصيل الخبر. قال الخطيب: "أخبرنا أبو سعيد، الحسن بن محمّد بن حسنويه الكاتب، -بأصبهان-. أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عيسى بن مزيد الخشاب، حدثنا أحمد بن مهدي بن محمّد بن رستم، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني عبد السلام -يعني ابن عبد الرحمن- قال: حدثني إسماعيل بن عيسى بن علي. قال: قال لي شريك: كفر أبو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى. قال الله تعالى: {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}. قال تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}. وزعم أبو حنيفة الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وزعم أن

الصلاة ليست من دين الله" (¬1). وفي هذه الرواية، عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي، وهو غير مأمون. فقد حكى الخطيب نفسه في تاريخه رقم: (5729)، أن يحيى بن أكثم، قاضي قضاة المتوكل، صرف عبد السلام هذا عن القضاء، لأمور، أهونها ضعفه في الفقه. وفي الرواية أيضًا شريك بن عبد الله، تكلم فيه العلماء كثيرًا جدًّا، حتى قال يحيى بن سعيد: "لو كان بين يدي ما سألته عن شيء". وضعف حديثه جدًّا. انظر تاريخ الخطيب رقم (4838). وقول شريك الراوي: "زعم أن الصلاة ليست من دين الله" تحريف للقول عن موضعه، أو عدم تفريق بين مدلولي الدين والإيمان. وأصلها: "أن الصلاة ليست من اللإيمان". أي أنها ليست جزءًا من حقيقته، بحيث لو أدخل بها الإنسان، خرج من الإيمان، وإن كانت عنده - رضي الله عنه -، من أكبر شرائع الإيمان وأعلاها. وأما الخبران التاسع والعاشر ففيهما أن أبا حنيفة، يجعل إيمان أبي بكر الصديق، وإيمان آدم، كإيمان إبليس ... وفي الخبر الأول: محبوب بن موسى الأنطاكي، له حكايات تالفة عن الفزاري وغيره، قال: أبو داود لا يلتفت إلى حكاياته إلَّا من كتاب. وفي الخبرين معًا أبو إسحاق الفزاري، وهو منكر الحديث. وتشبيه إيمان آدم وأبي بكر، بإيمان إبليس، الذي نص القرآن الكريم على أنه: {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. لا يعقل أن يصدر من أبي حنيفة، الذي يقرر مذهبه، أن أي استخفاف بأي حكم من أحكام الدين كفر. وأما الخبر الحادي عشر، وهو قصة تفيد أن أبا حنيفة مر بسكران يبول قائمًا، فقال أبو حنيفة له: "لو بلت جالسًا" وأن السكران قال له: "ألا تمر يا مرجئ؟ ". وأن أبا حنيفة قال له: "هذا جزائي منك، حيث صيرت إيمانك كإيمان جبريل". وفي الخبر، معبد بن جمعة الروياني، كذبه أبو زرعة الكشي، وصيغة القاسم بن عثمان صيغة انقطاع، ويقول عنه العُقيلي: "لا يتابع على حديثه". وقد أخرج الحافظ أبو بشر الدولابي، عن إبراهيم بن جنيد، عن داود بن أمية المروزي، قال: "سمعت عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد يقول: جاء رجل إلى أبي حنيفة، وهو سكران فقال له يا مرجئ. فقال له أبو حنيفة: لولا أني أثبت لمثلك الإيمان نسبتني إلى الإرجاء، ولولا أن الإرجاء بدعة ما باليت أن أنسب إليه وأين هذه الرواية من تلك. وأما الخبر الثالث عشر، فمفاده أنه اجتمع الثوري، وشريك، والحسن بن صالح، وابن أبي ليلى، ودعوا أبا حنيفة، وسألوه عن رجل قتل أباه ونكح أمه، وشرب الخمر في رأس أبيه، فقال: هو مؤمن، وأن الأربعة استنكروا قوله، وردوا عليه بكلام قبيح. وفي الخبر، محمّد بن جعفر الأدمي، عن أحمد بن عبيد، قال ابن أبي الفوارس: "خَلَّطَ فيما حدث، وشيخه يروي المناكير". وقال الذهبي: "غير ¬

_ (¬1) التاريخ: (13/ 375 - 376).

عمدة". على أن قول أبي حنيفة في ذاته صحيح، فإن مذهب أهل السنة، أن مرتكب الكبيرة لا يكفر بارتكابها، ومخالفو أبي حنيفة من أهل السنة، وإن ذهبوا إلى أن الإيمان قول وعمل لكنهم لم يخرجوا مرتكب الكبيرة عن الإيمان ولم يخرج مرتكب الكبيرة من الإيمان إلا الخوراج، الذين يكفرون مرتكب الكبيرة، والمعتزلة، القائلون بالمنزلة بين المنزلتين، أي الواسطة بين المؤمن والكافر. ومن أجل هذا نرى أن هذه الرواية يجب القطع بكذب نسبتها إلى هؤلاء العلماء. وفي الأخبار، من رقم: (14 إلى 19)، من هذه النقطة، والأخيار رقم: (7 و 8 و 9)، من النقطة الرابعة (د)، نسبة أبي حنيفة إلى الإرجاء، وفي إسناد كل خبر من هذه الأخبار، رجل أو أكثر مطعون فيه، كما سأذكر بعضهم بعد قليل. وأبدأ الآن بذكر بعض الرجال، أحمد بن كامل القاضي، قال الدارقطني: كان متساهلًا ربما حدث من حفظه بما ليس عنده، وأهلكه العجب. وذكر ذلك الخطيب نفسه في تاريخه رقم (2209). وفي الخبر محمّد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال الخطيب في تاريخه رقم: (1326)، كان لا يحفظ إلا حديثين، أحدهما حديث الطير، وهو موضوع بإجماع المحدثين. وأما الخبر الخامس عشر، فمفاده، أن أبا مسهر كان يقول: "كان أبو حنيفة رأس المرجئة". وأما الخبر السادس عشر، ففيه الحسن بن الحسين بن دوما النعالي. قال الخطيب نفسه في تاريخ بغداد رقم: (3812): "أفسد أمره. بأن ألحق لنفسه السماع في أشياء لم يكن عليها سماعه". قال الذهبي في الميزان: "يعني زَوَّرَ". والخبر السابع عشر بمعناه تمامًا وأما الخبر الثامن عشر، ففيه ابن درستويه، وقد مر ما فيه من الضعف. وأما الأخبار رقم: (19، 20، 22)، من هذه النقطة، والخبر التاسع من النقطة الرابعة (د)، فتشتمل على نسبة أبي حنيفة إلى القول، بمقالة جهم بن صفوان. وإسناد هذه الروايات لا يخلو من مقال، وقد أورد الخطيب نفسه هذه الأخبار بالأخبار رقم: (23، 24، 31)، من هذه النقطة. وأسوق خبرًا من الأخبار التي تنسب إلى أبي حنيفة، القول بمقالة جهم بن صفوان. وهذا الخبر رقم (19) كما ساقه الخطيب فقال "وأخبرنا ابن الفضل. أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا عبدة، قال: سمعت ابن المبارك، -وذكر أبا حنيفة- فقال رجل: هل كان فيه من الهوى شيء؟ قال نعم، الإرجاء. وقال يعقوب، حدثنا أبو جزى عمرو بن سعيد بن سالم، قال: سمعت جدي، قال: قلت لأبي يوسف: كان أبو حنيفة مرجئًا؟ قال نعم. قلت: كان جهميًا؟ قال: نعم، قلت: فأين أنت منه؟ قال: إنما كان أبو حنيفة مدرسًا، فما كان من قوله حسنًا قبلناه، وما كان قبيحًا تركناه عليه". وفي الخبر، عبد الله بن درستويه، وقد مر وصف حاله، وفيه أحمد بن الخليل البغدادي، المعروف بـ (جور)، توفي سنة ستين ومائتين، قال الدارقطني:

ضعيف لا يحتج به. وأسوق خبرًا من الأخبار التي ساقها الخطيب، وفيها تكذيب لمعنى الأخبار السابقة. قال الخطيب رقم: (23): "أخبرنا الخلال، أخبرنا الحريري، أن علي بن محمّد النخعي حدثهم، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن مكرم، حدثنا بشر بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف يقول: قال أبو حنيفة: صنفان من شر الناس بخراسان، الجهمية والمشبهة، وربما قال: والمقاتلية". وقال في الخبر رقم: (24): "وقال النخعي: حدثنا محمّد بن علي بن عفان، حدثنا يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن أبيه، سمعت أبا حنيفة يقول: جهم بن صفوان كافر". ثم يعقب الخطيب على هذين الخبرين بقوله: "وليس عندنا شك في أن أبا حنيفة، يخالف المعتزلة في الوعيد، لأنه مرجئ، وفي خلق الأفعال، لأنه كان يثبت القدر" (¬1). فهذه الروايات، ترد بصراحة نسبة أن أبا حنيفة كان جهميًا. ومعلوم أن أبرز مذهب الجهمية، يتلخص في القول بخلق القرآن، وإنكار صفات رب العالمين. ثم لو تركنا تلك الروايات المتناقضة كلها، ورجعنا إلى كتاب "الفقه الأكبر" لأبي حنيفة، وعقيدة الطحاوي، التي شرح فيها مذهب أبي حنيفة وصاحبيه في أصول الدين، لوجدنا أن أبا حنيفة ينكر على جهم بن صفوان، وغيره من أهل الأهواء وأصحاب المقالات الزائفة، أشد الإنكار والعجيب من أصحاب تلك الروايات، أن ينسبوا رواية هذه المقالة إلى أبي يوسف، الذي كان من أجل تلاميذ الإمام، وأبرّهم به حيًّا وميتًا، كما هو المعروف. ولنرجع إلى سند الروايات فأقول: أن في سند الخبر رقم: (20)، الهيثم بن خلف الدوري. وقد روى الإسماعيلي عنه في صحيحه إصراره على خطا أخطأ به. كما أن في السند أيضًا محمّد بن سعيد بن مسلم الباهلي. قال عنه ابن حجر في "تعجيل المنفعة". منكر الحديث مضطربه. وقد تركه أبو حاتم، ووهّاه أبو زرعة، فقال عنه: ليس بشيء. وأما الخبر رقم: (21)، ففي سنده "زنبور" وهو محمّد بن يعلى السلمي. وقد قال البخاري عنه: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: متروك، وقال أحمد بن سنان: كان جهميًا. ومن المقرر لدى علماء المصطلح، أن رواية المبتاع لا تقبل فيما يؤيد به بدعته، وروايته هذه في تأييد مذهب جهم بن صفوان فلا تقبل: لأن نص الرواية هو " ... سمعت زنبورًا يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: قَدِمَتْ علينا امرأة جهم بن صفوان، فأَدَّبتْ نساءنا" وذكره الخطيب نفسه في تاريخه رقم (1578)، بمثل هذا (¬2) فلا معنى لقول الخطيب - بعد هذا - أن هذه الروايات هي المحفوظة عند نقله الحديث، فأي محفوظة هذه؟ . وأما الخبر رقم: (22)، ففي سنده ابن دوما ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 382). (¬2) تاريخ بغداد: (3/ 447)، والمقصود بقولي: "بمثل هذا"، أي أنه روى قول البخاري فيه أنه "ذاهب الحديث".

النعالي، المزَوِّر السابق ذكره. وأما الأخبار رقم: (25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33)، فكلها تفيد نفي الإرجاء، ونفي القول بخلق القرآن عن أبي حنيفة. ومن هذه الأخبار، أسوق الخبر رقم: (28) قال الخطيب: "أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، حدثنا علي بن أحمد بن محمّد القزويني، حدثنا أبو عبد الله محمّد بن شيبان الرازي العطار، -بالري-، قال: سمعت أحمد بن الحسن البزمقي، قال: سمعت الحكم بن بشير يقول: سمعت سفيان بن سعيد الثوري، والنعمان بن ثابت يقولان: القرآن كلام الله غير مخلوق" (¬1). جـ - وأما النقطة الثالثة: وهي: -ما حكي عن أبي حنيفة من القول بخلق القرآن-، فقد ساق الخطيب فيها ثلاثة وثلاثين خبرًا أيضًا. فالأخبار رقم: (1 إلى 10 و 13 و 14 و 17)، تتعلق كلها بأن أبا حنيفة يقول بخلق القرآن. وفي بعضها ذكر استتابته من ذلك. مع أنه تقدم في النقطة الثانية، (ب)، في الأخبار من رقم: (28 إلى 33)، رد الخطيب نفسه تلك الأخبار هذه التهمة عن أبي حنيفة، أضف إلى ذلك أن هذه الأخبار لا تخلو من رجال متكلم فيهم، وسنورد الكلام في بعضهم. أبو حنيفة ومسألة القول بخلق القرآن: والمشهور عن أبي حنيفة أنه يقول: إن القرآن غير مخلوق. ولفظنا بالقرآن مخلوق. وهذا القول هو ما جرى عليه أهل الحق من علماء الكلام وغيرهم. ولينظر الذي يريد التثبت والمزيد من الإيضاح كتاب "الفقه الأكبر" لأبي حنيفة، وكتاب "العقيدة الطحاوية". هذا، والروايات عن أبي حنيفة في هذا الموضوع متضاربة، حتى فيما ساقه الخطيب نفسه -كما تقدم-. فإذا اعتبرنا جميع الروايات في هذا الموضوع مقبولة. لم يكن بُدٌّ من حمل الروايات بالقول بخلق القرآن، على لفظنا به، والروايات بأنه غير مخلوق على القرآن نفسه. وهذا ابن عبد البر الحافظ، يقول في كتابه "الانتقاء" في "باب مذهب أبي حنيفة فيما يعتقده أهل السنة وما عليه أئمة الجماعة": "قال: ونا محمّد بن حزام الفقيه، قال: نا أبي، قال: نا محمّد بن شجاع، قال: سمعت الحسن بن أبي ملك يقول: سمعت أبا يوسف يقول: جاء رجل إلى مسجد الكوفة يوم الجمعة، فدار على الحِلق يسألهم عن القرآن، وأبو حنيفة غائب بمكة، فاختلف الناس في ذلك، -والله ما أحسبه إلا شيطانًا تصور في صورة الإنس-، حتى انتهى إلى حلقتنا فسألنا عنها، وسأل بعضنا بعضًا، وأمسكنا عن الجواب، وقلنا ليس شيخنا حاضرًا، ونكره أن نتقدم بكلام حتى يكون هو المبتديء بالكلام. فلما قدم أبو حنيفة، تلقيناه بالقادسية، فسألنا عن الأهل والبلد فأجبناه، ثم قلنا له بعد أن تمكنا منه: رضي الله عنك، وقعت مسألة فما قولك ¬

_ (¬1) التاريخ: (13/ 383) وهذا أخر خبر في ترجمة أبي حنيفة، بالنسبة لنسخة (الكوبريلي)، وأما بقية الترجمة من المثالب الكثيرة، فانفردت بها نسخة دار الكتب المصرية، وأكمل المشرفون على الطبع ترجمة أبي حنيفة منها.

فيها، فكأنه كان في قلوبنا، وأنكرنا وجهه، وظن أنه وقعت مسألة معنتة، وإنا قد تكلمنا فيها بشيء، فقال: ما هي؟ قلنا كذا وكذا، فأمسك ساكتًا ساعة ثم قال: فما كان جوابكم فيها؟ قلنا: لم نتكلم فيها بشيء، وخشينا أن نتكلم بشيء فتنكره، فسري عنه وقال: جزاكم الله خيرًا، احفظوا عني وصيتي، لا تكلموا فيها ولا تسألوا عنها أبدًا، انتهوا إلى أنه كلام الله عزَّ وجلَّ بلا زيادة حرف واحد، ما أحسب هذه المسألة تنتهي حتى توقع أهل الإسلام في أمر لا يقومون له ولا يقعدون، أعاذنا الله وإياكم من الشيطان الرجيم" (¬1). وجاء في الخبر الثاني من هذه الأخبار، أن أبا مُسْهر قال: "قال سلمة بن عمرو القاضي -على المنبر-، لا رحم الله أبا حنيفة، فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق". أقول: ولفظ ابن عساكر في تاريخه "لا رحم الله أبا فلان، فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق"، ففي الخبر المسوق هنا تغيير (أبي فلان) إلى (أبي حنيفة). ومن أين علمنا أن أبا فلان في الرواية هو أبو حنيفة؟ مع تضافر الروايات على أن أول من قال بذلك، الجعد بن درهم. هذا وكتب النحل مجمعة على أن أول من قال بأن القرآن مخلوق، هو الجعد بن درهم، ثم جهم بن صفوان، ثم بشر بن غياث، كما يظهر ذلك من كتاب "الرد على الجهمية" لابن أبي حاتم، وكتاب "شرح السنة" للحافظ اللالكائي. فقد جاء فيه: "ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال: القرآن مخلوق، الجعد بن درهم، في سنة نيف وعشرين ومائة". وأما من جهة السند، ففي الخبر الأول: محمّد بن العباس الخزاز، وقد تقدم بيان حاله، وفيه إسحاق بن عبد الرحمن، وهو مجهول. والخبر الثاني: تقدم أن الرواية قد بدل فيها لفظ "أبي فلان"، بلفظ "أبي حنيفة". والخبر الثالث: فيه أبو القاسم البغوي، قال ابن عدي عنه: "وجدت الناس، أهل العلم، والمشايخ مجمعين على ضعفه". وفي الخبر الرابع: عمر بن الحسن الأشناني القاضي، متكلم فيه، وقد ضعفه الدارقطني، وكذبه الحاكم. وفيه أيضًا، عبد الملك بن قريب الأصمعي، كذبه أبو زيد الأنصاري. وفي الخبر الخامس: قطن بن إبراهيم النيسابوري، رماه ابن عدي بسرقة الحديث، وفيه يحيى بن عبد الحميد، متكلم فيه، حتى قيل فيه: إنه كذاب. وفي الخبر السادس: الحسن بن عبد الأول، قال أبو زرعة: "لا أحدث عنه" وقال أبو حاتم: "تكلم الناس فيه"، وقال الذهبي: "كذبه ابن معين". وفي الخبر السابع: عمر بن الحسن الأشناني القاضي، ضعفه الدارقطني، وكذبه الحاكم -كما سبق-. وفي الخبر الثامن: انقطاع في السند، كما أن فيه مجهولًا وهو (أبو محمد). ¬

_ (¬1) الانتقاء: ص (165 - 166) وصدق أبو حنيفة فقد أوقعت فتنة القول بخلق القرآن أهل الإسلام في محنة رهيبة، صدّعت وحدتهم، وجعلتهم فرقًا يكفر بعضهم بعضًا.

وفي الخبر التاسع: سفيان بن وكيع بن الجراح. ذكر الخطيب في التاريخ، والذهبي في الميزان، أن البخاري قال: "يتكلمون فيه بأشياء لقَّنوها إياها). وقال أبو زرعة: "يتهم بالكذب"، وقال ابن أبي حاتم: "أشار أبي عليه أن يغير ورَّاقه، فإنه أفسد حديثه فقال: سأفعل، ثم تمادى، فسقط من رتبه الاحتجاج عند النقاد". ومفاد هذا الخبر، ابن أبي ليلى، هدّد أبا حنيفة بأنه إن لم يرجع عن قوله بخلق القرآن، فسيفعل به ما يفعل، وأن أبا حنيفة رجع عن قوله، ولما سأله ابنه حماد، كيف رجعت، فقال يا بني، خفت أن يقدم علي، فأعطيته التقية. أقول: ولو كان أبو حنيفة ممن يعطي التقية، لما ضربه ابن هبيرة، ولا امتحنه والي الكوفة، ولا ضربه المنصور إلى أن مات، وهو محبوس، فَمَنْ ابن أبي ليلى، حتى يعطيه أبو حنيفة التقية؟ فقد ذكر ابن عبد البر في الانتقاء في "باب جامع في فضائل أبي حنيفة وأخباره"، فقال: "نا عبد الوارث بن سفيان قال: نا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير بن حرب، قال: نا سليمان بن أبي شيخ، قال نا الربيع بن عاصم مولى لفزارة قال: أرسلني يزيد بن عمر بن هبيرة، فقدمت بأبي حنيفة عليه، فأراده على بيت المال فأبى، فضربه أسواطًا عشرين. ونا عبد الوارث قال: نا قاسم، قال: نا أحمد بن زهير بن حرب، قال: نا صليمان بن أبي شيخ، قال: نا عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، قال: قال رجل بالشام للحكم بن هشام الثقفي: أخبرني عن أبي حنيفة؟ قال: كان من أعظم الناس أمانة، وأراده السلطان على أن يتولى مفاتيح خزانته، أو يُضْرَب ظهره، فاختار عذابهم على عذاب الله. فقال: ما رأيت أحدًا يصف أبا حنيفة بمثل ما وصفته. قال: هو والله كما قلت لك" (¬1). بل لقد عقد الخطيب نفسه في أوائل ترجمة أبي حنيفة فصلًا سماه: "ذكر إرادة ابن هبيرة أبا حنيفة، على ولاية القضاء، وامتناع أبي حنيفة من ذلك" وساق تحت هذا الفصل عددًا من الأخبار تفيد أن ابن هبيرة استدعى أبا حنيفة مرة ليلي القضاء، ومرة ليلي بيت المال، فأبى أبو حنيفة، فضرب أسواطًا. وفي بعض الروايات، أنه ضربه مائة سوط وعشرة أسواط، في كل يوم عشرة أسواط، حتى لقد بكى في بعض الأيام التي أخرج فيها تلك الأسواط، فلما أطلق، قال: "لقد كان غم والدتي أشد علي من الضرب. وهدا بعض ما ساقه الخطيب في ذلك". قال الخطيب: "أخبرنا الخلال"، أخبرنا الحريري، أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمّد بن علي بن عفان، حدثنا يحيى بن عبد الحميد عن أبيه قال: كان أبو حنيفة يخرج كل يوم -أو قال بين الأيام- فيضرب ليدخل في القضاء فأبى، ولقد بكى في بعض الأيام، فلما أطلق قال لي: كان غم والدتي عليّ أشد من الضرب". وقال النخعي: "حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخي، ثنا محمّد بن سهل، أن أبا منصور المروزي، قال: حدثني محمّد بن النضر، قال: سمعت إسماعيل بن سالم البغدادي، يقول: ¬

_ (¬1) الانتقاء: (ص 137 - 138).

ضُربِ أبو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء. قال: وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر بكى، وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضُرِب أحمد" (¬1) ومن أراد زيادة من الروايات في ذلك، فليرجع إلى تاريخ الخطيب، وليقرأ الفصل بتمامه. فإذا كان أبو حنيفة يفعل به هذا، ولم يعط التقية، أفيصدق عاقل أن يعطي التقية لابن أبي ليلى؟ وفي الخبر العاشر: عمر بن محمّد بن عيسى السذابي الجوهري. قال الذهبي: في حديثه بعض النكرة، انفرد برواية ذلك الحديث الموضوع (القرآن كلامي، ومني خرج). وفي الخبرين الثالث عشر والرابع عشر: ضرار بن صُرد قال ابن أبي حاتم: كان يحيى بن معين يكذبه، وقال البخاري والنسائي متروك، وفيهما سليم بن عيسى المقرئ، قال ابن معين: ضعيف ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقد ذكره الذهبي في الميزان: وذكر له خبرًا باطلًا. وفي الخبر السابع عشر: ابن درستويه، وقد سبق بيان ضعفه، وفيه محمّد بن فليح المدني، عن أخيه سليمان، قال ابن معين: ليس بثقة، أخوه سليمان مجهول، قال أبو زرعة: لا أعرفه، ولا أعرف لفليح ولدًا غير محمّد ويحيى. ثم إن الأخبار من رقم: (16 إلى 33) كلها، تفيد نسبة استتابة أبي حنيفة. وبعض هذه الأخبار أبهم ما استتيب منه، وبعضها أنه استتيب من الدهر، أو الزندقة، أو الكفر. وكل هذه الروايات واهية الإسناد، وسأذكر البعض منها اختصارًا. وحقيقة القصة، أن الخوارج لما ظهروا على الكوفة، أخذوا أبا حنيفة -وكانوا يعتقدون كفر من خالفهم- فقالوا له: تب من الكفر، فقال أنا تائب إلى الله من كل كفر، فتركوه، فلَبْس خصوم أبي حنيفة على الناس في الرواية، وقالوا: إن أبا حنيفة استتيب من الكفر. وقد ذكرت اللجنة الأزهرية في تعليقها على هذه الأخبار، جلاء لقصة استتابة أبي حنيفة من الكفر مرتين، فقالت: "وقد ذكر ركن الدين أبو الفضل الكرماني، عن الإمام أبي بكر عتيق بن داود اليماني، أن الخوارج لما ظهروا على الكوفة، أخذوا أبا حنيفة، فقيل لهم هذا شيخهم -والخوراج يعتقدون كفر من خالفهم- فقالوا: تب يا شيخ من الكفر، فقال: أنا تائب إلى الله من كل كفر، فخلوا عنه، فلما ولى عنهم قيل لهم: إنه تاب من الكفر، وإنما يعني ما أنتم عليه، فردّوه فقال رأسهم: يا شيخ، إنما تبت من الكفر، وتعني به ما نحن عليه، فقال أبو حنيفة: أبظن تقول هذا أم بعِلْم؟ فقال: بل بظن. فقال أبو حنيفة: إن الله يقول {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}. وهذه خطيئة منك، وكل خطيئة عندك كفر. فتب أنت أولًا من الكفر. فقال: صدقت، أنا تائب من الكفر. فتب أنت أيضًا من الكفر، فقال أبو حنيفة رحمه الله: أنا تائب إلى الله من كل كفر, فخلوا عنه. فلهذا قال خصماؤه: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين، فلَبْسوا على ¬

_ (¬1) تاريخ الخطيب: (13/ 327).

الناس، وإنما يعنون استتابة الخوارج إياه. أ. هـ.، وقد حكى هذه القصة أيضًا الخوارزمي، في جامع المسانيد" (¬1). ومما يدل على أن خصوم أبي حنيفة، قد لبَّسوا على الناس قصة استتابته، ما ذكره ابن عبد البر في كتابه "الانتقاء"، حيث قال: "حدثنا حكم بن منذر، قال: نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، قال: نا أبو محمد عبد الرحمن بن أسد الفقيه، قال: نا هلال بن العلاء الرقي، قال: نا أبي، قال: نا عبيد الله بن عمرو الرقي، قال: ضُربِ أبو حنيفة على القضاء فلم يفعل، ففرح بذلك أعداؤه وقالوا: استتابه. قال أبو يعقوب: ونا أبو قتيبة سلم بن الفضل، نا محمّد بن يونس الكديمي، قال: سمعت عبد الله بن داود الخريبي يومًا، وقيل له: يا أبا عبد الرحمن، إن معاذًا يروي عن سفيان الثوري أنه قال: استتيب أبو حنيفة مرتين، فقال عبد الله بن داود: هذا والله كذب، قد كان بالكوفة علي والحسن ابنا صالح بن حي، وهما من الورع بالمكان الذي لم يكن مثله، وأبو حنيفة يفتي بحضرتهما, ولو كان من هذا شيء ما رضيا به، وقد كنت بالكوفة دهرًا فما سمعت بهذا" (¬2). وأذكر ما في بعض الأسانيد من الكلام على رجالها، وأترك البعض اختصارًا، مع التنبيه إلى أن جميع أسانيد تلك الروايات فيها كلام كثير، فمن أحب مزيدًا من الكلام، فليرجع إلى كتاب التأنيب وإلى رد الملك المعظم، وإلى تعليقات اللجنة الأزهرية، التي تولت بيان ضعف كثير من رجال تلك الأسانيد. أقول: إن في الخبر: (18)، علي بن إسحاق بن زاطيًا، ذكره الخطيب نفسه، وقال: لم يكن بالمحمود وكان يقال: إنه كذاب. كما فيه الحجاج بن الأعور، قال عنه الخطيب: خلط. وفيه ضعفاء آخرون. وفي الأخبار من: (19 إلى 22)، رجال ضعفاء مر الكلام عليهم في أخبار سابقة. وفي الخبر (23): نعيم بن حماد الخزاعي. ذكره الخطيب في التاريخ رقم: (7285) (¬3)، وقال فيه أقوالًا كثيرة منها، أن الدارقطني قال عنه: "إمام في السنة كثير الوهم". وقال الخطيب عنه: وكان نعيم يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها" (¬4). ومنها، أن النسائي قال: "أبو عبد الله نعيم بن حماد -مروي سكن مصر- ليس بثقة" (¬5) إلى آخر ما ذكر عنه. وفي الخبر (32): محمد بن عبد الله بن أبان الهيتمي قال الخطيب نفسه: "كان مغفلًا مع خلوه من علم الحديث". وفي الخبر (33): وهو الأخير في هذا الفصل، عبد الله بن سليمان بن الأشعث. قال ابن صاعد: "إن أباه كفانا أمره، فقال: إن ابني هذا كذاب، فلا تأخذوا عنه" وقال إبراهيم الأصبهاني: "ابن أبي داود كذاب" ومن أراد مزيدًا من معرفته ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 389) - تعليق. (¬2) الانتقاء: (ص 150). (¬3) انظر ترجمته في تاريخ بغداد: (13/ 306 - 314). (¬4) المصدر السابق: (13/ 312). (¬5) المصدر السابق: (13/ 312).

فليرجع إلى الميزان للذهبي، وإلى تاريخ الخطيب نفسه. وأما النقطة الرابعة: وهي ما نُسِبَ إليه من رأيه في الخروج على السلطان. فقد ساق فيها الخطيب تسعة أخبار، كلها واهية الإسناد، ومفادها أن أبا حنيفة يرى الخروج على السلطان، ويرى السيف في أمة محمَّد. وفي ضمن بعضها أنه جهمي مُرْجئ. وأكثر متون هذه الأخبار، منسوبة إلى الأوزاعي، وابن المبارك، وسفيان الثوري، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الفزاري. ومدار ترويج هذه القصص وتلبيسها وتلفيقها على أبي إسحاق الفزاري، الذي تقدم في النقطة الثانية، فروى هناك خبرين مفادهما، أن إيمان جبريل وأبي بكر الصديق، وإيمان إبليس واحد. وقد تقدم معنا أن أبا إسحاق الفزاري هذا، منكر الحديث، فلا يلتفت إلى أخباره ولا يعتمد عليها. والفزاري هذا، كان يُطْلِقُ لسانه في أبي حنيفة كثيرًا، ويعاديه في جميع المجالس، ويتقرب إلى الخلفاء بدمه، ونسبته إلى القول بالخروج على الخلفاء العباسيين. وسبب ذلك -على ما قيل- أن أبا حنيفة كان أفتى أخاه الفزاري، بمؤازرة إبراهيم بن عبد الله الطالبي، الذي خرج بالبصرة على أبي جعفر المنصور، فقُتِل أخوه في الحرب مع إبراهيم، فطار صوابه حزنًا على مقتل أخيه، واعتبر أبا حنيفة هو السبب في قتله، فأطلق لسانه بجهل عظيم على شيخه أبي حنيفة، كما هو مذكور في مقدمة "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (¬1). وإذا تأملنا في متون هذه الأخبار، وجدنا أنه يؤكد ما قلت. لقد قال لأبي حنيفة عندما سأله عن فتيا أخيه بالخروج، وأجابه أبو حنيفة بنعم، قال له: "لا جزاك الله خيرًا". وهذا نص تلك الأخبار، أسوقه لينجلي للقارئ الأمر: قال الخطيب: "وقال الأبار: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثني يزيد بن يوسف، قال: قال لي أبو إسحاق الفزاري، جاءني نُعْيُ أخي من العراق -وخرج مع إبراهيم بن عبد الله الطالبي- فقدمت الكوفة، فأخبروني أنه قتل، وأنه قد استشار سفيان الثوري وأبا حنيفة، فأتيت سفيان أنبئه مصيبتي بأخي، وأخبرت أنه استفتاك. قال: نعم، قد جاءني فاستفتاني، فقلت: ماذا أفتيته؟ قال: قلت: لا آمرك بالخروج ولا أنهاك، قال: فأتيت أبا حنيفة فقلت له: بلغني أن أخي أتاك فاستفتاك؟ قال: قد أتاني واستفتاني، قال: قلت فَبمَ أفتيته؟ قال: أفتيته بالخروج. قال: فأقبلت عليه فقلت: لا جزاك الله خيرًا. قال هذا رأيي، قال فحدثته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرد لهذا، فقال: هذه خرافة -يعني حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -" (¬2). فمن هذه القصة، ندرك سبب كلامه وبغضه لأبي حنيفة. ومعروف أن قول الشخص في الذي بينه وبينه بغضاء لا يقبل، فقدله: فحدثته بحديث الخ ... غير مقبول منه، ثم لمَ لمْ يذكر الحديث النبوي الذي حدثه به، وتركه هكذا مبهمًا؟ ثم إن أبا حنيفة، لو كان يعني حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "هذه خرافة"، لقال هذا خرافة بالتذكير، ¬

_ (¬1) مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. (¬2) التاريخ: (13/ 397 - 398).

إشارة للحديث، ولكن الظاهر أن الفزاري جاءه بقصة أو حكاية، لرد فتواه، فقال هذه خرافة، أي قصتك أو حكايتك. ثم إن الفزاري هذا، هو الذي كان يتنقل في الأقطار، ويفْهِم الناس والعلماء والأئمة، بأن ابا حنيفة كان يرى الخروج على الخلفاء، وأنه يرى القلاقل بين المسلمين، وأنْ يضرب بعضُهم رقاب بعض. فها هو يذهب إلى الشام، ويقص على الأوزاعي قصة أخيه، وفتوى أبي حنيفة له، ليدخل في نفسه أن أبا حنيفة يرى السيف في أمة محمّد، فقد قال الخطيب: "أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدثنا يعقوب، قال: حدثني صفوان بن صالح الدمشقي، حدثني عمر بن عبد الواحد السلمي، قال: سمعت إبراهيم بن محمد الفزاري يحدث الأوزاعي، قال: قتل أخي مع إبراهيم الفاطمي بالبصرة. فركبت لأنظر في تركته، فلقيت أبا حنيفة، فقال لي: من أين أقبلت وأين أردت؟ فأخبرته أني أقبلت من المصيصة، وأردت أخًا لي قتل مع إبراهيم. فقال: لو أنك قُتِلْتَ مع أخيك كان خيرًا لك من المكان الذي جئت منه، قلت: فما يمنعك أنت من ذاك؟ قال: لولا ودائع كانت عندي، وأشياء للناس ما أستأنيتُ في ذلك" (¬1). وقد اقتنع الأوزاعي بعد ذلك، بأن أبا حنيفة كان يرى السيف في أمة محمَّد، وكان يحذر منه كثيرًا، ويوصي كل من يقدم عليه من العراق، أو من خراسان، بأن يبتعد عن أبي حنيفة, لأن كان يرى السيف في أمة محمّد -كما فهم عنه بدون أن يراه، أو يستطلع رأيه عن قرب. وقد ساق الخطيب هنا بسنده إلى ابن المبارك، أنه قال: "كنت عند الأوزاعي، فذكرت أبا حنيفة فلما كان عند الودائع، قلت أوصني، قال: "قد أردت ذلك، ولو لم تسألني، سمعتك تُطْرِي رجلًا يرى السيف في الأمة. قال فقلت: ألا أخبرتني" (¬2). ولكن الأوزاعي، ما كان ليبقى على هذا الاعتقاد في أبي حنيفة, لأنه لا غرض له فيما كان يعتقد، وإنما هكذا كان يظن، فلما رأى الحقيقة خلاف ذلك، عرف أن الظن لا يغني من الحق شيئًا، فَغيَّر رأيه فيه، وعاد فأوصى ابن المبارك، بأن يلتزم أبا حنيفة ويستكثر منه. فقد قال عبد الله بن المبارك: "قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته ببيروت، فقال لي: يا خراساني. من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة، يكنى أبا حنيفة؟ فرجعت إلى بيتي، فأقبلت على كتب أبي حنيفة، فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل، وبقيت في ذلك ثلاثة أيام، فجئت يوم الثالثة، وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم، والكتاب في يدي فقال: أي شيء في الكتاب؟ فناولته، فنظر في مسألة منها ... فما زال قائمًا بعد ما أذن، حتى قرأ قدرًا من الكتاب، ثم وضع الكتاب في كمه، ثم قام وصلى، ثم أخرج الكتاب، حتى أتى عليها. ثم قال لي: يا خراساني، من النعمان بن ثابت هذا؟ قلت: شيخ لقيته بالعراق. فقال: ¬

_ (¬1) التاريخ: (13/ 398). (¬2) التاريخ: (13/ 397).

هذا نبيل من المشايخ اذهب فاستكثر منه. قلت: هذا أبو حنيفة الذي نهيت عنه" (¬1). فلما اجتمعا بمكة، جاراه في تلك المسائل، فكشفها له أبو حنيفة بكثر مما كتبها عنه ابن المبارك، ولما افترقا، قال الأوزاعي لابن المبارك: "غبطت الرجل بكثرة علمه ووفورة عقله. وأستغفر الله تعالى. لقد كنت في غلط ظاهر. الْزم ارجل، فإنه بخلاف ما بلغني عنه". أقول: رحم الله الأوزاعي، فلقد كان منصفًا رجاعًا إلى الحق، وهذا والله شأن العلماء المخلصين. هذا، وإن العنوان الذي عنون به الخطيب لهذه الأخبار وهو: "ذكر ما حكي عن أبي حنيفة من رأيه في الخروج على السلطان"، فيه تهويل ومبالغة، وتعميم وإبهام فليس في الأخبار التي ساقها تحت هذا العنوان، ما يفيد أن أبا حنيفة كان يدعو للثورة على الخلفاء، أو أنه أعلن هذا، وجُلُّ ما في هذه الأخبار، أن أبا إسحاق الفزاري، ادعى أن أبا حنيفة أفتى أخاه في الخروج لمؤازرة إبراهيم بن عبد الله الطالبي عندما استفتاه في ذلك. وباقي الأخبار تفيد أن الأوزاعي كان يقول عن أبي حنيفة: "إنه كان يرى السيف في أمة محمَّد"، بعد أن جاءه الفزاري وأقنعه بأن أبا حنيفة كذلك -كما مر ولكن الأوزاعي تراجع عن ذلك لما رأى مسائل أبي حنيفة عند ابن المبارك، ثم لما اجتمع بأبي حنيفة في مكة المكرمة، وقد مر ذلك بنا مفصلًا. والأخبار -كما ذكرت- كلها واهية الإسناد. ففي الخبر الأول، ابن درستويه، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وغيرهما، وفي الثاني، أبو شيخ الأصبهاني، وهو عبد الله بن محمّد بن جعفر، وبقية الأخبار التي تتعلق بمقتل أخيه، وسخطه على أبي حنيفة بسبب فتياه إياه بالخروج. وإن الناقد المنصف، لو سمع نص الخبر الثامن في هذا الفصل، لرأى عجبًا. إذ يدعي فيه صاحبنا الفزاري، أنه سمع سفيان الثوري والأوزاعي يقولان عن أبي حنيفة، إنه ما ولد في الإِسلام مولود أشام على هذه الأمة منه، ويزيد المرء عجبًا حينما يرى الفزاري يكمل الخبر من عنده، فيقول: وكان أبو حنيفة مرجئًا ويرى السيف، ثم يذكر قصة أخيه. وأنا أسوق الخبر بتمامه، حتى يكون القارئ على بينة من ملابساته وتفصيلاته، قال الخطيب: "أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، قال: حدثنا الحسن بن الوضاح المؤدب، حدثنا مسلم بن أبي مسلم الحرقي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال: سمعت سفيان الثوري والأوزاعي يقولان: ما وُلدَ في الإِسلام مولود أشأم على هذه الأمة من أبي حنيفة، وكان أبو حنيفة مرجئًا يرى السيف. قال لي يومًا: يا أبا إسحاق أين تسكن؟ قلت: المصيصة، قال: لو ذهبت حيث ذهب أخوك كان خيرًا. قال: وكان أخو أبي إسحاق خرج مع ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 338).

المبيضة على المسودة، فقتل" (¬1). فقد وصل الأمر بالفزاري أن يستعين بالأئمة، ليطعن في أبي حنيفة، فينسب إليهم القول، ثم يكلمه من عنده، وهل يعقل أن يصدر مثل هذا القول من إمامين جليلين، وقد ورد: "لا شؤم في الإِسلام". كما ورد: "لا شؤم إلا في ثلاث" وأبو حنيفة ليس من تلك الثلاث. وعلى فرض أن الشؤم يوجد في غير تلك الثلاث الواردة في الحديث، وأن أبا حنيفة مشؤوم، فمن أين الأوزاعي والثوري معرفة أنه في أعلى درجات الشؤم؟ ومعرفة أشأم المشؤومين في هذه الأمة لا تكون إلا بوحي، وقد انقطع زمن الوحي! . وكلمة أخيرة في هذا الفصل، وهي أن الذي يرجع إلى كتب الفقه الحنفي في هذا الباب، وإلى ما ذكره الإِمام أبو جعفر الطحاوي الحنفي المتوفى سنة (321 هـ)، يرى خلاف ما نقله الخطيب عن أبي حنيفة، في هذه الأخبار التالفة. فهذا أبو جعفر الطحاوي يقول في عقيدته، التي ذكر فيها عن أبي حنيفة وأصحابه ما كانوا يعتقدونه من أصول الدين، ويدينون به رب العالمين ما نصه: "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا. ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عَزَّ وَجَلَّ فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة". ثم لو علم أبو جعفر المنصور، بأن أبا حنيفة يدعو الناس ويفتيهم بالخروج عليه، لما تلكأ لحظة في القبض عليه وقتله، ولما أمهله، ولقد قتل ابن هبيرة وولده، قبل أن يجف مداد العهد الذي كتب بينهما، كما غدر بأبي مسلم الخراساني وقتله، لمجرد التخوف أن تسول له نفسه بشيء، من الثورة في المستقبل، حتى إنه لم يتورع عن قتل عمه عبد الله بن علي، الذي ثار عليه، ثم هزم واحتمى بأخيه سليمان بن علي بالبصرة، وأعطاه المنصور الأمان حتى سلمه أخوه إياه، فحبسه وقتله بطريقة مريبة. حتى إنه لما عرض الأمان على محمد بن عبد الله، جمع هذا مخازي أماناته، وكتب إليه: "أما أمانك الذي عرضت، فأي الأمانات هو؟ أامان ابن هبيرة؟ أم أمان عمك عبد الله بن علي؟ أم أمان أبي مسلم؟ والسلام". فقد ظهر كذب ما جاء في تلك الأخبار في هذا الفصل، من ضعف أسانيدها ومخالفتها للمعقول والمنقول في كتب مذهب أبي حنيفة، وحوادث التاريخ المشهورة. وأما النقطة الخامسة: وهي -ما حكي عن أبي حنيفة من مستشنعات الألفاظ والأفعال- فقد أورد فيها الخطيب ثلاثة وثلاثين خبرًا، بأسانيد ضعيفة واهية. أما الخبران الأول والثاني: فيتعلقان بموضوع أن أبا حنيفة يقول: إن الجنة والنار تفنيان، وفي سند الخبر الأول، الخزاز، وفي الثاني، ابن الرماح، وخبرهما غير مقبول. ¬

_ (¬1) تاريخ الخطيب: (13/ 399) المبيضة والمسودة على صيغة اسم الفاعل، الذين يلبسون البياض والسواد. وقد كان لبس البياض رمزًا للخارجين على العباسيين من أهل البيت، كما أن السواد كان شعار العباسيين. ثم صار لبس البياض رمزًا للخارجين على العباسيين مطلقًا.

وأما الخبر الثالث: ففيه أمر لا يخطر بالبال أن يقوله مسلم، وهو أن أبا حنيفة قال: "لو أدركني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدركته، لأخذ بكثير من قولي". وهذا نص الخبر الذي ساقه الخطيب: "أخبرنا ابن رزق، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا محبوب بن موسى، قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: قال أبو حنيفة: لو أدركني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدركته، لأخذ بكثير من قولي". وفي الخبر: إبراهيم بن سعيد الجوهري، الذي كان يتلقى وهو نائم، وفيه محبوب بن موسى هو أبو صالح الفراء، وقد قال عنه أبو داود: لا يلتفت إلى حكاياته إلا من كتاب، وفيه يوسف بن أسباط، قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به، وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجيء بحديثه كما ينبغي. فيا سبحان الله! هل يصدق مسلم أن يأتي إمام من أئمة المسلمين، ليقول: إن الرسول لو أدركني لأخذ بكثير من أقوالي؟ ... وهل يأخذ الرسول الأحكام من غير الوحي، أم يدعي أبو حنيفة أن أقواله أحسن من الوحي؟ .. سبحانك ربنا، هذا بهتان عظيم. وباقي روايات هذا الفصل، يتعلق بأن أبا حنيفة كان يرد الأحاديث، وبألفاظ شنيعة بشعة، منها أنه حين يقال له: إن هذه المسألة يروى فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، كان يقول: "دعنا من هذا". وأحيانًا يقول: "حك هذا بذنب خنزير"، أو "هذا خرافة"، أو "هذا هذيان"، أو "هذا سجع" إلى آخر ما هناك من الألفاظ الشنيعة، التي كان يرد بها حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على ذمة تلك الأخبار. وفي بعض الأحيان، ربما كان يضرب الأمثلة المستهجنة، إذا ذكر أمامه حديث يخالف رأيه، كقوله في معرض رده لحديث: "إذا كان الماء قلتين لم ينجس": "من أصحابي من يبول قلتين". وكقوله لما سأله ابن المبارك عن رفع اليدين في الركوع: "يريد أن يطير فيرفع يديه"؟ فقال له ابن المبارك: إن كان طار في الأولى، فإنه يطير في الثانية، وغير ذلك مما يستهجن ويستقبح - إن صح عنه -رحمه الله. ومدار أكثر هذه الروايات على أبي إسحاق الفزاري، الذي تقدم في البحث السابق، وهو صاحب الافتراءات في قصة اتهام أبي حنيفة بالخروج على السلطان. وفي كل رواية كباقي الروايات، رجل أو أكثر ضعيف أو واهٍ، أو متهم بالكذب، ويضيق مثل بحثنا هذا عن سرد جميع ما قيل في رواة أسانيد تلك الروايات، لكثرتها. فمن أحب زيادة البيان، فليرجع إلى تعليقات اللجنة الأزهرية على تلك الأخبار، في تاريخ بغداد، وإلى كتب الجرح والتعديل وكتب "الضعفاء" ليرى الشيء الكثير. ولا يعقل أن يتفوّه أبو حنيفة بمثل تلك الألفاظ في جانب أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعروف أن رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يكون ببيان علته، أو ضعف رجاله أو نسخه، أما أن يرد: لا لعدم صحته، وبمثل تلك الألفاظ، فهذا كفر واضح، واستهزاء بالرسالة والرسول، وما جاء به عن الله تعالى، فهل يتصور أن يقول هذا إمام من أئمة

المسلمين؟ هذا، وقد نقل الأئمة الثقات عن أبي حنيفة، أنه كان يأخذ بحديث رسول الله، فإن لم يجد، فيأخذ بقول الصحابة أو بعضهم، ولا يخرج عن قولهم جميعًا. فهذا ابن عبد البر ينقل في الانتقاء عن أبي حنيفة ما يلي: قال ابن عبد البر: "قال أبو يعقوب: ونا محمد بن موسى المروزي، قال: نا محمّد بن عيسى البياض، قال: نا محمود بن خداش، قال: نا علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبا حمزة السكري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: إذا جاء الحديث الصحيح الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذنا به ولم نَعْدُهُ، وإذا جاء عن الصحابة تخيرنا، وإن جاء عن التابعين زاحمناهم، ولم نخرج عن أقوالهم" (¬1). وقد ساق بمعنى الرواية عددًا من الأخبار المتقاربة الألفاظ، المختلفة الأسانيد (¬2)، نعم، لقد كان أبو حنيفة متشددًا في قبول الأخبار، حذرًا من قبول الأخبار من أي راو، وهو معذور في هذا، وقد كثر الوضاعون في العراق، من أهل البدع والفرق السياسية والمجاهيل والمغفلين، فكان لا يقبل الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يتثبت من صحة سنده ومعرفة أحوال رجاله، ومن هذا التشدد في قبول الأخبار، طعن فيه كثير من أهل الحديث، وشنعوا عليه، وفي هذا المعنى يقول ابن عبد البر في "الانتقاء": "كثير من أهل الحديث استجازوا الطعن علي أبي حنيفة، لرده كثيرًا من أخبار الآحاد العدول، لأنه كان يذهب في ذلك إلى عرضها على ما اجتمع عليه من الأحاديث ومعاني القرآن فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذًا، وكان مع ذلك أيضًا يقول: الطاعات من الصلاة وغيرها لا تسمى إيمانًا، وكل من قال من أهل السنة: الإيمان قول وعمل، ينكرون قوله ويبدعونه بذلك، وكان مع ذلك محسودًا عليه لفهمه وفطنته" (¬3). والأمر العجيب، أن ترى الإنكار الكثير على أبي حنيفة, لأنه رد بعض الأحاديث -لسبب من الأسباب التي تتعارض مع الأصول التي أصلها وبنى عليها اجتهاده- مع أن جميع أئمة المذاهب المتبوعة، وغيرهم من المجتهدين، ردوا بعض الأحاديث التي صحت عند غيرهم، بل ربما صحت عندهم، فقد قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم": "أفرط أصحاب الحديث في ذم أبي حنيفة، وتجاوزوا الحد في ذلك، والسبب الموجب لذلك عندهم، إدخاله الرأي والقياس على الآثار واعتبارهما. وأكثر أهل العلم يقولون: إذا صح الأثر بطل القياس والنظر". ثم يقول مدافعًا عنه وعن وجهة نظره. "وكان رده لما رد من أخبار الآحاد، بتأويل محتمل، وكثير منه قد تقدمه إليه غيره، وتابعه عليه مثله، ممن قال بالرأي. وجُل ما يوجد له من ذلك، ما كان منه اتباعًا لأهل بلده، كإبراهيم ¬

_ (¬1) الانتقاء: (ص 144). (¬2) الانتقاء: (ص 149). (¬3) انظر الانتقاء: ص (149).

النخعي، وأصحاب ابن مسعود. إلَّا أنه أغرق وأفرط في تنزيل النوازل، هو وأصحابه، والجواب فيها برأيهم واستحسانهم. فأتى منه من ذلك خلاف كبير للسلف، وشنع هي عند مخالفيهم بدع. وما أعلم أحدًا من أهل العلم إلا وله تأويل في آية، أو مذهب في سنة، رد من أجل ذلك المذهب سنة أخرى، بتأويل سائغ أو ادعاء نسخ: إلَّا أن لأبي حنيفة من ذلك كثيرًا، وهو يوجد لغيره قليل" (¬1). أقول: إي والله، صدق ابن عبد البر، فقد أفرط أصحاب الحديث في ذم أبي حنيفة، وتجاوزوا الحد في ذلك، فهذا الليث بن سعد يحيى على الإِمام مالك سبعين مسألة، كلها مخالفة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إنه كتب إليه في ذلك؛ روى ذلك عنه ابن عبد البر المالكي في كتابه "جامع بيان العلم" فقال: "وقد ذكر يحيى بن سلام قال: سمعت عبد الله بن غانم في مجلس إبراهيم بن الأغلب، يحدث عن الليث بن سعد أنه قال: أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة، كلها مخالفة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مما قال مالك فيها برأيه. قال: ولقد كتبت إليه في ذلك" (¬2). ثم قال ابن عبد البر، معقبًا على رواية الليث هذه وعلى ما ذكر عن أبي حنيفة من ردهما لبعض الأحاديث، أو مخالفتهما لبعض أحاديث وردت في السنة: "وليس لأحد من علماء الأمة، يثبت حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يرده، دون ادعاء نسخ عليه بأثر مثله، أو إجماع، أو يعمل يجب على أصله الانقياد إليه، أو طعن في سنده". ثم قال: "ولو فعل ذلك أحد، سقطت عدالته، فضلًا عن أن يتخذ إمامًا، ولزمه إثم الفسق" (¬3). ثم قال ابن عبد البر: "ونقموا أيضًا على أبي حنيفة، الإرجاء، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثر، لم يُغْنَ أحد بنقل تبيح ما قيل فيه، كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته. وكان أيضًا مع هذا يحسد وينسب إليه ما ليس فيه، ويختلق عليه ما لا يليق، وقد أثنى عليه جماعة من العلماء وفضلوه. ولعلنا، إن وجدنا نشطة أن نجمع من فضائله وفضائل مالك أيضًا، والشافعي، والثوري، والأوزاعي، كتابًا أملنا جمعه قديمًا في أخبار أئمة الأمصار إن شاء الله" (¬4). ونقل ابن عبد البر بسنده إلى أبي حنيفة، فقال: "قيل لأبي حنيفة: المحرم لا يجد الإزار، يلبس السراويل قال لا, ولكن يلبس الإزار. قيل له: ليس له إزار، قال: يبيع السراويل ويشتري بها إزارًا، قيل له: فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب وقال: "المحرم يلبس السراويل إذا لم يجد الإزار". فقال أبو حنيفة: لم يصح في هذا عندي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأفتي به، وينتهي كل امريء إلى ما سمع، وقد صح عندنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يلبس المحرم ¬

_ (¬1) جامع بيان العلم: (2/ 381). (¬2) جامع بيان العلم: (2/ 182). (¬3) المصدر السابق: (2/ 182). (¬4) جامع بيان العلم: (2/ 182). وقد وفى ابن عبد البر بالنسبة للأئمة الثلاثة، مالك، والشافعي، وأبي حنيفة، فألف في مناقبهم كتابه: (الانتقاء).

السراويل)، فننتهي إلى ما سمعنا قيل له: أتخالف النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لعن الله من يخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، به أكرمنا الله، وبه استنقذنا" (¬1). وأما النقطة السادسة: وهي: ما قاله العلماء في ذم رأي أبي حنيفة، والتحذير منه، وما يتعلق بذلك من أخباره-، فقد أطال الخطيب في هذه النقطة، فساق فيها مائة وسبعة وأربعين خبرًا، لا يحتج بها لضعف أسانيد أكثرها, ولمخالفة بعضها صريح القرآن، وما هو مجمع عليه في الدين، واستهلها بأخبار مسندة لعروة بن الزبير، تفيد أن الأمر في بني إسرائيل كان مستقيمًا، حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا بالرأي، فهلكوا وأهلكوا. ومراده بسوق هذه الأخبار التعريض بأبي حنيفة، وأنه من سبايا الأمم، ولا أريد الآن البحث في نسب أبي حنيفة، وما يتعلق به، وإنما أذكر القول الفصل في ذلك، وهو قول ربنا سبحانه في كتابه العزيز، الذي أنزله حكمًا بيننا فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. ثم هذا الحسن البصري، وابن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، -وكلهم من الموالي-، ومن يُنْكِر فضلهم على المسلمين، في العلم والفتوى والإرشاد والتدريس؟ ثم أعقبها بأخبار تفيد أن رأي أبي حنيفة دخل كل البلاد، إلا المدينة، وذلك لأن المدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، وأن أبا حنيفة دجال من الدجاجلة. وهذا نص الخبر: قال الخطيب: "أخبرنا ابن الفضل، حدثنا علي بن إبراهيم بن شعيب المغازي، حدثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدثنا صاحب لنا عن حمدويه، قال قلت لمحمد بن مسلمة: ما لِرَأي النعمان دخل البلدان كلها، إلا المدينة قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يدخلها الدجال ولا الطاعون)، وهو دجال من الدجاجلة". وفي سند هذا الخبر: مجهول يسقط الاحتجاج به، وهو (صاحب لنا)، وإن كان نص الحديث قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه آخر. على أن أبا حنيفة، دخل المدينة المنورة، وجالس الإِمام مالكًا وناقشه، فإن كان أبو حنيفة دجالًا، أفيدخل الدجال المدينة، ولا يدخل رأيه إليها؟ . واعجبًا للتناقض المكشوف! ثم ساق أخبارًا فيها أقوال لبعض الأئمة، في ذم أبي حنيفة ورأيه، منها: أن مالك بن أنس قال: "كانت فتنة أبي حنيفة، أكبر على هذه الأمة من فتنة إبليس في الوجهين جميعًا: في الإرجاء، وما وضع من نقض السنن". وفي هذا الخبر: حبيب بن رزق، قال أبو داود عنه: "من أكذب الناس". وقال ابن عدي: "أحاديثه كلها موضوعة". ومنها قول لعبد الرحمن بن مهدي: "ما أعلم فتنة بعد فتنة الدجال أعظم من رأي أبي حنيفة". ومنها قول لشريك: "لأن يكون في كل حي من الأحياء خمار، خير من أن يكون فيه رجل من أصحاب أبي حنيفة". ومنها قول لسفيان الثوري: "حين نَعْيُ أبي حنيفة: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه. لقد كان ينقض عُرَى الإِسلام عروة عروة. ما ولد في ¬

_ (¬1) الانتقاء: (ص 140 - 141).

الإِسلام مولود أشأم على أهل الإِسلام منه". وفي هذا الخبر: جرير بن عبد الحميد. قال الخطيب عنه: "كان يروي الموضوعات ويفسد أحاديث الناس" (¬1). ومنها أقوال كثيرة منسوبة لبعض العلماء، فيها الطعن الشديد على أبي حنيفة وآرائه، لكنها بأسانيد واهية لا تثبت أمام النقد العلمي. ثم لو فرض صحة هذه الأخبار أو بعضها إلى قائليها. فغايتها أنها أقوال لأقرانه ومعاصريه، الذين حسدوه لذكائه وفطنته، ولما أعطاه الله من حسن الاستنباط والفقه في المسائل، التي جعلت الناس يلتفون حوله، ويستفتونه، ويأخذون برأيه، حتى ذاعت سمعته، وطارت في الآفاق شهرته، ندب في قلوب البعض، داء الأمم السابقة: الحسد والبغضاء، فحسدوه وأبغضوه، وربما قالوا فيه وقت الغضب كلمات تلقفها المغرضون والجهلة، فزادوا فيها ونقصوا، وصَحَّفُوا فيها وحرفوا، ونقلوها إلى المؤرخين والأخباريين، فدونوها وسجلوها على أنها أخبار وصلت إليهم، لا على أنها حقائق لا يتطرق إليها الشك. وقد تقرر في علم المصطلح، أن قول الأقران في بعضهم لا يقبل، ولو كان كل منهم إمامًا ثقة ثبتًا، يقبل قوله وحديثه، كما أن قول المخالف في المذهب أو الاعقاد، لا يقبل فيمن خالفه، وكذلك قول من يكون بينهم بغضاء أو عداوة، لسبب من الأسباب. وبناءً على هذا، فلم يقبل الأئمة قول: مالك في محمّد بن إسحاق، إنه دجال الدجاجلة ولا قول ابن معين في الشافعي: إنه ليس بثقة، ولا قول عكرمة في سعيد ابن المسيب، ولا كلام ابن أبي ذئب في الإمام مالك، ولا كلام أهل المدينة في أهل العراق جملة. وقد عقد ابن عبد البر في جامع بيان العلم، بابًا جيدًا جدًّا في هذا الموضوع، سماه "باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض"، استهله بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، تحلق الدين ... " (¬2). ثم نقل كلام ابن عباس: "استمعوا علم العلماء، ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده، لهم أشد تغايرًا من التيوس في زربها". ثم عقب على ذلك بكلام جامع طيب له فقال: "هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس، وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك، والصحيح في هذا الباب، أن من صحت عدالته، وثبتت في العلم إمامته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم، لم يلتفت فيه إلى قول أحد، إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة، تصح بها جرحته على طريق الشهادات، والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب قوله من جهة الفقه والنظر. وأما من لم تثبت إمامته، ولا عرفت عدالته، ولا صحت لعدم الحفظ والإتقان روايته، فإنه ينظر ¬

_ (¬1) تاريخ الخطيب: رقم الترجمة (3744). (¬2) انظر هذا الباب وتفصيلاته، في جامع بيان العلم: (2 / من ص 184 - 200).

فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه، ويجتهد في قبول ما جاء به، على حسب ما يؤدي النظر إليه والدليل". ثم يقول: "على أنه لا يُقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير المسلمين، إمامًا في الدين، قول أحد من الطاعنين" (¬1). ثم ذكر أقوال السلف بعضهم في بعض، وذكر أنها لا تقبل, لأنها قيلت في وقت الغضب غالبًا، أو لسبب كان بينهم لا نعرف خفاياه. ثم ختم الباب بقول أسنده إلى أبي داود السجستاني، صاحب السنن, وهو: "رحم الله مالكًا، كان إمامًا، رحم الله الشافعي، كان إمامًا، رحم الله أبا حنيفة، كان إمامًا". فأبو حنيفة، الذي ثبتت في الدين إمامته، واشتهرت بين المسلمين عدالته وأمانته، وانتشر في أقطار المسلمين علمه ونزاهته، واتبع فقهه أكثر المسلمين على مدى القرون إلى هذا اليوم، لا يقبل فيه قول أحد من الطاعنين، ولا يلتفت فيه إلى حسد الحاسدين". ثم ذكر محمود الطحان: نقدًا للخطيب فيما أورده من مثالب أبي حنيفة حيث قال: "إنه قال مما لا شك فيه، أن الخطيب -رحمه الله- مؤرخ في كتابه الذي ترجم فيه لأبي حنيفة وغيره، ولا لوم عليه، أن يذكر كل ما بلغه عن الأشخاص الذين ترجم لهم في تاريخه من أقوال الناس فيهم، من المناقب والمثالب. ولقد أشار إلى ذلك -قبل إيراده مثالب أبي حنيفة- معتذرًا إلى من وقف عليها وكره سماعها، بأن أبا حنيفة أسوة غيره من العلماء الذين ترجم لهم، وذكر أقوال الناس فيهم على تباينها. لكني ألاحظ على الخطيب في ذلك بعض الملاحظات وهي: أ- ترجيحه لصحة مثالب أبي حنيفة على مناقبه، على غير عادته في باقي التراجم. فإنه بعد أن سرد مناقب أبي حنيفة، عقب عليها بقوله: "وقد سقنا عن أيوب السختياني، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم من الأئمة، أخبارًا كثيرة، تتضمن تقريظ أبي حنيفة، والمدح له، والثناء عليه. والمحفوظ، عند نقلة الحديث من الأئمة المتقدمين-، وهؤلاء المذكورون منهم-، في أبي حنيفة، خلاف ذلك وكلامهم فيه كثير لأمور شنيعة حفظت عليه، متعلق بعضها بأصول الديانات، وبعضها بالفروع، نحن ذاكروها بمشيئة الله، ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها، بأن أبا حنيفة عندنا، مع جلالة قدره، أسوة غيره من العلماء الذين دونا ذكرهم في هذا الكتاب وأوردنا أخبارهم، وحكينا أقوال الناس فيهم على تباينها، والله الموفق للصواب" (¬2). ومعلوم أن المحفوظ عند أهل العلم بالحديث يقابله الشاذ. وأن الشاذ مردود في مقابل المحفوظ، فتكون مناقب أبي حنيفة التي ساقها، مردودة سلفًا-، في حكم الخطيب-، كما أن مثالبه مقبولة سلفًا. وهو أمر ¬

_ (¬1) جامع بيان العلم: (2/ 186). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 369 - 370).

غير صحيح كما مر. ب- عدم التزامه بما ذكره من نقل أقوال الناس على تباينها في كل التراجم: فعلى سبيل المثال، عندما ترجم للإمامين الشافعي وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما، لم يذكر في ترجمتهما إلا المناقب فقط-، وهو الواجب واللائق بهما وبأمثالهما- ولم يذكر ما قاله العلماء فيهما من الطعن، ولو كان غير صحيح (¬1)، فلم يلتزم بقوله: "إن أبا حنيفة، أسوة غيره من العلماء، في ذكر أقوال الناس فيهم على تباينها". جـ - بيانه ضعف الحديث وعلته، فيما يتعلق بتقريظ أبي حنيفة فقط: فعندما كان يسرد مناقب أبي حنيفة، أورد حديثًا عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن في أمتي رجلًا -وفي حديث القصري- يكون في أمتي رجل اسمه النعمان، وكنيته أبو حنيفة، هو سراج أمتي، هو سراج أمتي، هو سراج أمتي) (¬2). ثم عقب عليه بقوله: "قلت: وهو حديث موضوع تفرد بروايته البورقي، وقد شرحنا فيما تقدم أمره، وبينا حاله". مع أن أورد أخبارًا موضوعة في مثالبه، ولم يشر إلى وضعها بل عنون لها بأنها من المحفوظ. وعندما ساق سؤال يحيى بن معين: "هل حدث سفيان عن أبي حنيفة؟ قال: "نعم، كان أبو حنيفة ثقة صدوقًا في الحديث والفقه، مأمونًا على دين الله". ثم علق الخطيب على ذلك بقول: "قلت: أحمد بن أبي الصلت، هو أحمد بن عطية، وكان غير ثقة، وهكذا فعل في عدد من المواضع، فحينما يكون في الرواية ما يشير إلى تبرئة أبي حنيفة، من تهمة أو عيب شائن، كان يبين علة الخبر، ويضعفه ليرد الخبر ولا يقبل. د- ختمه ترجمة أبي حنيفة بخاتمة سيئة جدًّا: فقد ختم ترجمة أبي حنيفة، بإيراد رؤيا لبعض الناس، أنه رأى في المنام جنازة عليها ثوب أسود، وحولها قسيسون، وعندما سأل النائم عن صاحب تلك الجنازة، قيل له: إنها جنازة أبي حنيفة. وأسوق نص القصة كما أوردها الخطيب، ليطلع القارئ على شناعة هذه الرؤيا، التي سطرها الخطيب في تاريخه، وجعل الناس على اختلاف طبقانهم يقرأون مثل هذه الرؤيا السيئة، في خاتمة ترجمة أبي حنيفة. قال الخطيب: "أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد الرحمن، قال: سمعت علي بن المديني، قال: قال لي بشر بن أبي الأزهر النيسابوري، رأيت في المنام جنازة عليها ثوب أسود، وحولها قسيسون، فقلت: جنازة من هذه؟ فقالوا: جنازة أبي حنيفة، حدثت أبا يوسف فقال: لا تحدث به أحدًا" (¬3). فهل قلّت روايات المثالب في ترجمة أبي حنيفة -وهي زهاء ستين صفحة، حتى اضطر أن ¬

_ (¬1) انظر ما نقله ابن عبد البر في: "جامع بيان العلم" في باب: حكم قول العلماء بعضهم في بعض: (2/ 196). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 335 - 336). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 454).

يكمل المثالب بإيراد الأحلام والرُّؤى الشيطانية! وقد جاء في الحديث، الأمر بإفشاء الرؤيا الحسنة، وعدم إفشاء الرؤيا السيئة بين الناس، والاقتصار على الاستعاذة بالله من الشيطان، والتفل ثلاث مرات عن الشمال، حتى لا تضره تلك الرؤيا. فإذا كان الرائي خالف الحديث، وقصها على الناس-، على فرض صحتها-، فما بال الخطيب يعينه على نشرها وإفشائها، بتسطيرها مسندة في تاريخه الذي سيقرأه الناس على مر الأجيال؟ لعل الخطيب اعتبرها رؤيا حسنة-، في جانب أبي حنيفة، الذي ما ولد في الإِسلام أشأم منه-، فأراد تثبيتها ونشرها، ابتغاء وجه الله واتباعًا للسنة! . وختامًا لهذا البحث، أود أن ألفت النظر إلى أن فضيلة الأستاذ الشيخ محمّد أبو زهو، قد بحث في كتابه: "الحديث والمحدثون"، بحثًا قيمًا يتعلق بما أورده بعض الناس، من الشبه في حق أبي حنيفة، من جهة قلة بضاعته في الحديث أو من جهة عدم إخراج أصحاب الصحيحين له شيئًا في صحيحيهما، ومن نواح أخرى. وأجاب عنها بكلام جيد مقنع. فمن أحب المزيد من الإيضاح فليرجع إلى الكتاب المذكور) أ. هـ. * قلت: ولقد نقلناه بنصه من أجل الفائدة ولعلنا أيضًا سوف ننقل ما قاله أحد الباحثين من خلال رسالته في الدكتوراه بنصه، وليس ذلك للإطالة وإنما لتنوع المصادر والباحثين على مختلف أزمانهم وبحوثهم، وللمقارنة التي بينهم والتقارب لوجوه النقد عندهم، فالتطويل في دفع أمر الشبهات عند الخطيب وغيره عن الإِمام أبي حنيفة هو أحد أهدافنا في الذود عن هذا العلم الشامخ .. والله تعالى المستعان. والآن نذكر بحث (مكانة الإِمام أبي حنيفة بين المحدثين) للدكتور محمّد قاسم عبد الحارثي، وأخذ الأمر في نقده لروايات الخطيب وبقية الأئمة، وسوف ننقله بنصه للفائدة وزيادة العلم حيث قال الدكتور محمّد الحارثي: "سوف نلتزم بادئ ذي بدء بنقل كل ما قيل في تجريح أبي حنيفة رحمه الله ولكن سوف نقف بعض الشيء عند كلام الأئمة المعتبرين في هذا الشأن حتى يكون للكلام قيمة. هذا وقبل أن ننقل كلام الأئمة لا بد أن نسوق الأقوال التي ذكرها الخطيب في تاريخه والتي أثارت جدلًا كبيرًا بين العلماء وسوف نرد على كل قول تفصيلًا من ناحية الإسناد والمتن ثم نرجى المناقشة الإجمالية للفصل الذي يليه. قال الخطيب: أخبرنا الحسين بن محمّد بن الحسن أخو الخلال أخبرنا جبريل بن محمّد بن المعدل -بهمذان- حدثنا محمّد بن حيويه النخاس حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع قال الثوري يقول: نحن المؤمنون وأهل القبلة عندنا مؤمنون في المناكحة والمواريث والصلاة والإقرار، ولنا ذنوب ولا ندري ما حالنا عند الله؟ قال وكيع: وقال أبو حنيفة: من قال بقول سفيان هذا فهو عندنا شاك، نحن المؤمنون هنا وعند الله حقًّا. قال وكيع: ونحن نقول بقَوْل سفيان وقول أبي حنيفة

عندنا جرأة (¬1). أما من ناحية الإسناد فلا داعي لمناقشته لأن القضية نفسها مختلف فيها بين العلماء وموافقو أبي حنيفة كثيرون والقضية معروفة في كتب العقائد بمسألة الاستثناء، والمثير للسخرية في جعل هذه القضية مطعنًا على أبي حنيفة أنهم لا يدرون أن سفيان الثوري نفسه رجع عن قوله وأخذ بقول أبي حنيفة. قال الخطيب: أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا الحميدي حدثنا حمزة بن الحارث بن عمير عن أبيه قال: سمعت رجلًا يسأل أبا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قال: أشهد أن الكعبة حق ولكن لا أدري هي هذه التي بمكة, أم لا؟ فقال: مؤمن حقًّا، وسأله عن رجل قال أشهد أن محمّد بن عبد الله بني ولكن لا أدري هذا الذي بالمدينة؟ فقال مؤمن حقًّا، قال الحميدي: ومن قال هذا فقد كفر (¬2). وهذه الرواية باطلة من أصلها فلا أبو حنيفة قالها ولا الحميدي كفر قائلها لأنها من انتحال ووضع الحارث بن عمير، فهو من الوضاعين الكذابين قال الذهبي: كذبه ابن خزيمة وقال الحاكم: روى عن الحميدي أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات. فهؤلاء أئمة الجرح يكذبونه بل ينصون على أنه يكذب على الحميدي ويضع الأخبار على لسانه. وهذا كاف لرد الرواية وإسقاطها حتى من استحقاق المناقشة. ولكن الخطيب مؤاخذ في إيراد هذه القضية لأنه كان يجب أن ينبه إلى كذب الحارث لأنه كذبه في تاريخه (¬3). قال الخطيب: وقال الحارث بن عمير: وسمعته يقول: لو أن شاهدين شهدا عند قاض أن فلان بن فلان طلق امرأته وعلما جميعًا أنهما شهدا بالزور ففرق القاضي بينهما، ثم لقيها أحد الشاهدين فله أن يتزوج بها؟ قال: نعم، قال: ثم على القاضي بعد، أله أن يفرق بينهما؟ قال: لا. وهذه الرواية من رواية الحارث الكذاب أيضًا، ولو سلمنا أن الرواية صحيحة فهذا رأي فقهي مستند إلى دليل مشهور في كتب الفقه، أخذه أبو حنيفة عن عمر وعلي رضي الله عنهما. ووجهة النظر أن طلاق القاضي وتفريقه وقع ونفذ لأن القاضي لم يعلم بالواقع، والإثم على الشهود، والشاهد تزوجها بعد حصول التفريق -وإن كان باطلًا في نظره- لكنها طلقت، وأبو حنيفة متابع هنا ويشترك مع غيره كالشعبي، والكل متفقون أن الشهود آثمون مرتكبون أكبر الكبائر. فالتشهير في هذه المسألة واضح فيه الحقد الدفين من هذا الكذاب الحقود الحسود، الذي لم يجد شيئًا يشين به هذا الإمام إلا ما رآه بنظره الأخرق أنه على غير صواب. ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 372). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 372). (¬3) تاريخ بغداد: (8/ 313) رقم (1285).

قال الخطيب: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا علي بن عثمان بن نفيل حدثنا أبو مسهر حدثنا يحيى بن حمزة وسعيد يسمع أن أبا حنيفة قال: لو أن رجلًا عبد هذه النعل يتقرب بها إلى الله لم أر بذلك بأسًا. فقال سعيد: هذا الكفر صراحًا (¬1). ورواها مرة أخرى فقال: حدثنا ابن رزق أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أحمد بن علي بن الأبار حدثنا عبد الأعلى بن واصل حدثنا أبي حدثنا ابن فضيل بن القاسم بن حبيب قال: وضعت نعلي في الحصى ثم قلت لأبي حنيفة: أرأيت رجلًا صلى لهذه النعل حتى مات إلا أنه يعرف الله بقلبه؟ فقال: مؤمن، فقلت: لا أكلمك أبدًا. وهاتان الروايتان المضطربتان تنطقان بالكذب الواضح والافتراء الذي لا يخشى الله ففي الأولى عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، ضعفه اللالكائي وقال البرقاني: ضعفوه (¬2). وعلي بن عثمان بن نفيل مجهول لم أجد من ترجم له. ولعله خبط في السند خبط عشواء أو ألصق هكذا. ثم إن يحيى بن حمزة إن كان القاضي المشهور فهو دمشقي، ولم يثبت أن أبا حنيفة رحل إلى الشام ولم يدخل يحيى الكوفة. ولم يلتق بأبي حنيفة وإن كانا متعاصرين (¬3). وإن كان غيره فهو مجهول أيضًا. وفي الرواية الثانية: القاسم بن حبيب قال عنه ابن معين: لا شيء وضعفه الذهبي وابن الجوزي عن كثير من العلماء. وأما من ناحية المتن فإننا نحيل أن يصدر مثل هذا عن أبي حنيفة بل نحيل أن يصدر مثل هذا عن أصغر عالم من علماء المسلمين فما لنا عن عالم شهدت له الدنيا بالعلم والعقل فما هذا إلا من التعصب المذهبي قاتل الله دعاته. قال الخطيب: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن حسنويه الكاتب -بأصبهان- أخبرنا عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب حدثنا أحمد بن مهدي بن محمد حدثنا أحمد ابن إبراهيم حدثني عبد السلام -يعني ابن عبد الرحمن- قال حدثني إسماعيل بن عيسى بن علي قال: قال لي شريك: كفر أبو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى؛ قال الله تعال: {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] وقال الله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] وزعم أبو حنيفة أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وزعم أن الصلاة ليست من دين الله. (¬4) وهذا كلام باطل سندًا ومتنًا، أما من ناحية الإسناد فهذا إسناد مظلم فيه ضعاف: أولهم عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي فهو متكلم ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 374 - 375). (¬2) ميزان الاعتدال: (2/ 400)، سير أعلام النبلاء (15/ 531)، الوافي بالوفيات (17/ 103)، التنكيل (119 - 285)، السابق واللاحق (73)، لسان الميزان (3/ 267). (¬3) الجرح والتعديل (9/ 137). (¬4) تاريخ بغداد: (13/ 375 - 376).

فيه وفي فقهه، والحسد وارد في مثل هذه المواطن (¬1). وأحمد بن إبراهيم مجهول ليس في الرواة عن عبد السلام كما لم أجده في شيوخ أحمد بن مهدي. وفيه أيضًا شريك -صاحب المقالة- وهو شريك بن عبد الله بن أبي نمر القرشي، وليس النخعي، وإيراد الخطيب له هكذا يوحى بأنه شريك النخعي حتى يصدم القارئ فيظن أن شريكا يكفر أبا حنيفة. والواقع أنه شريك بن أبي نمر وهو من أقران أبي حنيفة في السن وإن كان هذا استقر في المدينة المنورة، ولكنه كان ضعيفًا عند جمهور العلماء فقد ضعفه ابن أبي حاتم وابن عدي وابن الجوزي والذهبي (¬2) وهو في نفس الوقت لا يقبل جرحه ولا تعديله لأن الأقران غالبًا ما يعودهم الحسد إلى الخروج عن الاعتدال. وأما من ناحية المتن فإن قضية زيادة الإيمان ونقصانه وهل ينقص أم لا فهي مسألة خلافية، فقال الأشاعرة وأكثر الماتريدية إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وقال المحدثون والمعتزلة والشيعة: إنه يزيد وينقص، وهي مسألة قديمة وسوف نتكلم عنها في الفصل التالي الذي سنعقده خصيصًا للرد على مثل هذه الأمور. وأما قوله: إنه القائل: إن الصلاة ليست من دين فهذا تزوير فالقضية أنها ليست من الإيمان كما سيأتي. قال الخطيب: "أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج -بنيسابور- أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا محمود بن موسى الأنطاكي قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: إيمان أبي بكر وإيمان إبليس واحد، قال إبليس: يا رب، وقال أبو بكر الصديق يا رب، ومن كان من المرجئة لم يقل فانكسر عليه قوله (¬3). وهذا الكلام باطل سندًا ومتنًا، أما السند ففيه محبوب بن موسى الأنطاكي قال عنه أبو داود: لا يلتفت إلى حكاياته التالفة. وقال الدارقطني: صويلح ليس بالقوي (¬4)، وفيه أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمّد بن الحارث قال عنه ابن سعد: كان كثير الخطأ وهو ثقة (¬5). ولكنه لم يسلم من حسد الأقران فلا يقبل منه هذا الكلام إن صح. وأما من ناحية المتن فكيف يجوز أن يصدر هذا الكلام من مسلم بغض النظر عن كونه إمامًا من الأئمة؟ وكيف يستبيح لنفسه مسلم أن ينسب هذا لأحد من الأئمة العظماء؟ . قال الخطيب: "أخبرني الخلال حدثنا علي بن عمر بن محمد ¬

_ (¬1) التهذيب: (6/ 322)، والتنكيل (1 / رقم 143)، تاريخ بغداد (11/ 52 رقم 4838). (¬2) الجرح والتعديل (4 رقم 1592 و 463)، الكامل لابن عدي (4/ 1321)، المغني في الضعفاء (1/ 297)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 40). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 376). (¬4) الجرح والتعديل (8/ 389)، تهذيب التهذيب (10/ 52)، لسان الميزان (7/ 350). (¬5) تهذيب التهذيب: (1/ 151 - 152).

المشتري حدثنا محمّد بن جعفر الأدمي حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا طاهر حدثنا وكيع قال: اجتمع سفيان الثوري وشريك والحسن بن صالح وابن أبي ليلى فبعثوا إلى أبي حنيفة قال فأتاهم فقالوا له: ما تقول في رجل قتل أباه ونكح أمه وشرب الخمر في رأس أبيه؟ فقال: مؤمن، فقال له ابن أبي ليلى: لا قبلت لك شهادة أبدًا، وقال له سفيان الثوري: لا كلمتك أبدًا، وقال له شريك: لو كان لي من الأمر شيء لضربت عنقك وقال له الحسن بن صالح: وجهي من وجهك حرام أن أنظر إلى وجهك أبدًا" (¬1). وهذا الكلام -وإن كانت تلوح عليه علامات الوضع والاختلاق فإن كل من دون وكيع ضعفاء ومجهولون- إلا أننا ننظر في الكلام هل هو مثار شبهة أو بدعة أو كفر؟ إن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن مرتكب الكبائر مؤمن ليس بكافر. وهل يجوز التشنيع عليه في هذا؟ لا شك أن المقصود هو التمحك فقط لا غير. والأولى أن نقول: إنها حكايته مختلقة. فقد تقدم ثناء الثوري على الإِمام وكذلك وكيع. قال الخطيب: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن سليمان المؤدب -بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقريء قال حدثنا سلامة بن محمود القيسي -بعسقلان- حدثنا عبد الله بن محمّد بن عمرو قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان أبو حنيفة رأس المرجئة (¬2). وقد روى الخطيب اتهام أبي حنيفة بالإرجاء كثيرًا، وهذا سوف نتعرض له في فصل مستقل إن شاء الله. قال الخطيب: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز حدثنا هيثم بن خلف الدوري حدثنا محمود بن غيلان حدثنا محمد بن سعد عن أبيه قال: كنت مع أمير المؤمنين -موسى بجرجان- ومعنا أبو يوسف، فسألته عن أبي حنيفة فقال: وما تصنع به وقد مات جهميًا (¬3). وكذلك يروي روايات أخرى أن أبا حنيفة كان جهميًا وسيأتي الرد على هذه الفرية في مبحث مستقل إن شاء الله. قال الخطيب: أخبرنا البرقاني حدثني بن العباس الخزاز حدثنا جعفر بن محمد الصندلي حدثنا إسحاق بن إبراهيم -ابن عم ابن منيع- حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن حدثنا حسن بن أبي مالك عن أبي يوسف قال: أول من قال القرآن مخلوق أبو حنيفة (¬4). وهذه الرواية وكثير من الروايات التي ساقها الخطيب ناطقة بالكذب والافتراء فما كان أبو حنيفة ليقول هذا وما كان أبو يوسف ليشهد بهذه الشهادة وإنما هذا من اختلاق جعفر بن ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 377 - 378). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 380). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 381). (¬4) تاريخ بغداد: (13/ 384 - 385).

محمّد الصندلي فهو ضعيف شديد الضعف (¬1). وإسحاق ابن عم ابن منع مجهول أيضًا والحسن بن أبي مالك أيضًا مجهول. وسوف يأتي الحديث عن رد قول من زعم أن أبا حنيفة يقول بخلق القرآن. قال الخطيب: أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثني عمر بن الهيثم البزاز أخبرنا عبد الله بن سعد- بقصر ابن (؟ ؟ ) حدثني أبي أن أباه أخبره أن ابن أبي ليلى كان يتمثل بهذه الأبيات: إلى شنآن المرجئين ورأيهم ... عمر بن ذر وابن قيس أعاصر وعتيبة الدباب لا نرضى به ... وأبو حنيفة شيخ سوء كافر (¬2) انتهى نقل الخطيب ولم يرض الخطيب ومن في إسناده إلا أن يرموا أبا حنيفة بالكفر وهذا منزلق خطير جدًّا وصل إليه من رضي أن ينقل مثل هذا الكلام وأن يضعه في كتاب تقرأه الأجيال من بعده فإنا لله وإنا إليه راجعون. ثم إن الرواية فيها مجاهيل، حيث لم أعثر على ترجمة لعمر بن الهيثم كما لم أعثر على ترجمة عبد الله بن سعيد الذي يروي عن أبيه عن جده، وظاهر من السند أن الحكاية مختلقة لا أساس لها وهي تدور على الخطيب نفسه الذي يسأل عن إيراد مثل هذه الحكاية. وللأسف فقد أورد ثلاث روايات تتهم أبا حنيفة بالشرك والكفر دون تعليق مع أنه قد علق على الأحاديث التي فيها ذكر أبي حنيفة، أو صفة من صفاته مع أن الرواية المذكورة تحت رقم (46 - 47) فيها كذاب مشهور فلم يعلق عليه حيث يقول: أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمّد بن يونس حدثنا ضرار بن ورد قال حدثني سليم المقرئ حدثنا سفيان الثوري قال: "قال لي حماد بن أبي سليمان: أبلغ عني أبا حنيفة المشرك أني بريء منه حتى يرجع عن قوله في القرآن" (¬3). وضرار بن ورد كذبه يحيى بن معين وتركه البخاري والنسائي، وقال النسائي: ليس بثقة، وضعفه الدارقطني وقال حسين بن محمد القباني: تركوه، وقال الساجي: عنده مناكير (¬4). وإن كان الكذب متهمًا به ضرار بن ورد إلا أن الملامة نقع على الخطيب، كيف يروي مثل هذه الرواية؟ وكيف يسكت إذا رواها, لقد لاحظنا أن أي رواية ترفع من قدر أبي حنيفة فنرى أن الخطيب يسكت ولا يشير، مع شهرة الكذابين في الأسانيد التي يسوقها وهذا مسلك مريب يلقى بظلال من الشكوك الثقيلة حول دوافع الخطيب من إيراد مثل هذه الحكايات -مع العلم أنه قد ذكر الخطيب تكذيب هؤلاء في تاريخه- حتى ولو أسندها وتبرأ من عهدتها فهي ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 387 - 388). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 387 - 388). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 388). (¬4) الجرح والتعديل (4 / رقم 2046)، والتاريخ الكبير (4/ 340)، الكامل (4/ 1421)، والضعفاء الكبير (2/ 222).

لاصقة به وبكتابه، ولذا نستطيع أن نقول: إن الكوثري مصيب في معظم ردوده على الخطيب في كتابه الذي ألفه خصيصًا للرد على الخطيب في إيراد المثالب التي قيلت في أبي حنيفة. وقد سبق إلى رد هذه الافتراءات ابن عبد البر حيث قال: قيل لعبد الله بن داود الخريبي يومًا: يا أبا عبد الرحمن إن معاذًا يروي عن سفيان الثوري أنه قال: استتيب أبو حنيفة مرتين، فقال عبد الله بن داود: هذا والله كذب، قد كان بالكوفة عليّ والحسن ابنا صالح بن حي وهما من الورع بالمكان الذي لم يكن مثله وأبو حنيفة يفتي بحضرتهما, ولو كان من هذا شيء ما رضيا به، وقد كنت بالكوفة دهرًا فما سمعت بهذا (¬1). فهذا نص واضح في اختلاق هذه الحكايات من قبل أعداء أبي حنيفة وتصريح من الثوري بأن ما يثار حول أبي حنيفة لم يكن شيء منه زمن أبي حنيفة، وإنما اخترعه المتعصبون الذين جاءوا من بعدهم أو من الحساد الحاقدين الكاذبين الذين عاصروا الإِمام أبا حنيفة، وأثاروا حوله هذه الشبهة، وسيأتي رد هذه الشبه في فصل مستقل إن شاء الله تعالى. قال الخطيب: "أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني صفوان بن صالح حدثنا عمر بن عبد الواحد قال سمعت الأوزاعي يقول: أتاني شعيب بن إسحاق وابن أبي. مالك وابن علاق وابن ناصح فقالوا: قد أخذنا عن أبي حنيفة شيئًا فانظر فيه، فلم يبرح بي وبهم حتى رأيتهم، فمما جاؤوني به عنه أنه أحل لهم الخروج على الأئمة (¬2). ومثل هذه أيضًا روى الخطيب منها تسعة آثار كلها واهية الإسناد يريد منها الخطيب أن يثبت ويلصق هذه الحكايات بأبي حنيفة زورًا وبهتانًا مع أنه يعلم قبل غيره أنها باطلة وأسانيدها واهية. فابن الفضيل مجهول وابن درستويه تقدم ضعفه الشديد. وما جاء في هذه الروايات جميعًا يخالف رأي أبي حنيفة نفسه، ويخالف قواعد فقهه المأخوذ عنه. وسيأتي تفصيل ذلك في فصل مستقل إن شاء الله. قال الخطيب: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عيسى الخشاب حدثنا أحمد بن مهدي حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن حدثني إسماعيل بن عيسى بن علي الهاشمي قال حدثني أبو إسحاق الفزاري قال: كنت آتي أبا حنيفة أسأله عن الشيء من أمر الغزو فسألته فأجاب فيها، فقلت له: إنه يُرْوَى فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا؟ قال: دعنا من هذا. قال وسألته يومًا آخر عن مسألة قال: فأجاب فيها، فقلت له: إن هذا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه كذا وكذا، فقال: حك هذا بذنب خنزير (¬3). وهذه طامة تنضم إلى الطامات السابقة، فإلى ¬

_ (¬1) الانتقاء: (150). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 396). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 401).

