المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها

الخرائطي

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن الْفَتْح السّلمِيّ فَقِيه أَصْحَاب الشَّافِعِي بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن الْوَلِيد السّلمِيّ نَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان السّلمِيّ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سهل السامري الخرائطي قَالَ جماع أَبْوَاب الطرائق المحمودة والأخلاق المرضية

باب الحث على الأخلاق الصالحة والترغيب فيها

بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْلَاقِ الصَّالِحَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهَا

1 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عجلَان عَن الْقَعْقَاع بن حَكِيم عَن أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بعثت لأتمم صَالح الْأَخْلَاق

2 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتُلِّيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الضَّرِيرُ بِكَرْخِ سُرَّ مَنْ رَأَى قَالَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سفسافها

3 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ الصَّاغَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حبيب بن أبي ثَابت نَا عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنْ أَبِي ذَر قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ

4 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ أَنَّ أَبَا السُّمَيْطِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سعيد الْمَهْرِيِّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَرًا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ اعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ إِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي قَالَ واستقم وليحسن خلقك

5 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي جَرِيرٍ سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ امْرُؤٌ قَدْ حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَكَ فَأحْسن خلقك

6 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب حَدثنَا المحاضر بن الْمُوَرِّع حَدثنَا عَاصِم بن عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي الْهُذيْل عَن أبي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خلقي

7 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى بن مَالك السُّوسِي حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن رَافع عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الدُّعَاءَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّة والعافية وَحسن الْخلق

8 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ حَدثنَا عبد الله بن رَجَاء الفدائي

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَرَمُ الْمَرْءِ دِينُهُ وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ وَحَسَبُهُ خلقه

9 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ بن عَيْنِيَّة يَقُولُ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ شَهِدْتُ الْأَعَارِيبَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ مَا خَيْرُ مَا أعطي العَبْد قَالَ خلق حسن

10 - ثَنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا سعيد بن سَابق الرَّشِيدِيّ نَا بِشْرُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفِلَسْطِينِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا قَالَ أحْسنهم خلقا

11 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بِكَرْخِ سُرَّ من رأى نَا أَبُو خَلَفٍ الْحَرِيرِيُّ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْإِيمَان حسن الْخلق

حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خلقا

12 - حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الثَّقَفِيُّ بِبَغْدَادَ وَسَعْدَانُ بن يزِيد الْبَزَّاز بسر من رأى قَالَا نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا

13 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا حبَان بن هِلَال نَا الْمُبَارك بن فضَالة نَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا

14 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا عَمْرو بن مَرْزُوق نَا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن أحبكم إِلَيّ أحاسنكم أَخْلَاقًا

15 - حَدثنَا أَحْمد بن مُوسَى الْمعدل الْبَزَّاز نَا ابْن أبي الزرد الأبلي نَا ياسين بن حَمَّاد نَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَلَا تَعْتَدَّنَّ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ تَقْوَى

تَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ أَوْ حِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ أَوْ خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاس

16 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ إِذَا خَالَطَتَ النَّاسَ فَخَالِطِ الْحَسَنَ الْخُلُقِ فَإِنَّهُ لَا يَدْعُو إِلَّا إِلَى خَيْرٍ

17 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي روق عَن الضَّحَّاك قَالَ السَّيِّد الْحسن الْخلق

18 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّافِعِي نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم لَوْ كَانَ حُسْنُ الْخُلُقِ رَجُلًا يَمْشِي فِي النَّاس لَكَانَ رجلا صَالحا

19 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نفير عَن أَبِيه عَن نواس بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ

أَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةً مَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَسْأَلَةِ إِلَّا الْهِجْرَةُ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن شَيْء قَالَ سَأَلت عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاس

20 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا عبد الْملك بن مسلمة الْبَصْرِيّ دثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ جِبْرِيل صلى الله عَلَيْهِ قَالَ الله تَعَالَى هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي وَلَنْ يُصْلِحَهُ إِلَّا السخاء وَحسن الْخلق

21 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرَّحْمَن السراج نَا مُحَمَّد بن مصفى نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد دثني أَبُو سعيد دثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِذْ قَالَ إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيُذِيبُ الْخَطِيئَةَ كَمَا تُذِيبُ الشَّمْس الجليد

22 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ حُسْنُ الْخُلُقِ

23 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا مُحَمَّد بن الْمُبَارك الصُّورِي نَا يحيى بن حَمْزَة دثني زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ قَالُوا صَدُوق اللِّسَان قد عَرَفْنَاهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ قَالُوا فَمَنْ يَلِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِينَ شَنِئُوا الدُّنْيَا وَأَحَبُّوا الْآخِرَةَ قَالُوا مَا نَعْرِفُ هَذَا فِينَا إِلَّا رَافِعًا مولى رَسُول الله فَمَنْ يَلِيهِ قَالَ مُؤْمِنٌ فِي حُسْنِ خُلُقٍ

24 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا سعيد بن سَابق الرَّشِيدِيّ نَا بِشْرُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفِلَسْطِينِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَا عقل كالتدبير وَلَا حسب كحسن الْخلق

من باب ثواب حسن الخليقة وجسيم خطرها

من بَابُ ثَوَابِ حُسْنِ الْخَلِيقَةِ وَجَسِيمِ خَطَرِهَا

25 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا ابْن أبي مَرْيَم أَنا بن لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدَّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وَكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ

26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُعَاوِيَة الْعُتْبِي نَا زُهَيْر بن عباد نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَكُنْتَ تُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ كَانَ طَوِيلَ الصَّمْتِ وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ وَيَذْكُرُونَ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ وَيَتَبَسَّمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

من باب كرم السجية وكف الأذية وجميل العشرة

من بَابُ كَرَمِ السَّجِيَّةِ وَكَفِّ الْأَذِيَّةِ وَجَمِيلِ الْعِشْرَةِ

27 - حَدثنَا مُحَمَّد بن خَلِيل المخرمي نَا أَبُو بَدْرٍ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عمْرَة قَالَت سَأَلت عَائِشَة كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَلَا بِنِسَائِهِ قَالَتْ كَانَ كَالرَّجُلِ مِنْ رِجَالِكُمْ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ أَكْرَمَ النَّاسِ وَأَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا كَانَ ضَحَّاكًا بَسَّامًا

28 - حَدثنَا الْوَلِيد بن مضاء الْموصِلِي نَا الْمُعَلَّى بن مهْدي نَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتنَا يكثر مراؤنا وَلَغَطَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

29 - حَدثنِي أَحْمد بن يحيى السُّوسِي نَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ فَفَشَجَ يَبُولُ فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ فَكَفَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّمَا بُنِيَ هَذَا الْمَسْجِدُ لِذِكْرِ الله تَعَالَى وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهُ لَا يُبَالُ فِيهِ ثُمَّ دَعَا بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ قَالَ يَقُولُ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدَ أَنْ فَقِهَ فَقَامَ إِلَيَّ بِأبي

وَأُمِّي فَلَمْ يَسُبَّ وَلَمْ يَضْرِبْ وَلَمْ يُؤَنِّبْ

30 - لبَعض الْحُكَمَاءِ الْحُرُّ مَنْ أَعْتَقَتْهُ الْمَحَاسِنُ وَالْعَبْدُ مَنِ استعبدته المقابح

31 - حَدثنَا الترقفي نَا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ الْفُضَيْلُ أَخْلَاقُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَتُعْطِيَ من حَرمك وَتَعْفُو عَمَّن ظلمك

32 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن كثير نَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ تَوْبَةَ يَقُولُ قَالَ خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَنْفَعَ لِي مِنْ ذِكْرِ أَخْلَاقِ الْقَوْم

من باب ما جاء في اصطناع المعروف من الفضل

من بَابُ مَا جَاءَ فِي اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْفضل

33 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن نَا صَدَقَة بن مُوسَى عَن فرقد السبخي دثني إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ لِغَنِيٍّ كَانَ أَو فَقير

34 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي نَا أَبُو نعيم نَا مسعر عَن عبيد بن الْحسن عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهله صَدَقَة

35 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا إِسْمَاعِيل بن يحيى البَجلِيّ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَن خَالِد بن بن معدان عَن الْمِقْدَام بن معد يكرب قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ وَزَوْجَتَكَ وَخَادِمَكَ فَهُوَ صَدَقَة

36 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ مِنْ جنديسابور نَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأنمَاطِي نَا سعيد بن سُلَيْمَان المخرمي نَا مُحَمَّد بن الْحسن الْهَمْدَانِيُّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ يَضِنُّ بِنَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا فِيمَا يُرْضِي اللَّهَ إِلَّا أَنْفَقَ مِثْلَهَا فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهَ وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَدَعُ مَعُونَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَالسَّعْيَ مَعَهُ فِي حَاجَتِهِ قُضِيَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَ إِلَّا ابْتُلِيَ بِمَعُونَةِ مَنْ يَأْثَمُ فِيهِ وَلَا يُؤْجَرُ عَلَيْهِ

37 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب الطَّائِي نَا حَلبس بن مُحَمَّد نَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً إِلَّا كَثُرَتْ مُؤْنَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَإِنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ مُؤَنَهُمْ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِزَوَالِهَا

38 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ أَبُو بَدْرٍ نَا قُرَّة بن حبيب القنوي نَا زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلَاحُ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْم الْقِيَامَة

39 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ العطاردي نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ

40 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا عبيد الله بن مُوسَى نَا إِسْرَائِيل عَن أبي يحيى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ الْمَعْرُوفَ لَيُجْزَى بِهِ وَلَدُ الْوَلَدِ

41 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا عَليّ بن الْمَدِينِيّ نَا عباد بن رَاشد مُؤذن مَسْجِد صنعاء دثني سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ اعْمَلْ خَيْرًا وَدَعْهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجل

42 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ قَارِئِ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ سَمِعَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ رَجُلًا ينشد من // الْبَسِيط //

(مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ جَوَازِيَهُ ... لَا يهْلك الْعرف بَين الله وَالنَّاس) فَقَالَ كَعْب إِن هَذَا لفي التَّوْرَاة

43 - أَنْشدني مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ من // الْخَفِيف // (افْعَل الْخَيْر مَا اسْتَطَعْت وَإِن كَانَ ... قَلِيلًا فَلَسْتَ مُدْرِكَ كُلِّهْ) (وَمَتَى تَفْعَلُ الْكَثِيرَ من الْخَيْر ... إِذا كنت تَارِكًا لأقله)

44 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا مُحَمَّد بن عمر المعيطي نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد دثني الْمُتَوَكِّلُ بْنُ يَحْيَى الطَّائِيُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُتَوَكِّلٍ الْقِنَّسْرِينِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم من قضى لِأَخِيهِ الْمُؤمن حَاجَةً كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَدَمَ اللَّهَ تَعَالَى عمره

45 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا الْحَارِث بن مُحَمَّد الضَّرِير نَا أَبُو كُدَيْنَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ زَائِدَةَ قَالَ كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ كَأَنَّهُ رَاهِبٌ يَطُوفُ فِي عَجَائِزِ الْحَيِّ لَكُنَّ حَاجَةٌ أشتريها لَكِن كَذَا

46 - حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد الدَّوْرَقِي نَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم نَا سُحَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهِزَّانِيُّ قَالَ قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَحَدَّثَنَا

أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَاجَةً وَفَقْرًا فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَتَعَلَّقَ بِهِ الرَّجُلُ فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ

47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي نَا أَحْمد بن نصر بن مَالك الْخُزَاعِيّ نَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عُقَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الضَّعِيفِ وَالْأَرْمَلَةِ فَيَفْرُغُ لَهُمْ مِنْ حَاجتهم

48 - أَنْشدني مُحَمَّد بن طَاهِر الرافقي من // الْخَفِيف // (لَيْسَ فِي كُلِّ حَالَةٍ وَأَوَانِ ... تَتَهَيَّا صَنَائِعُ الْإِحْسَانِ) (فَإِذَا أَمْكَنَتْ فَبَادِرْ إِلَيْهَا ... حَذِرًا من تعذر الْإِمْكَان)

49 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ الْوراق نَا قُرَّة بن حبيب القنوي أَنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَشُعْبَةُ جَمِيعًا عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرَقٍ أَوْ مِنْحَةَ لَبَنٍ أَوْ هَدَّى زُقَاقًا كَانَ لَهُ كَعدْل نسمَة

50 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَا نَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْمُرَاوِحِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قُلْتُ فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ قَالَ أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أفعل قَالَ تعين ضائعا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ قُلْتُ فَإِنْ ضَعُفْتُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَة تصدق بهَا عَن نَفسك

51 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شقّ تَمْرَة فكلمة طيبَة

52 - حَدثنَا عمر بن شبة النميري نَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُ أَنَّ الْأَسْوَدَ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَقْرَضَ قَرْضَيْنِ كَانَ لَهُ كَأَحَدِهِمَا لَوْ تَصَدَّقَ بِهِ

53 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى بن مَالك السُّوسِي نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هِلَالٍ قَالَ

دَخَلَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ خِصَالٌ كَرِيمَةٌ شَرِيفَةٌ فَأَخْبِرْنِي عَنْهَا قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هِيَ مِنْ غَيْرِي أَحْسَنُ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهَا مِنْكَ فَأَخْبِرْنِي بِهَا قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَتَانِي رَجُلٌ قَطُّ فِي حَاجَةٍ صَغُرَتْ أَوْ كَبُرَتْ فَقَضَيْتُهَا إِلَّا رَأَيْتُ أَنَّ قَضَاءَهَا لَيْسَ يُعَوِّضُ مَنْ بَذَلَ وَجْهَهُ إِلَيَّ وَلَا جَلَسَ إِلَيَّ رَجُلٌ قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيَّ حَتَّى يَقُومَ مِنْ عِنْدِي وَلَا جَلَسْتُ مَعَ قَوْمٍ قَطُّ فَبَسَطْتُ رِجْلَيَّ إِعْظَامًا لَهُمْ وَإِجْلَالًا حَتَّى أَقُومَ عَنْهُمْ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ حُقَّ لَكَ أَنْ تَكُونَ شَرِيفًا سَيِّدَا

54 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الترقفي نَا أَبُو يَزِيدَ الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ تَرَى أَنَّكَ إِذَا قَضَيْتَ حَاجته أَنَّكَ قَدْ صَنَعْتَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا هُوَ الَّذِي صنع إِلَيْك مَعْرُوفا حِين خصك بهَا

55 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ المخرمي نَا روح بن عبَادَة أَنا ابْن جريج نَا عَمْرو بن دِينَار قَالَ عمر بن الْخطاب إِذا أعطيتم فأغنوا

56 - حَدثنَا عَمْرو بن شبة نَا عَامر بن مدرك الْمَازِني نَا عُتْبَةُ بْنُ الْيَقْظَانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَا أَحْسَنَ مِنْ مُحْسِنٍ كَافِرٍ أَوْ مُسْلِمٍ إِلَّا أَثَابَهُ اللَّهُ بِهِ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا أَو ذخر لَهُ فِي الْآخِرَةِ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا إِثَابَةُ الْكَافِرِ فِي الدُّنْيَا قَالَ إِنْ كَانَ قَدْ وَصَلَ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ صَدَقَةً أَوْ عَمِلَ حَسَنَةً أَثَابَهُ اللَّهُ فِي إِثَابَتِهِ فِي الْآخِرَةِ عَذَابًا دُونَ الْعَذَابِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

57 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد ينشد من // الطَّوِيل // (إِذَا شِئْتَ أَنْ تَبْقَى مِنَ اللَّهِ نِعْمَةٌ ... عَلَيْكَ فَسَارِعْ فِي حَوَائِجِ خَلْقِهِ) (وَلَا تَعْصِيَنَّ اللَّهَ مَا نِلْتَ ثَرْوَةً ... فَيَحْظُرَ عَنْكَ الله وَاسع رزقه)

58 - سَمِعت مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ سَأَلَ رَجُلٌ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ فَقَالُ لَهُ السَّائِلُ وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتُكَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ قَالَ فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى هَذَا قَالَ رَأَيْتُكَ تُحِبُّ مَنْ لَكَ عِنْدَهُ حُسْنُ بلَاء فَأَرَدْت أَنْ أَتَعَلَّقَ مِنْكَ بِحَبْلِ مَوَدَّةٍ فَوَصَلَهُ وَأَكْرَمَهُ

59 - وَسَمِعْتُ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ

لَا خَيْرَ فِي مَالِ رَجُلٍ لَا يُصْلِحُ بِهِ عِرْضَهُ وَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَن الآثام

60 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى أَوْ غَيْرُهُ قَالَ أَهْدَرَ الْمَهْدِيُّ دَمَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ سعى فِي فَسَادِ الدَّوْلَةِ وَبَذَلَ لِمَنْ دَلَّ عَلَيْهِ مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَاسْتَخْفَى الرَّجُلُ حِينًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ فَكَانَ كَالْمُسْتَخْفِي فَإِنَّهُ لَفِي بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ إِذْ بَصُرَ بِهِ رَجُلٌ قَدْ كَانَ عَرَفَ حَالَهُ فَأَهْوَى إِلَى مَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَصَاحَ هَذَا فُلَانٌ طِلْبَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَبَيْنَمَا الرجل على تِلْكَ الْحَال إِذا سمع وَقع حوافر الدَّوَابّ فَالْتَفت فَإِذا بِمَوْكِبٍ كَثِيرِ الْغَاشِيَةِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالُوا مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ قَالَ وَمَا يُكَنَّى قَالُوا يُكَنَّى بِأَبِي الْوَلِيدِ فَلَمَّا حَاذَاهُ قَالَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ خَائِفٌ فَأَجِرْهُ وَمَيِّتٌ فَأَحْيِهِ فَوَقَفَ مَعْنٌ فِي مَوْكِبِهِ وَسَأَلَ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ صَاحِبُهُ هَذَا طِلْبَهُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ جَعَلَ لمن جَاءَ بِهِ مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ فَأَعْلِمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ وَقَالَ لِبَعْضِ غِلْمَانِهِ انْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ وَأَرْكِبْ أَخَانَا فَرَكِبَ وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ وَمَضَى الرَّجُلُ إِلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ فَإِذَا سَلَّامٌ الْأَبْرَشُ يُرِيدُ الدُّخُولَ إِلَيْهِ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّة فَدخل

سَلام على الْمهْدي فَأخْبرهُ فَقَالَ يحضر مَعْنٌ فَجَاءَتْهُ الرُّسُلُ فَرَكِبَ وَأَوْصَى بِهِ حَاشِيَتَهُ وَمَنْ بِبَابِهِ مِنْ مَوَالِيهِ وَقَالَ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ وَفِيكُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ فَإِنْ رَامَهُ أَحَدٌ فَمُوتُوا دُونَهُ وَدَخَلَ مَعْنٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ يَا مَعْنُ وَتُجِيرُ عَلَيَّ أَيْضًا قَالَ نَعَمْ قَالَ وَنَعَمْ أَيْضًا قَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلْتُ فِي طَاعَتِكُمْ وَعَنْ دَوْلَتِكُمْ أَرْبَعَةَ آلَافِ مُصَلٍّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَلَا يُجَارُ لِي رَجُلٌ وَاحِدٌ اسْتَجَارَ بِي فَأَطْرَقَ الْمَهْدِيُّ طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الرَّجُلَ ضَعِيفُ الْحَالِ قَالَ قَدْ أَمَرْنَا لَهُ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ إِنَّ جِنَايَتَهُ عَظِيمَةٌ وَصِلَاتُ الْخُلَفَاءِ عَلَى حسب جِنَايَة الرّعية قَالَ قد أمرنَا لَهُ بمئة أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ أَهْنَأُ الْمَعْرُوفِ أَعْجَلُهُ قَالَ يَتَقَدَّمُهُ مَا أَمَرْنَا لَهُ بِهِ فَانْصَرَفَ مَعْنٌ وَقَدْ سَبَقَهُ الْمَالُ فَأَحْضَرَ الرَّجُلَ وَقَالَ لَهُ ادْعُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ حَقَنَ دَمَكَ وَأَجْزَلَ صلتك وَأصْلح نيتك فِيمَا تسْتَقْبل

61 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ يُرْوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ مَرْزُوقَ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ يَقُولُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ اصطناع الْمَعْرُوف قربَة إِلَى الله تَعَالَى وحظ فِي قُلُوب الْعباد وشكر بَاقٍ

62 - وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد يَقُولُ سَمِعْتُ بَعْضَ الْأَعْرَابِ يَقُولُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ الْمُسِيءُ مَيِّتٌ وَإِنْ كَانَ فِي دَارِ الدُّنْيَا وَالْمُحْسِنُ حَيٌّ وَإِنْ نُقِلَ إِلَى الْآخِرَةِ

63 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ قِيلَ لِلُقْمَانَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ الْغَنِيُّ قِيلَ الْغَنِيُّ مِنَ الْمَالِ قَالَ لَا وَلَكِنِ الْغَنِيُّ الَّذِي إِذَا الْتُمِسَ عِنْدَهُ خَيْرٌ وُجِدَ

64 - حَدثنِي أخي أَحْمد بن جَعْفَر نَا أَحْمد بن الْعَبَّاس الْكَاتِب نَا أَبُو حَمْزَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ بَلَغَنِي عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يُعْطِيهِ فَبَكَى فَقَالَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ قَالَ وَأَيُّ مُصِيبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُؤَمِّلَ فِيكَ رَجُلٌ خَيْرًا فَلَا يُصِيبَهُ عِنْدَكَ

65 - حَدثنَا حُبَيْشُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ افْعَلِ الْخَيْرَ وَلَا تَأْتِ الشَّرَّ فَخَيْرٌ مِنَ الْخَيْرِ مَنْ يَفْعَلُهُ وَشَرٌّ مِنَ الشَّرِّ من يَفْعَله

من باب ما يستحب من لين الكلام وخفض الجناح

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَخَفْضِ الْجنَاح

66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي نَا شَيبَان بن أبي شيبَة نَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبي معيقيب عَنْ أُمِّهِ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلَى مَنْ حَرُمَتِ النَّارُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ عَلَى اللَّيِّنِ السَّهْلِ الْقَرِيب

67 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أَبِي قَالَ أَعْطَانَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ كِتَابَ أَبِيهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلَ السَّلَامِ وَحُسْنَ الْكَلَام

68 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ قَالَ بعض الْحُكَمَاء

مِنْ خَيْرِ مَا ظَفِرَ بِهِ الْإِنْسَانُ اللِّسَانُ الْحَسَنُ وَفِي تَرْكِ الْمِرَاءِ رَاحَةُ الْبَدْنِ

69 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي نَا بشر بن عمر الزهْرَانِي نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ (بُنَيَّ إِنَّ الْبِرَّ شَيْءِ هَيِّنِ ... وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلَامٌ لَيِّنٌ)

70 - حَدثنَا الْعَبَّاس الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ الزُّبَيْرِيُّ نَا مُحَمَّد بن عمر المعيطي نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي عَوْنٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ مَا تَكَلَّمَ النَّاسُ بِكَلِمَةٍ شَدِيدَةٍ إِلَّا وَإِلَى جَنْبِهَا كَلِمَةٌ هِيَ أَلْيَنُ مِنْهَا تُجْزِئُ مَجْزَأَتَهَا

71 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ النُّمَيْرِيُّ نَا غنْدر نَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ

72 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا مُحَمَّد بن سعيد بن الْأَصْبَهَانِيّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاق عَن النُّعْمَان بن سعد عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا

فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنْ هِيَ قَالَ لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ

73 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَكِيمٍ دَلَّنِي عَلَيْهِ إِسْمَاعِيل بن زبان نَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا إِذَا كَانَ سَاكِنُهَا فِيهَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَا خَلْفَهُ وَإِذَا خَرَجَ مِنْهَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَا فِيهَا قِيلَ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَوَاصَلَ الصِّيَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَفْشَى السَّلَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نيام

من باب حفظ الأمانة وذم الخيانة

من بَاب حفظ الْأَمَانَة وذم الْخِيَانَة

74 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شبة بن عُبَيْدَة الْبَصْرِيّ نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَا تُغُرُّنِي صَلَاةُ امْرِئٍ وَلَا صَوْمُهُ مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ صَلَّى لَا دِينَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ

75 - حَدثنَا أَبُو خَيْثَمَة الْبَصْرِيّ نَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ عَنْ أَبِي هِلَالٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ

76 - حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر الضَّرِير نَا يُوسُف بن كَامِل نَا حَمَّاد بن سَلمَة نَا ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ إِذَا كَانَتْ فِي الْبَيْتِ خِيَانَةٌ ذَهَبَتْ مِنْهُ الْبركَة

77 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو سَلمَة التَّبُوذَكِي نَا ثَوَابُ بْنُ حُجَيْلٍ الْهَدَادِيُّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةُ وَآخِرُهُ الصَّلَاةُ قَالَ ثَابِتٌ عِنْدَ ذَلِكَ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَإِنِ اؤتمن على أَمَانَة لم يؤدها

78 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ملاعب الْبَغْدَادِيّ نَا أَبُو عمر الْجرْمِي نَا يحيى بن كثير عَن هِشَام بن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُبَايِعُ بِالْأَمَانَةِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخَذَ مِنْهُ أَلْفَ دِينَارٍ إِلَى أَجَلٍ فَحَضَرَ الْأَجَلُ وَقَدْ خَبَّ الْبَحْرُ فَأَخَذَ خَشَبَةً فَجَعَلَ فِيهَا الدَّنَانِيرَ ثُمَّ أَتَى الْبَحْرَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانًا بَايَعَنِي بِالْأَمَانَةِ وَقَدْ خَبَّ الْبَحْرُ فَأَدِّهَا إِلَيْهِ قَالَ وَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ وَأَقْبَلَتِ الْخَشَبَةُ تَرْفَعُهَا مَوْجَةٌ

وَتَضَعُهَا أُخْرَى قَالَ وَخَرَجَ الرَّجُلُ لِيَتَوَضَّأَ لِصَلَاةِ الْغَدَاةِ فَجَاءَتِ الْخَشَبَةُ فَصَكَّتْ كَعْبَهُ فَأَخَذَهَا ثُمَّ قَالَ لِأَهْلِهِ لَا تُحْدِثُوا فِيهَا حَدَثًا حَتَّى أَصَلِّيَ قَالَ فَأَخَذَهَا فَإِذَا فِيهَا الدَّنَانِيرُ قَالَ فَكَتَبَ وَزْنَهَا عِنْدَهُ ثُمَّ لَقِيَ الرَّجُلَ بَعْدَ زَمَانٍ فَقَالَ أَلَسْتَ فُلَانًا قَالَ بَلَى قَالَ أَلَسْت الَّذِي بَايَعْتُك بالأمانة بالأمانة قَالَ بَلَى قَالَ فَأَيْنَ مَالِي قَالَ اتَّزِنْ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَعْلَمُ اللَّهُ لَقَدْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا قَالَ قد أدّى الله تَعَالَى عَنْكَ أَمَانَتَكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَعْظَمُ أَمَانَةً الَّذِي أَدَّاهَا وَلَوْ شَاءَ لَذَهَبَ بِهَا أَمِ الَّذِي ردهَا وَلَو شَاءَ لأخذها

79 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا حبَان بن هِلَال نَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَن رِفَاعَة بن شَدَّاد الفتياني قَالَ لَوْلَا كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ لَمَشَيْتُ فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الْمُخْتَارِ وَجَسَدِهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَنْ أَمِنَهُ رَجُلٌ عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَإِنَّهُ يحمل لِوَاء غدر يَوْم الْقِيَامَة

80 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا طلق بن غَنَّام النَّخعِيّ نَا شَرِيكٌ وَقَيْسٌ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أد إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ قَالَ عَبَّاسٌ قُلْتَ لِطَلْقٍ اتْرُكْ قَيْسًا وَاكْتُبْ شَرِيكا قَالَ أَنْت أعلم قَالَ عَبَّاس سَمِعت أَبَا عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَسُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ لَكَ عَلَيْهِ الْمَالُ فَيَجْحَدُكَ وَلَا يُعْطِيكَ ثُمَّ يَصِيرُ لَهُ عَلَيْكَ الْمَالُ فَلَا بَأْسَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ الَّذِي أَخَذَ مِنْكَ وَتُعْطِيَهُ الْبَاقِي

81 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد نَا يُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَذّن نَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم تقبلُوا لي بست أتقبل لكم بِالْجنَّةِ قَالُوا وَمَا هِيَ قَالَ إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَكْذِبْ وَإِذَا وَعَدَ فَلَا يُخْلِفْ وَإِذَا اؤْتُمِنَ فَلَا يَخُنْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَكفوا أَيْدِيكُم

82 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بن عَنْبَسَة الْوراق نَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ نَا شُعْبَة عَن مَنْصُور قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ

ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهَا فَفِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذا وعد أخلف

من باب الوفاء بالوعد وكراهية الخلف به

من بَابُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ وَكَرَاهِيَةِ الْخُلْفِ بِهِ

83 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَبَشَّارُ بْنُ مُوسَى قَالَا نَا هشيم نَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ لَهَبِ بْنِ الْخَنْدَقِ قَالَ كَانَ عَوْفُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ يَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَأَنْ أَمُوتَ عَطَشًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ مِخْلَافًا لِمَوْعِدَةٍ

84 - حَدثنَا أَبُو جَعْفَر بن الْمُنَادِي نَا شَبابَة بن سوار نَا يُوسُفُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمَدِينِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثٌ فِي الْمُنَافِقِ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَان

85 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ لَأَنْ يَكُونَ فِي فِعَالِ الرَّجُلِ فَضْلٌ عَنْ قَوْلِهِ أَجْمَلُ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي قَوْلِهِ فَضْلٌ عَنْ فِعَالِهِ

86 - حَدثنَا سعيد بن الْحسن العسكري نَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن حَفْص نَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ فَجَاءَهُ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَمْرٍو آللَّهُ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ قَالَ لَا قَالَ فَإِذَا وَعَدَ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا أَنْجَزَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَإِذَا وَعَدَ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا أَنْجَزَهُ قَالَ إِن الْوَعْد عِنْد الْعَرَب غير الْوَعيد إِن الْعَرَبَ لَا تَعُدُّ خُلْفًا أَنْ تَعِدَ بِالشَّرِّ فَلَا تَفِيَ بِهِ إِنَّمَا الْخُلْفُ عِنْدَهُمْ أَنْ تَعِدَ بِالْخَيْرِ فَلَا تَفِي بِهِ أَمَا سَمِعْتَ قَول الشَّاعِر من // الطَّوِيل // (وَلَا يَرْهَبُ ابْنُ الْعَمِّ وَالْجَارُ صَوْلَتِي ... وَلَا أختتي مِنْ سَطْوَةِ الْمُتَهَدِّدِ) (وَإِنِّي إِذَا أَوْعَدْتُهُ وَوَعَدْتُهُ ... ليكذب إيعادي وَيصدق موعدي)

87 - حَدثنَا يَمُوت بن المزرع نَا الْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي نَا الْأَصْمَعِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ حَاجَةً فَوَعَدَهُ بِهَا ثُمَّ إِنَّ الْحَاجَةَ تَعَذَّرَتْ عَلَى أَبِي عَمْرو فَلَقِيَهُ الرجل بعد دلك فَقَالَ لَهُ أَبَا عَمْرٍو وَعَدْتَنِي وَعْدًا فَلَمْ تُنْجِزْهُ فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فَمَنْ أَوْلَى بِالْغَمِّ قَالَ أَنَا قَالَ لَا بَلْ أَنَا قَالَ الرَّجُلُ وَكَيْفَ ذَلِكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ لِأَنِّي وعدتك وَعدا فَأَبت بفرح الْوَعْد وأبت أَنا بِهَمِّ الْإِنْجَازِ فَبِتَّ لَيْلَتَكَ فَرِحًا مَسْرُورًا وَبِتُّ لَيْلَتي مفكرا مهموما ثُمَّ عَاقَ الْقَدَرُ عَنْ بُلُوغِ الْإِرَادَةِ فَلَقِيتَنِي مدلا ولقيتك محتشما

