المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة

أبو إسحق الحويني

المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرَّجها فضيلة الشيخ المحدث أبو إسحاقَ الحوينيّ الجزء الأول (1 - 500) تصنيف وانتقاء أبي عمرو أحمد بن عطية الوكيل غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرجها الشيخ أبو إسحاق الحوينيّ

حقوق الطبع محفوظة منية سمنود - أجا - دقهلية جمهورية مصر العربية شارع الثورة بجوار سنترال الدولية هاتف: 0506493250 - 0402916324 محمول: 01001697676 - 01144200445 رقم الإيداع: الناشر مكتبة ابن عباس للنشر والتوزيع المنصورة - عزبة عقل - شارع عوض الله [email protected]

[المقدمة]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فهذه بفضل الله ونعمته هي الطبعة الُمصحّحة مِن كتابِي ((المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرّجها فضيلة المحدث الشيخ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله تعالى- في كتبه)) الجزء الأول منها، تميزت عن سابقتها بأني نبهت على منهجي الجديد فيها والذي طلبه شيخُنا، من جعل المتن هو أساس اختيار الحديث في السلسلتين لا الإسناد، واتبعت ذلك في هذه الطبعة، فوضعت المتن الصحيح بأسانيده الصحيحة أولاً ثم ثنيت بالطرق المتكلم فيها، فلما كبر حجم الكتاب اكتفيت بـ (500) حديث في هذا الجزء؛ وأصلحتُ بعض الأخطاء المطبعية التي ظهرت لي في الطبعة التجريبية ونبهني بعضُ الأحباب إليها؛ وأعدت كتابة الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث قبل أسماء الكتب والمخطوطات، ثم رتبت الرموز على حروف المعجم، لمَّا كان الباحث معه الرمز ويبحث عن اسم الكتاب فصار الترتيب للرموز أولى منه للكتب؛ كما حذفت التكرار في الفوائد، وفي التخريج، وأحلت في كل مرة إلى الموضع الأول. هذا وأرجو من الله العليّ القدير أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن يثقل به الموازين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أبو عمرو أحمد بن عطية الوكيل غرة رمضان 1430 هـ

أشهد الله أن أبا إسحاق من علماء الحديث .. ومن أهل الحديث الراسخين فيه .. ولم أرَ شيخنا الألباني فرحًا، بأحدٍ كما رأيُته فرحًا بقدوم الشيخ أبي إسحاق .. ومجالسه مع الشيخ محفوظة تُبنيء عن علمٍ غزير .. بل عن تدقيق .. قلَّ أن يصل إليه أحد .. * * * أنا لا يوجد عندي تلفاز ولا ستالايت .. ولكن لي بعض الأقارب .. أرى فيهم يعني تقدمًا وتقربًا وحبًّا لدعوتنا وللسَّنة، وأثرًا ظاهرًا .. وبدأت أسمع منهم يقولون "تصفية .. وتربية" .. من أين لكم هذا؟ قالو .. هذا أبو إسحاق .. يقول هذا أبو إسحاق نقول جزي الله خيرا أبا إسحاق جزي الله خيرا أبا إسحاق وأسأل الله أن يثبت أبا إسحاق على الخير!! فهو إذا كان عمله في التصفية والتربية، وهذا الذي نعهده به، فجزاه الله خيرا .. وهذه دعوتنا!! هذه دعوتنا وهذا الذي نرى أن الأمة لا تنهض إلا به!! الأمة تنهض بالتصفية والتربية .. مشهور بنُ حسن آل سَلمان حفطه الله تعالى قال أبو عَمرو: سمعت هذه الشهادة، بأذُني مسجلة على الهاتف المحمول لابني (عَمرو) ضمن فتاوى الشيخ مشهور ثم رأيتها على شبكة المعلومات

الإهداء

الإهداء إلى شيخنا، وأستاذنا، وقدوتنا، حافظ الوقت: أبي إسحاق الحويني، ونيتنا في هذا التصنيف تقريب علمكم وجهدكم بارك الله فيكم وتقديمه إلى جماهير المسلمين في أيسر وأبسط صورة وإلي شيخنا المفضال الحبيب .. أبي عمار وحيد بن عبد السلام بالي فأنتم أول من أشار ووجه لمثل هذا العمل فجزكم الله خيرا أبو عَمرو أحمد بن عطية الوكيل غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

التقديم ولماذا المنيحة؟

التقديم ولماذا المنيحة؟ وطريقة العمل فيها وأسس انتقاء الأحاديث في السلسلتين الصحيحة والضعيفة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنْ الحمدَ لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أمَّا بعد: فلما أصدرتُ بفضل الله تعالى ومنَّته كتابي (المعجم المفهرس للأحاديث النبوية والآثار السلفية التي خرجها الشيخ الحويني في كتبه)، طلب منى جماعةٌ من أهل العلم والفضل وجماعةٌ من الإخوان والأحباب من غير تواطؤ بينهم، طلبوا جمعَ الأحاديث والآثار الصحيحة والحسنة في ذلك المعجم، ثم فصلها عن تلكم الأحاديث والآثار الضعيفة، مع ذكر أحكام الشيخ الحويني عليها كما هي في (المعجم المفهرس)، ومع ذكر أصحاب الكتب التي أخرجت تلك الأحاديث والآثار. فقال الشيخ أبو عمَّار وحيد بنُ عبد السلام بالي: وددتُ لو أكملتَ لنا المتنَ في كل طَرَف من أطراف

طريقة العمل

(المعجم المفهرس) (¬1)، وفصلتَ الضعيفَ عن الصحيح، ووضعتَ التخريجَ مع كل حديث، لكانَ أيسرَ وأكملَ في النفع. ثم التقيتُ بالشيخ أبي عمَّار غير مرة، فرأيته يحثني، ويدفعني لمثل هذا البحث دفعًا. فلمَّا رأيتُ جماعةً كثيرين من الطلاب شرقًا وغربًا، راغبين في الحصول على مثل هذا المصنف، وكلٌّ يسعى وراء ضالته المنشودة، استخرتُ الله تعالى، وشمرتُ عن ساعد الجد، وباشرتُ العمل منذ سنين، وبذلتُ أقصى جهدي في انتقاء الأحاديث والآثار التي حققها شيخنا، فما أشار الشيخُ إلى صحته أو حسنه منها وضعته في الصحيحة، وسميته: (المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرجها أبو إسحاق الحويني في كتبه)، وما أشار إلى ضعفه أو إرساله أو نكارته أو وضعه وما شابه فى ذلك وضعته في الضعيفة، وسمتيه: (المنيحة بسلسلة الأحاديث الضعيفة ..). وهده سبيلي وطريقتي في العمل، أسستُ بُنيانَها بعد تقوى مِنَ الله - عزَّ وجلَّ -، على خمس ركائز: 1 - أولًا: أذكر متن الحديث أو الأثر كاملاً. وأجعل خطه مميزًا. أنتقي لفظ البخاري أو مسلم وأقدمه على لفظ غيرهما. وأحرصُ على ذكر زيادات الرواة، وسياقاتهم المختلفة في المتن الواحد، لما لها من فوائد جمة. وأحرصُ على ذكر معاني ¬

_ (¬1) طُبِع المعجم كاملاً في ستة مجلدات في دار الصفا والمروة بالإسكندرية، وتلاه صِنوُه كتابي الآخر (نثل النبال بمعجم الرجال الذين ترجم لهم أبو إسحاق الحويني) وطبع الأخير في ثلاثة مجلدات في مؤسسة العلياء بالقاهرة. وبهذين (المعجمين) يكون بين يدي الطالب مجهود الشيخ أبي إسحاق في خدمة حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ وأرجو أن ينفعني الله تعالى بهما جميعًا، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

انتقاء الحديث ليس بدعا من التصنيف

بعض المفردات الغريبة الواردة في المتن، وإن لم ترد هذه المعاني في كتب الشيخ استخرجتها من مظانِّها من المصادر التي تُعنى بالغريب، وأضع المتن وما يتعلق به بين معكوفين هكذا: (...). 2 - ثانيًا: أتبعه بذكرِ صحابِيِّه فقط، بأن أقول عن فلان من الصحابة رضي الله عنهم، أو أذكرُ شطرًا من الإسناد قُبَيل الصحابي، وبدءً مِنَ الراوي المشترك؛ وبه يظهر للقاريء صحة الحديث أو ضعفه. وأضع ذلك بين معكوفين أيضًا. 3 - ثالثًا: أذكر درجة الحديث أو الأثر، والكلام على سنده أو رجاله، مع التعليق إن لزم الأمر، وكانت هنالك فائدة ذكرها الشيخ أثناء التحقيق. 4 - رابعًا: أذكر تخريج الحديث أو الأثر، وأجتهدُ في ذكر كلِّ الكتب والمصادر التي أخرجَت ذلك الحديث أو الأثر، سواء أكانت مخطوطة أو مطبوعة؛ وجعلت التخريج بالرموز، وذكرتُ فصلاً في بيان هذه الرموز، وصدَّرتُ به الأحاديث. 5 - خامسًا: أُنهي الحديث أو الأثر بذكر موضعه في كتب الشيخ، فأذكر اسمَ الكتاب مختصرًا، ثم الجزء والصفحة ورقم الحديث، أو الجزء والصفحة فقط إن كان الحديث في الحاشية، أو لم يكن الكتاب مرقمًا؛ وذكرت فصلاً في بيان أسماء واختصارات ومخطوطات وطبعات الكتب التي انتقيتُ منها الأحاديث والآثار. وانتقاءُ الأحاديث ليس بدعًا من التصنيف، والسَّلف الصالح رضوان الله عليهم فعلوا ذلك، فمن أولئك: الإمام البخاريُّ أبو عبد الله محمد بنُ إسماعيل (ت 256 هـ) لما بلغت محفوظاته مائة ألف حديثٍ صحيحٍ، انتخب منها ما أودعه في الجامع الصحيح، ونقل الحافظ في "هدي الساري" عن البخاريّ، من غير وجه، أنه قال: صنفتُ

انتقاء النسائي

الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته حُجَّة فيما بيني وبين الله. اهـ. وعلى قول ابن الصلاح في "علوم الحديث"، وكما في "الهدي" أيضا وغيره، عدد أحاديث صحيح البخاري سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا، بالأحاديث المكررة، قال: وقيل: إنها بإسقاط المكرر أربعة آلاف حديث. فانتقى البخاريُّ - رحمه الله تعالى - أحاديث الصحيح من مجموع ما كان محفوظًا عنده. وأبو عبد الرحمن النَّسائيّ أحمد بنُ شعيب بنِ عليّ (303 هـ)، لما صنَّف كتابه (السنن الكبرى) وأودع فيه قريبًا من اثني عشر ألف حديث، اجتبى منه كتابه (السنن الصغرى) وأحاديثُهُ قريبة من ستة آلاف حديث، وسماه (المجتبى)؛ بل إنه - عليه رحمة الله تعالى - أودع كتابه (المجتبى) أحاديث ليست في (الكبرى)، ويحكي ابنُ الأحمر، كما في النكت لابن حجر وغيره، عن النسائي أنه قال: "كتاب السنن كله صحيحٌ وبعضه معلول .. ، والمنتخب منه المسمى بالمجتبى صحيحٌ كلُّه". اهـ. وانتقى أبو محمد عبد الله بنُ عليّ بنُ الجارود النيسايوريّ (307 هـ)، ثُلَّةً من السنن المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تربو على الألف حديث، وجمعها في كتاب سماه (المنتقى). ولأبي عَمرو عثمان بنِ محمد بن أحمد السمرقندي، المتوفي سنة (345 هـ) جزءٌ فيه من الفوائد (¬2) المنتقاة الحسان العوالي. ¬

_ (¬2) وكلمة "الفوائد" معناها كما هو مقرر في موضعه، هي: أحاديث اشتملت على فوائد إما في أسانيدها أو في متونها أو فيهما جميعًا. يُحدِّث بها الشيخُ تلاميذَه، من أصوله المسموعة أو المجموعة لديه، عن شيوخه. وأذكر مثالاً واحدًا أدلُّ به على فائدة واحدة تكونُ في السند: لو كان الحديثُ مشهورًا معروفًا من رواية صحابيّ معين, =

معنى الأحايث الفوائد

وانتقى ابنُ أبي الفوارس أبو الفتح محمد بنُ أحمد بنِ محمد (412 هـ)، وخرَّجَ أجزاءً من فوائد أحاديث أبي طاهر محمد بنِ عبد الرحمن المخلص (393 هـ). وانتقى أبو عبد الله ضياء الدين المقدسي محمد بنُ عبد الواحد بن أحمد، المتوفى سنة (643 هـ)، أحاديث مما ليس في البخاري ومسلم، في كتاب سماه (الأحاديث المختارة). وانتقى شيخُ الإسلام ابنُ تيمية (728 هـ) - عليه رحمة الله - جزءًا، فيه أربعون حديثًا منتقاة مخَرجة من كبار شيوخه. ولشيخِ الإسلام ابنِ تيمية أيضًا جزءٌ، فيه أحاديث أبدال عوالي، عدَّتُها واحدٌ وثلاثون حديثًا، منها: حديثٌ واحدٌ منتقى من فوائد أبي إسحاق الُمزكِّي إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوريّ (362 هـ)، وثلاثون حديثًا منتقاة من فوائد أحاديث أبي بكر الشافعيّ محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغداديّ (354 هـ)، وهي المسماة بالغيلانيات، يعني نسبةً لأبي طالب ابن غيلان محمد بن محمد بن إبراهيم (404 هـ)، راويها عن أبي بكر الشافعيّ (¬3). ¬

_ = فيجيء هذا الشيخ -المُفيد أو صاحبُ الفوائد- فيروي ذاك الحديث بإسناده إلى صحابيٍّ آخر؛ فهذا حديثٌ فائدة، ولا عجب -من ثم- إن جاءت الأحاديث الفوائد غرائب ومناكير. (¬3) روى ابنُ غيلان عن الشافعي أحدَ عشرَ جزءًا، وكان أول سماعه منه في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة (352 هـ) - كما نصَّ عليه ابنُ غيلان في أول حديث له عنه. ونظرتُ في سماعاته في "الغيلانيات" فإذا هو قد سمع منه في يوم الجمعة لثمان بقين من شوال سنة (352 هـ)، وفي يوم الجمعة غرة ذي الحجة من سنة (353 هـ)، وسمع منه قراءة عليه في صفر من سنة (354 هـ)، ولعل هذا كان =

انتقاء الحافظ الذهبي

وللحافظ شمس الدين الذهبيِّ محمد بنِ أحمد بنِ عُثمان (748 هـ) كتاب: (أحاديث مختارة من الأباطيل للجورقاني وغيره)، مطبوع سنة 1404 هـ في المدينة النبوية؛ انتقى فهه مجموعة من الأحاديث الموفموعة والباطلة من كتاب (الأباطيل) وأيضًا من كتاب (الموضوعات) لابن الجوزي للتأكيد على تحذير المسلمين منها. وانتقى شيخُنا أبو إسحاق - حفظه الله تعالى ورضي عنه - خمسين قصةً, من صحيح القصص النبوي، وأودعها جزءًا لطيفا سماه (صحيح القصص النبوي). هذا، وبمكن أن يُجمع مجلد كبير في انتقاء العلماء وتصنيفهم في ذلك؛ وإنْ تعددت المعاني التي لأجلها كان الأئمة ينتقون الأحاديث، فكأن المعنى الأصيل الذي عناه المحدثون - عليهم رحمةُ الله تعالى - في الانتقاء هو ما أفصح عنه مسلمٌ في "مقدمة صحيحه" مِنْ أنَّ ضبطَ القليلِ مِنْ هذا الشأن، وإتقانَهُ، أيسَرُ على المرءِ مِنْ مُعالَجَةِ الكثير منه. وأنَّ القصدَ إلى الصحيحِ القليلِ من الأحاديث أولى مِنْ الازدياد مِنَ السقيمِ الكثيرِ، والله أعلم. وإني بإذن الله تعالى أقتدي بهدي أولئكم, وأنحو نحوهم، وأسير على دربهم في التصنيف، وأنتقي من الأحاديث والآثار التي حققها شيخنا أبو إسحاق الحويني، ما رجوتُ أن يكون فيه الخير والنفع لعامة المسلمين، فهذا حقهم وفرْضُهم علينا وأمثالنا من طلاب العلم. ¬

_ = آخر سماع له منه إذ قد مات الشافعي في ذي الحجة سنة (354 هـ) وله خمس وتسعون سنة. فانفرد ابن غيلان بالعلو عنه لذا قال الذهبيُّ في ترجمة ابن غيلان من "السير": تفرد في الدنيا بعلوها. اهـ. وقال في ترجمة الشافعي من "العبر في خبر من غبر": وهو -يعني: ابن غيلان- آخر من روى عنه تلك الأجزاء، التي هي في السماء علوًا. اهـ.

أسس وقواعد انتقاء الأحاديث في السلسلتين الصحيحة والضعيفة

وهاك الأسس والقواعد الرئيسة، التي انتقيتُ بها وعليها الأحاديث في (السلسلتين)، مع ذكر أمثله، ومع التنبيه على بعض الأمور في ثنايا هذه الأسس: 1 - الأحاديث المراسيل، وإن صحَّ الإسناد إلى المُرسل، أو لم يصح, أخرجتها في (السلسلة الضعيفة). لا أُبالي إن فعلتُ، فالمرسل من أقسام الحديث الضعيف، وقد قال مسلمٌ - عليه رحمة الله تعالى - في "مقدمة صحيحه": والمُرسَل من الرِّوَاياتِ في أصلِ قولِنا، وقولِ أهلِ العلمِ بالأخبارِ، ليس بِحُجَّةٍ. اهـ. والترمذيُّ - عليه رحمة الله - يقول في كتاب "العلل - المطبوع في نهاية الجامع": الحديثُ إذا كان مرسلاً فإنه لا يصح عند أكثر أهل الحديث، قد ضعَّفهُ غيرُ واحد منهم. اهـ. وأبو محمد عبد الرحمن ابنُ أبي حاتم - عليه رحمة الله - قال في أول "كتاب المراسيل" له: سمعتُ أبي وأبا زرعة، يقولان: لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة، وكذا أقول أنا. اهـ. ومثاله ما أخرجته في الضعيفة (¬4): (تزوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه وهو مُحْرِمٌ) (رواه: عبد الرحمن بنُ مهدي، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك الضبي الكوفي الأعمى، عن أبي الضحى مسلم ابن صبيح، عن مسروق به هكذا مرسلاً). (وقال معلي بنُ أسد وإبراهيم ابنُ الحجاج: ثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها بنحوه. وهو في السلسلة الصحيحة. معلى ¬

_ (¬4) تنبيهٌ: عدلتُ عن هذا المنهج، طالما صح المتنُ وضعته وطرقه في (الصحيحة)؛ وانظر فيما يأتي الفقرة رقم 15، والتي تليها.

ابنُ أسد وهو ثقةٌ ثبتٌ. وإبراهيم بنُ الحجاج النيليّ وقد وثقه ابنُ حبان والدارقطنيُّ والذهبيُّ، رواه كلاهما عن أبي عوانة مسندًا. وخالفهما عبد الرحمن بنُ مهدي، وهو مَنْ هو، فرواه عن أبي عوانة مرسلاً، كما مر. والذي يظهر لي هو صحةُ الروايتين جميعا، لثقة من روى الوجهين عن أبي عوانة، ولا أرى أنْ يُعلَّ أحدهما الآخر) (س كبرى) (تنبيه 4 / رقم 1140؛ تنبيه 4 / رقم 1249؛ تنبيه 12/ رقم 2483). 2 - أمَّا الآثار الموقوفة على الصحابة أو حتى المقطوعة على التابعين، لو جاءت بإسناد صحيح، خرَّجتُها انتقاءً في (المنيحة بالسلسلة الصحيحة)؛ ولو جاءت بإسناد ضعيف، خرَّجتُها في (الضعيفة). 3 - وقد لا أذكر كلمة: (حديث صحيح) أو (ضعيف)، فهو مفهومٌ ومتبادرٌ من كون الحديث مخرَّجًا في (الصحيحة) أو في (الضعيفة). 4 - إذا قلتُ: (قال شيخُنا) فهو لشيخنا. وإذا لم أقل: (قال شيخنا) فهو لشيخنا أيضًا. وإذا قلتُ: (قلتُ) فهو قولي، إلا ما كان في سياق شيخنا. 5 - أقتصر في التخريج على تخريج الرواية الصحيحة. أما الرواية المخالفة فمن النادر لو خرَّجتها إلا لو انتقيتها في الضعيفة فلا بد من ذكر تخريجها. 6 - ولا أذكر في التخريج اسم صاحب الكتاب إن كان الحديث المنتقى من كتابه. يعني أحاديث من كتاب (الزهد لأسد بن موسى). لا أكتب رمز (أسد بن موسى) في التخريج. إنما اكتفيت بذكر الكتاب في مكان موضع الحديث في كتب الشيخ.

7 - وقد توسعت في التخريج، ظنًا مني أنه في مصلحة طالب العلم، حتى يصير لديه كل الكتب، ولا سيما المخطوط منها، التي أخرجت الحديث والتي ذكرها الشيخ الحويني في أثناء تحقيقه للحديث وهو عادة يتوسع في ذلك. 8 - وجعلت هذا التخريج بالرموز منعا من زيادة حجم الكتاب، وجعلت بابًا مستقلا لمعرفة الرموز والاختصارات المستخدمة في التخريج، كما أشرت سابقًا. 9 - وفي هذا الباب رتبت الرموز والاختصارات على حروف الهجاء لتكون أيسر إذا ما أراد النَّاظرُ معرفة مَنْ صاحب هذا الاختصار؛ وقمت بتحديث هذا الباب في كل جزء جديد من أجزاء (المنيحة). 10 - قد أنتقي من الأحاديث في (الصحيحة) على أساس الإسناد الصحيح المشهور عند أهل العلم بذلك، مثل: (أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة)، وإن لم يذكر شيخُنا أنها صحيحة اكتفاء منه بشهرتها وخاصة في كتابه (تنبيه الهاجد)، على ألا يكون لأهل الصناعة الحديثية كلام في ردِّ الرواية، أو هي بالفعل مُخرّجة في أحد الكتب التي يشترط أصحابها الصحة. 11 - وأيضًا قد انتقي من الأحاديث التي أراها مخرجة في صحيحي: البخاري ومسلم، أو أحدهما، وأذكرها في (الصحيحة). 12 - أترضى على الصحابي واجعل هذا دأبي، وإن لم يكن بالأصل. 13 - قد أُعَقِّب بعد متن الحديث، بكلام يُبَيِّنُ المعنى، ليسهُل الإفادة من الحديث، مثاله في الصحيحة: (أمَّا هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -. يعنى: لأنه خرج من المسجد وقد أذَّنَ المؤُذِّنُ) (أبو الأحوص، وسفيان الثوري، وشعبة بنُ الحجاج، وعُمر بنُ عُبَيد الطنافسيُّ، كلُّهُم رووه

عن إبراهيم بن المهاجر، عن أبي الشعثاء، قال: كنا قعودًا في المسجد، مع أبي هريرة - رضي الله عنه -، فأذَّنَ المُؤذِنُ، فقام رجلٌ من المسجد، فأتبعه أبو هريرة بصره حتي خرج من المسجد، فقال أبو هريرة .. فذكره. وقد توبع إبراهيم بنُ المهاجر: تابعه أشعث بنُ أبي الشعثاء، فرواه عن أبيه بهذا. وتابعه أبو صخرة جامع بنُ شداد، فرواه عن أبي الشعثاء بسنده سواء. ورواه حبيب بنُ أبي ثابت عن سُلَيم كذلك. وسُلَيم هو أبو الشعثاء. وقد توبع أبو الشعثاء على هذا السياق: تابعه أبو صالح، قال: رأى أبو هريرة - رضي الله عنه - رجلاً قد خرج من المسجد، وقد أذَّنَ المُؤذّنُ، فقال: .. وذكر مثله). (أصحُّ حديثٍ في هذا الباب) (م، نعيم، عو، د، ت، س، س كبرى، ق، حم، مي، إسحاق، حمي، خز، حب، طب أوسط، قط علل، وأفراد، هق) (تنبيه 12 رقم 2380). 14 - أخطاء الرواة لا أبالي إن انتقيتها في (السلسلة الضعيفة): ومثاله ما أخرجته في الضعيفة (¬5): (من يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يفقهه في الدين) (رواه عبد الواحد بنُ زياد، وعبد الأعلي بنُ عبد الأعلى البصريان، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا). (قال شيخنا: كذا رواه معمر بنُ راشد، ووهم فيه، وقد تكلَّم العلماء في رواية أهل البصرة عن معمر، فقد وقعت منه أوهامٌ في البصرة حملها عنه أهلها، وعبد الواحد وعبد الأعلى بصريان. ¬

_ (¬5) تنبيهٌ: عدلتُ عن هذا، طالما صح المتنُ وضعته وطرقه في (الصحيحة)؛ وانظر الفقرة رقم 15] والتي تليها.

وقد اختلف أصحابُ الزهريّ عليه في إسناده. فرواه شعيب بنُ أبي حمزة، عنه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه يونس بنُ يزيد، وعبد الوهاب بنُ أبي بكر، عنه، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية مرفوعًا. وهذا الوجه هو المحفوظ كما جزم به الدارقطنيُّ وغيرُهُ. قال أبو عمرو: وهو اختيار البخاري ومسلم وغيرهما، وانظر سياقه وتخريجه في "المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة"، والحمد لله رب العالمين) (ق، حم، يع، الآجري أخلاق العلماء، طح مشكل، قط علل، خط الفقيه، ابن عبد البر الجامع) (تنبيه 1 / رقم 100). 15 - انتقاء الأحاديث في (الصحيحة) أو في (الضعيفة) يكون الاعتماد فيه على الإسناد (¬6). وإن كان المتنُ واحدًا أو كادَ. وهكذا العلماء يفعلون، قال السيوطيُّ في ألفيته: ((واحملْ مقالَ عُشْرِ ألفِ ألفِ ... أحْوِي عَلَى مُكَرَّرٍ وَوَقْفِ)). فإن قال البخاري: ((أحفظُ مائةَ ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح)). فهذا باعتبار الإسناد لا باعتبار المتن، ومعناه: مائة ألف إسناد صحيح، ومائتا ألف إسناد غير صحيح. قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في شرحه على الألفية: هو يريد بهذا العدد اختلاف طرق الحديث باختلاف رواته، ويدخل فيه أيضًا الأحاديث الموقوفة، فإنَّ الحديثَ الواحدَ قد يرويه عن الصحابي عددٌ من التابعين، ثم يرويه عن كل واحد منهم عددٌ من أتباع التابعين، ثم يرويه عن كل واحد منهم عددٌ من أتباع التابعين، وهكذا، فيكونُ الحديثُ الواحد أحاديثَ كثيرة متعددة بهذا الاعتبار. اهـ. ¬

_ (¬6) تنبيهٌ: عدلتُ عن هذا؛ وانظر الفقرة التي تليها.

مثاله، حديث: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). رواه عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - جمعٌ من الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -، منهم: عثمان بنُ عفان - رضي الله عنه -، وعليّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه -، وعبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما، وابن مسعود - رضي الله عنه -، وأبو أمامة - رضي الله عنه -، وسعد بنُ أبي وقاص - رضي الله عنه -. إسناد الأول: صحيحٌ. والثاني: منكرٌ فيه عبد الرحمن بنُ إسحاق قال البخاريُّ فيه: فيه نظر. والثالث: فيه ابنُ لهيعة وهو سيء الحفظ. والرابع: لا يصح لاضطرابه. والخامس: فيه موسى بنُ عُمَير القرشيّ وكذَّبه أبو حاتم. والسادس: ضعيفٌ جدًا. فأخرجتُ الأول في الصحيحة، وأخرجتُ الباقين في الضعيفة؛ ونبهتُ في كل موضع علي أن الحديثَ صحيحٌ عن عثمان - رضي الله عنه -. وراجع (المعجم المفهرس) أرقام: 6592، 6593، 6594، 6595، 6596، 6585، 6586. 16 - ثم عَدَلتُ عن هذا المنهج بناء على رغبة الشيخين -أبي إسحاق وأبي عمار، بارك الله فيهما- ليكون الاعتماد على المتن لا على الإسناد، بحيث أنْ يُوضع المتن الصحيح في (السلسلة الصحيحة) بكامل أسانيده المتاحة على ما فيها من كلام، أبدأ أولاً بالأسانيد الصحيحة مع سياقاتها، ثم أُثني بذكر الطرق التي فيها ضعف مع سياقاتها مبتدأة بكلمة (فصلٌ)، من غير ترقيم جديد. 17 - ويوضع المتن الضعيف في (السلسلة الضعيفة)، وسيراعى ذلك فيما يطبع من أجزاء بإذن الله تعالى. 18 - ذكرتُ اختلافَ الروايات في السياقات كما تناولها شيخُنا في نقده للحديث، وفرَّقتُ هذه السياقات في الأبواب المختلفة، فلا يتوهم أنه تكرار. فإن كان حديثًا

يصلح أن يترجم به في أبواب (الحج والعمرة والمناسك) وأيضًا في أبواب (النكاح) وضعته برواية في (الحج) وبرواية أخرى في (النكاح) وهكذا. 19 - وأوليتُ الألفاظ عناية كبيرة، وضبطها بالشكل وبالحروف، وذكرت معانيها وما يمكن أن يستفاد منها وكل هذا في الغالب لم يتيسر من الأصل يعنى في كتاب الشيخ المنتقى منه الحديث فذهبت إلى المصادر الأصلية لاستكمال ما قصدتُ: مثاله ما أخرجته في الصحيحة: (إِنَّ عفريتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عليَّ البارحةَ ليقطع عليَّ الصلاة، فَأَمْكَنَنِي الله منه، فَذَعَتُّهُ، وأردتُ أنْ أربِطَهُ إلى سَارية مِنْ سَواري المسجد حتي تُصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سُلَيمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]. فَرَدَّهُ الله خاسئًا. قوله: (فَذَعَتُّهُ) بالذال المعجمة بعدها عين مهملة ومخففة ومثناة مشددة، يعني: فخنقته. ووردت في روايةٍ هكذا (فدعَّتُّه) بالدال الهملة وتشديد العين والتاء، ومعناها: دفعته. وفي رواية أخرى: (فأخذته). وكلُّها في الصحيح. ويستفاد من الحديث جواز العمل الخفيف في الصلاة) (رواه محمد بنُ زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه. وفي الباب عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -) (صحيح القصص/ 38). 20 - انتقيتُ طرفًا من الأخبار التي تعنى بأدب التابعين مع الصحابة:

ومثاله في الصحيحة: (لقد كان ابنُ عباس - رضي الله عنهما - يُحَدِّثُنِي الحديثَ، لو يأذنُ لي فأقومُ، فأُقَبِّلُ رأسه، لفعلتُ) (عن سعيد بن جبير). (إسناده جيدٌ. فرحمةُ الله على سعيد، وعلمٌ بلا أدب، كنارٍ بلا حطب، فنسأل الله أن يرزقنا الأدب مع مشايخنا، وأقراننا، ومن هم دوننا، إن كان دوننا أحدٌ) (سعيد بن منصور، ابن سعد) (حديث الوزير/ 53 ح 19). 21 - حرصتُ على ذكر ما قد يوجد في تحقيقات الشيخ من فوائد إسنادية، أو فقهية وخلافه، وجعلت ذلك مع درجة الحديث، وفي أوجز عبارة: ومثاله ما أخرجته في الصحيحة: (تُدْنِي الشمسُ يومَ القيامةِ مِنْ الخلقِ، حتى تكونَ منهم كمقدارِ مِيلٍ. قال سُلَيْمُ بنُ عامرٍ: فواللهِ ما أدرِي ما يعني بالميلِ؟ أَمَسَافَةَ الأَرض، أم المِيلَ الذي تُكْتَحَلُ بهِ العينُ؟ قالَ: فيكونُ الناسُ على قَدْرِ أعمَالهم في العَرَقِ، فمنهم مَنْ يكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومنهم مَنْ يكونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومنهم مَنْ يكونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومنهم مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إِلْجَامًا، قالَ: وأشارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ إلى فِيهِ) (قال مسلمٌ: ثنا الحكم بنُ موسى أبو صالح: ثنا يحيى بنُ حمزة، عن عبد الرحمن بن جابر: حدثني سُلَيم بنُ عامر: حدثني المقداد ابنُ الأسود - رضي الله عنه -، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكره. وأخرجه الترمذيُّ وأحمد من طريق ابنِ المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر،

بسنده سواء مسلسلاً بالتحديث). (صحيحٌ. قال أبو عَمرو - غفر الله له -: وفيه إثبات سماع سليم بنِ عامر من المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -. وردٌّ على قول أبي حاتم الرازي، فيما نقله ابنُهُ عبد الرحمن عنه في "المراسيل" (ص 85): "سُلَيم بنُ عامر لم يدرك المقداد بنَ الأسود". اهـ. قال شيخُنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: والصواب في هذا أنه إذا جاءنا سماعُ راوٍ مِنْ شيخه بإسنادٍ صحيحٍ، لا مطعنَ فيه، فالواجب تقديمه على قول العالم بالنفي فإنَّ مستندهم في إثبات السماع ونفيه = إنما هو الأسانيد، والأمثلة على ذلك يطول ذكرها) (م، ت، حم) (التسلية /ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124؛ 11 / رقم 2310). 22 - قد يعرض الشيخ لحديث ما ويذكره إشارة وتلميحًا، فلا يذكر منه إلا طرفًا صغيرًا، ويكون هذا الحديث مما يعم به النفع، ويفاد منه المسلمون فائدةً عظيمةً، فأرى أنَّ مثل هذا الحديث جدير بالانتقاء، فأنتقيه هنا، وأقوم بذكر متنه كاملاً، وأقوم بتخريجه من مصادره الأصلية، من الكتب الستة ومسند الإمام أحمد، وأقوم بالتعليق عليه، وشرح بعض الألفاظ الغريبة إن لزم الأمر. ومثال على ذلك: فقد ذكر الشيخ-في كتاب التسلية / ح 4 - حديثًا رُوِيَ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ: "ألا لا أعرفنَّ أحدًا منكم أتاه عَنِّي حديثٌ، وهو متكيءٌ على أريكته، فيقول: اتلوا عليَّ به قرآنا، ما جاءكم عَنِّي مِنْ خيرٍ قلتُهُ، أو لم أقلهُ، فأنا قلتُهُ، وما أتاكم عَنِّي مِنْ شرٍّ، فإني لا أقول الشر". وحكم عليه بقوله: حديثٌ منكرٌ جدًا. وترى هذا الحديث وأمثاله في

كتابي: "المنيحة بسلسلة الأحاديث الضعيفة". ثم تكلم عليه سندًا ومتنًا، وكان مما قاله، وهو ينقض متن هذا الحديث: ثم اعلم أنَّ معنى هذا الحديث باطلٌ، لأنه يفتح باب التقوُّلِ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على مصراعيه .. ثم ذكر كلامًا، ثم قال: وأما قوله: "وما أتاكم عني من شر، فإني لا أقولُ الشر": فإن عقول العباد لا تستقل بمعرفة ما يحبه الله ويبغضه. والناس يختلفون في الشيء الواحد. فبعضهم يراهُ شرًا، وبعضهم يراهُ خيرًا، ومعرفتُهم بالخير والشر فرعٌ على علمهم بعلل الأحكام. وقد روى مسلمٌ وغيرهُ عن رافع بن خديج، قال، عن بعض عمومته: "نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أمرٍ كان لنا نافعا، وطاعةُ الله ورسوله أنفعُ لنا". والهدى هدى الله. انتهى كلام شيخنا. فرأيت هذا طرفًا من حديث مُهِمّ، ينهى فيه الشارِعُ عن بعض المعاملات المُحرمة، فَسُقْتُهُ هنا في "السلسلة الصحيحة"، على طريقتي من ذكر المتن كاملاً، مع شرح غريبه. ثم أذكر سند الحديث. ثم درجة الحديث. ثم تخريجه. وأنتهي بذكر موضعه في كتب الشيخ. وكل ذلك أجعله بين معكوفين. فكان كالتالي: (نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أمرٍ كان لنا نافعا، وطواعيةُ الله ورسوله أنفعُ لنا، نهانا أنْ نُحَاقِلَ بالأرض فنُكرِيها على الثُّلُثِ والرُّبعِ والطَّعَامِ المسمُّى، وأمرَ رَبَّ الأرض أنْ يَزْرَعَهَا أو يُزْرِعَهَا، وكَرِهَ إكْرَاءَهَا، وما سوى ذلك. هذا لفظ مسلم

في "صحيحه ". وفي "لسان العرب" (11/ 160): الحاقِل: أي: الأكَّار. والمحاقِل: المزارِع. والمُحَاقَلة: بيع الزرع قبل بَدْو صلاحه. وقيل: بيع الزرع في سنبله بالحنطة. وقيل: المزارعة على نصيب معلوم بالثلث والربع أو أقل من ذلك أو أكثر، وهو مثلُ المخابرة. وقيل: المحاقلة اكتراء الأرض بالحنطة وهو الذي يسميه الزراعون المجاربة. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة، وهو بيع الزرع في سنبله بالبر مأخوذ من الحقل القراح. وروي عن ابن جريج، قال قلت لعطاء: ما المحاقلة؟ قال: المحاقلة بيع الزرع بالقمح. قال الأزهريُّ: فإنْ كان مأخوذًا مِنْ إحقال الزرع إذا تشعب فهو بيعُ الزرع قبلَ صلاحه، وهو غررٌ. وإن كان مأخوذًا مِنْ الحقل وهو القراح وباع زرعا في سُنْبُلِهِ نابِتًا في قراح بالبر فهو بيع بر مجهول ببر معلوم، ويدخله الربا لأنه لا يؤمن التفاضل، ويدخله الغرر لأنه مغيب في أكمامه. وروى أبو العباس، عن ابن الأعرابي قال: الحقل بالحقل أن يبيع زرعًا في قراح بزرع في قراح. قال ابنُ الأثير: وإنما نهى عن المحاقلة لأنها من المكيل ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلاً بمثلٍ ويدًا بيدٍ، وهذا مجهول لا يدري أيهما أكثر، وفيه النسيئة. والمحاقلة: مفاعلة مِن الحقل، وهو الزرع الذي يزرع إذا تشعب قبل أن تغلظ سوقه. وقيل: هو مِنَ الحقل، وهي الأرض التي تزرع وتسميه أهل العراق القراح) (رواه: إسماعيل بنُ عُلَية، عن أيوب، عن يعلى بن حَكِيم، عن سُلَيمان بنِ يَسَار، عن رافع بنِ خَديج، قال: كنا نحَاقِلُ الأرضَ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنُكْرِيهَا بالثلث والربع والطعام المسمى، فجاءنا ذاتَ يوم رجلٌ مِنْ عُمُومَتِي، فقال: ...

تسهيل الإفادة من السلسلتين الصحيحة والضعيفة

وذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيح) (م، د، ت، س، حم) (التسلية / ح 4). 23 - ولتسهيل الإفادة من (السلسلتين: الصحيحة والضعيفة): 1 - رتبتُ الأحاديث والآثار في (السلسلتين) على أبواب الفقه. 2 - وهذه الأبواب هي كالتالي: 1. الإيمان والإسلام والإحسان 2. الأخلاق والآداب والاستئذان والمعاملات ومعها الأسماء والكنى 3. الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة 4. الاعتصام بالكتاب والسّنّة وعَمَلِ الصحابةِ وسلف الأُمّة 5. الإمارة والأمراء وما يجبُ عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية 6. الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم 7. البعث والحشر وأحوال يوم القيامة 8. البيوع والتجارات والوكالات مع العتق 9. تأويل مختلف ومشكل الحديث 10. التفسير مع فضائل القرآن الكريم 11. الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر 12. الجنّة والنار صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار

13. الحج والعُمُرة والمَنَاسِك 14. الحدود والأحكام والأقضية والدّيات والقسامة مع النذور والأيمان والكفارات والفرائض 15. الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 16. الزكاة والصدقة والهبات والوصايا 17. الزهد والرقائق والمواعظ مع صحيح القصص النبوي 18. السير والمغازي والجهاد 19. الصلاة والمساجد والأذان 20. الصوم والاعتكاف 21. الطب والأمراض والرقيات 22. الطهارة والمسح والتيمم والسواك والحيض والنفاس 23. العِلْم وآداب طلب العلم وفضل العالِم والمُتَعَلِّم 24. الفِتَن وأشراط الساعة مع النفاق وصفات المنافقين 25. فضائل النَّبي - صلى الله عليه وسلم - والآل والصحب والأزمنة وقبائل العرب 26. اللباس والزينة 27. النّكاح وتربية الأولاد، مع الطّلاق والظّهار والعِدد والخُلع 24 - هذه الأبواب: جعلتُها، كما رأيتَ، مرتبةً على حروف المعجم أيضًا، ولم أجعل في الترتيب فرقًا بين الألف الأصلية والزائدة، وكان سَلَفِي في ذلك صَنِيعُ ابنِ

التنبيه على أهمية باب تأويل مختلف ومشكل الحديث

الأثير الجزري المبارك بن محمد (-606)، رحمه الله تعالى، في كتابه: "جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم"؛ لذلك يقولُ ابنُ الأثير في مقدمة كتابه (¬7): لم أقصد به إلا طلب الأسهل، فإنَّ كُتُبَ الحديثِ يشتغلُ بها: الخاصّ والعامّ، والعالِمُ بتصريف اللفظ والجاهلُ، ولو كَلَّفت العامَّيّ أن يعرفَ الحرفَ الأصليّ من الزائد لتعذرَ عليه، لكنه يسهل عنده معرفةُ الحرفِ الذي هو في أول الكلمة من غير نظرٍ إلى أنه أصليٌّ أو زائدٌ. اهـ. 25 - لو كان في الحديث: معنى مُشكل كحديث (لم يجمع القرآن غير أربعة)؛ أو في معناه شبهة، كمثل حديث (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فاغمسوه)؛ أو تعارض حديثان أو أكثر في الظاهر، كأحاديث خروج النساء في الغزوات وأحاديث المنع من ذلك؛ أو تعارضت الروايات في الحديث الواحد كمثل حديث "الإيمان بضع وستون، أو بضع وسبعون بابًا"؛ وكذا لو تعارض كلام الصحابة، كمثل كلام: عليّ ابن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم، لما أحرق عليٌّ الزنادقة؛ وكذا الإجابة عن الإمام عليّ بن المديني وكلام الإمام أحمد فيه، لما أجاب عليٌّ في المحنة. فبيانُ الإشكال، وإزالةُ الشبهة، ودرءُ التعارض، واستعمالُ طرق الترجيح أو الجمع أو التأويل، كلُّ ذلك أودعته باب "تأويل مختلف ومشكل الحديث"؛ فانظره فإنه مهم. ¬

_ (¬7) ص (59 - 60)، ط الثانية (1403 هـ) دار الفكر، ت عبد القادر الأرناؤوط.

طريقة ترقيم الأحاديث في السلسلتين

26 - رقمتُ الأحاديث والآثار في (السلسلتين) ترقيما عاما. 27 - ثم رقمتُها ترقيما خاصا بكل باب من أبواب الفقه. 28 - الأحاديث والآثار داخل كل باب قد أرتبها على حروف المعجم. 29 - عملتُ أطرافًا للآيات القرآنية الواردة في متون هذه الأحاديث والآثار، وميزتُ كل طرف عن الآخر بذكر الرقم العام الوارد فيه هذا الطرف. 35 - ثم عملتُ فهرسًا للآيات القرآنية، ورتبتها فيه على نظم القرآن الكريم. 31 - وعملتُ أطرافا من متون الأحاديث والآثار على قدر المستطاع. ميزت كل طرف عن الآخر بذكر الرقم العام الوارد فيه هذا الطرف. 32 - ثم رتبتُها على حروف المعجم في الفهرس. 33 - وفهرستها أيضًا على مسانيد الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم. 34 - جمعتُ أسماء الرجال المتكلم فيهم بجرح أو تعديل. وميزتهم بذكر الرقم العام الوارد فيه هذا الراوي. ثم رتبتُهم في الفهرس على حروف المعجم. 35 - عملتُ فهرسًا للأماكن والبلدان والقبائل ورتبته على حروف المعجم. 36 - عملتُ فهرسًا للأبيات الشعرية مرتبًا على القافية. 37 - ثم عملت فهرسًا عامًّا للموضوعات. وأضرعُ إلى الله تعالى بالشُّكر والحمد والثناء الجميل، وأشكرُ الأخوة الكرام القائمين على طبع ونشر وتوزيع هذا العمل، وأسأل الله تعالى أن يدافع عنهم وعن بلادهم، وأن يثبتهم على الحق، وأن يبارك لهم في مجهودهم ويتقبله منهم.

ثم بعده أشكرُ كل من ساعدني من قريب أو من بعيد؛ وشُكْرُ أولئك شُكْرٌ لله تعالى: لِمَا أخرجه الإمامُ أحمد وأبو داود وابنُ حبان وغيرهم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا يَشْكُر الله مَنْ لا يَشكر النَّاس (¬8). وأرجو من الطلاب والأساتذة والمشايخ الفضلاء ومن السادة العلماء وجميع الإخوان الكرام أن يرسلوا إليَّ ملاحظاتهم وتوجيهاتهم وإن دقَّت، حق أصلِحَ الخطأ وأَسُدَ الخلل وأُكمِلَ النقص، وليخرج هذا العمل في الصورة التي تليق بحديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. "طالبًا من الله تعالى التوفيق والمعونة على إتمامه، راجيًا من كَرَمه وإحسانه أن ينفعَني بذلك، ومَن كَتبهُ أو قرأهُ أو نظرَ فيه، وأن يجعلَهُ لوجهه خالصًا، وإلى مَرضاتِه مُقَرِّبًا، ومن سَخَطه مُبْعِدًا، فإنه لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا به، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل" (¬9). وكتب: أبو عَمرو أحمد بنُ عطية الوكيل هاتف: (0473227905) بريد الكتروني: [email protected] حرَّرتُه لثمانٍ بقين من شهر ربيع الآخر لسنة تسع وعشرين وأربعمائة وألف من هجرة نبيِّنا المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. ¬

_ (¬8) صححه الشيخ الألباني - عليه رحمة الله تعالى -، وقال: على شرط مسلم. "الصحيحة" (1/ 776 ح 416). (¬9) من كلام الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يُوسُف الِمزِّيَ - عليه رحمة الله تعالى -، في مقدمة كتابه "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" (1/ 102 - غرب)،

أسماء واختصارات ومخطوطات وطبعات الكتب المنتقى منها الأحاديث في المنيحة بسلسلتي الأحاديث

أسماء واختصارات ومخطوطات وطبعات الكتب المنتقى منها الأحاديث في المنيحة بسلسلتي الأحاديث

أسماء واختصارات ومخطوطات وطبعات الكتب المنتقى منها الأحاديث في المنيحة بسلسلتي الأحاديث الصحيحة والضعيفة 1 - كتاب الزهد لأسد بن موسى الملقب بأسد السُّنَّة (132 - 212 هـ). تحقيق اعتمد فيه على نسخة المكتبة الظاهرية من (16) ورقة، والنسخة الألمانية من (13) ورقة، والنسختان منقولتان عن أصلٍ واحدٍ، كما هو ظاهر من سماعات الكتاب، ولكن نسخة الظاهرية أضبط من النسخة الألمانية، وفي كل واحدة منهما زيادات ليس في الأخرى نبه عليها في الحاشية؛ وطبع في غلاف صغير في حدود (140) صفحة، طبعته مكتبة التوعية الإسلامية للتحقيق والنشر والبحث العلمي، سنة 1413 هـ. واختصاره في السلسلتين: الزهد/ رقم الصفحة رقم الحديث. 2 - كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا أبي بكر عبد الله بن محمد بن عُبَيد (281 هـ). تحقيق في مجلد واحد، اعتمد على نسختين خطيتين، إحداها من دار الكتب المصرية، والثانية نسخة المكتبة الظاهرية. وطبعته دار الكتاب العربي، ط الأولى 1410 هـ. واختصاره: الصمت/ رقم الصفحة رقم الحديث. 3 - مسند سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، مُستل مِن مسند البزار (292 هـ). تحقيق اعتمد على نسخة كاملة من (البحر الزخار)، من مخطوطات الخزانة العامة بالرباط

برقم (243)، وهي نسخة نفيسة قليلة الأغلاط، كتبها محمد بنُ إبراهيم المشرالي عشية يوم الجمعة خامس عشر من صفر من عام ثلاثة وستين وثمانمائة، بخطٍ مغربيِّ رائق، وهو يكتب العناوين بخطٍ كبير واضح، ويبدأ الحديث بكلمة (حدثنا) فيكتب (الحاء) ويمدُّها حتى تتميز الكلمة، ويضع في نهاية كل حديث (دارة) فيها نقطة، وهي دليلٌ عندهم على أنه راجع هذه المنسوخة على الأصل. ويقع المجلد في (181) ورقة، في كل ورقة وجهان، في كل وجه نحو (33) سطرًا لا يكاد الناسخ يزيد عليها. ومسند سعد يبدأ من الورقة (93/ 2) في أول الجزء الثاني عشر من تجزئة الأصل. وينتهي في الورقة (107/ 2)، ويسبقه مسند عبد الرحمن بن عوف، ويتلوه مسند سعيد بن زيد. رضي الله عنهم جميعًا. وطبع مسند سعد في مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، ط الأولى 1413 هـ. مسند سعد / رقم الصفحة رقم الحديث. 4 - كتاب خصائص أمير المؤمنين "عليّ بن أبي طالب" - رضي الله عنه - للنسائيّ (302 هـ). وبذيله كتاب (الحُليّ بتخريج كتاب خصائص عليّ - رضي الله عنه - لأبي إسحاق الحويني)، وهو تحقيق على مطبوع ولم يظفر له بمخطوط. وطبعته دار الكتاب العربي ط الأولى، 1407 هـ. (¬1) خصائص / رقم الصفحة رقم الحديث. 5 - جزء فيه مجلسان من إملاء أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن عليّ النسائيّ (302 هـ). تحقيق، وهو جزء حديثي نادر، اعتمد على نسخة المكتبة الظاهرية، وتقع في ثمان ورقات (ق 238 - 246)، من المجموع رقم / 30 من خزانة الشيخ الخاصة به. وطبعته مكتبة التربية الإسلامية، ط الأولى 1414 هـ. واختصاره: مجلسان النسائي/ رقم الصفحة رقم الحديث. ¬

_ (¬1) وقد طُبع هذا الكتاب باسم: تهذيب خصائص الإمام عليّ؛ دار الكتب العلمية، وقدَّم له في 7/ 11 / 1402 هـ.

6 - كتاب المنتقى من السنن المسندة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي محمد عبد الله بن عليّ بن الجارود النيسابوري (307 هـ). وهو تحقيق لنص الكتاب، اعتمد فيه على أصل جيد، خطهُ كاتبُه بعناية ودِقَّة، ويقع في (114) ورقة، لكل ورقة وجهان، ومسطرتُهُ (23) سطرًا في الوجه. قال الشيخُ: وقد سمعه خلقٌ كثيرون كما هو ظاهرٌ من أول الكتاب وآخره، وقد تعبتُ في ضبط سَمَاعات أوَّل الكتاب لرداءَةِ التصوير، والذي ذهب ببعض الحروف، وقد حاولت أن أقيمَ الأسماء، فنظرتُ في تراجم الأندلسيين، إذ الإسنادُ إلى صاحب الكتاب أندلسي، وأقمتُ عِوَجَ عددٍ كبيرٍ من الأسماء، لكن ذهب عليَّ بعضُهُ، وفي نفسي غُصَّةٌ من ذلك، ولعلي أستدركُ ضبطَ ما فاتني من هذا الإسناد بعد ذلك إن شاء الله. اهـ. طبعته حديثًا: دار التقوى للطبع والنشر والتوزيع بمصر، سنة 1428 هـ. واختصاره: كتاب المنتقى / رقم الصفحة / رقم الحديث. والشيخ له على (منتقى ابن الجارود) ثلاثة مؤلفات لم تطبع بعد، الأول: (تعلة المفؤود بشرح منتقى ابن الجارود)، وهو من المشروعات ذات الطابع الفقهي، سار فيه على طريقة العراقيَّ وابنه في (طرح التثريب)، ووصل فيه إلى أثناء "كتاب الصلاة". والثاني: (عُدَّةُ أهل التقى بتخريج المنتقى). وهو مشتق من الأول، وفيه فصل التخريجات والصناعة الحديثية عن الترجيحات الفقهية. والثالث: (لؤلؤ الأصداف بترتيب المنتقى على الأطراف)، فيه ترتيب أسانيد المنتقى على نظم كتاب (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) للحافظ أبي الحجاج يوسف المِزِّيّ عليه رحمة الله تعالى. وله على (منتقى ابن الجارود) أيضًا، مؤلف طُبع قديمًا باسم: 7 - كتاب غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود. تحقيق وسط في ثلاثة أجزاء من مجلدين، ليس على مخطوط إنما اعتمد فيه على المطبوعة التي حقَّقها السيد عبد الله

هاشم اليماني رحمه الله، والتي نُشرت عام 1382 هـ. ولما طُبع هذا التحقيق ورآه الشيخُ ركبه غمٌّ كبيرٌ، إذ رأى فيه من التصحيفات ما يندى له الجبينُ خجلاً، كما قال هو بنفسه وضرب له مثلاً في صدر الكتاب السابق. وطبعته قديمًا دار الكتاب العرب بيروت، مرات منها الطبعة الثانية سنة 1414 هـ، وفي كل مرة يطبع على حالته، لأن الناشر لم يرجع إلى المحقق، ولو فعل لأصلح ما رآه من تصحيفات، والله أعلم. واختصاره: غوث رقم الجزء / رقم الصفحة رقم الحديث. 8 - كتاب البعث لأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستانيّ (316 هـ). تحقيق اعتمد على نسخة المكتبة الأزهرية، برقم (2019 - حديث)، كتبت سنة (592 هـ)، بخط شرف الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين الهكاري، وهي ضمن مجموع مخطوط، ويقع ترتيبها في آخر المجموع. وعدد صفحاتها (32) صفحة تبدأ من (ص 135/ ا)، وتنتهي في (ص 150 /ب). طبعته دار الكتاب العربي، بيروت، ط الأولى، 1408 هـ. (¬2) البعث / رقم الصفحة رقم الحديث. 9 - الجزء فيه من الفوائد المنتقاة الحسان العوالي من حديث أبي عَمرو عثمان ابن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن وردان، السمرقندي ثم المصري الحَذَّاء (345 هـ). تحقيق وتخريج فيه أطناب، اعتمد فيه الشيخ على أصل من محفوظات المكتبة الظاهرية بدمشق، ويقع في عشر ورقات، وعليه سماعات كثيرة. نشرته مكتبة ابن تيمية القاهرة مع مكتبة الخراز بجدة سنة 1418 هـ. واختصرته هكذا: الفوائد / رقم الصفحة رقم الحديث. ¬

_ (¬2) وقد نُشر هذا الكتاب باسم: "الحياة بعد الموت. البعث والنشور" نشرته مكتبة التراث الإسلامي بالقاهرة، وكتب الشيخُ مقدمته في 13/ 6 / 1406 هـ.

10 - فضائل فاطمة الزهراء لأبي حفص عُمر بن أحمد بن عثمان بن أيوب بن شاهين (385 هـ). تحقيق، اعتمد على نسخة ضمن مجموع رقم (17) في المكتبة الظاهرية، يبدأ من الورقة (104/ ا) إلى الورقة (112/ ا) , وعدد سطور الصفحة (18) سطرًا، وعدد كلمات السطر (10 - 12) كلمة، بخط جيد مقروء إلا في بعض المواضع. وناسخها هو عبد الرحيم بن عبد الخالق بن محمد بن أبي هشام القرشي الأموي الشافعي، وقد عورضت بأخرى نقلت من أصل الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي. رطبعته مكتبة التربية الإسلامية، ط الأولى 1411 هـ. فضائل فاطمة / رقم الصفحة رقم الحديث. 11 - الجزء الثاني من حديث الوزير أبي القاسم ابن الجراح: عيسى بنُ عليّ بنِ عيسى بنِ داود بنِ الجراح (391 هـ)؛ وهو يشتمل على سبعة مجالس من الأمالي متوالية، أولها السابع وآخرها الثالث عشر؛ واعتمد في تحقيقه على مخطوط منه نسخة بالمكتبة الظاهرية. تقع في عشرين ورقه للورقة وجهان، وخطُّها حسنٌ رائقٌ. كما ذكر في مقدمته. وقد دفع الكتاب إلى الطبع في مجلد لطيف من (190) صفحة في حدود سنة 1413 هـ. ولكن الناشر لم يطبعه حتى تاريحه. ولم أشأ أن أسأل شيخنا عن سبب ذلك. واختصاره: حديث الوزير/ رقم الصفحة رقم الحديث. 12 - كتاب الأربعون الصغرى لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ (458 هـ). وبذيله كتاب (شفاء الزّمين بتخريج الأربعين)، تحقيق، طبعته دار الكتاب العربي، ط أولى 1408 هـ. واختصاره: الأربعون / رقم الصفحة رقم الحديث. 13 - جزء فيه مجلسان مِنْ أمالي الصاحب الوزير الكبير, نظام الملك, قوام الدين أبي عليّ الحسن بنِ عليّ بنِ إسحاق الطوسي (408 - 485 هـ). تحقيق اعتمد فيه على صورة من الأصل المحفوظ بالمكتبة الظاهرية، وتقع في ست ورقات، وخطها

رائقٌ حسنٌ، وعليها سماعات كثيرة على جماعةٍ من العلماء، منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله؛ طبع في جزء صغير من (58) صفحة، طبعته مكتبة ابن تيمية، القاهرة، بالاشتراك مع مكتبة العلم، جدة، سنة 1413 هـ. واختصاره: مجلسان الصاحب / رقم الصفحة رقم الحديث. 14 - كتاب الأمراض والكفَّارات والطِّبِّ والرُّقَيات لضياء الدين المقدسي أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد (569 - 643 هـ). اعتمد في تحقيقه على أصل مخطوط من عشر ورقات، وليس فيها لوحة العنوان، وكان ابنُ رجب سمَّاه في "الطبقات" (2/ 239)، فطابق العنوان موضوع الكتاب فسمَّاه به. وقد طبع في مجلد من (250) صفحة؛ بدار ابن عفان للنشر والتوزيع، جمهورية مصر العربية، طبعه أولى عام 1413 هـ، والثانية 1420 هـ، وقد حلاها الشيخ بذكر كلام شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه "زاد المعاد" في بعض مواضع مناسبة من الكتاب. واختصاره: الأمراض / رقم الصفحة رقم الحديث. 15 - جزء في تصحيح حديث القلتين والكلام على أسانيده للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائيّ (761 هـ). تحقيق اعتمد على النسخة المحفوظة في دار الكتب المصرية، وتقع في تسع ورقات، في كل ورقة وجهان، في كل وجه تسعة عشر سطرًا، وخطه جميل، ولا يعلم تاريخ كتابته ولا اسم الناسخ. طبع في مكتبة التربية الإسلامية، ط الأولى 1412 هـ. واضصاره: حديث القلتين / رقم الصفحة. 16 - تفسر القرآن العظيم للحافظ ابن كثير (774 هـ). تحقيق، اعتمد فيه على عشرين نسخة خطية، صدر منه مجلدان: الأول والثاني؛ في دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1417 هـ. واختصاره في السلسلتين

هكذا: ابن أكثر رقم الجزء / رقم الصفحة. وعندي من التفسير محققًا: المجلد الثالث غير مطبوع؛ وقطعة من أول المجلد الرابع؛ وتكلَّمتُ على هذه القطعة في مقدمة كتابِي (نثلُ النِّبال بمعجم الرجال الذين ترجم لهم أبو إسحاق الحويني). 17 - كتاب فضائل القرآن لابن كثير؛ تحقيق اعتمد على أربع مخطوطات وهو في مجلد؛ مكتبة ابن تيمية، القاهرة / مكتبة العلم، جدة؛ ط الأولى، 1416 هـ. واختصاره: الفضائل / رقم الصفحة. 18 - الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم للحافظ أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني (852 هـ). تحقيق، اعتمد على أصل مخطوط من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (حديث تيمور 428)، يقع في (15) ورقة، وناسخها هو أبو المحاسن يوسف بن شاهين، سبط الحافظ ابن حجر، وكان جده لأمه، وهذا مما يوثق نسبة الكتاب إلى صاحبه، طبع مؤسسة الكتب الثقافية، ط الأولى 1406 هـ. والاختصار: ردع المجرم / رقم الصفحة رقم الحديث. 19 - الدِّيباج على صحيح مسلم بن الحجاج للسيوطي (911 هـ). تحقيق، اعتمد على نسختين الأولى من محفوظات مكتبة بلدية اسكندرية برقم (2034 د)، كتبت بخط نسخ معتاد، انتهى منها ناسخها يوم الثلاثاء سابع شهر الله المحرم سنة (1012 هـ)، وعدد أوراقها (298) ورقة، في كل ورقة وجهان، ومسطرتها (21) سطرًا، ولم تسلم من وقوع سقط وتصحيف فيها، وهي ناقصة من أولها نحو عشر ورقات أو يزيد قليلاً. والثانية من محفوظات دار الكتب المصرية، وخطها نسخ حسن جدًا، وناسخها هو أحمد بن محمد النجاحي، انتهى من نسخها يوم الأربعاء تاسع محرم سنة (1124 هـ)، وعدد أوراقها (267) ورقة، في كل ووقة وجهان، ومسطرتها (25) سطرًا، وعلى هامشها بعض العنواين، ولم يسلم هو

الآخر من وقوع سقط وتصحيف؛ وهو أكثر وقوعًا منه في نسخة البلدية. وطبع في ستة مجلدات، بدار ابن عفان، المملكة العربية السعودية، ط الأولى 1416 هـ. واختصاره: الديباج رقم الجزء / رقم الصفحة. 20 - كتاب الأحاديث القدسية الأربعينية لمُلاَّ عليّ القاري (1016 هـ). تحقيق، طبعته مكتبة الصحابة، جدة / مكتبة التابعين، الزيتون، ط الأولى 1412 هـ. واختصاره: الأربعينية / رقم الصفحة رقم الحديث. 21 - الإنشراح في آداب النكاح. تأليف، طبع دار الكتاب العريي، ط الأولى 1407 هـ. واختصاره: الإنشراح / رقم الصفحة رقم الحديث. 22 - إقامة الدلائل على عموم المسائل. كتاب يجمع كل فتاوى الشيخ. طبع الجزء الأول منه في دار التقوى بالقاهرة 1429 هـ؛ باسم (فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى إقامة الدلائل على عموم، المسائل). 23 - بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن (302 هـ). تأليف من جزئين في مجلد واحد؛ كان الشيخ بدأ العمل فيه في أواخر سنة (1399) هـ. وقال في مقدمته: والفضلُ في ذلك يرجع إلى أستاذنا الشيخ حامد بن إبراهيم - رحمه الله -، صاحب مكتبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فقد كنتُ أتردد على مكتبته العامرة، فرآني أعملُ في (سنن ابن ماجه)، فقال لي: لِمَ لا تعمل في (سنن النسائي)؟ فإنَّ أحدًا من أهل العلم لم يوجه عنايته إليها، فلما اعتذرتُ عنها، قال لي: اخدمها ولو بتخريج أحاديثها فقط، حتى تكون عونًا للمترددين على المكتبة من أهل العلم وطلبته. اهـ. وقد حدث بالفعل ما أراده. فكتبتُ الجزء الأول بخط يدي، وصورته، ثم

أودعتُه المكتبة، أما باقي النُسخ -وقد كانت قليلة- فكنتُ أُعطيها لمن أرى أنه من طلبة العلم رجاء أن يصحح لي ما أخطأتُ فيه. وقد وقع في هذه النسخة أوهام، سواء في الحكم على الحديث أو في تخريجه، والسببُ في ذلك شرحه يطولُ، وسأذكره -إن شاء الله- في (الإمعان مقدمة بذل الإحسان). وعلى كل حال، لقد بات هذا الشرح أمنيةً عندي، وددتُ لو يسر الله لي فعله، حتى أكشف مزية هذه السنن، التي على أهميتها ما التفت إليها أهل العلم مثلما فعلوا في "الصحيحين" وبقية السنن. وقد بادر بعضُ أهل الخير والفضل من إخواننا، فأرسلوا نسخًا من هذا الكتاب إلي شيخنا، الشيخ الإمام، حسنة الأيام، ناصر الدين الألباني (رحمه الله) فأثنى عليه خيرًا والحمدُ لله. فأخبرني الأخ: مازن بنُ نهاد كمال -وهو من نابلس-، أنه أعطى الكتاب للشيخ وجاءه بعد فترة، ثم سأله عنه، فقال له: "لقد أعجبتُ به، ورجوتُ له مستقبلاً زاهرًا بشرط أن يستمر على هذا المنوال أو المنهج - الشك من الأخ مازن". وقد شافهني بذلك في لقائي به في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، يوم الحميس 19 / جمادى الأولى / 1406 هـ الموافق 30/ 1 / 1986 عقب صلاة العصر. وجاءني بعضُ الإخوة -واسمه كمال- بشريط تسجيل سجله مع الشيخ الألباني، وسأله فيه عن أفضل الشروح على السنن الأربعة وموطأ مالك؟. فلما جاء ذكرُ "سنن النسائي" قال الشيخُ: "أنا لا أعلمُ -أو لم أطلع- على كتاب يفيد في هذه الناحية من كتب القدامى، لكن وصلني أخيرًا جزء لأحد المشتغلين بالحديث من الشباب في مصر -ولعل اسمه حجازي-، فقال له

الأخ: هنالك في مصر كتاب اسمه "بذل الإحسان"، قال الشيخ: هو هذا، فهو يتوسع في هذا الكتاب في التخريج مع بيان صحة الأحاديث من ضعفها، وهو في الواقع من الكتب المفيدة بالنسبة لما يؤلَّف في هذا العصر". ولمَّا قابلتُ الشيخ في "عمَّان" سنة (1407 هـ) سألته عن الكتاب، فقال لي بالحرف الواحد: "قويٌّ، قويٌّ، ما شاء الله". فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. انتهى كلام شيخُنا. قال أبو عَمرو - غفر الله له -: ومقدمة الكتاب المسماة: (الإمعان مقدمة بذل الإحسان)، هي في ثلاثة أجزاء. الجزء الأول فية: ترجمةُ الإمام النسائي، والكلامُ على سننه، وتحقيقُ شرطه فيها، وذِكْرُ شيوخه وعِدَّةِ ما لكل شيخٍ من الأحاديث، والشيوخ الذين تفرد بالرواية عنهم مِن دون الجماعة، وعدَّة ما لكل صحابيّ من الأحاديث في سننه النسائي، ومنصب النسائي في الجرح والتعديل؛ وفصول أخرى ماتعة. والجزء الثاني من (الإمعان)، ذكر فيه كتابًا اعتنى صاحبُه بسنن النسائي خاصة ولا يزال مخطوطًا، وهو كتاب (بُغية الراغب المتمني في ختم النسائيّ برواية ابن السُّنِّي) للحافظ شمس الدين السخاوي - رحمه الله -. أمَّا الجزء الثالث من (الإمعان)، فذكر فيه قوانين الجرح والتعديل، وجعله كالأصل يُرجع إليه، وهو كتاب كان الشيخ صنَّفه قديمًا وسمَّاه: (قصد السبيل في الجرح والتعديل) وبدا له أن يلحقه بالمقدمة لتعلقه الشديد بها. وهذه المقدمة المسماة بـ (الإمعان) على نفاستها لم تطبع حتى اليوم. وأمَّا الكتاب الأصل (بذل الإحسان)، فنشرته مكتبة التربية الإسلامية،

الطبعة الأولى 1410 هـ. واختصرتُه في (السلسلتين الصحيحة والضعيفة) هكذا: بذل رقم الجزء / رقم الصفحة رقم الحديث. 24 - تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد؛ تأليفٌ ضخم. ومادة هذا الكتاب جمعها الشيخُ من مصنفاته التي لم تطبع، ومما كان يعرض له أثناء التحقيقات من تعقبات واستدراكات على بعض أهل العلم، بالأدلة الفالجة، وقد أبان فيها عن بنات أفكاره وعلو كعبه في هذا الشأن. كما أنه أودع فيه بعضَ مصنفاته القديمة المنتهية ولم تكن قد طبعت، مثل (إتحاف الناقم بوهم أبي عبد الله الحاكم)، وكتاب (الجزم بشذوذ بن حزم). وقد طُبِع منه أولاً مجلد واحد، طبعته مكتبة البلاغ، دُبَيّ سنة 1418 هـ. واختصاره: تنبيه / رقم الصفحة رقم التعقب. وطبع ثانيًا في ستة مجلدات؛ طبعته دار المحجَّة بالإمارات العربية المتحدة، سنة 1424 هـ. واختصاره: تنبيه رقم الجزء / رقم الصفحة / رقم التعقب. وبقيت ستة مجلدات جاهزة للطبع تمامًا، وقد قمتُ بفهرستها، وبمراجعة تجارب طبعها. وقد أبلغني شيخنا - حفظه الله - أنه يعمل الآن في المجلد الثالث عشر من كتاب (تنبيه الهاجد) (¬3). ¬

_ (¬3) كتاب "تنبيه الهاجد" سيخرج للناس قريبًا بإذن الله تعالى في أربعة عشر مجلدًا؛ ولي بحث عليه سميته: (قرة عين الناقد بمختصر كتاب تنبيه الهاجد). اختصرتُه في مجلد واحد فقط! وآخر للفهارس. في الأول: حذفتُ الأسانيد حاشا اسم الصحابي، =

وقال في مقدمة الطبعة الثانية: "وكنت قد أرسلت هذا الجزء إلى شيخنا أبي عبد الرحمن الألباني - رحمه الله تعالي -، مع أحد إخواننا الكويتين، في آخر سفرة لي إليها عام (1419 هـ)، واتصلت به بعدها بعدة أشهر، أثناء إنعقاد أحد المؤتمرات الإسلامية بأمريكا، وكان الشيخ أيامها مريضًا، فكلمتُه وسألتُه عن الكتاب. وهل قرأه، فقال: "نعم قرأتُه، وهو كتابٌ جيِّدٌ، زادك الله توفيقًا". فَرَحِمَ الله شيخَنا، ورَفَعَ مقامَه. اهـ. 25 - تسلية الكظيم بتخريج أحاديث وآثار تفسير القرآن العظيم: تأليف في أربعة أجزاء مخطوطة. فيه بسطٌ عظيمٌ لتخريج أحاديث كتابَي: "فضائل القرآن" و"تفسير القرآن العظيم" للحافظ ابن كثير، عليه رحمة الله. والنَّاظرُ في هذا الكتاب، والمُحِبُّ لحديث النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يجد فيه من فن التخريج والصناعة الحديثية ما لا يجده في كتاب غيره، وبلا مزيد في الحُسْنِ عليه (¬4). والله أعلم. وعن سبب تصنيف كتاب (التسلية)، ومنهجه فيه، قال الشيخ في "تفسير ابن كثير" (ج 1 ص 27): أمَّا الأحاديث المرفوعة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فكانت عنايتي بها أكثر من عنايتي بتحقيق الآثار، لأن الحجة بها لازمة، إذ هي الأصل الثاني بعد القرآن العزيز، فلم أثبت حكمي على الحديث إلا بعد دراسة متأنية، جمعتُ لأجلها طرق الحديث من دواوين السنة المشهورة، والأجزاء المنثورة سواء المطبوع منها، أو ¬

_ = وحذفتُ التخريجات، وذكرتُ خلاصة كل تعقب، مع الفوائد، وحلَّيتُه بما ليس في أصله، فقمت بوضع درجة كل حديث أمامه. وفي الثاني فهارس للكتاب الأصل. (¬4) ويُراجع نُتَفًا من ذلك في كتابِي (المعجم المفهرس للأحاديث النبوية والآثار السلفية التي خرجها أبو إسحاق الحويني في كتبه)، باب: "الموقوف والمقطوع والفوائد".

المخطوط، وأنظر إلى تفرُّد الرواة ومتابعاتهم، مستعينًا بكلام علماء الحديث على معرفة الراجح، وربما أنفقتُ الليالي الطويلة في تحقيق لفظةٍ واحدة، حتى أصل إلى جادَّة الصواب فيها؛ فأنظرُ فإذا الحديث الواحد قد استغرق عدة ورقات قد تصل أحيانًا إلى ثلاثين ورقة، فلا أستطيع أن أُثبتَ ذلك في حاشية كتاب كبير مثل هذا التفسير، فاستقر رأي أن آخذ خلاصة هذا البحث في عدة أسطر، أما أصل البحث فأودعه في كتابي: " تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم". انتهى. واختصرته هكذا: التسلية / رقم الحديث. 26 - جُنَّةُ المُرتاب بنقد المغني عن الحفظ، الكتاب لأبي حفص عُمر بن بدر الموصليّ (622 هـ). نشرته دار الكتاب العربي بيروت، وكانت الطبعة الثانية في سنة 1414 هـ. صنَّفه الشيخ يتعقب فيه ابنَ بدر وينتقده نقدًا علميًا صِرفًا في أكثر من ثلث الكتاب، ويُعلِّق عليه في مواضع بما في يده وضوحًا، ويُخرِّج. أحاديثه تخريجًا وافيًا موسعًا. وتم له كلُّ ذلك في الثامن عشر من شهر رمضان سنة 1402 هـ، كما قال في مقدمته. وهو الأصل الذي اختصر منه كتابه الأول المسمى "فصل الخطاب بنقد المغني"، ولا يغني عنه إذ أنني رأيت في "فصل الخطاب" ما ليس في أصله. ثم رأيت الشيخ أعاد تصنيف "جُنَّة المرتاب"، وسمَّاه: "غنيمة الإياب"، وذكر في كتابه "تنبيه الهاجد" الجزء العاشر منه (ص 100)، التعقب رقم (2152)، قال: وهو صياغة جديدة لكتاب "جُنَّة المرتاب". وقد تراجعتُ فيه عن بعض أحكامي في "الجُنَّة" مع زيادة فوائد كثيرة. يسر الله طبعه بمنِّه

وكرمه. اهـ. اختصاره في (السلسلتين): جنة المرتاب / رقم الصفحة. 27 - كتاب فصل الخطاب بنقد كتاب المغني عن الحفظ والكتاب لأبي حفص عُمر بن بدر المَوْصِليّ الحنفيّ (¬5)؛ دار الكتب العلمية ط الأولى 1405 هـ. واختصاره: فصل الخطاب / رقم الصفحة. 28 - رسالتان في الصلاة والسلام على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -. تأليف: محمد بن أحمد بن محمد الشقيري وعبد المحسن بن حمد العباد. تحقيق عليهما، طبعته مكتبة التوعية الإسلامية للتحقيق والنشر والبحث العلمي، 1414 هـ. واختصاره: رسالتان / رقم الصفحة. 29 - صحيح القصص النبوي. جزء لطيف فيه خمسون قصة، طبعته مكتبة الصحابة بجدة 1411 هـ. وهي قصص اختيرت على أساس تجربة الشيخ في مجال الوعظ والإرشاد، وقد أولاه عنايةً خاصة -كما يقول في مقدمته- لِمَا رآه من ميل الناس إلى سماع القصة، واغتباطهم بسرد أحداثها مع الحفاوة البالغة بالأحكام والآداب المستنبطة منها، فكان هذا هو الدافع له على تصنيف كتاب اسمه (إسعاف الجريح بالقصص النبوي الصحيح). بدأ فيه بشرح هذه القصص شرحًا تفصيليًا، مع استنباط كل شاردة وواردة فيه، ولم يتم بعدُ. ¬

_ (¬5) جاء على لوحة الكتاب: " .. لابن قدامة رحمه الله"! والصواب أنه ابن بدر، ولا علاقة بين "المغني" لابن قدامة و"المغني" لابن بدر، لذلك نشرت مجلة "عالم الكتاب" نقدًا لدار الكتب العلمية عام 1406 هـ، عنوانه: "تساؤلات ومحاكمات: هل تسمع أو تبصر يا بيضون؟! ".

فاقترح عليه بعضُ الإخوان نشر القصص مجردةً من الشرح، حتى يتيسر النصُ الصحيحُ للدعاة والواعظين، فيستفيدون منه في خطب الجمعات، أو في الدروس العامة. وقد كتب درجة الحديث عقب كل قصة مع تخريج مختصر. أما التخريج الموسع مع الشرح الوافي فسيكون في "الإسعاف". واختصاره: صحيح القصص / رقم الصفحة. 30 - طليعة سمط اللآلي في الرد على الشيخ محمد الغزالي. طبعته مكتبة التوعية الإسلامية، ط الأولى، 1410 هـ. واختصاره: سمط / رقم الصفحة. 31 - مجلة التوحيد، باب: (أسئلة القراء عن الأحاديث)؛ عن جمعية أنصار السنة المحمدية، بمصر - حماها الله تعالى -. أعداد من سنوات: 1414، 1417، 1419، 1420، 1421، 1422، 1425، 1426. والاختصار هكذا: التوحيد / السنة / الشهر؛ وقد أُقدِّم الشهر على السنة أحيانًا. 32 - مجلة الهدي النبوي، عن جماعة في عوة الحق الإسلامية بمصر. أعداد: الجماديان / 1425؛ رجب - شعبان / 1425؛ رمضان - شوال / 1425؛ ذو القعدة - ذو الحجة / 1425؛ محرم - صفر / 1426 هـ. 33 - نهي الصحبة عن النزول بالركبة. بحث حديثي فقهي مُسْتلٌ مِنْ كتاب الشيخ المسمى: (بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن) يعرض فيه إلى مسألة (صِفَة خُرُور المصلي مِنْ الركوع إلى السجود)، أيكون على اليدين أم على الركبتين، وينتهي إلى ترجيح النزول على اليدين لا على الركبتين. ومع أن المسألة ليست بكل ذاك، فإنَّ الشيخَ اضطر إلى فصلها مِنَ الكتاب المشار إليه، ونشرها لمناسبة عرضت له. ذلك أنه دخل مسجدًا ليُصَلِّي المغرب في نحو العاشر من شهر ذي الحجة سنة 1399 هـ، فكتب مقدمةَ هذا البحث في نفس الشهر، وذكر

فيها كلامًا طيِّبًا نافعًا، اقتبس بعضه من كلام الإمام الذهبيّ في "تذكرة الحفاظ"، يليق أنْ يُذكر ها هنا، حتى ينتفع به الشباب المتحمس، فكان مما قاله في المقدمة: فلما قُضِيت الصلاةُ قعد لفيفٌ مِنَ الشباب يتحدثون همسًا، ثم لم يلبثوا إلا قليلاً حتى تحول الهمسُ إلى معركةٍ كلاميةٍ، وتراشُق بسهام الملام. فكان مما سمعتُه مِنْ أحدهم -ويظهر من سياق كلامه أنه ممن يقدم الركبتين في النزول- وأنه قال: لا يُقَدِّمّ اليدين على الركبتين في النزول إلا جاهل، وكيف يجرؤ رجلٌ على نقض ما قاله ابنُ القيِّم في "زاد المعاد"؟ لقد رجَّحَ النزول بالركبتين مِنْ عشرة أوجه! فقال له مخالفه: كيف تصم المخالف بالجهل وفيهم مثل ابن سيِّد الناس، والحافظ، والشيخ الألباني؟ فأجابه: هؤلاء محدثون لا تعلق لهم بالفقه، وبالذات الألباني فإنه هو الذي أحيا هذه المسألة في كتابه "صفة الصلاة". ثم دار كلامٌ لا أحبّ حكايته، فضربتُ عن ذِكره صفحًا، أمَّا مُحَصِّلَتُهُ فَمُحْزِنَة مؤلمة، لقد انتهى شجارُهم هذا إلى فاصل رديء من الشتم للعلماء ومنهم: ابن القيم، والحافظ، وكذا الألباني. فما تركتُ مقامي حتى تكلّمتُ مع ذلك الشاب النافر بمزيد مِنَ الحكمة والموعظة الحسنة فوجدته حديث عهد بمعرفة كتب السلف، فتدرجت معه، وتبين لي أن أقرانه استنفروه، فنفر وأنَّ فيه اندفاعًا غير حميد، فكلمته طويلاً فكان مما قلته له: "أما مسألة النزول إلى السجود فلا علاقة لها بالفقه وأصوله، إلا من طرف يسير، وإنما تعلقها بالحديث وأصوله أكثر، فأنت تزري على أمثال هؤلاء السادة الأكابر بقولك "هم محدثون" وكأنها سُبَّة لهم، فبالله عليك ارفق بنفسك، ولا تنظر إليهم النظر الشزر، ولا ترمقهم بعين النقص، ولا تعتقد

فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا، حاشا وكلا، فما منهم من أحد إلا وهو بصير بالدين، عالم بسبيل النجاة. فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال، إنْ أعوَزك المقالُ: مَنِ المزي؟ ومن العراقي؟ وأي شيء الذهبي؟ وأيش ابن حجر؟ هؤلاء محدثون، ولا يدرون الفقهَ وأصولَهُ، ولا يفقهون الرأي ولا علم لهم بالبيان والمعاني والدقائق، ولا خبرة لهم بالبرهان والمنطق ولا يعرفون الله تعالى بالدليل ولا هم من فقهاء الملة. فأمسك عليك لسانك، وليسَعْك بيتُك. وابك على ما أخطأت فيه فإن العلم النافع ما جاء إلا عن أمثال هؤلاء، وإنما يَعرِفُ الفضلَ لأهل الفضلِ ذوو الفضل. فمن اتقى الله راقب الله واعترف بنقصه. ومن تكلَّم بالجاه أو بالجهل فأَعْرِض عنه، وذَرْه في غيِّه، فإنما عُقباه وبال. فرحم الله امرءًا أقبل على شأنه وقصر مِنْ لسانه، وأقبلَ على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأَدْمَنَ النظر في الصحيح، وعَبَدَ الله قبل أن يبغتَهُ الأجلُ. اللهم فوفِّق وارحم. أمَّا كون الواحد منهم أخطأ في مسألة أو أكثر، فَسَمِّ لي أنت مَنْ كانت له العصمة بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فلا لوم على مَنْ درس الأصول، فصوابه مشكور، وخطؤه مغفور، وهو على كل حال مأجور. إنما اللوم والتوبيخ على الذين لا فقه عندهم، ولا تعبوا في تحصيل العلوم ولا النظر فيها إذ يخطئون الأئمة، ويتبعون توهيم بعضهم لبعض في مسائل، فيجمعون ذلك، ويحفظونه، ثم يلقونه على مَنْ لا عِلم عندهم بل ولا أدب لديهم. فلا يعرفُ عن النووي إلا أنه أخطأ في كذا وكذا. فإذا ذُكِرَ أمامه، قال: وأيُّ شيءٍ النووي؟! لقد أخطأ في كذا وكذا، فهم رجالٌ ونحن رجالٌ! فيا أخي: راقب الله فيما تقول وترحّم على مَنْ ذُكِرَ منهم، وإياك والفتوى

مِنْ غير عِلم، فكثرة الفتوى مِنْ قِلّة التقوى، ولقد كان أبو حصين، وهو مِنْ أجلَّة الناس، ينكر على أهل زمانه -مع علمهم- كثرة الفتوى، ويقول: "إنَّكم لتفتون في المسألة التي لو عُرِضَت على عُمر - رضي الله عنه - لجمع لها أهلَ بدر"!. وليكن دَيْدَنُك ما فعل أبو مُسلم الخولاني، فإنه كان يقوم الليل فإذا أدركه الإعياء ضرب رجليه، قائلاً: أنتما أحق بالضرب مِنْ دابتي. أيظن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يفوزوا به دوننا، والله لأزاحمَنَّهم عليه حتى يعلموا أنهم خَلَّفُوا من بعدهم رجالاً". أمَّاَ مسألة النزول باليدين أو بالركبتبن فلا تُبطل الصلاة بالنزول بأحدهما كما حققه شيخُ الإسلام ابن تيمية - رضي الله عنه - في "الفتاوى الكبرى". وهذه الرسالة قد استلَلْتُها لك خاصة، فانظر لما فيها بعين الاعتبار، ثم بادِر إلى تحقيق ما فيها إذ هو الصحيح إنْ شاء الله تعالى. وقد يفوتُني الشيءُ بعد الشيءِ فيها، وذلك أمرٌ واردٌ، فإني ما قصدتُ أَنْ أتقصّى ذلك، فإنه ليس في مقدوري، ولا يسلم الاستقصاء كل الاستقصاء لأحد، ثم إنَّ المسألة ليست بكل ذاك حتى نقيم الدنيا ونقعدها، فإِنَّ أمَّتَنَا مُفَككة أوصالها منفصمة عراها، فالاختلاف في هذه المسائل الفرعية بهذه الحِدَّة لا يزيد الأمر إلا اشتعالاً، ويجعل خاتمة أمرنا وبالاً، فاللهم وفق إلى العلم النافع والعمل الصالح، ويسر ما عَسُر مِنْ أمرنا، وآتِ هذه الأُمَّةَ أمرَ رُشْدٍ، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر. والحمد لله رب العالمين. اهـ. وطبع هذا البحث سنة 1408 هـ، طبعته مكتبة التوعية الإسلامية بمصر.

الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج اللأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي اللأحاديث الصحيحة والضعيفة

الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج اللأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي اللأحاديث الصحيحة والضعيفة

الاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي الأحاديث الصحيحة والضعيفة 1 - ابن أبي الدنيا صفة الجنة: ابن أبي الدنيا في صفة الجنة 2 - ابن أبي الدنيا صفة النار: ابن أبي الدنيا في صفة النار (مخطوط) 3 - ابن أبي الدنيا عقوبات: ابن أبي الدنيا في العقوبات (مخطوط) 4 - ابن أبي الدنيا عيال: ابن أبي الدنيا في العيال 5 - ابن أبي الدنيا فرج: ابن أبيي الدنيا في الفرج بعد الشدة 6 - ابن أبي الدنيا فضائل رمضان: ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان 7 - ابن أبي الدنيا قِصرَ: ابن أبي الدنيا في قِصَر الأمل (مخطوط) 8 - ابن أبي الدنيا قناعة: ابن أبي الدنيا في القناعة 9 - ابن أبي الدنيا مرض: ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات 10 - ابن أبي الفوارس: ابن أبي الفوارس في المنتقى من حديت المُخلِّص (مخطوط) 11 - ابن أبي حاتم: ابن أبي حاتم في التفسير

12 - ابن أبي حاتم جرح: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 13 - ابن ابي حاتم علل: ابن أبي حاتم في العلل 14 - ابن أبي خيثمة: ابن أبي خيثمة في تاريخه (مخطوط) 15 - ابن أبي داود: ابن أبي داود في البعث 16 - ابن أبي داود مسند عائشة: ابن أبي داود في مسند عائشة 17 - ابن أبي داود مصاحف: ابن أبي داود في المصاحف 18 - ابن أبي شُريح: ابن أبي شريح في جزء بيبي 19 - ابن أبي عاصم: ابن أبي عاصم في السنة 20 - ابن أبي عاصم آحاد: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (مخطوط ومطبوع) 21 - ابن أبي عاصم الجهاد: ابن أبي عاصم في الجهاد 22 - ابن أبي عاصم الزهد: ابن أبي عاصم في الزهد 23 - ابن أبي عاصم الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ابن أبي عاصم في فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 24 - ابن أبي عاصم أوائل: ابن أبي عاصم في الأوائل 25 - ابن أبي عاصم دِّيَّات: ابن أبي عاصم في كتاب الدِّيَّات 26 - ابن أبي عُمر العدني: ابن أبي عُمر العدني في مسنده كما في المطالب العالية 27 - ابن الأبَّار: ابن الأبار في المعجم 28 - ابن الأثير: ابن الأثير في أسد الغابة

29 - ابن الأعرابي: ابن الأعرابي في معجمه (مخطوط ومطبوع) 30 - ابن الأنباري: ابن الأنباري في المصاحف كما في الدر المنثور للسيوطي 31 - ابن البطر: ابن البطر في الفوائد المنتقاة (مخطوط) 32 - ابن البنّاء: ابن البناء في فضل التهليل وثوابه الجزيل 33 - ابن الحطّاب: ابن الحطاب في مشيخته 34 - ابن الدّبيثي: ابن الدبيثي في ذيل تاريخ بغداد 35 - ابن السُّبكي: ابن السُّبكي في طبقات الشافعية 36 - ابن الضّريس: ابن الضريس في فضائل القرآن 37 - ابن المبارك: ابن المبارك في الزهد 38 - ابن المبارك مسنده: ابن المبارك في المسند 39 - ابن المُستوفى: ابن المستوفى في تاريخ إربل 40 - ابن المغازليّ: ابن المغازليّ في مناقب عليِّ 41 - ابن المُقريء: ابن المقريء في المعجم (مخطوط) 42 - ابن المُنذر: ابن المنذر في الأوسط 43 - ابن الُمنذر إقناع: ابن المنذر في الإقناع 44 - ابن النّجار: ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد 45 - ابن النّقور: ابن النقور في الفوائد (مخطوط) 46 - ابن بشران: ابن بشران في الأمالي (مخطوط)

47 - ابن بشكوال: ابن بشكوال في الغوامض 48 - ابن بطة: ابن بطة في الإبانة 49 - ابن جرير: ابن جرير الطبري في تفسيره 50 - ابن جرير تهذيب: ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 51 - ابن جماعة: ابن جماعة في مشيخته 52 - ابن جماعة: البرزالي في مشيخة ابن جماعة 53 - ابن جُمَيع: ابن جُمَيع في المعجم 54 - ابن حزم: ابن حزم في المحلى 55 - ابن حزم حجة الوداع: ابن حزم في حجة الوداع (مخطوط) 56 - ابن خلاد: ابن خلاد في الفوائد (مخطوط) 57 - ابن زاذان: ابن زاذان في الفوائد (مخطوط) 58 - ابن سعد: ابنُ سعد في الطبقات 59 - ابن شاذان: ابن شاذان في حديثه (مخطوط) 65 - ابن شاهين: ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (مخطوط ومطبوع) 61 - ابن شاهين أفراد: ابن شاهين في الأفراد (مخطوط) 62 - ابن شاهين ترغيب: ابن شاهين في الترغيب 63 - ابن شاهين جزء من حديثه: ابن شاهين في جزء من حديثه (مخطوط) 64 - ابن صاعد: ابن صاعد في جزء من حديثه (مخطوط)

65 - ابن صاعد مسند ابن أبي أوفي: ابن صاعد في مسند ابن أبي أوفى 66 - ابن عبد البر: ابن عبد البر في التمهيد 67 - ابن عبد البر استذكار: ابن عبد البر في الاستذكار 68 - ابن عبد البر الجامع: ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 69 - ابن عبد الحكم: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم في فتوح مصر 70 - ابن قانع: ابن قانع في معجم الصحابة (مخطوط) 71 - ابن كثير: ابن كثير في تفسيره 72 - ابن كثير بداية: ابن كثير في البداية والنهاية 73 - ابن ماكولا: ابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام (مخطوط) 74 - ابن مخلد: ابن مخلد البزار في أمالي أبي جعفر البختري وأبي بكر النجاد (مخطوط) 75 - ابن مَردويه: ابن مردويه في التفسير (كما في ابن كثير) 76 - ابن مَنده: ابن منده في كتاب الإيمان 77 - ابن مَنده الرد على الجهمية: ابن منده في الرد على الجهمية 78 - ابن مَنده توحيد: ابن منده في التوحيد 79 - ابن مَنده رد الم حرف: ابن منده في الرد على من يقول الم حرف 80 - ابن مَنده صحابة: ابن منده في الصحابة 81 - ابن مَنده مسند إبراهيم بن أدهم: ابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم

82 - ابن مَنيع: أحمد بن منيع في المسند 83 - ابن نُجيد: ابن نُجَيد في أحاديثه (مخطوط) 84 - ابن نصر: محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 85 - ابن نصر سنة: محمد بن نصر المروزي في السنة 86 - ابن نصر قيام الليل: محمد بن نصر المروزي في قيام الليل 87 - ابن نصر وِتْر: محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر 88 - ابن نصير: جعفر بن محمد بن نصير في جزء من الأمالي (مخطوط) 89 - ابن وضّاح: ابن وضاح في البدع والنهي عنها 90 - أبو أحمد الحاكم: أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث 91 - أبو أحمد الحاكم كنى: أبو أحمد الحاكم في الكنى (مخطوط) 92 - أبو إسحاق الُمزكِّي: أبو إسحاق المزكي في الفوائد 93 - أبو إسماعيل الهروي: أبو إسماعيل الهروي في الاربعين في دلائل التوحيد 94 - أبو الحسن الحربي: أبو الحسن الحربي عليّ بن عُمر في الفوائد المنتقاة 95 - أبو الحسين بن المظفر: أبو الحسين بن المظفر في غرائب حديث مالك (مخطوط) 96 - أبو الشيخ: أبو الشيخ في طبقات المحدثين 97 - أبو الشيخ أخلاق: أبو الشيخ في الأخلاق 98 - أبو الشيخ أمثال: أبو الشيخ في الأمثال 99 - أبو الشيخ رواية الأقران: أبو الشيخ في ذكر رواية الأقران (مخطوط)

100 - أبو الشيخ عظمة: أبو الشيخ في العظمة 101 - أبو العرب: أبو العرب التميمي في كتاب المحن 102 - أبو الفتح الميدومي: أبو الفتح الميدومي في جزء في طرق حديث (قد عرفنا السلامَ عليك، فكيف نُصلِّي عليك) (مخطوط) 103 - أبو الفضل الزهري: أبو الفضل الزهري في حديثة (مخطوط) 104 - أبو القاسم الشيباني: أبو القاسم الشيبانيّ المؤمَّل بنُ أحمد في السادس من الفوائد (مخطوط) 105 - أبو بكر الشافعي: أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (مخطوط) 106 - أبو بكر القاضي: أبو بكر مكرم بن أحمد القاضي في الفوائد (مخطوط) 107 - أبو بكر المروزي: أبو بكر المروزي أحمد بن عليّ بن سعيد بن إبراهيم القرشي الأموي القاضي في مسند أبي بكر الصديق 108 - أبو بكر النّجاد: أبو بكر النجاد في مسند عُمر (مخطوط) 109 - أبو بكر بن نَجيح: أبو بكر بن نجيح البزار في الثاني من حديثه (مخطوط) 110 - أبو جعفر البُختري: أبو جعفر البُختري في الرابع من حديثه (مخطوط) 111 - أبو خيثمة: أبو خيثمة في كتاب العلم 112 - أبو زُرعة الدمشقي: أبو زرعة الدمشقيّ في الفوائد (مخطوط) 113 - أبو سعيد الدارمي: أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على بشر المريسي

114 - أبو سعيد الدارمى جهمية: أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية 115 - أبو سهل بن القطان: أبو سهل بن القطان في حديثة (مخطوط) 116 - أبو طالب العشاري: أبو طالب العشاري في جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثًا من حديث البغوي (مخطوط) 117 - أبو طاهر الذُّهلي: أبو طاهر الذهلي في فوائده كما في الإصابة 118 - أبو طاهر الُمخَلِّص: الُمخَلِّص الثاني من السادس من الفوائد المنتقاة (مخطوط) 119 - أبو عُبَيد: أبو عبيد في كتاب الإيمان 120 - أبو عُبَيد خطب ومواعظ: أبو عبيد في الخطب والمواعظ 121 - أبو عُبَيد طهور: أبو عبيد في كتاب الطهور 122 - أبو عُبَيد غريب: أبو عبيد في غريب الحديث كما في الفتح 123 - أبو عُبَيد فضائل القرآن: أبو عبيد في فضائل القرآن (مخطوط) 124 - أبو عُثمان البحيري: أبو عثمان البحيري في الفوائد (مخطوط) 125 - أبو عَروبة: أبو عَروبة الحرَّاني في المنتقى من كتاب الطبقات 126 - أبو عليّ التنوخي: أبو عليّ التنوخي في الفرج بعد الشدة 127 - أبو عَمرو الدَّاني: أبو عَمرو الدَّاني في السنن الورادة في الفتن 128 - أبو عَمرو الدَّاني بيان: أبو عَمرو الداني في البيان في عدِّ آي القرآن

129 - أبو غرزة مسند عابس: أبو غزة الحافظ في مسند عابس (مخطوط) 130 - أبو محمد الجوهري: أبو محمد الجوهري في أحاديث أبي الفضل الزهري (مخطوط) 131 - أبو مطيع: أبو مطيع المصري في الأمالي (مخطوط) 132 - أبو موسى المديني: أبو موسى المديني في اللطائف (مخطوط) 133 - الأثرم: الأثرم في سننه (مخطوط) 134 - الآجُرّي: الآجري في الشريعة 135 - الآجُرّي أخلاق: الآجري في أخلاق العلماء 136 - الآجُرّي تصديق: الآجري في التصديق بالنظر 137 - الآجُرّي غرباء: الآجري في الغرباء (مخطوط) 138 - الأزرقي: الأزرقي في أخبار مكة 139 - إسحاق: إسحاق بن راهويه في مسنده (مخطوط) 140 - أسد السنة: أسد بن موسى الملقب بأسد السنة في الزهد 141 - إسماعيل القاضي: إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - 142 - الإسماعيلي: الإسماعيلي في المستخرج (كما في الفتح) 143 - الإسماعيلي معجمه: الإسماعيلي في معجمه (مخطوط) 144 - الأصبهاني: الأصبهاني في الترغيب (مخطوط ومطبوع) 145 - الأصبهاني حجة: الأصبهاني في الحجة

146 - بحشل: أسلم بن سهل بحشل الواسطي في تاريخ واسط 147 - بخ: البخاري في الأدب المفرد 148 - البرجلاني: البرجلاني محمد بن الحسين في الكرم والجود 149 - البرقاني: البرقاني في المستخرج 150 - البرقاني مصافحة: البرقاني في المصافحة كما في الفتح 151 - برهان الدين التنوخي: برهان الدين التنوخي في نظم اللآلي بالمائة العوالي (مخطوط) 152 - البزار: البزار في مسنده (مخطوط ومطبوع) 153 - بغ: البغوي أبو محمد في شرح السنة 154 - بغ أبو القاسم: البغوي الكبير أبو القاسم في حديث أبي مصعب الزبيريّ (مخطوط) 155 - بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد: أبو القاسم البغوي في الجعديات 156 - بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد: البغوي الكبير أبو القاسم في مسند ابن الجعد 157 - بغ أبو القاسم معجم الصحابة: البغوي الكبير أبو القاسم في معجم الصحابة (مخطوط) 158 - بغ أبو القاسم نسخة عَمرو: البغوي الكبير أبو القاسم في نسخة عَمرو بن زرارة 159 - بغ تفسير: البغوي أبو محمد في التفسير

160 - البلاذُري: البلاذُري في أنساب الأشراف 161 - ت: الترمذي في السنن 162 - ت العلل: الترمذي في العلل الكبير 163 - التَّرقُّفي: عباس التَّرقُّفي في حديثه (مخطوط) 164 - تم: الترمذي في الشمائل 165 - تمام: تمام الرازي في الفوائد (مخطوط ومطبوع) 166 - الثعلبي: الثعلبي في تفسيره (مخطوط) 167 - جا: ابن الجارود في المنتقى 168 - الجوزقاني: الجوزقاني في الأباطيل 169 - جوزي: ابن الجوزي في الواهيات 170 - جوزي مشيخته: ابن الجوزي في مشيخته (مخطوط) 171 - جوزي مناقب: ابن الجوزي في مناقب أحمد 172 - جوزي موضوعات: ابن الجوزي في الموضوعات 173 - الحارث: الحارث بن أبي أسامة في المسند - زوائده (مخطوط) 174 - الحارث: الحارث بن أبي أسامة في المسند (مخطوط) 175 - الحازمي: الحازمي في الاعتبار 176 - الحافظ تخريج المختصر: ابن حجر في تخريج أحاديث المختصر 177 - الحافظ تغليق: ابن حجر في تغليق التعليق

178 - الحافظ تلخيص: ابن حجر في تلخيص الحبير 179 - الحافظ تهذيب: أخرجه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب بإسناده 180 - الحافظ نتائج: ابن حجر في نتائج الأفكار 181 - الحامض: الحامض في المنتقى من الجزء الأول من فوائده (مخطوط) 182 - حب: ابن حيان في الصحيح 183 - حب ثقات: ابن حبان في الثقات 184 - حب روضة: ابن حبان في روضة العقلاء 185 - حب مجروحين: ابن حبان في المجروحين 186 - الحربي: الحربي في الغريب 187 - الحربي مسنده: الحربي في مسنده (مخطوط) 188 - الحسن بن عرفة: الحسن بن عرفة في جزئه 189 - الحسن بن محمد الخلال: الحسن بن محمد الخلال في المجلس الثاني من الأمالي (مخطوط) 190 - الحسن بن موسى: الحسن بن موسى الأشيب في جزئه 191 - الحكيم الترمذي: الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (مخطوط) 192 - حم: الإمام أحمد في المسند 193 - حم زهد: الإمام أحمد في الزهد 194 - حم زهد زوائد عبد الله: عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد

195 - حم زوائد عبد الله: عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 196 - حم فضائل: الإمام أحمد في فضائل الصحابة 197 - حم فضائل زوائد عبد الله: عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 198 - حم قطيعي: القطيعي في زيادته على مسند أحمد 199 - حمي: الحميدي في المسند 200 - خ: البخاري في صحيحه 201 - خ أوسط: البخاري في تاريخه الأوسط 202 - خ صغير: البخاري فى تاريخه الصغير 203 - خ كبير: البخاري في تاريخه الكبير 204 - خت: البخاري تعليقا 205 - خد: أبو داود في الناسخ والمنسوخ 206 - الخرائطي: الخرائطي في فضيلة الشكر 207 - الخرائطي مساويء: الخرائطي في مساويء الأخلاق 208 - الخرائطي مكارم: الخرائطي في مكارم الأخلاق 209 - خز: ابن خزيمة في صحيحه 210 - خز توحيد: ابن خزيمة في التوحيد 211 - خط: الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 212 - خط أسماء مبهمة: الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة

213 - خط الفقيه: الخطيب في الفقيه والمتفقه 214 - خط تقييد: الخطيب البغدادي في تقييد العلم 215 - خط تلخيص: الخطيب في تالي التلخيص (مخطوط) 216 - خط تلخيص: الخطيب في تلخيص المتشابه 217 - خط جامع: الخطيب في الجامع (مخطوط) 218 - خط شرف: الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث 219 - خط فقيه: الخطيب في الفقيه والمتفقه 220 - خط كفاية: الخطيب في الكفاية 221 - خط متفق: الخطيب في المتفق والمفترق (مخطوط) 222 - خط مُوضح: الخطيب في الموضح 223 - الخطابي: الخطابي في الغريب 224 - الخلال: الخلال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون في العلل (المنتخب) 225 - الخلال سنة: الخلال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون في السنة 226 - الخلعي: أبو الحسن الخلعي في الخلعيات (مخطوط) 227 - الخليلي: أبو يعلى الخليلي في الإرشاد 228 - خيثمة الأطرابلسي: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في حديثه (مخطوط) 229 - خيثمة الأطرابلسي فضائل: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (مخطوط)

230 - خيثمة الأطرابلسي فوائد: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في الفوائد (مخطوط) 231 - د: أبو داود في السنن 232 - الدَّورقي: الدورقي في مسند سعد (مخطوط) 233 - الدّولابي: الدولابي في الكنى 234 - الدولابي الذُّرِّية: الدولاب في الذُّرِّية الطاهرة 235 - الذهبي: الذهبي في الميزان 236 - الذهبي تذكرة: الذهبي في التذكرة 237 - الذهبي سير: الذهبي في السير 238 - الذهبي معجم شيوخه: الذهبي في معجم شيوخه الكبير (مخطوط) 239 - الذُّهلي: محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات 340 - الذُّهلي جزء من حديثه: محمد بن يحيى الذهلي في جزء حديثه (مخطوط) 241 - ر: البخاري في جزء القراءة خلف الإمام 242 - الرَّافعي: الرافعي في أخبار قزوين 243 - الرُّوياني: الرُّوياني في مسنده (مخطوط ومطبوع) 244 - س: النسائي في المجتبى 245 - س تفسير: النسائي في التفسير 246 - س حديث مالك: النسائي في حديث مالك

247 - س خصائص: النسائي في خصائص عليّ 248 - س سير: النسائي في السير 249 - س صوم: النسائي في الصوم 250 - س طب: النسائي في الطب 251 - س عشرة: النسائي في عشرة النساء 252 - س فضائل: النسائي في فضائل القرآن 253 - س كبرى: النسائي فْي السنن الكبرى 254 - س مجلسان: النسائي مجلسين من الأمالي 255 - س مناقب: النسائي في المناقب 256 - س نعوت: النسائي في النعوت 257 - س وليمة: النسائي في الوليمة 258 - السَّراج: السراج في مسنده (مخطوط) 259 - سعيد بن منصور: سعيد بن منصور في السنن 260 - سعيد بن منصور تفسيره: سعيد بن منصور في التفسير 261 - السلفي: السلفي في معجم السفر 262 - سمُّويه: سموية في الفوائد (مخطوط) 263 - سُني: ابن السُّنِّي في اليوم والليلة 264 - السَّهمي: حمزة السهمي في تاريخ جُرجان

265 - سي: النسائي في اليوم والليلة 266 - ش: ابن أبي شيبة في المصنف 267 - ش أدب: ابن أبي شيبة في كتاب الأدب (مخطوط) 268 - ش المسند: ابن أبي شيبة في المسند 269 - ش إيمان: ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان 270 - ش جزء مفقود: ابن أبي شيبة في الجزء المفقود 271 - الشاشي: الهيثم بن كليب الشاشي في مسند الشاشي 272 - الشجري: الشجري في الأمالي 273 - شفع: الشافعي في المسند 274 - شفع الأم: الشافعي في الأُم 275 - شفع رسالة: الشافعي في الرسالة 276 - شفع سنن: الشافعي في السنن المأثورة 277 - شهدة: شهدة بنت أحمد في مشيختها 278 - الصابوني: أبو إسماعيل الصابوني في عقيدة السلف: 279 - صدر الدين البكري: صدر الدين البكري في الأربعين 280 - الضياء: الضياء المقدسي في المختارة (مخطوط ومطبوع) 281 - ط: مالك في الموطأ 282 - طب أوئل: الطبرانيّ في الأوائل

283 - طب أوسط: الطبراني في المعجم الأوسط (مخطوط ومطبوع) 284 - طب جزء النسائي: الطبرانيّ في جزء من حديثه عن النسائي (مخطوط) 285 - طب جزء من حديثه: الطبراني في جزء من حديثه انتقاء ابن مردويه (مخطوط) 286 - طب جزء من كذب: الطبرانيّ في جزء من كذب عليَّ 287 - طب دعاء: الطبراني في الدعاء 288 - طب صغير: الطبراني في المعجم الصغير 289 - طب كبير: الطبراني في المعجم الكبير 290 - طب كبير جزء مفقود: الطبراني في المعجم الكبير الجزء المفقود (مخطوط) 291 - طب مسند الشاميين: الطبراني في مسند الشاميين 292 - طب مكارم: الطبراني في مكارم الأخلاق 293 - طح مشكل: الطحاوي في مشكل الآثار 294 - طح معاني: الطحاوي في شرح المعاني 295 - الطرسوسي: أبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عُمر 296 - طي: الطيالسي في مسنده 297 - الطيوري: الطيوري في الطيوريات (مخطوط) 298 - عخ: البخاري في خلق أفعال العباد 299 - عب: عبد الرزاق في المصنف

300 - عب تفسير: عبد الرزاق في التفسير 301 - عب جامع: عبد الرزاق في جامع معمر 302 - عبد: عبد بن حميد في المنتخب من المسند 303 - عبد تفسيره: عبد بن حميد في تفسيره كما في الفتح 304 - عبد الجبار الخولاني: أبو عليّ القاضي عبد الجبار بن عبد الله الخولاني في تاريخ دارِيَّا 305 - عبد الله بن أحمد: عبد الله بن أحمد في السنة 306 - عبد الله بن محمد بن سعيد: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم في ما أسند سفيان الثوري (مخطوط) 307 - عديّ: ابن عديّ في الكامل 308 - العراقي: العراقي في تقريب الأسانيد 309 - عق: العقيلي في الضعفاء 310 - عُمر بن شبة: عُمر بن شبة في تاريخ المدينة 311 - عو: أبو عوانة في المستخرج 312 - عو قدر: أبو عوانة في القَدَر 313 - عياض: القاضي عياض في الإلماع 314 - الغافقي: الغافقي في مسند الموطأ (مخطوط) 315 - فاكِه: الفاكهي في حديث يحيى بن أبي مسرة عن شيوخه (مخطوط)

316 - فاكِه أخبار مكة: الفاكهي في أخبار مكة 317 - فِر أحكام العيدين: الفريابي في أحكام العيدين 318 - فِر دلائل: الفريابي في دلائل النبوة 319 - فِر فضائل: الفريابي في فضائل القرآن 320 - الفَسوي: الفسوي يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 321 - الفَسوي: يعقوب بن سفيان في تاريخه 322 - ق: ابن ماجه في السنن 323 - القضاعي: القضاعي في مسند الشهاب 324 - قط: الدارقطني في السنن 325 - قط أفراد: الدارقطني في الأفراد (مخطوط) 326 - قط رؤية: الدارقطني في الرؤية (مخطوط) 327 - قط علل: الدارقطني في العلل (مخطوط ومطبوع) 328 - قط فوائد الذهلي: الدارقطني في الجزء الثالث والعشرين من حديث أبي طاهر الذهلي (مطبوع) 329 - قط فوائد الذهلي: الدارقطني في فوائد أبي طاهر الذهلي (مطبوع) 330 - قط مؤتلف: الدارقطني في المؤتلف والمختلف 331 - القطيعي جزء الألف: القطيعي في جزء الألف دينار 332 - القطيعي زيادته فضائل: القطيعي في زيادته على فضائل الصحابة

333 - ك: الحاكم في المستدرك 334 - ك أربعين: الحاكم في كتاب الأربعين كما في التلخيص الحبير 335 - ك إكليل: الحاكم في المدخل إلى كتاب الإكليل 336 - ك مدخل: الحاكم في المدخل إلى الصحيح 337 - ك معرفة: الحكم في معرفة علوم الحديث 338 - كر: ابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوط ومطبوع) 339 - كر أربعين بلدانية: ابن عساكر في الأربعين البلدانية (مخطوط) 340 - كر حديث مكيّ: ابن عساكر في حديث مكي بن أبي طالب (مخطوط) 341 - الكلاباذي معاني: أبو بكر الكلاباذي في معاني الأخبار (مخطوط) 342 - اللاكائي: اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 343 - لد: أبو داود في المسائل 344 - م: مسلم في صحيحه 345 - محا: المحاملي في الأمالي (مخطوط) 346 - محا دعاء: المحاملي في الدعاء 347 - المخلدي: أبو محمد الخلديّ في الفوائد (مخطوط) 348 - المخلّص: أبو طاهر الُمخَلّص في الفوائد (مخطوط) 349 - مد: أبو داود في المراسيل 350 - الزي: المزيُّ في تهذيب الكمال (مخطوط ومطبوع)

351 - المستغفري: المستغفري في فضائل القرآن 352 - مُسسَدَّد: مسدد في المسند كما في التهذيب 353 - مُسدَّد: مسدد في المسند كما في الفتح 354 - المطرِّز: أبو بكر القاسم بن زكريا المطرِّز في الفوائد (مخطوط) 355 - معاذ بن المثنى: معاذ بن المثنى في زيادته على مسند مسدد 356 - مق: مسلم في مقدمة صحيحه 357 - المهرواني: أبو القاسم المهرواني في المهروانيات 358 - مي: الدارمي في السنن 359 - الميانجي: الميانجي في غرائب حديثه (مخطوط) 360 - نجم الدين النسفي: نجم الدين النسفي في أخبار سمرقند 361 - النحاس: النحاس في القطع والائتناف 362 - نعيم: أبو نعيم الأصبهاني في المستخرج 363 - نعيم أخبار: أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان 364 - نعيم أربعين: أبو نعيم الأصبهاني في الأربعين 365 - نعيم بن حماد زوائد: نعيم بن حماد في زوائد الزهد 366 - نعيم حديث أبي عليّ الصواف: أبو نعيم الأصبهاني في جزء من حديث أبي علي الصواف (مخطوط) 367 - نعيم حلية: أبو نعيم الأصبهاني في الحلية

368 - نعيم دلائل: أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة 369 - نعيم زوائد حديث أيوب: أبو نعيم الأصبهاني في زوائده على حديث أيوب السختياني لإسماعيل القاضي (مخطوط) 370 - نعيم طب: أبو نعيم الأصبهاني في الطب (مخطوط) 371 - نعيم مسانيد فراس: أبو نعيم الأصبهاني في مسانيد فراس بن يحيى 372 - نعيم معرفة: أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة 373 - نووي: النووي في الأذكار 374 - نووي بستان: النووي في بستان العارفين 375 - الهروي ذم الكلام: أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام (مخطوط) 376 - هق: البيهقي في السنن الكبير 377 - هق آداب: البيهقي في الآداب 378 - هق اعتقاد: البيهقي في الاعتقاد 379 - هق الأربعون: البيهقي في الأربعون الصغرى 380 - هق بعث: البيهقي في البعث 381 - هق دعوات: البيهقي في الدعوات الكبير 382 - هق دلائل: البيهقي في الدلائل 383 - هق زهدر: البيهقي في الزهد 384 - هق شعب: البيهقي في الشعب

385 - هق صغير: البيهقي في السنن الصغير 386 - هق صفات: البيهقي في الأسماء والصفات 387 - هق عذاب القبر: البيهقي في إثبات عذاب القبر 388 - هق فضائل الأوقات: البيهقي في فضائل الأوقات 389 - هق مدخل: البيهقي في المدخل 390 - هق معرفة: البيهقي في المعرفة 391 - هق مناقب الشافعي: البيهقي في مناقب الشافعي 392 - هناد: هناد بن السري في الزهد 393 - الواحدي: الواحدي في أسباب النزول 394 - وكيع: وكيع في الزهد 395 - وكيع أخبار القضاة: وكيع في أخبار القضاة 396 - ي: البخاري في جزء رفع اليدين 397 - يع: أبو يعلى الموصلي في مسنده 398 - يع معجمه: أبو يعلى الموصلي في المعجم 399 - وفيما عدا هذه الرموز أَذكُر المُصنف واسمَ كتابه كاملاً

الجزء الأول

1 - أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 1/ 1 - (إنما الأعمالُ بالنِّيِّةِ، وإنَّما لامريءِ ما نَوَى، فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللهِ وإلى رسوله، فهجرتُهُ إلى الله وإلى رسوله، ومَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنيا يُصيْبُهَا، أو امرأةٍ يَنْكِحُهَا، فهجرتُة إلى ما هَاجَرَ إليه). (رواه خلقٌ عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بنِ إبراهيم التيميّ، عن علقمة ابنِ وقَّاص الليثيّ، عن عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعا). (صحيح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا حديثٌ صحيحٌ متفقٌ على صحته، تلقته الأمة بالقبول والتصديق مع أنه من غرائب الصحيح (خ، م، عو، د، س، ت، ق، حم، ط، حمي، طي، خز، حب، جا، البزار، ابن جرير تهذيب، ابن أبي حاتم جرح، ابن الأعرابي، ابن المقريء، أبو بكر القاضي، طح معاني، ابن ماكولا، الحكيم الترمذي، أبو بكر الشافعي، الحسن بن محمد الخلال، تمام، ابن المبارك، وكيع، هناد، ابن أبي عاصم، هق خمستهم في الزهد، طب أوسط، الخليلي، ابن المنذر، طح معاني، ابن منده مسند إبراهيم بن أدهم، أبو أحمد الحاكم، ابن زاذان، نعيم حلية، نعيم أخبار، نعيم معرفة، ك أربعين، أبو إسماعيل الهروي، القضاعي، كر، كر أربعين بلدانية، ابن حزم، قط، قط علل، هق، هق صغير، هق معرفة،

هق شعب هق اعتقاد، هق آداب، خط، خط تلخيص، خط جامع، ابن النجار، ابن الدبيثي، بغ، عياض، الشجري، جوزي مشيخته، صدر الدين البكري، ابن المستوفى، الرافعي، السلفي، نووي، نووي بستان، المزي، الذهبي معجم شيوخه، ابن السبكي، العراقي، برهان الدين التنوخي) (بذل 2/ 292 - 298 ح 75، 3794؛ حديث الوزير / 194 - 196 ح 57؛ غوث 1/ 65 ح 64؛ كتاب المنتقى / 31 - 32 ح 71؛ الأربعون / 77 ح 35، رسالتان / 72). 2/ 2 - (إذا دخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وأهل النَّارِ النَّارَ نادى مُنادٍ: يا أهلَ الجنَّةِ! إِنَّ لكم عند الله موعدًا، فيقولون: وما هو؟ ألم تُثَقِّل موازينَنَا، وتُبَيِّض وُجُوهَنَا، وتُدْخِلْنَا الجنَّةَ، وتُنجِينَا مِنَ النار؟ فَيَكْشِفُ الحجابَ تبارك وتعالى، فينظرون إليه عزَّ وجلَّ، فما أعطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهم مِنَ النَّظَرِ إليه). (رواه: حماد بنُ سلمةَ، عن ثابت، عن عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن صُهَيبٍ - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، س كبرى، ت، ق، حم، هناد، الحسن بن عرفة، خز توحيد، ابن أبي عاصم، الآجري، الآجري تصديق، ابن منده، ابن منده الرد على الجهمية، نعيم حلية، قط رؤية، أبو سعيد الدارمي جهمية، ابن جرير، هق أسماء، هق بعث، هق اعتقاد، اللالكائي) (مجلسان الصاحب / 32 ح 3). 3/ 3 - (أُعطيتُ خمسًا لم يعطهنَّ أحدٌ قبلي: جُعلت لي الأرض كلّها مسجدًا وطهورًا، ونُصرْتُ بالرُّعبِ، وأُحِلَّتْ لِيَ الِغنائمُ،

وأُرْسِلتُ إلى الأحمر والأسود، وأُعْطيتُ الشفاعة. وفي رواية: "وبعثتُ إلى الأسود والأبيض والأحمر"). (رواه: الزهريّ، عمَّن سمع أبا هريرة -إِمَّا سعيد هو ابن المسيب، وإِمَّا أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن- وأكثر ذلك يقوله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا سندٌ صحيحٌ، مع ما فيه من تردد الزهريّ في اسم شيخه لأن كليهما ثقةٌ حافظٌ، وقد ثبتت روايةُ الزهريّ عنهما هذا الحديث. وقد ورد هذا من حديث: عليّ بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، وأبي ذر، وأبي أمامه، وابن عُمر، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك، رضى الله عنهم) (حمي، ابن شاهين جزء من حديثة) (التسلية / ح 3؛ بذل ح 430). 4/ 4 - (ألا هل عسى رجلٌ يبلُغه الحديثَ عَنِّي، وهو مُتَّكِيءٌ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتابُ الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حَرَّمناه، وإنَّ ما حرَّم رسولُ الله، كما حرِّم الله). (رواه: معاوية بنُ صالح، عن الحسن بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه: حريز بنُ عُثمان، ومرْوان بنُ رؤبة معا، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الحمصي، عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - مرفوعًا. ويأتي سياقه في أبواب "الاعتصام بالكتاب والسنة". والحسن بنُ جابر إنما وثقه ابنُ حبان، لكنه متابعٌ كما رأيت). (صحيحٌ. وله شواهد عن بعض الصحابة، منهم: أبو رافع، وجابر، وأبو هريرة، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، رضي الله عنهم) (د، ت، ق، مي، حم، ش، ك، الحسن بن موسى، ابن نصر سنة، حب، طب كبير، طب مسند

الشاميين، طح معاني، التَّرقُّفي، عديّ، قط، الآجري، ابن بطة، هق، هق دلائل، الهروي ذم الكلام، ابن عبد البر تمهيد، ابن عبد البر الجامع، خط فقيه، خط كفاية، خط تلخيص، الحازمي) (التسلية / ح 4؛ ابن كثير 1/ 111). 5/ 5 - (الإسلام بضعٌ وستُّون بابًا -أو بضعٌ وسبعون بابًا-، أفضلها: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطةُ الأذى عن الطرُقِ. والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان). (رواه: سهيل بنُ أبي صالح، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا. ورواه عن سهيل: سفيان الثوري، وجرير بنُ عبد الحميد، وحماد بنُ سلمة، وخالد الواسطي. وخالفهم في إسناده: وهيب، ومعمر، فروياه عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. فسقط ذكر "عبد الله بن دينار"). (صحيحٌ. ووقع عندهم جميعا: "الإيمان بضعٌ .. " ولم أجد هذه الرواية "الإسلام بضعٌ .. " في طريق من طرق الحديث إلا هنا في حديث الوزير. ورواية الثوري ومن معه أرجح، فإن لم يكن وهم فيه سهيل فيصح الطريقان جميعًا. أمَّا الشك في ذكر "عدد الشعب" فمن سهيل بن أبي صالح، كما صرَّح به ابنُ حبان والبيهقيُّ وغيرُهما) (خ كبير، بخ، م، د، ت، ق، حم، ش، أبو عبيد، محا، حب، البزار، طي، عب، ابن منده، ابن بشران، الآجري، هق شعب، بغ، ابن عبد البر، السلفي، الرافعي، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 28 - 30 ح 1، سد الحاجة / ح 57، 58). 6/ 6 - (المؤمنُ كمَثلِ خامةِ الزَّرعِ تُفيئُها الرِّيحُ، تصرعها مرَّة،

وتعدلها أخرى حتى تهيج، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجدبة على أُصُولِها، لا يفيئها شيءٌ حتى يكون انجعافها مرَّة واحدة). (عن كعب بن مالك - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -) (خ، م، حم، مي، ش، ش إيمان، طب كبير، هق شعب) (الأمراض / 46). 7/ 7 - (أليس يشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأَني رسولُ الله؟ قالوا: إِنَّه يقولُ ذلك وما هو في قلبه. قال: لا يشهد أحدٌ أَنْ لا إله إلا الله وأني رسولُ الله فيدخل النار أو تطعمه). (رواه: ثابت بنُ أسلم البُنانيُّ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: حدثني محمود ابنُ الربيع، عن عتبان بن مالك - رضي الله عنه -، قال: قدمتُ المدينة فلقيتُ عتبان، فقلتُ: حديثٌ بلغني عنك، قال: أصابني في بصري بعضُ الشيء، فبعثتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أحبُّ أَنْ تأتيني فتْصلِّي في منزلي فأتخذه مُصَلى. قال: فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ومَنْ شاءَ الله مِنْ أصحابه، فدخل وهو يُصَلي في منزلي وأصحابُه يتحدثون بينهم، ثم أسندوا عظم ذلك وكُبره إلى مالك بن دخشم، قالوا: ودوا أنه دعا عليه فهلك، وودوا أنه أصابه شرّ، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ، وقال: أليس .. الحديث، ثم قال أنسٌ: فأعجبني هذا الحديث، فقلتُ لابني: اكتبه، فكتبه. قوله (ثم أسندوا عظم ذلك وكبره) أي: معظمه، ومعنى ذلك أنهم تحدثوا، وذكروا شأن المنافقين، وأفعالهم القبيحة وما يلقون منهم، ونسبوا معظم ذلك إلى مالك بن دخشم. واللفظُ لمسلم). (خ، م) (التوحيد / بهاد الآخر / 1420 هـ).

8/ 8 - (إِن الله أمرَ يحيى بنَ زكريا بخمسِ كلماتٍ يعملُ بِهِنَّ، ويأمرُ بني إسرائيل يعملونَ بهنَّ، وإِنّ عيسى ابنَ مريم قال له: إِنَّ الله أمرك بخمس كلماتٍ تعمل بهن، وتأمر بهنّ بني إسرائيل يعملون بهنّ، فإما أنْ تأمُرَهُم، وإما أنْ آمُرَهُم؟ قال: إِنك إِنْ تسبِقْنِي بهن خَشِيتُ أَنْ أعَذبَ، أو يُخْسَفَ بي. قال: فجمع النُّاسَ في بيت القدس حتى امتلأَ، وقعد النَّاسُ على الشُّرُفاتِ، قال: فوعظهم، قال: إن الله أمرني بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أعملُ بهنَّ، وآمُرُكُم أنْ تعملوا بهنَّ. أُولاهن: أَنْ تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإِنَّ مثل مَنْ أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا مِنْ خالص ماله بذهب، أو وَرِقٍ. قال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليّ، فجعل يعمل ويؤدي إلى غيره سيده، فأيكم يسرُّهُ أنْ يكونَ عبده كذلك؟! وإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئًا، وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا. وآمركم بالصيام. وإن مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صُرَّةٌ فيها مسكٌ، ومعه عصابة كلهم يعجبه أنْ يجدَ رِيْحَهَا، وإن الصيام أطيب عند الله مِنْ ريحِ المسك. وآمركم بالصدقة، وإنَّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، وقاموا إليه فأوثقوا يده إلى عُنُقِهِ، فقال: هل لكم أَنْ أفدِي نفسي منكم؟ قال: فجعل يُعطِيهِمُ القليلَ والكثيرَ لِيَفُكَّ نفسه منهم. وآمرُكم بِذِكْرِ الله كثيرًا وإِنَّ مثل ذلك

كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره حتى أتى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسه فيه، كذلك العبدُ لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. وقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا آمرُكم بخمس أمرني الله بهنَّ: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله. فمن فارق الجماعةَ قَيْدَ شبرٍ خلع الإسلام مِنْ رأسِهِ إلا أَنْ يرجع. ومَنْ دعا بدعوى الجاهلية، فإنّه مِنْ جثى جهنم". قيل: وإِنْ صامَ وصلَّى؟ قال: "وإِن صامَ وصلَّى، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله"). (عن الحارث الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. صحَّحَهُ الحاكم ووافقه الذهبيُّ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسن صحيحٌ) (ت، س، حم، حب، ك) (صحيح القصص / 49 - 50، ابن كثير 2/ 173). 9/ 9 - (إِنَّ الله كتبَ كتابًا قبل أن يَخلُقَ الخَلق: إنَّ رَحمتِي سَبَقَت غَضَبِي، فهو مكتوب عندهُ فوقَ العرش). (رواه: المعتمر بن سليمان، قال: سمعتُ أبي، يقول: حدثنا قتادة، أن أبا رافع حدثه، أنَّه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه -، يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثباتُ سماع قتادة، من أبي رافع الصائغ. وردٌّ على من نفى من العلماء سماعه منه. فقد قال شعبة وأحمد وأبو داود في "سننه" (5190): إن قتادة لم يسمع من أدب رافع. قال أحمد: "بينهما خلاس والحسن"، وكذلك قال الدارقطني في "العلل" (11/ 209)، وليس كما قالوا. قال شيخنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: والصواب

في هذا أنه إذا جاءنا سماعُ راوٍ مِنْ شيخه بإسنادٍ صحيحٍ، لا مطعنَ فيه، فالواجب تقديمه على قول العالم بالنفي فإن مستندهم في إثبات السماع ونفيه = إنما هو الأسانيد، والأمثلة على ذلك يطول ذكرها. اهـ. انظر الأحاديث أرقام: 83، 94، 137، 299، 362، 473، 495) (ح) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 10/ 10 - (إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي له أَنْ ينام، يَخفض القِسْطَ ويرفعه، يُرفعُ إليه عَمَلُ الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليلِ، حجابُهُ النُّورُ، لو كشفها لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه كلّ شيءٍ أدركه بصره. وفي رواية: لو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه). (عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربعٍ، فقال: .. فذكره. وفي بعض الروايات عند مسلم وغيره: "خمس كلمات"، بدل: "أربع"). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، س مجلسان، ق، حم، طي، ابن أبي عاصم، الروياني، خز توحيد، حب، الخطابي، الآجري، الإسماعيلي معجمه، السهمي، أبو الشيخ عظمة، هق صفات، اللالكائي، الأصبهاني حجة، ابن منده، محا، بغ) (حديث الوزير / 116 - 118 ح 67؛ مجلسان النسائي / 37، 38 ح 13، ابن كثير 2/ 237). 11/ 11 - (إنّ النَّاسَ يصيرون جُثًّا يوم القيامة، كُل أمةٍ تَتْبَعُ نبيَّها، يقولون: يا فلان! اشفع لنا، يا فلان! اشفع لنا، حتى تنتهي

الشفاعة إلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فذلك المقام المحمود). (رواه: أبو الأحوص، عن آدم بن عليّ، قال سمعت ابنَ عمر يقول: .. فذكره موقوفًا عليه). (إسنادُة صحيحٌ) (خ، س تفسير، اللالكائي) (الزهد / 51 ح 63). 12/ 12 - (إنّ دينَ الله الحنيفيةُ السمحةُ). (ورد عن جماعة من الصحابة، منهم: جابر وابن عباس وأبي هريرة - رضي الله عنه -). (هذا القدر من الحديث حسنٌ) (نعيم حلية) (التوحيد / رجب / 1417 هـ). 13/ 13 - (أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بعثَ معاذًا إلى اليمن، قال: "إِنك تقدُمُ عَلَى قومٍ مِن أهلِ الكتاب، فَلْيَكُن أَوَّلَ ما تَدْعُوهم إليه عِبَادَةُ الله، فإذا عَرَفُوا الله عزَّ وجل، فأخبرهم أَن الله تبارك وتعالى قَدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ في يومِهِم ولَيلَتِهِم، فإذا فعلوا فَأَخْبِرْهُم أَنَّ الله قَدْ فَرَض عليهم زكاةً تؤْخَذُ مِنْ أموالِهِم، فتُردُّ على فُقَرَائِهِم، فإذا أطاعوك، فَخُذْ منهم وتوقّ كَرَائِمَ أموالِ النَّاس"). (رواه: يحيى بنُ عبد الله بنِ صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (صحيحٌ) (خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، خز، حب، قط، ابن منده، طب كبير، هق، هق شعب، هق مدخل، خط فقيه، نعيم حلية، بغ، الأصبهاني حجة) (حديث الوزير / 107 - 108 ح 60). 14/ 14 - (إِنَ نبيَّ الله نوحًا لما حضرتهُ الوفاةُ، قال لابنه: إنيّ

قاصٌّ عليك الوصية. آمرك باثنين وأنهاك عن اثنين. آمرك بلا إله إلا الله، فإِن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كِفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله ... الحديث). (هذا حديث صحيح. صحَّ عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (بخ، حم، ك، هق صفات) (الزهد / 53 ح 65). 15/ 15 - (إنكم سَتَرَوْنَ رَبَّكُم عزَّ وجلَّ لا تُضَامُونَ في رؤيته، كما تنظرونَ إلى القمرِ ليلةَ البدرِ). (رواه: إسماعيل بنُ أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (إسنادهُ صحيحٌ) (خ، م، د، ت، ق، حم، خز توحيد، ابن أبي عاصم، الآجري) (الزهد / 47 ح 58). 16/ 16 - (أَوَّلُ ما بُدِيءَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الوحي الرُّؤيا الصالحةُ في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ. ثم حُبِّبَ إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغَار حِرَاء، فيتحنثُ فيه -وهو التعبُّدُ- الليالي ذوات العدد، قبل أَنْ ينزعَ إلى أهله، ويتزوَّدُ لذلك. ثم يرجع إلى خديجةَ، فيتزود لمثلها، حتى جاءَهُ الحق وهو في غار حراء، فجاءه المَلَكُ، فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقاريء. قال: فأخذني، فَغَطنِي حتى بَلَغَ مِنِّي الجَهْد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا

بقاريء فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقاريء. فأخذني، ثم غطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق: 1 - 3]. فرجع بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَرْجُفُ فؤَادُهُ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زَمِّلُوني، زَمِّلُوني. فَزَمَّلُوه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر: لقد خشيتُ على نفسي. فقالت خديجةُ: كلا والله! ما يخزيك الله أبدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتكسبُ المعدومَ، وتَقْرِي الضَّيفَ، وتُعِينُ على نَوَائِبِ الحقِّ. فانطلقت به خديجةُ حتى أتت به ورقة بنَ نوفل بنِ أسدْ بنِ عبد العُزَّى -ابنِ عَمِّ خديجةَ- وكان امرأً تَنَصَّرَ في الجاهلية، وكان يكتبُ الكتابَ العِبْرَانِيَّ، فكان يكتبُ مِنَ الإنجيلِ بالعبرانية ما شاءَ الله أَنْ يكتُبَ، وكان شيخًا كبيرًا قد عَمِيَ. فقالت له خديجة: يا ابن عم! اسمع مِنْ ابنِ أَخِيكَ. فقال له ورقةُ: يا ابن أخي! ماذا ترى؟ فأخبره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خبرَ ما رأى. فقاله له ورقةُ: هذا الناموسُ الذي نَزَّلَ الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعًا، ليتني أكون حيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قومُكَ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟. قال: نعم، لم يأت رجلٌ قطِّ بمثل ما جئت به: إلا

عُودِي، وإِنْ يُدْرِكنِي يومُك أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثم لم ينشب ورقةُ أَن تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوَحْيُّ). (عن عائشة أُمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -، قالت: ... فذكرت الحديث). (صحيحٌ، متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 84 - 85). 17/ 17 - (إيمانٌ بالله عزَّ جلَّ ورسوله، وجهادٌ في سبيل الله عزَّ وجلَّ، وحجٌ مبرور). (رواه: عون بنُ عبد الله بنِ عتبةَ بنِ مسعود، عن يوسف بنِ عبد الله بن سلام، عن أبيه - رضي الله عنه -، قال: بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ سمع القومَ يقولون: أيُّ الأعمالِ أفضلُ يا رسول الله؟ قال: .. فذكره). (الحديث صحيحٌ. فله شواهدُ عن أبي هريرة، وأبي ذر وغيرهما) (حم، سعيد بن منصور، حب، طب أوسط، نعيم حلية) (حديث الوزير / 287 - 288 ح 97). 18/ 18 - (بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ناد في الناس: مَنْ قال لا إله إلا الله دخل الجنة". فخرج فلقيه عُمر في الطريق، فقال: أين تريد؟ قلتُ: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا. قال: ارجع. فأبيتُ، فَلَهَزَنِي لهزةً في صدري أَلَمُها، فرجعتُ ولم أجد بُدًّا. قال: يا رسول الله، بعثت هذا بكذا وكذا؟ قال: "نعم". قال: يا رسول الله، إنَّ الناسَ قد طمعوا وخبثوا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقعد"). (رواه: محرر بنُ قعنب الباهليُّ، قال: ثنا رياح بن عبيدة، عن ذكوان السمان،

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره). (هذا سندٌ قويٌ) (خز، حب) (التوحيد / رجب / 1421 هـ). 19/ 19 - (بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصومُ رمضانَ، وحجُّ البيتِ). (رواه: حنظلة بنُ أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد. وسُعَير بنُ الخِمس، عن حبيب ابن أبي ثابت. كليهما عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. قال شيخُنا: وله أحد عشر طريقًا ذكرتُها في التسلية. فصلٌ: ورواه: سَورة بن الحكم، وأشعث بنُ عطَّاف، كلاهما عن عبد الله ابن حبيب بن أبي ثابت، عن الشعبيّ، عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأني رسولُ الله، وإقام الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وحجُّ البيتِ، وصومُ رمضانَ. قال الطبرانيُّ في "الصغير" (782): لم يروه عن عبد الله بن حبيب، إلا أشعث وسورة بن الحكم القاضي. قال شيخُنا: وسورة بن الحكم: ترجمه ابنُ أبي حاتم (2/ 1 / 327)، والخطيب في "تاريخه" (9/ 227)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً. وأشعث ابن عطَّاف: ذكر ابن عدي (1/ 371) أنه لا بأس به. لكنه يخالف الثقات في الأسانيد. وقد صحّ الحديثُ عن ابن عُمر وغيره، والحمدُ لله). (حديث ابن عمر: خ، م، س، ت، حم، خز، حب، أبو الفضل الزهري؛

أبو عبيد، ابن أبي عُمر العدني، ابن منده ثلاثتُهُم في الإيمان، ابن نصر، الدولابي، الخلال سنة، ابن عبد البر، الآجري، هق، نعيم أخبار أصبهان، بغ، الذهبي تذكرة. حديث جرير: طب كبير، وصغير، قط أفراد) (تفسير ابن كثير 2/ 92، تنبيه 8 / رقم 1938؛ تنبيه 12 / رقم 2389). 20/ 20 - (بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ إذ ضحكَ، فقال: "ألا تسألوني مما أضحك؟ " فقالوا: مما تضحك؟ قال: "عجبًا من أمر المؤمن كله له خيرٌ، إن أصابه ما يحبُّ حمد الله عليه، فكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره خيرٌ له إلا المؤمن"). (رواه: حماد بنُ سلمة -وهذا حديثه كما عند الدارمي-، وسليمان بنُ المغيرة، ويُونُس بنُ عُبَيد، ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب - رضي الله عنه - قال: .. فذكره. ولفظ حديث "سليمان" ذكرته في "الطب"، أمَّا لفظ حديث "يونس" ففي أبواب: "الزهد"). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، مي، حم، طب كبير، حب، هق، نعيم حلية) (الأمراض / 25 ح 1). 21/ 21 - (قالوا: يا رسول الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال: هل تُضَارُّون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا: لا. قال: فهل تُضَارُّون في رؤية القمر ليلةَ البَدْرِ ليس في سحابة؟ قالوا: لا. قال: فَوَالذي نفسي بيده! لا تُضَارُّون في رؤية رَبِّكُم إلا كما تُضَارُّون في رؤية أحدهما. قال: فيلقَىَ العَبْدَ، فيقولُ: أَيْ فُلْ! أَلَمْ أُكْرِمْكَ

وَأُسَوِّدْكَ، وأُزَوِّجْكَ، وأُسَخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ، وأَذَرْكَ تَرْأَسُ وترْبَعُ؟ فيقولُ: بلى. قال، فيقولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّك مُلاقِيّ؟ فيقولُ: لا. فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسِيتَنِي. ثم يلقَى الثانِيَ، فيقولُ: أي فُلْ! ألم أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزْوِّجْكَ، وأُسَخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ، وأَذَرْكَ تَرْأسُ وتَرْبَعُ؟. فيقولُ: بلى أَيْ ربِّ. فيقولُ: أفظننتَ أنَّك مُلاقِيّ؟ فيقولُ: لا. فيقولُ: فإني أنساكَ كما نَسِيتَنِي. ثم يلقَى الثالثَ، فيقولُ له مثلَ ذلك. فيقولُ: يا ربِّ! آمنتُ بك وبكتابك وبرُسِلِكَ وصَلَّيتُ وصُمْتُ وتَصَدَّقْتُ، ويُثْنِي بخير ما استطاع، فيقولُ: ها هنا إذًا. قال ثم يقال له: الآن نبعثُ شاهِدَنَا عليك، ويتفكَّرُ في نفسه، مَنْ ذا الذي يشهدُ عَلَيَّ؟ فَيُختَمُ علَى فِيِهِ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ: انطقي، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بعمله، وذلك لِيُعْذِرَ مِنْ نفسه، وذلك المنافقُ، وذلك الذي يَسْخَطُ الله عليه. قوله أي فُلْ: هذا ترخيم، ومعناه: يا فلان. أُسَوِّدْكَ: أي أجعلك سيِّدًا. أَذَرْكَ تَرْأسُ: أي أجعلك رئيس قومك. تَرْبَعُ: أي تأخذ المرباع. والمرباع كان أهل الجاهلية إذا أغاروا فغنموا غنيمةً أعطوا سيدهم ربع ما غنموا، يضيف به الضيف، ويقومُ به على نوائب الحيّ. فهذا المرباع. ها هنا إذًا: معناه قف ها هنا). (قال مسلم: ثنا محمد بنُ أبي عُمر: ثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره). (صحيحٌ) (م) (الزهد / 68).

22/ 22 - (كان الرجلُ قبلكُم يُؤْخَذُ، فيُحفرُ له في الأرضِ، فيُجعلُ فيه، فيُجَاءُ بالمنشارِ فيُوضَعُ على رأسه، فَيُشَقُّ باثنَتَينِ، ما يصُدَّهُ ذلك عَن دينه، ويُمَشَّطُ بأمشَاطِ الحديدِ ما دُونَ لَحمِهِ مِنْ عَظمٍ أو عَصَبِ، ما يَصُدُّهُ ذلك عَنْ دِينِهِ. والله لَيُتِمَّنَّ هذا الأمرَ، حتى يسيرَ الراكَبُ مِنْ صنعاءَ إلى حَضْرَمَوْت، لا يخافُ إلا الله والذئب على غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُم تَسْتَعْجِلُونَ). (عن خبَّاب بن الأرتِّ - رضي الله عنه -، قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا لا؟ قال: .. فذكره. ومتوسد بردة له: يعني جعلها وسادة له. تستنصر: يعني تطلب النصر من الله تعالى. تستعجلون: يعني النتائج والثمرات). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، د، س). (صحيح القصص / 54). 23/ 23 - (كان رجلٌ يُسْرِفُ على نفسه، لما حَضَرَهُ الموتُ قال لِبَنِيهِ: إذا أنا متُّ فاحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذّبني عذابًا ما عذّبه أحدًا. فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرضَ، فقال: اجمعي ما فيك، ففعلت، فإذا هو قائمٌ، فقال: ما حملك على ما صنعت؟! قال: خشيتُك ياربّ! -أو قال مخافتك- فغفر له). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (متفقٌ عليه. وفي الباب عن أبي سعيد، وحذيفة

ابن اليمان، وأبي مسعود البدري رضي الله عنهم) (صحيح القصص / 29). 24/ 24 - (لا ترفعوني فوق حقِّي فإنَّ الله عزَّ وجلَّ اتخذني عبدًا قبل أنْ يتخذني نبيًا. وفي رواية: رسولاً). (رواه يحيى بنُ سعيد، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (طب كبير، ك) (حديث الوزير / 282 - 284 ح 95). 25/ 25 - (لا تستبطئوا الرزق فإنه لن يموت العبدُ حتى يبلُغَهُ آخرُ رزقٍ هو له فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال وترك الحرام). (رواه: محمد بن المنكدر، عن جابر - رضي الله عنه -). (حب، ك، هق) (تنبيه 12 / رقم 2474). 26/ 26 - (لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه مِنْ ولده ووالده والنَّاس أجمعين). (رواه: قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ. وله طريقٌ آخر عن أنس - رضي الله عنه -، وشاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ذكرته في الانشراح رقم 144) (خ، م، عو، س، ق، مي، حم، بغ) (رسالتان / 55؛ الأربعون / 85 ح40؛ الإنشراح / 118 ح 144)، 27/ 27 - (مَا مِنَ الأنبياءِ إلا أُعطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنَّمَا كان الذي أُوتِيتُ وَحْيًا أوحاهُ الله إليَّ، فأرجُو أَنْ أكونَ أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ).

(رواه: الليث بنُ سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا فذكره. وقد رواه عن الليث جماعةٌ منهم: عبد العزيز بنُ عبد الله، وعبد الله بنُ يوسف، ويونس، وحجاجٌ، وقتيبة بنُ سعيد البغلانيُّ). (صحيحٌ. قال أبو نعيم: صحيحٌ ثابتٌ) (خ، م، س تفسير، س فضائل، حم، هق، هق دلائل، نعيم حليه، بغ) (التسلية / ح 20؛ ابن كثير 1/ 146؛ 2/ 185؛ الفضائل / 41). 28/ 28 - (ما مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ إلا سَيُكَلِّمُهُ الله يومَ القيامةِ ليس بينه وبينه تُرجُمَانٌ فينظُرَ أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم وينظُر أشأمَ منه فلا ينظُرَ إلا ما قَدَّمَ وينظُرَ أمامَه فيرى النَّار فَمَنِ استطاعَ أَنْ يتقِي النَّارَ عن وجهِهِ فَلْيَفعَلْ ولو بِشِقِّ تمرةٍ). (رواه: الأعمش، عن خيثمة، عن عديِّ بن حاتم - رضي الله عنه - مرفوعًا). (إسناده صحيحٌ. قال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ) (خ، م، ت، ق، حم، خز توحيد، هق صفات، طب كبير، طب صغير) (الزهد / 75 ح 95). 29/ 29 - (مَنْ أحبَّ الأنصار أحبَّهُ الله - عزَّ وجلَّ -، ومن أبغضَ الأنصار أبغضَهُ الله - عزَّ وجلَّ -). (رواه: يزيد بنُ هارون، وعبد الوهاب بنُ عبد المجيد الثقفيّ، ويحيى بنُ أيوب، ويحيى بنُ زكريا بنِ أبي زائدة، وأبان المعلم، ومالك بنُ أنس، وسليمان بنُ بلال، وأبو أويس، كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، أنَّ سعد بنَ إبراهيم أخبره، عن الحكم بن ميناء، أن يزيد بنَ جارية الأنصاريّ، أخبره أنَّهُ كان جالسًا في نفرٍ من الأنصار، فخرج عليهم معاوية، فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كنا في حديثٍ من

حديث الأنصار، فقال معاويةُ: ألا أزيدُكم حديثًا سمعتُهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكر الحديث). (لا شك في رجحان هذا الوجه، لا سيما وفيهم المدنيون، وهم أعلمُ بحديث يحيى الأنصاري، وقد قضى الدارقطنيُّ في "العلل" (7/ 56) على رواية معاوية بن صالح بالوهم، وصوَّب رواية مالك ومن معه ويزيد بنُ جارية له صحبةٌ. وقيل هو زيد ابنُ جارية، وهو الذي يروي هذا الحديثَ عن معاوية -لا النعمان بن مُرّة الزُّرَقيّ- كما جزم الخطيبُ. ولهذا الحديث، بهذا اللفظ، شواهدُ صحيحةٌ عن البراء ابن عازب وغيره. فصلٌ: ورد هذا الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، من رواية فُضَيل بن سُلَيمان النمري أبي سليمان البصري، عن موسى بن عُقبة، عن صفوان بن سُلَيم، عن سعيد بن المسيب، عنه، مرفوعًا بلفظ حديث معاوية التالي. فصلٌ: وورد أيضًا عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -. من رواية معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن النُّعمان بن مُرَّة الزُّرَقيّ، أنَّه سمع معاوية بنَ أبي سفيان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحبَّ الأنصار فبِحُبِّي أحَبَّهُم، ومن أبغضَ الأنصار فببُغضِي أَبغَضَهُم. قال شيخُنا: في متنه غرابةٌ. قلتُ: حديثُ أبي هريرة فيه: فُضَيل بن سُلَيمان، قال العلماء: يُحدِّث عن موسى بن عقبة بالمناكير. وحديثُ معاويةَ: معلولٌ بالمخالفة، فمعاوية بنُ صالح رواه هكذا، وخالفه جماعةٌ كثيرةٌ كما تقدم، فرووه عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، أنَّ سعد بنَ إبراهيم أخبره، عن الحكم بن ميناء، أنَّ يزيد بنَ جارية الأنصاريّ، أخبره أنَّهُ كان جالسًا في نفرٍ من الأنصار، فخرج عليهم معاوية .. وذكره بالسياق الأول) (خ كبير، س كبرى، حم، حم فضائل، ش، يع، ابن أبي عاصم آحاد، طب

كبير، طب أوسط، ابن نصر، خط تلخيص) (تنبيه 12 / رقم 2380). 30/ 30 - (مَنْ قال لا إله إلا الله دخل الجنة). (عن أنس - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله لمعاذ بنِ جبل - رضي الله عنه -). (إسناده صحيحٌ) (التوحيد / رجب / 1421 هـ). 31/ 31 - (هكذا فيُمجِّدُ نفسه: أنا العزيزُ، أنا الجبَّارُ، أنا المتكبِّرُ-يعني الله عزَّ وجلَّ-" قال: رَجَفَ به المِنْبَرُ، حتى قلنا: لَيَخِرَّنَّ به الأرضَ). (رواه: حماد بنُ سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عُبَيد الله ابن مِقْسم، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، على مِنبره: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقولُ: .. فذكره. ورواه عن حماد: أبو نصر التمَّار عبد الملك بنُ عبد العزيز القُشَيريّ وهذا لفظه، وبهز بنُ أسد، وحسن ابنُ موسى الأشيب، وعفان بنُ مسلم، وحجاج بنُ منهال، وسليمان بنُ حرب). (حديث صحيحٌ) (س، حم، ابن أبي الفوارس، هق صفات، ابن أبي عاصم، خز توحيد، حب، الأصبهاني حجة) (حديث الوزير / 119 - 124 ح 32). 32/ 32 - (يا أيها الناس عليكم بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، إني لا أريد أنْ ترفعُونِي فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تعالى، أنا محمد بنُ عبد الله، عبده ورسوله).

(رواه: حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: إنًّ رجلاً قال: يا محمد! يا سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فذكره. ورواه عن حماد جماعةٌ، منهم: آدم بنُ أبي إياس، وحجاج بنُ منهال، وبهز ابنُ أسد، وهُدبة بنُ خالد، والحسن بنُ موسى الأشيب، وعفان بنُ مسلم. وخالفهم مؤمل بنُ إسماعيل، فرواه عن حماد ابن سلمة، عن حميد الطويل، عن أنس فذكره. ومؤمل بنُ إسماعيل في حفظه مقالٌ، وهو لا يقارن بأحدهم فضلاً عن جميعهم، ومع ذلك فروايته محفوظة أيضًا). (الحديث محفوظ عن ثابت وحميد معا والله الموفق) (خ صغير، سي، حم، عبد، ابن منده توحيد، حب، الضياء، نعيم حلية، هق دلائل) (حديث الوزير / 282 - 284). 33/ 33 - (يا رسولَ الله! هل نرى رَبَّنَا؟ قال: ألستم ترون القمرَ ليلةَ البدر في غير تضارٍّ؟ والله! لَتَرَوْنَهُ، كما تَرَونَ القمرَ ليلةَ البدر في غير تضارّ. قال: ثم ينادى منادٍ: ألا لِيَتْبَع كل أمَّةٍ ما كانت تعبد في الدنيا. قال: فَمَثُلَ لكلِّ قومٍ ما كانوا يعبدون في الدنيا، فينطلق بهم حتى يُدْخِلَهُم النَّار. فمن جاز الصراط وأنفقَ مِنْ ماله زوجًا في سبيل الله ابتَدَرَتْهُ حجَبَةُ الجنة: يا عبد الله يا مُسْلِم! هذا خيرٌ فتعال. قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَخِذَ أبي بكرٍ - رضي الله عنه - فقال: أَمَا إِنَّك منهم). (قال أسد بنُ موسى: ثنا محمد بنُ خازم، عن سهيل بنِ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: فذكره). (إسناده صحيحٌ) (الزهد / 46 ح 56).

34/ 34 - (يا رسولَ الله لأنتَ أحبُّ إليَّ مِنْ كلِّ شيء إلاْ مِنْ نفسي. فقال النبيُّ: "لا والذي نفسي بيده حتى أكونَ أحبَّ إليك مِنْ نفسك". فقال له عُمر: فإنَّه الآنَ والله لأنت أحبُّ إليَّ مِنْ نفسي، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "الآن يا عُمر"). (عن أبي عَقِيل زُهْرَة بنِ مَعْبَد، أنَّه سمع جدَّه عبد الله بنَ هشام، قال: كنَّا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو آخذٌ بيدِ عُمرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنه -، فقال له عُمر: ... فذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيح) (خ، ك، الدولابي، بغ) (رسالتان / 55).

2 - أبواب: الأخلاق والآداب والاستئذان والمعاملات

2 - أبواب: الأخلاق والآداب والاستئذان والمعاملات (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 35/ 1 - (أَخِّرُوا الأحمالَ، فإِنَّ اليَدَ مُعَلَّقةٌ، والرِّجلَ مُوثَقَةٌ. وفي رواية: أخروا الأحمال عن الإبل ..). (رواه: الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ). (ابن صاعد، المُخَلِّص، المخلديّ، يع، طب أوسط، هق) (حديث الوزير / 35 - 36 ح 4). 36/ 2 - (إذا دُعِيَ أحدكم فليُجِبْ، فإنْ كان صائِمًا فليُصَلِّ، وإنْ كان مفطرًا فليطعم. وهذا لفظ مسلم. وقوله: فليُصَلِّ: يعني فَلْيَدَع). (رواه: محمد بنُ سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ. وله شاهد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، ويأتي) (م، د، س صوم، س وليمة، ت، حم، حب، طح مشكل، ابن عبد البر، هق، بغ) (رسالتان / 20، 21). 37/ 3 - (إذا دُعِيَ أحدكم فليُجِبْ، فإنْ كان مفطرًا فليأكل،

وإن كان صائِمًا فليدعُ بالبركة). (رواه: عبد الله بنُ شداد، عن ابن مسعود رضي الله عنه، مرفوعًا). (سنده صحيحٌ) (سني) (رسالتان / 21). 38/ 4 - (إذا سمعتَ جيرانَكَ يقولون: إنَّك قد أحسنت، فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون: إنَّك قد أسأت، فقد أسأت). (رواه: معمر، عن منصور، عن أبي وائل، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، أن رجلاً قال: يا رسول الله! كيف لي أنْ أعلم إذا أحسنت؟ قال: .. فذكره). (قال البوصيري في الزوائد 3/ 303: هذا إسنادٌ صحيحٌ وهو كما قال) (س مجلسان، ق، حم، عب، البزار، حب، الشاشي، الخرائطي مكارم، طب كبير، هق، نعيم حلية، بغ) (حديث الوزير / 346، مجلسان النسائي / 35 ح 10). 39/ 5 - (اشرَبْ بيَمِينَكَ، فإنَّ الشَّيطانَ يأكلُ بِشِمَالِهِ، ويشربُ بشماله). (رواه: مالك بنُ أنس، والليث بنُ سعد كلاهما، عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، قال: نظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى رجلٍ يشربُ بشماله، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ...... فذكره). (صحيحٌ. وفي الباب عن أبي هريرة، وابن عُمر وغيرهما. خرَّجتُ أحاديثهم في سد الحاجة بتقريب سنن ابن ماجة يسر الله إتمامه بخير) (م، حم، ق، يع) (حديث الوزير / 315 ح 106، سد الحاجة). 40/ 6 - (أصابنا عامُ مخمصةٍ، فأتيت المدينةَ، فأتيتُ حائطًا من حيطانها، فأخذتُ سنبلاً ففركتُهُ، وأكلتُهُ وجعلته في كسائي، فجاء

صاحبُ الحائط فضربني، وأخذ ثوبي، فأتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُهُ، فقال للرجل: "ما أطعمته إذ كان جائعًا أو ساغبًا، ولا علمته إذ كان جاهلاً". فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم -، فردَّ إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ من طعامٍ أو نصفط وسق). (رواه: شعبة بن الحجاج، عن أبي بشر جعفر بن إياس، قال: سمعتُ عباد ابنَ شرحبيل الغبريّ - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال ابنُ كثير في تفسيره 1/ 482: إسناده صحيح قويٌّ جيدٌ. وقال الذهبيُّ في الميزان 1/ 403: هذا إسنادٌ صحيحٌ غريبٌ. وقال القرطبىُّ في تفسيره 2/ 226: هذا حديثٌ صحيحٌ اتفق على رجاله البخاريُّ ومسلمٌ، إلا ابن أبي شيبة فإنه لمسلم وحده كذا قال! وابنُ أبي شيبة من شيوخ البخاري أيضًا، روى عنه جملةً وافرة، وإن كان مسلمٌ أكثر رواية عنه منه. والله أعلم) (د، ق، حم، طي، ش، ابن أبي عاصم آحاد، ابن قانع، هق، ابن عبد البر استذكار، ك، بحشل، نعيم معرفة) (التوحيد / جمادى الآخرة / 1422؛ تنبيه 5 / رقم 1298؛ 5 / رقم 1299). 41/ 7 - (ألا أُخْبِرُكُم على مَنْ تَحْرُمُ النَّارَ غدًا، على كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، قريبٍ، سهلٍ). (رواه: هشام بنُ عُروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (حسنٌ. وله شاهد عن ابن مسعود وغيره) (بغ أبو القاسم، يعلى، طب أوسط، طب صغير، ابن أبي شريح، هق شعب) (حديث الوزير / 359 - 361 ح 124).

42/ 8 - (اللهمَّ أنا بشر، فأيُّما رجُلٍ من المسلمين سببتُهُ، أو لعنتُهُ، أو جلدتُهُ، فاجعلها له زكاةً ورحمةً). (رواه: الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ. وفي الباب عن عائشة، وأنس، وابن مسعود، وجابر، وسلمان، ومعاوية، وأبي سعيد الخدري في آخرين) (م، مي، ش، حم، هق) (حديث الوزير / 138). 43/ 9 - (المؤمنون كرجُلٍ واحدٍ، إذا اشتكى رأسُهُ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمَّى والسَّهر. وفي رواية: المسلمون كرجُلٍ ... وفي رواية لمسلم: إن اشتكى عينُهُ، اشتكى كلُّه، وإن اشتكى رأسه، اشتكى كله. ومعنى قوله (تداعى له سائرُ الجسد): أي دعا بعضُه بعضًا إلى المشاركة في ذلك، ومنه قوله (تداعت الحيطان) أي تساقطت، أو قربت من التساقط). (عن النُّعمان ابنِ بشير - رضي الله عنهما - به مرفوعًا). (صحيحٌ. قال أبو نعيم الأصبهانيُّ: رواه الشعبيُّ عن النعمان، وهو مشهورٌ مستفيضٌ، ورواه سِمَاك ابنُ حرب وخيثَمَة عن النعمان، وهو عزيزٌ. اهـ) (م، حم، طي، البزار، نعيم حلية، بحشل، بغ) (حديث الوزير / 42). 44/ 10 - (إنَّ أحبَّ أسمائكم إلى الله تعالى عبدُ الله وعبدُ الرحمن). (رواه: إبراهيم بنُ زياد الملقب بسبلان، قال: ثنا عبَّاد بنُ عبَّاد المُهَلَّبيّ: ثنا عبيد الله بنُ عُمر بالمدينة وأخوه عبد الله بمكة سنةَ أربعٍ وأربعينَ ومائة، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه. قلتُ: رضي الله

عنك! فلا وجه لاستدراك هذا على "مسلم"، فقد أخرجه) (م، د، ت، ق، مي، حم، ش، ك، طب كبير، عدي، بغ، خط) (تنبيه 5 / رقم 1364؛ تنبيه 12 / رقم 2430). 45/ 11 - (إن الله إذا أحبَّ عبدًا، دعا جبريل، فقال: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه، قال: فيحبُّه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهل السماء. قال: ثم يُوضَعُ له القَبُول في الأرض. وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل، فيقول: إني أُبْغِضُ فُلانًا فأبغضه، قال: فيُبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إنَّ الله يبغض فلانًا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض. هذا لفظ حديث جرير بن عبد الحميد عند مسلم). (رواه: سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن سهيل: مالك بنُ أنس، ووهيب بنُ خالد، ومعمر بنُ راشد، وأبو عوانة، وعبد العزيز بنُ محمد الدراورديُّ، وجرير بنُ عبد الحميد، وعبد العزيز بنُ عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، والثوريُّ، ومحمد بن أنس، والعلاء بنُ المسيب، ويعقوب بنُ عبد الرحمن الاسكندراني. ووافق سهيل بنَ أبي صالح: عبد الله بنُ دينار، فرواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. وهو اختيار البخاري. ووافق أبا صالح: نافعٌ مولى ابن عُمر، فرواه عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. وهو عند البخاري أيضًا). (خ، م، س كبرى، ت، ط، حم، إسحاق، طي، عب، يع، حب، ابن أبي حاتم، البزار، طب أوسط، ابن المقريء، ابن بشران، ابن عبد البر، نعيم حلية، نعيم أخبار، الأصبهاني حجة) (التوحيد / ذو القعدة / 1419 هـ؛ تنبيه 2 /

رقم 529 , 530). 46/ 12 - (أنَّ رجلاً جاء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسأله أن يعطيه. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما عندي شيءٌ، ولكن ابتع عليّ، فإذا جائني شيءٌ قضيتُهُ". فقال عُمر: يا رسول الله قد أعطيته فما كلفك الله ما لا تقدر عليه. فَكَرِه - صلى الله عليه وسلم - قولَ عُمر. فقال رجلٌ من الأنصار: يا رسول الله أنفق، ولا تخف من ذي العرش إقلالاً. فتبسمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وعُرِفَ في وجهه البِشر لقول الإنصاريّ، ثم قال: "بهذا أُمِرتُ"). (قال إسحاق بنُ إبراهيم الحنينيّ، وموسى بنُ أبي علقمة المديني -واللفظ له-، ويحيى بنُ محمد بنِ حكيم: نا هشام بنُ سعد، عن زيد بنُ أسلم، عن أبيه، عن عُمر رضي الله عنه). (إسحاق بنُ إبراهيم، قال فيه البزار: لم يكن بالحافظ. وموسى ابنُ أبي علقمة، مجهولٌ، قال الذهبيُّ في "الميزان": ما علمتُ يروي عنه سوى ولده هارون. اهـ. وهارون بنُ موسى: صدوقٌ متماسكٌ. ويحيى بنُ محمد بنِ حكيم، هذا ذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: من أهل المدينة. اهـ. وهذا الحديث عندي حسنٌ، واجتماع هؤلاء -على ما فيهم- يُعطي قوةً لروايتهم. والله أعلم). (تم، البزار، أبو الشيخ أخلاق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -) (تنبيه 12 / رقم 2519). 47/ 13 - (إنَّ رجلاً زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصد الله له على مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا،

غير أني أَحْبَبْتُه في الله عزَّ وجلَّ؟ قال: فإني رسول الله إليك بأنَّ الله قد أحبَّك كما أَحْبَبْتَهُ فيه. هذا لفظ مسلم). (رواه: حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه عن حماد بن سلمة جماعةٌ، منهم: عبد الأعلى بنُ حماد، وسليمان ابنُ حرب، وموسى بنُ إسماعيل التبوذكي، ويزيد بنُ هارون، وعبد الرحمن بنُ مهدي، والحجاج بنُ منهال، وعفان بنُ مسلم، وعبد الله بنُ أبي عائشة. ورواه حماد ابنُ سلمة أيضًا، عن عاصم الأحول، عن أبي حسان الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (بخ، م، حم، البزار، أبو بكر الشافعي، أبو مطيع، خط، الشجري، ابن جماعة) (التوحيد / شوال / 1419 هـ). 48/ 14 - (إِنَّ شرَّ النَّاسِ منزلةً يومَ القيامة، مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتقاء فُحْشِهِ). (عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: استأذن رجلٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عنده، فقال: بئسَ ابن العشيرة -أو أخو العشيرة- ثم أذن له. فألان له القول، فلما خرج، قلتُ: يا رسول الله: قلتَ له ما قلتَ، ثم ألنتَ له؟ فقال: ... فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، ت، حم، طي). (التوحيد / صفر / 1414 هـ). 49/ 15 - (إِنَّمَا المؤمنون كرجُلٍ واحدٍ، إذا اشتكى عُضوٌ من أعضائِهِ، اشتكى جسدُهُ أجمعَ، وإذا اشتكى المؤمنُ اشتكى المؤمنون). (رواه: حماد بنُ سلمة، عن سِمَاك بنِ حرب، قال: سمعتُ النُّعمان بنَ بشير،

يخطب على هذا المنبر، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: .. فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، حم، طي، البزار، نعيم حلية، بحشل، بغ) (حديث الوزير / 41 ح 7). 50/ 16 - (إني أغضبُ كما يغضبُ البشرُ، وأرضى كما يرضى البشرُ، فأيُّما مُؤْمِنٍ سببتُهُ، أو لعنتُهُ في غير كُنْهِهِ، فاجعلها له كفارةً). (رواه: شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: عائشة، وأنس بن مالك، وابن مسعود، وجابر، وسلمان، ومعاوية، وأبي سعيد الخدري - في آخرين) (م، مي، ش، حم، هق). (حديث الوزير / 138 ح 37). 51/ 17 - (بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع علينا شابٌ من الثَّنِيَّةِ، فلما رميناه بأبصارنا، قلنا: لو أَنَّ ذا الشاب جعل نشاطه وشبابه وقوته في سبيل الله؟ فسمع مقالتنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "وما سبيلُ الله إلا من قُتل؟ من سعى على والديه فهو في سبيل الله، ومن سعى على عياله فهو في سبيل الله، ومن سعى مكاثرًا ففي سبيل الطاغوت). (رواه: أحمد بنُ يونس، قال: نا رياح بنُ عَمرو القيسي: نا أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (هذا الحديث جيد الإسناد، وعليه الاعتماد. ولهذا وضعه الضياء في المختارة، والحمد لله) (البزار، طب أوسط، هق، الأصبهاني، الضياء) (التوحيد / ربيع الأول / 1422).

52/ 18 - (جاءت امرأةٌ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسولَ الله! إنَّ زوجي صفوان بنَ المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال: وصفوان عنده. فسأله عما قالت. فقال: يا رسول الله! أما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ بسورتين، وقد نهيتها عنها. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لو كانت سورةً واحدة لكفت الناس". قال: وأما قولها: يفطرني إذا صمت؟ فإنها تنطلق فتصوم، وأنا رجلٌ شابٌ لا أصبرُ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ: "لا تصوم امرأةٌ إلا بإذن زوجها". وأما قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهلُ بيتٍ لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا استيقظت، فصلِّ". هذا سياق جرير ابن عبد الحميد عند ابن حبان، وفي سياق أبي بكر بن عيَّاش عند أحمد: "وأما قولها: إني أضربها عن الصلاة، فإنها تقرأ بسورتي، فتعطلني. قال: "لو قرأها الناسُ ما ضرَّك". وأمَّا قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإني ثقيلُ الرأس، وأنا من أهل بيت يعرفون بذاك، بثقل الرؤوس. قال: "فإذا قمت فصلِّ"). (رواه جرير بنُ عبد الحميد، وأبو بكر بنُ عيَّاش، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: ... فذكر الحديث). (حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو - غفر الله له -: راجع لزاما أبواب "تأويل مختلف الحديث") (د،

حم، حم زوائد عبد الله، يع، البزار، ابن سعد، حب، طح مشكل، ك، هق، كر) (التوحيد/ جماد أول / 1414 هـ). 53/ 19 - (خرجتُ مع أبي بكر رضي الله عنه مِنْ صلاةِ العصرِ، بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وعليُّ يمشي إلى جنبه. قال: فمرّ بِحُسَين ابنِ عليّ، وهو يلعَبُ مع الغِلمَان. قال: فأخذه أبو بكر، فوضعه على عاتِقِهِ، وقال: بأبي شَبِيهٌ بالنَّبيِّ، ليس شَبِيهًا بعليّ. وعليُّ يضحك). (رواه: عُمر بنُ سعيد بنِ أبي حُسَين، عن ابن أبي مُلَيكة، عن عقبة بنِ الحارث، قال: خرجتُ ... الحديث). (هذا حديثٌ صحيح) (خ، حم، أبو بكر المروزي، ابن أبي الدنيا عيال، طب كبير، يع، ك، كر) (حديث الوزير/ 263 ح 86). 54/ 20 - (دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان، فكلَّمَاهُ بشيءٍ، لا أدري ما هو؟ فأغضباهُ فلعنهُما وسبَّهُما. فلما خرجا قلتُ: يا رسول الله! ما أصاب من الخير شيئًا ما أصابه هذان. قال: وما ذاك؟ قالت: قلتُ لعنتهما وسببتهما. قال: "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي" قلت: "اللهم إنما أنا بشر، فأيُّ المسلمين لعنتُهُ أو سببتُهُ، فاجعله له زكاةً وأجرًا"). (رواه: أبو الضحى, عن مسروق, عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: .. فذكرته). (حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن عائشة. وفي الباب عن: أبي

هريرة، وأنس، وابن مسعود، وجابر، وسلمان، ومعاوية، وأبي سعيد الخدري في آخرين. قال أبو عَمرو - غفر الله له -: راجع سياق حديث ابن عباس في أبواب "فضائل النبيّ والآل والصحب" من الجزء الثاني، وأوله: كنت ألعب مع الصبيان ...) (م، حم، ش، يع، هق) (حديث الوزير / 139 - 140). 55/ 21 - (رأى عيسى بنُ مريم رجلاً يسرقُ، فقال له عيسى: سرقتَ؟ قال: كلا والذي لا إله إلا هو. فقال عيسى: آمنتُ بالله وكذبت نفسي). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به (هذا حديثٌ صحيحٌ متفق عليه) (صحيح القصص/ 26؛ تنبيه 3 / رقم 951). 56/ 22 - (سَل جيرانَكَ، فإنْ قالوا: إنَّكَ مُحْسِنٌ، فأنت محسنٌ، وإنْ قالوا: إنَّكَ مُسيءٌ، فأنت مُسيٌ). (رواه: الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: دُلَّنِي على عملٍ، إن أنا عملتُ به دخلتُ الجنة؟ قال: "كن مُحْسِنًا". قال: وكيف أعلمُ أنَّي محسنٌ؟! قال: .. فذكر الحديث). (صحيحٌ. وله شاهد عن ابن مسعود - رضي الله عنه -) (س مجلسان، قط علل، ك) (حديث الوزير / 344 - 346 ح 121، مجلسان النسائي / 43 - 44 ح 16). 57/ 23 - (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأة جابر، وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها: "صلى الله عليك وعلى زوجك").

(رواه: الأسود ابنُ قيس، عن نُبَيح العنزي، عن جابر - رضي الله عنه -، قال: أتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أستعينه في دين كان على أبي، فقال: آتيكم. فقلتُ للمرأة: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يأتينا، فإياكِ أن تكلميه أو تؤذيه!! قال: فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فذبحتُ له داجنًا كان لنا، قال: يا جابر! كأنك قد علمتَ حبَّنا اللحم!! فلما خرج قالت المرأة: يا رسول الله! صلِّ عليَّ وعلى زوجي! ففعل، فقلتُ لها: ألم أقل لك؟! فقالت: رسولُ الله كان يدخل بيتنا ويخرج ولا يصلي علينا؟!!). (حديثٌ صحيحٌ. قال الهيثميُّ في "المجمع" (4/ 137): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا نبيح العنزي وهو ثقة. اهـ.) (حم، حب) (رسالتان / 19). 58/ 24 - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي حتى تَزَلَّع قدماهُ، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا. قوله: تَزَلَّع قدماه، يعني: تتشقق قدماه). (رواه: سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به). (حديث الثوري صحيحُ الإسناد. وقد توبع الثوري عليه. وللحديث شواهد عن: عائشة، والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -) (س، البزار، أبو الشيخ في الطبقات) (تنبيه 12 / رقم 2478). 59/ 25 - (لا تسافر المرأةُ ثلاثةَ أيامٍ، إلا ومعها مَحْرَمٌ منها). (رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيح) (محا) (حديث الوزير / 250 ح 81). 60/ 26 - (لا تَكذِبُوا عليَّ، فإنَّه مَنْ كَذِبَ عليّ فليلجِ النار. لفظ البخاري).

(رواه: شعبة، قال: أخبرني منصور، قال: سمعتُ ربعيّ بنَ حِرَاش، يقول: سمعتُ عليًّا، يقول: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (صحيحٌ. قال أبو نعيم: صحيحٌ متفقٌ عليه من حديث شعبة) (خ، مق، حم، طي، ش، البزار، يع، طح مشكل، نعيم حلية، بغ) (حديث الوزير / 37 - 39 ح 5، خصائص / ح 30). 61/ 27 - (لقد كان ابنُ عباس - رضي الله عنهما - يُحدثني الحديثَ، لو يأذنُ لي فأقومُ فأُقَبِّلُ رأسه، لفعلتُ). (عن سعيد بن جبير). (إسناده جيدٌ. فرحمةُ الله على سعيد، وعلمٌ بلا أدب! كنارٍ بلا حطب، فنسأل الله أن يرزقنا الأدب مع مشايخنا وأقراننا، ومن هم دوننا، إن كان دوننا أحدٌ) (سعيد بن منصور، ابن سعد) (حديث الوزير/ 88 ح 19). 62/ 28 - (ليس مِنَّا مَنْ لَم يرحم صَغِيرَنَا، ويعرفُ شَرَفَ كبيرِنَا). (رواه: عَمرو بنُ شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا به). (صحيحٌ. قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد رُوِيَ عن عبد الله بن عَمرو من غير هذا الوجه. اهـ. وفي الباب عن: أنس, وعبادة بن الصامت، وأبي زيد الأنصاري، وأبي أمامة، وابن مسعود، وعليّ بن أبي طالب، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهم) (بخ، د، ت، حم، حمي، ك، الحرائطي مكارم) (حديث الوزير/ 338 - 340 ح 118). 63/ 29 - (مَثَلُ المؤمن كمثل الجسد, إذا ألم بعضُهُ تداعى سائرُهُ). (رواه: حماد بن سلمة، عن سِمَاك بن حرب، عن النُّعمان بن بشير - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (هذا سندٌ على شرط مسلم) (م، حم، طي، البزار، نعيم

حلية، بحشل، بغ) (حديث الوزير / 41). 64/ 30 - (مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى عضوٌ منه، تداعى له سائرُ الجسد بالحُمَّى والسَّهر. وفي رواية: مَثَلُ المسلمين .. ومعنى قوله (تداعى له سائرُ الجسد): أي دعا بعضه بعضًا إلى المشاركة في ذلك، ومنه قوله (تداعت الحيطان) أي تساقطت، أو قربت من التساقط). (من طرق عن النعمان بنِ بشير - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ. وقال الطبرانُّي في المكارم: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فسألتُ عن هذا الحديث، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأشار بيده: "صحيحٌ" ثلاثًا. والحديثُ صحيحٌ. اهـ) (خ، م، حم، حم زوائد عبد الله، القطيعي جزء الألف، طي، حمي، أبو الشيخ، الرامهرمزي كلاهما في الأمثال، حب، طب صغير، طب مكارم، ابن الأعرابي، ابن منده، خيثمة الأطرابلسي فوائد، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، الأصبهاني، هق، هق شعب، هق آداب، هق صغير، نعيم أخبار، بغ، القضاعي، الشجري، خط) (حديث الوزير / 43؛ الأربعون / 150 ح 91؛ ابن كثير 2/ 576؛ تنبيه / 194 رقم 210؛ تنبيه 1 / رقم 210؛ التسلية). 65/ 31 - (من سعى على والديه وامرأته وعياله فهو، في سبيل الله، ومن سعى مكاثرةً فهو في سبيل الشيطان). (ورد من حديث أنس، وأبي هريرة، وكعب بن عجرة - رضي الله عنهم -). (هذا حديثٌ حسنٌ) (التوحيد / ربيع الأول / 1422 هـ).

66/ 32 - (من كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليَتَبوَّأ مِقْعَدَهُ من النَّار). (رواه: حَرَمِيُّ بنُ عمارة، وأبو داود الطيالسيّ، كلاهما عن شعبة، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه حرميّ أيضًا، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني قتادة، وحماد بنُ أبي سليمان، وسليمان التيميّ: سمعوا أنس بنَ مالك فذكره). (ذكر العقيليُّ في "الضعفاء" (1/ 270) في ترجمة "حرميّ" أن الإمامَ أحمد أنكر عليه هذا الحديث من حديث شعبة، ولكن متابعة الطيالسيّ، تدل على أنه حفظ، والله أعلم). (البزار، طب أوسط، طب جزء من كذب، حم زوائد عبد الله، يع، طح مشكل). (تنبيه 92 / رقم 2369). 67/ 33 - (مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمِّدًا فليتبوأ مِقْعَدَهُ من النَّارِ). (عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا به). (صحيح متواترٌ) (ق، مي، حم، يع، ش، نعيم حلية، الخطيب تلخيص، القضاعي) (حديث الوزير / 40 ح 6). 68/ 34 - (مَنْ كَذبَ عليَّ مُتعَمِّدًا فليتبوأ مِقعَدَهُ من النَّار). (رواه: أبو معاوية وأبو الأحوص، عن عاصم الأحول، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا). (إسناده صحيحٌ) (تخريجه: حم، ش، البزار، يع، طح مشكل، طب أوسط، طب جزء من كذب، عديّ، نعيم أخبار) فصلٌ: رواه أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بنُ سليمان، عن عاصم الأحول، عن عُمر بن بشر، عن أنس مرفوعًا مثله. وخالفه: أبو معاوية، وأبو الأحوص، فروياه عن عاصم الأحول، عن أنس مرفوعًا كما تقدم. وهذا هو الصواب. (وعُمر بنُ بشر: قال الدارقطنيُّ: مجهولٌ. والله أعلم). (تخريجه: مي، طب جزء من كذب، عديّ) (تنبيه 12 / رقم 2408).

69/ 35 - (يا بُنيَّ! ادْنُ وكُلّ بيمِينِكَ وكُلّ مِمَّا يَلِيكَ، واذكر اسمَ الله عزَّ وجلَّ). (رواه: سليمان بنُ بلال، عن أبي وَجَزَةَ، عن عُمر بنِ أبي سلمة، قال: قال لِيَ رسولُ - صلى الله عليه وسلم -: .. وذكره. وقد رواه عن سليمان جماعةٌ من أصحابه منهم: لُوَين، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وموسى بنُ داود، ومنصور ابنُ سلمة الخزاعي. وقد تُوبِع سليمان بنُ بلال، تابعه: هشام بنُ عُروة، فرواه عن أبي وجزة، بهذا الإسناد). (صحيحٌ. وللحديث طرق أخرى عن عُمر بن أبي سلمة) (حم، د، طي، حب، طب كبير، الذهبي سير، وتذكرة) (حديث الوزير / 133 - 137 ح 36). 70/ 36 - (يا زيد! أرأيت لو أن عينيك كانتا لما بهما؟. فقلت: يا رسول الله أصبرُ وأحتسبُ. قال: إذن لقيتَ الله ولا ذنبَ لك). (رواه: يونس بنُ أبي إسحاق السبيعيّ، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعتُ زيد ابنَ أرقم - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (حم، طب كبير، هق شعب، خط) (الأمراض 60، 61 ح 22؛ تنبيه 9 / رقم 2071). 71/ 37 - (يا غُلام! سمِّ الله، وكُلّ بيمِينِكَ، وكُلّ مِمَّا يلِيك). (عن وهب بنِ كيسان، أنه سمع عُمر بنَ أبي سلمة، يقول: كنتُ غلامًا في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت يدي تطيشُ في الصحفة، فقال لي: .... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، سط، ق، مي، حم، حمي، أبو الحسين بن المظفر، طب كبير، هق, بغ) (حديث الوزير / 135).

3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة

3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 72/ 1 - (إذا أرسلت كلبك المُعَلَّم، وذكرتَ اسم الله عليه، فلك ما أمسك عليه وإن قَتَلَ، إلا أن يَأكُل، فإن أكلَ فلا تأكل فإني أخاف أن يكونَ إنما أمسكه على نفسه، وإن خالطتها كِلابٌ من غيرها، فلا تأكل). (محمد بنُ فضيل -واللفظ له-، وعبيدة بنُ حميد، كلاهما عن بيان بن بشر، عن الشعبيّ، عن عديّ بن حاتم، قال: قلتُ: يا رسول الله إنا نتصيَّدُ بهذه الكلاب؟ فقال: إذا أرسلت .. الحديث). (خ، م، عو، د، ق، حم، ش، جا، ابن جرير، طب أوسط، هق) (تنبيه 12 / رقم 2513). 73/ 2 - (إذا قتلن فكُل، إلا أن يَأكُل منه، أو يشركها كلبٌ غيرها). (رواه: عبيدة بنُ حميد -واللفظ له-، ومحمد بنُ فضيل، كلاهما عن بيان أبي

بشر، عن الشعبيّ، قال: قال عديّ بنُ حاتم - رضي الله عنه -: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: يا رسول الله إنا نرسلُ الكلاب الُمعلَّمة فتقتُلُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: .... فذكر الحديث). (خ، م، د، ق، حم، ش، جا، ابن جرير، طب أوسط، هق). (تنبيه 12 / رقم 2513). 74/ 3 - (إذا وَقَعَ الذُّبابُ في شرابِ أحدِكُم فَلْيَغْمِسْهُ، ثم لِيَنْزِعْهُ، فإنَّ في إِحدَى جَنَاحَيه داءً والأخرى شفاءً. هذا لفظ البخاري. وفي البخاري أيضًا لفظٌ آخر هكذا: إذا وقعَ الذبابُ في إناءِ أحدكُم فَلْيَغمِسْهُ كُلَّهُ ثم لِيَطْرَحْهُ، فإنَّ في أحَدِ جناحيهِ شِفَاءً، وفي الآخَرِ دَاءً). (رواه: عُبَيد بنُ حُنَين مولى بني زُرَيق، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، فرواه: سعيد بنُ أبي سعيد المقبري -وذكرتُ لفظ حديثه في أبواب: الطب والأمراض-، ومحمد بنُ سيرين، وثمامة بنُ عبد الله بنِ أنس، وقيس بنُ خالد ابنِ حسن. وفي الباب عن: أبي سعيد الخدري -وحديثه ذكرته في الطب أيضًا-، وعن أنس بن مالك، رضي الله عنهما). (هذا حديثٌ صحيحٌ. واعلم أن هذا الحديث ثار حوله شغبٌ قديم وحديث. قال أبو عَمرو - غفر الله له -: راجع لزامًا باب: تأويل مختلف الحديث) (خ، ق، مي، حم، ابن المنذر، طح مشكل، ابن عبد البر، هق، بغ) (التوحيد / جماد أول/ 1419 هـ؛ الأمراض / 158 - 165 ح 66؛ الفوائد/ 98 - 99، ابن أبي مسرَّة). 75/ 4 - (أكلنا زمان خيبر الخيلَ وحُمُرَ الوحش، ونهانا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحمار الأهلي).

(قال يحيى بنُ أيوب -واللفظ له-، وعبد الله بنُ وهب، ومحمد بنُ بكر البرساني وأبو عاصم النبيل، والمفضل بنُ فضالة، وعبد الرزاق، وحجاج بنُ محمد الأعور: حدثنا ابنُ جريج، أن أبا الزبير أخبره، أنه سمع جابر ابنَ عبد الله يقول .. فذكره. وله طرق أخرى عن أبي الزبير). (صحيحٌ) (م، س، ق، حم، عو، عب، طح معاني، ومشكل، طب أوسط، هق) (تنبيه 12 / رقم 2486). 76/ 5 - (أكلنا لحمَ فرسٍ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). (عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنها وعن أبيها). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، ق، مي، حم، حب، هق، قط) (التوحيد / ربيع آخر 1421 هـ). 77/ 6 - (الضَّحِيَّةُ كُنَّا نملِّحُ منه، فنقدُمُ به إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فقال: "لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام" وليست بعزيمةٍ، ولكن أراد أن نطعمَ منه). (رواه: هشام بن عُروة، وسليمان بنُ بلال -وهذا حديثه-، كلاهما عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، عن عَمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، قالتْ: .... فذكرته. ويأتي سياقُ حديث هشام بنِ عروة، وأوله: كُنَّا نُصلِحُ منهُ ..). (خ، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2452). 78/ 7 - (أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث، وقال: "إنه لا يُدرى في أي طعام يبارك فيه"). (عن أنس - رضي الله عنه -. وفي الباب عن: كعب بن مالك، وجابر، وكعب بن عجرة،

ذكرتهم في "العقد الذهبي، بتخريج كتاب أخلاق النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" لأبي الشيخ). (م، د، س، ت، حم، أبو الشيخ أخلاق، بغ) (رسالتان/ 16). 79/ 8 - (سبق محمدٌ الباذق، وما أسكر فهو حرامٌ. الباذق: يعني عصير العنب إذا طبخ بعد أن أصبح مسكرا. ومعنى سبق محمد - صلى الله عليه وسلم -: أي سبق حكمُهُ بتحريمه عندما قال وما أسكر .. قبل أن يسموها بأسماء اخترعوها). (عن أبي الجويرية الجرمي حطَّان بن خفَّاف، قال سمعتُ ابنَ عباس - رضي الله عنهما -، وسُئل فقيل له: أفتنا في الباذق، فقال: .. فذكره). (صحيحٌ) (خ، س، حمي) (تنبيه 12 / رقم 2472). 80/ 9 - (كُنَّا نُصلِحُ منهُ، ويَقدُمُ به أُناسٌ إلى المدينة، فلا يأكلونَهُ إلا ثلاثةَ أيامٍ، ليس بالعزيمةِ، ولكن أراد أن يُطعِموا منه). (رواه: هشام بنُ عُروة -وهذا حديثه-، وسليمان بنُ بلال، كلاهما عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، عن عَمرة، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، أنها قالتْ في لحوم الضحايا: .. فذكرته. وتقدم سياقُ حديث سليمان بنِ بلال). (قال الطبرانيُّ: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا هشام بن عروة .. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به هشام بنُ عروة، فتابعه سليمان بنُ بلال ..) (خ، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2452). 81/ 10 - (ما أكل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في خِوَانٍ، ولا في سُكُرُّجَةٍ، ولا خُبِزَ له مُرَقَّقٌ). (عنْ أنس - رضي الله عنه -. وفيه: قال: فقلت لقتادة: فعلام كانوا يأكلون؟! قال: على

هذه السُّفَر. والخِوان: هي المائدة. والسُكُرُّجَة: إناء صغير، ويقال: مائدة صغيرة. والسُّفرة: جلدٌ مستديرٌ يوضع عليه الأكل في غياب المائدة). (خ، ت، تم، ق، حم، أبو الشيخ أخلاق، السهمي، بغ) (رسالتان / 15). 82/ 11 - (مَنْ أصاب مِنْ ذِي الحاجةِ بِفِيهِ غير متخذٍ خُبْنَةً، فلا شيء عليه). (رواه: محمد بنُ عجلان ومحمد بنُ إسحاق، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه عبد الله بنِ عَمرو بن العاص - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (هذا حديثٌ حسنٌ. ومعناه: إنَّ مَنْ أصابته مجاعةٌ فله أنْ يأكلَ من الثمر المعلق بشرط ألا يحمل معه شيئًا. والخُبْنَةُ: بضم الخاء المعجمة، وسكون الباء الموحدة، ثم نون، هي: معطفُ الإزار، وطرفُ الثوب. أي: لا يأخذ منه في ثوبه، يقال أخبنَ الرجلُ إذا خَبَّأ شيئًا في خُبنةِ ثوبه أو سراويله. والله أعلم) (د، س، ت، حم) (التوحيد/ جمادى الآخرة / 1422 هـ). 83/ 12 - (مَنْ صلَّى صلاتنا، ونَسَكَ نُسُكَنا، فقد أصاب النُّسُكَ، ومَنْ نَسَكَ قبلَ الصلاة، فإنَّه قبلَ الصلاة، ولا نُسُكَ له. فقال أبو بُردة بنُ نيارٍ، خالُ البراء: يا رسول الله! فإني نسكتُ شاتي قبلَ الصلاة، وعرفتُ أنَّ اليومَ يومُ أكلٍ وشربٍ، وأحببتُ أن تكونَ شاتي أوَّلَ ما يُذبحُ في بيتي، فذبحتُ شاتي، وتغديتُ قبلَ أن آتي الصلاةَ، قال: "شاتُكَ شاةُ لحمٍ". قال: يا رسول الله! فإنّ عندنا عناقًا لنا جذعةً، هي أحبُّ إليَّ من شاتَينِ، أفَتُجْزيءُ عنِّي؟ قال:

"نعم، ولنْ تُجزيءَ عن أحدٍ بعدك"). (رواه: عثمان بنُ أبي شيبة، وإسحاق بنُ إبراهيم، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن الشعبي، عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما -، قال: خطبنا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأضحى بعدَ الصلاة فقال: .. وذكر الحديث. وتابعه: أبو الأحوص سلام بنُ سُلَيم، قال: حدثنا منصور بهذا. وتابعة أيضًا إبراهيم بنُ طهمان، عن منصور. وله طرقٌ عن الشعبيّ). (صحيحٌ متفق عليه. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفيه تصحيحُ سماع منصور بن المعتمر من عامر بن شراحيل الشعبيّ. وردٌّ على قول ابن معين، فيما نقله عنه عباسُ الدوريُّ في "تاريخه" (2/ 589/ 2455): "منصور لم يسمع من الشعبي". اهـ. قال شيخنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: والصواب في هذا أنه إذا جاءنا سماعُ راوٍ مِنْ شيخه بإسنادٍ صحيحٍ، لا مطعنَ فيه، فالواجب تقديمه على قول العالم بالنفي فإنَّ مستندهم في إثبات السماع ونفيه إنما هو الأسانيد، والأمثلة على ذلك يطول ذكرها. اهـ. انظر الأحاديث أرقام: 9، 94، 137، 299، 362، 473، 495) (خ، الإسماعيلي، م، عو، يع، خز، هق) (التسلية / ح 31).

4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب واالسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة

4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب واالسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 84/ 1 - (أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يُسألها، ويحلف على اليمين لا يسألها، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ، فلا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ، فإنَّ الشيطان ثالثهما. من سرته حسنته.، وساءته سيئتُهُ فهو مؤمن). (رواه جرير بنُ حازم، عن عبد الملك بن عُمَير، عن جابر ابن سمرة، قال: خطبنا عُمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس! قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي فيكم اليوم، قال: .. فذكر الحديث). (صحيح) (ابن أبي خيثمة، يع، حب، طح معاني، ابن أبي عاصم، طب أوسط، وطب جزء النسائي، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 46 - 52 ح 9). 85/ 2 - (اشتكى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين، فأَتَتْهُ

امرأةٌ مِنْ قريش، فقالت: يا محمد! ما أَرَىَ شيطانَكَ إلا تَرَكَكَ، فأنزل الله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى / 1 - 3]). (رواه الأسود بنُ قيس، عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - به. ورواه عن الأسود جماعةٌ، منهم: شعبة، وسفيان الثوري، وزهير بنُ معاوية، وسفيان بنُ عيينة، ومفضل ابنُ صالح). (حديثٌ صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (خ، م، س تفسير، ت، حم، سعيد بن منصور تفسير، حمي، ابن جرير، طب كبير، هق دلائل، بغ تفسير) (التسلية /ح 24؛ ابن كثير 1/ 154، الفضائل /50). 86/ 3 - (ألا إنِّي أُوتِيتُ الكتابَ ومِثْلَهُ مَعَهُ، ألا يُوشِكُ رجلٌ شبعانُ على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه مِنْ حلالٍ فأحلُّوه، وما وجدتم فيه مِنْ حرامٍ فحَرِّمُوه، ألا لا يحلُّ لكم لحمُ الحمارِ الأهليّ، ولا كلُّ ذي نابٍ مِنَ السِّباع، ولا لقطةُ مُعاهدٍ، إلا أن يستغني عنها صاحبُها، وَمَنْ نَزَلَ بقومٍ فعليهم أنْ يُقْرُوهُ، فإنْ لم يُقْروهُ، فله أنْ يُعقبهم بمتل قِرَاهُ. لفظ أبي داود). (رواه: حريز بنُ عُثمان، ومرْوان بنُ رؤبة معا، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الحمصي، عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه معاوية بنُ صالح، عن الحسن بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - مرفوعًا، وتقدم سياقه في أبواب "الإيمان والإسلام والإحسان". والحسن بنُ جابر إنما وثقه ابنُ حبان، لكنه متابعٌ كما رأيت). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وله شواهد عن بعض الصحابة، منهم:

أبو رافع، وجابر، وأبو هريرة، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، رضي الله عنهم). (د، ت، ق، مي، حم، ش، ك، الحسن بن موسى، ابن نصر سنة، حب، طب كبير، طب مسند الشاميين، طح معاني، التَّرقُّفي، عديّ، قط، الآجري، ابن بطة، هق، هق دلائل، الهروي ذم الكلام، ابن عبد البر، ابن عبد البر الجامع، خط فقيه، خط كفاية، خط تلخيص، الحازمي) (التسلية /ح 4، ابن كثير 1/ 111). 87/ 4 - (أليس حسبُكم سُنَّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. إنْ حُبِسَ أحدُكم عن الحجِّ طاف بالبيت، وبالصفا والمروة، ثمَّ حلَّ من كل شيء حتى يحُجَّ عامًا قابلاً، ويُهدي ويصوم إن لم يجد هديًا). (رواه يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سالم، قال: كان ابنُ عُمر يُنكر الاشتراط في الحج، ويقول: ... فذكره). (صحيحٌ. ولم يوافق أحدٌ من الصحابة ابنَ عُمر على إنكار الاشتراط في الحج، وإن وافقه جماعةٌ من التابعين، وتابعهم بعضُ الحنفية والمالكية. وقد قال البيهقيُّ في خاتمة الباب: وعندي أنٌ أبا عبد الرحمن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما - لو بلغه حديثُ ضُبَاعة بنت الزبير لصار إليه، ولم ينكر الاشتراط، كما لم ينكره أبوه. وبالله التوفيق. انتهى) (خ، س، طح مشكل، هق) (تنبيه 12 / رقم 2481). 88/ 5 - (إنَّ الحلالَ بَيِّنٌ، والحرامَ بَيِّنٌ، وبين ذلك أمورٌ مُتَشَابِهَاتٌ -ورُبَّمَا قال: مُشْتَبِهَةٌ- وسأضربُ لكم في ذلك مثلاً: إنَّ الله تعالى حَمَى حِمىً، وإنَّ حِمَى الله تعالى ما حرَّم، وإنَّه مَنْ يَرْعَ

حول الحِمى، يُوشك أن يُخالط الحِمَى. هذا لفظ ابنِ عون عند الصاحب الوزير نظام الملك الحسن بن عليّ الطوسيّ. ولفظه عند ابن الجارود: يُوشِكُ أن يرتَعَ، وإنَّ مَنْ يُخَالطُ الرِّيبةَ يُوشِكُ أنْ يَجْسُرَ. أما لفظ ابن أبي زائدة عند البيهقي في الأربعون: إن الحلال بَيِّنٌ، والحرام بَيِّنٌ، وبين ذلك مُشْتَبِهَاتٌ لا يعلَمُها كثيرٌ مِنَ الناس، فَمَنِ اتقى المُشتَبِهَات فقد استبرأَ لدينِهِ ولعِرضِهِ، ومَنْ وقع في المشتبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمَى أوشك أنْ يقع فيه، ألا إن لكل مَلِكٍ حمىً، وإن حِمَى الله محارِمُهُ). (رواه: عبد الله بنُ عون وزكريا بنُ أبي زائدة، كلاهما عن عامر الشعبيّ، عن النعمان بنِ بشير - رضي الله عنهما -، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -قال ولا والله لا أسمعُ بعده أحدًا- يقول: سمعتُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره. زاد ابنُ الجارود في آخره: قال ابنُ عونٍ: فلا أدري هذا كل ما سمع مِنَ النعمان أو قال برأيه؟ وتابعه خالد بنُ سلمة، عن النعمان). (حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه. وفي الباب عن عمَّار بن ياسر - رضي الله عنه -) (خ، م، د، س، ت، ق، مي، جا، حم، حمي، طح مشكل، أبو الشيخ أمثال، نعيم حلية، هق، هق صغر، هق الأربعون) (مجلسان الصاحب/ 30 - 31 ح 2، غوث 2/ 147 - 148 ح 555؛ كتاب المنتقى / 213 ح 606؛ الأربعون / 117 ح 63). 89/ 6 - (إِنَّ الله تَابَعَ الوَحْيَ عَلَى رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبلَ وَفَاتِهِ، حتى توفَّاهُ أكثَرَ مَا كانَ الوحيُ، ثم تُوُفِّىَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعدُ).

(رواه يعقوب بنُ إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الزهريّ، عن أنس - رضي الله عنه - فذكره. ورواه عبد الرحمن بنُ إسحاق، عن الزهريّ، قال: أتاه رجلُ وأنا أسمع، فقال: يا أبا بكر! كم انقطع الوحي عن نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - قبل موته؟ فقال: ما سألني عن هذا أحدٌ مذ وعَيتُهَا من أنس بنِ مالك. قال أنس بنُ مالك: "لقد قبض الدنيا وهو أكثرُ مما كان"). (صحيحٌ) (خ، م، س فضائل، حم، حب) (التسلية /ح 23؛ ابن كثير 1/ 153؛ الفضائل / 49). 90/ 7 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه) (عن عِمران بن حِطَّان، أنَّ عائشة - رضي الله عنها - حدثته، بهذا). (صحيحُ. والبحث فيه إثبات سماع "عِمران بن حِطَّان" من "عائشة"، والرد على العقيلي وابن عبد البر) (خ، س كبرى) (تنبيه 12 / رقم 2464). 91/ 8 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رأى حبلاً ممدودًا بين ساريتين في المسجد، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا الحبلُ؟ " فقيل: يا رسول الله! حمنةُ بنتُ جحش تُصلِّي، فإذا أعيت تعلقت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِتُصلِّ، فإذا أعيت فلتقعد"). (رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى وحميد الطويل، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به). (إسناده صحيح) (يع) (تنبيه 12 / رقم 2360). 92/ 9 - (إنَّ هذا القرآنَ مَأْدُبَةُ الله تعالى، فتعلَّموا مِنْ مَأْدُبَتِهِ ما استطعتم، إنَّ هذا القرآنَ حَبْلُ الله عزَّ وجلَّ وهو النُّورُ الُمبِينُ،

والشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تمسَّكَ به، ونَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لا يَعْوَجُّ فيُقَوَّمُ، ولا يَزِيغُ فيُسْتَعْتَبُ، ولا تنقضي عجائِبُهُ، ولا يَخْلَقُ على كثرةِ الرَّدِّ، فَاتْلُوهُ، فإِنَّ الله تعالى يأجُرُكُم على تلاوته بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حسناتٍ، أَمَّا إِنِّي لا أقولُ: آلم حرفٌ، ولكن ألفُ عشرٌ، ولامٌ عشرٌ، وميمٌ عشرٌ). (رواه إبراهيم بنُ مسلم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - موقوفًا. ورواه عنه هكذا موقوفًا: جعفر بنُ عون، وأبو سنان الشيباني، وسفيان بنُ عُيَينة وغيرهم. وخالفهم: عمار بنُ محمد، وعليّ بنُ مُسهر، وابنُ عجلان، وجرير ابنُ عبد الحميد، وأبو معاوية، وابنُ فُضَيل، وابنُ الأجلح، وسليمان بن عبد العزيز وغيرهم. فرووه عن إبراهيم بنِ مسلم الهجري بسنده سواء ولكن مرفوعًا. وهذا الاضطراب في الرفع والوقف مِنْ إبراهيم بنِ مسلم الهجري نفسه لأمرين، الأول: لثقة مَنْ روى عنه الوجهين. فدلَّ على أنَّ الاختلاف منه لا منهم. الثاني: أنه ضعيفُ الحفظ، ضعَّفه: أبو حاتم، وأبو زرعة، والنسائيُّ، وغيرهم. وقال البخاريُّ، والنسائيُّ: منكر الحديث. وقال الفسويُّ، والأزديُّ: "كان رفَّاعًا"، زاد الأزديُّ: "كثير الوهم". قال ابنُ كثير - رحمه الله -: "فيُحتَمل -والله أعلم-، أنْ يكونَ وَهِمَ في رفع هذا الحديث، وإنما هو مِنْ كلام ابن مسعود". اهـ. قال شيخُنا: ومما يدلُّ على رجحان رواية الوقف ما حكاه عبد الرحمن بنُ بشر، عن سفيان بنِ عيينة، قال: "أتيتُ إبراهيمَ الهجريّ، فدفع إليَّ عامَّةَ كتبه، فرحمتُ الشيخَ، وأصلحتُ له كتابه!!، قلتُ: هذا عن عبد الله، وهذا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا عن عُمر". اهـ، قال الحافظُ: "هذه القصة عن ابن عيينة تقتضي أنَّ حديثه عنه

صحيحٌ، لأنه إنما عِيبَ عليه رفعُهُ أحاديثَ موقوفة، وابنُ عيينة ذكر أنه ميَّزَ حديث عبد الله من حديثِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -". اهـ. قلتُ: وابنُ عُيَينة روى عنه الموقوف كما رأيت. وقد توبع إبراهيم الهجريّ على وقفه، تابعه: عطاء بنُ السائب في أرجح الروايتين عنه، وقتادة، وأبو إسحاق السبيعي، وعاصم بنُ بهدلة، وعبد الملك ابنُ ميسرة؛ فرووه كلهم عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود موقوفًا. مطولاً ومختصرًا). (صحيحٌ موقوفًا على ابن مسعود - رضي الله عنه -. وفي الباب عن عوف بن مالك - رضي الله عنه -) (مي، عب، طب كبير، طب أوسط، ابن الضريس، ش، ابن المبارك، أبو عبيد فضائل القرآن، فر فضائل، أبو عَمرو الدَّاني بيان، الآجري أخلاق، حب مجروحين، ابن نصر قيام الليل، ك، الكلاباذي معاني، ابن منده رد الم حرف، خط، خط جامع، هق شعب، نعيم أخبار، جوزي، الثعلبي، الشجري، ابن الأنباري) (التسلية/ ح 22). 93/ 10 - (خيرُ النَّاسِ قَرْنِي ثم الذين يَلُونَهم ثم الذين يَلُونَهم). (عن ابن مسعود - رضي الله عنه -). (هذا حديث صحيحٌ. وقد رواه جماعةٌ من الصحابة، منهم: عمران بنُ خصَين، والنعمان بنُ بشر - رضي الله عنهم -) (خ، م) (رسالتان /111). 94/ 11 - (قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداةٍ، فوعظنا موعظةً، وجلتْ منها القلوبُ، وذرفتْ منها العُيُونُ، فقلنا: يا رسول الله! إنك وعظتنا موعظة مودع، فاعهد إلينا. فقال: "عليكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإنْ عبدًا حبشيًا، فسيرى من بقي بعدي اختلافًا شديدًا، فعليكم بسنَّتِي وسنَّةِ الخلفاء الراشدين، وعضوا عليها

بالنواجذ، وإياكم والمحدثات، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ"). (رواه عبد الله بنُ العلاء بنِ زبر، عن يحيى بن أبي المطاع، قال: سمعتُ العرباض ابنَ سارية - رضي الله عنه -، يقول: .. فذكره. ورواه عن عبد الله بن العلاء: الوليد بنُ مسلم، وإبراهيم بنُ عبد الله بن العلاء، وعَمرو بنُ أبي سلمة التنيسيّ). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ، إلا عن العرباض بن سارية، وقد رويَ عن العرباض من غير وجه، فذكرنا هذا الطريق واقتصرنا على هذا الإسناد. اهـ. وقال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي المطاع إلا عبد الله بنُ العلاء بنِ زبر. اهـ. قلتُ: وعبد الله بنُ العلاء ثقةٌ. وهذا سندٌ صحيحٌ. لكن وجدت في "تاريخ أبي زرعة الدمشقى" (1/ 605 - 606)، أنَّهُ سأل عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بـ "دُحَيم" عن سماع يحيى بن أبي المطاع مِنَ العرباض؟ فقال له: أنا مِنْ أنكر الناس لهذا، ثم قال: والعرباض قديم الموت، وروى عنه الأكابر: عبد الرحمن بنُ عَمرو السلمي، وجبير بنُ نفير وهذه الطبقة". اهـ. أمَّا البخاريُّ فإنه ترجم ليحيى بن أبي المطاع في تاريخه الكبير (4/ 2/ 306)، وقال: "يُعَدُّ في الشاميين، سمع عرباض بن سارية، روى عنه العلاء بن زبر" اهـ. وأظنُّ البخاريَّ اعتمد على هذا الحديث في إثبات السماع، وهو من المعتنين بهذا الأمر، المتثبتين فيه. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام 137، 299، 362، 473، 495؛ وذكرتُ سياقَ حديث عبد الرحمن بن عَمرو السلمي، وحُجْر بنُ

حُجْر، عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه -، في أبواب: "الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية"). (ق، البزار، ابن أبي عاصم، ابن نصر سنة، طب كبير، طب أوسط، طب مسند الشاميين، نعيم، ك، تمام، المزي، كر) (التسلية/ ح 31؛ ابن كثير 1/ 169 - 170؛ الفضائل/ 69، تنبيه 9 / رقم 2124؛ الإنشراح / 122 ح 148؛ رسالتان / 85). 95/ 12 - (لا ألفينَّ أحدَكُم مُتَّكئًا على أريكته، يأتيه الأمرُ مِنْ أمري؛ مما أمرتُ به، أو نهيتُ عنه، فيقول: لا ندري! ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة، عن سالم أبي النضر، عن عُبَيد الله بنِ أبي رافع، عن أبيه أبي رافع - رضي الله عنه - مرفوعًا بهذا اللفظ. ورواه: محمد بنُ عبد الرحمن بنِ سهم، قال: ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع - رضي الله عنه - مرفوعًا، بلفظ: "لا أعرِفَنَّ الرجلَ يأتيه الأمرُ مِنْ أمري إمَّا أمرتُ به، وإمَّا نهيتُ عنه، فيقول: ما ندري ما هذا، عندنا كتابُ الله، ليس هذا فيه". وقد خولف أبو إسحاق الفزاري فيه. خالفه: عبد الله بنُ وهب، فرواه عن مالك، عن سالم أبي النضر، عن عبيد الله ابن أبي رافع مرسلاً. وأبو إسحاق الفزاري وابنُ وهب ثقتان حافظان، ولكن رواية ابن وهب أرجح، ولعل هذا مِنْ ابنِ سهمٍ، فقد ذكره ابنُ حبان في "التقات" (9/ 87)، وقال: يروي

عن ابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري. حدثنا عنه عَمرو بنُ سعيد بن سنان وغيره من شيوخنا. ربما أخطأ. اهـ. ثم رأيتُ الدارقطنيُّ - رحمه الله - رجَّح ذلك في "غرائب مالك" (ق 10/ 2) فلله الحمدُ. وهذا الترجيح في خصوص رواية مالك، وإلا فالرواية الموصولة صحيحةٌ محفوظةٌ، يعني: رواية ابن عيينة، عن سالم، عن عبيد الله، عن أبيه). (هذا حديث صحيحٌ. وله شواهد عن بعض الصحابة، منهم: المقدام بن معدي كرب، وجابر، وأبو هريرة، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهم -). (د، شفع، شفع رسالة، حمي، الآجري، طب كبير، حب، ك، الإسماعيلي معجمه، الغافقي، خط، خط كفاية، هق، هق معرفة، هق اعتقاد، هق دلائل، الهروي ذم الكلام، اللالكائي، بغ) (التسلية / ح 4؛ ابن كثير 1/ 111؛ معجم الإسماعيلي ح 189؛ سمط / 87). 96/ 13 - (لا تجعلوا بُيُوتَكم قُبُورا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاَتكم تبلغني حيث كنتم). (رواه: ابنُ أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (إسناده صحيح. ولكل فقرات الحديث شواهد صحيحة) (د، حم، إسماعيل القاضي) (رسالتان / 24). 97/ 14 - (لا تكتبوا عَنِّي ومَنْ كتب عَنِّي غير القرآن فليمْحُه، وحدِّثُوا عَنِّي ولا حرج، ومَنْ كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده مِنَ النَّار).

(رواه: همام بنُ يحيى، عن زيد بن أسلم، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (م، س فضائل، مي، حم، ش، يع، حب، ابن أبي داود مصاحف، طب من كذب عليّ، عدي، ابن عبد البر جامع، خط تقييد، جوزي موضوعات) (التسلية / ح 29؛ ابن كثير 1/ 166؛ الفضائل / 64). 98/ 15 - (لَمَشْهَدُ رَجُلٍ منهم مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَغْبَرُّ فيهِ وَجْهُهُ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ، ولو عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ). (رواه: صدقة بنُ المثنى النَّخَعِيّ، قال: حدثني جدِّي رياح بنُ الحارث، قال: كُنتُ قاعِدًا عند فُلانٍ في مسجدِ الكوفة وعنده أهل الكوفة، فجاءَ سعيد بنُ زيد ابن عَمرو بن نُفَيل، فرَحَّبَ به وحَيَّاهُ وأقعَدَهُ عندَ رجلهِ على السَّريرِ، فجاءَ رجلٌ مِنْ أهل الكوفة يُقَالُ له قَيس بنُ علقمةَ، فاستقبله، فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقَالَ سعيدٌ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا الرَّجلُ؟ قالَ يَسُبُّ عَلِيًّا؟ قالَ: ألا أَرَى أَصْحَابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَبُّونَ عندكَ، ثم لا تُنْكِرُ ولا تُغَيِّرُ، أنا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول -وإنِّي لَغَنِيٌّ أَنْ أقولَ عليهِ مَا لم يقلْ، فَيَسْأَلَنِي عنه غَدًا إذا لَقِيتُهُ-: أبو بكرٍ في الجنَّةِ، وعُمرُ في الجنَّةِ، وساقَ معناهُ ثم قال: ... فذكره. واللفظ لأبي داود). (هذا حديثٌ حسنٌ) (د، س كبرى، ق، حم) (رسالتان / 112). 99/ 16 - (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس منه، فَهُوَ رَدٌّ). (رواه القاسم بنُ محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا به). (إسناده صحيح) (خ، م) (رسالتان / 84، غوث 3/ 256 ح 1002).

100/ 17 - (مَنْ دَعَا إلى هُدًى كان له مِنَ الأجرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تبعَهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أُجُورِهِم شيئًا، ومَنْ دَعَا إلى ضَلالَةٍ كان عليه من الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ آثَامِهِم شيئًا). (رواه: إسماعيل بنُ جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، د، ت، ق، مي، حم، بغ) (رسالتان / 108 - 109). 101/ 18 - (مَنْ روى عَنِّي حديثًا، وهو يرى أَنَّهُ كَذِبٌ، فهو أحدُ الكاذبين). (رواه: شعبة بن الحجاج، عن الحكم بن عُتَيبة، عن عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن سَمُرَةُ بن جُندُب - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (مق، ق، حم، طي، طح مشكل، عدي) (الصمت / 256 ح 534؛ التوحيد / شعبان / 1417 هـ). 102/ 19 - (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً ليس عليه أَمْرُنَا، فهو رَدٌّ. هذا لفظ الإمام مسلم). (قال القاسم بنُ محمد: أخبرتني عائشة - رضي الله عنها -، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (حديث صحيحٌ) (خ، م، د، ق، حم، حب، قط، هق، القضاعي) (رسالتان / 76، 85).