جانب ضعف الراوي -عبد السلام ابن عبد الرحمن الذي تقدم- فإن شيخه إسماعيل بن عيسى بن علي الهاشمي مجهول الحال. وقد حاول الشيخ الألباني أن ينفي عنه الجهالة فلم يأت له بتوثيق أو تعديل وإنما طعن علي الكوثري عدم معرفته، على حين هو لم يأت له بتعريف (¬1). ثم إن المتن نفسه مرفوض سواء صح السند أو لا، فهل يعقل أن يصدر مثل هذا الكلام عن إمام شهد الأئمة بحسن أدبه مع الناس ثم هو يتردى في مثل هذه المهاوي؟ ثم لماذا لم يذكر الفزاري تلك الأحاديث التي خالفها أبو حنيفة ولم يمتثل الانصياع إليها، ألا يحتمل أن تكون أحاديث باطلة؟ ألا يحتمل أن تكون المسألة كلها مختلقة وليدة ساعتها فلم يستطع المسؤول عن هذه الرواية أن يرتب المسألة ويرتب الحديث، ولكنه بدهاء ومكر لم يحدد المسألة ولم يحدد الحديث حتى يصرف الأنظار عن مناقشته إلى التفكير في مخالفة أبي حنيفة للحديث، وما يزعمه من قلة أدبه مع الحديث. وهذا كلام حتى لو صح سنده إلى الفزاري فلا يجوز أخذه ولا الاعتبار به, لأن كبار الأئمة أثنوا على أبي حنيفة فلا يعقل صدور مثل هذا منه ولا شك أن المتن واضح البطلان، وفيه إفراط في الحقد والتعصب، واجتراء على إلصاق الضلال بالمخالفين، وهذا ليس من عمل العلماء على الإطلاق. قال الخطيب: حدثنا محمَّد بن علي بن مخلد الوراق -لفظا- قال في كتابي عن أبي بكر محمَّد بن عبد الله بن صالح الأسدي الفقيه المالكي قال سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني يوما وهو يقول لأصحابه: "ما نقول في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن بن صالح وأصحابه وسفيان الثوري وأصحابه وأحمد بن حنبل وأصحابه فقالوا له: يا أبا بكر لا تكون مسألة أصح من هذه فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة" (¬2). وهذه الرواية أيضًا باطلة سندًا ومتنا. وأما من ناحية الإسناد فصاحبها والمسؤول عنها ابن أبي داود وهو عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني وأبوه أبو داود صاحب السنن المشهور، قال عنه أبوه: ابني عبد الله هذا كذاب، وقال ابن صاعد: كفانا ما قال أبوه فيه. وقال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر بن أبي داود كذاب (¬3). وقد حاول الكثيرون أن ينفوا الكذب عن ابن أبي داود فمنهم من قال إن أباه كذبه في أول طلبه ولكنه كبر وساد وأصبح إماما، ومنهم من ¬

_ (¬1) التنكيل: (1/ 217). (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 394). (¬3) ميزان الاعتدال: (2/ 433)، الكامل (4/ 1577)، تاريخ بغداد (9/ 464)، تذكرة الحفاظ (2/ 767)، شذرات الذهب (2/ 168)، وفيات الأعيان (2/ 45) سير أعلام النبلاء (13/ 221)، الأنساب (7/ 85)، الوافي بالوفيات (17/ 200).

قال: تفرد أبوه بتكذيبه فلا يقبل، وأكثرهم اعتمد على رد ابن عدي حيث أشار إلى اعتداله ولكنه قال أخيرًا: لا أدري أي شيء تبين له منه. وبعد هذا يأتي الشيخ الألباني (¬1)، يحاول بشتى أنواع المحاولات وشتى أنواع الطرق لكي ينفى عنه الكذب لكنه لم يستطع أن ينفيه عنه أول شبابه وعليه فنقول: حسنًا نحن نريد هذا فهو إمام بعد ما كبر وكذاب في شبابه وعليه نحن نقول: إن هذه الكلمة صدرت منه في شبابه لأننا لا نتصور إمامًا حافظًا لسنة رسول الله يفترى مثل هذا الافتراء الواضح. فكل هؤلاء الأئمة الذين ذكرهم ابن أبي داود أثنوا على الإمام أبي حنيفة كما تقدم مثل الإمام مالك والثوري. ثم إني أستغرب أشد الغرابة من مسلك الشيخ الألباني في التنكيل يصارع بكل ما أوتي من قوة لإثبات كلام ابن أبي داود وتوثيقه ولم يحاول محاولة واحدة لرد هذا الافتراء وهو واضح جدًّا يريد (¬2) أن يسقط إمامًا دانت له الدنيا وعمل بمذهبه المسلمون ألف عام أو يزيد، ولا يريد أن تشك ابن أبي داود شوكة من أجل فرية قالها في شبابه. وماذا يحصل لو رددنا كلام ابن أبي داود وجعلناه من قبيل التعصب أو من قبيل السقطات المعدودات التي لا تنال من الرجل، ونكون ساعتها حفظنا مقام الإِمام أبي حنيفة، ووقفنا عند حد معقول أمام ابن أبي داود خاصة وأن أقرب الناس إليه وأعرف الناس به لم يكن يرضى عنه، فهل هذا هو الإنصاف؟ وهل هذه هي طريقة العلماء المحققين؟ لا شك أنه جانب الصواب، وبعد عن الحق بعدًا كبيرًا. وخلاصة القول: إننا نرفض مثل هذا الافتراء على أبي حنيفة، وأكثر ما نستطيع أن نوجهه إلى ابن أبي داود أن نقول له: سامحك الله، ولا نريد أن ننزلق إلى أي كلمات من كلمات التكذيب، بل نقول إن هذه الكلمات لم تغض من مقام أبي حنيفة. ولم ترفع من مقام ابن أبي داود، وإنما هي سقطة من السقطات المعدودة التي تؤخذ على أي عالم، وسبحان الذي تنزه عن العيب والنقصان. قال الخطيب: "أخبرنا ابن دوما أخبرنا ابن سليم حدثنا الأبار حدثنا الحسن بن علي الحلوانى حدثنا أبو صالح -يعني الفراء- حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال: حدثت أبا حنيفة حديثًا في رد السيف، فقال: هذا حديث خرافة" (¬3). ثم أورد الخطيب عدة روايات أشنع من هذه ومدارها كلها إن أبا حنيفة يرد الحديث أو يستهزئ به، كل هذا باطل لا أساس له. وفي هذه الرواية ابن دوما -الحسن بن الحسين بن دوما النعالي- قال الذهبي: بغدادي ضعيف ألحق نفسه في طباق أي كان يدعي سماع من لم يسمع منهم ثم قال وهذا تزوير (¬4). ويتمادى الخطيب حتى يروي لنا بإسناده أن أبا حنيفة رد أربعمائة حديث وأورد منها "للفرس سهمان وللراجل" وحديث "البيعان بالخيار ما لم ¬

_ (¬1) التنكيل: (1/ 307)، والمسلك الصحيح للحارثي أن يدافع عن ابن أبي داود. (¬2) هذا كلام غير صحيح فلم يتكلم الشيخ ناصر في أبي حنيفة. (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 401 - 402). (¬4) العبر: (3/ 164).

يتفرقا" و"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرع بين نسائه" والباحث في فقه أبي حنيفة يجد أن هذه الأحاديث مأخوذ بها في مذهبه ولا يحاسب الإنسان إلا على ما دون واعتقد دون ما يشك في نسبته إليه. وهذه الروايات جميعها لا تسلم من مطعن وإذا سلم الطريق فإن صاحب الرواية إما حاسد أو جاهل كما قال الأئمة كما تقدم، فالحاسد قد يعذر، والجاهل لا يلتفت إلى كلامه. قال الخطيب: "أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلًا حتى ظهر فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا وأضلوا. قال سفيان: ولم يزل أمر الناس معتدلًا حتى غير ذلك أبو حنيفة -بالكوفة، وعثمان البتي بالبصرة، وربيعة الرأي بالمدينة فنظرنا فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم" (¬1). وهذه الرواية -مع ما تقدم من رأى ابن عيينة في أبي حنيفة- تنطق بالانتحال والوضع على لسان سفيان بن عيينة، فسفيان بن عيينة رحمه الله أول مقر بفضل أبي حنيفة ورأيه وعلمه وأخبر الناس به عن قرب، كما أن ابن عيينة أجل قدرًا من أن يفوه بمثل هذا الكلام الذي لا يجري إلا على لسان جاهل أو من فقد خوف الله من قلبه. وسيأتي رد هذه الافتراءات كلها في الفصل التالي. قال الخطيب: أخبرنا الفضل حدثنا علي بن إبراهيم بن شعيب الفازي حدثنا محمّد بن إسماعيل البخاري حدثنا صاحب لنا عن حمدويه قال: قلت لمحمد بن مسلمة: ما لرأي النعمان دخل البلدان كلها إلا المدينة؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخلها الدجال ولا الطاعون" "هو دجال من الدجاجلة" (¬2) وكذلك يروى روايات كثيرة بهذا المعنى. وهذه الرواية وإن كان فيها البخاري رحمه الله إلا أن شيخه مجهول لم يسم، ومع ذلك لو سمى فلن يزيد في الأمر شيئًا فالحكاية من أصلها موضوعة منتحلة يتطاير منها شرر الحسد والبغضاء والتعصب، والرواية نفسها ترد على من افتراها إذ أن فقه أبي حنيفة دخل المدينة والحجاز في عهد أبي حنيفة وفيما بعده بل قد ظل يحكم بمذهب أبي حنيفة من أواخر أيام هارون الرشيد إلى أن سقطت الدولة العثمانية فأي ورطة أوقع الرواة أنفسهم فيها -وإن كان هناك رواة- فإما أن لا يصدقه الحديث وإما أن يكذبوهم، وحاشا الحديث الصحيح أن يتخلف قيد أنملة عما حدث به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يبق إلا كذب الرواة واختلاقهم هذا الكلام عن محمّد بن مسلمة أو عن غيره من الأئمة. بل إن كثيرًا من أهل المدينة الآن يتمذهبون بمذهب أبي حنيفة ويعملون بموجبه، وخاصة الجالية التي نزحت في مطلع القرن الحالي عندما ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 413 - 414). (¬2) تاريخ بغداد (13/ 415).

ذبح الملايين من المسلمين في الجمهوريات الإِسلامية في روسيا، وكل من كان يذهب إلى المدينة المنورة قبل خمسين سنة كان يرى بعينه أربعة مشايخ تدرس المذاهب الأربعة أولهم شيخ الحنفية، وما زالت بقاياه حتى الآن وإن لم يكن بتكليف رسمي. فهل يصح الحسد إلى هذه الدرجة من إنكار الأشياء أو المغالطات المتعمدة؟ . قال الخطيب: "أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبيد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: قال مالك: ما ولد في الإِسلام مولود أضر على أهل الإِسلام من أبي حنيفة. قال: وكان يصيب الرأي ويقول: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تم هذا الأمر واستكمل فإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ولا نتبع الرأي، وإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى منك فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته، أرى هذا الأمر لا يتم". وهذه الرواية باطلة من ناحية السند لأن فيها ضعيفًا وهو إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال عنه ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: رأيت أحمد بن صالح لا يرضى الحنيني، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو الفتح الأزدي: أخطأ في الحديث، وضعفه العقيلي، وابن حبان، وابن الجوزي والذهبي وكثيرون (¬1). وأما من ناحية المتن فهو ضعيف من وجهين لا وجه واحد: الوجه الأول: أن هذا كلام نابع من قرين أو مقارب لأبي حنيفة، وجرح الأقران لا يعتمده العلماء. الوجه الثاني: أنه معارض بما روى عن مالك من أوجه كثيرة وطرق متعددة أنه كان يثنى على أبي حنيفة ورأيه؟ وقد تقدم كثير من هذا. فهذا افتراء على مالك وافتراء على أبي حنيفة رحمهما الله، ولله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله. وسيأتي المزيد من البيان لهذه الافتراءات في مبحث خاص إن شاء الله. قال الخطيب: "أخبرنا ابن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد بن حنبل حدثنا الحميدي حدثنا وكيع حدثنا أبو حنيفة أنه سمع عطاء - إن كان سمعه - (¬2). ومعنى هذا أنه يشكك في سماع أبي حنيفة من عطاء، وبناء عليه فأحاديثه عنه منقطعة. وهذه الرواية لا داعي أن ننظر في إسنادها -وإن كان الخطيب وشيخه ضعيفين- إلا أننا سوف نفترض ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل (2/ 208 رقم 708)، التاريخ الكبير (1/ 379)، ميزان الاعتدال: (1/ 179)، الضعفاء والمتروكين (18)، الكامل في الضعفاء لابن عدي (1/ 334)، المجروحين لابن حبان (2/ 222)، التهذيب (1/ 222)، الضعفاء لابن الجوزي (1/ 97)، الضعفاء للعقيلي (1/ 97). (¬2) تاريخ بغداد (13/ 425).

أن وكيعًا رحمه الله قال ذلك أو شكك في سماع أبي حنيفة من عطاء، لكن تقدم معنا أن وكيعًا روى عن أبي حنيفة وأثنى عليه، وأن المصادر جميعًا اتفقت على سماع أبي جنيفة من عطاء بن أبي رباح، ومعظم المصادر تقول (¬1): إن عطاء توفي سنة أربع عشرة ومائة ومنها من يقول أكثر، والمعروف أن أبا حنيفة أقام بمكة كثيرًا وحج كثيرًا وعطاء مكي وكان مفتي مكة ومفتي الحجيج الرسمي، فأي حاج في تلك السنوات يستطيع أن يسمع عطاء دون مشقة، فأي مانع من سماعه؟ وما الدليل على عدمه؟ . قال الخطيب: "أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو بكر الحبابي الخوارزمي -بها- قال سمعت أبا محمّد عبد الله بن أبي القاضي يقول سمعت محمّد بن حماد يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله ما تقول في النظر في كلام أبي حنيفة وأصحابه! ! ! انظر فيها وأعمل عليها؟ قال: لا. لا. لا.-ثلاث مرات- قلت: فما تقول في النظر في حديثك وحديث أصحابك انظر فيها وأعمل عليها؟ قال: نعم. نعم. نعم. -ثلاث مرات- ثم قلت: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به فعلمني دعاء وقاله لي ثلاث مرات فلما استيقظت نسيته" (¬2). وهذه رواية يصل بها الخطيب إلى ذروة أدلته في تجريح أبي حنيفة ورفض مذهبه فقد استدل بنص قاطع على النهي عن تقليد مذهب أبي حنيفة والعمل بمذهبه، وهذا كلام مرفوض مردود لعدة وجوه: أولًا: من ناحية إسناده فيه مجاهيل البرقاني شيخ الخطيب وعبد الله ابن أبي القاضي، وأما محمد بن حماد فإن كان الحافظ فالسند إليه غير صحيح وإن كان غيره فضعيف لأن هناك عشرة لهم هذا الاسم كلهم ضعاف ما عدا الرازي ومهما يكن من أمر فالسند غير صحيح. ثانيًا: من ناحية المتن فهذا كلام متناقض لا يقوله رجل يخاف الله ولا يتفوه به عاقل، إذ كيف يحفظ المتحدث لا من النبي - صلى الله عليه وسلم - كم مرة، وينسى دعاء علمه إياه الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات! ! ! أليس هذا دليلًا على التناقض والغفلة؟ ؟ ومثل هذا لا يؤبه بكلامه. ثم كيف ينهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العمل بمذهب أبي حنيفة وقد انتشر في الآفاق وأصبح مذهب الدولة الرسمي حيث إن أبا يوسف من أصحاب أبي حنيفة الذين شملتهم الرؤيا وشملهم المنع، وأبو يوسف آنذاك قاضي القضاة يحكم ويفتي بمذهب أبي حنيفة وآرائه. وقد ظل قاضي القضاة زمنًا، وقضاته معظمهم من أصحاب أبي حنيفة وأتباعه. وجمهور الأمة يعمل بمذهبهم ويحتكم إليه، ثم كيف يكون هذا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تجتمع أمتي على ضلالة وجمهور الأمة يعمل برأي أبي حنيفة الذي يزعم الرائي -والله أعلم من يكون- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهاه نهيًا أكيدًا عن اتباعه والعمل به؟ ؟ . أليست رائحة التعصب الصادرة من هذه الرواية تزكم الأنوف وتثير الدهشة والحيرة، ألم ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (5/ 78)، والطبقات الكبرى (5/ 467)، والجرح والتعديل (6/ 330)، وغيرها. (¬2) تاريخ بغداد: (13/ 225).

ير الراوي غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلصق به هذه الفرية؟ ألم يجد شيئًا آخر ينفس به عن الحسد الذي يغلي بداخله وثورة التعصب التي تتأجج؟ ألا فليتق الله كل مسلم، وعلى الأخص كل عالم، فليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال يكتب ويسطر، فمثل هذا يعتبر سبة على جبين صاحبه لا يمحوها الدهر. قال الخطيب: "أخبرنا محمد بن عبد الله الحنائي أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمّد بن إسماعيل السلمي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا عبد الله بن المبارك قال: من نظر في كتاب الحيل لأبي حنيفة أحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله" (¬1). "وبإسناد آخر عن النضر بن شميل يقول: في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كلها كفر" (¬2). وبإسناد آخر عن ابن المبارك -وما أكثر الزعم عن ابن المبارك- قال: من كان عنده حيل أبي حنيفة يستعمله أو يفتي به فقد بطل حجه وبانت منه امرأته، فقال مولى ابن المبارك: يا أبا عبد الرحمن ما أدري وضع كتاب الحيل إلا شيطان، فقال ابن المبارك: الذي وضع كتاب الحيل أشر من الشيطان (¬3). ثم يذكر الخطيب بعد ذلك روايات كثيرة تدور حول نسبة هذا الكتاب -كتاب الحيل- لأبي حنيفة، ثم الحديث عما في كتاب الحيل من الكفر والأباطيل، ونحن إذا أردنا أن نتحدث عن كتاب هذه صفته نجد أنفسنا في كنى عن مناقشته أو الحديث عنه, لأن الموضوع كله ينصب في نسبة هذا الكتاب له، وبغض النظر عن رجال هذه الآثار والطرق الموصلة إليهم. وبادئ ذي بدء نقول: إن الكتاب كتاب وهمي اخترعه واخترع ما فيه أحد هؤلاء الرواة ثم ألصقه بأبي حنيفة ليرضي تعصبه دونما نظر لرض الله سبحانه وتعالى ودونما مراعاة لحق مسلم اللهم إلا إذا استحلوا أن يكفروا مؤمنًا فعند ذلك لا حاجة للمناقشة ولا سبيل إلى الحديث عنهم أو معهم لأنه سيكون في أي حال من الأحوال تنابز بالكفر وتشاتم وتسابب نهى عنه الإِسلام ولا يجوز أن نتكلم به ونحن نعيب التعصب ونطلب من الناس الإنصاف. والذي يجعلنا نرفض إلصاق هذا الكتاب بالإمام أبي حنيفة رحمه الله أنه لم يذكر أحد من أصحاب التراجم -وهم عشرات- هذا الكتاب من مصنفات أبي حنيفة وأصحاب التراجم هؤلاء منهم الشافعي والحنبلي والمالكي ومع هذا فلم يذكروا كتابًا مثل هذا له، ولم يذكره سوى الخطيب، وكل من ذكره بعده فإنما هو ناقل عن الخطيب. والذي ذكروه من كتب الحيل الشرعية فإنما نسب إلى أبي بكر -أحمد ابن عمر- الحصاف الحنفي المتوفى سنة (261 هـ) وأبي بكر الصيرفي محمّد بن محمّد الشافعي البغدادي. والمتوفي سنة (330 هـ) وأبي حاتم القزويني وأبي عبد الله ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد (13/ 426). (¬2) تاريخ بغداد (13/ 427). (¬3) نفس المصدر السابق (13/ 427).

اليزيدي النحوي -محمَّد بن عباس- المتوفى سنة (313 هـ) ولابن دريد اللغوي -محمَّد بن الحسن- المتوفى سنة (321 هـ). ولم يقل أحد إن أبا حنيفة ألف في الحيل، أو له كتاب في الحيل، فمن أين جاؤوا بهذا الكتاب وكيف ساغ لهم إلصاقه به، اللهم إلا إرادة التشهير وإثارة الفتن، وكأنهم كما قال الشاعر: رموني بالعيوب ملفقات ... وقد علموا بأني لا أعاب وأني لا تدنسني المخازي .. وأني لا يروعني السباب ولما لم يلاقوا فيَّ عيبا ... كسوني من عيوبهم وعابوا (¬1) وقد تصدى له للرد على هذه الروايات الإمام ابن تيمية رحمه الله -كما نعرفه بأنه أكثر الناس دفاعًا عن مذاهب السلف وأصولهم وقواعدهم- فقال: "ولا يجوز أن ينسب الأمر بهذه الحيل التي هي محرمة بالاتفاق أو هي كفر إلى أحد الأئمة، ومن ينسب ذلك إلى أحد منهم فهو جاهل بأصول الفقهاء" (¬2). وقال أيضًا: "وإنما عرضنا هنا أن هذه الحيلة التي هي محرمة في نفسها لا يجوز أن ينسب إلى إمام أنه أمر بها فإن ذلك قدح في إمامته وذلك قدح في الأمة حيث ائتموا بمن لا يصلح للإمامة، وفي ذلك نسبة بعض الأئمة إلى تكفير أو تفسيق، وهو غير جائز" (¬3). والإمام ابن تيمية يريد أن يقول لمثل هؤلاء: إن الحق أحق أن يتبع فلا يجوز الطعن في إمام من الأئمة المتبوعين، فمن فعل ذلك فهو جاهل بأصول الفقهاء، لا غير. وهو فوق ذلك يرتكب محرمًا من المحرمات لا يسوغها أي ظرف ولا يجيزها أي عالم. فمن الذي يستحل المحرمات إذن؟ هل الذي اتهم ولم تثبت تهمته ولم يقل إلا ما أداه إليه اجتهاده فيما لا نص فيه؟ أم الذي يتهجم على العلماء دون دليل، ولا يتهجم فحسب! ! بل يكفر من يقول: لا إله إلا الله ومن دانت له الدنيا وأقرت له بالعلم وشهدت له بالإيمان والإمامة؟ فمن يا ترى يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل ولماذا لم يقيموا لنا دليلًا واحدًا على نسبة هذا الكتاب إلى الإمام الأعظم؟ ؟ ولو كان لديهم دليل ما تأخروا لحظة ولا توانوا برهة, لأنهم حاولوا جاهدين البحث عن خطأ أو زلل فلما أعياهم ذلك لفقوا التهم واختلقوا الحكايات. وإذا كانوا يرون أن أبا حنيفة خرج عن مسيرة المحدثين، فهل يجوز لمحدث أن يختلق أن يتهم دون دليل؟ وهل يجيز الحديث للمحدثين تكفير الناس؟ نقول بملء الفم: لا، فهذا ليس من شيم المحدثين، وإنما المحدثون الحقيقيون الذين قالوا عندما سئلوا عن الإِمام أبي حنيفة: لا نكذب الله ما رأينا شيئًا. فهذا هو الإنصاف أنه لا يريد أن يمدح ولا يثني ولكنه لم يجد ذمًا فخاف الله أن ¬

_ (¬1) ديوان الرضى (1/ 127) ط دار صادر - بيروت. (¬2) فتاوى ابن تيمية: (12/ 35). (¬3) نفس المرجع السابق.

يتقول على إنسان بما ليس فيه وذلك هو البهتان العظيم. وإلى هنا نكتفي بالقدر الذي نقلناه عن الخطيب في تجريح الإِمام أبي حنيفة والذي سوف نرد عليه بعد تصنيف ذلك الكلام. والرد على هذه الشبهة شبهة ولم يبق إلا أن نورد ألفاظ التجريح المصطلحية التي ذكرها بعض العلماء المشهورين بالجرح والتعديل. وسوف أوردها أولًا مع ذكر مصادرها، ثم أعود فأصنفها ثم نرد عليها واحدة واحدة من أقوال العلماء والأئمة الآخرين، والاستشهاد بالأدلة والقرائن التي تنفي صحة ما نقله هؤلاء الأئمة. أولًا: قول البخاري: قال البخاري في التاريخ الكبير: كان مرجئًا. سكتوا عنه. وقال في التاريخ الصغير (¬1): سمعت إسماعيل بن عرعرة يقول: قال أبو حنيفة: جاءت امرأة جهم إلينا ها هنا فأدبت نساءنا. وقال: "سمعت الحميدي يقول: قال أبو حنيفة: قدمت مكة فأخذت من الحجام ثلاث سنن: لما قعدت بين يديه قال لي استقبل القبلة، وبدأ بشق رأسي الأيمن، وبلغ إلى العظمين" قال الحميدي: فرجل ليس عنده سنن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه في المناسك وغيرها كيف يقلد أحكام الله في المواريث والفرائض والزكاة والصلاة وأمور الإسلام (¬2). أما قوله في التاريخ الكبير: سكتوا عنه فهذه تحسب لأبي حنيفة من حيث اصطلاح البخاري، لأنه إذا قال عن فلان مسكوت عنه فإنه يعني عنده أنه مقبول. كما قال الدارقطني (¬3)، وإن كنا في الواقع نأبى على البخاري أن يصدر منه هذا الحكم إلا أننا لا نستطيع مناقشته لأنه نقله عن شيخه الحميدي، والحميدي إنما ضعفه لأجل ما بلغه من أنه كان مرجئًا، وهذه قضية سوف نفرد لها مبحثًا خاصًّا مع الشبه التي أثيرت حول الإِمام. والمسؤول عنها الحميدي لأنه رواها بلا إسناد وعلق عليها بكلامه يطعن بعلم أبي حنيفة وفقهه، وهو ليس من أقران أبي حنيفة (¬4) -أقصد الحميدي عبد الله بن الزبير- ولم يذكر لنا عمن روى هذه الحكاية وأنه أخذ سنن المناسك من حجام، ولنفرض أنه صح منه هذا الكلام فلعلها كانت أول حجة حجها وقد كان سنه فيها صغيرًا لم يطلب العلم بعد، وهل يعقل أن يقول هذا بعد أن صار إمامًا يعلم الأمة مناسكها وحلالها وحرامها ثم هو يجهل كيف يحلق شعره على السنة؟ كنا نود ألا ينزلق الإِمام الحميدي إلى مثل هذا -والكلام لاصق به لا محالة- وما كنا نود أن تخرج هذه الكلمات من أئمة الحديث, لأنهم أوقعونا في حرج بالغ، ومع هذا فإن اتهام الحميدي لأبي ¬

_ (¬1) التاريخ الصغير: (2/ 43). (¬2) التاريخ الصغير: (2/ 44). (¬3) العلل للدارقطني: (1/ 115). (¬4) لأنه توفي سنة (220 هـ) ولم يلتق بأبي حنيفة ولم يرو عنه، وإنما نقل هذا عمن فوقه. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير (5/ 96)، والتهذيب (5/ 216 - 219)، وسير أعلام النبلاء (10/ 616)، والوافي بالوفيات (17/ 179)، والجرح والتعديل (5 / رقم 264).

حنيفة بالإرجاء أمر مرفوض. وله مبحث خاص إن شاء الله. ثانيًا: قول ابن أبي حاتم: قال ابن أبي حاتم: أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل أخبرنا علي بن المدني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مر بي أبو حنيفة وأنا في سوق الكوفة فلم أسأله عن شيء، وكان جاري بالكوفة فما قربته ولا سألته عن شيء (¬1). وهذه الرواية -وإن كانت ذكرت على سبيل الطعن- إلا أنها لا تجوز أن تعتبر جرحًا في الإِمام وأن يحيى بن سعيد تركه, لأن عدم سؤاله في العلم ليس معنى ذلك تركه في الحديث، فابن القطان كان إمامًا وعنده علم بأمور دينه فلم يسأل عنها غيره؟ وقد سأل قبل ذلك ورحل وتجول في الآفاق، وأما عدم قربه له فلعله لما بين المحدثين والفقهاء أصحاب الرأي من التجافي بعض الشيء كما هو معروف، ولو صح السند إلى يحيى بن سعيد وصح قصد جرحه فإننا لا نقبله أيضًا لأن جرح الأقران غير مأخوذ به خاصة إذا كان مبنيًّا على التعصب كما سيأتي. وقال ابن أبي حاتم: إن ابن المبارك ترك الرواية عن أبي حنيفة بآخره سمعت أبي يقول ذلك (¬2). ولكنه لم يذكر عمن نقل هذا الكلام والمعروف أن أبا حاتم لم يلق ابن المبارك ولا عاصره, لأن أبا حاتم -محمد بن إدريس بن المنذر الرازي- ولد سنة (195 هـ)، وتوفي سنة (277 هـ) (¬3) بينما عبد الله بن المبارك توفي سنة (181 هـ)، ونحن لا نقبل كلام أبي حاتم أيضًا لأنه قد اتفق المحدثون على أن ابن المبارك روى عن أبي حنيفة وكان من أخص تلاميذه فهذا ما جاء أحد يقول بخلاف ذلك فإننا نطالبه بالدليل، ولم يذكر لنا أبو حاتم ما دليله على ذلك؟ أليس هذا هو الحق؟ ألا ترى أننا لو ذكرنا شيئًا لأبي حاتم بسند منقطع لسارع إلى رفضه وعدم قبوله، إذن فنحن لا نقبله إلا بدليل، ولم يأت به. وقال ابن أبي حاتم أيضًا: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني -فيما كتب إلى- عن أبي عبد الرحمن المقريء قال: كان أبو حنيفة يحدثنا فإذا فرغ من الحديث قال: هذا الذي سمعتم كله ريح وباطل (¬4). وهذا كلام مردود سندًا ومتنًا، أما من ناحية السند فإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني دمشقي توفي سنة (259 هـ) (¬5) وأبو عبد الرحمن المقرى كوفي توفي سنة (185 هـ) (¬6)، فالانقطاع ظاهر بينهما فلا يصح السند، علاوة على أن ابن أبي حاتم يروي ذلك عنه مكاتبة وقد تكلم العلماء في الوجادة ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل: (2/ 449 رقم 2062). (¬2) الجرح: (2/ 449). (¬3) انظر التهذيب (9/ 31)، والثقات (9/ 137)، وسير أعلام النبلاء (13/ 247)، والأنساب (3/ 275)، والجرح والتعديل (7 / رقم 1133)، حيث ذكر ترجمة لأبيه. والوافي بالوفيات (2/ 183). (¬4) الجرح (8/ 450). (¬5) تذكرة الحفاظ (2/ 459)، الجرح والتعديل (2/ 148)، والوافي بالوفيات (6/ 170)، تهذيب التهذيب (1/ 181)، ميزان الاعتدال (1/ 175). (¬6) الوافي بالوفيات (5/ 130)، وميزان الاعتدال (4/ 161).

والمكاتبة حتى إن منهم من ردها، بالإضافة إلى ضعف الجوزجاني فقد ضعفه ابن حبان وتابعه الذهبي (¬1)، ولكن يكفينا الانقطاع الذي عليه وبه نرد الخبر من أساسه. وأما من ناحية المتن فغير معقول أن يجلس إمام في مسجد ثم يحدث الناس ثم بعد انتهاء كلامه يقول: إن كل ما حدثتكم به ريح وباطل، من هذا الذي يقول ذلك، هل من المعقول أن يقولها رجل شهد له بالذكاء والعقل وبديهة الحجة فطاحل العلماء، ثم إذا حدث الناس قال لهم لا تصدقوا كل ما قلته لكم فكلامي ريح وباطل! ! ماذا حصل؟ هل وصلت الخصومة إلى هذه الدرجة اتهام بالجنون تارة واتهام بالكفر والضلال تارة أخرى؟ . وروى عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أيضًا -كتابه أيضًا- حدثني إسحاق بن راهويه قال: سمعت جريرًا يقول: قال جرير بن محمّد اليمامي: سرق أبو حنيفة كتب حماد مني (¬2). وهذا الكلام مردود سندًا ومتنًا، أما من ناحية الإسناد فإن الراوي العمدة هنا ضعيف لا يحتج به -أقصد محمّد بن جابر اليمامي- فقد ضعفه ابن أبي حاتم نفسه وقال عنه: ضعيف كثير الوهم (¬3). وضعفه النسائي والعقيلي وابن حبان وابن عدي والذهبي وابن الجوزي وأكثر العلماء (¬4). وأما من ناحية المتن فغير مقبول أيضًا من اليمامي هذا الكلام، فماذا يفعل أبو حنيفة بسرقة كتب حماد منه؟ هل سيجد فيها ما لم يسمعه من شيخه حماد الذي لازمه أكثر من عشرين سنة؟ أم سيزداد رفعة عند الناس بادعائه سماعات حماد كلها؟ وهل كانت الصلة الوطيدة بين أبي حنيفة وحماد تمنع أن يعطيه كتبه كلها أو يقرأها عليه، وهل كان أبو حنيفة الغني جدًّا يعدم وسيلة في الحصول على كتب حماد الذي كان أبو حنيفة نفسه يعينه على قضاء حوائجه الدنيوية كما تقدم. وهذا وهم ولا شك صادر من رجل كثير الأوهام كهذا الشيخ الذي يدعي لأن إمامًا كبيرًا أقر له الأكابر بالتقوى والورع، رحم الله اليمامي ما كان أعناه من مثل هذا الادعاء الذي ينال منه قبل أن ينال من أبي حنيفة ولكنه الحسد الذي يعمى ويصم. ثالثًا: قول النسائي: قال النسائي في الضعفاء: "أبو حنيفة النعمان بن ثابت ليس بالقوي في الحديث" (¬5). وهذا الكلام نقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (¬6)، وكذلك نقله عنه ابن الجوزي إلا أنه زاد وأربى وغير وبدل في كلام الأئمة المنقول في كتبهم (¬7). وكلام النسائي هذا لا يعتبر جرحًا: ¬

_ (¬1) المجروحين (1/ 44)، والمغني في الضعفاء (1/ 30). (¬2) الجرح والتعديل (8/ 450). (¬3) الجرح (7/ 219). (¬4) الضعفاء والمتروكين للنسائي (533)، والضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 41)، والمجروحين (2/ 270)، والكامل (6/ 2158)، والمغني في الضعفاء (5349). (¬5) الضعفاء والمتروكين للنسائي: (ص 233). (¬6) ميزان الاعتدال: (4/ 265). (¬7) الضعفاء لابن الجوزي.

أولًا: لأن كلمة "ليس بالقوي" ليس معناها ضعيف، وإنما هي إشارة إلى وجود أشياء عنده، وإذا قبلنا قول النسائي هذا ليس معناه أنه ضعيف ولكننا في الحقيقة لا نقبله لأنه لم يفسر هذا الجرح -إن اعتبرناه جرحًا- وقد تقدم توثيق العلماء له وثناؤهم على حفظه. ثانيًا: لأن الجرح إذا لم يكن مفسرًا لا يقبل حتى من إمام معاصر إذا عرف وجود تنافس بين الأقران، ومعلوم أن التنافس بين المحدثين وأهل الرأي كان على أشده. ثالثًا: إذا تعارض الجرح الذي لم يفسر مع التعديل المفسر وكان المعدل عارفًا بما قيل فيه فلا شك أننا تقدم التعديل على التجريح دون تردد. وهذا أمر يسري على كل التجريح الذي ذكرناه والذي سنذكره. رابعًا: قول ابن حبان: قال ابن حبان: "حدثنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال: حدثنا بندار ومحمد بن علي المقدمي قال: حدثنا معاذ بن معاذ العنبري قال: سمعت سفيان الثوري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين (¬1). وهذا نص إذا نظر الخبير فيه قال: ليس بعد هذا كلام فهو منقول عن إمام جليل بسند كلهم ثقات. ولكن الأمر ليس على وجهه فهو غير مقبول من ثلاثة وجوه: الوجه الأول: في الخبر إبهام وإيهام أما الإبهام فإن ابن حبان أو الثوري لم يذكرا من الذي استتاب أبا حنيفة من الكفر وهذه مسؤولية ابن حبان لأنه تبنى تضعيف أبي حنيفة وأصر على ذكر روايات تصل به إلى حد الكفر، ولكنه كان أذكى من الخطيب وأكثر دربة منه على إلقاء الأسانيد والإيقاع بالخصوم وأما الثوري فالمسؤولية تقع عليه إن صح السند إليه، وإن كنت أميل إلى ما مال ابن عبد البر الذي سأنقل كلامه قريبًا. وأما الإيهام فإن ابن حبان ذكر إسنادًا رجاله ثقات، ثم ذكر الأمر مبهما دون تعقيب أو توضيح ليوهم القارئ أن أبا حنيفة كفر واستتيب من الكفر مرتين. ثالثًا: الوهم وقع من ابن حبان في القضية المثارة حيث عمى عليه التصحيف أو تعامى عنه أو لم يشأ أن يرده إلى أصله لحاجة في نفس يعقوب وهي ليست خافية على المطلع على ما بين المحدثين وأصحاب الرأي. ونحن لا يجوز لنا أن نرد على مثل هؤلاء الثقات وإنما يرد عليهم من هو مثلهم أو فوقهم، ولذا يروى لنا ابن عبد البر في الانتقاء قال: قيل لعبد الله بن داود الخريبي يومًا: يا أبا عبد الرحمن إن معاذًا يروي عن سفيان الثوري أنه قال: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين؟ ؟ فقال عبد الله بن داود: هذا والله كذب، قد كان والله بالكوفة علي والحسن ابنا صالح بن حي -وهما من الورع بالمكان الذي لم يكن مثله- وأبو حنبفة يفتي بحضرتهما, ولو كان من هذا شيء ما رضيا به، ¬

_ (¬1) المجروحين (3/ 64).

وقد كنت بالكوفة دهرًا فما سمعت بهذا (¬1). أقول فجزى الله الخريبي عنا وعن أبي حنيفة خيرًا فقد كفانا مؤونة الرد على مثل هؤلاء (¬2). وأما قضية الاستتابة هذه وحقيقتها فإن الكرماني يوضحها تمامًا ويزيل كل غموض فيها فيقول: عن الإمام أبي بكر عتيق بن داود اليماني أن الخوارج لما ظهروا على الكوفة أخذوا أبا حنيفة فقيل لهم: هذا شيخهم -والخوارج يعتقدون كفر من خالفهم- فقالوا: تب يا شيخ من الكفر، فقال: أنا تائب إلى الله من كل كفر، فخلَّوا عنه، فلما ولى قيل لهم: إنه تاب من الكفر وإنما يعني ما أنتم عليه، فردوه، فقال رأسهم: يا شيخ إنما تبت من الكفر وتعني به ما نحن عليه فقال أبو حنيفة: أبظن تقول هذا أم بعلم؟ فقال: بل بظن، فقال أبو حنيفة: إن الله يقول: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (¬3) وهذه خطيئة منك، وكل خطيئة عندك كفر فتب أولًا أنت من الكفر، فقال: صدقت أنا تائب من السفر، فتب أنت أيضًا من الكفر، فقال أبو حنيفة رحمه الله: أنا تائب إلى الله من الكفر. هكذا كان يجب على من يدعي الأمانة والاستيثاق ألا ينقل إلا ما يتأكد منه، ولا يلقى الكلام على عواهنه فكل مسجل علينا. وليس هذا انتقاصًا للعلماء الذين رووا هذا وإنما هذا تنبيه لكل من يريد نبش ما دفنه أسلافنا من تطاحن في الآراء وشدة تعصب للمذاهب فما صدقنا أن مثل هذا يدفن وينسى، ولكننا ما لبثنا أن رأينا كثيرًا من الناس من يصدق هذا الكلام وما أن يلتقط واحدة من هذه الهفوات حتى يرفعها على الملأ، ويذيعها بين الجاهلين وهو جاهل فيصدق كلامه ويسري ذلك بين الجهلة كما تسري النار في الهشيم، يظنون بفعلهم هذا خيرًا ولكنهم كما قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} وصدق الله العظيم، ومن لم يكن له وزن في الآخرة فلا وزن له في الدنيا. قال ابن حبان: "أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل قال حدثنا أبو مشيط محمّد بن هارون قال حدثنا محبوب بن موسى عن يوسف بن أسباط قال: قال أبو حنيفة: لو أدركني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأخذ بكثير من قولي، وهل الدين إلا الرأي الحسن" (¬4). وهذا كلام مرفوض سندًا ومتنًا وموضوعًا. أما من ناحية السند فيوسف بن أسباط كان يغلط في الحديث كثيرًا كما قال الخطيب، وقال البخاري: لا يجيء بحديثه كما ينبغي، كما ضعفه العقيلي وابن عدي والذهبي وابن الجوزي (¬5). ¬

_ (¬1) الانتقاء: (ص 150). (¬2) والخريبي هذا تقدم ثناؤه عن الإمام أبي حنيفة وأنه كان يوثقه ويخشى من الله أن يقع في عالم حيث إن الأئمة يعرفون أن لحوم العلماء مسمومة. (¬3) الآية (12) من سورة الحجرات. (¬4) المجروحين (3/ 650). (¬5) التاريخ الكبير للبخاري (5/ 385)، والضعفاء =

وإن كان قد وثقه ابن معين وابن حبان (¬1)، فقد نقبل حديثه إن لم يكن هناك تهمة، أما هنا فالتهمة قائمة وهي طعن الأقران، والخلاف المذهبي. ومن هنا فنرد روايته هنا، وإن كانت مقبولة في موضوع آخر. وأما من ناحية المتن فإن ما نقل عن ورع أبي حنيفة وتقواه وشدة ديانته تأبى أن يصدر منه مثل هذا، وهل يتجرأ أحد من الأئمة على هذا الكلام؟ لا شك أن الحسد والخلاف دعا إلى مثل هذا الانزلاق. وأما من ناحية الموضوع فإن التهجم على أهل الرأي واضح وهذا معهود عند المحدثين غير الفقهاء, لأنهم يجهلون غالبًا أصول الرأي وقواعده عند أهل الرأي من أهل السنة، أما فقهاؤهم الذين يعرفون للاجتهاد قيمة وللرأي مقامه فلا ينكرون عليهم، فهذا الإمام أحمد بن حنبل يقول: "ما زلنا نلعن أهل الرأي ويلعنوننا حتى جالسنا الشافعي" وقال أيضًا: "اعلموا رحمكم الله أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئًا من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم" (¬2). فالقضية إذن قضية حسد أقران وهذا اتفق العلماء على أن جرح الأقران وطعنهم غير مقبول، وكذلك إذا كان الجرح مبنيًّا على أساس خلاف مذهبي فإنه غير مقبول أيضًا كما سيأتي في موضعه إن شاء الله). ثم قال ابن حبان نقله الدكتور الحارثي: (كان رجلًا جدلًا ظاهر الورع لم يكن الحديث صناعته، حدث بمائة وثلاثين حديثًا مسانيد ماله حديث في الدنيا غيرها أخطأ منها في مائة وعشرين حديثًا، أمّا أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم، فلما غلب خطأه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار. ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به لأنه كان داعيًا إلى الإرجاء، والداعية إلى البدع لا يجوز أن يحتج به عند أئمتنا قاطبة لا أعلم بينهم خلافًا، على أن أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين في جميع الأمصار وسائر الأقطار جرحوه وأطلقوا عليه القدح إلا الواحد بعد الواحد. قد ذكرنا ما روى فيه من ذلك في كتاب "التنبيه على التمويه" فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب، غير أني أذكر منها جملًا يستدل بها على ما وراءها" (¬3). هذا كلام ابن حبان وهو المسؤول عنه مسؤولية كاملة لأنه يلخص أولًا ما اعتقد وجوده في أبي حنيفة ويدعى ادعاءات كلها مرفوضة وسوف نفصلها واحدة واحدة، ونرد عليها إن شاء الله. أولًا: إن قوله أن أبا حنيفة كان ظاهر الورع، فهذا تعريض برياء أبي حنيفة، ونفاقه، وقد أثبت الأثبات والأئمة أنه لم يكن أورع من أبي حنيفة بالكوفة كما قال ذلك مسعر بن كدام كما تقدم ¬

_ = للعقيلي (4/ 454)، والكامل (7/ 2614)، والميزان (4/ 462)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 219). (¬1) التهذيب (11/ 408)، والثقات (7/ 638). (¬2) مناقب الشافعي للبيهقي: (2/ 159). (¬3) المجروحين: (3/ 61 - 64).

وأثنى الكثيرون من الأئمة على ورعه. ثانيًا: وأما قوله: "لم يكن الحديث صناعته" فهذا خلاف ما هو المتعارف عليه عند جميع الأئمة أن الفقيه لا يكون فقيهًا إلا إذا أخذ الكتاب والسنة وتفقه فيهما وعلم أصول ذلك تمامًا وغلا فلا يصلح أن يكون فقيهًا، وكيف يسلم الناس له بالفقه وهو لا يعرف صناعة الحديث؟ . وكيف يقول الشافعي -فيما ثبت عنه- الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، وأبو حنيفة لا علم له بالحديث؟ هذا كلام متناقض مرفوض. ثالثًا: قوله حدث بمائة وثلاثين حديثًا مسانيد ما له حديث في الدنيا غيرها فهذا خطأ لا يجوز أن يصدر من محدث كابن حبان، فكلامه هذا إما أنه لم يطلع على مسند أبي حنيفة، وإما أنه يتعمد هذا الغض من مكانة أبي حنيفة في علم الحديث، ونحن بمجرد نظرنا فيما طبع فقط من مسند أبي حنيفة نجد أنه أكثر من خمسمائة حديث، كما سنعرض لها في فصل خاص إن شاء الله. رابعًا: قوله: "ما له حديث في الدنيا غيرها" فهذا أيضًا قول باطل يخالفه الواقع المشهور والملموس. خامسًا: قوله: "أخطأ منها في مائة وعشرين حديثًا" هذا أيضًا تهجم بلا دليل وكلام مجمل لا يقبل، فلماذا لم يضع ابن حبان أيدينا على عشرة من هذه الأحاديث التي أخطأ فيها؟ أليس هذا تعمد للتجريح بلا دليل؟ أليس هذا خروجًا عن طريق السلف الذين لا يتهمون إلا بدليل ولا يجرحون إلا من يستحق الجرح؟ وسوف نفصل الرد على هذا في بابه أيضًا إن شاء الله. سادسًا: أما قوله "إما أن يكون قلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم" فهذا كلام يستحيي أن يرد عليه لأنه صادر من مثل ابن حبان، ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه، فكيف يقلب أبو حنيفة الأسانيد وهو لم يرو إلا عن تابعي عن صحابي، فهل من المعقول أن يروي أبو حنيفة عن ابن عباس عن عكرمة أو عن أنس عن قتادة أو عن النخعي عن ابن مسعود؟ من يتصور هذا من عامي أو مبتدئ في علم الحديث لا من إمام من الأئمة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ألم يجدوا غير هذا؟ ولكن هكذا شاءت إرادة الله أن تكون الشبهات حول هذا الإِمام كلها واهية لا يصدقها منصف أبدًا. ثم إنه كيف وهو الفقيه يغير متن الحديث من حيث لا يعلم، هل يحصل هذا من إمام؟ وما هو الدليل على ذلك؟ لماذا لم يذكر لنا ابن حبان حديثًا واحدًا مثالًا على ذلك؟ هذا اتهام خطير دون دليل، بل لا يقوى أحد على إيجاد الدليل. سابعًا: قوله "فلما غلب خطؤه على صوابه استحق الترك والاحتجاج به في الأخبار" هذا مبني على ما تقدم من كلامه وقد بطل كل ما قاله وما بني على باطل فهو باطل. ثامنًا: وقوله: "ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به لأنه كان داعيًا إلى الإرجاء" هذا تمويه وتضليل فكأن الأمر قد ثبت ولصق بأبي حنيفة فهو يقرر حقيقة ثابتة لا تحتمل الخلاف، هل يجوز هذا وهو أول إمام من أئمة أهل السنة الذين اقتدت بهم الأمة الإِسلامية. وسوف يأتي رد المزاعم التي تزعم أن أبا حنيفة كان مرجئًا أو جهميًا مع أنه كان يكفر الجهمية.

تاسعًا: وقوله: "والداعية إلى البدع لا يجوز أن يحتج به عن أئمتنا قاطبة لا أعلم بينهم خلافًا" هذا أيضًا تمويه وتضليل، نعم إنهم اتفقوا على ذلك ولكن هل ابن حبان على يقين أن هذا ثابت عن أبي حنيفة وهو الذي قرأ كتبه، وإن لم يكن قرأها فقد حكم على مسلم وهو جاهل وكلا الأمرين مر كما قال الشاعر: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... أو كنت تدري فالمصيبة أعظم عاشرًا: وأما قوله: "على أن أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين في جميع الأمصار وسائر الأقطار جرحوه وأطلقوا عليه القدح إلا الواحد بعد الواحد" فهذا كلام غير مسلم فقد ذهب المنصفون من أهل عصره إلى الثناء عليه وعلى دينه وورعه وعلمه وإمامته فكيف يدعى هذا؟ لا شك أن ابن حبان قد أخذ به التعصب مأخذه حين كتب هذا, ولم يراجع نفسه ولو مرة واحدة، ولم ينظر فيما قاله غيره إلا من نحا نحوه. نسأل الله السلامة. حادي عشر: يبدو أن ابن حبان مصر جدًّا على قوله هذا كله دون اعتذار بل إنه أخيرًا يريد منا أن نقرأ أكثر من هذا فيدلنا على كتاب ألفه خصيصًا لجرح أبي حنيفة فيطلب منا أن نقرأ كتابه "التنبيه على التمويه" وقد رأينا أن ادعاءاته كلها تمويه تحتاج إلى ألف تنبيه. ثم بعد هذا يسرد ابن حبان أحاديث خالفها الإمام أبو حنيفة، ولكنه يسردها بحكايات تزعم قلة أدب أبي حنيفة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، كقوله لما ذكر حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هذا حديث خرافة" (¬1) وقوله: "هذا هذيان" (¬2) وقوله: "لا يسوى شيئًا" (¬3) وأسوأ من هذا يزعمون أن أبا حنيفة حدثه الأعمش بحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "بل على هذا". ونحن نستغفر الله من هذا النقل، ونستغفر الله لذكره، في هذا الكتاب، ولكن ذكرته لأنبه على تطرف النقلة وتعصبهم ضد أبي حنيفة الذين هم ينقلون عنه أنه كان ورعًا تقيًّا يقوم الليل أربعين سنة، ثم يقول كلمة لا يقولها طفل مسلم ولا يجرأ عليها مهما جهل، حتى الأحاديث الموضوعة لا نجرأ أن نقول عليها هكذا لأننا لا ندري فلعل الكاذب يصدق (¬4). فهل كان أبو حنيفة في هذه الدرجة من قلة الأدب -أستغفر الله- هذا لا يجوز بأي حال من الأحوال وما أشك لحظة واحدة في عدم صحة هذا الخبر عنه ولو كان الرواة ثقات علمًا بأن الرواية هذه ليست بصحيحة فإن فيها يحيى بن عبد الله بن ماهان قال عنه الأزدي: لا يحتج له ولا يروى عن أحد إلا عن شيخه محمّد بن سعيد الكريزي وهو متروك أيضًا واتهمه ابن عدي بالكذب، وإنما تعرضت لشيخه لأنه لم يدرك ابن عيينة (¬5). أترى يعرف ابن حبان ضعف هذا الرجل واتهامه أو اتهام شيخه أم لا يعرف؟ لا شك أنه ¬

_ (¬1) المجروحين (3/ 70). (¬2) المرجع السابق. (¬3) المرجع السابق (3/ 66). (¬4) المرجع السابق (3/ 70). (¬5) لسان الميزان: (6/ 265)، وانظر ترجمة شيخه في (5/ 176).

يعرف ولكنه أصر على هذه الرواية. وقال ابن حبان: "أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال: حدثنا محمَّد بن علي الثقيفي قال: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: ترك ابن المبارك أبا حنيفة آخر أمره" (¬1). وهذا ادعاء لا يصح ولا يقاوم ما تقدم من توثيق ابن المبارك له والدفاع عنه، وأما هذه الرواية فإن فيها من لا يحتج به ويرى الأباطيل، قال ابن أبي حاتم كتب إلى بحزء من حديثه فأول حديث باطل والثاني باطل والثالث ذكرته لعلي بن الجنيد فقال: أحلف إنه حديث باطل وليس له أصل (¬2). كما ضعفه الهيثمي أيضًا (¬3). ولم يوثقه إلا ابن حبان وذكره في الثقات (¬4) والمعروف عند علماء الجرح والتعديل أن ابن حبان لا يؤخذ قوله في هذا لأنه متساهل في التعديل والتجريح كما سيأتي. وقال ابن حبان: "أخبرني محمّد بن المنذر قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال سمعت حماد بن زيد يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: لم أكد ألقى شيخًا إلا أدخلت عليه ما ليس من حديثه إلا هشام بن عروة" (¬5). ويظن ابن حبان أن هذا اعتراف من أبي حنيفة بالكذب في الحديث والتدليس الخطير وتحريف الكلم عن مواضعه. ولكنه يدري أن هذا الإسناد مظلم أظلم من الظلمات الثلاث، ولا ندري لماذا أوردها وهو يعلم أن كتابه هذا لا يتناوله إلا أهل التخصص في الرجال والرجوع إلى رجال الإسناد أول أمر يقوم به الباحث المنصف المتخصص ولذا فإنك تجد في هذا الإسناد ضعفاء ولكنهم ليسوا مثل أبي الربيع الراوي عن حماد بن زيد فهو ليس ضعيفًا فحسب، وإنما هو متهم بالبواطيل والكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن يكذب على حماد بن زيد فهذا ليس بشيء. وبناء على ذلك فإن ابن حبان لا تقوم له حجة مطلقًا في كل ما ذكره من جرح أبي حنيفة وإلصاق التهم الخطيرة به ونسبة الطامات إليه بل إننا نرى أبا حنيفة يظل شامخ الرأس لا تناله حجارة المتعصبين ولا يؤثر فيه الأفاكون المتحللون. خامسًا: قول إمام الحرمين الجويني: وكلام إمام الحرمين في أبي حنيفة من نوع آخر، وفي حماس مختلف عما نقلناه عن أهل الحديث فقد يحرج المحدث أن يقول كلمة في قرينه خشية أن يفهم منها أنه حسود أو متهجم، وأما الذي يتعصب لمذهب ما فإنه يجد لنفسه مندوحة في التهجم تسترًا وراء نصرته للحق والدليل ¬

_ (¬1) المجروحين: (3/ 71). (¬2) لسان الميزان: (2/ 272)، وسير أعلام النبلاء (14/ 113). (¬3) وانظر ميزان الاعتدال (1/ 530)، والعبر (3/ 119)، والوافي بالوفيات (12/ 340)، وتبصير المنتبه (1/ 432). (¬4) الثقات (8/ 193). (¬5) المجروحين: (3/ 72).

والبرهان. ومن هنا فإن الجويني اشتد في التعصب المذهبي حتى خرج عن حد الاعتدال فقال في كتابه "مغيث الخلق" (¬1) مثله في كتابه البرهان (¬2): "بل أصول أبي حنيفة أبعد عن الوفاء من أصول الشافعي - رضي الله عنه - فإن المذاهب تمتحن بسياقها في قيادها وله يتبين صحتها من فسادها، وكذا المذاهب تمتحن بأصولها فإن الفروع تستند إليها وتشتد باشتدادها" ثم يقول أيضًا: "وأن أبا حنيفة - رضي الله عنه - كان بضاعته في الحديث مزجاة، والذي يدل عليه أن أصحاب الحديث شددوا النكير عليه قالوا: إن أقوامًا أعوزهم حفظ أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستعملوا الرأي فضلوا وأضلوا" إلى أن يأتي بطامة فيقول في البرهان: وأبو حنيفة لا يعرف القياس أصلًا، ولا دراية له بالأصول. سادسًا: قول ابن عدي: قال ابن عدي: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن حبان بن مقير أخبرنا محمود بن غيلان ثنا مؤمل قال: كنت مع سفيان الثوري في الحجر فجاء رجل فسأله عن مسألة فأجاب، فقال الرجل: إن أبا حنيفة قال هذا وكذا فأخذ سفيان نعليه حتى خرق الطواف ثم قال: لا ثقة ولا مأمون (¬3). وابن عدي رحمه الله يبتدئ ترجمة أبي حنيفة بهذا الخبر على طريقة ابن حبان، ولكنه في الصفحة التي بعدها يذكر رواية تنقض كل ما رواه عن سفيان الثوري - إن صح الكلام عنه - وإن لم يصح فنحن في غنى عن ترجمة رجال الإسناد. فقد قال ابن عدي: حدثنا محمّد بن القاسم سمعت الخليل بن خالد -يعرف بأبي هند- يقول: سمعت عبد الصمد بن حسان يقول: كان بين سفيان والثوري وأبي حنيفة شيء فكان أبو حنيفة أكفهما لسانًا (¬4). أليست هذه الرواية تضع لنا كل ما روى عن سفيان الثوري وصح عنه في زاوية واحدة، وهي طعن الأقران وأن ذلك مصدره التنافس، فالطبيعة البشرية لا بد أن تظهر هنا ولا بد أن تؤثر إلا على من عصمه الله. وهكذا نقول في كل الروايات التي ساقها ابن عدي، ولكن الثوري رحمه الله يوقع نفسه في حرج بالغ، فإنه لما قال هذا قاله أثناء التنافس ولكنه لما تصدر للعلم روى عن أبي حنيفة دون أن يذكره، فهو وإن أنف من ذكر أبي حنيفة في إسناده حيث أرسل عنه لما ذهب إلى اليمن (¬5) فكيف يدعى أن حديث المرتدة لا يروى عن ثقة ثم هو يرسله عن عاصم الذي يروي عنه أبو حنيفة ولا يرويه عنه غيره. أليس هذا دليل على حكم الثوري بصحة الحديث، وإن لم يعتقد صحته فكيف يروي حديثًا ليس صحيحًا فهو وقع بين أمرين لا مفر منهما والنتيجة الظاهرة أنه يصحح الحديث ويثق بأبي حنيفة إلا أن التنافس ¬

_ (¬1) مغيث الخلق: (ص 33). (¬2) البرهان في أصول الفقه -لإمام الحرمين- الجويني، تحقيق عبد العظيم الديب: (2/ 471). (¬3) الكامل: (7/ 2472). (¬4) الكامل: (7/ 2773). (¬5) الكامل: (7/ 2472).

دفعه إلى ذلك. وإن لم نأخذ بهذه النتيجة وقعنا في تجريح الثوري وهذا ما لا نريد الذهاب إليه ولا القول به مطلقًا وأنى ذلك؟ . وقال ابن عدي: وقال عمرو بن علي: أبو حنيفة صاحب الرأي واسمه النعمان بن ثابت ليس بالحافظ مضطرب كالحديث واهي الحديث (¬1). وهذا خبر مقطوع بين ابن عدي وعمرو بن علي وبين عمرو بن علي ومن عاصر أبا حنيفة. لأن الجرح لا يقبل إلا ممن عاصر الرجل ولا يقبل إلا مفسرًا. وبطريق صحيح، فإذا كان غير ذلك لا نقبله ولا نأخذ به. وقال ابن عدي: حدثنا ابن أبي داود ثنا الربيع بن سليمان الحيري عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم قال: قال مالك: الداء العضال الهلاك في الدين وأبو حنيفة من الداء العضال. وهذه رواية فيها ابن أبي داود وقد تقدم تضعيفه أول هذا الفصل وحاشا لإمام دار الهجرة أن ينزلق إلى مثل هذا القول، وإنما اندفع ابن أبي داود اندفاعًا لا يجوز أن يفعله. وقال ابن عدي أيضًا: حدثنا أحمد بن حفص عن عمرو بن علي حدثني أبو غادر الفلسطيني أخبرني رجل أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقلت: يا رسول الله حدثنا هذا عمن نأخذه؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: عن سفيان الثوري فقلت: فأبو حنيفة؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ليس هناك يعني ليس في موضع الأخذ منه (¬2). وهنا يكرر ابن عدي ما ذكره ابن حبان من الضرب على وتر الرؤيا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما يريدون إقناع القارئ ويظنون -بتعصبهم- أن قارئ علم الرجال قارئ عادي يأخذ كل ما يقولون، والأمر بعكس ما يتصورون فالباحث عن عدالة رجل أو جرحه لا يكتفي بكتاب واحد، ولا يجوز له ذلك لأن الحكم على رجل معناه رفض حديث، ورفض الحديث معناه رفض مادة من الدين لا ترفض إلا بعد يقين أنها ليست من الدين. والسند هنا فيه من هو منكر الحديث وهو أحمد بن حفص شيخ ابن عدي كذا قال ابن الجوزي في الموضوعات (¬3). وفيه مجهولان اثنان أبو غادر الفلسطيني والرجل الذي يروي عنه، حيث لم يذكر أحد من هو أبو غادر ولو ذكر لم يذكر لنا أبو غادر من هذا الرجل الذي رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهل الأحكام الشرعية وتجريح الرجال يجوز أن يصدر من خلال الرؤى والأحلام. ما هكذا عودنا ابن عدي في موضوعته وتقصيه أن ينزلق مثل هذا المنزلق وأن يسكت مثل هذا السكوت فقد وثق رجالًا لا يساوون في ميزان الرجال نقيرًا بالنسبة لأبي حنيفة فهل ضاقت عليه الدنيا أو لم يسعفه القلم أن يذكر كلمة إنصاف ينصف بها هذا الإِمام المظلوم المفترى عليه؟ . ¬

_ (¬1) المرجع السابق: (7/ 2473). (¬2) الكامل: (7/ 2473). (¬3) (2/ 168 و 3/ 94) وانظر تبصير المنتبه (2/ 733) والمشتبه (98 و 359).

وقال ابن عدي: حدثنا أحمد بن حفص ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: سمعت النضر بن شميل يقول: كان أبو حنيفة متروك الحديث ليس بثقة (¬1). أيضًا هذه الرواية فيها أحمد بن حفص وهو منكر الحديث، فكيف يؤخذ بكلامه للشهادة على إمام كبير له حساده ومخالفوه. وهكذا يستمر ابن عدي في سياقة ما قاله ابن حبان ولكنه يختتم جولته وصولته بكلام يضرب بكل كلامه عرض الحائط فيقول: حدثنا أحمد بن محمد بن عبيدة ثنا المزني إسماعيل بن يحيى ثنا علي بن معين عن عبيد الله بن عمر الخرزي قال: قال الأعمش: يا أبا النعمان يعني أبا حنيفة ما تقول في كذا؟ قال: كذا، قال: من أين قلت؟ قال: أنت حدثتني عن فلان عنه، فقال الأعمش: يا معشر الفقهاء أنتم الأطباء ونحن الصيادلة" (¬2). وهذه شهادة نصرخ بها في وجه هؤلاء الذين يدعون الحديث ويضعفون أبا حنيفة ونقول لهم: يا معشر الصيادلة لا تتعدوا حدودكم فلا عمل لكم لولا الأطباء ولا ثقة بكم لولا الأطباء فماذا يفعل الناس بالقمح لولا الخبازون وما يفعل الناس بالحجارة لولا البناؤون. وهذا مثل ما روى أن الشافعي كان بحضرة عمرو بن علي فقام رجل فقال: ما رأيك فيمن يرد حديث رسول الله فقال: لا فقه له، فقال الشافعي: يا عمرو بن علي: ما صناعتك؟ قال: الحديث، قال: فلا تتكلم في غيره (¬3). وهذه كلمة حق يغفل عنها كثيرون فيجب أن توضع على رؤوس صفحات كتب الحديث كلها حتى لا يفتر أحد بكل ما قيل في الفقهاء الأئمة وخاصة أبا حنيفة. فالكلام في الحديث لا يقتصر إلا على الحديث ولا يجوز التعدي إلى غيره إلا لمن أتقن أدوات الاجتهاد وملك ناصية العلوم فتأبطها فإن لم يكن كذلك فلا يجوز له أن يصدر الأحكام من متن الحديث ولا الآية أيضًا لأنه لا يجوز إصدار الأحكام إلا من فقيه مجتهد، وما سوى ذلك فلينظر لنفسه أولى من أن يتهجم على العلماء كما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. وإلى هنا بإمكاننا أن نقفل باب التجريح الذي فتحه بعض هؤلاء وعلى رأسهم ابن حبان وابن عدي والخطيب، ونقول إنه بعد كل هذا النقاش لم يثبت من كلامهم شيء). ثم ذكر الدكتور محمد الحارثي في بحث له بعد ذلك حصر ألفاظ التجريح وردها، أي في الأصول التي يعتمد عليها في الجرح والنقول بين العلماء على أساس التعصب المذهبي وجرح الأقران وما يجب الاعتماد عليه وما ليس بالإمكان، لكي يوجه قول العلماء في أبي حنيفة الذين عاصروه وقال فيه الكلام على مختلف الجرح فيه ... فقال في آخر بحثه هذا: (أخيرًا فإننا إذا نظرنا إلى كلام من جرحوه وجدناه كلامًا عامًا مجملًا غير مفسر كما أنه نابع من التعصب أو ¬

_ (¬1) الكامل: (7/ 2474). (¬2) الكامل: (7/ 2474). (¬3) مناقب الشافعي للبيهقي: (2/ 422).

تنافس الأقران، بينما نجد الأئمة الكبار وثقوه وأثنوا عليه، بل يكفي ثناء المخالفين له كابن عبد البر وابن السبكي والسيوطي وغيرهم من الأئمة المنصفين وكفى بذلك ردًّا على هؤلاء). ثم حصر بقية الشبهات المثارة حول الإمام أبي حنيفة ونقدها موضوعيًا، من ناحية الإيمان, والإرجاء، والجهمية، وقوله بخلق القرآن، واتهامه بالتهجم على الحديث ورده، وتجويز الخروج على السلطان، نذكر قول الدكتور الحارثي بنصه: (أولًا: اتهامه في قضايا الإيمان: تقدم معنا النقل عن الخطيب أنه روى عن الثوري قال: نحن المؤمنون وأهل القبلة عندنا مؤمنون في الأنكحة والمواريث والصلاة والإقرار، ولنا ذنوب ولا ندري ما حالنا عند الله، ثم قال وقال أبو حنيفة من قال بقول سفيان فهو شاك، نحن المؤمنون وعند الله حقًّا، قال وكيع ونحن نقول بقول سفيان وقول أبي حنيفة عندنا جرأة". ولرد هذه الشبهة المثارة -وإن لم تكن شبهة في الواقع إلا أن الخطيب أراد أن يثيرها زوبعة للتكثير من الثرثرة، على قاعدة: قد قيل- نقول: إن هذه مسألة خلافية لم يقل بها أبو حنيفة وحده وإنما سبقه إلى ذلك ابن مسعود - رضي الله عنه - وكثير من التابعين وتابعهم من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، وهؤلاء يقولون: إن الإيمان هو التصديق ولا يكون تصديق إلا بالمعرفة والمعرفة لا تكون مع الشك إنما تكون مع اليقين، وإذا ثبت هذا فنحن المؤمنون هنا وعند الله, لأن المعرفة لا تختلف لأن من عرف هنا كان عارفًا عند الله لأن المعرفة ترفع الجهل" (¬1) (¬2). أقول: والمسألة الخلاف فيها لفظي، فالثوري لا ينكر كونه مؤمنًا، كما أن أبا حنيفة لا ينفي عنه الإيمان, وغاية ما هنالك أن أبا حنيفة يريد تقرير الأحكام التي تبنى عليها القواعد وذلك يحتاج إلى تعيين. ومع هذا فقد أثبت العلماء كون الخلاف لفظيًّا منذ الخطيب وقبل الخطيب ولا شك أن الخطيب يعرف هذا، ومع هذا أراد أن يثير هذه الزوبعة، ولكن يذكر إسنادًا لكي يبرأ من العهدة، وما هو ببريء حيث إن كل الذين ردوا عليه أو درسوا أقواله يلزمونه قضية هامة وهي أنه يكذب الرجل أثناء ترجمته ثم هو ينقل تلك الأقوال وفيها ذلك الكذاب مع علمه بذاك؟ فما الذي جرحه هناك وعدله هنا, ولماذا لم ينبه على الإسناد إذا كان مظلمًا أو فيه ضعيف كما فعل في النقول التي تثنى على أبي حنيفة؟ وكلامنا هذا ينطبق على كل الشبهات التي أثارها الخطيب سامحه الله. ثم إن هذه القضية مرفوضة من أساسها، حيث إنه أجمعت الأمة على أن مذهب أبي حنيفة أحد وأول المذاهب الأربعة التي يعمل بها أهل السنة والجماعة، وأهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية بإذن الله حيث ليس لهم مخالفة لكتاب أو ¬

_ (¬1) نقل الدكتور محمّد الحارثي هذا القول وما بعده من الأقوال من كتاب: "الرد على الخطيب" ويسمى "السهم المصيب في كبد الخطيب" للسلطان أبي المظفر عيسى بن سيف الدين الحنفي - من دار الكتب العلمية - بيروت. وسوف نذكر الإحالات من خلال الرسالة دون الرجوع عليها- تنبيه. (¬2) الرد على الخطيب: (ص 51 - 52).

سنة، وأهل السنة والجماعة هم أهل الحق من جميع الملل بلا ريب، فلا يجوز لنا أن نختلف في شيء لأجل التعصب أو الأهواء أو لمجرد نزعات شخصية فالإسلام غير هذا قطعًا. ومن القضايا التي تتعلق بالإيمان أيضًا، ما ذكره الخطيب عن الحسن بن محمّد الخلال بإسناده إلى محمّد الباغندي حدثنا أبي قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فأتاه كتاب أحمد بن حنبل: اكتب إلي بأشنع مسألة عن أبي حنيفة، فكتب إليه حدثني الحارث بن عجير قال سمعت أبا حنيفة -وسئل-: لو أن رجلًا قال أعرف أن لله بيتًا ولا أدري هو الذي بمكة أو غيره أو مؤمن هو؟ قال نعم! ولو أن رجلًا قال أعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مات ولا أدري دفن بالمدينة أو غيرها؟ أمؤمن هو؟ قال: نعم. ثم ينقل الخطيب قول الحميدي ليزيد الأمر شناعة فيقول: قال الحميدي: من قال بهذا فقد كفر، قال: وكان سفيان يحدث به عن حمزة بن الحارث. انتهى. قال الملك ابن المظفر: "فهذا القول لم ينقله أحد من أصحاب أبي حنيفة ولا رووا عنه هذا فلو كان صحيحًا لنقل كما نقلت جميع مسائله، ولكني أقول: ما تقول في اليهود أصحاب موسى لما جهلوا قبر موسى - عليه السلام - أضرهم ذلك؟ لا. لأنهم عرفوا أن موسى نبي حقًّا فأما جهالة القبر لا تضر بدليل أن من لم يزر المدينة ولم يحج لا يعرف القبر ولا البيت ومع ذلك لم يقدح في إيمانه، ومن زار المدينة فالحجرة الشريفة حائلة بينه وبين مكان القبر حقيقة من جهة التربيع فمن ذهب إلى قول الحميدي وسفيان احتاج أن يعرف بيوت مكة والمدينة وصقاعها وحدائقها على ما كانا عليه في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم" (¬1). أقول: وإلى جانب ما قال الملك أبو المظفر وغيره فإن الإسناد إلى سفيان مظلم ومنقطع كما تقدم. وكذلك فإنهم ذموا في الإمام أحمد من حيث لا يشعرون لأنهم نسبوا إليه البحث عن عيوب الأئمة، ونحن نجزم جزمًا قاطعًا بأن الإمام أحمد لم يقل بهذا لاعتقادنا الجازم بديانة هذا الإِمام وتقواه وورعه الشديدين أن يبحث عن مسألة شنيعة من مسائل أبي حنيفة وهو الذي يعتقد إمامة أبي حنيفة وشموخه في العلم ورسوخه في الفتوى، ولو أن ابن حنبل رحمه الله سأل عن أدق مسألة أو أعجب مسألة لصدقنا وآمنا، أما أن يسأل عن أشنع مسألة فهذا بعيد كل البعد عن أخلاق الإمام أحمد وتقواه وورعه. ومنها أيضًا قول الخطيب فيما ينقله عن محمد بن الحسين بن الفضل بن القطان إلى يحيى بن حمزة أن أبا حنيفة قال: لو أن رجلًا عبد هذه النعل يتقرب بها إلى الله لم أرَ بذلك بأسًا. قال الملك أبو المظفر: "فهذا لم ينقله أحد من أصحاب أبي حنيفة، واعلم أن أصحاب الإنسان أعرف به من الأجنبي، ثم اعلم أن مذهب أبي حنيفة له أصول وقواعد وشروط لا يخرج عنها، فأما أصول مذهبه - رضي الله عنه - فإنه يرى الأخذ بالقرآن والآثار ما وجد إلى ذلك سبيلًا، وقواعده ألا يفرق بين الخبرين أو الآية والخبر مهما أمكن الجمع بينهما إلا إن ثبت ناسخًا أو منسوخًا وشروطه أن لا يعدل عنهما إلا أن يجد فيهما ¬

_ (¬1) الرد على الخطيب: (ص 52).

شيئًا فيعدل إلى أقوال الصحابة الملائمة للقرآن والسنة وإن اختلفوا تخير ما كان أقرب إلى الكتابة والسنة، فهذا عليه إجماع أصحاب أبي حنيفة وهم إن أعددت المدرسين منهم في عصر واحد وجدتهم أكثر من إسناد الخطيب منه إلى أبي حنيفة رحمه الله، واعلم أن أخبار الآحاد المروية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - توجب العمل لأجل الاحتياط في الدين ولا توجب العلم، وأخبار التواتر توجب العمل والعلم معًا، فكيف بك عن أخبار الخطيب هذه التي لا تكاد تنفك عن قائل يقول فيها، فإذا نازلنا الأمر وساوينا قلنا أخباره أخبار آحاد وأخبار أصحاب أبي حنيفة متواترة والعمل بالمتواتر أولى، وقد ثبت مذهب أبي حنيفة وأصوله وقواعده، فهذا ثبت أن هذه أصول أبي حنيفة فكيف يسوغ له أن يقول هذا مع علمه بقوله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] فهذا لا يصح عن أبي حنيفة رحمه الله (¬1). وليس بعد هذا التعليق من تعليق إلا أن نقول: إن الإسناد لم يصح أيضًا كما تقدم وليس معنى كلام أبي المظفر التسليم بصحة الإسناد، ولكنه يفرض ذلك جدلًا مع التزام بالأدب. ومما له علاقة بقضايا الإيمان أيضًا أنهم اتهموه بأنه شهد بالإيمان لمن فعل أكبر المعاصي. فقد مر معنا نقل الخطيب بإسناده إلى وكيع قال: اجتمع سفيان الثوري وشريك والحسن بن صالح وابن أبي ليلى فبعثوا إلى أبي حنيفة فأتاهم فقالوا له: ما تقول في رجل قتل أباه ونكح أمه وشرب الخمر في رأس أبيه؟ قال: مؤمن، فقال له ابن أبي ليلى: لا قبلت لك شهادة أبدًا، وقال له سفيان: لا كلمتك أبدًا، وقال له شريك: لو كان لي من الأمر شيء لضربت عنقك، وقال له الحسن بن صالح: وجهي من وجهك حرام أن أنظر إليه أبدًا". فبالإضافة إلى تعليقنا على هذه القضية وإبطال إسنادها وعدم صحته، فإن الخطيب مسؤول مسؤولية كاملة عن هذه الحكاية، علمًا بأن الفرق بين المسلمين والخوارج هو تكفير أهل المعاصي. ولذا أجاب على هذه القضية الخوارزمي وأبو المظفر وغيرهما: فقالوا: إن المتفق عليه بين العلماء أن المعصية لا تكفر ولا تخرج الإنسان من الإيمان وهذه المعاصي من أكبر الكبائر لا يكفر فاعلها، وهل نزل قرآن بعدم قبول توبة هذا الفاعل؟ العكس هو الصحيح فإن الله تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} ولا شك أن هذه المعاصي دون الشرك (¬2). وأما تعليقنا على ما نقله الخطيب زيادة على ما تقدم، فإن الخطيب نفسه يعارض هذا النقل فهو شافعي، والشافعية مثل الحنفية أصولهم تقتضي ألا يكفر أهل المعاصي، فلماذا التشنيع؟ ولماذا إيراد مثل هذه الأقوال؟ أليس في ذلك شك في نوايا الخطيب؟ أليس ذلك تصريح ولو ضمنيًا ¬

_ (¬1) الرد إلى الخطيب: (ص 45 - 55). (¬2) الرد على الخطيب (57). ولا تنسى ما تقدم من أن الحسن بن صالح قال: كان النعمان بن ثابت قيما بعلمه متثبتًا فيه إذا صح الخبر عنده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعدل إلى غيره. انظر الانتقاء (128).

بأنه يريد التعريض دون شك، ولا نريد إثبات قول قيل؟ . ثم إن هذه الحكاية إذا صحت فإنها تعرض بهؤلاء الأئمة أيضًا وهذا ما لم ينتبه إليه الخطيب، فمعنى الحكاية أن هؤلاء الأئمة يكفرون أهل المعاصي، وهذا مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة. بل هو مخالف لما عليه هؤلاء الأئمة أنفسهم فسفيان الثوري وابن عيينة وشريك لا يكفرون أهل المعاصي، فقد روى البخاري عنهم أحاديث كثيرة تؤيد رأي أهل السنة في أنه لا يكفر العاصي ما لم يشرك باللهِ أو يفعل فعلًا يخرج الإنسان عن ربقة الدين كتمزيق المصحف وسب النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1). ثانيًا: اتهامه بالإرجاء: مر معنا كثير من النقول عن الخطيب تقول إن بعض العلماء قالوا عن أبي حنيفة إنه مرجئ، وأن امرأة يهم فقهت نساء أهل أبي حنيفة. كما مر معنا قول البخاري: إنه اتهم بالإرجاء. فما معنى الإرجاء، قالوا: الإرجاء له معنيان: إما أن لا نحكم لصاحب الكبيرة بحكم أي لا نعلم كونه من أهل النار أو من أهل الجنة؟ وإما لأنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة (¬2). وللرد على هذه التهمة قالوا: هذا لا يصح بل العكس أن أبا حنيفة كان لا يجيز أو لا يرى الصلاة خلف المرجئ والجهمي ولا صاحب بدعة ولا هوى فكيف يكون منهم؟ وهذا القول في جميع كتب أصحاب أبي حنيفة محفوظة كما يحفظ الكتاب العزيز، أفيكون هذا متروكًا، ويكون المحفوظ ما جاء به آحاد الناس (¬3). أي أننا نحاسب العالم على ما كتبه في كتبه ودونه العلماء عنه، ولا نلتفت إلى غير ما دون، ولا نعتمد إلا على ما دون، ولا داعي لأكثر من هذا الكلام لأنه لا طائل من ورائه. ثالثًا: اتهامه بأنه جهمي: لا بد أن نذكر معنى الجهمي ومن هم الجهمية؟ فالجهمية هم أصحاب جهم بن صفوان وهو جبري خالص، أي يزعمون أن الإنسان لا قيمة لفعله فالطاعات من الله وكذا المعاصي ويوافقون المعتزلة في نفي الصفات الأزلية (¬4) وهذه أيضًا تهمة باطلة، فإلى جانب ما نقلناه آنفًا عن أبي حنيفة أنه لا يجيز الصلاة خلف المرجئ والجهمي، فإن أبا حنيفة يصرح ببدعة جهم ويكاد أن يخرجه من ربقة الإِسلام، حيث قال: قاتل الله جهم بن صفوان ومقاتل بن سليمان هذا أفرط في النفي وهذا أفرط في التشبيه. فبأي الأقوال نأخذ لو كان عندنا شيء من الإنصاف؟ نأخذ بقول لم يصح بإسناده أو صح ولكنه تحامل من البعض، أم نأخذ بقول تواتر ¬

_ (¬1) "حاشية العطار على جمع الجوامع". ط. مصطفى الحلبي. مع تقريرات الشيخ الشربيني- ط. الأولى، سنة (1384 هـ): (2/ 385). (¬2) "الملل والنحل" للشهرستاني -أبي الفتح محمّد بن عبد الكريم- تحقيق الشيخ أحمد فهمي محمد- مطبعة الحجازي بالقاهرة، (1386 هـ): (1/ 222). (¬3) الرد على الخطيب (57). (¬4) الملل والنحل (1/ 113).

عنه ونقل عنه ضده؟ لا شك أن الذي يؤخذ من الإنسان ما اعترف به وشهد به على نفسه ودان الله به، فإن كان مخالفًا لذلك فلا بد من صحة الاتهام أو اشتهار ذلك عنه، حتى نصدق الاتهام ونكذب المتهم. وقد رأينا أن شيئًا من ذلك لم يثبت. رابعًا: اتهامه بالقول بخلق القرآن: تقدم نقل الخطيب أنه قال: إنه قال بخلق القرآن وهو أول من قال به، ثم قال وقيل: إنه لم يكن يذهب والمشهور عنه أنه كان يقوله واستتيب منه. وللرد على هذا بقول الملك أبو المظفر: "وهذا دليل على كذب الخطيب, لأن المشهور عنه ما نفى الجهل عن عامة الناس. والمروي عن أبي حنيفة من كل عصر وهم أكثر من أن يحصوا وكلهم يروي عن أبي حنيفة أنه لا يصلي خلف من يقول: بخلق القرآن، فترى أي شهرة أوجبت له ما ذكر" ثم يقول: ولا شك أن أبا حنيفة ناظر المعتزلة في خلق أفعال العباد حيث قال لمناظره: إن كان فعلك بأمرك فأخرج البول من موضع الغائط والغائط من موضع البول، فانقطع، فضحك أبو حنيفة فقال المعتزلي: أتناظرني في العلم وتضحك والله لا كلمتك بعد اليوم فلم ير أبو حنيفة بعد ذلك اليوم ضاحكًا، وهذه المسألة أخذها أبو حنيفة من قول الله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} والمعتزلي إنما اعتزل حلقة الحسن البصري فكيف لقائل أن يقول إن أبا حنيفة أول من تكلم بهذا" (¬1) وهكذا نرى أن هذه التهمة هي مجرد إلصاق تهمة لأجل التشنيع والخطيب أول من يعلم براءة أبي حنيفة منها. خامسًا: اتهامه بالتهجم على الحديث النبوي ورده: مر معنا في الفصل السابق أن الخطيب في نقله يتهم أبا حنيفة برد الأحاديث النبوية أو يتهجم على الحديث، وخاصة ما نقله عن الفزاري أنه قال: سألت أبا حنيفة عن مسألة فأجاب فقلت: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا في هذا؟ فقال له أبو حنيفة: حك هذا بذنب خنزير. ومسائل أخرى يزعم الخطيب أن أبا حنيفة رد الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وسبق الجواب عنها مفصلًا وعلى أسانيدها أيضًا. وقد ذهب العلماء جميعًا أنه كلام باطل لا يجاب عنه إلا إذا ذكر المسألة وذكر الحديث حتى نعلم ما الذي رده أبو حنيفة، ولكنا بينا -في حينه- بطلان الإسناد في هذه الأخبار كلها، كما هي الطريقة عند أهل الحديث، حيث لا بد من صحة السند أولًا، ثم بيان الموضوع المتهم فيه حتى لا يصدر الحكم، وإلا فيعد هذيان لا يصح، فالبينة لا بد من ذكرها وإيضاحها، والاتهام لا بد أن يعين، فهل يجوز الادعاء بمجهول، هذا لا يفعله عاقل، كما لا يصدقه عاقل (¬2)، وقد رأينا عشرات الأخبار يتهم فيها الخطيب أبا حنيفة برد الأحاديث ولا يذكرها، وقد اشتهر من أصول ¬

_ (¬1) الرد على الخطيب: (59). (¬2) هذا مفاد ما قاله الملك أبو المظفر في الرد على الخطيب (63/ 65).

أبي حنيفة أنه لا يقدم شيئًا على الكتاب والسنة ثم قول الصحابي وأما ما خالف من بعض الأحاديث فإنها ولا شك منسوخة أو لم تثبت عنده وثبت عنده ما يخالفها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا. وأما قوله عن حديث: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" إنه رجز فكلمة إنه رجز لم تصح عن أبي حنيفة ويتهم فيها الخطيب ومن في إسناده. وهم اغتنموا فرصة عدم عمل أبي حنيفة بهذا الحديث، وإنما أبو حنيفة متأول ومستضعف أي تأول المعنى وضعف السند، أما التأويل فإنه اعتبر "البيعان" مجازيًا أي الخيار ثابت للبيعين قبل عقد الصفقة وإنما سماها في الحديث بيعين على حد تسمية العنب بالخمر أي في قوله تعالى {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}. وأما السند فإنه ضعيف من وجهة نظر أبي حنيفة ولعله لم يصل إليه بإسناد صحيح (¬1). وتجد فعل هذا كثير من الأئمة فضعفوا أحاديث صحيحة لأنها وصلت إليهم بإسناد ضعيف، فلم يحاسب أبو حنيفة وحده؟ ألا يعذر الإنسان في هذا؟ ألم يقل أهل العلم إن الإنسان يحاسب على حسب علمه، فالحديث إذن ضعيف عنده صحيح عند غيره. وهذا لا شيء فيه. سادسًا: تجويزه الخروج على السلطان: روى الخطيب بإسناد مظلم أن سفيان الثوري حكي عنه جواز الخروج على السلطان وكذلك حكي عن الأوزاعي. وقد تقدم الكلام على أسانيد هذه الأخبار، وأنها لا تصح إلى أبي حنيفة، بل العكس هو الذي صح عن أبي حنيفة فقد امتلأت كتب الحنفية بقول الإِمام أبي حنيفة: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا علينا وندعو لهم (¬2). وقال أبو حنيفة أيضًا: وإذا سمع الإمام أن قومًا يدعون إلى الخروج فعليه أن ينبذ إليهم ويمسكهم حتى يظهروا توبة، فإذا صار لهم فئة يرجعون إليهم يقتل مقاتلهم ويجهز على جريحهم ويقتل أسراهم كما يقتل الكفار فمن يكون هذا رأيه كيف يرى الخروج على الأئمة (¬3). وأشنع من هذا ينقل لنا الخطيب أن أبا يوسف يوافق على تهمة أبي حنيفة بالإرجاء والجهمية ويرى السيف. فقد روى عن محمّد بن علي بن سعيد بن سالم. أنه قال: قلت لقاضي القضاة أبي يوسف سمعت أهل خراسان يقولون إن أبا حنيفة جهمي مرجئ فقال لي: صدقوا ويرى السيف أيضًا! ! قال قلت له: وأين أنت منه؟ قال: إنما كنا نأتيه يدرسنا الفقه، ولم نكن نقلده ديننا. ¬

_ (¬1) على أنه ورد بسند صحيح لكنه كما قلنا: إنه لم يصل إليه ذلك الإسناد والحديث عند مسلم رقم (1164) والطيالسي (1339)، - (منحة المعبود) - أبي داود سليمان بن داود بن جارود. ط. دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد الدكن- الهند عام (1321 هـ) - المصنف -لابن أبو شيبة عبد الله بن محمّد بن أبو شيبة الكوفي العبسي - تحقيق عبد الخالق الأفغاني - دار الفكر - بيروت (1405 هـ). وابن أبي شعبة (7/ 125). (¬2) شرح العقيدة الطحاوية -للإمام علي بن علي بن محمّد بن أبي العز الدمشقي، تحقيق عبد الله بن المحسن التركي وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة (1408 هـ)، (1/ 137)، وانظر الرد على الخطيب (ص 60). (¬3) الرد على الخطيب (ص 60).

لكن العلماء يقولون: إن المشهور عن أبي يوسف خلاف هذا حيث إن المشهور عنه أنه لما حج قال: اللهم إنك تعلم أنني لم أعمل إلا بما عرفته من كتابك وسنة نبيك، وما لم أعرفه منهما جعلت بيني وبينك أبا حنيفة لعلمي به، كما روى عنه أنه قال هذا عند الموت، فمن يكون هذا قوله أما يكون قد قلده في دينه (¬1). أخيرًا وبعد عرض الاتهامات والرد عليها سندًا ومتنًا نجدها قد تلاشت ولم يصمد منها شيء أمام البحث والتمحيص ويبقى الإمام أبو حنيفة جبلًا راسخًا لا تزعزعه العواصف ولا تنال منه المعاول وما مثله إلا كما قال الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فما وهنها وأوهى قرنه الوعل أو كما قال الشاعر: يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل). ثم لخص القول في توثيق أبي حنيفة قائلًا: (بعد أن ذكرنا فيما تقدم أقوال المجرحين والمعدلين، ورأينا أن الذين جرحوا أبا حنيفة إما متعصب أو حاسد وأن الذين عدلوه أئمة كبار في هذا الشأن، وهم عالمون كما قيل في أبي حنيفة من جرح ولا شك هم عالمون ومطلعون على نوع الجرح الذي فاه به أولئك، فلم يعتبره جرحًا ولم يكترثوا له. والدليل على ذلك أن الإِمام يحيى بن معين لما عدله قال: "هو ثقة لا أعلم أحدًا جرحه" (¬2). فابن معين وهو من هو في إمامته وعلمه هل يخفى عليه ما قاله هؤلاء الطاعنون في أبي حنيفة؟ كلا إنه يعلم علم اليقين ما قاله أقرانه المحدثون وما قاله خصومه من المذاهب الأخرى ولكن العلماء يعلمون تمامًا أن مثل هذا الجرح لا يؤثر ولا يغض من مقام أبي حنيفة لا في الحديث ولا في الفقه ولا في القياس، بل هو إمام في الحديث، إمام في الفقه والقياس لا يشق له غبار وإنما قال فيه من قال, لأنهم لم يبلغوا شأوه. ولم يترك لهم حجة فحسدوه والبشر لا يخلو من حسد، وقد تمثل كل من دافع عن أبي حنيفة -حتى من الشافعية كابن السبكي والسيوطي أو من المالكية كابن عبد البر- يقول الشاعر: حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالكل أعداء له وخصوم أخيرًا بعد أن تهاوت تلك الأقوال وسقطت تلك الطعون في مجاري الغفران والتسامح فالقول الفصل الذي لا محيد عنه ولا يجوز القول بغيره أن أبا حنيفة ثقة إمام في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن حيث إنه ما دمنا سلمنا لأبي حنيفة في الفقه وألقينا إليه لواء الإمامة فهذا معناه تسليم له بالإمامة في الحديث وعلوم القرآن لأن الفقه لا يصدر إلا عن كتاب أو سنة أو إجماع والقياس لا يقاس إلا على كتاب أو سنة أو إجماع وهذا هو المعمول به في علم الأصول. ¬

_ (¬1) الرد على الخطيب (63). (¬2) رواه بهذا عنه في الرد على الخطيب: (ص 37)، والجواهر المضيئة (1/ 30).