88 - أَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ من // الطَّوِيل // (تَيَمَّمْتُ مَا أَرْجُوهُ مِنْ حُسْنٍ وَعْدِكُمْ ... فَكُنْتُ كَمَنْ يَرْجُو مَنَالَ الْفَرَاقِدِ) (هَبُونِيَ لَمْ أَسْتَأْهِلِ الْعُرْفَ مِنْكُمُ ... أَمَا كُنْتُمُ أَهْلًا لِصِدْقِ المواعد)

89 - أَنْشدني الْحسن بن عَليّ المخرمي من // المتقارب // (لَأَحْسَنُ مِنْ ظَبْيَةٍ بِالْجَرَدْ ... مُقَرْطَقَةٍ ثَدْيُهَا قَدْ نَهِدْ) (بِمَبْسَمِهَا وَاضِحٌ نَيِّرٌ ... وَفِي خَدِّهَا ضوء نَار يقد) (وَأَحْسَنُ مِنْهَا عَلَى حُسْنِهَا ... تَقَاضِي الْفَتَى نَفْسَهُ مَا وعد)

90 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ لِأَبِي قَابُوسَ الْحِمْيَرِيِّ فِي يحيى بن خَالِد من // الْبَسِيط //

(رَأَيْتُ يَحْيَى أَتَمَّ اللَّهُ نِعْمَتَهُ ... عَلَيْهِ يَأْتِي الَّذِي لَمْ يَأْتِهِ أَحَدُ) (يَنْسَى الَّذِي كَانَ مِنْ مَعْرُوفِهِ أَبَدًا ... إِلَى الرِّجَالِ وَلَا يَنْسَى الَّذِي يعد)

91 - حَدثنَا عَبَّاس الدوري نَا يحيى بن آدم نَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أَبْزَى قَالَ كَانَ دَاوُد عيه السَّلَامُ يَقُولُ لَا تَعِدَنَّ أَخَاكَ شَيْئًا لَا تُنْجِزُهُ لَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَة

92 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ قَالَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَصَفَ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا فَقَالَ أُولَئِكَ قَوْمٌ أَدَّبَتْهُمُ الْحِكْمَةُ وَأَحْكَمَتْهُمُ التَّجَارِبُ وَلَمْ تَغْرُرْهُمُ السَّلَامَةُ الْمُنْطَوِيَةُ عَلَى الْهَلَكَةِ وَرَحَلَ عَنْهُمُ التَّسْوِيفُ الَّذِي قَطَعَ النَّاسُ بِهِ مَسَافَةَ آجَالِهِمْ فَقَالَتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْوَعْدِ وَانْبَسَطَتْ أَيْدِيهِمْ بِالْإِنْجَازِ فَأَحْسَنُوا الْمَقَالَ وَشَفَعُوهُ بالفعال كَانَ يُقَال آفَة الْمُرُوءَة خلف الْوَعْد

من باب ما جاء في حفظ الجار وحسن مجاورته من الفضل

من بَابُ مَا جَاءَ فِي حِفْظِ الْجَارِ وَحُسْنِ مجاورته من الْفضل

93 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى بن مَالك السُّوسِي وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكر نَا يزِيد بن هَارُون أَنا يحيى بن سعيد عَن أبي بكر مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ

مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَرِّثُهُ

94 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بن عَنْبَسَة الْوراق نَا عُثْمَان بن عمر بن فَارس نَا بَشِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ ح وَحَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرّبيع الخزاز اللَّخْمِيّ نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ وَأَبِي إِسْمَاعِيلَ جَمِيعًا قَالَا عَنْ مُجَاهِدٍ وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ لِأَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عبد الله بن عَمْرو وَغُلَام لَهُ يَسْلُخُ شَاةً فَقَالَ يَا غُلَامُ إِذَا سَلَخْتَ فَابْدَأْ بِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا فَقَالُوا لَهُ كَمْ تَقُولُ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ يُوصِينَا بِالْجَارِ حَتَّى خَشِينَا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ

95 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا الْهَيْثَم بن جميل نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ تُطْعِمَ جَارَكَ الْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ مِنْ أُضْحِيَّتِكَ

96 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فضَالة الْبَزَّاز نَا سُوَيْد بن سعيد الحدثاني نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ فَأَكْثَرَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيورثه

97 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالح الْوزان نَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب نَا نَاصِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ

98 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْبَصْرِيّ نَا ابْن أبي أويس نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم جَاره

99 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل نَا إِبْرَاهِيم بن الْفضل الذارع نَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَاره

100 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْقَطَّانُ بِكَرْخَ سُرَّ من رأى نَا أَبُو سَلمَة الْخُزَاعِيّ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَر قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ ماءها فَإِنَّهُ أوسع للجيران

101 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتلِي نَا الْحسن بن عبد الله الْعَبْدي نَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ قُلْتُ الرَّجُلُ يَأْتِينِي فَيَشْكُو غُلَامِي أَنَّهُ أَتَى إِلَيْهِ أَمْرًا وَالْغُلَامُ يُنْكِرُ ذَلِكَ فَأَكْرَهُ أَنْ أَضْرِبَهُ وَلَعَلَّهُ بَرِيءٌ وَأَكْرَهُ أَنْ أَدَعَهُ فَيَجِدَ عَلَيَّ جَارِي فَكَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ إِنَّ غُلَامَكَ لَعَلَّهُ أَنْ يُحْدِثَ حَدَثًا يَسْتَوْجِبُ فِيهِ الْأَدَبَ فَاحْفَظْ عَلَيْهِ فَإِذَا شَكَاهُ جَارُكَ فَأَدِّبْهُ عَلَى ذَلِكَ الْحَدَثِ فَتَكُونَ قَدْ أرضيت جَارك وأدبته على حَدثهُ

102 - أَنْشدني أَحْمد بن عَليّ الْحَرَّانِي من // الْكَامِل // (وَالْجَارُ لَا تَذْكُرْ كَرِيمَةَ بَيْتِهِ ... وَاغْضَبْ لِكَلْبِ الْجَارِ إِنْ هُوَ أُغْضِبَا) (احْفَظْ أَمَانَتَهُ وَكُنْ عِزًّا لَهُ ... أَبَدًا وَعَمَّا سَاءَهُ مُتَجَنِّبَا) (كُنْ لَيِّنًا لِلْجَارِ وَاحْفَظْ حَقَّهُ ... كَرَمًا وَلَا تَكُ للمجاور عقربا)

103 - أَنْشدني عَليّ بن الْحُسَيْن أَنْشدني وريزة أَنْشدني جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنْشَدَنَا الْأَصْمَعِي لِلْمُقَنَّعِ الْكِنْدِيّ من // الطَّوِيل //

(أَرَى دَارَ جَارِي إِنْ تَغَيَّبَ حِقْبَةً ... عَلَيَّ حَرَامًا بَعْدَهُ إِنْ دَخَلْتُهَا) (قَلِيلٌ سُؤَالِي جَارَتِي عَنْ شُؤُونِهَا ... إِذَا غَابَ رَبُّ الْبَيْتِ عَنْهَا هَجَرْتُهَا) (أَلَيْسَ قَبِيحًا أَنْ يُخَبَّرَ أَنَّنِي ... إِذَا كَانَ عَنْهَا شَاحِطَ الدَّارِ زُرْتُهَا)

104 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ نَا دَاوُد بن رشيد نَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ إِنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ وَإِنِ مَرِضَ عُدْتَهُ وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ وَلَا تَسْتَطِلْ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِ لَهُ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا وَلَا يَخْرُجْ بهَا ولدك ليغيظ بهَا وَلَدَهُ وَلَا تُؤْذِهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَبْلُغُ حَقَّ الْجَارِ إِلَّا من رَحمَه الله فَمَا زَالَ يُوصِيهِمْ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ثُمَّ قَالَ الْجِيرَانُ ثَلَاثَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقَّانِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ الْقَرِيبُ لَهُ حَقُّ الْإِسْلَامِ وَحَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الْقَرَابَةِ وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ لَهُ حَقُّ الْإِسْلَامِ وَحَقُّ الْجِوَارِ وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ فَالْجَارُ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ قَالُوا يَا رَسُولَ الله أنطعمهم لُحُومِ النُّسُكِ قَالَ لَا يُطْعَمُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ نسك الْمُسلمين

105 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الْمُنعم بن بشير نَا أَبُو مَوْدُودٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْهُذَلِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَارْضَ بِقَسْمِ الله لَك تكن من أغْنى النَّاس

106 - أَنْشدني أَبُو جَعْفَر الْعَدوي لحاتم طَيئ من // الْكَامِل // (نَارِي وَنَارُ الْجَارِ وَاحِدَةٌ ... وَإِلَيْهِ قَبْلِي تنزل الْقدر) (ماضر جَارًا لِي أُجَاوِرُهُ ... أَنْ لَا يَكُونَ لِبَابِهِ سِتْرُ) (أُغْضِي إِذَا مَا جَارَتِي بَرَزَتْ ... حَتَّى يواري جارتي الخدر)

107 - أَنْشدني أَبُو جَعْفَر الْعَدوي من // الطَّوِيل // (شِرَى جَارَتِي سِتْرًا فُضُولٌ لِأَنَّنِي ... جَعَلْتُ جُفُونِي مَا حَيِيتُ لَهَا سِتْرَا) (وَمَا جَارَتِي إِلَّا كَأُمِّي وَإِنَّنِي ... لَأَحْفَظُهَا سِرًّا وَأَحْفَظُهَا جَهْرَا) (بَعَثْتُ إِلَيْهَا أَنْعِمِي وَتَنَعَّمِي ... فَلَسْتُ مُحِلًّا مِنْكِ وَجْهًا وَلَا شَعْرَا)

108 - حَدثنَا أَبُو عبيد الله الْوراق نَا سيار بن حَاتِم نَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي نَا أَبُو طَارِقٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ فَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ فِيهَا خَمْسًا فَقَالَ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أغْنى

النَّاسِ وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَأَقِلَّ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ

109 - حَدثنَا الْحسن بن نَاصح الْقطَّان نَا يزِيد بن هَارُون أَنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ أَنَّ سَعْدًا سَاوَمَ أَبَا رَافع بِبَيْت لَهُ فَأعْطَاهُ بِهِ أَربع مئة دِينَارٍ فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الْجَار أَحَق بسقبه مَا فعلت

110 - حَدثنَا حميد بن الرّبيع الخزاز نَا زيد بن الْحباب نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ قِيلَ وَمَا عَسَلَهُ قَالَ يُحَبِّبُهُ إِلَى جِيرَانه

من باب ما جاء في صلة الأرحام والعطف عليهم

من بَابُ مَا جَاءَ فِي صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْعَطْفِ عَلَيْهِم

111 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجله فَليصل رَحمَه

112 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا الصَّلْت بن حمْرَان البكراوي نَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإِنْ أَدْبَرَتْ وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا

113 - حَدثنَا عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب نَا عبيد بن إِسْحَاق نَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ قَالَ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتصل الرَّحِم

114 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد يَعْنِي الصَّاغَانِي نَا أَبُو عبيد نَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ النِّسَاءَ الْبِيضَ وَالنُّوقَ الْأُدْمَ فَعَلَيْكَ بِبَنِي مُدْلِجٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى مَنَعَ مِنِّي بَنِي مُدْلِجٍ بِصِلَتِهِمُ الرَّحِمَ وَطَعْنِهِمْ فِي أَلِبَّاتِ الْإِبِلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُول فِي لبات الْإِبِل وَالَّذِي يُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْإِحْسَانَ وَالصِّلَةَ يَدْفَعَانِ مِيتَةَ السُّوءِ وَالْمَكَارِهَ

115 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يحيى السُّوسِي نَا أَبُو بدر شُجَاع بن الْوَلِيد نَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد نَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَت تَقول

إِنَّ خِلَالَ الْمَكَارِمِ عَشْرٌ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تكون فِي أَبِيه وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ يَقْسِمُهَا اللَّهُ لِمَنْ أَحَبَّ صِدْقُ الْحَدِيثِ وَصِدْقُ الْبَأْسِ وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحفظ الْأَمَانَة والتذمم للْجَار والتذمم للصاحب وقرى الضَّيْفِ وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ

116 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَّادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَن أَسمَاء بنت أبي بكر وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَاهَدَهُمْ وَفِي مُدَّتِهِمْ وَمَعَهَا ابْنُهَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ رَاغِبَةً وَهِيَ مُشْرِكَةٌ أفأصلها قَالَ نعم

117 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا أَبُو يَزِيدَ الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ سَأَلْتُ الفضيل بن عِيَاض الرَّحِمِ أَحَقُّ أَمِ الْغَزْوُ قَالَ إِنْ كَانُوا مُحْتَاجِينَ فَهُمْ أَوْجَبُ مِنَ الْغَزْوِ ثُمَّ قَالَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَعَطْفٌ عَلَى جَارٍ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ حد شرِيف وَأمر عَظِيم

من باب ما جاء في الصدقة على ذي الرحم من الفضل

من بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ مِنَ الْفَضْلِ

118 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الصَّدَقَةُ عَلَى الْمَسَاكِينِ صَدَقَةٌ وَهِيَ على ذِي الرَّحِم ثِنْتَانِ

119 - حَدثنَا سَعْدَان هُوَ ابْن يزِيد الْبَزَّاز نَا عَليّ بن عَاصِم عَن حميد قَالَ سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ رَجُلٍ أَوْصَى بِثُلُثِهِ لِلْمَسَاكِينِ قَالَ تَجْعَلُ ثُلُثَيْ ثُلُثِهِ فِي أَقَارِبِهِ وَثلثا فِي الْمَسَاكِين

120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ الْوَزَّانُ نَا سهل بن بكار نَا وهيب عَن معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْما من اسْمِي من وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ

121 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا سُرَيج بن النُّعْمَان نَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ

اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبُو مُحَمَّدٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ

من باب فضيلة الحياء وجسيم خطره

من بَابُ فَضِيلَةِ الْحَيَاءِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ

122 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق نَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَعِظُ أَخَاهُ عَلَى الْحَيَاءِ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ

123 - حَدثنَا الْوَلِيد بن مضاء الْموصِلِي نَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عمار نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَإِنَّ خُلُقَ هَذَا الدّين الْحيَاء

124 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْقَاسِم بن يزِيد نَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ الْإِيمَانُ عُرْيَانٌ وَلِبَاسُهُ التَّقْوَى وزينته الْحيَاء وَمَاله الْفِقْه

125 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي السَّوَّارِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحيَاء خير كُله

126 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مدرك الْقَاص نَا سهل بن عُثْمَان أَبُو مَسْعُود العسكري نَا عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبَاكُمْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ كَالنَّخْلَةِ السَّحُوقِ سِتِّينَ ذِرَاعًا كَثِيرَ الشَّعْرِ مُوَارَى الْعَوْرَةِ فَلَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَنَّةِ بَدَتْ لَهُ سَوْءَتُهُ فَخَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَقِيَتْهُ شَجَرَةٌ فَأخذت بناصيته فناداه ربه أَفِرَارًا مِنِّي يَا آدَمُ قَالَ بَلْ حَيَاءً مِنْكَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مِمَّا جِئْتُ بِهِ

127 - حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضر الْبَصْرِيّ نَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي نَا حبَان بن عَليّ نَا حَارِثَةُ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَة قَالَتْ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ينطركم اللَّيْلَةَ فَقَامَ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قِيَامًا بَطِيئًا وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ لَا يُسْرِعَ فِي شَيْء من أَمر الدُّنْيَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَارِثَةُ أَفْسَدَهُ الْحَيَاءُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُولُوا أَفْسَدَهُ الْحَيَاءُ لَوْ قُلْتُمْ أَصْلَحهَ الْحَيَاءُ لصدقتم

128 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّافِعِي نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ وَإِنَّ الْإِيمَانَ فِي الْجَنَّةِ وَلَوْ كَانَ الْحيَاء رجلا لَكَانَ رجلا صَالحا

129 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ النُّمَيْرِيُّ نَا عمر بن عَليّ الْمقدمِي أَنا الْحَجَّاجُ يَعْنِي ابْنَ أَرْطَأَةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أبي أَيُّوب قَالَ

مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ الْحَيَاءُ وَالنِّسَاءُ وَالطِّيبُ

130 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي نَا أَحْمد بن الْمُنْذر الْقَزاز نَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل نَا عمر بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عَن مليح بن عبد الله الخطمي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ الْحَيَاءُ وَالْحِلْمُ وَالْحِجَامَةُ وَالسِّوَاكُ وَالتَّعَطُّرُ

131 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا عبد الصَّمد بن مُحَمَّد وَأثْنى عَلَيْهِ نَا إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُول ذَا كَانَتِ الرَّهْبَةُ وَالْحَيَاءُ فِي صَبِيٍّ طُمِعَ بِرُشْدِهِ

132 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا أَبُو إِسْحَاق الطَّالقَانِي نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَهُوَ يَخْطُبُ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَظَلُّ أَذْهَبُ إِلَى الْغَائِطِ فِي الْفَضَاءِ مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِي اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّي تبَارك وَتَعَالَى

133 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا يزِيد بن هَارُون أَنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ

فِي بَعْضٍ قَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا قُلْتُ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا قَالَ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ من النَّاس

آخر الأول ويتلوه في الثاني من باب ما جاء في إكرام الضيف والإحسان إليه

آخر الأول ويتلوه فِي الثَّانِي من بَابُ مَا جَاءَ فِي إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وصلواته على الْمُصْطَفى مُحَمَّد وَآله وأصحابة وأنصاره أَجْمَعِينَ بلغت من أَوله سَمَاعا بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن صابر السّلمِيّ عَلَيْهِ وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن بن المفرج الْكِنَانِي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن سهل بن بشر الإِسْفِرَايِينِيّ وَابْن الْفَقِيه أَبُو بكر وَذَلِكَ فِي المنارة الغربية من جَامع دمشق بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مئة قَرَأَهُ من الأَصْل وَأَنا أضبط نُسْخَتي هَذِه وَصَحَّ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن عبد الله الهمذاني سَمعه مَعنا وَصَحَّ قَرَأت هَذَا الْجُزْء الأول على شَيخنَا الشَّيْخ جمال الدّين يُوسُف بن عبد الْهَادِي رَضِي الله عَنهُ بِسَنَدِهِ إِلَى الْمُؤلف رَضِي الله عَنْهُمَا فِي مجَالِس فَسَمعَهَا الشَّيْخ بدر الدّين الْكِنَانِي وولداه عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد وَالشَّيْخ شهَاب الدّين بن شَيخنَا الشَّيْخ عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَولده شمس الدّين مُحَمَّد بفوت وَالشَّيْخ عبد الْحَلِيم العنبتاوي وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم اللبدي بفوت وَآخَرُونَ مِنْهُم الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البقاعي وَصَحَّ ذَلِك وَثَبت فِي ثَلَاثَة مجَالِس آخرهَا يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة خمس وتسع مئة بمدرسة الشَّيْخ أبي عمر وَكتبه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف الْكِنَانِي نسبا الفندقراى مولدا وَهُوَ الْقَارئ

صفحة فارغة

صفحة فارغة

2 - بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن الْفَتْح السّلمِيّ فَقِيه أَصْحَاب الشَّافِعِي بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن الْوَلِيد السّلمِيّ نَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان السّلمِيّ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سهل السامري الخرائطي قَالَ

باب ما جاء في إكرام الضيف والإحسان إليه

بَابُ مَا جَاءَ فِي إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ

134 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُضَيِّفُ

135 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزَّانُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد نَا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذَا جَاءَكُمُ الزَّائِرُ فَأَكْرِمُوهُ

136 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد نَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّمَّاسِ الْفَيْدِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَلْمَانَ يَقُولُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا نَتَكَلَّفَ لِلضَّيْفِ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا وَأَنْ نُقَدِّمَ إِلَيْهِ مَا كَانَ حَاضِرًا

137 - حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة العبيدي نَا الحكم بن مُوسَى نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ الْمَدَنِيُّ قَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَليُكرم ضَيفه

138 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل نَا إِبْرَاهِيم بن الْفضل الذارع نَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَليُكرم ضَيفه

من باب ما جاء في إطعام الطعام وبذله للضيف وغيره من أبناء السبيل

من بَابُ مَا جَاءَ فِي إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَبَذْلِهِ لِلضَّيْفِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ

139 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد هُوَ الصَّاغَانِي نَا مُحَمَّد بن سعيد الْأَصْبَهَانِيّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاق عَن النُّعْمَان بن سعد عَن عَليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِمَنْ هِيَ قَالَ لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ

140 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْب نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَكِيمٍ دَلَّنِي عَلَيْهِ إِسْمَاعِيل بن زبان نَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا إِذَا كَانَ سَاكِنُهَا فِيهَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَا خَلْفَهُ وَإِذَا خَرَجَ مِنْهَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَا فِيهَا قِيلَ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِمَنْ

أَطَابَ الْكَلَامَ وَوَاصَلَ الصِّيَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَفْشَى السَّلَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ

141 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ قلت لِلْحسنِ فِي الطَّعَامِ إِسْرَافٌ قَالَ أَوَ فِي الطَّعَامِ إِسْرَافٌ

142 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا سُوَيْد بن سعيد نَا عُثْمَان بن مُحَمَّد الجُمَحِي نَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَاضْرِبُوا الْهَامَ تُورَثُونَ الْجِنَانَ

143 - حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي نَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْكُلُ وَحده

144 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتلِي نَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ نَا أَبُو عَمْرٍو عَنْ حَيَّانَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَتَّى يُشْبِعَهُ وَسَقَاهُ حَتَّى يَرْوِيَهُ بَعَّدَهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَةَ خَنَادِقَ مَا بَين كل خَنْدَق مسيرَة مئة عَام

من باب حق الضيافة وتوفيتها

من بَاب حق الضِّيَافَة وتوفيتها

145 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا إِسْحَاق بن يُوسُف الْأَزْرَق نَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمِقْدَامِ بن معد يكرب أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ وَاجِبٌ فَمَنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ دَيْنٌ لَهُ إِنْ شَاءَ اقْتَضَى وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ

146 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن نَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثْبُتُ قَالَ نَعَمْ ثَبَتَ الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ

147 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الخلنجي نَا يحيى بن يُوسُف الزمي نَا عبيد الله بن عَمْرو الرقي عَنْ لَيْثٍ عَنْ زِيَادٍ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلضَّيْفِ مِنَ الْحَقِّ عَلَى مَنْ نَزَلَ بِهِ ثَلَاثًا فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَعَلَى الضَّيْفِ أَنْ يَرْتَحِلَ وَلَا يُؤْثِمَ أهل منزله

من باب ما يستحب من اتخاذ الفراش للضيف

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ اتِّخَاذِ الْفِرَاشِ لِلضَّيْفِ

148 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز وَعلي بن حَرْب قَالَا نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْح دثني أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وَفِرَاشٌ لِلْمَرْأَةِ وفراش للضيف وَالرَّابِع للشَّيْطَان

من باب ما يستحب أن يشيع الضيف إلى باب الدار

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُشَيَّعَ الضَّيْفُ إِلَى بَاب الدَّار

149 - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَرَّانِي دثني أبي نَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُشَيَّعَ الضَّيْفُ إِلَى بَاب الدَّار

من باب إكرام الشيوخ وتوقيرهم

من بَابُ إِكْرَامِ الشُّيُوخِ وَتَوْقِيرِهِمْ

150 - حَدثنَا أَحْمد بن ملاعب الْبَغْدَادِيّ نَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا

151 - حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد الدَّوْرَقِي نَا خَالِد بن خِدَاش نَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا

152 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ وَعبد الله بن أَحْمد الدَّوْرَقِي قَالَا نَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم نَا سَعِيدُ بْنُ ذُونٍ التَّغْلِبِيُّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَقَالَ لِي يَا أَنَسُ وَقِّرِ الْكَبِيرَ وَارْحَمِ الصَّغِيرَ تُرَافِقْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

153 - حَدثنَا عبد الله بن الدَّوْرَقِي نَا خَالِد بن خِدَاش نَا زَائِدَةُ أَبُو مُعَاذٍ صَدِيقُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ نَا ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا

154 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَاضِي عكبرا نَا وضاح بن يحيى نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرنَا

155 - حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ نَا نعيم بن حَمَّاد نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَرَكَةُ مَعَ أكابركم

156 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ يَقُولُ مَشَيْتُ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى زُقَاقٍ ضَيِّقٍ فَتَخَلَّفْتُ وَتَقَدَّمَ طَلْحَةُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْبَرَ مِنِّي بِيَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ مَا تَقَدَّمْتُكَ

157 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب أَنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ قَالَ مَشَيْتُ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتَ أَكْبَرَ مِنِّي بِيَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ مَا تَقَدَّمْتُكَ

158 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا عقبَة بن مكرم نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ سَمُرَةُ

لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا فَكُنْتُ أَحْفَظُ عَنْهُ فَمَا يَمْنعنِي من القَوْل إِلَى أَن هَا هُنَا رِجَالًا هُمْ أَسَنُّ مِنِّي

159 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ لَمَّا وَلِيَ زِيَادٌ الْعِرَاقَ صَعِدَ الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ خِلَالًا ثَلَاثًا نَبَذْتُ إِلَيْكُمْ فِيهِنَّ النَّصِيحَةَ رَأَيْتُ إِعْظَامَ ذَوِي الشَّرَفِ وَإِجْلَالَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَتَوْقِيرَ ذَوِي الْأَسْنَانِ وَإِنِّي أُعَاهِدُ اللَّهَ عَهْدًا لَا يَأْتِينِي شَرِيفٌ بِوَضِيعٍ لَمْ يَعْرِفْ لَهُ حَقَّ شَرَفِهِ إِلَّا عَاقَبْتُهُ وَلَا يَأْتِينِي كَهْلٌ بِحَدَثٍ لَمْ يَعْرِفْ لَهُ حَقَّ فَضْلِ سِنِّهِ عَلَى حَدَاثَتِهِ إِلَّا عَاقَبْتُهُ وَلَا يَأْتِينِي عَالِمٌ بِجَاهِلٍ لَاحَاهُ فِي عِلْمِهِ لِيُهَجِّنَهُ عَلَيْهِ إِلَّا عَاقَبْتُهُ فَإِنَّمَا النَّاسُ بأشرافهم وعلمائهم وَذَوي أسنانهم

من باب فضيلة إنصاف الرجل من نفسه

من بَابُ فَضِيلَةِ إِنْصَافِ الرَّجُلِ مِنْ نَفْسِهِ

160 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا مُحَمَّد بن عرْعرة دثني سُكَيْنٌ أَبُو سِرَاجٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَن عمار بن يَاسر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَسْتَكْمِلُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ قُلْتُ وَمَا

هُنَّ قَالَ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَبَذْلُ السَّلَامِ

161 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا مُحَمَّد بن كثير الْعجلِيّ نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَنْ يُنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ يُعْطَ الظَّفَرَ فِي أَمْرِهِ وَالذُّلُّ فِي الطَّاعَةِ أَقْرَبُ إِلَى الْبِرِّ مِنَ التَّعَزُّزِ فِي الْمعْصِيَة

162 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا يحيى بن آدم نَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ كَانَ دَاوُدُ يَقُولُ انْظُرْ مَا تَكْرَهُ أَنْ يُذْكَرَ مِنْكَ فِي نَادِي الْقَوْمِ فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ

163 - حَدثنَا أَحْمد بن بديل نَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي نَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ أَيْ رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَعْدَلُ قَالَ مَنْ أَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ

164 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ أَحَقُّ النَّاسِ بِالْإِحْسَانِ مِنَ أحسن اللَّهِ إِلَيْهِ وَأوْلَاهُمْ بِالْإِنْصَافِ مَنْ بُسِطَتْ بْالْمَقْدِرَةِ يَدَاهُ فَاسْتَدِمْ مَا أُوتِيتَ مِنَ النِّعْمَةِ بِتَأْدِيَةِ مَا عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ

165 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ على سلمَان وَهُوَ يعجن فَقَالَ مَا هَذِه يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَعَثَنَا الْخَادِمَ فِي عَمَلٍ فَكَرِهْنَا أَنْ نَجْمَعَ عَلَيْهِ عَمَلَيْنِ

من باب الإنصاف

من بَاب الْإِنْصَاف

166 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا يزِيد بن هَارُون أَنا الْحَجَّاجُ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ نَافِعٍ أَبَا سُفْيَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كُنْتُ فِي ظِلِّ دَارِي فَمَرَّ بِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ادْنُ فَدَنَوْتُ فَأَخَذَ بِيَدِي حَتَّى أَتَى بِي بَعْضَ حُجَرِ أَزْوَاجِهِ أُمِّ سَلَمَةَ أَوْ زَيْنَبَ فَدَخَلَ ثُمَّ أَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ وَعَلَيْهَا الْحِجَابُ فَقَالَ أَعِنْدَكُمْ غَدَاءٌ قَالُوا نَعَمْ فَأُتِيَ بِثَلَاثَةِ أَقْرِصَةٍ فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى نَبِّيٍّ فَقَالَ أما عنْدكُمْ من أَدَم قَالُوا شَيْئا مِنْ خَلٍّ قَالَ هَاتُوهُ قَالَ فَأُتِيَ بِهِ فَأخذ

قرصا فَوَضعه بَين يَدي وقرصا بني يَدَيْهِ وَكَسَرَ الْقُرْصَ الْآخَرَ فَوَضَعَ نِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنِصْفَهُ بَيْنَ يَدَيَّ

167 - سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ بَلَغَنِي أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سُئِلَ عَنِ الْمُرُوءَةِ مَا هِيَ قَالَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَالتَّفَضُّلُ لِلَّهِ تَعَالَى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} وَهُوَ الْإِنْصَاف وَالْإِحْسَان وَهُوَ التَّفَضُّلُ وَلَا يَتِمُّ الْأَمْرُ إِلَّا بِهِمَا أَلَا تَرَاهُ لَوْ أَعْطَى جَمِيعَ مَا يَمْلِكُ وَلَمْ يُنْصِفْ مِنْ نَفْسِهِ لَمْ تَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ وَلَيْسَ مَعَ هَذَا مُرُوءَة

من باب العفو والصفح وما في ذلك من الفضل

من بَابُ الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْفضل

168 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب الطَّائِي نَا مُحَمَّد بن عمَارَة الْقرشِي نَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ وَلَا عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا فَاعْفُوا يُعِزَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى

169 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله بن الْجُنَيْد نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ قَالَ رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَتْقَى قَالَ الَّذِي يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى فَلَا يَنْسَى قَالَ فَأَيُّ عِبَادِكَ أَعَزُّ قَالَ الَّذِي إِذَا قَدَرَ عَفَا

170 - حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد الدَّوْرَقِي نَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا عَثْرَتَهُ أَقَالَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ كَانَ الْفَرْوِيُّ يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ سُمَيٍّ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ وَكَتَبْنَاهُ مِنْ كِتَابِهِ الْأَصْلِ عَنْ سُهَيْلٍ

171 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا دَاوُد بن رشيد نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ لِإِخْوَتِهِ الْأَسْبَاطِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ يَا إِخْوَتَاهْ إِنِّي لَمْ أَنْتَصِفْ لِنَفْسِي مِنْ مَظْلِمَةٍ ظُلِمْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي كُنْتُ أُظْهِرُ الْحَسَنَةَ وَأَدْفِنُ السَّيِّئَةَ فَذَلِكَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا يَا إِخْوَتِي إِنِّي شَارَكْتَ آبَائِي فِي صَالِحِ أَعْمَالِهِمْ فَأَشْرَكُونِي فِي قُبُورِهِمْ

172 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا حَفْص بن عمر الْعَدنِي نَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِيُوسُفَ يَا يُوسُفُ بِعَفْوِكَ عَنْ إِخْوَتِكَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ فِي الذَّاكِرِينَ

173 - سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْجُنَيْدِ يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بن سُلَيْمَان يَقُول سَمِعت جَعْفَر الْأَحْمَرَ يَقُولُ كَفَى بِالْمُؤْمِنِ نُصْرَةً أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