5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية

5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 103/ 1 - (أَرْسلَ إليَّ أبو بكر الصديق رضوان الله عليه مقتل أهل اليمامة، فإذا عُمر رضوان الله عليه جالسٌ عنده، فقال أبو بكر: إِنَّ عُمرَ جاءني، فقال: إِن القتل قد استحرَّ يومَ اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن، وإِنِّي أَخْشَى أَنْ يستحرَّ القتلُ في المواطن كُلِّها، فيذهبُ مِنَ القرآن كثيرٌ، إِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بجمع القرآن. قال: قلتُ: كيف أفعلُ شيئًا لم يفعلْهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقال عُمر: هو والله خيرٌ. فلم يزل يُرَاجِعُنِي في ذلك حتى شرحَ الله صدري للذي شرح له صدر عُمر، ورأيت في ذلك الذي رأى، فقال لي أبو بكر: إِنَّكَ شابٌ عاقلٌ لا نتهمك، وقد كُنتَ تكتب الوحي لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فتتبع القرآنَ فاجمعه. قال زيدٌ: فوالله لو كَلَّفَنِي نقلَ جبلٍ مِنَ الجبال ما كان أثقل عليَّ مِمَّا أمرني مِنْ جمعِ القرآن. فقلتُ: فكيف تفعلون شيئًا لم يفعلْهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟

قال: هو والله خيرٌ، فلم يزل أبو بكر يُرَاجِعُنِي حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرَ أبي بكر وعُمر. قال: فتَتَبَعْتُ القرآنَ أجمعُهُ مِنَ الرِّقاعِ واللِّخاف والعُسُب وصُدُورِ الرجال، حتى وجدتُ آخرَ سورةِ التوبة مع خُزيمة بنِ ثابتٍ الأنصاريّ لم أَجِدها مع أحدٍ غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] خاتمة براءة. قال: فكانتِ الصُّحفُ عندَ أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عندَ عُمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عُمر. قال إبراهيم بنُ سعد: وحدثني ابنُ شهابٍ، عن أنس بنِ مالك، أَنَّ حذيفةَ قَدِمَ على عُثمان بنِ عفان وكان يُغازي أهل الشام وأهل العراق وفتح أرمينية وأذربيجان، فأفزعَ حذيفةَ اختلافُهم في القِراءة، فقال: يا أمير المؤمنين! أَدْرِك هذه الأمةَ قبلَ أَنْ يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى. فبعث عثمانُ إلى حفصةَ: أَنْ أرسِلِي الصُّحُفَ لِنَنْسَخها في المصاحف، ثم نَرُدّها إليك، فبعثت بها إليه، فدعا زيد بنَ ثابت، وعبد الله بنَ الزبير، وسعيد بنَ العاص، وأمرهم أنْ ينسَخُوا الصُّحُفَ في المصاحف، وقال لهم: ما اختلفتم أنتم وزيد ابنُ ثابت في شيء، فاكْتُبُوه بلسان قريش، فإنَّهُ نَزَلَ بلسانهم. وكتب الصُّحُفَ في المصاحف، وبعثَ إلى كُلِّ أفقٍ بمصحف مما نسخوا، وأَمَرَ

مِمَّا سوى ذلك مِنَ القرآن في كُلِّ صحيفةٍ أو مُصْحَفٍ أَنْ يُمْحَى أو يُحرَق. قال ابنُ شهاب: فأخبرني خارجة بنُ زيد بنِ ثابت، أنَّهُ سمع زيد بنَ ثابت، يقول: فَقَدْتُ آيةً مِنْ سورةِ الأحزاب حين نسختُ المصحفَ، كنتُ أسمعُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها، فَالْتَمَسْتُهَا فوجدتُها مع خزيمة بنِ ثابت الأنصاري {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] فَأَلْحَقْتُها في سورتِها في المصحف. قال ابنُ شهاب: اختلفوا يومئذ في "التابوت"، فقال زيدٌ: "التابوه"، وقال ابنُ الزبير وسعيد بنُ العاص: "التابوت"، فرفع اختلافهم إلى عثمان - رضوان الله عليه -، فقال: اكتبوه "التابوت" فإِنَّهُ لسانُ قريش وهذا سياق حديث ابن حبان). (رواه إبراهيم بنُ سعد، قال: ثنا ابنُ شهاب، عن عُبَيد بنِ السياق، عن زيد ابنِ ثابت - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره بطوله. وقد رواه عن إبراهيم بن سعد جماعةٌ، منهم: عبد الرحمن بنُ مهدي، وموسى بنُ إسماعيل، ومحمد بنُ عبيد الله أبو ثابت، والهيثم ابنُ أيوب، وأبو كامل مظفر بنُ مدرك، ويعقوب بنُ إبراهيم، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان. وقد توبع إبراهيم بنُ سعد، تابعه: ابن عيينة، وشعيب بنُ أبي حمزة، ويونس ابنُ يزيد، ثلاثتُهم عن الزهري بسنده سواء، إلا أن ابنَ عُيَينة زاد في حديثه: "قال ابنُ شهاب: فحدثني سالم بنُ عبد الله، قال: لمَّا تُوفيَتْ حفصة رضي

الله عنها، بعثَ مَروان إلى عبد الله بنِ عُمر بعزيمةٍ يُرْسِلُ بها، فساعة رجعوا مِنْ جنازة حفصة رضي الله عنها، أرسل بها عبد الله إلى مروان فشقها مخافة أن يكون فيها خلاف نسخ عثمان رضي الله عنه"). (صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهو من حديث الزهري، لا نعرفه إلا من حديثه) (خ، س فضائل، ت، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، حب، ابن أبي داود مصاحف، طب أوسط، هق، الكلاباذي معاني، بحشل، كر). (التسلية/ ح 26؛ ابن كثير 1/ 159؛ الفضائل/ 55). 104/ 2 - (صعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا المِنْبَر، عليه مِلْحَفَةٌ مُوَشَّحًا، عاصِبًا رأسه بعصابةٍ دَسِمَةٍ، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد. إنَّ الناس يَكثُرُون، وتَقِلُّ الأنصار، حتى يكونوا كالمِلح في الطعام، فمن وَلِيَ مِنْ أمرِكم شيئًا فيقبلُ مِنْ مُحْسِنِهم ويتجاوزُ عَنْ مُسِيئهم"). (رواه: عبد الرحمن بن الغسيل، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، حم، البزار، ابن أبي عاصم آحاد، طب كبير، نعيم طب، بغ) (الأمراض / 157 ح 65). 105/ 3 - (صَلَى بِنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ، ثم أقبلَ علينا، فوَعَظَنَا موعِظَةً بليغةً، ذَرَفَت منها العُيُون، ووجلَت منها القُلُوب، فقال قائلٌ: يا رسول الله! كأَن هذه موعِظةُ مُوَدًّعٍ، فإذا تَعْهَدُ إلينا؟

قال: أُوصِيكُم بتقوى الله والسَّمعِ والطاعة، وإنْ عبدًا حَبَشِيًّا، فإِنَّه مَنْ يَعِشْ بعدي فَسَيَرَى اختلافًا كثيرًا. فعليكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخلفاء المهديِّين الرَّاشدين، تمسَّكُوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذ. وإيَّاكم ومُحدثاتِ الأمُور فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعة ضلالة). (رواه: الوليد بنُ مسلم، قال: ثنا ثور بنُ يزيد، قال: حدثني خالد بنُ مَعدان، قال: حدثني عبد الرحمن بنُ عَمرو السلمي، وحُجْر بنُ حُجْر، قالا: أتينا العِرْبَاض ابنَ سَارية - رضي الله عنه -، وهو ممن نزل فيه {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فسلَّمنَا وقُلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسمين، فقال العرباض: .. فذكره. وتابعه: أبو عاصم النبيل الضحاك بنُ مخلد، وعيسى بنُ يُونس، وعبد الملك ابنُ الصباح المسمعيّ، ثلاثتهم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن ابن عَمرو السلمي وحده، عن العرباض بن سارية، ولم يذكروا "حُجْر بن حجْر". وقد توبع ثور بنُ يزيد. تابعه: محمد بنُ إبراهيم التيمي، وبَحير بنُ سعد، كلاهما عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عَمرو، عن العرباض بن سارية مثله). (حديثٌ صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال أبو نعيم في "المستخرج": هو حديثٌ جيِّدٌ من صحيح حديث الشامين. وهو وإنْ تركه الإمامان محمد بنُ إسماعيل البخاريّ ومسلم بنُ الحجاج، فليس ذلك من جهة إنكارٍ منهما له، فإنهما -رحمهما الله- قد تركا كثيرًا مما هو بشرطهما أولى، وإلى طريقهما أقرب، وقد روى هذا الحديث عن العرباض بن سارية ثلاثةٌ من تابعيّ الشام

معروفون مشهورون: عبد الرحمن بنُ عَمرو السلمي، وحُجْر بنُ حُجْر الكلاعي، ويحيى بنُ أبي المطاع، وثلاثتُهم من معروفي تابعي الشام. اهـ. وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديثٌ صحيحٌ، رجاله ثقاتٌ. قد جود الوليد بنُ مسلم إسناده، فصرح بالتحديث في جميعه ولم يتفرد به. اهـ. ونقله ابنُ رجب في "جامع العلوم". قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر سياق حديث يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض ابن سارية، في أبواب: "الاعتصام بالكتاب والسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة"). (د، ت، ق، مي، حم، أبو عبيد خطب ومواعظ، حب، حب ثقات، ابن جرير، ابن أبي عاصم، ابن نصر سنة، البزار، طح مشكل، طب كبير، طب مسند الشامين، الآجري، ابن بطة، ك، ك مدخل، أبو عَمرو الداني، تمام، ابن عبد البر الجامع، ابن بشران، هق، هق دلائل، هق اعتقاد، هق مدخل، هق مناقب الشافعي، اللالكائي، نعيم، نعيم حلية، ابن وضاح، الأصبهاني، بغ، كر، كر أربعين بلدانية، المزي، الحافظ تخريج المختصر). (ابن كثير 1/ 169 - 170, الفضائل/ 69؛ التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124؛ الإنشراح /122 ح 148؛ رسالتان/ 85). 106/ 4 - (لا تسأل الإمارة فإنك إن أُعطيتها عن مسألة وُكِلْتَ إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعنتَ عليها، وإذا حلفتَ على يمين فرأيتَ غيرَها خيرًا منها، فأتِ الذي هو خيرٌ، وكَفِّر عن يمينك). (رواه: أبو كامل الجحدريُّ فضيل بنُ حُسين -وهذا لفظه-، وعبد الله ابنُ

عبد الوهاب الحجبيّ، ومحمد بنُ عُبَيد بن حساب، ومحمد بنُ عُبَيد. كلُّهم قالوا: ثنا حماد بنُ زيد، عن يونس وسماك بن عطية وهشام بن حسَّان في آخرين، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة ... الحديث. ورواه ابنُ عون، عن الحسن به؛ وهو اختيار: البخاري والنسائي، وغيرهما. ورواه أزهر السمَّاني، عن ابن عون، عن الحسن، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال لعبد الرحمن .. فذكره مرسلاً. فخالف أزهر جماعة أصحاب ابن عون. وجانب الواصلين أقوى، ومن أرسله قصَّر في إسناده. وقد صح الحديث موصولاً من طرق، عن ابن عون، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة. وله طرق أخرى عن الحسن موصولاً. ورواه: زياد الجصَّاص، عن الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة .. الحديث. زياد الجصَّاص: هو زياد بنُ أبي زياد: ضعيفٌ). (خ، م، عو، س، حم، حم زوائد عبد الله، جا، البزار، طب أوسط، ابن قانع، قط فوائد الذهلي، وكيع في أخبار القضاة، أبو نعيم في مسند أبي حنيفة، هق). (تنبيه 12 / رقم 2508؛ رقم 2509؛ رقم 2510؛ غوث 2/ 8 ح 338؛ كتاب المنتقى / 134 - 135 ح 373). 107/ 5 - (لا يزالُ أمرُ النَّاسِ ماضِيًا ما وَلِيهم اثنا عَشرَ رَجُلاً. ثم تكلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت عَلَيَّ، فسألتُ أبي،

ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كُلُّهُم مِنْ قريش). (رواه: عبد الملك بنُ عُمَير، عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وله طرق كثيرة عن جابر بنِ سمرة، فقد رواه عنه: الشعبيّ، وسماك بنُ حرب، وزياد بنُ عَلاقة، وحُصين بنُ عبد الرحمن، وعامر بنُ سعد، والأسود بنُ سعيد الهمدانيّ، وأبو خالد الوالبي هرم بنُ هرمز، والمسيب بنُ رافع، والنضر بنُ صالح، وأبو بكر بنُ أبي موسى، وعطاء بنُ أبي ميمونة، ومعبد الجدلي في آخرين. وله شاهد عن أبي جحيفة - رضي الله عنه -) (خ، خ كبير، م، د, ت، حم، حم زوائد عبد الله، ابن أبي عاصم، طب كبير، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، ك، هق دلائل، خط، بغ) (حديث الوزير / 142 - 144 ح 39). 108/ 6 - (لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف). (رواه: وكيع، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سريّةً، واستعمل عليهم رجلاً مِنَ الأنصار، قال: فلما خرجوا وجد عليهم في شيءٍ، فقال لهم: أليس قد أمركم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: اجمعوا حطبًا، ثم دعا بنارٍ فأضرمها فيه، ثم قال: عزمتُ عليكم لتدخُلُنَّها، قال: فَهَمَّ القومُ أن يدخلوها، قال: فقال لهم شابٌّ منهم: إنما فررتم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ النَّاَر، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإِنْ أمركم أَنْ تدخلوها فادخلوها. قال: فرجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه، فقال لهم: لو دخلتموها ما خرجتم .... الحديث. وقد رواه عن وكيع: أحمد بنُ حنبل، وابنُ أبي شيبة، ومحمد بنُ عبد الله ابن نمير،

وزهير بنُ حرب، وأبو سعيد الأشج، وإبراهيم بنُ عبد الله، وعبيد الله بنُ عُمر القواريري. وكذلك رواه أصحاب الأعمش، ومنهم: عبد الواحد بنُ زياد، وحفص بنُ غياث، وأبو معاوية، وشعبة بنُ الحجاج، وعليّ بن مُسهر، كلهم عن الأعمش، عن سعد ابن عبيدة بسنده سواء. وكذلك رواه منصور بنُ المعتمر، وزبيدُ اليامي، كلاهما عن سعد بن عبيدة). (خ، م، عو، د، س، س سير، حم، حم زوائد عبد الله، ش، يع، طي، البزار، ابن نجيد، حب) (التوحيد / جماد الآخر /1420 هـ). 109/ 7 - (ما من قومٍ يُعمَلُ فيهِم بالمعاصي هُم أعزُّ وأكبرُ ممن يعمَلُهُ، لا يُغَيِّرون إلا عمَّهُم الله بعقابٍ). (رواه: شعبة بنُ الحجاج وهذا حديثه، ومعمر بنُ راشد، وأبو الأحوص، وإسرائيل ابنُ يونس، ويونس بنُ أبي إسحاق، ويوسف بن أبي إسحاق، وعبد المجيد بنُ أبي جعفر، كلهم عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن عُبَيد الله بن جرير، عن أبيه، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (هذا حديث صحيحٌ. وله شواهد عن: حذيفة، وابن عُمر - رضي الله عنهم -). (ق، حم، عب، حب، طب كبير، طح مشكل, هق، الأصبهاني) (حديث الوزير / 156 - 159 ح 46). 110/ 8 - (يكونُ بعدي اثنا عَشرَ أميرًا. ثم تكلم بشيءٍ لم أفهمه. وقال بعضهم في حديثه: فسألتُ أبي. وقال بعضهم: فسألتُ القوم،

فقالوا: قال: "كلهُم من قُرَيْش"). (رواه: سماك بنُ حرب، وزياد بنُ عَلاقة، وحُصين بنُ عبد الرحمن، كلُّهُم عن جابر ابن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (صحيحٌ. وله طرق كثيرة عن جابر بن سمرة. وقد رواه عنه: الشعبيّ، وعامر ابنُ سعد، وعبد الملك بن عُمَير، والأسود بنُ سعيد الهمدانيّ، وأبو خالد الوالي هرم ابن هرمز، والمسيب بنُ رافع، والنضر بنُ صالح، وأبو بكر ابنُ أبي موسى، وعطاء ابنُ أبي ميمونة، ومعبد الجدلي في آخرين. وله شاهد عن أبي جحيفة - رضي الله عنه -). (م، ت، حم، حم زوائد عبد الله، طي، طب كبير، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، الذهبي سير) (حديث الوزير /142 - 144 ح 39).

6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 111/ 1 - (أُعطيتُ خمسًا لم يعطهُنَّ أحدٌ قبلي: كان كلُّ نبيِّ يُبعثُ إلى قومه خاصة، وبعثتُ إلى كلِّ أحمر وأسود، وأُحلَّتْ لي الغنائمُ، ولم تحل لأحد قبلي، وجُعِلَتْ لِيَ الأرض طيبة طهورًا ومسجدًا، فأيما رجلٍ أدركته الصلاةُ صلى حيث كان، ونصرتُ بالرُّعبِ بين يدي مسيرة شهرٍ، وأُعطيتُ الشفاعة. وهذا لفظُ مسلم. وفي رواية: "وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عامَّة". وفي رواية "كافَّة" بدل "وبُعِثْتُ إلى كل أحمر وأسود". وعند أبي عوانة: "قال هشيم: ولا أدري بأيتهن أبدأُ"). (رواه هشيم بنُ بشر، عن سيار أبي الحكم، عن يزيد بن صُهَيب الفقير، عن جابر ابن عبد الله - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (صحيحٌ. وقد ورد من حديث: علي بن أبي طالب، وأبي ذر، وأبي أمامة، وابن عُمر، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك رضي الله عنهم) (خ، م، عو، س، مي، حم، ش, عبد، السراج، حب، نعيم زوائد حديث أيوب، نعيم حديث أبي علي الصواف،

نعيم حلية، هق، هق معرفة، هق دلائل، اللالكائي، ابن السبكي، بغ) (التسلية / ح 3؛ ابن كثير 1/ 109؛ غوث 1/ 127؛ بذل ح 430). 112/ 2 - (أَعْمَارُ أُمَّتِي ما بين السِّتِّينَ إلى السَّبعِينَ، وأقَلُّهُم مَنْ يجوزُ ذلك). (رواه: عبد الرحمن بنُ محمد المحاربيّ، عن محمد بنِ عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. وقال ابن منده: هذا إسنادٌ حسنٌ مشهورٌ عن المحاربي وكذا حسَّنهُ الحافظُ في الفتح. قال أبو عَمرو غفر الله له: ويأتي له طريقٌ آخر عن أبي هريرة مرفوعًا، بسياق أوله: عُمُرُ أُمَّتِي ...) (ت، ق، حب، يع، يع معجمه، ابن منده توحيد، ك، أبو الشيخ، هق، خط، القضاعي، الشجري) (حديث الوزير/ 293 ح 100). 113/ 3 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ نبيَّ الله أيوب - عليه السلام - لبث بلاؤُهُ ثمانيةَ عَشَرَ سنةً وشهرًا، فرفضه القريبُ والبعيدُ، إلا رجلين من إخوانه، كانا مِنْ أخصِّ إخوانه، فكانا يغدُوان إليه ويرُوحَان، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلم -والله- أن أيوب قد أذنب ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمين. فقال له صاحبه: ما ذاك؟ قال: مُنْذُ ثمانيةَ عشرَ عامًا لم يرحَمْهُ الله، فيَكشِفُ ما به. فلمَّا راحَا إلى أيوب لم يصبر الرجلُ حتى ذكر ذلك له. فقال أيوب - عليه السلام -: ما أدري ما تقولان، غير أنَّ الله يعلمُ أني كنت أمُرُّ بالرجلين يتنازعان فيذكران الله، فأرجعُ

إلى بيتي فأُكفِّرُ عنهما، كراهية أنْ يُذكَرَ الله إلا في خير، وكان يخرج لحاجته، فإذا قضى حاجته أمسكتِ امرأتُه بيده حتى يبلغَ، فلمَّا كان ذات يومٍ أبطأتْ عليه، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42] فاستَبطأتْه فتلقَتْه تنظُر، وأقبل عليها قد أذهبَ الله تعالى ما به من البلاء، وهو أحسنُ ما كان، فلما رأتْه قالت: أي! بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله - عليه السلام -، هذا المُبتَلَى، فوالله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحًا. قال فإني أنا هو. وكان له أندران: أندرٌ للقمح، وأندرٌ للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهبَ حتى فاض، وأفرغتِ الأخرى في أندر الشعير الوَرِقَ حتى فاض"). (رواه: عُقَيل بن خالد، عن الزهري، عن أنس - رضي الله عنه - به). (هذا حديث صحيحٌ) (يع، الذهلي، البزار، حب، ك، نعيم حلية، كر، الضياء) (الأمراض/ 35، 36 ح 10؛ صحيح القصص/ 58 - 59). 114/ 4 - (إِن سليمان بنَ داود لمَّا بنى بيت المقدس، سأل الله عزَّ وجلَّ خِلالاً ثلاثة: سأل الله حُكمًا يُصادف حُكمَه، فأوتيه. وسأل الله مُلكًا لا ينبغي لأحد مِنْ بعده، فأوتيه. وسأل الله حين فرغ مِنْ

بناءِ المسجد أَنْ لا يأتيه أحدٌ لا ينهزه إلا الصلاة فيه، أن يُخرِجَهُ مِنْ خطيئته كيوم ولدتهُ أُمُّه. أما اثنتان فقد أُعطيهما، وأرجو أن يكون قد أُعطِيَ الثالثة). (عن عبد الله بن عَمرو رضي الله عنهما مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (س، ق، حم، حب، ك) (صحيح القصص/ 34؛ جنة المرتاب/ 163؛ بذل ح 687؛ تنبيه /132 رقم 125؛ 1 / رقم 125؛ فصل الخطاب / 43). 115/ 5 - (أَنتُم تُوفُون سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُم خيرُها وأكرَمُها على الله. فائدة: قال الحافظُ ابنُ كثير في فضائل القرآن ونحوه في التفسير: وإنما فازوا بهذا ببركة الكتاب العظيم = القرآن الذي شرَّفَهُ الله على كلِّ كتابِ أنزله، وجعله مهيمنًا عليه وناسِخًا له وخاتمًا له؛ لأنَّ كُلَّ الكتبِ المتقدمةِ نزلت إلىَ الأرض جملةً واحدةً، وهذا القرآنُ نَزَل مُنَجَّمًا بحسبِ الوقائع لشدةِ الاعتناء به وبمن أُنزِلَ عليه، فكلُّ مَرَّةٍ كنُزُولِ كتابٍ مِن الكُتُبِ المتقدمةِ. اهـ). (رواه: بَهْزُ بنُ حكيم، عن أبيه، عن جدِّه - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه عن بهز جماعةٌ من أصحابه، منهم: الثوريُّ, وابنُ المبارك، وحماد بنُ سلمة، ومعمر بنُ راشد، وهوذة بنُ خليفة، ويزيد بنُ هارون، وابنُ عُلَية، وأبو أسامة حماد بنُ أسامة، والنضر بنُ شُمَيل، وابنُ شوذب، وعديّ بنُ الفضل، وعثمان بنُ عُمر، ويحيى ابنُ سعيد، ويزيد بنُ زُرَيع). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ. وهو كما قال، وصحَّحَه الحاكم، ووافقه الذهبيُّ؛ وله طرق أخرى عن حكيم بنِ معاوية، منها

طريق أبي قَزَعَةَ عنه (¬1)) (ت، ق، حم، مي، عبد، ابن المبارك مسنده، ابن جرير، ابن أبي حاتم، ابن المُنذر تفسير، ابن مَردويه، نعيم ابن حماد زوائد، الرُّوياني، طب كبير، ك، هق، كر، جوزي موضوعات، بغ تفسير) (الفضائل / 174؛ التسلية / ح 71؛ ابن كثير 1/ 254 - 255؛ 2/ 370؛ التوحيد / ربيع الآخر /1417 هـ). 116/ 6 - (إنَّهُ لم يُقبض نبيٌّ قطُّ حتى يرى مقعده مِنَ الجنَّة، ثم يحيا أو يُخَيَّر). (عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو: راجع لزاما باب "تأويل مختلف ومشكل الحديث") (خ) (حديث الوزير /355، سمط اللآلي). 117/ 7 - (بُعِثْتُ إلى الأحمر والأسود). (ورد من حديث: عليّ بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، وأبي ذر، وأبي أمامة، وعبد الله بن عُمر، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -). (صحيحٌ) (التسلية / ح 3). 118/ 8 - (بينا أيوبُ يغتسل عُريانًا، خرَّ عليه جرادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربُّه تبارك وتعالى: يا أيوبُ! ألم أكُن أغنيتُك عما ترى؟ قال: بلى وعزَّتك، ولكن لا غِنَى بي عن ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو: خَرَّجتُ هذا الطريق في الجزء الثاني من المنيحة في أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين.

بركتك). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، س، حم) (صحيح القصص /40). 119/ 9 - (جاء مَلَكُ الموت إلى موسى - عليه السلام -، فقال له: أَجِبْ ربَّكَ. قال: فَلَطَمَ موسى - عليه السلام - عينَ ملك الموت ففقأها. قال: فرجع الملك إلى الله تعالى، وقال: إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني. قال: فردَّ الله إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدي، فقل: الحياةَ تُريد؟ فإِنْ كنتَ تريدُ الحياةَ فضع يَدَكَ على متن ثورٍ، فما توارت يدُكَ من شعرةٍ، فإنك تعيشُ بها سنة، قال: ثمَّ مَه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن مِنْ قريب. ربِّ أمتني من الأرض المقدسة رميةً بحجر. قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكُثيب الأحمر"). (عن عبد الرزاق، قال: نا معمرٌ، عن ابنِ طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ. متفقٌ عليه. وقد قال الغزالي في كتابه الأبتر: "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" (ص 26 - 27): وقد جادل البعضُ في صحته. اهـ. وهذا كذبٌ فاضحٌ، فما نعلم أحدًا أعلَّ هذا الحديث، وإن كان صادقًا فليُسمّ لنا مَنْ هذا البعضُ؟!. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع لزاما باب تأويل مختلف ومشكل الحديث) (خ، م، س، حم، عب، حب) (حديث الوزير/ 354 - 355؛ صحيح القصص/ 21).

120/ 10 - (خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي يده كهيئة الدرقة، فوضعها، ثم جلس خلفها، فبال إليها، فقال بعض القوم: انظروا يبولُ كما تبول المرأة، فسمعه، فقال: "أو ما علمت ما أصاب صاحب بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم شيءٌ مِنَ البول قرضوه بالمقاريض، فنهاهم صاحبهم فعذب في قبره"). (رواه: الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة - رضي الله عنه -، به. وقد رواه عن الأعمش جماعةٌ، منهم: وكيع، وأبو معاوية، وسفيان، وزائدة بنُ قدامة، وعبيد الله بنُ موسى، وعبد الواحد بنُ زياد، ويعلي بنُ عبيد). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال ابنُ المنذر: خبرٌ صحيحٌ. وقال الحافظُ في "الفتح" (1/ 328): حديثٌ صحيحٌ، صححه الدارقطنيُّ وغيره. وقال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ومن شرط الشيخين، إلى أن يبلغ تفرد زيد بن وهب بالرواية عن عبد الرحمن بن حسنة، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. اهـ. وصرّح الذهبيُّ به تصريحًا، فقال: على شرطهما) (د، س، ق، حم، ش، ابن أبي عاصم آحاد، حمي، جا، ابن قانع، يع، الفسوي حب، بغ أبو القاسم معجم الصحابة، ابن المنذر، ك، السهمي، هق، هق عذاب القبر) (التوحيد / ربيع أول / 1420؛ 1419 هـ؛ تنبيه 2 /قم 837؛ بذل 1/ 264 ح 30؛ غوث 1/ 134 ح 131). 121/ 11 - (عُمُرُ أُمَّتِي مِنْ سِتِّينَ سنة إلى سَبْعِينَ سنة). (رواه: كامل أبو العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (قال الترمذيُّ: حسنٌ غريبٌ من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة. وقد رُوِيَ من غير وجهٍ، عن أبي هريرة. اهـ. قلتُ: وهذا سندٌ لا بأس به. وكامل أبو العلاء: وثقه

ابنُ معين. وقال النسائيُّ: ليس به بأس. وليَّنه في رواية. وضعَّفه ابنُ حبان. وله شاهدٌ من حديث أنس - رضي الله عنه -. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وتقدم له طريقٌ آخر عن أبي هريرة مرفوعًا، بسياق أولة: أَعْمَارُ أُمَّتِي ...) (ت، يع، عديّ، الشجري) (حديث الوزير / 294 - 295). 122/ 12 - (قال سليمان بنُ داود: لأطوفنَّ الليلةَ على مائة امرأةٍ كُلُّهُنَّ تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قُلْ إِنْ شاءَ الله، فلم يقل: إِنْ شاءَ الله! فطاف عليهنَّ، فلم تحمل منهنَّ إلا امرأةٌ واحدةٌ، فجاءت بشقِّ إنسانٍ! والذي نفسُ محمد بيده لو قال: إِنْ شاءَ الله، لم يحنث، وكان دَرَكًا لحاجته). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 37). 123/ 13 - (قرصت نملةٌ نبيًّا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحرقت. فأوحى الله تعالى إليه، أَنْ قرصتك نملة أحرقت أُمَّةً مِنَ الأمم تُسَبِّحُ؟). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 42). 124/ 14 - (كان أكرم خليقة الله على الله تعالى، أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -، وإنَّ الجنَّة في السماء، وإنَّ النَّار في الأرض، وإذا كان يوم القيامة، جمع الله الخلائق أمَّة أمَّة، ونبيًا نبيًا، حتى يكون أحمد - صلى الله عليه وسلم -هو وأمَّته آخرَ القوم مَرْكَزًا، ثم يُوضع جسر على جهنم، ثم يُنادى منادٍ: أين

أحمدُ وأُمَّته؟ قال: فيقومُ وتتبعُهُ أُمَّتُه، بَرُّها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها مِنْ يمين ومن شمال، ويمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تُبَوِّؤهم منازَلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه تبارك وتعالى، فيُلقى له كرسيّ عن يمين الله تبارك وتعالى، ثم يُنادي منادٍ: أين عيسى وأمته؟ قال: فيقوم، فتتبعه أمته برها وفاجرها فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه فيتهافتون فيها من شمال ومن يمين، وينجو النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة، تُبوِّؤهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه تعالى، فيُلقى له كرسيّ من الجانب الآخر، ثم تتبعهم الأنبياءُ والأممُ، حتى يكونَ آخرهم نوحٌ - عليه السلام -). (عن عبد الله بن سلام موقوف). (إسناده صحيحٌ، رجاله كلهم ثقات. ويظهر أنه من الإسرائيليات التي كان يرويها عبد الله بنُ سلام) (الزهد / 38، 39 ح 44). 125/ 15 - (كان الرَّجُلُ مِنْ بَنِي إسرائيل إذا وقع عليه بَوْلٌ، قَرَضَهُ بالمقاريض). (رواه: الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة رضي الله عنه، مرفوعًا به. وقد رواه عن الأعمش جماعهٌ، منهم: وكيع، وأبو معاوية، وسفيان، وزائدة بنُ قدامة، وعبيد الله بنُ موسى، وعبد الواحد ابنُ زياد، ويعلي بنُ عبيد).

(هذا حديثٌ صحيحٌ. قال ابنُ المنذر: خبرٌ صحيحٌ. وقال الحافظُ في "الفتح" (1/ 328): حديثٌ صحيحٌ، صححه الدارقطنيُّ وغيره. وقال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ومن شرط الشيخين، إلى أن يبلغ تفرد زيد بن وهب بالرواية عن عبد الرحمن بن حسنة ولم يخرجاه بهذا اللفظ. اهـ. وصرّح الذهبيُّ به تصريحًا، فقال: على شرطهما) (د، س، ق، حم، ش، ابن أبي عاصم آحاد، حمي، جا، ابن قانع، يع، الفسوي حب، بغ أبو القاسم معجم الصحابة، ابن المنذر، ك، السهمي، هق، هق عذاب القبر) (التوحيد / ربيع أول / 1420 هـ). 126/ 16 - (كانت امرأة مِنْ بَني إسرائيل قصيرةٌ، تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين مِنْ خشب، وخاتمًا مِنْ ذَهَب، مغلفًا بطينٍ، ثم حَشَتْة مسكًا، وهو أطيبُ الطِّيب، فمرَّت بين المرأتين فلم يعرفوها، فقالت بيدها هكذا). (عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ) (م) (صحيح القصص / 33). 127/ 17 - (كانت بنو إسرائيل يغتسلون عُرَاةً، ينظُرُ بعضُهُم إلى سَوْأَةِ بعضٍ، وكان موسى - عليه السلام - يغتسل وحده. فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا، إلا أنه آدَرُ!. قال: فذهب مرّةً يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، فَفَرَّ الحجرُ بثوبه. قال: فَجَمَحَ موسى بِإِثْرِه، يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأسٍ، فقام الحجر بَعْدُ حتى نظر إليه. قال: فأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربًا.

قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: والله إنه بالحجر نَدَبٌ ستةٌ أو سَبْعَةٌ، ضَرْبُ موسى - عليه السلام - بالحجر ... ونزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب / 69]). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 22). 128/ 18 - (لم يتكلم في المَهْدِ إلا ثلاثةٌ: عيسى ابنُ مريم، وصاحِبُ جُرَيجٍ، وكان جُرَيجُ رجلاً عابدًا، فاتخذ صَوْمَعَةً، فكان فيها، فأَتَتْهُ أُمُّهُ وهو يُصَلِّي، فقالتْ: يا جُرَيج! فقال: يا ربِّ! أُمِّي وصلاتي؟ فأقبل على صلاته، فانصَرَفَت. فلمَّا كان مِنَ الغَدِ أَتَتْهُ وهو يُصَلِّي، فقالتْ: يا جُرَيج! فقال: أي ربِّ! أُمِّي وصلاتي؟ فأقبل على صلاته، فلمَّا كان مِنَ الغَدِ أَتَتْهُ وهو يُصَلِّي، فقالت: يا جُرَيج! فقال: أي ربِّ! أُمِّي وصلاتي؟ فأقبل على صلاته، فقالتْ: اللهم لا تُمِتْه حتى يَنْظُرَ إلى وُجُوه المُومِسات. فتذاكر بنو إسرائيل جُرَيجًا وعبادَتَهُ، وكانتِ امرأةٌ بغيٌّ، يُتمثَّلُ بِحُسْنِهَا، فقالت: إنْ شِئتُم لأَفْتِنَنَّهُ! فَتَعَرَّضَتْ له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صَوْمَعَتِهِ، فأمكَنَتْهُ مِنْ نفسها، فوقع عليها، فحَمَلَتْ. فلمَّا ولدت، قالت: هو مِنْ جُرَيجٍ، فأتوه فاستَنْزَلُوه وهَدَمُوا صومَعَتَه، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟، قالوا: زنيتَ بهذه البغيّ،

فولدتْ مِنْكَ. قال: أين الصبيُّ؟ فجاءوا به فقال: دَعُونِي حتى أصلِّي فصلَّى، فلما انصرف أتى الصبيَّ، فطعن في بطنه، وقال: يا غلام! مَنْ أبوك؟! قال: فلانٌ الرَّاعِي! فأقبلوا على جُرَيجٍ يُقَبِّلُونه ويتمسحون به، وقالوا: نَبْنِي لك صومَعَتَك مِنْ ذَهَبٍ، قال: لا، أعيدوها مِنْ طين كما كانت، ففعلوا. وبينا صبيٌّ يرضعُ مِنْ أُمِّهِ، فمر رجلٌ راكبٌ على دابةٍ فارهةٍ!، وشارةٍ حسنةٍ، فقالت أُمُّهُ: اللهم اجعل ابني مثل هذا! فترك الثديَّ، وأقبل إليه فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثَدْيِهِ فجعل يَرْتَضِعُ، فكأني أنظُرُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فِيهِ فجعل يمصُّها، قال: "ومروا بجاريةٍ وهم يضربونها، ويقولون: زَنَيتِ سَرَقْتِ! وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت أُمُّهُ: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرَّضَاعَ ونظر إليها، وقال: اللهم اجعلني مثلها، فهنالِك تراجعا الحديثَ، فقالت: مر رجلٌ حسنُ الهيئةِ، فقلتُ: اللهم اجعل ابني مثله، فقلتَ: اللهم لا تجعلني مثله. ومرّوا بهذه الأمة وهم يضربونها، ويقولون: زنيتِ سرقتِ، فقلتُ: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلتَ: اللهم اجعلني مثلها؟! قال: إِنَّ ذلك الرجلُ كان جبّارًا، فقلتُ: اللهم لا تجعلني مثله، وإنَّ هذه يقولون لها: زنيتِ ولم تزنِ وسرقتِ ولم تسرقْ، فقلتُ: اللهم اجعلني مثلها").

(عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 19، 20). 129/ 19 - (لم يكذبْ إبراهيمُ النبي - عليه السلام - قطُّ إلا ثلاثَ كِذْبَاتٍ، ثنتين في ذات الله. قوله: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات / 89]، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء / 63]، وواحدةً في شأن سارَّة. فإنه قدم أرضَ جَبَّارٍ ومعه سارَّةُ وكانت أحسنَ الناسِ. فقال لها: إنَّ هذا الجبار إِنْ يعلم أنك امرأتي، يغلبني عليك، فإِنْ سألك فأخبريه أنَّك أختي، فإنَّك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلمًا غيري وغيرك. فلمَّا دخل أرضَهُ، رآها بعضُ أهلِ الجبَّارِ، أتاه فقال له: لقد قدم أرضَك امرأةٌ لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسَلَ إليها، فأُتيَ بها، فقام إبراهيم - عليه السلام - إلى الصلاة، فلمَّا دخلت عليه لم يتمالك أنْ بَسَطَ يَدَهُ إليها، فقُبضت يدُهُ قبضةً شديدةً. فقال: ادعي الله أَنْ يُطلقَ يَدِي، ولا أضُرُّك. ففعلتْ، فعَادَ. فَقُبِضَتْ أشدَّ مِنَ القبضةِ الأولى، فقال لها مثل ذلك. ففعلت، فعاد. فقبضت أشد مِنَ القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله أن يُطلق يدي، فلك الله أن لا أَضُرُّكِ، ففعلتْ وأُطْلِقَتْ يَدُهُ، ودعا الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما أتيتني بشيطانٍ ولم تأتني بإنسانٍ!! فأخرِجْها مِنْ أرضي، وأعطها هَاجَرَ. قال:

فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم - عليه السلام - انصرف، فقال: مَهْيَمْ! قالت: خيرًا، كفَّ الله يَدَ الفاجِرَ، وأَخْدَمَ خَادِمًا. قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "فَتِلْكَ أُمُّكُم يا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ"). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 47 - 48، التوحيد / محرم / 1425 هـ). 130/ 20 - (لما خلق الله آدمَ مسحَ ظَهْرَهُ، فسقطَ مِنْ ظهرِهِ كلُّ نَسَمَةٍ هو خالِقُها مِنْ ذُرّيَّتِهِ إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وَبِيصًا مِنْ نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي ربِّ! مَنْ هؤلاءِ؟ قال: هؤلاء ذُرّيَّتكَ، فرأى منهم رجلاً فأعجبه وبيصُ ما بين عينيه، فقال: أي ربِّ! مَنْ هذا؟ فقال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك، يقال له: داود. فقال: ربِّ كم جعلت عُمُرَهُ؟! قال: ستين سنة. قال: أي ربّ! زده مِنْ عُمُرِي أربعين سنة. فلما قُضى عُمُرُ آدم، جاءه مَلَكُ الوت، فقال: أو لم يبق مِنْ عُمُرِي أربعون سنةً؟! قال: أَوَ لم تُعْطِهَا ابنَك داود؟! قال: فجحد آدمُ فجحدت ذريته، ونسي آدمُ فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ. وله شاهد من حديث: ابن عباس - رضي الله عنهما -) (ت، ابن سعد، ك) (صحيح القصص / 23).

7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة

7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 131/ 1 - (أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بلحمٍ، فرفع إليه الذراعُ، وكانت تُعْجِبُهُ. فنهسَ منها نهسةً، فقال: "أنا سيِّدُ النَّاسِ يومَ القيامة. وهل تَدْرُونَ بِمَ ذاك؟ يجمع الله يومَ القيامةِ الأولين والآخرين في صعيدٍ واحدٍ، فيُسمِعُهُمُ الداعي، وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وتدنو الشمس فيبلغُ الناس مِنَ الغمِّ والكربِ ما لا يُطِيقُونَ، وما لا يحتملون، فيقولُ بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون مَنْ يشفعْ لكم إلى ربكم؟. فيقولُ بعض الناس لبعض: ائتوا آدَمَ. فيأتون آدَمَ، فيقولون: يا آدَمُ! أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك مِنْ روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إنَّ ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولنْ يغضب بعده مثله. وإنه نهاني عن الشجرة فعصيتُهُ. نفسي، نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوحٍ. فيأتون نوحًا، فيقولون: يا نوحُ! أنت

أولُ الرُّسِلِ إلى الأرض، وسمَّاك الله عبدًا شكورًا. اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي، نفسي، نفسي. اذهبوا إلى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -. فيأتون إبراهيم، فيقولون: أنت نبيُّ الله وخليلُهُ مِنْ أهلِ الأرض، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟. فيقولُ لهم إبراهيمُ: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضبُ بعده مثله، وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ. نفسي، نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: يا موسى! أنت رسولُ الله، فَضَّلك الله برسالته، وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقولُ لهم موسى - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسًا لم أؤمر بقتلها. نفسي، نفسي. اذهبوا إلى عيسى - صلى الله عليه وسلم -، فيأتون عيسى، فيقولون يا عيسى! أنت رسولُ الله، وَكَلَّمْتَ النَّاس في المهد، وَكَلِمَةٌ منه ألقاها إلى مريم وروح منه، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟! فيقولُ لهم عيسى - صلى الله

عليه وسلم -: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا، لم يغضب قبله مثله، ولنْ يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبًا. نفسي، نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -. فيأتوني، فيقولون: يا محمّد! أنت رسولُ الله، وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدّم مِنْ ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحتَ العرش، فأقع ساجدًا لرب، ثمّ يفتح الله عليَّ ويلهمُني مِنْ محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحدٍ قبلي. ثمّ يقال: يا محمّد! ارفع رأسك، سل تُعْطَهْ. اشفع تُشَفَّعْ. فأرفع رأسي، فأقول: يا رب! أمتي أمتي. فيقال: يا محمّد! أدخل الجنَّة مِنْ أمتك مَنْ لا حساب عليه مِنَ الباب الأيمن مِنْ أبواب الجنَّة، وهم شركاءُ الناس فيما سوى ذلك مِنَ الأبواب والذي نفسي بيده! إنَّ ما بين المصراعين مِنْ مصاريع الجنَّة لَكَمَا بين مكّة وهجر، أو كما بين مكّة وبُصْرَى"). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: ... فذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 65 - 67). 132/ 2 - (إذا كان يومُ القيامة، اجتمعتِ الجِنُّ والإنْسُ في صعيدٍ واحدٍ، لا يذكر بعضُهُم بعضًا، فيكونُ الجنُّ والإنسُ عَشْرَةَ أجزاءٍ، فيكونُ الجِنُّ تسعةَ أجزاء، ويكونُ الإنسُ جزءً واحدًا، ثمّ تنشقُّ

السَّماءُ الدُّنيا، فتنْزِلُ الملائكةُ صُفُوفًا، على كلِّ صَفٍّ رأسٌ، فيدعو أهلُ الأرضِ منهُم، فيقولون: فيكم رَبُّنَا عزَّ وجَلَّ؟ قالوا: ليس فينا وهو آتٍ، فيكونُ أهلُ السَّماء الدُّنيا والإنسُ عَشْرَةَ أجزاءٍ، فيكونُ أهلُ السَّماء الدُّنيا تسعةَ أجزاءٍ، ويكون الجنُّ والإنسُ جزءً واحدًا. ثمّ تَنْشَقُّ السَّماءُ الثانية، فتنزل الملائكةُ صُفُوفًا، على كُلِّ صفٍّ رأسٌ، فيقولُ أهلُ الأرضِ: أفيكم ربُّنَا تبارك وتعالى؟ فيقولونَ: ليس فِينَا، وهو آتٍ، فيكونُ أهلُ السَّماءِ الثَّانية وأهلُ السَّماءِ الدُّنيا والجنُّ والإنسُ عَشْرَةَ أجزاءٍ، فيكونُ أهلُ السَّماءِ الثَّانية تسعَةَ أجزاءٍ، ويكونُ أهلُ السَّماءِ الدُّنيا والجنُّ والإنسُ جزءً واحدًا، ثمَّ تنشقُ السَّماءُ الثَّالثةُ، فتنزلُ الملائكةُ صُفُوفًا، على كلِّ صفٍّ رأسٌ، فيقولُ أهلُ الأرضِ: أفيكم ربُّنا تبارك وتعالى؟ فيقولون: ليس فِينا، وهو آتٍ، فيكونُ أهلُ السَّماءِ الثَّالثةُ وما أسفَلَ منها من السماوات والجنِّ والإنسِ عَشْرَةَ أجزاءٍ، فيكونُ أهلُ السَّماءِ الثَّالثة تسعَةَ أجزاءٍ، ويكون ما أسفَلَ مِنْ ذلك من السَّماواتِ والجنِّ والإنسِ جُزءً واحدًا، ثمَّ يكونُ أهلُ السموات على هذا حتَّى يبلغَ للسابعة، حتَّى يجيئ ربُّك في ظُلَلٍ من الغَمَامِ والملائكةُ صُفُوفًا لا يتكلمون). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قوله). (إسناده قويٌّ، رجاله ثقات) (الزهد / 43، 44 ح 52).

133/ 3 - (الصِّراطُ كَحَدِّ السَّيفِ -أو كحرف السَّيفِ-، دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، بِجَنْبَتَيهِ ملائكةٌ معهم كَلالِيبٌ، يقولونَ: اللَّهُمَّ سَلِّم سَلِّم. قال: فيمر النَّاسُ عليه: كالبرقِ، وكالطَّيرِ! وكالرِّيح، وكأَجْوَدِ الخَيلِ، والرَّاكِبِ. فَمِنْ مُسَلَّمٍ ناجٍ، ومِنْ مَخْدُوشٍ ناجٍ، ومن مَرْكُوسٍ في النّار. وفي الحاشية: في هامش الأصلين: "مكدوس"). (رواه مجاهد، عن عُبَيد بن عُميَر موقوف عليه). (إسناده صحيحٌ) (ش، يعقوب ابن سفيان الفسوي، هناد، ابن جرير، نعيم حلية) (الزهد / 39 ح 45). 134/ 4 - (إنَّ الغَادِرَ يُرْفَعُ له لواءٌ يوم القيامة، يقال: هذه غدرةُ فلان ابن فلان). (عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (صحيحٌ متفقٌ عليه) (التّوحيد / 1421 هـ / شعبان؛ سد الحاجة ح 2873؛ الإنشراح 111 / ح 135). 135/ 5 - (إنَّ الله سيُخَلِّصُ رجلاً مِنْ أُمَّتِي له تسعٌ وتسعونَ سِجلاً كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ البصر، فيقولُ له: أتُنكِرُ من هذا شيئًا؟ أَظَلَمَك كَتَبَتِي الحافظون؟ فيقولُ: لا يا ربّ، فيقولُ: بلى إنَّ لك عندي حسنةً، وإنه لا ظُلمَ عليك اليومَ، فيُخرجُ له بطاقةً، فيها: أشهد أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقولُ: احضر وزنَك، فيقولُ: ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فتثقُلُ البطاقةُ، ولا يثقلُ اسم الله شيئًا).

(رواه: اللَّيث بنُ سعد، قال: حدّثنا عامر بنُ يحيى المَعَافريّ، عن أبي عبد الرّحمن الحُبُلِّيُّ، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). (قال الطبرانيُّ: لا يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به: عامر بنُ يحيى. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به عامر بنُ يحيى، وهو ثقةٌ؛ فتابعه عبد الرحمن بنُ زياد بنِ أنعُم الإفريقيّ، وهو ضعيفٌ) (طب أوسط، عبد) (تنبيه 12 / رقم 2427). 136/ 6 - (إِنَّ أناسًا في زَمَنِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسولَ الله! هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم". قال: "هل تُضَارُّون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوًا ليس معها سحابٌ؟!، وهل تُضَارُّون في رؤية القمر ليلة البدر صحوًا ليس فيها سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول الله! قال: "ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. إذا كان يومُ القيامة أذَّنَ مُؤَذِّنٌ: لِيَتَّبعْ كلُّ أُمَّةٍ ما كانت تعبدُ، فلا يبقى أحدٌ كان يعبد غير الله سبحانه مِنَ الأصنامِ والأنصابِ إلا يتساقطونَ في النَّار. حتّى إذا لم يبق إلا مَنْ كان يعبد الله مِنْ بَرٍّ وفاجر، وغُبَّرِ أهلِ الكتاب. فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟، قالوا: كُنَّا نعبدُ عزير ابنَ الله. فيقال: كذبتم، ما اتخذ الله مِنْ صاحبةٍ ولا ولد. فماذا تبغون؟ قالوا: عطشنا يا ربَّنا!، فاسقنا. فيشارُ إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضًا، فيتساقطون في

النّار. ثمّ يدعى النصارى. فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟: قالوا كنا نعبد المسيح ابنَ الله. فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون: عطشنا يا رَبَّنَا! فاسقنا. قال: فيشار إليهم: ألا تردون؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سرابٌ يحطم بعضها بعضًا، فيتساقطون في النّار، حتّى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى مِنْ بَرٍّ وفاجر، أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة مِنَ التي رأوه فيها قال فماذا تنتظرون؟ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانت تعبدُ. قالوا يا رَبَّنَا! فارقنا النَّاس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نشرك بالله شيئًا - مرتين أو ثلاثًا - حتّى إنَّ بعضَهم ليكاد أن ينقلب. فيقولُ: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشف عن ساق. فلا يبقى مَنْ كان يسجدُ لله مِنْ تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى مَنْ كان يسجد اتقاءً ورياءً إلا جعل الله ظهره طبقةً واحدةً، كلما أراد أنْ يسجدَ خرَّ على قفاه. ثمّ يرفعون رؤوسهم، وقد تحول في صورته الّتي رأوه فيها أول مَرَّةٍ. فقال: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربُّنا. ثمّ يضرب الجسر على جهنم وتَحِلُّ الشفاعةُ، ويقولون: اللَّهُمَّ سَلِّم سَلِّم". قيل: يا رسول الله! وما الجسرُ؟ قال: "دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فيه خَطَاطِيفُ وكَلالِيبُ وَحَسَكٌ.

تكون بِنَجْدٍ، فيها شويكةٌ يقال لها: السعدان. فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل، والركاب. فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، ومخدوشٌ مُرْسَلٌ، ومكدوسٌ في نارِ جهنَّمَ. حتّى إذا خلص المؤمنين مِنَ النَّارِ، فوالذي نفسي بيده! ما منكم مِنْ أحدٍ بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق مِنَ المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار. يقولون: ربَّنَا! كانوا يصومُون معنا، وَيُصلُّونَ، ويحجُون. فيُقال لهم: أخرجوا مَنْ عرفتم، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه، وإلى ركبتيه. ثمّ يقولون: ربَّنَا! ما بقي فيها أحدٌ ممّن أمرتنا به فيقولُ: ارجعوا. فمَنْ وجدتم في قلبه مثقال دينار مِن خير، فأخرجوه. فيُخرجون خلقًا كثيرًا ثمّ يقولون: ربَّنَا! لم نَذَرْ فيها أحدًا ممّن أمرتنا. ثمّ يقول: ارجعوا، فَمَنْ وجدتم في قلبه نصف دينار مِنْ خير، فأخرجوه. فيُخرجون خلقًا كثيرًا، ثمّ يقولون: ربَّنَا! لم نذر فيها مما أمرتنا أحدًا. ثمّ يقول: ارجعوا، فَمَنْ وجدتم في قلبه مثقال ذرةٍ مِنْ خير فأخرجوه. فيُخرِجون خلقًا كثيرًا، ثمّ يقولون: رَبَّنَا! لم نذر فيها خيرًا! " وكان أبو سعيد يقول: إِنْ لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرأوا إنْ شئتم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}

[النساء: 40] "فيقول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين. فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قطُّ، قد عادوا حُمَمًا، فيُلقيهم في نهر في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبَّةُ في حميل السيل. ألا ترونها تكون إلى الحجر، أو إلى الشجر، ما يكون إلى الشمس أُصَيفر وأُخَيضر، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض؟! ". فقالوا: يا رسول الله! كأنك كنت ترعى بالبادية! قال: "فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهلُ الجنَّة. هؤلاء عُتَقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه. ثمّ يقول: أدخلوا الجنَّة فما رأيتموه فهو لكم. فيقولون: ربَّنَا! أعطيتنا ما لم تُعط أحدًا مِنَ العالمين. فيقول: لكم عندي، أفضل من هذا. فيقولون: يا ربَّنَا! أيُّ شيءٍ أفضلُ مِنْ هذا؟. فيقول: رضاي. فلا أسخط عليكم بعده أبدًا". هذا لفظ مسلم). (رواه: حفص بنُ ميسرة - وهذا حديثه -، وسعيد بنُ أبي هلال (¬1)، كلاهما عن زيد بنِ أسلم، عن عطاء بنِ يسار، عن أب سعيد الخدري - رضي الله عنه - به) (متفقٌ عليه). ¬

_ (¬1) يأتي ذكرُ حديثه في الجزء الثّاني من المنيحة، في أبواب: (البعث والحشر وأحوال يوم القيامة). وخرَّجتُ لهذا الحديث في الجزء الثّاني أيضًا شاهدًا عن أبي هريرة وحذيفة معًا في أبواب: (الجنَّة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنَّة وجحيم أهل النّار).

(خ، م) (صحيح القصص / 60 - 62). 137/ 7 - (تُدْنِي الشّمسُ يومَ القيامةِ مِنْ الخلقِ، حتّى تكونَ منهم كمقدارِ مِيلٍ. قال سُلَيْمُ بنُ عامرٍ: فواللهِ ما أدرِي ما يعني بالميلِ؟ أَمَسَافَةَ الأَرضِ، أم المِيلَ الّذي تُكْتَحَلُ بهِ العينُ؟ قالَ: فيكونُ النَّاسُ على قَدْرِ أعمَالهم في العَرَقِ، فمنهم مَنْ يكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومنهم مَنْ يكونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومنهم مَنْ يكونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومنهم مَنْ يُلْجِمُهُ العَرَقُ إِلْجَامًا، قالَ: وأشارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ إلى فِيهِ). (قال مسلمٌ: ثنا الحكم بنُ موسى أبو صالح: ثنا يحيى بنُ حمزة، عن عبد الرّحمن ابن جابر: حدثني سُلَيم بنُ عامر: حدثني المقداد بنُ الأسود - رضي الله عنه -، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: .. فذكره. وأخرجه الترمذيُّ وأحمد من طريق ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، بسنده سواء مسلسلاً بالتحديث). (صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفيه إثباتُ سماع سليم بنِ عامر من المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -. وردٌّ على قول أبي حاتم الرازي، فيما نقله ابنُهُ عبد الرّحمن عنه في "المراسيل" (ص 85): "سُلَيم بنُ عامر لم يدرك المقداد بنَ الأسود". اهـ. وانظر القاعدةُ التي ذكرها شيخُنا فيما مضي الحديث رقم 9، ورقم 83، ورقم 94 ونظيرها في الأحاديث أرقام 299، 362، 473، 495). (م، ت، حم) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 رقم 2124؛ 11 رقم 2310). 138/ 8 - (نحنُ يومَ القيامةِ على كَوْمٍ، فوق الناس، فتُدْعَى الأُممُ بأوثانها، وما كانت تعبد الأوّل فالأول، حتّى يأتينا رَبُّنَا بعد ذلك،

فيقول: ما تنتظرونَ؟ فيقولونَ: ننتظرُ رَبَّنَا عزَّ وجل، فيقولُ: "أنا ربكم"، فيقولون: حتى ننظُرَ إليك، فيتجلَّى لهم يَضْحَكُ. قال جابرٌ: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ثم ينطلقُ، ويَتْبَعُونَهُ). (عن أبي الزبير، أنَّهُ سألَ جابر بنَ عبد الله عن الورود؟ فقال جابرٌ: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. وذكره). (هذا حديث صحيحٌ) (حم، م) (الزهد / 44 ح 54). 139/ 9 - (يتجلَّى ذُو العزُّةِ، فيقول: سَيَعْلَمُ الجمعُ لِمَنِ الكَرَمُ اليومَ، ثلاثًا. لِيَقُم الذين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]، قال: فيقومونَ. ثم يقولُ: سَيَعْلَمُ أهلُ الجمع لِمَنِ الكَرَمُ اليومَ، ثلاثًا، لِيَقُمِ الذين: {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37]، فيقومُون، ثم يقولُ: سَيَعْلَمُ أهلُ الجمع لمن الكَرَمُ اليومَ، ثلاثًا. لِيَقُمِ الحمَّادُون. قال فُضَيلٌ: فسألتُ أبا إسحاق: من الحمَّادَون؟ قال: أمَّةُ محمد - صلى الله عليه وسلم -). (رواه: فُضَيل بنُ مرزوق، عن أبي إسحاق السَّبِيعِيّ، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه -، موقوفًا عليه). (إسناده صحيحٌ، لولا تدليس أبي

إسحاق. ولكن يأتي له شاهد في الحديث القادم. يعني: حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، وفي أوله: يقوم منادٍ فينادي ..) (الزهد / 60 ح 77). 140/ 10 - (يَرِدُ عَلَيَّ الحوضَ رجالٌ من أصحابي، فَيُحَلَّؤُونَ عنه، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القَهْقَري). (قال ابنُ وهب: أخبرني يونس، عن الزهري، عن ابن المسيب، أنه كان يُحدث عن أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال .. فذكره. وقال شعيبٌ: عن الزهري: كان أبو هريرة يُحدث عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَيُجْلَونَ). (قال البخاري: وقال الزُّبَيدي: عن الزهري، عن محمد بن عليّ، عن عبيد الله ابن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقد ذكر الحافظُ في "الفتح" (11/ 474)، أن الدارقطني وصلَ رواية الزُّبيدي هذه في "الأفراد"، من طريق عبد الله بن سالم، عن محمد بن الوليد الزُّبيدي، بهذا الإسناد سواء). (خ) (تنبيه 12 / رقم 2503). 141/ 11 - (يقول الله - عز وجل - يومَ القيامةِ: يا ابنَ آدمَ! أَلَمْ أَحْمِلْكَ على الخَيلِ والإبِلِ، وأُزَوِّجْكَ النساء، وجَعَلْتك تَرْبَعُ وتَرْأَسُ؟ فيقولُ: بلى. فيقولُ الله تعالى: يا ابنَ آدمَ! فأينَ شُكْرُ ذلك). (رواه: إسحاق بنُ عبد الله بنِ أبي طلحة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - , أَنَّ

رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (إسناده صحيحٌ) (حم) (الزهد / 68 ح 84). 142/ 12 - (يقومُ مُنادٍ فينادي: سَيعْلَمُ أهلُ الجمعِ مَنْ أصحابُ الكَرَمِ؟ أين الحَمَّادُون على كُلِّ حالٍ؟ فيقومُون، فيُؤْمَرُ بهم إلى الجنَّة، ثَّم يقومُ فيُنَادِي الثانيةَ، فيقولُ: سَيَعْلَمُ أهلُ الجمعِ اليومَ مَنْ أصحابُ الكَرَمِ؟ أين الذين كانت {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قال: فيقومُونَ، فيُؤمَرُ بهم إلى الجنَّة. ثم يقومُ فيُنادِي الثالثةَ، فيقولُ: سَيَعْلَمُ أهلُ الجمعِ اليومَ مَنْ أصحابُ الكَرَمِ؟ أين الذين كانت {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37]، فيقومُونَ، فيُؤمَرُ بهم إلى الجنَّة. ثم يخرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ حتَّى يُشرِفَ على الخَلاِئِقِ، لهُ عَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ، ولسانٌ فَصِيحٌ، فيقولُ: إنِّي أُمرتُ بثلاثٍ: بكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فهو أَبْصَرُ بهم مِنَ الطَّيرِ بِحَبِّ السِّمْسِم، فَيَلْقُطُهُم ثم يَخِيسُ بهم في جهنَّم. ثم يخرجُ الثانيةَ فيقولُ: إنِّي أُمِرْتُ بالذين كانوا يُؤذُونَ الله ورسولَه، فهو أَبْصَرُ بهم مِنَ الطير بِحَبِّ السمسم، فَيَلْتَقِطُهُم، ثم يخيسُ بهم في جهنَّمَ، ثم يخرجُ الثالثةَ فيقولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بالمصَوِّرِينَ، فهو أَبْصَرُ بهم

مِنَ الطير بحبِّ السِّمسِم، فَيَلْتَقِطُهُم، ثم يخيسُ بهم في جهنَّمَ، ثمَّ تَطَايَرُ الصُحفُ مِنْ عَلَى النِّسَاء والرِّجَال). (رواه: سيار بنُ سلامة الرياح، عن أبي العالية الرياحي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - موقوفًا عليه). (إسناده قويٌّ، رجاله ثقات. ورواه: سيار بنُ سلامة أيضًا، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس فذكره. وفي شهر بن حوشب كلامٌ يسير. قال الحافظُ في "المطالب" (4629): إسناده حسنٌ. اهـ. فلربما كان سيار ابنُ سلامة يرويه على الوجهين. ولبعضه شواهد) (الحارث، نعيم حلية، ابن جرير) (الزهد 60 - 61 ح 78). 143/ 13 - (يُؤْتَى بالصِّراطِ، حَدُّه كَحَدِّ المُوسَى، فتقول الملائكة: يا ربنا! -أو كلمة غير هذا، أكبرُ ظَنِّي أنه- مَنْ يُجِيْزُ على هذا؟ فيقول: مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلقي. قال: فيقولون: ربنا ما عبدناكَ حَقَّ عبادتك). (قال أسد بنُ موسى -المصري الملقب، بأسد السنة-: نا حماد بنُ سلمة، عن ثابت البُنَانّي، عن أبي عثمان النَّهدِيّ، عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - فذكره موقوفًا عليه. ورواه: ابنُ أبي شيبة، قال: ثنا الحسن بنُ موسى الأشيب عن حماد بن سلمة بسنده سواء، دون آخره. وأخرجه الآجري في الشريعة من طريق معاذ بنِ معاذ، قال: ثنا حماد بنُ سلمة بسنده سواء: "يوضع الصراط يوم القيامة وله حدٌّ كَحَدِّ الموسى .. " ثم رواه: الآجري من طريق ابنِ مَهدي، قال: ثنا حماد ابن سلمة به. هكذا رواه: أسد بنُ موسى والحسن بنُ موسى الأشيب ومعاذ بنُ معاذ

وابنُ مهدي عن حماد بن سلمة به موقوفًا على سلمان. وخالفهم: هدبة بنُ خالد، فرواه عن حماد بن سلمة بسنده سواء، لكنه رفعه). (إسناده صحيحٌ. ولا منافاة بين رواية الرفع والوقف، فإنَّ رواية الوقف لها حكم الرفع كما لا يخفى إذ لا مجال للرأي في مثل هذا) (ش، الآجري، ك) (الزهد / 38 ح 43). 144/ 14 - (يؤتى بالصراط حدُّه كحدِّ الموسى، فتقول الملائكة: يا ربنا مَنْ يجيز على هذا؟ فيقول: مَنْ شئتُ مِنْ خَلقي. قال: فيقولون: ربنا! ما عبدناك حق عبادتك). (رواه هدبة بنُ خالد، قال: ثنا حماد بنُ سلمة، عن ثابت البُنَاني، عن أبي عُثمان النَّهدي، عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - مرفوعًا به. وخولف هدبة في رفعه, خالفه: أسد ابنُ موسى، والحسن بنُ موسى، ومعاذ بنُ معاد، وعبد الرحمن بنُ مهدي، فرووه عن حماد بن سلمة بسنده سواء، موقوفًا على سلمان). (حديثٌ صحيحٌ. فإن كان لابد من الترجيح، فرواية الجماعة أقوى، ولكن لا منافاة عندي بين رواية الوقف والرفع، فإن هذا كثيرٌ في الروايات. لا سيما ورواية الرقف لها حكم الرفع كما لا يخفى، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل هذه الأمور التي لا تعرف إلا عن طريق الرسل. والله أعلم) (أسد السنة، ك، ش، الآجري) (التوحيد / شعبان / 1414 هـ). 145/ 15 - (يُؤْتَى بالعبدِ يومَ القيامةِ، فيقال: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا ومالاً وولدًا، وسخرتُ لك الأنعامَ والحرثَ، وتركتُك تَرْأَسُ وتَرْبَعُ، أفكنتَ تظُن أَنَّك مُلاقى يومَك هذا؟. فيقول: لا. فيقولُ: اليومَ أنساك كما نسيتني. قال ابنُ أبي داود. في "البعث": أما قولُهُ: تربع:

تأخذ المرباع. والمرباعُ: كان أهل الجاهلية إذا أغاروا فغنموا غنيمةً أعطوا سيدهم ربع ما غنموا، يضيف به الضيف، ويقومُ به على نوائب الحيّ. فهذا المرباع. اهـ). (عن مالك بنِ سعير، عن الأعمش, عن أبي صالح، عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري مرفوعًا). (وسنده حسنٌ) (ت، ابن أبي داود) (الزهد / 68 - 69؛ البعث / 73 - 74 ح 34). 146/ 16 - (يُؤْتَى بالميزانِ يومَ القيامة، فلو وُضِعتْ في كِفَّتِهِ السمواتُ والأرضُ ومَنْ فِيهنَّ، لَوَسِعَتْهُ. فتقولُ الملائكةُ: ربنا! مَنْ تَزِنُ بهذا؟ فيقولُ: ما شِئْتُ مِنْ خَلْقِي. فتقولُ الملائكةُ: ربنا! ما عبدناكَ حقَّ عبادَتِك). (قال أسد بنُ موسى: نا حماد بنُ سلمة، عن ثابت البُنَانّي، عن أبي عثمان النَّهدِيّ, عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - فذكره، موقوفًا عليه). (إسناده صحيحٌ) (ش، الآجري، ك) (الزهد / 54 ح 66). 147/ 17 - (يُوقَفُ ابنُ آدم يومَ القيامَةِ كأنَّهُ بَذجٌ، فيقولُ الله تعالى: ابنَ آدمَ! أين ما خوَّلْتُكَ؟ فيقولُ: أَيْ ربِّ! قد وفَّرتُه وثَمَّرتُهُ، وتَرَكْتُهُ أوفَرَ ما كان. البذج: بموحدة تحتانية، هو ولد الضأن). (رواه: حماد بنُ سلمة، عن حميد وثابت جميعًا، عن الحسن البصري - قوله) (إسناده صحيحٌ) (الزهد / 67 ح 82).

8 - أبواب: البيوع والتجارات والوكالات والعتق

8 - أبواب: البيوع والتجارات والوكالات والعتق (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 148/ 1 - (إذا رأيتم مَنْ يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربحَ الله تجارتَك، وإذا رأيتم مَنْ يُنشد فيه الضالة، فقولوا: لا ردَّها الله عليك. قال ابنُ خزيمة: لو لم يكن البيع ينعقد لم يكن لقوله صلى الله عليه وسلم "لا أربح الله تجارتك" معنى). (رواه عبد العزيز بنُ محمد الدراورديُّ، قال: أخبرني يزيد بنُ خصَيفة، عن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ. وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلم. ووافقه الذهبيُّ. وليس كما قالا، فإن مسلمًا لم يخرج شيئًا للدراورديّ، عن يزيد بن عبد الله بن خصيفة، ولا ليزيد عن ابن ثوبان؛ وكنتُ وافقتُ الحاكمَ والذهبيَّ على هذا الحكم في "غوث المكدود"، فقد رجعتُ عنه. والله أسال أن يغفر لي ما زلَّ به قلمي، والسند جيِّدٌ على كلِّ حال، والحمدُ لله، رب العالمين). (سي، ت، مي، خز، حب، جا، سني، ك، هق) (التوحيد / شوال / 1419 هـ؛ 1426 هـ / جمادى الأولى؛ غوث 2/ 156 ح 562؛ كتاب المنتقى / 215 / ح 613).

149/ 2 - (اشترى رجلٌ مِنْ رجلٍ عقارًا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرَّةً فيها ذَهَبٌ. فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولدٌ؟ قال أحدهما: لي غُلامٌ، وقال الآخر: لي جاريةٌ، قال: أنكحا الغلامَ، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدقا). (رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 70). 150/ 3 - (اشتَرِيهَا وأعتِقِيهَا، ودَعِيهم فليشترطوا ما شاءُوا). (حدَّث به البخاريُّ، قال: ثنا خلاد بن يحيى، قال: ثنا عبد الواحد بن أيمن المكيُّ، عن أبيه، قال: دخلتُ على عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: دخلتْ عليَّ بريرةُ وهي مكاتَبَةٌ، فقالت: يا أُمَّ المؤمنين اشتريني فإنَّ أهلي يبيعونني، فأعتقيني. قالتْ: نعم. قالتْ: إنَّ أهلي لا يبيعونني حتى يشترطوا ولائي. قالتْ: لا حاجةَ لي فيكِ. فسمعَ ذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - -أو بلغه- فقال: "ما شأنُ بريرة" فقال: .. فذكره. قالت: فاشتريتُها فأعتقتُها، واشترط أهلُها ولاءَها، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "الولاءُ لِمَنْ أعتقَ، وإِنِ اشتَرَطُوا مائةَ شَرْطٍ". وتابعه أبو نعيم، قال: نا عبد الواحد بنُ أيمن بهذا الإسناد). (خ، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2444). 151/ 4 - (الجارُ أحقُّ بدارِ الجارِ أو الأَرْضِ).

(عن سَمُرةَ بن جندب الفزاري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ حسنٌ ثابت) (د، س كبرى، ت، حم، طب، ابن أبي حاتم علل، قط فوائد الذهلي، هق) (التوحيد / ربيع ثان / 1419هـ؛ غوث 2/ 211 ح 644؛ كتاب المنتقى! 239/ ح 701). 152/ 5 - (الولاءُ لِمَنْ أعتقَ، وإِنِ اشتَرَطُوا مائةَ شرطٍ). (هذا حدَّث به: البخاريُّ، وعليّ بنُ عبد العزيز البغويُّ -وهذا حديثه-، قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بنُ دُكَين، قال: نا عبد الواحد بنُ أيمن القرشي المخزوميّ أبو القاسم المكيّ، قال: ثني أبي، قال: دخلتُ على عائشةَ، فقالتْ عائشةَ: دخلتُ على بريرةَ، وهي مُكَاتَبَةٌ، فقالتْ: اشتريني فأعتقيني. فقلتُ: نعم. قالتْ بريرةُ: إنَّ أهلي لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي. قالتْ عائشةُ: لا حاجةَ لي بذا. فسمعَ بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرَ ذلكَ لعائشةَ، فذكرتْ عائشةُ ما قالوا، فقال: "اشَترِيهَا وأعتِقِيهَا، ودَعِيهم فليشترطوا ما شاءُوا". فاشترتها عائشةُ بما قالوا. فقال: اشترتها فأعتقتها، واشترط أهلُها الولاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن عبد الواحد إلا أبو نعيم. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به أبو نعيم، فتابعه خلاد بنُ يحيى بنِ صفوان، عن عبد الواحد ابن أيمن بهذا الإسناد (خ، طب أوسط) (تنبيه 12/ رقم 2444). 153/ 6 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ابتاعَ فَرَساً مِنْ أعرابيّ، فاستتبعه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ليقضيه ثمنَ فَرَسِهِ، فأسرعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المشيَ وأبطأَ الأعرابيُّ، فطفق رجالٌ يعترضونَ الأعرابيّ فيساومونة بالفرس، ولا يشعرون أنَّ

النبيّ قد ابتاعه، فنادى الأعرابيُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إِنْ كنت مبتاعًا هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين سمع نداء الأعرابيّ، فقال: "أو ليس قد أبتعتُهُ منك؟ ". قال الأعرابيُّ: لا والله ما بعتكه، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "بلى قد ابتعتُهُ منك"، فطفق الأعرابيُّ، يقول: هلم شهيدًا. فقال خزيمة بنُ ثابت: أنا أشهدُ أنَّك قد بايعته. فأقبلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على خزيمة، فقال: "بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل رسولُ الله شهادةَ خزيمة بشهادة رجلين. وهذا سياق أبي داود. وعند أحمد وغيره: "فطفق ناسٌ يلوذون بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - والأعرابيّ وهما يتراجعان، فطفق الأعرابيُّ يقول: شهيدًا يشهدُ أَنْ بايعتك، فَمَن جاءَ مِنَ المسلمين قالَ للأعرابي: ويلك! إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليقول إلا حقًّا، حتى جاء خزيمةُ فاستمع مراجعةَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومراجعةَ الأعرابيّ، فطفق الأعرابيُّ يقول: هلم شهيدًا يشهد أني بايعتك. فقال خزيمة: أنا أشهد ... إلخ). (رواه الزهريُّ، عن عمارة بن خزيمة، أنَّ عمَّهُ خزيمة بنَ ثابت - رضي الله عنه -، حدَّثه وهو مِنْ أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به. وقد رواه عن الزهريّ جماعةٌ من أصحابه، منهم: شعيب بنُ أبي حمزة، والزبيديُّ، ومعمر بنُ راشد، ومحمد بنُ أبي عتيق، وأبو منيع الرصافي). (صحيحٌ. قال الحاكمُ: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ورجاله باتفاق الشيخين ثقات، ولم يخرجاه. وقال ابنُ كثير في "تحفة الطالب" (ص 290): إسنادُهُ صحيح حجة. اهـ. وفي الباب عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -، وفيه مراسيل

أيضًا) (د, س، حم, ابن سعد، الذهلي جزء من حديثه, ابن أبي عُمر العدني، ابن أبي عاصم آحاد، أبو الشيخ أخلاق، طح معاني, ك، هق، هق معرفة، خط أسماء مبهمة, ابن بشكوال، كر) (التسلية / ح 27, ابن كثير 1/ 164؛ الفضائل / 61). 154/ 7 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كِرى الأرض). (رواه: النعمان بنُ عيَّاش, عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، به). (صحيحٌ) (م، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم2491). 155/ 8 - (إنَّ جبريلَ - عليه السلام - أتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وعنده أُمُّ سَلَمَةَ، فجعلَ يتحدثُ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ هذا؟ " -أو كما قال-، قالتْ: هذا دَحْيَةُ, فلمَّا قامَ, قالتْ: والله ما حَسِبْتُهُ إلا إيَّاهُ، حتى سمعتُ خُطْبَةَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بِخَبَرِ جبريلَ. وزاد عند مسلمٍ في أوله: عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه -، قال: "لا تكوننَّ إنِ استطعتَ أول مَنْ يدخل السوقَ، ولا آخر مَنْ يخرج منها، فإنها معركةُ الشيطان، وبها ينصبُ رايته". قوله: (فإنها معركةُ الشيطان) قال أهل اللغة: المعركةُ موضعُ القتال. لمعاركة الأبطال بعضهم بعضًا فيها, ومُصارعتهم. فشبَّه السوقَ وفعل الشيطان بأهله، ونيله منهم، بالمعركة لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل: كالغش والخداع والأيمان الخائنة والعقود الفاسدة والنجش والبيع على بيع أخيه والشراء على شرائه والسوم على سومه وبخس المكيال والميزان. والسوق تؤنث وتذكر. سميت بذلك لقيام

الناس فيها على سُوقِهم. (وبها ينصبُ رايته) إشارة إلى ثبوته هناك، واجتماع أعوانه إليه للتحريش بين الناس، وحملهم على هذه المفاسد المذكورة ونحوها فهي موضعه وموضع أعوانه). (رواه معتمر بنُ سُلَيمان، عن أبيه، قال: ثنا أبو عُثمان النّهديّ، عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - به. ورواه عن معتمر: العباس بنُ الوليد النَّرسيّ، ومحمد بنُ عبد الله الرقاشيّ، وعبد الله ابنُ معاذ، وعبد الأعلى بنُ حماد، ومحمد بنُ عبد الأعلى، وموسى بنُ إسماعيل، وإسحاق بنُ إبراهيم. أمَّا سند الموقوف، فقال مسلمٌ في "صحيحه" (2451/ 100): حدثني عبد الأعلى ابنُ حماد، ومحمد بنُ عبد الأعلى القيسيُّ، كلاهما عن المعتمر، قال ابنُ حماد: ثنا معتمر ابنُ سليمان، قال: سمعتُ أبي، قال: ثنا أبو عُثمان، عن سلمان، قال: .. فذكره). (صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وقد رُوِيَ كلام سلمان - رضي الله عنه - مرفوعًا، ولا يصح. والصواب وقفه على سلمان - رضي الله عنه -) (خ، م، البزار، طب كبير، أبو بكر الشافعي) (التسلية / ح 19؛ ابن كثير 1/ 144؛ الفضائل / 40). 156/ 9 - (إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي إسرائيل سأَلَ بعضَ بَنِي إسرائيل أَنْ يُسْلِفَهُ ألف دينارٍ، فقال: ائتني بالشهداء أُشهِدُهُم، فقال: كفى بالله شهيدًا، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله وكيلاً. قال: صدقت. قال: فدفعها إليه إلى أجل مُسَمَّى، فخرج إلى البحر فقضى

حاجته، ثم التمس مركبًا يركبها يقدم عليه، للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبًا. فأخذ خشبةً فنقرها فأدخل فيها ألفَ دينار، وصحيفةً مِنْهُ إلى صاحِبِهِ، ثم زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثم أتى إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني تسلفتُ فلانًا ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلتُ: كفى بالله كفيلاً، فَرَضى بك، وسألني شهيدًا، فقلتُ: كفى بالله شهيدًا، فرضى بك، وإِنِّي جَهدتُ أَنْ أجدَ مركبًا أبعثُ إليه الذي له، فلم أجد، وإِنِّي أَسْتَودِعُكَها!. فرمى بها إلى البحر، حتى وَلَجَت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبًا يخرج إلى بلده، فخرج الرجلُ الذي كان أسلفه، ينظر لعل مركبًا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حَطَبًا، فلما نشرها وجدَ المالَ والصحيفةَ، ثمَّ قَدِمَ الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، وقال والله ما زِلْتُ جاهدًا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبًا قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كُنْتَ بعثتَ إليّ شيئًا؟! قال: أخبرك أني لم أجدْ مركبا قبل الذي جئت فيه. قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدًا). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، حم) (صحيح القصص / 24 - 25). 157/ 10 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن البيع والشراء في المسجد،

وأنْ تُنشدَ فيه ضالة، أو يُنشدَ فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة). (رواه: محمد بنُ عجلان، عن عَمرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جدِّه عبد الله ابن عَمرو - رضي الله عنهما -). (حديثٌ صحيحٌ) (د، س, ت، ق، حم، خز، فاكه أخبار مكة، هق، بغ) (التوحيد / شوال / 1419 هـ؛ 1426 هـ / جمادى الأولى؛ غوث 2/ 156 ح 561؛ كتاب المنتقى / 215 / ح 612). 158/ 11 - (إنْ كنتَ إنما اشتريتني لنفسكَ فأمسكني، وإنْ كنتَ إنما اشتريتني لله، فدعني وعمل الله). (قال البخاريُّ: ثنا ابنُ نمير -هو محمد-، عن محمد بن عُبَيد: ثنا إسماعيل هو ابنُ أبي خالد، عن قيس ابنِ أبي حازم، أنَّ بلالاً قال لأبي بكر: .. فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وفيه ردٌّ على قول عليّ بن المدينيّ: "روى قيس بنُ أبي حازم، عن بلالٍ، ولم يلقه". اهـ. وقيس بنُ أبي حازم: تابعيٌّ مخضرمٌ، كاد أن يكونَ صحابيًا، فإنَّهُ هاجر إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقُبِض وهو في الطريق، ولم يُحدِّث عن العشرة أحدٌ غيره، كما قال ابنُ خراش. والبخاريُّ شديدُ العناية بمباحث الاتصال والانقطاع. وقد قال الحافظُ في "التهذيب" (1/ 137)، وهو يصحح سماع إبراهيم بن عبد الله ابن معبد من ميمونة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أوردَ البخاريُّ في " التاريخ الكبير" (1/ 1 / 302 - 303) أسانيدَ لحديثٍ اختُلِف في إسناده، فقال الحافظُ معلِّقًا على الأسانيد التي أوردها البخاريُّ: "فهذا مشعرٌ بصحة رواية إبراهيم عن ميمونة عند البخاريّ، وقد عُلِمَ مذهَبُهُ في التشديد في هذه المواطن". اهـ.

قلتُ: وقد صحَّ سماعُ عبد الرحمن بن عسيلة الصُّنَابِحيِّ من بلالٍ - رضي الله عنه -، وهو نظير قيس، بل قيسٌ أعلى منه ... ولذلك تعقَّبَ العلائيُّ ابنَ المدينيّ في "جامع التحصيل" (ص 257)، قائلاً: "في هذا القول نظرٌ، فإنَّ قيسًا لم يكن مدلسًا. وقد وردَ المدينةَ عقب وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والصحابةُ بها مجتمعون، فإذا روى عن أحدٍ فالظاهرُ سماعُهُ منه". اهـ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرتُ حديثَ الصُّنَابِحيِّ عن بلال في أبواب "الصوم والاعتكاف" وفيه خبرٌ عن ليلة القدر) (خ) (التسلية / ح 31). 159/ 12 - (تُوفِّيَ أبي وعليه دينٌ، فعرضتُ على غُرَماِئه أن يأخذُوا التمرَ بما عليه، فأبوا، ولم يروا أنَّ فيه وفاءً، فأتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرتُ ذلك له، فقال: "إذا جَدَدْتَةُ فوضعتَهُ في المربد أذَنْتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء ومعه أبو بكر وعُمر، فجلس عليه ودعا بالبركة، ثم قال: "ادعُ غُرَماءك فَأَوفِهِم" فما تركتُ أحدًا له على أبي دينٌ إلا قضيتُهُ، وفضلَ ثلاثةَ عشرَ وَسْقًا: سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لونٌ، أو ستةٌ عجوةٌ وسبعةٌ لونٌ، فوافَيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغربَ، فذكرتُ ذلك له فضحِكَ، فقال: "ائتِ أبا بكرٍ وعُمر فأخبرهما"، فقالا: لقد علمنا إذ صنع -رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنعَ- أن سيكونُ ذلك). (عن عُبَيد الله بن عُمر، عن وهب بن كيسان، عن جابر - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وانظر سياق حديث هشام بن عُروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر: أن أباه

تُوفِّيَ ... في أبواب "فضائل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والآل والصحب" من الجزء الثاني من هذه السلسلة) (خ، س، حب، فر دلائل) (تنبيه 12 / رقم 2492). 160/ 13 - (دخلتْ بريرةُ وهي مُكَاتَبَةٌ فقالتْ: اشتريني، وأعتقيني. قالتْ: نعم. قالتْ: لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي. فقالتْ: لا حاجةَ لي بذلك. فسمع بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -أو بلغه-، فذكرَ لعائشةَ، فذكرتْ عائشةُ ما قالتْ لها، فقال: "اشتَرِيهَا وأعتِقِيهَا، ودَعِيهم يشترطوا ما شاءُوا". فاشترتها عائشةُ، فأعتقتَها واشترط أهلُها الولاء، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "الولاءُ لِمَنْ أعتقَ، وإِنِ اشتَرَطُوا مائةَ شَرْطٍ"). (حدَّث به: البخاريُّ -وهذا حديثه-، وعليّ بنُ عبد العزيز البغويُّ، قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بنُ دُكَين، قال: نا عبد الواحد بنُ أيمن القرشي المخزوميّ أبو القاسم المكيّ، قال: ثني أبي أيمن، قال: دخلتُ على عائشةَ - رضي الله عنها -، فقلتُ: كنتُ لعتبة بنِ أبي لهب، ومات، وورثني بنوُهُ، وأنهم باعوني من ابن أبي عَمرو، فأعتقني ابنُ أبي عَمرو، واشترط بنو عتبة الولاء، فقالتْ: .. فذكرت الحديثَ). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن عبد الواحد إلا أبو نعيم. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به أبو نعيم، فتابعه خلاد ابنُ يحيى بنِ صفوان السلمي، عن عبد الواحد بن أيمن بهذا الإسناد). (خ، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2444).

161/ 14 - (سَلُوهُم قِرَى الضيفِ الذي هو حقُّهُ، فإنْ أبَوهُ فخُذُوا منهم وإنْ كَرِهُوا، بئسَ القومُ قومٌ لا يقرُونَ الضيفَ). (عبد الله بنُ وهب، وقتيبة بنُ سعيد، ومحمد بنُ رمح، ثلاثتهم عن ابن لهيعة. عبد الله بنُ صالح، وقتيبة بنُ سعيد، وعبد الله بنُ يوسف، ومحمد بنُ رمح، وحجاج ابنُ محمد الأعور، وشعيب بنُ الليث، وأبو النضر هاشم بنُ القاسم، وأبو الوليد الطيالسيّ هشام بنُ عبد الملك، وعبد الله بن وهب، ويونس بنُ محمد المؤدِّب، ومنصور بنُ سلمة الحُزاعيّ، قالوا جميعًا: ثنا الليث بنُ سعد. كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، أنَّ أبا الخير حدَّثه، عن عقبة بن عامر الجُهَنِيّ، قال: قلنا يا رسول الله، إنك تبعثُنَا فنمُرُّ بالقوم، فنسألُهُم القِرَى، فيمنعونَنَا، فكيف نصنعُ يا رسول الله؟ قال: سَلُوهُم قِرَى الضيف .. الحديث). (قال أبو داود: "وهذه حجةٌ للرجُل يأخذُ الشيء إذا كان حقًا له". انتهى. وقال الترمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رواه الليث ابنُ سعد، عن يزيد بن أبي حبيب أيضًا. وإنما معنى هذا الحديث أنهم كانوا يخرجونَ في الغزو، فيمرُّون بقوم، ولا يجدون من الطعام ما يشترون بالثمن، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ أبوا أن يبيعوا إلا أن تأخذوا كرها، فخذوا". هكذا رُوي في بعض الحديث مفسرًا. وقد رُوي عن عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يأمرُ بنحو هذا". انتهى). (خ، خد، م، عو، د، ت، ق، حم، حب، طب كبير، وأوسط، طح مشكل، طح معاني، هق، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2515). 162/ 15 - (لا يَسْتَامُ الرَّجُلُ على سَوْمِ أخيهِ، ولا يخطبُ على

خِطبةِ أخيه). (رواه: شعبة بن الحجاج، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به). (صحيحٌ) (م، حم، حب، طح معاني) (حديث الوزير / 141 ح 38، بذل 4503، غوث 2/ 157 ح 563؛ كتاب المنتقى / 215 ح 614). 163/ 16 - (نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أمرٍ كان لنا نافعًا، وطواعيةُ الله ورسوله أنفعُ لنا، نهانا أنْ نُحَاقِلَ بالأرض فنُكرِيها على الثُّلُثِ والرُّبعِ والطَّعَامِ المسمَّى، وأَمَرَ رَبَّ الأرض أنْ يَزْرَعَهَا أو يُزْرِعَهَا، وكَرِهَ إكْرَاءَهَا، وما سوى ذلك. هذا لفظ مسلم. وفي "لسان العرب" (11/ 160): الحاقِل: أي الأكَّار. والمحاقِل: المزارِعْ والمُحَاقَلة: بيعُ الزرع قبل بَدْو صلاحة. وقيل: بيع الزرع في سنبله بالحنطة. وقيل: المزارعة على نصيب معلوم بالثلث والربع أو أقل من ذلك أو أكثر، وهو مثلُ المخابرة. وقيل: المحاقلة اكتراء الأرض بالحنطة, وهو الذي يسميه الزراعون المجاربة. ونهى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن المحاقلة، وهو بيع الزرع في سنبله بالبر، مأخوذ من الحقل القراح. وروي عن ابن جريجٍ، قال، قلت لعطاء: ما المحاقلة؟ قال: المحاقلة بيع الزرع بالقمح. قال الأزهريُّ: فإنْ كان مأخوذًا مِنْ إحقال الزرع إذا تشعب، فهو بيعُ الزرع قبلَ صلاحه، وهو غررٌ. وإن كان مأخوذًا مِنْ الحقل وهو القراح وباع زرعا في سُنْبُلِهِ نابتًا في قراح بالبر، فهو بيع بر مجهول ببر معلوم، ويدخله الربا لأنه لا يؤمن التفاضل، ويدخله الغرر لأنه مغيب في أكمامه. وروى أبو العباس، عن ابن

الأعرابي قال: الحقل بالحقل أنْ يبيع زرعًا في قراح بزرع في قراح. قال ابنُ الأثير: وإنما نهى عن المحاقلة لأنهما من المكيل ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلاً بمثلٍ ويدًا بيدٍ، وهذا مجهول لا يدري أيهما أكثر، وفيه النسيئة. والمحاقلة: مفاعلة من الحقل، وهو الزرع الذي يزرع إذا تشعب قبل أن تغلظ سوقه. وقيل: هو من الحقل، وهي الأرض التي تزرع وتسميه أهل العراق القراح). (رواه: إسماعيل بنُ عُلَية، عن أيوب، عن يعلى بن حَكِيم، عن سُلَيمان بنِ يَسَار، عن رافع بنِ خَديج - رضي الله عنه -، قال: كنا نُحَاقِلُ الأرضَ، على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنُكْرِيهَا بالثلث والربع والطعام المسمى، فجاءنا ذاتَ يوم رجلٌ مِنْ عُمُومَتِي، فقال: ... وذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، د، ت، س، حم) (التسلية / ح 4). 164/ 17 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الولاء وعن هبته). (عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - به). (أخرجه الشيخان وغيرهما) (حديث الوزير / 45؛ غوث 3/ 241 ح 978؛ كتاب المنتقى 361 ح 1051؛ مجلسان النسائي / 72 ح 39؛ التسلية / ح 58؛ تنبيه 7 / رقم 1745). 165/ 18 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع حبل الحبلة). (عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما -. ورواه عنه: نافع مولاه، وسعيد ابنُ جبير). (هذا حديثٌ صحيحٌ. أما معنى الحديث، فقال الخطابيُّ في معالم السنن 3/ 89: وحبلُ الحبلة، هو نتاجُ النتاج، وقد جاء تفسيرُه في الحديث، وهو أن تنتج الناقة بطنَها، ثم تحمل التي نتجت، وهذه بيوعٌ كانوا يتبايعونها في

الجاهلية، وهي كلها يدخلها الجهل والغرر، فنهوا عنها، وأرشدوا إلى الصواب. اهـ). (خ، م, د، س، ت، ق، حم، ط، حمي، جا) (مجلة التوحيد / رجب / سنة 1422 هـ).

9 - أبواب: تأويل مختلف ومشكل الحديث

9 - أبواب: تأويل مُختلف ومُشكل الحديث (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ). 166/ 1 - (الإسلام بضعٌ وستُّون بابًا -أو بضعٌ وسبعون بابًا-، أفضلها: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطةُ الأذى عن الطُّرُقِ. والحياءُ شُعبةٌ من الإيمان). (رواه: سهيل بنُ أبي صالح، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا). (حديث صحيحٌ) (خ كبير، بخ، م، د، ت، ق، حم، ش، أبو عبيد، محا، حب، البزار، طي، عب، ابن منده، ابن بشران، الآجري، هق شعب، بغ، ابن عبد البر، السلفي، الرافعي، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 28 - 30 ح 1، سد الحاجة / ح 57، 58). قال شيخُنا -أحسن الله توفيقه-: ووقع عندهم جميعًا: "الإيمان بضعٌ .. "، ولم أجد هذه الرواية "الإسلام بضعٌ .. " في طريق من طرق الحديث إلا هنا في حديث الوزير. أمَّا الشك في ذكر "عدد الشعب" فمن سهيل بنِ أبي صالح، كما صرَّح به ابنُ حبان والبيهقيُّ وغيرُهما.

ورجح البيهقي رواية "سليمان بن بلال" التي أخرجها البخاريُّ (1/ 51)، ومسلمٌ (35/ 57)، والنسائيُّ (8/ 110)، وابنُ حبان (167، 190)، وابنُ منده في "الإيمان" (144)، ونجم الدين النسفي في "أخبار سمرقند" (797)، والثعلبيُّ في "تفسيره" (ج 1 / ق 18/ 1) عن عبد الله بن دينار به. وفيها: "بضع وستون شعبة"، وقال: "لم يشك سليمان بنُ بلال، وروايته أصحُّ عند أهل العلم بالحديث". اهـ. ورجح الحليمي، والقاضي عِياض رواية من قال: "بضع وسبعون"، وهو الراجح، وليس ها هنا موضعَ تفصيل النزاع في هذا، وقد ذكرتُهُ في "سد الحاجة بتقريب سُنن ابن ماجة" (57، 58). أمَّا رواية سليمان بنِ بلال، فقد قال ابنُ حبان في صحيحه: "اختصر سليمان بنُ بلال هذا الخبر، فلم يذكرْ ذِكْرَ الأعلى والأدنى عن "الشُّعَبِ"، واقتصر على ذكر "الستين" دون "السبعين"، والخبرُ في "بضع وسبعين" خبرٌ متقصى صحيح لا ارتياب في ثبوته، وخبرُ سليمانَ بنِ بلال خبرٌ مختصرٌ غيرُ متقصى" اهـ.

167/ 2 - (إذا وَجَدَ أحدُكُم في بطنه شيئًا، فأشكل عليه أَخَرَجَ منه شيءٌ أمْ لا، فلا يخرجَنَّ مِن المسجد حتى يسمع صوتًا، أو يجدَ ريحًا. هذا سياق مسلم). (رواه زهير، وجرير بنُ عبد الحميد، وحماد بنُ سلمة، وعبد العزيز بنُ محمد، وخالد بنُ عبد الله الواسطي، وعليّ بنُ عاصم وغيرهم، عن سهيل بنِ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، به مرفوعًا). (صحيحٌ) (م، عو، د، ت، مي، حم، خز، هق) (حديث الوزير / 161 - 162). 168/ 3 - (لا وضوءَ إلا من صوتٍ أو ريحٍ). (رواه: شعبة بنُ الحجاج هكذا مختصرًا، عن سهيل بنِ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: .. فذكره. ورواه جمعٌ من أصحاب سهيل بنِ أبي صالح عنه بهذا الإسناد مطولاً، وتقدم سياقُهُم). (حديثٌ صحيحٌ) (ت، ق، حم، ش، خز، جا، طي، هق) (حديث الوزير / 160 - 161 ح 47؛ غوث 1/ 16 ح 2؛ كتاب المنتقى / 9 ح 2). وقد تكلَّم العلماء في رواية شعبة هذه. فقال أبو حاتم الرازى كما في "العلل" (رقم 107): هذا -يعني متن حديث شعبة- وهمٌ، اختصر شعبة متنَ الحديث. فقال: "لا وضوء إلا من

صوت أو ريح"، ورواه أصحاب سهيل، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد ريحًا من نفسه فلا يخرجن حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا". اهـ. وكذا قال ابنُ خزيمة والبيهقيُّ أنه مختصر. قال شيخُنا: نعم هو مختصرٌ، ولكن لا يعني أنه مختصرٌ من اللفظ الآخر، وقد قال ابنُ التركماني في "الجوهر النقيّ": لو كان الحديثُ الأول مختصرًا من الثاني لكان موجودًا في الثاني مع زيادة ... وعموم الحصر المذكور في الأول ليس في الثاني، بل هما حديثان مختلفان. اهـ. وهذا القول هو الأولى بدلاً من توهيم شعبة، ولا سيما وشعبة كان يُولِي ألفاظَ الأحاديث اهتمامًا بالغًا. فقد قال الدارقطنيُّ في "العلل": كان شعبة يخطيء في أسماء الرجال كثيرًا لتشاغله بحفظ المتون. اهـ. ولذا قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (1/ 224): شعبة إمامٌ حافظٌ واسعُ الرواية، وقد روى هذا اللفظ بهذه الصيغة المشتملة على الحصر، ودينُهُ، وإمامتُهُ، ومعرفتُهُ بلسان العرب، يردُّ ما ذكره أبو حاتم. اهـ.

169/ 4 - (إذا وَقَعَ الذُّبابُ في شرابِ أحدِكُم، فَلْيَغمِسْهُ، ثم لِيَنْزِعْهُ، فإنَّ في إِحدَى جَنَاحَيه داءً والأخرى شفاءً. هذا لفظ البخاري). 170/ 5 - (إذا وقعَ الذُّبابُ في إناءِ أحدكُم، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثم لِيَطْرَحْهُ، فإنَّ في أحَدِ جناحيهِ شِفَاءً، وفي الآخَرِ دَاءً. وهذا لفظ آخر للبخاري). (رواه: عُبَيد بنُ حُنَين مولى بني زُرَيق، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، فرواه: سعيد بنُ أبي سعيد المقبري، ومحمد بنُ سيرين، وثمامة بنُ عبد الله بنِ أنس، وقيس بنُ خالد بنِ حسن. وفي الباب عن: أبي سعيد الخدري، وعن أنس بن مالك، رضي الله عنهما). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، ق، مي، حم، ابن المنذر، طح مشكل، ابن عبد البر، هق، بغ) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 74). 171/ 6 - (إذا وقع الذُّبابُ في إناءِ أحدكم، فإنَّ في أحد جناحيه داءً، وفي الآخر شفاءً، وإنه يتَّقي جناحَهُ الذي فيه الدَّاءُ، فَلْيَغمِسْهُ كُلَّه). (رواه: محمد بنُ عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الذهبيُّ: "هذا الحديث حسنُ

الإسناد". اهـ) (د، حم، خز، حب، طح مشكل، الحسن بن عرفة، هق، خط تلخيص، الذهبي سير) (الأمراض / 158 - 165 ح 66؛ التوحيد / جماد أول / 1419 هـ؛ الفوائد / 98 - 99؛ ابن أبي مسرَّة). 172/ 7 - (إنَّ أَحَدَ جَنَاحَي الذُّباب سُمٌّ، والآخر شفاءٌ، فإذا وقع في الطعام، فامقُلُوه، فإنه يُقدَّمُ السُّمَّ، ويُؤَخِّرُ الشفاءَ). (رواه: ابنُ أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، قال: دخلتُ على أبي سلمة، فأتانا بِزُبْدٍ وكتلة -وهو خليط من التمر والطحين-، فأسقط ذبابٌ في الطعام، فجعل أبو سلمة يمقُلُهُ بأُصبعه فيه، فقلتُ: يا خالُ ماذا تصنع؟! فقال: إنَّ أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - حدثني، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (سنده قويٌّ، وسعيد بنُ خالد: وثقه النسائيُّ وابنُ حبان، وقال الدارقطنيُّ: يحتج به. اهـ. ولم يثبت عن النسائيّ تضعيفه) (س، س كبرى، ق، حم، طي، عبد، يع، حب، حب ثقات، طح مشكل، ابن عبد البر، هق، بغ، المزي) (التوحيد / جماد أول / 1419 هـ؛ الأمراض / 161 - 162؛ الفوائد / 101 - 102؛ بذل ح 4253). سأل سائلٌ اسمه: وليد الريدي، من مركز أشمون، محافظة المنوفية، قال: سمعتُ شيخًا زائع الصيت، يقول في أحد المساجد: إن حديث الذبابة مكذوبٌ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ووصفه بأنه حديثٌ مقززٌ. مع أني أعلمُ أنَّ أهل العلم صححوه، وقد جادلتُ بعضَ الناس بعد هذه المحاضرة، فقالوا: إن كلام الشيخ مقنع، فاتفقنا على أن أرسل السؤال إلى مجلة التوحيد، راجين أن تبسطوا الكلام عن صحة الحديث؟ فقال شيخنا: والجواب بحول الملك الوهاب:

اعلم أيها السائل أن من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب، ويرحم الله ابنَ حبان إذ نقل قولا ساقطًا عن بعض الناس في مقدمة كتابه "المجروحين" (1/ 17)، ثم ردَّ عليه قائلاً: (لو تملَّق قائل هذا القول إلى باريه في الخلوة وسأله التوفيق لإصابة الحق لكان أولى به من الخوض فيما ليس من صناعته). والذين طعنوا على الحديث لا يعلمون شيئًا عن شرائط نقل الأخبار، ولا عن قوانين الرواية، لذلك فكلامهم ذلك ساقطٌ؛ لأن العقلاء اتفقوا أن يُرجع في كلِّ عِلم إلى أهله والمتخصصين فيه، ولا يتكلم في تصحيح الأخبار وتضعيفها إلا أهلُ الحديث وحدهم دون غيرهم، وهاك حاصل الكلام في إثبات صحة الحديث: فاعلم أنه قد روى هذا الحديث ثلاثةٌ من الصحابة هم: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك رضي الله عنهم ... ثم قام بتخريج حديث كل واحد منهم، وتكلم عليه بما تقضية أصول الصناعة الحديثية، ثم ختم البحث بقوله: فقد ثبت بهذا التخريج والتحقيق أن الحديث في غاية الصحة، ولا مطعن فيه، والحمد لله رب العالمين. وقال شيخُنا في تحقيقه لجزء فيه من "الفوائد المنتقاة الحسان العوالي" من حديث أبي عَمرو السمرقندي (ت 345 هـ)، ونحوه في تحقيقه لكتاب "الأمراض والكفارات والطب والرُّقَيات" لضياء الدين المقدسي (ت 643 هـ) وفي "الفتاوى الحديثية / ج 2 / رقم 168 / جماد أول 4191": واعلم أنَّ هذا الحديث ثار حوله شغبٌ قديمٌ وحديثٌ، وتهوَّك في فهمه، والإيمان به أقوامٌ غالبهم من الذين قال الله تعالى فيه: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7].

وجمعني مجلسٌ بواحدٍ من هؤلاء "المجددينات"، فقال لي: كيف نقدم ديننا إلى الكافرين، أبمثل هذا الحديث، ونحن نصرخ في الآفاق بأن ديننا دينُ النظافة؟! فقلتُ له: وهل قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: (إذا رأيتم الذباب فاصطادوه ثم اغمسوه) حتى تلزمني بهذا القول المنكر؟! ثم إن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يوجب عليك أكله، وإنما أوجب غمسه، فإن طابت نفسك فكل، وإلا فما أجبرك أحد. وقد علَّلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وجوب الغمس بقوله: (إنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء) فإذا غمسته انفجر ذاك "الكيس" الذي فيه الدواء بفعل مقاومة المأكول، فتكون النتيجة براءة الطعام من الضرر. فما كاد يُسلِّم لي حتى أخرجت له بحثًا لأحد الأطباء في المجامع الطبية العالمية يقرر ما ذكره النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فحينئذٍ سكت وأطرق، ثم قال: "إننا نسلم لأهل العلم، لا سيما إذا كان من المشهود لهم". فصرختُ فيه قائلا: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو سيِّدُ كُلِّ من ينسب إلى علم في الدنيا، فكيف لم تسلِّم له لما أخبرك، وسلمت "للخواجة" الكافر الذي لا يعرف شيئًا عن الاستنجاء؟!. الواقع أننا مصابون في إيماننا. وإن كثيرًا من هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45]. وقد تكلَّم علماؤنا قديمًا وحديثًا في دفع جهل هؤلاء المعترضين، منهم أبو سليمان الخطابي - رحمه الله -، فقال في "معالم السنن" (4/ 259):

"وقد تكلَّم على هذا الحديث بعضُ من لا خلاق له، وقال: كيف يكون هذا، وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة؟ كيف تعلم ذلك من نفسها حتى تقدم جناح الداء، وتؤخر جناح الشفاء، وما أربُها إلى ذلك؟ قلتُ [القائل الخطابي]: هذا سؤالُ جاهلٍ أو متجاهل، وإنَّ الذي يجد نفسَه ونفوسَ عامة الحيوان قد جُمع فيها بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، وهي أشياء متضادة، إذا تلاقت تفاسدت، ثم يرى أنَّ الله سبحانه قد ألَّف بينها، وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان التي بها بقاؤها وصلاحها -لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والشفاء في جزأين من حيوانٍ واحد، وأنَّ الذي ألهم النحلة أن تتخذ البيتَ العجيبَ الصنعة، وأن تعسلَ فيه، وألهم الذرَّة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه-: هو الذي خلق الذُّبابةَ! وجعل لها الهداية إلى أنْ تُقَدِّمَ جناحًا وتؤخرَ جناحًا، لما أراد من الابتلاء، الذي هو مدرجة التعبد، والامتحان الذي هو مضمار التكليف. وفي كل شيء عبرة وحكمة. وما يذَّكَّر إلا أولوا الألباب". اهـ. وقال الإمامُ أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - في "مشكل الآثار" (4/ 283 - 284): "فقال قائلٌ من أهل الجهل بآثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبوجوهها: وهل للذباب اختيارٌ حتى يُقَدِّمَ أحد جناحيه لمعنى فيه، ويؤخر الآخر لمعنى فيه خلاف ذلك المعنى؟ فكان جوابنا في ذلك بتوفيق الله عزَّ وجلَّ وعونه، أنَّه لو قرأ كتاب الله عزَّ وجلَّ قراءة متفهِّم لما يقرأ منه، لوجد فيه ما يدلُّ على صدق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو قوله عزَّ وجلَّ: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ

الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 68، 69] إلا وكان وحي الله وإلهامه إياها أن تفعل ما أمرها به كمثل قوله عزَّ وجلَّ في الأرض: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 4، 5] ووحيه لها إلهامه إياها ما شاء أن يلهمها إياه حتى يكون منها ما أراد الله عزَّ وجلَّ أن يكون منها .... وساق كلامًا آخر فليراجعه من شاء. قال شيخنا: وتشغيب الجهلة القاصرين على هذا الحديث كان ولا يزال في عصرنا وقبل عصرنا، وقد تصدَّى اثنان من أعلام العلماء لجهلهم، وهما: الشيخ العلامةُ، أحد أعيان المحدثين بالديار المصرية، أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر - رحمه الله - والآخر هو شيخنا حسنة الأيام، إمام أهل الشام أبو عبد الرحمن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى وسأثبت نص كلامهما لنفاسته، جزاهما الله خيرًا. قال الشيخ أبو الأشبال في "تخريج المسند" (12/ 124 - 129 / رقم 7141): "وهذا الحديث مما لعب به بعض معاصرينا، ممن علم وأخطأ، وممن علم وعمد إلى عداء السنة، وممن جهل وتجرأ: فمنهم مَنْ حمل على أبي هريرة، وطعن في رواياته وحفظه. بل منهم من جرؤ على الطعن في صدقه فيما يروي! حتى غلا بعضهم فزعم أن في "الصحيحين" أحاديث غير صحيحة، إن لم يزعم أنها لا أصل له! بما رأوا من شبهات في نقد بعض الأئمة لأسانيد قليلة فيهما، فلم يفهموا اعتراض أولئك المتقدمين، الذين أرادوا

بنقدهم أن بعض أسانيدهما خارجة عن الدرجة العليا من الصحة، التي التزمها الشيخان، لم يريدوا أنها أحاديث ضعيفة قط. ومِنَ الغريب أن هذا الحديث بعينه -حديث الذباب- لم يكن مما استدركه أحد من أئمة الحديث على البخاريّ. بل هو عندهم جميعًا مما جاء على شرطه في أعلى درجات الصحة. ومِنَ الغريب أيضًا أن هؤلاء الذين حملوا على أبي هريرة، على علم كثير منهم بالسنة وسعة اطلاعهم - رحمهم الله -، غفلوا أو تغافلوا عن أن أبا هريرة - رضي الله عنه - لم ينفرد بروايته، بل رواه أبو سعيد الخدري أيضًا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، عند أحمد في "المسند" (11207، 11666)، والنسائي (2/ 193)، وابن ماجه (2/ 185)، والبيهقي (1/ 253)، بأسانيد صحاح. ورواه أنس بنُ مالك أيضًا، كما ذكر الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" (5/ 38)، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبرانُّي في "الأوسط". اهـ. وذكره الحافظ في "الفتح" (10/ 213)، وقال: أخرجه البزار، ورجاله ثقات. اهـ. فأبو هريرة لم ينفرد برواية هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه انفرد بالحمل عليه منهم، بما غفلوا أنه رواه اثنان غيره من الصحابة. والحق أنه لم يعجبهم هذا الحديث، لا وقر في نفوسهم من أنه ينافي المكتشفات الحديثة، من المكروبات ونحوها. وعصمهم إيمانهم عن أن يجرؤا على المقام الأسمى، فاستضعفوا أبا هريرة. والحق أيضًا أنهم آمنوا بهذه المكتشفات الحديثة أكثر من إيمانهم بالغيب، ولكنهم لا يُصرِّحون! ثم اختطوا لأنفسهم خطة عجيبة: أن يقدموها على كل شيء،

وأن يؤولوا القرآن بما يخرجه عن معنى الكلام العربي، إذا ما خالف ما يسمونه (الحقائق العلمية)! وأن يردّوا من السنة الصحيحة ما يظنون أنه يخالف حقائقهم هذه! افتراءً على الله، وحبًّا في التجديد!. بل إنَّ منهم لمن يؤمن ببعض خرافات الأوربيين، وينكر حقائق الإسلام أو يتأولها. فمنهم من يؤمن بخرافات استحضار الأرواح، وينكر وجود الملائكة والجن بالتأول العصري الحديث. ومنهم من يؤمن بأساطير القدماء وما ينسب إلى (القديسين والقديسات)! ثم ينكر معجزات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها، ويتأول ما ورد في الكتاب والسنة من معجزات الأنبياء السابقين، يخرجونها عن معنى الإعجاء كله!! وهكذا وهكذا .. وفي عصرنا هذا صديقٌ لنا، كاتبٌ قدير، أديبٌ جيدُ الأداء، واسعُ الاطلاع، كنا نعجب بقلمه وعلمه واطلاعه. ثم بدت منه هنات وهنات، على صفحات الجرائد والمجلات، في الطعن على السنّة، والإزراء برواتها، من الصحابة فمن بعدهم، يستمسك بكلمات للمتقدمين في أسانيد معينة، يجعلها -كما يصنع المستشرقون- قواعد عامة، يوسع مِنْ مداها، ويخرج بها عن حدّها الذي أراده قائلوها. وكانت بيننا في ذلك مساجلات شفوية، ومكاتبات خاصة، حرصًا مني على دينه وعلى عقيدته. ثم كَتَبَ في إحدى المجلات -منذ أكثر من عامين- كلمة على طريقته التي ازداد فيها إمعانًا وغلوًا. فكتبتُ له كتابًا طويلاً في شهر جمادى الأولى سنة 1370، كان مما قلت له فيه، مِنْ غير أن أسميه هنا أو أسمي المجلة التي كتب فيها، قلتُ له: (وقد قرأتُ لك، منذ أسبوعين تقريبا، كلمة في مجلة ... لم تدع فيها ما وقر في قلبك من الطعن في روايات الحديث الصحيحة. ولست أزعم أني أستطيع

إقناعك، أو أرضى إحراجك بالإقلاع عما أنت فيه. وليتك -يا أخي- درستَ علومَ الحديث وطرقَ روايته دراسة وافية, غير متأثر بسخافات "فلان" رحمه الله، وأمثاله ممن قلَّدهم وممن قلَّدوه. فأنت تبحث وتنقب على ضوء شيء استقر في قلبك من قبل، لا بحثًا حرًّا خاليًّا من الهوى. وثِقْ أني لك ناصح مخلص أمين. لا يهمني ولا يغضبني أن تقول في السنّة ما تشاء. فقد قرأتُ مِنْ مثل كلامك أضعاف ما قرأتَ. ولكنك تضرب الكلام بعضه ببعض. وثِقْ -يا أخي- أن المستشرقين فعلوا مثل ذلك في السنّة، فقلتَ مثل قولهم وأعجبك رأيهم، إذ صادف منك هوى. ولكنك نسيت أنهم فعلوا مثل ذلك وأكثر منه في القرآن نفسه. فما ضار القرآنَ ولا السنّةَ شيءٌ مما فعلوا. وقبلهم قام المعتزلةُ وكثيرٌ مِنْ أهل الرأي والأهواء، ففعلوا بعضَ هذا أو كلَّه، فما زادت السنّةُ إلا ثبوتًا كثبوت الجبال، وأتعب هؤلاء رؤوسهم وحدها وأوْهَوْهَا!. بل لم نر فيمن تقدمنا مِنْ أهل العلم مَن اجترأ على ادّعاء أنَّ في "الصحيحين" أحاديث موضوعة، فضلاً عن الإيهام والتشنيع الذي يطويه كلامُك، فيوهم الأغرار أنَّ أكثرَ ما في السنّةِ موضوع! هذا كلام المستشرقين. غاية ما تكلّم فيه العلماء نقد أحاديث فيهما بأعيانها، لا بادّعاء وضعها والعياذُ بالله، ولا بادّعاء ضعفها. إنما نقدوا عليهما أحاديث ظنوا أنها لا تبلغ في الصحة الذِّروةَ العُليا التهط التزمها كلٌّ منهما. وهذا مما أخطا فيه كثيرٌ من الناس. ومنهم أستاذُنا السيد رشيد رضا رحمه

الله، على علمه بالسنّة وفقهه، ولم يستطع قط أن يقيم حجته على ما يرى. وأفلتت منه كلمات يسمو على علمه أن يقع فيها. ولكنه كان متأثرًا أشد الأثر بجمال الدين ومحمد عبده، وهما لا يعرفان في الحديث شيئًا. بل كان هو بعد ذلك أعلم منهما، وأعلى قدمًا، وأثبت رأيا، لولا الأثر الباقي في دخيلة نفسه. والله يغفر لنا وله. وما أفضت لك في هذا إلا خشية عليك من حساب الله. أمَّا الناس في هذا العصر فلا حساب لهم، ولا يقدّمون في ذلك ولا يؤخرون. فإن التربية الإفرنجية الملعونة جعلتهم لا يرضون القرآن إلا على مضض، فمنهم من يصرح، ومنهم من يتأول القرآن أو السنّة، ليرضي عقله الملتوي، لا ليحفظهما من طعن الطاعنين. فهم على الحقيقة لا يؤمنون، ويخشون أن يصرحوا، فيلتوون. وهكذا هم حتى يأتي الله بأمره. فاحذر لنفسك من حساب الله يوم القيامة. وقد نصحتُك وما ألوْتُ .. والحمدُ لله). وأمّا الجاهلون الأجرياء فإنهم كثير في هذا العصر. ومن أعجب ما رأيت من سخافاتهم وجرأتهم: أن يكتب طبيب، في إحدى المجلات الطبيّة، فلا يرى إلا أن هذا الحديث لم يعجبه، وأنه ينافي علمه! وأنه رواه مؤلف اسمه "البخاري"! فلا يجد مجالاً إلا الطعن في هذا "البخاري"، ورميه بالافتراء والكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!، وهو لا يعرف عن "البخاري" هذا شيئًا، بل لا أظنه يعرف اسمه ولا عصره ولا كتابه! إلا أنه روى شيئًا يراه هو -بعلمه الواسع- غير صحيح! فافترى عليه ما شاء. مما سيحاسب عليه بين يدي الله حسابًا عسيرًا. ولم يكن هؤلاء المعترضون المجترئون أول مَنْ تكلّم في هذا، بل سبقهم مِنْ أمثالهم الأقدمون. ولكن أولئك كانوا أكثر أدبًا مِنْ هؤلاء!

فقال الخطابي في "معالم السنن" (رقم 3695 من "تهذيب السنن"): ... وذكر الشيخ أحمد شاكر ما تقدم قريبًا من كلام الخطابي، ثم قال: وأمَّا المعنى الطبي، فقال ابنُ القيم -في شأن الطب القديم- في "زاد المعاد" (3/ 210 - 211): (واعلم أنَّ في الذُّبابِ قوة سُمِّيَّة، يدلُّ عليها الورم والحكة العارضة من لسعه. وهي بمنزلة السلاح فإذا سقط فيما يؤذيه اتقاه بسلاحه. فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يقابلَ تلك السُمِّيَّة بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر مِنَ الشفاء، فيغمس كله في الماء والطعام، فيقابل المادة السُمِّيَّة بالمادة النافعة، فيزول ضررها. وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم، بل هو خارج مِنْ مِشكاة النُّبُوة. ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق, يخضع لهذا العلاج، ويقرُّ لِمَنْ جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية). وأقول (والكلام للشيخ أحمد شاكر) -في شأن الطب الحديث-: إنَّ الناس كانوا ولا يزالون تقذر أنفسهم الذباب، وتنفر مما وقع فيه من طعام أو شراب ولا يكادون يرضون قربانه. وفي هذا من الإسراف -إذا غلا الناس فيه- شيء كثير. ولا يزال الذباب يلح على الناس في طعامهم وشرابهم، وفي نومهم ويقظتهم، وفي شأنهم كله. وقد كشف الأطباء والباحثون عن المكروبات الضارة والنافعة، وغلوا غلوًا شديدًا في بيان ما يحمل الذباب من مكروبات ضارة، حتى لقد كادوا يفسدون على الناس حياتهم أو أطاعوهم طاعة حرفيّة تامة. وإنا لنرى بالعيان أن أكثر الناس تأكل مما سقط عليه الذباب وتشرب، فلا يصيبهم شيء إلا في القليل النادر.

ومن كابر في هذا فإنما يخدع الناس ويخدع نفسه. وإنا لنرى أيضًا أن ضرر الذباب شديد حين يعق الوباء العام. لا يُماري في ذلك أحد. هناك إذن حالان ظاهرتان، بينهما فروق كبيرة. أما حال الوباء، فمما لا شك فيه أن الاحتياط فيها يدعو إلى التحرز من الذباب وأضرابه مما ينقل الكروب أشدّ التحرز. وأما إذا عُدم الوباء، وكانت الحياة تجري على سنتها، فلا معنى لهذا التحرز. والمشاهدة تنفي ما غلا فيه الغلاة من إفساد كل طعام أو شراب وقع عليه الذباب. ومن كابر في هذا فإنما يجادل بالقول لا بالعمل، ويطيع داعي الترف والتأنق، وما أظنُّ ما يدعو إليه تطبيقًا دقيقًا، وكثيرٌ منهم يقولون ما لا يفعلون". اهـ. وقال شيخُنا أبو عبد الرحمن الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 60 - 64 / رقم 39): "أما بعد، فقد ثبت الحديث بهذه الأسانيد الصحيحة، عن هؤلاء الصحابة الثلاثة أبي هريرة وأبي سعيد وأنس، ثبوتًا لا مجال لرده ولا للتشكيك فيه، كما ثبت صدق أبي هريرة - رضي الله عنه - في روايته إياه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خلافًا لبعض غُلاة الشيعة من المعاصرين، ومن تبعه من الزائغين، حيث طعنوا فيه رضي الله عنه لروايته إياه، واتهموه بأنه يكذب فيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحاشاه من ذلك؛ فهذا هو التحقيق العلمي يثبت أنه بريء مِنْ كل ذلك وأنَّ الطاعنَ فيه هو الحقيقُ بالطعنِ فيه، لأنهم رَمَوا صحابيًّا بالبهت، وردوا حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمجرد عدم انطباقه على عقولهم المريضة! وقد رواه عنه جماعة من الصحابة كما علمت. وليت شعري هل عَلِمَ هؤلاء بعدم تفرد أبي هريرة بالحديث، وهو حجة ولو تفرد، أم جهلوا ذلك، فإن كان الأول فلماذا يتعللون برواية أبي هريرة إياه،

ويوهمون الناس أنه لم يتابعه أحد من الأصحاب الكرام؟! وإن كان الآخر فهلا سألوا أهل الاختصاص والعلم بالحديث الشريف؟ وما أحسن ما قيل: فإنْ كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ .... وإنْ كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ ثم إنَّ كَثيرًا من الناس يتوهمون أن هذا الحديث يخالف ما يقرره الأطباء وهو أن الذباب يحمل بأطرافه الجراثيم، فإذا وقع في الطعام أو في الشراب علقت به تلك الجراثيم، والحقيقة أنَّ الحديث لا يخالف الأطباء في ذلك، بل هو يؤيدهم إذ يخبر أنَّ في أحد جناحيه داء، ولكنه يزيد عليهم فيقول: "وفي الآخر شفاء" فهذا مما لم يحيطوا بعلمه، فوجب عليهم الإيمان به إن كانوا مسلمين، وإلا فالتوقف إذا كانوا مِنْ غيرهم إنْ كانوا عُقَلاء عُلَماء! ذلك لأن العلم الصحيح يشهد أَنَّ عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه. نقول ذلك على افتراض أنَّ الطبُّ الحديثَ لم يشهد لهذا الحديث بالصحة، وقد اختلفت آراء الأطباء حوله، وقرأتُ مقالاتٍ كثيرة في مجلات مختلفة، كل يؤيد ما ذهب إليه تأييدًا أو ردًّا، ونحن بصفتنا مؤمنين بصحة الحديث، وأنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 - 4] , لا يهمنا كثيرا ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب، لأنَّ الحديثَ برهانٌ قائمٌ في نفسه لا يحتاجُ إلى دعمٍ خارجيٍّ. ومع ذلك فإن النَّفسَ تزدادُ إيمانًا حين ترى الحديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح، ولذلك فلا يخلو مِنْ فائدة أنْ أنقلَ إلى القراء خلاصة محاضرة ألقاها أحد الأطباء في جمعية الهداية الإسلامية في مصر حول هذا الحديث، قال:

"يقع الذباب على المواد القذرة المملؤة بالجراثيم التي تنشأ منها الأمراض المختلفة، فينقل بعضها بأطرافه، ويأكل بعضا، فيتكون في جسمه مِنْ ذلك مادة سامة يسميها علماء الطب بـ (مبعد البكتريا)، وهي تقتلُ كثيرًا مِنْ جراثيم الأمراض، ولا يمكن لتلك الجراثيم أن تبقى حيّة أو يكون لها تأثير في جسم الإنسان في حال وجود مبعد البكتريا. وإنَّ هناك خاصية في أحد جناحي الذباب، هي أنه يحوِّل البكتريا إلى ناحيته، وعلى هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام، وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم، وأول واقٍ منها هو (مبعد البكتريا) الذي يحمله الذباب في جوفه قريبًا مِنْ أحد جناحيه، فإذا كان هناك داءٌ فدواؤُهُ قريبٌ منه، وغمس الذباب كله وطرحه كافٍ لقتل الجراثيم التي كانت عالقة، وكافٍ في إبطال عملها". وقد قرأتُ قديمًا في هذه المجلة بحثًا ضافيًا في هذا المعنى للطبيب الأستاذ سعيد السيوطي (مجلد العام الأول)، وقرأتُ كلمة في مجلد العام الفائت (ص 503) كلمة للطبيبين محمود كمال ومحمد عبد المنعم حسين؛ نقلا عن مجلة الأزهر. ثم وقفتُ على العدد (82) من "مجلة العربي" الكويتية (ص 144) تحت عنوان: "أنت تسأل، ونحن نجيب" بقلم المدعو عبد الوارث كبير؛ جوابًا له على سؤال عمَّا لهذا الحديث من الصحة والضعف؟ فقال: "أمَّا حديثُ الذباب، وما في جناحيه من داء وشفاء، فحديث ضعيف، بل هو عقلا حديث مفترى، فمن المسلَّم به أنَّ الذبابَ يحمل من الجراثيم والأقذار ... ولم يقل أحدٌ قطّ أَنَّ في جناحي الذبابة داءً وفي الآخر شفاءً، إلا مَنْ وَضَعَ هذا الحديثَ أو افتراه، ولو صحَّ ذلك لكشف عنه العلم الحديث الذي يقطع بمضار

الذباب، ويحض على مكافحته". وفي الكلام -على اختصاره- مِنَ الدَّس والجهل ما لا بد من الكشف عنه, دفاعًا عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصيانة له مِنْ أنْ يَكْفُرَ به مَنْ قد يغتَرُّ بزخرُف القول! فأقول: أولاً: لقد زعم أنَّ الحديثَ ضعيفٌ، يعني من الناحية العلمية الحديثية؛ بدليل قوله: "بل هو عقلاً حديث مفترى". وهذا الزعم واضحُ البُطلان، تعرف ذلك مما سبق من تخريج الحديث من طرق ثلاث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلها صحيحة. وحسبك دليلاً على ذلك أن أحدًا مِنْ أهل العلم لم يقل بضعف الحديث، كما فعل هذا الكاتب الجريء! ثانيًا: لقد زعم أنه حديث مفترى عقلاً. وهذا الزعم ليس وضوح بُطلانه بأقلِ مِنْ سابقه، لأنه مجرد دعوى، لم يسق دليلاً يؤيده به، سوى الجهل بالعلم الذي لا يمكن الإحاطة به، ألستَ تراهُ يقول: "ولم يقل أحد ... ، ولو صح لكشف عنه العلم الحديث ... ". فهل العلم الحديث -أيها المسكين- قد أحاط بكلِّ شيء علمًا، أمْ أَنَّ أهلَهُ الذين لم يصابوا بالغرور -كما أُصِيبَ مَنْ يُقَلِّدهُم مِنَّا- يقولون: إننا كلما ازددنا علمًا بما في الكون وأسراره، ازددنا معرفةً بجهلنا! وأنَّ الأمرَ بحقٍّ كما قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلاً} [الإسراء: 85]. وأمَّا قولُه: "إن العلمَ يقطع بمضار الذباب ويحض على مكافحته"!

فمغالطة مكشوفة، لأننا نقول: إنَّ الحديث لم يقل نقيضَ هذا، وإنما تحدث عن قضية أخرى لم يكن العلم يعرف معالجتها، فإذا قال الحديث: "إذا وقع الذباب .. " فلا أحد يفهم -لا من العرب ولا من العجم، اللهم إلا العجم في عقولهم وإفهامهم- أنَّ الشرعَ يُبَارِك في الذباب ولا يكافحه؟ ثالثًا: قد نقلنا لك فيما سبق ما أثبته الطبُّ اليوم، مِنْ أَنَّ الذبابَ يحمل في جوفه ما سموه بـ (مبعد البكتريا) القاتل للجراثيم. وهذا وإنْ لم يكنْ موافقًا لما في الحديث على وجه التفصيل؛ فهو في الجملة موافق لما استنكره الكاتب المشار إليه وأمثاله من اجتماع الداء والدواء في الذباب، ولا يبعد أن يأتي يومٌ تنجلي فيه معجزةُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ثبوت التفاصيل المشار إليها علميًا، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 88]. وإنَّ مِنْ عَجيب أمر هذا الكاتب وتناقضه؛ أنه في الوقت الذي ذهب فيه إلى تضعيف هذا الحديث، ذهب إلى تصحيح حديث "طهور الإناء الذي يلغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات: إحداهن بالتراب"، فقال: "حديث صحيح متفق عليه". فإنه إذا كانت صحته جاءت من اتفاق العلماء أو الشيخين على صحته؛ فالحديث الأول أيضًا صحيحٌ عند العلماء بدون خلاف بينهم، فكيف جاز له تضعيف هذا وتصحيح ذاك؟! ثم تأوَّله تأويلاً باطلاً يؤدي إلى أن الحديثَ غير صحيح عنده في معناه، لأنه ذكر أَنَّ المقصود مِنْ العدد مجرد الكثرة! وأنَّ المقصودَ من التراب هو استعمال مادة مع الماء من شأنها إزالة ذلك الأثر! وهذا تأويلٌ باطلٌ، بَيِّنُ البطلان وإنْ كان عزاه للشيخ محمود شلتوت عفا

الله عنه. فلا أدري أي خطأيه أعظم؟! أهو تضعيفه للحديث الأول وهو صحيح؟! أم تأويله للحديث الآخر وهو تأويلٌ باطلٌ؟!. وبهذه المناسبة، فإني أنصحُ القُرَّاءَ الكرامَ بأنْ لا يثِقُوا بكل ما يُكْتَبُ اليوم في بعض المجلات السائرة، أو الكتب الذائعة، مِنَ البحوث الإسلامية، وخصوصًا ما كان منها في علم الحديث، إلا إذا كانت بقلم مَنْ يُوثَق بدينه أولاً، ثم بعلمه واختصاصه فيه ثانيًا .... والله المستعان. اهـ.

173/ 8 - (إنَّ في الحبَّةِ السودَاءِ شفاءً مِنْ كلِّ داءٍ، إلا السَّامُ. والسَّامُ: هو الموتُ). 174/ 9 - (إنَّ الشونيز ينفع بإذن الله عز وجل مِنْ كلِّ داءٍ إلا الموت. وهذا لفظ ابن شاذان). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (صحيحٌ). (خ، م، س طب، ت، ق، حم، ش، حمي، عب، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، ابن المنذر إقناع، ابن شاذان، هق، بغ) (الأمراض / 102 ح 40). قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. ونقل الحافظ في "الفتح" (10/ 145) عن الخطابيّ أنه قال: "هذا من العام الذي يرادُ به الخاص". ويوضحه ما قاله بعضهم أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يصف الدواءَ بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعلّ قوله في الحبة السوداء وافق مرضَ مَنْ مزاجه باردٌ، فيكون معنى قوله: "شفاء من كلِّ داءٍ" أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثيرٌ وشائعٌ. وردَّ ابنُ أبي جمرة هذا التخصيص بقوله: "تكلَّم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه، وردُّوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك، لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدارُ علمهم

غالبًا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظنّ غالبٍ، فتصديقُ من لا ينطقُ عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم" اهـ. قال شيخُنا: وهذا كلامٌ حسنٌ وقويٌّ. ولقد علمنا علمًا أكيدًا أنَّ الأطباء وجدوا في العسل شفاءً لبعض الأمراض التي لم يجدوا لها دواء قبل ذلك، وكان الأطباء قبلُ ينكرون أنَّ يكون العسل دواء مِنْ هذا المرض، فما هو المانع أنَّ تكون الحبة السوداء شفاءً من كلِّ داء، ولكن جهل العباد بطرائق استخدامها هو الذي يؤخر -أو يعرقل- الشفاء بها؟ وهل من اللائق أنَّ يخصصَ كلامُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بجهل الحلق؟!!

175/ 10 - (جاء رجلٌ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هل أخذتك أمُّ مِلْدَم قَطُّ؟ "قال: وما أمُّ ملدم؟ قال: "حَرٌّ يكون بين الجلد واللحم". قال: ما وجدت هذا قطّ. قال: "فهل صُدِعتَ قطُّ؟ " قال: وما الصُدَاعُ؟ قال: "عِرقٌ يضربُ في الرأس". قال: ما وجدت هذا قط. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أنَّ ينظرَ إلى رجلٍ مِنْ أهل النَّار، فلينظر إلي هذا"). (رواه: عليّ بنْ مُسهر، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه به. وقال الضياءُ: رواه الإمامُ أحمد في "مسنده" عن محمد بن بشر، عن محمد بن عَمرو بمعناه. ورواه عَمرو بنُ مرزوق، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة - رض الله عنه -). (هذا حديثٌ حسنٌ) (بخ، س كبرى، حم، البزار، حب، ك، نعيم طب) (الأمراض / 54 - 55 ح 21). 176/ 11 - (الوائدة والموؤدة في النَّار). (عن ابن مسعود، وسلمة ابن يزيد الجعفي - رضي الله عنهما -). (حم، د، س) (الأمراض / 58 - 59). قال شيخُنا: واعلم -علَّمَنِي الله وإياك- أنَّ ظاهر حديث الباب والأحاديث التي ذكرتها مشكل، فهي تخالف ما ثبت عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من دعائه ربه

العافية، وأن لا يبتليه فأجاب العلماء بأجوبة:- قال ابنُ حبان في "صحيحه" (7/ 179 - 180): قوله صلى الله عليه وسلم "من أحب أنَّ ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا" لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء وقلة الصبر على ضده، وذلك أنَّ الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا، والغموم والأحزان سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته أنَّ المرء لا يكاد يتعرَّي عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه، وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو، فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه، والعلل تُكَفِّر بعضها عنه في هذه الدنيا لا أنَّ من عُوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار. اهـ. قلتُ: كذا أجاب ابنُ حبان - رحمه الله - وهو جوابٌ حسنٌ في الجملة، لكنه لم يرفع الإشكال، وذلك لأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال عن الرجل أنه: "من أهل النار" ولفظة "أهل" تدل على الأهلية واللزوم، فظاهر الخطاب يدلُّ على أنَّ الرجلَ من أصحاب النار الماكثين فيها. والجواب الصحيح عندي في ذلك -والله أعلم- أنَّ هذا الكلام وإن خرج مخرج العام، لكن يُراد به الخصوص، وهذا الحملُ سائغٌ عند جماعة العلماء لفضِّ الإشكال الظاهر بين النصوص، فكان كلام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صادف رجلاً حقت عليه كلمة العذاب، بأن يموت كافرًا، حتى وإن كان يؤدي فرائض الإسلام الظاهرة، وشبيه هذا ما أخرج مسلمٌ (2380/ 72) وغيره من حديث أُبَيّ بن كعب في قصة موسى والخضر - عليهما السلام - في شأن الغلام الذي قتله الخضر. قال الخضرُ: "وأما الغلام فَطبِعَ يوم طبع كافرًا، وكان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك

أرهقهما طغيانًا وكفرًا". ومثل هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الوائدة والموؤدة في النار) , فقد استشكل هذا الحديث رجلٌ من أهل عصرنا، اشتهر بردِّ الأحاديث الصحيحة بالجهل بمعناها، وتقديم الضعيف عليها إذا كان معناها سائغًا عنده، كما صرح بذلك في مقدمة كتابه "فقه السيرة"، فقد ذكر هذا الحديث، ثم قال: "وهو مرفرضٌ مهما كان سنده"!. فانظر إلى هذه الجرأة البالغة في مخالفة سبيل المؤمنين، لأن جماعة العلماء يقولون: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". فطوًح الرجل بجهود علماء الحديث، بسبب جهله بمصطلحهم، وليته يقول: "أنا لا أعلم"، أو يقول: "استشكل معنى الحديث عليَّ"، ويكله إلى عالمه، إذن لحمدنا له صنيعه، لأنه مسلكُ أهل العلم، لكنه يزخرف القول متحاشيًا أن يعترف على نفسه بعدم العلم. وعلى الأصل الذي ذكرناهُ في أول الكلام ينحلُّ الإشكال. فإن الوائدة لو دخلت النار، فبسبب ظلمها وقتلها النفس، أما الموؤدة المظلومة فما ذنبها؟ فيحمل الحديث على موؤدة خاصة كانت، كالغلام الذي قتله الخضر، وأنها كانت تكون كافرة لو كبرت، ولو سلَّمنا أنَّ هذا الكلام غير سائغ وهو والله سائغٌ لكان أفضل من ردّ الحديث بالجهل بمعناهُ، بل التوقف فيه أفضل من ردّه، فكيف إذا حملته على أصلٍ معروف عند العلماء؟ فلا شكّ أنَّ هذا أولى. وكذلك ردَّ الرجل حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لحوم البقر داء" فقال في كتابه الأبتر "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" في الطبعات المتأخرة منه:

"وهذا الحديث مرفوض -أو مردود- مهما كان سنده" واحتج بأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ضحى عن نسائه بالبقر، وبأن القرآن ذكرها من جملة الأزواج الثمانية، ولو راجع كتابًا واحدًا مثل "فتح الباري" لانحل الإشكال، لكن الرجل مولعٌ بردّ الأحاديث الصحيحة، وهو مرضٌ فتاكٌ. نسأل الله أن يعافيه منه، وأن يرزقنا الأدب مع سنة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -. (الأمراض / 58 - 59).

177/ 12 - (جاءت امرأةٌ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسولَ الله! إنَّ زوجي صفوان بنَ المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال: وصفوان عنده. فسأله عما قالت. فقال: يا رسول الله! أما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ بسورتين، وقد نهيتها عنها. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لو كانت سورةً واحدة لكفت الناس". قال: وأما قولها: يفطرني إذا صمت؟ فإنها تنطلق فتصوم, وأنا رجلٌ شاب لا أصبرُ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ: "لا تصوم امرأةٌ إلا بإذن زوجها". وأما قولها: لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهلُ بيتٍ لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا استيقظت، فصلِّ". هذا سياق جرير ابن عبد الحميد عند ابن حبان. وفي سياق أبي بكر بن عيًاش عند أحمد: "وأما قولها: إني أضربها عن الصلاة، فإنها تقرأ بسورتي، فتعطلني. قال: "لو قرأها الناسُ ما ضرَّك". وأمَّا قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإني ثقيلُ الرأس، وأنا من أهل بيت يعرفون بذاك، بثقل الرؤوس. قال: "فإذا قمت فصلِّ"). (رواه: جرير بنُ عبد الحميد، وأبو بكر بنُ عيَّاش، كلاهما عن الأعمش، عن أبي

صالح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: ... فذكر الحديث). (حديثٌ صحيحٌ) (تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 52). سأل سائلٌ، فقال: ذكر بعضُ الخطباء أنه يجوز صلاة الصبح بعد شروق الشمس، واستدلَّ بحديثٍ عن أحد الصحابة، اسمه على ما أذكر "صفوان", وقد سألتُ عنه بعضَ أهل العلم، فقال لي: هو حديثٌ منكرٌ، فنرجو أنَّ تذكر لنا نصَّ الحديث، مع ذكر درجته. وقد ذكر هذا الخطيبُ أيضًا أنَّ في هذا الحديث النهي عن قراءة سورتين بعد الفاتحة فهل هذا صحيحٌ؟ فقال شيخُنا: الحديث صحيحٌ. وقال الحاكمُ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيُّ. وهو كما قالا، وصحَّح إسناده الحافظُ في "الإصابة" (3/ 441)، وقد صرَّح الأعمشُ بالتحديث عن أبي صالح عند ابن سعد في "الطبقات" كما قال الحافظُ في "الفتح" (8/ 462). أمَّا من أنكره فهو مسبوق إليه. فقد قال الحافظُ في "الإصابة" (3/ 441): إن البخاريَّ أورد هذا الإشكال قديمًا. ولما روى البزار هذا الحديث في "مسنده"، قال: "هذا الحديث كلامه منكرٌ. ولعل الأعمش أخذه من غير ثقةٍ فدلَّسه، فصار ظاهر سنده الصحة، وليس للحديث عندي أصلٌ". اهـ. وخلاصة الإشكال أنَّ صفوان بنَ المعطل لمَّا رُمي بعائشة - رضي الله عنها - في حديث الإفك المشهور في "الصحيحين" وغيرهما، قال: "سبحان الله! والله ما كشفتُ كنف أنثى قط". فيكونُ حديث أبي سعيد هذا منكرًا إذ فيه أنَّ لصفوان زوجة، فكيف يقول: والله ما كشفت كنف أنثى قط؟ فلهذا استشكله البخاري، وأنكره البزار،

ولكن يجاب عنه بأن الجمع أولى من الترجيح، فالأصل في الدليلين الصيحين الإعمال لا الإهمال، والجمع هنا ممكنٌ، بل ظاهرٌ، وهو أن يكون حديث أبي سعيد هذا متأخرًا عن حادثة الإفك. فيُحمل قوله: "ما كشفت كنف أنثى قط" على أنه لم يكن تزوج بعد ذلك فشكته امرأتُة وبهذا أجاب الحافظُ. وهناك جوابٌ آخر. قال القرطبيُّ: قوله "ما كشفت كنف أنثى قط" يعني: بزنا، أي في الحرام. اهـ. ولكن اعترضه الحافظ، بقوله: "فيه نظر، لأن في رواية سعيد بن أبي هلال، عن هشام بن عروة، في قصة الإفك، أنَّ الرجل الذي قيل فيه ما قيل لما بلغه الحديث، قال: "والله! ما أصبت امرأةً قط حلالاً ولا حرامًا". وفي حديث ابن عباس، عند الطبراني: "كان لا يقربُ النساء"، فالذي يظهرُ أنَّ مرادهُ بالنفي المذكور ما قبل القصة، ولا مانع أن يتزوج بعد ذلك، فهذا الجمعُ لا اعتراض عليه إلا بما جاء عن ابن إسحاق أنه كان حصورًا، لكنه لم يثبت، فلا يعارض الحديث الصحيح" انتهى كلامُ الحافظ. وما ذكره من حديث ابن عباس، فأخرجه الطبرانيُّ (23/ 123)، وفي سنده: إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو متروكٌ. وكذلك أبوه يحيى ابن سلمة. فالسند ضعيف جدًا. وخلاصة الجواب أن الحديث صحيحٌ، وليس معناه منكرًا كما شرحناه. أمَّا ما ذكرد ذلك الواعظ من صلاة الفجر بعد طلوع الشمس فجائزٌ، لا سيما من كان حاله كحال صفوان بن المعطل، وأنه كان ثقيل الرأس، فكانت هذه فيه كالصفات الجبلية في الإنسان.

واستبعد الذهبيُّ في "سير النبلاء" (2/ 550) هذه الخصلة في صفوان، فقال: "فهذا بعيدٌ من حال صفوان أن يكون كذلك". اهـ. كذا قال! ولا بُعد فيه كما لا يخفى. أمَّا من يظل ساهرًا طول الليل في غير منفعة، ليس إلا لمجرد السهر حتى إذا اقترب الفجرُ نام، فلا يستيقظ إلا وقد تعالى النهار، فلا شك أنهُ مؤاخذ وإن جازت صلاُتهُ. والله أعلم. أمَّا استدلال ذلك الخطيب على النهي عن قراءة سورتين بعد الفاتحة فلستُ أدري من أين أخذه، فليس في الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم نهاها عن قراءة سورتين، وإنما قال: "لو كانت سورة واحدة لكفت الناس "يعني أن سورة واحدة لو قرأها المصل متدبرًا لها لكفته لو عمل بها". ويكفي في ردِّ استدلال هذا الخطيب، ما: أخرجه البخاريُّ (2/ 255 - فتح) من حديث أنس - رضي الله عنه -، أن رجلاً من الأنصار كان يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. وذكر الحديث، وفيه: أنهم شكوه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن لزومه سورة الإخلاص في كل ركعة، فقال الرجل: إني أحبُّها. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "حبُّكَ إياها أدخلك الجنة". وبوب البخاريُّ على هذا الحديث وغيره بقوله: "باب الجمع بين السورتين في الركعة". وهذا البحث كله قائمٌ على أن اللفظ "سورتين".

ووقع في رواية لأحمد والطحاوي: "وأما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقوم بسورتي التي أقرأها، فتقرأ بها"، فلفظ "السورة" في هذه الرواية جاء مضافًا. ومعناهُ كما قال الطحاويُّ أنه إنما ضربها لأنها تقوم بسورته التي يقرأ بها، فظن صفوان أنها إذا قرأت السورة التي يقرأها فلا يحصل لهما بقراءتهما إياها جميعًا إلا ثوابًا واحدًا، فلو أنها قرأت سورة أخرى غير التي قرأها حصل لهما ثوابان، فأعلمه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ كلَّ واحدٍ منهما لو قرأها في صلاته فيحصل لهما ثوابان، لأن قراءة أحدهما غير قراءة الآخر. ومما يدلُّ على ذلك قولة في رواية أبي بكر بن عيَّاش عن الأعمش عند أحمد قوله: "فإنها تقرأ بسورتي، فتعطلني"، أي: تنازعني في الثواب بقراءتها نفس السورة فتتركني عطلاً من الثواب. والله أعلم.

178/ 13 - (غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعَ غزوات، أخلُفُهُم في رِحَالهم، وأصنعُ لهم الطعامَ، وأجبرُ الجراحاتِ، وأداوي المرضى). (عن أم عطية رضي الله عنها به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، س كبرى، ق، ش) (الأمراض / 181 ح 75). 179/ 14 - (كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يغزو بأُمِّ سُلَيم، ونسوةٌ معها من الأنصار، يسقين الماء، ويداوين الجرحى). (عن أنس - رضي الله عنه -). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ (م، د، س كبرى، ت، يع، نعيم) (الأمراض / 181). 180/ 15 - (كنا نغزو مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فنسقي القوم، ونخدمهم، ونردُّ الجرحى والقتلى إلى المدينة). (عن الرُّبَيِّع بنت معوذ - رضي الله عنها -). (خ، حم، بغ) (الأمراض / 182). قال الإمامُ البغوي في "شرح السنة" (11/ 13) بعد ذكره لحديث الربيع: "في الحديث دليل على جواز الخروج بالنساء في الغزو لنوع من الرفق والخدمة، فإن خاف عليهن لكثرة العدو وقوتهم، أو خاف فتنتهنّ لجمالهنّ، وحداثة أسنانهنّ، فلا يخرج بهنّ، وقد رُوِىَ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ نسوةً خرجنَ معه، فأمر

بردِّهنّ، فيشبهُ أن يكون ردُّهُ إياهُنَّ لأحد هذين المعنيين " اهـ. فقال شيخُنا (الأمراض / 182 - 183): وهذا الذي ذكره البغويُ أخذه من كَلام أبي سليمان الخطابيّ في "معالم السنن" (2/ 246). أما الحديث الذي ذكره، فقد أخرجه ابنُ أبي شيبة (12/ 526)، وعنه ابنُ سعد في "الطبقات" (8/ 308)، وأبو يعلى -كما في "المطالب العالية (2/ 169) -، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 25 / رقم 431)، وفي "الأوسط" (ج 1 / ق 270/ 1)، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (ق 382/ 1)، وعنه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" (5/ 610) وعزاه لابن منده وأبي نعيم، من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن ابن صالح، عن الأسود بن قيس، قال: حدثني سعيد بن عَمرو القرشيّ: أن أُمَّ كبشةَ امرأة من بني عذرة -عذرة قضاعة-، قالت: يا رسول الله! ائذن لِي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: "لا". قلتُ: يا رسول الله! إني لستُ أريدُ أن أقاتل، وإنما أريد أن أداويَ الجريح والمريض، أو أسقي المرضى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا أن تكون سنَّةٌ، ويُقال: فلانة خرجت، لأذنتُ لك، ولكن اجلسي). قال الطبرانيُّ: "لا يروى هذا الحديث عن أم كبشة إلا بهذا الإسناد تفرد به الحسن بنُ صالح". اهـ. وقال الهيثميُّ في "المجمع" (5/ 324): "رجاله رجال الصحيح". اهـ. قلتُ: وإسناده صحيحٌ. ويحتمل أن يكون منسوخًا، لأنَّ أحاديث الجواز أكثر شهرة وصحةً، ويحتمل أن يكون لأحد العلتين اللتين أبداهما الخطابيُّ رحمه الله. والله أعلم.

181/ 16 (ما بُلْتُ قائمًا منذ أسلمت). (رواه عبَيد الله بنُ عُمر، عن نافع، عن ابن عُمر، عن عُمر - رضي الله عنه - به موقوفًا عليه). (سندُهُ صحيحٌ. وقال ابن المنذر: ثبت عنْ عُمر - رضي الله عنه -) (ش، ابن المنذر، البزار، أبو بكر النجاد، طح معاني) (التوحيد / ربيع أول / 1419 هـ). 182/ 17 - (رأيتُ عُمر بنَ الخطاب، بال قائمًا، زاد الطحاوي: "فأجنح -يعني: مال- حتى كاد يُصرع"). (رواه: الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: .. فذكره). (سنده صحيح، ولا يُعَلّ بتدليس الأعمش، لأن شعبة رواه عنه عند الطحاوي، وقد ثبت عن شعبة أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وقتادة، وأبي إسحاق السبيعي) (ش، طح معاني) (التوحيد / ربيع أول / 1419 هـ؛ بذل 1/ 260). قال شيخُنا: فظاهر الأثرين التناقض، وقد جمع بينهما بعضُ أهل العلم. فقال ابن المنذر في "الأوسط" (1/ 338): فقد يجوز أن يكون عُمر إلى الوقت الذي قال فيه هذا القول -يعني: "ما بُلتُ قائمًا"- لم يكن بال قائمًا، ثم بال بعد ذلك، فرآه زيد بن وهب، فلا يكون حديثان متضادين. وكذلك قال الطحاوي.

183/ 18 - (مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يجمع القرآنَ غيرُ أربعةٍ: أبو الدرداء، ومعاذ بنُ جبل، وزيد بنُ ثابت، وأبو زيد). (رواه: معلي بنُ راشد العَمِّي، ومعلى بنُ أسد، قالا: نا عبد الله بن المثنى: حدثني ثابت البُنانيُّ وثمامة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به. زاد البخاريُّ: "قال: "ونحن ورثناه"). (صحيحٌ. انفرد به البخاريُّ) (خ، البزار، طب أوسط، حب ثقات) (التسلية / ح 56؛ تنبيه 12/ رقم 2456؛ تنبيه 8 / رقم 1837). 184/ 19 - (جمع القرآن على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أربعةٌ: أُبَيّ بنُ كعب، وزيد بنُ ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بنُ جبل) هكذا رواه الحسين بنُ واقد، عن ثمامة، عن أنس به، فخالف في تسمية واحد من هؤلاء الأربعة. قال شيخنا: وقد اعتُرِضَ على هذا الحديث من وجهين. الأول: التصريحُ بصيغة الحصر في الأربعة. الثاني: ذِكْرُ أبي الدرداء، بدل: أُبَيّ بن كعب. فأمَّا الجوابُ عن الأول، فقال الحافظ في "الفتح": "وقد أجاب القاضي أبو بكر الباقلاني وغيره عن حديث أنس هذا بأجوبة: أحدها: أنه لا مفهوم له، فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعه.

ثانيها: المراد لم يجمعه على جميع الوجوه، والقراءات التي نزل بها، إلا أولئك. ثالثها: لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته وما لم ينسخ إلا أولئك وهو قريبٌ من الثاني. رابعها: أن المراد بجمعه تلقيه من فيِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا بواسطة، بخلاف غيرهم، فيحتمل أن يكون تلقى بعضه بالواسطة. خامسها: أنهم تصدوا لإلقائه وتعليمه فاشتهروا به، وخفي حال غيرهم عمن عرف حالهم، فحصر ذلك فيهم بحسب علمه، وليس الأمر في نفس الأمر كذلك، أو يكون السبب في خفائهم أنهم خافوا غائلة الرياء والعجب، وأمن ذلك من أظهره. سادسها: المراد بالجمع الكتابة، فلا ينفي أن يكون غيرهم جمعه حفظًا عن ظهر قلب وأمَّا هؤلاء فجمعوه كتابة وحفظوه عن ظهر قلب. سابعها: المراد أن أحدًا لم يفصح بأن جمعه بمعنى أكمل حفظه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أولئك، بخلاف غيرهم فلم يفصح بذلك لأن أحدًا منهم لم يكمله إلا عند وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت آخر آية منه: فلعل هذه الآية الأخيرة وما أشبهها ما حضرها إلا أولئك الأربعة ممن جمع جميع القرآن قبلها، وإن كان قد حصرها من لم يجمع غيرها الجمع البين. ثامنها: أن المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه، وقد أخرج أحمد في "الزهد" من طريق أبي الزاهرية: "أن رجلاً أتى أبا الدرداء، فقال: إنَّ ابني جمع القرآن، فقال: اللهم غفرًا إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع".

وفي غالب هذه الاحتمالات تكلف، ولا سيما الأخير. وقد أومأت قبل هذا إلى احتمال آخر، وهو أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط، فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين ومن جاء بعدهم، ويحتمل أن يقال: إنما اقتصر عليهم أنس لتعلق غرضه بهم، ولا يخفى بعده. والذي يظهر من كثير من الأحاديث أنَّ أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد تقدم في المبعث أنه بنى مسجدًا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن وهو محمولٌ على ما كان نزل منه إذ ذاك. وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة كما تقدم في الهجرة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأتيهم بكرة وعشية. وقد صحح مسلمٌ حديث: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" وتقدمت الإشارة إليه، وتقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يؤم في مكانه لما مرض، فيدل على أنه كان أقرأهم. وتقدم عن عليّ أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وأخرج النسائيُّ بإسناد صحيح، عن عبد الله بن عَمرو، قال: "جمعتُ القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اقرأه في شهر .. " الحديث. وأصله في الصحيح. وتقدم في الحديث الذي مضى ذكر ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وكل هؤلاء من المهاجرين. وقد ذكر أبو عبيد القراء من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعدًا، وابن مسعود، وحذيفة، وسالمًا، وأبا هريرة، وعبد الله

بن السائب، والعبادلة، ومن النساء: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فلا يرد على الحصر المذكور في حديث أنس. وعَدَّ ابنُ أبي داود في "كتاب الشريعة" من المهاجرين أيضًا تميم بن أوس الداري، وعقبة بن عامر. ومن الأنصار: عبادة بن الصامت، ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة، ومجمع بن حارثة، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وممن جمعه أيضًا أبو موسى الأشعري ذكره أبو عَمرو الداني، وعدَّ بعض المتأخرين من القراء عَمرو بن العاص، وسعد بن عباد، وأم ورقة. وأما الجواب عن الوجه الثاني: فقال الإسماعيليُّ: هذان الحديثان مختلفان، ولا يجوزان في الصحيح مع تباينهما، بل الصحيح أحدهما. وجزم البيهقيُّ بأن ذكر أبي الدرداء وهم، والصواب أُبَي ابن كعب. وقال الداودي: لا أرى ذكر أبي الدرداء محفوظًا. قلتُ: وقد أشار البخاريُّ إلى عدم الترجيح باستواء الطرفين، فطريق قتادة على شرطه، وقد وافقه عليها ثمامة في إحدى الروايتين عنه، وطريق ثابت أيضًا على شرطه، وقد وافقه عليها أيضًا ثمامة في الرواية الأخرى، لكن مخرج الرواية عن ثابت وثمامة بموافقته، وقد وقع عن عبد الله بن المثنى وفيه مقال وإن كان عند البخاريّ مقبولاً لكن لا تعادل روايته رواية قتادة، ويرجح رواية قتادة حديث عُمر في ذكر أبي بن كعب وهو خاتمة أحاديث الباب، ولعل البخاريّ أشار بإخراجه إلى ذلك لتصريح عُمر بترجيحه في القراءة على غيره، ويحتمل أن يكون أنس حدث بهذا الحديث في وقتين، فذكر مرّة أبي بن كعب، ومرّة بدله أبا الدرداء، وقد روى

ابنُ أبي داود من طريق محمد بن كعب القرظي، قال: "جمع القرآن على عهد وسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة من الأنصار: معاذ بنُ جبل، وعبادة ابنُ الصامت، وأبي بنُ كعب، وأبو الدرداء، وأبو أيوب الأنصاري". وإسناده حسن مع إرساله. وهو شاهد جيِّدٌ لحديث عبد الله بن المثنى في ذكر أبي الدرداء وإن خالفه في العدد والمعدود. ومن طريق الشعبي، قال: "جمع القرآن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة: منهم أبو الدرداء، ومعاذ، وأبو زيد، وزيد بن ثابت"، وهؤلاء الأربعة هم الذين ذكروا في رواية عبد الله بن المثنى، وإسناده صحيحٌ مع إرساله. فلله در البخاريّ ما أكثر اطلاعه. قد تبين بهذه الرواية المرسلة قوة رواية عبد الله ابن المثنى، وأن لروايته أصلاً والله أعلم". انتهى.

185/ 20 - (مَنْ أحَبَّ لِقاَءَ الله أحب الله لِقَاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كره الله لِقاءَهُ. فقلت: يا نبيَّ الله! أكراهيةُ الموت؟ فكلنا يكرهُ الموتَ. فقال: "ليس كذلك، ولكنَّ المؤمن إذا بُشِّرَ برحمة الله ورضوانه وجنَّتِهِ أحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لقاءَهُ، وإن الكافرَ إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطه، كره لقاءَ الله، وكره الله لِقاءَهَ). (رواه: زُرارة بنُ أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ) (خت، م، س، ت، ق، حب، ابن أبي داود، ابن منده توحيد، الحافظ تغليق) (حديث الوزير / 347 - 356 ح 122 , البعث ح 1 - 2). 186/ 21 - (مَن أَحَبَّ لِقَاءَ الله تعالى، أحبَّ الله لقاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله تعالى، كره الله لقاءَه، والموتُ قبلَ لقاء الله عزَّ وجلَّ). (رواه: زكريا بنُ أبي زائدة، عن الشعبي , عن شُرَيح بنِ هانيء، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا به). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن عائشة. وفي الباب عن: أبي هريرة، وعبادة بن الصامت، وأنس بن مالك، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي موسى الأشعري، ورجل من أصحابْ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -) (م، حم، حمي، أبو سعيد الدارمي، طب أوسط، ابن منده توحيد، بغ).

قال شيخُنا: هذا الحديث دليلٌ على كراهيةِ النَّاسِ للموتِ، لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم في ذلك، وهذا ظاهرٌ في قول عائشة - رضي الله عنها -؛ "كلنا يكره الموت". أمَّا المؤمنُ، فلقوله تعالى في الحديث الإلهي، الذي أخرجه البخاريُّ (11/ 340 - 341)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "من عادى لي وليًّا .. " وفي آخره: "وما ترددتُ عن شيء أنا فاعلُهُ ترددي عن قبض نفس المؤمن، يكرهُ الموتَ، وأنا أكرهُ مساءته". فكراهية الكافر للموت إذن من باب أولى. وإنما نبَّهتُ على هذا المعنى -مع وضوحه-، لأن الشيخَ محمد الغزالي أعلَّ حديثًا في "الصحيحين" بسبب غفلته عن هذا المعنى. فقد قال في كتابه الأبتر: "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" (ص 26 - 27): "وقد وقع لي وأنا بالجزائر أن طالبًا سألني: أصحيحٌ أن موسى عليه السلام فقأ عينَ مَلَكِ الموت عندما جاء لقبض روحه بعدما استوفى أجله؟ = يشيرُ إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا: "جاء مَلَكُ الموت إلى موسى - عليه السلام -، فقال له: أَجِبْ ربَّكَ. قال: فَلَطَمَ موسى - عليه السلام - عين ملك الموت ففقأها. قال: فرجع الملك إلى الله تعالى، وقال: إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني. قال: فردّ الله إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدي، فقال: الحياةَ تُريد؟ فإنْ كنتَ تريدُ الحياةَ فضع يَدَكَ على متن ثورٍ، فما

توارت يدُك من شعرةٍ فإنك تعيشُ بها سنة، قال: ثم مَه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب .. الحديث". وقد قال الغزالي: وقد جادل البعض في صحته. وهذا كذبٌ فاضحٌ، فما نعلم أحدًا أعلَّ هذا الحديث، وإن كان صادقًا فليسمّ لنا مَنْ هذا البعضُ؟! = .. ثم قال بعد كلام: "وعدتُ لنفسي أفكرُ إن الحديثَ صحيحُ السند، ولكن متنه يثيرُ الريبة إذ يفيد أن موسى يكره الموت، ولا يحبُّ لقاء الله بعدما انتهى أجله، وهذا المعنى مرفوضٌ بالنسبة للصالحين من عباد الله، كما جاء في الحديث الآخر: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" فكيف بأنبياء الله؟ وكيف بواحد من أولي العزم؟ إنَّ كراهيته للموت بعد ما جاء ملكه أمرٌ مستغربٌ؟ ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات التي تعرضُ للبشر من عمى وعورٍ؟ ذاك بعيدٌ، قلتُ: لعلَّ متن الحديث معلول!! .. ثم قال بعد كلام: "والعِلَّةُ في المتن يُبصِرُها المحققون، وتخفى على أصحاب الفكر السطحي"!!. اهـ. هذا كلامُهُ كلُّهُ!! والرجلُ بصرُهُ بالسنَّةِ كليلٌ، وهو صاحب دعوى أعرض من المشرقين، لأنه قال (ص 24): "والفقهاء المحققون إذا أرادوا بحثَ قضيةٍ ما جمعوا كل ما جاء في شأنها من الكتاب والسنة، وحاكموا المظنون إلى المقطوع، وأحسنوا التنسيق بين شتى الأدلة؛ أمَّا اختطاف الحكم من حديثٍ عابرٍ، والإعراض عما ورد في الموضوع من آثار أخرى فليس من عمل العلماء". اهـ.

وهذا الكلام حقٌّ، ولكن هل التزم هو به؟ هل الرجل وهو يعلُّ حديثًا في "الصحيحين" ما سبقه أحدٌ إلى إعلاله، وليس من أهل هذا الشأن، أقولُ: هل جمع الآثار المروية في الباب؟ كلا، كلا، بل إن الرجل لا يحسن فهم الكلام، ففي الوقت الذي يقول فيه إن الحديثَ معلولٌ لأنه يثبت كراهية موسى - عليه السلام - للموت، نقول: إنَّ في نفس الحديث ما ينقض هذه الدعوى، وهي قول موسى - عليه السلام -بعد ما علم أنه ملك الموت-: "أي ربّ! ثَّم ماذا؟ قال: الموت. قال: فالآن". فالذي يستعجل الموت، ويقول "فالآن" هل يقال فيه: إنه كاره للموت، لذلك فقأ عينَ ملك الموت؟!. وإنما فقأ موسى عينَ ملك الموت - عليهما السلام- لأن ملك الموت أتى موسى في صورة لا يعرفها، وصورةُ ملك الموت كانت معروفةً لموسى، إذ أنه كان يجالسُه، فلما رأى موسى رجلاً داخل داره لا يعرفُ من أين دخل ثمَّ هو لم يستأذن، حلَّ له أن يفقأ عينه، وهذا الحكم ثابتٌ في شريعتنا أيضًا، هذا خلاصة ما ذكره الشُّراح، ويدلُّ عليه أنَّه لما جاءه في المرَّة الثانية لم يفقأ عينه لأنه عرفه. وهناك وجهٌ آخر أقوى من هذا. وهو أنه ثبتُ في "صحيح البخاري" (8/ 136) وغيره، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو صحيحٌ، يقول: "إنه لم يقبض نبيٌّ قطُّ حتى يرى مقعده مِنَ الجنَّة، ثم يحيا أو يُخَيَّر". فكانت هذه علامة جعلها الله لأنبيائه. فلما قيل لموسى عليه السلام: أجب ربَّك، وذلك يعني قبض روحه، ثم هو لم يخير، فعلَ ما فعلَ، فلمَّا خير بين الحياة الطويلة وبين الموت علمَ أنه مِنْ عند الله، ولم يكن نبيٌّ ليختار الحياةَ

على ما عندَ الله تعالى، فقال: "فالآن". فيا عباد الله! هل في هذا الحديث أي معنى يستنكر، حتى يُعِلّهُ هذا "المتمجهد"! إن الرجل من هؤلاء الذين أطلق عليهم بعضُ الأذكياءِ اسم "المجددينات" فاستغرب سامعُهُ من هذا الجمع، فقال: أيُّ جمعٍ هذا؟ ما هو بجمع مذكر سالم، ولا مؤنث سالم. فقال له: "هذا جمع مخنث سالم"!! فأقسم له سامعُهُ أن اللغةَ العربيةَ في أشد الحاجة إلى هذا الجمع خصوصًا في هذه الأيام. والله المستعان. وقد رفعتُ كلَّ شبهةٍ ولبسٍ عن هذا الحديث وغيره، في كتابي الكبير (سمط اللآلي في الرد على محمد الغزالي) والمجلد الأول منه على وشك التمام، يسر الله إتمامه بخير.

187/ 22 - (مَنْ بدَّل دينَه فاقتلوه). (عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا). (إسناده صحيح) (خ، حمي، هق) (التوحيد / 1422 / جمادى الأول؛ غوث 3/ 139 ح 843؛ كتاب المنتقى / 316 / ح 910؛ جنة المرتاب / 507؛ تنبيه 5 / رقم 1388). 188/ 23 - (لا تعذِّبوا بعذاب الله). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (صحيحٌ) (خ، حمي، هق) (التوحيد / 1422 / جمادى الأول؛ تنبيه 5 / رقم 1388). قال شيخُنا: أخرج البخاريُّ في "كتاب الجهاد" (6/ 149)، وفي "استتابة المرتدين" (12/ 267) من طريق عكرمة، قال: أتى عليٌّ - رضي الله عنه - بزنادقةٍ فأحرقهم، فبلغ ذلك ابنَ عباسٍ، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تعذبوا بعذاب الله)، ولقتلتهم، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بدل دينه فاقتلوه). وقال بعض الناس: إنه لم يحرقهم، وإنما حفر لهم خندقًا. ورُدَّ ذلك عليه. فأخرج الحميديُّ في "مسنده" (533)، والبيهقيُّ (9/ 71) من طريق محمد ابن عباد، قالا: ثنا سفيان بنُ عُيَينة: ثنا أيوب، عن عكرمة، قال: لما بلغ ابنَ عباسٍ أنَّ عليًا أحرقْ المرتدين يعني الزنادقة قال ابنُ عباس: لو

كنتُ أنا لقتلتهم، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من بدل دينه فاقتلوه)، ولم أحرقهم، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا ينبغي لأحدٍ أنْ يُعَذِّبَ بعذاب الله). قال سفيان: فقال عمارُ الدُّهني وهو في المجلس -مجلس عَمرو بن دينار- وأيوب يحدث بهذا الحديث: إن عليًا لم يحرقهم إنما حفر لهم أسرابًا، وكان يدخل عليهم منها حتى قتلهم. فقال عَمرو بنُ دينار: أما سمعت قائلهم وهو يقول: لترم بيَّ المنايا حيثُ شاءت ... إذا لم ترم بي في الحفرتين إذا ما قرَّبوا حطبًا ونارًا ... هناك الموتُ نقدًا غير دَيْن وقد روى هذا الحديث جرير بنُ حازم، عن أيوب السختيانيّ بالسند المتقدم، وزاد فيه: فبلغ ذلك عليًّا -يعني: اعتراض ابن عباس-، فقال: ويح ابن أمِّ الفضل، إنه لغوَّاصٌ على الهنّات. أخرجه عثمان بنُ سعيد الدارميُّ في "الرد على الجهمية" (361، 385)، ويعقوب الفسويُ في "المعرفة والتاريخ" (1/ 516)، ومن طريقه البيهقيُّ (8/ 202). وتعليق عليٍّ - رضي الله عنه - يحتمل وجهين: الأول: أنه قالها توجعًا، حيث إن النهي عن التحريق حمله عليٌّ على كراهة التنزيه، وحمله ابنُ عباسٍ على التحريم، فأنكره عليٌّ وتوَّجع لذلك. والثاني: أن يكون قالها رضىً بما قال، وإنه حفظ ما نسيه، بناءً على أحد ما قيل في كلمة (ويح)، وإنها تُقال بمعنى المدح والتعجب، ويحتمل أن يكون عليٌّ توَّجعَ أنَّ ابنَ عباس لم يبادر بتذكيره.

ويدلُّ على أنه إنما قالها موافقًا لابن عباس لا معارضًا ما رواه عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني في هذا الحديث، قال: فبلغَ ذلك عليًّا، فقال: صدق ابنُ عباس. أخرجه الترمذيُّ (1458). وقال: حسنٌ صحيحٌ. والله أعلم.

189/ 24 - (مَنْ سمَّ نفسهُ، فسُمُّهُ يزيده يتحسَّى بها في نار جهنَّمَ مَخَلَّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدةٍ، فحديدَتُه يزيده يتوجَّأ بها في بطنه يوم القيامة خالدًا مخلدًا فيها أبدًا). (رواه: جماعةٌ عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، طي، طح مشكل، ابن منده، هق، بغ) (الأمراض / 174 ح 71). 190/ 25 - (مَنْ قتل نفسه بسمٍّ، عُذِّب في نار جهنم). (رواه: محمد بنُ عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه: مالك، وعبد الرحمن بنُ أبي الزناد، وابنُ عجلان، وشعيب بنُ أبي حمزة جميعًا، عن أبي الزناد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا). (خ، ت، حب، حم، طح مشكل) (الأمراض / 174 - 175). قال الترمذيُّ: "وروى محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم". ولم يذكر فيه: "خالدًا مخلدًا فيها أبدا" وهكذا روى أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وهذا أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأنَّ أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها". اهـ.

قال شيخُنا: بنى الترمذيُّ ترجيحَهُ على المعنى، وإلا فحديثُ أبي صالح عن أبي هريرة صحيحٌ قطعًا، وقد صحَّحه الترمذيُّ، مع أن الجمع ممكنٌ بحمل حديث أبي صالح عن أبي هريرة على المُسْتَحِلّ، بدليل: ما أخرجه مسلمٌ (116/ 184)، وأحمد (3/ 370 - 371)، والحاكمُ (4/ 76)، والطحاويُّ في "المشكل" (1/ 74)، والطبرانيُّ في "الأوسط" (2406)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 261) والبيهقيُّ في "الدلائل" (5/ 364)، وفي "السنن" (8/ 17) من طريق حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر ابن عبد الله - رضي الله عنهما -: أنَّ أبا الطفيل بن عَمرو الدوسيّ أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعةٍ؟ فأبى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، للذي ذخر الله للأنصار، فلمَّا هاجر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عَمرو، وهاجر معه رجلٌ من قومه, فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بنُ عَمرو في منامه، فرآه في هيئة حسنةٍ، ورآه مغطيًّا يديه، فقال له: ما صنع بك ربُّك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ما لي أراك مغطيًّا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصَّها على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم وليديه فاغفر). قال الطبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا حجاج، تفرد به حماد". اهـ. قلتُ: كذا قال! ولم يتفرد به حماد، فتابعه إسماعيل بنُ إبراهيم: ثنا الحجاج بن أبي عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر مثله.

أخرجه أبو يعلى (ج 4 / رقم 2175)، وعنه ابنُ حبان (3017)، قال: ثنا إبراهيم بنُ عبد الله الهرويُّ: ثنا إسماعيل بنُ إبراهيم. قال أبو نعيم: "هذا حديثٌ صحيحٌ" أخرجه مسلمٌ في كتابه. أمَّا الحاكمُ فقال: "صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبيُّ!. كذا قالا! والبخاري لم يحتج بأبي الزبير عن جابر.

191/ 26 - (مَنْ نامَ عَنْ وِتْرِهِ فَلْيَقْضِهِ إذا أَصْبَحَ). (رواه: محمد بنُ مطرف، وعبد الرحمن بنُ زيد بن أسلم، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (د، ت، ق، حم، ابن نصر قيام الليل، ابن شاهين، قط، ك، هق) (التوحيد / رمضان / 1414 هـ). 192/ 27 - (مَنْ أَدْرَكَ الصُّبحَ، ولم يُوتِر، فلا وِتْرَ عليه). (رواه: قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (قال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط مسلم، ووافقه الذهبيُّ. ولكن أعلَّه البيهقيُّ بقوله: ورواية يحيى ابن أبي كثير كأنها أشبه، فقد روينا عن أبي سعيد في قضاء الوتر. اهـ. قلتُ: يشر إلى حديث مسلم وغيره: أوتروا قبل أن تصبحوا) (خز، حب، ك، هق) (التوحيد / رمضان / 1414 هـ). 193/ 28 - (أَوتِرُوا قبلَ أن تُصْبِحُوا). (رواه: يحيى بنُ أبي كثير، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (صحيحٌ) (م، عو، س، ق، مي، حم، ش، طي، خز، عب، ابن نصر قيام الليل، ك، هق، نعيم حلية) (التوحيد / رمضان / 1414 هـ). سألتْ سائلةٌ، فقالت: قرأتُ حديثين، أحدهما يقول: "مَنْ نامَ عَنْ

وِتْرِهِ فَلْيَقْضِهِ إذا أَصْبَحَ"، وحديثًا آخر يقول: "مَنْ أَدْرَكَ الصُّبحَ، ولم يُوتِر، فلا وِتْرَ عليه". فهل كلاهما صحيحٌ؟ وكيف نفهم الحديثين مع أن ظاهرَهما التعارض؟ فقال شيخُنا: أمَّا أحاديث قضاء الوتر بعد الصبح، والنهي عن ذلك، فيحتاج الأمرُ إلى الفصل في صحة الحديث قبل تأويله، كما عليه جماعةُ العلماء. ... ولكن لا منافاة عندي بين الروايتين، وهما حديثان مستقلان لا حديث واحد حتى يعل أحدهما الآخر. وتفصيل هذا في موضع آخر. وفي الباب أحاديث أخرى كثيرة، ولا تعارض بين الحديثين، لأن الحديث الآذن بقضاء الوتر خاص بمن نسيه أو نام عنه وكان ينوي أن يصليه ففاته قصده بالعذر. والحديث الآخر المانع من قضاء الوتر خاص بمن تركه هملاً وكسلاً، فهذا يعاقبُ بأنْ يُحْرَم مِنْ قضائه وإحراز فضيلته وأجره. والله سبحانه وتعالى أعلمُ.

194/ 29 - (هذا لَعَمْرُ الله التَّكَلفُ، اتَّبِعُوا ما بُيِّنَ لكم مِنْ هذا الكتاب "التكلف"، قال في النهاية: أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها). (رواه الزهريُّ , عن أنس - رضي الله عنه -، أنَّهُ سمع عُمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه -، قال: "ما الأبُّ؟ " ثم قال: "مه" ورمى بعصاهُ الأرضَ، فقال: .... فذكره). (صحيحٌ. قال الجوزقانيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ) (ابن جرير، عبد تفسيره، هق شعب، الجوزقاني) (التسلية / ح 14؛ ابن كثير 1/ 127). 195/ 30 - (بينما عُمرُ جالسٌ في أصحابه إذ تلا هذه الآية {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)} [عبس: 27 - 31]، ثم قال: هذا كلُّهُ قد عرفناهُ، فما الأبُّ؟ قال: في يده عُصَيَّةٌ يضربُ بها الأرض، فقال: "هذا لَعَمْرُ الله التَّكَلُّفُ، فخذوا أيها الناسُ بما بُيِّنَ لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلُوهُ إلى ربِّهِ"). (رواه: عليّ بنُ المديني، قال: حدثنا الوليد بنُ مسلم، قال: ثنا الأوزاعيُّ، قال: ثنا الزهريُّ، قال: حدثني أنس بنُ مالكٍ، قال: .. فذكره). (صحيحٌ) (خط، الجوزقاني، جوزي مناقب) (التسلية / ح 14؛ ابن كثير 1/ 127).

ثم روى الخطيبُ، عن أبي بكر المروزيّ، قال: قلتُ لأبي عبد الله أحمد بنِ حنبل: إنَّ عليّ بنَ المدينيّ يُحَدِّثُ، عن الوليد ابنِ مسلم، عن الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن أنس، عن عُمر: "كِلُوُهُ إلى خالقه". فقال أبو عبد الله: كَذِبٌ. حدثنا الوليدُ مرتين، ما هو هكذا، إنما هو: "كِلُوهُ إلى عالمه". قلتُ لأبي عبد الله: إن عباسًا العنبريّ، قال: لمَّا حدّث به بالعسكر، قلتُ لعلي بن المديني: إنَّهم قد أنكروه عليك؟ فقال: حدَّثتُكُم به بالبصرة، وذكر أن الوليد أخطأ فيه، فغضب أبو عبد الله، وقال: فنعم! قد عَلِمَ -يعني: علي بن المديني- أنَّ الوليدَ أخطأَ فيه، فَلِمَ أرادَ أنْ يُحَدِّثَهم به؟ يُعطيهم الخطأ؟ وكَذَّبهُ أبو عبد الله. وقد ذكرَ أبو بكر المروزيّ - رحمه الله - أنَّهُ لمَّا كان أيام المحنة، أحضر عليّ ابن المدينيّ عند ابن أبي داود، فقال له ابنُ أبي داود: ما تقولُ في القرآن؟ فحدثه عليٌّ بحديث عُمر: "فَكِلُوُهُ إلى ربِّه"، ففرح بذلك ابنُ أبي داود وقبلَ رأسَ عليٍّ. وذكر الخطيبُ (11/ 470): أنَّ أبا إسحاق الحربيّ سُئلَ: أكان عليّ ابنُ المديني يُتَّهمُ بشيءٍ من الكذب؟

فقال: لا , إنما كان حدَّث بحديثٍ، فزاد في خبره كلمة ليُرضي بها ابنَ أبي داود. فقال شيخُنا: فحاشا لله أنْ يزيد ابنُ المديني من عند نفسه عامدًا، وإنما أخطأ الوليد بنُ مسلم في هذه اللفظة، كما قال ابنُ المديني، وأقرَّه أحمدُ. وإنما قال ابن المديني ما قال تقيَّةً لا عقيدةً، فأنكر عليه الإمامُ أحمد أشدّ الإنكار، وَهَجَرَهُ، وبدَّعَهُ، وكذَّبَهُ فيما روى. وهذا كان مذهبًا لأحمد، اجتهد فيه، أملاهُ عليه جسامةُ الخطب بالفتنة الملعونة التي فرَّقت بأن العلماء، وكثيرًا ما ينفسخُ عزمُ القلب في المحن، والثابتُ على الحقِّ من ثبَّتَهُ الله تعالى. وكان عليّ بنُ المديني ضعيفًا على المحنة، فقد قال عليّ بنُ الحسين ابن الوليد: حين ودَّعْتُ علي بنَ المدينيّ، قال: بَلِّغ أصحابي عنِّي أن القوم كفارٌ، ضُلاَّلٌ، ولم أجد بُدًّا من متابعتهم لأني جلستُ في بيتٍ مُظلِمٍ ثمانية أشهر، وفي رجلي قيدٌ ثمانية أمنان حتى خفتُ على بصري، فإن قالوا: يأخذ منهم، وقد سُبِقْتُ إلى ذلك، فقد أخذَ من هو خيرٌ منِّي. ولكن ذكر الذهبيَّ في "السير" أنَّها حكايةٌ منقطةٌ. وذكر ابنُ عمَّار أنَّ ابنَ المدينيّ، قال: ما في قلبي مما قلتُ وأجبتُ إليه شيءٌ، ولكني خفتُ أنْ أُقتلَ، قال: وتعلم ضعفي، وأني لو ضربتُ سوطًا واحدًا لمُتُّ. اهـ. فهذا عُذْرُ عليّ بن المدينيّ رحمه الله، وقد ترخص مثلما ترخَّص عمَّار بنُ

ياسر، ثم رجع عن قوله، وأبدا عذره. ومع ما قاله أحمد، فإنه روى عن عليٍّ في "مسنده" نيِّفًا وستين حديثًا، وهذا يدفعُ ما ذُكِرَ عن عبد الله بن أحمد، قال: كان أبي حدَّثنا عنه، ثم أمسك عن اسمه، ويقولُ: حدثنا رجلٌ، ثم تركَ حديثه بعد ذلك. وعلَّق الذهبيُّ على هذا بقوله: "بل حديثُه عنه في "مسنده"، وقد تركه إبراهيم الحربيُّ، وذلك لميله إلى أحمد بن أبي داود، فقد كان مُحسنًا إليه، وكذا امتنع مسلمٌ من الرواية عنه في "صحيحه" لهذا المعنى، كما امتنع أبو زرعة، وأبو حاتم من الرواية عن تلميذه محمد -يعني: البخاري- لأجل مسألة اللفظ". اهـ. وبالجملة: فابنُ المديني إمامٌ ثقةٌ جبلٌ، عظمت عليه المحنةُ بكلام أحمد فيه، فرضي الله عنهما وغفر لنا ولهما، وإني أدينُ الله - عز وجل - بحبهما وأمثالهما من السلف. فلله الحمدُ على ما أنعم، ووفق وألهم. وسُئلَ الدارقطنيُّ كما في "العلل" (2/ 120) عن حديث عُمر بن الخطاب هذا، فقال: "من روى هذا الحديثَ "فَكِلُوُهُ إلى خالقه" فقد وَهِمَ، وقال ما لم يقُلْهُ أهلُ الحديث، فإنَّه لا يُعرَف فيه إلا قولُهُ: "فكلوه إلى عالمه". أو "كلوا علمه إلى الله - عز وجل -، أو فدعوه". اهـ. قلتُ (والقائل شيخنا رضي الله عنه):

فانظر إلى أدب الدارقطنيّ - رحمه الله -، كيف عرَّضَ بمقالة عليّ بن المدينيّ، ولم يذكر اسمَه لجلالته وعلمِهِ، فليتَ طلاب العلم يتأسون بهؤلاء الأساطين، ويرحم بعضُهُم بعضًا، فما أعظم المحنة بصغار الأسنان. والله المستعان.

10 - أبواب: التفسير وفضائل القرآن

10 - أبواب: التفسير وفضائل القرآن (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 196/ 1 - (الآيتان مِنْ آخر سورة البقرة، مَنْ قرأ بهما في ليلةٍ كَفَتَاه). (رواه: منصور بنُ المعتمر، والأعمش، كلاهما عن إبراهيم، عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، سي، ت، ق، مي، حم) (التوحيد / ذو الحجة / 1417 هـ؛ ابن كثير 1/ 300؛ الفضائل 231؛ التسلية / ح 111). 197/ 2 - (أصبنا سبايا يوم أوطاس لُهنَّ أزواجٌ في قومِهِنَّ، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24]. أي: فهن لكم حلالٌ إذا انقضت عدتهنَّ). (رواه: عثمان البَتِّيُّ وهذا حديثه، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره. وتوبع عثمان عليه، تابعه قتادة. فرواه: شعبة، وسعيد بنُ أبي عروبة، كليهما عنه، عن أبي الحليل، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. ورواه: همام ابنُ يحيى، وسعيد بنُ أبي عروبة، وشعبة، ثلاثتهم عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن أبي علقمة الهاشمي، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. فزادوا في الإسناد: "أبا علقمة").

(قال الترمذيُّ في حديث عثمان: "هذا حديثٌ حسنٌ. وهكذا روى الثوريُّ عن عثمان البتِّيّ، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وليس في هذا الحديث "عن أبي علقمة"، ولا أعلمُ أن أحدًا ذكرَ "أبا علقمة" في هذا الحديث إلا ما ذكرَ همام، عن قتادة، وأبو الخليل اسمُهُ: صالح بنُ أبي مريم". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فقد توبع همام كما رأيت .. وقد نظر أهل العلم في هذا. فقال الدارقطنيُّ في "العلل": "يرويه قتادة .. وخالفه عثمان البتي، وقول قتادة أصحُّ". وتبعه على ذلك المزيُّ في "الأطراف" (3/ 344) وفي "التهذيب" (13/ 90)، والعلائيُّ في "جامع التحصيل" (ص 295). وقد تقدم أن الثقات يروونه، عن قتادة على الوجهَين. وتابع البتيّ -وهو عثمان بن مسلم- قتادة على الوجه الثاني، فَذِكْرُ "أبي علقمة" من المزيد في متصل الأسانيد، ولذلك اعتمده مسلمٌ وأدخله في "صحيحه". ورجّح النوويُّ في "شرح مسلم" (10/ 34) أنَّ أبا الخليل سمِعَهُ على الوجهين، فرواه تارةً هكذا، وتارةً هكذا. ويُؤَيِّدُ كلام النووي أن الترمذيّ حسَّن حديث "أبي الخليل، عن أبي سعيد". والله تعالى أعلم) (م، د، ت، س كبرى، حم، يع، ش، طي، عب، ابن جرير، الواحدي، قط علل، هق) (تنبيه 12 / رقم 2423). 198/ 3 - (أقرؤنا أُبيُّ، وأقضانا عليُّ، وإنَّا لنَدَعُ مِنْ قولِ أُبَيٍّ، وذاك أَنَّ أُبَيًّا يقول: لا، أَدَعُ شيئًا سمعتُهُ مِنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد قال الله تعالى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106]. ومعنى: (أقرؤنا) أجودنا قراءة للقرآن. (أقضانا) أعلمنا بالقضاء. (لندع) لنترك.

(رواه: الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - به. ورواه عن الثوري: يحيى القطان، وأبو أحمد الزبيري، وقبيصة بنُ عقبة. وتابعه الأعمش ومسعود بن سليمان معًا عن حبيب). (خ، س كبرى، حم، ش، عبد الله بن محمد بن سعيد، ابن سعد، عمر بن شبة، قط علل، ك، هق دلائل، ابن بشران، نعيم حلية، كر، ابن الأنباري) (حديث الوزير / 75 - 76؛ التسلية / ح 60). 199/ 4 - (الصمدُ: الذي لا جوفَ له). (رواه: منصور، وابنُ أبي نجيح كلاهما، عن مجاهد رحمه الله). (صحيحٌ) (ابن جرير) (حديث الوزير / 164 - 165 ح 49). 200/ 5 - (أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - طَرَقَهُ وفاطمةَ بنتَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ألا تصليان؟ قلتُ: يا رسول الله! إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أنْ يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلتُ ذلك، ولم يرجع إليّ شيئًا، فسمعته يقول وهو مُوَلٍّ، يضرب فَخِذَه، ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف: 54]). (رواه: الزهريّ، قال: أخبرني عليّ بن الحسين، أنَّ حسين بنَ عليّ أخبره، أنَّ عليّ بنَ أبي طالب - رضي الله عنه - أخبره به). (صحيحٌ. قال أبو نعيم: صحيحٌ متفقٌ عليه، من حديث الزهريّ) (خ، بخ، م، عو، س تفسير، حم، حم زوائد عبد الله، عب، خز، حب، هق، نعيم حلية) (حديث الوزير / 73 ح 13).

201/ 6 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنَين، بعث جيشًا إلى أوطاس، فلقوا عدوًّا، فقاتلوهم، فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا. فكأن ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحرَّجوا من غِشيانهن من أجل أزواجهنَّ من المشركين. فأنزل الله - عز وجل - في ذلك: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] أي فهنَّ لكم حلالٌ إذا انقضت عدتهنَّ). (رواه: همام بنُ يحيى، وسعيد بنُ أبي عروبة وهذا حديثه، وشعبة، ثلاثتهم عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن أبي علقمة الهاشمي، عن أبي سعيد الخدري به. ورواه: شعبة، وسعيد بنُ أبي عروبة، كليهما عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد الخدري .. فسقط ذكر "أبي علقمة". وتوبع قتادة على هذا الوجه بإسقاط "أبي علقمة"، فرواه عثمان البَتِّيُّ، عن أبي الخليل، عن أبي سعيد به، ولم يذكر "أبا علقمة"). (نظر أهل العلم في هذا. فقال الدارقطنيُّ في العلل: "يروية قتادة .. وخالفه عثمان البتي، وقول قتادة أصحُّ". وتبعه على ذلك المزيُّ في "الأطراف" (3/ 344) وفي "التهذيب" (13/ 90)، والعلائيُّ في "جامع التحصيل" (ص 295). وقد تقدم أن الثقات يروونه عن قتادة على الوجهين. وتابع البتيُّ -وهو عثمان ابن مسلم- قتادةَ على الوجه الثاني، فذِكْرُ "أبي علقمة" من المزيد في متصل الأسانيد، ولذلك اعتمده مسلمٌ وأدخله في "صحيحه". ورجَّح النوويُّ في "شرح مسلم" (10/ 34) أنَّ أبا الخليل سمِعَهُ على الوجهين، فرواه تارةً هكذا، وتارةً هكذا. ويُؤَيِّدُ كلام النووي أن الترمذيّ حسَّن حديث أبي الخليل، عن أبي سعيد. والله تعالى أعلم) (تقدم تخريجه، برقم 197). (تنبيه 12 / رقم 2423).

فصلٌ: وروى محمد بنُ مسلم بنِ أي الوضاح، وشريك بنُ عبد الله النَّخَعِي، كلاهما عن سالم الأفطس، قال: حدثني رزين الجُرجانيّ، قال: سألت سعيد بنَ جبير عن هذه الآية {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}، قال: لا علم لي بها، فسألتُ الضحاك بنَ مزاحم، وذكرتُ له قولَ سعيد بنِ جبير، قال: أشهدُ لسمعتُهُ يَسألُ عنها ابنَ عباس. فقال ابنُ عباس: نزلتْ يوم خيبر. يعني قوله تعالى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 24]. لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر أصاب المسلمون نساءً من نساءِ أهل الكتاب لهُنَّ أزواجٌ، وكان الرجلُ إذا أراد أن يأتي المرأة منهن، قالت: إن لي زوجًا، فسلْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأُنزِلَت هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}. يعني السَّبي من المشركين يُصاب لا بأسَ بذلك. قال -يعني رزين الجُرجاني-: فذكرتُ ذلك لسعيد بنِ جبير، فقال: صدق الضحاكُ. (ورزين الجُرجاني: قال الهيثميُّ في "المجمع" (7/ 3): "لم أعرفه". وقد ذكره السهميُّ في "تاريخ جرجان" (ص 212)، ولم يذكر فيه شيئًا، فرسمه رسم المجهول. ثم في روايته نكارة من وجهين، الأول: قوله: "سألت الضحاكَ فقال: أشهد لسمعتُهُ -يعني: سعيد بن جبير- يسأل عنها ابن عباس". فهذا يعني أن الضحاك بنَ مزاحم سَمِع ابن عباس وهو يجيب سعيد بنَ جبير. وهذا لا يصحُّ، فقد مضت كلمةُ أهل العلم أن الضحاك لم يسمع من ابن عباس. قال شعبة: قلت لمشاش: الضحاك سمع من ابن عباس؟ قال: ما رآه قط.

قال عبد الملك بن ميسرة: الضحاك لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد بنَ جبير بالريّ، فأخذ عنه التفسير. وذكرهما الطبريُّ في تفسيره (110، 111 - شاكر). وكذلك قال شعبة وأبو زرعة الرازي والدارقطني وسائرُ النقاد. الوجه الثاني: قوله: "نزلت لمَّا فتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر" فهو وهمٌ، والصوابُ: "حنين" كما يأتي إن شاء الله تعالى، ويدلُّ عليه أن النسائيَّ، أخرج هذا الحديث في "الكبرى" (11098) قال: أخبرنا يحيى بنُ حكيم: نا محمد بنُ جعفر: أنا إسرائيل، عن أبي حُصَين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وأحال على حديث أبي سعيد أن ذلك كان في "حنين"، كما سيأتي في التعقب القادم إن شاء الله تعالى.) (تخريجه: طب أوسط، طب كبير، السهمي، المطرِّز) (تنبيه 12 / رقم2422). 202/ 7 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو في قبَّةٍ، يوم بدر: "اللهم إني أَنشُدُكَ عهدَك ووعدَك، اللهم إن شئِتَ لم تُعبدْ بعد اليوم "فأخذ أبو بكر بيده، فقال: حسبُك يا رسول الله، فقد ألححت على ربِّك. وهو يثبُ في الدِّرعِ، فخرج وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)} [القمر: 45]). (قال عبد الوهاب بنُ عبد المجيد الثقفيّ، ووهيب بنُ خالد -وهذا لفظه-، وخالد ابنُ عبد الله الواسطيّ: ثنا خالد الحذَّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (حديث صحيحٌ) (خ، س تفسير، حم، طب كبير، أوسط، هق دلائل، صفات، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2484).

203/ 8 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسيرُ في بعض أسفاره، وعُمر ابنُ الخطاب يسر معه ليلًا، فسأله عُمر بنُ الخطاب عن شيءٍ فلم يُجِبْه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، وقال عُمر ابنُ الخطاب: ثكلتكَ أُمُّكَ يا عُمر، نزرتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كلُّ ذلك لا يُجِيبُك. قال عُمر: فحرَّكتُ بعيري، ثم تقدمتُ أمام المسلمين، وخشيتُ أن ينزلَ فيَّ قرآن فما نشبتُ أن سمعتُ صارخًا يصرخُ بي، قال: فقلتُ: لقد خشيتُ أن يكون نزلَ فيَّ قرآن، وجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليه، فقال: "لقد أُنزِلت عليَّ الليلة سورةٌ لهي أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس"، ثم قرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]). (رواه: عبد الله بنُ مسلمة القعنبيّ، وعبد الله بنُ يوسف، وإسماعيل بنُ أبي أويس، ويحيى بنُ بكر، ويحيى بن يحيى كلهم، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه بهذا). (هذا الحديث رواه: محمد بنُ خالد بن عثمة، وأبو نوح عبد الرحمن بنُ غَزْوان، وأبو مصعب الزبيريُّ أحمد بنُ أبي بكر، ومحمد بنُ حرب الحولانيُّ، وروح بنُ عبادة، وإسحاق بنُ إبراهيم الحنينيُّ، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بنُ داود الخريبيُّ، ثمانيتُهُم عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عُمر به. وخالفهم من تقدم فرووه عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

هكذا مرسلًا؛ وهو اختيارُ البخاريّ، ويحيى بن يحيى في الموطأ وغيرُهم. قال الدارقطنيُّ في "العلل" (171) أن أصحاب الموطأ رووه عن مالك مرسلًا، منهم معن بنُ عيسى والقعنبيُّ والشافعيُّ ويحيى بنُ بكير وغيرهم. فيُفهم من كلامه أنه يرجح المرسل، وكذلك إيراده في "التتبع" يدلُّ على ذلك. فرد عليه الحافظُ في "مقدمة الفتح" (373)، قائلًا: بل ظاهر رواية البخاري الوصل فإن أوله وإن كان صورته صورةُ المرسل، فإن بعده ما يصرِّحُ بأن الحديث لأسلم، عن عُمر، ففيه بعد قوله: فسأله عُمر عن شيء فلم يُجِبْه، فقال عُمر: نزرت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كلُّ ذلك لا يجيبك، قال عُمر: فحركتُ بعيري .. وساق الحديث على هذه الصورة حاكيًا لمعظم القصة عن عُمر فكيف يكونُ مرسلًا؟ هذا من العجب. انتهى. وسبقه إلى هذا ابنُ عبد البر، فقال: هذا الحديث عندنا على الاتصال، لأن أسلم رواه عن عُمر، وسماعُ أسلم من مولاه عُمر - رضي الله عنه - صحيحٌ، لا ريب فيه. انتهى). (تخريج المرسل: خ، ط، هق دلائل. تخريج الموصول: ت، س كبرى، حم، حب، الإسماعيلي، البزار، يع، بغ أبو القاسم، ابن عبد البر، بغ تفسير) (تنبيه 12 / رقم 2518). 204/ 9 - (إنَّ هذا لهو التَّكلُّف يا عُمر!. قوله: "نهينا"، أي: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "التكلف"، قال في النهاية: أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها). (رواه يزيد بنُ هارون، عن حميد الطويل، عن أنس - رضي الله عنه -، أَن عُمر بنَ الحطاب - رضي الله عنه -

قَرَأَ على المِنْبَر: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس / 31]، فقال: هذه الفاكهةُ قد عرفناها فما الأبُّ؟ ثم رجع إلى نفسه، فقال: ... فذكره). (صحيحٌ. قال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ. وهو كما قالا. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع باب: "تأويل مختلف ومشكل الحديث"). (أبو عبيد فضائل القرآن، ش، سعيد بن منصور تفسيره، ك، هق شعب). (التسلية / ح 14؛ ابن كثير 1/ 127). 205/ 10 - (أُنزِلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح / 1] مرجعهم من الحديبية، وقد خالط أصحابه الحزن والكآبة، قال فقرأها عليهم حتى بلغ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح / 2 - 3] فقال رجلٌ: هنيئًا لك يا رسول الله! قد بيَّن الله لك ما يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله الآية الأخرى بعدها: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح / 5] (عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -). (صحيح) (م، عو، ابن جرير، طي، حم، ش،

طب أوسط، هق دلائل) (تنبيه 12 / رقم 2469). 206/ 11 - (إنه ليُؤْتَى بالرجل العظيم السَّمِين يوم القيامة، لا يَزِن عند الله جناحَ بَعُوضَةٍ اقرءوا إن شئتم {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (خ، م، ابن أبي حاتم، ابن مردويه، بغ) (الزهد / 55 ح 68). 207/ 12 - (جمع القرآنَ على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أربعةٌ: " أُبيّ ابنُ كعب، وزيد بنُ ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بنُ جبل). (رواه الحسين بنُ واقد، عن ثمامة، عن أنس - رضي الله عنه - به. وقد رواه عبد الله بنُ المثنى، قال: حدثني ثابت البُنانيُّ وثمامة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القرآنَ غيرُ أربعةٍ: أبو الدرداء، ومعاذ، وأبو زيد، وزيد بنُ ثابت. فخالف في تسمية واحد من هؤلاء الأربعة). (قال أبو بكر أحمد بنُ محمد بنِ عبد الله بنِ صدقة شيخ الطبراني: أبو زيد بن عبيد القاريءُ الذي كان على القادسية، وهو أبو عمير بن سعدٍ. انتهى. وقال ابنُ حبان: حدثنا محمد بنُ بشار البغداديُّ بالرملة، قال: ثنا الفضل بنُ موسى الهاشمي، قال: ثنا الأنصاري -هو محمد بنُ عبد الله-، عن أبيه، عن ثمامة، قال: قلت لأنس: "أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أيش اسمُه؛ فقال: قيس ابنُ السكن؛ رجلٌ منا من بني عدي بن النجار، لم يكن له عقبٌ نحن ورثناه"). (ويراجع؛ باب تأويل مختلف الحديث) (خ، البزار، طب أوسط، حب ثقات)

(تنبيه 12 / رقم 2456؛ تنبيه 8 / رقم 1837، التسلية / ح 56). 208/ 13 - (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في بعض أسفاره، فلما كنَّا ببعض الطريق، كلمتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فسكت، ثم كلمتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكت، ثم كلمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكت، فحركتُ راحلتي فتنحيتُ، وقلتُ: سألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآنٌ؛ فما نشبتُ أن سمعتُ صارخًا يصرخُ بي، فقال لي: "يا ابن الخطاب: أُنزل عليّ في هذه الليلة سورةٌ ما أحبُّ أنَّ لي بها ما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]). (قال محمد بنُ خالد بن عثمة -واللفظُ له-، وأبو نوح عبد الرحمن بنُ غَزْوان، وأبو مصعب الزبيريُّ أحمد بنُ أبي بكر، ومحمد بنُ حرب الحولانيُّ، وروح بنُ عبادة، وإسحاق بنُ إبراهيم الحنينيُّ، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بنُ داود الخريبيُّ، ثمانيتُهُم: نا مالك بنُ أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعتُ عُمر ابن الخطاب - رضي الله عنه -، يقول: .. فذكره). (ت، س كبرى، حم، حب، الإسماعيلي، البزار، يع، بغ أبو القاسم، ابن عبد البر، بغ تفسير) (تنبيه 12 / رقم 2518). 209/ 14 - {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82]. قال: الدُّنيا قليلٌ، فليضحكوا فيها ما شاءوا، فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى، استأنفوا في بُكاءٍ لا ينقطعُ عنهم أبدًا).

(عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قوله). (إسناده صحيحٌ) (ش، ابن جرير) (الزهد / 14 ح 1). 210/ 15 - ، {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: 82]. قال: هم المنافقون والكفار الذين اتخذوا دينهم هزوًا ولعبًا. يقول الله تبارك وتعالي: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} في الدنيا {وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} في النَّار). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قوله (وسنده حسن) (الزهد / 15). 211/ 16 - (في قول الله تبارك وتعالى: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} [النحل: 88]، قال: عقارب أمثال النخل الطوال). (رواه: الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قوله). (صحيحٌ. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ. وهو كما قالا. وقد رواه عن الأعمش شعبة، وبهذا أمِنَّا من تدليسه) (هناد، عب تفسير، ش، يع، ابن أبي الدنيا صفة النار، ابن جرير، طب كبير، ك، هق بعث) (الزهد / 28 ح 26). 212/ 17 - (قد أُنزِلَت عليَّ الليلة سورةٌ هي أحبُّ إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح / 1 - 2] أبو مصعب الزبيريُّ أحمد بنُ أبي بكر -واللفظُ له-، ومحمد بنُ خالد بن عثمة،

وأبو نوح عبد الرحمن بن غَزْوان، ومحمد بنُ حرب الخولانيُّ، وروح بنُ عبادة، وإسحاق بنُ إبراهيم الحنينيُّ، ويزيد بنُ أبي حكيم، وعبد الله بنُ داود الخريبيُّ، ثمانيتُهُم: نا مالك بنُ أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنَّ عُمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه -، كان يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض أسفاره، فسأله عُمر عن شيءٍ فلم يُجِبْه، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عُمر: ثكلتكَ أُمُّكَ عُمر، نزرت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كلُّ ذلك لم يُجِبْك، قال عُمر: فحرَّكتُ بعيري حتى قدمته أمام الناس، وخشيتُ أن يكون نزلَ فيَّ قرآن؛ فما نشبتُ أن سمعتُ صارخًا يصرخُ بي، فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليه، فقال: قد أُنزِلَت ... الحديث). (ت، س كبرى، حم، حب، البزار، يع، بغ أبو القاسم، الإسماعيلي، ابن عبد البر، بغ تفسير) (تنبيه 12 / رقم 2518). 213/ 18 - (كانَ رجلٌ من الأنصار يَؤُمُّهُم في مسجد قُبَاء، وكان كلما افتتح سورةً يقرأُ لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يفرُغَ منها، ثم يقرأ سورةً أخرى معها، وكان يصنعُ ذلك في كل ركعةٍ. فكلَّمه أصحابُهُ فقالوا: إنَّك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنَّها تُجْزِئُكَ حتى تقرأَ بأخرى، فإمَّا تقرأ بها، وإمَّا أنْ تَدَعَهَا وتقرأَ بأخرى؛ فقال: ما أنا بتاركها، إنْ أحببتُم أنْ أَؤُمَّكُم بذلك فعلتُ، وإنْ كرهتم تركتُكُم. وكانوا يرون أنه مِنْ أفضلهم، وكرهوا أنْ يؤُمَّهُم غيرُهُ، فلمَّا أتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبرَ، فقال: "يا فلان ما يمنعُكَ أنْ تفعلَ ما يأمُرُكَ به أصحابُكَ، وما

يحملُكَ على لُزُوم هذه السورة في كل ركعة"، فقال: إني أحبُّها. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "حبُّكَ إياها أدخلك الجنَّة"). (رواه ثابت البُنَاني، عن أنس - رضي الله عنه - به). (حديثٌ صحيحٌ) (خت) (التوحيد / جماد أول / 1414 هـ). 214/ 19 - (كنَّا عند عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - وفي ظهر قميصه أربعُ رقاع، فقرأ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31]، فقال: فما الأبُّ؟، ثم قال: إنَّ هذا لهو التكلُّفُ، فما عليك ألا تدريه؟. قوله: "التكلف"، قال في النهاية: أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها) (رواه سليمان بنُ حرب، قال: ثنا حماد بنُ زيد، عن ثابت البناني، عن أنس - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره). (صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع باب: "تأويل مختلف ومشكل الحديث") (عبد تفسيره، ابن سعد) (التسلية / ح 14؛ ابن كثير 1/ 127). 215/ 20 - (لا يحلفُ على يمين صبرٍ يقتَطِعُ مالًا، وهو فيها فاجرٌ إلا لَقِيَ الله وهو عليه غضبانُ. فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77]). (رواه: شعبة، وسفيان الثوري -واللفظ له-، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله -يعني: ابن مسعود -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: .. وذكره. فجاء الأشعثُ، وعبد الله يحدِّثُهُم، فقال: فيَّ نزلتْ وفي رجلٍ خاصمتُهُ في بئرٍ،

فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألك بيِّنَةٌ" قلتُ: لا، قال: "فليَحلف" قلتُ: إذًا يحلف، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ} الآية). (وتقدم لفظ شعبة، ووكيع فانظرهما) (خ، م، د، س كبرى، ت، ق، حب، حم، البزار، هق، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2385؛ تنبيه 11 / رقم 2318؛ غوث 3/ 199 - 200 / ح 926؛ تنبيه 8 / رقم 1974). 216/ 21 - (لقد أَنزَلَ الله عليّ الليلة سورةً، لهي أحبّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} [الفتح / 1 - 2]). (محمد بنُ حرب الخولانيُّ واللفظُ له، ومحمد بن خالد بن عثمة، وأبو نوح عبد الرحمن بنُ غَزْوان، وأبو مصعب الزبيريُّ أحمد بنُ أبي بكر، وروح بنُ عبادة، وإسحاق بنُ إبراهيم الحنينيُّ، ويزيد بنُ أبي حكيم، وعبد الله بنُ داود الخريبيُّ: ثمانيتُهُم، قالوا: نا مالك بنُ أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عُمر أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسيرُ في بعض أسفاره، وعُمر يسير معه ليلًا، فسأله عُمر عن شيءٍ فلم يُجِبْه، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، ثلاثًا، فقال عُمر: ثكلتكَ أُمُّكَ عُمر، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كلُّ ذاك لا يُجِيبُك، قال عُمر: فحرَّكتُ بعيري حتى تقدمت أمام الناس، وخشيتُ أن ينزلَ فيَّ قرآن؛ فما نشبتُ أن سمعتُ صارخًا يصرخُ بي، قال: فقلتُ له: لقد خشيتُ أن يكون ينزل فيَّ قرآن؛ فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلمتُ عليه، فقال لي: "لقد أَنزل الله عليّ الليلة .. الحديث"). (ت، س كبرى، حم، حب، يع، بغ أبو القاسم، الإسماعيلي، البزار، ابن

عبد البر، بغ تفسير) (تنبيه 12 / رقم 2518). 22/ 217 - (لما أغرق الله عزَّ وجلَّ فرعونَ، قال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [يونس: 90]، قال جبريل عليه السلام، للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا محمد، لو رأيتني وأنا أَدُسُّ في فيه مِنْ حال البحر خشية أَنْ تُدْرِكه الرحمة"؟). (رواه: حماد بنُ سلمة، عن عليّ بن زيد ابن جُدعَان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. وعليّ بنُ زيد ضعيفٌ، ولكن رواية حماد ابن سلمة عنه متماسكة، وهي أمثلُ من غيرها، كما قال أبو حاتم الرازي، ولكن للحديث طريق آخر عن ابن عباس، فرواه: شعبة بنُ الحجاج، عن عطاء ابن السائب، عن عديّ بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عنه مرفوعًا مثله. وسنده صحيحٌ). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (ت، س تفسير، حم، طي، عبد، ابن جرير، ابن أبي حاتم، حب، ك، طب كبير، خط) (التوحيد / جماد آخر / 1419 هـ). 218/ 23 - (مَنْ حلف على يمينٍ كاذبًا ليقتَطِعَ بها مالَ رجل -أو مالَ أخيه- لَقِيَ الله وهو عليه غضبانُ. وأنزل في ذلك {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران / 77]) (رواه: شعبة بنُ الحجاج، وسفيان الثوري -واللفظ لشعبة-، عن الاعمش ومنصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. وذكره. وقال وكيعٌ: ثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود مرفوعًا، بلفظ: "من

حلف على يمين صبر .. ". وسيأتي لفظ سفيان). (خ، م، د، س كبرى، ت، ق، حم، حب، البزار، هق، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2385؛ تنبيه 11 / رقم 2318؛ تنبيه 8 / رقم 1974؛ غوث 3/ 199 - 200 / ح 926). 219/ 24 - (مَنْ حُوسِبَ يوم القيامة، عُذِّب. قلت: ليس قال الله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق / 7 - 8]؟ قال: ليس ذلك بالحساب. إنما ذاك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب). (عن ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا). (خ، م، حم، ش) (الزهد / 59). 220/ 25 - (والذي نفسي بيده، إِنَّهُ ليسمعُ خَفق نِعَالِهمَ، حين يُولُّون عنه، فإِنْ كان مُؤمِنًا كانت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن شماله، وفِعلُ الخيراتِ والمعروفُ والإحسانُ إلى الناس مِنْ قِبَلِ رجليه، فيُؤْتَى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ليس قِبَلِي مدخلٌ، فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة: ليس من قبلي مدخلٌ، ثم يؤتى عن شماله فيقول الصوم: ليس من قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فِعلُ الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس: ليس من قبلي مدخلٌ، فيقال له: اجلس، فيجلسُ، وقد مَثَلُت له الشمسُ للغروبِ، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ - يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقولُ: أشهد أنَّهُ رسولُ الله، جاءنا بالبينات من

عند ربنا، فصدَّقنا واتَّبعنا، فيقال له: صدقتَ، وعلى هذا حَيِيتَ، وعلى هذا مِتَّ، وعليه تُبعَثُ إن شاء الله، فيُفسحُ له في قبره مَدَّ بَصَرِه، فذلك قول الله - عز وجل -: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] فيُقالُ: افتحوا له بابًا إلى النار، فيُفتَحُ له بابٌ إلى النار، فيُقَالُ: هذا كان منزِلُكَ لو عَصَيتَ الله - عز وجل -، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، ويقال له: افتحوا له بابًا إلى الجنة فيُفتَحُ له، فيقال: هذا منزلك، وما أعَدُّ الله لك، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، فيُعَادُ الجلدُ إلى ما بدأ منه، وتُجعَلُ رُوحُهُ في نَسَمِ طيرٍ تَعْلُقُ في شَجَرِ الجنة. وأما الكافرُ فيُؤْتَىَ في قبره من قبل رأسه فلا يوجدُ شيءٌ، فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيجلسُ خائفًا مرعُوبًا، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم، وما تشهد به؟ فلا يهتدي لاسمه، فيُقَالُ: محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا، فقلت كما قالوا، فيقال له: صدقت، على هذا حَيِيتَ، وعليه متَّ، وعليه تبعث إن شاء الله، فيضيق عليه قبرُهُ حتى تختلف أضلاعُهُ، فذلك قوله - عز وجل -: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124] فيقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة، فيفتح له بابٌ إلى الجنة، فيقال له: هذا كان منزِلُكَ وما أعد الله لك لو أنت

أطعتَهُ، فيزدادُ حسرةً وثُبُورًا، ثم يقال له: افتحوا له بابًا إلى النار، فيفتح له باب إليها، فيقال له: هذا منزلك وما أعد الله لك، فيزدادُ حسرةً وثُبُورًا). (رواه: حماد بنُ سلمة -وهذا حديثه-، وسعيد بنُ عامر، وعبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بنُ سليمان، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمد بن عَمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره. ثم قال قال أبو عُمر: قلتُ لحماد بنِ سلمة: كان هذا من أهل القبلة؟ قال: نعم. قال أبو عُمر: كأنه يشهدُ بهذه الشهادة على غير يقينٍ يرجعُ إلى قلبه، كان يسمعُ الناسَ يقولونَ شيئًا فيقوله). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث، عن محمد بن عمرو بهذا التمام إلا حماد ابنُ سلمة، تفرد به أبو عُمر الضرير. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد بطوله حماد بنُ سلمة، فتابعه سعيد بنُ عامر ... قال الحاكمُ: وحديث سعيد بن عامر أتمُّ من حديث حماد بن سلمة. وتابعه أيضًا: عبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بن سليمان، وعبدة بن سليمان. ورواه: يزيد بنُ هارون، وجعفر بنُ سليمان، كلاهما عن محمد بن عَمرو بهذا الإسناد موقوفًا. وله حكمُ المرفوع كما لا يخفى. والله أعلم. (¬1)) ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو غفر الله له: انظر في "أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر" سياقات أحاديث: سعيد بن عامر، وعبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان؛ وشاهدًا لهذا الحديث عن أنس بن مالك أودعته في الجزء الثاني من المنيحة في أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر. والحمد لله رب العالمين.

(ش، عب، هناد، حب، ك، طب أوسط، أبو جعفر البُختري، هق اعتقاد، هق عذاب القبر) (تنبيه 12 / رقم 2428؛ البعث / 33 - 35). 221/ 26 - ({وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة / 34]، فقال ابنُ عُمر: من كَنَزَهما فلم يُؤدِّ زكاتَهما فويلٌ له، إنما كان هذا قبل أن تنزلَ الزكاةُ، فلما نزلت جعلها الله طهورًا للأموال. ثم التفت فقال: ما أُبالي أن لو كان مثلُ أُحُدٍ ذهبًا اعلمُ عددَهُ وأُزكِّيهِ واعملُ فيه بطاعة الله). (قال ابنُ شهاب الزهري: حدثني خالد بنُ أسلم -مولى عُمر بن الخطاب، قال: خرجتُ يوما مع عبد الله بن عُمر، فلحقه أعرابيٌّ، فقال له: قولُ الله تعالى .. فذكره). (صحيح) (خت، خد، ق، الذهلي في جزئه، طب أوسط، هق الأربعون) (تنبيه 12 / رقم 2479). 222/ 27 - {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77]. قال: مكث عنهم ألف عامٍ. ثُمَّ قال: {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قوله). (صحيحٌ) (ابن جرير، عب، ك) (الزهد / 16 ح 4). 223/ 28 - (يا ابن عُتبةَ تَعْلَم آخرَ سورة من القرآن نزلت جميعًا؟ قلتُ: نعم: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قال: صدقت)

(جعفر بنُ عون، وأبو معاوية الغرير محمد بنُ خازم، قالا: ثنا أبو العُمَيس، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال: قال لِيَ ابنُ عباس: .. فذكره). (م، س تفسير، ش، طب أوسط، وكبير) (تنبيه 12 / رقم 2386). 224/ 29 - (يا أيها الناس! تعلَّموا القرآن، فإنَّ أحدكم لا يدري متى يخيل إليه. قال فجاءه رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الرحمن! أرأيت رجلًا يقرأ القرآن منكوسًا؟ قال: ذلك منكوس القلب. قال: وأتِيَ بمصحفٍ قد زُيِّنَ وذُهِّبَ، فقال: إنَّ أحسنَ ما زُيِّنَ به المصحف تلاوتُهُ بالحقِّ. قال أبو عُبَيد في غريب الحديث 4/ 103 - 105: يتأول كثيرٌ من الناس أنه: أن يبدأ الرجلُ من آخر السورة فيقرؤها إلى أولها، وهذا شيءٌ ما أحسبُ أحدًا يُطيقه، لا كان في زمان عبد الله ولا أعرفه، ولكن وجهه عندي أن يبدأ من آخر القرآن من المعوذتين، ثم يرتفع إلى البقرة، كنحو ما يتعلم الصبيان، لأن السُّنّةَ خلافُ هذا. اهـ) (رواه: الثوري -وهذا حديثه -، وأبو معاوية، وابنُ نُمَير، وأبو يحيى الحماني، والمحاربي، وأبي خالد الأحمر، كلُّهم عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ... فذكره). (سنده صحيحٌ موقوفًا. ولا أعلم له أصلا في المرفوع) (عب، ش، أبو عبيد فضائل القرآن، أبو عبيد غريب، فِر فضائل، ابن أبي داود مصاحف، هق شعب) (التوحيد / ربيع الآخر / 1417 هـ؛ ابن كثير 1/ 230؛ الفضائل / 145؛ التسلية / ح 47). 225/ 30 - (يُجَاءُ بالرجُلِ يومَ القيامة فيُوزنُ بالحبَّةِ فلا يَزنُهَا، ويوزن بجناح بَعُوضَة فلا يزنها وقرأ {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}

[الكهف / 105]). (عن أبي يحيى، عن كعب بن عُجْرَةَ به موقوفًا). (صحيحٌ بما قبله. وهذا سندٌ جيِّدٌ في المتابعات. وأبو يحيى، هو مصدع. قال الحافظ: مقبول. يعني في المتابعة، وقد توبع على معناه) (وكيع، هناد، ابن جرير) (الزهد / 55 - 56 ح 69). 226/ 31 - (يُؤتى بالرَّجل الطويل العظيم يومَ القيامة، فيُوضَعُ في الميزان فما يَزِن عند الله عزَّ وجلَّ جناحَ بَعُوضَةٍ، ثم قرأ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف / 105]). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة، عن عَمرو بن دينار، عن عُبَيد بن عُمَير - رحمه الله -، مقطوع عليه). (إسناده صحيحٌ. قال أبو نعيم: "كذا رواه عَمرو بنُ دينار، عن عبيد بن عمير. وهو صحيحٌ، ثابتٌ، متصلٌ، من حديث المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -". قال أبو عَمرو -غفر الله له-: تقدم بسياقُ حديثه، وأوله: إنه ليُؤتى بالرجل العظيم ....) (نعيم حلية) (الزهد / 55 ح 68).

11 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر

11 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشّيخ) 227/ 1 - (إذا أنا مِتُّ، فلا تنُوحُوا عليَّ، فإِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يُنَحْ عليه، ولا تتبعوني بِمِجْمَرٍ، وإذا وضعتُمُوني على سَرِيري، فأسرعوا بي، فإنَّ المؤمنَ إذا وُضِعَ على سريره، يقول: أسرعوا بي، أسرعوا بي. وإذا وُضِعَ الكافرُ على سَرِيره، يقول: يا ويلتِي! أين تذهبون بي؟). (رواه محمّد بنُ عَمرو، عن أبي سلمة، قال: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: ... فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (س، حم، طي، ابن سعد، حب، طح معاني، هق) (حديثٌ الوزير / 252 - 252 ح 82). 228/ 2 - (إذا وُضِعَ المؤمنُ على سريره يقول: قَدِّمُوني قَدِّمُوني، وإذا وُضِعَ الكافرُ على سريره يقول: يا ويلتاهُ! أين تذهبون بي؟). (ابنُ أبي ذئب، عن سعيدٍ المقبري، عن عبد الرّحمن بن مهران، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أوصى عند موته: ألا تضربوا على قبري فُسطاطًا، ولا تتبعوني بمجمرٍ، وأسرعوا بي، أسرعوا بي، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: إذا وُضِعَ المؤمنُ ... الحديث).