إذن فهل الذين جرحوا أبا حنيفة أخطأوا وهل يجوز للعلماء أن يذنبوا مثل هذا الذنب؟ أقول: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، إلا أنه قد تقدم معنا أن معظم ما نقلوه باطل لا يصح إسناده وما بقي من شيء يسير فقد رجع عنه أصحابه أو صدر منهم خلاف ما نقل عنهم، فأكثر ما يعتد من تلك الأقوال تجريح سفيان الثوري وابن عيينة، وهؤلاء صدر منهم في آخر حياتهم ما يفيد الرجوع عن كل ما قالوه فالعلماء هم أولى الناس بالرجوع إلى الحق، والخطيب نفسه يورد لنا ما يفيد من رجوع سفيان عن قوله حيث يقول: "أخبرنا الصيمري قال قرأنا على الحسين بن عارون عن ابن سعيد قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة حدثنا ابن نمير حدثني إبراهيم بن البصير عن إسماعيل بن حماد عن أبي بكر بن عياش قال: مات سعيد أخو سفيان فأتينا نعزيه فإذا المجلس غاص بأهله وفيهم عبد الله بن إدريس إذ أقبل أبو حنيفة في جماعة معه، فلما رآه سفيان من مجلسه ثم قام فاعتنقه وأجلسه في موضعه وقعد بين يديه، قال أبو بكر: فاغتظت عليه، وقال ابن إدريس ويحك ألا ترى؟ فجلسنا حتى تفرق الناس فقلت لعبد الله بن إدريس: لا تقم حتى نعلم ما عنده في هذا، فقلت يا أبا عبد الله رأيتك اليوم فعلت شيئًا أنكرته وأنكره أصحابنا عليك! ! قال: وما هو؟ قلت: جاءك أبو حنيفة فقمت له وأجلسته في مجلسك وصنعت به صنيعًا بليغًا. وهذا عند أصحابنا منكر، فقال: وما أنكرت من ذاك هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم أقم لعلمه قمت لسنه وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه وإن لم أقم لفقهه قمت لورعه. فأحجمني فلم يكن عندي جواب (¬1). فقوله: "إن لم أقم لعلمه قمت لسنه" دليل على أن أبا حنيفة بلغ من الكبر عتيًا حتى يعتبر سفيان ذلك ويضع في اعتباره أثناء قيامه له. أي أنه طرح التحاسد جانبًا وعرف للرجل مقامه على رؤوس الأشهاد. وكذلك يروي لنا الخطيب مثل هذا عن الأعمش. وتسليمه له بالعلم والفطانة وحسن الرأي وأخذ الفقه من جوابه (¬2). وكذلك ما قاله الجوزجاني عن حماد بن زيد قال: أردت الحج فأتيت أيوب أودعه، فقال: بلغني أن الرجل الصالح فقيه أهل الكوفة يعني أبا حنيفة يحج العام فإذا لقيته فأقرئه مني السلام (¬3). وهذه كلمة تفقأ عين المعاند الذي يدعي أن العلماء مصرون على تجريح أبي حنيفة بل العكس هو الصحيح، فالمنقول عنهم هو رجوعهم إلى الحق وإلى توثيق أبي حنيفة واستغفارهم من ذنبهم إذ اغتابوه دون وجه حق) أ. هـ. هكذا انتهى البحث في رسالة الدكتوراه للدكتور محمّد الحارثي، وهو في ذلك يقترب كثيرًا للنتائج التي خرج بها قبله الدكتور محمود الطحان في مقدمة كتاب "تبيض الصحيفة". ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد: (13/ 341). (¬2) نفس المرجع: (13/ 340 - 341). (¬3) تاريخ بغداد: (13/ 340 - 341).

ولكن الآن نذكر أقوالًا أخرى لعلماء معتمدين في الوقت الحاضر والذي قبله في أمر عقيدة وكلام العلماء في أبي حنيفة. أولًا: نذكر قول ابن الوزير في تعليقه والذبِّ عن الأئمة الأربعة في كتابه "الروض الباسم" حيث قال: "وَهِمَ هذا المعترض أن يمكنه التشكيك في علم أبي حنيفة - رضي الله عنه -، واعتمد في ذلك بأنه قد رمي بالقصور في علمي العربية والحديث، أما اللغة فلقوله: يا أبا قبيص، وأما الحديث، فلأنه كان يروى عن المضعفين، وما ذلك إلا لقلة علمه بالحديث ... " أ. هـ. ولقد ذبّ الوزير اليماني عن الإِمام أبي حنيفة والأئمة الثلاث البقية بما اتهموا لدى المتهمين بمسالك، وهي جديرة بالقراءة لمن أراد المزيد والتتبع مع مراجعة كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر وقد نقلنا قوله من خلال المباحث السابقة. ثانيًا: قول الشيخ الدكتور الفاضل (سفر الحوالي) في كتابه "ظاهرة الإرجاء" وقد تكلم حول الإرجاء وظهوره ونشأته، وقد ذكر ما اتهم به الإِمام أبو حنيفة في الإرجاء، في كلامه على مرجئة الفقهاء حيث قال (2/ 412): "بعد أن استقرت الأمة على التمذهب بالمذاهب الأربعة المشهورة، استقر مذهب المرجئة الفقهاء ضمن مذهب أبي حنيفة رحمه الله، ولهذا أصبح يسمى مذهب الحنفية. وأبو حنيفة رحمه الله تضاربت الأقوال في حقيقة مذهبه وموقفه من أعمال القلوب خاصة أهي داخلة في الإيمان أم لا؟ ولم يثبت لدي فيما بعثت أي نص من كلام الإِمام نفسه، إلا أنني لا أستبعد أنه رحمه الله رجع عن قوله ووافق السلف في أن الأعمال من الإيمان, وهذا هو المظنون به. أما المشهور المتداول عنه فهو مذهب المرجئة الفقهاء -أي إن الإيمان يشمل ركنين؛ تصديق القلب وإقرار اللسان، وأنه لا يزيد ولا ينقص ولا يستثني فيه، وأن الفاسق يسمى مؤمنًا؛ إذ الإيمان شيء واحد ينتفي كله أو يبقى كله حسب الأصل المذكور سابقًا". ثم قال الشيخ في الهامش معلقًا على حقيقة الأقوال: "فأما رسالة العالم والمتعلم، فإن الكوثري على تعصبه الشديد طعن في سندها (وكذا رسالة الفقه الأكبر)، وقد أثبت ذلك المحققان في مقدمتها، وأما الأشعري في المقالات فقد قال عن أبي حنيفة ما لا نستطيع إثباته، وهو قوله: "الفرقة التاسعة من المرجئة أبو حنيفة وأصحابه؛ يزعمون أن الإيمان المعرفة بالله. والإقرار بالله، والمعرفة بالرسول، والإقرار بما جاء من عند الله في الجملة دون التفسير، وذكر أبو عثمان الآدمي أنه اجتمع أبو حنيفة وعمر بن أبي عثمان الشمري بمكة، وسأله عمر فقال له: أخبرني عمن زعم أن الله سبحانه، حرم أكل الخنزير غير أنه لا يدري أن لحم الخنزير الذي حرمه الله ليس هذه العين، فقال: مؤمن! ! فقال له عمر: فإنه قد زعم أن الله فرض الحج إلى الكعبة غير أنه لا يدري أنها كعبة غير هذه في مكان كذا؟ فقال: مؤمن! ! قال: فإن قال: أعلم أن الله بعث محمّدًا غير أنه لا يدري لعله هو الزنجي؟ قال: هذا مؤمن! ! ولم يجعل أبو حنيفة شيئًا من الدين مستخرجًا إيمانًا، وزعم

أن الإيمان لا يتبعض، ولا يزيد ولا ينقص، ولا يتفاضل الناس فيه" المقالات ص (139). ويلاحظ أن الشهرستاني نسب هذا لغسان. وكذبه في نسبته لأبي حنيفة، ولم يتعرض لنقد الأشعري مع أنه إنما ينقل عنه غالبًا. نظر: الملل والنحل (1/ 141) تحقيق: الكيلاني. ثم قال الشيخ سفر الحوالي في هامش آخر عن رجوع أبي حنيفة عن القول بالإيمان والمظنون به: "روى الإِمام ابن عبد البر بسنده أن حماد بن زيد ناظر أبا حنيفة في الإيمان, وذكر له حديث "أي الإِسلام أفضل، وفيه ذكر أن الجهاد والهجرة من الإيمان" فسكت أبو حنيفة، فقال بعض أصحابه: ألا تجيبه؟ قال: لا -أو بم- أجيبه وهو يحدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ " أ. هـ. التمهيد (9/ 247)، ونسبها ابن أبي العز للطحاوي (331"). * قلت: وبعد هذا كله فمن الملاحظ أن الإمام المزي والذهبي وابن حجر وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل تحاشوا عن ذكر قول الخطيب أو ابن عدي وابن حبان أو غيرهم، أو فصلوا أو علقوا عليه كعادتهم في كتبهم الذي ذكروا فيها رجال العلم والرواية والفقه وغيره، ولم يذكروا عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإرجاء والإيمان كما ذكره الخطيب وغيره. سوى ما قاله الذهبي في "ميزان الاعتدال": "ترجم له الخطيب في فصلين من تاريخه، واستوفى كلام الفريقين معدليه ومضعفيه" أ. هـ. ولعل الروايات المختلفة على ضعف بعضها أو وضعها على الإمام أو الواهية منها في نسبة سوء الاعتقاد في القول بالإيمان، أو خلق القرآن أو غيرها من المسائل الاعتقادية خاصة، جعلت هؤلاء الأئمة يكفون ويتحاشون ذكرها والخوض فيها ... لعل ما ذكره العلامة المحدث محمد عبد الرشيد النعماني في كتابه "مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث" عن الذهبي في كتابه "الموقظة في حكم ومصطلح الحديث" (ص 79): أن الذهبي قد أثنى على شيخه الإمام المزي؛ لأنه لم يذكر المثالب التي طعن بها أبو حنيفة في كتابه "تهذيب الكمال" انتهى. بتصرف. ولعل هذا واضح في تحاشي هؤلاء الأعلام ما كتب عن الإمام أبي حنيفة. نقول: ملخص الأمر سوف نذكر ما قاله الدكتور محمد بن سعيد القحطاني في مقدمته لكتاب "السنة" للإمام عبد الله بن أحمد بن حنل، وما قاله هذا الإمام وغيره في أبي حنيفة، وهو آخر هذا البحث المطول وملخصه والله تعالى الموفق: قال الدكتور محمّد القحطاني (1/ 75): "شاء الله تبارك وتعالى أن لا تكون هناك عصمة لبشر إلا من عصمه الله تبارك وتعالى فالبشر من طبيعتهم الخطأ والصواب، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ومهما بلغ الإنسان من العلم والتقوى فإنه عرضة للأخطاء. ولكن قد قيل في الحكم كفي بالمرء شرفًا أن تعد معايبه. وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال الإمام مالك لهذا وذاك أدخل في نقد هذا الكتاب نقدًا لا أهدف من ورائه إلى تجريح عبد الله ولكن من باب بيان الخطأ والمآخذ وأقول ما قاله الصالحون من سلفنا. عبد الله بن أحمد

حبيب إليّ والحق حبيب إليّ ولا بد من تقديم محبة الحق على محبة المصنف. لأن الحق أحق أن يتبع. ومن هنا أقول: إن أول ما يؤخذ على عبد الله رحمه الله في كتاب السنة هو إدراج الكلام في أبي حنيفة في كتاب من أهم وأول كتب العقيدة السلفية إذ من المقطوع به عقلًا أن شتم أبي حنيفة أو مدحه ليس من أمور العقيدة الأساسية في شيء. وقد عقد عبد الله رحمه الله لهذا الموضوع بابًا بعنوان: ما حفظت عن أبي والمشايخ في أبي حنيفة من فقرة (227 - 410). ومن البدهيات أنه لا بد أن يكون لأبي حنيفة أخطاء كما أن لعبد الله أخطاء، ولكن لن تصل أخطاء أبي حنيفة إلى الحد الذي ذكر في بعض نصوص هذا الموضوع، والتي منها أنه ينقض عرى الإِسلام عروة عروة! ! أقول هذا ليس تبريرًا لأخطاء أبي حنيفة فله أخطاء لا نقره عليها ولكن من باب الإنصاف أن كلا له وعليه. وقد حصرت الفقرات التي لم تصح في هذه المثالب بل غالبها مروي عن طريق مجاهيل أو ضعفاء أو مقدوح فيهم بما ذكره علماء الجرح والتعديل فوجدت عدد هذه الفقرات 86 فقرة". فذكر صفحات تلك الفقرات من كتاب "السنة"، ثم قال الدكتور محمد القحطاني: "والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال، فمن باب أولى أنه إذا لم يصح سند هذه الروايات فلا يصح متنها لما سأبينه. ومن الملاحظ في هذا الأمر أن عبد الله بن أحمد لم ينفرد بهذا الأمر في نقد أبي حنيفة، بل شاركه علماء كبار أمثال ابن حبان في المجروحين وقبله البخاري وابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث) وابن أبي شيبة في مصنفه وبعدهم الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد). واللالكائي في بعض فقرات كتابه (شرح أصول السنة). وعلى النقيض من هؤلاء نجد أن هناك علماء ذكروا -فقط- محاسن أبي حنيفة ومدحه مثل المزي في تهذيبه وكذلك من كتبوا في فضائله من علماء الحنفية. لذلك كله آثرت أن أنقل هنا ما كتبه علامة المغرب الحافظ ابن عبد البر حتى يكون مرتكزًا من المرتكزات ينبي عليها، ما بعدها لأن ابن عبد البر قد عرف بالتحقيق والإنصاف. فقد قال رحمه الله في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) (¬1) (2/ 181) ما نصه: "أفرط أصحاب الحديث في ذم أبي حنيفة وتجاوزوا الحد في ذلك، والسبب الموجب لذلك عندهم إدخال الرأي والقياس على الآثار واعتبارهما، وأكثر أهل العلم يقولون: إذا صح الأثر بطل القياس والنظر. وكان رده لما رد من أخبار الآحاد بتأويل محتمل، وكثير منه قد تقدمه إليه غيره وتابعه عليه مثله ممن قال بالرأي وجل ما يوجد له من ذلك ما كان منه اتباعًا لأهل بلده كإبراهيم النخعي وأصحاب ابن مسعود، إلا أنه أغرق وأفرط في تنزيل النوازل هو وأصحابه والجواب فيها برأيهم واستحسانهم، فأتى منه من ¬

_ (¬1) نحن نكرر مع كل بحث من التي سبقت في ترجمة الإمام أبي حنيفة، كلام ابن عبد البر وذلك لإنصافه وتحقيقه في كتابه هذا عن أحد أعلام الأمة وإمام مذهب الحنفية.

ذلك خلاف كبير للسلف، وشنع هي عند مخالفيهم بدع، وما أعلم أحدًا من أهل العلم إلا وله تأويل في آية أو مذهب في سنة رد من أجل ذلك المذهب سنة أخرى بتأويل سائغ أو ادعاء نسخ إلا أن لأبي حنيفة من ذلك كثير وهو يوجد لغيره قليل". انتهى. وقال أيضًا في نفس المصدر (2: 183) "الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه، والذين تكلموا فيه من أهل الحديث أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي والقياس والإرجاء. وكان يقال: يستدل على نباهة الرجل من الماضين بتباين الناس فيه، قالوا: ألا ترى إلى عليّ ابن أبي طالب أنه هلك فيه فتيان: محب مفرط، ومبغض أفرط". انتهى. لذلك أقول في هذه الفقرات ما قاله العلامة ابن عبد البر نفسه "إن جلة العلماء عند الغضب يحصل بينهم كلام أكثر من هذا، ولكن أهل الفهم والميز لا يلتفتون إلى ذلك لأنهم بشر يغضبون ويرضون والقول في الرضا غير القول في الغضب، ولقد أحسن القائل. "لا يعرف الحلم إلا ساعة الغضب" (¬1). وأما ما كانت أسانيده صحيحة أو حسنة فهي خمس وسبعون فقرة. ويمكن تلخيص مضمونها في النقاط التالية: 1 - الإرجاء: وهذا صحيح في أبي حنيفة ولكنه إرجاء الفقهاء وليس إرجاء الفرقة المبتدعة التي تقول لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة. وقد ذكر أهل العلم أن إرجاء أبي حنيفة هو قوله أن الإيمان تصديق القلب وقول اللسان فقط (¬2) ولم يدخل العمل في مسمى الإيمان ولا شك أن هذا خلاف مذهب السلف في أن الإيمان إقرار بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان كما هو مبسوط في كتب العقيدة فهذا مأخذ على أبي حنيفة. 2 - الخروج على أئمة الجور وقد ثبت هذا عن أبي حنيفه وقد علقت في النص بذكر آراء العلماء في هذه القضية وأن مذهب الجمهور عدم الخروج على المسلم الجائر. 3 - الغلو في القياس وقد عرفت كلام ابن عبد البر في هذا. ولا شك أن الغلو في القياس الذي يترتب عليه رد الآثار أمر مرفوض ولكن وصف أبي حنيفة بأنه يرد الأثر فهذا أمر فيه إجمال يحتاج إلى تفصيل فإنه مثلًا قطع يد السارق آخذًا بظاهر حديث رافع بن خديج "لا قطع في ثمر ولا أكثر" كما في فقرة (380). وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "من ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم وتكلم إما بظن وإما بهوى" (¬3). وتوسع ابن تيمية رحمه الله في الاعتذار للأئمة ¬

_ (¬1) جامع بيان العلم (2/ 190). (¬2) انظر الإيمان لابن تيمية: (ص 184)، وشرح الطحاوية: (ص 309). (¬3) مجموع الفتاوى (20/ 304 - 305)، وله كلام أخر في الثناء عليه في كتاب "منهاج السنة" (1/ 172) و (4/ 194) وغيرها.

عن هذا في رسالته القيمة رفع الملام عن الأئمة الأعلام وذكرت ذلك في فقرة (251) (¬1). وذكر ابن عبد البر أنه قيل لأبي حنيفة: أتخالف النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لعن الله من يخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به أكرمنا الله وبه استنقذنا (¬2). 4 - وصف أبي حنيفة بأنه كالجرب وأنه ثقيل على النفس وأنه شؤم ونبطيًا استنبط الأمور برأيه. فهذه وإن صحت أسانيدها إلى قائليها إلا أنها في ميزان المذهب السلفي ساقطة من الحسبان ذلك أن العبرة بالصلاح والتقوى وليس بالنعرة الجاهلية الممثلة في العرق والدم {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} والشؤم أمر مخالف للعقيدة فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الفأل ولا يتشاءم. 5 - أن أبا حنيفة استتيب من الكفر مرتين: أقول ما هو المراد بالكفر هنا إذا كان قائلو هذا الكلام يقصدون أنه يقول بخلق القرآن فنقول قد ورد بسند صحيح عند اللالكائي فقرة (470) نفي هذه التهمة عن أبي حنيفة وكذلك عند البيهقي في الأسماء والصفات ص (251) وورد في تاريخ بغداد للخطيب (13: 384) عن الإمام أحمد قوله: "لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول القرآن مخلوق". وأما أن يكون المراد بذلك ما ذكره سفيان في فقرة (356) (¬3) أن أبا حنيفة تكلم بكلام فقال أصحابه هذا كفر فقال أتوب. فإذا صح هذا فهو جائز أن يقول الإنسان قولًا ولا يعلم خطورته فإذا نبه لذلك تاب إلى الله ورجع عنه. 6 - وأما وصفه بأنه ينقض عرى الإسلام عروة عروة ولعنه فهذا ما لا يحل لمسلم أن يقوله إذ نقض الإسلام لا يأتي من مسلم عادي فضلًا عن إمام متبوع وإنما ينقض الإسلام الكافر والمنافق. واللعن إطلاقه على المسلم ولعل هذا من كلام الأنداد وهو معروف بأنه لا يقبل قدح الند في نده والله أعلم" أ. هـ. هذا ملخص لما يمكن الوصول إليه من الكلام في الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، الذي ما زال مذهبه سيِّطًا في بلاد المسلمين، ولولا قبول الله تعالى لمذاهب هؤلاء الأئمة الأربعة الأعلام، لما زال فقههم وأصولهم تدرس ويتخذها الناس مذاهبًا في معاملاتهم وأمورهم الشرعية، ولاندرست كما اندرست وتضاءلت مذاهب أخرى كمذهب الإمام الطبري صاحب التفسير، وأبي داود الظاهري، وأصحاب الظاهر وغيرهم ولكن الله تعالى رضي عنهم وأبقى فقههم ومدارسهم إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة ... والحمد لله رب العالمين" أ. هـ. وفاته: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. ¬

_ (¬1) كتاب السنة (1/ 221). (¬2) الانتقاء: (141). (¬3) كتاب السنة: (1/ 215).

3669 - القارني

3669 - القارني * المقرئ: هادي بن حسين القارني ثم الصنعاني. ولد: سنة (1164 هـ) أربع وستين ومائة وألف. من مشايخه: علي بن عثمان بن حجر الرومي، والقاضي الحسن بن إسماعيل المغربي وغيرهما. من تلامذته: الشوكاني وغيره. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "برع في علم القراءات وصار منفردًا بهذا العلم وله خبرة كاملة بشرح الشاطبية وغيرها من كتب الفن وبرع في الفقه واستفاد في النحو والصرف والمعاني والبيان والتفسير والأصول والحديث ... وهو أحد شيوخي في التلاوة، وأخذت عنه في شرح الجزرية ... مع دين متين وورع على مقتضى الشرع والانجماع عن بني الدنيا والإقبال على الطاعة والتلاوة والأذكار والتزيد من التودد وحسن الخلق. وبمجموع ما حواه من خصال الكمال صار محببًا إلى الناس مقبلًا عندهم معروفًا بالديانة والصيانة والأمانة .. " أ. هـ. * نيل الوطر: "وترجمه الشجني في التقصار فقال العلامة الفاضل الورع الزاهد الكامل النبيل التقي العبّاد الذكي برع في كثير من الفنون على اختلافها وصار من أكابر علماء صنعاء، وأما في القراءات وعلومها فهو شيخ جميع مشايخ عصرنا بالاتفاق وإليه المرجع لأنه أستاذ الجميع في ذلك وكلهم أخذوا من طريقه" أ. هـ. وفاته: سنة (1238 هـ) ثمان وثلاثين ومائتين وألف. 3670 - أبو محمد النفزي * المقرئ: هارون بن أحمد بن جعفر بن عات، أبو محمد، النفزي الشاطبي. من مشايخه: أبو مروان بن يسار صاحب ابن الدّوش، وأبو الوليد بن الدباغ وغيرهما. من تلامذته: أبو عمر بن عبّاد، وأبو عبد الله بن سعادة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان فقيهًا مشاورًا مستقلًا بالفتوى حاسبًا مصنفًا استُقضي بشاطبة فحمدت سيرته". وقال: "كان من أئمة الأندلس" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مقرئ فقيه" أ. هـ. وفاته: سنة (582 هـ) اثنتين وثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: له تصانيف. 3671 - ابن الحائك * النحوي: هارون بن الحائك الضرير. من مشايخه: أحمد بن يحيى ثعلب وغيره. كلام العلماء فيه: * الفهرست لابن النديم: "قال له المبرد: إني ¬

_ * البدر الطالع (2/ 319)، نيل الوطر (2/ 373). * غاية النهاية (2/ 345)، معجم المؤلفين (4/ 48)، تاريخ الإسلام (وفيات 582) ط. تدمري. * بغية الوعاة (2/ 319)، معجم الأدباء (6/ 2762)، إنباه الرواة (3/ 359)، معجم المؤلفين (4/ 49)، الفهرست لابن النديم (81)، البلغة (234).

3672 - أبو بشر البزار

أرى لك فهمًا فلا تكابر فقال له ابن الحائك: يا أبا العباس أيدك الله خبزنا ومعاشنا فقال له أبو العباس: إن كان خبزك ومعاشك فكابر إذًا كابر" أ. هـ. * إنباه الرواة: "صحبه -أي صحب ثعلب- وأخذ عنه وأكثر، حتى وَزَن عنه علماء وقته بميزانه في النحو" أ. هـ. * بغية الوعاة: "أحد أعيان أصحاب ثعلب، أصله يهودي من الحيرة". وقال: "طلب الوزير عبيد الله بن سليمان ثعلب ليختلف إلى ولده، فاحتج بالشيخوخة والضعف وأنفذ إليه هارون هذا، فجمع بينه وبين الزجاج، فقال له الزجاج: كيف تقول: ضرب زيدًا ضربًا؟ فقال: كذلك قال: فكيف تكني عن زيد والضرب، فلم يجب، وحار في يده وانقطع انقطاعًا قبيحًا، فصرفه واحتبس الزجاج، فكان ذلك سبب منيّة هارون" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "نحوي على مذهب الكوفيين". أ. هـ. وفاته: كان حيًّا سنة (291 هـ) إحدى وتسعين ومائتين. من مصنفاته: "العلل في النحو"، و"كتاب الهاشمي". 3672 - أبو بِشْر البَزَّار * المقرئ: هارون بن حاتم التميمي، أبو بشر البزار، الكوفي. من مشايخه: عبد السلام بن حرب، وأبو بكر بن عياش وغيرهما. من تلامذته: أبو زرعة، وأبو حاتم لم يُحدِّثا عنه، وموسى بن إسحاق وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قلت -أي الذهبي-: ومن مناكيره ما رواه عن يحيى بن عيسى الرّملي، عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: النظر إلى وجه علي عبادة" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ، مشهور ضعفوه" أ. هـ. * لسان الميزان: "ويقال: هو ضعيف، وقال النسائي: ليس ثقة" أ. هـ. * الأعلام: "من قدماء المؤرخين، مقرئ، له اشتغال بالحديث أخذ القراءات عن جماعة واختلف علماء الحديث في توثيقه فعدّه ابن حبان من الثقات. قال أبو حاتم: أسأل الله السلامة، أما تاريخه فقال ابن الجزري جمع (تأريخًا). وقال ابن حجر: وقع لنا تأريخه" أ. هـ. وفاته: سنة (249 هـ) تسع وأربعين ومائتين. 3673 - جَيّون النَّقاش * المقرئ: هارون بن علي الحكم، أبو موسى ¬

_ * ميزان الاعتدال (7/ 59)، تاريخ الإسلام (وفيات 249) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 345)، لسان الميزان (6/ 233)، النجوم (2/ 330)، الأعلام (8/ 60)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 88)، الثقات لابن حبان (9/ 241). * غاية النهاية (2/ 346)، معرفة القراء (1/ 240)، تاريخ الإسلام (وفيات 305) ط. تدمري، تاريخ بغداد (14/ 30)، تذكرة الحفاظ (2/ 707).

3674 - هارون الأعور

البغدادي، المزوق النقاش، يعرف بجيون. من مشايخه: أحمد بن يزيد الحلواني، وأبو عمر الدوري وغيرهما. من تلامذته: أحمد بن صالح بن عطية، وجعفر بن أحمد الخصاف وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان ثقة مقرئًا" أ. هـ. * معرفة القراء: "بغدادي مقرئ نبيل" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مصدر ثقة مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. 3674 - هارون الأعور * النحوي، المقرئ: هارون بن موسى الأزدي العتكي بالولاء، أبو عبد الله، المنبوذ بالأعور. من مشايخه: طاووس اليماني، وشعيب بن الحجاب، وثابت البناني وغيرهم. من تلامذته: جعفر بن سليمان، وبهز بن أسد، وزيد بن الحُباب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: " .. كان شديد القول بالقدر" أ. هـ. * إنباه الرواة: "وقال سليمان بن الأشعث: كان هارون الأعور يهوديًّا وحَسُنَ إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو ... وكان هارون صدوقًا حافظًا، وقال شعبة هارون النحوي من أصحاب القرآن ... " أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال أبو حاتم السجستاني: سألت الأصمعي عن هارون بن موسى النحوي مولى العتيك، وهو هارون الأعور فقال: كان ثقة مأمونًا. وقال أبو زرعة: ثقة. وقال أبو عبيد الآجري: سُئل أبو داود عن هارون النحوي، فقال ثقة، حدثني من سمع الأصمعي سُئل عنه، فقال: ثقة ولو كان لي عليه سلطان لضربته ... وقال سليمان بن حرب: حدثنا هارون الأعور، وكان شديد القول في القدر ... وروى له الجماعة إلا ابن ماجة ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "صاحب القراءة والعربية كان يهوديًّا فاسلم واشتغل وبرع وساد ... وثقه الأصمعي، ويحيى بن معين، وكان رأسًا في النحو والقراءة .. روي أن رجلًا ناظره يومًا فقطعه هارون، فتحير الرجل ماذا يقول فقال: أنت كنت يهوديًّا فأسلمت، فقال: فبئس ما صنعت فقطعه أيضًا" أ. هـ. * الشعور بالعور: "وكان هارون أول من تتبع وجوه القرآن وألفها وتتبع الشاذ منها، وبحث عن إسناده" أ. هـ. * الغاية: "علامة صدوق، نبيل له قراءة معروفة .. " أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة مقرئ إلا أنه رُمي ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 222)، رجال صحيح البخاري (2/ 774)، نزهة الألباء (21)، تاريخ بغداد (14/ 3)، إنباه الرواة (3/ 361)، تهذيب الكمال (30/ 115)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 17) ط. تدمري، الشعور بالعور (233)، غاية النهاية (2/ 348)، تهذيب التهذيب (11/ 14)، تقريب التهذيب (1016)، بغية الوعاة (2/ 321)، طبقات المعتزلة (138)، من مشاهير علماء البصرة (47)، الأعلام (8/ 63)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 94)، الثقات لابن حبان (9/ 237).

3675 - أخفش باب الجابية

بالقدر" أ. هـ. * البغية: "وثقه ابن معين، وروى له البخاري ومسلم" أ. هـ. * من مشاهير علماء البصرة: "أحد العلماء بالقراءات والعربية، من أهل البصرة، كان يهوديًّا وأسلم، وقرأ القرآن، وحفظ النحو، وحدث. وكان أول من تتبع وجوه القراءات الشاذة" أ. هـ. * الأعلام: "كان قدريًا معتزليًا" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (170 هـ) سبعين ومائة. من مصنفاته: "الوجوه والنظائر في القرآن". 3675 - أَخفش باب الجابِية * المفسر، النحوي، المقرئ: هارون بن موسى بن شريك التغلبي، أبو عبد الله الأخفش. ولد: سنة (201 هـ) إحدى ومائتين. من مشايخه: أبو مُسْهر الغساني، وابن ذكوان وغيرهما. من تلامذته: ابن الأخرم المقرئ، والنّقّاش وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان قيمًا بالقراءات السبع عارفًا بالتفسير والنحو والمعاني والغريب والشعر حسن الصوت والأداء" أ. هـ. * معرفة القراء: "وكان ثقة معمّرًا" أ. هـ. * السير: "مقرئ دمشق، الإمام الكبير". وقال: "كان إمامًا صاحب فنون، وله تصانيف في القراءات والعربية، ارتحل إليه المقرئون" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ، مصدر، ثقة، نحوي، شيخ القراء بدمشق يعرف بأخفش باب الجابية" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "صنّف كتبًا كثيرة في القراءات والعربية" أ. هـ. وفاته: سنة (292 هـ) اثنتين وتسعين ومائتين، وقيل: (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. من مصنفاته: له تصانيف في القراءات والعربية. 3676 - أبو نصر الأديب * النحوي: هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي القرطبي، أبو نصر الأديب. من مشايخه: أبو عيسى الليثي، وأبو علي القالي وغيرهما. من تلامذته: الخولاني، وأبو عمر الطلمنكي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الخولاني: كان رجلًا صالحًا منقبضًا مقتصدًا مهيبًا تختلف إليه ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2763)، إشارة التعيين (369)، السير (13/ 566)، تاريخ الإسلام (وفيات 293) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 247)، تذكرة الحفاظ (2/ 659)، غاية النهاية (2/ 347)، البلغة (234)، النجوم (3/ 133)، بغية الوعاة (2/ 320)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 348)، الشذرات (3/ 385)، الأعلام (8/ 63)، معجم المؤلفين (4/ 50). * بغية الوعاة (2/ 321)، الصلة (2/ 620)، تاريخ الإسلام (وفيات 401) ط. تدمري، معجم المؤلفين (4/ 51)، كشف الظنون (2/ 1428).

3677 - الأسدي الخطيب

الأحداث للأدب. وكان من الثقات في دينه وعلمه" أ. هـ. وفاته: سنة (401 هـ) إحدى وأربعمائة. من مصنفاته: "تفسير عيون كتاب سيبويه". 3677 - الأسدي الخطيب * النحوي، اللغوي: هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم بن محمّد بن هاشم بن علي بن هاشم الحلبي الأسدي الخطيب. ولد: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. من تلامذته: أبو سعد بن السمعاني، والخطيب يونس بن محمّد الفارقي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان حسن القراءة والعبادة والزهد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "شيخ زاهد خير بارع في العربية". وقال: "قال ابن النجار: أديب، بليغ، فصيح، له تصانيف وخطب" أ. هـ. * الأعلام: "واعظ أديب بليغ، ولي خطابة حلب فقال له محمّد بن نصر القيسراني: شرح المنبر صدرًا لتلقيك رحيبًا ... أترى ضم خطيبًا منك أم ضُمِّخَ طيبًا" أ. هـ وفاته: سنة (577 هـ) سبع وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "اللحن الخفي "، و"أفراد أبي عمرو بن العلاء". 3678 - ابن عيسى * النحوي، المفسر: هاشم بن حسين بن عمر عيسى الشافعي، المشهور بابن عيسى. من مشايخه: أحمد الحجار، والشيخ أحمد الترمانيني وغيرهما. من تلامذته: بكري الزبري مفتي حلب، والشيخ صالح الجندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * أعلام النبلاء: "كان رحمه الله من الزاهدين في الدنيا المعرضين عنها، يألف العزل والوحدة ولزوم بيته، وكانت المخدة التي يستند إليها حشوها من غالة، ولا يتناول الأطعمة اللذيذة، وكان حسن الأخلاق متواضعًا بشوشًا نصوحًا، وربما سمع ما يؤذيه أثناء نصحه، فكان يحتمل ذلك ويقابل من يؤذيه بالبشر والبشاشة، ويلاطفه إلى أن يرضي خاطر" أ. هـ. * الأعلام: "كان مدرسًا في حلب في المدرسة البهائية ثم مدرسًا للحديث في الجامع الكبير وجامع العادلية إلى أن توفي" أ. هـ. وفاته: سنة (1292 هـ) اثنتين تسعين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك" في النحو، وكتاب في "النحو"، وتعليقات في "التفسير". ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 321)، الأعلام (8/ 64)، معجم المؤلفين (4/ 51)، تاريخ الإسلام (وفيات 577) ط. تدمري، إعلام النبلاء (4/ 252)، معجم الأدباء (6/ 2764)، إنباه الرواة (3/ 355). * أعلام النبلاء (7/ 346)، الأعلام (8/ 65)، معجم المؤلفين (4/ 51).

3679 - البحراني

3679 - البَحْرانِي * المفسر: هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني الكتكاني (¬1) التويلي. من مشايخه: السيد عبد العظيم بن السيد عباس الأسترآبادي، والشيخ فخر الدين بن طريح النجفي وغيرهما. من تلامذته: محمّد بن الحسين الحر العاملي صاحب (أمل الآمل) وغيره. كلام العلماء فيه: * أمل الآمل: "فاضل عالم ماهر مدقق فقيه عارف بالتفسير والعربية والرجال" أ. هـ. * هدية العارفين: "الشيعي الإمامي" أ. هـ. * روضات الجنات: "وكان السيد المذكور محدثًا فاضلًا جامعًا متتبعًا للأخبار، بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي، وقد صنف كتبًا عديدة تشهد بشدة تتبعه وإطلاعه ... " أ. هـ. * الأعلام: "إمامي رافضي" أ. هـ. * قلت: وهو صاحب التفسير المشهور المسمى (البرهان في تفسير القرآن)، وهو تفسير شيعي من أوله إلى آخره، ويقول فيه: إن كل آية من آيات القرآن لها تفسير ظهر وبطن وأن البطن لا يعلمه إلا الأئمة، والذي يلاحظ تفسيره هذا يرى العجب العجاب والتأويلات الغريبة ويفسر كثير من الآيات على أنها خاصة بأهل البيت وهم المقصودون فيها وهم المشمولون في حكمها، وخاصة إذا كانت آية تتحدث عن مدح الله سبحانه وتعالى للمؤمنين. وخير مثال على ذلك أقرأ تفسير سورة الرحمن وستجد العجب (4/ 263). وفاته: سنة (1107 هـ)، وقيل: (1106 هـ)، وقيل: (1109 هـ) سبع، وقيل: ست، وقيل: تسع ومائة وألف. من مصنفاته: "البرهان في تفسير القرآن" في مجلدين، و"الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد"، و "المسترشدين في الراجعين إلى ولاية أمير المؤمنين (- عليه السلام -) قال في المصفى: أورد فيه (253) رجلًا ممن استبصر ورجع إلى الحق. قلت: الذي يقصد به (الحق) أي أنهم أصبحوا على مذهب الشيعة. 3680 - أبو يحيى اللَّخمِيُّ * النحوي، اللغوي: هانئ بن الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم، أبو يحيى اللخمي الأندلسي الغرناطي. من مشايخه: أبوه، وعمه أبو الحسن محمّد وغيرهما. من تلامذته: ابن فَرْتون وغيره. ¬

_ * هدية العارفين (2/ 502)، إيضاح المكنون (1/ 179) و (2/ 152)، أمل الآمل (2/ 341)، الكنى والألقاب (3/ 107)، مصفى المقال (490)، روضات الجنات (8/ 181)، الأعلام (8/ 66)، معجم المؤلفين (4/ 51)، "البرهان في تفسير القرآن" - مؤسسة الوفاء - بيروت- ط (3) - (1403 هـ - 1983 م). (¬1) قرية من قرى تويل من أعمال البحرين وتسمى كتكان. * بغية الوعاة (2/ 322)، تاريخ الإسلام (وفيات 614) ط. تدمري.

3681 - ابن الطبر

كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال الأبار: كان حافظًا للغة، ذاكرًا للخلاف، مشاركًا في علم الأصول" أ. هـ. * بغية الوعاة: "قال ابن الزبير: كان من أهل المعرفة بالفقه والأدب والنحو، مشاركًا في الحديث والأصول والطب، من أكرم الناس عهدًا ومروءة وعشرة وبرًا" أ. هـ. وفاته: سنة (614 هـ) أربع عشرة وستمائة. 3681 - ابن الطَّبَر * المقرئ: هبة الله بن أحمد بن عمر، أبو القاسم البغدادي الكُرَيزي (¬1)، المعروف بابن الطبر. ولد: سنة (435 هـ) خمس وثلاثين وأربعمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الخياط، وأبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن زوج الحرّة وغيرهما. من تلامذته: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان صحيح السماع قوي التدين ثبتًا كثير الذكر دائم التلاوة، وهو آخر من حدث عن ابن زوج الحرة أبي الحسن فحدث عن أبي الحسن هذا أبو بكر الخطيب وأبو القاسم هذا وبين وفاتهما ثمان وسبعون سنة، وسمعت عليه الحديث الكثير وقرأت عليه، وكانت قوته حسنة وكنت أجيء إليه في الحر فيقول: نصعد إلى سطح المسجد فيسبقني في الدرجة، ومتع بسمعه وبصره وجوارحه إلى أن توفي" أ. هـ. * السير: "الشيخ الإمام، المقرئ المعمر، مسند القراء والمحدثين" أ. هـ. * العبر: "كان ثقة صالحًا ممتعًا بحواسه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال الحافظ عبد الوهاب الأنماطي: شيخ مشهور معمر مقرئ ثقة صدوق، عارف بالقراءات". وقال: "قال أبو موسى المديني: كان قد ذهب بصره ثم عاد بصيرًا" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان ثبتًا كثير السماع، كثير التلاوة، ممتعًا بحواسه وقواه" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مسند ثقة ثبت" أ. هـ. وفاته: سنة (531 هـ) إحدى وثلاثين وخمسمائة. 3682 - أبو محمد البغدادي * المقرئ: هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس، أبو محمد، البغدادي، ثم الدمشقي، إمام ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 531) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 349)، معرفة القراء (1/ 485)، المنتظم (17/ 326)، الكامل (11/ 54)، العبر (4/ 86)، السير (19/ 593)، عيون التواريخ (12/ 333)، البداية والنهاية (12/ 227)، الشذرات (6/ 160). (¬1) الكُرَيزي: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها زاي. هذه النسبة إلى كريز وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. * معرفة القراء (1/ 487)، غاية النهاية (2/ 349)، تاريخ الإسلام (وفيات 536) ط. تدمري، الأنساب (2/ 143)، المنتظم (18/ 24)، الكامل (11/ 90)، اللباب (1/ 263)، مختصر تاريخ دمشق (27/ 65)، العبر (4/ 101)، السير (20/ 98)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 324)، عيون التواريخ (12/ 372)، النجوم (5/ 270)، الشذرات (6/ 187).

3683 - أبو القاسم البغدادي

جامع دمشق. ولد: سنة (461 هـ) إحدى وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو العباس بن قُبيس، وأبو القاسم بن أبي العلاء وغيرهم. من تلامذته: ابن عساكر، والسِّلفي، وابن السمعاني وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان ثقة صالحًا من بيت الحديث" أ. هـ. * الأنساب: "كان مقرئًا فاضلًا ثقة صدوقًا مكثرًا من الحديث" أ. هـ. * السير: "كان ثقة متصونًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان مقرئًا مجودًا، حسن الأخذ، ضابطًا متصدرًا بالجامع من الدهر، ختم عليه خلق. وقد سمع الكثير بنفسه، ونسخ ورحل وأملى، وكان صدوقًا، صحيح السماع". وقال: "كان مؤذنًا في مسجد سوق الأحد، فلما ولي إمامة الجامع ترك المكتب، وكان صحيح الاعتقاد". ثم قال: "قال السلفي: هو محدث ابن محدث، ومُقرئ ابن مقرئ. وكان ثقة متصاونًا من أهل العلم" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام الجامع الأموي أستاذ عالم محقق مقرئ متقن ثقة". وقال: "كان ثقة محققًا حسن السيرة يفهم الحديث والقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (536 هـ) ست وثلاثين وخمسمائة. 3683 - أبو القاسم البغدادي * المقرئ: هبة الله بن جعفر بن محمّد بن الهيثم، أبو القاسم البغدادي. من مشايخه: أبوه، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأبو ربيعة محمّد بن إسحاق بن أعين وغيرهم. من تلامذته: عبد الملك بن بكران النهرواني، وعلي بن عمر الحمامي وجماعة. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "حدثنا عنه أبو الحسن بن زرقويه. وكان ثقة" أ. هـ. * معرفة القراء: "أحد من عُني بالقراءات وتبحر بها". وقال: "تصدر للإقراء دهرًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ حاذق ضابط مشهور" أ. هـ. وفاته: قريبًا من سنة (350 هـ) خمسين وثلاثمائة. 3684 - عَمِيد الرؤساء * اللغوي: هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب الحلي اللغوي، أبو منصور. من مشايخه: مهذب الدين علي بن العصار، ¬

_ * معرفة القراء (1/ 314)، تاريخ بغداد (14/ 69)، غاية النهاية (2/ 350)، تاريخ الإسلام (وفيات 350) ط. تدمري. * معجم الأدباء (6/ 2764)، إنباه الرواة (3/ 357)، التكملة لوفيات النقلة للمنذري (2/ 292)، تلخيص مجمع الآداب (2/ 966)، تاريخ الإسلام (وفيات 610) ط. بشار، بغية الوعاة (2/ 322).

3685 - الأشقر

وأبو العز بن الخراساني وغيرهما. من تلامذته: فخار بن معد بن فخار الموسوي، جلال الدين أبو القاسم عبد الحميد بن الفخار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أديب فاضل نحوي لغوي شاعر، شيخ وقته ومتصدر بلده" أ. هـ. وفاته: سنة (610 هـ) عشر وستمائة. 3685 - الأشقر * النحوي، اللغوي، المقرئ: هبة الله بن الحسن بن أحمد البغدادي، المعروف بالأشقر، أبو القاسم. من مشايخه: محمّد بن خالد الرزاز وغيره. من تلامذته: ابن النجار، وابن الساعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كان من أعيان القراء بالروايات، ورتب خازنًا بالديوان العزيز" أ. هـ. * المنهج الأحمد: "كان لأم الخليفة الناصر فيه عقيدة. فمرض فجاءته تعوده" أ. هـ. * الشذرات: "تفقه في مذهب الإمام أحمد. قال ابن الساعي: كان شيخًا فاضلًا، حسن التلاوة للقرآن، مجيد الأداء به، عالمًا بوجوه القراءات وطرقها وتعليلها وإعرابها، يشار إليه بمعرفة علوم القرآن، بصيرًا بالنحو واللغة. وكان يؤم بالخليفة الظاهر، وقرأ عليه الظاهر والوزير ابن الناقد، فلما ولي الظاهر الخلافة أكرمه وأجله، وكذلك لما ولي ابن الناقد الوزارة" أ. هـ. وفاته: سنة (634 هـ) أربع وثلاثين وستمائة وقد قارب (80 سنة). 3686 - أبو بكر بن العلاف * النحوي: هبة الله بن الحسين الشيرازي، أبو بكر بن العلاف. من مشايخه: حماد بن مدرك وغيره. من تلامذته: الحافظ أبو عبد الله بن الحاكم وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان من أفراد الزمان في عصره في أنواع العلوم نحويًّا إمامًا شاعرًا فاضلًا بارعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (377 هـ) سبع وسبعين وثلاثمائة، وقد نيف على التسعين، ولم تبيض له شعرة. 3687 - السديد * المقرئ: هبة الله بن أبي طالب الخضر بن أبي محمّد هبة الله ابن أبي البركات أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس بن موسى بن العباس البغدادي الأصل، الدمشقي المولد والدار، المنعوت بالسديد. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 634) ط. تدمري، المقصد الأرشد (3/ 74)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 211)، الشذرات (7/ 295)، المنهج الأحمد (4/ 216). * بغية الوعاة (2/ 323)، معجم الأدباء (6/ 2768)، إنباه الرواة (3/ 358) وفيه هبة الله بن الحسن. * التكملة لوفيات النقلة (3/ 44)، تاريخ الإسلام (وفيات 618) ط. تدمري، السير (22/ 151)، العبر (5/ 76)، النجوم (6/ 252)، الشذرات (7/ 147).

3688 - ابن سلامة

ولد: سنة (537 هـ) سبع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الفتح نصر الله بن محمّد بن عبد القوي اللاذقي، وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي وغيرهما. من تلامذته: ابن خليل، وابن النجار، وأبو بكر محمّد بن النُّشبيّ وغيرهم. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "كان حسن الأخذ ضابطًا ... وكان فاضلًا. أقرأ وصنف في القراءات" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عَسِرًا في الرواية ولا يسمع إلا من أصل ولم يكن ممن يفهم الحديث، لكنه كان مواظبًا على تلاوة القرآن". وقال: "قد سمع من السراج بن شحاتة في رجب سنة سبع عشرة، ولعسارته انقطع حديثه بوقت، وإلا فقد وقع لنا حديث أقرانه دُونه" أ. هـ. وفاته: سنة (618 هـ) ثمان عشرة وستمائة. 3688 - ابن سَلَامة * النحوي، المفسر: هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي، أبو القاسم الضرير. من مشايخه: أبو بكر بن مالك القطيعي وغيره. من تلامذته: أبو الحسن علي بن القاسم الطابخي، وابن بنته رزق الله التّميمي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "أنبأنا محمّد بن أبي الظاهر البزاز عن أبي طالب العشاري حدثنا هبة الله بن المقرئ حدثنا هبة بن سلامة المفسر: قال: كان لنا شيخ نقرأ عليه في باب محول فمات بعض أصحابه فرآه الشيخ في النوم فقال ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قال: فما حالك من منكر ونكير؟ قال: يا أستاذ لما أجلساني وقالا من ربك؟ من نبيك؟ ألهمني الله عزَّ وجلَّ أن قلت لهما: بحق أبي بكر وعمر دعاني فقال أحدهما للآخر قد أقسم علينا بعظيم (¬1) دعه فتركاني وانصرفا؟ " أ. هـ. * البداية: "كان من أعلم الناس وأحفظهم للتفسير وكانت له حلقة في جامع المنصور" أ. هـ. * غاية النهاية: "الضرير، المفسر، صاحب (الناسخ والمنسوخ) المشهور إمام حافظًا" أ. هـ. * الشذرات: "كان من أحفظ الأئمة للتفسير، وكان ضريرًا .. " أ. هـ. وفاته: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مصنفاته: "الناسخ والمنسوخ في القرآن" صغير، و"الناسخ والمنسوخ من الحديث"، و"المسائل المنثورة" في النحو. ¬

_ * تاريخ بغداد (14/ 70)، المنتظم (15/ 138)، معجم الأدباء (6/ 2771)، تاريخ الإسلام (وفيات 410) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (3/ 1051)، العبر (3/ 104)، البداية والنهاية (12/ 10)، غاية النهاية (2/ 351)، بغية الوعاة (2/ 323)، طبقات المفسرين للسيوطي (107)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 348)، الشذرات (5/ 61)، كشف الظنون (2/ 1921)، الأعلام (8/ 72)، معجم المؤلفين (4/ 56)، معجم المطبوعات لسركيس (120). (¬1) وهل يجوز أن يقسم بغير الله؟ سبحانك هذا بهتان عظيم! .

3689 - ابن البارزي

3689 - ابن البارزي * المفسر، المقرئ: هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله بن المسلم بن هبة الله البارزي الجهني الحموي الشافعي، أبو القاسم، شمس الدين. ولد: سنة (645 هـ) خمس وأربعين وستمائة. من مشايخه: أبوه، وجده، وإبراهيم بن خليل، والفاروثي وغيرهم. من تلامذته: الذهبي، والبرزالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم شيوخ الذهبي: "شيخ العلماء وبقية الأعلام ... قرأ النحو والأصول وشارك في الفضائل وصنف التصانيف مع العبادة والدين والتواضع ولطف الأخلاق، ما في طباعه من كبر ذرة، وله ترام على الصالحين وحسن الظن فيهم" أ. هـ. * المعجم المختص: "الإمام العلامة شيخ الإسلام ... وكان طلابًا للعلم، حسن التواضع، متين الدين، كبير الشأن، عديم النظير، له خبرة تامة في متون الأحاديث وانتهت إليه رئاسة المذهب .. " أ. هـ. * ذيول العبر: "كان إمامًا قدوة، مصنفًا، صاحب فنون، وإكباب على العلم، وصلاح، وتواضع، وخشية، وصحة ذهن، بلغ رتبة الإجتهاد، وتخرج به الأصحاب، رحمه الله" أ. هـ. * تاريخ ابن الوردي: "علم الأئمة وعلامة الأمة ... والمحبة العظيمة للصالحين والتواضع الزائد للفقراء والمساكين، أفنى شبيبته في المجاهدة والتقشف والأوراد وأنفق كهولته في تحقيق العلوم والإرشاد وقضى شيخوخته في تصنيف الكتب الجياد ... كف بصره في آخر عمره فولى ابن ابنه مكانه وتفرغ للعلوم والتصوف والديانة .. قال فيه ابن الوردي رثاء: برغمي أن بيتكم يضام ... ويبعد عنكم القاضي الإمام سراج للعلوم أضاء دهرًا ... على الدنيا لغيبته ظلام تعطلت المكارم والمعالي ... ومات العلم وارتفع الطعام" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان إمامًا راسخًا في العلم، صالحًا خيرًا، محبًا للعلم ونشره، محسنًا إلى أهله" أ. هـ. * البداية: "وكان حسن الأخلاق، كثير المحاضرة، حسن الاعتقاد في الصالحين وكان معظمًا عند الناس .. " أ. هـ. * غاية النهاية: "تقدم في الفضائل، وانفرد بالإمامة مع الدين والصيانة والتواضع ومحبة الصالحين ... وأخذ العلم عنه جماعات ... شيخ ¬

_ * معجم شيوخ الذهبي (631)، المعجم المختص (195)، ذيول العبر (202)، البداية والنهاية (14/ 193)، تاريخ ابن الوردي (2/ 309)، غاية النهاية (2/ 351)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 282)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 230)، الدرر الكامنة (5/ 174)، النجوم (9/ 315)، مفتاح السعادة (2/ 367)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 350)، الشذرات (8/ 209)، البدر الطالع (2/ 324)، إيضاح المكنون (1/ 181)، هدية العارفين (2/ 507)، الأعلام (8/ 73)، معجم المؤلفين (4/ 57).

3690 - القفطي

الإسلام وصاحب التصانيف" أ. هـ. * النجوم: "كان إمامًا علامة في الفقه والأصول والنحو واللغة وأفتى ودرس سنين وانتفع الطلبة به وتخرج به خلائق وحكم بحماه دهرًا، ثم ترك الحكم وذهب بصره" أ. هـ. وفاته: سنة (738 هـ) ثمان وثلاثين وسبعمائة. من مصنفاته: "شرح الشاطبية"، و"الشرعية في السبعة"، و "البستان في تفسير القرآن". 3690 - القَفْطِي * النحوي، المفسر: هبة الله بن عبد الله بن سيد الكل العُذريّ، القاضي أبو القاسم، بهاء الدين، القَفطي (¬1). ولد: سنة (600 هـ)، وقيل: (601 هـ) ستمائة، وقيل: إحدى وستمائة. من مشايخه: الشيخ مجد الدين علي بن وهب القشيريِّ، والشيخ شمس الدين محمّد الأصفهاني وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر محمَّد بن عبد الباقي، وطلحة بن محمّد القشيري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الطالع السعيد: "كان فيه إحسان وخلق، وصار بنو السديد من طلبته، فشدُّوا به، وبلغني أنّ بعض الإسنائية قال له: يا سيدي زال عني أمرُ السب واعتقدت فضل الصحابة غير أني ما قدرت على نفسي أن توافق على تفضيل أحد على علي - رضي الله عنه -، فقال له الشيخ: بقيت تحتاج إلى مسهل" أ. هـ. * طبقات الشافعية. للسبكي: "ونشر السنة بإسنا، بعد ما كان التشيع بها فاشيًا .. ومناقبه كثيرة، وبالجملة كان من رجال العِلم والدين" أ. هـ. * عِقد الجمان: "تولى قضاء إسنا والتدريس بالمدرسة العزية، وكانت إسنا مشحونة بالرافضة فقام في نصرة السنة وأصلح الله به خلقًا، وهمت الرافضة بقتله فحماه الله منهم، وكان فقيهًا فاضلًا، متعبدًا زاهدًا، خيرًا مشهورًا" أ. هـ. * الأعلام: "تفقه بقوص وولي فيها أمانة الحكم وترك القضاء أخيرًا فعكف على العبادة والعلم" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر، محدث، فقيه، أصولي، متكلم، فرضي، رياضي منطقي، نحوي" أ. هـ. من أقواله: بغية الوعاة: "كان يقول أعرف عشرين علمًا أنسيت بعضها لعدم المذاكرة". وفاته: سنة (697 هـ) سبع وتسعين وستمائة. من مصنفاته: "التفسير" وصل فيه إلى سورة كهيعص، و "شرح مقدمة المطرز" في النحو، وصنف في التشيع كتابًا سماه "النصائح المفترضة ¬

_ * الطالع السعيد (691)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 390)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 331)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 264)، عقد الجمان (3/ 416)، بغية الوعاة (2/ 325)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 349)، كشف الظنون (1/ 171)، إيضاح المكنون (2/ 637)، هدية العارفين (2/ 506)، الشذرات (7/ 767)، روضات الجنات (2/ 192)، الأعلام (8/ 73)، معجم المؤلفين (4/ 57). (¬1) القفطي: بفتح القاف نسبة إلى قفط بلدة بصعيد مصر.

3691 - ابن الشجري

في فضائح الرّفضة". 3691 - ابن الشَّجَري * النحوي، اللغوي: هبة الله بن علي بن محمّد بن حمزة الحسني، المعروف بابن الشجري (¬1)، البغدادي، أبو السعادات. ولد: سنة (450 هـ) خمسين وأربعمائة. من مشايخه: أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي، وأبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهما. من تلامذته: تاج الدين الكندي، وابن الخشاب وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن الطاهر (¬2)، وكان ذا سمتٍ حسنٍ، وقورًا لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا وتتضمن أدب نفس أو أدب درس" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان إمامًا في النحو واللغة وأشعار العرب، وأيامها وأحوالها، كامل الفضائل، متضلعًا من الآداب، قال ابن الأنباري: فقال العلامة الزمخشري: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: (يا زيد ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون ما وصف لي غيرك) قال ابن الأنباري فخرجنا من عنده ونحن نعجب، كيف يستشهد الزين بالشعر والزمخشري بالحديث وهو رجل عجمي وهذا الكلام، وإن لم يكن عني كلام ابن الأنباري، فهم في معناه، لأني لم أنقله من الكتاب، بل وقفت عليه منذ زمان وعلق معناه بخاطري، وإنّما ذكرت هذا لأن الناظر فيه قد يقف على كتاب ابن الأنباري فيجد بين الكلامين اختلافًا فيظن أني تسامحت بالنقل" أ. هـ. * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "كان شيخ وقته في معرفة النحو" أ. هـ. * إشارة التعيين: "واجتمع به الزمخشري وأثنى عليه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أحد الأئمة الأعلام في علم اللسان". وقال: "طال عمره، وانتهى إليه علم النحو، وناب في النقابة بالكرخ، ومُتع بجوارحه ¬

_ * نزهة الألباء (299)، المنتظم (18/ 61)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 248)، وفيات الأعيان (6/ 45)، معجم الأدباء (6/ 2775)، إنباه الرواة (3/ 356)، إشارة التعيين (370)، تاريخ الإسلام (وفيات 542) ط. تدمري، العبر (4/ 116)، تذكرة الحفاظ (4/ 1294)، السير (20/ 194)، عيون التواريخ (12/ 413)، البداية والنهاية (12/ 239)، النجوم (5/ 281)، بغية الوعاة (2/ 324)، الشذرات (6/ 215)، كشف الظنون (1/ 162)، هدية العارفين (2/ 505)، روضات الجنات (8/ 191)، معجم المطبوعات لسركيس (134)، الكنى والألقاب (1/ 326)، أمل الآمل (2/ 343)، معجم المؤلفين (4/ 58)، فوات الوفيات (2/ 110)، "الحماسة الشجرية" - تحقيق عبد المعين الملوحي وأسماء الحمصي - منشورات وزارة الثقافة- دمشق - (1970 م). (¬1) نسبة إلى شجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرها. (¬2) هو النقيب أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمر بن محمّد بن عبيد الله الحسيني نقيب نقباء العلويين وكان يلقب بالطاهر قال في المنتظم (18/ 208): وكان حسن الأخلاق جميل المعاشرة يتبرأ من الرافضة توفي سنة (569 هـ).

3692 - ابن الصفار الكاتب

وحواسه". وقال: "قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه: مُتع بجوارحه إلى آخر وقت، وكان نحويًّا، حسن الشرح والإيراد والمحفوظ. وقد صنف أمالي قرئت عليه، فيها أغاليط، لأن اللغة لم يكن مضطلعًا فيها" أ. هـ. * روضات الجنات: "قال الفاضل الشَّمني في (حاشية المغني) ... ولما حجَّ الزمخشري جاء إلى ابن الشجري وسلم عليه ووقع بينهما كلام" أ. هـ. * قال محقق كتاب (الحماسة الشجرية) وتحت عنوان: نشأته وثقافته صفحة (ب) من المقدمة: "نشأ هبة الله في جو ديني علمي، وكان ذكي الفؤاد فصيح اللسان حاضر البديهة حضر ذات يوم عند نقيب النقباء الكامل طرّاد بن محمّد الزينبي في يوم هناء، وقد حضر عنده جماعة من الهاشميين والعلويين، فقال له طرّاد: يا شريف ما أرُخ عن علوي أنه كان له حلقة في جامع المنصور يُدرّس فيها إلا لك. فقال مسرعًا: يا سيدنا ولا أرُخ أن علويًا يقول: معاوية خالُ علي غيري، فأعجب الحاضرين حسن جوابه" أ. هـ. قلت: نستنتج من هذه الحكاية أنه كان علويًا، والله أعلم. وفاته: سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "الأمالي" وهو أكبر تواليفه وأكثرها إفادة، ... وجمع أيضًا كتابًا سماه "الحماسة" ضاهى به حماسة أبي تمام الطائي، وهو كتاب غريب مليح أحسن فيه، وله في النحو عدة تصانيف، وله "ما اتفق لفظه واختلف معناه" وغير ذلك. 3692 - ابن الصفار الكاتب * النحوي، المقرئ: هبة الله بن محمّد بن موسى، أبو الحسن بن الصفار النُّعماني الأصل ثم الواسطي الكاتب. من مشايخه: أبو علي أحمد بن محمّد بن عَلّان صاحب الحُضَيني، وابن الصّواف وغيرهما. من تلامذته: خميس الحافظ وغيره. كلام العلماء فيه: * سؤالات الحافظ السلفي: " ... أسن وكبر وكان إمامًا في النجوم، قوَّم لثلاثين سنة آتية" أ. هـ. وفاته: سنة (486 هـ) ست وثمانين وأربعمائة. 3693 - القاضي مَعِين الدين * اللغوي: هبة الله بن علم الدين مسعود بن أبي المعالي عبد الله بن أبي الفضل، ابن الخشيشي الكاتب. من مشايخه: ابن البخاري وغيره. من تلامذته: الذهبي وغيره. كلام العلماء فيه: * المعجم المختص: "الصدر الفاضل البارع .. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 486) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 325)، غاية النهاية (2/ 352)، سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي (69). * المعجم المختص (196)، ذيول العبر (162)، البداية والنهاية (14/ 153)، الدرر الكامنة (5/ 177)، النجوم (9/ 280)، الشذرات (8/ 160).

3694 - الهراس

كان أحد الأذكياء حلو المذاكرة، ... ويفهم التواريخ والحوادث على هناته، الله يسامحه وإيانا" أ. هـ. * البداية: "وكانت له يد جيدة في العربية والأدب والحساب، وله نظم جيد، وفيه تودد وتواضع. وناظر الجيش بمصر في بعض الأحيان، ثم بدمشق مدة طويلة مستقلًا ومشاركًا لقطب الدين ابن شيخ السلامية، وكان خبيرًا بذلك يحفظه على ذهنه" أ. هـ. * الدرر: "وكان ينظم ويكتب قويًّا وليس له نثر إلا أنه يترسل بليغًا ويوفي مقام حقه، وكانت فيه حافظة جيدة" أ. هـ. وفاته: سنة (729 هـ) تسع وعشرين وسبعمائة. 3694 - الهرّاس * المقرئ: هبة الله بن يحيى بن محمّد الهراس، أو ابن الهراس، أبو طالب، أفضل الدين. من مشايخه: عبد العزيز بن محمَّد بن مرداس الشيرازي، وسبط الخيام وغيرهما. من تلامذته: ابنه يحيى، ونصر بن محمود بن نصر النوبندجاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ حاذق" أ. هـ. * قلت: ترجم له ابن الجزري في (غاية النهاية) مرتين ولكنه ذكر في الأولى سنة وفاته (بعد الستين وخمسمائة فيما أحسب)، والثاني (بقي إلى حدود سنة 580) والأرجح أنهما واحد لأن شيوخ الأول نفسهم شيوخ الثاني واسم الكتاب أيضًا نفسه ولكنه فرق بين الإثنين بمجرد الظن في تاريخ الوفاة. والله أعلم. * معجم المؤلفين: "يلقب بعماد القراء، وشمس الأئمة والعلماء" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مصنفاته: "البهجة" في القراءات السبعة، و"البستان". 3695 - المَشْهدي * المفسر: هداية الله بن مهدي الرضوي الخراساني المشهدي. ولد: سنة (1178 هـ) ثمان وسبعين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "مفسر إمامي" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "الخراساني الشيعي، مفسر" أ. هـ. * أعيان الشيعة: "كان عالمًا فاضلًا متبحرًا في أكثر العلوم كما يدل عليه تفسيره الكبير الذي يدل على فضل كامل وعلم غزير ودقة نظر وتحقيق وكان الرئيس المطاع في جميع أنحاء خراسان في الدين والدنيا فكم له من أياد على أهل المشهد المقدس الرضوي في دفع الأشرار عنه ¬

_ * غاية النهاية (2/ 353)، الأعلام (8/ 76)، معجم المؤلفين (4/ 61). * هدية العارفين (2/ 507)، الأعلام (8/ 78)، معجم المؤلفين (4/ 61)، أعيان الشيعة (51/ 51).

3696 - الوقشي

وهو من بيت علم ورياسة في المشهد المقدس الرضوي إلى الآن -أي في عصر المؤلف" أ. هـ. * قلت: ومن يطلع على ترجمته كاملة يلاحظ أنه كان من الشيعة المتعصبين للقبورية، وخاصة مشهد الرضا الموجود في إيران، ومعتقدهم مشهور بانحرافهم وسوء حالهم .. نسأل الله العفو والعافية. وفاته: سنة (1248 هـ) ثمان وأربعين ومائتين وألف. من مصنفاته: له "تفسير" أنجز منه عشرة أجزاء من أول القرآن، وعشرة من آخره. 3696 - الوَقَشِي * النحوي، اللغوي: هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد بن هشام، الكناني، يعرف بالوقشي (¬1)، أبو الوليد، الأندلسي الطليطلي. ولد: سنة (408 هـ) ثمان وأربعمائة. من مشايخه: أبو عمر الطلمنكي، وأبو محمد بن عباس الخطيب وغيرهما. من تلامذته: أبو بحر الأسدي وغيره. كلام العلماء فيه: * الصلة: "قال القاضي صاعد بن أحمد: أبو الوليد الوقشي أحد رجال الكمال في وقته باحتوائه على فنون المعارف، هو من أعلم الناس بالنحو واللغة. متقدم حافظ للسنن، بصيرًا بأصول الاعتقادات يجمع مع ذلك آداب الأخلاق مع حسن العشرة ولين الكنف وصدق اللهجة" أ. هـ. * معجم البلدان: "وكان غاية في الضبط والتقييد والإتقان والمعرفة بالنسب والأدب وله تنبيهات وردود على كبار أهل التصانيف التاريخية والأدبية يقضي ناظرها العجب تنبيء عن مطالعته وحفظه وإتقانه وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم الذي سمّاه بعكس الرتبة، ومن تنبيهاته على أبي نصر الكلاباذي ومؤتلف الدارقطني ومشاهد ابن هشام وغيرها، ولكنه اتهم برأي المعتزلة وظهر له تأليف في القدر والقرآن وغير ذلك من أقاويلهم وزهد فيه الناس وترك الحديث عنه جماعة من كبار مشايخ الأندلس، وكان الفقيه أبو بكر بن سفيان بن العاصم قد أخذ عنه وكان ينفي عنه الرأي الذي زُنّ به والكتاب الذي نُسب إليه وقد ظهر الكتاب وأخبر الثقة أنه رواه عليه سماع ثقة من أصحابه وخطه عليه" أ. هـ. قلت: وقد ذكر ذلك صاحب (تاريخ الإسلام) نقلًا عن القاضي عياض. * معجم الأدباء: "كان من أعلم الناس بالعربية واللغة والشعر والخطابة والحديث والفقه والأحكام والكلام. وكان أديبًا كاتبًا، شاعرًا متوسعًا في ضروب المعارف متحققًا بالمنطق والهندسة ولا يفضله عالم بالأنساب والأخبار والسير" أ. هـ. وفاته: سنة (489 هـ)، وقيل (488 هـ) تسع، وقيل ثمان وثمانين وأربعمائة .. ¬

_ * الصلة (2/ 617)، معجم الأدباء (6/ 2778)، معجم البلدان (5/ 381)، السير (19/ 134)، تاريخ الإسلام (وفيات 489) ط. تدمري، لسان الميزان (6/ 254)، بغية الوعاة (2/ 327)، إيضاح المكنون (1/ 569)، روضات الجنات (8/ 194)، الأعلام (8/ 84)، معجم المؤلفين (4/ 62). (¬1) وَقش: مدينة بالأندلس، من أعمال طليطلة ذكره صاحب معجم البلدان.

3697 - الأقليشي

من مصنفاته: "نكت الكامل للمبرد"، و"المنتخب من غريب كلام العرب" وغيرهما. 3697 - الأَقْلِيشِي * المقرئ: هشام بن سليمان الأقليشي، يكنى أبا الربيع. من مشايخه: أبو عبد الله بن نبات وغيره. من تلامذته: أبو عبد الله بن نبات وغيره. كلام العلماء فيه: * بغية الملتمس: "حدث عنه أبو عبد الله بن نبات. وقال: أجزت له جميع رواياتي، وأجاز لي جميع رواياته" أ. هـ. من مصنفاته: له كتاب في اختلاف ورش، وقالون، وإسماعيل بن جعفر عن نافع بن أبي نعيم. 3698 - أبو الوليد السلمي * المفسر، المقرئ: هشام بن عمّار بن نُصير بن ميسرة بن أبان، أبو الوليد السلمي، ويقال الظفري، عالم الشام. ولد: سنة (153 هـ) ثلاث وخمسين ومائة. من مشايخه: مالك، وعيسى بن يونس، وأيوب بن تميم وغيرهم. من تلامذته: البخاري، وأبو زرعة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "كان هشام يربع بعلي - رضي الله عنه -، خالف أهل بلده وتابع أئمة الأثر. وسُئل عنه أحمد فقال: أعرفه طياشًا، لم يجتر الكرابيسي أن يذكر جبريل ولا محمدًا، هذا قد تجهم في كلام غير هذا. قال هذا حينما ورده كتاب أن هشامًا ما يقول: لفظ جبريل - عليه السلام -، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن مخلوق. قلت -أي الذهبي- كان الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب ولا يجوزه، وكذلك كان يبدع من يقول لفظي بالقرآن غير مخلوق، ويضلل من يقول: لفظي بالقرآن قديم، ويكفر من يقول: القرآن مخلوق بل يقول: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وينهى عن الخوض في مسألة اللفظ، ولا ريب أن تلفظنا بالقرآن من كسبنا، والقرآن الملفوظ المتلوّ كلام الله تعالى غير مخلوق، والتلاوة والتلفظ والكتابة والصوت به من أفعالنا، وهي مخلوقة والله أعلم. قال عبدان: ما كان في الدنيا مثل هشام. وقال يحيى: كيّس كيّس. وقال النسائي، وغيره: لا بأس به. وقال أبو حاتم: لمَّا كبر هشام تغيّر، فكان كلّما لُقِّن تَلَقَّن، وهو صدوق" أ. هـ. ¬

_ * بغية الملتمس (2/ 655)، الصلة (2/ 613). * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 199)، الجرح والتعديل (4/ 2/ 66)، طبقات ابن سعد (7/ 473)، السير (11/ 420)، ميزان الاعتدال (7/ 86)، العبر (1/ 445)، معرفة القراء الكبار (1/ 195)، تذكرة الحفاظ (2/ 451)، تاريخ الإسلام (وفيات 245) ط. تدمري، تهذيب الكمال (30/ 242)، البداية والنهاية (10/ 345)، غاية النهاية (2/ 354)، النجوم (2/ 321)، طبقات الحفاظ (197)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 352)، الشذرات (3/ 210)، الثقات لابن حبان (9/ 233)، تهذيب التهذيب (11/ 46)، تقريب التهذيب (1022)، الأعلام (8/ 87)، معجم المؤلفين (4/ 63).

3699 - الجرشي

* تاريخ الإسلام: "وقال محمّد بن الفيض: سمعت [هشام بن عمّار] قال: باع أبي بيتًا بعشرين دينارًا، وجهّزني للحجّ، فلمّا صرتُ إلى المدينة أتيتُ مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها. فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمانٌ قيامٌ، والنّاس يسألونه، وهو يجيبهم. فلمّا انقضى المجلس قلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا؟ فقال: حصلنا على الصِّبيان. يا غُلام احمله. فحملني كما يُحمل الصَّبي، وأنا يومئذ مُدْرك، فضربني بدِرَّة مثل دِرَّة المعلّمين، سبع عشرة دِرّة، فوقفتُ أبكي، فقال: ما يُبكيك، أوَجَعَتْك هذه؟ قلت: إنّ أبي باع منزله ووجّه بي أتشرف بك بالسّماع منك، فضربتني. فقال: اكتُبُ. فحدثني سبعة عشر حديثًا، وسألته عمّا كان معي من المسائل، فأجابني. وقال صالح جَزَرة: سمعته يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدَّثني. فقال: أقرأ. فقلت: لا، بل حدَّثني. فلمّا أكثرتُ عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضْربه. فذهب بي، فضربني خمس عشرة دِرَّة بغير جُرْم، ثمّ جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك في حلّ. فقال: ما كفارته؟ قلت: كفارته أنْ تحدِّثني بخمسة عشر حديثًا فحدثني. فقلت له: زدْ من الضَّرب، وزدْ في الحديث، فضحِك وقال: اذهب" أ. هـ. "بعد أن ساق مسألة الخطبة التي ذكر فيها أن لفظ جبريل ... قلت -أي الذهبي- لقول هشام اعتبار مساغ، ولكن لا ينبغي إطلاق هذه العبارة الجملة .. وله جلالة في الإسلام، وما زال العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق، مقرئ، كبر فصار يلقن، فحديثه القديم أصح، من كبار العاشرة، وقد سمع من معروف الخياط، لكن معروف ليس بثقة" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "له كتاب في فضائل القرآن" أ. هـ. وفاته: سنة (245 هـ)، وقيل: (244 هـ)، وقيل: (246 هـ) خمس وأربعين، وقيل: أربع، وقيل: ست وأربعين ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في فضائل القرآن. 3699 - الجُرَشي * المقرئ: هشام بن الغاز بن ربيعة الجُرْشي الدمشقي، أبو العباس، وقيل أبو عبد الله. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 199)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 67)، طبقات ابن سعد (8/ 468)، تاريخ بغداد (14/ 42)، الأنساب (2/ 45)، تهذيب الكمال (30/ 258)، السير (7/ 60)، ميزان الاعتدال (7/ 88)، العبر (1/ 221)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 16) ط. تدمري، البداية والنهاية (10/ 119)، تهذيب التهذيب (11/ 49)، الشذرات (2/ 246)، تقريب التهذيب (1023)، غاية النهاية (2/ 356)، طبقات الحفاظ (84).

3700 - هشام صاحب الكسائي

من مشايخه: أنس، وعطاء بن أبي رباح ومكحول وغيرهم. من تلامذته: ابن المبارك، ووكيع وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "وكان ثقة" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "قال سألت أبي عن هشام بن الغاز فقال: صالح الحديث" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا أبو العباس: هشام بن الغاز الجرشي وهو ثقة .. حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: هشام بن الغاز صالح الحديث. حدثنا يعقوب بن سفيان قال قلت: لعبد الله بن إبراهيم: هشام بن الغاز ما أحسن استقامته في الحديث قال: وكان الوليد (¬1) يثني عليه. حدثنا العباس بن محمّد، قال سمعت يحيى بن معين يقول هشام بن الغاز ليس به بأس. قال ابن عمار: هشام بن الغاز شامي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن قراش قال: هشام بن الغاز شامي كان من خيار الناس .. " أ. هـ. * العبر: "كان من ثقات الشاميين وعلمائهم" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "كان عابدًا خيرًا" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أحمد: صالح الحديث. وقال دُحيم وغيره: ثقة. وقال ابن خراش: كان من خيار الناس. وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس. وعن أبي مسهر قال: كان هشام بن الغاز على بيت المال للمنصور" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "ذكر ابن حبان أنه من أهل صيد وأن جده ربيعة بن عمرو الجرشي الصحابي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "نزيل بغداد، ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (153 هـ)، وقيل: (156 هـ) ثلاث وخمسين، وقيل: ست وخمسين ومائة. 3700 - هشام صاحب الكسائي * النحوي: هشام بن معاوية الكوفي، أبو عبد الله. من مشايخه: الكسائي وغيره. من تلامذته: إسحاق بن إبراهيم بن مصعب وغيره. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "كان إسحاق بن إبراهيم بن مصعب قد كلّم المأمون يومًا فلحن في كلامه، فنظر إليه المأمون ففطن لما أراد وخرج من عنده وجاء إلى هشام بن معاوية وقرأ عليه النحو" أ. هـ. * قلت: "ومن هذه الحادثة نعلم أن من قال أن وفاة هشام بن معاوية سنة (309 هـ) فقد أخطأ؛ ¬

_ (¬1) الوليد بن مسلم: وهو أحد الذين رووا عنه. * الفهرست لابن النديم (76)، نزهة الألباء (129)، معجم الأدباء (6/ 2782)، إنباه الرواة (3/ 364)، نور القبس (302)، وفيات الأعيان (6/ 85)، نكت الهميان (305)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 21) ط. تدمري، إشارة التعيين (371)، البلغة (236)، بغية الوعاة (2/ 328)، كشف الظنون (1/ 635)، إيضاح المكنون (2/ 451)، هدية العارفين (2/ 58)، الأعلام (8/ 88)، معجم المؤلفين (4/ 64).

3701 - أبو الوليد الغافقي

لأن وفاة المأمون كان سنة (218 هـ) والله أعلم. * وفيات الأعيان: "قال أبو مالك الكندي: توفي هشام بن معاوية الضرير النحوي سنة (209 هـ) رحمه الله تعالى" أ. هـ. * إشارة التعيين: "وكان بارعًا إمامًا" أ. هـ. * الأعلام: "نحوي ضرير من أهل الكوفة" أ. هـ. وفاته: سنة (209 هـ) تسع ومائتين. من مصنفاته: "الحدود"، و"المختصر"، و"القياس" كلها في النحو. 3701 - أبو الوليد الغَافِقِي * النحوي: هشام بن الوليد بن محمّد بن عبد الجبار، أبو الوليد الغافقي القُرطبي. من مشايخه: بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان علم العروض أغلب عليه من علم العربية" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان نحويًّا عروضيًّا، أدب أمير المؤمنين الناصر وولده المستنصر" أ. هـ. وفاته: سنة (317 هـ) سبع عشرة وثلاثمائة. 3702 - الواسطي * المفسر: هشيم بن بشير بن أبي حازم قاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية، الواسطي. ولد: سنة (104 هـ) أربع ومائة. من مشايخه: الزهري، وعمرو بن دينار، وأيّوب وغيرهم. من تلامذته: شعبة مع تقدُّمه، وابن المبارك، ويحيى القطان وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث ثبتًا يدلس كثيرًا فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء" أ. هـ. * مقاتل الطالبيين: "ولي إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن هارون بن سعد واسطًا، وضم إليه جيشًا كثيفًا من الزيدية، فأخذها وتبعه الخلق، ولم يتخلف أحد الفقهاء وكان ممن تبعه عواد بن العوام، ويزيد بن هارون، وهشيم، وكان موقف هشيم في حروبه مشتهرًا، وقتل ابنه معاوية ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 328)، تاريخ الإسلام (وفيات 317) ط. تدمري، تاريخ علماء الأندلس (2/ 891)، بغية المتلمس (2/ 655)، جذوة المقتبس (2/ 583). * تاريخ البخاري الكبير (8/ 242)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 115)، رجال صحيح البخاري (2/ 782)، طبقات ابن سعد (7/ 313)، تاريخ بغداد (14/ 85)، طبقات المدلسين (18)، مقاتل الطالبيين (359)، الكامل (6/ 165)، تهذيب الكمال (30/ 272)، ميزان الاعتدال (7/ 90)، العبر (1/ 286)، السير (8/ 287)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 19) ط. تدمري، تهذيب التهذيب (11/ 53)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 353)، الشذرات (2/ 275)، الأعلام (8/ 89)، الثقات لابن حبان (7/ 587)، وفيات الأعيان (1/ 203) فيها ذكره فقط، تذكرة الحفاظ (1/ 248)، تقريب التهذيب (1023).

3703 - همام الدين الشافعي

وأخوه الحجاج بن بشير في بعض الوقائع" أ. هـ. * الكامل: "كان ثقة إلا أنه كان يصحِّف" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان من كبار المدلِّسين مع حفظه وصِدقه. قال أحمد بن حنبل: لزمْت هُشَيمًا أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبةً له. وكان كثير التسبيح بين الحديث. يقول بين ذلك: لا إله إلا الله يمدّ بها صوتَه. وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هُشيم أحفظ للحديث من سُفيان الثوري. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدًا أحفظ للحديث من هُشيم إلا سُفيان إن شاء الله. قال أحمد العِجلي: هُشيم ثقة. يُعدّ من الحُفاظ، وكان يدلِّس. وقال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث هُشيم يصلّي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين. وعن حماد بن زيد قال: ما رأيت في المحدِّثين أنبل من هُشيم. سمعها عمرو بن عون، منه. وسُئل أبو حاتم الرازيّ، عن هشيم فقال: لا يُسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه. وقال ابن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغيّر حِفْظَ هُشَيم. وقال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسّام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفًا الكرخي فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقول لهُشيم: "جزاك الله عن أمَّتي خيرًا". فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هُشيم خير ممّا يظنّ. قال أحمد بن أبي خيثمة: نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميدي، عن هُشيم قال: قَدِمَ الزبير - رضي الله عنه - الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به إليك: فقبلها الزبير. قال أحمد: فحدَّثت بهذا مُصْعَب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلَّا الوليد بن عُقبة، وكنا نشكرها لهم. وهُشيم أعلم. قال أبو سفيان: سألت هُشيمًا عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا". وقال: "قلت -أي الذهبي-: كان من أبناء الثمانين، وكتب عن الزهري نسخة كبيرة فضاعت. علّق، على وَهْنَه منها" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة ثبت، كثير التدليس الخفي"أ. هـ. وفاته: سنة (183 هـ) ثلاث وثمانين ومائة. من مصنفاته: كتاب "السنن" في الفقه، و"المغازي". 3703 - همام الدين الشافعي * النحوي: همام (¬1) بن أحمد الخوارزمي، همام الدين، الشافعي، العلامة. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 329)، الشذرات (9/ 209)، إنباء الغمر (7/ 250)، الضوء (7/ 128) وسماه محمد. (¬1) قال ابن حجر: همام بن أحمد الخوارزمي -هكذا رأيت بخطه- وقد يدعى محمدًا أيضًا. انظر إنباء الغمر.

3704 - الهواري

كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "كان ماهرًا في إقرائه إلا أنه بطيء العبارة جدًّا، بحيث يمضي قدر درجة حتى ينطق بقدر عشر كلمات، وكانت له مشاركة في العلوم العقلية مع إطراح التكلف وسلامة الباطن، يمشي في السوق ويتفرج في الحلق بركة الرطلي وغيرها، وكانت له ابنة ماتت أمها فصار يلبسها بزي الصبيان ويحلق شعرها ويسميها سيدي علي وتمشي معه في الأسواق إلى أن راهقت، وهي التي تزوجها الهروي فحجبها بعد ذلك" أ. هـ. * الضوء: "قدم القاهرة وهو شيخ فأقرأ الكشاف والعربية وغيرهما وسمعت كثيرًا من الفضلاء يطرونه في تقرير الكشاف مع التحرز في النقل وصحة الذهن والمعتقد". وقال: "قال ابن خطيب الناصرية في تاريخه: كان إمامًا عالمًا فاضلًا فقيهًا ذا يد في الأصول والمعاني والبيان وغيرها. قال المقريزي في عقوده: صحيح الذهن سليم المعتقد مع الصيانة والانجماع وتعدد الفضائل" أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة، وقد جاوز السبعين. 3704 - الهوَارِي * المفسر: هود بن محكم الهواري. كلام العلماء فيه: * قلت: ذكره صاحب "التفسير والمفسرون" ضمن تفاسير الخوارج، وقال عنه (2/ 316): "وأما تفسير هود بن محكم فموجود، ومتداول بين الأباضية في بلاد المغرب ... وهو يقع في أربع مجلدات، وقد أطلعني منه على جزءين مخطوطين عنده، وهما الأول والرابع. أما الأول: فيبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بآخر سورة الأنعام، وأما الرابع: فيبدأ بسورة الزمر وينتهي بآخر القرآن" أ. هـ. وفاته: عاش في النصف الثاني من القرن الثالث. من مصنفاته: له تفسير القرآن الكريم وهو من تفاسير الخوارج وقد طبع. 3705 - ابن الصّبّاغ * المقرئ: الهيثم بن أحمد بن محمّد بن سَلَمة، أبو الفرج، القُرشي، الدمشقي الفقيه، الشافعي، المعروف بابن الصباغ. من مشايخه: أبو الفرج الشنبوذي، وأبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل وغيرهما. من تلامذته: علي بن محمّد بن شجاع، وعلي الحنّائي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "إمام مسجد سوق اللؤلؤ". وقال: "كان من فُضلاء الشاميين" أ. هـ. وفاته: سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مصنفاته: صنف قراءة حمزة. ¬

_ * معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 177)، التفسير والمفسرون (2/ 315). * تاريخ الإسلام (وفيات 403) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 357)، معرفة القراء (1/ 378).

3706 - أبو الهيثم الرازي

3706 - أبو الهيثم الرازي * النحوي، اللغوي: أبو الهيثم الرازي. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "أحد أئمة العربية". وقال: "كان بارعًا في الأدب، علامة" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان إمامًا لغويًّا، أدرك العلماء وأخذ عنهم، وتصدر بالري للإفادة" أ. هـ. وفاته: سنة (276 هـ) ست وسبعين ومائتين. من مصنفاته: "الشامل في اللغة"، و"زيادات معاني القرآن" وغير ذلك. 3707 - أبو عبد الرحمن المَنْبَجِي * النحوي، اللغوي: الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد، أبو عبد الرحمن المنبجي، الكوفي. من مشايخه: هشام بن عُرْوة، وعبد الله بن عياش المنْتوف، ومجالد وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن سعد، وأبو الجهم العلاء بن موسى، وعلي بن عمرو الأنصاري وغيرهم. كلام العلماء فيه: * ميزان الاعتدال: "قال البخاري: ليس بثقة كان يكذب". وقال: "قال أبو داود: كذاب. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. قلت -أي الذهبي-: كان أخباريًا علامة". ثم قال: "قال عباس الدوري: حدثنا بعض أصحابنا، قال: قالت جارية الهيثم بن عدي: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذب" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "متروك الحديث، كان إخباريًا علامة". وقال: "قال ابن عدي: ما أقل ماله من المسند، إنما هو صاحب أخبار. وقال ابن المديني: هو أوثق من الواقدي، ولا أرضاه في شيء. وقال: أبو حاتم: متروك الحديث، محله محل الواقدي. وقال أبو زرعة: ليس بشيء. وقال يعقوب بن شيبة: كانت له معرفة بأمور الناس وأخبارهم ولم يكن في الحديث بقوي، ولا كانت له به معرفة، وبعض الناس تحمل عليه في صدقه" أ. هـ. وفاته: سنة (206 هـ) ست ومائتين، وقيل: (207 هـ) سبع ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة. من مصنفاته: له كتاب في لغات القرآن، و "كتاب المثالب"، و"كتاب المعمرين". ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثامنة والعشرين) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 329). * العبر (1/ 353)، السير (10/ 103)، الشذرات (3/ 39)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 355)، إنباه الرواة (3/ 365)، تاريخ بغداد (14/ 50)، الفهرست لابن النديم (112)، لسان الميزان (6/ 275)، معجم الأدباء (6/ 2788)، ميزان الاعتدال (7/ 111)، النجوم (2/ 184)، وفيات الأعيان (6/ 106)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 218)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 85)، الكامل (6/ 379). ومصادر ترجمته كثير وخاصة كتب التاريخ.

3708 - الكجراتي

3708 - الكجُراتِي * المفسر: وجيه الدين ميان العلوي الكجراتي. ولد: سنة (911 هـ) إحدى عشرة وتسعمائة. من مشايخه: ملا عماد الطارمي من أعيان علماء مصر وغيره. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "توفي بأحمد آباد، وكان من أهل العلم والزهد، وحصل له القبول التام من الناس، وانتفع به الطلبة في كثير من الفنون، واشتهر أمره جدًّا" أ. هـ. * أبجد العلوم: "ولبس الخرقة من الشيخ قاضن، واستفاد من الشيخ محمّد غوث الكواليري صاحب (الجواهر الخمسة) حين ورد بكجرات" أ. هـ. * الأعلام: "من علماء الهند، له كتب أكثرها حواشي" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "مفسر، متكلم، محدث، أصولي، فرضي" أ. هـ. وفاته: سنة (998 هـ) ثمان وتسعين وتسعمائة. من مصنفاته: حاشية على كل من "تفسير البيضاوي"، و"العضدي" وغير ذلك. 3709 - وَرْقاء * المفسر: ورقاء بن عمر بن كليب، أبو بشر اليشكري، وقيل: الشيباني، أصله من خوارزم، ويقال: من مرو، ويقال: من الكوفة. من مشايخه: محمّد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وعاصم بن أبي النجود وغيرهم. من تلامذته: شعبة، وابن المبارك، ووكيع وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "سأل يحيى بن معين أيهما أحب إليك تفسير سعيد عن قتادة، أو تفسير شيبان عن قتادة؟ قال تفسير سعيد، قيل له: تفسير ورقاء أحب إليك أو تفسير شيبان؟ قال تفسير ورقاء. قال يحيى بن معين: شيبان بن عبد الرحمن التميمي المؤدب، وورقاء بن عمر اليشكري، ثقتان" أ. هـ. * السير: "قال أحمد: ورقاء ثقة، صاحب سُنّة. قيل: وكان مرجئًا؟ قال: لا أدري. وكان أحمد يضعفه في التفسير. ¬

_ * الشذرات (10/ 646)، النور السافر (456)، أبجد العلوم (3/ 223)، الأعلام (8/ 110)، معجم المؤلفين (4/ 71). * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 188)، تاريخ بغداد (13/ 484)، تهذيب الكمال (30/ 433)، السير (7/ 419)، ميزان الاعتدال (7/ 121)، العبر (1/ 237)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 17) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 230)، غاية النهاية (2/ 358)، تهذيب التهذيب (11/ 100)، طبقات الحفاظ (97)، الشذرات (2/ 276)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 50)، الثقات لابن حبان (7/ 565)، تقريب التهذيب (1036).