174 - حَدثنَا الْحسن بن يزِيد الْجَصَّاص نَا إِسْمَاعِيل بن يحيى نَا مِسْعَرٌ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسِنُوا إِذَا وُلِّيتُمْ وَاعْفُوا عَمَّا مَلَكْتُمْ

175 - حَدثنَا عبد الله بن الْحسن الْهَاشِمِي نَا الحكم بن مُوسَى نَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِيبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ضَرَبَ مَوْلًى لَهُ سَلَّامٌ الْبَرْبَرِيُّ حَتَّى جَرَحَهُ فَاسْتَعْدَى عَلَى الْمَوْلَى ابْنَ حَزْمٍ وَهُوَ عَامِلُ الْمَدِينَةِ فَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ سَمِعْتُ خَالَتِيَ عَمْرَةَ تُحَدِّثُ عَنْ

عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ زَلَّاتِهِمْ وَأَنْتَ ذُو هَيْئَةٍ وَقَدْ أَقَلْتُكَ

176 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي هَانِئٍ عَنْ عَبَّاسٍ الْحَجْرِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ خَادِمِي يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ قَالَ لَا تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً

177 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا فُضَيْل بن عبد الْوَهَّاب نَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَلَفَ لَيَضْرِبَنَّ غُلَامًا لَهُ فَلَمَّا جِيءَ بِهِ تَرَكَهُ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ تِلْكَ بِتِلْكَ الْعَفْوُ بِالْحَلِفِ

178 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ

قُلْتُ لِأَبِي يَوْمًا إِنَّ فَضْلًا الْأَنْمَاطِيَّ جَاءَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ قَالَ لَا جَعَلْتُ أَحَدًا فِي حِلٍّ أَبَدًا قَالَ فَتَبَسَّمَ فَلَمَّا مَضَتْ أَيَّامٌ قَالَ يَا بُنَيَّ مَرَرْتُ بِهَذِهِ الْآيَةِ {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ على الله} فَنَظَرْتُ فِي تَفْسِيرِهَا فَإِذَا هُوَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ مُنَادٍ فَنَادَى لَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فَجَعَلْتُ الْمَيِّتَ فِي حِلٍّ مِنْ ضَرْبِهِ إِيَّايَ ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ وَمَا عَلَى رَجُلٍ أَلَّا يُعَذِّبَ اللَّهُ بِسَبَبِهِ أحدا

179 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي دثني هَاشم بن الْقَاسِم نَا الْمُبَارك بن فضَالة دثني مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ إِذَا جَثَتِ الْأُمَمُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُودُوا لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا فِي الدُّنْيَا

180 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا زَكَاةً وَرَحْمَةً قَالَ الْأَحْدَبُ زَكَاةً وَأَجرا

181 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ يُرْوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَتْ لِي أَعْرَابِيَّةٌ بِمَكَّةَ أَرَاكَ تَطْلُبُ الْأَدَبَ فَهَلْ لَكَ فِي بَيْتٍ وُجِدَ فِي صَخْرَةٍ فَزُبِرَ فَإِذَا هُوَ من // الطَّوِيل //

(وَمَا سَادَ مَنْ لَمْ يَعْفُ عَنْ ذَنْبِ صَاحِبٍ ... وَإِنْ كَانَ فِي إِجْرَامِهِ يَتَعَمَّدُ)

182 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن سِنَان العوقي نَا همام بن يحيى نَا قَتَادَة عَن هياج بن عمرَان البرجمي أَن غُلَاما لِأَبِيهِ أَبَقَ فَجَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ إِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ لَيَقْطَعَنَّ يَدَهُ فَلَمَّا قَدَرَ عَلَيْهِ بَعَثَنِي إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ مُرْ أَبَاكَ فَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلَامِهِ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَبَعَثَنِي إِلَى سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ فَقُلْ لَهُ فَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلَامِهِ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينه

183 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدَ يُنْشِدُ لِتَوْبَةَ بْنِ الْحمير من // الرجز // (إِنْ يُمْكِنِ الدَّهْرُ فَسَوْفَ أَنْتَقِمْ ... أَوْ لَا فَإِنَّ الْعَفْوَ أَوْلَى لِلْكَرَمْ)

184 - وَسَمِعْتُ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ عَاتَبَ رَجُلٌ الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ أَعْتِبُكَ وأصير إِلَى محبتك وَأنْشد من // الْخَفِيف // (إِنَّهَا محنة الْكِرَام من النَّاس ... إِذَا اسْتُعْتِبُوا مِنَ الذَّنْبِ تَابُوا) (وَاسْتَقَامُوا عَلَى الْمحبَّة للإخوان ... فِيمَا ينوبهم وأنابوا)

من باب ما يستحب من الإصلاح بين الناس وما في ذلك من جزيل الثواب

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ

185 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب الطَّائِي نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ

186 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْأسود دثني جَدِّي حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ وَكَانَتِ امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانَتْ أُخْتَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لِأُمِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَقَالَ خَيْرًا وَنَمَى خَيْرًا

187 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا عبيد الله بن مُوسَى أَنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

يَا أَبَا أَيُّوبَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تباغضوا وتفاسدوا

188 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا دَاوُد بن مهْرَان نَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ كُلُّ الْكَذِبِ عَلَى النَّاسِ لَا يَحِلُّ إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ رَجُلٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا وَرَجُلٌ كَذَبَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا وَرَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ حَرْبٍ

189 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سهل العسكري نَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن رشدين نَا يُوسُف بن عدي نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ طَهْمَانَ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ أَرْسَلَنِي الْعَبَّاسُ إِلَى عُثْمَانَ أَدْعُوهُ فَأَتَيْتُهُ فِي دَارِ الْقَضَاءِ فَقُلْتُ إِنَّ الْعَبَّاسَ يَدْعُوكَ فَقَالَ نَعَمْ أَفْرُغُ مِنْ شَأْنِي ثُمَّ آتِيهِ قَالَ فَأَتَاهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ أَفْلَحَ الْوَجْهُ أَبَا الْفَضْلِ قَالَ وَوَجْهُكَ قَالَ إِنَّ رَسُولَكَ أَتَانِي وَأَنَا فِي دَارِ الْقَضَاءِ فَفَرَغْتُ مِنْ شَأْنِي ثُمَّ أَتَيْتُكَ فَحَاجَتُكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَقُومَ بِعَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَتَشْكُوَهُمْ إِلَى النَّاسِ وَعَلِيٌّ ابْنُ عَمِّكَ وَأَخُوكَ فِي دِينِكَ وَصَاحِبك مَعَ نبيك قَالَ أجل فو الله لَوْ أَنَّ عَلِيًّا شَاءَ أَنْ يَكُونَ أَدْنَى النَّاسِ لَكَانَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ إِن أَبُو الْفَضْلِ يَدْعُوكَ فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ بِكَ وَأَصْحَابِكَ وَعُثْمَانُ ابْنُ عَمِّكَ وَأَخُوكَ فِي دِينِكَ وَصَاحِبُكَ مَعَ

نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلِيٌّ وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ أَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ من دَاري لفَعَلت

من باب ما يستحب من كف الأذى عن الناس من اللسان واليد

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ كَفِّ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ مِنَ اللِّسَانِ وَالْيَدِ

190 - حَدثنَا أَبُو عَليّ الْحسن بن عَرَفَة نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَفْضَلَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ

191 - حَدثنَا أَحْمد بن عصمَة النَّيْسَابُورِي نَا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ عَمْرو بن عبسة قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ وَيَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ

192 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مَيْمُون الْفَقِيه نَا إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ سَأَلْتُ جَابِرًا أَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ قَالَ نعم

193 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَاللَّهِ مَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُؤْذِيَ كَلْبًا وَلَا خِنْزِيرًا بِغَيْرِ حَقٍّ فَكَيْفَ تُؤْذِي مُسلما

194 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا إِبْرَاهِيم بن شماس نَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ يُسَلَّطُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجَرَبُ فَيَحْتَكُّونَ حَتَّى يَبْدُوَ عَظْمُ أَحَدِهِمْ مِنْ دُونِ جِلْدِهِ أَوْ دُونَ لَحْمِهِ فَيُنَادَى يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ هَلْ يُؤْذِيكَ هَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ هَذَا بِمَا كُنْتَ تُؤْذِي الْمُؤْمِنِينَ

195 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ نَا سيار بن حَاتِم نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بِمَكَّةَ وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَسْلَمُوا وَيَسْلَمَ لَكُمْ دِينُكُمْ فَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ عَنْ دِمَاءِ النَّاسِ وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ وَكُفُّوا بُطُونَكُمْ عَن أَمْوَالهم

من باب حفظ اللسان وترك المرء الكلام فيما لا يعنيه

من بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَتَرْكِ الْمَرْءِ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يعنيه

196 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي نَا الْفَيْض بن الفضيل الْكُوفِي نَا السَّرِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ

أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آتٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مُطَاعٌ فِي قَوْمِي فَبِمَ آمُرُهُمْ قَالَ لَهُ مُرْهُمْ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِمْ

197 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا عُثْمَان بن سعيد الْحِمصِي نَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْقَاضِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ تَعَلَّمُوا الصَّمْتَ كَمَا تَتَعَلَّمُونَ الْكَلَامَ فَإِنَّ الصَّمْتَ حُكْمٌ عَظِيمٌ وَكُنْ إِلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ إِلَى أَنْ تَتَكَلَّمَ وَلَا تَتَكَلَّمْ فِي شَيْءٍ لَا يَعْنِيكَ وَلَا تَكُنْ مِضْحَاكًا مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ وَلَا مَشَّاءً إِلَى غَيْرِ أَرَبٍ يَعْنِي إِلَى غير حَاجَة

198 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ فَتَشْتُ الْوَرَعَ فَلَمْ أَجِدْهُ فِي شَيْءٍ أَقَلَّ مِنْهُ فِي اللِّسَانِ

199 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصعب الدِّمَشْقِي نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن الْحجَّاج الْمهرِي دثني ابْنُ الْهَادِ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول

إِنَّ الْعَبْدَ لَيَزِلُّ عَنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَزِلُّ عَنْ قَدَمَيْهِ

200 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا سَلمَة بن شبيب نَا سهل بن عَاصِم نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ لَوْ رَمَيْتُ رَجُلًا بِسَهْمٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْمِيَهُ بِلِسَانِي لِأَنَّ رَمْيَ اللِّسَانِ لَا يَكَادُ يُخْطِئُ

201 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ أَخذ بِلِسَانِهِ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يَلُوكُهُ فِي فِيهِ وَيَقُولُ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ

202 - حَدثنَا حميد بن الرّبيع الخزاز نَا أَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة نَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو اخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ وَرَقَكَ

203 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ الْفُضَيْلُ وَأَخْرَجَ لِسَانَهُ وَأَخَذَ طَرْفَهُ بِإِصْبَعِهِ ثُمَّ قَالَ تُرَى هَذَا فِيهِ كُلُّ عَجَبٍ يَخْرُجُ مِنْهُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ وَهُوَ لَحْمٌ لَيْسَ فِيهِ عَظْمٌ فَاحْفَظْهُ

204 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا مُحَمَّد بن يعلى دثني مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ وَمَنْ يُكْثِرِ الْمِرَاءَ يُشْتَمْ

205 - حَدثنَا عِيسَى بن مُوسَى بن أبي حَرْب الصفار نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ هُرَيْمِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصِيبُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَخْزُنَ من لِسَانه

206 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط بِاللَّه مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ فَيُكْتَبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

207 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا كثير بن عبيد الْحذاء نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ الْهَادِ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقُولُ الْكَلِمَةَ لَا يَقُولُهَا إِلَّا لِيُضْحِكَ بِهَا أَهْلَ الْمَجْلِسِ يَهْوِي بِهَا

أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَإِنَّ الرَّجُلَ يَزِلُّ عَنْ لِسَانِهِ أَشَدَّ مِمَّا يَزِلُّ عَنْ قدمه

208 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ الْبَصْرِيّ نَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لَا تَسْتَشْرِفُوا الْبَلِيَّةَ فَإِنَّهَا مُولَعَةٌ بِمَنْ تَشَرَّفَ لَهَا إِنَّ الْبَلَاءَ مُولَعٌ بِالْكَلِمِ فَاتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كفيتم

209 - قَالَ أَبُو بكر الخرائطي وأنشدونا من الْكَامِل (لَا تَعْبَثَنَّ بِحَادِثٍ فَلَرُبَّمَا ... عَبَثَ اللِّسَانُ بحادث فَيكون)

210 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا سيار بن حَاتِم نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ قَالَ مَالِكُ بن دِينَار قَالَ دَاوُد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا مَعْشَرَ الْأَبْنَاءِ تَعَالَوْا حَتَّى أُعَلِّمَكُمْ خَشْيَةَ اللَّهِ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْكُمْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا وَيَرَى الْأَيَّامَ الصَّالِحَةَ فَلْيَحْفَظْ عَيْنَيْهِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى سُوءٍ وَلِسَانَهُ أَنْ يَنْطِقَ بالإفك

211 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا أَبُو عَامر الْعَقدي نَا هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم قَالَ عَتَبَ سَعْدٌ عَلَى ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ فَمَشَى إِلَيْهِ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَكَلَّمُوهُ فِيهِ فَتَكَلَّمَ عُمَرُ

فَأَبْلَغَ فَقَالَ سَعْدٌ مَا كُنْتَ قَطُّ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْكَ الْآنَ قَالَ لِمَ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا

212 - سَمِعت مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد ينشد من // الطَّوِيل // (وَمَنْ لَا يَكُفَّ الْجَهْلَ عَمَّنْ يُجِلُّهُ ... فَسَوْفَ يَكُفُّ الْجَهْلَ عَمَّنْ يُوَاثِبُهْ) (فَيَغْلِبُهُ بِالْجَهْلِ مَنْ كَانَ جَاهِلًا ... وَيَغْلِبُهُ بِالصَّمْتِ مَنْ لَا يجاوبه)

من باب ما يستحب للمرء من ستر عورة أخيه المسلم وماله من الثواب

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ سَتْرِ عَوْرَةِ أَخِيه الْمُسلم وَمَاله من الثَّوَاب

213 - حَدثنَا سَعْدَان بن نصر الْبَغْدَادِيّ نَا عبد الله بن سيف الْخَوَارِزْمِيّ نَا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

214 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز بسر من رأى نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

215 - حَدثنَا أَبُو سهل بنان بن سُلَيْمَان الدقاق وَأَبُو مُوسَى الطَّيَالِسِيّ قَالَا نَا عَفَّان نَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَة

216 - حَدثنَا بنان بن سُلَيْمَان الدقاق نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ستر على مُؤمن عَورَة فَكَأَنَّمَا أَحْيَا موؤدة

217 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الضَّرِيرُ بِكَرْخِ سرمرأى نَا عَفَّان بن مُسلم نَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي هَزَّالٍ لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ يَعْنِي لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ

218 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل نَا أبي نَا سعد بن إِبْرَاهِيم بن سعد دثني أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّ أَبَا بكر الصّديق قَالَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ وَلَا دَعَوْتُ لَهُ أَحَدًا حَتَّى يَكُونَ مَعِي غَيْرِي

219 - حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن الْحسن الْحَرَّانِي نَا معمر بن مخلد نَا مُحَمَّدٌ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ

فِي قَوْله تَعَالَى {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة} قَالَ أما الظَّاهِرَة فَالْإِسْلَامُ وَالْقُرْآنُ وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَمَا يَسْتُرُ مِنَ الْعُيُوب

220 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا عَليّ بن عَاصِم نَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ رَجُلٍ زَنَى بِامْرَأَةٍ فَظَهَرَ بِهَا حَبَلٌ قَالَ يَتَزَوَّجُهَا وَيَسْتُرُ عَلَيْهَا

221 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ المخرمي نَا روح بن عبَادَة نَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ رَجُلٌ عَلِمَ مِنْ رَجُلٍ شَيْئًا أَيُفْشِيهِ عَلَيْهِ قَالَ يَا سُبْحَانَ الله لَا

222 - حَدثنَا عمر بن مدرك الْقَاص نَا مُحَمَّد بن كثير أَنا همام عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ شَيْبَةَ الخضري عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله يَعْنِي أَنه قَالَ ثَلَاث أشهد عَلَيْهِنَّ وَالرَّابِعَةُ لَوْ شَهِدْتُ رَجَوْتُ

أَن لَا آثم لَا يَجْعَل الله مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ وَسِهَامُ الْإِسْلَامِ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَا يتَوَلَّى الله عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُحِبُّ قَوْمًا أَحَدٌ إِلَّا جَاءَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة وَالرَّابِعَة لَا يستر الله على عبد فِي الدُّنْيَا إِلَّا ستر الله عَلَيْهِ فِي الْآخِرَة قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا سَمِعْتُمْ مِثْلَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا الحَدِيث عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فاحفظوه

223 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ سَأَلت أبي عَن الإِمَام إِذا اطلع عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَفْجُرُ أَيُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ فَحَدثني أبي نَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي نَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن عَن زييد بْنِ الصَّلْتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ لَوْ أَخَذْتُ سَارِقًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتُرَهُ اللَّهُ وَلَوْ أَخَذْتُ شَارِبًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْتُرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

224 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا الْهَيْثَم بن جميل نَا جرير بن حَازِم قَالَ سَمِعت الْحسن يَقُولُ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ سِتْرٌ فَلَا يكشفه

225 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ سَمِعت يحيى الْمُجبر يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا مَاجِدٍ يَقُولُ

كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَذَا نَشْوَانُ فَقَالِ عَبْدُ اللَّهِ تَرْتِرُوهُ وَاسْتَنْكِهُوهُ فَوَجَدُوهُ نَشْوَانَ فَحَبَسَهُ حَتَّى ذَهَبَ سُكْرُهُ ثُمَّ دَعَا بِسَوْطٍ فَكَسَرَ ثَمَرَهُ ثُمَّ قَالَ اجْلِدْ وَارْفَعْ يَدَكَ وَأَعْطِ كُلَّ عُضْوٍ حَقَّهُ قَالَ فَجَلَدَهُ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ أَوْ قُرْطَقٌ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ مَا أَنْتَ مِنْهُ قَالَ عَمُّهُ أَوِ ابْنُ أَخِي فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَا أَدَّبْتَ فَأَحْسَنْتَ الْأَدَبَ وَلَا سترت الخزية إِنَّه يَنْبَغِي للْإِمَام إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ ثُمَّ قَرَأَ {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لكم وَالله غَفُور رَحِيم} ثُمَّ قَالَ إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَارِقٍ فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ فَكَأَنَّمَا أَسِفَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ قَالَ وَمَا يَمْنَعُنِي لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلسُّلْطَانِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يقيمه إِن الله عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

من باب ما يستحب من ستر المعصية ويكره من إذاعتها

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ سَتْرِ الْمَعْصِيَةِ وَيُكْرَهُ من إذاعتها

226 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا أَبُو إِسْحَاق الطَّالقَانِي نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ أُبَيٍّ الْمُرَادِيِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بدر قَالَ لَا يعذب الله قوما يسترون الذُّنُوب

227 - حَدثنَا عمر بن شبة بن عُبَيْدَة نَا يحيى بن سعيد الْقطَّان نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ أَنَّ امْرَأَة قَالَت لعَائِشَة يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ كَرِيًّا أَخَذَ بِسَاقِي وَأَنا مُحرمَة فَقَالَت حِجْرًا حِجْرًا حِجْرًا وَأَعْرَضَتْ بِوَجْهِهَا وَقَالَتْ بِكَفِّهَا وَقَالَتْ يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا أَذْنَبَتْ إِحْدَاكُنَّ ذَنْبًا فَلَا تُخْبِرَنَّ بِهِ النَّاسَ وَلْتَسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَلْتَتُبْ إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعِبَادَ يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ وَالله يُغير وَلَا يعير

228 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا أَحْمد بن حميد جَار عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى فِي بَنِي عَبْسٍ نَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن مُبشر السَّعْدِيّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينِ وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهِرِينَ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ سُوءًا ثُمَّ يُخْبِرَ بِهِ

من باب ما يستحب للمرء من ستره فخذه إذ كانت من عورته

من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء من ستره فَخذه إِذْ كَانَت من عَوْرَته

229 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ وَبَنَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا نَا سعد بن عبد الحميد الْأنْصَارِيّ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَّادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ الْأَسْلَمِيّ عَن أَبِيه عَن جده جرهد عَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ وَعَلَيْهِ بُرْدَةٌ وَقَدِ انْكَشَفَتْ فَخْذُهُ فَقَالَ إِن الْفَخْذ عَورَة

من باب ما يستحب للمرء الصالح من إزالة الأذى عن الطريق

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ مِنْ إِزَالَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

230 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ أَبَانَ بْنِ صمعة دثني أَبُو الْوَازِع عَن أبي بَرزَة قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسلمين

231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابر الضَّرِير نَا عَليّ بن شُجَاع نَا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعَسْقَلَانِيُّ عَنْ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَنَسُ أَمِطِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ تَكْثُرْ حَسَنَاتُكَ

232 - كتب إِلَيّ الْحسن بن عَفَّان نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ غُصْنُ شَجَرَةٍ يُؤْذِي النَّاس فأماطها رجل فَأدْخل الْجنَّة

من باب ما يستحب للحليم أن يدفع عن نفسه سوء الظن

من بَاب مَا يسْتَحبّ للحليم أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ سُوءَ الظَّنِّ

233 - حَدثنَا عَليّ بن الْحُسَيْن الْبَراء نَا مُحَمَّد بن كثير نَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت النباني عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَ إِحْدَى نِسَائِهِ فَمر بِهِ رجل فَدَعَاهُ فَقَالَ يَا فُلَانُ هَذِهِ زَوْجَتِي فُلَانَةُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كُنْتُ أَظُنُّ فِيهِ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ بِكَ فَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ

234 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ تبنا بِثَلَاث مئة دِرْهَمٍ فَجَلَسَ عَلَى الْبَابِ فِي الْغُبَارِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّا لَا نَأْخُذُ إِلَّا حَقَّنَا قَالَ إِنِّي إِنَّمَا أَخَافُ سُوءَ الظَّنِّ

235 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا حَفْص بن عمر النمري نَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مضرب قَالَ قَالَ سلمَان إِنِّي لَأَعُدُّ الْعُرَاقَ عَلَى خَادِمِي خَشْيَةَ الظَّنِّ

باب ما يستحب للمرء التحرز من أن يساء به الظن

بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء التَّحَرُّز من أَنْ يُسَاءَ بِهِ الظَّنُّ

236 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا منهال بن حَمَّاد السَّرَّاجُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيِّ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاء قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب مَنْ أَقَامَ نَفْسَهُ مَقَامَ التُّهْمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ من أَسَاءَ بِهِ الظَّن

237 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ نَا مُوسَى بن دَاوُد نَا ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ الْحَارِثِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الرَّجُلَ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ

238 - حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن الْحسن الْحَرَّانِي نَا رَجُلٌ نَسِيتُ اسْمَهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُوسَى بْنِ خلف أَن عمر بن الْخطاب مَرَّ بِرَجُلٍ يُكَلِّمُ امْرَأَةً عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا امْرَأَتِي قَالَ فَهَلَّا حَيْثُ لَا يَرَاكَ النَّاس

من باب يستحب للمرء إذا أقسم عليه أخوه المسلم أن يبر قسمه

من بَاب يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ أَنْ يَبَرَّ قَسَمَهُ

239 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا أَبُو عَامر الْعَقدي عَن عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر قَالَ إِذَا أَقْسَمَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ فَلْيَبَرَّهُ فَإِن لم يفعل فليكفر الَّذِي أقسم عَن يَمِينه

من باب ما يستحب للحليم أن لا يضع كلامه إلا في موضعه وأن يتكلم بما لا يعتذر منه أو يمسك عنه فإنه أسلم له وأعود نفعا

من بَاب مَا يسْتَحبّ للحليم أَنْ لَا يَضَعَ كَلَامَهُ إِلَّا فِي مَوْضِعِهِ وَأَن يتَكَلَّم بِمَا لَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ أَوْ يُمْسِكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لَهُ وَأَعْوَدُ نَفْعًا

240 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا زيد الْهَرَوِيّ

يَوْم الْعِيد عَن حَدِيث فَقَالَ نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ إِنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالًا

241 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى بن مَالك السُّوسِي نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَان بن خَيْثَم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيه عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَلَا تتحدثن بِكَلَام تعتذر مِنْهُ غَدا

242 - قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ وَمَا يُسْتَحْيَا مِنْ ذِكْرِهِ فَإِنَّمَا يُعْتَذَرُ مِنَ الذَّنْبِ وَيُسْتَحْيَا مِنَ الْقَبِيحِ

243 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا سيار بن حَاتِم الْعَنزي نَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي نَا مَالك بن دِينَار قَالَ سَأَلت سعيد بن جُبَير قُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَنْ كَانَ حَامِل راية

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَيّ فَقَالَ إِنَّك لرخي اللبب فَقَالُوا لِي تَسْأَلُهُ وَهُوَ خَائِفٌ مِنَ الْحَجَّاجِ قَدْ لَاذَ بِالْبَيْتِ كَانَ حَامِلَهَا عَلِيُّ بْنُ أبي طَالب

244 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي أؤتى وَأُسْأَلُ الْحَاجَةَ وَأَنْتُمْ عِنْدِي فَاشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي الله على يَدي نبيه مَا أحب

245 - حَدثنِي أَحْمد بن سهل العسكري نَا يحيى بن عُثْمَان نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ مَالِكُ بن أنس من كَانَ جَالِسا عِنْد رجل فَأَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ فَأَمْسَكَ الْجَلِيسُ عَنْ مَعُونَةِ الطَّالِبِ فَقَدْ أَعَانَ عَلَيْهِ

246 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الخلنجي نَا سهل بن بكار نَا وهيب بن خَالِد عَن أبي وَاقد عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَضَرَ إِمَامًا فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ

247 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ كَانَ جَعْفَرٌ الضَّبِّيُّ مُؤَدِّبًا لِلْفَضْلِ وَجَعْفَرٍ ابْنَىْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ فَدَخَلَ عَلَى الْفَضْلِ يَوْمًا وَكَانَ مُتَنَاهِيًا فِي التِّيهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كتاب مختوم وَلم يفضه

وَقَدْ تَدَاخَلَهُ الْغَضَبُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَقَالَ وَيْحَكَ يَا جَعْفَرُ أَمَا تَعْجَبُ مِنْ مُكَاتَبَةِ فُلَانٍ إِيَّانَا وَأَوَمَأَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةِ السَّلَامِ مِنْ غَيْرِ حَالٍ أَوَجَبَتْ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ تَوَسَّمَ بِمَعْرُوفِكَ وَأَحْسَنَ الظَّنَّ بِتَأْمِيلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْكَ وَقَدِ اعْتَقَلَهُ سَبَبَانِ وَاحْتَكَمَ عَلَيْهِ بِالسَّلَامَةِ ضِدَّانِ طَمَعٌ مُؤْنِسٌ وَخَوْفٌ مُؤْيِسٌ فَكُنْ أَيُّهَا الْأَمِيرُ مَعَ أَشْرَفِ السَّبَبَيْنِ وَكُنْ لِأَمَلِهِ يَكُنِ اللَّهُ لَكَ وَلَا تُخْلِفِ الظَّنَّ فِيكَ فَيُخْلِفَهُ اللَّهُ مِنْكَ قَالَ الْفَضْلُ أَمَّا إِذَا جَرَى الْأَمْرُ عَلَى هَذَا فَلْيُكَاتِبْنَا أَهْلُ مَدِينَة السَّلَام أَجْمَعُونَ

248 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ المخرمي نَا روح بن عبَادَة نَا أَبُو الْأَشْهب عَن الْحسن قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ لِسَان الْحَلِيم مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ شَيْئًا رَجَعَ إِلَى قَلْبِهِ فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ وَإِنَّ الْجَاهِلَ قَلْبُهُ فِي طَرَفِ لِسَانِهِ لَا يَرْجِعُ إِلَى قَلْبِهِ فَمَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ تَكَلَّمَ بِهِ

من باب حسن الملكة والصفح عن زلل المملوكين

من بَابُ حُسْنِ الْمَلَكَةِ وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِ الْمَمْلُوكِينَ

249 - حَدثنَا الْحسن بن يزِيد الْجَصَّاص نَا إِسْمَاعِيل بن يحيى نَا مسعر عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسِنُوا فِيمَا وليتم وَاعْفُوا عَمَّا ملكتم

250 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيه عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَضْرِبُ غُلَامًا لِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ مَرَّتَيْنِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فألقيت السَّوْط قَالَ وَاللَّهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا

من باب ما جاء في الإحسان إلى المملوك في الطعام والكسوة

من بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمْلُوكِ فِي الطَّعَامِ وَالْكِسْوَةِ

251 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ عَنْ بَعْضِ بني رَافع بن مكيث عَن رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حُسْنُ الْمَلَكَةِ نَمَاءٌ وَسُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ

252 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا سلمَان بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ

عِيسَى بن مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله دثني أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَن أَبِيه قَالَ إِحْسَانُكَ إِلَى الْخَادِمِ يَكْبِتُ الْعَدُوَّ

253 - حَدثنَا أَبُو بدر عياد بن الْوَلِيد الغبري نَا مَسْعُود بن مَسْرُوق السكرِي نَا عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْحَرَّانِي نَا سعيد بن الْجَبَّارِ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ابْتَاعَ أَحَدُكُمُ الْخَادِمَ فَلْيَكُنْ أَوَّلُ شَيْءٍ يُطْعِمُهُ الْحُلْوَ فَإِنَّهُ أطيب لنَفسِهِ

254 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ مَرَرْنَا عَلَى أَبِي ذَر بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ وَعَلَى غُلَامِهِ ثَوْبٌ فَقُلْنَا لَوْ أَخَذْتَ هَذَا وَأَعْطَيْتَهُ غَيْرَهُ كَانَتْ حُلَّةً قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ

إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تلبسُونَ

255 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا عُبَيْس بن مَرْحُوم نَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فِي أَزْوَاجِكُمْ وَفِيمَا خَوَّلَكُمْ أَوْ قَالَ فِيمَا مَلَكَتْ إِيمَانُكُمْ ثمَّ توفّي من ذكر السؤدد وشريطته

256 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح دثني اللَّيْث بن سعد دثني يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ

257 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي قَالَا نَا مُحَمَّد بن كثير المصِّيصِي عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ والآخرين إِلَّا النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ

258 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ مَنْ سَيِّدُكُمْ قَالُوا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ قَالَ بِمَ سَوَّدْتُمُوهُ قَالُوا إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالًا وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزِنُهُ بِالْبُخْلِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ قَالُوا فَمَنْ سيدنَا قَالَ بشر بن الْبَراء بن معْرور قَالَ وَالْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ حَيًّا وَمَيِّتًا وَكَانَ يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَطَاعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لأَهله استقبلوا بِي الْكَعْبَة

259 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي فُكُلُّكُمْ عَبْدٌ وَلَا يَقُول أحدكُم مولَايَ فَإِن مولاكم الله وَلَكِن ليقل سَيِّدي

260 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا أَبُو عَاصِم الضَّحَّاك بن مخلد نَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَيِّدًا حَتَّى إِنَّ للنحل سيدا

261 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا يحيى بن معِين نَا أَبُو مُعَاوِيَة نَا الْأَعْمَشُ قَالَ كَانَ خَيْثَمَةُ سَيِّدًا

262 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ ذَكَرْتُ الْحَكَمَ بْنَ أَبَانَ لِيُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ فَقَالَ ذَاكَ سَيِّدُنَا

263 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَاجِشُونُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَن جَابر قَالَ كَانَ عمر يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلَالًا

264 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا هشيم نَا الْعَوَّامُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ ابْنِ عمر قَالَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان قُلْتُ وَلَا عُمَرَ قَالَ كَانَ عُمَرُ خَيْرًا من مُعَاوِيَة وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود مِنْهُ