(هذا حديثٌ صحيحٌ. قال ابنُ حبّان 7/ 379: روى هذا الخبر سعيدٌ المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري؟ وعن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة؛ فالطريقان جميعًا محفوظان. اهـ) (س، حم، طي، ابن سعد، حب، طح معاني، هق) (حديث الوزير / 252). 229/ 3 - (إذا وُضِعَ الميِّتُ في قبرِهِ، فإنَّهُ يسمعُ خَفقَ نعَالِهم حين يُولُّون عنه، قال: فإِنْ كان مُؤمِنًا كانت الصلاةُ عند رأسهَ، وكان الصيامُ عن يمينه، وكانت الزَّكاة عن يساره، وكان فِعلُ الخيراتِ من الصَّدقة والصلة والمعروفُ والإحسانُ إلى النَّاس عند رجليه، فيُؤْتَى من قبل رأسه فتقول الصّلاة: ما قِبَلِي مدخلٌ، ثمّ يؤتى من يساره فتقول الزَّكاة: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى من قبل رجليه فتقول فِعلُ الخيرات من الصَّدقة والمعروف والإحسان إلى النَّاس: ما قبلي مدخلٌ، فيقال له: اجلس، فيجلسُ، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الّذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ فيقولُ: دعوني حتّى أصلي، قالوا: إنك ستفعل، أخبرنا عما نسألك عنه قال: عمَّ تسألوني؟ قالوا: ما تقولُ في محمّد، هذا الرَّجل الّذي كان فيكم، أيُّ رجلٍ هو، وماذا تقول فيه، وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أشهد أنَّهُ رسولُ الله، إنَّه جاء بالحق من عند الله -عَزَّوَجَلَّ-، فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك مِتَّ، وعلى ذلك تُبعَثُ إن شاء الله، ثمّ يفتحُ له بابٌ من أبواب الجنة،

فيُقالُ له: ذاك مقعَدُك فيها، وما أعد الله لك فيها، ويزدادُ غِبطةً وسرورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النار فيقالُ له: ذلك مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، ثمّ يُفسحُ له في قبره سبعون ذِراعًا، ويُنَوَّرُ له، ويُعاد الجسدُ كما بدء، وتجعلُ نسمتُهُ في النُّسمِ الطيبة، وهو طيرٌ يعلَقُ في شجر الجنَّة -فسمعتُ عُمر بنَ الحكم بنِ ثوبان، قال: فينام نومةَ العروس، لا يُوقِظهُ إلا أحبُّ أهله إليه حتّى يبعتهُ الله، قال: عاد إلى حديث أبي هريرة- قال: فقال أبو هريرة في حديثه في قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27]، قال: فإن كان كافرًا أُتِيَ من قبل رأسه فلم يوجد شيءٌ، ثمّ أُتِيَ عن يمينه فلا ير شيئًا، ثمّ أُتِيَ عن يساره فلم يوجد شيءٌ، ثمّ أُتِيَ من قبل رجليه فلم يوجد شيءٌ، فيقال له: اجلس، فيجلسُ خائفًا مرعُوبًا، فيقال له: ما رأيك في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم، أيُّ رجلٍ هو، وماذا تشهد له؟ فيقول: أيُّ رجلٍ؟ فيقال: محمّد صلى الله عليه وسلم، فيقول: ما أدري، سمعتُ الناسَ قالوا قولًا، فقلت كما قال النَّاس، فيقال: على ذلك حَيِيتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله. قال: ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النار،

فيقال له: هذا مقعَدُكَ من النار وما أعد الله لك، فيزدادُ حسرةً وثُبُورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال: ذلك كان مقعدك من الجنَّة وما أعد الله لك فيها لو أطعتَهُ، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، ثمّ يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ حتّى تختلفَ أضلاعُهُ، قال أبو هريرة: فذلك قوله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]). (رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر، وعبد الوهاب بنُ عطاء -وهذا حديثه-، ومعتمر بنُ سليمان، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن محمّد بن عَمرو بهذا التمام إلا حماد بنُ سلمة، تفرد به أبو عُمر الضرير. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد بطوله حماد بنُ سلمة، فتابعه سعيد بنُ عامر ... قال الحاكمُ: وحديث سعيد بن عامر أتمُّ من حديثٌ حماد ابن سلمة. وتابعه أيضًا: عبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بن سليمان، وعبدة ابن سليمان. ورواه يزيد بنُ هارون، وجعفر بنُ سليمان، كلاهما عن محمّد بن عَمرو بهذا الإسناد موقوفًا. وله حكمُ المرفوع كما لا يخفى. والله أعلم. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر فيما يأتي سياق حديثٌ: سعيد ابن عامر ومعتمر بن سليمان) (تقدم تخريجه، برقم 220) (تنبيه 12 / رقم 2428؛ صحيح القصص 63 / - 64؛ البعث / 34). 230/ 4 - (إذا وُضِعت الجنازةُ واحتملها الرِّجالُ على أعناقِهِم، فإن كانت صالحة قالت: قَدِّمُوني، وإن كانت غير صالحة، قالت: يا

ويلها! أين يذهبون بها؟ يسمعُ صوتَها كلُّ شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصُعِق). (رواه: اللَّيث بنُ سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وقال ابنُ حبّان 7/ 379: روى هذا الخبر سعيدٌ المقبري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري؛ وعن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة؛ فالطريقان جميعًا محفوظان. اهـ) (خ، س، حم، حب، هق، بغ) (حديث الوزير / 252). 231/ 5 - (اغسلوهُ بماءٍ وسدرٍ، وكفِّنوهُ في ثوبَيه، ولا تحنطوه، ولا تُغَطُّوا وجهَه فإنَّه يُبعثُ يوم القيامة يلبّي. وفي لفظ: ولا تُغَطُّوا رأسَهُ. ولفظ: ولا تُخَمِّروا رأسَهُ. ولفظ: لا تُخَمِّروا وجهه ولا رأسَهُ. ولفظ: كفِّنُوهُ في ثوبين خارج رأسه). (عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما -، قال: وقصت رجلًا محرمًا ناقتُهُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وذكر الحديث). (خ، م، عو، نعيم، د، س، جا، حب، طب كبير، طب أوسط، قط، هق) (تنبيه 12 / رقم 2384) 232/ 6 - (إنَّ الميِّتَ إذا وُضِعَ في قبره إنَّه يسمعُ خَفقَ نِعَالِهم حين يُوَلوُّنَ عنه، فإنْ كان مؤمنًا كانت الصلاةُ عند رأسه، وكان الصيامُ عن يمينه، وكانت الزَّكاة عن كاله، وكان فعلُ الخيرات من الصَّدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيُؤتَى من قِبَلِ

رأسه فتقول الصّلاة: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى عن يمينه، فيقول الصِّيام: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى عن يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخلٌ، ثمّ يؤتى من قبل رجليه فتقول فعلُ الخيرات من الصَّدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى النَّاس: ما قبلي مدخلٌ، فيقال له: اجلس، فيجلس، وقد مُثِّلَتْ له الشّمس وقد أُدْنِيَتْ للغروب، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الّذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني حتّى أُصَلِّي، فيقولون: إنك ستفعل، أخبرني عما نسألك عنه، أرأيتك هذا الرَّجل الّذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمّد أشهد أنّه رسول الله، وأنّه جاء بالحق من عند الله. فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك مُتَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال له: هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها، فيزدادُ غِبطَة وسرورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار، فيقال له: هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو عصيته، فيزدادُ غبظةً وسرورًا، ثمّ يفسح له في قبره سبعون ذِراعًا، ويُنَوَّرُ له فيه، ويُعَادُ الجسد لما بَدَأَ منه، فتجعلُ نسمتُهُ في النَّسَمِ الطيب وهي طيرٌ يعلقُ في شجر الجنَّة، قال: فذلك قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ

فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] قال: وإِنَّ الكافرَ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسه لم يوجد شيءٌ، ثمّ أتي عن يمينه فلا يوجد شيءٌ، ثمّ أتي عن شماله فلا يوجد شيءٌ، ثمّ أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيءٌ، فيقال له: اجلس، فيجلس خائفًا مرعوبًا، فيقال له: أرأيتَكَ هذا الرَّجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أيُّ رجلٍ؟ فيقال: الّذي كان فيكم، فلا يهتدي لاسمه حتّى يُقالُ له: محمّد، فيقول: ما أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس، فيقال له: على ذلك حَييتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار، فيقال له: هذا مقعدك من النّار، وما أعد الله لك فيها، فيزداد حسرةً وثبورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنَّة، فيقال له: ذلك مقعدك من الجنَّة، وما أعد الله لك فيها لو أطعته، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، ثمّ يُضَيَّقُ عليه قبرُهُ، حتّى تختلف فيه أضلاعُهُ، فتلك المعيشةُ الضَّنْكَةُ التي قال الله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]). (رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر، وعبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر ابنُ سليمان -وهذا حديثه-، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عَمرو ابن

علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره. زاد الطبرانيُّ في "الأوسط": قال أبو عُمر -يعني الضرير-: قلتُ لحماد بن سلمة: كان هذا مِنْ أهلِ القبلة؟ قال: نعم. قال أبو عُمر: كان شهد بهذه الشّهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه، كان يسمعُ الناسّ يقولونَ شيئًا، فيقوله). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن محمّد بن عَمرو بهذا التمام إلا حماد بنُ سلمة، تفرد به أبو عُمر الضرير. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد بطوله حماد بنُ سلمة، فتابعه سعيد بنُ عامر .. قال الحاكمُ: وحديث سعيد بن عامر أتمُّ من حديثٌ حماد بن سلمة. وتابعه أيضًا: عبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بن سليمان، وعبدة بن سليمان. ورواه يزيد بنُ هارون، وجعفر بنُ سليمان، كلاهما عن محمد بن عَمرو بهذا الإسناد، موقوفًا. وله حكمُ المرفوع كما لا يخفى. والله أعلم. قال أبو عَمرو: تقدّم سياق حديث: عبد الوهاب بن عطاء؛ وانظر سياق حديث: سعيد بن عامر فيما يأتي) (تقدّم تخريجه برقم 220) (تنبيه 12 / رقم 2428؛ صحيح القصص / 63 - 64؛ البعث / 33 - 34). 233/ 7 - (إِنَّ المَيِّتَ يسمعُ خَفقَ نِعَالِهم إذا ولَّوا مُدْبِرين، فإِنْ كان مُؤمِنًا كانت الصلاةُ عند رأسه، وكان الصومُ عن يمينه، وكانت الزكاةُ عن يساره، وكان فِعْلُ الخيرات من الصَّدقة والصلاة والصلة والمعروفُ والإحسانُ إلى الناسِ عند رجليه، فيُؤْتَى من قِبَلِ رأسه، فتقول الصّلاة: ما قِبَلِي مدخلٌ، ويؤتى من عن يمينه، فيقول الصوم:

ما قبلي مدخلٌ، ويؤتى من عن يساره، فتقول الزَّكاة: ما قبلي مدخلٌ، ويؤتى من قبل رجليه، فيقول فعلُ الخيرات: ما قبلي مدخلٌ، فيقال له: اقعد، فيقعد، وتَمَثَّلُ له الشّمسُ قد دَنَت للغروب، فيقال له: ما تقول في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم وما تشهد به؟ فيقول: دعوني أصلي، فيقولون: إنك ستفعل ولكن أخبرنا عما نسألك عنه، قال: وعَمَّ تسألوني عنه؟ فيقولون: أخبرنا ما نسألك عنه، فيقول: دعوني أصلّي، فيقولون: إنك ستفعل ولكن أخبرنا عما نسألك عنه، قال: وعمَّ تسألوني؟ فيقولون: أخبرنا ما تقول في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم، وما تشهد به عليه؟ فيقول: محمدا أشهد أنّه عبدُ الله، وأنّه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تُبعَثُ إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من قِبَلِ النّار، فيقال له: انظر إلى منزِلِكَ وإلى ما أعد الله لك لو عَصيتَ فيزدادُ. غبطةً وسرورًا، ثمّ يفتح له بابٌ من قِبَلِ الجنَّة، فيقال له: انظر إلى منزلك وإلى ما أعد الله لك فيزداد غبطةً وسرورًا، وذلك قول الله تبارك وتعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قال: وقال أبو الحكم، عن أبي هريرة: فيقال له: "ارقُد

رقدَةَ العروسِ الّذي لا يُوقِظه إلا أعزُّ أهله إليه أو أحبُّ أهله إليه". ثمّ رجع إلى حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: وإِنْ كان كافرًا أُتِيَ من قِبَلِ رأسه فلا يوجد شيءٌ، ويؤتى عن يمينه فلا يوجد شيء، ثمّ يؤتى عن يساره فلا يوجد شيء، ثمّ يؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيقال له: اقعد، فيقعد خائفًا مرعوبًا، فيقال له: ما تقول في هذا الرَّجل الّذي كان فيكم وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: أي رجل؟ فيقولون: الرَّجل الّذي كان فيكم، قال: فلا يهتدي له، قال فيقولون: محمّد، فيقول: سمعت الناسَ قالوا، فقلت كما قالوا، فيقولون: على ذلك حييتَ، وعلى ذلك متَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله، ثمّ يفتح له بابٌ من قبل الجنَّة فيقال له: انظر إلى منزِلِكَ وإلى ما أعد الله لك لو كنت أطعتَهُ، فيزدادُ حسرةً وثبورًا، قال: ثمّ يضيق عليه قبره حتّى تختلف أضلاعه، قال: وذلك قوله تبارك وتعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]). (رواه: حماد بنُ سلمة، وسعيد بنُ عامر -وهذا حديثه-، وعبد الوهاب بنُ عطاء، ومعتمر بنُ سليمان، وعبدة بنُ سليمان، خمستُهُم عن محمّد بن عَمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره).

(صحيحٌ) (تقدم تخريجه، وبيان مواضعه في كتب الشيخ، برقم 220). (¬1) 234/ 8 - (أيما مسلم يشهد له أربعةٌ بخيرٍ، إلا أدخله الله الجنة. قال: قلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة". قال: فقلنا: "واثنان". قال: "واثنان". ولم نسأله عن الواحد). (رواه: داود بنُ أبي الفرات، قال: حدثني عبد الله بنُ بُرَيدة، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: أتيتُ المدينةَ وقد وقع بها مرضٌ، فهم يموتون موتًا ذريعًا، فجلستُ إلى عُمر بنِ الخطاب، فمرَّت به جنازةٌ، فَأُثنِيَ على صاحبها خيرًا، فقال عُمر: وجبت. ثم مر بأخرى، فَأُثنِيَ على صاحبها شرًّا، فقال عُمر: وجبت. قال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. وذكره). (خ، س، ت، حم، يع، حب، هق، بغ، كر) (حديث الوزير / 81). 235/ 9 - (عليكم بالثِّيابِ البَيَاضِ، فَلْيَلبِسْها أحياؤُكُم، وكفّنوا فيها موتاكم). (ورد عن جماعة من الصحابة، منهم: ابن عباس، وسمرة بن جندب، وابن عمر، وعائشة، وأنس، وعمران بن حصين، وأبو الدرداء رضي الله عنهم). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (الأمراض / 100 ح 38؛ جنة المرتاب / 347 - 363؛ غوث ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو غفر الله له: تقدم في هذا الباب سياق حديث: (عبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان)؛ أمَّا سياق حديث (حماد بن سلمة) لقد تقدم في أبواب: التفسير وفضائل القرآن، وقد خرَّجتُ شاهدًا من حديث (أنس بن مالك) لهذا الحديث بالجزء الثاني من المنيحة أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر. والحمد لله رب العالمين.

2/ 125 ح 523؛ التسلية / ح 43؛ تنبيه / ص 107 رقم 87؛ تنبيه 1 / رقم 87؛ تنبيه 7 / رقم 1680). 236/ 10 - (لَقِّنُوا موتَاكُم: لا إله إلا الله). (رواه: عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ. اهـ. وفي الباب عن: جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -) (م، د، س، ت، ق، حم، ش، حب، طب دعاء، السهمي، نعيم حلية، هق، بغ) (حديث الوزير / 212؛ تنبيه 6 / رقم 1605). 237/ 11 - (لَقِّنُوا موتَاكُم: لا إله إلا الله، مَنْ كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يومًا من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه). (رواه: محمد بنُ إسماعيل الفارسيّ، قال: ثنا الثوريّ، عن منصور، عن هلال ابن يساف، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (وهذا سندٌ حسنٌ. ورجاله رجال الصحيح إلا محمد بن إسماعيل الفارسيّ، فذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: يُغرب. اهـ. وقد توبع على آخر الحديث. وفي الباب عن: جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -) (حب، طب دعاء) (حديث الوزير / 215؛ تنبيه 6 / رقم 1530). 238/ 12 - (مَنْ قال لا إله إلا الله، نفعتهُ يومًا من دَهْرِه، أصابه قبل ذلك ما أصابه. وفي رواية: "أنجته"). (رواه عيسى بنُ يونُس، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف،

عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا، به). (هذا حديثٌ حسنٌ. وفي الباب عن: جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -) (البزار، ابن الأعرابي، نعيم حلية، هق شعب، هق صفات، خط موضح) (حديث الوزير / 215، تنبيه 6 / رقم 1530). 239/ 13 - (مَنْ كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة). (رواه: صالح بنُ أبي عريب، عن كثير بن مرَّة، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - مرفوعًا. وفيه قصة رواها أبو جعفر التستري -ورَّاق أبي زرعة-، قال: حضرتُ أبا زرعة -وهو في السَّوْقِ- وعنده أبو حاتم، ومحمد بنُ مسلم بنِ وارة، والمنذر بن شاذان، وجماعةٌ من العلماء، فذكروا حديثَ التلقين، واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه التوحيد، فقالوا: تعالوا نذكرُ الحديثَ. فقال أبو عبد الله محمد بنُ مسلم: ثنا الضحاك بنُ مخلد أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: "ابن ابن" ولم يجاوز. وقال أبو حاتم: ثنا بندار، قال: ثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز. والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة وهو في السَّوْقِ: ثنا بندار: ثنا أبو عاصم: نا عبد الحميد بنُ جعفر، عن ابن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بنِ جبل مرفوعًا: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة". وتُوفي أبو زرعة رحمه الله. وحدَّثَ به ابنُ البناء في "فضل التهليل وثوابه الجزيل" (رقم 49)، من رواية محمد ابنِ مسلم بنِ وارة، قال: حضرتُ مع أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي عند أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي -وهو في النَّزْع-، فقلتُ لأبي حاتم: تعال حتى نلقنه الشهادة، فقال أبو حاتم: إني لأستحيى من أبي زرعة أن ألقنه الشهادة، ولكن تعال نتذاكرُ الحديث، فلعله إذا سمعه يقولُ. قال محمد بنُ مسلم: فبدأتُ،

فقلتُ: حدثنا أبو عاصم النبيل، قال: ثنا عبد الحميد بنُ جعفر، فارتَجَّ عليَّ الحديث حتى كأني ما سمعتُهُ ولا قرأتُهُ. فبدأ أبو حاتم، فقال: حدثنا محمد بنُ بشار، قال: ثنا أبو عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر، فارتج عليه حتى كأنه ما قرأه ولا سمعه. فبدأ أبو زرعة، وقال: ... وساق ما تقدم من السند مرفوعًا: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله" وخرجت روحُهُ مع الهاء من قبل أن يقول "دخل الجنة". اهـ. رحمة الله على أبي زرعة، وألحقنا الله وإياه بالصالحين). (هذه القصة صحيحةٌ) (الخليلي، ك معرفة، هق شعب، خط، كر، الشجري، ابن البناء) (التوحيد / شعبان / 1421 هـ؛ حديث الوزير / 214 - 215، تنبيه 6 / رقم 1530).

12 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار

12 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 240/ 1 - (آخِرُ مَنْ يدخلُ الجنَّةَ رجلٌ. فهو يمشي مرَّةً، ويكبُو مرّةً، وتَسْفَعُهُ النارُ مرةً، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا مِنَ الأولين والآخرين. فتُرفَعُ له شجرةٌ، فيقول: أي ربِّ! أَدْنِنِي مِنْ هذه الشجرةِ، فلأستظِلَّ بِظِلِّها وأشربَ مِنْ مائِها. فيقولُ الله عزَّ وجلَّ: يا ابن آدم! لعلِّي إِنْ أعَطيتُكَهَا سألتني غيرها. فيقولُ: لا يا ربِّ! ويُعاهِدُهُ أَنْ لا يسأَلَهُ غيرَها، وربُّهُ يعذُرُهُ لأنَّه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها. فيستظِلُّ بظلِّها ويشربُ مِنْ مائِهَا. ثم ترفع له شجرةٌ هي أحسنُ مِنَ الأولى. فيقول: أي ربِّ! أَدْنِنِي مِنْ هذه لأشربَ مِنْ مائِها وأستظلَّ بظلِّها، لا أسأَلُكَ غيرَها!. فيقولُ: يا ابنَ آدم! ألم تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تسأَلنِي غيرَها؟ فيقولُ: لعلِّي إِنْ أدنيتُكَ منها تساَلُنِي

غيرها؟ فيعاهِدُهُ أنْ لا يسأَلَهُ غيرَها، وربُّه يعذُرُهُ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيُدنيه منها. فيستظلُّ بظلِّهَا ويشربُ مِنْ مائِهَا، ثم تُرفعُ له شجرةٌ عند باب الجنة هي أحسنُ مِنَ الأولَيين. ليقولُ: أي ربِّ! أدنني مِنْ هذه لأستظلَّ بظلِّها وأشربُ مِنْ مائِهَا، لا أسألُك غيرَها! فيقوْلُ: يا ابنَ آدم! ألم تعاهِدْنِي أَنْ لا تسأَلْنِي غيرَها؟ قال: بلى. يا ربِّ! هذه لا أسألُكَ غيرَها، وَرَبُّهُ يعذُرُهُ لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيُدْنِيهِ منها، فإذا أدناه منها، فيسمعُ أصواتَ أهلِ الجنةِ، فيقولُ: أي ربِّ! أدخِلْنِيها!. فيقولُ: يا ابنَ آدم! ما يَصْرِينِي منكَ؟ أيُرضِيك أَنْ أُعْطِيَك الدنيا ومثلَهَا مَعَهَا؟! قال: يا ربِّ! أتستهزيءُ مِنِّي، وأنت ربُّ العالمين؟! فضحك ابنُ مسعود، فقال: ألا تسألوني ممَّ أضحكُ؟ فقالوا: ممَّ تضحكُ؟ قال: هكذا ضحكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ممَّ تضحكُ يا رسولَ الله؟، قال: "مِنْ ضَحِكِ ربِّ العالمين حين قال: أتستهزيء مني وأنت ربُّ العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزيءُ منك، ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ"). (عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا، به). (حديثٌ صحيحٌ) (م، حم) (صحيح القصص / 55 - 56). 241/ 2 - (ألا إنَّ ربي أمرني أن أعلِّمَكم ما جهلتم مما علَّمَنِي، يومِي هذا، كلُّ مالٍ نَحلْتُهُ عبدًا حلالٌ، وإني خلقتُ عبادِي حُنَفَاء

كُلَّهُم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهُم عن دينهم، وحرَّمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتْهُم أن يُشرِكوا بي ما لم أُنزِل به سُلطانًا، وإنَّ الله نظرَ إلى أهل الأرض فمَقَتَهُم، عَرَبَهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتُكَ لأَبتَلِيَك وأبتلِي بِك، وأنزلتُ عليك كِتابًا لا يَغسِلُهُ الماء، تقرؤُهُ نائمًا ويقظانَ، وإنَّ الله أمرَنِي أن أُحَرِّقَ قريشًا، فقلتُ: رَبِّ! إذا يثْلَغُوا رأسي فيَدَعُوه خُبزَةً، قال: استخرِجْهُم كما استخرجُرك، واغزُهم نُغْزِكَ، وأَنفِق فسَنُنْفِقُ عليك، وابعث جيشًا نبعث خمسةً مثلَه، وقاتِل بمن أطاعك من عصاك .. قال: وأَهل الجنة ثلاثة: ذو سُلطانٍ مُقسِطٌ متصدِقٌ مُوَفَّقٌ، ورجلٌ رَحِيمٌ رقيقُ القلبِ لكل ذِي قُربَى، ومُسلِمٌ، وعفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عِيال. قال: وأهل النار خمسةٌ: الضعيف الذي لا زَبْرَ له، الذين هم فيكم تَبَعًا لا يتْبَعُون أهلًا ولا مالًا، والخائنُ الذي لا يخفى له طمعٌ وإِن دقَّ إلا خانَهُ، ورجلٌ لا يُصبحُ ولا يُمسي إلا وهو يُخادِعُكَ عن أهلك ومَالِك"، وذكر البُخلَ أو الكذبَ، والشِّنْظِير الفحَّاش. ولم يذكر أبو غسَّان في حديثه: "وأنفق فَسَنُنْفِقُ عليك". غريبُ الحديث: "كتاب لا يغسله الماء": يعني محفوظ في الصدور، لا يتطرق إليه الذهاب. "يثلَغُوا رأسي": أي يشدخوه."لا زبر له": لا عقل له يمنعه مما لا

ينبغي. "الشِّنظِير": سيء الخلق). (قال مسلمٌ: حدثني أبو غسان المِسمَعيُّ، ومحمد بنُ المثنى، ومحمد بنُ بشَّار -واللفظ لأبي غسَّان وابن المثنى-، قالا: ثنا معاذ بنُ هشام الدستوائي: حدثني أبي، عن قتادة. ورواه أيضًا: شعبة، وسعيد بنُ أبي عروبة، ومطرُ الوراق، وخليد بنُ دعلج، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله، عن عياض بن حمار المجاشعي، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يومٍ في خطبته: ... هكذا رواه خمستُهم عن قتادة. وخالفهم همام بنُ يحيى، فرواه عن قتادة، قال: حدثنا العلاء بنُ زياد العدويّ، ويزيد أخو مطرف، ورجلان آخران نسي همامٌ أسماءهما، أنَّ مطرفًا حدثهم، أنَّ عياض بنَ حمار حدثه، وذكر الحديث). (قلتُ: كذا رواه همام، فذكر واسطةً بين قتادة ومطرف. وذكر حكاية تدلُّ على أنَّ قتادة لم يسمعه من مطرف: فأخرج الطيالسيّ (1079) والسياق له، وأحمد (4/ 266)، قال: ثنا عفان. قالا: ثنا همام، قال: كنا عند قتادة، فذكرنا هذا الحديث-، فقال يونس الهدادي -وما كان فينا أحدٌ أحفظ منه-: "إنْ قتادة لم يسمع هذا الحديث من مطرف. قال: فعبنا عليه ذلك. قال: فاسألوه. فهبناه. قال: وجاء أعرابيٌّ، فقلنا للأعرابي: سل قتادة عن خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حديث عياض بن حمار، أَسَمِعَهُ من مطرف. فقال الأعرابي: يا أبا الخطاب؟ أخبرني عن خطبة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -يعني حديث عياض، سمعتَه من مطرف؟ فغضب، وقال: حدثنيه ثلاثةٌ عنه. حدثنيه أخوه يزيد بنُ عبد الله بن الشخير، وحدثنيه العلاء بنُ زياد العدوي عنه، وذكر ثالثًا لم يحفظه همام". وفي "مسند الإمام أحمد": "فقلنا للأعرابي: سله هل سمع حديث عياض بنِ حمار من

مطرف؟ فسأله، فقال: لا، حدثني أربعة عن مطرف، فسمى ثلاثة الذي قلتُ لكم". اهـ. والوجه الذي اختارَهُ مسلمٌ صحيحٌ، ولا يُعِلُّه روايةُ همام، وحسبُك أن الذي ذكر تصريحَ قتادة بالتحديث هو شعبة. فقد أخرجَ أبو عوانة في "المستخرج" (2/ 38)، بسندٍ صحيح عن شعبة، قال: كانت هِمَّتِي في الدنيا شَفَتَي قتادة، فإذا قال: "سمعتُ" كتبتُ، وإذا قال: "قالَ" تركتُ). (م، س فضائل، حم، طي، عب، ابن أبي عاصم آحاد، طب كبير، طح مشكل، نعيم معرفة، هق) (تفسير ابن كثير ج 4/ 142 - 145). 242/ 3 - (الجنَّةُ أقربُ إلى أحدكم مِنْ شِرَاكِ نعله، والنَّارُ مثل ذلك). (رراه: الأعمش، ومنصور بنُ المعتمر، عن أبي وائل، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، حم، يع، حب، الشاشي، نعيم حلية، خط، هق، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 243/ 4 - (إن الله عزَّ وجلَّ إذا ابتلى عبدًا من عباده بحبيبتيه، فصبر، عوضه منهما الجنة. يريد: عينيه). (عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، بخ، ت، حم) (الأمراض / 61 ح 23؛ الأربعينية / ح 5). 244/ 5 - (أَنَّ الله يقولُ لأهون أهل النَّار عذابًا: لو أنَّ لك ما في الأرض مِنْ شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما

هو أهون مِنْ هذا وأنت في صُلب آدم أَنْ لا تُشرِك بي فأبيت إلا الشِّرك). (رواه شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس يرفعه. وهذا لفظه. ورواه هشام الدستوائيُّ، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا بسياق أوله: يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا ... ورواه مطرُ الوراق، عن أنس، واستغربه أبو نعيم). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم، يع، حب، ابن جرير) (الزهد / 69 ح 85). 245/ 6 - (إنَّ أهلَ الجنَّة يأكلونَ فيها ويشربونَ، ولا يَتْفُلُونَ، ولا يَتَغَوَّطُونَ، ولا يَمْتَخِطُونَ. قالوا: فما بالُ الطَّعَامِ؟ قال: "جُشَاءٌ ورَشْحٌ كَرَشْحِ المِسْكِ، يُلْهَمُونَ التسبيحَ والتحميدَ كما تُلْهَمُونَ النَّفَسَ" واللفظ لمسلم. وفي حاشية مسلم: قوله: (إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون) مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أنَّ أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون. يتنعَّمُون بذلك وبغيره مِنْ مَلاذها وأنواع نعيمها. تنعُّمًا دائمًا لا آخر له ولا انقطاع أبدا. وأنَّ تنعُّمَهم بذلك على هيئة تنعُّمِ أهل الدنيا. إلا ما بينهما مِنَ التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا تشارك نعيم الدنيا إلا في التسمية وأصل الهيئة. وإلا في أنهم لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبصقون. وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره: أنَّ نعيمَ الجنَّة دائمٌ لا انقطاع له أبدا. (ولا يتفُلُون) أي: لا يبصُقُون. (جُشاء) هو: تنفس المعدة من الامتلاء). (رواه جرير بنُ عبد الحميد، وسفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مرفوعًا به. وقال الثوري

في حديثه: "التكبير" بدل "التحميد". ويرويه عن الأعمش أيضًا: أبو معاوية الضرير محمد بنُ خازم، وزائدة بنُ قدامة، وعبد الواحد بنُ زياد، وأبو الأحوص سلام ابنُ سُلَيم). (حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن جابر - رضي الله عنه -) (م، أبو نعيم، أبو عوانة، د، حم، ش، طي، يع، الحارث، ابن أبي الدنيا صفة الجنة، عبد، ابن خلاد، خط، هق بعث، بغ) (التسلية / ح 2). 246/ 7 - (إنَّ أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة، رجلٌ في أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه كما يغلي المِرجَلُ أوِ القُمقُمُ). (أخرجره من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -، مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وله شواهد عن جماعة من الصحابة) (خ، م، عو، ت، حم، حم زهد زوائد عبد الله، ش، طي، ابن منده، ك، هق بعث، نعيم حلية، بغ) (الزهد / 17 ح 5). 247/ 8 - (أنَّ رجلًا من أهل الجنَّة استأذن ربَّهُ في الزَّرْعِ، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى ولكنِّي أُحِبُّ أَنْ أزرعَ، قال: فبَذَرَ، فبادرَ الطرفَ نباتُهُ واستواؤُهُ واستحصادُهُ، فكان أمثال الجِبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم! فإنَّه لا يُشبِعُكَ شيءٌ. فقال أعرابيٌّ: والله! لا تَجِدُهُ إلا قُرَشِيًّا، أو أنصاريًّا، فإنهم أصحابُ زرعٍ، وأمَّا نحنُ فلسنا أصحابُهُ. قال: فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه

وسلم -. هذا لفظ أبي عامر العقدي عند البخاري. ولفظ عثمان بن عُمر عند البزار: إنَّ رجلًا من أهل البادية أُدخلَ الجنة، فاستأذن ربَّهُ في الزرع، فقال: ألست فيما شئت؟ قال: أُحِبُّ أن أزداد، قال: فأَذِنَ له وبذَرَ، فبادرَ الطرفَ نباتُهُ واستواؤُهُ واستحصادُهُ، وجاء مثلُ الجِبال، فقيل: يا ابن آدم! ما يُشبِعُكَ شيءٌ. قوله: "فيما شئت"، يعني: فيما تشتهي من النعيم. وقوله: "فبادر الطرفَ نباتُهُ"، يعني: أسرع نباته. وقوله: "استواؤه"، يعني: قيامه على سُوقِهِ قويًّا شديدًا. وقوله: "استحصاده"، يعني: أسرع يبسه). (رواه أبو عامر العَقَديُّ عبد الملك بنُ عَمرو، ومحمد بنُ سِنان، وعثمان بنُ عُمر ثلاثتُهُم، قالوا: ثنا فُلَيح بنُ سُلَيمان: نا هلال بنُ عليّ، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا يُحدِّثُ أصحابَهُ، قال: ... وذكره). (وقد توبع هلال بنُ عليّ. تابعه زيد بنُ أسلم. ولكنها متابعة ساقطة. انظر سياقها وتخريجها في الفصل التالي) (خ، حم، البزار) (تنبيه 12 / رقم 2417؛ صحيح القصص / 27؛ التوحيد / ربيع الآخر / سنة 1425 هـ). فصلٌ: قال الطبرانيُّ: حدثنا محمد بنُ راشد: ثنا إبراهيم بنُ عبد الله ابنِ خالد المِصِّيصِيّ: ثنا حجاج بنُ محمد: ثنا أبو غسَّان محمد بنُ مطرف، عن زيد ابنِ أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا بلفظ: إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، قام رجلٌ، فقال: يا ربِّ ائذن لي في الزرع، فيأذَنُ له،

فيبْذُر حبَّةً فلا يلتفتُ حتى تعودَ كلُّ سُنبُلَةٍ طولُها اثنا عشر ذِراعًا، ثم لا يبرحُ مكانه حتى يكون منه رُكامٌ أمثالَ الجِبال. فقال أعرابيٌّ: يا رسول الله، لا تجدُ هذا الرجلَ قُرَشِيًّا أو أنصاريًّا، فضحك النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. (وهذه متابعةٌ ساقطةٌ. وإبراهيم بنُ عبد الله أحدُ الهلكى. اتهمه ابنُ حبان بسرقة الحديث. وقال الحاكمُ: أحاديثه موضوعةٌ. قلتُ: زيد ابنُ أسلم، هنا، قد تابع هلال بنَ عليّ، عن عطاء بهذا الإسناد. وحديث هلال ابنِ عليّ وقع عند البخاري وغيره) (تخريجه: طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 24017). 248/ 9 - (إنَّ مِنْ أهون أهل النار عذابًا رجلًا (!؟) له نعلان، وشراكان من نارٍ، يغلي منهما دماغُه، كما يغلي القمْقُم -أو المِرجَل-، ما يرى أنَّ من أهل النار أحدًا أشدَّ عذابًا منه، وما من أهل النار أحدٌ أهونُ عذابًا منه). (عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قوله). (الزهد / 19 ح 7). 249/ 10 - (أهلُ الجنَّة يُلهمُونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يُلهمُونَ النَّفَسَ). (رواه: إسماعيل بنُ عبد الكريم، قال: أخبرني إبراهيم بنُ عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (إسنادهُ جيِّدٌ. وإبراهيم بنُ عقيل بنِ معقل بنِ منبه، قال ابنُ معين: ثقة وأبوه ثقةٌ. وقال

مرة: "لم يكن به بأس"، ووثقه العجلي وابنُ حبان. وإسماعيل بنُ عبد الكريم: وثقه ابنُ حبان. وقال النسائيُّ: "ليس به بأس". وبقية رجال الإسناد ثقات. والحديثُ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن جابر) (أبو نعيم) (التسلية / ح 2). 250/ 11 - (أهون أهل النار عذابًا، أبو طالبٍ، وهو منتعلٌ نعلين من نارٍ، يغلي منهما دماغُه). (عن أبي عثمان النهدي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (صحيحٌ وقد روي عن أبي عثمان النهدي مرسلًا: إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة، أبو طالبٍ، له نعلان من نارٍ، يغلي منهما دماغه. وهو معل بالمخالفة والصواب فيه الوصل) (م، عو، ش، حم، عبد، ك، ابن منده، هق دلائل، هق بعث) (الزهد / 19 ح 6). 251/ 12 - (بينا نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يصف الجنة، حتى انتهى، ثم قال: فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذُنٌ سمعت ولا خَطَرَ على قلب بشر. ثم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} إلى آخر الآية [السجدة / 16]. قال أبو صخر: فذكرتُهُ للقُرَظِيّ، فقال: إنهم أخفوا لله عملًا فأخفى لهم ثوابًا، فقدموا على الله، فقرَّت تلكَ الأعيُنُ). (رواه: عبد الله بن سويد بن حيَّان وسياق الحديث له-، وعبد الله بنُ وهب، قال كلاهما: حدثني أبو صخر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره).

(أبو صخر: هو حميد بنُ زياد الخرَّاط. وثقه: ابنُ حبان، والدارقطنيُّ والعجليُّ. وقال أحمد، وابنُ معين: ليس به بأس. وضعَّفه: ابن معين في رواية، والنسائيُّ. وهو صدوقٌ متماسكٌ وقد توبع. تابعه سعيد بنُ عبد الرحمن الجمحي: وهو صدوقٌ لا بأس به. فرواه عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - مثل رواية أبي صخر). (م، عو، نعيم، حم، حم - زوائد عبد الله، ك، ش، يع، ابن جرير، طب كبير، ابن أبي الدنيا صفة الجنة) (تنبيه 12 / رقم 2357). 252/ 13 - (تَأكُلُهُم النَّارُ كُل يومٍ سبعين ألف مرَّة، كلما أَنْضَجَتْهُم وأَكَلَتْهُم، قيل: عُودوا. فيعُودُون، كما كانوا أول مرَّة). (رواه: الفُضَيل بنُ عِياض، ويزيد بنُ هارون كلاهما، عن هشام بن حسان، عن الحسن البصري رحمه الله قوله). (إسناده صحيحٌ) (هق بعث، ش) (الزهد / 34 ح 37). 253/ 14 - (سأل موسى ربَّهُ: ما أدنى أهلِ الجنَّةِ منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيءُ بعد ما أُدخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيقال له: ادخل الجنةَ. فيقولُ: أيّ ربِّ! كيف، وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيُقالُ له: أترضى أَنْ يكونَ لك مثل مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدنيا؟ فيقولُ: رضيتُ، ربِّ! فيقول: لك ذلك ومثله، ومثله ومثله ومثله، فيقولُ في الخامسة: رضيتُ، ربّ! فيقولُ: هذا لك وعشرة أمثالِهِ، ولك ما اشتهتْ نفسُك، وَلَذَّتْ عينُك. فيقولُ: رضيتُ، ربِّ! قال: رَبِّ! فأعلاهم منزلةً؟ قال: أولئك الذين أردتُ، غرستُ

كرامتهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم تَرَ عينٌ، ولم تسمعْ أُذُنٌ، ولم يخطر على قلبِ بَشَر. قال: ومصداقُهُ في كتاب الله عز وجل {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]). (عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيح) (م، ت، حم) (صحيح القصص / 57). 254/ 15 - (كان رجلٌ مِمَّنْ كان قبلكم خرجت به قرحةٌ، فلمَّا آذَتْهُ انتزعَ سهمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فنكأها فلم يرقأ الدمُ حتى مات، فقال الله: عبدي بادرني بنفسه، حرمت عليه الجنة). (عن جندب البجليِّ - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 28). 255/ 16 - (كان رجلان في بني إسرائيل، متواخيان، وكان أحدُهما مُذنبًا، والآخر مُجتهدًا في العبادة، وكان لا يزالُ المجتهدُ يرى الآخر على الذنب، فيقولُ: أقصر. فوجده يومًا على ذنب، فقال له: أقصر. فقال: خَلِّني وربِّي، أَبُعِثْتَ عليَّ رَقِيبًا؟! فقال: والله لا يغفر الله لك!، أو: لا يدخلك الله الجنة، فقبض روحَهُمَا، فاجتمعا عند ربِّ العالمين. فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالمًا، أو كنت على ما في يدي قادرًا؟. وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال

للآخر: اذهبوا به إلى النار). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (د، حم) (صحيح القصص / 31). 256/ 17 - (لو أنَّ قطرةً من قَطِرانِ جهنَّم وقعت إلى الأرض، لأحرقتِ الأرضَ ومَنْ فيها). (رواه: أبو بشر جعفر بنُ أبي وحشية، عن سعيد ابن جبير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ. ورجاله كلهم ثقات) (الزهد / 32 ح 35). 257/ 18 - (من أذهبتُ حبيبتيه فصبر واحتسب، لم أرض له ثوابًا دون الجنة). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله عزَّ وجلَّ: .. الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (س، ت، مي، حم، حب، طب أوسط، عديّ، نعيم حلية) (الأمراض / 62 ح 24؛ الأربعينية / ح 5). 258/ 19 - (من سمَّ نفسهُ، فسُمُّهُ في يده يتحسَّى بها في نار جهنَّمَ مَخَلَّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدةٍ، فحديدَتُه في يده يتوجَّأ بها في بطنه يوم القيامة خالدًا مخلدًا فيها أبدًا). (رواه جماعةٌ، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، طي، طح مشكل، ابن منده، هق، بغ) (الأمراض / 174 ح 71).

259/ 20 - (من قتل نفسه بِسُمٍّ، عُذِّب في نار جهنم). (رواه: محمد بنُ عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه: مالك، وعبد الرحمن بنُ أبي الزناد، وابنُ عجلان، وشعيب بنُ أبي حمزة جميعا، عن أبي الزناد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا). (خ، ت، حب، حم، طح مشكل) (الأمراض / 174 - 175). 260/ 21 - (يأكلُ أهلُ الجنَّةِ فيها، ويشربونَ، ولا يتغوَّطُونَ، ولا يَمْتَخِطُونَ، ولا يبُولُونَ، ولكِنْ طَعَامُهُم ذاك جُشَاءٌ كَرَشْحِ المِسْكِ، يُلهَمُونَ التسبيحَ والحمدَ كما يُلهَمُونَ النَّفَسَ). (رواه: أبو عاصم النبيل الضحاك بنُ مخلد، ويحيى بنُ سعيد الأموي، وروح ابنُ عبادة، ثلاثتهم عن ابن جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بنَ عبد الله - رضي الله عنهما -، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره. قال يحيى بنُ سعيد الأموي: "التكبير" بدل "الحمد". وتابعه: ابنُ لهيعة، فرواه عن أبي الزبير بهذا الإسناد مثله. وقال: "التحميد" بدل "الحمد". وابن لهيعة سيءُ الحفظ، لكن متابعة ابن جريج له تدل على أنَّه حفظ). (حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن جابر - رضي الله عنه -) (م، أبو نعيم، مي، حم، ابن حزم) (التسلية / ح 2). 261/ 22 - (يُجَاءُ برجلٍ مِنْ أهلِ الجنة يوم القيامة، فيقالُ له: كيف وجدتَ مَنْزِلَكَ؟ فيقولُ: خيرَ منزلٍ. فيقولُ: سَلْ وتَمَنَّ.

فيقولُ: ما أسألُ وما أتمنَّى إلا أَنْ تَرُدَّنِي إلى الدنيا، فأُقْتَلُ في سبيلك عَشْرَ مرَّاتٍ. قال: ويُجاءُ برجلٍ من أهلِ النَّارِ، فيقولُ: ابنَ آدمَ! كيف وجدت منزلك؟ فيقولُ: شرَّ منزلٍ. فيقولُ: افْتَدِ به بِمِلءِ الأرضِ ذَهَبًا. فيقولُ: نعم. فيقولُ: كذبتَ، سُئلت أيسر من ذلك). (رواه جماعةٌ عن حماد بن سلمة، عن ثابت البُنَانيّ، عن أنس - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (إسناده صحيحٌ) (م، س، حم، حب) (الزهد / 70 ح 86). 262/ 23 - (يقول الله تعالى لأهون أهل النَّار عذابًا: لو كان لك الدنيا بما فيها أكنت مفتديًا بها؟ فيقول: نعم. فيقول: قد أردت منك أهون مِنْ هذا، وأنت في صُلب آدم: ألا تشرك -أحسبه قال -: ولا أدخلك النار، فأبيت إلا الشرك). (رواه هشام الدستوائيُّ، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا. وهذا لفظه. ورواه شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس يرفعه، بلفظ أوله: أَنَّ الله يقولُ لأهون أهل النَّار عذابًا ..). (حديثٌ صحيحٌ. ورواه أبو نعيم من طريق: مطر الوراق، عن أنس واستغربه) (خ، م، حم، يع، نعيم حلية) (الزهد / 69 - 70). 263/ 24 - (يُلْقَى الجَرَبُ على أهلِ النَّارِ، فيحتَكُّونَ حتى يبدُو العَظْمُ، فيقولون: بم أصابنا هذا؟ فيقول: بِأَذاكُم المؤمنين). (عن مجاهد بن جبر قوله). (إسناده صحيحٌ) (ش، هناد) (الزهد / 34 ح 39).

264/ 25 - (يُؤتَى بأنْعَمِ النَّاسِ كان في الدُّنيا يومَ القيامةِ، فيقولُ: اصبِغُوهُ صَبْغَةً في النَّار، ثم يُؤتَى به، فيقولُ: يا ابنَ آدمَ! هلْ أصبتَ نعيمًا قطُّ، هل رأيتَ قُرَّةَ عين قطُّ، هل رأيتَ سرُورًا قطُّ؟ فيقولُ: لا وعِزَّتِكَ! ما رأيتُ خيرًا قطُّ، ولا سُرُورًا قطُّ، ولا قرةَ عينٍ قطُّ. قال: فيقولُ: رُدُّوهُ. قال: ويُؤتَى بأشّدِّ النَّاس كان بلاءً في الدنيا، وضَرًّا وجَهْدًا، فيقولُ: اصبغُوهُ صَبْغَةً في الجنَّةِ. قال: ثم يقولُ: يا ابنَ آدمَ! هل رأيتَ بُؤْسًا قَطُّ أو شيئًا تكرَهَهُ؟ قال: لا وعزتك! ما رأيتُ شيئًا أكرَهَة قطُّ). (رواه حماد بنُ سلمة، عن ثابت البُنَانّي، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (إسناده صحيحٌ) (م، حم، بغ) (الزهد / 70 - 71 ح 87).

13 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك

13 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 265/ 1 - (احتجم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من طريق مكَّةَ على رأسهِ، وهو محرمٌ). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، حمي، ش، ابن سعد، شفع، جا، خز، حب، طب كبير، قط، يع، هق، بغ) (الأمراض / 106 ح 43). 266/ 2 - (أفاض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفة وعليه السكينة، ورديفه أسامة ...). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س، مي، حم) (رسالتان / 15). 267/ 3 - (الحَجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ، والعُمُرَةُ إلى العُمُرَةِ كفارةٌ). (رواه: سُمَيّ مولى أبي بكر بنِ عبد الرحمن بنِ الحارث بنِ هشام المخزومي، عن أبي صالح السمان ذكوان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، خ كبير، م، س، ت، ق، مي، حم، ط، حمي، طي،

جا، حب، خز، يع، طب أوسط، هق، خط، بغ) (حديث الوزير / 235 - 236 ح 74). 268/ 4 - (السَّرَوايلُ لِمَنْ لم يجد الإزارَ والخُفَّانِ لمن لم يجد النَّعْلَينِ). (عن عَمرو بنِ دينار، عن جابر بنِ زيد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، وهو يقول: .. الحديث). (حديث صحيح) (خ، م، د، س، ت، ق، مي، خز، حم، طي، قط، هق بغ) (غوث 2/ 59 - 60 ح 417، كتاب المنتقى / 162 / ح 458؛ تنبيه 5 / رقم 1317؛ التوحيد / رجب / 1422 هـ). 269/ 5 - (العُمُرَةُ إلى العُمُرَةِ كفارةٌ لما بينهما، والحَجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةَ). (أبو هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (تقدم تخريجه برقم 267) (حديث الوزير / 236). 270/ 6 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرمٌ في رأسه، مِنْ داءٍ كان به). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (خ، د) (الأمراض / 111). 271/ 7 - (أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة، وهو مُحْرمٌ). (رواه: عَمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، أنَّ ابنَ عباس أخبره بهذا. زاد ابنُ نمير: فحدَّثتُ به الزهريَّ، فقال: أخبرني يزيد بنُ الأصم، أنه نكحها

وهو حلالٌ). (صحيحٌ. وقد ورد مثله من حديث: عائشة، وأبي هريرة - رضي الله عنهما -). (خ، م، ك) (تنبيه 4 / رقم 1249؛ تنبيه 4 / رقم 1140؛ تنبيه 12 / رقم 2483). 272/ 8 - (أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حجَّ ثلاثَ حِجَجٍ، حَجَّتين قبل أنْ يُهاجِر وحجَّة بعد ما هاجر، ومعها عُمرة، فساق ثلاثة وستين بدنة، وجاء عليٌّ مِنَ اليمن ببقيتها، فيها جملٌ لأبي جهل، في أنفة برة من فضة، فنحرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كل بدنة ببضعة، وشرب من مرقها). (رواه: سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به). (صحيحٌ) (ت، ق، قط، ك، هق دلائل) (حديث الوزير / 178 - 179). 273/ 9 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لقي ركبًا بالروحاء. فقال: "مَن القومُ؟ " قالوا: المسلمون، فقالوا: مَنْ أنت؟ قال: "رسولُ الله"، فرفعت إليه امرأةٌ صبيًّا، فقالت: ألهذا حجٌّ؟ قال: "نعم، ولك أجرٌ" وهذا سياق مسلم. الروحاء: هو مكان على ستة وثلاثين ميلًا من المدينة). (كريب، عن ابن عباس - رضي الله عنهم- به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (ط، م، د، س، شفع، حم، حمي، خز، حب، طح

معاني، جا، ابن نجيد، أبو محمد الجوهري، طب كبير، هق، أبو عثمان البحيري، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1419 هـ؛ الفوائد / ح 16). 274/ 10 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نكح، وهو مُحْرمٌ). (قال الحميديُّ: ثنا سفيان، عن عَمرو بن دينار: أخبرني أبو الشعثاء جابر بنُ زيد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. قال عَمرو: قد ذكرتُهُ للزهري، ثم قال: يا عَمرو مَنْ تراها؟ قلتُ: يقولون: ميمونة، فقال ابنُ شهاب: أخبرني يزيد ابنُ الأصم، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهو حلالٌ. فقال عَمرو لابن شهاب: تجعل أعرابيا يبول على عقبيه مثلَ ابنِ عباس؟ فقال ابنُ شهاب: هي خالتُهُ، فقال عَمرو: هي خالةُ ابنِ عباسٍ أيضًا). (صحيحٌ. وقد ورد مثله من حديث عائشة وأبي هريرة - رضي الله عنهما) (تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 271). 275/ 11 - (إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مكثَ تِسْعَ سنينَ لم يَحُج، ثم أَذَّنَ في الناس في العاشرة، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حاجٌّ، فقدم المدينة بشرٌ كثيرٌ، كلُّهم يلتمسُ أنْ يأتمَ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويعمَلَ مِثلَ عَملِهِ، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحُلَيفَةَ، فولدت أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ: محمد بنَ أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنعُ؟ قال: "اغتسلي، واستَثْفِري بثوب وأحرمي: فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ثم ركب القَصْواءَ، حتى إذا استوت به ناقته على البَيدَاءِ، نظرتُ إلى مَدِّ بصري بين يديه، مِنْ راكبٍ وماشٍ، وعن يمينه مثلُ ذلك، وعن

يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهُرِنَا، وعليه ينزلُ القرآن، وهو يعرفُ تأويلَهُ، وما عَمِلَ به مِنْ شيءٍ عَمِلْنَا به، فأهلَّ بالتوحيد "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والملك، لا شريك لك"، وأهلَّ النَّاسُ بهذا الذي يُهِلُّونَ به، فلم يَرُدَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم شيئًا منه، ولَزِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تلبيتَهُ، قال جابر - صلى الله عليه وسلم -: لسنا نَنْوِي إلا الحَجَّ، لسنا نعرفُ العُمْرَةَ، حتى إذا أتينا البيتَ معه، استلمَ الرُّكْنَ، فَرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذَ إلى مقامِ إبراهيم - عليه السلام -، فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، فجعلَ المَقَامَ بينه وبين البيت، فكان أبي يقول: (ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -): كان يقرأُ في الركعتين قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون، ثم رجع إلى الرُّكْنِ فاستلمه، ثم خرج مِنَ الباب إلى الصَّفَا، فلما دنا مِنَ الصفا قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] "أبدأُ بما بَدَأَ الله به"، فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ، فوحَّدَ الله وكبَّره، وقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجزَ وَعْدَهُ، ونصرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزابَ وحده"، ثم دعا بين ذلك، قال مِثلَ

هذا ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثم نزل إلى المروةِ، حتى إذا انْصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صَعِدَتَا مَشَى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخرُ طوافِهِ على المروة، فقال: "لو أَنِّي استقبلتُ مِنْ أَمْرِي ما استدبرتُ لم أَسُقْ الهَدْيّ، وجعلتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كانَ منكم ليس معه هديٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَة". فقام سُرَاقة بنُ مالك بنِ جُعْشُم، فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فَشَبَّك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدةً في الأخرى، وقال: "دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ" مرتين "لا بَلْ لأبَدِ أَبَدٍ" وقَدِمَ عليٌّ مِنَ اليمن بِبُدْنِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فوجد فاطمةَ رضي الله عنها مِمَّنْ حَلَّ، ولَبِسَتْ ثيابًا صَبِيغًا؟ واكتحلتْ، فأنكرَ ذلكَ عليها، فقالت: إِنَّ أبي أمرني بهذا، قال: فكان عليٌّ يقولُ بالعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحَرِّشًا على فاطمة، للذي صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِيًا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذَكَرَتْ عنه، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أنكرتُ ذلكَ عليها، فقال: "صَدَقَتْ صدقت، ماذا قُلتَ حين فرضتَ الحَجَّ؟ " قال قلت: اللهم إنِّي أُهِلُّ بما أَهَلَّ به رسولُك، قال: "فإنَّ مَعِيَ الهَدْيَ فلا تَحِلُّ" قال: فكان جماعةُ الهَدْيِ الذي قَدِمَ به عليٌّ مِنَ اليمن والذي أتي به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مائةً، قال: فَحَلَّ الناسُ كلُّهم وقَصَّرُوا، إلا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ومَنْ كان معه هَدْيٌ، فلما كان يومُ التَّرْوِيَةِ توجُّهُوا إلى مِنَى، فأهَلُّوا بالحَجِّ، ورَكِبَ رسولُ

الله - صلى الله عليه وسلم - فصلَّى بها الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ، ثم مَكَثَ قليلًا حتى طلعتِ الشمسُ، وأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ له بِنَمِرَةَ، فسارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تَشُكُّ قريشٌ إلا أَنَّهُ واقفٌ عند المَشْعَرِ الحرامِ، كما كانت قريشٌ تصنعُ في الجاهليةِ، فأجازَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عَرَفَةَ، فوجد القُبَّةَ قد ضُرِبتْ له بِنَمِرَةَ، فنزل بها، حتى إذا زاغتِ الشمسُ أمرَ بالقصواء، فَرُحِلَتْ له، فأتى بطنَ الوادي، فخطب الناس، وقال: "إِنَّ دماءَكم وأموالَكُم حرامٌ عليكم، كَحُرْمَةِ يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كلُّ شيءٍ مِنْ أمرِ الجاهليةِ تحتَ قَدَمَيَّ موضوعٌ، ودِمَاءُ الجاهليةِ موضوعةٌ، وإنَّ أَوَّلَ دَمٍ أضعُ مِنْ دمائِنَا دَمُ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ، كان مُستَرْضِعًا في بني سعدٍ فقَتَلَتْهُ هُذَيلٌ، ورِبَا الجاهليةِ موضوعٌ، وأوَّلُ ربًا أضعُ رِبَانَا، رِبَا عباس بنِ عبد المطلب، فإنَّهُ موضوعٌ كُلُّهُ، فاتقوا الله في النِّساءِ، فإنَّكم أخذتُمُوهُنَّ بأمانِ الله، واستحللتم فُرُوجَهُن بكلمة الله، ولكم عليهنَّ أنْ لا يُوطِئنَ فُرُشَكُم أحدًا تكرهُونَه، فإنْ فَعَلْنَ ذلكَ فاضربوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهن عليكم رِزقُهُنَّ، وكسوتهنَّ بالمعروف، وقد تركتُ فيكُم ما لَنْ تَضِلُّوا بعده إِنِ اعتَصَمتُم به: كتاب الله؛ وأنتم تُسْأَلُونَ عَنِّي فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلَّغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ، فقال بإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يرفَعُهَا إلى السماءِ

وَيَنْكُتُهَا إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد" ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم أذَّنَ ثم أقام فصلَّى الظهر، ثم أقام فصلَّى العصر، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا، ثم رَكِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف، فجعلَ بطنَ ناقته القصواء إلى الصَخَرَاتِ، وجعلَ حَبْلَ المُشَاةِ بين يديه، واستقبل القِبْلَةَ، فلم يزل واقفًا حتى غربتِ الشمسُ، وذهبت الصُّفْرَةُ قليلا حتى غاب القُرْصُ، وأردف أسامةَ خلفه، ودَفَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شَنَقَ للقصواء الزِّمَامَ، حتى إِنَّ رأسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، ويقول بيده اليمنى: "أيها الناس السَّكِينَةَ السكينة" كلما أتى حَبْلًا مِنَ الحبالِ أرخى لها قليلا، حتى تصعدَ، حتى أتى المُزْدَلِفَةَ، فصلَّى بها المغربَ والعشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتين، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجرُ، وصلَّى الفجرَ حين تبين له الصُّبحُ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم رَكِبَ القصواءَ حتى أتى المَشْعَرَ الحرامَ، فاستقبلَ القِبلةَ، فدعاهُ وكبَّرهُ وهلَّلَهُ ووحَّدَهُ، فلم يزل واقفًا حتى أسفرَ جدًّا، فَدَفَعَ قبلَ أَنْ تَطْلُعَ الشمسُ، وأردف الفضل بنَ عباس، وكان رجلًا حسنَ الشعرِ أبيضَ وَسِيمًا، فلما دفعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّت به ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الفضلُ ينظرُ إليهنَّ، فوضع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يده على وجه الفضل، فحوَّلَ الفضلُ وجهه إلى الشقِّ الآخرِ ينظرُ، فحوَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده مِنْ الشقِّ الآخرِ على وجه الفضلِ، يصرفُ وجهَهُ

مِن الشقِّ الآخرِ ينظرُ، حتى أتى بطنَ مُحَسِّرٍ، فحرَّكَ قليلا، ثم سلك الطريقَ الوسطى التي تخرجُ على الجَمْرَةِ الكبرى، حتى أتى الجمرةَ التي عند الشجرةَ، فرماها بسبعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ منها مِثلِ حَصَى الخّذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الوادي، ثم انصرف إلى المنحَرِ، فنحرَ ثلانًا وستينَ بيده، ثم أعطى عليًّا، فنَحَرَ ما غَبَرَ، وأشركه في هديه، ثم أمرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فجُعِلَتْ في قِدْرٍ، فطُبِخَتْ، فأَكَلا مِنْ لحمها وشربَا مِنْ مَرَقِها، ثم رَكِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاضَ إلى البيت، فصلَّى بمكةَ الظُّهرَ، فأتى بني عبد المطلب يَسْقُونَ على زمزمَ، فقالَ: "انْزِعُوا، بني عبد المطلب فلولا أَنْ يغلِبَكُمُ الناسُ على سِقَايَتِكُم لنزعتُ معكم" فناولُوه دَلْوًا فَشَرِبَ منه. وهذا تمامُ سياق حديث مسلم بطوله). (رواه: جعفر بنُ محمد، عن أبيه محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبي جعفر الباقر، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ. فقلتُ أنا محمد بنُ عليّ بنِ حُسين. فأهوى بيده إلى رأسي، فنَزَعَ زِرِّي الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفَّه بين ثديَيَّ وأنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ. فقال: مرحبًا بك يا ابن أخي! سل عمَّا شئتَ. فسألته، وهو أعمى. وحضر وقتُ الصلاة. فقام في نساجةٍ ملتحفًا بها، كلما وضعها على مَنْكِبِهِ رجعَ طرفاها إليه مِنْ صغرها. ورداؤه إلى جنبه، على المِشْجَبِ فصلى بنا. فقلتُ: أخبرني عَنْ حَجَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ بِيَدِهِ، فَعَقَدَ تِسْعًا، فقال: .. وذكر الحديث

بطوله. غريب الحديث: (فسأل عن القوم) أي عن الرجال الداخلين عليه، فإنه إذ ذاك كان أعمى، عَمِيَ في آخر عمره. (فنزع زري الأعلى) أي أخرجه من عروته ليكشف صدري عن القميص. (نساجة) أي ثوب ملفق على هيئة الطيلسان، وقال في النهاية: هي ضرب من الملاحف منسوجة، كأنها سميت بالمصدر، يقال: نسجت، أنسج نسجا ونساجة. (المشجب) هو عيدان تضم رؤسها ويفرج بين قوائمها، توضع علها الثياب. (فقال بيده) أي أشار بها .. (ثم أذن في الناس) معناه أعلمهم بذلك، وأشاعه بينهم، ليتأهبوا للحج معه، ويتعلموا المناسك والأحكام، ويشهدوا أقواله وأفعاله، ويوصيهم ليبلغ الشاهد الغائب، وتشيع دعوة الإسلام. (واستثفري) الاستثفار هو أن تشد في وسطها شيئًا، وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم، وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك المشدود في وسطهما، وهو شبيه بثفر الدابة الذي يجعل تحت ذنبها. (ثم ركب القصواء) هي ناقته - صلى الله عليه وسلم -. (ثم نظرت إلى مد بصري) ومعناه منتهى بصري. (فأهلَّ بالتوحيد) يعني قوله لبيك لا شريك لك. (استلم الركن) يعني الحجر الأسود فإليه ينصرف الركن عند الإطلاق، واستلامه مسحه وتقبيله بالتكبير والتهليل إن أمكنه ذلك، من غير إيذاء أحد، وإلا يستلم بالإشارة من بعيد، والاستلام افتعال من السلام بمعنى التحية. (فرمل ثلاثا) الرمل هو إسراع المشي مع تقارب الخطا وهو الخبب. (ثم نفذ إلى مقام إبراهيم) أي بلغه ماضيا في زحام. (ثم خرج من الباب) أي من باب بني مخزوم، وهو الذي يسمى باب الصفا، وخروجه منه لأنه أقرب الأبواب إلى الصفا. (حتى إذا انصبت قدماه) أي انحدرت فهو مجاز من انصباب الماء. (حتى إذا صعدتا) أي ارتفعت قدماه عن بطن الوادي. (ببدن) هو جمع بَدَنَة. (محرشا) التحريش الإغراء والمراد هنا أن يذكر له ما يقتضي عتابها. (بنمرة) بفتح النون وكسر الميم، هذا أصلها، ويجوز فيها ما يجوز في نظيرها، وهو إسكان الميم مع فتح النون وكسرها، وهو موضع

بجنب عرفات وليست من عرفات. (ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام) معنى هذا أن قريشا كانت في الجاهلية تقف بالمشعر الحرام، وهو جبل في المزدلفة، يقال له قزح، وقيل إن المشعر الحرام كل المزدلفة، وكان سائر العرب يتجاوزرن المزدلفة ويقفون بعرفات، فظنت قريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقف في المشعر الحرام على عادتهم ولا يتجاوزه، فتجاوزه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى عرفات، لأن الله تعالى أمره بذلك في قوله تعالى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة / 199] أي سائر العرب غير قريش، وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لأنها من الحرم وكانوا يقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه. (فأجاز) أي جاوز المزدلفة، ولم يقف بها، بل توجه إلى عرفات. (فرُحلت) أي وضع عليها الرحل. (بطن الوادي) هو وادي عرنة، وليست عرنة من أرض عرفات عند الشافعي والعلماء كافة إلا مالكا فقال هي من عرفات. (كحرمة يومكم هذا) معناه متأكدة التحريم شديدته. (ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه) قال الإمام النووي: المختار أن معناه أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم، سراء كان المأذون له رجلًا أجنبيًّا أو امرأةً، أو أحدًا من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك، وهذا حكم المسألة عند الفقهاء: أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل ولا امرأة لا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه. (فاضربوهن ضربا غير مبرح) معناه: اضربوهن ضربا ليس بشديد ولا شاق. (وينكتها إلى الناس) معناه: يقلبها ويرددها إلى الناس مشيرا إليهم). (صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، د، س، ت، ق، مي، حم، مي، ش جزء مفقود، عبد، ابن أبي داود مصاحف، خز، يع، حب، جا، فاكه أخبار مكة، ابن جرير، ابن أبي حاتم، طح معاني، أبو سهل بن القطان،

طب أوسط، هق، هق دلائل، بغ) (التسلية / ح 28؛ تنبيه 3 / رقم 921؛ ابن كثير 1/ 165؛ الفضائل / 63؛ غوث 2/ 89 ح 465). 276/ 12 - (إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَحَرَ عن آل محمد في حَجَّةِ الوَدَاعِ بَقَرَةً واحدةً). (رواه: الزهري، عن عَمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - به). (سنده صحيحٌ) (د، ق) (حديث الوزير / 290). 277/ 13 - (أنه كان لا يرى الاشتراط في الحَجِّ شيئًا، ويقول: حسبُكُم سنَّةُ نبيِّكم). (معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - به). (حديث صحيحٌ. ولم يوافق أحدٌ من الصحابة ابنَ عُمر على إنكار الاشتراط في الحج وإن وافقه جماعةٌ من التابعين، وتابعهم بعضُ الحنفية والمالكية. وقد قال البيهقيُّ في خاتمة الباب: وعندي أن أبا عبد الرحمن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما - لو بلغه حديثُ ضُبَاعة بنت الزبير لصار إليه، ولم ينكر الاشتراط، كما لم ينكره أبوه. وبالله التوفيق. انتهى) (خ، ت، س، حم، طب أوسط، طح مشكل، قط، هق) (تنبيه 12 / رقم 2481). 278/ 14 - (أينَ السائل الذي سَأَلَنِي عن العُمرةِ آنفًا؟ فالتُمس الرجلُ فجيءَ به، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أما الطِّيبُ الذي بك، فاغسِلهُ ثلاثَ مرَّاتٍ، وأما الجُبَّةُ فانتزعها، ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في

حجِّك). (رواه: عطاء بنُ أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه يعلى بن أمية، أنَّهُ كان يقولُ لعُمر بِن الخطاب: ليتني أرى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حين يُنزَلُ عليه، فلما كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة، وعلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثوبٌ قد ظُلِّلَ به عليه، معه فيهِ ناسٌ من أصحابه، منهم: عُمر - رضي الله عنه -، إذ جاءَهُ رجلٌ عليه جبَّةٌ، متضمِّخٌ بطيبٍ، فنظر إليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساعةً ثم سكتَ، فجاءه الوحيُ، فأشار عُمر - رضي الله عنه - إلى يعلى بنِ أمية: تعال. قال: فجاء يعلى فأدخلَ رأسَهُ، فإذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - محمرُّ الوجهِ، يغطُّ ساعةً، ثم سُرِّي عنه، فقال: "أين السائل الذي .. وذكره". ورواه عن عطاء جماعةٌ، منهم: ابنُ جريج، ورباح بنُ أبي معروف، وعَمرو بنُ دينار، وقيس بنُ سعد، وأبو الزبير، وهمام ابنُ يحيى، وعبيد الله بن أبي زياد، وعبد الملك بنُ أبي سُلَيمان). (صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س، س فضائل، ت، ط، شفع، حم، حمي، طي، خز، حب، جا، أبو أحمد الحاكم كنى، ابن أبي عاصم آحاد، طب كبير، طب أوسط، طح معاني، ابن عبد البر، قط، هق، هق دلائل، خط فقيه، نعيم دلائل، بغ) (التسلية / ح 25؛ غوث 2/ 79 ح 447؛ ابن كثير 1/ 156؛ الفضائل / 52). 279/ 15 - (تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو مُحْرمٌ). (قال عَمرو بن دينار: حدثنا جابر بنُ زيد أبو الشعثاء، قال: أنبأنا ابنُ عباس - رضي الله عنهما - به). (صحيحٌ. وقد ورد مثله من حديث: عائشة، وأبي هريرة - رضي الله عنهما -). (تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 271).

280/ 16 - (جاء إبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم - بأُمِّ إسماعيل، وبابنِها إسماعيل وهي تُرْضِعُهُ، حتى وضعها عند البيت، عند دَوْحَةٍ فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذٍ أَحَدٌ، وليس بها ماءٌ، فوضعهما هناك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمرٌ، وسقاءٌ فيه ماءٌ، ثم قَفَّى إبراهيمُ مُنْطَلِقًا، فتبعتْهُ أُمُّ إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتَتْرُكُنَا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيءٌ؟! فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفتُ إليها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يُضَيِّعُنَا. ثم رجعت. فانطلق إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات، فرفع يديه فقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} حتى بلغ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم / 37]. وجعلت أُمُّ إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب مِنْ ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء، عطشت، وعطش ابنُها، وجعلت تنظر إليه يَتَلَوَّى -أو قال: يتلبَّطُ- فانطلقت كراهية أنْ تنظرَ إليه، فوجدت الصفا أقرَبَ جَبَلٍ في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا. فهبطت مِنْ الصفا حتى إذا بلغت الوادي، رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي

الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة، فقامت عليها، ونظرت هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابنُ عباس - رضي الله عنهما -: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فذلك سعي الناس بينهما". فلمَّا أشرفت على المروة، سمعت صوتًا، فقالت: صه! -تريد نفسها-، ثم تسمعت، فسمعت أيضًا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواثٌ، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بِعَقِبِه -أو قال: بجناحه- حتى ظهر الماءُ، فجعلت تُحَوِّضُهُ وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرفُ الماءَ في سِقَائِها، وهو يفور بعد ما تغرفُ. وفي رواية: بقدر ما تغرفُ. قال ابنُ عباس - رضي الله عنهما -، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله أُمَّ إسماعيل، لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف مِنَ الماء-، لكانت زمزم عينًا معينًا". قال: فشربت، وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإِنَّ ها هنا بيتًا لله يبنيه هذا الغلامُ وأبوه، وإِنَّ الله لا يُضَيِّعُ أهله. وكان البيت مرتفعًا عن الأرض تأتيه السيولُ، فتأخذُ عَنْ يمينه وعَنْ شماله، فكانت كذلك حتى مرَّت بهم رُفقَة مِنْ جُرْهُمٍ، أو أهلُ بيتٍ من جُرْهُمٍ مقبلين مِنْ طريق كَدَاءَ، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرًا عائفًا، فقالوا: إِن هذا الطائرَ ليدور على ماءٍ لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماءٌ. فأرسلوا جريًّا أو جَرِيَّين فإذا هم بالماء، فرجعوا،

فأخبروهم، فأقبلوا وأُمُّ إسماعيل عند الماء. فقالوا: أتأذنين لنا أَنْ ننزِلَ عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حقَّ لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فألفِى ذلك أُمَّ إسماعيل وهي تُحبُّ الأُنْسَ"، فنزلوا، فأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كانوا بها أهل أبيات، وشَبَّ الغلامُ وتعلَّم العربيةَ منهم، وأَنْفَسَهُم وأَعْجَبَهُم حين شَبَّ، فلما أدرك، زَوَّجُوه امرأةً منهم، وماتت أُمُّ إسماعيل، فجاء إبراهيمُ بعد ما تزوج إسماعيلُ، يطالع تركته، فلم يجد إسماعيلَ، فسأل امرأته عنه، فقالت: خرج يبتغي لنا -وفي رواية: يصيدُ لنا- ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، نحن في ضيق وشِدَّة، وشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجُك، اقرئي عليه السلام، وقولي له: يُغَيِّر عَتَبَةَ بابِهِ! فلمَّا جاء إسماعيلُ، كأنه آنس شيئًا، فقال: هل جاءكم مِنْ أَحَدٍ؟ قالت: نعم، جاءنا شيخٌ كذا وكذا، فسألنا عنك، فأخبرته، فسألني: كيف عيشنا؟ فأخبرته أنَّا في جَهدٍ وشِدَّةٍ. قال: فهل أوصاكِ بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيَّر عَتَبَةَ بابِكَ. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أَنْ أُفَارِقَكِ الحَقِي بأهلك. فطلقها، وتزوج منهم أخرى. فلبث عنهم إبراهيمُ ما شاء الله ثم أتاهم بعدُ. فلم يجده، فدخل على امرأته، فسأل عنه، قالت: خرج يبتغي ك. قال: كيف أنتم؟

وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحنُ بخيرٍ وَسَعَةٍ، وأثنَتْ على الله تعالى. فقال: ما طعامُكُم؟ قالت: اللحمُ. قال: ما شرابُكُم؟ قالت: الماءُ. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ولم يكُنْ يومئذٍ حَبٌّ، ولو كان لهم دعا لهم فيه". قال: فهما لا يخلو عليهما أحدُ بغير مكة إلا لم يوافقاهُ. وفي رواية: فجاءَ فقال أين إسماعيلُ؟ فقالت امرأتُهُ: ذهب يَصِيدُ. فقالت امرأتُهُ: ألا تنزل فتطعم وتشرب؟ قال: وما طعامُكُم وما شرابُكُم؟ قالت: طعامنا اللحمُ وشرابنا الماءُ. قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم. قال: فقال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "بَرَكَةُ دعوة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -". قال: فإذا جاء زوجُكِ، فاقرئي - عليه السلام -، ومُرِيهِ يُثَبّتْ عَتَبَةَ بابِهِ. فلما جاء إسماعيلُ، قال: هل أتاكم مِنْ أَحَدٍ؟ قالت: نعم، أتانا شيخٌ حسنُ الهيئة، وأثنتْ عليه، فسألني عنك، فأخبرته. فسألني: كيف عيشُنَا؟ فأخبرتُه أنَّا بخير. قال: فأوصاك بشيءٍ؟ قالت: نعم، يقرأ عليك السلام ويأمُرُكَ أَنْ تُثَبِّتَ عَتَبَةَ بابِكَ. قال: ذاك أبي، وأنت العتبة، أمرني أَنْ أمْسِكَكِ. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعدَ ذلك وإسماعيلُ يَبْرِي نَبْلًا له تحت دوحةٍ قريبًا مِنْ زمزم، فلمَّا رآه قام إليه فصنعا كما يصنعُ الوالدُ بالولد، والولدُ بالوالد، قال: يا إسماعيلُ! إِن الله أمرني بأمْرٍ. قال: فاصنع ما أمرك ربُّكَ. قال:

وَتُعِينُنِي؟ قال: وأُعِينُكَ. قال: فإِنَّ الله أمرني أن أبني بيتًا هاهنا، وأشار إلى أَكَمَةٍ مرتفعةٍ على ما حولها، فعند ذلك رفع القواعِدَ مِنَ البيتِ، فجعلَ إسماعيلُ يأتي بالحجارة، وإبراهيمُ يبني، حتى إذا ارتفع البناءُ، جاء بهذا الحجرَ، فوضعه له، فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يُنَاوِلهُ الحجارةَ، وهما يقولان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127]). (عن ابن عباس، قال: .. فذكره بتمامه). (حديثٌ صحيحٌ) (خ) (صحيح القصص / 81 - 83؛ تنبيه 3 / رقم 937). 281/ 17 - (حجَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثَ حِجَجٍ، حَجَّتين قبل أنْ يُهاجِر، وحجَّة قَرَنَ معها عُمرةً). (رواه: سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به). (صحيحٌ) (ت، ق، قط، ك، هق دلائل) (حديث الوزير / 178 ح 52). 282/ 18 - (حججنا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فأفضنا يوم النَّحر، فحاضت صفيِّةُ، فأراد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - منها ما يُريد الرجل من أهله، فقلتُ يا رسول الله! إنها حائضٌ. قال: "حابستُنا هي؟ ". قالوا يا رسول الله! أفاضت يوم النَّحر. قال: "اخرجوا")

(رواه: جعفر بنُ ربيعة -وهذا حديثهُ-، وابنُ لهيعة، كلاهما عن الأعرج عبد الرحمن بن هرمز، قال: حدثني أبو سلمة، أن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: .... فذكرته). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن الأعرج إلا ابنُ لهيعة. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به ابنُ لهيعة، فتابعه جعفر بنُ ربيعة ...) (خ، س كبرى، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2463). 283/ 19 - (خَمْسٌ لا جُنَاحَ على مَنْ قَتَلَهُنَّ في الْحَرَمِ وَالإحْرَامِ: الفأرةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ. وفي رواية: في الحُرُم والإحرام). (رواه: عَمرو بنُ دينار، وسفيان بنُ عُيَينة -وهذا لفظه-، ويونس بنُ يزيد، ومعمر بنُ راشد، كلُّهم عن الزهري، عن سالم، عن أبيه مرفوعًا به). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر رضي الله عنهما) (م، عو، س، مي، حم، حمي، فاكه أخبار مكة، الأزرقي، يع، عب، إسحاق، السراج، جا، طح معاني، عديّ، هق، هق معرفة، ابن عبد البر، خط، بغ) (حديث الوزير / 321 - 325 ح 111؛ غوث 2/ 74 ح 440؛ كتاب المنتقى / 170 ح 487؛ التسلية). 284/ 20 - (خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، ليس على الْمُحْرِمِ في قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، والفأرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ). (رواه: مالك -وهذا حديثه-، وأيوب السختياني، وعبيد الله بنُ عُمر، وابنُ جُرَيج، والليث بنُ سعد، ويحيى بنُ سعيد، وابنُ عون، وجرير بنُ حازم، كلُّهم عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا به).

(حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -) (خ، م، عو، س، ق، مي، ط، حم، حمي، شفع، عب، الأزرقي، بغ أبو القاسم، البزار، حب، السراج، ابن المنذر إقناع، الطرسوسي، نعيم، طح معاني، طب مسند الشاميين، هق، هق صغير، هق معرفة، ابن عبد البر، خط، خط تلخيص، بغ) (حديث الوزير / 323 - 324؛ غوث 2/ 74 ح 440؛ كتاب المنتقى / 170 ح 487؛ التسلية). 285/ 21 - (خَمْسٌ مَنْ قَتَلَهُنَّ وهو حَرَامٌ فلا جُنَاحَ عليه فِيهِنَّ: الْعَقْرَبُ، والفأرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، والْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا. وهذا سياقُ مسلم). (عن عبد الله بنِ دينار، أنه سمع عبد الله بنَ عُمر يقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر) (خ، م، عو، نعيم، ط، حم، عب، طي، حب، السراج، طح معاني، هق، ابن عبد البر، بغ) (حديث الوزير / 324 - 325؛ غوث 2/ 74 ح 440؛ كتاب المنتقى / 170 ح 487؛ التسلية). 286/ 22 - (ذَبَحَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَمَّنِ اعتَمَرَ معه مِنْ نِسَائِهِ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بقرةً بينهُم). (رواه: أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (صحيحٌ) (س، د، ق، حب، ك، هق) (حديث الوزير / 289 ح 98). 287/ 23 - (رمى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جمرة العقبة يوم النحر ضحى،

ورمى سائرهن بعد الزوال). (رواه: أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيحٌ) (م، قط، نعيم، ش، حم، س، خز، حب، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2473). 288/ 24 - (طاف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على بعيرٍ في حجة الوداع، فاستلم الرُّكْنَ بالمِحْجَن). (رواه: يونس بنُ يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. وتابعه: ابنُ أبي ذئب، عن الزهري به. وله طرق أخرى عن ابن عباس). (حديثٌ صحيحٌ) (ح، م، د، ت، س، ق-، حم، شفع، خز، جا، هق) (التوحيد / ربيع الآخر / 1417 هـ). 289/ 25 - (طَيَّبْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه، وطيَّبته لإحلاله، بِطِيبٍ لا يُشْبِهُ طِيبَكُم. سياق الأوزاعي. طَيَّبْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لِحُرمِه قبلَ أن يُحرِم، ولحلِّه قبل أن يطوفَ بالبيتِ. سياق ابن عيينة). (رواه: الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة. ورواه سفيان بنُ عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه. كلاهما، عن عائشة - رضي الله عنها -). (حديثٌ صحيحٌ) (حديث عروة: ح، م، س، شفع، حم، طح معاني، هق. حديث القاسم: ط، خ، م، د، ابن أبي داود مسند عائشة، س، ت، ق، مي، حم، خز، طي، حمي، طح معاني، قط، هق) (حديث الوزير / 31 - 32 ح 2؛ غوث 2/ 58 ح 414؛ كتاب المنتقى / 161 ح 455).

290/ 26 - (في المُحْرِمِ يشتكي عينهُ: يُضَمّدُها بالصّبر). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة، عن أيوب بن موسى، عن نُبَيه بن وهب، قال: اشتكى عُمر بنُ عبيد الله بنِ معمر عينية، فلمَّا أتى الروحاء اشتد به، فأرسل إلى أبان بن عثمان بن عفان، فأرسل أبان أنَّ عثمان حدَّثَ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ... فذكره. وتوبع ابنُ عيينة، تابعه: عبد الوارث بنُ سعيد، قال: ثنا أيوب بنُ موسى بهذا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وليس معنى (الصبر) هو ما ذهب إليه ذهنُ القارئ من أنه احتمال النفس الكدّ، ولكن (الصبر) بتشديد الصاد وكسر الباء الموحدة ويجوز إسكانها، هو دواءٌ مُرٌّ، ومعنى (يضمدها) يعني: يلطخها، وكذلك يقال للخرقة التي يُشدُّ بها العضو: (ضماد)، وأصلُ الضَّمْدِ هو الشدُّ، والله أعلم). (م، د، س، ت، مي، حم، ط، حمي، طي، خز، جا، نعيم طب، هق) (الأمراض / 101 ح 39؛ غوث 2/ 75 ح 443؛ التسلية / ح 31؛ التوحيد / جماد أول / 1420 هـ). 291/ 27 - (قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وسأله رجلٌ: ما يلبسُ المُحْرمُ؟ قال: لا يلبس القميصَ، ولا العِمَامة، ولا السَّرَاويل، ولا البُرْنُس، ولا ثوبًا مسَّهُ الوَرْسُ، ولا الزَّعفَرَان، فإن لم يجد النعلين، فليلبس الخُفَّين، وليقطَعْهُما حتى يكونا تحت الكعبين. وفي رواية: أنَّ رجلا نادى فقال: يا رسول الله! ما يجتنبُ المُحْرِمُ مِنَ الثياب؟ فقال: لا يلبَسُ السَّرَاويل ولا القميصَ، ولا البُرْنسَ ولا العِمَامَةَ،

ولا ثوبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ ولا وَرْسٌ، وَلْيُحْرِمْ أحدُكُم في إزارٍ ورِدَاءٍ ونَعْلَينِ، فإن لم يجدْ نعلينِ فليلبس خُفَّينِ وليقطَعْهُما حتى يكونا إلى العَقِبَينِ). (رواه سالم، ونافع كلاهما عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -). (هذا حديثٌ صحيحٌ. أمَّا قطعُ الخُفِّ، فقد ثبت من حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -) (حديث سالم: ح، م، د، س، حم، خز، طح معاني، قط هق. حديث نافع: ط، خ، م، س، ت، ق، مي، حم، خز، طي، طح معاني، قط، هق، بغ) (التوحيد / رجب / 1422 هـ؛ غوث / 59 ح 416؛ كتاب المنتقى / 162 ح 457). 292/ 28 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يرمي الجمرة يوم النَّحر ضُحىً، وأَمَّا بعد ذلك فبعدَ زَوَالِ الشمس). (رواه: ابنُ جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنَّه جابر بنَ عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خت، م، د، س، ت، ق، مي، حم، إسحاق، خز، جا، طح معاني، هق، بغ) (التوحيد / رجب / 1417 هـ؛ غوث 2/ 98 ح 474؛ كتاب المنتقى / 187 ح 521). 293/ 29 - (كنت أطَيِّبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لحِلِّهِ وَحَرَمِه). (رواه: القاسم بنُ محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، ط، طي، حمي، خز، ابن أبي داود مسند عائشة، جا، قط، هق، أبو بكر الشافعي) (حديث الوزير / 107 ح 26،

غوث 2/ 58 ح 414؛ كتاب المنتقى / 161 ح 455). 294/ 30 - (لا يَحِلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ ليلةٍ، إلا ومعها رجُلٌ ذُو مَحْرَمٍ منها). (رواه: الليث بنُ سعد، وابنُ أبي ذئب، وابنُ عجلان، عن سيد المَقْبُرِيّ، عن أبيه، أنَّ أبا هريرة - رضي الله عنه -، قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: .... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (ح، م، د، خز، حب، طح معاني، هق) (حديث الوزير / 90، 250 ح 21، 89). 295/ 31 - (ما من يومٍ أكثرُ مِنْ أَنْ يُعتِقَ الله عزَّ وجلَّ فيه عبدًا مِنَ النَّار مِنْ يومِ عَرَفَةَ). (رواه: سعيد بنُ المسيب، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفي أبي عن جابر - رضي الله عنه -، خرَّجته في معجم الإسماعيلي رقم 12) (م، س، ق، خز، ك، قط، هق، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 330 ح 114، تنبيه 4 / رقم 1224). 296/ 32 - (مَنْ حجَّ هذا البيت فلم يَرْفُث ولم يَفْسُق، رجع كيومِ ولدتَهُ أُمُّه). (أبو هريرة - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه) (ح، م) (مجلة التوحيد / صفر / سنة 1417 هـ).

14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

14 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 297/ 1 - (أتت امرأةٌ مِنْ غامد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: قد فجرت! فقال: "اذهبي"، فذهبت، ثم رجعت، فقالت: لعلك تريدُ أن تصنع بي كما صنعت بماعز بن مالك، والله إني لحُبلى. فقال: "اذهبي حتى تلدين" ثم جاءت به في خرقةٍ، فقالت: قد ولدتُ، فطهرني. قال: "اذهبي حتى تفطميه".، فذهبت ثم جاءت به في يده كسرة خبز، فقالت: قد فطمتُهُ. فأمر برجمها). (خلاد بنُ يحيى -وهذا حديثه-، وعبد الله بنُ نمير، قالا: ثنا بشير بن المهاجر: ثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: ... فذكره). (سكت عنه الحاكمُ والذهبيُّ. قلتُ: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على مسلم، فقد أخرجه. قال أبو عَمرو: وسيأتي سياق حديث عبد الله بن نمير مفردًا) (م، د، س كبرى، حم، ش، ك، هق) (تنبيه 3 / رقم 1020).

298/ 2 - (إنَّ الله تجاوز عن أمَّتي مَا حَدَّثت به أنفُسَهَا ما لم تعمل، أو تتكلَّم. لفظ هشام. ولفظ مسعر: "إنَّ الله تجاوز لي عن أمَّتي مَا وَسْوَسَت به صُدُورُها، ما لم تعمل، أو تكلَّم"). (رواه: هشام الدستوائي، ومسعر بنُ كدام، وسعيد بنُ أبي عروبة، وهمام بنُ يحيى، وشيبان بنُ عبد الرحمن، وأبو عوانة، وحماد بنُ سلمة، وأبان بنُ يزيد، كلهم عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن أبيي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -). (هذا الوجه هو الذي تتابع الثقاتُ عليه، فقد رواه عُيون أصحاب قتادة عنه، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا.). (تخريجه: ح، م، د، ت، س، ق، حم، ش، إسحاق، البزار، طي، يع، ابن أبي حاتم علل، عو، طح مشكل، طب أوسط، عديّ، قط علل، خط، ابن منده، نعيم حلية، هق، هق شعب، أبو الفضل الزهري في حديثه) فصلٌ: ورواه شبابة بنُ سوار وهذا لفظ حديثه، وسلام بنُ سليمان المدائنيّ، ويزيد بن هارون، وخالد بن عبد الرحمن الخراسانيّ أربعتُهُم عن المسعودي، عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن عمران بنِ حُصَين، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أنَّ الله تجاوز لأمَّتي عمَّا حَدَّثت به أنفُسَهَا، ما لم تعمل به، أو تكلَّم به. ورواه شيبان، وإسماعيل بنُ مسلم، كلاهما عن قتادة بهذا الإسناد. قال أبو العباس رافعُ بنُ عُصم: غريبٌ من حديث قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران .. ورواه الناسُ، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصحيحُ. انتهى.

قال أبو حاتم الرازي: "هذا خطأٌ، إنما هو زرارة، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" انتهى. وقال البزار: "وهذا الحديث رواه شعبة، وسعيد، ومسعر، وهشام، وحماد، وأبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ولا نعلمه يروي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، من وجه صحيحٍ إلا عن أبي هريرة. وقد رواه شيبانُ، وإسماعيل بنُ مسلم، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين، فغلط في إسناده، وإنما هو عن أبي هريرة. ورواه ربعيُّ بنُ عُلَيَّة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة، عن ابن عباس، فغلط ربعيُّ فيه إذ قال: "عن ابن عباس". وقد روى هذا الحديث: الأعمشُ، عن الأعرجِ، عن أبي هريرة. والأعمشُ لم يسمع من الأعرج، ولا يُدرَىَ عَنْ مَنْ أخذه. والحديثُ المحفوظُ إنما هو: عن زرارة، عن أبي هريرة". انتهى. وقال ابنُ عديّ في ترجمة "خالد بن عبد الرحمن أبي الهيثم": "وهذا قال فيه خالدٌ هكذا، والتخليطُ عندي من المسعودي، وذلك أن الرصاصيّ عبد الرحمن بن زياد حدَّثَ عن المسعوديّ، عن قتادة، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ورواه عَمرو بنُ عبد الغفار، عن المسعوديّ، عن قتادة، عن أنس. ورواه جماعةٌ على الصواب: عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة". انتهى. وقال ابنُ عديّ في ترجمة "سلام بن سليمان": "وغلطَ المسعوديُّ في هذا الحديث على قتادة، ومنهم من روى عنه عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، وهو الصواب. ومنهم من روى عنه هكذا، عن عمران بن حصين، وهو خطأٌ. ومنهم من رواه عنه عن قتادة، عن ابن أبي أوفى، وهو خطأٌ أيضًا. ومنهم من رواه عنه عن قتادة، عن أنس، وهذا كلُّه خطأٌ، إلا من قال: عن زرارة، عن

أبي هريرة .. " انتهى. وقد حكى الدارقطنيُّ في "العلل" (8/ 317) بعضَ وجوهِ الاختلاف على المسعودي فيه، وقال: والصحيح: عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة مرفوعًا. وكذلك رواه يونُس بنُ عُبَيد، وعطاء بنُ عجلان، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ورواه ابنُ جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا أيضًا. انتهى. قال شيخنا: فالذي يتحصل من كلام هؤلاء العلماء أنَّ الرواة اختلفوا على قتادة في إسناده على سبعة ألوان، اللون الأول: منهم من يرويه عنه، عن زرارة بن أوفى، عن عمران. اللون الثاني: ومنهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن ابن أبي أوفى. اللون الثالث: ومنهم من يرويه عنه، عن أنس. اللون الرابع: منهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن أبي هريرة. اللون الخامس: منهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. اللون السادس: منهم من يرويه عنه، عن النضر بن أنس، عن بشر بن نهيك، عن أبي هريرة. اللون السابع: منهم من يرويه عنه، عن زرارة، عن ابن عباس. وهذا اختلافٌ شديدٌ على قتادة. وقد زيَّفَ أهلُ العلم كل هذه الوجوه، ما عدا الوجه الرابع الذي يرويه قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو الوجه الذي تتابع الثقاتُ عليه، فقد رواه عُيون أصحاب قتادة عنه، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا. (تخريجه: البزار، ابن أبي حاتم علل، عديّ، قط علل، أبو العباس رافع بنُ عُصم في جزئه) فصلٌ: ورواه المُسَيَّب بن واضح، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن قتادة، زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة مرفوعًا: الهوى مَغفُورٌ لصحابه، ما لم

يَعمَل به، أو يتكلَّم. وخالفه الحميديُّ، وهشام بنُ عمَّار، فروياه عن سفيان، عن مسعر بهذا الإسناد، بلفظ: إن الله -عز وجل- تجاوزَ عن أُمَّتي مَا وَسْوَسَت في صُدُورِها، ما لم تعمل، أو تكلَّم. وهو منكرٌ عن سفيان. والمسيَّب بنُ واضح: ضعَّفه الدارقطنيُّ. وقال أبو حاتم: صدوق يخطىء كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل. وكان النسائيُّ حسنَ الرأي فيه. ومثله لا يُقبَلُ منه مخالفة الحميدي في ابن عيينة، فقد كان من أثبت الناس فيه. (تخريجه: نعيم حلية) فصلٌ: ورياه إسحاق بنُ راهويه، وأبو الربيع الزهراني العتكي، قالا: حدنّنا جرير بنُ عبد الحميد، عن الأعمش، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا: إنَّ الله عفَا عن أُمَّتي ما حدَّثت به أنفسَهَا، ما لم يعملوا به أو يتكلَّموا به). قال الطحاويُّ: سمعتُ إبراهيم بنَ أبي داود، يقول: "لا نعرفُ للأعمش عن الأعرج غير هذا الحديث، ولا يرويه عنه غيرُ جرير". انتهى. وأعلَّه البزار، فقال: "والأعمش لم يسمع من الأعرج، ولا يُدرَى عمَّن أخذه، والحديث المحفوظ إنما هو عن زُرارة بن أوفى، عن أبي هريرة". انتهى. (تخريجه: إسحاق، طح مشكل) (تنبيه 12 / رقم 2412). 299/ 3 - (إن الله حرَّم عليكم عُقُوقَ الأمهات، ووأدَ البنات، ومنعَ وهات، وكرِهَ لكم قيلَ وقالَ، وكثرةَ السُّؤال، وإضاعةَ المال). (رواه: عثمان بنُ أبي شيبة، وإسحاق بنُ إبراهيم، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن الشعبي، عن ورَّاد كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (صحيحٌ متفق عليه. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفيه تصحيحُ سماع منصور بن المعتمر من عامر بن شراحيل الشعبيّ. وردّ على قول ابن معين،

فيما نقله عنه عباسُ الدوريُّ في "تاريخه" (2/ 589 / 2455): "منصور لم يسمع من الشعبي". اهـ. وانظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام 94، 137، 362، 473، 495) (خ، م، طح مشكل، طب كبير) (التسلية / ح 31). 300/ 4 - (إنَّ الله كتب على ابن آدم حظَّهُ من الزنا، أدرك ذلك لا محالة: فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفسُ تتمنَّى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك كله أو يُكذِّبُهُ). (رواه: عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: ما رأيت شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبيّ: ... وذكر الحديث. وتابعه محمد بنُ ثور الصنعاني، عن معمر بهذا الإسناد). (قال الحاكمُ في "كتاب الطهارة" (1/ 135): وقد اتفق البخاريُّ ومسلمٌ على إخراج أحاديث متفرّقةٍ في "المسندين الصحيحين"، يُستدلُّ بها على أن اللمس ما دون الجماع، منها حديثُ أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس"، وحديثُ ابن عباس: "لعلك لمست". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! أمَّا حديث أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس" فدم يقع في الكتابين جميعًا باللفظ الذي استدلَّ به الحاكمُ، بل لم يقع "زنا اليد" عند البخاري ... فهذا كلُّ ما في "الصحيحين" من ألفاظ هذا الحديث، وليس فيهما اللفظ الذي ذكره الحاكم وهو "اللمس". وأمَّا حديثُ ابن عباس: "لعلك لمست"، فهذا اللفظ الذي استدل به الحاكم، لم يقع في الكتابين جميعا. أمَّا مسلمٌ فلأنه لم يروه أصلا. وأمَّا البخاري فهو من أفراده دون

هذا اللفظ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: سيأتي سياق حديث ابن عباس مفردًا، بلفظ أوله: "لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له .. "). (خ، م، د, س كبرى، حم، عو، عو قدر، حب، ابن جرير، ك، هق، هق شعب) (تنبيه 10 / رقم 2200). 301/ 5 - (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لماعز بن مالكٍ: "أحقّ ما بلغني عنك؟ " قال: وما بلغك عنِّي؟ قال: "بلغني أنك وقعت بجارية آل فلان" قال: نعم، قال: فشهد أربع شهادات، ثم أمر به فرُجِمَ). (حدَّث به: أبو عوانة، وإسرائيل، وآخرون، عن سماك بن حرب، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (فتبين من هذا التخريج أن لفظة "اللمس" لم تقع في الكتابين جميعًا، وهذه رواية لمسلم لهذه الواقعة، ليس فيها هذه المراجعة من النبيّ صلى الله عليه وسلم لماعز). (م، د, س، س كبرى، ت، حم، عب، يع، طي، طح معاني، طب كبير) (تنبيه 10 / رقم 2200؛ تنبيه 3 / رقم 1017). 302/ 6 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لماعز بن مالكٍ: "ويحك لعلك قبلت، أو لَمست، أو غَمزت، أو نظرت؟ " قال: لا. قال: "أفعلتها؟ " قال: نعم. قال: فعند ذلك أمر برجمه. هذا حديث إبراهيم بن عبد الله. أما حديث عبد الله بن محمَّد الجعفي فسياقه هكذا: "لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: "لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت؟ " قال: لا

يا رسول الله! قال: "أنِكْتَها (¬1)؟ " -لا يكني-، قال: فعند ذلك أمر برجمه"). (رواه: إبراهيم بن عبد الله بنِ سليمان السعديّ العبسي القصار الكوفي، وعبد الله ابنُ محمَّد المسندي الجعفي، وزهير بنُ حرب، وعقبة بنُ مكرم، قالوا: حدثنا وهب ابنُ جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعتُ يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. ورواه: يزيد بنُ هارون، وإسحاق بنُ عيسى، وسليمان بنُ حرب، قالوا: ثنا جرير بن حازم بهذا الإسناد). (قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. قلتُ: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على البخاريّ، فقد أخرجه). (خ، د، حم، عبد، الإسماعيلي، طب أوسط، طب كبير، ك، هق) (تنبيه 3 / رقم 1017، تنبيه 10، / رقم 2200). 303/ 7 - (أن امرأةً مخزوميّةً كانت تستعيرُ المتاع، فتجحده، فأمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقطع يدها). (رواه: عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن أبيوب، عن نافع، عن ابن عمر - رضي ¬

_ (¬1) قال شيخُنا: ذكر بعضُ الحمقى المتصدرين للفتوى في أحد البرامج الإذاعية، ذكر هذا الحديث ثم قال: "وذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لماعز بن مالك لفظة أستحيي أن أقولها" كذا قال هذا الأنوك، وكأنه أعظم حباءً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولعله سبق إلى ذهن هذا الأنوك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقولها في مجالسه على سبيل المسامرة، فقال ما قال، وإنما صرَّح النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ حتى لا تكون هناك شبهة في الحكم تمنع من قتل ماعز إذ الحدود تُدرأ بالشبهات والله الموفق. انتهى.

الله عنهما - به). (وهذا سندٌ صحيح، على شرط الشيخين. وفي الباب عن عائشة - رضي الله عنها -، وقد خرَّجتُهُ في "غوث المكدود" رقم (804)) (د, س، حم، طح مشكل) (حديث الوزير / 132). 304/ 8 - (أن رجلًا من أسلم جاء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فاعترفَ عنده بالزنى، ثم اعترفَ فأعرض عنه، ثم اعترف فأعرض عنه، حتى شهد على نفسه أربعَ مرَّاتٍ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أبك جنون؟ قال: لا، قال: أحصنْتَ؟ قال: نعم، قال فأمر به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فرُجِمَ بالمصَلَّى، فلما أذْلَقَتْهُ الحجارةُ فَرَّ، فأُدرِك فرُجِمَ حتى ماتَ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيرًا، ولم يُصَلِّ عليه). (رواه: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -). (إسناده صحيح. قال أبو عَمرو: وسيأتي هنا في الصحيحة حديث أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وأوله: جاء ماعز) (خ، م، د، س، ت، حم، عب، جا، قط) (غوث 3/ 113 ح 813؛ كتاب المنتقى / 304 / ح 877؛ تنبيه / 12 رقم 2418). 305/ 9 - (أنَّ ماعز بنَ مالك الأسلمي أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إني قد ظلمتُ نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني، فردَّهُ فلما كان من الغد، أتاه فقال: يا رسول الله! إني قد زنيتُ فرده الثانية. فأرسلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه، فقال: "أتعلمون بعقله

بأسًا تُنكرون منه شيئًا؟ " فقالوا: ما نعلمه إلا وَفِيَّ العقل. مِنْ صالِحينا. فيما نرى. فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم فسأل عنه فأخبروه: أنه لا بأس به ولا بعقله. فلما كان الرابعة حفر له حُفرةً ثم أمر به فرُجِمَ. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله! إني قد زنيتُ فطهرني. وإنه ردها. فلما كان الغدُ قالت: يا رسول الله! لِمَ تردُّنِي؟ لعلك أن تردَّنِي كما رددت ماعزًا. فوالله إني لحُبلى. قال: "إما لا، فاذهبي حتى تلدي" فلما ولدت أتته بالصبيّ في خرقة. قالت: هذا قد ولدته. قال: "اذهبي فأرضعيه حتى تَفطِميه". فلما فطمتَهُ أتته بالصبي وفي يده كِسرةُ خبز. فقالت: هذا، يا نبي الله! قد فطمتُهُ، وقد أكل الطعام. فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحُفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها. فيُقبل خالد بنُ الوليد بحجر. فرمى رأسها. فتنضَّحَ الدم على وجه خالد. فسبَّها. فسمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سبَّه إياها. فقال: "مهلا! يا خالد! فوالذي نفسي بيده! لقد تابت توبةً، لو تابها صاحبُ مَكْسٍ لغُفِرَ له". ثم أمر بها فصلى عليها ودُفِنَتْ. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صاحبُ مَكْس" المكس يعني الجباية. وغلب استعماله فيما يأخذه أعوان الظلمة عند البيع والشراء). (عبد الله بنُ نمير وهذا حديثه، وخلاد بنُ يحيى، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكين، قالوا: حدثنا بشير بنُ المهاجر: ثنا عبد الله بنُ بريدة، عن أبيه! أن ماعز بنَ مالك ..

فذكره). (وتقدم سياق حديث خلاد بن يحيى مفردًا. وهذا الحديث قد رواه سليمان بنُ بُريدة، عن أبيه وفي سياقه بعض الاختلاف عن حديث عبد الله بن بريدة. وسيأتي سياقه وتخريجه وفي أوله: جاء ماعز بنُ مالك ..) (م، د، س كبرى، حم، ش، ك، هق) (تنبيه 3 / رقم 1020). 306/ 10 - (إِن مِنْ ورطات الأمور التي لا مخرج لها لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حِلِّه). (عن ابن عمر - رضي الله عنهما - موقوفًا). (خ، هق) (التوحيد / جمادى الأول / سنة 1422؛ تنبيه 5 / رقم 1387). 307/ 11 - (جاءَ ماعزٌ الأسلميُّ إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: إنَّه قد زنى، فأعرضَ عنه، ثم جاءَ من شِقِّهِ الآخر، فقال: يا رسولَ اللهِ إنه قد زنى، فأعرض عنه، ثم جاءَ من شقه الآخر، فقال: يا رسول الله إنه قد زنى، فأمرَ بِهِ في الرابعة، فأُخرِجَ إلى الحَرَّةِ، فرُجِمَ بالحجارة، فلما وجد مَسَّ الحجارة، فَرَّ يشتَدُّ حتى مَرّ برجلٍ معه لِحَى جملٍ، فضربه به، وضربه النَّاسُ حتى ماتَ، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه فَرَّ حين وجد مَسَّ الحجارة، ومَسَّ الموت، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هلا تركتموه! ". هذا لفظُ حديث عبدة بنِ سُلَيمان. ولفظُ حديث عبَّاد ابنِ العوام: جاء ماعز بنُ مالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني زنيتُ، فأعرض عنه، ثم أتاه فقال: إني زنيتُ، فأعرض عنه، حتى أتاه أربع مرَّات،

ثم أمر به أن يُرجم، فلما أصابته الحجارة أدبر يشتَدُّ، فلقيه رجلٌ فحذفه بلِحَى جملٍ، فصرعه. فذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فراره حين مسته الحجارة، قال: "فهلا تركتموه"). (رواه: عبَّاد بنُ العوام، ويزيد بنُ هارون، وعبدة بنُ سُلَيمان، ويحيى بنُ سعيد القطان، وعيسى بنُ يونس، ويحيى بنُ زكريا بن أبي زائدة، جميعًا عن محمَّد ابن عَمرو، قال: ثنا أبوسلمهّ بنُ عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (إسناده حسن. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رُوِيَ من وجهٍ آخر، عن أبي هريرة. وروي هذا الحديث عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن جابر بنِ عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا. انتهى. وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يحتج مسلمٌ برواية محمَّد بن عَمرو. والله أعلم. وقد خرجتُ وجهًا من حديث أبي هريرة، وكذلك حديثَ جابر، كليهما في "غوث المكدود" (813، 814) والحمد لله تعالى. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: تقدم هنا في الصحيحة حديث أبي سلمة عن جابر - رضي الله عنه -.) (س كبرى، ت، ق، حم، جا، حب، ك، هق، بغ) فصلٌ: قال ابنُ الجارود: ثنا محمَّد بنُ يحيى، وأحمد بنُ يوسُف السُّلَمِيُّ، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا ابنُ جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزير، أن عبد الرحمن ابنَ صامتٍ -ابنَ أخي أبي هريرة- أخبره، أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: جاء الأسلميُّ إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فشهد على نفسه أنه أصاب امرأةً حرامًا أربعَ مَرَّاتٍ، كلُّ ذلك يُعرِضُ عنه فأقبل عليه الخامسةَ، فقال: "أنِكْتَها؟ " قال: نعم، قال: "حتى غاب ذلك منكَ في ذلك منها، كما يغيبُ

المِرْوَدُ في المُكحُلَةِ والرَّشَاءُ في البئر؟ " قال: نعم، قال: تدري ما الزنى؟ قال: نعم، أتيتُ منها حرامًا ما يأتي الرجلُ من امرأته حلالًا، قال: "فما تُرِيدُ بهذا القول؟ " قال: أريد أن تُطهّرَني، قال: فأمرَ به النبي - صلى الله عليه وسلم - فرُجِمَ، فيسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلين من أصحابه، يقول أحدُهُما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعهُ نفسُهُ حتى رُجِمَ رَجْمَ الكلبِ، فسكت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عنهما، ثم سار ساعةً حتى مرَّ بجيفة حمارٍ شائلٍ برجلِهِ، فقال: "أين فلانٌ وفلانٌ؟ " فقالا: نحنُ ذانِ -وقال السُّلَمِيُّ: ذيْنِ- يا رسول الله! فقال: "انزِلا فكُلا من جيفة هذا الحمار"، فقالا: يا نبي الله! غفر الله لك، ومن يأكل من هذا؟ قال: "فما نِلْتُما من عِرْضِ أخيكُما آنفًا أشدُّ من أكل الميتة والذي نفسي بيده! إنه لا الآن لفظ أنهارِ الجنة ينغمسُ فيها". وقال السلَمِي:؟ "يَنْقَمِصُ فيها". إسنادُهُ ضعيفٌ. وعبد الرحمن بنُ صامت مجهولُ الحال، بل العين، لم يرو عنه غير أبي الزبير، والله أعلم. فقد ترجمه البخاريُّ في "الكبير" (3/ 1 / 311) وحكى الخلاف في اسمه، وإن بعضهم يسميه "عبد الرحمن بن الهضهاض" وأشار إلى حديثه في الرجم. وفي "التهذيب" (6/ 199) نقل الحافظ بعض كلام البخاريّ، وهو: "وقال ابن جريج: عبد الرحمن بن صامت، ولا أظنه محفوظًا". فظاهر قوله: "ولا أظنه محفوظًا" أنه من عبارة البخاريّ، فإن يك ذاك، فليست في "التاريخ الكبير". والله أعلم.

(تخريجه: د، س كبرى، عب، حب، قط، هق). (تنبيه 12 / رقم 2418؛ غوث 3/ 119 ح 819؛ كتاب المنتقى / 307 / ح 884). 308/ 12 - (جاء ماعز بنُ مالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! طهِّرْنِي. فقال: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد. ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهّرني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك! ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد. ثم جاء فقال: يا رسول الله طهِّرني. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فِيمَ أُطَهِّرُكَ؟ " فقال: من الزنى. فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبِهِ جُنُونٌ؟ " فأُخبِرَ أنه ليس بمجنون. فقال: "أشرب خمرًا؟ " فقام رجل فاستنكَهَهُ، فلم يجد منه ريحَ خمرٍ. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أزنيتَ؟ " فقال: نعم. فأمرَ به فرُجِمَ. فكان الناسُ فيه فرقتين: قائلٌ يقول: لقد هلك. لقد أحاطت به خطيئتُهُ. وقائلٌ يقول: ما توبةٌ أفضلَ من توبةِ ماعز: أنه جاء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده في يده، ثم قال اقتلني بالحجارة. قال: فلبثُوا بذلك يومين أو ثلاثةً. ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوسٌ فسلم ثم جلس. فقال: "استغفروا لماعز بنِ مالك". قال: فقالوا: غفرَ الله لماعز بنِ مالك. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تاب توبةً لو قُسِمَتْ بين أُمَّةٍ لوسِعَتْهُم". قال: ثم جاءتهُ امرأةٌ من غامد من الأزدِ.

فقالت: يا رسول الله! طهِّرْنِي. فقال: "ويحك! ارجعي فاستغفري الله وتُوبي إليه". فقالت: أراكَ تُرِيدُ أنْ تُرَدِّدَنِي كما رَدَّدْتَ ماعز بنَ مالك. قال: "وما ذاك؟ ". قالت: إنها حُبلى من الزنى. فقال: "آنتِ؟ " قالت: نعم. فقال لها: "حتى تضعي ما في بطنك". قال: فكفلَها رجلٌ من الأنصار حتى وضعت. قال: فأتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: قد وضعت الغامدية. فقال: "إذا لا نرجُمْهَا وندعُ ولدها ليس له من يُرْضِعُهُ". فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: إليَّ رَضَاعُهُ يا نبي الله!. قال: فرجمها). (رواه: سليمان بنُ بُرَيدة، عن أبيه. وفي سياقه بعضُ الاختلاف عن حديث عبد الله ابنِ بريدة. فأخرجه مسلمٌ (1695/ 22)، قال: وحدثنا محمَّد ابنُ العلاء: ثنا يحيى ابنُ يعلى -وهو ابن الحارث المحاربيُّ-، عن غيلان -وهو ابنُ جامع المحاربيُّ-، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: .. فذكره (كذا وقع في "صحيح مسلم": "يحيى بن يعلى، عن غيلان". وعزاه الدارقطني في "سننه" إلى "مسلم" من طريق "يحيى بن يعلى: ثنا أبي، عن غيلان". قال الحافظ في "النكت الظراف" (1/ 73): "والذي في أكثر نسخ مسلم: "يحيى ابن يعلى، عن غيلان" وكذا حكاه النووي، وصوَّب عياض الأول" انتهى. يعني: يحيى بن يعلى، عن أبيه، عن غيلان. قال أبو عَمرو: وتقدم حديثُ عبد الله بن بريدة عن أبيه) (م، د، س، قط، بغ) (تنبيه 3 / رقم 1020). 309/ 13 - (قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُرَينَةَ وعُكْلٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاجْتَوَوْا

المدينةَ، فشكوا ذلك إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها"، ففعلوا، فلما صَحُّوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل وحاربوا الله ورسوله، فبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في آثارهم فأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وألقاهم في الشمس حتى ماتوا. قوله: (فاجتووا المدينة) قال في "لسان العرب": أي أصابهم الجوى وهو المرضُ، وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها، واستوخموها. واجتويتَ البلدَ إذا كرهتَ المقامَ فيه وإنْ كنتَ في نعمة). (عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -). (هذا حديث صحيح) (خ، م) (التوحيد / جماد آخر / 1417 هـ). 310/ 14 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مما يُكثر أَنْ يقولَ لأصحابه: "هل رأى أحدٌ منكم رؤيا". فيقص عليه مَنْ شاءَ الله أَنْ يقصَّ، وإنه قال لنا ذات غداةٍ: "إنه أتاني الليلةَ آتيان، وإنهما ابتَعَثَانِي، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أَتَينَا على رجُل مُضْطَجعٍ، وإذا آخر قائِمٌ عليه بصخرةٍ وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فَيَثلَغُ رأسَهُ، فَيَتَدَهْدَه الحجرُ ها هنا، فَيَتْبَعُ الحجرَ فيأخُذُه، فلا يرجع إليه حتى يَصِحَّ رأسُه كما كان، ثم يعودُ عليه فيفعلُ به مثلما فعل المرة الأولى. قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قال: قالا لي:

انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على رجلٍ مُستلقٍ لِقَفَاهُ، وإذا آخر قائمٌ عليه بكلُّوبٍ مِنْ حديدٍ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فَيُشَرْشَرُ شِدقَهُ إلى قفاه، ومنخره إلى قَفَاهُ، وعينه إلى قفاه. قال: وربما قال أبو رجاء: فيشق. قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثلَما فعل بالجانب الأول، فما يفرغُ مِنْ ذلك الجانب حتى يَصِحَّ ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه مثلَما فعل المرَّةَ الأولى. قال: قلت: سبحان الله! ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التَّنُّور، فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغطٌ، وأصواتٌ، قال: فاطلَعنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساء عراةٌ، وإذا هم يأتيهم لهبٌ مِنْ أسفلَ منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب: ضوضَؤا. قال قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على نهر، حسبت أنه كان يقول: أحمرَ مثلَ الدم، وإذا في النهر رجلٌ سابحٌ يَسْبَحُ، وإذا على شَطِّ النَّهر رجلٌ قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فَيَفْغَرُ له فاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه. كلما رجع إليه، فغر له فاه، فألقمه حجرًا. قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا. فأتينا على رجل كريهِ المرآةِ، كَأكْرَهِ ما أنت راءٍ رجلًا

مَرْآةً، وإذا عنده نارٌ يَحُشُّها ويسعى حولها. قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ فيها مِنْ كُلِّ نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولًا في السماء، وإذا حول الرجل مِنْ أكثر ولدانٍ رأيتهم قطُّ، قال: قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فانتهينا إلى دوحة عظيمة، لم أر دوحة قط أعظم منها, ولا أحسن! قال: قالا لي: ارقَ فيها، قال: فارتقينا فيها إلى مدينة مبنيةٍ بلبنٍ ذهبِ، ولبنٍ فضةٍ، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناَها، فتلقانا رجال شطرٌ من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ!. وشطرٌ منهم كأقبحِ ما أنت راءٍ! قال: قالا لهم: اذهبوا فَقَعوا في ذلك النهر، وإذا نهرٌ معترضٌ يجري كأن ماءه المحضُ في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوءُ عنهم، فصاروا في أحسن صورةٍ. قال: قالا لي: هذه جَنةُ عَدْنٍ، وها ذاك منزلك، قال: فَسَمَا بصري صُعُدًا، وإذا قصرُ مثلُ الرَّبَابَةِ البيضاء. قال: قالا لي: ها ذاك منزلك. قال: قلت لهما: بارك الله فيكما، فذراني فأدخله. قالا: أما الآن فلا، وأنت داخلُهُ. قال: قلت لهما: فإني قد رأيت مُنْذُ الليلةِ عجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ: أَمَّا الرجلُ الأول الذي أتيت

عليه يُثلغُ رأسُهُ بالحجر فإنّه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عَنِ الصلاةِ المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يُشَرشَرُ شِدْقُهُ إلى قفاه، ومنخرُهُ إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنّه الرجل يغدو مِنْ بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العُرَاة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزُّناة والزَّواني. وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبحُ في النَّهر ويلقمُ الحجر، فإنّه آكل الربا. وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يَحُشُّها، ويسعى حولها، فإنّه مالِكٌ خازنُ جهنمَ. وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنّه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -. وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة. وفي رواية البرقاني: "ولد على الفطرة". قال: فقالا بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأولاد المشركين". وأما القوم الذين كانوا شطرٌ منهم حسنًا، وشطرٌ منهم قبيحًا، فإنهم قوم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا تجاوز الله عنهم. غريب الحديث: (فيتدهده) أي: ينحط من أعلى إلى أسفل. (فيشرشر) أي: يقطع. (ضوضَؤا) أي: رفعوا أصواتهم مختلطة. (نور الربيع) أي: زهر الشجر في الربيع. (فسما بصري) أي: نظر إلى فوق. (صعدا) أي: صاعدا. (الربابة) أي: السحابة. (فذراني) أي: فاتركاني. (الفطرة) أي: أصل الحلقة التي خلقه الله تعالى عليها، قبل أن يتغير. وهذه الفطرة هي الإيمان بالله تعالى وتوحيده). (رواه: أبو رجاء العطاردي البصري، عن سمرة بن جندب الفزاري - رضي الله عنه -). (هذا

حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم) (صحيح القصص / 86 - 88). 311/ 15 - (كانت امرأتان معهما ابناهُما، جاء الذِّئْبُ فذهبَ بابنِ إحداهما، فقالت صاحبتُها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك! فتحاكَمَتا إلى داود - عليه السلام -، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه بذلك، فقال: ائتوني بالسِّكِّين أَشُقُّهُ بينهما! فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديث صحيح) (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 32). 312/ 16 - (كتب على ابنِ آدم نصيبُه من الزنى، مُدركٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظرُ، والأذنان زناهما الاستماعُ، واللسان زناه الكلامُ، واليد زناها البطشُ، والرجلُ زناها الخُطَا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدقُ ذلك الفرجُ ويُكذِّبُه). (حدَّثَ به: وُهَيب بنُ خالد، قال: حدثنا سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. وذكر الحديث. وتابعه حماد بنُ سلمة فرواه، عن سهيل بن أبي صالح هذا الإسناد، وزاد: "والفم يزني، وزناه القُبَلُ"، وعند البيهقي في آخره: "شهد على ذلك أبو هريرة: سمعُهُ وبصرُهُ"). (قال الحاكم في "كتاب الطهارة" (1/ 135): وقد اتفق البخاريُّ ومسلمٌ على

إخراج أحاديث متفرّقةٍ في المسندين الصحيحين يُستدلُّ بها على أن اللمس ما دون الجماع، منها حديثُ أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس"، وحديثُ ابن عباس: "لعلك لمست". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! أما حديث أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس" فلم يقع في الكتابين جميعًا باللفظ الذي استدل به الحاكم، بل لم يقع "زنا اليد" عند البخاري ... فهذا كل ما في "الصحيحين" من ألفاظ هذا الحديث، وليس فيهما اللفظ الذي ذكره الحاكم وهو "اللمس". وأمّا حديثُ ابن عباس: "لعلك لمست"، فهذا اللفظ الذي استدل به الحاكم، لم يقع في الكتابين جميعًا. أما مسلم فلأنه لم يروه أصلًا. وأما البخاري فهو من أفراده دون هذا اللفظ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: سيأتي سياق حديث ابن عباس مفردًا، بلفظ أوله: "لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له ... ") (م، د، حم، عو قدر، ك، هق، هق شعب) (تنبيه 10 / رقم 2200). 313/ 17 - (كنَّا نتحدثُ أن أقضى أهلِ المدينةِ: عليّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه -). (رواه: شعبة، عن أبي إسحاق السبيعيّ، قال: سمعتُ عبد الرحمن ابنَ يزيد، يُحدث عن علقمة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره). (صحيح) (ابن سعد، البزّار، ك) (حديث الوزير / 334، 75 ح 116، 14). 314/ 18 - (لا تُقطعُ اليدُ إلا في ربع دينارٍ، فما فوقَهُ). (حدَّث به: عبد الله بنُ وهب، قال: أخبرني مخرمة بن بُكَير، عن أبيه، عن

سليمان بن يسار، عن عَمرة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالتْ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكرته. ورواه: محمَّد بنُ إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، أنَّ بكير بن عبد الله الأشج حدثه، أن سليمان بنَ يسار حدثه، أن عَمرة ابنة عبد الرحمن حدثته، أنها سمعتْ عائشةَ - رضي الله عنها - تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقطع يدُ السارق فيما دون المِجَنِّ". قيل لعائشة: ما ثمنُ المِجَنّ؟ قالتْ: ربع دينار). (قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن يسار، إلا بكير بن عبد الله، ولا عن بكير، إلا مخرمة. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به مخرمة بنُ بكير، فتابعه يزيد بنُ أبي حبيب .. وابنُ إسحاق مدلس. وبين الحديثين فرقٌ يسر لا يعكر في إثبات التعقب؛ لأن الطبرانيّ لو أراد السياقَ كاملًا لقال: لم يروه بهذا السياق إلا فلان. والله أعلم) (م، س، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2451). 315/ 19 - (لا يزال المؤمنُ في فُسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا. وفي بعض طرقه: "لا يزال المرء"). (رواه: إسحاق بنُ سعيد بنِ عَمرو، عن أبيه، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (صحيحٌ) (خ، حم، عبد، ابن أبي عاصم ديَّات، ك، هق، هق شعب، بغ) (التوحيد / 1422 / جمادي أول؛ تنبيه 5 / رقم 1387). 316/ 20 - (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ الله فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ). (رواه: القاسم، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ) (خ، خ صغير، د، س، ت، ق، مي، ط، شفع، حم، جا، طح معاني، طح

مشكل، نعيم حلية، هق، بيع) (غوث 3/ 208 - 209 ح 934؛ كتاب المنتقى / 346 ح 1005). 317/ 21 - (لَتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلها، حتى يُقَادَ للشاةِ الجَلْحاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ يومَ القيامَةِ). (رواه: العلاء بنُ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (إسناده صحيحٌ) (بخ، م، ت، حم، حب، طب أوسط، هق) (الزهد / 79 ح 102). 318/ 22 - (لما أتى ماعز بنُ مالكٍ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "لعلك قبلت، أو غمزت، أو نظرت؟ " قال: لا يا رسول الله! قال: "أنِكتَها؟ " -لا يكني-، قال: فعند ذلك أمر برجمه. هذا حديث عبد الله بن محمَّد الجعفي شيخ البخاري، وهو عنده في صحيحه. أما حديث إبراهيم ابن عبد الله عند الحاكم فسياقه هكذا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال لماعز بن مالكٍ: "ويحك لعلك قبَّلت، أو لَمست، أو غَمزت، أو نظرت؟ " قال: لا. قال: "أفعلتها؟ " قال: نعم. قال: فعند ذلك أمر برجمه). (رواه: عبد الله بن محمَّد المسندي الجعفي، وإبراهيم بنُ عبد الله بنِ سليمان السعدي العبسي القصار الكوفي، وزهير بنُ حرب، وعقبة بنُ مكرم، قالوا: ثنا وهب بنُ جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعتُ يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. ورواه: يزيد بنُ هارون، وإسحاق بنُ عيسى، وسليمان بنُ حرب، قالوا: ثنا جرير بن حازم هذا الإسناد).

(قال الحاكمُ في "كتاب الحدرد" (4/ 361): هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلا وجه لاستدراكه على البخاريّ فقد أخرجه. وقال الحاكمُ في "كتاب الطهارة" (1/ 135): وقد اتفق البخاريُّ ومسلم على إخراج أحاديث متفرّقةٍ في "المسندين الصحيحين" يُستدل بهما على أن اللمس ما دون الجماع، منها حديثُ أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس"، وحديثُ ابن عباس: "لعلك لمست". انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! أمَّا حديث أبي هريرة: "فاليد زناها اللمس" فلم يقع في الكتابين جميعًا باللفظ الذي استدلَّ به الحاكمُ، بل لم يقع "زنا اليد" عند البخاري ... فهذا كل ما في "الصحيحين" من ألفاظ هذا الحديث، وليس فيهما اللفظ الذي ذكره الحاكم وهو "اللمس". وأمَّا حديثُ ابن عباس: "لعلك لمست"، فهذا اللفظ الذي استدل به الحاكم، لم يقع في الكتابين جميعًا. أما مسلمٌ فلأنه لم يروه أصلًا. وأمَّا البخاري فهو من أفراده دون هذا اللفظ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: قد تقدم سياق حديث أبي هريرة مفردًا، بلفظ في أوله: "إنَّ الله كتب على ابن آدم حظَّهُ من الزنا .. "، وبلفظ آخر أوله: "كتب على ابنِ آدم نصيبُه من الزنى .. "). (خ، د، حم، عبد، الإسماعيلي، طب أوسط، طب كبير، ك، هق) (تنبيه 3 / رقم 1017؛ تنبيه 10 / رقم 2200).

15 - أبواب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار

15 - أبواب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 319/ 1 - (أتاني مَلَكٌ، فقال: يا محمَّد إِن الله يقول: أَمَا يُرْضِيكَ أنه لا يُصَلِّي عليك أحدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إلا صَليتُ عليه عشرًا، ولا يُسَلِّم عليك أحدٌ مِنْ أُمتِكَ إلا سلمتُ عليه عشرًا). (رواه: ثابت البناني، عن سليمان مولى الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه أبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .... فذكره). (هذا حديث صحيح. قال الحاكم: صحيحُ الإسناد. ووافقه الذهبي. قلت: لا، وسليمان مولى الحسن لم يرو عنه سوى ثابت البناني، لذا قال النسائي: ليس بالمشهور. ولكن للحديث شواهد يتقوى بها) (س، مي، حم، ابن المبارك، حب، ك) (رسالتان / 30). 320/ 2 - (إذا أَتَيْتَ مَضجَعَكَ فتَوَضأ وَضُوءَكَ للصَّلاةِ، ثُمَّ اضطَجِع على شِقِّكَ الأيمنِ، وقيل: اللهم أسلَمْتُ نفسي إليكَ، وفَوَّضْتُ أمرِي إليكَ! وألجأتُ ظهرِي إليكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إليكَ، لا ملجأَ ولا منجا منكَ إلا إليكَ، آمَنْتُ بكتابِكَ الذي أنزلتَ وبنَبِيِّكَ

الذي أرسلتَ، فَإِنْ مُت مُتَّ على الفطرةِ، فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تقولُ، فقلت أستذكرهن: وبرسولكَ الذي أرسلتَ، قال: لا وبنبيكَ الذي أرسلتَ). (رواه: سعد بنُ عُبَيدة، قال: حدثني البراء بنُ عازب - رضي الله عنهما -، قال: قال لِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر الحديث). (حديثٌ صحيح) (خ، م، د، سي، حم، خز، طح مشكل) (رسالتان / 75). 321/ 3 - (إذا دخلتَ المسجدَ، فصَلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقُل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجتَ من المسجد، فصَلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقُل: اللهم احفظني من الشيطان). (رواه: الليث بنُ سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبُريّ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن كعب الأحبار، قال: يا أبا هريرة: احفظ مني اثنتين، أوصيك بهما: .... فذكره). (هكذا قال الليث بنُ سعد فيه "كعب الأحبار". وقد خولف الليث. خالفه أبو خالد الأحمر، فرواه عن ابن عجلان هذا، فقال: "كعب بن عجرة". ورواه سفيان بنُ عيينة، عن ابن عجلان، هذا إلا أنه قال: "أن كعبًا قال لأبي هريرة - رضي الله عنه - ولم ينسبه، ورواية الليث أولى عندي بالصواب. قال أبو عَمرو -غفر الله له -: وكذا رواه موقوفًا على "كعب الأحبار" ابنُ أبي ذئب، عن سعيد المقبُري. وخالفهما الضحاك بنُ عثمان، فرواه عن سعيد المقبُريّ، عن أبي هريرة مرفوعًا. وانظر تخريجه رواية الرفع في الفصل التالي) (سي، ش، عب) (تنبيه 12 / رقم 2415).

فصلٌ: حميد بنُ الأسود، وأبو بكر الحنفي عبد الكبير بنُ عبد المجيد، كلاهما عن الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبُريّ، عن أبي هريرة مرفوعًا: إذا دخلَ أحدُكم المسجدَ، فليُصلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليقُل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج من المسجد، فليُصلِّ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليقُل: اللهم اعصمنَا من الشيطان. قال الحاكمُ: "صحيحٌ على شرط الشيخين"! وصححَ إسنادَه البوصيري في "الزوائد" (1/ 97)!. كذا قالا! وقد أعله النسائيُّ، فقال: "خالفه -يعني: الضحاك ابنَ عثمان- محمد بنُ عجلان، رواه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن كعب قوله". وقال أبو العباس رافع بنُ عُصم: "غريب من حديث سعيد المقبُريّ، عن أبي هريرة، غريبٌ من حديث الضحاك .. ". (تخريجه: سي، ق، خز، حب، أبو العباس رافع بنُ عُصم في جزئه، ابن أبي عاصم الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ك، ابن المنذر، طب دعاء، نعيم أخبار، سني) (تنبيه 12 / رقم 2415). 322/ 4 - (أكثروا مِنَ الصَّلاةِ عليَّ يوم الجمعة). (عن أوس بن أوس رضي الله عنه مرفوعًا). (قال العراقي: صحيحٌ على شرط البخاري من حديث أوس بن أوس، وذكره ابنُ أبي حاتم في العلل وحكى عن أبيه أنه حديثٌ منكرٌ. اهـ. قال شيخنا: حديث صحيحٌ. وقد بينتُ مراد أبي حاتم -رحمه الله- في "مسيس الحاجة إلى تقريب سنن ابن ماجة" رقم (1736) يسر الله إتمامه بخير) (د، س، ق، حب، ك) (رسالتان / 27 - 28؛ مسيس الحاجة / ح 1736).

323/ 5 - (البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عنده فلم يصل عليَّ). (عن الحسين بنِ عليّ - رضي الله عنهما -، مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (س فضائل، سي، ت، حم، إسماعيل القاضي، سني، طب كبير، الدولابي الذريِّة، ك) (رسالتان / 53). 324/ 6 - (اللهم أنت الصاحبُ في السَّفر، والخليفةُ في الأهل والمال، اللهمَّ أصحبنا بنُصح، واقلِبنَا بذمَّةٍ، اللهم ازوِ لنا الأرضَ، وهوِّن علينا السفر، أعوذُ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلَب). (رواه: محمَّد بن أبي عدي -واللفظ له-، وعبد الله بنُ المبارك، وعثمان بنُ جبلة ابنِ أبي روّاد، قالوا: ثنا شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة ابنِ عَمرو بن جرير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال؛ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر، فركب راحلته، قال بأصبعه هكذا، وقال: .. فذكره). (س، سي، ت، حم، ابن جرير تهذيب، البزار، الحربي في الغريب, محا، ضب كلاهما في الدعاء) (تنبيه 12 / رقم 2381). 325/ 7 - (اللهم إني أسألك الرِّضا بعد القَضَاء، وبَرْدَ العيش بعد الموت، ولذَّةَ النَّظرِ إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، مِنْ غير ضراءَ مُضرَّة، ولا فِتْنَة مُضلَّة). (رواه: ابنُ حلبس يونس بن ميسرة، عن أمّ الدرداء، أن فضالة بنَ عبيد - رضي الله عنه - كان يقول: .. فذكرت الدعاء، ثم قالت: وزعم أنها دعوات كان يدعو بها النبي - صلى الله عليه وسلم -). (وسنده صحيحٌ. وله شاهد من حديث عمَّار ابن ياسر، ومن حديث زيد بن ثابت

رضي الله عنهما) (ابن أبي عاصم) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 326/ 8 - (اللهم إني أعوذ بك مِنَ البخل والكسل وأرذل العُمُر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات). (عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -). (حديث صحيحٌ) (م، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2466). 327/ 9 - (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِنْ وَعْثَاء السَّفر، وكآبة المنقَلَب، وسوء المنظر في الأهل والمال، اللهم أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللهم اطوِ لنا الأرض، وهوِّن علينا السفر). (رواه: محمَّد بنُ عجلان، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنه كان إذا سافرَ قال: ... فذكره). (وهذا إسنادٌ جيِّدٌ) (د، سي، حم، ابن جرير تهذيب، محا، طب كلاهما في الدعاء، هق دعوات) (تنبيه 12 / رقم 2381). 328/ 10 - (اللهم بِعِلْمِكَ الغيبَ، وقُدرَتِكَ على الخلقِ: أَحْيِنِي ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوَفنِي إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي، اللهم وأَسألُكَ خَشيَتَكَ في الغيبِ والشَّهَادةِ، وأسألُكَ كلمةَ الحقِّ في الرِّضَا والغضبِ، وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغِنَى، وأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لا ينفدُ، وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عينٍ لا تنقطعُ، وأسألكَ الرّضا بعدَ القضاءِ، وأسألكَ بَرْدَ العيشِ بعدَ الموتِ، وأسألكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلى وجهكَ والشوْقَ إلى

لِقَائِكَ في غيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللهم زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ). (رواه: حماد بنُ زيد، قال: ثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، قال: صلَّى بنا عمَّار ابنُ ياسر صلاةً فأوجز فيها، فقال له بعضُ القوم: لقد خففت، أو أوجزت، فقال: أمَّا على ذلك فقد دعوتُ فيها بدعواتٍ سمعتهن مِنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما قام تَبِعَهُ رجلٌ من القوم -هو أبي، غير أنه كنَّى عن نفسه- فسأله عن الدعاء ثم جاء، فأخبر به القوم: .. وذكره). (حديثٌ صحيح. وهذا سندٌ صحيح، وحماد بنُ زيد ممن سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، ولذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وله شاهد من حديث زيد بن ثابت وفضالة ابن عبيد رضي الله عنهما) (س، عبد الله بن أحمد، ابن نصر قيام الليل، ابن منده، أبو سعيد الدارمي جهمية، خز توحيد، حب، ك، هق، هق صفات) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 329/ 11 - (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صَعِدَ المِنبَرَ، فقالَ آمينَ آمِينَ آمِين. قِيلَ: يا رسولَ الله إنكَ حينَ صَعِدْتَ المِنبَرَ قلتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ. قال إِنَّ جبريلَ أَتَاني، فقالَ: مَنْ أدركَ شهرَ رمضانَ ولم يُغفرْ لهُ فدخلَ النَّارَ فَأبْعَدَهُ الله، قُلْ آمِينَ. فقلتُ: آمِينَ. ومَنْ أدركَ أَبَوَيْهِ أو أحَدهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا فماتَ فدخلَ النارَ فَأَبْعَدَهُ الله، قُلْ آمِينَ. فقلتُ: آمِينَ. وَمَنْ ذُكِرْتُ عندَهُ فلم يُصَلِّ عليكَ فماتَ فدخلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ الله، قلْ آمِينَ. فقلتُ: آمِينَ). (رواه: محمَّد بنُ عَمرو, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به).

(حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ حسنٌ. وله طريقٌ آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وله شاهدٌ من حديث كعب بن عُجْرَةَ - رضي الله عنه -) (حب) (رسالتان / 57). 330/ 12 - (أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بَعِيرِهِ خارجًا إلى سفرٍ كبَّرَ ثلاثًا، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14] "اللهم إنا نسألُك في سفرنا هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هَوِّن علينا سفرنا هذا، واطو عنَّا بُعْدَه، اللهم أنتَ الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللهم إنّي أعوذُ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال". وإذا رجع قالهُنَّ وزاد فيهنَّ: "آيبُونَ، تائبون، عابدون، لربنا حامدون". لفظ حديث عبد الرزاق). (أبو الزبير، عن عليّ الأزدي، عن ابن عُمر به). (المحفوظ في رواية أبي الزبير، أنه يروي هذا الحديث، عن عليّ بن عبد الله الأزديّ، عن ابن عُمر. وروى ذلك عن أبي الزبير ابنُ جريج ... وصرَّح ابنُ جريج وأبو الزبير بالتحديث. وكذلك رواه حماد بنُ سلمة عن أبي الزبير. فصلٌ: ورواه هاشم بنُ محمَّد الربعي، قال: ثنا حماد بنُ زيد، قال: ثنا أيوب السختياني وعن ابن عون، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من حَجِّه، قال: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له،

آيبُونَ، تائبُون، عابدُون، لربنا حامدُون، صدقَ الله وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهزمَ الأحزابَ وحدَهُ. وهذا منكرٌ جدًّا. قال العقيلي: هاشم ابنُ محمَّد، عن حماد بن زيد، لا يُتابَعُ على حديثه ... وليس لحديث جابرٍ أصل. اهـ. فالمحفوظ في رواية أبي الزبير، أنه يروي هذا الحديث، عن عليّ بن عبد الله الأزديّ، عن ابن عُمر.) (م، د، س تفسير، سي، ت، حم، مي، خز، حب، ك، أبو الشيخ في ما رواه أبو الزبير عن غير جابر، عب، عق، هق، هق دعوات، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2404). فصلٌ: ومن الضعيف في ذلك أيضًا، ما رواه خالد بنُ يزيد القسريُّ، قال: نا أبو سعد البقال، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رجع من غزوةٍ، قال: آيبُونَ تائبُونَ إن شاء الله، لربنا حامدُون. ورواه عبد الرزاق، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا رجع من سفرٍ، قال: آيبون، تائبون، عابدون، إن شاء الله لربنا حامدون، اللهم إنا نعوذُ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال. (والحديثُ ضعيفٌ جدًّا من الوجهين جميعًا عن أبي الزبير. وأبو سعد البقال: متروك. وخالد بن يزيد القسريُّ: واهٍ. وإبراهيم بنُ يزيد: هو الخوزيُّ؛ تركه أحمد، والنسائيُّ وغيرهما؛ وقال البخاريُّ: سكتوا عنه. انتهى. وهذا جرحٌ شديدٌ عنده ... فالمحفوظ في رواية أبي الزبير، أنه يروي هذا الحديث عن علي بن عبد الله الأزديّ، عن ابن عُمر. فقد رواه حماد بنُ سلمة، وابنُ جريج، وإبراهيم بنُ طهمان، وإبراهيم بنُ نافع، عنه، عن عليّ بن عبد الله، عن ابن عُمر. وخالفهم: أبو سعد البقال، وإبراهيم بنُ يزيد

الخوزيُّ، وهم متروكان، فروياه عن أبي الزبير، عن جابر، فسلكا الجادة مع وهائهما، فلذلك قال العقيليُّ: "ليس لحديث جابرٍ أصل".) (طب أوسط، طب دعاء، عب، عديّ، ابن جُمَيع) (تنبيه 12 / رقم 2404). 331/ 13 - (إنَّ لله تعالى ملائكةً سياحينَ في الأرض يبلغوني مِنْ أُمَّتِي السلام). (رواه: عبد الله بنُ السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: أنه صلى الله عليه وسلم، قال: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيح) (س، مي، حم، ابن المبارك، حب، عب، إسماعيل القاضي، ك، بغ) (رسالتان / 31). 332/ 14 - (أولى النَّاسِ بي يوم القيامة أَكْثَرُهُم عليَّ صلاةً). (رواه: عبد الله بنُ كيسان، عن عبد الله بن شداد، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حسن. قال الترمذيُّ: حديثث حسنٌ غريبٌ. اهـ. قلتُ: عبد الله بن كيسان، لم يوثقه سوى ابن حبان، ولعل الترمذيّ حسنه لشواهده، وهو حريٌّ بذلك) (ت، حب، بغ) (رسالتان / 35). 333/ 15 - (رَغِمَ أنفُ رجلٍ ذُكِرْت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغْفَرَ له، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ أدرك عنده أبواه الكِبَرَ فلم يُدْخِلاه الجنَّةَ). (رواه: عبد الرحمن بنُ إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (صحيحٌ. وعبد الرحمن بنُ إسحاق: صدوقٌ لا بأس به، ليَّنه بعضهم مِنْ جهة حفظه. ولكن للحديث طريقٌ آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وله شاهدٌ من حديث كعب

ابن عُجْرَةَ - رضي الله عنه -) (ت، حم، ك، بيع) (رسالتان / 57). 334/ 16 - (سلوا الله تعالى العفوَ والعافيةَ، فإنَّه لم يُؤتَ أحدٌ خيرًا مِنَ العافيةِ في الدنيا، والعفوِ في الآخرة). (رواه: عاصم بنُ بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قام أبو بكرٍ خطيبًا، فقال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي فيكم فقال: سلوا الله .... الحديث). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ حسنٌ. وله طريق آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وطرق أخرى عن أبي بكر - رضي الله عنه -) (سي، أبو بكر المروزي) (حديث الوزير / 191 - 193 ح 56). 335/ 17 - (صَلُّوا عليَّ، واجتهدوا في الدُّعَاء، وقولوا: اللهم صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد). (رواه: زيد بنُ خارجة - رضي الله عنه -، قال: أنا سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -يعني: كيف نصلي عليك؟ -، فقال: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ. ووقع في سنده اختلاف حررتُ القول فيه في "بذل الإحسان" رقم (1292) يسر الله إتمامه بخير. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفي الباب عن كعب بن عُجْرَةَ وعن أبي حُمَيد الساعدي - رضي الله عنهما -، وانظر سياقهما في "أبواب الصلاة والمساجد والأذان" ج1؛ وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، وانظر سياق حديثه في "أبواب العلم وآداب طالب العلم" ج 2) (خ كبير، س، سي، حم، الفسوي، طب كبير) (رسالتان / 23، 39؛ بذل / ح 1292). 336/ 18 - (عجبتُ لها, فُتحت لها أبوابُ السماء. وفي رواية

النسائي: لقد ابتدرها اثنا عشرَ مَلَكًا). (قال الإمامُ أحمد، وزهير بنُ حرب، ومحمد بنُ شجاع المروزيّ، وأحمد بنُ إبراهيم الدورقي، وإبراهيم بنُ عبد الله الهرويّ، وسُرَيج بنُ يونس، ومحمد بنُ سعيد ابنِ غالب البغداديّ أبو يحيى العطار الضرير، وأبو ثور البغداديّ الفقيه إبراهيم بنُ خالد ابنِ أبي اليمان الكلبي، كلهم: حدثنا إسماعيل بنُ إبراهيم بن عُلَية. خليفة بنُ خياط العصفريّ، وعبيد الله بنُ عُمر القواريريّ، قالا: حدثنا يزيد بنُ زُرَيع. قال كلاهما -يعني: يزيد وابن علية-: حدثنا حجاج بنُ أبي عثمان الصواف، عن أبي الزبير، عن عون بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: بينا نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ قال رجلٌ من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من القائل كذا وكذا؟ " فقال رجلٌ من القوم؛ أنا يا رسول الله. فقال: عجبت لها .. الحديث. قال ابنُ عمر: فما تركتهن منذ سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك). (قال أبو نعيم: غريبٌ من حديث عون، لم يروه عنه إلا أبو الزبير -وهو: محمَّد بنُ مسلم بن تدرس، تابعي من أهل مكة- تفرّد به الحجاج، وهو الصوَّاف البصريُّ. قال شيخُنا: رضي الله عنك! فلم يتفرد به لا أبو الزبير، ولا الحجاجُ الصواف ..) (م، س، ت، حم، يع، عو، طب دعاء، أبو الشيخ في ما رواه أبو الزبير عن غير جابر، نعيم حلية، هق) (تنبيه 12 / رقم 2392). 337/ 19 - (عَلمَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ أقُولُهُن عند الكربِ: "لا إله إلا الله الحليمُ الكريم، سبحان الله ربِّ السموات السبع وربّ العرش العظيم، الحمد لله ربِّ العالمين" .. قال: وكان عبد الله ابن

جعفر - رحمه الله - إذا زوَّج بناته في غُربةٍ خلا بهن ليعلمهنَّ هؤلاء الكلمات. وقال: إذا نزل بكُنَّ أمرٌ تكرهنه، فقلن هؤلاء الكلمات) (رواه: عبد الله بن جعفر، عن عليِّ ابن أبي طالبٍ - رضي الله عنه - به). (حديث صحيحٌ. وفي الباب عن ابن عباس - رضي الله عنهما -) (سي، حم، حب، سني، ك، هق دعوات، طب دعاء، أبو عليّ التنوخي، الذهبي سير) (حديث الوزير / 149 - 151 ح 42). 338/ 20 - (عَلَّمَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كلماتٍ أَقولُهُنَّ في قنوت الوِتر: "اللهم اهدني فِيمَنْ هَدَيتَ، وعافني فيمن عافَيتَ، وتولني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيتَ، تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ"). (رواه: بريد بنُ أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن عليّ - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيح. قال الترمذيّ: هذا حديث حسنٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه .. ولا نعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في القنوت في الوتر أحسن من هذا. اهـ. وصحّحه النوويُّ في "الأذكار" (ص 48) وشيخُنا حافظ الوقت ناصرُ الدين الألباني في "صفة الصلاة" (ص 157). وقد تكلم فيه جماعةٌ من أهل العلم، ذكرتُ قولهم مشفوعًا بالإجابة عليه في "البذل" (1746) والحمد لله على حسن توفيقه) (د، س، ت، ق، مي، حم، ش، ابن نصر وِتْر، خز، حب، طي، إسحاق، البزار، طب كبير، الدولابي، ك، نعيم حلية، هق، ابن حزم, بغ، صدر الدين البكري) (رسالتان / 48؛ غوث 1/ 238 - 239 ح 272؛ كتاب المنتقى / 111 / ح 300 - 301).

339/ 21 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب رُبعُ الليلِ قام، فقال: "أيها النَّاسُ اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفةُ تتبعها الرادفة. جاء الموتُ بما فيه جاء الموت بما فيه. قال أُبَيّ ابنُ كعب فقلت: يا رسول الله إني أُكْثِرُ الصلاةَ عليك فكم أجعل لك مِنْ صلاتي؟ فقال: ما شئت. قلت: الربع، قال: ما شئت، وإِنْ زدتَ فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت، وإِنْ زدتَ فهو خير لك، قال: أجعل لك صلاتي كلها، قال إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك). (رواه: سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أُبَيّ بن كعب، عن أبيه أُبَيّ بن كعب - رضي الله عنه - به). (حسنٌ. قال الحاكم: صحيحُ الإسناد. ووافقه الذهبيُّ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. قلتُ: وسندهُ حسنٌ لأجل عبد الله ابن محمد بن عقيل، وكذا حسنه الحافظ في "الفتح" (11/ 168) (ت، حم، ك، قط أفراد، نعيم حلية) (رسالتان / 34 - 35). 340/ 22 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قفلَ مِنْ حَجٍّ أو غَزوٍ أو عُمُرة، فعلا فَدْفَدًا من الأرض أو شَرَفًا، قال: الله أكبرُ، الله أكبرُ. لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شىءٍ قدير. آيبُونَ، تائبُونَ، ساجدُونَ، عابدُونَ، لربنا حامدُونَ، صدقَ الله وعدَهُ، ونصرَ عبدَهُ، وهزمَ الأحزابَ وحدَهُ. لفظ أحمد. ووقع عند الترمذي: "كبَّر ثلاثًا")

(رواه: أيوب السختيانيُّ، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -). (هذا هو المحفوظ من حديث أيوب، أنه يرويه عن نافع، عن ابن عُمرَ - رضي الله عنهما -. ووافق أيوبَ على إسناده: ابنُ عون، وعبيد الله بن عُمر، وموسى ابنُ عُقبة، ومالكٌ، وجويرية بنُ أسماء، وكثير بنُ فرقَد في آخرين). (م، ت، حم) (تنبيه 12 / رقم 2404). 341/ 23 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، ورب العرش الكريم"). (رواه: قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (خ، بخ، م، سي، ت، ق، حم، طي، ش، يع، طب كبير، نعيم حلية، هق دعوات، بغ) (حديث الوزير / 151). 342/ 24 - (كان يُكبِّرُ عشرًا، ويحمَدُ عشرًا، ويُسبِّحُ عشرًا، ويستغفرُ عشرًا، ويقول: "اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني" ويتعوذ مِنْ ضيقِ المُقَام يوم القيامة). (رواه: عبد الله بنُ صالح، وزيد بنُ الحباب -وهذا حديثه-، وعبد الله بنُ وهب، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح، قال: حدثني أزهر بنُ سعيد، عن عاصم بن حميد، قال: سألتُ عائشةَ: ماذا كان النبيّ - صلى لله عليه وسلم - يفتتحُ به قيامَ الليل؟ قالتُ: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك .. فذكْرته). (هذا سندٌ حسنٌ) (د، س، س كبرى، ق، ش، حب، طب مسند الشاميين)

(تنبيه 12 / رقم 2446). 343/ 25 - (لَلَّهُ أَشَدُّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن، مِنْ رجلٍ في أرض دَوِيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، معه راحلَتُهُ. عليها طعامه وشرابُه. فنام فاستيقظ، وقد ذهبت. فطلبها حتى أدركه العطشُ. ثم قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنتُ فيه، فأنامُ حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ، وعنده راحلَتُهُ، وعليها زادُهُ، وطعامُه وشرابُه. فالله أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن مِنْ هذا براحلته وزاده. وفي بعض طرق الحديث عن أنسٍ - رضي الله عنه - وغيره: " .. فأتى شجرةً، فاضطجعَ في ظِلِّها، قد أَيَسَ مِنْ راحلتِهِ، فبينا هو كذلك، إذا هو بها، قائمةً عنده. فأخذ بخطامها ثُمَّ قال مِنْ شِدَّةِ الفرح: اللهمَّ! أنتَ عبدي وأنا ربُّكَ!! أخطأ مِنْ شِدَّةِ الفرح"). (عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه. وفي الباب عن أبي هريرة، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك رضي الله عنهم) (صحيح القصص / 72؛ الفوائد / 53؛ الأربعون / 28). 344/ 26 - (ما جلسَ قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله تعالى فيه، ولم يصلُّوا على نَبِيِّهم إلا كان تِرَةً، فَإِنْ شاءَ عَذَّبهم، وإِنْ شاءَ غفر لهم) (رواه: سفيان الثوريّ، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه

مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (ت، حم، إسماعيل القاضي، سني، أبو الشيخ أمثال، ك، هق، نعيم حلية) (رسالتان / 51 - 52). 345/ 27 - (ما طلَعَتِ الشمسُ، ولا غرُبت على يومٍ خيرٌ مِنْ يوم الجمعة). (رواه: ابنُ أبي ذئب، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكر الحديث. قال أبو هريرة: ثم قدم علينا كعبُ، فقال أبو هريرة، وذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ساعةً في يوم الجمعة لا يوافقها مؤمنٌ يُصلِّي، يسأل الله شيئًا، إلا أعطاهُ الله. قال كعبٌ: صدق والذي أكرَمَهُ، وإني قائلٌ لك اثنتين فلا تَنسَهُمَا: وإذا دخلتَ المسجدَ، فسَلِّم على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقُل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجتَ فسَلِّم على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقُل: اللهم احفظني من الشيطان. وكذا رواه محمد بنُ عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن كعب قوله، في دخول وخروج المسجد، فقط. وخالفهما: الضحاك بنُ عثمان فرواه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: إذا دخلَ أحدُكم المسجدَ، فليُصلِّ ... ولم يذكر فيه: يوم الجمعة. ورواه أبو معشر المدنيُّ -واسمه نجيح بنُ عبد الرحمن السِّنديّ-، عن سعيد المقبري، أنَّ كعبًا قال لأبي هريرة: احفظ عليَّ اثنتين: إذا دخلتَ المسجد سلِّم على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - .. وذكره). (أبو معشر وإن كان ضعيفًا فروايته تعضِّدُ رواية الوقف. والله أعلم. قال النسائي:

"ابنُ أبي ذئب أثبتُ عندنا من محمد بن عجلان ومن الضحاك بن عثمان في سعيد المقبريّ. وحديثه أولى عندنا بالصواب وبالله التوفيق. وابن عجلان اختلطت عليه أحاديثُ سعيد المقبري: ما رواه سعيدٌ عن أبيه عن أبي هريرة، وسعيدٌ عن أخيه عن أبي هريرة، وغيرهما من مشايخ سعيد، فجعلهما ابنُ عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة، وابنُ عجلان ثقةٌ والله أعلم". انتهى.). (سي، عب) (تنبيه 12 / رقم 2415). 346/ 28 - (ما مِنْ أحدٍ يُسَلِّمُ عليَّ إلا رَدَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ - عليه السلام -). (رواه: أبو صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّهُ - رضي الله عنه - قال: ... فذكره). (إسنادُهُ حسنٌ. وأبو صخر اسمه حميد بن زياد، وثقه ابنُ حبان والدارقطنيُّ. وقال أحمد وابنُ معين في رواية: لا بأس به. وضعَّفه ابنُ معين في رواية والنسائيُّ. وقال ابنُ عديّ: صالح. فهو حسنُ الحديث. ويزيد بنُ عبد الله: ثقةٌ) (د، حم، هق) (رسالتان / 31 - 32، 49؛ تنبيه 4 / رقم 1127). 347/ 29 - (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله أحب الله لِقَاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لقَاء الله كره الله لِقَاءَهُ. فقلت: يا نبيَّ الله! أكراهيةُ الموت؟ فكلنا يكرهُ الموتَ. فقال: "ليس كذلك، ولكنَّ المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانه وجنَّتِهِ أحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لقاءَهُ، وإنَّ الكافرَ إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطه، كره لقاءَ الله، وكره الله لقاءَهَ). (رواه: زُرارة ابنُ أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة - رضي الله عنها -

مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو غفر الله له: راجع لزاما باب تأويل مختلف الحديث) (خت، م، س، ت، ق، حب، ابن أبي داود، ابن منده توحيد، الحافظ تغليق) (حديث الوزير / 348؛ البعث ح 1). 348/ 30 - (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله تعالى، أحبَّ الله لقاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لقاءَ الله تعالى، كره الله لقاءَهُ، والموتُ قبلَ لقاء الله عزَّ وجلَّ). (رواه: زكريا بنُ أبي زائدة، عن الشعبيّ، عن شُرَيح بنِ هانيء، عن عائشة مرفوعًا به. ورواه عن زكريا جمعٌ من أصحابه، منهم: يحيى القطان، ووكيع، ويزيد ابنُ هارون، وسفيان بن عُيَينة، وعليّ بنُ مُسهر، وعيسى بنُ يُونس. وتابعه: مُطَرِّفٌ، عن الشعبيّ). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن عائشة. وفي الباب عن: أبي هريرة، وعبادة بن الصامت، وأنس بن مالك، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي موسى الأشعري، ورجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد خرَّجتُها في كتاب البعث لابن أبي داود رقم 1) (م، حم، حمي، أبو سعيد الدارمي، طب أوسط، ابن منده توحيد، بغ) (حديث الوزير / 347 ح 122، البعث / 29 ح 1 - 2). 349/ 31 - (مَنْ ذُكِرْتُ عنده فليُصَلِّ عليَّ، فإنه مَنْ صَلَّى عليَّ مرَّةً صلى الله عليه عشرًا). (أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا به). هذا حديثٌ صحيحٌ لطرقه وشواهده. وقد فصَّلتُ ذلك في "درأ العيلة بتخريج عمل اليوم والليلة" لابن السني) (بخ، س، سي، ت، سني، الدولابي) (رسالتان / 28 - 29).

350/ 32 - (مَنْ صَلَّى عليَّ مرَّةً واحدةً صَلَّى الله عليه عشرا. وفي رواية: مَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صَلَّى الله عليه بها عشر صلوات، وحَطَّ عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات -وفي رواية- وكن له عِدْل عشر رقاب). (العلاء بنُ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (م، د، س، ت، حم، بغ) (رسالتان / 29). 351/ 33 - (من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثًا؛ غُفرت ذنوبه وإن كان فارًّا من الزحف). (عن ابن مسعود - رضي الله عنه -). (صحيحٌ على شرط مسلم) (ك) (التوحيد / رجب / 1421 هـ). 352/ 34 - (من قال: "بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم" حين يُصبِح، لم يفجأَهُ فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي). (رواه: أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ حسنٌ) (د، سي، حب، البزار، حم زوائد عبد الله، سني، ابن أبي حاتم علل، طح مشكل، طب دعاء، قط، بغ) (الأمراض / 240 ح 92). 353/ 35 - (يا أيها الناس! سلوا الله المعافاة، فإنه لم يُعطَ أحدٌ مثل اليقين بعد المعافاة، ولا أشدَ من الريبة بعد الكفر، وعليكم بالصدق

فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار). (رواه: سليم بنُ عامر الكلاعي -وهذا حديثه-، ولقمان بنُ عامر كلاهما، عن أوسط بن عامر البجلي، قال: قدمتُ المدينة، بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقيتُ أبا بكرٍ يخطبُ الناسَ، وقال: قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ أول، فخنقته العبرةُ ثلاث مرَّات، ثم قال: .. فذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى عن أبي بكر - رضي الله عنه -) (بخ، سي، ق، حم، أبو بكر المروزي، حمي، حب، عق، ك) (حديث الوزير / 193).

16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

16 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 354/ 1 - (أَمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُخرِجَ زكاةَ الفِطْرِ قبلَ أَنْ نَخْرُجَ إلى الصلاةِ يومَ الفِطْرِ). (رواه: موسى بنُ عُقبة، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - بهذا). (هذا صحيحٌ) (خ، م، د، س، ت، جا، خز) (حديث الوزير / 145 - 147 ح 40). 355/ 2 - (إنَّ أكثرَ ما أخافُ عليكم ما يخرجُ الله لكم مِنْ بَرَكاتِ الأرض، وإنَّ هذا المال خضرة حلوة). (رواه عطاء بنُ يسار، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، حم، عب، طي، يع، حب، هق، هق أربعون، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 356/ 3 - (أنَّ رجلًا أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إِنَّ أُمِّي افتُلِتَت نفسُها، وأظنُّها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجرٌ إِنْ تصدقْت عنها؟ قال: "نعم". قوله: (افتُلِتَت نفسُها). يعني: ماتت فجأة)

(رواه الإمامُ مسلم، وأحمد بنُ عليّ الأبَّار، عن أمية بن بسطام، قال: نا يزيد ابنُ زُرَيع، عن روح بن القاسم، عن هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - به). (وقد رواه مالكٌ، وابنُ عُيَينة، ويحيى بنُ سعيد، وعبدة ابنُ سليمان، وحماد بنُ زيد، ومحمد بنُ جعفر، وشعيب بنُ إسحاق، وجعفر بنُ عون، ومحمد بنُ بشر، وجرير بنُ عبد الحميد، وحماد بنُ أسامة، وعليّ بنُ مُسهر، وسعيد ابنُ عبد الرحمن الجمحي، وزمعة بنُ صالح، وداود بنُ عبد الرحمن العطار. كلهم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -). (م، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2457). 357/ 4 - (أنَّ رجلًا قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إنَّ أمَّه تُوفِّيت، أفينفعُها إن تصدقتُ عنها؟ قال: "نعم". قال: فإنَّ لِي مخرافًا، وأُشهدُك أني قد تصدقتُ عنها. هذا لفظ زكريا بن إسحاق). (أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله! إنَّ أُمِّي تُوفِّيت ولم توصِ، أفينفعُها أن أتصدق عنها؟. قال: "نعم". وهذا لفظ: محمد بن مسلم الطائفيّ). (زكريا بنُ إسحاق، ومحمد ابنُ مسلم، وسفيان بنُ عيينة: ثلاثتُهم عن عَمرو ابن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيحٌ. المخراف هو: النخل) (خ، خد، د، ت، س، حم، يع، ك، طب كبير، طب أوسط) (تنبيه 4 / رقم 1221؛ تنبيه 12 / رقم 2500، 2501). 358/ 5 - (إِنَّ رجلًا لم يعملْ خيرًا قطُّ، وكان يُداينُ النَّاسَ،

فيقولُ لرسوله: خُذ ما تيسر وأترك ما عَسُرَ، وتجاوز، لعلَّ الله أنْ يتجاوز عنِّا. فلما هلك قال الله: هل عملت خيرًا قطُّ؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلامٌ، وكنت أُداينُ النَّاسَ، فإذا بعثتُهُ يتقاضى، قلتُ له: خذ ما تيسر، واترك ما عَشرَ وتجاوز، لعلَّ الله أنْ يتجاوز عنَّا. قال الله: قد تجاوزتُ عنك). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (س، حب، ك) (صحيح القصص / 30؛ تنبيه 2 / رقم 849). 359/ 6 - (أنَّ سعد بنَ عُبادة - رضي الله عنه - تُوفِّيت أُمُّه وهو غائبٌ عنها، فقال: يا رسول الله إنَّ أُمِّي تُوفِّيت وأنا غائبٌ عنها، أينفعُها شيءٌ إن تصدقتُ به عنها؟ قال: "نعم". قال: فإنِّي أُشهدُك أن حائطي المخراف صدقةٌ عليها). (رواه: يعلى بنُ مسلم، أنه سمع عكرمة، يقول: أنبأنا ابنُ عباس - رضي الله عنهما -، به). (صحيحٌ) (خ، عب، حم، خز، هق) (تنبيه 4 / رقم 1221؛ تنبيه 12 / رقم 2500). 360/ 7 - (بينا رجلٌ بفلاةٍ مِنَ الأرض، فسمع صوتًا في سحابة يقول: اسق حديقةَ فلان! فتنحى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءَه في حرَّةٍ، فإذا شرجةٌ مِنْ تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبَّع الماء، فإذا رجل قائمٌ في حديقته، يحول الماء بمسحاته، فقال له:

يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلانٌ، للاسم الذي سمع في السحابة. فقال: يا عبد الله! لم تسألني عن اسمي؟! قال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤهُ، يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أمَّا إذا قلت هذا، فإنِّي أنظرُ إلى ما يخرجُ منها، فأتصدقُ بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأرُدُّ فيها ثُلُثًا). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، حم) (صحيح القصص / 41). 361/ 8 - (جاء رجلٌ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسأله. فقال: "ما عندي شيءٌ أُعطِيكَ، ولكن استقرِض حتى يأتينا شيءٌ فَنُعطِيكَ". فقال عُمر: ما كلَّفك الله هذا، أعطيتَ ما عندك، فإذا لم يكن عندك فلا تكلف. قال: فَكَرِه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قولَ عُمر حتى عُرِفَ في وجهه. فقال الرجلُ: يا رسول الله بأبي وأمي أنتَ فأَعْطِ، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا. فتبسمَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "بهذا أُمِرتُ"). (قال إسحاق ابنُ إبراهيم الحنينيّ -واللفظ له-، وموسى بنُ أبي علقمة المديني، ويحيى بنُ محمد ابنِ حكيم: نا هشام بن سعد، عن زيد بنُ أسلم، عن أبيه، عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه به). (إسحاق بنُ إبراهيم، قال البزار: لم يكن بالحافظ. وموسى بنُ أبي علقمة، مجهولٌ، قال الذهبيُّ في "الميزان": ما علمتُ يروي عنه سوى ولده هارون. اهـ.

وهارون بنُ موسى: صدوقٌ متماسكٌ. ويحيى بنُ محمد بنِ حكيم، هذا ذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: عن أهل المدينة. اهـ. وهذا الحديث عندي حسنٌ، واجتماع هؤلاء على ما فيهم يُعطي قوةً لروايتهم. والله أعلم) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 46). 362/ 9 - (صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بعيرٍ من المغنم، فلمَّا سلّم أخذ وبرةً مِنْ جنبِ البعير، ثم قال: ولا يحلُّ لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخُمُسُ، والخمُسُ مردودٌ فيكم). (رواه الوليد بنُ مسلم، قال: ثنا عبد الله بنُ العلاء بنِ زبر، أنه سمع أبا سلام، قال: سمعتُ عَمرو بنَ عبسة - رضي الله عنه -، يقول: .. فذكر الحديث). (هذا سندٌ صحيحٌ حجةٌ. وفيه إثبات سماع أبي سلام الأسود ممطور الأعرج من عَمرو بن عبسة الصحابي - رضي الله عنه -. وردٌّ على نفي أبي حاتم الرازي سماعه منه، إذ قال - كما في "المراسيل" (ص 215)، وفي "الجرح والتعديل" (4/ 1 / 431) -: "ممطور الأعرج، عن عمرو بن عبسة. مرسل". وسأله ابنُهُ عبد الرحمن -كما في "العلل" (908) - عن حديث رواه ممطور، قال: سمعتُ عَمرو بن عبسة .. فقال أبو حاتم: ما أدري ما هذا؟ لم يسمع أبو سلام من عَمرو بن عبسة شيئًا، إنما يروي عن أبي أمامة، عنه". قلتُ: كذا قال أبو حاتم. والحديث الذي سأله عنه ولده: سنده صحيحٌ حجةٌ. وعبد الله بنُ العلاء بن زَبْر ثقةٌ. وثقه: ابنُ معين، ودُحَيم، ومعاوية بنُ صالح، وأبو داود. وسُئِلَ عنه دُحَيم -وهو من أعرف الناس بأهل الشام- فوثقه جدًّا. وقال عَمرو بنُ عليّ الفلاس: "حديث الشاميين كلُّه ضعيفٌ إلا نفرًا منهم عبد الله

ابن العلاء بن زبر". وسئل عنه هشام بنُ عمار، فقال: "بخٍ، ثقة". ووثقه: ابنُ سعدٍ، والفسويُّ، والدارقطنيُّ، وابنُ حبان. والوليد بنُ مسلم: ثقةٌ، عِيبَ عليه أن يدلس تدليس التسوية، وقد صرح في جميع الإسناد كما رأيت، وقال أبو حاتم في "العلل" (977) -: "الوليد عندي كثير الغلط"، ولم يتفرد به مع ذلك، فتابعه: محمد بنُ شعيب بن شابور، قال: ثنا عبد الله بنُ العلاء، قال: ثنا أبو سلام، قال سمعت عَمرو بن عبسة، فذكر مثله. أخرجه الحاكم (3/ 616 - 617). ومحمد بنُ شعيب بنِ شابور: كيِّس عاقل من ثقات الشاميين. فإذا أضفت إلى صحة الإسناد أن أبا سلام شاميٌّ، وكذلك عَمرو بن عبسة، ولا يمتري أحدٌ في معاصرة أبي سلام لعَمرو، وأبو سلام غير مدلس. أقول: إذا اعتبرت هذا جزمت بصحة السماع. يضاف إلى هذا أن البخاريَّ، وهو حجةٌ في هذا الباب، روى هذا الحديث في "التاريخ الكبير" (4/ 2 / 58)، قال: وقال سليمان بنُ عبد الرحمن: نا الوليد ابنُ مسلم، قال: أخبرني عبد الله بنُ العلاء: سمع الحبشي -أراه أبا سلام-، قال: حدثني عَمرو بنُ عبسة، قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير .. نحوه. ومن عرف طريقة البخاريّ في "تاريخه"، علم أنه أورد مثل هذا الإسناد لإثبات السماع. أما قول أبي حاتم: "إنما يروي عن أبي أمامة، عنه" فيشير إلى الحديث، الذي رواه أبو سلام، عن أبي أمامة، عن عَمرو بن عبسة، وذكر قصة إسلامه. وهو عند أبي داود (1277)، والحاكم (3/ 617) مختصرًا، والطبراني في "مسند الشاميين" (806، 863)، وأبي نعيم في "الدلائل" (198). وصححه الحاكم،

ووافقه الذهبيُّ. فنقول: مثلُ هذا الإسناد لا يكون حجةً في إثبات الانقطاع، إنما يكون أمارةً. والراوي قد يروي عن شيخه مباشرة، وقد ينزل، فيروي عن رجلٍ عنه، وهذا كثيرٌ جدًّا في الأسانيد، فلم يأت أبو حاتم بحجة مقنعةٍ لتثبيت قوله. وقد روى الطبرانيُّ في "مسند الشاميين" أحاديث أخرى مسلسلة بالسماع، وانظر الأرقام (803، 863). قال أبو عَمرو -غفر الله له -: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام 94، 137، 299، 473، 495). (د، طب مسند الشامين، ك، هق) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 363/ 10 - (طوبى لِمَن هُدِيَ إلى الإسلام، وكان عيشُهُ كَفافًا، وقَنَعَ به). (رواه: حميد بنُ هانيء أبو هانيء الخولانيّ، عن عَمرو بن مالك الجنبي، أنه سمع فضالة بنَ عبيد - رضي الله عنه -، فذكره مرفوعًا). (حديثٌ صحيح. قال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبيُّ! والصواب أنه صحيحٌ فقط، لأن مسلمًا لم يخرج لعمرو بن مالكٍ شيئًا، والله أعلم). (ت، حم، ابن المبارك، حب، ابن شاهين ترغيب، طب كبير، ك، القضاعي، الأصبهاني) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ).

364/ 11 - (انطلق بي أبي يحملني إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، نَحَلَنِي نُحْلًا لِيُشْهِدَهُ على ذلك، فقال يا رسول الله: إني قد نَحْلتُ النعمانَ هذا الغلام نُحْلًا فاشهدْ عليه، قال: أَكُلَّ وَلَدِكَ نحلتْ مثلَ هذا، قال: لا. قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: يَسُرُّكَ أن يكونوا إليك في البِرِّ سواءٌ؟ قال: بلى. قال: فَأَشْهد على هذا غيري). (رواه: عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - به). (إسناده صحيحٌ) (خ، بخ، م، د، س، ق، حم، طي، حمي، حب، جا، طح معاني، قط، هق، خط) (غوث 3/ 249 ح 992؛ كتاب المنتقى / 365 ح 1066). 365/ 12 - (قال رجلٌ: لأتصدقنَّ الليلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّقَ الليلةَ على سارق. فقال: اللهم لك الحمدُ على سارق!. لأتصدقن الليلةَ بصدقةٍ، فخرج بصدقته، فوضعها في يد زانيةٍ، فأصبحوا يقولون: تصدق الليلةَ على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانيةٍ!. لأتصدقن الليلة بصدقةٍ. فخرج بصدقته، فوضعها في يد غَنِيِّ، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلةَ على غنيٍّ، فقال: اللهم لك الحمدُ على سارق، وعلى زانيةٍ، وعلى غني. فأُتى، فقيل له: أمَّا صدقتك على سارق، فلعله أَنْ يستعف عَنْ سرقته، وأَمَّا الزانيةُ فلعلها أَنْ تستعفَ

عَنْ زناها، وأمَّا الغنيُّ فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 36). 366/ 13 - (قد أفلحَ مَنْ أسلَمَ، ورُزِقَ كَفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه). (رواه عبد الله بنُ يزيد المقريء، قال: ثنا سعيد بنُ أبي أيوب: ثني شرحبيل ابنُ شريك، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - مرفوعًا فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط الشيخين. كذا قال! واستدراكه على مسلم وهمٌ، فقد أخرجه كما ترى، ثم ليس هو على شرط البخاري؛ لأنه لم يخرج شيئًا في صحيحه لشرحبيل بن شريك). (م، نعيم، ت، حم، حم زهد، عبد، ك، هق، هق شعب، هق أربعون، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ؛ شعبان / 1420 هـ؛ شعبان / 1419 هـ؛ الأربعون / 103 ح 55؛ تنبيه 7 / رقم 1664). 367/ 14 - (كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ النَّاسِ بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ في شهرِ رمضانَ. إنَّ جبريلَ كان يلقاهُ كلَّ ليلةٍ مِنْ رمضانَ تنسلخُ؛ يعرضُ عليه القرآنَ، فإذا لَقِيَهُ جبريلُ، كان أجودَ بالخير مِنَ الرِّيحِ المرسَلَةِ). (رواه: الزهريُّ، عن عُبَيد الله بن عُتبة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. ورواه عن الزهريّ جماعةٌ من أصحابه، منهم: إبراهيم بنُ سعد، ومعمر بنُ راشد،

ويونس بنُ يزيد. وتابعهم: محمد بنُ إسحاق، فرواه عن الزهريّ بسنده سواء، بلفظ: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضُ الكتابَ على جبريل في كلِّ رمضانَ، فإذا أصبحَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ليلته التي يَعْرِضُ فيها ما يَعْرِضُ، أصبحَ وهو أجودُ من الرّيحِ المرسَلَةِ، لا يُسأل شيئًا إلا أعطاه، فلمَّا كان الشهرُ الذي هَلَكَ بعدَهُ، عَرَضَهُ عليهِ مَرَّتَينِ". وهذا سندٌ حسنٌ، لولا تدليس ابن إسحاق). (صحيحٌ. وأمَّا عرض القرآن مرتين، فإنه مرويٌّ أيضًا من حديث: أبي هريرة، وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما؛ وفيه مراسيل). (خ، بخ، م، س، س فضائل، تم، حم، عب، ش، الذهلي جزء من حديثه، عبد، ابن سعد، يع، خز، حب، أبو الشيخ أخلاق، أبو محمد الجوهري، هق، هق شعب، هق دلائل، بغ) (ابن كثير 1/ 235؛ الفضائل / 150؛ التسلية / ح 18؛ ح 50). 368/ 15 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قومٌ بصدقتهم، قال: "اللهم صلى على آل فلان". فأتاه أبي بصدقته، فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى"). (رواه: شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، خ كبير، م، د، س، ق، حم، طي، طح مشكل، جا) (رسالتان / 19؛ غوث 2/ 21 ح 361). 369/ 16 - (لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مِرّة سوى)

(ورد من حديث: أبي هريرة، وعبد الله بن عَمرو - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ كبير، د، س، ت، ق، مي، حم، ش، طي، عب، يع، حب، جا، طح معاني، ك، قط، هق، نعيم حلية، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1419 هـ؛ غوث 2/ 22 ح 363؛ سمط / 15). 370/ 17 - (ما نقصت صدقةٌ مِنْ مال، وما زاد الله عبدًا بالعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عزَّ وجلَّ). (رواه: إسماعيل بنُ جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، مي، حم، خز، هق، خط تلخيص، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 371/ 18 - (ما يكن عندي مِنْ خيرٍ، فلن أدَّخِرَهُ عنكُم، ومَنْ يستعفف يعفَّه الله، ومَنْ يستغنِ يُغنِه الله، ومَنْ يصبر يُصبِّرُهُ الله. وما أُعطي أحدٌ مِنْ عطاءٍ خيرٍ وأوسعَ مِنَ الصبر). (رواه: عبد الله بنُ يوسف، وقتيبة بنُ سعيد، وعبد الله بنُ وهب، وعبد الله ابنُ مسلمة القعنبيّ، ومعن بنُ عيسى، والحكم بنُ المبارك، وأحمد بنُ أبي بكر، وعَمرو ابنُ مرزوق، وإسماعيل بنُ أبي أويس، وإسحاق بنُ سليمان الرازي، قالوا جميعا: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، أنَّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفِذَ ما عنده، قال: .. فذكره). (اتفق الشيخان عليه عن أبي سعيد، وهكذا رواه عامَّةُ أصحاب مالك. وقد تُوبع

مالك، تابعه: معمر بنُ راشد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وصالح بنُ كيسان، فرووه عن الزهري بهذا الإسناد. فصلٌ: قال إسحاق بنُ أحمد بنِ مهران الخرَّاز: ثنا إسحاق بنُ سليمان الرازيُّ، قال: سمعتُ مالك بنَ أنس، وتلا قول الله - عز وجل - {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة / 24] فقال: حدثني الزهريُّ، أنَّ عطاء بنَ يزيد حدَّثه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّه سمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما رُزِقَ عبدٌ خيرٌ له ولا أوسَع من الصبر. ذكرُ أبي هريرة في هذا الحديث خطأ. قال الحاكمُ: قد اتفق الشيخان على إخراج هذه اللفظ في آخر حديثه بهذا الإسناد: أنَّ أناسًا من الأنصار سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث بطوله. وفي آخره هذه اللفظة، ولم يخرِّجاه بهذه السياقة التي عند إسحاق بن سليمان. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فقول: "اتفق الشيخان .. بهذا الإسناد" فيه نظرٌ، فإن الشيخين لم يروياه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بل روياه عن أبي سعيد الخدري. وهكذا رواه عامَّةُ أصحاب مالك من حديث أبي سعيد لا من حديث أبي هريرة. وقد تُوبع مالك. تابعه: معمر بنُ راشد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وصالح بنُ كيسان فرووه عن الزهري بهذا الإسناد عن أبي سعيد لا عن أبي هريرة. ولشيخنا في ذلك نظران. الأول: أن يكون ذكرُ" أبي هريرة "من أوهام إسحاق بن أحمد بن مهران، الراوي عن إسحاق بن سليمان في إسناد الحاكم. فإن أحمد بنَ حنبل، ويعقوب بنَ عبيد روياه عن إسحاق بن سليمان، عن مالك، فقالا:

"عن أبي سعيد"؛ وإسحاق بنُ أحمد لو كان ثقةً، فلا تحتمل مخالفته للإمام أحمد، كيف ولا أعرفُه بجرح ولا تعديل؟!. النظر الثاني: أن يكون ذكرُ "أبي هريرة" من أخطاء النُّسّاخ، يؤيد ذلك أني لم أجد هذا الحديث في ترجمة" عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة "من" إتحاف المهرة " (15/ 395 - 398)، وهذا ليس دليلًا أكيدًا، لأنه سقط من الحافظ تراجمُ عديدةٌ من "المستدرك"، فلربما وقع له هنا ما وقع له في غيره. ربما يعضد هذا الأخير أنني راجعتُ ترجمة "عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد" من "الإتحاف" (5/ 308) فوجدتُهُ عزا الحديث إلى موطأ مالك، وأحمد، والدارميّ، وأبي عوانة، وابن حبان، ولم يعزه إلى الحاكم. فالله أعلم.). (تخريج حديث أبي سعيد: خ، م، عو، نعيم، د، ت، س، حم، مي، حب، عب، يع، ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق، ابن عبد البر، هق، هق شعب، بغ. تخريج حديث أبي هريرة: ك) (تنبيه 12 / رقم 2358). 372/ 19 - (مَنْ أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقه، ويُنسأَ له في أثره، فليصل رحمة). (رواه: الزهريُّ، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا. وله طريق آخر عن أنس، وشواهد عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، بخ، م،. د، س كبرى، حم، الخرائطي مكارم، هق، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 373/ 20 - (مَنْ أنظرَ مُعْسِرًا أو وضعَ عنه، أظلَّهُ الله في ظله يوم

لا ظلَّ إلا ظلُّه). (رواه: عُبادة بنُ الوليد بنِ عُبادة بن الصامت، عن أبي اليَسَر - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه عبد الملك بنُ عُمَير، عن ربعيّ بنِ حراش، عن أبي اليسر - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (بخ، م، حم، الدولابي، ك، طب كبير، هق، نعيم حلية، القضاعي، بغ) (التوحيد / ربيع ثان / 1420 هـ). 374/ 21 - (من سألَ وله أربعون درهمًا، أو قيمتها، فهو مُلحِفٌ، وهو مثلُ سفِّ الملِّ. الملُّ، يعني: التراب). (عن عَمرو بنُ شعيب، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا به). (وإسنادُهُ حسنٌ) (طب أوسط، أبو موسى المديني في نزهة الحفاظ، خز) (تنبيه 12 / رقم 2383). 375/ 22 - (قالت امرأةُ بشير: انحل ابني غلامك، واشهد لي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ ابنةَ فلانٍ سألتني أن أنحلَ ابنَها غلامي، وقالت: أَشهدْ لِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: أله إخوةٌ؟ قال: نعم. قال: أَفَكُلُّهم أعطيتَ مثل ما أعطيته؟ قال: لا. قال: فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق). (وواه: أبو الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره) (حديثٌ صحيحٌ) (م، د، حم، حب، طح معاني، هق) (غوث 3/ 249).

17 - أبواب: الزهد والرقائق والمواعظ مع صحيح القصص النبوي

17 - أبواب: الزهد والرقائق والمواعظ مع صحيح القصص النبوي (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 376/ 1 - (احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم! أنت أبونا، خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة!. قال له آدم: يا موسى! اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومني على أمرٍ قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! فحجَّ آدمُ موسى. فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 68 رقم 41). 377/ 2 - (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوَّضتُهُ منهما الجنة). (عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: يقول الله - عز وجل -: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ، وفي الباب عن جماعة من الصحابة) (خ، بخ، ت، حم، عبد، يع، طب أوسط، طب صغير، عديّ، هق، هق آداب، خط، بغ) (تنبيه

12 / رقم 2468؛ الأمراض / 61؛ الأربعينة / 19 ح 5). 378/ 3 - (إذا أحبَّ الله تعالى عبدًا حماهُ الدُّنيا، كما يَظَلُّ أحدُكُم يَحْمي سَقيمهُ الماء). (رواه: محمد بنُ جهضم، قال: ثنا إسماعيل بنُ جعفر: ثنا عمارة بن غزية، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، محمود بن لبيد، عن قتادة ابن النعمان فذكره مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسن غريبٌ. وقال الحاكم في موضع: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد. ووافقه الذهبي. وقال في موضع ثاني: صحيحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ!. وليس كما قالا. وحكمهما الأول أقرب. والحديثُ حسنُ الإسناد) (ت، خ كبير، حم زهد زوائد عبد الله، ابن أبي حاتم علل، ابن أبي عاصم الزهد، حب، ابن جرير تهذيب، طب كبير، ابن قانع، ك، هق شعب، القضاعي) (الأمراض / 87 ح 33). 379/ 4 - (إذا أحبَّ الله تعالى قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبرُ، ومن حَرِجَ، فله الحَرَجُ. ووقع عند أحمد: "ومن جزع فله الجزع "). (عن عَمرو بن أبي عَمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، عم، عاصم بن عُمر ابن قتادة، عن محمود بن لبيد - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 283)، والهيثميُّ في "المجمع" (2/ 291): "رواته ثقات"، زاد المنذريُّ: "ومحمود بنُ لبيد رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - واختُلِف في سماعه منه". وللحديث شواهد منها عن أنس وغيره، ذكرها المنذري والهيثمي، فانظرها إن شئت) (حم) (الأمراض / 38 ح 11).

380/ 5 - (إذا تقرَّب العبدُ مِنَ الله - تبارك وتعالى - شِبرًا، تقرَّب الله إليه ذراعًا، وإذا تقرَّب منه ذراعًا، تقرَّب إليه باعًا. لفظ المعتمر. ولفظ يحيى القطان، وابن أبي عدي هكذا: "إذا تقرَّب العبدُ منِّي شِبرًا، تقرَّبتُ منه ذراعًا، وإذا تقرَّب إليَّ ذراعًا، تقرَّبتُ منه باعًا -أو بوعًا-، وإذا أتاني يمشي، أتيتُهُ هرولة"). (المعتمر بنُ سليمان، ويحيى بنُ سعيد القطان، ومحمد بنُ أبي عديّ: رواه ثلاثتهم عن سليمان التيميّ، عن أنس ابنِ مالك - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به، زاد البزار: "فيما يروي عن ربه - عز وجل -". فصلٌ: روى هذا الحديث محمد بن المتوكل، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به فيما يروي عن ربه - عز وجل -، وزاد في آخره: وإن هَروَلَ سعيتُ إليه، والله أوسعُ بالمغفرة. وقعت هذه الزيادة في رواية ابن حبان عن محمد بن المتوكل، عن المعتمر. فقال الحافظ: "وهو صدوق عارفٌ بالحديث عنده غرائب وأفراد، وهو من شيوخ أبي داود في السنن". فقال شيخنا: رضي الله عنك! فمقتضى كلامك بثبوت هذه الزيادة، وذلك لا يجري على قواعد المحدثين، فإن محمد بنَ المتوكل، وإنْ وثَّقه ابنُ معين، فقد ليَّنه أبو حاتم الرازي. وقال ابنُ عديّ، وابنُ وضاح: "كان كثير الغلط". وكذلك قال مسلمة بنُ قاسم، وزاد: "لا بأس به". وقالَ الذهبيُّ: "وله أحاديث

تُستنكر". فمثله إذا زاد زيادة على الحفاظ من أمثال المعتمر بن سليمان (¬1)، وعبيد الله بن معاذ العنبري، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وإسحاق بن إبراهيم ابن حبيب، وموسى بن أيوب، وأبي النعمان عارم. أقول لو زاد ابنُ المتوكل، وهذه حاله على هؤلاء زيادةً، فجديرٌ أن لا تقبل منه. لما وصف به من كثرة الغلط. والله أعلم). (تخريج الحديث من غير الزيادة: خ، م، الإسماعيليّ، البرقانيّ، نعيم، البزار، هق صفات. تخريج الحديث وفيه الزيادة: حب) (تنبيه 12 / رقم 2378). 381/ 6 - (أذكرُ الحالَ التي فارقَ عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الدنيا، والله ما شبعَ من خُبزٍ ولحمٍ مرتين في يومٍ). (رواه: حماد بنُ زيد، وعافية ابنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ -وهذا حديثه-، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم ابنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة - رضي الله عنها -، فدعت لي بطعامٍ، وقالتْ: ما أشبعُ من طعامٍ فأشاء أن أبكي إلا بكيتُ. قال: قلتُ: لِمَ؟ قالت: .. فذكرته). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا حماد بنُ زيد. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به حماد بنُ زيد .. فهؤلاء سِتَّةٌ تابعوا حماد بنَ زيد، ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو -غفر الله له-: لا يُذكر المعتمر هنا فهو شيخُهم، وهؤلاء رووا عنه الحديث، ورواه عنه ابنُ المتوكل فزاد عليهم إلا أنه ممن لا تحتمل زيادته. والله أعلم.

ولكن مجالد بنَ سعيد ضعيفٌ، وإنما حسنه الترمذيُّ لشواهده الكثيرة. والله أعلم). (ت، تم، حم زهد زوائد عبد الله، ابن سعد، ابن جرير تهذيب، طب أوسط، هق شعب) (تنبيه 12 / رقم 2441). 382/ 7 - (أذكرُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما كان فيه من الجهد: ما جمعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - طعامَ بُرٍّ في يومٍ مرتين، حتى لحقَ بربِّه). (رواه: حماد بنُ زيد، وعافية بن يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل ابنُ يونس -وهذا حديثه-، وهشيم بنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان ابنُ عيينة، عن مجالد، عن عامر الشعبيّ، عن مسروق، قال: بكت عائشةُ - رضي الله عنها -، وبيني وبينها حجابٌ، فقلتُ: يا أُمَّ المؤمنين ما يبكيك؟ قالتْ: يا بنيَّ! ما ملأتُ بطني من طعامٍ فشئتُ أنْ أبكي إلا بكيتُ، .. ثم ذكرته. وحديث جرير بن حازم مثله). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ.) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381). 383/ 8 - (أربعةٌ يحتجون يوم القيامة: رجلٌ أصمُّ لا يسمعُ شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرمٌ، ورجل مات في فترة. فأمَّا الأصم، فيقول: رب لقد جاء الإسلامُ وما أسمع شيئًا. وأمَّا الأحمقُ، فيقول: رب جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا، والصبيان يخذفونني بالبعر!. وأمَّا الهرم، فيقول: رب لقد جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا. وأمَّا الذي

مات في الفترة، فيقول: رب ما آتاني لك رسولٌ. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه. فيرسل إليهم: أنِ ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يدخلها سحب إليها). (عن أبي هريرة، وعن الأسود ابن سريع - رضي الله عنهما -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (حم، البزار، ابن أبي عاصم، هق اعتقاد). (صحيح القصص / 69 رقم 42). 384/ 9 - (إنَّ أحدَكم لن يموتَ حتى يستوفي رزقه، فلا تستبطئوا الرزق واتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خُذوا ما حلَّ ودعُوا ما حرُم). (عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما). (ق، جا، ك، هق) (تنبيه 12 / رقم 2474). 385/ 10 - (إنَّ المُفلِسَ مِنْ أُمَّتِي يأتي يومَ القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شَتَمَ هذا وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعطَى هذا مِنْ حسنَاتِه وهذا مِنْ حسنَاتِه، فإِنْ فَنَيتْ حسنَاتُهُ قبلَ أَنْ يقضِي ما عليه، أُخِذَ مِنْ خطاياهُم فطرِحَتْ عليه، ثم طُرِحَ في النَّار). (العلاء بنُ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (م، ت، حم، هق) (رسالتان / 113).

386/ 11 - (إنَّ ثلاثةً في بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، أراد الله أنْ يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. فمسحه، فذهب عنه قذره، وأعطي لونًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل -أو قال: البقر شك الراوي-، فأعطى ناقة عشراء، فقال بارك الله لك فيها. فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. فمسحه، فذهب عنه، وأعطي شعرًا حسنًا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة حاملًا، وقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري، فأبصر الناس. فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدًا، فأنتج هذان، وولد هذا. فكان لهذا وادٍ من الإبل ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم. ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرًا أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة. فقال: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس

فقيرًا فأعطاك الله؟! فقال: إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابرٍ!! فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد هذا. فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورتة وهيئته، فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري؟ فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيءٍ أخذته لله عز وجل. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك. غريب الحديث: قذرني الناس: أي تباعدوا عني وكرهوني بسببه. أتبلغ بها: أي أبلغ بها المنزل الذي أريد. الناقة العشراء: هي الحامل. انقطعت بي الحبال: أي الأسباب. ما أجهدك: أي لا أشق عليك). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ، متفق عليه) (مجلة الهدي النبوي / محرم - صفر 1426؛ صحيح القصص / 15 - 17). 387/ 12 - (أنَّ رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته مَلَكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبُّهَا؟ قال: لا،

غير أني أحببتهُ في الله عزَّ وجلَّ. قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأنَّ الله قد أحبك كما أحببته فيه). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، حم) (صحيح القصص / 71؛ التوحيد / 1419 / شوال؛ 1426 / جمادى الأولى). 388/ 13 - (إنَّ عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط). (عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الترمذيُّ: "حسنٌ غريبٌ". وحسَّن إسناده شيخُنا الألباني -رحمه الله-. وفي الباب شواهد ذكرها المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 283)، والهيثميُّ في "المجمع" (2/ 291) فانظرها إن شئت) (ت، ق، أبو بكر بن نجيح البزار، القضاعي، بغ) (الأمراض / 38، 39). 389/ 14 - (انطلق ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيت إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدت عليهم الغار؛ فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم. قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان، شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا فنأىء بي طلب الشجر، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وأن أغبق قبلهما أهلًا أو مالًا، فلبثت والقدح على

يديَّ أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا، فشربها غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة. فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه، قال الآخر: اللهم كانت لي ابنة عم، كانت أحب الناس إلي. -وفي رواية: كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء-، فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها -وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها-، قالت: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم استأجرت أُجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال يا عبد الله! أَدِّ إليَّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق!! فقال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله، فاستاقه فلم يترك منه شيئًا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا

ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون. غريب الحديث: (أغبق) أي لا أقدم في الشرب قبلهما أهلًا ولا مالًا من رقيق وخادم. والغبوق: شربُ العشي. (فلم أرح عليهما) أي لم أرجع. (برق الفجر) أي ظهر نوره. (يتضاغون) أي يصيحون من الجوع). (عن عبد الله بن عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفق عليه) (مجلة الهدي النبوي / الجماديان 1425؛ صحيح القصص / 6,5) 390/ 15 - (بينما رَجُلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجد بِئْرًا فنزلَ فيها فَشَرَبَ، ثم خرج فإذا كلبٌ يِلْهَثُ، يأكُلُ الثَّرَى مِنَ العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ مِنَ العطشِ مِثْلُ الذي كان قد بلغ مني، فنزلَ البئر فملأ خُفَّهُ ماءً، ثم أمسكه بِفِيهِ، حتى رَقَى فسَقَى الكلبَ, فشكر الله له، فغفر له. قالوا: يا رسول الله! إنَّ لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: في كلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجرٌ". وفي رواية للبخاري: "فشكر الله له، فغفر له، فأدخلهُ الجنة". وفي رواية للبخاري ومسلم: "بينما كلبٌ يطيفُ بِرَكِيَّةٍ، قد كادَ يقتُلُهُ العطشُ، إذ رَأتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايا بني إسرائيل، فنزعتْ مُوقَهَا فاستقتْ له به، فسقَتْهُ فَغُفِرَ لها به"). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (هذا حديثٌ

صحيحٌ) (متفق عليه) (صحيح القصص / 18). 391/ 16 - (دعا رجلٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على خبزِ شعيرٍ، وإهالةٍ سَنِخَةٍ. قال: ولقد سمعته ذات مرة، يقول: "والذي نفسُ محمدٍ بيده، ما أصبح عندَ آلِ محمدٍ صاعُ تمرٍ، ولا صاعُ بُرٍّ". وإن له يومئذ لتسع نسوة، ولقد رُهِنَ درعٌ له عند يهوديّ في المدينة، وأخذ فيه طعامًا، وما وجدَ مَنْ يَفْتَكها به). (رواه: أسد بنُ موسى، وآدم بنُ أبي إياس، والحسن بنُ موسى الأشيب ثلاثتهم عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النَّحويّ، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - به). (قولة: "إهالة"، قال السندي: بكسر الهمزة: المذابُ من الألْية، وقيل: هو الدهن الذي يُؤتَدم به مطلقًا. وقوله: "سَنِخة" بفتح فكسر وإعجام خاء: متغيرة الرائحة من طول الزمان. كذا من حاشية مسند الإمام أحمد 3/ 133). (ق، حم، يع، طب أوسط، حب) (تنبيه 12 / رقم 2370). 17/ 392 - (صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتَي العشاء، فلما انصرف أقبل إلينا بوجهه ضاحكًا، فقال: "ألا تسالوني مما ضحكتُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "عجبتُ من قضاء الله للعبد المسلم، إنّ كل ما قضى الله له خيرٌ، وليس أحدٌ كلُّ قضاءِ الله له خيرٌ إلا العبدُ المسلم"). (رواه: يُونُس بنُ عُبَيد -وهذا لفظ حديثه كما عند الطبراني-، وحماد بنُ سلمة،

وسليمان بنُ المغيرة، ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب - رضي الله عنه - به. ولفظ حديث "حماد" ذكرتُه في "الإيمان"، أمَّا لفظ حديث "سليمان" فذكرته في "الطب"). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، مي، حم، طب كبير، حب، هق، نعيم حلية) (الأمراض / 25 ح 1). 393/ 18 - (غزا نبيُّ من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- فقال: لا يتبعني رجلٌ ملك بُضْعَ امرأة وهو يريد أن يبني بها، ولما يبنِ بها. ولا أحدٌ بني بُيُوتًا ولم يرفع سُقُوفَهَا، ولا أحدٌ اشترى غنمًا أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر وِلادَها، فغزا، فدنا من القرية صلاةَ العصرِ، أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورةٌ وأنا مأمورٌ، اللهم احبسها علينا، فحُبِسَت حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني: النار- لتأكلها فلم تطعَمْها، فقال، إنَّ فيكم غُلُولًا، فليُبَايِعْنِي من كل قبيلةٍ رجلٌ، فَلَزِقَت يَدُ رجلٍ بيده، فقال: فيكم الغُلُول، فليُبَايِعْنِي قبيلتُك فلزقت يَدُ رجلين أو ثلاثةٍ بيده، فقال: فيكم الغُلُول فجاءوا برأسٍ مثلِ رأس بقرةٍ من الذهب، فوضعوها، فجاءت النارُ فأكلتها، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ثم أحلَّ الله لنا الغنائم لما رأى ضعفنا وعجزنا، فأحلَّها لنا. غريب الحديث: بُضع امرأة: هو فرجها، وهو كناية عن النكاح. يبني بها: أي لم يدخل بها. الغلول: الخيانة في المغنم)

(أبو هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. متفقٌ عليه) (مجلة الهدي النبوي / ذو القعدة- ذو الحجة 1425 / هـ؛ صحيح القصص / 13 - 14). 394/ 19 - (قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل، فَسُئِل: أيُّ الناس أعلمُ؟ فقال: أنا. فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى الله إليه: إن لِي عبدًا بمجمع البحرين، هو أعلمُ منكَ. قال: يا ربّ! وكيف لِي به؟ فقيل: احمل حوتًا في مِكْتَل، فإذا فقدته، فهو ثَمَّ. فانطلق، وانطلق معه فتاه يُوشع بنُ نون، وحمل حوتًا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة، فوضعا رؤوسَهُمَا فناما، فانسلَّ الحوتُ مِنَ المكتل، فاتخذ سبيله في البحر سربًا، وكان لموسى وفتاه عجبًا. فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، فلما أصبح قال موسى لفتاهُ: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62]، ولم يجد موسى مسًّا مِنَ النَّصَبِ حتى جاوز المكان الذي أمره الله به، فقال له فتاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} [الكهف: 63] قال موسى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} [الكهف: 64] فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مُسَجَّى بثوبٍ، فسلم موسى. فقال الخَضِرُ: أني بأرضك سلامٌ؟! قال: أنا موسى. قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ

رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 66، 67] يا موسى: إني على علمٍ مِنْ علمِ الله تعالى عَلَّمَنِيه، لا تعلمه أنت، وأنت على علمٍ مِنْ علمِ الله تعالى عَلَّمَكَهُ الله لا أعلمه. قال: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: 69]، فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرَّت سفينةٌ، فكلَّمُوهم أنْ يحملوهم، فعرفوا الخضرَ فحملوهما بغير نول، وجاء عصفورٌ فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر. فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمُك مِنْ علمِ الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر! فعمد الخضرُ إلى لوحٍ مِنْ ألواح السفينة فنزعه. فقال موسى: قومٌ حملونا بغير نول، عمدتَ إلى سفينتِهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ قال: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 72، 73] فكانت الأولى مِنْ موسى نسيانًا. فانطلقا، فإذا غلامٌ يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضرُ برأسه مِنْ أعلاهُ، فاقتلع رأسه بيده، فقال له موسى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74] {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 75] {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا

يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف: 77]، قال الخضرُ بيده {فَأَقَامَهُ}، فقال موسى: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: 77، 78]. يرحمُ الله موسى لوددنا لو صبر حتى يَقُصَّ مِنْ أمرهما). (عن أُبّيّ بنِ كعب - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 51 - 52). 395/ 20 - (كان مَلِكٌ فيمن كان قبلكم، وكان له ساحرٌ، فلما كَبِر قال للملك: إني قد كَبِرتُ، فابعث إليَّ غلامًا أعلمهُ السحر؛ فبعث إليه غلامًا يعلمه، فكان في طريقه إذا سلكَ راهبٌ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مَرَّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحرَ ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلَك فقل: حبسني الساحرُ. فبينما هو كذلك، إذ أتى على دابةٍ عظيمةٍ قد حَبَسَت الناس، فقال: اليومَ أعلمُ آلساحرُ أفضلُ أم الراهبُ أفضلُ؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهبَ فأخبره. فقال له الراهبُ: أي بُنَيَّ أنت اليوم أفضلُ مِنِّي،

قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ وكان الغلام يُبريءُ الأَكْمَه والأَبْرَص، ويُداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليسٌ للملك كان قد عَمِيَ، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمعُ إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله، فإن أنتَ آمنت بالله، دعوت الله فشفاك. فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يُعَذِّبُهُ حتى دَلَّ على الغلام. فجيء بالغلام، ففال له الملك: أي بُنَيَّ قد بلغ من سحرك ما تبريء الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلَّ على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأي، فدعا بالمنشار، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى. فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذُرْوَتَهُ، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به، فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفينيهم بما شئت،

فرجف بهم الجبل، فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرْقُور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفينيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلُبُنِي على جِذعٍ، ثم خذ سهمًا من كِنَانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله ربِّ الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهمًا من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صُدغِهِ، فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأُتِيَ الملِكُ فقيل له: أرأيت ما كنت تحذرُ، قد والله نزل بك حَذَرُك. قد آمن الناس. فأمر بالأخدود في أفواه السِّكَك فَخُدَّت، وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا، حتى جاءت امرأةٌ، ومعها صبيٌّ لها، فتقاعست أن تقعَ فيها، فقال لها

الغلام: يا أمَّاه اصبري، فإنَّكِ على الحق. غريب الحديث: الأكمه: الذي ولد أعمى. مفرق رأسه: أي وسطه. ذروة الجبل: أعلاه. الجذع: هو العود من أعواد النخل. كنانتي: بيت السهام. كبد القوس: وسطه. خُدَّت: أي شُقّت. أقحموه فيها: أي ألقوه فيها. القرقور: نوعٌ من السفن. أضرم: أي أوقد. تقاعست: أي توقفت وجبُنَت). (عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:. . . فذكره). (هذا حديثٌ صحيح) (م) (مجلة الهدي النبوي / رمضان، شوال / 1425 هـ؛ صحيح القصص / 11،10،9). 396/ 21 - (لا تنظر إلى صِغَرِ الخطيئةِ، ولكن انظُر مَنْ عَصَيتَ). (رواه الوليد بنُ مسلم، قال: سمعتُ الأوزاعيّ يقول: سمعتُ بلال بنَ سعدٍ يقول:. . فذكره مقطوعًا عليه). (صحيحٌ. وقد رُوِيَ هذا المتنُ مرفوعًا، ولا يصح.). (حم زهد زوائد عبد الله، ابن المبارك، الفسوي، الطيوري، عق، ابن بشران، الُمخَلَّص، هق شعب، نعيم حلية) (حديث الوزير / 231 - 232 ح 72؛ النافلة / رقم 23). 397/ 22 - (لمَّا عُرِج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاس، يَخمشون وجوههم وصدورهم، فقلتُ: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس، ويقعون في أعراضهم). (عن أنس بن مالك رضي الله عنه). (م، طب أوسط، ابن أبي الدنيا) (تنبيه 12 / رقم 2467؛ الصمت / 265 ح 165، 572).

398/ 23 - (ما أشبعُ فأشاءُ أن أبكي إلا بكيتُ، وذلك لأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تأتي عليه أربعةُ أشهرٍ ما يشبعُ من خُبزِ بُرٍّ). (رواه: حماد بن زيد، وعافية بنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم بنُ بشير -وهذا حديثه-، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، قال: دخلتُ على عائشة أُمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -، وهي تبكي، فقلتُ: يا أُمَّ المؤمنين ما يبكيك؟ قالتْ:. . فذكرته). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا حماد ابنُ زيد. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به حماد بنُ زيد. . فهؤلاء سِتَّةٌ تابعوا حماد بنَ زيد ولكن مجالد بنَ سعيد ضعيفٌ، وإنما حسنه الترمذيُّ لشواهده الكثيرة. والله أعلم). (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381). 399/ 24 - (ما شبعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من خبزِ بُرٍّ في يومٍ مرتين، حتى لحق بالله عزَّ وجلَّ). (رواه: حماد بنُ زيد -وهذا حديثه-، وعافية بنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم بنُ بشير، وجرير ابنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها -). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ.) (تقدم تخريجه، وبيان موضعه في كتب الشيخ، برقم 381).

400/ 25 - (ما شبعْتُ بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من طعامٍ، ولو شئتُ أنْ أبكي لبكيتُ وما شبعُ آلُ محمدٍ حتى قُبِضَ). (رواه: حماد بنُ زيد، وعافية بنُ يزيد، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل ابنُ يونس، وهشيم بنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة -وهذا حديثه -، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها -). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ.) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381). 401/ 26 - (ما مِنْ رجلٍ يحفظُ عِلْمًا فَيكتمَهُ، إلا أتى يومَ القيامة ملجومًا بلجامٍ مِنْ نارٍ. لفظ ابنِ ماجة). (رواه: عطاء بنُ أبي رباح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن عطاء جماعةٌ من الكبار، منهم: الشعبيّ، وعليّ بن الحكم، وقتادة، والحجاج بن أرطاة، والأعمش، وليث بنُ أبي سُلَيم، وسماك بنُ حرب، ومالك بنِ دينار، وسعد بنُ راشد، ومعاوية ابنُ عبد الكريم، والعلاء بنُ خالد الدارميّ، وسليمان التيميّ، وابنُ جُرَيج. وقد رواه آخرون، عن أبي هريرة، منهم: محمد بنُ سيرين، وسعيد بنُ المسيب، وسعيد المقبري). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وقد ورد أيضًا من حديث: عبد الله بنِ عَمرو، وابنِ عباس، وأبي سعيد الخدري، وجابر بنِ عبد الله، وأنس بنِ مالك، وابنِ مسعود، وعَمرو ابنِ عبسة، وطلق بنِ عليّ، وعبد الله بنِ عُمر، وسعد بنِ المدحاس، رضي الله عنهم. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر سياق آخر لحديث أبي هريرة، وكذا سياق

حديث عبد الله بن عَمرو، في أبواب "العلم وآداب طلبه" من الجزء الثاني). (د، ت، ق، حم، ش، طي، يع، حب، البزار، ابن الأعرابي، طب صغير، طب أوسط، نعيم، ابن بشران، ك، ك مدخل، تمام، ابن عبد البر جامع، عق، عدي، هق مدخل، أبو سهل بن القطان، خط، خط كفاية، نجم الدين النسفي، الرافعي، القضاعي، جوزي) (التسلية / ح 15؛ ابن كثير 1/ 131؛ جنة المرتاب / 106؛ فصل الخطاب / 33؛ تنبيه / 302 رقم 304). 402/ 27 - (ما مِنْ مرضٍ أو وَجَعٍ، يُصِيبُ المُؤمِنَ إلا كان كفارةً لذنبه، حتى الشوكة. وعند البخاري وغيره: "حتى الشوكة يُشاكها". وفي رواية معمر وغيره: "أو النكبة ينكبها"). (الزهري، عن عُروة، عن عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (ح، بخ، م، حم، عبد، حب، هق، بغ) (الأمراض / 40 ح 12). 403/ 28 - (ما من مسلم يُشاك بشوكةٍ فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجةً، وحط عنه في خطيئةً). (رواه: الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا. تابعه منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: دخل شاب من قريش على عائشة وهي بمنى، وهم يضحكون، فقالت: ما يُضحِكُكم؟ قالوا: فلانٌ خرَّ على طنب فسطاط، فكادت عنقه أو عينه أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من مسلم .. فذكرته.

وخالفهما حماد بنُ أبي سليمان فرواه، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة مرفوعًا بسياق مختلف). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، ت، هناد، حم، ش، فاكه، طح مشكل، هق آداب، هق شعب) (الأمراض / 42 ح 14). 404/ 29 - (ما من مسلم يُصرَعُ صَرْعَةً مِن مرضٍ إلا بُعِثَ منها طاهرًا). (رواه: سالم بن عبد الله المحاربي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وسالم بن عبد الله: ذكره ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1 / 185)، ونقل عن أبيه أنه قال: "صالح الحديث". ونقل ابنُ عساكر توثيقه عن آخرين) (ابن أبي الدنيا مرض، طب كبير، هق شعب، كر) (الأمراض / 45 ح 16؛ التوحيد / جماد أول / 1419 هـ). 405/ 30 - (يا ابنَ عُمر! كُنْ في الدنيا كأَنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ، وَعُدَّ نفسَكَ مع الموتى. قال مجاهدٌ: قال لي ابنُ عُمر: إذا أَصْبَحْتَ فلا تُحدِّثْ نفسك بالمساء، وإذا أمْسَيْتَ فلا تُحَدِّثْ نفسك بالصباح، وخُذ مِنْ صِحَّتِك لمرضك، ومن حياتك قبل موتك، فإنك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدًا). (رواه: الأعمش، وليث بنُ أبي سُلَيم، وأيوب بنُ أبي تميمة السختياني، ومنصور أبي المعتمر، وأبو يحيى القتات، جميعا عن مجاهد، عن ابن عُمرَ - رضي الله عنهما -، قال: أخذَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض جسدي، ثم قال: "يا ابن عُمر. . وذكر

الحديث". وفي حديث الأعمش، قال: أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأَنَّكَ غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ"، وكان ابنُ عُمَرَ يقول: "إذا أَمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ من صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ"، وليس عنده "وَعُدَّ نفسَكَ مع الموتى"). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وقد توبع مجاهد عليه. تابعه عبدة بنُ أبي لبابة، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما) (ح، ت، س كبرى، ق، حم، ش، حب، حب روضة، عق، عدي، الروياني، الحكيم الترمذي، الحارت، ابن الأعرابي، الإسماعيلي معجمه، ابن أبي الدنيا قِصَر، الآجري غرباء، قط أفراد، القضاعي، عبد الجبار الخولاني، الأصبهاني، خط، كر، بغ، الشجري، الرافعي، طب كبير، طب صغير، طب مسند الشاميين، نعيم حلية، هق شعب، جوزي مشيخته، ابن المبارك، هناد، حم، ابن أبي عاصم، هق، خمستهم في الزهد). (حديث الوزير / 275 - 281 ح 94؛ الأربعون / 71 ح 32؛ تنبيه 8 / رقم 1950).