3710 - أبو بكر القرطبي

وروى حرب الكرماني عن أحمد توثيقه في تفسير ابن أبي نجيح. وقال أبو داود في مسائله: ورقاء صاحب سُنّة، إلا أن فيه إرجاء" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "صدوق عالم من ثقات الكوفيين. قال أبو داود: قال لي شعبة: عليك بورقاء فإنك لن تلق مثله حتى ترجع. وقال يحيى القطان: لا يساوى شيئًا، قال هذا القول لابن معين. وقال ابن معين: ورقاء ثقة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "الإمام الثبت، وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء وهو في الموت فجعل يكبّر ويهلل ويذكر الله فلما كثر الناس قال لابنه: أكفني ردَّ السلام، لا تشغلوني عن ربي عزَّ وجلَّ .. وقال العُقَيليّ: تكلمّوا في حديثه عن منصور" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق، في حديثه عن منصور لين" أ. هـ. وفاته: سنة (161 هـ) إحدى وستين ومائة. 3710 - أبو بكر القرطبي * المقرئ: وسيم بن أحمد بن محمّد بن ناصر بن وسيم الأموي، أبو بكر القرطبي، يُعرف بالحَنْتمي. ولد: سنة (345 هـ) خمس وأربعين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن الأنطاكي، وعبد المنعم بن غلبون وغيرهما. من تلامذته: الخولاني، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "كتب شيئًا كثيرًا من القراءات والحديث والفقه" أ. هـ. وفاته: سنة (404 هـ) أربع وأربعمائة. 3711 - العُرْضي * النحوي، المفسر: أبو الوفاء (¬1) بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي بن محمّد بن محمّد بن محمد بن الحسين الشافعي الحلبي العرضي. ولد: سنة (993 هـ) ثلاث وتسعين وتسعمائة. من مشايخه: أبو الجود البتروني، ووالده. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "تصدى للإقراء مدة حياته، أحد أعيان العلماء في المعرفة والإتقان والحفظ والضبط، وكان إمامًا عالمًا خيرًا، متواضعًا حسن ¬

_ * غاية النهاية (2/ 359)، تاريخ الإسلام (وفيات 404) ط. تدمري، الصلة (2/ 610). * خلاصة الأثر (1/ 148)، كشف الظنون (2/ 1723)، هدية العارفين (2/ 288)، إيضاح المكنون (1/ 141) و (2/ 85)، أعلام النبلاء (6/ 299)، الأعلام (6/ 317)، معجم المؤلفين (4/ 73). (¬1) قلت: قال الزركلي في الهامش: "يلاحظ أن المصادر كلها تسميه (أبا الوفاء) كما هو يكتب عن نفسه، وله أخ اسمه محمّد أصغر منه سنًّا ترجم له المحبي في خلاصة الأثر، وغيره". والصحيح لم تجتمع كل المصادر على هذه التسمية، وإنما تفاوتت في ذلك فمنها من سماه: محمّد بن عمر، كصاحب هدية العارفين وإيضاح المكنون، ومنهم من سماه: بأبي الوفاء، كخلاصة الأثر وكشف الظنون وغيرهما، والله أعلم.

3712 - وكيع

السمت لطيف تأدية الكلام واعظًا إليه النهاية في التفهم وجودة الأسلوب. ذكره البديعي في ذكرى حبيب، وقال في وصفه: عالم الشهباء وابن عالمها ومن شد بالفضائل دعائم معالمها وهو في الزهد كأويس وعروة وللسادة الصوفية قدوة، وأنعم به من قدوة اشتغل بالتصنيف والتدريس والإفتاء على مذهب الإمام محمّد بن أدريس (¬1). وله أخلاق تخلقت منها نسمات الأسحار وسجايا تنسمت عنها نفحات الأزهار .. " أ. هـ. * أعلام النبلاء: "محمّد بن عمر بن عبد الوهاب، وقال: ولما لزم الزهادة شرع في عمل الأسفار المتعلقة بالانكفاف والتوسل والمناجاة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "فقيه، أصولي، مؤرخ، أديب، صوفي، مفسر، نحوي، بياني" أ. هـ. من أقواله: من شعره: إليك رسول الله وجهت وجهتي ... وأرسيت في تيار بحر الرجا فلكي فكن شافعي يا من يشفع في نجد ... بستري في الدارين من فاضح الهتكِ وفاته: سنة (1071 هـ) إحدى وسبعين وألف. من مصنفاته: "كتاب الهدى في التصوف"، و "شرح على ألفية ابن مالك"، و"حاشية على البيضاوي"، و"شرح سورة الضحى" على لسان القوم. 3712 - وكيع * المفسر: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي (¬2)، الأعور الكوفي، أبو سفيان. ولد: سنة (129 هـ) تسع وعشرين ومائة. من مشايخه: الأعمش، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. من تلامذته: ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "وكان رأسًا في العلم والعمل. وكان أبوه الجرّاح بن مليح بن عديّ بن فرس بن جمجمة ناظرًا على بيت المال بالكوفة. وقد أراد الرشيد أن يُولّي وكيعًا القضاء فامتنع. قال يحيى بن يمان: لما مات الثَّوري، جلس وكيع موضعَه. ¬

_ (¬1) هو الإمام الشافعي صاحب المذهب. * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 179)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 37)، طبقات ابن سعد (6/ 394)، رجال صحيح البخاري للكلاباذي (2/ 767)، تاريخ بغداد (13/ 466)، الأنساب (6/ 174)، الكامل (6/ 277)، تهذيب الكمال (30/ 462)، تذكرة الحفاظ (1/ 306)، العبر (1/ 324)، السير (9/ 140)، ميزان الاعتدال (7/ 126)، تاريخ الإسلام (وفيات 197) ط. تدمري، الجواهر المضية (2/ 576)، طبقات الحنابلة (1/ 391)، تهذيب التهذيب (11/ 109)، النجوم (2/ 153)، مفتاح السعادة (2/ 253)، الكواكب الدرية (1/ 316)، طبقات الحفاظ (127)، الشذرات (2/ 458)، الأعلام (8/ 117)، معجم المؤلفين (4/ 74)، الثقات لابن حبان (7/ 562)، حلية الأولياء (8/ 368)، تقريب التهذيب (1037). (¬2) رُؤاس: بطن من قيس عَيلان.

قال القعنبي: كنا عند حمّاد بن زيد، فلمَّا خرج وكيع قالوا: هذا راوية سُفيان. فقال حمّاد: إن شئتم قلت: أرجح من سُفيان. وعن يحيى عن أيوب المقابري قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم. وقال الفضل بن محمّد الشعرانيّ: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعًا في الحضر والسَّفر، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن كل ليلة. قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع. وقال أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري الحافظ: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة، فسمعته يقول: كان وكيع إمام المسلمين في وقته. وروى نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق قال: رأيت الثَّوري ومعمَرًا ومالكًا، فما رأت عيناي مثل وكيع قط. وقال ابن معين: ما رأيت أفضل من وكيع. كان يحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويُفْتي بقول أبي حنيفة. وكان يحيى القطان يُفتي بقول أبي حنيفة أيضًا. وقال قتيبة: سمعت جريرًا يقول: جاءني ابن المبارك. فقلت: مَن رجل الكوقة اليوم؟ فسكت عنّي ثم قال: رجل المصرين ابن الجراح، يعني وكيعًا. قال سلم بن جُنَادة: جالستُ وكيعًا سبع سنين، فما رأيته بزق، ولا مسَّ حصاةً، ولا جلس مجلسًا فتحرك، ولا رأيته إلّا استقبل القِبلة، وما رأيته يحلف بالله. وقد روى غير واحد أن وكيعًا كان يترخّص في شُرب النبيذ. وقال إبراهيم بن شماس: لو تمنّيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزُهد فُضيل ورقّته، وعِبادة وكيع وحِفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حُسين الجُعفي. قال أحمد بن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قط. يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورع واجتهاد. ولا يتكلم في أحد. وقال أحمد بن حنبل: عليكم بمُصَنفات وكيع. وقال علي بن المديني: كان وكيع يَلْحَن، ولو حدَّثت عنه بألفاظه لكان عجبًا. كان يقول: عن عَيثة. وروى أبو هشام الرفاعي، وغيره، عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة. سمعها أبو سعيد الأشجّ منه. وقال ابن سعد: كان وكيع ثقة مأمونًا رفيعًا كثير الحديث حُجة. وقال يحيى بن أيوب العابد: حدثني صاحب لوكيع أن وكيعًا كان لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصَّل، يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر. وقال الفَسَوي: قد سُئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر خاصة في سفيان. وعبد الرحمن كان يسلم عليه السّلف ويجتنب المسكر، ولا يرى أن يزرع في أرض

الفرات. قال ابن معين: لقيت عند مروان بن معاوية لوحًا فيه: فلان رافضي، وفلان كذا، ووكيع رافضي، فقلت لمروان: وكيع خير منك. فبلغ وكيعًا ذلك، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذلك يعرف لي ويُرحِّب. عليّ بن خشرم: نا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي، أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته، فأكب عليه فقبّله وقال: بأبي أنت وأمي، ما أطيب حياتك ومماتك. ثم قال البهي: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - تُرك يومًا وليلة حتى ربَا بطنه، وانثنت خنصراه. قال ابن خشرم: فلما حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عُيينة، فقال لهم: الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قال: ولم أكن سمعته، إلا أني أردت تخليص وكيع. قال ابن خشرم: سمعته من وكيع بعدما أرادوا صلبه. فتعجبت من جسارته. وأخبرتُ أن وكيعًا احتجّ فقال: إن عِدّة من الصحابة منهم عمر قالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت، فأحب الله أن يُريهم آية الموت. رواها أحمد بن محمّد بن عليّ بن رَزين الباشانيّ، عن عليّ بن خشرم. ورواها قُتيبة، عن وكيع. وهذه هفوة من وكيع، كادت تذهب فيها نفسه. فما له ولرواية هذا الخبر المنكر المنقطع؛ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدّث بكل ما سمع". ولولا أن الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصّة في تواريخهم لتركتها ولما ذكرتها، ولكن فيها عِبرة. قال الفسوي في تاريخه: وفي هذه السنة حدّث وكيع بمكة عن إسماعيل، عن البهي، وذكر الحديث. قال: فرُفِع إلى العثماني فحبسه، وعزم على قتله، ونُصِبت خشبته خارج الحرم وبلغ وكيعًا وهو محبوس. قال الحارث بن صدّيق: فدخلت عليه لمّا بلغني، وقد سبق إليه الخبر. قال: وكان بينه وبين سُفيان بن عُيينة يومئذ تَبَاعُد فقال: ما أرانا إلّا قد اضطررنا إلى هذا الرجل واحتجْنا إليه، يعني سفيان. فقلت: دعْ هذا عنك، فإن لم يُدرك قُتلت. فأرسل إليه وفزع إليه. فدخل سفيان على العثماني فكلّمه فيه. والعثماني يأبى عليه، فقال له سفيان: إنّي لك ناصح. إنّ هذا رجل من أهل العلم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فتشخص لمناظرتهم. قال: فعمل فيه كلام سفيان، وأمر بإطلاقه. فرجعت إلى وكيع فأخبرته. وأُخرج، فركب حمارًا، وحملناه ومتاعه، فسافر. فدخلت على العثماني من الغد وقلت: الحمد لله الذي نُبْلَ بهذا الرجل، وسلّمك الله. قال: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على تَخْلِيته. خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن

عبد الله قال: حوّلت أبي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطابًا يُثبتون، لم يتغيّر منهم شيء. قال الفسوي: فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنّا بالمدينة، فكتب أهل مكة، إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع، وقالوا: إذا قدِم عليكم فلا تتّكلوا على الوالي، وارجموه حتى تقتلوه. قال: ففرضوا عليّ ذلك، وبلغنا الذي هم عليه. فبعثنا بريدًا إلى وكيع أن لا يأتي المدينة، ويمضي عن طريق الرَّبذَة وكان قد جاوز مفرق الطريقين، فلما أتاه البريد ردَّ ومضى إلى الكوفة. وقد ساق ابن عَدي هذه الواقعة في ترجمة عبد المجيد بن أبي روّاد، ونقل أنه هو الذي أفتى بقتل وكيع. وقال: أخبرنا محمّد بن عيسى المَرْوَزي فيما كتب إليّ، ثنا أبو عيسى محمد، نا العباس بن مصعب، نا قتيبة، نا وكيع، نا ابن أبي خالد، فساق الحديث. ثم قال قتيبة: حدّث وكيع بهذا سنة حجّ الرشيد، فقدّموه إليه، فدعا الرشيد سُفيان بن عيينة وعبد المجيد، فأما عبد المجيد فإنه قال: يجب أن يُقتل، فإنه لم يرو هذا إلا من في قلبه غشٌّ للنبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال سفيان: لا قتْلَ عليه، رجلٌ سمع حديثًا فرواه. المدينة شديدة الحر. تُوُفي النبي - صلى الله عليه وسلم - فَتُرِكَ ليلتين، لأن القوم كانوا في إصلاح أمر الأمة. واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغيَّر. قال قُتَيبة: فكان وكيع إذا ذكَر فِعل عبد المجيد قال: ذاك جاهلٌ سمع حديثًا لم يعرف وجهه، فتكلَّم بما تكلَّم" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة حافظ عابد" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "قال إسحاق بن بهلول الحافظ: قدم علينا وكيع، يعني الأنبار، فنزل المسجد على الفُرات. فصِرت إليه لأسمع منه. فطلب مني نبيذًا، فجئته به، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عليه. فلمَّا نفذ أطفأ السِّراج، فقلتُ: ما هذا؟ قال: لو زدتنا لزدناك! . وقال أبو سعيد الأشج: كنّا عند وكيع، فجاءه رجل يدعوه، إلى عُرْسٍ فقال: أثمَّ نبيذ؟ قال: لا! قال: لا نحضرُ عرسًا ليس فيه نبيذ. قال: فإني آتيكم به، فقام. قال ابن معين: سأل رجل وكيعًا أنه شرب نبيذًا، فرأى في النوم كأن رجلًا يقول له: إنك شربت خمرًا. فقال وكيع: ذاك الشيطان. وقال نعيم بن حمّاد: سمعتُ وكيعًا يقول: هو عندي أحلى من ماء الفرات. ويُروى عن وكيع أن رجلًا أغلظ له، فدخل بيتًا فعفّر وجهه ثم خرج إلى الرجل وقال: زد وكيعًا بذنبه. فلولاه ما سُلطت عليه. قال أبو هشام الرفاعي: سمعتُ وكيعًا يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث، ومن زعم أن القرآن محدَث فقد كفر. فيقول: احتج بعض المبتدعة بقول الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}، وبقوله تعالى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}. وهذا قال فيه علماء السلف معنا، وأنه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: "إن الله يُحدث من أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا

3713 - أبو العباس الأصبهاني

تكلموا في الصلاة". فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق" أ. هـ. وفاته: سنة (197 هـ) سبع وتسعين ومائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و"السنن"، و"المعرفة والتاريخ". 3713 - أبو العباس الأصبهاني * المفسر: الوليد بن أبان بن بونة (¬1) الحافظ، أبو العباس الأصبهاني. من مشايخه: أحمد بن الفرات الرازي، وأحمد العُطاردي وغيرهما. من تلامذته: أبو الشيخ، والطبراني، وأحمد بن عُبيد الله بن محمود وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "كان بصيرًا بهذا الشأن لا يقع لنا حديثه إلا نزول" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كثير الترحال" أ. هـ. * الشذرات: "كان ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (310 هـ)، وقيل: (308 هـ) عشر، وقيل: ثمان وثلاثمائة. من مصنفاته: "المسند"، و"التفسير". 3714 - السرقُسطي * اللغوي: الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي دياز، وقيل: دُبار الغمري الأندلسي السَّرقُسطي، أبو العباس. من مشايخه: الربعي، والرملي وغيرهما. من تلامذته: عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال عبد الله بن الفرضي (¬2): كان إمامًا في الحديث والفقه، عالمًا باللغة والعربية" أ. هـ. * طبقات الحفاظ: "وقال الحسن بن شريح: هو عمري ولكنه دخل أفريقية وبها دولة الرافضة فبقي ينقط العين ويقول: إذا رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة" أ. هـ. * تاريخ بغداد: "كان ثقة أمينًا، أكثر السماع والكتاب في بلده" أ. هـ. ¬

_ * الإكمال (1/ 371)، الأنساب (1/ 415)، اللباب (1/ 12)، ذكر أخبار أصبهان (2/ 334)، تذكرة الحفاظ (3/ 784)، العبر (2/ 147)، السير (14/ 288)، تاريخ الإسلام (وفيات 310) ط. تدمري، طبقات الحفاظ (329)، النجوم (3/ 206)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 361)، الشذرات (4/ 54)، إيضاح المكنون (2/ 483)، الأعلام (8/ 119)، معجم المؤلفين (4/ 76). (¬1) بُوْنة: بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفي آخره النون، هذه النسبة إلى بونة: وهي مدينة بساحل أفريقية. * جذوة المقتبس (2/ 576)، تاريخ بغداد (13/ 450)، بغية الملتمس (2/ 645)، الصلة (2/ 607)، العبر (3/ 53)، تذكرة الحفاظ (3/ 1080)، السير (17/ 65)، تاريخ الإسلام (وفيات 392) ط. تدمري، النجوم (4/ 206)، طبقات الحفاظ (419)، الشذرات (4/ 495)، الكامل (9/ 179). (¬2) في هامش الشذرات: هكذا ورد هذا النقل عند الذهبي في العبر (3/ 55) والسير (17/ 65)، وتذكرة الحفاظ (3/ 1081)، وقد عزاه لابن الفرضي وتبعه ابن العماد ناقلًا عن العبر ولم ترد للغمري ترجمة في (تاريخ علماء الأندلس) لابن الفرضي الموجود بين أيدينا، ولعل الذهبي نقله عن مصدر آخر. والله أعلم.

3715 - الأشجعي

وفاته: سنة (392 هـ) اثنتين وتسعين وثلاثمائة. 3715 - الأشجعي * المقرئ: الوليد بن عتبة بن بنان، أبو العباس، الدمشقي، الأشجعي. ولد: سنة (176 هـ) ست وسبعين ومائة. من مشايخه: الوليد بن مسلم، وبقية، وضمرة بن ربيعة وغيرهم. من تلامذته: أبو زرعة، وجعفر الفريابي، وعمر بن سعيد المنبجي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * التاريخ الكبير: "معروف الحديث" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "ذا صدق متأخر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان القُراء بدمشق الذين يحكمون القراءة الشامية العثمانية ويضبطونها: هشام، وابن ذكوان، والوليد بن عتبة" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ حاذق معروف ضابط" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة من العاشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (240 هـ) أربعين ومائتين. 3716 - الطَّبِيخِيّ * النحوي: وليد بن عيسى بن حارث بن سالم بن موسى الطبيخي (¬1)، أبو العباس الأندلسي. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان بصيرًا بالشعر، حسن الاستنباط لمعانيه، جيد النظر فيه، شرح شعر أبي تمام الطائي، وشعر مسلم بن الوليد، فأخذ الناس عنه هذه الشروحات. وكان مؤدبًا بعيد الاسم في التأديب، يتنافس فيه الملوك، وكان رجلًا طاهرًا، له حظ من رواية" أ. هـ. وفاته: سنة (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. من مصنفاته: شرح شعر أبي تمام الطائي، وشرح شعر مسلم بن الوليد. 3717 - وَلّاد * النحوي، اللغوي: وليد بن محمّد التميمي المصري المصادري، ويعرف بولاد. من مشايخه: القعنبي، وأبو زرعة المؤذن وغيرهما. كلام العلماء فيه: * المنتظم: "كان نحويًّا مجودًا. وروى كتب النحو ¬

_ * معرفة القراء (1/ 201)، غاية النهاية (2/ 360)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 150)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 12)، الثقات لابن حبان (9/ 226)، حلية الأولياء (6/ 112)، تهذيب الكمال (31/ 46)، ميزان الاعتدال (7/ 134)، تهذيب التهذيب (11/ 125)، تقريب التهذيب (1039)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة - الرابعة والعشرين) ط. تدمري، مختصر تاريخ دمشق (26/ 335). * بغية الوعاة (2/ 318)، تاريخ الإسلام (وفيات 325) ط. تدمري، تاريخ علماء الأندلس (2/ 873)، معجم المؤلفين (4/ 78). (¬1) لقد نسب بالطبيخي لأنه طبخ رُبّه وأهداها لمؤدبة الحكيم أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل فقال ما هذا؟ قال: طبيخ أجدتُ صنعته لك، فكان إذا غاب قال: أين الطبيخي؟ فلزمته هذه النسبة. انظر بغية الوعاة. * المنتظم (12/ 190)، إنباه الرواة (3/ 354)، إشارة التعيين (375)، البلغة (237)، بغية الوعاة (2/ 318).

3718 - الوليد بن مسلم

واللغة وكان ثقة ... " أ. هـ. * البغية: "قال الزبيدي: أصله من البصرة، ونشأ بمصر، ودخل العراق ولم يكن بمصر شيء من كتب النحو واللغة قبله. ولم يكن من الحذاق، فلما رآى تدقيق ولّاد للمعاني وتعليله في النحو قال له: لقد نقبت بعدنا الخردل" أ. هـ. وفاته: سنة (263 هـ) ثلاث وستين ومائتين. 3718 - الوليد بن مسلم * المقرئ: الوليد بن مسلم، الإمام أبو العباس الأموي، مولاهم الدمشقي. ولد: سنة (119 هـ) تسع عشرة ومائة. من مشايخه: يحيى الذماري، وثور بن يزيد، وابن جريج وخلق كثير. من تلامذته: الليث بن سعد شيخه، وبقية، وابن وهب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "كان الوليد ثقة كثير الحديث والعلم" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أحد الأعلام". وقال: "قال الفسوي: سألت هشام بن عمار عن الوليد، فأقبل يصف علمه وورعه وتواضعه، وقال: كان أبوه من رقيق الإمارة، وتفرقوا على أنهم أحرار". ثم قال: "قال أبو التُّقى الحمصي، ثنا سعيد بن مسلمة القُرشي قال: أنا أعتقت الوليد بن مسلم، كان عبدي". وقال: "قال أحمد: ليس أحدًا أروى لحديث الشاميين من الوليد، وإسماعيل بن عياش". وقال: "قال أبو مسهر: كان الوليد من حُفاظ أصحابنا. قال أبو حاتم: صالح الحديث". وقال: "قلت -أي الذهبي-: كان الوليد مع حفظه وثقته قبيح التدليس، يحمل عن أناس كذابين، وتلقى عن ابن جريج وغيره ثم يُسقط الذي سمع منه، ويقول: عن ابن جُريج. قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السَّفر حديث الأوزاعي، وكان ابن أبي السَّفر كذابًا، وهو يقول فيه: قال الأوزاعي". وقال: " -أي الذهبي-: إذا قال: حدثنا، فهو ثقة. وصاحبا الصحيح ينقبان حديثه إذا أخرجا له" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "قال صالح جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: وكيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع، وعنه عن الزهري، وعنه عن يحيى، وغيرك يدخل بين الأوزاعي، ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العشرين) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 360)، الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 470)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 152)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 16)، مختصر تاريخ دمشق (26/ 353)، تهذيب الكمال (31/ 86)، العبر (1/ 319)، السير (9/ 211)، تذكرة الحفاظ (1/ 302)، ميزان الاعتدال (7/ 141)، تهذيب التهذيب (11/ 133)، تقريب التهذيب (1041)، طبقات الحفاظ (126)، الشذرات (2/ 447)، هدية العارفين (2/ 500).

3719 - أبو الأخريط المكي

وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي وبينه وبين الزهري مرة، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الأثبات ضعف الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية" أ. هـ. وفاته: سنة (195 هـ) خمس وتسعين ومائة، وقيل: (194 هـ) أربع وتسعين ومائة. من مصنفاته: سبعون كتابًا، قال الذهبي: الكتاب منها جزء صغير وجزء كبير وغير ذلك. 3719 - أبو الأخريط المكي * المقرئ: وهب بن واضح، أبو الأخريط المكي، أبو القاسم، من موالي عبد العزيز بن أبي رواد. من مشايخه: إسماعيل بن عبد الله القسط، وشبل بن عباد وغيرهما. من تلامذته: أبو الحسن أحمد بن محمد النبال، وأبو الحسن البزي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "شيخ القراء" أ. هـ. * معرفة القراء: "انتهت إليه رئاسة الإقراء بمكة" أ. هـ. وفاته: سنة (190 هـ) تسعين ومائة. 3720 - وهبة الزحيلي * المفسر: وهبة الزحيلي. كلام العلماء فيه: * قلت: عند مراجعة كتابه "التفسير المنير" وجدناه تفسيرا شاملا وواسعا حيث يورد آية أو مجموعة من الآيات، ثم يقوم بإعراب بعض الكلمات، ويقوم بإظهار بعض جوانب البلاغة فيها، ومن ثم يوضح مفردات تلك الآية لغويا، وبعدها يورد مناسبتها أو أسباب النزول، ثم يقوم بتفسيرها ويظهر الفقه والأحكام الموجودة فيها، ويحاول جاهدا ربطها بالحياة اليومية المعاصرة. إضافة إلى ذلك فإنه في بداية كل سورة يوجزها وما اشتملت هذه السورة ويوضح تاريخ نزولها، وكذلك تسميتها وفضلها. ومن خلال مراجعتنا لبعض آيات الصفات فإنه يؤول كثيرا منها على مذهب الأشاعرة وأحيانا لا يؤول في بعضها، فقد أول اليد والساق والمحبة وكذلك الكرسي، ولكنه فسر الاستواء كما جاء وورد عن السلف الصالح. وإليك بعض هذه المواضع: 1 - سورة البقرة، آية الكرسي (3/ 13): " {كُرْسِيُّهُ} علمه الإلهي بدليل قوله تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً}؛ ولأن أصل الكرسي العلم، ومنه يقال للعلماء: كراسي للاعتماد عليهم، وقيل: المراد بها عظمته ولا كرسي ثمة ولا قعود ولا قاعد". ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة عشر) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 146)، غاية النهاية (2/ 361). * التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج - دار الفكر المعاصر - بيروت- ط (1) لسنة (1411 هـ- 1991 م).

3721 - العليمي

في: (3/ 18)، بعد أن أورد كلام الزمخشري في الكرسي: "وعلى كل حال أرى أنه يجب الإيمان بوجود العرش والكرسي كما ورد في القرآن، ولا يجوز إنكار وجودهما إذ في قدرة الله متسع لكل شيء .. ". 2 - سورة آل عمران (3/ 5، 2): " {تُحِبُّونَ اللَّهَ} المحبة: ميل النفس إلى الشيء؛ لكمال أدركته فيه، قال ابن عرفة: المحبة عند العرب: إرادة الشيء على قصد له. وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسوله: طاعته واتباعه أمرهما، ومحبة الله للعباد: إنعامه عليهم بالغفران، قال الله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} أي لا يغفر لهم. {يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} أي يثيبكم". 3 - سورة المائدة (6/ 250): " {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ .. } اليد: هي الحقيقة العضو المعروف من الأصابع حتى الكتف، أو إلى النعمة وتطلق مجازًا على النعمة ... والمقصود بقولهم {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} أي ممسكة عن العطاء والإنفاق وإدرار الرزق علينا، كنّوا بها عن البخل ... {يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} أي كثير العطاء مبالغة بالوصف بالجود، وثنى اليد لإفادة الكثرة، إذ غاية ما يبذله السخي من ماله: أن يعطي بيديه". 4 - سورة الرحمن (27/ 207): {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} مجاز مرسل: أي ذاته المقدسة، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل". وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} أي: ذاته". 5 - سورة الفجر (30/ 236): {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي أمر ربك وظهرت آيات قدرته وآثار قهره". وقال: "أي وجاء الله سبحانه وتعالى لفصل القضاء بين عباده، وتصدر أوامره وأحكامه بالجزاء والحساب، وتظهر آيات قدرته وآثار قهره ... " أ. هـ. من مصنفاته: "آثار الحرب في الفقه الإسلامي"، و"التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج"، و"الوجيز في أصول الفقه" وغير ذلك. 3721 - العُليمي * النحوي، اللغوي: ياسين بن زين الدين بن أبي بكر بن عليم الحمصي، الشافعي، الشهير بالعليمي. من مشايخه: الشهاب الغنيمي، والشمس الشوبري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "نزيل مصر البليغ شيخ العربية، وقدوة أرباب المعاني والبيان المشار إليه بالبنان في محفل التبيان ... وكان ذكيًا حسن الفهم وبرع في العلوم العقلية، وشارك في الأصول والفقه وتصدر في الأزهر لإقراء العلوم ولازمه أعيان أفاضل عصره وحظي كثيرًا وشاع ذكره وبعد صيته، وكان مطبوعًا على الحلم والتواضع وله مال جزيل وأنعام كثيرة، على طلبة العلم ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 491)، معجم المطبوعات لسركيس (1940)، نفحة الريحانة (4/ 562)، هدية العارفين (2/ 512)، الأعلام (8/ 130)، معجم المؤلفين (4/ 81).

3722 - البلادي

وكلمة مسموعة" أ. هـ. وفاته: سنة (1061 هـ) إحدى وستين وألف. من مصنفاته: "حاشية على ألفية ابن مالك" جزآن، و"حاشية على التصريح شرح التوضيح"، وله "حاشية على شرح السنوسي (¬1) في التوحيد". 3722 - البلادي * النحوي: ياسين بن صلاح الدين، البحراني البلادي. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "نحوي، من فقهاء الإمامية" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (1140 هـ) أربعين ومائة وألف. من مصنفاته: صنف شرحًا لألفية ابن مالك سماها "الروضة العلمية في شرح الألفية"، و"معين النبيه على رجال من لا يحضره الفقيه". 3723 - ياقوت الحموي * النحوي، اللغوي: ياقوت بن عبد الله، شهاب الدين، الرومي، الحموي، البغدادي. ولادته: سنة (574 هـ)، وقيل: (575 هـ)، أربع وسبعين، وقيل: خمس وسبعين وخمسمائة. كلام العلماء فيه: * السير: "الأديب الأوحد ... السفّار النحوي الأخباري المؤرخ، أعتقه مولاه فنسخ بالأجرة، وكان ذكيًا، ثم سافر مضاربة إلى كيش وكان من المطالعة قد عرف أشياء، وتكلم في بعض الصحابة فأُهين، وهرب إلى حلب، ثم إلى إربل وخراسان ومرَّ بمرو وبخوارزم، فابتلي بخروج التتار فنجا برقبته، وتوصل فقيرًا إلى حلب، وقاس الشدائد" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "كان متعصبًا على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وكان قد طالع شيئًا من كتب الخوارج، فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي، وتوجه إلى دمشق في سنة ثلاث عشرة وستمائة وقعد في بعض أسواقها، وناظر بعض من يتعصب لعلي - رضي الله عنه -، وجرى بينهما كلام أدى إلى ذكره عليًّا - رضي الله عنه - بما لا يسوغ، فثار الناس ثورة كادوا يقتلونه فسلم منهم وخرج من دمشق منهزمًا بعد أن بلغت القضية إلى والي البلد، فطلبه فلم يقدر عليه، ووصل إلى حلب خائفًا يترقب، وخرج منها في العشر الأول أو الثاني من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة، وتوصل إلى الموصل. ثم انتقل إلى إربل وسلك منها إلى خراسان وتحامى دخول بغداد، لأن المناظر له بدمشق كان بغداديًا وخشي أن ينقل قوله فيقتل" أ. هـ. * لسان الميزان: "كان ذكيًا حسن الفهم، كان غزير الفضل، وكان حسن الصحبة، طيب الأخلاق، حريصًا على الطلب". ¬

_ (¬1) السنوسي: هو أبو عبد الله محمّد بن يوسف السنوسي الحسيني (ت 895 هـ)، وله كتاب عقيدة أهل التوحيد "العقيدة الكبرى"، وله "أم البراهين في العقائد" وهو على مذهب الأشعري، وقد ترجمنا له في موضعه. * الأعلام (8/ 130). * تاريخ الإسلام (وفيات 626) ط. تدمري، التكملة لوفيات النقلة (3/ 249)، وفيات الأعيان (6/ 127)، السير (22/ 312)، العبر (5/ 106)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (253)، لسان الميزان (6/ 317)، النجوم (6/ 187)، كشف الظنون (1/ 64)، الشذرات (7/ 212)، هدية العارفين (2/ 513)، الأعلام (8/ 131)، معجم المؤلفين (4/ 83).

3724 - الكوفي الأحول

وقال: "قلت -أي ابن حجر-: ولم أرَ في شيء من تصنيفه التصريح بالنّصب، بل يحكي فيها الفضائل على ما يتفق ذكره" أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام، قوله في وصف خراسان وغزو التتار لها: " .. أطفالهم رجال، وشبانهم أبطال وشيوخهم أبدال. ومن العجب العُجاب أن سلطانهم المالك، هان عليه ترك الممالك، وقال: يا نفس الهوى لك وإلا أنتِ في الهوالك، فأجفل إجفال الرَّال، وطفق إذا رأى غير شيء ظنه رجلًا بل رجال، فجاس خلال الديار أهلُ الكفر والإلحاد، وتحكم في تلك الأبشار أولو الزيغ والعتاد، فأصبحت لك القصور كالممحو من السطور وآخت تلك الأوطان، مأوى للأصداء والغربان يستوحش فيها الأنيس، ويرثي لمُصابها إبليس، {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ}، من حادثة تقصم الظهر، وتهدم العمر، وتوهي الجلد، وتصاعف الكمد، فحينئذ تقهقر المملوك على عقبه ناكسًا، ومن الأوبة إلى حيث تستقر فيه النفس آيسًا بقلبٍ واجب، ودمعٍ ساكب، ولب عازب وحلم غائب، وتوصل وما كاد حتى استقر بالموصل بعد مقاساة وأخطار وإبتلاء واصطبار، وتمصيص أوزار، وإشارفه غير مرة على البوار والتبار لأنه مر بين سيوف مسلولة، وعساكر مغلولة ونظام عقود محلولة، ودماء مسكوبة مطلولة. وكان شعاره كلما علا قتبًا أو قطع سَبْسبًا {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} فالحمد لله الذي أقدرنا على الحمد، وأولانا نعماء تفوت الحصر والعد، ولولا فُسحة الأجل لعزَّ أن يُقال: سلم البائس أو وصل ولصفق عليه أهل الوداد صفقة المغبون وأُلحق بألف ألف هالك بأيدي الكفار أو يزيدون. وبعد، فليس للملوك ما يُسلي به خاطره، ويعد به قلبه وناظره إلا التعليل بإزاحة العلل، إذا هو بالحضرة الشريفة مَثَل" أ. هـ. وفاته: سنة (626 هـ) ست وعشرين وستمائة عن نيف وخمسين سنة. من مصنفاته: "معجم الأدباء"، و"معجم البلدان"، و"الشعراء المتأخرين والقدماء" و"المشترك وضعًا والمختلف صقعًا" وغيرها. 3724 - الكوفي الأحول * المقرئ: يحيى بن آدم بن سليمان القرشي، الكوفي، الأحول الحافظ، مولى آل أبي مُعيط، أبو زكريا. من مشايخه: أبو بكر بن عيّاش، ويونس بن أبي إسحاق، ونصر بن خليفة وغيرهم. من تلامذته: أحمد، وإسحاق وغيرهما. كلام العلماء فيه: * طبقات ابن سعد: "وكان ثقة" أ. هـ. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 261)، طبقات ابن سعد (6/ 402)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 128)، الفهرست لابن النديم (283)، الثقات لابن حبان (9/ 252)، الكامل (6/ 356)، تهذيب الكمال (31/ 188)، المعارف لابن قتيبة (516)، السير (9/ 522)، العبر (1/ 343)، تذكرة الحفاظ (1/ 359)، معرفة القراء (2/ 166)، غاية النهاية (2/ 363)، تهذيب التهذيب (11/ 154)، طبقات الحفاظ (152)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 362)، الشذرات (3/ 18)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرين) ط. تدمري، الفهرست لابن النديم (283)، تقريب التهذيب (1047).

* الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن ... سألته عنه فقال كان يفقه وهو ثقة، نا عبد الرحمن، نا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إليَّ قال، نا عثمان بن سعيد، قال، قلت: ليحيى بن معين: يحيى بن آدم ما حاله في سفيان؟ فقال: ثقة" أ. هـ. * الثقات لابن حبان: "وكان متقنًا يتفقه" أ. هـ. * السير: "وثقه يحيى بن معين والنسائي قال أبو عبيد الأجُريّ: سئل أبو داود عن معاوية بن هشام، ويحيى بن آدم، فقال: يحيى واحدُ الناس. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، كثير الحديث، فقيه البدن، ولم يكن له سن متقدم، سمعتُ عليًّا يقول: يرحم الله يحيى بن آدم، أيّ علمٍ كان عنده! وجعل عليٌّ يُطريه. وسمعت عُبيد بن يعيش، سمعت أبا أسامة يقول: ما رأيت يحيى بن آدم قط، إلا ذكرت الشَّعبي - يريد أنه كان جامعًا للعلم. وله حديث منكر، رواه علي بن المديني، والحلواني، والفضل بن سهل، والمُخرمي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المَقْبُريّ، عن أبيه، عن أبي هُريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حدثتم عني حديثًا تعرفونه، ولا تنكرونه، فصدِّقوا به، قلته، أو لم أقله، فإني أقول ما يُعرفُ، ولا يُنْكَرُ، وإذا حدثتم عني حديثًا تنكرونه، ولا تعرفونه، فكذبوا به، قلته أو لم أقله، فإني لا أقول ما يُنكَر، وأقول ما يعرفُ". أخرجه الدارقطني، ورواته ثقات. قال ابن خُزيمة: [في صحة هذا الحديث مقال] لم نرَ في شرق الأرض، ولا غربها أحدًا يعرف هذا من غير رواية يحيى، ولا رأيت محدِّثًا يُثبت هذا عن أبي هريرة. وقال البيهقي: وجَاء عن يحيى مرسلًا لسعيد المَقْبُري. قلت: وصلُه قويٌّ، والثقة قد يغلط. وقال محمّد بن غيلان: سمعتُ أبا أسامة يقول: كان عمر في زمانه رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وبعده الشعبي في زمانه، وكان بعده سُفيان الثوري، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم. قلت: قد كان يحيى بن آدم من كبار أئمة الاجتهاد، وقد كان عمر كما قال في زمانه" أ. هـ. * غاية النهاية: "سئل الإمام أحمد بن حنبل عنه فقال: ما رأيت أحدًا أعلم ولا أجمع للعلم منه، وكان عاقلا حليمًا، وكان من أروى الناس عن أبي بكر بن عياش، وكان أحول" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال العجلي كان ثقة، جامعًا للعلم عاقلًا ثبتًا في الحديث .. وقال ابن شاهين في الثقات: قال يحيى بن أبي شيبة: ثقة صدوق ثبت حجة ما لم يخالف من هو فوقه مثل وكيع" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة حافظ فاضل" أ. هـ. * الشذرات: "كان إمامًا علامة من المصنفين، حافظًا ثقة فقيهًا من المتفننين. وقال أبو داود: يحيى بن آدم واحد النّاس. قال أبو أسامة: كان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم" أ. هـ. وفاته: سنة (203 هـ) ثلاث ومائتين. من مصنفاته: "كتاب الفرائض"، و"كتاب الخراج"، و"كتاب الزوال".

3725 - ابن مزين القرطبي

3725 - ابن مُزَين القرطبي * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: يحيى (¬1) بن إبراهيم بن مزين المالكي مولى رملة بنت عثمان بن عفان - رضي الله عنه -. من مشايخه: عيسى بن دينار، ومحمد بن عيسى الأعشى وغيرهما. من تلامذته: سعيد بن خمير، وأبان بن محمّد بن دينار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للموطأ فقيهًا فيه، وكان مشَاورًا مع العُتبى وابن خالد ونظرائهم، وكان له حظ من عِلم العربية ... ولم يكن عنده علم بالحديث" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "يحيى بن إبراهيم بن مُزْيَن القرطبي الفقيه أحد الأعلام بالأندلس ... وكان حافظًا (للموطأ) قائمًا عليه فقيهًا مفتيًا مصنفًا ... ولم يكن بذاك الحافظ" أ. هـ. * الديباج: "كان حافظًا للموطأ فقيهًا فيه وله حظ من علم العربية" أ. هـ. * شجرة النور: "القاضي ... العالم الحافظ الفقيه المشاور العمدة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (259 هـ)، وقيل: (260 هـ) تسع وخمسين، وقيل: ستين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير الموطأ"، و "كتاب تسمية رجال الموطأ"، و"فضائل القرآن" ... 3726 - ابن البيَّاز * المقرئ: يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد اللواتي المرسي، المعروف بابن البياز، أبو الحسن. ولد: سنة (406 هـ) ست وأربعمائة. من مشايخه: مكي بن أبي طالب، وأبو عمرو الداني وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن سعيد الدّاني، وعلي بن عبد الله بن ثابت الخزرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الصلة: "أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا، وسمعت بعضهم يضعّفه وينسبه إلى الكذب وادّعاء الرواية عن أقوام لم يلقهم ولا كاتبوه، ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه، لأنّه اختلط في آخر عمره" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وقد وقع لنا إسناده بالقراءات عاليًا للإمام علم الدين القاسم الأندلسي، فإنه تلا بها على أبي جعفر الحَصَّار، عن أبي عبد الله بن سعيد المذكور" أ. هـ. * معرفة القراء: "وقد وقع لنا سنده بالقراءات ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (2/ 901)، جذوة المقتبس (2/ 595)، بغية الملتمس (2/ 669)، فهرست ابن الخير (303)، تاريخ الإسلام (وفيات 259) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 361)، شجرة النور (75)، معجم المؤلفين (4/ 85). (¬1) في الديباج المذهب سماه يحيى بن زكريا بن إبراهيم ... * بغية الملتمس (2/ 670)، الصلة (2/ 633)، تاريخ الإسلام (وفيات 496) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (7/ 157)، معرفة القراء (1/ 449)، العبر (3/ 344)، غاية النهاية (2/ 364)، لسان الميزان (6/ 319)، الشذرات (5/ 412)، كشف الظنون (2/ 1923)، الأعلام (8/ 134)، معجم المؤلفين (4/ 85).

3727 - الجحافي

عاليًا، وفرحنا به وقتًا، ثم أوذينا فيه، وبان له ضعفه" أ. هـ. * الأعلام: "شيخ الأندلس في القراءات، اختلط في آخر عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (496 هـ) ست وتسعين وأربعمائة. من مصنفاته: "النبذ النامية في القراءات الثمانية". 3727 - الجحَّافي * النحوي: يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن الهُدى بن إبراهيم بن المهدي بن أحمد الجحافي الحسني الحبوري. من مشايخه: والده السيد إبراهيم بن يحيى، وإسماعيل بن إبراهيم وغيرهما. من تلامذته: السيد علي بن عبد الله بن الحسين جحاف، وعبد الله بن جابر التهامي، وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "زيدي" أ. هـ. * ملحق البدر الطالع: "كان من أعيان العلماء وأكابرهم، وأعلامهم وممن لا يجارى في الفضائل وله من التجربة للأمور ومعرفة مصادرها ومواردها ما ليس لغيره وكان من أعيان أعوان الإمام المهدي علي بن محمد (¬1) " أ. هـ. قلت: ذكر صاحب "نشر العرف" أن له ترجمة في (النفحات المسكية) مختصر طبقات الزيدية، و (بغية المريد)، ومن المعلوم أن هذه المصادر تعنى بشخوص علماء الزيدية، الذين هم أحد فرق الشيعة، وقد عرفنا بهم سابقًا .. وفاته: سنة (1102 هـ) اثنتين ومائة وألف. من مصنفاته: "التقريب" في النحو، و"شرح نهج البلاغة"، وله اليد العليا في النظم، وطريقته تميل إلى نظم العرب العربا في الجزالة. 3728 - أبو زكريا الفارابي * اللغوي: يحيى بن أحمد الفارابي، أبو زكريا. من مشايخه: أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبيد الله بن شريح البخاري، والحسن بن منصور وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "أحد الأئمة المتبعين في اللغة، تخرج به جماعة من أهل فاراب وما وراء النهر" أ. هـ. من مصنفاته: "المصادر في اللغة". 3729 - السَّيبي * المقرئ: يحيى بن أحمد بن أحمد بن محمّد بن ¬

_ * نشر العرف (2/ 814)، ملحق البدر الطالع (225)، الأعلام (8/ 134)، معجم المؤلفين (4/ 85). (¬1) هو الإمام المهدي علي بن محمّد بن علي بن منصور، توفي سنة (773 هـ) وهو إمام الزيدية: وهم أحد فرق الشيعة وقد مرّ التعريف بهم. * بغية الوعاة (2/ 331)، معجم الأدباء (6/ 2805). * معرفة القراء (1/ 442)، غاية النهاية (2/ 365)، تاريخ الإسلام (وفيات 490) ط. تدمري، العبر (3/ 330)، النجوم (5/ 161)، الشذرات (5/ 397)، الأنساب (3/ 355)، المنتظم (17/ 42)، الكامل (10/ 271)، السير (19/ 98)، البداية والنهاية (12/ 165).

3730 - الأربولي

علي، أبو القاسم السَّيبي (¬1) القصري. ولد: سنة (388 هـ) ثمان وثمانين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو الحسن الحَمَّامي، وأبو الحسن بن الصَّلْت وغيرهما. من تلامذته: أبو بكر قاضي المارستان، وإسماعيل بن السَّمرقندي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "كان حسن الإقراء مجودًا عارفًا، ختم عليه خلق، وكان خيرًا دينًا صالحًا ثقة، ممتعًا بقواه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال ابن سُكَّرَة: كان صالحًا مُسنًا عفيفًا لو سُمع لكان من أسند من لقيناه، وفارقته سنة تسعٍ وثمانين وهو يمشي ويتصرف ويتعمم بالسَّواد" أ. هـ. * السير: "الإمام المقرئ المعمر الكبير" أ. هـ. * البداية والنهاية: "كان ثقة صالحًا صدوقًا أديبًا" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ صالح ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (490 هـ) تسعين وأربعمائة. 3730 - الأَرْبُوليّ * النحوي، اللغوي: يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن بن ظافر بن إبراهيم الأربوليّ المرادي، أبو بكر. ولد: سنة (578 هـ) ثمان وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو الخطاب بن واجب، وأبو الربيع بن سَلْم، وأبو عمر بن عات وغيرهم. كلام العلماء فيه: * بغية الوعاة: "قال ابن الخطيب في تاريخ غرناطة: كان أحد قضاة العدل، فقيهًا جليلًا، نحويًّا لغويًّا أديبًا، صليبًا في أحكامه، عارفًا للأحكام بصيرًا بالنوازل، جزلًا يقظًا كاتبًا شاعرًا حسن النظم والنثر، زاهدًا في المنصب، غير مكترث به، لا تأخذه في الله لومة لائم، على سنن أخلاق السلف الصالح، وقورًا صموتًا، ذا شيبة حسنة، وأخلاق مرضيّة، طيب المجالسة حسن المعاشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (658 هـ) ثمان وخمسين وستمائة. 3731 - ابن الصَّوَّاف * المقرئ: يحيى بن أحمد بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي، الإمام شرف الدين، أبو الحسين، ابن الإمام أبي الفضل بن الصواف الجُذامي الإسكندراني المالكي. ولد: سنة (609 هـ) تسع وستمائة. من مشايخه: ناصر بن الأغماتي، ومحمد بن عماد وغيرهما. من تلامذته: المزي، والبرزالي، والذهبي وغيرهم. ¬

_ (¬1) السَّيبي: هذه النسبة إلى سيب، وظني أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. انظر الأنساب. * بغية الوعاة (2/ 330). * معجم الشيوخ الذهبي (640)، معرفة القراء (2/ 697)، غاية النهاية (2/ 366)، تذكرة الحفاظ (4/ 1479)، ذيول العبر للذهبي (32)، السلوك (2/ 1 / 21)، الدرر (5/ 185)، النجوم (8/ 220)، درة الحجال (3/ 329)، الشذرات (8/ 25).

3732 - الخلاطي

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "رحلت -أي الذهبي- إليه، فأُدخلت عليه، فوجدته قد أضر وأصم ولكن فيه جلادة وشهامة وهو في سبع وثمانين سنة". وقال: "كان من كبار عدول الثغر كأبيه وأخيه وولده" أ. هـ. * معجم الشوخ الذهبي: "بقية السلف". وقال: "انفرد في زمانه ورحل إليه ولكنه أضر واشتد صممه فما كان الطلبة يتضيقون منه لحقه الإمام تقي الدين السبكي وسمع منه" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ عدل صحيح التلاوة" أ. هـ. وفاته: سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة. 3732 - الخلاطي * المقرئ: يحيى بن أحمد بن خذاذاذ، وحيد الدين، الخلاطي، الرومي، الشافعي، أبو حامد. ولد: سنة نيف وأربعين وستمائة. من مشايخه: الشيخ صائن الدين صاحب المنتخب وغيره. من تلامذته: صالح بن الحداد، والشيخ عبد الوهاب بن السلار وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "الإمام العالم المقرئ، البارع المحقق الصالح ... إمام الكلّاسة". وقال: "كان بصيرًا بالقراءات، ودقائقها مستحضرًا للخلاف، عارفًا بشرح القصيد وبالمقاطع والمبادئ والرسم، تام السكينة، حسن الديانة، كثير التواضع والحياء" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مقرئ محقق كامل صالح" أ. هـ. * الدرر الكامنة ناقلًا عن الذهبي: "ثم قال -أي الذهبي-: وبلغني أنه يترفض ويأخذ على الإجازة فالله أعلم. وولي مشيخة الأسدية، وكان المجد الطوسي يكرمه" أ. هـ. وفاته: سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة. 3733 - الرَّقِيعَة * اللغوي، المفسر: يحيى بن إسحاق بن يحيى بن أحمد بن يحيى الليثي قرطبي، يعرف بالرقيعة، أبو إسماعيل. من مشايخه: أبوه، ويحيى بن عمر، ومحمد بن أصبغ بن الفرج وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "برع في العربية واللغة، وشوور في الأحكام" أ. هـ. * الديباج: "كان مشاورًا في الأحكام، وكان متصرفًا في العربية واللغة، والتفسير، نبيهًا" أ. هـ. وفاته: سنة (303 هـ) ثلاث وثلاثمائة، وقيل: (293 هـ) ثلاث وتسعين ومائتين. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 747)، غاية النهاية (2/ 365)، الدرر الكامنة (5/ 185). * الديباج المذهب (2/ 357)، معجم المؤلفين (4/ 88)، تاريخ الإسلام (وفيات 303) ط. تدمري، تاريخ علماء الأندلس (2/ 910)، جذوة المقتبس (2/ 595)، بغية الملتمس (2/ 670).

3734 - الذماري

من مصنفاته: ألّف الكتب المبسوطة في اختلاف أصحاب مالك وأقواله، وقد اختصرها محمّد وعبد الله ابنا أبان بن عيسى. 3734 - الذِّماري * المقرئ: يحيى بن الحارث، الغساني الذِّماري (¬1)، ثم الدمشقي، أبو عمرو. من مشايخه: سعيد بن المسيب، وواثلة بن الأسقع، وابن عامر وغيرهم. من تلامذته: الأوزاعي، وعراك بن خالد، وأيوب بن تميم وغيرهم. كلام العلماء فيه: * الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: يحيى بن الحارث الذماري: ثقة. نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن يحيى بن الحارث الذماري فقال: ثقة. كان عالمًا بالقراءة في دهره بدمشق" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال أبو حاتم: صالح الحديث" أ. هـ. * السير: "شيخ المقرئين، الإمام الكبير ... قال ابن سعد: ثقة، عالم بالقراءة في دهره، قليل الحديث .. وقال أيوب بن تميم: كان يقف خلف الأئمة يرد عليهم لا يستطيع أن يؤم من الكبر" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (145 هـ) خمس وأربعين ومائة، وهو ابن سبعين سنة. 3735 - ابن جُمَيلَة * المقرئ: يحيى بن الحسين بن أجمد بن جميلة، الأواني (¬2)، العراقي، الضرير، أبو زكريا. ولد: سنة (512 هـ) اثنتي عشرة وخمسمائة، وقيل: (515 هـ) خمس عشرة وخمسمائة. من مشايخه: عمر بني ظفر المغازلي، وأبو الكرم بن الشهرزوري وغيرهما. من تلامذته: اليَلداني، والدُّبيثي، والضياء وغيرهم. كلام العلماء فيه: * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "قرأ بالقراءات الكثيرة على المشايخ ... وحصل النسخ والأصول ولم يزل في التحقيق والتجويد وضبط القراءات والإتقان، حتى صار أحد القراء المشار إليهم. ولم يكن ثقة. ولا مرضيًا في دينه، ولا في روايته. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 267)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 135)، الثقات لابن حبان (5/ 330)، السير (6/ 189)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 15) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (7/ 166)، تهذيب التهذيب (11/ 170)، الشذرات (2/ 209)، تقريب التهذيب (1051)، طبقات ابن سعد (7/ 168)، الكامل (5/ 542). (¬1) ذّمار: من قرى اليمن. * المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 254)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 173)، تاريخ الإسلام (وفيات 606) ط. بشار، العبر (5/ 20)، معرفة القراء (2/ 591)، تلخيص مجمع الآداب (4/ 1 / 380)، غاية النهاية (2/ 368)، لسان الميزان (3/ 326)، الشذرات (7/ 45)، معجم البلدان (1/ 374). (¬2) من بلدة أوانا: وهي على مسيرة يوم بغداد مما يلي الموصل، قاله صاحب التكملة لوفيات النقلة.

3736 - المؤيد

فإنه كان مرتكبًا للفواحش، والمنكرات في المساجد، رأيته مرارًا يبول في بالوعة المسجد ويخل بالصلوات، وكان يدعي أنه قرأ على أبي محمّد ابن بنت الشيخ بجميع ما عنده ويروي عنه، ولم يكن بيده خطة" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال الدبيثي: كان فيه تساهل في الإقراء والرواية" أ. هـ. * معرفة القراء: "الأستاذ ... وكان عارفًا بالفن، عالي الإسناد، لكنه ليس بالمتقن، وفيه تساهل في الرواية والأخذ" أ. هـ. * غاية النهاية: "أستاذ ماهر مقرئ كامل ناقل .. " أ. هـ. * لسان الميزان: "قال ابن نقطة: كان يكثر، صحيح السماع" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. 3736 - المُؤَيَّد * النحوي: يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن إدريس بن علي بن جعفر .. نسبة إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، المؤيد بالله. ولد: سنة (669 هـ) تسع وستين وستمائة. كلام العلماء فيه: * البدر الطالع: "اشتغل بالمعارف وأخذ في جميع أنواعها على أكابر علماء الديار اليمنية وتبحر في جميع العلوم وفاق أقرانه وصنف التصانيف الحافلة. وهو من أكابر أئمة الزيدية بالديار اليمنية، وله الميل إلى الإنصاف مع طهارة لسان وسلامة صدر وعدم إقدام على التكفير والتفسيق بالتأويل، والمبالغة في الحمل على السلامة على وجه حسن وهو كثير الذب عن أعراض الصحابة المصونة. كان من الأئمة العادلين الزاهدين في الدنيا المتقللين فيها وهو مشهور بإجابة الدعوة، وله كرامات عديدة، وبالجملة فهو ممن جمع الله له بين العلم والعمل والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أ. هـ. موقف ابن تيمية من الأشاعرة: "وقد سبق الذكر أن الغزالي أحال على أدلة العقول وأنها تقتضي تأويل بعض آيات الصفات دون نصوص المعاد: وهذا هو جواب المعتزلة والمائلين إلى مذهبهم من الزيدية في ردودهم على الباطنية. فقد قال يحيى بن حمزة العلوي -المعاصر لابن تيمية-: "فإن قالوا: هذا ينقلب عليكم، فإنكم تجوزون تأويلات الظواهر كما أولتم اليد والوجه ولفظ الاستواء وغيرها. قلنا: هيهات ما أبعد هذا القلب وأعمى قلب صاحبه عن الحق، فإن لنا معيارا صادقًا وفيصلا فارقًا في التأويل، وهو نظر العقل، فإن دل العقل على بطلان ظاهر اللفظ وكان له معنى سائغ في اللغة بطريق التجوز حملناه عليه، فلما دل العقل على بطلان اليد والوجه وغيرها لأنها من سمات الحوادث حملنا ذلك على معان سائغة في اللغة بطريق المجاز" أ. هـ. وفاته: سنة (745 هـ) خمس وأربعين وسبعمائة، ¬

_ * كشف الظنون (2/ 1795)، البدر الطالع (2/ 331)، إيضاح المكنون (1/ 266)، الأعلام (8/ 143)، معجم المؤلفين (4/ 93). موقف ابن تيمية من الأشاعرة. (5/ 905).

3737 - ابن أبي طي

وقيل: سنة (705 هـ) خمس وسبعمائة، وهو خطأ ظاهر، والصحيح الأول. من مصنفاته: "الحاوي" في ثلاث مجلدات، و"الاقتصاد" في النحو. 3737 - ابن أبي طي * المفسر: يحيى بن حميد بن ظافر بن النجار بن علي بن عبد الله الحلبي، المعروف بابن أبي طي. ولد: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: والده، واشتغل بفقه الإمامية على رشيد الدين المازندراني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "الحلبي، الشيعي، الرافضي. مصنف (تاريخ الشيعة) وهو مسوّدة في عدة مجلدات، نقلت منه كثيرًا" أ. هـ. * فوات الوفيات: "أحد من تعاطى الأدب والفقه على مذهب الإمامية وأصولهم. قال ياقوت (¬1): وقد جعل التصنيف حانوته، ومنه مكسبه وقوته، وأكثر تصانيفه قطع فيها الطريق وأخاف السبيل، يأخذ كتابًا قد أتعب العلماء فيه خواطرهم فيقدّم فيه أو يؤخر أو يزيد قليلًا أو يختصر ويخلق له اسمًا غريبًا وينتحله انتحالًا ... " أ. هـ. * لسان الميزان: "كان بارعًا في الفقه على مذهب الإمامية، وله مشاركة في الأصول والقراءات. ووقفت -أي ابن حجر- على تصانيفه، وهو كثير الأوهام والسقط والتصحيف، وكان سبب ذلك ما ذكره ياقوت من أخذه من الصحف .. " أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (630 هـ) ثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "ملح البرهان في تفسير القرآن"، و"قبسة العجلان في تفسير القرآن"، و"البيان في أسباب نزول القرآن" وغيرها، وله "أخلاق الصوفية". 3738 - ابن الخلوف * المفسر، المقرئ: يحيى بن خلف بن نفيس، أبو بكر، المعروف بابن الخلوف الغرناطي. ولد: سنة (466 هـ) ست وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو طاهر بن سوار، ونصر المقدسي، ومحمد بن الطلاع وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله النميري، وابنه عبد المنعم بن يحيى شيخ ابن عيسى وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "قفل إلى بلده فأقرأ القرآن بجامع غرناطة مدة طويلة وأسمع الحديث، وعلم ¬

_ * فوات الوفيات (4/ 269)، لسان الميزان (6/ 344)، أعلام النبلاء (4/ 353)، معجم المؤلفين (4/ 93)، كشف الظنون (1/ 277، 27)، هدية العارفين (2/ 523). (¬1) قال محقق فوات الوفيات: لم يرد في المطبوع من كتاب معجم الأدباء. قلت: وهو كما قال المحقق. * معرفة القراء (1/ 500)، غاية النهاية (2/ 369)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 363)، تاريخ الإسلام (وفيات 541) ط. تدمري، بغية الملتمس (6/ 674)، تكملة الصلة (4/ 170)، صلة الصلة (176)، السير (20/ 77) بدون ترجمة.

3739 - ابن الربيع

القراءات، كان أغلب عليه مع التفنن والحفظ والمهارة والجلالة، وكان له حظ وافر من علم التفسير ومشاركة في غيره" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أقرأ الناس، وكان بارعًا فيها، حاذقًا بها، مع التفنن والحفظ ومعرفة التفاسير والجلالة والحُرمة" أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "عني بالقراءات حتى برع فيها". وقال: "تصدر للإقراء بجامع غرناطة، وطال عمره وشاع ذكره، وكان رأسًا في القراءات، عارفًا بالتفسير، كثير التفنن، ذا جلالة ووقار" أ. هـ. وفاته: سنة (541 هـ) إحدى وأربعين وخمسمائة. 3739 - ابن الرَّبِيع * المفسر، المقرئ: يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز العدوي العمري الواسطي البغدادي أبو علي، مجد الدين. ولد: سنة (528 هـ) ثمان وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: محمّد بن يحيى، وأبو الكرم نصر الله بن مخلد الجَلَخْت وغيرهما. من تلامذته: ابن الدبيثي، والضياء المقدسي، وابن خليل وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "قال الدبيثي: كان ثقة صحيح السماع عالمًا بالمذهب وبالخلاف والتفسير والحديث، كثير الفنون. قال أبو شامة: كان عالمًا بالتفسير والمذاهب والأصلين والخلاف دينًا صدوقًا. وقال الموفق عبد اللطيف: كان معيد بن فضلان، وكان أبرع من ابن فَضْلان وأقوم بالمذهب وعلم القرآن وكان بينهما صحبة جميلة دائمة لم أرَ مثلها بين اثنين قط فكنا نسمعه منه نفهمه وكانت الفُتيا تأتي الشيخ، فلا يضع خطه حتى يشاور الربيع" أ. هـ. * البداية: "وقد سمع الحديث وكان لديه علوم كثيرة، ومعرفة حسنة بالمذهب" أ. هـ. * طبقات الشافعية للإسنوي: "كان عالمًا بمذهب الشافعي، والأصلين، والتفسير والحديث والخلاف، والقراءات، والحساب، وقسمة التركات، وقورًا، دينًا ثبتًا" أ. هـ. * الأعلام: "تفقه ببغداد ونيسابور وأنفذ في سفارة إلى صاحب غزنة وغلى ملك هراة. وولي تدريس النظامية ببغداد" أ. هـ. وفاته: سنة (606 هـ) ست وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن" أربع مجلدات، واختصار "تاريخ بغداد"، و"ذيل ابن السمعاني". ¬

_ * التقييد لابن نقطة (487)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 189)، الكامل (12/ 288)، السير (21/ 486)، العبر (5/ 20)، تاريخ الإسلام (وفيات 606) ط. تدمري، البداية والنهاية (13/ 59)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 393)، غاية النهاية (2/ 370)، النجوم (6/ 199)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 365)، طبقات المفسرين للسيوطي (108)، الشذرات (7/ 45)، الأعلام (8/ 144)، معجم المؤلفين (4/ 94)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 548)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 85).

3740 - الجعيدي

3740 - الجُعَيدِيّ * المقرئ: يحيى بن زكريا بن علي، أبو زكريا البلنسي، يعرف بالجُعيدي. ولد: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن حميد، وأبو عبد الله بن نوح الغافقي وغيرهما. من تلامذته: الأبار وغيره. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان من أهل الضبط والتجويد أحد العلماء بحقيقة الأداء مع الصلاح التام والورع المحض والخشوع الصادق وطيب الصوت بالتلاوة، وكان صدرًا في قراءة الأشفاع بالمسجد الجامع من بلنسية" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مجود محقق" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة، وله ثمان وأربعون سنة. 3741 - الفرّاء * النحوي، اللغوي، المفسر: يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي، مولاهم الكوفي، أبو زكريا الفراء (¬1)، ذو التصانيف، صاحب الكسائي. من مشايخه: أبو بكر بن عياش، وأبو الأحوص، وعلي بن حمزة الكسائي وغيرهم. من تلامذته: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السِمّري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد "قال ابن الأنباري: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من النحاة إلا الكسائي والفرّاء لكفى، وقال بعضهم: الفرّاء أمير المؤمنين في النحو. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 370)، تاريخ الإسلام (وفيات 619) ط. تدمري، تكملة الصلة (4/ 189)، صلة الصلة (192). * تقريب التهذيب (1055)، الفهرست لابن النديم (73)، تاريخ بغداد (14/ 149)، فهرست ابن الخير (311)، الأنساب (4/ 352)، المنتظم (10/ 177)، معجم الأدباء (6/ 2812)، الكامل (6/ 385)، إنباه الرواة (4/ 12)، وفيات الأعيان (6/ 176)، مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/ 155)، إشارة التعيين (379)، تاريخ الإسلام (وفيات 207) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (1/ 372)، العبر (1/ 354)، السير (10/ 118)، البداية والنهاية (10/ 272)، غاية النهاية (2/ 371) البلغة (238)، النجوم (2/ 185)، تهذيب التهذيب (11/ 186)، مفتاح السعادة (1/ 178)، بغية الوعاة (2/ 333)، الشذرات (3/ 39)، كشف الظنون (1/ 601)، إيضاح المكنون (1/ 5)، هدية العارفين (2/ 514)، روضات الجنات (8/ 209)، الأعلام (8/ 145)، معجم المؤلفين (4/ 95)، "معاني القرآن" إعداد ودراسة الدكتور إبراهيم الدسوقي. (¬1) الفراء: هذه النسبة إلى خياط الفراء وبيعة.

قال ثعلب: لولا الفراء لما كانت عربية ولسقطت لأنه خلَّصها، ولأنها كانت تتنازع ويدعيها كل أحد. كان ثقة إمامًا" أ. هـ. * الفهرست لابن النديم: "كان الفراء يتفلسف في تأليفاته وتصنيفاته حتى يسلك في ألفاظه كلام الفلاسفة" أ. هـ. * إنباه الرواة: "قال أبو عبد الله محمّد بن عمران في كتابه (المقتبس): كان الفراء يميل إلى الاعتزال" أ. هـ. * مجموع الفتاوى لابن تيمية: "كان أحمد بن حنبل ينكر على الفراء وأمثاله ما ينكره، ويقول: كنت أحسب الفراء رجلًا صالحًا حتى رأيت كتابه في معاني القرآن" أ. هـ. * السير: "قال سلمة: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم بالنحو منه. ولقب بالفراء لأنه كان يفري الكلام" أ. هـ. * البداية: "شيخ النحاة واللغويين والقراء، كان يميل له أمير المؤمنين في النحو. ذكر أن المأمون أمره بوضع كتاب في النحو فأملاه وكتبه الناس عنه، وأمر المأمون بكتبه في الخزائن" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "ذكره ابن حبان في الثقات .. علق عنه البخاري في موضعين في تفسير الحديد والعصر ولم يذكره المزي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "صدوق" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال، وكان فيه عُجْب، وكان زائد العصبية على سيبويه، وكان يتفلسف في تصانيفه ويسلك ألفاظ الفلاسفة" أ. هـ. * قلت: في كتاب (معاني القرآن) للفرّاء إعداد ودراسة الدكتور إبراهيم الدسوقي إشراف ومراجعة الدكتور عبد الصبور شاهين. حيث قال تحت عنوان: الفراء ومذاهب عصره: "وكان عصر الفراء ثريًا هائجًا بالتيارات المذهبية والعقائدية المختلفة. فكان هناك الاعتزال، والتشيع، والسلفية، والأشاعرة، والفراء بين كل هذه المذاهب، يقف مميزًا بموافقة المعتدلة، التي تأخذ من كل مذهب أحسنه، وتترك أو تحاول أن تنقذ زلاته، وينطلق هذا من عقلية متفتحة واعية، تستند إلى ثقافة واسعة، وتَشَبُّعٍ كامل من مناهل الثقافة في ذلك العصر. فظهور المعتزلة كفرقة منظمة كان في حدود المائة الأولى من الهجرة على يد أبي حذيفة واصل بن عطاء، الذي انتحل مذهب معبد الجهني، وغيلان الدمشقي، وأبي علي الهواري، والذين انقسموا بدورهم إلى عدة فرق اختلفت في كثير من المسائل الثانوية، كالهذيلية التي تزعمها أبو هذيل العلاف المتوفى سنة (235 هـ)، والبشْرِيَّة التي تزعمها بشر بن المعتمر المتوفى (201 هـ)، والجاحظية التي تُنْسَب إلى الجاحظ المتوفى سنة (255 هـ) والنِّظَّامِيَّة التي تنسب إلى النَّظَّام. وكما نعلم أن المعتزلة كانوا في بادئ الأمر يوجهون نشاطهم الجدلي إلى مخالفي الإسلام الذين كانوا يحاولون النيل منه، ولكن هذا النشاط اتجه بعد ذلك إلى السنة، وأصحاب الأثر. وقد أثار المعتزلة كثيرًا من القضايا مثل: القول بالعدل، فالله تعالى عادل لا يظلم الناس شيئًا، ومن ثم فلهم حرية الإرادة والاختيار، فلم

يقيدهم بقضاءٍ وقَدَرٍ سابق، بل جعلهم أحرارًا يختارون ما يشاءون، ليكونوا محلًا للثواب والعقاب. وإلا فكيف يتأتّى من الله العادل أن يعاقب شخصًا على ذنب قد فُرِضَ عليه من قبل، وقيده به في كتاب. والقضية الثانية التي أثارها المعتزلة هي: قضية التشبيه، ويرى المعتزلة ضرورة نفي التشبيه عن الله سبحانه وتعالى، وتأويل كل ما ورد من الآيات التي تشير إلى التشبيه من قريب أو بعيد، في مثل قوله تعالى {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيهِ} فالله لا يشبه المخلوقين في الشعور بالهين والأهون، وقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} وقوله: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} وغير ذلك مما يُشَبِّهُ الله بالمخلوقين في الهيئة والتصرفات. وكان الفراء على صلة وثيقة بأنصار هذا المذهب كثمامة بن الأشرس والجاحظ، والأخفش المعتزلي، والخليفة المأمون، ذلك الذي كان أكبر نصير للمعتزلة، وعلى يده ذاق العذاب كثير من العلماء الذين أنكروا القول بخلق القرآن بإيعاز من القاضي أحمد بن دؤاد، وإن كان ثمامة بن الأشرس هو الذي أغواه أولًا، ودعاه إلى الاعتزال. ومن ثم تأثر بفكرهم، ولكنه تأثر الواعي الذي لا يأخذ الأمور على علاتها، بل يمحص، ويبحث ويأخذ منها ما يوافق العقل، ولا يتنافى مع الشرع، فكان يدافع عن الاختيار عند الإنسان، ويرى أنه حر في اختيار أفعاله، وبذلك يكون الحساب يوم القيامة، فليس الله بظلام للعبيد. وكان حينما يتعرض لآية من الآيات المخالفة لحرية الإرادة يتأولها كما يتأولها المعتزلة، حين يتشددون في وجوب تأويل معنى الهداية والإضلال، حيث قالوا في الهداية: إنها على معنى الإرشاد وإبانة الحق، وليس له تعالى من هداية القلوب شيء، وقالوا في الإضلال: إنه بمعنى الإخبار بأنه ضال، أو على معنى جازاه على ضلالته، إلى غير ذلك من التأويلات التي يقتضيها المقام. وكذلك في مسألة التشبيه، فتراه يذهب أيضًا إلى التأويل، تنزيهًا لله سبحانه وتعالى عن التشبيه بالخلق في الطعام والرزق وأعضاء الجسم وغيرها. وكان الفراء أيضًا على صلة وثيقة بأهل السنة في ذلك العصر، فهو ينزع منازعهم، وينكر تفسير القرآن بالرأى كما فعل أبو عبيدة في كتابه (مجاز القرآن). ويولي الإجماع -أي إجماع الصحابة- كثيرًا من الإهتمام كمصدر من مصادر التشريع، على حين أنكره كثير من المعتزلة، وعلى رأسهم النظام، ويهتم بالرواية في تفسير المعاني ويحتج بالحديث الشريف، ويعتنق مبدأ الإعجاز اللغوي في القرآن، ويدافع عنه دفاعًا حارًا ضد نزعة فكرية من المعتزلة الذين يرون أن إعجاز القرآن في معانيه وإخباره بالمغيبات. وكانت للفراء أيضًا صلات وثيقة بالشيعة أسهمت في خلقها ظروف نشأته بالكوفة، وهي بالعراق أهم موطن للشيعة من قديم، وفيها جامع معروف "بمشهد عليّ" وولده الحسين عليهما السلام، وإليه يحج الشيعة. فليس غريبًا

أن يتأثر الفراء بما في بيئته من التشيع. هذا إلى جانب أنه كان فارسي الأصل، وبلاد فارس كانت مَرْتعًا للشيعة بوجه عام، وقد كانت مدينة "قم" مركزًا للعصبية الشيعية منذ زمن بعيد. وكذلك نسبه إلى بلاد الديلم التي اعتنق أهلها الإسلام على يد الحسن بن زيد، ثم الحسن الأطروش، وكلاهما زيدي من الشيعة. وكان الفرّاء كذلك على صلة وثيقة بالمُتَشَيِّعين أمثال أبي الأحوص سلام بن سلم، الذي روى الأحاديث عن إمام من أئمة الشيعة، وهو "جعفر بن محمّد الصادق" وتتلمذ على الكسائي المتشيع. وكان صديقًا للمأمون الذي كان يفضِّل علي بن أبي طالب على سائر الخلفاء الراشدين. ولكنه لم يكن مغاليًا في تشيعه، وإنما كان يتسم بالاعتدال أيضًا. فهو يخالف الإمامية التي تعتمد القرآن الكريم على مصحف عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - دون المصحف الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم. وخالفهم أيضًا في قضية عدم الاعتقاد في الزيادة في القرآن، وخالفهم في تعمدهم إغفال ذكر الصحابة- رضوان الله عليهم، وكان هذا شعارهم حين يتعرضون لصيغة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقفون عند ذكر الآل، ولا يذكرون الصحابة، فكان يتعمد ذكر الصحابة اتباعًا للدين الحنيف من جهة، واستجابة لنزعته المعتدلة من جهة أخرى. والفراء يسوي أيضًا بين الإمام علي وبين غيره من الصحابة، ويعيب قتلة عثمان، ويشبههم باللصوص. ومن ثم نفهم أن التشيع عند الفراء لم يكن مذهبًا من الغلو والانحراف، وإنما كان موقفًا عاطفيًا، حيث لم يؤثر على البنية الفكرية لمنهجه، فهو معتدل في معظم أحواله، لا يعرف التطرف، وإنما يختار لنفسه موقفًا وسطًا، بل موقفًا حرًّا يختار فيه ما يوافق عقله. أما عن الفراء والأشاعرة، فيمكن القول بأن الفراء هو رائد مذهب الأشاعرة .. إن لم يكن المؤسس الأول لهذا المذهب، لأنه يتمشى مع طبيعته المعتدلة التي تأخذ بالصواب في قول هذا -وقول ذاك. وذلك أنه كان يتشابه مع أبي الحسن الأشعري في كثير من الصفات مثل التدين والورع، والمعرفة بمذهب أهل السنة والمعتزلة، والرؤية الخاصة في قضيتي (القضاء والقدر، والتشبيه)، والاعتماد على المعقول والمنقول في الشرع. والموقف الوسط، ومن ثم فقد كان مؤسسًا، جنبًا إلى جنب، مع أبي الحسن الأشعري لهذا المذهب المعتدل بين المذاهب المختلفة، حتى ذلك العصر. هذا هو الفراء بين علماء عصره، ومذاهب عصره. يتفاعل بها تأثرًا وتأثيرًا ويختط لنفسه مذهبًا فريدًا، يميل إلى الاعتدال، والبعد عن المبالغة والتطرُّف، لقد كان نسيج وحده، رحمه الله". قلت: وهذه بعض المواضع من كتابه (معاني القرآن): وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}: كل شيء قهر شيئًا فهو مستعل عليه. وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} لقبض أرواحهم: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ}: القيامة {أَوْ

3742 - سابق الدين القرطبي

يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} طلوع الشمس من مغربها وقوله: {وَلَو اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ} يقال إن الحق هو الله: ويقال: إنه التنزيل، لو نزل بما يريدون أ. هـ. هذه بعض المواضع التي يمكن من خلالها المعرفة على نفسه الفلسفي أو المتأول لها .. والله أعلم. من أقواله: الشذرات: "قال الفراء: أموت وفي نفسي من حتى شيء لأنها تجلب الحركات الثلاث". وفي المنتظم: "قال له محمّد (ابن الحسن الفقيه) ابن خالة الفراء: يا أبا زكريا فأنت الآن قد أمعنت النظر في العربية فنسألك عن باب من الفقه؟ قال: هات على بركة الله. قال: ما تقول في رجل صلى وسهى فسجد سجدتي السهو فسهى فيهما؟ ففكر الفراء ساعة، ثم قال: لا شيء عليه. قال له محمد، ولم؟ قال: لأن التصغير عندنا لا تصغير له، وإنما السجدتان إتمام الصلاة فليس للتمام تمام. فقال محمد: ما ظننت أن آدميًا يلد مثلك". وفي إنباه الرواة: "عن الفراء قال كنت أنا وبشر المرّيسي في بيت واحد عشرين سنة ما تعلم مني شيئًا ولا تعلمت منه شيئًا". وفاته: سنة (207 هـ) سبع ومائتين. من مصنفاته: "معاني القرآن" مطبوع مشهور، و "البهي" وغير ذلك. 3742 - سابق الدين القرطبي * النحوي، اللغوي، المفسر، المقرئ: يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدي القرطبي، الملقب سابق الدين، أبو بكر. ولد: سنة (486 هـ)، وقيل (487 هـ) ست وثمانين، وقيل: سبع وثمانين وأربعمائة. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وأبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني المعروف بالسِّلفي وغيرهما. من تلامذته: الحافظان ابن عساكر، والسمعاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "مقرئ فاضل إمام نحوي عارف باللغة والنحو كثير الأدب ... وكان ناسكًا فاضلًا متدينًا .. " أ. هـ. • معجم الأدباء: "سكن دمشق مدة وأقرأ بها القرآن والنحو وانتفع به خلق كثير لحسن خلقه .. وكان ثقة صدوقًا دينًا كثير الخير" أ. هـ. ¬

_ * الأنساب (4/ 473)، معجم الأدباء (6/ 2815)، الكامل (11/ 376)، وفيات الأعيان (6/ 171)، إشارة التعيين (380)، السير (20/ 547)، معرفة القراء (2/ 535)، العبر (4/ 200)، البداية والنهاية (12/ 289)، غاية النهاية (2/ 372)، البلغة (238)، النجوم (6/ 66)، بغية الوعاة (2/ 334)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 369)، نفح الطيب (2/ 331)، الشذرات (6/ 372)، الأعلام (8/ 147)، تكملة الصلة (4/ 176)، المغرب في حُلى المغرب (1/ 135)، مختصر تاريخ دمشق (27/ 262)، المختصر في أخبار البشر (3/ 152)، هدية العارفين (2/ 521)، إيضاح المكنون (1/ 476).

3743 - أبو حيان التيمي

• الكامل: "كان إمامًا في القراءة والنحو وغيره من العلوم، زاهدًا عابدًا وانتفع به الناس في الموصل" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "أحد الأئمة المتأخرين في القراءات وعلوم القرآن الكريم والحديث والنحو واللغة. وكان دينًا ورعًا عليه وقار وهيبة وسكينة، وكان ثقة صدوقًا ثبتًا نبيلًا" أ. هـ. • السير: "وكان ثقة متقنًا، بارعًا في العربية، بصيرًا بعلل القراءات، ديّنًا خيّرًا ناسكًا وافر الحرمة، تخرج به أئمة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان ماهرًا بالعربية، بصيرًا بالقراءات عالي الإسناد فيها، شديد العناية بها من صِغَره، وكان متواضعًا، حسن الأخلاق، ثقة، نبيلًا" أ. هـ. • معرفة القراء: "وكان ثقة محققًا واسع العلم ... وكان ذا دين ونسك وورع ووقار" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام عارف علامة ... روى عنه التجريد إجازة أبو عبد الله محمّد بن علي بن عربي الصوفي" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "أحد الأئمة المتأخرين في القراءات، وعلوم القرآن الكريم والحديث واللغة والنحو وغير ذلك ... وكان دينًا ورعًا عليه وقار وهيبة وسكينة، وكان صدوقًا ثبتًا نبيلًا قليل الكلام كثير الخير مفيدًا" أ. هـ. • الشذرات: "برع في العربية والقراءات وتصدر فيهما، وكان ثقة ثبتًا، صاحب عبادة وورع وتبحر في العلوم" أ. هـ. من أقواله: من شعره: جرى قلمُ القضاء بما يكون ... فسيّان التحرك والسكونُ جنون منك أن تسعى لرزق ... ويرزق في غشاوته الجنين وفاته: سنة (567 هـ) سبع وستين وخمسمائة. 3743 - أبو حيان التَّيمي * المقرئ: يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي، الكوفي. من مشايخه: الأعمش، وعمه يزيد الشعبي وغيرهما. من تلامذته: شعبة، وابن عطية، والقطان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تهذيب الكمال: "قال محمّد بن عمران الأخنسي، عن محمّد بن فُضيل: حدثنا أبو حيان التيمي وكان صدوقًا. وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال الخريبي: كان الثوري يعظمه ويوثقه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال العجلي: ثقة مبرّز صاحب سنة" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة عابد" أ. هـ. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 372)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة عشرة) ط. تدمري، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 276)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 149)، ميزان الاعتدال (7/ 182)، تهذيب التهذيب (11/ 188)، تقريب التهذيب (1055)، تهذيب الكمال (31/ 323)، طبقات ابن سعد (6/ 353)، الثقات لابن حبان (7/ 592)، الشذرات (2/ 209).

3744 - أبو زكريا بن الدهان

• الشذرات: "كان ثقة إمامًا صاحب سنة" أ. هـ. وفاته: سنة (144 هـ) أربع وأربعين ومائة، وقيل: (145 هـ) خمس وأربعين ومائة. 3744 - أبو زكريا بن الدَّهان * النحوي، اللغوي: يحيى بن سعيد بن مبارك بن علي بن عبد الله بن الدَّهان، أبو زكريا، الموصلي، ابن النحوي. ولد: سنة (567 هـ)، وقيل: (568 هـ) سبع وستين، وقيل: ثمان وستين وخمسمائة. من مشايخه: مكي بن ريان وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "هو أحد نحاة العصر وأدبائه المشاهير" أ. هـ. • التكملة لوفيات النقلة: "البغدادي الأصل الموصلي المولد والدار الصوفي. حدث ببغداد بشيء من شعر والده وغير ذلك. وكان متقدمًا ببعض الرَّبط بالموصل" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "له شعر حسن. وكان شيخ رباط بالموصل" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان نحويًّا لغويًّا صوفيًا أديبًا شاعرًا ذكيًا" أ. هـ. وفاته: سنة (616 هـ) ست عشرة وستمائة. 3745 - أبو زكريا الأنصاري * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة أبو زكريا الأنصاري، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة البصري، ثم الإفريقي. ولد: سنة (124 هـ) أربع وعشرين ومائة. من مشايخه: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة، والمسعودي وغيرهم. من تلامذته: ابن وهب وهو من طبقته، وولده محمّد بن يحيى وأحمد بن موسى وغيرهم. كلام العلماء فيه: • ميزان الاعتدال: "ضعفه الدارقطني، وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه ... ومن أنكر حاله ما رواه جماعة عن بحر بن نصر، حدثنا يحيى بن سلام حدثنا سعيد عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (أي الشجرة أبعد من الحاذف) قالوا: فرعها، قال: (فكذلك الصف المقدم هو أحصنها من الشيطان). وهذا منكر جدًّا" أ. هـ. • غاية النهاية: "قال الداني ويقال أنه أدرك من ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 616) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 334)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 463)، معجم الأدباء (6/ 2816). * الجرح والتعديل (4/ 2 / 155)، الحلة السيراء (1/ 105)، فهرست ابن خير (56)، الكامل (7/ 253)، رياض النفوس (1/ 188)، معالم الإيمان (1/ 321)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 20) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (7/ 183)، غاية النهاية (2/ 373)، لسان الميزان (6/ 339)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 371)، مشاهير التونسيين (500)، الأعلام (8/ 148)، السير (9/ 369)، "التصاريف" (تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه) -قدمت له وحققته هند شلبي- الشركة التونسية للتوزيع.

التابعين نحوًا من عشرين رجلًا وسمع منهم وروى عنهم نزل المغرب وسكن أفريقية دهرًا وسمع الناس بها كتابه في تفسير القرآن وليس لأحد من المتقدمين مثله ... وكان ثقة ثبتًا ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة اللغة والعربية صاحب سنة ... " أ. هـ. • معالم الإيمان: "كان من العلماء الحفاظ الفضلاء، أخبر أنه لقي من العلماء ثلاثمائة وثلاثة وستين عالمًا سوى التابعين، وهم أربعة وعشرون، وامرأة تحدث عن عائشة" أ. هـ. • رياض النفوس: (قال أبو العرب: سألت أبا يحيى بن محمّد بن يحيى بن السلام، خاليًا، عن قول جده في الإيمان، فقال لي: كان جدي يقول: "الإيمان قول وعمل ونية". وكان يحيى ثقة صدوقًا لا يقول عن جده إلا الحق. وعن أبي القاسم السدري، أنه كتب إليه عيسى بن مسكين يقول: حدثنا عون بن يوسف قال: قلت ليحيى بن السلام: "إن الناس يرمونك بالإرجاء"، قال: عون: "فأخذ يحيى لحيته بيده وقال: أحرق الله هذه اللحية بالنار إن كنت دنتُ الله عزَّ وجل قط بالإرجاء". فقيل لعيسى: "فما تقول أنت فيه؟ فقال: "والله إنه لخير منا، وقد برأه الله مما يقولون". وفي موضع آخر: كيف وقد حدثتكم أنه بدعة؟ قال أبو العباس بن حمدون: "سمعت محمد بن يحيى يقول: كنت أمشي مع أبي رحمه الله تعالى، إلى أن انتهينا إلى موقف الخيل، فبينا نحن نمشي إذ جبذني جبذة شديدة ثم دخل إلى سقيفة وأدخلني معه، فقلت له: يا أبي: ما قصتك؟ -فقال: يا بني إني [رأيت] غريمًا لي فخفت أن يراني فيرتاع مني أو يخاف، وذكرتُ قول الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيسَرَةٍ}. فقعدنا ساعة، ثم خرج أبي فخرجت معه؛ فلما أن مشيت قليلًا قال: يا بني، إنه جاء في الحديث: "من رحم يرحم". أبو العباس تميم بن أبي العرب عن أبيه، قال: [كان] يحيى بن السلام من خيار خلق الله تعالى: دعا الله تعالى أن يقضي عنه الدين فقضى دينه، ودعا الله عزَّ وجلَّ أن يورث ولده العلم فكان كما دعا. ودعا الله عزَّ وجلَّ أن يكون قبره بمقطم مصر فكان ذلك. وقبره إلى جانب قبر ابن فروخ، وقيل إنه يرى عليهما كل ليلة قنديلان. قال سليمان بن سالم: إنما نسب إلى يحيى بن السلام الإرجاء أن موسى بن معاوية الصمادحي أتاه فقال له: "يا أبا زكريا؛ ما أدركت الناس يقولون في الإيمان؟ " فقال: أدركت مالكًا وسفيان الثوري وغيرهم يقولون: "الإيمان قول وعمل"، وأدركت مالك بن مِغْوَل وفِطْر بن خليفة وعمر بن ذر يقولون: "الإيمان قول". قال سليمان: فأخبر موسى سحنون بن سعيد بما ذكر يحيى عن عمر بن ذر وفطر بن خليفة ومالك بن مغول ولم يذكر له ما قال عن غيرهم، فقال سحنون: "هذا مرجئ". حدث عون بن يوسف قال: "كنت عند عبد الله بن وهب وهو يقرأ عليه، فمر حديث ليحيى بن السلام فقال: "امحه" فقال عون، فقلت له: "لم تمحوه أصلحك الله؟ " فقال: "بلغني أنه يقول بالإرجاء" فقلت له: "فأنا كشفته عن ذلك". فقال

لي: "أنت؟ " فقلت له: "نعم" فقال لي: "فما قال لك؟ " قال: قلت له: "فقال: معاذ الله أن يكون ذلك رأيي، أو أدين الله به، ولكن أحاديث رويتها عن رجال يقولون: "الإيمان قول" وآخرين يقولون: "الإيمان قول وعمل"، فحدثنا بما سمعنا منهم"، فقال لي ابن وهب: "فرَّجت عني، فرج الله عنك"، قال عون: "فلما قدمت القيروان -وكان يحيى باقيًا بعد- أتانى فسلم علي وقال لي: "يا أبا محمد، قد بلغني محضرك فجزاك الله خيرًا. والله ما قلتَ إلا حقًّا وما دنت الله به قط") أ. هـ. • لسان الميزان: "وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال: ربما أخطأ، وقال سعيد بن عمرو البَرْدعي: قلت لأبي زرعة في يحيى بن سلام المغربي فقال: لا بأس به، ربما وهم. قال أبو زرعة: حدثنا أبو سعيد الجعفي حدثنا يحيى بن سلام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله عزَّ وجلَّ: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف: 145]، قال "مصر". قال: وجعل أبو زرعة يستعظم هذا ويستقبحه. قلت له: أي شيء أراد بهذا؟ قال: هو في تفسير سعيد، عن قتادة مصيرهم. وقال أبو حاتم الرازي: كان شيخًا بصريًا، وقع إلى "مصر"، وهو صدوق. وأخرج له الدارقطني حديثًا عن أبي بكر النيسابوري، عن بحر بن نصر، عنه. وقال يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة التميمي، مولى لهم، يكنى أبا زكريا بصري: قدم "مصر" وصار إلى "إفريقية"، وسكنها وحج منها، وتوفي بمصر بعد رجوعه من الحج لأربعٍ بقين من صفر سنة مائتين. وقال أبو العرب في "طبقات القيروان": كان مفسرًا وكان له قدر ومصنفات كثيرة في فنون العلم، وكان من الحفاظ ومن خيار خلق الله" أ. هـ. • قلت: قالت هند شلبي محققة كتاب "التصاريف" للمترجم في (ص 78)، وتحت عنوان تهمة يحيى بن سلام بالإرجاء: "يقف الناظر في كتاب أبي العرب، وفي كتاب المالكي عند ترجمة يحيى بن سلام على خبر تهمته بالإرجاء، وتدل عبارة أبي العرب، في قوله: (ورمي بالإرجاء) وما ذكره من تبرئة يحيى نفسه من هذه التهمة وموقفه الدفاعي عنه عندما علق على كلام حفيد يحيى الذي برّأ جده من التهمة بقوله: (وكان يحيى ثقة صدوقًا لا يقول عن جده إلا الحق) يدل هذا كله على الرغبة الملحة في تبرئة يحيى مما نسب إليه. وهذه الرغبة نلمسها أيضًا عند المالكي، حيث أورد مقالة عون بن يوسف الخزاعي في مجلس ابن وهب، وقد أمر ابن وهب باطراح قول ابن سلام لقوله بالإرجاء. وإن اختلفت صورة خبر عون في كتاب أبي العرب وكتاب المالكي، فإن جوهره فيهما واحد ومفاده: أنّ ابن سلّام ليس من المرجئة، وإنما أنجزت إليه التهمة بسبب سوء تفاهم وقع بين موسى بن معاوية الصَّمادحي وسحنون حول المسألة ولا يمكن أن نتبين حقيقة مذهب ابن سلام بالاكتفاء بما ورد في هذين المصدرين خاصة وأن مقالة أبي العرب متأثرة بما ورد عن حفيد ابن سلام، وإن كان موثقًا ... ماذا نجد في التفسير؟ (أي تفسير ابن سلام). نجد فيه ذمًا للأهواء والبدع ودعوة إلى اتباع السنة.