من باب شريطة السيد

من بَابُ شَرِيطَةِ السَّيِّدِ

265 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا يحيى بن عبد الحميد الْحمانِي نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ السَّيِّدُ الَّذِي لَا يغلبه غَضَبه

266 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا يحيى بن عبد الحميد نَا هشيم عَن جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ السَّيِّدُ الْحَلِيمُ التَّقِيُّ

267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أبي سعد نَا الْوَلِيد بن صَالح نَا شريك عَن أبي روق عَن الضَّحَّاك قَالَ السَّيِّدُ الْحَسَنُ الْخُلُقِ

268 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الربعِي نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ مَنْ أَسْوَدُ النَّاسِ قَالَ أَسْخَاهُمْ نَفْسًا حِينَ يُسْأَلُ وَأَحْسَنُهُمْ فِي الْمَجَالِسِ خُلُقًا وأحلمهم حِين يستجهل

من باب فضيلة صدق الحديث وجسيم خطره

من بَابُ فَضِيلَةِ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ

269 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا زيد بن أبي الزَّرْقَاء أَنا بن لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا يَضُرُّكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا صِدْقُ حَدِيثٍ وَحِفْظُ أَمَانَةٍ وَحسن خَلِيقَة وعفة طعمة

270 - حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ نَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ

271 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي نَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ البَجلِيّ قَالَ سَمِعت الشّعبِيّ يتَمَثَّل مجزوء // الْكَامِل // (أَنْتَ الْفَتَى كُلُّ الْفَتَى ... إِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ مَا تَقُولْ) (لَا خَيْرَ فِي كَذِبِ الْجَوَادِ ... وَحَبَّذَا صِدْقُ الْبَخِيلْ)

272 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَمِّهِ عَن بِلَال بن الْحَارِث قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُولُ لَا تَغُرَّنَّكُمْ صَلَاةُ امْرِئٍ وَلَا صِيَامُهُ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى

273 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا عبد الله بن غَالب نَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو مُعَاذٍ عَنْ أَبِي سُلَيْمَان الفلسطيني عَن عبَادَة بن نسي عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم عَن معَاذ ابْن جبل قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَوَفَاءٍ بِالْعَهْدِ وَبَذْلِ السَّلَامِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ

274 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى السُّوسِي نَا أَبُو بدر شُجَاع بن الْوَلِيد نَا عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد نَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَت تَقول خِلَالَ الْمَكَارِمِ عَشْرٌ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تكون فِي أَبِيه وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ يَقْسِمُهَا اللَّهُ لِمَنْ أَحَبَّ صِدْقُ الْحَدِيثِ وَصِدْقُ الْبَأْسِ وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحفظ الْأَمَانَة والتذمم للْجَار والتذمم للصاحب وقرى الضَّيْف ورأسهن الْحيَاء

آخر الْجُزْء الثَّانِي ويتلوه فِي الَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ الثَّالِث

من باب ما جاء في السخاء والكرم والبذل من الفضل

من بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وصلواته على الْمُصْطَفى مُحَمَّد وَآله أَجْمَعِينَ بلغت من أَوله سَمَاعا بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن صابر السّلمِيّ عَلَيْهِ وَأَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن سهل الإِسْفِرَايِينِيّ وَسمع من أَوله إِلَى أول بَاب شريطة السَّيِّد ابْن الْفَقِيه أَبُو بكر مُحَمَّد وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الْوَاحِد الْكِنَانِي وَسمع من هَذَا الْبَاب إِلَى آخر الْجُزْء الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم يحيى بن عَليّ بن زُهَيْر السّلمِيّ وَأَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز المعري وَولد الْقَارئ أَبُو الْمَعَالِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَذَلِكَ فِي مجلسين جَمِيعًا فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مئة فِي المنارة الغربية من جَامع دمشق عمره الله

قَرَأت على شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام شيخ الْمُحدثين بَقِيَّة المؤلفين والمسندين جمال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن الشَّيْخ أَحْمد شهَاب الدّين بن عبد الْهَادِي رَضِي الله عَنْهُم هَذَا الْجُزْء فَسمع الْمجْلس الْأَخير وَهُوَ من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ سَتْرِ فَخِذِهِ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم المرداوي وَالشَّيْخ أَحْمد بن الشَّيْخ عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَالشَّيْخ عبد الْحَلِيم بن الشَّيْخ مُحَمَّد العنبتاوي وَالشَّيْخ حسن الماتاني وَخلف الضَّرِير وَالشَّيْخ مُحَمَّد الأندلسي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن عرْفجَة وَأحمد الصَّيْدَاوِيُّ وخيال وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الصلخدي وَمُحَمّد بن أَحْمد الضَّرِير الحرستاني وَإِسْمَاعِيل اللبدي وكاتبه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف الْكِنَانِي ثمَّ القندقومي لجَمِيع الْجُزْء فِي مجَالِس آخرهَا يَوْم الْأَحَد انسلاخ عشري شهر رَمَضَان سنة خمس وتسع مئة وَأَجَازَ

صفحة فارغة

صفحة فارغة

صفحة فارغة

3 - بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن مُحَمَّد بن الْفَتْح السّلمِيّ فَقِيه أَصْحَاب الشَّافِعِي بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الْحَدِيد السّلمِيّ أَنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان السّلمِيّ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سهل السامري الخرائطي قَالَ

باب ما جاء في السخاء والكرم والبذل من الفضل

بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ وَالْبَذْلِ من الْفضل

275 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتلِي نَا عبد الْملك بن مسلمة الْمصْرِيّ دثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعت عمي مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول قَالَ جِبْرِيل قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي وَلَنْ يُصْلِحَهُ إِلَّا السخاء وَحسن الْخلق

276 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا بكر بن يحيى بن زبان نَا حَبَّانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ قَوْمًا يجيئوني فَأُعْطِيهِمْ مَا يَتَأَبَّطُونَ فِي كَذَا إِلَّا النَّارَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تُعْطِيهِمْ قَالَ إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَوْ أَبْخَلَ وَإِنِّي لَسْتُ بِبَخِيلٍ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لي الْبُخْل

277 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحُسَيْن الْوراق نَا حبَان بن هِلَال نَا سليم بن حَيَّان نَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْتَاعُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَإِنْ بَخِلَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُعْطي مَاله للنَّاس فليبدأ بِنَفسِهِ فليتصدق عَلَى نَفْسِهِ فَلْيَأْكُلْ وَلْيَكْتَسِ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ

278 - حَدثنَا عَليّ بن زيد الْفَرَائِضِي نَا أَبُو يَعْقُوبَ الْحُنَيْنِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عمر قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ فَقَالَ مَا عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ أُعْطِيكَ وَلَكِنِ اسْتَقْرِضْ عَلَيْنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا شَيْءٌ فَنُعْطِيَكَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَلَّفَكَ اللَّهُ هَذَا أَعْطِ مَا عِنْدَكَ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فَلَا تَكَلَّفْ قَالَ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ عُمَرَ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَعْطِ وَلَا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا قَالَ فَتَبَسَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بِهَذَا أُمِرْتُ

279 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا سعيد بن مَنْصُور نَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ لَا قَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ إِمَّا أَنْ يُعْطِيَ وَإِمَّا أَنْ يَسْكُتَ

280 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِسْمَاعِيل بن رَجَاء الْجَزرِي نَا معقل بن عبيد الله الْجَزرِي دثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ كَانَ يُقَالُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا أَمَّرَ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَجَعَلَ أَرْزَاقَهُمْ بِأَيْدِي سُمَحَائِهِمْ

281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُعَاوِيَة الْعُتْبِي بِمصْر نَا مُوسَى بن مُحَمَّد نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَا نَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطْلُبُوا الْفَضْلَ عِنْدَ الرُّحَمَاءِ مِنْ أُمَّتِي تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنَّ فِيهِمْ رَحْمَتِي وَلَا تَطْلُبُوا مِنَ الْقَاسِيَةِ قُلُوبهم فَإِنَّهُم ينتظرون سخطي

282 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ نَا مُحَمَّد بن عبيد الله السراج نَا الْمُبَارك بن عبد الْخَالِق الْمدنِي نَا سعيد بن مُحَمَّد الْمدنِي نَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقِيلُوا السَّخِيَّ زَلَّتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ

283 - حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر الضَّرِير نَا عبيد الله بن عمر القواريري نَا حَكِيم بن خذام عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أَبُو الْقَاسِم الله يُعْطي وَأَنا أقسم

284 - حَدثنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي نَا مُحَمَّد بن عرْعرة دثني سُكَيْنٌ أَبُو سِرَاجٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَسْتَكْمِلُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ قُلْتُ وَمَا هُنَّ قَالَ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَبَذْلُ السَّلَامِ

285 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا يزِيد بن هَارُون أَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا وَأَنَا مُقَاسِمُكَ وَعِنْدِي امْرَأَتَانِ فَأَنَا مُطَلِّقٌ إِحْدَاهُمَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا فَقَالَ لَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ

286 - حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة الْعَبْدي أَنا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَآنِي مُقْبِلًا قَالَ هُمُ الأخسرون وَرب الْكَعْبَة قلت مَالِي لعَلي أُنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِي وَأمي فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا فحتى بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ

287 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا يزِيد بن هَارُون أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الزِّنَّادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إِن الله تَعَالَى يَقُول أَنْفقُوا أنْفق عَلَيْكُم

288 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد يَعْنِي ابْن حَنْبَل دثني أبي نَا روح بن عبَادَة نَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الله بَاعَ أَرضًا لَهُ بِسبع مئة أَلْفِ دِرْهَمٍ فَبَاتَ لَيْلَةً عِنْدَهُ ذَلِكَ الْمَالُ فَبَاتَ أرقا من فخامة ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى أَصْبَحَ فَفَرَّقَهُ

289 - حَدثنَا يَمُوت بن المزرع نَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَاقِفًا بِبَابِ أَبِي دُلَفَ الْعِجْلِيِّ فِي الكرج فِي نَاس من الشُّعَرَاء والمسترفدين قد اتخذنا ظُهُورَ دَوَابِّنَا مَسَاطِبَ نُطَالِبُ بِالْإِذْنِ لَنَا عَلَيْهِ إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ الْأَمِير يقْرَأ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَيَقُولُ إِنَّهُ لَا شَيْءَ لَكُمْ عِنْدَنَا فَانْصَرِفُوا فَوَرَدَ عَلَيْنَا جَوَابٌ لَا نَحِيرُ مَعَه جَوَابًا فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ غُلَامٌ آخَرُ فَقَالَ ادْخُلُوا فَدَخَلْنَا فَأَلْفَيْنَاهُ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ ينكت بخيزرانة بِيَدِهِ الْأَرْضَ فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ وَأَشَارَ إِلَيْنَا فَجَلَسْنَا فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَجَبْتُكُمْ بِالْجَوَابِ عَلَى لِسَانِ الْخَادِمِ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ ضِيقَةٍ قَدْ عَلِمَهَا

اللَّهُ وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ الْخَادِمُ بِالْجَوَابِ إِلَيْكُمْ ذكرت بَيْتا وَهُوَ قَول الشَّاعِر من // الوافر // (وَقَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ عَلَيْكَ دَيْنًا ... فَزِدْ رَقْمِ دَيْنِكَ وَاقْضِ دَيْنِي) وَاللَّهِ لَأَزِيدَنَّ فِي رقم ديني ولأقضين ديونكم يَا غُلَام أحضرني تجار الكرج فَحَضَرُوا فَعَامَلَهُمْ عَلَى مَالٍ أَرْضَانَا بِهِ عَنْ آخِرنَا

290 - أَنْشدني إِبْرَاهِيم بن الْمُغلس الْيَشْكُرِي من // الطَّوِيل // (يَقُولُ رِجَالٌ قَدْ جَمَعْتَ دَرَاهِمًا ... وَكَيْفَ وَلَمْ أُخْلَقْ لِجَمْعِ الدَّرَاهِمِ) (أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ دَرَاهِمِي ... بِذَا الدَّهْرِ نَهْبًا فِي صديق وغارم) (وَمَا النَّاسُ إِلَّا جَامِعٌ أَوْ مُضَيِّعٌ ... وَذُو تَعب يَسْعَى لَآخَرَ نَائِمِ) (يَلُومُ أُنَاسٌ فِي الْمَكَارِمِ وَالْعُلَى ... وَمَا جَاهِلٌ فِي أَمْرِهِ مِثْلَ عَالِمِ) (لَقَدْ أَمِنَتْ مِنِّي الدَّرَاهِمُ جَمْعَهَا ... كَمَا أَمِنَ الْأَضْيَافُ مِنْ بُخْلِ حَاتِمٍ)

291 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ

أَصبَحت كَمَا قَالَ الشَّاعِر من // الْبَسِيط // (فَإِنْ تُصِبْكَ مِنَ الْأَيَّامِ جَائِحَة ... لَمْ تَبْكِ مِنْكَ عَلَى دُنْيَا وَلَا دِينِ) قَالَ وَمَا ذَاكَ يَا أَعْرَجُ قَالَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُفَقِّهُ النَّاسَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ يُطْعِمُ النَّاسَ فَمَا بَقَّيَا لَكَ فَأَحْفَظَهُ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَى ابْنَيْ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَهُمَا بَدِّدَا عَنِّي جَمْعَكُمَا وَمَنْ ضَوَى إِلَيْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قُلْ لِابْنِ الزُّبَيْرِ يَقُول لَك ابْنا عَبَّاسٍ وَاللَّهِ مَا يَأْتِينَا مِنَ النَّاسِ غَيْرُ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ طَالِبُ عِلْمٍ وَرَجُلٌ طَالِبُ فَضْلٍ فَأَي هذَيْن نمْنَع فَأَنْشَأَ أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة يَقُول من // الْبَسِيط // (لله در اللَّيَالِي كَيفَ تضحكنا ... مِنْهَا خُطُوبٌ أَعَاجِيبٌ وَتُبْكِينَا) (وَمِثْلُ مَا تُحْدِثُ الْأَيَّامُ من غير ... وَابْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الدُّنْيَا يُلَهِّينَا) (كُنَّا نَجِيءُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَيُقْبِسُنَا ... فِقْهًا وَيُكْسِبُنَا أَجْرًا وَيَهْدِينَا) (وَلَا يَزَالُ عُبَيْدُ اللَّهِ مُتْرَعَةٌ ... جِفَانُهُ مُطْعِمًا ضعفى ومسكينا) (فالبر وَالدِّينُ وَالدُّنْيَا بِدَارِهِمَا ... نَنَالُ مِنْهُ الَّذِي نَبْغِي إِذَا شِينَا) (إِنَّ النَّبِيَّ هُوَ النُّورُ الَّذِي كُشِفَتْ ... بِهِ عَمَايَاتُ مَاضِينَا وَبَاقِينَا) (وَرَهْطُهُ عِصْمَةٌ فِي دِينِنَا وَلَهُمْ ... فَضْلٌ عَلَيْنَا وَحَقٌّ وَاجِبٌ فِينَا) (فَفِيمَ تَمْنَعُنَا مِنْهُمْ وَتَمْنَعَهُمْ ... مِنَّا وَتُؤْذِيهِمُ فِينَا وتؤذينا)

292 - أَنْشدني الْحسن بن أَيُّوب الْعَبْدي من // الوافر //

(وَلَكِنَّ الْكَرِيمَ أَبَا هِشَامٍ ... وَفِيُّ الْعَهْدِ مَأْمُونُ الْغُيُوبِ) (بَطِيءٌ عَنْكَ مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ ... وَطَلَّاعٌ عَلَيْكَ مَعَ الْخُطُوبِ)

293 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس دثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنَّ لِهَذَا الْخَيْرِ خَزَائِنَ وَجُعِلَ لَهُ مَفَاتِيحُ وَمَفَاتِيحُهُ الرِّجَالُ فَطُوبَى لِرَجُلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ وَمِغْلَاقًا لِلشَّرٍّ وَوَيْلٌ لِرَجُلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ وَمِفْتَاحًا لِلشَّرِّ

294 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا خَالِد بن خِدَاش نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيحَ وَإِنَّ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ مِنْ مَفَاتِيحِ الْخَيْرِ

295 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَرِضَ جَعْفَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ فَأَتَاهُ هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ

الْبَجَلِيُّ يَعُودُهُ فَشَكَا إِلَيْهِ دَيْنَهُ وَقَالَ مَا هَهُنَا شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ دَيْنِي فَقَالَ لَهُ هُرَيْمٌ عَلَيَّ دَيْنُكَ قَالَ فَبَرَأَ جَعْفَرٌ مِنْ مَرَضِهِ فَقِيلَ لِهُرَيْمٍ مِنْ أَيْنَ كُنْتَ تَقْضِي دينه قَالَ نَوَيْت أَن أبيع دَاري وأقضي دينه

296 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ نَا هِشَام بن خَالِد الْأَزْرَق أَبُو مَرْوَان نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ هِشَامًا قَضَى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَقَالَ لَا تَعُدْ تَدَّانُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَمِعت سعيد بن الْمسيب يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُلْسَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ

297 - حَدثنَا أَبُو الْحَارِث مُحَمَّد مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا جحدر بن الْحَارِث الْبكْرِيّ نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الْجَنَّةُ دَارُ الْأَسْخِيَاءِ

298 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا بشر بن آدم نَا جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي نَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ قَالَ لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ نَبِيٍّ قَطُّ فِيمَا خَلَا مِنَ الدُّنْيَا أَفْضَلَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ لِقَاءً وَلَا أَسْمَحَ أَكُفًّا

299 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حُجَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدَّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وكرم ضريبته

300 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مَلِيحُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَابِدَ يَقُولُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ مِنَ السَّخَاءِ هَكَذَا وَحَثَا بِيَدَيْهِ

301 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا يحيى بن بكير دثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَذْكُرُ

أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ إِنِّي لَبَخِيلٌ إِنْ كَانَ لِي ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ لَا أُقْرِضُ اللَّهَ تَعَالَى أَحدهَا

302 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس نَا أَبَو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ جَاءَ سَائِلٌ وَابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ فَسَأَلَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا سَائِلُ أُرَاهُ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَتُصَلِّي الْخَمْسَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ نَعَمْ قَالَ حَقٌّ عَلَيْنَا أَنْ نَصِلَكَ قَالَ فَنَزَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ فَطَرَحَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا كَانَ فِي حِفْظٍ مِنَ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ مِنْهُ رقْعَة

303 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ نَا عُبَيْس أَبُو عُبَيْدَة قَالَ كَانَ الْحَسَنُ إِذَا اشْتَرَى شَيْئًا وَكَانَ فِي ثَمَنِهِ كَسْرٌ جَبَرَهُ لِصَاحِبِهِ قَالَ وَمَرَّ الْحَسَنُ بِقَوْمٍ يَقُولُونَ نَقْصُ دَانِقٍ وَزِيَادَةُ دَانِقٍ فَقَالَ مَا هَذَا لَا دَيْنَ إِلَّا بِمُرُوءَةٍ

304 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نَا إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الْقرشِي نَا فَضَالَةُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ شَهِدْتُ الْحَسَنَ بَاعَ بغلة لَهُ فَقَالَ لَهُ الْمُشْتَرِي حُطَّ لِي شَيْئًا يَا أَبَا سَعِيدٍ قَالَ لَكَ خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَزِيدُكَ قَالَ لَا قَدْ رَضِيتُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ

305 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ كَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى مَنْ رَأَيْتُ قَطُّ كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَاءَهُ وَسَأَلَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يبْق شَيْءٌ تَسَلَّفَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيُعْطُونَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ شَيْءٌ حَلَفُوا لَهُ أَنَّهُ لم يبْق مَعَهم شَيْء فيستسلف مِنْ عُبَيْدَةَ فَيَقُولُ لِأَحَدِهِمْ يَا فُلَانُ أَسْلِفْنِي كَمَا تَعْرِفُ وَأُضَعِّفَ لَكَ كَمَا تَعْلَمُ فَيُسَلِّفُونَهُ وَلَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا وَرُبَّمَا جَاءَهُ السَّائِلُ فَلَا يَجِدُ مَا يُعْطِيهِ فَيَتَغَيَّرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَجْهُهُ فَيَقُولُ لِلسَّائِلِ أَبْشِرْ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِخَير قَالَ فيقض اللَّهُ لِابْنِ شِهَابٍ عَلَى قَدْرِ صَبْرِهِ وَاحْتِمَالِهِ

306 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا عبيد الله بن عمر القواريري نَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين قَالَ

تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ امْرَأَةً فَبَعَثَ إِلَيْهَا بمئة جَارِيَةٍ مَعَ كُلِّ جَارِيَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ

307 - حَدثنِي أَحْمد بن سهل العسكري نَا مُحَمَّد بن يزِيد الواسي دثني صَدِيقٌ لِي أَنَّ أَعْرَابِيًّا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ فَقَالَ يَا قَوْمُ أَرَى وُجُوهًا وَضِيئَةً وَأَخْلَاقًا رَضِيَّةً فَإِنْ تَكُنِ الْأَسْمَاءُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ فقد سعدت بكم أمكُم تسموا بِأَبِي أَنْتُمْ قَالَ أَحَدُهُمْ أَنَا عَطِيَّةُ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا كَرَامَةُ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا عَبْدُ الْوَاسِعِ وَقَالَ الْآخَرُ أَنَا فَضِيلَةُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ من // الْكَامِل // (كَرَمٌ وَبَذْلٌ وَاسِعٌ وَعَطِيَّةٌ ... لَا أَيْنَ أَذْهَبُ أَنْتُمُ عَيْنُ الْكَرَمْ) (مَنْ كَانَ بَيْنَ فَضِيلَة وكرامة ... لَا ريب فِيهِ فقد فقا عَيْنَ الْعَدَمْ) قَالَ فَكَسَوْهُ وَأَحْسَنُوا إِلَيْهِ وَانْصَرَفَ شاكرا

308 - حَدثنِي أخي أَحْمد بن جَعْفَر نَا الْحسن بن عَرَفَة نَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ السَّخِيَّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ من النَّار

309 - حَدثنَا أَبُو مَنْصُور وَهُوَ نصر بن دَاوُد الخلنجي نَا يحيى بن أَيُّوب نَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ

كَانُوا يَكْرَهُونَ أَخْلَاقَ التُّجَّارِ وَنَظَرَهُمْ فِي مَدَاقِّ الْأُمُور وَكَانُوا يحبونَ أَن يُقَال فِيهِ غَفلَة السَّادة

310 - حَدثنَا عَليّ بن الْأَعرَابِي نَا عَليّ بن عَمْرو وَقَالَ نَزَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَنْزِلًا مُنْصَرَفَهُ مِنَ الشَّامِ نَحْوَ الْحِجَازِ فَطَلَبَ غِلْمَانُهُ طَعَامًا فَلَمْ يَجِدُوا فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ مَا يَكْفِيهِمْ لِأَنَّهُ كَانَ مَرَّ بِهِ زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ فَأَتَوْا عَلَى مَا فِيهِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لِوَكِيلِهِ اذْهَبْ فِي هَذِه الْبَريَّة فلعلك أَنْ تَجِدَ رَاعِيًا أَوْ تَجِدَ أَخْبِيَةً فِيهَا لَبَنٌ أَوْ طَعَامٌ فَمَضَى الْقَيِّمُ وَمَعَهُ غِلْمَانُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَدَفَعُوا إِلَى عَجُوزٍ فِي خِبَاءٍ فَقَالُوا هَلْ عِنْدَكِ مِنْ طَعَامٍ نَبْتَاعَهُ مِنْكِ قَالَت أما طَعَام أبيعه فَلَا وَلَكِن عِنْدِي مَا إِلَيْهِ حَاجَةٌ لِي وَلِبَنِيِّ قَالُوا وَأَيْنَ بَنُوكِ قَالَتْ فِي رَعْيٍ لَهُمْ وَهَذَا أَوَانُ أَوْبَتِهِمْ قَالُوا فَمَا أَعْدَدْتِ لَكِ وَلَهُمْ قَالَتْ خُبْزَةً وَهِيَ تَحْتَ مَلَّتِهَا أَنْتَظِرُ بِهَا أَنْ يَجِيئُوا قَالُوا فَمَا هُوَ غَيْرُ ذَلِكَ قَالَتْ لَا قَالُوا فَجُودِي لَنَا بِنِصْفِهَا قَالَتْ أَمَّا النِّصْفُ فَلَا أَجود بهَا وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتُمُ الْكُلَّ فَشَأْنُكُمْ بِهَا قَالُوا وَلم تَمْنَعِينَ النِّصْفَ وَتَجُودِينَ بِالْكُلِّ قَالَتْ لِأَنَّ إِعْطَاءَ الشّطْر نقيصة وَإِعْطَاء الْكل فَضِيلَة فَأَنا أَمْنَعُ مَا يَضَعُنِي وَأَمْنَحُ مَا يَرْفَعُنِي فَأَخَذُوا الْمَلَّةَ وَلَمْ تَسْأَلْهُمْ مَنْ هُمْ وَلَا مِنْ أَيْن جاؤوا فَلَمَّا أَتَوْا بِهَا عُبَيْدَ اللَّهِ وَأَخْبَرُوهُ بِقِصَّةِ الْعَجُوزِ عَجِبَ وَقَالَ ارْجِعُوا

إِلَيْهَا فاحملوها إِلَيّ السَّاعَة السَّاعَة فَرَجَعُوا فَقَالُوا انْطَلِقِي نَحْوَ صَاحِبِنَا فَإِنَّهُ يُرِيدُكِ قَالَتْ وَمَنْ هُوَ صَاحبكُم أَصْحَبهُ الله السَّلَامَةَ قَالُوا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَتْ مَا أَعْرِفُ هَذَا الِاسْمَ فَمَنْ بَعْدَ الْعَبَّاسِ قَالُوا الْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ هَذَا وَأَبِيكُمُ الشَّرَفُ الْعَالِي ذِرْوَتُهُ الرَّفِيعُ عِمَادُهُ هِيهِ أَبُو هَذَا عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا نَعَمْ قَالَتْ عَمٌّ قَرِيبٌ أَمْ عَمٌّ بَعِيدٌ قَالُوا عَمٌّ هُوَ صِنْوُ أَبِيهِ وَهُوَ عَصَبَتُهُ قَالَتْ وَيُرِيدُ مَاذَا قَالُوا يُرِيدُ مُكَافَأَتَكِ وَبِرَّكَ قَالَتْ عَلَامَ قَالُوا عَلَى مَا كَانَ مِنْكِ قَالَتْ أَوْهِ لَقَدْ أَفْسَدَ الْهَاشِمِيُّ بَعْضَ مَا أَثَّلَ لَهُ ابْنُ عَمِّهِ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مَا فَعَلْتُ مَعْرُوفًا مَا أَخَذْتُ بِذَنَبِهِ فَكَيْفَ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يَجِبُ عَلَى الْخَلْقِ أَنْ يُشَارك بَعضهم فِيهِ بَعْضًا قَالَ فَانْطَلِقِي فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يَرَاكِ قَالَتْ قَدْ تَقَدَّمَ مِنْكُمْ وَعِيدٌ مَا أَجِدُ نَفْسِي تَسْخُو بالحركة مَعَه قَالُوا فَأَنت بِالْخِيَارِ إِن بدا لَك شَيْء بَين أَخذه أَو تَركه قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذْ كَانَ هَذَا أَوَّلَهُ قَالُوا فَلَا بُدَّ من أَن تنطلقي إِلَيْهِ قَالَت فَإِنِّي أَنْهَضُ عَلَى كُرْهٍ إِلَّا لِوَاحِدَةٍ قَالُوا وَمَا هِيَ قَالَتْ أَرَى وَجْهًا هُوَ جَنَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِ ثُمَّ قَامَتْ فَحَمَلُوهَا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّهِ فَلَمَّا صَارَتْ إِلَيْهِ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهَا السَّلَام وَقرب مجلسها وَقَالَ مِمَّن أَنْت فَقَالَت أَنا من كلب قَالَ فَكَيْفَ حَالُكِ قَالَتْ أَجِدُ الْقَائِتَ وَأَسْتَمْرِيهِ وَأَهْجَعُ أَكْثَرَ اللَّيْلِ وَأَرَى قُرَّةَ الْعَيْنِ مِنْ وَلَدٍ بَارٍّ وَكَنَّةٍ رَضِيَّةٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْء

إِلَّا وَقد وجدته وأخذته وَإِنَّمَا أنتطر أَنْ يَأْخُذَنِي قَالَ مَا أَعْجَبَ أَمَرَكِ كُلَّهُ قَالَتْ قِفْنِي عَلَى أَوَّلِ عَجَبِهِ قَالَ بَذْلُكِ لنا مَا كَانَ فِي حواك فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَى الْقَيِّمِ فَقَالَتْ هَذَا مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَمَا قَالَتْ لَكَ فَأَخْبَرَهُ فَازْدَادَ تَعَجُّبًا وَقَالَ خَبِّرِينِي فَمَا ادَّخَرْتِ لِبَنِيكِ إِذَا انْصَرَفُوا قَالَتْ مَا قَالَ حَاتِم طَيئ من // الْكَامِل // (وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطُّوَى وَأَظَلُّهُ ... حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ الْمَأْكَلِ) فَازْدَادَ مِنْهَا عُبَيْدُ اللَّهِ تَعَجُّبًا وَقَالَ أَرَأَيْتِ لَوِ انْصَرَفَ بَنُوكِ وَهُمْ جِيَاعٌ وَلَا شَيْءَ عِنْدَكِ مَا كُنْتِ تَصْنَعِينَ بِهِمْ قَالَتْ يَا هَذَا لَقَدْ عَظُمَتْ هَذِه الخبزة عنْدك وَفِي عَيْنك حَتَّى أَنْ صِرْتَ لَتُكْثِرُ فِيهَا مَقَالَكَ وَتَشْغَلُ بذكرها بالك اله عَن هَذِه وَمَا أشبهه فَإِنَّهُ يُفْسِدُ النَّفْسَ وَيُؤَثِّرُ فِي الْحِسِّ فَازْدَادَ تَعَجُّبًا ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ انْطَلِقْ إِلَى فِتْيَانِهَا فَإِذَا أَقْبَلَ بَنُوهَا فَجِئْنِي بِهِمْ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَأْتُونَكَ إِلَّا بِشَرِيطَةٍ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَتْ لَا تَذْكُرْ لَهُمْ مَا ذَكَرْتَهُ لِي فَإِنَّهُمْ شَبَابٌ أَحْدَاثٌ تُحْرِجُهُمُ الْكَلِمَةُ وَلَا آمَنُ بَوَادِرَهُمْ إِلَيْكَ وَأَنْتَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الرَّفِيعِ وَالشَّرَفِ الْعَالِي فَإِذَا نَحْنُ مِنْ شَرّ الْعَرَب جورا فَازْدَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ تَعَجُّبًا وَقَالَ لَهَا سَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتِ بِهِ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ لِلْغُلَامِ انْطَلِقْ فَاقْعُدْ بِحِذَاءِ الْخِبَاءِ الَّذِي رَأَيْتَنِي فِي ظِلِّهِ فَإِذَا أَقْبَلَ ثَلَاثَةٌ أَحَدُهُمْ دَائِمُ الطَّرْفِ نَحْوَ الْأَرْضِ قَلِيلُ الْحَرَكَةِ كَثِيرُ السُّكُونِ فَذَاكَ الَّذِي إِذَا خَاصَمَ أَفْصَحَ وَإِذَا طَلَبَ أَنْجَحَ وَالْآخَرُ دَائِمُ النَّظَرِ كَثِيرُ الْحَذَرِ لَهُ أُبَّهَةٌ قَدْ كلمت مِنْ حَسَبِهِ وَأَثَّرَتْ فِي نَسَبِهِ فَذَاكَ الَّذِي إِذَا قَالَ فَعَلَ وَإِذَا ظُلِمَ قَتَلَ وَالْآخَرُ كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ وَكَأَنَّهُ يَطْلُبُ الْخَلْقَ بِثَأْرٍ فَذَاك الْمَوْت المائت هُوَ وَالله وَالْمَوْت قِسْمَانِ فَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ سَلَامِي وَقُلْ