18 - أبواب: السير والمغازي والجهاد

18 - أبواب: السير والمغازي والجهاد (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 406/ 1 - (إذا وُضِعَ السيفُ في هذه الأمة، لم يُرفع عنهم إلى يوم القيامة). (عن ثوبان - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (د، ت، حم، هق، نعيم) (التوحيد / صفر / 1421 هـ). 407/ 2 - (الحربُ خَدْعَةٌ). (عن عَمرو بنِ دينار، عن جابر - رضي الله عنه -، مرفوعًا. وتابعه: أبو الزبير عن جابر. وتابعهما: وهب بنُ كيسان عن جابر. وتابعهم أيضًا الحارث بنُ فضيل عن جابر). (صحيحٌ) (خ، م، د، س سير، ت، حم، سعيد بن منصور، حمي، طي، ابن جرير تهذيب، يع، جا، هق، نعيم، بغ، القضاعي، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 33 - 34 ح 3؛ غوث 3/ 306 - 307 ح 1051؛ كتاب المنتقى / 387 - 388 ح 1127). 408/ 3 - (أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح، إلى مكةَ في رمضان، حتى بلغ كراع الغَمِيم، قال: فصام الناس، وهم مشاةٌ

وركبانٌ، فقيل له: إن الناس قد شقَّ عليهم الصومُ، إنما ينتظرون ما تفعل أنت. فدعا بقدحٍ، فرفعه إليه حتى نظر الناس. وصام بعضٌ. فقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ بعضَهُم صائمٌ، فقعال: "أولئك العصاةُ"، واجتمع إليه المشاةُ من أصحابه، فصُفُّوا إليه، يعني وقالوا: نتعرض لدعواتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اشتدَّ السفرُ وطالت المشقةُ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا بالنَّسَلِ، فإنه يقطعُ عنكم الأرض، وتَخِفُّون له". قال: ففعلنا، فَخَفَفْنَا له). (رواه: جعفر بنُ محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به) (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، س، ت، يع، حب، خز، شفع، طي، حمي، طح معاني) (الأمراض / 179 ح 74). 409/ 4 - (إنْ نزلتم بقومٍ فأَمَرُوا لكم بما ينبغي للضيفِ فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذُوا منهم بحقِّ الضيفِ الذي ينبغي لهم). (عبد الله بنُ صالح، وقتيبة بنُ سعيد، وعبد الله بنُ يوسف، ومحمد بنُ رمح، وحجاج بنُ محمد الأعور، وشعيب بنُ الليث، وأبو النضر هاشم بنُ القاسم، وأبو الوليد الطيالسيّ هشام بنُ عبد الملك، وعبد الله بن وهب، ويونس بنُ محمد المؤدَّب، ومنصور بنُ سلمة الخُزاعيّ، قالوا جميعًا: حدثنا الليث بنُ سعد. عبد الله بنُ وهب، وقتيبة بنُ سعيد، ومحمد بنُ رمح، ثلاثتهم عن ابن لهيعة. كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قلنا يا

رسول الله، إنك تبعثُنَا فننزلُ بقومٍ، فلا يُقرُونا، فماذا ترى في ذلك؟ فقال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إنْ نزلتم بقومٍ. . فذكر الحديث). (قال أبو داود: "وهذه حجةٌ للرجُل يأخذُ الشيء إذا كان حقًّا له". انتهى. وقال الترمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ. وقد رواه الليث بنُ سعد، عن يزيد بن أبي حبيب أيضًا. وإنما معني هذا الحديث أنهم كانوا يخرجونَ في الغزو، فيمرُّون بقوم ولا يجدون من الطعام ما يشترون بالثمن، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ أبوا أن يبيعوا إلا أن تأخذوا كرها، فخذوا". هكذا رُوي في بعض الحديث مفسرًا. وقد رُوي عن عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - أنه من يأمرُ بنحو هذا". انتهى) (ح، بخ، م، عو، د، ت، ق، حم، حب، طب كبير، طب أوسط، طح مشكل، طح معاني، هق، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2515). 410/ 5 - (رَوْحَةٌ أو غَدْوةٌ في سبيل الله، خيرٌ مما طَلَعَت عليهِ الشمسُ وغربُت). (قال كلٌّ من: الليث بن سعد -وهذا لفظه-، وسعيد بنُ أبي أيوب، وحيوة ابنُ شريح: حدثني شرحبيل بنُ شريك المعافريُّ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّيّ، عن أبي أيوب الأنصاريّ، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:. . . . فذكره). (م، س، حم، ش، ش المسند، ابن أبي عاصم الجهاد، والزهد، عبد، الشاشي، عو، طب كبير، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2355). 411/ 6 - (سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وحضَّ على جيش العُسْرَةِ. فقام عُثمان - رضي الله عنه -، فقال: مَائَةُ بعيرٍ بأحلاسِهَا وأقتَابِهَا في سبيل الله. ثم

حضَّ الثانية، فقال عُثمان: مَائَتَا بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. ثم حضَّ الثالثة، فقال: ثَلاثُمَائَة بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. قال: فرأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ينزلُ عَنِ المِنْبَرِ، وهو يقول: "ما عَلَىَ عُثمان ما عِمَلَ بعد هذا". مرتين أو ثلاثًا). (عن عبد الرحمن بن خباب - رضي الله عنه -، قال:. . . فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وله شاهدٌ عن عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - بنحوه) (خ كبير، ت، حم، ابن سعد، طي، الفسوي، ابن أبي عاصم، ابن أبي عاصم آحاد، الدولابي، هق دلائل) (مجلسان الصاحب / 45 - 46 ح 15). 412/ 7 - (غزوت مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، أخلُفُهُم في رِحَالهم، وأصنعُ لهم الطعامَ، وأجبرُ الجراحاتِ، وأداوي المرضى). (رواه هشام بنُ حسَّان، عن حفصة بنت سرين، عن أم عطية رضي الله عنها به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: أنس بن مالك، والربيع بنت معوذ، وأمّ سُلَيم، وابن عباس، وأمّ زياد الأشجعية - رضي الله عنهم-) (م، س كبرى، ق، ش) (الأمراض / 181 ح 75). 413/ 8 - (قَدِمْنَا الحدَيبِيَةَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن أربعَ عَشَرَةَ مِائَةً، وعليها خمسونَ شاةً لا تُرْوِيهَا، قال: فقعد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على جَبَا الرَّكِيَّة فَإِمَّا دعا وإمَّا بَسَقَ فيها، قال: فجاشتْ، فَسَقَينَا واسْتَقَينَا، قال: ثم إِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانا للبيعة في أصل الشجرة،

قال: فبايعته أوَّلَ الناس، ثم بايَعَ وبايَعَ حتى إذا كان في وَسَطٍ من الناس، قال: "بايع يا سلمة" قال قلت: قد بايعتك يا رسول الله في أوَّلِ الناس، قال: "وأيضًا". قال: ورآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَزِلًا، قال: فأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَفَةً أو دَرَقَةً، ثم بايع، حتى إذا كان في آخر الناس قال: "ألا تبايعني؟ يا سلمة" قال: قلت: قد بايعتُك يا رسول الله في أوَّلِ الناس، وفي أوسطِ الناس، قال: "وأيضًا". قال: فبايعتُهُ الثالثةَ، ثم قال لي: "يا سلمة أين حَجَفَتُك أو دَرَقَتُك التي أعطيتُكَ؟ " قال قلت: يا رسول الله لَقِيَنِي عَمِّي عامرٌ عَزِلًا فأعطيتُهُ إياهَا، قال: فَضَحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "إنَّك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيبًا هو أحبُّ إليَّ مِنْ نفسي". ثم إِنَّ المشركين رَاسَلُونَا الصُّلْحَ، حتى مشى بعضُنا في بعض، واصطلحنا، قال: وكنتُ تَبِيعًا لطلحةَ بنِ عُبَيد الله، أسقي فَرَسَهُ، وأَحُسُّهُ، وأخدُمُهُ، وآكلُ مِنْ طَعَامه، وتركتُ أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما اصطلحنا نحنُ وأهلُ مكةَ، واختلط بعضُنا ببعضٍ، أتيتُ شجرةً فكَسَحْتُ شوكها، فاضجعتُ في أصلها، قال: فأتاني أربعةٌ من المشركين من أهل مكةَ، فجعلوا يقعون في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأَبْغَضْتُهم، فتحولتُ إلى شجرةٍ أخرى، وعلَّقُوا سلاحَهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى مُنادٍ من أسفل

الوادي: يا لِلْمُهاجرين! قُتِلَ ابنُ زُنَيم، قال: فاخترطتُ سيفي، ثم شَدَدْتُ على أولئك الأربعة وهم رقودٌ، فأخذتُّ سِلاحَهم، فجعلته ضِغثًا في يدي، قال: ثم قلت: والذي كَرَّمَ وجهَ محمد! لا يرفعُ أَحَدٌ منكم رأسَهُ إلا ضربتُ الذي فيه عيناهُ، قال: ثم جئت بهم أسوقُهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وجاءَ عَمِّي عامرٌ برَجُلٍ مِنَ العَبلاتِ، يُقالُ له مِكْرَزٌ، يقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي فرَسٍ مُجَفَّفٍ في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "دَعُوهم يَكنْ لهم بَدْءُ الفُجُور وَثِنَاهُ"، فعفا عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24]، الآيةَ كُلَّهَا. قال: ثم خرجنا راجعين إلى المدينةِ، فنزلنا منزلًا، بيننا وبين بني لِحْيَان جَبَلٌ، وَهُمُ المشركون، فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ رَقِي هذا الجبلَ الليلةَ، كأنَّه طَلِيعةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال سَلَمَةُ: فَرَقِيتُ تلكَ الليلةَ مرتين أو ثلاثًا، ثم قدمنا المدينة، فبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِظَهْرِه مع رَبَاحٍ غُلامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا معه، وخرجتُ معه بفرس طلحةَ، أُنَدِّيه مع الظَّهْرِ، فلمَّا أصبحنا إذا عبدُ الرحمنِ الفَزَارِيّ، قد أغارَ على ظَهْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقَهُ أَجْمَعَ، وقَتَلَ رَاعِيَه، قال فقلت: يا رَبَاحُ!

خُذ هذا الفرسَ فأبلِغهُ طلحةَ بنَ عُبَيد الله، وأخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ المشركين قد أغاروا على سَرْحِهِ، قال: ثم قُمْتُ على أَكَمَةٍ فاستقبلتُ المدينةَ، فناديتُ ثلاثًا: يا صَبَاحَاه! ثم خرجتُ في آثارِ القومِ أَرْمِيهُم بالنَّبلِ وأَرْتَجِزُ، أقولُ: "أنا ابنُ الأكوع ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ"، فألحق رجلا منهم فَأَصُكُّ سهما في رَحْلِهِ، حتى خَلَصَ نصلُ السَّهمِ إلى كتفه، قال قلت: خُذهَا "وأنا ابنُ الأكوع ... واليوم يوم الرضع"، قال: فوالله في زِلتُ أرميهم وأَعْقِرُ بهم، فإذا رجع إليَّ فارسٌ أتيتُ شجرةً فجَلستُ في أصلها ثم رميتُه، فعقرتُ به، حتى إذا تَضَايَقَ الجبلُ فدخلوا في تَضَايُقِهِ، عَلَوتُ الجبلَ فجعلتُ أُرَدِّيهُم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أَتَّبِعُهُم حتى ما خلق الله من بعيرٍ من ظَهْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خَلَّفْتُهُ وراءَ ظهري، وخلُّوا بيني وبينه، ثم اتَّبَعْتُهُم أَرْمِيهُم خط ألقوا أكثرَ من ثلاثين بُرْدةً وثلاثين رمحًا، يَسْتَحفُّون، ولا يطرحون شيئًا إلَّا جعلتُ عليَه آرامًا مِنَ الحجارةِ، يعرفها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، حتى إذا أتوا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ، فإذا هم قد أتاهم فلانُ بنُ بدرٍ الفزاريُّ، فجلسوا يَتَضَحَّون، وجلست عن رأس قَرْنٍ، قال الفزاريُّ: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لَقِينا مِنْ هذا البَرْحَ، والله! ما فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ، يرمينا حتى انتزعَ كُلّ شيءٍ في أيدينا، قال: فليقم إليه نفرٌ منكم، أربعةٌ، قال: فصعد إلي منهم

أربعةٌ في الجبل، قال: فلما أمكنوني مِنَ الكلام، قال: قلت هل تعرفوني؟ قالوا: لا، ومن أنت؟ قال قلت: أنا سلمة بنُ الأكوع، والذي كرَّم وجه محمد صلى الله عليه وسلم! لا أطلب رجلا منكم إلا أدركتُه ولا يطلبني رجلٌ منكم فَيُدرِكَنِي، قال أحدهم: أنا أظنُّ، قال: فرجعوا، فما بَرِحْتُ مكاني، حتى رأيتُ فَوَارِسَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، قال: فإذا أَوَّلُهُم الأخرمُ الأَسَدِيُّ، على إِثْرِهِ أبو قتادةَ الأنصاريُّ، وعلى إثره القداد بنُ الأسود الكنديُّ، قال: فأخذتُ بِعِنَانِ الأخرم، قال: فولَّوا مُدْبِرِين، قلتُ: يا أخرم! احذَرْهُم لا يَقْتَطِعُوكَ حتى يَلْحَقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُهُ، قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق، فلا تَحُل بيني وبين الشهادة، قال: فَخَلَّيتُهُ، فالتقى هو وعبدُ الرحمن، قال: فَعَقَرَ بعبد الرحمن فَرَسَهُ وطعنه عبدُ الرحمن فقتله، وتحوَّلَ على فَرَسِهِ، ولحق أبو قتادة، فارِسُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن، فطعنه فقتله، فوالذي كرَّم وجهَ محمد - صلى الله عليه وسلم - لَتَبِعْتُهُم أعدُو على رجلي حتى ما أرى ورائي مِنْ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا غبارِهم شيئًا، حتى يَعْدِلُوا قبل غروب الشمس إلى شِعْبِ فيه ماءٌ، يُقالُ له ذا قَرَدٍ، ليشربوا منه وهم عِطَاشٌ، قال: فنظرو إليَّ أعدُو ورائَهم، فَحَلَّيتُهم عنه، فما ذاقوا منه قَطْرةً، قال: ويخرجون فيشتَدُّون في ثَنِيَّةٍ، قال:

فأعدوا فألحقُ رجلًا منهم، فَأَصُكُّهُ بسهم في نُغْضٍ، قال قلت: خذها وأنا ابنُ الأكوع واليومُ يومُ الرُّضَّعِ، قال: يا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ! أَكْوَعُهُ بُكْرَةً، قال قلت: نعم، يا عَدُو نَفْسِهِ! أَكْوَعُكَ بُكْرَةً، قال: وأَرْدَوْا فرسين على ثَنِيَّة، قال: فجئتُ بهما أسوقُهُمَا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: ولحقني عامرٌ بِسَطِيحَةٍ فيها مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ وَسَطِيحَةٍ فيها ماءٌ، فتوضأتُ وشربتُ، ثم أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على الماء الذي حَلأتُهم منه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ تلكَ الإبلَ وكُل شيءٍ استَنْقَذْتُهُ مِنَ المشركين وكُلّ رُمحٍ وبُردةٍ، وإذا بلالٌ نحرَ ناقةً مِنَ الإبلِ الذي استنقَذْتُ مِنَ القوم، وإذا هو يَشْوِي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ كَبِدِهَا وسَنَامِهَا، قال: قلت: يا رسول الله خَلِّنِي فَأَنتَخِبُ مِنَ القوم مِائَةَ رجلٍ، فأتَّبعُ القومَ فلا يبقى منهم مُخْبِرٌ إلا قَتَلْتُهُ، قال: فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه في ضوء النهار، فقال: "يا سلمة أتراك كنت فاعلا؟ " قلتُ: نعم، والذي أكرمك! فقال: "إنَّهُم الآنَ ليُقْرَوْنَ في أرضِ غَطَفَانَ" قال: فجاء رجلٌ من غطفان، فقال: نحر لهم فلانٌ جزورا، فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا، فقالوا: أتاكم القومُ، فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان خيرَ فُرْسَانِنَا اليومَ أبو قتادة وخيرَ رَجَّالَتِنَا سلمةُ" قال: ثم أعطاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سهمين: سهمَ الفارس وسهمَ

الرَّاجِل، فجمعهما لي جميعا، ثم أردفني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه على العَضْبَاء، راجعين إلى المدينةِ، قال: فبينما نحن نسير، قال: وكان رجلٌ من الأنصار لا يُسْبَقُ شَدًّا، قال: فجعل يقول: ألا مُسَابِقٌ إلى المدينة؟ هل مِنْ مُسابِقٍ؟ فجعل يُعِيدُ ذلك، قال: فلما سمعت كلامه، قلت: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، ولا تَهَابُ شريفًا؟ قال: لا، إلا أَنْ يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل، قال: "إِنْ شئتَ" قال قلت: اذْهَبْ إليكَ، وَثَنَيتُ رجلي فَطَفَرْتُ، فعَدَوتُ، قال: فَرَبَطْتُ عليه شَرَفًا أو شرفين أستَبْقِي نَفَسِي، ثم عدوت في إثره، فربطت عليه شرفا أو شرفين، ثم إني رَفَعْتُ حتى أَلْحَقَهُ، قال: فَأَصُكُّهُ بين كتفيه، قال: قلت: قد سُبِقْتَ والله!، قال: أنا أظُنُّ، قال: فسبقتُهُ إلى المدينةِ، قال: فوالله ما لبثنا إلا ثلاثَ ليالٍ حتى خرجنا إلى خيبرَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجعل عَمِّي عامرٌ يَرْتَجِزُ بالقوم: "تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا" "ونحنُ عن فضلِك ما استغنَينَا ... فثبت الأقدامَ إن لاقَينَا" "وأنزلنْ سكينةً علينا" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ " قال: أنا عامِرٌ، قال: "غفر لك ربُّكَ"، قال: وما استغفر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسانٍ يخُصُّهُ إلا استشهد، قال: فنادى عُمر بنُ الخطاب، وهو على جملٍ له: يا نبي الله! لولا ما مَتَعْتَنَا بعامرٍ، قال: فلما قدمنا

خيبرَ، قال: خرج مَلِكُهم مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بسيفه، ويقولُ: "قد علمت خيبرُ أني مرحبُ ... شَاكِي السلاح بَطَلٌ مُجَرَّبُ" "إذا الحروبُ أقبلتْ تَلَهَّبُ" قال: وبرزَ له عَمِّي عامِرٌ، فقال: "قد علمت خيبرُ أني عامرٌ ... شاكي السلاح بطلٌ مُغَامِرٌ": قال فاختلفا ضربتين، فوقع سيفُ مَرحَبٍ في تُرْسِ عامرٍ، وذهب عامرٌ يَسْفُلُ له، فرجع سيفُه على نفسه، فقطع أَكْحَلَهُ، فكانت فيها نَفْسُهُ. قال سلمةُ: فخرجتُ، فإذا نَفَرٌ مِنْ أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقولون: بَطَلَ عَمَلُ عامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ، قال: فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقلت: يا رسولَ الله بطل عملُ عامرٍ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قال ذلك؟ " قال، قلت: ناسٌ مِنْ أصحابك، قال: "كَذَبَ مَنْ قال ذلك، بل له أجرُهُ مرتين" ثم أرسلني إلى عليّ، وهو أَرْمَدُ، فقال: "لأعْطِين الرَّايةَ رجلا يُحِبُّ الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله" قال: فأتيتُ عليًّا فجئتُ به أقودُه وهو أرمد، حق أتيتُ به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَبَسَقَ في عينيه فبرأ وأعطاه الراية، وخرج مَرْحَبٌ، فقال: "قد علمتْ خيبرُ أني مرحبُ ... شاكي السلاح بطلٌ مجربُ" "إذا الحروب أقبلت تَلَهَّبُ" فقال عليّ: "أنا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيدَرَة ... كَلَيثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَة" "أُوفيهُم بالصَّاع كَيْلَ السَّنْدَرة" قال: فضرب رأسَ مَرْحَبٍ فقتله، ثم كان الفتحُ على يديه.

غريب الحديث: قوله (جَبَا الرَّكِبَّة) الرَّكِيّ هو البئر، والجبا ما حوله. (فجاشت) أي ارتفعت وفاضت. (عَزِلًا) يعني: ليس معه سلاح. (حجفة أو درقة): شيءٌ يشبه الترس. (مشى بعضُنا في بعض) في هنا بمعنى: إلى، أي مشى بعضنا إلى بعض! وربما كانت بمعنى: مع، فيكون المعنى: مشى بعضنا مع بعض. (تبيعا) يعني: خادما أتبعه. (وأَحُسُّهُ) أي: أحكُّ ظهره بالمحسة، لأزيل عنه الغبار ونحوه. (فكسَحْتُ شوكها) أي: كنستُ ما تحتها من الشوك. (فاخترطتُ سيفي) أي: سللته. (شَدَدْتُ) أي: حملتُ وكَرَرْتُ. (ضِغثًا) الضغث يعني: الحزمة. (الذي فيه عيناهُ) يريد رأسه. (من العَبَلاتِ) يعني: من قريش. (مُجَفّفٍ) أي: عليه تجفاف، وهو الثوب يقيه. (يَكُنْ لهم بَدْءُ الفُجُور وَثِنَاهُ) البدء: هو الابتداء! وأما ثناه فمعناه: عودة ثانية، والمعنى: أوله وآخره. (بِظَهْرِه) الظهر: الإبل تُعَدُّ للركوب وحمل الأثقال. (أُنَدِّيه) معناه أن يورد الماشية الماء فتسقى قليلا، ثم ترسل في المراعي. (أرميهم وأَعْقِرُ بهم) أي: أرميهم بالنبل، وأعقر خيلهم. (فجعلتُ أُرَدِّيهُم بالحجارة) يعني لما امتنع عليَّ رميهم بالسهام عدلت عن ذلك إلى رميهم من أعلى الجبل بالحجارة. (ما خلق الله من بعيرٍ من ظَهْرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا خَلَّفْتُهُ وراءَ ظهري) يعني: أنه ما زال بهم إلى أن استخلص منهم كل بعير أخذوه من إبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (يَسْتَخِفُّون) أني: يطلبون الحفة بإلقائها، ليكونوا أقدر على الفرار بدونها. (آرامًا مِنَ الحجارةِ) الآرام هي الأعلام. (حتى إذا أتوا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ) الثنية العقبة والطريق في الجبل أي: حتى أتوا طريقا في الجبل ضيقة. (يَتَضَحَّوْنَ) يعني: يتغدون. (وجلست على رأس قَرْنٍ) يعني: جلستُ على جبل صغير منقطع عن الجبل الكبير. (البَرْحَ) يعني: الشدة. (فَحَلْيتُهم) يعني: أجليتهم عنه. (نُغْضِ كتفه) النغض: العظم الرقيق على طرف الكتف. (أَكْوَعُهُ بُكْرَةً) أي: أنت الأكوع الذي كنت بكرة هذا النهار؟. (بِسَطِيحًةٍ فيها مَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ) يعني: إناء من جلد فيه قليل من

اللبن. (حَلأتُهم) يعني: أجليتُهم. (ليُقرَوْنَ) القرى: الضيافة. (العَضْبَاء) هو لقب ناقة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، والعضباء مشقوقة الأذن، ولم تكن ناقته - صلى الله عليه وسلم - كذلك إنما هو لقب لزمها. (لا يُسْبَقُ شَدًّا) أي: عدوا على الرجلين. (فَطَفَرْتُ) أي: وثبتُ وقفزتُ. (فَرَبَطْتُ) أي: حبست نفسي عن الجري الشديد. (يَسْفُلُ) أي: يضربه من أسفل. (حَيدَرَة) اسم للأسد. (أُوفِيهُم بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرة) معناه: أقتل الأعداء قتلا واسعا ذريعًا. والسندرة مكيال واسع). (رواه عكرمة بنُ عمَّار، قال: حدثني إياس ابنُ سلمة بن الأكوع قال: حدثني أبي سلمة بنُ الأكوع - رضي الله عنه -، قال:. . فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، س كبرى، ق، حم، حب، ك، طح معاني، طح مشكل، طب كبير، هق) (التوحيد / رمضان / 1420 هـ). 414/ 9 - (كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يغزو بأُمِّ سُلَيم، ونسوةٌ معها من الأنصار يسقين الماء، ويداوين الجرحى). (رواه: جعفر بنُ سليمان الضبعي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، د، س كبرى، ت، يع، نعيم) (الأمراض / 181). 415/ 10 - (كتبتَ تسألُنِي هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء؟ وقد كان يغزو بهنَّ، فيداوين الجرحى، ويُحْذَيْنَ من الغنيمة. . . الحديث). (عن يزيد بن هُرمز، قال: كتب نجدة الحروريّ إلى ابنِ عباس، يسأله عن الخُمس

لمن هو. . . فذكر الحديث، وفيه قال ابنُ عباس: كتبتَ. .). (حديثٌ صحيحٌ. وانظر باب: "تأويل مختلف الحديث") (م، د، ت، س، ش، حمي، طب كبير) (الأمراض / 183). 416/ 11 - (كنا نغزو مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فنسقي القوم، ونخدمهم، ونردُّ الجرحى والقتلى إلى المدينة). (رواه خالد بنُ ذكوان، عن الرُّبَيِّع بنت معوذ، قالت:. . فذكرته (صحيحٌ) (خ، حم، بغ) (الأمراض / 182 - 183). 417/ 12 - (كنتُ في السَّبْيِّ، فعُرضت فِيمَنْ عُرضَ مِنَ السَّبْيِّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكشفوني فلم يجدوني أنبتُّ، فأرسلوني). (رواه: عليّ بنُ صالح -وهذا حديثه-، وشعبة، وسفيان، وهشيم بنُ بشير، وأبو عوانة، وشريك، وحماد بنُ سلمة، ومعمر، وزهر، ويزيد بنُ عطاء، كلهم عن عبد الملك بنِ عُمَير، عن عطية القرظي بهذا). (صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسن صحيحٌ) (د، س، س. سير، ت، ق، حم، شفع سنن، عب، حمي، طي، حب، طب كبير، هق) (حديث الوزير / 362 - 363 ح 125؛ غوث 3/ 299 - 300 ح 1045؛ كتاب المنتقى / 385 ح 1121). 418/ 13 - (كنتُ يوم حكم سعد بن معاذ في قريظة غلامًا، فشكُّوا فِيَّ، فنظروا فِيَّ، فلم يجدوا المواس جرت عليَّ، فاستُبْقِيتُ). (رواه سفيان بنُ عُيَينة، قال: حدثنا ابنُ أبي نجيح، عن مجاهد، قال: سمعتُ رجلًا في مسجد الكوفة، يقول:. . فذكره). (وسنده صحيحٌ. والرجل المبهم هو عطية

القرظي. والله أعلم) (حمي، طب كبير) (حديث الوزير / 363؛ غوث 3/ 300). 419/ 14 - (لا تعذِّبوا بعذاب الله). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، حمي، هق) (التوحيد / 1422 / جمادى الأول، تنبيه 5 / رقم 1388). 420/ 15 - (لا نفل إلا بعد الخُمس). (رواه: أبو الجويرية الجرمي حطَّان ابن خفَّاف، قال: أصبت بأرض الروم جرَّةً حمراء فيها دنانير، في إمرة معاوية، وعلينا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، من بني سليم، يقال له: معن بن يزيد، فأتيتُه بها فقسمها بين المسلمين، وأعطاني منها مثل ما أعطى رجلا منهم، ثم قال: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول .. الحديث. لأعطيتك، ثم أخذ يعرض عليَّ من نصيبه فأبيت). (حديثٌ صحيحٌ) (د، حم، طب كبير، طب أوسط، طح معاني، هق، خط، محا) (تنبيه 12 / رقم 2472). 421/ 16 - (لا ينبغي لأحدٍ أنْ يُعذِّب بعذاب الله). (عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وانظر باب: "تأويل مختلف الحديث") (خ، حمي، هق) (التوحيد / 1422 هـ / جمادى الأول؛ تنبيه 5 / رقم 1388). 422/ 17 - (لما فُتِحَت خيبر، أهديت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سمٌّ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجمعوا لي من كان ها هنا من يهود". فجمعوا له. فقال: "إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقيّ عنه؟! " فقالوا:

نعم. قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أبوكم؟! " قالوا: فلان. فقال: "كذبتم! بل أبوكم فلان". قالوا: صدقت!! قال: "فهل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألت عنه؟! "فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا! فقال لهم: "من أهل النار؟! " قالوا: نكون فيها يسيرًا، ثم تخلفونا فيها!! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا"، ثم قال: "هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه؟! " قالوا: نعم يا أبا القاسم إ! قال: "هل جعلتم في هذه الشاة سمًّا!! " قالوا: نعم. قال: "ما حملكم على ذلك؟! " قالوا: إن كنت كاذبًا نستريح، وإن كنت نبيًّا لم يضرُّك!!). (رواه سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وله شاهد من حديث: أنس، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم) (خ، م، د، مي، حم، هق، هق دلائل) (رسالتان / 13، ابن كثير 2/ 559 - 560). 423/ 18 - (لولا أن تكون سنَّةٌ، ويُقال: فلانة خرجت، لأذنتُ لك، ولكن اجلسي). (قال الأسود بنُ قيس: حدثني سعيد بن عَمرو القرشيّ، أنَّ أُمَّ كبشةَ -امرأة من بني عذرة- عذرة قضاعة-، قالت: يا رسول الله! ائذن لِي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: "لا". قلتُ: يا رسول الله! إني لستُ أريدُ أن أقاتل، وإنما أريد أن أداوي الجريح والمريض، أو أسقي المرضى، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ..

الحديث). (قال شيخُنا حفظه الله: إسناده صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له: راجع لزاما "السلسلة الصحيحة" باب: "تأويل مختلف الحديث") (ش، ابن سعد، يع، طب كبير، طب أوسط، ابن أبي عاصم آحاد، ابن منده صحابة، نعيم معرفة، ابن الأثير) (الأمراض / 182 - 183). 424/ 19 - (مَنْ بدَّل دينه فاقتلوه). (عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (إسناده صحيح) (خ، حمي، هق) (غوث 3/ 139 ح 843؛ كتاب المنتقى / 316 / ح 910؛ جنة المرتاب / 507؛ تنبيه 5 / رقم 1388؛ التوحيد / 1422 / جمادى الأول). 425/ 20 - (مَنْ جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غَزَا، ومَنْ خَلَفَهُ في أهله بخير فقد غَزَا). (رواه: يحيى بنُ أبي كثير، عن أبي سلمة، عن بُسْر بنِ سعيد، عن زيد بنِ خالد الجُهَنِيّ - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... الحديث). (إسناده صحيحٌ) (خ، خ كبير، م، عو، د، س، ت، حم، طي، سعيد بن منصور، حب، طب كبير، طب أوسط، ابن أبي عاصم الجهاد، عديّ، هق، بغ، جوزي مشيخته) (غوث 3/ 291 - 293 ح 1037؛ كتاب المنتقى / 382 ح 1113؛ حديث الوزير / 245 ح 78). 426/ 21 - (وَفَدَتْ وفودٌ إلى معاويةَ، وذلك في رمضان، فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام، فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله. فقلت: ألا أصنع طعامًا فأدعوهم إلى رحلي؟ فأمرت بطعام

يصنع. ثم لقيت أبا هريرة من العشي، فقلت: الدعوة عندي الليلة. فقال: سبقتني. قلت: نعم. فدعوتهم. فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم؟ يا معشر الأنصار! ثم ذكر فتح مكة، فقال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم مكة. فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كتيبة، قال: فنظر فرآني. فقال: "أبو هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: "لا يأتيني إلا أنصاري". زاد غير شيبان، فقال: "اهتف لي بالأنصار". قال: فأطافوا به، ووبشت قريش أوباشًا لها وأتباعًا، فقالوا: نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كن معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم" ثم قال بيديه، إحداهما على الأخرى، ثم قال: "حتى توافوني بالصفا" قال: فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدًا إلا قتله، وما أحد منهم يوجه إلينا شيئًا، قال: فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، ثم قال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن". فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته، قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إدا جاء الوحي لا يخفي علينا، فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينقضي الوحي، فلما انقضى الوحي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك يا رسول الله، قال: "قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته" قالوا: قد كان ذاك. قال: "كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، والمحيا محياكم، والممات مماتكم" فأقبلوا إليه يبكون، ويقولون: والله، ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم". قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان، وأغلق الناس أبوابهم. قال: وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل إلى الحجر. فاستلمه ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، قال: وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوس، وهو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعنه في عينه، ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل". فلما فرغ من طوافه أتى الصفا، فعلا عليه حتى نظر إلى البيت، ورفع يديه فجعل يحمد الله، ويدعو بما شاء أن يدعو. غريب الحديث: (المجنبتين) هما الميمنة والميسرة ويكون القلب بينهما. (الحسر) أي الذين لا دروع لهم. (فأخذوا بطن الوداي) أي جعلوا طريقهم في بطن الوادي. (في كتيبة) الكتيبة القطعة العظيمة من الجيش. (اهتف لي بالأنصار) أي ادعهم لي. (فأطافوا به) أي فجاءوا وأحاطوا به وإنما خصهم لثقته بهم ورفعا لمراتبهم وإظهارا لجلالتهم وخصوصيتهم. (ووبشت قريش أوباشا لها) أي جمعت جموعا من قبائل شتى. (ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى) أي أشار إلى هيئتهم المجتمعة. (وما أحد منهم

يوجه إلينا شيئًا) أي لا يدفع أحد منهم عن نفسه. (إلا الضن) هو الشح. (بسية القوس) أي بطرفها المنحني). (قال مسلمٌ: حدثنا شيبان بنُ فروخ: ثنا سليمان بنُ المغيرة: ثنا ثابت البنانيُّ، عن عبد الله بن رباح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره بتمامه). (صحيحٌ) (م، د، س تفسير، حم، ش، خز، عو، طي، طح معاني، طب كبير، هق، هق دلائل، بغ، كر) (التوحيد / ذو القعدة / 1425 هـ). 427/ 22 - (يأتِي على النَّاسِ زمانٌ فيغزو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هل فيكم مَنْ صَاحَبَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم، فَيُفْتَحُ لهم. ثم يأتي على النَّاسِ زمانٌ فيغزو فئامٌ مَنَ النَّاسِ، فيُقالُ: هل فيكم مَنْ صَاحَبَ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فيقولون: نعم، فيُفتحُ لهم. ثم يأتي على النَّاسِ زمانٌ فيغزو فئامٌ مِنَ النَّاسِ، فيُقالُ لهم: هل فيكم مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم). (رواه: عَمرو بنُ دينار، قال: سمعتُ جابر بنَ عبد الله - رضي الله عنهما -، يقول: ثنا أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (حديث صحيحٌ) (خ، م، حم، حمي، بغ) (رسالتان / 111 - 112).

19 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان

19 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 428/ 1 - (أتمُّوا الصفوفَ، فإن كان نُقصَانٌ، ففي المؤَخَّر). (رواه: أبو عاصم النبيل الضحاك بنُ مخلد -وهذا حديثه-، وعبد الوهاب ابنُ عطاء، وخالد بنُ الحارث، ومحمد بنُ أبي عديّ، ومحمد بنُ بكر البرسانيّ، ومحمد ابنُ عبد الله الأنصاريّ، قالوا: ثنا سعيد بنُ أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس ابنِ مالك رضي الله عنه مرفوعًا به). (حديثُ سعيدٍ محفوظٌ) (د، س، حم، يع، خز، حب، البزار، طب أوسط، هق، الضياء) (تنبيه 12 / رقم 2368). 429/ 2 - (إذا جَاءَ أحدُكُم المسجدَ، فليركع ركعتين قبلَ أَنْ يجلس). (رواه: عَمرو بنُ سُلَيم الزُّرقي الأنصاريّ، عن أبي قتادة السلمي - رضي الله عنه -، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيح) (خ، م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، ط، خز، حب، طح معاني، طب كبير، طب صغير، عب، ش، ابن المنذر إقناع، ابن المبارك مسنده، حمي، نعيم حلية، نعيم أخبار، هق، هق صغير، هق معرفة، بغ، خط) (مجلسان الصاحب / 28 - 29 ح 1).

430/ 3 - (إذا جامع الرجلُ امرأته ولم يُمنِ، يتوضأ للصلاة، ويغسلُ ذكره). (عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، أخبره أن أبا أيوب رضي الله عنه، أخبره أنه سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). (هذا إسنادٌ صحيحٌ. وهو حجة في إثبات سماع: يحيى بن أبي كثير من عروة بن الزبير) (أبو موسى المديني في اللطائف) (تنبيه 12 / رقم 2465). 431/ 4 - (إذا دخل أحدُكم المسجدَ فَلْيُسَلِّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم ليقل: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك مِنْ فضلك"). (عن أبي حُمَيد وأبي أُسَيد الساعديّ، مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. ووقع عند بعضهم: "أو أبي أسيد". وأخرجه بعضُهم من حديث أبي حميد وحده. وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وقد فصلتُ ذلك في بذل الإحسان رقم 730) (م، د، س، ق، مي، حم، حب، سني، ابن أبي حاتم علل، هق) (رسالتان / 45). 432/ 5 - (إذا سَجَدَ أَحَدُكُم فلا يَبْرُكْ كما يبرك البعير، وَلْيَضَعْ يديه قبل رُكْبَتيه). (رواه: الدَّرَاوردِيُّ، قال: ثنا محمد بنُ عبد الله بن حسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (وهذا سندٌ صحيحٌ. لا غبار عليه. وجوَّده النووي في المجموع 3/ 421. وأَعَلَّهُ جماعة من أهل العلم بما لا يثبت على النقد، وليس ها هنا موضوع بسط حجج الفريقين، والمحاكمة بينهما على وجه

الإنصاف، ولكنني سأذكر أقوى علَّة أُعلَّ بها الحديث، وهي قول الإمام البخاري، رحمه الله تعالى: محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع عليه، لا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا؟. اهـ. فالجواب: أن الإمام، رحمه الله، لم ينف السماع، إنما نفى علمه به، فحينئذٍ نقولُ: إن أبا الزناد كان عالم المدينة في وقته، وشهرة ذلك لا تحتاج إلى إثبات، ومحمد بنُ عبد الله بنِ الحسن مدنيٌّ هو الآخر، وقد وثقه النسائيُّ وابنُ حبان، ولا يُعرف بتدليسٍ قطُّ، وكان له مِنَ العُمُرِ قرابة الأربعين عامًا يوم مات أبو الزناد سنة (130)، وبهذه القرائن يقطع المرءُ بثبوت اللقاء، وقد أصرَّ بعضُهم في نقاش لي معه بعد هذا بعدم السماع، فقلت له: أفما التقيا في المسجد النبويِّ قطّ حيث كانت حلقات العلماء؟ أفما التقيا في صلاةٍ قطّ في هذا المسجد المبارك، ولا حتى في صلاة الجمعة؟ فسكت وأظنه لوضوح الإلزام. أما التفرُّد فإنَّ مُطلق التفرُّد ليس بعلَّةٍ، لا سيما إذا لم يَغْمِز المتفردَ أحدٌ بضعف، ومناقشة هذا الأمر وحده يطول جدًّا، وقد ذكروا أيضًا أن الدارقطنيَّ، قال: إِنَّ الدراورديَّ واسمه عبد العزيز بنُ محمد تفرَّدَ به، عن محمد بن عبد الله بن الحسن. والجواب: أنَّ هذا ليس بعلَّةٍ، ولم يتفرد الدراوردي إلا بالتفصيل، وإلا فقد تابعه عبد الله بنُ نافع الصائغ، فرواه عن محمد بن عبد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا، بلفظ: "يَعْمَدُ أحدُكُم في صلاِتهِ فيبرُك كما يبرُك الجمَلُ". أخرجه أبو داود (841)، والنسائيُّ (2/ 207)، والترمذيُّ (269)، والبيهقيُّ (2/ 100)؛ وقال الترمذيُّ: حديثُ أبي هريرة غريبٌ، لا نعرفه مِنْ حديث أبي الزناد إلا مِنْ هذا الوجه. اهـ. قُلْتُ: لعلَّ مقصود الترمذيّ أي بهذا اللفظ، وإلا فحديث الصائغ، إجماله يلتقي مع حديث الدراوردي. وعبد الله بن نافع الصائغ صدوق، في حفظه بعض المقال وكتابُهُ صحيحٌ؛ وروايته وإِنْ كانت مجملة، إلا أَنَّ

تفصيلَها يعود إلى رواية الدراوردي كما قلتُ. وعامة المعارضين لهذا الحكم، القائلين بتقديم الركبتين قبل اليدين مع ضعف حديث وائل بنِ حُجْر وجميع شواهده لا يعرفون كيف يبرُك البعيرُ، حتى قال بعضُ الباحثين في جزء له حول هذا الحديث: "وبروك البعير معروف عند الجميع، وهو أنه يقدم يديه في البروك قبل رجليه، فإذا قدم المصلي يديه على ركبتيه في السجود، فقد شابه البعير في بروكه شاء أم أبي". اهـ. كذا قال هذا الفاضل أ. ونتساءل: كيف يُقَدِّمُ البعيرُ يديه قبل ركبتيه؟ يداه موضوعتان على الأرض دائمًا، إذ هو يمشي على أربع، فلو كانت يداه مرفوعتان عن الأرض مثل الإنسان لساغ هذا القول، وهذا القول بدهي جدًّا، اضطررت إلي تسطيره اضطرارًا رفعًا للمغالطة، وحينئذ فالصواب أن يقال: إنَّ أوَّلَ ما يصل إلى الأرض مِنَ البعير إذا أراد أن يبرك: ركبتاه وليس يديه، ولأنَّ هذا القول ملزمٌ أرادوا أن يتخلصوا منه، فقالوا: ركبة البعير ليست في يده، إذا فقد سلَّموا أنَّ البعيرَ يبرُك على ركبتيه، ولكنها ليست في يده، هكذا قال ابنُ القيم - رحمه الله - وقال وقولهم: ركبة البعير ليست في يده كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة. اهـ. وتبعه كلُّ مَنْ تكلَّم في هذا الباب، ونحن نُحَكِّمُ بيننا وبينكم أهل اللغة، ونذكر من الأحاديث الصحيحة ما يقنع به كل مُنْصِف. أمَّا أهلُ اللغة: فقال ابنُ سيده في "المحكم والمحيط الأعظم" (7/ 16): وكلُّ ذي أربعٍ رُكْبتاهُ في يديه، وعرقُوباه في رجليه. اهـ. وقال الأزهريُّ في "تهذيب اللغة" (10/ 216): وركبةُ البعير في يده، وركبتا البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، أما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان. اهـ. وقال ابنُ منظور في "لسان العرب" (14/ 236): وركبة البعير في يده. اهـ. وتتابعت كتبُ المعاجم على ذلك وفيما ذكرتُه كفاية، فمناط الأمر حينئذ هو "الركبة"، وليس لـ "اليد" -أي: يد البعير- دخلٌ بالبحث أصلًا. أمَّا الأحاديثُ الصحيحة، فمنها ما أخرجه البخاريُّ في "صحيحه"

(7/ 239)، وأحمد (4/ 176) في قصة سُرَاقة بنِ مالك حين تَبِعَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر في الهجرة، وفيه أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا على سراقة، قال سراقة: (وساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين). وهذا نصٌّ نفيسٌ في غاية الوضوح أنَّ رُكبة البعير في يده؛ فإذا أراد المصلي أنْ يخالفَ البعير فلا ينزل على ركبتيه، إذ البعير إنما ينزل على ركبته. ومِنَ الأدلة على أَنَّ النزولَ على الركبة يسمى (بُروكًا)، ما أخرجه مسلمٌ (125/ 199) وغيره مِنْ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة / 284]، قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتوا النبيّ ثم بركوا على الركب قالوا ... الحديث. ومِنَ الأدلة أيضًا، ما: أخرجه الشيخان عن أنسٍ - رضي الله عنه -، قال: خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم حين زاغت الشمس .. الحديث، وفيه: ثم أكثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يقول: "سَلُونِي"، فَبَرَكَ عُمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربًّا .. الحديث. قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الفتاوى" (22/ 449): أمَّا الصلاةُ بكليهما فجائزةٌ باتفاق العلماء. إِنْ شاء المُصَلِّي يضع ركبتيه قبل يديه، وإن شاء وضع يديه قبل ركبتيه، وصلاتُه صحيحةٌ باتفاق العلماء، ولكن تنازعوا في الأفضل. اهـ. قلتُ [والقائل هو أبو إسحاق]: ثم ساق شيخُ الإسلام الرأيين السابقين ولم يرجح واحدًا منهما. وقد علمتَ أنَّ الراجحَ هو النزولُ باليدين، فيكون هو الأفضل بلا ريب. وهذا يرد على النووي - رحمه الله - قوله في "المجموع" (3/ 421): "ولا يظهر ترجيح أحد المذهبين من حيث السنة"، وذلك أنَّ الإمامَ - رحمه الله - لم ينشط لتحقيق المسألة، ولكنه اكتفى بنقل أدلة الفريقين،

كما يُومي قوله: "ولكني أذكر الأحاديث الواردة من الجانبين" مع أن مقتضى نقده يشير إلى تقوية النزول باليدين. والله أعلم، وأما الصلاة فصحيحة بكليهما كما أشار شيخ الإسلام - رحمه الله - فيما تقدم عنه. والله اعلم. والحمد لله أولًا وآخرًا ظاهرًا وباطنًا) (خ كبير، د، س، حم، طح معاني، طح مشكل، الحازمي، قط، هق، ابن حزم، بغ) (التوحيد / صفر / 1417 هـ؛ نهي الصحبة / 8؛ التسلية / ح 39؛ تنبيه 7 / رقم 1654؛ فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى إقامة الدلائل على عموم المسائل ج 1 / رقم 5 صفحة 77 - 123). 433/ 6 - (إذا سمعتمُ المُؤَذِّن فقولوا مِثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإِنَّ مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عَشْرًا، ثم سَلُّوا الله لِيَ الوسيلةَ فإنها منزلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ مِنْ عبادِ الله، وأرجو أَنْ أكونَ أنا هو، فمن سأل لي الوسيلةَ حلت له الشفاعة. هذا لفظ مسلم). (رواه: كعب بنُ علقمة، عن عبد الرحمن بن جُبَير، عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن جابر - رضي الله عنه - وغيره) (م، عو، د، س، ت، حم، سني، الفسوي، طح معاني، هق، بغ) (رسالتان / 22، 43؛ بذل ح 683). 434/ 7 - (إذا قال الإمامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولوا: آمين. فإنَّ الملائكةَ تقولُ: آمين. والإمامُ يقولُ آمين. فمن وافق تأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه. ولفظُ أبي يعلى: إذا قرأ الإمامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فأَمَّنَ الإمامُ

فأمِّنُوا، فإنَّ الملائكةَ تُؤَمِّنُ على دُعَائه. فمن وافق تأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنوبه). (عبد الرزاق، ويزيد بنُ زريع، كلاهما عن معمر بنِ راشد. وعَمرو الناقد، وآخرون، عن سفيان بنِ عيينة. كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المُسيَّب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا). (حم، س، عب، يع، خز، حب) (تنبيه 12 / رقم 2396). 435/ 8 - (أقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بمكةَ تسعة عشر يومًا يصلِّي ركعتين. هذا لفظُ ابن المبارك، عن عاصم الأحول، وهو عند البخاري). (رواه: عاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن الأصبهاني، وعباد بن منصور: كلُّهم عن عكرمة، عن ابن عباس به). (وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ) (خ، د، ت، س، ق، حم، طب أوسط، خز، طح معاني، هق) (تنبيه 12 / رقم 2494). 436/ 9 - (أقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تسعةَ عشرَ يُقصرُ، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا. وهذا لفظُ أبي عوانة، عن عاصم الأحول وحصين بن عبد الرحمن جميعًا، وهو عند البخاري وغيره). (رواه: عاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس به). (تقدم تخريجه وبيان موضعه في الحديث الذي قبله، ويأتي سياق ثالث له لأبي معاوية الضرير عن عاصم الأحول، وهو أشبع من السياقين المتقدمين، والحمد لله رب العالمين.

فصلٌ: روى هذا الحديث: ابنُ لهيعة وعبد الحميد بنُ جعفر، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بنِ مالك. ورواه محمد بنُ سلمة وعبد الله بنُ إدريس، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن الزهري. كلاهما -يعني: الزهري وعراك-، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة، عام الفتح، خمسة عشر يُقصر الصلاة. أعلَّ أبو داود هذا الإسناد، فقال: روى هذا الحديث: عبدة بنُ سليمان، وأحمد بنُ خالد الوهبيُّ، وسلمة بنُ الفضل، عن ابن إسحاق؛ لم يذكروا فيه ابن عباس. اهـ. وأعلَّ البيهقيُّ أيضًا الرواية الموصولة، فقال: لا أراه محفوظًا. ثم رواه من طريق الحسن بن الربيع: ثنا ابنُ إدريس، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني محمد بنُ مسلم، قال: ثم أقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة خمس عشرة ليلة، يقصر الصلاة، حتى صار إلى حنين. هذا هو الصحيح: مرسلٌ؛ ورواه أيضًا: عبدة بنُ سليمان وأحمد بن خالد الوهبيُّ وسلمة بنُ الفضل، عن ابن إسحاق، ولم يذكروا فيه: ابن عباس، إلا محمد بن سلمة، فإنه رواه عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. ورواه عراك بن مالك، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. ورواية عكرمة عن ابن عباس أصحُّ من ذلك كله، والله أعلم. انتهى كلامُ البيهقي. قال أبو عمرو -غفر الله له-: ومعناه أنَّ العلماء -عليهم رحمةُ الله تعالى- أعلوا رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس بالإرسال، وإنما صححوا

رواية عكرمة عن ابن عباس. وفيها مدة الإقامة في السفر: تسعة عشر يومًا). 437/ 10 - (ألا أهدي لك هَدِيَّةٌ؟. خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: قد عرفنا السلامَ عليك، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: "قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ. اللهمَّ بارِكْ على محمد وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ"). (رواه: عبد الرحمن بنُ أبي ليلى، قال: لَقِيَنِي كعب بنُ عُجْرَةَ - رضي الله عنه -، فقال: ... فذكره). (صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفي الباب عن أبي حُمَيد الساعدي - رضي الله عنه - ويأتي سياقُهُ؛ وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، وانظر سياقَ حديثه في "أبواب العلم وآداب طالب العلم"؛ وعن زيد بن خارجة - رضي الله عنه -، وانظر سياقَ حديثه في "أبواب الذكر والدعاء") (خ، م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، طي، حمي، ش، ابن جرير، عب، حب، ابن المنذر، جا، إسماعيل القاضي، ابن المقريء، سني، طح مشكل، طب كبير، طب صغير، نعيم حلية، الميانجي، ابن منده، هق، بغ) (حديث الوزير / 115 - 116 ح 30، غوث 1/ 189 - 190 ح 206؛ كتاب المنتقى / 85 ح 229؛ رسالتان / 36،77). 438/ 11 - (الإمامُ ضامنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهم أرشِدِ الأئمَّةَ، واغفر للمؤَذِّنِينَ). (رواه: الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. لا ريب فيه. ولكن أعلَّه جماعةٌ من فُضَلاء الأئمة، بما لا يقدح عند

التحقيق. قال أحمد كما في "مسائل أبي داود" (ص 293): ليس لحديث الأعمش أصل. اهـ. وقال ابنُ معين في "التاريخ" (ق 76/ 2): قال سفيان الثوري: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح. اهـ. وقال ابنُ المديني: لم يسمعه الأعمش من أبي صالح بيقين، لأنه يقول فيه: نُبئتُ عن أبي صالح. اهـ. وكذا أعله البيهقيُّ. وفي إعلالهم نظر، وذلك لأن سهيل بنَ أبي صالح، وعيسى ابنَ يونس، وجريرًا، ومعمر بنَ راشد، والثوريَّ قد رووا الحديث، عن الأعمش، عن أبي صالح، دون إدخال واسطة بينهما. أما ابنُ نُمَير، فقال: "نُبئتُ عن أبي صالح". قال ابنُ خزيمة: "وأفسد ابنُ نمير الخبر". يعني بقوله: "نبئت". وأمَّا شجاع ابنُ الوليد، فإنه أسقط" أبا صالح من السند رأسًا!. وأجاب الطحاويُّ عن ذلك، بقوله: لكن هشيمًا، وهو فوقه -أي فوق شجاع في الضبط- قد قال فيه: "عن الأعمش، قال: ثنا أبو صالح". قال الشوكانيُّ في "نيل الأوطار" (2/ 39): "قال إبراهيم بنُ حميد الرؤاسيّ: قال الأعمش: وقد سمعتُه من أبي صالح. وقال هشيم، عن الأعمش: ثنا أبو صالح، عن أبي هريرة. ذكر ذلك الدارقطنيُّ .. فبيَّنت هذه الطرق أنَّ الأعمشَ سمعه من غير أبي صالح، ثم سمعه منه. قال اليعمري: والكلُّ صحيحٌ، والحديثُ متصلٌ". اهـ. قلتُ: ومع ذلك فلم يتفرد به الأعمش. بل تابعه سهيل بنُ أبي صالح فرواه، عن أبيه، عن أبي هريرة به. وهدا سندٌ صحيحٌ على شرط مسلم. وتابعه أبو إسحاق السبيعي، عن أبي صالح به. ومع أن الحديث صحيحٌ من جهة أبي هريرة - رضي الله عنه -، فقد اعتضد بعدة شواهد، منها: حديث عائشة رضي الله عنها، وعبد الله بن عُمر، وأنس بن مالك، وأبي أمامة، وجابر بن عبد الله، وسهل بن سعد رضي الله عنهم) (ت، لد، حم، شفع الأم، طي، عب، خز، حب، البزار، عدي، طح مشكل، طب صغير، طب أوسط، أبو الشيخ رواية الأقران، نعيم أخبار، نعيم حلية، هق، خط، ابن الدبيثي) (جنة المرتاب /

259 - 270؛ فصل الخطاب / 66؛ التوحيد / ربيع أول / 1417 هـ؛ تنبيه 6 / رقم 1605؛ الفوائد / 189؛ النافلة ح 212). 439/ 12 - (الملائكةُ تصلِّي على أحدكم ما دام في مُصَلاه، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه). (عقبة بن خالد السكوني، ويحيى بنُ أبي زكريا الغساني -وهذا لفظه-، وعبدة ابنُ سليمان، ثلاثتهم عن هشام بن عُروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (وقد رواه مالك، عن أبي الزناد بهذا الإسناد. وهو عند البخاري. وقد رواه الزهريُّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. وهو عند مسلم وله طرق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) (خ، م، عو، د، س، س كبرى، ط، حم، حب، البزار، طب أوسط، هق) (تنبيه 7 / رقم 1692؛ تنبيه 12 / رقم 2475). 440/ 13 - (أمَّا إنَّا كنَّا نفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يعني: صلاة ركعتين سنة قبل صلاة المغرب). (قال يزيد بنُ أبي حبيب: سمعتُ أبا الخير، يقول: أتيتُ عقبة بنَ عامر، فقلتُ: ألا أُعَجِّبُكَ من أبي تميم الجيشانيِّ؟ يركع ركعتين قبل صلاة المغرب. فقال عقبة: .. فذكره. زاد عند البخاري: فقلتُ ما يمنعك الآن؟ قال: الشغل. وعند أحمد: وأنا أريد أن أغمصَهُ. وعند البيهقي: يركع ركعتين حين يسمع أذان المغرب). (قال الحافظُ في "الفتح" (3/ 60): "في هذا الحديث رد على القاضي أبي بكر بن العربي إذ قال: لم يفعلهما أحدٌ بعد الصحابة، لأن أبا تميم تابعيٌّ، وقد فعلهما" انتهى. قلتُ: وأخرج حسن بنُ موسى الأشيب في "جزئه" (22)، بسند صحيح، عن

إبراهيم النَّخَعِيّ، قال: كان بالكوفة خيار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عليٌّ، وعبد الله، وحذيفة، وأبو مسعود الأنصاريّ، وعمّار؛ أخبرني من رمقهم كلَّهم، فما رأى منهم أحدًا يُصلِّي قبل المغرب) (خ، س، حم، طب كبير، طب أوسط، هق) (تنبيه 12 / رقم 2514). 441/ 14 - (أمَّا هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -. يعني: لأنه خرج من المسجد وقد أذَّنَ المؤُذِّنُ). (أبو الأحوص، وسفيان الثوري، وشعبة بنُ الحجاج، وعُمر بنُ عُبَيد الطنافسيُّ، كلُّهُم رووه عن إبراهيم بن المهاجر، عن أبي الشعثاء، قال: كنَّا قعودًا في المسجد، مع أبي هريرة - رضي الله عنه -، فأذَّنَ المُؤذِنُ، فقام رجلٌ من المسجد، فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من السجد، فقال أبو هريرة .. فذكره. وقد توبع إبراهيم بنُ المهاجر: تابعه أشعث بنُ أبي الشعثاء، فرواه عن أبيه بهذا. وتابعه أبو صخرة جامع بنُ شداد، فرواه عن أبي الشعثاء بسنده سواء. ورواه حبيب ابنُ أبي ثابت عن سُلَيم كذلك. وسُلَيم هو أبو الشعثاء. وقد توبع أبو الشعثاء على هذا السياق: تابعه أبو صالح، قال: رأى أبو هريرة - رضي الله عنه - رجلًا قد خرج من المسجد، وقد أذَّنَ المُؤذّنُ، فقال: .. وذكر مثله). (أصحُّ حديثٍ في هذا الباب. فصلٌ: ومن الضعيف في هذا الباب، ما رواه: شريك بن عبد الله النَّخَعِيّ، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا كنتُم في المسجد، فنوديَ بالصلاة، فلا يخرُج أحدُكُم حتى يُصلِّي. كذا رواه شريكٌ فرفعه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو منكرٌ لسوء حفظ شريك.

ولم أرَ أحدًا تابعه عليه، ولم يصب المنذري رحمه الله عندما اختار هذا اللفظ في "الترغيب" (401)، وقال: رواه أحمد بهذا اللفظ، وإسنادهُ صحيحٌ، ورواه مسلمٌ، وأبو داود، والترمذيُّ، والنسائيُّ، وابنُ ماجة، دونِ قوله: أمرنا .. اهـ. وقد رأيتَ أن عُمر بنَ سعيد، والمسعوديّ، روياه عن أشعث، خلاف ما رواه شريكٌ. ورواه إبراهيم بنُ المهاجر، وأشعث، عن أبي الشعثاء، فلم يذكرا شيئًا مما قاله شريكٌ. وتابعهما على سياقه: أبو صخرة جامع بنُ شداد، فرواه عن أبي الشعثاء بسنده سواء. ورواه حبيب بنُ أبي ثابت عن سُليم كذلك، وسُلَيم هو أبو الشعثاء. وقد توبع أبو الشعثاء على هذا السياق. تابعه أبو صالح، قال: رأى أبو هريرة - رضي الله عنه - رجلا، قد خرج من المسجد، وقد أذَّنَ المُؤذّنُ، فقال: "أمَّا هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -". فكل هذا يدلُّ على نكارة رواية شريك النَّخَعِيّ. والله سبحانه وتعالى أعلم. قلتُ: توبع شريك على الإسناد فقط، تابعه: عُمر بنُ سعيد أخو سفيان الثوري، وإسرائيل بنُ يونس، وعبد الرحمن بن عبد الله بنِ عتبة المسعوديّ؛ ولكنهم كلهم خالفوه في السياق، وفي قوله: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ومن الضعيف أيضًا: مرسل سعيد بن المسيب بلفظ: لا يخرجُ من المسجد بعد النداء إلا منافقٌ، إلا رجلٌ يخرج لحاجته، وهو يريد الرجعة إلى الصلاة. وقد صحت الرواية الموصولة عنه، عن أبي هريرة. وذكرتها في أبواب "الفتن وأشراط الساعة مع النفاق وصفات المنافقين" برقم 591/ 7، فانظرها هناك، هي مع حديث عثمان التالي.

ومن الضعيف أيضًا: حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مرفوعًا، بلفظ: من أدركه الأذانُ في المسجد، ثمَّ خرجَ، لم يخرُج لحاجةٍ، وهو لا يُريد الرجعة، فهو مُنافقٌ). (م، نعيم، عو، د، ت، س، س كبرى، ق، حم، مي، طي، إسحاق، حمي، خز، حب، طب أوسط، قط علل، وأفراد، هق) (تنبيه 12 / رقم 2380). 442/ 15 - (أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلى بِهِمُ العيدَ بغير أذانٍ ولا إقامَةٍ، لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما). (عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س، مي، حم، خز، هق، نعيم حلية) (حديث الوزير / 265 ح 87). 443/ 16 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع رأسه من الركوع، قال: "اللهم ربنا لك الحمدُ، ملءَ السماواتِ وملءَ الأرض، وما بينهما، وملءَ ما شئتَ من شيء بعدُ. أهل الثناء والمجد. لا مانعَ لما أعطيت. ولا مُعطيَ لما منعت. ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ"). (رواه: هشام بنُ حسَّان، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. ورواه عن هشام بن حسان جماعةٌ، منهم: هشيم بنُ بشير، وروح بنُ عبادة، وزائدة بنُ قدامة، وسعيد بنُ عامر، وحفص بنُ غياث، وعبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، وثابت بنُ يزيد، وعثمان بنُ عُمر). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، س، حم، ش، عبد، حب، السراج، يع، البزار، حب، طح معاني، المخلص،

طب كبير، طب أوسط، طب دعاء، هق، ابن نصير، خط متفق، ابن مخلد) (التسلية / ح 1؛ تنبيه 2 / رقم 665). 444/ 17 - (أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام في الصلاة، أقبل عليهم بوجهه، فقال: "استووا" -مرتين- "إنِّي أراكم مِنْ خلفي، كما أراكم بين يدي"). (مؤمل بنُ إسماعيل، وآدم بنُ أبي إياس، وعبد الرحمن بنُ سلام الجمحيّ، وكامل ابنُ طلحة، وبهز بنُ أسد، وعفان بنُ مسلم، كلُّهم -عدا بهز- عن حماد ابن سلمة، عن ثابت البناني وحميد الطويل، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به). (وقال بهز ابنُ أسد: عن ثابت وحده، (س، حم، عو، يع، نعيم دلائل، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2362). 445/ 18 - (أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلِّي مِنَ الليل ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ثلاثًا). (رواه: سهل بنُ زنجلة -وهذا حديثه-، وإسحاق بنُ موسى الأنصاريّ، قال كلاهما: ثنا معن بنُ عيسى القزَّاز، عن مالك بن أنس، عن سعيد المقبريّ، عن أبي سلمة، عن عائشة - رضي الله عنها - به. وقد رواه عن مالك جماعةٌ: عبد الله ابنُ يوسف، وإسماعيل بنُ أبي أويس، وعبد الله بنُ مسلمة القعنبيّ، ويحيى بنُ يحيى، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وإسحاق بنُ عيسى بن الطباع، وأبو سلمة منصور بنُ سلمة الحزاعي، وبشر بنُ عُمر الزهرانيّ، وعبد الله بنُ وهب، وأبو مصعب أحمد بنُ أبي بكر الزهري، ويحيى بنُ بكير). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا معن بنُ عيسى. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به معن بنُ عيسى، وقد

أوردتُ لفظ حديثه تامًّا لأدلل على أن لفظ حديث الطبرانيّ مختصرٌ ... ولوضوح الحديث واشتهاره، خشيتُ أن يكون الطبرانيُّ رحمه الله قصد سياقه، لأنه جزَّأ الركعات إلى "ركعتين، ركعتين"، والذين رووه عن مالك ممن ذكرتهم قالوا: "كان يصلي أربعًا، أربعًا". ولكن الطبرانيَّ إذا أراد السياق بيَّن أنه يريده، وقد نبهتُ على ذلك في غير موضع من هذا الكتاب. والله أعلم) (خ، م، د، ت، تم، ط، حم، إسحاق، طب أوسط، حب، عو، طح معاني، طح مشكل، نعيم، نعيم حلية، هق، هق معرفة، هق دلائل) (تنبيه 12 / رقم 2461). 446/ 19 - (أن النبيَّ لم يكن على شيءٍ من النَّوَافِلِ أشدَّ منه مُعَاهَدَةً على الركعتين قبل الصُّبْحِ). (عن ابن جريج، قال: ثنا عطاءٌ، عن عُبَيد بنِ عُمَر، عن عائشة - رضي الله عنها - به). (صحيحٌ) (خ، م، د، س، حم، خز، حب، طح مشكل، هق، بغ) (حديث الوزير / 299، 207 ح 102، 63). 447/ 20 - (أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى خمس ركعات، ثم سجد سجدتين وهو جالسٌ. لفظ عبد الله بن وهب) (أنه صلى خمسًا، فذُكِّرَ في السادسة، فجلس وسجد سجدتين، وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. لفظ وهب بن جرير). (عبد الله بنُ وهب ووهب بنُ جرير، كلاهما عن جرير بن حازم، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - به). (طب أوسط، س كبرى) (تنبيه 12 / رقم 2507).

448/ 21 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استفتح الصلاة، قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرُك، وجهتُ وجهيَ للذي فَطَرَ السماوات والأرضَ حنيفًا، وما أنا من المشركين. إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له"). (رواه: عبد السلام بنُ محمد الحمصيّ، قال: ثنا بشر بنُ شعيب ابن أبي حمزة، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، أنَّ جابر بنَ عبد الله رضي الله عنهما، أخبره به. وقد توبع بشر بنُ شعيب على هذا الوجه. تابعه: أبو حيوة شريح بن يزيد، قال: ثنا شعيب بنُ أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره وزاد: "اللهم اهدني لأحسن الأعمال، ولأحسن الأخلاق، ولا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيِّءَ الأعمال، وسيِّءَ الأخلاق، فإنه لا يقي سيِّئها إلا أنت"). (وهذا سندٌ جيِّدٌ. وعبد السلام بنُ محمد الحمصيُّ، المعروف بـ "سُلَيم" ذكره ابنُ حبان في "الثقات" (8/ 427 - 428)، وترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 1 / 48 - 49)، ونقل عن أبيه قال: "صدوق") (طب دعاء، قط، هق) (التسلية / ح 1). 449/ 22 - (إِنَّ عفريتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عليَّ البارحةَ ليقطع عليَّ الصلاة، فَأَمْكَنَنِي الله منه، فَذَعَتُّهُ، وأردتُ أنْ أربطَهُ إلى سَارية مِنْ سَواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي

سُلَيمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص / 35]. فَرَدَّهُ الله خاسئًا. قوله: (فَذَعَتُّهُ) بالذال المعجمه بعدها عين مهملة ومخففة ومثناة مشددة، يعني: فخنقته. ووردت في رواية هكذا (فدعَّتُّه) بالدال المهملة وتشديد العين والتاء، ومعناها: دفعته. وفي رواية أخرى: (فأخذته). وكلُّها في الصحيح. ويستفاد من الحديث جواز العمل الخفيف في الصلاة). (رواه: محمد بنُ زياد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه. وفي الباب عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -) (صحيح القصص / 38). 450/ 23 - (إنَّ عيني تنامان، ولا ينامُ قلبي). (رواه: الإمامُ مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقاك: "يا عائشة، .. الحديث"). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، د، س، ط، حم، ابن بشران، خز، حب، هق، هق دلائل، هق معرفة، بغ) (التوحيد / ربيع أول / 1420 هـ؛ التوحيد / ربيع أول 1419 هـ؛ بذل 1/ 345؛ غوث 1/ 23؛ النافلة 2/ 9). 451/ 24 - (إنما جهرتُ لأعلمكم أنها سنَّةٌ، والإمام كفاها. وفي رواية: إنما فعلتُ لتعلموا أنها سُنَّةٌ). (رواه: سفيان الثوري، عن زيد بن طلحة التيميّ، قال: سمعتُ ابن عباس - رضي الله عنهما - قرأ على جنازة فاتحة الكتاب وسورة، وجهر بالقراءة، وقال: .. فذكره). (سنده صحيحٌ. قال البيهقيُّ: ذِكْرُ السورة فيه غير محفوظ) (س، يع، جا، عبد الله بن محمد بن سعيد) (التوحيد / 1419 هـ / ربيع الآخر؛ غوث

2/ 132 ح 536) 452/ 25 - (أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهتُ وجهي للذي فطرَ السماوات والأرضَ حنيفًا، وما أنا مِنَ المشركين. إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين. اللهم أنت الملكُ لا إله إلا أنت. أنت ربي وأنا عبدك ظلمتُ نفسي، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا. إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيِّئَها. لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك! والخيرُ كله في يديك والشرُّ ليس إليك أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك". وإذا ركع قال: "اللهم لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي". وإذا رفع. قال: "اللهم ربنا لك الحمدُ، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعدُ". وإذا سجد قال: "اللهم! لك سجدتُ وبك آمنتُ. ولك أسلمتُ. سجد وجهي للذى خلقه وصوَّره، وشقَّ سمعه وبصرَه. تبارك الله أحسنُ الخالقين". ثم يكون مِن آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قدمتُ، وما أخرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفت، وما أنت أعلمُ به مني, أنت المقدمُ وأنت المؤخر لا إله

إلا أنت". واللفظ لمسلم). (رواه: يعقوب بنُ أبي سلمة الماجشون، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطوله). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وقد ورد في بعض طرق الحديث بسندٍ صحيحٍ في أوله: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة .. وساق الحديث؛ وبهذا الحرف يُرَدُّ على أهل الكوفة، الذين يقولون -كما نقل الترمذي-: إن هذا الدعاء يكونُ في صلاة التطوع دون المكتوبة، والصحيحُ في هذا ما ذهبَ إليه الشافعيُّ رحمه الله أنَّ ذلك في المكتوبة وفي التطوع. وقد تولى ابنُ خزيمة الردَّ على أهل الكوفة، فقال في "صحيحه" (1/ 307 - 308): "ورد عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر فرفع يديه، ثم قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ... ، فذكر الدعاءَ بتمامه، ما بان وثبتَ أنَّ الدعاءَ في الصلاة المكتوبة -وإن ليس ذلك الدعاءُ في القرآن- جائزٌ، لا كما قال مَنْ زَعَمَ: أَنَّ مَن دعا في المكتوبة بما ليس في القرآن فسدت صلاتُهُ، حتى زعم أنَّ مَنْ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله في المكتوبة فسدت صلاته، وزعم أنه ليسَ في القرآن: "لا حول"، وزعم، أنَّه إِن انفَرَدَ فقال: "لا قوة إلا بالله"، جاز؛ لأنَّ في القرآن {لَا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ} [الكهف: 39] , فَيُقَالُ له: فهذه الألفاظُ التي ذكرناها عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في افتتاح الصلاة، وفي الركوع, وما سنذكره بمشيئة الله وإرادتهُ عند رفع الرأس من الركوع، وفي السجود، وبين السجدتين، وبعد الفراغ من التشهد قبل السلام. وأمرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المُصَلِّي بأنْ يتخيرَ مِنَ الدعاء ما أحبَّ بعدَ التشهد في أي موضع مِنَ القرآن، وقد دعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في أَوَّلِ صلاته، وفي الركوع، وعند رفع الرأسِ من الركوع، وفي السجود، وبين

السجدتين بألفاظٍ ليست تلك الألفاظُ في القرآن؛ فجمعُ ذلك = ينصُّ على ضدّ مقالةِ مَنْ زعم أَنَّ صلاةَ الداعي بما ليسَ في القرآنِ تفسدُ. اهـ) (م، نعيم، عو، د، س، ت، مي، حم، البزار، ش، يع، طي، خز, حب، جا، طب دعاء، ابن حزم، ابن نصر قيام الليل، طح مشكل، قط، هق، هق دعوات، بغ، الحافظ نتائج) (التسلية / ح 1؛ غوث 1/ 170 ح 179؛ ابن كثير 1/ 108). 453/ 26 - (أنَّه كان يُصَلِّي بعد الجمعة ركعتين). (رواه: سفيان بنُ عيينة، عن عَمرو بنِ دينار، عن الزهرى، عن سالم، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -). (وتابعه عقيل بنُ خالد، عن الزهري بهذا الإسناد، بلفظ: "صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. " وتابعه: معمر بنُ راشد، فرواه عن الزهري بهذا الإسناد، بلفظ: "حفظتُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ". قال أبو عَمرو: راجع هذه السياقات في مواضعها) (م، نعيم، ت، ت العلل، س كبرى، ق، حم، مي، حمي، خز، ش، يع، هق، هق صغير) (تنبيه 12 / رقم 2433). 454/ 27 - (أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ). (رواه: عَمرو بنُ سُلَيم الزرقي، عن أبي حميد الساعديّ - رضي الله عنه - به). (حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفي الباب عن كعب بنُ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - وتقدم سياقُهُ؛ وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، وانظر سياقَ حديثه في "أبواب العلم وآداب

طالب العلم"؛ وعن زيد بن خارجة - رضي الله عنه -، وانظر سياقَ حديثه في "أبواب الذكر والدعاء") (خ، م، د، س، ق، حم، ط، سني، هق، بغ) (رسالتان / 38). 455/ 28 - (أَوتِرُوا قبلَ أنَّ تُصْبِحُوا). (رواه: يحيى بنُ أبي كثير، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع باب "تأويل مختلف الحديث") (م، عو، س، ق، مي، حم، ش، طي، خز، عب، ابن نصر قيام الليل، ك، هق، نعيم حلية) (التوحيد / رمضان / 1414 هـ). 456/ 29 - (بينما أنا في الحطيم مضطجعًا، إذ أتاني آت، فقدَّ ما بين هذه إلى هذه فاستخرج قلبي، ثم أُتيتُ بطست من ذهب مملوءةً إيمانًا، فَغُسِلَ قلبي بماء زمزم، ثمَّ حشى، ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يقال له: البراقُ، يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريلُ حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح، فقيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريلُ. قيل ومَنْ معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. فقال: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المجييء جاء، فَفُتِحَ، فلمَّا خَلَصْتُ فإذا فيها آدمُ، فقال: هذا أبوك آدمُ، فسلِّمْ عليه، فسلمتُ عليه، فرد السلام ثم قال: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، فقيل: مَنْ هذا؟: قال جبريل، قيل: ومن معك؟ قال:

مُحَمَّدٌ. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل مرحبًا به، فنعم المجييء جاء، ففتح، فلما خلصْتُ إذا بيحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى، فَسَلِّم عليهما، فسلَّمْتُ، فردَّا ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبيّ الصالح. ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح قيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريلُ. قيل ومَنْ معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، فنعم المجييء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ، ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريلُ. قيل: ومَنْ معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به فنعم المجييء جاء، ففتح، فلما خلصتُ إذا إدريسُ، قال: هذا إدريس، فسلِّم عليه، فسلمتُ، فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد بي إلى السماء الخامسة، فاستفتح، قيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومَنْ معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به، فنعم المجييء جاء. فلما خلصت إذا هارونُ. قال: هذا هارون، فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه فردَّ، ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد بي إلى السماء السادسة، فاستفتح، قيل: مَنْ هذا؟

قال: جبريل. قيل: ومَنْ معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قال: مرحبا به، فنعم المجييء جاء، فلما خلصت فإذا موسى. قال: هذا موسى، فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه، فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح، والنبيّ الصالح. فلما تجاوزت بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكى لأنَّ غلامًا بعث بعدي، يدخل الجنة مِنْ أُمَّتِهِ أكثر ممن يدخل مِنْ أُمَّتِي!. ثم صعدب إلى السماء السابعة، فاستفتح. قيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومَنْ معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم. قيل. مرحبًا به، فنعم المجييء جاء، فلما خلصت فإذا إبراهيمُ. قال: هذا أبوك إبراهيمُ، فسلِّم عليه. فسلمتُ عليه فرد السلام، فقال: مرحبًا بالابن الصالح، والنبيّ الصالح. ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقُها مثل قِلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى. وإذا أربعةُ أنهارٍ؛ نهران باطنان، ونهران ظاهران، قلتُ: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. ثم رفع لي البيت المعمور. فقلت: يا جبريل! ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك. إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ثم أتيتُ بإناء مِنْ خمر، وإناء مِنْ لبن، وإناء مِنْ عسل، فأخطرت اللبن، فقال: هي الفطرة أنت عليها وأُمَّتُك ثم فرضت عليَّ

خمسون صلاةً كل يوم، فرجعتُ، فمررتُ على موسى، فقال: بِمَ أُمِرْتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسين صلاةً كل يوم. قال: إنَّ أمتَك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربتُ الناسَ قبلك، وعالجتُ بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فَسَلْهُ التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا. فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم!! وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك، فسلة التخفيف لأمتك، قلت: سألت ربي حتى استحييتُ منه، ولكن أرضى وأسلم. فلما تجاوزت ناداني مناد: أمضيتُ فريضتي، وخففتُ عن عبادي). (عن مالك بن صعصعة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (متفقٌ عليه). (صحيح القصص / 43 - 46). 457/ 30 - (جمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين المغرب والعشاء بجمعٍ، كلُّ واحدة منهما بإقامة، ولم يسبِّح بينهما، ولا على إثر كلِّ واحدة منهما)

(رواه: الزهري، عن سالم، عن ابن عُمر، قال: .. فذكره. فصلٌ: ورواه عبد العزيز بن محمد الدراورديّ، عن عبيد الله بن عُمر، عن سالم، عن ابن عُمر- رضي الله عنهما - بلفظ: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة صلى المغرب والعشاء بإقامة. وبلفظ آخر: صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب بالمزدلفة، فلمَّا أناخ، قال: الصلاة بإقامة. ورواية الدراوردي، عن عبيد الله بن عُمر، خاصة تكثر فيها المناكير. كما قال النسائيُّ وغيره. ولكنَّ الحديث ثبت من رواية الزهري، عن سالم، عن أبيه، كما تقدم). (خ، د، س، ق، حم، مي، يع، طح معاني، طب أوسط، هق) (تنبيه 12 رقم 2480). 458/ 31 - (حفظتُ عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات كان يُصلِّيهن بالليل والنهار: ركعتين قبل الظُّهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتي بعد العشاء). (رواه: معمر بنُ راشد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: ... فذكره. ثم قال: وحدثتني حفصة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي قبل الفجر ركعتين). (وتابعه: عقيل بنُ خالد، عن الزهري بهذا الإسناد، بلفظ: "صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. " وتابعه: عَمرو بنُ دينار، فرواه عن الزهري بهذا الإسناد، بلفظ: "أنَّه كان يُصَلِّي بعد الجمعة ركعتين". قال أبو عَمرو: راجع هذه السياقات في مواضعها) (خ، م، د، ت، ت العلل، س، س كبرى، ق، حم، مي، حمي، خز، حب، ش، يع، نعيم، عبد، هق، هق صغير) (تنبيه 12 / رقم 2433).

459/ 32 - (رأيتُ بِضعَةً وثلاثين مَلَكًا يبتدرونها أيُّهم يكتبها أَوَّلُ. وعند أبي داود والنسائي: لقد رأيت ..). (عن رفاعة بن رافع الزرقي - رضي الله عنه - قال: كنا يومًا نصلي وراء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة، قال: "سمع الله لمن حمده". قال رجلٌ وراءه: ربنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. فلما انصرف، قال: "من المتكلم؟ ". قال: أنا. قال: رأيتُ بِضعَةً .. فذكره). (خ، د، س) (تنبيه 12 / رقم 2392). 460/ 33 - (رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلِّي على حمارٍ وهو متوجه إلى خيبر) (عن ابن عُمر رضي الله عنهما). (خ، م، د، س، حم) (رسالتان / 15، الدِّيباج 2/ 333، بذل ح 746). 461/ 34 - (سافر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سفرًا، فأقام تسعةَ عشرَ يومًا يصلي ركعتين ركعتين. قال ابنُ عباس: فنحن نصلي فيما بيننا وبينَ تسعَ عشرةَ: ركعتين ركعتين؛ فإذا أقمنا أكثر من ذلك صلينا أربعًا. لفظ أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عند أحمد والترمذي). (رواه: عاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن الأصبهاني، وعباد بن منصور: كلُّهم عن عكرمة، عن ابن عباس به). (وقال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في الحديث رقم 435/ 8). 462/ 35 - (سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما يوم الجمعة. يعني:

سورة الجمعة و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}). (سفيان بنُ عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وسليمان بنُ بلال، وعبد العزيز بنُ محمد، ويحيى بنُ سعيد القطان، وعبد الوهاب بنُ عبد المجيد الثقفي، وحميد بنُ الأسود، كلُّهم: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي رافع، قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة. وخرج إلى مكة. فصلَّى لنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}. قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف. فقلتُ له: إنك قرأت بسورتين كان عليّ بن أبي طالب يقرأ بهما في الكوفة. فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، نعيم، ت، د، س كبرى، ق، حم: ش، خز، جا، البزار، طح معاني، هق، المستغفري، بغ) (تنبيه 12 / رقم 2503). 463/ 36 -) صلاةُ الرجلِ قاعدًا نصفُ الصلاة. قال: فأتيته فوجدته جالسًا، فوضعت يدي على رأسه. فقال: "ما لك يا عبد الله ابن عَمرو؟ " قلت: حُدِّثتُ يا رسول الله أنك قلت: "صلاة الرجل قاعدًا على نصف الصلاة"، وأنت تصلي قاعدًا؟ قال: أجل، ولكني لست كأحدٍ منكم"). (رواه: منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى الأعرج، عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: حُدِّثتُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. الحديث. وقد رواه عن منصور جماعة منهم: شعبة، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد،

وروح بن القاسم. ولم تقع في رواية شعبة زيادة: "أجل، ولكني لست كأحدٍ منكم"). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن عبد الله بن عَمرو، مع شواهد عن جماعةٍ من الصحابة - رضي الله عنه - خرجتها في بذل الإحسان) (م، عو، د، س، س كبرى، ق، مي، حم، طي، خز، عب، طي، البزار، محمد بن نصر قيام الليل، ابن المنذر، هق، بغ، طب صغير، خط تلخيص) (حديث الوزير / 129)؛ (تنبيه 12 / رقم 2511)؛ بذل الإحسان. 464/ 37 - (صلاةُ القاعدِ على النصفِ من صلاةِ القائمِ). (عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا). (صحيحٌ) (طب أوسط، ابن المقريء، الذهبيُّ تذكرة) (حديث الوزير / 127 ح 34، بذل). 465/ 38 - (صلاةُ الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بركعة. لفظ نافع. وقال القاسم: .. فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدةً توترُ لكَ ما صلَّيت. زاد عند البخاريّ: قال القاسمُ: ورأينا أناسًا منذ أدركنا يوترون بثلاثٍ، وإن كلًّا لواسعٌ، أرجو أن لا يكون بشيءٍ منه بأسٌ). (خالد بنُ زياد الترمذيّ، عن نافع. وعبد الرحمن بنُ القاسم، عن القاسم بن محمد. كلاهما، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (خ، س، قط أفراد، طب كبير، طب أوسط) (تنبيه 8 / رقم 1945؛ تنبيه 12 / رقم 2382). 466/ 39 - (صلُّوا في بُيُوتِكم، ولا تتخذوها قُبُورًا، ولا تتخذوا

بيتي -أي قبري- عيدًا، وصلُّوا عليَّ وسلموا فإنَّ صلاَتكم تبلغني حيثما كنتم). (عن الحسن بن عليّ - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. ولم أقف على سنده من حديث الحسن بن عليّ - رضي الله عنهما - ولكنه حديثٌ صحيحٌ مشهورٌ) (يع، الضياء) (رسالتان / 24). 467/ 40 - (صلَّيتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظُّهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، قال: وحدثتني حفصة، وكانت ساعةٌ لا يدخُلُ عليه فيها أحدٌ، أنه كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي بالصلاة، -قال أيوب: أراه خفيفتين-، وركعتين بعد الجمُعة في بيته). (رواه: أيوب، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، به). (إسنادهُ صحيح) (خ، م، د، س، ت، ق، ط، حم، مي، جا، خز، هق، بغ) (غوث 1/ 241 ح 276؛ كتاب المنتقى / 112 / ح 304 - 305؛ تنبيه 12 / رقم 2433). 468/ 41 - (صلَّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين قبل الظُّهر، وركعتين بعد الظُّهر، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء). (رواه: عقيل بنُ خالد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه به). (وتابعه: سفيان

ابنُ عيينة، فرواه عن الزهري هذا الإسناد، بلفظ: "أنَّه كان يُصَلِّي بعد الجمعة ركعتين" وتابعه معمر بنُ راشد، فرواه عن الزهري بهذا الإسناد بلفظ: "حفظتُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ". قال أبو عَمرو: راجع هذه السياقات في مواضعها) (خ، م، نعيم، ت، ت العلل، س كبرى، ق، حم، مي، حمي، خز، ش، يع، هق، هق صغير) (تنبيه 12 / رقم 2433). 469/ 42 - (فُرِضَتْ عَلَى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ أُسرِيَ به، الصلواتُ خمسينَ، ثم نَقَصَتْ إلى خمسٍ، ثم نُودِيَ: يا محمدُ! إنَّهُ لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ، ولك بالخمسِ خمسينَ). (رواه: معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه). (حديثٌ صحيحٌ) (ت، عو، حم، عبد، عب) (حديث الوزير / 106 ح 25؛ بذل). 470/ 43 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع، قال: "ربنا لك الحمدُ. ملء السماواتِ والأرض. وملء ما شئتَ من شيء بعدُ. أهل الثناء والمجد. أحقُّ ما قال العبد. وكلنا لك عبدٌ. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجدُّ".). (رواه: سعيد بنُ عبد العزيز، عن عطية ابن قيس، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: .. فذكره. ورواه عن سعيد بن عبد العزيز بهذا السند جماعةٌ

من أصحابه منهم: أبو اليمان الحكم بنُ نافع، وأبو مسهر، ومخلد بنُ يزيد، والوليد ابنُ يزيد، وبقية بنُ الوليد، ووكيع بنُ الجراح، ومروان بنُ محمد، وعبد الله ابنُ يوسف الدمشقيّ، وبشر بنُ بكر). (حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، د، س، مي، حم، يع، خز، حب، ابن نصر قيام الليل، السراج، طب أوسط، طب دعاء، طح معاني، هق، كر) (التسلية / ح 1؛ القدر للفريابي ح 185). 471/ 44 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع ظهره من الركوع، قال: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئتَ من شيءٍ بعد"). (رواه: أبو الحسن عبيد بن الحسن، قال: سمعتُ عبد الله بنَ أبي أوفى، قال: .. فذكره. ورواه عن عبيد بن الحسن جماعة، منهم: شعبة، والأعمش، والعلاء بنُ صالح، وبكر بنُ وائل، ومسعر ابنُ كدام، وقيس بنُ الربيع. ورواه شعبة أيضًا، عن مجزأة بن زاهر، قال: سمعتُ ابنَ أبي أوفى .. فذكره، وزاد: "اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد. اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، كما ينقَّى الثوبُ الأبيضُ من الوسخ". وتابعه إسرائيل بنُ يونس، عن مجزأة به نحوه). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (بخ، م، عو، د، س، ت، حم، ش، طي، ابن النقور، السراج، بحشل، الحربي، الحرب مسنده، ابن أبي عاصم آحاد، ابن صاعد مسند ابن أبي أوفى، المخلص، المحا، طح معاني، طب دعاء، وأوسط، عدي، المهرواني،

الشجري) (التسلية / ح 1). 472/ 45 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جافى عضدَيه عن جسده، حتى يُرى بياضُ إبطيه. وفي رواية الليث: نزح بيديه عن إبطيه). (بكر بنُ مُضر، والليث بنُ سعد، وعَمرو بن الحارث، ورشدين بن سعد، ويحيى ابن أيوب، كلُّهُم عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد اللة بن مالك بن بحينة، قال: .. فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، نعيم، س، حم، ابن المنذر، خز، هق) (تنبيه 12 / رقم 2502). 473/ 46 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الضحى أربعًا، ويزيدُ ما شاء الله). (رواه: قتادة، أنَّ معاذةَ حدَّثَتْهُم، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، قالت: .. فذكرته. ورواه عن قتادة: سعيد بنُ أبي عروبة، وهمام بنُ يحيى، ومعمر بنُ راشد). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع قتادة من معاذة العدوية. وردٌّ على يحيى القطان والإمام أحمد، إذ ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل" (رقم 636)، عن أبي بكر محمد بن خلاد، عن يحيى ابن سعيد القطان، قال: قتادة لم يصح عن معاذة، يعني: لم يصح سماعه. ونقلَ الميمونيُّ عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون في "مسائله عن أحمد" أنه قال: "قتادة لم يسمع من معاذة". اهـ. كذا قالا: والصواب أنه سمع منها أحاديث منها ما أخرجه البخاريُّ ومسلم وغيرهما. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في

الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام 94، 137، 299، 362، 495) (م، عو، س كبرى، حم، عب، هق) (التسلية / ح 31، تنبيه 9 / رقم 2124). 474/ 47 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا التشهدَ، كما يُعَلِّمنا القرآن، فكان يقول: "التحياتُ، المباركاتُ، الصلواتُ، الطيباتُ لله، سلامٌ عليك أيها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُهُ، سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد إن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله. وفي رواية عند مسلم: كما يعلمنا السورة من القرآن ... السلام عليك أيها النبيّ ... السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .... وفي حاشية مسلم: المباركات: البركة كثرة الخير، وقيل: النماء. تقديره: التحيات، والمباركات، والصلوات، والطيبات لله. حذفت الواو اختصارا. وهو جائزٌ معروف في اللغة). (رواه: الليث بنُ سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، وعن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: .... فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، د، س، ت، ق، حم، خز، حب، طح معاني، قط، هق، بغ) (مجلسان الصاحب / 39 ح 9، بذل). 475/ 48 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقومُ حتى ترم قدماه ..). (عن محمد بنِ عَمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به). (هذا إسنادٌ حسنٌ. وللحديث شواهد عن: عائشة، والمغيرة بن شعبة، وأنس - رضي الله عنه -)

(تم، خز) (تنبيه 12 / رقم 2478). 476/ 49 - (كان يُصَلِّي بعدَ العِشاء الآخرة فيما بينه وبين الفجر، ثلاثَ عشرةَ ركعةً، منها ركعتان مع الفجر، فسألتها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان أكثر صيامه سِوَى رمضان في شعبان، كان يصومُهُ، أو عامَّتُهُ). (رواه جماعةٌ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سأل عائشة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها -، عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل قالت: .... فذكرته). (س كبرى، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2460). 477/ 50 - (كنا نُصلِّي مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المغرب، ثم نرجع إلى منازلنا ونحن نبصر مواقع النَّبْلِ). (عن جابر - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (حم، عبد، عب، يع، البزار، ابن المنذر) (التوحيد / رمضان / 1422؛ تنبيه 5 / رقم 1445). 478/ 51 - (كنا نُصلِّي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، ثم نأتي بني سلمة ونحن نبصرُ مواقع النَّبْلِ). (جابر - رضي الله عنه -). (سنده صحيحٌ) (طي، حم , ابن خزيمة، طح معاني) (التوجد / رمضان / 1422؛ تنبيه 5 / رقم 1445). 479/ 52 - (لقد رأيتُ اثني عَشَرَ مَلَكًا يبتدرونها، أيُّهم يرفعها). (عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، أنّ رجلًا جاءَ فدخل الصَّفَّ، وقد حفزَهُ النَّفَسُ، فقال:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه. فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟ " فأَرَمَّ القومُ. فقال:؟ "أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأسًا" فقال رجلٌ: جئتُ، وقد حفزني النفسُ، فقلتها. فقال: .. فذكره. حفزَهُ النَّفَسُ: أي ضغطه لسرعته، ليدرك الصلاة. فأَرَمَّ القومُ: يعني سكتوا). (حديثٌ صحيحٌ) (م) (تنبيه 12 / رقم 2392). 480/ 53 - (ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يزيد في رمضانَ، ولا في غيره على إحدى عشرةَ ركعةً: يُصَلِّي أربعًا، فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولِهِنَّ، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثم يصلي ثلاثًا. فقالت: عائشة، فقلتُ: يا رسول الله أتنامُ قبل أن تُوتِر؟ فقال: "يا عائشةُ إنَّ عيني تنامانِ، ولا ينامُ قلبي"). (رواه: سهل بنُ زنجلة، وإسحاق بنُ موسى الأنصاريّ -وهذا حديثه-، قال كلاهما: ثنا معن ابنُ عيسى القزَّاز، قال: ثنا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي سلمة، أنه أخبره أنه سال عائشة - رضي الله عنها -: كيف كانت صلاةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: .. فذكرته. وقد رواه عن مالك جماعةٌ: عبد الله بن يوسف، وإسماعيل ابنُ أبي أويس، وعبد الله ابنُ مسلمة القعنبيّ، ويحيى بنُ يحيى، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وإسحاق ابنُ عيسى بن الطباع، وأبو سلمة منصور بنُ سلمة الخزاعي، وبشر بنُ عُمر الزهراني، وعبد الله بنُ وهب، وأبو مصعب أحمد بنُ أبي بكر الزهري، ويحيى ابنُ بكير).

(قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا معن بن عيسى. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به معن ابنُ عيسى، وقد أوردتُ لفظ حديثه تامًّا لأدلل على أن لفظ حديث الطبراني مختصرٌ ... ولوضوح الحديث واشتهاره، خشيتُ أن يكون الطبرانيُّ رحمه الله قصد سياقه، لأنه جزَّأ الركعات إلى "ركعتين، ركعتين" والذين رووه عن مالك ممن ذكرتهم قالوا: "كان يُصلي أربعًا، أربعًا". ولكن الطبراني إذا أراد السياق بيَّن أنه يريده وقد نبهتُ على ذلك في غير موضع من هذا الكتاب. والله أعلم). (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 445). 481/ 54 - (مَنْ صلَّى اثنتي عَشْرَةَ ركعةً في يومٍ وليلة، بُنِيَ له بهنَّ بيتٌ في الجنة. وهو لفظ أبي خالد الأحمر عند مسلم. ولفظ بشر بن المفضل عند مسدم أيضًا: من صلَّى في يومٍ ثنتي عشرة سجدةً تطوعًا، بُنِيَ له بيتٌ في الجنة. ولفظ يزيد بن هارون عند الحاكم: مَن صلَّى ثنتي عَشْرَةَ سجدةً، تطوعًا، بنى الله له بيتًا في الجنة). (أبو خالد الأحمر سليمان بنُ حيَّان، ويزيد بنُ هارون، وبشر بنُ المفضل، وإسماعيل ابنُ علية، ومحبوب بنُ الحسن، وخالد ابنُ عبد الله الواسطي، ومحمد بنُ فضيل، وعبيدة بنُ حميد، ثمانيتُهُم قالوا: حدثنا داود بنُ أَبي هند، عن النعمان بنِ سالم، عن عَمرو بنِ أوس، قال: حدثني عنبسة بنُ أبي سفيان، في مرضه الذي مات، فيه، بحديثٍ يتسارُّ إليه، قال: سمعتُ أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنهما -، تقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من صلّى .... الحديث. قالت أمُّ حبيبة -

رضي الله عنها -: فما تركتهنَّ منذُ سمعتُهنَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال عنبسة: فما تركتهنَّ منذُ سمعتهنَّ من أمِّ حبيبة. وقال عَمرو ابنُ أوس: ما تركتهنَّ منذ سمعتهنَّ من عنبسة. وقال النعمان بنُ سالم: ما تركتهنَّ منذُ سمعتهنَّ من عَمرو بن أوس. زاد ابنُ خزيمة، وأبو يعلى: قال داود بنُ أبي هند: أمَّا نحنُ فنُصلِّي ونترُك. ومن الضعيف في هذا الباب ما رواه: هارون أبو إسحاق الكوفيُّ، أنه سمع أبا بُردةَ يُحدِّثُ، عن أبيه أبي موسى، يرفعُهُ بلفظ: مَن صلَّى ثنتي عَشْرَةَ ركعةً بنى الله له بيتًا في الجنة. وهارون هو آفةُ هذا الإسناد، وهو مجهولٌ أو شبه المجهول. والله أعلم.). (تخريج حديث أم حبيبة: م، عو، د , س كبرى، خز، يع، ش، ك، طب كبير تخريج حديث أبي موسى: حم، الروياني، البزار، طب أوسط). (تنبيه 4 / رقم 1218؛ 12 / رقم 2394). 482/ 55 - (مَنْ كانَ مِنْكم مُصَلِّيًا بعدَ الجمعةِ فَلْيُصَلِّ أربعًا، فإنْ كانَ له شغلٌ فركعتين في المسجد، وركعتين في البيت). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعًا). (حديثٌ مشهورٌ معروفٌ. يدلُّ على تجزئة الأربعة إلى: ركعتين في المسجد، وركعتين في البيت، تخفيفًا على المكلف إذا حضره شُغل) (م) (التوحيد / ربيع الأول / 1422 هـ؛ تنبيه3 / رقم 907). 483/ 56 - (مَنْ نامَ عَنْ وِتْرِهِ فَلْيَقْضِهِ إذا أَصْبَحَ). (رواه: محمد بن مطرف، وعبد الرحمن بنُ زيد بن أسلم، كلاهما عن زيد بن أسلم،

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو: راجع باب "تأويل مختلف الحديث") (د، ت، ق، حم، ابن نصر قيام الليل، ابن شاهين، قط، ك، هق) (التوحيد / رمضان / 1414 هـ). 484/ 57 - (هذه صلاةٌ كنَّا نُصلِّيها على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. يعني: صلاة ركعتين سنة قبل صلاة المغرب). (عن يزيد بن أبي حبيب، أنَّ أبا الخير حدثه، أنَّ أبا تميم الجيشانيّ قام ليركع ركعتين قبل المغرب، فقلتُ لعقبة بن عامر: انظُر إلى هذا، أي صلاةٍ يُصلِّي؟ فالتفت إليه فرآه، فقال: .. فذكره). (وإسناده صحيحٌ. قال الحافظُ في "الفتح" (3/ 60): "في هذا الحديث رد على القاضي أبي بكر بن العربي، إذ قال: لم يفعلهما أحدٌ بعد الصحابة، لأن أبا تميمٍ تابعيٌّ، وقد فعلهما" انتهى. قلتُ: وأخرج حسن بنُ موسى الأشيب في "جزئه" (22)، بسند صحيح، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، قال: كان بالكوفة خيار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عليٌّ، وعبد الله، وحذيفة، وأبو مسعود الأنصاريّ، وعمّار؛ أخبرني من رمقهم كلَّهم، فما رأى منهم أحدًا يُصلِّي قبل المغرب). (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 440). 485/ 58 - (هما أحبُّ إليَّ مِنَ الدنيا جميعًا. يعني: ركعتي الفجر). (رواه قتادة، عن زُرَارَةَ بنِ أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به).

(صحيحٌ) (م، عو، س، ت، حم، طي، ش، خز، حب، طح معاني، ك، هق، خط، بغ) (حديث الوزير / 207، 299 ح 63، 102). 486/ 59 - (يُصلُّون على أحدكم ما دام في مُصَلاه، ما لم يحدث حدثا، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه). (عقبة بنُ خالد السكوني -وهذا لفظه-، ويحيى بنُ أبي زكريا الغساني، وعبدة ابنُ سليمان، ثلاثتهم عن هشام بن عُروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (وقد رواه: مالك، عن أبي الزناد بهذا الإسناد. وهو عند البخاري. وقد رواه: الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا مثله. وهو عند مسلم. وله طرق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 439).

20 - أبواب: الصوم والاعتكاف

20 - أبواب: الصوم والاعتكاف (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 487/ 1 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصْبِحُ جُنُبًا ثمّ يُتِمُّ صومَه). (رواه: شريك، عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة - رضي الله عنها -. ورواه: النسائيُّ في كتاب الصيام (2/ 187 - كبرى)، قال: أخبرني أبو بكر ابنُ عليّ، قال: ثنا داود بنُ رشيد، قال: ثنا أبو حفص، عن منصور، بهذا الإسناد بلفظ: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصْبِحُ وهو جُنُب فيُتِمُّ صومَه"). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث، عن منصور إلا شريك .. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به شريك بنُ عبد الله النَّخَعِيّ، فتابعه أبو حفص الأبار كما رأيت. وأبو حفص: اسمه عُمر بنُ عبد الرحمن بنِ قيس الكوفي، وثقه: ابنُ معين، وعثمان بنُ أبي شيبة، والدارقطنيُّ، وابنُ حبان. وقال أحمد، والنسائيُّ: ليس به بأس. وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: صدوق. وداود بنُ رشيد: أحدُ الثقات الرُّفعاء. وأبو بكر بنُ عليّ: اسمه أحمد، أحدُ شيوخِ النسائيّ الثقات. فالإسنادُ صحيحٌ، والحمد لله)

(س كبرى، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2440). 488/ 2 - (أنَّ رجلًا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو واقفٌ على الباب، وأنا أسمعُ: يا رسول الله! إنِّي أُصبحُ جُنُبًا، وأنا أريد الصيام. فقال - صلى الله عدية وسلم -: "وأنا أُصبح جُنُبًا وأنا أُريدُ الصيام فأغتسلُ وأصومُ". فقال له الرجل: يا رسول الله إنَّكَ لستَ مِثْلَنَا، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبكَ وما تأخرَ. فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "واللهِ إنِّي لأرجو أنْ أكونَ أخشاكُم لله، وأعلَمَكُم بِمَا أَتَّقِي"). (رواه مالك -وهذا حديثه-، وإسماعيل بنُ جعفر، ومسلم بنُ خالد، وزيد ابنُ أبي أنيسة، أربعتهم عن أبي طُوَالة عبد الله بنِ عبد الرحمن، عن أبي يونُس مولى عائشة، عن عائشة -رضي الله عنها- به). (م، د، س كبرى، ط، حم، شفع، يع، خز، حب، طح مشكل، طح معاني، نعيم، هق، هق معرفة، ابن عبد البر) (تنبيه 12 / رقم 2462). 489/ 3 - (إنما هي رخصةٌ مِنَ الله لعباده، فمن فعلها فحسنٌ جميلٌ، ومن تركها فلا جُناح عليه). (حيوة بنُ شريح -واللفظ له-، وعَمرو ابنُ الحارث، وابنُ لهيعة، ثلاثتُهُم عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، أنَّه سمع عروة بنَ الزبير، يُحدث عن أبي مُراوح، عن حمزة الأسلمي صاحب رسول الله على الله عليه وسلم، أنَّه قال:

يا رسول الله إنِّي أسرُدُ الصومَ، فأصومُ في السفر؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما هي رخصةٌ .. الحديث. فكان حمزةُ يصومُ الدهر، فيصومُ في السفر والحضر، وكان عروةُ بنُ الزبير يصومُ الدهر، فيصوم في السفر والحضر، حتى إنْ كان ليمرضُ فلا يُفطرُ. وكان أبو مراوح يصومُ الدهر، فيصومُ في السفر والحضر). (م، س، خز، حب، ابن جرير، طح معاني، قط، طب كبر، وأوسط، هق) (تنبيه12 / رقم 2351). 490/ 4 - (رُبَّ قائم حظُّهُ مِن قيامه السهر، ورب صائم حظه من صيامه العطش). (رواه: إسماعيل بنُ جعفر، وعبد الرحمن بنُ أبي الزناد، وعبد العزيز بنُ محمد الدراورديّ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراي، أربعتهم عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به. وعند بعضهم: "كم من صائم .. "). (هذا سندٌ جيد وعَمرو بنُ أبي عَمرو: صدوق متماسك، وتابعه أسامة بنُ زيد الليثي، فرواه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله). (س، س كبرى، ق، حم، ابن المبارك مسنده، خز، يع، ك، الشجري، مي، ابن أبي الدنيا فضائل رمضان، حب، طب كبير، عدي، الكلاباذي معاني، القضاعي، هق، هق شعب، هق فضائل الأوقات، نعيم أخبار، بغ). (التوحيد / رمضان / 1419 هـ).

491/ 5 - (كان أكثر صيامه سِوَى رمضان في شعبان، كان يصومُهُ، أو عامَّتُه). (رواه جماعةٌ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سأل عائشة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها -، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، قالت: كان يُصَلِّي بعدَ العِشاء الآخرة فيما بينه وبن الفجر ثلاثَ عشرةَ ركعةً، منها ركعتان مع الفجر، فسألتها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: .. فذكرته). (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 476). 492/ 6 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصبِحُ، وهو جُنُب، فيُتمُّ صومَه). (رواه: النسائيُّ في "كتاب الصيام" (2/ 187 - السنن الكبرى)، قال: أخبرني أبو بكر بنُ عليّ، قال: ثنا داود بنُ رشيد، قال: ثنا أبو حفص، عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة - رضي الله عنها - بهذا. ورواه: شريك بنُ عبد الله النَّخَعِيّ، عن منصور بهذا الإسناد، بلفظ: "أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُصبِحُ جُنُبًا، ثم يُتمُّ صومَه"). (أبو حفص: هو الأبَّار، اسمه عُمر بنُ عبد الرحمن بنِ قيس الكوفي، وثقه: ابنُ معين، وعثمان بنُ أبي شيبة، والدارقطنيُّ، وابنُ حبان. وقال أحمد، والنسائيُّ: ليس به بأس. وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: صدوق. وداود بنُ رشيد: أحدُ الثقات الرُّفعاء.

وأبو بكر ابنُ عليَ: اسمه أحمد , أحدُ شيوخِ النسائيّ الثقات. فالإسنادُ صحيحٌ, والحمد لله) (س كبرى، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2440). 493/ 7 - (لا تَخْتَصُّوا ليلة الجمعةِ بقيامٍ مِنْ بينِ الليالِي، ولا تَخُصُّوا يوم الجمعةِ بصيامٍ مِنْ بينِ الأيامِ، إلا أَنْ يكونَ في صَوْمِ يَصُومُهُ أحدكم). (رواه محمد بنُ سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (هذا حديث صحيحٌ) (م، س، هق) (رسالتان / 66 - 67). 494/ 8 - (مَن أنفق زَوْجَينِ في سَبِيلِ الله، نُودِيَ في الجنة: يا عبدَ الله! هذا خيرٌ، فَمَنْ كان مِنْ أهلِ الصلاةِ، دُعِيَ مِنْ باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعي من باب الرَّيان. فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي أَيُدْعَى أحدٌ مِنْ تلك الأبوابِ كُلِّهَا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم، وأرجو أن تكون منهم"). (رواه الزهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وله طرق أخرى بألفاظ متنوعة ذكرتها في "بذل الإحسان"). (خ، م، س، ت , ط، حم، عب، حب، هق، ابن عبد البر، بغ) (مجلسان

الصاحب / 42 - 43 ح 13؛ بذل الإحسان). 495/ 9 - (نعم، أخبَرَنِي بلالٌ مؤذِّنُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ في السَّبْعِ في العَشْرِ الأواخر. يعني: ليلة القدر). (قال البخاريُّ: حدثنا أصبغُ، قال: أخبرني ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني عَمرو ابنُ الحارث، عن ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّهُ قال له: متى هاجرتَ؟ قال: خرجنا من اليمن مهاجرينَ، فقدمنا الجُحْفَةَ، فأقبلَ راكبٌ، فقلتُ له: الخبرَ؟ فقال: دفنَّا النبيّ - صلى الله عليه وسلم منذُ خَمْسٍ. قلتُ: هل سمعتَ في ليلة القدر شيئًا؟ قال: نعم .. وذكره). (صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفيه تصحيح سماع عبد الرحمن بن عسيلة الصُّنَابحيِّ من بلال - رضي الله عنه -. انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظرها في الأحاديث أرقام: 94، 137، 299، 362، 473) (خ) (التسلية / ح 31). 496/ 10 - (هي رخصةٌ مِنَ الله، مَنْ شاء أخذَ بها فحسنٌ، ومَنْ أحبَّ أنْ يصومَ فلا جُناح عليه). (رواه: موسى بنُ أعين -واللفظ له-، وعبد الله بنُ وهب، كلهما عن عَمرو ابن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي مُراوح، عن حمزة بن عَمرو الأسلمي، أنه قال: يا رسول الله! إنَّ بي قوةً على الصيام في السفر، فهل عليَّ جناحٌ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: هي رخصةٌ مِنَ الله .. الحديث). (م، س، خز، حب، قط، طب كبير، طب

أوسط، هق) (تنبيه 12 / رقم 2351). 497/ 11 - (أنكحني أبي امرأةً ذاتَ حَسَب، فكان يتعاهدُ كنَّته فيسألها عن بَعلها، فتقول: نِعمَ الرجلُ من رجُلٍ، لم يطأ لنا فِراشًا ولم يُفتِّشُ لنا كَنَفًا مُنذ أتيناه. فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألقني به" فلقيته بعد، فقال: "كيف تصوم؟ " قلت: أصوم كل يوم. قال: "وكيف تختم؟ " قلت: كل ليلة. قال: "صم في كل شهر ثلاثةُ، واقرأ القرآن في كل شهر". قال قلت: أُطيقُ أكثرَ مِنْ ذلك. قال: "صُم ثلاثة أيام في الجمعة". قال قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: "أفطر يومَين، وصُم يومًا". قال قلت: أطيق أكثر من ذلك، قال: "صُم أفضل الصوم صوم داود، صيامَ يوم وإفطارَ يوم، واقرأ في كلِّ سبع ليالٍ مرَّةً". فليتني قَبِلْتُ رُخصةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذاك أني كبرتُ وضَعُفْتُ، فكان يقرأ على بعض أهل السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخفَّ عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى، أفطر أيامًا وأحصى وصام مثلَهُنَّ، كراهية أن يترك شيئًا فارق النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه. هذا لفظ البخاري). (رواه: مجاهد، عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: أنكحني أبي امرأةً ذاتَ حَسَب ... وذكر الحديث. ورواه عن مجاهد: حصين ومغيرة). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، س، س فضائل، حم، الحارث، خز، بغ أبو القاسم

معجم الصحابة، البزار، ابن أبي عاصم، ابن نُجيد، طح مشكل، ومعاني، ابن منده رد الم حرف، هق شعب، نعيم، الأصبهاني). (التسلية / ح 59؛ ابن كثير 1/ 314؛ الفضائل / 248؛ تنبيه1 / رقم 133). 498/ 12 - (قلتُ: لأقومنَّ الليلَ، ولأصومنَّ النَّهارَ، مَا عشتُ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آنتَ الذي تقول ذلك؟ " فقلتُ له: قد قلتُهُ، يا رسول الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنك لا تستطيعُ ذلك، فصُمْ وأَفْطِر. وَنَمْ وَقُمْ. وَصُم من الشهر ثلاثةَ أيَّام، فإن الحسنةَ بعشر أمثالها. وذلك مِثلُ صيامِ الدَّهرِ". قال: قلتُ: فإنِّي أُطيقُ أفضلَ من ذلك. قال: "صم يومًا وأفطر يومين" قال: قلتُ: فإني أُطيقُ أفضلَ من ذلك، يا رسول الله! قال: "صُم يومًا وأفطر يومًا. وذلك صيامُ داود - عليه السلام -، وهو أعدلُ الصيام". قال: قلتُ: فإني أطيق أفضلَ من ذلك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أفضلَ مِنْ ذلك" قال عبد الله ابنُ عمرو -رضي الله عنهما-: لأن أكونَ قبلتُ الثلاثةَ الأيام التي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي. وهذا لفظ مسلم). (رواه: الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن معًا، عن عبد الله ابن عَمرو -رضي الله عنهما-، قال: قلتُ: لأقومنَّ الليلَ، ... فذكره). (حديث صحيحٌ متفقٌ عليه). (خ، م، عو، د، س، حم، عب، البزار، ابن سعد، حب، ابن جرير تهذيب، طح معاني، الخلعي، هق شعب، نعيم حلية،

أبو موسى المديني، بغ، شهدة) (التسلية / ح 59). 499/ 13 - (بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أني أصوم أسرُدُ، وأصلي الليل .. فإمَّا أَرْسَلَ إليَّ وإما لَقِيتُهُ. فقال: "ألم أُخْبَرْ أنَّكَ تَصومُ ولا تفطر وتُصلّي الليل؟ فلا تفعل. فإنَّ لعينِكَ حظًّا، ولنفسِكَ حظًّا. ولأهلِكَ حظًّا. فصُم وأَفْطِر. وصلِّ ونَمْ، وصُم مِنْ كلِّ عشرة أيامٍ يومًا. ولك أجر تسعة". قال: إني أجِدُني أقوى من ذلك، يا نبي الله. قال: "فصُم صيام داود - عليه السلام -" قال: وكيف كان داود يصوم؟ يا نبي الله! قال: "كان يصوم يومًا ويُفْطِرُ يومًا. ولا يفرُّ إذا لاقى". قال: مَنْ لِي بهذه؟ يا نبي الله!. قال عطاءٌ: فلا أدري كيف ذكر صيام الأَبَدِ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد" والسياق لمسلم). (قال ابنُ جريج: سمعتُ عطاء -يعني ابن أبي رباح-، يزعم أنَّ أبا العباس الشاعر أخبره، أنه سمع عبد الله بنَ عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أني أصوم أسرُدُ، وأصلي الليل ... الحديث). (حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه) (خ، م، عو، س، حم، خز، عب) (التسلية / ح 59؛ تنبيه 8/ 1892). 500/ 14 - ("يا عبد الله بنَ عَمرو، ألم أُخبَرْ أنك تَكَلَّفُ قيامَ الليل وصيامَ النهار؟ " قال: إني لأفعل، فقال: "إنَّ حسبَك، ولا أقول افعَلْ،

أن تصوم من كل شهر ثلاثةَ أيام، الحسنةُ عَشْرَ أمثالِهَاَ، فكأنك قد صُمْتَ الدهر كلَّه". قال: فغَلَّظتُ فغلَّظ عليّ، قال: فقلت: إني لأجد قوة مِنْ ذلك، قال: "إنَّ مِنْ حَسْبِك أن تصوم من كل جمعة ثلاثةَ أيام". قال: فغَلَّظتُ فغلَّظ عليّ، فقلت: إني لأجدُ قوّةً، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أعدلُ الصيام عندَ الله صيامُ داود، ونصفُ الدهر، ثم قال: لنفسك عليك حقٌّ، ولأهلك عليك حق"). (رواه عبد الوهاب بنُ عطاء عند الإمام أحمد، ويزيد بن هارون في الحلية كلاهما، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل كليه بيته، فقال: .. وذكر الحديث. وفي آخره، قال: فكان عبد الله يصومُ ذلك الصيامَ، حتى إذا أدركه السنُّ، والضُّعفُ، كان يقول: لأن أكونَ قبلتُ رخصةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إليَّ من أهلي ومالي). (صحيحٌ. وسنده هذا حسنٌ. وللحديث طرق كثرة عن عبد الله ابن عَمرو - رضي الله عنهما -) (حم، نعيم حلية) (التسلية / ح 59).

المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرَّجها فضيلة الشيخ المحدث أبو إسحاقَ الحوينيّ الجزء الثاني (501 - 1000) تصنيف وانتقاء أبي عمرو أحمد بن عطية الوكيل غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرجها الشيخ أبو إسحاق الحوينيّ

حقوق الطبع محفوظة منية سمنود - أجا - دقهلية جمهورية مصر العربية شارع الثورة بجوار سنترال الدولية هاتف: 0506493250 - 0402916324 محمول: 01001697676 - 01144200445 رقم الإيداع: الناشر مكتبة ابن عباس للنشر والتوزيع المنصورة - عزبة عقل - شارع عوض الله [email protected]

الجزء الثاني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد: فهذا بفضل الله وبنعمته هو الجزء الثاني مِن كتابِي "المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة التي خرّجها فضيلة المحدث الشيخ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله تعالى- في كتبه"، أخرجتُه على منهجي الجديد في انتقاء الأحاديث والذي طلبه شيخُنا، من جعل المتن هو أساس اختيار الحديث في السلسلتين -الصحيحة والضعيفة- لا الإسناد، فوضعت المتن الصحيح بأسانيده الصحيحة أولًا، ثم ثنيت بالطرق المتكلم فيها، مبتدأة هذه الطرق بكلمة (فصلٌ)، وكان بعض الأصحاب طلب أن يكون الجزء فيه (1000) حديث، فخشيت كبر حجم الكتاب فاكتفيت بـ (500) حديث في هذا الجزء، رتبتها على الأبواب؛ وذكرت في أوله بابًا فيه (الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث مرتبة هذه الرموز على حروف المعجم)؛ وحذفت التكرار في الفوائد، وكذا في التخريج، وأحلت في كل مرة إلى الموضع الأول -حتى وإن كان هذا الموضع في الجزء الأول. وصنعتُ له فهارس سبعة. وأرجو من الله العليّ القدير أن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم وأن يثقل به الموازين، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أبو عمرو أحمد بن عطية الوكيل لعشرين يومًا خلت من شوال 1430 هـ

الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث

الرموز والاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي الأحاديث الصحيحة والضعيفة

الاختصارات المستخدمة في تخريج الأحاديث المنتقاة في المنيحة بسلسلتي الأحاديث الصحيحة والضعيفة 1 - ابن أبي الدنيا تهجد: ابن أبي الدنيا في التهجد (مخطوط) 2 - ابن أبي الدنيا صفة الجنة: ابن أبي الدنيا في صفة الجنة 3 - ابن أبي الدنيا صفة النار: ابن أبي الدنيا في صفة النار (مخطوط) 4 - ابن أبي الدنيا عقوبات: ابن أبي الدنيا في العقوبات (مخطوط) 5 - ابن أبي الدنيا عيال: ابن أبي الدنيا في العيال 6 - ابن أبي الدنيا فرج: ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة 7 - ابن أبي الدنيا فضائل رمضان: ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان 8 - ابن أبي الدنيا قبور: ابن أبي الدنيا في القبور (مخطوط) 9 - ابن أبي الدنيا قِصَر: ابن أبي الدنيا في قِصَر الأمل (مخطوط) 10 - ابن أبي الدنيا قضاء الحوائج: ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج 11 - ابن أبي الدنيا قناعة: ابن أبي الدنيا في القناعة

12 - ابن أبي أبي الدنيا مرض: ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات 13 - أبي الفوارس: ابن أبي الفوارس في المنتقى من حديث المُخلِّص (مخطوط) 14 - أبي حاتم: ابن أبي حاتم في التفسير 15 - أبي حاتم جرح: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 16 - أبي حاتم علل: ابن أبي حاتم في العلل 17 - أبي حاتم مراسيل: ابن أبي حاتم في المراسيل 18 - أبي خيثمة: ابن أبي خيثمة في تاريخه (مخطوط) 19 - ابن أبي داود: ابن أبي داود في البعث 20 - ابن أبي داود مسند عائشة: ابن أبي داود في مسند عائشة 21 - ابن أبي داود مصاحف: ابن أبي داود في المصاحف 22 - ابن أبي شُريح: ابن أبي شريح في جزء بيبي 23 - ابن أبي عاصم: ابن أبي عاصم في السنة 24 - ابن أبي عاصم آحاد: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (مخطوط ومطبوع) 25 - ابن أبي عاصم الجلاد: ابن أبي عاصم في الجهاد 26 - ابن أبي عاصم الزهد: ابن أبي عاصم في الزهد 27 - ابن أبي عاصم الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ابن أبي عاصم في فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 28 - ابن أبي عاصم أوائل: ابن أبي عاصم في الأوائل

29 - ابن أبي عاصم دِيَّات: ابن أبي عاصم في كتاب الدِّيَّات 30 - ابن أبي عُمر العدني: ابن أبي عُمر العدني في مسنده كما في المطالب العالية 31 - ابن الأَبَّار: ابن الأبار في المعجم 32 - ابن الأثر: ابن الأثير في أسد الغابة 33 - ابن الأعرابي: ابن الأعرابي في معجمه (مخطوط ومطبوع) 34 - ابن الأنباري: ابن الأنباري في المصاحف كما في الدر المنثور للسيوطي 35 - ابن البطر: ابن البطر في الفوائد المنتقاة (مخطوط) 36 - ابن البنّاء: ابن البناء في فضل التهليل وثوابه الجزيل 37 - ابن الحطّاب: ابن الخطاب في مشيخته 38 - ابن الدُّبيثي: ابن الدبيثي في ذيل تاريخ بغداد 39 - ابن الدمياطي: ابن الدمياطي في جزء أبي عبد الله الأسعرديّ (مخطوط) 40 - ابن السُّبكي: ابن السُّبكي في طبقات الشافعية 41 - ابن السمعاني: ابن السمعاني في أدب الإملاء 42 - ابن الضّريس: ابن الضريس في فضائل القرآن 43 - ابن المبارك: ابن المبارك في الزهد 44 - ابن المبارك جهاد: ابن أبي المبارك في الجهاد 45 - ابن المبارك مسنده: ابن المبارك في المسند 46 - ابن المُستوفى: ابن المستوفى في تاريخ إربل

47 - ابن اللَّمش: ابن اللَّمش في تاريخ دنيسر 48 - ابن المغازليّ: ابن المغازليّ في مناقب عليّ 49 - ابن المُقريء: ابن المقريء في المعجم (مخطوط) 50 - ابن المُنذر: ابن المنذر في الأوسط 51 - ابن المُنذر إقناع: ابن المنذر في الإقناع 52 - ابن المنذر تفسير: ابن المنذر في التفسير كما في الدر المنثور للسيوطيّ 53 - ابن النّجار: ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد 54 - ابن النّقور: ابن النقور في الفوائد (مخطوط) 55 - ابن بشران: ابن بشران في الأمالي (مخطوط) 56 - ابن بشكوال: ابن بشكوال في الغوامض 57 - ابن بطة: ابن بطة في الإبانة 58 - ابن جرير: ابن جرير الطبري في تفسيره 59 - ابن جرير تاريخه: ابن جرير الطبري في التاريخ 60 - ابن جرير تهذيب: ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 61 - ابن جماعة: ابن جماعة في مشيخته 62 - ابن جماعة: البرزالي في مشيخة ابن جماعة 63 - ابن جُمَيع: ابن جُمَيع في المعجم 64 - ابن حزم: ابن حزم في المحلى

65 - ابن حزم حجة الوداع: ابن حزم في حجة الوداع (مخطوط) 66 - ابن خلاد: ابن خلاد في الفوائد (مخطوط) 67 - ابن زاذان: ابن زاذان في الفوائد (مخطوط) 68 - ابن زنجويه: ابن زنجويه في الأموال 69 - ابن سعد: ابنُ سعد في الطبقات 70 - ابن شاذان: ابن شاذان في حديثه (مخطوط) 71 - ابن شاذان جزء ابن جريج؛ ابن شاذان في جزء ابن جريج (مخطوط) 72 - ابن شاهين: ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (مخطوط ومطبوع) 73 - ابن شاهين أفراد: ابن شاهين في الأفراد (مخطوط) 74 - ابن شاهين ترغيب: ابن شاهين فِي الترغيب 75 - ابن شاهين جزء من حديثه: ابن شاهين في جزء من حديثه (مخطوط) 76 - ابن شاهين مذاهب: ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة 77 - ابن صاعد: ابن صاعد في جزء من حديثه (مخطوط) 78 - ابن صاعد مسند ابن أبي أوفى: ابن صاعد في مسند ابن أبي أوفى 79 - ابن طهمان: ابن طهمان في مشيخته 80 - ابن عبد البر: ابن عبد البر في التمهيد 81 - ابن عبد البر استذكار: ابن عبد البر في الاستذكار 82 - ابن عبد البر الجامع: ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله

83 - ابن عبد الحكم: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم في فتوح مصر 84 - ابن فهر: ابن فهر في كتاب فضائل مالك كما في الدر المنثور للسيوطي 85 - ابن قانع: ابن قانع في معجم الصحابة (مخطوط) 86 - ابن قدامة: ابن قدامة في العلو 87 - ابن كثير: ابن كثير في تفسيره 88 - ابن كثير بداية: ابن كثير في البداية والنهاية 89 - ابن ماكولا: ابن ماكولا في تهذيب مستمر الأوهام (مخطوط) 90 - ابن مخلد: ابن مخلد البزار في أمالي أبي جعفر البختري وأبي بكر النجاد (مخطوط) 91 - ابن مَردويه: ابن مردويه في التفسير (كما في: ابن كثير. وكما في: الدر المنثور) 92 - ابن معين: ابن معين في تاريخه 93 - ابن مَنده: ابن منده في كتاب الأيمان 94 - ابن مَنده الرد على الجهمية: ابن منده في الرد على الجهمية 95 - ابن مَنده توحيد: ابن منده في التوحيد 96 - ابن مَنده رد الم حرف: ابن منده في الرد على من يقول الم حرف 97 - ابن مَنده صحابة: ابن منده في الصحابة 98 - ابن مَنده مسند إبراهيم بن أدهم: ابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم

99 - ابن مَنيع: أحمد بن منيع في المسند 100 - ابن نُجيد: ابن نُجَيد في أحاديثه (مخطوط) 101 - ابن نصر: محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 102 - ابن نصر سنة: محمد بن نصر المروزي في السنة 103 - ابن نصر قيام الليل: محمد بن نصر المروزي في قيام الليل 104 - ابن نصر وِتْر: محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر 105 - ابن نصير: جعفر بن محمد بن نصير في جزء هن الأمالي (مخطوط) 106 - ابن هشام: ابن هشام في السيرة 107 - ابن وضّاح: ابن وضاح في البدع والنهي عنها 108 - ابن وهب: ابن وهب في جامعه (مخطوط) 109 - أبو أحمد الحاكم: أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث 110 - أبو أحمد الحاكم كنى: أبو أحمد الحاكم في الكنى (مخطوط) 111 - أبو إسحاق المُزكِّي: أبو إسحاق المزكي في الفوائد 112 - أبو إسماعيل الهروي: أبو إسماعيل الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد 113 - أبو الحسن الحربي: أبو الحسن الحربي عليّ بن عُمر في الفوائد المنتقاة 114 - أبو الحسن الحمامي: أبو الحسن الحمامي في جزء الاعتكاف (مخطوط) 115 - أبو الحسن الرقام: أبو الحسن الرقام في كتاب العفو والاعتذار 116 - أبو الحسين الدقاق: أبو الحسين الدقاق في الفوائد المنتقاة (مخطوط)

117 - أبو الحسين بن المظفر: أبو الحسين بن المظفر في غرائب حديث مالك (مخطوط) 118 - أبو الحسين بن حيويه: أبو الحسن بن حيويه في من وافقت كنيتُه كنية زوجة من الصحابة 119 - أبو الشيخ: أبو الشيخ في طبقات المحدثين 120 - أبو الشيخ أخلاق: أبو الشيخ في الأخلاق 121 - أبو الشيخ أمثال: أبو الشيخ في الأمثال 122 - أبو الشيخ توبيخ: أبو الشيخ في التوبيخ 123 - أبو الشيخ رواية الأقران: أبو الشيخ في ذكر رواية الأقران (مخطوط) 124 - أبو الشيخ عظمة: أبو الشيخ في العظمة 125 - أبو الشيخ ما رواه أبو الزبير عن غير جابر: أبو الشيخ في ما رواه أبو الزبير عن غير جابر 126 - أبو العرب: أبو العرب التميمي في كتاب المحن 127 - أبو الفتح الميدومي: أبو الفتح الميدومي في جزء في طرق حديث (قد عرفنا السلامَ عليك، فكيف نُصلِّي عليك) (مخطوط) 128 - أبو الفضل الزهري: أبو الفضل الزهري في حديثه (مخطوط) 129 - أبو القاسم الحنائي: أبو القاسم الحنائي في الفوائد (مخطوط) 130 - أبو القاسم الشيباني: أبو القاسم الشيبانيّ المؤمَّل بنُ أحمد في السادس من الفوائد (مخطوط)

131 - أبو بكر الشافعي: أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (مخطوط) 132 - أبو بكر الشافعي رباعياته: أبو بكر الشافعي في رباعياته (مخطوط) 133 - أبو بكر الشافعي: أبو بكر مكرم بن أحمد القاضي في الفوائد (مخطوط) 134 - أبو بكر المروذي: أبو بكر المروذي أحمد بن عليّ بن سعيد بن إبراهيم القرشي الأموي القاضي في مسند أبي بكر الصديق 135 - أبو بكر النّجاد: أبو بكر النجاد في مسند عُمر (مخطوط) 136 - أبو بكر بن نَجيح: أبو بكر بن نجيح البزار في الثاني من حديثه (مخطوط) 137 - أبو جعفر البُختري: أبو جعفر البختري في الرابع من حديثه (مخطوط) 138 - أبو حامد: أبو حامد الأزهري في الفوائد المنتخبة (مخطوط) 139 - أبو خيثمة: أبو خيثمة في كتاب العلم 140 - أبو زُرعة: أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه 141 - أبو زُرعة الدمشقي: أبو زرعة الدمشقيّ في الفوائد (مخطوط) 142 - أبو سعد الماليني: أبو سعد الماليني في حديثه (مخطوط) 143 - أبو سعد القشيري: أبو سعد القشيري في الأربعون 144 - أبو سعيد الدارمي: أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على بشر المريسي 145 - أبو سعيد الدارمي جهمية: أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية

146 - أبو سعيد النقاش: أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين 147 - أبو سهل بن القطان: أبو سهل بن القطان في حديثه (مخطوط) 148 - أبو سهل بن القطان أمالي: أبو سهل بن القطان في الأمالي (مخطوط) 149 - أبو طالب العشاري: أبو طالب العشاري في جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثًا من حديث البغوي (مخطوط) 150 - أبو طاهر الذُّهلي: أبو طاهر الذهلي في فوائده كما في الإصابة 151 - أبو طاهر المُخَلِّص: المُخَلِّص في الثاني من السادس من الفوائد المنتقاة (مخطوط) 152 - أبو عُبَيد: أبو عبيد في كتاب الإيمان 153 - أبو عُبَيد أموال: أبو عبيد في الأموال 154 - أبو عُبَيد خطب ومواعظ: أبو عبيد في الخطب والمواعظ 155 - أبو عُبَيد طهور: أبو عبيد في كتاب الطهور 156 - أبو عُبَيد غريب: أبو عبيد في غريب الحديث كما في الفتح 157 - أبو عُبَيد فضائل القرآن: أبو عبيد في فضائل القرآن (مخطوط) 158 - أبو عُثمان البحيري: أبو عثمان البحيري في الفوائد (مخطوط) 159 - أبو عَروبة: أبو عَروبة الحرَّاني في المنتقى من كتاب الطبقات 160 - أبو عليّ التنوخي: أبو عليّ التنوخي في الفرج بعد الشدة 161 - أبو عليّ الطوسي: أبو علي الطوسي في المستخرج على الترمذي (مخطوط)

162 - أبو عَمرو الدَّاني: أبو عَمرو الدَّاني في السنن الورادة في الفتن 163 - أبو عَمرو الدَّاني بيان: أبو عَمرو الدَّاني في البيان في عدِّ آي القرآن 164 - أبو عَمرو الدَّاني وقف: أبو عَمرو الدَّاني في الوقف والابتداء 165 - أبو عَمرو السقطي: أبو عَمرو السقطي في جزء من حديثه (مخطوط) 166 - أبو عَمرو السمرقندي: أبو عَمرو السمرقندي في الفوائد المنتقاة الحسان العوالي من حديثه عن شيوخه 167 - أبو غرزة مسند عابس: أبو غزة الحافظ في مسند عابس (مخطوط) 168 - أبو محمد الجوهري: أبو محمد الجوهري في أحاديث أبي الفضل الزهري (مخطوط) 169 - أبو مطيع: أبو مطيع المصري في الأمالي (مخطوط) 170 - أبو موسى المديني: أبو موسى المديني في اللطائف (مخطوط) 171 - الأثرم: الأثرم في سننه (مخطوط) 172 - الآجُرّي: الآجري في الشريعة 173 - الآجُرّي أخلاق: الآجري في أخلاق العلماء 174 - الآجُرّي أخلاق حملة القرآن: الآجري في أخلاق حملة القرآن 175 - الآجُرّي تصديق: الآجري في التصديق بالنظر 176 - الآجُرّي غرباء: الآجري في الغرباء (مخطوط) 177 - الأزرقي: الأزرقي في أخبار مكة

178 - إسحاق: إسحاق بن راهويه في مسنده (مخطوط ومطبوع) 179 - أسد السنة: أسد بن موسى الملقب بأسد السنة في الزهد 180 - إسماعيل القاضي: إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 181 - الإسماعيلي: الإسماعيلي في المستخرج (كما: في الفتح. وكما في: الدر المنثور) 182 - الإسماعيلي معجمه: الإسماعيلي في معجمه (مخطوط) 183 - الأصبهاني: الأصبهاني في الترغيب (مخطوط ومطبوع) 184 - الأصبهاني حجة: الأصبهاني في الحجة 185 - بحشل: أسلم بن سهل بحشل الواسطي في تاريخ واسط 186 - بخ: البخاري في الأدب المفرد 187 - البرجلاني: البرجلاني محمد بن الحسين في الكرم والجود 188 - البرقاني: البرقاني في المستخرج 189 - البرقاني مصافحة: البرقاني في المصافحة كما في الفتح 190 - برهان الدين التنوخي: برهان الدين التنوخي في نظم اللآلي بالمائة العوالي (مخطوط) 191 - البزار: البزار في مسنده (مخطوط ومطبوع) 192 - بغ: البغوي أبو محمد في شرح السنة

193 - بغ أبو القاسم: البغوي الكبير أبو القاسم في حديث أبي مصعب الزبيريّ (مخطوط) 194 - بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد: أبو القاسم البغوي في الجعديات 195 - بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد: البغوي الكبير أبو القاسم في مسند ابن الجعد 196 - بغ أبو القاسم معجم الصحابة: البغوي الكبير أبو القاسم في معجم الصحابة (مخطوط) 197 - بغ أبو القاسم نسخة عَمرو: البغوي الكبير أبو القاسم في نسخة عَمرو بن زرارة 198 - بغ تفسير: البغوي أبو محمد في التفسير 199 - بغ شمائل: البغوي أبو محمد في الشمائل 200 - البلاذُري: البلاذُري في أنساب الأشراف 201 - ت: الترمذي في السنن 202 - ت العلل: الترمذي في العلل الكبير 203 - التَّرقُّفي: عباس التَّرقُّفي في حديثه (مخطوط) 204 - تم: الترمذي في الشمائل 205 - تمام: تمام الرازي في الفوائد (مخطوط ومطبوع) 206 - الثعلبي: الثعلبي في تفسيره (مخطوط) 207 - جا: ابن الجارود في المنتقى

208 - الجوزقاني: الجوزقاني في الأباطيل 209 - جوزي: ابن الجوزي في الواهيات 210 - جوزي مشيخته: ابن الجوزي في مشيخته (مخطوط) 211 - جوزي مناقب: ابن الجوزي في مناقب أحمد 212 - جوزي موضوعات: ابن الجوزي في الموضوعات 213 - الحارث: الحارث بن أبي أسامة في المسند- زوائده (مخطوط) 214 - الحارث: الحارث بن أبي أسامة في المسند (مخطوط) 215 - الحازمي: الحازمي في الاعتبار 216 - الحافظ تخريج المختصر: ابن حجر في تخريج أحاديث المختصر 217 - الحافظ تغليق: ابن حجر في تغليق التعليق 218 - الحافظ تلخيص: ابن حجر في تلخيص الحبير 219 - الحافظ تهذيب: أخرجه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب بإسناده 220 - الحافظ نتائج: ابن حجر في نتائج الأفكار 221 - الحامض: الحامض في المنتقى من الجزء الأول من فوائده (مخطوط) 222 - حب: ابن حبان في الصحيح 223 - حب ثقات: ابن حبان في الثقات 224 - حب روضة: ابن حبان في روضة العقلاء 225 - حب مجروحين: ابن حبان في المجروحين

226 - الحربي: الحربي في الغريب 227 - الحربي مسنده: الحربي في مسنده (مخطوط) 228 - الحسن بن عرفة: الحسن بن عرفة في جزئه 229 - الحسن بن محمد الخلال: الحسن بن محمد الخلال في المجلس الثاني من الأمالي (مخطوط) 230 - الحسن بن موسى: الحسن بن موسى الأشيب في جزئه 231 - الحكيم الترمذي: الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (مخطوط) 232 - حم: الإمام أحمد في المسند 233 - حم أشربة: الإمام أحمد في كتاب الأشربة 234 - حم زهد: الإمام أحمد في الزهد 235 - حم زهد زوائد عبد الله: عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد 236 - حم زوائد عبد الله: عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 237 - حم علل: الإمام أحمد في العلل رواية عبد الله ابنه 238 - حم فضائل: الإمام أحمد في فضائل الصحابة 239 - حم فضائل زوائد عبد الله: عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة 240 - حم قطيعي: القطيعي في زيادته على مسند أحمد 241 - حماد بن إسحاق: حماد بن إسحاق في تركة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. 242 - حمي: الحميدي في المسند

243 - خ: البخاري في صحيحه 244 - خ أوسط: البخاري في تاريخه الأوسط 245 - خ صغير: البخاري في تاريخه الصغير 246 - خ كبير: البخاري في تاريخه الكبير 247 - خت: البخاري تعليقا 248 - خد: أبو داود في الناسخ والمنسوخ 249 - الخرائطي: الخرائطي في فضيلة الشكر 250 - الخرائطي مساويء: الخرائطي في مساويء الأخلاق 251 - الخرائطي مكارم: الخرائطي في مكارم الأخلاق 252 - خز: ابن خزيمة في صحيحه 253 - خز توحيد: ابن خزيمة في التوحيد 254 - خط: الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 255 - خط أسماء مبهمة: الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة 256 - خط تطفيل: الخطيب البغدادي في التطفيل 257 - خط تقييد: الخطيب البغدادي في تقييد العلم 258 - خط تلخيص: الخطيب في تالي التلخيص (مخطوط) 259 - خط تلخيص: الخطيب في تلخيص المتشابه 260 - خط جامع: الخطيب في الجامع (مخطوط)

261 - خط شرف: الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث 262 - خط الفقيه: الخطيب في الفقيه والمتفقه 263 - خط كفاية: الخطيب في الكفاية 264 - خط متفق: الخطيب في المتفق والمفترق (مخطوط) 265 - خط مُوضح: الخطيب في الموضح 266 - الخطابي: الخطابي في الغريب 267 - الخطابي معالم: الخطابي في المعالم 268 - الخلال: الخلال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون في العلل (المنتخب) 269 - الخلال سنة: الخلال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون في السنة 270 - الخِلَعي: أبو الحسن الخلعي في الخلعيات (مخطوط) 271 - الخليلي: أبو يعلى الخليلي في الإرشاد 272 - خيثمة الأطرابلسي: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في حديثه (مخطوط) 273 - خيثمة الأطرابلسي فضائل: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (مخطوط) 274 - خيثمة الأطرابلسي فوائد: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في الفوائد (مخطوط) 275 - د: أبو داود في السنن 276 - الدمياطي: الدمياطي في كشف المغطى في الصلاة الوسطى

277 - الدَّورقي: الدورقي في مسند سعد (مخطوط) 278 - الدُّولابي: الدولابي في الكنى 279 - الدولابي الذُّرِّية: الدولابي في الذُّرِّية الطاهرة 280 - الذَّهبي: الذهبي في الميزان 281 - الذهبي تذكرة: الذهبي في التذكرة 282 - الذهبي سير: الذهبي في السير 283 - الذهبي معجم شيوخه: الذهبي في معجم شيوخه الكبير (مخطوط) 284 - الذُّهلي: محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات 285 - الذُّهلي جزء من حديثه: محمد بن يحيى الذهلي في جزء حديثه (مخطوط) 286 - ر: البخاري في جزء القراءة خلف الإمام 287 - الرَّافعي: الرافعي في التدوين في أخبار قزوين 288 - الرامهرمزيّ: الرامهرمزيّ في المحدث الفاصل 289 - الرامهرمزيّ أمثال: الرامهرمزيّ في الأمثال 290 - الرُّوياني: الرُّوياني في مسنده (مخطوط ومطبوع) 291 - س: النسائي في المجتبى 292 - س تفسير: النسائي في التفسير 293 - س حديث مالك: النسائي في حديث مالك 294 - س خصائص: النسائي في خصائص عليّ

295 - س سير: النسائي في السير 296 - س صوم: النسائي في الصوم 297 - س طب: النسائي فِي الطب 298 - س عشرة: النسائي في عشرة النسائي 299 - س فضائل: النسائي في فضائل القرآن 300 - س كبرى: النسائي في السنن الكبرى 301 - س مجلسان: النسائي في مجلسين من الأمالي 302 - س مناقب: النسائي في المناقب 303 - س نعوت: النسائي في النعوت 304 - س وليمة: النسائي في الوليمة 305 - السَّرَّاج: السراج في مسنده (مخطوط) 306 - السَّرَّاج بيتوتة: السراج في جزء البيتوتة 307 - السَّرَّاج حديثه: السراج في حديثه (مخطوط) 308 - سعيد بن منصور: سعيد بن منصور في السنن 309 - سعيد بن منصور تفسيره: سعيد بن منصور في التفسير 310 - السلفي: السلفي في معجم السفر 311 - السلفي طيوريات: السلفي في الطيوريات (مخطوط) 312 - سمُّويه: سمويه في الفوائد (مخطوط)

313 - سُني: ابن السُّنِّي في اليوم والليلة 314 - السَّهمي: حمزة السهمي في تاريخ جُرجان 315 - سي: النسائي في اليوم والليلة 316 - ش: ابن أبي شيبة في المصنف 317 - ش أدب: ابن أبي شيبة في كتاب الأدب (مخطوط) 318 - ش المسند: ابن أبي شيبة في المسند 319 - ش إيمان: ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان 320 - ش جزء مفقود: ابن أبي شيبة في الجزء المفقود 321 - الشاشي: الهيثم بن كليب الشاشي في مسند الشاشي 322 - الشجري: الشجري في الأمالي 323 - الشحامي: الشحامي في تحفة عيد الفطر (مخطوط) 324 - شفع: الشافعي في المسند 325 - شفع الأُم: الشافعي في الأُم 326 - شفع رسالة: الشافعي في الرسالة 327 - شفع سنن: الشافعي في السنن المأثورة- رواية الطحاوي 328 - شهدة: شهدة بنت أحمد في مشيختها 329 - الصابوني: أبو إسماعيل الصابوني في عقيدة السلف: 330 - صدر الدين البكري: صدر الدين البكري في الأربعين

331 - الضياء: الضياء المقدسي في المختارة (مخطوط ومطبوع) 332 - ط: مالك في الموطأ 333 - طب أوئل: الطبراني في الأوائل 334 - طب أوسط: الطبراني في المعجم الأوسط (مخطوط ومطبوع) 335 - طب جزء النسائي: الطبراني في جزء من حديثه عن النسائي (مخطوط) 336 - طب جزء من حديثه: الطبراني في جزء من حديثه انتقاء ابن مردويه (مخطوط) 337 - طب جزء من كذب: الطبراني في جزء من كذب عليَّ 338 - طب دعاء: الطبراني في الدعاء 339 - طب صغير: الطبراني في المعجم الصغير 340 - طب كبير: الطبراني في المعجم الكبير 341 - طب كبير جزء مفقود: الطبراني في المعجم الكبير الجزء المفقود (مخطوط) 342 - طب مسند الشاميين: الطبراني في مسند الشاميين مخطوط ومطبوع 343 - طب مكارم: الطبراني في مكارم الأخلاق 344 - طح مشكل: الطحاوي في مشكل الآثار 345 - طح معاني: الطحاوي في شرح المعاني 346 - الطرسوسي: أبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عُمر 347 - طي: الطيالسي في مسنده

348 - الطيوري: الطيوري في الطيوريات (مخطوط) 349 - عخ: البخاري في خلق أفعال العباد 350 - عب: عبد الرزاق في المصنف 351 - عب تفسير: عبد الرزاق في التفسير 352 - عب جامع: عبد الرزاق في جامع معمر 353 - عبد: عبد بن حميد في المنتخب من المسند 354 - عبد تفسيره: عبد بن حميد في تفسيره كما في الفتح 355 - عبد الجبار الخولاني: أبو عليّ القاضي عبد الجبار بن عبد الله الخولاني في تاريخ دارِيَّا 356 - عبد الله بن أحمد: عبد الله بن أحمد في السنة 357 - عبد الله بن محمد بن سعيد: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم في ما أسند سفيان الثوري (مخطوط) 358 - عديّ: ابن عديّ في الكامل 359 - العراقي: العراقي في تقريب الأسانيد 360 - عق: العقيلي في الضعفاء 361 - عليّ بن عبد العزيز البغوي: عليّ بن عبد العزيز بن المَرزُبان بن سَابُور أبو الحسن البغوي في مسنده 362 - عُمر بن شبة: عُمر بن شبة في تاريخ المدينة

363 - عو: أبو عوانة في المستخرج 364 - عو قدر: أبو عوانة في القَدَر 365 - عو مُتَمِّم: أبو عوانة في المستخرج القسم المُتَمِّم 366 - عياض: القاضي عياض في الإلماع 367 - الغافقي: الغافقي في مسند الموطأ (مخطوط) 368 - فاكِه: أبو محمد الفاكهي في حديث يحيى بن أبي مسرة عن شيوخه (مخطوط) 369 - فاكِه أخبار مكة: الفاكهي في أخبار مكة 370 - فِر أحكام العيدين: الفريابي في أحكام العيدين 371 - فِر جزء من فوائد حديثه: الفريابي في جزء من فوائد حديثه (مخطوط) 372 - فِر دلائل: الفريابي في دلائل النبوة 373 - فِر صفة المنافق: الفِريابي في صفة المنافق 374 - فِر فضائل: الفريابي في فضائل القرآن 375 - الفَسوي: الفسوي يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 376 - الفَسوي: يعقوب بن سفيان في تاريخه 377 - ق: ابن ماجه في السنن 378 - ق مسند: ابن ماجة في المسند (مخطوط) 379 - قاضي المارستان: قاضي المارستان في المشيخة الكبرى 380 - القُضاعي: القضاعي في مسند الشهاب

381 - قط: الدارقطني في السنن 382 - قط أفراد: الدارقطني في الأفراد (مخطوط) 383 - قط رؤية: الدارقطني في الرؤية (مخطوط) 384 - قط علل: الدارقطني في العلل (مخطوط ومطبوع) 385 - قط فوائد الذهلي: الدارقطني في الجزء الثالث والعشرين من حديث أبي طاهر الذهلي (مطبوع) 386 - قط فوائد الذهلي: الدارقطني في فوائد أبي طاهر الذهلي (مطبوع) 387 - قط مؤتلف: الدارقطني في المؤتلف والمختلف 388 - القطيعي جزء الألف: القطيعي في جزء الألف دينار 389 - القطيعي زيادته فضائل: القطيعي في زيادته على فضائل الصحابة 390 - ك: الحاكم في المستدرك 391 - ك أربعين: الحاكم في كتاب الأربعين كما في التلخيص الحبير 392 - ك إ كليل: الحاكم في المدخل إلى كتاب الإكليل 393 - ك مدخل: الحاكم في المدخل إلى الصحيح 394 - ك معرفة: الحاكم في معرفة علوم الحديث 395 - كر: ابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوط ومطبوع) 396 - كر أربعين بلدانية: ابن عساكر في الأربعين البلدانية (مخطوط) 397 - كر حديث مكيّ: ابن عساكر في حديث مكيّ بن أبي طالب (مخطوط)

398 - كر قرناء السوء: ابن عساكر في ذم قرناء السوء 399 - الكلاباذي معاني: أبو بكر الكلاباذي في معاني الأخبار (مخطوط) 400 - اللاكائي: اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 401 - لد: أبو داود في المسائل 402 - م: مسلم في صحيحه 403 - محا: المحامي في الأمالي (مخطوط، ومطبوع) 404 - محا دعاء: المحاملي في الدعاء 405 - محا العيدين: المحاملي في صلاة العيدين (مخطوط) 406 - محمد بن إبراهيم الجرجاني: محمد بن إبراهيم الجرجاني في (الأمالي مخطوط) 407 - المخلدي: أبو محمد المخلديّ في الفوائد (مخطوط) 408 - المُخَلّص: أبو طاهر المُخَلِّص في الفوائد (مخطوط) 409 - المُخَلّص: أبو طاهر المُخَلِّص في الثاني من الخامس من الفوائد (مخطوط) 410 - المُخَلّص أمالي: أبو طاهر المُخَلِّص في الأمالي (مخطوط) 411 - مد: أبو داود في المراسيل 412 - المروزي: الحسين بنُ الحسن المروزي في زوائد الزهد 413 - المزي: المزيُّ في تهذيب الكمال (مخطوط ومطبوع) 414 - المستغفري: المستغفري في فضائل القرآن 415 - مُسَدَّد: مسدد في المسند كما التهذيب

416 - مُسَدَّد: مسدد في المسند كما في الفتح 417 - المطرِّز: أبو بكر القاسم بن زكريا المطرِّز في الفوائد (مخطوط) 418 - معاذ بن المثنى: معاذ بن المثنى في زيادته على مسند مسدد 419 - مق: مسلم في مقدمة صحيحه 420 - المهرواني: أبو القاسم المهرواني في المهروانيات 421 - مي: الدارمي في السنن 422 - الميانجي: الميانجي في غرائب حديثه (مخطوط) 423 - نجم الدين النسفي. نجم الدين النسفي في أخبار سمرقند أو الاختصار التالي: 424 - النسفي: نجم الدين النسفي في ذكر علماء سمرقند 425 - النحاس: النحاس في القطع والائتناف 426 - نعيم: أبو نعيم الأصبهاني في المستخرج 427 - نعيم أخبار: أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان 428 - نعيم أربعين: أبو نعيم الأصبهاني في الأربعين 429 - نعيم بن حماد زوائد: نعيم بن حماد في زوائد الزهد 430 - نعيم حديث أبي عليّ الصواف: أبو نعيم الأصبهاني في جزء من حديث أبي عليّ الصواف (مخطوط) 431 - نعيم حلية: أبو نعيم الأصبهاني في الحلية 432 - نعيم دلائل: أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة

433 - نعيم زوائد حديث أيوب: أبو نعيم الأصبهاني في زوائده على حديث أيوب السختياني لإسماعيل القاضي (مخطوط) 434 - نعيم صفة الجنة: أبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة 435 - نعيم طب: أبو نعيم الأصبهاني في الطب (مخطوط) 436 - نعيم مسانيد فراس: أبو نعيم الأصبهاني في مسانيد فراس بن يحيى 437 - نعيم مسند أبي حنيفة: أبو نعيم الأصبهاني في مسند أبي حنيفة (مخطوط) 438 - نعيم معرفة: أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة 439 - نووي: النووي في الأذكار 440 - نووي بستان: النووي فِي بستان العارفين 441 - الهروي ذم الكلام: أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام (مخطوط) 442 - هق: البيهقي في السنن الكبير 443 - هق آداب: البيهقي في الآداب 444 - هق اعتقاد: البيهقي في الاعتقاد 445 - هق الأربعون: البيهقي في الأربعون الصغرى 446 - هق بعث: البيهقي في البعث 447 - هق دعوات: البيهقي في الدعوات الكبير 448 - هق دلائل: البيهقي في الدلائل 449 - هق زهد: البيهقي في الزهد 450 - هق شعب: البيهقي في الشعب

451 - هق صغير: البيهقي في السنن الصغير 452 - هق صفات: البيهقي في الأسماء والصفات 453 - هق عذاب القبر: البيهقي في إثبات عذاب القبر 454 - هق فضائل الأوقات: البيهقي في فضائل الأوقات 455 - هق مدخل: البيهقي في المدخل 456 - هق معرفة: البيهقي في المعرفة 457 - هق مناقب الشافعي: البيهقي في مناقب الشافعي 458 - هَنَّاد: هَنَّاد بن السَّرِيّ في الزهد 459 - الواحدي: الواحدي في أسباب النزول 460 - وكيع: وكيع في الزهد 461 - وكيع أخبار القضاة: وكيع في أخبار القضاة 462 - ي: البخاري في جزء رفع اليدين 463 - يحيى بن آدم: يحيى بن آدم في الخراج 464 - يع: أبو يعلى الموصلي في مسنده 465 - يع معجمه: أبو يعلى الموصلي في المعجم 466 - يع مفاريد: أبو يعلى الموصلي في المفاريد 467 - وفيما عدا هذه الرموز أَذْكُر المُصَنِّف واسمَ كتابه كاملًا ***

1 - أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان

1 - أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) غُلُوُّ بعض النَّاسِ في عليّ - رضي الله عنه -: 501/ 1 - (ما تَرَكَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدَّفَّتَين. قال: ودخلنا على محمد بنِ الحنفية، فسألناه، فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. ووقع عند أحمد: "ما بين اللَّوحَين"، وزاد: وكان المختار يقول: "الوحيَ" ولفظ الطحاويّ هكذا: "لا وحي إلا القرآن". قال ابنُ كثير في تفسيره: معناه: أنه -عليه الصلاة والسلام- ما تَرَكَ مالًا ولا شيئًا يورث عنه. ولهذا قال ابنُ عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين. يعني: القرآن. والسُّنَّةُ مفسرةٌ له، ومُبَيِّنَةٌ ومُوَضحَةٌ له، فهي تابعةٌ له، والمقصودُ الأعظمُ كتاب الله تعالى. اهـ. قال الحافظُ في الفتح 9/ 65: وقد تلطَّفَ المُصَنِّفُ في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه عَنْ أحدِ أَئِمَّتِهم الذين يدَّعُون إمامَتَهُ، وهو: محمد بنُ الحنفية، وهو ابنُ عليّ بنِ أبي طالب. فلو كانَ هناك شيءٌ ما، يتعلق بأبيه، لكان هُوَ أحقَّ الناسِ بالاطلاعِ عليه؛ وكذلك ابنُ عباس،

فإنَّهُ ابنُ عَمِّ عليّ، وأشدُّ الناسِ له لُزُومًا واطلاعًا على حاله. اهـ.). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة، عن عبد العزيز بنِ رُفَيع، قال: دخلتُ أنا وشدَّد ابن مَعْقِل على ابنِ عباس - رضي الله عنهما -، فقال له شداد بنُ معقل: أترك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ شيءٍ؟ قال: ... فذكره. ورواه عن سفيان: قتيبة بنُ سعيد، وأحمد بنُ حنبل، والنفيليُّ، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكَين). (صحيحٌ. ويشهد له: ما رواه أبو جحيفة، عن عليّ - رضي الله عنه - كما في الحديث التالي) (خ، الإسماعيليّ، حم، طح مشكل، هق شعب) (التسلية / ح 65؛ ابن كثير / 251؛ الفضائل / 171). حديثُ أبي جحيفة عن عليّ - رضي الله عنه -: 502/ 2 - (هل عندكم مِنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ شيءٍ سوى القرآن؟ قال: لا، والذي فلق الحبَّةَ وبَرَأَ النسمَةَ، إلا أَنْ يرزُقَ الله عبدًا فهمًا في كتابه، وما في هذه الصحيفة. قال: قلتُ: فما هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفِكَاك الأسير، ولا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بكافرٍ). (رواه: مُطَرِّف بنُ طريف، عن الشعبيّ، عن أبي جُحيفة، قال: قلتُ لعليّ بنِ أبي طالب: ... فذكره. ورواه عن مطرف: الثوريُّ، وابنُ عُيَينة، وزهير بنُ معاوية، وأبو بكر بنُ عيَّاش، وهُشَيم بنُ بشير في آخرين. وتابعه: إسماعيل بنُ أبي خالد، عن الشعبيّ بسنده سواء). (صحيحٌ) (خ، س، ت، ق، مي، حم، طي، شفع، عب، طح مشكل، طح معاني، جا، البزار، طب أوسط، هق) (التسلية / ح 65؛ غوث 3/ 100

ح 794؛ كتاب المنتقى / ح 857؛ تنبيه الهاجد / ص 90 رقم 65؛ تنبيه الهاجد ج 1 / رقم 65؛ ج 11 / رقم 2309). وطريق آخر عن عليّ - رضي الله عنه -: 503/ 3 - (ما كتبنا عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا: القرآن، ومَا في هذه الصحيفةِ. قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المدينةُ حرامٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْرِ. فمَنْ أحدَثَ فيها حَدَثًا، أو آوى مُحْدِثًا: فعلية لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يقبَلُ الله منه عَدْلًا ولا صَرْفًا، ذِمَةُ المسلمينَ واحدةٌ، يسعى بها أدنَاهُم، فمَنْ أخفَرَ مُسلِمًا: فعلية لعنةُ الله الملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يُقْبَلُ منه عَدْل ولا صَرْفٌ. ومَنْ والى إمامًا بغيرِ إذنِ مَوَالِيه: فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يُقْبَلُ منه عدلٌ ولا صَرْفٌ. هذا لفظ البيهقي. وفي لفظ: ما عندنا شيءُ إلا كتابُ الله ...). (رواه: الأعمش، عن إبراهيم التيميّ وهو ابن يزيد بنِ شريك أبو أسماء الكوفي، عن أبيه، عن عليّ - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره. ورواه عن الأعمش: شعبة، والثوريُّ، وجرير بنُ عبد الحميد، وأبو معاوية، ووكيع، وحفص بن غيَّاث). (قال الترمذيُ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س كبرى، ت، عب، طي، حم، ابن أبي عاصم دِيَّات، ابن جرير تهذيب، قط علل، هق، اللالكائي، طح معاني) (التسلية / ح 65).

وطريق آخر عن عليّ - رضي الله عنه -: 504/ 4 - (هل كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُسِرُّ إليك بشيءٍ دون الناس؟ فغضب عليٌّ حتى احْمَرَّ وجهُهُ، وقال: ما كان يُسِرُّ إِلَيَّ شيئًا دون الناس، غير أنه حَدَّثَنِي بأربعِ كلمات، وأنا وهو في البيت، فقال: لعنَ اللهُ مَنْ لعنَ والدَه، ولعنَ الله مَنْ ذبح لغير الله، ولعن الله مَنْ آوى مُحْدِثًا، ولعنَ الله مَنْ غَيَّرَ منارَ الأرضِ). (رواه: منصور بنُ حيَّان، عن أبي الطُّفَيل عامر بنِ واثلة، قال: سأل رجلٌ عليًّا، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، س، حم زوائد عبد الله، يع، هق) (التسلية / ح 65). 505/ 5 - (سُئِلَ عليٌّ: أَخَصَّكُم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ؟ فقال: ما خَصَّنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كافّةً إلا ما كانَ في قِرَاب سَيفِي هذا. قال: فأخرجَ صحيفةً مَكتوبٌ فيها: لعنَ الله مَنْ ذبحَ لغير الله، ولعنَ الله مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الأرض، ولعنَ الله من لعنَ والده، ولعنَ الله من آوى مُحْدِثًا). (قال مسلمٌ: ثنا محمد بنُ المثنى ومحمد بنُ بشار -واللفظ لابنِ المثنى- قالا: ثنا محمد بنُ جعفر: ثنا شعبة، قال: سعت القاسم بنَ أبي بَزَّةَ، يحدث عن أبي الطُّفَيل عامر بنِ واثلة، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، بخ، فاكِه، حم، حب) (التسلية / ح 65).

وطريق آخر عن عليّ - رضي الله عنه -: 506/ 6 - (هل عَهِدَ إليكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا لم يعهده إلى النَّاسِ عامَّةً؟ قال: لا، إلا ما في كتابي هذا. قال مسدد: قال: فأخرج كتابًا. وقال أحمد: كتابًا مِنْ قِرَابِ سَيْفٍ، فإذا فيه: المؤمنونَ تتكافأُ دماؤُهم. وهم يدٌ على مَنْ سواهم. ويسعى بِذِمَّتِهم أدناهُم. ألا لا يقتلُ مؤمنٌ بكافرٍ، ولا ذو عهدٍ في عهده. من أحدت حَدَثًا فعلى نفسه، ومَنْ أحدث حدثًا أو أوى مُحْدِثًا فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين). (رواه: يحيى بنُ سعيد القطان، ويزيد بنُ زُرَيع، قال كلاهما: ثنا سعيد بنُ أبي عَروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: انطلقتُ أنا والأشتر إلى عليّ - رضي الله عنه - فقلنا: ... فذكره. وفي حديث ابن زُرَيع، قال: انطلقتُ أنا ورجلٌ .. ولم يُسَمِّه). (وسندُهُ صحيحٌ لولا عنعنة الحسن، ويمشيها شيخُنا الألبانيُّ إذا روى الحسنُ عن التابعين) (د، حم، يع) (التسلية / ح 65). وحديثُ عائشة - رضي الله عنها -: 7/ 507 - (متى أوصى إليه، وقد كنتُ مُسْنِدَتَهُ إلى صدري -أو قالت: حجْرِي- فدعا بالطِّسْتِ، فلقد انْخَنث في حجري، فما شعرتُ أنه قد مات، فمتى أوصى؟ اللفظ للبخاري. ولفظ النسائي هكذا: يقولونَ: إِنّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى إلى عَلِيٍّ - رضي الله عنه -؟ لقد دعا بالطَّسْتِ ليبولَ

فيها، فانْخَنَثَتْ نفسُهُ وما أشعرُ، فَإِلَى مَنْ أَوْصَى؟). (أخرجوه من طرقٍ: عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: ذَكَرُوا عند عائشة - رضي الله عنها -، أنَّ عليًّا كان وصيًّا، فقالت: ... فذكرته (¬1) ورواه عن ابن عون جماعةٌ، منهم: أزهر السمان، وابنُ عُلَية، وسليم بنُ أخضر، وحماد بنُ زيد). (قال النوويُّ في المجموع 2/ 92: هذا حديثُ صحيحٌ). (خ، م، عو: س، تم، ق، حم، ش، خز، حب، ابن المنذر، هق، هق دلائل) (التسلية / ح 66؛ بذل 1/ 311 ح 33). العبدُ الآبِقُ: 50/ 8 - (إذا أبق العبدُ لم تُقبَلْ له صلاةٌ. لفظ مُغيرة 50/ 9 - أيما عبدٍ أبق فقد بَرِئَت منه الذِّمَّةُ. لفظ داود 51/ 10 - أَيُّما عبدٍ أَبَقَ مِنْ مَوَاليه فقد كَفَرَ حتى يرجعَ إليهم. لفظ منصور). (أخرجه مسلمٌ في كتاب الإيمان / باب تسمية العبد الآبق كافرًا / رقم 68/ 122، 123، 124 عن منصور بنِ عبد الرحمن الغُدانيّ الأشل، وداود بنِ أبي هند، ومغيرة ابنِ مقسم الضبي، ثلاثتهم عن عامر بنِ شراحيل الشعبيّ، عن جرير بنِ عبد الله البجلي - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بهذا). ¬

_ (¬1) ورواه مسروق، عن عائشة، وانظر حديثه في أبواب: الزهد والرقائق.

(اتفق الشيخان على تخريج حديث الشعبيّ عن جرير، قال: بايعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - انظره في أبواب: الإمارة؛ وانفرد مسلمٌ بحديثين، هذا أحدهما، والثاني: إذا أتاكم المُصَدِّق .. انظره في أبواب: الزكاة) (م) (تنبيه 9 / رقم 2124). نُزولُ القرآنِ على أَحرُفٍ: 511/ 11 - (سمعتُ هِشام بنَ حكيم يقرأ سورةَ الفُرقان في حياةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستمعتُ لقراءتِهِ، فإذا هو يَقرَأُ على حرُوفٍ كثيرة لم يُقرِئنِيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكِدتُ أُسَاورُهُ في الصلاة. فتصبَّرتُ حتى سلَّم، فلبَّبتُهُ بردائه، فقلتُ: مَنْ أقرَأكَ هذه السورةَ التي سمعتُكَ تَقرأُ؟ قال: أقرأَنِيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: كذبتَ، فإنَّ رسولَ الله قد أقرأَنِيها على غير ما قرأتَ. فانطلقتُ به أقودُهُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: إني سمعت هذا يقرأ بسورةِ الفرقانِ على حرُوفٍ لم تُقرئنِيها. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرسله، اقرأ يا هشام". فقرأ عليه القراءةَ التي سمعتُهُ يقرأ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذلك أُنْزِلَت"، ثم قال: "اقرأ يا عُمر"، فقرأتُ القراءةَ التي أقرأني. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذلك أنزلت، إِنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سبعة أحرفٍ، فاقرَأوا ما تَيَسَّرَ منه". غريب الحديث: قال الحافظ في فتح الباري / كتاب التوحيد / باب قول الله تعالى:

{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل / 20] 13/ 520 - 521: فاقرؤا ما تيسر منه: الضمير للقرآن، والمراد بالمتيسر منه في الحديث غير المراد به في الآية، لأن المراد بالمتيسر في الآية للقلة والكثرة، والمراد به في الحديث بالنسبة إلى ما يستحضره القاريءُ من القرآن، فالأول من الكمية، والثاني من الكيفية. اهـ.). (أخرجوه من طرقٍ: عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريء والمسور بن مخرمة معًا، عن عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - بهذا. ورواه عن الزهريّ: عقيل بنُ خالد، ويونس بنُ يزيد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وفليح بنُ سليمان، وعبد الرحمن بنُ عبد العزيز، وابن أخي ابن شهاب، واسمه: محمد بنُ عبد الله بنِ مسلم الزهريُّ. وتابعهم: معمر بنُ راشد، عن الزهريّ بسنده سواء. أخرجه عبد الرزاق ج 11 / رقم 20369 ومن طريقه: مسلمٌ 818/ 271، والترمذيُّ 2943، وأحمد 278، 296، ومحمد بنُ يحيى الذهلي في جزء من حديثه ق 40/ 2، والبيهقيُّ 2/ 383. وتابعه: عبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، عن معمر بسنده سواء. أخرجه النسائيُّ 2/ 150، وأحمد 158). (قال أبو القاسم الحنائي: هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، حم، ش، طي، ابن حرير، أبو عبيد فضائل القرآن، أبو عبيد غريب، طح مشكل، ابن الأعرابي، أبو القاسم الحنائي، خط أسماء مبهمة، هق شعب) (التسلية / ح 39). فصلٌ فيه طريق آخر عن عُمر: أخرجه أبو الشيخ في الطبقات 461، وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان 1/ 212 - 213 من طريق عبد الله بن ميمون: ثنا جعفر بنُ محمد، عن أبيه. وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عُمر، عن عُمر،

مرفوعًا: "أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ". وأخرجه ابنُ جرير 17، والخطيب في المبهمات ص 323، من طريق عبد الله ابن ميمون: ثنا عبيد الله بنُ عُمر، عن نافع، عن ابن عُمر، عن عُمر - رضي الله عنه - أنه سمع رجلًا يقرأ القرآن، فسمع آيةً على غير ما سمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأتى به عُمر إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إن هذا قرأ آية كذا وكذا؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ كلُّها شافٍ كافٍ". وسنده واهٍ جدًّا، وعبد الله بنُ ميمون: هو القدَّاح، ذاهبُ الحديث كما قال البخاريُّ. وقال الحاكمُ: روى عن عبيد الله بن عُمر أحاديث موضوعة. اهـ. (¬2) شهادةُ الوفودِ بأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حَقٌّ: 512/ 12 - (كُنَّا بحضرةِ ماءٍ ممر الناس، فكنا نسألهم ما هذا الأمر؟ فيقولونَ: رجلٌ يزعمُ أنَّه نبيٌّ، وأنَّ الله أرسله، وأن الله أوحى إليه كذا وكذا، فجعلتُ لا أسمعُ شيئًا مِنْ ذلك إلا حفظتُه، كأنما يغري في صدري بغراءٍ حتى جمعت منه قرآنًا كثيرًا. قال: فكانت العرب تَلَوَّمُ بإسلامها الفتحَ، ويقولون: انظروا فإنْ ظهرَ عليهم فهو صادقٌ، وهو نبيٌّ. فلما جاءتنا وقعةُ الفتح بادرَ كُلُّ قومٍ بإسلام قومهم، ¬

_ (¬2) قال أبو عَمرو غفر الله له: انظر سياقًا آخر لحديث عُمر بن الخطاب هذا، مع جميع طرق هذا الحديث وشواهده في أبواب: التفسير وفضائل القرآن / باب: نزول القرآن على سبعة أحرف.

فانطلق أَبِي بإسلامِ أهلِ حِوائنا ذلك، فأقامَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ما شاءَ الله أنْ يُقِيم، ثم أقبل فلمَّا دنا منا تلقيناه، فلما رأيناهُ قال: جئتُكم والله مِنْ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًّا، قال: ثم قال: إِنَّهُ يأمُرُكُم بكذا وكذا، وينهاكُم عَنْ كذا وكذا، وأَن تُصَلُّوا صلاةَ كذا في حين كذا: فإِذا حَضَرَتِ الصلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أحدُكُم وَلْيَؤُمَّكُم (¬3) أكثرُكُم قُرآنًا". قال: فنظروا إلى أهل حِوائنا فما وجدُوا أحدًا أكثرَ مِنِّي قُرآنًا للذي كنتُ أحفظُ مِنَ الرُّكْبَان، فَقَدَّمُونِي بين أيديهم، فكنتُ أُصَلِّي بهم وأنا ابنُ سِت سنين، قال: فكانت عَلَيَّ بُرْدَةً، كنتُ إذا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، قال: فقالت امرأةٌ مِنَ الحَيِّ: ألا تُغَطُّوا عَنَّا أستَ قَارِئِكُم؟ قال: فَكَسَوْنِي قَمِيصًا مِنْ معقد البحرين، فما فَرِحْتُ بشيءٍ أشد مِنْ فَرَحِي بذلك القميص. لفظ الطبراني في الكبير. قال الحافظُ في الفتح 8/ 23: يُغَرِّي -بغين معجمة وراء ثقيلة- أي يُلْصَق بِالغِرَاء، ورجَّحَهَا عِيَاض. قوله: تَلَوَّمَ -بفتح أوَّله واللام وتشديد الواو- أي تَنْتَظِر، وإحدى التَّاءَينِ محذُوفَة. قوله: حوائنا -بكسر المهملة وتخفيف الواو والمد-، الحواء هو مكان الحي. قوله: تَقَلَّصَتْ أي انجمعَتْ وارتفعت، وفي رواية أبي داود: تَكَشَّفَت عَنِّي). (رواه: أيوب بنُ أبي تميمة السختيانيُّ، قال: ثنا عَمرو بنُ سَلِمة أبو يزيد الجَرميّ - ¬

_ (¬3) وانظر أبواب الصلاة والمساجد / باب: مَنِ الأحقُّ بالإمامة؟.

رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره). (صحيحٌ) (خ، د، س، حم، ابن سعد، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، بِغ أبو القاسم معجم الصحابة، ابن أبي عاصم آحاد، خز، قط مؤتلف، جا، طح مشكل، ابن قانع، أبو أحمد الحاكم كنى، طب كبير، طب أوسط، خط) (غوث 1/ 264 ح 309؛ كتاب المنتقى / 122 - 123 ح 339؛ التسلية / ح 58). شُعَبٌ مِنْ بعضِ شُعَبِ الإيمان: 513/ 13 - (يا أيها الناس أطعِمُوا الطَّعَام، وأفشوا السَّلام وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نِيام، تدخُلوا الجَنَّة بسلام) رواه: الضياءُ المقدسيُّ في الأحاديث المختارة من طريق أبي بكر بنِ أبي شيبة، قال: ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زرارة، قال: حدثني عبد الله بنُ سلام، قال: لمَّا قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، انجفل الناس قبله، وقيل: قدم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجئتُ في الناس لأنظرَ إليه، فلما تبينتُ وجْهَهُ علمتُ أن وجهَهُ ليس بوجه كذَّابٍ، فكان أوَّلُ شيءٍ سمعته يتكلم به أَنْ قال: ... وذكر الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع زرارة بن أوفى من عبد الله بن سلام - رضي الله عنه -. قال شيخُنا أبو إسحاق الحوينيّ - رضي الله عنه -: فقد سُئل أبو حاتم الرازي كما في المراسيل ص 63: "هل سمع زرارة بنُ أوفى من عبد الله بن سلام؟ قال: ما أراه، ولكن يدخل في المسند". ولكن يَرُدُّ هذا أن البخاريَّ ترجم لزرارة بن أوفى في التاريخ الكبير 2/ 1 / 439، وقال: "قال سليمان بنُ حرب، عن حماد بن زيد، عن أبيوب. وقال سليمان، عن

حماد، عن عوف، قال: ثنا زرارة بنُ أوفى، قال: نا عبد الله بنُ سلام. وقال عبد الله بنُ أبي شيبة: ثنا أبو أسامة، عن عوف، عن زرارة: حدثني عبد الله بنُ سلام، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال إسحاق: سألتُ عليّا، فقال: أخبرنا عبد الأعلى، قال: أخبرني داود بنُ أبي هند، عن زرارة بن أوفي: حدثني تميم الداري". قلتُ: فظاهرٌ من صنيع البخاريّ أنه يثبت السماع لزرارة بن أوفى من عبد الله ابن سلام. فقد رواه: حماد بن زيد وحماد بنُ أسامة معًا، عن عوف الأعرابي، عن زرارة: نا عبد الله بنُ سلام. وهما ثقتان ثبتان، ولا يعكر على ذلك أن يحيى القطان، وغندرًا، وابنَ أبي عديّ، وعبد الوهاب الثقفي، وسعيد بن عامر رووه، عن عوف الأعرابي، عن زرارة ابن أوفى، عن عبد الله بن سلام بالعنعنة. وأنا أعني حديث: "أطعموا الطعام وأفشوا السلام" لأنَّ ذكرَ السماع زيادةٌ من ثقتين؛ ثم ثنَّى البخاريُّ بذكر الإسناد الصحيح والذي يثبت سماع زرارة بن أوفى من تميم الداري. ثم رأيتُ الضياء المقدسي أورد هذا الإسناد في المختارة ج 9 رقم 404، وقال: "وفي هذا الحديث بيان سماع زرارة من عبد الله بن سلام". اهـ.). (خ كبير، ابن أبي حاتم مراسيل، الضياء) (التسلية / ح 31، تنبيه 9 / رقم 2124). الملائكة، تعاقُبُهُم بالليل والنهار، وسؤالُ رَبِّهم لهم وهو أعلمُ: 514/ 14 - (يَتَعَاقَبُون فِيكُم ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ. ثم يَعْرُجُ الذين بَاتُوا فِيكُم،

فَيَسْأَلُهُم وهو أعلَمُ بهم: كيفَ تركتُم عِبادِي؟ فيقولونَ: تركناهُم وهُم يُصَلُّون، وأَتَينَاهُم وهُم يُصَلُّون). (حدَّثَ به الإمامُ مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن مالك: عبد الله بنُ يوسف، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وإسحاق بنُ يحيى، وأبو مصعب، ويحيى بنُ يحيى، وإسماعيل بنُ أبي أويس، وعبد الله بنُ مسلمة القعنبيُّ، وقُتَيبة بنُ سعيد أبو رجاء البغلاني. ورواه عن أبي الزناد جماعةٌ، منهم: شعيب بنُ أبي حمزة -ويأتي حديثه فيما يلي-، موسى بنُ عقبة (¬4)، والمغيرة بنُ عبد الرحمن، وورقاء بنُ عُمر، وعبد الرحمن بنُ أبي الزناد. وللحديث طرق أخرى (¬5) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، س، ط، حم، حب، السَّرَّاج، أبو سهل ابن القطان أمالي، أبو سعد القشيري، الأصبهاني حجة، بغ، ابن قدامة، ابن جماعة، الدمياطي) (التسلية / ح 64؛ ابن كثير 1/ 251؛ الفضائل / 170). 515/ 15 - (الملائكةُ يَتَعَاقَبُون: ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وفي صلاة العصرِ. ثم يَعْرُجُ إليهِ الذين كانُوا فِيكُم، فَيَسْألُهُم وهو أعلَمُ بهم، فيقولُ: كيفَ تركتُم عِبادِي؟ فقالوا: تركناهُم يُصَلُّون، وأَتَينَاهُم يُصَلُّون) ¬

_ (¬4) ذكرتُ حديثَهُ في أبواب الصلاة والمساجد / باب: فضل صلاتي الفجر والعصر. (¬5) ذكرتُ شيئًا منها في أبواب: التفسير وفضائل القرآن، وفي أبواب: الزهد والرقائق.

(حدَّثَ به: أبو اليمان الحكم بنُ نافع، عن شُعَيب بنِ أبي حمزة، عن أبي الزناد، بسنده سواء، كما في الحديث السابق). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، ابن منده توحيد) (التسلية / ح 64؛ ابن كثير 1/ 251، الفضائل / 170).

2 - أبواب: الأخلاق والآداب والمعاملات مع اللباس والزينة

2 - أبواب: الأخلاق والآداب والمعاملات مع اللباس والزينة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 516/ 1 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ التيمُّن ما استطاع في شأنه كلِّه: في طُهُوره، وترجُّله، ونعلِهِ. هذا لفظ أبي داود، وقال: ولم يذكر مسلمٌ -يعني: ابن إبراهيم-: "شأنه كله". وزاد: "وسواكه". ورواه عن شعبة، معاذٌ -يعني: ابن معاذ العنبري- لم يذكر: "سواكه"). (أخرجه البخاريُّ في الوضوء 1/ 269 رقم 168، وأبو داود 4140، والبيهقيُّ 1/ 216 عن حفص بنِ عُمر الحوضي. والبخاريُّ في الصلاة 1/ 523 رقم 426، والبيهقيُّ في الشعب 6280 عن سليمان بنِ حرب. والبخاريُّ أيضًا في الأطعمة 9/ 526 رقم 5380، والنسائيُّ 1/ 205 عن عبد الله بنِ المبارك. والبخاريُّ في اللباس 10/ 309 رقم 5854 عن حجاج بنِ منهال، و 10/ 368 رقم 5926 عن أبي الوليد الطيالسي. ومسلمٌ في الطهارة رقم 268/ 67، وأبو داود 4140 معلَّقًا عن معاذ بنِ معاذ العنبري. والنسائيُّ 1/ 87، 8/ 185، وابنُ خزيمة 179، وعنه ابنُ حبان 1091 عن خالد بنِ الحارث. وأحمد 6/ 94، 167 - 168، قال: ثنا بهز بنُ أسد وعبد الرحمن بنُ مهدي. وأحمد 6/ 130، وأبو عوانة 1/ 222 عن

عفان بنِ مسلم. وأحمد 6/ 147، والإسماعيليّ في المستخرج كما في الفتح عن غُندر. وأحمد 6/ 202، وابنُ خزيمة 244 عن يحيى القطان. وأبو عوانة 1/ 222، والبيهقيُّ 1/ 216 عن بشر بنِ عُمر الزهرانيّ. والطيالسيُّ 1410 ومن طريقه أبو عوانة 1/ 222. وإسحاق بن راهويه في المسند 1463/ 920، والخطيب في الجامع 917 عن النضر بنِ شميل. وابنُ المنذر في الأوسط 1/ 386، قال: نا يحيى ابنُ السكن. وابن راهويه في المسند 1464/ 921، قال: نا وهب بنُ جرير. وأبو الشيخ في أخلاق النبيّ ص 282 عن أبي أسامة حماد بنِ أسامة. والبيهقيُّ في المعرفة 1/ 316 عن حجاج بنِ منهال. قالوا جميعًا -وهم ثمانية عشر راويًا-: ثنا شعبة، عن أشعث بنِ سليم، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ... فذكرته. قال شعبة: سمعتُ الأشعث بواسط، يقول: "يحبُّ التيامن" فذكر شأنه كلَّه. ثم سمعته بالكوفة يقول: "يحبُّ التيامن ما استطاع" وتابعهم مسلم بنُ إبراهيم، قال: ثنا شعبة بهذا الإسناد، إلا أنه قال: "وسواكه" ولم يذكر قوله "في شأنه كلِّه". أخرجه أبو داود 4140، قال: ثنا مسلمٌ بهذا ورواه جمعٌ تابعوا شعبة عليه، ولم يذكروا هذه الزيادة.). (وسبيل هذه الزيادة عند الناظر في هذا التخريج أن تكون شاذّةً. لكني لا أحكمُ بشذوذها لأمرين، أولهما: أنَّ مسلم بنَ إبراهيم ثقةٌ مأمونٌ لم يختلف فيه. الثاني: أنَّ زيادة السواك داخلةٌ في عموم قوله: "في شأنه كلِّه" ثم ذكر الطهور، والترجل، والتنعل على سبيل المثال. فلا مانع أن يدخل فيه السواك وغيره، ولعل أشعث ابن سليم كان يذكرها ويتركها، كما كان يقول في الكوفة: "ما استطاع" ولا يذكرها في مرة أخرى. ولست ممن يرى قبول زيادة الثقة بإطلاق كما يراه جمهور

الأصوليين والفقهاء فإنَّ الحُذَّاقَ من أهل الحديث كانوا يفصِّلون، فتارة يقبلونها ويردونها تارة، ويدورون مع القرائن، وقد ذكرتُ قرينتين بل ثلاثة ترجح قبول زيادة مسلم بن إبراهيم، والمقام يحتمل البسط ولكن الموضع هنا لا يسعُهُ) (مجلة التوحيد / جماد الآخر / 1425 هـ). 517/ 2 - (احفظ عورتَكَ إلا مِنْ زوجَتِك، أو ما ملكَت يمينُك). (عن معاوية بن حيدة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (سنده حسن. وصحَّحه الحاكم) (د، ت، ق، حم، ك) (التوحيد / ربيع أول / 1417 هـ؛ الإنشراح / 52 ح 51). 518/ 3 - (إنَّ مِنْ أشدِّ النَّاسِ عذابًا يوم القيامة: المُصَوِّرون). (حدَّث به النسائيُّ، قال: أنبأنا محمد بنُ يحيى بنِ محمد، قال: ثنا محمد ابنُ الصَّباح، قال: ثنا إسماعيل بنُ زكريا، قال: ثنا حُصَين بنُ عبد الرحمن، عن مسلم ابن صبيح أبي الضحى، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وذكر الحديث). (إسناده صحيحٌ. شيخ النسائيّ: محمد بنُ يحيى، لقبه: "لؤلؤ"، وهو كاللؤلؤة؛ ثقةٌ كيِّسٌ) (س) (تنبيه 12 / رقم 2414). 519/ 4 - (أشدُّ النَّاسِ عذابًا يوم القيامة: المُصَوِّرون). (رواء: وكيع بنُ الجراح، عن الأعمش، عن الضحاك، قال: كنتُ مع مسروقٍ في صُفَّة فيها تماثيلُ، فنظرَ إلى تمثال منها، فقالوا: هذا تمثالُ مريم، فقال مسروقٌ: قال عبد الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... وذكر الحديث. والأعمش له فيه شيخٌ آخر انظر ما يلي). (حديثٌ صحيحٌ. والضحاك: هو عندي ابنُ شُرحبيل المشرقيُّ) (خ، م، س، حم، يع، حمي، ش، طح معاني) (تنبيه 12 / رقم 2414).

520/ 5 - (إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا عند الله يوم القيامة: المُصوِّرون). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة -وهذا حديثه-، وأبو معاوية الضرير، ووكيع بنُ الجراح، وجرير بنُ عبد الحميد، ويحيى بنُ عيسى، كلهم عن الأعمش، عن أبي الضحى مُسلم بنِ صُبَيح، عن مسروق، عن ابن مسعود به مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. والوجهان محفوظان) (تقدم تخريجه وموضعه في الحديث الذي قبله). 521/ 6 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أَنْ يمشِي الرَّجُلُ في نعلٍ واحدةٍ). (عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وبعضهم أخرجه عن أبي صالح وحده، وبعضهم أخرجه عن أبي رزين وحده، وبعضهم رواه عنهما جميعا. وله طرق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وفي الباب عن جماعة من الصحابة منهم: جابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وشداد بن أوس - رضي الله عنه -) (بخ، م، س، حم، عب، ش) (حديث الوزير / 182 - 187 ح 53). 522/ 7 - (إنما يلبسُ الحرير في الدنيا من لا خَلاق له في الآخرة). (عن عِمران بنِ حِطَّان، قال: سألتُ عائشة عن الحرير، فقالت: ائت ابن عباس فسله، قال: فسألتُهُ، فقال: سل ابنَ عُمر، فقال: أخبرني أبو حفص -يعني عُمر ابن الخطاب-، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره. فقلتُ: صدق أبو حفص، وما كذب أبو حفص على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). (صحيحٌ. والبحث فيه إثبات سماع "عِمران بن حِطَّان" من "عائشة"، والرد على العقيليّ وابن عبد البر في نفي سماعه منها) (خ، س كبرى) (تنبيه 12 / رقم 2464).

523/ 8 - (أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِي بثِيَاب، فيها خَمِيصَةٌ صغيرةٌ، فقال: "مَنْ تَرَونَ تَكْسُو هذه؟ " فسَكتَ القومُ، فقال: "ائْتُونِي بِأُمِّ خالد؟ " فأُتِيَ بي أُحملُ، فأخذ الخميصةَ بيدِهِ، فألبسني إياها، وقال: "أَبْلِي، وَأَخْلِقِي، أبلي وأخلقي" قالت: فكان فيها علمٌ أخضرُ -أو أصفر-، فقال: "يا أُمَّ خالد هذه سَنَاهُ". سناه بالحبشية: "حَسَنٌ"). (أخرجوه مِنْ طريق: إسحاق بنِ سعيد بنِ عَمرو بنِ سعيد بنِ العاص، عن أبيه سعيد بنِ عَمرو، عن أمِّ خالد بنت خالد - رضي الله عنها - بهذا). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، د، سني، طب كبير، بغ) (البعث 39 - 40). 524/ 9 - (أتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فنظرتُ إلى خاتم النبوة بين كتفيه). (حَدَّث به الطبرانيُّ، قال: ثنا مسعدة بنُ سعد العطار وعبد الله بنُ الصقر السكري؛ قالا: ثنا محمد بنُ المنذر الحزامي: ثنا بكار بنُ حارست: ثنا موسى بنُ عقبة؛ حدثتني أُمُّ خالد بنتُ خالدٍ - رضي الله عنها -، به). (فالسند جيّدٌ قويٌّ. محمد ابنُ المنذر الحزامي: أظنه خطأ، وصوابه عندي: إبراهيم بنُ المنذر الحزامي، يروي عنه: مسعدة بن سعد العطار، وعبد الله بن الصقر السكري، وكلاهما من شيوخ الطبراني. وهو صدوقٌ لا بأس به. وبكار بنُ حارست: قال في الميزان: أن ابن الجوزي ليَّنه. وابنُ الجوزي تابع لأبي الفتح الأزدي في هذا التليين -كما في اللسان 2/ 42 - ونقل فيه توثيق ابنِ حبان، وقول أبي زرعة: لا بأس به) (طب كبير) (البعث / 39 - 40).

525/ 10 - (أنه أبصر على النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتَمَ وَرِقٍ يومًا واحدًا، فصنع النَّاسُ خواتِيمَهُم مِنْ وَرِقٍ، فَلَبَسُوها، فطرح النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خاتَمَهُ، فطرح النَّاسُ خواتِيمَهُم، ورأى في يَدِ رَجُلٍ خاتَمًا فضرب أُصْبَعَهُ حتى رَمَىَ به. وليس عند بعضهم: "ورأى في يد رجل .. إلخ". وزاد أبو يعلى: "ورأى على أمِّ سلمة قرطين من ذَهَبٍ فأعرض عنها حتى رمت به". وفي رواية محمد بن سليمان لوين -عند أبي داود-: "فطرح الناس" ولم يزد) (رواه: الزهري، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وفيه بحثٌ. قال أبو داود: رواه عن الزهري: زياد بنُ سعد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وابنُ مسافر، كلُّهُم قال: "من وَرِق". اهـ. قلت: فهو يُشير إلى أنهم اتفقوا عليه في هذا اللفظ، وفيه إشارةٌ لطيفةٌ إلى أن الغلط في هذا الحرف من الزهري، وليس من أحد عنه. قال الحافظُ في الفتح 10/ 319 - 320: هكذا روى الحديث الزهريُّ عن أنس، واتفق الشيخان على تخريجه من طريقه، ونُسب فيه إلى الغلط، لأنَّ المعروف أنَّ الخاتَم الذي طرحه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بسبب اتخاذ الناس مثله، إنما هو خاتم الذهب، كما صرَّح به في حديث ابن عُمر. قال النوويُّ تبعًا لعياض: قال جميعُ أهل الحديث: هذا وَهْمٌ من ابن شهاب، لأنَّ المطروح ما كان إلا خاتم الذهب. اهـ) (خ، م، د، س، حم، يع، حب، أبو الشيخ أخلاق، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 248 - 249 ح 80). 526/ 11 - (بينما رجلٌ مِمَّنْ كان قبلكُم، يمشي، قد أعجبتُهُ. جُمَّتُهُ، وبُرْدَاهُ، إذ خُسِفَ به الأرضُ، فهو يَتَجَلْجَلُ في الأرضِ حتى

تقومَ الساعةُ. غريب الحديث: الجُمَّةُ: هي الشعر الذي يتدلى إلى الكتفين. خُسِفَ به: أي غارت به الأرض، وغيَّبَه الله فيها. وفي الحديث: تحريم التبختر في المشي، مع الإعجاب بالثياب). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ متفقٌ عليه) (صحيح القصص / 53). 527/ 12 - (عليكم بالثِّيابِ البَيَاضِ، فَلْيَلِبسْها أحياؤُكُم، وكفّنوا فيها موتاكم. وعليكم بالإثمِدِ، فإنه يجلو البصرَ، ويُنبتُ الشعر. وفي بعض طرق الحديت: عليكم بهذه الثياب البيض). (ورد عن جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة، وابن عباس، وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله، وعليّ بن أبي طالب، وعبد الله بن عُمر، وعائشة، وعقبة ابن عامر، ومعبد بن هوذة الأنصاري، وأبو رافع -رضي الله عنهم جميعا-). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (الأمراض / 100 ح 38، جنة المرتاب / 347 - 363، غوث 2/ 125 ح 523؛ التسلية / ح 43؛ تنبيه 7 / رقم 1680). 528/ 13 - (لا تصحبُ الملائكةُ رُفْقَةً فيها جَرَسٌ). (رواه: عمرو بنُ الحارث -وهذا لفظ حديثه-، وعقيل بنُ خالد، ومحمد ابنُ الوليد الزبيدي، ثلاثتهم عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن سفينة مولى أُمِّ سلمة، عن أُمِّ سلمة - رضي الله عنها - مرفوعًا به. وله طرق أخرى، عن أُمِّ سلمة. وشواهد من حديث: أبي هريرة، وأنس بن مالك - رضي الله عنهما -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (س كبرى، يع، يع معجمه، الخرائطي مساويء، طب كبير، خط) (التوحيد / صفر / 1420 هـ).

529/ 14 - (لا تصحبُ الملائكةُ رفقةً فيها كلبٌ أو جَرَسٌ). (رواه سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وله شواهد من حديث: أم سلمة، وأنس بن مالك - رضي الله عنهما -) (م، د، ت، مي، حم، حب، هق) (التوحيد / صفر 1420 هـ). 530/ 15 - (لا يمشي أحدكم في نعلٍ واحدة، لينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا). (رواه: مالك، وسفيان بنُ عُيَينة، وشعيب بنُ أبي حمزة كلهم، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيح. وله طرق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وفي الباب عن جماعة من الصحابة، منهم: جابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وشداد بن أوس) (خ؛ م، د، ت، تم، ط، حب، حمي. طح مشكل، جوزقاني، هق، هق شعب، خط، بغ) (حديث الوزير / 183). 531/ 16 - (مثلُ الجليسِ الصالح ومثلُ جليسِ السّوءِ كحامل المسكِ ونافخِ الكِير. فحامِلُ المسك إِمَّا أن تبتاعَ منه وإمَّا أنْ تجدَ منه ريحًا طيِّبَةً ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة) (رواه: بُريد بنُ عبد الله، عن أبي بُردة، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن بريد: أبو أسامة، وعبد الواحد بنُ زياد، وسفيان بنُ عُيَينة). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، حم، حمي، ابن معين، يع، حب، عق، الرامهرمزي، هق، هق صغير، هق شعب، كر قرناء السوء، القُضاعي) (الأربعون / 35 ح 11؛ التسلية / ح 69).

3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة

3 - أبواب: الأشربة والأطعمة والأضاحي والذبائح والصيد والعقيقة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 532/ 1 - (أمَّا بعد أيها الناس! إنه نزل تحريمُ الخمرِ، وهي مِنْ خمسةٍ: مِن العنب، والتمرِ، والعسل، والحنطة، والشعير. والخمرُ: ما خامرَ العقل). (أخرجه البخاريُّ في كتاب الأشربة / باب الخمر من العنب وغيره 10/ 35 رقم 5581، وأيضًا / باب ما جاء في أن الخمر ما خامرَ العقلَ من الشراب 10/ 45 رقم 5588. والبيهقي 8/ 288 - 289، والبغويُّ في شرح السنة 11/ 351 عن يحيى القطان. والبخاريُّ في الاعتصام 13/ 305 رقم 7337، ومسلمٌ 3032/ 32، والترمذيُّ 1874، والنسائيُّ 8/ 295، والطحاويُّ في شرح المعاني 4/ 213، والدارقطنيُّ 4/ 248، 252 عن عبد الله بن إدريس. والبخاريُّ في الاعتصام 13/ 305 رقم 7337، ومسلمٌ 3032/ 3 عن عيسى بن يونس. ومسلم، وأبو داود 3669، والنسائيُّ 8/ 295 عن ابن علية. والبخاريُّ في الاعتصام 13/ 305 رقم 7337 عن ابن أبي غنية. والبخاريُّ أيضًا في الأشربة

10/ 46 معلقًا، ووصله عليّ بنُ عبد العزيز البغوي في مسنده، وابنُ أبي خيثمة عن حماد بن سلمة. ومسلمٌ عن عليّ بنِ مُسهر. وابنُ الجارود في المنتقى 852 عن يعلى ابنِ عبيد. وعبد الرزاق في المصنف 9/ 233 ومن طريقه البيهقيُّ 8/ 288، قال: نا الثوري. والدارقطني في العلل 2/ 70 عن ابن عيينة. والبيهقيُّ 8/ 289 عن موسى ابنِ حيان. كلُّهم عن أبي حيَّان التيميّ، عن الشعبيّ، عن ابن عُمر، قال: سمعتُ عُمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه - على منبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يقول: أمَّا بعد أيها الناس ... فذكره. زاد البخاريُّ: وثلاثٌ وددتُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفارقنا، حتى يعهدُ إلينا عهدًا: الجدُّ، والكلالةُ، وأبوابٌ منَ الرِّبا. قال: قلتُ يا أبا عَمرو، فشيءٌ يصنع بالسِّند من الأرز. قال: ذاك لم يكن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو قال على عهد عُمر. قال شيخُنا -كما في غوث المكدود 3/ 149 - : وأبو عَمرو هذا هو الشعبيّ، وسائله هو أبو حيان التيمي عند البخاري. وهذه الزيادة أيضًا لمسلم وأبي داود وأحمد دون قوله "قلت يا أبا عَمرو .. الخ" والله أعلم. ورواه: زكريا بنُ أبي زائدة، عن الشعبيّ هذا. أخرجه النسائيُّ 8/ 295، والدارقطنيُّ 4/ 248، 252، وفي العلل 2/ 70. وتابعه: مطيع بنُ عبد الله الغزَّال، عن الشعبي بهذا، بلفظ: "قاتل الله سمرة ابنُ جندب، فإنه أول من فتح لأهل الإسلام بيع الخمر. وقال: لا تحلُّ بها التجارة في شيء، ثم قال: إنَّ الخمر ليسَ من العنبِ وحده ... ". أخرجه الإسماعيليُّ في المعجم ص 716 - 717 عن عبيد الله بنِ موسى، والدارقطنيُّ في العلل 2/ 70 عن ابن عيينة، كليهما عن مطيع بن عبد الله بهذا. وأخرجه البخاريُّ في الأشربة 10/ 46 رقم 6689، قال: ثنا حفص بنُ عُمر: ثنا

شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفر، عن الشعبيّ بهذا. ولكني رأيته في كتاب الأشربة 73 للإمام أحمد، قال: ثنا محمد بنُ جعفر: ثنا شعبة بهذا، لكنَّه جعله من قول ابن عُمر). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع عامر بنِ شراحيل الش عبيّ من ابن عُمر. قال شيخُنا -رضي الله عنه-: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 160: "سمعتُ أبي يقولُ: لم يسمع الشعبيّ من ابن عُمر". اهـ. قلتُ: رضي الله عنك! فقد ثبت سماع الشعبيّ من عبد الله بنِ عُمر ... ثم ذكر شيخُنا هذا الحديث سندًا ومتنًا وتخريجًا كما رأيت. ثم قال في آخره: وهذا ما رأيتُهُ في "الصحيحين" أو أحدهما للشعبيّ، عن ابن عُمر. ومعنى إخراج البخاريّ -خصوصًا- لهذه الترجمة في "صحيحه" أنَّها متصلةٌ، فقد كان شديدَ التحرِّي في مسألة الوصل والإرسال، وشرطُهُ المنسوبُ إليه معروفٌ. ويُضاف إلى ما تقدَّم: ما أخرجه الخطيبُ في تاريخه 12/ 230، من طريق ابنِ أبي شيبة: ثنا شريكٌ النًخَعِيّ، عن عبد الملك بنِ عُمير، قال: مرَّ ابنُ عُمر بالشعبيّ، وهو يقرأ المغازي، فقال ابنُ عُمر: كأنَّه كان شاهدًا معنا. وشريك النخعي: سيءُ الحفظِ، وهو محمولٌ على أن عبد الملك بن عُمير سمعه من الشعبي. ورواه الخطيبُ أيضًا من وجهٍ آخر في إسناده عبد الملك بنُ المغيرة (¬1)، وهو ضعيفٌ. اهـ. وكان شيخُنا - رضي الله عنه - قد ذكر قبله حديثَين للشعبيّ، عن ابنِ عُمر؛ أحدهما أخرجتُه في أبواب: السير، بلفظ: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين، ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجعتُ هذا الموضع في ت بغداد 12/ 224، فوجدتُ في الإسناد: (عبد الله بن المغيرة) لا (عبد الملك بن المغيرة)، فالأول ضعيفٌ، والثاني صدوق، والله أعلم.

والثاني يأتي في: الأشربة، ولفظ أوله: كان ناسٌ من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم سعدٌ ..) (خ، م، د، س، ت، عب، عليّ بن عبد العزيز البغوي، جا، طح معاني، قط، قط علل، هق، بغ، حم أشربة، الإسماعيلي معجمه) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ غوث 3/ 148 - 149 ح 852؛ كتاب المنتقى / 320 ح 919). 533/ 2 - (سُئِل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمْرِ تُجْعَلُ خَلًّا، فَكَرِهَهُ). (أخرجوه من طرق عن سفيان الثوري، عن السُّدي، عن أبي هُبَيرةَ يحيى بنِ عبَّاد، عن أنس - رضي الله عنه -، قال: فذكره. وتابعه إسرائيل بن يونس، قال: ثنا السُّدي بهذا). (إسناده صحيح) (م، د، ت، مي، حم) (غوث 3/ 150 - 149 ح 854؛ كتاب المنتقى / 321 ح 921). 534/ 3 - (أَّن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ، فَهُوَ حَرَامٌ). (أخرجوه من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنها -. ورواه عن الزهري: مالك، وسفيان بنُ عُيَينة، ومعمر بنُ راشد، وصالح بنُ كيسان، وشعيب بنُ أبي حمزة، ويونس بنُ عُبَيد. وله طرق أخرى عن عائشة). (إسناده صحيحٌ) (ط، خ، م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، حم أشربة، طي، حمي، عب، ابن طهمان، يع، حب، طح معاني، طب أوسط، الطرسوسي، السَّهمي، قط، ابن عبد البر، هوَ، بغ، خط تلخيص، ابن الدُّبيثي) (غوث 3/ 150 ح 855؛ كتاب المنتقى / 321 ح 922). 535/ 4 - (قلتُ: يا رسول الله! إِنّ عِنْدَنَا أشرِبَةً -أو شَرَابًا-

مِنْ هذا البِتْعِ مِنَ العَسَلِ، والمِزْرِ مِنَ الذُّرةِ والشِّعِيرِ، فما تأمُرُنا؟ قال: "أنهاكُم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ"). (رواه: أبو بُرْدَةَ، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - به). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، د، س، ق، حم، هق، خط) (غوث 3/ 150 - 151 ح 856؛ كتاب المنتقى / 321 ح 923). 536/ 5 - (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ). (رواه نافعٌ، عن ابن عُمر- رضي الله عنهما -، قال: لا أعلمه إلا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ورواه عنه أيضًا: سالم، وأبو حازم، ومحمد بنُ سيرين، وأبو الزناد، وزيد بنُ أسلم. وطاوس، وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن -ويأتي لفظه في الحديث التالي). (إسناده صحيحٌ) (م، عو، د، س، ت، حم، حم أشربة، الحسن بن عرفة، عب، البزار، حب، ابن أبي حاتم علل، طب صغير، الطرسوسي، عديّ، طح معاني، قط، هق، نعيم حلية، نعيم أخبار، خط، خط تلخيص، بغ) (غوث 3/ 151 - 152 ح 857؛ كتاب المنتقى / 321 ح 924). 537/ 6 - (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ). (رواه: محمد بنُ عَمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابنِ عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (إسناده حسنٌ) (س، ت، ق، حب، حم، طح معاني، وكيع أخبار القضاة، قط، نعيم حلية، نعيم أخبار) (غوث 3/ 153 ح 859؛ كتاب المنتقى / 322 ح 926). 538/ 7 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُنْبَذَ في: المُقَيَّرِ والمُزَفَّتِ والدُّبَّاءِ

والحَنْتَمَةِ والنَّقِيرِ، قال: وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ). (رواه: محمد بنُ عَمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: ... الحديث). (إسناده حسنٌ) (س، ق، حم، وكيع أخبار القضاة) (غوث 3/ 152 - 153 ح 858؛ كتاب المنتقى / 321 - 322 ح 925). 539/ 8 - (ما أَسْكَرَ كَثيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ). (رواه: موسى بنُ عقبة وداود بنُ بكر بن الفُرات وسلمة بنُ صالح، كلهم عن محمد بنِ المنكدر، عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (د، ت، ق، حم، حب، عديّ، طح معاني، بغ) (غوث 3/ 153 - 154 ح 860؛ كتاب المنتقى / 322 ح 927). 540/ 9 - (ما أَسْكَرَ مِنْهُ الفَرْقُ، فَمِلءُ الكَفِّ مِنهُ حَرَامٌ) الفَرْقُ: قال في لسان العرب: الفَرَقُ بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلًا، وهي اثنا عشر مُدًّا وثلاثة آصُعٍ عند أهل الحجاز،، وقيل الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ بالسكون فمائة وعشرون رطلًا). (رواه: أبو عثمان الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ) (د، ت، حم، حم أشربة، الحسن بن عرفة، طب أوسط، حب، طح معاني، قط، هق) (غوث 3/ 154 ح 861، كتاب المنتقى / 322 ح 928). 541/ 10 - (أوكوا الأسقية، وغلِّقُوا الأبواب إذا رقدتم بالليل، وخمِّروا الشراب والطعام، فإنّ الشيطان يأتي فإن لم يجد البابَ مغلقًا

دخله، وإن لم يجد السقاءَ موكأً شرب منه، وإن وجد البابَ مغلقًا والسقاءَ موكأً، لم يحل وكأً ولم يفتح مغلقًا، وإن لم يجد أحدُكم لإنائه ما يخمّر به فليعرض عليه عُودًا). (رواه: ابنُ خزيمة قال: نا محمد بنُ يحيى: نا إسماعيل بنُ عبد الكريم الصنعاني أبو هشام: نا إبراهيم بنُ عقيل بنِ معقل بنِ منبه، عن أبيه عقيل، عن وهب بن منبه، قالَ: هذا ما سألتُ عنه جابر بنَ عبد الله الأنصاريّ: وأخبرني أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان يقول: .. وذكر الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع وهب بن منبه من جابر بن عبد الله. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد ذكر المزيُّ في "التهذيب" 3/ 140 في ترجمة إسماعيل ابن عبد الكريم، عن ابنِ معين، أنه قال فيه: "ثقةٌ، رجل صدق، والصحيفة التي يرويها عن وهب، عن جابر ليست بشيء، إنما هو كتاب وقع إليهم، ولم يسمع وهب من جابر شيئًا". فتعقبه المزيُّ قائلا: روى أبو بكر بنُ خزيمة في صحيحه رقم 133 .. ثم ذكر الإسناد والمتن كما سبق، وقال: وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى وهب بن منبه، وفيه ردٌّ على من قال إنه لم يسمع من جابر، فإن الشهادة على الإثبات مقدمة على الشهادة على النفي، وصحيفة همام عن أبي هريرة مشهورةٌ عند أهل العلم، ووفاة أبي هريرة قبل وفاة جابر، فكيف يستنكر سماعه منه، وكانا جميعًا في بلد واحدٍ؟ اهـ. قلتُ: وهذا كلامٌ نفيسٌ، يدل على ما ذكرته في مطلع هذا البحث: أن صحة السند في إثبات السماع مقدمة على نفي العالم، ولكن الحافظ ابن حجر اعترض على المزي في هذا؛ فقال في تهذيب التهذيب 1/ 316: أما إمكان السماع فلا ريب فيه، ولكن هذا في همام، فأمَّا أخوه وهب الذي وقع فيه البحثُ فلا

ملازمة بينهما، ولا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد، فإن الظاهر أنَّ ابنَ معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة عن وهب: "سألتُ جابرًا" والصواب عنده: عن جابر. انتهى كلامه. ولم يصنع الحافظُ شيئًا، لأن ابنَ معين لم يذكر مستنده في ذلك، فإذا كان الراوي ثقة، وهو وشيخه ابناء بلدٍ واحدٍ، وتعاصرا طويلا، وصرح بسماعه، فكيف يرد عليه قوله؟ ولو فتحنا هذا الباب لدخل علينا شر كثير، فالصواب إعمال القاعدة، وعدم تعطيلها. والله أعلم. قال أبو عَمرو: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا وأخرجتُها فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 38 ونظيرها في الأرقام: 94، 137، 299، 362، 473، 495) (خز) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 542/ 11 - (الرَّهنُ يُركَبُ بنفقتهِ، ويُشْرَبُ لَبَنُ الدَّرِّ إذا كان مَرْهُونًا). قوله الدَّرّ، بفتح المهملة وتشديد الراء، مصدر بمعنى الدارة، أي: ذات الضرع. وقوله لبن الدّرّ: هو مِن إضافة الشيء إلى نفسه، وهو كقوله تعالى: وحبَّ الحصيد) (أخرجه البخاريُّ في كتاب الرهن 5/ 143 رقم 2511، قال: ثنا أبو نعيم هو الفضل بنُ دُكَين: ثنا زكريا هو ابنُ أبي زائدة، عن عامر هو ابنُ شراحيل الشعبي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: ... الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الشعبي من أبي هريرة. قال شيخُنا: فقد قيل إنَّ أحمد كان ينكر سماع الشعبي من أبي هريرة. وقد احتج البخاريُّ بروايته عن أبي هريرة في

حديثين: أحدهما في "كتاب الرهن"، والآخر في "التفسير - سورة الزمر"، واحتج به مسلم في حديث عن أبي هريرة، قال: "ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني تميم .. " وتخريج البخاريّ لهذه الترجمة حجة في إثبات السماع. اهـ. فائدة: قال الحافظ في الفتح: ليس للشعبي عن أبي هريرة في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في تفسير الزمر وعلَّق له ثالثًا في النِّكاح. اهـ.). (خ) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 543/ 12 - (كان ناسٌ مِن أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم سعدٌ، فذهبوا يأكلونَ مِن لَحمٍ، فنادتهُم امراةٌ مِن بعضِ أزواجِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّهُ لحمُ ضَبٍّ، فأمسكوا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلوا -أو أطعموا- فإنَّهُ حلالٌ. أو قال: "لا بأسَ به"، شكَّ فيه، "ولكنه ليس مِن طَعَامِي"). (أخرجه البخاريُّ واللفظ له في كتاب أخبار الآحاد / باب خبر المرأة الواحدة / 13/ 243 رقم 7267، قال: ثنا محمد بنُ الوليد. ومسلمٌ في كتاب الصيد والذبائح / باب إباحة الضَّبِ / رقم 1944/ 42، قال: ثنا محمد بنُ المُثَنَّى. وأحمد 2/ 84. قال ثلاثتُهُم: ثنا محمد بنُ جعفر -هو غندر-، قال: ثنا شعبة، عن تَوبةَ العنبريّ، قال: قال لِيَ الشعبيُّ: أرأيت حديثَ الحسن عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ وقاعدتُ ابنَ عُمرَ قريبًا من سنتين -أو سنَةٍ ونِصف-، فلم أسمعه يُحدِّثُ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - غيرَ هذا. قال: كان ناسٌ ... فذكر الحديث. وأخرجه أحمد 2/ 137، قال: ثنا يحيى بنُ أبي بكير. والدارميُّ 1/ 72، قال: نا سهل بنُ حماد. والطحاويُّ في شرح المعاني 4/ 200، والبيهقيُّ 9/ 323 عن وهب

ابن جرير. والطحاويُّ أيضًا عن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال أربعتُهُم: ثنا شعبة بهذا الإسناد. وعند أحمد: "صحبتُ ابنَ عُمر سنةً ونصفًا". وعند مسلم: "قريبًا من سنتين أو سنة ونصفًا" ومثله للدارمي. وذكر البيهقيُّ السنتين حسبُ. ولشعبة فيه شيخٌ آخر: فأخرجه ابنُ ماجه 26 عن أبي النضر هاشم بنِ القاسم. وأحمد 2/ 157، قال: ثنا أبو قطن هو عَمرو بنُ الهيثم البصري. والدارميُّ 1/ 72، قال: نا أسد بنُ موسى. والفريابي في جزء من فوائد حديثه ق 77/ 1 - 2 عن يزيد ابنِ هارون. والرامهرمزيّ في المحدث الفاصل 739 عن عليّ بنِ الجعد. قالوا: ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفر، عن الشعبيِّ: جالستُ ابنَ عُمر سنةً، فما سمعته يُحدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا. وهو مختصرٌ مِن الذي قبله). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع عامر بنِ شراحيل الشعبيّ من ابن عُمر. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 160: "سمعتُ أبي يقولُ: لم يسمع الشعبيّ من ابن عُمر". اهـ. قلتُ: رضي الله عنك! فقد ثبت سماع الشعبيّ من عبد الله بنِ عُمر ... ثم ذكر شيخُنا الحديث سندًا ومتنًا وتخريجًا كما رأيت، ثم قال: فها هو الشعبيُّ يُنكرُ على الحسن البصري أن يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يذكر الواسطة بينه وبين النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويُرْسِلُ الحديثَ، مع أنَّ ابنَ عُمر - رضي الله عنهما - مع ملازمته للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ما كان يُحدّثُ إلا بالحرف بعد الحرف، يقول: ولقد جالسته سنتين أو قريبًا من ذلك، ولم أسمعه يحدِّث إلا هذا الحديث الواحد، فليس أبين في دعوى السماع مِن مِثل هذا. والحمد لله. اهـ. فائدة: ذكر الحافظُ ابنُ حجر في فتح الباري، قال قوله أرأيت حديث الحسن: أي البصريّ، والرؤية هنا بصرية، والاستفهام للإنكار، كان الشعبيّ يُنكرُ على مَن

يُرسل الأحاديثَ عَن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إشارةً إلى أنَّ الحاملَ لفاعل ذلك طلبُ الإكثارِ من التحديث عنه، وإلا لكان يكتفى بما سمعه موصولًا. وقال الكرماني: مراد الشعبيّ أنَّ الحسنَ مع كونه تابعيًّا كان يُكثرُ الحديثَ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وابنُ عُمر مع كونه صحابيًّا يحتاط، ويُقلّ مِن ذلك مهما أمكَن. قلتُ: وكأن ابنَ عُمر اتبع رأي أبيه في ذلك، فإنه كان يحض على قلَّةِ التحديث عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لوجهين، أحدهما: خشية الاشتغال عن تعلُّم القرآن وتفهُّم معانيه، والثاني: خشية أن يحدث عنه بما لم يقله، لأنهم لم يكونوا يكتبون، فإذا طال العهدُ لم يؤمن النسيان. وقد أخرج سعيد ابنُ منصور بسندٍ آخر صحيح، عن الشعبيّ، عن قرظة بن كعب، عن عُمر، قال: أقلُّوا الحديثَ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا شريكُكُم. اهـ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكر شيخُنا حديثين آخرين فيهما سماع الشعبي عن ابن عُمر، أحدهما أخرجته في أبواب: السير، ولفظه: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. والآخر تقدم في: الأشربة، بلفظ: أمَّا بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر ..) (خ، م، ق، حم، مي، حب، طح معاني، هق، فِر جزء من فوائد حديثه، الرامهرمزيّ) (تنبيه 9 / رقم 2124). 544/ 13 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ القِرْبَةِ، أو السِّقَاءِ، وأنْ يمنع جارَه أنْ يغرِزَ خَشَبَهُ في دَارِهِ. سياق البخاري). (قال البخاريُّ في كتاب الأشربة من صحيحه / باب الشرب من فَمِ السقاء 10/ 90 رقم 5627: ثنا عليّ بنُ عبد الله: ثنا سفيان: ثنا أيوبُ، قال: قال لنا عكرمةُ: ألا أخبركم بأشياء قصارٍ حدثنا بها أبو هريرة؟ ... فذكره). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، وشواهد عن بعض الصحابة ذكرتها في غوث

المكدود (¬2) (خ، حمي، طح مشكل، هق) (غوث 3/ 271 ح 1020؛ في المنتقى / 375 ح 1096؛ تنبيه 7 / رقم 1678؛ رقم 1679). 545/ 14 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن البُسْرِ والتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا جميعًا، وعن الزَّبِيبِ والتمرِ أَنْ يُخْلَطَا جميعًا. وكتب إلى أهلِ جُرَشٍ" أَنْ لا يَخْلِطُوا الزَّبِيبَ والتَّمْر. البُسر: هو الغضُّ الطَّرِيُّ من كلِّ شيء). (رواه أبو إسحاق الشيباني، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن سعيد بنِ جُبَير، عن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره). (إسناده صحيحٌ) (م، س، حم، جا) (غوث 3/ 155 ح 864، كتاب المنتقى / 323 ح 931). 546/ 15 - (سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا تَشْرَبُوا في إِنَاءِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ولا تَلْبَسُوا الدِّيبَاجَ ولا الحَرِيرَ، فإِنَّهَا لهُمْ في الدُّنيا ولَنَا في الآخِرَةِ"). (رواه: ابنُ أبي ليلى وعبد الله بنُ عُكَيم، قالا: استسقى حذيفة - رضي الله عنه -، فأتاه دِهْقَانٌ بماءٍ في إناء من فِضَّةٍ فَحَذَفَهُ، ثم اعتذرَ إليهم فيما صَنَعَ، فقال: إني قد نَهَيْتُهُ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... الحديث). (إسناده صحيحٌ (خ، م، د، ت، س، ق، مي، حم، طي، طح مشكل، جا، حمي، حب، خط، قط، هق) (غوث 3/ 156 ح 865؛ كتاب المنتقى / 324 ح 932). ¬

_ (¬2) وانظر أبواب: الحدود والأحكام / باب: غَرْز الخشب في جِدار الجَار.

4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب والسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة

4 - أبواب: الاعتصام بالكتاب والسنة وعمل الصحابة وسلف الأمة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 547/ 1 - (أتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فأقمنا عنده عشرينَ ليلةً، فَظَنَّ أنَّا قدِ اشتَقْنَا إلى أهلينا، سأَلَنا عمَّن تركنا في أهلينا، فأخبرناه، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا رفيقًا، فقال: "ارجعوا إلى أهليكم، فعلِّمُوهم، ومُرُوهُم، وصَلُّوا كما رأيتُمُونِي أُصَلِّي، فإذا حَضَرَتِ الصلاةُ، فلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكم، وَلْيَؤُمَّكم (¬1) أكبَرُكم"). (يروية: أيوب السختياني، عن أبي قلابة عبد الله بنِ زيد الجَرْمِيّ، عن مالك ابنِ الحويرث - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره. ورواه عن أيوب جماعةٌ من الثقات، منهم: حماد ابنُ سلمة، وحماد بنُ زيد، وابنُ عُلَية، وعبد الوهاب الثقفيُّ، ووهيب بنُ خالد. وتابعه: خالد الحذَّاء عن أبي قلابة، عن مالك بنِ الحويرث - رضي الله عنه - مثله). ¬

_ (¬1) وانظر أبواب الصلاة والمساجد / باب: مَنِ الأحقُّ بالإمامة؟.