وبالأعمال تتفاوت الدرجات. جاء في تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}، والمؤمنون والمشركون، للمؤمنين درجات في الجنة، على قدر أعمالهم، وللمشركين درجات في النار، على قدر أعمالهم". والطاعات، كفارات للصغائر، يقول في تفسير الآية (7) من العنكبوت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفَّارات لما بينهن، ما اجتنبت الكبائر". ويذكر ابن سلّام صورة حيَّة عن أهمية الأعمال بالنسبة لحياة الإنسان الأخروية، في حديث طويل تظهر فيه الزكاة، والصلاة، والدور الذي تلعبانه في تحديد مصير الإنسان. فهذا الذي ذكرناه لا نلمس فيه إرجاء مطلقًا، ما دام هنالك اهتمام وتأكيد على الأعمال إلى جانب الإيمان. لكنه وردت في التفسير إشارات أخرى، تجعل الباحث يقف وقفة تردد، فقد جاء عند تفسيره لسورة التحريم، نقلًا عن سفيان الثوري: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}. فإذا أحب عبدًا لم يضرّه ذنب". وذكر أثناء تفسيره لسورة مريم حديثًا يقول فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "خمس صلوات كتبهن الله على عباده، من جاء بهن تامات، فإن له عند الله عهدًا أن يدخله الجنة. ومن لم يأت بهن تامات، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له". وهذه مقالة أخرى جاءت في التفسير، فيها إشارة إلى مبدأ أساسي من مبادئ الإرجاء، وهو الإمساك عن القول في الصحابة، وقد نشأ هذا المبدأ إثر وقوع فتنة أيام عثمان - رضي الله عنه -، واستمر القول به في عهد الدولة الأموية. يقول يحيى بن سلام، قال النضر: وسمعت أبا قلابة يقول لأيوب: يا أيوب، احفظ مني ثلاثًا: لا تقاعد أهل الأهواء، ولا تستمع منهم، ولا تفسِّرن القرآن برأيك فإنك لست من ذلك في شيء، وانظر هؤلاء الرهط من أصحاب النبي، فلا تذكرهم إلّا بخير". وفي رواية أخرى: "ثلاث ارفضوهن: مجادلة أصحاب الأهواء، وشتم أصحاب رسول الله، والنظر في النجوم .. ". وقد وقفت في تفسير ابن أبي زمنين (ت 399/ 1009)، وهو مختصر لتفسير يحيى بن سلام، على نصوص معبرة منها: "يحيى بن عمار الدهني ... عن الحسن قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بني الإسلام على ثلاث: الجهاد ماض منذ بعث الله نبيه إلى آخر فئة من المسلمين، تكون هي التي تقاتل الدجال، لا ينقصه جور من جار، والكف على أهل لا إله إلا الله أن يكفروهم بذنب، والمقادير خيرها وشرها من الله". وجاء في موضع آخر: "يحيى عن عاصم بن حكيم ... عن علي قال: "لا تنزلوا العارفين المحدثين الجنة ولا النار حتى يكون الله هو الذي يقضي فيهم يوم القيامة". فهذه الملاحظات، التي بدت فيها مبادئ الإرجاء ومصطلحاته كعبارة: الذنب لا يضر، وعدم التكفير بالذنب، وإرجاء الحكم الله في العفو والعقاب، وفي الصحابة تجعل الباحث يعود ليتساءل إن كان يحيى بن سلام من المرجئة. إن الأقرب إلى الذهن أن نقول: كان ابن سلّام

3746 - الحصكفي

من مرجئة أهل السنة لا من مرجئة البدعة. فلقد قسم العلماء المرجئة إلى هذين القسمين الكبيرين. ومنهم من أدخل في القسم الأول أبا حنيفة، وسعيد بن جبير، ومقاتل بن سليمان. فإن هؤلاء جميعًا لا يكفرون بالذنب، ويرجئون الحكم لله في الجزاء، ويتوقفون عن الكلام في الصحابة، رضي الله عنهم. وهذا هو ما ذهب إليه ابن سلّام. فإن صحَّت نسبة الإرجاء إلى ابن سلّام فلا يمكن اعتباره من مرجئة البدعة الذين لا يحفلون بالأعمال، ما دام قد أكد عليها كما رأينا ذلك. أما ما ورد عنده من أحاديث تؤكد على أهمية الإيمان، وذم الشرك، فإنه لم يخالف بإيراده لذلك، أهل السنة والجماعة" أ. هـ. وفاته: سنة (200 هـ) مائتين. من مصنفاته: "تفسير القرآن" و"الجامع". 3746 - الحَصْكَفي * النحوي: يحيى بن سلامة بن الحسين، أبو الفضل، معين الدين، الخطيب، الحصكفي، الطنزي (¬1). ولد: سنة (459 هـ) تسع وخمسين وأربعمائة. من مشايخه: الخطيب أبو زكريا التبريزي وغيره. من تلامذته: السمعاني. كلام العلماء فيه: • الأنساب: "كان إمامًا فاضلًا حسن الشعر رقيق الطبع، صار شعره في الأقطار، وشاع ذكره في الأمصار" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان فقيهًا نحويًّا كاتبًا شاعرًا نشأ بحصن كيفا" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "وكان إليه أمر الفتوى بها، واشتغل عليه الناس وانتفعوا به" وذكر له ابن خلكان من شعره مقاطع قد ذكرها صاحب الخريدة ثم قال: "وأكثر شعره على هذا الأسلوب في اللطافة وجودة المقاصد، وكان يتشيع، وهو في شعره ظاهر" أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "كان فقيهًا فاضلًا أديبًا بليغًا، مليح الشعر لطيف المعاني، رقيق الغزل، وكان يتشيع" أ. هـ. في البداية: "كان إمامًا في علوم كثيرة من الفقه والآداب، ناظمًا ناثرًا، غير أنه كان ينسب إلى الغلو في التشيع" أ. هـ. • الأعلام: "تفقه على مذهب الشافعي" أ. هـ. ¬

_ * المنتظم (18/ 128)، الأنساب (4/ 76)، الكامل (11/ 239)، اللباب (2/ 90)، معجم البلدان (4/ 43)، معجم الأدباء (6/ 2818)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 255)، وفيات الأعيان (6/ 205)، تاريخ إربل (1/ 251)، السير (20/ 320)، تاريخ الإسلام (وفيات 551) ط. تدمري ثم ذكر مرة أخرى في وفيات (553)، طبقات الشافعية للسبكي (7/ 330)، البداية والنهاية (12/ 256)، إشارة التعيين (381)، البلغة (238)، طبقات الشافعية للأسنوي (1/ 348)، النجوم (5/ 328)، المختصر في أخبار البشر (3/ 34)، عيون التواريخ (12/ 511)، الشذرات (6/ 279)، كشف الظنون (2/ 1166)، هدية العارفين (2/ 520)، الأعلام (8/ 148)، معجم المؤلفين (4/ 97). (¬1) طَنْزة: "بفتح أوله، وسكون ثانيه، بلفظ واحد الطنز، وهو السخرية: بلد بجزيرة ابن عمر من ديار بكر".

من أقواله: في الأعلام: أشكو إلى الله من نارين: واحدة ... في وجنتيه، وأخرى منه في كبدي وفي معجم الأدباء: خليع بت أعذله ... يرى عذلي من العبثِ قلت إن الخمر مخبثة ... قال حاشاها من الخبثِ قلت فالإرفاث يتبعها ... قال طيبُ العيش في الرفثِ قلت ثم القئُ قال أجل ... شرفتْ عن مخرج الحدثِ وسأجفوها فقلت متى ... قال عند الكون في الجدثِ وقد أورد له ابن الجوزي قطعة من نظمه، فمن ذلك قوله في جملة قصيدة له: تقاسموا يوم الوَداعِ كبدي ... فليسَ لي منذ تولّوا كبدُ على الجفونِ رحلوا وفي الحشاءِ ... نزلوا وماءَ عيني وردوا وأدمعي مسفوحة وكبدي ... مقروحة وعلّتي ما قدْ بدوا وصَبْوتي دائمة ومقلتي ... دامية ونومها مشرّدُ تيمَّني منهم غزال أغْيَدُ ... يا حبذا ذاك الغزال الأغيد حسامه مجرَّدٌ وصرحه ... ممرّد وخده مورد وصدْغه فوق احمرار خدهِ ... مبلبلٌ معقربٌ مجعّدُ كأنما نكهته وريقه ... مسك وخمرٌ والثنايا بَرَدُ يعقده عند القيام ردفهُ ... وفي الحشا منه المقيمُ المقعدُ له قوام كقضيب بانةٍ ... يهتز قصدًا ليس فيه أوَدُ وهي طويلة جدًّا، ثم خرج من هذا التغزل إلى مدح أهل البيت والأئمة الاثني عشر رحمهم الله. وسائلي عن حبِّ أهل البيتِ ... هل أقر إعلانًا به أم أجحد؟ هيهات ممزوجٍ بلحمي ودمي ... حبُّهم وهو الهدى والرُّشدُ حيدرةٌ والحسنان بعده ... ثم عليٍّ وابنه محمدُ وجعفر الصادق وابن جعفر ... موسى ويتلوه علي السيّدُ أعني الرضى ثم ابنه محمَّد ... ثم علي وابنه المسدد

والحسن الثاني ويتلو تلوه ... محمّدُ بن الحسن المفتقدُ فإنهم أئمتي وسادتي ... وإن لحاني معشرٌ وفندوا أئمةٌ أكرمْ بهمْ أئمةً ... أسماؤهم مسرودةٌ تُطَرَّدُ هم حجج الله على عباده ... وهم إليه منهج ومقصدُ قومٌ لهم فضلٌ ومجدٌ باذجٌ ... يعرفه المشركُ والموحدُ قوم لهم في كل أرض مشهدٌ ... لا بل لهم في كل قلب مشهد قوم منى والمشعرانِ لهم ... والمروتان لهم والمسجدُ قومٌ لهم مكة والأبطح والخـ ... يف وجمعٌ والبقيعُ الغرقدُ ثم ذكر بلطف مقتل الحسين بألطف عبارة إلى أن قال: يا أهل بيت المصطفى باعدتي ... ومن على حبَّهم أعتمدُ أنتم إلى الله غدًا وسيلتي ... وكيف أخشى وبكم أعتضد إليكم في الخلد حيُّ خالدٌ ... والضدُ في نار لظى مخلد ولستُ أهواكم ببغضي غيركم ... إنّي إذًا أشقى بكم لا أسعدُ فلا يظن رافضي أنني ... وافقته أو خارجيٌ مفسدُ محمدٌ والخلفاء بعده ... أفضل خلق الله فيما أجدُ هم أسسوا قواعدَ الدين لنا ... وهم بنوا أركانه وشيّدوا ومن يخن أحمدَ في أصحابه ... فخصمه يومَ المعاد أحمدُ هذا اعتقادي فالزموه تفلحوا ... هذا طريقي فاسلكوه تهتدوا والشافعي مذهبي مذهبه ... لأنه في قوله مؤيّد اتبعته في الأصل والفرع معًا ... فليتبعني الطالب المرشد إنّي بإذن الله ناج سابقٌ ... إذا ونى الظالم ثم المفسدُ وفاته: سنة (551 هـ)، وقيل: (553 هـ) إحدى وخمسين وقيل: ثلاث وخمسين وخمسمائة. من مصنفاته: "عمدة الاقتصاد" في النحو، و"قصيدة" تشتمل على الكلمات التي تقرأ بالضاد وما عداها يقرأ بالظاء، وغيرهما.

3747 - أبو زكريا الأبيض

3747 - أبو زكريا الأبيض * النحوي، اللغوي: يحيى بن عبد الرحمن، المعروف بالأبيض، أبو زكريا. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان أبيض الرأس واللحية والحاجبين وأشفار العينين خلقةً ولذلك كان يقال له: الأبيض. قال إسماعيل: قال خالد: أخبرني بعض من أثق به: أن أمه كانت أخت أبيه من الرضاعة فظهرت فيه هذه الآية والله أعلم. وكانت له رحلة قديمة، وكان متصرفًا في ضروب من العلم ومتقدمًا في النحو واللغة بارعًا" أ. هـ. وفاته: سنة (263 هـ) ثلاث وستين ومائتين. من مصنفاته: ألف في النحو كتابًا أخذه الناس عنه. 3748 - ابن الحاج المَجْرِيطي * المقرئ: يحيى بن عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن، أبو العباس، القرطبي المعروف بابن الحاج، المجريطي. ولد: سنة (519 هـ) تسع عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو زيد الخزرجي، وأبو مروان بن ميسرة وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تكلمة الصلة: "كان معدودًا من رجالها -أي رجال قرطبة- وذوي النباهة من أهلها مع الجزالة والعدالة فيما تولاه والإيثار للحق والصدع به، أقرأ القرآن وأسمع الحديث بمسجده المنسوب إلى ابن أبي الشِّعرى وروى عنه جماعة من شيوخنا -أي شيوخ ابن الأبار- وغيرهم" أ. هـ. • غاية النهاية: "علامة مشهور" أ. هـ. وفاته: سنة (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. 3749 - العجيسي * النحوي، المقرئ: يحيى بن عبد الرحمن بن محمّد بن صالح بن علي بن عمر بن عَقيل بن زرمان بن عَجنَق بن يحيى بن أبي القاسم الشرف الكندي العقيلي العجيسي (¬1) البجائي المالكي. ولد: سنة (777 هـ) سبع وسبعين وسبعمائة. من مشايخه: أبو العباس النقاوسي، وأحمد بن يحيى بن صابر وغيرهما. من تلامذته: السخاوي وغيره. كلام العلماء فيه: • الضوء: "كان يستخف بالناس سيما علماء عصره وربما يلقبهم بالألقاب البشعة وكان ¬

_ * ترتيب المدارك (3/ 164)، بغية الوعاة (2/ 337)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 902)، معجم المؤلفين (4/ 101). * تاريخ الإسلام (وفيات 598) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 374)، تكلمة الصلة (4/ 185)، صلة الصلة (188)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 438). * الضوء اللامع (10/ 231)، نظم العقيان (177)، وجيز الكلام (2/ 717)، البدر الطالع (2/ 338)، الأعلام (8/ 153)، معجم المؤلفين (4/ 101). (¬1) العَجيسي: نسبته إلى "عجيس" قبيلة من البربر في المغرب.

3750 - المغيلي

يوصف بسوء الخلق وكون أحد لا يتمكن من المباحثة معه والاستفادة منه لذلك بل ويتعدى من اللسان إلى البطش باليد" أ. هـ. • الأعلام: "كان فصيحًا قوي الحافظة واسع الاستحضار لأخبار المتقدمين وسيرهم حلو الكلام، يشوب ذلك استخفاف بعلماء عصره وحدة في طبعه" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقريء، نحوي، أخباري" أ. هـ. وفاته: سنة (862 هـ) إثنتين وستين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك" عدة شروح منها واحد في أربع مجلدات أو ثلاث، وله "تذكرة" تشتمل على فوائد. 3750 - المغيلي * النحوي: يحيى بن عبد الله بن محمد، أبو بكر القُرطبي، المعروف بالمغيلي. من مشايخه: محمّد بن محمّد بن عبد الملك بن أنس، وابن الأعرابي وجماعة. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان بصيرًا بالنحو والغريب والشعر بليغًا شاعرًا مؤلفًا جيد النظر، حسن الاستنباط، حَدَّث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان بارعًا في الآداب، بليغًا ذا فنون والله أعلم" أ. هـ. وفاته: سنة (362 هـ) اثنتين وستين وثلاثمائة. 3751 - التُّطيلي * النحوي، اللغوي: يحيى بن عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد السلام التطيلي الأصل الهذلي الغرناطي، أبو بكر. ولد: سنة (559 هـ) تسع وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، وأبو الوليد بن رشد، وأبو عبد الله بن عروس وغيرهم. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "قال في تاريخ غرناطة: أديب زمانه، وواحد أقرانه، سيال القريحة، بارع الأدب، رائق الشعر، علم في النحو واللغة والعروض وأخبار الأمم، لحق بالفحول المتقدمين، وأعجزت براعته المتأخرين، وشعره مدون، جرى في ذلك وسرد الصوم والنظم في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - والزهد وأمور الآخرة" أ. هـ. وفاته: سنة (629 هـ) تسع وعشرين وستمائة. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 362) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 336)، تاريخ علماء الأندلس (7/ 912)، معجم المؤلفين (4/ 103). * بغية الوعاة (2/ 335).

3752 - ابن معطي الزواوي

3752 - ابن مُعطي الزواوي * النحوي، اللغوي: يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور المنعوت بالزَّين الزواوي النحوي الحنفي، أبو الحسين. ولد: سنة (564 هـ) أربع وستين وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي، وابن عساكر وغيرهما. من تلامذته: عمر بن سالم القسنطيني، والسويدي الحكيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان إمامًا مبرزًا في علم اللسان شاعرًا مُحسنًا وكان أحد الشهود بدمشق وما له ما يقوم بكفايته فحضر مع العلماء عند الملك الكامل، وكان الكامل على ذهنه مسائل من العربية، فسألهم فقال: زيد دُهب به يجوز في (زيدٍ) النصب؟ فقالوا لا، فقال ابن معط يجوز النصب على أن يكون به المرتفع يُذهب المصدر الذي دل عليه ذهبَ وهو الذهاب. وعلى هذا فموضع الجار والمجرور الذي هو به النصب، فيجيء من باب: زيد مررت به إذ يجوز في زيد النصب وكذلك هاهنا فاستحسن السلطان جوابه وأمره بالسفر إلى مصر فسافر إليها وقرر له معلومًا جيدًا" أ. هـ. • معجم أعلام الجزائر: "أحد أئمة عصره في النحو والأدب، شاعر مجيد، كثير الحفظ" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، مقريء، أديب، نحوي، لغوي، عروضي، ناظم، ناثر" أ. هـ. • قلت: قال محمود محمّد الطناحي محقق كتاب "الفصول الخمسون لابن معطي، وتحت عنوان: مذهبه الفقهي (ص 23): "إن ابن معطي كان مالكيًا بالمغرب شافعيًّا بدمشق، حنفيًا بالقاهرة، ولم أجد له ترجمة في كتب طبقات المالكية والشافعية المطبوعة، على حين جاءت ترجمته في كتابين من كتب طبقات الحنفية هما: (تاج التراجم) لابن قطلوبغا، و (الجواهر المضيّة) في طبقات الحنفية للقُرشي، وقد أثبت مكان الترجمة فيهما في صدر الترجمة. وقد مر في صورة الإجازة السابقة من خط ابن معطي نفسه (الحنفي) ثم وجدت في كلامه في (الفصول) ما يؤيد كونه حنفيًا، حيث قال في باب العدد: (فإذا قال كذا كذا درهمًا فيُفسر بمركب، وهو من أحد عشر إلى تسعة عشر، وأحد عشر أقلُّها). وقال ابن إياز بإزاء هذا: (هذا ظاهر، وكلام المصنف جار على مذهب أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة - رضي الله عنه -) أ. هـ. وفاته: سنة (628 هـ)، وقيل: (629 هـ) ثمان ¬

_ * معجم الأدباء (6/ 2831)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 292)، وفيات الأعيان (6/ 197)، العبر (5/ 112)، تاريخ الإسلام (وفيات 628) ط. بشار، السير (22/ 324)، الجواهر المضية (3/ 592)، البداية والنهاية (13/ 129) ترجم له: في وفيات (628 هـ) ووفيات (629 هـ)، المختصر في أخبار البشر (3/ 151)، النجوم (6/ 278)، مفتاح السعادة (1/ 196)، تاج التراجم (289)، تعريف الخلف (2/ 598)، بغية الوعاة (2/ 344)، الشذرات (7/ 226)، كشف الظنون (1/ 155)، هدية العارفين (2/ 523)، معجم أعلام الجزائر (201)، الأعلام (8/ 155)، معجم المؤلفين (4/ 103)، الفصول الخمسون تحقيق ودراسة محمود الطناحي، مطبعة عبسى البابي الحلبي وشركاء.

3753 - الدمنهوري

وعشرين، وقيل: تسع وعشرين وستمائة. من مصنفاته: له ألفية في النحو سماها "الدرة الألفية في علم العربية"، و "الفصول" في النحو، و "منظومة في القراءات السبع". 3753 - الدَّمنْهُوري * النحوي، اللغوي: يحيى بن عبد الوهاب بن عبد الرحيم الدمنهوري، الشافعي، تاج الدين. كلام العلماء فيه: • الدرر: "كان فقيهًا فاضلًا نحويًّا تصدر لإقراء العربية بجامع الصالح وصنف مصنفات. وكان يؤثر الانجماع والعبادة ووقف كتبه عند موته بالجامع الظاهري" أ. هـ. وفاته: سنة (721 هـ) إحدى وعشرين وسبعمائة. 3754 - الشيباني التبريزي * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: يحيى بن علي بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بسطام الشيباني الخطيب، أبو زكريا. ولد: سنة (421 هـ) إحدى وعشرين وأربعمائة. من مشايخه: عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني، وأبو سعيد الحسين بن الحسين البيضاوي وغيرهما. من تلامذته: أبو منصور موهوب بن الجواليقي، وابن ناصر الحافظ، وسعد الخير الأندلسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "أحد أئمة اللغة، كانت له معرفة حسنة بالنحو واللغة .. " أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "وكان إمامًا في اللغة، حجة في النقل، له معرفة تامة بالنحو، وكان صدوقًا ثبتًا نبيلًا .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو منصور بن محمّد بن عبد الملك بن خيرون: ما كان بمرْضي الطريقة، وذكر منه أشياء (¬1). قال ابن نقطة: "كان ثقة في علمه مخلّطًا في دينه لُعبة بلسانه. ويقال إنه تاب من ذلك" أ. هـ. • البداية: "أحد أئمة اللغة والنحو .. قال ابن ناصر: كان ثقة في النقل، وله المصنفات الكثيرة. وقال ابن خيرون: لم يكن بالمرضي الطريقة" أ. هـ. • النجوم: "كان إمامًا في علم اللسان" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "كان أحد الأئمة في النحو واللغة والأدب حجة صدوقًا ثبتًا" أ. هـ. ¬

_ * الدرر الكامنة (5/ 197)، بغية الوعاة (2/ 337)، معجم المؤلفين (4/ 104). * تاريخ الإسلام (وفيات 502) ط. تدمري، الأنساب (1/ 446)، اللباب (1/ 168)، الكامل (10/ 473)، المنتظم (17/ 114)، معجم الأدباء (6/ 2823)، مختصر تاريخ دمشق (27/ 287)، العبر (4/ 8)، السير (19/ 269)، النجوم (5/ 197)، بغية الوعاة (2/ 338)، كشف الظنون (1/ 108)، هدية العارفين (2/ 519)، معجم البلدان (2/ 13)، معجم المؤلفين (4/ 106)، البلغة (239)، إشارة التعيين (382)، معجم المطبوعات لسركيس (625)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 372)، وفيات الأعيان (6/ 191)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 257)، البداية والنهاية (12/ 182)، المنتظم (17/ 114)، الشذرات (6/ 9)، الأعلام (8/ 157). (¬1) في هامش تاريخ الإسلام بقلم الدكتور تدمري: هي أنه كان يُدمن شرب الخمر، ويلبس الحرير والعمامة المذهبة وكان الناس يقرأون عليه تصانيفه وهو سكران.

3755 - ابن الخشاب

• الشذرات: "كان شيخ بغداد في الأدب" أ. هـ. • قلت: عند مراجعة كتبه المطبوعة والمحققة لم نجد شيء يخص العقيدة. وفاته: سنة (502 هـ) اثنتين وخمسمائة عن (81 سنة). من مصنفاته: ألف "تفسيرًا للغريب وإعرابًا"، و "شرح اللمع لابن جني"، و"شرح الحماسة" ثلاثة شروح. 3755 - ابن الخَشَّاب * المقرئ: يحيى بن علي بن الفرج، الأستاذ أبو الحسين، المصري، المعروف بابن الخشاب. من مشايخه: أبو العباس أحمد بن نفيس وأبو طاهر إسماعيل بن خلف وغيرهما. من تلامذته: أبو الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي الخطيب، وأحمد بن محمد بن خلف الأنصاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "مقرئ الديار المصرية في وقته" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "المقرئ الأستاذ" أ. هـ. وفاته: سنة (504 هـ) أربع وخمسمائة. 3756 - أبو زكريا الحضرمي * اللغوي، المقرئ: يحيى بن علي بن أحمد بن محمّد بن غالب، زين الدين أبو زكريا الحضرمي، الأندلسي المالقي. ولد: سنة (577 هـ)، وقيل: (578 هـ) سبع وسبعين وقيل: ثمان وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: أبو سليمان بن حوط الله، وابن المفضل الحافظ، والمؤيد الطوسي وغيرهم. من تلامذته: الشيخ زين الدين الفارقي، والشيخ تاج الدين الفزاري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "أقرأ الناس القراءات والعربية، وله شعر جيد" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان لطيف الأخلاق من بين المغاربة حسن العِشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. 3757 - الثعلبي التكريتي * اللغوي، المفسر، المقرئ: يحيى بن القاسم بن المفرّج بن درع بن الخضر الشافعي الثعلبي ¬

_ * معرفة القراء (1/ 462)، تاريخ الإسلام (وفيات 504) ط. تدمري، العبر (4/ 8)، غاية النهاية (2/ 375)، النجوم (5/ 202)، الشذرات (6/ 17). * تاريخ الإسلام (وفيات 640) ط. مري، التكملة لوفيات النقلة (3/ 602)، السير (23/ 85) بدون ترجمة، بغية الوعاة (2/ 337). * معجم الأدباء (6/ 2826)، تاريخ الإسلام (وفيات 616) ط. بشار، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 356)، البداية والنهاية (13/ 93)، بغية الوعاة (2/ 339)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 373)، الأعلام (8/ 162)، معجم المؤلفين (4/ 110)، التكملة لوفيات النقلة (2/ 478)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 313).

3758 - الفاضل اليمني

التكريتي قاضيها، أبو زكريا، تاج الدين. من مشايخه: أبوه، وأبو الفتح بن البطي، وأبو النجيب السهروردي وغيرهم. من تلامذته: سبط بن الجوزي وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "إمام من أئمة المسلمين وحبر من أحبارهم، كامل، فاضل، فقيه قارئ، مفسر، نحوي لغوي، عروضي شاعر" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان من كبار الشافعية" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "قال ابن النجار: كان آخرَ من بَقيَ من المشايخ المُشار إليهم، في معرفة مذهب الشافعي، ولَهُ الكلام الحَسَنُ في المناظرة، والعبارة الفصيحة بالأصلين، وله اليد الطولى في معرفة الأدب، والباع الممتد في حفظ لغات العرب، وكان أحفظ أهل زمانه لتفسير القرآن، ومعرفة علومه، وكان من المجودين لتلاوته، ومعرفة القراءات ووجوهها، وصنّف في المذهب والخِلاف والأدب، وأثنى عليه كثيرًا" أ. هـ. • البداية: "كان متقنًا لعلوم كثيرة منها التفسير والفقه والأدب، والنحو واللغة، وله المصنفات في ذلك كله" أ. هـ. وفاته: سنة (616 هـ) ست عشرة وستمائة. من مصنفاته: جمع له تاريخًا حسنًا. 3758 - الفاضل اليمني * المفسر: يحيى بن القاسم بن عمرو (¬1) بن علي بن خالد العلوي الحسني اليماني الصنعاني، المعروف بالفاضل اليمني، عماد الدين. ولد: سنة (680 هـ) ثمانين وستمائة. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "وأكثر الاشتغال بالكشاف وصنف حاشيته المشهورة بحاشية العلوي، وهو الذي يشير إليه المتأخرون بالفضل اليمني وتارة بالفضل العلوي ... " أ. هـ. • الأعلام: "الفاضل العلوي: مفسر، أديب، من شافعية اليمن، من أهل صنعاء ويسمى عند أهل اللجب بالشولبي" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (750 هـ) خمسين وسبعمائة. من مصنفاته: "تحفة الأشراف في كشف غوامض الكشاف"، و "درر الأصداف في حل عقد الكشاف"، و "شرح اللباب للإسفراييني" في النحو. 3759 - الوتْرِي * النحوي: يحيى أفندي بن قاسم بن جليل الوتري. ولد: سنة (1282 هـ) اثنتين وثمانين ومائتين ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 339)، كشف الظنون (2/ 1544)، البدر الطالع (2/ 340)، هدية العارفين (2/ 527)، الأعلام (8/ 163)، معجم المؤلفين (4/ 110). (¬1) في معجم المؤلفين: عمر. * تاريخ علماء بغداد (716)، معجم المؤلفين العراقيين (3/ 468)، الأعلام (8/ 163)، معجم المؤلفين (4/ 110).

3760 - اليزيدي

وألف. من مشايخه: عبد الوهاب النائب، والشيخ عبد الرحمن القرداغي، والشيخ المحدث الكبير السيد علي الظاهر وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء بغداد: "تخرج به جمع غفير من العلماء والأدباء" أ. هـ. * الأعلام: "فاضل عراقي .. تولى التدريس في بعض المساجد، ثم كان قاضيًا شرعيًا في بلدة الكاظمية، ومدرسًا للعربية في دار المعلمين" أ. هـ. وفاته: سنة (1341 هـ) إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. من مصنفاته: "الرسائل الوترية" في النحو، و"شرح الرسائل الوترية" في النحو، وله رسائل في علم الفلك والرياضة والأزياج (¬1) ". 3760 - اليزيدي * النحوي، اللغوي، المقرئ: يحيى بن المبارك بن المغيرة، العَدَوي، البصري اليزيدي (¬2)، أبو محمد. من مشايخه: ابن جريج، وأبو عمرو المازني وغيرهما. من تلامذته: أبو عبيد، وإسحاق الموصلي، وأبو عمر الدّوري وغيرهم. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "وكان اليزيدي ثقة، أحد القراء الفصحاء عالم بلغات العرب، وله شعر جامع وأدب" أ. هـ. • نزهة الألباء: "وكان اليزيدي الغاية في قراءة أبي عمرو بن العلاء وبروايته يقرأ أصحابه، والمعتزلة يزعمون أنه كان من أهل العدل معتزليًا والله أعلم بصحة ذلك" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان صحيح الرواية ثقة صدوقًا، وكان أحد أكابر القراء وهو الذي خلف أبا عمرو بن العلاء فيها. وكان في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد ويقرئان الناس في مسجد واحد، وكان مع ذلك أديبًا شاعرًا مجيدًا ... وكان يتهم بالميل إلى الاعتزال" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "كان ثقة، وهو أحد القراء الفصحاء العالمين بلغات العرب والنحو، وكان صدوقًا. وقال ابن المنادي: أكثرت من السؤال عن أبي محمّد اليزيدي ومحله من الصدق ومنزلته من الثقة، لعدة من شيوخنا بعضهم أهل عربية وبعضهم أهل قرآن وحديث فقالوا: هو ثقة ¬

_ (¬1) الأزياج: جمع زيج، ويقال زيجات: وهو علم يتعرف منه مقادير حركات الكواكب، سيما السبعة السيارة، وتقويم حركاتها، وإخراج الطوالع وغير ذلك منتزعًا من الأصول الكلية، انظر مفتاح السعادة (1/ 379). * تاريخ بغداد (14/ 146)، نزهة الألباء (53) قديم، معجم الأدباء (6/ 2827)، اللباب (3/ 308)، الكامل (6/ 350)، وفيات الأعيان (6/ 183)، السير (9/ 562)، العبر (1/ 38)، تاريخ الإسلام (وفيات 202) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 151)، غاية النهاية (2/ 375)، البلغة (240)، النجوم (2/ 173)، بغية الوعاة (2/ 340)، الشذرات (3/ 9)، الأعلام (8/ 163)، معجم المؤلفين (4/ 110)، كشف الظنون (2/ 1980)، هدية العارفين (2/ 513)، تاريخ جرجان (561). (¬2) وعرف باليزيدي لاتصاله بالأمير يزيد بن منصرر خال المهدي.

3761 - أبو بكر الفزاري

صدوق لا يدفع عن سماع ولا يرغب عنه في شيء غير ما يتوهم عليه من الميل إلى المعتزلة. وقد روى عنه الغريب أبو عبيد القاسم بن سلام وكفى به وما ذاك إلا عن معرفة منه به ... " أ. هـ. • السير: "قد أدّب المأمون، وعظم حاله، وكان ثقة، عالمًا حجة في القراءة، لا يدري ما الحديث لكنه أخباري، نحوي، علّامة بصير بلسان العرب. وكان نظيرًا للكسائي" أ. هـ. • معرفة القراء: "الإمام أبو محمد البصري النحوي المقرئ ... وكان ثقة علامة فصيحًا مفوهًا بارعًا في اللغات والآداب ... نحوي مقرئ ثقة علامة كبير ... وقال ابن مجاهد وإنما عولنا على اليزيدي وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه لأجل أنه انتصب للرواية عنه وتجرد لها ولم يشتغل بغيرها وهو أضبطهم" أ. هـ. • في الشذرات: "خالف أبا عمرو في حروف يسيرة وتنازع مع الكسائي مرّة في مجلس المأمون قبل أن يلي الخلافة في بيث شعر، فظهر اليزيدي وضرب بقلنسوته الأرض، وقال: أنا أبو محمد. فقال المأمون: والله لخطأ الكسائي مع حسن أدبه أحسن من صوابك مع سوء أدبك. فقال: إن حلاوة الظفر أذهبت عني حسن التحفّظ" أ. هـ. • الأعلام: "كان له خمس بنين كلهم علماء أدباء شعراء رواة للأخبار، وكلهم ألف في اللغة والأدب وهم: محمد، وإبراهيم وإسماعيل وعبد الله وإسحاق" أ. هـ. وفاته: سنة (202 هـ) اثنتين ومائتين، عاش أربع وسبعين سنة. من مصنفاته: "النوادر"، و "المقصور والمدود"، و"النحو"، و "نوادر اللغة". 3761 - أبو بكر الفزاريّ * المفسر: يحيى بن مجاهد بن عوانة، أبو بكر، الفزاريّ، الأندلسي الإلبيري. من مشايخه: الأسيوطي، وأبو محمد بن الورد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان منقطع القرين في العبادة بعيد الاسم في الزهد حج وعُني بعلم القرآن والقراءات والتفسير". وقال: "كان له حظ من الفقه والرواية، إلا أن العبادة كانت أغلب عليه والعمل كان أملك به، ولا أعله حَدّث" أ. هـ. وفاته: سنة (366 هـ) ست وستين وثلاثمائة. 3762 - ابن الطراوة * النحوي: يحيى بن محمّد الأستاذ ابن الطراوة، أبو الحسين. من تلامذته: القاضي وغيره. كلام العلماء فيه: • الغنية: "النحوي الأديب أحد أئمة الأدب وشيوخ النحاة القوّام على كتاب سيبويه وغيره، مع تفنن في علوم رياضية. جالسته كثيرًا وحضرت مجالسه في الأدب وأخبرني بمُلَح وفوائد، وأنشدني كثيرًا من شعره ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 375)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 918). * الغنية (223)، بغية الوعاة (2/ 341).

3763 - العليمي

ومناقضاته الحصريّ وغيره" أ. هـ. 3763 - العُلَيميُّ * المقرئ: يحيى بن محمّد بن قيس الأنصاري الكوفي، أبو محمد، العليمي (¬1). ولد: سنة (150 هـ) خمسين ومائة. من مشايخه: أبو بكر بن عياش، وحماد بن شُعيب صاحبي عاصم وغيرهما. من تلامذته: يوسف بن يعقوب الواسطي وغيره. كلام العلماء فيه: • غاية النهاية: "شيخ القراءة بالكوفة، مقرئ حاذق ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين. 3764 - العنْبري * المفسر: يحيى بن محمّد بن عبد الله بن عنْبر بن عطاء السُّلمي مولاهم العَنْبري النيسابوري، أبو زكريا. من مشايخه: أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم البُوشَنجي، وابن خزيمة وغيرهما. من تلامذته: أبو علي الحافظ -وهو من أقرانه-، والحاكم، وابن منْده وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان عالمًا بالتفسير لغويًّا أديبًا فاضلًا" أ. هـ. • السير: "المفسر، المحدث، الأديب العلامة الثقة .. قال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: أبو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كُلِّفنا حفظ شيء منها لعجزنا عنه، وما أعلم أني رأيت مثله" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "أحد الأئمة ... قال الحاكم فيه: العدل الأديب المفسر الأوحد بين أقرانه .. " أ. هـ. • الشذرات: "العدل الحافظ، الأديب المفسر" أ. هـ. من أقواله: طبقات الشافعية للسبكي: "قال الحاكم سمعت أبا علي الحافظ يقول الشفق: الحمرة، لأن اشتقاقه من الخجل والخوف قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} أي خائفون". السير: "العالم المختار أن يرجع إلى حسن حال، فيأكل الطيب والحلال ولا يكسب بعلمه المال، ويكون علمه له جمال وماله من الله منّ عليه وإفضال". وفاته: سنة (344 هـ) أربع وأربعين وثلاثمائة. ¬

_ * معرفة القراء (1/ 202)، غاية النهاية (2/ 378)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الخامسة والعشرين) ط. تدمري، الإكمال لابن ماكولا (6/ 264)، الأنساب (4/ 231)، اللباب (2/ 149). (¬1) العُليمي: هذه النسبة إلى عُلَيم وهو بطن من عُذْرة وهو عُليم بن جناب بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة. انظر الأنساب. * الأنساب (4/ 249)، معجم الأدباء (6/ 2829)، السير (15/ 533)، العبر (2/ 265)، تاريخ الإسلام (وفيات 344) ط. تدمري، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 485)، النجوم (3/ 314)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 375)، الشذرات (4/ 238).

3765 - الأرزني

3765 - الأرزني * اللغوي: يحيى بن محمد الأرزني، أبو محمد، بغدادي. من مشايخه: أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي. من تلامذته: أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب وغيره. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب "الفصيح" لثعلب ويبيعه بنصف دينار، ويشتري نبيذًا ولحمًا وفاكهة، ولا يبيتُ حتى ينفق ما معه منه" أ. هـ. • الأعلام: "من مدرسي اللغة، كان مليح الخط، سريع الكتابة، ينسخ فصيح ثعلب وغيره .. " أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: له "مختصر" في النحو. 3766 - ابن هُبَيرة * النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: يحيى بن محمّد بن هبيرة بن سعيد بن حسين بن أحمد بن الحسن بن جهم بن هبيرة بن علوان، أبو المظفر الوزير. ولد: سنة (469 هـ) تسع وستين وأربعمائة. من مشايخه: أبو عثمان إسماعيل بن فيلة، وأبو القاسم هبة الله بن الحسين، وأبو غالب بن البنا وغيرهم. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان متشددًا في اتباع السنة وسير السلف ثم أمضه الفقر فتعرض للعمل فجعله المقتفي مشرفًا في المخزن ثم رقاه إلى أن صيره صاحب الديوان ثم استوزره .. " أ. هـ. • المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: "قلده الإمام المقتفي لأمر الله الوزارة وخلع عليه، وكانت أيام وزارته منيرة بالعدل مزهرة بالجود والفضل ... ويشهد له الجماعة بوفور فضله وجلالة قدره" أ. هـ. • السير: "شارك في عُلوم الإسلام، ومهر في اللغة، وكان يعرف المذهب والعربية والعروض، ¬

_ * تاريخ بغداد (14/ 239)، نزهة الألباء (248)، معجم الأدباء (6/ 2830)، معجم البلدان (1/ 150)، بغية الوعاة (2/ 343)، الأعلام (8/ 164)، معجم المؤلفين (4/ 112). * المنتظم (18/ 166)، الكامل (11/ 321)، وفيات الأعيان (6/ 230)، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (18/ 260)، العبر (4/ 172)، السير (20/ 426)، تاريخ الإسلام (وفيات 560) ط. تدمري، المختصر في أخبار البشر (3/ 42)، البداية والنهاية (12/ 268)، ذيل طبقات الحنابلة (1/ 251)، النجوم (5/ 369)، الشذرات (6/ 319)، كشف الظنون (1/ 33)، هدية العارفين (2/ 521)، الأعلام (8/ 175)، معجم المؤلفين (4/ 115).

3767 - الهوزني

سلفيًّا أثريًا، ثم إنه أمضَّه الفقر فتعرض للكتابة وتقدم وترقى وصار مُشرف الخزانة ... وكان دينًا خيرًا متعبدًا عاقلًا وقورًا متواضعًا جزل الرأي بارًا بالعلماء مكبًا أعباء الوزارة على العلم وتدوينه كبير الشأن، حسنة الزمان" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "شارك في فنون عديدة. وكان خبيرًا باللغة ويعرف النحو والعروض وكان مسددًا في السنة واتباع السلف ... ". وقال: "وكان من خيار الوزراء، أدبًا، وصلاحًا، ورأيًا، وعقلًا، وتواضعًا لأهل العلم وبَرًّا بهم". ثم قال: "كان يبالغ في تحصيل التعظيم للدولة، قامعًا للمخالفين بأنواع الحيل حسم أمور السلاطين السلجوقية، وكان شِحْنة قد أذاه في صباه فلما وزّر أحضره وأكرمه، وكان يتحدث بنعم الله ويذكر في منصبه شدة فقره القديم" أ. هـ. من أقواله: ذيل طبقات الحنابلة: "قال: والله ما نترك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع الرافضة نحن أحق به منهم، لأنه منا ونحن منه، ولا نترك الشافعي مع الأشعرية، فإنا أحق به منهم". المنتظم: "وكان يقرأ عنده الحديث في كل يوم بعد العصر فحضر فقيه مالكي فذكرت مسألة فخالف فيها ذلك الفقيه فاتفق الوزير وجميع العلماء على شيء وذلك الفقيه يخالف فبدر من الوزير أن قال له أحمار أنت أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر. فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة جرى مني بالأمس ما لا يليق بالأدب حتى قلت له تلك [الكلمة] فليقل لي كما قلت له فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء وأخذ ذلك الفقيه يعتذر ويقول أنا أولى بالاعتذار والوزير يقول القصاص القصاص فقال يوسف الدمشقي يا مولانا إذا أبي القصاص فالفداء. فقال الوزير له حكمه فقال الرجل نعمك علي كثيرة فأي حكم [بقي] لي، قال لا بد قال علي [بقية دين] مائة دينار، فقال تعطى مائة دينار لإبراء ذمته ومائة لإبراء ذمتي، فأحضرت في الحال فلما أخذها قال الوزير عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي". وفاته: سنة (560 هـ) ستين وخمسمائة. من مصنفاته: "الإفصاح في معاني الأحاديث الصحاح" شرح فيه أحاديث صحيحي البخاري ومسلم، و"المقتصد" في النحو. 3767 - الهَوْزَنِي * المقرئ: يحيى بن محمّد بن خلف بن أحمد بن إبراهيم بن سعيد الهوزني، أبو بكر. من مشايخه: أبو الحكم عمرو بن أحمد بن حجّاج، وأبو الأصبغ السماتي، وغيرهما. من تلامذته: أبو عبد الله بن هشام وغيره. كلام العلماء فيه: • صلة الصلة: "كان من أتقن أهل زمانه للقراءات قال أبو العباس العزفي: أحفظ من قرأنا عليه باختلاف القراءات المشهور والشاذ من الروايات" أ. هـ. • تكملة الصلة: "كان من أهل الضبط ¬

_ * صلة الصلة (190)، تاريخ الإسلام (وفيات 602) ط. بشار، تكملة الصلة (4/ 186)، غاية النهاية (2/ 377).

3768 - أبو زكريا التلمساني

والتجويد شهير الذكر بذلك، له أرجوزة في غريب القرآن، وكف بصره بآخرة من عمره" أ. هـ. وفاته: سنة (602 هـ) اثنتين وستمائة في العشر الأوائل من رمضان. من مصنفاته: له أراجيز حسان في القراءات والتجويد ومخارج الحروف رفعها إلى المنصور عام (592) وأجازه عليها. 3768 - أبو زكريا التلمساني * المفسر: يحيى بن محمّد بن موسى التجيبي التلمساني، أبو زكريا. كلام العلماء فيه: • معجم أعلام الجزائر: "مفسر، من أهل تلمسان .. قال الذهبي: حج وجاور وسمع بمكة من أبي الحسن بن البناء وسكن الإسكندرية ووعظ" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مفسر، واعظ، صنف في التفسير والرقائق" أ. هـ. وفاته: سنة (652 هـ) اثنتين وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "تفسير القرآن"، و "الرقائق". 3769 - الصنهاجي * النحوي: يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن داود الصنهاجي (¬1)، وجيه الدين، أبو زكريا، وأبو الحسين. ولد: سنة (669 هـ) تسع وستين وستمائة. من مشايخه: محمّد بن عبد الخالق بن طرخان وغيره. كلام العلماء فيه: • ذيل العبر للذهبي: "مات بالإسكندرية قاضيها العلامة" أ. هـ. • الوفيات: "كان نائب الحُكم ببلده، ودرس بالمدرسة النجَّارية، وأقرأ الناس العلم والنحو" أ. هـ. وفاته: سنة (739 هـ)، وقيل: (737 هـ)، تسع وقيل: سبع وثلاثين وسبعمائة. 3770 - الحارثي * النحوي: يحيى بن محمّد بن أحمد بن سعيد الحارثي الكوفي، الجزار سبط الشريف. ولد: سنة (678 هـ) ثمان وسبعين وستمائة. كلام العلماء فيه: • الدرر: "ولادته بالكوفة واشتغل بها وببغداد ... قدم دمشق وسمعوا عليه من نظمه" أ. هـ. وفاته: سنة (751 هـ)، وقيل: (752 هـ) إحدى وخمسين وقيل: اثنتين وخمسين وسبعمائة. ¬

_ * طبقات المفسرين للسيوطي (108)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 376)، معجم أعلام الجزائر (202)، معجم المؤلفين (4/ 116). * ذيول العبر (211)، الوفيات لابن رافع (1/ 276)، الدرر الكامنة (5/ 203)، نيل الابتهاج (390)، الشذرات (8/ 218). (¬1) ذكره في الدرر فسماه ابن الأبار الأصبهاني الإسكندراني. * الدرر الكامنة (5/ 200)، بغية الوعاة (2/ 341)، الشذرات (8/ 292)، كشف الظنون (2/ 1759)، الأعلام (8/ 166)، معجم المؤلفين (4/ 111).

3771 - الأصبحي

من مصنفاته: "مفتاح الألباب لعلم الإعراب" في النحو. 3771 - الأَصْبَحي * النحوي، اللغوي: يحيى بن محمّد بن عبد الرحمن بن التلمساني، الأصبحي، المالكي. ولد: سنة (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة. من مشايخه: أبو الحسن البطرني، وأبو القاسم العريني وغيرهما. من تلامذته: ابن حجر وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "شارك في الفقه، ومهر في العربية ... وكان قد أضر قبل موته" أ. هـ. • الشذرات: "كان ماهرًا في العربية والشعر" أ. هـ. وفاته: سنة (809 هـ) تسع وثمانمائة. 3772 - الدّماطي * النحوي، اللغوي: يحيى بن محمّد بن أحمد المحيوي الدماطي، ثم القاهري الشافعي. ولد: أوائل القرن التاسع. من مشايخه: العز بن جماعة، والجلال البلقيني وغيرهما. من تلامذته: أولاد الشرف الجيعان وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الوجيز: "أحد الأجلاء المعتبرين فَضلًا، وتواضعًا وحفظًا وتلاوة ممن درس وأفاد، وأكثر الحج والمجاورة، غير منفكٍ عن الاشتغال والعبادة ... وكان شيخ الصوفية بالجمالية ناظر الخاص، فخلفه فيها إسماعيل الحيَّاني" أ. هـ. • الضوء: "كان كثير التردد لزاوية الشيخ مدين بسبب الذكر والإقراء". وقال: "ولم يكن مع مداومته لذلك -القراءة- شديد البراءة في العلوم وأحسن ما كان عنده العربية حتى إنه شرح فيها مقدمة شيخنا الحناوي .. ". ثم قال: "وبالجملة كان خيرًا متواضعًا حسن الملتقى بشوشًا متوددًا طارحًا للتكلف متقشفًا متمكنًا في حب ذوي الوجاهات مستديمًا حفظ كتبه لا سيما جامع المختصرات ... " أ. هـ. وفاته: سنة (879 هـ) تسع وسبعين وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح تنقيح اللباب" في الفقه، و "شرح مقدمة الحناوي" في النحو. 3773 - ابن حِجِّي * المفسر: يحيى بن محمّد بن عمر بن حجي السعدي، الحسباني، أبو زكريا. ولد: سنة (838 هـ) ثمان وثلاثين وثمانمائة. من مشايخه: الشِّهاب القرشي، والسفطي، ¬

_ * إنباء الغمر (6/ 50)، الضوء اللامع (10/ 249)، بغية الوعاة (2/ 343)، الشذرات (9/ 129). * الضوء اللامع (10/ 244)، وجيز الكلام (2/ 857)، كشف الظنون (2/ 1801)، هدية العارفين (2/ 528)، الأعلام (8/ 167)، معجم المؤلفين (4/ 112). * الضوء اللامع (10/ 252)، وجيز الكلام (3/ 944)، الأعلام (8/ 168).

3774 - الشاوي

والبلقيني وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء: "تزاحموا عليه في آخر وقت وفرغ نفسه له -أي التفسير- وحمدوا تواضعه وتودده ومزيد محبته في الفضلاء والتنويه بهم ولين عريكته وشدة حيائه وكثرة أدبه وجوده بالمال والكتب ... وبالجملة فمحاسنه كثيرة ورياسته في العلم والنسب شهيرة وللشعراء فيه المدائح". وقال: "كان مائلًا لابن عربي، ووجد في كتبه من تصانيفه ما لم يجتمع عند غيره. وكان كثير الشغف بجمع الكتب" أ. هـ. • الوجيز: "ممَّن تفنن ودرس، مع الرئاسة، والأصالة والفتوة والمحاسن الجمة والإخلاص في محبة الفضلاء وتقريبهم وإرفادهم بالكتب وغيرها" أ. هـ. • الأعلام: "عكف على تدريس التفسير وغيره في المنصورية" أ. هـ. وفاته: سنة (888 هـ) ثمان وثمانين وثمانمائة. 3774 - الشَّاوي * النحوي، المفسر: يحيى بن محمّد بن محمّد بن عبد الله الشاوي الملياني الجزائري، أبو زكرياء المالكي. ولد: سنة (1030 هـ) ثلاثين وألف. من مشايخه: الشيخ محمّد بن محمد بهلول، والشيخ سعيد مفتي الجزائر وغيرهما. من تلامذته: المحبي، والشيخ زين الدين البصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: • فهرس الفهارس: "قد ترجمه النور علي النوري الصفاقصي في فهرسته وحلاه بـ (أشعري الزمان وسيبويه الأوان، وقال: لم أرَ أسرع منه نظمًا، قال: وقرأنا علية شرح المرادي على الألفية، وكنا نصحح نسخنا على حفظه، ولما كتب لي الإجازة تحذف قال: مؤرخه بمجموع الاسم واللقب فعددت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ فعجبت من شدة فطانته") أ. هـ. وفاته: سنة (1096 هـ) ست وتسعين وألف. من مصنفاته: "شرح التسهيل" لابن مالك، و "رسالة في أصول النحو" جعلها على أسلوب الاقتراح للسيوطي، و "الحاكمية" حاشية على التفسير، وله "حاشية على شرح أم البراهين" للسنوسي نحو عشرين كراسًا. 3775 - أبو كُدينة البجلي * المفسر: يحيى بن المهلب، أبو كُدينة البجلي الكوفي. ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 486)، تعريف الخلف (1/ 190)، فهرس الفهارس (2/ 1132)، شجرة النور (316)، هدية العارفين (2/ 533)، إيضاح المكنون (2/ 224)، معجم أعلام الجزائر (202)، الأعلام (8/ 169)، معجم المؤلفين (4/ 114). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 376)، تهذيب الكمال (32/ 5)، طبقات ابن سعد (6/ 382)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 305)، الثقات لابن حبان (7/ 603)، تهذيب التهذيب (11/ 252)، تقريب التهذيب (1067).

3776 - العمريطي

من مشايخه: حصين بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهما. من تلامذته: إبراهيم بن بشير بن سليمان، وإسحاق بن منصور السلولي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الثقات لابن حبان: "ربما أخطأ" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، وأبو داود والنسائي والعجلي: ثقة. وقال النسائي في موضع آخر: ليس به بأس". وقال: "روى له البخاري والترمذي والنسائي" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر- قال يعقوب بن سفيان: ثقة، وقال ابن سعد: ثقة إن شاء الله تعالى، وقال الدارقطني: يعتبر به" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق من السابعة" أ. هـ. من مصنفاته: له تفسير. 3776 - العِمْريطي * النحوي: يحيى بن موسى بن رمضان بن عميرة العمريطي، الشافعي، الأنصاري الأزهري، شرف الدين، أبو الخير. كلام العلماء فيه: • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي ناظم" أ. هـ. وفاته: سنة (989 هـ) تسع وثمانين وتسعمائة، ذكر صاحب معجم المؤلفين وفاته سنة (890 هـ) تسعين وثمانمائة والأول هو الأرجح. من مصنفاته: له عدة منظومات منها "الدرة البهية في نظم الآجرومية". 3777 - أبو صالح الطائي * النحوي، اللغوي: يحيى بن واقد بن محمّد بن عدي بن حاتم، الطائي، البغدادي، أبو صالح، نزيل أصبهان. ولد: سنة (265 هـ) خمس وستين ومائتين. من مشايخه: هشيم، وابن أبي زائدة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان رأسًا في العربية والنحو. قاله أبو نعيم. وقال لي أبو نعيم: وثقه إبراهيم بن أورمه .. " أ. هـ. 3778 - الكاهِلِي * المقرئ: يحيى بن وثّاب الأسدي الكاهلي مولاهم، الكوفي. من مشايخه: ابن عباس، وابن عمر، وتلا على ¬

_ * هدية العارفين (2/ 529)، معجم المطبوعات لسركيس (1385)، الأعلام (8/ 174)، معجم المؤلفين (4/ 118). * تاريخ بغداد (14/ 205). * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 308)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 193)، طبقات ابن سعد (6/ 299)، الثقات لابن حبان (5/ 520)، ذكر أخبار أصبهان (2/ 356)، تهذيب الكلمال (32/ 26)، السير (4/ 379)، العبر (1/ 126)، معرفة القراء (1/ 62)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 11) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 380)، تهذيب التهذيب (11/ 258)، النجوم (1/ 252)، الشذرات (2/ 21)، الأعلام (8/ 176)، تقريب التهذيب (1068)، تذكرة الحفاظ (1/ 106).

أصحاب علي، وابن مسعود وغيرهم. من تلامذته: الأعمش، وقتادة، وحبيب بن أبي ثابت وغيرهم. كلام العلماء فيه: • طبقات ابن سعد: "كان ثقة جليل الحديث، صاحب قرآن" أ. هـ. • الجرح والتعديل: "قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين أنه قال: يحيى بن وثاب ثقة، نا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن يحيى بن وثاب: كوفي ثقة" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال النسائي: ثقة" أ. هـ. • السير: "قال أبو نعيم الحافظ: اسم أبيه وثَّاب بزدَويه بن ماهويه، سباه مجاشع بن مسعود السلمي من قاشان، إذ افتتحها، وكان وثاب من أبناء أشرافها ثم وقع في سهم ابن عباس. فسماه وثّابًا. وتزوج فولد له يحيى، ثم استأذن ابن عباس في الرجوع إلى قاشان، فأذن له، فدخل هو وابنه يحيى الكوفة، فقال يحيى: يا أبت إني آثرت العلم على المال، فأذن له في المقام. فأقبل على القرآن، وتلا على أصحاب عليِّ وابن مسعود، حضى صار أقرأ أهل زمانه فأورث وثّاب عَقِبَه، فحازوا رئاسة الدارين، لأن يحيى فاق نظراءه في القرآن والآثار، وفاق خالد بن وثاب وولداه: أزهر ومخلد، في رئاسة الدنيا والولايات واتصلت رئاسة عقبة إلى أيامنا بأصبهان، ولهم الصيت والذكر في الثروة والتِّناية، والحظ الجسيم من الجلالة والنباهة. قلت: الثبت أنه قرأ القرآن كله على عبيد بن نُضيلة صاحب علقمة، فتحفظ عليه كل يوم آية. قال أبو بكر بن عياش، عن عاصم، قال: تعلَّم يحيى بن وثاب من عبيد آية آية، وكان -والله- قارئًا. قال عطاء بن مسلم: كان الأعمش يقول: حدثني يحيى بن وثَّاب، وكنت إذا رأيته قد جثا، قلت: هذا وقف للحساب، فيقول: أي رب، أذنبتُ كذا، فعفوت عني، فلا أعود، وأذنبت كذا فعفوت عني، فلا أعود. يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، قال: كان يحيى بن وثَّاب من أحسن الناس قراءة ربما اشتهيت أن أقبِّل رأسه من حُسْن قراءته، وكان إذا قرأ لا تُسمع في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد. حميد بن عبد الرحمن: حدثنا أبي عن الأعمش، كان يحيى إذا قضى صلاته مَكث مليًا تُعرف فيه كآبة الصلاة. قال أحمد العِجلي: هو تابعي ثقة مقرئ يؤم قومه. وقد أمر الحجاج أن لا يَؤُمَّ بالكوفة إلا عربي، واستثنى يحيى بن وثَّاب. فصلى بهم يومًا، ثم ترك. قال عُبيد الله بن موسى: كان الأعمش يقول: يحيى بن وثاب أقرأ من بال على تراب. قال يحيى بن آدم: سمعتُ الحسن بن صالح يقول: قرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على ابن مسعود؛ فأيُّ قراءةٍ أفضل من هذه" أ. هـ. • معرفة القراء: "كان يحيى بن وثاب ثقة إمامًا كبير القدر" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال محمّد بن جرير الطبري: كان مقريء أهل الكوفة في زمانه. قال الأعمش:

3779 - ابن السمينة

كان يحيى بن وثاب لا يقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، في عرض ولا في غيره، وقال أبو بكر بن عياش كنت إذا قرأت على عاصم فإن أقرأ قراءة يحيى بن وثاب، فإنه قرأ على عبيد بن نضيلة كل يوم آية" أ. هـ. • غاية النهاية: "تابعي ثقة كبير من العباد الأعلام" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة عابد" أ. هـ. وفاته: سنة (103 هـ) ثلاث ومائة. 3779 - ابن السِّمِيَنة * النحوي، اللغوي، المفسر: يحيى بن يحيى القرطبي، المعروف بابن السمينة. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "رحل إلى المشرق في العام الذي رحل فيه طاهر بن عبد العزيز فمال إلى كتب الحجة ومذاهب المتكلمين، وانصرف إلى الأندلس فأصابه النقرس. فكان ملازمًا لداره، مقصودًا من ضروب الناس. وكان يعلن بالاستطاعة أخذ ذلك عن خليل بن عبد الملك، وروى عنه كتاب التفسير المنسوب إلى الحسن" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "الأديب المعتزلي المتكلم ... كان بارعًا في الطب والحساب واللغة والشعر والنحو، قادرًا على الجدل والمناظرة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال في النُّضار: كان متصرفًا في العلوم بصيرًا بالحساب والنجوم والطب، بارعًا في النحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والحديث والفقه والأخبار والجدل، رحل إلى المشرق" أ. هـ. وفاته: سنة (315 هـ) خمس عشرة وثلاثمائة. من مصنفاته: من آثاره كُناش. 3780 - العدواني * اللغوي، المقرئ: يحيى بن يعمر العدواني من عدوان بن قيس بن عيلان الوشقي البصري، أبو سليمان، ويكنى أبا عدي، قاضي مرو. من مشايخه: أبو الأسود، وروى عن ابن عمر، وابن عباس (رضي الله عنهم) وغيرهم. من تلامذته: قتادة، وإسحاق بن سويد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معجم الأدباء: "وثقه النسائي وأبو حاتم ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 315) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 345)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 913)، معجم المؤلفين (4/ 120)، الأعلام (8/ 176)، معجم الأدباء (6/ 2834)، طبقات الأطباء (482). * الجرح والتعديل (4/ 2 / 196)، الثقات لابن حبان (3/ 287)، نزهة الألباء (8)، المنتظم (6/ 292)، معجم الأدباء (6/ 2836)، وفيات الأعيان (6/ 173)، تهذيب الكمال (32/ 53)، تذكرة الحفاظ (1/ 75)، السير (4/ 441)، ميزان الاعتدال (7/ 230)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة العاشرة) ط. تدمري، البداية والنهاية (9/ 73)، غاية النهاية (2/ 381)، البلغة (241)، تهذيب التهذيب (11/ 264)، النجوم (1/ 217)، بغية الوعاة (2/ 345)، الشذرات (2/ 124)، من مشاهير علماء البصرة (74)، الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 368)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 311)، الكامل (4/ 308)، معرفة القراء (1/ 67)، تقريب التهذيب (1070)، طبقات الحفاظ (30).

وغيرهما. ورماه عثمان بن دحية بالقدر، وكان عالمًا بالقراءة والحديث والفقه والعربية ولغات العرب ... وكان فصيحًا بليغًا يستعمل الغريب في كلامه" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "هو أحد قراء البصرة. وكان شيعيًا من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم" أ. هـ. • تهذيب الكمال: "قال قيس بن الربيع الأسدي، عن عبد الملك بن عُمير: فصحاء الناس ثلاثة موسى بن طلحة، ويحيى بن يعمر، وقبيصة بن جابر وذكره ابن حبان ... وقال: كان فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علمًا باللغة مع الورع الشديد ... روى له الجماعة" أ. هـ. • السير: "العلامة المقرئ ... كان من أوعية العلم وحملة الحجة. وقيل: إنه كان أول من نقط المصحف، وذلك قبل أن يوجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة، وكان ذا لسان وفصاحة أخذ ذلك عن أبي الأسود. استخلف على القضاء في خراسان ثم إن قتيبة عزله لما قيل له: إنه يشرب المُنَصَّف (¬1) " أ. هـ. • تذكرة الحفاظ: "متفق على حديثه وثقته" أ. هـ. • البداية: "كان قاضي مرو ... وكان من فضلاء الناس وعلمائهم وله أحوال ومعاملات وله روايات، وكان أحد الفصحاء" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة فصيح، وكان يرسل" أ. هـ. من أقواله: المنتظم: "قال الأصمعي: كان يحيى قاضيًا فقدم إليه رجل وامرأته، فقال يحيى للرجل: أرأيت إن سألتك حق سُكرها وشبرك أنشأت تطلُّها وتضهلها. قال: يقول الرجل لامرأته: لا والله لا أدري ما يقول قومي حتى تنصرف شبرة تطلُّها: تبطل حقها. وتضهلها: تعطيها حقها قليلًا قليلًا. والكناية بالسُكر والشبر عن النكاح". الشذرات: "قال له الحجاج: تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتخرجن من ذلك أو لألقين الأكثر منك شعرًا، فقال: قال الله تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيمَانَ} الآية {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى} الآية وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد - صلى الله عليه وسلم - فقال له الحجاج: ما أراك إلّا قد خرجت والله لقد قرأتها وما علمت بها قط". وفي معجم الأدباء: "حكي أن الحجاج قال له: أتجدني ألحسن؟ فقال: الأمير أفصح من ذلك فقال: عزمتُ عليك أتجدني ألحن؟ فقال يحيى: نعم، فقال له: في أي شيء؟ فقال: في كتاب الله تعالى، فقال: ذلك أسوأ، ففي أي حرف من كتاب الله؟ قال قرأت {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيكُمْ} {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيكُمْ} فرفعت أحبَّ وهو منصوب فغضب الحجاج وقال: لا تساكنني ببلد أنا فيه، ونفاه إلى خراسان، فولاه يزيد بن المهلب القضاء بها ثم عزله على شربه النبيذ وإدمانه له ... ". ¬

_ (¬1) المُنصَّف من الشراب: هو الذي يطبخ حتى يذهب نصفه.

3781 - ابن اليمان

وفاته: قبل التسعين، وقيل: (89 هـ)، تسع وثمانين، وقيل: (129 هـ) تسع وعشرين ومائة. 3781 - ابن اليَمَان * المفسر، المقرئ: يحيى بن اليمان العجلي الكوفي، أبو زكريا. ولد: سنة (117 هـ) سبع عشرة ومائة. من مشايخه: هشام بن عروة، والثوري فأكثر عنه، وتلا على حمزة الزيات وغيرهم. من تلامذته: أبو كريب، والحسن بن عرفة وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "قال أبو بكر بن عياش وذكر يحيى بن يمان فقال: ذاك راهب. حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن حفص، قال سمعت أحمد بن محمد قال سمعت أبا هشام الرفاعي يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: أحفظ عن سفيان أربعة آلاف حديث في التفسير. أخبرنا ابن الفضل أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أبو هشام قال سمعت يحيى بن يمان يقول: ما حملت إلى سفيان ألواحًا قط، كنت أقوم من عنده بالسبعين ونحوها، ويقومون من عند سفيان فيطلبون إلي فأملي عليهم، فذكر لوكيع قول يحيى فقال: صدق، كان إذا كتبها نسيها. أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد بن حنبل قال قال وكيع: وكنا نعدها عند سفيان، ثم نكتب في البيت، وكان يحيى بن يمان يعقد خيطًا -يعني يعد به الحديث عند سفيان ثم يذهب إلى البيت فيحل عقدة ويكتب حديثًا، ولكن عنده تخليط. وقال مرة فأيش خلط -يعني ابن اليمان-. وأخبرنا البرقاني أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي أخبرنا الحسين بن إدريس حدثنا محمّد بن عمار قال سمعت يحيى بن يمان -وقد أفلج- ولم يكن يحدثنا من كتاب إنما كان يحدثنا حفظًا ويحيى بن يمان لا يحتج به. أخبرني علي بن محمّد المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمّد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدني قال سألت أبي عن يحيى بن اليمان فقال: صدوق وكان قد أفلج فتغير حفظه. أخبرني عبد الله بن يحيى السكري حدثنا محمّد بن عبد الله الشافعي قال حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي. قال قال أبو زكريا يحيى بن معين: ربما عارضت أحاديث يحيى بن يمان بأحاديث الناس؛ فما خالف ضربت عليه، وقد أتيت بحديثه وكيعًا فقال وكيع: ليس هذا سفيان الذي سمعنا نحن منه، أنكرها جدًّا. أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال سألت ابن نمير أن يخرج ¬

_ * تاريخ بغداد (14/ 120)، تهذيب الكمال (32/ 55)، السير (8/ 356)، العبر (1/ 304)، تذكرة الحفاظ (1/ 286)، ميزان الاعتدال (7/ 230)، تاريخ الإسلام (وفيات 189) ط. تدمري، تهذيب التهذيب (11/ 367)، الشذرات (2/ 413)، الأعلام (8/ 177)، الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 391)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 313)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 199)، الثقات لابن حبان (9/ 255)، تقريب التهذيب (1070).

3782 - ابن رومان

إلى حديث يحيى بن اليمان، فأخرج إلى أجزاء، ثم رأيته يتثاقل فقلت له ما هذا؟ قال تخفف فإن حديثه لا يشبه حديث أصحابنا، يتوهم الشيء فيحدث به، وخاصة لما فلج. فامتنع على أن يخرج إليَّ بقية سماعه منه. قال يعقوب وبلغني عن يحيى بن معين. قال قال لي وكيع: إن كان سفيان الذي يحدث عنه يحيى بن يمان الذي لقيناه نحن فليس هو ذاك. أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال سمعت أبا الحسن الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فيحيى بن يمان؟ قال أرجو أن يكون صدوقًا. قلت كيف هو في حديثه، قال ليس بالقوي. أخبرنا علي بن الحسين -صاحب العباسي- أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي حدثنا بكر بن سهيل حدثنا عبد الخالق بن منصور قال سئل يحيى بن معين عن يحيى بن اليمان فقال: ليس به بأس. أخبرنا محمّد أحمد بن رزق أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء حدثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت يحيى بن معين وذكر يحيى بن يمان فقال: كان يضعف في آخر عمره في حديثه. أخبرني السكري أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر حدثنا ابن الغلابي. قال قال أبو زكريا يحيى بن معين: يحيى بن اليمان ضعيف. أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال وسألته -يعني يحيى بن معين- عن يحيى بن اليمان فقال: ضعيف الحديث. أخبرنا ابن رزق وأخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول: ليس يحيى بن يمان حجة في الحديث" أ. هـ. • السير: "المقريء العابد ... كان سريع الحفظ، يحفظ في المجلس الواحد خمس مئة حديث، لكنه سريع النسيان" أ. هـ. • ميزان الاعتدال: "قال أحمد: ليس بحجة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق عابد يخطئ كثيرًا، وقد تغير" أ. هـ. وفاته: سنة (189 هـ) تسع وثمانين ومائة، وقيل: (188 هـ) ثمان وثمانين ومائة. من مصنفاته: "التفسير". 3782 - ابن رُومَان * المقرئ: يزيد بن رومان، مولى آل الزبير بن العوام، المدني، الأسدي، أبو روح. من مشايخه: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، سمع من ابن عياش وعروة بن الزبير رضي الله عنهما وغيرهم. من تلامذته: نافع بن أبي نعيم، وأبو عمرو، وحدث عنه مالك بن أنس وغيرهم. ¬

_ * وفيات الأعيان (6/ 277)، معرفة القراء (1/ 76)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثانية عشرة وكذلك الطبقة الثالثة عشرة) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 381)، تهذيب التهذيب (11/ 284)، الشذرات (2/ 129)، الأعلام (8/ 182)، تقريب التهذيب (1074)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 331)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 260).

3783 - أبو خالد العبسي

كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "قال يحيى بن معين: يزيد بن رومان ثقة. وقال وهب بن جرير: حدثنا أبي قال: رأيت محمّد بن سيرين، ويزيد بن رومان يعقدان الآي في الصلاة" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال ابن سعد: كان عالمًا، ثقة كثير الحديث" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وهو أحد شيوخ نافع الخمسة الذين أسند عنهم القراءة" أ. هـ. • غاية النهاية: "ثقة ثبت، قارئ محدث" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال النسائي ثقة، وذكره ابن حبان في الثفات قلت -أي ابن حجر- وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين ثقة ... " أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة من الخامسة" أ. هـ. وفاته: سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة، وقيل: (120 هـ) (عشرين ومائة، وقيل: (129 هـ) تسع وعشرين ومائة. 3783 - أبو خالد العَبْسِي * النحوي، اللغوي: يزيد بن طلحة العبسي الإشبيلي، أبو خالد. من مشايخه: أحمد بن محمّد العُتبي، ويحيى بن إبراهيم بن مُزَين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ علماء الأندلس: "كان من أجلة فقهاء إشبيلية، وكان بصيرًا باللغة والنحو والشعر موصوفًا بالبلاغة والخطابة ومشهورًا بالفصاحة. سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن علي يُثني عليه ويصفه بالعلم وجلالة القدر" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان أستاذًا في العربية واللغة مقدمًا، مشهور الفضل شائع الذكر، ذا حظ من البلاغة" أ. هـ. 3784 - القارئ * المقرئ: يزيد بن القعقاع، المخزومي المدني، أبو جعفر. من مشايخه: أبو هريرة، وابن عباس، وأبي بن كعب وغيرهم. من تلامذته: مالك بن أنس والدراوَرْدي، وقرأ عليه نافع وغيرهم. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "قال سليمان: رأيت أبا جعفر بعد موته في المنام وهو على الكعبة فقلت له: أبا جعفر؟ قال: نعم أقرئ إخواني عني السلام، وأخبرهم أن الله تعالى جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين وأقرئ أبا حازم السلام وقل له: يقول لك أبو جعفر: الكيس الكيس فإن الله عزَّ وجلَّ وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ علماء الأندلس (2/ 927)، بغية الوعاة (2/ 346). * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 353)، الكامل (5/ 394)، وفيات الأعيان (6/ 274)، تهذيب الكمال (33/ 200)، السير (5/ 287)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الثالثة عشرة) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 72)، غاية النهاية (2/ 382)، تهذيب التهذيب (12/ 51)، الشذرات (2/ 126)، الأعلام (8/ 186)، تقريب التهذيب (1127).

3785 - أبو خالد اللخمي

• تهذيب الكمال: "قال عباس الدُّوري عن يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال محمّد بن سعد: كان ثقة، قليل الحديث، وكان إمام أهل المدينة في القراءة فسُمي القارئ بذلك" أ. هـ. • السير: "الإمام المقرئ ... أحد الأئمة العشرة في حروف القراءات. وكان يصلي خلف القراء في رمضان، يلقنهم، يؤمر بذلك، وجعلوا بعده شيبة. وقد صلى بابن عمر ... وهو نزر الرواية، لكنه في الإقراء إمام" أ. هـ. • غاية النهاية: "تابعي مشهور كبير القدر، ويقال اسمه جندب بن فيروز وقيل فيروز" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال يحيى بن معين والنسائي: ثقة وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث وكان إمام أهل المدينة في قراءة فسمي القارئ لذلك .... وقال محمّد بن إسحاق المسيبي، حدثني أبي عن نافع بن أبي نعيم قال: لما غسل أبو جعفر بن القعقاع بعد وفاته نظر إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك من حضر أنه نور القرآن" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "اسمه يزيد بن القعقاع وقيل: جندب بن فيروز وقيل فيروز، ثقة" أ. هـ. من أقواله: السير: "قال رجل لأبي جعفر: هنيئًا لك ما أتاك من القرآن، قال: ذاك إذا أحللتُ حلاله، وحرمتُ حرامه، وعملت بما فيه". وفاته: سنة (127 هـ) سبع وعشرين ومائة، وقيل: (132 هـ) اثنتين وثلاثين ومائة. 3785 - أبو خالد اللّخْميّ * اللغوي، المقرئ: يزيد بن محمّد بن يزيد بن رفاعة، أبو خالد اللخمي الغرناطي، ويعرف بابن الصفار. من مشايخه: أبو الحسن بن الباذش، وأبو محمد بن عطية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان راوية جليلًا عاكفًا على عقد الشروط بصيرًا بها ردئ الخط جدًّا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان عارفًا بالقراءات والعربية، راوية جليلًا، يعقد الوثائق" أ. هـ. وفاته: سنة (585 هـ)، وقيل: (588 هـ) خمس وثمانين، وقيل: ثمان وثمانين وخمسمائة. 3786 - يزيد بن هارون * المفسر: يزيد بن هارون بن زاذان وقيل الزاذني، أبو خالد السلمي مولاهم الواسطي. ولد: سنة (118 هـ) ثمان عشرة ومائة. ¬

_ * تاريخ الإسلام (وقد ذكره مرتين الأولى في (وفيات 585) والثانية (وفيات 588) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 384)، تكملة الصلة (4/ 234). * معجم مصنفات القرآن الكريم (2/ 194)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة الحادية والعشرون) ط. تدمري، الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 314)، التاريخ الكبير للبخاري (8/ 368)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 295)، الثقات لابن حبان (7/ 732)، تاريخ بغداد (14/ 337)، الكامل (6/ 362)، تهذيب الكمال (32/ 261)، العبر (1/ 350)، تذكرة الحفاظ (1/ 317)، تهذيب التهذيب (11/ 321)، تقريب التهذيب (1084)، طبقات الحفاظ (132)، الشذرات (3/ 33).

3787 - الشرف الشافعي

من مشايخه: عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهما. من تلامذته: أحمد، وابن المديني، وأبو خيثمة وخلق كثير. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون. وقال يحيى بن يحيى: يزيد بن هارون أحفظ من وكيع. وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظًا متقنًا. وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابًا قط، ولا حدَّثنا إلّا حفظًا". وقال: "قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله، وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟ قال: نعم، وما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه. وقال أحمد بن سنان: ما رأينا عالمًا قط أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار وقال أبو حاتم: يزيد ثقة إمام لا يُسأل عن مثله". ثم قال: "قال أحمد بن عبد الله العجلي: يزيد بن هارون ثقة ثبت، متعبد حسن الصلاة جدًّا يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل، وكان قد عَمِي". وقال: "قال يحيى بن أكثم، قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق. فقيل: ومن يزيد حتى يُتقى. قال: ويحك، إني لأرتضيه لا أن له سلطنة، ولكن أخاف أن أظهرته فيرد علي فتختلف الناس وتكون فتنة" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "أحد الأعلام الحفاظ المشاهير قيل أصله من بخارى". وقال: "قال يعقوب بن شيبة: ثقة وكان يعد من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقال ابن قانع: ثقة مأمون" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة، متقن، عابد" أ. هـ. قلت: مناقبه كثيرة وأخباره وفيرة فمن أراد المزيد فليراجع المصادر المذكورة. من أقواله: عن شاذ بن يحيى، أنه سمع يزيد بن هارون يقول: من قال القرآن مخلوق فهو زنديق كافر بالله تعالى. وفاته: سنة (206 هـ) ست ومائتين. من مصنفاته: له كتاب في الفرائض، وتفسير القرآن. 3787 - الشرف الشافعي * المفسر، المقرئ: يعقوب خطيب حماة، ينعت بالشرف الشافعي. من مشايخه: إسماعيل بن محمّد الفقاعي وغيره. من تلامذته: الشِّهاب أحمد بن أبي الرضا الحموي وغيره. كلام العلماء فيه: • طبقات المفسرين للداودي: "مقرئ مفسر". وقال: "تصدر للإفادة والتذكير وانتفع به جماعة" أ. هـ. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 377)، غاية النهاية (2/ 391).

3788 - أبو يوسف الدورقي

وفاته: بُعيد سنة (770 هـ) سبعين وسبعمائة. 3788 - أبو يوسف الدَّوْرَقي * المفسر: يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح، أبو يوسف الدورقي، (¬1) البغدادي الحافظ القيسي. ولد: سنة (166 هـ) ست وستين ومائة. من مشايخه: ابن علية، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة وغيرهم. من تلامذته: المحاملي، والقاسم المطرز، وابن صاعد وجماعة. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان ثقة حافظًا متقنًا" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "وثفه النسائي". وقال: "كان من أئمة الحديث" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال أبو حاتم صدوق". وقال: "قلت -أي ابن حجر-: قال مسلمة: كان كثير الحديث ثقة" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "ثقة ... كان من الحفاظ" أ. هـ. • الشذرات: "الحافظ الثقة الحجة" أ. هـ. وفاته: سنة (252 هـ) اثنتين وخمسين ومائتين. من مصنفاته: له التفسير، والمسند. 3789 - الكُرْدِي * النحوي، اللغوي: يعقوب بن أحمد بن محمّد بن أحمد الكردي، أبو يوسف، وقيل: أبو سعد النيسابوري. من مشايخه: أبو بكر الحِيري، والحاكم أبو سعيد بن دُوْست وغيرهما. من تلامذته: وجيه الشحّامي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "قرأ الحديث الكثير على المشايخ وأفاد أولاده" أ. هـ. • البلغة: "شيخ وقته في النحو واللغة والآداب، كثير التصانيف والتلامذة" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال في السّياق: أستاذ البلد، وأستاذ العربية واللغة، شيخ معروف مشهور، كثير التصانيف والتلامذة، مبارك النفس، جم الفوائد والنكت والطرف" أ. هـ. وفاته: سنة (474 هـ) أربع وسبعين وأربعمائة. من مصنفاته: "البلغة في اللغة"، وله شعر. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 377)، تذكرة الحفاظ (2/ 505)، تهذيب الكمال (32/ 311)، الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 360)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 209)، الثقات لابن حبان (9/ 286)، طبقات الحنابلة (1/ 414)، تاريخ بغداد (14/ 277)، الأنساب (2/ 501)، اللباب (1/ 428)، العبر (2/ 4)، السير (12/ 141)، البداية (11/ 13)، تهذيب التهذيب (11/ 334)، تقريب التهذيب (1087)، طبقات الحفاظ (220)، الشذرات (3/ 239)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرين) ط. تدمري. (¬1) سموا دوارقة لأنهم يلبسون القلانس الطوال، وليسوا من بلاد دورق. * بغية الوعاة (2/ 347)، البلغة (242)، تاريخ الإسلام (وفيات 474) ط. تدمري، معجم المؤلفين (4/ 123)، كشف الظنون (1/ 253).

3790 - قرا يعقوب الرومي

3790 - قرا يعقوب الرومي * المفسر: يعقوب بن إدريس بن عبد الله بن يعقوب، الشهير بقرا يعقوب الرومي، الكندي (¬1) الحنفي، اللارندي. ولد: سنة (789 هـ) تسع وثمانين وسبعمائة. من مشايخه: الشمس الفناري، والشمس الهروي وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "مهر في الأصول والعربية والمعاني" أ. هـ. • الضوء: "دخل حلب فاجتمع به ابن خطيب الناصرية، ووصفه بالفضيلة والعلم والذكاء وأنه عالم البلاد القرمانية" أ. هـ. • الأعلام: "فاضل، من فقهاء الحنفية" أ. هـ. وفاته: سنة (833 هـ)، وقيل: (824 هـ) ثلاث، وثلاثين وقيل: أربع وعشرين وثمانمائة. من مصنفاته: كتب شرحًا على "المصابيح" وعلى "الهداية" حواشي، وله حواشي على البيضاوي. 3791 - يعقوب الحضرمي * النحوي، اللغوي، المقرئ: يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، مولاهم البصري، أحد العشرة. ولد: بعد سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة. من مشايخه: شعبة، وزائدة بن قدامة، وتلا على أبي المنذر سلّام الطويل وغيرهم. من تلامذته: بُندار، والكديمي، وقرأ عليه روحُ بن عبد المؤمن وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل فيما كتب إلي قال، قال أبي: يعقوب بن إسحاق الحضرمي: صدوق .. " أ. هـ. • وفيات الأعيان: "قال أبو حاتم السجستاني: يعقوب أعلمَ من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - عن يعقوب الحضرمي فقال: صدوق. ¬

_ * إنباء الغمر (8/ 225)، الضوء اللامع (10/ 282)، الشقائق النعمانية (39)، الشذرات (9/ 301)، بغية الوعاة (2/ 348)، كشف الظنون (1/ 103)، الفوائد البهية (179)، هدية العارفين (2/ 546)، الأعلام (8/ 194)، معجم المؤلفين (4/ 123). (¬1) في الشقائق النعمانية: النكيدي بدل الكندي نسبة إلى نكيدة من بلاد قرامان. * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 399)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 203)، طبقات ابن سعد (7/ 304)، معجم الأدباء (6/ 2842)، وفيات الأعيان (6/ 390)، تهذيب الكمال (32/ 413)، السير (10/ 169)، العبر (1/ 348)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 21) ط. تدمري، معرفة القراء (1/ 157)، غاية النهاية (2/ 386)، البلغة (242)، تهذيب التهذيب (11/ 335)، النجوم (2/ 179)، بغية الوعاة (2/ 348)، الشذرات (3/ 29)، الأعلام (8/ 195)، تقريب التهذيب (1087)، معجم المؤلفين (4/ 124).

وسئل أبو حاتم الرازي عنه فقال: صدوق ... كان إمام أهل البصرة في عصره بالقراءات" أ. هـ. • معرفة القراء: "قال أبو القاسم الهذلي .. ومنهم يعقوب الحضرمي، لم يُرَ في زمنه مثله، كان عالمًا بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلًا، تقيًّا نقيًا ورعًا زاهدًا" أ. هـ. • السير: "وادعى أبو عمرو الداني أن حرف يعقوب من الشاذ وتابعه آخرون. وقد ردَّ الأئمة ذلك، وأخذوا قراءة يعقوب بالقبول. وقال الذهبي: كان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، ويحيى اليزيدي، وسُليم، والشافعي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدًا من القراء ولا الفقهاء، ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه أصلًا ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إمام جامع البصرة بقراءتها في الحراب سنين متطاولة، فما أنكر عليه مسلم، بل تلقاها بالقبول، ولقد عُومل حمزة مع جلالته بالإنكار عليه في قراءته من جماعة من الكبار، ولم يجرِ مثل ذلك للحضرمي أبدًا، حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها ولا عرفوها فأنكروها، ومن جَهِل شيئًا عاداه، قالوا: لم تتصل بنا متواترة، قلنا: اتصلت بخلق كثير متواترة، وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الأمة فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء، وعند المحدثين أحاديث متواترة ولا يكون سمعها الفقهاء، أو أفادتهم ظنًّا فقط، وعند النحاة مسائل قطعية، وكذلك اللغويون، وليس من جهل علمًا حجة على من علمه، وإنما يقال للجاهل تعلم وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم، لا يقال للعالم: اجهل ما تعلم رزقنا الله وإياكم الإنصاف. فكثير من القراءات تدّعون تواترها وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها. ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد، لكونها تُلقُيت بالقبول، فأفادت العلم، وهذا واقع في حروف كثيرة، وقراءات عديدة، ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس. أما القرآن العظيم، سُوَرُهُ وآياته فمتواتر، ولله الحمد، محفوظ من الله تعالى، لا يستطيع أحد أن يبدِّله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة، ولو فعل ذلك أحد عمدًا لا نسلخ من الدين، قال الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أ. هـ. • قلت: نقلنا هذا بتمامه لنفاسته ولما فيه من التحقيق. • تهذيب التهذيب: "المقرئ النحوي، صدوق" أ. هـ. • بغية الوعاة: "كان أعلم الناس في زمانه بالقراءات والعربية وكلام العرب وله قراءة مشهورة به وهي إحدى القراءات العشر" أ. هـ. • قلت: والذي يظهر أنه من أهل السنة، وكل من ترجم له من المتقدمين كالبخاري والمزي، والذهبي، وابن سعد وغيرهم لم يذكروا عنه إلا خيرًا من جهة اعتقاده.

3792 - ابن السكيت

وفاته: سنة (205 هـ) خمس ومائتين. من مصنفاته: "الجامع" جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات، و "تهذيب قراءة أبي محمّد يعقوب بن إسحاق". 3792 - ابن السِّكِّيت * النحوي، اللغوي: يعقوب بن إسحاق بن السِّكِّيت، البغدادي، أبو يوسف. ولد: سنة (186 هـ) ست وثمانين ومائة. من مشايخه: أبو عمرو الشيباني، والأصمعي، والفراء وغيرهم. من تلامذته: أبو عكرمة الضبِّي، وأحمد بن فرح المفسر وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ بغداد: "كان من أهل الفضل والدين موثوقًا بروايته. كان ثعلب يقول: عدي بن زيد العبادي أمير المؤمنين في اللغة، وكان يقول في ابن السكيت قريبًا من هذا" أ. هـ. • إنباه الرواة: "كان ابن السكيت يتشيع" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "وكان يميل في رأيه واعتقاده إلى مذهب من يرى تقديم عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - ... والسِّكِّيت: عرف بذلك لأنه كان كثير السكوت طويل الصمت" أ. هـ. • مختصر تاريخ دمشق: "كان إمامًا عالمًا باللغة وقدوة سابقًا مبرزًا في اختلاف أهلها من البصريين والكوفيين، وله فيها كتب مؤلفة حسنة وأنواع مصنفة مفيدة" أ. هـ. • السير: "قال ثعلب: لم يكن له نفاذ في النحو، وكان يتشيع وقال أيضًا: أجمعوا أنه لم يكن أحد بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السّكيت. كان إليه المنتهى في اللغة. قال الذهبي: (إصلاح المنطق) كتاب نفيس مشكور في اللغة" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان دينًا فاضلًا، مُوثَقًا في نقل العربية ... ويروى أن المتوكل -وكان ناصبيًا- نظر إلى ولديه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت: من أحب إليك هما، أو الحسن والحسين؟ قال: قُنبْر، يعني مولى علي، خير منهما. قال: فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى كاد يهلك، فبقي يومًا ومات، ومنهم من قال حمل ميتًا في بساط، وبعث إلى ابنه بديّته، وكان في المتوكل نصب بلا خلاف" أ. هـ. • البلغة: "إمام اللغة والنحو والأدب، ومن أهل الدين والخير ... قال المرزباني: لا حظَّ له في علم السنن والدين" أ. هـ. وفاته: سنة (243 هـ) ثلاث وأربعين ومائتين، ¬

_ * الفهرست لابن النديم (79)، تاريخ بغداد (14/ 273)، معجم الأدباء (6/ 2840)، إنباه الرواة (4/ 60)، "الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/ 134)، الكامل (7/ 91)، وفيات الأعيان (6/ 395)، مختصر تاريخ دمشق (28/ 39)، إشارة التعيين (386)، تاريخ الإسلام (وفيات 244) ط. تدمري، السير (12/ 16)، العبر (1/ 443)، البداية والنهاية (10/ 346)، البلغة (243)، النجوم (2/ 317)، بغية الوعاة (2/ 349)، الشذرات (3/ 203)، إيضاح المكنون (1/ 94)، هدية العارفين (2/ 536)، روضات الجنات (8/ 217)، الأعلام (8/ 195)، معجم المؤلفين (4/ 124).