لَهُمْ تَقُولُ لَكُمْ وَالِدَتُكُمْ لَا يُحْدِثَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَمْرًا حَتَّى تَأْتُوهَا فَانْطَلَقَ الْغُلَامُ فَلَمَّا جَاءَ الْفتية أخْبرهُم فَمَا قَعَدَ قَائِمُهُمْ وَلَا شَدَّ جَمْعُهُمْ حَتَّى تَقَدَّمُوا سِرَاعًا فَلَمَّا دَنَوْا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَأَوْا أُمَّهُمْ سَلَّمُوا فَأَدْنَاهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنْ مَجْلِسِهِ وَقَالَ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكُمْ وَلَا إِلَى أُمِّكُمْ لِمَا تَكْرَهُونَ قَالُوا فَمَا بَعْدَ هَذَا قَالَ أُحِبُّ أَنْ أُصْلِحَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَأُلِمَّ مِنْ شَعَثِكُمْ قَالُوا إِنَّ هَذَا قَلَّ مَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ سُؤَالٍ أَوْ مُكَافَأَةٍ لِفِعْلٍ قَدِيمٍ قَالَ مَا هُوَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ جَاوَرَتُكُمْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَطَرَ بِبَالِي أَنْ أَضَعَ بَعْضَ مَالِي فِيمَا يُحِبُّ الله قَالُوا يَا هَذَا إِنَّ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ لَا يَجِبُ لَنَا إِذْ كُنَّا فِي خَفْضٍ مِنَ الْعَيْشِ وَكِفَافٍ مِنَ الرِّزْقِ فَإِنْ كُنْتَ هَذَا أَرَدْتَ فَوَجِّهْهُ نَحْوَ مَنْ يَسْتَحِقُّهُ وَإِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ النَّوَالَ مُبْتَدِئًا لَمْ يَتَقَدَّمْهُ سُؤَالٌ فَمَعْرُوفُكَ مَشْكُورٌ وَبِرُّكَ مَقْبُولٌ فَأَمَرَ لَهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَعِشْرِينَ نَاقَةً وَحَوَّلَ أَثْقَالَهُ إِلَى الْبِغَالِ وَالدَّوَابِّ وَقَالَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِيَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ مَنْ يُشْبِهُ هَذِهِ الْعَجُوزَ وَهَؤُلَاءِ الْفِتْيَانَ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ لِفِتْيَانِهَا لِيَقُلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ فِي هَذَا الشَّرِيفِ وَلَعَلَيَّ أَنْ أُعِينَكُمْ فَقَالَ الْكَبِيرُ من // المتقارب // (شَهِدْتُ عَلَيْكَ بِطِيبِ الْكَلَامِ ... وَطِيبِ الْفِعَالِ وَطِيبِ الْخَبَرْ) وَقَالَ الْأَوْسَطُ (تَبَرَّعْتَ بِالْجُودِ قَبْلَ السُّؤَالِ ... فِعَالَ كَرِيمٍ عَظِيمِ الْخَطَرْ) وَقَالَ الْأَصْغَرُ (وَحُقَّ لِمَنْ كَانَ ذَا فِعْلَهُ ... بِأَنْ يَسْتَرِقَّ رِقَاب الْبشر)

وَقَالَتِ الْعَجُوزُ (فَعَمَّرَكَ اللَّهُ مِنْ مَاجِدٍ ... وَوُقِّيتَ سوء الردى والحذر) قَالَ الخرائطي وناه أَيْضًا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبْعِيُّ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ قَالَ نَزَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً

311 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ نَا أبي نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ عَن عَليّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ قَالَ نَعَمْ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ لَا يَفْعَلَهُ سَكَتَ وَكَانَ لَا يَقُولُ لِشَيْءٍ لَا فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَسَأَلَهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ ثمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ النَّبِي سَلْ كَهَيْئَةِ الْمُنْتَهِرِ لَهُ سَلْ مَا شِئْتَ يَا أَعْرَابِي فغبطناه وَقُلْنَا الْآن يسْأَله الْجنَّة فَقَالَ أَسْأَلُكَ رَاحِلَةً قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ سَلْ قَالَ وَرَحْلَهَا قَالَ لَكَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ سَلْ قَالَ أَسأَلك زادا قَالَ وَذَاكَ لَكَ قَالَ فَعَجِبْنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطُوا الْأَعْرَابِيَّ مَا سَأَلَ قَالَ فَأُعْطِيَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ بَيْنَ مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِيِّ وَعَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُوسَى لَمَّا أُمِرَ أَنْ يَقْطَعَ الْبَحْرَ فَانْتَهَى إِلَيْهِ ضَرَبَ وجُوهَ الدَّوَابِّ فَرَجَعَتْ فَقَالَ مُوسَى مَالِي يَا رَبِّ قَالَ إِنَّكَ عِنْدَ قَبْرِ يُوسُفَ فَاحْمِلْ عِظَامَهُ مَعَكَ قَالَ وَقَدِ اسْتَوَى الْقَبْرُ بِالْأَرْضِ فَجَعَلَ مُوسَى لَا يَدْرِي أَيْنَ هُوَ فَسَأَلَ هَلْ يَدْرِي أَحَدٌ مِنْكُمْ أَيْنَ هُوَ فَقَالُوا إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ فَعَجُوزُ بَنِي فُلَانٍ لَعَلَّهَا تَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مُوسَى فَانْتَهَى إِلَيْهَا الرَّسُولُ قَالَتْ مَالَكُمْ قَالُوا انْطَلِقِي إِلَى مُوسَى فَلَمَّا

أَتَتْهُ قَالَ لَهَا تَعْلَمِينَ أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَدُلِّينَا عَلَيْهِ قَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِيَنِي مَا أَسْأَلُكَ قَالَ لَهَا لَكِ ذَلِكَ قَالَتْ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي الدَّرَجَةِ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا فِي الْجَنَّةِ قَالَ سَلِي الْجَنَّةَ قَالَتْ لَا وَاللَّهِ لَا أَرْضَى إِلَّا أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَجَعَلَ مُوسَى يُرَادُّهَا قَالَ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يَنْقُصُكَ شَيْئًا فَأَعْطَاهَا وَدَلَّتْهُ عَلَى الْقَبْرِ فَأَخْرَجُوا الْعِظَامَ وجاوزوا الْبَحْر

312 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الربعِي نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ مِلْحَانَ بْنِ عَرْكِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده جليس بن زِيَاد وَكَانَ قَدْ خَلَفَ عَلَى النُّوَارِ امْرَأَةِ حَاتِمٍ وَكَانَ لَهَا مِنْ حَاتِمٍ عَدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا حَاتِمٍ وَسِفَّانَةُ بِنْتُ حَاتِمٍ قَالَ إِسْحَاقُ وَزَعَمَ غير الْهَيْثَم أَن عديا أمه ماوية بنت عَفْزَرَ قَالَ الْهَيْثَمُ قَالَ مِلْحَانُ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِلنُّوَارِ أَيْ أُمَّهْ حدثينا بِبَعْض أَمر حَاتِم قَالَت كل أمره كَانَ عَجَبًا وَلَأُخْبِرَنَّكُمْ عَنْهُ بِعَجَبٍ أَصَابَتْنَا سَنَةٌ اقْشَعَرَّتْ لَهَا الْأَرْضُ وَاغْبَرَّ لَهَا أُفُقُ السَّمَاءِ وراحت الْإِبِل حدبا حدابير وضنت المراضع على أَوْلَادهَا وحلقت السَّنَةُ الْمَالَ وَأَيْقَنَّا أَنَّهَا الْهَلَاكُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي لَيْلَةٍ صَنْبَرَةٍ بَعِيدَةٍ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ إِذْ تضاغى أصيبيتنا عَبْدُ اللَّهِ وَعَدِيُّ وَسِفَّانَةُ فَقَامَ إِلَى الصَّبِيَّيْنِ وَقُمْتُ إِلَى الصَّبِيَّةِ فَوَاللَّهِ مَا سَكَتُوا إِلَّا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ

اللَّيْلِ قَالَتْ ثُمَّ بَسَطْنَا قَطِيفَةً لَنَا شَامِيَّةً ذَات خمل فأنمنا الأصيبية عَلَيْهَا ونمت أَنا وَهُوَ حُجْرَةٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ يُعِلُّنِي الْحَدِيثَ فَعَرَفْتُ مَا يُرِيدُ فَتَنَاوَمْتُ وَمَا يَأْتِينِي نَوْمٌ فَقَالَ مَالهَا أَنَامَتْ فَسَكَتُّ فَلَمَّا تَهَوَّرَتِ النُّجُومُ وَادْلَهَمَّ اللَّيْلُ وسكتت الْأَصْوَاتُ وَهَدَأَتِ الرِّجْلُ إِذَا شَيْءٌ قَدْ رَفَعَ كسر الْبَيْت تَعْنِي مُؤَخَّرَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالَتْ جَارَتُكَ فُلَانَةُ قَالَ وَيلك مَالك قَالَت الشَّرّ أَتَيْتُك من عِنْد أصيبية يَتَعَاوَوْنَ تَعَاوِيَ الذِّئَابِ مِنَ الْجُوعِ فَمَا وَجَدْتُ عَلَى أَحَدٍ مُعَوَّلًا إِلَّا عَلَيْكَ يَا أَبَا عَدِيٍّ قَالَ أَعْجِلِيهِمْ قَالَتْ فَهَبَبْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَاذَا صنعت فوَاللَّه لقد تضاغى أصيبيتك من الْجُوع فَمَا أصبت مَا نعللهم بِهِ إِلَّا بِالنَّوْمِ وَتَأْتِينَا هَذِهِ الْآنَ وَأَوْلَادُهَا قَالَ اسْكُتِي فَوَاللَّهِ لَأُشْبِعَنَّكِ وَإِيَّاهُمْ وَجَعَلْتُ أَقُولُ وَمِنْ أَيْنَ فَوَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ شَيْئًا فَأَقْبَلَتِ الْمَرْأَة تحمل اثْنَيْنِ وَيَمْشي جانبيها أَرْبَعَةٌ كَأَنَّهَا نَعَامَةٌ حَوْلَهَا رِئَالُهَا فَقَامَ إِلَى فرسه حلاب فَوَجَأَ لَبَّتَهُ بِمُدْيَتِهِ فَخَرَّ ثُمَّ قَدَحَ زَنْدَهُ وَجمع حَطَبَهُ ثُمَّ كَشَطَ عَنْ جِلْدِهِ وَدَفَعَ الْمُدْيَةَ إِلَى الْمَرْأَة ثمَّ قَالَ ابغني صِبْيَانَكِ فَبَغَيْتُهُمْ فَاجْتَمَعْنَا جَمِيعًا عَلَى اللَّحْمِ فَقَالَ حَاتِم سوءة تَأْكُلُونَ دون أهل الصرم قَالَ فَجَعَلَ يَأْتِي بَيْتًا بَيْتًا وَيَقُولُ يَا هَؤُلَاءِ هبوا وَعَلَيْكُمُ النَّارَ قَالَتْ فَاجْتَمَعُوا وَالْتَفَعَ بِثَوْبِهِ نَاحِيَةً يَنْظُرُ إِلَيْنَا لَا وَاللَّهِ مَا ذَاقَ مِنْهُ مُزْعَةً وَإِنَّهُ لَأَحْوَجُهُمْ إِلَيْهِ ثُمَّ أَصْبَحْنَا وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُ إِلَّا عَظْمٌ أَوْ

حافر فَأَنْشَأَ حَاتِم يَقُول من // الْبَسِيط // (مَهْلًا نُوَارُ أَقِلِّي اللَّوْمَ وَالْعَذْلَا ... وَلَا تَقُولِي لِشَيْءٍ فَاتَ مَا فَعَلَا)

313 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا عبد الرَّحْمَن بن يحيى العذري نَا هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِبُ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ الْمُحَرَّرِ بْنِ الْوَلِيدِ وَالْوَلِيدُ مَوْلًى لِأَبِي هُرَيْرَة عَن مُحرز مولى أبي هُرَيْرَة عَن مُحَرر بن أبي هُرَيْرَة قَالَ مَرَّ نَفَرٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِقَبْرِ حَاتِمِ طَيِّئٍ فَنَزَلُوا قَرِيبًا مِنْهُ فَقَامَ إِلَيْهِ بَعضهم فَجعل يرْكض قَبره بِرجلِهِ وَيَقُول أَبَا الْجَعْرَاءِ أَقْرِنَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ مَا تخاطب من رمة قد بليت وأجنهم اللَّيْلُ فَنَوَّمُوا فَقَامَ صَاحِبُ الْقَوْلِ فَزِعًا فَقَالَ يَا قَوْمِ عَلَيْكُمْ مَطِيَّكُمْ فَإِنَّ حَاتِمًا أَتَانِي فِي النّوم فأنشدني شعرًا وَقد حفظته يَقُول من // المتقارب // (أَبَا خَيْبَرِيٍّ وَأَنْتَ امْرُؤٌ ... ظَلُومُ الْعَشِيرَةِ شَتَّامُهَا) (أَتَيْتَ بِصَحْبِكَ تَبْغِي الْقِرَى ... لَدَى حُفْرَةٍ صَخِبٍ هَامُهَا) (تَبْغِي لِيَ الذَّنْبَ عِنْدَ الْمَبِيتِ ... وَحَوْلَكَ طَيُّ وَأَنْعَامُهَا) (فَإِنَّا سَنُشْبِعُ أَضْيَافَنَا ... وَنَأْتِي الْمطِي فنعتامها)

قَالَ وَإِذَا نَاقَةُ صَاحِبِ الْقَوْلِ تَكُوسُ عَقِيرًا فنحروها وَبَاتُوا يشوون ويأكلون وَقَالُوا قد وَالله أَضَافَنَا حَاتِمٌ حَيًّا وَمَيِّتًا قَالَ أَبُو مِسْكِينٍ عَنْ يَاسِرِ بْنِ بِسْطَامٍ قَالَ حَقَّقَ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ الْعَرَبِ قَوْلُ ابْنِ دَارَةَ الْغَطَفَانِيِّ وَأَتَى عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ لِيَمْتَدِحَهُ فَقَالَ لَهُ أخْبرك بِمَالِي فَإِنْ رَضِيتَ فَقُلْ قَالَ وَمَا مَالُكَ قَالَ مئتا ضائنة وَعبد وَأمة وَفرس وَسلَاح فَذَاك كُلُّهُ لَكَ إِلَّا الْفَرَسَ وَالسِّلَاحَ فَإِنَّهُمَا فِي سَبِيل الله قَالَ قَدْ رَضِيتُ قَالَ فَقُلْ فَقَالَ ابْنُ دارة من // الطَّوِيل // (أَبُوكَ أَبُو سِفَّانَةَ الْخَيْرِ لَمْ يَزَلْ ... لَدُنْ شَبَّ حَتَّى مَاتَ فِي الْخَيْرِ رَاغِبَا) (بِهِ نضرب الْأَمْثَالُ فِي الشِّعْرِ مَيِّتًا ... وَكَانَ لَهُ إِذْ كَانَ حَيًّا مُصَاحِبَا) (قَرَى قَبْرُهُ الْأَضْيَافَ إِذْ نَزَلُوا بِهِ ... وَلَمْ يَقْرِ قَبْرٌ قَبْلَهُ الدَّهْرَ رَاكِبَا) وَأَصْبَحَ الْقَوْمُ وَأَرْدَفُوا صَاحِبَهُمْ وَسَارُوا فَإِذَا رَجُلٌ يُنَوِّهُ بِهِمْ رَاكِبًا عَلَى جَمَلٍ يَقُودُ آخَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَبُو الْخَيْبَرِيِّ قَالَ أَنَا قَالَ إِنَّ حَاتِمًا أَتَانِي فِي النَّوْمِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَى أَصْحَابَكَ نَاقَتَكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَكَ وَهَذَا بَعِيرٌ فَخُذْهُ فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ

314 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْفضل الربعِي نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم دثني حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ وَمَشْيَخَةٌ مِنْ مَشْيَخَةِ طَيِّئٍ قَالُوا كَانَتْ غَنِيَّةُ بِنْتُ عَفِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ أُمُّ حَاتِمِ طَيِّئٍ وَهُوَ حَاتِمُ

ابْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا سَخَاءً وَجُودًا وَكَانَ إِخْوَتُهَا يَمْنَعُونَهَا فَتَأْبَى وَكَانَتِ امْرَأَةً مُوسِرَةً فَحَبَسُوهَا فِي بَيْتٍ سَنَةً يُطْعِمُونَهَا قُوتَهَا لَعَلَّهَا تَكُفُّ عَمَّا تَصْنَعُ ثُمَّ أَخْرَجُوهَا بَعْدَ سَنَةٍ وَقد ظنُّوا أَنَّهَا تَرَكَتْ ذَلِكَ الْخُلُقَ فَدَفَعُوا إِلَيْهَا صِرْمَةً مِنْ مَالِهَا وَقَالُوا اسْتَمْتِعِي بِهَا فَأَتَتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ هوازان وَكَانَتْ تَغْشَاهَا فَسَأَلَتْهَا فَقَالَتْ دُونَكِ هَذِهِ الصِّرْمَةَ فَقَدْ وَاللَّهِ مَسَّنِي مِنَ الْجُوعِ مَا آلَيْتُ أَن لَا أمنع سَائِلًا شَيْئا ثمَّ أنشأت تَقول من // الطَّوِيل // (لَعَمْرِي لَقِدْمًا عَضَّنِي الْجُوعُ عَضَّةً ... فَآلَيْتُ أَن لَا أَمْنَعَ الدَّهْرَ جَائِعًا) (فَقُولَا لِهَذَا اللَّائِمِي الْيَوْمَ أَعْفِنِي ... فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَعُضَّ الْأَصَابِعَا) (فَمَاذَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَقُولُوا لِأُخْتِكُمْ ... سِوَى عَذْلِكُمْ أَوْ مَنْعِ مَنْ كَانَ مَانِعَا) (وَمَهْمَا تَرَوْنَ الْيَوْم إِلَّا طبيعة ... فَكيف بتركي يَا بن أم الطبائعا)

315 - أَنْشدني عَليّ بن الْحُسَيْن الوصيفي من // الْبَسِيط // (لَا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيَا وَهْيَ مُقْبِلَةٌ ... فَلَيْسَ ينقصها التبذير والسرف) (وَإِن تَوَلَّتْ فَأَحْرَى أَنْ تَجُودَ بِهَا ... فَالْحَمْدُ مِنْهَا إِذا مَا أَدْبَرَتْ خَلَفُ)

316 - أَنْشدني عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب من // الوافر // (سَأَلْنَاهُ الْجَزِيلَ فَمَا تَلَكَّا ... وَأَعْطَى فَوْقَ مُنْيَتِنَا وَزَادَا) (مِرَارًا مَا أَعُودُ إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسَّمَ ضَاحِكًا وَثَنَى الْوِسَادَا)

317 - أَنْشدني عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب أَيْضا من // الْكَامِل // (لَا يَنْكُتُونَ الْأَرْضَ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ ... لِتَطَلُّبِ الْحَاجَاتِ بِالْعِيدَانِ) (بَلْ يَبْسُطُونَ وُجُوهَهُمْ فَتَرَى لَهَا ... عِنْد اللِّقَاء كأحسن الألوان)

318 - وأنشدني عمرَان بن مُوسَى أَيْضا من // الطَّوِيل // (لَهُ فِي ذَوِي الْمَعْرُوفِ نُعْمَى كَأَنَّهَا ... مَوَاقِعُ مَاءِ الْمُزْنِ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ)

(إِذَا مَا أَتَاهُ السَّائِلُونَ تَوَقَّدَتْ ... عَلَيْهِ مَصَابِيحُ الطلاقة والبشر)

319 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ يُرْوَى عَنْ هِنْدِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ أَسْمَاءَ بْنَ خَارِجَةَ كَانَ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ فَمر بِهِ جوَار يلتقطن البعر فَقَالَ من أَنْتُنَّ فَقُلْنَ لِبَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ وَاسَوْأَتَاهُ جَوَارِي بَنِي سُلَيْمٍ يَلْتَقِطْنَ الْبَعْرَ عَلَى بَابِي يَا غُلَامُ انْثُرْ عَلَيْهِنَّ الدَّرَاهِمَ فَنَثَرَ عَلَيْهِنَّ وَجَعَلْنَ يلتقطن

320 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي نَا الْحسن بن بشر بن سلم نَا أَبِي عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ لَمْ أُعَاشِرْ أَحَدًا كَانَ أَرْحَبَ بَاعًا بِالْمَعْرُوفِ مِنْك يَا مُعَاوِيَة

321 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي نَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْمنْقري نَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُعَاوِيَةَ لَا يُخْزِينِي اللَّهُ وَلَا يَسُوءُنِي مَا أَبْقَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ أَلْفَ رِقَةٍ وَعُرُوضًا وَأَشْيَاءَ وَقَالَ خُذْهَا فاقسمها فِي أهلك

322 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ نَا عُبَيْسٌ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ مَرَّ الْحَسَنُ بِقَوْمٍ يَقُولُونَ نُقْصَانُ دَانِقٍ وَزِيَادَةُ دَانِقٍ فَقَالَ مَا هَذَا لَا دين إِلَّا بمروءة

من باب ذكر حسن المجالسة وواجب حقها

من بَابُ ذِكْرِ حُسْنِ الْمُجَالَسَةِ وَوَاجِبِ حَقِّهَا

323 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب نَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ

324 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ عَنْ جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَدَّثَ الرجل رجلا بِحَدِيثٍ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهُوَ أَمَانَةٌ

325 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عَمْرو بن خَالِد الْحَرَّانِي نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ يَا بُنَيَّ أَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِيكَ فَاحْفَظْ مِنِّي خِصَالًا ثَلَاثًا لَا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا وَلَا يَسْمَعَنَّ مِنْكَ كَذِبًا وَلَا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا

326 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ ينشد من // الطَّوِيل // (وَأَحْلَامُ عَادٍ لَا يَخَافُ جَلِيسُهُمْ ... إِذَا نَطَقَ الْعَوْرَاءَ غَرْبُ لِسَانِ) (إِذَا حُدِّثُوا لَمْ يُخْشَ سُوءُ اسْتِمَاعِهِمْ ... وَإِنْ حَدَّثُوا أَدَّوْا بِحُسْنِ بَيَان)

327 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل نَا أبي نَا سُرَيج بن النُّعْمَان نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ أَخِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ مَجْلِسٌ يُسْفَكُ فِيهِ دم حرَام ومجلس يسْتَحل يُسْتَحَلُّ فِيهِ فَرْجٌ حَرَامٌ وَمَجْلِسٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ مَالٌ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ

328 - حَدثنَا عبد الله بن أبي سعد نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن سعد الْمدنِي نَا الْمُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ

إِنْ كَانَتْ حَلْقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُشَكُّ حَتَّى تَصِيرَ كَالْإِسْوَارِ وَإِنَّ مَجْلِسَ أَبِي بَكْرٍ مِنْهَا الْفَارِغَ مَا يَطْمَعُ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَإِذَا جَاءَ جَلَسَ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بِوَجْهِهِ وألفى إِلَيْهِ حَدِيثَهُ وَسَمِعَ النَّاسَ وَطَلَعَ الْعَبَّاسُ فَتَزَحْزَحَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ مِنْ مَجْلِسِهِ فَعُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتَعْظِيمِ أَبِي بَكْرٍ الْعَبَّاسَ

329 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْقَاسِم بن يزِيد نَا سُفْيَانُ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَجَاءَهُ شَابٌّ مِنْ آلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً وَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ

330 - حَدثنَا عِيسَى بن أبي حَرْب نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَيَّاش نَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ لِأَحَدٍ لَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا

331 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير نَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ اللَّيْثِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ جَلِيسِي إِنَّ الذُّبَابَ لَيَقَعُ عَلَيْهِ فيؤذيني

332 - حَدثنَا أبويوسف يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي نَا مُحَمَّد بن عباد نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَيَّ جَلِيسِي

333 - حَدثنَا أَبُو مَنْصُور نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا أَبُو سَلمَة التَّبُوذَكِي نَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد نَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ عَظُمَتْ حَلْقَتُهُ فَبَدَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَقَالَ أَتَأْذَنُونَ فَإِنَّ لِي حَاجَةً إِنَّكُمْ جَلَسْتُمْ إِلَيَّ وَلَوْ كُنْتُ أَنَا جَلَسْتُ إِلَيْكُمْ لَمْ أُبَالِ أَنْ لَا أَكُونَ أَسْتَأْذِنُ

334 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا رواد بن الْجراح الْعَسْقَلَانِي نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُحَدِّثُ النَّاسَ فَإِذَا تَثَاءَبُوا وَمَلُّوا أَخَذَ بِهِمْ فِي غِرَاسِ الشّجر

335 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح نَا اللَّيْث دثني أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَازِمٍ وَحَفْصَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ يَقُولَانِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

كَانَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ عَنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ فَإِذَا رَآهُمْ قَدْ كَسِلُوا فَعَرَفَ ذَلِكَ فِيهِمْ أَخَذَ بِهِمْ فِي بَعْضِ أَحَادِيثِ الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نَشِطُوا وَأَقْبَلُوا أَخَذَ بِهِمْ فِي حَدِيثِ الْآخِرَةِ

336 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ كُرْدُوسٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِنَّ لِلْقُلُوبِ نَشَاطًا وَإِنَّ لَهَا تَوْلِيَةً وَإِدْبَارًا فَحَدِّثُوا النَّاسَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكُمْ

337 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا أَبُو سَلمَة التَّبُوذَكِي نَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ الْكَلَامُ يُشْبَعُ مِنْهُ كَمَا يُشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ

338 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْهَيْثَم بن خَارِجَة نَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ عَنِ النَّجِيبِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَجِمُّوا هَذِهِ الْقُلُوبَ وَاطْلُبُوا لَهَا طُرَفَ الْحِكْمَةِ فَإِنَّهَا تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ

339 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا عَاصِم بن عَليّ نَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَرَّ عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ

مَا تَنْتَظِرُونَ قَالُوا خُرُوجَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَإِنِّي أَذْهَبُ إِلَيْهِ فَإِنْ كَانَ ثَمَّ فَسَيَخْرُجُ مَعِي فَأَتَاهُ فَخَرَجَ مَعَهُ فَأَتَاهُمْ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ لَأُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا كَرَاهَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا

340 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ فَيَمْنَعُنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ خَشْيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا

241 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْقَاسِم بن يزِيد الْجرْمِي نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قُرَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ لَا تُكْرِمْ أَخَاكَ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ

342 - حَدثنَا يُوسُف بن عمرَان الرقي نَا عبد الله بن خبيق نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضُرَيْسٍ قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كُنَّا إِذَا سَمِعْنَا الشَّابَّ يَتَحَدَّثُ فِي الْمَجْلِسِ أَيِسْنَا مِنْ خَيْرِهِ

343 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عَمْرو بن خَالِد الْحَرَّانِي نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ يَقُولُ إِذَا جَلَسَ إِلَيْكِ رَجُلٌ يَتَعَمَّدُكَ فَلَا تَقُمْ حَتَّى تَسْتَأْذِنَهُ

344 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى السُّوسِي نَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ مَا جَلَسَ إِلَيَّ رَجُلٌ قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُ لَهُ الْفَضْلَ عَلَيَّ حَتَّى يَقُومَ مِنْ عِنْدِي

345 - حَدثنَا حُبَيْش بن سعيد الوَاسِطِيّ نَا عبد الصَّمد نَا أَبُو صَفْوَانَ نَصْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ قَالَ دَخَلَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَنَّ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ فَلَمْ يُوَسِّعْ لَهُ أَحَدٌ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَتَهُ فَأَلْقَاهَا إِلَيْهِ فَقَالَ اجْلِسْ عَلَيْهَا يَا جَرِيرُ وَتَلَقَّاهُ بِوَجْهِهِ وَنَحْرِهِ فَقَبَّلَهَا وَرَدَّهَا عَلَى ظَهْرِهِ وَقَالَ أَكْرَمَكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمَا أَكْرَمْتَنِي فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَإِذَا أَتَاهُ كَرِيمُ قَوْمٍ فَلْيُكْرِمْهُ قَالَهَا ثَلَاثًا

346 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ

لِجَلِيسِي عَلَيَّ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِذَا أَقْبَلَ وَسَّعْتُ لَهُ وَإِذَا جَلَسَ أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثَ سَمِعت مِنْهُ

347 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا سعيد بن عبد الله بن دِينَار نَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَكْرَمَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلْيَقْبَلْ كَرَامَتَهُ فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا تَرُدُّوا عَلَى اللَّهِ كَرَامَتَهُ

348 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ مَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ مُجَالَسَةً مِنَ الْعُتْبِيِّ كَانَ يُؤْذَى فَيَحْتَمِلُ وَمَا سَمِعْتُهُ مُتَبَرِّمًا بِجَلِيسٍ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أُغْرِيَ بِهِ رَجُلٌ يُؤْذِيهِ ضُرُوبًا مِنَ الْأَذَى يَقْطَعُ كَلَامَهُ وَيَعْتَرِضُ فِي أَحَادِيثِهِ وَيُسِيءُ الْأَدَبَ عَلَى جُلَسَائِهِ قَالَ فَتَمَثَّلَ الْعُتْبِيُّ يَوْمًا بِقَوْلِ الْعَبَّاسِ بن الْأَحْنَف من // الطَّوِيل // (أَمَا وَالَّذِي أَسْرَى بِلَيْلٍ بِعَبْدِهِ ... وَأَنْزَلَ فُرْقَانًا وَأَوْحَى إِلَى النَّحْلِ) (لَقَدْ وَلَدَتْ حَوَّاءُ مِنْكَ بَلِيَّةً ... عَلَيَّ أُقَاسِيهَا وثِقْلًا مِنَ الثِّقْلِ)

349 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ يَقُولُ اسْتَرَاحَ الْأَضِرَّاءُ قَالُوا لِمَ يَا أَبَا خَالِدٍ قَالَ لِأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ ثقيلا

350 - سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى الْمُؤَدِّبَ يَقُولُ يُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ إِذَا جَالَسْتَ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ وَتَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ وَلَا تَقْطَعْ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثه

351 - حَدثنَا الْحُسَيْن بن دَاوُد الْعَطَّار نَا يُوسُف بن مُوسَى نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ قَالَ سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ أَوَّلُ الْعِلْمِ الصَّمْتُ ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ لَهُ ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ ثُمَّ الْحِفْظُ لَهُ ثمَّ النشر لَهُ

من باب ما يستحب من التواضع في المجلس وغيره

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّوَاضُعِ فِي الْمَجْلِسِ وَغَيره

352 - سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ يُرْوَى عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَتَحْت

الْفِرَاشِ حَصِيرٌ وَعَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وِسَادَتَانِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اجْلِسْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ وَأَشَارَ إِلَى الْوِسَادَةِ فَنَحَّاهَا كَعْبٌ وَجَلَسَ دُونَهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ فِيمَا أَوْصَى بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ لَا تَغْشَى السُّلْطَانَ حَتَّى يَمَلَّكَ وَلَا تَقْعُدْ عَنْهُ حَتَّى يَنْسَاكَ وَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَجْلِسَ رَجُلٍ أَوِ اثْنَيْنِ فَعَسَى أَنْ يَأْتِيَ مَنْ هُوَ أَخَصُّ بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنْكَ فَتُزَالَ عَنْهُ فَيَكُونَ زِيَادَةً لَهُ ونقصانا ونقصانا عَلَيْك

353 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ نَا أَحْمد بن أبي الْحوَاري قَالَ سَمِعت أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ اطَّلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قُلُوبِ الْآدَمَيِّينَ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِمْ قَلْبًا أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْ قَلْبِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فخصه مِنْهُ بالْكلَام لتواضعه

من باب ما يستحب للمرء أن يحسن الاختيار في مجالسة من يجالس ويخادن

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحْسِنَ الِاخْتِيَارَ فِي مجالسة من يُجَالس ويخادن

354 - حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ نَا عبيد الله بن مُوسَى أَنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ قَالَ مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ

355 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا مُحَمَّد بن جَامع الْعَطَّار نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