(هذا حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه). (خ، بخ، م، عو، د، س، مي، حم، شفع، خز، حب، السَّرَّاج، طح مشكل، أبو الشيخ أخلاق، قط، طب كبير، ابن قانع، هق، بغ) (التسلية / ح 58. سمط / 88؛ الإنشراح / 79 ح 95؛ بذل ح 9). 548/ 2 - (مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله مثلُ أجرِ مَن عمل بها، في أنْ لا يُنْقَصُ مِنْ أجورهم شيءٌ. ومَنْ سنَّ في الإسلام سنة سيِّئةً فعليه مثلُ وِزرِ مَنْ عمل بها، في أنه لا يُنْقَصُ مِن أوزارِهم شيءٌ. سياق الطبراني). (رواه: أبو نُعَيم الفضل بنُ دُكَين، قال: ثنا محمد بن قيس وهو ثقة، عن مُسلم ابن صُبَيح أبي الضحى، قال: سمعتُ جرير بنَ عبد الله، وهو يخطبُ الناس ... فذكرَ الحديث. أخرجه الفسويُّ في تاريخه 3/ 233، والطبرانيُّ في الكبير ج2 / رقم 2437، قال: ثنا عليّ بنُ عبد العزيز. قالا: ثنا أبو نعيم بهذا). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع أبي الضحى مسلم بنِ صُبَيح من جرير بن عبد الله البجلي. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في العلل 1994: "سألتُ أبي عن حديثٍ رواه وكيعٌ، عن محمد بنِ قيس، عن أبي الضحى، عن جرير ابن عبد الله، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: من سن في الإسلام سُنَّةً حسنةً كان له أجره ... الحديث. ورواه أبو معاويةَ، عن الأعمش، عن أبي الضحى مسلم، عن عبد الرحمن بن هلال العبسيّ، عن جرير، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قال أبي: كنتُ أظنُّ أن أبا الضحى قد لقيَ

جريرًا، فإذا روايةُ الأعمش (¬2) تدلُّ على أنه لم يسمع منه، وحديثُ الأعمش قد أفسدَ حديثَ محمد بنِ قيس". اهـ. فدليلُ أبي حاتم - رحمه الله - أنَّ الأعمش رواهُ عن أبي الضحى، عن عبد الرحمن ابن هلال، عن جرير. فأثبتَ الواسطة بينهما، وهذا الدليل ليس كافيا في إثبات الدعوى، كما قدمت في المثال رقم 24 (¬3)، ويدلُّ على ذلك أن أبا نعيم الفضل ابنَ دُكَين، قال: ثنا محمد بنُ قيس وهو ثقة، ... فذكرَ شيخُنا الحديث وتخريجه كما تقدم، ثم قال: وهذا سندٌ صحيحٌ حجّةٌ. وأبو نعيم لا يُسألُ عن مثله. ومحمد بنُ قيس الأسدي الوالبي، قال أحمد: "ثقةٌ لا يُشكُّ فيه". ووثَّقَهُ: وكيعٌ وكان من أروى الناس عنه، وابنُ معين -في رواية-، وعليّ بنُ المديني، وابو داود، والنسائيُّ، وابنُ حبان 7/ 427، وقال: "كان من المتقنين"، وابنُ سعد، والعجليُّ. وقال أبو حاتم، وابنُ عديّ: لا بأس به. زاد الأول: "صالحُ الحديث". ونقل ابنُ عديّ، عن ابن معين، قال: "ليس بشيء لا يُروى عنه". فربما قصد ابنُ معين حديثًا بعينه، والوهمُ لا يسلم منه أحدٌ، وإلا فهذا التضعيفُ معارضٌ بتوثيقه، وقد نقله عنه ثلاثةٌ من أصحابه: إسحاق بن منصور، وإبراهيم بن طهمان، وابن محرز. ومسلم بنُ صبيح فمن الثقات الرُّفعاء، ولا يُعرف له تدليسٌ، وكان يسكن الكوفة، وكذلك كان جرير بنُ عبد الله - رضي الله عنه - يسكن الكوفة، فهما أبناء بلدةٍ واحدةٍ، وجريرٌ ¬

_ (¬2) ورواية الأعمش رواها مسلمٌ وغيره. (¬3) يعني شيخُنا: بحث سماع الشعبي من سمرة، وقد أخرجتُه في أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر / باب: قضاءُ دَينِ الميِّت.

من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعلومٌ حرص أهل العلم على لُقياهم، والسماعِ منهم، فكيف يُقال: لم يسمع؟. وقد اتفق الشيخان على تخريج حديث الشعبيّ عن جرير، قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة (¬4). وانفرد مسلمٌ بحديثين، أحدهما: إذا أتاكم المُصَدِّق فليصدُر وهو عنكم راضٍ (¬5). والثاني: أيما عبدٍ أبق فقد برئت منه الذمة (¬6). والشعبيُّ كوفيٌّ، ومسلم بنُ صُبيح كذلك. وقال النسائيُّ -كما في تهذيب ابن حجر 10/ 132 - 133 - : ثنا أبو كريب: ثنا أبو بكر: ثنا أبو حصين، قال: رأيتُ الشعبيَّ وإلى جنبه مسلم بن صبيح، فإذا جاء شيءٌ، قال: ما ترى يا ابنَ صُبَيح؟. وسنده جيِّدٌ. ومما يعضدُ ذلك، ما رأيتُهُ في "تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1987، قال: "وقد رأيتُ أبا نعيمٍ لا ينكر أن يكون مسلم بن صبيح، سمع من جرير، ومسلم بن صبيحٍ فيما يُرى دون الشعبي علمًا وسنًّا". وبالجملة: فما ذكره أبو حاتم الرازي يصلُح أن يكون أمارةً، لا دليلًا، فلا بد أن ينضمَّ إليها قرائن تعضدها، وقد رأيت أنَّ القرينة تُخالف. والحمدُ لله تعالى). (ابن أبي حاتم علل، الفسوي، طب كبير) (تنبيه 9 / رقم 2124). ¬

_ (¬4) انظره في أبواب: الإمارة. (¬5) انظره في أبواب: الزكاة. (¬6) انظره في أبواب: الإيمان.

549/ 3 - (لَقِيَنِي أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حَنْظَلَةُ؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقولُ؟ قال: قلت: نكونُ عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُذَكِّرُنَا بالنار والجنة حتى كَأَنَّا رَأيَ عينٍ، فإِذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَافَسْنَا الأزواجَ والأولاد والضَّيعَاتِ، فَنَسِينَا كثيرا. قال أبو بكر: فو الله! إنا لنلقَى مثلَ هذا. فانطلقتُ أنا وأبو بكرٍ حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: نافقَ حنظلةُ يا رسول الله! فقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله! نكون عندك تُذَكِّرُنَا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا مِنْ عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده! إِنْ لَوْ تَدُومونَ على ما تكونونَ عِندِي وفي الذكر، لَصَافَحَتكُمُ الملائكةُ على فرُشِكُم وفي طُرُقِكُم، ولكن يا حنظلة! ساعة وساعة. ثلاث مرات. الغريب في الحديث: عافسنا الأزواج: معناه حاولنا ذلك، ومارسناه، واشتغلنا به؛ أي عالجنا معايشنا وحظوظنا. والضيعات: جمع ضيعة، وهي معاش الرجل من: مال أو حرفة أو صناعة). (عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلةَ بنِ الربيع الأسَيدِيّ - رضي الله عنه -وكان من كُتَّابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -- قال:. . . فذكره).

(هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، ت، ق، حم، طب كبير، خط تطفيل، نعيم معرفة، ابن أبي عاصم آحاد، ابن قانع، هق شعب) (البعث / 103 - 104؛ تنبيه 8 / رقم 1831).

5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية

5 - أبواب: الإمارة والأمراء وما يجب عليهم من العدل وطاعتهم وتركها إذا أمروا بمعصية (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 550/ 1 - (دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجُلانِ مِنْ بَنِي عَمِّي، فقال أحَدُ الرجلين: يا رسول الله! أَمِّرْنِي على بعضِ ما ولاكَ الله؟ وقال الآخرُ مِثلَ ذلك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا لا نُوَلِّي هذا العملَ أحَدًا سألَهُ ولا أحَدًا حَرَص عليه). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ عثمان الورَّاق، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثني بُرَيد ابنُ عبد الله بنِ أبي بُرْدَةَ، عن جَدِّه أبي بُرْدَةَ، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، قال:. . . الحديث). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، عو، س، د، وكيع أخبار القضاة، حم، جا، حب، بحشل، هق، بغ) (غوث 2/ 7 - 8 ح 337؛ كتاب المنتقى / 134 ح 372). 551/ 2 - (أقبلتُ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعي رَجُلانِ مِنَ الآشعريين، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، فكلاهما سألَ العَمَلَ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاكُ، فقالَ: "ما تقولُ؟ يا أبا موسى! أو يا عبد الله بنَ قيس! "

قال فقلتُ: والذي بعثك بالحقِّ ما أطلعانِ على ما في أنفُسهِمَا، وما شعرتُ أنهما يطلبانِ العَمَلَ. قال -وكأني أنظر إلى سواكه تحت شَفَتِهِ وقد قَلَصَتْ- فقال: "لَنْ، أو لا نَسْتَعْمِل على عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى! أو يا عبد الله بن قيس! " فبعثه على اليمن، ثم أتبعه معاذ بنَ حبل، فلمَّا قدم عليه قال: انزل، وألقى له وِسَادَةً، وإذا رَجُلٌ عنده مُوثَقٌ، قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يهوديا، فأسلم، ثم راجع دينه دين السَّوْءِ، فَتَهَوَّدَ. قال: لا أجلِسُ حتى يُقْتَلَ، قضاءُ الله ورسوله. فقال: اجلس دعم. قال: لا أجلس حتى يقتلَ، قضاءُ الله ورسوله. ثلاث مرات. فأَمَرَ به فَقتِل، ثم تذاكرا القيامَ مِنَ الليلِ، فقال أحدُهُمَا، معاذٌ: أمَّا أنا فأنامُ وأقومُ وأرجُو فِي نَوْمَتِي ما أرجو في قَوْمَتِي. غريب الحديث: وأَرجو في نومتي ما أرجو في قومتي، معناه: أني أنامُ بنيَّةِ القوةِ وإجماع النفسِ للعبادة وتنشيطِها للطاعة، فأرجو في ذلك الأجرَ؛ كما أرجو في قومتى أي في صلاتي). (قال مسلمٌ في كتاب: الإمارة من صحيحه، باب: النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها رقم 733/ 15: ثنا عُبَيد الله بن سعيد ومحمد بنُ حاتم -واللفظ لابن حاتم-، قالا: ثنا يحيى بنُ سعيد القطان: ثنا قرة بنُ خالد: ثنا حميد بن هلال: حدثني أبو بُرْدَةَ، قال: قال أبو موسى:. . . فذكره). (حديثٌ صحيح) (م , د) (غوث 2/ 7).

552/ 3 - (إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، ولعل الله أن يُصلِح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين). (روى البخاريُّ في صحيحه في كتاب الصلح 5/ 306 - 307 رقم 2704، قال: ثنا عبد الله بن محمد هو ابن عبد الله بن جعفر المعروف بالمُسْندي: ثنا سفيان هو ابن عيينة، عن أبي موسى هو إسرائيل بنُ موسى البصري، قال: سمعت الحسن هو البصري، يقول: استقبل والله الحسن بنُ عليّ معاويةَ بكتائب أمثالِ الجبالِ , فقال عَمرو بنُ العاص: إني لأرى كتائبَ لا تُولِّي حتى تَقتُل أقرانَها. فقال له معاويةُ -وكان واللهِ خيرَ الرَّجُلَين-: أي عَمرو، إنْ قَتلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، مَن لِي بأمور الناس، مَن لِي بنسائهم، مَن لي بضيعتِهم؟ فبعثَ إليه رجلين من قُريش مِن بني عبد شمسٍ -عبد الرحمن بنَ سمرة وعبد الله بنَ عامر بنِ كُرَيزٍ- فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرِضا عليه، وقولا له، واطلُبا إليه. فأتَيَاهُ، فدَخلا عليه فتكلَّما، وقالا له، وطلبا إليه. فقال لهما الحسن بنُ عليّ: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمَّة قد عاثت في دِمائِها. قالا: فإنه يَعْرِضُ عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك. قال: فمَن لِي بهذا؟ قالا: نحنُ لك به. فما سألهما شيئًا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه. فقال الحسن: ولقد سمعتُ أبا بكرة، يقول: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على المِنْبرِ -والحسن بنُ عليّ إلى جنبه-وهو يُقْبِلُ على الناسِ مَرَّةً وعليه أُخرى، ويقول: ... فذكر الحديث. قال أبو عبد الله -يعني: البخاريُّ-: قال لي علي بنُ عبد الله -يعني: عليّ ابن المدينيّ-: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. غريب الحديث:

بكتائب: جمع كتيبة وهي من الجيش. أقرانها: جمع قرن وهو الكفء والنظير. خير الرجلين: هذا من كلام الحسن البصري، ووقع معترضا بين قوله (قال له معاوية) وبين قوله (أي عَمرو)، وأراد بالرجلين: معاوية وعَمرًا، وأراد بخيرهما معاوية، وقال ذلك لأنَّ عَمرًا كان أشد من معاوية في الخلاف مع الحسن بنِ عليّ رضي الله عنهم أجمعين. بضيعتهم: أي من يقوم بأطفالهم وضعفائهم الذين لو تركوا بحالهم لضاعوا لعدم قدرتهم على الاستقلال بالمعاش. أصبنا من هذا المال: أي أيام الخلافة حصل لدينا مالٌ كثير وصارت عادتنا الإنفاق على الأهل والحاشية , فإن تركنا هذا الأمر قطعنا عادتنا. عاثت: قتل بعضها بعضا فلا يكفون إلا بالمال. فمَن لي بهذا: يتكفل لي بالذي تذكُرَانه. ابني: المراد ابن ابنته، ويطلق على ولد الولد أنه ابن). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الحسن البصري من أبي بكرة - رضي الله عنه -. فقد اعترض الدارقطنيُّ في التتبع ص 323 على البخاريّ إيراده لهذا الحديث، وقال: إن الحسن لم يسمع أبا بكرة، والحسن يرويه عن الأحنف، عن أبي بكرة؛ ولم يعبأ العلماء بنفي الدارقطنيّ، اعتمادًا على ورود السماع بإسنادٍ صحيح). (خ، د، س، سي، س مناقب، ت، حم، حم فضائل، القطيعي زيادته فضائل، طي، حمي، عب، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، معجم الصحابة، سني، البزار، طب كبير، وأوسط، وصغر، الدولابي الذُّرِّية، ك، ابن أبي الفوارس، أبو مطيع، ابن بشران، نعيم معرفة، نعيم دلائل، ابن شاهن مذاهب، هق كبير، هق دلائل، اللالكائي، بغ، نعيم دلائل، خط، كر) (التسلية / ح 31؛ التسلية / ح 42،

تنبيه 9 / رقم 2124). 553/ 4 - (بايعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - على السَّمْعِ والطَّاعَةِ، فلقَّنَنِي "فيما استطعت"، والنُّصحِ لكلِّ مُسلم). (أخرجه البخاريُّ في كتاب الأحكام / باب كيف يُبَايعُ الإمامُ الناس / 13/ 193 رقم 7204، عن يعقوب بنِ إبراهيم الدَّورقيّ. وأخرجه مسلمٌ في كتاب الإيمان / باب بيان أنَّ الدينَ النصيحةُ / رقم 99/ 56 عن سُرَيج بنِ يونس ويعقوب ابنِ إبراهيم الدورقي. كلاهما عن هُشَيم، عن سيَّار أبي الحكم، عن عامر بنِ شراحيل الشعبيّ، عن جرير بنِ عبد الله البجلي - رضي الله عنه -، قال:. . . فذكره. قال يعقوب في روايته: حدثنا سيَّار). (اتفق الشيخان على تخريج حديث الشعبي عن جرير، هذا. وانفرد مسلمٌ بحديثين أحدهما: إذا أتاكم المصدِّق. . . انظره في أبواب: الزكاة، والثاني: أيما عبدٍ أبق. . . انظره في أبواب: الإيمان) (خ، م) (تنبيه 9 / رقم 2124). 554/ 5 - (رأيتُ عُمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه -، قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حُذَيفةَ بنِ اليمان وعُثمانَ بنِ حُنَيف، قال: كيف فعلتما؟ أتخافانِ أَنْ تكونا حَمَّلتُما الأرض ما لا تُطيقُ؟ قالا: حملناها أمرًا هي له مُطِيقة، ما فيها كبيرُ فضل. قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق. قالا: لا. فقال عُمر: لئن سلَّمني الله لأدعَنَّ أراملَ أهل العِراق لا يحتجن إلى رَجُلٍ بعدي أبدًا. قال: فما

أتت عليه إلا رابعةٌ حتى أُصِيب. قال: إني لقائمٌ ما بيني وبينه إلا عبد الله بنُ عباسٍ غداةَ أُصِيب -وكان إذا مَرَّ بين الصفين، قال: استووا، حتى إذا لم يَرَ فيهم خَلَلًا، تقدَّم فكَبَّر، وربما قرأ سورةَ يُوسُف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس -فما هو إلا أنْ كَبَّر، فسمعتُهُ يقولُ: قَتَلَنِي -أو أكلني- الكلبُ، حين طعَنَه، فطارَ العِلجُ بِسِكِّينٍ ذات طرفين، لا يمرُّ على أحدٍ يمينًا ولا شمالًا إلا طعنه"، حتى طعن ثلاثةَ عشرَ رجلًا، مات منهم سبعةٌ. فلما رأى ذلك رجلٌ مِنَ المسلمين طرحَ عليه بُرْنُسًا، فلما ظنَّ العِلجُ أنه مأخوذٌ نحر نفسه، وتناول عُمر يدَ عبد الرحمن بنِ عوف فقدَّمَهُ، فمن يلي عُمرَ فقد رأى الذي أَرَى، وأما نواحي المسجدِ فإنهم لا يدرونَ غيرَ أنهم قد فَقَدُوا صوتَ عُمر، وهم يقولون: سبحان الله. فصلى بهم عبدُ الرحمن صلاةً خفيفةً، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس انظر مَن قتلني؟ فجالَ ساعةً، ثم جاء، فقال: غُلامُ المُغِيرةِ. قال: الصَّنَعُ؟ قال: نعم. قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفًا، الحمد لله الذي لم يجعل مِيتتي بيدِ رجل يدَّعي الإسلام، قد كنتَ أنتَ وأبوكَ تحِبَّانِ أنْ تكثُرَ العُلوج بالمدينة، وكان العباسُ أكثرَهم رقيقا، فقال: إِنْ شئتَ فعلتُ -أي إن شئت قَتَلْنَا؟ قال: كذبتَ، بعد ما تكَلموا بلسانِكم، وصلُّوا قبلتَكم، وحجُّوا حَجَّكم؟ فاحتمل إلى بيته،

فانطلقنا معه، وكأنَّ الناس لم تُصِبْهم مُصِيبةٌ قبلَ يومَئِذٍ. فقائلٌ يقولُ: لا بأسَ. وقائل يقول: أخاف عليه؛ فأُتِيَ بنبيذٍ فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتي بلبن فشربه، فخرج من جرحه، فعلموا أنه مَيِّت. فدخلنا عليه، وجاء الناس فجعلوا يثنونَ عليه، وجاء رجلٌ شابٌّ , فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بِبشرى الله لك مِن صُحبة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وقدَمٍ في الإسلام ما قد علمتَ، ثم وليتَ فعدَلتَ، ثم شهادة. قال: وَدِدتُ أنَّ ذلك كفافٌ لا عليَّ ولا لي، فلما أدبرَ إذا إزارُه يَمَسُّ الأرضَ، قال: رُدُّوا عليَّ الغلامَ. قال: يا ابنَ أخي ارفَع ثوبَك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك. يا عبد الله بنَ عُمر انظَر ما عليَّ مِنَ الدَّين؟ فحسبوه، فوجدوه ستةً وثمانين ألفًا، أوْ نحوَه. قال: إن وَفَّى له مالُ آلِ عُمر فأدِّه مِن أموالهم، وإلا فَسَل في بني عَدِيّ بن كعب، فإن لم تفِ أموالُهم، فسل في قريشٍ ولا تَعدهم إلى غيرهم، فأدِّ عنِّي هذا المال. انطلق إلى عائشة أمِّ المؤمنن، فقل: يقرأ عليك عُمر السلامَ -ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليومَ للمؤمنينَ أميرًا- وقل: يستأذن عُمر بنُ الخطاب أن يُدفَنَ مع صاحبَيهِ. فسلَّم واستأذنَ ثم دخل عليها فوجدها قاعدةً تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر ابنُ الخطاب السلامَ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه. فقالت: كنتُ أريدُهُ لنفسي، ولأُوثِرَنَّه به اليومَ على نفسي. فلما أقبل قيل: هذا

عبد الله بي عُمر قد جاء. قال: ارفعوني فأسندَه رجلٌ إليه، فقال: ما لديك؟ قال: الذي تُحِبُّ يا أمير المؤمنين، أذِنَتْ. قال: الحمد لله ما كان مِنْ شيءٍ أهمُّ إليَّ مِن ذلك، فإذا أنا قَضَيتُ فاحملوني، ثم سلم فقل: يستأذنُ عُمر بنُ الخطاب، فإن أذنت لي فأدخِلوني، وإن ردَّتني رُدُّونِي إلى مقابر المسلمين. وجاءت أمُّ المؤمنين حفصة والنساء تسير معها، فلما رأيناها قُمْنَا، فوَلَجتْ عليه، فبكت عنده سماعةً، واستأذن الرجالُ، فولجت داخلًا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل. فقالوا: أوصِ يا أمير المؤمنين، استخلف. قال: ما أجد أحقَّ بهذا الأمر من هؤلاء النفَرِ -أو الرَّهطِ- الذين تُوُفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، فسمى: عليًّا وعثمانَ والزبيرَ وطلحةَ وسعدًا وعبدَ الرحمن، وقال: يشهدُكم عبد الله بنُ عُمر، وليس له من الأمر شيء -كهيئةِ التعزيةِ لة-، فإن أصابتِ الإمرةُ سعدًا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيُّكم ما أُمِّر، فإني لم أعزِلُه عن عجزٍ ولا خيانة. وقال: أوصي الخليفةَ من بعدي بالمهاجرين الآولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم. وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءُوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يُقبَلَ من مُحسنهم، وأن يُعفى عن مُسيئهم. وأوصيه بأهل الأمصار خيرًا، فإنهم رِدْءُ الإسلام، وجُباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يُؤخَذَ منهم إلا فضُلهم عن رِضاهم.

وأوصيه بالأعراب خيرًا فإنهم أصلُ العرب، ومادَّة الإسلام، أن يُؤخَذَ مِن حواشي أموالهم، ويُرَدُّ على فقرائهم. وأصيه بذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يُقاتلَ من ورائهم، ولا يُكَلفوا إلا طاقَتَهم. فلما قُبِضَ، خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بنُ عُمر، قال: يستأذن عُمر بنُ الخطاب؟ قالت: أدخلوه، فأدخِل، فوضع هنالك مع صاحبَيه. فلما فُرغَ مِن دفنه، اجتمع هؤلاء الرهطُ، فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمرَكم إلى ثلاثةٍ منكم. فقال الزبيرُ: قد جعلت أمري إلى عليّ. فقال طلحةُ: قد جعلت أمري إلى عثمان. وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن ابنِ عَوف. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرَّأ من هذا الأمر فنجعله إليه، والله عليه والإسلامُ لينظرَنَّ أفضَلهم في نفسه؟ فأسكِتَ الشيخان. فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلَيَّ والله عليَّ أن لا آلو عن أفضَلِكم؟ قالا: نعم. فأخذ بيدِ أحدِهما، فقال: لك قرابةٌ مِن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - والقدَم في الإسلام ما قد علمتَ، فالله عليكَ لئن أمَّرْتُك لتعدِلَنَّ، ولئن أمَّرْتُ عثمانَ لَتَسْمعنَّ ولَتُطيعنَّ؟ ثم خلا بالآخر، فقال له مثل ذلك. فلما أخذَ الميثاقَ، قال: ارفع يَدَكَ يا عثمانُ، فبايَعَهُ، فبايَعَ لهُ عليّ، ووَلَج أهلُ الدارِ فبَايعوهُ. غريب الحديث:

حملتما الأرض: الأرض هي أرض سواد العراق، والمعنى: فرضتما على أهلها، وكان عُمر - رضي الله عنه - قد بعثهما ليضربا عليها الخراج وعلى أهلها الجزية. ما فيها كبير فضل: ليس فيها زيادة كثيرة. أرامل: جمع أرملة وهي من مات زوجها. الكلب: أراد به المجوسي الذي طعنه. العلج: هو الرجل من كفار العجم. بُرْنُسا: كساء يجعله الرجل في رأسه. الصَّنعُ: الصانع وكان نجارًا وقيل نحاتًا للأحجار. رقيقا: مملوكا. بنبيذ: نقيع التمر والزبيب قبل أن يشتد ويصبح مسكرًا. جوفه: أي من جرحه مكان الطعنة تحت السرة. أنقى لثوبك: أي أطهر، وفي رواية الكشميهني وأبقى: أي فإنه لطوله يبلى بوقت قصير. أتقى لربك: فإنه أبعد عن الخيلاء عندما يكون قصيرًا، وأبعد أيضًا عن التلوث بالنجاسات. ولله دَرُّك -يا صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنك لم يشغلك ما أنت فيه من سكرات الموت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين. قضيتُ: خرجت روحي ومت. فوَلَجَت: دخلت. داخلا لهم: مدخلا لأهلها. ليس له من الأمر شيء: أي لا يكون هو الخليفة. كهيئة التعزية له: هذا من كلام الراوي وليس من كلام عُمر - رضي الله عنه -. أصابت الإمرة سعدًا: اختير هو للإمارة والمراد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -. فهو ذاك: أي فهو أهل لها وجدير بها، وقد صادفت محلها. الأمصار: البلدان الإسلامية التي فتحت. ردء الإسلام: عونه الذي يدفع عنه ويمده

بالقوة. جباة المال: هم الذين يجمعون الأموال منهم، ويقدمونها للدولة الإسلامية. غيظ العدو: يغيظون الأعداء بكثرتهم وشوكتهم. فضلهم: ما فضل عن حاجتهم. مادة الإسلام: أي الذين يعينون المسلمين، ويكثرون جيوشهم، ويتقوى بزكاة أموالهم، وكل ما أعنت به قومًا في حرب أو غيره فهو مادةٌ لهم. حواشي أموالهم: الوسط التي ليست خيرها وليست أسوأها. تبرأ من هذا الأمر: أعلن أنه لا يرغب أن يكون هو الخليفة. فنجعله إليه: نَكلُ أمر اختيار الخليفة إليه. والله عليه والإسلام: الله رقيب عليه، يحاسبه على فعله والإسلام حاكم عليه بأحكَامه. لينظرن أفضلهم في نفسه: ليفكر في نفسه وليختر الذي يراه الأفضل من غيره. الشيخان: هما عليّ وعثمان - رضي الله عنهما -. لا آلو: لا أقصر في اختيار أفضلكم. أحدهما: هو عليّ - رضي الله عنه -. خلا بالآخر: انفرد به وهو عثمان - رضي الله عنه -. الميثاق: العهد. ولج أهل الدار: دخل أهل المدينة بعد مبايعة أهل الشورى.). (أخرجه البخاريُّ في كتاب فضائل الصحابة / باب: قصة البيعة والاتفاق على عثمان - رضي الله عنه - وفيه مقتلُ عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - / 7/ 59 - 62 رقم 3700، قال: حدثنا موسى بنُ إسماعيل: ثنا أبو عوانة هو الوضاح بنُ عبد الله اليشكري الواسطي، عن حُصَين هو ابنُ عبد الرحمن السلمي الكوفي، عن عَمرو بنِ ميمون هو الأودي الكوفي، قال: ... فذكره بتمامه). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، حب) (تفسير ابن كثير 1/ 175). 555/ 6 - (أوصى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: لا. قلت: فكيف كتب على

الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله - عزَّ وجلَّ -. زاد ابنُ ماجه والدراميُّ وأحمد: قال مالكٌ: قال طلحة بنُ مصرف، قال الهُزَيل بن شُرَحْبِيل: أبو بكر كان يتأمَّرُ على وصيِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وَدَّ أبو بكر أنه وَجَدَ مِن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عهدًا، فَخَزَمَ أنفه بخزام!. غريب الحديث: كان يتأمر: بتقدير الاستفهام الإنكاري. أي هل يجىءُ مِن أبي بكر أن يتكلف بالإمارة على عليّ لو كان هو وصيًّا كما يزعمه الروافض؟ حاشاه مِن ذلك. عهدًا: أى لأحد. حتى يتبعه وينساق معه انسياق الجمل في يد جاره). (أخرجره من طرق: عن مالك بنِ مِغوَلٍ، عن طلحة بنِ مُصَرِّف، قال: سألتُ عبد الله بنَ أبي أوفى: .. فذكره. وقد رواه عن مالك بن مغول جماعةٌ من عُيُونِ أصحابه، منهم: وكيع، ومحمد بنُ يوسف الفريابي، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكَين، وابنُ عُيَينة، وخالد بنُ الحارث، وابنُ مهدي، وعبد الله بنُ نُمَير، وأبو قطن عَمرو ابنُ الهيثم البغدادي، وحجاج بنُ محمد). (صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث مالك بنِ مغول. قلتُ: بل توبع. تابعه: الحريش بنُ سليم: ثنا طلحة اليامي، عن ابنِ أبي أوفى به. أخرجه الطيالسيُّ 821: ثنا الحريش. وهذا سندٌ جيّدٌ بما قبله. والحريش: وثقه الطيالسيُّ، وابنُ حبان. وقال ابنُ معين: ليس بشيء. ولخص الذهبيُّ حاله، فقال: صدوق. والله أعلم) (خ، م، عو، س، ت، ق، مي، حم، حمي، حب، حب ثقات، أبو موسى المديني) (التسلية / ح 72، ابن كثير 1/ 256؛ الفضائل / 177). 556/ 7 - (ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابًا، فإني أخافُ

أَنْ يتمنى مُتَمَنٍ ويقولُ قائلٌ أنا أولى، ويأبى اللهُ والمؤمنونَ إلا أبا بكرٍ. قال ابنُ كثير في التفسير: لم يوصِ إلى خليفة يكونُ بعده على التَّنصيص؛ لأنَّ الأمرَ كان ظاهرًا من إشاراته وإيماءاتِهِ إلى الصِّدِّيق، ولهذا لَمَّا هَمَّ بالوصيهَ إلى أبي بكرٍ ثُمَّ عَدَلَ عن ذلك، قال: "يأبى اللهُ والمؤمنونَ إلا أبا بكرٍ" وكان كذلك وإنما أوصى الناس باتباع كلام الله. اهـ.). (حدَّث به يزيد بنُ هارون، قال: نا إبراهيم بنُ سعد، قال: ثنا صالح بنُ كيسان، عن الزهريّ، عن عُروة، عن عائشة - رضي الله عنه -، قالت: قال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: .... الحديث). (صحيحٌ) (م، حم، ابن سعد، هق اعتقاد، ابن السبكي) (التسلية / ح 73؛ ابن كثير 1/ 257؛ الفضائل / 178). 557/ 8 - (بَلْ أنا وَارَأْسَاهُ، لقد هَمَمْتُ -أو أردتُ- أَن أُرْسِلَ إلى أبي بكر وابنه، وأعهدَ أنْ يقولَ القائلونَ، أو يتمنَّى المتمنُّونَ. ثم قلتُ: يأبَى اللهُ، ويَدفعُ المؤمنون، أو يدفعُ اللهُ، ويأبَى المؤمنونَ). (رواه: سليمان بنُ بلال، عن يحيى بنِ سعيد الأنصاريّ، قال: سمعتُ القاسم ابنَ محمد، يقول: قالت عائشة - رضي الله عنها -: وَارَأْسَاهُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاكَ لو كانَ وأنا حَيٌّ، فأستغفرُ لكِ، وأدعو لكِ". فقالت عائشة: واثُكْلَياهُ، والله إني لأظُنُّكَ تُحِبُّ مَوتِي، ولو كان ذاك لَظَلَلتَ آخِرَ يومِكَ مُعَرِّسًا ببعضِ أزواجك، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث. ورواه: عبد الرحمن بنُ القاسم، عن أبيه -كما في الحديث التالي). (حديثٌ

صحيحٌ) (خ، هق، هق دلائل، بغ) (التسلية / ح 73). 558/ 9 - (لا، بَلْ أنا وَارَأسَاهُ! ولقد هَمَمْتُ أَنْ أرسِلَ إلى أبي بكر، فأعهدُ، فإنه ربَّ متمنٍّ، وقائلٍ: أنا. وسيدفع الله، ويأبَى ذلك المؤمنونَ). (قاله الطبراني في مسند الشاميين ق 359: حدثنا عَمرو بنُ إسحاق بنِ إبراهيم ابنِ العلاء: ثنا أبي: ثنا عَمرو بنُ الحارث، عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: قال عبد الرحمن بنُ القاسم بنِ محمد: أخبرني القاسم، أنَّ عائشة- زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالت: دخلتُ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أشتكي رأسي، وأقول: وارأساهُ! فسألني عمَّا بي؟ فأخبرتُهُ أني أشتكي رأسي، قال: "وددتُ أن يكونَ ذلك وأنا حَيٌّ، فأُصَلِّي عليكِ، وأدعو لكِ" قالت عائشة: ألا أراك تتمنى موتي، إني لأرى ذلك لو كان، لَظَلَلْتَ مُعرّسًا ببعض نسائك! قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث. وقد توبع شيخ الطبراني عند ابن عبد البر في التمهيد 22/ 129. وأخرجه البخاريُّ 7/ 20 - فتح، معلقًا عن عبد الله بن سالم ببعضه). (وسنده صحيحٌ) (خت، طب مسند الشاميين، ابن عبد البر) (التسلية / ح 73). 559/ 10 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] نزلت في عبد الله بنِ حُذَافةَ بنِ قيس بنِ عَدِيّ السَّهْمِيّ، إذ بعثه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سرية). (رواه: ابنُ جريج، قال: أخبرني يعلى بنُ مُسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن

عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: .. الحديث)، (إسناده صحيحٌ) (خ، الإسماعيلي، م، د، س، ت، حم، جا، ابن جرير) (غوث 3/ 294 ح 1040؛ كتاب المنتقى / 383 ح 1116). 560/ 11 - (السَّمْعُ والطَّاعةُ على المرْءِ المسلم، إلا أَنْ يُؤمرَ بمعصيةِ الله، وإذا أُمِرَ بعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعةَ). (رواه: عبيد الله بنُ عُمر، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنه -، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: .... الحديث). (إسناده صحيح) (خ، م، د، س، ت، ق، حم، جا، ابن زنجويه، هق، بغ) (غوث 3/ 294 - 295 ح 1041: كتاب المنتقى / 383 ح 1117). 561/ 12 - (كُلُّكُم رَاعٍ وكُلُّكُم مسئولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ، فالأميرُ الذي على النَّاسِ راعٍ عليهِم وهو مسئولٌ عنهم، ألا وإِنّ الرَّجُلَ راعٍ على أهلِ بيتهِ وهو مسئولٌ عنهم، ألا وإِنَّ المرأةَ راعيةٌ على بيت زوجها وهي مسئولةٌ عنهم، ألا والعَبْدُ راع على مَالِ سَيِّدِهِ وهو مسئولٌ عنه، ألا فَكُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ عثمان الوراق، قال: ثنا ابنُ نمير، عن عبيد الله ابن عُمر، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: .... الحديث). (إسناده صحيحٌ) (خ، بخ، م، د، ت، حم، أبو عبيد أموال، حب، حب روضة، جا، هق، جوزي مشيخته، بغ) (غوث 3/ 345 - 346 ح 1094؛ كتاب المنتقى / 406 ح 1173).

562/ 13 - (كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يبايع أَحَدَنَا على السَّمْعِ والطَّاعَةِ، ثم يقول له: "فيما اسْتَطَعْتَ"). (أخرجوه من طرق عن عبد الله بن دينار، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - به). (إسناده صحيحٌ) (ط، خ، م، د، ش، ت، حم، شفع سنن، حمي، طي، حب، جا، طح مشكل، هق، بغ) (غوث 3/ 346 - 347 ح 1096؛ كتاب المنتقى / 406 - 407 ح 1175). * * *

6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

6 - أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) قِصَرُ مُدَّةِ أُمَّةِ محمد - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا مع عظيم فَضْلِ العامل فيها بطاعة الله: 563/ 1 - (إنَّمَا أَجَلُكُم في أَجَلِ مَن خَلا مِنَ الأُمَم كَمَا بين صلاةِ العصرِ إلى مَغَارِبِ الشمس. وإِنَّما مَثَلُكُم ومَثَلُ اليهودِ والنَّصَارَى كَرَجُلٍ استعمَل عُمَّالًا، فقال: مَنْ يعملُ لِي إلى نِصْفِ النَّهارِ على قيراطٍ قيراطٍ؟ قال: فَعَمِلَتِ اليهودُ إلى نصفِ النهارِ على قيراطٍ قراطٍ. ثم قال: مَنْ يعملُ لِي مِنْ نِصْفِ النهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراطٍ؟ قال: فَعَمِلَتِ النَّصارى مِنْ نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ على قراطٍ قيراطٍ، ثم قال: مَنْ يعملُ مِنْ صلاةِ العصرِ إلى مغارب الشمس على قِيرَاطَينِ قِيرَاطَيِن؟ ثم قال: أنتُمْ الذين تعملونَ مِنْ صلاةِ العصرِ إلى مغاربِ الشمس على قيراطين قيراطين. قال:

فَغَضِبَتْ اليهودُ والنَّصَارى، وقالوا: نحنُ كُنَّا أكثرَ عملًا وأَقَلَّ عَطَاءً، قال: هل ظلمتُكُم مِنْ عَمَلِكُم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنَّهُ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ. فائدة: قال الحافظُ ابنُ كثير في فضِائِل القرآن: ومناسبتُهُ للترجمة أنَّ هذه الأمَّةَ مع قصر مُدَّتِها فَضُلَتْ الأُممَ الماضية مع طول مُدَّتِها، كما قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] اهـ.). (أخرجوه من طُرُقٍ: عن عبد الله بنِ دينار، قال: سمعتُ ابنَ عُمر - رضي الله عنهما -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ورواه عن عبد الله بنِ دينار؛ مالكٌ، والثوريُّ، وإسماعيل ابن جعفر. وله طرق أخرى عن ابنِ عُمر. ورواه سالم عنه وحديثه يأتي بعد هذا). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (خ، ت، حم، حب، ابن جرير تاريخه) (التسلية / ح 70، ابن كثير 1/ 254، الفضائل / 174). 564/ 2 - (أَلاَ إِنَّمَا بَقَاؤُكم فيما سَلَفَ قَبْلَكُم مِنَ الأمَمِ كما بين صلاةِ العصرِ إلى غُرُوبِ الشمس: أُوتِيَ أهلُ التَّورَاةِ التَّورَاةَ، فَعَمِلُوا حتى انتصفَ النَّهارُ ثم عجَزُوا، فَأُعْطُوا قيراطًا. ثم أُوتِيَ أهلُ الإنجيلِ الإنجيلَ، فعملوا إلى صلاةِ العصرِ، ثم عجَزُوا، فأعطوا قيراطًا. ثم أُوتِينَا القُرآنَ، فعملنا إلى غُرُوبِ الشمس، فأُعطينا قِيرَاطَين قيراطين. فقال أهلُ الكتابين: أَيْ رَبَّنَا، لِمَ أعطيتَ هؤلاءِ قيراطين قيراطين وأعطيتَنَا قِيراطً قيراطًا، ونحنُ كُنَّا أكثرَ عَمَلًا منهم؟

قال الله: هل ظَلَمْتُكُم مِن أجرِكُم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فهو فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ). (أخرجوه من طُرُقٍ: عن الزهري، عن سالم بنِ عبد الله بنِ عُمر، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا. ورواه عن الزهري: شعيب بنُ أبي حمزة، ويونُس ابنُ يزيد، وإبراهيم بنُ سعد. ورواه: نافع، عن ابن عُمر - كما في الحديث التالي). (صحيحٌ) (خ، حم، الرُّوياني، طي، يع، حب، هق) (التسلية / ح 70). 565/ 3 - (إنَّمَا أَجَلُكُمْ في أَجَلِ من خلا مِنَ الأمَم ما بين صَلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمسِ. وإنما مَثَلُكُم ومثل اليهودِ والنَّصَارى كرجُلٍ استَعمَلَ عُمَّالا، فقال: من يَعْمَلُ لي إلى نِصْفِ النَّهَارِ، على قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليهودُ إلى نصفِ النهارِ، على قِرَاطٍ قِرَاطٍ. ثم قال: من يعملُ لي من نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ، على قِيرَاطٍ. قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النصارى من نصفِ النهارِ إلى صَلاةِ العصرِ، على قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ. ثم قال: من يعملُ لي من صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمسِ، على قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ؟ أَلا فأنتُمُ الذينَ يعملُونَ من صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمس على قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ. ألا لكُم الأَجرُ مرتينِ. فغضِبَتِ اليهُودُ والنصارى، فقالُوا: نحنُ أَكثَرُ عملا وأقَلُّ عَطَاءً، قال الله: هل ظَلَمتكُمْ مِن حَقِّكُمْ شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنه فَضْلِي أُعْطِيهِ مَن شِئْتُ)

(رواه: الليث بنُ سعد -وهذا لفظ حديثه عند البخاري-، وأيوب السختياني كلاهما، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، مرفوعًا به). (صحيحٌ) (تخريج حديث الليث: خ، الرامهرمزي أمثال، بغ. حديث أيوب: خ، عبد، عب، هق) (التسلية / ح 70). فصلٌ: ورواه محمد بنُ إسحاق، عن نافع بسنده سواء، مختصرًا. أخرجه ابنُ جرير الطبري في تاريخه 1/ 11، قال: ثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا سلمة (¬1)، قال: ثني محمد بنُ إسحاق. وسنده واهٍ. وابنُ حميد: متروكٌ. وابن إسحاق: مدلسٌ. والله أعلم. وطريقٌ رابعٌ عن نافع - رحمه الله -: 566/ 4 - (إنَّمَا مَثَلُ آجَالِكُم فيما خلا مِنَ الأُمَمِ: كَمَثَلِ ما بين صلاةِ العصر إلى مغربِ الشمس. وإنما مثلُكم ومثلُ اليهودِ والنَّصارى: كمثلِ رَجُل استعملَ عُمَّالًا، فقال: مَنْ يعملُ لي إلى نصف النهار، ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو: وسلمة هو: ابنُ الفضل الأبرش، أبو عبد الله الأزرق، قاضي الرَّي. قال فيه البخاريُّ: عنده مناكير. وقال مرَّةً: فيه نظرٌ. وقال ابنُ المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة. وضعَّفه النسائيُّ. وقال أبو حاتم الرازي: صالح محله الصدق، في حديثه إنكار، ليس بالقويّ، لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا، يكتب حديثه ولا يحتج به. ووثقه ابنُ معين. وقوَّاه الذهبيُّ في (محمد بنِ إسحاق) خاصة كما في تاريخ الإسلام. أمَّا ابنُ حبان فقد ذكره في كتاب الثقات، وقال: يخطيء ويخالف. وفي المجروحين له، ونقل تضعيف إسحاق بن راهويه له عن ابن عدي. وهذا عندي من ورع ابن حبان - عليه رحمة الله تعالى -. والله أعلم.

على قيراطٍ قيراطٍ؟ فعملت اليهودُ إلى نصف النهار، على قيراطٍ قيراطٍ، وعملتِ النصارى مِن نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ، على قيراطٍ قيراطٍ. ثم قال: مَن يعملُ لي مِن صلاةِ العصرِ إلى مغربِ الشمس، على قيراطين قيراطين؟ ألا فَلَكُمُ الأجرُ مرتين. فغضبتِ اليهودُ والنصارى، فقالوا: لنا نحنُ أكثرُ عَمَلًا وأَقَلُّ عَطَاءً؟ فقال: هل ظلمتُكُم مِن حقِّكُم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنَّهُ فَضْلِي أُعطِيهِ مَن شئْتُ). (حدَّث به: طب في الأوسط ج1 / ق 88/ 2، قال: ثنا أحمد، قال: نا إسماعيل ابنُ عُبَيد بنِ أبي كريمة الحرَاني، قال: نا محمد بنُ سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد ابن أبي يزيد، عن عبد الوهاب بنِ بُخْتٍ، عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديثَ عن عبد الوهاب إلا أبو عبد الرحيم، تفرَّد به: محمد بنُ سلمة. اهـ. قال شيخنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: وهذا سندٌ صحيحٌ، رجالُهُ كُلُّهم ثقات. وشيخ الطبرانيّ هو: أحمد بنُ الحُسَين بنِ نصر أبو جعفر الحراسانيّ. وثَّقه الدارقطنيُّ كما في تاريخ بغداد 4/ 97. وعبد الوهاب بنُ بُخْت المكيُّ: ثقةٌ، زَعَمَ ابنُ حزمٍ في المحلى 9/ 56 أنه: غير مشهور بالعدالة. ونقل الحافظُ كلامَه في التهذيب 6/ 394 وزَيَّفَهُ) (طب أوسط) (التسلية / ح 70). فصلٌ فيه روايةُ مجاهد عن ابن عُمر لهذا الحديث: أخرجه ابنُ جرير في تاريخه 1/ 11 من طريق أبي نعيم الفضل بنِ دُكَين:

ثنا شريك، قال: سمعتُ سلمة بنَ كُهَيل، عن مجاهد، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: كنا جلوسًا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والشمس مرتفعة على قعيقعان -أحدُ جبال مكة- بعد العصر، فقال: "ما أعمارُكم في أعمارِ مَن مَضى إلا كما بَقِيَ مِنْ هذا النهار فيما مضى منه". وهذا سندٌ رجالة ثقات، إلا شريك النَّخَعِيّ، ففي حفظه ضعفٌ مشهورٌ. التسلية / ح 70 فصلٌ فيه روايةُ وهب بنِ كيسان عن ابن عُمر لهذا الحديث: أخرجه طب كبير ج 12 / رقم 13285، أوسط 494، صغير 1/ 27 من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: ثنا معن بنُ عيسى: ثنا مالكٌ، عن وهب بنِ كيسان، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، مرفوعًا: "إنما أجلُكم فيما خلا مِن الأمَمِ، كما بين صلاةِ العصرِ إلى مغرب الشمس". قال الطبرانيُّ: لم يروه عن مالك إلا معنٌ، تفرَّد به إبراهيم بنُ المنذر. اهـ. قال شيخنا - رضي الله عنه -: وهو ثقةٌ، ولكن خالفه إسحاق بنُ موسى، فرواه عن معن بنِ عيسى: ثنا مالكٌ، عن عبد الله بنِ دينار، عن ابن عُمر - رضي الله عنه -، مرفوعًا كما مرَّ ذكرُه. أخرجه ت 2871. ويؤيد هذا الوجهَ أنَّ البخاريَّ رواه 4/ 446 - 447، قال: حدثنا إسماعيل ابنُ أبي أويس: ثنا مالكٌ، عن عبد الله بنِ دينار، عن ابنِ عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا. وقد توبع مالكٌ على هذا الوجه، فكأن هذا أشبه مِنْ رواية إبراهيم ابنِ المنذر، والله أعلم. ويحتمل أن يكون الوجهان جميعًا محفوظين. والله أعلم. التسلية / ح 70

وله شاهد عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: 567/ 5 - (مَثَلُ المسلمينَ واليهودِ والنَّصارى: كمَثَلِ رَجُلٍ استأْجَرَ قومًا يعملُونَ له عَمَلًا يومًا إلى الليل، على أجرٍ إلى الليل. فعمِلُوا له إلى نِصْفِ النَّهارِ، ثم قالوا: لا حاجةَ لنا في أجرِكَ الذي اشترطْتَ لنا، وما عملْنا باطِلٌ. قال لهم: لا تفعَلُوا، أَكمِلُوا بقيَّةَ يومِكُم، وخذوا أجرَكُم كامِلًا، فَأَبَوْا وتركوا ذلكَ عليه. فاستَأجَرَ قومًا آخرينَ بعدَهُم، فقال: اعمَلُوا بَقِيَّةَ يومِكُم، ولكم الذي شَرَطْتُ لهمْ مِنَ الأجرِ، فَعَمِلُوا حتى إذا كان صلاةُ العصرِ، قالوا: الذي عمِلْنَا باطلٌ ولك الأجرُ الذي جَعَلْتَ لنا، لا حاجةَ لنَا فيه، قال: اعمَلُوا بقيَّةَ عَمَلِكُم، فإنّ ما بَقِيَ مِنَ النَّهارِ شَيءٌ يَسِيرٌ -أحسبُهُ قال: فَأَبَوْا-. قال: ثم عَمِلْتُم مِنَ العصرِ إلى الليلِ، فذلكَ مثلُ اليهودِ والنَّصارى والذين تركوا ما أَمَرَهُم الله به، ومثلُ المسلمينَ الذين قَبِلُوا هديَ الله وما جاءَ بِهِ وسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. هذا لفظ ابنِ حبَّان). (رواه: أبو أسامة حماد بنُ أسامة، عن بُرَيد بنِ عبد الله، عن أبيَ بُرْدة بنِ أبي موسى، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديتٌ صحيحٌ) (خ، يع، حب، هق، بغ) (التسلية / ح 70). 568/ 6 - (إِنِّي حَلَفْتُ هكذا -ونَشَرَ أصابعَ يديه- حتى تُخبِرَنِي ما الذي بَعَثَكَ الله - تبارك وتعالى - به. قال: "بَعَثَنِي الله - تبارك

وتعالى - بالإسلام". قال: وما الإسلامُ؟ قال: "شَهَادَةُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، أخَوَانِ نَصِيرانِ، لا يَقْبَلُ الله - عزَّ وجلَّ - مِن أحدٍ تَوبَةً أَشرَك بعدَ إِسلامِهِ". قال: قلتُ: يا رسولَ الله: ما حَقُّ زوجِ أحدِنا عليه؟ قال: "تُطعِمُها إذا أكلْتَ، وتكْسوهَا إذا اكْتَسيت، ولا تَضرِبِ الوجهَ، ولا تُقَبّحْ، ولا تَهْجُر إلا في البيتِ". ثم قال: "هاهُنا تُحْشَرُونَ، هاهُنا تحشرون، هاهنا تحشرون - ثلاثًا - رُكْبَانًا ومُشَاةً وعلى وُجُوهِكُم، تُوفُون يومَ القيامةِ سبعينَ أمَّةً، أنتم آخرُ الأُمَمِ وأكرَمُها على الله - تبارك وتعالى -، تأتونَ يومَ القيامَةِ وعلى أفواهِكُم الفِدَامُ، أوَّلُ ما يُعْرِبُ عن أحدِكُم فَخِذُه". قال ابنُ بُكَير: فأشارَ بيده إلى الشام، فقال: "إلى هاهُنَا تُحشَرُونَ". غريب الحديث، قال السندي: ونشر أصابعه: يريد أنه حلف عشر مرَّاتٍ. أخوان: أي هما، أي المسلمان (¬2). لا تُقَبِّح: أي صورتَها بضرب الوجه، أو لا تنسب شيئًا مِن أفعالها وأقوالها إلى القُبح، ¬

_ (¬2) قال أبو عَمرو: لأنه قد جاء في رواية الإمام أحمد 5/ 4 عن يحيى بن سعيد، عن بهز، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه - مرفوعًا: (وكُلُّ مُسلِمٍ على مُسلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَان نَصِيران). وقد أخرجتها في هذا الجزء في أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة. والحمد لله رب العالمين.

أو لا تقل لها: قبَّحَ الله وجهَك، أو قَبَحَكِ، من غير حق. ولا تهجر إلا في البيت: أي لا تهجرها إلا في المضجع، ولا تتحول عنها، ولا تحوِّلها إلى دار آخرى. الفِدَام: ككتاب وسَحَاب وشَدّاد، هو ما يُربط به الفم، أي يُمنَعون الكلام بأفواههم حتى تتكلَّم جوارحُهم. اهـ.). (حدَّث به الإمامُ أحمد 4/ 446 - 447، قال: ثنا عبد الله بنُ الحارث: ثني شِبْل ابنُ عَبَّاد. وابن أبي بُكَير -يعني: يحيى بن أبي بكير-: ثنا شبل بنُ عبّاد، المعنى، قال: سمعتُ أبا قَزَعَةَ يُحَدِّثُ عَمرو بنَ دينار، يحدث عن حَكِيم بنِ معاوِيَةَ البَهْزِيِّ، عن أبيه - رضي الله عنه -، أنَّهُ قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إنِّي حلفت ... الحديث (¬3)). (وهذا سندٌ حسنٌ. وشبل بنُ عباد: وثّقهُ ابنُ معين، وأبو داود، والفسويُّ، وابنُ حبان، والدارقطنيُّ. وفضَّلهُ أبو حاتم على ورقاء بنِ عُمر. وأبو قزعة هو: سويد بنُ حجير، ثقةٌ أيضًا) (حم، طب كبير ببعضه) (التسلية / ح 71). العجائب في بني إسرائيل: 569/ 7 - (أن نفرًا مِنْ بَنِي إسرائيلَ خَرَجُوا يمشُونَ في الأرض، ويُفَكِّرُون فيها، حتى انتهوا إلى مَقْبَرةٍ، فسألوا الله عزَّ وجلَّ أن يُخرِجَ إليهم مَيِّتًا مِنْ أهلها، فيسألونه عن الموت!. فخرج إليهم رجلٌ بين عَيْنَيهِ أثَرُ السُّجود، فقال: أَيْ قَوْمِ، ماذا أردتُم؟! فقالوا: دَعَونَا الله ¬

_ (¬3) قال أبو عَمرو: خَرَّجتُ رواية (بهز عن أبيه عن جده) في الجزء الأول من المنيحة في أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم. برقم 115/ 5. والحمد لله رب العالمين.

أَنْ يُخْرِجَ إلينا مَيِّتًا نسأَلُهُ عن الموتِ، كيف هو؟! قال: قد رَكِبْتُمْ مِنِّي أمرًا عظيمًا. لقد وجدتُ طَعْمَ الموتِ مائَةَ عامٍ، فدعوتُم الله وقد سكنَ عَنِّي!، فادعُوا الله أن يُعِيدَنِي كما كُنْتُ!، قال. فدَعَوا الله، فأعادَهُ كما كَانَ!. قال أبو بكر بنُ أبي داود: "لم أفهم مِن أيوب: عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - "). (حَدَّثَ به: ابنُ أبي داود في كتاب البعث له، قال: ثنا أيوب بنُ محمد الوزان، قال: ثنا مَرْوان، قال: ثنا الربيع بنُ سعدٍ الجُعْفِيّ، قال: ثنا عبد الرحمن بنُ سابطٍ، قال: ثنا جابر بنُ عبد الله - رضي الله عنهما - أراه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (قال ابنُ رجب في أهوال القبور 91: وهذا إسنادٌ جيِّدٌ، والربيعُ هذا كوفيٌّ قاله ابنُ معين. اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قلتُ: وهو كما قال، والربيع بنُ سعد: وثقه ابنُ معين. كما في التاريخ رقم 2216. وقال أبو حاتم: لا بأس به. نقله عنه ولده في الجرح والتعديل 1/ 2 / 462. فلا أدري على أي وجه قال الذهبيُّ في الميزان: لا يكادُ يُعرف!. وكنت تبعتُه قديمًا قبلَ الوقوف على توثيق يحيى، وقول أبي حاتم فيه. قال ابنُ رجب الحنبلي: ولكن قوله: ثم أنشأ يُحدثُ .. إلى آخر القصة، إنما هو حكاية عن عبد الرحمن بن سابط .. اهـ. قلتُ: ويؤيده أن البزار أخرجه ج1 / رقم 192، قال: ثنا جعفر بنُ محمد: ثنا عبد الله بنُ نمير: ثنا الربيع بنُ سعد، عن ابنِ سابط، عن جابرٍ - رضي الله عنه - مرفوعًا: "حَدِّثُوا عن بَنِي إسرائيل، فإنه كان فيهم العجائب". فلم يذكر القصة. ومما يؤيد أن القصة مدرجة كما قال ابنُ رجب، قول المصنف في آخر الحديث: "لم أفهم من أيوب: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". ويقصد بذلك أنه إنما أخذ الحديث عن شيخه - أيوب بن محمد

الوزان - موقوفًا، غير مرفوع. والله أعلم) (ابن أبي داود، ابن أبي الدنيا قبور، يع، البزار) (البعث / 32 - 33 ح 5). نبيُّ الله آدَم: 570/ 8 - (خَلَقَ الله آدَمَ على صُورَتِهِ، طُولُهُ ستُّونَ ذراعًا. فلما خَلَقَهُ قال: اذهَبْ، فَسَلِّم على أُولَئِكَ نفر من الملائكَةِ جُلُوسٌ، فَاستَمِع ما يُحَيُّونَكَ، فإنَّهَا تَحِيَّتُكَ، وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتكَ، فقال: السلامُ عليكُم. فقالُوا: السلامُ عليكَ ورَحمةُ الله، فَزَادُوهُ: ورَحْمَةُ الله. فكلُّ مَنْ يدخلُ الجنَّةَ على صُورَةِ آدَمَ، فلم يزل الخلقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتى الآنَ). (رواه: معمر، عن همَّام بن منبه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم، عب، بغ) (البعث / 119). كُلُّ أُمَّةٍ تتبعُ نبيَّها: 571/ 9 - (كان أكرمُ خَلِيقةِ الله على الله - تعالى -: أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -. وإنَّ الجنَّةَ في السماء، وإنَّ النَّارَ في الأرض. وإذا كان يومُ القيامة: جمع الله الخلائقَ أُمَّةً أُمَّةً، ونبيًّا نبيًّا، حتى يكونَ أحمدُ - صلى الله عليه وسلم - هو وأُمَّتُهُ آخرَ القومِ مركَزًا. ثم يُوضَعُ جِسْرٌ على جهنَّمَ. ثم يُنَادِي مُنَادٍ: أينَ أحمدُ وأُمَّتُهُ؟ قال: فيقومُ وتَتْبَعُهُ أُمَّتهُ، بَرُّهَا وفَاجِرُهَا، فيأخذونَ

الجِسْرَ، فيطْمِسُ الله أبصَارَ أعدائِهِ، فيتهَافَتُون فيها مِنْ يمين ومِنْ شِمال. ويمرُّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - والصالحُون معه، فَتَلَقَّاهُمُ الملائكةُ تبَوِّؤهُم منازلَهُم مِنَ الجنة على يمينك، على يسارِك حتى ينتهي إلى ربِّهِ تبارك وتعالى، فيُلْقَى له كُرْسِيٌّ عن يمين الله تبارك تعالى. ثم يُنَادِي مُنَادٍ: أينَ عيسى وأُمَّتهُ؟ قال: فيقومُ، فتتبعُهُ أُمَّتُهُ، بَرُّهَا وفَاجِرُهَا، فيأخذونَ الجِسْرَ، فيطْمِسُ الله أبصَارَ أعدائِهِ، فيتهَافتُون فيها مِنْ شمال ومِنْ يمين، وينجو النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تُبَوِّؤُهُم منازلَهُم من الجنة على يمينك، على يسارِك حتى ينتهي إلى ربِّهِ تعالى، فيُلْقَى له كُرْسِيٌّ من الجانب الآخر، ثم تتبَعُهُم الأنبياءُ والأُمَمُ، حتى يكونَ آخِرُهُم نوحٌ - عليه السلام -). (قال أسد بنُ موسى: نا مهدي بنُ ميمون -يعني: الأزدي أبو يحيى البصري-: نا محمد بنُ عبد الله بنِ أبي يعقوب -يعني: التميمي البصري-، عن بشر بنِ شغاف -هو الضبي البصري-، عن عبد الله بنِ سلام - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره موقوفًا عليه). (إسناده صحيحٌ. رجاله كُلُّهم ثقات. ويظهر أنه من الإسرائيليات التي كان يرويها عبد الله بنُ سلام رضي الله عنه) (أسد السنة) (الزهد / 38 - 39 ح 44).

7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة

7 - أبواب: البعث والحشر وأحوال يوم القيامة (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 572/ 1 - (إنِّي أوَّلُ مَن يَرفعُ رأسَه بعدَ النفخةِ الآخرة، فإذا أنا بموسى مُتَعلِّق بالعرش، فلا أدري، أكذلك كان، أم بعدَ النفخة؟). (أخرجه البخاريُّ في كتاب التفسير 8/ 551 رقم 4813، قال: باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] حدثني الحسن هو ابنُ شُجاع البلخيّ -فيما جزم به أبو حاتم سهل بنُ السريّ الحافظ ونقله عنه الكلاباذي-، قال: ثنا إسماعيل ابنُ خليل: نا عبد الرحيم هو ابنُ سُلَيمان، عن زكريا بنِ أبي زائدة، عن عامر هو الشعبيّ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: إنِّي أول ... الحديث). (صحيحٌ وفيه إثبات سماع الشعبي من أبي هريرة. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد قيل إنَّ أحمد كمان ينكر سماع الشعبي من أبي هريرة. وقد احتج البخاريُّ بروايته عن أبي هريرة في حديثين أحدهما في "كتاب الرهن" والآخر في "التفسير- سورة الزمر"، واحتج به مسلمٌ في حديث عن أبي هريرة، قال: "ثلاث خِصَالٍ سمعتهن مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني تميم .. " وتخريج البخاريّ لهذه الترجمة حجة في إثبات السماع. اهـ.

فائدة: قال الحافظ في الفتح: نزل البخاريُّ في هذا الإسناد درجتين لأنه يروي عن واحد عن زكريا بن أبي زائدة وهنا بينهما ثلاثة أنفس. اهـ.) (خ) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 573/ 2 - (ما بين النفختين أربعون. قالوا: يا أبا هريرةَ! أربعونَ يومًا؟ قال: أبيتُ. قال: أربعون سنةً؟ قال: أبيتُ. قال: أربعون شهرًا؟ قال: أبيتُ، ويبلى كلُّ شيءٍ مِنَ الإنسان، إلا عَجَب ذَنَبه، فيه يُرَكَّبُ الخلق. سياق البخاري). (رواه: الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (متفقٌ عليه) (خ، م، س كبرى، هناد زهد، نعيم بن حماد فتن) (التسلية / ح 66؛ البعث / 79 ح 42). فصلٌ: هكذا رواه الثقاتُ من أصحاب الأعمش: كأبي معاوية، وحفص ابنُ غياث. وخالفهم: سعد بنُ الصلت، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا: "ينفخ في الصور، والصور كهيئة القرن، فصعق مَن في السموات ومَن في الأرض، وبين النفختين: أربعون عامًا. فَيُمْطِرُ الله في تلك الأربعن مطرًا، فَينبُتُونَ مِن الأرضِ، كما ينبُتُ البَقْلُ. ومِنَ الإنسانِ عَظْمٌ لا تأكُلُه الأرض: عَجَبُ ذَنَبِهِ، وفيه يُرَكَّبُ جسدُهُ يومَ القيامة ... ثم ذكر الصِّراطَ، فيوضَعُ الصراطُ، ويتمثل لهم ربُّهم، فيُقالُ: تنطلقُ كلّ أمَّةِ إلى ما كانت تعبدُ، حتى إذا بقي المسلمون، قيل لهم: ألا تذهبون، فقد ذهب الناس؟ فيقولون:

حتى يأتِيَ ربُّنَا. فيقالُ: مَنْ ربُّكم؟ فيقولون: ربنا الله لا شريك له. فيقال: هل تعرفون ربكم إذا رأيتُمُوه؟ فيقولون: إذا تعرَّفَ لنا عرفناه. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذُ بالله منك!، فَيُكشَفُ لهم عن سَاقٍ، فيقعون له سجدًا، وتَجْسُوا أصلابُ المنافقين، لا يستطيعون سُجُودًا، فذلك قولُ الله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42]، ثم ينطلق ويتبع أثرَه، وهو على الصراط حتى يجوزوا على النارِ. فإذا جازوا، فكلُّ خَزَنَةِ الجنة يدعونهم: يا مُسلِمُ، ها هنا خيرٌ لك" فقال أبو بكرٍ - رضي الله عنه -: مَنْ ذلك المسلمُ يا رسولَ الله؟ قال: إني لأرجو أن تكون أحدَهم". أخرجه ابنُ أبي داود في البعث 42، وابنُ مردويه - كما في الفتح 8/ 552 - ، وابنُ منده في الإيمان 811. قال الحافظُ: شاذٌّ. قلتُ: فأبو هريرة - رضي الله عنه - أبي أن يعين العدد: هل هو بالسنين، أو بالشهور، أو بالأيام، وانفرد سعد بنُ الصلت بتعيين العدد، وأنه بالسنين. وقد وقعتُ له على أكثر من حديث خالف فيه أصحاب الأعمش (¬1). والله أعلم. 574/ 3 - (إذا جمعَ الله العبادَ في صعيدٍ واحدٍ، نادى مُنادٍ: ليلحق كُلُّ قومٍ بما كانوا يعبدون؟ فيلحقُ كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى ¬

_ (¬1) انظر مثال آخر على ذلك في أبواب: الذكر والدعاء مع الزهد والرقائق.

الناسُ على حالهم. فيأتيهم فيقولُ: ما بالُ الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟ فيقولون: ننتظرُ إلهنا. فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرَّفَ إلينا عرفناه، فيكشفُ لهم عن ساقه، فيقعون سُجُودًا. وذلك قولُ الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42] ويبقى كلُّ منافقٍ فلا يستطيع أنْ يسجد. ثم يقودهم إلى الجنة) (قال الدارميُّ 2/ 234: نا محمد بنُ يزيد البزاز، عن يونس بنِ بُكَير، قال: أخبرني ابنُ إسحاق، قال: أخبرني سعيد بنُ يسار، قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه -، بقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ... فذكره). (وسنده حسنٌ. محمد ابن يزيد شيخ الدارمي: لا بأس به. وابنُ إسحاق صرَّح بالتحديث. وله طرق أخرى عند ابن خزيمة في التوحيد 174 - 175 وغيره. وقد ثبت هذا القدر عند البخاري 12/ 420 - 421، ومسلم 183، وابن جرير 29/ 26 وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بسياق مطول، تراهُ في الحديث التالي). (مي) (البعث / 80 ح 42). 575/ 4 - (قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا؟. قلنا: لا. قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ، إلا كما تضارون في رؤيتهما. ثم قال: ينادي منادٍ ليذهب كُلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون؟ فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم.

وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم. حتى يبقى مَنْ كان يعبدُ الله من برٍّ أو فاجرٍ وغُبرَاتٌ من أهل الكتاب. ثم يُؤتَى بجهنمَ تعرض كأنها سرابٌ. فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبدُ عزير ابنَ الله. فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبةٌ ولا ولدٌ. فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقِينَا. فيقال: اشربوا. فيتساقطون في جهنم. ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابنَ الله. فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبةٌ ولا ولدٌ. فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقِيَنا. فيقال: اشربوا. فيتساقطون. حتى يبقى من كان يعبدُ الله من برٍّ أو فاجر. فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوَجُ منا إليه اليومَ. وإنا سمعنا منادِيا ينادي ليلحق كلُّ قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظرُ ربَّنا. قال: فيأتيهم الجبَّارُ في صورةٍ غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقولُ: أنا ربكم. فيقولون أنت ربُّنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق. فيكشفُ عن ساقِهِ، فيسجدُ له كلُّ مُؤمن، ويبقى مَن كان يسجدُ لله رياءً وسمعةً فيذهب كيما يسجدَ فيعود ظهرُه طَبَقا واحِدًا. ثم يُؤتى بالجسر، فَيُجْعَلُ بين ظهرَي جهنم. قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مَدحَضَةٌ مَزِلةٌ، عليه خَطاطيف وكلاليبُ، وحسكةٌ مُفلطَحَةٌ لها شوكةٌ عُقيفاء تكون

بِنَجْد يقال لها السعدانُ، المؤمن عليها: كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، فناجٍ مُسَلِّم، وناج مخدوشٌ، ومكدوسٌ في نار جهنم، حتى يمرَّ آخرُهم يُسْحَبُ سحبًا، فما أنتم بأشدَّ لي مناشدة في الحق، قد تبين لكم مَن المؤمن يومئذٍ للجبَّار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانِهم، يقولون: ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا فمَن وجَدتم في قلبه مثقال دينارٍ مِن إيمان فأخرِجوه، ويُحَرِّمُ الله صورَهم على النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه وإلى أنصافِ ساقيهِ، فيُخرِجُون مَن عَرفوا ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمَن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيُخرِجون مَن عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرةٍ مِن إيمان فأخرِجوه، فيُخرِجون مَن عرفوا. قال أبو سعيد: فإن لم تصدِّقُوني فاقرءوا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]. فيشفعُ النبيُّون والملائكةُ والمؤمنون، فيقول الجبَّارُ: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضةً مِن النار فيُخرِج أقوامًا قدِ امتُحِشوا، فليقَون في نهر بأفواهِ الجنةِ يقال له ماءُ الحياة فينبُتُون في حافتَيه كما تنبتُ الحبَّةُ في حميل السَّيلِ، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة إلى جانب الشجرة،

فما كان إلى الشَّمسِ منها كان أخضرَ، وما كان منها إلى الظِّل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيُجعَلُ في رقابهم الخواتيمَ، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عُتَقاءُ الرحمنِ، أدخَلَهُم الجنةَ بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتُم ومثلُه معه. هذا سياق البخاري). (رواه: سعيد بنُ أبي هلال -وهذا حديثه-، وحفص بنُ ميسرة (¬2)، كلاهما عن زيد بنِ أسلم، عن عطاء بنِ يسار، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: قلنا يا رسول الله ... الحديث). (متفقٌ عليه) (خ، م، ابن جرير، ابن أبي داود) (البعث / 80 ح 42؛ صحيح القصص / 60 - 62). 576/ 5 - (يَجِيئُونَ يومَ القيامةِ على أفواهِهم الفِدَامُ، فأوَّلُ ما يتكلَّمُ مِنَ العبدِ: فَخِذُهُ ويَدُهُ. لفظُ ابنِ أبي داود. ولفظُ أحمد: تَجِيئُون على أفواهكم الفِدَامُ. غريب الحديث: الفِدَامُ: ما يُشدُّ على فمِ الإبريق، أو الكوز مِن خرقةٍ لتصفية الشراب، أي إنهم يُمنعون من الكلام بأفواههم حتى تتكلَّم جوارِحُهُم.). (حدَّث به ابنُ أبي داود في البعث، قال: ثنا إسحاق بنُ شاهين، قال: ثنا خالد، عن الجريري، عن حكيم بنِ معاوية، عن أبيه - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ ¬

_ (¬2) ذكرتُ حديثه في الجزء الأول من المنيحة، في أبواب: (البعث والحشر وأحوال يوم القيامة). وخرَّجتُ لهذا الحديث شاهدًا عن أبي هريرة وحذيفة معًا هنا في أبواب: (الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار).

بالمتابعة. قال الحاكمُ: حديثٌ مشهورٌ ببهز بنِ حَكِيم. وقد تابع الجريريَّ فرواه عن حكيم بنِ معاوية، وصحَّ به الحديث والحمد لله ولم يخرجاه. ووافقه الذهبيُّ بقوله: "صحيحٌ". قلتُ: والجريري كا اختلط كما تقدم ذكرُهُ، ولكن تابعه: بهز ابنُ حكيم، فرواه عن أبيه، عن جده - كما في الحديث التالي) (حم، ابن أبي عاصم أوائل، ك، طب كبير، طب أوائل) (البعث / 60 - 62 ح 26). 577/ 6 - (أتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين أتيتُه، فقلتُ: والله ما أتيتُك حتى حلفْتُ أكثرَ مِن عددِ أولاءِ أَنْ لا آتيك، ولا آتى دينَك -وجمع بهزٌ بين كفيه-، وقد جئتُ امرأً لا أعقلُ شيئًا الا ما علَّمنِي الله تبارك وتعالى ورسولُه. وإنِّي أسألُكَ بوجهِ الله، بِمَ بعثكَ الله إلينا؟ قال: بالإسلام. قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: أن تقولَ أسلمتُ وجهِيَ لله، وتخليتُ، وتقيمَ الصلاةَ، وتُؤتِيَ الزكاةَ. كل مُسلِمٍ على مُسلِمٍ مُحرَّمٌ، أخوان نَصِيِران. لا يقبلُ الله مِن مُشركٍ أشركَ بعدَ ما أسلمَ عملًا، وتفارِقُ المشركينَ إلى المسلمين. ما لِي أمسكُ بِحُجزِكُم عَنِ النار. ألا إن ربِّي عزَّ وجلَّ داعيِّ وإنَّهُ سائِلِي: هل بَلَّغتَ عبادي؟ وإنِّي قائلٌ: ربِّ أنِّي قد بلغتُهُم، فليبلغ الشاهدُ الغائِبَ منكم. ثم إِنَّكُم مَدْعُوُّون مُفَدَّمةً أفواهُكُم بالفدام، ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذُه وكَفُّهُ. قلتُ: يا نبيّ الله، هذا دينُنَا؟ قال: هذا دينُكُم، وأينما تُحسنُ يكفيك)

(أخرجوه من طرقٍ عن بهز بنِ حكيم، عن أبيه، عن جَدِّه - رضي الله عنه -، قال: الحديث). (وهو حديثٌ حسنٌ لأجل الكلام المعروف في رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جدِّه وقد توبع عليه بهزٌ (¬3)) (حم. س، ق: ببعضه. عب، المروزي، طب كبير، ابن عبد البر استيعاب) (البعث / 61 - 62). 578/ 7 - (أَنَا أَكْثَرُ الأَنبِياءِ تَبَعًا يومَ القِيَامَةِ). (ورد من طرق صحيحة وقد خرجته في كتاب البعث لابنِ أبي داود) (رسالتان / 14، البعث / ح 26؛ تنبيه 8 / رقم 1844). 579/ 8 - (أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ. هذا لفظ البزار، عن حميد ابنِ الربيع. 580/ 9 - أَنَا أَكْثَرُ الأَنبِياءِ تَبَعًا يومَ القِيَامَةِ، وأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ. وهذا لفظ مسلم، عن أبي كريب محمد بنِ العلاء). (رواه: حميد بنُ الربيع، وأبو كريب محمد بنُ العلاء، وأبو بكر ابن أبي شيبة -في آخرين-، قالوا: ثنا معاوية بنُ هشام، عن سفيان الثوري، عن المختار بنِ فُلْفُل، عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... الحديث). (حديثٌ صحيحٌ. قال البزار: وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواهُ عن الثوريّ، إلا معاوية ابن هشام. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: رضي الله عنك!. فلم يتفرَّد به معاوية ابنُ هشام، فتابعه أبو أسامة حماد بنُ أسامة، فرواه عن سفيان الثوري بهذا الإسناد ¬

_ (¬3) قال أبو عَمرو: تابعه أبو قزعة، فرواه عن حكيم بنِ معاوية، عن أبيه. وقد أخرجتها في أبواب: الأنبياء والأمم السابقة وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. والحمد لله رب العالمين.

سواء. أخرجه ابنُ حبان 648، قال: نا محمد بن إسحاق الثقفي: ثنا عثمان ابنُ أبي شيبة: ثنا أبو أسامة بهذا. ورواه أيضًا يحيى بنُ يمان، عن الثوري بسنده سواء. - انظر حديثه في الرقم التالي) (م، عو، نعيم، ش، البزار، يع، ابن أبي عاصم أوائل، طب أوائل، ابن منده، بغ) (تنبيه 8 / رقم 1844). 581/ 10 - (يَجِيءُ النبيُّ ومعه رَجُلٌ ويَجِيءُ النبيُّ ومعه الرَّجُلان، وأنا أكثرُ الأنبياءِ تبعًا يومَ القِيَامَةِ). (قال ابنُ أبي داود في كتاب البعث له: ثنا عليّ بنُ حرب، قال: ثنا يحيى بنُ يمان، قال: ثنا سفيان بنُ سعيد الثوري، عن المُختار بنِ فُلْفُل، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا إسنادٌ ضعيفٌ وآفته يحيى بنُ اليمان، فإنه لم يكن بالثبت. ضعَّفه: أحمد وابنُ معين -في رواية- والنسائيُّ وأبو داود وغيرهم. قال ابنُ أبي شيبة: كان سريعَ الحفظ سريعَ النسيان. ولكنه توبع. - وانظر الحديث التالي) (ابن أبي داود) (البعث / 63 - 65). 582/ 11 - (أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ يوم القِيَامَةِ، وأَنا أَكثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا يوم القِيَامَةِ، إنَّ مِنَ الأنبِياءِ لمَن يأتِي يومَ القِيَامَةِ ما معه مُصَدِّقٌ غيرُ واحِدٍ) (حدَّث به: الحسن بنُ عرفةَ في جزئه 34، قال: ثنا القاسم بنُ مالك المزني، عن المختار بنِ فُلْفُل، عن أنس - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (وهذا سندٌ صحيحٌ) (م، الحسن ابن عرفة، ابن منده) (البعث / 63). 583/ 12 - (أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يشفَعُ في الجنة، وأنا أَكثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا) (قال مسلمٌ: ثنا قتيبة بنُ سعيد وإسحاق بن إبراهيم. قال قتيبة: ثنا جرير -هو

ابنُ عبد الحميد-، عن المختار بنِ فُلْفُل، عن أنس - رضي الله عنه -، بهذا مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: ابن عباس وابن مسعود وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهم-) (م، يع، ابن منده) (البعث / 63). 584/ 13 - ("عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ: فرأيتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - الرُّهَيطُ، والنَّبيَّ ومعه الرجُلُ والرجُلانِ، والنَّبيَّ ليس معه أحدٌ؛ إِذْ رُفِعَ لِي سوادٌ عظيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُم أُمَّتِي، فَقِيلَ لِي: هذا موسى - صلى الله عليه وسلم - وقومُهُ، ولَكِنِ انْظُر إلى الأُفُقِ، فنظرتُ فإذا سوادٌ عظيمٌ، فقيل لِي: انظُر إلى الأفقِ الآخرِ، فإذا سوادٌ عظيمٌ، فَقِيلَ لِي: هذه أُمَّتُكَ، ومعهم سبعُون ألفًا يَدْخُلونَ الجنَّةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ". ثم نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فخاضَ النِّاسُ في أولئك الذين يدخلون الجَنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ. فقال بعضُهُم: فلعلَّهُم الذين صَحِبُوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال بعضُهُم: فلعلَّهُم الذين وُلِدوا في الإسلام، ولم يشركوا بالله؛ وذكروا أشياءَ؛ فخرجَ عليهِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: "ما الذي تخوضون فيه؟ " فأخبروه، فقال: "هم الذين لا يَرْقُونَ ولا يَسْتَرْقُوونَ ولا يَتَطَيَّرُونَ وعلى رَبِّهِم يتوكَّلُونَ". فقامَ عُكَّاشَة بنُ مِحْصَن، فقال: ادعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي منهُم. فقال: "أنت منهم". ثم قامَ رجلٌ آخرُ، فقالَ: ادعُ الله أنْ يَجْعَلَنِي منهُم. فقالَ: "سَبَقَكَ بها عُكَّاشَةُ"). سياق مسلم. (رواه: حُصَين بنُ عبد الرحمن السلمي، قال: كنتُ عند سعيد بنِ جُبَير، فقال:

أَيُّكُم رَأَى الكوكَبَ الذي انقَضَّ البَارِحَةَ؟ قلتُ: أنا، ثم قلتُ: أَمَّا إِنِّي لَمْ أَكُنْ في صلاةٍ، ولَكِنِّي لُدِغتُ. قال: فماذا صنعتَ؟ قلتُ: استَرْقَيْتُ، قال: فما حملك على ذلك؟ قلتُ: حديثٌ حدثناه الشعبيُّ. فقال: وما حدثكم الشعبيُّ؟ قلتُ: حدثنا عن بُرَيدة بنِ حُصَيبٍ الأسْلَمِيّ، أنه قال: لا رُقْيَةَ إلا مِنْ عَينٍ أَو حُمَةٍ. فقال: قد أحسنَ مَنِ انتهى إلى مَا سَمِعَ، ولكن حدثنا ابنُ عباس، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكر الحديث. غريب الحديث: انقض: سقط. لُدِغْتُ: يقال لدغته العقرب وذوات السموم إذا أصابته بِسُمِّها وذلك بأن تأبره بشوكتها. عين: العين هي إصابةُ العائنِ غيرَه بعينه، والعينُ حقٌّ. حمة: هي سُمُّ العقرب وشبهها، وقيل فوعة السم، وهي حدته وحرارته. أي لا رقية إلا مِن لَدْغ ذِي حُمَة. الرُّهَيطُ: تصغير الرهط، وهي الجماعة دون العشرة. فخاض: أي تكلموا وتناظروا). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، ت، حم، ابن منده، نعيم حلية، بغ) (البعث / 63 - 65). 585/ 14 - (يَجيء النَّبيُّ يوم القِيَامَةِ: ومعه الرجُلُ، والنَّبيُّ ومعه الرجُلانِ، وأكثرُ مِنْ ذلك، فَيُدْعَى قومُهُ، فَيُقَالُ لهم: هل بلَّغَكُم هذا؟ فيقولونَ: لا. فَيُقَالُ له: هل بلَّغتَ قومَكَ؟ فيقولُ: نعم. فَيُقَالُ له: مَنْ يشهدُ لك؟ فيقولُ: محمدٌ وأُمَّتُهُ. فَيُدْعَى محمدٌ وأُمَّتُهُ، فيُقَالُ لهم: هل بلَّغَ هذا قومَهُ؟ فيقولونَ: نعم. فيُقَالُ: وما عِلْمُكُم؟ فيقولون: جاءَنا نَبِيُّنَا، فأخبرنا أَنَّ الرُّسَلَ قد بلَّغُوا، فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة / 143] قال: يقول: عَدْلًا

{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة / 143]) سياق الإمام أحمد. (رواه: أبو معاوية الضرير محمد بنُ خازم، وجرير بنُ عبد الحميد الضبيُّ، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (وسنده صحيحٌ على شرط الشيخين. وأصله عند البخاريّ، وغيره) (عخ، الإسماعيلي، س، ق، حم، يع) (البعث / 64). 586/ 15 - (يُحْشَرُ النَّاسُ يومَ القِيَامَةِ، فأكونُ أنا وأُمَّتِي على تَلٍّ، فيكسوني رَبِّي- عزَّ وجلَّ - حُلَّةً خضرَاءَ، ثم يُؤْذَنُ لِي، فأقولُ ما شاءَ الله أنْ أقولَ. فذلكَ المقامُ المحمودُ). (أخرجوه من طرق: عن الزُّبَيديّ، قال: أخبرني الزهريُّ، عن عبد الرحمن ابنِ كعب، عن كعب بنِ مالك - رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (إسناده صحيحٌ. قال الحاكم: صحيِحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ) (حم، ابن أبي داود، حب، طب كبير، طب مسند الشاميين، ك) (البعث / 65 ح 27). 587/ 16 - (يُدْنى المؤمن مِن رَبِّه، حتى يضع علية كنفه، فيقرره بذنوبه: تعرف ذنبَ كذا؟ يقول: أعرف. يقول: رب أعرف. مرتين. فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم. ثم تطوى صحيفة حسناته. وأما الآخرون -أو الكفار- فينادى على رؤوس الأشهاد: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى

الظَّالِمِينَ} [هود / 18]. وفي حديث البخاريّ: وقال هشام: "يدنو المؤمن". وقال شيبان، عن قتادة: ثنا صفوان. غريب الحديث: كنفة = ستره وعفوه). (أخرجوه من طرق: عن قتادة، عن صفوان بنِ محرز المازني، قال: بينا ابنُ عُمر يطوفُ إذ عُرض له رجلٌ، قال: يا أبا عبد الرحمن هل سمعتَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في النَّجْوَى؟ فقال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يقول .... فذكره). (قال أبو نعيم: هذا حديثٌ صحيحٌ متفق عليه من حديث قتادة، رواه عنه عامة أصحابه منهم: أبو عوانة، وهمام، وأبان، وغيرهم) (خ، م، ق، حم، ابن جرير، الآجري، ابن عاصم، نعيم حلية) (البعث / 72).

8 - أبواب: اليبوع والتجارات والوكالات والعتق

8 - أبواب: اليبوع والتجارات والوكالات والعتق (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 588/ 1 - (أنَّ رجلًا أعتق ستةَ مملوكين له عند موته، لم يكن له مالٌ غيرهم، فدعَا بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَزَّأَهم أثلاثًا ثم أَقْرَعَ بينهم، فأعتق اثنين وأَرَقَّ أربعة، وقال له قولًا شديدًا. غريب الحديت: قوله فَجَزَّأَهم: أي قَسَّمَهُم. قوله ثم أَقرَعَ بينهم: أي هيأهم للقرعة على العتق. قوله وأَرَقَّ أربعة: أي أبقى حكم الرِّق على أربعة. قوله قال له قولًا شديدًا: معناه قال في شأنه قولا شديدا كراهية لفعله وتغليظ عليه. وفي رواية أخرى تفسير هذا القول الشديد، قال: لو علمنا ما صلينا عليه.). (أخرجه مسلمٌ في النذور من صحيحه 1668/ 57، قال: ثنا محمد بنُ المنهال الضرير وأحمد بنُ عبدة، قالا: ثنا يزيد بن زُرَيع: ثنا هشام بنُ حسان، عن محمد ابن سيرين، عن عِمران بن حصين، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - به). (صحيحٌ. وفيه سماع محمد ابن سيرين من عِمران بن حصين - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد نقل الحافظ في التهذيب 9/ 211، عن الدارقطنيّ، أنه قال: محمد بنُ سيرين لم يسمع من عِمران بن حصين. قلتُ: وهذا النفيُّ فيه نظرٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: فهذا هو الحديث الثاني عند مسلم وفيه سماع ابن سيرين من عِمران؛ وراجع الحديث

الأول حديث: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب .. " في أبواب: "الجنة" ج 2، والثالث حديث: "أنَّ رجلًا عضَّ يَدَ رجل فانتزع يده .. " في أبواب "الحدود والأحكام" ج 2) (م) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). 589/ 2 - (اشترى أبو بكر - رضي الله عنه - مِنْ عازِبِ رَحْلًا، بثلاثةَ عشرَ دِرْهَمًا. فقال أبو بكر لعازبٍ: مُرِ البراءَ فَلْيَحْمِلْهُ إلى أهلي، فقال له عازِبٌ: لا، حتى تُحَدِّثني كَيف صنعتَ أنتَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرجتُما مِن مكَّهَ، والمشرِكُونَ يطلبونَكُم، فقالَ: ارتحلنا مِن مَكَّةَ، فأحيينا ليلتنا حتى أظهرنا، وقامَ قائِمُ الظهيرة، فرمَيتُ ببصري: هل نرى ظِلًّا نأوِي إليه، فإذا أنا بصخرةٍ، فانتهيتُ إليها، فإذا بقيَّةُ ظلِّها، فَسَوَّيتُه، ثم فرشتُ لرَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قلتُ: اضطجِع يا رسولَ الله فاضطجعَ، ثم ذهبتُ أنظرُ هل مِنَ الطَّلَبِ أحدًا، فإذا أنا براعِي غَنَمٍ يسوقُ غَنَمَهُ إلى الصخرة يُرِيدُ منها مِثلَ الذي أُريد -يعني الظِّلَّ- فسألتُهُ، فقلتُ: لِمَنْ أنتَ يا غُلام؟ قال الغلامُ: لفلانٍ، رجلٍ مِنْ قريشٍ، فعرفتُهُ، فقلتُ: هل في غنمِكَ مِنْ لبنٍ؟ قال: نعم، قلتُ: هل أنت حالِبٌ لِي؟ قال: نعم، فأمرتُهُ، فاعتقلَ شاةً مِنْ غَنَمِهِ، وأمرتُهُ أن يَنفُضَ ضَرْعَها مِنَ الغُبَارِ، ثم أمرته أنْ ينفُضَ كفَّيه، فقالَ هكذا، وضربَ إحدى يديه على الأُخرَى -فحلب لي كُثبَةً مِنْ لبنٍ

وقد رَوَيْتُ معي لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إداوَةً على فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ على اللبن حتى بَرَدَ أسفَلُهُ. فانتهيتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوافقتُهُ قدِ استيقظَ، فقلتُ: اشرَب يا رسولَ الله، فَشَرِبَ، فقلتُ: قد آن الرحيلُ يا رسولَ الله، فارتحلنا والقومُ يطلُبُونَنَا، فلم يُدْرِكْنَا أحدٌ منهم غيرُ سراقة بن مالك بن جُعْشُم على فرس له، فقلتُ: هذا الطلبُ قد لَحِقَنا يا رسولَ الله. قال: فبكيتُ، فقال: "لا تحزن إِن الله معنا"، فلما دَنَا مِنَّا. وكان بيننا وبينه قيدُ رُمُحَين أو ثلاثةٍ، قلتُ: هذا الطلبُ يا رسولَ الله قد لحقنا، فبكيتُ، قال: "ما يُبْكِيكَ"؟ قلتُ: أَمَا والله ما على نفسى أبكي، ولكن أبكي عليك، فدعا عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اللهمَّ اكفِنَاه بما شئت". قال: فساخَتْ به فَرَسُهُ في الأرض إلى بطنها، فوثبَ عنها، ثم قال: يا محمد، قد عَلِمتُ أن هذا عملُكَ، فادُع الله أنْ يُنجيني مِمَّا أنا فيه، فوالله لأُعَمِّيَّن على مَنْ ورائِي مِنَ الطلب، وهذه كِنَانَتِي، فخذ منها سهمًا، فإنك ستمُرُّ على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا، فخذ منها حاجَتَكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حاجةَ لنا في إبلِكَ"، ودعا له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق راجعًا إلى أصحابه. ومضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا المدينة ليلًا، فتنازعَهُ القومُ أيُّهم ينزلُ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أنزِلُ الليلةَ علي بني النَّجار أخوال

عبد المطلب، أُكْرِمُهُم بذلك". فخرج الناسُ حين قدمنا المدينةَ في الطُّرِق وعلى البُيوتِ مِنَ الغلمانِ والخدمِ يقولون: جاءَ محمدٌ جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبح، انطلق فنزل حيثُ أُمِرَ. وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلَّى نحو بيت المقدس سِتَّةَ عشرَ شهرًا، أو سبعةَ عشرَ شهرًا، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ نحوَ الكعبةِ، فأنزل الله جلَّ وعلا: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة / 144]، قال: وقال السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ -وهم اليهودُ-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} فأنزل الله جل وعلا: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة / 142]. قال: وصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فخرج بعدما صلى، فمرَّ على قومٍ من الأنصار وهم ركوعٌ في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه قد وُجِّه نحو الكعبة، فانحرف القوم حتى توجّهُوا إلى الكعبة. قال البراءُ: وكان أوَّلَ مَنْ قَدِمَ علينا مِنَ المهاجرين مصعب بنُ عُمَير أخو بني عبد الدَّار بن قصيّ، فقلنا له: ما فعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو مكانه وأصحابُهُ على أثري، ثم أتى بعده عَمرو بنُ أُمِّ مكتوم الأعمى أخو بني فِهر، فقلنا: ما فعل مَنْ

وراءك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُهُ؟ قال: هم الآن على أثري، ثم أتانا بعده عَمَّار بن ياسر، وسعد بنُ أبي وقَّاص، وعبد الله بنُ مسعودٍ، وبلالٌ، ثم أتانا عُمر بنُ الخطاب - رضي الله عنه - في عشرين مِنْ أصحابه راكبًا، ثم أتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعدهم وأبو بكرٍ معه. قال البراء: فلم يَقْدَمْ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قرأتُ سُوَرًا من المُفَصَّل، ثم خرجنا نلقى العِيرَ، فوجدناهُم قد حَذِرُوا. وهذا سياق ابن حبان في صحيحه. كُثْبَةً مِن لبن: الكثبة كلُّ قليلٍ جمعته من طعام أو لبن. ساخت: أي غاصت.). (أخرجوه من طرقٍ عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعتُ البراء - رضي الله عنه - يقول: ... فذكره. ورواه عن أبي إسحاق: شعبة مختصرًا جدًّا، وزكريا بنُ أبي زائدة، وإسرائيل بنُ يونس، وعبد الوحد بنُ زياد، وزهير بنُ معاوية، ويوسف بنُ أبي إسحاق في آخرين). (صحيحٌ. قال البزار: وهذا الحديث رواه بطوله إسرائيل، ورواه زهير بنُ معاوية، وحديج بنُ معاوية أخو زهير، ولا نعلم روى البراء عن أبي بكرٍ إلا هذا الحديث. وقال البزار في موضع آخر: وهو من أحسن الأسانيد التي رويت عن أبي بكر -رحمة الله عليه ورضوانه-) (خ، م، س تفسير، حم، ش، الفسوي، ابن المنذر إقناع، أبو بكر المروذي، أبو الشيخ رواية الأقران؛ البزار، حب، حب ثقات، طح مشكل، هق دلائل، نعيم دلائل) (التسلية / ح 48). 590/ 3 - ("يا مَعْشَرَ التُّجَّارِ! " فسمَّانا باسمٍ أحسنَ من اسمِنَا، ثم قال: "إنّ هذا البيعَ يحضُرُهُ الحَلِفُ والكَذِبُ فَشُوبُوهُ بالصَّدَقَةِ"). (أخرجوه من طرق: عن الأعمش، قال: ثنا أبو وائل شقيق بنُ سلمة، عن قيس

ابن أبي غَرْزَةَ - رضي الله عنه -، قال: كُنَّا نبيعُ بالبقيعِ، فأتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنا نُسمَّى السَّمَاسِرَةَ، فقال: ... فذكر الحديث). (إسناده صحيحٌ. ولحديث قيس شواهد من حديث: رفاعة بن رافع، والبراء بن عازب، وابن عباس - رضي الله عنهم-) (د، س، ت، ق، حم، حمي، طي، جا، طب صغير، طح مشكل، ك، هق) (غوث 2/ 152 - 153 ح 557؛ كتاب المنتقى / 213 - 214 ح 608). 591/ 4 - (كان لرجل على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سِنٌّ مِنَ الإبلِ، فجعلَ يتقَاضَاهُ، فقال: "أعطُوه". فلم يجدوا له إلا سِنًّا فوق سِنِّهِ، فقال: "أعطوه" فقال: أوفَيتَنِي أوفَى الله لك، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ خِيَارَكُم أحْسَنُكُم قَضَاءً"). (أخرجوه من طرق: عن سلمةَ بنِ كُهَيل، عن أبي سلمة بنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به). (قال الترمذيُّ: هذا حديث حسنٌ صحيحٌ) (خ، م، س، ت، ق، حم، طي، عب، شفع، جا، طح معاني، هق) (غوث 2/ 154 ح 558؛ كتاب المنتقى / 214 ح 609). 592/ 5 - (جَلَبْتُ أنا ومخرمةُ العبديُّ بَزًّا مِنْ هَجَر، فجاءَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ، وِعندنا وَزَّانٌ يَزِنُ بالأَجْرِ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لِلوَزَّانِ: "زِنْ وَأَرْجِحْ"). (رواه سفيان الثوري، عن سماك بنِ حربٍ، عن سُوَيد بنِ قيس - رضي الله عنه - به). (إسناده صحيحٌ) (د، س، ت، ق، مي، خ كبير، حم، ش، عب، جا، هق) (غوث 2/ 154 - 155 ح 559؛ كتاب المنتقى / 214 ح 610).

593/ 6 - (إذا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبعْ والظُّلْمُ مَطْلُ الغَنِيِّ). (أخرجوه من طرق عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: حديث حسنٌ صحيحٌ) (ط، خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، عب، حمي، طح مشكل، جا، هق، بغ) (غوث 2/ 155 ح 560؛ كتاب المنتقى / 214 - 215 ح 611). 594/ 7 - (لا تَنَاجَشُوا، ولا يَبِعْ حَاضِرٌ لبَادٍ، ولا يَبِع الرَّجُلُ على بيعِ أَخِيهِ، ولا يخطبُ الرجل على خِطْبَةِ أخيهِ، ولا تَسْأَلُ المرأَةُ طلاقَ أُخْتِهَا. زاد في رواية: لِتَكْتَفِيءَ ما فِي إِنَائِهَا). (أخرجوه من طرق: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به مرفوعًا. وللحديث طرق كثرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وشواهد عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (خ، م، د مختصرًا، س، ت، ق، حم، شفع، حمي، عب، جا، طب صغير، هق، بغ) (غوث 2/ 157 ح 563؛ 3/ 20 ح 677؛ كتاب المنتقى / 215، 250 ح 614، 734؛ بذل الإحسان رقم 4503). 595/ 8 - (مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَجُلٍ يبيعُ طعامًا، فأُوحِيَ إليه: "أَدْخِلْ يَدَكَ مِنْ أَسْفَلِهِ" فَأَدخَلَ يَدَهُ، فَوَجَدَهُ مُخَالِفًا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس مِنَّا مَنْ غَشَّنَا" هذا لفظ حديث سفيان عند ابن الجارود. ولفظه عند الحاكم: مَرَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَجُلٍ يبيعُ طعامًا، فأعجبه، فأدخَلَ يَدَهُ فيه، فإذا هو بطعامٍ مَبْلُولٍ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ليس مِنَّا مَنْ غَشَّنَا")

(رواه: سفيان بنُ عُيَينة -وهذا حديثه-، ومحمد، وإسماعيل -ابنا جعفر بنِ أبي كثير-، وحفص بنُ ميسرة، جميعًا عن العلاء بنِ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، ورواه: سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، عو، نعيم، د، ت، ق، حم، حمي، طح مشكل، جا، خز، حب؛ ابن مَنده، يع، ك، هق، بغ) (غوث2/ 157 - 158 - ح 564؛ كتاب المنتقى / 216 ح 615؛ تنبيه 4 / رقم 1108). 596/ 9 - (جاءَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى السُّوق، فرأى حِنْطَةً مُصبرةً، فأدخل يَدَهُ فيها، فوجدَ بَلَلًا، فقال: "ألا مَنْ غَشَّنَا فليسَ مِنَّا". هذا لفظُ حديث محمد بن جعفر بنِ أبي كثير عند الحاكم). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة، ومحمد -وهذا حديثه-، وإسماعيل -ابنا جعفر بن أبي كثير-، وحفص بنُ ميسرة، جميعًا عن العلاء بنِ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، ورواه: سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (تقدم درجته وتخريجه في الذي قبله) (تنبيه 4 / رقم 1108؛ غوث 2/ 157 - 158 ح 564؛ كتاب المنتقى / 216 ح 615). 597/ 10 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ على صُبْرةٍ مِنْ طعامٍ، فأدخلَ يدهُ فيها، فنالت أصابعه بَلَلا، فقال: "ما هذا يا صاحبَ الطَّعَام؟ " فقال: أصابته السماءُ يا رسولَ الله، قال: "أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراهُ النَّاسُ" ثم قال: "مَنْ غَشَّنَا فليسَ مِنَّي". هذا لفظُ حديث إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير عند الحاكم. وعند مسلم "مَنْ غَشَّ فليسَ مِنّي")

(رواه: سفيان بنُ عُيَينة، ومحمد، وإسماعيل -وهذا حديثه- ابنا جعفر بن أبي كثير-، وحفص بنُ ميسرة، جميعًا عن العلاء بنِ عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، ورواه: سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (تقدم درجته وتخريجه) (تنبيه 4 / رقم 1108؛ غوث 2/ 157 - 158 ح 564؛ كتاب المنتقى / 216 ح 615). 598/ 11 - (مَنِ اشترى مُصَرَّاةً أو مُحَفَّلَةً فهو بالخِيَارِ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُمْسِكَهَا أَمْسَكَهَا، وإِنْ شَاءَ أَنْ يَرُدَّهَا رَدَّهَا ومعها صَاعُ تَمْرٍ لا سَمْرَاءَ. غريبُ الحديث: قال البخاريُّ 4/ 361 - فتح: باب النهي للبائع أن لا يُحَفِّلَ الإبلَ والبقرَ والغَنَمَ وكلِّ مُحَفَّلَةٍ. والمُصَرَّاةُ التي صُرِّيَ لبنُها، وحُقِنَ فيه، وجُمِعَ فلم يُحْلَبْ أيامًا. وأصلُ التَّصْرِيَة حَبْسُ الماءِ، يقالُ منه: صَرّيتُ الماءَ إذا حَبَسْتَهُ. اهـ. لا سمراء: السمراء تقال للحِنْطَةِ سُمِّيَت بها لكون لونها السمرة، والمعنى: لا يتعين السمراء بعينها للرد، بل الصاع مِنَ الطَّعَامِ الذي هو غالبُ قُوتِ البلد يكفي). (رواه: أيوب بنُ أبي تميمة السختياني -واللفظ له-، وهشام بنُ حسَّان، وقُرَّة ابن خالد السدوسي، ثلاتتهم عن محمد بنِ سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث). (إسناده صحيح) (ط، خ، م، د، س، ت، ق، مي، شفع، حم، عب، حمى، طي، جا، طح معاني، قط، هق، بغ) (غوث 2/ 158، 196 ح 565، 566، 621؛ كتاب المنتقى / 216 ح 616، 617؛ 232 ح 677). 599/ 12 - (أَنَّ حَبَّان بنَ مُنْقِذٍ كان سَفَعَ في رأسِهِ مَأْمُومَةٌ، فَثَقُلَتْ

لِسَانُهُ، وكان يُخْدَعُ في البيعِ، فجعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا ابتاعَ فهو بالخِيارِ ثلاثًا، وقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بِعْ وقُلْ لا خِلابةَ" فسمعتُهُ يقول: لا خَيَابَةَ لا خَيَابَةَ قوله: لا خِلابَةَ: يعني لا خديعة، أي لا تحل لك خديعتي، أو لا يلزمني خديعتك. قوله: لا خَيَابَةَ: فهذه لثغةٌ كانت في لسان حبان بنِ منفذ. قال ابنُ الأثير 2/ 58: وجاء في رواية: فقل لا خيابة بالياء، وكأنها لثغة مِن الراوي، أبدل اللامَ ياءً. وعند الإمام أحمد 5405: "وكان في لسانه رُتَّةٌ"). (رواه: محمد بنُ إسحاق، قال: حدثني نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - به. وللحديث وجه آخر: فرواه عبد الله بنُ دينار، عن ابن عُمر. وفي الباب عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه -). (إسناده حسنٌ) (حديثُ محمد بنِ إسحاق: حم، شفع، حمي، قط، جا، ك، هق، هق معرفة. حديثُ عبد الله بنِ دينار: ط، خ، م، د، س، حم، طي، هق، بغ. حديثُ أنسٍ: حب) (غوث 2/ 158 - 159 ح 567؛ كتاب المنتقى / 216 - 217 ح 618). 600/ 13 - (أَنَّ رجلًا مِنَ الأنصارِ، كان يُبَايعُ على عَهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان في عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ، فأتى قومُهُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسولَ الله! احْجُر على فلان، فإنه يُبَايعُ وفي عقدته ضعفٌ، فدعاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فنهاهُ عَن البيعِ، فقال: يا رسول الله! لا أصبرُ عن البَيعِ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ كُنْتَ غيرَ تارِكٍ البيعَ فَقُلْ: هَا وهَا ولا خِلابَةَ")

(أخرجوه من طرق: عن سعيد بنِ أبي عروبة، عن قتادةَ، عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه - به). (إسناده صحيحٌ) (د، س، ت، ق، حم، جا، ك، قط) (غوث 2/ 159 - 160 ح 568؛ كتاب المنتقى / 217 ح 619). 601/ 14 - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَن يَبِيعَ أحدُكُم على بَيعِ أَحَدٍ حتى يَذَرَ، إلا الغَنَائِمَ والمَوَارِيثَ). (رواه: عبد الله بنُ وهب، قال: أخبرني عُمر بنُ مالك هو المعافري المصري، عن عُبَيد الله بنِ أبي جعفر يسار المصري أبي بكر الفقيه، عن زيد بنِ أسلم، قال: سمعتُ رجُلًا يُقالُ له شَهْرٌ -كان تاجرًا- وهو يسألُ عبد الله بنَ عُمر - رضي الله عنهما - عن بيع المُزَايَدَةِ؟ فقال: .. فذكر الحديث). (إسناده صحيحٌ) (جا، خز، قط) (غوث 2/ 161 ح 570؛ كتاب المنتقى / 218 ح 621). 602/ 15 - (أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تَلَقِّي الجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّى جَلَبًا فاشتَرَى مِنْهُ، فالبائِعُ بالخِيَارِ إذا وَقَعَ السُّوقَ. وفي رواية الإمام أحمد: "إذا أَتَىَ السوقَ" الجَلَبَ: هو ما يُجْلَبُ للبيع أَيُّ شيءٍ كان. والمعنى: لا تلقوا جَالِبِي السلع، وتستقبلوا حَامِلي البضائع، وتشتروها منهم قبل وصولهم للأسواق ومعرفتهم أسعارها.). (أخرجوه من طرق عن محمد بنِ سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (إسناده صحيحٌ) (م، د، س، ت، ق، مي، حم، جا، طح معاني، هق (غوث 2/ 161 ح 571؛ كتاب المنتقى / 218 ح 622).

603/ 16 - (أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أَنْ تُلَقَّى السِّلَعُ حتى تُدْخَلَ الأسواقُ) (رواه: عُبيد الله بنُ عُمر، عن نافع، عن ابنِ عُمر - رضي الله عنهما -). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، د، س، ق، حم، جا، طح معاني) (غوث 2/ 161 - 162 ح 572؛ كتاب المنتقى / 218 ح 623). 604/ 17 - (لا يَبِيعُ حَاضِرٌ لبادٍ الحاضرُ: هو المقيم بالبلد، والباد: هو القادِمُ. وقال ابنُ عباس: لا يكونُ له سمسارًا. انتهى. وقوله لبادٍ: قال السندي: لبدويّ، وهو أن يبيعَ الحاضرُ مالَ البادي نفعًا له بأن يكون دلالًا له، وذلك يتضمنُ الضررَ في حقِّ الحاضرين، فإنه لو تُرِكَ الباديَّ لكانَ عادةً باعَهُ رَخِيصًا). (الزهريُّ، عن سعيد بنِ المسيب وأبي سلمة بنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - رضي الله عنه -). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، س، ت، ق، حم، جا، طح معاني، هق) (غوث 2/ 162 ح 573؛ كتاب المنتقى / 218 ح 624). 605/ 18 - (لا يَبِيعُ حَاضِرٌ لبادٍ، دعُوا النَّاسَ يُصِيبُ بعضُهُم مِنْ بعضٍ). (أخرجوه من طرق: عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا). (إسناده صحيحٌ. وقد صرَّح أبو الزبير بالسماع عند النسائي، وغيره) (م، د، س، ت، ق، حم، طي، حمي، جا، طح معاني، هق، بغ، خط تلخيص) (غوث 2/ 162 ح 574؛ كتاب المنتقى / 219 ح 625).

9 - أبواب: التفسير مع فضائل القرآن الكريم

9 - أبواب: التفسير مع فضائل القرآن الكريم (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) كتابُ اللهِ يرفعُ صاحبَهُ: 606/ 1 - (إنّ الله يرفع فإذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين). (رواه: أبو الطفيل، عامر بنُ واثلة، أنَّ نافع بن عبد الحارث لقي عُمر بعُسفان، وكان عُمر يستعملُهُ على مكّةَ، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابنَ أبزى. قال: ومَن ابنُ أبزى؟ قال: مولى مِن موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟! قال: إنَّه قاريءٌ لكتاب الله عز وجل، وإنَّه عالمٌ بالفرائض. قال عُمر: أمَا إنَّ نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، قد قال: .. وذكر الحديث. أخرجه مسلمٌ 817/ 269، عن يعقوب بن إبراهيم. وابنُ ماجه 218، قال: ثنا أبو مروان محمد بنُ عثمان العثمانيّ. وأحمد 1/ 35، قال: ثنا أبو كامل مظفَّر ابنُ مدرك. والبزار 249 - البحر. والبغويُّ في شرح السنة 4/ 442 عن أبي داود الطيالسيّ. كلُّهم عن إبراهيم بن سعد، قال: ثنا ابنُ شهاب، عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة بهذا. ورواه شُعَيب بنُ أبي حمزة، عن الزهري بهذا. أخرجه مسلمٌ، قال: حدثني عبد الله بنُ عبد الرحمن الدارميّ وأبو بكر بنُ إسحاق،

قالا: ثنا أبو اليمان هو الحكم بنُ نافع، قال: نا شُعَيب بن أبي حمزة. ورواه معمر بن راشد، عن الزهري كذلك. أخرجه أحمد 1/ 35، وابنُ حبان 772، عن عبد الرزاق -وهو في المصنف 20944 - ، قال: نا معمر هذا. وأخرجه أبو يعلى 210، قال: ثنا إبراهيم بنُ الحجاج الساميّ: ثنا حماد بنُ سلمة، عن حميد، عن الحسن بن مُسلم (¬1)، أنَّ عُمر بنَ الخطاب استعمل ابنَ عبد الحارث على أهل مكة، فقدِمَ عُمر، فاستقبله نافع بنُ عبد الحارث، واستخلف على أهل مكة عبد الرحمن بن أبزى، فغضب عُمر حتى قام في الغَرزِ، فقال: أتَستَخلفُ على آلِ الله عبد الرحمن بن أبزى؟ قال: إني وجدتُهُ أقرأهم لكتاب الله، وأفقههم في دين الله، فتواضعَ لها عُمر حتى اطمأنَّ على رَحلِهِ، فقال: لئن قلتَ ذاكَ، لقد سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله سيرفعُ بهذا الدين أقوامًا ويضعُ به آخرين". وإسناده ضعيفٌ لانقطاعه بين الحسن بن مُسلم الواسطى وعُمر - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ. وفيه إثبات سماع عبد الرحمن بن أبزى من عُمر - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فنقل ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 128 عن أبي زرعة، قال: عبد الرحمن بن أبزى عن عُمر: مرسلٌ. اهـ. قلتُ -يعني: شيخُنا-: ولا أعرف في الرواة من يُقال له: "عبد الرحمن بن أبزى" ¬

_ (¬1) هذا الراوي وقع في تنبيه الهاجد 9 / رقم 2124: (الحسن بن سَلم)؛ ولما راجعتُ مسند أبي يعلى وجدته هكذا: (الحسن بن مسلم). وهو ابنُ يناق المكي، أحد الثقات من طبقة صغار التابعين، روى له الجماعة عدا الترمذي، ويروي عند حميد.

إلا مولى نافع بن الحارث، وقد ورد ذكره في حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة. . . ثم ذكر شيخُنا الحديثَ سندًا ومتنًا وتخريجًا كما تقدم، ثم قال: وقد صرَّح البخاريُّ في التاريخ الكبير 3/ 1 / 245 بأنَّ له صحبة، وجزم أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل 2/ 2 / 209 بأنَّه أدرك النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وصلَّى خلفه. وقال الحافظ في التبصرة ص 31: صحابيٌّ مشهور. فمثل هذا لا يُقال فيه: لم يسمع من عُمر أو لم يدركه. والله أعلم). (م، ق، حم، البزار، بغ، حب، عب، يع) (تنبيه 9 / رقم 2124). تَتَنَزَّلُ السَّكِينةُ عندما يُتلَى كِتابُ الله: 607/ 2 - (كان رجلٌ يقرأ سورةَ الكهف، وإلى جانِبِهِ حصانٌ مربوطٌ بِشَطَنَينِ، فتغشته سحابةٌ، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسُهُ ينفرُ، فلمَّا أصبحَ أَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر له ذلك، فقال: "تلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقرآن". لفظ البخاري. وعند مسلم: "تلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرآن". وعند أحمد: "تلكَ السَّكِينَةُ نزَلَتْ بالقرآن". الشَّطَنَين: تثينة شطن، وهو الحبل) (¬2). (أخرجوه من طرقٍ: عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن البراء بنِ عازب - رضي الله عنه -، قال: كان رجلٌ يقرأ ... الحديث. ورواه عن أبي إسحاق: شعبة، وإسرائيل بنُ يونس، وزهير ابنُ معاوية). ¬

_ (¬2) وانظر أبواب: فضائل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والآل والصحب / باب: مناقب أُسَيد بن حُضَير - رضي الله عنه -.

(قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال أبو نعيم: صحيحٌ متفقٌ عليه). (خ، م، ت، حم، طي، ابن أبي الدنيا تهجد، ابن الضريس، حب، الرُّوياني، ابن نصر قيام الليل، ابن قانع، شهدة، هق دلائل، نعيم حلية، خط أسماء مبهمة، ابن بشكوال، بغ) (التسلية / ح 61؛ جنة المرتاب / 126؛ تنبيه / رقم 369؛ فصل الخطاب / 41؛ ابن كثير 1/ 249، الفضائل / 168). فصلٌ: وأخرجه ابنُ قانع، ومن طريقه ابنُ بشكوال ص 782 من طريق محمد بنِ حُمَيد: نا سلمةٌ، عن محمد بنِ إسحاق، عن زهير بنِ معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أُسَيد ... فذكره. كذا رواه ابنُ إسحاق، عن زهير؛ فجعله من "مسند أُسَيد". وخالفه: يحيى بنُ يحيى، وعَمرو بنُ خالد، وغيرهما فرووه عن زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، أنَّ أُسيدًا ... وذكره، فجعلوه من "مسند البراء" كما مرَّ وهو الصواب. ومخالفةُ ابنِ إسحاق واهيةٌ لأجل محمد بنِ حميد، وتدليس ابنِ إسحاق، وسلمة بنُ الفضل: ضعَّفه النسائيُّ وغيره، ومشَّاه ابنُ معين وغيره. فضلُ قرآنِ الفجرِ: 608/ 3 - (فضلُ صلاةِ الجميع على صلاةِ الواحد: خمسٌ وعشرونَ درجةً. وتجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملاتكةُ النَّهار في صلاة الصبح. قال أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء / 78]. قال معمرٌ: قال قتادة: يشهده ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهار)

(رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. وقد خُولِفَ عبد الرزاق. خالفه: عبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، كما في الحديث التالي). (حديثٌ صحيحٌ. ورواه: الإمامُ مالك (¬3)، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. وللحديث طرق أخرى (¬4) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (حم، عب، ابن المنذر، حب، السَّرَّاج) (التسلية / ح 64). 609/ 4 - (تَفْضُلُ صلاةٌ في الجميع على صلاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ: خمسًا وعشرينَ درجةً. قال: وتجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكة النَّهار في صلاةِ الفجرِ. قال أبو هريرة: اقرأوا إِنْ شِئتُم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء / 78]. لفظ مسلم). (حدَّثَ به: عبدُ الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بنِ المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه محمد بنُ الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله). (حديثٌ صحيحٌ. هذا اختلافُ تنوخ لا يضر، لا سيما وقد رواه: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة معًا، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، كما في الحديث التالي) (م، ش، حم، هق. تخريج حديث الزبيدي: س) (التسلية / ح ¬

_ (¬3) ذكرتُ حديثَهُ في أبواب الإيمان والإسلام والإحسان. (¬4) ذكرتُ شيئًا منها في أبواب: الزهد والرقائق، وفي أبواب: الصلاة والمساجد / باب فضل صلاتي الفجر والعصر.

64). 610/ 5 - (فضلُ صلاةِ الجمعِ على صلاةِ الواحدِ = خمسٌ وعشرونَ درجةً، وتجتمعُ ملائكة الليلِ وملائكةُ النَّهار في صلاةِ الفجرِ. يقولُ أبو هريرة: اقرءُوا إِنْ شِئتُم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}). (حدَّث به: البخاريُّ في صحيحه كتاب التفسير / باب {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قال مجاهد: صلاةَ الفجر / 8/ 399، قال: حدثني عبد الله بنُ محمد: ثنا عبد الرزاق: نا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن وابن المسيب هو سعيد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقد توبع معمرٌ عليه هكذا. تابعه شعيب بنُ أبي حمزة فرواه، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة معًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مثله). (حديثٌ صحيحٌ. والحديث محفوظٌ عن الزهري، عنهما، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (خ، م، ابن جرير، هق، هق شعب) (التسلية / ح 64). حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى: 611/ 6 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الخندق: ملأ الله بُيُوتَهم وقُبُورَهم نارًا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى (¬5)) ¬

_ (¬5) حديث (الصلاة الوسطى) أخرجته بشواهده في أبواب: الصلاة والمساجد والأذان.

(أخرجه ابنُ ماجه 684، وابنُ سعد 2/ 72، وابنُ خزيمة ج 2 / رقم 1336، وأبو يعلى 386، 387، وابنُ حبان من طرقٍ عن حماد بنِ زيد، عن عاصم بنِ أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عليّ بهذا. ورواه عن حماد بن زيد: أحمد بنُ عبدة، وعارم، وأبو الربيع الزهراني، وعبيد الله ابنُ عُمر بن ميسرة، ومعلّى بنُ ميمون. وتابعه: جابر الجعفيّ، عن عاصم، عن زر، عن عليِّ به. أخرجه أحمد 1/ 150. وتابعه أيضًا: زائدة بنُ قدامة، فرواه عن عاصم، عن زر، عن عليِّ نحوه؛ وفيه: قال عليٌّ: كنَّا نرى أنها الفجر. أخرجه الطحاويُّ في شرح المعاني 1/ 173. وخالفهم -أعني: حماد بن زيد وجابرًا وزائدة-: سفيان الثوريُّ، فرواه عن عاصم، عن زرِّ، قال: قلنا لعبيدة: اسأل عليًّا عن الصلاة الوسطى؟ فقال: كنَّا نرى أنها الفجر، حتى سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول يوم الحندق ... فذكره. فصار الحديث: عن زر، عن عبيدة، عن عليّ. أخرجه عبد الرزاق ج 1 / رقم 2192، وأبو يعلى 390، 621، والسَّرَّاج ج8 / ق 141/ 2 - 142/ 1، وابنُ أبي حاتم في تفسيره كما في ابن كثير 1/ 290، والطبري 2/ 345، والطحاويُّ 1/ 174، وابنُ أبي خيثمة في تاريخه ج 50 / ق 49/ 1، وابنُ عبد البر 4/ 288، وابنُ الدمياطي في جزء أبي عبد الله الأسعرديّ ق 253/ 1، والبيهقيُّ 1/ 460، والبغويُّ في شرح السنة 2/ 233 من طرقٍ عن سفيان الثوري. ورواه عن الثوري: أبو نعيم، ويحيى بن سعيد، ومعمر بن راشد، وابن مهدي، ووكيع، ومحمد بنُ كثير، والفريابي. وتابعهم: عبيد الله بنُ عبد الرحمن الأشجعيّ، فرواه عن الثوريّ، عن عاصم، عن زر،

عن عبيدة، عن عليّ فذكره. أخرجه أخرجه السَّرَّاج 8/ 142 / 1، قال: ثنا أبو يحيى البزار: ثنا إبراهيم بنُ أبي الليث: ثنا الأشجعيُّ.). (قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فهذا إن لم يهم فيه عاصم، محمولٌ على أن زر ابنَ حبيش سمعه من عليّ ومن عبيدة عن علي، ومثل هذا في الأسانيد كثيرٌ؛ ثم وقفت على ما يؤيد ذلك والحمد لله: انظر الحديث التالي). (ق، ابن سعد، خز، يع، حب، حم، طح معاني، عب، السَّرَّاج، ابن أبي حاتم، ابن جرير، ابن أبي خيثمة، ابن عبد البر، ابن الدمياطي، هق، بغ). (الفوائد / 73 - 74 ح 28). 612/ 7 - (كنَّا نرى أنها صلاةُ الفجر، فبينا نحن كذلك نقاتل الأحزاب، حتى أرهقتنا الصلاة، وكانت قبيل غروب الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم املأ قلوبَ هؤلاء الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى نارًا، واملأ أجوافهم -أو املأ قُبُورَهم نارًا، أو املأ بُيُوتَهم نارًا- "فعلمنا يومئذٍ أنها صلاة العصر). (فأخرجه محمد بنُ إبراهيم الجرجانيُّ في الأمالي ق 78/ 1 - 2، من طريق عبد الرحمن بنِ عبد الله بن سعد: ثنا عَمرو بنُ قيس، عن عاصم، عن زر بنِ حُبَيش، قال: انطلقتُ أنا وعَبِيدة السلمانيّ إلى عليّ، فأمرتُ عبيدةَ أن يسأله عن الصلاة الوسطى فقال له عبيدة: يا أمير المؤمنين! ما الصلاة الوسطى؟ قال: ... فذكره). (قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وعَمرو بنُ قيس: ليس هو الملائي، بل هو عَمرو ابنُ أبي قيس الرازي وثقه ابنُ معين وابنُ حبان. وقال البزار: مستقيم الحديث.

وقال أبو داود: لا بأس به. وقال مرَّةً: في حديثه خطأ. وعبد الرحمن بنُ عبد الله ابن سعد: هو الدشتكي، وهو ثقةٌ. فهذه الرواية تدل على أن الحديث -يعني: حديث عاصم- صحيحٌ إن شاء الله). (محمد بن إبراهيم الجرجانيّ) (الفوائد / 74 - 75 ح 28). فصلٌ فيه حديث الحارث عن عليّ: ذكرهُ الدارقطنيُّ في العلل 3/ 152 - 153 وسئل عن حديث الحارث، عن عليّ، فقال: "يرويه يعقوب بنُ محمد الزهري، عن ابن عيينة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. ووقفه غيره عن ابن عيينة. وكذلك رواه إسرائيل وغيرُهُ عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ، قال: صلاة الوسطى صلاة العصر. ورواه محمد بنُ إسحاق عن أبي إسحاق فرفعه، وتابعه محمد بنُ كثير الكوفي، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، فرفعه أيضًا، والموقوف أصحُّ. اهـ. فقال شيخُنا - رضي الله عنه -: والطريق الموقوف أخرجه الطبريُّ 2/ 342، والدمياطي في كشف المغطى، من طريق سفيان به. وترجيح الدارقطني الموقوف نظريٌّ، بمعنى أن الموقوف ليس بصحيحٍ، لأن الحارث الأعور واهٍ. والله أعلم. (الفوائد / 75 ح 28) فصلٌ: وقد أخرجه الطيالسيُّ 164، قال: ثنا قيس، عن عاصم، عن زِرّ، عن عليّ مرفوعًا: الصلاة الوسطى، صلاة العصر. وقيس: هو ابنُ الربيع: سيءُ الحفظ. (الفوائد / 75 - 76 ح 28)

سببُ نزولِ قوله تعالى {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فيه حديثُ البراء بنِ عازب - رضي الله عنه -: 613/ 8 - (لَمَّا نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} جاء عَمرو بنُ أُمِّ مكتوم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكان ضرير البصر، فقال: يا رسول الله! ما تأمرني، إني ضريرُ البصر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} الآية [النساء / 95]، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة"). (رواه: أبو إسحاق السبيعي، قال سمعتُ البراء بنَ عازب - رضي الله عنه -، قال: لمَّا نزلت ... وذكر الحديث). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. ويقال: عَمرو ابن أمِّ مكتوم. ويقال: عبد الله بن أم مكتوم. وهو عبد الله بنُ زائدة. وأم مكتوم أُمُّه). (خ، م، س، س تفسير، ت، مي، حم، طي، ابن سعد، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، معجم الصحابة، كر، ش، ابن جرير، يع، حب، أبو مطيع، طح مشكل، الواحدي، هق، عبد تفسره، ابن المنذر تفسيره، ابن الأنباري). (التسلية / ح 38؛ ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 93، غوث 3/ 287 ح 1034). فصلٌ: رواه عن أبي إسحاق السبيعي هكذا جماعةٌ من أعيان أصحابه، منهم: شعبة بنُ الحجاج، وسفيان الثوري، وزهير بنُ معاوية، وسليمان التيميّ، وأبو بكر بنُ عياش، وإسرائيل بنُ يونس، ومسعر بنُ كدام، وزكريا بنُ أبي زائدة.

وخالفهم: أبو سنان الشيباني، فرواه عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: لمَّا نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} جاء ابنُ أُمِّ مكتوم، فقال: يا رسول الله! أمَا لي رخصة؟ قال: "لا". قال ابنُ أم مكتوم: اللهم إني ضرير، فرخص لي، فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 5 / رقم 5053، قال: ثنا محمد ابنُ عبد الله الحضرميُّ. وابنُ جرير في تفسيره 5/ 144. قالا: ثنا أبو كريب: ثنا إسحاق بنُ سليمان، عن أبي سنان. قال الهيثميُّ في المجمع 7/ 9: رجاله ثقات. وكذا قال السيوطيُّ في الدر 2/ 202. قلتُ: نعم. ولكنه معلٍّ بالمخالفة. فأبو سنان الشيباني هو سعيد بنُ سنان الأصغر: وثقه أكثر النقاد، لكن ضعَّفه أحمد. وقال ابنُ عديّ: وأبو سنان هذا له غير ما ذكرتُ من الحديث، أحاديث غرائب وأفراد. وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسنادًا ولا متنًا، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء، ورواياته تحتمل وتقبل. اهـ. فمثله لا تحتمل مخالفته لهذا الجمع من الثقات، فروايته شاذة أو منكرة. وسئل أبو زرعة، عن هذا الحديث -كما في علل الحديث 992 لابن أبي حاتم- فقال: "هذا خطأ: عن زيد بن أرقم. فإنما هو: أبو إسحاق عن البراء بن عازب عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. كذا رواه شعبة والثوري وإسرائيل". اهـ. وصرَّح الحافظُ في الفتح 8/ 261 بتقديم رواية الجماعة، وهو الصواب الموافق

للأصول. وأغرب الشيخُ أبو الأشبال - رحمه الله -، إذ قال في تعليقه على تفسير الطبري 10/ 89 - 90: "ولسنا نرى هذا علة لذاك، ولا ذاك علة لهذا". اهـ. {تنبيه}: قال الحافظُ في الفتح 8/ 261: "وأبو سنان اسمه ضرار بنُ مرّة". وأخذه منه البدر العيني في العمدة 18/ 186 وهو خطأ. بل الصواب أنه أبو سنان الشيباني الأصغر، اسمه سعيد بنُ سنان كما مرَّ. أمَّا ضرار بنُ مرّة فهو أبو سنان الأكبر، ولم يذكروا له رواية عن أبي إسحاق السبيعي، ولا ذكروا إسحاق بن سليمان الرازي في الرواة عنه، إنما ذُكر ذلك في ترجمة أبي سنان الأصغر. والله أعلم. وفيه حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما: 614/ 9 - ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} عَنْ بَدْر والخَارجُون إلى بَدْرٍ، لمَّا نَزَلَت غزوةُ بدر قال عبد الله بنُ جحشٍ وابنُ أُمِّ مكتوم: إنَّا أعمَيَانِ يا رسول الله، فهل لنا رخصةٌ؟ فنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء / 95]، وفضل الله المجاهدينَ على القاعدينَ درجةً فهؤلاء القاعدون غيرُ أولي الضرر، {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء / 95] درجاتٍ منه على القاعدينَ من المؤمنينَ غيرَ أولي الضرر). (رواه: ابنُ جريجٍ، قال: أخبرني عبد الكريم -هو ابنُ مالك الجزري أبو سعيد الحرَّانيّ-: سمع مِقسمًا مولى عبد الله بن الحارث، يحدِّث عن ابن عباس، أنه قال:

فذكره). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه من حديث ابن عباس. ومقسم، يقال: هو مولى عبد الله بن الحارث. ويقال: هو مولى ابن عباس. وكنيته أبو القاسم) (خ، س تفسير، ت، ابن جرير، هق، ابن المنذر تفسيره). (التسلية / ح 38). فصلٌ: وله طريقٌ آخر عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أخرجه ابنُ جرير ج 10 / رقم 10243، قال: حدثني محمد بنُ سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [النساء / 95] فسمع بذلك عبد الله بنُ أمِّ مكتوم الأعمى، فأتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت، وأنا رجلٌ ضرير البصر، لا أستطيع الجهاد، فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أمرتُ في شأنك بشيء، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة! " فقال ابنُ أم مكتوم: اللهم إني أنشدك بصري! فأنزل الله بعد ذلك على رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} [النساء / 95].

قلتُ: وسنده ضعيفٌ جدًّا. وهذا الإسناد يتكرر كثيرا في تفسير الطبري. ومحمد ابن سعد -شيخ الطبري- ليس هو صاحب الطبقات، وإنما هو: محمد بنُ سعد ابن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي. قال الدارقطنيُّ: لا بأس به. وترجمه الخطيب 5/ 322 - 323، وليَّنه، وانظر اللسان 5/ 174. وأبوه: سعد بنُ محمد ابن الحسن تالفٌ، سئل عنه أحمد، فقال: "ذاك جهميٌّ، لو لم يكن هذا أيضًا، لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذلك". له ترجمة في تاريخ بغداد 9/ 126 - 127، واللسان. وعمه -يعني: عمّ سعد-، هو الحسن بنُ الحسن ابنِ عطية العوفي: ضعَّفه ابنُ معين وأبو حاتم والنسائيُّ وابنُ سعد، وحكى الخطيبُ 8/ 31 - 32 أخبارًا طريفةً في طول لحيته، وكانت تصل إلى ركبته!. وأبوه: هو الحسن بنُ عطية، ضعَّفه البخاريُّ وأبو حاتم وابنُ حبان وآخرون. وأبوه: هو عطية العوفي ضعيفٌ أيضًا، فهذه أسرة كلها ضعفاء!!. وفيه حديثُ زيد بنِ ثابت - رضي الله عنه -: 615/ 10 - (رأيتُ مَرْوان بنَ الحكم جالسًا في المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إليه، فأخبرنا أنَّ زيد بنَ ثابت، أخبره أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أملا عليه {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء / 95]، قال: فجاءهُ ابنُ أمِّ مكتوم وهو يملُّها عليَّ، فقال: يا رسول الله! والله لو أستطيعُ الجهادَ لجاهدتُ -وكان رجلًا أعمى- فأنزل الله عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفخذُهُ على فخذي، فثقلت حتي خِفتُ أن تُرَضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه فأنزل الله تعالى {غَيْرُ أُولِي

اَلضَّرَرِ} [النساء / 95]). (رواه: إبراهيم بنُ سعد، عن صالح بنِ كيسان، عن الزهري، قال: حدثني سهل ابنُ سعد الساعدي، قال: رأيتُ مروان .. وذكره). (حديثٌ صحيحٌ. ورواه عن إبراهيم بنِ سعد: إسماعيل بنُ عبد الله، وعبد العزيز ابنُ عبد الله، ومحمد بنُ يحيى، ويعقوب بن إبراهيم، وإبراهيم بنُ حمزة. قال الترمذيُّ: هذا حديث حسن صحيح. وتوبع صالح بنُ كيسان. تابعه: عبد الرحمن بنُ إسحاق، عن الزهري بسنده سواء مثله. أخرجه النسائيُّ 6/ 9، وابنُ سعد 4/ 212، وابنُ جرير ج 10 / رقم 10239، والطبرانيُّ في الكبير ج 5 / رقم 4814، 4815 من طرق عن بشر ابنِ المفضل، عن عبد الرحمن بنِ إسحاق بسنده سواء. ورواه عن بشر بنِ المفضل: محمد بنُ عبد الله بنِ بزيع، ويعقوب بنُ إبراهيم، وخالد ابنُ عبد الله، ومسدد بنُ مسرهد، ومحمد بنُ عبد الله الرقاشي. قال النسائيُّ عقبه: عبد الرحمن بن إسحاق هذا ليس به بأس، وعبد الرحمن ابنُ إسحاق يروي عنه عليّ بنُ مُسهر وأبو معاوية وعبد الواحد بنُ زياد، عن النعمان ابنِ سعد؛ ليس بثقة. اهـ. وخالفهما -يعني: صالح بن كيسان وعبد الرحمن بن إسحاق- معمر بنُ راشد، فرواه عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد. وانظره في الحديث التالي). (خ، س، ت، حم، ابن سعد، طحاوي مشكل، هق، طب كبير، جا، بغ تفسير) (التسلية / ح 38).

616/ 11 - (كنتُ أكتبُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "اكتب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} " [النساء: 95] فجاء عبد الله بنُ أم مكتوم، فقال: يا رسول الله! إني أحبُّ الجهادَ في سبيل الله، ولكنَّ بي مِنَ الزَّمَانة، وقد ترى، وذهبَ بصري. قال زيدٌ: فثقلت فخذ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي حتى خشيت أنَّ ترضَّها، فقال: اكتب: " {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} " [النساء: 95]). (رواه عبد الرزاق، قال: أنا معمر بنُ راشد، عن الزهري، عن قبيصة بنِ ذؤيب، عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، قال: كنت أكتب ... فذكره. وتابعه ابنُ المبارك، عن معمر مثله. أخرجه الطبراني أيضًا. وفي سنده محمد بنُ حُمَيد الرازي، وهو واهٍ). (السند الأول صحيحٌ. رجاله رجال الشيخين. فيظهرُ لي أنَّ الوجهي محفوظان. والله أعلم.) (حم، نعيم دلائل، ابن جرير، طب كبير) (ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 93؛ غوث 3/ 287 ح 1034؛ التسلية / ح 38). فصلٌ: وبعد كتابة ما تقدم بنحو سنتين، رأيتُ ابنَ أبي حاتم في علل الحديث 970، قال: سألتُ أبي عن حديثٍ رواه بشر بنُ المفضل، عن عبد الرحمن ابنِ إسحاق، عن الزهري، عن سهل بنِ سعد، عن مروان بن الحكم، عن زيد ابن ثابت .. فذكره. قال: قال أبي: رواه ابنُ المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قيل لأبي: أيهما أشبه؟ قال: قد تابع عبد الرحمن بنَ إسحاق: صالح بنُ كيسان على هذه الرواية. وتابع معمرًا

بعضُ الشاميين عن الزهري. ومعمرُ كان ألزم للزهري. اهـ. قلتُ: فيظهر من هذا الكلام أنَّ أبا حاتم يرجح رواية معمر، والصواب ما قدمتُ من صحة الروايتين جميعًا، لا سيما وقد روى البخاريُّ حديثَ صالح بنِ كيسان كما مرَّ. والله أعلم. فصلٌ: وله طريقان آخران عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -:- أولُهُما: إبراهيم بنُ عبد الرحمن بنِ عوف، عن زيد بنِ ثابت - رضي الله عنه -، قال: لمَّا نزلت هذه الآيه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بكتف فكتبها, فجاء عبد الله بنُ أمِّ مكتوم، فشكى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله - عز وجل -: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}. أخرجه عبد بنُ حُمَيد في المنتخب من المسند 241، قال: نا النضر بنُ شميل: أنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن زيد بن ثابت. وهذا سندٌ رجالُهُ رجال الشيخين، وإبراهيم بنُ عبد الرحمن بنِ عوف أدرك زيد ابنَ ثابت إدراكًا بيِّنًا، فكلاهما مدنيٍّ، وكان لإبراهيم يوم مات زيدٌ: خمسٌ وعشرون سنة لولا ما يأتي ذكرُهُ. وقد خولف النضر بنُ شميل. خالفه: محمد بنُ جعفر غندر. فرواه عن شعبة، قال: أخبرني سعد بن إبراهيم، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت نحوه. فأبهم شيخ "سعد ابن إبراهيم". أخرجه مسلمٌ 1898/ 141، قال: ثنا محمد بنُ المثنى: ثنا محمد بنُ جعفر به.

وخولف ابنُ المثنى. خالفه: محمد بنُ بشار، قال: ثنا محمد بنُ جعفر, عن شعبة، قال: أخبرني سعد بنُ إبراهيم، عن أبيه، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت نحوه. فأدخل واسطةً بين شيخ "سعد بن إبراهيم" و"زيد بن ثابت". أخرجه مسلمٌ أيضًا. وتوبع محمد بنُ بشار على هذه الرواية. فرواه ابنُ سعد في الطبقات 4/ 210 - 211، قال: نا سليمان أبو داود الطيالسيُّ، قال: نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجلٍ، عن زيد بن ثابت مثله. فيمكن حمل رواية ابن المثنى، عن غندر، عن شعبة؛ على رواية النضر بن شميل، عن شعبة؛ فيكون "الرجل المبهم" في رواية ابن المثنى، هو "إبراهيم بن عبد الرحمن" كما في رواية النضر بن شميل. غير أن رواية ابن بشار عن غندر، والطيالسيّ كلاهما عن شعبة، بينت لنا أنَّ إبراهيم بنَ عبد الرحمن لم يسمعه من زيد بنِ ثابت. فيكون السندُ ضعيفًا. والله أعلم. ثانيهما: كما في الحديث التالي: 617/ 12 - (كنتُ إلى جنبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فغشيته السكينةُ، فوقعت فخذُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فما وجدت ثِقَل شيءٍ أثقلَ مِنْ فخذِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سُرِّي عنه، فقال: "اكتب" فكتبت في كتفٍ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى آخر الآية. فقام ابنُ أمِّ مكتوم، وكان رجلًا أعمى، فى سمع فضيلة المجاهدين، فقال: يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامه غشيتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - السكينةُ، فوقعت

فخذه على فخذي، ووجدتُ مِنْ ثقلها في المرَّةِ الثانية كما وجدت في المرَّةِ الأولى، ثم سُرِّي عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اقرأ يا زيد" فقرأت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} الآية كلَّها. قال زيدٌ: فأنزلها الله وحدها، فألحقُتها، والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى مُلحقَها عند صدع في كتفٍ). (رواه: عبد الرحمن بنُ أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت قال: ... فذكره). (هذا سندٌ حسنٌ، وابن أبي الزناد: فيه مقالٌ معروف، لكنه توبع على أصل الحديث. والحمد لله) (د، ابن سعد, لسعيد بن منصور، ك، ابن المنذر تفسير، ابن الأنباري) (التسلية / ح 38؛ ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 93؛ غوث 3/ 287 ح 1034). وله طريق آخر: 618/ 13 - (كنتُ أكتبُ بين يَدَيْ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في كتف {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ}، وابنُ أمِّ مكتوم عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله قد أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل، وأنا رجلٌ ضرير، فهل لي من رخصة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أدري" قال

زيد بنُ ثابت: وقلمي رطب ما جف حتى غشى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الوحيُ، ووقع فخذُهُ على فخذي حتى كادت تدق من ثقل الوحي، ثم جلى عنه، فقال: لي: اكتب يا زيد {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}). (ذكره السيوطيُّ في الدر المنثور 2/ 203، وقال: أخرج ابنُ فهر في كتاب فضائل مالك، وابنُ عساكر من طريق عبد الله بنِ رافع، قال: قدم هارون الرشيد المدينة، فوجه البَرْمَكِيّ إلى مالك، وقال له: احمل إليَّ الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك. فقال للبرمكي: اقرئه السلام، وقل له: إنَّ العلمَ يُزار ولا يزور، وإنَّ العلمَ يؤتى ولا يأتي. فرجع البرمكيُّ إلى هارون الرشيد، فقال له: يا أمر المؤمنين يبلُغُ أهلَ العراقِ أنك وجَّهت إلى مالك فخالفك، اعزمُ عليه حتى يأتيك، فإذا بمالكٍ قد دخل وليس معه كتابٌ، وأتاه مُسَلِّمًا، فقال: يا أمير المؤمنين إن الله جعلك في هذا الموضع لعلمك، فلا تكُنْ أنت أوَّلَ من يُضعُ العلم فيضعك الله، ولقد رأيتُ من ليس في حسبك ولا بيتك يُعزُّ هذا العلم ويجلُّه، فأنتَ أحرى أنَّ تعز وتجل علمَ ابنِ عمِّكَ، ولم يزل يُعدِّدُ عليه من ذلك حتى بكى هارون، ثم قال مالكٌ: أخبرني الزهريُّ، عن خارجةَ بنِ زيد، قال: قال زيد ابنُ ثابت: ... وذكر الحديث، ثم قال: فيا أمير المؤمنين حرفٌ واحدٌ بعث به جبريلَ والملائكةَ - عليهم السلام -، من مسيرة خمسين ألف عامٍ حتى أنزل على نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، فلا ينبغي لي أنْ أُعزَّهُ وأُجلَّهُ.؟!). (صحيحٌ) (ابن فهر، كر) (التسلية / ح 38).

فصلٌ فيه شاهد من حديثِ الفلتان بنِ عاصم - رضي الله عنه -، قال: كنا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره، مفتوحة عيناه، وفرغ سمعة وقلبه لما يأتيه من الله. قال: فكنا نعرف ذلك منه. فقال للكاتب: "اكتب: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ". قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله! ما ذنبُنا؟ فأنزل الله. فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخاف أن يكون عليه شيء من أمره، فبقي قائمًا يقول: أعوذ بغضب رسول الله: قال: فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: "اكتب: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ". أخرجه ابنُ أبي شيبة في مسنده - كما في الإصابة 5/ 378 - ، وعبد بنُ حميد - كما في الدر المنثور 2/ 202 - . وأبو يعلى ج 3 / رقم 1583، وابنُ أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1039، وابنُ حبان 1733، والبزار في مسنده ج 3 / رقم 2203 - كشف الأستار، والطحاويُّ في المشكل 4/ 148 - 149، والطبراني في الكبير ج 18 / رقم 856 من طرقٍ عن عبد الواحد بنِ زياد، قال: ثنا عاصم بنُ كليب: ثني أبي: ثنا الفلتان بنُ عاصم. قال الهيثميُّ في المجمع 7/ 9: رجال أبي يعلى ثقاتٌ. وفي الباب مراسيل أخرى عند ابن سعد 4/ 210، وابنِ جرير 10244 - 10247، وانظر الدر المنثور 2/ 204. (التسلية / ح 38).

نزول القرآن على سبعةِ أحرُف، وفيه عشرةُ أحاديث: أولًا حديث ابن عباس رضي الله عنهما: 619/ 14 - (أقرأني جبريلُ - عليه السلام - على حرفٍ، فراجعتُهُ، فلم أزل أستَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي حتى انتهى إلى سبعةِ أحرُفٍ. قال الزهريُّ: بلغني أنَّ تلكَ السبعةَ الأحرفَ إنما هِيَ في الأمر الذي يكونُ واحدًا، لا يختلفُ في حلالٍ ولا حرامٍ). (رواه: الزهريُّ، عن عُبَيد الله بنِ عبد الله بنِ عتبة بنِ مسعود، عن ابن عباس مرفوعًا. ورواه عن الزهريّ: يونس بنُ يزيد، ومعمر بنُ راشد، وعقيل بنُ خالد، ومحمد بنُ عبد الله بنِ أخي الزهري، وصالح بنُ أبي الأخضر). (حديثٌ صحيحٌ، بل متواترٌ. وذكر ابنُ الجزريّ - رحمه الله - في النشر 1/ 21 أسماءَ الذين رووا هذا الحديث وهم: عمر بنُ الخطاب، وهشام بنُ حكيم بن حزام، وعبد الرحمن بنُ عوف، وأُبَيّ بنُ كعب، وعبد الله بنُ مسعود، ومعاذ بنُ جبل، وأبو هريرة، وعبد الله بنُ عباس، وأبو سعيد الخدريّ، وحذيفة بنُ اليمان، وأبو بَكَرَة، وزيد بنُ أرقم، وعَمرو بن العاص، وأنس بنُ مالك، وسمرة بنُ جندب، وعُمر ابنُ أبي سلمة، وأبو جُهَيم، وأبو طلحة، وأمُّ أيوب الأنصارية". وقال ابنُ الجزري: "وقد تتبعتُ طرق هذا الحديث في جزءٍ مفرد جمعتُهُ في ذلك". اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وقد خرجتُ هنا ما ظفرتُ به من أسماء الصحابة الذين ذكرهم ابنُ الجزري، وزدتُ عليه والحمدُ لله. اهـ. وفي معنى سبعة أحرف، قال البغويُّ في شرح السنة 3/ 44 - 45:

"قد اختلف أهلُ العلم في هذه الأحرف السبعة وأكثروا فيها القول، فقال قومٌ: هو وعدٌ، ووعيدٌ، وحلالٌ، وحرامٌ، ومواعظُ، وأمثال، واحتجاج. وقال قومٌ: هو أمرٌ، ونهيٌّ، وحظرٌ، وإباحةٌ، وخبر ما كان وما يكون، وأمثال. وأظهرُ الأقاويلِ وأصحُّها وأشبهُهَا بظاهر الحديثِ أنَّ المرادَ مِن هذه الحروف اللغاتُ، وهو أنْ يقرأه كلٌّ قومٍ من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام، والإظهار، والإمالة، والتفخيم، والإشمام، والإتمام، والهمز، والتليين، وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة. قال ابنُ مسعود: إنما هو كقول أحدهم: هلُمَّ وتعالَ وأقبل. ثم فسره ابنُ سرين، فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زَقْيَةً واحدةً) وهي في قراءتنا (صيحةً واحدةً) والمعنى فيهما واحدٌ. وقال أبو عُبَيد: سبعة أحرف: يعني: سبعَ لغات مِنْ لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعُ لغات، ولكن هذه اللغات السبع متفرقةٌ في القرآن، فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هَوازن، وبعضه بلغة هُذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كلِّه واحدِةٌ، معناه: أنزل القرآن مأذونًا للقاريء أن يقرأ على أيِّ هذه الوجوه شاء، قالوا: وكان ذلك توسعةً من الله -عزّ وجلّ- ورحمةً على هذه الأمة، إذ لو كُلِّف كلُّ فريقٍ منهم تركَ لغتهم، والعدولَ عن عادة نشؤوا عليها إلى غيرها، لشَقَّ عليهم". اهـ. وقال الحافظ في الفتح 9/ 23: "قوله سبعة أحرف: يعني سبعة أوجه، يجوز أن يقرأ بكل وجه منها، وليس المراد أن كل كلمة ولا جملة منه تقرأ على سبعة أوجه، بل الراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القِرَاءات في الكلمة

الواحدة إلى سبعة. فإن قيل فإنَّا نجد بعضَ الكلمات يُقرأ على أكثر من سبعة أوجه، فالجواب أن غالب ذلك إما لا يثبت الزيادة، وإما أن يكون من قبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المد والإمالة ونحوهما. وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التسهيل والتيسير، ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعين في العشرات والسبعمائة في المئين ولا يراد العدد المعين، وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه. وذكر القرطبيُّ عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلي خمسة وثلاثين قولًا ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة. وقال المنذري: أكثرها غير مختار، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه من "صحيحه". وسأذكر ما انتهى إليَّ من أقوال العلماء في ذلك مع بيان المقبول منها والمردود إن شاء الله تعالى في آخر هذا الباب". اهـ.). (خ، م، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، الذهلي جزء من حديثه، عب، ابن جرير، أبو الحسين الدقاق، ابن الأعرابي، طح مشكل، أبو محمد الجوهري، طب أوسط، طب صغير، هق، هق صغير، هق شعب، خط، بغ) (التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 189؛ الفضائل / 94). ثانيًا: فصلٌ فيه حديث عثمان بنِ عفان رضي الله عنه: أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في النشر 1/ 21، وفي المجمع 7/ 152، عن أبي المنهال سيَّار ابنِ سلامة، قال: بلغنا أنّ عثمان - رضي الله عنه -، قال يومًا وهو على المنبر: اذكر الله رجلا سمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلُّها شافٍ كافٍ" لما قام، فقاموا حتى ما يُحصوا، فشهدوا أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك، فقال عثمان: وأنا أشهدُ معهم.

قال الهيثميُّ: رراه أبو يعلى في الكبير، وفيه راوٍ لم يُسَمَّ. اهـ. ثالثًا حديث عُمر بنِ الخطاب رضي الله عنه (¬6): 620/ 15 - (سمعتُ هِشام بنَ حكيم بنِ حزامٍ يقرأ سورةَ الفرقانِ على غير ما أقرؤُها. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرَأَنِيها. فكدتُ أنْ أعجلَ عليه ثم أمهلتُه حتى انصرفَ، ثم لبَّبتُهُ بردائه فجئتُ به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يا رسول الله، إني سمعتُ هذا يقرأ سورةَ الفرقانِ على غير ما أقرأتَنِيها. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرسله"، ثم قال: "اقرأ يا هشام" فقرأ القراءةَ التي سمعتُهُ يقرأ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا أُنْزِلَت"، ثم قال لي: "اقرأ" فقرَأتُها. فقال: "هكذا أنزلت، إِنَّ هذا القرآنَ أُنزِلَ على سبعة أحرفٍ، فاقرَؤا ما تَيَسَّرَ منه"). (رواه: مالكٌ، عن الزهريّ، عن عُروهَ، عن عبد الرحمن بنِ عبدٍ القاريء -وحده-، عن عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - بهذا. ورواه عن مالك هكذا خلقٌ من ثقات أصحابه منهم: يحيى بنُ يحيى، وأبو مصعب، وعبد الله بنُ يوسف، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وابنُ القاسم، والقعنبيُّ، ومعن بنُ عيسى، وجويرية بنُ أسماء، وآخرون. وخالفهم: يحيى بنُ عبد الله بنِ بكر، فرواه عن مالك، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريء، عن عمر. أخرجه الدارقطنيُّ في العلل 2/ 215، وقال: قوله هشام وهمٌ، والصحيح: عن مالك عن ابن شهاب عن ¬

_ (¬6) ذكرتُ سياقًا آخر لحديث عُمر - رضي الله عنه - في أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان.

عروة. اهـ.). (متفقٌ عليه) (خ، م، س، شفع، شفع رسالة، شفع سنن، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، بغ أبو القاسم، حب، طح مشكل، الآجُرّي، ابن عبد البر، بغ). (التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 126, 301؛ الفضائل / 231،128). رابعًا حديث أُبَيّ بنِ كعب - رضي الله عنه -: وله خمسةُ طرُق عنه: 1 - عبد الرحمن بنُ أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال: 621/ 16 - (كنتُ في المسجدِ فدخلَ رجلٌ يُصلِّي، فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه. ثم دخل آخرُ فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبهِ. فلما قضينا الصلاةَ دخلنا جميعًا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن هذا قرأَ قراءةً أنكرتُها عليه، ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِهِ، فأمرَهُمَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَرَءَا، فَحَسَّنَ النبيُّ شأنهما، فسُقِطَ في نفسي من التكذيب ولا إذ كنتُ في الجاهلية، فلما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ما قد غَشِيَني ضربَ في صَدْرِي، فَفِضْتُ عَرَقًا، وكأنَّما أنظرُ إلى الله عزَّ وجلَّ فَرَقًا، فقال لِي: "يا أُبَيُّ، أُرسِلَ إلَيّ أَنِ اقرَإِ القرآنَ على حرفٍ، فرددتُ إليه أنْ هَوِّن على أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثانيةَ اقرَأْهُ على حرفين، فرددتُ إليه أنْ هون على أمتي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثالثة اقرأه على سبعةِ أحرُفٍ فَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَها مسألةٌ تسأَلُنيها، فقلتُ: اللهمَّ

اغفِر لأُمَّتِي، اللهم اغفر لأمتي؛ وأَخَّرْتُ الثالثةَ ليومٍ يرغَبُ إِلَيَّ الخلقُ كُلُّهُم حتى إبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم -). (أخرجوه من طرقٍ عن، إسماعيل بنِ أبي خالد، عن عبد الله بنِ عيسى، عن عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره. ورواه عن إسماعيل بنِ أبي خالد: وكيع بنُ الجرَّاح، ويحيى القطان، وابنُ نُميَر, ومحمد بنُ بشر، ومحمد بنُ يزيد الواسطي، وخالد بنُ عبد الله، ومحمد بنُ فضَيل، ومحمد بنُ عُبَيد. وتابعه -أعني: إسماعيلَ بنَ أبي خالد- محمد بنُ عبد الرحمن بنِ أبي ليلى، عن عبد الله بنِ عيسى بسنده سواء. أخرجه الكلاباذيُّ في معاني الأخبار ق 232/ 1 - 2 من طريق عمَّار بنِ رزيق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.). (صحيحٌ) (م، حم، حم زوائد عبد الله، كر، ابن جرير، ش، حب، الخطابي، هق، بغ) (التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 192؛ الفضائل / 98). وقد توبع عبد الله بنُ عيسى، فتابعه ثلاثةٌ: الأول - مجاهد بنُ جبر، عن ابن أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال: 622/ 17 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قال: فأتاه جبريلُ - عليه السلام -، فقال: إِنَّ الله يأمُرك أنْ تقرأ أُمَّتَكَ القرآنَ على حرفٍ، فقال: أسألُ الله معافاتَهُ ومغفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتِي لا تطيقُ

ذلك. ثم أتاه الثانيةَ، فقال: إن الله يأمرك أنَّ تقرأ أمَّتك القرآن على حرفين. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمَّتِي لا تطيق ذلك. ثم جاء الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أنَّ تقرأ أمَّتك القرآن على ثلاثة أحرفٍ. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمَّتِي لا تطيق ذلك. ثم جاء الرابعة، فقال: إن الله يأمرك آن تقرأ أمَّتك القرآنَ على سبعَةِ أحرُفٍ، فأيَّمَا حَرْفٍ قرؤُوا عليه فقد أصابُوا). (أخرجوه من طرقٍ، عن شعبة، عن الحكم بن عُتَيبة، عن مجاهد. وتوبع شعبة. تابعه: محمد بنُ جحادة عن الحكم به. أخرجه عبد الله بنُ أحمد في زوائد المسند 5/ 128، ومن طريقه القطيعي في جزء الألف دينار 28، وابنُ حبان 738، وابنُ جرير 34، 36، والطبرانيُّ في الكبير ج 1 / رقم 535، والهيثم ابنُ كُلَيب في المسند 1457، وابنُ عبد البر في التمهيد 8/ 287. ووقع في مسند أحمد: "قال عبد الله: حدثني أبي: ثنا جعفر بنُ مهران السماك ... إلخ" كذا!! وذِكرُ "أحمد ابن حنبل" في السند خطأ، لأن أحمد لم يرو عن جعفر شيئًا، بل ابنه أحمد كما في "التعجيل"، ونبه على ذلك الأخ الكريم بدر البدر جزاه الله خيرًا. وتوبع الحكم. تابعه: بكير بنُ الأخنس، عن مجاهد به مختصرًا. أخرجه أبو الشيخ في الطبقات 288، وعنه الشجريُّ في الأمالي 1/ 112 من طريق أبي مسعود أحمد ابنِ الفرات الرازي، قال: أنا يحيى بنُ آدم، قال: ثنا قطبة بنُ عبد العزيز، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس. وهذا الحديث رواه أبو الشيخ في ترجمه "أبي مسعود الرازي"، وقال: "وغرائب

حديثه وما يتفرد به كثيرٌ". ونقل الشجريُّ عن أبي الشيخ، قال: "تفرد به أبو مسعود الرازي أحمد بنُ الفرات بنِ خالد". ثم ساق له هذا الحديث. ورجال إسناده ثقاتٌ. وأبو مسعود الرازي: وثقوه. وقال الحافظ: "ثقةٌ حافظٌ، تُكلِّم فيه بلا مستند"). (صحيحٌ) (م، د، س، حم، طي، أبو عبيد فضائل القرآن، الشاشي، ابن جرير، طح مشكل، هق، هق صفات) (ابن كثير 1/ 195؛ الفضائل / 102؛ التسلية / ح 39). الثاني - زبيد بنُ الحارث، عن ابن أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال: 623/ 18 - (أنَّ جبريل - عليه السلام - أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في أضاة بَنِي غِفَار: فقال: يا محمد! إنّ ربَّك يأمُرُكَ أنْ تقرأَ القرآنَ على حَرْفٍ، فلم يزل يزيده حتى بلغ سبعةَ أحرفٍ). (حدَّث به عبد الله بنُ أحمد في زوائد المسند 5/ 128، قال: ثنا محمد بنُ سُلَيمان الأسدي -لُوَين-، قال: ثنا الحسن بنُ محمد بنِ أعين، قال: ثنا عُمر بنُ سالم الأفطس، عن أبيه، عن زبيدٍ. ووقع في المسند: قال عبد الله: ثني أبي، قال: ثنا محمد بنُ سليمان .. " وهذا خطأ واضحٌ. ولوين شيخ عبد الله لا أبيه). (وهذا سندٌ مقارب. رجاله ثقاتٌ إلا عُمر بن سالم بن عجلان الأفطس، فروى عنه جمعٌ ووثقه ابنُ حبان. والله أعلم) (حم زوائد عبد الله) (التسلية / ح 39). الثالث- عبيد الله بنُ عُمر، عن ابن أبي ليلى، عن أُبَيّ بنِ كعب: أخرجه ابنُ جرير في تفسيره 38. وهذا لا يصح. فقد انتهى شيخُنا - رضي الله عنه - في بحثه إلى

ترجيح عدم سماع عبيد الله من عبد الرحمن بن أبي ليلى، خلافًا لابن كثير والشيخ أحمد شاكر، وموافقًا لإبراهيم الحربي حيث قال -كما في التهذيب 7/ 40 - : لم يدرك عُبَيد الله بنُ عُمر عبد الرحمن بنَ أبي ليلى. اهـ. (¬7) 2 - أنس بنُ مالك - رضي الله عنه -، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال: 624/ 19 - (ما حاكَ في صَدْرِي مُنْذُ أسلمتُ إلا أَنِّي قرأتُ آيةً، وقرأها آخرُ غيرَ قِرَاءَتِي. فقلتُ: أَقْرَأَنِيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال الآخرُ: أقرأنيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا نبي الله، أقرأتني آيةَ كذا وكذا؟ قال: نعم. وقال الآخرُ: ألم تُقْرِئْنِي آية كذا وكذا؟ قال: نعم، إن جبريلَ وميكائيل - عليهما السلام - أَتَيَانِي, فقعد جبريلُ عَن يميني وميكائيلُ عَن يساري، فقال جبريل - عليه السلام -: اقرَإِ القرآنَ على حرفٍ، قال ميكائيلُ: اسْتَزِدْهُ استزده، حتى بَلَغَ سبعةَ أحرُفٍ، فكُلُّ حَرْفٍ شَافٍ كَافٍ). (أخرجوه من طرقٍ كثيرةٍ عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن أبي ابن كعب - رضي الله عنه - ... فذكره). (صحيحٌ) (س، حم، حم زوائد عبد الله، أبو عبيد فضائل القرآن، أبو عبيد غريب، ش، عبد، ابن أبي حاتم علل، حب، ابن جرير، الشاشي، طح مشكل، أبو بكر الشافعي رباعياته، هق صغير، الضياء) (التسلية / ¬

_ (¬7) قال أبو عَمرو غفر الله له: وقد بسطتُ ذلك وخدمتُهُ في بحث لي -مجموع من كتب شيخنا رضي الله عنه-، اسمه: "إمتاع الأسماع بذكرِ مائتي بحث في السماع لأبي إسحاق الحويني"؛ ولله الحمدُ والمنَّة.

ح 39؛ ابن كثير 1/ 190؛ الفضائل / 95). فصلٌ: ورواه عن حميد الطويل هكذا: يحيى القطان، ويزيد بنُ هارون، وبشر بنُ المفضل، ويحيى بنُ أيوب، وعبد الله بنُ بكر السهمي، ومعتمر بنُ سُلَيمان، وابنُ أبي عديّ، ومحمد بنُ ميمون، وعليّ بنُ عاصم. وخالفهم: حماد بنُ سلمة فرواه، عن حميد الطويل، عن أنس، عن عُبادة ابن الصامت، عن أُبَيّ بنِ كعب .. فذكره. فزاد "عبادة" في الإسناد. أخرجه أحمد 5/ 114، وابنُ حبان 742، والطبريُّ 28، والطبرانيُّ في الأوسط 2/ 20/ 1، وأبو الشيخ في ذكر رواية الأقران ق 13/ 1، والهيثم بنُ كُلَيب في المسند 1426، 1427، وتمام الرازي في الفوائد 1706، والطحاويُّ في المشكل 4/ 182، وابنُ عديّ في الكامل 2/ 679 من طرقٍ عن حماد. وقال الطبرانيُّ: لم يروه عن حميد إلا حماد بن سلمة. اهـ. ولعل هذا مما وهم فيه حمادٌ، وكان حفظه تغيَّر قليلًا، ويؤيده إيرادُ ابن عدي الحديثَ في ترجمته، ولم أقف على من تابعه مع مخالفة هذا الجمع. وذكر أبو حاتم الرازي -كما في العلل 1745 - رواية حماد من غير ترجيح، فإن كان يرجح رواية حماد على زهير فلم يتفرد به زهيرٌ، فتابعه مَنْ قدَّمنا ذكرهم، وهم أكثرُ عددًا وأشدّ إتقانًا. والله أعلم. خامسًا: فصلٌ فيه حديث أنس - رضي الله عنه -: وخالف جميعَ مَنْ تقدَّم: مَرْوان ابنُ معاوية الفزاري، فجعله مِنْ مُسند أنس: فأخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 2068 من طريق محمد ابنِ يحيى بنِ أبي عُمر العدني، قال: ثنا مَرْوان ابنُ معاوية الفزاريّ، عن حميد الطويل، عن أنس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ جبريلَ - عليه السلام -

أمره أنَّ يقرأ القرآن على سبعةِ أحرُفٍ، كلُّ شافٍ كافٍ. ونقل الضياء عن الدارقطنيّ أنه قال: رواه مروان الفزاري، عن حميد، عن أنس. والصحيح: حميد، عن أنس، عن أُبَيّ بنِ كعب. قلتُ: وما رجَّحَهُ الدارقطنيُّ هو الصواب، وقد روى هذا الحديث: يحيى بنُ سعيد القطان، ويزيد بنُ هارون، وبشر بنُ المفضل، ويحيى بنُ أيوب، وعبد الله بنُ بكر السهمي، ومعتمر بنُ سُلَيمان، وابنُ أبي عديّ، ومحمد بنُ ميمون، وعليّ بنُ عاصم. كلُّهم يرويه عن حميد الطويل، عن أنس، عن أُبَيّ بن كعب. كما تقدَّم والحمدُ لله. وله طريق آخر: أخرجه تمام الرازي في الفوائد 1651، قال: نا أبو الحسن خيثمة بنُ سليمان: ثنا محمد بنُ عيسى بنِ حيَّان المدائنيّ: ثنا محمد ابنُ الفضل بنِ عطية، عن زيد العَمِّيّ، عن معاوية بنِ قرَّة، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: "أتاني الملكان، فقال أحدُهُم: اقرأ على حرفٍ، فقال الآخرُ: زِدْهُ؛ فقلتُ: زدني. فما زال يسأل الزيادة مِن صاحبه، وأنا أسألُهُ، حتى انتهى إلى سبعةِ أحرُفٍ. قال: وأقرأنِي أُمَّ الكتاب، فلمَّا بلغ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة / 7] قال الملك: آمين". وسنده ضعيفٌ جدًّا. ومحمد بنُ الفضل: واهٍ جدًّا، وقد كذَّبُوه. والطريق الأول أجود من هذا ولكنه معلٌّ أيضًا كما رأيت. 3 - ابنُ عباسٍ، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال: 625/ 20 - (أَقْرَأَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سُورةً: فبينا أنا في المسجدِ

جالسٌ إذ سمعت رجلًا يَقْرَؤُها، يُخالِفُ قِراءَتِي، فقلتُ له: مَنْ عَلَّمكَ هذه السُّورةَ؟ فقال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلتُ: لا تُفارِقُنِي حتى نَأْتِيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيتُهُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّ هذا خالف قراءتي في السورة التي عَلَّمْتَنِي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ يا أُبيُّ، فقرأتُها، فقال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَحْسَنْتَ"، ثم قال للرجل: "اقرأ"، فقرأَ فخالفَ قِرَاءَتِي، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحسنت" ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أُبَيُّ، إنه أُنْزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ). (أخرجه النسائيُّ 2/ 153، قال: أخبرني عَمرو بنُ منصور. والطبرانيُّ في الأوسط 1044، قال: ثنا أحمد بنُ عبد الرحمن بنِ عقال الحرَّانيُّ. قالا: ثنا أبو جعفر بنُ نُفَيل, قال: قرأتُ على معقل بنِ عبيد الله، عن عكرمة بنِ خالد، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، عن أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - ... فذكره). (هذا سندٌ جيدٌ، رجالُهُ ثقاتٌ. ومعقل بنُ عبيد الله: وثقه أحمد في رواية، وابنُ معين في رواية. وقال ابنُ معين والنسائيُّ: "لا بأس به". وضعفه ابنُ معين في رواية. وقال ابنُ حبان: كان يخطيء ولم يفحش خطؤه، فيستحق الترك. وقال ابنُ عديّ: "حسنُ الحديث". وقال ابنُ القطان: "معقل عندهم مستضعف". فتعقبه الذهبيُّ بقوله: "كذا قال! بل هو عند الأكثرين صدوقٌ لا بأس به"). (س، طب أوسط) (التسلية / ح 39).

4 - سُلَيمان بنُ صُرَد، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ: 626/ 21 - (يا أُبَيّ إِنِّي أُقْرِئْتُ القرآن، فقيل لي على حرفٍ أو حرفَينِ؟ فقال المَلَكُ الذي معي: قُل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثةٍ؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف. ثم قال: ليس منها إلا شافٍ كافٍ. إِنْ قلتَ سميعًا عليمًا عزيزًا حكيمًا ما لم تختُم آيةَ عذابٍ برحمةٍ أو آيةَ رحمة بعذابٍ. لفظ أبي داود). (أخرجوه من طرقٍ عن همام بنِ يحيى، عن قتادة، عن يحيى بنِ يعمر، عن سليمان ابن صرد، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُهُ ثقات) (د، حم، حم زوائد عبد الله، طح مشكل، أبو عَمرو الداني وقف، هق، هق صغير، الضياء، خط مبهمات) (التسلية / ح 39). 5 - زر بنُ حُبَيش، عن أُبَيّ بنِ كعبٍ، قال: 627/ 22 - (لَقِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جبريلَ، فقال: يا جبريل، إِنِّي بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيينَ: منهم العَجُوزُ، والشيخُ الكبيرُ، والغلامُ، والجاريةُ، والرَّجُلُ الذي لم يقرَأ كتابًا قَطُّ. قال: يا محمد، إِنَّ القرآنَ أُنْزِلَ على سبعةِ أحرُفٍ). (رواه: زائدة بنُ قدامة -وهذا حديثه-، وأبو عوانة الوضاح اليشكري، وشيبان ابنُ عبد الرحمن، وحماد بنُ سلمة أربعتهم، عن عاصم بنِ بهدلة، عن زِرّ بنِ حبيش.

واختلف على شيبان وحماد بن سلمة في روايتهما). (قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (ت، حم، شر، حب، ابن جرير، أبو محمد الجوهري، الضياء) (التسلية / ح 39). سادسًا: فصلٌ فيه حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أخرجه أحمد 5/ 385، 401 من طريق: وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بنِ مهاجر، عن ربعيّ بنِ حراش، قال: حدثني من لم يكذبني -يعني: حذيفة-، قال: لقي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - جبريلَ عند أحجار المرا، فقال: "إنَّ أَمَّتك يقرءون القرآن على سبعة أحرفٍ، فمن قرأ منهم فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه". قال عبد الرحمن: "إنَّ مِن أمتك الضعيف، فمن قرأ على حرف فلا يتحول عنه إلى غيره رغبةً عنه". قال ابنُ كثير في فضائل القرآن ص 107: "إسناده صحيحٌ ولم يخرجوه"! كذا! وفيه تسامحٌ لا يخفى. وإبراهيم بن مهاجر: ليَّنه أكثر النقاد. أمَّا الهيثميُّ، فقال في المجمع 7/ 151: "رواه أحمد وفيه راوٍ لم يُسمّ"! وهذا وهمٌ عجيبٌ، أظنُّهُ بسبب عجلة الهيثمي - رحمه الله - النظر في السند، فقد وقع في السند" ... ربعيّ بن حراش، حدثني مَن لم يكذبني ... " فلما وقع بصرُهُ على قوله: "من لم يكذبني" قال ما قال، ولقد علمت أنه سُمِّيَ، رحمه اللَه تعالى. سابعًا حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: 628/ 23 - (نزل القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ. مِرَاءٌ في القرآن كفرٌ

-ثلاث مرات-، فما عَلِمتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردُّوه إلى عَالِمِهِ. قوله مراء في القرآن كفر: قال محمد بنُ الحسين الآجري في كتاب الشريعة ج1 / ص 205: فإن قال قائلٌ: عَرِّفنا هذا المراء الذي هو كفر، ما هو؟ قيل له: نَزَلَ هذا القرآنُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سبعةِ أحرُفٍ، ومعناها: على سبع لغات، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُلَقِّن كُلَّ قبيلة من العرب على حسب ما يحتمل من لغتهم، تخفيفًا من الله -عز وجل-، ورحمة بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكانوا رُبَّما إذا التقوا، يقول بعضهم لبعضٍ: ليس هكذا القرآن، وليس هكذا علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويعيبُ بعضُهم قراءةَ بعض، فنهوا عن هذا، وقيل لهم: اقرؤوا كما علمتم، ولا يجحد بعضكم قراءةَ بعض، واحذروا الجدالَ والمراءَ فيما قد تعلمتم. اهـ.). (رواه: أنس بنُ عياض، قال: حدثني أبو حازم، عن أبي سلمة -لا أعلمه إلا- عن أبي هريرة مرفوعًا به). (وسنده صحيحٌ) (س فضائل، حم، حب، يع، ابن جرير، المُخَلِّص أمالي، محا، خط) (التسلية / ح 39). 629/ 24 - (أُنزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، حكيمًا، عليمًا، غفورًا، رحيمًا. قال ابنُ حِبَّان: "حكيمًا، عليمًا، غفورًا، رحيمًا" قولُ محمد بنِ عَمرو، أدرجه في الخبر، والخبرُ إلى "سبعة أحرفٍ" فقط). (وتابعه: محمد بنُ عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا بهذا). (وسنده حسنٌ. وقال الهيثمي 7/ 151: رواه أحمد بإسنادين، ورجالُ أحدهما رجالُ الصحيح) (حم، ش، حب، البزار، ابن جرير، أبو محمد الجوهري، ابن عبد البر، هق صغر، خط تلخيص) (ابن كثير 1/ 205،197؛ الفضائل / 114،103؛ التسلية / ح 39).

630/ 25 - (المِرَاءُ في القرآنِ كُفْرٌ). قال في النهاية 4/ 322: المِرَاءُ: الجدالُ والتَّمارِي والمُمَاراة: المجادلة على مذهب الشَّكِّ والرِّيبَة. قال أبو عُبيد: ليس وجهُ الحديثِ عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنَّه على الاختلاف في اللفظ. وهو أن يقرأَ الرَّجُل على حرف، فيقول الآخر: ليس هو هكذا ولكنَّه على خلافه. وكلاهُمَا مُنْزَلٌ مَقْرُوءٌ به. فإذا جَحَد كلُّ واحد منهما قِراءَة صاحبه لم يُؤْمَن أن يكونَ ذلك يُخْرِجُهُ إلى الكفر لأنه نَفَى حرفًا أنزله الله على نبِيّه - صلى الله عليه وسلم -. اهـ. (أخرجوه من طرقٍ عن محمد بنِ عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا بهذا). (سنده حسنٌ) (ك، ابن نجيد، طب أوسط الآجري، نعيم حلية، ابن بطة) (ابن كثير 1/ 354،205؛ الفضائل / 299،205، التسلية / ح 39). ثامنًا حديث أم أيوب رضي الله عنها: 631/ 26 - (أُنزِلَ القرآنُ على سبعةِ أحرُفٍ، أيُّها قرأت أجزأك). (رواه: ابنُ عُيَينة، عن عُبَيد الله بنِ أبي يزيد، عن أبيه، عن أمِّ أيوب امرأة أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا به). (قال ابنُ كثير في الفضائل ص 117: إسناده صحيحٌ ولم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة. اهـ. قلتُ: وإسناده حسنٌ. ورواه أبو الربيع السمان، قال: حدثني عبيد الله بنُ أبي يزيد بسنده سواء. أخرجه ابنُ جرير 24، قال: ثنا أسدٌ، قال: ثنا أبو الربيع السمان فذكره. وسنده ضعيفٌ جدًّا. وأبو الربيع: متروكٌ. والله أعلم) (حم، ش، حمي، سعيد بن منصور تفسيره، ابن جرير، ابن أبي عاصم آحاد، طح مشكل، أبو الحسن بن حيويه، نعيم معرفة، خط جامع) (التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 206؛ الفضائل / 116).

تاسعًا حديث أبي جُهَيم - رضي الله عنه - الله عنه: 632/ 27 - (أنَّ رجلَين اختلفا في آيةٍ مِنَ القرآن، فقال هذا: تلقَّيتُها مِنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال الآخر تلقَّيتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فسألا النبَّي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: القرآنُ يُقرَأُ على سبعةِ أحرُفٍ، فلا تمارُوا في القرآن، فإنَّ مِراءً في القرآن كفرٌ. لفظ أحمد). (رواه: سُلَيمان بنُ بلال، قال: حدثني يزيد بنُ خُصَيفة؛ أخبرني بُسْر بنُ سعيد، قال: حدثني أبو جُهَيم بهذا). (رجحَ ابنُ كثير هذا الوجه في فضائل القرآن ص 118، فقال: إسناده صحيحٌ. وصححه أيضًا في التفسير 1/ 208، وزاد: ولم يخرجوه. قلتُ: وقد خولف يزيد بنُ خصيفة فيه كما يأتي إن شاء الله تعالى). (حم، ابن جرير، طح مشكل، ابن عبد البر، ابن قانع) (التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 208؛ الفضائل / 118). عاشرًا حديث عَمرو بن العاص رضي الله عنه: 633/ 28 - (إنَّ هذا القرآن نزل على سبعةِ أحرُفٍ، فأيُّ ذلك قرأتم أصبتم، فلا تمارُوا في القرآن، فإن مراءٌ فيه كفرٌ). (أخرجوه من طريق: الليث بن سعد وعبد الله بنِ جعفر المَخرَمي والدَّراورديّ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بنِ إبراهيم، عن بُسر بنِ سعيد، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، أَنّ رجلًا قرأ آيةً مِنَ القرآن، فقال له عَمرو -يعني: ابن العاص-: إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتياهُ، فذكرا ذلك له، فقال رسولُ

الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (قال ابنُ كثير في الفضائل ص 119: هذا حديثٌ جيِّدٌ. وقال الحافظ في الفتح 9/ 126: سنده حسنٌ. قلت: خولف محمد بنُ إبراهيم التيميُّ فيه، خالفه يزيد بنُ خُصَيفة وهو أوثقُ منه، فرواه عن بسر بن سعيد، عن أبي جُهَيم -كما مرَّ ذِكرُه- وهذا أولى. والله أعلم. ويحتمل أن يكون لبُسرٍ فيه شيخين. والله أعلم) (حم، أبو عبيد فضائل القرآن، ابن أبي عُمر العدني، هق شعب) (التسلية / ح 39؛ ابن كثير 1/ 208 - 209؛ الفضائل / 119). مِنْ قديم ما نزلَ مِنَ القرآن: 634/ 29 - (بَنِي إسرائيلَ، والكَهفُ، ومَرْيمُ، وطه، والأنبياءُ، من العتاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِنْ تِلادِي. قال الحافظ في الفتح: قوله العِتَاق بكسر المهملة وتخفيف المثناة: جمع عتيق وهو القديم. أو هو: كُلُّ ما بلغ الغايةَ في الجودة. قال أبو عبيد: قوله من تلادي: يعني من قديم ما أخذتُ من القرآن. وذلك أنَّ هذه السور نزلت بمكة. وقال الحافظ: ومُرادُ ابنِ مسعود أنهنَّ مِنْ أَوَّلِ ما تعلَّم مِنَ القرآن، وأن لهنَّ فضلًا، لما فيهنَّ مِنْ القصص وأخبار الأنبياء والأمم). (رواه: شعبة، عن أبي إسحاق السبيعيّ، قال: سمعت عبد الرحمن بنَ يزيد، قال: سمعت ابنَ مسعود - رضي الله عنه -، يقول: ... فذكره. وقد خولف شعبة. خالفه: المسعوديُّ، فرواه عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود فذكر مثله. أخرجه أبو عبيد في الفضائل ص 133، وقال: كان

شعبة يخالفُهُ في الإسناد. اهـ. قلتُ: ولا ريب في تقديم رواية شعبة. والمسعودي كان اختلط). (صحيح، موقوفٌ) (خ، الإسماعيليّ، بيع أبو القاسم مسند ابن الجعد، ابن الضريس، ابن نصر قيام الليل، ابن مردويه، هق الشعب) (التسلية / ح 46). قراءةُ ابنِ مسعودٍ هي الأخيرة: 635/ 30 - (أيُّ القراءتين تعدُّون أوَّلًا؟ قال: قراءتنا. فقال: لا بل قراءةُ ابنِ مسعود. كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض عليه القرآن في كلِّ رمضان، فلما كان العامُ الذي مات فيه، عُرِضَ عليه مرتين، فشهد ابنُ مسعود ما نسخ منه وما بُدِّل. ولفظ أبي يعلى هكذا: أيُّ القراءتين تعدُّون قراءة الأولى؟ قالوا: قراءة عبد الله. قال: قراءتنا القراءةُ الأولى، وقراءةُ عبد الله قراءةُ الأخيرة. إنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعرض عليه القرآن كل رمضان عرضة، فلما كان العامُ الذي قُبض فيه عُرض عليه عرضتان، فشهد عبد الله وشهد ما نُسخ منه وما بُدِّل). (أخرجوه من طرقٍ عن الأعمش، عن أبي ظبيان حصين بن جندب، قال: قال لي ابنُ عباسٍ: ... فذكره (¬8)). ¬

_ (¬8) وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، ذكرته في أبواب: الصوم والاعتكاف.

(قال الحافظُ في الفتح 9/ 45: إسنادُهُ صحيحٌ) (عخ، س فضائل، س مناقب، حم، ش، ابن سعد، طح مشكل، طح معاني، يع) (التسلية / ح 52). فصلٌ: وأخرجه أحمد 1/ 275، 325، والبزار ج 3 / رقم 2683، والطحاويُّ في المشكل 4/ 196، والحاكم 2/ 230، من طرقٍ عن إسرائيل ابنِ يونس، عن إبراهيم بنِ مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباسٍ نحوه. قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة". ووافقه الذهبيُّ! كذا! وإبراهيم بن مهاجر: مشَّاه أحمد وغيره، وضعَّفهُ آخرون، وهو مقاربُ الحال، ويصلح في الشواهد والمتابعات كما هو الحالُ هنا. وقد مضى له طريقٌ آخر في الحديث الماضي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وقال الهيثميُّ في المجمع 9/ 288: "رجال أحمد رجال الصحيح"!!. كذا قال!!. التسلية / ح 52. إنما يؤخذُ القرآنُ مِنَ المهرة والمتقنين: 636/ 31 - (خذوا القرآن من أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأُبَيّ بن كعب). (رواه: شعبة، عن عَمرو بنِ مُرَّة، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن مسروق، قال: ذُكرَ عبد الله بنُ مسعود عند عبد الله بنِ عَمرو، فقال: ذاك رجلٌ لا أزالُ أُحبُّهُ، سمعتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. وهذا لفظُ أبي داود الطيالسي، وحفص بنِ عُمر كلاهما عن شعبة. ورواه: غندر، ومعاذ بنُ معاذ، وأبو الوليد، وأبو داود الطيالسيان، وحفص بنُ عُمر، وهاشم ابنُ

القاسم، كلُّهم عن شعبة بلفظ: "استقرءوا القرآن من أربعة ... ". (صحيحٌ. وقد ورد أيضًا عن ابن مسعود، وابن عُمر رضي الله عنهم). (خ، م، حم، طي، الفسوي، حب، نعيم حلية، كر) (التسلية / ح 53). ***

10 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر

10 - أبواب: الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) تجهيزُ الميِّت ودفنُهُ وما يُستحبُّ من الأكْفَانِ: فيه من الأحاديث حديثُ هشام بنِ عامر رضي الله عنهما: 637/ 1 - (احفروا، وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقَدِّمُوا أكثرَهم قرآنًا). (رواه الإمامُ أحمد في المسند 4/ 20، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمرٌ، عن أيوب، عن حُمَيد بنِ هلال، قال: أخبرنا هشام بنُ عامرٍ، قال: قُتل أبي يوم أُحُدٍ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: .... وذكر الحديث، ثم قال: فكان أبي ثالثَ ثلاثةٍ، وكان أكثرَهم قرآنًا، فقُدِّم. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 3/ 508 / 6501، ومن طريقه الطبرانيُّ في الكبير ج 22 / رقم 444، قال: أخبرنا معمرٌ وابنُ عيينة، عن أيوب، عن حُمَيد بن هلالٍ، قال: أخبرني هشام بن عامر فذكره). (إسناده صحيحٌ، وفيه إثبات سماع حُمَيد بنِ هلال من هشام بنِ عامر - رضي الله عنه -. قال شيخُنا- رضي الله عنه -: فقد قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 49: سمعتُ أبي يقول: حُمَيدُ بنُ هلالٍ لم يلق هشام بنَ عامرٍ، يدخل بينه وبين هشام: أبو قتادة العدوي.

قلتُ: وفي هذا نظرٌ، فقد وقع سماعُ حميد بنِ هلال من هشام بنِ عامر بإسنادٍ صحيحٍ، رواه أحمد في المسند ... وذكر الحديث بسنده ومتنه كما تقدم ثم قال: ولعلَّ الذي حمل أبا حاتم على نفي السماع أنَّ عبد الوارث بنَ سعيد روى هذا الحديث عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الدَّهماء، عن هشام بن عامر. أخرجه أحمد 4/ 20، والنسائيُّ 4/ 83، والترمذيُّ 1713، وابن ماجه 1560، والطبرانيُّ في الكبير ج 22 / رقم 448، والبيهقيُّ 4/ 34، وأبو يعلى 1558. وأخرجه النسائيُّ 4/ 83، والفسويُّ في المعرفة 3/ 155، والبيهقيُّ في الدلائل 3/ 297، وفي الكبرى 3/ 413 و 4/ 34 من طريق سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بنُ زيد، عن أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام، عن أبيه هشام بن عامر. ووافق حماد بنَ زيد على هذه الرواية جرير بنُ حازم. أخرجه أحمد 4/ 20، والنسائيُّ 4/ 81، قال: أخبرنا محمد بنُ معمر. وابنُ جرير في تهذيب الآثار 748 - مسند عمر، قال: حدثنا محمد بنُ المثني وزياد بنُ أيوب. أربعتهم، قالوا: ثنا وهب بنُ جرير، قال: ثنا أبي بهذا الإسناد. وأخرجه ابن جرير أيضًا 750 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، قال: ثنا أيوب، عن حميد بنِ هلال، عَمَّنْ يُحدِّثه عن هشام بنِ عامر. أقول: فلعلَّ هذه الوسائط هي التي حملت أبا حاتم على الجزم بأنَّ حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر. ولكننا إذا علمنا أنَّ هشام بنَ عامر كان يسكن البصرةَ، وتوفي نحو سنة 50 هـ، وكان حميد بنُ هلال يساكنه البصرةَ أيضًا، وتوفي بعد المائة بقليلٍ، إذا علمت هذا تهيأ لك ترجيح اللقاء، فكيف وقد ورد بإسنادٍ صحيحٍ

لا مطعن فيه. وقد رأيتُ الحافظ ابنَ حجر رجح السماع في أطراف المسند الحنبلي 5/ 432، فالحمدُ لله) (حم، س، ت، ق، عب، يع، طب كبير، الفسوي، هق، هق دلائل) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). وحديثُ ابن عباس رضي الله عنهما: 638/ 2 - (البسوا مِنْ ثيابِكُم البَيَاضَ، فَإنَّها مِنْ خيرِ ثيابكم، وكفِّنُوا فيها موتَاكُم. لفظُ الترمذيّ). (صحيحٌ. وقد ورد عن جماعة من الصحابة، منهم: ابنُ عباس -وهذا حديثه-، وسمرة بنُ جندب، وابنُ عمر، وعائشة، وأنس، وعمران بنُ حصين، وأبي الدرداء - رضي الله عنهم-). (أخرجوه من طرق كثيرة: عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا فذكره. وعند بعضهم: وإن خير أكحالكم الإثمد، يجلو البصر، وينبت الشعر. واقتصر بعضهم على بعضه. وقد رواه عن ابن خُثَيم خلقٌ من أصحابه، منهم: سفيان الثوري، وابنُ عُيَينة، وروح بنُ القاسم، وعليّ بنُ عاصم الواسطي، وأبو عوانة الوضاح، ووهيب ابنُ خالد، والمسعودي، وزهير بنُ معاوية، وداود بنُ عبد الرحمن العطار، وبشر ابنُ الفضل، وعبد الله بنُ رجاء، وأبو بكر بنُ عيَّاش، ومعمر بنُ راشد، ويحيى بنُ سليم الطائفي، وابنُ جريج، وزائدة بنُ قدامة، وحماد بنُ سلمة، وأبو معمر، وجرير ابنُ عبد الحميد، وابنُ إدريس، وحفص بنُ غياث، وإسماعيل بنُ عيَّاش). (قال الترمذيُّ: حديثُ ابنِ عباسٍ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وهو الذي يستحبُّه أهلُ

العلم. وقال ابنُ المبارك: أحبُّ إليَّ أن يُكَفَّنَ في ثيابه التي كان يُصلِّي فيها. وقال أحمد وإسحاق: أحبُّ الثياب إلينا أن يُكفَّنَ فيها البياض. ويُستحبُّ حسنُ الكفَن. اهـ. قال شيخُنا -رضي الله عنه-: المحفوظ أن الحديث يرويه: ابنُ خثيم، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس؛ كما مرَّ ذكره. قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من غير وجهٍ، وهذا الإسناد من أحسن إسنادٍ يروى في ذلك عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. اهـ. وقال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ. وقال الحاكمُ في الموضع الأول: صحيحٌ على شرط مسلم. وقال في الموضع الثاني: صحيحُ الإسناد. وصحَّحهُ ابنُ القطَّان كما في التلخيص الحبير 2/ 69. قلتُ: وإسناده جيِّدٌ. لكن قال النسائيُّ عَقِبَهُ: "عبد الله بنُ خثيم: ليِّنُ الحديث". وهذا تليين هيِّنٌ مِن مِثل النسائي، فمن عَرِف شِدته في أحكامه ظهر له أن يقصد بهذه العبارة أنه ليس من الأثبات المتقنين، بدليل أنه وثقه في رواية أخرى. وكذلك وثقه ابنُ معين، وزاد: حجة. والعجليُّ وابنُ حبان، وابنُ سعدٍ، وزاد: له أحاديثُ حسنةٌ. وقال أبو حاتم: ما به بأسٌ، صالحُ الحديث. وقال ابنُ عديّ: هو عزيزُ الحديث، وأحاديثه حسانٌ مما يجب أن يكتب. أما عليّ بنُ المدينيّ، فقال: مُنكرُ الحديثِ. فقد نقل النسائيُّ في سننه 5/ 248 مقالةَ ابنِ المدينيّ، ثم قال: كأنَّ عليّ بن المدينيّ خُلِقَ للحديث. ولا أدري أقالها مستنكرًا أم مُثنيا؟ مع أنه يلوح لي أنه قصد الثناء، وقد قال النسائيُّ: يحيى بنُ سعيد القطَّان لم يترك حديث ابن خثيم، ولا عبدُ الرحمن، إلا عليّ بن المديني، قال: ... فذكره. أمَّا الطحاويّ - رحمه الله -، فمع رخاوة نَفَسِهِ في الجرح، فإنَّه اشتد في حُكمه على

أبن خُثَيم، فقال في مشكل الآثار 7/ 370: وعبد الله بنُ عثمان بن خُثَيم رجلٌ مطعونٌ في روايته، منسوبٌ إلى سوء الحفظ، وإلى قلَّة الضبط، ورداءة الأخذ".!! ثم وجدتُ ابنَ كثير - رحمه الله - ذكر هذا الحديث في تفسير سورة الأعراف الآية 31 من رواية أحمدَ، وقال: هذا حديثٌ جيِّدُ الإسناد، رجالُهُ على شرط مسلم.). (د، س، ت، ثم، ق، حم، شفع، حمي، ش، عب، ابن سعد، الحربي، ابن جرير تهذيب، يع، حب، ابن المنذر، البزار، ابن الأعرابي، ك، طب كبير، طب أوسط، ابن المقري، نعيم أخبار، نعيم طب، القضاعي، الضياء، عق، عديّ، ابن السمعاني، ابن اللَّمش، هق معرفة) (التسلية / ح 43؛ جنة المرتاب / 352، فصل الخطاب / 90؛ ابن كثير 1/ 227؛ الفضائل / 141). وحديثُ سَمُرةَ بنِ جُندُب الفزاري رضي الله عنه: 639/ 3 - (البسوا مِنْ ثيابِكم البَيَاضَ، فإنها أطهرُ وأطيبُ، وكفِّنُوا فيها موتَاكُم). (رواه: سعيد بنُ أبي عروبة ومعمر بنُ راشد، عن أيوب السختيانيّ، عن أبي قلابة الجرمي هو عبد الله بنُ زيد، عن أبي المهلب هو الجرمي البصري عمُّ أبي قلابة، عن سمرة بنِ جندب - رضي الله عنه - مرفوعًا به. قال النسائيُّ: قال يحيى-يعني: القطان-: لم أكتبه. قلتُ له -القائل هو عَمرو ابن علي-: لِمَ؟ قال: استغنيتُ بحديث ميمون بنِ أبي شبيب عن سمرة. اهـ. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ على أنَّ سفيان بنَ عُيَينة وإسماعيل بنَ عُلَية أرسلاه عن أيوب. اهـ.

وأمَّا أبو حاتم، فإنه سُئِل عن حديث معمر هذا -كما في العلل 1093 - ، فقال: "لم يتابع معمر على توصيل هذا الحديث، وإنما يرويه عن أبي قلابة، عن سمرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -". اهـ. وقد رأيت أن معمرًا لم يتفرد بتوصيله، بل تابعه سعيد بنُ أبي عروبة عن أيوب موصولا. قلتُ: أمَّا رواية سفيان، فهي عند الحاكم 4/ 185. ورواية ابن عُلَية: أخرجها النسائيُّ في الكبرى 5/ 477، وأحمد 5/ 12، وابنُ أبي شيبة 3/ 266، وابنُ الجارود في المنتقى 523، والحاكمُ، والطبرانيُّ 6977. وتابعهما حماد بن سلمة عند ابن سعد 1/ 449. وعبد الوهاب بنُ عبد المجيد الثقفي عند الروياني في مسنده ج 126 ق 149/ 1. وحماد بنُ زيد عند النسائي 8/ 205. والحسن بنُ موسى الأشيب في جزئه 5 وابن سعد. وعبيد الله بنُ عَمرو الرقي عند النسائي في الكبرى 5/ 477 جميعًا عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن سمرة؛ فسقط ذِكْرُ "أبي المهلب". وتوبع أيوب عليه. فأخرجه أحمد 5/ 10، قال: ثنا عليّ بنُ عاصم، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة، عن سمرة. وله متابع آخر (¬1) يأتي في حديث عمران ابنِ حصين الآتي قريبًا إن شاء الله. وهكذا اختُلِفَ في إسناده. ويُشير الحاكمُ إلى انقطاع الإسناد بين أبي قلابة وسمرة بقوله: "أرسلاه"، وسلفُ الحاكم في ذلك هو: عليّ بنُ المديني، فقد صرَّح بأنّ أبا قلابة لم يسمع من سمرة -كما في المراسيل ص 109 لابن أبي حاتم-. لكن وقع في التهذيب 9/ 226 عن ابنِ المدينيّ، قال: "أبو قلابة سمع من سمرة، ¬

_ (¬1) هو (المتوكل بنُ الليث).

وروى عن هشام بن عامر ولم يسمع منه". وكذا وقع في تهذيب الكمال ج 2 / ق 585 للمزي أنه سمع من سمرة؛ وهذا عندي أرجح من قوله: "لم يسمع" لأن إدراكَ أبي قلابة لسمرة ظاهرٌ، وبين وفاتيهما أقل من خمسين عامًا. ثم أبو قلابة لا يعرف بتدليس، كما قال أبو حاتم في الجرح والتعديل 2/ 2 / 58. ونقل الذهبيُّ في السير 4/ 471 قولَ ابنِ المديني "سمع من سمرة" ولم يتعقبه بشيء؛ وكأنه لذلك قال الحافظُ في الفتح 3/ 135 عن حديث سمرة "إسناده صحيحٌ" فأرجو أن يكون الحافظ قصد هذا الطريق؛ وإلا فللحديث طريق آخر يأتي بعد هذا). (تخريج حديث سعيد: س، حم، ابن المنذر، طب كبير، هق. تخريج حديث معمر: عب، طب كبير، ك) (التسلية / ح 43، ابن كثير 7/ 221؛ الفضائل / 141؛ تنبيه / 107 رقم 87؛ تنبيه 1 / رقم 87، تنبيه 7 / رقم 1680؛ الأمراض / 100 ح 38، جنة المرتاب / 347 - 363؛ غوث 2/ 125 ح 523). طريق آخر للحديث عن سمرة: 640/ 4 - (البسوا البَيَاضَ، فإنها أطهرُ وأطيبُ، وكفِّنُوا فيها موتَاكُم). (أخرجوه من طرقٍ عن سفيان الثوريّ، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن ميمون ابنِ شَبِيب، عن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعًا بهذا. وقد رواه عن سفيان الثوري: وكيع، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وعبد الرزاق، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكَين، وأبو حذيفة، ويعلي بنُ عُبَيد، وقبيصة بنُ عقبة، ويحيى بنُ سعيد القطان، وعبد الله بنُ الوليد،

ويزيد بنُ زُرَيع. وقد توبع الثوري. تابعه: المسعودي، وقيس بنُ الرَّبيع، وإسماعيل ابنُ مسلم، وحمزة بنُ حبيب الزيات، ومُقاتل بنُ حيَّان). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال الحاكمُ: "صحيحٌ على شرط الشيخين" ووافقه الذهبيُّ! وليس كما قالا، وميمون لم يخرج له أحدُ الشيخين شيئًا في الصحيح؛ إنما البخاريُّ في الأدب المفرد والله أعلم.) (س كبرى، ت، حم، عب، ش، ابن سعد، طب كبير، ك، بغ) (التسلية / ح 43). وحديثُ عِمران بنِ حُصَين رضي الله عنه: 641/ 5 - (البسوها البَيَاضَ، وكَفِّنُوا فيها موتَاكُم. لفظ الطبراني. لِيَلْبِس البياضَ أحياؤُكُم، وكفِّنُوا فيها موتاكم. لفظ أبي طاهر المُخَلِّص). (أخرجوه من طريقين عن صفوان بنِ صالح: ثنا الوليد بنُ مسلم: ثنا محمد ابنُ عبد الله النصري، أنه سمع المتوكل بنَ الليث، يحدث عن أبي قلابة، عن عِمران ابنِ حُصَين وسمرة بنِ جندب - رضي الله عنهما - مرفوعًا به. وقد توبع صفوان فرواه: هشام بنُ عمار، ودُحَيم، ومحمود بنُ خالد، ثلاثتهم عن الوليد بنِ مسلم: ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي بسنده سواء. وزاد هشام بنُ عمار في حديثه، قال: ثنا الوليد بنُ مسلم وصدقة بنُ خالد. ولفظ حديث محمود بنِ خالد: "إنَّ أحبَّ ما زرتم الله في مساجدكم وقبوركم البياض" ويأتي لهذا اللفظ شاهدٌ قريبًا- في الفصل التالي). (حديثٌ صحيحٌ. وحديث عِمران هذا فيه: محمد بنُ عبد الله النصريُّ: هو محمد ابنُ عبد الله بنِ المهاجر الشعيثي. ووقع في "المعجم": "ابن عبيد الله" وهو تصحيفٌ،

وهو من رجال التهذيب. وثقه ابنُ معين ودُحيم والمفضل بنُ غسَّان وابنُ حبان. وقال النسائيُّ: ليس به بأسٌ. والمتوكل بنُ الليث: ذكره ابنُ حبان في الثقات وذكره بهذا الحديث، مما يُشعر أنه ليس له غيره أو أنه مقلٌّ جدًّا. وترجمه ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 1 / 372 ولم يحك فيه شيئًا) (تخريج حديث صفوان: حب، طب كبير، المُخَلِّص. تخريج حديث مَن تابعه: طب مسند الشاميين، كر) (التسلية / ح 43). فصلٌ فيه حديث أو الدرداء رضي الله عنه: أخرجه ابنُ ماجه 3568، قال: ثنا محمد بنُ حسَّان الأزرق: ثنا عبد المجيد بنُ أبي روَّاد: ثنا مَرْوان بنُ سالم، عن صفوان بنِ عَمرو، عن شريح بنِ عُبَيد الحضرميّ، عن أبي الدرداء مرفوعًا: "إنّ أحسن ما زُرتم الله به في قُبُورِكم ومساجدكم البياض". قال البوصيري في الزوائد 148/ 3: "هذا إسنادٌ ضعيفٌ. شريح بنُ عبيد لم يسمع من أبي الدرداء، قاله المزي في التهذيب، كذا قال العلائيُّ في المراسيل ص 195. والذي في التهذيب: لم يذكر أن روايته عن أبي الدرداء مرسلة، بل ذكرها ساكتًا عليها".اهـ. قلتُ: وهو كما قال البوصيريُّ، غير أنِّي أظنُّ أنَّ العلائيّ قال ذلك مِنْ لازم صنيع المزي، فعبارة العلائي: "جعل في التهذيب روايته عن سعد بن أبي وقاص وأبي ذر وأبي الدرداء وغيرهم مرسلة". ففي ترجمة "شريح بن عبيد" من التهذيب 12/ 446 - 447 قال المزي: "روى عن سعد بن أبي وقاص، وكعب الأحبار، والصعب بن جثامة، وأبي ذر الغفاري". وقال بعد ذكر كلّ واحد منهم عبارة: "ولم يدركه" فإذا علمت أنَّ سعد بنَ أبي وقاص مات سنة 55، وأبا ذر مات في

خلافة عثمان سنة 32. ومثلُهُ: الصعب بن جثامة، وقد قيل: إنه مات في خلافة الصديق رضي الله عنه، والصحيحُ: أنه عاش إلى خلافة عثمان، يعني موته كان في حدود سنة 30 قبلها أو بعدها بقليل. وكعب الأحبار مات في آخر خلافة عثمان يعني قبل سنة 35 فإذا كان شريح لم يدرك هؤلاء، وكان موت أبي الدرداء في آخر خلافة عثمان أبو بعدها بقليل، فلا شك في أنه لم يدركه أيضًا، فلعلَّ هذا مما فهمه العلائيُّ من صنيع المزي، فساغ عنده أن ينسبه إليه، لأنه من لازم قوله. والله أعلم. والحديث ضعَّفه المنذريُّ في الترغيب 3/ 88، فصدَّره بقوله: "ورُوِيَ" كما يُعلم مِن مصطلحه في كتابه. والله أعلم. وثلاثةُ أحاديث عن عائشة رضي الله عنها: 642/ 6 - (كُفِّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ثَلاَثَةِ أثوابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّة، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ. وعند بعضهم من الزيادة: أنها ثيابٌ: مِن كُرْسُفٍ. وأيضًا أنها ثيابٌ: يمانيةٌ جُدُدٌ. وبقية السياق عند مسلم: أَمَّا الحُلَّةُ فإنَّما شُبِّهَ على الناس فيها، أنَّها اشْتُرِيتْ لَهُ ليُكَفَّنَ. فَتُرِكَتِ الحلَّةُ. وكُفِّنَ في ثلاثةِ أثوابٍ بيضٍ سَحُولية. فأخذها عبد الله بنُ أبي بكر. فقال: لأحبِسَنَّها حتى أُكَفِّنَ فيها نفسي. ثم قال: لو رَضِيَها الله -عزَّ وجلَّ- لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فيها. فباعها وتصدَّق بثمنها. الغريب: قوله سَحولية: بفتح السين، نسبة إلى قرية باليمن، وقيل غير ذلك). (أخرجوه من طرقٍ عن هشام بنِ عُرْوةَ، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -،

قالت: ... فذكرته. ورواه عن هشام بنِ عروة خلقٌ من أصحابه، منهم: مالكٌ، والثوريُّ، وابنُ المبارك، وابنُ عُيَينة، والليث بنُ سعد، وعَمرو بن الحارث، وابنُ أبي الزناد، ويحيى القطان، ووهيب بنُ خالد، وأبو معاوية، وعليّ بنُ مُسهر، وحفص بنُ غياث، وابنُ إدريس، ووكيع بنُ الجرَّاح، وعبد العزيز بنُ محمد الدراورديّ، وشعبة، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وزائدة بنُ قدامة، وأنس بنُ عِياض، والمبارك بنُ فضالة، وروح بنُ القاسم، والقاسم بن معن، والنضر بن شُمَيل، وعبدة بنُ سُلَيمان، وسعيد بنُ عبد الرحمن، وعبد الله بنُ نُمَير، وأبو جعفر الرازي). (صحيحٌ) (ط، شفع، خ، م، نعيم، د، وابنه مسند عائشة، س، ت، ق، حم، عب، ش، طي، عبد، ابن سعد، ابن المنذر، يع، حب، البلاذُري، أبو محمد الجوهري، جا، طب أوسط، الطيوري، الخِلَعي، ابن أبي الفوارس، هق، بغ) (التسلية / ح 44؛ ابن كثير 1/ 227؛ الفضائل / 141؛ غوث 2/ 125 ح 521؛ سد الحاجة ح 1471؛ تنبيه ج 1 / رقم 68). فصلٌ فيه أن الذي أخذ الحُلَّة هو "عبد الرحمن بنُ أبي بكر" لا "عبد الله": أخرج ذلك أبو بكر الشافعيّ في الغيلانيات ج 5 / ق 76/ 2 من طريق أبي الزنباع روح بنُ الفرج، قال: ثنا سعيد بنُ عُفَير، قال: ثني ابنُ لهيعة، عن أبي الأسود، عن القاسم، عن عائشة، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفي، يعني: كُفِّن في حُلَّة، ثم بدا لهم فنزعوها، وكُفِّن في ثلاثة أثواب سَحُولية، ثم إنَّ عبد الرحمن بنَ أبي بكر أخذ تلك الحُلّة، فقال: تكون في كفني، ثم بدا له، فقال: شيءٌ لم يرضه الله لرسوله، لا خير فيه. فأماطه. وهذا سندٌ رجالُهُ ثقات إلا ابن لهيعة، ولكنه لم يتفرد بذلك. فأخرج أبو محمد

الجوهري في حديث أبي الفضل الزهري ق 44/ 1 من طريق أنس بن عياض، قال: ثنا هشام بنُ عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كُفِّن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ثوبين حبرة كانا لعبد الرحمن بن أبي بكر، ثم نزعا عنه، فكان عبد الرحمن قد أمسك الحُلّة لنفسه ليُكَفَّن فيها، ثم قال بعد أَنْ أمسكها زمانًا: ما كنتُ لأمسك لنفسي شيئًا منعه الله -عزَّ وجلَّ- رسولَه - صلى الله عليه وسلم - أن يُكَفَّنَ فيها. فتصدق بها عبدُ الرحمن. وهذا سندٌ صحيحٌ؛ ولكن خلقًا من الثقات رووه، عن هشام بنِ عروة، فقالوا: "عبد الله". فالله أعلم. 643/ 7 - (دَخَلْتُ على أبي بكرٍ فرأيتُ به الموتَ، فقلتْ: هيجٌ هيجٌ. من لا يزال دَمعُهُ مُقَنَّعًا -فإنه في مَرَّةٍ مَدْفُوقُ. فقال لها: لا تقولي ذلك، ولكن قولي {وجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]. ثم قال: في أيِّ يومٍ تُوُفِّيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: قلتُ: يوم الاثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل: قال: فلم يُتوَفَّ حتى أمسى ليلةَ الثُّلاثاءِ، فَدُفِنَ قبل أَنْ يُصْبِح. قالت: وقد قال قبل ذلك: فِي كَمْ كُفِّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلتُ: في ثلاثةِ أثوابٍ بِيضٍ سَحُوليَّة، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ. فنظرَ إلى ثوبِ كان يَمْرَضَ فيه، فيهِ رَدْعٌ مِن زَعفَران -أو مِشْقٌ- فقال: اغسِلُوا ثَوبِي

هذا فزيدُوا عليه ثوبين، وكَفِّنُونِي فيها. قالت: قلتُ: إنَّ هذا خَلَقٌ! قال: الحيُّ أحقُّ بالجديد مِنَ المَيِّتِ، إنما هو للمَهَلَةِ. وهذا سياق أبي يعلى الموصلي. قال الحافظُ في الفتح 3/ 254: قوله "للمهلة": قال عياض: رُوِيَ بضم الميم وفتحها وكسرها. قلت: جزم به الخليل. وقال ابنُ حبيب: هو بالكسر الصديدُ، وبالفتح التَّمَهُل، وبالضم عكرُ الزيت. والمراد هنا: الصديد. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: "إنما هو" أي: الجديد، وأن يكون المراد بـ "المهلة" على هذا: التمهل، أي أنَّ الجديد لمن يريد البقاء، والأول أظهرُ. ويؤيده قولُ القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: كُفِّن أبو بكر في ريطةٍ بيضاء وريطةٍ ممصرة، وقال: إنما هو لما يخرج من أنفه وفِيه. أخرجه ابنُ سعدٍ. وله عنه مِن وجهٍ آخر: "إنما هو للمهل والتراب" وضبطَ الأصمعيُّ هذه بالفتح. وفي هذا الحديث استحباب التكفين في الثياب البيض وتثليث الكفن). (رواه: هشام بنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - به) (صحيحٌ) (خ، حم، عب، عبد، ابن سعد، ابن المنذر، أبو محمد الجوهري، يع، هق، المُخَلِّص) (التسلية / ح 44). 644/ 8 - (لَمَّا أرادوا غُسْلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا فيه فقالوا: والله ما ندري أَنُجَرِّدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ثيابِهِ كما نُجَرِّدُ موتانا أو نَغْسِلُهُ وعليه ثيابُهُ؟. قالتْ: فلمَّا اختلفوا ألقى الله عليهم النَّومَ حتى ما منهم رجلٌ إلا وذقنُهُ في صَدْرِهِ، ثم كلَّمهم مُكَلَّمٌ مِنْ ناحيةِ البيت، لا يدرون مَنْ هو، أَنِ اغسِلُوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وعليه قميصُهُ، قالتْ: فقاموا إلى رسولِ

الله - صلى الله عليه وسلم - يَغسِلُونَهُ وعليه قميصه، يصبُّون الماءَ فوق القميصِ وَيَدْلُكُونه بالقميص دُونَ أيديهم، قال: وكانت عائشةُ - رضي الله عنها - تقولُ: لو استقبلتُ مِن أمرِي ما استدبرتُ ما غَسَلَهُ إلا نِسَاؤُهُ، فلما فُرِغَ مِنْ غسْل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كُفِّن في ثلاثةِ أثوابٍ، صحَارِيَّين وبُرد حِبَرَةٍ، أُدرِجَ فيهنَّ إدراجًا. وهذا سياق ابن الجارود في المنتقى). (رواه: محمد بنُ إسحاق، قال: حدثني يحيى بنُ عباد، عن أبية، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: ... فذكرته). (إسناده حسن. وفي الباب عن جماعةٍ من الصحابة، ذكرتُ أحاديثهم في سد الحاجة بتقريب سنن ابن ماجه) (د، ق، حم، طي، ابن هشام، يع، حب، جا، ك، هق كبرى، هق دلائل) (التسلية / ح 44؛ غوث 2/ 123 ح 517؛ سد الحاجة ح 1471). قضاءُ دَيْنِ الميت: 645/ 9 - (صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الصبحَ، فقال: هَا هُنَا أحدٌ مِن بنِي فلان؟ إنَّ صاحبَكُم محبوسٌ بباب الجنة بِدَيْنٍ عليه). (رواه: أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن فراس، عن الشعبي، قال: سمعتُ سمرة، يقول: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع عامر بنِ شراحيل الشعبيّ من سَمُرَة بن جندب الفزاريّ قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في العلل 550: "سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسيّ، عن شعبة، عن فراس، عن الشعبي، قال: سمعت

سمرة يقول: صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث. فسمعتُ أبي يقولُ: هكذا رواه أبو داود وعَمرو بنُ مرزوق، عن شعبة، عن فراس، عن الشعبيّ، قال: سمعتُ سمرة. والشعبيُّ لم يسمع من سمرة. روى سعيد بنُ مسروق، عن الشعبي، عن سمعان بن مُشَنِّج (¬2)، عن سمرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 160، عن أبيه: "لا أدري سمع الشعبيُّ من سمرة أم لا. لأنه أدخلَ بينَهُ وبينَهُ رجلا" قلتُ: هكذا قال أبو حاتم الرازي! فهو يذهب إلى تغليط أبي داود الطيالسيّ وعَمرو ابن مرزوق في ذكرهما تصريح الشعبيّ بالسماع من سمرة، وليس في يده حُجَّة إلا أنَّ سعيد بنَ مسروق -والد سفيان الثوري- قد رواه، فأثبتَ واسطةً بينهما. وقبل الجواب عن هذا التعليل، أقول: هذا الحديث أخرجه الطيالسيُّ 891، ومن طريقه أبو نعيم في مسانيد فراس ص 42 والحاكم 2/ 25. والطبرانيُّ في الكبير ج 7 / رقم 6750، وأبو نعيم ص 43 عن عَمرو ابن مرزوق. وأبو نعيم أيضًا ص 42 - 44 عن يحيى بن حماد، والنضر بن شُمَيل، وأبي بحر البكراويّ، وعبد الرحمن بن عثمان، ويحيى بن عبّاد. قالوا: ثنا شعبة بهذا الإسناد. فقال: "الشعبي عن سمرة". وتابعه أبو عوانة: وضاح اليشكري، فرواه عن فراس، عن الشعبيّ، عن سمرة بهذا. أخرجه أحمد 5/ 20، والطيالسي 892، والحاكم 2/ 25، والطبرانيُّ 6752، وأبو نعيم ص 45 من طريق أبي عوانة هذا. ¬

_ (¬2) بضم الميم، وفتح الشين المعجمَة، وكسر النون المشدَّدَة، تليها جيمٌ. وانظر "توضيح المشتبه" (8/ 158).

فقد رواه عن شعبة بالعنعنة: النضر بنُ شُمَيل، ويحيى بنُ حماد، وكلاهما ثقة. وأبو بحر البكراوي: وهو ضعيفٌ. ويحيى بن عباد: تكلم فيه ابن المدينيّ، وابنُ معين، والساجي. والطيالسيُّ، فمن الثقات الرُّفعاء، وهو خامس الأثبات في شعبة عند ابن عديّ الذي قال: "وليس بعجيبٍ مَن يُحدِّث بأربعين ألفَ حديث من حِفْظِهِ أن يُخطيء في أحاديث منها، يرفعُ أحاديث ويوقفُها غيرُهُ، ويوصل أحاديث يُرسلها غيرُه، وإنما أتى ذلك من حفظه. وما أبو داود عندي وعند غيري إلا متيقِّظٌ ثبت". وعَمرو بن مرزوق ثقةٌ أيضًا. أطنب ابنُ معين في مدحه. وقال أبو حاتم: "كان ثقة ولم نجد أحدًا من أصحاب شعبة كتبنا عنه كان أحسن حديثًا منه". ووثقة كثيرون، وتكلّم فيه ابنُ المديني وابنُ عمّار وغيرهما. فإذا نقلَ مثلُهُما تصريح الشعبيّ بالتحديث من سمرة، واستحضرتَ ما قاله ابنُ عبد البر في الاستيعاب 2/ 653 في ترجمة سمرة: سكن البصرة، وكان زياد يستخلفُهُ عليها ستة أشهر. وعلى الكوفة ستة أشهر. وإذا علمتَ أيضًا أن الشعبيّ كوفيٌّ، وأنه كان طلابةً للعلم، مجتهدًا، غاية الاجتهاد في تحصيله، فهل يُتَصوَّرُ من مثله أن يكون أحدُ أصحابِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معه في بلده ستة أشهرٍ ولا يذهب إليه أو يلتقي به؟ فهذا عندَ من يعرف سيرةَ القوم متعذِّرٌ جدًّا. وأمَّا حديث سعيد بنِ مسروق -والد سفيان الثوري-، فيأتي لفظه وتخريجه في الحديث التالي) (حم، ابن أبي حاتم علل، ابن أبي حاتم مراسيل، طي، نعيم مسانيد فراس، طب كبير، ك) (تنبيه 9 / رقم 2124). 646/ 10 - (كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في جنازةٍ، فقال: أَهَا هُنَا مِن بنِي فلان أحدٌ؟ قالها ثلاثًا. فقام رجلٌ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ما منعك في

المرتين الأولين أن تكون أجبتني؟ أَمَّا إنِّي لم أُنَوِّه بك إلا لخيرٍ، إنَّ فلانًا -لرجلٍ منهم مات- إنَّهُ مأسورٌ بدينه. قال لقد رأيت أهلَهُ ومن يتحزَّن له قَضَوا عنه حتى ما جاءَ أحدٌ يطلُبُهُ بشيءٍ. لفظ أحمد. وعند الطبراني: فلم يقم أحد حتى قالها ثلاثًا. فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله، فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم - .... أما إني لم أنوِّه باسمك ...). (أخرجه أحمد 5/ 20، والنسائيُّ في المجتبى 7/ 315 وفي الكبرى 6282 وقال: نا محمود بن غيلان، والبيهقيُّ 6/ 49 عن أحمد بن يُوسُف السُّلَميّ، وأحمد بن منصور الرَّمَاديّ. قال أربعتُهُم: ثنا عبد الرزاق -وهذا في المصنف (¬3) 8/ 291 - 292، قال: ثنا سفيان الثوري: ثني أبي، عن الشعبيّ، عن سمعان بن مُشّنِّج، عن سمرة ابن جندب الفزاري - صلى الله عليه وسلم -، قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فذكر الحديث. وأخرجه أحمد 5/ 20، قال: ثنا أبو سفيان المعمري. والطبرانيُّ في الكبير ج 7 / رقم 6755 عن سعيد الوراق. قالا: ثنا سفيان الثوري بهذا. وخالفهم وكيع بنُ الجرَّاح، فرواه عن سفيان، عن أبيه، عن الشعبيّ، عن سمرة مرفوعًا. فسقط ذكرُ "سمعان بن مُشَنِّج". أخرجه الطبرانيُّ 6756 عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع بهذا. وأبو سفيان المعمري: هو محمد بن حميد اليشكري، وهو ثقةٌ. وسعيد الورَّاق: هو عندي ابنُ محمد أبو الحسن الكوفي، وهو ضعيفٌ أو واهٍ. ووكيعٌ أرجحُ عندي في سفيان منهم جميعًا، ولكن روايتهم هي الصوابُ لأن الجرَّاح ¬

_ (¬3) سقط ذكرُ "الشعبي" من "المصنف" ولا بدَّ منه.