3793 - الجرائدي

وقيل: (244 هـ) أربع وأربعين ومائتين، وقيل: (246 هـ) ست وأربعين ومائتين، بلغ (58) سنة. من مصنفاته: "إصلاح المنطق"، و"تفسير دواوين الشعراء"، وله مختصر في النحو. 3793 - الجَرَائِدِي * المقرئ: يعقوب بن بدران بن منصور الجرائدي، تقي الدين، أبو يوسف. من مشايخه: السخاوي، والزبيدي وغيرهما. من تلامذته: عليّ بن يوسف الشطنوفي، وولده العماد محمّد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "شيخ القراء في وقته بالديار المصرية" أ. هـ. • غاية النهاية: "إمام مقرئ كامل ناقل" أ. هـ. • الأعلام: "شيخ وقته في القراءات بالديار المصرية" أ. هـ. وفاته: سنة (688 هـ) ثمان وثمانين وستمائة، وعاش نيفًا وثمانين سنة. من مصنفاته: "المختار" في القراءات، و "حل رموز الشاطبية" نظم. 3794 - التَّبَانِي * اللغوي: يعقوب بن جلال (رسولا) بن أحمد بن يوسف الرومي التباني الحنفي، الشيخ شرف الدين. ولد: سنة (760 هـ) ستين وسبعمائة. من مشايخه: أبوه وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "أحب الحديث، وشرع في شرح المشارق وكان سخيًّا كريم القس، جوادًا وجرت له خطوب مع الناصر فرج واتصل بالمؤيد فعظم قدره عنده، ولو كان يصون نفسه ما تقدمه أحد" أ. هـ. • الوجيز: "كان مستحضرًا لفروع المذهب مع براعةٍ في العربية والمعاني والبيان والعقليات ومزيد بشاشةٍ وطلاقةٍ وكرمٍ ... " أ. هـ. • الضوء: "مع بشاشة الوجه وطلاقة اللسان وكرم النفس جودًا وسخاءًا ... وقال بعضهم: كان ذا همة عالية ومكارم وصدقة وبر وإيثار وكلمة مسموعة ووصلة بالأمراء والأكابر سيما وقد اختص بالمؤيد فتزايدت ضخامته وتردد النّاس إليه لحوائجهم مع الديانة والصيانة" أ. هـ. وفاته: سنة (827 هـ) سبع وعشرين وثمانمائة. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 690)، العبر (5/ 360)، غاية النهاية (2/ 389)، الشذرات (7/ 711)، كشف الظنون (1/ 647)، هدية العارفين (2/ 546)، الأعلام (8/ 197)، معجم المؤلفين (4/ 127). * إنباء الغمر (8/ 61)، الضوء اللامع (10/ 282)، وجيز الكلام (2/ 481)، الشذرات (9/ 265).

3795 - الحموي

3795 - الحَمَوي * اللغوي، المقرئ: يعقوب بن عبد الرحمن بن عُثْمَان بن يعقوب، الشيخ شرف الدين بن خطيب القلعة الحموي. من تلامذته: ابن جوبر، شرف الدين بن المغيزل وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "ذكره ابن حبيب في تاريخه وأثنى عليه وقال: انتهت إليه مشيخة بلده واشتهر بالعلم والدين والصلاح" أ. هـ. • الدرر: "اشتغل بالفقه ومهر فيه وشارك في الفنون حتى انتهت إليه رياسة العلم ببلدته وانتفع به الناس، وكان عارفًا بالقراءات ماهرًا في الفقه والعربية. أرخه في بلوغ الخبر وقال: كان إمامًا فاضلًا له مصنفات بديعة ونظم الحاوي" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه، عارف بالعربية والقراءات، ناظم" أ. هـ. وفاته: سنة (774 هـ)، وقيل: (775 هـ) أربع ذوسبعين، وقيل خمس وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "نظم الحاوي في فروع الفقه الشافعي". 3796 - القُميّ * المفسر: يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هاني، الأشعري، العجمي، القمي (¬1)، أبو الحسن. من مشايخه: زيد بن أسلم، وابن عقيل وغيرهما. من تلامذته: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى الحِمّاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • السير: "المفسر، المحدث، قال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقويِّ" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "قال أبو نُعَيم: كان جرير بن عبد الحميد إذا رآه قال: هذا مؤمن آل فرعون يعني لكثرة الرافضة بقمّ ... قلت: قد علَّق له البخاري" أ. هـ. • تهذيب التهذيب: "قال أبو القاسم الطبراني: كان ثقة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات" أ. هـ. • تقريب التهذيب: "صدوق يهم" أ. هـ. ¬

_ * إنباء الغمر (1/ 71)، الدرر الكامنة (5/ 209)، الشذرات (8/ 407)، بغية الوعاة (2/ 350)، الأعلام (8/ 200)، معجم المؤلفين (4/ 130). • التاريخ الكبير للبخاري (8/ 391)، الأنساب (4/ 543)، تهذيب الكمال (32/ 344)، السير (8/ 299)، العبر (1/ 265)، ميزان الاعتدال (7/ 278)، تاريخ الإسلام (وفيات 174) ط. تدمري، تهذيب التهذيب (11/ 340)، لسان الميزان (7/ 482)، الشذرات (2/ 337)، تقريب التهذيب (1088)، طبقات ابن سعد (7/ 382)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 209)، الثقات لابن حبان (7/ 645). (¬1) القمي: هذه النسبة إلى بلدة قُمّ، وهي بلدة صغيرة بين أصبهان وساوة، كبيرة غير أن أكثر أهلها الشيعة.

3797 - المالكي

وفاته: سنة (174 هـ) أربع وسبعين ومائة. 3797 - المالكي * اللغوي: يعقوب بن عبد الله المغربي المالكي. كلام العلماء فيه: • الوجيز: "كان عارفًا بالفقه وأصوله والعربية ممن انتفع به الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (783 هـ) ثلاث وثمانين وسبعمائة. 3798 - البُرُوسَوي * النحوي: يعقوب بن عليّ البروسوي. كلام العلماء فيه: • قلت: عند مراجعة كتابه (مفاتيح الجنان) وجدنا أنه عبارة عن كتاب في بعض السنن مقسم إلى فصول فيورد في كل فصل حديثًا أو أكثر ويقول المؤلف بشرحه ويفصل بعض الشيء، قال (ص 579) وتحت فصل: زيارة القبور: "والسنة في الزيارة أن تبدأ) بالوضوء (فيتوضأ ويصلي ركعتين يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وآية الكرسي مرة وسورة الإخلاص ثلاثًا ويجعل ثوابها للميتين ثم يمشي على هينة) بكسر الهاء على وزن الزينة أي يمشي على وقاره (فإذا بلغ قال وعليكم السلام) بتقديم عليكم على السلام على عكس السلام على الأحياء كذا خصصه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث .. " أ. هـ. ويكمل شرح الدعاء بهذا الأسلوب الذي لا يخلو من الأفعال والأقوال الصوفية. والله أعلم. وفاته: سنة (931 هـ) إحدى وثلاثين وتسعمائة. من مصنفاته: "مفاتيح الجنان في شرح شرعة الإسلام" في التصوف، و"حاشية على شرح ديباجة المصباح" في النحو. 3799 - أبو يوسف الأعشى * المقرئ: يعقوب بن محمّد بن خليفة بن سعيد بن هلال، أبو يوسف، الأعشى، التميمي الكوفي. من مشايخه: أبو بكر بن عياش، وكان من أجل من قرأ على أبي بكر وغيره. من تلامذته: أبو جعفر محمّد بن غالب الصيرفي، وأبو جعفر محمّد بن حبيب الشموني وغيرهما. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "قال أبو بكر النقاش: كان أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولستُ أقدم عليه أحدًا في القراءة على أبي بكر كما لا أقدم أحدًا على يحيى بن آدم عن أبي بكر" أ. هـ. وفاته: قال ابن الجزري: لم أرَ أحدًا أرخ وفاته وعندي أنه توفي في حدود المائتين. ¬

_ * إنباء الغمر (2/ 83)، وجيز الكلام (1/ 257)، بغية الوعاة (2/ 350)، الشذرات (8/ 486). * الكواكب السائرة (1/ 314)، كشف الظنون (2/ 1044)، هدية العارفين (2/ 546)، الأعلام (8/ 201)، معجم المؤلفين (4/ 130)، "مفاتيح الجنان في شرح شرعة الإسلام" استانبول -تركيا- سنة (1403 هـ - 1983 م). * معرفة القراء (1/ 159)، غاية النهاية (2/ 390).

3800 - الأماسي

3800 - الأَماسِي * المفسر: يَعْقُوب (عَفْوي) بن مصطفى فنائي الأماسي الرومي الخلوتي الحنفي. كلام العلماء فيه: • الأعلام: "فاضل، تركي، متصوف، واعظ، أكثر تصانيفه بالعربية" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مفسر صوفي فقيه" أ. هـ. وفاته: سنة (1149 هـ) تسع وأربعين ومائة وألف. من مصنفاته: "نتيجة التفاسير" جزء من تفسير سورة يوسف، و"الوسيلة العظمى لحضرة النبي المجتبى"، وله "هدية الإخوان في التصوف"، وله "طريقتنا في آداب الخلوتية" وغيرها. 3801 - الحَرْبِي * المقرئ: يعقوب بن يوسف بن عمر بن الحسين، أبو محمّد الحربي. من مشايخه: الحسين بن محمّد البارع، ومحمد بن الحسين المزرفي وغيرهما. من تلامذته: البهاء عبد الرحمن، ومحمد بن سعيد الدُّبيثي، وعبد الرحمن بن الكِل وغيرهم. كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "أقرأ النّاس مدة، وكان عارفًا ثقة مبرزًا في الأداء والخلاف" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حاذق ناقل ثقة" أ. هـ. وفاته: سنة (587 هـ) سبع وثمانين وخمسمائة. 3802 - ابن يَعِيش * النحوي، اللغوي: يعيش بن عليّ بن يعيش بن أبي السَّرايا محمّد بن عليّ بن المفضل، أبو البقاء الأسدي الموصلي ثم الحلبي، ويعرف قديمًا بابن الصائغ. ولد: سنة (553 هـ)، وقيل: (556 هـ) ثلاث وخمسين، وقيل: ست وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: أبو سعد بن أبي عصرون، وأبو السخاء الحلبي، وأبو العباس الكندي وغيرهم. من تلامذته: الصاحب بن العديم، وابنه مجد الدين وغيرهما. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان فاضلًا ماهرًا في النحو والتصريف ... وكان خفيف الروح ظريف الشمائل، كثير المجون، مع سكينة ووقار" أ. هـ. • السير: "كان طويل الروح، حسن التَّفَهم، طويل الباع في النقل، ثقة علامة كيسًا، طيب المزاح، حلو النادرة، مع وقارٍ ورزانةٍ" أ. هـ. • الأعلام: "من كبار العلماء بالعربية، موصلي ¬

_ * هدية العارفين (2/ 547)، إيضاح المكنون (1/ 308)، معجم المطبوعات لسركيس (1344)، الأعلام (8/ 202)، معجم المؤلفين (4/ 131). * معرفة القراء (2/ 560)، غاية النهاية (2/ 391)، التكملة لوفيات النفلة (1/ 160)، تاريخ الإسلام (وفيات 587) ط. تدمري. * وفيات الأعيان (7/ 46)، تاريخ ابن الوردي (2/ 176)، السير (23/ 144)، العبر (5/ 181)، المختصر في أخبار البشر (3/ 174)، النجوم (6/ 355)، مفتاح السعادة (1/ 197)، بغية الوعاة (2/ 351)، الشذرات (7/ 394)، كشف الظنون (1/ 412)، هدية العارفين (2/ 548)، الأعلام (8/ 206).

3803 - السدراتي

الأصل مولده ووفاته في حلب رحل إلى بغداد ودمشق وتصدر الإقراء بحلب إلى أن توفي" أ. هـ. وفاته: سنة (643 هـ) ثلاث وأربعين وستمائة. من مصنفاته: "شرح التصريف" لابن جني، و "شرح المفصّل" للزمخشري. 3803 - السَّدَرَاتِي * المفسر: يوسف بن إبراهيم بن مياد السدراتي، أبو يعقوب الورجلاني. ولد: سنة (500 هـ) خمسمائة. كلام العلماء فيه: • معجم أعلام الجزائر: "شبهه الأندلسيون بالجاحظ" أ. هـ. • الأعلام: "عالم بأصول الفقه، إباضي، من أهل ورجلان (وهي واد في المغرب الأقصى كانت فيه عمادة ينزلها الإباضيون ومات بها يحيى بن إسحاق الميورتي سنة 626 هـ" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "فقيه أصولي متكلم رياضي من الإباضية" أ. هـ. وفاته: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "مرج البحرين" في المنطق والحساب والهندسة، و "فتوح المغرب" في التاريخ، و"تفسير القرآن" في سبعين جزءًا، و"الدليل والبرهان" في عقائد الإباضية. 3804 - الثَّغْرِيّ * النحوي، المفسر المقرئ: يوسف بن إبراهيم بن عُثمَان الإمام، أبو الحَجّاج، العبدري الغَرْناطي الحافظ، المعروف بالثغري (¬1). ولد: سنة (503 هـ) ثلاث وخمسمائة. من مشايخه: عبد الرحيم بن الفرس الغرناطي، وأبو الحسن شُريح، ويحيى بن الخلوف وغيرهم. من تلامذته: أبو عبد الله التجيبي، وأبو عمر بن عَيَّاد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان فقيهًا حافظًا محدثًا راوية مقرئًا ضابطًا مفسرًا أديبًا خرج من وطنه في الفتنة فنزل قَلْيَوْشَة ... " أ. هـ. • معرفة القراء: "كان حافظًا محدثًا، فقيهًا مقرئًا، راوية ضابطًا مفسرًا أديبًا، نزل في الفتنة قليوشة، وولي خطابتها وأقرأ بها". وقال: "أكثر عنه أبو عبد الله التجيبي، وقال: لم أرَ أفضل، ولا أزهد منه، ولا أحفظ لحديث وتفسير منه" أ. هـ. • غاية النهاية: "مقرئ حافظ أستاذ نحوي" أ. هـ. ¬

_ * معجم أعلام الجزائر (205)، الأعلام (8/ 212)، معجم المؤلفين (4/ 140). * غاية النهاية (2/ 392)، معرفة القراء (2/ 551)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 378)، بغية الملتمس (2/ 658)، تكملة الصلة (4/ 213)، صلة الصلة (213)، تاريخ الإسلام (وفيات 579) ط. تدمري. (¬1) لأن أصل أبيه من بلغي من ثغر لاردة ومنها انتقل إلى غرناطة.

3805 - ابن أبي ريحانة

وفاته: سنة (579 هـ) تسع وسبعين وخمسمائة. 3805 - ابن أبي ريحانة * اللغوي، المقرئ: يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن سعيد بن أبي ريحانة الأنصاري المالقي، أبو الحَجّاج يعرف بالمربليّ. من مشايخه: الرُّندي، وأبو الحَجّاج يوسف بن محمّد الفهري وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان وغيره. كلام العلماء فيه: • بغية الوعاة: "أخذ القراءات والعربية على الرندي ولازمه، وقرأ عليه الكثير تفهمًا، ككتاب سيبويه، والجمل والكامل والإصلاح وأدب الكاتب والغريب المصنف والحماسة وغير ذلك". وقال: "كان من أهل الفضل والدين والخير" أ. هـ. وفاته: سنة (672 هـ) اثنتين وسبعين وستمائة. 3806 - أبو يعقوب الجُذَامِي * المقرئ: "يوسف بن إبراهيم بن أحمد بن عتاب، أبو يعقوب، الجذامي الشاطبي الصوفي. ولد: سنة (613 هـ) ثلاث عشرة وستمائة. من مشايخه: علي بن عبد الله بن محمّد الجزيري، وجده لأمه مالك بن يوسف المعافري وغيرهما. 3807 - المربيطري * النحوي، اللغوي: يوسف بن أحمد بن عليّ بن محمّد بن أحمد، أبو الحَجّاج، الأندلسي المربيطري. من مشايخه: أبو القاسم بن حبيش، وأبو طاهر بن عوف وجماعة. كلام العلماء فيه: • تكملة الصلة: "كان من أهل المعرفة والعربية والآداب ... استعمله ولاة المغرب فنال دنيا عريضة وكانت له وجاهة ونباهة وسكن مراكش إلى أن توفي بها" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان بارعًا في النحو، واقفًا على كتاب سيبويه، أقرأ النّاس العربية، ثم عُني حتى رأس فيه وخدم به الأمراء، ونال دنيا واسعة" أ. هـ. وفاته: سنة (619 هـ) تسع عشرة وستمائة. 3808 - أبو الحَجّاج الأندلسي * النحوي، اللغوي: يوسف بن أحمد بن طحلوس -وقيل طاوس- أبو الحَجّاج، الأندلسي. من مشايخه: أبو الوليد بن رُشد، وأبو عبد الله ¬

_ * بغية الوعاة: (2/ 353). * غاية النهاية (2/ 392). * تاريخ الإسلام (وفيات 619) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 354)، تكملة الصلة (4/ 221). * بغية الوعاة (2/ 354) وكرر ترجمته (2/ 357)، وسماه يوسف بن طلوس، تاريخ الإسلام (وفيات 620) ط. تدمري، البلغة (245)، معجم المؤلفين (4/ 142).

3809 - ابن الكفري

بن حميد وغيرهما. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "كان آخر الأطباء بشرق الأندلس مع التصون، ولين الجانب والتحقق بالفلسفة ومعرفة النحو وغير ذلك" أ. هـ. • البلغة: "صحب ابن رشد، وكان إمامًا في العربية والطب، آخر الأطباء بشرق الأندلس، عارفًا بعلوم الأوائل، عارفًا بكتاب سيبويه فاق أهل زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (620 هـ) عشرين وستمائة، قال صاحب بغية الوعاة أنه توفي سنة (720 هـ) عشرين وسبعمائة ولعله تصحيف فالمثبت هو الصحيح، والله أعلم. 3809 - ابن الكِفْريّ * اللغوي: يوسف بن أحمد بن الحسين بن فزارة الحنفي، جمال الدين، ابن الكفري. ولد: سنة (724 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة. من مشايخه: ابن الشحنة، ومحمد بن الخباز وغيرهما. كلام العلماء فيه: • الوفيات: "طلب الحديث وتفقه واشتغل بالعربية وبرع فيها ودرس، ثم تولى قضاء القضاة بدمشق إلى أن مات" أ. هـ. • البداية والنهاية: "ولي قضاء قضاة الحنفية، وخطب بجامع يلبغا وأحضر مشيخة النفيسية ودرس بأماكن من مدارس الحنفية، وهو أول من خطب بالجامع المستجد داخل باب كيسان بحضرة نائب السلطنة" أ. هـ. • النجوم: "كان -رحمه الله- إمامًا بارعًا في مذهبه ماهرًا في علم العربية بصيرًا بالأحكام، باشر مدة طويلة نيابة عن والدة، ثم استقل بها إلى أن مات، وكان مشكور السيرة وأفتى ودرس سنين" أ. هـ. • بدائع الزهور: "كان قد برع في العلم على مذهب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -" أ. هـ. وفاته: سنة (766 هـ) ست وستين وسبعمائة. من مصنفاته: أحاديث موافقات وأبدال منتخبة. 3810 - ابن عُثمَان اليماني * المفسر: يوسف بن أحمد بن محمّد بن عُثْمَان اليماني الزيدي، المصنف الشهير. كلام العلماء فيه: • البدر الطالع: "كان الطلبة يرحلون إليه من جميع أقطار اليمن فيأخذون عنه في جميع العلوم الشرعية وكان مسكن سلفه بصرم بني قيس من بلاد خبان" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "الزيدي الفقيه" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 354)، الدرر الكامنة (5/ 222)، الوفيات لابن رافع (2/ 296)، البداية والنهاية (14/ 324)، ذيول العبر (1/ 180)، السلوك (3/ 1 / 102)، النجوم (11/ 86)، بدائع الزهور (1/ 2 / 20)، درة الحجال (3/ 354)، معجم المؤلفين (4/ 141). * البدر الطالع (2/ 350)، هدية العارفين (2/ 559)، الأعلام (8/ 215)، معجم المؤلفين (4/ 143).

3811 - الأنبابي

وفاته: سنة (832 هـ) اثنتين وثلاثين وثمانمائة. من مصنفاته: "الزهور" في اللمع، و "الثمرات" في تفسير آيات الأحكام، و "الرياض" في التذكرة. 3811 - الأَنْبابِي * اللغوي: يوسف بن إسماعيل بن يوسف الأنبابي، الشيخ جمال الدين، بن القدوة إسماعيل. ولد: سنة (760 هـ) ظنًّا، ستين وسبعمائة. من مشايخه: العراقي، والعز بن جماعة وغيرهما. من تلامذته: أجاز في استدعاء ابن (السخاوي) محمّد وغيره. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "قرأ في الفقه والعربية والأصول وأكثر جدًّا ثم انقطع لزاوية أبيه بأنبابة وأحبه النّاس واعتقدوه وحج مرارًا وكان يذكر لنفسه نسبًا في سعد بن عبادة وعند موته خلف مالًا كثيرًا جدًّا" أ. هـ. • الوجيز: "أحد المعتقدين، هو وأبوه مع فضيلة في الفقه وأصوله والعربية، والمنقطعين بزاوية أبيه بأنبابة" أ. هـ. • الضوء: "كان أبوه ممن يعتقد في ناحيته ثم صار ابنه كذلك مع الخشوع والتعبد والإكثار من الحج والعبادة وملازمة الأشغال والاشتغال واتساع الأحوال إلى أن مات" أ. هـ. وفاته: سنة (823 هـ) ثلاث وعشرين وثمانمائة. 3812 - السَّكَّاكي * النحوي، اللغوي: يوسف بن أبي بكر بن محمّد بن عليّ السكاكي الخوارزمي الحنفي، أبو يعقوب، سراج الدين. ولد: سنة (555 هـ) خمس وخمسين وخمسمائة. من مشايخه: محمود بن صاعد الحارثي، وسديد بن محمّد الخيّاطي وغيرهما. من تلامذته: مختار بن محمود الزاهدي وغيره. كلام العلماء فيه: • تاريخ الإسلام: "إمام في النحو والتصريف وعلمي المعاني والبيان والاستدلال والعروض والشعر، وله النصيب الوافر في علم الكلام، وسائر فنون العلوم من رأى مصنَّفه، عَلِمَ تبحره ونُبله وفَضْلُه" أ. هـ. • بغية الوعاة: "قال ابن فضل الله في المسالك: ذو علوم سعى إليها، فحصّل طرائقها، وحفر تحت جناحه طوابقها واهتز للمعاني اهتزاز الغُصن البارح ولزَّ من تقدمه في الزمان لزّ الجذع ¬

_ * إنباء الغمر (7/ 404)، وجيز الكلام (2/ 461)، الضوء اللامع (10/ 302). * معجم الأدباء (6/ 2846)، تاريخ الإسلام (وفيات 626) ط. تدمري، الجواهر المضيّة (3/ 622)، مفتاح السعادة (1/ 203)، تاج التراجم (284)، بغية الوعاة (2/ 364)، الشذرات (7/ 215)، كشف الظنون (2/ 1762)، هدية العارفين (2/ 553)، روضات الجنات (8/ 220)، الأعلام (8/ 222)، معجم المؤلفين (4/ 148)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (3/ 1760)، "مفتاح العلوم" للمترجم له- مطبعة مصطفى البابي الحلبي- مصر- الطبعة الأولى، "البلاغة عند السكاكي" للدكتور أحمد مطلوب -مكتبة النهضة- بغداد- ط (1) لسنة (1384 هـ - 1964 م).

3813 - القفصي

القارح فأضحى الفضلُ كله يزم بعنانه ويزم السيف ونصله بسنانه" أ. هـ. • الشذرات: "كان حنفيًا، إمامًا كبيرًا، عالمًا بارعًا متبحرًا في النحو والتصريف" أ. هـ. • جهود علماء الحنفية: "كان حنفيًا جهميًا، ساحرًا ماهرًا في علوم الطلمسات والسحر والسيميا وتسخير الجن، والكواكب والبلاغة، وادعى أن (استوى) مبني على التمويه "تعالى الله وكلامه عن التمويهات والألغاز" أ. هـ. • قلت: قال الدكتور أحمد مطلوب في كتابه "البلاغة عند السكاكي" (ص 55)، وتحت عنوان: مذهبه وعقيدته: "كان السكاكي حنفي المذهب بدليل ورود اسمه في كتب تراجم الحنفية كما أشار إلى ذلك بعض الكتاب فقال أحدهم عنه: (كان حنفيًا إمامًا كبيرًا بارعًا)، وقال آخر: (المعتزلي الأصول، الحنفي الفروع). أما عقيدته فقد كان معتزليًا، يقول السبكي عند كلامه على الأسماء: (أراد أن السكاكي يرى أن الأسماء اصطلاحية لكونه معتزليًا). وكرر هذا القول كثيرون منهم عباس القمي في كتاب الكنى والألقاب، ومحمد عليّ تبريزي في كتاب ريحانة الأدب. هذا بعض ما يؤكد أنه كان معتزليًا ويمكن الاستئناس على صحة هذا الرأي بما ذكرناه سابقًا من أن بيئة خوارزم التي نشأ فيها السكاكي كانت مرتعًا خصبًا للاعتزال، وكان الكثيرون من علماء عصره يذهبون هذا المذهب كالزمخشري والمطرزي وغيرهما، وكان أستاذه سديد الدين بن محمّد الخياطي تلميذًا للزمخشرى، فلا عجب إذا ما أصبح السكاكي معتزليًا وهو وليد بيئة خوارزم، وتلميذ رجال ذهبوا مذهب الاعتزال وعملوا من أجله. ومما يرجح هذا الرأي ويؤيده قول السكاكي في "مفتاح العلوم": (التوحيد والعدل مذهبنا) والتوحيد والعدل من أصول الاعتزال، وإن كانا من أصول الإسلام بصورة عامة. فالسكاكي حنفي المذهب معتزلي العقيدة أو كما قال القدماء: "معتزلي الأصول حنفي الفروع" أ. هـ. وفاته: سنة (626 هـ)، وقيل: (627 هـ) ست وعشرين، وقيل: سبع وعشرين وستمائة. من مصنفاته: "مفتاح العلوم"، و "رسالة في علم المناظرة". 3813 - القُفصي * اللغوي، المقرئ: يوسف بن جامع بن أبي البركات القفصي، أبو إسحاق. ولد: سنة (606 هـ) ست وستمائة في قفص (بضم القاف) من الدجيل غربي بغداد. من مشايخه: الفَرَضي، والقلانسي وغيرهما. من تلامذته: عليّ بن أحمد بن موسى الجزري، وأبو العلاء الفرضي وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 683)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 302)، غاية النهاية (2/ 394)، بغية الوعاة (2/ 355)، الشذرات (7/ 654)، درة الحجال (3/ 355)، الأعلام (8/ 223)، معجم المؤلفين (4/ 150).

3814 - المارديني

كلام العلماء فيه: • معرفة القراء: "كان رأسًا في القراءات، عارفًا باللغة والنحو، جمُّ الفضائل، له تصانيف في القراءات والفرائض وغير ذلك وصنف فيها التصانيف. كان مقرئ بغداد، عارفًا باللغة، والنحو بصيرًا بعلل القراءات، متصديًا للإقراء بها" أ. هـ. • الذيل على طبقات الحنابلة: "وبرع في العربية والقراءة والفرائض، وغير ذلك، وانتفع النّاس به في هذه العلوم، وصنف فيها التصانيف. قال شيخنا بالإجازة صفي الدين عبد المؤمن في مشيخته: شيخ عالم بالقراءة والعربية من مشايخ القراء. وصنف في القراءات وغيرها. وقال أبو العلاء الفرضي في معجمه: كان شيخًا فقيهًا عالمًا، إمامًا فاضلًا، مقرئًا، عارفًا بروايات السبعة والشواذ وعللها، جامعًا للعلوم، وله في ذلك تصانيف كثيرة. وقال الشريف عز الدين الحافظ: متفنن، له معرفة باللغة العربية، ووجوه القراءات، وطرق القراء، وله في ذلك تصانيف تدل على فضله" أ. هـ. • غاية النهاية: "أستاذ كبير مؤلف محقق عالم .. " أ. هـ. • الأعلام: "كان ضريرًا" أ. هـ. • معجم المؤلفين: "مقرئ مجود للقرآن، نحوي لغوي فرضي ... " أ. هـ. وفاته: سنة (682 هـ) اثنتين وثمانين وستمائة. من مصنفاته: "الشافي" في القراءات العشر، و "النهاية" في القراءات. 3814 - المارديني * المقرئ: يوسف بن حرب الحسني الأصل، المارديني الغزي. من مشايخه: جمال الدين بن مالك، ومحيي الدين النووي، والكمال إبراهيم بن أحمد بن فارس وغيرهم. من تلامذته: زين الدين سريجا وغيره. كلام العلماء فيه: • الدرر: "سمع الشاطبية، وعني بالقراءات" أ. هـ. وفاته: سنة (743 هـ) ثلاث وأربعين وسبعمائة، وله (124 أو 125) سنة. من مصنفاته: "شرح الشاطبية" في مجلدين. 3815 - السِّيرافِي * النحوي، اللغوي: يوسف بن الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، أبو محمد. ولد: سنة (330 هـ) ثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: والده وخلفه في جميع علومه. كلام العلماء فيه: • المنتظم: "كان يرجع إلى علم ودين" أ. هـ. • معجم الأدباء: "كان رأسًا في العربية واللغة، ¬

_ * الدرر الكامنة (5/ 228)، معجم المؤلفين (4/ 152). * المنتظم (14/ 382)، معجم الأدباء (6/ 2847)، وفيات الأعيان (7/ 72)، الجواهر المضيّة (4/ 625)، البداية والنهاية (11/ 340)، تاج التراجم (287)، بغية الوعاة (2/ 355)، مرآة الجنان (2/ 429)، هدية العارفين (2/ 549)، كشف الظنون (2/ 1209)، تاريخ الإسلام (وفيات 385) ط. تدمري، الأعلام (8/ 224).

3816 - الحلواني

له مشاركة في غيرها من العلوم" أ. هـ. • وفيات الأعيان: "النحوي اللغوي الأخباري الفاضل ابن الفاضل ... وكان دينًا صالحًا ورعًا متقشفًا .. " أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "كان إخباريًّا لغويًّا علامة عارفًا بالعربية معرفة جيدة، تصدر في مجلس أبيه بعد موته، وقد كان يفيد له في حياته، وكمل بعض تصانيف أبيه، وشرح أبيات سيبويه، فجاء نهايةً في بابه" أ. هـ. • الجواهر المضيّة: "الإمام ابن الإمام ... قال القفطي: كان امرءًا دينًا، صالحًا، ورعًا، تقيًّا، وله تقدم في علم اللغة والعربية وبضاعته قوية في العلوم الباقية .... " أ. هـ. • البغية: "كان ديّنًا صالحًا، ورعًا متقشفًا، له تقدم في اللغة والعربية وبضاعة في العلوم الباقية" أ. هـ. وفاته: سنة (385 هـ) خمس وثمانين وثلاثمائة. من مصنفاته: "شرح أبيات سيبويه" وأكمل كتاب أبيه "المقنع" في اللغة. 3816 - الحَلوانِي * النحوي، اللغوي: يوسف بن الحسن بن محمود التبريزي الحلواني، عز الدين. ولد: سنة (730 هـ) ثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: جلال الدين القزويني، وشهاب الدين الخونجي، والعضد وغيرهم. كلام العلماء فيه: • الضوء اللامع: "كان إمامًا علامة محققًا حسن الخَلْق والخُلُق زاهدًا عابدًا معرضًا عن أمور الدّنْيا لم يلمس بيده دينارًا ولا درهمًا مقبلًا على العلم لا يرى إلا مشغولًا به تصنيفًا وإقراءً ومطالعة مع القيام بوظائف العبادة لم تقع منه كبيرة ولم ير مهمومًا قط" أ. هـ. وفاته: سنة (804 هـ) أربع وثمانمائة. من مصنفاته: "حاشية على الكشاف"، و "شرح المنهاج" في فقه الشافعية، و "شرح الأربعين النووية". 3817 - ابن خطيب المنصورية * النحوي، اللغوي: يوسف بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن مسعود بن عليّ بن عبد الله الجمال، أبو المحاسن الحموي الشافعي ويعرف بابن خطيب الناصرية. ولد: سنة (737 هـ) سبع وثلاثين وسبعمائة. من مشايخه: البهاء الإخميمي، والسري أبو الوليد إسماعيل بن محمّد بن محمّد بن هانئ ¬

_ * إنباه الغمر (4/ 185)، الضوء اللامع (10/ 309)، وجيز الكلام (1/ 346)، بغية الوعاة (2/ 356)، الشذرات (9/ 73) وفيه اسمه: يوسف بن الحسن بن الحسن بن محمود، وترجم له في (9/ 37)، كشف الظنون (2/ 1480)، هدية العارفين (2/ 559)، الأعلام (8/ 224)، معجم المؤلفين (4/ 155). * طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (4/ 87)، إنباء الغمر (6/ 50)، الضوء اللامع (10/ 308)، بغية الوعاة (2/ 355)، الشذرات (9/ 130)، البدر الطالع (2/ 352)، كشف الظنون (1/ 153)، إيضاح المكنون (1/ 120)، هدية العارفين (2/ 559)، الأعلام (8/ 225)، معجم المؤلفين (4/ 155).

3818 - ابن الحسناوي

اللخمي المالكي وغيرهما. من تلامذته: ابن المغلي، وابن خطيب الناصرية وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "جد ودأب وحصل إلى أن تميز ومهر وفاق أقرانه في العربية وغيرها من العلوم ... كان خيرًا ساكنًا، قال ابن حجي: فاق الأقران" أ. هـ. • الضوء: "كان يحفظ تائية ابن الفارض وينشد منها كثيرًا" أ. هـ. • البدر الطالع: "له نظم حسن وانتهت إليه مشيخة العلم ببلاده ورحل إليه الناس" أ. هـ. وفاته: سنة (809 هـ) تسع وثمانمائة. من مصنفاته: "شرح ألفية بن معطي"، و "شرح الاهتمام مختصر الإلمام". 3818 - ابن الحَسْناوي * النحوي، المفسر: يوسف بن خالد بن أيوب، جمال الدين بن زين الدين، ابن الحسناوي الحلبي. من مشايخه: شهاب الدين بن أبي الرضا، والزين سريجا وغيرهما. كلام العلماء فيه: • إنباء الغمر: "كان حسن الشكل فائق الخط قوي النظم" أ. هـ. • الضوء اللامع: "كان ذكيًا فاضلًا عارفًا بالنحو والتفسير والفقه حسن الشاكلة فائق الكتابة، ذا نظم جيد" أ. هـ. • طبقات المفسرين للداودي: "له معرفة بالفقه والتفسير والنحو والشعر وولي قضاء حلب مرتين أو ثلاثًا، وقضاء طرابلس مرتين" أ. هـ. من أقواله: من شعره: أوجهك هذا أم سنا البدر لامع ... فقد أشرقت بالنور منك المطالع حديثك للسمار خير فكاهة ... وذكرك بالمعروف والعرف شائع وفاته: سنة (829 هـ) تسع وعشرين وثمانمائة. 3819 - ابن شَدَّاد الأسدي * المقرئ: يوسف بن رافع بن تميم بن محمّد بن عتاب، أبو المحاسن، وأبو العز المعروف بابن شداد، الأسدي الحلبي. ولد: سنة (539 هـ) تسع وثلاثين وخمسمائة. من مشايخه: يحيى بن سعدون القرطبي، ومحمد بن أسعد العطاري حفدة وغيرهما. ¬

_ * طبقات المفسرين للداودي (2/ 379)، الضوء اللامع (10/ 312)، إنباء الغمر (8/ 117)، الشذرات (9/ 227). * معرفة القراء (2/ 619)، التكملة لوفيات النقلة (3/ 384)، وفيات الأعيان (7/ 84)، المختصر في أخبار البشر (3/ 156)، تاريخ الإسلام (وفيات 632) ط. تدمري، تذكرة الحفاظ (4/ 1459)، السير (22/ 383)، العبر (5/ 132)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 360)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 115)، البداية والنهاية (13/ 153)، معجم المؤلفين (4/ 160)، هدية العارفين (2/ 553)، إيضاح المكنون (2/ 681)، غاية النهاية (2/ 395)، النجوم (6/ 292)، الشذرات (7/ 276)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 427)، الأعلام (8/ 230)، كشف الظنون (1/ 125).

3820 - الجزائري

من تلامذته: أبو عبد الله الفاسي المقرئ، والزكي المنذري وجماعة. كلام العلماء فيه: • وفيات الأعيان: "كان القاضي أبو المحاسن المذكور يسلك طريق البغاددة في ترتيبهم وأوضاعهم وحتى إنه كان يلبس ملبوسهم، والرؤساء الذين يترددون إليه كانوا ينزلون عن دوابهم على قدر أقدارهم، لكل واحد منهم مكان معين لا يتعداه". وقال: "وجعل داره خانقاه للصوفية لأنه لم يكن له وارث، ولازم الفقهاء والقراء تربته مدة طويلة يقرؤون عند قبره" أ. هـ. • تاريخ الإسلام: "تفقه وتفنن، وبرع في العلم" أ. هـ. • معرفة القراء: "رأس في مذهب الشافعي - رضي الله عنه -، وقال من الرياسة والحرمة والجاه ما لا يزيد عليه". وقال: "وكان كما قال عمرو بن الحاجب: ثقة حجة، عارفًا بأمور الدين اشتهر اسمه وسار ذكره، وكان ذا صلاح وعبادة، وكان في زمانه كالقاضي أبي يوسف في زمانه، دبر أمر المملكة بحلب، واجتمعت الألسن على مدحه، أنشأ دار حديث بحلب" أ. هـ. • البداية: "من بيت العلم والسيادة، له علم بالتواريخ وأيام الناس" أ. هـ. • طبقات الشافعية للسبكي: "كان إمامًا فاضلًا ثقة عارفًا بالدين والدنيا رئيسًا مشارًا إليه متعبدًا متزهدًا نافذ الكلمة، وكان يشبَّه بالقاضي أبي يوسف في زمانه" أ. هـ. • غاية النهاية: "قاضي القضاة إمام علامة" أ. هـ. وفاته: سنة (632 هـ) اثنتين وثلاثين وستمائة. من مصنفاته: "دلائل الأحكام" في أربع مجلدات، و"الموجز الباهر" في الفقه، و"سيرة صلاح الدين" وغيرها. 3820 - الجزائري * النحوي، اللغوي: يوسف بن سعيد بن يخلف الجزائري، أبو الحجاج. من تلامذته: الغبريني وغيره. كلام العلماء فيه: • عنوان الدراية: "الشيخ الفقيه، الأستاذ الأديب، النحوي اللغوي، له علم بعلم العربية، واللغة والنحو والأدب، وكان يُقرأ عليه الفقه، وكانت بضاعته فيه مزجاة، وأما علم اللغة والنحو والأدب فكان فيه جيدًا، وكان له مجلس واسع الحضور يحضر فيه كثير من الطلبة .. " أ. هـ. 3821 - الأَعْلَم * النحوي، اللغوي: يوسف بن سليمان بن عيسى ¬

_ * عنوان الدراية (77). * فهرست ابن الخير (472)، الصلة (2/ 643)، وفيات الأعيان (7/ 81)، معجم الأدباء (6/ 2848)، معجم البلدان (3/ 367)، إشارة التعيين (393)، تاريخ الإسلام (وفيات 476) ط. تدمري، السير (18/ 555)، البلغة (246)، بغية الوعاة (2/ 356)، الشذرات (5/ 411)، كشف الظنون (1/ 692)، هدية العارفين (2/ 551)، معجم المطبوعات (459)، الأعلام (8/ 233)، معجم المؤلفين (4/ 162).

3822 - ابن شريكا

الشنتمري (¬1) الأندلسي، المعروف بالأعلم (¬2)، أبو الحجاج. ولد: سنة (410 هـ) عشر وأربعمائة. من مشايخه: أبو سهل الحراني، ومسلم بن أحمد الأديب وغيرهما. من تلامذته: أبو عليّ الحسين بن محمّد الغساني الجيّاش، وأبو بكر محمّد بن سليمان الكلاعي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "كان عالمًا بالعربية واللغة ومعاني الأشعار، حافظًا لجميعها ... " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عالمًا باللغات والإعراب والمعاني، واسع الحفظ، جد الضَّبط، كثير العناية بهذا الشأن، اشتهر اسمه وسار ذكره، وكانت الرحلة إليه في وقته ..... وكفُ بصره في آخر عمره. وكان مشقوق الشفة العليا شقًّا كبيرًا" أ. هـ. * السير: "وكان أحد الأذكياء المبرزين" أ. هـ. وفاته: سنة (476 هـ) ست وسبعين وأربعمائة، وقد ذكره صاحب "الشذرات" ضمن وفيات سنة (495)، ولكن قال محقق الكتاب الصواب أن وفاته (476 هـ) والله أعلم. من مصنفاته: شرح كتاب "الجمل" في النحو للزجاجي، و"شرح الشعراء الستة"، و"تحصيل عين الذهب" في شرح شواهد سيبويه. 3822 - ابن شَرِيكا * المفسر, المقرئ: يوسف بن شريكار أو شرنكار العينتابي. ولد: سنة (766 هـ) ست وستين وسبعمائة. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "تعانى القراءات فمهر فيها وانتفعوا به وكان يتكلم على الناس بلسان الوعظ وكان فصيح اللسان حلو المنطق، مليح الوجه، له يد في التفسير. ذكره العينتابي في تاريخه" أ. هـ. وفاته: سنة (822 هـ) اثنتين وعشرين وثمانمائة، وعاش ستًّا وخمسين سنة. 3823 - ابن غُصن الإشبيلي * المقرئ: يوسف بن عبد الرحمن بن غُصن، أبو الحَجّاج الإشبيلي التجيبي. من مشايخه: أبو الحسن شُريح، وأبو العباس بن حرب المسيلي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "تصدر للإقراء ببلده وعمر وأسن وانفرد أخيرًا بالأخذ تلاوة عن شريح ¬

_ (¬1) شنت مَريّة: أظنه يراد به مَريْم بلغة الأفرنج وهو حصن من أعمال شنتبرية. كما ذكر صاحب معجم البلدان. (¬2) وسمي بالأعلم: لكونه مشقوق الشفة العليا، ويقال لمشقوق السفلى: أفلح. * إنباء الغمر (7/ 373)، الضوء اللامع (10/ 317)، الشذرات (9/ 231). * معرفة القراء (2/ 570)، غاية النهاية (2/ 396)، صلة الصلة (216)، تكملة الصلة (4/ 217)، الشذرات (6/ 543)، العبر (4/ 300)، تاريخ الإسلام (وفيات 597) ط. تدمري.

3824 - أبو المحاسن

فكان النّاس يرحلون للأخذ عنه" أ. هـ. * معرفة القراء: "أحد الحذاق". وقال: "عمر دهرًا طويلًا، وتصدر للإقراء بإشبيلية، وانفرد بعلو الإسناد" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام مقرئ حاذق" أ. هـ. وفاته: تقريبًا سنة (597 هـ) سبع وتسعين وخمسمائة، وقيل: (596 هـ) ست وتسعين وخمسمائة، وقيل: (598 هـ) ثمان وتسعين وخمسمائة. 3824 - أبو المحاسن * المفسر: يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القرشي التميمي البكري البغدادي، محيي الدين، أبو المحاسن. ولد: سنة (580 هـ) ثمانين وخمسمائة. من مشايخه: أبوه، ويحيى بن بَوْش، وأبو منصور عبد السلام وغيرهم. من تلامذته: الدمياطي، والرشيد بن أبي القاسم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "درّس وأفتى، وناظر وتصدر للفقه ووعظ، وكان صدرًا كبيرًا وافر الجلالة ذا سمت وهيبة وعبارة فصيحة رُوسل به إلى الملوك، وبلغ أعلى المراتب وكان محمود الطريقة محببًا إلى الرعية ... قال شمس الدين بن الفخر: أما رياسته وعقله فتنقلُ بالتواتر حتى قال السلطان الملك الكامل: كل أحد يعوزه عقل سوى محيي الدين فإنه يعوزه نقص عقل! وذلك لشدة مُسكته وتصميمه وقوة نفسه، تحكى عنه عجائب في ذلك، ضربت عنقه صبرًا عند هولاكو ... في نحو سبعين صدرًا من أعيان بغداد منهم أولاده ... " أ. هـ. * ذيل طبقات الحنابلة: "قال ابن الساعي: وهو من العلماء الأفاضل، والكبراء الأماثل أحد أعلام العلم ومشاهير الفضل. ظهرت عليه آثار العناية الإلهية، منذ كان طفلًا، وعني به والده وأسمعه الحديث ودربه من صغره في الوعظ، وبورك له في ذلك وصار له قبول تام وبانت عليه آثار السعادة ... وذكره الدبيثي في تاريخه وقال: بعد وفاة أبيه ودرس وناظر وتولى الحسبة بجانب بغداد" أ. هـ. * العسجد المسبوك: "كان كثير العبادة مواظبًا على الصلاة والصوم فرضًا ونفلًا .. " أ. هـ. * الدارس: "لبس الخرقة من الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن سكينة، واشتغل بالفقه والخلاف والأصول وبرع في ذلك، وكان أمهر من أبيه فيه، علا أمره وعظم شأنه وولي الولايات الجليلة .. " أ. هـ. * المنهج الأحمد: "الأصولي، الواعظ، الصاحب، الشهيد". ¬

_ * السير (23/ 372)، العبر (5/ 237)، عيون التواريخ (20/ 207)، البداية والنهاية (13/ 216)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 258)، النجوم (7/ 68)، السلوك (1/ 2 / 412)، الدارس (2/ 62)، العسجد المسبوك (635)، الشذرات (7/ 494)، كشف الظنون (1/ 213)، هدية العارفين (2/ 555)، الأعلام (8/ 236)، معجم المؤلفين (4/ 165)، المنهج الأحمد (4/ 273)، وفيات الأعيان (3/ 142)، المقصد الأرشد (3/ 137)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 380).

3825 - المزي

وقال: "كان يورد من نظمه كل أسبوع قصيدة في مدح الخليفة، فحظي عنده وولاه ما تقدم، وأذن له في الدخول إلى ولي عهده، ثم أوصى الناصر عند موته أن يغسله. وكان كامل الفضائل معدوم الرذائل، أمر الناصر بقبول شهادته، وقلده الحسبة بجانبي بغداد وله ثلاث وعشرون سنة" أ. هـ. وفاته: سنة (656 هـ) ست وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز"، و"الإيضاح" في الجدل. 3825 - المزيّ * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف، بن عليّ بن أبي الزهر، جمال الدين، أبو الحجاج. ولد: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مشايخه: ابن تيمية، أحمد بن أبي الخير، والمسلم بن علان، والفخر بن البخاري وغيرهم. من تلامذته: البرزالي والذهبي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيول العبر: "كان عارفًا بالنحو والتصريف، بصيرًا باللغة، مشارك في الأصول والفقه .. كان مع تبحره في علم الحديث رأسًا في اللغة والعربية والتصريف، له مشاركة جيدة في الفقه وغيره، ذا حظ من زهد وتعفف، ويقنع باليسير، وقد شهد له بالإمامة جميع الطوائف وأثنى عليه الموافق والمخالف" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "نسخ بخطه المليح المتقن كثيرًا لنفسه ولغيره [ونظر في اللغة] ومهر فيها وفي التصريف وقرأ العربية، وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها والقائم بأعبائها لم تر العيون مثله. عمل كتاب "تهذيب الكمال" في مائتي جزء [وخمسين جزء]، وعمل كتاب "الأطراف" في بضعة وثمانين جزءًا، وخرج لنفسه وأملى مجالس وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله، وولى المشيخة بأماكن منها الدار الأشرفية، وكان ثقة حجة كثير العلم حسن الأخلاق كثير السكوت قليل الكلام جدًّا صادق اللهجة لم تعرف له صبوة، وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شيء مما يقرأ بل يرد في المتن والإسناد ردًّا مفيدًا يتعجب منه فضلاء الجماعة، وكان متواضعًا حليمًا مقتصدًا في ملبسه ومأكله كثير المشي في مصالحه، ترافق هو وابن تيمية كثيرًا في سماع الحديث وفي النظر في العلم وكان يقرر طريقة السلف في السنة ويعضد ذلك بمباحث نظرية وقواعد كلامية وجرى بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك تركها أسلم وأولى. ومع ذلك فله عمل كثير في المعقول، وما وراء ذلك بحمد الله إلا حُسن الإسلام وحسبة الله مع ¬

_ * تذكرة الحفاظ (4/ 1498)، ذيول العبر (229)، البداية والنهاية (14/ 203)، فوات الوفيات (4/ 353)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 464)، الدرر الكامنة (5/ 233)، مفتاح السعادة (2/ 367)، الدارس (1/ 35)، القلائد الجوهرية (329)، النجوم (10/ 76)، الشذرات (8/ 236)، فهرس الفهارس (1/ 107)، الأعلام (8/ 236)، السير (17/ 551) ط. علوش.

3826 - الشحام

أني لم أعلمه ألف في ذلك شيئًا. وقد لزم في وقت صحبة العفيف التلمساني فلما تبين له انحلاله واتحاده تبرأ منه وحط عليه، وكان ذا مروءة وسماحة ويقنع باليسير باذلًا لكتبه وفوائده ونفسه، كثير المحاسن ولقد آذاه أبو الحسن بن العطار وسبح وما رأيته يتكلم فيه ولا فيمن آذاه والله يسمح له [ويختم له] بالخير ولنا آمين" أ. هـ. * قال محقق السير الدكتور علوش: "ما بين حاصرتين تعذرت قراءته على المخطوط وما أثبتناه من "الدرر الكامنة" و"الوافي بالوفيات" نقلًا عن "السير": "ما رأيت أحدًا في الرواية أحفظ منه وكان في شيبته صحب العفيف التلمساني فلما تبين له ضلاله هجره، قال: وكان يترخص في الأداء من غير الأصل ويصلح من حفظه ويسامح في دمج القارى ولغط السامعين ويعتمد في ذلك الإجازة وكان يتمثل بقول ابن منده يكفيك من الحديث شمه، وأوذي مرة في سنة (705 هـ) بسبب ابن تيمية؛ لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية وبحث مع الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبلق شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري، وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض، وقالوا: نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب وهو الأفرم بأن ينادي بأن من يتكلم في العقائد يقتل" أ. هـ. * الدرر: "قال ابن سيد الناس: أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم معتمدًا آثار السلف الصالح مجتهدًا فيما نيط به في حفظ السنة ... قال: ولم أرَ بعد أبي حيان مثله في العربية خصوصًا التصريف". ثم قال: الدرر: "قال الذهبي: ... تفقه للشافعي مدة وعني باللغة فبرع فيها وأتقن النحو والصرف ... محبًا للآثار معظمًا لطريقة السلف جيد المعتقد" أ. هـ. * الأعلام: "قال ابن ناصر الدين: قال الحافظ الذهبي: أحفظ من رأيت أربعة: ابن دقيق العيد، والدمياطي، وابن تيمية، والمزي. فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث والدمياطي أعرفهم بالأنساب وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال" أ. هـ. وفاته: سنة (742 هـ) اثنتين وأربعين وسبعمائة. من مصنفاته: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" في الحديث ثماني مجلدات وغيرهما. 3826 - الشَّحَّام * المفسر: يوسف بن عبد الله الشحام، أبو يعقوب. من مشايخه: أبو الهذيل وغيره. من تلامذته: أبو علي الجبائي وغيره. ¬

_ * لسان الميزان (6/ 420)، فضل الاعتزال (280)، الأعلام (8/ 239)، "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، للدكتور عدنان زرزور- مؤسسة الرسالة.

3827 - يوسف الزجاجي

كلام العلماء فيه: * لسان الميزان: "قال النديم (¬1): انتهت إليه رئاسة المعتزلة بالبصرة في وقته وذكر أنه كان على ديوان الخراج أيام الواثق، وأنه كان قد وعظ العلوي صاحب الزنج لما خرج بالبصرة فأراد قتله ثم تركه" أ. هـ. * فضل الإعتزال: "قال أبو الحسن: سألت أبا عليّ عن عذاب القبر، فقال: سألت الشحام فقلت له: من أصحابنا من أنكره وأنكر منكرًا ونكيرًا، والشفاعة والحوض والصراط والميزان. فقال ما منهم من أحد أنكر ذلك وإنما يحكى ذلك عن ضرار" أ. هـ. * الأعلام: "مفسر معتزلي، من أهل البصرة انتهت إليه رئاسة المعتزلة بها في أيامه ... وكان من أحذق الناس بالجدل" أ. هـ. * قال الدكتور عدنان زرزور في كتابه "الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" (ص 132): "من معتزلة البصرة ... كان من رؤساء أصحاب أبي هذيل وفقهائهم، وإليه انتهت رياسة المعتزلة بالبصرة في وقته ... ولا ندري من أخبار تفسيره غير ما نقله القاضي عبد الجبار، قال: (وله كتاب في تفسير القرآن) ولعله كان صغير الحجم، وأحد مآخذ أبي علي الجبائي" أ. هـ. وفاته: نحو سنة (280) ثمانين ومائتين، وقيل: (267 هـ) سبع وستين ومائتين. من مصنفاته: "تفسير القرآن". 3827 - يوسف الزُّجَاجي * اللغوي: يوسف بن عبد الله الزجاجي الجرجاني، أبو القاسم. ولد: سنة (352 هـ) اثنتين وخمسين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو أحمد الغطريفي، وأبو إسحاق البصري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ جرجان: "كان عظيم الشأن، غزير العلم في الأدب واللغة، لا يوازيه أحد في صناعته، له شروح كثيرة وأمالي في دقائق العلم وحقائقها" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "جُرجاني، نبيل، عظيم القدر في اللغة والأدب والعربية وفنونها، قليل المثل. وكان عجبًا في اللغة ودقائقها" أ. هـ. * بغية الوعاة: "كان عظيم الشأن، غزير العلم في الأدب واللغة لا يوازيه أحد في صناعته" أ. هـ. وفاته: سنة (415 هـ) خمس عشرة وأربعمائة. من مصنفاته: "عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب"، و "الرياحين"، و"اشتقاق الأسماء". ¬

_ (¬1) لم نجده في الفهرست لابن النديم لعله سقط من المطبوع. * معجم الأدباء (6/ 2848)، تاريخ الإسلام (وفيات 415) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 357)، الأعلام (8/ 239)، معجم المؤلفين (4/ 168)، تاريخ جرجان للسهمي (496).

3828 - ابن عبد البر

3828 - ابن عبد البر * اللغوي، المقرئ: يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البر النمري، أبو عمر. ولد: سنة (362 هـ) اثنتين وستين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ، وعبد الوارث بن سفيان وغيرهما. من تلامذته: طاهر بن مفوز، وأبو بحر سفيان بن العاصي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * جذوة المقتبس: "فقيه حافظ مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف في الفقه وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع" أ. هـ. * السير: "وقال أبو عليّ الغساني: لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد الجبّاب، ثم قال أبو علي: ولم يكن ابن عبد البر بدونهما، ولا متخلفًا عنهما، وكان من النَّمِرِ بن قاسط، طلب وتقدم، ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه، ولزم أبا الوليد بن الفرضي، ودأب في طلب الحديث، وافْتَنَّ به، وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار، جلا عن وطنه، فكان في الغرب مدة، ثم تحول إلى شرق الأندلس، فسكن دانية، وبلنسية، وشاطبة، وبها توفي قلت: -أي الذهبي- كان إمامًا دينًا، ثقة، متفننًا، علامة، متبحرًا، صاحب سنة واتباع، وكان أولًا أثريًا ظاهريًا فيما قيل، ثم تحول مالكيًا مع ميل بَيِّنٍ إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا ينكر له ذلك، فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين، ومن نظر في مصنفاته، بان له منزلته من سعة العلم، وقوة الفهم، وسيلان الذهن، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده، لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه، ونغطي معارفه، بل نستغفر له، ونعتذر عنه. قال ابن حزم: لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه؟ قال شيخنا أبو عبد الله بن أبي الفتح: كان أبو عمر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار. قال: وكان في أول زمانه ظاهري المذهب مدة طويلة، ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد، إلا أنه كان كثيرًا ما يميل إلى مذهب الشافعي، كذا قال. وإنما المعروف أنه مالكي. قلت: -أي الذهبي- كان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله". * العبر: "ليس لأهل المغرب أحفظ منه، مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية ¬

_ * جمهرة أنساب العرب (302)، جذوة المقتبس (2/ 586)، بغية الملتمس (2/ 659)، ترتيب المدارك (4/ 808)، الصلة (2/ 640)، وفيات الأعيان (7/ 66)، العبر (3/ 255)، السير (18/ 155)، تذكرة الحفاظ (3/ 1128)، طبقات الحفاظ (432)، البداية والنهاية (12/ 111)، الديباج المذهب (2/ 367)، الشذرات (5/ 266)، كشف الظنون (1/ 12 و 43)، إيضاح المكنون (2/ 266)، هدية العارفين (2/ 550)، روضات الجنات (8/ 222)، شجرة النور (119)، المغرب (2/ 407).

والأخبار" أ. هـ. * قلت: هذه بعض المواضع المنقولة من كتاب (عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان) (¬1) تبين عقيدته حيث قال مؤلف الكتاب ص (70): (يؤكد ابن عبد البر أن هذا الباب -أعني باب العقائد- إنما يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكذلك ما أجمعت عليه الأمة. يقول -رحمه الله-: "واتفق أهل الإسلام، أن الدين تكون معرفته على ثلاثة أقسام: أولها معرفة خاصة الإيمان والإسلام، وذلك معرفة التوحيد والإخلاص، ولا يوصل إلى علم ذلك إلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو المؤدي عن الله، والمبين لمراده، وبما في القرآن من الأمر بالاعتبار في خلق الله بالدلائل من آثار صنعته في بريته على توحيده، وأزليته سبحانه، والإقرار والتصديق بكل ما في القرآن، وبملائكة الله، وكتبه، ورسله" (¬2). ويقول في موطن آخر: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو اجتمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله، أو نحوه يسلّم له، ولا يناظر فيه" (¬3). موقف ابن عبد البر من الأقوال المرجوحة: وأما الأقوال المرجوحة، سواء في باب العقائد، أو غيره، فإن ابن عبد البر -رحمه الله- يردها، كائنًا من كان قائلها، فنراه يرد على أبي حنيفة (¬4)، ومالك (¬5)، والشافعي (¬6)، بل يصرح بأن القول المخالف للسنة يرد، ولو كان قول صحابي، فيقول: "ليس أحد من خلق الله إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يترك من قوله إلا ما تركه هو ونسخه قولًا أو عملًا، والحجة فيما قال - صلى الله عليه وسلم - وليس في قول غيره حجة، ومن ترك قول ... [وذكر أقوالًا لبعض الصحابة انفردوا بها -رضي الله عنهم أجمعين- ثم قال] كيف يتوحش من مفارقة واحد منهم -ومعه السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي الملجأ عند الاختلاف، وغير نكير أن يخفى على الصاحب والصاحبين والثلاثة السنة المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " (¬7) موقف ابن عبد البر مما ورد عن مجاهد في تفسير المقام المحمود: ومن الأمثلة التي يمكن أن يستدل بها على رد ابن عبد البر للأقوال المخالفة للكتاب والسنة ما كرره في كتبه، من حكاية قول مجاهد -رحمه الله- في تفسير المقام المحمود، المذكور في قوله تعالى: ¬

_ (¬1) كتاب (عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان) لمؤلفه سليمان بن صالح بن عبد العزيز، ط. دار العاصمة الطبعة الأولى سنة (1416 هـ-1996 م) نقلا بنصه مع الهوامش. (¬2) جامع بيان العلم وفضله (2/ 39). (¬3) جامع بيان العلم وفضله (2/ 96). (¬4) الإستذكار (1/ 40). (¬5) التمهيد (5/ 289). (¬6) التمهيد (2/ 248). (¬7) التمهيد (1/ 159).

{وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}. فقد ورد عن مجاهد في تفسير ذلك قال: "يجلسه معه على عرشه" (¬1). وقد رد هذا القول ابن عبد البر -رحمه الله- في مواضع كثيرة من كتبه، ففي إحدى المواطن، ذكر تفسير مجاهد لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (*) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال -يعني مجاهد- حسنة إلى ربها ناظرة قال: تنظر الثواب. ثم عقب عليه بقوله: "ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقاويل الصحابة، وجمهور السلف، وهو قول عند أهل السنة مهجور، والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن، فإن له قولين في تأويل آيتين هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما، أحدهما هذا، والآخر قوله في قول الله عزَّ وجلَّ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} -ثم روى بسنده عنه أنه قال- يوسع له على العرش فيجلسه معه، وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم. فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود: الشفاعة ... " (¬2). وقد أنكر هذا التفسير في موطن آخر، واعتذر عن مجاهد بأنه قد روي عنه في تفسير هذه الآية مثل الذي عليه الجماعة: وقد روي عن مجاهد أن المقام المحمود: أن يقعده معه يوم القيامة على العرش، وهذا -عندهم- منكر في تفسير هذه الآية، والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين- أن المقام المحمود، هو المقام الذي يشفع فيه لأمته، وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك، فصار إجماعًا في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة" (¬3). ثم روى عدة آثار في أن المقام المحمود هو الشفاعة، عن مجاهد، وابن مسعود، وحذيفة، وقتادة، وغيرهم (¬4)، والحق أن السلف -رحمهم الله- قد اختلفوا في إثبات معنى هذا الأثر، فمن السلف من أجازه، رغم ترجيحه أن المقام المحمود هو الشفاعة، كما فعل ابن جرير -رحمه الله- (¬5). وقال في صفحة (124) في إيراد قول ابن عبد البر خبر الواحد: (والإمام ابن عبد البر يرى وجوب العمل بخبر الواحد في الحدود وغيرها من الأحكام، ومن ذلك قوله: "وإذا وجب ذلك في الحدود فسائر الأحكام أحرى بذلك" (¬6)، بل صرح بالأخذ به في الاعتقادات فقال: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من ¬

_ (¬1) تفسير ابن جرير (15/ 145). (¬2) التمهيد (7/ 157). (¬3) التمهيد (19/ 54). (¬4) التمهيد (19/ 54). (¬5) تفسير ابن جرير (15/ 143). (¬6) التمهيد (9/ 92).

أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه .. وقد روينا عن مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قال أمروها كما جاءت نحو حديث التنزيل، وحديث إن الله خلق آدم على صورته، وأنه يدخل قدمه في جهنم وما كان مثل هذه الأحاديث" (¬1). وقال في عقيدة التبرك بمجالسة الصالحين [صفحة 236]: (أما التبرك بالصالحين فيكون بمجالستهم، والاستفادة من علمهم وخلقهم ونحو ذلك، كما في حديث الملائكة الذين يطوفون يلتمسون مجالس الذكر، وفيه قوله تعالى: (أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم) وفي رواية (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) (¬2). فهذا العبد الخطاء شملته المغفرة ببركة مجالسته للصالحين. قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "وقول القائل ببركة الشيخ قد يعني بها دعاءه، وأسرع الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب، وقد يعني بها بركة ما أمره به وعلّمه من الخير، وقد يعني بها بركة معاونته له على الحق وموالاته في الدين ونحو ذلك، وهذه كلها معان صحيحة" (¬3). رأي ابن عبد البر في التبرك بذوات الصالحين ومناقشته: أما التبرك بذوات الصالحين أو بآثارهم كملابسهم وفضل وضوئهم ونحو ذلك، فهذا فيه خلاف بين العلماء -رحمهم الله-، فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه. فأما الذين جوزوا ذلك فقد قاسوه على ما ورد في ذلك من آثار في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سبق ذكر جملة منها، وقالوا إن هذه الأحاديث أصل في التبرك بآثار الصالحين (¬4). واستدلوا أيضًا بفعل ابن عمر - رضي الله عنهما - في كونه يتحرى الأماكن التي صلى فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيصلي فيها كما روى البخاري -رحمه الله- بسنده عن موسى بن عقبة قال: "رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأمكنة" (¬5). وقد أخذ ابن عبد البر -رحمه الله- بهذا الرأي مستدلًا بفعل ابن عمر - رضي الله عنهما - في تحريه الصلاة في المواضع التي صلى فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم عمم الحكم وقاس آثار الصالحين على آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد علق على ما ورد عن ابن عمر أنه تحرى الصلاة في أحد المساجد التي صلى فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: ¬

_ (¬1) جامع بيان العلم وفضله (2/ 96). (¬2) رواه مسلم في (كتاب الذكر) رقم (25)، (4/ 2069). (¬3) مجموع الفتاوى (27/ 96). (¬4) انظر شرح مسلم للنووي (15/ 82)، فتح الباري (1/ 522 و 569). (¬5) رواه البخاري (كتاب الصلاة- باب المساجد التي على طريق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - (1/ 124).

"وفيه ما كان عليه ابن عمر من التبرك بحركات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اقتداء به وتأسيًا بحركاته، ألا ترى أنه إنما سألهم عن الموضع الذي صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسجدهم ليصلي فبه تبركًا بذلك ورجاء الخير فيه" (¬1). وذكر حديث عمران الأنصاري أنه قال: "عدل إليّ عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة (¬2) بطريق مكة فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؟ فقلت: أردت ظلها! فقال: هل غير ذلك؟ فقلت لا. ما أنزلني إلا ذلك. فقال ابن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كنت بين الأخشبين من منى -ونفخ بيده نحو الشرق- فإن هناك واديًا يقال له السِّرر به شجرة سُر تحتها سبعون نبيًّا) (¬3). وقال بعد أن ذكره: "وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم. وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا" (¬4). وقال في موطن آخر: هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومساكنهم وآثارهم .. " (¬5) بل نراه قد صرح بقياس التبرك بذوات الصالحين على التبرك بذات النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقد أورد حديث عائشة - رضي الله عنها -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث قالت: فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عليه بيمينه رجاء بركتها" (¬6)، وقال في تعليقه عليه: "وفيه المسح باليد عند الرقية، وفي معناه المسح باليد على كل ما ترجى بركته، وشفاؤه، وخيره، مثل المسح على رأس اليتيم وشبهه. وفيه التبرك بأيمان الصالحين، قياسًا على ما صنعت عائشة بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - " (¬7). والقول الآخر في المسألة المنع من ذلك كله، وقد حملوا كل ما ورد في ذلك على الخصوصية بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يقيسوا غيره عليه. وهذا هو الصواب في المسألة -إن شاء الله تعالى-، لأنه لم يصح عن الصحابة، رضي الله عنهم- التبرك بآثار غير النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأن فتح هذا الباب يفضي إلى الشرك بالله تعالى (¬8). وفي الصفحة (288) قال المؤلف في منهج ابن عبد البر في إثبات الأسماء والصفات: (ومنهج ابن عبد البر -رحمه الله- في ذلك هو منهج أهل السنة من حيث إثبات ما ثبت لله تعالى من الأسماء والصفات، من غير تكييف ولا تمثيل، ونفي ما نفاه عن نفسه من غير تعطيل. ¬

_ (¬1) التمهيد (19/ 197). (¬2) السرحة: الشجرة. انظر التمهيد (13/ 64). (¬3) رواه مالك (كتاب الحج- باب جامع الحج صفحة 273)، - والنسائي (كتاب الحج- باب ما ذكر في منى) (5/ 248) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1/ 231). (¬4) التمهيد (13/ 67). (¬5) الإستذكار (6/ 21) مخطوطة اليمن. (¬6) رواه بنحوه البخاري في (كتاب الطب- باب الرقى بالقرآن والمعوذات) (7/ 22) ومسلم في (كتاب السلام) رقم 51، (4/ 1723). (¬7) التمهيد (8/ 129). (¬8) الإعتصام للشاطبي (2/ 8).

وفي هذا يقول -رحمه الله-: "لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه، على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له، ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن" (¬1). وقال بعد أن أنكر أن يقاس الله تعالى على شيء من خلقه، أو يجري بينه وبينهم تمثيل أو تشبيه: "لا يبلغ من وصفه إلا ما وصف به نفسه، أو وصفه به نبيه ورسوله أو اجتمعت عليه الأمة الحنيفية عنه" (¬2). وقال في موطن آخر: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصًا في كتاب الله أو صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو اجتمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يُسلّم له ولا يناظر فيه" (¬3). وقال: "فلا يصفه ذوو العقول إلا بخبر، ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه، أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير، فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (¬4). ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين، ولا شك أن هذا لا يجوز في حقه تعالى، لكن يستعمل في حقه المثل الأعلى، وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال لا يلحقه نقص ولا عدم. فالخالق أولى به، وكل ما ينزه عنه المخلوق من نقص فالخالق أولى بالتنزيه عنه .. ) (¬5). وقال في صفحة (318) عن عقيدة ابن عبد البر في علو الله على خلقه: (والإمام ابن عبد البر -رحمه الله-، يرى إثبات هذه الصفة، ويدلل عليها ويرد على من نفاها ويبطل شبههم. ومن ذلك قوله في معرض كلامه على حديث النزول: "وفيه دليل على أن الله -عزَّ وجلَّ- في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية، في قولهم إن الله -عزَّ وجلَّ- في كل مكان، وليس على العرش، والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله -عزَّ وجلَّ- {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .. وقوله {إِلَيهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} .. وقال جل ذكره {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وهذا من العلو ... والجهمي يزعم أنه أسفل .. وقال لعيسى: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} .. وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة" (¬6). ويذكر ابن عبد البر من الأدلة على إثبات العلو: "أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم، إذا كربهم أمر، أو نزلت بهم شدة، رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى، وهذا ¬

_ (¬1) التمهيد (7/ 137). (¬2) التمهيد (7/ 136). (¬3) جامع بيان العلم وفضله (2/ 96). (¬4) التمهيد (7/ 145). (¬5) مجموع الفتاوى (3/ 30). (¬6) التمهيد (7/ 129).

أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم .. " (¬1) ثم أورد بعد ذلك حديث الجارية الذي سبق ذكره قريبًا. وقال -رحمه الله-: "ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عزَّ وجلَّ- في الكشف عنهم ... " (¬2). وقال أيضًا: "ولولا أن موسى - عليه السلام - قال لهم إلهي في السماء ما قال فرعون {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (*) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}). وفي الصفحة (330) تكلم المؤلف عن عقيدة ابن عبد البر في الاستواء فقال: (وقد أثبت ابن عبد البر -رحمه الله- هذه الصفة كما هو مذهب أهل السنة والجماعة وصرح بأن ذلك هو الذي عليه أهل السنة والجماعة فقال: "والذي عليه جماعة أهل السنة أنه لم يزل بصفاته وأسمائه ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخريته انقضاء، وهو على العرش استوى" (¬3). وقال في كلامه على حديث النزول: "وفي هذا الحديث دليل على أن الله تعالى في السماء على العرش من فوق سبع سماوات وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة والفقه والأثر، وحجتهم ظواهر القرآن في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .. " (¬4) وأورد في ذلك عدة آثار، منها ما ورد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سئل عن قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: استواؤه حق معلوم وكيفيته مجهولة (¬5). ومنها ما ورد عن مالك أنه سئل عن الآية نفسها فقال: "الاستواء معلوم وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء". وعن ابن المبارك قال: "الرب تعالى على السماء السابعة على العرش" (¬6). وفي الحقيقة إن إثبات استواء الله على عرشه يعد من أبرز الصفات التي ينفرد بإثباتها أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق المخالفة. وقد أجمع السلف على أن الله تعالى مستو على عرشه استواء حقيقيًّا يليق بجلاله كما دل على ذلك الكتاب العزيز والسنة النبوية. والآثار في ذلك عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كثيرة جدًّا). قال المؤلف في رد ابن عبد البر على من أول استوى باستولى في الصفحة (335) ما نصه: ¬

_ (¬1) التمهيد (7/ 134). (¬2) التمهيد (8/ 106). (¬3) جامع بيان العلم وفضله (1/ 10)، والتمهيد (14/ 157). (¬4) الاستذكار (ق / 78) مخطوط المحمودية، التمهيد (7/ 129). (¬5) رواه بنحوه البيهقي في "الأسماء والصفات" (408) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (3/ 398). (¬6) الاستذكار (ق / 78) مخطوط المحمودية، والتمهيد (7/ 138).

قال الإمام ابن عبد البر في رد تأويلهم لقوله "استوى" باستولى: "وأما ادعاؤهم المجاز في الاستواء وقولهم في تأويل استوى: استولى فلا معنى له، لأنه غير ظاهر في اللغة، ومعنى الاستيلاء في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد وهو الواحد الصمد، ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته، حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا الأعلى ذلك، وإنما يوجه كلام الله -عز وجل- إلى الأشهر والأظهر من وجوهه، ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبارات، وجل الله -عزَّ وجلَّ- أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين" (¬1). ثم ذكر معنى الاستواء في اللغة بأنه العلو والارتفاع والاستقرار وذكر الشواهد على ذلك كقوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} وقوله {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ}. وكما قال الشاعر: فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة ... وقد حلق النجم اليماني فاستوى قال "وهذا لا يجوز أن يتأول فيه أحد: استولى، لأن النجم لا يستولى" (¬2)، ثم ذكر قصة تدل على أن الاستواء بمعنى العلو وهي "ما ذكره النضر بن شميل"، وكان ثقة مأمونًا جليلًا في علم الديانة واللغة قال حدثني الخليل -وحسبك بالخليل- قال أتيت أبا ربيعة الأعرابي -وكان من أعلم من رأيت- فإذا هو على سطح فسلمنا، فرد علينا السلام، وقال لنا: استووا فبقينا متحيرين ولم ندر ما قال: قال: فقال لنا أعرابي إلى جنبه، إنه أمركم أن ترفعوا، قال الخليل هو من قول الله -عزَّ وجلَّ-: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} فصعدنا إليه" (¬3). وأما عقيدة ابن عبد البر في صفة النزول: وقد قرر الإمام ابن عبد البر عقيدة أهل السنة في هذه الصفة ورد على من خالفها، وعلى من أول الحديث على غير ظاهره، فقال -رحمه الله-: "والذي عليه جمهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون: ينزل كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويصدقون بهذا الحديث ولا يكيفون، والقول في كيفية النزول كالقول في كيفية الاستواء والمجيء والحجة في ذلك واحدة". وروى بسنده عن سحنون بن منصور قال قلت لأحمد بن حنبل: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا أليس نقول بهذه الأحاديث؟ ... قال أحمد: كل هذا صحيح. وقال إسحاق: كل هذا صحيح لا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي" (¬4). وروى بسنده "عن ابن وضاح سألت يحيى بن معين عن النزول؟ فقال أقر به ولا تحد فيه بقول. كل من لقيت من أهل السنة يصدق بحديث ¬

_ (¬1) التمهيد (7/ 131). (¬2) التمهيد (7/ 132). (¬3) التمهيد (7/ 132). (¬4) التمهيد (7/ 147).

التنزل. قال: وقال لي ابن معين: صدق به ولا تصفه" (¬1). وقال المؤلف فيما تأوله من الصفات الفعلية صفحة (386)، وإليك كلامه كاملًا لإتمام الفائدة: (عرفنا فيما سبق أن منهج ابن عبد البر في الصفات هو الإقرار بها، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، من غير تكييف ومن غير تجاوز للنصوص الشرعية الواردة في ذلك. فمنهجه هو منهج أهل السنة والجماعة في الجملة إلا أننا نراه عند تطبيق هذا المنهج وعند تطبيق هذا التقعيد العام، يتجاوز أحيانًا فلا يلتزم بما قرره أولًا. ولا شك أن هذا التجاوز يعد اجتهاد منه -رحمه الله- وهو وإن كان مقصده حسنًا ونيته صالحة -كما نحسبه والله حسيبه- إلا أن هذا لا يمنع من بيان وجه الصواب في المسائل التي اجتهد فيها ابن عبد البر وكان الصواب في خلاف ما ذهب إليه. ومن خلال تتبعي لكلام ابن عبد البر في ذلك، وجدته قد أول بعض الصفات الفعلية، وفسرها على غير ظاهرها، وبغير ما فسرها به السلف الصالح ومن ذلك ما يلي: 1 - الضحك: من المعلوم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات كل صفة لله تعالى ثبتت له في الكتاب أو السنة على الوجه اللائق به تعالى. ومن ذلك صفة الضحك فأهل السنة يثبتونها لأنه ورد فيها عدة أحاديث صحيحة فيجب إثباتها على الوجه اللائق به تعالى، مع الاعتقاد الجازم بأنها لا تشبه صفة المخلوقين ولا تفسر بذلك. ولأن "الضحك في موضعه المناسب له صفة مدح وكمال، وإذا قُدِّر حيَّان، أحدهما يضحك مما يُضحك منه، والآخر لا يضحك قط، كان الأول أكمل من الثاني" (¬2). وقد علم أن كل كمال ثبت للمخلوق لا نقص فيه فالخالق أولى به. وقد وردت أحاديث كثيرة تثبت هذه الصفة لله تعالى فمن ذلك: 1 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: (يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة) (¬3). 2 - وفي حديث أبي رزين: (ضحك ربنا من قنوط عباده وقُرب غِيَرهِ، قال: قلت يا رسول الله أو يضحك الرب -عزَّ وجلَّ-؟ قال: نعم. قال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا) (¬4). فجعل الأعرابي العاقل -بصحة فطرته- ضحك ربه دليلًا على إحسانه وإنعامه، فدل على ¬

_ (¬1) التمهيد (7/ 151). (¬2) مجموع الفتاوى (6/ 121). (¬3) رواه البخاري في (كتاب الجهاد- باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم (3/ 210)، ومسلم في كتاب الإمارة) رقم (128)، (3/ 1504). (¬4) رواه أحمد (4/ 11)، وابن ماجه في (المقدمة- باب فيما أنكرت الجهمية) (1/ 64)، وضعفه الألباني في الضعيف الجامع (4/ 3).

هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود وأنه من صفات الكمال، والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذموم بذلك، وقد قيل في اليوم الشديد العذاب إنه: {يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} (¬1). 3 - وفي حديث ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة). فذكر الحديث بطوله وقال في آخر الخبر: (فيقول ربنا تبارك وتعالى ما يضرني منك أي عبدي أيرضيك أن أعطيك من الجنة مثل الدنيا ومثلها معها. قال: فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ قال: فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا تسألوني لم ضحكت، قالوا: لم ضحكت؟ قال: لضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تسألوني لم ضحكت؟ ، قالوا: لم ضحكت يا رسول الله؟ قال: لضحك الرب تبارك وتعالى حين قال أتهزأ بي وأنت رب العزة) (¬2). والأحاديث في ذلك كثيرة ومعلومة وقد أفرد العلماء لذكرها أبوابًا في كتبهم (¬3)، والمقصود أن أهل السنة يثبتون هذه الصفة كما جاءت في النصوص على الوجه اللائق بالله تعالى. ولكن الإمام ابن عبد البر- عفا الله عنه - قد تأولها على غير ظاهرها، وفسرها بأثرها، فقال عند كلامه على حديث: (يضحك الله -عز وجل- إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة): "وأما قوله: يضحك الله: فمعناه يرحم الله عبده عند ذاك، ويتلقاها بالروح والراحة والرحمة والرأفة وهذا مجاز مفهوم". ثم قال: "وقد قال الله -عزَّ وجلَّ- في السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}، وقال في المجرمين: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}. وأهل العلم يكرهون الخوض في مثل هذا وشبهه من التشبيه كله في الرضى والغضب، وما كان مثله من صفات المخلوقين" (¬4). وبهذا نعلم أن ابن عبد البر ألحق بالضحك ما يماثله من الصفات الفعلية كالرضى والغضب فأولها لتوهمه أنها مثل صفات المخلوقين وأن في إثباتها لله تعالى تشبيهًا وتمثيلًا. ولا شك أن ابن عبد البر -رحمه الله- قد خالف الصواب في ذلك لشبهة عرضت له كما عرضت لمن قبله. ذلك أنهم فسروا هذه الصفات وشبهها بما هو معروف من صفات المخلوقين، ثم نفوا الصفة عن الله تعالى لاعتقادهم وتوهمهم أن في إثباتها لله تشبيهًا له بخلقه. فقد فسروا الضحك بأنه خفة الروح، وفسروا الغضب بأنه غليان دم القلب لطلب الانتقام، كما فسروا التعجب بأنه استعظام للمتعجب منه، ونحو ذلك. ¬

_ (¬1) الفتاوى (6/ 121). (¬2) رواه ابن خزيمة في التوحيد (ص 150)، ورواه بنحوه مسلم في (كتاب الإيمان) رقم (310)، (1/ 174)، وأحمد (1/ 392). (¬3) التوحيد لابن خزيمة (ص 150). (¬4) التمهيد (18/ 345).

ويرد عليهم بأن القول بأن الضحك خفة الروح ليس بصحيح وإن كان ذلك قد يقارنه. وكذلك قول القائل الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام، ليس بصحيح في حقنا بل الغضب قد يكون لدفع المنافي قبل وجوده فلا يكون هناك انتقام أصلًا. وأيضًا فغليان دم القلب يقارنه الغضب، ليس مجرد الغضب هو غليان دم القلب، كما أن الحياء يقارن حمرة الوجه، والوجل يقارن صفرة الوجه، لا أنه هو. ومثل ذلك القول بأن التعجب استعظام للمتعجب منه. فيقال نعم. وقد يكون مقرونًا بجهل بسبب التعجب، وقد يكون لما خرج عن نظائره. ثم إننا نقول: هبوا أن معنى هذه الصفات هو ما ذكرتموه. فإن هذا إنما يصح في حق المخلوقين، أما ضحك الله تعالى وعجبه ورضاه وغضبه وغير ذلك من صفاته فلا تشبه صفاته صفات المخلوقين، كما أن ذاته لا تشبه ذوات المخلوقين (¬1). أما تفسير الضحك بالرحمة فهو تفسير للشيء ببعض أثره، أما الرحمة فهي غير الضحك كما هو ظاهر. قال الدارمي -رحمه الله- في رده على المريسي: "وأما قولك إن ضحكه: رضاه ورحمته، فقد صدقت في بعض؛ لأنه لا يضحك لأحد إلا عن رضي فيجتمع منه الضحك والرضا ولا يصرفه إلا عن عدو، وأنت تنفي الضحك عن الله وتثبت له الرضا وحده .. " (¬2). فالواجب إثبات هذه الصفات ونحوها على الوجه اللائق بالله تعالى، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل. 2 - المكر والكيد والاستهزاء ونحوها: يؤمن أهل السنة والجماعة أن الله تعالى له الصفات العليا وأن صفاته كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه. وأن من صفاته ما يطلق عليه ابتداء كالسمع والبصر والعلم ونحو ذلك. ومنها ما لا يوصف به إلا على جهة الجزاء وذلك كصفة المكر والكيد والاستهزاء ونحوها، فهذه الصفات إنما أتت مقابلة ومجازاة، والله تعالى لم يصف نفسه بها بإطلاق، ولا ذلك داخل في أسمائه الحسنى، ولهذا غلط من عد من أسمائه الماكر والمخادع والمستهزئ والكائد ... لأن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقًا بل تمدح في موضع، وتذم في موضع، فما كان منها متضمنًا للكذب والظلم فهو مذموم وما كان منها محق وعدل ومجازاة على القبيح فهو حسن محمود. والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق وقد علم أن المجازاة على ذلك ¬

_ (¬1) انظر هذه الشبه وردها في مجموع الفتاوى (6/ 119). (¬2) رد الدارمي على المريسي (صفحة 532) ضمن عقائد السلف.

حسنة من المخلوق فكيف من الخالق سبحانه" (¬1). فأهل السنة يثبتون هذه الصفات لكن على جهة الجزاء فالله يمكر بمن يمكر به، وبمن يستحق المكر، وهكذا يقال في باقي الصفات المشابهة لهذه الصفة كالاستهزاء والكيد وغير ذلك. ولكننا نرى ابن عبد البر ينفي عن الله تعالى الهزء والمكر والكيد ويفسر كل ذلك بالجزاء عليه، ويرى أن هذا اللفظ خرج مخرج المشاكلة اللفظية فحسب، وذلك كقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}، وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيكُمْ}. وفي هذا يقول -رحمه الله-: "والجزاء لا يكون سيئة، والقصاص لا يكون اعتداء، لأنه حق واجب، ومثل ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الْمَاكِرِينَ}، وقوله: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (*) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}، وقوله: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيدًا (*) وَأَكِيدُ كَيدًا}، وليس من الله -عزَّ وجلَّ- هزء ولا مكر ولا كيد -إنما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم وجزاء كيدهم، فذكر الجزاء بمثل لفظ الابتداء لما وضع بحذائه" (¬2). وهذا الكلام من ابن عبد البر -رحمه الله- إن كان يقصد بنفيه الكيد والمكر والاستهزاء عن الله تعالى ما يشبه ذلك عند المخلوقين، فهذا حق لأن صفات الله تعالى لا تشبه صفات المخلوقين. وإن كان يقصد به نفي وصف الله تعالى بذلك مطلقًا، ولو على جهة الجزاء، فهذا غير صحيح لما سبق تقريره من أنه يجب وصف الله تعالى بما وصف به نفسه، من غير تحريف ولا تأويل ومن غير تعطيل ولا تمثيل، مع الاعتقاد الجازم بأنها لا تماثل صفات المخلوقين، بل هي صفات تليق به تعالى وأنه يوصف بهذه الصفات على جهة المجازاة. وقد فسرت هذه الصفات ونحوها بتفسيرات كثيرة أكثرها لا يخلو من تأويل. ومن ذلك أنها فسرت بالانتقام، والعقوبة، كما فسرت بأنها خرجت مخرج المشاكلة اللفظية والجواب، أي أن ذلك حاق بهم، وقيل معناه أنه يظهر لهم من أحكامه في الدنيا خلاف الذي لهم عنده في الآخرة وقيل غير ذلك (¬3). ومما يشبه ذلك من الصفات التي تأولها ابن عبد البر -رحمه الله- صفة الاستحياء والإعراض فقد قال في حديث أبي واقد الليثي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس في المسجد، والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذهب واحد، فلما وقفا على رسول الله سلما، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة، فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبًا فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الأخير، فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه) (¬4). ¬

_ (¬1) مختصر الصواعق (2/ 30)، بدائع الفوائد (1/ 162). (¬2) التمهيد (1/ 195). (¬3) انظر هذه التأويلات في: تفسير ابن جرير (1/ 300)، وتفسير القرطبي (1/ 207)، وابن كثير (1/ 90). (¬4) رواه مسلم في (كتاب السلام) رقم (26)، =

قال ابن عبد البر: "وأما قوله في الثاني: فاستحيى فاستحيى الله منه، فهو من اتساع كلام العرب في ألفاظهم، وفصيح كلامهم، والمعنى فيه -والله أعلم- أن الله قد غفر له لأنه من استحيا الله منه لم يعذبه بذنبه، وغفر له بل لم يعاتبه عليه فكان المعنى في الأول أن فعله أوجب له حسنة، والآخر أوجب له فعله محو سيئة عنه والله أعلم. وأما قول الثالث فأعرض فأعرض الله عنه، فإنه -والله أعلم- أراد أعرض عن عمل البر فأعرض الله عنه بالثواب .. " (¬1) ومن هذا ندرك أن ابن عبد البر قد فسر هذه الصفات -كما فسر التي قبلها- بلازمها أو بالأثر المترتب عليها. ومعلوم أن أثر الصفة غير الصفة والكلام في الرد عليه كالكلام في الصفات السابقة. والله أعلم). وبعد ما ذكر نورد ملخص كتاب (عقيدة ابن عبد البر) بقلم مؤلفه (صفحة 551): فإلى هنا تأتي نهاية هذا البحث، الذي حرصت فيه على التركيز وعلى إيجاز مباحثه قدر المستطاع، وقد توصلت فيه إلى نتائج جليلة وأمور كثيرة منها: أولًا: إننا عرفنا فيه الصحيح من اسم ابن عبد البر وإنه يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عاصم النَّمري، وكنيته: أبو عمر، وإنه ولد في قرطبة سنة (368 هـ)، ونشأ في بيت علم وصلاح وأخذ العلم عن مشايخ كثر، وأخذ عنه تلاميذ عديدون، وقد صنف مصنفات بلغت زهاء الأربعين مصنفًا، وقد توفي -رحمه الله- سنة (463 هـ). ثانيًا: أن منهج ابن عبد البر في العقيدة هو منهج أهل السنة والجماعة وأنه يعتمد على الكتاب والسنة في ذلك، ويرد كل قول يخالفهما أيًا كان قائله. ومن ذلك رده على مجاهد في تفسيره المقام المحمود كما سبق بيانه. ثالثًا: أن من منهجه الأخذ بظاهر النصوص وعدم تأويلها أو ادعاء المجاز فيها، لأن ذلك يفضي إلى التلاعب بنصوص الشريعة وعدم الوثوق بها. رابعًا: أن ابن عبد البر يرى الأخذ بخبر الواحد الصحيح في العقيدة كما هو منهج أهل السنة والجماعة. خامسًا: يرى ابن عبد البر عدم جواز القياس في باب صفات الباري جل وعلا؛ لأن الكلام في الصفات متوقف على ورود النص. فما جاء في النصوص فيثبت، وما نفي فينفى وما لم يرد فلا نتكلف في البحث عنه. فهذه المسألة مبناها على ورود النص فحسب. سادسًا: في مجال الجدل والخوض في مسائل العقيدة يرى -رحمه الله- عدم الخوض في ذلك لأن العقيدة مبناها على التسليم والانقياد، فلا مجال فيها للجدل فالسلامة في الكف عن ذلك، إلا إن اضطر أحد إلى ذلك ليدفع شبهة أو يرد على خصم فلا بأس حينئذ والحالة هذه. سابعًا: لم يغفل ابن عبد البر وهو يقرر عقيدة ¬

_ = (4/ 1713). (¬1) التمهيد (1/ 317)، وانظر نحوه في شرح مسلم للنووي (14/ 159).