جَالِسُوا الْكُبَرَاءَ وَسَائِلُوا الْعُلَمَاءَ وَخَاطِبُوا الْأُمَرَاءَ

356 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق القلوسي نَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ عُمَرَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَفَعَ وَلَدَهُ إِلَى الشَّعْبِيِّ يُؤَدِّبُهُمْ فَقَالَ عَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يَنْجُدُوا أَوْ يَمْجُدُوا وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ تَشْتَدَّ قُلُوبُهُمْ وَجُزَّ شُعُورَهُمْ تَغْلُظْ رِقَابُهُمْ وَجَالِسْ بِهِمْ عِلْيَةَ الرِّجَالِ يناطقوهم الْكَلَام

357 - حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة نَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ أَوْصَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لَهُ يَا عُمَرُ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أُوصِيكَ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ خَيْرًا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ دُونَكَ فَاجْعَلْهُ بِمَنْزِلَةِ ابْنِكَ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَوْقَكَ فَاجْعَلْهُ بِمَنْزِلَةِ أَبِيكَ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ سِنَّكَ فَاجْعَلْهُ بِمَنْزِلَةِ أَخِيكَ فَبِرَّ أَبَاكَ وَصِلْ أَخَاكَ وَتَعَاهَدْ وَلَدَكَ فَقَالَ عُمَرُ جَزَاكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ بْنَ كَعْب خيرا

358 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا يحيى بن آدم نَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ صَاحِبٍ إِنْ أَنْتَ ذَكَرْتَ اللَّهَ لَمْ يُعِنْكَ وَإِنْ أَنْتَ نَسِيتَ لم يذكرك

359 - حَدثنَا عَليّ بن زيد الْفَرَائِضِي نَا مُوسَى بن دَاوُد نَا إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى عَن صَفْوَان بن سُلَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ

360 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ إِلَى الْكُوفَةِ لَقِيَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لَهُ الْأَعرَابِي مَا تصنع هَهُنَا قَالَ أما سَمِعت قَول قيس بن الخطيم من // السَّرِيع // (يَا أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا مَضَى ... مِنْ رَيْبِ هَذَا الزَّمَنِ الذَّاهِبِ) (إِنْ كُنْتَ تَبْغِي الْعِلْمَ أَوْ غَيْرَهُ ... أَوْ شَاهِدًا يُخْبِرُ عَنْ غَائِبِ) (فَاعْتَبِرِ الْأَرْضَ بِأَسْمَائِهَا ... وَاعْتَبِرِ الصَّاحِبَ بِالصَّاحِبِ)

361 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الطباع دثني أبي نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ تَنَقَّوُا الْإِخْوَانَ وَالْأَصْحَابَ وَالْمَجَالِسَ وَأَحِبُّوا هَوْنًا وَأَبْغِضُوا هَوْنًا فَقَدْ أَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي حُبِّ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا وَأَفْرَطَ أَقْوَامٌ فِي بُغْضِ أَقْوَامٍ فَهَلَكُوا إِنْ رَأَيْتَ دُونَ أَخِيكَ سِتْرًا فَلَا تَكْشِفْهُ

362 - حَدثنَا أَبُو بدر الغبري عباد بن الْوَلِيد نَا مِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ السَّرَّاجُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيِّ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَكِسْ فِي اكْتِسَابِهِمْ فَإِنَّهُمْ زَيْنٌ فِي الرَّخَاءِ وَعُدَّةٌ عِنْدَ الْبلَاء

363 - حَدثنَا عَليّ بن زيد الْفَرَائِضِي نَا إِبْرَاهِيم بن مهْدي المصِّيصِي نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ لِخَتَنِهِ يَا مُغِيرَةُ انْظُرْ كُلَّ أَخٍ لَكَ وَصَاحِبٍ لَكَ وَصَدِيقٍ لَكَ لَا تَسْتَفِيدُ فِي دِينِكَ مِنْهُ خَيْرًا فَانْبِذْ عَنْكَ صُحْبَتَهُ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَكَ عَدُوٌّ يَا مُغيرَة النَّاس أشكال الْحمام مَعَ الْحمام والغراب مَعَ الْغُرَابِ وَالصَّعْوُ مَعَ الصَّعْوِ وَكُلٌّ مَعَ شكله

364 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم نَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا رَزَقَكَ اللَّهُ وُدَّ امْرِئٍ مُسلم فتمسك بِهِ

من باب ما جاء في حسن الاختيار في المجالس وأن تعطى حقها

من بَابُ مَا جَاءَ فِي حُسْنِ الِاخْتِيَارِ فِي الْمَجَالِسِ وَأَنْ تُعْطَى حَقَّهَا حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيّ نَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب الطلحي دثني أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ إِنَّ مِنْ فَضْلِ الرَّجُلِ وَسُؤْدَدِهِ وَقِلَّةِ الْعَتْبِ عَلَيْهِ جُلُوسَهُ فِي فِنَاءِ بَابِهِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي فِنَاءِ دَارِهِ

366 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو مَسْعُود هَانِئ بن يحيى المفلوج نَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ مِنْ حُكَمَاءِ قُرَيْشٍ قَالَ إِنَّ أَقَلَّ عَيْبِ الرَّجُلِ جُلُوسُهُ فِي بَيْتِهِ

367 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يحيى بن سعيد الْقطَّان نَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ بَيْتُهُ يَكُفُّ نَفْسَهُ وَبَصَرَهُ وَفَرْجَهُ وَإِيَّاكُمْ وَالْأَسْوَاقَ فَإِنَّهَا تُلْهِي وَتُلْغِي

368 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي أَنا أَبُو شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْرَمُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهَا الْقِبْلَةُ

369 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ نَا عَارِم بن الْفضل نَا تَمام بن بزيع السَّعْدِيّ نَا مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن ابْن عَبَّاس وَرَفَعَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ

إِنَّ لِكُلِّ مَجْلِسٍ شَرَفًا وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهَا الْقِبْلَةُ

370 - حَدثنَا عمرَان بن مُوسَى الْمُؤَدب نَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي ليلى دثني أبي نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَجْلِسُوا فِي الْمَجَالِسِ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُد فَاعِلِينَ فَرَدُّوا السَّلَامَ وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ وَاهْدُوا السَّبِيلَ وأعينوا على الحمولة

371 - حَدثنَا أَحْمد بن سهل نَا عَمْرو بن أَبى عَمْرو التنيسِي نَا أَبُو عُمَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ الله مالنا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنكر آخر الْجُزْء الثَّالِث ويتلوه فِي الرَّابِع بَاب الْوحدَة خير من جليس السوء وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَالصَّلَاة على الْمُصْطَفى مُحَمَّد وَآله وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ بلغت السماع من أول الْجُزْء بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن صابر السّلمِيّ وَأَبُو الْقَاسِم يحيى بن عَليّ بن زُهَيْر السّلمِيّ وَأَبُو الْمَعَالِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن صابر ابْن الْقَارئ

وَأَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن همام التنوخي المعري وَأَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن سهل بن بشر الإِسْفِرَايِينِيّ قِرَاءَة من الأَصْل وَأَنا أضبط نُسْخَتي هَذِه وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مئة بِدِمَشْق فِي جَامعهَا فِي المنارة الغربية وَصَحَّ قَرَأت هَذَا الْجُزْء على شَيخنَا الشَّيْخ جمال الدّين يُوسُف بن الشَّيْخ بدر الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الْهَادِي فَسَمعهُ الشَّيْخ عبد الْحَلِيم بن الشَّيْخ مُحَمَّد العنبتاوي وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم اللبدي وَمُحَمّد بن أَحْمد الحرستاني الضَّرِير وَأَبُو بكر مُحَمَّد المادح وسَمعه إِلَّا الْيَسِير من أَوله الشَّيْخ خلف الضَّرِير وَعلي بن مَحْمُود بن أَحْمد الْحلَبِي وَالشَّيْخ خَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن شعلة العرابي وَصَحَّ ذَلِك فِي مجْلِس وَاحِد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشْرين شهر رَمَضَان من شهور سنة خمس وتسع مئة بمدرسة شيخ الْإِسْلَام أبي عمر قدس روحه وَنور ضريحه وَأَجَازَ الشَّيْخ للقارئ وللسامعين أَن يرووا عَنهُ مَا يجوز لَهُ وَعنهُ رِوَايَته بِشَرْطِهِ عِنْد أَهله وَكتب إِبْرَاهِيم الفندقومي صَحِيح ذَلِك وَكتب يُوسُف

صفحة فارغة

صفحة فارغة

4 - بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن الْفَتْح السّلمِيّ فَقِيه أَصْحَاب الشَّافِعِي بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن الْوَلِيد السّلمِيّ أَنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سهل الخرائطي السامري قَالَ

باب الوحدة خير من جليس السوء

بَابُ الْوَحْدَةِ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ

372 - حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا الْهَيْثَم بن جميل نَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي الْمُحَجَّلِ عَنْ مَعْفَسِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ عَنِ ابْنِ الشَّنِّيَّةِ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ وَحْدَهُ قَاعِدًا فِي الْمَسْجِدِ مُحْتَبِيًا بِكِسَاءِ صُوفٍ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ وَالْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَالسُّكُوتُ خَيْرٌ مِنْ إِمْلَاءِ الشَّرِّ وَإِمْلَاءُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ

373 - حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْعُتْبِي نَا روح بن صَلَاح بن سيابة الْحَارِثِيّ نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ أَعَزَّ مِنْ ثَلَاثٍ أَخٍ تَسْتَأْنِسُ بِهِ أَوْ دِرْهَمٍ حَلَالٍ أَوْ سُنَّةٍ يُعْمَلُ بِهَا

374 - حَدثنَا عمَارَة بن وثيمة نَا أَحْمد بن عَليّ نَا أَحْمد بن حَنْبَل نَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ إِنِّي مِنْ جَلِيسِي لَمِنْ شَرِّهِ إِمَّا أَنْ يَغْتَابَ عِنْدِي صَدِيقًا وَإِمَّا أَنْ يَحْمِلَ عَنِّي شَيْئا لم أَتكَلّم بِهِ

من باب يستحب للمرء إذا بلغه عن رجل شيء أن يعرض له ولا يواجهه به

من بَاب يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ شَيْءٌ أَنْ يُعَرِّضَ لَهُ وَلَا يُوَاجِهَهُ بِهِ

375 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا أَبُو يحيى الْحمانِي نَا الْأَعْمَش عَن مُسلم بن صبيح عَم مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ قَوْمٍ شَيْءٌ قَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا

376 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا سُلَيْمَان بن حَرْب نَا حَمَّاد بن زيد عَم سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنُّ رَجُلًا جَاءَ فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَعَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ فَلَمَّا قَامَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَدَعَ هَذِهِ الصُّفْرَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُوَاجِهُ أَحَدًا فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ

377 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ غَالِبِ بْنِ مِقْلَاصٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الثَّقَفِيُّ وَلَمْ أَرَ ثَقَفِيًّا خَيْرًا مِنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَالُ رِجَالٍ يُنَفِّرُونَ عَنْ هَذَا الدّين يمسون بعشاء الْآخِرَة

من باب ما جاء في الشح على الإخوان وأداء النصيحة إليهم

من بَابُ مَا جَاءَ فِي الشُّحِّ عَلَى الْإِخْوَانِ وَأَدَاء النَّصِيحَة إِلَيْهِم

378 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ أَنَّ عَبْدَ الله بن عمر أخبرهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ

379 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن نَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ الله تَعَالَى

379 - / أحدثنا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ نَا الصَّعق بن حزن نَا عَقِيلٌ الْجَعْدِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَقُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ الْوَلَايَةُ فِي اللَّهِ الْحبّ فِيهِ والبغض فِيهِ

379 - / ب حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا سُرَيج بن يُونُس نَا عُبَيْدَة بن حميد دثني الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَكِنْ كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عز وَجل

380 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا دَاوُد بن رشيد نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحَبَّ عَبْدٌ عَبْدًا لِلَّهِ إِلَّا أَكْرَمَهُ الله بِهِ

381 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا يزِيد بن هَارُون أَنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنِّي مِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا فَأَنَا مُقَاسِمُكَ وَعِنْدِي امْرَأَتَانِ فَأَنَا مُطَلِّقٌ إِحْدَاهُمَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا فَقَالَ لَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ

382 - سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد ينشد من // الْكَامِل // (أَخُو ثِقَةٍ يُسَرُّ بِحُسْنِ حَالِي ... وَإِنْ لَمْ تُدْنِهِ مِنِّي قَرَابَهْ) (أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفَيْ قَرِيبٍ ... بَنَاتُ صُدُورِهِمْ لِي مُسْتَرَابَهْ)

383 - حَدثنَا عمر بن شبة بن عُبَيْدَة نَا جَعْفَر بن عون أَنا مسعر عَن زِيَاد بن علاقَة ح وَحدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعُهُ فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَإِنِّي لَكُمْ لناصح

384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ نَا عبد الله بن الزبير الْحميدِي نَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة دثني زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قَالَ سُفْيَانُ وَزَادَنِي مِسْعَرٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ قَالَ وَإِنِّي لَكُمْ لَنَاصِحٌ

385 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نَا الْحميدِي نَا ابْن عُيَيْنَة نَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ

386 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وعامتهم

387 - سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْجُنَيْدِ يَقُولُ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْإِخْوَانُ مِنْ أَنْفَسِ الذَّخَائِرِ فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَتَأَنَّى لِاكْتِسَابِهِمْ وَيَصِيدَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا تُصَادُ الطَّيْرُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ

388 - حَدثنَا عمَارَة بن وثيمة نَا أَحْمد بن عَليّ نَا أَسد بن سعيد دثني أَبِي قَالَ لَمَّا دَخَلَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ السِّجْنَ كَتَبَ عَلَى بَابِ السِّجْنِ قُبُورُ الْأَحْيَاءِ وشماتة الْأَعْدَاء وَمَعْرِفَة الأصدقاء

من باب ما يستحب للمرء إذا آخى رجلا أن يسأل عن اسمه واسم أبيه

من بَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا آخَى رَجُلًا أَنْ يَسْأَلَ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ

389 - حَدثنَا عَليّ بن زيد الْفَرَائِضِي نَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ مَسْلَمَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ألتفت فَقَالَ مَالك يَا عَبْدَ اللَّهِ قُلْتُ أَحْبَبْتُ رَجُلًا وَأَنَا أَطْلُبُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَحْبَبْتَ رَجُلًا فَاسْأَلْهُ

عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ وَمَنْزِلِهِ فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عُدْتَهُ وَإِنْ كَانَ فِي حَاجَةٍ أَعَنْتَهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا حَفِظْتَهُ فِي أَهْلِهِ

390 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الخلنجي نَا يحيى بن أَيُّوب المقابري نَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي الرَّجُلِ يَعْرِفُ وَجْهَ الرَّجُلِ وَلَا يَعْرِفُ اسْمَهُ قَالَ تِلْكَ مَعْرِفَةُ النَّوْكَى

من باب ما يستحب للمرء أن يحسن الاختيار لمن يشاور وأن لا يفعل شيئا إلا عن مشاورة

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُحْسِنَ الِاخْتِيَارَ لمن يُشَاوِرُ وَأَنْ لَا يَفْعَلَ شَيْئًا إِلَّا عَنْ مُشَاورَة

391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى أَبُو بَكْرِ بْنُ الطَّبَّاعِ نَا عبد الله بن بكر السَّهْمِي نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَوْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ اسْتِشَارَةً لِلرِّجَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

392 - حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ نَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب الطلحي دثني أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَا تُشَاوِرْ بَخِيلًا فِي صِلَةٍ وَلَا جَبَانًا فِي حَرْبٍ وَلَا شَابًّا فِي جَارِيَة

393 - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ وَالْعَبَّاسَ بْنَ الْفضل وَغَيْرَهُمَا يُخْبِرُونَ أَنَّ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَغَارَ عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَاقُوا أَمْوَالَهُمْ وَسَبَوْا ذَرَارِيَّهُمْ فَأَتَوْا شَيْخًا لَهُمْ قَدْ خنق التسعين وأهدف للمئة يُشَاوِرُونَهُ فِيمَا يُدْرِكُونَ بِهِ ذَحْلَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ كِبَرَ سِنِّي قَدْ فَسَخَ قُوَّتِي وَنَكَثَ إِبْرَامَ عَزِيمَتِي وَلَكِنْ شَاوِرُوا الشُّجْعَانَ مِنْ أَهْلِ الْعَزْمِ وَالْجُبَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْحَزْمِ فَإِنَّكُمْ لَا تَعْدَمُونَ مِنْ رَأْيِ الشُّجَاعِ مَا شَيَّدَ ذِكْرُكُمْ وَمِنْ رَأْيِ الْجَبَانِ مَا وَقَى مُهَجَكُمْ ثُمَّ خَلِّصُوا مِنَ الرَّأْيَيْنِ نَتِيجَةً تَنْأَى بِكُمْ عَنْ تَقَحُّمِ الشُّجْعَانِ وَعَنْ مَعَرَّةِ تَقْصِيرِ الْجَبَانِ فَإِذَا خَلَصَ لَكُمُ الرَّأْيُ كَانَ أَنْفَذَ فِي عَدُوِّكُمْ مِنَ السَّهْمِ الزَّالِجِ وَالْحُوَازِ الْوَالِجِ

394 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ كَتَبَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ وَهُوَ يُحَارِبُهُ فِي تَرْكِ التَّقَحُّمِ وَالْأَخْذِ بِالْحَزْمِ وَإِبْرَاهِيمُ فِي طَاعَةِ مُحَمَّدِ بْنِ زُبَيْدَةَ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حَفِظَكَ اللَّهُ وَعَافَاكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ كَانَ عَزِيزًا عَلَيَّ أَنْ أَكْتُبَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْخِلَافَةِ بِغَيْرِ التَّأْمِيرِ لَكِنِّي بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ مَائِلٌ بِالرَّأْيِ وَالْهَوَى إِلَى النَّاكِثِ الْمَخْلُوعِ فَإِنْ يَكُ مَا بَلَغَنِي حَقًّا فَقَلِيلُ مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ كَثِيرٌ وَإِنْ يَكُ بَاطِلًا فَالسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَكَتَبَ فِي أَسْفَل كِتَابه من // الْبَسِيط // (رُكُوبُكَ الْهَوْلَ مَا لَمْ تَلْقَ فُرْصَتَهُ ... جَهْلٌ وَرَأْيُكَ فِي الْإِقْحَامِ تَغْرِيرُ) (أَعْظِمْ بِدُنْيَا يَنَالُ الْمُخْطِئُونَ بِهَا ... حَظَّ الْمُصِيبِينَ وَالْمَغْرُورُ مَغْرُورُ) (ازْرَعْ صَوَابًا وَحَبْلُ الْحَزْمِ مُوتَرَةٌ ... فَلَنْ يُرَدَّ لِأَهْلِ الْحَزْمِ تَدْبِيرُ) (فَإِنْ ظَفِرْتَ مُصِيبًا أَوْ هَلَكت بِهِ ... فَأَنت عِنْد ذَوي الْأَلْبَاب مَعْذُور) (وَإِنْ ظَفِرْتَ عَلَى جَهْلٍ وَفُزْتَ بِهِ ... قَالُوا جهول أعاتنه الْمَقَادِير)

395 - حَدثنَا أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن الْفضل أَوْ غَيْرُهُ قَالَ قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِنَّا نَرَاكَ تَقَدَّمُ حَتَّى نَقُولَ يُقْتَلُ وَتَتَأَخَّرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَرْجِعُ فَقَالَ أَتَقَدَّمُ مَا كَانَ التَّقَدُّم غُنْمًا وَأَتَأَخَّرُ مَا كَانَ التَّأَخُّرُ حَزْمًا قَالَ الخرائطي وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء من // الطَّوِيل // (شُجَاعٌ إِذَا مَا أَمْكَنَتْنِيَ فُرْصَةٌ ... وَإِنْ لم تكن لي فرْصَة فجبان)

من باب ما جاء فيما يجب على المستشار من أداء الأمانة

من بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْتَشَارِ مِنْ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ

296 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ بِبَغْدَاد نَا شَاذان نَا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

المستشار مؤتمن

397 - حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصَّاغَانِي نَا إِبْرَاهِيم بن مهْدي المصِّيصِي نَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ إِنْ شَاءَ أَشَارَ وَإِنْ شَاءَ سَكَتَ

398 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ وَنَصَرُ بْنُ دَاوُدَ قَالَا نَا مُحَمَّد بن سعيد الْأَصْبَهَانِيّ نَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستشار مؤتمن

399 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا سعيد بن أبي مَرْيَم أَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نُعَيْمَةَ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ غَيْرَهُ أَرْشَدُ فَقَدْ خانه

من باب ما يستحب للمرء من الدعاء لأخيه بظهر الغيب

من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء من الدُّعَاءُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ

400 - حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة الْعَبْدي نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زِيَاد بن أنعم ح وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَسْرَعُ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ

401 - حَدَّثَنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْإِفْرِيقِيَّ قَالَ أَرَدْتُ سَفَرًا وَأَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ سَفَرًا فَأَتَيْتُهُ لِأُوَدِّعَهُ فَقَالَ يَابْنَ أَخِي لَا تَدَعِ الدُّعَاءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعُ الدُّعَاءِ إِجَابَةً دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ

402 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا آدم بن أبي إِيَاس نَا شُعْبَة نَا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ فَأَذِنَ لَهُ وَقَالَ لَهُ يَا أَخِي لَا تَنْسَنِي فِي دُعَائِكَ أَوْ قَالَ أَشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ

403 - حَدثنَا عِيسَى بن أبي حَرْب الصفار نَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُوسَى الْمُعَلِّمِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَت دثني سَيِّدِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ دَعْوَةُ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لَا ترد

404 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ الْوَزَّانُ نَا دَاوُد بن عَمْرو نَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ وَلَكَ بِمِثْلٍ

405 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبِي مَكَثْتُ دَهْرًا وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ أَنَّهُ إِذَا كَانَ غَائِبًا ثُمَّ نَظَرْتُ فِيهِ فَإِذَا هُوَ لَوْ كَانَ عَلَى الْمَائِدَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ وَهُوَ لَا يسمع كَانَ غَائِبا

من باب ما يستحب للمرء من الاستئذان على ذوات المحارم من الأمهات وغيرهن

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَغَيْرِهِنَّ

406 - حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي الْعَوام نَا الْأسود بن عَامر نَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي قَالَ أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً قَالَ لَا قَالَ فَاسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا

407 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي نَا وهب بن جرير دثني أَبِي قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ

قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ أَسْتَأْذِنُ عَلَى أَخَوَاتِي قَالَ أَتُحِبُّ أَنْ تُطِيعَ رَبَّكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَاسْتَأْذن عَلَيْهِنَّ عَلَيْهِنَّ

408 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا وَكِيع نَا سُفْيَانُ عَنْ عَامِرٍ فِي الِاسْتِئْذَانِ عَلَى الْأُمِّ قَالَ يُشْعِرُهَا بِالتَّنَحْنُحِ

409 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا إِبْرَاهِيم بن حميد الطَّوِيل نَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ هزيل الْأَعْمَى الْأَوْدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُود يَقُولُ إِنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تَسْتَأْذِنُوا عَلَى أُمَّهَاتِكُمْ

من باب ما يستحب للمرء أن يفعله إذا أراد سفرا وما يقال عند توداعه

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِذَا أَرَادَ سفرا وَمَا يُقَال عِنْد توداعه

410 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْمعَافى بن مُحَمَّد نَا سَعِيدُ بْنُ مُرْتَاشٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أنس بن مَالك أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي نَذَرْتُ سَفَرًا وَقَدْ كَتَبْتُ وَصِيَّتِي فَإِلَى أَيِّ الثَّلَاثَةِ أَدْفَعُهَا إِلَى أَبِي أَمْ إِلَى أَخِي أَمْ إِلَى ابْنِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اسْتَخْلَفَ عَبْدٌ فِي أَهْلِهِ مِنْ خَلِيفَةٍ أَحَبَّ إِلَى الله تَعَالَى مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ يُصَلِّيهِنَّ الْعَبْدُ فِي بَيْتِهِ إِذَا شَدَّ عَلَيْهِ ثِيَابَ سَفَرِهِ يَقْرَأُ فِيهِنَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي افْتَقَرْتُ بِهِنَّ إِلَيْكَ فَاخْلُفْنِي بِهن فِي

أَهْلِي وَمَالِي فَهُنَّ خَلِيفَتُهُ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَدُورٍ حَوْلَ دَارِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ

411 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله الرقاشِي نَا عبيد بن إِسْحَاق الضَّبِّيّ نَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن أَبِيه قَالَ بَيْنَمَا عُمَرُ يُعْطِي النَّاسَ عَطَايَاهُمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِأَحَدٍ مِنْ هَذَا بِكَ قَالَ أُحَدِّثُكَ عَنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ فِي سَفَرٍ وَأُمُّهُ حَامِلٌ بِهِ فَقَالَتْ تَخْرُجُ وَتَدَعُنِي عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فَقُلْتُ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ مَا فِي بَطْنِكِ فَخَرَجْتُ ثُمَّ قَدِمْتُ فَإِذَا هِيَ قَدْ مَاتَتْ فَجَلَسْنَا نَتَحَدَّثُ فَإِذَا نَارٌ عَلَى قَبْرِهَا قُلْتُ لِلْقَوْمِ مَا هَذِهِ النَّارُ فَتَفَرَّقُوا عَنِّي فَقُلْتُ لِأَقْرَبِهِمْ فَقَالَ هَذَا مِنْ قَبْرِ فُلَانَةَ نَرَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ قُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَصَوَّامَةً قَوَّامَةً مُرَّ بِنَا فَأَخَذْتُ الْمِعْوَلَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ فَحَفَرْنَا فَإِذَا سِرَاجٌ وَإِذَا هَذَا الْغُلَامُ يَدِبُّ فَقِيلَ لِي هَذِهِ وَدِيعَتُكَ لَوْ كُنْتَ اسْتَوْدَعْتَ أُمَّهُ لَوَجَدْتَهَا فَقَالَ عُمَرُ لَهُوَ أَشْبَهُ بِكَ مِنَ الْغُرَابِ بِالْغُرَابِ

412 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل نَا نهشل بن مجمع الضَّبِّيّ عَن قزعة قَالَ

صَحِبْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ يُفَارِقَنِي شَيَّعَنِي فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ لُقْمَانُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا استودع شَيْئا حفطه وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ

413 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا مُحَمَّد بن الْمُبَارك الصُّورِي نَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عمر بن عبد الْعَزِيز عَن قزعة قَالَ شَيَّعْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ تَعَالَ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ

414 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا أسيد بن زيد الْجمال نَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ آخِرُ مَا وَدَّعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فَإِنِّي مَعَهُ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ أَتُرَاكَ غَادِيًا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَغَمَزَهَا وَقَالَ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْك السَّلَام

415 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سهل العسكري نَا يحيى بن عُثْمَان بن صَالح نَا عبيد الله بن يُوسُف الكلَاعِي نَا مُزَاحم بن زفر التَّمِيمِي دثني أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ عَن زيد بن أَرقم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ سَفَرًا فَلْيُوَدِّعْ إِخْوَانَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَاعِلٌ لَدَى دُعَائِهِمُ الْبَرَكَةَ

416 - حَدثنَا عَليّ بن هَاشم الرقي نَا مُحَمَّد بن مصفى نَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلًا قَالَ زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ ذَنْبَكَ وَوَجَّهَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ تَوَجَّهْتَ

417 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح دثني اللَّيْث بن سعد دثني الْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يَقُولُ أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أُوَدِّعُهُ لِسَفَرٍ أَرَدْتُهُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَلَا أُعَلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئًا عَلَّمَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْوَدَاعِ فَقُلْتُ بَلَى قَالَ قُلْ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ ودائعه

من باب ما يستحب للمرء إذا قدم من سفر من القول والعمل

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

418 - حَدثنَا عمر بن شبة بن عُبَيْدَة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ عَابِدُونَ سَائِحُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ نَصَرَ اللَّهُ عَبْدَهُ وَصَدَقَ وَعْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَاب وَحده

419 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد ارحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ

420 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أبي مجلز لَاحق بن حميد قَالَ كَانَ يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ إِذَا بَرِئَ مِنْ مَرَضِهِ أَوْ قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ أَنْ يَغْتَسِلَ

من باب ما يستحب للمسافر إذا نزل منزلا من القول والعمل

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

421 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاق القَاضِي نَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَأَسْرِعُوا السَّيْرَ عَلَيْهَا وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ فَإِنَّهَا مَأْوَى الْهَوَامِّ

422 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ نَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَشْهَدُ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى لَسَمِعْتُ صُهَيْبًا يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَرَادَ نُزُولَ قَرْيَةٍ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقْلَلْنَ وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَمِنْ خَيْرِ أَهْلِهَا وَأَعُوذُ بِكَ من شَرها وَمن شَرّ أَهلهَا

423 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يودعه بِرَكْعَتَيْنِ

424 - حَدثنَا أبومحمد الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا أَبُو الْمُغيرَة عبد القدوس بن الْحجَّاج نَا صَفْوَان يَعْنِي ابْن عَمْرو دثني شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ قَالَ يَا أَرْضُ رَبِّي وَرَبُّكِ اللَّهُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا فِيكِ وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ وَشَرِّ مَا دَبَّ عَلَيْكِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ أَسَدٍ وَأَسْوَدٍ وَحَيَّةٍ وَعَقْرَبٍ وَمِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْبَلَدِ وَمِنْ شَرِّ وَالِد وَمَا ولد

من باب ما يستحب للمسافر أن يحمل معه المرآة والمكحلة

من بَاب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ الْمِرْآةَ وَالْمُكْحُلَةَ

425 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي نَا زَكَرِيَّا بن سعيد الْمَدَائِنِي نَا عَنْبَسَة بن عبد الرَّحْمَن عَن مُحَمَّد بن راذان قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّةَ تَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ لَمْ تُفَارِقْهُ الْمِرْآةُ وَالْمُكْحُلَةُ تَكُونَانِ مَعَهُ

426 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا مُحَمَّد بن الصَّلْت الْأَسدي نَا عبد الْكَرِيم بن مُسلم الْجَزرِي نَا هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذَا سَافَرَ سَافَرَ بِسِتٍّ بِالْمِرْآةِ وَالْقَارُورَةِ وَالْمُشْطِ وَالْمِقْرَاضِ وَالسِّوَاكِ وَالْمُكْحُلَةِ

427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن جبلة نَا دفاع بن دَغْفَل نَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَيْفِيٍّ مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ صُهَيْبٍ عَنْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ عِنْدَ مَضْجَعِكُمْ فَإِنَّهُ مِمَّا يَزِيدُ فِي الْبَصَر وينبت الشّعْر

من باب ما جاء يستحب من البكور في الأسفار وطلب الحاجات

من بَاب مَا جَاءَ يُسْتَحَبُّ مِنَ الْبُكُورِ فِي الْأَسْفَارِ وَطَلَبِ الْحَاجَاتِ

428 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ الْكُوفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ حَرْب قَالَا نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل نَا عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق عَن النُّعْمَان بن سَعْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

429 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدوري وجعفر بن عَامر الْبَزَّاز وَنصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي قَالُوا نَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْجَدْعَانِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

430 - حَدثنَا جَعْفَر بن عَامر الْبَزَّاز نَا سعد بن عبد الحميد بن جَعْفَر نَا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

431 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا الْعَبَّاس بن بكار الضَّبِّيّ نَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَهُوَ يُرِيدُ تَبُوكَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

432 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا عُثْمَان بن عمر بن فَارس نَا يُونُس بن يزِيد ح وَحدثنَا أَبُو جَعْفَر الْحداد بِبَغْدَاد نَا دَاوُد بن عَمْرو نَا عبد الله بن الْمُبَارك نَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى سَفَرٍ إِلَّا يَوْمَ الْخَمِيس

433 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا عُثْمَان بن سعيد الْحَرَّانِي نَا مُحَمَّد بن كثير نَا