ابنَ مخلد تابع الثوريّ على هذه الرواية. أخرج ذلك عبد الله بنُ أحمد في زوائد المسند 5/ 20، والحاكمُ 2/ 26 عن الحسن ابن سفيان. قالا: ثنا أبو بكر بنُ أبي شيبة: ثنا وكيعٌ، عن أبيه، عن سعيد ابن مسروق بهذا. وتابعه أيضًا: أبو الأحوص سلام بنُ سُلَيم، عن سعيد بنِ مسروق بهذا. اُخرجه أبو داود 3341، قال: ثنا سعيد بنُ منصور. والحاكم 2/ 26 عن عبد الله ابن عُمر بن أبان. والطبرانيُّ 6755 عن منجاب بن الحارث. قال ثلاثتهم: ثنا أبو الأحوص بهذا. قال النسائيُّ: لا نعلم أحدًا قال في هذا الحديث: "سمعان" غير سعيد بن مسروق. قلتُ: وهو ثقةٌ). (والرواية ثابتةٌ من الوجهين جميعًا. فهذا ما يتعلق بتخريج الرواية. أمَّا ما أبداه أبو حاتم في إثبات الانقطاع بوجود الواسطة، فهذه أمارةٌ، وليست دليلا مستقِلًا، لاحتمال أن يكون الشعبيّ سمعه من سمعان، ثم سمعه من سمرة، وهذا كثيرٌ جدًّا، لا أجد داعيًا لضرب الأمثلة على ذلك لشهرته. وبالجملة: فلستُ أرى حُجَّة أبي حاتم - رحمه الله - كافيةً في إثباتِ دعواه. والله أعلم). (حم، س، س كبرى، د، عب، حم زوائد عبد الله، طب كبير، ك، هق.) (تنبيه 9 / رقم 2124). إثباتُ عذابِ القبر: 647/ 11 - (قامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فخَطَب، فذكرَ الفِتْنَةَ التي يُفتنُ

فيها المَرءُ في قبرهِ، فلما ذكر ذلكَ ضَجَّ النَّاسُ ضَجَّةً، حالتْ بيني وبينَ أَنْ أفهمَ آخِرَ كلامِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا سكنتْ ضَجَّتهم، قلتُ لرجُلٍ قريبٍ مِنِّي: أَيْ باركَ الله فيك، ماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخرِ قولِهِ؟ قال: قال: "أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُم تُفتَنُونَ في قُبُورِكُم قريبًا مِنْ فتنةِ الدَّجّال"). (حدَّث به: عبد الله بنُ وهب والأوزاعيُّ -وهذا حديثه-، قال: حدثني يونُس ابنُ يزيد الأيليّ، قال: حدثني الزهريُّ، قال: حدثني عروة بنُ الزبير، أنه سمع أسماء بنتَ أبي بكر الصديق -رضوان الله عليهما-، تقول: ... فذكرته). (صحيحٌ) (خ بأوله، الإسماعيليّ، س، ابن أبي داود) (البعث / 41 ح 11). 648/ 12 - (قامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا، فذكرَ فِتْنَةَ القبرِ التي يُفتتنُ فيها المَرءُ، فلما ذكر ذلكَ ضَجَّ المسلمونَ ضَجَّةً. وعند البخاري: زاد غندر: عذابُ القبرِ حَقٌّ). (حدَّث به: عبد الله بنُ وهب والأوزاعيُّ، قال ابنُ وهبِ: أخبرني يونُس، عن ابن شهاب: أخبرني عروة بنُ الزبير، أنه سمع أسماء بنتَ أبي بكَر - رضي الله عنهما -، تقول: ... فذكرته). (صحيحٌ) (خ، ابن أبي داود) (البعث / 41). 649/ 13 - (كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يتعوذُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ). (حَدَّثَ به: ابنُ أبي داود في كتاب البعث له، قال: ثنا هارون بنُ إسحاق، قال: ثنا عبد الله بنُ رجاء، عن موسى بنِ عقبة، عن أُمِّ خالد بنتِ خالدٍ، قال: ...

فذكرته. قال أبو بكر بنُ أبي داود: هذه أُمُّ خالد بنتُ خالد بنِ سعيد بنِ العاص. روت عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حديثين: هذا، وآخر. اهـ. فتعقبه شيخُنا -رضي الله عنه- في هذا الحصر، وذكر له حديثين آخرين (¬4). وحدَّث به: سفيان بنُ عُيَينة، عن موسى بنِ عقبة، عن أُمِّ خالد بنتِ خالد - رضي الله عنها -). (إسناده صحيحٌ) (خ، حمي، س نعوت، حم، ابن أبي داود، ابن أبي عاصم) (البعث /39 - 40 ح 9). فصلٌ: روى هذا الحديث عن ابن عُيَينة: جماعةٌ، منهم: الحميديُّ، وأحمد، ويعقوب بنُ حميد بنِ كاسب. وخالفهم: عبدُ الرزاق فرواه في مصنفه 3/ 585 / 6743، عن ابنِ عيينة، عن موسى بنِ عقبة، عن أُمِّ خالد بنتِ سعيد ابن العاص، عن أُمِّها. فزاد في الإسناد: "عن أُمِّها". ورواية الجماعة أرجح، وأصحُّ. فإن لم تكن هذه الزيادةُ مُقحمةً، فأظنّ أن الوهمَ ممن دون عبد الرزاق. فقد أخرجه طب كبير ج 25 / رقم 242، قال: ثنا إسحاق بنُ إبراهيم الدبري الدَّبريُّ، عن عبد الرزاق، عن ابنِ عُيَينة، مثل رواية الجماعة. وقد توبع ابنُ عُيينة. تراه في الحديث التالي: 650/ 14 - (سمعتُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذُ مِنْ عَذَابِ القبرِ). (رواه: سليمان بنُ بلال -وهذا حديثه عند البخاري-، ووهيب بنُ خالد، وموسى بنُ طارق، وعبد الرحمن بنُ أبي الزناد، وكذا عبد الله الزبيريُّ. جميعًا عن موسى بنِ عقبة، قال: سمعتُ أمَّ خالد بنتَ خالد -قال: ولم أسمع أحدًا سمع مِنَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - غيرها-، قالت: .. فذكرته). ¬

_ (¬4) وقد خرَّجتُهما في أبواب: الأخلاق والآداب مع اللباس والزينة.

(صحيحٌ. وقول موسى بن عقبة: ولم أسمع أحدًا سمع من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - غيرها. يعني غير أم خالد. وهو يعني: أنه لم يرو عن صحابيٍّ غيرها، مع أنه حجَّ مع ابنِ عُمر، ورأى سهل بنَ سعد. ويؤخذُ مِنْ هذا أنّ اللقيا لا تقتضي السماع، وكذلك الرؤيا، خلافًا لبعص المعاصرين لنا ممن يقولون بذلك. وقد سألتُ شيخَنا الألبانيّ عن هذه الدعوى، فأيَّد قولي والحمدُ لله). (خ، حم، طب كبير هق عذاب القبر) (البعث / 39). فصلٌ: وله طريق آخر عن أُمِّ خالد: أخرجه طب كبير ج 25 / رقم 246 من طريق سهل بنِ عثمان، قال: ثنا جنادة بنُ سلم، عن عُبَيد الله بن عُمر، عن أمِّ خالد بنتِ خالد بنِ سعيد بنِ العاص الأكبر، قالت: فذكرته. قلت: وهذا حديثٌ منكرٌ. آفته: جنادة بنُ سلم. قال أبو حاتم: ضعيفُ الحديث، ما أقربه أن يُترك حديثُهُ، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة، فحدَّث بها عن عبيد الله بنِ عُمر. اهـ. وقال الأزديُّ: منكر الحديث عن عُبَيد الله بنِ عُمر، أخاف أن لا يكون ضعيفًا، وعند عجائبُ. اهـ. فيُفهمُ مِنْ قولِهمَا أن حديثَه عن عُبَيد الله بن عُمر منكرٌ، وإنما المحفوظُ في هذا الحديث: عن موسى بن عقبة. والله أعلم. 651/ 15 - (شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله بُيُوتَهم وقُبُورَهم نارًا (¬5)). (أخرجوه من طرق: عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن شُتَير بنِ شَكَل، عن عليّ - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا به. ¬

_ (¬5) حديث (الصلاة الوسطى) أخرجته بشواهده في أبواب: الصلاة والمساجد والأذان.

ورواه عن الأعمش: أبو معاوية، والثوريّ، وشعبة، وحفص بنُ غياث، وعبد الله ابنُ نمير، وعليّ بنُ مُسهر، وعيسى بنُ يونس، ويوسف بن خالد، وإبراهيم ابنُ طهمان. وقد توبع الأعمش. تابعه منصور بنُ المعتمر، عن مسلم أبي الضحى بسنده سواء. أخرجه أبو يعلى 389 عن ابن مهدي، عن الثوريّ، عن الأعمش ومنصور معًا. وقد خالف من تقدم من أصحاب الأعمش: جرير بنُ حازم، فرواه عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن شتير بن شكل، عن عليّ مثله. فخالفهم في تسمية شيخ الأعمش. أخرجه أبو حامد الأزهري في الفوائد المنتخبة ق 221/ 2، والخطيب في تاريخه 3/ 210 من طريق وهب بن جرير وابن وهب معًا، عن جرير بن حازم. ونقل الخطيب عن أبي بكر الباغندي، قال: قلتُ لعمرو بنِ سوَّاد -يعني: شيخه- هذا يذكر عن الأعمش، عن أبي الضحى عن شتير بن شكل، فأخرج إليَّ أصل كتابه، فإذا فيه كما حدثناه، ثم حدث من بعد مجلسه بالحديث وأنا حاضر، فلما ذكره، قال: وأخبرنا بعض أصحابنا ممن نرجع إلى معرفته من أهل العراق أنَّ هذا الحديث يذكر عندهم عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن شتير بن شكل، عن عليّ. قال الباغندي: فكتبتُ كلامه، وإنما حدَّث به عني. اهـ. قلتُ: ولا ريب في تقديم رواية الجماعة، وهم نجومُ أهل الحديث، وجرير بنُ حازم وإن كان ثقة، لكنه كان إذا حدث من حفظه وهم. والله أعلم. ثم رأيتُ الدارقطنيّ - رحمه الله - ذكر هذا الاختلاف في العلل 3/ 240 - 241 ورجح حديث أبي الضحى. فلله الحمدُ. وأخرجه الدمياطي 2 من طريق يحيى بن عقبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن شير

به. ويحيى بنُ عقبة: واهٍ. ووقع في الحديث أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلاها يومَ بني النضير، وقد خطّأه الدمياطي). (حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، حم، ش، عب، خز، يع، السَّرَّاج، ابن جرير، ابن الأعرابي، ابن عبد البر، نعيم حلية، الدمياطي، هق، أبو حامد، خط) (الفوائد / 72 - 73 ح 28). 652/ 16 - (إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبره، وتولى عنه أصحابُهُ حتى إنَّه ليسمع قَرْعَ نعالِهم، أتاه ملكان فيُقْعِدَانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل -لمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟ فأمَّا المؤمنُ فيقول: أشهد أنَّه عبدُ الله ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك مِن النار، فقد أبدلك الله به مقعدًا في الجنة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فيراهما جميعا. قال روحٌ في حديثه: قال: قتادة: فذكر لنا أنَّه يُفْسحُ له في قبره سبعون ذِراعًا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون. ثم رجع إلى حديث أنس بنِ مالك، قال: وأمَّا الكافرُ والمنافقُ، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس!. فيقال له: لا دريت، ولا تليت، ثم يضرب بمطراق مِن حديد ضربةً بين أذنيه، فيصيح صيحةً فيسمعها مَنْ يليه غير الثقلين. وقال بعضهم: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعُهُ. هذا لفظ الإمام أحمد في المسند)

(أخرجوه من طرق: عن قتادة، عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، س، حم، عبد الله بن أحمد، عبد، الآجري، ابن أبي عاصم، بغ) (البعث / 34) (¬6). * * * ¬

_ (¬6) قال أبو عَمرو: خرَّجتُ لهذا الحديث شاهدًا -في الجزء الأول من المنيحة- من حديث أبي هريرة بسياقات أربعة، واحدًا منها في أبواب: التفسير وفضائل القرآن؛ والباقين في أبواب: الجنائر وذكر الموت وعذاب القبر. والحمد لله رب العالمين.

11 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار

11 - الجنة والنار: صفتهما وذكر نعيم أهل الجنة وجحيم أهل النار (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 653/ 1 - (يدخُلُ الجنةَ مِنْ أُمَّتِي سبعونَ ألفًا بغير حساب. قالوا: ومَنْ هم يا رسول الله؟ قال: همَ الذين لا يكتَوُونَ ولا يسْتَرْقُونَ، وعلى ربهم يتوكَّلُونَ. فقام عُكَّاشةُ، فقال: ادْعُ الله أَنْ يجْعَلَنِي منهم، قال: أنتَ منهم. قال: فقام رجلٌ فقال: يا نبيّ الله! ادْعُ الله أنْ يجعلَنِي منهم، قال: سَبَقَكَ بها عُكَّاشةُ. قوله لا يكتوون: الاكتواء هو استعمال الكَيّ في البدن، وهو إحراق الجلد بحديدة مُحَمَّاة. قوله لا يسترقون: الاسترقاء هو طلب الرُّقْيَة). (أخرجه مسلمٌ في صحيحه 218/ 371، قال: ثنا يحيى بنُ خلف الباهليُّ: ثنا المعتمرُ، عن هشام بنِ حسَّان، عن محمد -يعني: ابن سيرين-، قال: حدثني عِمران بنُ حصين، قال: قال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث. وأخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 18 / رقم 326 من طريق أبي بكر الحنفي: ثنا أبو حرَّة، عن محمد ابن

سيرين: ثنا عِمران بنُ حصين مرفوعًا، فذكره. وأخرجه أبو عوانة في المستخرج 1/ 87 من طريق أبي حرّة بهذا الإسناد لكن عنعنه). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع محمد بن سيرين من عِمران بن حصين - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد نقل الحافظ في التهذيب 9/ 211، عن الدارقطنيّ، أنه قال: محمد بنُ سيرين لم يسمع من عِمران بن حصين. قلتُ: وهذا النفيُّ فيه نظرٌ. فقد أخرج مسلمٌ في "صحيحه" ... فذكر شيخُنا الحديث المتقدم وتخريجه، ثم قال: وقد سُئل أحمد عن ذلك، فقال: "سمع ابنُ سيرين من عِمران". وبيان ذلك أنَّ ابنَ سيرين أدرك عِمران إدراكًا بيِّنًا، فقد وُلِدَ لسنتين بقيتا من خلافة عثمان - رضي الله عنه -، يعني في حدود سنة 33 هـ، وتُوفِّي عِمران - رضي الله عنه - سنذ 52، فقد كان لابن سيرين تسعةَ عشرَ عامًا؛ ثم كلاهما بصريٌّ، وابنُ سيرين كان بريئًا من التدليس. نعم كان مُقلًّا عن عِمران بخلاف الحسن البصري وغيره، فقد روى له مسلمٌ عن عِمران ثلاثة أحاديث (¬1). وزاد أحمد ثلاثةُ أحاديث أُخر، فالحاصل أن أحاديثه عن عِمران نحو العشرة، أو فوقها بقليلٍ، كما يعلم من النظر في رواياته. وبعد كتابة ما تقدَّم رأيت الدارقطنيّ ذكر في العلل 10/ 12 حديث أبي هريرة في قصة "ذي اليدين" فذكر طريقًا رواه عليّ بنُ عبد الله العامريّ، عن عبد الكريم بن أبي ¬

_ (¬1) قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرتُ الحديث الثاني لابن سيرين عن عمران في مسلم وهو حديث: "أن رجلًا أعتق ستةَ مملوكين له عند موته .. " في أبواب: "البيوع والتجارات مع العتق" ج 2. والثالث وهو حديث: "أن رجلًا عضَّ يَدَ رجلٍ فانتزع يده .. " في أبواب: "الحدود والأحكام" ج 2.

المخارق، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة وعِمران بنِ حصين عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قال الدارقطنيُّ: "ومحمد بن سيرين لم يسمع هذا من عِمران، والصحيح عن ابن سيرين ما ذكره الحفاظُ عنه أنه قال: نبئتُ عن عِمران بنِ حصين - رضي الله عنه -، أنه قال: ثم سلَّم بعد سجود السهو". انتهى. قلت: فلعلَّ هذا هو قول الدارقطنيّ، فأسقط الحافظ كلمة "هذا" من قوله: "لم يسمع هذا من عِمران"، فصارت العبارة: "لم يسمع من عِمران"، مع أن الدارقطنيّ قصد حديثًا بعينه ولم يقصد كل روايات ابن سيرين عن عِمران. والله أعلم). (م، عو، طب كبير) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). 654/ 2 - (يَجْمَعُ الله النَّاسَ، فيقوم المؤمنون حي تُزْلَفُ الجنة، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة؟. فيقول: وهل أخرجكم مِنَ الجَنَّةِ إلا خطيئَةُ أبيكم آدم؟!، لستُ بصاحبِ ذلك، تعمدُوا إلى إبراهيمَ، خليل ربِّه، فيقول إبراهيم: لستُ بصاحبِ ذلك، إنما كنتُ خليلا مِنْ وراء وراء!، اعمدُوا إلى نبيِّ الله موسى. الذي كلَّمَهُ الله تكليمًا. فيأتون موسى، فيقول: لستُ بصاحبِ ذلك، اعمدوا إلى كلمة الله ورُوحِهِ عيسى. قال فيقول عيسى: لستُ بصاحبِ ذلك، فيأتون محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فيقوم، فيؤذن له، وترسل معه الأمانة والرَّحِم، فيقفان بالصراط يمينه وشماله، فيمرُّ أوَّلُكم كَمَرّ البَرْقِ. قلتُ: بأبي وأُمِّي! أيُّ شيءٍ مَرُّ البرق؟ قال: ألم تَرَ إلى البرْقِ

كيف يمرُّ فيرجعُ في طَرْفَةٍ؟. ثم كَمَرِّ الرِّيح، ومَرِّ الطَّيرِ، وشَدِّ الرِّحالِ، تجري بهم أعمالهم، ونبيُّهم قائمٌ على الصِّراط، فيقولُ: سَلِّم سَلِّم. حتى تعجزَ أعمالُ الناس. حتى يجيءُ الرَّجُلُ فلا يستطيعُ أنْ يَمُرَّ إلا زحفًا!!. قال: وفي حافَّتَيِّ الصِّرَاطِ كلاليبٌ معلَّقةٌ، مأمورةٌ بأخذ من أُمِرَت: فَمَخْدُوشٌ ناجٍ، ومُكَرْدَسٌ في النَّار. والذي نفسُ أبي هريرة بيده: إنَّ قَعْرَ جهنَّم لسبعون خريفًا). (حَدَّثَ به ابنُ أبي داود في كتاب البعث له، قال: ثنا عليّ بنُ المنذر، قال: ثنا ابنُ فُضَيل، عن أبي مالكٍ الأشجعيّ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وعن رِبْعِيّ ابنِ حِرَاش، عن حُذَيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وتابعه محمد ابنُ طريف بنِ خليفة: نا محمد بنُ فُضَيل. ورواه يزيد بنُ هارون, عن أبي مالك، عن رِبْعِيّ بنِ حراش، عن حذيفة وأبي هريرة معًا). (إسناده صحيحٌ) (م , ابن أبي داود، البزار، ك، بغ) (البعث / 65 - 66 ح 28) (¬2). 655/ 3 - (إنَّ حوضَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وأَحلَى مِنَ العَسَلِ، وأبرَدُ مِنَ الثَّلجِ، وأطيبُ رِيحًا مِنَ المِسْكِ، وإن آنِيَتَهُ عددُ نجُومِ السَّماءِ) ¬

_ (¬2) خرَّجتُ لهذا الحديث شاهدًا عن أبي سعيد الخدري، بسياقين، ذكرتُ الأول في الجزء الأول من المنيحة، والثاني تقدم هنا في هذا الجزء، في أبواب: (البعث والحشر وأحوال يوم القيامة).

(أخرجوه من طرق عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن حذيفة - رضي الله عنه - موقوفًا عليه). (إسناده حسنٌ. وهذا وإن كان موقوفًا على حذيفة فله حكمُ المرفوع، إذ لا مدخل للرأي في مثل هذا. والله أعلم). (حم، ابن أبي عاصم، ابن أبي داود) (البعث / 77 ح 38). 656/ 4 - (حَوْضُهُ ما بين صنعاءَ والمدينةِ. فقال له المُسْتَورَدُ: ألم تسمعه قال: "الأواني"؟ قال: لا، فقال المستورد: "تُرَى فيه الآنِيَةُ مِثلَ الكَواكِبِ". لفظ مسلم). (أخرجوه من طرق عن: شعبة، عن معبد بنِ خالد، عن حارثة بنِ وهبٍ، أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (إسناده صحيحٌ) (م، ابن أبي عاصم، ابن أبي داود) (البعث / 77). 657/ 5 - (إنَّ قَدْرَ حَوضي كما بين أيْلَةَ وصنعاءَ مِنَ اليمن؛ وإنّ فيه من الأباريق كعدَدِ نجوم السماء. لفظ البخاري. قال الحافظ في الفتح: وإيرادُ البخاريّ لأحاديث "الحوض" بعد أحاديث "الشفاعة" وبعد "نصب الصراط" إشارةٌ منه إلى أنَّ الورودَ على الحوضِ يكونُ بعدَ نصب الصراط والمرور عليه. اهـ.). (أخرجوه من طرقٍ، عن الزهري، قال: حدثني أنس - رضي الله عنه -، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ) (خ، م، د، ت، ق، حم، ابن أبي عاصم، ابن أبي داود، الآجري) (البعث / 77 - 78).

658/ 6 - (أُنزِلَت عَلَيَّ آنفًا سورةٌ، فقرأَ: بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر / 1 - 3] ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " فقلنا: الله ورسولُه أعلم، قال: " فإنه نهرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي -عز وجل-، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حوضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتِي يوم القيامة، آنيتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ العبدُ منهم، فأقولُ: ربِّ! إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فيقولُ: ما تدري ما أَحْدَثَتْ بعدَكَ". زاد ابنُ حُجْرٍ في حديثه: بين أظهُرِنَا في المسجد. وقال: "ما أَحْدَثَ بعدَكَ". سياق الإمام مسلم). (حدث به: المختار بنُ فُلْفُل، عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه -، قال: بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ بينَ أظهُرِنا، إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفعَ رأسهُ مُتَبَسِّمًا، فقلنا: ما أضحككَ يا رسول الله!، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، د، ت، ابن أبي داود، هق بعث) (البعث / 78 ح 40). 659/ 7 - (إِنِّي فَرَطُكُم، وأنا شهيدٌ عليكم، وإِنِّي -والله- لأنظُرُ إلى حوضي الآن، وإِنِّي قد أُعطِيتُ مفاتيحُ خزائِنِ الأرض -أو مفاتيح الأرض-، وإِنِّي -والله- ما أخافُ عليكم أنْ تُشْرِكُوا بعدي، ولكن أخافُ عَليكم أَنْ تَنَافَسُوا فيها). (حَدَّثَ به ابنُ أبي داود في كتاب البعث، قال: ثنا عيسى بنُ حمَّاد، قال: أنا

الليثُ بنُ سعد، عن يزيد بنِ أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بنِ عامر - رضي الله عنه -، أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خرجَ يومًا، فصلَّى على المَيِّتِ، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: .. الحديث). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، د ببعضه، س, حم، ابن سعد، ابن أبي داود، يع، طب كبير) (البعث / 78 ح 41). 660/ 8 - (احتَجَّتِ الجنَّة والنَّارُ. فقالتِ النارُ: يدخُلُنِي الجبارون والمتكبرون. وقالتِ الجنةُ: يدخُلُنِي الفقراءُ والمساكين. فأوحى الله عزَّ وجلَّ إلى الجنة: أنت رحمتي، أُسْكِنُكِ مَنْ شِئْتُ. وقال للنار: أنتِ عَذَابِي، أَنْتَقِم بك مِمَّنْ شِئْتُ؛ ولكل واحدٍ منكُمَا مِلْؤُهَا. فأمَّا النارُ، فَيُلْقَون فيها، وتقولُ: هل مِنْ مَزِيدٍ!، ثم يلقون فيها، وتقول: هل من مزيد! حتى يضعَ قَدَمَهُ فِيهَا، فتقولُ: قطُّ، قط). (قال ابنُ أبي داود: حدثني زياد بنُ أيوب، قال: ثنا عبد الوهاب بنُ عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا). (إسناده حسنٌ. والحديثُ صحيحٌ) (خ، م، حم، ابن خزيمة توحيد، ابن جرير، ابن أبي داود، ابن أبي عاصم) (البعث / 101 ح 56). 661/ 9 - (مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يَنْعَمُ لا يَبْأَسُ، لا تَبْلَى ثِيَابُهُ، ولا يَفْنَى شَبَابُهُ. هذا لفظ مسلم، وعند أحمد وغيره: وفي الجنة ما لا عينٌ رأت، ولا أُذُنٌ سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بشر). (رواه: حماد بنُ سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به).

(هذا حديثٌ صحيحٌ. وله طرق عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) (م، مي، حم، إسحاق، هَنَّاد، ابن جرير، طي، يع، المروزي، نعيم صفة الجنة , هق بعث، أبو الشيخ عظمة) (البعث / 101 - 102؛ تنبيه 7 / رقم 1732). 662/ 10 - (جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ: آنيتُهُمَا وما فِيهِمَا. وجنتان مِنْ فِضَّةٍ: آنيتُهُمَا وما فيهما. وما بين القوم وبينَ أَنْ ينظُرُوا إلى ربهم -عزَّ وجلَّ- إلا رداءَ الكبرياءِ على وَجْهِهِ في جنة عَدْنٍ). (رواه: أبو عِمْرَانَ الجَونِيّ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري , عن أبيه - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). (خ، م، ت، ق، حم، حب، ابن أبي عاصم، ابن أبي داود، الدولابي، نعيم صفة الجنة، نعيم حلية، هق بعث، هق اعتقاد، بغ، ابن السبكي) (البعث / 104 - 105 ح 58). 663/ 11 - (مَنْ تَوَضَّأَ فأحسنَ الوُضُوءَ، ثم قالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، فتحت له ثمانيةُ أبواب الجنة، يدخل مِنْ أيِّهَا شاءَ). (رواه: عقبة بنُ عامر - رضي الله عنه -، عن عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ) (م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، عب، ش، خز، حب، يع، الفسوي، ابن السني، هق, ابن عبد البر، نعيم حلية) (البعث / 107؛ بذل الإحسان / 148).

664/ 12 - (في الجَنَّةِ ثمانيةُ أبوابٍ: فيها باب يسمى: الرَّيَّان. لا يدخلة إلا الصائمون). (رواه أبو غَسَّان محمد بنُ مطرف، عن أبي حازم، عن سهل بنِ سعد - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ) (خ، طب كبير، الشجري، هق بعث، بغ) (البعث / 108). 665/ 13 - (أَمَّا بعدُ، فإِنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْمٍ وَوَلَّتْ حَذَّاءَ، ولم يبقى منها إلا صُبَابَةٌ كصبابة الإِناءِ، يَتَصَابُّهَا صاحبُها، وإنكم مُنْتَقِلُونَ منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقلوا بخيرِ ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِرَ لنا: أَنَّ الحجرَ يُلْقَى مِنْ شَفَةِ جهنم، فَيَهْوِي فيها سبعينَ عامًا لا يُدْرِكُ لها قَعْرًا، ووالله! لَتُمْلأَنَّ، أَفَعَجِبْتُم؟ ولقد ذُكِرَ لنا: أَنَّ ما بين مِصْرَاعين مِن مَصَارِيع الجنة مسيرةَ أربعينَ سنةٍ، وليأتينَّ عليها يومٌ وهو كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ، ولقد رأيتُنِي سابعَ سبعةٍ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما لنا طَعَامٌ إلا وَرَقُ الشَّجَرِ حتى قَرِحَتْ أشداقُنَا، فالتَقَطْتُ بُرْدَةً فشَقَقْتُها بيني وبين سعد بنِ مالكٍ، فاتَّزرتُ بنصفها واتَّزرَ سعدٌ بنصفها، فما أصبحَ اليومَ مِنَّا أحدٌ إلا أصبحَ أميرًا على مِصْرٍ مِن الأمصارِ، وإني أعوذُ بالله أَنْ أكونَ في نفسي عظيمًا وعِندَ الله صغيرًا، وإنها لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَنَاسَخَتْ حتى يكونَ آخرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا، فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الأُمَراءَ بعدنَا. الغريب: آذنت: أي أعلمت. بِصُرم: الصُّرْم الانقطاع والذهاب. حَذَّاء: مسرعة

الانقطاع. صُبَابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. قَعْرًا: قعر الشيء أسفله. كَظِيظ: أي ممتليء. قَرِحَت: أي صار فيها قروح وجراح. سعد ابن مالك: هو سعد بنُ أبي وقاص - رضي الله عنه -). (قال الإمامُ مسلم في كتاب الزهد من صحيحه 2967/ 14: ثنا شَيْبَان بنُ فَرُّوخ: ثنا سُلَيمان بنُ المغيرة: ثنا حُمَيد بن هلال، عن خالد بنِ عُمَير العدويّ، قال: خَطَبَنَا عُتبة بنُ غَزْوان، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، تم، ق، حم، عب، ش، ابن المبارك، طب كبير، يع مفاريد، خط، نعيم حلية، بغ) (البعث / 109 - 110). 666/ 14 - (مَنْ آمَنَ باللهِ وبرسولِهِ وأقامَ الصلاةَ وصامَ رمضانَ: كان حَقًّا على الله أَنْ يُدْخِلَهُ الجنَّةَ، جاهدَ في سبيل الله أو جلسَ في أرضه التي وُلِد فيها. فقالوا: يا رسولَ الله أفلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قال: إِنَّ في الجَنَّةِ مائة درجةٍ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيل الله، ما بَيْنَ الدرجتين كما بينَ السماءِ والأرض، فإذا سألتُمُ الله فاسألُوه الفِرْدَوسَ فإِنَّهُ أوسطُ الجنة وأعلى الجنة، -أراه قال: وفوقَهُ عرشُ الرحمنِ- ومنه تَفَجَّرُ أنهارُ الجنَّة. قال محمد بنُ فليح عن أبيه: "وفوقَة عرشُ الرحمن". قال الحافظُ في الفتح: يعني روى محمد بنُ فليح هذا الحديثَ عن أبيه بإسناده هذا فلم يشك كما شك يحيى بنُ صالح -شيخ البخاري-، بل جزم عنه بقوله: وفوقه عرش الرحمن. وقد أخرج البخاريُّ روايةَ محمد بنِ فليح لهذا الحديث في كتاب التوحيد. اهـ.)

(قال الإمامُ البخاريُّ في كتاب الجهاد من صحيحه 2790: حدثنا يحيى بنُ صالح: ثنا فُلَيح، عن هلال بنِ عليّ، عن عطاء بنِ يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (صحيحٌ) (خ، حم، المروزي، هق، ك، بغ) (البعث / 111 - 112؛ بذل الإحسان / 3131). 667/ 15 - (في الجنَّةِ مِئةُ دَرَجَةٍ، ما بينَ كُلِّ درجتين كما بينَ السماءِ والأرضِ، والفِرْدَوسُ أعلاهَا درجةً ومِنْهَا تَفَجَّرُ أنهارُ الجنةِ الأربعة، ومِنْ فوقِهَا يكونُ العرشُ، فإذا سألتُمُ الله فَسَلُوهُ الفِرْدَوسَ. سياق الترمذيِّ). (رواه زيد بنُ أسلم، عن عطاء بنِ يسار، عن عبادة بنِ الصامت - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (قال الحاكم: صحيحُ الإسناد. ووافقه الذهبيُّ. وهو كما قالا) (ت، حم، ك، هق بعث، نعيم صفة الجنة) (البعث / 112؛ بذل الإحسان / 3131). 668/ 16 - (لو أَنَّ ما يُقِلُّ الظُّفْرُ مِمَّا في الجنَّةِ بَدَا لأهلِ الأرضِ لَتَزَخْرَفَتْ لهم ما بين خَوَافِقِ السمواتِ والأرضِ؛ ولو أَنَّ رجلًا أَطْلَعَ يدَهُ فَيُرَى سُوَارُهُ لَطَمَسَ ضَوْؤُهُ ضَوْءَ الشمس، كما تطمسُ الشمسُ النُّجومَ -أو ضوءَ النجومِ-). (رواه: يحيى بنُ أيوب وابنُ لهيعة كلاهما، عن يزيد بنِ أبي حبيب، عن داود ابنِ عامر بن سعد، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ جيِّدٌ. يحيى بنُ أيوب في حفظه شيءٌ، لكنه توبع. تابعه ابنُ لهيعة، ورواه عنه: الحسن ابنُ موسى، وعبد الله بنُ المبارك وهو قديم السماع من ابن لهيعة)

(خ كبير، ت، حم، ابن المبارك، البزار، الدورقي، طب أوسط، نعيم صفة الجنة، بغ) (مسند سعد / 90 - 91 ح 46، 234 - 235 ح 155؛ تنبيه 1 / رقم 169؛ البعث / 112 - 113 ح 62). 669/ 17 - (إِنَّ في الجَنَّةِ شجرةً، يسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مَائَةَ سَنَة). (رواه: سعيد بنُ أبي سعيد المَقْبُرِيّ، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. ورواه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - جماعةٌ، منهم: همام بنُ منبه، وعبد الرحمن بنُ أبي عمرة، وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن، وأبو يونس، والأعرج، وأبو الضحاك، ومحمد بنُ زياد، وطارق بنُ سعد. وفي الباب عن جماعة من الصحابة، منهم: أنس بنُ مالك، وأبو سعيد الخدري، وسهل بنُ سعد - رضي الله عنهم-) (خ، م، ت، ق، مي، حم، هناد، ابن المبارك، ابن طهمان، الفسوي، عب، ش، ابن جرير، حمي، طي، حب، ابن أبي داود، نعيم صفة الجنة، هق بعث، جوزي مشيخته، بغ) (البعث / 119 - 121 ح 66). 670/ 18 - (إِنَّ في الجَنَّةِ لشجرةً، يسيرُ الرَّاكِبُ الجَوَادَ أو المُضمّرَ السريعَ مَائَةَ عامٍ ما يَقْطَعُها). (رواه: أبو حازم الأعرج سلمة بنُ دينار المدني، عن النُّعمَان بنِ أبي عَيَّاش الزُّرَقِيّ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، هق بعث (البعث / 121). 671/ 19 - (في الجَنَّةِ بَحْرُ المَاء، وبحرُ اللّبَنِ، وبحرُ الخَمرِ، وبحرُ العَسَلِ، ثم تَتَفَجَّرُ الأنهارُ بعدُ)

(أخرجوه من طرق: عن الجريري، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه - رضي الله عنه - مرفوعًا). (إسنادُهُ صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). (ت، مي، حم، ابن أبي داود، حب، نعيم حلية، هق بعث، ابن المُنذر تفسير، ابن مَردويه) (البعث / 124 ح 70). 672/ 20 - (إِنَّ أهلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءَونَ الغُرْفَةَ في الجنة كما يَتَراءَونَ الكوكب الدُّرِّيّ الغَابِر في الأُفُقِ الشَّرْقِيّ، أو الغَرْبِيّ). (أخرجوه من طرق: عن أبي حازم الأعرج سلمة بنِ دينار المدني، عن سهل ابنِ سعد الساعدي - رضي الله عنه - مرفوعًا). (إسناده صحيح) (خ، م، مي، حم، ابن أبي داود، حب، طب كبير، هق بعث) (البعث / 126 ح 72). 673/ 21 - (لغدوةٌ في سبيل الله أو روحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولقابُ قوسِ أحدكم -أو موضع يده- في الجنة خيرٌ مِنْ الدنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأةً مِنْ نساءِ أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، وَلَنَصِيفُهَا -يعني الخمار- على رأسها خيرٌ مِنْ الدنيا وما فيها). (حميد الطويل، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا). (قال الترمذيُّ: حديثٌ صحيحٌ) (خ، ت، حم، ابن المبارك جهاد، يع، حب، هق بعث، بغ) (البعث / 135). 674/ 22 - (لِلرَّجُلِ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ زوجتان مِنْ حُورِ العين، على كُلِّ واحدةٍ سبعُونَ حُلَّةً. يُرَى مُخ ساقِها مِنْ وراءِ الثياب)

(رواه حماد بنُ سلمة: أنا يونس بنُ عُبَيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (سنده صحيحٌ) (حم) (البعث / 136). 675/ 23 - (إِنَّ على النَّارِ ثلاثَ قَنَاطِرٍ: قنطرةٌ عليها الأمانةُ، لا يمرُّ بها مُضَيِّعُ الأمانةِ إلا قالت: رَبّ! هذا ضَيَّعَنِي. وقنطرةٌ عليها الرَّحِمُ، لا يمرُّ بها قاطعُ رحمٍ إلا تقول: رَبِّ! هذا قطعني. وقنطرةٌ الله -تبارك وتعالى- عليها بالمرصاد. قال سالمٌ: ولا ينجو منها إلا ناجٍ). (قال أسد بنُ موسى: حدثنا مروان بنُ معاوية، قال: ثنا الحسن بنُ سالم بنِ أبي الجعد، عن أبيه: قوله). (إسناده حسنٌ. والحسن بنُ سالم بنِ أبي الجعد: وثقه ابنُ حبان 6/ 164. وقال ابنُ معين: صالح، كذا في الجرح والتعديل 1/ 2 / 15 لابن أبي حاتم) (أسد السنة) (الزهد / 40 ح 47).

12 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك

12 - أبواب: الحج والعمرة والمناسك (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 676/ 1 - (جاء رجلٌ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! الحَجُّ كُلَّ عَامٍ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا، بل حَجَّةٌ، ثم مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَطَوَّعَ فَلْيتَطوَّع بَعْدُ، ولو قلتُ كُلَّ عَامٍ كانَ كُلَّ عَامٍ"). (أخرجوه من طرق عن: سماك بنِ حرب، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: .. فذكره). (هذا إسنادٌ حسنٌ في المتابعات؛ والحديثُ صحيحٌ. وله طريق آخر عن ابن عباس -ويأتي في الحديث التالي، وله شواهد من حديث: أبي هريرة وعليّ بنِ أبي طالب وأنس بنِ مالك -رضي الله عنهم-) (مي، حم، طي، قط، خط أسماء مبهمة، ابن بشكوال) (غوث 2/ 55 - 56 ح 410؛ كتاب المنتقى / 160 ح 450؛ بذل الإحسان / رقم 2618). 677/ 2 - (أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام، فقال: إن الله كتب عليكم الحج. فقال الأقرع بنُ حابس التميميّ: كل عام يا رسول الله؟ فسكت. فقال: لو قلتُ: نعم، لوجبت، ثم إذا لا تسمعون ولا تطيعون، ولكنها حجة واحدة. هذا لفظ النسائي). (أخرجوه من طرق عن: الزهري، عن أبي سنان، عن ابن عباسٍ - رضي الله

عنهما - به). (قال الحاكمُ: هذا إسنادٌ صحيحٌ، وأبو سنان هذا هو الدؤلي، ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرِّجا سفيان بنَ حُسين وهو من الثقات الذي يجمع حديثُهم. ووافقه الذهبيُّ. قال شيخُنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: وهو كما قالا؛ لكن سفيان بن حسين وإن كان ثقة ففي حديثه عن الزهري مقال. غير أن جمعًا تابعوه، منهم: عبد الجليل بنُ حميد اليحصبي أبو مالك المصري، وسليمان بن كثير العبدي البصري، ومحمد بنُ أبي حفصة، وعبد الرحمن بنُ خالد بنِ مسافر) (د، س، ق، مي، حم، قط، ك، هق، خط أسماء مبهمة، ابن بشكوال) (غوث 2/ 55 - 56؛ بذل الإحسان / رقم 2618). 678/ 3 - (أَنَّ امرأةً رَفَعَتْ صَبِيًّا لها مِنْ مِحَفَّةٍ، فقالت: يا رسولَ الله! هل لِهَذَا حَجٌّ؟ قال: "نعم، ولكِ أَجْرٌ"). (قال ابنُ الجارود: ثنا ابنُ المُقريء، قال: ثنا سفيان، عن إبراهيم بنِ عُقْبة، عن كُرَيبٍ، عن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - بهذا). (حديثٌ صحيحٌ) (ط، م، د، س، شفع، حم، طي، حمي، جا، يع، خز، حب، أبو عَمرو السمرقندي، طح معاني، طح مشكل، طب كبير، ابن نُجيد، أبو الفضل الزهري، أبو عُثمان البحيري، ابن عبد البر، هق، بغ) (غوت 2/ 56 ح 411؛ كتاب المنتقى / 160 ح 451؛ الفوائد / 46 ح 16؛ تنبيه 6 / رقم 1596؛ التوحيد / 1419 هـ. / ربيع الآخر). 679/ 4 - (دخلتُ أنا وعُروة بنُ الزبير المسجدَ، فإذا عبد الله ابنُ عُمر - رضي الله عنهما - جالسٌ إلى حُجرة عائشة - رضي الله عنها -، وإذا ناسٌ يُصلُّون في السجدِ صلاةَ الضحى، قال: فسألناه عن

صلاتهم، فقال: بدعةٌ. ثم قال له: كمِ اعتمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أربعًا، إحداهنَّ في رجب. فكرهنا أن نردَّ عليه. قال: وسمعنا استِنانَ عائشةَ أمِّ المؤمنينَ - رضي الله عنها - في الحجرة، فقال عُروة: يا أُمَّاهُ يا أُمَّ المؤمنينَ، ألا تسمعينَ ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: ما يقول؟ قال يقول: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمرَ أربعَ عُمرات إحداهنَّ في رجب. قالت: يرحمُ الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عُمرةً إلا وهوَ شاهدٌ، وما اعتمرَ في رجبٍ قطُّ. غريب الحديث: قوله المسجد: يعني مسجد المدينة النبوية. قوله استنان عائشة: يعني حس مرور السواك على أسنانها، وفي رواية عطاء عن عروة عند مسلم: وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن). (رواه البخاريُّ في كتاب العمرة 3/ 599 رقم 1775، 1776، قال: ثنا قتيبة. وأيضًا في المغازي 7/ 508 رقم 4253، 4254، قال: ثني عثمان بنُ أبي شيبة. ومسلمٌ في كتاب الحج رقم 1255/ 220، قال: ثنا إسحاق بنُ إبراهيم. قال ثلاثتهم: ثنا جريرٌ هو ابنُ عبد الحميد، عن منصور هو ابن المعتمر، عن مجاهد، قال؛ .... فذكره). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع مجاهد من عائشة. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد نقل ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 203 - 204 عن شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأبي حاتم الرازي، أنهم أنكروا سماع مجاهد من عائشة - رضي الله عنها -. وهم متعقبون بما أخرجه البخاري ومسلمٌ، كما

رأيت. فينبغي أن يكون هذا الإسناد حجةً عليهم. قال أبو عَمرو: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا وأخرجتُها في الحديث رقم 9، ورقم 38 ونظيرها في أحاديث منها: 94، 137، 299، 362، 473، 495). (خ، م) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9/ رقم 2124). 680/ 5 - (يومُ النَّحرِ؛ يومُ الحَجِّ الأكبر). (رواه: عليّ بنُ مُسهر، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الله بنُ إدريس: وهشيم ابنُ بشير، كلهم عن سليمان الشيباني، عن ابن أبي أوفى - رضي الله عنه -، موقوفًا به). (صحيح موقوفًا. فصلٌ: ورواه: محمد بنُ بكار -وهذا حديثه-، وجُبَّارة بنُ المُغَلِّس، قال كلاهما: نا حفص بنُ عُمر- قاضي حلب-، عن سليمان الشيباني، عن ابن أبي أوفى مرفوعًا بمثله. وقال جبارة: حفص بن معاوية الحلبي، ولفظ حديثه: هذا يومُ الحَجِّ الأكبر. قال أبو العباس رافع بنُ عُصم: غريبٌ من حديث سليمان الشيباني، عن عبد الله ابن أبي أوفى، لا نعلمُ رواه عنه مرفوعًا غير حفص، وهو ابنُ عُمر الحلبي؛ وجبارة يقول: حفص بن معاوية، والصواب: عُمر. اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: حفص بنُ عُمر: قال أبو زرعة: مُنكرُ الحديث. وقال ابنُ حبان: يروى عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به. وضعَّفه أبو حاتم الرازي. وخالفه من هو أوثق منه فأوقفوه على ابن أبي أوفى، وهذا هو الصواب. والله أعلم)

(تخريج الموقوف: ش، ابن جرير. تخريج المرفوع: طب أوسط، أبو العباس رافع ابنُ عُصم في جزئه) (تنبيه 12 / رقم 2411). 681/ 6 - (هو يومُكَ هذا، خلِّ سبيلَها. يعني. يوم النحر). (أخرجه الطحاويُّ في شرح المعاني 3/ 273، قال: ثنا أبو بشر الرَّقيُّ هو عبد الملك ابنُ مَرْوان (¬1)، قال: ثنا الحجاج بنُ محمد، عن شعبة، عن الحكم، قال: سمعتُ يحيى بنَ الجزار، عن عليّ بنِ أبي طالب - رضي الله عنه -، أنَّه خرج يومُ النَّحرِ على بغلةٍ بيضاء، يريدُ الصلاةَ، فجاء رجلٌ فأخذ بخطام بغلتِه، فسألهُ عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: ... فذكره). (صحيحٌ. وفيه سماع يحيى الجزَّار من عليّ - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 246: أخبرنا حرب بنُ إسماعيل -فيما كتب إليَّ به-، قال: قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يحيى الجزَّار سمعَ من عليّ؟ قال: لا. قُلْتُ: رضي الله عنكَ! ففي إطلاق هذا النفي نظرٌ. فقد أخرج مسلمُ في كتاب المساجد ... وذكر حديثًا في الصلاة الوسطى؛ ثم قال: بل روى ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 2 / 133، عن أبيه، قال: نا محمود ابنُ غيلان: نا شبابة، عن شعبة، قال: لم يسمع يحيى الجزار من عليّ - رضي الله عنه - إلا ثلاثة أشياء، أحدُها: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان على فُرضَةً من فُرَضِ الخندق. والآخرُ: أنَّ عليًّا سُئِلَ عن يوم الحجّ الأكبر. ونسي محمودٌ الثالثَ. ¬

_ (¬1) قال ابنُ يونس: وكان ثقةً.

قلتُ: أمَّا حديث الصلاة الوسطى، فخرجْتُهُ في الفوائد / 27 للسمرقندي. وأمَّا حديث الحج الأكبر: فأخرجه الطحاويُّ ... وقد وقفتُ على حديثٍ ثالث، يرويه يحيى الجزار؛ عن عليّ بنِ أبي طالب، قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرس يُقالُ له: المرتجز .... فلعل هذا هو الحديث الثالثُ (¬2) الذي نسيه محمود بنُ غيلان. والله أعلم. أهـ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: هذا هو الحديث الثاني. وذكرتُ حديثَ الفُرْضَة في أبواب: الصلاة، وأوله: شغلونا عن الصلاة الوسطى ...) (طح معاني) (تنبيه 5 / رقم 1386؛ التسلية / ح 31 الصف الأول). 682/ 7 - (خمسٌ من الدوابّ لا جناح على مَن قتلهنَّ، في قتلهنَّ: الغرابُ، والحدأةُ، والعقربُ، والفأرة، والكلب العقور" (أخرجه مسلمٌ في كتاب الحج / باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم رقم 1199/ 77، قال: وحدثنا هارون بنُ عبد الله: ثنا محمد بنُ بكر: ثنا ابنُ جريج، قال: قلتُ لنافعٍ: ماذا سمعتَ ابنَ عُمر يُحِلُّ للحَرامِ قَتْلَهُ مِنَ الدَّوابِّ؟ فقال لي نافعٌ: قال عبد الله سمعتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ... فذكره. وأخرجه الأزرقيُّ في أخبار مكة 2/ 149، قال: ثني جدِّي. ثنا مسلمٌ، عن ابن جريج بسنده سواء.). (حديثٌ صحيحٌ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: ذكر ابنُ أبي حاتم في العلل ¬

_ (¬2) ذكرتُ هذا الحديث الثالث بتمامه في أبواب: الصلاة.

833، 845 أنه سأل أباه عن حديث ابن عُمر مرفوعًا "خمسٌ تُقتل في الحرم .. الحديث"، فقال: "ابنُ عُمر لم يسمع هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما سمعه من أخته حفصة - رضي الله عنها -. أهـ. قلتُ: رضي الله عنك! فقد صح أنَّ ابن عُمر - رضي الله عنهما - سمع هذا الحديث من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال ابنُ جريج، قلتُ لنافعٍ: ماذا سمعتَ ابنَ عُمر يُحِلُّ للحَرامِ قَتْلَهُ مِنَ الدَّوابِّ؟ ... فذكر الحديث كما تقدم، ثم قال: قال مسلمٌ بعد ذكر طرق الحديث عن نافع -ومسلم هو ابنُ خالد الزنجيُّ-: ولم يقل أحدٌ منهم: عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، إلا ابنُ جريجٍ وحده، وقد تابع ابنَ جريجٍ على ذلك، ابنُ إسحاق. انتهى. وهذا التصريح زيادةٌ من ثقتين، فوجبَ قبولها، لذلك قال الحافظ في الفتح 4/ 36: فالظاهر أنّ ابنَ عُمر سمعه من أخته حفصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسمعه أيضًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدِّثُ به حين سُئل عنه، فقد وقع عند أحمد من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عُمر، قال: نادى رجلٌ. ولأبي عوانة في المستخرج من هذا الوجه، أنَّ أعرابيًّا نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما نقتلُ مِن الدوابّ إذا أحرمنا. انتهى). (م، عو، حم، الأزرقيّ) (تنبيه 5 / رقم 1323؛ التسلية / ح 31 الصف الأول). 683/ 8 - (لا ينبغي لأحدٍ أن يُهِلَّ بالحَجِّ في غير أشهر الحَجِّ. وفي رواية: سُئِلَ جابر: أَيُهِلُّ بالحَجِّ في غير أشهر الحجِّ؟ قال: لا). (رواه: سفيان الثوري ويحيى بنُ زكريا وعبد الوهاب بنُ عطاء ثلاثتهم، عن ابن

جريج، عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - موقوفًا"، (صحيح) (قط، هق، ش، شفع الأم، ابن مردويه، أبو عَمرو السمرقندي) (الفوائد / 193 ح 65). 684/ 9 - (لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج، فإن من سُنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج. وفي رواية: إن من سنة الحج أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج. وفي رواية: في الرجل يحرم بالحج في غير أشهر الحج؟ قال: ليس ذاك من السنة). (رواه: شعبة بنُ الحجاج وحمزة الزيات والحجاج بنُ أرطاة جميعًا، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - موقوفًا عليه). (صحيحٌ) (خز، قط، ك، هق، هق فضائل الأوقات) (الفوائد / 193 - 194). 685/ 10 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الصلاتين بِجَمْعٍ). (رواه شعبة، قال: حدثني عديّ بنُ ثابت، قال: سمعت عبد الله بنَ يزيد الأنصاري يحدث، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - به. ورواه عن شعبة جماعةٌ منهم: آدم بنُ أبي إياس، والطيالسي، وبهز بنُ أسد، وسليمان بن حرب: وعمرو بنُ مرزوق، وأبو الوليد الطيالسي. ورواه عن عديّ بنِ ثابت: مالك، والليث بنُ سعد، ومسعر ابنُ كدام، ويحيى بنُ سعيد الأنصاري، وحماد بنُ يزيد، وجابر الجعفي، وابنُ أبي ليلى). (حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن أسامة بن يزيد، وابن عُمر - رضي الله عنهم) (خ، م، س، ق، مي، ط، حم، طي، حمي، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، حب، طب كبير، أبو عَمرو السمرقندي، هق، بغ) (الفوائد / 64 ح 24).

686/ 11 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِمِنَى ركعتينِ، وعُمَرُ ركعتين، وعُثمانُ سِتَ سنينَ أو سَبْعَ سنينَ أو ثَمَانِ سنينَ ركعتينِ). (رواه شعبة. قال: ثنا خبيب بنُ عبد الرحمن، قال: سمعت حفص بنَ عاصم، يحدث عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (أبو عَمرو السمرقندي) (الفوائد / 65 ح 25). 687/ 12 (صَلَّى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِنى صلاة المسافر،: قال حفصٌ: وعُمر وعُثمان ثماني سنين أو قال: ست سنين. قال حفصٌ: وكان ابنُ عُمر يُصَلِّي بمنى ركعتين ثم يأتي فراشه. فقلت: أي عَم لو صليت بعدها ركعتين؟ قال: لو فعلتُ لأتممتُ الصلاة. هذا لفظ مسلم). (رواه شعبة، قال: ثنا خبيب بنُ عبد الرحمن، قال: سمعت حفص بنَ عاصم، يحدث عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره. ورواه عن شعبة: آدم بنُ أبي إياس، ومعاذ بنُ معاذ العنبري، ويزيد بن هارون، ومحمد بنُ جعفر غندر، وخالد بنُ الحارث، وعبد الصمد بنُ عبد الوارث. وفي رواية غندر ويزيد ابن هارون عن شعبة: "ست سنين" لم يذكرا غيرها). (حديث صحيحٌ. وله طرق أخرى عن ابن عُمر كما في الحديث التالي) (م، حم) (الفوائد / 65 - 66). 688/ 13 - (أَنَّه صلَّى صلاةَ المسافر بمنَي وغيره: ركعتين؛ وأبو بكر وعُمر وعثمان صدرًا مِنْ خلافته، ثم أتمها أربعًا). (رواه الزهريُّ، عن سالم، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

وتابعه: نافعٌ، عن ابن عُمر، مثله وزاد مسلمٌ: فكان ابنُ عُمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعًا، وإذا صلاها وحده صلى ركعتين. ورواه الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بنُ عبد الله بنِ عُمر، عن أبيه مثله). (حديثٌ صحيحٌ) (حديث سالم: م، مي، حب. حديث نافع: خ، م، س. حديث عبيد الله: خ) (الفوائد / 66؛ غوث 2/ 109 ح 491؛ كتاب المنتقى / 192 ح 540). 689/ 14 - (أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لأهل المدينةِ: ذَا الحُلَيفةِ، ولأهل الشامِ: الجُحْفَةَ، ولأهل نَجْدٍ: قَرَن. وَذَكَرَ: ولم أسمعْ عَنِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ وقَّت لأهل اليمن: يَلَمْلَمَ). (رواه: سفيان بنُ عُيَينة، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، به. وقد رواه عن ابن عُمر: نافع، وعبد الله بنُ دينار، وميمون بنُ مهران، وصدقة بنُ يسار). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، شفع، حمي، خز، جا، أبو عَمرو السمرقندي) (الفوائد / 41 ح 10؛ غوث 2/ 56 - 57 ح 412؛ كتاب المنتقى / 160 - 161 ح 452). 690/ 15 - (وَقَّتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لأهلِ المدينةِ: ذَا الحُليفةِ، ولأهلِ الشامِ: الجُحْفَةَ، ولأهلِ نَجْدٍ: قَرْنًا. وقال ابنُ طاوس: قَرْنُ المَنَازل، ولأهل اليمن: يَلَمْلَمَ. قال عمرو، وقال ابنُ طاوس: أَلَمْلَمَ، قال: فهُنَّ لأهلِهِنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيهِنَّ مِنْ غير أهلِهِنَّ، ومَنْ كان

دُونَهُنَّ. قال عَمرو: فَمِنْ أهله. وقال ابنُ طاوس: فَمِنْ حيثُ أَنشأ كَذاكَ فكَذاكَ، حتى أهلُ مكةَ يُهِلُّونَ منها). (رواه: عَمرو بنُ دينار وابن طاوس كلاهما، عن طاوس، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (صحيحٌ. وفي الباب عن جابر وعائشة - رضي الله عنهما -) (خ، م، د، س، مي، حم، طي، شفع، جا، خز، طح معاني، هق، بغ) (غوث 2/ 57 - 58 ح 413؛ كتاب المنتقى / 161 ح 453، 454). 691/ 16 - (كأني أنظرُ إلى وَبِيصِ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرِمٌ). (رواه منصور بنُ المعتمر، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن الأسود، عن عائشة - رضي الله عنها -؛ قالت: .. فذكرته. ورواه الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عنها). (إسناده صحيحٌ) (تخريج حديث الأسود: خ، م، د، س، ق، حم، جا، خز، طي، حمي، طح معاني، هق. حديث مسروق: م، ق) (غوث 2/ 58 ح 415؛ كتاب المنتقى / 161 - 162 ح 456). 692/ 17 - (أنَّ ضُباعةَ بنتَ الزبير - رضي الله عنها -، أتتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالتْ: يا رسولَ الله! إِنِّي أريدُ أَنْ أحُجَّ أَفأَشْتَرِطُ؟ قال: نعم. قالتْ: كيف أقولُ؟ قُولِي: لَبَّيكَ اللهم لبيك، مَحِلِّي مِنَ الأرضِ حيثُ حبستَنِي). (رواه: هلال بنُ خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ صحيحٌ أو حسنٌ، فإنَّ بعض الأئمة، قال: أن هلال

ابنَ خباب كان تغيَّر، وأنكر ذلك ابن معين. وعلى كل حال فلم يتفرد بالحديث. فتابعه: جعفر بنُ إياس، وهو أحد الثقات) (د، س، ت، مي، حم، جا، قط، هق، نعيم حلية، نعيم أخبار) (غوث 2/ 60 ح 419؛ كتاب المنتقى / 163 ح 460). 693/ 18 - (أنَّ ضُباعةَ بنتَ الزبير بنِ عبد المطلب - رضي الله عنها -، أتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالتْ: إِنِّي امرْأةٌ ثقيلةٌ، وإِنِّي أُريدُ الحجَّ، فما تأمُرُنِي؟ قال: أهلي بالحَجِّ، واشتَرِطي أَنَّ مَحِلِّي حيث تَحْبِسُنِي. قال: فأدركت. سياق مسلم). (رواه: ابنُ جُرَيج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع طاوسًا وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بهذا. ورواه مع عكرمة أيضًا: سعيد ابنُ جبير. ورواه: سعيد بنُ جبير وعطاء بنُ أبي رباح كلاهما، عن ابن عباس. وأحاديثهم جميعًا عند مسلم إلا حديث سعيد بن جبير وحده فأخرجه إسحاق ابنُ راهويه في مسنده. وفي الباب عن: عائشة - رضي الله عنها -، ويأتي بعد هذا). (حديثٌ صحيحٌ) (م، س، ق، حم، طي، إسحاق) (غوث 2/ 61). 694/ 19 - "دَخَلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على ضُباعةَ بنِ الزبير بنِ عبد المطلب - رضي الله عنها -، فقالت: إِنِّي أُرِيدُ الحَجَّ، وأنا شَاكِيَةٌ؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: حُجِّي واشتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حيثُ حَبَسْتَنِي). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: ... الحديث.

قال ابنُ الجارود: ثنا الحسن بنُ أحمد بنِ سُلَيمان، قال: قال محمد بنُ يحيى: حديث عبد الرزاق عِندنا مَحفُوظٌ في قصَّةِ ضُباعةَ - رضي الله عنها -، مُحْتَجٌ به لِمَنْ أرادَ الشَّرْطَ في الحَجِّ). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، حم، جا، خز، حب، قط هق، بغ) (غوث 2/ 61 ح 420؛ كتاب المنتقى / 163 ح 461، 462). 695/ 20 - (أَهَلَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالحَجِّ وأهَل بِهِ ناسٌ، وأهَلَّ ناسٌ بالحَجِّ والعُمْرَةِ وكنتُ مِمَّنْ أَهَلَّ بِالعُمْرَةِ). (أخرجوه من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: .. الحديث). (إسناده صحيحٌ) (م، حم، جا، خز، حم، حمي، هق) (غوث 2/ 61 - 62 ح 421؛ كتاب المنتقى / 163 ح 463). 696/ 21 - (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ حَجَّةِ الوَدَاع، فأَهْلَلْنا بعُمْرَةٍ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ كانَ معهُ هَدْي فَليُهِلَّ بالحَجِّ معَ العُمْرَةِ، ثم لا يَحِلُّ حتى يَحِلَّ منهما جميعًا). (رواه: مالكٌ، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: .. الحديث). (إسناده صحيحٌ) (ط، خ، م، د، ابن أبي داود مسند عائشة، س، ق، حم، جا، خز، بغ) (غوث 2/ 62 ح 422؛ كتاب المنتقى / 164 ح 464). 697/ 22 - (كنتُ أَفْتِلُ قَلاِئدَ هَدْيِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بيديَّ هاتَينِ، ثم لا يَجْتَنِبُ شيئًا مِمَّا يجْتَنِبُ المُحْرِمُ. وقال عبد الرحمن: ولا يعتَزِلُ شيئًا ولا يَتْرُكهُ. قالت: ولا نَعْلَمُ الحَاجُّ مَحِلَّهُ شيءٌ إلا الطوافَ بالبيتِ)

(رواه: الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها -. وعبد الرحمن ابنُ القاسم، عن أبيه، عنها. ورواه أيضًا: الأسود، ومسروق. وعَمْرةُ كلهم، عن عائشة). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، د، ابن أبي داود مسند عائشة، س، ت، حم، جا، طي، خز، حمي، طح معاني) (غوث 7/ 62 - 63 ح 423؛ كتاب المنتقى / 164 ح 465، 466). 698/ 23 - (أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الظهرَ بِذِي الحُلَيفَة، ثمَّ أُتِيَ بِناقَتِهِ فَأَشْعَرَهَا مِنْ جانِبِ صَفْحَتِها الأيمن، ثمَّ سَلَتَ الدَّمَ عنها، ثمَّ قَلَّدَهَا نَعْلَين، ثمَّ أُتِيَ بِراحِلَتِهِ فركِبَهَا، فلمَّا استقرتْ به على البَيدَاءِ أَهَلَّ). (أخرجوه من طرق: عن قتادة، عن أبي حَسَّان الأعرج، عن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - به. وقد صرَّح قتادةُ بالتحديث عند أبي داود والدارمي وأحمد. وتابع شعبة عليه هشامُ الدستوائيُّ). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، د، س، ق، مي، حم، جا، خز، هق) (غوث 2/ 63 ح 424؛ كتاب المنتقى / 165 ح 467).

13 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات

13 - أبواب: الحدود والأحكام والأقضية والديات والقسامة والنذور والأيمان والكفارات (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 699/ 1 - (أنَّ رجلًا عَضَّ يَدَ رجلٍ، فانتزع يده فسَقَطَتْ ثَنِيَّتُهُ أو ثَنَاياه، فاستعدى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تأمُرُنِي؟ تأمُرُنِي أنْ آمُرَهُ أنْ يدعَ يَدَهُ فِي فِيكَ تَقْضَمُها كما يَقْضَمُ الفحلُ؟ ادفع يَدَكَ حتى يعضَّها ثُمَّ انتَزِعْها. غريب الحديث: قوله فاستعدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يعني طلب منه النصرة، وأعداني عليه يعني أعانني ونصرني. قوله ما تأمرني! أتامرني أن آمره: معناه الإنكار عليه). (أخرجه مسلمٌ في الحدود من صحيحه 1673/ 21، قال: ثنا أحمد بنُ عثمان النَّوفليّ: ثنا قُرَيش بنُ أنس، عن ابنِ عون، عن محمد بنِ سيرين، عن عِمران ابن حصين - رضي الله عنه - بهذا). (صحيحٌ. وفيه سماع محمد بن سرين من عِمران بن حصين - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد نقل الحافظ في التهذيب 9/ 211، عن الدارقطنيّ، أنه قال: محمد بنُ سيرين لم يسمع من عِمران بن حصين. قلتُ: وهذا النفيُّ فيه نظرٌ.

قال أبو عَمرو -غفر الله له-: فهذا هو الحديث الثالث عند مسلم وفيه سماع ابن سيرين من عِمران؛ وراجع الحديث الأول حديث "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب" في أبواب: "الجنة" ج 2، والثاني حديث: "أنَّ رجلًا أعتق ستةَ مملوكين له عند موته .. " في أبواب "البيوع والتجارات والوكالات مع العتق" ج 2) (م) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). 700/ 2 - (إني لقاعدٌ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجلٌ يقود آخر بِنِسْعَةٍ. فقال: يا رسول الله! هذا قتلَ أخي. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقتلتَهُ؟ " (فقال: إنه لو لم يعترف أقمتُ عليه البيِّنةَ) قال: نعم قتلتُهُ. قال: "كيف قتلتَهُ؟ " قال: كنتُ أنا وهو نختبط مِنْ شَجَرَةٍ، فسبَّنِي، فأغضبني، فضربتُهُ بالفأسِ على قَرْنِهِ فقتلتُهُ. فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك من شيء تُؤَدِّيه عن نفسك؟ " قال: ما لِي مالٌ إلا كِسَائي، وفَأسِي. قال: "فترى قومَك يشتروُنَكَ؟ " قال: أنا أهونُ على قومي مِن ذاك. فرمى إليه بنسعته. وقال: "دُونَكَ صاحِبَكَ". فانطلق به الرجل. فلمَّا ولَّى، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ قَتَلَهُ فهو مِثلُهُ"، فرجع. فقال يا رسول الله! إنه بلغني أنك قلتَ: "إِنْ قَتَلَهُ فهو مِثْلُهُ"، وأخذتُهُ بأمرِكَ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا تُرِيدُ أنْ يبُوءَ بإثمِكَ وإثمِ صاحِبِكَ؟ " قال: يا نبي اللهِ! (لعله قال): بلى. قال: "فإِنَّ ذاك كذاك"، قال: فرمى بِنِسعَتِهِ وخلَّى سَبِيلَهُ.

غريب الحديث: قوله النسعة: قطعة من الجلد تجعل زمامًا أو حبلا يقود به البعير وخلافه. قوله فقال إنه لو لم يعترف .. : هذا قول القائد، الذي هو وليّ القتيل، أدخله الراوي بين سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين جواب القاتل يريد أنه لا مجال له في الإنكار. قوله نختبط: يعني نضرب ورق الشجر بالعصا ليتناثر ويُعلَفُ به الإبل. قوله على قرنه: يعني على جانب رأسه. قوله إن قتله فهو مثله: يعني أنه مثله في أنه لا فضل ولا منة لأحدهما على الآخر، لأنه استوفى حقه منه، بخلاف ما لو عفا عنه، فإنه كان له الفضل والمنة وجزيل ثواب الآخرة وجميل الثناء في الدنيا. قوله أَما تُرِيدُ أنْ يبُوءَ بإثمِكَ وإثمِ صاحِبِكَ: يعني يلتزم ذنبك وذنب أخيك المقتول ويتحملهما، أو معناه أن يتحمل إثم المقتول بإتلافه مهجته، وإثم الوليّ لكونه فجعهُ في أخيه المقتول). (أخرجه مسلمٌ في كتاب القسامة / باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين وليّ القتيل من القصاص واستحباب طلب العفو منه / رقم 1680/ 32، قال: ثنا عُبَيد الله بنُ معاذ العنبريُّ: ثنا أبي هو معاذ بنُ معاذ العنبريُّ: ثنا أبو يُونُس هو حاتم بنُ أبي صغيرة مسلم القشيريُّ البصريُّ، عن سماك بنِ حرب، أنَّ علقمة بنَ وائل: حدثه أنَّ أباه: حدثه، قال: إني لقاعدٌ ... وذكر الحديث. وأخرجه أبو داود في سننه، فذكرتُ إسناده ولفظه فِي الحديث التالي). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع علقمة بن وائل من أبيه وائل بن حجر - رضي الله عنه -. قال شيخُنا: فقد سُئل ابنُ معين عن سماع علقمة بن وائل بن حُجْرٍ من أبيه، فقال: "لم يسمع من أبيه". وقال الترمذيُّ: في كتاب العلل الكبير ق 38/ 1: "سألتُ محمدًا عن علقمة بن وائل هل سمع من أبيه؟ فقال: إنه ولد بعد موت أبيه بستة أشهرٍ". وترجمه الحافظُ في التقريب، فقال: "لم يسمع من أبيه". قلتُ: وهذا النفي فيه نظرٌ، فقد ثبت سماعُهُ من أبيه. فأخرجه مسلمٌ وغيره.

قال أبو عَمرو: ذكرتُ حديثًا آخر فيه سماع علقمة من أبيه في أبواب "الصلاة والمساجد" ج 2، وهناك أثبت شيخُنا أن البخاري إنما يثبت عدم سماع عبد الجبار من أبيه لا علقمة فإنه يثبت سماعه من أبيه) (م. د) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). 701/ 3 - (كنتُ عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، إذْ جيء برجلٍ قاتلٍ في عنقه النِّسعة، قال: فدعا وليَّ المقتول، فقال: "أتعفو؟ " قال: لا، قال: "أفتأخذ الدية؟ " قال: لا، قال: "أفقتل؟ " قال: نعم، قال: "اذهب به". فلمَّا ولَّى، قال: "أتعفو؟ " قال: لا، قال: "أفتأخذ الدية؟ " قال: لا، قال: "أفتقتل؟ " قال: نعم، قال: "اذهب به". فلمَّا كان في الرابعة، قال: "أما إنك إنْ عفوت عنه فإنه يبوءُ بإثمه وإثم صاحبه" قال: فعفا عنه. قال: فأنا رأيتُهُ يجر النِّسعة). (أخرجه أبو داود 4499، قال: ثنا عبيد الله بنُ عُمر بن ميسرة الجشمي: ثنا يحيى ابنُ سعيد، عن عوف: ثنا حمزة أبو عُمر العائذي: حدثني علقمة بنُ وائل: حدثني وائل بنُ حجر، فذكره). (وهذا إسنادٌ صحيح، وحمزة هو ابنُ عَمرو العائذيّ. وثقه النسائيُّ وابنُ حبان، وقال أبو حاتم: شيخ) (د) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). 702/ 4 - (الظهرُ يُركَبُ بنفقتهِ إذا كان مَرْهُونًا، ولَبَنُ الدَّرِّ يُشْرَبُ بنفقتِهِ إذا كان مَرهونًا، وعلى الذي يركبُ ويشربُ النفقةُ.

قوله الدَّرّ، بفتح المهملة وتشديد الراء، مصدر بمعنى الدارة، أي: ذات الضرع. وقولة لبن الدّرّ: هو من إضافة الشيء إلى نفسه، وهو كقوله تعالى: وحبَّ الحصيد). (أخرجه البخاريُّ في كتاب الرهن 5/ 143 رقم 2512، قال: ثنا محمد بنُ مُقَاتل: نا عبد الله هو ابنُ المبارك: نا زكريا هو ابنُ أبي زائدة، عن الشعبي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الشعبي من أبي هريرة. قال شيخُنا: فقد قيل إنَّ أحمد كان ينكر سماع الشعبي من أبي هريرة. وقد احتج البخاريُّ بروايته عن أبي هريرة في حديثين أحدهما في "كتاب الرهن" والآخر في "التفسير- سورة الزمر"، واحتج به مسلمٌ في حديث عن أبي هريرة، قال: "ثلاثُ خِصالٍ سمعتهن مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني تميم .. " وتخريج البخاريّ لهذه الترجمة حجة في إثبات السماع. أهـ. فائدة: قال الحافظ في الفتح: ليس للشعبي عن أبي هريرة في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في تفسير الزمر وعلَّق له ثالثًا في النِّكاح. اهـ.) (خ) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 703/ 5 - (عسى أن يكون بعدي أقوامٌ يُكَذِّبون بالرَّجِمِ. يقولون: لا نجده في كتاب الله، لولا أن أزيدَ في كتاب الله ما ليس فيه لكتبتُ أنَّهُ حقٌّ، قد رجم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ورجم أبو بكرٍ ورجمتُ). (رواه الحافظ في التهذيب بإسناده إلى مسدد في مسنده عن ابن أبي عديّ، قال: ثنا داود هو ابنُ أبي هند، عن سعيد بن السيب، قال: سمعتُ عُمر بنَ الخطاب على

هذا المنبر، يقول: ... فذكره. قال الحافظُ: هذا الإسناد على شرط مسلم). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع سعيد بنِ المسيب من عُمر بن الخطاب. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد نقل ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 71 عن ابن معين وأبي حاتم، قالا: أن سعيد بن المسيب لم يسمع من عُمر. وقال أبو حاتم: يدخل في المسند على المجاز. ويقصد: أن فيه شوب اتصال. ونقل الحافظ في التهذيب 4/ 87 - 88 عن الواقدي، قال: لم أر أهل العلم يصححون سماع ابن المسيب من عُمر وإن كانوا قد رووه. فقال الحافظ: قد وقع لي بإسنادٍ صحيحٍ لا مطعن فيه فيه تصريح سعيد بسماعه من عُمر. ثم ذكر الحافظ الإسناد كما تقدم. قال الحاكم في المستدرك 1/ 126: فأمَّا سماع سعيد من عُمر فمختلفٌ فيه، وأكثر أئمتنا على أنه قد سمع منه، وهذه ترجمةٌ معروفةٌ في المسانيد. اهـ. وقد نقل ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 72 حجة ابن معين في نفي السماع. فقال عباسٌ الدوريِّ لابنِ معين: هو يقول -يعني ابن المسيب- وُلِدتُ لسنتين مضتا من خلافة عُمر؟ قال يحيى: ابنُ ثمان سنين يحفظُ شيئًا؟! قال شيخُنا: فنقول: نعم، وما يفعل بصغار الصحابة كمحمود بن الربيع والحسن والحسين ومن جرى في مضمارهم؟ وصحة السماع تقاس باعتبار التمييز، كما عليه أهل المعرفة. والله أعلم. قال أبو عَمرو: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا وأخرجتُها فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 38 ونظيرها في الأرقام: 94، 137، 299، 362، 473، 495) (الحافظ تهذيب، مُسَدَّد) (التسلية / ح 31). 704/ 6 - (قد رجمتُها بِسُنَّةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)

(أخرجه البخاري في كتاب الحدود / باب رجم المحصن، وقال الحسن: مَنْ زني بأُختِهِ فحدُّه حدُّ الزاني 12/ 117 رقم 6812، قال: ثنا آدم: ثنا شعبة: ثنا سلمة بنُ كُهَيل، قال: سمعتُ الشعبيَّ، يحدِّثُ عن عليّ - رضي الله عنه - حين رجم المرأةَ يوم الجمعة، وقال: .. فذكره. وأخرجه الحاكمُ في المستدرك 4/ 405، قال: حدثناه أبو عبد الله محمد بنُ عبد الله الزاهد الأصبهاني: ثنا أحمد بنُ يونس الضبي: ثنا جعفر بنُ عون: ثنا إسماعيل بنِ أبي خالد، قال: سمعتُ الشعبيَّ وسُئِلَ: هل رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -؟ قال: رأيته أبيضَ الرأسِ واللحية. قِيل: فهل تذكر عنه شيئًا؟ قال: نعم. أذكر أنه جلد شُراحةَ يومَ الخميس ورجمها يومَ الجمعة، فقال: جلدتُها بكتاب الله، ورجمتُها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الحاكم: وهذا إسنادٌ صحيحٌ. ووافقه الذهبيُّ. شُراحة: بالشين المعجمة وعليها ضمة، والحاء المهملة وعليها فتحة؛ وهي امرأةٌ من هَمْدان). (قال شيحُنا - رضي الله عنه -: قال الحاكم: لم يسمع مِن عليّ، وإنما رآه رؤية. وقال الدارقطني في العلل: لم يسمع مِن عليّ، إلا حرفًا واحدًا ما سمع غيره. اهـ. قال الحافظ: كأنه عني ما أخرجه البخاريُّ في الرَّجم، عنه، عن عليِّ، حين رجم المرأة. قال: رجمتُها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اهـ. قُلْتُ: ولا أعرف الشعبيَّ بتدليسٍ. قال ابنُ معين: إذا حدث عن رجل فسمَّاهُ، فهو ثقة يحتج بحديثه. اهـ. ولا يؤخذ مِنْ عبارته أنه يتهمه بتدليس، فضلًا عن ثبوته عليه. وإدراكُه لعليٍّ منصوصٌ عليه، فما المانع مِن سماعه منه) (خ، ك) (جُنَّةُ المُرتاب / 243).

705/ 7 - (لمَّا رجعتُ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وقد دفنتُهُ (¬1) قال لِي قولًا ما أحِبُّ أنَّ لِي به الدنيا). (رواه أبو داود الطيالسي 121، قال: ثنا شعبة، قال: وأخبرني الفضيل أبو معاذ هو البصرى ابنُ ميسرة الأزدي العقيلي، عن أبي حريز السجستانيّ هو عبد الله ابنُ الحسين الأزدي قاضي سجستان، عن الشعبيّ، كل: قال عليّ: .. فذكره). (سنده حسن إِنْ ثبتَ سماع الشعبيّ من عليّ. قال الحاكم: لم يسمع مِن عليّ، وإنما رآه رؤية. وقال الدارقطنيُّ في العلل: لم يسمع مِن عليّ، إلا حرفًا واحدًا ما سمع غيره. قال الحافظ: كأنه عنى ما أخرجه البخاريُّ في الرَّجم، عنه، عن عليّ، حين رجم المرأة. قال: رجمتُها بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أهـ. قُلْتُ: ولا أعرف الشعبيُّ بتدليسٍ. قال ابنُ معين: إذا حدث عن رجل فسمَّاهُ، فهو ثقة يحتج بحديثه. اهـ. ولا يؤخذ مِنْ عبارته أنه يتهمه بتدليس، فضلًا عن ثبوته عليه. وإدراكُه لعليّ منصوصٌ عليه، فما المانع مِن سماعه منه. والدارقطنيُّ على جلالته في الفن وتقدمه لم يُحط بكل شيء علمًا. والله أعلم) (طي) (جُنَّةُ المُرتَاب / 243). 706/ 8 - (ليس على المجنون ولا السكران طلاقٌ). (قال أبو زرعة: حدثني آدم، قال: ثنا ابنُ أبي ذئب، عن الزهريّ، قال: قال رجلٌ لعمر بنِ عبد العزيز: طلَّقتُ امرأتي، وأنا سكران. قال الزهريُّ: فكان رأي عُمر بنِ عبد العزيز مع رأينا أن يجلدهُ، ويفرق بينه وبين امرأته حتى حدَّثهُ أبان ابنُ ¬

_ (¬1) أي أبا طالب، كما مرَّ في حديثٍ قبله عند الطيالسي.

عثمان بن عفان، قال: .. فذكره. فقال عُمر: تأمروني! وهذا يحدثني عن عثمان ابن عفان؟ فَجَلَدَهُ، وردَّ إليه امرأتَهُ). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الزهري من أبان بنِ عثمان. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 191، 192: قال أبي: "لم أختلف أنا وأبو زرعة وجماعةٌ مِنْ أصحابنا أنَّ الزهريَّ لم يسمع مِنْ أبان ابنِ عثمان شيئًا، وكيف سمع مِنْ أبان، وهو يقول: بلغني عن أبان؟ قيل له: فإنَّ محمد بنَ يحيى النيسابوري يقول: قد سمع. قال: محمد بنُ يحيى كان بابُهُ السلامة!!. ونقل أيضًا عن أبيه، قال: الزهري لم يسمع مِنْ أبان بنِ عثمان شيئًا، لا أنه لم يدركه، قد أدركه، وقد أدرك مَنْ هو أكبرُ منه، ولكن لا يثبتُ له السماعُ منه، كما أنَّ حبيب بنَ أبي ثابت، لا يثبت له السماع مِنْ عُروة بنِ الزبير، وقد سمع ممن هو أكبر منه، غير أنَّ أهلَ الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيءٍ، يكون حُجَّةً. اهـ. قلتُ: رضي الله عنك! فالجوابُ عمَّا ذكرتَهُ مِنْ وُجُوهٍ: الأول: أَن أهل الحديث إذا اتفقوا على الشيء يكون حُجَّة، فنعم، ولكن كيف يكون إجماعًا، وقد خالف فيه محمد بنُ يحيى الذُّهلِيّ، وكانت له عنايةٌ خاصةٌ بمرويات الزهري، وكتابُهُ "علل حديث الزهرى" والمعروف باسم: "الزهريات" مِنْ الشهرة بمكان، وقد أظهر فيه علمًا جمًّا، حتى قال أحمد بنُ حنبل: "ما قدم علينا رجلٌ أعلم بحديث الزهري مِن محمد بنِ يحيى". وقيل ليحيى بنِ معين لِمَ لا تجمع حديث الزهري؟ فقال: "كفانا محمد بنُ يحيى جمع حديث الزهري".

وقال الخطيبُ في تاريخه 3/ 415: "صنَّف حديث الزهريّ وجوَّده". فينبغي أنْ يُقدَّم كلامُ مَنْ هذا وصفُهُ على كلام غيره، فيما يتعلق بمرويات الزهريّ، ما لم يظهر أنَّهُ غلطَ فيه بدلائلَ راجحةٍ. فكيف يُقالُ في مثله مع هذه العناية: "كان بابُهُ السلامة" التي تشي بالتساهل وقلَّةِ النَّظر؟. الثاني: أنَّ أبان بنَ عثمان كان قاضيًا لعُمر بنِ عبد العزيز، كما أنَّ الزهريَّ هو أوَّلُ من جَمَعَ حديثَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بأمر عُمر بنِ عبد العزيز، وهما جميعًا أبناءُ مدينة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكيف يُقال في مثل هذه المعاصرة البيِّنَة: أن الزهريَّ لم يسمع من أبان بن عثمان؟ مع أن أبا حاتم قال -كما في العلل 1607 - : "سليمان ابنُ عبد الرحمن الدمشقيّ ثقةٌ، وعبيد بنُ فيروز جزريٌّ لا بأس به، فيُشبهُ أن يكون زيد ابنُ أبي أنيسة سمع مِن عبيد بنِ فيروز، لأنه من أهل بلدِهِ". انتهى. فأنتَ ترى أنَّ أبا حاتم ليس في يده دليلٌ على أن زيد بنَ أبي أنيسة سمع من عبيد ابن فيروز سوى سكنى البلد الواحد، فَلِمَ لا يقال مثلُهُ في سماع الزهريّ مِن أبان ابنِ عثمان وكلاهما مدنيٌّ؟! وانظر ما تقدم برقم 1655. أمَّا قول الزهريّ: "بلغني عن أبان" فأيُّ شيءٍ فيه؟ وهل كلُّ حديث الزهريُّ عن أبان قال فيه: "بلغني" فقد يُحمل هذا على حديث بعينِهِ، أو قد يُحمل على اختلاف الرواة عليه، إلى غير ذلك من الأسباب. وقد يروي الشيخُ بلاغًا عمَّن سمعَ منه أحاديث. الثالث: أنَّ وجهَ الشبهِ بعيدٌ بين رواية الزهري عن أبان، ورواية حبيب بن أبي ثابت عن عُروة، فإنَّ حبيب بنَ أبي ثابت كوفيٌّ، وعُروة بنُ الزبير مدنيٌّ، بخلاف الزهري

عن أبان، فكلاهما مدنيٌّ. فكما أنَّ العلماء قد يثبتون الاتصال بين الراويين بسكني البلد الواحد، فإنهم أيضًا يحكمون بالانقطاع بينهما باختلاف بلديهما. أقولُ هذا مع أنَّ الكوفيين صحّحُوا حديثَ: حبيب بنِ أبي ثابت، عن عروة ابنِ الزبير، عن عائشةَ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قبَّل بعضَ نسائه، ثم خرجَ إلى الصلاة، ولم يتوضأ. قال عُروة: قلتُ لها: ما هي إلا أنتِ؟ قال: فضحكت. أخرجه د 179، ت 86، ق 502، حم 6/ 210، ش 1/ 44، وإسحاق بنُ راهويه في المسند 566، وابنُ جرير في تفسيره 9630، قط 1/ 137 - 138، هق 1/ 125 - 126، وابنُ المنذر في الأوسط 15 من طريق وكيع بن الجراح: ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ به. قال ابنُ عبد البر في الاستذكار 3/ 52: "صحَّحَ هذا الحديث الكوفيون وثبَّتُوه، لرواية الثقات من أئمة الحديث له. وحبيبٌ لا يُنكرُ لقاؤه عُروة، لروايته عمَّن هو أكبرُ من عُروة، وأقدمُ موتًا". وقد نقل الترمذيُّ عن البخاريّ مثل مقالة أبي حاتمٍ. الرابع: أنني وقفتُ على نصٍّ جليلٍ في تصحيح سماع الزهريّ من أبان. فقد قال أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه 1/ 508 - 510: "وأنكر بعضُ أهل العلم أنَّ يكون ابنُ شهاب سمع مِن أبان بن عثمان بن عفان. فذكرتُ ذلكَ لعبد الرحمن ابن إبراهيم، فدم ينكر لقاءه. وقال لي: عُمر بنُ عبد العزيز ولَّى أبان بنَ عثمان ابن عفان على المدينة، والزهريّ في صحابة عُمر بنِ عبد العزيز بالمدينة. ثم قال أبو زرعة: حدثني آدم، قال: ثنا ابنُ أبي ذئب، ... فذكر الحديث بسنده ومتنه كما تقدم، ثم قال أبو زرعة: فهذه مشاهدةٌ وسماعٌ صحيحٌ، ثم نظرنا فوجدنا أمثالَ ابنِ شهاب قد سمع مِن أبان بنِ عثمان، وسمعَ منه مَنْ هو دونه في السنِّ.

ثم قال أبو زرعة: فحدثني، الوليد بنُ عتبة، قال: ثنا الوليد بنُ مسلم، قال: نا ابنُ لهيعة، عن أبي الأسود، قال: سمعتُ أبان بنَ عثمان، وعُمر بنَ عبد العزيز، وعُروة ابنَ الزبير، وهشام بنَ إسماعيل يفتتحون بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}. وقال أبو زرعة: ثنا محمد بنُ سعيد بنِ الأصبهانيّ، قال: ثنا عبد السلام بنُ حربٍ، عن يحيى بنِ سعيد، قال: سمعتُ سالمًا وأبان بنَ عثمان: إذا دخلت في الحيضة الثالثة، فليس بينهما ميراث. قال أبو زرعة: حديث يحيى بن سعيد من نبيل الحديث. ثم قال أبو زرعة: وقد سمع منه: عاصم بنُ عبيد الله، ومحمد بنُ إسحاق، فكلُّ هذا دليلٌ على صحَّةِ حديث ابن أبي ذئب. وقد قلتُ لعبد الرحمن بنِ إبراهيم: أتستوحشُ مِن حديث ابنِ أبي ذئبٍ، وسماع الزهريّ مِن أبان؟ قال: لا. "انتهى. فهؤلاء ثلاثةٌ من العلماء يثبتون سماع الزهريّ مِن أبان بنِ عثمان، فأين الإجماع؟!.). (أبو زرعة) (تنبيه 10 / رقم 2138). باب غرز الخشب في جدار الجار: 707/ 9 - (إذا استأذنَ أَحَدَكُم جارُهُ أنْ يَغرِزَ خَشَبَهُ في حائطٍ، فلا يمنَعْهُ. فلما قضى أبو هريرة - رضي الله عنه - حديثَهُ طَأطَئُوا رُءُوسَهُم، قال: مَا لي أرَاكُم عنها مُعرضينَ، والله! لأرْمِينَّها بينَ أكْتَافِكُم. سياق ابن الجارود). (رواه سفيان بنُ عُيَينة، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره. ولفظ مالك يأتي في الحديث القادم). (إسنادهُ صحيح) (م،

عو، د، ت، ق، شفع، حم، حمي، يع، هق، قاضي المارستان) (كتاب المنتقى / ح 1096؛ غوث 3 / ح 1020؛ تنبيه 7 / رقم 1678؛ رقم 1679). 708/ 10 - (لا يمنعْ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغرِزَ خَشَبَهُ في جِدَارِهِ. ثم يَقُولُ أبو هريرة: ما لِي أَرَاكُمْ عنها مُعْرِضِنَ، واللهِ لأرْمِيَنَّ بها بين أَكْتَافِكُمْ. ولفظ يحيي بن يحيى عند مسلم: لا يمنعْ أحدُكم جَارَهُ أَنْ يضعَ خَشَبَةً في جداره. ووقع عند بعضهم: لا يمنعنَّ. قال الحافظُ في الفتح 5/ 110: قوله: "باب لا يمنع جارٌ جارَهُ أنْ يَغْرِزَ خشبةً في جِدَارِهِ": كذا لأبي ذر بالتنوين على إفراد الخشبة، ولغيره بصيغة الجمع وهو الذي في حديث الباب، قال ابنُ عبد البر: رُوِيَ اللفظان في الموطأ، والمعنى واحدٌ، لأنَّ المرادَ بالواحد الجنس. انتهى. وهذا الذي يتعينُ للجمعِ بين الروايتين، وإلا فالمعنى قد يختلفُ باعتبارِ أنَّ أمرَ الخشبةِ الواحدةِ أخفُّ في مُسامَحَةِ الجارِ بخلاف الخشب الكثير، ورَرَىَ الطحاويُّ عن جماعةٍ من المشايخ أنهم رووه بالإفراد، وأنكر ذلك عبد الغني، بنُ سعيد (¬2)، فقال: الناس كُلُّهم يقولونه بالجمع إلا الطحاويّ؛ وما ذكرتُهُ مِنْ اختلاف الرواة في الصحيح يَرُدُّ على عبد الغني بنِ سعيد إلا إِنْ أرادَ خَاصًّا مِنَ الناسِ كالذين روى عنهم الطحاويُّ ¬

_ (¬2) قال شيخُنا في تنبيه 7 / رقم 1678: نقل السلفي في الطيوريات ج 13 / ق 218/ 2 أنَّ الحافظ عبد الغني بنَ سعيد سُئِلَ عن قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبةً في جداره" أهو على الجمع أم على التوحيد؟ فقال: الناس كلُّهم يقولونه على الجمع، إلا ما كان من أبي جعفر الطحاويّ، فإنه يقول على التوحيد "خشبة"!.

فَلَهُ اتجاه. اهـ.). (قال البخاريُّ في كتاب المظالم من صحيحه / باب لا يمنع جارٌ جارَه أنَّ يغرِزَ خشبةً في جِداَرِه 5/ 110 رقم 2463: ثنا عبد الله بنُ مَسْلَمَةَ هو القعنبيُّ، عن مالكٍ، عن ابن شِهَابٍ، عن الأعْرَج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن أبي هريرة (¬3)، وشواهد عن بعض الصحابة، ذكرتها في غوث المكدود) (ط، خ، م، عو، د, ت، ق، شفع، حم، حمي، ابن جرير تهذيب، حب، يع، جا، طح مشكل، ابن عبد البر، أبو سعيد النقاش، قاضي المارستان، هق، بغ) (التسلية / ح 58؛ حديث الوزير / 237 - 238 ح 76،75؛ غوث 3 / ح 1020؛ كتاب المنتقى / ح 1096؛ تنبيه 7 / رقم 1678؛ رقم 1679). 709/ 11 - (لا يمنعنَّ أحدُكم جارَهُ أنْ يَغرِزَ خشبةً على جِدَارِهِ). (حدَّثَ به: ابنُ حبان في صحيحه رقم 515، قال: أخبرنا محمد بنُ الحسن ابنِ قُتَيبة، قال: ثنا محمد بنُ رمح، قال: ثنا الليث بنُ سعد، عن مالك بنِ أنس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. قال ابنُ رمحٍ: سمعتُ الليث، يقول: "هذا أولُ ما لمالكٍ عندنا وآخرُه". فعقَّبَ ابنُ حبان، قائلا: في قول الليث: هذا أولُ ما لمالكٍ عندنا وآخره، دليلٌ على أنَّ الخبرَ الذي رواه: قُراد -هو: الخزاعي، واسمه عبد الرحمن بنُ غزوان-، عن الليث، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قصة المماليك = خبرٌ باطلٌ لا أصل له. اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: والعلماءُ يستَدِلُّونَ بمثلِ هذا الحصرِ علي بُطلان ما ¬

_ (¬3) ذكرتُ طريقًا آخر له في أبواب: الأشربة.

جاءَ خارج ذلك كما فعل ابنُ حبان. والمسالةُ أغلبيةٌ لا كُلِّية، إذ الإحاطةُ لله تعالى، سبحانه لا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء). (صحيحٌ) (حب، الفسوي، كر، السلفي طيوريات، عو، هق، نعيم حلية، أبو الشيخ رواية الأقران، ابن عبد البر) (تنبيه 2 / رقم 785؛ تنبيه 7 / رقم 1678). 710/ 12 - (لا يمنعنَّ أحدُكم جارَهُ أنْ يَضَعَ خشبةً في جِدَارِهِ). (رواه: هشام الدستوائي، وعبد الأعلى، وشعبة. ثلاثتهم عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا. وتابعه: عقيل بنُ خالد، فرواه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من سأله جارُهُ أنَّ يضع في جدارِهِ خشبته فلا يمنعه". قال أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين؟ والله! لأرمين بها بين أكتافكم. أخرجه طح مشكل 3/ 152، قال: ثنا محمد بنُ عزيز الأيلي: ثنا سلامة بنُ روح، عن عقيل بنِ خالد بهذا الإسناد. وتابعه: مالكٌ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه كر في تاريخ دمشق 24/ 259 من طريق أبي بكر بنِ المقرئ: نا الحسين ابنُ عبد الله بنِ يزيد الأزرق القطَّان الرقيُّ بها، وسليمان بنِ محمد الخزاعيّ الدمشقي، وجعفر بنِ أحمد الوزان الحرَّاني بحلب. قالوا: ثنا هشام بنُ خالد الأزرق: نا شعيب ابنُ إسحاق: نا مالك بهذا. قال ابنُ المقرئ: "هكذا حدثونا". يشير إلى نكارته. وهو باطلٌ عن مالكٍ). (حديثٌ صحيحٌ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -:

واعلم أنَّ روايةَ معمر هذا الحديث قد أنكره أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان. فقد سألهما ابنُ أبي حاتم كما في العلل 1413 عن هذا الحديث، فقالا: "وهم فيه معمرٌ، إنما هو: الزهريّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة. كذا رواه مالكٌ وجماعةٌ، وهو الصحيح". اهـ. قلتُ: رضي الله عنكما! فإن رواية مالك هذا الحديث، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة: لا تمنع أنَّ يرويه الزهريُّ أيضًا، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. كيف؟ والأمرُ كما قال يعقوب بنُ شيبة- كما في التمهيد 10/ 217 - قال: سمعت عليّ بنَ المدينيّ، يقول: قال لي معن بنُ عيسى: أتنكرُ الزهريّ -وهو يتمرَّغُ في أصحاب أبي هريرة- أنَّ يروي الحديث عن عدَّة؟! فإن قلتَ: يمنعُنا مِنْ تصحيح رواية معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب؛ أن الذين رووا هذا عن معمر هم أهل البصرة، مثل: شعبة بن الحجاج وهشام الدستوائي كما تقدَّم؛ ومن المعروف عند أهل العلم أنَّ معمر بنَ راشد لمَّا دخل البصرة لزيارة أمِّه حدَّث مِنْ غيرِ كتاب، فوقعت له أغاليط حملها عنه أهل البصرة، فأهل العلم يتوقفون في رواية أهل البصرة عنه. فالجواب: أنَّ هذا صحيح، ولكن قد رواه أهل البصرة عنه، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. فأخرجه ش 7/ 256 و 14/ 222 - 223، وابنُ جرير في تهذيب الآثار 1158 مسند ابن عباس، قال: ثنا ابنُ وكيع. قالا: ثنا عبد الأعلى بنُ عبد الأعلى: ثنا معمرٌ بهذا الإسناد. وتابعه: عبد الصمد بنُ عبد الوارث -وهو بصريٌّ أيضًا- فرواه عن معمر بهذا الإسناد. ذكره قط في العلل 9/ 203.

وتابعهم: عبد الرزاق، فرواه عن معمر، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. أخرجه أحمد 2/ 274. ومسلمٌ 1609/ 136، قال: ثنا عبد بنُ حميد. وابنُ جرير في التهذيب 1159، قال: ثنا الحجاج بن يوسف. والبيهقيُّ 6/ 68 عن أحمد بن يوسف السلمي. قالوا: ثنا عبد الزراق بهذا الإسناد. فهذا يدلُّ على أنَّ الإسنادين كانا جميعًا عند معمر، وقد ميَّزَ بينهما، ولم يختلطا عليه، وإن كان الحديث: عن الزهري عن الأعرج، أشهر منه: عن الزهري عن سعيد. وقد رواه أكثرُ أصحاب الزهرى، عنه، عن الأعرج، عن أبي هريرة كما تقدم في الثلاثة أحاديث السابقة). (طب أوسط، البزار، طح مشكل، ابن عبد البر، خط تلخيص) (تنبيه 7 / رقم 1678). 711/ 13 - (لا يمنعنَّ أحدُكم جارَهُ، أنْ يَضَعَ خشبةً في جِدَارِهِ. ثم قال أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين؟ والله! لأرمينَّ بها بين أكتافكم). (رواه: مالك بنُ أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن مالك هكذا: خالد بنُ مخلد القطوانيُّ). (حديثٌ صحيحٌ. وله طرق عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وشواهد عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم -. قال شيخنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ عدي: وهذا الحديث لا يُعرف عن مالكٍ، عن أبي الزناد، إلا من رواية خالد بن مخلد، عنه. ورواه مالكٌ في الموطأ، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة. اهـ.

وقال أبو نعيم: تفرَّد به خالد بنُ مخلدٍ، عن مالكٍ، عن أبي الزناد. اهـ. قلتُ: رضي الله عنكما! فلم يتفرد به خالد بنُ مخلد، فتابعه إسحاق بنُ سليمان، فرواه عن مالك، عن أبي الزناد بهذا الإسناد. أخرجه ابنُ جرير تهذيب 1152 - مسند ابن عباس، قال: ثنى محمد بنُ عمَّار الرازي، قال: ثنا إسحاق بنُ سليمان. وهذه متابعة صحيحةٌ تقوِّي رواية خالد. وأخرجه ابنُ جرير أيضًا 1151، قال: ثني محمد بنُ عبد الله بنِ بزيع، قال: ثنا بشر بنُ المفضل، قال: ثنا عبد الرحمن بنُ إسحاق، عن أبي الزناد بسنده سواء. وعبد الرحمن بنُ إسحاق مختلف فيه. لكن قال أحمد: "روى عن أبي الزناد أحاديث منكرة". وهذا من روايته عن أبي الزناد. لكن مما يدُلُّ على أنه حفظ، أنَّ أبا أُوَيس -واسمه: عبد الله بنُ عبد الله بنِ أُوَيس- قد رواه عن عبد الله بنِ الفضل وأبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مثله. أخرجه أحمد 2/ 396، قال: ثنا إبراهيم بنُ أبي العباس، قال: ثنا أبو أويس بهذا. وسنده جيِّدٌ. فهذا يدلُّ على أنَّ الحديثَ محفوظٌ عن أبي الزناد. ولعله كان عند مالكٍ عن الزهري وأبي الزناد معًا. والله أعلم. وبعد كتابة ما تقدَّم رأيتُ ابنَ عبد البر في التمهيد 1/ 216، ذكر حديثَ خالد بنِ مخلد، عن مالكٍ، ثم قال: "يحتمل أنَّ يكون عند مالكٍ بالإسنادين جميعًا". وهو نصُّ قولِنا والحمدُ لله تعالى). (خ، م، د، ت، ق، حم، ط، ص، حمي، يع، جا، ابن جرير تهذيب، طح مشكل، نعيم حلية، نعيم أخبار، هق، بغ، عديّ، ابن عبد البر). (تنبيه 7 / رقم 1679؛ رقم 1678؛ تنبيه 2 / رقم 785؛ حديث الوزير /

237 - 238 ح 75، 76؛ التسلية / ح 58؛ غوث 3 / ح 1020؛ كتاب المنتقى / ح 1096). القضاء باليمين مع الشاهد: 712/ 14 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قضي باليمينِ معَ الشاهدِ الواحدِ). (قال ابنُ الجارود في المنتقى: أخبرنا الربيع بنُ سُلَيمان، أنَّ ابنَ وهبٍ حدَّثهم، عن سُلَيمان -يعني ابنَ بلال-، عن ربيعةَ هو ابنُ أبي عبد الرحمن، عن سُهَيلٍ هو ابنُ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به. وتابعه: محمد بن عبد الرحمن العامري فرواه، عن سهيل بن أبي صالح به. أخرجه الخطيب في التلخيص 1/ 582. قال سليمان بنُ بلال: "فلقيتُ سهيلا فسألتُهُ عن هذا الحديث، فقال: ما أعرفه. فقلتُ له: إن ربيعة أخبرني به عنك. قال: فإِنْ كان ربيعة أخبرك عني، فحدِّث به عن ربيعة عني". اهـ. وعند أبي داود: "قال عبد العزيز الدراورديُّ: فذكرتُ ذلك لسهيل، فقال: أخبرني ربيعة، وهو عندي ثقةٌ أني حدثتُهُ إياه، ولا أحفظُهُ. قال عبد العزيز: وقد كان أصابت سهيلًا عِلَّةٌ أذهبت بعضَ عقله، ونسي بعض حديثه، فكان سهيلٌ بعدُ يُحَدِّثُهُ عن ربيعة، عنه، عن أبيه" قلتُ: ونسيان الثقة للحديث، لا يقدحُ فيه على رأي جمهور النقاد، وهو الرأيُ الراجح، وقد ناقشتُ هذا البحث في كتابي: "جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب" والحمد لله على التوفيق.

وللحديث طريق آخر، قويٌّ. أخرجه البيهقيُّ 10/ 169 من طريق مغيرة ابن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به. وأسند البيهقيُّ، عن أحمد بن حنبل، أنه قال: "ليس في هذا الباب حديثٌ أصحّ من هذا". اهـ.). (إسناده صحيحٌ) (د، ت، ق، جا، طح، هق). (كتاب المنتقى / ح 1083؛ غوث 3/ 261 ح 1007؛ التسلية / ح 58).

14 - أبواب: الذكر والدعاء مع الزهد والرقائق والمواعظ وصحيح القصص النبوي

14 - أبواب: الذكر والدعاء مع الزهد والرقائق والمواعظ وصحيح القصص النبويِ (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) الذكر والدعاء في الصلاة: 713/ 1 - (قمتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فبدأ فاستَاكَ، وتوضَّأَ، ثم قام فصلَّى، فبدأ فاستفتح من البقرة، لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلا وقف وسأل، ولا يمرُّ بآيةِ عذابٍ إلا وقف يتعوَّذُ، ثم ركعَ، فمكثَ راكعًا بقدرِ قيامِهِ، يقولُ في ركوعه: سُبحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكوتِ والكِبرياء والعَظَمَةِ. ثم سجدَ بقدرِ رُكُوعِهِ، يقولُ في سُجُودِهِ: سُبحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ والمَلَكوتِ والكِبرِياء والعَظَمَةِ. ثم قرأ: آل عمران، ثم سورةً ثم سورةً فعلَ مِثلَ ذلك. لفظ النسائيّ). (أخرجوه من طرقٍ عن معاوية بنِ صالح، عن عَمرو بنِ قيس الكندي، أنه سمع عاصم بنَ حُمَيد، يقول: سمعتُ عوف بنَ مالكٍ - رضي الله عنه - يقول: ... فذكره). (وهذا سندٌ قويٌّ) (د، س، تم، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، الروياني، طب كبير،

طب مسند الشاميين) (التسلية / ح 45). الذكر حتى تطلع الشمس: 714/ 2 - (غَدَونَا على عبد الله بنِ مسعود يومًا، بعد ما صَلَّينا الغدَاةَ، فسلَّمنا بالباب، فأَذِنَ لنا، قال: فمكثنا بالباب هُنَيَّةً، قال: فخرجتِ الجاريةُ، فقالتْ: ألا تدخلون؟ فَدَخَلْنَا. فإذا هو جالسٌ يُسَبِّحُ. فقال: ما منعكم أنْ تدخُلُوا وقد أُذِنَ لكم؟ فقلنا: لا، إلا أنَّا ظَنَنَّا أنَّ بعضَ أهلِ البيتِ نائمٌ. "قال: ظنَنْتُم بآل ابن أُمِّ عبدٍ غَفْلَةً؟ قال: ثم أقبل يُسَبِّحُ حتى ظنَّ أنَّ الشمسَ قد طلعتْ. فقال: يا جارية! انظري هل طلعتْ؟ قال: فنظرتُ فإذا هِيَ لم تطلُعْ. فأقبلَ يُسَبِّحُ، حتى إذا ظَنَّ أنَّ الشمسَ قد طلعتْ، قال: يا جارية! انظري هل طلعتْ؟ فنظرتْ فإذا هِيَ قد طلعتْ. فقال: الحمدُ لله الذي أقالنا يومنا هذا. -فقال مهديٌّ: وأحسِبُهُ قال:- ولم يُهْلِكْنَا بذُنُوبنا. قال فقال رجلٌ من القوم: قرأتُ المُفَصَّلَ البارِحَةَ كُلَّهُ. قال فقال عبد الله: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر؟ إنَّا لقد سَمِعْنَا القَرَائِنَ (¬1). وإنِّي لأحفظُ القرائِنَ التي كان يقرَؤُهُنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. ثمانيةَ عَشَرَ مِنَ ¬

_ (¬1) حديث (النَّظائر) ذكرتُهُ مفصلا في أبواب: الصلاة / باب الجمع بين السورتين في الركعة الواحدة.

المفصل. وسورتين مِنْ آلِ حم. سياق مسلم. قال الحافظُ في الفتح 9/ 90: قوله هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر: هَذًّا بفتح الهاء وبالذال المعجمة المنونة، قال الخطابيُّ: معناه سرعة القراءة بغير تأمل كما ينشد الشعر. وأصل الهَذِّ سرعةُ الدفع. اهـ.). (أخرجوه من طرقٍ عن مهدي بنِ ميمون، عن واصل بنِ حيَّان الأحدب، عن أبي وائل قال: ... فذكره. ورواه عن مهدي بنِ ميمون جماعةٌ، منهم: أبو النعمان عارم، وشيبان بنُ فروخ، وعبيد الله بنُ موسى، وعاصم بنُ عليّ، وعبد الله بنُ محمد بنِ أسماء، وعفان ابنُ مسلم، وعبد الصمد بنُ عبد الوارث). (صحيحٌ) (خ، م، عو، حم، طب كبير) (التسلية / ح 49). الدعاء على المشركين: 715/ 3 - (شَغَلُونا عَن صلاةِ الوسطى، صلاة العصر حتى غَابَتِ الشمسُ، ملأ الله بُطونَهم وقُبورَهم، أو قُبورَهم وبُيُوتهم نارًا. وهذا لفظ أبي عَمرو السمرقندي في الفوائد (¬2)). (أخرجوه من طرقٍ عن قتادة، عن أبي حسَّان الأعرج، عن عبيدةَ السلماني، عن علىّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - به). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، عو، س، ت، حم، ابن سعد، ¬

_ (¬2) حديث (الصلاة الوسطى) أخرجته بشواهده في أبواب: الصلاة والمساجد والأذان.

يع، البزار، ابن جرير، جا، ابن عبد البر، ابن حزم، الدمياطي) (الفوائد / 71 ح 28). تَرِكَةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم: 716/ 4 - (ما ترك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دينارًا ولا درهمًا، ولا عبدًا، ولا أَمَةً، ولا شيئًا). (أخرجوه من طرقٍ: عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن عَمرو بنِ الحارث الخزاعي - رضي الله عنه - فذكره. ورواه عن أبي إسحاق السبيعي: الثوريُّ، وزهير بنُ معاوية، وأبو الأحوص سلام بنُ سُلَيم، ويُونُس بنُ أبي إسحاق. وتابعهم: إسرائيل بنُ يونس، عن جدِّهِ أبي إسحاق، عن عَمرو بن الحارث خَتَنِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأخي جويرية بنتِ الحارثِ أمِّ المؤمنين فذكره (¬3)). (صحيحٌ. وله شاهد من حديث عائشة - رضي الله عنها - ويأتي في الحديث التالي. وشاهد آخر من حديث ابنِ عباس - رضي الله عنهما - ويأتي بعد حديث عائشة وطرقه). (خ، س، حم، هَنَّاد، عُمر بن شبة، ابن سعد، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، خز، ابن أبي عاصم آحاد، ابن قانع، قط، طب كبير، كر أربعين بلدانية، ابن عبد البر، بغ. تخريج حديث إسرائيل: تم، ابن سعد، عُمر بن شبة، طب كبير) (التسلية / ح 66؛ ابن كثير 1/ 251؛ الفضائل / 171). فصلٌ فيه الاختلافُ على إسرائيل: ورواه عن إسرائيل كما تقدم: ¬

_ (¬3) وأيضًا: زهير بنُ معاوية، فقد وافق إسرائيل على زيادة صِفَة عَمرو بنِ الحارث في سنده ووقعت روايته في صحيح البخاري.

عبيد الله بنُ موسى، وحسين بنُ محمد، وأبو أحمد الزبيريّ، وعبيد الله بنُ رجاء. وخالفهم: مُؤَمَّل بنُ إسماعيل، فرواه عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عَمرو ابنِ الحارث، عن جويرية، قالت: ما تَرَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تُوُفِّيَ إلا: بغلةً بيضاء، وسلاحه، وأرضًا جعلها صدقة. فجعله من "مسند جويرية". أخرجه طب أوسط رقم 515، قال: ثنا أحمد بنُ القاسم، قال: ثنا إبراهيم ابنُ محمد بنِ عرعرة، قال: ثنا مؤمل بنُ إسماعيل. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، تفرَّد به: مؤمل". قال الهيثميُّ 9/ 40: "إسناده حسنٌ". قلتُ: كذا! والصواب: أنَّ السندَ ضعيفٌ للمخالفة، ومؤملٌ: ففط حفظه ضعفٌ، ولا يقوى على مخالفة واحدٍ من المتقدمين فضلًا عن جميعهم - رحمه الله - فالصوابُ: أنَّ الحديثَ من "مسند عَمرو" لا من "مسند جويرية". والله أعلم. 717/ 5 - (ما تَرَكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دينارًا ولا دِرهمًا، ولا شاةً ولا بعيرًا، ولا أوصى بشيء). (أخرجوه من طرقٍ: عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: ... فذكرته). (حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، د، س، ق، حم، حم زهد، إسحاق، ش، عُمر بن شبة، يع، أبو الشيخ أخلاق، حماد ابن إسحاق، ابن الأعرابي، طب أوسط، ابن بشران، أبو بكر الشافعي، هق، بغ، بغ شمائل) (التسلية / ح 166). فصلٌ فيه الاختلافُ على الأعمش: ورواه عن الأعمش كما تقدم:

الثوري، وابنُ نمير, وأبو معاوية، ومحمد بنُ عبيد، وزائدة بنُ قدامة، وعبد الواحد ابنُ زياد، وداود الطائي، ومفضل بنُ مهلهل، وجرير بنُ عبد الحميد. وخالفهم: سعد بنُ الصلت، وحسن بنُ عياش، وروح بنُ مسافر. فأمَّا سعد بنُ الصلت، فرواه عن الأعمش، عن مسلم بنِ صُبَيح، عن مسروق، عن عائشة مثله. أخرجه أبو الشيخ في الأخلاق ص 305، قال: نا الوليد بنُ أبان: نا إسحاق بنُ إبراهيم: نا سعد بنُ الصلت به. قلتُ: فأمَّا الوليد بنُ أبان، فهو ابنُ بُونه أبو العباس، ترجمه أبو الشيخ في كتاب الطبقات 4/ 217، وقال: "كان أحدَ من ارتحل رحلات كثيرة، وسمع الكثير وصنَّف: التفسير، والمسند، والشيوخ، وكان حافظًا ديِّنًا، أحدُ العلماء بالحديث". وإسحاق: هو ابنُ راهويه، الجبل الشامخ، لكنَّ علَّة هذا الإسناد هذا من سعد ابن الصلت، فترجمه ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 1 / 86 ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حبان في الثقات 6/ 378، وقال: ربما أغرب. فروايته شاذَّة. وقد وقعتُ له على أكثر من حديث خالف فيه أصحاب الأعمش (¬4). وأمَّا حديثُ روح بنِ مسافر، فقد: أخرجه أبو الشيخ في الأخلاق ص 305 من طريق محمد بنِ مصعب القرقساني: نا روح بنُ مسافر: نا الأعمش، عن أبي صالح، عن عائشة مثله. قال أبو الشيخ: ورواه مندل بنُ عليّ وصالح بنُ موسى الطلحي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مثله. وكلا الإسنادين لا يصحُّ، وروح بنُ مسافر ومندل بنُ عليّ والطلحيّ متروكون. ¬

_ (¬4) انظر مثال على ذلك في أبواب: البعث والحشر.

والقرقسانيُّ كثيرُ الخطأ. وأمَّا حديث الحسن بنِ عياش: فأخرجه س 6/ 240، وابنُ الأعرابي في معجمه 6/ 123 / 1 - 2، وأبو الشيخ في الأخلاق ص305، خط 4/ 396، نعيم أخبار أصبهان 1/ 100، 136 من طريق عاصم بنِ يوسف، قال: ثنا الحسن بنُ عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة بمثل حديث مسروق. والحسن بنُ عياش وثقوه، لكن قال عثمانُ الدارميُّ: "ليس في الحديث بذاك". فلعلَّه وهم على الأعمش بمخالفة هذا الجمع، وفيهم من اختص بحديث الأعمش، ويحتمل أنَّ يكونا جميعًا محفوظين عن الأعمش. والله أعلم. وربما تقوَّى الاحتمالُ الثاني بما رواه: ابنُ عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: ذكروا عند عائشة، أنَّ عليًّا كان وصيًّا ... الحديث (¬5). وله طريق آخر عن عائشة تراه ني الحديث التالي: 718/ 6 - (تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما في بيتي مِنْ شيءٍ -يأكلُهُ ذو كبدٍ-، إلا شطر شعرٍ في رفٍّ لِي، فأكلتُ منه حتى طال عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ ففني). (رواه: ابنُ أبي شيبة، وأبو كريب كلاهما، عن أبي أسامة، قال: ثنا هشام ابنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: ... فذكرته. وتابعه: أبو معاوية، عن هشام -كما في الحديث التالي). (صحيحٌ) (خ، م، ق، نعيم دلائل) (التسلية / ح 66؛ تنبيه / 91 رقم 66؛ تنبيه 1 / رقم 66). ¬

_ (¬5) قال أبو عَمرو غفر الله له: تقدم وانظره في أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان.

719/ 7 - (تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وترك عندنا شيئًا مِنْ شعير، فما زلنا نأكلُ منه، حتى كَالَتْهُ الجارِيةُ، فلم يلبثْ أنْ فَنِيَ، ولو تركَتْهُ لم تَكِلْهُ لرجوتُ أن يكون يبقى). (حدَّثَ به: إسحاق بنُ راهُويه في مسنده 333، قال: نا أبو معاوية، قال: ثنا هشام بنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: ... فذكرته. ورواه: هَنَّاد بنُ السَّرِيّ، عن أبي معاوية- كما تراه في الحديث التالي). (صحيحٌ) (إسحاق، حب) (التسلية / ح 66؛ تنبيه / 91 رقم 66؛ تنبيه 1 / رقم 66). فصلٌ: وخولف إسحاق بنُ راهويه وهناد بنُ السري. خالفهما: محمد بنُ يزيد بنِ طيفور، فرواه عن أبي معارية، قال: ثنا إسماعيل بنُ أبان: نا هشام بنُ عُروة بسنده سواء. فأدخل "إسماعيل بن أبان" بين "أبي معاوية" و "هشام بن عُروة". أخرجه ابنُ الأعرابي في معجمه ج 4 / ق 66/ 2. وشيخ ابنِ الأعرابي: محمد بنُ يزيد بن طيفور، ترجمه الخطيبُ 3/ 378 - 379 ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وروايته مرجوحةٌ، والصواب أنَّ أبا معاوية يرويه عن هشام بلا واسطة. وإسماعيل بنُ أبان الذي زاده ابنُ طيفور: متروك الحديث. 720/ 8 - (تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -وعندنا شطرٌ مِنْ شعير، فأكلنا منه ما شاء الله، ثم قلتُ للجارية: كِيلِيه، فكالَته، فلم يلبث أنْ فَنِيَ. قالت: فلو كنَّا تركناهُ، لأكلنا منه أكثرَ مِن ذلك). (حدَّثَ به: الترمذيُّ 2467، قال: ثنا هَنَّاد، وهو في الزهد 736، قال: ثنا أبو معاوية، عن هشام بنِ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت:

فذكرته). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ، ومعنى قولها: شطر، تعني: شيئًا. اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قلتُ: فرواية هنَّاد وفَّقَت بين رواية أبي أسامة ورواية أبي معاوية، ففي رواية أبي أسامة: أنَّ عائشةَ هي التي كالَت. وفي رواية إسحاق بنِ راهويه، عن أبي معاوية: أنَّ الجاريةَ هي التي كالَته. ويكون الجمعُ بينهما: أنَّ عائشة لمَّا أمرت الجارية بكيله، فكأنما هي الفاعلة. كما لو قال الأميرُ: أنا فعلتُ كذا وكذا، ولم يباشر فعل ذلك بنفسه، كما يقال: رجم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقطع في السرقة. وإنما أَمَرَ بذلك. ومن هذا قولُه تعالى {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ} [الزخرف: 51] قال بعضُ العلماء: أمرَ فنوديَ، ذكره ابنُ عبد البر في التمهيد 8/ 360. والله أعلم. وتابعهما: عبد الرحمن بنُ أبي الزناد -كما في الحديث التالي) (ت، هَنَّاد) (التسلية / ح 66؛ تنبيه / 91 رقم 66؛ تنبيه 1 / رقم 66). 721/ 9 - (يا ابنَ أُختِي كانَ شَعرُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فوقَ الوَفْرَةِ ودونَ الجُمَّة، وايمُ الله يا ابنَ أختي إنْ كانَ ليمُرُّ على آل محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - الشَّهرُ ما يُوقَدُ في بيتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نارٍ إلا أنْ يكونَ اللَّحِيم، وما هو إلا الأسودان: الماءُ والتمرُ، إلا أنَّ حَوْلَنا أهلَ دُورٍ مِنْ الأنصارِ -جزاهم الله خيرًا في الحديث والقديم- فكلَّ يومٍ يبعثون إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بغَزِيرة شاتِهم -يعني: فينالُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ذلك اللبنِ-. ولقد تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما في رَفِّي مِنْ طَعَامٍ يأكلُهُ ذو

كَبِدٍ، إلا قريبٌ مِنْ شَطْر شعير، فأكَلْتُ منه حتى طال عليَّ لا يفنى، فكِلْتُهُ فَفَنِيَ، فليتني لم أكن كِلْتُهُ. وايمُ الله لئن كان ضِجاعُهُ مِنْ أَدمٍ حَشْوُه لِيْفٌ). (قال الإمامُ أحمد 6/ 108: حدثنا سريج هو ابنُ النعمان الجوهري: ثنا ابنُ أبي الزناد، عن هشام بنِ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، أنَّها قالت: ... فذكرته. قال الإمامُ أحمد بعده: وقال الهاشمي: بغزيرة شاتهم، وذكر نحوه إلا ضِجاعه). (وسنده حسنٌ. لأجل ما قيل في حفظ ابن أبي الزناد، وهو متابعٌ كما رأيت فلله الحمد) (حم) (التسلية / ح 66). 722/ 10 - (أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - التَفَتَ إلى أُحُدٍ، فقال: والذي نفسُ محمدٍ بيده! ما يسُرُّنِي أنَّ أُحُدًا يُحَوَّلُ لآل محمدٍ ذَهَبًا أُنفِقُهُ في سبيل الله، أموتُ يومَ أموتُ، أَدَعُ منه دِينَارَينِ إلا دينارينِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ، إنْ كان. فماتَ وما تركَ دينَارًا ولا درهمًا، ولا عبدًا، ولا وليدةً، وتركَ درعهُ مَرْهُونةً عند يهوديّ على ثلاثينَ صَاعًا مِن شعيرٍ. وزاد عند بعضهم: قال ابنُ عباس: والله! إنْ كان ليأتي على آل محمدٍ الليالي ما يجدونَ فيها عشاءً). (رواه: ثابت بنُ يزيد أبو يزيد، قال: ثنا هلال بنُ خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (حم، حم زهد، حماد بن إسحاق، ابن سعد، ت، ق، ابن جرير تهذيب، بحشل، يع،

أبو الشيخ أخلاق) (التسلية / ح 66). النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في رمضان: 723/ 11 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ النَّاسِ بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبريلُ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان؛ يعرض عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ بالخير من الريح المرسلة). (أخرجوه من طرقٍ عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: ... فذكره. ورواه عن الزهري: إبراهيم بنُ سعد، ويونس بنُ يزيد، وعُقَيل ابنُ خالد، ومعمر بنُ راشد. وتابعهم محمد بنُ إسحاق كما في الحديث التالي). (صحيحٌ) (خ، بخ، م، س، س فضائل، تم، حم، عب، ش، عبد، ابن سعد، يع، خز، حب، أبو الشيخ أخلاق، أبو محمد الجوهري، هق، هق دلائل، بغ) (التسلية / ح 51). 724/ 12 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضُ الكتاب على جبريل في كل رمضان، فإذا أصبح النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من ليلته التي يعرضُ فيها ما يعرضُ أصبحَ وهو أجودُ من الريح المرسلة، لا يُسألُ شيئًا إلا أعطاه، فلما كان الشهر الذي هلك بعده، عَرَضَهُ عليه عَرْضَتَين). (رواه: محمد بنُ إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: ... فذكره). (صحيحٌ. وهذا سندٌ حسنٌ، لولا تدليس ابن

إسحاق. وتابعه جماعة عن الزهري كما في الحديث الفائت. وأمَّا عرض القرآن عليه - صلى الله عليه وسلم - فإنه مرويٌّ من حديث أبي هريرة، وابن عباس، وفاطمة الزهراء - رضي الله عنهم- وتأتي أحاديثهم إن شاء الله وفيه مراسيل أيضًا) (حم، ش، ابن سعد، عبد، هق شعب) (التسلية / ح 51). مَن سَتر مسلمًا: 725/ 13 - (المُسْلِمُ أخو المسلمِ، لا يَظْلِمُهُ، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كان في حاجةِ أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُرْبَةً من كُرَبِ الدُّنيا، فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن سَتَرَ مسلمًا ستره الله يوم القيامة). (أخرجوه مِنْ طُرُقٍ: عن الليث بنِ سعد، عن عُقَيل بنِ خالد، عن ابنِ شهابٍ الزهري، أنَّ سالمًا، أخبره أنَّ عبد الله بنَ عُمر - رضي الله عنهما -، أخبره أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... الحديث. ورواه عن الليث: قتيبة بنُ سعيد، وعبد الله بن صالح، والوليد بنُ صالح، وحجاج ابنُ محمد، ويحيى بنُ بُكَير. وتوبع عقيل بنُ خالد. تابعه: معمر بنُ راشد، فرواه عن الزهري، بسنده سواء، بأوله فقط). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. وقال أبو عليّ التنُّوخِيُّ: هذا حديثٌ مشهورٌ) (تخريج حديث عقيل: خ، م، د، س. كبرى، ت، حم، حب، السَّرَّاج بيتوتة، طب كبير، هق، هق آداب، أبو عليّ التنوخيّ، القُضاعيّ، كر، ابن النَّجار، بغ، ابن المُستوفى. تخريج حديث معمر: الخرائطيّ

مساويء) (التسلية / ح 63). 726/ 14 - (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُربةً مِنْ كُرَبِ الدنيا نفَّسَ الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة. وَمَنْ يَسَّر على مُعْسِرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن سَتَرَ مُسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عَوْنِ العبدِ ما كان العبدُ في عون أخيه. ومن سَلَكَ طرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سهَّل الله له بِهِ طَرِيقًا إلى الجنة. وما اجتمع قومٌ في بيتٍ مِن بُيُوتِ الله، يَتْلُونَ كتابَ الله، ويَتَدَارَسُونَهُ بينهم، إلا نَزَلَتْ عليهِم السَّكِينةُ، وغَشِيَتْهُمُ الرحمةُ وحفَّتهم الملائكةُ، وذكَرَهم الله فِيمَن عِنده. وَمَنْ بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ، لم يُسْرِع بِهِ نَسَبُهُ). (حدَّث به مسلمٌ في صحيحه 2699/ 38 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره). (صحيحٌ. ووهم الزيلعيُّ في نصب الراية 3/ 307، فعزاه للبخاريّ، وقد قال الحافظُ في الفتح 1/ 174: لم يخرجه المصنِّفُ -يعني: البخاري- لاختلافٍ فيه. اهـ. وقال الخطيبُ في تخريج المهروانيات ص 123: انفرد مسلمٌ بإخراجه في صحيحه. اهـ) (تخريج الحديث: م، س كبرى، ت، ق، حم، ابن أبي الدنيا قضاء الحوائج، البزار، ابن بشران، طب أوسط، هق زهد، هق شعب، هق مدخل، هق آداب، هق الأربعون، المهرواني، خط، بغ، الشجريّ. وأخرج بعضه: د، س كبرى، ت، مي، ش، طي، حم زهد زوائد عبد الله، حب، قط علل، جا، الآجري أخلاق، الآجري أخلاق حملة القرآن، أبو الشيخ

توبيخ، الخرائطي مكارم، طب أوسط، أبو الحسن الرقام، السهمي، ابن عبد البر، أبو عليّ التنوخي، نعيم حلية، نعيم أخبار، هق شعب، الأصبهاني، الرافعي، القضاعي، ابن شاهين ترغيب، الجوزقاني، ابن الأبار، كر، ابن المستوفى). (التسلية / ح 63؛ الأربعون / 152،18 ح 94،2؛ ابن كثير 1/ 250؛ الفضائل / 169؛ غوث 3/ 106 ح 802؛ تنبيه 1 / رقم 173،49). فصلٌ، فيه: ذِكْرُ نقدِ علماءِ الصَّنعَةِ لهذا الحديث، ومناقشتُهم فيه: قال الترمذيُّ 4/ 34: "هكذا روى غيرُ واحدٍ عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة نحو رواية أبي عوانة، وروى أسباط بنُ محمد، عن الأعمش، قال: حُدِّثْتُ عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نحوه. وكأنَّ هذا أصحّ من الحديث الأول". اهـ. وذكر الترمذيُّ 5/ 196 نحو هذا الكلام. وقال ابنُ رجب في جامع العلوم 2/ 284: "هذا الحديث خرَّجه مسلمٌ من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ واعترض عليه غيرُ واحدٍ من الحفاظ في تخريجه، منهم: أبو الفضل الهروي، والدارقطنيُّ؛ فإنّ أسباط بنَ محمد رواه، عن الأعمش، قال: حُدِّثتُ عن أبي صالح، فتبين أنَّ الأعمش لم يسمعه من أبي صالح، ولم يذكر مَنْ حدَّثه به عنه". اهـ. قلتُ: وهذا الترجيح فيه نظرٌ، كما يأتي. فأمَّا روايةُ أسباط بنِ محمد: فأخرجها د 4946، قال: ثنا واصل ابنُ عبد الأعلى. س كبرى ج 4 / رقم 7290، قال: أخبرني محمد بنُ إسماعيل بنِ سمرة الكوفيُّ. ت 1425، 1930، قال: ثنا عبيد بنُ أسباط بنِ محمد القرشيُّ. قالوا: ثنا أسباط بنُ محمد، عن الأعمش، قال: حُدِّثْتُ عن أبي صالح، عن أبي هريرة

مرفوعًا: "مَنْ نفَّسَ عَنْ مُسلمٍ كربةً .. إلى قوله: في عون أخيه". هكذا روى أسباط بنُ محمد، وأفسدَ الإسنادَ، وهو وإنْ كان ثقةً إلا أنهم ليَّنُوهُ قليلًا، وقد خالفه عامةُ أصحاب الأعمش مثل: سفيان الثوري، وأبي معاوية، وأبي أسامة، وأبي بكر بن عيَّاش، وأبي عوانة (¬6)، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى ابن سعيد الأموي، ومحاضر بن المورع، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن واسع، وفضيل ابن عياض، وزائدة بن قدامة، ومالك بن سعير، وأبي سورة، وبحر بن كنيز السقاء، وعليّ بن صالح، وعبيد الله بن زحر، وعبد الرحمن بن مغراء، وأبي يحيى الحماني؛ كلّهم اتفقوا على جعل الحديث عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقد وقع تصريحُ الأعمشِ بالتحديث في رواية أبي أسامة، عن الأعمش. ورواه عن أبي أسامة: نصر بنُ عليّ، ومحمود بنُ غيلان، كما عند مسلمٍ والترمذيّ. ثم وقفتُ على كتاب "علل الأحاديث الواقعة في صحيح مسلم" لأبي الفضل الهروي، فوجدتُه يقول ص 136 - 138: "ووجدتُ فيه -يعني: صحيح مسلم- حديثَ الأعمشِ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: من نفس عن مؤمن كربةً .. الحديث. قال أبو الفضل: وهو حديثٌ رواه الخلقُ، عن الأعمش، عن أبي صالح؛ فلم يذكر الخبر (¬7) في إسناده غيرُ أبي أسامة، فإنه قال فيه: عن الأعمش، قال: ثنا أبو صالح؛ ورواه أسباط بنُ محمد، عن الأعمش، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. والأعمش كان صاحبَ تدليسٍ، فربما أخذ عن غير الثقات". اهـ. ¬

_ (¬6) وقد اختلف عليه فيه. (¬7) يعني الإخبار، وهي لفظة التحديث.

فظاهرٌ مِنْ هذه العبارة أنه يُوَهِّمُ أبا أسامة، حيث صرَّح بالتحديث ما بين الأعمش وأبي صالح، واستدلَّ لذلك أنَّ أصحاب الأعمش رووه بالعنعنة، وما ينبغي أن تكون هذه عِلّةً قطُّ، إلا أن يكون الذي زادَ التصريحَ بالتحديث مثلُ أسباط ابنِ محمد؛ أمَّا أبو أسامة، فإنه ثقةٌ ثبتٌ حافظٌ، وإذا زادَ مثلُهُ زيادةً فينبغي أَنْ تُقْبَلَ، وقد سُئِلَ أحمدُ عن أبي أسامة، فقال: "كان ثبتًا، ما كان أثبتُه، لا يكاد يخطيء"، وقيل له: "أبو عاصم النبيل وأبو أسامة أيهما أثبتُ في الحديث؟ فقال: أبو أسامة أثبت مِنْ مائة مثل أبي عاصم، كان أبو أسامة صحيحَ الكتابِ، ضابطًا للحديث، كيِّسًا، صدوقًا". وناهيك بمثل هذا مِنَ الإمامِ أحمد، وأبو عاصم: ثقةٌ ثبتٌ. ولا أعلمُ في أبي أسامة مغمزًا أذكُرُهُ إلا ما ذكره الأزديُّ عن سفيان بنِ وكيعٍ، وقد أجبتُ عنه في بذل الإحسان 52 فاطلبه هناك. أمَّا أسباط بنُ محمدٍ، فوثَّقَهُ: ابنُ معين ويعقوب بنُ شيبة، وقال النسائيُّ: ليس به بأس. ولكن قال العقيليُّ: "ربما يهم في الشيء". وقال ابنُ سعد: "كان ثقةً صدوقًا، إلا أن فيه بعضُ الضعف". وسُئِلَ ابنُ المبارك عنه، فقال: "أصحابُنَا لا يرضونه". وذكر ابنُ معين أنَّ الكوفيين يُضَعِّفُونه. فلو لم يكن في الحديث إلا غلطُ أبي أسامة أو أسباط بنِ محمد، لكان إلصاقُهُ بأسباطٍ أولى باتفاق أهل المعرفة، فلماذا لا يُقالُ: قصَّر أسباطٌ في الإسناد ولم يضبطه، وغير مستبعدٍ منه ذلك؛ وكأنه لم يعبأ الحافظُ ابنِ حجر بمثل هذا التعليل، فقال في الفتح 1/ 160: "فانتفت تهمةُ تدليس الأعمش". فإن قيل: إنَّ الترمذيُّ - رحمه الله - رجَّح روايةَ أسباط بنِ محمد، لأنَّهُ وقعتِ الواسطةُ بين الأعمش وبين أبي صالح في بعض الأسانيد؟ قلتُ: نعم! فأخرج الطبرانيُّ في الأوسط 1332 من طريق الحكم بنِ فُضيل، عن

الأعمش، عن الحكم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا ببعضه. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش، عن الحكم، إلا الحكم". اهـ. والحكم هذا قال فيه أبو زرعة: "ليس بذاك"، وقال الأزديُّ: "منكر الحديث"، وقال ابنُ عديّ: "هو قليل الرواية، وما تفرَّد به لا يتابعه الثقات عليه". ولم يتفرد الحكم بنُ فُضَيل بإدخال الواسطة بين الأعمش وأبي صالح كما قال الطبرانيُّ (¬8)، بل تابعه: إبراهيم بنُ عثمان أبو شيبة، فرواه عن الأعمش، عن الحكم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا: "من نفس كربةً من كرب المسلم ... إلى قوله: في عون أخيه". أخرجه أبو الشيخ في رواية الأقران ق 8/ 2 ومن طريقه أبو موسى المدينيُّ في اللطائف ج 1 / ق 7/ 1، قال: ثنا أحمد ابنُ صالح الواسطيُّ ومحمد بنُ جعفر الشعيريُّ. والطبرانيُّ في الأوسط ج 2 ق 292/ 2، قال: ثنا النعمان بنُ أحمد. قالوا: ثنا مقدَّم بنُ محمد بنِ يحيى: ثنا عمِّي: القاسم ابنُ يحيى، عن إبراهيم بنِ عثمان به. قال الطبرانيُّ: "لم يُدْخِل بين الأعمش وأبي صالح: الحكم، أحدٌ ممن روى هذا الحديث عن الأعمش، إلا أبو شيبة، ولا رواه عن أبي شيبة، إلا القاسم بن يحيى، تفرَّد به مقدم بن محمد" اهـ. قلتُ: كذا قال الطبرانيُّ (¬9)، فكأنه لم يستحضر ما قاله في الموضع الأول! وشيخُ الطبراني: النعمان بنُ أحمد الواسطيُّ القاضي لم أجد له ترجمة، ولم يتفرَّد به كما رأيت، وأبو شيبة إبراهيم بنُ عثمان: واهٍ، اتفقوا على تضعيفه. فلا نحكم على رواية الأعمش بالانقطاع، أو أنه دلَّس بمثل هذه الأسانيد. والله أعلم. ¬

_ (¬8) وتعقب شيخُنا الطبرانيَّ في ذلك وذكره في تنبيه الهاجد ج 1 / ص 93 - 94 / رقم 49. (¬9) وتعقبه شيخُنا في ذلك، وذكره في تنبيه الهاجد ج 1 / ص 221 - 222 / رقم 173.

فإن قيل: فإنَّ الحفاظَ قد يذكرون الروايةَ الضعيفةَ أو المنكرةَ في التدليلِ على إثباتِ الانقطاع أو التدليس. قلتُ: نعم! هذا يقع منهم أحيانًا، ولكن إذا تأمَّلت وجدت أنهم لا يعتمدون على هذه الأسانيد وحدها، فلا بد من قرينةٍ أخرى ويكونُ الاعتمادُ عليها في الغالب، ثم يذكرون هذه الأسانيد الضعيفة على سبيل الاعتضاد، وإلا فلو كان الاعتماد في تضعيف السند الذي ظاهره الصحة على الأسانيد الواهية لعظم الخَطْبُ، وانتشرَ الفسادُ. وهذا لا يخفى إن شاء الله. وأضرب لذلك مثالًا ليتضح المقام، وبالله التوفيق:- فأخرج د 4765، حم 3/ 224، ك في المستدرك 2/ 148، هق 8/ 171 من طرق عن الأوزاعي، قال: حدثني قتادة، عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري، مرفوعًا: "سيكون في أمتي اختلافٌ وفُرقةٌ .. " وذَكَرَا حديثًا في صفة الخوارج. قال الحاكمُ: "لم يسمع هذا الحديث: قتادةُ من أبي سعيد الخدري، إنما سمعه من أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد". ثم رواه الحاكمُ من طريق: أبي الجماهر محمد بنِ عثمان التنوخي، قال: ثنا سعيد بنُ بشير، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد ... ثم ذكر الحديث. فها هو الحاكمُ يستدل على انقطاع الإسناد بين قتادة وأبي سعيد، برواية: سعيد بن بشير عن قتادة؛ مع أن الأوزاعيَّ أثبت مِنْ مائة مثل سعيد بن بشير. وقد ذكر أهلُ المعرفة أن سعيد بنَ بشير منكرُ الحديث عن قتادة، فكيف يحكم بالانقطاع بروايته؟ فيقال: قد نصّ أهل المعرفة أنَّ قتادة، لم يسمع مِنْ صحابيِّ

غير أنس، واختلفوا في صحابيِّ آخر هو عبد الله بن سرجس. فروى ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 168 عن الإمام أحمد، قال: ما أعلمُ قتادة روى عن أحدٍ مِنْ أصحابِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أنس. قيل فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعًا. وقال ابنُ أبي حاتم ص 175: سمعتُ أبي يقول: "لم يلق قتادة من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أنسًا وعبد الله بن سرجس". اهـ. ونصَّ الحاكمُ في "المستدرك" أنَّ قتادةَ لم يسمع مِنْ صحابيٍّ غيرهما. فإذا كان ذلك مستقرًا عند أهل العلم = فجاءت روايةٌ عن ثقةٍ عن قتادة، عن أبي سعيد، وأخرى عن ضعيف عن قتادة عن رجلٍ عن أبي سعيد، صوَّبُوا رواية الضعيف لهذه القرينة الظاهرة. والله أعلم. أما إذا لم تأت القرينة، وجاءت رواية الضعيف وحده فتكون أمارة فقط، لا دليلًا، وحينئذٍ يحكم بما يليق بالحال، وليست هناك قاعدةٌ ثابتةٌ يرجع إليها في ذلك. والله أعلم. عَوْدٌ على بَدْءٍ: وقال أبو موسى المديني في اللطائف 1/ 7 / 1 - 2: "هذا حديثٌ محفوظٌ من حديث الأعمش، واختُلِف عليه في إسناده فرواه: الثوريُّ وأبو معاوية وابنُ نمير وأبو أسامة ومحاضر، وغيرُ واحدٍ: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، لم يذكروا: الحكم. ورُوِيَ عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك. ورُوِيَ عن أسباط بنِ محمد، عن الأعمش، قال: حُدِّثتُ عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقيل عن أسباطٍ أيضًا، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد معًا. وتفرَّد بذكر "الحكم": القاسم بنُ يحيى ابنِ عطاء المقدمي عمُّ مقدَّم بنِ يحيى هذا، عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان.

وللأعمش عن الحكم: أحاديثُ عِدَّة، عن غير أبي صالح". اهـ. وقد سبق الرد على بعض ما قاله أبو موسى - رحمه الله -. وقال ابنُ أبي حاتم في علل الحديث 2/ 162 / 1979: "سألتُ أبا زرعة عن حديثٍ رواه جماعةٌ، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤمِنٍ كُرْبةً ... "؟ قال أبو زرعة: منهم من يقولُ: الأعمش، عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. والصحيحُ: عن رجلٍ، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -". اهـ. قلتُ: هكذا قال أبو زرعة - رحمه الله -!، ومن حفظ حجةٌ على من لم يحفظ، لا سيما ولا نعلمُ قدرَ هذا المخالف للجماعة من الضبطِ والإتقان، ورواية الجماعة أصحُّ. والله أعلم. ولبعضه طريقٌ آخر، تراه في الحديث التالي: ذِكْرُ الله تعالى: 727/ 15 - (لا يقعدُ قومٌ يذكرون الله - عزَّ وجلَّ - إلا حفَّتْهُمُ الملائكةُ وغشيتهم الرحمةُ، ونزلتْ عليهمُ السَّكِينةُ، وذكرهُم اللهُ فيمن عنده). (أخرجوه مِنْ طُرُقٍ: عن شعبة بن الحَجَّاج، قال: سمعتُ أبا إسحاق السبيعيّ، يُحَدِّتُ عن الأَغَرِّ أبي مُسلْمٍ، أَنَّهُ قال: أشهدُ على أبي هريرةَ وأبي سعيدٍ الخُدْرِيّ، أنهما شهدا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قال: ... وذكر الحديث. ورواه عن شعبة جماعةٌ مِنْ ثقاتِ أصحابه، منهم: محمد بنُ جعفر غندر، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وحفص بنُ عُمر، والنضر ابنُ

شُمَيل، ومسلم بنُ إبراهيم. وتوبع شعبة. تابعه: سفيان الثوري (¬10)، ومعمر بنُ راشد، وعمار بنُ رزيق، وأبو الأحوص سلام بنُ سليم، وإسرائيل بنُ يونس، وشريك النَّخَعِي، ومحمد ابنُ طلحة، وعَمرو بنُ قيس، وإسماعيل بنُ حماد بنِ أبي سليمان، ومحمد بنُ جُحَادة، وعبد الملك بنُ أَبْجَر، وجابر بن يحيى الحضرميُّ. وقد توبع الأغر. ولبعضه شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم: عوف بنُ مالك، وابنُ عباس، وكعب بنُ عُجْرَةَ، وأبو الرَّدَيْنِ، ومسلمة بنُ مخلد، وابنُ عُمر (¬11)، وأنس بنُ مالك -رضي الله عنهم-). (صحيحٌ، (م -والسياق له-، حم، طي، يع، طب دعاء، هق أسماء، نعيم حلية، بغ) (التسلية / ح 63؛ تنبيه 11 / رقم 2308). 728/ 16 - (مَا مِنْ قومٍ يَذكُرُونَ الله إلا حَفَّتْ بهمُ الملائكةُ، وغَشِيَتْهُم الرحمةُ، ونَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ، وذكرهم الله فِيمَنْ عنده). (قال الترمذيُّ: ثنا محمد بنُ بشار: ثنا عبد الرحمن بنُ مهدي: ثنا سفيان -هو الثوري-، عن أبي إسحاق، عن الأغَرِّ أبي مُسلِم: أَنَّهُ شَهِدَ على أبي هريرة وأبي سعيد الخُدْرِيّ، أَنَّهما شهدا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، أَنه قال: ... وذكره). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال أبو نعيم: غريبٌ من حديث الثوريّ، تفرَّد به عبدُ الرحمن. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وقد سبق أنَّ ابنَ مهدي رواه، عن شعبةَ. وروى عنه الروايتين معًا: الإمامُ أحمد. وتابعه عليه عن الثوريّ: زهير ¬

_ (¬10) ويأتي حديثه في الرقم التالي. (¬11) وتقدم حديثه.

ابنُ حرب، وعبد الرحمن بنُ محمد بنِ منصور. فالروايتان محفوظتان. والله أعلم). (حم، ت، البزار، طب دعاء، نعيم حلية) (التسلية / ح 63). ومن الذِّكرِ تلاوةُ القرآن: 729/ 17 - (مَثَلُ المؤمِنِ الذي يقرأُ القرآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ، وطعمها طيِّبٌ. ومثل المؤمن الذي لا يقرأُ القرآنَ كمثل التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها، وطعمُها حُلْوٌ. ومثل المُنَافِقِ الذي يقرأُ القرآنَ مَثَلُ الرّيحَانَةِ، رِيحُها طيب وطعمُها مُرٌّ. ومثل المنافقِ الذي لا يقرأُ القرآن كمثل الحَنْظَلَةِ، ليس لها رِيحٌ وطعمُها مُرٌّ. فائدة: قال الحافظُ ابنُ كثير في فضائل القرآن: ووجه مناسبةِ الباب لهذا الحديث أنَّ طِيبَ الرائحة دَارَ مع القرآن وُجُودًا وعَدَمًا، فدلَّ على شَرَفِهِ على ما سواهُ مِنَ الكلامِ الصَّادرِ مِنَ البَرِّ والفاجِرِ). (رواه: همام بنُ يحيى، قال: ثنا قتادة: ثنا أنس، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، مرفوعًا به. ورواه عن همام.: هُدْبة بنُ خالد، وبهز بنُ أسد، وعفان بنُ مسلم، والطيالسي أبو داود، وأبو الوليد الطيالسي، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وداود ابنُ شبيب. ووراه عن قتادة خلقٌ مِن أصحابه، منهم: أبو عوانة، وشعبة بنُ الحجاج، وأبان بنُ يزيد العطار، وسعيد بنُ أبي عروبة، ومعمر بنُ راشد، وأبو هلال الراسبي. وله طرق أخرى عن أبي موسى الأشعري عنه. وله شواهد عن بعض الصحابة، منهم: عليّ بن أبي طالب، وابن مسعود رضي الله عنهما). (صحيحٌ متفقٌ عليه) (خ، م، حم، ش، عبد، طي، حب، ابن أبي عاصم آحاد، البزار، فر صفة

المنافق، أبو الشيخ أمثال، ابن بشران، نعيم حلية، هق شعب، هق أسماء، الذهبي سير) (التسلية / ح 69؛ ابن كثير 1/ 253، 327؛ الفظائل / 264، 173). شهود الملائكة صلاة الفجر وصلاة العصر: 730/ 18 - (الملائكةُ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُم: ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنَّهارِ. وقال: يجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاة العصرِ. ثم يَعْرُجُ إليهِ الذين باتُوا فِيكُم، فَيَسْأَلُهُم -وهو أعلَمُ-: كيفَ تركتُم عِبادِي؟ فقالوا: تركناهُم وهُم يُصَلُّون، وأَتَينَاهُم وهُم يُصَلُّون). (رواه عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن همام بنِ مُنَبِّه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن عبد الرزاق هكذا: أحمد بنُ حنبل -واللفظُ له-، ومحمد بنُ رافع، وأحمد بنُ يوسف السلميُّ، وعبد الرحمن بنُ بشر بنِ الحكم. ورواه العباس ابنُ عبد العظيم العنبريُّ، عن عبد الرزاق، ولفظه كما في الحديث التالي). (حديثٌ صحيحٌ. ورواه: الإمامُ مالك (¬12)، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. وللحديث طرق أخرى (¬13) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) (م، عو، حم، خز، السَّرَّاج، ابن منده توحيد، هق، هق أسماء، بغ) (التسلية / ح 64). 731/ 19 - (يَتَعَاقَبُون فِيكُم ملائكةُ الليلِ، وملائكةُ النَّهارِ، فيجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ. ثم يَعْرُجُ إليه الذينَ بَاتُوا ¬

_ (¬12) انظر حديثَهُ في أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان. (¬13) ذكرتُ شيئًا منها في أبواب: التفسير وفضائل القرآن، وفي أبواب: الصلاة والمساجد / باب فضل صلاتي الفجر والعصر.

فِيكُم، فَيَسْأَلُهُم رَبُّهُم -وهو أعلَمُ بهم-: كيفَ تركتُم عِبادِي؟ قالوا: تركناهُم وهُم يُصَلُّون، وأَتَينَاهُم وهُم يُصَلُّون). (حدَّث به ابنُ حبان في صحيحه 1736، قال: نا الحسن بنُ سفيان، قال: ثنا العباس بنُ عبد العظيم العنبريُّ، قال: ثنا عبد الرزاق، بسنده سواء كما مرَّ في الحديث السابق). (حديثٌ صحيحٌ) (حب) (التسلية / ح 64). 732/ 20 - (إنَّ الملائكةَ فِيكُم متعقبونَ: ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الصبحِ وصلاةِ العصرِ، ثم يعرُجُونَ إلى الله تعالى، فَيُقَال: ما وجدتُم عبادِي يعملون؟ فيقولونَ: جئناهُم وهُم يُصَلُّون، وفَارقْنَاهُم وهم يُصَلُّون). (حدَّث به: أبو نعيم 7/ 325، من طريق يونس بنِ محمد المُؤَدِّب، قال: ثنا الليث بنُ سعد، عن عَمرو بنِ الحارث، عن أبي يُونُس، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (قال أبو نعيم: غريبٌ من حديثِ الليث بنِ سعد، عن عَمرو بنِ الحارث، صحيحٌ متفقٌ عليه من حديثِ أبي هريرةَ - رضي الله عنه - من غيرِ وجهٍ. اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وإسناده صحيحٌ، كما قال الحافظُ في الفتح 2/ 35) (نعيم حلية) (التسلية / ح 64).

15 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا

15 - أبواب: الزكاة والصدقة والهبات والوصايا (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 733/ 1 - (بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على إِقَامِ الصلاة وإِيتَاءِ الزكاة والنُّصْحِ لكُلِّ مسلمٍ). (أخرجوه من طرق: عن إسماعيل بنِ أبي خالد، عن قيس بنِ أبي حازم، عن جرير ابن عبد الله البجليّ - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره). (وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، ت، مي، حم، جا، حمي) (غوث 2/ 5 ح 334؛ كتاب المنتقى / 133 ح 368). 734/ 2 - (ما مِنْ صاحِبِ إبلٍ لا يَفْعَلُ فيها حَقَّها، إلا جاءتْ يومَ القِيامَةِ أَكْثَرَ ما كانتْ قَطُّ، وأُقْعِدَ لها بِقَاعٍ قَرْقَرٍ تَسْتَنُّ عليه بِقَوَائِمِهَا وأَخْفَافِهَا؛ ولا صاحبِ بَقَرٍ لا يفعلُ فيها حقَّهَا إلا جاءتْ يومَ القيامَةِ أكثرَ ما كانتْ، وأُقْعِدَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وتَطَؤُهُ بِقَوَائِمِهَا؛ ولا صاحبِ غنمٍ لا يفعلُ فيها حقَّها إلا جاءتْ يومَ القيامَةِ أكثرَ ما كانتْ، وأُقْعِدَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِها وتَطَؤُهُ بِأَظْلافِهَا، ليسَ فيها جَمَّاءُ، ولا مَكْسُورةٌ قُرُونُهَا، ولا صاحبِ كَنْزٍ لا يفعلُ فيه حَقَّهُ

إلا جاءَ كَنْزُهُ يومَ القيامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُهُ فَاتِحًا فَاهُ، فإذا أتاه فَرَّ منه فَيُنَادِيه: خُذْ كَنْزَكَ الذي خَبَأْتَهُ فأنا عنه غَنِيٌّ، فإذا رأى أنه لا بُدَّ مِنْهُ سَلَكَ يَدَهُ فِي فِيهِ، يَقْضُمُهَا قَضْمَ الفَحْلِ). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا ابنُ جُرَيج، قال أخبرني أبو الزبير، أَنَّهُ سمعَ جابر بنَ عبد الله - رضي الله عنهما -، يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ... الحديث. وفي آخره: قال أبو الزبير: وسمعتُ عُبَيد ابنَ عُمَيرٍ، يقول هذا القول، ثم سألنا جابر بنَ عبد الله - رضي الله عنهما - عن ذلك؟ فقال مثلَ قولِ عُبَيد بنِ عمَير. قال أبو الزبير: وسمعت عُبَيد بنَ عُمَير، يقول: قال رجلٌ يا رسول الله! ما حَقُّ الإبلِ؟ قال: "حَلْبُها على الماءِ، وإعَارَةُ دَلْوِها. وإعارةُ فَحْلِهَا ومَنْحِهَا، وحَمْلٌ عليها في سبيل الله"). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: أبي هريرة، وأبي ذر، وابن مسعود وغيرهم) (م، س، مي، حم، جا، عب، خز) (غوث 2/ 5 - 6 ح 335؛ كتاب المنتقى / 133 - 134 ح 369، 370؛ بذل الإحسان 2447). 735/ 3 - (إذا أتاكم المُصَدِّقُ فَلْيصْدُرْ عنكم وهو عنكم راضٍ. قوله المصدق: يعني الساعي مِن قِبَل الإمام، وهو الذي يأخذ الصدقات ممن وجبت عليه. قوله فليصدر: أي فليرجع. والحديث فيه الوصاية بالسعاة وطاعة ولاة الأمور وملاطفتهم وجمع كلمة المسلمين، وإصلاح ذات البين). (أخرجه مسلمٌ في كتاب الزكاة / باب إرضاء الساعي ما لم يطلب حراما / رقم 989/ 177 عن هُشَيم وحفص بنِ غياث وأبي خالد الأحمر وعبد الوهاب الثقفي

وابنِ أبي عدي وعبد الأعلى وإسماعيل بنِ عُلَية، سبعتُهُم عن داود بنِ أبي هند، عن عامر بنِ شراحيل الشعبيّ، عن جرير بنِ عبد الله البجلي - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بهذا). (اتفق الشيخان على تخريج حديث الشعبيّ عن جرير، قال: بايعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - .. انظره في أبواب: الإمارة؛ وانفرد مسلمٌ بحديثين، هذا أحدهما، والثاني: أيما عبدٍ أبق .. انظره في أبواب: الإيمان) (م) (تنبيه 9 / رقم 2124). 736/ 4 - (بينما أنا جالسٌ في أهلي حين مَتَعَ النهارُ، إذا رسولُ عُمرَ بنِ الخطاب يأتيني، فقال: أَجِب أميرَ المؤمنين، فانطلقتُ معه حتى أَدْخُلَ على عُمر بنِ الخطاب، فإذا هو جالسٌ على رِمَالِ سريرٍ، ليس بَيْنَهُ وبينه فِرَاشٌ، مُتَّكِيءٌ على وِسادةٍ مِن أَدَمٍ، فسلَّمتُ عليه، ثم جلستُ، فقال: يا مَالِ إنَّهُ قد قَدِم علينا مِن قومك أهلُ أبياتٍ، وقد أمرْتُ فيهم بِرَضْخٍ، فَاقْبضْهُ، فاقْسِمْهُ بينهم، قلتُ: يا أميرَ المؤمنين لو أمرتَ به غيري؟ قال: اقبِضْهُ أيها المَرْءُ. فبينما أنا جالسٌ عنده، أتاه حاجِبُهُ يَرْفَأُ، فقال: هل لك في عثمانَ وعبد الرحمن ابنِ عوفٍ، والزبيرِ، وسعد بنِ أبي وقاصٍ يستَأذِنونَ؟ قال:. نعم، فأَذِن لهم، فدخلوا فسلَّموا وجلسوا، ثم جلس يرفأُ يسيرًا، ثم قال: هل لك في عليّ وعباس؟ قال: نعم، فأَذِن لهما، فدخلا فسَّلما فجلسا، فقال عباسٌ: يا أميرَ المؤمنين اقضِ بيني وبين هذا، وهما يَخْتَصِمانِ فيما أفاءَ الله على رسولِه مِن بني النَّضِير، فقال الرَّهْطُ عثمانُ،

وأصحابُهُ: يا أميرَ المؤمنين اقض بينهما وأَرِحْ أحدَهما مِنَ الآخر: قال عُمر - رضي الله عنه -: تَيْدَكُم أَنشُدُكُم بالله الذي بإِذنِهِ تقومُ السماءُ والأرضُ: هل تعلمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"؟. يريدُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نفسَهُ. قال الرهطُ: قد قال ذلك. فأقبل عُمر على عليٍّ وعباسٍ. فقال: أنشُدُكُمَا الله أتعلَمَانِ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال ذلك؟ قال عُمر: فإِنِّي أحدِّثُكُم عن هذا الأمر: إن الله قد خصَّ رسولَهُ في هذا الفيء بشيءٍ لم يُعْطِ أحدًا غيرَهُ، ثم قرأ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} إلى قوله: {قَدِيرٌ} [الحشر / 6] فكانت هذه خالصةً لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، والله ما احتَازَهَا دُونَكُم، ولا استَأثَرَ بها عليكم، قد أعطَاكُمُوه، وَبثَّهَا فيكَم حتى بَقِيَ منها هذا المال، فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُنفقُ على أهله نَفَقَةَ سَنَتِهِم مِن هذا المال، ثم يأخذُ ما بقِيَ، فيجعَلُهُ مَجْعَلَ مالِ الله؛ فعَمِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك حَيَاتَهُ. أنشُدُكُم بالله هلْ تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. ثم قال لعليٍّ وعباسٍ: أَنشُدُكُمَا الله هل تعلَمَانِ ذلك؟ قال عُمر: ثم تَوَفَّى الله نبيَّهُ - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أنا وَلِيُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَبَضَها أبو بكر، فعَمِلَ فيها بما عَمِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، والله يعلمُ إِنَّهُ لصادقٌ فيها، بارٌّ راشدٌ، تابِعٌ للحَقِّ. ثم تَوَفَّى اللهُ أبا بكر، فكنتُ أنا وليَّ أبي بكر، فقبضتُها سَنَتينِ مِن إمَارتي أعملُ فيها

بما عملَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وما عملَ فيها أبو بكر والله يعلَمُ إِنِّي فيها لصادقٌ بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ للحَقِّ. ثم جِئْتُمَانِي تُكَلَّمَانِي، وَكَلِمَتُكُمَا واحدةٌ، وأمرُكُمَا واحدٌ. جِئْتَنِي يا عباسُ تسألُنِي نصيبَك مِن ابنِ أخِيكَ. وجاءَنِي هذا -يُرِيدُ عليًّا- يريدُ نصيبَ امرأَتِهِ مِن أَبِيها، فقلتُ لكما: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نُورَثُ، ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ". فلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيكُما، قلتُ: إِنْ شِئْتُمَا، دَفَعْتُهَا إِلَيكُمَا على أَنَّ عَلَيكُمَا عهدَ الله ومِيثَاقَهُ لتَعْمَلانِ فيها بما عَمِلَ فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وبما عمل فيها أبو بكر، وبما عَمِلْتُ فيها مُنذُ وَلِيتُهَا، فَقُلْتُمَا: ادفَعْهَا إلينا، فَبِذلك دفعتُها إِلَيكُما. فأنشُدُكُم بالله هل دَفَعْتُهَا إليهِمَا بذلك؟ قالَ الرَّهْطُ: نعم. ثم أقبل على عليٍّ وعباسٍ، فقال: أنشُدُكُمَا بالله هل دفعتُهَا إليكُمَا بذلكَ؟ قالا: نعم. قال: فَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءَ غيرَ ذلك، فوالله الذي بِإِذْنِهِ تقومُ السماءُ والأرضُ لا أَقْضِي فيها قَضَاءً غيرَ ذلك، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عنها، فَادْفَعَاها إِلَيَّ، فَأَنَا أَكْفِيكُمَاها. غريب الحديث: متع النهار: بفتح الميم والمثناة الخفيفة بعدها مهملة أي علا وامتد. رِمَال سَرِير: بكسر الراء وقد تضم، وهو ما ينسج من سعف النخل. يا مالِ: كذا هو بالترخيم، أي: يا مَالِكُ، ويجوز في اللام الكسرُ على الأصل، والضمُ على أنه صار اسمًا مستقلا فيُعرب إعرابَ المنادَى المُفرد. أهلُ أبيات: أي ورد جماعةٌ بأهليهم. بِرَضْخ: بفتح الراء وسكون المعجمة بعدها

خاء معجمة، أي عطية غير كثيرة ولا مقدرة. لو أمرت به غيري: قاله تحرُّجًا من قبول الأمانة. يرفأ: هو اسم حاجب عُمر، وكان من مواليه. تَيْدَكُم: من التؤدة والرفق، ومعناه: على رِسْلِكُم تمهلوا). (أخرجوه من طرق: عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن مالك بنِ أوس ابنِ الحَدَثَانِ، قال: ... فذكره. ورواه عن الزهري: يونس بنُ يزيد، ومعمر ابنُ راشد، وزياد بنُ سعد، وعبد الرحمن بنُ عبد العزيز بنِ عبد الله الأنصاريّ، وعبد الملك ابنُ عمَير، وعَمرو بنُ دينار، وأبو أُوَيس في آخرين. وقد توبع الزهري: وانظره في الحديث التالي والذي يليه). (حديثٌ متفقٌ عليه) (خ، م، عو، د، س، ت، حم، حمي، أبو عبيد أموال، ابن رُنجويه أموال، الفسوي، عُمر بن شبة، عب، ابن سعد، يع، حب، محا، ابن جرير، جا، طح معاني، طح مشكل، شفع سنن، حماد بن إسحاق، طب أوسط، ابن الأعرابي، أبو الشيخ، أبو بكر المروذي، أبو عَمرو السقطي، أبو موسى المديني، البزار، ابن قانع، ابن بشران، ابن عبد البر، نعيم أخبار، هق، هق صغير، هق معرفة، خط، بغ، بغ تفسير، ابن الأبار، الرافعي، الذهبي تذكرة) (التسلية / ح 68). 737/ 5 - (جاء العباسُ وعليُّ إلى عُمر يختصمان، فقال العباس: اقض بيني وبين هذا، فقال الناس افصل بينهما. ففال عُمر: لا أفصلُ بينهما قد عَلِمَا أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نُورَث، ما تركنا صَدَقَةٌ"). (قال النسائيُّ: نا عليّ بنُ حُجر، قال: ثنا إسماعيل-يعني: ابن إبراهيم-، عن أيوب، عن عكرمةَ بنِ خالد، عن مالك بنِ أوس بنِ الحَدَثَانِ، قال: ... فذكره). (صحيحٌ) (س، حم، عُمر بن شبة) (التسلية / ح 68).

738/ 6 - (لا نُورَث، ما تركنا صَدَقَةٌ). (قال أبو الشيخ: ثنا إسحاق بنُ بنان الأنماطي: ثنا عبد الوارث بنُ عبد الصمد: ثني أبي، عن أبيه -يعني: عبد الوارث بن سعيد-، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد والزهري وأبي الزبير عن مالك بنِ أوسِ بنِ الحَدَثَانِ، عن عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه - مرفوعًا). (وسندُهُ قويٌّ. وابنُ بنان الأنماطي ثقة، كما في تاريخ بغداد 6/ 390 - 391. وله شاهد من حديث عائشة، كما في الحديث التالي) (أبو الشيخ ما رواه أبو الزبير عن غير جابر) (التسلية / ح 68). 739/ 7 - (أَنَّ فَاطِمَةَ بنتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إلى أبي بكرٍ الصِّدِّيق تسأله ميراثهَا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مما أفاءَ الله عليه بالمدينةِ وَفَدَكٍ، وما بَقِيَ من خُمسِ خَيْبَرَ، فقال أبو بكرٍ: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نُورَثُ، ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إنما يَأْكُلُ آلُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في هذا المالِ". وَإِنِّي، والله لا أُغَيِّرُ شيئًا مِن صدقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حالِهَا التي كانت عليها في عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولأَعمَلَنَّ فيها بما عَمِلَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأَبَى أبو بكرٍ أنْ يدفعَ إلى فاطمةَ شيئًا، فَوَجَدَتْ فاطمةُ على أبي بكرٍ في ذلك. قال: فهجرتْهُ فلم تُكَلِّمْهُ حتى تُوُفِّيَتْ، وعاشتْ بعدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سِتَّةَ أشهرٍ، فلمَّا توفِّيتْ دَفَنَهَا زوجُهَا عليّ بنُ أبي طالبٍ ليلًا، ولم يُؤْذِنْ بها أَبَا بكرٍ، وصلَّى عليها عليٌّ. وكان لِعَلِيٍّ مِن الناس وِجْهَةٌ حَيَاةَ فاطمةَ، فلما توفِّيتْ استَنكرَ عليٌّ

وُجُوهَ الناس، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أبي بكرٍ ومُبايعَتَهُ، ولم يكُن بايعَ تلكَ الأشهُرَ، فأرسلَ إلى أبي بكرٍ: أَنْ ائْتِنَا، ولا يَأْتِنَا مَعَكَ أَحَدٌ -كراهيةَ مَحْضَرِ عُمر بنِ الخطاب-، فقال عُمرُ لأبي بكرٍ: والله! لا تدخل عليهم وحدكَ. فقال أبو بكرٍ: وما عَسَاهُمْ أن يفعلُوا بي، إنِّي والله لآتِيَنَّهم، فدخلَ عليهم أبو بكرٍ، فَتَشَهَّدَ عليّ بنُ أبي طالبٍ، ثم قال: إنا قد عرفنَا يا أبا بكرٍ فَضِيلَتَكَ، وما أَعْطَاكَ الله، ولم نَنْفَسْ عليكَ خيرًا ساقهُ الله إليكَ، ولكنكَ اسْتَبْدَدْتَ علينا بالأمرِ، وكنا نحنُ نرى لنا حقًّا لِقَرَابَتِنَا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يَزَلْ يُكَلِّمُ أبا بكرٍ حتى فَاضَتْ عَيْنَا أبي بكرٍ. فلما تكلَّم أبو بكرٍ، قال: والذي نفسي بيده لَقرابَةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحَبُّ إلي أَنْ أَصِلَ من قرابتِي، وأمَّا الذي شجرَ بيني وبينكُم من هذه الأموالِ، فإِنِّي لم آلُ فيها عن الحقِّ، ولم أترُكْ أمرًا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يصْنَعُهُ فيها إلا صَنَعْتُهُ. فقال عليٌّ لأبي بكرٍ: موعدُكَ العشِيَّةُ للبيعَةِ. فلما صلى أبو بكرٍ صلاة الظهرِ، رَقَى على المنبرِ، فَتَشَهَّدَ وذكرَ شأنَ عليٍّ وتخلُّفَهُ عن البيعَةِ، وعُذْرَهُ بالذي اعتذر إليه. ثم استغفرَ وتشَهَّدَ عليّ بنُ أبي طالبٍ فعظَّمَ حقَّ أبي بكرٍ. وأنَّهُ لم يحملْهُ على الذي صَنَعَ نَفَاسَةً على أبي بكرٍ ولا إنكَارًا للذي فَضَّلَهُ الله بِهِ، ولكنَّا كنا نرَى لنا في الأمرِ نَصِيبًا، فَاستُبِدَّ علينا بهِ، فَوَجَدْنَا في أنفُسِنَا. فَسُرَّ بذلكَ المسلمُونَ، وقالُوا: أَصَبْتَ. فكانَ

المسلمون إلى عليٍّ قرِيبًا، حين رَاجَعَ الأمرَ المعروفَ. سياق مسلم). (أخرجوه من طرقٍ عن: الزهري، عن عُروة بنِ الزبير، عن عائشةَ - رضي الله عنها -، أنها أخبرته، أنَّ فاطمة ... وذكرت الحديث. ورواه عن الزهري جماعةٌ، منهم: مالكٌ، ومعمرُ، وشعيب بنُ أبي حمزة، وابنُ جريج، وصالح بنُ كيسان، وعبيد الله بن عُمر، وعقيل بنُ خالد، ويرنس بنُ يزيد، وأسامة بنُ زيد، وإسحاق ابنُ راشد). (حديثٌ صحيحٌ. ورواه أيضًا: إسحاق بنُ راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن أبي بكر. ولا مخالفة في ذلك؛ لأن عائشةَ روت هذا القدر من الحديث عن أبيها رضي الله عنهما. وتوبع الزهريُّ. تابعه: هشام ابنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. وله شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم: حديث أبي هريرة الذي يلي هذا) (ط، خ، م، عو، د، س، حم، إسحاق، عب، ابن سعد، عُمر بن شبة، البزار، أبو بكر المروزي، حماد بن إسحاق، يع، ابن جرير، حب، جا، طب أوسط، ابن بشران، أبو الشيخ، طح معاني، طح مشكل، ابن عبد البر، هق، هق دلائل، المهرواني، بغ، بغ شمائل. تخريج حديث هشام: ابنُ أبي الفوارس) (التسلية / ح 68). 740/ 8 - (لا يقتَسِمُ ورثتي بعدي دينارًا، ما تَرَكْتُ بعد نفقة عيالي، ومؤونة عاملي: صَدَقةٌ. ووقع في الموطأ: "دنانير" بالجمع). (أخرجوه من طرقٍ: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (ط، خ، م، عو، د، حم، حمي، ابن سعد، حب، خز، عُمر بن شبة، حماد بن إسحاق، أبو سهل بن القطان، هق، هق صغير، هق معرفة، ابن عبد البر، بغ، بغ شمائل) (التسلية / ح 68؛ تنبيه / 185 رقم 200؛ 1 /

رقم 200). فصلٌ: قال ابنُ عبد البر: "هكذا يقول يحيى يعني ابن يحيى راوي الموطأ: "دنانير". وتابعه: ابنُ كنانة. وأمَّا سائر رواة الموطأ، فيقولون: "دينارًا" وهو الصواب؛ لأن الواحد في هذا الموضع عند أهل اللغة أعمُّ. لأنه يقتضي الجنس والقليل والكثير. وممن قال: "دينارًا" من أصحاب مالك: ابنُ القاسم، وابنُ وهب، وابنُ نافع، وابنُ بُكير، والقعنبيُّ، وأبو مصعب، ومطرفٌ. وهو المحفوظ في هذا الحديث، وكذلك قال ورقاء بنُ عُمر، عن أبي الزناد بإسناده". اهـ. 741/ 9 - (تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ سَيأتِي عليكُم زمانٌ يمشي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ، فلا يجدُ مَنْ يقبلُها، فيقولُ الرَّجُلُ: لو جئتَ بها بالأمسِ لَقَبِلْتُهَا فأمَّا اليوم فلا حاجَةَ لِي فيها. لفظ أبي عَمرو السمرقندي). (رواه: آدم بنُ أبي إياس، قال: ثنا شعبة: ثنا معبد بنُ خالد، قال: سمعتُ حارثة ابنَ وهبٍ الخُزَاعِيّ، يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. الحديث). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، حم، طي، عبد، ش، بغ أبو القاسم معجم الصحابة، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، يع، حب، ابن أبي داود، أبو عَمرو السمرقندي، أبو عَمرو الدَّاني، الأصبهاني، طب كبير، ابن بُشران) (الفوائد / 80 ح 29). 742/ 10 - (تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرّجُلُ أن يخرجَ بِمِالِهِ، فلا يجدُ مَن يتصدقُ عليه. لفظ ابن أبي داود). (أخرجوه من طرق عن: شعبة، عن معبد بنِ خالد، قال: سمعتُ حارثة بنَ وهبٍ يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ... فذكره. وزاد: ثم ذكر حوضه، فقال:

"هو ما بين كذا إلى كذا" (¬1). ورواه عن شعبة جماعةٌ منهم: وكيع، والطيالسيُّ، ومحمد بنُ جعفر، ويحيى القطان، وحرمي بنُ عمارة، وعليّ بنُ الجعد، وخالد بنُ الحارث، وحجاج بنُ نصير، وبشر بنُ المفضل، والنضر بنُ شميل، وأبو النضر هاشم بنُ القاسم. وتوبع شعبة كما في الحديث التالي). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، حم، طي، يع، طب كبير، ابن أبي عاصم، ابن أبي داود، أبو عَمرو السمرقندي) (البعث / 77 ح 37). 743/ 11 - (تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ سَيأتِي يومٌ لا يُقْبَلُ فيه الصَّدَقَة). (رواه: مسعر بنُ كدام، عن معبد بن خالد، عن حارثة بنِ وهب والمستورد ابن شداد - رضي الله عنهما -، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. الحديث). (حديثٌ صحيحٌ. وله شاهد من حديث جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - كما في الحديث التالي) (طب كبير) (الفوائد / 81). 744/ 12 - (كنتُ جالسًا عندَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فأتاه قومٌ مُجتابي النّمار، مُتقلِّدي السُّيوف ليس عليهم أُزُرٌ ولا شيء غيرها، عامَّتُهم مِنْ مُضر -بل كلهم من مضر-، فلمَّا رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بهم مِنَ الجَهد والعرى والجوع تَمَعَّر وجهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قام، فدخل بيته، ثم راح إلى المسجد فصلَّى الظهر، ثم صعد المنبر -منبرا صغيرًا- فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد! ذلكم أَن الله عز وجلَّ أنزلَ ¬

_ (¬1) وقد خرَّجتُ طائفةً من الأحاديث في وصف حوض النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في أبواب: (الجنة: صفتها وذكر نعيم أهلها).

في كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} -إلى قوله-: {رَقِيبًا} [النساء / 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} -إلى قوله-: {تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ} -إلى قوله-: {الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر / 18 - 20] "تَصَدَّقُوا قبل أنْ لا تصدقوا. تصدقوا قبل أنْ يُحال بينكم وبين الصدقة. تصدَّقَ امرُؤٌ مِنْ دينارِهِ، تصدق امرُؤٌ مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ بُرِّهِ، مِنْ تَمْرِهِ، مِنْ شَعِيرِهِ. لا تَحقُرنَّ شيئًا مِنَ الصَّدَقَةِ، ولو بِشِقِّ تَمْرَةٍ" فقامَ رجُلٌ مِنَ الأنصار بِصُرَّةٍ فناولَها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على منبره فقبضها، وهو على منبره يُعرفُ السُّرورُ في وجهِهِ، ثم قال: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حسنةً فعُمِلَ بها كان له أجرُها ومثلُ أجرِ مَنْ عملَ بها، لا يَنقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا؛ ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سيئةً فعُمل بها كان عليه وزرُها ومثلُ وزرِ مَنْ عمل بها، لا ينقُصُ مِنْ أوزارِهم شيئًا. فقامَ النَّاسُ، فتفرقوا، فَمِنْ ذِي دينار، ومِن ذِي دِرْهَم، ومِنْ ذي طعام، ومن ذي ومن ذي فاجتمع فقسمه بينهم. هذا سياق البيهقيّ، في الشعب). (رواه أبو عوانة، عن عبد الملك بنِ عُمَير، عن المنذر بنِ جرير، عن أبيه - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره. ورواد عون بنُ أبي جُحَيفة، عن المنذر بنِ جرير). (حديثٌ صحيحٌ.

وفي الباب عن: أبي هريرة، وعديّ بنِ حاتم؛ وأبي موسى الأشعري -ويأتي في الحديث التالي) (م ولم يسق لفظه، س ببعضه، ق ببعضه، طب كبير، هق، هق شعب) (الفوائد / 81 - 82؛ سد الحاجة 203). 745/ 13 - (ليأتينَّ على النَّاسِ زمانٌ يطوفُ الرُّجُلُ بالصدقةِ مِنَ الذَّهَبِ، ثم لا يجد أحَدًا يأخذها منه، ويُرى الرجلُ الواحدُ يتبعه أربعون امرأةً يلُذْنَ به مِنْ قِلَّةِ الرِّجالِ وكثرةِ النِّساءِ). (رواه: أبو أسامة، عن بُرَيد بنِ عبد الله بنِ أبي بُرْدَةَ، عن جَدِّه أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ) (خ، م، يع) (الفوائد / 82). 746/ 14 - (ليس فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ. وليس فيما دون خَمْسَةِ أوسُقٍ صدقةٌ. وليس فيما دون خمسِ ذَوْدٍ صدقةٌ. وفي رواية: ليس فيما دون خمسة أَوسُقٍ مِن التمر صدقة. وليس فيما دون خمس أَوَاقٍ مِن الوَرق صدقة. وليس فيما دون خمس ذَودٍ مِن الإبل صدقة. الغريب: خمس أَوَاق من الورق: ويقال: أواقي، جمع أُوقِيَّة، وهي أربعون درهمًا. صَدَقَةٌ: يعني زكاة. خمسة أَوسُق: جمع وَسق، وأصله في اللغة الحِمل، والمراد به ستون صاعًا من ثمر أو حب. خمس ذَوْد: هو من ثلاثة إلى عشرة من الإبل.). (رواه: أبو محمد عبد الله بنُ عليّ بنِ الجارود، قال: ثنا ابنُ المقريء -هو محمد ابن عبد الله بن يزيد أبو يحيى ابنُ أبي عبد الرحمن المقريء-، قال: ثنا سفيان بنُ عُيَينة، عن عَمرو بنِ يحيى بنِ عُمارة بنِ أبي حسنٍ المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال- قال ابنُ المقريء: وقال مرَّةً: روَايَةً-: .. الحديث).

(حديث صحيحٌ. وفي الباب عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -). (حديث أبي سعيد: ط، خ، خ كبير، م، د، س، ت، ق، مي، خز، جا، حب، شفع، حم، طي، حمي، عب، يع، طح معاني، أبو عُبَيد أموال، قط، طب صغير، هق، بغ، ابن الدبيثي. حديث ابن عُمر: حم، البزار، طب أوسط، طح معاني، يحيى بن آدم، هق) (حديث أبي سعيد: غوث 2/ 9 - 10، 16 ح 340، 349؛ كتاب المنتقى / 135، 139 ح 375، 384. حديث ابن عُمر: تنبيه 2 / رقم 678). 747/ 15 - (في كُلِّ إِبِلٍ سَائِمَةٍ في الأربعينَ مِنَ الإبلِ بِنْتُ لَبُونٍ، لا تُفَرَّقُ إبلٌ عَنْ حِسَابِهَا، مَنْ أعطَاها مُؤتَجِرًا بها فَلَهُ أجرُها، ومَنْ مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوها وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنَا، لا يَحِلُّ لآلِ مُحَمَّدٍ منها شيءٌ. هذا لفظُ ابنِ الجارود. واقتصر الوزير أبو القاسم ابنُ الجراح على لفظ: مَنْ غَيَّبَ مالَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ، فإِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ). (أخرجوه من طرق، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... الحديث. ورواه عن بهزٍ جماعةٌ من الثقات منهم: يحيى بنُ سعيد، وحماد بنُ سلمة، وعبد الله بنُ بكر، ومعمر بنُ راسد، وعبد الله بنُ المبارك، وأبو أسامة، ويزيد بنُ هارون، وعيسى بنُ يونس، والنضر بنُ شُمَيل في آخرين). (إسناده حسنٌ. قال الحاكم: صحيحُ الإسناد. ووافقه الذهبيُّ. وفي التلخيص 2/ 161: قال أحمد: صالح الإسناد. وقال ابنُ معين: بهز بنُ حكيم، عن أبيه، عن جدِّه: إسنادٌ صحيحٌ، إذا كان مَنْ دُون بهز ثقة) (د، س، عب، مي، حم، عب، ش، طب كبير، خز، جا، ك، طح معاني، طب كبير، هق، الذهبي سير)

(غوث 2/ 10 ح 341؛ كتاب المنتقى / 135 - 136 ح 376؛ حديث الوزير / 357 - 358 ح 123). 748/ 16 - (بسم الله الرحمن الرحيم. هذه فريضةُ الصَّدَقَةِ التي فرض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، التي أمرَ الله بها رسولَهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ المؤمنينَ على وُجُوهِهَا فَلْيُعْطِهَا، ومَنْ سُئِلَ فَوْقَهُ فلا يُعْطِهِ: في أربعٍ وعشرينَ مِنَ الإبلِ فما دُونها الغَنَمُ في كُلِّ خمسٍ شاةٌ، فإذا بلغت خمسًا وعشرينَ إلى خمسٍ وثلاثينَ ففيها بِنْتُ مَخَاضٍ أُنثَى، فإِنْ لم تكنْ بنتُ مخاضٍ أنثى فابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فإنْ بلغت ستةً وثلاثينَ إلى خمسٍ وأربعينَ ففيها بِنتُ لَبُونٍ، فإذا بلغت ستةً وأربعينَ إلى ستينَ ففيها حِقَةٌ طَرُوقَةُ الجَمَلِ، فإذا بلغت إحدى وستينَ إلى خمسٍ وسبعينَ ففيها جَذَعَةٌ، فإذا بلغت ستةً وسبعينَ إلى تسعينَ ففيها ابنَتَا لَبُونٍ، فإذا بلغت إحدى وتسعينَ إلى عشرينَ ومائةٍ ففيها حِقَّتَانِ طروقَتَا الجَمَلِ، فإذا زادت على عشرينَ ومائةٍ فَفِي كُلِّ أربعينَ بنتُ لَبُونٍ وفي كُلِّ خمسينَ حِقَّةٌ، فإذا تَبَايَنَ أسنانُ الإبلِ في فرائض الصدقاتِ مَنْ بلغت عنده صدقتُهُ مِنَ الإبلِ الجَذَعَةَ وليست عنده جَذَعَةٌ وعنده حِقَّةٌ فإنها تُقْبَلُ منه الحِقَّةُ ويُجعَلُ معها شاتَين إِنِ اسْتَيسَرَتَا أو عِشرِينَ درهمًا، فَمَنْ بلغتْ صدقتُهُ الحِقَّةَ وليست عنده الحِقَّةُ وعنده الجَذَعَةُ فإنها تُقبلُ منه الجذعةُ ويُعطِيه المُصَدِّقُ عشرينَ درهما أو شاتينِ، ومَنْ بلغت

صدقتُهُ الحِقَّةَ وليست عنده إلا ابنةُ لَبُونٍ فإنها تُقبلُ منه بِنتُ لَبُونٍ ويُعطَي معها شاتينِ أو عشرينَ درهمًا، فمَنْ بلغت صدقتُهُ بنتَ لَبُونٍ وليست عنده وعنده حِقَّةٌ فأنها تُقبلُ منه الحِقَّةُ ويعطيه المُصَدِّقُ عشرينَ درهما أو شاتين، ومَنْ بلغت صدقتُهُ بنتَ لَبُونٍ وليست عنده وعنده بنتُ مَخَاضٍ فانها تُقبلُ منه بنتُ مَخَاضٍ ويُعطَى معها عشرينَ درهمًا أو شاتين، ومن بلغت صدقتُهُ بنتَ مخاضٍ وليست عنده وعنده بنتُ لَبُونٍ فإنها تُقبلُ منه ابنةُ لَبُونٍ ويُعطيه المُصَدِّقُ عشرينَ درهمًا أو شاتين، فمن لم يكن عنده بنتُ مخاض على وَجْهِهَا وعنده ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ فإنه يُقبلُ منه ابنُ اللَّبُون وليس معه شيءٌ، فمن لم يكن معه إلا أربعٌ مِنَ الإبلِ فليس فيها شيءٌ إلا أن يشاءَ رَبُّهَا، فإذا بلغت خمسًا من الإبلِ ففيها شاةٌ، وفي صدقةِ الغَنَمِ في سَائِمَتِها إذا كانت أربعينَ شاةً ففيها شاةٌ إلى عشرينَ ومائةٍ، فإذا زادت على عشرينَ ومائةٍ إلى أنْ تبلغَ مائتينِ ففيها شاتان، فإذا زادت على المائتين إلى ثلاثمائةٍ ففيها ثلاثُ شياهٍ، فإذا زادت على ثلاثمائةِ شاةٍ ففي كُلِّ مائةٍ شاةٌ، ولا يُخْرَجُ في الصدقةِ: هَرِمَةٌ ولا ذاتُ عَوارٍ ولا تَيْسٌ إلا أن يشاءَ المُصَدِّقُ، ولا يُجْمَعُ بين مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرّقُ بين مُجْتَمِعٍ خشيةَ الصدقةِ، وما كان مِنْ خَلِيطَينِ فإنهما يتراجعانِ بينهما بالسَّوِيَّةِ، فإذا كانت سائِمَةُ الرَّجُلِ ناقصةً مِنْ أربعينَ شاةً شاةٌ فليس فيها صدقةٌ إلا أنْ يشاءَ رَبُّهَا، وفي الرِّقَةِ رُبْعُ

العُشْرِ، فإذا لم يكن مالُهُ إلا تسعينَ ومائةِ درهمٍ فليس فيها صدقةٌ إلا أنْ يشاءَ رَبُّهَا. غريبُ الحديث: فَمَنْ سُئِلَها مِنَ المؤمنين على وُجُوهِهَا: أي على حسب ما سنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من فرض مقاديرها. مَنْ سُئِل فوقَه: أي فوق الفريضة. في أربع وعشرينَ مِنَ الإبلِ فما دُونها الغَنَمُ: الغنمُ: مبتدأ، في أربعٍ وعشرينَ: خبر، مِنَ الإبلِ. بيانية. وتقدير الكلام: الغَنَمُ في أربعٍ وعشرينَ مِنَ الإبلِ فما دُونها. المَخَاض: اسمٌ لِلنُوق الحَوَامِل. بِنْتُ المَخَاض وابنُ المَخَاض: ما دخل في السنة الثانية، لأَنَّ أُمَّه لَحِقت بالمخاضَ أَي الحواملَ وإِنْ لم تكنْ حامِلًا، وقيل هو الذي حَمَلَت أُمُّه، أَو حملت الإبل التي فيها أُمُّه وإِن لم تحمل هي. وإِنما سمي ابن مخاض في السنة الثانية لأَنَّ العربَ إِنما كانت تحملُ الفُحولَ على الإناثِ بعد وضعها بسنةٍ ليشتدَّ ولدُها، فهي تحمل في السنة الثانية، وتَمْخَض فيكون ولدُها ابنَ مخاض. اللَّبُون: مِن الشاء والإبل ذاتُ اللَّبنِ. ابنُ لَبُون: وَلَدُ الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، والأنثى ابنةُ لَبُون، لأَن أُمَّهُ وضعت غيرَه فصار لها لبن، وهو نكرة ويُعَرَّف بالألف واللام فيقال ابن اللَّبُون. الحِقَّةُ: هي الناقةُ التي دخلت في السنةِ الرابعة. حِقَةٌ طَرُوقَةُ الجَمَلِ: يعني ناقة حِقَّة، يَطْرُقُ الفحلُ مِثلَها، أَي: يضربها، ويعلو مثلها في سنها. جَذَعَةٌ: الجَذَعُ هو من استكمل الأربع، ويدخل في السنة الخامسة، والأنثى: جَذَعَة وهي التي تؤخذ في الصدقة إذا جاوزتِ الإبلُ ستين. وليس شيء في الصدقة سن من الأسنان من الإبل فوق الجَذَعَةِ. المُصَدِّقُ: عامِلُ الزكاة الذي يستوفيها من أربابها. في سَائِمَتِها: السائمة: هي التي تكتفي بالرَّعْي في أكثر حولها، فإنْ علفها نصف الحول أو أكثر فليست بسائمة.

هَرِمَة: كبيرة السِّنّ. ذَات عَوَار: ذَات عَيْب. تَيْس: فَحْلُ الغَنَم المُعَدّ لِضِرَابِهَا. ولا يُجْمَعُ بين مُتَفَرِّقٍ: قال السندي: هو عند الجمهور على النهي، لا ينبغي لمالِكَينِ يجب على مال كل منهما صدقة ومالُهما متفرقٌ بأن يكون لكلّ منهما أربعون شاةً، فتجب في مال كلِّ شاةٌ واحدة أن يجمعا عند حضور المُصَدِّق فرارًا عن لزوم الشاة إلى نصفها، إذ عند الجمع يؤخذ من كل المال شاة واحدة. ولا يُفَرَّقُ بين مُجْتَمِعٍ: قال السندي: أي ليس لشريكين مالُهما مجتمع بأن يكون لكلّ منهما مئةُ شاةٍ وشاةٌ، فيكون عليهما عند الاجتماع ثلاث شياه، أن يُفرِّقا مالَهما ليكون على كل واحدٍ شاة واحدة فقط، فللخلط عند الجمهور تأثير في زيادة الصدقة ونقصانها. خشيةَ الصدقةِ: لا ينبغي أن يفعل ذلك فرارًا عن زيادة الصدقة. الرِّقَةُ: هي الدراهم المضروبة. فإذا لم يكن مالُهُ إلا تسعينَ ومائةِ درهمٍ فليس فيها صدقةٌ: يدل بذلك على أَنْ لا صدقة فيما نقص عن كمال المائتين، ويدل على صحة هذا المعنى حديث: لا صدقة إلا في خمس أواق.). (رواه: محمد بنُ عبد الله بنِ المُثنى بنِ عبد الله بنِ أنس بنِ مالك الأنصاري، قال: حدثني أبي، عن ثمامة. ورواه: حماد بنُ سلمة عن ثمامة، أنه سمع أنس بنَ مالك - رضي الله عنه - يقول: بعثني أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أعلى البحرين، فكتب لي هذا الكتاب:. . . فذكره). (إسناده صحيح) (حديث محمد بن عبد الله بن المثنى: ح مُفَرَّقا، ق، خز، قط، هق: مختصرًا؛ حديث حماد بن سلمة: د، س، حم، قط، لنا، هق: أتم) (غوث 2/ 10 - 12 ح 342؛ كتاب المنتقى / 136 - 138 ح 377).

16 - أبواب: السير والمغازي والجهاد

16 - أبواب: السير والمغازي والجهاد (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 749/ 1 - (أنَّه غزا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أربع غزوات). (أخرجه البخاريُّ في التاريخ الكبير 1/ 1 / 445، فقال: قال لنا مسلمٌ، عن السريّ بن يحيى: ثنا الحسن: ثنا الأسود بنُ سريع بهذا؛ يُعدُّ في البصريين. وقال: ثنا الأسود وكان شاعرًا؛ أول مَنْ قَصَّ في هذا المسجد. ورواه البخاريُّ في التاريخ الصغير 1/ 89 بذات السند). (قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وهذا سندٌ صحيحٌ حجةٌ، وقصد البخاريّ بإيراده هو إثبات السماع -يعني: سماع الحسن البصري من الأسود بن سريع-، وهو حجة في هذا الباب. والسريّ بنُ يحيى: ثقة ثبت آذى الأزديُّ نفسَه لما تكلَّم فيه، فقال ابنُ عبد البر: هو أوثق من الأزدي بمئة مرة. اهـ. فمثل هذا الإسناد ينبغي أن يكون حجة على نفاة السماع أمَّا جعل أقوالهم حجة على الأسانيد الصحيحة، ففيه من الفساد ما لا يخفى. والعلم عند الله تعالى. قال أبو عَمرو: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا وأخرجتُها فيما مضي في الحديث رقم 9، ورقم 38 ونظيرها في الأرقام: 94، 137، 299، 362، 473، 495) (خ كبير، خ صغير) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124).

النهي عن قتل الأطفال في الغزو: 750/ 2 - (ما بالُ أقوامٍ بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، ألا لا تُقتلنَّ ذرية، ألا لا تُقتلنَّ ذرية" قيل: لم يا رسول الله! أليس هم أولاد المشركين؟. قال: أو ليس خياركم أولادُ المشركين؟). (أخرجه النسائيُّ في الكبرى 5/ 184 - كتاب السير، ومن طريقه الطحاويُّ في مشكل الآثار 2/ 163، قال: أخبرني زياد بن أيوب، قال: ثنا هُشَيم: أبنا يونس هو ابنُ عُبَيد، عن الحسن، قال: ثنا الأسود بنُ سريع، قال: كنا في غزاةٍ فأصبنا ظفرًا، وقتلنا من المشركين حق بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:. . . . فذكره. وتابعه: عَمرو بنُ عون، قال: ثنا هشيم: أبنا يونس عن الحسن: ثنا الأسود ابنُ سريع. . . وذكر الحديث. أخرجه الحاكم 2/ 123، قال: ثنا أبو بكر محمد، المؤمل بن الحسن: ثنا الفضل ابنُ محمد الشعرانّي: ثنا عَمرو بنُ عون. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبيُّ). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الحسن البصري من الأسود بن سريع. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 90 - 40: ثنا محمد بنُ أحمد بن البراء، قال: سئل عليّ بنُ المدينيّ عن حديث الأسود بنِ سريع، فقال: الحسن لم يسمع من الأسود بن سريع، لأن الأسود بن سريع خرج من البصرة أيام عليّ - رضي الله عنه -، ومن الحسن بالمدينة. قلتُ له: قال المبارك -يعني ابن فضالة- في حديث الحسن عن الأسود بن سريع، قال: أتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ:

إني حمدت رب بمحامد: "أخبرني الأسود" فلم يعتمد على المبارك في ذلك. اهـ. ونقل المزيُّ في تهذيب الكمال 3/ 222 عن أبي عبد الله بن منده، أنه قال: لا يصح سماع الحسن منه. ورأيتُ في معجم الصحابة لابن قانع ج 8 / ق 128/ 1 في ترجمة عتبة بن غزوان، أن ابنَ قانع قال: لم يدرك الحسن - أيضًا - الأسود بن سريع. وساق الحافظُ ابن حجر في التهذيب 1/ 339 بعض الروايات في وفاة الأسود ابن سريع، ثم قال: وكل هذا يدل على أن الحسن وأقرانه لم يلحقوه. اهـ. قلتُ: كذا تتابعوا على نفي السماع، وأظهرهم حُجَّةً في ذلك هو عليّ بنُ المدينيّ -رحمه الله-، وأنه استدل على نفي السماع بأن الأسود بنَ سريع خرج من البصرة لما كان الحسن بالمدينة، فلما قيل له: إن المبارك بن فضالة يروي عن الحسن، قال: ثنا الأسود، فلم يعبأ بهذا التصريح، ومعه حقٌّ في ذلك، لأن المبارك يضعف من قبل حفظه ولا يعتمد على مثله في مباحث الاتصال، ومعنى هذا أنه لو روى عن الحسن أحد الثقات، فذكر التصريح بالتحديث لقَبِلَهُ عليّ بنُ المدينيّ، كما قبل حديث الحسن عن أبي بكرة وتقدم ذكره. فقد وجدتُ سندًا صحيحًا فيه تصريح الحسن بالسماع من الأسود. فأخرج النسائيُّ. . . ثم ذكر شيخُنا الإسناد والمتن كما تقدم، وقال: قلت: وشيخ الحاكم ترجمه الذهبيُّ في السير 16/ 23 - 24، وقال: الإمام رئيس نيسابور. . . أحد البلغاء والفصحاء، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويظهر أنه متماسك. والفضل بنُ محمد الشعرانّي، قال ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2 / 69: كتبتُ عنه بالرَّي، وتكلَّموا فيه. وقال ابنُ الأخرم: صدوقٌ غال في التشيع. وقال الحاكم: ثقةٌ مأمون، لم يُطعن في حديثه بحُجَّة. أما الحسين القبانيُّ فرماه بالكذب، فتعقبه الذهبيُّ في السير 13/ 319، فقال: بالغ. فهذا عاضدٌ،

والتعويل على رواية زياد بن أيوب. أمَّا قول الحاكم "صحيح على شرط الشيخين"! فليس كذلك لأن مسلمًا لم يرو شيئًا لعَمرو بنِ عون، عن هُشَيم. والبخاريُّ لم يرور شيئًا لهُشَيم. عن يونس بنِ عُبَيد. وهما معًا لم يرويا شيئًا للحسن، عن الأسود). (س كبرى، طح مشكل، لنا) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). غزوة الخندق أو الأحزاب: 751/ 3 - (لما كان يومَ الأحزاب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ملأ الله بُيوتَهم وقُبورَهم نارًا، شَغَلُونا عن صلاةِ الوُسطى، حين غابتِ الشمسُ. وهذا لفظ البخاري في الجهاد (¬1)). (أخرجه البخاريُّ في كتاب الجهاد / باب الدُّعاء على المشركين بالهزيمة والزَّلزَلَة 6/ 105 رقم 2931، وفي المغازي / باب غزوة الخندق وهي الأحزاب 7/ 405 رقم 4111، وفي التفسير / باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى 8/ 195 رقم 4533، وفي الدعوات / باب الدعاء على المشركين وقال ابنُ مسعود قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: اللهم أعنِّي عليهم بسبع كسبع يوسف 11/ 194 رقم 6396 من طرقٍ عن هشام بنِ حسان، عن محمد بنِ سرين، عن عَبِيدةَ، عن عليّ - رضي الله عنه -، قال:. . . وذكر الحديث. ونقل ابنُ عبد البر في التمهيد 4/ 190 عن إسماعيل القاضي، قال: أحسن الأحاديث المروية حديث: هشام بن حسَّان، عن محمد، عن عبيدة. اهـ. ¬

_ (¬1) حديث (الصلاة الوسطى) أخرجته بشواهده في أبواب: الصلاة والمساجد والأذان.

وتابعه: خالد الحذَّاء، عن ابن سيرين بسنده سواء. أخرجه الطبرانيُّ في الأوسط ج 2 / ق 163/ 2، والدمياطي في كشف المغطى ص11 وفي سنده عليّ بن عاصم: كان يخطيء ويصرُّ، وقد تفرد به كما قال الطبراني. وقد توبع ابنُ سرين، تابعه: أبو حسَّان الأعرج عن عبيدة (¬2)). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، مي، حم، عبد، ابن سعد، السَّرَّاج، خز، يع، أبو عثمان، ابن عبد البر، هق، نعيم حلية، بغ، الدمياطي، النسفي) (الفوائد / 71 - 72 ح 28). غزوة مؤتة: 752/ 4 - (السلامُ عليك يا ابنَ ذِي الجَنَاحَين. قال أبو عبد الله -يعني البخاري-: الجناحان كلُّ ناحيتين). (أخرجه البخاريُّ في كتاب فضائل الصحابة / باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي - رضي الله عنه -، وقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أشبهتَ خُلقي وخَلقي" 7/ 75 رقم 3709، قال: ثنا عَمرو بنُ عليّ. وكذلك النسائي في المناقب 8158، قال: نا أحمد ابنُ سليمان. قالا: ثنا يزيد بنُ هارون، قال: ثنا إسماعيل بنُ أبي خالد، عن الشعبيّ، أنَّ ابنَ عُمر - رضي الله عنهما - كان إذا سلَّمَ على ابن جعفر، قال:. . . فذكره. وأخرجه البخاريُّ في كتاب المغازي / باب غزوة مؤتةَ مِن أرضِ الشام 7/ 515 رقم 4264، قال: ثني محمد بنُ أبي بكر هو المقدمي: ثنا عُمر بنُ عليّ هو عمُّ محمد ابنِ أبي بكر، عن إسماعيل بنِ أبي خالد بهذا. ¬

_ (¬2) ذكرتُ لفظه وتخريجه في أبواب: الذكر والدعاء / باب الدعاء على المشركين.

ووقع في مستخرج الإسماعيلي -كما في الفتح 7/ 76 - من طريق هُشَيم بنِ بشير، عن إسماعيل بنِ أبي خالد، قال: قلنا للشعبيّ: أكان ابنُ جعفر يُقالُ له: ابن ذي الجناحين؟ قال: نعم. رأيتُ ابنَ عُمر أتاهُ يومًا -أو لقيه-، فقال:. . . فذكر مثله). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع عامر بنِ شراحيل الشعبيّ من ابن عُمر. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 160: "سمعتُ أبي يقولُ: لم يسمع الشعبيّ من ابن عُمر". اهـ. قلتُ: رضي الله عنك! فقد ثبت سماع الشعبيّ من عبد الله بنِ عُمر. . . ثم ذكر شيخُنا هذا الحديث سندًا ومتنًا وتخريجًا، كما رأيت، ثم قال في آخر رواية الإسماعيليّ: وهذا أظهر في الاتصال والحمدُ لله. اهـ. وكان شيخُنا قد ذكر حديثًا قبله وآخر بعده، أخرجتهما جميعًا في أبواب: الأشربة، لفظ الأول: كان ناسٌ من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم سعدٌ. .؛ والآخر: أمَّا بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر. . "). (ح، س كبرى، الإسماعيلي) (تنبيه 9 / رقم 2124). 753/ 5 - (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتى يقولوا لا إله إلا الله، فَمَنْ قالَ لا إله إلا الله، فقد عَصَمَ مِنِّي نفسَهُ ومالَهُ إلا بحقِّها، وحسابُهُ على الله - عزَّ وجلَّ -). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ عوف الحمصي، قال: ثنا عثمان -يعني: ابن سعيد بن كثير-، قال: أنا شعيبٌ، عن الزهريِّ، قال: ثنا سعيد بنُ المسيب، أنَّ

أبا هريرة - رضي الله عنه -، أخبره أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:. . . الحديث). (إسناده صحيحٌ. وهو حديثٌ متواترٌ وله طرقٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وشواهد عن جماعةٍ من الصحابة) (خ، خ كبير، م، د، س، ت، حم، أبو عُبَيد أموال، ابن زنجويه، عب، طي، سعيد بن منصور، شفع سنن، جا، خز، حب، طح معاني، طب أوسط، ابن مَنده: عديّ، الشجري، خط، خط أسماء مبهمة، قط، هق اعتقاد، نعيم حلية، بغ) (غوث 3/ 280 - 283 ح 1032؛ كتاب المنتقى / 380 ح 1108). 754/ 6 - (لولا أَنْ أَشُقَّ على أُمَّتِي -أو قال على النَّاسِ- لأحبَبْتُ أَنْ لا أَتَخَلَّفَ خلفَ سَرِيَّةٍ تَغزُو -أو تخرجَ في سبيل الله-، ولكن لا أجدُ سَعَةً فأحمِلُهُم، ولا يجدون سَعَةً فَيَتَّبعُوا، وَيَشُقُّ عليهم أَنْ يتخلَّفُوا بعدي، فَلَوَدِدتُ أَنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله فَأُقْتَلُ، ثم أُحْيَا فَأُقْتَلُ، ثم أُحْيَا فَاُقْتَلُ). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ يحيى، قال: ثنا يزيد بنُ هارون، قال: أنا يحيى ابنُ سعيد، عن أبي صالح السَّمَّان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:. . . فذكره. وقد رواه عن يحيى ابن سعيد جماعةٌ، منهم: مالك، وابنُ المبارك، ويحيى القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وأبو معاوية، ومروان بن معاوية، وابنُ نمير. وتابعه سهيل بنُ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة فرواه عنه جماعةٌ، منهم: سعيد بنُ المسيب، وأبو سلمة بنُ عبد الرحمن. وأبو زرعة، والأعرج، وحميد بنُ عبد الرحمن، وهمام بنُ منبه). (إسناده صحيحٌ) (ط، خ، م، س، حم، ابن المبارك جهاد، حب، هق، بغ) (غوث 3/ 286 - 287 ح 1033؛ كتاب المنتقى 380 / ح 1109).

755/ 7 - (والذي نفسي بيده، لولا أن رجالًا مِنَ المؤمنين لا تطيبُ أنفسُهُم بِأَنْ يتخلَّفُوا عنِّي، ولا أجدُ ما أحملُهُم عليه، ما تخلَّفتُ عن سرِيَّةٍ تغزو في سبيل الله. والذي نفسي بيده لوددتُ أَنِّي أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحْيَا، ثم أقْتَلُ، ثم أُحْيَا، ثم أُقْتَلُ). (رواه الزهريُّ، عن سعيد بنِ المسيب وأبي سلمة بنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ) (خ، س، حب، هق) (غوث 3/ 286 - 287 ح 1033؛ كتاب المنتقى / 380 ح 1109). 756/ 8 - (انتدبَ الله لِمَنْ خرجَ في سبيله، لا يُخرجه إلا إيمانٌ بي، وتصديقٌ برسلي، أن أرجعه بما نال مِنْ أجرٍ أو غنيمةٍ، أو أدخله الجنة. ولولا أن أشق على أمتي ما قعدتُ خلفَ سريَّةٍ، ولوددتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله ثم أُحْيَا، ثم أُقْتَلُ، ثم أُحْيَا، ثم أُقْتَلُ. لفظ البخاري). (رواه عمارة بنُ القعقاع، عن أبي زرعةَ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، ق، حم، جا، هق) (غوث 3/ 286 - 287 ح 1033؛ كتاب المنتقى / 380 ح 1109). 757/ 9 - (مَنْ مَاتَ ولم يَغزُ، وليسَ في نفسِهِ، ماتَ على شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ). (رواه: عُمر بنُ محمد بن المنكدر، عن سُمَيِّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (إسناده صحيحٌ) (م، خ كبير، د، س، حم، جا، لنا، نعيم

حلية، هق) (غوث 3/ 291 ح 1036؛ كتاب المنتقى / 382 ح 1112). 758/ 10 - (أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَ جُنْدًا إلى بني لَحْيانَ. قال: "لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَينِ أَحَدُهُمَا، والأَجْرُ بينَهُمَا"). (رواه: يحيى بنُ أبي كثير، قال: حدثني أبو سعيد مولى المَهْرِي، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - به). (إسناده صحيحٌ) (م، حم، طي، جا، حب، هق) (غوث 3/ 293 ح 1038؛ كتاب المنتقى / 382 ح 1114). 759/ 11 - (أَنَّ امرأةً وُجِدَتْ في بعضِ مَغَازِي رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مقتولَةً، فَأَنْكَرَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَتْلَ النِّسَاءِ والصِّبْيَانِ). (قال ابنُ الجارود: ثنا محمد بنُ يحيى، قال: ثنا أبو الوليد، عن ليث، عن نافع، أَنَّ ابنَ عُمر - رضي الله عنهما - أخبره بهذا). (إسناده صحيحٌ) (ط، خ، م، د، س، ت، ق، مي، حم، أبو عُبَيد أموال، طب أوسط، حب، طح معاني، هق، بغ) (غوث 3/ 297 - 299 ح 1043؛ كتاب المنتقى / 385 ح 1119). 760/ 12 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ به، وهو بالأَبْوَاء -أو بِوَدَّانَ-، قال: وسمعتُهُ يُسْأَلُ عنِ الدَّارِ مِنَ المشركينَ يُبَيَّتُون فَيُصَبُ مِنْ نسائِهم وذَرَارِيهم، قال: "هُم مِنْهُم"). (أخرجوه من طرقٍ: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: أخبرني الصَّعْب بنُ جَثَّامةَ - رضي الله عنه - بهذا). (إسناده صحيحٌ) (خ، م، د، س، ت، ق، حم، حم زوائد عبد الله، شفع، أبو عُبَيد أموال، حمي، حب، طب كبير، عب، طح معاني، هق، بغ) (غوث 3/ 299

ح 1044؛ كتاب المنتقى / 385 ح 1120). 761/ 13 - (كانوا يومَ بَنِي قُرَيظةَ يَنظُرُونَ إلى شَعْرَةِ الرَّجُلِ، فإنْ كانت قد خَرَجَت قَتَلُوه، وإنْ لم تَكُنْ خَرَجَت تَرَكُوهُ، فَنَظَروا إِلىَ شَعْرِي فلم تكن خَرَجَت، فَتَرَكُونِي). (رواه: شعبة -وهذا حديثه-، وعليّ بنُ صالح، وسفيان، وهشيم بنُ بشير، وأبو عوانة، وشريك، وحماد بنُ سلمة، ومعمر، وزهير، ويزيد بنُ عطاء، كلهم عن عبد الملك بنِ عُمَير، عن عطية القرظي بهذا). (صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (د، س، س سير، ت، ق، حم، شفع سنن، عب، حمي، طي، جا، طب كبير، هق) (غوث 3/ 299 - 300 ح 1045؛ كتاب المنتقى / 385 ح 1121؛ حديث الوزير / 362 - 363 ح 125).

17 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان

17 - أبواب: الصلاة والمساجد والأذان (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) كراهيةُ الصلاةِ بحضرة الطعام: 762/ 1 - (إذا وُضِعَ عَشَاءُ أحدِكُم وأُقِيمَتِ الصلاةُ، فابدءُوا بالعشاءِ، ولا يعجَلَنَّ حتى يَفرُغَ مِنهُ). (حدَّثَ به مسلمٌ في صحيحه: كتاب المساجد ومواضع الصلاة / باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال رقم 559/ 66، من طريق عُبَيد الله ابن عُمر العمري وهذا حديثه، وموسى بنِ عقبة، وابنِ جُرَيج، وأيوب السختياني، كلُّهم عن نافع، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ) (م) (التسلية / ح 44). اتخاذُ السُّتْرةِ في الصلاة: 763/ 2 - (أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانت تُركز له الحربةُ قدَّامهُ، يوم الفِطْرِ والنَّحْرِ، ثم يُصَلِّي). (أخرجه البخاريُّ في كتاب العيدين / بابُ الصلاةِ إلى الحربةِ يومَ العيد 2/ 463 رقم 972، قال: حدثنا محمد بنُ بشار، قال: ثنا عبد الوهاب هو ابنُ عبد المجيد

الثقفي، قال: ثنا عُبَيدُ الله هو ابنُ عُمر العُمَرِيّ، عن نافع، عن ابن عُمرَ - رضي الله عنهما - بهذا). (صحيحٌ. وقد رواه الأوزاعيُّ، عن نافع، عن ابن عُمر؛ ويأتي لفظه وتخريجه في الحديث التالي) (خ) (تنبيه 9 / رقم 2124). 764/ 3 - (كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَغْدو إلى المُصلَّى، والعَنَزَةُ بين يَدَيهِ تُحْمَلُ، وتُنْصَبُ بالمُصَلَّى بين يَدَيهِ، فيُصَلِّي إليها). (أخرجه البخاريُّ في كتاب العيدين / بابُ حَملِ العَنَزَةِ أو الحربةِ بين يَدَي الإمامِ يومَ العيد 2/ 463 رقم 973، قال: ثنا إبراهيم بنُ المنذر. وابنُ ماجه (1304)، قال: ثنا عبد الرحمن بنُ إبراهيم -هو دُحَيمٌ.- قالا: ثنا الوليد هو ابنُ مسلم، قال: ثنا أبو عَمرو هو الأوزاعيّ، قال: أخبرني نافعٌ، عن ابنِ عُمرَ - رضي الله عنهما - قال:. . . وذكر الحديث. وأخرجه ابنُ ماجه أيضًا، قال: ثنا هشام ابنُ عمار: ثنا عيسى بنُ يونس: ثنا الأوزاعي بهذا). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع الأوزاعيّ من نافع مولى ابن عُمر. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد قال ابنُ معين -كما في تاريخ عباس الدوري 2/ 354 / 5017 - : لم يسمع الأوزاعيُّ مِن نافع، وقد سمع الأوزاعيُّ من عطاء. اهـ. وقد صح سماع الأوزاعيّ مِن نافعٍ. فأخرج البخاريُّ في العيدين. . . ثم ذكر شيخُنا الحديتَ سندًا ومتنًا وتخريجًا، إلا أنه ذكره -كما في تنبيه الهاجد- بلفظ حديث عُبَيد الله عن نافع، لا لفظ الأوزاعي عن نافع، فأفردته في حديث وحده، وذكرتُ لفظَ حديث الأوزاعيّ هنا كما تقدم، ثم قال شيخُنا بعدُ: فينبغي أن يكون هذا الإسناد حُجَّةً عليه. ورواية الأوزاعي، عن نافع: عزيزة، فلعل هذا هو الذي حمل ابنَ معين أنْ يقول ذلك. والله أعلم. اهـ.

فوائد مهمة: قال الحافظُ في الفتح: قوله باب حمل العنزة أو الحربة بين يدي الإمام: أورد فيه حديث ابن عُمر المذكور من وجهٍ آخر، وكأنه أفرد له ترجمةً ليُشعر بمغايرة الحكم، لأنّ الأولَى (¬1) تُبَين أنَّ سُترة المصلِّي لا يُشترط فيها أنْ تُواري جسده. والثانية تُثبت مشروعية المشي بين يدي الإمام بآلة مِن السلاح، ولا يعارض ذلك ما تقدم مِن النهي عن حمل السلاح يوم العيد، لأن ذلك إنما هو عند خشية التأذي كما تقدم قريبًا. والوليد المذكور هنا هو ابنُ مسلم، وقد صرَّح بتحديث الأوزاعيّ له وبتحديث نافع للأوزاعيّ، فأمن تدليس الوليد وتسويته. وليس للأوزاعيّ عن نافع عن ابن عُمرَ موصولًا في الصحيح غير هذا الحديث. اهـ.). (خ، ق) (تنبيه 9 / رقم 2124). فضلُ صلاَتي الفجرِ والعصرِ: 765/ 4 - (الملائكةُ يَتَعَاقَبُون فِيكُم: ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاة العصرِ. ثم يَعْرُجُ الذين باتُوا فِيكُم، فَيَسْأَلُهُم -وهو أعلَمُ بهم-: كيفَ تركتُم عِبادِي؟ قالوا: تركناهُم وهُمْ يُصَلُّون، وأَتَينَاهُم وهم يُصَلُّون. قال: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: الملائكةُ تُصَلِّي على أحدِكُم ما دام في مُصَلاه الذي صَلَّى فيه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يُحدث). (حدَّثَ به: حفص بنُ عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بنُ طهمان، عن موسى ابنِ عقبة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (وسندُهُ ¬

_ (¬1) يعني الترجمة الأولى وهي قول البخاريّ: باب الصلاة إلى الحربة يوم العيد.

صحيحٌ. ورواه: الإمامُ مالك (¬2)، عن أبي الزناد، بسنده سواء. وللحديث طرق أخرى (¬3) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -) (هق كبرى، هق شعب (التسلية / ح 64؛ تنبيه 7 / رقم 1692). 766/ 5 - (يجتمعُ ملائكةُ الليلِ، وملائكةُ النَّهارِ عند صلاةِ الفجرِ وصلاة العصرِ، فإذا عَرجَتْ ملائكةُ النَّهارِ، قال الله - عزَّ وجلَّ - لهُم: مِنْ أين جئتم؟ فيقولونَ: جئناكَ مِنْ عند عبادِكَ، أتيناهُم وهُم يُصَلُّونَ، وجئناكَ وهُم يُصَلُّونَ. فإذا عرجت ملائكةُ الليلِ، قال الله - عزَّ وجلَّ - لهم: من أين جئتم؟ قالوا: جئناك من عند عبادك، أتيناهم وهم يُصَلُّون، وجئناك وهم يُصَلُّون). (حدَّث به: الإمامُ أحمد 2/ 344، قال: ثنا عفان هو ابنُ مُسلم: ثنا حماد هو ابنُ سلمة: ثنا ثابت هو ابنُ أسلم البناني، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط مسلم) (حم) (التسلية / ح 64). 767/ 6 - (تجتمع ملائكةُ الليلِ والنَّهارِ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ. قال: فيجتمعُونَ في صلاةِ الفجرِ، قال: فتصعَدُ ملائكةُ الليلِ وتثبُتُ ملائكةُ النَّهار. قال: ويجتمعُونَ في صلاة العصرِ، قال: فيصعَدُ ملائكةُ النَّهارِ وتثبُتُ ملائكةُ الليلِ. قال: فيسأَلُهُم ربُّهُم: ¬

_ (¬2) ذكرتُ حديثَهُ في أبواب الإيمان والإسلام والإحسان. (¬3) ذكرتُ شيئًا منها في أبواب: التفسير وفضائل القرآن، وفي أبواب: الزهد والرقائق.