أهل السنة والجماعة أن يعرض لبعض المبتدعة وعقائدهم ويرد عليهم، بل إنه يرى هجرهم ومجانبتهم وقطع الكلام معهم. ثامنًا: أن ابن عبد البر نهج في توحيد العبادة منهج أهل السنة والجماعة فهو يرى تحريم اتخاذ القبور مساجد، وتحريم تجصيصها، والبناء عليها كما يرى النهي عن التشاؤم، وعن التصوير، وعن تعليق التمائم الشركية. وفي مجال الألفاظ يرى النهي عن سب الدهر، وعن الحلف بغير الله، وعن قول: مطرنا بنوء كذا وكذا. فهو في هذا على منهج أهل السنة إلا أن له بعض الاجتهاد الذي لا يوافق عليه ومن ذلك قوله بجواز الصلاة في المقبرة، وجواز التبرك بآثار الصالحين. تاسعًا: اتضح لنا فيما سبق أن ابن عبد البر نهج منهج أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات. فقد كان من منهجه إثبات الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة من غير تشبيه ولا تكييف ومن غير تأويل ولا تمثيل، بل يؤمن بها وتمر كما جاءت. ويقرر في هذا المجال أن الجهل بالكيفية لا يلزم منه نفي الصفة، بل تثبيت الصفة على الوجه اللائق به تعالى. وقد سبق الكلام عن بعض الصفات التي عرض لها ابن عبد البر، وقرر فيها مذهب أهل السنة والجماعة، مثل صفة: العلو، والاستواء، والنزول، والرؤية، والكلام. وفي هذا المجال يلتزم ابن عبد البر بنصوص الكتاب والسنة، ويعرض عن طرق أهل الكلام وعباراتهم في هذا الباب، مما جعله ينفي بعض العبارات الكلامية المجملة التي تحتمل حقًّا وباطلًا، كلفظ الحركة والجسم والحد. وقد عرفنا منهج أهل السنة في مثل هذه الألفاظ فيما سبق. عاشرًا: أن ابن عبد البر -وإن كان على منهج أهل السنة من حيث إثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة، كما قرر ذلك في عدة مواطن من كتبه- إلا أنه اجتهد في بعض الصفات الخبرية، فأولها على غير ظاهرها، ولم يلتزم فيها منهجه الأثري، ومن ذلك صفة الضحك كما سبق بيانه. حادي عشر: وفي مبحث القدر قرر ابن عبد البر عقيدة أهل السنة والجماعة فيه، ورد على القدرية والجبرية. ثاني عشر: ومن المباحث الكبيرة في هذا الباب، والتي بسط الكلام عليها ابن عبد البر مبحث الفطرة، وقد ذكر فيها أقوال الناس وأدلتهم. ورجح القول بأنها الخلقة التي يعرف بها المولود ربه، إذا بلغ وأنه يولد على السلامة، فليس معه كفر ولا إيمان، وقد بينت ضعف هذا القول فيما سبق. ثالث عشر: وفي باب الإيمان قرر ابن عبد البر فيه عقيدة أهل السنة والجماعة من أنه قول وعمل. يزيد وينقص. وذكر الدلائل على ذلك، ورد على المخالفين في ذلك. رابع عشر: قرر عقيدة أهل السنة، فيمن مات مسلمًا مصرًا على كبيرة فبين أنه تحت مشيئة الله،

3829 - ابن عياد

إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه بذنبه ثم أدخله الجنة. وذكر أن التوبة واجبة على جميع المسلمين، من جميع الذنوب، وأن الأعمال الصالحة وحدها لا تكفر الكبائر بل لا بد من التوبة بشروطها. وبعد، فإنه يمكن القول بأن ابن عبد البر -رحمه الله- كان على مذهب أهل السنة والجماعة، وأنه من حملة العقيدة الصحيحة والمنافحين عنها في بلاد المغرب في القرن الخامس. رغم أنه اجتهد اجتهادات، خالف فيها مذهب أهل السنة والجماعة فهي اجتهادات لا تخرجه عن أهل السنة، ولا تجعله في أهل البدعة، لأننا لا نفترض في أهل السنة العصمة من الخطأ والزلل، بل كل يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمعصوم من عصمه الله، والمجتهد المصيب له أجران، والمجتهد المخطئ له أجر واحد. فرحم الله ابن عبد البر، وعفا عنه، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أ. هـ. * قلت: تبين من ذلك أن عقيدته على منهج السلف الصالح، وأنه يعتمد في ذلك على الكتاب والسنة، وهذا واضح خلال هذا البحث، ومن أراد زيادة التفصيل فليراجع الكتاب المذكور. وفاته: سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة. من مصنفاته: ألف مما جمع تواليف نافعة ... منها: "كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد"، و"كتاب البيان عن تلاوة القرآن". 3829 - ابن عيَّاد * المقرئ: يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد بن عياد الأندلسي اللّريّ. ولد: سنة (505 هـ) خمس وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن أبي إسحاق، وطارق بن يعيش وغيرهما. من تلامذته: ابنه محمد، وأبو الحَجّاج بن عبدة وغيرهما. كلام العلماء فيه: * السير: "كان حجة ثبتًا معنيًا بصناعة الحديث مكثرًا إلى الغاية، بصيرًا بتراجم الرجال" أ. هـ. * معرفة القراء: "أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن أبي إسحاق، إلا أنه غلب عليه علم الحديث وكتب العالي والنازل" أ. هـ. * تذكرة الحفاظ: "وكان يحفظ أخبار المشايخ وينقب عنهم ويضبط وفياتهم ويدوّن قصصهم أنفق عمره في ذلك. وكان من أهل التواضع والخير والعلم، استشهد عند كبسة العدو لرية يوم العيد" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "وصفه بعض أصحابه بالمشاركة في الآداب والفقه وفهم القراءات. وكان من أهل التواضع والخُلُق السَّهل" أ. هـ. ¬

_ * السير (21/ 180)، تذكرة الحفاظ (4/ 1361)، معرفة القراء (2/ 554)، العبر (4/ 226)، غاية النهاية (2/ 397)، طبقات الحفاظ (484)، الشذرات (6/ 419)، إيضاح المكنون (1/ 54)، هدية العارفين (2/ 552)، الأعلام (8/ 240)، معجم المؤلفين (4/ 169)، تاريخ الإسلام (وفيات 575) ط. تدمري، تكملة الصلة (4/ 211).

3830 - أبو الحجاج الفهري

* الأعلام: "مؤرخ مقرئ، من رجال الفقه والحديث، أندلسي" أ. هـ. وفاته: سنة (575 هـ) خمس وسبعين وخمسمائة. من مصنفاته: "شرح المنتقى لابن الجارود"، و"شرح كتاب الشهاب"، و"الكفاية في مراتب الرواية". 3830 - أبو الحَجّاج الفِهْريّ * المقرئ: يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أيوب بن موهوب، أبو الحجّاج، الفهري الأندلسي الداني، وقيل: الشاطبي، نزيل بلنسية. ولد: سنة (516 هـ) ست عشرة وخمسمائة. من مشايخه: أبو محمّد بن عتّاب، وأبوه، وأبو بكر بن بزنجال وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تكملة الصلة: "كان من أهل العناية بالرواية والتقدم في الآداب إمامًا في معرفة الشروط والبصر بها حسن الخط والوراقة كاتبًا بليغًا شاعرًا وولي الأحكام ببلنسية فشُكرت سيرته وحمدت طريقته وكتب للقضاة مع ذلك أكثر حياته، والأدب مع الشروط كانا الغالبين عليه" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ فقيه كامل نزيل بلنسية" أ. هـ. وفاته: سنة (592 هـ) اثنتين وتسعين وخمسمائة. 3831 - المارديني * المفسر: يوسف بن عبد الله المارديني الحنفي. كلام العلماء فيه: * إنباء الغمر: "قدم القاهرة ووعظ الناس بالجامع الأزهر وحصل كثيرًا من الكتب مع لين الجانب والتواضع والخير والاستحضار لكثير من التفسير والمواعظ. مات بالطاعون" أ. هـ. وفاته: سنة (819 هـ) تسع عشرة وثمانمائة، وقد جاوز الستين. 3832 - الأَرْمَيُوني * المفسر: يوسف بن عبد الله بن سعيد الحسيني الأرميوني (¬1) المصري الشافعي، جمال الدين. من مشايخه: السيوطي وغيره. من تلامذته: عبد السلام بن ناصر الدين الدمياطي، ومنلا عليّ الشهرزوري، وقيل: السهروردي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "الإمام العلامة" أ. هـ. وفاته: سنة (958 هـ) ثمان وخمسين وتسعمائة. من مصنفاته: "المعتمد في تفسير سورة الإخلاص"، و"أربعون حديثًا تتعلق بآية ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 592) ط. تدمري، تكملة الصلة (4/ 216)، التكملة لوفيات النقلة (1/ 262)، غاية النهاية (2/ 397)، صلة الصلة (214). * إنباء الغمر (7/ 251)، الضوء اللامع (10/ 319)، الشذرات (9/ 210). * الشذرات (10/ 464)، الكواكب السائرة (2/ 261)، إيضاح المكنون (1/ 55 و 240)، هدية العارفين (2/ 564)، الأعلام (8/ 240)، معجم المؤلفين (4/ 169). (¬1) أرميون: قرية بغربية مصر.

3833 - المولى سنان

الكرسي" وغيرهما. 3833 - المولى سِنان * المفسر: يوسف بن عبد الله بن إلياس الأماسي (¬1) الرومي المعروف بالمولى وبالواعظ سنان، سنان الدين. ولد: سنة (893 هـ) ثلاث وتسعين وثمانمائة. من مشايخه: المولى محيي الدين الفناري، والمولى علاء الدين الجمّالي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الشذرات: "كان رحمه الله جميل الصورة من جلة أعيان أفاضل الروم شهد بفضله الخاص والعام واعترفوا برسوخ قدمه في الفنون" أ. هـ. * الأعلام: "قاض، مفسر من فقهاء الحنفية" أ. هـ. وفاته: سنة (986 هـ) ست وثمانين وتسعمائة، وقيل: (996 هـ) ست وتسعين وتسعمائة، وقيل: (1000 هـ) ألف هجرية. من مصنفاته: "حاشية على تفسير البيضاوي"، و"تبيين المحارم"، و"تضليل التأويل". 3834 - ابن عبد السلام البغدادي * اللغوي، النحوي، المقرئ: يوسف بن عبد المحمود بن عبد السلام البغدادي، الحنبلي، جمال الدين. ولد: سنة (640 هـ) أربعين وستمائة. من مشايخه: محمّد بن حلاوة، وعلي بن حصين، وعبد الرزاق بن الفوطي وغيرهم. من تلامذته: محمّد بن محمود السمرقندي، والطوفي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل طبقات الحنابلة: "قال الطوفي: استفدت منه كثيرًا، وكان نحوي العراق ومقرئه عالمًا بالقرآن والعربية والأدب، وله حظ من الفقه والأصول والفرائض والمنطق ... نالته في آخر عمره محنة، واعتقل بسبب موافقته الشيخ تقي الدين بن تيمية في مسألة الزيارة وكتابته عليها مع جماعة من علماء بغداد" أ. هـ. * الدرر: "كان من فضلاء العراق وإليه المرجع في القراءات والعربية" أ. هـ. * ذيول العبر: "أحد الأذكياء، كهلًا، تخرج به الفضلاء في فنون" أ. هـ. * الشذرات: "المقرئ الفقيه الحنبلي، الأديب النحوي المتفنن" أ. هـ. ¬

_ * الشذرات (10/ 604)، كشف الظنون (1/ 342)، إيضاح المكنون (2/ 429)، هدية العارفين (2/ 564)، الأعلام (8/ 241)، معجم المؤلفين (4/ 168). (¬1) في معجم المؤلفين: ذكر أنه إمامي رومي حنفي. قلت: ولا أعلم من أين جاء بكلمة إمامي، لعلها تحرفت عن الأماسي؟ * المقصد الأرشد (3/ 140) و (3/ 142)، ذيول العبر (148)، ذيل طبقات الحنابلة (2/ 379)، غاية النهاية (2/ 397)، الدرر الكامنة (5/ 240)، بغية الوعاة (2/ 358)، الشذرات (8/ 132)، معجم المؤلفين (4/ 171).

3835 - قره سنان

وفاته: سنة (726 هـ) ست وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته: "تاريخ ذيل به مرآة الزمان"، و"مختصر المرآة". 3835 - قَرَه سِنان * اللغوي: يوسف بن عبد الملك بن عبد الغفور بن بحشايش الرومي، المعروف بقره سنان، سنان الدين. كلام العلماء فيه: * الشقائق النعمانية: "كانت له مهارة في العلوم العربية والفنون الأدبية" أ. هـ. * الأعلام: "فقيه حنفي تركي من علمائهم في أيام السلطان محمّد الفاتح" أ. هـ. وفاته: سنة (852 هـ) اثنتين وخمسين وثمانمائة، وقيل: (885 هـ) خمس وثمانين وثمانمائة كما في الشذرات. من مصنفاته: "الصافية في شرح الشافية" في الصرف، و"المضبوط" حاشية على المقصود في الصرف أيضًا وغيرهما، وله "زين المنار" في شرح منار الأنوار للنسفي في الأصول. 3836 - ابن عَدُّون * المفسر: يوسف بن عدون بن حمّو، أبو يعقوب. ولد: سنة (1158 هـ) ثمان وخمسين ومائة وألف. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "من دعاة الإصلاح في وادي ميزاب بالجزائر" أ. هـ. * معجم أعلام الجزائر: "من أوائل المصلحين الكبار في وادي ميزاب في عصره" أ. هـ. وفاته: بعد سنة (1223 هـ) ثلاث وعشرين ومائتين وألف. من مصنفاته: "شرح الدعائم"، و"حاشية على تفسير البيضاوي" وغيرهما. 3837 - الرَّاهِب عَلْوان * النحوي: يوسف بن علوان الراهب العازاري اللبناني. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "تعلم في طنطا بمصر ثم بمصر ثم بمدارس اليسوعيين في بيروت وصنف كتبًا دينية وأخرى أدبية" أ. هـ. * معجم المطبوعات: "أتم دروسه في كلية الآباء اليسوعيين ودرس اللغات الشرقية في مدرسة دير الكريم للمرسلين الموارنة" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "قس" أ. هـ. * قلت: من الكلام المتقدم وغيره يتضح أنه نصراني. وفاته: سنة (1287 هـ) سبع وثمانين ومائتين وألف. من مصنفاته: "موجز بحث المطالب" في ¬

_ * الشقائق النعمانية (129)، كشف الظنون (2/ 1022)، هدية العارفين (2/ 560)، الأعلام (8/ 241)، معجم المؤلفين (4/ 171)، الشذرات (9/ 514). * معجم أعلام الجزائر (206)، الأعلام (8/ 241). * معجم المطبوعات لسركيس (1350)، الأعلام (8/ 242)، معجم المؤلفين (4/ 172).

3838 - البسكري

الصرف والنحو، و"فرائد المجاني في الخطابة والمعاني" وغيرهما. 3838 - البِسْكِري * اللغوي، النحوي، المقرئ: يوسف بن علي بن جبارة بن محمّد الهذلي المغربي البسكري، أبو القاسم. ولد: سنة (403 هـ) ثلاث وأربعمائة. من مشايخه: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو العباس أحمد بن سعيد نفيس المقرئ وغيرهما. من تلامذته: أبو العز محمّد بن حسين القلانسي، وإسماعيل بن الأخشيد السّراج. كلام العلماء فيه: * الإكمال: "كان يدرس النحو، ويفهم الكلام والفقه ... " أ. هـ. * الصلة: "له كتاب حفل في القراءات سماه الكامل وذكر فيه أنه لقي من الشيوخ 365 شيخًا من آخر ديار المغرب إلى باب فرغانة ... " أ. هـ. * معجم الأدباء: "المقرئ النحوي، كان عالمًا بالقراءات والعربية قرأ على المشايخ بأصبهان وطوف البلاد في طلب القراءات ... وورد نيسابور فحضر دروس أبي القاسم القشيري في النحو ... وقرره نظام الملك في مدرسته بنيسابور مقرئًا سنة (458) " أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "أحد الجوالين في الدنيا في طلب القراءات. لا أعلم أحدًا رحل في طلب القراءات بل ولا الحديث أوسع من رحلته فإنه رحل من أقصى المغرب إلى أن انتهى إلى مدينة فرغانة وهي من بلاد الترك ... وكان أبو القاسم القشيري يراجعه في مسائل النحو ويستفيد منه" أ. هـ. * معرفة القراء بعد أن سرد شيوخه قال: "إنما ذكرت شيوخه، وإن كان أكثرهم مجهولين لتعلم كيف كانت همة الفضلاء في طلب العلم ... وله أغاليط كثيرة في أسانيد القراءات، وحشد في كتابه أشياء منكرة لا تحل القراءة بها ولا يصح لها إسناد .. ذكر وفاته سنة (465) وقال: سامحه الله تعالى" أ. هـ. * غاية النهاية: "الأستاذ الكبير الرحال والعلم الشهير الجوّال .. طاف البلاد في طلب القراءات فلا أعلم أحدًا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ولا لقي من لقي من الشيوخ" أ. هـ. * البغية: "قال في السياق: رجل من وجوه القراء ورؤوس الأفاضل، عالم بالقراءات كثير الروايات مقدم في النحو والصرف، عارف بالعلل حضر دروس أبي القاسم القشيري في النحو .. " أ. هـ. * معجم أعلام الجزائر: "مقرئ، متكلم نحوي، نشأ في بسكرة، كان كثير الترحال فيطلب القراءات المشهورة والشاذة" أ. هـ. من أقواله: غاية النهاية: "قال في كتابه ¬

_ * الإكمال (1/ 458)، الأنساب (1/ 354)، الصلة (2/ 642)، معجم الأدباء (6/ 2849)، العبر (3/ 260)، معرفة القراء (1/ 429)، تاريخ الإسلام (وفيات 465) ط. تدمري، وكذلك فيمن (توفي قريبًا من 460)، غاية النهاية (2/ 397)، الشذرات (5/ 283)، كشف الظنون (2/ 1381)، بغية الوعاة (2/ 359)، هدية العارفين (2/ 551)، معجم أعلام الجزائر (207)، معجم المؤلفين (4/ 172).

3839 - أبو نصر الأزدي

(الكامل) جملة من لقيت في هذا العام ثلاثمائة وخمسةٍ وستين شيخًا من آخر المغرب إلى باب الفرغانة يمينًا وشمالًا وجبلًا وبحرًا ولو علمت أحدًا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته ... قلت -أي ابن الجزري- هكذا ترى همم السادات في الطلب وكانت رحلته في سنة خمس وعشرين وبعدها ... ". وفاته: سنة (465 هـ) خمس وستين وأربعمائة، قال الذهبي: وفي ذهني أنه توفي سنة (460 هـ) ستين وأربعمائة أو قريبًا منها. من مصنفاته: "الكامل في القراءات" الذي جاء فيه قوله (وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعًا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة ونسخت به مصنفاتي كـ"الوجيز" و"الهادي". 3839 - أبو نصر الأزدي * اللغوي: يوسف بن عمر بن أبي عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو نصر الأزدي. ولد: سنة (305 هـ) خمس وثلاثمائة. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قال طلحة: ما زال أبو نصر منذ نشأ فتى نبيلًا، فطنًا جميلًا، عفيفًا، متوسطًا في علمه بالفقه، حاذقًا بصناعة القضاء، بارعًا في الأدب والكتابة، حسن الفصاحة واسع العلم باللغة والشعر، تام الهيبة، اقتدر على أمره بالنزاهة والتصون والعفة" أ. هـ. * ترتيب المدارك: "كان أبو نصر فقيهًا فاضلًا" أ. هـ. * السير: "ولي بعد أبيه، وكان من أجود القضاة ورعًا حاذقًا بالأحكام، تام الهيئة، متفننًا بارع الأدب، ثم عزل بعد موت الراضي بالله" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان عفيفًا جميلًا متوسطًا في الفقه حاذقًا بالقضايا بارعًا في الأدب، واسع العلم باللغة والشعر، تام الهيبة ولا نعلم ممن تقلد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين، وكان يعقوب جدهم قاضي المدينة أيام الراضي بالله". وقال: "قال ابن حزم إن أبا نصر كان مالكيًا ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود بن عليّ الظاهري ... " أ. هـ. من أقواله: تاريخ الإسلام: "ومن قوله الذي في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن مذهب مالك إلى مذهب داود: (لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بقول سعيد بن المسيب والزهري وزمعة، كمن تصدره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة هيهَات هيهَات) ". ومن تاريخ بغداد: من شعره يا محنة الله كُفي ... إن لم تكفي فخفي ما آن أن ترحمينا ... من طويل هذا التشفي ذهبت أطلب بختي ... فقيل لي قد توفي ¬

_ * تاريخ بغداد (14/ 322)، ترتيب المدارك (3/ 282)، المنتظم (14/ 187)، تاريخ الإسلام (وفيات 356) ط. تدمري، السير (16/ 77)، الأعلام (8/ 243)، معجم المؤلفين (4/ 174).

3840 - أبو يعقوب الأزرق

ثور ينال الثريا ... وعالم متخفي الحمد لله شكرًا ... على نقاوة حرفي وفاته: سنة (356 هـ) ست وخمسين وثلاثمائة. 3840 - أبو يعقوب الأزرق * المقرئ: يوسف بن عمرو بن يسار (¬1) الأزرق المدني ثم المصري، أبو يعقوب. من تلامذته: أبو الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس، وتواس المقرئ وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "انفرد عن ورش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات وغير ذلك ... قال أبو الفضل الخزاعي: أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب الأزرق عن ورش لا يعرفون غيرها" أ. هـ. * غاية النهاية: "ثقة محقق ضابط" أ. هـ. * الشذرات: "صاحب ورش، وكان مقرئ ديار مصر في زمانه" أ. هـ. وفاته: سنة (240 هـ) أربعين ومائتين. 3841 - سِبط بن الجوزي * النحوي، اللغوي، المفسر: يوسف بن قزأ وغلي أو مِزُغلي وقيل القُزْغُلي بن عبد الله، أبو المظفر، شمس الدين سبط أبي الفرج بن الجوزي. ولد: سنة (581 هـ) إحدى وثمانين وخمسمائة. من مشايخه: جده، وعبد المنعم بن كُليب، وعبد الله بن أبي المجد الحربي وغيرهم. من تلامذته: الدّمياطي، وعبد الحافظ الشّروطي، والزّين عبد الرحمن بنُ عُبيد وغيرهم. كلام العلماء فيه: * عيون التواريخ: "كان في أول أمره حنبلي المذهب، فلما تكرر اجتماعه بالملك المعظم عيسى بن العادل اجتذبه إليه ونقله إلى مذهب أبي حنيفة فغض ذلك من الشيخ شمس الدين عند كثير من الناس وانتقدوه عليه. حكى أن بعض الفقراء أرباب الأحوال قال له على المنبر: إذا كان للرجل كبير، ما يرجع عنه إلا بعيب ظهر له فيه، فأي شيء ظهر لك في الإمام أحمد حتى رجعت عنه؟ قال له: اسكت قال: أما أنا فقد ¬

_ * معرفة القراء (1/ 181)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة 24) ط. تدمري، غاية النهاية (2/ 402)، الشذرات (3/ 184). (¬1) ويقال سيار، قال الداني والصواب يسار، وأخطأ من قال بشار. * وفيات الأعيان (3/ 142)، عيون التواريخ (20/ 103)، فوات الوفيات (4/ 356)، العبر (5/ 220)، ميزان الاعتدال (7/ 304)، السير (23/ 296)، البداية والنهاية (13/ 206)، لسان الميزان (6/ 423)، النجوم (7/ 39)، السلوك (1/ 2 / 401)، مفتاح السعادة (1/ 255)، الدارس (1/ 478)، تاج التراجم (287)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 383)، كشف الظنون (1/ 172)، الشذرات (7/ 460)، إيضاح المكنون (1/ 274)، هدية العارفين (2/ 554)، الأعلام (8/ 246)، معجم المؤلفين (4/ 176).

سكت وأما أنت تكلم. فرام الكلام فلم يستطع فنزل عن المنبر" أ. هـ. * السير: "انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ، وكان حلو الإيراد لطيف الشمائل مليح الهيئة وافر الحرمة، له قبول زائد وسوق نافق بدمشق. أقبل عليه أولاد الملك العادل وأحبوه، وصنف (تاريخ مرآة الزمان) وأشياء، ورأيت له مصنفًا -أي الذهبي- يدل على تشيّعهِ، وكان العامة يبالغون في التغالي في مجلسهِ" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "ألف كتاب مرآة الزمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنه ترفض، وله مؤلف في ذلك نسأل الله العافية ... قال الشيخ محيي الدين السّوسي: لما بلغ جدي موت سبط بن الجوزي قال: لا رحمه الله، كان رافضيًا" أ. هـ. وعند الرجوع إلى كتابه (تذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة) وجدته كتابًا في مدح عليّ - رضي الله عنه - وكذلك باقي الأئمة الاثني عشر حتى وصل إلى الحجة المهدي كما سماه. وكان مما ذكره في الكتاب بعض القصص البعيدة عن الصحة والأشبه بالخرافات. * قلت: قال الدكتور إحسان عباس محقق كتاب (مرآة الجنان) لسبط بن الجوزي (صفحة 31): "ويعتقد اليونيني أن تحوله إلى مذهب أبي حنيفة إنما كان بتأثير من الملك المعظم عيسى، فبعد اجتماعه به اجتذبه المعظم إلى ذلك المذهب، ولكنه ظل يبالغ في المغالاة في الإمام أحمد وتوفيته بعض ما يستحق، ويضيف اليونيني أنه لم ينتقل عن مذهبه إلا في الصورة، وهذا محض تقدير لا تؤيده الشواهد، فإن السبط يعرض لكثير من المسائل الفقهية، ويورد فيها الآراء المختلفة، ولكنه يختار دائمًا مذهب الحنفية، نعم إنه لم يتنكر للمذهب الحنبلي، ولا فتر تقديره للإمام أحمد، ولكن هذا شيء آخر لا علاقة له باختيار مذهب "رسمي". ومن غير المستبعد أن يكون للملك المعظم تأثير في ذلك التحول المذهبي، ولكن من المؤكد أيضًا أن التعمق في دراسة مذهب أبي حنيفة قد أكد ذلك الميل إلى التحول وقواه، ويقول الذهبي في تاريخه: "وكان حنبليًا فانتقل حنفيًا للدنيا" وهذا حكم قاسٍ على الرجل، فقد كانت الدّنيا مقبلة عليه حتى ولو لم يتحول عن مذهبه الأول. ويقول الذهبي في موضع آخر: "ثم إنه ترفض وله مؤلف في ذلك"، وقال السلاميّ: "ورأيت [له] كتابًا في فضائل أهل البيت يعرف برياض الأفهام وفيه تشيعٌ ظاهر"، قلت: وقد طبع له كتاب بعنوان (تذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة" وفيه يبدو هذا المنحى، ومن العسير أن تقال في هذا الاتجاه كلمة حاسمة، ويبدو أن الحقيقة هي أن أبا المظفر كان مغلوبًا بحبِّ علي وأبنائه، ولكن دون أن يكون ذلك الحب متحفيًا لمقام أحد من الصحابة، وقد سئل ذات مرة أن يذكر للناس شيئًا من مقتل الحسين، فصعد المنبر وجلس طويلًا لا يتكلم ثم وضع المنديل على وجهه وبكى بكاء شديدًا، وردّد بيتين من

الشعر (¬1)، ونزل عن المنبر وهو يبكي، وصعد إلى الصالحية وهو كذلك، وهذا الحب الجياش ربما كان هو الدافع إلى كتابة مثل ذينك الكتابين المذكورين آنفًا، فقد كانت قضية الحسين -فيما يبدو- هي الدافع الأكبر لمثل هذا التوجه، وتلك قضية لم تشغل ذهنه وحسب بل شغلت ذهن جده من قبل، فقد كان ابن الجوزي الجد يقول في بعض مجالسه: "لا تدنسوا وقتنا بذكر من ضرب بالقضيب ثنايا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلها"، وكان مقتل الحسين يعترض تفكير السبط في مواطن كثيرة، تذكر أن سكين إبراهيم لم تقطع حلق ابنه لما قدمه للذبح فتساءل: كيف تم ذلك، وقطعت حلق الحسين؟ فأجاب على ذلك بعدة أجوبة محتملة منها: أن الذابح للغلام كان شفيقًا والذابح للحسين كان عدوًا، والعدو ما في قلبه رحمة الوالد. وقد حاول الذهبي أيضًا أن يشكك في مدى ما يتمتع به أبو المظفر من توثيق، فهو يقول فيه: "يأتي بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يجنف ويجازف" أما أنه يأتي بمناكير الحكايات، وخاصة في هذا الجزء من مرآة الزمان، فذلك لا يدل على ضعف في عدالته في النقل، فهذه الحكايات كانت قد أصبحت مادة تتردد في المصادر السابقة، وما أظن أن هذا الأمر يضعف من تحرّزه في الحديث، فهو ينتقد بشدة الحافظ بن عساكر لإيراده أحاديث ضعيفة أو واهية، ولا يسْلَم جده نفسه أحيانًا من هذا النقد، فهو يقول مثلًا في معرض إحدى الحكايات: والعجب من جدي رحمه الله حكى مثل هذه الحكاية ولم يتبين ما فيها، فإن في إسنادها عبد الله بن لهيعة وقد ضعّفه في الواهية وقال: كان مدلسًا ... ثم ذكر فيها مُعَاوية وأين كعب الأحبار من زمن معاوية ... ثم العقول السليمة تأبى مثل هذا ... ويعلق على اكتشاف الخضر لعين الحياة ولم يخبر بها الإسكندر -وهو يعلم أن الإسكندر كان يبحث عنها- فيرى في ذلك خيانة من الخضر لصاحبه ... وذكر أبو القاسم ابن عساكر في تاريخه من هذا الجنس العجائب ... وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره عجائب من هذا الجنس (ثم يورد بعض تلك العجائب استمتاعًا بالقصص). ومع أن السبط يوجه النقد للآخرين في عدم تحرِّيهم وتدقيقهم فإنه لم يسلم أيضًا من الوقوع فيما يأخذه على غيره، وإن كان ذلك قليلًا. وثمة جانب من شخصية السبط تكوّن منذ الصغر، وذلك هو ميله إلى المتصوفة ومعاشرته لهم منذ عهد الطفولة، وإيمانه بالكرامات تظهر على أيديهم، وقد زاد هذا الإيمان لديه مع الزمن حين التقى بنموذج "الولي المجاهد" الذي يمكن أن يمثله شخص مثل الشيخ عبد الله اليونيني، ولذلك يسارع إلى حكاية الكرامات في مرآة الزمان، ولعل هذا يندرج تحت ما يعنيه الذهبي بـ"المناكير" وقد كان يعايش هؤلاء "الفقراء" حيثما حلّ ¬

_ (¬1) قلت: وهما: ويل لمن شفعاؤهُ خصماؤه ... والصورُ في نشر الخلائق ينفخُ لا بدّ أن ترد القيامة فاطمُ ... وقميصها بدمِ الحسين ملطخُ

3842 - الوكيل

ويأنس بهم، ذلك أنه نفسه أصبح متصوفًا ولبس الخرقة من شيخه عبد الوهاب بن سكينة ولعل مثالًا واحدًا يكفي في تبيان مدى تحمسه للصوفية، فقد كان هناك شيخ اسمه حماد بن مسلم الرحبي الدباس "يدعي المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن وكان عاريًا من علوم الشريعة، ولم ينفق إلا على الجهال وكان ابن عقيل ينفر الناس عنه" -هذا ما قاله ابن الجوزي في المنتظم، ولكن سبطه اتخذ موقفًا آخر فحمل على ابن عقيل حملة قوية قائلًا: "أما تعرّض ابن عقيل لهذا العبد الصالح، فلو ستر ابن عقيل نفسه كان أصلح، فإن الرجل كان من الأبدال وقد أدركت جماعة من الأكابر يحكون عن الشيخ عبد القادر عن حماد من الكرامات ما يشبه التواتر"، وهكذا تضاءل ابن عقيل الفقيه الكبير ليرتفع صوفي. وليس الحديث عن أبي المظفر الواعظ إلا حديثًا عن جانب واحد من ضروب مهارته، فقد كان الرجل ذا مشاركة في علوم جمة محدثًا مفسرًا عارفًا بالفقه والنحو واللغة، محبًا للشعر، يحفظه ويستنشد أصحابه، ويأخذ إجازاتهم له، وكان معجبًا بشعر الطغرائي، واطلع على دواوين عديدة، ووقف بمصر على ديوان ابن الكيزاني المتصوف فوجده مليح العبارة فيه رقة وحلاوة وعليه طلاوة، وكان كثير المطالعة والاطلاع على المؤلفات في شتى العلوم، طالع في بغداد في وقف المأمونية نحوًا من سبعين مجلدًا من كتاب الفنون لابن عقيل، وغير ذلك من الكتب، وبهذه المعارف استحق أن يكون مدرّسًا، فهو لم يكن واعظًا وحسب في مسجد الجبل ومسجد دمشق بل تسلم مهمات التدريس في عدد من مدارس تلك المدينة، فإلى جانب الشبلية التي تقدّم ذكرها درّس في العزية البرانية التي بناها الأمير عز الدين أيبك أستاذ دار المعظم، وفوض إليه الأمير عز الدين أيبك (سنة 645) النظر في أوقافه ومدارسه وأبواب البر، على كره منه وحياء من عز الدين، في العام نفسه، قال أبو المظفر: "وكنت قد عزيت له على نقله إلى دمشق ودفنه في تربته، فأتاح الله بعض مماليكه فحملناه في تابوت ودفناه في قبة بين العلماء والمحدثين والفقراء". كما فوض إليه أيضًا التدريس في البدرية التي تقع قبالة الشبلية، وكان يسكن فيها، وكثيرًا ما كان يرى في آخر عمره وهو يركب الحمار من منزله بالجبل إلى مدرسته" أ. هـ. وفاته: سنة (654 هـ) أربع وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان" مطبوع المجلد الثامن منه وهو آخره، و"اللوامع" في الحديث، وكتاب في "تفسير القرآن" قال اليافعي: تسعة وعشرون مجلدًا، وغيرها. 3842 - الوكيل * المقرئ: يوسف بن المبارك بن محمّد بن أبي شيبة، أبو القاسم البغدادي، الخياط الوكيل. من مشايخه: أبو الخطاب عليّ بن عبد الرحمن بن الجراح، وأبو العز القلانسي وغيرهما. من تلامذته: قرأ عليه جماعة منهم علي بن أحمد بن الدباس، وابن الأخضر وغيرهما. ¬

_ * معرفة القراء (2/ 530)، تاريخ الإسلام (وفيات 570) ط. تدمري، ميزان الاعتدال (7/ 304)، غاية النهاية (2/ 402)، لسان الميزان (6/ 423).

3843 - البلوطي

كلام العلماء فيه: * معرفة القراء: "ادعى أنه قرأ على أبي طاهر بن سوار وتبين كذبه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "صار في آخر أيامه وكيلًا بباب القاضي" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "وهّاه ابن النجار في تاريخه وتركه، لأنه ادعى أنه قرأ بالسبع على أبي طاهر بن سوار ففضح وخزى" أ. هـ. * غاية النهاية: "مقرئ مجود" أ. هـ. وفاته: سنة (570 هـ) سبعين وخمسمائة. 3843 - البَلُّوطيّ * النحوي، اللغوي: يوسف بن محمد بن يوسف بن سعيد بن سرح بن طريف البلوطي، أبو عمر. من مشايخه: طاهر بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان عالمًا بالنحو واللغة، حسن الخط، جيد الضبط، إمامًا في هذا الفن، وكان رجلًا صالحًا، أدّب وسمع منه" أ. هـ. وفاته: سنة (334 هـ) أربع وثلاثين وثلاثمائة. 3844 - أبو الحَجَّاج البَلَوى * اللغوي: يوسف بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن غالب، أبو الحَجّاج، البلوي المالقي الأندلسي المالكي، ويقال له: ابن الشيخ. ولد: سنة (529 هـ) تسع وعشرين وخمسمائة. من مشايخه: أبو عبد الله بن الفخار، وأبو القاسم السُّهيلي وغيرهما. من تلامذته: أبو سليمان بن حَوط الله، وأبو الربيع بن سالم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * التكملة لوفيات النقلة: "كان أحد الزهاد المشهورين يقال إنه بنى بمالقة نحو اثني عشر مسجدًا بيده، ولم تفته غزوة في البر ولا في البحر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان منقطع القرين في الزهد والعبادة مجتهدًا في العمل يشار إليه بإجابة الدعوة ... وقال ابن مسدي: أحد الأبدال والعلماء العُمّال وممن تعرفتُ إجابة دعوته ... رأيته -أي ابن مسدي- وأطعمني تينًا ولوزًا" أ. هـ. * صلة الصلة: "كان رحمه الله موفور الحظ من علم اللغة والأدب ذاكرًا لهما متقدمًا فيهما ببلده مشاركًا في العربية والفقه والأصول وغير ذلك مائلًا إلى التصوف معدودًا في العلماء العاملين ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 361)، تاريخ علماء الأندلس (2/ 939). * التكملة لوفيات النقلة للمنذري (2/ 147)، صلة الصلة (217)، السير (21/ 479)، تاريخ الإسلام (وفيات 604) ط. بشار، كشف الظنون (1/ 471)، الأعلام (8/ 247)، معجم المؤلفين (4/ 180)، تكملة الصلة (4/ 219).

3845 - البياسي

مؤيدًا على أعمال الطاعات موفقًا فيها معانًا عليها أجلّ النّاس همة في المبادرة إلى كل عمل صالح وإن شق" أ. هـ. * الأعلام: "قال ابن الأبار: حفر بيده آبارًا عدة أزيد من خمسين بئرًا، وغزا عدة غزوات مع المنصور بالمغرب ومع صلاح الدين بالشام، وكان يلبس الخشن من الثياب" أ. هـ. من أقواله: من شعره: عليك من أمر الدين ما كان واضحًا ... ودع مشكلات الأمر عنك بمعزلِ وأهل التقى والدين كن تابعًا لهم ... فإن رحلوا فارحل وإن نزلوا انزل وحافظ على الأمر القديم وَوَلّهِ ... عليك وعنك المحدث البدع فاعْزلِ وفاته: سنة (604 هـ) أربع وستمائة. من مصنفاته: "ألف باء" مجلدان سماه الزبيدي "ألف باء الألباء"، وكتاب آخر توسع فيه بما أوجز في "ألف باء". 3845 - البَيّاسي * النحوي، اللغوي: يوسف بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري البياسي البلنسي الأندلسي، جمال الدين، أبو الحجاج. ولد: سنة (573 هـ) ثلاث وسبعين وخمسمائة. من مشايخه: حيان بن عبد الله بن محمد بن هشام، وأحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب القيسي وغيرهما. من تلامذته: ابن سعيد وأبو المطرف أحمد بن عبد الله بن عميرة الخزرجي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * وفيات الأعيان: "بلغني أنه كان يحفظ كتاب "الحماسة" تأليف أبي تمام الطائي، والأشعار الستة وديوان أبي الطيب المتنبي و "سقط الزند" ديوان أبي العلاء المعري ... " أ. هـ. * اختصار القدح المعلى: "من أشياخ المؤرخين، الأدباء المشهورين بالتصنيف والإقراء ... ولا انتقص حتى أخذته الألسن من جهة الأمور الدينية -قدره فقد كان سامحه الله حافظًا لنكت تواريخ الأندلس حديثًا وقديمًا، ذاكرًا للفكاهات التي صيرته للملوك والكبراء جليسًا ونديمًا .. " أ. هـ. * عيون التواريخ: "أحد فضلاء المغرب وحفاظها، كان إمامًا فاضلًا مطلعًا على كلام العرب من النظم والنثر .. " أ. هـ. * السير: "العلامة النحوي ... صاحب فنون وذكاء، وحفظ الحماسة والعقليات .. " أ. هـ. * نفح الطيب: "المؤرخ الأديب، المصنف الشهير، وكان حافظًا لنكت الأندلسيين حديثًا وقديمًا، ذاكرًا لفكاهاتهم التي صيرته للملوك خليلًا ونديمًا ... دخل عليه في مجلس أنسٍ شيخ ضخم الجثة مستثقل، فقال البياسي: ¬

_ * عيون التواريخ (20/ 83)، المغرّب في حلى المغرب (4/ 126)، وفيات الأعيان (7/ 238)، اختصار القدح (94)، السير (23/ 339)، بغية الوعاة (2/ 359)، نفح الطيب (4/ 283)، الشذرات (7/ 451)، تاريخ آداب اللغة العربية (3/ 88)، هدية العارفين (2/ 554)، تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 171)، الأعلام (8/ 249)، معجم المؤلفين (4/ 178)، (الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام)، تحقيق الدكتور شفيق جاسر أحمد -الأردن- عمان ط (1) لسنة (1407 هـ-1987 م).

3846 - جمال الدين

اسقني الكأس صاحيةٍ ... ودَع الشيخ ناحيه" أ. هـ. * الشذرات: "وهو أحد فضلاء الأندلس وحفاظها المتقنين. كان أديبًا بارعًا فاضلًا مطلعًا على أقسام كلام العالم من النظم والنثر وراويًا لوقائعها وحروبها وأيامها" أ. هـ. * تراجم المؤلفين التونسيين: "كان من أشياخ المؤرخين والأدباء المشهورين بالتصنيف والإقراء، وكان حافظًا لكتب تواريخ الأندلس حديثًا وقديمًا، إلا أنه ابتلي بالتقتير على نفسه" أ. هـ. * قال محقق كتاب "الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام" (1/ 64)، وتحت عنوان أخلاقه: "كما يروي ابن سعيدٍ أن البياسي كان مطعونًا به من الناحية الدينية فيقول في ذلك ( ... وفي جميع ذلك استقدت من فنون آدابه، ما لا أنسى به ذكره. ولا أنتقص -متى أخذته الألسن من جهة الأمور الدينية- قدره ... ) وإن صح هذا، وهو على الأغلب صحيح، فإنه لا غرابة فيما روي عنه من هيام بالغلمان، وإقبال على الشراب، ومنادمة الماجنين .. " أ. هـ. من أقواله: من شعره: قد سَلَونا عن الذي تدريه ... وجفوناه إذ جفا بالتيهِ وتركناه صاغرا لأناسٍ ... خدعوه بالزور والتّمويهِ لِمُضلٍّ يسوقه لمضلٍّ ... وسفيهٍ يقوده لسفيهِ قال أبو سعيد: ولما التقينا بتونس بعد إيابي من المشرق، وقد ولج ظلام الشِّعر على صبح وجهه المشرق، قلت لأبي الحَجّاج مشيرًا إلى محبوبه، وقد غطى هواه عنده على عُيُوبه: خلِّ أبا الحَجّاج هذا الذي ... قد كنتَ فيه دائمَ الوُجد وانظر إلى لحيته واعتبر ... مما جنى الشِّعْرُ على الخدِّ والله سبحانه يسمح للجميع، في هذا الهزل الشنيع، ويصفح عنا في ذكره إنه مجيب سميع. وفاته: سنة (653 هـ) ثلاث وخمسين وستمائة. من مصنفاته: "حروب الإسلام"، و"حماسة" في مجلدين. 3846 - جمال الدين * النحوي: يوسف بن محمد بن مظفر بن حماد الحموي، جمال الدين الخطيب الشافعي. ولد: سنة (668 هـ) ثمان وستين وستمائة، وقيل: (667 هـ) سبع وستين وستمائة. من مشايخه: المؤمل البالسي، والمقداد القيسي وغيرهما. من تلامذته: أبو حيان وغيره. كلام العلماء فيه: * السير: "كان على قدم متين من العلم والعمل والتعبد ونشر العلم. لقد تأسفوا لفقده رحمه الله" أ. هـ. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 361)، الدرر الكامنة (5/ 249)، السير (17/ 507) ط. علوش.

3847 - السرمري

* الدرر الكامنة: "تفقه ففاق في الفقه والأصول والنحو ونظم الشعر الجيد وأخذ عن الفضلاء، وكان مفتي حماة وخطيبها" أ. هـ. من أقواله: من شعره: ولما أن قضى أجلي بهجرٍ ... وسرت كليم وجد لا محاله بجانب حده آنست نارًا ... ولكني وجدت بها ضلالة وفاته: سنة (736 هـ) ست وثلاثين وسبعمائة، وقيل: (732 هـ) اثنتين وثلاثين وسبعمائة. 3847 - السُرّمّري * اللغوي: يوسف بن محمّد بن مسعود بن محمّد بن علي بن إبراهيم الحنبلي العقيلي، جمال الدين. ولد: سنة (696 هـ) ست وتسعين وستمائة. من مشايخه: الصفي عبد المؤمن، وابن عبد الدائم وغيرهما. من تلامذته: ابن رافع، وابنه إبراهيم وغيرهما. كلام العلماء فيه: * ذيل تذكرة الحفاظ: "كان عمدة ثقة ذا فنون إمامًا علامة ... " أ. هـ. * الوجيز: "كان عارفًا بالمذهب ذا نظم جيد مع مشاركة في العربية والفرائض" أ. هـ. * الشذرات: "قال ابن حجي: رأيت بخطّه ما صورته: مؤلفاتي تزيد على مائة مصنف كبار وصغار في بضعة وعشرين علمًا ذكرتها على حروف المعجم في (الروضة المورقة في الترجمة المونقة) وقد أخذ عنه ابن رافع مع تقدمه عليه وحدّث عنه" أ. هـ. * قلت: ومن حاشية "السحب الوابلة" بقلم المحقق: "وله (الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية)، ويظهر لي أنها القصيدة التي رد بها على ابن السبكي أولها: الحمد لله حمدًا أستعين به ... في كُلِّ أمر أعاني في تَطَلُّبِه لا سيما في انتصاب من أخي إحنٍ ... طغى علينا وأبد من تَعَصُّبهِ" أ. هـ. وفاته: سنة (776 هـ) ست وسبعين وسبعمائة. من مصنفاته: "عقد اللآلي في الأمالي"، و"غيث السحابة في فضل الصحابة". 3848 - الفاسي * اللغوي: يوسف بن محمّد القصري الفاسي، أبو المحاسن. ولد: سنة (937 هـ) سبع وثلاثين وتسعمائة. من مشايخه: الشيخ عبد الرحمن مجذوب، وعبد الوهاب الزقاق وغيرهما. من تلامذته: أبناؤه أحمد وعلي والعربي وغيرهم. ¬

_ * السحب الوابلة (3/ 1181)، الدرر الكامنة (5/ 249)، إنباء الغمر (1/ 150)، وجيز الكلام (1/ 210)، بغية الوعاة (2/ 360)، ذيل تذكرة الحفاظ (160)، الشذرات (8/ 428)، كشف الظنون (1/ 131)، إيضاح المكنون (1/ 543)، هدية العارفين (2/ 558)، فهرس الفهارس (2/ 925)، الأعلام (8/ 250)، معجم المؤلفين (4/ 181). * شجرة النور (295)، الأعلام (8/ 252).

3849 - القرباغي

كلام العلماء فيه: * الأعلام: "فقيه متصوف كان شيخ وقته في المغرب ... اشتهر بعلوم العربية والفقه ثم التصوف وزاد ذلك في شهرته" أ. هـ. * شجرة النور: "العالم الفقيه النوازلي القطب الكامل المجدد على رأس الألف العارف بالله الواصل ... وكان وارثًا لمقام أستاذه الأكبر الشيخ عبد الرحمن المجذوب ... " أ. هـ. وفاته: سنة (1013 هـ) ثلاث عشرة وألف. من مصنفاته: جمع ابنه أخباره في كتابه "مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن" أورد فيه طائفة من رسائله إلى بعض أصحابه وأجوبته على أسئلة وردت، وجملة من كلامه كقوله (ليس الطريق بكثرة القيل والقال ولا بكثرة الأعمال وإنما هي بفراغ القلب مما سوى الرب). 3849 - القَرَباغي * المفسر: يوسف بن محمد خان القرباغي، المحمدشاهي. كلام العلماء فيه: * خلاصة الأثر: "أحد أكابر العلماء المحققين .. " أ. هـ. * الأعلام: "من علماء الكلام، من أهل قرباغ من قرى همذان" أ. هـ. * معجم المؤلفين: "متكلم" أ. هـ. وفاته: سنة (1030 هـ) ثلاثين وألف، وقيل: نيف وثلاثين وألف، وقيل: (1035 هـ) خمس وثلاثين وألف. من مصنفاته: "تفسير قول الله: ليس كمثله شيء", و"رسالة في الكلام". 3850 - الفيشي * اللغوي: يوسف بن محمّد بن حسام الدين الفيشي (¬1) المالكي. من مشايخه: أبو بكر الشنواني, والبرهان اللقاني وغيرهما. كلام العلماء فيه: * الأعلام: "من كبار مشايخ الأزهر الملازمين للتدريس. من أخباره أنه كان يحمل عصا, فإذا غضب على أحد من طلبته ضربه بها وإن هرب منه قام من الدرس وتبعه حتى يضربه" أ. هـ. * شجرة النور: "العالم العلامة .. " أ. هـ. وفاته: سنة (1061 هـ) إحدى وستين وألف. من مصنفاته: "حاشية على شرح شذور الذهب لابن هشام"، و"حاشية على قطر الندى لابن هشام". ¬

_ * خلاصة الأثر (4/ 510)، كشف الظنون (2/ 1144)، هدية العارفين (2/ 466)، الأعلام (8/ 252)، معجم المؤلفين (4/ 181). * خلاصة الأثر (4/ 510)، هدية العارفين (2/ 566)، شجرة النور (303)، الأعلام (8/ 252)، معجم المؤلفين (4/ 170). (¬1) في خلاصة الأثر: القيسي.

3851 - ابن معزوز القيسي

3851 - ابن معزوز القيسي * النحوي، اللغوي: يوسف بن معزوز القيسي، الأستاذ المرسي، أبو الحجاج، من أهل الجزيرة الخضراء بالأندلس. من مشايخه: أبو إسحاق بن ملكون، وأبو زيد السُّهيلي وغيرهما. من تلامذته: أبو الوليد يونس بن محمّد الوقّشي، وأبو عبد الله بن أبي عمران المعروف بابن الجوز. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "كان نحويًّا جليلًا من أهل التقدم في علم الكتاب. كان متصرفًا في علم العربية، حسن النظر" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "إمام النحو ... تخرج به أئمة" أ. هـ. وفاته: سنة (625 هـ) خمس وعشرين وستمائة تقريبًا. من مصنفاته: "شرح كتاب الإيضاح" للفارسي، و"التنبيه على أغلاط الزمخشري في المفصل وما خالف فيه سيبويه". 3852 - أبو يعقوب الكوفي * المفسر: يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي نزيل بغداد. ولد: سنة نيف وستين ومائة. من مشايخه: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة وخلق كثير. من تلامذته: إبراهيم الحربي، وقاسم بن زكريا المطرز وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ بغداد: "قد وصف غير واحد من الأئمة يوسف بن موسى بالثقة، واحتج به البخاري في صحيحه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال النسائي: لا بأس به. وقال أبو سعيد السكري عن يحيى بن معين: ثقة صدوق. وقال غيره: كان يتجر إلى الري". وقال: "قال ابن زولاق: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحداد شيخنا يقول: قرأت على أبي عبيد بن حربويه جزءًا عن يوسف بن موسى القطان، فلما فرغت قلت، كما قرأت على القاضي؟ فقال نعم: إلا الإعراب فإنك تعرب وما كان موسى يعرب" أ. هـ. ¬

_ * صلة الصلة (221)، تاريخ الإسلام (وفيات 625) ط. بشار، بغية الوعاة (2/ 362)، كشف الظنون (2/ 1776)، الأعلام (8/ 254)، معجم المؤلفين (4/ 184)، هدية العارفين (2/ 553). * طبقات المفسرين للداودي (2/ 383)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة السادسة والعشرين) ط. تدمري، الجرح والتعديل (4/ 2 / 231)، الثقات لابن حبان (9/ 282)، تاريخ بغداد (14/ 304)، طبقات الحنابلة (1/ 421)، تهذيب الكمال (32/ 465)، السير (12/ 221)، تهذيب التهذيب (11/ 374)، تقريب التهذيب (1096)، طبقات ابن سعد (7/ 363)، تذكرة الحفاظ (2/ 548).

3853 - أبو الحجاج الضرير

* السير: "الإمام المحدث الثقة" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قال مسلمة: كان ثقة" أ. هـ. تقريب التهذيب: "نزيل الري، ثم بغداد، صدوق" أ. هـ. وفاته: سنة (252 هـ)، وقيل (253 هـ) اثنتين وقيل ثلاث وخمسين ومائتين. من مصنفاته: له تفسير. 3853 - أبو الحَجّاج الضرير * النحوي: يوسف بن موسى الكلبي السرقسطي المتكلم، أبو الحَجّاج، الضرير. من مشايخه: أبو مروان بن سراج، وأبو عليّ الجياني (وفي الصلة أبو علي الحبّائي) قلت: وهو الأقرب إلى الصواب. من تلامذته: القاضي عياض وغيره. كلام العلماء فيه: * الغنية: "كان من المشتغلين بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونظّار أهل السنة، عارفًا بالنحو والأدب وله في ذلك تصانيف مشهورة" أ. هـ. * الصلة: "كان من أهل التبحر والتقدم في علم التوحيد والاعتقادات وهو آخر أئمة العرب فيه. أخذه عن أبي بكر الرازي وكان مختصًا به .. " أ. هـ. وفاته: سنة (489 هـ) تسع وثمانين وأربعمائة، وقال صاحب "بغية الوعاة": توفي سنة (520 هـ) عشرين وخمسمائة. من مصنفاته: "الأرجوزة الصغرى" في الاعتقادات، وله "الكبرى". 3854 - التجيبي التاجلي * النحوي، اللغوي: يوسف بن أبي عبد الملك يبقى بن يوسف بن يسْعون التجيبي التاجلي، ولعل أصله من حصن شنش ويعرف بالشنشي. من مشايخه: أبو الوليد مالك بن عبد الله العتبي، وأبو بكر يحيى بن عبد الله المعروف بالفرضي وغيرهما. من تلامذته: المحدث الجليل أبو محمد بن عبيد الله، والمقرئ أبو ذر محمّد بن عبد العزيز وغيرهما. كلام العلماء فيه: * صلة الصلة: "كان عريقًا في اللغة والأدب متقدّمًا في وقته في إقرّاء ذلك والمعرفة به وبعلم العربية" أ. هـ. * تكملة الصلة: "عنى بالعربية فكان إمامًا فيها مقدمًا في فهم معانيها، وله كتاب سماه بالمصباح في شرح أبيات الإيضاح جليل الفائدة دل على مكانه من العلم وتحققه بصناعة العربية كتبه النّاس واستعملوه وكان يشارك في قرض الشعر" أ. هـ. ¬

_ * الغنية (226)، بغية الملتمس (2/ 663)، الصلة (2/ 644)، بغية الوعاة (2/ 362)، معجم المؤلفين (4/ 186). * بغية الملتمس (2/ 668)، صلة الصلة (204)، معجم أصحاب الصدفي (325)، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 542) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 363)، كشف الظنون (1/ 213)، معجم المؤلفين (4/ 188)، الأعلام (8/ 256)، تكملة الصلة (4/ 207).

3855 - المغامي

* البغية: "فقيه، نحوي، أديب، إمام في النحو .. " أ. هـ. * معجم أصحاب الصدفي: "أقام مع الروم بعد تغلبهم على بلده، وولي القضاء بين المسلمين المقيمين معهم، ولم أقف على تاريخ وفاته" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "كان حيًّا يرزق في هذا العام -أي سنة (542 هـ)، وانقطع خبره بعده رحمه الله" أ. هـ. وفاته: في حدود سنة (542 هـ) اثنتين وأربعين وخمسمائة. من مصنفاته: "المصباح في ما انبهم من شواهد الإيضاح" وهو كتاب مفيد على طول فيه. 3855 - المغامي * النحوي، اللغوي: يوسف بن يحيى بن يوسف الأزدي القرطبي، أبو عمرو، المغامي (¬1) الدوسي، يعود نسبه إلى أبي هريرة - رضي الله عنه -. من مشايخه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب وغيرهم. من تلامذته: سعيد بن فحلون، ومحمد بن فُطيس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * تاريخ علماء الأندلس: "كان حافظًا للفقه، نبيلًا فيه، فصيحًا بصيرًا بالعربية معقلًا". وقال: "قال تميم بن محمّد التميمي عن أبيه قال: كان أبو عمر يوسف بن يحيى الأزدي المغامي ثقة، إمامًا عالمًا جامعًا لفنون من العلم، عالمًا بالذب عن مذاهب الحجازيين، فقيه البدن، عاقلًا وقورًا، قل ما رأيت مثله في عقله وأدبه وخلقه" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "رحل في الحديث، وهو شيخ رأيته -الذي رآه هو تميم بن محمّد القيرواني- وقد جاءته كتب كثيرة، نحو المائة كتاب من أهل مصر بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرجوع إليهم" أ. هـ. * السير: "العلامة المفتي شيخ المالكية ... أحد الأعلام". وقال: "كان رأسًا في الفقه لا يجارى، بصيرًا بالعربية فصيحًا، مدركًا مصنفًا أقام بمكة" أ. هـ. * الديباج: "قال فحلون: وكانت حلقة المغامي بصنعاء أعظم من حلقة الديري، وكان عليّ بن عبد العزيز إذا سئل عن شيء يقول: عليكم بفقيه الحرمين يوسف بن يحيى، وكان جاور بها سبع سنين وكان مفوهًا عالمًا. قال الشيرازي: كان فقيهًا عابدًا تفقه بابن حبيب، يقال إنه صهره، وكان شديدًا على الشافعي وضع في الرد عليه عشرة أجزاء" أ. هـ. وفاته: سنة (288 هـ) ثمان وثمانين ومائتين، وقيل: (283 هـ) ثلاث وثمانين ومائتين، وقيل: (285 هـ) خمس وثمانين ومائتين. ¬

_ * بغية الوعاة (2/ 363)، تاريخ الإسلام (وفيات الطبقة التاسعة والعشرين) ط. تدمري، تاريخ علماء الأندلس (2/ 933)، معجم المؤلفين (4/ 189)، جذوة المقتبس (2/ 593)، بغية الملتمس (2/ 667)، معجم البلدان (5/ 161)، العبر (2/ 81)، السير (13/ 336)، الشذرات (3/ 370)، الديباج المذهب (2/ 266). (¬1) مَغام أو مَغامة: بالفتح فيهما هي بلد في الأندلس، وهي من أعمال طليطلة.

3856 - ابن يعقوب

من مصنفاته: كتاب في الرد على الإمام الشافعي في عشرة أجزاء، و"فضائل مالك" وكتاب في فضائل عمر بن عبد العزيز وغيرها. 3856 - ابن يعقوب * المقرئ: يوسف بن يعقوب بن الحسين، وقيل: الحسن، ابن يعقوب بن خالد بن مهران الواسطي الأصم، أبو بكر. ولد: سنة (218 هـ) ثمان عشرة ومائتين. من مشايخه: محمّد بن خالد الطحّان، يحيى العليمي وغيرهما. من تلامذته: أبو أحمد الحاكم، وأبو بكر بن المقرئ، وعلي القلانسي وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "قال ابن خليع: كان شيخنا حسن الأخذ، قرأت عليه وله نيف وتسعون سنة" أ. هـ. * معرفة القراء: "إمام جامع واسط، ومقرئها، ومن انتهى إليه علو رواية عاصم" أ. هـ. * غاية النهاية: "إمام جليل ثقة مقرئ محقق كبير القدر قال أبو إسحاق إبراهيم بن إحمد الطبري سمعت أبا بكر بن النقاش يقول ما رأت عيناي مثل يوسف بن يعقوب وذكر له مناقب كثيرة قال كان أصم إلا عن كتاب الله ومقعدًا إلا عن فرائض الله ثم قال الطبري لو لم يحك هذه الحكاية النقاش لما تحدثت بها .. قال سبط الخياط في (كفايته) لما ذكر رواية العليمي: والعليمي ليس بمذكور في القراءة ولا في الحديث إلا أن الرواية عنه عظمت وجلت بالإمام أبي بكر يوسف بن يعقوب، لأنه كان ثقة في نفسه أمينًا في روايته ونقله" أ. هـ. وفاته: سنة (313 هـ) ثلاث عشرة وثلاثمائة. 3857 - النجيرمي * اللغوي: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خُرّزاذ النّجيرمي السّعتَريِ (¬1)، أبو يعقوب. ولد: سنة (345 هـ) خمس وأربعين ومائتين. من مشايخه: أبو يحيى زكريا بن يحيى بن خلاد الساجي وغيره. من تلامذته: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وعبد العزيز بن أحمد بن مغلّس الأندلسي وغيرهما. كلام العلماء فيه: * معجم البلدان: "نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها مرارًا ليست بالكبيرة ولا بها آثار تدل على أنها كبيرة أولًا، فإن كان بالبصرة محله يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلة" أ. هـ. ¬

_ * تاريخ بغداد (14/ 319)، تاريخ الإسلام (وفيات 313) ط. تدمري، السير (15/ 218)، معرفة القراء (1/ 202)، غاية النهاية (2/ 404). * الأنساب (3/ 254)، اللباب (1/ 543)، معجم البلدان (5/ 274)، وفيات الأعيان (7/ 75)، السير (17/ 441)، تاريخ الإسلام (وفيات 423) ط. تدمري، بغية الوعاة (2/ 364). (¬1) السّعترِي: هذه النسبة إلى بيع السّعتر، وهو شيء من البقول يجف ويُدقُّ ويُدَرُّ على الأطعمة ويؤكل.

* قلت: قال محقق كتاب (تاريخ الإسلام) الدكتور عمر عبد السلام تدمري مناقشًا الخطأ الذي وقعت فيه المصادر التي ترجمت للنجيرمي، والوهم الذي حصل حيث قال: (لقد وقع خلط ووهم في المصادر فيما يتعلق بهذه الترجمة، لم يتنبه إليه الدكتور "إحسان عباس" في تحقيقه لكتاب "وفيات الأعيان" (7/ 75) بالمتن والحاشية رقم (839). فهو يقول إن الترجمة في: بغية الوعاة، والأنساب، واللباب (النجيرمي)، وعبر الذهبي (2/ 358)، والشذرات (3/ 75)، وأضاف. "وفي المصدرين الآخرين أدرج في وفيات 370 وهو بعيد عما أثبته المؤلف" (انتهى). كما لم يتنبه إلى الخلط والوهم: "الشيخ شعيب الأرنؤوط" و"محمد نعيم العرقسوسي" في تحقيقهما لكتاب (سير أعلام النبلاء 17/ 441) حيث ذكرا المصادر السابقة، بإضافة (معجم البلدان) و (وفيات الأعيان) إليها. وقبل أن أعلق على تلك المصادر وما فيها من تخليط، أضيف إليها مصدرين مكرّرين هما: (الأنساب) و (اللباب) في مادة (السعتري). وهنا أذكر نص ما جاء فيهما. قال ابن السمعاني في (الأنساب 3/ 254 مادة: السعتري): "أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي المعروف بالسعتري، من أهل البصرة. حدّث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجّي، ومحمد بن حيّان المازني، روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرّزاذ النجيرمي ساكن مصر، وأبو الحسن محمّد بن عليّ بن صخر الأزدي نزيل مكة، وهما بصريّان". (انتهى). ووافقه ابن الأثير في (اللباب 1/ 543 مادة السعتري) فقال: "أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري، بصْري. حدّث عن أبي مسلم الكجي. روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي، وغيره" (انتهى). فالمحققون الأفاضل لم يشيروا إلى مادة "السعتري" في (الأنساب) و (اللباب) مع أن صاحب الترجمة ذكر فيهما، بل أشاروا إلى مادة "النجيرمي" في المصدرين السابقين على أن صاحب الترجمة هو المذكور فيهما، وهو ليس كذلك، وللتوضيح أذكر نص ابن السمعاني في (الأنساب مادة: النجيرمي)، وهو يقول: "أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري البصري، من أهل البصرة، يروي عن أبي يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي المقرئ". (انتهى). ووافقه ابن الأثير في مادة: النجيرمي) فقال: "أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي البصري. روى عن زكريا بن يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي" (انتهى). هنا أتوقف لتحقيق هذه الترجمة ومدى مطابقتها لصاحب الترجمة المتوفى سنة 423 هـ. فأقول: إن النجيرمي في (الأنساب) و (اللباب) يروي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي، والمعروف أن زكريا السّاجي توفي سنة 307 هـ. (العبر

2/ 134) فكيف يروي عنه صاحب الترجمة قبل أن يولد، وقد جاء أنه ولد سنة 345 هـ؟ ! . إذن، فيوسف بن يعقوب النجيرمي المذكور في (مادة: النجيرمي) هو غير صاحب الترجمة "يوسف بن يعقوب بن خرزاذ"، مع أنهما يتفقان في الاسم، والكنية، والبلد، ولكنهما يختلفان في تاريخ الوفاة. ولقد أصاب المؤلف الذهبي -رحمه الله- حيث فرق بين الاثنين، فجعل الأول في المتوفين سنة 370 هـ. (انظر: العبر 2/ 358، وتاريخ الإسلام (467) حوادث ووفيات 351 - 380 هـ. بتحقيقنا، وشذرات الذهب 3/ 75) والثاني هو صاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ. والذي يؤكد أنهما اثنان ما ذكره ابن السمعاني في (مادة السعتري) ووافقه ابن الأثير، من أن "يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري" روى عنه: "يوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي". وبان من هذا أن الأول كان شيخًا للثاني. وقال في (تاريخ الإسلام 467 وفيات 370 هـ): "يوسف بن يعقوب النجيرمي، أبو يعقوب، بصري مشهور، عالي الإسناد. سمع: أبا مسلم الكجي، والحسن بن المثنى العنبري، والمفضل بن الحباب الجُمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن حيّان المازني، وجماعة. روى عنه: أبو نعيم الحافظ، وأبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي، وإبراهيم بن طلحة بن غسان المصوعي، وجماعة آخرهم القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن صخر الأزدي، وقد حدّث في سنة خمس وثلاثمائة" أ. هـ. هكذا وقع، والصواب: حدث في سنة خمس وستين وثلاثمائة. وقال ابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب 3/ 75): "والنجيرمي، أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البصري، حدّث في سنة خمس وستين عن: أبي مسلم، ومحمد بن حيان المازني". والمعروف أيضًا أن أبا مسلم الكجّي توفي سنة (292 هـ). (انظر: العبر 2/ 93، 92 وفيات 292 هـ) فالنجيرمي الذي سمعه وروى عنه هو المتوفى سنة 370 هـ. وليس صاحب الترجمة الذي ولد سنة (345 هـ) وتوفي (423 هـ). وقد خلط ابن خلكان في (وفيات الأعيان 7/ 75) بين المتوفى سنة (390 هـ). والمتوفى (423 هـ). فقال في الترجمة رقم (839): "أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ النجيرمي، اللغوي، البصري، نزيل مصر، هو من أهل بيت فيه جماعة من الفضلاء الأدباء ما منهم إلا من هو ماهر في اللغة، كامل الأدوات، متقن لها. روى أبو يعقوب المذكور عن أبي يحيى زكريا بن يحيى بن خلاد الساجي، وطبقته. وروى عنه أبو الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي، وغيره. ثم نقل ابن خلكان أن أبا يعقوب بن خرزاذ النجيرمي توفي يوم الثلاثاء رابع المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وأن مولده كان يومَ عَرَفَة من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة (7/ 76). ولم يتنبه محققه الدكتور "إحسان عباس" لهذا الخلط، إذ كيف يروي أبو يعقوب النجيرمي

3858 - الجمال المصري

المولود سنة 345 عن زكريا الساجي الذي توفي قبل مولده بنحو 38 عامًا؟ ولقد تنبه إلى هذا الخلط السيد "أكرم البوشي" في تحقيقه للجزء (16) من: سير أعلام النبلاء، فقال في حاشيته على ترجمة النجيرمي المتوفى سنة 370 هـ ص- 259 ما نصه: "وقد التبس النجيرمي -صاحب هذه الترجمة- مع سميّه يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ التبس النجيرمي البصري اللغوي نزيل مصر والذي سترد ترجمته في الجزء السابع عشر من السير برقم (293) على محقق "وفيات الأعيان" فجعلهما واحدًا حيث جمع بين مصادر ترجمتيهما". وأقول: لقد أصاب السيد "أكرم البوشي". وأخطأ زميله السيد "محمد نعيم العرقسوسي" وهما يحققان "سير أعلام النبلاء" بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط. وكذلك خلط السيوطي بين المتوفى سنة 370 هـ. وصاحب هذه الترجمة المتوفى سنة 423 هـ. ولم يتنبه السيد "محمد أبو الفضل إبراهيم" إلى هذا الخلْط في تحقيقه لكتاب (بغية الوعاة 2/ 364)، حيث يقول السيوطي: "يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرّزاذ النجيرمي أبو يعقوب، ويعرف أيضًا بالسعتري، النحوي، اللغوي، الحافظ، العلامة. أخذ عن علي بن أحمد المهلبي، وروى عن زكريا بن يحيى الساجي. وعنه ابن بابشاذ، وعبد العزيز بن أحمد بن مغلس الأندلسي، وكان مقيما بمصر، روى عنه محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ، ومات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة بعد ابنه بهزاد بثلاثة أشهر". وقد عاد "ابن خلّكان" في ترجمة "ابن مغلّس" (وفيات الأعيان 3/ 193، 194) فذكر أن ابن مغلّس المتوفى سنة 427 هـ. قرأ على أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي بمصر. وكذا فعل "الحميدي" في: (جذوة المقتبس 288)، وابن بشكوال في: (الصلة 2/ 369، 370 رقم 788)، والضبّي في (بغية الملتمس 384) والسيوطي في: (بغية الوعاة 2/ 98)، والمقري في (نفح الطيب 2/ 132). فمن هو "النجيرمي" المقصود هنا؟ أهو المتوفى سنة (370 هـ)؟ أم هو المتوفى سنة (423 هـ)؟ هذا ما لم تفصح عنه المصادر المذكورة ... والله أعلم أ. هـ. وفاته: سنة (423 هـ) ثلاث وعشرين وأربعمائة. 3858 - الجمال المصري * المفسر: يونس بن بدران بن فيروز بن صاعد بن عالي بن محمّد بن علي، جمال الدين، أبو محمد، وأبو الوليد، وأبو الفضائل، وأبو الفرج القرشي الشيب، الحجازي الأصل، المليجي ¬

_ * تاريخ الإسلام (وفيات 623) ط. تدمري، التكملة لوفيات النقلة (3/ 173)، العبر (5/ 97)، السير (22/ 257)، طبقات الشافعية للإسنوي (2/ 447)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 366)، البداية (13/ 123)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 122)، النجوم (6/ 266)، الشذرات (7/ 197)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 384)، هدية العارفين (2/ 572)، معجم المؤلفين (4/ 191).

3859 - يونس

المولد، الشافعي. ولد: تقريبًا سنة (550 هـ) خمسين وخمسمائة. من مشايخه: السّلفي، وعلي بن هبة الله الكاملي وغيرهما. من تلامذته: البرزالي، والشهاب القوصي، وعمر بن الحاجب وغيرهم. كلام العلماء فيه: * تاريخ الإسلام: "قال أبو شامة: كان في ولايته عفيفًا في نفسه نزهًا مهيبًا ملازمًا لمجلس الحكم بالجامع وغيره. وكان نُقِم عليه أنه إذا ثبت عنده وراثة شخص وقد وضع بيت المال أيديهم عليها، يأمره بالمصالحة لبيت المال. ويقيم عليه استنابته في القضاء لابنه التاج محمّد ولم تكن طريقته مستقيمة. قال: وكان يذكر أنه قرشي شيبي فتكلم الناس في ذلك، وولي بعده القضاء وتدريس العادلية شمس الدين الخويي. ونقلت -أي الذهبي- من خط الضياء: توفي القاضي يونس بن بدران المصري بدمشق وقليل من الخلق من كان يترحم عليه". وقال: "قال عمر بن الحاجب: كان يشارك في علوم كثيرة وصار وكيلًا لبيت المال فلم يُحسن السيرة قبل القضاء" أ. هـ. * السير: "كان شديد الأدمة يلثغ بالقاف همزة"أ. هـ. * طبقات المفسرين للداودي: "قال أبو شامة: كان حسن الطريقة" أ. هـ. وفاته: سنة (623 هـ) ثلاث وعشرين وستمائة. من مصنفاته: اختصر كتاب "الأم" للشافعي، وألف في الفرائض، وألقى دروسًا في تفسير جميع القرآن الكريم. 3859 - يونس * النحوي، اللغوي: يونس بن حبيب، أبو عبد الرحمن الضبيّ، مولاهم البصري. قال صاحب وفيات الأعيان: قال أبو عبيد الله المرزباني في (المقتبس في أخبار النحويين): هو مولى ضبة، وقيل هو مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل: مولى بلال بن هرمي من بني ضبية. من مشايخه: أبو عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة وغيرهما. من تلامذته: الكسائي، وسيبويه، والفرّاء وغيرهم. كلام العلماء فيه: * معجم الأدباء: "قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة أملأ كل يوم ألواحي من حفظه. ¬

_ * التاريخ الكبير للبخاري (8/ 413)، الجرح والتعديل (4/ 2 / 237) , نزهة الألبا (31)، مسالك الأبصار (4/ 276)، معجم الأدباء (6/ 2850) , الكامل (6/ 165) , إنباه الرواة (4/ 76)، وفيات الأعيان (7/ 244) , تهذيب الكمال (5/ 505)، إشارة التعيين (396)، السير (8/ 191)، تاريخ الإسلام (وفيات 183) ط. تدمري، البداية والنهاية (10/ 190)، البلغة (247)، غاية النهاية (2/ 406)، تهذيب التهذيب (5/ 346)، النجوم (2/ 113)، بغية الوعاة (2/ 365)، الشذرات (2/ 371)، هدية العارفين (2/ 571)، من مشاهير علماء البصرة (98)، الأعلام (8/ 261)، معجم المؤلفين (4/ 191)، الثقات لابن حبان (9/ 290).

3860 - ابن عبد الأعلى

وكان يونس عالمًا بالشعر نافذ البصر في تمييز جيده من رديئه، عارفًا بطبقات شعراء العرب، حافظًا لأشعارهم، يرجع إليه في ذلك كله. وكان يونس يفضل الأخطل على جرير والفرزدق وقد انفرد بذلك" أ. هـ. * إنباه الرواة: "أنه جرى القدر (أي ذكر القدر) في مجلسه فقال: لا فِكْرَ لي فيه" أ. هـ. * وفيات الأعيان: "له قياس في النحو ومذاهب يتفرد بها" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال إبراهيم الحربي: كان أهل البصرة يعني أهل العربية منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل ابن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي" أ. هـ. * إشارة التعيين: "قال أبو عبيدة: لم يكن له همّة إلا طلب العلم وقال: عمره جاوز المائة، وكان يشرب المطبوخ .. " أ. هـ. * السير: "إمام النحو كانت له حلقة ينتابها الطلبة والأدباء وفصحاء العرب وقيل إنه لم يتسرّى ولم يتزوج" أ. هـ. * البداية والنهاية: "يونس بن حبيب أحد النحاة النجباء" أ. هـ. * الشذرات: "وهو من الطبقة الخامسة من الأدب بعد عليّ كرم الله وجهه" أ. هـ. من أقواله: من شعره: شيئان لو بكت الدعاءُ عليهما ... عيناي حتى تؤذنا بذهاب لم يبلغا المعشارَ من حقيهما ... شرخُ الشباب وفرقة الأحباب ومن نزهة الألبا: "عن خلاد بن يزيد قال: قال يونس: ثلاثة والله أشتهي أن أمكن من مناظرتهم يوم القيامة، آدم - عليه السلام - فأقول له: قد مكنك الله تعالى من الجنة وحرم عليك الشجرة فقصدتها حتى طرحتنا في هذا المكروه، ويوسف عليه السلام فأقول له: كنت بمصر وأبوك يعقوب بكنعان وبينك وبينه عشر مراحل يبكي عليك حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم ترسل إليه أني في عافية وتريحه مما كان فيه من الحزن. وطلحة والزبير أقول لهما: إن علي بن أبي طالب بايعتماه بالمدينة وخلفتماه بالعراق فأي شيء أحدث" أ. هـ. قلت: وذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حَاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولا شك أنه من أهل السنة. وفاته: سنة (183 هـ) ثلاث وثمانين ومائة، وعاش (83) سنة. من مصنفاته: له تواليف في القرآن واللغات منها: "معاني القرآن" كبير وصغير، و"اللغات"، و"النوادر". 3860 - ابن عبد الأعلى * النحوي، اللغوي، المفسر, المقرئ: يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة بن حفص بن حيان ¬

_ * الجرح والتعديل (4/ 2 / 243)، الأنساب (3/ 529)، المنتظم (12/ 196)، اللباب (2/ 51)، وفيات الأعيان (7/ 249)، تهذيب الكمال (32/ 513)، تذكرة الحفاظ (2/ 527)، العبر (2/ 29)، ميزان الاعتدال (7/ 316)، السير (12/ 348)، البداية والنهاية (11/ 40)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 170)، غاية النهاية (2/ 406)، تهذيب التهذيب (11/ 440)، طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 33)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 25)، طبقات الحفاظ (230)، الشذرات (3/ 280)، معرفة القراء (1/ 189)، تقريب التهذيب (1098).

الصدفي (¬1) المصري، أبو موسى. ولد: سنة (170 هـ) سبعين ومائة. من مشايخه: ابن عيينة، وابن وهب، والشافعي وغيرهم. من تلامذته: مسلم، والنسائي، وابن ماجه وغيرهم. كلام العلماء فيه: * السير: "شيخ الإسلام، المقرئ الحافظ .. كان كبير المعدلين والعلماء في زمانه بمصر. قال يحيى بن حسان التنيسي: يونُسُكم هذا ركن من أركان الإسلام. وقال النسائي: ثقة" أ. هـ. * العبر: "كان ورعًا صالحًا عابدًا كبير الشأن" أ. هـ. * ميزان الاعتدال: "وثقه أبو حَاتِم وغيره، ونعتوه بالحفظ والعقل، إلا أنه تفرد عن الشافعي بذاك الحديث: (لا مهدي إلا ابن مريم) وهو منكر جدًّا" أ. هـ. * الجرح والتعديل: "نا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يوثق يونس بن عبد الأعلى ويرفع من شأنه" أ. هـ. * تهذيب الكمال: "قال عليّ بن الحسن بن قُديد: كان يحفظ الحديث. وقال أبو جعفر الطحاوي: كان ذا عقل، ولقد حدثني علي بن عمرو بن خالد، قال: سمعتُ أبي يقول: قال الشافعي: يا أبا الحسن انظر إلى هذا الباب الأول من أبواب المسجد الجامع فنظرت إليه فقال: ما يدخل من هذا الباب أحد أعقل من يونس بن عبد الأعلى. وذكره ابن حبان في (الثقات) " أ. هـ. * غاية النهاية: "فقيه كبير ومقرئ محدث ثقة صالح" أ. هـ. * تهذيب التهذيب: "قلت -أي ابن حجر-: وكان إمامًا في القراءات قرأ على ورش وغيره، وقرأ عليه ابن جرير الطبري وجماعة. وقال أبو عمر الكندي كان فقيرًا شديد التقشف مقبولًا عند القضاة، قال يحيى بن حسان يونسكم هذا من أركان الإسلام. قال أبو عمر كان يستسقى بدعائه وقال مسلمة بن قاسم كان حافظًا وقد أنكروا عليه تفرده بروايته عن الشافعي حديث لا مهدي إلا عيسى أخرجه ابن ماجه عنه وكذا الذهبي يدعي أن يونس دلسه ويستند في ذلك أن أبا الطاهر رواه عن يونس فقال حدثت عن الشافعي لكن رواه ابن منده في فوائده من طريق الحسن بن يوسف الطرائفي وأبي الطاهر المذكور كلاهما عن يونس أنا الشافعي ورواه يوسف الميانجي عن ابن خزيمة وابن أبي حَاتِم وزكرياء الساجي وغير واحد عن يونس ثنا الشافعي" أ. هـ. * تقريب التهذيب: "ثقة من صغار العاشرة" أ. هـ. وفاته: سنة (264 هـ) أربع وستين ومائتين. ¬

_ (¬1) الصَدَفي: نسبة إلى (الصدِف) بكسر الدال، وهي قبيلة من حِمير نزلت مصر. كما في الأنساب.

3861 - ابن الصفار

3861 - ابن الصَّفَّار * اللغوي: يونس بن عبد الله بن محمّد بن مغيث بن محمّد بن عبد الله، أبو الوليد، ويعرف بابن الصفار. ولد: سنة (338 هـ) ثمان وثلاثين وثلاثمائة. من مشايخه: أبو بكر محمّد بن مُعَاوية القرشي، وأبو بكر إسماعيل بن بدر وغيرهما. من تلامذته: ابن بشكوال، وأبو محمّد مكي بن أبي طالب المقري وغيرهما. كلام العلماء فيه: * جذوة المقتبس: "كان زاهدًا فاضلًا، يميل إلى التحقيق في التصوف وله فيه مصنفات ... " أ. هـ. * الصلة: "ما رأيت فيمن لقيت من شيوخي من يضاهيه في جميع أحواله كنت إذا ذاكرته شيئًا في أمور الآخرة أرى وجهه يصفر ويدافع البكاء ما استطاع وربما غلبه فلا يقدر أن يمسكه" أ. هـ. * السير: "كان بليغ الموعظة، وافر العلم، ذا زهد وقنوع، وفضل وخشوع قد أثّر البكاء في عينيه، وعلى وجهه النور، وكان حفظةً لأخبار الصالحين" أ. هـ. * تاريخ الإسلام: "قال صاحبه أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالحديث والفقه كثير الرواية، وافر الحظ في العربية واللغة، قائلًا للشعر النفيس، بليغًا في خطبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الزهد والفضل والقنوع باليسير" أ. هـ. * شجرة النور: "من أهل قرطبة، وشيخها المعظم نبيه البيت والحسب والفقيه الأديب العالم المتفنن" أ. هـ. من أقواله: من شعره: فررتُ إليك من ظلمي لنفسي ... وأوحشني العباد فأنت أُنسي رضاك هو المُنى وبك افتخاري ... وذكرك في الدُّجى قمري وشمسي قصدت إليك منقطعًا غريبًا ... لتُؤنس وحدتي في قعر رمسى وللعظمى من الحاجات عندي ... قصدتُ وأنت تعلم سرّ نفسي وفاته: سنة (429 هـ) تسع وعشرين وأربعمائة. من مصنفاته: كتاب "فضائل المنقطعين إلى الله عزَّ وجلَّ"، وكتاب "فضائل المتهجدين" و"التسبيب والتيسير" وغيرها. ¬

_ * جذوة المقتبس (2/ 613)، بغية الملتمس (2/ 688)، ترتيب المدارك (4/ 739)، الصلة (2/ 646)، وفيات الأعيان (5/ 275)، الوفيات لابن منقذ (238)، المعجم في أصحاب القاضي الصدفي (329)، العبر (3/ 169) , السير (17/ 569)، تذكرة الحفاظ (3/ 1100)، تاريخ الإسلام (وفيات 429) ط. تدمري، الديباج المذهب (2/ 374) , الشذرات (5/ 147)، كشف الظنون (1/ 495)، إيضاح المكنون (1/ 285)، هدية العارفين (2/ 572)، شجرة النور (133)، الأعلام (8/ 262)، معجم المؤلفين (4/ 192).

3862 - أبو محمد الغزي

3862 - أبو محمّد الغزي * المقرئ: يونس بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله، أبو محمّد الغزي، شيخ غزة. من مشايخه: الشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد بن علي الحنفي الرقي وغيره. من تلامذته: الشيخ إبراهيم بن زقاعة، وولده عبد الرحمن بن يونس وغيرهما. كلام العلماء فيه: * غاية النهاية: "مقرئ مصدر صالح". وقال: "وعنده زهد وخير وانقطاع وتعبد" أ. هـ. وفاته: سنة (778 هـ) ثمان وسبعين وسبعمائة. 3863 - الوفراوندي * المفسر: يونس بن محمد (¬1) بن إبراهيم الوافراوندي. من مصنفاته: "الشافي في علوم القرآن"، و"الوافي" في العروض. ¬

_ * غاية النهاية (2/ 407). * بغية الوعاة (2/ 365)، معجم الأدباء (6/ 2853)، طبقات المفسرين للداودي (2/ 385)، الفهرست لابن النديم (94). (¬1) وقيل يونس بن أحمد.

فهرس المراجع

فهرس المراجع

حرف الألف

حرف الألف أبجد العلوم، صديق بن حسن خان القنوجي، بيروت، دار الكتب العلمية، (1999 م). الأبدال، لأبي الطيب اللغوي، تحقيق عز الدين التنوخي، دمشق، سنة (1379 هـ - 1960 م). ابن خالويه وجهوده في اللغة، محمود جاسم مؤسسة الرسالة، ط 1 (1407 هـ). كتاب ابن جني النحوي، تأليف الدكتور فاضل صالح السامرائي، جامعة بغداد، دار النذير، لسنة (1389 هـ - 1999 م). ابن الوزير وأراؤه الاعتقادية وجهوده في الدفاع عن السنة النبوية، تأليف علي بن علي جابر الحربي، ط 1 لسنة (1417 هـ - 1996 م)، مكة المكرمة. ابن قدامة المقدسي ومنهجه في الفقه، رسالة دكتوراه ضمن رسائل الجامعة الأردنية، فؤاد عبد اللطيف سرطاوي، لسنة (1411 هـ - 1991 م) المملكة المغربية. ابن باديس وعروبة الجزائر، بقلم محمد الميلي، دار الثقافة - بيروت، ط 1 لسنة (1973 م). ابن الأنباري وجهوده في النحو، د. جميل علوش، الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس، لسنة (1981 م). ابن مضاء القرطبي وجهوده النحوية، تأليف: سعاد السرطاوي، ط 1 لسنة (1408 هـ) دار مجدلاوي. ابن دقيق العيد، حياته وديوانه، د. علي صافي حسين، دار المعارف بمصر. ابن الأبَّار القضاعي: حياته وشعره، إعداد الطالب: حسين محمود خليل إفليفل، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، كلية الآداب لسنة (1982 م). ابن الحاج النوحي، تأليف: د. حسن موسى الشاعر، ط 1 لسنة (1406 هـ) دار القلم. ابن سيده، تأليف د. عبد الكريم شديد النعيمي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام - العراق، لسنة (1984 م). كتاب أبو حيان النحوي، للدكتورة خديجة الحديثي. كتاب أبو عثمان المازني ومذاهب في الصرف والنحو، لرشيد عبد الرحمن العبيدي. أبو الأعلى المردودي حياته ودعوته، تأليف: أليف الدين الترابي، ط 1 لسنة (1407 هـ)، دار القلم.

أبو زيد الأنصاري وأثره في دراسة اللغة، تأليف: د. إبراهيم يوسف السيد، جامعة الرياض، ط 1 لسنة (1400 - 1980 م). أبو الأعلى المودودي صفحات في حياته وجهاده، تأليف أحمد إدريس، دار سلامة. الإبريز لأحمد بن مبارك اللمطي، مصطفى البابي الحلبي، 1961. الأبيوردي ممثل القرن الخامس في برلمان العربي، ممدوح حقي، دمشق، دار اليقظة العربية. كتاب اتجاهات التفسير في العصر الراهن، د. عبد المجيد عبد المحسن، مكتبة النهضة الإسلامية ط 3. إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس، عبد الرحمن بن زيدان، الرباط، 1932 م. إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس، عبد الرحمن بن زيدان، الرباط، 1934 م. اجتماع الجيوش الإسلامية، ابن القيم. الأجوبة الفاخرة، عن الأسئلة الفاجرة، أحمد بن إدريس القرافي، دار الكتب العلمية، 1986. الأجوبة المرضية للسخاوي، محمد إسحاق عمر إبراهيم، دار الراية، 1997. الإحاطة. أحسن الوديعة في نراجم مشاهير مجتهدي الشيعة، أو تتميم روضات الجنان، محمد مهدي الموسوي الأصفهاني الكاظمي، 1968 م، النجف، المطبعة الحيدرية. أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص، ضبط نصه وخرج أحاديثه عبد السلام محمد علي شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط 1 لسنة (1415 هـ - 1994 م). إحكام الأحكام عمدة الأحكام، ابن دقيق العيد، تحقيق أحمد محمد شاكر. أحكام القرآن للكيا الهراسي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1 لسنة (1403 هـ - 1983 م). الأخبار الطوال، أبو حنيفة الدينوري، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، 1960 م.

اختلاف اللفظ، لابن قتيبة الدينوري، محمد زاهد الكوثري، مكتبة القدسي، 1930 م. أخبار الدقضاة لوكيع، المكتبة التجارية الكبرى، 1947 م. أخبار النحويين البصريين، السيرافي، شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي، 1955. آداب شيخو، الربع الأول من القرن العشرين في أدباء النصارى حاظرًا. الآداب الشرعية، لابن مفلح. أدب المفتي والمستفتي، لابن الصلاح، تحقيق الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط 1 لسنة (1407 هـ - 1986 م). أدب الخواص، حمد الجاسر، دار اليمامة للبحث والترجمة لسنة (1400 هـ - 1980 م). الأدب العصري، محمد محمد عبد المجيد، مطبعة السعادة، 1915. الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية سليمان باشا الباروني، وزارة التراث القومي والثقافة، 1987. الأزمنة وتلبية الجاهلية، محمد بن المستنير المعروف بقطرب تحقيق د. حنا جميل حداد، مكتبة المنار، الأردن، الزرقاء. الأزمنة والنوار، لإبراهيم بن إسماعيل بن الأجدابي، بقلم عزة حسن. آراء المعتزلة الأصولية، علي بن سعد بن صالح الضويحي، الرشد، 1996 م. الإرجاء في الفكر الإسلامي د. الشيخ سفر الحوالي. إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري، لأحمد بن محمد القسطلاني. الإرشاد في معرفة علماء الحديث، للخليلي، تحقيق: د. سعيد بن عمر، طبعة دار الرشد، الرياض، ط 1 لسنة (1409 هـ - 1989 م). إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، محمد بن محمد بن مصطفى أبو السعود العمادي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، مطبعة السعادة. الأرواح، لطنطاوي جوهري، المكتبة التجارية الكبرى القاهرة، (1931 م). أسباب النزول وقضايا علوم القرآن والتفسير عند الإمام الشاطبي في كتابة الموافقات، إعداد: عايش علي محمد لبنانة، الجامعة الأردنية رسالة ماجستير لسنة (1996 م).