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ السبت

434 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن نَا شُعْبَة ح وَحدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا قبيصَة بن عقبَة نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً بَعَثَهَا أَوَّلَ النَّهَارِ

435 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي نَا حسن بن قزعة نَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

436 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب الدِّمَشْقِي نَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ أَبُو عتبَة الْكِنْدِيّ نَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

437 - حَدثنَا مُحَمَّد بن مُصعب نَا أَبُو عُمَيْر النّحاس نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ خَمِيسَاتِهَا قَالَ أَبُو عُمَيْرٍ هَذَا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ وَحَدِيثُ الزُّهْرِيّ خطأ

438 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَصْرِيُّ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْكَرْمَانِيُّ قَالَا نَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عَمْرٍو الْعُكْلِيِّ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى رَجُلٍ حَاجَةٌ فَاطْلُبْهَا إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَا تَطْلُبْهَا لَيْلًا فَإِنَّ الْحَيَاءَ فِي الْعَيْنَيْنِ وَاطْلُبْهَا بُكْرَةً فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

من باب يستحب للمرء إذا دخل منزله أن يسلم على أهل البيت

من بَابُ يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ

439 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا ابْن أبي مَرْيَم أَنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتَكُمْ فَسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِيهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ لم يدْخل بَيته

440 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ نَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ نَا أَبُو خُلْدَةَ قَالَ

دَخَلْتُ مَعَ أَبِي الْعَالِيَةِ بَيْتًا لَيْسَ فِيهِ أحد فَسلم

441 - حَدثنَا مُحَمَّد بن جَابر نَا عَليّ بن شُجَاع نَا غَسَّان بن عيد عَنْ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَنَسُ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ يَكْثُرْ خَيْرُ بَيْتِكَ

442 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الترقفي نَا عُثْمَان بن سعيد الْحِمصِي نَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مسيرَة الْأَلْهَانِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ الرَّجُلُ يَدْخُلُ بَيْتَهُ بِالسَّلَامِ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَن يدْخلهُ الْجنَّة

من باب ما يستحب للمرء من مصافحة أخيه المسلم إذا لقيه وما للبادي فيه من الفضل وجزيل الثواب

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ مُصَافَحَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِذَا لَقِيَهُ وَمَا لِلْبَادِي فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ وَجَزِيلِ الثَّوَابِ

443 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ نَا عبد الْخَالِق بن عبد الله الْعَبْدي نَا حَكِيم بن خذام عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَى الْمُؤْمِنَانِ فَتَصَافَحَا قُسِمَتْ بَيْنَهُمَا سَبْعُونَ مَغْفِرَةً تِسْعَةٌ وَسِتُّونَ لأحسنهما بشرا

444 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْقَاصُّ نَا مكي بن إِبْرَاهِيم نَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ الْمُصَافَحَةُ تزيد من الود

445 - حَدثنَا عمر بن مدرك نَا عَمْرو بن عون نَا ابْن الْمُبَارَكُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَمَامُ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ المصافحة

446 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا عمر بن عبد الْجَبَّار الْجَزرِي نَا عُبَيْدَةُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبْلَةُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ الْمُصَافَحَةُ

447 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا أسيد بن زيد الْجمال نَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ آخِرُ مَا وَدَّعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فَإِنِّي مَعَهُ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ أَتُرَاكَ غَادِيًا قُلْتُ نَعَمْ فَأَخَذَ بِيَدِي فَغَمَزَهَا وَقَالَ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ أَتَدْرِي مَا غَمْزِي بِيَدِي إِيَّاكَ هَذَا قُبْلَةُ الْمُؤْمِنِ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ

448 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا يحيى بن أبي بكير نَا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة دثني عبد الله بن عَطاء دثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ يعمر حَدثهُ

أَنَّهُ حَجَّ فَلَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ كُنْتُ إِذَا لَقِيتُهُ أَعْجَبْتُهُ وَصَافَحَنِي وَسَأَلَنِي عَن أَهلِي

449 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ الْوراق نَا حبَان بن هِلَال نَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قِيلَ لِشُعْبَةَ الْعَطَّارُ قَالَ نَعَمْ قَالَ سَمِعْتُ عَزْرَةَ يُحَدِّثُ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مُتَقَهِّلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَافَحَهُ

450 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْقَاسِم بن يزِيد نَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَقِيَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَصَافَحَهُ وَقَبَّلَ عُمَرُ يَدَهُ وَتَنَحَّيَا يَبْكِيَانِ

451 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنِي بَكْرٌ أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِي نَا الْحَسَنُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ رَدَّ عَلَيْهِ

وَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ فَصَافَحَهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنْتُ أَرَى هَذَا إِلَّا مِنْ أَخْلَاقِ الْأَعَاجِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُسْلِمَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا تحاتت ذنوبهما

452 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا الْأسود بن عَامر شَاذان نَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَوْلَى بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ

453 - حَدثنَا بنان بن سُلَيْمَان نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الله عَن نَبِي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا مَرَّ الرَّجُلُ بِالْقَوْمِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا عَلَيْهِ كَانَ عَلَيْهِمْ فَضْلُ دَرَجَةٍ لِأَنَّهُ ذَكَّرَهُمُ السَّلَامَ وَإِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ رَدَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَطْيَبُ أَوْ قَالَ أَفْضَلُ

من باب ما يستحب للمرء عند دخوله منزله وعند خروجه من القول

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ عِنْدَ دُخُولِهِ مَنْزِلَهُ وَعِنْدَ خُرُوجُهُ مِنَ الْقَوْلِ

454 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالح الْوزان نَا مُحَمَّد بن همام الْحلَبِي نَا ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ مَرْوَان بن سَالم بن عبيد اللَّهِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ

مَنْ قَرَأَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حِينَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ نَفَتِ الْفَقْرَ عَنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ وَنَفَعَتِ الْجِيرَانَ

455 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا سعد بن عبد الحميد نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْكِنَانِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ بَيْتَهُ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَاعِلٌ لَهُ مِنْ رَكْعَتَيْهِ خَيْرًا

من باب ما يستحب للمرء من السلام قبل الكلام

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ السَّلَامِ قَبْلَ الْكَلَام

456 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا الْوَاقِدِيّ نَا أَبُو الطَّيِّبِ هَارُونُ السَّرَخْسِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ قَبْلَ السَّلَامِ فَلَا تجبه حَتَّى يبْدَأ بِالسَّلَامِ

من باب ما يستحب للرجل من القول إذا أصبح وأمسى

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا أصبح وَأمسى

457 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح أَبُو صَالح دثني اللَّيْث بن سعد دثني سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تمسون وَحين تُصبحُونَ وَله الْحَمد فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} الْآيَةَ كُلَّهَا أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ فِي يَوْمِهِ وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي أَدْرَكَ مَا فَاتَهُ مِنْ لَيْلَتِهِ

458 - حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص القَاضِي نَا عَمْرو بن مَرْزُوق نَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله أعوذ بك من شَرّ الشَّيْطَان وشركه تَقوله إِذا أَصبَحت وَإِذا أمست وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ

459 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي نَا مُحَمَّد بن أبي سَمِينَة نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ فَذَكَرَ نَحْوَ ذَلِكَ

460 - حَدثنَا فضلك بن الْعَبَّاس الرَّازِيّ نَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة نَا مُحَمَّد بن بشر نَا

مسعر دثني أَبُو عَقِيلٍ عَنْ سَابِقٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا وَالْإِسْلَام دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

461 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَصْرِيُّ نَا هدبة بن خَالِد نَا الْأَغْلَب بن تَمِيم نَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْفُرَافِصَةِ عَنْ طَلْقٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ احْتَرَقَ بَيْتُكَ فَقَالَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَفْعَلَ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ جَاءَتِ النَّارُ حَتَّى إِذَا دَنَتْ مِنْ دَارِكِ طُفِئَتْ فَقَالَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ سَيَفْعَلُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من قَالَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فِي لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فَقَدْ قُلْتُهُنَّ فَأَنَا أَعْلَمُ أَنه لَا يضرني شي أَوْ لَنْ أُضَرَّ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم

462 - حَدثنَا أَحْمد بن يحيى بن مَالك السُّوسِي نَا أَبُو بِلَال الْأَشْعَرِيّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَدَغَتِ الْعَقْرَبُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لُدِغْتُ الْبَارِحَةَ فَأَوْصَيْتُ وَكِدْتُ أَمُوتُ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّكَ شَيْءٌ فَقَالَهَا الرَّجُلُ فَلُدِغَ فَلَمْ تضره

463 - حَدثنَا أَبُو سهل بنان بن سُلَيْمَان الدقاق نَا سعد بن عبد الحميد نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَّادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ أَوْ لَيْلَتِهِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَوْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَصَابَ أَبَانَ الْفَالِجُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَعُودُونَهُ فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا شَدِيدًا فَقَالَ أَبَانُ أَتَعْجَبُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّجُلُ قَدْ أَعْجَبَنِي ذَاكَ قَالَ أَبَانُ وَاللَّهِ مَا كَانَ يَأْتِي عَلَيَّ يَوْمٌ إِلَّا وَأَنَا أَقُولُهُ فِيهِ إِلَّا الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ فَإِنِّي أُنْسِيتُ لِمَوْضِعِ الْقَضَاء

464 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتلِي نَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ

الْقطَّان قَالَا نَا أَبُو مَوْدُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى اللَّيْلِ وَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ تَفْجَأْهَ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ

465 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا أَبُو النَّضر ح وَحدثنَا يزِيد بن الْهَيْثَم البادي نَا عَاصِم بن عَليّ قَالَا نَا أَبُو خَيْثَمَة نَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الطَّائِيُّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ حِينَ يُمْسِي اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ دخل الْجنَّة

466 - حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ كتب إِلَيْنَا الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي نَا زيد بن الْحباب نَا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ الْهَاشِمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تُسْمِعِينِي مَا أَوْصَيْتُكِ بِهِ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصبَحت وأمسيت

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طرفَة عين

467 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو مَسْعُودِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ ح وَحَدَّثَنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ أَبِي سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَ أَحَدًا رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُرْضِيَهُ

468 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْأسود بن عَامر نَا هُرَيْمٌ الْبَجَلِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ قُولِي عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ عِنْدَ إِقْبَالِ لَيْلِكَ وَإِدْبَارِ نَهَارِكَ وَأَصْوَاتِ دُعَاتِكَ وَحُضُورِ صَلَوَاتِكَ اغْفِر لي

469 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شبة نَا يُوسُف بن عَطِيَّة الصفار ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذَا أَمْسَى وَإِذَا أَصْبَحَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ

مِنْ فُجَاءَاتِ الْخَيْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فُجَاءَاتِ الشَّرِّ فَإِنَّ الْعَبْدَ لَا يَدْرِي مَا يَفْجَؤُهُ

470 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عَمْرو بن خَالِد نَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي جَمِيلٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ أَصْبَحْتُ يَا رَبِّ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ شَهَادَتِي عَلَى نَفْسِي أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحدك لَا شريك لَك لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ يَقُولُهَا ثَلَاثًا

باب ما يستحب من حسن الصحبة في السفر

بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ حُسْنِ الصُّحْبَةِ فِي السَّفَرِ

471 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ العطاردي نَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ صَحِبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَلَمَّا أَرَادُوا أَن يفارقوه أتبعهم السَّلَام وَقَالَ حق الصُّحْبَة

472 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ سَفْرًا أَنْ تَكُونَ نَفَقَتُهُمْ جَمِيعًا سَوَاءً فَإِنَّ ذَلِكَ أَطْيَبُ لِأَنْفُسِهِمْ وَأَحْسَنُ لِأَخْلَاقِهِمْ

473 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنِي أبي نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ عُمَارَةَ بن زَاذَان الصيدلاني نَا مَكْحُولٌ يَعْنِي الْأَزْدِيَّ وَلَيْسَ بِالشَّامِيِّ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ لَا تَصْحَبَّنَّ رَجُلًا يَكْرُمُ عَلَيْكَ فَيُفْسِدُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ يَعْنِي فِي السَّفَرِ

باب ما يستحب للرجل إذا كان مسافرا أن يسرع الرجعة إلى أهله عند فراغه

بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا أَنْ يُسْرِعَ الرَّجْعَةَ إِلَى أَهْلِهِ عِنْدَ فَرَاغِهِ

474 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا عُثْمَان بن عمر بن فَارس أَنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ حَاجَتَهُ فَلْيُعَجِّلِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهله

من باب ما يستحب للمرء من الرد عن عرض أخيه المسلم

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الرَّدِّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ

475 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ ملاعب قَالَا نَا عبيد الله بن مُوسَى نَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ نَالَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ عَنْهُ رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ

476 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي نَا الْحَارِث بن سُرَيج نَا يزِيد بن زُرَيْع نَا يُونُس بن عبيدعن الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذُكِرَ عِنْدَهُ أَخُوهُ بِظَهْرِ الْغَيْبِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ فَنَصَرَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

477 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالك السُّوسِي نَا أَبُو بِلَال الْأَشْعَرِيّ نَا أَبُو مُنْقِذٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حَمَى عِرْضَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَلَكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِيهِ من النَّار

من باب ما يستحب للمرء من التحبب إلى خيار الناس واستجلاب موداتهم

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ التَّحَبُّبِ إِلَى خِيَارِ النَّاسِ وَاسْتِجْلَابِ مَوَدَّاتِهِمْ

478 - حَدثنَا عِيسَى بن أبي حَرْب الصفار نَا عَمْرو بن عَاصِم الْكلابِي نَا أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ التودد للنَّاس

479 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَبُو النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم نَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا رَزَقَكَ اللَّهُ وُدَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَتَمَسَّكْ بِهِ

480 - حَدثنَا أَبُو بدر عباد بن الْوَلِيد نَا منهال بن حَمَّاد السراج نَا سُلَيْمَان الْعجلِيّ عَن بديل بن وَرْقَاء قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَكِسْ فِي اكْتِسَابِهِمْ فَإِنَّهُمْ زَيْنٌ فِي الرَّخَاءِ وَعُدَّةٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ

481 - حَدثنَا عَليّ بن زيد الْفَرَائِضِي نَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْءُ على دين خَلِيله فَلْينْظر أحدكُم من يخال

482 - أَنْشدني عَليّ بن دَاوُد الرقي من // الْخَفِيف // (كُلَّ مَنْ كَانَ لَا يُؤَاخِيكَ فِي اللَّهِ ... فَلَا تَرْجُ أَنْ يَدُومَ إِخَاؤُهْ) (إِنَّ خَيْرَ الْإِخْوَانِ مَنْ كَانَ فِي اللَّهِ ... لَهُ دَامَ وده وصفاؤه)

483 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا مُحَمَّد بن فُضَيْل الْمروزِي نَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ رَجُلَانِ لَا تَصْحَبْهُمَا صَاحِبُ مَأْكَلِ سُوءٍ وَصَاحِبُ بِدْعَةٍ

484 - حَدثنَا حميد بن الرّبيع الخزاز نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز

لَا تُصَافِ قَاطِعَ رَحِمٍ فَإِنَّ اللَّهَ لَعَنَهُ فِي آيَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٍ فِي الرَّعْدِ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُم اللَّعْنَة وَلَهُم سوء الدَّار} وَآيَةٍ فِي سُورَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لعنهم الله فأصمهم وأعمى أَبْصَارهم}

485 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا مُحَمَّد بن يعلى نَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ وَمَنْ يُكْثِرِ الْمِرَاءَ يُشْتَمْ وَمَنْ يُصَاحِبْ صَاحِبَ السُّوءِ لَا يَسْلَمْ وَمَنْ يُصَاحِبِ الصَّالح يغنم

486 - حَدثنِي أَحْمد بن جَعْفَر نَا يحيى بن أَيُّوب نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ تَوَدُّدُ النَّاسِ وَاسْتِعْطَافُهُمْ نِصْفُ الْحِلْمِ

487 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا سَعِيدٌ أَحْسَبُهُ ابْنَ عَامِرٍ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ يَا بن آدَمَ رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ

488 - قيل لبَعض الْحُكَمَاء

أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَخُوكَ أَمْ صَدِيقُكَ قَالَ إِنَّمَا أُحِبُّ أَخِي إِذَا كَانَ لِي صَدِيقًا

489 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ نَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ الْقَرِيبُ مَنْ قَرَّبَتْهُ الْمَوَدَّةُ وَإِنْ بَعُدَ نَسَبُهُ وَالْبَعِيدُ مَنْ بَاعَدَتْهُ الْعَدَاوَةُ وَإِنْ قَرُبَ نَسَبُهُ أَلَا لَا شَيْءَ أَقْرَبُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ يَدٍ إِلَى جَسَدٍ وَإِنَّ الْيَدَ إِذَا فَسَدَتْ قطعت وَإِذا قطعت حسمت

490 - قيل لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ النُّفُوسِ قَدْرًا وَهِيَ عَلَيْهِ أَشَدُّ تَفَجُّعًا قَالَ فَقْدُ خِلٍّ مُشَاكِلٍ وَقُرْبُ شِكْلٍ مُوَافِقٍ وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ قَالَ الْأَجَلُ قِيلَ فَمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ قَالَ الْأَمَلُ قِيلَ فَمَا أَوْحَشُ شَيْءٍ قَالَ الْمَوْتُ قِيلَ فَمَا أَسَرُّ شَيْءٍ قَالَ الصَّاحِبُ الْمُوَاتِي

491 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ قَالَ سُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ مَا شَرِيطَةُ الصَّدِيقِ قَالَ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى جَمِيعِ أَمْرِكَ وَيُظْهِرَ الْحَسَنَ عَنْكَ وَيُذِيعَهُ لَكَ وَيَسْتُرَ الْقَبِيحَ عَلَيْكَ وَيَدْفَعَهُ عَنْكَ وَيُهَجِّنَهُ عِنْدَكَ

وَيُعَرِّفَكَ عُيُوبَكَ وَيَسْتَنْزِلَكَ بِرِفْقٍ مِنْهَا وَيُخْبِرَكَ بِمَحَاسِنِكَ وَيَحُثَّكَ عَلَى الزِّيَادَةِ مِنْهَا يَفِيَ لَكَ عِنْدَ النَّائِبَةِ وَيَشْرَكَكَ فِي الْمُصِيبَةِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ الصّديق الْوَدُود

491 - قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ أَيُّ سَفَرٍ أَطْوَلُ قَالَ مَنْ كَانَ فِي طَلَبِ صَاحِبٍ يَرْضَاهُ

492 - وأنشدني مُحرز بن الْفضل الرَّازِيّ مجزوء // الْكَامِل // (لَا تَرْضَيْنَ مِنَ الصَّدِيقِ ... بِكَيْفَ أَنْتَ وَمَرْحَبًا بِكْ) (حَتَّى تُجَرِّبَ مَا لَدَيْهِ ... بِحَاجَةٍ إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكْ) (فَإِذَا وَجَدْتَ فِعَالَهُ ... كمقاله فبه تمسك)

493 - وأنشدني ابْن الدولابي من الرجز (كُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا سَيَقْضِي نَحْبَهُ ... إِنْ كَرِهَ الْمَوْتَ وَإِنْ أَحَبَّهُ) (مَا الْحُرُّ إِلَّا مَنْ يُوَاسِي صَحْبَهُ ... وَلَا الْفَتَى إِلَّا الْمُطِيعُ ربه)

من باب واجب حق الصحبة والمرافقة

من بَابُ وَاجِبِ حَقِّ الصُّحْبَةِ وَالْمُرَافَقَةِ

494 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي نَا بشر بن عمر الزهْرَانِي نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ اصْحَبِ النَّاسَ بِمَا شِئْتَ يَصْحَبُوكَ بِمثلِهِ

495 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا آدم بن أبي أياس دثني عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

كَفَى بِهَا نِعْمَةً أَنْ يَتَجَاوَرَ الْمُتَجَاوِرَانِ أَوْ يَتَخَالَطَا أَوْ يَصْطَحِبَا فَيَتَفَرَّقَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا

496 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاء

497 - أَنْشدني ذاود بن الْحُسَيْن المخرمي من // الْخَفِيف // (كَمْ صَدِيقٍ عَرَفْتُهُ بِصَدِيقٍ ... كَانَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيقِ الْعَتِيقِ) (وَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ فِي طَرِيقٍ ... صَار بعد الطَّرِيق خير صديق)

من باب ما يستحب للمرء من استخارة الله عز وجل في الأمر يقصد له

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِخَارَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْأَمْرِ يَقْصِدُ لَهُ

498 - حَدثنَا عمر بن شبة نَا أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ ح وَحَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي نَا حَاتِم بن سَالم قَالَا نَا زَنْفَلٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

كَانَ إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ اللَّهُمَّ خِرْ لي واختر لي

499 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ أَبُو مُوسَى نَا مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي ليلى دثني أبي دثني ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَخَارَ اللَّهَ فِي الْأَمْرِ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ علام الغيوب اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذِه خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي وَخَيْرَ مَا يُبْتَغَى فِيهِ الْخَيْرُ وَخَيْرًا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي فَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا لي فَاقْض لي الْخَيْر حَيْثُمَا كَانَ ورضني بِقَضَائِك

آخر الجزء الرابع ويتلوه في الخامس باب ما يستحب للمرء استعمال الحزم والأخذ بالثقة والنظر في عواقب الأمور قبل كونها

آخر الْجُزْء الرَّابِع ويتلوه فِي الْخَامِس بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُور قبل كَونهَا وَالْحَمْد لله رب الْخَلَائق أَجْمَعِينَ وَالصَّلَاة عَليّ سيد الْبشر مُحَمَّد وَآله وصحابه وأزواجه وأصهاره وَأَتْبَاعه بلغت سَمَاعا من أول الْجُزْء بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن صابر السّلمِيّ عَلَيْهِ من أَصله وَأَنا نَاظر فِي هَذِه النُّسْخَة مُقَابل بِهِ وَابْنه أَبُو الْمَعَالِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْقَاسِم يحيى بن عَليّ بن زُهَيْر السّلمِيّ وَأَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن همام التنوخي المعري وَأَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن سهل بن بشر الإِسْفِرَايِينِيّ وَذَلِكَ بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مئة بِدِمَشْق حماها الله فِي المنارة الغربية من جَامعهَا وَصَحَّ

قَرَأت هَذَا الْجُزْء عَليّ الشَّيْخ الرحلة الصَّدْر الْمُحدث جمال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين بن عبد الْهَادِي فَسَمعهُ الشَّيْخ بدر الدّين الْكِنَانِي وولداه عبد الرَّحْمَن وَنجم الدّين وَأَبُو بكر المادح وَآخَرُونَ بفوت وَسمع الْمجْلس الْأَخير وَهُوَ من بَاب مَا يسْتَحبّ للمرء عِنْد دُخُوله وَعند خُرُوجه من القَوْل مِنْهُم القَاضِي جمال الدّين بن عز الدّين الْحَنْبَلِيّ الصَّالِحِي وَالشَّيْخ عبد الْحَلِيم بن مُحَمَّد العينتباوي وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم اللبدي كَامِلا إِلَّا يَسِيرا وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم البقاعي وَأحمد بن مُحَمَّد الحوراني وَمُحَمّد بن أَحْمد الصورتاني وَأحمد المغربي بعض الْمجْلس الْأَخير وَصَحَّ ذَلِك وَثَبت فِي مجلسين آخرهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشْرين شهر رَمَضَان سنة خمس وتسع مئة بمدرسة شيخ الْإِسْلَام أبي عمر بصالحية دمشق وَأَجَازَ بِشَرْطِهِ عِنْد أَهله وَكتبه قارئه إِبْرَاهِيم الْكِنَانِي الفندقومي

صفحة فارغة

صفحة فارغة

صفحة فارغة

5 - بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن الْفَتْح السّلمِيّ فَقِيه أَصْحَاب الشَّافِعِي بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الْحَدِيد السّلمِيّ أَنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَان نَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سهل الخرائطي قَالَ

باب ما يستحب للمرء من استعمال الحزم والأخذ بالثقة والنظر في عواقب الأمور قبل كونها

بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ قَبْلَ كَونهَا

500 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بن عَنْبَسَة الْوراق نَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَنْ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلِمَ أَنَّهُ خُلِقَ غَنَاءً لِلْإِسْلَامِ كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَزِيًّا نَسِيجَ وَحْدَهُ قَدْ أَعَدَّ لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا

501 - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ الْمُعْتَصِمَ بِاللَّهِ يَقُول

إِذَا لَمْ يُعِدَّ الْوَالِي لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا قَبْلَ نُزُولِهَا أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ ظُلَمُ الْجَهَالَةِ عِنْدَ حُلُولِهَا

502 - حَدثنَا أَحْمد من مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ لَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِكُنُوزِ كِسْرَى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمَ أَلَا تَجْعَلُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى تَقْسِمَهَا قَالَ لَا أُظِلُّهَا سَقْفَ بَيْتٍ حَتَّى أُمْضِيَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ فِي صَرْحِ الْمَسْجِدِ وَبَاتُوا يَحْرُسُونَهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَمَرَ بِهَا فَكُشِفَ عَنْهَا فَرَأَى فِيهَا مِنَ الْبَيْضَاءِ وَالْحَمْرَاءِ مَا كَادَ يَتَلَأْلَأُ مِنْهُ الْبَصَرُ فَبَكَى عُمَرُ فَقِيلَ مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَيَوْمُ شُكْرٍ وَيَوْمُ فَرَحٍ فَقَالَ عُمَرُ إِنَّ هَذَا لَمْ يُعْطَهُ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا أَلْقَى بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ

503 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي نَا ابْن أبي مَرْيَم أَنا نَافِع بن أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ

504 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ إِيتِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَسْتَغْفِرْ لَكَ أَو يَدْعُو لَكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ

505 - حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن شَاكر نَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُهُ أَنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ملكا يسدده

506 - حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن الْحسن الْحَرَّانِي نَا النُّفَيْلِي نَا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة نَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ الْعَزِيزُ حِينَ تَفَرَّسَ فِي يُوسُفَ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ ولدا} وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَتْ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَتْ {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرت الْقوي الْأمين} وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ بْنَ الْخطاب

507 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا الْفِرْيَابِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَأَسْأَلُ عَنِ الشَّرِّ فَقِيلَ لَهُ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ إِنَّهُ مَنِ اعْتَزَلَ الشَّرَّ وَقَعَ فِي الْخَيْرِ

508 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ الْخُتُلِّيُّ قَالَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ مَنْ تَحَرَّزَ لَمْ يَكَدْ يَعْطَبُ وَمَنْ غَرَّرَ لَمْ يَكَدْ يَسْلَمُ وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْحَكِيمُ مَنْ تَحَرَّزَ مَنْ لَائِمَةِ الْعَاقِلِ بِالتَّوَقِّي مِنْ عَيْبِ الْجَاهِلِ

509 - حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن شَاكر نَا يزِيد بن هَارُون أَنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بن الْخطاب لرجل وَهُوَ يعظه لَا تكلم فِيمَا لَا يَعْنِيكَ وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ وَالْأَمِينُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ

510 - أَنْشدني بعض أَصْحَابنَا من // الْكَامِل // (احْذَرْ صَدِيقَكَ لَا عَدُوَّكَ إِنَّمَا ... جُمْهُورُ سِرِّكَ عِنْدَ كُلِّ صِدِّيقِ)

511 - سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ ينشد لإِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْكَاتِب من // المجتث // (لَوْ قِيلَ لِي خُذْ أَمَانًا ... مِنْ أَعْظَمِ الْحَدَثَانِ) (لَمَا أَخَذْتُ أَمَانًا ... إِلَّا مِنَ الإخوان)

512 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطباع نَا أَبُو سَلمَة الْخُزَاعِيّ نَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْت

513 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عُمَرُ لَوْلَا آخِرُ النَّاسِ مَا افْتَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُهَا

514 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو عبيد نَا أَبُو الْأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ أَنَّ النَّاسَ قَدْ سَأَلُوا أَنْ تُقْسَمَ بَيْنَهُمْ غَنَائِمُهُمْ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَانْظُرْ مَا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْك فِي الْعَسْكَر من كرَاع أَوْ مَالٍ فَاقْسِمْهُ بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسلمين واترك الأَرْض والأنهار بعملها لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي أُعْطِيَاتِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّا إِنْ قَسَمْنَاهَا بَيْنَ مَنْ حَضَرَ لَمْ يَكُ لِمَنْ بعدهمْ شَيْء

515 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو عبيد نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقْسِمَ السَّوَادَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَمَرَ أَنْ يُحْصَوْا فَوُجِدَ الرَّجُلُ يُصِيبُهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْفَلَّاحِينَ فَشَاوَرَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ دَعْهُمْ يَكُونُوا مَادَّةً لِلْمُسْلِمِينَ فَتَرَكَهُمْ وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ

حُنَيْفٍ فَوَضَعَ عَلَيْهِمْ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ واثني عشر

516 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو عبيد نَا هِشَام بن عمار نَا يحيى بن حَمْزَة دثني تَمِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَنْسِيُّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ أَوِ ابْنُ قَيْسٍ شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ قَدِمَ عُمَرُ الْجَابِيَةَ فَأَرَادَ قَسْمَ الْأَرْضِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ وَاللَّهِ إِذًا لَيَكُونَنَّ مَا تَكْرَهُ إِنَّكَ إِنْ قَسَمْتَهَا الْيَوْمَ كَانَ الرُّبُعُ الْعَظِيمُ فِي أَيْدِي الْقَوْمِ ثُمَّ يَبِيدُونَ فَيَصِيرُ ذَلِكَ إِلَى الرَّجُلِ الْوَاحِدِ أَوِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يَسُدُّونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مَسَدًّا وَهُمْ مَا يَجِدُونَ شَيْئًا فَانْظُرْ أَمْرًا يَسَعُ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ

517 - لبَعْضهِم من // الطَّوِيل // (بَصِيرٌ بِأَعْقَابِ الْأُمُورِ بِرَأْيِهِ ... كَأَنَّ لَهُ فِي الْيَوْمِ عَيْنًا عَلَى غَدِ)

518 - وأنشدني مُحَمَّد بن الْفضل الوارثي من // الطَّوِيل // (يَرَى عَزَمَاتِ الرَّأْيِ حَتَّى كَأَنَّهَا ... تُخَاطِبُهُ فِي كل أَمر عواقبه)

519 - أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ أَوْ غَيْرُهُ من // السَّرِيع //

(تَزِيدُهُ الْأَيَّامُ إِنْ سَاعَفَتْ ... شِدَّةَ حَزْمٍ بِتَصَارِيفِهَا) (كَأَنَّهَا فِي حَالِ إِسْعَافِهَا ... تُسْمِعُهُ ضَجَّةَ تَخْوِيفِهَا)

520 - حَدثنِي جبيش بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيَّ يَقُولُ قَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مَا أَحْمَدْتُ نَفْسِي عَلَى ظَفَرٍ ابْتَدَأْتُهُ بِعَجْزٍ وَلَا لمتها على مَكْرُوه ابتدأته بحزم

521 - وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الْحَزْمَ لِظَفَرٍ نَالَهُ عَاجِزٌ وَلَا يَرْغَبُ فِي التَّضْيِيعِ لِنَكْبَةٍ حَلَّتْ عَلَى حَازِمٍ

522 - وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ كَانَ عُظَمَاءُ التُّرْكِ يَقُولُونَ يَنْبَغِي لِلْقَائِدِ الْعَظِيمِ الْقِيَادَةِ أَنْ تَكُونَ فِيهِ

أَخْلَاقٌ مِنْ أَخْلَاقِ الْبَهَائِمِ سَخَاءُ الدِّيكِ وَتَحَنُّنُ الدَّجَاجَةِ وَقَلْبُ الْأَسَدِ وَحِمْلَةُ الْخِنْزِيرِ وَرَوَغَانُ الثَّعْلَبِ وَصَبْرُ الْكَلْبِ عَلَى الْجِرَاحِ وَحِرَاسَةُ الْكُرْكِيِّ وَحَذَرُ الْغُرَاب وختل الذِّئْب وهداية الْحمام