كيف تركتم عِبَادي؟ قال: فيقولون: أَتيناهم وهُم يُصَلُّون، وتركناهُم وهُم يُصَلُّون. قال سليمان: ولا أعلَمُهُ إلا قد قال فيه: "فاغفر لهم يوم الدين". ووقعت هذه الزيادةُ عندَ البزارِ وغيرِهِ بلا شَكٍّ). (أخرجوه من طرقٍ: عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح السمان ذكوان، عن أبي هريرة مرفوعًا - رضي الله عنه - به). (حديثٌ صحيحٌ) (حم، أبو سعيد الدارمي جهمية، البزار، خز، خز توحيد، حب، ابن منده توحيد، الأصبهاني) (التسلية / ح 64). فصلٌ فيه الاختلافُ على الأعمش: ورواه عن الأعمش هكذا، كما تقدم: جرير بنُ عبد الحميد، وزائدة ابنُ قُدامة، وأبو عوانة الوضاح بنُ عبد الله اليشكري. وخالفهم: أبو إسحاق الفزاري، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا، فذكر مثله. فجعله من "مسند أبي سعيد". أخرجه ابنُ أبي عاصم في السُّنَّة 491، قال: ثنا محمد بنُ مُصفَّى: ثنا بقيَّةٌ: ثنا الفزاري، عن الأعمش. قال شيخُنا أبو عبد الرحمن الألباني - رحمه الله - في ظلال الجنة 1/ 216: "إسنادهُ جيِّدٌ، رجاله ثقات"!. اهـ. قلتُ: لكن يمنعُ مِنْ ذلكَ ما ذكرتُهُ مِنَ المخالفةِ، والفزاريُّ وإنْ كانَ ثقةً ثبتًا، لكنَّ بقية بن الوليد ومحمد بن مصفى يدلسان تدليس التسوية، ولم يصرحا في كل طبقات السند، وابن مصفى متكلَّمٌ فيه أيضًا. فالصواب أنَّ الحديثَ مِنْ "مسند أبي هريرة - رضي الله عنه -". نعم! أخرجه الإسماعيليُّ في

معجمه ق 120/ 1 - 2، قال: ثنا سهل بنُ عثمان: ثنا ابن أبي غنية، عن إدريس الأودي، عن عطية، عن أبي سعيد، رفعه: "يتعاقبون فيكم ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النَّهارِ. . . الحديث". لكن عطية العوفي ضعيفٌ. والله أعلم. الصلاة الوسطى: 768/ 7 - (شَغَلُونا عَنِ الصلاةِ الوسطى حتى غَرَبَتِ الشمسُ. ملأ الله قبورَهم وبيوتهم -أو قال: قبورَهم وبطونَهم- نارًا). (أخرجه مسلمٌ في كتاب المساجد / باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاةُ العصر / رقم 627/ 204، قال: حدثناه أبو بكر بنُ أبي شيبة، وزهير بنُ حرب، قالا: ثنا وكيع، عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى بنِ الجزار، عن عليّ. ح. وحدثناه عبيدُ الله بنُ معاذ، واللفظُ له، قال: ثنا أبي: ثنا شعبة، عن الحكم، عن يحيى: سمع عليًّا، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحزاب، وهو قاعدٌ على فُرْضَةٍ من فُرَضِ الخندق:. . وذكر الحديث. ورواه عن شعبة جماعةٌ كثيرون -غير وكيعٍ ومعاذ بنِ معاذ-، منهم: عبد الرحمن ابنُ مهدي، ومحمد بنُ جعفر غندر، وحجاج بنُ محمد، وآدم بنُ أبي إياس، وأبو النضر هاشم بنُ القاسم، ووهب بنُ جرير، وأبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بنُ حرب. وله طرق أخرى عن عليّ - رضي الله عنه -، منها: عبيدة السلمانيّ، وشتير بن شكل، وزر ابن حبيش، والحارث الأعور. وله شواهد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، منهم: ابن مسعود، وحذيفة،

وجابر بن عبد الله، وابن عباس رضي الله عنهم. (¬4) الفُرْضَةُ: هي المشرعةُ، كما قال الأصمعيُّ. وفُرضَةُ النَّهرِ: أي الثُّلمَةُ التي يُستَقَى منها. وانظر لسان العرب ص 3389). (صحيحٌ. وفيه سماع يحيى الجزَّار من عليّ - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ أبي حاتم في المراسيل ص 246: أخبرنا حرب بنُ إسماعيل -فيما كتب إليَّ به-، قال: قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يحيى الجزَّار سمعَ من عليّ؟ قال: لا. قُلْتُ: رضي الله عنكَ! ففي إطلاق هذا النفي نظرٌ. فقد أخرج مسلمُ في كتاب المساجد. . . وذكر الحديث بسنده ومتنه وتخريجه كما تقدم؛ ثم قال: بل روى ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 2 / 133، عن أبيه، قال: نا محمود ابنُ غيلان: نا شبابة، عن شعبة، قال: لم يسمع يحيى الجزار مِن عليّ - رضي الله عنه - إلا ثلاثة أشياء، أحدُها: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان على فُرضَةً من فُرَضِ الخندق. والآخرُ: أنَّ عليًّا سُئِلَ عن يوم الحجّ الأكبر. ونسي محمودٌ الثالثَ. ¬

_ (¬4) هذه الشواهد تأتي بتمامها بعد قليل. أمَّا طرقُ هذا الحديث عن عليّ - رضي الله عنه -، فقد فرَّقتُها على الأبواب؛ فذكرتُ حديث (عَبِيدة عنه) في أبواب السير والمغازي / باب غزوة الخندق. وحديث آخر لـ (عَبِيدة عنه) في أبواب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / باب الدعاء على المشركين. وحديث (شُتَير عنه) في أبواب الجنائز وذكر الموت وعذاب القبر / باب إثبات عذاب القبر. وحديث (زر عنه) مع حديث (زر عن عبيدة عنه) ذكرتُهُما في أبواب التفسير / باب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى؛ والحمد لله حمدًا كثيرًا.

قلت: أمَّا حديثُ الصلاة الوسطى، فخرَّجْتُهُ في الفوائد / 27 للسمرقندي. وأمَّا حديثُ الحج الأكبر: فأخرجه. . . (¬5) وقد وقفتُ على حديثٍ ثالث، يرويه يحيى الجزار، عن عليّ بنِ أبي طالب، قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرس يُقالُ له: المرتجز، وناقتُهُ: القصوى، وبغلتُهُ: دلدل، وحمارُهُ: عفير، ودرعُهُ: الفصول، وسيفُهُ: ذو الفقار. أخرجه الحاكم في التاريخ 2/ 608 - المستدرك، قال: ثنا أحمد بنُ يحيى المقريء بالكوفة: ثنا عبد الله بنُ غنام: ثنا إبراهيم بنُ إسحاق الجعفيّ: ثنا حبان ابنُ عليّ (¬6)، عن إدريس الأوديّ، عن الحكم، عن يحيى الجزار. فلعل هذا هو الحديث الثالثُ، الذي نسيه محمود بنُ غيلان. والله أعلم. اهـ.) (م، عو، حم، ش، ابن جرير، يع، السَّرَّاج، طح معاني، هق دلائل، الدمياطي) (تنبيه 5 / رقم 1386؛ الفوائد / 70 ح 27؛ التسلية / ح 31 الصف الأول). وله شاهد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: 769/ 8 - (حبس المشركون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر، حتى احمرَّت الشمسُ أو اصفرَّت، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: شغلونا عن الصلاة الوسطى؛ صلاة العصر، ملأ الله أجوافَهم وقبورَهم نارًا. أو قال: حشا الله أجوافَهم وقبورَهم نارًا. وهذا اللفظ لمسلم) ¬

_ (¬5) قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرتُ حديثَ الحج الأكبر في أبواب: الحج والعمرة. (¬6) قال الذهبيُّ تلخيص المستدرك: حبان بنُ عليّ: ضعَّفُوه.

(أخرجوه من طرقٍ عن محمد بنِ طلحةَ هو ابنُ مصرف اليامي الكوفي، عن زُبَيدٍ هو ابنُ الحارث بنِ عبد الكريم اليامي الكوفي، عن مُرَّةَ هو ابنُ شراحيل الهمداني الكوفي، عن ابن مسعود بهذا). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد) (م، عو، ت، ق، حم، طي، يع، البزار، الشاشي، نعيم حلية، ابن جرير، طح معاني، هق، هق معرفة، الدمياطي) (الفوائد / 76 ح 28). وشاهد آخر من حديث حذيفة - رضي الله عنه -: 770/ 9 - (شغلونا عن صلاة العصر ملأَ الله قُبُورَهم وبُيُوتَهم نارًا). (أخرجه ابنُ حبان ج 7 / رقم 2891 واللفظ له، والبزار 388، وابنُ أبي خيثمة في تاريخه ج 50 / ق 49/ 1، والطبرانيّ في الأوسط 1118، وابنُ أبي الفوارس في المنتقى من حديث المُخلِّص في 2/ 2، والدمياطي في كشف المغطى 26 من طريق عبيد الله بنِ عَمرو الرَّقيّ، عن زيد بنِ أبي أُنَيسة، عن عديّ بنِ ثابت، عن زر ابن حُبَيش، عن حذيفة - رضي الله عنه - أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال يوم الخندق: شغلونا .. الحديث، وفي آخره: ولم يُصلِّها يومَئِذٍ حتى غابتِ الشمسُ). (قال الهيثميُّ 1/ 309: رواه البزار، ورجالُهُ رجالُ الصحيح. فقال شيخُنا - رضي الله عنه -: خولف عدي بنُ ثابت. خالفه عاصم بنُ أبي النجود فرواه عن زر بنِ حبيش، عن عليّ. وقد مرَّ تخريجه، وكأنَّ الوجهين محفوظان. والله أعلم)

(حب، البزار، أبن أبي خيثمة، طب أوسط، ابن أبي الفوارس، الدمياطي) (الفوائد / 76 - 77 ح 28). وشاهد آخر من حديث جابر - رضي الله عنه -: 771/ 10 - (أنَّ عُمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه - جاء يومَ الخندق بعدَ ما غَرَبت الشمسُ، جعل يَسُبُّ كفارَ قريش، وقال: يا رسول الله! ما كدتُ أُصَلِّي العصرَ حتى كادتِ الشمسُ تَغرُبُ. قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: والله ما صَلَّيتُها، فقُمنا إلى بُطْحَانَ، فتوضَّأ للصلاةِ وتوضَّأنا لها، فصلَّى العصرَ بعدَ ما غَرَبتِ الشمسُ، ثم صلَّى بعدَها المغربَ. لفظ البخاري في الموضع الأول). (أخرجه البخاريُّ كتاب مواقيت الصلاة / باب مَنْ صلَّى بالناس جماعةً بعدَ ذَهابِ الوقتِ 2/ 68 رقم 596، وباب قضاء الصلواتِ الأولى فالأولى 2/ 72 رقم 598، وفي كتاب المغازي / باب غزوة الحندق وهِيَ الأحزاب 7/ 405 رقم 4112 من طريق هشام الدستوائي، عن يحي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بهذا. وأخرجه مسلمٌ 631/ 209، وأبو عوانةَ 1/ 357، والنسائيُّ كما في أطراف المزيّ 2/ 395، والترمذيُّ 180، والمُخَلِّص في الفوائد ج 4 / ق 159/ 2، والبيهقيُّ في الدلائل 3/ 444 من طريق هشام الدستوائي. وأخرجه البخاريُّ في كتاب الخوف / باب الصلاة عندَ مُناهَضةِ الحُصونِ ولِقَاء العدُو 2/ 434 رقم 945، ومسلمٌ، وأبو عوانة من طريق عليّ بن المبارك، عن يحي ابن أبي كثير.

وأخرجه البخاريُّ في كتاب الأذان / باب قولِ الرجُلِ: ما صَلَّينا 2/ 123 رقم 641، وأبو عوانةَ من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحي بن أبي كثير). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. فائدة: قال الحافظ في الفتح قوله باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت: قال الزين بنُ المنير: إنما قال البخاريُّ "بعد ذهاب الوقت" ولم يقل مثلًا "لمن صلى صلاة فائتة" للإشعار بأن إيقاعها كان قرب خروج وقتها لا كالفوائت التي جهل يومها أو شهرها. اهـ.). (خ، م، عو، س، ت، المُخَلِّص، هق دلائل) (الفوائد / 77 ح 28). فصلٌ: وأخرج البزار 365، والطبرانيُّ في الأوسط 1285 من طريق محمد بن معمر: ثنا مؤمل بنُ إسماعيل، قال: نا حماد بنُ سلمة، عن عبد الكريم ابنِ أبي المخارق، عن مجاهد، عن جابر بنِ عبد الله، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شغل يوم الخندق عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأَمَرَ بلالًا، فأذَّنَ وأقام فصلَّى الظهر، ثم أمره فأذنَ وأقام فصلَّى العصر، ثم أمره فأذَّنَ وأقام فصلَّى المغرب، ثم أمره فأذنَ وأقام فصلَّى العشاء، ثم قال: "ما على ظهر الأرض قومٌ يذكرون الله في هذه الساعة غيركم". قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا مؤمل. وقال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا مؤمل، ولا نعلمه يروى عن جابر بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. اهـ. وقد رواه بعضُهم عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. وقال

ابنُ كثير في البداية والنهاية 4/ 111: تفرَّد به البزار. قلتُ: وقد سقط ذكر "عبد الكريم بن أبي المخارق" من "أوسط الطبراني" وكذلك سقط من "مجمع البحرين" 776 وإثباته في الإسناد ضروريٌّ، ويدلُّ عليه ثبوته في رواية البزار، وأيضًا فنقد الهيثميّ يدلُّ عليه، فقد قال في المجمع 2/ 4: رواه البزار والطبرانيُّ في الأوسط وفيه عبد الكريم بنُ أبي المخارق، وهو ضعيفٌ. (الفوائد / 77 - 78 ح 28) فصلٌ: وأيضًا فَذِكْرُ الأذانِ في كلِّ صلاةٍ فيه نكارةٌ، ولم أجد له طريقًا آخر يشدُّه، لكني وقفتُ على شاهد من حديث ابن مسعود: أخرجه أبو يعلى 2628، قال: قريء على بشر: أخبركم أبو يوسف، عن يحيى بن أبي أنيسة، عن زبيد اليامي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، قال: "شغل المشركون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى ذهب ساعةٌ من الليل، ثم أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأذَّنَ وأقام ثم صلَّى الظهر، ثم أمره فأذنَ وأقام فصلَّى العصر، ثم أمره فأذنَ وأقام فصلَّى المغرب، ثم أمره فأذَّنَ وأقام فصلَّى العشاء" وهذا سندٌ ضعيفٌ، لضعف يحيى بن أبي أنيسة، وبه أعلَّه الهيثميُّ 2/ 4. (الفوائد / 78 ح 28). وقد أخرجه النسائيُّ 1/ 297 - 298 و 2/ 17، 18، والترمذيُّ 179، وأحمد 1/ 375، 423، وابنُ أبي شيبة 2/ 70، وأبو يعلى 5351، والطبرانيُّ في الكبير ج10 / رقم 10283، وابنُ عبد البر في التمهيد 5/ 237، وفي الاستذكار 1/ 113، والبيهقيُّ 1/ 403 من طريق أبي الزبير، عن نافع بن جبير بن مطعم،

عن أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحبسنا عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فاشتد ذلك عليَّ، فقلتُ في نفسي: نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي سبيل الله! فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأقام فصلَّى بنا الظهر، ثم أقام فصلى بنا العصر، ثم أقام فصلى بنا المغرب، ثم أقام فصلى بنا العشاء، ثم طاف علينا، فقال: "ما على الأرض عصابةٌ يذكرون الله - عز وجل - غيركم". هذا سياق النسائيّ من رواية هشام الدستوائي عن أبي الزبير، ولم يذكر الأذان. وفي لفظ آخر: قال: إنَّ المشركين شغلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أربع صلوات يوم الخندق، فأمر بلالًا فأذَّنَ، ثم أقامَ فصلَّى الظهر .... وذكر الحديث. وهذا لفظ رواية هشيم عن أبي الزبير، فَذَكَرَ الأذان للظهر وحدها. والحديث ضعيفٌ على أي حال للانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه، فإنه لم يسمع منه وعليه إجماعُ النُّقّاد. (الفوائد / 78 - 79 ح 28) وشاهد من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -، يؤيد عدم ذكر الأذان في كل فائتةٍ: 772/ 11 - (حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كفينا، وذلك قول الله تعالى {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بلالًا فأقام ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام فصلى العصر

كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، وذلك قبل أن ينزل: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239] وهذا سياق أبي يعلى). (أخرجه النسائيُّ 2/ 17، وأحمد 3/ 25، وابنُ أبي شيبة 2/ 70، وأبو يعلى 1296، والبيهقيُّ 3/ 251، وفي الدلائل 3/ 445 من طريق ابن أبي ذئب هو محمد بنُ عبد الرحمن بنِ المغرة بنِ الحارث أبو الحارث المدني، عن المقبريّ هو سعيد ابنُ أبي سعيد كيسان أبو سعد المدني، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه أبي سعيد - رضي الله عنه -، قال: حبسنا .. فذكره). (قال أبو عَمرو غفر الله له: هذا إسناد صحيحٌ. رجاله ثقات. رجال الشيخين عدا عبد الرحمن فمن رجال مسلم، واستشهد به البخاري في الصحيح، كما روى له في كتابه المفرد في الأدب، وروى له أصحاب السنن الأربعة. والله أعلم. (¬7)) (س، حم، ش، يع) هق، هق دلائل) (الفوائد / 79 ح 28). وشاهد آخر من حديث عُمر - رضي الله عنه -: 773/ 12 - (ما صَلَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الخندق الظهر والعصر حتى غابتِ الشمسُ). (أخرجه أبو طاهر المخلص في الفوائد ج4 / ق 152/ 1 من طريق أبي مالك الجنبي ¬

_ (¬7) لكني رأيت شيخَنا رضي الله عنه، قال في كتاب فوائد أبي عَمرو السمرقندي: (وسنده قويّ) وسأراجعهُ في ذلك إن شاء الله تعالى.

عَمرو بنِ هاشم (¬8): نا يحيى بنُ سعيد، عن سعيد بنِ المسيب، عن عُمر بنِ الخطاب، قال: .. فذكره). (وسنده حسنٌ. وثبت سماع ابن المسيب من أمير المؤمنين عُمر بنِ الخطاب - رضي الله عنه -. ثم قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وفي الباب عن ابن عباس: وانظر مسند أحمد 1/ 301، وابن أبي شيبة 2/ 503، وعبد الرزاق 1/ 576، والطبري 2/ 346، والطحاويّ 1/ 174، والطبرانيّ في الكبير 10/ 360 و 11/ 384 و 12/ 6، وابن عديّ 2/ 702، والدمياطيّ في كشف المغطى ص 27 - 28. لكن يبقى التعارض بين حديث: ابن مسعود وأبي سعيد، مع حديث: عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ففي حديث عليّ أنَّ الصلاة التي شُغل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عنها واحدةٌ، وهي العصر؛ وفي حديث أبي سعيد وابن مسعود أنها أربعة، فقد جمع بعض العلماء فقال: إنَّ وقعة الخندق كانت أيامًا فكان ذلك في أوقاتٍ مختلفة في تلك الأيام. والله أعلم. وانظر فتح الباري 2/ 70) (المُخَلِّص) (الفوائد / 79 - 80 ح 28). صفةُ ومواضعُ رفع اليدين في الصلاة: 774/ 13 - (صليتُ خلفَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيتُهُ يرفع يديه إذا افتتحَ الصلاة، وإذا ركعَ، وإذا قالَ: سمع الله لمن حمده هكذا، وأشار قيسٌ إلى نحو الأذنين). (أخرجه البخاريُّ في رفع اليدين ص 77 - 78، قال: ثنا أبو نعيم الفضل بنُ دكين. ¬

_ (¬8) وقع في تخريج كتاب الفوائد لأبي عَمرو السمرقندي صفحة 79: من طريق أبي مالك الجنبي عَمرو بن هشام!!.

والنسائيّ في سننه 2/ 194 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن قيس بنِ سليم العنبريّ، قال: حدثني علقمة بنُ وائل، قال: ثني أبي، قال: صليتُ خلف ... وذكر الحديث. وأخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 22 / رقم 27، ومن طريقه المزيُّ في تهذيب الكمال 24/ 54، قال: ثنا فضيل بنُ محمد الملطيُّ، قال: ثنا أبو نعيم الفضل ابنُ دكين: ثنا قيس بنُ سليم بسنده سواء. لكنه عنعنه). (وهذا سندٌ صحيحٌ، وهو حجةٌ في إثبات السماع -يعني: سماع علقمة بن وائل من أبيه وائل بن حجر رضي الله عنه -، وقيس بنُ سليم: وثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابنُ حبان، وقال: "ما رفع رأسه إلى السماء سنين تعظيمًا لله تعالى". قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد سُئل ابنُ معين عن سماع علقمة بن وائل ابن حُجْرٍ من أبيه، فقال: لم يسمع من أبيه. وقال الترمذيُّ: في كتاب العلل الكبير ق 38/ 1: سألتُ محمدًا عن علقمة بن وائل، هل سمع من أبيه؟ فقال: إنه ولد بعد موت أبيه بستة أشهرٍ. وترجمه الحافظُ في التقريب، فقال: لم يسمع من أبيه. قلتُ: وهذا النفي فيه نظرٌ، فقد ثبت سماعُهُ من أبيه. فأخرجه مسلمٌ وغيره كما رأيت ... ثم قال شيخُنا: أمَّا ما نقله الترمذيُّ في العلل عن البخاريّ، فلا أدري ممن الوهم؟ ذلك أنَّ الثابتَ في هذا الأمر: أنَّ البخاريَّ يُثبتُ سماعَ علقمة بن وائل من أبيه، فقد ترجمه في التاريخ الكبير 4/ 1 / 41، قال: "علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي الكندي الكوفي؛ سمع أباه". اهـ. وروى الترمذيُّ في سننه 1454 حديثًا لعلقمة، عن أبيه، ثم قال: "وعلقمة ابن وائل بن حجر سمع من أبيه، وهو أكبر من عبد الجبار بن وائل، وعبد الجبار لم يسمع من أبيه". اهـ.

وذكر الترمذيُّ في الحديث 1453 أنه سمع البخاريّ، يقول: عبد الجبار بن وائل ابن حجر لم يسمع من أبيه، ولا أدركه، يقال: إنه ولد بعد موت أبيه بأشهر. اهـ. فالقول بعدم السماع إنما قاله البخاريُّ في عبد الجبار بنِ وائل، وليس في علقمة، ونقله في علقمة وهمٌ محقَّقٌ. لا سيما وقد ترجم البخاريُّ في تاريخه 3/ 2 / 106 - 107 لعبد الجبار بنِ وائل، وقال: "قال محمد بنُ حجر: وُلد بعد أبيه لستة أشهرٍ". فمن عجبٍ أن يُقرَّ الحافظُ عدم السماع!!. اهـ. (¬9)) (ي، س، طب كبير، المزي) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية / ح 31). مَنِ الأحقُّ بالإمامة؟ فيه خمسةُ أحاديث: حديثُ مالك بنِ الحويرث (¬10)، وحديثُ عَمرو بنِ سَلِمَة (¬11)، وحديثُ أبي مسعود الأنصاري، وحديثُ أبي سعيد الخدري، وحديثُ ابنِ عُمرَ رضي الله عنهم. حديثُ أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه؛ روايةُ الأعمش له: 775/ 14 - (يَؤُمُّ القومَ أقرَؤُهُمْ لكتابِ الله. فإنْ كانوا في القِراءةِ سَوَاءً فأعلَمُهُم بالسُّنَّةِ. فإنْ كانوا في السنة سواءً فأقدَمُهم هِجرةً. فإنْ كانوا في الهجرة سواءً فأقدَمُهم سِنًّا. ولا يُؤَمُّ الرجلُ في سُلطانه. ¬

_ (¬9) قال أبو عَمرو: ذكرتُ حديثًا آخر فيه إثبات سماع علقمة من أبيه، في أبواب: الحدود والأحكام. (¬10) ذكرتُهُ في أبواب: الاعتصام بالكتاب والسنة. (¬11) ذكرتُهُ في أبواب: الإيمان والإسلام والإحسان.

ولا يقعد في بيته على تكرِمَتِهِ إلا بإذنه). (أخرجوه من طرقٍ عن الأعمش، عن إسماعيل بنِ رجاء، عن أوس بن ضَمْعَجٍ، عن أبي مسعودٍ الأنصاري - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله: ... فذكره. وقد رواه عن الأعمش خلقٌ من أصحابه، منهم: أبو معاوية، وجرير بنُ عبد الحميد، وشيبان بنُ عبد الرحمن، والثوريُّ، وابنُ عُيَينة، وحفص بنُ غياث، ومحمد ابنُ فضيل، وأبو خالد الأحمر، وزهير بنُ معاوية، وجعفر بنُ الحارث، وأبو بدر شجاع ابنُ الوليد، ومندَل بنُ عليّ، وشريك بن عبد الله النَّخَعِيّ، وزائدة بنُ قدامة، ومعمر بنُ راشد، وأبو شهاب، وأبو يوسف الفقيه، وعبد الله بنُ نُمَير، وعبد الرحمن ابنُ حميد الرؤاسي، وفضيل بنُ عياض). (صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (م، عو، س، ت، حم، عب، ش، حمي، خز، حب، السَّرَّاج حديثه، جا، ابن المنذر، الفسوي، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، طب كبير، طح مشكل، قط، ك، أبو سعد الماليني، ابن حزم، هق، هق صغرى، هق مدخل، هق معرفة، ابن النجار، نعيم حلية، الخطابي معالم، الجوزقاني، بغ) (التسلية / ح 58). فصلٌ: وتابعهم جرير بن حازم، فرواه عن الأعمش بسنده مثله إلا أنه قال: "فإن كانوا في الهجرة واحدًا فأفقههم فقهًا، فإن كانوا في الفقه سواء ... " أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 17 / رقم 606، والدارقطنيّ 1/ 280، والحاكمُ 1/ 243 من طريقين عن الليث بن سعد، عن جرير بن حازم. قال الحاكمُ: "قد أخرج مسلمٌ حديثَ إسماعيل بن رجاء هذا، ولم يذكر فيه: أفقههم فقهًا، وهذه لفظةٌ غريبةٌ عزيزةٌ بهذا الإسناد الصحيح". اهـ.

قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قلتُ: لا أرى هذه اللفظة محفوظةً، فإن أصحاب الأعمش ممن قدَّمتُ ذكرهم، قالوا: "فأعلمهم بالسنة" ولم يذكروا "الفقه". وجرير بنُ حازم كان تغيَّر، ووقعت منه أوهامٌ، نعم حجبه أولادُهُ فلم يُحَدِّث حال اختلاطه فلم يشتهر، ولكن هذا لا يمنع أن يحدث حال اختلاطه، فكيف إذا خالف الثقات الملازمين للأعمش؟ نعم! وقعت هذه اللفظة في حديث: حجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بنِ رجاء؛ ولفظُهُ: "يؤم القوم أقدَمُهم هجرةً، فإنْ كانوا في الهجرة سواء فأفقههم في الدين، فإن كانوا في الفقه سواء فأقرؤهم للقرآن، ولا يؤم الرجل في سلطانه، ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه". أخرجه الطبرانيُّ ج 17 / رقم 617، وأبو سعد القشيري في الأربعين ص 185 - 186، عن الدارقطنيّ وهو في سننه 1/ 279 - 285، والحاكم 1/ 243 من طريق المنذر بنِ الوليد الجارودي: ثنا يحي بنُ زكريا بن دينار الأنصاري: ثنا حجاج بنُ أرطاة. زاد الدارقطنيُّ: "وكان يُسَوِّي مناكِبَنَا في الصلاة، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبُكم، وليَلِيَنِي منكم أولوا الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم". والحجاج بنُ أرطاة: صاحبُ أوهامٍ، ثم هو مدلس ولم يصرِّح بتحديث. روايةُ شعبة لحديثِ أبي مسعود الأنصاري: 776/ 15 - (يَؤُمُّ القومَ أَقْرَؤُهُمْ لكتابِ الله، وأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً. فإنْ كانتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هجرَةً. فإنْ كانُوا في الهجرَةِ

سواءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنًّا. ولا تَؤُمَّنَّ الرَّجُلَ في أهلِهِ، ولا في سُلْطَانِهِ. ولا تجلسْ على تَكْرِمَتِهِ في بَيْتِهِ إلا أَنْ يَأْذَنَ لكَ أو بِإِذْنِهِ. وهذا لفظ غندر عند مسلم. وزاد أبو داود وغيره: "قال شعبة: فقلتُ لإسماعيل: ما تكرمتُهُ؟ قال: فراشُهُ"). (أخرجوه من طرقٍ عن شعبة، عن إسماعيل بنِ رجاء، قال: سمعتُ أوس بنَ ضَمْعَجٍ، يقول: سمعتُ أبا مسعودٍ، يقولُ: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقد رواه عن شعبة نجومُ أصحابه، منهم: غندر، وأبو الوليد وأبو داود الطيالسيان، وحجاج بنُ المنهال، ومحمد بنُ كثير، وسليمان بنُ حرب، وسهل بنُ بكّار، وحفص بنُ عُمر الحوضي، ومعاذ بنُ معاذ، وابنُ عُلَية، ويزيد بنُ هارون، ويزيد ابنُ زُرَيع، وابنُ المبارك، ويحيى القطان، وأبو النضر هاشم بنُ القاسم، وسعيد ابنُ عامر، وأبو زيد الهروي، وعليّ بنُ الجعد، وعبد الله بنُ إدريس. ونقلَ ابنُ عديّ في الكامل 2/ 738 في ترجمة الحسن بنِ يزيد الكوفي عن شعبة أنه كان يقول إذا حدَّث بهذا الحديث عن إسماعيل بنِ رجاء، يقول: "هو ثلث رأس مالي". وأسنده البغوي في مسند ابن الجعد 884، والخطيبُ في الجامع 1364، وابنُ عديّ في مقدمة الكامل (1/ 89). (صحيحٌ. واعلم أنَّ شعبة لم يذكر في حديثه: "أعلمهم بالسنة" هكذا اتفق أكثرُ أصحابه عنه. وذكرها منهم: حجاج بنُ منهال، أخرجه أبو عوانة 2/ 36، ويزيد ابنُ هارون، أخرجه الفسوي في تاريخه 1/ 449. وأيضًا: فزاد شعبة في روايته: "أقدمهم قراءةً" روى ذلك عنه: أبو داود

الطيالسي في مسنده، وأبو الوليد الطيالسي عند أبي داود في سننه، ومعاذ بنُ معاذ عنده أيضًا، ويحيى القطان، نبَّه عليه أبو داود أيضًا. ويزيد بنُ زُرَيع وابنُ عُلَية عند ابن خزيمة، وغندر عند مسلم وأحمد، وعفان بنُ مسلم عند أحمد، وهاشم ابنُ القاسم أبو النضر عند أبي عوانة، ويزيد بنُ هارون عند الفسوي، وعليّ بنُ الجعد وأبو زيد الهروي عند أبي القاسم البغوي في الجعديات، وسعيد بنُ عامر عند الطحاوي في المشكل. ووافق شعبة على هذه الزيادة اثنان ممن وقفتُ عليهما: المسعودي وكان اختلط والذين رووا عنه ليسوا من قدماء أصحابه. وزيد بنُ أبي أُنَيسة ورواه عنه: أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه. وأبو فروة: قد ضعَّفه أكثر النقاد وتركه النسائيُّ. وقال ابنُ عدي: "ولأبي فروة هذا حديث صالحٌ، وروى عن زيد بن أبي أنيسة نسخة ينفرد بها عنه بأحاديث وله عن غير زيد أحاديثُ مسروقة عن الشيوخ، وعامة حديثه غير محفوظ". وأبوه: سنان بنُ يزيد الرهاوي. قال الذهبيُّ في الميزان 2/ 236: "والد أبي فروة يزيد، سمع عليًّا، وعنه حفيدُهُ محمد بنُ يزيد فقط". اهـ. كذا! وقد روى عنه ابنُهُ كما رأيت، ولم أجد له ترجمة في الكتب التي عندي. فهذا يدل على أنه مجهول الحال وجهالة عينه واردة. والله أعلم). (م، عو، د، س، ق، حم، طي، الفسوي، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، خز، حب، السَّرَّاج، طح مشكل، عدي، طب كبير، هق، السلفي) (التسلية / ح 58). فصلٌ فيه متابعات لشعبة في روايته: تابعه: الحسن بنُ يزيد، فرواه عن إسماعيل بنِ رجاء، بلفظ: "يَؤُمُّ القومَ أقرَؤُهُم لكتابِ الله. فإنْ كانوا في القِراءةِ سَوَاءً فأعلَمُهُم بالسُّنَّةِ". أخرجه

أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد 890، قال: ثني سريج بنُ يونس، والفسوي في تاريخه 1/ 450، قال: ثنا سعيد بنُ منصور. قالا: ثنا الحسن بنُ يزيد. وقد اضطرب فيه الحسن كما يأتي إن شاء الله. وتابعه: فطر بنُ خليفة، فرواه عن إسماعيل بنِ رجاء بقريب من حديث الأعمش وذكر فيه "أعلمهم بالسنة". أخرجه ابنُ خزيمة 1507، والطحاويُّ في المشكل 3959، والطبرانيُّ في الكبير ج 17 / رقم 618، 619، وتمام الرازي في الفوائد 1700، والبغويُّ في شرح السنة 3/ 395، وابنُ النجار في ذيل تاريخ بغداد 1/ 322 من طرقٍ عن فطر بنِ خليفة. وفطرٌ حسنُ الحديث. وتابعه أيضًا: محمد بنُ جحادة، فرواه عن إسماعيل بن رجاء بنحو حديث شعبة ولم يذكر "وأعلمهم بالسنة". أخرجه السَّرَّاج في مسنده ج6 / ق 98/ 1، والطبرانيُّ في الكبير ج17 / رقم 615، وفي الأوسط ج1 / ق 259/ 1، والطحاويُّ في الشكل 3956 من طريق عبد الوارث: ثنا محمد بنُ جحادة. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة، إلا عبد الوارث". قلتُ: هو ابنُ سعيد أحد الثقات، وكذلك ابنُ جحادة. فالسند صحيحٌ. وتابعه أيضًا: إدريس بنُ يزيد الأودي، فرواه عن إسماعيل بنِ رجاء مثل حديث شعبة. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 17 / رقم 616 من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبيه وشعبة. وسنده صحيحٌ. وإدريس بنُ يزيد: ثقةٌ. التسلية / ح 58. فصلٌ: قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قلتُ: وقد اختلف الرواةُ على إسماعيل بنِ رجاء في ترتيب الأَوْلَى بالقراءة. والصوابُ الراجح في ذلك هو ما ورد في حديث الأعمش، وعليه الجمهور وبهذا الحديث = وفَّق العُلَماءُ بين الأحاديث

التي ظاهرها التعارض في هذا الباب. فقال ابنُ أبي حاتم في العلل 247: "سألتُ أبي عن الحديث الذي رواه: ابنُ أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إذا كنتم ثلاثة فأحقكم بالإمامة أقرؤكم. ورواه: حماد بنُ زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث: أتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في نفر فقال: إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم. قلتُ لأبي: قد اختلف الحديثان؟ فقال: حديث أوس بن ضمعج قد فسَّرَ الحديثين". اهـ. وقال البغويُّ في شرح السنة 3/ 395 - 396: لم يختلف أهلُ العلمِ في أنَّ القراءةَ والفقهَ يُقَدَّمان على قدم الهجرة، وتقدم الإسلام، وكبرِ السنِّ في الإمامة. واختلفوا في الفقهِ مع القراءةِ، فذهبَ جماعةٌ إلى أن القراءة مُقَدَّمةٌ على الفقه لظاهر الحديث، فالأقرأ أولى مِنَ الأعلمِ بالسنَّةِ، وإن استويا في القراءةِ، فالأعلم بالسُّنَّةِ -وهو الأفقه- أولى، وبه قال: سفيانُ الثوريّ، وأحمدُ، وإسحاقُ، وأصحابُ الرأي. وذهبَ قومٌ إلى أنَّ الأفقهَ أولىَ إذا كان يُحسِنُ مِنَ القراءة ما تصحُّ به الصلاةُ، وهو قولُ عطاء بنِ أبي رباح، وبه قال: الأوزاعيُّ، ومالكٌ، وأبو ثَور، وإليه مالَ الشافعيُّ، فقال: إنْ قُدِّمَ أفقَهُهُم إذا كان يقرأُ ما يُكْتَفَى به للصلاة فَحَسَنٌ، وإنْ قُدِّمَ أقرَؤُهُم إذا عَلِمَ ما يَلزَمَهُ فَحَسَنٌ، وإنما قَدَّمَ هؤلاء الأفقهَ، لأنَّ ما يجبُ مِنَ القراءةِ في الصلاةِ محصورٌ، وما يقعُ فيها مِنَ الحوادثِ غيرُ محصورٍ، وقد يعرِضُ للمُصلِّي في صلاته ما يُفْسِدُ عليه صلاَتهُ، إذ لم يعرفْ حُكْمَهُ. وإنما قدَّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - القراءةَ، لأنهم كانوا يُسْلِمُون كِبَارًا، فيتفَقَّهُون قبلَ أنْ يقْرَؤوا، فلم يكن فيهم قاريءٌ إلا وهو فقيهٌ، ومَنْ بعدَهُم يَتعلَّمُون القُرآنَ صِغَارًا قبل أن

يتفقَّهُوا، فكلُّ فقيهٍ فيهم قاريءٌ، وليس كلُّ قاريءٍ فقيهَا. فإن استَوَوْا في القراءة والسُّنَّةِ، قال: "فأَقْدَمُهُم هجرةً" فإن الهجرةَ اليومَ منقطعةٌ، غير أنَّ فضيلتَها مَوروثةٌ، فمَنْ كانَ مِنْ أولاد المهاجرين، أو كان في آبائه وأسلافه مَنْ له سابقةٌ في الإسلام والهجرة، فهو أولى ممَّنْ لا سابقةَ لأحدٍ مِنْ آبائه وأسلافه، فإن استووا فالأكبرُ سِنًّا أولى، لأنه إذا تقدَّمَ أصحابَهُ في السِّنِّ، فقد تقدَّمهم في الإسلام. قوله: "ولا يُؤَمُّ الرَّجُلُ في سُلْطانه" قيل: أراد به في الجمعات والأعياد. والسلطانُ أولى لتَعَلُّقِ هذه الأمور بالسلاطين، فأما الصلواتُ المكتوباتُ، فأعلمهم أولاهم، وقيل: السلطانُ أو نائبه إذا كان حاضرًا، فهو أولى من غيره بالإمامة، وكان أحمد يرى الصلاةَ خلف أئمةِ الجورِ، ولا يراها خلفَ أهلِ البدَعِ، ويُروى: "ولا يُؤَمُّ الرَّجُلُ في بيته ولا في سُلطانه"، وأراد به أن صاحبَ البيت أولى بالإمامةِ إذا أقيمتِ الجماعةُ في بيته، وإن كانت الخصالُ في غيره إذا كان هو يُحسِنُ من القراءة والعلم ما يقيمُ به الصلاة". اهـ. التسلية / ح 58. فصلٌ فيه متابعاتٌ لإسماعيل بنِ رجاء: تابعه أبو إسحاق السبيعيُّ: 777/ 16 - (يَؤُمُّ القومَ أقرَؤُهُم لكتابِ الله). (رواه: سفيان الثوريُّ، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أوس بن ضَمْعَج، عن أبي مسعودٍ مرفوعًا به). (وسندُهُ صحيحٌ. وذكر المزيُّ في التهذيب 3/ 390 أبا إسحاق السبيعي في الرواة عن أوس بن ضمعج. ثم قال شيخُنا - رضي الله عنه -: ويحتمل أنْ يكون أبو إسحاق ليس هو السبيعيّ،

ويكون إسماعيل بنَ رجاء نفسه، فإنه يكنى أيضًا بأبي إسحاق. والله أعلم بالصواب في ذلك. ثم رأيت ابنَ المُستوفى روى هذا الحديثَ في تاريخ إربل 1/ 124 من طريق محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، عن الثوري بسنده سواء ولم يذكر "لكتاب الله" ثم قال: "إسماعيل بن رجاء يكنى أبا إسحاق"، فكأنه الصواب لا سيما وقد قال ابنُ عديّ: "مدار هذا الحديث على: إسماعيل بنِ رجاء، عن أوس" والله أعلم). (أبو الشيخ رواية الأقران، نعيم أخبار، ابن المُستوفى) (التسلية / ح 58). وتابعه أيضًا: إسماعيل بنُ عبد الرحمن السُّدِّيّ، عن أوس بنِ ضمعج، عن أبي مسعود مثله. أخرجه: بغ أبو القاسم في مسند ابن الجعد 890 - وقرن مع السدي إسماعيل بن رجاء -، طب كبير ج 17 / رقم 620، عدي 2/ 738، خط 7/ 450 - 451 من طرقٍ عن الحسن بن يزيد الكوفي، عن السدي. قال ابنُ عديّ: ولم يرو هذا الحديث عن السدي، غير الحسن بن يزيد هذا، ومدارُ هذا الحديث على إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج ... ثم قال: ولا يقول في هذا الحديث "فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة" إلا الحسن ابن يزيد، عن السدي، عن أوس بن ضمعج". اهـ. قلتُ: إن قصد ابنُ عديّ أنه لم يأت بهذه الزيادة عن السدي إلا الحسن بن يزيد، فإنني لم أقف -بعد البحث الطويل- على من تابع الحسن. وإن قصد أن الحسن ابنَ يزيد تفرَّد بذكر "أعلمهم بالسنة" في هذا الحديث، فليس كذلك، فقد رواها الأعمش، وفطر بنُ خليفة، وشعبة بنُ الحجاج -في رواية يزيد بنِ هارون وحجاج ابنِ منهال عنه-. وإن كان الأقرب إلى مراد ابن عديّ هو الوجه الأول، وهو أنه لم يروه عن السدي بهذا السياق إلى الحسن هذا. والله أعلم. واختتم ابنُ عدي ترجمة

الحسن بقوله: "وللحسن بن يزيد أحاديث غير ما ذكرته، وهذا أنكر ما رأيتُ له عن السدي" وقال في مطلع الترجمة: "حديثُهُ عن السُّدِّيّ غيرُ محفوظٍ". اهـ. حديثُ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: 778/ 17 - (إذا كانُوا ثلاثةً فَلْيَؤُمُّهم أحدُهم، وأحقُّهم بالإمامةِ أقرَؤُهم). (أخرجوه من طرقٍ عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن قتادة: شعبة، وسعيد بنُ أبي عروبة، وأبو عوانة، وهشام الدستوائي، وطلحة الواسطيُّ، وهمام بنُ يحي). (صحيحٌ) (م، عو، س، مي، حم، طي، عبد، ش، حب، خز، السَّرَّاج، السَّرَّاج بيتوتة، يع، هق، بغ) (التسلية / ح 58). حديثُ ابنِ عُمر رضي الله عنهما: 779/ 18 - (إِنَّ المُهَاجِرينَ حين أقبلوا مِنْ مَكةَ إلى المدينةِ، نزلوا العصبةَ إلى جنبِ قباء، فَأَمَّهُم سالم مولى أبي حذيفة، لأَنَّهُ كان أكثَرُهُم قُرْآنًا، فيهم: أبو سلمة بنُ عبد الأسد، وعُمرُ - رضي الله عنهم -). (رواه: عُبَيد الله بنُ عُمر، عن نافع، عن ابن عُمرَ رضي الله عنهما، قال: ... فذكره). (إسناده صحيح) (خ، د، ش، خز، ابن سعد، جا، هق) (غوث 1/ 264 ح 307؛ التسلية / ح 58). القراءة في الفجر يوم الجمعة، وفي صلاة الجمعة، وفي العيدين:

780/ 19 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في صلاة الصُّبحِ يومَ الجمعة: {الم} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}). (رواه: سعد بنُ إبراهيم، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بهذا). (صحيحٌ متفقٌ عليه. وله طريقان آخران عن أبي هريرة: طريق محمد بن زياد، وطريق أبي صالح. وفي الباب عن: سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وعليّ ابن أبي طالب، وابن عباس - رضي الله عنهم -) (خ، م، س، س تفسير، ق، مي، حم، عب، طي، ابن الأعرابي، أبو محمد الجوهري، الخلعيّ، هق) (التسلية / ح 36). 781/ 20 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}. 782/ 21 - وأنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة {الجمعة، والمنافقون}. وهذا لفظُ مسلمٍ). (رووه من طرقٍ عن سفيان الثوري، عن مُخَوَّل بنِ راشد، عن مُسْلِم البَطِين، عن سعيد بنِ جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بهذا. ورواه عن الثوري: وكيعٌ، وعبدة بنُ سليمان، وابنُ مهدي، وابنُ نُمَير، وزائدة ابنُ قُدَامة، وعبد الرزاق، ومؤمل بنُ إسماعيل، والحسين بنُ حفص. وأكثر الرواة عن الثوري لا يذكرون القراءة في الجمعة، إنما ذكره: وكيعٌ وابنُ نُمَير

وعبد الرزاق ومؤمل بنُ إسماعيل). (صحيحٌ) (م، ق، عب، ش، طب كبير، طب أوسط، طح معاني، هق) فصلٌ: وقد اختلف على الثوري في إسناده ومتنه. أمَّا في إسناده: فقد رواه قبيصة بنُ عقبة، عن الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره تامًّا. أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 107، وفي الحلية 7/ 182 من طريق محمد ابن سعيد بن يزيد التستري: ثنا قبيصة به. ورواية الجماعة عن الثوري أرجح، لأنَّ فيهم من أثبت في الثوري مِنْ قبيصة. واختلف على وكيع. فأخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 12 / رقم 12334، قال: ثنا الحسن بنُ عُلَيل: ثنا أبو كريب: ثنا وكيع: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}. ويقرأ في الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. قلتُ كذا رواه الحسن بنُ عُلَيل، عن أبي كُرَيب. وخالفه الإمامُ مسلمٌ فرواه في صحيحه، عن أبي كريب: ثنا وكيع، عن سفيان، عن مُخَوَّل بنِ راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

والحسن بن عُلَيل -بضم العين المهملة وفتح اللام، وسكون الياء- ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد. 7/ 398، وقال: "كان صاحب أدب وأخبار وكان صدوقًا". ولكن لا يخفى عليك أن مسلمًا أوثق منه وأحفظ. ومما يؤيد رواية مسلم: أنَّ ابنَ ماجه رواه، عن أبي بكر بنِ خلاد، قال: ثنا وكيع بمثل رواية مسلم، عن أبي كريب. أمَّا المخالفة في المتن: فإن ثقات أصحاب الثوري رووه عنه، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الجمعة سورة {الجمعة والنافقون}، خلافا لما رواه الحسن بنُ عُلَيل، عن أبي كريب، عن وكيع، عن الثوري به أنه قرأ: {سَبِّحِ} و {الغَاشِيَةِ}. نعم توبع الثوري على هذا المتن. تابعه: حمزة بنُ حبيب الزيات، فرواه عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الفجر يوم الجمعة بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}. أخرجه أبو الشيخ في الطبقات 3/ 277، قال: ثنا يوسف، قال: ثنا محمد، قال: ثنا بكر: ثنا حمزة. وهذا سندٌ ضعيفٌ. ومحمد هو ابنُ النضر بنِ أحمد. ترجمه أبو الشيخ في موضع الحديث ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ولكن تابعه محمد بنُ الحسن الأصبهاني: ثنا بكر بنُ بكار بسنده سواء. أخرجه الحامض في المنتقى من الجزء الأول من الفوائد ق 93/ 2، قال: ثنا محمد ابنُ الحسن به. ومحمد بنُ الحسن: ترجمه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 297 ولم يذكر

فيه جرحا ولا تعديلا. وبكر بنُ بكار: قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وخالفه: موسى بنُ عقبة، فرواه عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. فسقط ذكر "مسلم البطين". أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 12 / رقم 12433 من طريق سعيد بن أبي مريم: أنا محمد بنُ جعفر، عن موسى ابن عقبة. ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير. ولكن أبا إسحاق السبيعى مدلسٌ. والصواب ما اتفق عليه أصحاب الثوري. لا سيما وقد توبع. فتابعه: شعبة، ومغيرة بنُ مقسم، وأبو عوانة وضاح اليشكري، وشريك بن عبد الله النخعي. وقد توبع مخول بنُ راشد: تابعه الحكم بنُ عتيبة. وتوبع مسلم البطين: تابعه أيوب السختياني. وله شاهد من حديث أبي عنبة الخولاني، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ يوم الجمعة بالسورة التي يذكر فيها الجمعةُ والمنافقونَ. أخرجه ابنُ عدي في الكامل 3/ 1198 من طريق هشام بن عمَّار: ثنا الوليد، عن سعيد بنِ سنان، عن أبي الزاهرية، عن أبي عنبة الخولاني. قال ابنُ عدي: ولأبي مهدي سعيد بنِ سنان هذا غير ما ذكرت من الأحاديث، وعامة ما يرويه خاصة عن أبي الزاهرية غير محفوظة. اهـ. وسعيد بنُ سنان هذا: ضعفه أحمد وابنُ معين والبخاريُّ ودُحَيم وآخرون. والوليد بنُ مسلم: يدلس التسوية وقد عنعن الإسناد كلّه. وهشام بنُ عمَّار: في حفظه ضعفٌ. فالإسنادُ واهٍ. (التسلية / ح 33؛ ابن كثير 1/ 173؛ الفضائل / 74). لون آخر مِن القراءة في الجمعة: 783/ 22 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعة، بـ

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يومٍ واحد، يقرأ بهما أيضًا في الصلاتين. واللفظ لمسلم في صحيحه). (رواه إبراهيم بنُ محمد بنِ المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بنِ سالم -مولى النعمان ابنِ بشير-، عن النعمان بنِ بشير - رضي الله عنهما -، قال: ... فذكره). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وهو كما قال. وصحَّحهُ البخاريُّ أيضًا. وحبيب بنُ سالم: وثقه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل 1/ 2 / 102، وأبو داود وابنُ حبان. أما البخاريُّ فترجمه في التاريخ الكبير 1/ 2 / 318، وقال: فيه نظرٌ. وقد اختُلِف على حبيب بنِ سالم فيه: فرواه: سفيان الثوري، وشعبة، وجرير بنُ عبد الحميد، وأبو عوانة، وأبو حنيفة، ومسعر، وغيلان بنُ جامع، كلُّهم: عن إبراهيم بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب ابن سالم، عن النعمان بن بشير كما تقدم. وتابعهم سفيان بنُ عُيَينة. فرواه عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر بسنده سواء. أخرجه ابنُ ماجه 1281، قال: ثنا محمد بنُ الصباح. والبزار ج 3 / ق 106، قال: ثنا أحمد بنُ أبان. والطحاوي في الشرح 1/ 413 من طريق حامد بنِ يحيى البلخيّ. ثلاثتهم، عن سفيان بنِ عُيَينة. أشار الترمذيُّ إلى هذه الرواية بقوله: وقد روى سفيان عن إبراهيم بنِ المنتشر نحو رواية هؤلاء. وخالفهم: أحمد في السند 4/ 271، والحميديُّ 920 فروياه عن ابن عُيينة، عن

إبراهيم بنِ محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بنِ سالم، عن أبيه، عن النعمان. وأخرجه ابنُ عديّ 2/ 812 عن هارون بنِ معروف: ثنا سفيان مثله. قلتُ: هكذا رواه ابنُ عُيَينة، فقال: "حبيب بنُ سالم، عن أبيه"؛ وأجمع الحفَّاظُ على وهم ابن عُيَينة فيه. قال الحميديُّ: كان سفيان يغلط فيه. وقال عبد الله بنُ أحمد: حبيب بنُ سالم سمعه مِن النعمان، وكان كاتبه، وسفيان يخطيء فيه، ويقول: حبيب بن سالم عن أبيه، وهو سمعه من النعمان. وقال الترمذيُّ: "وأما سفيان بنُ عْيَينة فيختلف عليه في الرواية، يروى عنه، عن إبراهيم بنِ محمد بنِ المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بنِ سالم، عن أبيه، عن النعمان ابن بشير؛ ولا نعرف لحبيب بنِ سالم روايةً عن أبيه. وحبيب بنُ سالم هو مولى النعمان بنِ بشير، وروى عن النعمان بنِ بشير أحاديث. اهـ. وقال ابنُ أبي حاتم في العلل 351: "سألت أبي عن حديثٍ رواه سفيان بنُ عُيَينة، عن إبراهيم بنِ محمد بنِ المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بنِ سالم، عن أبيه، عن النعمان .. فذكره. قلتُ: رواه جرير وغيره، عن ابن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بنِ سالم، عن النعمان، ولم يذكروا: "حبيبًا عن أبيه"؟ قال أبي: الصحيحُ ما رواهُ جرير، ووهم في هذا الحديث ابنُ عُيَينة". اهـ. وقال الترمذيُّ في العلل الكبير 1/ 286: "سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هو حديثٌ صحيحٌ، وكان ابنُ عَيَينة يروي هذا الحديث عن إبراهيم بنِ محمد ابن المنتشر، فيضربُ في روايته، قال مرَّة: حبيب بنُ سالم، عن أبيه، عن النعمان ابن بشير؛ وهو وهمٌ، والصحيحُ: حبيب بنُ سالم، عن النعمان". اهـ.

قلتُ: هكذا أجمع هؤلاء الحفاظ أنَّ الوهم من ابنِ عُيَينة، وخالفهم أبو أحمد ابنُ عديّ، والعقيليُّ - رحمهما الله -، فأوردا هذا الحديثَ في ترجمة "حبيب بن سالم"، فجعلا الوهمَ منهُ. يدلُّ على ذلك أنَّ ابنَ عديّ ختم ترجمة "حبيب" بقوله: "ولحبيب ابن سالم هذه الأحاديث التي أمليتَها له، قد خولف في أسانيدها، وليس في متون أحاديثه حديثٌ منكرٌ، بل قد اضطرب في أسانيد ما يروى عنه. اهـ. والصواب أنَّ الوهمَ من ابنِ عُيَينة، كما شهد بذلك صيارفة هذا الفن. والله أعلم. وأعلَّه العقيليُّ بعلَّةٍ أخرى، فقال بعد ما روى الحديث: "رواه ابنُ عُيَينة ومالك، عن ضمُرَة بنِ سعيد المازني، عن عبيد الله بنِ عبد الله بن عتبة، عن النعمان ... ثم ذكر الحديث التالي، ثم قال العقيلي: "وهذه الرواية أولى" اهـ.). (م، د، س، ت، ت العلل، أبو عليّ الطوسي، حم، مي، عب، ش، حمي، طي، خز، حب، جا، البزار، ابن المنذر، طح معاني، محا العيدين، عق، عديّ، هق، هق صغرى، نعيم حلية، نعيم مسند أبي حنيفة، بغ) (التسلية / ح 34؛ ابن كثير 1/ 173؛ الفضائل / 74؛ غوث 1/ 232،259 ح 265، 300). 784/ 23 - (كان يقرأ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}). (رواه: سفيان بنُ عيينة ومالك بنُ أنس، عن ضمُرَة بنِ سعيد المازني، عن عُبَيد الله ابنِ عبد الله بنِ عُتبة بنِ مسعود، أن الضحاك بنَ قيس، سأل النعمان بنَ بشير: ماذا كان يقرأُ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة، على إثرِ سورةِ الجمعة؟ قال: .. فذكره. وهذا لفظ مالك في الموطأ).

(حديثٌ صحيحٌ؛ وصنيعُ مُسلمٍ يُشعر أنهما حديثان (¬12) لا حديثٌ واحدٌ، وهو الصواب، فلا يعلُّ أحدُهما الآخرَ. والله أعلم. وفي الباب عن: سمُرَة بنِ جندب، وابنِ عباسٍ رضي الله عنهم). (ط، شفع، م، د، س، ق، مي، حم، ابن وهب، خز، حب، البزار، طح معاني) (ابن كثير 1/ 173؛ الفضائل / 74؛ التسلية / ح 34؛ غوث 1/ 259،232 ح 265، 300). حديثُ سمرة - رضي الله عنه -: 785/ 24 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}). (رواه: معبد بنُ خالد، عن زيد بنِ عقبة، عن سمُرَة بنِ جُندب - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره). (وإسناده صحيحٌ. ورواه عن معبد بنِ خالد بهذا السياق: الثوري، والمسعودي، ومسعر بنُ كدام، وحجاج بنُ أرطاة. وتابعهم: شعبة، عن معبد بنِ خالد بسنده سواء. أخرجه أحمد 5/ 7، والطحاويُّ 1/ 413 من طريق غندر، وأَبي عاصم النبيل، وحجاج بنِ منهال، عن شعبة به. وخالفهم: يحيى بنُ سعيد القطان، وعبد الرحمن بنُ مهدي، والربيع بنُ يحيى، ¬

_ (¬12) يعني هذا الحديث والذي قبله. وقد انتقيتُ سياق مالك في الموطأ لأنه وقع في التسلية / ح 34 (عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن النعمان بن بشير أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الجمعة سورة الجمعة وهل أتاك حديث الغاشية) ولم يقع فيه سؤال الضحاك بن قيس للنعمان بن بشير. فلعل هذا هو سياق الحديث عند العقيلي في الضعفاء.

وعثمان بنُ عُمر، وسعيد بنُ عامر، وخالد بنُ عبد الله، فرووه عن شعبة، عن معبد ابنِ خالد، عن زيد بنِ عقبة، عن سمرة، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الجمعة ... وساق الحديث فجعلوا "الجمعة" بدل "العيد". أخرجه أحمد 5/ 13، وأبو داود 1125، والنسائيُّ 3/ 111 - 112، والروياني في المسند ج 26 / ق 153/ 2، وابنُ خزيمة ج 3 / رقم 1847، وابنُ حبان 2808، والطبرانيُّ ج 7 / رقم 6779. وتابع شعبة عليه: الثوريُّ ومسعرٌ. أخرجه ابنُ أبي شيبة 2/ 142، 176و 14/ 265. وكلا الوجهين محفوظٌ. وقد مضى حديثُ النعمان: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اجتمع العيد والجمعة في يومٍ واحدٍ قرأ بهما معًا في الصلاتين) (حم، شفع، السَّرَّاج، طح معاني، طب كبير، محا العيدين، هق) (التسلية / ح 34). فصلٌ فيه حديثُ ابنِ عباس رضي الله عنهما: أخرجه ابنُ ماجه 1283، وابنُ أبي شيبة في مسنده وفي المصنف 2/ 177، وعبد ابنُ حُمَيد في المنتخب من المسند 687، وابنُ أبي عُمر العدنيّ في مسنده -كما في مصباح الزجاجة 1/ 421 للبوصيري-، وعبد الرزاق في المصنف ج 3 / رقم 5705، والمحامليّ في صلاة العيدين 2/ 27 / 1 من طريق موسى بنِ عُبَيدة الرَّبَذِيّ، عن محمد بنِ عَمرو بنِ عطاء، عن ابن عباس، قال: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَل

أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. ولفظُ عبد بنِ حُمَيد، وعبد الرزاق: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وفي الآخرة فاتحة الكتاب و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.وضعَّفه البوصيريُّ في الزوائد 1/ 421 بموسى بنِ عُبَيدة. لون آخر مِن القراءة في العيد: 786/ 25 - (كان يقرأ فيهما -يعني: الأضحى والفطر- بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}). (أخرجوه من طريق ضَمُرَة بن سعيد المازني، عن عُبَيد الله بنِ عبد الله بن عُتبة؛ أنَّ عُمر بنَ الخطاب سألَ أبا واقدٍ الليثيّ: ما كان يقرأ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر؟ فقال: ... فذكره). (حسنٌ. قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. قلتُ: قد وقع في سنده اختلاف. فرواه مالك وابنُ عُيَينة على الوجه السابق: "عبيد الله أنَّ عُمرَ سألَ أبا واقد". وخالفهما فُلَيح بنُ سُلَيمان، فرواه عن ضمُرَةَ بن سعيد، عن عبيد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثيّ، قال: سألني عُمر بنُ الخطاب ... فذكره. أخرجه مسلمٌ 891/ 15، وأبو نُعَيم في المستخرج 15/ 12 / 1، وأحمد 5/ 219،

وابنُ خزيمة ج 2 / رقم 1440، وأبو يعلى ج 3 / رقم 1447، والمحامليُّ في صلاة العيدين 2/ 26 / 2 - 27/ 1، والطحاويُّ 1/ 413، والطبرانيُّ في الكبير ج 3 / رقم 3306، والبيهقيُّ 3/ 294. قال ابنُ خزيمة: "لم يسند هذا الخبر أحدٌ أعلمُهُ غير فليح بن سليمان، ورواه مالك ابن أنس وابنُ عيينة، عن ضمرةَ بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله، وقالا: إنّ عُمرَ سأل أبا واقد". وقال ابنُ عبد البر في التمهيد 16/ 328: "وقد زعم بعضُ أهل العلم بالحديث أنَّ هذا الحديث منقطعٌ، لأنَّ عبيد الله لم يلق عُمرًا، وقال غيره: هو متصلُ السند، ولقاء عبيد الله لأبي واقد الليثي غير مدفوع، وقد سمع عبيد الله من جماعة من الصحابة، ولم يذكر أبو داود في باب: "ما يُقرأ في العيدين" إلا هذا الحديث، وهذا يدلُّ على أنَّهُ عندهُ متصلٌ صحيحٌ". اهـ. فكانَّ ابنَ عبد البر - رحمه الله - يرى أنَّ الحديثَ متصلٌ صحيحٌ. وأجاب البيهقيُّ نحو ذلك - راجع السنن الكبير 3/ 294. وبنحوه أجاب النوويّ في شرح مسلم 6/ 181، فقال: "هذه متصلةٌ فإنَّه أدرك أبا واقد بلا شكٍّ، وسمعه بلا خلاف". اهـ قلتُ (¬13): وفي قولهم نظرٌ، فلو كان الواصلُ مثل مالكٍ وابنِ عُيَينة لكان مقبولًا، ¬

_ (¬13) هذا قولُ شيخِنا - رضي الله عنه - في التسلية / ح 35، ولقد انتقيتُهُ ها هنا لأنه مُفَصَّلٌ؛ أمَّا ما قاله في تفسير ابن كثير 1/ 174 فهو مختصرٌ فقال هكذا - بعد ذكر كلام ابن خزيمة -: وخالفه ابنُ عبد البر في التمهيد 16/ 328، والنوويُّ في شرح مسلم 6/ 181 فرجحا الوصلَ باعتبار أنَّ عبيد الله سمعه من أبي واقد. وفيه نظرٌ، إذ =

إنما وصله فُلَيح بنُ سليمان، وقد اختلف فيه أهلُ العلم. فقد ضعَّفه النسائيُّ في رواية، وقال مرَّةً هو وابنُ معين وأبو حاتم: ليس بالقويّ. وضعَّفه أيضًا أبو زرعة والحاكم أبو أحمد وغيرهم. ومشَّاه الدارقطنيُّ وابنُ عديّ وغيرهما. فمثله يُتوقف في قبول زيادته على أقل تقدير، فالذي يترجَّح لديَّ أنَّ سند هذا الحديث ضيعفٌ لانقطاعه، ورواية فليح معلَّة بالمخالفة، وما ذكرتُهُ من الترجيح أشبه بطريق المحدثين. ومذهب النووي - رحمه الله - أنه يقبل زيادة الثقة بإطلاق، وهو مذهبٌ ضعيفٌ عند المحدثين، إنما يقول به من لم يتمهَّر في هذا الفن مثل سائر الفقهاء، ومن الغرائب أنَّ النووي وافق الدارقطنيّ على إعلال زيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" برغم أنَّ مسلمًا رواها في "صحيحه" وصحَّحَها نصًّا، وقال لسائله: "هل تريد أوثق من سليمان التيميّ؟ " وكان المتبادر أن يعارض النوويُّ الدارقطنيَّ، فأمَّا أولًا: فلأنَّ الحديث في "صحيح مسلم". وثانيا: إنَّ من مذهب النووي قبول زيادة الثقة بإطلاق، وسليمان التيميّ ثقةٌ ثبتٌ حافظٌ، أمَّا فليح بن سليمان، والذي مشى النوويُّ زيادته هنا فقد ضعَّفه غيرُ واحدٍ. وقد وجدتُ له طريقًا آخر ... -ذكرتُه في الفصل التالي-). (تخريج حديث مالك وابن عُيَينة: ط، ابن وهب، م، نعيم، د، س، ت، ¬

_ = اعتبار هذا الكلام يهدرُ الخلاف القائم ويسوي بين رواية مالك ومُخالفه، وليس بصحيح، مع أنَّ الحديث صحيحٌ لوجود طرق أخرى له، ولله الحمدُ. اهـ. وقال في الديباج 2/ 264: قال السيوطي: هذه الرواية مرسلة. قلتُ: وقيل هذا محمولٌ على أن عبيد الله سمعه من أبي واقد، فأدَّاهُ على هذه الصيغة، ولم يقصد الرواية عن عُمر، فلا معنى لذكر الإرسال. وهذا القول ضعيفٌ. اهـ.

أبو عليّ الطوسي، ق، ق مسند، عب، ش، حمي، يع، حب، ابن المنذر، طح معاني، السَّرَّاج، محا العيدين، قط، طب كبير، هق، ابن حزم، الشحامي، بغ. تخريج حديث فُلَيح: م، نعيم، حم، خز، يع، محا العيدين، طح معاني، طب كبير، هق) فصلٌ: وقد وجدتُ لهُ طريقًا آخر: أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 3 / رقم 3298، والطحاويُّ في شرح المعاني 4/ 343 من طريق سعيد بنِ كثير بنِ عُفَير، قال؛ ثنا ابنُ لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُروةَ بنِ الزبير، عن أبي واقدٍ الليثيّ، وعائشةَ، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالناس يوم الفطر والأضحى، فكبَّر في الركعة الأولى سبعًا، وقرأ: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} وفي الثانية خمسًا، وقرأ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}. كذا رواه ابنُ لهيعة، واختلف عليه فيه: فرواه إسحاق بنُ عيسى، قال: ثنا ابنُ لهيعة: ثنا خالد بنُ يزيد، عن الزهريّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ، قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يكبِّرُ في العيد اثني عشرة تكبيرة، سوى تكبيرة الافتتاح، يقرأ بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}. فصار شيخ ابن لهيعة: "خالد بن يزيد"، ولم يذكر "أبا واقد الليثيّ". أخرجه الدارقطنيُّ 2/ 46، والحاكمُ 1/ 298 من طريق محمد ابنِ إسحاق الصغاني: ثنا إسحاق بنُ عيسى.

قال الحاكم: "هذا حديثٌ تفرَّد به ابنُ لهيعة، وقد استشهد به مسلمٌ في موضعين". وإسحاق بنُ عيسى قديم السماع من ابن لهيعة، كما قال أحمد. وتابعه ابنُ وهبِ في جامعه ق 27/ 1، فرواه عن ابنِ لهيعةَ بسنده سواء. أخرجه أبو داود 1150، والدارقطنيُّ 2/ 47، والطحاويُّ 4/ 344، والبيهقيُّ 3/ 287 من طرقٍ عن ابن وهبٍ. وقد رواه عن ابنِ وهبٍ: أبو الطاهر، وبحر بنُ نصر، والحارث بنُ مسكين. وتابعهُم: حرملة بنُ يحيى، قاد: ثنا ابنُ وهب: أخبرني عُروة، عن عائشة، وذكر التكبير حسبُ، ولم يذكر القراءة، وزاد: "عقيلا" في السند. أخرجه ابنُ ماجه 1280، والطحاويُّ 4/ 344. ووقع عند الطحاويّ: "خالد ابن يزيد، عن عقيل". وقد رواه: قتيبة بنُ سعيد، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وأسد بنُ موسى، وعَمرو ابنُ خالد، جميعا عن ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أيضًا بالتكبير وحده، ولم يذكر القراءة. أخرجه أبو داود 1149، وأحمد 6/ 65، والطحاويُّ 4/ 344، والدارقطنيُّ 2/ 46، والحاكمُ 1/ 298، والبيهقيُّ 3/ 386، وفي الخلافيات 1/ 52 / 2. وأخرجه البيهقيُّ 3/ 287 من طريق يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة، عن خالد ابن يزيد، قال: بلغنا عن الزهري بمعناه. وأخرجه الطبرانيُّ في الأوسط 1/ 177 / 2، والدارقطنيُّ 2/ 46 من طريق بكر ابن سهل: أنا عبد الله بنُ يوسف، قال: نا ابنُ لهيعة، قال: نا يزيد بنُ أبي حبيب،

ويونس، عن الزهري، عن عُروة، عن عائشة مثله. قال الطبرانيُّ: "تفرَّد به ابنُ لهيعة". وقد تكلَّم أهل العلم في هذا الاضطراب: قال الدارقطنيُّ في العلل ج 5 / ق 26/ 1 - 2: " .... فيه اضطرابٌ، فقيل: عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري. وقيل: عنه، عن عقيل، عن الزهري. وقيل عنه، عن أبي الأسود، عن عُروة، عن عائشة. وقيل: عنه، عن الأعرج، عن أبي هريرة .... ثم قال: والاضطراب فيه من ابن لهيعة. اهـ. وقال الطحاويُّ: "وأمَّا حديثُ ابنِ لهيعة فبيِّنُ الاضطراب". ثم ساق ما تقدم ذكرُهُ. وقال الترمذيُّ في العلل الكبير 1/ 288 - 289: "سألتُ محمدًا -يعني: البخاري- عن حديث ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يكبّر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. ورواه بعضُهُم، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة؛ وضعَّف هذا الحديث. قلتُ له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أُعلمه". اهـ. قلتُ: لا شكَّ أن مثل الاضطراب يوجبُ ضعف الحديث، والظاهر أنَّ ابنَ لهيعة اضطرب فيه بعد احتراق كتبه، ولسنا ننكر أن يقع منه هذا، ولكن رواهُ عنه: ابنُ وهبٍ، وإسحاق بنُ عيسى، وكلاهما مِن قدماء أصحاب ابن لهيعة، فيمكن ترجيح هذا الوجه، وإنما يحكم بالاضطراب إذا تعذَّر الترجيحُ بأن تستوي أوجهُ الخلاف. أمَّا مع إمكان الترجيح، فينتفي القولُ بالاضطراب، وقد نقلَ البيهقيُّ عقب تخريجه

لحديث ابنِ وهب، عن ابن لهيعة، قول محمد بن يحيى الذهليّ: "هذا هو المحفوظ، لأنَّ ابن وهبٍ قديم السماع من ابن لهيعة". اهـ. فإذا تبين هذا، فحديثُ ابنُ وهبٍ لم يقع فيه ذكرُ القراءة، إنما وقع في حديث إسحاق بنِ عيسى وحدَهُ، وهو من قدماء أصحاب ابن لهيعة كما مرَّ ذكرُهُ، لعلَّه إذا انضم إلى حديث فليح بن سليمان يصيرُ حسنًا. والله أعلم. (ابن كثير ج 1 / ص 174؛ الدِّيباج 2/ 462؛ الفضائل / 74؛ التسلية / ح 35) إذا قدَّم بعضَ السور على بعضٍ في القراءة جاز لحديث حذيفة - رضي الله عنه -: 787/ 26 - (صلَّيتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلةٍ، فافتتح البقرةَ، فقلتُ: يركعُ عندَ المائة. ثم مضى، فقلتُ: يصلي بها في ركعةٍ، فمضى، فقلت: يركع بها. ثم افتتح النِّساءَ فقرأها، ثم افتتح آلَ عِمرانَ فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مرَّ بآية فيها تسبيحٌ سبَّح، وإذا مر بسؤالٍ سألَ، وإذا مر بتعوُّذ تعوَّذَ. ثم ركع، فجعلَ يقولُ: "سُبحانَ ربي العظيم". فكان ركوعُهُ نحوًا مِن قِيامِهِ. ثم قال: "سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ". ثم قام طويلًا، قريبًا مِمَّا رَكَعَ. ثم سجد، فقال: "سُبحان ربي الأعلى". فكان سجودُهُ قريبًا مِن قيامه. قال مسلمٌ: وفي حديث جرير من الزيادة: "فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد"). (رواه: الأعمش، عن سعد بنِ عُبَيدة، عن المُسْتَورِد بنِ الأحنف، عن صِلَةَ ابنِ زُفَرَ، عن حُذَيفة بنِ اليَمَان - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره).

(هذا حديثٌ صحيحٌ (م، عو، د، س، ت، ق، مي، حم، حب، طي، ابن أبي الدنيا تهجد، أبو عبيد، ابن الضريس، الفريابي ثلاثتُهم في فضائل القرآن، ابن نصر، ابن نصر قيام الليل، طح معاني، ومشكل، هق، المزي) (ابن كثير 1/ 175؛ التسلية / ح 45؛ الفضائل / 76). فصلٌ: وأخرجه أبو داود 874، والنسائيُّ 2/ 199 - 200، 231، والترمذيُّ في الشمائل 270، وأحمد 5/ 398، وابنُ المبارك في الزهد 101، والطيالسي 416، وابن أبي الدنيا في التهجد ج 3 / ق 185/ 2، والبغوي الكبير في مسند ابن الجعد 89، وابنُ نصر في تعظيم قدر الصلاة 313، وفي قيام الليل ص 114، والطحاوي في المشكل 1/ 307 - 308، والبغوي في شرح السنة 4/ 20 من طرق عن شعبة، قال: أخبرني عَمرو بنُ مرَّة، أنه سمع أبا حمزة، يحدث عن رجل من عبس -شعبة يرى (¬14) أنه صلة بن زفر-، عن حذيفة، أنه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي من الليل، فكان يقول: "الله أكبر -ثلاثًا-، ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة". ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع فكان ركوعه نحوًا من قيامه، وكان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم"، ثم رفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحوًا من ركوعه، يقول: "لِرَبِّي الحمدُ"، ثم سجد فكان سجوده نحوًا من قيامه، فكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين ¬

_ (¬14) وكذا رجحه ابنُ صاعد، كما في الزهد لابن المبارك.

نحوًا من سجوده، وكان يقول: "رب اغفر لي، رب اغفر لي". فصلَّى أربعَ ركعاتٍ، فقرأ فيهن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة أو الأنعام. شكَّ شعبةُ. وخالفه العلاء بنُ المسيب فرواه، عن عَمرو بن مرَّة، عن أبي حمزة طلحة بنِ يزيد، عن حذيفة نحوه، ولم يذكر "السور"، وأسقط ذكر الواسطة بين أبي حمزة وحذيفة. أخرجه ابنُ نصر في قيام الليل ص 181، قال: ثنا إسحاق: نا النضر بنُ محمد، عن العلاء بنِ المسيب. والعلاء بنُ السيب ثقة، لكن قال الحاكم: "له أوهام في الإسناد والمتن"، وقال الأزديُّ: "في حديثه نظر". وشعبة أوثق منه، وروايته أولى. وإذ قد رجحنا رواية شعبة، فقد خالف أبو حمزة: المستورد بنَ الأحنف، فزاد "المائدة" أو "الأنعام"، ثم خالف في ترتيب السور، فجعل: "آل عمران" قبل: "النساء". وأبو حمزة هو: طلحة بنُ يزيد كما قال النسائيُّ والترمذيُّ عقب تخريجهما للحديث، وقد وثقه النسائيُّ وابنُ حبان. ولكن رواية المستورد بن الأحنف هي الراجحة، ولا يَرِدُ الجمعُ هنا لاتحاد المخرج، فذكر "المائدة" أو "الأنعام" شاذٌ عندي، والله أعلم. (التسلية / ح 45). وأيضًا لحديث عائشة رضي الله عنها: 788/ 27 - (إني عِندَ عائشةَ أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -، إذ جاءَها عِراقيٌّ، فقال: أيُّ الكَفَنِ خيرٌ؟ قالت: ويحُكَ وما يضرُّكَ. قال: يا أمَّ المؤمنين أَرِينِي مُصحَفكِ! قالت: لِمَ؟ قال: لَعَلِّي أُؤَلِّفُ القرآنَ عليه فإنه يُقرأُ غيرَ مؤلَّفٍ. قالت: وما يَضُرُّكَ أيَّهُ قرأتَ قبلُ!

إنما نزلَ أوَّلَ ما نزلَ منه: سورة مِن المُفَصِّل فيها ذِكرُ الجنة والنار. حتى إذا ثابَ الناسُ إلى الإسلام نَزَلَ الحلالُ والحرامُ. ولو نزل أولَّ شيءٍ لا تشربوا الخمرَ لقالوا: لا ندَعُ الخمرَ أبدًا. ولو نزلَ لا تزنُوا لقالوا: لا ندعُ الزِّنا أبدًا. لقد نزلَ بمكةَ على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وإني لجارِيةٌ ألعبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر / 46]. وما نزلت سورةُ البقرةِ والنِّساءِ إلا وأنا عندَه. قال: فأخرجتَ له المصحفَ، فأَمْلَتْ عليه آيَ السُّوَرِ. لفظ البخاري. قال الحافظ في الفتح 9/ 39 - 40: قال ابنُ بطال: لا نعلم أحدًا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة لا داخل الصلاة ولا خارجها. بل يجوز أن يقرأ الكهفَ قبل البقرةِ، والحجَ قبل الكهف مثلًا. وأمَّا ما جاء عن السلف من النهي عن قراءة القرآن منكوسًا، فالمراد به أن يقرأ مِن آخر السورةِ إلى أوَّلها، وكان جماعةٌ يصنعون ذلك في القصيدة من الشعر مبالغةً في حفظها وتذليلا للسانه في سردها، لمنع السلف ذلك في القرآن فهو حرام فيه. وقال القاضي عياض في شرح حديث حذيفة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في صلاته في الليل بسورة النساء قبل آل عمران: هو كذلك فى مصحف أُبَيّ بنِ كعب، وفيه حجةٌ لِمَن يقول أن ترتيب السور اجتهاد وليس بتوقيف مِنَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو قول جمهور العلماء واختاره القاضي الباقلاني، قال: وترتيب السور ليس بواجب في التلاوة، ولا في الصلاة، ولا في الدرس، ولا في التعليم، فلذلك اختلفت المصاحف، فلما كُتِب مصحف عثمان رتَّبُوه على ما هو عليه الأن، فلذلك اختلف ترتيبُ مصاحف

الصحابة. ثم ذكر نحوَ كلامِ ابن بطال، ثم قال: ولا خلاف أن ترتيبَ آيات كل سورة على ما هى عليه الآن في الصحف توقيفٌ من الله تعالى، وعلى ذلك نقلتْهُ الأُمَّةُ عَن نبيِّها صلى الله عليه وسلم. اهـ.). (أخرجه البخاريُّ في صحيحه: كتاب فضائل القرآن / باب: تأليف القرآن / 9/ 38 - 39 رقم 4993 عن هشام بن يوسف. والنسائيُّ في فضائل القرآن 12 عن حجاج بن محمد الأعور. كلاهما عن ابن جريج، قال: أخبرني يوسف بنُ ماهك، قال: ... فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، س فضائل) (التسلية / ح 41؛ ابن كثير 1/ 225؛ الفضائل / 140). والجمعُ في القراءةِ بين السورتين في الركعة الواحدة جائزٌ، لحديث ابن مسعود. رواه عنه جماعةٌ. أولًا: أبو وائل، عنه: ويرويه عن أبي وائل: الأعمش، وعَمرو بنُ مرة، وواصل بنُ حيَّان الأحدب، ومنصور بنُ المعتمر، وسيَّار أبو الحكم، وسلمة بنُ كهَيل. الأعمش عنه: 789/ 28 - (لقد تَعَلَّمتُ النَّظائِرَ التي كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقرَؤُهُنَّ: اثنين اثنين في كُلِّ ركعةٍ. فقام عبدُ الله ودخَلَ معه علقمةُ. وخرج علقمةُ، فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل، على تأليف ابن مسعود، آخرُهنَّ الحوَاميم حم الدُّخَان وعمَّ يَتساءلون. سياق البخاري.

قال الحافظُ في الفتح 9/ 42: فيه دلالة على أنَّ تأليفَ مصحفِ ابنِ مسعود على غير تأليف العثماني؛ وكان أوله الفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران، ولم يكن على ترتيب النزول. ويقال إنَّ مصحفَ عليّ كان على ترتيب النزول؛ أوله اقرأ ثم المدثر ثم ن والقلم ثم المزمل ثم تبت ثم التكوير ثم سبح وهكذا إلى آخر المكي، ثم المدني. والله أعلم. اهـ.). (يرويه ابنُ مسعود - رضي الله عنه -. ورواه عن ابن مسعود جماعةٌ من أصحابه، منهم: أبو وائل شقيق بنُ سلمة، ومسروق، وعلقمة، والأسود، وزر بنُ حُبَيش، ونهيك بنُ سِنَان. وهذا لفظ حديث الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: ... فذكره). (صحيحٌ) (خ، م) (التسلية / ح 49؛ تنبيه ج 1 / رقم 58). (¬15) عَمرو بن مرة، عن أبي وائل: 790/ 29 - (أنَّ رجلا جاء إلى ابن مسعود، فقال: إني قرأتُ المُفَصَّلَ الليلةَ كُلَّهُ في ركعةٍ. فقال عبد الله: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعر؟ فقال عبد الله: لقدْ عرفتُ النَّظائرَ التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرُنُ بينَهُنَّ. قال فذكر عشرين سورةً من المُفَصَّلِ. سورتين سورتين في كل ركعة. قال الحافظُ في الفتح 9/ 90: قوله هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر: هَذًّا بفتح الهاء وبالذال المعجمة المنونة، قال الخطابيُّ: معناه سرعة القراءة بغير تأمل كما ينشد الشعر. وأصل الهَذّ سرعةُ الدفع. اهـ. ¬

_ (¬15) ذكرتُ سياقَ مسلمٍ لحديثِ الأعمش عن أبي وائل في أبواب: العلم.

وقال أيضًا في الفتح 2/ 259: قوله لقد عرفتُ النَّظائرَ: أي السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكم أو القصص، لا المتمائلة في عدد الآي، لما سيظهر عند تعيينها. قال المحب الطبري: كنت أظن أن المراد أنها متساوية في العد، حتى اعتبرتُها فلم أجد فيها شيئًا متساويا. اهـ.). (أخرجوه من طرقٍ عن شعبة، عن عَمرو بن مُرّة، عن أبي وائل، بهذا. ورواه عن شعبة نجوم أصحابه: آدم بنُ أبي إياس، وغندر، وخالد بنُ عبد الله الواسطي، ويحيى ابنُ أبي بكر، والطيالسيُّ، وحجاج بنُ محمد، ومعاذ بنُ معاذ العنبريّ، ووهب ابنُ جرير، وعليّ بنُ الجعد). (صحيحٌ. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عَمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن عبد الله، إلا شعبة) (خ، م، عو، س، حم، طي، البزار، حب، فِر فضائل، طب كبير، طح معاني، هق شعب، خط أسماء مبهمة، ابن بشكوال) (التسلية / ح 49). واصل بنُ حيَّان الأحدب، عن أبي وائل: ذكرتُ حديثَهُ في أبواب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / باب: الذكر حتى تطلع الشمس. منصور بنُ المعتمر، عن أبي وائل: 791/ 30 - (جاء رجلٌ مِنْ بني بَجِيلَةَ، يُقال له نَهِيك بنُ سِنَان، إلى عبد الله. فقال: إنِّي أقرأُ المُفَصَّلَ في ركعةٍ. فقال عبد الله: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ لقدْ عَلِمْتُ النَّظائِرَ التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بِهِنَّ. سُورَتين في ركعةٍ). (رواه: زائدة بنُ قُدامة، وجرير بنُ عبد الحميد، كلاهما عن منصور بنِ المعتمر،

عن أبي وائل، قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (م، ابن بشكوال، طب كبير) (التسلية / ح 49). سيَّار أبو الحكم، عن أبي وائل: 792/ 31 - (جاء رجلٌ إلى عبد الله، فقال: إنِّي قد قرأتُ المُفَصَّلَ البارِحَةَ. فقال عبد الله: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، ونَثْرًا كَنَثْر الدَّقْلِ؟! إنَّمَا فُصِّلَ لِتُفَصِّلُون. لقد عَلِمْتُ النظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ بها، سورتين في ركعة). (رواه هُشَيم بنُ بشير، قال: نا سيَّار أبو الحكم، عن أبي وائل، قال: ... فذكره). (وسندهُ صحيحٌ) (حم، أبو عبيد فضائل القرآن، بحشل، طب كبير، طح معاني، هق شعب) (التسلية / ح 49). فصلٌ فيه حديث: سلمة بن كهيل، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: لقد علمتُ النَّظائرَ التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي بهنَّ: الذاريات، والطور، والنجم، واقتربت الساعة، والواقعة، ون والقلم، والحاقة، وسأل سائل، والنازعات، وعبس، وإذا الشمس كُوِّرت، وويل للمطففين، وحم الدخان. أخرجه البزار ج 5 / رقم 1747، قال: ثنا إبراهيم بنُ إسماعيل بنِ يحيى بنِ سلمة بنِ كهيل: ثنا أبي، عن أبيه، عن سلمة ابنِ كهيل. وأخرجه الطبرانيُّ ج 10 / رقم 9862، قال: ثنا سلمة بنُ إبراهيم ابنِ إسماعيل: حدثني أبي بسنده سواء. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا جاء به بهذا اللفظ إلا سلمة بن كهيل، ولا نعلم روى سلمة عن أبي وائل إلا هذا الحديث.

أهـ. قلت: وسنده ضعيفٌ جدًّا، فإبراهيم ضعيفٌ، وأبوه وجدُّه متروكان. لكن: أخرجه الطبرانيُّ ج 10 رقم 9861، وفي الأوسط ج 2 / ق 56/ 2، وابنُ بشران في الأمالي ج 5 / ق 49/ 2 من طريق الأزرق بن عليّ، قال: ثنا حسان ابن إبراهيم، عن محمد بنِ سلمة بنِ كهيل، عن أبيه، عن أبي وائل، عن ابنِ مسعود مثله. قال الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن سلمة بنِ كهيل إلا ابناهُ: محمد، ويحيى، تفرَّد به عن محمد: حسان بنُ إبراهيم". اهـ. قلتُ: وسنده واهٍ ومحمد ابنُ سلمة، قال الجوزجانيُّ: ذاهبٌ، واهي الحديث. وساق له ابنُ عديّ في الكامل أحاديث تدلُّ على أنه واهٍ. والله أعلم. ثانيا: علقمة والأسود، عن ابنِ مسعودٍ، قالا: 793/ 32 - (أتى ابنَ مسعودٍ رجُلٌ، فقال: إنِّي أقرأُ المفصل في ركعة، فقال: أَهَذًّا كَهَذِ الشِّعْرِ ونثرًا كَنَثْرِ الدَّقْلِ؟! لكن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأُ النَّظائِرَ السورتين في ركعة: النجم والرحمن في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، وإذا وقعت ونون في ركعة، وسأل سائل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم بيوم القإمة في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة). (رواه: إسرائيل بنُ يونس بنِ أبي إسحاق السبيعي، وزهير بنُ معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - به). (حديثٌ

صحيحٌ) (د، حم، فِر فضائل، طب كبير، طب أوسط، طح معاني) (التسلية / ح 49؛ تنبيه ج1 / رقم 58). فصلٌ: وقد توبع أبو إسحاق. تابعه: إبراهيم النَّخَعِيّ، فرواه عن علقمة، عن عبد الله نحوه. أخرجه البزار 1566، والطبرانيُّ ج 10 رقم 9857، والإسماعيليّ في معجمة 49 - بتحقيق شيخنا أبي إسحاق، عن محمد بن معمر البحراني. والهيثم بنُ كُلَيب في المسند 313، قال: ثنا ابنُ عفان العامريّ. قال كلاهما: ثنا عُبَيد الله بنُ موسى: نا عيسى بنُ قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أن رجلا أتاهُ، فقال: إني قرأتُ المفصل في ركعة! قال: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعر؟ إني لأعلم النظائرَ التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤهنَّ أو يقرأُ بهنَّ، سورتان مِنَ المُفَصَّل في كُلِّ ركعةٍ. قال البزار: لا نعلم روى عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا هذا الحديث. اهـ. قلتُ: وابنُ قرطاس متروكٌ. وتابعه: أبو حمزة ميمون الأعور القصاب، فرواه عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لا تنثروه نثر الدَّقْلِ، ولا تهذوه هذَّ الشِّعر، قِفُوا عند عجائبه، وحَرِّكُوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة. أخرجه الآجري في أخلاق حملة القرآن رقم1 وسنده ضعيفٌ جدًّا، وأبو حمزة الأعور ضعيفٌ باتفاق العلماء. وقد أخرجه البيهقيُّ في الشعب ج 2 / رقم 2042 من طريق المغيرة بنِ مسلم القسملي، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، قال: قال ابن مسعود ... فذكره فسقط ذكر "علقمة".

وأخرجه البيهقيُّ أيضًا 2041 من طريق القاسم بنِ الوليد، عن ابنِ مسعود مثله. وسنده منقطعٌ بين القاسم وابن مسعود. وسيأتي أنَّ حصين بنَ عبد الرحمن، يرويه عن إبراهيم النخعي، عن نهيك بن سنان، عن ابن مسعود. التسلية / ح 49. ثالثا: زِرّ بنُ حُبَيش، قال: 794/ 33 - (إنَّ رجُلا قال لابن مسعود: كيف تعرفُ هذا الحرفَ: ماء غير ياسن أم آسن؟ فقال: كُلَّ القرآن قد قرأتَ؟ قال: إنِّي لأقرأُ المُفَصُّلَ أجمع في ركعةٍ واحدة! فقال: أَهَذَّ الشِّعْرِ لا أبا لك؟! قد عَلِمْتُ قرائِنَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - التي كان يَقْرِنُ قَرِينتين، من أول المُفَصَّلِ، وكان أولَ مفصّل ابن مسعود: الرحمن). (رواه الإمامُ أحمد، قال: حدثنا عفان: ثنا حماد: ثنا عاصم، عن زر بنِ حُبَيش، قال: ... فذكره). (سنده حسنٌ. وصحَّحَهُ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله) (حم) (التسلية / ح 49). رابعا: مسرُوق، عن ابن مسعودٍ، قال: 795/ 34 - (أتاه رجلٌ فقال: إني قرأتُ الليلة المُفَصَّلَ في ركعةٍ!! فقال: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ النَّظائرَ: عشرين سورةٌ مِن المُفَصَّل مِن: آل حم. لفظ النسائيّ. وزاد الطبرانيُّ: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يجمعهنَّ سورتين في ركعة")

(رواه: عَمرو بنُ منصور، ومحمد بنُ زكريا الغلابي، ومحمد بنُ يحيى الذُّهلي، قال ثلاثتهم: ثنا عبد الله بنُ رجاء، قال: أبنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن يحيى ابن وثاب، عن مسروق، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: ... فذكره. وتابعه: قيس بنُ الربيع، فرواه عن أبي حصين بسنده سواء. أخرجه الفريابي في الفضائل 125، قال: ثنا محمد بنُ العلاء، قال: ثني يحيى، عن قيس، بسنده عن ابن مسعود، قال: لقد حفظتُ النَّظائرَ التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهن سورتين في كل ركعة ... الرحمن والنجم في ركعة، والذاريات والطور في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والمزمل والمدثر في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، وهل أتى على الإنسان ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة، والمرسلات وعم يتساءلون في ركعة، وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة. ومحمد بنُ العلاء: هو أبو كريب. ويحيى: هو ابنُ آدم. وزعم محقق الفضائل أنه: يحيى بنُ زياد بنِ عبد الله، وهو خطأ، وقد روى الفريابي ثلاثة أحاديث قبل هذا كلها عن يحيى بن آدم فكان ينبغي له أن يعتبر بهذا. وقيس بنُ الربيع: ضعَّفه أكثرُ النّقاد. وخالفهما -أعني: إسرائيل وقيسا-: شعبة بنُ الحجاج، فرواه عن حصين أو أبي حصين، عن يحيى بن وثاب بسنده سواء. أخرجه الطبرانيُّ ج 10 رقم 9859 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم: ثنا شعبة. هكذا شك شعبةُ، ورواية إسرائيل أولى لأنه ثقةٌ حافظٌ ولم يشك. وقد تابعه قيس ابنُ الربيع على ما فيه، وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال، كما قاله جمعٌ من

الحافظ منهم: أحمد وابنُ معين وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان والدارقطنيُّ وغيرهم. وأبو حصين هو عثمان بن عاصم بنِ حصين: ثقة حافظٌ). (حديثٌ صحيحٌ) (تخريج حديث إسرائيل: س، الذُّهلي جزء من حديثه، طب كبير) (التسلية / ح 49). خامسًا: نَهِيك بنُ سنان، قال: 796/ 35 - (أنَّهُ أتى عبد الله بنَ مسعود، فقال: قرأتُ المُفَصَّلَ الليلةَ في ركعةٍ، فقال: هَذًّا مثلَ هَذِّ الشِّعرِ، أو نَثْرًا مثل نَثْرِ الدَّقْلِ؟! إنَّما فُصِّلَ لِتُفَصِّلُوه لقد علمتُ النَّظائِرَ التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرِنُ، عشرين سورةً: الرحمن والنجم، على تأليف ابنِ مسعود، كلُّ سورتين في ركعة، وذكر الدُّخَان وعمَّ يتساءلون في ركعة. {تنبيه} قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال ابنُ كثير -رحمة الله- في فضائل القرآن ص 466: "وهذا التأليف الذي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - غريبٌ مخالف لتأليف عثمان - رضي الله عنه -، فإنَّ المفصل في مصحف عثمان - رضي الله عنه - من سورة الحجرات إلى آخره، وسورة الدخان لا تدخل فيه بوجهٍ". اهـ.). (أخرجاه من طريق أبي عوانة وشعبة، عن حصين بن عبد الرحمن: حدثني إبراهيم النَّخَعِيّ، عن نَهِيك بنِ سنان السُّلَمي فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ رجاله ثقات إلا نهيك بن سنان، فلم يوثقه إلا ابن حبان 5/ 480) (حم، طب كبير) (التسلية / ح 49). فصلٌ: وقد خولِفَ حُصين. خالفه: عيسى بنُ قرطاس، فرواه عن

إبراهيم النَّخَعِيّ، عن علقمة، عن ابن مسعود. وقد مرَّ تخريجُهُ في حديث علقمة والأسود عن ابن مسعود؛ ولا قيمة لهذه المخالفة، وابنُ قرطاس متروكٌ، بل كذَّبه الساجي. وقد رواه: المغيرة، عن إبراهيم، عن نهيك؛ كما في الحديث التالي: 797/ 36 - (جاء رجلٌ إلى عبد الله بنِ مسعود، فقال: إِنِّي قرأتُ المُفَصَّلَ في ركعةٍ! فقال: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ لقد علمتُ النَّظَائِرَ التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرنها: عشرين سورةً في عشر ركعات). (حدَّث به الطبرانيُّ ج 10 رقم 9867، قال: ثنا عبد الرحمن بنُ سلم الرازي: ثنا عليّ بنُ هاشم بن مرزوق!: ثنا عَمرو بنُ أبي قيس، عن مغيرة بنِ مقسم الضبيّ، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن نَهِيك بنِ سنانٍ، قال: .. فذكره. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: كذا وقع في الطبراني "عليّ بن هاشم ثنا عَمرو" ووقع فيه سقطٌ، وصوابُهُ عندي: "عليّ بن هاشم ثنا أبي، عن عَمرو" كما يأتي). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ حسنٌ، وشيخ الطبراني أبو يحيى الرازي، قال الهيثمي 4/ 333: "لم أعرفه"!! وهو: عبد الرحمن بنُ محمد بنِ سَلم، أبو يحيى الرازي. قال الذهبيُّ في التذكرة 2/ 690: "الحافظ الكبير ... وكان من الثقات". وترجمه أبو الشيخ في طبقات المحدثين 3/ 350، وقال: "كان مِنْ مُحَدِّثِي أصبهان، وكان مقبول القول". وكذا قال أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 112. وعليّ بنُ هاشم: وثقه أبو حاتم، كما في الجرح والتعديل 3/ 1 / 208. وهاشم بنُ مرزوق: وثقه أبو حاتم أيضًا في الجرح 4/ 2 / 104، وابنُ حبان

9/ 243 - 244، وقالا: "روى عن عَمرو بن أبي قيس، روى عنه ابنُهُ عليّ ابنُ هاشم". فهذا يرجح ما ذكرتُهُ من السقط. ويدل عليه أيضًا أن المزيّ ذكر في التهذيب 22/ 205 في ترجمة "عَمرو بن أبي قيس" في الرواة عنه "هاشم بن مرزوق" دون ابنه عليّ. والله أعلم. وعَمرو بنُ أبي قيس: وثقه ابنُ معين، وابنُ حبان، وقال أبو داود: "لا بأس به، في حديثه خطأ". وقال البزار: مستقيمُ الحديث) (طب كبير) (التسلية / ح 49).

18 - أبواب: الصوم والاعتكاف

18 - أبواب: الصوم والاعتكاف (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) أفضلُ الصَّوْمِ: 798/ 1 - (زَوَّجَنِي أَبِي امرأةً مِنْ قريش، فلما دَخَلَتْ عَلَيَّ جَعَلْتُ لا أَنْحَاشُ لها، مِمَّا بِيَ مِنَ القوةِ على العبادةِ، من الصوم والصلاة. فجاءَ عَمرو بنُ العاص إلى كَنَّتِهِ حتى دخلَ عليها، فقال لها: كيفَ وَجَدتِ بَعْلَكِ؟ قالتْ: خيرُ الرِّجالِ، أو كخيرِ البُعُولَةِ مِنْ رَجُلٍ لم يُفَتِّشْ لنا كَنَفًا، ولم يعرف لنا فِرَاشًا. فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَعَذَمَنِي، وعَضَّنِي بلسانه، فقال: أَنْكَحْتُكَ امرأةً مِن قريش ذاتَ حَسَبِ، فَعَضَلْتَها، وفعلتَ وفعلتَ! ثم انطلق إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فشكاني. فأرسَل إليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَيتُه، فقال لي: أتصومُ النهارَ؟ قلت: نعم. قال: وتقومُ الليلَ؟ قلت: نعم. قال: لكنِّي أصومُ وأُفْطرُ، وأُصَلِّي وأنامُ، وأَمَسُّ النِّساءَ، فمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فليس مِنِّي. قال: اقرأ القرآنَ في كُلِّ شهرٍ، قلتُ: إنِّي أجدُنِي أقوى مِنْ ذلك، قال: فاقرأه في كلِّ عشرة أيام، قلتُ: إني أجدني أقوى من ذلك، قال أحدُهما إِمَّا حُصَينٌ وإِمَّا مُغِيرةُ،

قال: فاقرأه في كل ثلاث قال: ثم قال: صُمْ في كُلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ، قلت: إنِّي أقوى مِنْ ذلك، قال: فلم يَزَلْ يرفَعُنِي حتى قال: صُمْ يومًا وأفطر يومًا، فإنَّهُ أفضلُ الصيام، وهو صيامُ أخي داودَ صلى الله عليه وسلم. قال حُصَين في حديثه: ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإنَّ لكل عابدٍ شِرَّةً، ولكل شِرَّةٍ فَتْرَة، فإِمَّا إلى سُنَّة، وإِمَّا إلى بدعة، فَمَنْ كانت فَتْرَتُهُ إلى سُنَّةٍ فقد اهتدي ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك". قال مجاهد: فكان عبد الله بنُ عَمرو حيث ضَعُفَ وكبر، يصومُ الأيامَ كذلك، يَصِلُ بعضَها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يُفطر بِعَدِّ تلك الأيام. قال: وكان يقرأُ في كُلِّ حزبه كذلك، يزيد أحيانًا وينقُصُ أحيانًا، غير أنَّه يُوفي العَدَدَ، إمَّا في سبع، وإمَّا في ثلاث. قال: ثم كان يقولُ بعدَ ذلك: لأَنْ أكونَ قبلتُ رخصةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحبُّ إِلَيَّ مما عُدِل به أو عَدَل، لكنِّي فارقْتُهُ على أمرٍ أكرهُ أَن أُخالِفه إلى غيره). (قال الإمامُ أحمد: حدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بنِ عَمرو، قال: زوجني أبي امرأة من قريش ... الحديث). (حديثٌ صحيحٌ) (تقدم تخريجه برقم 497) (التسلية / ح 59؛ ابن كثير 1/ 314؛ الفضائل / 248، تنبيه 1 / رقم 133). 799/ 2 - (كنتُ أصُومُ الدهرَ وأَقرَأُ القرآنَ كُلَّ ليلةٍ. قال: فإِمَّا

ذُكِرْتُ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وإما أَرْسَلَ إِلَيَّ فأتيتُهُ، فقالَ لي: "أَلَمْ أُخبر أَنَّكَ تَصُومُ الدهرَ، وتقرَأُ القرآنَ كُلَّ ليلةٍ؟ ". فقلتُ: بلى يا نبيَّ الله! ولم أُرِدْ بذلكَ إلا الخيرَ. قالَ: "فإِنَّ بِحَسْبِكَ أن تصُومَ مِنْ كُلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ". قلتُ: يا نبيَّ الله! إِنِّي أُطِيقُ أفضَلَ من ذلك. قال: "فإِنَّ لزوجكَ عليكَ حقًّا، ولِزَوْرِكَ عليكَ حقًّا، ولجسدك عليكَ حَقًّا". قال: "فَصُمْ صَوْمَ داودَ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإِنَّهُ كان أعبَدَ الناسِ". قالَ قلتُ: يا نبيَّ الله! وما صومُ داود؟ قالَ: "كان يَصُومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا". قال: "وَاقْرَإِ القرآنَ في كُلِّ شهرٍ". قالَ قلتُ: يا نبيُّ الله! إِنِّي أُطِيقُ أفضَلَ مِنْ ذلكَ. قال: "فَاقْرَأْهُ في كُلِّ عشرِينَ". قال قلتُ: يا نبيَّ الله! إِنِّي أُطِيقُ أفضَلَ منْ ذلك. قال: "فاقرَأهُ في كُلِّ عَشْرٍ". قال قلتُ: يا نبيَّ الله! إِنِّي أُطِيقُ أفضل من ذلك. قال: "فاقرأهُ في كُلِّ سبعِ ولا تَزِدْ على ذلك. فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عليكَ حَقًّا. وَلزَوْرِكَ عليكَ حقًّا. ولجسدِكَ عليكَ حقًّا". قال: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ. قال: وقال ليَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكَ لا تدْرِي لعلَّكَ يَطُولُ بكَ عُمْرٌ". قال: فَصِرْتُ إِلَى الذِي قالَ لِيَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أنِّي كُنْتُ قَبِلْتُ رُخصَةَ نَبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم -. وهذا سياق مسلم. والزور: جمع زائر). (أخرجوه من طرق: عن يحيى بن أبي كثيرٍ قالَ: انطلقْتُ أنا، وعبد الله بنُ يزيد

حتي نأتي أبا سلمةَ. فأرسلنَا إليهِ رسولا فخرجَ علينَا. وإذا عند بابِ دارِهِ مسجِدٌ. قالَ: فكُنَّا في المسجد حتى خَرَجَ إلينا. فقالَ: إنْ تَشَاءُوا أَنْ تدخلُوا، وإن تشاءُوا أن تقْعُدُوا ها هُنَا. قالَ فقلنَا: لا بل نقعُدُ ها هنا. فَحَدِّثْنَا. قالَ: حدَّثنِي عبد الله ابنُ عَمرو بنِ العاصِ - رضي الله عنهما - قالَ: كُنتُ أصومُ الدهر ... الحديث). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم، ابن سعد، خز، ابن جرير تهذيب، حب، البزار، طح معاني، القطيعي جزء الألف، هق، بغ، خط متفق) (التسلية / ح 59). 800/ 3 - ("إنك تصومُ الدهر، وتقوم الليل؟ " فقلتُ: نعم. قال: "إنك إنْ فعلتَ ذلك هَجَمَت له العينُ، ونَفِهَت له النفسُ، لا صامَ مَنْ صامَ الدهرَ، صومُ ثلاثة أيامٍ مِنْ كلِّ شهرٍ، صومُ الدهر". قلتُ: فإنِّي أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال: "فَصُمْ صومَ داود عليه السلام، كان يصومُ يومًا ويُفطرُ يومًا، ولا يفرُّ إذا لاقى". وهذا السياق للإمام البخاريّ. غريبُ الحديث: قوله: هَجَمَت العين، يعني: غارت وضعُفَ بصرُها. وقوله: نَفِهَت، يعني: تَعِبَت وكَلَّتْ. وقوله: لا يفرُّ إذا لاقى، فإِنَّ وجهَ اتصالِهِ بما قبله هو بيان أَنَّ صومَهُ ما كان يُضْعِفهُ عن الحربِ). (أخرجوه من طرق: عن شعبة، قال: ثنا حبيب بنُ أبي ثابت، قال: سمعتُ أبا العباس الشاعِر المكيّ -وكان شاعرًا- وكان لا يُتهم في حديثه، قال: سمعتُ عبد الله بنَ عَمرو رضي الله عنهما، قال: قال لِيَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث. ورواه عن شعبة نجوم أصحابه: محمد بنُ جعفر غندر، ويحيى بنُ أبي بُكَير، وآدم بنُ أبي إياس، ومعاذ بنُ معاذ، وأمية بنُ خالد، وأسد بنُ موسى، وخالد بنُ عبد الله الواسطي، وروح بنُ عبادة، وابنُ أبي عديّ، وعبد الرحمن بنُ مهدي، وعليّ ابنُ

الجعد، والطيالسيّ). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو مُتَمِّم، س، حم، طي، ابن جرير تهذيب، حب، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، طح معاني، طح مشكل، هق) (التسلية / ح 59). 801/ 4 - (أفضلُ الصومِ صومُ أخي داود كان يصوم يومًا ويُفطرُ يومًا ولا يفر إذا لاقى. وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: لا صامَ مَنْ صامَ الأبد). (رواه سفيان الثوريُّ، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن أبي العباس الشاعر، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: قال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. ورواه عن الثوريّ: وكيع، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكَين، ويزيد بنُ هارون). (سندُهُ صحيحٌ على شرط الشيخين) (حم، ابن جرير تهذيب، خط) (التسلية / ح 59). 802/ 5 - ("أَلَمْ أُنَبَّأ أَنَّكَ تقومُ الليلَ، وتصوم النَّهارَ؟ " فقلتُ: نعم. قال: "فَإِنَّكَ إنْ فعلتَ ذلك هجمتِ العينُ، ونفهتِ النَّفسُ، صُمْ مِنْ كُلِّ شهرٍ ثلاثة أيامٍ، فذلك صومُ الدهر أو كصوم الدهر". قلتُ: إنِّي أجدُ -قال مسعر: يعني: قوة-. قال: "فَصُمْ صومَ داود - عليه السلام -، وكان يصومُ يومًا ويُفطرُ يومًا، ولا يفرُّ إذا لاقى" لفظُ البخاريّ). (رواه: مِسْعَر بنُ كِدَام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس المكيّ، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: قال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث. ورواه عن مسعر: خلاد بنُ يحيى، ومحمد بنُ بشر، ويحيى بنُ آدم، وجعفر بنُ عون، وعليّ بنُ قادم، ومحمد بنُ عبد الله الأسدي. ورواه: وكيع، قال: ثنا الثوري

ومسعرٌ معًا، عن حبيب بنِ أبي ثابتٍ بإسناده سواء). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ) (تخريجُ حديثِ مسعر: خ، م، عو مُتَمِّم، ابن سعد، ابن جرير تهذيب، طح معاني، طح مشكل، طب أوسط. تخريجُ حديثِ وكيع: ت، ق، حم، ش، ابن جرير تهذيب) (التسلية / ح 59). 803/ 6 - ("أَلَمْ أُخْبَرُ أَنَّكَ تقومُ الليل، وتصومُ النَّهارَ؟ " قلتُ: إِنِّي أفعلُ ذلك. قال: "فإِنَّكَ إذا فعلتَ ذلك هجمتْ عيناك، ونفهت نفسُك. لِعَيْنِكَ حقٌّ، ولنَفسِكَ حقٌّ، ولأَهلِكَ حقٌّ، قُمْ ونَمْ، وصُمْ وأفطر"). (رواه: سفيان بنُ عُيَينةَ، عن عَمرو بنِ دينار، عن أبي العباس الشاعر، عن عبد الله ابنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: قال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث. ورواه عن سفيان: ابنُ أبي شيبة، والحميديُّ، وابنُ المدينيّ، وزهير بنُ حرب، ومحمود بنُ آدم المروزي، وعبد الجبار بنُ العلاء، وسعيد بنُ عبد الرحمن). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حمي، خز، هق، خط الفقيه) (التسلية / ح 59). 804/ 7 - ("صُمْ يومًا ولك أجرُ ما بَقِيَ". قال: إِنِّي أُطيقُ أكثرَ مِنْ ذلك. قال: "صُمْ يومين. ولك أجرُ ما بقي". قال إني أطيق أكثرَ من ذلك. قال: "صُمْ ثلاثةَ أيامٍ. ولك أجرُ ما بقي". قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صُمْ أربعةَ أيامٍ. ولك أجرُ ما بقي". قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: "صُمْ أفضلَ الصيامِ عند الله. صومَ داودَ - عليه السلام -. كان يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا". لفظ مسلم)

(أخرجوه من طرقٍ عن شعبة، عن زياد بنِ فيَّاض، عن أبي عِيَاض عَمرو بنِ الأسود العنسيّ، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ له: ... فذكره. ورواه عن شعبة: غندر، وعبد الصمد بنُ عبد الوارث، وحجاج ابنُ محمد، وآدم بنُ أبي إياس، وروح بنُ عبادة، وموسى بنُ داود، وعَمرو بنُ مرزوق). (حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، س، حم، طي، خز، حب، ابن جرير تهذيب، طح معاني، طح مشكل، هق، خط) (التسلية / ح 59). 805/ 8 - (ذُكِرَ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - صَوْمِي. فَدَخَلَ عَلَيَّ، فألقيتُ لهُ وِسَادةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا ليفٌ. فجلسَ على الأرض. وصارتْ الوسَادَةُ بيني وبينه. فقال لي: "أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كلِّ شهرٍ ثلاثةُ أيامٍ؟ " قلتُ: يا رسولَ الله! قال: "خمسًا". قلتُ: يا رسولَ الله! قال: "تِسعًا" قلتُ: يا رسولَ الله! قال: "أحدَ عَشَرَ" قلتُ: يا رسولَ الله! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا صوم فوقَ صومِ داودَ. شَطْرُ الدَّهرِ. صيامُ يومٍ وإِفطارُ يومٍ"). (رواه: خالد بنُ عبد الله، وعبد العزيز بنُ المختار. كلاهما عن خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، قال: دخلتُ مع أبيك زيد بنِ عليّ على عبد الله بنِ عمرو - رضي الله عنهما -، قال: ... الحديث). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، س، طح معاني، حب) (التسلية / ح 59). 806/ 9 - (أَحَبُّ الصيامِ إلى الله صيامُ داودَ. كان يصومُ نِصْفَ الدهر. وأَحَبُّ الصلاةِ إلى الله -عز وجل- صلاةُ داودَ -عليه

السلام-. كان يرقدُ شطرَ الليل. ثم يقومُ ثم يرقدُ آخرهُ. يقومُ ثُلُثَ الليلِ بعدَ شطرِهِ. قال قلتُ لعمرو بنِ دينارٍ: أعَمرو بنُ أوس كان يقولُ: يقومُ ثُلُثَ الليل بعدَ شطرِهِ؟ قالَ: نعم. وفي رواية الطائفي: حتى إذا بَقِي سُدُسُ الليلِ رَقَدَهُ). (رواه: عَمرو بنُ دينار، عن عَمرو بنِ أوسٍ، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكره. ورواه عن عَمرو بنِ دينار: ابنُ عُيَينة، ومحمد بنُ مسلم الطائفيّ، وابنُ جريج، وورقاء بنُ عُمر). (قال أبو القاسم الحنائيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، عو، د، س، ق، مي، ابن شاذان جزء ابن جريج، حم، ابن أبي الدنيا تهجد، عب، حمي، حب، ابن المنذر، البزار، ابن منده توحيد، أبو القاسم الحنائي، طح معاني، طح مشكل، ابن نصر قيام الليل، هق) (التسلية / ح 59). 807/ 10 - ("بلغَنِي أَنَّكَ تصومُ النَّهارَ، وتقومُ الليلَ. فلا تفعل. فإِنَّ لِجَسَدِكَ عليكَ حَظًّا. ولِعَينكَ عليكَ حظًّا. وإنَّ لِزَوجِكَ عليكَ حظًّا. صُمْ وأَفْطِر. صُمْ مِنْ كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ فذلك صومُ الدَّهرِ". قلتُ. يا رسولَ الله! إنَّ بِي قُوَّةً. قال: "فصُمْ صومَ داودَ -عليه السلام- صُمْ يومًا وأَفطِرْ يومًا". فكانَ يقول: يا ليتني! أَخَذْت بالرُّخْصَةِ. لفظ مسلم). (رواه سَلِيم بنُ حيَّان، عن سعيد بن مِينَاء، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: قال لِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عبد الله بنَ عَمرو! بلغني ... الحديث.

ورواه عن سليم بنِ حيَّان: عفان بن مسلم، وبهز بنُ أسد، وعبد الرحمن بنُ مهدي. وقد سقط من الإسناد عند ابن سعد: "سعيد بن ميناء، وعبد الله بن عَمرو" ونبَّه على ذلك الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر - رحمه الله - في شرح المسند 11/ 76 - 77، وأستبعدُ أن يكون اختلافًا في السند. والله أعلمُ). (حديثٌ صحيحٌ) (م، حم، ابن سعد، حب، ابن جرير تهذيب، الشجريّ) (التسلية / ح 59). 808/ 11 - ("صُمْ يومًا ولك أجرُ عَشْرَة". فقلتُ: زِدْنِي. فقال: "صُمْ يومين ولك أجرُ تِسْعَة". قلتُ: زدني. قال: "صُمْ ثلاثة أيامٍ ولك أجرُ ثمانية". قال ثابت: فذكرتُ ذلك لِمُطَرِّف، فقال: ما أُرَاهُ إلا يزداد في العمل ويَنْقُصُ مِنَ الأجر. لفظ النسائي). (أخرجوه من طرقٍ: عن حماد بنِ سلمة، عن ثابت البُنَانيّ، عن شعيب بنِ محمد ابن عبد الله بنِ عَمرو، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. ورواه عن حماد: عفان بنُ مسلم، ويزيد بنُ هارون، وروح بنُ عبادة، وعبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، وعبد الواحد بنُ غياث). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ صالحٌ، رجالُهُ ثقاتٌ إلا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عَمرو فلم يوثقه إلا ابنُ حبان. وصحَّحَ إسناده الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر - رحمه الله - في شرح المسند 10/ 54!!) (س، حم، البزار، طح معاني، طح مشكل) (التسلية / ح 59). 809/ 12 - (كيف تصوم؟ قال قلتُ: أصومُ ولا أُفْطِرُ. قال فقال لِي: صُمْ وأَفْطِرْ، وصُمْ ثلاثةَ أيام مِنْ كُلِّ شهر. فما زلتُ أُنَاقِضُهُ ويُنَاقِضُنِي حتى قال لِي: صُمْ أَحَبَّ الصيام إلى الله صيام أخي داود،

صُمْ يومًا وأفطر يومًا. قال فقال عبد الله بنُ عَمرو: فلأن أكونَ قبلتُ. رُخْصَةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يكونَ لِي حُمْرُ النَّعمِ حَسبْتُهُ. وهذا السياق لابن سعد). (أخرجوه من طرقٍ: عن عطاء بنِ السائب، عن أبيه السائب بنِ مالكٍ، عن عبد الله بنِ عَمرو - رضي الله عنهما -، قال: قال لِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عبد الله بنَ عَمرو في كم تقرأ القرآن؟ قال قلتُ: في يومٍ وليلةٍ. قال فقال لِي: ارْقُدْ وَصَلِّ، وارْقُدْ واقرأْهُ في كلِّ شهرٍ، فما زلتُ أُناقضُهُ ويُنَاقضُنِي حتى قال: اقرأه في سبع ليالٍ. قال ثم قال لِي: كيف تصوم؟ ... الحديث. ورواه عن عطاء بنِ السائب: حماد بنُ زيد، وحماد بنُ سلمة، وإسماعيل بنُ عُلَية، وهشام الدستوائي، وعبيدة بنُ حميد، وزائدة بنُ قدامة). (وهذا سندٌ صحيحٌ، لأن حماد بنَ زيد سمع من عطاء قبل الاختلاط، ورواية حماد ابن زيد وقعت عند أبي داود، كما رجَّحَهُ المزيُّ في الأطراف 6/ 299). (د، حم، طي، ابن سعد، البزار، هق شعب، أبو عَمرو الدَّاني بيان، أبو موسى المديني) (التسلية / ح 59). فصلٌ: وأخرجه أبو الحسن الحمامي في جزء الاعتكاف ق 161/ 1 من طريق محمد بنِ عبد الوهاب، عن مسعر، عن عطاء بن السائب، بسنده بذكر القراءةِ حسبُ. وفي آخره: قال عطاء، عن أبيه: اختلفنا، منا من قال:

سبع، ومنا من قال خمس. قال الحماميُّ: "حديث محفوظٌ من حديث مسعر، وهو غريبٌ من حديث محمد بن عبد الوهاب". اهـ. وتابعهم: زائدة بنُ قدامة، عن عطاء بن السائب، بسنده سواء بذكر الصيام فقط. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني 2/ 86 من طريق عبد الله بن رجاء، قال: ثنا زائدة ابنُ قدامة. وخالفه: حسين بنُ عليّ الجعفيّ، فرواه عن زائدة، عن عطاء ابن السائب، عن حرب بنِ عُبَيد الله، عن السائب، قال: حفظتُ من عبد الله أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يقرأ القرآن في خمسٍ. أخرجه الترمذيُّ في العلل الكبير ق 66/ 1، قال: ثنا الفضل بنُ موسى. وأبو موسى المديني في اللطائف ج 8 / ق 99/ 1 من طريق محمد بن عاصم أبي جعفر المديني. قالا: نا حسين هو الجعفيُّ. فخالفه في الإسناد، فزاد فيه: "حرب بن عبيد الله"، وهو ضعيفٌ. والوجه الأول أولى لموافقته رواية الجماعة. والله أعلم. الاعتكاف في رمضان مِن كل عام عشرة أيام: 810/ 13 - (كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعتكفُ كُلَّ عامٍ عشرة أيَّام، فلما كان العامُ الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرينَ يومًا. وكان يُعرَض عليه القرآنُ في كل عامٍ مرَّةً، فلما كان العامُ الذي قُبِضَ فيه: عُرض عليه مَرَّتين. قال الحافظُ في الفتح 4/ 285: قال ابنُ بطال: مواظبتُهُ - صلى الله عليه وسلم - على الاعتكاف، تدلُّ على أنَّهُ من السنن المؤكدة. وقد روى ابنُ المنذر، عن ابن شهاب، أَنَّهُ كان يقولُ: عجبًا للمسلمين، تركوا الاعتكافَ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يتركه منذ دخل المدينة حتى قبضه الله.

اهـ.). (رواه: أبو بكر بنُ عيَّاش، عن أبي حَصِين عثمان بنِ عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به. وله شاهد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - (¬1)). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، الإسماعيليّ، د، س فضائل، ق، حم، مي) (التسلية / ح 52). ... ¬

_ (¬1) انظره في أبواب: التفسير وفضائل القرآن.

19 - أبواب: الطب والأمراض والرقيات

19 - أبواب: الطب والأمراض والرقيات (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 811/ 1 - (احتجم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعطى الحَجَّامَ أجرَهُ، ولو علمه خبيثًا، لم يُعطه). (عن ابن عباس - رضي الله عنهما -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، د، تم، حم، الحامض، نعيم طب) (الأمراض 105 ح 42). 812/ 2 - (احتجمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ وجعٍ كان بهِ). (رواه حميد الطويل، قال: سُئلَ أنس - رضي الله عنه - عن الحجامة للمحرم؟ فقال: .... الحديث). (سنده صحيحٌ) (حم، الضياء) (الأمراض / 111). 813/ 3 - (إذا مرض العبدُ أو سافر كتب له مثلُ ما كان يعملُ مقيمًا صحيحًا). (رواه العوام بنُ حوشب، عن إبراهيم السكسكي، عن أبي بردة بن أبي موسى، وقد اصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفرٍ، فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له أبو بردة: سمعت أبا موسى مرارًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكر الحديث). (خ، د، حم، ش، هناد، محا، حب، ابن أبي دنيا

مرض، نعيم أخبار، هق سنن، هق شعب) (الأمراض / 63 ح 25). 814/ 4 - (إذا وقع الذُّبابُ في إناءِ أحدكم، فإنَّ في أحد جناحيه داءً وفي الآخر شفاءً، وإنه يَتَّقي جناحَهُ الذي فيه الدَّاءُ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّه). (رواه محمد بنُ عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا فذكره. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، فرواه: عُبَيد بنُ حنين -وهو اختيار البخاري، وذكرتُ لحديثه لفظين في أبواب: الأشربة والأطعمة ج1 - ، ومحمد ابنُ سرين، وثمامة بنُ عبد الله بن أنس، وقيس بنُ خالد بيت حسن. وفي الباب عن: أبي سعيد الخدري -ويأتي لفظُهُ في هذا الباب-، وعن أنس بن مالك، رضي الله عنهما). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الذهبيُّ: هذا الحديث حسنُ الإسناد. اهـ. واعلم أن هذا الحديث ثار حوله شغبٌ قديم وحديثٌ. قال أبو عَمرو غفر الله له: راجع لزاما الجزء الأول- باب: تأويل مختلف الحديث) (د، حم، خز , حب، طح مشكل، الحسن بن عرفة، هق، خط تلخيص، الذهبي سير) (الأمراض / 158 - 165 ح 66؛ التوحيد / جماد أول / 1419 هـ؛ الفوائد / 98 - 99؛ ابن أبي مسرَّة). 815/ 5 - (أرأيتَ دواءً يُتَداوى به ورقىً يُسترقى بها وتُقىً نتَّقِيها، أترُدُّ مِنْ قدر الله شيئًا؟ قال: "إنها من قدر الله - عزَّ وجلَّ -"). (رواه الزهري، عن ابن أبي خُزَامَةَ، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله! - وقال سفيانُ مرَّةً: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم - به) (حديثٌ حسنٌ). (ت، ق، حم) (الأمراض / 75 ح 28).

816/ 6 - (أصابني رمدٌ، فعادني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان من الغد أفاق بعض الإفاقة، ثم خرج ولقيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أرأيت لو أنّ عينيك لما بهما، ما كنت صانعًا؟ "قال: كنت أصبر وأحتسب. قال: "أما والله لو كانت عيناك لما بهما، ثم صبرت واحتسبت، ثم مُتّ لقيت الله -عزَّ وجلَّ - ولا ذنب لك"). (رواه: يونس بنُ أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، قال: "سمعتُ زيد بنَ أرقم - رضي الله عنه -، يقول: ... فذكره). (هذا سندٌ صحيحٌ) (حم، طب كبير، هق شعب، خط) (التوحيد / محرم / 1419 هـ؛ الأمراض / 60 ح 22). 817/ 7 - (اصبري فإنها تذهب من خبث الإنسان، كما يذهب الكير من خبث الحديد). (رواه معمر بنُ راشد، عن الزهري، قال: حدثتني فاطمة الخزاعية - رضي الله عنها -، وكانت قد أدركت عامة أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد امرأةً من الأنصار وجِعةٌ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف تجدينك؟ قالت: بخير يا رسول الله! وقد برحت بِيَ أمُّ مِلْدَم -تريد الحمى-. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... الحديث). (هذا سندٌ صحيحٌ، وإن كان ظاهره الإرسال. وتابعه صالح بنُ أبي الأخضر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث وفاطمة الخزاعية .. وساقه بنحوه. وصالح: ضعيفٌ خاصة في الزهري) (عب، طب كبير، ابن أبي عاصم آحاد، نعيم معرفة) (الأمراض / 48 - 49). 818/ 8 - (ألا أُريكَ امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال:

هذه المرأة السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! إنني أُصرَع، وإني أتكشَّف، فادعُ الله لي. فقال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يُعافيك". فقالت: أصبر. فقالت: إني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها). (رواه: يحيى بنُ سعيد القطان، قال: حدثنا عمران أبو بكر القصير، حدثني عطاء ابنُ أبي رباح، قال: قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: .... فذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، بخ، م، س كبرى، حم، ابن أبي الدنيا مرض، طب كبير، هق دلائل، نعيم حلية، بغ) (الأمراض / 49 - 50 ح 19). 819/ 9 - (الشفاءُ في ثلاثة: شَرْبَة عَسَل، وشَرْطة مِحْجَم، وكَيَّة نار، وأنهى أمتي عن الكيّ). (سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، ق، حم، طب، هق، بغ) (الأمراض / 91). 820/ 10 - (الكمأةُ مِنَ المنِّ، وماؤُهَا شِفاءٌ للعينِ). (عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: أبي سعيد الخدري، وجابر، وأبي هريرة - رضي الله عنهم -) (خ، م. ت، ق، حم، ش، حمي، الشاشي، البزار، يع، هق، نعيم طب، ابن قانع، بغ) (الأمراض / 99 ح 37). 821/ 11 - (إنَّ أَحَدَ جَنَاحي الذُّباب سُمٌّ، والآخر شفاءٌ، فإذا

وقع في الطعام، فامقُلُوه، فإنه يُقَدِّمُ السُّمَّ، ويُؤَخِّرُ الشفاءَ). (رواه: ابنُ أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، قال: دخلتُ على أبي سلمة، فأتانا بِزُبْدٍ وكتلة -وهو خليط من التمر والطحين-، فأسقط ذبابٌ في الطعام، فجعل أبو سلمة يمقُلُهُ بأُصبعه فيه، فقلتُ: يا خالُ، ماذا تصنع؟! فقال: إنَّ أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - حدثني، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره). (سنده قويٌّ، وسعيد بنُ خالد: وثقه النسائيُّ، وابنُ حبان، وقال الدارقطنيُّ: يحتج به. ولم يثبت عن النسائيّ تضعيفه. والله أعلم. وهذا حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: أبي هريرة -وتقدم لفظُهُ في هذا الباب من رواية سعيد المقبري عنه، ولفظان آخران من رواية عُبَيد بن حُنَين عنه في باب الأشربة والأطعمة من الجزء الأول-، وعن أنس ابن مالك، رضي الله عنهما. واعلم أن هذا الحديث ثار حوله شغبٌ قديم وحديثٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع لزاما باب: "تأويل مختلف الحديث" الجزء الأول) (س، س كبرى، ق، حم، طي، عبد، يع، حب، حب ثقات، طح مشكل، ابن عبد البر، هق، بغ، المزي) (التوحيد / جماد أول / 1419 هـ؛ الأمراض / 161 - 162؛ الفوائد / 101 - 102؛ بذل ح 4253). 822/ 12 - (إنَّ أفضلَ ما تداويتُم به الحجامةُ، أو: من أمثلِ دَوَائِكم الحجامة). (عن حميد الطويل، قال: سُئِلَ أنس عن كسب الحَجَّامِ؟ فقال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حَجَمهُ أبو طَيْبَة، فأمر له بصاعين من طعام، وكاتَبَهُ أهلُهُ، فرفعوا عنه من خَرَاجِهِ، قال: .. فذكر الحديث). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وفي الباب عن سمرة بن جندب وعن أبي هريرة رضي الله

عنهما، وعن غيرهما) (ط، خ، م، مي، ت، تم، حم، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، ش، حمي، طي، طح معاني، هق) (الأمراض / 104 ح 41). 823/ 13 - (إنَّ الحمَّى استأذنت. فقال: مَنْ أنتِ؟ قالت: أنا أمُّ مِلْدَمٍ. قال: أتنهدين إلى أهل قُباء؟ قالت: نعم. قال: فأتتهم، فحُمُّوا ولقوا منها شِدَّة، فاشتكوا إليه، وقالوا: يا رسول الله! ما لقينا من الحُمَّى؟ قال: "إن شئتم دعوتُ الله عز وجل فكشفها عنكم، وإن شئتم كانت لكم طَهُورًا". قالوا: بل، تكونُ لنا طَهُورًا). (رواه: الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر، قال: أتتِ الحُمّى فاستأذنت عليه، فقال: "من أنتِ " .. الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وقال الحاكم: "صحيحٌ على شرط مسلم". ووافقه الذهبيُّ وهو كما قالا. وقال المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 299): "رواة أحمد رواةُ الصحيح". وكذا قال الهيثميُّ في "المجمع" (2/ 305 - 306). وجوَّد إسناده الحافظُ ابن حجر، وله شاهد من حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه -) (حم، يع، حب، ك، هق الدلائل، ابن أبي الدنيا مرض، خط) (الأمراض / 44 ح 15). 824/ 14 - (إنَّ الشونيز ينفعُ بإذن الله عز وجل مِنْ كلِّ داءٍ إلا الموت). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (صحيحٌ. وهذا لفظ ابن شاذان) (خ، م، س طب، ت، ق، حم، ش، حمي، عب، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، ابن المنذر إقناع، ابن شاذان، هق، بغ) (الأمراض / 102 ح 40). 825/ 15 - (إنَّ الله لم ينزِل داءً إلا أنزلَ له شفاءً، إلا الهَرَمُ)

(رواه: شعبة، عن زياد بن عِلاقَة، عن أسامة بن شريك - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (د، ت، س، ق) (الأمراض / 79 ح 30). 826/ 16 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم بطريق مكة، وهو محرمٌ، وسط رأسه). (عن ابن بحينة - رضي الله عنه -). (متفقٌ عليه) (خ، م) (الأمراض / 112). 827/ 17 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - احتجمَ على ظَهْرِ قدميه، مِنْ وجع كان بهِ). (عن أنس - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (د، س، س كبرى، تم، حم، يع، خز، هق، بغ) (الأمراض / 111 ح 47). 828/ 18 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم في الأخدَعَينِ والكَاهِل. الأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق. والكاهل: ما بين الكتفين، أو موصل العنق في الصُّلب). (رواه: جرير بنُ حازم، وهمام بنُ يحيى، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ) (د، ت، تم، ق، حم، حب، يع، طي، ش، ك، ابن سعد، أبو بكر الشافعي، الحسن بن موسى) (الأمراض / 108 - 109 ح 45). 829/ 19 - (إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك، وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك). (عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: أتت امرأةٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها طَيفٌ، فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يشفيني. قال: ...

فذكره. قالت: أصبر، ولا حساب عليّ. قال الضياء: رواه الإمامُ أحمد وفي المسند، عن محمد بن عَمرو بمعناه. ورجاله على شرط مسلم). (هذا حديثٌ حسنٌ. قال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلم. ووافقه الذهبي! وليس كما قالا. وكأن المُصنف تبع الحاكم في ذلك. ومحمد بنُ عَمرو: لم يحتج به مسلمٌ، وإسناد حديثه حسنٌ. والله أعلم) (حم، حب، البزار، ك، بغ) (الأمراض / 53 - 54 ح 20). 830/ 20 - (إنَّ في الحبَّةِ السودَاءِ شفاءً مِنْ كلِّ داءٍ، إلا السَّامُ. والسَّامُ: هو الموتُ). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س طب، ت، ق، حم، ش، حمي، عب، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، ابن المنذر إقناع، ابن شاذان، هق، بغ) (الأمراض / 102 ح 40). 831/ 21 - (إنْ كان في أدويتكم خيرٌ أو يكون، ففي شَرْطةِ مِحْجَمٍ، أو شَرْبَةِ عَسْلٍ، أو لَدْغَةٍ بنارٍ تُوَافِقُ داءً، وما أُحِبُّ أن أَكتوِي). (رواه: عبد الرحمن بنُ سليمان الغسيل، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، قال: جاءنا جابر بنُ عبد الله في أهلنا، ورجلٌ يشتكي خُراجًا -أو به جِراحا- فقال: ما تشتكي؟ قال: خراج بي، قد شقَّ عليّ. فقال: يا غلام! ائتني بحجّام. فقال له: ما تصنعُ بالحجام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أنْ أُعَلِّقَ فيه مِحْجَمًا. قال: والله! إنَّ الذُّبَاب لَيُصِيبُني أو يُصِيبُني الثَّوْبُ فَيُؤذِيني، ويشق عليّ. فلما رأى تَبَرُّمَه من ذلك، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكره. قال: فجاء بحجَّام فشرطه فذهب

عنه ما يجد). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم، ابن جرير تهذيب، طح معاني، هق، هق صغير، بغ) (الأمراض / 90 ح 34). 832/ 22 - (إنما مثل العبد المؤمن حين يُصيبه الوَعَك -أو: الحُمَّى- كمثل حديدة تدخُل النار، فيذهب خبثُها، ويبقى طيبُها). (عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثُ صحيحٌ، (بخ، م, ابن سعد، يع، ابن أبي الدنيا مرض، حب، ك، هق، هق شعب) (الأمراض / 47 ح 18). 833/ 23 - (أنَّه أمرَ أبا طَيْبَةَ أن يَحْجُمَ أُمَّ سَلَمَة. قال.: حسبتُ أنَّهُ كان أخاها من الرضاعة أو غُلامًا لم يَحْتَلِم. فال الضياءُ: ولا أدري قولُ مَنْ هذا؟ ويحتمل أن يكون هذا قبل نزول الحجاب، ويجوز ذلك عند الضرورة، والله أعلم). (رواه: الليث بنُ سعد، عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، د، ق، حم، ك) (الأمراض / 113 ح 48). 834/ 24 - (أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو موعوك، فقلت: من أشد الناس بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الصالحون. لقد كان أحدهم يُبتلى بالقُمَّل حتى يقتُلَهُ، ولأحدهم كان أشدَّ فرحًا بالبلاء من أحدكم بالعطاء). (رواه: هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار. عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -) (حديثٌ صحيحٌ. هذا سندٌ جيِّدٌ. وهشاء بن سعد: وإن تكلم فيه غير واحد , فقد كان أثبت الناس في زيد بن أسلم، كما قال أبو داود) (خد،

ق، ابن سعد، طح مشكل، ك، هق، هق شعب، هق آداب) (الأمراض / 31،30 ح 6). 835/ 25 - (تداووا عباد الله فإنَّ الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً). (عن زياد بن عِلاقة، عن أسامة بن شريك - رضي الله عنه -، قال: شهدتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والأعرابُ يسألونه: يا رسول الله! هل علينا جناحٌ أن نتداوى؟ فقال: ... وذكر الحديث). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وفي الباب عن: ابن مسعود, وأبي هريرة، وأبي خزامة عن أبيه، وابن عباس.) (بخ، د، س طب، ت، ق، حم، ش، طي، حمي، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، ابن أبي عاصم آحاد، حب، الحامض، ابن عبد البر، طح معاني، طب كبير، طب صغير، نعيم أخبار، نعيم طب، ك، هق، هق صغر، بغ، ابن بشران، خط) (الأمراض / 79 - 80). 836/ 26 - (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "هل أخذتك أمُّ مِلْدَم قَطُّ؟ " قال: وما أم ملدم؟ قال: "حر يكون بين الجلد واللحم". قال: ما وجدت هذا قط. قال: "فهل صُدِعتَ قطُّ؟ " قال: وما الصُدَاعُ؟ قال: "عِرقٌ يضربُ في الرأس". قال: ما وجدت هذا قط. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار، فلينظر إلى هذا"). (رواه: عليّ بنُ مُسهر، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - به. وقال الضياء: رواه الإمامُ أحمد في مسنده عن محمد بن بشر، عن محمد بن عَمرو بمعناه. ورواه عَمرو بنُ مرزوق، عن ابن المسيب، عن أبي

هريرة - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ حسنٌ) (بخ، س كبرى، حم، البزار، حب، ك , نعيم طب) (الأمراض / 54 - 55 ح 21). 837/ 27 -) جاء رجل إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ أخي استَطْلَقَ بطنُهُ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسقِهِ عَسَلًا" فسَقَاهُ، ثم جاء، فقال: إني سقيتُهُ، فلم يَزِدْهُ إلا استِطْلاقًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسقه عسلًا". فقال له ثلاثَ مرَّات، ثم جاء الرابعةَ، فقال: "اسقه عسلًا". فقال: قد سقيتُهُ، فلم يزده إلا استطلاقًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدقَ الله وكَذَبَ بَطْنُ أخيك". فَسَقَاهُ فَبَرأَ). (رواه: قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ). (خ، الإسماعيلي، م، س كبرى، ت، إسحاق، حم، ش، يع، ك، هق، هق دلائل، بغ) (الأمراض / 94 ح 35). 838/ 28 - (جاءت الحُمَّى إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ابعثني إلى آثر أهلك عندك، فبعثها إلى الأنصار، فبقيت عليهم ستة أيام ولياليهنَّ، فاشتد ذلك عليهم، فأتاهم في ديارهم، فشكوا ذلك إليه، فجعل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يدخل دارًا دارًا، وبيتًا بيتًا، يدعو لهم بالعافية، فلما رجع تبعته امرأةٌ منهم، فقالت: والذي بعثك بالحق! إني لمن الأنصار، وإن أبي لمن الأنصار، فادع الله لي كما دعوت للأنصار، قال: "ما فشئت؟ إن شئت دعوت الله أن يعافيك، وإن شئت صبرت ولك

الجنة". قالت: أصبرُ ولا أجعل الجنة خطرًا). (رواه: إياس بنُ أبي تميمة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بهذا). (وهذا سندٌ صحيحٌ أيضًا) (بخ) (الأمراض / 50). 839/ 29 - (دخلتُ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يوعك وعكًا شديدًا. قال: "إني أوعك وعك رجلين منكم"، قلتُ: ذاك بأنَّ لك أجرين. وفي زيادة للشيخين وغيرهما: "ما من مسلم يصيبُه أذىً مِنْ مَرَضٍ فما سواهُ، إلا حطَّ الله به سيئاته، كما تحطُّ الشجرةُ ورقَها"). (رواه: الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، حم، مي، ش، ابن سعد، يع، حب، طح مشكل, هق، هق شعب، نعيم حلية، بغ) (الأمراض / 33،32 ح 8). 840/ 30 - (عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ، إن أصابته سرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر فكان خيرًا له. وفي حديث شيبان عند مسلم: "وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن"، وعند غيره: "وليس ذلك إلا للمؤمن"). (رواه: هدَّاب بنُ خالد، وشيبان بنُ فرُّوخ قالا: حدثنا سليمان بنُ المغيرة -وهذا لفظ حديثه-. ورواه أيضًا: حماد بنُ سلمة، ويُونُس بنُ عُبَيد. ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب - رضي الله عنه - مرفوعًا. لفظ حديث "حماد" ذكرتُه في "الإيمان"، أمَّا لفظ حديث "يونس" فذكرته في "الزهد" من الجزء الأول). (هذا

حديثٌ صحيحٌ) (م، مي، حم، طب كبير، حب، هق، نعيم حلية) (الأمراض / 25 ح 1). 841/ 31 - (عجبتُ للمؤمن، إن أصابه خيرٌ حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبةٌ حمد الله وصبر، فالمؤمن يُؤجر في كل أمره، حتى في اللقمة يرفعها إلى فِيّ امرأته). (رواه: أبو إسحاق السبيعيّ، عن العَيزَار بن حُرَيث، عن عُمر بن سعد، عن سعد ابن أبي وقاص - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (سي، حم، طي، عب، عبد، البزار، بغ) (الأمراض / 26 ح 2). 842/ 32 - (عُدْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في نِسْوةٍ، فإذا سقاءٌ مُعَلَّقٌ، وماءٌ يقطُر عليه من شدة ما يجدُ من الحُمَّى. فقلت: يا رسول الله! لو دعوتَ الله فأذهب عنك هذا؟ قال: "أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الذين يلُونهم، ثم الذين يلونهم"). (عن حُصَين بن عبد الرحمن، قال: سمعتُ أبا عُبَيدة بنَ حذيفة بن اليمان، يُحَدِّثُ عن عمَّتِه فاطمة بنت اليمان، قالت: .. فذكرته). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال شيخُنا في "الصحيحة" (145): "إسناده حسنٌ، رجاله كلهم ثقات غير أبي عبيدة هذا فلم يوثقه ي ابن حبان (5/ 590) لكن روى عنة جماعةٌ من الثقات". والحديث صحيحٌ لشواهده) (حم) (الأمراض / 34، 34 ح 9). 843/ 33 - (عليكم بالشفائين: العسل والقرآن)

(رواه: زيد بنُ الحباب، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا. وخالفه وكيعٌ فرواه، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد موقوفًا. وهو الصواب لأن زيد بنَ الحباب كان يأتي عن الثوري بما يُنكر. وأنكر رفعه ابنُ عديّ والبيهقيُّ. وله طريق آخر: فرواه الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن ابن مسعود موقوفًا. وهذا سندٌ صحيحٌ). (صحيحٌ موقوفًا) (ق، ك، ش، ابن جرير، عديّ، هق، هق شعب) (الأمراض / 97 - 98 ح 36). 844/ 34 - (قلت: يا رسول الله! أيُّ أشدُ الناس بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثلُ فالأمثلُ من الناس. يُبْتَلَى الرجلُ على حَسب دينه، فإن كان في دينه صلابةٌ زيد في بلائِهِ، وإن كان في دينه رِقَّةٌ، خُفِّفَ عنه، فلا يزالُ البلاءُ بالعبد حتى يمشي على الأرض ليس عليه خطيئة). (رواه: عاصم بنُ أبي النجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ حسنٌ لأجل عاصم، ولكن الحديث صحيحٌ لشواهده). (س كبرى، ت، ق، مي، حم، ش) (الأمراض / 29 ح 5). 845/ 35 - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجمُ في الأخدَعَينِ والكاهِل. وكان يحتجم لسبعَ عَشَرَةَ، وتسعَ عشرةَ، وإحدى وعشرين. الأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق. والكاهل: ما بين الكتفين، أو موصل العنق في الصُّلب). (رواه: جرير بن حازم وهمام بنُ يحيى، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - به). (قال

الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ) (د، ت، تم، ق، حم، حب، يع، طي، ش، ك، ابن سعد، أبو بكر الشافعي، الحسن بن موسى) (الأمراض / 115 ح 49). 846/ 36 - (لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكيرُ خبثَ الحديد). (عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على أمِّ السائب -أو أم المسيب- فقال: "مالك يا أم السائب -أو يا أم المسيب- تزقزقين؟ " قالت: الحمى، لا بارك الله فيها. فقال: .. الحديث). (حديثٌ صحيحٌ) (بخ، م، ابن سعد، يع، حب، ك، هق، هق شعب، ابن أبي الدنيا مرض) (الأمراض / 47 ح 18). 847/ 37 - (لا طيرة، وأُحبُّ الفألَ. قيل: وما الفألُ؟ قال: الكلمةُ الطيبةُ يسمعُها أحدُكم). (النعمان بنُ راشد الجَزَرِيّ، ومعمر بنُ راشد، وعُقَيل بنُ خالد، وشعيب بنُ أبي حمزة، وزمعة بنُ صالح الجَنَدِيّ، وإسحاق بنُ يحيى الكلبيّ، وابنُ جريج، كلُّهم: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. ورواه: زيد بنُ أبي أنيسة، عن، الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: لا طيرة، خيرُهما الفألُ، خيرُها الفأل. فخالف زيدٌ الجماعة الذين رووه، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة مرفوعًا بسياق فيه معنى الفأل كما تقدم. وزيد ابنُ أبي أنيسة أحد الثقات الرفعاء، وثقه جماهيرُ النقاد. ولكن قال أحمد: "إن حديثه

لحسنٌ مقاربٌ، وإن فيها لبعض النكارة، وهو على ذلك حسنُ الحديث". نقله العقيليُّ في "الضعفاء" (2/ 74). وقال مغلطاي في "الإكمال" (5/ 133): "قال المروزي: وسألتُه -يعني: أحمد- عن زيد بن أبي أنيسة، فحرَّك يده، وقال: صالحٌ وليس هو بذاك". وذكره الساجي في جملة الضعفاء. وذكرُ الساجي إياه في "الضعفاء" لا يدلُّ على أنه ضعيفٌ، ولكن طريقة العلماء كابن عديّ وأضرابه أنهم يذكرون الراوي في كتبهم إن وجدوا فيه مغمزا، حتى لو كان غر صحيح لتعنت الجارح أو نحوه، فإنهم يذكرون هذا الراوي، ويذبون عنه في الغالب، وإلا لو قصد الساجي أنه ضعيف لرد عليه قوله. وجملة القول أن رواية الجماعة عن الزهري أصح من رواية زيد بن أبي أنيسة، لا سيما بعد غمز أحمد إياه. والله أعلم.). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، بخ، م، حم، حب، عب جامع، طي، البزار، هق، هق شعب، طح مشكل، بغ) (تنبيه12 / رقم 2504). 848/ 38 - (لكل داءٍ دواءٌ فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ، بَرأَ بإذن الله تعالى). (رواه: عبد الله بنُ وهب، قال: أخبرني عَمرو بنُ الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن أبي الزبير, عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (حديثٌ صحيحٌ) (م، س كبرى، حم، حب، ك، ك معرفة، طح معاني, ابن عبد البر، هق، هق صغير، نعيم طب) (الأمراض / 83 ح 32). 849/ 39 - (ما أحدٌ مِنَ المسلمين يُصابُ ببلاءٍ في جسدِهِ، إلا أمر الله الحفظةَ الذين يحفظونه، فيقول: اكتبوا لعبدي كل يومٍ وليلةٍ مثلَ ما كان يعملُ من الخيرِ، ما دام محبوسًا في وَثَاقِي)

(عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ!. كذا! والقاسم لم يخرج له البخاري احتجاجًا. وفي الباب عن أنس، وأبي هريرة، وابن مسعود، وسلمان، وعقبة بن عامر، وغيرهم) (مي، حم، ش، البزار، طب كبير، ك، هق شعب) (الأمراض / 63، 64 ح 26). 850/ 40 - (ما أنزلَ الله داءً، إلا أنزلَ له شفاءً). (عُمر بنُ سعيد, عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، ق، ش، ابن عبد البر، نعيم طب، بغ) (الأمراض / 77 ح 29). 851/ 41 - (ما رأيتُ الوجعَ على أحدٍ أشد منه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). (شقيق بنُ سلمة أبو وائل الكوفي، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، الإسماعيلي، م، س كبرى، ق، حم، يع) (الأمراض / 28 ح 4). 852/ 42 - (ما كان أحدٌ يشتكي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا في رأسه إلا قال: "احتجم"، ولا وجعًا في رِجْلَيه إلا أخضَبَها). (عن سلمى - خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورضي الله عنها -). (هذا حديثٌ حسنٌ) (ت، ق، طب كبير) (الأمراض / 107 ح 44). 853/ 43 - (ما من مسلمٍ يُصيبُه أذىً مِنْ مَرَضٍ فما فوقه، إلا

حاطَّ الله خطايَاه، كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَها). (عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (أخرجاه في "الصحيحين" من حديث الأعمش) (الأمراض / 40, 41 ح 13). 854/ 44 - (مَنْ أهَرَاق منه هذه الدماءَ فلا يضرُّه أن لا يتداوى بشيء). (رواه: الوليد بنُ مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن أبي كَبْشَة الأنماري - رضي الله عنه -، قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم على هَامَتِه وبن كَتِفَيْه ويقولُ: ... فذكر الحديث). (هذا حديثٌ حسنٌ. والوليد بنُ مسلم لم يصرح في جميع الإسناد، ولكنه توبع. تابعه حفص بنُ غيلان، عن ابن ثوبان به. وحفص: هذا صدوقٌ، تُكُلِّم فيه بكلام خفيف) (د، ق، ابن سعد، ابن أبي عاصم آحاد، هق، كر) (الأمراض / 110 ح 46). 855/ 45 - (مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْع تَمْرَاتٍ عَجْوَةٍ، لم يَضُرّهُ ذلكَ اليومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ). (رواه: هاشم بنُ هاشم، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - مرفوعًا فذكره. ورواه عن هاشم جماعةٌ منهم: شجاع بنُ الوليد، ومروان ابنُ معاوية الفزاري، وأحمد بنُ بشير, وأبو أسامة حماد بنُ أسامة، ومكيّ بنُ إبراهيم،

وأبو ضمرة أنس بنُ عياض). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، الإسماعيلي، م، عو، د، حم، ش، حمي، يع، الدورقي، البزار، هق، نعيم طب، بغ) (التوحيد / ذو القعدة / 1419 هـ؛ الأمراض / 139 - 140 ح 59؛ مسند سعد / 132 ح 70؛ مجلسان النسائي / 73 ح 40). 856/ 46 - (مَنْ كان له عملٌ يعمله، فشغله عنه مرضٌ أو سفرٌ، فإنَّه يُكتبُ له صالح ما كان يعمل، وهو صحيحٌ مقيمٌ). (عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا) (قال الضياء: أخرجه البخاري بمعناه) (طب كبير) (الأمراض / 63 ح 25). 857/ 47 - (من يُرِدِ الله به خيرًا، يُصِب مِنه). (رواه: الإمامُ مالك، عن محمد بنُ عبد الله بنِ عبد الرحمن بنِ أبي صعْصَعَة، قال: سمعتُ أبا الحُباب سعيد بنَ يسار، يقول: سمعتُ أبا هريرة - رضي الله عنه -، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، س الكبرى، ط، حب، هق شعب، بغ). (الأمراض / 27 ح 3). 858/ 48 - (وضعت يدي على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فوجدت الحمّى عليه شديدةً من فوق الثوب، فقلت: يا رسول الله! إنها عليك لشديدةٌ. فقال: "إنا كذلك معاشر الأنبياء يُضاعَفُ علينا البلاءُ كما يُضاعف

الأجر" قلتُ: يا رسول الله! أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء". قلت: ثم من؟ قال: "ثم الصالحون، وإن كان أحدُهُم ليُبتَلَى حتى ما يجدُ إلا العباءةَ يجُوبُها، وإن كان أحدهم ليُبتَلَى بالقُمَّلِ، وإن كان أحدُهُم ليفرحُ بالبلاءِ يُصيبُه كما يفرح أحدُكُم بالغائبِ أو بالرَّخاء"). (رواه: هشام بنُ سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ جيِّدٌ. وهشام بنُ سعد وإن تكلم فيه غير واحد فقد كان أثبت الناس في زيد بن أسلم كما قال أبو داود) (بخ، ق، ابن سعد، طح مشكل، ك، هق، هق شعب، هق آداب) (الأمراض / 31 ح 7). ***

20 - أبواب: الطهارة والمسح والتيمم والسواك والحيض والنفاس

20 - أبواب: الطهارة والمسح والتيمم والسواك والحيض والنفاس (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 859/ 1 - (أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ آخر الليل، فصليتُ خلفه، فأخذ بيدي فجرَّني فجعلني حذاءَهُ، فلمَّا أقبلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على صلاته، خَنَستُ. فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا صلَّى، قال لي: ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟ ". فقلتُ: يا رسول الله! أَوَ ينبغي لأحدٍ أَنْ يُصَلِّي حذاءكَ، وأنتَ رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبتُهُ، فدعا الله لي إنْ يزيدني عِلمًا وفَهْمًا. قال: ثم رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نامَ حتى سمعتُةُ ينفخ، ثم أتاهُ بلالٌ، فقال: يا رسولَ الله! الصلاةَ. فقامَ فصلَّى، ما أعادَ وضوءً. قوله: خَنَستُ يعني: تأخرت. قوله: فأعجبتُهُ، وقد تضبط هكذا: فأعجَبَتْه يعني: مقالتي) (رواه: عبد الله بنُ بكر بنِ حبيب السهمي، قال: ثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عَمرو بن دينار! أنَّ كريبًا أخبره أنَّ ابنَ عباس - رضي الله عنهما - قال: ....

فذكره). (ورواه: ابنُ عُيَينة، عن عمرو بن دينار به مختصرًا؛ وأصله في "الصحيحين") (حم، ش، ابن جرير تهذيب، الحسن ابن عرفة، نعيم حلية) (التسلية / ح 8). 860/ 2 - (إذا أتى أحدُكم أهلَه، ثم أراد أنْ يعود فليتوضأ). (رواه: أبو المتوكل الناجي عليّ بنُ داود، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا) (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، عو، حم، حمي، ش، خز، محا، سمويه، نعيم طب، بغ) (التوحيد / جمادى الآخرة / 1422 هـ؛ الإنشراح / 49 ح 43؛ تنبيه 10/ رقم 2203). 861/ 3 - (إذا توضُّأَ العبدُ المسلمُ -أو المؤمنُ-، فغَسَلَ وجههُ، خَرَجَ من وجههِ كلُّ خَطِيئَةٍ نظرَ إليهَا بعينَيْهِ مع الماءِ أو مع آخرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غَسَلَ يدَيْهِ خرجَ من يديهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كان بطشَتْهَا يَدَاهُ مع الماءِ أو مع آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فإذا غَسَل رِجْلَيْهِ خرجتْ كُلُّ خطيئةٍ مَشَتْهَا رجلاهُ مع الماءِ أو مع آخرِ قَطْرِ الماء، حتى يَخْرُجَ نقيًّا من الذُّنُوبِ). (رواه: مالك، عن سهيل بن أبي صالح , عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: .. فذكره) (هذا حديثٌ صحيحٌ. فلعل ترك التنشيف لمراعاة ذلك المعنى، وإذا كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المبرأ مِنَ الدنس، المغفور ذنبه كله يفعل ذلك، فَمِنْ باب أولى نفعله نحنُ، وهو إنما فعله لنتأسى به، وتُعُقِّبَ هذا الجواب بأنَّ ميمونةَ -رضي الله عنها- لما أعطته المنديل لم يأخذه، وجعل ينفض يده بالماء، وهذا داخل في باب

الإزالة فهو يستوي مع التنشيف. وهذا التعقب لا يخفى ضعفُهُ، لأنَّ نفض اليد لا يمنع قطرَ الماء وانفصاله عن العضو، وفي المسألةِ بسطٌ. فال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر بسط ذلك فيما يأتي عند أثر أنس - رضي الله عنه -: أنه كان يمسح وجهه بالمنديل بعد الوضوء (م) (التوحيد / رمضان / 1414 هـ). 862/ 4 - (إذا كان الماءُ قُلَّتَين، لم يُنَجِّسْه شيءٌ). (رواه أبو أسامة، قال: ثنا الوليد بنُ كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُمر، عن أبيه، قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الماء يكون بأرض الفلاة، وما ينوبه من السباع والدواب؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - .. فذكره). (حديثٌ صحيحٌ. وقد رواه أبو أسامة على وجوه كلُّها صحيحةٌ، وقد أفضتُ في بيان ذلك في جزء لي سمّيتُه "درء العبث عن حديث إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" ولعلي أطبعه قريبًا، ثم نقلتُ الجزء الخاص بإثبات صحته في بذل الإحسان رقم52، وفي جزء للعلائي حول هذا الحديث) (س، مي، خز، حب، طح معاني، طح مشكل) (مجلسان الصاحب / 37 ح 7؛ بذل 2/ 13، ح 52، 328؛ حديث القلتين / 14؛ غوث 1/ 52 ح 44 - 46؛ درء العبث). 863/ 5 - (إذا وَجَدَ أحدُكم في بطنه شيئًا، فأشكل عليه أَخَرَجَ منه شيءٌ أم لا، فلا يخرجنَّ من المسجد حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا. هذا سياق مسلم). (رواه: زهير، وجرير بنُ عبد الحميد، وحماد بنُ سلمة، وعبد العزيز بنُ محمد، وخالد بنُ عبد الله الواسطي، وعليّ بنُ عاصم وغيرهم، عن سهيل بنِ أبي صالح،

عن أبيه، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. بينما رواه شعبة بنُ الحجاج، عن سهيل ابنِ أبي صالح بهذا الإسناد، مختصرًا: لا وضوء إلا من صوت أو ريح). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وسياقُ حديث شعبة سيأتي تخريجه وبيانُه في هذا الباب. وراجع كلام أهل العلم في الجمع بين الروايتين في الجزء الأول -باب" تأويل مختلف ومشكل الحديث") (م، عو، د، ت، مي، حم، خز، هق) (حديث الوزير / 160 - 161 ح 47). 864/ 6 - (أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - توضَّأَ، ومسحَ على ناصيته، وعلى العِمَامة، وعلى الخُفَّين). (قال ابن الجارود: ثنا عبد الرحمن بنُ بِشر: ثنا يحيى -يعني ابن سعيد-، عن سليمان التيميّ، عن بكر بن عبد الله المزني، عن الحسن البصري، عن ابن المغيرة ابن شعبة، قال بكرٌ: وقد سمعناه من ابن المغيرة، عن أبيه به. وقد رواه عامر الشعبيُّ، عن عُروة بنِ المغيرة بنِ شعبة، ويأتي له سياقان"). (إسنادُهُ صحيحٌ) (خ، م، عو، د، س، حم، شفع الأُم، خز، حب، جا، بغ) (غوث 1/ 78 ح 83؛ كتاب المنتقى / 38 ح 91؛ تنبيه12 / رقم 2437). 865/ 7 - (أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الخلاءَ، فوضعتُ له ماءً، فجاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَن صَنَعَ هذا؟ "قلتُ: ابن عباسٍ! قال: "اللهم فقهه في الدين"). (رواه: أبو النضر هاشم بنُ القاسم، قال: ثنا ورقاء بنُ عُمر اليشكُرِيّ، قال: سمعتُ عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. ورواه عن

هاشم بن القاسم هكذا جماعةٌ من الثقات، منهم: أحمد بنُ حنبل، وعبد الله بنُ محمد المُسندي، وزهر بنُ حرب، وأبو بكر بنُ أبي النضر، والعباس بنُ محمد الدوري). (صحيحٌ. وفي رواية أبي النضر هذه: أنَّ ابنَ عباس هو الذي وضع الماء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من غير أمر. وفي رواية وكيع، عن ورقاء: فيها أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أمره بوضع الماء. انظر الجمع بين الروايين فيما يأتي, ومطلع رواية وكيع: كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت خالتي ميمونة ....) (خ، م، س كبرى، حم، حم فضائل، يع، هق دلائل) (ابن كثير 1/ 116؛ التسلية / ح 8). 866/ 8 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغسِلُ المَنيّ ثم يخرُج إلى الصلاة في ذلك الثوب، وأنا أنظُرُ إلى أَثَرِ الغَسل فيه. السياق لمسلم، وسيأتي سياق البخاري). (أخرجه البخاريُّ 1/ 332 في كتاب الوضوء رقم 230، قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا عَمرو بنُ ميمون، عن سليمان , قال: سمعتُ عائشة - رضي الله عنها -. ح. وحدثنا مسدد، قال: ثنا عبد الوحد، قال: ثنا عَمرو بنُ ميمون، عن سليمان بن يسار، قال: سألتُ عائشة عن المَنِيِّ يصيبُ الثوب؟ فقالت: كنتُ أغسِلُهُ من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وأخرجه مسلم 3/ 197 شرح النووي- رقم 289/ 108 محمد فؤاد عبد الباقي، قال: ثنا أبو بكر بنُ أبي شيبة: ثنا محمد ابنُ بشر، عن عَمرو بن ميمون، قال: سألتُ سليمان بنَ يسار عن المَنيّ يُصِيبُ ثوبَ الرجل، أيغسِلُهُ أم يغسِلُ الثوبَ؟ فقال: أخبرتني عائشة .. وساق الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وفيه إثبات سماع سليمان بن يسار من عائشة. فقد قال

الشافعي في الأم: لم يسمع سليمان بن يسار من عائشة حرفًا قط. اهـ. وقد ثبت سماعه منها كما رأيت في البخاري ومسلم) (خ. م) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 867/ 9 - (أنه كان يمسح وجههُ بالمنديل بعد الوضوء). (عن أنس - رضي الله عنه - موقوفًا عليه. يعني من فعل أنس). (سندُهُ صحيحٌ. وحاصل الجواب أن التنشيف جائزٌ. وروى ابن المنذر نحوه عن: عثمان بن عفان، والحسين بن عليّ، وبشر بن أبي مسعود. ورخص فيه: الحسن، وابنُ سيرين، وعلقمة، والأسود، ومسروق. وهو قول: الثوري، ومالك، وأحمد، وأهل الرأي. وأخرج أبو داود (245)، وأحمد (6/ 336)، والإسماعيلي، وأبو عوانة في "المستخرج"، عن الأعمش، أنه سأل إبراهيم النَّخَعيّ عن رد المنديل؟ فقال: كانوا لا يرون بالمنديل بأسًا، ولكن كانوا يكرهون العادة. أما حديث ميمونة الذي أخرجه الشيخان وغيرهما، في صفة غسل الجنابة، وفيه من لفظ مسلم قالت ميمونة: "ثم أتيتُهُ بالمنديل فردَّهُ". ولي لفظ البخاريّ: "فناولتُهُ ثوبًا فلم يأخذه" ليس في هذا دليلٌ على كراهة التنشيف لأنها واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال، فيجوز أن يكون عدم الأخذ يتعلق بأمر آخر، لا يتعلق بكراهة التنشيف، بل لأمرٍ يتعلق بالخرقة، أو لكونه كان مستعجلًا، أو لغير ذلك. قاله الحافظُ في الفتح 1/ 363. وقال التيميُّ: وفي هذا الحديث دليلٌ على أنه كان يتنشف، ولولا ذلك لم تأته بالمنديل. وهو فهمٌ حسنٌ. وقال ابنُ المنذر 1/ 419: وهذا الخبر لا يُوجب حظر ذلك ولا المنع منه لأن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم ينه عنه، مع أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قد كان يدع الشيءَ لئلا يشق على أمته. اهـ) (ابن المنذر، الأثرم) (التوحيد / رمضان

/ 1414 هـ). 868/ 10 - (بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سرِيَّةً فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العَصَائِبِ والتَّسَاخِين). (أخرجه أبو داود 146، والحاكم 1/ 169، والطبرانيُّ في مسند الشاميين 477، والبيهقيُّ 1/ 62 عن أحمد بن حنبل -وهو في مسنده 3/ 277 - . وأبو عبيد في غريب الحديث 1/ 178. والطبرانيُّ في مسند الشاميين 477 عن مُسَدَّد بنِ مُسَرْهَد. قال ثلاثُتُهم: ثنا يحيى بنُ سعيد القطان، عن ثور بنِ يزيد، عن راشد بنِ سعد، عن ثوبان - رضي الله عنه -، قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث). (صحيحٌ. وفيه سماع راشد بن سعد من ثوبان - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وليس كما قال، فإن ثورًا لم يرو له مسلمٌ، وراشد بنُ سعد لم يحتج به الشيخان كما قال الزيلعي في نصب الراية 1/ 165. وصحح النوويُّ إسناده في المجموع 1/ 408. ولكن أعله الحافظُ ابن حجر في التلخيص بقوله: "هو منقطع". ولعله يشير إلى ما نقلوه عن أحمد وأبي حاتم وإبراهيم الحربي أن راشد بنَ سعد لم يسمع مِن ثوبان، وخالفهم في هذا الإمام البخاريُّ فإنه ترجم لراشد بنِ سعد في التاريخ الكبير 2/ 1 / 292، وقال: "سمع ثوبان". والبخاريُّ حجة في هذا الباب، وروى عن حيوة: ثنا بقية، عن صفوان بنِ عَمرو، قال: ذهبت عينُ راشد يوم صفين. فهذا يردُّ قول أحمد ومن معه بالانقطاع، وإن ثوبان مات سنة أربع وخمسين ومات راشد سنة ثمانٍ ومائة، فقد عاصره ما يقارب عشرين عامًا، ولا يعلم عنه

تدليس، ولذلك قوى الذهبيُّ، في السير 4/ 491 إسناد هذا الحديث. والله أعلم.). (د، حم، أبو عُبَيد غريب، ك، طب مسند الشاميين، هق) (مجلة التوحيد / جمادى الآخر / سنة 1425 هـ). 869/ 11 - (دَعْهُمَا، فَإِنِّي أدخلتُهُما طاهرتين- فمسح عليهما). (رواه زكريا بنُ أبي زائدة، عن عامر الشعبيّ، عن عُروة بنِ المغيرة بن شعبة، عن أبيه، قال: كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة في سفرٍ، فقال: "أَمَعَكَ ماءٌ؟ " قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء فأفرغتُ عليه من الإداوة , فغسل يديه ووجهه، وعليه جُبَّة من صوف، فلم يستطع أن يُخْرِجَ زراعيه منهما حتى أخرجهما من أسفل الجُبَّةِ, فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويتُ لأنزِعَ خُفَّيه، فقال: .. وذكره). (قال الحافظُ في الفتح: وزكريا مدلسٌ، ولم أره من حديثه إلا بالعنعنة، لكن أخرجه أحمد، عن يحيى القطان، عن زكريا؛ والقطان لا يحملُ من حديث شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم، صرَّح بذلك الإسماعيليُّ. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فقد صرَّح زكريا بنُ أبي زائدة بالتصريح من عامر الشعبي. وأخرجه أبو عوانة (1/ 255) ... ومما يدلُّ على أنَّ الحافظَ لم ينظر في أبي عوانة أنه لم يعزُ إليه هذا الحديث في إتحاف المهرة 13/ 424 وفات المحقق أن يستدرك هذا الحديث في موضعه، بل إن الطريقَ الذي ذكره الحافظُ وهو طريق يحيى القطان عن زكريا، فات الحافظ أن يذكره ضمن طرق المسند في الإتحاف، واستدركه المحقق. فالحمد لله على توفيقه) (خ، عو: وهذا سياق أبي عوانة. وقد أخرجه ابنُ الجارود من طريق بكر بنِ عبد الله المزني والحسن البصريّ، عن ابن المغيرة بن شعبة، وتقدم سياقه) (تنبيه 12/ رقم 2437؛ غوث 1/ 78 ح 83؛ كتاب المنتقى / 38 ح 91).

870/ 12 - (رأيت أنس بنَ مالك أتى قباء فبال، ثم أُتِيَ بوَضوء, فتوضأ، فغسل وجهَهُ ويديه إلى المرفقين، ومسحَ برأسِهِ، ومسحَ على الخُفَّين. ثم جاء المسجد فصلَّى). (رواه: مالك، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقيَش، أنَّهُ قال: .. فذكره). (ط) (تنبيه 12 / رقم 2353). 871/ 13 (رأيتُ عمر بنَ الخطاب بال قائمًا، زاد الطحاوي: "فأجنح -يعني: مال- حتى كاد يُصرع"). (رواه الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: .. فذكره). (سنده صحيح، ولا يُعَلّ بتدليس الأعمش، لأن شعبة رواه عنه -عند الطحاوي-، وقد ثبت عن شعبة، أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وقتادة، وأبي إسحاق السبيعي". قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع لزاما الجزء الأول، باب: "تأويل مختلف ومشكل الحديث") (ش، طح معاني) (التوحيد / ربيع أول / 1419 هـ؛ بذل 1/ 260). 872/ 14 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ عندَ كل صلاة، فلما كان يوم الفتح، توضأ، ومسح على خفيه، فصلى الصلوات بوضوء واحدٍ، فقال عُمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله، إنك فعلت شيئًا لم تكن تفعله، قال: "إني عمدًا فعلتُه يا عُمر"). (رواه سليمان بنُ بُرَيدة بن الحصيب، عن أبيه - رضي الله عنه -). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م،

عو، د، س، ت، ق، حم، مي، طي، أبو عبيد طهور، السراج، خز، حب) (التوحيد / شوال / 1419 هـ؛ 1426 هـ / جمادى الأولى؛ غوث 1/ 15 ح 1؛ بذل ح 133؛ تنبيه 10 / رقم 2204). 873/ 15 - (كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح عليهما). (أبو عوانة، عن أبي يعفور الكوفي عبد الرحمن بن عُبَيد، قال: سألتُ أنس بنَ مالك عن المسح على الخُفين، فقال: .. وذكره). (خولف فيه أبو عوانة. خالفه سفيان ابنُ عُيَينة، فرواه عن أبي يعفور، أنه رأى أنس بنَ مالك في دار عَمرو بن حريث، دعا بماءٍ، فتوضأ، ومسح على خفيه. هكذا موقوفًا. ويمكن الجمع بين الروايتين، بأنه رأى أنسًا مسح على الخفين فسأله. وهذا أصح إسنادٍ عن أنس في هذا الباب) (حب، هق) (تنبيه 12 / رقم 2353). 874/ 16 - (كنَّا نَحِيضُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فلا يأمُرنا به. أو قالت: فلا نَفْعلُه). (رواه: همام بنُ يحيى، قال: ثنا قتادةُ، قال: حدثتني معاذةٌ، أن امرأةً قالت لعائشة: أتُجزيء إحدانا صلاتُها إذا طَهُرَت؟ فقالت: أَحَرُورِيَّةٌ أنتِ؟ ... الحديث. قال الحافظُ في الفتح 1/ 421 - 422: قوله أن امرأة: كذا أبهمها همامٌ وبيَّن شعبة في روايته عن قتادة أنها معاذة الراوية -وهي بنت عبد الله العدوية معدودة في فقهاء التابعين-. أخرجه الإسماعيليُّ من طريقه، كل كذا لمسلمٍ من طريق عاصم وغيره عن معاذةَ. قوله أتَجزيء: بفتح أوله أي أتقضي، وصلاَتها بالنصب على المفعولية، ويُروى أتُجزيء بضم أوله والهمز، أي أتكفي المرأة الصلاة الحاضرة وهي

طاهرة ولا تحتاج إلى قضاء الفائتة في زمن الحيض؟ فصلاتُها على هذا بالرفع على الفاعلية، والأولى أشهر. قوله أحرورية: الحروري منسوب إلى حروراء، بفتح الحاء، وضم الراء المهملتين، وبعد الواو الساكنة راء أيضًا، بلدةٌ على ميلين من الكوفة، ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري لأنَّ أوَّلَ فرقةٍ منهم خرجوا على عليّ - رضي الله عنه - بالبلدة المذكورة فاشتهروا بالنسبة إليها، وهم فِرَقٌ كثيرة، لكن مِن أصولهم المتفق عليها بينهم الأخذُ بما دلّ علية القرآن وردُّ ما زاد عليه من الحديث مطلقًا، ولهذا استفهمت عائشةُ معاذةَ استفهام أنكار، وزاد مسلمٌ في رواية عاصم عن معاذة: فقلتُ: لا ولكني أسأل. أي سؤالا مجردًا لطلب العلم لا للتعنت، وفهمت عائشةُ عنها طلبَ الدليل فاقتصرت في الجواب عليه دون التعليل، والذي ذكره العلماءُ في الفرق بين الصلاة والصيام أنَّ الصلاة تتكرر فلم يجب قضاؤها للحرج، بخلاف الصيام. اهـ.). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع قتادة من معاذة العدوية. وردٌّ على يحيى القطان والإمام أحمد، إذ ذكر ابنُ أبي حاتم في المراسيل رقم 636، عن أبي بكر محمد بن خلاد، عن يحيى بن سعيد القطان، قال: "قتادة لم يصح عن معاذة"، يعني: لم يصح سماعه. ونقلَ الميمونيُّ عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون في "مسائله عن أحمد" أنه قال: "قتادة لم يسمع من معاذة". اهـ. كذا قالا: والصواب أنه سمع منها أحاديث منها ما: أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ وغرهما. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا - رضي الله عنه - وأخرجتُها فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في أحاديث منها أرقام: 94، 137، 299، 362، 495). (خ، س، ق، حم، ش) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124).

875/ 17 - (كنتُ أغتسلُ أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إناءٍ بيني وبينه واحدٍ، تختلف أيدينا فيه، فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان. هذا لفظ مسلم). (رواه عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة - رضي الله عنها -). (حديثٌ صحيحٌ. قال الحافظ في "الفتح" (1/ 364): استدل به الداودي على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته وعكسه، ويؤيده ما رواه ابنُ حبان من طريق سليمان بنِ موسى، أنَّه سُئِل عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته؟ فقال: سألتُ عطاءً، فقال: سألتُ عائشة فذكرت هذا الحديث بمعناه. وهو نص في المسألة. والله أعلم. اهـ. وقال ابنُ حزم في "المحلى" (10/ 33): وحلالٌ للرجل أَنْ ينظرَ إلى فرج امرأته -زوجته، أو أمته التي يحل له وطؤها- وكذلك لهما أن ينظرا إلى فرجه، لا كراهية في ذلك أصلًا، برهان ذلك الأخبار المشهورة عن عائشةَ، وأُمِّ سلمةَ، وميمونة، أمهات المؤمنين -رضي الله عنهُنّ-: أنهنَّ كُن يغتسلنَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الجنابةِ مِنْ إناء واحدٍ. وفي خبر ميمونة بيان أنه -عليه الصلاة والسلام- كان بغير مئزر، لأن في خبرها أنه - عليه الصلاة والسلام - أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ على فرجه وغسل بشماله، فبطل بعد هذا أَنْ يلتفت إلى رأي أحدٍ، ومن العجب أن يبيح بعضُ المتكلفين من أهل الجهل وطء الفرج ويمنع من النظر إليه ويكفى من هذا قول الله -عَزَّ وَجَّلَّ- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون / 5 - 6]. أمر -عزَّ وجلَّ- بحفظ الفرج إلا على الزوجة وملك اليمين فلا ملامة بين ذلك، وهذا عمومٌ في رؤيته ولمسه ومخالطته، وما نعلم للمخالف تعلقًا إلَّا بأثرٍ سخيفٍ، عن امرأةٍ

مجهولةٍ، عن أمِّ المؤمنين: (ما رأيت فرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم)، وآخر في غاية السقوط. اهـ.). (خ، م) (التوحيد / ربيع أول / 1417 هـ، بذل 2/ 249؛ بذل ح 239). 876/ 18 - (كنتُ أغسِلُهُ من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيخرُجُ إلى الصلاة وأثَرُ الغَسل في ثَوبِهِ بُقَعُ الماء. هذا سياق البخاري وقد تقدم سياق مسلم). (أخرجه البخاريُّ 1/ 332 في كتب الوضوء رقم 230، قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا يزيد هو ابنُ زُرَيع -لا ابن هارون على الراجح وأيضًا لأن قتيبة معروفٌ بالرواية عن يزيد بن زريع دون ابن هارون كما قاله المزيُّ-، قال: ثنا عَمرو بنُ ميمون، عن سليمان، قال: سمعتُ عائشة - رضي الله عنها -. ح. وحدثنا مسدد، قال: ثنا عبد الوحد هو ابنُ زياد البصري، قال: ثنا عَمرو بنُ ميمون، عن سليمان ابن يسار، قال: سألتُ عائشة عن المني يصيبُ الثوب؟ فقالت: .. وساق الحديث. وأخرجه مسلم 3/ 197 شرح النووي، قال: ثنا أبو بكر بنُ أبي شيبة: ثنا محمد ابنُ بشر، عن عَمرو بن ميمون، قال: سألتُ سليمان بنَ يسار عن المني يصيب ثوب الرجل أيغسله أم يغسل الثوب؟ فقال: أخبرتني عائشةُ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغسل ... الحديث). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع سليمان بن يسار من عائشة. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد قال الشافعيُّ في الأم 1/ 57: لم يسمع سليمان ابن يسار من عائشة حرفًا قط. اهـ.

وقد ثبت سماعه منها كما رأيت في البخاري ومسلم. فهذا يدل على أن المعتبر في هذا الباب هو الإسناد دون غيره، وما يذكره العلماء نفيا وإثباتا إنما يعتمدون فيه على الأسانيد. والله أعلم. قال أبو عَمرو: القاعدة التي ذكرها شيخُنا أخرجتُها فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 38 ونظيرها في الأرقام: 94، 137، 299، 362، 473، 495) (خ، م) (التسلية /ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 877/ 19 - (كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فأهويت لأنزع خُفَّيه فقال: دَعْهُمَا، فَإِنِّي أدخلتُهُما طاهرتين). (رواه زكريا بنُ أبي زائدة، عن عامر الشعبيّ، عن عُروة بنِ المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بنِ شعبة - رضي الله عنه - بهذا) (قال الحافظُ في الفتح: وزكريا مدلسٌ، ولم أره من حديثه إلَّا بالعنعنة، لكن أخرجه أحمد، عن يحيى القطان، عن زكريا؛ والقطان لا يحملُ من حديث شيوخه المدلسين إلَّا ما كان مسموعا لهم، صرَّح بذلك الإسماعيليُّ. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فقد صرَّح زكريا بنُ أبي زائدة بالتصريح من عامر الشعبي. وأخرجه أبو عوانة 1/ 255 ... ومما يدلُّ على أنَّ الحافظَ لم ينظر في أبي عوانة أنه لم يعزُ إليه هذا الحديث في إتحاف المهرة 13/ 424، وفات المحقق أن يستدرك هذا الحديث في موضعه، بل إنَّ الطريقَ الذي ذكره الحافظُ وهو طريق يحيى القطان عن زكريا، فات الحافظ أن يذكره ضمن طرق المسند في الإتحاف، واستدركه المحقق. فالحمد لله على توفيقه). (خ، عو: وهذا سياق البخاري .. وقد أخرجه ابنُ الجارود من طريق: بكر ابنِ عبد الله المزني والحسن البصريّ، عن ابن المغيرة بن شعبة، وتقدم سياقه) (تنبيه 12

/ رقم 2437؛ غوث 1/ 78 ح 83؛ كتاب المنتقى / 38 / ح 91). 878/ 20 - (كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت خالتي ميمونة فقال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ضعْ لِي طهورًا" فوضعتُهُ له، فقال: "اللهم فَقِّهْهُ في الدين"). (رواه وكيع، عن ورقاء ابن عُمر، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (صحيحٌ. وتقدم ذكرُ رواية أبي النضر هاشم بن القاسم، عن ورقاء وفيها: أَن ابنَ عباس هو الذي وضع الماءَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من غير أمرٍ. وسبيلُ الجمع بين روايتي وكيع وأبي النضر: أن ابنَ عباسٍ أعدَّ الوضوء من غير أمرٍ، فلمَّا أمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بإعداد الطهور، فكان ابنُ عباس سبقَ إلى فعله، والله أعلم.). (ابن جرير) (التسلية / ح 8). 879/ 21 - (قمتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَبَدَأَ فاسْتَاكَ، ثم تَوَضَّأَ، فقام يُصَلِّي، فقمتُ معه، فاستفتح البقرةَ، لا يمرُ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقف فسأل، ولا يمرُّ بآيةِ عذابِ إلَّا وقف فتعوَّذَ، ثم قرأ: آل عمران، ثم قرأ سورة النساء، أو قال: قرأ سورةً سورةً، يفعل مثل ذلك). (أخرجوه من طرقٍ عن معاوية بنِ صالح، عن عَمرو بنِ قيس الكندي، أنه سمع عاصم بنَ حُمَيد، يقول: سمعتُ عوف بنَ مالكٍ - رضي الله عنه - يقول: ... فذكره). (وهذا سندٌ قويٌ) (د، س، تم، حم، أبو عبيد فضائل القرآن، الروياني، طب كبير، طب مسند الشاميين) (التسلية / ح 45).

880/ 22 - (لا وضوءَ إلَّا من صوتٍ أو ريحٍ). (رواه شعبة بنُ الحجاج هكذا مختصرًا، عن سهيل بنِ أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: .. فذكره. ورياه جمعٌ من أصحاب سهيل مطولا، وتقدم سياقُهُم في هذا الباب ولفظ أوله: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا ..). (هذا حديثٌ صحيحٌ. وراجع كلام أهل العلم في الجمع بين الروايتين في الجزء الأول -باب "تأويل مختلف ومشكل الحديث" (ت، ق، حم، ش، خز، جا، طي، هق) (حديث الوزير / 88 - 89 ح 47؛ غوث 1/ 16 ح 2). 881/ 23 - (لقد رأيتُنِي وأنا أَحُكّ المَنِيَّ من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يُصلِّي). (رواه الحسن بنُ عطية -وهذا حديثه-، قال: ثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة - رضي الله عنها - به. وتابعه إسحاق ابنُ منصور، قال: ثنا إسرائيل، عن منصور ومغيرة، عن إبراهيم بهذا الإسناد). (م، نعيم، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2443). 882/ 24 - (ما بُلْتُ قائمًا منذ أسلمت). (رواه: عُبَيد الله بنُ عُمر، عن نافع؟ عن ابن عُمر، عن عُمر - رضي الله عنه -. موقوفًا عليه). (سندُهُ صحيحٌ. وقال ابنُ المنذر: ثبت عن عُمر - رضي الله عنه -. قال أبو عَمرو -غفر الله له -: راجع لزاما الجزء الأول باب: "تأويل مختلف ومشكل الحديث") (ش، ابن المنذر، البزار، أبو بكر النجاد، طح معاني) (التوحيد / ربيع أول / 1419 هـ؛ بذل 1/ 260).

883/ 25 - (يا رسول الله، إنَّ ابنَ أختي وَقِعٌ، فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربتُ مِن وَضُوئِهِ، ثم قمتُ خلفَ ظهرِهِ، فنظرتُ إلى خاتم النبوَّة بين كتفيه مثل زرِّ الحَجْلَةِ). (أخرجه البخاريُّ في الوضوء 1/ 296 رقم 190، قال: ثنا عبد الرحمن بنُ يونس، وفي المناقب 6/ 561 رقم 3541 قال: ثنا محمد بنُ عبيد الله. وفي المرضى 10/ 127 رقم 5670، قال: ثنا إبراهيم بنُ حمزة. وفي الدعوات 11/ 150 رقم 6352، قال: ثنا قتيبة بنُ سعيدٍ. قال أربعتهم: ثنا حاتم بنُ إسماعيل، عن جُعَيد -وأيضًا عن الجعد- بنُ عبد الرحمن، قال: سمعتُ السائب بنَ يزيد، يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ... الحديث. وأخرجه مسلمٌ في الفضائل 2345، والنسائيُّ في الكبرى 4/ 361، والترمذيُّ 4643، وفي الشمائل 16، والطبرانيُّ في المعجم الكبير ج 7 / رقم 6682، قال: قال: ثنا موسى بنُ هارون وجعفر بنُ محمد الفريابي. قال خمستهم: ثنا قتيبة بنُ سعيد: ثنا حاتم بنُ إسماعيل بهذا الإسناد سواء. وأخرجه الطبرانيُّ أيضًا 6682 من طريق هشام بنِ عمار، قال: ثنا حاتم بنُ إسماعيل بهذا الإسناد). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع جُعَيد بن عبد الرحمن من السائب - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فترجم ابنُ حبان في كتب الثقات 6/ 151 الجُعَيد ابنَ عبد الرحمن، فقال: يروي عن السائب بن يزيد إن كان سمع منه. كذا! وسماعُهُ ثابتٌ في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما. اهـ. فائدة: قال الحافظ في الفتح كتب الوضوء: وأرادَ البخاريّ الاستدلال بهذه الأحاديث على رَدّ قول مَنْ قال بنجاسة الماء المستعمل، وهو قول أبي يُوسُف،

وحكى الشافعيّ في الأمّ عن محمد بن الحسن أَنَّ أبا يُوسُف رجعَ عنه ثم رجع إليه بعد شهرين، وعن أبي حنيفة ثلاث روايات: الأولى ظاهر لا طَهُور وهي رواية محمد ابن الحسن عنه وهو قوله وقول الشافعيّ في الجديد وهو المُفْتَى به عند الحنفية، الثانية نجس نجاسَة خفيفة وهي رواية أبي يوسف عنه، الثالثة نجس نجاسة غليظة وهي رواية الحسن اللُّؤْلُؤِيّ عنه. وهذه الأحاديث ترُدّ عليه لأنَّ النَّجِس لا يُتَبَرّك به، وحديث المَجَّة وإِنْ لم يكن فيه تصرِيح بالوُضُوء لكنَّ تَوجيهه أَنَّ القائِل بنجاسة الماء المستعمل إذا عَلَّلَهُ بأنَّهُ مَاء مُضَاف قِيلَ له هو مُضَاف إلى طاهر لم يَتَغَيَّر به، وكذلك الماء الذي خالطَهُ الرِّيق طاهر لحديث المجّة، وأمّا من علّله منهم بأنه ماء الذَّنُوب فيجب إبعاده محتجًّا بالأحاديثِ الواردة في ذلك عند مسلم وغيره، فأحاديث الباب أيضًا ترُدّ عليه؛ لأنَّ ما يجب إبعاده لا يُتَبَرَّك به ولا يُشرَب، قال ابنُ المنذر: وفي إجماع أهل العلم على أنَّ البلل الباقي على أعضاء المُتَوَضّىء وما قَطَرَ منهُ على ثيابه ظاهر دليل قويّ على طهارة الماء المستعمل، وأمَّا كونه غير طَهُور فسيأتِي الكلام عليه في كتاب الغسل إن شاء الله تعالى، والله أعلم. اهـ.). (خ، م، س كبرى، ت، ثم، طب كبير) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية الصف الأول / ح 31).

21 - أبواب: العلم وآداب طالب العلم وفضل العالم والمتعلم

21 - أبواب: العلم وآداب طالب العلم وفضل العالم والمتعلم (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 884/ 1 - (اللهم فَقِّهْهُ في الدين، وعَلِّمْهُ التأويل). (رواه: حماد بنُ سلمة، وزهير بنُ معاوية، كلاهما عن عبد الله بن خثيم، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: كنتُ في بيتِ ميمونة بنتِ الحارث، فوضعتُ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - طهورًا، فقال: "مَنْ وضع هذا؟ " قالت ميمونة: عبدُ الله. فقال: ... فذكره. وهذا سندٌ جيِّدٌ. وصححه الحاكمُ ووافقه الذهبيُّ. وابنُ خثيم ثقةٌ، تكلَّم في حفظه النسائيُّ وغيرُهُ، ولكنه توبع. فرواه شبل ابنُ عباد، قال: ثنا سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير بسنده سواء. وتابعه أيضًا داود بنُ أبي هند، عن سعيد بن جبير، بسنده سواء. وثمة متابعات آخرى تأتي في الفصل التالي). (صحيحٌ. قال الحافظُ في "الفتح" (7/ 100): وهذه اللفظة اشتهرت على الألسنة حتى نسبها بعضُهُم إلى الصحيحِين ولم يُصب. اهـ. وهو يقصد لفظة "وعَلِّمْهُ التأويل") (حم، حم فضائل، ش، الحارث، ابن سعد، الفسوي، ابن جرير تهذيب، حب، ك، طب كبير، طب أوسط، البلاذُري، أبو طاهر الذهلي، هق في الدلائل) (التسلية / ح 8؛ ابن كثير 1/ 115).

فصلٌ: وتابعهم أيوب السختياني. فرواه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي من الليل، فقمتُ عن يساره، فأخذ بيدي فأقامني عن يمينه، ومسح صدري، وقال: "اللهم آته الحكمة". أخرجه الطبرانيُّ في الكبير 12466 من طريق عاصم بن هلال البارقي، عن أيوب. ولكن إسناده ضعيفٌ، وعاصم ضعَّفه ابنُ معين. وقال أبو زرعة: حدث عن أيوب بأحاديث مناكير. وليّنه النسائيُّ، ومشاه أبو حاتم وأبو داود. وتابعهم عبد الأعلى بن عامر الثعلبي. فرواه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أجلسني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجره، ومسح رأسي، ودعا لي بالبركة. أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة ج 12 / ق 158/ 2، قال: ثنا محمد بنُ حميد الرازي: نا هارون بنُ المغيرة: نا عَمرو بنُ أبي قيس، عن عليّ بن عبد الأعلى، عن أبيه، فذكره. وسنده ضعيفٌ جدًّا. ومحمد بن حميد الرازي: واهٍ. وعبد الأعلى بن عامر: ضعيفٌ. وابنُهُ وإن تكلم فيه أبو حاتم لكنهُ خيرٌ من أبيه. والله أعلم. وتابعهم حكيم بنُ جبير. فرواه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: دخلتُ أنا وأبي على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسلّم عليه أبي، فلم يرجع إليه شيئًا، فلمَّا رجع إلى البيت قلتُ: يا أبَه، أما رأيت الرجل عنده، بين يديه يُحدثه! فرجعَ وهو ثقيلٌ، مخافة أن يكون عرض

لي شيءٌ، قال: فدخل على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فسلّم عليه، وانبسط إليه، وقال: دخلتُ عليك فسلّمتُ فلم تردّ عليَّ، وزعم ابني أنه رأى معك رجلا، يحدثك. فقال: "رأيته؟ " قلتُ: نعم. قال: "ذاك جبريل" ثم قال: "اللهم اجعله عليمًا -أو حكيمًا". قال: فما نسيتُ بعدُ شيئًا سمعتُهُ. أخرجه ابنُ جرير في التهذيب 267 من طريق إسماعيل بن سميع، قال: حدثني حكيم بنُ جبير بسنده سواء. قال شيخنا: ولا يصحُّ هذا، وحكيم بنُ جبير: منكر الحديث. اهـ. ورواه عكرمة عن ابن عباس؛ كما في الحديث التالي: 885/ 2 - (اللهم عَلِّمْهُ الكتاب. وفي رواية: الحكمة. وفي لفظ: اللهم آته الكتاب). (رواه: خالدٌ الحذَّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: ضمَّني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: .. فذكره. ووراه عن خالد الحذاء جماعةٌ، منهم: وهيب بنُ خالد، وابنُ عُلَية، وعبد الوارث، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بنُ عَمرو الباهلي، ومحبوب بنُ الحسن، ووهب بنُ بقية، وعليّ بنُ عاصم. وتابعهم: هشيم ابنُ بشير، لكنه خالفهم في سياقه فرواه عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: "مسح النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، ودعا لي بالحكمة"). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. قال الحافظُ في الفتح 1/ 170: ووقع في بعض نسخ ابن ماجه من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء في حديث الباب، بلفظ: "اللهم علِّمه الحكمة، وتأويل الكتاب" وهذه الزيادة

مستغربةٌ من هذا الوجه، فقد رواه الترمذيُّ والإسماعيليُّ من طريق عبد الوهاب بدونها) (تخريج حديث الجماعة عن خالد: خ، س كبرى، ت، ق، حم، الفسوي، حب، ابن جرير تهذيب، بغ أبو القاسم معجم الصحابة، طب كبير، نعيم حلية، خط، الأصبهاني. تخريج حديث هشيم: حم، يع) (التسلية / ح 8؛ ابن كثير 1/ 115). ورواه عبيد الله بنُ أبي يزيد عن ابن عباس؛ كما في الحديث التالي: 886/ 3 - (اللهم فقِّهه في الدين). (رواه وكيعٌ، عن ورقاء بن عُمر، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت خالتي ميمونة، فقال لِيَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ضع لي طهورًا"، فوضعته له، فقال: ..... فذكره). (صحيحٌ) (ابن جرير تهذيب) (التسلية / ح 8). وله طريق آخر، ولكن فيه أنَّ ابنَ عباس، هو الذي وضع الماءَ من غير أمرٍ: 887/ 4 - (اللهم فقِّهه في الدين). (رواه: أبو النضر هاشم بنُ القاسم: ثنا ورقاء بنُ عُمر اليشكري، قال: سمعتُ عبيد الله بنَ أبي يزيد، عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دخل الخلاء، فوضعتُ له ماءً، فجاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من صنع هذا؟ " قلتُ: ابن عباس! قال: .. فذكره. ولفظ مسلم والنسائي وأحمد: "اللهم فقهه"). (صحيحٌ. وسبيل الجمع بين روايتي وكيع وأبي النضر أنَّ ابن عباسٍ أعدَّ الوضوء من غير أمرٍ، فلمَّا أمرهُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بإعداد الطهور، فكان ابن عباس سبقَ إلى فعله. والله

أعلم) (خ، م، س كبرى، حم، حم فضائل، يع، هق دلائل) (التسلية / ح 8). فصلٌ: رواه عن هاشم بن القاسم هكذا جماعةٌ من الثقات، منهم: الإمام أحمد بنُ حنبل، وعبد الله بنُ محمد المسندي، وزهير بنُ حرب، وأبو بكر بنُ أبي النضر، والعباس بنُ محمد الدوريّ. وخالفهم: عليّ بن شعيب السمسار، قال: حدثنا أبو النضر هاشم ابنُ القاسم: ثنا ورقاء بن عُمر، عن عَمرو بن دينار، عن ابن عباسٍ، قال: صببتُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءً، فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل". فصار شيخ ورقاء: "عَمرو بن دينار" بدل: "عبيد الله بن أبي يزيد". أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 11 / رقم 11204، قال: ثنا محمد بنُ عليّ بن شعيب: ثنا أبي .. فذكره. وعليّ بنُ شعيب: ثقةٌ. لكن ابنه محمدًا ترجمه الخطيب 3/ 66، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والله أعلم. فصلٌ: وقد خولف ورقاء بنُ عُمر: خالفه إسماعيل بنُ مسلم، فرواه عن عَمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمسح ناصيتي، وقال: "اللهم علِّمه الحكمة، وتأويل الكتاب". وفي رواية "القرآن"، فزاد في الإسنادِ: "طاووسا". أخرجه ابنُ جرير في التهذيب 266، قال: ثنا الحسن بنُ عرفة. وابنُ سعد 2/ 365، قالا: نا محمد بن عبد الله الأنصاري: نا إسماعيل بنُ مسلم به.

وإسماعيل بنُ مسلم: هو المكيُّ. وهو ضعيفٌ، بل واهٍ. وخالفه: أبو يونس القشيريُّ حاتم بنُ أبي صغيرة، فرواه عن عَمرو بن دينار، عن عريب [و"عريب": كُتِبت بخط واضح، ولعلها "كُريب"، لا سيما وقد رواه أحمد كما يأتي من طريق حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو عن كريب، فلعل الناسخ صحَّفها، والله أعلم] عن ابن عباس، قال: مسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، وقال: "اللهم علِّمه التأويل". فجعل شيخ عَمرو بن دينار "عَرِيبا". أخرجه أبو الفضل الزهري في حديث ج 4 / ق 85/ 1 من طريق عبد الله، يعني: ابن محمد البغوي، قال: نا نصر بنُ عليّ الجهضمي: نا يحيى بن أبي الحجاج: نا أبو يونس القشيريّ. وعريبٌ هذا يشبه أن يكون "ابن حميد" أحدُ الثقات، ولكن يحيى بن أبي الحجاج ضعيفٌ، والمحفوظ عن عَمرو بن دينار أنه يرويه عن كريبٍ. وقد خالفه عبد الله ابنُ بكر، كما يأتي إن شاء الله. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: تراه في أبواب (فضائل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والآل والصحب)، كما ترى هناك طائفةً من الأحاديث في فضائل ابن عباس رضي الله عنهما. فصلٌ: قال شيخُنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: وقد ورد سببٌ آخر لهذا الدعاء: فأخرج أبو نعيم في الحلية، من طريق أبي زيد الهروي: ثنا النضر ابنُ شُمَيل: ثنا يونس بن أبي إسحاق: ثني عبد المؤمن الأنصاري، قال: قال ابنُ عباس: كنتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام إلى سقاءٍ فتوضأ، وشربَ قائما، ثم صففتُ خلفهُ، فأشار إلَيَّ لأوازي به، لأقوم عن يمينه، فأبيتُ! فلما قضى صلاته، قال: "ما منعك أن لا تكون وازيت بي؟ " قلتُ: يا رسول الله أنتَ أجلُّ في عيني أَنْ

أوزبي بك! فقال: "اللهم آته الحكمة". وأبو زيد الهروي: اسمه سعيد بن الرَّبيع، وهو من أقدم شيوخ البخاري، وثقه أحمد وغيره. وبقية رجاله ثقاتٌ، إلا عبد المؤمن هذا، فترجمه ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل3/ 1 / 65 وقال: روى عن ابن عباس، روى عنه يونس بن أبي إسحاق. لم يزد على ذلك، فهو على هذا الرسم مجهول العين. ولو صحَّ لحُمِلَ على تعدد الواقعة. والله أعلم. 888/ 5 - (إنَّ الله تبارك وتعالى لا يقبضُ العلمَ بقبضٍ يقبضُهُ، ولكن يقبضُ العلماءَ بعلمِهِم). (رواه أبو موسى المديني في اللطائف ج 1 / ق 47/ 1 من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، حدَّثه قال: حدثني عبد الله بنُ عَمرو ابنِ العاص - رضي الله عنهما - مرفوعًا به). (هذا إسنادٌ صحيحٌ. وهو حجة في إثبات سماع: يحيى بن أبي كثير من عروة بن الزبير. ويؤيد ذلك أن إسحاق ابنَ منصور سأل يحيى بنَ معين كما في المراسيل ص 241 قال: يحيى بنُ أبي كثير سمع من عروة؟ قال: نعم. اهـ. وفي ذلك ردٌّ على ابنِ أبي حاتم حيت قال في المراسيل ص242: سمعتُ أبا زرعة يقول: يحيى بنُ أبي كثير لم يسمع من عروة. ثم قال: قال أبي: يحيى بنُ أبي كثير ما أراه سمع من عروة بن الزبير لأنه يدخلُ بينه وبينه رجلٌ أو رجلان ولا يذكرُ سماعًا ولا رؤية. اهـ. قال شيخُنا: وفي هذا التعقب والذي قبله دلالة على أن الحجة في إثبات السماع هي الأسانيد، وأنها مقدمة على قول العالم بالنفي كما حققته قبل ذلك. وانظر التعقب رقم 2124، وأيضًا رقم 1472) (أبو موسى المديني في اللطائف) (تنبيه 12 / رقم 2465).

889/ 6 - (إِنَّ الله لم ينزل داءً، إلَّا أنزل شفاءً. عَلِمَهُ مَن عَلِمَهُ، وجَهِلَهُ مَن جَهِلَهُ). (عطاء بنُ السائب، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا. ورواه عن عطاء جماعةٌ من أصحابه منهم: الثوري، وشعبة، وخالد بن عبد الله الواسطي، وعبد العزيز بن أبي رواد، وسفيان بن عيينة، وعليّ بن عاصم، وعبيدة بن حميد، وهمام). (حديثٌ صحيحٌ). (ق، حم، حمي، الشاشي، طب أوسط، نعيم طب، حب، ك، هق، ابن عبد البر) (الأمراض / 80، 81 ح 31). 890/ 7 - (إِنَّا أخذنا هذا القرآنَ عَنْ قومِ أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلَّمُوا عشرَ آيات لم يجاوزوهنَّ إلى العَشر الأُخَر، حتى يعلَمُوا ما فيهنَّ، فكُنَّا نتعلَّمُ القرآنَ والعملَ به؛ وإنهُ سيرثُ القرآنَ بعدنا قومٌ يشربونه شربَ الماء، ولا يجاوزُ تراقيهم، بل لا يجاوز هاهنا. ووضع يده على الحلْقِ). (رواه: حفص بنُ عُمر الحَوْضِي ومحمد بنُ عُبَيد بن حساب، قالا: ثنا حماد بنُ زيد، قال: ثنا عطاء بنُ السائب، أن أبا عبد الرحمن السُّلَمي، قال: .. فذكره. واللفظ لابن سعد). (وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وحماد بنُ زيد: كان ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه، كما قال: النسائيُّ والعقيليُّ) (ابن جرير، ابن سعد، فر فضائل، الثعلبي) (التسلية / ح 7). 891/ 8 - (إنَّمَا هذا العلمُ خزائن، ويفتحها المسألة). (عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب الزهري قوله). (صحيحٌ) (نعيم

حلية) (حديث الوزير / 183 - 184 ح 128). 892/ 9 - (بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيةً، وحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسرائيلَ ولا حَرَجَ، ومَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعَمِّدًا، فليتبوأ مِقْعَدَهُ مِنَ النَّار). (رواه: الأوزاعي، عن حسَّان بن عطية، عن أبي كبشة السلوليّ، عن عبد الله ابن عَمرو بن العاص - رضي الله عنهما - مرفوعًا به. وتابعه: عبد الرحمن بنُ ثابت ابنِ ثوبان، فرواه عن حسان بنِ عطية به). (صحيحٌ. وقال الترمذىُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ) (خ، ت، مي، حم، ش، ش أدب، عب، أبو خيثمة، حب، ك مدخل، ك إكليل، طح معاني، طح مشكل، طب صغير، نعيم حلية، ابن المقريء، هق آداب، ابن عبد البر جامع، خط، خط شرف، بغ، القضاعي، غير، الشجري، السلفي، نجم الدين النسفي) (التسلية / ح 10). 893/ 10 - (قلنا يا رسول الله هذا التسليم فكيف نُصَلِّي عليك؟ قال: "قولوا اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم"). (رواه عبد الله بنُ خباب، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفي الباب عن كعب بن عُجْرَةَ وعن أبي حُمَيد الساعدي - رضي الله عنهما -، وانظر سياقهما في "أبواب الصلاة والمساجد والأذان" الجزء الأول؛ وعن زيد بن خارجة - رضي الله عنه -، وانظر سياق حديثه في "أبواب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار" الجزء الأول) (خ، س، ق، حم، سني، طح

مشكل، إسماعيل القاضي، هق) (رسالتان / 37). 894/ 11 - (قيل يا رسول الله! متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم". قلنا: يا رسول الله! وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: "الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالتكم"). (عن أنس - رضي الله عنه -). (حديثٌ حسنٌ) (طح مشكل، طب مسند الشاميين، نعيم حلية، كر) (التوحيد / جماد ثان / 1414 هـ). 895/ 12 - (كان الحارث بنُ يزيد، وابنُ شُبرمة، والقعقاع ابنُ يزيد، ومغيرةُ، إذا صلوا العِشَاءَ الآخرةَ جلسوا في الباب من الفِقْهِ، حتى يُفرق بينهم أذانُ الصُّبْح). (رواه: أبو سعيد عبد الله بنُ سعيد الأشج الكوفي، قال: نا ابنُ فضيل -هو محمد ابن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي-، عن أبيه به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (الفسويُّ، خط فقيه) (حديث الوزير / 184 ح 129). 896/ 13 - (كانَ الرَّجُلُ مِنَّا إذا تعلَّمَ عَشرَ آياتٍ، لم يُجاوِزهنَّ حتى يعرفَ مَعَانِيهِن، والعَمَلَ بِهِنَّ). (قال ابنُ جرير: ثنا محمد بنُ عليّ ابنِ الحسن بنِ شقيق المروزيّ، قال: سمعتُ أبي، يقول: ثنا الحسين بنُ واقد، قال: ثنا الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - فذكره). (وهذا إسنادٌ صحيحٌ. وقال الشيخ أبو الأشبال - رحمه الله - في تعليقه

على تفسير الطبري 1/ 50: لكنه مرفوع معنى. ولا يقصد الشيخ أنَّ له حكم الرفع كما لا يخفى، والقولُ بينهما ظاهرٌ. والله أعلم) (ابن جرير) (التسلية / ح 7). 897/ 14 - (كانَ جبريلُ - عليه السلام - يُعَارِضُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن في كلِّ سنةٍ، في شهرِ رمضانَ، فلمَّا كانت السنةُ التي تُوُفِّيَ فيها عَارَضَه مَرَّتينِ). (رواه الزهريُّ، عن عُبَيد الله بن عُتبة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به. ورواه عن الزهريّ جماعةٌ من أصحابه، منهم: إبراهيم بنُ سعد، ومعمر بنُ راشد، ويونس بنُ يزيد. وتابعهم: محمد بنُ إسحاق، فرواه عن الزهريّ بسنده سواء، بلفظ ذكرته في أبواب "الزكاة والصدقة"). (صحيحٌ. وأمَّا عرض القرآن عليه مرتين، فإنه مرويٌّ من حديث: أبي هريرة، وفاطمة الزهراء - رضي الله عنهما -) (خ، بخ، م، س، س فضائل، تم، حم، عب، ش، الذهلي جزء بن حديثه، عبد، ابن سعد، يع، خز، حب، أبو الشيخ أخلاق، هق، هق شعب، هق دلائل، بغ) (التسلية / ح 18؛ ح 50؛ ابن كثير 1/ 235؛ الفضائل / 150). 898/ 15 - (كان فيمن كان قبلكم رجلٌ، قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فَدُلَّ على راهب، فأتاه فقال أنه قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟! فقال: لا، فقتله، فكمَّل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم، فقال أنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟! انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسًا يعبدون

الله تعالى، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرضُ سوء. فانطلق حتى إذا نَصَفَ الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكةُ الرحمة وملائكةُ العذاب. فقالت ملائكةُ الرحمة: جاء ربَّه تائبًا مقبلًا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكةُ العذاب: إنه لم يعمل خيرًا، قط. فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم -أي حَكَمًا-، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكةُ الرحمة). (عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (متفق عليه) (مجلة الهدي النبوي / رجب- شعبان / 1425 هـ؛ صحيح القصص / 8). 899/ 16 - (لقد عشنا بُرهةً مِنْ دَهْرٍ، وأحدُنا يُؤْتَى الإيمانَ قبلَ القرآن، وتَنزلُ السورةُ على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيتعلَّمُ حلالَها وحرامَها وآمرَها وزاجرَها، وما ينبغي أَنْ يُوقَفَ عندهُ منها كما تتعلَّمُون أنتم اليومَ القرآنَ، ثم لقد رأيتُ اليومَ رجالًا يُؤْتَى أحدُهم القرآنَ قبلَ الإيمانِ، فيقرأُ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ولا يَدْرِي ما آمرُه، ولا زاجرُه، ولا ما ينبغي أَنْ يُوقَفَ عنده منهُ، وينتثرُهُ نثرَ الدَّقَل). (رواه عبيد الله بنُ عَمرو الرقي، عن زيد بنِ أبي أُنَيسة، عن القاسم بنِ عوف الشيبانيّ، قال: سمعتُ عبد الله بنَ عُمر - رضي الله عنهما - يقول: ... فذكره).

(قال ابنُ منده: "هذا إسنادٌ صحيحٌ, على رسم مسلم والجماعة، إلا البخاري". وقال الحاكمُ: "صحيحٌ على شرط الشيخين، ولا أعلم له علَّة". كذا قال! والقاسم بنُ عوف الشيباني: لم يرو له البخاريُّ شيئًا، ولم يرو له مسلمٌ إلا حديثًا واحدًا، عن زيد بن أرقم (748/ 143 - 144)، مرفوعًا: "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال". وليس له في مسلم إلا هذا الحديث، كما قال المزيُّ في التهذيب (23/ 401)، وقد تكلَّم بعضُ أهل العلم في القاسم، وهو حسنُ الحديث. وقال الهيثميُّ في "المجمع" (1/ 165): "رجاله رجال الصحيح". وله طريق آخر عن ابن عُمر. وقد ورد بعضُ معنى هذا الكلام عن ابن عَمرو، وحذيفة بنِ اليمان، وجندب بنِ عبد الله، رضي الله عنهم. وقد خرجتُ أحاديثَهم في "سد الحاجة بتقريب سنن ابن ماجة" (رقم 62) والحمد لله تعالى) (طح مشكل، ابن منده، ك، طب أوسط، النحاس، هق، ابن الأبار) (التسلية / ح 7). 900/ 17 - (ما استودعتُ قلبي شيئًا قطُّ، فخانني). (رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني، قال: سمعت الثوريّ. يقول: ..... فذكره) (صحيحٌ) (نعيم حلية) (حديث الوزير / 369 ح 130). 901/ 18 - (مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلِجمَ يومَ القيامة بلجامٍ مِنْ نارٍ). (رواه: عطاء بنُ أبي رباح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه عن عطاء جماعةٌ من الكبار، منهم: الشعبيّ، وعليّ بنُ الحكم، وقتادة، والحجاج بنُ أرطاة، والأعمش، وليث بنُ أبي سُلَيم، وسماك بنُ حرب، ومالك بنِ دينار، وسعد ابنُ

راشد، ومعاوية بنُ عبد الكريم، والعلاء بنُ خالد الدارميّ، وسليمان التيميّ، وابنُ جُرَيج. وقد رواه آخرون، عن أبي هريرة، منهم: محمد بنُ سرين، وسعيد ابنُ المسيب، وسعيد المقبري؛ ترى أحاديثهم في الفصل التالي). (صحيحٌ. وقد ورد أيضًا من حديث: عبد الله بنِ عَمرو، وعبد الله بنِ عباس، وأبي سعيد الخدري، وجابر بنِ عبد الله، وأنس بنِ مالك، وابنِ مسعود، وعَمرو بنِ عبسة، وطلق ابنِ عليّ، وعبد الله بنِ عُمر، وسعد بنِ المدحاس، رضي الله عنهم. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: يأتي بعد هذا سياقُ حديث عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما -، وذكرتُ سياقا آخر لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في أبواب: "الزهد والرقائق والمواعظ" من الجزء الأول) (د، ت، ق، حم، ش، طي، يع، حب، البزار، ابن الأعرابي، طب صغير، طب أوسط، نعيم، ابن بشران، ك، ك مدخل، تمام، ابن عبد البر جامع، عق، عدي، هق مدخل، أبو سهل بن القطان، خط، خط كفاية، نجم الدين النسفي، الرافعي، القضاعي، جوزي) (التسلية / ح 15؛ ابن كثير 1/ 131؛ جنة المرتاب / 106؛ فصل الخطاب / 33؛ تنبيه / 302 رقم 304). فصلٌ: حديث ابن سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا بلفظ: من سئل عن علم يعلمه فكتمه، أُلجم يوم القيمامة بلجام من نار. أخرجه ابنُ ماجه 226 واللفظ له، وابن خزيمة كما في تهذيب السنن 10/ 91 - 92 لابن القيم، وابنُ المقري في معجمه ج 2 / ق 28/ 2، والعقيلي في الضعفاء 1/ 74، وابنُ أبي الفوارس في المنتقى من حديث المخلص ق 24/ 1 - 45/ 2، والمزي في تهذيب الكمال 3/ 37 - 38 من طريق حفص بن عَمرو الرِّبالي: ثنا إسماعيل بنُ إبراهيم الكرابيسي، عن ابن عون، عن ابن سيرين.

ونقل ابنُ المقري في آخر الحديث عن حفص بن عَمرو الرّبالي، قال: سُئل معاذ ابنُ معاذ عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه، وقال: من روى هذا؟ قيل: إسماعيل ابنُ إبراهيم. قال: الثقة؟ وقال ابنُ القيم - رحمه الله - في "تهذيب السنن": "هؤلاء كلهم ثقات"!! قلت: كذا! وإسماعيل بنُ إبراهيم ليَّنه الحافظ في "التقريب". وقال العقيليُّ: "ليس لحديثه أصلٌ" يعني: مرفوعًا، وقد صرح بذلك العقيليُّ فقال: "إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، عن ابن عون ليس لحديثه أصلٌ مسندٌ، إنما هو موقوفٌ من حديث ابن عون". وقال الذهبيُّ: "الصواب: موقوفٌ". ولعل ابن القيم - رحمه الله - ظنّه: إسماعيل ابن إبراهيم، المعروف بـ "ابن عُليَّة"، فإنَّه يروي عن ابن عون أيضًا، ثم حفص ابن عَمرو الربالي، يروي عن "ابن عليَّة"، والأمر مشتبهٌ كما ترى؛ فالحمد لله على توفيقه، وأسأله الزيد من فضله. فصلٌ: حديث سعيد بن المسيب: أخرجه ابنُ الجوزي في الواهيات 1/ 104، والعراقي في الأحاديث الموضوعة في مسند أحمد ص 5، من طريق موسى بن محمد البلقاوي، قال: نا يزيد ابن المسور، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا فذكره. قلتُ: وهذا سندٌ ساقط. والبلقاويُّ كذَّبه أبو حاتم وأبو زرعة. وقال ابنُ حبان: يضع الحديث على الثقات. وقال العراقيُّ: البلقاوي متهمٌ. ولذا تعجب الحافظ ابن حجر من شيخ العراقي، أنه ذكر الحديث من طريق البلقاوي، وترك طرقا هي أصلحُ منه بكثير.