الاستذكار لابن عبد البر، دمشق، دار قتيبة، 1993. الاستغاثة، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق عبد الله بن دجين السهيلي، ط 1 لسنة (1417 هـ - 1997 م)، دار الوطن، الرياض. أسرار البلاغة في علم البيان، عبد القاهر الجرجاني، ط 6، لسنة (1379 هـ - 1959 م)، مكتبة القاهرة، مصر. أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث، لفهمي جدعان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (1979 م). الأسماء والصفات، للبيهقي. الاشتقاق للأصمعي، تحقيق د. سليم النعيمي، مطبعة أسعد - بغداد، لسنة (1968 م). إشارة التعيين وتراجم النحاة واللغويين، عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1986. الإصابة، لابن حجر. الأصنام، الكلبي، الدار القومية، 1965. أصول الدين، عبد القاهر البغدادي، ط 3، لسنة (1401 هـ - 1981 م)، دار الكتب العليمة بيروت - لبنان. الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، عبد القادر بن محمد عطا صوفي، المدينة، الغرباء الأثرية، 1997 م. الأصول التاريخية للفرقة الإباضية، د. عوض محمد خليفات. أصول مذهب الشيعة الاثنى عشرية، ناصر بن عبد الله بن علي القفاري، دار الرضا، 1998. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، عالم الكتب، بيروت. الاعتصام، للشاطبي. إعراب القرآن، لإسماعيل بن محمد، قوام السنة، قدمت له ودققت نصوصه، ووضع فهارسه الدكتورة فائزة بنت عمر المؤيد، السعودية - لسنة (1415 هـ - 1995 م).

الأعلام، للزركلي. أعلام الأنام بمخالفة شيخ الأزهر شلتوت للإسلام، تأليف عبد الله بن علي بن يابس، مطابع المصري. الأعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام، يوسف بن محمد البياسي، تحقيق الدكتور، شفيق جاسر أحمد، عمان - الأردن، ط 1 لسنة (1407 هـ - 1987 م). الأعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، عباس بن إبراهيم المراكشي، فاس، 1938. الأعلام الحديث، للخطابي. أعلام دمشق في القرن الرابع عشر، محمد عبد اللطيف صالح الفرفور، دار الملاح، دمشق، 1987 م. أعلام الإسماعيلية، مصطفى غالب، بيروت، دار اليقظة العربية، 1964. الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية، زكي محمد مجاهد، القاهرة. أعلام الشيعة، نقباء البشر. أعلام العراق الحديث، باقر أمين الورد، بغداد، مطبقة أوفسيت الميناء، 1977. أعلام الفكر في دمشق بين الأول والثاني عشر للهجرة، إحسان سعيد خلوجي، دمشق، دار يعرب، 1994. أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني، عادل مناع، 1995، مؤسسة الدراسات الفلسطينية. أعلام اللبنانيين في نهضة الآداب العربية، بيروت، اللجنة اللبنانية لإعداد شهر الأونسكو، 1948. أعلام مراكش. أعلام من أرض السلام، عرفان أبو أحمد، جامعة حيفا، 1979. أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، محمد راغب الطباخ، 1923.

أعلام النساء، علي محمد علي دخيل، الدار الإسلامية، 1992 م. أعلام نهضة العرب في القرن العشرين، جميل عويدان، 1994، عمان. أعيان البيان من صبح القرن الثالث عشر الهجري إلى اليوم، حسن السندوبي، القاهرة، 1914. أعيان دمشق في نصف القرن الرابع عشر، محمد جميل الشطي، دار اليقظة العربية، 1918. أعيان الشيعة، محسن الأمين، الإنصاف، 1960. أعيان العصر - الصفدي، دار الفكر المعاصر، 1998. أعيان القرن الثالث عشر في الفكر والسياسة والاجتماع، لخليل مردم بك، بيروت، لجنة التراث العربي، 1971. إغاثة اللهفان، لابن القيم. الأغاني، لأبي فرج الأصبهاني، طبعة دار إحياء التراث العربي. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات، لمرعي الكرمي الحنبلي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: سعيد الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 1 لسنة (1046 هـ - 1985 م). أقطاب التصوف الثلاثة، لصلاح عزام، القاهرة، مؤسسة دار الشعب، 1968. الإكمال، لابن ماكولا، دائرة المعارف العثمانية، 1962. آلاء الرحمن في تفسير القرآن، الجزء (1، 2)، لمحمد جواد بن حسن البلاغي، ط 2، المكتبة الوجداني. الإلزامات والتتبع، للدارقطني، تحقيق مقبل بن هادي الوادعي، دار الكتب العليمة، بيروت، لبنان، ط 2 لسنة (1405 هـ). ألف سنة من الوفيات. الألوسي مفسرًا، د. محسن عبد الحميد، بغداد، مكتبة المعارف، 1968.

أمال المرتضى، أو غرر الفوائد ودرر القلائد، علي بن الحسين المرتضى، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، إحياء الكتب العربية، ط 1، لسنة (1373 هـ - 1954 م). أمثال العرب، للمفضل الضبي، تحقيق الدكتور إحسان عباس. الإمام الجنيد والتوصف في القرن الثالث الهجري، زهير ظاظا. الإمام زيد بن علي المفترى عليه، تأليف شريف الشيخ صالح، لسنة (1404 هـ)، منشورات المكتبة الفيصلية. الإمام العز بن عبد السلام وأثره في الفقه الإسلامي، لعلي الفقير، دار أنس بن مالك، عمان - الأردن، ط 1 لسنة (1409 هـ - 1989 م). الإمام المراغي، تأليف أنور الجندي، دار المعارف بمصر، سنة (1952 م). أمل الآمل، الحر العاملي، مكتبة الأندلس، 1965. أنباه الرواة على أنباء النحاة، القفطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، دار الكتب المصرية، (1950 م). إنباء الغُمر بأبناء العمر، ابن حجر، مجلس دائرة المعارف العثمانية، (1976 م). الانتقاء من فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، ابن عبد البر الأندلسي، دار الكتب العلمية، (1980 م). أنساب الأشراف للبلاذري. الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، أبو اليمن مجير الدين الحنبلي العلمي. أنس الفقير وغر الحقير، أحمد بن حسين، ابن الخطيب، طبعة الرباط، المركز الجامعي للبحث العلمي، لسنة (1965 م). الإنصاف في دعوة الوهابية، وخصومهم لرفع الخلاف أحمد فوزي الساعاتي، دمشق، مطبعة دولة دمشق، (1922 م). تفسير البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تفسير البيضاوي، المكتبة الجديدة، (1926 م). أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر - بيروت.

حرف الباء

إيجاز البيان، عن معاني القرآن، محمود بن أبي الحسن النيسابوري، تحقيق: حنيف بن حسن القاسمي، دار الغرب الإسلامي، (1995 م). الإيضاح في شرع المفصّل لابن الحاجب، رسالة دكتوراه، دراسة وتحقيق أعدها إبراهيم محمد عبد الله، جامعة دمشق، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. الإيضاح في شرح المقامات، للمطرزي، رسالة جامعية، إعداد أيمن بكيراتي، جامعة دمشق، كلية الآداب، لسنة (1995 م)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، إسماعيل بن محمد الباباني البغدادي، مكتبة المتنبي، بغداد. الإيمان الكامل، مصطفى كمال بن محمد الشريف، دمشق، مطبعة الترقي، (1936 م). حرف الباء البارع في علم العروض، لابن القطّاع، تحقيق أحمد محمد عبد الدايم، دار الثقافة العربية - القاهرة، ط 1 لسنة (1402 هـ). الباعث على إنكار البدع والحوادث، عبد الرحمن بن إسماعيل، أبو شامة، تحقيق: عادل عبد المنعم أبو العباس. بحث في ترجمة القرآن الكريم وأحكامها، محمد مصطفى المراغي، دار الكتاب الجديد، بيروت - لبنان، ط 1 لسنة (1041 هـ - 1981 م). بحر العلوم تفسير أبو الليث السمرقندي، تحقيق د. عبد الرحيم الزقة، مطبعة الرشاد، بغداد، ط 1 لسنة (1405 هـ - 1985 م). بحر العلوم تفسير أبو الليث السمرقندي، بتحقيق الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، د. زكريا عبد الجيد النوني، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت ط 1 لسنة (1413 هـ - 1993 م). بشارة المصطفى بشيعة الرتضى، ط 2 منشورات المطبعة الحيدرية في النجف، (1382 هـ - 1963 م). البداية والنهاية، ابن كثير، القاهرة، مطبعة السعادة، (1932 م).

بدائع الزهور، ابن إياس، ط 4، القاهرة، مصطفى البابي الحلي، (1954). البدر الطالع، الشوكاني، خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، (1998). البدر الطالع، هاشم الدباغ، طهران إسلام الكاظمي، (1990 م). بدائع الفوائد لابن القيم، تحقيق: علي حسن علي عبد الحميد، عمان دار عمان، (1986 م). بديع القرآن ابن أبي الإصبع، تقديم وتحقيق حنفي محمد شرف، ط 1 لسنة (1377 هـ - 1957 م) مكتبة نهضة مصر. برنامج شيوخ الرعيني. البرهان في تفسير القرآن هاشم بن سليمان البحراني، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط 3 لسنة (1403 هـ - 1983 م). البرهان في أصول الفقه، لإمام الحرمين الجويني، تحقيق عبد العظيم الديب، الدوحة، جامعة قطر، (1979 م). برنامج شيوخ الرعيني، تحقيق: إبراهيم شيوخ، دمشق وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (1962 م). البريقة المحمودية، شرح الطريقة المحمدية للبركلي، محمد بن محمد الخادسي شركة صحافة عمان - مطبعة (سي 1325)، لسنة (1411 هـ - 1991 م). بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، للفيروز أبادي، تحقيق محمد علي النجار - القاهرة. البعثة المصرية لتصوير المخطوطات العربية في بلاد اليمن، خليل يحيى نامي، القاهرة، وزارة المعاريف العمومية، (1952 م). بغية الراغب المتمني للسخاوي تحقيق: أبو الفضل إبراهيم بن زكريا، دار الكتب ودار الكتاب اللبناني، ط 1 لسنة (1411 - 1991 م). بغية الطلب، كمال الدين بن العديم، تحقيق: سهيل زكار، دمشق، (1988 م).

حرف التاء

بغية الملتمس، الضبي، تحقيق: إبراهيم الإبياري، القاهرة، دار الكتاب العربي المصري، (1989 م). بغية الوعاة، السيوطي، تصحيح: محمد أمين الخانجي، القاهرة، مكتبة الخانجي، (1989 م). بقي بن مخلد القرطبي دراسة وتحقيق كرم ضياء العمري، بيروت، (1984 م). البلاغة عند السكاكي، أحمد مطلوب، بغداد، مكتبة النهضة، (1964 م). البلاغة عند السكاكي، د. أحمد مطلوب مكتبة النهضة، بغداد، ط 1 لسنة (1384 هـ - 1964 م). البلغة في أئمة النحو واللغة، للفيروز أبادي. بلوغ المرام، ابن حجر العسقلاني، تحقيق محمد حامد الفقي، القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى (1933 م). بلوغ المرام للعرشي، القاهرة، انستاس ماري الكرماي، القاهرة، (1939 م). البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، ط 2، القاهرة، مكتبة الخانجي، (1960 م). البيان المغرب، ابن عذارى، تطوان، دار كريما ويس، للطباعة، (1950 م). حرف التاء تأسيس الشيعة، حسن العبد، بيروت، دار الرائد العربي، 1981. تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة الدينوري، أبو محمد بن مسلم، تحقيق محيي الدين الأصفر، بيروت، المكتب الإسلامي (1989 م). تاج التراجم، ابن قطلوبغا، تحقيق: إبراهيم صالح، دمشق، دار المأمون، (1992 م). تاج التفاسير لكلام الملك الكبير، محمد عثمان بن محمد الختم الميرغني، تقديم: محمد العبيد، ويوسف الترابي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مصر، لسنة (1392 هـ). تاج العروس للزبيدي، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، وزارة الإرشاد والأنباء طبعة الكويت، 1965.

التاج المكلل صديق حسن خان، تحقيق وتعليق، عبد الحليم شرف الدين، ط 2 بمباي المطبعة الهندية العربية، 1963. تاريخ ابن خلدون، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات 1971. تاريخ ابن الفرات، ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم، طبعة الجامعة الأمريكية، بيروت، (1942 م)، تحقيق: قسطنطين زريق. تاريخ ابن قاضي شهبة، تقي الدين أبو بكر أحمد، تحقيق عدنان درويش دمشق، المعهد العلمي الفرنسي، 1977. تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان القاهرة، دار الهلال (1924 م). تاريخ إربل، أبي البركات المبارك بن أحمد اللخمي تحقيق: سامي بن السيد خماس بغداد، دار الرشيد (1981 م). تاريخ الإسلام، للذهبي، تحقيق العمروي. تاريخ بغداد الخطيب البغدادي أبو بكر القاهرة، مكتبة الخانجي، (1931 م). تاريخ التراث العربي، فؤاد سزكين، ترجمة محمود فهمي حجازي فهمي أبو الفضل، القاهرة، (1977 م). تاريخ جامع الإمام الأعظم، هاشم الأعظمي، بغداد مطبعة العاني، 1965. تاريخ برجان أبو القاسم حمزة السهمي، بيروت، عالم الكتب، 1981. تاريخ الجزائر العام، عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، بيروت، دار الثقافة، 1982. تاريخ الحكماء، جمال الدين القطفي، بغداد، مكتبة المثنى، 1903. تاريخ الخميس الديار بكري، (حسين بن محمد)، القاهرة، مطبعة عثمان عبد الرزاق، (1884 م). تاريخ الدعوة الإسماعيلية، مصطفى غالب، ط 3، بيروت دار الأندلس، 1979. تاريخ دمشق ابن عساكر تحقيق: صلاح الدين المنجد، محمد أحمد الدهمان، دمشق، المجمع العلمي العربي (1954 م).

تاريخ السليمانية، محمد أمينزكي، ترجمة، جميل أحمد الروزبياني، بغداد شركة النشر الطباعة العراقية المحدودة، (1951 م). تاريخ الشعراء الحضرميين. التاريخ الصغير للبخاري، محمود إبراهيم، فهرس أحاديثه زايد يوسف المرعشلي، بيروت، (1986 م). تاريخ الطبري، تحقيق أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، دار المعارف، (1969 م). تاريخ علم الفلك في العراق، عباس العزاوي، بغداد المجمع العلمي العراقي، (1958 م). تاريخ علماء الأندلس، ابن الفرضي أبو الوليد عبد الله بن محمد القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة (1966 م). تاريخ علماء بغداد (في القرن 14 هجري) يونس السامرائي بغداد، المكتبة الوطنية، (1982 م). تاريخ علماء بغداد السلامي تقي الدين أبو المعالي، تحقيق عباس العزاوي ط 2، بيروت الدار العربية للموسوعات. تاريخ علماء دمشق، محمد مطيع الحافظ، دمشق، دار الفكر، (1986 م). تاريخ علماء سامراء، يونس إبراهيم السامرائي، بغداد، مطبعة دار البصري، (1966 م). تاريخ علماء المستنصرية، ناجي معروف، بغداد، مطبعة العاني، (1959 م). تاريخ علماء الموصل، أحمد محمد المختار، الموصل، مكتبة بسام، (1984 م). تاريخ العلماء النحويين، للمفضل بن محمد بن مسعر التنوخي المعري تحقيق: د. عبد الفتاح محمد الحلو، نشر إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، سنة (1401 هـ - 1981 م). تاريخ قضاء الأندلس، النباهي أبو الحسن الجزامي، تحقيق: ليفي بروفنسال، القاهرة، دار الكتاب المصري، (1948 م). التاريخ الكبير للبخاري، حيدر آباد الدكن، مطبعة جمعية دارة المعارف العثمانية، (1942 م).

تاريخ معرة النعمان، محمد سليم الجندي، عمر رضا كحالة، دمشق وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (1967 م). تاريخ الموصل، الأزدي، أبو زكريا يزيد بن محمد، علي صبيبة، القاهرة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، (1967 م). تاريخ وصاب، عبد الرحمن الجيش، تحقيق، عبد الله محمد الحبيشي، صنعاء، مركز الدراسات والبحوث اليمني، (1979 م). تاريخ اليعقوبي، وبيروت، دار صادر، (1960 م). تالي كتاب وفيات الأعيان، المقاعي، فضل الله بن أبي الفخر، تحقيق جاكلين سويلة، دمشق، المعهد الفرنسي للدراسات العربية، (1974 م). التبر المسبوك في ذيل السلوك، السخاوي شمس الدين محمد بن عبد الرحمن القاهرة، المطبعة الأميرية، (1896 م). التبصير في الدين، للإسفراييني، تحقيق محمد زاهد الكوثري، مطبعة الأنوار - ط 6 لسنة (1359 هـ - 1940 م). تبصير المنتبه، ابن حجر العسقلاني، تحقيق علي محمد البجاوي، مراجعة محمد علي النجار، القاهرة، المؤسسة المصرية العامة، (1967 م). التبيان في تفسير القرآن، لأبي القاسم الخوئي، ط 2 مطبعة الآداب، النجف، العراق. تبييض الصحيفة في مناقب أبي حنيفة، للسيوطي، علق عليه محمد عاشق شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت - لبنان. تبيين كذب المفترى، ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن، دمشق، حسام الدين القدسي، (1928 م). تتمة الأعلام، الزركلي، محمد خير رمضان، بيروت، دار ابن حزم، (1998 م). تتمة اليتيمة، الثعالبي أبو منصور، طهران، مطبعة فردين، (1934 م).

تجديد ذكرى أبي العلاء، القاهرة، دار المعارف، (1968 م). التحبير في المعجم الكبير، السمعاني، أبو سعود عبد الكريم بن محمد، تحقيق منيرة ناجي سالم، بغداد مطبعة الإرشاد، (1975 م). تحرير التقريب، بشار عواد معروف، شعيب الأرناؤوط، بيروت - مؤسسة الرسالة، (1997 م). التحف شرح الزلف، مجد الدين محمد منصور، المزيدي تحقيق: محمد يحيى سالم غران، ط 2 صنعاء، مؤسسة أهل البيت للرعاية الاجتماعية، (1994 م). التحفة في الدولة التركية، بيبرس المنصوري، تحقيق: د. عبد الحميد صالح حمدان، المملوكية، ، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، (1987 م). تحفة القادم، ابن الآبار، أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي، تحقيق وتعليق، إحسان عباس، بيروت، دار الغرب الإسلامي، (1986 م). التحفة اللطيفة، وشمس الدين بن عبد الرحمن السخاوي، تصحيح وتحقيق، محمد حامد الفقي، القاهرة، مطبعة السنة المحمدي، 1958. تحقيق أبواب من كتاب البيوع في الحاوي، للماوردي مقارنًا بين المذاهب الأربعة، محمد عبد القادر حسين الكفراوي، جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون، رسالة جامعية، لسنة (1402 هـ - 1982 م). تدبير المتوحد، محمد بن يحيى بن باجة، تحقيق الدكتور معن زيادة، ط 1 لسنة (1398 هـ - 1987 م). التدوين في أخبار قزوين، الرافعي، أبو القاسم، تحقيق عزيز الله العطاردي، بيروت، دار الكتب العلمية، 1987. تذكرة الحفاظ، الذهبي، حيدر آباد الدكن، مطبعة مجلس دائرة العارف العثمانية، 1955. تذكرة النبيه، ابن كمال باشا، ناشرها ومحقق أمرها المغربي، دمشق، مطبعة الترقي، 1925. تراجم الأعلام، أنور الجندي، القاهرة، مكتبة الأنجلو المعدية، 1970. تراجم الأعلام المعاصرين، أنور الجندي، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1970.

تراجم الأعيان، بدر الدين الحسن بن محمد الصفوري من أنباء الزمان، تحقيق: صلاح الدين المنجد، دمشق، المجمع العلمي العربي، 1963. تراجم الأعيان في أنباء أبناء الشيباني الموصلي، صلاح الدين خليل الموصلي، بغداد، 1979. تراجم أعيان دمشق، محمد جميل الشطي، دمشق، دار اليقظة العربية، 1948. تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر، أحمد تيمور، القاهرة، عبد الحميد أحمد حنفي، 1940. تراجم علماء طرابلس، عبد الله حبيب نوفل، مطبعة الحضارة طرابلس، 1929. تراجم المؤلفين التونسيين، محمد محفوظ، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1982. تراجم مشاهير الشرق، جرجي زيدان، بيروت، دار مكتبة الحياة، القاهرة، مطبعة الهلال، 1922. ترتيب المدارك، القاضي عياض أبو الفضل عياض بن موسى تعليق وتقديم، محمد بن تاويت الطنجي، الرباط وزارة الأوقاف الشؤون الإسلامية، (1965 م). الترغيب في فضائل الأعمال والثواب، ابن شاهين، تحقيق صالح أحمد مصلح، الطبعة الأولى، لسنة (1415 هـ - 1995 م)، دار ابن الجوزي، السعودية. التصاريف، تفسير القرآن كما اشتبهت أسماءه وتصرفت معانيه، يحيى بن سلام أبو زكريا الأنصاري، قدمت له وحققته هند شلبي، الشركة التونسية للتوزيع، (1980 م). تصوف الإسلام، د. حسن عاصي، مؤسسة عز الدين، ط 1 لسنة (1414 هـ - 1994 م). تعريف الخلف رجال السلف، محمد الحفناوي، تحقيق: محمد أبو الأجفان، عثمان بطيخ بيروت، مؤسسة الرسالة، (1982 م). تعريف الخلف لمنهج السلف، إبراهيم البريكان، الرياض، دار ابن الجوزي، (1997 م). تعريفات الجرجاني، علي بن محمد القاهرة، المطبعة الوهبية (1866 م). تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، لابن باديس، دار الفكر، ط 2.

تفسير ابن عطية، ابن عطية محمد بن عبد الحق، تحقيق أحمد صادق الملاح، القاهرة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة القرآن والسنة، (1974 م). تفسير الأسماء الحسنى للزجاج، تحقيق أحمد يوسف الدقاق، دار المأمون دمشق، (1983 م). تفسير إسماعيل حقي. تفسير الإمام ابن عرفة دراسة وتحقيق د. حسن المناعي تونس، ط 1 لسنة (1986 م). تفسير الإمام المجاهد بن جبير، تحقيق د. عبد السلام أبو النيل، طبعة دار الفكر الإسلامي الحديثة، ط 1 لسنة (1410 هـ - 1989 م). تفسير البغوي، تحقيق خالد عبد الرحمن، مروان سوار دار المعرفة، بروت - 1986. تفسير جزء تبارك، تأليف عبد القادر المغربي، المطبعة الأميرية، القاهرة، لسنة (1366 هـ - 1947 م). تفسير جزء عم، لنعمة الله بن محمود النجواني، تحقيق محمود شلبي، دار الفكر العربي. تفسير الجلالين، السيوطي المحلي، بيروت دار المعرفة، 1984. تفسير التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن محمد، ابن عاشور، الدار التونسية للنشر، تونس، لسنة (1984 م). تفسير الخطيب الشربيني، القاهرة، مطبعة بولاق، (1868). تفسير السُّدي الكبير، جمع وتوثيق ودراسة د. محمد عطا يوسف المنصورة دار الوفاء، 1993. تفسير سفيان الثوري، تحقيق إمتياز علي عرشي، دار الكتب العلمية، ط 1 لسنة (1403 هـ - 1983 م)، بيروت - لبنان. تفسير السمعاني (أبو مظفر السمعاني) دراسة وتحقيق وإعداد عبد القادر منصور، ط 1 لسنة (1416 هـ - 1995 م)، جامع العلوم والحكم. تفسير الفخر الرازي، محمد بن عمر بن الحسن، استانبول، دار الطباعة العامرة، 1890. تفسير القرآن الكريم، لمحمود شلتوت، الأجزاء العشرة الأولى، دار القلم، القاهرة، ط 2.

تفسير القرآن الكريم، ومعه صفوة البيان لمعاني القرآن، لحسنين مخلوف أو محمد حسنين، القاهرة، دار الكتاب العربي، 1957 م. التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب، دار الفكر العربي، 1967 م. تفسير مجمع البيان، الفضل بن الحسن الطبرسي، دراسة وتحليلًا، إعداد حسنية عبد الله حسن حويج، رسالة الماجستير، لسنة (1993 م)، الجامعة الأردنية. تفسير المراغي، أحمد مصطفى المراغي، خرج آياته وأحاديثه باسل عيون السود، بيروت دار الكتب العلمية 1998. تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم، لمكي بن أبي طالب الأندلسي، تحقيق محيي الدين رمضان - دار الفرقان. تفسير المنار، لمحمد رشيد رضا، دار المنار، ومكتبة القاهرة، (1947 م). تفسير النسائي، حققه صبري بن عبد الخالق وسيد بن عباس الحلبي، ط 1 لسنة (1410 هـ) مؤسسة الكتب الثقافية. التفسير والمفسرون، محمد حسين الذهبي، (1976 م). تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي. تقريب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، حققه وعلق على حواشيه وقدم له عبد الوهاب عبد الحفيظ، بيروت - دار المعرفة، (1960 م). تقي الدين محمد بن علي بن دقيق العيد عصره، حياته علومه، أثره في الفقه، تأليف محمد رامز عبد الفتاح مصطفى العزيزي، دار البشير - الأردن، ط 1 لسنة (1410 هـ - 1990 م). التقييد لابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني، حيدر آباد، مجلس دائرة المعارف العثمانية، (1983 م). تكملة الصلة، ابن الآبار أبو عبد الله القضاعي، القاهرة، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، (1956 م). التكملة لوفيات النقلة، المنذري، زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي، بشار عواد معروف، النجف، مطبعة الآداب، (1968 م).

تلبيس الجهمية، ابن تيمية، تعليق: محمد بن عبد الرحمن القاسم مطبعة؟ ؟ (1971 م). تلخيص المتشابه، للخطيب البغدادي، تحقيق: سكينة الشهابي، دمشق، طلاس، (1985 م). تلخيص مجمع الآداب، كمال الدين أبو الفضل البغدادي، تحقيق مصطفى جواد، دمشق، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (1963 م). التمهيد، لابن عبد البر، حققه وعلق على حواشيه مصطفى بن أحمد العلوي محمد عبد الكريم البكري، الرباط، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، (1967 م). التمهيد في علم التجويد، لابن الجزري، تحقيق د. غانم قدوري، طبعة مؤسسة الرسالة، ط 1 لسنة (1407 هـ - 1986 م). تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين، أبو الحسن النُّوري، ط 1 لسنة (1406 هـ - 1986 م)، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة - مصر. التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، لمحمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي، تحقيق محمد زاهد الكوثري، المكتبة الأزهرية للتراث، لسنة (1413 هـ - 1993 م). التنبيهات السنية على الهفوات في كتاب المواهب اللدنية، للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، دار الصميعي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، ط 1 لسنة (1416 هـ). التنكيل، المعلمي اليماني، تخريج محمد ناصر الدين الألباني، 1986، زهير الشاويش، عبد الرزاق حمزة، دمشق، المكتب الإسلامي. تنوير الأبصار، شمس الدين محمد بن عبد الله، القاهرة، مطبعة حسن أحمد الطوني، (1880 م). تهذيب الأسماء واللغات، محيي الدين الندوي، القاهرة، إدارة الطباعة المنيرية. تهذيب تاريخ دمشق، عبد القادر بن بدران، ط 2، بيروت، دار المسيرة، (1979 م). تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، تحقيق وتعليق، مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، (1994 م).

حرف الثاء

تهذيب الكمال، المزي، جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن، تحقيق: أحمد علي عبيد حسن أحمد آغا، أعد فهارسه، محمد عبد الرحيم، بيروت، دار الفكر، (1994 م). تهذيب اللغة، للأزهري، أبو منصور الهروي، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مراجعة محمد علي النجار القاهرة، الدرر المصرية، للتأليف والترجمة، (1964 م). التوحيد، لابن خزيمة، راجعه وعلق عليه، محمد خليل هراس، بيروت، دار الكتب العلمية، (1983 م). توضيح أصول قواعد الشفع في نشر علم القراءات السبع، عبد المجيد آل الخطيب، سلطان الجبيري، بغداد، (1971 م). توضيح الأفكار، الصنعاني، محمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، مكتبة الخانجي، (1946 م). التوفيق للتلفيق، للثعالبي، تحقيق هلال الناجي، وزهير زاهد، عالم الكتب، بيروت، ط 1 لسنة (1417 هـ). تونس وجامع الزيتونة، جمع وتحقيق علي الرضا التونسي (1971 م). تفسير تيسير التفسير، إبراهيم القطان، راجعه وقام بضبطه والإشراف على طباعته عمران أحمد أبو حجلة، عمان، (د. ن) سنة (1984 م). التيسير في علوم التفسير، للدريني، طبعة مطبعة المقدم العلمية، مصر، (1892 م). حرف الثاء الثقات لابن حبان، تحقيق عبد الخالق الأشناني، (1968 م). حرف الجيم جامع الفرق والمذاهب الإسلامية، عبد الأمير مهنا، بيروت، المركز الثقافي العربي، علي خريس، (1974 م). جامع البيان في تفسير القرآن، للإيجي الصفوي. جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر.

جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وآي القرآن، تفسير القرطبي. الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير، ابن الساعي، مصطفى جواد، بغداد، المطبعة السريانية، (1934 م). الجديد في أدب الجريد، أحمد البختري، الشركة التونسية، (1973 م). جذوة الاقتباس، الحميدي، (1983 م)، إبراهيم الأبياري. جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، الحميدي، القاهرة الدار المصرية، (1966 م). الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، حيدر آباد. جزء من تفسير ضياء الدين السليماني مطبوع للمجمع العلمي، بتصحيح د. شروطمان. جزء في الأصول، أصول الدين، مسألة القرآن، ابن عقل، تحقيق د. سليمان بن عبد الله العمير، مكتبة دار السلام، ط 1 لسنة (1413 هـ - 1993 م). جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، نعمان أفندي الألوسي، مطبعة مدني، (1961 م). جمال الدين القاسمي وعصره لابنه ظافر القاسمي، ط 1 دمشق لسنة (1385 هـ - 1965 م). جمال القراء وكمال الإقراء، السخاوي علم الدين، علي حسين البواب، مكتبة التراث، (1987 م). جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، ليفي بروفنسال، القاهرة، دار المعارف، 1948. الجواب الصحيح، لابن تيمية. الجواهر في تفسير القرآن، لطنطاوي جوهري، المكتبة الإسلامية، ط 2. الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية طاهر بن محمد الجزائري. الجواهر الحسان في تفسير القرآن، تفسير الثعالبي الجزائري. جواهر التفسير أنوار من البيان والتنزيل، أحمد بن حمد الخليلي، ط 1، لسنة (1404 هـ) سلطنة عمان.

حرف الحاء

الجوانب الفلسفية في كتابات ابن السيد البطليوسي، إعداد حسن عبد الرحمن علقم، رسالة جامعية لنيل درجة الماجستير، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. الجوهر المنضد، ابن المبرد، عبد الرحمن العثيمين، مكتبة الخانجي، (1987 م). الجوهر الأسنى في تراجم علماء وشعراء بوسنة، البوسنوي، عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة، هجر (1992 م). بعنوان جهود المالقي الصوفية في كتاب الدر النثير، رسالة جامعية، لنيل درجة الدكتوراة في الآداب، مقدمة من الطالب: محمد حسان الطيّان، جامعة دمشق، كلية الآداب لسنة (1414 هـ)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. جهود أهل العلم في خدمة القرآن الكريم، طبعة إدارة البحوث الإسلامية والدعوة والإفتاء بالجامعة السلفية، بنارس - الهند. جهود علماء الحنفية، شمس الدين الأفغاني، دار صميعي، 1996. الجواهر المضيئة ابن أبي الوفاء، عبد الفتاح محمد الحلو، هجر، 1993. حرف الحاء حاشية الجمل على الجلالين، بيروت المكتبة الإسلامية، سليمان بن عمر البجلي. حاشية عبد الحكيم السيالكوتي على شرح محمد أسعد الصديقي الشهير بالجلال البرواتي على العقائد العضدية، المطبعة الخيرية، مصر، ط 1 لسنة (1322 هـ). حاشية العطار على جمع الجوامع 3 ط مصطفى البابي الحلي، مع تعزيزات النسخ للشربيني، ط 1 لسنة (1384 هـ). حاشية ابن عابدين رد المختار على درر المختار، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 3 لسنة (1404 هـ - 1984 م). حاشية العطار على شرح مقولات أحمد السجاعي المسمى الجواهر المنتظمات في عقود المقالات، ط 1 لسنة (1328 هـ - 1910 م) المطبعة الخيرية. حاشية على كتاب مراقي الفلاح، أحمد بن محمد الحنفي، القاهرة، مصطفى البابي الحلبي (1937).

الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن، د. عدنان زرزور - مؤسسة الرسالة (1971). الحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي، بقلم: زاهد الكوثري مطبعة الأنوار، القاهرة لسنة (1368 هـ). حجة القراءات، لابن زنجلة، تحقيق سعيد الأفغاني، منشورات جامعة بنغازي، الطبعة الأولى، لسنة (1394 هـ - 1974 م). حديقة الأفراح، اليمني - الشرداني القاهرة، مصطفى البابي الحلبي، 1902. حديث الثلاثاء، الكتاب الثاني، لأحمد مظهر العظمة، مطبعة الترقي لسنة (1960 م). حديث الثلاثاء الكتاب الثالث لأحمد مظهر العظمة، مطبعة التعاونية بدمشق، لسنة (1961 م). الحركة الأدبية والفكرية في تونس - محمد الفاضل بن عاشور القاهرة، معهد الدراسات العربية العالمية، 1956. حسن المحاضرة، السيوطي، القاهرة، مصطفى فهمي الكتبي (1903). حسن الوفا لإخوان الصفا، لمحمد فالح بن محمد فالح الظاهري، طبعة شركة المكارم بالإسكندرية سنة (1323 هـ). الحلة السيراء، ابن الأبار القضاعي، تحقيق: عبد الله أنيس الطباع، بيروت - دار النشر للجامعيين (1962). الحلل السندسية السراج الوزير، تحقيق: محمد الحبيب الهيلة، تونس، الدار التونسية النشر (1970). حلية الأولياء - أبو نعيم الأصبهاني، القاهرة، مكتبة الخانجي (1932). حلية البشر، عبد الرزاق البيطار، تحقيق: محمد بهجة البيطار، دمشق، مجمع اللغة العربية، (1961). الحماسة الشجرية، هبة الله بن علي الحسني، ابن البشري، تحقيق: عبد المعين الملوحي، وأسماء الحمصي، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، لسنة (1970 م). حوادث الدهور، ابن تغري بردي، تحقيق: محمد كمال الدين عز الدين، القاهرة، عالم الكتب (1990).

حرف الخاء

حوادث دمشق اليومية، أحمد البديري الحلاق، ط 1 لسنة (1959 م) الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. الحوادث الجامعة ابن الفوطي البغدادي المكتبة العربية، بغداد، (1932). حوشي على شرح الكبرى للسنوسي، تأليف إسماعيل بن موسى الغامدي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط 1 لسنة (1354 هـ). الحيوان للجاحظ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، القاهرة، مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، (1938). حرف الخاء خبيئة الأكوان، محمد صديق حسن خان، بيروت، دار الكتب العلمية. خريدة القصر، عماد الدين الأصبهاني، تحقيق: محمد بهجة الأثري، بغداد، وزارة الأعلام، مديرية الثقافة، لعامة (1973 م). خزانة الأدب، ابن حجة الحموي، القاهرة، مطبعة بولاق، (1874 م). خلال جزولة، السوسي، تطوان، (1959 م). خلاصة الكلام. خلاصة تاريخ تونس، حسن حسني عبد الوهاب، تونس، دار الكتب العربية الشرقية، (1953 م). خلاصة الأثر. الخطيب البغدادي، يوسف العش، دمشق، المكتبة العربية، (1945 م). خطط المقريزي. خطط مبارك. حرف الدال الدارس في تاريخ المدارس، النعيمي، تحقيق: جعفر الحسيني، دمشق - المجمع العلمي العربي، (1948 م).

دراسات إسلامية في الأصول الإباضية، بكر بن سعيد أعوشت، مسقط (المؤلف) (1980 م). دراسات وتراجم عراقية، لعبد الرزاق الهلالي، بغداد، مكتبة النهضة، 1972. دراسة وتحقيق شرح مختصر السنوسي في المنطق، بقلم: إسعي عليوان، لسنة (1986 م - 1987 م)، رسالة الدكتوراه ضمن رسائل الجامعة الأردنية. درء تعارض العقل والنقل، لابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية، الرياض، (1979 م). درة الحجال، المكناسي، تحقيق: محمد الأحمدي، القاهرة، دار التراث، (1970 م). الدرجات الرفيعة، الشيرازي، تقديم: محمد صادق بحر العلوم، النجف، المكتبة الحيدرية محمود حمزة الحسيني، (1962). در الأسرار، محمود بن محمد نسيب الحمزاوي، (1274). الدر المصون، ابن السمين، أحمد بن يوسف، تحقيق: د. أحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط 1 لسنة (1401 هـ - 1981 م). در الحبب، ابن الحنبلي، تحقيق: محمد محمد الغامدي، يحيى زكريا عبادة، دمشق وزارة الثقافة. الدر النظيم في خواص القرآن العظيم، اليافعي، تحقيق: محمد علي الصباغ، ط 2 القاهرة، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، (1951 م). الدرر الكامنة، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد سيد جاد الحق، القاهرة، دار الكتب الحديثة (1966 م). الدرر البهية والجواهر النبوية، إدريس بن الشريف، فاس، (1896 م). الدرر البهية في الرحلة الأورباوية، لمحمود بن عمر الباجوري، القاهرة، مطبعة محمد أفندي مصطفى، (1891 م). الدرر المضيئة لشرح الدرر البهية، للشوكاني، تحقيق عبد السلام القباني، دار الكتب العلمية، ط 1 لسنة (1407 هـ - 1987 م).

حرف الذال

دليل الفالحين، محمد بن علي بن علان، تحقيق محمد حامد النقي، القاهرة، مطبعة حجازي، (1938 م). دليل مؤرخ المغرب، عبد السلام بن سودة المري، ط 2 الدار البيضاء، دار الكتاب، (1965 م). دمية القصر، الباخرزي، تحقيق سامي مكي العاني، بغداد دار المعارف، (1971 م). الديباج المذهب، ابن فرحون، القاهرة، مطبعة السعادة، (1911 م). الديارات، الشابشتي، كوركيس عواد، بغداد، مطبعة المعارف، (1951 م). ديوان الأدب، عباس محمود العقاد، إبراهيم المازني، القاهرة، (1921 هـ). ديوان ذي الرُّمة بشرح أبي نصر، بقلم: د. عبد القدوس أبو صالح، دمشق مجمع اللغة العربية، (1972 م). ديوان الرضي، طبعة دار صادر، بيروت، أبو الحسن محمد بن الحسين، (1961 م). ديوان شعر الخوارج، جمع وتحقيق إحسان عباس، بيروت دار الشروق، (1982 م). ديوان الإسلام للغزي، تحقيق: سيد كشروي حسن، بيروت، دار الكتب العلمية، (1990). حرف الذال الذخيرة، أحمد بن أحمد القرافي، تحقيق: د. محمد حجي، دار الغرب الإسلامية (1994 م). الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ابن بسام (1945 م). الذريعة إلى تصانيف الشيعة، آغا بزرك الطهراني، النجف، (1967 م). الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب الأصفهاني، طه عبد الرؤوف سعد (1973 م)، مكتبة الكليات الأزهرية. الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب الأصفهاني، تحقيق: د. أبو اليزيد العجمي، ط 2 لسنة (1408 هـ) دار الوفاء. ذكرى الشيخ مصطفى نجا.

حرف الراء

ذكر أخبار أصبهان، أبو نعيم الأصبهاني، ليدن (1931 م). بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، حسين خوجه، تحقيق: الطاهر المعموري (1975). ذيل التقييد، الفاسي، كمال يوسف الحوت، بيروت دار الكتب العلمية (1990 م). ذيل تاريخ بغداد، لابن النجار، البغدادي، تحقيق قيصر فرح، حيدر آباد (1978 م). ذيل تاريخ بغداد، للدمياطي، تحقيق: محمد مولود خلف، مؤسسة الرسالة. ذيل طبقات الحفاظ للذهبي، ابن حمزة الحسيني، القدسي، (1928 م). ذيل طبقات الحنابلة، ابن رجب الحنبلي، بيروت، دار المعرفة. الذيل على رفع الإصر، السخاوي، (1966) القاهرة. الذيل على الروضتين، تراجم رجال القرنين السادس والسابع، أبو شامة القدسي، محمد زاهد الكوثري، عزت العطار، (1974 م)، دار الجيل. الذيل على العبر، ولي الدين العراقي، حققه صالح مهدي عباس، الرسالة، (1989 م). ذيل كتاب شرح المواقف، للكرماني، تحقيق: سليمة عبد الرسول، مطبعة الإرشاد، بغداد، سنة (1973 م). ذيل مرآة الزمان، اليونيني، (726 هـ) حيدر آباد (1954 م). ذيل نغمة الريحانة، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، (1971 م). الذيل والتكملة، ابن عبد الملك المراكشي، إحسان عباس، (1965 م). ذيول تذكرة الحفاظ (لحظ الألحاظ)، ابن فهد، دمشق القدسي، (1928 م). ذيول العبر، الذهبي، الحسيني، تحقيق: محمد رشاد عبد المطلب، وزارة الإرشاد والإنباء، الكويت. حرف الراء رايات المبرزين، علي بن موسى المغربي، تحقيق عبد المتعال القاضي، (1983 م). رجال الكشي، للكشي، تحقيق أحمد الحسيني، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، (1960 م).

رجال الطوسي، تحقيق محمد صادق آل بحر العلوم، النجف، (1961 م). رجال صحيح البخاري، الكلاباذي، تحقيق عبد الله الليثي، المعارف، (1987 م). رد الدارمي عن المريسي، للدارمي، تحقيق رشيد بن حسين الألمعي، الرشد، (1980 م). الرد الوافر، ابن ناصر الدين، تحقيق زهير الشاويش المكتب الإسلامي، (1973 م). الرد على المنطقيين لابن تيمية، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، (1949 م). الرد على النحاة، أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء، بقلم شوقي ضيف. الرد على الزنادقة والجهمية، للإمام أحمد بن حنبل. رحلة إلى الحق، فاطمة اليشرطية، (1990 م)، بيروت. رسائل ابن باجة في الإلهية، حققها ماجد فخري، سنة (1968 م). رسالة رسوم التحديث في علوم الحديث، إبراهيم بن عمر الجعبري، إعداد أحمد لطفي فتح الله، الجامعة الأردنية، رسالة ماجستير لسنة (1994 م). رسوخ الأخبار في منسوخ الأخبار، إبراهيم بن عمر الجعبري، دراسة وتحقيق د. حسن محمد مقبولي الأهدل، ط 1 لسنة (1409 هـ - 1988 م)، مكتبة الكتب الثقافية. رصف المباني في شرح حروف المعاني، أحمد بن عبد النور المالقي، تحقيق أحمد محمد الخراط، دمشق، 1975. الروض الباسم، ابن الوزير، تحقيق محمد علاء الدين المصري، 1999. الروضة الريَّا فيمن دفن بداريَّا للعمادي، تحقيق عبده علي الكوسُك، دار المأمون للتراث، ط 1 لسنة (1408 هـ - 1988 م). الرسالة المستطرفة، الكتاني. الروض الأنف، عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، تحقيق عبد الرحمن الوكيل. رياض الجنة. رفع الإصر عن قضاة مصر، لابن حجر، تحقيق حامد عبد المجيد. رسالة في ذكر الواحد الأحد للراغب الأصفهاني، د. عمر عبد الرحمن الساريسي دار الفرقان، لسنة (1992 م).

حرف الزاي

الرسالة القشيرية في علم التصوف وعليه هوامش من شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، مكتبة ومطبعة محمد علي صبح وأولاده. روضات الجنات، الخونساري، تحقيق أسد الله إسماعيليان، طهران، (1970 م). رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وأفريقية، أبو بكر المالكي، (1951 م)، مكتبة النهضة المصرية. ريحانة الألباب، الخافجي، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، مطبعة عيسى البابي الحلبي، تفسير الآلوسي روح المعاني، دار إحياء التراث العربي، (1980 م). روض البشر، في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر، محمد جميل الشطي، دار اليقظة العربية. رياض الجنة للهرسي الفاسي، المطبعة الوطنية، الرباط، (1931 م). رياض العلماء، عبد الله أفندي الأصفهاني، تحقيق السيد أحمد الحسيني، (1981 م). حرف الزاي زاد المسير، لابن الجوزي، دمشق، المكتب الإسلامي، (1964 م). حرف السين السابق واللاحق، للخطيب البغدادي، محمد بن مطر الزهراني، دار طيبة، (1982 م). سؤالات الآجري لأبي داود، تحقيق: محمد علي قاسم العمري، الجامعة الإسلامية المدينة المنورة، (1983 م). سؤالات الحافظ السلفي، تحقيق مطاع الطرابيشي، مطبعة الحجاز (1976 م). سؤالات السهمي للدارقطني، دراسة موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار المعارف، (1984 م). سبل السلام، لأحمد بن مظهر العظمة، دمشق، مطبوعات التمدن الإسلامي، (1953 م). السحب الوابلة، ابن حميد، عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، بيروت (1996 م).

سراج الملوك، محمد بن الوليد بن محمد الطرطوشي، تحقيق محمد فتحي أبو بكر. السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض .. ، للخطيب الشربيني وبهامشه فتح الرحمن بكشف. سر صناعة الإعراب، لابن جني، تحقيق أحمد مطر عطية رسالة ماجستير جامعة دمشق، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، لسنة (1403 هـ)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية سفينة البحار، عباس القمي، طهران، 1925. سلاح المؤمن في الدعاء والذكر، لمحمد بن محمد بن علي، المعروف بابن الإمام، تحقيق محيي الدين ديب مستور - دار ابن كثير، دمشق - بيروت، ط 1 لسنة (1414 هـ - 1993 م). سلك الدرر، المرادي، مكتبة المثنى بغداد. السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي، تحقيق: محمد مصطفى زيادة، (1972). سلافة العصر، ابن المعصوم، القاهرة، المطبعة الأدبية. السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها، أبو عمرو الداني، تحقيق د. رضاء الله بن محمد المباركفوري، ط 1 لسنة (1416 هـ - 1995 م)، دار العاصمة. السنة للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل، تحقيق ودراسة الدكتور محمد بن سعيد القحطاني، دار عالم الكتب - الرياض، ط 4، لسنة (1416 هـ - 1996 م). السهم القوي، أحمد بن أحمد السجاعي. السهيلي ومنهجه في النحو واللغة، رسالة ماجستير، نضال محمد هاشم، جامعة البصرة لسنة (1404 هـ - 1984 م) ضمن رسائل الجامعة الأردنية. السير للشماخي، تحقيق: محمد حسن تونس، (1995). سير أعلام النبلاء، الذهبي، شعيب أرناؤوط ومجموعة من الأساتذة، مؤسسة الرسالة. السيد صديق حسن القنوجي أراؤوه الاعتقادية، وموقفه من عقيدة السلف، د. آختر جمال لقمان، ط 1، دار الهجرة، لسنة (1417 هـ - 1996 م). سيبويه إمام النحاة، تأليف علي النجدي ناصف، مطبعة لجنة البيان العربي، القاهرة.

حرف الشين

حرف الشين شجرة النور الزكية، المخلوف. شخصيات مغربية لعبد الله الجراري، ط 1 لسنة (1398 هـ - 1987 م). الشخصيات البارزة. شذا العرف في فن الصرف لأحمد الحملاوي، شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي ومطبعتها، ط 12 لسنة (1377 هـ). شذرات الذهب، لابن عماد الحنبلي. شرح كتاب النيل وشفاء العليل، محمد بن يوسف أطفيش. شرح تلخيص المفتاح، محمد بن الرومي البابرتي، دراسة وتحقيق د. محمد مصطفى رمضان، طرابلس، لبنان، ط 1 لسنة. شرح الكرماني الصحيح البخاري، المطبعة البهية المصرية لسنة (1356 هـ - 1938 م). شرح فتح الجليل على مختصر العلامة خليل، الشيخ عُليش بقلم ولد المؤلف مكتبة النجاح طرابلس ليبيا. شرح الفقه الأكبر لابن حنيفة لأحمد بن محمد المغيساوي، ضمن كتاب دار المعارف، ط 4 لسنة (1400 هـ). شرح مشكل الآثار، للطحاوي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، طبعة مؤسسة الرسالة، ط 1 لسنة (1415 هـ - 1994 م). شرح الفصيح في اللغة، محمد بن علي بن الجبان، دراسة وتحقيق د. عبد الجبار جعفر العزاز، دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد، ط 1 لسنة (1991 م). شرح مسلم للنووي. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي. شرح الحكم العطائية لابن عباد النفري، وبهامشه، شرح الحكم العطائية لعبد الله الشرقاوي، الطبعة الأخيرة، شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر، لسنة (1358 - 1939 م).

شرح الألباب علم الإعراب، محمد بن مسعود السيرافي، رسالة جامعية، إعداد شوقي نايف لسنة (1406 هـ - 1986 م)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. شرح الفقه الأكبر، لملا علي القاري، تحقيق وتخريج وتعليق علي محمد دندل، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، لسنة (1416 هـ - 1995 م). شرح عيون الإعراب، علي بن فضال الفرزدقي، تحقيق الدكتور حنا جميل حداد، مكتبة المنار - الزرقاء، الطبعة الأولى، لسنة (1406 هـ). شروح رسالة الشيخ أرسلان في علم التوحيد والتصوف، تأليف عزة حصرية مطبعة العلم، دمشق، لسنة (1389 هـ). شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي. شرح السنة للبغوي. شرح ديوان ابن الفارض، للبوريني، رشيد بن غالب، ط 1، مصر (1306 هـ). الشريف الجرجاني وجهوده البلاغية، إعداد محمد عيسى إبراهيم قنديل رسالة جامعية لسنة (1414 هـ - 1994 م) ضمن رسائل الجامعة الأردنية. شعر حفني ناصيف. الشعور بالعور للصفدي. الشفا للقاضي عياض. الشقائق النعمانية. رسالة الشيخ أحمد المراغي ومنهجه في التفسير لأحمد بن داود بن محمد شحروري. الشيخ ناصيف اليازجي، منشورات الآداب الشرقية، بيروت، ط 2 لسنة (1950 م). الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة، بقلم: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد. الشيخ طنطاوي جوهري، عبد العزيز جادر. شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه، د. عبد الرحمن الفريوائي.

حرف الصاد

حرف الصاد الصحاح للجوهري. صفوة الصفوة، لابن الجوزي. الصلة، لابن بشكوال. صلة الصلة. الصوفية والفقهاء في اليمن. صيد الخاطر، لابن الجوزي. حرف الضاد الضفعاء والمتروكين، للنسائي، بوران الضناوي كمال يوسف الحوت، بيروت مؤسسة الرسالة، (1985 م). الضعفاء لابن الجوزي، تحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي، بيروت، دار الكتب العلمية، (1986 م). ضعيف الجامع للألباني، تحقيق ناصر الدين الألباني، دمشق، المكتب الإسلامي (1969 م). الضعفاء الكبير للعقيلي، تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، (1984 م). الضوء اللامع، السخاوي، مكتبة القدسي، (1355 هـ). حرف الطاء الطالع السعيد، الأدفوي، كمال الدين أبو الفضل، تحقيق: سعد محمد حسن، مراجعة طه الحاجري، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، (1966 م). طبقات أعلام الشيعة، نوابغ الرواة في رابعة المئات آغا بزرك الطهراني، النجف، المطبعة العلمية، (1956 م). طبقات أعلام الشيعة.

طبقات الأمم، صاعد الأندلسي، تحقيق، لويس شيخو اليسوعي، بيروت، المطبعة الكاثوليكية (1912). طبقات الأولياء، لابن المقلن، تحقيق نور الدين شرية، دار المعرفة، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية لسنة (1406 هـ). طبقات الحنابلة، أبو يعلى محمد بن الحسين، تصحيح وتعليق، أحمد عبيد، دمشق، مطبعة الترقي (1931 م). طبقات الحفاظ، السيوطي، بيروت، دار الكتب العلمية، (1983 م). طبقات الخواص، أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي، القاهرة، المطبعة الميمنية، (1903 هـ). الطبقات السنية، التقي التميمي تحقيق عبد الفتاح الحلو، القاهرة، الجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، (1970 م). طبقات الشافعية، لابن هداية الله (أبو بكر)، تحقيق وتعليق عادل نويهض، بيروت دار الآفاق الجديدة، (1971 م). طبقات الشافعية للأسنوي، تحقيق عبد الله الجبوري، بغداد، رئاسة ديوان الأوقاف (1970 م). طبقات الشافعية للسبكي، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، محمود محمد الطناحي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، (1964 م). طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة، اعتنى بتصحيحه وعلق عليه عبد العليم خان، حيدر آباد دائرة المعارف العثمانية (1980 م). طبقات الشافعية (للحسيني)، تحقيق وتعليق: عادل نويهض، بيروت، دار الآفاق الجديدة، (1971 م). طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح، تحقيق: محيي الدين علي نجيب، بيروت - دار البشائر الإسلامية، (1992 م). طبقات الفقهاء الشافعية لابن كثير.

طبقات الشعراء، لابن المعتز، تحقيق، عبد الستار أحمد فراج، القاهرة، دار المعارف (1956). طبقات صلحاء اليمن، عبد الوهاب السكسي، تحقيق: عبد الله محمد الحبشي، بيروت، مركز الدراسات والبحوث اليمني، (1983 م). طبقات الصوفية، محمد بن الحسين بن محمد السلمي، تحقيق: نور الدين شريبة القاهرة، جماعة الأزهر للنشر (1953 م). طبقات العبّادي، العبادي أبو عاصم، ليدن، مطبعة بريل (1964 م). طبقات علماء الحديث، محمد بن أحمد بن عبد الهادي تحقيق أكرم البوشي، إبراهيم الزيبق، مؤسسة الرسالة، ط 2 بيروت لسنة (1417 هـ - 1996 م). طبقات الفقهاء للشيرازي، أبو إسحاق، تحقيق وتقديم، إحسان عباس، بيروت، دار الرائد العربي، (1970 م). طبقات فقهاء اليمن، الجعبري، تحقيق: فؤاد سيد، القاهرة، مطبعة السنة المحمدية، (1957). الطبقات الكبرى لابن سعد، بيروت، دار صادر، (1957 م). الطبقات الكبرى للشعراني، عبد الوهاب بن أحمد القاهرة، مصطفى البابي الحلبي، (1954 م). طبقات المفسرين للداودي، تحقيق، علي محمد عمر، القاهرة، مكتبة وهبة، (1972 م). طبقات المفسرين للسيوطي، بيروت، دار الكتب العلمية (1983 م). طبقات المفسرين، للأدرنوي، تحقيق: سليمان بن صالح الخزي، المدينة المنورة، مكتبة العلوم والحكم، (1997 م). طبقات المعتزلة، لأحمد بن يحيى، المهدي لدين الله، تحقيق سوسنة ديفلد فيلز، بيروت - لبنان، لسنة (1961 م). طبقات المحدثين للذهبي، تحقيق همام عبد الرحيم سعيد، عمان، دار الفرقان، (1984 م). طبقات المدلسين، ابن حجر العسقلاني، القاهرة، المطبعة الحسينية (1904 م).

حرف الظاء

طبقات المحدثين بأصبهان، أبو الشيخ، عبد الله بن محمد دراسة وتحقيق: د. عبد الغفور البلوشي، بيروت مؤسسة الرسالة، ط 2. طبقات المعتزلة، أحمد بن يحيى بن المرتضى، تحقيق: سوسنة ريفلد فلز، بيروت - المطبعة الكاثوليكية (1961 م). طنطاوي جوهري ومنهجه في التفسير، رسالة ماجستير، إعداد أنور يوسف مرار، الجامعة الأردنية لسنة - (1408 هـ - 1988 م). حرف الظاء ظاهرة الإرجاء، للدكتور سفر الحوالي. حرف العين عالم الأمة محمد رياض الملح. العبر، شمس الدين الذهبي، تحقيق: صلاح الدين المنتجد، فؤاد سيد، الكويت، دائرة المطبوعات، دار البشر، (1966 م). عجائب الآثار للجبرتي، القاهرة، مطبعة بولاق، (1879 م). العراق في الشعر العربي والمهجري، طبعة الإرشاد، بغداد لسنة (1965 م). العصرانيون. العقد المنظوم، القرافي، دراسة وتحقيق: محمد علوي نصر، الرباط، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، (1997 م). عقد الجمان، عبد المحسن عثمان، الرياض، مكتبة الرياض الحديثة، (1979 م). عقلاء المجانين، تأليف حسن بن محمد النيسابوري نشره وجيه فارس، القاهرة، المطبعة العربية لسنة (1924 م). عقد الجوهر.

العقود اللؤلؤية الخزرجي، تحقيق: محمد علي الأكوع الحوالي، عني بتصحيحه محمد بسيوني، ليندن بريل، (1913 م). العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولدية، عبد الغني النابلسي، دمشق، طبعة الترقي، (1932 م). عقيدة الإمام ابن عبد البر في التوحيد والإيمان تأليف سليمان بن صالح بن عبد العزيز، دار العاصمة، ط 1 لسنة (1416 هـ - 1996 م). عقيدة الإمام ابن قتيبة، د. علي بن نفيع العلياني، مكتبة الصديق، المملكة العربية السعودية، ط 1 لسنة (1412 هـ). عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ناصر بن علي الشيخ، الرياض، مكتبة الرشد، (1995 م). علامة الشام عبد القادر بن بدران الدمشقي حياته وآثاره، بقلم: محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية. علاقة الإثبات والتفويض، رضا نعسان معطي، الرياض، دار الهجرة، (1995 م). العلم الشامخ، لصالح مهدي المقبلي، ط 2 لسنة 1405 هـ، دار الحديث، بيروت - لبنان. العلو للذهبي عبد الرزاق عفيفي، مطبعة جماعة أنصار السنة، (1938 م). عمدة أهل التوفيق، لمحمد بن يوسف السنوسي، طبعة مصر، (1316 هـ) مطابع جريدة الإسلام. العمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب الأندلسي، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، مؤسسة الرسالة، ط 1 لسنة (1401 هـ - 1981 م). عمدة القاري للعيني، إدارة الطباعة المنيرية، القاهرة، (1929 م). عنوان الأريب. عنوان أولي المجد. عنوان الدراية، الغبريني، تحقيق: عادل نويهض، بيروت، منشورات لجنة التأليف والترجمة والنشر، (1969 م).

حرف الغين

عوارف المعارف للسهروردي، تحقيق د. عبد الحليم محمود ود. محمد بن الشريف، دار المعارف - القاهرة، (1993 م). عون الباري. عون المعبود دار الكتاب العربي - لبنان. عيون التواريخ، ابن شاكر الكتبي، تحقيق: فيصل السامر، نبيلة عبد المنعم داود، بغداد، وزارة الأعلام، (1977 م). حرف الغين غاية النهاية ابن الجزري، تحقيق: جوتهلف برجستراسر، القاهرة، مكتبة الخانجي، (1932 م). غاية الأماني للألوسي أبو المعالي (1907 م). الغدير في الكتاب والسنة والأدب، عبد الحسين بن أحمد الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، ط 3، لسنة (1387 هـ - 1967 م). غرائب القرآن ورغائب الفرقان، للنيسابوري، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، (1416 هـ). غريب القرآن لابن قتيبة الدينوري. الغصون اليانعة، ابن سعيد المغربي، تحقيق: إبراهيم الأبياري، القاهرة، دار المعارف. الغلو في الدين، الصادق الفرياني، القاهرة، دار السلام، (2001 م). الغنية، القاضي عياض، تحقيق: ماهر جرار، بيروت، دار الغرب الإسلامي، (1982 م). حرف الفاء فتح الباري، لابن حجر، القاهرة، ط 2، المطبعة البهية المصرية، (1982 م). فتح البيان، صديق حسن خالد، القاهرة، عبد المحيي علي محفوظ، (1965 م). فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن، علي بن محمد الصباغ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط 1 لسنة (1379 هـ - 1990 م). فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للسخاوي، عبد الرحمن محمد عثمان، ط 2 المدينة المنورة، المكتبة السلفية (1968).

الفتوحات الربانية، محمد بن علي بن علان، طبعة المكتبة الإسلامية، بيروت. الفرق بين الفرق. الفريد في إعراب القرآن المنتجب بن أبي العز الهمداني، تحقيق الدكتور فهمي حسن النمر، والدكتور فؤاد علي مخيمر، دار الثقافة قطر، ط 1 لسنة (1411 هـ - 1991 م). الفصل في الملل والأهواء والنحل، ابن حزم، تصحيح عبد الرحمن خليفة، القاهرة، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح، (1928 م). الفصول الخمسون يحيى بن عبد المعطي الزواوي، تحقيق ودراسة محمود الطناحي، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاءه. الفصل للوصل المدرج في النقل، للخطيب البغدادي، دراسة وتحقيق محمد بن مطر الزهراني، دار الهجرة، ط 1 لسنة (1418 هـ - 1997 م). فصل الاعتزال. فضائل الأندلس وأهلها، نشرها وقدم لها د. الدكتور صلاح الدين المنجد، ط 1 لسنة (1387 هـ - 1968 م). فضائل الصحابة، للنسائي، تحقق د. فاروق حمادة، ط 1 لسنة (1404 هـ - 1984 م). الفكر الديني عند المرصفي كما يبدو في كتابه الوسيلة الأدبية، لدكتور محمد سعد، دار المعرفة الجامعية، لسنة (1992 م). الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، محمد بن الحسن الثعالبي، الرباط، مطبعة إدارة المعاريف، (1926 م). فلاسفة الشيعة، عبد الله نعمة، دائرة مكتبة الحياة، (1930 م). الفهرست لابن النديم، القاهرة، المطبعة التجارية، (1929 م). فهرست ابن الخير، تحقيق: إبراهيم الأبياري، القاهرة، دار الكتاب المصري، (1989 م). فهرس الفهارس، للكتاني. فهرست الطوسي، بيروت، ط 3، مؤسسة الوفاء، (1983 م).

حرف القاف

فهرست اللبلي، تحقيق: ياسين يوسف عياش، عواد عبد ربه وأبو زينة، بيروت، دار الغرب الإسلامي، (1988 م) فهرست التصوف، ابن شاكر، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، (1951 م). فوات الوفيات، عبد الحي اللكفوي، بنارس، الهند، مكتبة ندوة المعارف، (1967 م). الفوائد البهية، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، (1953 م). في ظلال القرآن لسيد قطب، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، (1953 م). في ذكرى طنطاوي جوهري، علي الجمبلاطي. في أصول النحو، لسعيد الأفغاني، دمشق، مطبعة الجامعة السورية، (1957 م). في رحاب القرآن مختصر تفسير العلامة الشيخ بيوض، اختصره ورتبه وأشرف عليه الشيخ الناصر بن محمد الدموري، ط 1 لسنة (1417 هـ) سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة. فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف المناوي، دار المعرفة، بيروت - لبنان، (1972 م). حرف القاف القاضي عياض وجهوده في علمي الحديث رواية ودراية، تأليف د. البشير علي أحمد الترابي - دار ابن حزم - ط 1، لسنة (1418 هـ - 1997 م). القاضي الجرجاني الأديب الناقد، تأليف الدكتور محمد السمرة، المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت، سنة (1979 م). القاموس المحيط، للفيروز أبادي، دار الفكر، بيروت - لبنان، (1983 م). قطف الثمر، صديق حسن خان، تحقيق: محمد أمين القناوي، بيروت، دار الكتب العلمية، (2000 م). قضاة دمشق.

حرف الكاف

قضاة دمشق لابن طولون، تحقيق: صلاح الدين المنجد، دمشق، الجمع العلمي العربي، (1956 م). قلائد العقيان، الفتح بن خاقان، القاهرة، مكتبة التقدم العلمية، (1902). القلائد الجوهرية، ابن طولون، تحقيق: محمد أحمد دهمان، دمشق، (1949 م). القيم التربوية للموضوعات العقدية في أقوال الإمام الذهبي من خلال كتابه سير أعلام النبلاء، رسالة جامعية إعداد حمدان مسلم المزرعي - جامعة اليرموك، لسنة (1415 هـ - 1995 م)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. حرف الكاف الكامل في التاريخ لابن الأثير، تحقيق: أبو الفداء الكافي، بيروت، دار الكتب العلمية، (1987 م). الكامل لابن عدي، تحقيق: سهيل زكار، ط 3، بيروت، دار الفكر، (1988 م). الكتيبة الكامنة، لسان الدين الخطيب، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار الثقافة، (1963 م). كتب حذر منها العلماء، مشهور حسن سلمان، الرياض، دار الصميعي، (1990 م). كشف الظنون، حاجي خليفة، مصطفى كاتب جلبي، بغداد، مكتبة المشهى، (1941 م). كشف الحقائق شرح كنز الدقائق، عبد الحكيم الأفغاني، المكتبة الأدبية، مصر، ط 1، لسنة (1318 هـ). كشف القناع عن الوجد والسماع، أحمد بن عمر، لأبي العباس الأنصاري، دار الصحابة، طنطا، (1992 م). الكشاف لأطلس، محمد سعد أطلس، بغداد، مطبعة العاني، (1953 م). الكشاف، للزمخشري، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت ط 1 لسنة (1415 هـ - 1995 م). كلمات تبحث في الدين والاجتماع والآداب، لأحمد مظهر العظمة، دمشق، المكتب الإسلامي، (1974 م).

حرف اللام

الكليات، أيوب بن موسى، أبو البقاء الكفوي، قابله على نسخة خطية: عدنان درويش، محمد المصري، دمشق، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (1974 م). الكنى والألقاب، للقمي، ط 3، النجف، المطبعة الحيدرية، (1969 م). الكواكب السائرة، تحقيق: جبرائيل سليمان جبور، يبروت، الجامعة الأمريكية، (1945 م). الكوكب الدري المنير، محمد البابي سعيد، دمشق، مطبعة المفيد، (1931 م). كوثر النفوس، ملحم البستاني، بيروت، (1942 م). الكواكب الدرية، مرعي يوسف الكرمي تحقيق، نجم عبد الرحمن خلف بيروت دار العربي الإسلامي، (1986 م). حرف اللام لؤلؤة البحرين، ابن عصفور، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، النجف مطبعة النعمان، (1982 م). اللباب، ابن الأثير، عز الدين الجزري، القاهرة، مكتبة القدس. لب الألباب. لباب التأويل في معاني التنزيل، القاهرة، المطبعة العامة الشرقية، (1910 م). لسان العرب لابن منظور، تحقيق مكتب تحقيق التراث، مؤسسة التاريخ العربي - دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان. لسان الميزان، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، عبد الفتاح أبو سنة، علي محمد عوض، دار الكتب العلمية، بيروت، (1996 م). لطائف اللغة، لأحمد بن مصطفى اللبابيدي، القاهرة، دار الطباعة العامرة. لطف السمر، نجم الدين الغزي، تحقيق: محمود الشيخ، دمشق، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، (1981 م). اللامات، علي بن محمد، أبو الحسن الهروي، تحقيق يحيى علوان البلداوي، طبعة الجامعة المستنصرية ببغداد، مكتبة الفلاح، الكويت، (1978 م).

حرف الميم

لواقح الأنوار السَّنِيّة ولواقح الأفكار السُّنيَّة شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية، للإسفراييني، دراسة وتحقيق عبد الله البصيري، مكتبة الرشد - الرياض، لسنة (1415 هـ - 1994 م) حرف الميم مؤتمر تفسير سورة يوسف، لعبد الله بن محمد العلمي، قدم له محمد بهجت البيطار، الطبعة الأولى، مطابع دار الفكر، دمشق، لسنة (1381 هـ). الماتريدية، للشمس الأفغاني. ما تلحن فيه العامة، للكسائي، تحقيق وتعليق د. رمضان عبد التواب، ط 1، لسنة (1403 هـ - 1982 م)، مكتبة الخانجي - القاهرة، ودار الرفاعي - الرياض. الماوردي دراسة في فكره النظري والعملي، إعداد محمد خلف عبد الواحد، رسائل جامعية لسنة (1986 م)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. مبهمات القرآن، محمد بن علي البلنسي، د. ضيف بن حسن، ط 1 لسنة (1991 م) دار العرب الإسلامي. مثلثات قطرب، لمحمد بن المستنير المعروف بقطرب، تحقيق ودراسة بقلم د. رضا السوسي، الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس. المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لنصر الله بن محمد الشيباني، ابن الأثير تحقيق د. أحمد الحوفي، والدكتور بدوي طبانة، مكتبة نهضة مصر. المجتمع المسجدي، أمير ابن عمر الملقب بيوض، بقلم: محمد ناصر بوحجام. المجددون في الإسلام، عبد المتعال الصعيدي، القاهرة. المجروحين، لابن حبان، تحقيق محمد إبراهيم زايد، حلب، دار الوعي، 1976. مجموعة رسائل ابن عابدين، دمشق، 1907 م. مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، تحقيق د. محمد عجاج الخطيب، طبعة دار الفكر، بيروت، لسنة (1391 هـ - 1971 م).

محمد بن يوسف اطفيش ومنهجه في التفسير، رسالة جامعية، للطالب محمد علي علواني. مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور، دار الفكر، دمشق، (1984 م). مختصر تنبيه الطالب، عبد الباسط العلموي، تحقيق: صلاح الدين المنجد، دمشق. المختصر المحتاج إليه، ابن الدبيثي، تحقيق: مصطفى جراد، بغداد، (1951 م). مختصر الصواعق، ابن القيم. مختصر طبقات الحنابلة، محمد جميل الشطي، فواز الزمرلي، بيروت، (1986 م). مختصر الفرق بين الفرق، اختصار عبد الرزاق الرسعني، حرره فيليب حتى، (1924 م). المختصر في أخبار البشر، إسماعيل أبو الفداء، بيروت دار البحار، (1960 م). مدارك التنزيل وحقائق التأويل، عبد الله بن أحمد حافظ الدين، أبو البركات، تفسير النسفي. المدخل، أحمد بن محمد الحدادي، تحقيق صفوان عدنان داودي، ط 1، لسنة 1408 هـ، دار القلم. مدخل إلى التصوف، محمود أبو الفيض المنوفي، الدار القومية، (1990 م). المذكر والمؤنث، لأبي بكر بن الأنباري، تحقيق د. طارق عبد عون الجنابي، ط 1، بغداد لسنة (1978 م). مذهب أهل التفويض، أحمد بن عبد الرحمن القاضي، دار العاصمة. مرآة الجنان، اليافعي، دائرة المعارف النظامية، (1918 م). مرآة الزمان، سبط ابن الجوزي، أنقرة، (1968 م). مرآة العصر في تاريخ ورسوم أكابر الرجال بمصر، إلياس زحورة، القاهرة، 1897. مراتب النحويين، عبد الواحد أبو الطيب اللغوي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، (1954 م). المرقبة العليا = تاريخ قضاة الأندلس. مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة، لليافعي.

مروج الذهب، المسعودي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، (1958 م). المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف، صالح بن غرم الله الغامدي، دار الأندلس، (1998 م). المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف مسالك الأبصار، ابن فضل الله العمري، تحقيق أحمد زكي، (1924 م). مسامرات الظريف، السنوسي، تحقيق: محمد الشاذلي النيفر، دار أبو سلامة (1983). مستدرك عن معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، 1985. المستشرقون، نجيب العقيقي، بيروت، (1937 م). المستفاد من ذيل تاريخ بغداد، ابن النجار البغدادي. المسجد المسبوك، الأشرف الرسولي، تحقيق: شاكر محمود عبد المنعم، محسن جمال الدين، بيروت، دار التراث الإسلامي، (1975 م). المسك الأذفر، الألوسي. مسند الشاميين، للطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط 1، مؤسسة الرسالة، لسنة (1409 هـ - 1989 م). مشاهير التونسيين، محمد بوذينة، تونس، (1988 م). مشاهير الشرق، جرجي زيدان، مكتبة دار الحياة. مشاهير علماء الأمصار، ابن حبان، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم، (1987 م). مشاهير علماء البصرة، عبد الجبار ناجي، عبد المحسن المبارك، (1983 م). مشاهير علماء نجد، عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، (1974 م). المشتبه في الرجال، للذهبي تحقيق علي محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، 1962. مشكل القرآن، لابن قتيبة الدينوري. مصابيح الأنوار في حلي مشكلات الأخبار، لعبد الله بن محمد رضا الشهير بشبّر، تحقيق السيد علي بن محمد بن علي بن حسنين، نجل المؤلف، مطبعة الزهراء، بغداد. مصادر الفكر الإسلامي في اليمن. مصرع التصوف للبقاعي، عبد الرحمن الوكيل، القاهرة.

مصفى المقال، آغا بزرك الطهراني، تحقيق أمد منزوي، إيران، 1959. المصنف، لابن أبي شيبة عبد الله بن محمد، تحقيق عبد الخالق الأفغاني، دار الفكر، بيروت، لسنة (1405 هـ). مطالع البدور، الغزولي البهائي تحقيق، 1881 هـ. المطرب في أشعار أهل المغرب، ابن دحية تحقيق، إبراهيم الأبياري، (1954). مطمح الأنفس، ابن خاقان القيسي، القسطنطينية، مطبعة الجوائب، (1884 م). مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية، إدريس محمود إدريس، الرياض، مكتبة الرشد، (2000 م). المعارف، ابن قتيبة، تحقيق: ثروت عكاشة، وزارة الثقافة، القاهرة، (1960 م). معارف الرجال، محمد حسين حرز الدين، النجف، مطبعة النجف، (1964 م). معالم الإيمان، الدباغ، تحقيق: إبراهيم شبوح، القاهرة، مكتبة الخانجي، (1968 م). معالم العلماء، المازندراني، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، (1961 م). معالم السنن للخطابي، تحقيق: عبد السلام الشافعي، بيروت دار الكتب العلمية، (1991 م). معاني القرآن الكريم وتفسير لغوي موجز، تأليف مجموعة من الأساتذة منهم إبراهيم رفيدة، محمد رمضان الحربي، ومصطفى صادق العربي، ومحمد مصطفى صوفية، والأستاذ أحمد أبو حجر، طبع على نفقة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، طرابلس لسنة (1398 هـ - 1989 م) ط 1. معاني القرآن للأخفش الأوسط (سعيد بن مسورة) تحقيق د. فائز فارس، ط 2، لسنة (1401 هـ - 1981 م)، المطبعة العصرية - الكويت. معاني القرآن وإعرابه، للزجاج، تحقيق عبد الجليل عبده، الهيئة العامة لشؤون المطابع (1974 م). معاني القرآم يحيى بن زياد الفراء، دراسة وتحقيق د. إبراهيم الدسوقي، القاهرة، مركز الأهرام (1989 م).

معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، دمشق، المكتبة العربية، (1961 م). معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين، عبد القادر عياش، دمشق، دار الفكر، (1985). معجم المؤلفين العراقيين، كوركيس عواد، بغداد، المجمع العلمي العراقي. معجم الأدباء، ياقوت الحموي، تحقيق: أحمد فريد رفاعي، القاهرة، مكتبة عيسى البابي، (1936 م). معجم الأطباء، أحمد عيسى، القاهرة، مطبعة فتح الله إلياس نوري وأولاده، (1942 م). معجم أعلام الجزائر، عادل نويهض، بيروت، المكتب التجاري، (1971 م). معجم البلدان، ياقوت الحموي، بيروت، دار صادر، (1955 م). كتاب معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ، محمد بن محمد بن محسين المصري، دار الجليل - بيروت، ط 1، لسنة (1412 هـ - 1992 م). معجم السفر، للسلفي، تحقيق: بهيجة الحسني، بغداد، منشوراة وزارة الثقافة والشباب، (1978 م). معجم الشعراء، المرزباني، عبد الستار أحمد فراج، دار إحياء الكتب العربية، (1960 م). رياض الجنة، أو معجم الشيوخ، عبد الحفيظ الفاسي، الرباط، المطبعة الوطنية، (1931 م). معجم الشيوخ، الصيداوي، تحقيق: عبد السلام تدمري، بيروت، مؤسسة الرسالة، (1985 م). معجم شيوخ الذهبي، للذهبي، تحقيق: عبد الرحمن السيوفي، دار الكتب العلمية، (1990 م). معجم الفلاسفة تأليف جورج طرابيشي، دار الطليعة - بيروت، (1987 م). المعجم في أصحاب القاضي الصدفي، ابن الأبار، إبراهيم الأبياري، القاهرة، (1989 م).

المعجم الكبير للطبراني، تحقيق حمدي عبد الجيد السلفي، مطبعة الزهراء الحديثة، الموصل، ط 2، (1980 م). معجم ما استعجم عبد الله بن عبد العزيز الأندلسي، أبو عبيد البكري، تحقيق مصطفى السقا، بيروت، عالم الكتب. معجم مصطلحات الصوفية، د. عبد المنعم حفني، طبعة دار المسيرة، ط 1، لسنة (1400 هـ - 1980 م). معجم مصنفات القرآن الكريم، علي شواخ إسحاق، الرياض، دار الرفاعي، (1984 م). معجم المعاجم، يسري عبد الغني عبد الله، دار الجيل، (1991 م). معجم المفسرين، عادل نويهض، مؤسسة نويهض، (1983 م). معجم النابهين، هاني صبحي العمد، 1985. المعجم الوسيط، قام بإخراجه إبراهيم مصطفى وآخرين، طبعة مصر، (لسنة 1380 هـ - 1960 م). معرفة القراء الكبار، الذهبي، تحقيق: محمد سيد جاد الحق، (1969 م). المعرفة لكتاب الجرح والتعديل. المعسول، محمد المختار السوسي، مطبعة النجاح بالمغرب، (1960 م). معيار النظار في علوم الأشعار، عبد الوهاب الزنجاني، تحقيق د. محمد علي رزق الخفاجي، دار المعارف - القاهرة. المغرب في ترتيب المعرب، الناصر بن عبد السيد المطرزي، تحقيق محمود فاخوري، وعبد المجيد مختار، طبعة سنة (1399 هـ)، حلب - سورية. المغرب في حلي المغرب، ابن سعيد المغربي، تحقيق: شوقي ضيف، القاهرة، (1953 م). المغني في الضعفاء للذهبي، تحقيق: نور الدين عز، حلب، (1971 م). مغيث الخلق، لإمام الحرمين الجويني، المطبعة المصرية. مفاتيح الجنان في شرح شرعة الإسلام، يعقوب بن علي البروسوي، استنبول - تركيا، لسنة (1403 هـ - 1983 م).

مفاتيح الغيب للرازي، القاهرة. مفتاح السعادة، طاش كبري زادة، حيدر آباد، (1937 م). مفتاح العلوم، يوسف بن أبي بكر السكاكي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر - الطبعة الأولى. مفردات ألفاظ القرآن للراغبي، تحقيق صفوان عدنان، دمشق، دار القلم (1992). المفسرون من التأويل والإثبات، المغراوي. مقاتل الطالبين، لأبي الفرج الأصبهاني، تحقيق: السيد أحمد صقر، القاهرة. مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، للشيخ أبي الحسن الأشعري، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، ط 2 لسنة (1389 هـ - 1969 م) مكتبة النهضة المصرية. مقالة التعطيل والجعد بن درهم. المقتطف من تاريخ اليمن، جمعة عبد الله بن عبد الكريم الجرافي، منشورات العصر الحديث، (1987 م). مقدمة جامع التفاسير، مع تفسير الفاتحة، د. أحمد حسن فرحات، ط 1، لسنة (1405 هـ) دار الدعوة. المقصد الأرشد، ابن مفلح الحنبلي، تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، الرشد. المقفى الكبير، المقريزي، تحقيق: محمد اليعلاوي، دار العرب، (1991 م). مكانة الإمام أبي حنيفة بين المحدثين، د. محمد قاسم عبده الحارثي، رسالة دكتوراه، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث، بقلم المحدث محمد عبد الرشيد النعماني، دار البشائر الإسلامية، بيروت - لبنان، لسنة (1409 هـ). مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن، للدكتور أحمد حسن فرحات، دار الفرقان - ط 1، لسنة (1404 هـ - 1983 م) ملاك التأويل، لابن الزبير المقريء، تحقيق سعيد الفلاح، ط 1، دار الغرب الإسلامي، لسنة (1403 هـ).

الملل والنحل، الشهرستاني، تحقيق: سيد كيلاني، القاهرة. منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، أحمد بن عبد الكريم الإشموني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة (1353 هـ). مناقب أبو حنيفة لمونق بن أحمد المكي، وللإمام حافظ الدين الكردري، دار الكتاب العربي - بيروت - لبنان، لسنة (1401 هـ - 1981 م). مناقب الشافعي، للبيهقي، تحقيق أحمد صقر، دار التراث، 1971. منهاج السنة النبوية، لابن تيمية. منتخبات التواريخ، محمد أديب آل نفي الحصني، دمشق، (1927 م). المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور، عبد الغفار الفارسي، تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، بيروت، (1989 م) المنتظم، ابن الجوزي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، (1992 م). منحة المعبود، أبي داود سليمان بن جارود، ط - دائرة المعارف النظامية حيدر آباد الدكن - الهند، عام (1321 هـ). المنح القدوسية في شرح المرشد المعين بطريقة الصوفية، لأحمد بن مصطفى المستغانمي، بتحقيق سعود القواص، دار ابن زيدون بيروت - لبنان. منهج ابن عصفور الأشبيلي في النحو والصرف، إعداد جميل عبد الله عويضة - رسالة جامعية - جامعة القديس يوسف، كلية الأداب بيروت، لسنة (1409 هـ - 1988 م). المنهج الأحمد، للعليمي. منهج الأخفش الأوسط في الدراسة النحوية، تأليف عبد الأمير محمد أمين الورد بغداد، ط 1، لسنة (1395 هـ - 1975 م). منهج الأشاعرة في الدعوة، د. سفر الحوالي، الدار السلفية، ط 1، لسنة (1407 هـ). منهج الإمام الشوكاني في العقيدة، د. عبد الله نومسوك، مؤسسة الرسالة، ط 1، لسنة (1414 هـ - 1994 م). منهج التفسير القرآني للقرآن، لعبد الكريم الخطيب، رسالة ماجستير إعداد محمد حمد دخل الله، لسنة (1411 هـ - 1991 م)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية.

منهج الخطيب الشربيني في التفسير، رسائل جامعية، إعداد أحمد مسعود، الجامعة الأردنية لسنة (1406 هـ - 1986 م). منهج ذوي النظر، محمد بن محفوظ الترمسي، ط 3، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، لسنة (1374 هـ - 1955 م). منهج دراسات الأسماء والصفات، للشنقيطي. المنهل الصافي، ابن تغري بردي الأتابكي، تحقيق: أحمد يوسف نجاتي، القاهرة، (1956 م). موارد الخطيب أكرم ضياء العمري، طبعة دار القلم، ط 1، لسنة (1395 هـ - 1975 م). الموافقات، للعلامة المحقق أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي، تحقيق مشهور حسن آل سلمان، ط 1، لسنة (1417 هـ - 1997 م) دار ابن عفان. المواقف في علم الكلام، لعضد الدين الإيجي، طبعة عالم الكتب - بيروت. المواهب اللدنية، لأحمد بن محمد القسطلاني، تحقيق صالح أحمد الشامي. موقف ابن تيمية من الأشاعرة، للدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود، الرشد. موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، الأمين الصادق الأمين، الرشد. موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب، لخالد الأزهري. الموضح في وجوه القراءات، مضر بن علي الشيرازي، ابن أبي مريم، تحقيق د. عمر حمدان الكبيسي - جدة، ط 1، لسنة (1414 هـ - 1993 م). موسوعة دول العالم الإسلامي، شاكر مصطفى، دار العلم للملايين (1993). الموسوعة العربية الميسرة، إشراف محمد شفيق غربال، دار القلم، (1965 م). موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية، عبد المنعم حفني. الموسوعة الفلسفية عبد المنعم الحنفي، دار ابن زيدون (1980). الموفي في النحو الكوفي، عبد القادر الكنغراوي، بقلم محمد بهجة الأثري. ميزان الاعتدال، للذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، القاهرة، (1963 م).

حرف النون

حرف النون نتائج الفكر في النحو، للسهيلي، تحقيق د. محمد إبراهيم النبار، دار الاعتصام. النجوم الزاهرة. النجوم الطوالع شرع الدرر اللوامع في مقرأ نافع، لإبراهيم بن أحمد المارغني، طبعة دار الفكر، لسنة (1415 هـ - 1992 م). نحو تفسير علمي للقرآن، د. أحمد حسون بن سعيد الوائلي، مطبعة الآداب في النجف - العراق. النحو وكتب التفسير، إبراهيم رفيدة، طرابلس، ليبيا، المنشأة الشعبية، (1980 م). نزهة الأرواح، الشهرذوي، حيدر أباد، دائرة المعارف العثمانية، (1976 م). نزهة الأساطين فيمن ولي مصر من السلاطين، تحقيق محمد كمال الدين عز الدين علي، مكتبة الثقافة الدينية - القاهرة، ط 1، لسنة 1987 م. نزهة الألباء، طبعتين، الأولى تحقيق د. إبراهيم السامرائي، مكتبة الأندلس، بغداد، (1970 م). نزهة الجليس، الحسيني الموسوعي، المطبعة الوهبية، (1876 م). نزهة النفوس والأبدان، ابن الصيرفي، تحقيق: حسن حبشي، القاهرة، مركز تحقيق التراث. نشأة التصوف، عبد الكريم الخطيب، المكتب الفني للنشر - القاهرة، لسنة (1380 هـ - 1960 م) سلسلة الثقافة الإسلامية. نشر الرياحين، عاتق البلادي، مكة المكرمة، دار مكة، (1994 م). نشر العرف، محمد الصنعاني، المطبعة السلفية، (1956 م). نشر المثاني، القادري، فاس، (1892 م). نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية .. لليافعي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، (1961 م).

نص مستدرك من كتاب العبر، الذهبي، تحقيق رياض عبد الحميد مراد، دمشق، مجمع اللغة العربية، (1977 م). النصوص في مصطلحات الصوفية، محمد غازي عرابي، دار قتيبة، لسنة (1985 م). نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي. نظم العقيان، ترجمة قليب حتي، نيويورك، الطبعة السورية الأمريكية، (1927 م). نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي وقع فيها الاختلاف بين الماتريدية والأشعرية في العقائد، لشيخي زادة، طبعة المطبعة الأدبية - مصر، لسنة (1317 هـ). النعت الأكمل، الغزي، تحقيق: محمد مطيع حافظ، نزار أباضة دار الفكر، (1982 م). النفح الشذي في شرح جامع الترمذي، لابن سيد الناس، تحقيق د. أحمد معبد عبد الكريم - دار العاصمة - الرياض، ط 1، لسنة (1409 هـ). نفح الطيب، المقري، القاهرة، دار المأمون، (1936 م). نفحة البشام، القاياتي، بيروت، دار الرائد العربي، (1981 م). نفحة الريحانة، المحبي، تحقيق: عبد الفتاح الحلو، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، (1968 م). نفطويه النحوي ودوره في الكتابة والتاريخ، لأكرم ضياء العمري، بغداد، مطبعة المعارف، (1972 م). النقد الأدبي عند القاضي الجرجاني، د. عبده عبد العزيز قلقيلية، ط 1، لسنة (1976 م). نقعة الصديان، للصاغاني، تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان (1990 م). النكت الشنيعة في خلاف بين الله والشيعة، تحقيق عبد العزيز بن صالح المحمود، مخطوط، لم يطبع بعد. نكت الهميان في نكت العميان، الصفدي، القاهرة، المطبعة الجمالية، (1911 م). النكت والعيون، للمارودي، تحقيق خضر محمد خضر، الغردقة، دار الصفوة، (1993 م).

حرف الهاء

النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، القاهرة، المطبعة العثمانية، (1893 م). نور الأبصار في مناقب النبي المختار - صلى الله عليه وسلم -، مؤمن بن حسن الشبلنجي، طبعة مكتبة صطفى البابي علي - مصر، (1948 م). النور السافر، العيدروس، تحقيق: محمود الأرناؤوط، أكرم البوشي، بيروت، دار صادر، (2001 م). نور القبس، اليغموري، فرانتش شنافير، (1964 م). نيل الابتهاج، التنكتي، قاس، (1899 م). نيل الوطر، محمد الصعاني، القاهرة، المطبعة السلفية ومكتبتها، (1931 م). حرف الهاء هميان الزاد. الهداية إلى الصراط المستقيم، مختصر كتاب الصراط المستقيم، أحمد زناتي، ط 2 مكتبة المعارف، (لسنة 1329 هـ). هذه هي الصوفية، لعبد الرحمن الوكيل، القاهرة، مطبعة السنة المحمدية، (1955 م). الهراسي ومنهجه في التفسير من خلال كتابه، أحكام القرآن، إعداد زهري محمد مطر أبو نعمة، رسالة جامعية لسنة (1993 م)، ضمن رسائل الجامعة الأردنية. هدية العارفين، إسماعيل محمد البغدادي، القاهرة، دار الفكر، (1982 م). حرف الواو الواحدي ومنهجه في التفسير، د. جودت محمد محمد المهدي، مصر، وزارة الأوقاف، (1978 م). الوافي بالوفيات، الصفدي، تحقيق: فرانز شتاير، (1970 م). تفسير الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، للواحدي، تحقيق صفوت عدنان داودي، دار القلم - ط 1، لسنة (1415 هـ - 1995 م).

ورقات عن الحضارة العربية بأفريقية التونسية، حسن التونسي، تونس، مكتبة المنارة، (1966 م). الوسيط في تراجم أدباء شنقيط - أحمد الشنقيطي، ط 2 القاهرة، (1961 م) مكتبة الخانجي. الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، أحمد الأمين الشنقيطي، تحقيق فؤاد السيد، مكتبة الخانجي. وفيات الأعيان، ابن خلكان، القاهرة، دار المأمون، (1936 م). الوفيات لابن رافع، تحقيق صالح مهدي عباس، بيروت، مؤسسة الرسالة، (1982 م). اللجنة الثقافية - مسجد سلواد (وقفات مع أهل القرآن) الحلقة الأولى.

§1/1