من باب ما جاء في شدة الحذر من أن ينكب المرء من سبب واحد نكبتين

من بَابُ مَا جَاءَ فِي شِدَّةِ الْحَذَرِ مِنْ أَنْ يُنْكَبَ الْمَرْءُ مِنْ سَبَبٍ وَاحِدٍ نَكْبَتَيْنِ

523 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد الْبَزَّاز نَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن نَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُلْسَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ

524 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا ابراهيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد عَن زُهَيْر عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لَا يلْدغ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ

525 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عبد الله بن صَالح نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

ح وَحدثنَا الرَّمَادِي أَيْضا نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ أَنَّ اللَّيْثَ حَدَّثَهُمَا عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مرَّتَيْنِ

526 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا سعيد بن أَسد بن مُوسَى نَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ وَرَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَا قَضَى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ وَقَالَ لَهُ هَلْ أَنْتَ عَائِدٌ يَا بن شِهَابٍ إِلَى الدَّيْنِ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ قَالَ رَجَاءٌ فَعَادَ إِلَى الدَّيْنِ وَكَانَ فِي عَقْدِهِ وَفَاءٌ لِذَلِكَ

من باب ما يستحب للمرء أن يقوله إذا أوى إلى فراشه

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ

527 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ النُّمَيْرِيُّ نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ثُمَّ لْيَتَوَسَّدْ يَمِينَهُ ثُمَّ لِيَقُلْ بِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ اللَّهُمَّ إِنْ

أَمْسَكْتَهَا فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادك الصَّالِحين

528 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن بن عَنْبَسَة نَا حبَان بن هِلَال نَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَةَ عَنْ سَوَاءٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ اضْطَجَعَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ

529 - حَدثنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ {الم تَنْزِيلُ} وَ {تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك}

530 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ أَن اللَّيْث حَدثهمَا دثني عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدِهِ وَقَرَأَ فِيهَا بِالْمُعَوِّذَاتِ ثُمَّ مَسَحَ بِهَا جسده

531 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا وَكِيع نَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَأَقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ من الشّرك

532 - حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القوهستاني نَا يحيى بن يحيى نَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَلْ أَنْتَ آخِذٌ رَبِيبَةً لَنَا فَتَكْفُلُهَا وَتُرْضِعُهَا فَإِنَّمَا أَنْتَ ظِئْرِي قَالَ نَعَمْ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْجَارِيَةَ فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَى امْرَأَتِهِ فَكَانَتْ مَعَهَا ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا فَعَلَتِ الْجَارِيَةُ قَالَ هِيَ صَالِحَةٌ تَرَكْتُهَا عِنْدَ أُمِّهَا قَالَ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ جِئْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُعَلِّمُنِي شَيْئًا أَقُولُهُ عِنْدَ مَنَامِي فقَالَ إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَاقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ

533 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تبْعَث عِبَادك

534 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو نعيم نَا فِطْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا بَرَاءُ كَيْفَ تَقُولُ إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ طَاهِرًا فَتَوَسَّدْ يَمِينَكَ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَقُلْتُ كَمَا عَلَّمَنِي غَيْرَ أَنِّي قُلْتُ وَبِرَسُولِكَ فَقَالَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ فَمَنْ قَالَهَا مِنْ لَيْلَتِهِ ثمَّ مَاتَ مَاتَ على الْفطْرَة

535 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا مُحَمَّد بن سَابق نَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تبْعَث عِبَادك

536 - حَدثنَا أَبُو يُوسُف القلوسي نَا أَبُو معمر نَا عبد الْوَارِث دثني حُسَيْن الْمعلم دثني عبد الله بن بُرَيْدَة دثني ابْنُ عِمْرَانَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي

وَأَوَانِي وَأَطْعَمَنِي وَسَقَانِي وَمَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ وَأَعْطَانِي فَأَجْزَلَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَرَائِطِيُّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ كُنْتُ حَدَّثْتُ بِهِ مَرَّةً فَقُلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ ذَاك خطأ وَأنكر ذَاك وَقَالَ اجْعَلْهُ ابْن عمرَان

537 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي نَا يحيى بن أبي بكير نَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَإِذَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْوِيَ وَأَنْتَ طَاهِرٌ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنَامَ وَأَنْتَ تَذْكُرُ اللَّهَ فَإِنَّ الْأَرْوَاحَ مَبْعُوثَةٌ عَلَى مَا قُبِضَتْ عَلَيْهِ فَإِذَا اضْطَجَعْتَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولد وَلم يكن لَهُ كُفؤًا أَحَدٌ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ اللَّهُمَّ إِنْ تَوَفَّيْتَنِي فَتَوَفَّنِي عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحدك لَا شريكك لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَإِنْ أَحْيَيْتَنِي فَأَحْيِنِي فِي طَاعَتِكَ وَعَافِيَتِكَ وَرَحْمَتِكَ ثُمَّ يَكُونُ أَوَّلَ مَا تَضَعُ جَنْبَكَ عَلَى يَمِينِكَ وَتَضَعُ كَفَّكَ عَلَى رَأْسِكَ وَتَقُولُ اللَّهُمَّ نَجِّنِي مِنْ عَذَابِكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَفْعَله وَثمّ تقْرَأ {قل هُوَ الله أحد} والمعوذتين

من باب ما جاء فيما يستحب للمرء أن يقوله إذا استيقظ من نومه

من بَاب مَا جَاءَ فِيمَا يسْتَحبّ للمرء أَن يَقُوله إِذا اسْتَيْقَظَ من نَومه

538 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ نَا مُحَمَّد بن يحيى التمار نَا عبد الرَّحْمَن بن يحيى الْبَصْرِيّ نَا مبارك بن سعيد اليمامي نَا يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَر دثني أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا رد الله إِلَى الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ نَفْسَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبَّحَهُ ومجده وَاسْتَغْفرهُ غفر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَإِنْ هُوَ قَامَ فَتَوَضَّأَ فَذَكَرَهُ وَاسْتَغْفَرَهُ وَدَعَاهُ تَقَبَّلَ مِنْهُ

539 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب الْموصِلِي نَا وَكِيع ح وَحدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا أَبُو نعيم قَالَا نَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ نَا أَبُو تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن ربيعَة بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ قَالَ بِتُّ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِنَ اللَّيْلِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ الْقَوِيِّ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ

541 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي نَا الْوَلِيد بن مُسلم نَا الْأَوْزَاعِيّ عَن عُمَيْر بن هَانِئ نَا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ دَعَا رَبِّ اغْفِرْ لِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَالَ الْوَلِيدُ أَوْ قَالَ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ

542 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنْ مَنَامِهِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قَالَ اللَّهُ صَدَقَ عَبْدِي وَشَكَرَ قَالَ وَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي مِنْ قَبْرِي اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ

543 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا يحيى بن بكير دثني ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ

مَنْ قَالَ حِينَ يَنْتَبِهُ مِنْ نَوْمِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَا نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَ كَيَوْمِ وَلدته أمه

544 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد نَا عَمْرو بن خَالِد أَنا ابْن لَهِيعَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَتَحَرَّكُ مِنَ اللَّيْلِ بِسْمِ اللَّهِ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَآمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَفَّرْتُ بِالطَّاغُوتِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وُقِيَ كُلَّ شَيْءٍ يَتَخَوَّفُهُ وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ إِلَى مثلهَا

باب ما يستحب للمرء من القول إذا طنت أذنه

بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا طَنَّتْ أُذُنه

545 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ حَدَّثَنِيهِ حَبَّانُ وَمَنْدَلٌ ابْنَا عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أحدكُم فَلْيذكرْنِي وَليصل عَليّ وَليقل ذكر الله من ذَكرنِي

من باب ما يستحب للمرء أن يقوله عند غشيانه أهله

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَهُ عِنْدَ غشيانه أَهله

546 - حَدثنَا سَعْدَان بن يزِيد نَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ أَخِي عَلْقَمَة عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَشِيَ امْرَأَتَهُ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ فِيمَا رَزَقْتَنِي لِلشَّيْطَانِ نَصِيبًا

547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابر الضَّرِير نَا أَبُو حُذَيْفَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ ح وَحدثنَا نصر بن دَاوُد نَا عَاصِم بن عَليّ نَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم لَوْ أَنُّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ اللَّهُمَّ جنبني الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لم يضرّهُ الشَّيْطَان

548 - حَدثنَا أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ نَا أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن نَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ حِينَ تَزَوَّجْتُ أُمَّ إِسْرَائِيلَ إِذَا أَنْتَ جَلَسْتَ جِلْسَةَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ فَقُلْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْنَا سَبِيلًا وَلَا فِيمَا رَزَقْتَنَا نَصِيبًا

549 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَرِهَ الْكَلَامَ عِنْدَ الْجِمَاعِ

550 - حَدثنَا أَحْمد بن سهل العسكري نَا عَبدُوس الرَّازِيّ نَا الْمسيب بن وَاضح نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عَطَاءٍ {وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ} قَالَ التَّسْمِيَة عِنْد الْجِمَاع

من باب ما يستحب للرجل من القول إذا عصفت الريح

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ مِنَ الْقَوْلِ إِذَا عصفت الرّيح

551 - حَدثنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِيُّ ح وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل نَا أبي قَالَا نَا عبد الرَّزَّاق نَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِمَكَّة وَعمر حَاجٌّ فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذا رأيتموها فَلَا تسبوها وسلوا لله مِنْ خَيْرِهَا وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا

552 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي نَا أبي الْهَيْثَم بن الْمُهلب دثني كُرَيْدُ بْنُ رَوَاحَةَ عَنْ أَبِي هِلَالٍ الرَّاسِبِيِّ نَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَاد بالدبور

553 - حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي نَا بشر بن عمر الزهْرَانِي نَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ

554 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا أَبُو مُعَاوِيَة عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

555 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالرَّحْمَةِ وَتَجِيءُ بِالْعَذَابِ وَقُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيحَ رَحْمَةٍ وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحَ عَذَابٍ

556 - حَدثنَا أَبُو مَنْصُور نصر بن دَاوُد الصَّاغَانِي نَا مُحَمَّد بن بكار نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ بَينا أَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الْجحْفَة والأبواء إِذْ غشيتنا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَبِأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَقُولُ يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ

557 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا زِيَاد بن عبد الله البكائي دثنا

عَنْهُ فِي حَيَاةِ هُشَيْمٍ كَانَ قَدْ سَمِعَ الْمَغَازِي عَن مُحَمَّد بن أسْحَاق نَا مَنْصُور يَعْنِي ابْن الْمُعْتَمِر عَن مُجَاهِد قَالَ جَاءَت رِيحٌ عَلَى عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَسَبَّهَا النَّاسُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا تَسُبُّوهَا فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالْعَذَابِ وَالرَّحْمَةِ وَلَكِنْ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ الرِّيحَ عَلَيْنَا عَذَابًا

558 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله {من المعصرات} قَالَ السَّمَاءُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الرِّيحُ

559 - حَدثنَا صَالح حَدثنِي أبي نَا مُؤَمل نَا سُفْيَان نَا الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَكَنٍ عَن عبد الله فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثجاجا} قَالَ يَبْعَثُ اللَّهُ الرِّيحَ فَتَحْمِلُ الْمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ فَتُمْرِي بِهِ السَّحَابَ فَتُدِرُّ كَمَا تُدِرُّ القحة ثُمَّ يُبْعَثُ أَوْ قَالَ يُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ أَمْثَالُ الْعَزَالَى فَتُصِيبُهُ الرِّيَاحُ أَوْ قَالَ الرِّيحُ فَينزل مُتَفَرقًا

من باب ما يستحب من القول عند صوت الرعد وما هو

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَ صَوْتِ الرَّعْد وَمَا هُوَ

560 - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْقَاصُّ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن الْبَراء نَا أَبُو عمر الحوضي قَالَا نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ أَبِي مَطَرٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ

561 - حَدثنَا أَبُو حَفْص الْقَاص نَا القعْنبِي نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ وَتَرَكَ الْحَدِيثَ وَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَتَمَّ الصَّلَاةَ وَقَالَ إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ

562 - حَدثنَا أَبُو حَفْص الْقَاص نَا أَحْمد بن أبي الْحوَاري نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُد يَمْشِي مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ غُلَامٌ إِذْ سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ فَخَرَّ وَلَصَقَ بِفَخِذِ أَبِيهِ دَاوُدَ فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ هَذَا صَوْتُ مُقَدِّمَاتِ رَحْمَتِهِ فَكَيْفَ لَوْ سَمِعْتَ صَوْتَ مُقَدِّمَاتِ غَضَبِهِ

563 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاس أَن ابْن عَبَّاس قَالَ الرَّعْدُ الْمَلَكُ وَالْبَرْقُ الْمَاءُ

564 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا وَكِيعٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة يَقُول {ويسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ} وَقَالَ الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ بِصَوْتِهِ

565 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل نَا أبي نَا وَكِيعٌ عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّعْدِ فَقَالَ مَلَكٌ وَسُئِلَ عَنِ الْبَرْقِ فَقَالَ مخاريق بأيدي الْمَلَائِكَة

566 - حَدثنَا صَالح دثني أبي نَا عَفَّان بن مُسلم نَا أَبُو عوَانَة نَا مُوسَى الْبَزَّاز عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الرَّعْدُ مَلَكٌ يَسُوقُ السَّحَابَ كَمَا يَسُوقُ الْحَادِي الْإِبِلَ بِحُدَائِهِ

567 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد دثني أبي نَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عمرَان الْجونِي قَالَ

إِنَّ مِنْ فَوْقِكُمْ بَحْرًا مِنْ نَارٍ فَمِنْهُ تكون الصَّوَاعِق

568 - حَدثنَا صَالح دثني أبي نَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث نَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَن عبد الله بن صحار الْعَبْدي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَى جَبَّار يَدعُوهُ إِلَى الله تَعَالَى فَقَالَ أَرَأَيْتُمْ رَبَّكُمْ هَذَا أَذَهَبٌ هُوَ أَمْ فِضَّةٌ هُوَ أَلُؤْلُؤٌ هُوَ أَسَرَقَةٌ هُوَ قَالَ فَبينا هُوَ كَذَلِكَ يُجَادِلُهُ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ وَأَرْسَلَتْ عَلَيْهِ صَاعِقَةً فَقَتَلَتْهُ فَأنْزل الله تَعَالَى {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يجادلون فِي الله وَهُوَ شَدِيد الْمحَال}

من باب ذكر المطر وما يقال عند نزوله

من بَابُ ذِكْرِ الْمَطَرِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ نُزُولِهِ

569 - حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص قَاضِي عكبرا نَا أَبُو الْأَصْبَغ نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا

570 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا عبد الرَّزَّاق أَنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْغَيْثَ قَالَ اللَّهُمَّ صبا هَنِيئًا أَو صيبا هَنِيئًا

571 - حَدثنَا أَبُو عَليّ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القوهستاني نَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ صيبا هَنِيئًا

572 - حَدثنَا عمر بن شبة بن عُبَيْدَة نَا إِسْحَاق بن إِدْرِيس دثني سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَن سَمُرَة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَى أَرْضِنَا زينتها وسكنها

573 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شبة نَا يُوسُف بن عَطِيَّة الصفار نَا ثَابت عَن أنس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا مطرَت السَّمَاءُ أَوْ طَشَّتْ شَدَّ إِزَارَهُ عَلَى حِقْوَيْهِ وَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِجَسَدِهِ وَيَقُولُ إِنَّهُ قَرِيبُ الْعَهْدِ بِرَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

574 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا مُحَمَّد بن جَهْضَم نَا الْحَجَّاجُّ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس بن مَالك قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَشَّتِ السَّمَاءُ أَوْ قَالَ طَشَّتْ شَدَّ إِزَارَهُ عَلَى حِقْوَيْهِ وَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَهَا بِجَسَدِهِ وَقَالَ إِنَّهَا قَرِيبَةُ الْعَهْدِ بِرَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى

575 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي نَا يُونُس بن مُحَمَّد نَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ {عَلَى أَمر قد قدر} قَالَ مَاءُ الْأَرْضِ وَمَاءُ السَّمَاءِ

576 - حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل دثني أبي ح وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ قَالَا نَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ إِنَّ الْمَطَرَ يَخِرُّ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَيَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَجْتَمِعُ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الأبزم فتجيء االسحابة السَّوْدَاء فتشربه

من باب ما يستحب للمرء من الرقى والعوذ والقول عند الشيء يخافه من سلطان أو غيره

من بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ الرُّقَى وَالْعُوَذِ وَالْقَوْلِ عِنْدَ الشَّيْءِ يَخَافُهُ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ غَيره

577 - حَدثنَا الْحسن بن نَاصح الْقطَّان بكرخ سرمرأى نَا روح بن عبَادَة نَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب قَالَ عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ إِذَا نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ لَا إِلَهَ

إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

478 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَن مُحَمَّد بن مَالِكِ الدَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة أَخْبرنِي حُسَيْن بن عَليّ بِأَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ عَلَّمَهُ عَنْ تَعْلِيمِ عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَّمَهُ كَلِمَاتٍ يَقُولُهَا عِنْدَ السُّلْطَانِ وَعِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ هَالَهُ وَهِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَيَقُولُ عِنْدَهُنَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ عِبَادك

579 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ الْكَرْمَانِيُّ نَا يحيى بن أبي بكير نَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ خَالِدٍ الْأَحول عَن الْحَارِث عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ عَبْدٌ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ اكْفِنِي كُلَّ هَمٍّ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ وَكَيْفَ شِئْتَ وَمن أَيْن شِئْت إِلَّا أذهب الله تَعَالَى همه

580 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ نَا عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي بكرَة نَا رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ لَا إِلَه إِلَّا الله

الْعَظِيم الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

581 - حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن شَاكر الْبَغْدَادِيّ وسعدان بن يزِيد الْبَزَّاز قَالَا نَا يزِيد بن هَارُون أَنا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَلِمَاتِ الْفَرَجِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم

582 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا مُحَمَّد بن الصَّلْت نَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأَ فَنَزَعَ خُفَّيْهِ فَسَقَطَ مِنْهُ أَسْوَدُ سَالِخٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ

583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله بن يزِيد أَبُو جَعْفَر الْمُنَادِي نَا شَبابَة بن سوار نَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ إِذا أتيت سُلْطَانًا مَهِيبًا فَخِفْتَ أَنْ يَسْطُوَ بِكَ فَقُلْ إِذَا رَأَيْتَهُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمُمْسِكُ السَّمَوَاتِ أَنْ

تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلَانٍ وَأَشْيَاعِهِ وَأَتْبَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أحد مِنْهُم أَي يَطْغَى كُنْ لَنَا جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرك تَقول ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

584 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَليّ بن أبي طَالب قَالَ إِذَا كُنْتَ بِوَادٍ تَخَافُ فِيهِ السَّبُعَ فَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ دَانْيَالَ وَالْجُبِّ مِنْ شَرِّ الْأسد

585 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي دثني أبي نَا الْعَبَّاس بن الْفضل عَن الْحسن بن الْحسن قَالَ لَمَّا زَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَتَهُ خَلَا بِهَا فَقُلْتُ وَمِنِّي قَالَ وَمِنْكَ فَلَمَّا قضى حَاجته إِلَيْهَا قُلْتُ عَزَمْتُ عَلَيْكِ لَتُحَدِّثِينِي بِمَا قَالَ لَكِ فَقَالَتْ قَالَ لِي إِذَا نَزَلَ بِكِ مَوْتٌ أَو أَمر فظيع من أَمر الدُّنْيَا فاتستقبليه بِأَنْ تَقُولِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيم سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ فَلَمَّا أَتَيْته قلتهن فَقَالَ لي إِنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أُرِيدُ قَتْلَكَ وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ الْآنَ أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْكَ فاسأل حَاجَتك

586 - حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي نَا أصبغ بن الْفرج الْمصْرِيّ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ خَرَجَ رَجُلٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فلقي فَلَقِيَ الْخَضِرَ فَقَالَ لَعَلَّكَ تُرِيدُ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ اجْعَل بَدو يومي هَذَا صَلَاحًا وَأَوْسَطَهُ فَلَاحًا وَآخِرَهُ نَجَاحًا وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِك الْكَبِير الْعَزِيز الْمُتَعَالِ ثُمَّ اسْأَلْ حَاجَتَكَ فَدَخَلَ الرَّجُلُ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَنَسِيَ أَنْ يَصْنَعَ مَا أَمَرَ بِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ صَنَعَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ سَحَرْتَنِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتَنِي وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ شَيْئًا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قِيلَ لَهُ فَأَعْطَاهُ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ

587 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا عَاصِم بن يُوسُف نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ عَنْ دَرْمَكِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنَانِي عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فَشَكا إِلَيْهِ الْوَحْشَةَ فَقَالَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ جَلَّلْتَ السَّمَوَات بالعز والجبروت فَقَالَهَا فَأذْهب الله عَنهُ الوحشة

588 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْب نَا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقاص عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

دَعْوَةُ ذِي النُّونِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمين وَمَا دَعَا بهَا عبد مُسْلِمٌ قَطُّ وَهُوَ مَكْرُوبٌ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ

589 - حَدثنَا طَاهِر بن خَالِد بن نزار دثني أبي نَا إِبْرَاهِيم بن طهْمَان دثني الْحَجَّاجُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ أَبِي بردة عَن أَخِيه أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَنَدْرَأُ بِكَ فِي نحورهم

590 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا عَمْرو بن طَلْحَة القناد نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلْقَمَةَ الطَّائِيُّ قَالَ رَأَى يُوسُفُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السجْن رجلا حسن الْهَيْئَة فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي أَرَاكَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ مَا أَرَاك مَحْبُوسًا فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا جِبْرِيلُ أَتَيْتُكَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَات لَعَلَّ الله أَن ينفعك بِهن قل اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ هَمٍّ يُهِمُّنِي فَرَجًا وَمَخْرَجًا وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ

591 - حَدثنَا الْعَبَّاس بن عبد الله الترقفي نَا يحيى بن يعلى نَا أبي نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بن أبي أوفى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم

اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ اللَّهُمَّ اهزمهم وزلزلهم

من باب الرقى والعوذ

من بَابُ الرُّقَى وَالْعُوَذِ

592 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا مُحَمَّد بن بكار نَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُصَيْفَةَ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ أَلَمًا فَلْيَضَعْ يَدَهُ حَيْثُ يَجِدُ أَلَمَهُ ثُمَّ لِيَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ يَقُولُهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ

593 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ النُّمَيْرِيُّ نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ دثني أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ اكْشِفِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاس لَا يكْشف الكرب غَيْرك غَيْرك

594 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ قَالَتْ أَسْمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ من

الْعين قَالَ نعم فَلَو كَانَ شَيْء سَابق الْقدر سبقت الْعين

595 - حَدثنَا أَبُو مَنْصُور نصر بن دَاوُد نَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْعَيْنِ فَإِنَّ الْعين حق

596 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا أَسْبَاطٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ رَخَّصَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرّقية من كل ذِي حمة

597 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن بن عَنْبَسَة نَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب نَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

598 - حَدثنَا حَمَّاد بن عَنْبَسَة الْوراق نَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُول

لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَرْقِيهِ فَقَالَ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَن ينفع أَخَاهُ فَلْيفْعَل

599 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ قَالَ فَمَا مَكَثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَدْرِكْ سَهْلًا فَقَالَ مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ قَالُوا عَامر بن ربيعَة فَقَالَ عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ إِذَا رَأَى مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَيغسل يَده وَوَجْهَهُ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ وَيَدَيْهِ إِلَى مِرْفَقَيْهِ وَيَصُبَّ الْإِنَاءَ عَلَيْهِ وَيُكْفِئَ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ

600 - حَدثنَا عَليّ بن حَرْب نَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ حُصَيْن عَن هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَعْرِضُ الْمَصَاحِفَ إِذْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ وَسَيِّدُهَا مَعَ الْقَوْمِ فَقَالَت مَا يجلسك قُم فابتغي راقيا فَإِن فلَانا قد لعق مُهْرَكَ بِعَيْنِهِ فَتَرَكَهُ يَدُورُ كَأَنَّهُ فِي فَلَكٍ لَا يَرُوثُ وَلَا يَبُولُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَا تَبْتَغِ رَاقِيًا وَلَكِنِ اذْهَبْ فَانْفُثْ فِي مِنْخَرِهِ الْأَيْمَنِ أَرْبَعًا وَفِي الْأَيْسَرِ ثَلَاثًا وَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ لَا بَأْسَ لَا بَأْسَ أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ

الشَّافِي لَا يَكْشِفُ الضُّرَّ إِلَّا أَنْتَ فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمرتنِي فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى رَاثَ وَبَالَ وَأَكَلَ

601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي نَا عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن جبلة نَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الْفَضْلِ أَخْبَرَنِي أَبُو صَفْوَانَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ خَرَجَ عَلَيَّ خُرَاجٌ فِي عُنُقِي فَتَخَوَّفْتُ مِنْهُ فَأَخْبَرْتُ بِهِ عَائِشَةَ فَقَالَتْ سَلِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ ضَعِي يَدَكِ عَلَيْهِ ثُمَّ قُولِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي شَرَّ مَا أَجِدُ بِدَعْوَةِ نَبِيِّكَ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْمَكِينِ عِنْدَكَ بِسْمِ اللَّهِ قَالَت فَفعلت فانخمص

602 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُلُوسِيُّ نَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم نَا حَمَّاد بن زيد نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ خَتَنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا يحيى بن زَكَرِيَّا وَعِيسَى بن مَرْيَم فِي الْبَرِيَّةِ إِذْ رَأَيَا وَحْشِيَّةً مَاخِضًا قَالَ عِيسَى لِيَحْيَى مَا تِلْكَ الْكَلِمَاتُ قَالَ يَحْيَى حَنَّةُ وَلَدَتْ مَرْيَمَ مَرْيَمُ وَلَدَتْ عِيسَى الْأَرْضُ تَدْعُوكَ يَا وَلَدُ اخْرُجْ يَا وَلَدُ اخْرُجْ قَالَ فَوَضَعَتْ قَالَ حَمَّادٌ فَمَا بِحَضْرَتِنَا امْرَأَةٌ تُطْلَقُ فَقِيلَ هَذَا عِنْدَهَا إِلَّا وَلَدَتْ قَالَ حَمَّادٌ حَتَّى الشَّاةُ تَكُونُ مَاخِضًا فَأَقُولُهُ وَأَنَا قَائِمٌ فَمَا أَبْرَحُ حَتَّى تَضَعَ

603 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عبد الله بن صَالح نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ بَصِيرًا ثُمَّ رَأَيْتُهُ أَعْمَى ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَصيرًا

فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ بَينا أَنَا نَائِمٌ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ قُلْ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ يَا سَمِيعُ يَا بَصِيرُ رُدَّ عَلَيَّ بَصَرِي قَالَ فَأَبْصَرْتُ

604 - حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد يحيى بن سافوي نَا الحكم بن مُوسَى نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي حُصَيْن أما إِنَّك إِذْ أَسْلَمْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَتَيْنِ تَنْفَعَانِكَ فَلَمَّا أَسْلَمْتُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْكَلِمَتَانِ اللَّتَانِ وَعَدْتَنِي قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفسِي

605 - حَدثنَا أَبُو بدر عباد بن الْوَلِيد نَا مُحَمَّد بن الصَّلْت الْقرشِي نَا عبد الْعَزِيز بن مُسلم الشَّامي عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قَوْمًا من عرينة جاؤوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا وَكَانَ مِنْهُمْ مُوَارِبَةٌ قَدْ شُلَّتْ أَعْضَاؤُهُمْ وَاصْفَرَّتْ وُجُوهُهُمْ وَعَظُمَتْ بُطُونُهُمْ فَأَمَرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ يَشْرَبُونَ مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَشَرِبُوا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا فَعَمَدُوا إِلَى رَاعِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلُوهُ وَاسْتَاقُوا الْإِبِلَ وَارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ وَجَاء جِبْرِيل وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ ابْعَثْ فِي آثَارِهِمْ فَبَعَثَ ثُمَّ قَالَ ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنَّ السَّمَاءَ سَمَاؤُكَ وَالْأَرْضَ أَرْضُكَ وَالْمَشْرِقَ مَشْرِقُكَ وَالْمَغْرِبَ مَغْرِبُكَ اللَّهُمَّ ضيق عَلَيْهِم الْأَرْضَ بِرَحْبِهَا حَتَّى تَجْعَلَهَا عَلَيْهِمْ أَضْيَقَ مِنْ مَسْكِ حَمَلٍ حَتَّى تُقْدِرَنِي عَلَيْهِمْ أَوْ تُعْثِرَنِي عَلَيْهِم قَالَ فجاؤوا بهم فَأنْزل الله تَعَالَى {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي}

الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تقطع أَيْديهم وأرجلهم من خلاف) الْآيَةَ فَأَمَرَهُ جِبْرِيلُ أَنَّ مَنْ أَخَذَ الْمَالَ وَقَتَلَ أَنْ يُصْلَبَ وَمَنْ قَتَلَ وَلَمْ يَأْخُذِ الْمَالَ يُقْتَلْ وَمَنْ أَخَذَ الْمَالَ وَلَمْ يَقْتُلْ تقطع يَده وَرجله ورد لَهُ من خلاف وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَهَذَا الدُّعَاءُ لِكُلِّ آبِقٍ وَكُلِّ مَنْ ضَلَّتْ لَهُ ضَالَّةٌ مِنْ إِنْسَانٍ وَغَيْرِهِ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ وَيكْتب فِي شَيْءٍ وَيُدْفَنُ فِي مَكَانٍ نَظِيفٍ إِلَّا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ

606 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ قلت لأبي يكْتب الشَّيْءَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي قِرْطَاسٍ وَيُدْفَنُ قَالَ لَا بَأْس بِهِ

607 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا أَبُو عَامر الْعَقدي نَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ أَظُنُّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَن ابْن عَابس الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ يَا بن عَابس أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُلْ أعوذ بِرَبّ الفلق وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس

608 - حَدثنَا حَمَّاد بن الْحسن الْوراق نَا أَبُو عَامر الْعَقدي نَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ وَيَذْكُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ

وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

609 - حَدثنَا نصر بن دَاوُد نَا أَبُو عبيد نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا مَرِضَ يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ المعوذات وينفث

610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سافوي نَا الحكم بن مُوسَى دثني الْهِقْلُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْمحيا وَالْمَمَات وفتنة الدَّجَّال

611 - حَدثنَا عَليّ بن دَاوُد الْقَنْطَرِي نَا عَمْرو بن خَالِد الْحَرَّانِي نَا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة نَا مُحَمَّد بن حجادة أَن أبان بن أبي عَيَّاش قَالَ دثني أنس بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو دُبُرَ الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ

612 - حَدثنَا عَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري نَا عبيد الله بن مُوسَى أَنا سعد بن أوسل عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شكل عَن أَبِيه شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي دَعْوَةً أَتَعَوَّذُ بِهَا قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَبَصَرِي وَشر لساني وقلبي

من باب ما يقال عند نهقة الحمار

من بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ نَهْقَةِ الْحِمَارِ

613 - حَدثنَا عَليّ بن بِحَرب نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ نَهْقَةِ الْحِمَارِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم آخر الْمُنْتَقى من كتاب مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالْحَمْد لله حق حَمده وَالصَّلَاة على الْمُصْطَفى مُحَمَّد وَآله وَأَصْحَابه وأزواجه وَأَتْبَاعه بلغت من أول الْجُزْء السماع بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن صابر السّلمِيّ وَابْنه أَبُو الْمَعَالِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْقَاسِم يحيى بن عَليّ بن زُهَيْر السّلمِيّ الشَّاهِد وَأَبُو عُبَيْدَة مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن همام التنوخي المعري وَأَبُو الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن سهل بن بشر الإِسْفِرَايِينِيّ فِي شهر ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مئة فِي جَامع دمشق فِي المنارة الغربية مِنْهُ

§1/1