فصلٌ: حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا بلفظ: ما من رجلٍ علم علمًا، فسئل عنه فكتمه، إلا جاء يوم القيامة ملجومًا بلجام من نار. أخرجه الدارقطنيُّ، ومن طريقه ابنُ الجوزي في الواهيات 1/ 104 من طريق داود بن منصور، قال: نا عثمان بن مقسم، عن سعيد المقبري. وسندُهُ واهٍ جدًّا. وعثمان بنُ مقسم: تالفٌ. قال ابنُ معين: هو من المعروفين بالكذب، ووضع الحديث. وكذّبه الجوزجاني، وتركه يحيى القطَّان، والنسائيُّ، والدارقطنيُّ. وله طرق أخرى عند واهيةٌ عند ابن الجوزي. وخلاصة القول: أنه لا يثبت من هذه الطرق إلا طريق عطاء، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. والله أعلم. 902/ 19 - (مَنْ كَتَمَ عِلْمًا ألجمه الله بلجامٍ مِنْ نارٍ يومَ القيامةِ). (رواه: عبد الله بنُ هب، قال: حدثني عبد الله بنُ عيَّاش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبليّ، عن عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما - مرفوعًا). (الحديث صحيحٌ. وهذا الإسناد حسنٌ. قال الحاكمُ: صحيحٌ لا غبار عليه. وقال: وهذا إسنادٌ صحيحٌ من حديث المصريين على شرط الشيخين، وليس له علَّة. اهـ. وقال الزركشيُّ في "الأحاديث المشتهرة" (ص 52): هذا إسنادٌ صحيح ليس فيه مجروحٌ. اهـ. وقال الهيثميُّ في "المجمع" (1/ 163): "رجاله موثقون". اهـ. أمَّا ابنُ الجوزي فله شأنٌ آخر! حيث قال: "في إسناده عبد الله بنُ وهب الفسويّ. قال ابنُ حبان: دجَّالٌ يضعُ الحديث". اهـ. قلتُ: كذا قالوا! وفي كلام كلِّ واحدٍ منهم نظرٌ، لكنه متفاوت. أما قولُ الحاكمِ "على شرط الشيخين" فليس كذلك، فإنَّ عبد الله بنَ عيَّاش، وأباه، وأبا عبد الرحمن الحبلي: ما احتج بهم البخاريُّ، ولم

يخرِّج لهم شيئًا في "صحيحه"، وأمَّا مسلمٌ، فإنه أخرج لعبد الله بن عيَّاش في الشواهد وليس في الأصول، ولم يرو له غيرَ حديثٍ واحدٍ كما قال الحافظُ في "التهذيب"، ثم هو متكلَّمٌ فيه. قال أبو حاتم الرازي: "ليس بالمتين، صدوق يكتب حديثه، وهو قريبٌ من ابن لهيعة" نقله ولده عبد الرحمن عنه في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 126). ووثقه ابنُ حبان، وضعَّفه أبو داود والنسائيُّ. وقال ابن يونس: "منكر الحديث". فالعجبُ مِنَ الزركشيّ أنْ يقولَ: "ليس فيهم مجروحٌ"!. وحديثُ مثله يُقبلُ في الشواهد والمتابعات. أمَّا ابنُ الجوزي - رحمه الله - فأخطأ عندما قال: "إن ابن وهبٍ هو الفسويُّ، ويقال: النَّسوي، بالنون". وليس هو، بل هو: عبد الله ابنُ وهبٍ، الإمام المصري المعروف، فهو يروي عن مالك وطبقته. وفي ترجمة عبد الله ابن عيَّاش، ذكروا في الرواة عنه "ابن وهب"، ولو كان هو "الفسوي"، لعرَّفُوه حتى لا يختلط بالمصري كما هي عادتُهُم, وحيث أهملوا نسبته، فإن ذلك يُحمل على المشهور، وإليه الإشارةُ في قول الحاكم: "مِنْ حديثِ المِصريين". والغريبُ أنَّ ابنَ الجوزي روى الحديث مِنْ طريق أصبغ بن الفرج، وابن عبد الحكم، وكلاهما من أصحاب ابن وهب الإمام، لا سيما ابن عبد الحكم، فهو مِصري, وهذا مِنْ عُيُوبِ مؤلفات ابن الجوزي، فإنه كان يؤلفها ولا يعتبرها، ثم هو مكثرٌ, فوقعت منه أوهامٌ كثيرةٌ. وفي "التذكرة" (4/ 1374) للذهبيّ، قال: "قرأت بخط الموقاني: وكان -يعني: ابن الجوزي- كثيرَ الغلط فيما يُصَنِّفُهُ، فإنَّه كان يفرَغ من الكتاب ولا يعتبره". قال الذهبيُّ معلقًا: "قلتُ: نعم! له وهمٌ كثيرٌ في تواليفه، يدخُلُ عليه الداخلُ مِنَ العَجَلَةِ، والتحويلِ مِنْ مُصَنّف إلى مُصَنّف آخر. ومِنْ أن جل علمه من كتبٍ وصحفٍ، ما مارسَ فيها أربابَ العلم كما ينبغي". اهـ. قلتُ (والقائل شيخُنا): وترى في هذا الكتاب شيئًا ذا بالٍ من ذلك، فالله تعالى يسامحنا وإياه. وبعد كتابة ما تقدم بنحو خمس سنواتٍ وقفتُ على كلامٍ مماثلٍ للشيخ الإمام، شيخ

الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى، فقال في "تهذيب سنن أبي داود" (5/ 252): "وقد ظنَّ أبو الفرج ابنُ الجوزي أنَّ هذا هو ابن وهب النسوي، الذي قال فيه ابنُ حبان "يضع الحديث"؛ فضعَّفَ الحديثَ به، وهذا مِنْ غلطاتِهِ، بل هو ابنُ وهبٍ، الإمام العلم، والدليلُ عليه: أن الحديث مِنْ رواية أصبغ بن الفرج، ومحمد ابن عبد الله بن الحكم وغيرهما مِنْ أصحاب ابن وهبٍ عنه، والنسويُّ متأخرٌ: مِنْ طبقة يحيى بن صاعد، والعجب مِنْ أبي الفرج كيف خفيَ عليه هذا، وقد ساقَهَا مِنْ طريق أصبغ وابن عبد الحكم، عن ابن وهبٍ". اهـ. وقد ذكر ابنُ القيم - رحمه الله - أنَّ إسنادَ حديث عبد الله بن عَمرو صحيحٌ، وقد مرَّ الكلامُ في ذلك، والصوابُ أَنَّ سنده حسنٌ. والله أعلم.) (حب، نعيم بن حماد زوائد، ابن عبد الحكم، ك، طب أوسط، طب كبير جزء مفقود، ابن عبد البر جامع، نعيم، خط، أبو إسماعيل الهروي، جوزي) (تنبيه / 214 رقم 225؛ تنبيه 1 / رقم 225؛ التسلية / ح 15). قال أبو عَمرو -غفر الله له-: تقدم حديث أبي هريرة وعبد الله بن عَمرو ابن العاص -رضي الله عنهم-. وقد ورد أيضًا مِنْ حديث: ابنِ عباس، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وأنس، وابنِ مسعود، وعَمرو بنِ عبسة، وطلق بنِ عليّ، وابنِ عُمر، وسعد بنِ المدحاس، -رضي الله عنهم-؛ وإني ذاكرٌ أحاديثهم فيما يلي:- فصلٌ فيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا بلفظ: من سئل عن علم فكتمه، جاء يوم القيامة مُلجمًا بلجامٍ من نار. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 11 / رقم 11310، وأبو نعيم في المستخرج

ج 1 / ق 3/ 1، والخطيب في الجامع 718 من طريق القاسم بن سعيد بن السيب ابن شريك، قال: حدثنا أبو النضر الأكفاني، ثنا سفيان، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وسندُهُ ضعيفٌ جدًّا. واختلف في إسناده. والقاسم بنُ سعيد ترجمه الخطيب في تاريخه، وقال: كان ثقة. وأبو النضر الأكفاني، هو: الحارث بنُ النعمان. قال الذهبي: صدوق. ولكن قال أبو حاتم: يفتعل الحديث. وآفة السند جابر الجعفي فهو متروك. فصلٌ: لفظٌ آخر لحديث ابن عباس مرفوعًا: من كتم علمًا يعلمه، أُلجم يوم القيامة بلجام من نار. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 11رقم 10845، والعقيليُّ في الضعفاء 4/ 206، قالا: ثنا محمد بنُ يحيى بن منده: ثنا عبد الله بنُ داود سنديلة: ثنا إبراهيم بنُ أيوب الفرساني: ثنا أبو هانيء إسماعيل بنُ خليفة, عن معمر بنِ زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه به. وزاد عند الطبراني، قال: هي الشهادة تكونُ عند الرجل يُدعى لها، أو لا يُدعى لها، وهو يعلمُها، ولا يُرشدُ صاحبَهَا إليها؛ فهذا هو العلمُ. وسنده ضعيفٌ. وإبراهيم بنُ أيوب الفرساني -ويقال: البرساني؛ بالموحدة- ترجمه ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل، وقال: سألت أبي عنه، فقال: لا أعرفه. ونقل الذهبيُّ في الميزان عن ابن الجوزي، قال: قال أبو حاتم: مجهولٌ. فقال الذهبيُّ معقبًا: وما رأيته أنا في كتاب ابن أبي حاتم: بل فيه أنه روى عنه النضر بنُ هشام،

وعبد الرازق بنُ بكر الأصبهانيان. قلتُ: والذهبيُّ يرد على ابن الجوزي نقلَهُ بهذا التعليق، فإن من روى عنه اثنان، فترتفع جهالةُ عينه، مع أن قولَ أبي حاتم: لا أعرفه، يقوِّي أنه مجهول العين. والله أعلم. وقال أبو الفيض الغماري في رفع المنار ص 23: وقد غفل الذهبيُّ عن ترجمة أبي نعيم له في أخبار أصبهان 1/ 172 - 173 وثنائه عليه بقوله: كان صاحب تهجد، وعبادة، لم يُعرف له فراشٌ أربعين سنةً. اهـ. قلتُ: ورميُ الذهبيّ بالغفلة فيه تجاوز، لأن هذا الثناء من أبي نعيم لا يفيد الرجل في قبول روايته كما لا يخفى. والله الموفق. وأما معمر بنُ زائدة، فقال العقيليُّ: عن الأعمش، ولا يتابع على حديثه. وساق له هذا الحديث مستنكرا إياه. [تنبيه]: لم أجد حديث ابن عباس هذا في المعجم الأوسط، ولم يعزه الهيثميُّ له في المجمع، فالله أعلم. فصلٌ: ولفظٌ ثالثٌ لحديث ابن عباس مرفوعًا: علماء هذه الأمة رجلان: رجلٌ آتاه الله علمًا، فبذله للناس ولم يأخذ عليه طُعمًا ولم يشتر به ثمنًا، فذلك تستغفر له حيتان البحر، ودوابُّ البر، والطير في جوِّ السماء، ويقدم على الله سيدًا شريفًا حتى يُرافق المرسلين. ورجلٌ آتاه الله علمًا فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طُعمًا واشترى به ثمنًا، فذاك يلجم يوم القيامة بلجام من نار، وينادي مناد: هذا

الذي آتاه الله علمًا فبخل به عن عباد الله، وأخذ عليه طُعمًا، واشترى به ثمنًا، وكذلك حتى يفرغ من الحساب. أخرجه الطبراني في الأوسط ج 2 / ق9/ 2، قال: ثنا محمد بنُ محمويه الجوهري: نا أحمد بنُ المقدام العجلي: ثنا عبد الله بنُ خراش، عن العوام بن حوشب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن العوام إلا عبد الله بنُ خراش، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. اهـ. قلتُ: أمَّا عبد الله بنُ خراش فهو واهٍ. فقال النسائي: ليس بثقة. وقال البخاريُّ: منكر الحديث. وكذا أبو حاتم، وزاد: ذاهب الحديث، ضعيف الحديث. وقال المنذري في الترغيب 1/ 100: وثقه ابن حبان وحده فيما أعلم. وهذا الحكم يوهم أن العلماء لم يتكلموا فيه! وكان ينبغي أن ينبه على الجرح الذي فيه، لا سيما وأنَّ ابن حبان لما ذكره في الثقات، قال: ربما أخطأ. بل قال الساجي: ضعيف الحديث جدًّا، ليس بشيء، كان يضع الحديث. وشيخ الطبراني ما عرفته. وما وجدت له ترجمة. وشهر بنُ حوشب في حفظه ضعفٌ. والله أعلم. أمَّا قول الطبراني: لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد فمتعقبٌ بالرواية التالية: فصلٌ: ولفظٌ رابعٌ لحديث ابن عباس مرفوعًا: علماء هذه الأمة رجلان: فرجلٌ أعطاه الله علمًا فبذله للناس ولم يأخذ عليه صُفرًا ولم

يشتر به ثمنًا، أولئك يصلي عليهم طير السماء وحيتان البحر، ودوابُّ الأرض والكِرامُ الكاتبون، ورجلٌ آتاه الله علمًا فضنَّ به عن عباده وأخذ به صُفرًا واشترى به ثمنًا، فذلك يأتي يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار. أخرجه ابنُ عبد البر الجامع 1/ 38 من طريق خالد بنِ أبي يزيد، عن خالد ابنِ عبد الأعلى، عن الضحاك بنِ مزاحم، عن ابن عباس. وهذا سندٌ ضعيفٌ. وخالد بنُ عبد الأعلى: ما عرفته، ويغلب على ظني أنه مصحّف والكتاب ملآن بمثل هذا. والضحاك: لم يسمع من ابن عباس. (التسلية / ح 15؛ تنبيه / 134 رقم 128؛ تنبيه 1 / رقم 128). فصلٌ: حديثُ أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا: من كتم علمًا مما ينفع الله به الناس في أمر الدين، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار. أخرجه ابنُ ماجه 1/ 115، وأبو نعيم في المستخرج ج1 / ق2/ 2 - 3/ 1 من طريق عبد الله بن عاصم، قال: ثنا محمد بنُ داب، عن صفوان بن سُلَيم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد. قلتُ: وهذا سندٌ ساقطٌ. ومحمد بنُ داب: تالف. فقد كذَّبَهُ ابنُ حبان، وخلفُ الأحمر، وقال: يضع الحديث. وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبا زرعة ... وساق الحديث، فقال أبو زرعة: محمد بنُ داب، هذا: ضعيف الحديث، يكذب. فصلٌ: حديثٌ جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مرفوعًا: من كتم

علمًا، ألجمه الله بلجامٍ من نار يوم القيامة. أخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 426، والخطيب في تاريخه 9/ 92 و 12/ 368 - 369، وابنُ عساكر في تبيين كذب المفتري 78، وكذا ابنُ الجوزي في الواهيات 1/ 100، من طريق عُبَيس بنِ ميمون، عن عِسلِ بنِ سفيان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر به. قلتُ: وهذا سندٌ ضعيفٌ، بل واهٍ. وعبيس بنُ ميمون -وتصحف في مصادر التخريج إلى عيسي! - أبو عبيدة البصري ضعفه أبو زرعة، وأبو داود وقال أحمد: له أحاديث مناكير. وعِسلُ -بكسر العين الهملة وسكون السين-: ضعيفٌ. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابنُ عدي: قليل الحديث، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. فصلٌ فيه لفظٌ آخر لحديث جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا: إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كتم حديثًا، فقد كتم ما أنزل الله. أخرجه ابنُ ماجه 263، والبخاري 263، والبخاريُّ في التاريخ الكبير 2/ 1/ 197، وابنُ أبي عاصم في السنة 994، والعقيليُّ في الضعفاء2/ 265: وابنُ عديّ في الكامل 4/ 1528، والخطيب 9/ 471، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن 287، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق ج 5 / ق 666، 667، من طرق عن خلف بن تميم، قال: ثنا عبد الله بنُ السري، عن محمد بن المنكدر، عنه به. قال البوصيري في الزوائد 1/ 117: هذا إسنادٌ فيه الحسين بنُ أبي السري: كذابٌ. وعبد الله بنُ السري: ضعيفٌ.

وذكر المزيُّ في الأطراف أن عبد الله بنَ السري: لم يدرك محمد بنَ عبد المنكدر. قلت: أما الحسين؛ فنعم، وقد كذَّبه أخوه محمد وأبو عروبة الحراني. ولكنه لم يتفرد به، فتابعه: محمد بن إسماعيل الصائغ، والحسن بن البزار، ومحمد ابن عبد الرحيم، والحسن بن الصباح، ومحمد بن الفرج الأزرق، وغيرهم. وكذلك الحال في عبد الله بن السري. وأما خلف بنُ تميم فيظهر أنه كان مدلسًا. قال ابنُ عدي: قال لنا ابنُ صاعد: وقد رواه شريح بنُ يونس وقدماء شيوخنا، عن خلف بن تميم هكذا، وكان يرون أن عبد الله بنَ السري هذا: شيخ قديمٌ ممن لقي ابن المنكدر وسمع منه، وممن صنع المسند فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا عن ابن المنكدر، فحدثنا به عن شيخ خلف بن تميم، فإذا هو أصغر منه وإذا خلف قد أسقط من الإسناد ثلاثة نفر. اهـ. وثمةَ علةٌ أخرى: قال البخاريُّ في الكبير 2/ 1/ 197: لا أعرف عبد الله بنَ السري، ولا لهُ سماعًا من ابنِ المنكدر. فصلٌ فيه حديثُ أنس بن مالك - رضي الله عنه -، مرفوعًا: من سُئل عن علمٍ فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار. أخرجه ابن ماجه 264، والعقيلي في الضعفاء 3/ 169، و 4/ 449 من طريق الهيثم بن جميل، قال: ثني عَمرو بن سليم: ثنا يوسف بنُ إبراهيم، قال: سمعت أنس بن مالك. قال العقيليُّ: لقد رُوي هذا المتن بإسنادٍ أصلح من هذا.

وقال البوصيري في الزوائد 117/ 1: هذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه يوسف بن إبراهيم، قال ابن حبان: روى عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحلُّ الرواية عنه. وقال البخاريُّ: صاحب عجائب. قلت: فيكون الصواب أن يقول: ضعيفٌ جدًّا. لكنه توبع. تابعه محمد بنُ واسع، عن أنس به مرفوعًا. والطريق إليه لا يصح. وقال عليّ بنُ المديني: محمد بنُ واسع ما أعلمه سمع من أحدٍ من الصحابة. اهـ. فصلٌ فيه حديثُ ابن مسعود - رضي الله عنه -، مرفوعًا: من سُئل عن علمٍ فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 10 / رقم 10089، والحاكم في المدخل ص 90، وابن عديّ في الكامل 3/ 1293، وابن عبد البر في الجامع 1/ 5، والخطيب في تاريخه 6/ 77، وابن الجوزي في الواهيات 1/ 96، من طريق سوَّار ابن مصعب، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عنه. قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن أبي إسحاق، غير سوَّار بن مصعب. قلت: تركه ابنُ معين والنسائيُّ. وقال البخاريُّ: منكر الحديث. ورواه علقمة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، مرفوعًا مثله. أخرجه ابنُ حبان في المجروحين 3/ 97، وابنُ الجوزى 1/ 97، من طريق هيصم بن الشدَّاخ، عن الأعمش، إبراهيم، عن علقمة. قال ابنُ حبان: هيصم بن الشداخ: شيخٌ يروي عن الأعمش الطامات في الروايات، لا يجوز الاحتجات به.

ورواه الأسود، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، مرفوعًا مثله. أخرجه الطبرانيُّ في الأوسط ج 2 / ق 39/ 1، وفي الكبير ج 10 / رقم 10197، وابنُ عدي في الكامل 5/ 1854 - 6/ 2340، وابنُ الجوزي من طرق عن موسى بن عُمَير: ثنا الحكم ابنُ عُتَيبة، عن إبراهيم، عن الأسود. قال ابنُ عدي والطبراني: لم يروه عن الحكم إلا موسى بنُ عمير. قلتُ: وهو تالفٌ البتة، فقد كذبه أبو حاتم، وقال: ذاهب الحديث. وضعَّفه أبو زرعة وابنُ نمير. ورواه أبو عبيدة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، مرفوعًا مثله. أخرجه ابنُ عدي في الكامل 3/ 1062 - 6/ 2174، وعنه ابنُ الجوزي 1/ 97، من طريق محمد ابن الفضل، عن حمزه الجزري، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة. قلتُ: وسنده واهٍ جدًّا. ومحمد بن الفضل كذَّاب. وحمزة الجزري هالكٌ. وقال ابنُ معين: لا يساوي فلسًا. وقال البخاريُّ: منكر الحديث. وتركه الدراقطنيُّ وغيره. وقال ابنُ عدي: عامة ما يرويه موضوعٌ. وزيد بن رفيع: وثقه أبو داود وابنُ حبان. وقال أحمد: ما به بأس، وما علمت إلا خيرا. وضعَّفه النسائيُّ والدارقطنيُّ. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عند عامة المحققين من أهل العلم. والله أعلم. فصلٌ فيه حديثُ عَمرو بن عبسة - رضي الله عنه - مرفوعًا: من أعقد لواء ضلالة، أو كتم علمًا، أو أعان ظالمًا وهو يعلم، فقد بريء من الإسلام. أخرجه ابنُ مردويه، وعنه ابنُ الجوزي في الواهيات 1/ 100 من طريق محمد بن القاسم، عن أبي قبيصة، عن ليث، عن أبي فزارة، عنه. قال ابنُ الجوزيّ: محمد بنُ القاسم، كان يضع الحديث.

فصلٌ: حديثُ طلق بن عليّ - رضي الله عنه -، مرفوعًا: من سُئل عن علم، فكتمه ... الحديث. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج 8 / رقم 8251، وأبو سهل ابنُ القطان في حديثه ج 4 / ق 33/ 1، والعقيليُّ في الضعفاء 1/ 313، وابنُ عدي في الكامل 1/ 345، وابنُ قانع في معجم الصحابة ج 5 / ق 78/ 1، والخطيب في تاريخه 8/ 156، وابنُ الجوزي 1/ 104 - 105 من طريق حماد بن محمد الفزاري، قال: نا أيوب بنُ عتبة، عن قيس بن طلق، عن أبيه، مرفوعًا. قال ابنُ عديّ: هذا الحديث بهذا الإسناد غريبٌ جدًّا. وقال العقيليُّ: حماد بنُ محمد الفزاري لم يصح حديثُهُ، ولا يُعرف إلا به. قال: وليس له أصلٌ من حديث قيس بن طلق، ولا جاء به إلا هذا الشيخ. قلت: وأيوب ضعيفٌ. وقيس: صدوقٌ تكلم فيه أبو حاتم وأبو زرعة. فصل: حديثُ ابن عُمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا: من سُئل عن علم، فكتمه ... الحديث. أخرجه الطبرانيُّ في الأوسط ج 1 / ق 233، وابنُ عدي في الكامل 1/ 781، قالا: ثنا عليّ بنُ سعيد بنِ بشير الرازي: ثنا عبد السلام بنُ عتيق الدمشقي: ثنا أبو صفوان القاسم بنُ يزيد بنِ عوانة، عن حسَّان بنِ سياه: ثنا الحسن ابنُ ذكوان، عن نافع،-عن ابن عمر عنه. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن الحسن، إلا حسان، ولا عنه إلا القاسم، تفرد به عبد السلام.

وقال ابنُ عديّ: وهذا الحديث عن نافع، لا أعلم يروى إلا من هذا الوجه. قلتُ: وسندُهُ ضعيفٌ جدًّا. وحسَّان بنُ سياه: ضعّفه الدارقطني. وقال ابنُ حبان في المجروحين 1/ 267: منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الأثبات بما به يشبه حديثهم. وقال ابنُ عديّ: وحسان بنُ سياه له أحاديث غير ما ذكرته، وعامَّتُها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه. والحسن بنُ ذكوان: ضعّفه أبو حاتم، وابنُ معين، والنسائيُّ وغيرهم، وذكره ابنُ حبان في الثقات؛ وقد وُسِم بالتدليس. وأما القاسم بنُ يزيد بن عوانة: فترجمه ابنُ عساكر في تاريخ دمشق ج 14 / ق 380 - 381، ونقل عن أبي إسماعيل الترمذي أنه قال: كان أصله بصريًّا، سكن دمشق، لا بأس به، رأيته يفهم الحديث. وعبد السلام بنُ عتيق: هو ابنُ حبيب الدمشقيّ؛ صدوق ولم يتفرد بالحديث كما قال الطبرانيُّ. فتابعه عبد الله بنُ حماد، قال: ثنا القاسم به. أخرجه ابنُ عساكر ج 14 / ق 381، ونقل عن الدارقطنيّ أنه قال: هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الحسن بن ذكوان، عن نافع، عن ابن عُمر، تفرد به: حسان ابنُ سياه. اهـ. فصلٌ: حديثُ سعد بن المدحاس - رضي الله عنه - مرفوعًا: لا تكتموا العلم، فمن كتم العلم فقد أثم، ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار.

أخرجه الطبرانيُّ في جزء من كذب عليّ 175 من طريق أبي أيوب سليمان ابنِ عبد الحميد الحمصيّ، قال: ثني أبو علقمة نصر بنُ علقمة، عن أخيه محفوظ ابنِ علقمة، عن عبد الرحمن بنِ عائذ، عن سعد بن المدحاس. وأخرجه الطبرانيُّ أيضًا في المعجم الكبير ج 6 / رقم 5502 من هذا الوجه، بلفظ: من علم شيئًا فلا يكتمه، ومن دمعت عيناه من خشية الله لم يحل له أن يلجَ النَّار أبدًا إلا تحلة الرحمن، ومن كذب عليّ فليتبوأ بيتًا في جهنم. قال الهيثميُّ 1/ 163 - 164: فيه سليمان بنُ عبد الحميد، قال النسائيُّ: كذَّاب. وقال ابنُ أبي حاتم: صدوق. ووثقه ابنُ حبان. اهـ. 903/ 20 - (من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسمٌ، والله يُعطي، ولن تزالَ هذه الأمة قائمةً على أمر الله، لا يضرُّهُم من خالفهم، حتى يأتِيَ أمرُ الله). (يونس بن يزيد وهو حديثه، وعبد الوهاب بنُ أبي بكر، كلاهما عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا). (هذا الوجه هو المحفوظ كما جزم به الدارقطنيُّ وغيرُهُ. فصلٌ: ومن الضعيف في هذا الباب ما رواه: عبد الواحد بنُ زياد، وعبد الأعلى بنُ عبد الأعلى البصريان، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا: من يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدين.

قال شيخنا: كذا رواه معمر بنُ راشد، ووهم فيه، وقد تكلَّم العلماء في روايه أهل البصرة عن معمر، فقد وقعت منه أوهامٌ في البصرة حملها عنه أهلها، وعبد الواحد وعبد الأعلى بصريان. وقد اختلف أصحابُ الزهريّ عليه في إسناده. فرواه شعيب بنُ أبي حمزة، عنه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه يونس بنُ يزيد، وعبد الوهاب بنُ أبي بكر، عنه، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية مرفوعًا. وهذا الوجه هو المحفوظ كما جزم به الدارقطنيُّ وغيرُهُ. قال أبو عمرو -غفر الله له-: وهو اختيار البخاري ومسلم وغيرهما. وما رواه: زيد بنُ يحيي بن عبيد، وعمّار بنُ مطر، كلاهما عن سعيد ابن بَشِير، عن قتادة، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن معاوية مرفوعًا: من يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدين. زيد بنُ يحيى: أحد الثقات. وعمَّار بنُ مطر: تالفٌ يسرق الحديث. وسعيد ابنُ بشير، قد ذكر أهل المعرفة أنه منكرُ الحديث عن قتادة. وكان عليّ بنُ المديني يضعفُ أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفًا شديدًا، ويقول: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال. انتهى.). (تخريج حديث حميد بن عبد الرحمن عن معاوية: خ، م، حم، مي، طب كبير، الآجري أخلاق العلماء، طح مشكل، حب، خط الفقيه؛ ابن عبد البر الجامع، الأصبهاني في الترغيب، بغ. تخريج حديث أبي هريرة: ق, حم، يع، الآجري أخلاق العلماء، طح مشكل،

قط علل، خط الفقيه، ابن عبد البر الجامع. تخريج حديث سعيد بن المسيب عن معاوية: طب كبير، وأوسط، قط أفراد). (تنبيه 1 / رقم100؛ تنبيه 12 / رقم 2391). 904/ 21 - (نُهينا عن التَّكَلُّفِ. قوله: "نهينا"، أي: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "التكلف"، قال في النهاية: أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها). (قال البخاريُّ 13/ 264 - 265: ثنا سليمان بن حرب: ثنا حماد بنُ زيد، عن ثابت، عن أنس - رضي الله عنه -، قال: كنا عند عُمر، فقال: .. فذكره). (صحيحٌ. هكذا أخرجه البخاريُّ مختصرًا. وتكلَّم عنه الحافظُ في الفتح بما يجدر أن يُراجع. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع باب: "تأويل مختلف ومشكل الحديث" الجزء الأول) (خ) (التسلية / ح 14؛ ابن كثير 1/ 127). 905/ 22 - (هذا لَعَمْرُ الله التَّكَلُّف، اتَّبِعُوا ما بُيِّنَ لكم مِنْ هذا الكتاب. "التكلف"، قال في النهاية: أراد كثرة السؤال والبحث عن الأشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها). (رواه الزهريُّ، عن أنس - رضي الله عنه -، أنَّهُ سمع عُمر بنَ الخطاب - رضي الله عنه -، قال: "ما الأبُّ؟ " ثم قال: "مه" ورمى بعصاهُ الأرضَ، فقال: .... فذكره). (صحيح. قال الجوزقانيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: راجع باب: "تأويل مختلف ومشكل الحديث" ج 1) (ابن جرير، عبد تفسيره، هق شعب، الجوزقاني) (التسلية / ح 14؛ ابن كثير 1/ 127).

906/ 23 - (جاء رجلٌ يقال له نَهِيك بنُ سِنَان إلى عبد الله. فقال: يا أبا عبد الرحمن! كيف تقرأُ هذا الحرفَ. ألفًا تجدهُ أمْ ياءً: مِن مَاءٍ غير آسنٍ أو مِن مَاءٍ غير ياسن؟ قال فقال عبد الله: وكُلَّ القرآنِ قد أحصيتَ غيرَ هذا؟ قال: إني لأقرأُ المُفَصَّلَ في ركعة. فقال عبد الله: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ إنَّ أقوامًا يقرءُون القرآنَ لا يُجاوزُ تَراقِيَهم. ولَكِن إذا وقع في القلبِ فَرَسَخَ فيه، نَفَعَ. إنَّ أفضلَ الصلاةِ الركوعُ والسجودُ. إني لأعلَمُ النَّظَائِرَ (¬1) التي كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرُنُ بَينَهُنَّ، سورتين في كلِّ ركعةٍ. ثم قام عبد الله فدخلَ علقمة في إثره. ثم خرج فقال: قد أخبرني بها. وفي رواية: فدخل عليه فسأله ثم خرجَ علينا، فقال: عشرون سورة من المفصل، في تأليف عبد الله. وهذا سياق مسلم). (أخرجوه من طرقٍ عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - بهذا. ورواه عن الأعمش: شعبة، ووكيع، وأبو حمزة السكري، وأبو معاوية، وأبو خالد الأحمر، والوليد بنُ قيس، وزائدة بنُ قدامة، والطيالسيُّ، وعيسى بنُ يونس، ¬

_ (¬1) ذكرتُ حديث النَّظائر مفصلا في أبواب: الصلاة / باب جواز الجمع بين السورتين في الركعة الواحدة.

ومحمد بنُ عُبَيد). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). (خ، م، عو، س، ت، حم، طي، خز، طب كبير، هق شعب، خط أسماء مبهمة) (التسلية / ح 49؛ تنبيه ج 1 / رقم 58). 907/ 24 - (والذي لا إله غيرُهُ ما نزلت آيةٌ مِنْ كِتَابٍ الله إلا وأنا أعلمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ، وأين نزلت، ولو أعلمُ مكانَ أحدٍ أعلمُ بكتابِ الله مِنِّي، تنالُهُ المَطَايا، لأتيتُهُ). (رواه: الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قوله). (صحيحٌ) (خ، م، البزار، ابن أبي داود مصاحف، ابن جرير، طب كبير). (التسلية / ح 6؛ تنبيه 1/ 82 / رقم 17؛ التسلية / ح 30). 908/ 25 - {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]، ثم قال: على قِراءَةِ مَنْ تأمرُوني أَنْ أقرأ؟ فلقد قرأتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بضعًا وسبعين سورةً. ولقد عَلِمَ أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنِّي أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلمُ أَن أحدًا أعلم مِنِّي لرحلت إليه. والسياق لمسلم). (رواه: الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود. ثم قال شقيقٌ: فجلستُ في حَلَقِ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فما سمعتُ أحدًا يردُّ ذلك عليه ولا يعيبه. اهـ.

وللأعمش فيه إسناد آخر: فرواه عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: لو أعلم أن أحدًا أعلمُ منِّي بكتاب الله تبلغني إليه راحلةٌ لأتيتُهُ، لقد أخذتُ مِن فِيِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة. سياق البزار). (م، س، س فضائل، ابن أبي داود مصاحف، الشاشي، أبو الشيخ رواية الأقران, طب كبير، البزار) (التسلية / ح 30، التسلية / ح 6، تنبيه 1/ 82 / رقم 17؛ ابن كثير 1/ 168، 178؛ الفضائل / 67). ***

22 - أبواب: الفتن وأشراط الساعة مع النفاق وصفات المنافقين

22 - أبواب: الفتن وأشراط الساعة مع النفاق وصفات المنافقين (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 909/ 1 - (إِنَّ إبليسَ يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياهُ. فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيئ أحدُهُم، فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئًا! قال: ثم يجئ أحدُهُم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيُدنِيه منه، ويقول: نعم أنت!. قال الأعمش: أُراه قال: "فيلتزمُهُ"). (عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، حم) (صحيح القصص / 39). 910/ 2 - (إن مِنْ أشراط الساعة: أن يتباهَى النَّاسُ في المساجد). (رواه: عبد الله بن المبارك، ومؤمل بنُ إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني -وهذا حديثه-، عن أبي قلابة، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا به.

ورواه: سعيد بن عامر، ويونس بنُ بكير، كلاهما عن أبي عامر الخزاز صالح ابنِ رستم، قال: قال أبو قلابة الجرميُّ: انطلقنا مع أنس نريد الزاوية فمررنا بمسجد، فحضرت صلاةُ الصبح، فقالوا لأنس: لو صلَّينا في هذا المسجد، فإنَّ بعضَ القوم يأتي المسجد الآخر. قال: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا. فقال أنس .. فذكر نحوه مرفوعًا. ولأيوب السختياني فيه سياقان آخران، انظرهما وسياقَ أبي عامر الخزّاز فيما يأتي من "أحاديث المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة"). (قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن أيوب إلا حماد بنُ سلمة بهذا الإسناد. انتهى. قلتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ). (خت، د، س، ق، حم، مي، يع، البزار، خز، حب، طب كبير، طب أوسط، وصغير، الضياء، هق) (تنبيه 12 / رقم 2372). 911/ 3 - (إذا كانت سنة ستين فمن كان عزبًا فلا يتزوج). (قال أبو مسهر: حدثني عباد الخوَّاص، عن يحيى بن أبي عَمرو السيباني (¬1)، عن ابن محيريز، عن أبي سلام، قال: كنتُ إذا قدمتُ بيت المقدس نزلت على عبادة ابن الصامت، فدخلتُ المسجد فوجدته، وكعبًا ساجدَين، فسمعتُ كعبًا -يعني: ابن ماتع الحميري المعروف بكعب الأحبار-، يقول: ... فذكره). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع أبي سلام الأسود الحبشي ممطور الدمشقي الأعرج من: عبادة بن الصامت، ومن كعب. فأخرج أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1/ 374، قال: قلتُ لأبي مُسهر: فأبو سلام سمع من عبادة بن الصامت ومن كعب؟ فقال: نعم. حدثني عباد الخواص .. وذكر الإسناد المتقدم. قال أبو زرعة: قلتُ لأبي ¬

_ (¬1) بالسين المهملة، ويتصحف بالشين المعجمة، وانظر التهذيب (31/ 480).

مُسهر: فسمع من كعب؟ قال: نعم. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وقد أثبت أبو مُسهر السماع بما حضره من الأسانيد، وإلا فقد يكون مستند العالم في النفي، هو عدم علمه بالإسناد. وقد روى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1/ 374، عن مَرْوان ابن محمد، قال: قلتُ لمعاوية بن سلام: سمع جدُكَ من كعب؟ قال: لا أدري. اهـ. هذا مع ما ذكروه من اختصاص معاوية بن سلام بجده. والله أعلم) (أبو زرعة) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 912/ 4 - (بادِرُوا بالأعمال سِتًّا: الدَّجّالُ، والدُّخَانُ، ودابَّة الأرض، وطلوعُ الشمس من مغربها، وأمرُ العامة، وخويصَةُ أحدِكم. وقع عند الطبراني: "بادروا بالعمل .. ". والمعنى: سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة، قبل وقوعها وحلولها، فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ولا يعتبر). (أمية بنُ بسطام العيشيُّ، ومحمد بنُ المنهال الضرير، قالا: حدثنا يزيد بنُ زُرَيع، عن شعبة. وعبد الصمد بنُ عبد الوارث، وعفان بن مسلم، وعبد الله بنُ رجاء، ثلاَثتُهُم، عن همام بن يحيى. كلاهما -يعني: شعبة وهمام- عن قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، مرفوعًا به). (م، حم، حب، طب أوسط، ابن منده، المزي) (تنبيه 12 / رقم 2375). 913/ 5 - (بينما راعٍ في غنمه عَدَا عليه الذّئْبُ، فأخذ منها شاةً، فطلبه الراعي، فالتفت إليه الذئبُ، فقال: مَن لها يوم السَّبُعِ، يوم ليس لها راع غيري؟!. وبينما رجلٍ يسوقُ بقرةً، قد حمل عليها،

فَالتَفَتَتْ إليه فكلمته، فقالت: إِنِّي لم أُخلَق لهذا، ولكني خلقت للحرث. فقال الناس: سبحان الله!. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإني أُؤمن بذلك، وأبو بكر، وعُمر بنُ الخطاب - رضي الله الله عنهما -). (قال البخاريُّ: ثنا أبو اليمان: نا شعيبٌ, عن الزهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة - رضي الله عنه -، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرت له سياقًا آخر في باب "فضائل النبيّ والآل والصحب" وسياق أوله: صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً ..). (خ، م، س كبرى، د، ت، حم، حم فضائل، القطيعي زيادته فضائل، حمي، طي، ش، حب، ابن الأعرابي، طح مشكل، بغ). (صحيح القصص / 35؛ الفوائد / 26 ح 2، التوحيد / 1420 هـ / رمضان). 914/ 6 - (ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عميه وسلم - الدجال ذاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه، وَرَفَّعَ حتى ظَنَنَّاهُ في طائفةِ النَّخْلِ، فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال: "ما شأنكم؟ " قلنا: يا رسول الله! ذكرتَ الدجالَ الغداةَ، فخَفَّضت فيه وَرَفَّعتَ، حتى ظَنَنَّاه في طائفة النَّخْلِ. فقال: "غير الدجال أخوفني عليكم؛ إِنْ يخرج وأنا فيكم، فأنا حَجِيجُهُ دونكم؛ وإِنْ يخرح ولستُ فيكم، فامْرُؤٌ حجيجُ نفسه والله خليفتي على كل مسلمٍ. إنَّه شابٌ قَطَطٌ، عينُه طافيةٌ، كأَنِّي

أشَبِّهُهُ بعبدِ العُزَّى ابن قَطَن، فَمَنْ أدركه منكم فليقرأ عليه فواتحَ سورةِ الكهف؛ إنه خارج خَلَّةً بين الشام والعراق، فعاثَ يمينًا وعاثَ شمالًا، يا عباد الله فاثبُتُوا". قلنا: يا رسول الله! وما لُبثُهُ فى الأرض؟ قال: "أربعون يومًا: يومٌ كَسَنَةٍ، ويوم كشهرٍ، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنةٍ أتكفينا فيه صلاةُ يوم؟ قال: "لا، اقْدُروا له قَدْرَهُ". قلنا: يا رسول الله! وما إسراعه في الأرض؟ قال: "كالغيثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له. فيأمرُ السماءَ فتُمطِرُ، والأرض فَتُنْبِتُ، فتروح عليهم سَارِحَتُهُم أطول ما كانت ذرى، وأَسْبَغَهُ ضروعًا، وأمده خواصر، ثم يأتي القومَ فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيءٌ مِنْ أموالِهم. ويمرُّ بالخَرِبَةِ، فيقول لها: أخرجي كنوزَك، فتتبعُهُ كُنوزُها كيعاسيب النَّحْلِ، ثم يدعو رجلًا مُمْتَلِئًا شبابًا، فيضرِبُهُ بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيُقْبِلُ ويتهلل وجهُهُ يضحكُ. فبينما هو كذلك إذ بعثَ الله تعالى المسيح ابنَ مريم - صلى الله عليه وسلم -، فينزلُ عند المنارةِ البيضاءِ، شَرْقِيِّ دمشق بين مَهْرُودَتَين، واضعًا كفيه على أجنحة مَلَكَينِ، إذا طأطأ رأسه قطرَ، وإذا رفعه تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات،

وَنَفَسُهُ ينتهي إلى حيث ينتهي طَرْفُهُ، فيطلُبُهُ حتى يُدْركه بباب لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ. ثم يأتي عيسى - صلى الله عليه وسلم - قومٌ قد عصمهم الله منه، فيمسح عَنْ وجوههم، ويُحَدِّثُهُم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى - صلى الله عليه وسلم - إني قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدَان لأحدٍ بقتالهم، فَحَرِّز عبادي إلى الطُّورِ. ويبعث الله يأجوجَ ومأجوجَ، وهم مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهُم فيقولون: لقد كان بهذه مرَّةً ماءٌ. ويُحْصَرُ نبيُّ الله عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُهُ، حتى يكونَ رأس الثور لأحدهم خيرٌ مِنْ مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبيُّ الله عيسى وأصحابُهُ -رضي الله عنهم- إلى الله تعالى، فيرسل الله تعالى عليهم النَّغَفَ في رقابهم، فَيُصْبِحُون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبطُ نبيُّ الله عيسى - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابُهُ -رضي الله عنهم- إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضعَ شبر إلا ملأه زَهَمُهُم وَنَتَنُهُم، فرغبُ نبيُّ الله عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُهُ -رضي الله عنهم- إلى الله تعالى، فيرسلُ الله تعالى طيرًا كأعناق البُخْتِ، فَتَحْمِلهُم، فتطرحهُم حيثُ شاء الله. ثم يرسل الله - عزَّ وجلَّ - مطرًا لا يُكِنُّ منه بيت مَدَر، ولا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرض حتى يترُكَهَا كالزّلَقَةِ، ثم يُقالُ للأرضِ: أنبتي ثمرتك، وَرُدِّي

بركتك. فيومئذٍ تأكُلُ العصابةُ مِنَ الرُّمَّانةِ، ويستظلون بِقِحْفِهَا، ويُبَارَكُ في الرِّسْلِ. حتى إنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الإبلِ لتكفي الفئامَ مِنَ النَّاسِ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذَ من الناس. فبينما هم كذلك إذ بعث الله تعالى ريحًا طيبةً، فتأخُذُهُم تحتَ آباطِهم، فتقبضُ رُوحَ كلِّ مؤمنٍ وكلِّ مسلمٍ، ويبقى شِرَارُ الناس يتهارجون فيها تَهَارُجُ الحُمُرِ، فعليهم تقومُ الساعةُ. غريب الحديث: (فخفض فيه ورفع) في معناه قولان: أحدهما أن خفض بمعنى حقر، وقوله (رفع) أي عظمه وفخمه. فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى عَوَرُه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "هو أهون على الله من ذلك"، وأنه لا يقدر على قتل أحد إلا ذلك الرجل، ثم يعجز عنه، وأنه يضمحل أمره، ويقتل بعد ذلك، هو وأتباعه. ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به هذه الأمور الخارقة للعادة وأنه ما من نبي إلا وقد أنذره قومه. والوجه الثاني أنه خفض صوته في حال الكثرة فيما تكلم فيه، فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح، ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد بلاغا كاملًا مفخما. (غير الدجال أخوفني عليكم) فيه أوجه، أظهرها: أنه من أفعل التفضيل، وتقديره: غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم. (قطط) أي: شديد جعودة الشعر، مباعد للجعودة المحبوبة. (إنه خارج خلة بين الشام والعراق) قال القاضي: المشهور فيه خلة، قيل معناه سمعت ذلك وقبالته. (فعاث يمينا وعاث شمالا) العيث الفساد، أو أشد الفساد، والإسراع فيه.

(اقدروا له قدره) قال القاضي وغيره: هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع ... ومعني اقدروا له قدره: أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبن الظهر كل يوم، فصلوا الظهر. ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر، فصلوا العصر. وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب، فصلوا المغرب. وكذا العشاء والصبح ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب، وهكذا حتي ينقضي ذلك اليوم، وقد وقع فيه صلوات سنة، فرائض كلها مؤداة في وقتها. أما الثاني الذي كشهر، والثالث الذي كجمعة، فقياس اليوم الأول أن يقدر لهما كاليوم الأول على ما ذكرناه. (فتروح عليهم) يعني: ترجع آخر النهار. (سارحتهم) السارحة: هي الماشية التي تسرح أي تذهب أول النهار إلى المرعى. (ما كانت ذُرًّا) الذرا يعني: الأعالي والأسنمة، جمع ذروة بالضم والكسر. (أسبغهُ ضُرُوعًا) أي: أطوله لكثرة اللبن. (أَمَدَّهُ خَواصِرَ) لكثرة امتلائها من الشبع. (فيصبحون ممحلين) المحل، على وزن فحل، هو الجدب والقحط، يقال أمحل البلد إذا أجدب. (كيعاسيب النحل) هذا ذكور النحل، وقيل: جماعة النحل لا ذكورها خاصة، لكنه غنى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها. (فيقطعه جَزْلَتَين) أي: قطعتين. (رَمْيَةَ الغرض) أي: أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية. (بين مهرودتين) أي: لابس مهرودتين، أي: ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران، وقيل: هما شقتان والشقة نصف الملاءة. (تحدر منه جمان كاللؤلؤ) الجمان حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار،

والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه، فسمى الماء جمانا لشبهه به في الصفاء والحسن. (بباب لد) بلدة قريبة من بيت القدس. (لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم) يدان تثنية يد، ومعناه: لا قدرة ولا طاقة. (فحرز عبادي إلى الطور) أي ضمهم واجعله لهم حِرْزا، يقال أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ. (من كل حدب) من كل أكمة، من كل موضع مرتفع. (ينسلون) أي: يخضون مسرعين. (فيرغب نبيُّ الله) أي إلى الله، أو يدعو. (النَّغَف) هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم، الواحدة نغفة. (فَرْسَى) أي قتلى، واحدهم فريس، كقتيل وقتلى. (زَهَمُهُم) أي دسمهم. (البُخْت) هي جمال طوال الأعناق. (لا يَكُنُّ) أي لا يمنع من نزول الماء. (مَدَر) هو الطين الصلب. (كالزلَقَةِ أو كالزَّلَفَةِ) معناه كالمرآة. (العصابة) هي الجماعة. (بِقِحْفِهَا) بكسر القاف هو مقعر قشرها، شبهها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل ما انفلق من جمجمته وانفصل. (الرِّسْل) هو اللبن. (اللقحة) بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان، والكسر أشهر، وهي القريبة العهد بالولادة. (الفئام) أي: الجماعة الكثيرة. (الفَخْذ من الناس) أي: الجماعة من الأقارب وهم دون البطن والبطن دون القبيلة. (يتهارجون فيها تهارج الحمر) أي: يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك). (عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه -، قال: ..... فذكر الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، ت, ق، حم) (صحيح القصص / 73 - 75، تنبيه 5 / رقم 1295).

915/ 7 - (إنَّ يأجُوجَ ومأجُوجَ يَحفِرونَ كل يومٍ حتى إذا كادوا يرَوْنَ شُعَاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنَحْفِرُهُ غدًا. فيُعِيدُهُ الله أشدَّ ما كان حتى إذا بلغت مُدتهُم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فَسَتَحْفِرُونه غدًا إنْ شاء الله تعالى، واستثنوا، فيعودون إليه، وهو كهيئَتِه حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فَيَنْشِفُونَ الماءَ، ويتحصَّنُ الناسُ منهم في حُصُونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع، عليها الدَّمُ الذي اجفَظَّ. فيقولون: قَهَرْنا أهلَ الأرض، وعَلَوْنا أهلَ السماء، فيبعثُ الله نَغَفًا في أقفائِهم فيقتلهم بها. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده! إن دوابَّ الأرض لَتَسمَنُ وتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهم. قوله: فينشفون الماء: أصل النشف دخول الماء في الأرض أو الثوب، يقال نشفت الأرض الماء تنشفه نشفًا يعني شربته. قوله: فترجع، عليه, الماء اجفظَّ: أي ملأها: أي ترجع السهام حال كون الدم ممتلئًا عليها، فكان قوله: عليها الدم اجفظ، جملة حالية من قوله: فترجع، فلفظ اجفظ من باب احمرَ من الجِفظ، في القاموس: الجِفيظ المقتول المنتفخ، والجَفظُ الملء، واجفاظّت الجيفة واجفأظَّت كالحمأرّ واطمأنّ يعني: انتفخت. قوله: وتشكَرُ شَكَرًا: أي تسمن وتمتليءُ شحما. يقال شكِرت الناقة تشكَر شَكَرا إذا سمنت وامتلأ ضرعُها لبنا - هكذا نقلته من حاشية ابن ماجه). (رواه قتادة، قال: ثنا أبو رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ..

وذكره). (سنده صحيحٌ. وصرَّح قتادة بالتحديث عند ابن ماجه وابن حبان وغيرها. وفيه إثباتُ سماع قتادة، من أبي رافع الصائغ. وردٌّ على من نفى من العلماء سماعه منه. فقد قال شعبة وأحمد وأبو داود في "سننه" (5190): إن قتادة لم يسمع من أبي رافع. قال أحمد: "بينهما خلاس والحسن"، وكذلك قال الدارقطنيُّ في "العلل" (11/ 209)، وليس كما قالوا. قال شيخنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: والصواب في هذا أنه إذا جاءنا سماعُ راوٍ مِنْ شيخه بإسنادٍ صحيحٍ، لا مطعنَ فيه، فالواجب تقديمه على قول العالم بالنفي فإنَّ مستندهم في إثبات السماع ونفيه = إنما هو الأسانيد، والأمثلة على ذلك يطول ذكرها. اهـ.) (ت، ق واللفظ له، حم، ك, حب، ابن جرير) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 916/ 8 - (لا تقومُ الساعةُ حتى يتباهى النَّاسُ في المساجد). (محمد بنُ عبد الله الخزاعي، وعبد الله بنُ معاوية الجمحيَّ، وعفان بنُ مسلم، وعبد الصمد بنُ عبد الوارث، ويونس بنُ محمد، والحسن بُن موسى، قالوا: ثنا حماد ابنُ سلمة، عن أيوب السختياني -وهذا حديثه-، عن أبي قلابة، عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - مرفوعًا به. ورواه: سعيد بن عامر، ويونس بنُ بكير، كلاهما عن أبي عامر الحزّاز صالح بنِ رستم، قال: قال أبو قلابة الجرميُّ: انطلقنا مع أنس نريد الزاوية فمررنا بمسجد، فحضرت صلاةُ الصبح، فقالوا لأنس: لو صلَّينا في هذا المسجد، فإن بعضَ القوم يأتي المسجد الآخر. قال: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا. فقال أنس - رضي الله عنه - .. فذكر نحوه مرفوعًا. وانظر سياق أبي عامر فيما يأتي من "أحاديث المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة"). (قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه. عن أيوب إلا حماد بنُ سلمة بهذا الإسناد. انتهى. قلتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ) (تقدم تخريجه في الحديث الثاني من هذا الباب) (تنبيه 12 / رقم 2372).

917/ 9 - (لا يسمعُ النِّداء في مسجدي هذا، ثم يخرجُ منه إلا لحاجة، ثم لا يرجعُ إليه إلا مُنافقٌ). (قال الطبرانيُّ: ثنا عليّ بنُ سعيد الرازيُّ، قال: نا أبو مصعب، قال: نا عبد العزيز ابنُ أبي حازم، قال: حدثني أبي وصفوان بنُ سُلَيم، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به. وقد خولفَ صفوان بنُ سُلَيم وأبو حازم. فرواه سفيان بنُ عُيَينة وهذا حديثه، والأوزاعيّ، وغيره: عن عبد الرحمن بنِ حرملة، قال: كنتُ عند ابن السيب، فجاءه رجلٌ، فسألهُ عن بعض الأمر، ونادى الثاني فأراد أن يخرجَ، فقال له سعيدٌ: قد نودي بالصلاة، فقال الرجلُ: إنَّ أصحابي قد مضوا، وهذه راحلتي بالباب. قال: فقال له: لا تخرج فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا يخرجُ من المسجد بعد النداء إلا منافقٌ، إلا رجلٌ يخرج لحاجته، وهو يريد الرجعة إلى الصلاة. فأبى الرجلُ إلا أن يخرج، فقال سعيدٌ: دونكم الرجلُ. فإنِّي عنده ذات يومٍ إذ جاءَه رجلٌ فقال: يا أبا محمد! ألم ترَ إلى هذا الرجل أبي، يعني هذا الذي أبي إلا أن يخرج؛ وقعَ عن راحلته فانكسرت رجلُهُ. فقال له سعيدٌ: قد ظننتُ أنَّه سيصيبُهُ أمرٌ. يعني خالفهما: عبد الرحمن بنُ حرملة -ولم يكن بجيّد الحفظ-، فرواه عن سعيد بن المسيب، عن النبيّ قال: "لا يخرج من المسجد أحدٌ .. ". هكذا مرسلًا. ولم يقل: "مسجدي هذا"). (قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث موصولًا عن أبي هريرة؛ عن صفوان وأبي حازم، إلا ابنُ أبي حازم، تفرَّد به

أبو مصعب. قال المنذري في "الترغيب" (1/ 189): رواتُهُ محتجٌّ بهم في الصحيح. وقال الهيثميُّ في "المجمع" (2/ 5): رجالُهُ رجالُ الصحيح. قال شيخُنا: الرواية الوصولة أولى، وليس فيها من ينظرُ في حاله إلا عليّ بن سعيد الرازيّ، شيخ الطبراني، فقد أثنى عليه ابنُ يونس بالفهم والحفظ، وقال: "تكلموا فيه". فقال الحافظ في "اللسان": "لعل كلامهم فيه من جهة دخوله في أعمال السلطان". وهذا التعليل له وجهٌ. ولكن سئل الدارقطني: كيف هو في الحديث؟ قال: "حدث بأحاديث لم يُتابع عليها". ووثقه مسلمة بنُ قاسم، وقال: "كان ثقة عالما بالحديث". وقد علمتُ بكثرة النَّظر في "المعجم الأوسط" أن شيخَ الطبرانيِّ قلَّما يتفرَّدُ بحديثٍ. والله أعلم. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وانظر رواية أخرى صحيحة عن أبي الشعثاء وعن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. ذكرتها وما يتعلق بها في أبواب "الصلاة والمساجد والأذان"، برقم 441/ 14، والحمد لله رب العالمين. ومن الضعيف في هذا الباب، ما رواه: عبد الجبار بنُ عُمر، عن ابن أبي فروة، عن محمد بن يوسف مولى عثمان، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: من أدركه الأذانُ في المسجد، ثمّ خرجَ، لم يخرُج لحاجةٍ وهو لا يُريد الرجعة، فهو مُنافقٌ. وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. وابنُ أبي فروة: هو إسحاق ابنُ عبد الله بن أبي فروة، متروك. وعبد الجبار بنُ عُمر: وهَّاه أبو زرعة). (الموصول أخرجه: طب أوسط. المرسل أخرجه: مد، عب، هق. حديث عثمان أخرجه؛ ق، المزي) (تنبيه 12 / رقم 2380).

918/ 10 - (مَثَلُ المُؤمِن مَثَلُ خامَةِ الزَّرع، لا تزالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، ولا يزالُ المؤمنُ يُصيبُهُ البلاءُ، ومثلُ المُنافِق كمثلِ شجر الأرز، لا تهتز حتى تُسْتَحْصَد). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ صححٌ. وله شاهد من حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه -) (خ، م، ت، حم، عب، ش، ش إيمان، حب، هق شعب، بغ) (الأمراض / 46 ح 17). 919/ 11 - (مَنْ صَعد الثَنِيَّة ثنيَّةَ المُرار، فإنّه يُحَطُّ عنه ما حُطَّ عن بني إسرائيل). (قُرَّة بن خالد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - .. فذكره. قال جابرٌ: فإن أول من صعدها خيلُنا خيلُ بني الخزرج، ثم تتامَّ الناسُ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم مغفورٌ له إلا صاحبَ الجملَ الأحمر"، فقلنا: تعالَ يستغفرْ لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لأن أجدَ ضالتي أحبُّ إلي من أن يستغفرَ لي صاحبُكُم، وإذا هو يَنْشُدُ ضالته). (هذا حديثٌ صحيحٌ. والثنية: الطريقُ بين الجبلين. والمُرار: شجرٌ مر. وثَنِيَّة المُرار: قال ابنُ إسحاق: هي مهبط الحُدَيبية) (م، طب أوسط، المُخلِّص، كر) (تنبيه 12 / رقم 2489). 920/ 12 - (نكحتُ ابنَ المُغيرة، وهو مِنْ خِيَارِ شَبَابِ قُرَيشٍ يومَئِذٍ، فَأُصِيبَ في أَوَّلِ الجهادِ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما تَأَيَّمْتُ، خَطَبَنِي عبد الرحمن بنُ عَوف في نَفَرٍ من أَصحابِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وخطبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على مولاهُ أُسَامَة بن زَيْد، وكنتُ قد حُدِّثْتُ،

أَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -قال أحَبَّني فَلْيُجِبَّ أسامةَ" فلما كَلَّمني أَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: أَمْرِي بِيَدِكَ، فَاَنكحْنِي من شِئْتَ. فقال: "انتَقِلِي إلى أُمِّ شَرِيكٍ". وأم شريك امرأةٌ غَنِيَّةٌ، من الأنصارِ، عظيمَةُ النَّفَقَةِ في سبيل الله، يَنْزِلُ عليها الضِّيفَانُ. فقلت: سَأَفْعَلُ. فقال: "لا تفعلي، إِنَّ أم شريك امرأة كثيرةُ الضِّيفَانِ، فإني أكره أن يسقُطَ عنكِ خِمَارُكِ أو يَنْكَشِفَ الثَّوبُ عن سَاقَيْكِ، فَيَرَى القومُ منكِ بَعْضَ ما تكرهينَ، ولكن انتَقِلِي إلى ابن عَمِّكِ عبد اللهِ بن عَمرو بن أُمِّ مَكْتُوم" -وهو رَجُلٌ من بني فِهْرٍ، فهرِ قريش، وهو من البطنِ الذي هِيَ منه-، فَانْتَقَلْتُ إليه. فلما انقضَتْ عِدَّتِي سمعتُ نداءَ المُنَادِي، مُنَادِي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، يُنَادِي: الصلاةَ جامعةً. فخرجْتُ إلى المسجدِ، فَصَلَّيْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنتُ في صَفِّ النِّساءِ التي تَلِي ظُهُورَ القومِ، فلمَّا قَضَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاَتهُ، جَلَسَ على الْمِنْبَرِ وهو يَضْحَكُ، فقال: "لِيَلْزَمْ كُلُّ إنسانٍ مُصَلاهُ". ثم قال: "أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "إلي والله ما جمعتُكُمْ لرغبَةٍ ولا لرهبَةٍ، ولكنْ جمعتُكُم لأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيُّ، كان رجلا نصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا، وَافَقَ الذي كنتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ. حدثنه أَنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بحرِيَّةٍ، مع ثلاِثينَ رجلا من لَخْمِ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِم المَوْجُ شهْرًا في البحر، ثُمَّ

أرفؤا إلى جزيرَةٍ في البحرِ حتى مَغْرِب الشمسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُب السَّفِينَةِ، فدخلُوا الجزيرةَ، فلقِيَتْهُم دَابَّةٌ أَهْلَبُ، كثيرُ الشَّعَرِ، لا يدرُونَ ما قُبُلُهُ من دُبُرِهِ، من كثرة الشَّعَرِ، فقالُوا: ويلكِ! ما أَنْتِ؟ فقالت: أنا الجَسَّاسَةُ. قالوا: وما الجَسَّاسَةُ؟ قالت: أيها القومُ! انطلقُوا إلى هذا الرجلِ في الدَّيْرِ، فإنه إلى خبرِكُم بالأَشوَاقِ. قال: لما سَمَّتْ لنا رجلا فَرِقْنَا منها أَنْ تكونَ شَيْطَانَةً. قال: فانطَلَقنا سِرَاعًا حتى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فإذا فيه أَعْظَمُ إنسانٍ رأيناهُ قطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مجموعةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بين رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ. قلنَا: وَيْلَكَ! ما أنت؟. قال: قد قَدَرتمْ على خَبَرِي، فَأخْبِرُوني ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نحنُ أُنَاسٌ من العربِ، ركب في سفينةٍ بحريةٍ، فَصَادَفْنَا البحرَ حين اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بِنَا المَوجُ شهرًا، ثم أَرْفَأنَا إلى جزيرتكَ هذه، فجلسنا في أَقْرُبِهَا، فدخلنا الجزيرةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ، كَثيرُ الشَّعَرِ، لا يدري ما قُبلُهُ من دُبُرِهِ من كثرةِ الشَّعَرِ. فقلنا: ويلكِ! ما أنتِ؟ فقالت: أنا الجَسَّاسَةُ. قلنا: وما الجَسَّاسَةُ؟ قالت: اعْمِدُوا إلى هذا الرجلِ في الدَّيْرِ، فإنّه إلى خبرِكُمْ بالأَشْوَاق، فأقبلنا إليكَ سِرَاعًا، وفزِعنا منها، ولم نأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانةً، فقال: أَخْبِرُوني عن نخْلِ بَيْسَانَ؟. قلنا: عن أَيِّ شَأنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قال: أَسْأَلُكُمْ عن نخلِهَا، هل يُثْمِرُ؟ قلنا له: نعم. قال: أَمَا إنه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ. قال:

أَخْبِرُوني عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ؟ قلنا: عن أَيِّ شَأنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قال: هل فيها مَاءٌ؟ قالوا: هِيَ كَثيرَةُ المَاءِ، قال: أَمَا إِنَّ مَاءَها يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ. قال: أَخْبِرُوني عن عَيْنِ زُغَرَ؟ قالوا: عن أَيِّ شَأنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قال: هل في الْعَيْنِ مَاءٌ؟ وهل يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ قلنا له: نعم، هي كثيرَةُ الماءِ، وأهلُهَا يَزْرَعُونَ من مَائِهَا. قال: أَخْبِرُونِي عن نبِيِّ الأمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قد خَرَجَ من مَكَّةَ، ونَزَلَ يَثْرِبَ. قال: أَقَاتلَهُ العربُ؟ قلنا: نعم. قال: كيفَ صَنَعَ بِهِم؟ فأخبرناهُ أنهُ قد ظَهَرَ على من يَلِيهِ من العربِ وأطَاعُوهُ. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهم أَنْ يُطِيعُوهُ. وإِنّي مُخْبِرُكُم عني. إني أنا المَسِيحُ. وإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوج، فَأَخْرُجَ فأسيرَ في الأرض فلا أَدَعُ قريةً إلا هَبَطْتُها في أربَعِينَ ليلةً غير مكةَ وطَيْبَةَ، فهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عليَّ كلتاهُمَا، كما أردْتُ أَنْ أدخُلَ واحِدَةً -أو واحِدًا منهمَا- استَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيده السيفُ صَلْتًا، يَصُدُّني عنها، وإِنَّ على كل نَقْبٍ منها مَلائكةً يحرُسُونَها". قالت: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: "هذه طَيْبَةُ، هذه طَيْبَةُ، هذه طَيْبَةُ". يعني المَدِينَةَ: "ألا هل كنت حَدَّثْتُكُمْ ذلك؟ " فقال الناس: نعم. "فإنه أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أنَّهُ وَافَقَ الذي كنت أُحَدِّثُكُمْ عنه، وعن المدينةِ ومكَّةَ. ألا إنَّه في بحرِ الشام أو بحرِ اليمنِ،

لا بل من قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، من قِبَلِ المشرقِ ما هو، من قِبَلِ المشرقِ ما هو". وأَوْمَأَ بيده إلى المشرقِ. قالت: فَحَفِظْتُ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. هذا لفظ مسلم. غريب الحديث: (ابن المغيرة) هو أبو عَمرو بنُ حفص بنِ المغيرة المخزومي، فطلقها، فتزوجها بعده أسامة بنُ زيد. (فأصيب في أول الجهاد) قال العلماء: ليس معناه أنه قتل في الجلاد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتأيمت بذلك إنما تأيمت بطلاقه البائن. (لأن تميما الداري) هذا معدود من مناقب تميم لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم روى عنه هذه القصة، وفيه رواية الفاضل عن المفضول، ورواية المتبوع عن تابعه، وفيه رواية خبر الواحد. (ثم أرفؤا إلى جزيرة) أي التجأوا إليها. (فجلسوا في أقرب السفينة) الأقرب: جمع قارب على غير قياس، والقياس: قوارب، وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنيبة، يتصرف فيها ركاب السفينة لقضاء حوائجهم؛ وقيل: أقرب السفينة أدانيها أي ما قارب إلى الأرض منها. (أهلب) الأهلب غليظ الشعر كثيره. (اغتلم) أي هاج وجاوز حده المعتاد. (نخل بيسان) هي قرية بالشام. (بحيرة الطبرية) هي بحر صغير معروف بالشام. (عين زغر) هي بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام. (طيبة) هي المدينة، ويقال لها أيضًا طابة. (صلتا) بفتح الصاد وضمها أي مسلولا. (ما هو) قال القاضي: لفظة "ما هو" زائدة، صلة للكلام، ليست بنافية، والمراد إثبات أنه في جهة الشرق). (عن عامر بن شراحيل الشعبيِّ مِنْ شَعْب همدان، أنَّه سأل فاطمة بنتَ قيس، أخت الضحاك بنِ قيس، وكانت مِنَ المهاجرات الأُوَلُ، فقال: حدِّثيني حديثًا سمعتيه مِنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، لا تُسْنِدِيه إلى أحدٍ غيره. فقالت: لئن شِئتَ لأَفْعَلَنَّ. فقال لها:

أجل، حدثيني. فقالت:. . فذكرت الحديث). (هذا حديثٌ صحيحٌ) (م، د، ق) (صحيح القصص / 76 - 79). 921/ 13 - (فى أنْ يتباهَى النَّاسُ في المساجد). (رواه: محمد بنُ عبد الرحيم صاعقة، قال: نا عفان بنُ مسلم، عن حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني -وهذا حديثه-، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعًا به. ورواه: سعيد بنُ عامر، ويونُس بنُ بكير، كلاهما عن أبي عامر الخزّار صالح ابنِ رستم، قال: قال أبو قلابة الجرميُّ: انطلقنا مع أنس نريد الزاوية فمررنا بمسجد، فحضرت صلاةُ الصبح، فقالوا لأنس: لو صلَّينا في هذا المسجد، فإنَّ بعضَ القوم يأتي المسجد الآخر. قال: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا. فقال أنس. . فذكر نحوه مرفوعًا. ولأيوب السختياني فيه سياقان آخران، تقدَّم أحدهما، وسيأتي الآخر هو وسياقُ أبي عامر الخزّاز في "أحاديث المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة"). (قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن أيوب إلا حماد بنُ سلمة بهذا الإسناد. انتهى. قلتُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ) (تقدم تخريجه في الحديث الثاني من هذا الباب) (تنبيه 12 / رقم 2372). 922/ 14 - ("لا يتمنين أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بادروا بالأعمال خصالًا سِتًّا: إِمرةُ السُّفهاء، وكَثرةُ الشُّرْطِ، وقطيعةُ الرَّحم، وبيعُ الحُكم، واستخفافًا بالدَّمِ، ونشوًا يتخذون القرآنَ مَزَامِيرَ، يُقدّمونَ الرَّجُلَ، ليس بأفقههم، ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليُغَنِّيَهُم غِنَاءً".

ولفط الإمام أحمد: "لا يتمنى أحدُكم الموتَ، فإنه عند انقطاع عمله، ولا يُرَدُّ فَيَسْتَعْتِب، فقال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: بادروا بالموت سِتًّا. . وذكرها إلا أنه قال في السادسة: ونشوًا يتخذون القرآن مزامير يقدِّمونَه يُغَنِّيهم وإن كان أقل منهم فِقْهًا". قال السندي: قوله "عند انقطاع عمله" أي: فإن العمل ينقطع عند الموت ولا يُرَدُّ إلى الدنيا بعد الموت. "فيستَعْتب" علي بناء الفاعل: أي: يرجع عن الإساءة ويطلب رضي الله بالتوبة. "بادروا" أي: اطلبوا من الله تعالى أن يميتكم قبل هذه الست. "إمرة" بكسر الهمزة، أي إمارتهم. "الشُّرط بضم فسكون، وهو من يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره". "الحكم" أي: القضاء، أى: يتوسل إليه بالرشوة. "ونشوا" المشهور أنه بفتح فسكون، وقيل بفتحتين، وعلى الوجهين فآخره همزة، أي: جماعةً أحداثًا، وهو على الثاني جمع ناشيء، كَخَدَم جمع خادم، وعلى الأول تسمية بالمصدر. "يقدمونه" من التقديم، أي: الناس يقدمورن هذا الشاب في الصلاة.). (رواه شريك، عن أبي اليقظان عثمان بن عُمير، عن زاذان أبي عُمر، عن عُليم الكندي، قال: كنت مع عابس الغفاريّ على سطح، فرأى قومًا يتحملون من الطاعون، فقال: ما هؤلاء يتحملون من الطاعون؟ يا طاعون خُذْني إليك -مرتين- فقال له ابن عمِّ له، ذو صحبةٍ: لم تتمنى الموت؟ وقد سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول:. . . . فذكره). (حسنٌ من حديث عابس الغفاري. وله شواهدٌ عن جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة، والحكم ابن عَمرو الغفاري، وعَمرو بن عبسة، وعوف بن مالك - رضي الله عنه -). (حم، أبو عبيد فضائل القرآن، خ كبير، طب كبير، طح مشكل، أبو غرزة مسند

عابس، ابن أبي الدنيا عقوبات، الجوزقاني، هق شعب) (التسلية / ح 88). 923/ 15 - (يأتي على الناس زمانٌ، يتباهُونَ بكثرةِ المساجد، لا يعمرونها إلا قليل). (رواه: سعيد بنُ عامر، ويونُس بنُ بكير، كلاهما عن أبي عامر الحزّاز صالح ابنِ رستم -وهذا حديثه-، قال: قال أبو قلابة الجرميُّ: انطلقنا مع أنس نريد الزاوية فمررنا بمسجد، فحضرت صلاةُ الصبح، فقالوا لأنس: لو صلَّينا في هذا المسجد، فإنَّ بعضَ القوم يأتي المسجد الآخر. قال: أي مسجد؟ فذكرنا مسجدًا. فقال أنس. . . فذكره مرفوعًا. ورواه: محمد بنُ عبد الله الخزاعيّ، وعبد الله بنُ معاوية الجمحيّ، وعفان بنُ مسلم، وعبد الصمد بنُ عبد الوارث، ويونس بنُ محمد، والحسن بُن موسى، قالوا: ثنا حماد ابنُ سلمة، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعًا نحوه). (لم يتفرد به سعيد بنُ عامر، وهو صدوق متماسك، فتابعه يونس بن بكير. وصالح ابنُ رستم، وثَّقَهُ: الطيالسيُّ، وأبو داود، والعجليُّ، وابنُ حبان، والبزار. ومشاه أحمد. وضعفه: ابنُ معين، والعقيليُّ، وأبو أحمد الحاكم. ولكنه لم يتفرد به، فتابعه أيوب السختيانيُّ، فرواه عن أبي قلابة، عن أنس نحوه. ولأيوب السختياني في هذا الحديث ثلاثُ سياقات، انظرها جميعا فيما تقدم من "أحاديث المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة") (تقدم تخريجه في الحديث الثاني من هذا الباب) (تنبيه 12 / رقم 2372). 924/ 16 - (يأتي في آخر الزمان قومٌ حُدَثاءُ الأسنان، سُفهاءُ

الأحلام، يقولون من خير قول البَرِيَّة، يمرُقُون من الإسلام، كما يمرُقُ السهم من الرَّميَّة، لا يجاوز إيمانهم حناجِرَهم، فأينما لَقِيتُموهم فاقتلوهم، فإنَّ قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة). (رواه: سليمان الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن سويد بن غفلة، قال: قال عليّ - رضي الله عنه -: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا، فلأن أخرّ من السماء، أحبُّ إليّ من أن أكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:. . . . فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (ح، م، د، س، س خصائص، حم، حم فضائل، عبد الله بن أحمد، يع، حب، ابن أبي عاصم، بغ أبو القاسم مسند ابن الجعد، بغ، عبد، البزار، أبو عمرو الداني، هق، هق دلائل، هق معرفة، ابن المغازلي). (التسلية / ح 128؛ خصائص / 143 ح 173؛ سد الحاجة، ابن كثير 1/ 326؛ الفضائل / 263). 925/ 17 - (يخرج فيكم قومٌ تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرءون القرآن لا يُجاوز تَرَاقِيَهم، يمرُقُون من الدين كما يمرُقُ السهم من الرميّة، ينظر في النصل فلا يرى شيئًا، وينظر في الرِّيشِ فلا يرى شيئًا، ويتمارَى في الفُوق. الفوق: هو الحزُّ الذي يجعل فيه الوتر). (عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا).

(حديث صحيحٌ) (ح، عخ، س فضائل القرآن، بغ أبو القاسم، حم، حب، اللالكائي) (التسلية / ح 129؛ الخصائص / 141 ح 170 - 171). 926/ 18 - (يُدْنَى المؤمنُ يومَ القيامةِ من ربِّه -عزَّ وجلّ-، حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه. فيقولُ: هل تعرف؟ فيقولُ؟ أَيْ ربِّ! أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيُعطَى صحيفة حسناته، وأمَّا الكفارُ والمنافقون، فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله. قوله "يضع عليه كَنَفَهُ ": يعني ستره وعفوه). (رواه قتادة، عن صفوان بنِ محرز، قال: بينا ابنُ عُمر يطوفُ، إذ عرض له رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الرحمن! هل سمعتَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في النجوى؟ فقال: سمعتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "يدنى المؤمن. . ." الحديث. والسياق لمسلم في "صحيحه"). (قال أبو نعيم: هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه، من حديث قتادة، رواه عنه عامة أصحابه، منهم: أبو عوانة وهمام وأبان وغيرهم). (ح، م، ق، حم، ابن جرير، الآجري، ابن أبي عاصم، نعيم حلية) (الزهد / 72 - 73؛ البعث / 72). 927/ 19 - (أتيتُ عائشةَ زوجَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين خَسَفَتْ الشمسُ، فإذا النّاسُ قيامٌ يُصَلُّون، وإذا هي قائمةٌ تُصَلِّي، فقلتُ: ما للنّاسِ؟ فأشارتْ بيدِها نحو السماء، وقالت: سبحان الله! فقلت: آيةٌ،

فأشارت أَيْ نعم، فقمتُ حتى تجلاني الغَشْيُ، وجعلتُ أَصُبُّ فوقَ رَأسِي ماءً. فلما انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: "ما مِنْ شيءٍ كنتُ لم أَرَهُ إلا قد رأيتُهُ في مَقَامِي هذا، حتى الجَنَّةَ والنَّارَ، ولقد أُحِي إليَّ أنكم تُفْتَنُون في القبور، مثلَ أو قريبَ مِنْ فتنة الدَّجّال -لا أدري أَيَّ ذلكَ قالتْ أسماءُ-. يُؤتَى أحدُكم، فيقالُ له: ما عِلْمُكَ بهذا الرجل؟ فَأمَّا المؤمنُ أو المُوقِنُ -لا أدري أي ذلك قالت أسماءُ-، فيقولُ: هو محمد رسولُ الله، جاءنَا بالبيناتِ والهدى، فأجَبْنا وآمنَّا واتَّبعْنَا، فيقالُ له: نَمْ صَالِحنا، فقد عَلِمنَا إِنْ كنتَ لَمُؤمِنًا، وأمَّا المُنافِقُ أو المُرتَابُ -لا أدري أيَّ ذلكَ قالتْ أسماءُ-، فيقولُ: لا أدري سمعتُ النّاس يقولونَ شيئًا فَقُلْتُهُ"). (حدَّث به: هشام بنُ عروة، عن امرأته فاطمة بنت المنذر، عن جَدَّتِها أسماء بنت أبي بكر، أنها قالت:. . . فذكرته). (صحيحٌ) (ح، ابن أبي داود) (البعث / 41).

23 - أبواب: فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - وفضائل الآل والصحب وفضائل الأمكنة والأزمنة وفضائل قبائل العرب

23 - أبواب: فضائل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وفضائل الآل والصحب وفضائل الأمكنة والأزمنة وفضائل قبائل العرب (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) من فضائل نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم: 928/ 1 - (أُعطيتُ أربعًا لم يُعطها مَنْ قبلي: أُرْسِلتُ إلى كلِّ أحمر وأسود، ونُصِرْتُ بالرُّعبِ بين يدي شهرٍ، وأُطْعِمَتْ أُمَّتِي الغنائمَ، ولم يعطها أحد قبلي، وجُعِلَتْ لِيَ كل أرضٍ طيبةٍ مسجدًا وطهورًا). (رواه: حماد بنُ سلمة، عن ثابت البُنَاني وحميد الطويل، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا سندٌ صحيحٌ على شرط مسلم. وقد ورد أيضًا من حديث: عليّ بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، وأبي ذر، وأبي أمامة، وابن عُمر، وأبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك، رضي الله عنهم). (السراج، جا، ابن المنذر، الضياء) (التسلية / ح 3؛ غوث 1/ 127 ح

124). 929/ 2 - (أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قام حتى تَوَرَّمَت قدماه). (رواه: عبد الله بنُ عون، والحسين بنُ الأسود، قالا: ثنا محمد بنُ بشر، عنَ مسعر، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وقد خولف فيه محمد بنُ بشر، خالفه: أبو نعيم الفضل بنُ دُكَين، وخلاد بنُ يحيى، فرواياه عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة. وهو ما حدَّث به البخاريُّ في صحيحه وغيره. وقد توبع مسعرٌ على رواية الحديث عن زياد عن المغيرة. تابعه: السفيانان، وأبو عوانة وشيبان بن عبد الرحمن وشريك. وقال ابنُ حبان في المجروحين (2/ 31): وإنما هو عند مسعر، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، هذا هو المحفوظ من حديث مسعر. . . ثم قال: وَهَمَ عبدة ابنُ سليمان حيثُ قال: عن مسعر، عن قتادة، عن أنس. ليس لقتادة ولا لأنس في هذا الخبر معنى. اهـ. وقال ابنُ كثير في تفسيره (7/ 310): غريبٌ من هذا الوجه. وقال الذهبيُّ في "السير" (7/ 172): ورواه خلاد بنُ يحيى وجماعة، عن مسعر، فقال: عن زياد بنِ علاقة، عن المغيرة بنِ شعبة، وهذا أصحُّ الأقوال. والله أعلم. اهـ. وقال الحافظُ في "المطالب العالية" (1/ 144): قلتُ: هو معلولٌ والمشهور: عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة. وقال أيضًا في "الفتح" (3/ 15)، بعد أن ذكر رواية أبي نعيم وخلاد بن يحيى ولا عند البخاريّ: هكذا رواه الحفاظ من أصحاب مسعر عنه، وخالفهم محمد بنُ بشر وحده، فرواه عن

مسعر، عن قتادة، عن أنس. أخرجه البزار، وقال: الصواب: عن مسعر، عن زياد. اهـ. فقال شيخُنا: فكل هؤلاء اتفقوا على جعل الحديث من مسند المغيرة، موافقين مسعرًا في رواية الجماعة عنه، فالأشبه بالأصول أن تكون رواية محمد بن بشر شاذةً. ولكن يمكن أن يقال: من محمد بنُ بشر من أروى الناس عن مسعر. فقد قال [يعني محمد بن بشر]: فيكان عند مسعر ألف حديث، فكتبتها سوف عشرة". ولم يكن أحدٌ أثبت بالكوفة منه كما قال أبو داود، ومما يدلُّ على أنه كان له عناية بحديث مسعر، ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في "الحلية" (7/ 223)، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: لما خرجنا بجنازة مسعر، جعلتُ أتطاول في الطريق فأقول: يرجعون إليَّ فيسألوني عن حديث مسعر، فلما صرتُ إلى القبر، جاء محمد بنُ بشر العبديّ، فقعد إليَّ، فذاكر عن مسعر بسبعة عشر حديثًا لم أسمع منها إلا حديثًا واحدًا عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الصقر، عن عروة، عن عائشة، قالت: ناحت الجنُّ على عُمر. قال أبو نعيم: وكان في ألواحي قد درسَ فذهب فلم أدخله في حديث مسعر، فرجعتُ من الجنازة مستخزيًا كأنما ديكٌ نقرني" اهـ. وفي "تهذيب الكمال" (24/ 523) للمزيّ عن أبي نعيم: "لما خرجنا في جنازة مسعر جعلت أتطاول في المشيّ، فقلتُ: تجيئوني، فتسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني محمد بنُ بشر العبديّ بحديث مسعرٍ، فأغربَ عليَّ سبعين حديثًا لم يكن عندي منها إلا حديثٌ واحدٌ". اهـ. فصاحب مثل هذه العناية الفائقة لا يُنكر علية أن يتفرَّد بأحاديث عن أقرانه؛ لا يشاركونه فيها.

وكم سلك الحفاظُ المتقدمون والمتأخرون هذا السبيل في نفيّ الشذوذ عن رواية المخالف للجماعة إذا كان من الأثبات. وإنما قلتُ فيما تقدَّم: إن الأشبه بالأصول أن تكون رواية محمد بنِ بشر شاذة، بمعنى أنَّ القاعدةَ الكلية التي وضعها علماء الحديث في تعريف الحديث الشاذ قاضية على رواية ابن بشر بالشذوذ، ومع ذلك فهذه القاعدة تتخلف أحيانًا، مما يدلُّ على أنَّ الحديث الشاذ ليس له حدٌّ قاطعٌ لا يُتجاوز، فأحيانًا يرجحون رواية الواحد على الجماعة، وكثيرًا يحملون الروايتين على محامل مقبولة، كهذا القول الذي ذكرته في التوفيق بين رواية الجماعة ورواية محمد بن بشر؛ والعمدة في ذلك على كثرة النَّظر، وملاحظة تصرُّف العلماء الحذاق، مع إدمان للطلب وجودة قريحة. وبالجملة الكلام في الشذوذ أشد من المشي على حدِّ الموسى. فلستُ أدري -والأمرُ كذلك- كيف كثر "الغلمان المحققون" الذين أعلُّوا جملةً وافرةً من أحاديث الصحيحين بالشذوذ فضلًا عن غيرهما.؟! ويا ليتهم إذ أعلُّوا سُبِقوا، ولكنهم ما سبقوا إلى ذلك من الحفاظ والنقاد. وليت لهم من التحصيل وطول العمر وشهادة العلماء لهم بالأهلية ما يعينهم على ذلك، فلله الأمرُ من قبل ومن بعدُ). (ابن أبي حاتم، يع، البزار، الخرائطي، ابن شاهين أفراد، أبو طالب العشاري، ابن الأعرابي، طب أوسط، خط، الضياء، الذهبي سير) (حديث الوزير / 91 - 95 ح 50؛ تنبيه 7 / رقم 1683). 930/ 3 - (إِنَّ الله اصطفى كِنَانَةَ مِنْ وَلَد إسماعيل، واصطفى قريشًا مِنْ كِنَانة، واصطفى مِنْ قريش بني هاشم، واصطفاني منْ بني

هاشم). (رواه: عبد الرحمن بنُ عَمرو الأوزاعي، قال: حدثني أبو عمَّار الدمشقي شداد ابنُ عبد الله، عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - مرفوعًا به). (هذا حديثٌ على صحيحٌ) (خ كبير، م، ت، حم، ش، ابن سعد، طب كبير، هق، هق دلائل، خط، اللالكائي، الجوزقاني، بغ) (التوحيد / ذو القعدة / 1419 هـ). 931/ 4 - (تنام عيناي، ولا ينام قلبي). (رواه: مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة - رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال:. . . . فذكره). (حديث صحيحٌ) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 450). 932/ 5 - (سُئِلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، متى وجبت لك النُّبُوَّةُ؟ قال: "بين خلقِ آدم، ونفخ الروح فيه"). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (صحيحٌ. وله شواهد عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -). (ت، الآجري، ك، هق دلائل، نعيم أخبار، نعيم دلائل، خط) (حديث الوزير / 50 - 51 ح 16). 933/ 6 - (يُجْمَعُ النَّاسُ يومَ القيامة، فَيُهَمُّونَ لذلك، ويقولن: لو استَغَثْنَا حتى يُرِيحَنَا مِنْ مكانِنِا هذا، فيأتون آدمَ فيقولون: يا آدمُ! أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك مِنْ رُوحِهِ، وأمرَ الملائكةَ فسجدُوا لك، اشفع لنا عند رَبِّكَ -عزَّ وجلَّ-، حتى يُرِيحَنَا مِنْ

مكاننا هذا، فيقول: لست هناك، ويذكرُ خطيئَتَهُ، فيستحي ربَّهُ -عزِّ وجلَّ- منها، ولكن ائْتُوا نوحًا، أوَّلَ رسولٍ بَعَثَهُ الله، فيأتون نوحًا فيقولُ: لستُ هناك، ويذكرُ خطيئَتَهُ، فيستحي ربَّهُ منها. ولكن ائتُوا إبراهيمَ الذي اتخذه الله خليلًا، ثم ذكر موسى وعيسى، فيقولُ: لستُ هُنَاكُم، ولكن ائتُوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، عبدًا غفر الله له ما تقدم مِنْ ذنبِهِ وما تأخرَ. قال: فيأتُونِي، فأستأذنُ على رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، فإذا أنا رأيتُهُ وقعتُ ساجدًا). (رواه: قتادة، عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:. . فذكر الحديث. وله طرق أخرى عن أنس. وعن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -. قال أبو عمرو -غفر الله له-: ورواه أبو هريرة بسياق مطول أوله: "أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بلحمٍ، فرفع إليه الذراعُ، وكانت تُعْجِبُهُ. ." انظره في باب البعث والحشر وأحوال يوم القيامة من الجزء الأول"). (إسناده صحيحٌ) (ح، م، عو، ق، حم، طي، عبد، ابن نصر، يع، خز توحيد، حب، ابن أبي عاصم، ابن منده، الآجري، اللالكائي، ك) (الزهد /52 ح 64). 934/ 7 - (يُنَادى محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: لَبَّيكَ وَسَعدَيكَ، والخيرُ في يَدَيكَ، والشرُّ ليس إليك، والمَهْدِيُّ مَنْ هديت، وعبدُك بين يديك، وبك وإليك، لا مَلجَأَ ولا مَنجَا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك ربَّ البيت. فذلك المقام المحمود)

(رواه: شعبة ومعمر وسفيان الثوري وإسرائيل بنُ يونس، كلهم عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن صِلَة بن زفر العبسيّ، عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -، به موقوفًا عليه. وخالفهم: عبد الله بنُ المختار وليث بنُ أبي سُلَيم، فروياه عن أبي إسحاق، عن صِلَةَ، عن حذيفة مرفوعًا. والموقوف أثبت، كما رجحه أبو حاتم على ما في "العلل" (2/ 217) لولده، وله حكم الرفع). (إسناده صحيحٌ. وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ) (شَ، س تفسير، طي، اللالكائي، البزار، ابن جرير، ك، نعيم حلية، هق بعث) (الزهد / 49 ح 61). 935/ 8 - (كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلم يجدوا ماءً فأتَي بتور فأدخل يَدَهُ. فلقد رأيتُ الماءَ يتفَجَّرُ مِنْ بينِ أصابعه، ويقول: "حَيّ على الطهور، والبركة مِن الله - عزَّ وجلَّ -". قال الأعمش: فحدثني سالم بنُ أبي الجعد، قال: قلتُ لجابر: كم كنتم يومئذ؟! قال: ألف وخسمائة!. وهذا لفظ النسائي). (عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره). (حديث نبع الماء صحيحٌ. وفي الباب عن جابر، وأنس، خرَّجتُ ذلك في بذل الإحسان) (خ، س، مي، حم، خز، نعيم دلائل) (رسالتان / 11، بذل 2/ 328 ح 77، تنبيه 8 / رقم 1853). 936/ 9 - (صنع أبو طلحة قدرَ مُدٍّ مِنْ طعام، وأمرني -أو قال:- فأرسلني إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأدعوه إلى الطعام، فأتيتُهُ، فقلتُ: إنَّ أبا طلحة أرسلني إليك في طعامٍ صنعه، فقال للقوم: "قوموا"، قال: فجئتُ مُبادرًا حتى أتيتُ أبا طلحة، فقال: ما صنعتَ؟ قلتُ: دعوتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا القومَ. قال: قد علمتَ ما عندنا ففضحتنا

برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلتُ: بلى ولكني لم أستطع أن أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بعشرة، وقعد القومُ، فوضعَ الإناءَ بين يديه، فتكلَّمَ بما شاء الله تباركَ وتعالى أن يتكلَّم، ثم قال للقوم -أحسبُهُ قال-: "أطعموا"، فأكلوا حتى شبعوا، ثم قاموا، فدعا عشرة، فأكلوا حتى أكل جميعُ القوم فيما أحسب، وبقيَ ما أشبع أهل بيته). (رواه زياد بنُ عبد الله -وهذا حديثه-، وعليّ بنُ عاصم، وخالد بنُ عبد الله الواسطي، ثلاثتهم عن حصين بن عبد الرحمن. ورواه عبد الله بنُ جعفر الرقي، وزكريا بنُ عديّ، كلاهما عن عبيد الله بن عَمرو الرقي، عن عبد الملك بن عُمَير. كلاهما -يعني: حصين وعبد الملك-، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أنس ابن مالك - رضي الله عنه -، قال:. . . فذكره). (م، عو، حم، مي، البزار) (تنبيه 12 / رقم 2360). 937/ 10 - (أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يومَ الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأةٌ من الأنصار -أو رجلٌ-: يا رسول الله! ألا نجعلُ لك منبرًا؟! قال: إِنْ شِئتُم. فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دُفِعَ إلى المنبر، فصاحت النخلة صياحَ الصبيّ، ثم نزل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فضمَّه إليه، وهو يَئِن أنينَ الصبيّ الذي يُسَكَّنُ. قال: كنت تبكي على ما كانت تسمعُ مِنَ الذكر عندها. وهذا لفظ البخاريّ)

(قال البخاريُّ: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا عبد الواحد بنُ أيمن، قال: سمعتُ أبي، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به. وفي الباب عن ابن عُمر، وأنس، وأُبَيّ ابن كعب، وبريدة، وابن عباس، وسهل بن سعد. وعن صحابة آخرين، خرَّجتُ أحاديثهم في بذل الإحسان رقم 1399. قال الحافظُ في الفتح: حنين الجذع وانشقاق القمر نُقل كل منهما نقلًا مستفيضًا، يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث، دون غيرهم ممن لا ممارسة له في ذلك. اهـ). (واقعة حنين الجذع صحيحة) (خ، س،. ق، مي، حم؛ نعيم، هق كلاهما في الدلائل) (رسالتان / 9؛ بذل). 938/ 11 - (كان المسجدُ مَسقُوفًا على جُذُوع من نخلٍ، فكان النبيُّ - صلى الله عليه رسلم- إذا خطبَ يقوم إلى جذعٍ منها، فلما صُنِعَ لهُ المنبرُ فكان عليه، فسمعنا لذلكَ الجذع صوتا كصوتِ العِشارِ، حتى جاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فوضع يدَهُ عليها، فسكَنتْ. قوله العشار: بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة جمع عشراء، وهي الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر. ووقع في رواية عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر -وهو في الحديث الذي قبله: فصاحت النَّخلة صياحَ الصَّبِيِّ). (رواه البخاريُّ في علامات النبوة 6/ 602 ح 3585، قال: ثنا إسماعيل هو ابنُ أبي أويس، قال: ثني أخي هو أبو بكر، عن سُلَيمان بنِ بلال، عن يحيى بن سعيد هو الأنصاري، قال: أخبرني حفص بنُ عُبَيد الله بنِ أنس بنِ مالكٍ، أنه سمع جابر ابنَ عبد الله - رضي الله عنهما -، يقول:. . فذكره). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع حفص بن عبيد الله بن أنس من جابر. ففي ترجمة حفص

قال ابنُ أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 2 / 176 سمعت أبي يقول: لا يدرى سمع من جابر وأبي هريرة أم لا؟ ولا يثبت له السماع إلا من جدِّه أنس بن مالك. اهـ. قلت: مع أنه قد ثبت سماعه من جابر كما رأيت في صحيح البخاري. قال أبو عَمرو: انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا وأخرجتُها فيما مضى برقم 9، ورقم 38، ولها نظائر في الأحاديث: 94، 137، 299، 362، 473، 495. فائدة: نقل ابنُ أبي حاتم في مناقب الشافعي: عن أبيه، عن عَمرو بن سواد، عن الشافعيّ، أنه قال: ما أَعطى الله نبيًّا ما أعطى محمّدًا. فقلتُ: أعطى عيسى إحياء الموتى، قال: أعطى محمًّدا حنين الجذع حتى سُمِع صوتُه، فهذا أكبر من ذلك) (خ) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 939/ 12 - (مات النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يشبع من خبزِ البُرِّ مرتين يومًا، ثم انهارت عليها الدنيا، ولقد كُنَّا أربعةَ أشهر وما لنا طعامٌ إلا الماءُ والتمر، ولقد مات ودِرْعُهُ مرهونةٌ، حتى افتكَّها أبو بكر). (رواه: حماد بنُ زيد، وعافية بنُ يزيد -وهذا حديثه-، وعبَّاد بنُ عبَّاد المهلبيُّ، وإسرائيل بنُ يونس، وهشيم بنُ بشير، وجرير بنُ حازم، وسفيان بنُ عيينة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّه دخل عليها وهي تبكي، فقال: ما يبكيكِ؟ فقالتْ: ما أشاءُ أن أبكي إلا بَكَيتُ. . فذكرته). (قال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ. قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا حماد بنُ زيد. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به حماد بنُ زيد. . فهؤلاء سِتَّةٌ تابعوا حماد بنَ زيد، ولكن مجالد بنَ سعيد ضعيفٌ، وإنما حسنه الترمذيُّ لشواهده الكثيرة. والله أعلم) (تقدم تخريجه وبيان موضعه في كتب الشيخ برقم 381).

940/ 13 - (كان رجلٌ نصرانيًّا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فعاد نصرانيًّا، فكان يقول: ما يدري محمدٌ إلا ما كتبت له فأماته الله، فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض. فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابه، لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوهُ. فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض. قالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم، فألقوه خارج القبر، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه. هذا حديث عبد العزيز. وفي حديث حميد، قال: وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عموان جدَّ فينا. يعني: عظم قدره فينا). (رواه: عبد العزيز بنُ صهيب -وهذا حديثه-، وثابت البُنَاني، وحميد الطويل، وسليمان بن المغيرة، عن أنس - رضي الله عنه - به). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، يع، م، حم، طي، عبد، ابن أبي داود مصاحف، هق عذاب القبر، حب، طح مشكل، عديّ، عو، بغ) (التوحيد / جمادى الأول / 1422 هـ). 941/ 14 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مكث بمكة ثلاث عشرة سنة، وتُوفِّيَ وهو ابنُ ثلاث وستين). (عن عَمرو بن دينار، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (هذا حديثٌ

صحيحٌ) (خ، م، ت، ت في الشمائل، عو، طب كبير، هق) (تنبيه 12 / رقم 2477). 942/ 15 - (قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابنُ ثلاثٍ وستين. وماتَ أبو بكرٍ، وهو ابنُ ثلاثٍ وستين. وقُتِلَ عُمرُ وهو ابنُ ثلاثٍ وستين). (رواه: غُندر، وروح بنُ عبادة، وأبو قطن عَمرو بنُ الهيثم في آخرين، عن شعبة. ورواه: عبد الله بنُ عُمر بنِ محمد بن أبان الجعفيّ -شيخ مسلم-، عن أبي الأحوص سلام بن سُلَيم. كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، قال: كنتُ جالسًا مع عبد الله بن عُتبة فذكروا سِنِيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضُ القوم: كان أبو بكر أكبر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال عبد الله: قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو ابنُ ثلاثٍ وستين. وماتَ أبو بكرٍ وهو ابنُ ثلاثٍ وستين. وقُتِلَ عُمرُ وهو ابنُ ثلاثٍ وستين. قال فقال رجلٌ من القوم، يُقالُ له عامرُ بنُ سعد: حدثنا جريرٌ، قال: كنَّا قعودًا عند معاوية فذكروا سِنِيّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال معاوية:. . فذكره). (صحيحٌ. الصحيحُ في هذا ما: رواه أبو إسحاق السبيعيُّ، عن عامر بن سعد البجليّ، عن جرير بن عبد الله، عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وهي عند مسلم وغيره. فصلٌ: ورواه يونُس بنُ أبي إسحاق السبيعي، عن أبي السَّفر، عن عامر ابن شراحبيل الشعبيّ، عن جرير بن عبد الله، قال: كنتُ عند معاوية، فقال: تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -وهو ابنُ ثلاثٍ وستين، وتُوفِّيَ أبو بكرٍ - رضي الله عنه - وهو ابنُ ثلاثٍ وستين، وتُوفيَ عُمرُ - رضي الله عنه - وهو ابنُ ثلاثٍ وستين.

صرَّح الطبراني أنه لم يروه عن أبي السَّفر إلا يونس بن أبي إسحاق. فصلٌ: وقال يوسُف بنُ عديّ: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: كنتُ جالسًا عند عبد الله بن عُتبة، فذكروا سِنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله: قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة. وماتَ أبو بكرٍ، وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة. وقُتِلَ عُمرُ، وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة. فقال له رجلُ من القوم، يُقالُ له عامرُ بنُ سعد: كنَّا عند معاوية بن أبي سفيان، فذكروا سِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال جرير: قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة. وقُتِلَ عُمرُ، وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة. هكذا رواه يوسُف بنُ عدي، عن أبي الأحوص سلام بن سُلَيم فقلبه، وجعله من مسند جرير بن عبد الله البجلي. وخالفه عبد الله بنُ عُمر بنِ محمد بن أبان الجعفيّ -شيخُ مسلم-، فرواه عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق السبيعيُّ، عن عامر بن سعد البجليّ، عن جرير ابن عبد الله، عن معاوية. والصواب رواية مسلم، وأنه من مسند معاوية لا من مسند جرير. ويؤيده أنَّ أصحاب شعبة رووه عنه، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر ابن سعد، عن جرير، عن معاوية به). (م، ت، تم، حم، يع، ابن سعد، طح مشكل، عبد، طب كبير، وأوسط، هق دلائل) (تنبيه 12 / رقم 2493). من مناقب فاطمة الزهراء رضي الله عنها: 943/ 16 - (إنّي إذًا لَبَذْرَة. فلما قُبِضَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالتْ: أسرَّ

إليَّ فقال: "إنِّي ميِّتٌ"، فبكيتُ، ثمَّ أسرَّ إليّ فقال: "إنَّكِ أوَّلُ أهلِي بِي لُحُوقًا" فسُررتُ بذلك، وأعجبني. بذرة، يعني: مُفشية للسرِّ). (رواه: إسماعيل بنُ جعفر، وعثمان بنُ عُمر بنِ فارس، والنضر بنُ شميل -وهذا حديثه-، ثلاثتهم عن إسرائيل بن يونس، قال: أخبرنا ميسرة بنُ حبيب، قال: أخبرني المنهال بنُ عَمر، قال. حدثتني عائشة بنت طلحة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالتْ: ما رأيتُ أحدًا من الناس كان أشبه بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - كلامًا ولا حديثًا ولا جلسة من فاطمة. قالت: وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا رآها قد أقبلت رحَّب بها، ثم قام إليها فقبَّلها، ثم أخذ بيدها، فجاء بها حتى يجلسها مكانه، وكانت إذا أتاها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رحَّبت به، ثم قامت إليه، فقبلته. وأنها دخلت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي قُبِضَ فيه، فرحَّب وقبَّلها، وأسرَّ إليها، فبكت! ثم أسرَّ إليها فضحكت، فقلتُ للنساء إن كنتُ لأرى أن هذه المرأة فضلًا على النساء، فإذا هي من النساء! بينما هي تبكي إذا هي تضحك! فسألتها: ما قال لك؟ قالتْ:. . . . فذكرته). (إسنادُهُ قويٌّ) (بخ، د، س عشرة، س كبرى، ت، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2449). 944/ 17 - (بينما أزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عنده جميع، لم يغادر منهم امرأة، فأقبلت فاطمةُ تمشي، لا والذي لا إله إلا هو، ما تخطيءُ مشيتُها مِنْ مِشيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. فلمَّا رآها، قال: "مرحبا بابنتي" مرَّتين. قالت: فجلست عن يمينه أو عن يساره، فسرَّها فبكت بكائًا شديدًا،

فقلتُ: ما يبكيك يا فاطمة؟ خصَّك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من بيننا بالسِّرار، ثم أنت تجيبين بما أرى من البكاء. فلما رأى جزعها سرَّها ثانيةً، فإذا هي تفترُ ضاحكةً، فقلتُ: ما رأيت بكاءً أقرب من ضحكٍ كاليوم. قالت: فلمَّا قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: حدثيني يا فاطمة، بم سارَّك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: لا والله ما كنتُ لأفشي على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سرَّه. فلمَّا توفي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: عزمتُ عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني بما سارَّك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تعلمين؟ قالت: أمَّا الآن فنعم. أمَّا المرة الأولى، قال: "إنَّ جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرَّة، وإنَّه عارضني العام مرَّتين، وإني لا أرى أجلي إلا قرب، فاتقي الله واصبري، فإني نِعمَ السلف أنا لك" فجزعتُ، فكان البكاءُ لذلك. فسارَّني الثانية، فقال: "أما ترضينَ أن تأتين يوم القيامة سيدةَ نساءِ المؤمنين أو نساء أهل الجنَّة"). (رواه: طلق بنُ غنام، قال: حدثنا شيبان بنُ عبد الرحمن -وهذا سياقه-، عن فراس، عن الشعبيّ، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: ... فذكرته. وقد توبع شيبان، تابعه: أبو عوانة، فرواه عن فراس بهذا الإسناد سواء، ويأتي سياقه في الحديث التالي. وتابعهما: زكريا بنُ أبي زائدة، فرواه عن فراس بسنده سواء نحوه. واختار الشيخان حديثَ أبي عوانة وزكريا بن أبي زائدة). (حديثٌ صحيحٌ. وهذا سندٌ جيِّدٌ) (خ، م، ش خصائص، ق، حم، إسحاق، شر، طي، طح مشكل، السراج، ابن سعد، القطيعي زيادته فضائل، طب كبير،

طب أوائل، ابن أبي عاصم أوائل، البلاذُري، الدولابي الذُّرِّية، نعيم حلية، نعيم مسانيد فراس، هق دلائل، بغ). (التسلية / ح 37؛ خصائص / 119 - 120 ح 128 - 129؛ ابن كثير 1/ 183، 234؛ الفضائل / 86، 150؛ فضائل فاطمة / 16). 945/ 18 - (كُنَّ أزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عنده لم يُغادر منهنَّ واحدة، فأقبلت فاطمةُ تمشي، ما تُخطيء مِشيتها مِنْ مِشيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا. فلما رآها رحَّب بها، فقال: "مرحبًا بابنتي". ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّهَا فبكت بُكاءً شديدًا، فلما رأى جزعها سارَّهَا الثانية فضحكت. فقلت لها: خَصَّكِ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من بين نسائه بالسِّرَار ثم أنت تبكين. فلما قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، سألتُها: ما قال لك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: ما كنت أُفشي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرَّهُ. قالت: فلمَّا تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: عزمت عليك، بما لي عليك من الحق، لما حدَّثتني ما قال لك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: أمَّا الآن فنعم. أمَّا حين سارَّني في المرة الأولى، فأخبرني: "أنَّ جبريل كان يُعارضه القرآنَ في كُل سنةٍ مرّةً أو مرَّتين، وإنه عارضَهُ الآن مرتين. وإنِّي لا أرى الأجلَ إلا قد اقترب، فاتَّقي الله، واصبري، فإنه نعم السّلَفُ أنا لك". قالت: فبكيت بُكائي الذي رأيت. فلما رأى جَزَعِي سارَّني الثانية، فقال؛ "يا فاطمة! أَمَا ترضينَ أَنْ تكُوني

سيِّدةَ نساءِ المؤمنين، أو سيدةَ نساء هذه الأمة". قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت. هذا سياق مسلم). (رواه: أبو عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: .. فذكرته. ورواه عن أبي عوانة: أبو داود الطيالسي، وأبو كامل الجحدري فضيل بنُ حسين، وسهل بنُ بكار، وأبو سلمة التبوذكي موسى ابن إسماعيل. وقد توبع أبو عوانة، تابعه: زكريا بنُ أبي زائدة، فرواه عن فراس بسنده سواء نحوه. وتابعهما: شيبان بنُ عبد الرحمن، فرواه عن فراس بسنده سواء، وتقدم سياقة في الحديث الذي قبله). (صحيحٌ) (خ، م، س خصائص، ق، حم، إسحاق، ش، طي، طح مشكل، السراج، ابن سعد، القطيعي زيادته فضائل، طب كبير، طب أوائل، ابن أبي عاصم أوائل، البلاذُري، الدولابي الذُّرِّية، نعيم حلية، نعيم مسانيد فراس، هق دلائل، بغ) (التسلية / ح 37؛ خصائص / 119 - 120 ح 128 - 129؛ ابن كثير 1/ 234،183؛ الفضائل / 86، 150؛ فضائل فاطمة / 16). 946/ 19 - (ما رأيتُ أحدًا مِنْ خَلْقِ الله أشبَهَ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - دينًا ولا جلسةً ولا مشيَةً من فاطمة، وكانت إذا دخل عليها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رحَّبت به، وقامت من مجلسها، وقبَّلتْ يدَه، وأجلستُه في مجلِسِهَا، وكانت إذا دخلَتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحَّبَ بها، وقام إليها، وقبَّل يدَها، وأجلسها في مجلسه، وأنها دخلت عليه وهو في بيته فسارَّها فبكتْ، ثم أسرَّ إليها فضحكَتْ. قالت عائشة: فقلتُ للنسوة: إن

كنتُ لأرى لهذه المرأة فضلًا على النساء، بينا هي تبكي إذ هي تضحك، فسألتها بعد ذلك، ما أسّرَّ إليك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فلم تخبرني. فلمَّا قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سألتُها، فقالت: قال: "إنِّي مَيِّتٌ في مرضي هذا"، فجَزِعْتُ وبكَيتُ، وأسَرَّ إليَّ أنِّي أوَّلُ أهلِهِ لُحُوقًا، فسُرِرتُ بذلك فضَحِكتُ). (رواه: إسماعيل بنُ جعفر -وهذا حديثه-، وعثمان بنُ عُمر بنِ فارس، والنضر ابنُ شميل ثلاثتهم، عن إسرائيل بن يونس، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال ابنِ عَمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -، قالتْ: ... فذكرته). (إسنادُهُ قويٌّ) (بخ، د، س كبرى، س عشرة، ت، طب أوسط،) (تنبيه 12 / رقم 2449). الحسن والحسين رضي الله عنهما: 947/ 20 - (هما ريحانتاي مِنَ الدنيا). (رواه: محمد بنُ عبد الله بنِ أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم -وهو: عبد الرحمن-، قال: كنتُ عندَ ابنِ عُمر رضي الله عنهما، فآتاه رجلٌ، فسألهُ عن دم البعوض بكون في ثوبه؟ فقال ابنُ عُمر: ممن أنت؟ قال: مِنْ أهلِ العراق، قال: مَنْ يعذرني مِن هذا؟ يسألني عن دمِ البعوض، وقد قتلوا ابنَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: .. فذكره. ورواه عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب: سفيان الثوري، وشعبة، وجرير بنُ حازم، ومهدي بنُ ميمون). (صحيحٌ. قال الترمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ". وقال أبو نعيم: صحيحٌ

متفقٌ عليه من حديث شعبة والثوري. ونقل الشجريُّ عن الحافظ خليل بنِ عبد الله، قال: "هذا حديثٌ صحيحٌ متفقٌ عليه". ومقصودُهما: "متفق على صحته" لا المتفق عليه الاصطلاحي، والذي معناه أنّ البخاريَّ ومسلمًا أخرجاه، فقد علمتَ أنَّ مسلمًا لم يُخَرِّجْهُ، والله أعلم. والحديث له شواهد عن جماعةٍ من الصحابة، منهم: أنس بنُ مالك، وعُتبة بنُ غزوان، وسعد بنُ أبي وقاص، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو بكرة، وجابر، ويعلى بنُ مُرَّة؛ رضي الله عنهم) (خ، بخ، س خصائص، ت، حم، ش، طي، يع، الطيوري، حب، قطيعي زيادته فضائل، طب كبير، هق مدخل، نعيم حلية، نعيم معرفة، بغ، الشجري، كر) (التسلية / ح 42؛ تنبيه 6 / رقم 1605). أبو بكر وعُمر وعُثمان رضي الله عنهم: 948/ 21 - (لو وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ بإيمان أهل الأرض، لَرَجَحَ). (رواه: عبد الله بنُ المبارك، وضَمُرَة بنُ ربيعة، وأيوب بنُ سُوَيد، قالوا: ثنا عبد الله ابنُ شوذب، عن محمد بنِ جحادَة، عن سلمة بنِ كُهَيل، عن هزيل بن شرحبيل، عن عُمر به هكذا موقوفًا عليه. ورواه: عيسى بنُ عبد الله بنِ سليمان القرشي، قال: حدثنا روَّاد بنُ الجرَّاح: ثنا عبد العزيز بن أبي روَّاد. وتابعه عبد الله بنُ عبد العزيز بنِ أبي روَّاد، قال: أخبرني أبي، عن نافع، عن ابن عُمر -رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره هكذا مرفوعًا). (والصحيحُ في هذا الكلام أنه موقوفٌ. ووقع في إسناد الموقوف اختلافٌ ذكره الدارقطنيُّ في "العلل" (2/ 223 - 224) ورجَّح هذا الوجه. وسنده جيِّدٌ. وصحَّحَهُ السخاويُّ في "المقاصد الحسنة" (ص 349)، والفتنيُّ في "تذكرة الموضوعات"

(ص 93)، والعجلونيُّ في "كشف الخفاء" (2/ 234)، والشوكانيُّ في "الفوائد المجموعة" (335) (هق شعب، خيثمة الأطرابلسي، ابن بطة، الصابوني، معاذ ابن المثنى، حم زوائد عبد الله، القطيعي زيادته فضائل، ابن الحطاب) فصلٌ: في الكلام على الرواية المرفوعة وتخريجها: عيسى بنُ عبد الله بن سليمان القرشي: وثقه الدارقطنيُّ وابنُ حبان. وقال ابنُ عدي: "يسرق الحديث، والضعف على حديثه بيِّنٌ". وروَّاد بنُ الجراح: قال البخاريُّ: "كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه، ليس له كبير حديثٍ قائم". وكذلك رماه بالاختلاط: أبو حاتم والنسائي وأبو أحمد الحاكم. وتركه الدارقطنيُّ. وضعَّفه آخرون. ومشاه: أحمد وابنُ معين إلا في حديث الثوري. وعبد الله بنُ عبد العزيز بنِ أبي رواد: قال ابنُ عديّ: "عبد الله ابنُ عبد العزيز يحدِّثُ عن أبيه، عن نافع، عن ابن عُمر بأحاديث لا يتابعه أحدٌ عليها، وله غيرُ ما ذكرتُ أحاديثٌ لم يتابعه أحدٌ عليها، ولم أرَ للمتقدمين فيه كلاما، والمتقدمون قد تكلَّموا فيمن هو أصدقُ منه" انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فأنت متعقبٌ من وجهين: الأول: قولك: "لم يتابعه أحد" فقد تابعة رواد بنُ الجراح، كما رأيت. الثاني: قولك "لم أر للمتقدين فيه كلاما" فقد تكلم فيه أبو حاتم الرازي، فنقل ابنُهُ في "الجرح والتعديل" (2/ 2 / 104) عنه أنه قال: "كنا نأتي عفان، وكان بالقرب منه عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد، فنظرتُ في بعض حديثه، فرأيتُ أحاديثه منكرةً، ولم أكتُب عنه، ولم يكن محله عندي الصدق". ونقل أيضًا عن ابن

الجنيد، أنه قال: "لا يسوى فِلسا، يحدث بأحاديث كذب". روى عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى في نعليه". انتهى. وهذا الحديث أخرجه ابنُ عديّ في ترجمة عبد العزيز. وبقى الكلام في عبد العزيز بنِ أبي روَّاد. فقد وثقه: يحيى القطان وابن معين وأبو حاتم. وقال أحمد: "ليس هو في التثبت كغيره". وقال ابنُ حبان: "روى عن نافع أشياء لا يشك مَن الحديثُ صناعتُهُ إذا سمعها أنها موضوعةٌ، كان يحدث بها توهُّما، لا تعمُّدًا". انتهى. والصحيحُ في هذا الكلام أنه موقوفٌ. (تخريجه: عدي، اللالكائي). (تنبيه 12 / رقم 2420). 949/ 22 - (بينا أنا نائمٌ رأيتُ النَّاسَ، عُرِضُوا عَلَيَّ، وعليهم قُمُصٌ، فمنها ما يَبْلُغُ الثَّدْيَ، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ، وعليه قميصٌ يجرّهُ. فقالوا: ما أَوَّلْتُهُ؟ قال: "الدِّين"). (رواه: ابنُ شهاب الزهري، قال: أخبرني أبو أمامة سهل بنُ حنيف، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ... فذكره). (حديثٌ صحيحٌ) (خ، م، س، ت، مي، حم، يع، حب) (مجلسان الصاحب / 44 ح 14). 950/ 23 - (صلَّى بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً، -وفي بعض الروايات: صلاة الصبح- ثم أقبلَ علينا بوجهه، فقال: "بينا رجلٌ يسوقُ بقرةً، فَرَكِبَهَا، فقالتْ: إنَّا لم نُخلق لهذا إنَّما خُلِقنا للحرث"! فقال النَّاسُ: سبحان الله! بقرةٌ تتكلّم؟! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنِّي أُومِنُ بهذا أنا

وأبو بكرٍ وعُمر" وما هُما ثَمَّ. قال: "وبينا رجلٌ في غَنَمِهِ إذ عَدَا عليه الذِّئبُ، فأخذ شاةً منها، فأدركه فاستنقَذَها منه، فقال: هذا استنقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لها يومَ السَّبُع يومَ لا رَاعِيَ لها غيري؟! ". فقال الناس: سبحان الله ذئبٌ يتكلَّم؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنِّي أُومِن بهذا أنا وأبو بكرٍ وعُمر" وما هُمَا ثَمَّ). (رواه: سفيان بنُ عُيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: .. فذكره). (هذا حديثٌ صحيحٌ، متفقٌ عليه. قال أبو عَمرو غفر الله له: ذكرتُ له سياقًا آخر في باب "الفتن وأشراط الساعة" أوله: بينما راعٍ في غنمه ..) (خ، م، س كبرى، د، ت، حم، حم فضائل، القطيعي زيادته فضائل، حمي، طي، ش، حب، ابن الأعرابي، طح مشكل، بغ) (الفوائد / 26 - 28 ح 2؛ صحيح القصص / 35؛ التوحيد / 1420 هـ / رمضان). 951/ 24 - (أنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - صعد أُحدًا، فأتبعه: أبو بكر، وعُمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: "اُسكُن! نبيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشهيدان"). (رواه: سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به). (خ، د، ت، س كبرى، حم، حم فضائل، البزار، يع، حب، ابن أبي عاصم، خط، هق دلائل) (تنبيه 12 / رقم 2366). 952/ 25 - (كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في بُسْتَانٍ فجاء أبو بكرٍ، وعُمَرُ، وعُثمانُ - رضي الله عنه -، فقرعوا الباب، فقال لي: "قم فافتح لهم، وبشرهم

بالجنة" غير أنَّهُ خَصَّ عُثمانَ بشيءٍ دونَ صاحبيه). (رواه: عاصم الأحول -وهذا حديثه-، وأيوب السختياني، وعثمان بنُ غياث، وقتادة، وعليّ بنُ الحكم، عن أبي عُثمان النَّهديّ، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن أبي موسى الأشعري) (خ، بخ، م، ت، حم، عبد، حب، طب كبير، نعيم حلية، عب، خيثمة الأطرابلسي فضائل، ابن أبي خيثمة، ابن أبي عاصم، ابن البطر) (حديث الوزير / 154 ح 104). 953/ 26 - (لألْزَمَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأكوننَّ معه يومي هذا. قال: فجاء المسجدَ، فسأل عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: خرج. وجَّهَ هَهُنا. قال فخرجتُ على أَثره أسألُ عنه. حتى دخل بِئْرَ أَرِيس. قال فجلستُ عندَ البابِ. وبابُها مِنْ جَرِيدٍ. حتى قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حاجتَهُ وتوضَّأَ فقمتُ إليه. فإذا هو قد جلس على بئر أريس. وتوسَّط قُفَّها، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر. قال فسلمتُ عليه. ثم انصرفت فجلست عند الباب. فقلتُ: لأَكُونَنَّ بوَّابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - اليومَ. فجاء أبو بكرٍ فدفعَ البابَ. فقلتُ: مَنْ هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلتُ: على رِسْلِكَ. قال: ثم ذهبتُ فقلتُ: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن. فقال: "ائذنْ له، وبَشِّرْهُ بالجنَّة" قال فأقبلت حتى قلتُ لأبي بكر: ادخل. ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُبشِّرُك بالجنّة. قال فدخل أبو بكر. فجلس عن يمين رسول الله معه في القُفّ

ودلَّى رجليه في البئر. كما صنع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست. وقد تركت أخي يتوضأ ويَلْحَقُنِي. فقلت: إِنْ يُردِ الله بفلانٍ -يريد أخاه- خيرًا يأت به. فإذا إنسانٌ يحرِّكُ البابَ. فقلتُ: من هذا؟ فقال: عُمر بنُ الخطاب. فقلت: على رِسلِكَ. ثم جئتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، وقلت: هذا عُمرُ يستأذنُ. فقال: "ائذن له وبشره بالجنة"، فجئت عُمَرَ فقلت: أَذِنَ ويُبَشِّرُكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنّة. قال، فدخل وجلس مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في القُفّ، عن يساره ودلّى رجليه في البئر. ثم رجعتُ فجلستُ فقلتُ: إِنْ يُرِدِ الله بفلان خيرًا -يعني أخاه- يأت به. فجاء إنسانٌ فحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بنُ عفان. فقلتُ: على رِسْلِكَ. قال وجئتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتُه. فقال: "ائذن له وبشره بالجنة. مع بلوى تُصِيبُه"، قال فجئتُ فقلتُ: ادخُل. ويبشرك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنّة. مع بلوى تُصِيبُكَ. قال فدخل فوجد القُفّ قد مُليءَ. فجلس وُجَاهَهُم مِنَ الشقِّ الآخر. قال شريكٌ: فقال سعيد ابنُ المسيب: فأوَّلتُهَا قُبُورَهُم. هذا سياق مسلم). (رواه: شريك بنُ عبد الله بنِ أبي نَمِر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، أنَّهُ توضَّأَ في بيته ثم خرج، فقال: .. فذكره). (خ، بخ، م، ابن أبي عاصم، الروياني، هق دلائل) (حديث الوزير / 156، 157؛ تنبيه 9 / رقم

2084). 954/ 27 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قسم لعثمان مِنْ غنائم بدر؛ ولم يشهد بدرًا). (رواه: أبو عوانة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -). (صحيحٌ) (طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2482). 955/ 28 - (إنَّ لك أجرَ رجلٍ ممن شهد بدرا وسهمه. يعني لعثمان ابن عفان - رضي الله عنه -). (قال أبو عوانة: ثنا عثمان -هو ابن عبد الله ابن موهب-، قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قومًا جلوسًا، فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عُمر. قال: يا ابنَ عُمر: إني سائلُكَ عن شيء فحدثني عنه: هل تعلم أنَّ عثمان فَرَّ يوم أُحُد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال الرجل: تعلم أنه تغيَّب عن بيعة الرِّضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابنُ عُمر: تعال أُبَيِّنُ لك: أمَّا فِرارُهُ يوم أُحُد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له. وأمَّا تغيُّبه عن بدر فإنه كانت تحتُه بنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. وذكره. وأما تغيُّبه عن بيعة الرِّضوان فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطن مكة من عثمان لبَعَثَهُ مكانه، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى: "هذه يَدُ عثمان". فضرب بها على يده، فقال: "هذه لعثمان". فقال له ابنُ عُمر: اذهب بها الآن معك). (حديثٌ صحيحٌ) (خ) (تنبيه 12 / رقم 2482).

956/ 29 - (رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال: "يا عثمان أفطر عندنا غدًا". فأصبح صائمًا، وقُتِلَ مِنْ يومِهِ). (رواه: أبو جعفر الرازي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عُمر، أنَّ عثمان -رحمه الله- أصبح يحدِّثُ الناس، قال: .. فذكره. ورواه أبو جعفر الرازي أيضًا بهذا الإسناد، عن ابن عُمر، عن عثمان. والحملُ على أبي جعفر الرازي لسوء حفظه، والوجه الأول أرجح. ورواه يعلى بنُ حكيم، عن نافع، قال: أصبح عثمان ابن عفان - رضي الله عنه - يوم قتل يقُصُّ رؤيا على أصحابه رآها، قال: رآيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - البارحةَ، فقال لِي: "يا عثمان أفطر عندنا". قال فأصبح صائما، وقتل في ذلك اليوم. وهذا سندٌ رجاله ثقاتٌ، لكنه منقطع بين نافع وعثمان، لكن هذا الوجه أثبت من الموصول. وروته أمُّ هلال بنت وكيع، عن امرأة عثمان قالت: أغفى عثمانُ، فلما استيقظ، قال: إن القوم يقتلونني. قلتُ: كلا يا أمير المؤمنين. فقال: إني رأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعُمر - رضي الله عنهما -، فقالوا: أفطر عندنا الليلة. أو: إنك تفطر عندنا الليلة. وفي رواية قال أبو قلابة: قال عثمان - رضي الله عنه -: إني غفوت آنفا، فرأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعُمر - رضي الله عنهما -، فقال لي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أفطر عندنا الليلة" فعلمتُ أنه اليوم الذي أقتل فيه. قال: فدخلوا فقتلوهُ. وهذا منقطعٌ أيضًا. وفي رواية سعيد بن أبي هلال أنَّ عثمان أمسى صائما ليلة الجمعة فلم يفطر، فقال: إني رأيتُ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أتاني، فقال: "لا تفطر حتى تفطر عندي القابلة" فواصل حتى قتل ليلة الجمعة. وفي رواية قال النعمان ابنُ بشير: حدثتني نائلةُ بنت فرافصة الكلبية امراةُ عثمان، قالت: لما حُصر عثمان، صام قبل اليوم الذي قتل فيه، فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب، فأبوا عليه،

وقالوا: دونك هذا الرَّكيُّ. قالت: وركيُّ في الدار تلقى فيها النتن. قالت: فبات من غير أن يُفطر، فلما كان في السَّحر أتيتُ جاراتٍ في على أحاجير متواصلة -تعني: السطوح-، فسألتهم الماء العذب فأعطوني كوزًا، فلمَّا جئتُ به نزلتُ، فإذا عثمان في أسفل الدرجة نائمًا يغطُّ، فأيقظته، قلتُ: هذا ماءٌ عذبٌ، أتيتُك به. قالت: فرفع رأسه ينظرُ إلى الفجر، فقال: إني أصبحتُ صائمًا. فقلتُ: من أين ولم أرَ أحدًا أتاك بطعامٍ ولا شراب. فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطّلع عليَّ من هذا السقف ومعه دلوٌ من ماء، فقال: "اشرب يا عثمان" فضربت حتى رويت، ثم قال: "ازدد" فشربتُ حتى رويت، ثم قال: "أما إنّ القوم سيكثرون عليك، فإنْ قاتَلْتَهُم ظفرت، وإنْ تركتَهُم أفطرت عندنا". فدخلوا عليه من يومه، فقتلوه. وفي رواية قال أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري: أشرف عليهم عثمان - رضي الله عنه - ... ثم ذكر حديثًا، وفي آخره: فرأيتُهُ أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم، وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناسُ تأخذ فيهم الموعظةُ أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم. قال: ثم إنه فتح الباب، ووضع المصحف بين يديه، وقال: وذاك أنه رأى من الليل أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أفطر عندنا الليلة". وفي رواية: أنَّ عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أعتق عشرين مملوكا، ودعا بسراويل فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: إني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البارحة في المنام، ورأيتُ أبا بكر وعُمر، وإنهم قالوا لي: اصبر فإنك تفطرُ عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشرهُ بين يديه، فقتل وهو بين يديه. وفي رواية: قال عثمان - رضي الله عنه - لكثير ابنِ الصلت: يا كثيرُ! أنا والله مقتولٌ غدًا. قال: بل يُعْلِي الله كعبَك، ويكبتُ عدوك. قال: ثم عاد فقال له مثل ذلك. فقال: عمَّ

تقول ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر وعُمر - رضي الله عنهما -، فقال لي: "يا عثمان! إنك عندنا غدًا -أو: إنك مقتولٌ غدًا". فأنا والله يا كثير مقتولٌ!). (صحيحٌ. وجملةُ القول: فهذا الحديث ثابتٌ عندي، لتباين طرقه، واختلاف مخرجها، مع قرب الضعف في سائرها. والله أعلم). (ش، يع، ك، ابن بشران، أبو الشيخ، البزار، ابن سعد، عُمر بن شبة، خ كبير، ابن أبي عاصم، الشاشي، ابن جرير، حم زوائد عبد الله ابنه، ابن الأثير، طب كبير الجزء المفقود، أبو العرب) (حديث الوزير / 40 - 46 ح 12). من مناقب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: 957/ 30 - (عليٌّ - عليه السلام -: أقضانا، وأُبَيٌّ أقرَؤُنا). (رواه: ابنُ أبي مُلَيكة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن عُمر - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ موقوفًا) (ابن سعد، وكيع أخبار القضاة، أبو عُبَيد فضائل القرآن، الذهبي سير، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 47 ح 14، ابن كثير 1/ 245، الفظائل / 162، التسلية / ح 60). (¬1) 958/ 31 - (عَلِيٌّ مِنِّي وأنا مِنْ عَلِيٍّ، لا يُؤَدِّي عَنِّي إلا أنا أو هو). (رواه: أبو إسحاق السبيعيّ، عن حُبشيّ بن جُنادة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ) (ت، ق، حم، ش، الفسوي، ابن أبي عاصم، ابن أبي عاصم آحاد، ¬

_ (¬1) وانظر الحديث رقم 198 في المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة / الجزء الأول.

طب كبير، عديّ، ابن المغازليّ، الذهبي تذكرة) (حديث الوزير / 36 ح 10، خصائص / 82،78 ح 66 - 71). من مناقب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: 959/ 32 - (كنتُ ألعبُ مع الصِّبيان، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فتواريتُ خلفَ باب، قال: فجاء فَحَطأَنِي حَطَأَةً، وقال: "اذهب وادع لي معاوية". قال: فجئتُ، فقلتُ: هو يأكلُ. قال: ثم، قال لي: "اذهب فادع لي معاوية". قال: فجئتُ، فقلتُ: هو يأكلُ، فقال: "لا أشبع الله بطنه". قال محمد بنُ المُثنَّى: قلت لأُمَيَّةَ بن خالد: ما حَطَأَنِي؟ قال: قَفَدَنِي قَفْدَةً. اهـ. يعني: ضربه بالكف، ضربة بين الكتفين). (رواه: أمية بنُ خالد، قال: ثنا شعبة، عن أبي حمزة القصاب عِمران بن أبي عطاء الأسدي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (حديثٌ صحيحٌ، وليس هذا ذمًّا لمعاوية - رضي الله عنه -، بل منقبة. قال الحافظُ الذهبيّ في "تذكرة الحفاظ" (2/ 699): لعل هذه منقبة لمعاوية. اهـ. قلتُ: وجه الاستدلال بهذا الحديث على فضل معاوية - رضي الله عنه -، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال لأم سُليم: "أو ما عَلِمتِ ما شارطت عليه ربي؟ قلتُ: "اللهم إنما أنا بشرٌ، فأيُّ المسلمين لعنْتُهُ أو سببْتُهُ فاجعلْهُ لهُ زكاةً وأجرًا". وهذا ما فهمه أئمة السلف، كمسلم والذهبي وغيرهما، والله أعلم. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرت في أبواب "الأخلاق والآداب" من الجزء الأول سياق حديث عائشة - رضي الله عنها -، وأوله: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان، فكلَّمَاهُ بشيءٍ ...) (م، حم، طي، عق)

(التوحيد / شعبان / 1417 هـ؛ الدِّيباج 5/ 530؛ مجلسان النسائي / 7، خصائص / 18؛ جنة المرتاب / 165؛ فصل الخطاب / 46؛ الزند الواري). مناقبُ أسيد بن حُضَير رضي الله عنه: 960/ 33 - (بينما هو يقرأُ مِنَ الليلِ سورةَ البقرة، وفَرَسُهُ مَرْبُوطٌ عنده، إذا جالَتِ الفَرسُ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، فقرأ فجالت الفرس، فسكتَ وسكتَ الفرسُ، ثم قرأ فجالتِ الفرسُ فانصرفَ، وكان ابنُهُ يحيى قريبًا منها فأشفقَ أَنْ تُصيبه، فلما اجتَرَّهُ رفعَ رأسَهُ إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبحَ حدَّث النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: اقرأ يا ابنَ حُضير، اقرأ يا ابن حضير. قال فأشفَقتْ يا رسولَ الله أَنْ تطأَ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفَعتُ رأسي فانصرفتُ إليه، فرفعتُ رأسي إلى السماء، فإذا مثلُ الظُّلَّةِ فيها أمثالُ المصابيح، فخرجتُ حتى لا أراها، قال: وتَدري ما ذاك؟ قال: لا، قال تلكَ الملائكة دَنت لِصَوْتِك، ولو قَرْأتَ لأَصبحَتْ يَنْظُر الناسُ إليها، لا تتوارى منهم). (رواه الليثُ بنُ سعد، قال: حدثني يزيد بنُ الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير - رضي الله عنه -، قال: ... فذكر الحديث. قال ابنُ الهاد: وحدثني هذا الحديثَ عبد الله بنُ خَبَّاب، عن أبي سعيد الخُدريّ، عن أسيد بنِ حُضيَر. ورواه عن الليث: عبد الله بنُ صالح ويحيى بنُ بُكَير. وتوبع الليث. تابعه: عبد العزيز بنُ محمد الدّروارديّ، وسعيد بنُ أبي هلال كلاهما، عن يزيد بنِ عبد الله بنِ الهاد).

(صحيحٌ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فهذان إسنادان يتفرعان من عند يزيد ابن الهاد، فمرَّةً يرويه: عن عبد الله بنِ خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد ابنِ حضير. ومرَّةً يرويه: عن محمد بنِ إبراهيم، عن أسيد بنِ حضير. قال ابنُ كثير - رحمه الله - في فضائل القرآن ص 164 - 165: "هكذا أورد البخاريُّ هذا الحديث معلقًا، وفيه انقطاعٌ في الرواية الأولى، فإن محمد بنَ إبراهيم ابن الحارث التيميّ المدني، تابعيٌّ صغيرٌ، لم يدرك أسيدًا، لأنه مات سنة عشرين وصلى عليه أمير المؤمنين عُمر بنُ الخطاب - رضي الله عنهما - ... وهذا من أغرب تعليقات البخاريّ" اهـ. وقال الحافظُ - رحمه الله - في الفتح 9/ 63: "محمد بنُ إبراهيم التيميُّ من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بنَ حضير، فروايته عنه منقطعةٌ، لكن الاعتماد في وصل هذا الحديث على الإسناد الثاني. قال الإسماعيليُّ: محمد بنُ إبراهيم، عن أسيد ابنِ حضير مرسلٌ؛ وعبد الله بنُ خبَّاب، عن أبي سعيد متصلٌ". اهـ.). (خت، هق دلائل، نعيم معرفة، الحافظ تغليق، أبو عُبَيد فضائل القرآن، ابن أبي عاصم آحاد، طب كبير، طب أوسط، س فضائل، س خصائص) (التسلية / ح 61؛ ابن كثير 1/ 249، الفضائل / 167). فصلٌ: وقد خولف الليث بنُ سعد، والدراوردي، وسعيد بنُ أبي هلال. خالفهم: إبراهيم بنُ سعد، فرواه عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخُدري أنّ أُسَيدًا ... فذكره فجعله من مسند "أبي سعيد الخدري". كما تراه في الحديث التالي: 961/ 34 - (بينما هو ليلةً يقرأُ في مِرْبَدِهِ، إذ جَالَتْ فَرَسُهُ، فقرأ

ثم جالت أخرى، فقرأ ثم جالت أيضًا. قال أُسَيدٌ: فخشيتُ أنْ تطأَ يحيى، فقمتُ إليها، فإذا مثلُ الظُّلَّةِ فوقَ رأسي، فيها أمثالُ السُّرُجِ عَرَجَتْ في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارحةَ مِنْ جوفِ الليلِ أقرأُ في مِرْبَدِي إذ جالت فرسي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ ابنَ حُضيَر". قال: فقرأت ثم جالت أيضًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ ابنَ حُضَير". قال: فقرأت ثم جالت أيضًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اقرأ ابنَ حُضيَر". قال: فانصرفت، وكان يحيى قريبًا منها، خشيتُ أَنْ تطأَهُ، فرأيتُ مثل الظلةِ، فيها أمثالُ السُّرُج عرجت في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلك الملائكةُ كانت تستمِعُ لك، ولو قرأتَ لأصْبَحَتْ يراها النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهم". لفظ مسلم). (رواه: يعقوب بنُ إبراهيم بنِ سعد، قال: حدثني أبي: ثنا يزيد بنُ الهاد، أنَّ عبد الله بنَ خبَّاب، حدَّثه أنَّ أبا سعيدٍ الخُدري، حدَّثه أن أسيد بنَ حضير، بينما هو ... فذكره). (صحيحٌ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: وكأنَّ الوجهين محفوظان. قال الضياء في المختارة: "قلتُ -والله أعلم-: إنه بمسند أسيدٍ أشبهُ، وذلك أنَّ في الحديث: فغدوتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسول الله! بينما أنا البارحة .. الحديث". اهـ.

وقال الحافظُ في الفتح 9/ 63: "ولكن في سياقه ما يدلُّ على أنَّ أبا سعيدٍ إنما حمله عن أسيد، فإنه قال في أثنانه: قال أسيدٌ: فخشيتُ أن تطأ يحيى، فغدوتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فالحديثُ من مسند أسيد بن حضير". اهـ. وله طرقٌ أخرى عن أسيدٍ، منها: عبد الرحمن بنُ أبي ليلى، أبو سلمة بنُ عبد الرحمن، زِرّ بنُ حُبَيش، زيد بنُ أسلم. وله شاهد من حديث البراء بن عازب، ومن حديث أنس - رضي الله عنهما -) (م، س خصائص، حم) (التسلية / ح 61؛ ابن كثير 1/ 249؛ الفضائل / 167). مناقبُ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: 962/ 35 - (جاءَ رجلٌ إلى عُمر - رضي الله عنه - وهو بعرفةَ، فقال: يا أمير المؤمنين جئتُ مِنَ الكوفة، وتركتُ بها رجلًا يُملي المصاحفَ عَنْ ظهرِ قَلْبِهِ. قال: فغضبَ عُمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شُعْبَتَيِّ الرَّحْلِ. ثم قال: ويحك مَنْ هو؟ قال: عبد الله بن مسعود. فما زال يطفأ ويسير الغضبُ حتى عاد إلى حاله التي كان عليها. ثم قال: ويحك، والله ما أعلمُ بقيَ أحدٌ مِنَ المسلمين هو أحقُّ بذلك منه، سأحدثك عن ذلك. كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يَسْمُرُ في الأمر مِن أمرِ المسلمين عند أبي بكر، وأنه سمرَ عنده ذات ليلة وأنا معه، ثم خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا نمشي معه، فإذا رجلٌ قائمٌ يُصَلِّي في المسجد، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءته، فلما أعيانا أنْ نعرفَ مَنِ الرجل؟

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ على قِرَاءةِ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ" ثم جلس الرجلُ يدعو، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له: "سل تعطه". قال فقال عُمر: فقلتُ لأغدوَنَّ إليه، فَلأُبَشِّرَنَّهُ، قال: فغدوتُ إليه لأبشره، فوجدتُ أبا بكرٍ قد سبقني إليه فبشره، فوالله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه). (رواه: الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعِيّ، عن علقمة، قال: ... فذكره. ورواه عن الأعمش: أبو معاوية، وأبو نعيم الفضل بنُ دُكَين. واختُلِفَ فيه على الأعمش، وانظر الحديث في الرقم التالي). (صحيحٌ. ولكن أعلَّه البيهقيُّ بأنَّ علقمة لم يسمعه من عُمر، إنما رواه عن القرثع -هو: الضبي الكوفي-، عن قيس بنِ مروان، عن عُمر. فتعقبه ابنُ التركماني في الجوهر النقي بقوله "قلتُ: علقمة سمع من عُمر حديث: إنما الأعمال بالنَّيات، خرَّجه الجماعةُ من روايته عنه، فيحمل على أنه سمع منه حديث السَّمَر بلا واسطةٍ مرّةً، وبواسطةٍ مرّةً أخرى، ويدلُّ على ذلك أنَّ الترمذيَّ خرَّج الحديث من طريق علقمة عن عُمر وحسَّنه، فدلٌ على أنه متصلٌ عنده". اهـ. كذا قال ابنُ التركماني رحمه الله! وعلقمة الذي روى عن عُمر حديث السَّمَر هو: علقمة ابنُ قيس، أمَّا الذي روى حديث الأعمال فهو: علقمة بنُ وقَّاص الليثيّ. وأيًّا ما كان الأمرُ، فليس للبيهقيِّ حجةٌ في إثبات الانقطاع سوى وجود الواسطة، وهذا ليس دليل انقطاع، بل هي أمارةٌ فقط، وهي تدفعُ إذا صحَّ الإسناد، وقد صحَّحَهُ شيخُه الحاكمُ على شرط الشيخين، وفية نظرٌ، لأنهما لم يخرِّجا شيئًا لعلقمة عن عُمر ابن الخطاب، والله أعلم.)

(س كبرى، ت، ش، أبو عبيد فضائل القرآن، خز، يع، حب، ابن المنذر، البرجلاني، الفسوي، ابن نصر قيام الليل، ابن أبي داود مصاحف، طح مشكل، طب كبير، ك، هق، نعيم حلية، خط، خط تلخيص، خط أسماء مبهمة، الضياء) (التسلية / ح 54؛ ابن كثير 1/ 239؛ الفضائل / 155). 963/ 36 - (جئتُ يا أميرَ المؤمنين مِنَ الكوفة، وتركتُ بها رجلًا يُملي المصاحفَ مِنْ ظهرِ قَلْبِهِ. فغضبَ وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شُعْبَتَيِّ الرَّحْلِ. فقال: ومَنْ هو يحك؟ قال: عبد الله بنُ مسعود، فما زال يطفأ ويسير عنه الغضبُ حتى عاد على حاله التي كان عليها. ثم قال: ويحك، والله ما أعلمُهُ بقيَ مِنَ الناسِ أحدٌ هو أعلمُ بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يَسْمُرُ عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمرِ مِنْ أمرِ المسلمين، وإنَّه سمرَ عنده ذات ليلة وأنا معه، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فإذا رجلٌ قائمٌ يُصَلِّي في المسجد، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءتَه، فلما كدنا أنْ نعرِفَهُ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يقرأَ القُرآنَ رطبًا كما أُنزِلَ، فَلْيَقْرَأهُ على قِرَاءةِ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ". ثم جلس الرجلُ يدعو فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سل تعطه". قلتُ: والله لأغدوَنَّ إليه، فَلأُبَشِّرَنَهُ! فغدوتُ إليه لأبشرَهُ، فوجدتُ أبا بكرٍ قد سبقني إليه فبشره، والله! ما سابقتُهُ إلى خيرٍ قط إلا سبقني إليه)

(رواه: أبو معاوية، وزائدة بنُ قُدَامة، وشيبان النَّحويّ، والفضيل بنُ عياض، جميعًا عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة. وعن خيثمة بنِ عبد الرحمن -هو ابن أبي سبرة الجعفيّ الكوفيّ-، عن قيس بنِ مَرْوان -هو الجعفيّ الكوفيّ-، أنَّه أتى عُمر بنَ الخطاب رضي الله عنه، فقال: ... فذكره). (صحيحٌ. فللأعمش فيه إسنادان. فمرَّةً يرويه، عن إبراهيم، عن علقمة؛ ومرَّةً يرويه، عن خيثمة، عن قيس كلاهما، عن عُمر. ومما يدلُّ على أنَّ الوجهين محفوظان: أنَّ محمد بنَ فُضَيل رواه عن الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان، عن عُمر مرفوعًا: "مَنْ سَرَّهُ أنْ يقرأَ القرآن رطبًا ... الحديث" ولم يذكر القصة). (تخريج رواية الجماعة: س كبرى، حم، يع، طح مشكل، طب كبير، الضياء. تخريج رواية محمد بن فضيل: س كبرى، يع، سُنِّي، محا، الضياء) (التسلية / ح 54؛ ابن كثير 1/ 239؛ الفضائل / 155). فصلٌ: وقد خولِف الأعمش في روايته: خالفه الحسن بنُ عبيد الله، قال: ثنا إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن قيس -أو ابن قيس-، عن عُمر بن الخطاب فذكر الحديثَ نحوه. أخرجه أحمد 1/ 38، 39، والترمذيُّ في العلل الكبير 2/ 883، وأبو عبيد في الفضائل ص 225، والبخاريُّ في الكبير 4/ 1/ 199، وأبو القاسم البغويُّ في معجم الصحابة ج 12 / ق 1/ 155، وابنُ أبي الفوارس في المنتقى من حديث المُخَلِّص ق 2/ 73، والمُخَلِّصُ في الفوائد ج 9 / ق 2/ 197، والطبرانيُّ في الكبير ج 9 / رقم 8424، والخطيب في الموضح 1/ 168 - 169 من طرقٍ عن عبد الواحد بن زياد:

ثنا الحسن بن عبيد الله. قال الترمذيُّ في العلل: "سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا حديثُ عبد الواحد عن الحسن بنِ عبيد الله. قال محمد: والأعمش يروي هذا عن إبراهيم، عن علقمة، عن عُمر، ولا يذكر فيه: "قرثعًا"، وعبد الواحد بن زياد يذكر عن الحسن بن عبيد الله هذا الحديثَ ويزيد فيه: "عن قرثع"، قال البخاريُّ: وحديث عبد الواحد عندي محفوظٌ". اهـ. وسُئل الدارقطنيُّ عن هذا الاختلاف فقال في العلل 2/ 504 - 505، ونقله عنه: الخطيب في الموضح 1/ 169 - 170، والضياء في المختارة 1/ 386 مختصرًا؛ قال الدارقطنيُّ: وقد ضبط الأعمشُ إسناده، وحديثُهُ هو الصواب. قال البرقانُّي: قلتُ له: فإنَّ البخاريَّ -فيما ذكره أبو عيسى عنه- حكم لحديث الحسن بن عبيد الله على حديث الأعمش، فقال أبو الحسن: عندي أنَّ حديثَ الأعمش هو الصوابُ، وذِكْرُ "القرثع" عندي غير محفوظ، والحسن بنُ عبيد الله ليس بالقوي، ولا يقاس بالأعمش". اهـ. فتعقب المعلميُّ اليمانيّ حكمَ الدارقطنيّ بقوله: "أمَّا إذا صرَّح الأعمشُ بسماعه، فلا يقاسُ به الحسن بن عبيد الله، ولا يعشُرُهُ، والبخاريُّ أعرفُ الناس بهذا، فإنه مع توثيق جماعةٍ من الائمة للحسن، وثنائهم عليه، لم يخرج له في"الصحيح"، وقال -كما في التهذيب-: لم أخرج حديث الحسن بن عبيد الله لأنّ عامةَ حديثِهِ مضطربٌ. فأمّا إذا عنعن الأعمشُ، فالأعمشُ مدلسٌ، وقد يدلسُ ما سمعه من بعض الضعفاء، ويُقوِّي احتمال ذلك هنا، أن الحديثَ معروفٌ لقيس بن مروان (¬2) الجعفيّ، وأنه لو ¬

_ (¬2) وقع في التسلية لمروان بن قيس الجعفي. وهو مقلوب.

كان عنده: "علقمة، عن عُمر" بلا واسطة، لاشتهر بالكوفة جدًّا، لتعظيمهم ابن مسعود وقراءته، والله أعلم. اهـ. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: قلتُ: والذي يظهرُ لي أنَّ حكمَ الدارقطنيّ هو الصوابُ، لأن الأعمش وإنْ كان مدلسًا، فإن العلماء يتسامحون في عنعنته إذا روى عن بعض شيوخه الذين اختص بهم ولازمهم، وقد أفصحَ الذهبيُّ عن ذلك، فقال في ترجمة الأعمش مِنَ الميزان 2/ 224: قلتُ: وهو يدلسُ، وربما يُدلِّسُ عن ضعيف ولا يدرى به، فمتى قال: حدثنا فلا كلام، ومتى قال: عن تطرَّقَ إليه احتمالُ التدليسِ إلا في شيوخٍ أكثر عنهم، كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان، فإنَّ روايته عن هذا الصنف محمولةٌ على الاتصال". اهـ. والأعمش كان قويَّ المعرفة بإبراهيم، والحسن بنُ عبيد الله كان مضطربَ الحديث كما قال البخاريُّ، فما يؤمننا أن يكون وهم على إبراهيم في هذا، لا سيما ولم أقف له على متابعٍ على روايته هذه. والله أعلم. مناقبُ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: 964/ 37 - (دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يؤتيني الله الحكمة مرتين). (رواه: القاسم بنُ مالك المُزَني، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: .. فذكره). (قال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ. قال شيخُنا: وهذا سندٌ جيِّدٌ؛ والقاسم بنُ مالك فيه مقال يسير، وعبد الملك: هو ابنُ أبي سُليمان) (س كبرى، ت، ابن سعد) (التسلية / ح 8). فصلٌ: ومن الضعيف في هذا الباب: ما أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 316، قال: ثنا سليمان بنُ أحمد: ثنا

عبد الله بن سعد الرقي: ثنا عامر بن سيار: ثنا فرات بن السائب، عن ميمون ابن مهران، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على صدره، فوجد عبد الله بنُ عباس بَرْدَها في ظهره. ثم قال: "اللهم احشُ جوفَهُ حُكمًا وعلمًا" فلم يستوحش في نفسه إلى مسألة أحدٍ من الناس. ولم يزل حبرَ هذه الأمة حتى قبضهُ الله - عز وجل -. وهذا سندٌ واه. فرات بنُ السائب: تركه الدارقطني وغيره، واتهمه أحمد. وقال البخاريُّ: منكر الحديث. وعامر بنُ سيَّار: قال ابنُ حبان في الثقات 8/ 502: ربما أغرب، وشيخ الطبراني: لم أجد له ترجمة. والله أعلم. وله طريقٌ آخر غريبٌ، وسياقُهُ عجيبٌ! أخرجه الخطيب في تاريخه 14/ 434 - 435، قال: نا أبو طالب عُمر ابنُ إبراهيم الفقيه: نا محمد بنُ العباس الخزَّاز: ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص: ثنا أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون أبو العباس، قال: رأيتُ زينب بنت سليمان ابن عليّ بن عبد الله بن عباس أيام المأمون، وقد دخلت دار أمير المؤمنين، فرفع عطاءٌ لها الستر، وعليّ بنُ صالح يومئذٍ الحاجب، حاجبُ المأمون، وعطاءٌ يخلفُهُ، فقام إليها فقبَّل رجلها في الركاب، وهي على حمارٍ لها أشهبَ، مختمرةٌ بخمارٍ عدنيٍّ أسودَ، وعليها طيلسانٌ مطبقٌ أبيض، فقال ابن صالح لها: يا مولاتي، حديثٌ سمعته من أمير المؤمنين يذكره عنكِ، قالت اذكر منه شيئًا، قال حديثُ أبيك عبد الله بن عباس حين بعثهُ العباسُ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسمعتُ زينب تقول: أخبرني أبي، عن جدي، عن أبيه عبد الله بن العباس، قال: بعثني أبي العباسُ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فجئتُ وعنده رجلٌ، فقمتُ خلفُهُ، فلما قام الرجل التفت إليَّ فقال: "يا حبيبي متى جئت؟ " قلتُ

منذ ساعةٍ، قال: "فرأيت عندي أحدًا؟ " قلتُ: نعم! الرجل، قال: "ذاك جبرائيل، أما إنه ما رآه أحدٌ إلا ذهب بصرُهُ، إلا أن يكون نبيًّا، وأنا أسأل الله أن يجعل ذلك في آخر عمرك. اللهم فقهه في الدين، وعلّمه التأويل، واجعله من أهل الإيمان". وهذا منكرٌ. وأحمد بن الخليل بن مالك: قال الدارقطني: ضعيفٌ لا يحتج به. كما في تاريخ بغداد 4/ 131 - 132. وسليمان بن عليّ بن عبد الله: لم يوثقه إلا ابنُ حبان، وقال ابنُ القطان: هو مع شرفه، لا يُعرف حالُه في الحديث. وقد وردَ لقصة ذهاب بصر ابن عباس وجهٌ آخر، تراه في الحديث التالي: 965/ 38 - (أما إنَّ ابنَكَ لن يموت، حتى يذهب بصره، ويؤتى علمًا). (رواه: عبد العزيز بنُ محمد الدراورديّ، عن ثور بن يزيد، عن موسى بن ميسرة، عن عليّ بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، قال: بعث العباسُ بعبد الله إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في حاجةٍ، فوجد معهُ رجلًا، فرجعَ، ولم يكلّمه، فقال: "رأيته؟ " قال: نعم. قال "ذاك جبريلُ، قال: .. فذكره". ورواه سليمان بنُ بلال، عن ثور بن يزيد بسنده سواء). (وهذا سندٌ لا بأس به) (حم فضائل زوائد عبد الله، طب أوسط، ابن كثير بداية) (التسلية / ح 8). فصلٌ: وله طريقٌ آخر إلى ابن عباس بسياقٍ أطول. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير ج10 / رقم 10586، قال: ثنا عليّ ابنُ

عبد العزيز: ثنا المنهال بنُ بحر أبو سلمةَ العقيليّ: ثنا العلاء بنُ برد: ثنا الفضل ابن حبيب، عن فرات، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: مررتُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليَّ ثيابٌ بيضٌ، وهو يناجي دحية الكلبي، وهو جبريل - عليه السلام - وأنا لا أعلم، فلم أُسلّم، فقال جبريل: يا محمدُ منْ هذا؟ قال: "هذا ابن عمي، هذا ابن عباس" قال: ما أشدَّ وضَحَ ثيابِهِ، أما إنَّ ذريَّتَه ستسودَ بعده، لو سلَّم علينا رددنا عليه، فلمَّا رجعتُ، قالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن عباس ما منعك أن تُسلّم؟ " قلتُ: بأبي وأمي رأيتُكَ تناجي دحية بن خليفة، فكرهتُ أن أقطع عليكما مناجاتكما، قال: "وقد رأيته؟ " قلتُ: نعم. قال: "أما إنه سيذهبُ بصرُكَ، ويرد عليك في صوتك". قال عكرمة: فلمَّا قُبِض ابنُ عباس، وَوُضِع على سريره جاءَ طائرٌ شديدُ الوهجِ، فدخل في أكفانه، فأرادوا نشرَ أكفانه. فقال عكرمة: ما تصنعون؟ هذه بُشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي قال له، فلمَّا وُضع في لحده تُلُقِّيَ بكلمة، فسمعها منهُ على شفير قبره {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر / 27 - 30]. وهذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا. والمنهال بنُ بحر: ليَّنه ابنُ عديّ. وقال العقيليُّ: في حديثه نظرٌ. ووثقه أبو حاتم. والعلاء بنُ برد بن سنان: ضعفه أحمد. والفضل بنُ حبيب: لم أعرفه. وفرات بنُ السائب: تركه الدارقطنيُّ، وقال البخاريُّ: منكر الحديث. واتهمه أحمد. وقال ابنُ معين: ليس بشيء. وأخرجه أحمد 1/ 330، والحسن بنُ عرفة في جزئه رقم 2، قالا: ثنا

عبد الله بنُ بكر: ثنا حاتم بنُ أبي صغرة أبو يونس، عن عَمرو بن دينار، أنَّ كريبًا أخبره، أنَّ ابن عباس، قال: أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل، فصليتُ خلفه، فأخذ بيدي فجرَّني فجعلني حذاءَهُ، فلمَّا أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صلاته، خَنَستُ. فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا صلى، قال لي: "ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟ " فقلتُ: يا رسول الله! أوَ ينبغي لأحدٍ أن يصلي حذاءَكَ، وأنت رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبتُهُ، فدعا الله لي أن يزيدني علمًا وفهمًا. قال: ثم رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نامَ حتى سمعتُهُ ينفخ، ثم أتاه بلالٌ، فقال: يا رسول الله! الصلاة. فقام فصلى، ما أعادَ وضوءً. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/ 111، وأبو نعيم في الحلية 1/ 314 من طريق محمد ابن أحمد بن أبي العوام، قالا: ثنا عبد الله بن بكر بسنده سواء مختصرًا. وأخرجه ابنُ جرير في التهذيب 264 - مسند ابن عباس، من طريق ابن عيينة، عن عَمرو بن دينار به مختصرًا أيضًا. وأصلُهُ في الصحيحين. فصلٌ: وأخرج أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 12 / ق 159/ 1، ومن طريقه الخطيب في تاريخه 1/ 174، قال: نا الزبير بنُ بكَّار: ثني ساعدة ابنُ عبيد الله المُزَنيّ، عن داود بن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عُمر، أنه كان يقرب ابن عباس، ويقول: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاك، فمسح رأسك، وتفل في فيك، وقال: "اللهم! فهمه في الدين، وعلّمه التأويل". وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف 3/ 37 من هذا الوجه بلفظ: "فقهه". وأخرجه ابنُ عدي في الكامل 3/ 953، وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 من هذا الوجه

دون ذكر القصة، بلفظ: "اللهم بارك فيه وانشر منه". قال ابنُ عديّ: هذا يرويه عن زيد: داود. وعن داود: ساعدة. ولا أعرفه إلا عن الزبير بن بكار، عن ساعدة. وقال أبو نعيم: تفرّد به داود بنُ عطاء المدني. وعزاه الحافظ في الإصابة 4/ 413 إلى البغوي، ولكن وقع عنده: داود ابن عبد الرحمن، وهو خطأ. وصوابه: داود بن عطاء. وقد ضعَّفه العلماءُ. وتركه الدارقطنيُّ. وساعدة بنُ عبيد الله: ما وجدت له ترجمةً. والله أعلم. فصلٌ: وطريق آخر: أخرجه ابنُ جرير في التهذيب 258، قال: ثنا ابنُ حُمَيد: ثنا أبو تُمَيلة، عن الحسين بن واقد، عن أبي الزبير، عن ابن عباس مرفوعًا: "اللهم! فقِّهه في الدين، وعلِّمه التأويل". قلتُ: وإسنادُهُ واهٍ، وابن حميد: متروكٌ. ولعل أبا الزبير دلَّسَهُ. فقد أخرجه ابنُ جرير في التهذيب 257، وأبو الشيخ في ما رواه أبو الزبير عن غير جابر 109 - بتحقيقي، من طريق محمد بن حُمَيد: ثنا أبو تُمَيلة يحيى بنُ واضح، عن الحسين بن واقد، عن أبي الزبير، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا مثله. وقد توبع أبو الزبير على هذا الوجه. تابعه ليث بنُ أبي سُلَيم، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: "رأيت جبريل - عليه السلام - مرتين، ودعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يؤتيني الحكمة مرتين".

أخرجه ابنُ جرير 259، والبلاذري في أنساب الأشراف 28 من طريق أبي كُدَينة يحيى بن المهلب، عن ليث. وخالفه: سفيان الثوري، فرواه عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الجهضم، عن ابن عباس بلفظه. أخرجه ابنُ جرير 260، وابنُ سعد 2/ 370. وتابعه: شريك النَّخَعَيُّ، عن ليث بسنده مثله. أخرجه ابنُ جرير 261 أيضًا. وهذا الاضطراب عندي من ليث بن أبي سليم، وإن كانت رواية الثوري وشريك أشبه من رواية أبي كدينة. وهذا الترجيحُ نظريٌّ كما لا يخفى. فصلٌ: وأخرج ابنُ سعد 2/ 370 بسندٍ فيه الواقدي -وهو متروكٌ-، عن أُبَيّ بنِ كعب، قال: وكان عنده ابنُ عباسٍ، فقام، فقال: هذا يكون حبرَ هذه الأمة، أُوتِيَ عقلًا وفهمًا، وقد دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفقهه في الدين. قال أبو عَمرو غفر الله له: وقد تقدم دعاءُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس بالفقه في الدين في أوائل أبواب (العلم وآداب طالب العلم)، فراجعه هناك بارك الله فيك. 966/ 39 - (نِعْمَ تُرجُمَانُ القرآنِ: ابنُ عباسٍ. ولفظُ بعضِهم هكذا: لو أدركَ ابنُ عباسٍ أسنانا، ما عاشرهُ مِنَّا أحدٌ، ونعمَ ترجمان القرآن: ابن عباس). (رواه: الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، فذكره). (صحيحٌ. قال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ. وقال ابنُ كثير في مقدمة التفسير: إسناده صحيحٌ. وكذلك قال الحافظ في الفتح 7/ 100، وهو كما قالوا) (حم فضائل، أبو خيثمة، ش، ابن

سعد، الفسوي، ابن جرير، ابن جرير تهذيب، أبو عَروبة، البلاذُري، ك، هق دلائل، خط) (التسلية / ح 9). وله طريق آخر عن ابن مسعود تراه في الحديث التالي: 967/ 40 - (نِعْمَ تُرجُمَانُ القرآنِ: ابنُ عباسٍ). (مالك بنُ مغول، عن سلمة بن كُهيل، قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود: .. فذكره). (قال الحافظُ في الإصابة 4/ 146: سنده حسنٌ) (حم فضائل، ابن سعد) (التسلية / 9). فصلٌ: وقد ورد مرفوعًا. فأخرجه الطبراني في الكبير ج 11 / رقم 11108، قال: ثنا عبدان: ثنا زيد بنُ الحريش: ثنا عبد الله بنُ خراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "نعم الترجمان أنت" ودعا لي جبريلُ مرتين. قال الهيثميُّ في المجمع 9/ 276: فيه عبد الله بن خراش، وهو ضعيف. وقال في موضع آخر 5/ 99 في حديثٍ آخر: فيه عبد الله بن خراش، وقد ضعَّفه الجمهور، ووثقه ابنُ حبان، وقال: يُخطيءُ ويُخالف. اهـ. جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: 968/ 41 - (أنَّ أباه تُوفِّيَ، وترك عليه ثلاثين وَسْقًا لرجلٍ من اليهود، فاستنظرهُ جابرٌ فأبى أن يُنظرَهُ، فكلَّمَ جابرٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -

ليشفع لهُ إليه، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فكلَّم اليهوديّ ليأخذَ ثمرَ نخله بالذي له، فأبى، فدخلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النخلَ فمشى فيها، ثم قال لجابر: "جُدَّ له فَأَوفِ له الذي له". فَجَدَّه بعد ما رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأوفاهُ ثلاثين وَسْقًا، وفضلت له سبعة عشرَ وسْقًا. فجاء جابرٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ليُخبرَه بالذي كان فوجدَهُ يُصلِّي العصر فلما انصرف أخبره بالفضل، فقال: "أخبِر ذلك ابنَ الخطاب". فذهب جابرٌ إلى عُمر فأخبره فقال له عُمر: لقد علمتُ حين مشى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَيُبَارَكَنَّ فيها). (عن هشام بن عُروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به). (صحيح. وانظر سياق: عُبَيد الله بن عُمر، عن وهب بن كيسان، عن جابر: تُوفِّيَ أبي. .؛ في أبواب "البيوع والتجارات والوكالات" من سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1) (خ، د، ق، طب أوسط، طح مشكل، فر، هق كلاهما في دلائل النبوة) (تنبيه 12 / رقم 2492). زيد بن أرقم رضي الله عنه: 969/ 42 - (عادَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ وجعٍ كان بعيني). (هكذا رواه: حجاج بنُ محمد مختصرًا، قال: ثنا يونس بنُ أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد بنِ أرقم - رضي الله عنه - به). (هذا حديثٌ صحيحٌ. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبيُّ. وليس كما قالا، فإن الشيخين لم يخرجا شيئًا للنفيلي -

واسمه عبد الله بن محمد- عن حجاج بن محمد الأعور، ولا خرَّجا شيئًا لحجاج عن يونس، والصواب أنَّ السندَ صحيحٌ مطلقًا، غير مقيَّدٍ بشرطهما أو شرط أحدهما، والله أعلم) (د، ك) (الأمراض / 60؛ مجلة التوحيد / المحرم / 1419 هـ). السائب بن يزيد - رضي الله عنه -: 970/ 43 - (يا رسول الله إنَّ ابنَ أختي شاكٍ، فادعُ الله له. قال: فدعا لِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -). (أخرجه البخاريُّ في المناقب 6/ 560 - 561 رقم 3540، قال: حدثنا إسحاق ابنُ إبراهيم: نا الفضل بنُ موسى، عن الجُعَيد بنِ عبد الرحمن، قال: رأيتُ السائب ابنَ يزيد ابنَ أربعٍ وتسعينَ، جَلْدًا معتدلًا، فقال: قد علمتُ ما مُتِّعتُ به - سمعي وبصري- إلا بدعاء رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. إنَّ خالتي ذهبت بي إليه، فقالت:. . . . فذكرته. قوله جلدًا: يعني قويًّا صلبًا. قوله ابن أربع وتسعين: قال الحافظ في الفتح: يُشعر بأنه رآه سنة اثنتين وتسعين، لأنه كان له -يعني: السائب- يوم مات النبيّ ثمان سنين كما ثبت من حديثه، ففيه ردٌّ لقول الواقديّ أنه مات سنة إحدى وتسعين، على أنه يمكن توجيه قوله، وأبعد من قال مات قبل التسعين، وقد قيل إنه مات سنة ست وتسعين، وهو أشبه. قال ابنُ أبي داود: هو آخر مَن مات مِن الصحابة بالمدينة، وقال غيره: بل محمود ابنُ الربيع، وقيل: بل محمود بنُ لبيد، فإنه مات سنة تسعٍ وتسعين. اهـ.). (صحيحٌ. وفيه إثبات سماع جُعَيد بن عبد الرحمن من السائب بن يزيد - رضي الله عنه -. قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فترجم ابنُ حبان في كتاب الثقات 6/ 151 الجُعَيد ابنَ

عبد الرحمن، فقال: يروي عن السائب بن يزيد إن كان سمع منه. كذا! وسماعُهُ ثابتٌ في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما) (خ) (تنبيه 9 / رقم 2124؛ التسلية الصف الأول / ح 31). حفظةُ القرآن رضي الله عنهم: 971/ 44 - (جَمَعَ القرآنَ أربعة، كُلُّهم مِنَ الأنصار: أُبَيّ ابنُ كعب، ومعاذ بنُ جبل، وزيد بنُ ثابت، وأبو زيد). (أخرجوه من طرقٍ عن همام بنِ يحيى، عن قتادة، قال: سألتُ أنس بنَ مالك - رضي الله عنه -، مَنْ جمعَ القرآنَ على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:. . . فذكره). (صحيحٌ) (خ، م، يع) (التسلية / ح 55). 972/ 45 - (مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القرآنَ غيرُ أربعةٍ: أبو الدرداء، ومعاذ، وأبو زيد، وزيد بنُ ثابت). (رواه: معلي بنُ راشد العَمِّي، ومعلي بنُ أسد، قالا: نا عبد الله بنُ المثنى: حدثني ثابت البُنانيُّ وثمامة، عن أنس - رضي الله عنه - به. زاد البخاريُّ: "قال: ونحن ورثناه". وقد رواه الحسين ابنُ واقد، عن ثمامة، عن أنس، قال: جمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة: "أُبَيّ بنُ كعب، وزيد بنُ ثابت، وأبو زيد، ومعاذ ابنُ جبل" فخالف في تسمية واحد من هؤلاء الأربعة. وقال ابنُ حبان: حدثنا محمد بنُ بشار البغداديُّ بالرملة، قال: ثنا الفضل بنُ موسى الهاشمي، قال: ثنا الأنصاري -هو محمد بنُ عبد الله-، عن أبيه، عن ثمامة، قال: قلت لأنس:

"أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أيش اسمُه؟ فقال: قيس بنُ السكن، رجلٌ منا من بني عدي ابن النجار، لم يكن له عقبٌ نحن ورثناه"). (صحيحٌ. انفرد به البخاريُّ. وانظر: باب "تأويل مختلف ومشكل الحديث" من الجزء الأول) (خ، البزار، طب أوسط، حب ثقات) (التسلية/ ح 56؛ تنبيه 12 / رقم 2456؛ تنبيه 8 / رقم 1837). المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم: 973/ 46 - (أنَّ أبا الطفيل بن عَمرو الدوسيّ أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعةٍ؟ فأبى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، للذي ذخر الله للأنصار، فلمَّا هاجر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عَمرو، وهاجر معه رجلٌ من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بنُ عَمرو في منامه، فرآه في هيئة حسنةٍ، ورآه مغطيًّا يديه، فقال له: ما صنع بك ربُّك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ما لي أراك مغطيًّا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصَّها على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم وليديه فاغفر"). (رواه: حماد بنُ زيد، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به). (قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح. أخرجه مسلم في كتابه. اهـ. أمَّا الحاكمُ، فقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

ووافقه الذهبيُّ!. كذا قالا! والبخاري لم يحتج بأبي الزبير عن جابر). (م، حم، يع، حب، ك، طح مشكل، طب أوسط، نعيم حلية، هق سنن، هق دلائل (الأمراض / 175). 974/ 47 - (اللهم اغفِر للأنصار، ولذَرَاري الأنصار، ولذَرَاري ذَرَاري الأنصار، ولموالي الأنصار). (رواه: عليّ بنُ ثابت الجزريّ -وهذا حديثه-، وعُمر بنُ يونُس اليماميّ، قالا: ثنا عكرمة بنُ عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:. . . فذكره). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن عكرمة بن عمار، إلا عليّ ابنُ ثابت. انتهى. قلتُ: رضي الله عنك! فلم يتفرد به عليّ بنُ ثابت، فتابعه عمر ابنُ يونُس اليمامي، وحديثه عند الإمام مسلم). (م، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2455). 975/ 48 - (أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - استغفَرَ للأنصار، قال: وأحسبه قال: ولذَرَاري الأنصار، ولموالي الأنصار. لا أشك فيه). (رواه: عليّ بنُ ثابت الجزريّ، وعُمر بنُ يونس اليماميّ -وهذا حديثه-، قالا: ثنا عكرمة بنُ عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّ أنسًا - رضي الله عنه -، حدَّثه به). (م، طب أوسط) (تنبيه 12 / رقم 2455). 976/ 49 - (افتخَرَ الحيَّانِ مِنَ الأنصار: الأوسُ والحزرجُ. فقالت الأوسُ: مِنَّا غَسِيلُ الملائكةِ: حنظلة بنُ الرَّاهبِ. ومنا مَنِ اهتَزَّ له

عرشُ الرحمن: سعد بنُ معاذ. ومنا مَنْ حَمَتْهُ الدَّبْرُ: عاصم بنُ ثابت. ومنا مَنْ أُجيزت شهادَتُهُ بشهادَةِ رجلين: خزيمة بن ثابت. وقالت الخزرَجِيُّونَ: منا أربعةٌ جمعوا القرآنَ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيدٍ، وأُبَيّ بنُ كعب، ومعاذ بنُ جبل). (أخرجوه من طرقٍ: عن عبد الوهاب بنِ عطاء الخفاف، عن سعيد بنِ أبي عَرُوبة، عن قتادةَ، عن أنس بنِ مالك - رضي الله عنه - فذكره. ورواه عن عبد الوهاب: يحيى بنُ معين، وإبراهيم بنُ سعيد الجوهريّ، ويعقوب بنُ إبراهيم الدَّورقي، ومحمد بنُ عبد الله الأزدي). (حسنٌ. قال الحاكمُ: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي!. قال ابنُ عساكر: هذا حديثٌ حسن. وقال الهيثمي 10/ 41: رجاله رجالُ الصحيح. قلت: وسنده جيِّدٌ، وعبد الوهاب بنُ عطاء: مختلفٌ فيه. وهو من قدماء أصحاب سعيد بن أبي عروبة. وقد حسَّن البوصيريُّ إسناده في إتحاف المهرة. والله أعلم. وقال الحافظُ في زوائد البزار 2/ 377: إسنادُهُ صحيحٌ. وذكر الدارقطنيُّ في الغرائب كما في ترتيبه ق 198/ 1 لابن القيسرانيّ أنَّ عبد الوهاب ابنَ عطء تفرَّد به، عن سعيد، عن قتادة. والله أعلم) (يع، البزار، ك، طب كبير، نعيم معرفة، نعيم دلائل، كر، الضياء) (التسلية / ح 57). صحابه النبيّ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم: 977/ 50 - (لا تَسُبُّوا أصحابي فلو أَنَّ أحدَكُم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحَدِهم ولا نَصِيفَهُ). (رواه: الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: كان بين خالد

ابن الوليد وبن عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:. . . فذكره. وقد رواه عن الأعمش جماعةٌ، منهم: جرير، وأبو معاوية، وعبد الله ابن داود، وشعبة، ووكيع، وسفيان، وأبو عوانة، وأبو بكر بن عياش. وقد توبع الأعمش. تابعه: محمد بن جحادة عن أبي صالح). (هذا حديثٌ صحيح) (خ، م، د، س مناقب، ت، حم، طي، يع، عبد، حب، ابن أبي عاصم، طب صغير، هق، خط، خط تلخيص، خط كفاية، نعيم، مسدد، أبو عبيد غريب، الجوزقاني، ابن النجار، بغ، البرقاني مصافحة) (رسالتان / 7، 8). بنو تميم: 978/ 51 - (لا أزالُ أُحِبُّ بني تميم مِن ثلاثٍ سمعتُهُنَّ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هم أشد أُمَّتِي على الدَّجال"، قال: وجاءت صدَقَاتُهم، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هذه صَدَقَاتُ قومِنا" قال: وكانت سَبِيَّةٌ منهم عند عائشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعتقيها فإنها مِن ولد إسماعيل" هذا لفظُ أبي زرعة. ولفظُ الشعبي: ثلاثُ خِصالٍ سمعتُهُنَّ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني تميم، لا أزالُ أُحِبُّهم بعدُ، وساق الحديث هذا المعنى، غير أنه قال: "هم أشدُّ النّاس قِتَالًا في الملاحم"، ولم يذكر الدّجّال). (أخرجه مسلمٌ (2525/ 198) من حديث الحارث بن يزيد العكليّ، عن أبي زرعة ابن عَمرو بن جرير. ومن حديث داود بن أبي هند، عن عامر بن شراحيل الشعبي. كلاهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بهذا). (صحيحٌ وفيه إثبات سماع الشعبي من أبي هريرة.

قال شيخُنا: فقد قيل إنَّ أحمد كان ينكر سماع الشعبي من أبي هريرة. وقد احتج البخاريُّ بروايته عن أبي هريرة في حديثين أحدهما في "كتاب الرهن" والآخر في "التفسير - سورة الزمر"، واحتج به مسلمٌ في حديث عن أبي هريرة، قال: "ثلاث خصال سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني تميم .. " وتخريج البخاريّ لهذه الترجمة حجة في إثبات السماع) (م) (التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). المدينة النبوية: 979/ 52 - (اللهم حبِّب إلينا المدينَةَ كحبِّنا مكَّة أو أشدَّ. اللهم بارك لنا في صاعنا، وفي مُدِّنا، وانقل حمَّاها إلى الجُحفَة). (رواه: معاوية بنُ هشام، ومحمد بنُ يوسف الفريابي، قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن هشام ابنِ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:. . فذكرته. (خ، طب أوسط) (1 تنبيه 12 / رقم 2458). أيام العشر من ذي الحجة: 980/ 53 - (ما مِنْ إيَّامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام -يعني: أيام العشر- قالوا: يا رسول الله! ولا الجهادُ في سبيل الله؟. قال: ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بماله ونفسه، ثمّ لم يرجع من ذلك بشيء). (رواه سعيد بنُ جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا فذكره.

ورواه الأوزاعيُّ، عطاء بنُ أبي رباح، عن ابن عباس). (حديثٌ صحيحٌ. وقد اختلف في إسناده على ابن عباس. وذكرتُهُ مفصلا في "سد الحاجة بتقريب سنن ابن ماجة". وله شواهد عن: عبد الله بن عَمرو، وجابر ابن عبد الله الأنصاري، وأبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنهم-. ذكرتهم في المصدر المذكور) (خ، د، ت، ق، مي، حم، طي، عب، ش، خز، حب، محا، المُخَلِّص، طب كبر، طب أوسط، طب صغير، طب جزء من حديثه، ابن المُقريء، طح مشكل، هق، هق شعب، هق فضائل الأوقات، الأصبهاني، ابن جُميع، الخلعي، ابن حزم، نعيم حلية، خط، خط موضح، كر، الشجري، بغ، ابن النجار، الرافعي، ابن جماعة). (حديث الوزير / 58 - 60؛ سد الحاجة ح 1728).

24 - أبواب: النكاح وتربية الأولاد مع الطلاق والظهار والعدد والخلع واللعان

24 - أبواب: النكاح وتربية الأولاد مع الطلاق والظهار والعِدَد والخُلع واللعان (متن الحديث) (إسناده) (درجته) (تخريجه) (موضعه في كتب الشيخ) 981/ 1 - (أحسابُ أهل الدنيا هذا المال). (رواه: أبو تميلة يحيى بنُ واضح، وزيد بن الحباب، والحسن بن عليّ بن شقيق، ثلاثتهم عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه - رضي الله عنه -، مرفوعًا). (حديثٌ حسن على شرط مسلم. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبيُّ! والصواب أنه على شرط مسلم) (س، حم، حب، ك، ابن أبي عاصم الزهد، خط، هق، هق شعب، القضاعي، قط، قط فوائد الذهلي) (التوحيد / جماد أول / 1420 هـ). 982/ 2 - (إذا رأى أحدُكُم المرأةَ التي تُعْجِبُه، فَلْيرجع إلى أهله حتى يقع بهم، فإن ذلك معهم. وسيأتي له سياق آخر أوله: إنَّ المرأة تُقبلُ في صورةِ شيطان. .). (أبو الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا). (حديثٌ صحيحٌ. وقد صرَّح أبو الزبير

بالتحديث من جابر - رضي الله عنه -) (حب، حم) (تنبيه 12 / رقم 2490). 983/ 3 - (أُرِيتُكِ في المَنَامِ مَرَّتَينِ، إذا رجلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةِ حريرٍ، فيقول: "هذه امرأتُكَ" فَأَكْشِفهَا، فإذا هِيَ أَنْتِ، فأقولُ: "إنْ يَكُنْ هذا مِنْ عِندِ الله يُمْضِهِ". قوله سَرَقَة حرير، يعني: قطعة من حرير). (رواه: هشام بنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لها: .. فذكره). (خ، م) (التوحيد / ذو القعدة / 1414 هـ). 984/ 4 - (أنَّ ابنة الجَون لمَّا دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدَنَا منها، فقالت: أعوذُ بالله منك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عُذْتِ بعظيم، الحقي بأهلك). (قال دُحَيم عبد الرحمن بنُ إبراهيم: ثنا الوليد بنُ مسلم، قال: ثنا الأوزاعيُّ، قال: سألتُ الزهريَّ أيُّ أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعاذت منه؟ فقال: أخبرني عُروة ابنُ الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها - به. قال الزهريُّ: الحقي بأهلك تطليقةٌ). (إسناده صحيحٌ) (خ، س، ق، حب، جا، أبو زرعة الدمشقيّ، طح مشكل، قط، هق) (غوث 3/ 59 - 60 ح 738؛ كتاب المنتقى / 272 / ح 798؛ تنبيه 12 / رقم 2429). 985/ 5 - (إنَّ المرأة تُقبلُ في صورةِ شيطان، وتدبرُ في صورة

شيطان، فإذا أبصر أحدُكُم امرأةً، فليأت أهله، فإنَّ ذلك يردُّ ما في نفسه. وفي لفظ: "فمن وجد ذلك فليأت أهله، فإنه يُضمرُ ما في نفسه". وفي لفظ: "فليأت أهله، فإن معها مثل الذي معها". وفي لفظ: "فليأت أهله، فإن ذلك له وجاء". وتقدم له سياق آخر أوله: "إذا رأى أحدُكُم المرأة التي تعجبه. ."). (أبو الزبير، عن جابر - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأةً فأتى زينب وهي تمعسُ مَنِيئةً لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال:. . . وذكر الحديث. تمعسُ منيئةً أي: تدلك جلدًا، وهو الجلدُ أول ما يوضع للدباغ). (حديث صحيحٌ. وقد صرَّح أبو الزبير بالتحديث من جابر) (م، د، ت، س عِشرة، حم، عبد، طب أوسط، طح هشكل، هق) (تنبيه 12/ رقم 2490). 986/ 6 - (أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهما مُحرمان). (قال الحسن بنُ بلال وحجاج بنُ المنهال وأحمد بنُ إسحاق ويونس بنُ محمد وأبو الوليد الطيالسي وأسد بنُ موسى: ثنا حماد بنُ سلمة، عن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس به. ورواه عن عكرمةَ غيرُ واحد، وكذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وقد ورد مثله من حديث: عائشة وأبي هريرة - رضي الله عنهما -). (صحيحٌ) (س، حم، عبد، طب أوسط، وكبير، طح معاني) (تنبيه 12 / رقم 2483؛ تنبيه 4 / رقم 1249؛ تنبيه 4 / رقم 1140). 987/ 7 - (أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تزوج وهو مُحْرِمٌ، واحتجم وهو محرم- وفي لفظ: تزوج بعض نسائه)

(قال معلي بنُ أسد وإبراهيم بنُ الحجاج: ثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - به. وقد ورد مثله من حديث: ابن عباس، وأبي هريرة - رضي الله عنهم-). (معلي بنُ أسد، وهو ثقةٌ ثبتٌ. وإبراهيم بن الحجاج النيليّ، وقد وثقه ابنُ حبان والدارقطنيُّ والذهبيُّ، رواه كلاهما مسندًا كما مر بك. وخالفهما عبد الرحمن بنُ مهدي، وهو مَنْ هو، فرراه عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: تزوج النبيّ بعض نسائه وهو مُحْرِمٌ. والذي يظهر لي هو صحةُ الروايتين جميعًا، لثقة من روى الوجهين عن أبي عوانة، ولا أرى أن يُعلَّ أحدهما الآخر. فصلٌ: ورواه: عَمرو بنُ عليّ، عن أبي عاصم النبيل، عن عثمان ابن الأسود، عن ابن أبي مُلَيكةَ، عن عائشةَ - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج وهو مُحْرِمٌ -وفي لفظ صرح فيه بذكر "ميمونة". قال عَمرو بنُ عليّ: قلتُ لأبي عاصم: أنت أمليتُ علينا هذا من الرقعة ليس فيه "عائشة"؟ قال: دع "عائشة" حتى أنظرَ فيه. انتهى. لكن رواه: عليّ بنُ نصر بن عليّ، وعليّ بنُ الحسن، كلاهما عن أبي عاصم كذا الإسناد من غير شك. قال البيهقيُّ: فهكذا رواه جماعةٌ عن أبي عاصم، وإنما يُروى عن ابن أبي مليكة مرسلًا. وذِكرُ عائشةَ فيه: وهمٌ. قال الترمذيُّ: سألتُ محمدًا -يعني: البخاريّ- عن هذا الحديث، فقال. يروونه عن ابن أبي مليكة مُرسلا. ورواه عَمرو بنُ عليّ، عن أبي عاصم مرسلًا، وقال: قلتُ لأبي عاصم. . -وذكر مراجعة عَمرو لأبي عاصم- ثم قال البخاري:

قال عَمرو: فسمعتُ بعض أصحابنا يقولُ: قال أبو عاصم: فنظرتُ فيه فوجدته مرسلًا. انتهى. قال الحافظ جوابًا عن هذه العِلّة: وأكثر ما أعل به الإرسال وليس ذلك بقادح. . انتهى. قلتُ: وهذه عندي علَّةٌ مؤثرة، وليس كما قال الحافظ -رحمه الله-. فصلٌ: قال سليمان بنُ شعيب الكيسانيّ، وبحر بنُ نصر، والربيع ابنُ سليمان: ثنا خالد بن عبد الرحمن: ثنا كامل أبو العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة وهو مُحْرمٌ. قال ابنُ عديّ: وهذا لا أعلمُ رواه عن كاملٍ غيرُ خالدٍ. قلتُ: أمَّا خالد: فوثقه ابنُ معين وبحر بنُ نصر ومحمد بن عبد الله ابن الحكم. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لا بأس به. زاد أبو حاتم: كان يحيى بنُ معين يثني عليه خيرًا. وذكره العقيليُّ في الضعفاء، وقال: في حفظه شيءٌ. وقد روى له العقيليُّ حديث: "من حسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه" من طريقه. . قال الذهبيُّ: لعل الخطأ من غيره. . وأما كامل أبو العلاء: هو ابنُ العلاء. مختلفٌ فيه. وثقه ابنُ معين والفسويُّ والعجليُّ. واختلف رأيُ النسائيّ فيه. ويُنكرُ عليه أن يتفرد عن مثل أبي صالح بهذا الحديث. فالعجب أن يقول الحافظ في "الفتح 9/ 166": صحيح) (س كبرى، البزار، طح معاني، وطح مشكل، طب أوسط، ابن شاهين، حب، عديّ، قط، هق) (تنبيه 4 / رقم 1140؛ تنبيه 4 / رقم 1249؛ تنبيه 12 / رقم 2483). 988/ 8 - (أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى عن الاغتيال، ثم قال: "لو

ضرَّ أحدًا، لضرَّ فارس والروم". قال مالك: والغيالُ أنْ يطأ الرجل امرأته وهي ترضعُ). (رواه: عَمرو بنُ دينار، وابن جريج كلاهما، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - به). (هذا سندٌ صحيحٌ) (طح معاني، طب كبير، البزار) (الأمراض / 213). 989/ 9 - (أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمَّا أُتِيَ بابنَة الجَون، فدنا منها، قالت أعوذُ بالله منك. قال: لقد عُذْتِ بمُعاذ. الحقي بأهلك). (رواه: أبو زرعة الدمشقيُّ قال: حدثني عبد الرحمن بنُ إبراهيم دُحَيم: ثنا الوليد ابنُ مسلم، عن الأوزاعيّ، قال: سألتُ الزهريَّ عن التي استعاذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فقال: أخبرني عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - به). (إسناده صحيحٌ) (خ، س، ق، حب، أبو زرعة الدمشقي، جا، طح مشكل، قط، هق) (تنبية 12 / رقم 2429؛ غوث 3/ 59 - 60 ح 738؛ كتاب المنتقى / 272 / ح 798). 990/ 10 - (أنَّ عائشة - رضي الله عنها - كانت تستحب التزويج في شوال). (رواه: عبد الله بنُ عُروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم في شوال، وأدخلت عليه في شوال، قالت عائشة: فمن كان أحظى عنده مني، وكانت عائشة تستحب. . . الحديث). (هذا حديث صحيحٌ (م، س، ت، ق، مي، حم، إسحاق، عبد، هق، بغ) (التوحيد / جماد أول / 1420 هـ).

991/ 11 - (إِنِّي لَمَعَ أبي بكر، حين مرَّ هو وعليّ بنُ أبي طالب على الحسن، وهو يلعب مع الصِّبيان، فحمله أبو بكر على عاتِقِهِ، وهو يقولُ: "بأبي شبيهٌ بالنبيِّ، ليس شبيهًا بعليّ"). (عن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - به). (خ، حم) (التوحيد / رمضان / 4141 هـ). 992/ 12 - (تزوَّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونةَ، وهو مُحْرمٌ). (عَمرو بن دينار، عن جابر بن زيد أبي الشعثاء، عن ابنِ عباس، أنَّه قال. . . فذكره. وقد ورد مثله من حديث: عائشة، وأبي هريرة - رضي الله عنهما -). (صحيحٌ. متفق عليه) (خ، م، ك) (تنبيه 4 / رقم 1249؛ تنبيه 4 / رقم 1140؛ تنبيه 12 / رقم 2483). 993/ 13 - (تزوَّجَنِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابنةُ سِتٍّ، وأُدخِلتُ عليه وأنا ابنةُ تسعٍ، فمكثتُ عنده تسعًا). (رواه: أبو الجوَّاب أحوص بنُ جوَّاب، ومحمد بنُ يوسف الفريابي، قالا: ثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -). (وخالفهما: قبيصة بنُ عقبة السوائي، فرواه عن سفيان الثوري، عن هشام ابنِ عُروة، عن عُروة، قال: "تزوَّج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عائشة وهي بنت ستِّ سنين. . الحديث". أخرجه البخاريُّ في "النكاح" (9/ 234). وهذا صورته صورة المرسل، وهو محمول على أنَّ عُروة حمله عن عائشة، فعبَّر عنه بهذه الصورة المرسلة. وقد أخرجه البخاريُّ في "مناقب الأنصار" (7/ 224)، ومن طريقه البيهقيُّ في "الدلائل" (2/ 410)، قال: ثنا عبيد ابنُ إسماعيل: ثنا أبو أسامة، عن هشام بنِ عُروة، عن

أبية، قال: تُوفِّيت خديجةُ قبل مخرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بثلاث سنين، فلبثَ سنتين أو قريبًا من ذلك، ونكح عائشة وهي بنت ستِّ سنين، ثمَّ بنى بها وهي بنت تسع سنين". وقد أخرجه مسلمٌ (1422/ 69)، قال: ثنا أبو كريب محمد بنُ العلاء: ثنا أبو أسامة. (ح) وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: وجدتُ في كتابي عن أبي أسامة، عن هشام بنِ عُروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته بسياق مطول، وفيه قصة. فقد رواه الثقاتُ عن أبي أسامة، موصولًا ومرسلًا. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 162)، ومن طريقه النسائيُّ في الكبرى (3/ 333) عن معمر بن راشد. وابن سعد في الطبقات (8/ 60)، قال: أخبرنا وكيعٌ. والبيهقيُّ في الكبرى (7/ 114) وفي الصغرى (3/ 22) عن يونس ابن بكير. كلهم عن هشام بنِ عُروة، عن أبيه مرسلًا. وقد ورد موصولًا عن بعض هؤلاء وعن غيرهم، مما يدلُّ على أن الراوي قد يُرسل الحديثَ وهو عنده موصول. ومثله: أنَّ معمر بنَ راشد رواه، عن الزهري، عن عروة مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 162) هكذا رواه الدبريُّ عن عبد الرزاق. وقد أخرجه مسلمٌ (1422/ 7)، قال: ثنا عبد بنُ حُمَيد. والنسائيُّ في الكبرى (3/ 333)، قال: أخبرنا محمد بنُ رافع. والطبرانيُّ في الكبير (ج 23 / رقم 44) عن محمد ابن سهل بن عسكر. قالوا: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمرٌ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. هكذا موصولًا. وهو يدلّ على ما ذكرتُ) (خ، م، س كبرى، ابن سعد، عب، طب أوسط، طب كبير، هق، هق صغر، هق دلائل (تنبيه 12 / رقم 2459). 994/ 14 - (خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انطلقنا إلى حائطٍ،

يقال له: الشَّوطُ، حتى انتهينا إلى حائطين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجلسوا ههُنا. فدخل وقد أُتِيَ بالجَوَنِيَةِ، فأُنْزِلَت في بيتِ النَّخل أميمَةَ بنتِ النُّعمان بن شَرَاحيل ومعها دايةٌ حاضنةٌ لها، فلمَّا دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "هَبِي نفسَكِ لِي". قالت: وهل تَهَبُ المَلِكَةُ نفسَهَا لِسُوقةٍ؟ قال: فأهوى بيده يضعُ يدَهُ عليها لِتَسْكُنَ، فقالت: أعوذُ بالله منك، قال: "قد عُذتِ بِمُعَاذٍ". ثم خرج علينا، فقال: يا أبا أُسَيدٍ! اكسُهَا رازِقِيَّتينِ وألحقها بأهلها). (قال ابنُ الجارود: حدثنا محمد بنُ يحيى، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا عبد الرحمن -يعني: ابن سليمان بن الغَسِيل-، عن حمزة بن أبي أُسَيد، عن أبي أُسَيد - رضي الله عنه -، قال:. . . فذكره). (إسنادهُ صحيحٌ) (خ، حم، جا، طح مشكل) (غوث 3/ 76 - 77 ح 758؛ كتاب المنتقى / 281 - 282 / ح 819). 995/ 15 - (لا طلاقَ فيما لا يملِكُ، ولا عِتقَ فيما لا يملكُ). (رواه: عامر بنُ عبد الواحد الأحول -وهذا لفظه-، عن عَمرو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا. ورواه الوليد بنُ كثير، وحاتم بنُ إسماعيل، كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عَمرو بن شُعَيب بهذا الإسناد). (قال شيخُنا - رضي الله عنه - في غوث المكدود: إسناده حسنٌ، والحديث صحيحٌ. وذلك لأجل عامر الأحول، تكلَّم فيه أحمد والنسائيُّ، ووثقه ابنُ حبان وأبو حاتم، وزاد: لا بأس به. وقال ابنُ معين وابنُ عديّ: لا بأس به. ولكن تابعه عن عَمرو بن شعيب غيرُ واحدٍ. وقال في تنبيه الهاجد رقم (1060): الصواب في رواية "عَمرو بن شعيب" أنها من

"مسند عبد الله بن عَمرو "لا من" مسند معاذ بن جبل" وقال في تنبيه الهاجد رقم (1061): قال ابنُ معين: لا يصحُّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا طلاق قبل نكاح". وأصحُّ شيءٍ فيه حديث ابن المنكدر، عمن سمع طاووسًا، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. اهـ. وعندي أنَّ حديث عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنهما - جيَدٌ. والله أعلم) (د، ق، جا، قط) (غوث 3/ 62 / 743؛ تنبيه 3 / رقم 1060؛ تنبيه 3 / رقم 1061؛ تنبيه 12 / رقم 2402). فصلٌ. ومن الأسانيد المعلة في هذا الباب: الأول: ما رواه عبد الرزاق، وعبد المجيد بن عبد العزيز -وهذا حديثه-، قال: ثنا ابنُ جريج، عن عَمرو بن شُعَيب، عن طاووس، عن معاذ بنِ جبل - رضي الله عنه - مرفوعًا: لا طلاق إلا بعد نكاحٍ، ولا عتق إلا بعد ملك. ورواه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، عن عَمرو بن شعيب كذا الإسناد. (وهذا الإسناد ليس على شرط الشيخين ولا على شرط واحدٍ منهما وعبد المجيد ابن عبد العزيز لم يرو له البخاريُّ شيئًا، وعَمرو بنُ شعيب لم يرو له الشيخان شيئًا، وطاووس لم يلق معاذ بن جبل. واختلف عن عبد الرحمن بن الحارث فرواه الوليد ابنُ كثير، وحاتم بن إسماعيل، عنه، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا. وهذا هو الصواب في رواية عَمرو بن شعيب أنها من مسند ابن عَمرو لا من مسند معاذ بن جبل) (تخريجه: ك، محا، إسحاق، عب، عبد، طب كبير، قط). الثاني: ما رواه أبو بكر الحنفي ووكيع، وأيوب بنُ سويد، وعبد الله ابنُ نافع، أربعتهم عن ابن أبي ذئب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك.

وقال الطيالسي: ثنا ابنُ أبي ذئب، قال: ثني من سمع عطاء، عن جابر مرفوعًا فذكره. وتابعه الحسين بنُ محمد المررزيُّ , قال: حدثنا ابنُ أبي ذئب، عن رجلٍ، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا فذكره. وأخرجه أبو بكر الشافعيُّ في الغيلانيات عن ابن أبي ذئب، عن محمد ابن المنكدر، عن طاووس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله مرسلًا. وقد رجح الدارقطنيُّ المرسل. (في حديث جابر هذا، قال الحافظ في "التغليق": (4/ 449) لكن لم يسمعه ابنُ أبي ذئب من عطاء. اهـ. وقال ابنُ عبد البر في "الاستذكار": روي من وجوهٍ، إلا أنها عند أهل العلم بالحديث معلولة. اهـ.) (تخريجه: يع، طي، أبو بكر الشافعي، طب أوسط، ك، هق، أبو عليّ الحسن بنُ حبيب الحَضَائريّ في جزئه، الحافظ تغليق، الحافظ تلخيص). الثالث: ما حدَّث به فطر بنُ خليفة، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن طاووس، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أنَّه تلا قول الله عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [الأحزاب: 49] قال: فلا يكون طلاقٌ حتى يكون نكاحٌ. (قال الحاكم: أنا متعجبٌ من الشيخين الإمامين، كيف أهملا هذا الحديث، ولم يخرجاه في "الصحيحين"، فقد صحَّ على شرطهما: حديثُ ابن عُمر، وعائشة، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم. ثم أسند الحاكمُ هذه الأحاديث، وقال بعد ذلك: "فلذلك لم يقع الاستقصاء من الشيخين في طلب هذه الأسانيد الصحيحة. والله أعلم". انتهى. قال شيخُنا: رضي الله عنك!

فليس حديثٌ واحدٌ من الأحاديث التي ذكرتُها على شرط واحدٍ منهما, فضلًا عن أن يكون على شرطهما، بل هي مُعَلْةٌ.) (تخريجه: ابن أبي حاتم، ك , ابن كثير). الرابع: ما رواه أحمد بنُ منصور المروزي واللفظ له، وأحمد بنُ يحيى، والحسن بنُ عرفة، قالوا: ثنا عُمر بن يونس، قال: نا سليمان بنُ أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن الزهريّ، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا: لا نذر إلا فيما أطيع الله -عز وجلّ- فيه، ولا يمين في غضبٍ، ولا عِتاق ولا طلاق فيما لا يملك. وقال الحسن بنُ عرفة في حديثه. ولا يمين في قطيعة رحمٍ). (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن يحيى، إلا سليمان، تفرد به: عُمر بنُ يونس. انتهى. قال شيخُنا: وسنده ضعيفٌ. وسليمان بنُ أبي سليمان: ضعَّفه أبو حاتم الرازيُّ، وغيره. وقال ابنُ عديّ: يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث ليست بمحفوظة.) (تخريجه: طب أوسط، عدي، قط). الخامس: ما رواه يحيى بنُ أيوب العلاف: ثنا عَمرو بنُ خالد الحرانيّ، ثنا أيوب بنُ سليمان الجزريّ، عن ربيعة بنِ أبي عبد الرحمن، عن عطاء بنِ أبي رباح، عن ابنِ عباس مرفوعًا: لا طلاق لمن لا يملك. وفي لفظ آخر: لا طلاق فيما لا يملك عقدته، ولا عِتاق فيما لا يملك رقبته). (قال شيخُنا: هذا إسنادٌ ليس على شرط الشيخين ولا أحدهما. ويحيى بن أيوب لم يرو عنه من الستة إلا النسائيُّ، وعَمرو بنُ خالد الحرانيّ من شيوخ البخاري وحده، وأيوب بن سليمان الجزريّ لم أقف له على ترجمة، ولم يعرفه الهيثميُّ في "مجمع

الزوائد". (4/ 335) ولم تقع رواية في "الصحيحين" لربيعة الرأي، عن عطاء ابن أبي رباح، فلا أدري هل ذِكْرُ "ربيعة" في الإسناد محفوظ، أم هو من الأغلاط التي في "المستدرك"، لا سيما وقد رواه عليّ بنُ داود القنطريُّ، عن عَمرو بن خالد، فلم يذكر "ربيعة" في إسناده) (تخريجه: ك، ابن أبي ثابت في جزئه، طب كبير، طب أوسط). السادس: ما رواه ابنُ لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا: لا طلاق إلا من بعد ملك، ولا عِتق إلا من بعد ملك. ورواه عبد الله بنُ زياد بنِ سمعان، عن محمد بنِ المنكدر، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عليّ بن أبي طالب، مرفوعًا بلفظ: لا طلاق إلا بعد نكاح. ورواه مسروح بنُ عبد الرحمن، عن الحسن بنِ عمارة، عن حميد الأعرج، عن طاووس، عن ابن عباس، مرفوعًا بلفظ: لا طلاق إلا من بعد ملك، ولا عِتق إلا من بعد ملك. ولا نذر في معصية الله - عز وجلّ -. (ابنُ لهيعة ضعيفٌ. وقد خالفه عبد الله بنُ زياد بن سمعان. وابن لهيعة وإن كان ضعيفًا، فهو خيرٌ من ابن سمعان. فهذا كذَّبه ابنُ معين. وكان إبراهيم بنُ سعد يحلف على أنه كذَّاب. وتركه أحمد والنسائيُّ والدارقطنيُّ وغيرهم. وإسناد الحسن ابن عمارة: أضعف من سابقه. فالحسن بنُ عمارة: متروك. ومسروح ابن عبد الرحمن، استظهر الذهبيُّ في "الميزان" (4/ 97) أنه مسروح أبو شهاب الذي ترجمه ابنُ أبي حاتم (4/ 1 / 424)، وقال: سألتُ أبي عنة وعرضت عليه بعض حديثه، فقال: لا أعرفه. وقال: يحتاج أن يتوب إلى الله عز وجل من حديثٍ باطلٍ رواه عن الثوري. اهـ.) (تخريجه: طب كبير، خط، بغ أبو القاسم في نسخة عَمرو).

السابع ما رواه الطبرانيُّ، قال: ثنا صالح بنُ أحمد بنِ أبي مقاتل، قال: نا محمد بنُ يحيى القطعيُّ، قال: نا عاصم بنُ هلال البارقيُّ، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عُمر مرفوعًا: لا طلاق إلا بعد نكاحٍ. (وهذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا لأجل شيخ الطبرانيّ، صالح بن أحمد. فترجمه ابنُ حبان في "المجروحين" (1/ 373)، قال: صالح بنُ أحمد بنِ أبي مقاتل أبو الحسين القيراطيُّ، شيخٌ، كتبنا عنه ببغداد .. يسرقُ الحديث، يقلبُهُ، ولعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديثٍ، فيما خرَّج من الشيوخ والأبواب، شهرتُهُ عند من كتب الحديث من أصحابنا تغني عن الاشتغال بما قلب من الأخبار؛ لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ. انتهى. وترجمه الخطيبُ في "تاريخ بغداد" (9/ 329 - 330)، وقال: كان يُذكر بالحفظ، غير أن حديثه كثير المناكير. ونقل عن الدارقطنيّ، قال. كذّابٌ دجالٌ، يحدِّث بما لم يسمعه. ثم قال الخطيب: قال لي البرقانيُّ: لم نكن نكتب حديث صالح بن أبي مقاتل. قلتُ: ولم ذاك، لضعفه؟ قال: نعم، هو ذاهبُ الحديث. انتهى. ولكنه توبع. تابعه ابنُ صاعد، قال: ثنا محمد بنُ يحيى القطعيُّ بهذا الإسناد سواء ... قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عاصم بنُ هلال، تفرَّد به: محمد ابنُ يحيى القطعي. وقال ابنُ عدي: قال لنا ابنُ صاعد، وما سمعناه إلا منه، ولا أعرفُ له علَّة فأذكرُهَا. قلتُ: وابنُ صاعد إمامٌ ثقةٌ ثبتٌ، ولكن عاصم بنَ هلال -وكان إمامًا لمسجد أيوب السختياني- فضلًا عن أن الشيخين لم يحتجا به، ولم يرويا عنه شيئًا، ولم يرو له أحدٌ من الستَّة إلا النسائيّ، فهو مختلفٌ فيه. فضعَّفه ابنُ معين والنسائيُّ وابن عديّ وابنُ حبان. وصرَّح أبو زرعة وابنُ عديّ أنه يروي عن أيوب السختياني أحاديت مناكير غير محفوظة، وحديثُهُ هذا عن أيوب. ومشاهُ أبو حاتم الرازي وأبو داود والدارقطنيُّ والبزار. ونحن نقول: إن هذه التمشية من

هؤلاء النقاد فيما توبع عليه بداهةً. فكيف يستدركُ مثلُ هذا على الشيخين؟!) (تخريجه: ك، طب أوسط، طب صغير، عديّ). الثامن ما رواه: أبو بكر الدمشقيّ عبد الله بنُ يزيد، قال: ثنا صدقة ابنُ عبد الله الدمشقيّ، قال: جئتُ محمد بنَ المنكدر، وأنا مُغضبٌ، فقلتُ: الله! أنت أحللت للوليد بن يزيد أُمَّ سلمة؟ قال: أنا؟ ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثني جابر ابنُ عبد الله الأنصاريّ، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتق لمن لا يملك. (ذكر الحاكم هذا الحديث من طريقين عن جابر. وليس سندٌ واحدٌ منهما على شرط الشيخين ولا أحدهما. وهذا هو الوجه الأول. وإسناده ليس على شرط الشيخين، ولا على شرط واحدٍ منهما , بل هو ضعيفٌ. وعبد الله بنُ يزيد ترجمه ابنُ أبي حاتم (2/ 2 / 202)، ونقل عن دُحَيمٍ أنه أثنى عليه , ووصفه بالصدق والستر، ونقل عن أبيه أنه قال: "شيخ". ولم يرو الشيخان له شيئًا. وصدقة: وقع عند الحاكم وابن المقريء أنه "ابن عبد الله"، وهو الدمشقيُّ، كما عند الحاكم، ويُكنى بأبي معاوية، ويُقال أبو محمد، ولم يرو له الشيخان شيئًا، وهو منكرُ الحديث. ووقع عند الطبراني أنه "صدقة بن يزيد"، ولا أدري كيف وقع هذا الاختلاف، لا سيما وطريق الطبراني وابن المقريء واحدٌ، وأستبعد أن يكون الاختلاف بين الطبراني وشيخ ابن المقريء. وعلى أيّ حالٍ، فصدقة بن يزيد: هذا هو الخراساني، وليس بأحسن حالًا من صدقة بن عبد الله.) (تخريجه: ك، ابن المقرىء، طب أوسط). التاسع ما رواه: رواه أحمد بنُ عبد الله بنِ الحكم، قال: ثنا وكيعٌ، عن ابن أبي ذئب، عن عطاء ومحمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا: لا

طلاق قبل نكاحٍ. ورواه يوسف بنُ موسى، قال: ثنا وكيعٌ: ثنا ابنُ أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر وعطاء، عن جابر رفعه محمد، وأوقفه عطاء. ورواه: ابنُ أبي شيبة، وهناد بن السري، قالا: ثنا وكيع بهذا الإسناد ولم يذكر عطاء. (ذكر الحاكم هذا الحديث من طريقين عن جابر. وليس سندٌ واحدٌ منهما على شرط الشيخين ولا أحدهما. هذا هو الوجه الثاني. وفيه أحمد بنُ عبد الله بن الحكم، ويشبه أن يكون أبا الحسين البصري، المعروف بـ "ابن الكردي"، وهو مترجمٌ في "التهذيب" (1/ 365)، ويروي عن: محمد بن جعفر غندر ويحيى بن سعيد القطان وغيرهما، وهم من طبقة وكيع، وهو من شيوخ مسلم والنسائيّ والترمذيّ، ولم يرو له البخاريُّ شيئًا، وليس له في "مسلم" إلا خمسة أحاديث أو نحوها. وكلها عن محمد بن جعفر، ولم يرو مسلمٌ له عن وكيع شيئًا، ولم يرو البخاريُّ شيئًا لوكيع عن ابن أبي ذئب، ولا لابن أبي ذئب عن ابن المنكدر. ولا روى الشيخان شيئًا لابن أبي ذئب عن عطاء بن أبي رباح، فليس هذا الإسناد على شرط واحدٍ منهما فضلًا عن أن يكون على شرطهما) (تخريجه: ك، البزار، هق، الحافظ تغليق، ابن أبي حاتم، ابن كثير). العاشر ما رواه: هشام بن سعد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة مرفوعًا: لا طلاق قبل نكاح. (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا هشام بن سعد، ولا عن هشام إلا عليّ بن الحسين، تفرَّد به .. أحمد بن سعيد الدارميُّ. قال شيخُنا: وهذا الاختلاف عندي من هشام بن سعد، فقد تبين لك أن الحديث من كل وجوهه ليس على شرط الشيخين ولا على شرط أحدهما. والله أعلم) (تخريجه: ق، السهمي،

طب أوسط). الحادي عشر ما رواه: عبد الله بنُ صالح، قال: ثنا الليث بنُ سعد، عن هشام بن سعد، أنَّه قال لابن شهاب، وهو يذاكره هذا النحو من طلاق من لم ينكح وعتق من لم يملك: ألم يبلُغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك. قال ابنُ شهاب: بلى، قد قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن أنزلتموه على خلاف ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وساق كلامًا. (عن ابن شهاب الزهري مرسلًا أو معضلًا. قلتُ: وهذا من الاختلاف على هشام ابن سعد في إسناده) (تخريجه: طح مشكل). الثاني عشر ما رواه: الوليد بن سلمة الأزديُّ، قال: نا يونس بنُ يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: بعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب، فكان فيما عهد إليه أن لا يطلق الرجلُ من لا يتزوج، ولا يعتق من لا يملك. (وسنده ضعيفٌ جدًّا، والوليد بنُ سلمة الأزدي كذَّبه دُحَيم وغيره. وقال ابنُ حبان: يضعُ الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: ذاهبُ الحديث) (تخريجه: قط). الثالث عشر ما رواه: الحاكم، قال: ثنا أبو عمران موسى بنُ سعيد الحنظليُّ الحافظ بـ "همذان": ثنا أبو مسلم إبراهيم بنُ عبد الله -هو الكجيُّ-، عن حجاج بن منهال: ثنا هشام الدستوائي، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعًا: لا طلاق إلا بعد نكاحٍ، ولا عتق إلا بعد ملكٍ.

(شيخ الحاكم ترجمه الخطيب في "تاريخه" (13/ 59) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وإبراهيم بن عبد الله هو أبو مسلم الكجيُّ، يروي عن حجاج بن منهال كما في "سير النبلاء" (13/ 423)، ترجمه ابنُ حبان في "الثقات" (8/ 89)، والخطيب في "تاريخه" (6/ 120 - 124)، وقال: كان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد، وروى بها حديثًا كثيرًا، ونقل توثيقه عن موسى بن هارون والدارقطنيّ. وحجاج ابن منهال ومن فوقه من رجال "الصحيحين" ولكن لم يقع في "الصحيحين" ولا في أحدهما هذه الترجمة: حجاج بن منهال عن هشام الدستوائي. ثم إني لم أقف على من ذكر رواية لهشام الدستوائي، عن هشام بن عروة. وقد رواه هشام بنُ سعد، عن الزهريُّ، عن عروة، عن عائشة - موقوفًا. وهشام بنُ سعد ليِّنُ الحفظ) (تخريجه: ك، ش، طح مشكل، هق). الرابع عشر ما رواه: أبو سعد، عن يزيد الفقير، عن جابر مرفوعًا: لا طلاق قبل نكاحٍ، ولا عتق إلا بملك، ولا صمت يومٍ إلى الليل، ولا وصال في صيامٍ، ولا رضاع بعد فصالٍ، ولا يُتْم بعد حلم، ولا رهبانية فينا. (وسنده ضعيفٌ جدًّا، وأبو سعد: هو البقال، واسمه سعيد بن المرزبان؛ تركه: الفلاس والدارقطنيّ. وقال البخاريُّ: منكر الحديث. وقال النسائيُّ: ليس بثقة. وقال ابنُ معين، والنسائيُّ في رواية: لا يكتب حديثه. ولينه أبو زرعة. وإنما وثقه من لا يعتد به في هذا الفن) (تخريجه: المُخَلِّص). الخامس عشر ما رواه: إسماعيل بنُ أبي إسماعيل، قال: حدثنا إسماعيل ابنُ عيَّاش، عن حرام بنِ عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر مرفوعًا: لا طلاق قبل

نكاحٍ، ولا عتق إلا بملك، ولا صمت يومٍ إلى الليل، ولا وصال في صيامٍ، ولا رضاع بعد فصالٍ، ولا يُتْم بعد حلم، ولا نذر في معصية الله، ولا يمين في قطيعة، ولا تغرُّب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا يمين للمملوك مع سيده، ولا يمين لزوجة مع زوجها، ولا يمين لولدٍ مع والده، ولو أن صغيرًا حج عشر حججٍ كانت عليه حجةُ الإسلام إذا عقل إن استطاع إلية سبيلًا، ولو أن مملوكًا حج عشر حجج كانت عليه حجةٌ إن استطاع إليه سبيلًا، ولو أن أعرابيًّا حج عشر حججٍ كانت عليه حجةٌ إذا هاجر إن استطاع إليه سبيلًا. (وهذا إسنادٌ ساقطٌ للغاية. وإسماعيل بنُ أبي إسماعيل منكرُ الحديث. ورواية إسماعيل بن عيَّاش عن المدنيين منكرة وهذه منها. وحرام بنُ عثمان تالفٌ. قال الشافعيُّ وابنُ معين والجوزجانيُّ: الرواية عن حرامٍ حرامٌ) (تخريجه: الحارث). السادس عشر: ما رواه الطبرانيُّ، قال: حدثنا موسى بنُ زكريا: نا شبابُ العُصفريُّ: نا عَمرو بنُ عاصم الكلابي: نا محمد بن مسلم الطائفيّ، عن عَمرو بن دينار، عن جابر مرفوعًا: لا طلاق قبل نكاحٍ، ولا عتق قبل مِلك. (قال الطبرانيُّ: لم يرو هذا الحديث، عن عَمرو بن دينار، إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد إلا عَمرو بن عاصم، تفرَّد به شبابٌ. اهـ. قال شيخُنا: وشيخ الطبراني متروكٌ، والطائفيُّ يضعَّفُ) (تخريجه: طب أوسط).

996/ 16 - (لا ينْكِحِ المُحْرِمُ ولا يُنْكِحُ ولا يَخْطُبُ. ومعناه: أنَّ المحرم لا يتزوج امرأةً، ولا يُزَوِّجُه غيرُهُ امرأةً سواء كان بولاية أو بوكالة، ولا يطلب امرأةً للتزوج). (قال مسلمٌ: حدثنا يحيى بنُ يحيى، قال: قرأتُ على مالك، عن نافع , عن نبيه ابن وهب، أَنَّ عُمر بنَ عُبَيد الله أراد أَنْ يُزَوِّجَ طلحة بنَ عُمر بنتَ شيبة بنِ جُبَير، فأرسل إلى أبان بنِ عثمان يحضر ذلك، وهو أمير الحج، فقال أبان: سمعت عثمان ابنَ عفان، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. فذكره. وفي رواية عند مسلم أيضًا: أن عُمر بنَ عُبَيد الله بنِ معمر، أراد أَنْ ينكحَ ابنهُ طلحة بنتَ شيبة بنِ جُبَير في الحج، وأبان بنُ عثمان يومئذٍ أمير الحاج، فأرسل إلى أبان: إِنِّي قد أردتُ أنْ أنكحَ طلحة ابنَ عُمر، فأحب أنْ تحضر ذلك، فقال له أبان: ألا أراك عراقيا وفي رواية أعرابيا- جافيا! إِنَّي سمعتُ عثمان بنَ عفان، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينكح المحرم"). (إسناده صحيحٌ. قال أبو عَمرو -غفر الله له-: وفيه إثباتُ سماع أبان بن عثمان ابن عفان من أبيه عثمان - رضي الله عنه -. وردٌّ على الإمام أحمد في نفي السماع. فنقل ابنُ أبي حاتم في "المراسيل" (ص 16) عن أبي بكر الأثرم، قال: سألتُ أبا عبد الله -يعني: أحمد بن حنبل-: أبان بن عثمان سمع من أبيه؟ قال: لا، من أين سمع منه. اهـ. مع أنّ تصريحة بالسماع ثابتٌ في صحيح مسلم وغيره. انظر القاعدة التي ذكرها شيخُنا فيما مضى في الحديث رقم 9، ورقم 83، ونظيرها في الأحاديث أرقام: 94، 137، 299، 362، 473، 495).

(م، د، س، مي، ط، البزار، جا) (غوث 2/ 76 ح 444؛ 3/ 35 ح 694؛ التسلية / ح 31؛ تنبيه 9 / رقم 2124). 997/ 17 - (لقد هممتُ أنْ أنهى عن الغِيلَةِ، حتى ذكرتُ أنَّ فارسَ والرومَ يفعلون ذلك، فلا يضرُّ أولادَهُم. قال مالك: والغيالُ أنْ يطأ الرجل امرأته وهي ترضعُ). (رواه: محمد بنُ عبد الرحمن بن نوفل، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، عن جُدَامةَ بنتِ وهب الأسدية - رضي الله عنها -، قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكرته). (حديثٌ صحيحٌ. وفي الباب عن أسماء بنت يزيد بن السكن، وأبي هريرة، وابن عباس - رضي الله عنهم -). (م، د، س، ت، ق، مي، ط، حم، ابن سعد، حب، طب كبير، طح معاني، هق، بغ، ابن الحطاب) (الأمراض / 212 ح 83). 998/ 18 - (ليس مِنَّا مَنْ حلف بالأمانة، وليس منا مَنْ خَبَّبَ امرأة أو مملوكًا). (عن بريدة - رضي الله عنه - مرفوعًا). (صحيحٌ. وفي الباب عن: أبي هريرة، وابن عُمر، وابن عباس - رضي الله عنهم -). (حم، حب، ك، البزار، الخلعي، البرجلاني، خط) (التوحيد / 1419 هـ / ذو الحجة؛ تنبيه 2 / رقم 538).

999/ 19 - (من ادَّعى إلى غير أبيه، أو تولَّى غير مواليه، فعليه لعنةُ الله، والملائكة، والناس أجمعين). (قال وُهَيب بنُ خالد واللفظ له، ومحمد بنُ أبي الضيف: ثنا عبد الله بن عثمان ابن خُثَيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: .. الحديث). (ولفظ ابن أبي الضيف: "من انتسب .. " والباقي مثله. وابنُ أبي الضيف: رسمه رسم المجهول؛ لكن تابعه وهيب بنُ خالد، وهو ثقةٌ ثبتٌ) (ق، حم، ش، يع، حب، طب أوسط، طب كبير) (تنبيه 12 / رقم 2356). 1000/ 20 - (مَنْ خَبَّبَ عبدًا على أهله فليس مِنَّا، ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا. لفظ النسائي). (عن أبي هريرة - رضي الله عنه -). (حديثٌ صحيحٌ. وقد ورد أيضًا من حديث بُرَيدة، وابن عُمر، وابن عباس - رضي الله عنهم -) (خ كبير، س عشرة , د، حم، إسحاق، ابن الأعرابي، البزار، حب، ك، هق آداب، خط، خط موضح) (مجلة التوحيد / ذو الحجة / سنة 1419 هـ).

§1/1